يقول كبير المستعربين الأوربيين في القرن السايع عشر ألبيرت شخولتنس مقارناً حالة الشاعر العربي الجيدة بحالة الشاعر الغربي التعيسة: "إن الكرم العربي يحول دون شقاء الشاعر". ويرد شخولتنز تفوق العرب في الشعر على سائر الأمم إلى غنى اللغة العربية وموسيقاها العذبة. يقول في إحدى خطبه: "لا بد من أخذ غنى اللغة العربية الفاحش بعين الحسبان [عند مقارنة الشعر العربي بغيره] ". *ويورد شخولتنس ـ الذي كان يعجب بالمعاني أكثر من إعجابه بالألفاظ ـ أدلة كثيرة على تفوق الشعر العربي على الشعر الأوربي القديم منه والحديث، منها هذان البيتان لشبل الدولة مقاتل بن عطية، رثى فيهما الوزير نظام الملك (توفي سنة 1094):
كان الوزير نظام الملك جوهرةً ***** مكوّنةً صاغها الباري من النطفِ
جاءت فلم تعرف الأيام قيمتها ***** فردها غيرة منه إلى الصدف
وترجمهما إلى الهولندية كما يلي **:
Hij was eene kostelijke parel,
door de Godheid zelve uit zijn schelp genomen, en op de wereld neergezet.
Hij blonk onder de menschen,
doch deze waren ongevoelig voor zijnen luister.
Daarom benijdde God dien schat aan ’t menschdom,
haalde hem terug, en plaatste hem wederom in zijn schelp.
أما المستعرب الهولندي الكبير ولميت صاحب المعجم العربي اللاتيني الشهير ... فيقول في محاضرة بعنوان "ذوق العرب الجمالي ( De sensu pulcri Arabum)"، وبالأخص عند حديثه عن أبي العلاء المعري: "انظر ما أروع العرب، وما أعظم عبقريتهم"! **** وكان ولميت يرد في خطبته هذه على أحد النقاد الأدبيين (من غير المستعربين) ـ وهو الناقد وايرز ـ الذي كتب سنة 1845 قائلاً: "إن من يبحث عن شعر رفيع عند العرب شخص يضيع وقته فيما هو غير مفيد"! *****
وشهادات حكماء الأمم الشرقية والغربية بتفوق العرب في الشعر كثيرة، ولكني سأكتفي بالإشارة إلى أمرين اثنين: الأول أن بحور الشعر العربية أكثر بحور الشعر كماً وأرقاها نوعاً (لدى اليونان ستة فقيرة فقط)، والثاني أن معظم الشعوب التي احتكت بالعرب، ومنها الفرس والأتراك والهنود والسريان والأكراد واليهود استعاروا بحور الشعر العربية ونسجوا على منوالها. وهذا لا يكون عبثاً!
وليس عند الساميين شعر موزون أو بحور شعر والعرب هم الاستثناء الوحيد. أجل، هنالك كتاب المزامير وكتاب نشيد الإنشاد عند اليهود، وهما كتابان يحتويان على عناصر غنائية كثيرة ولكن مضمونهما ليس شعراً. وقيمة كتاب العهد القديم الأدبية هي في بساطته وفي عفوية لغته وليس في صنعته الأدبية. والشعر أصلاً كان محرماً على اليهود، ولم يسمح لهم إلا بقرض الترنيمات الدينية التي كان شعراؤهم الدينيون "البيتانيم" يقرضونها للغناء في الكنيس. وأول ما قرض اليهود شعراً حقاً في العبرية تناولوا فيه المواضيع الدنيوية العامة كان في القرن التاسع الميلادي، عندما استعار الشاعر اليهودي المستعرب دوناش بن لابراط بحور الشعر العربية وأدخلها في العبرية فازدهر الشعر العبري وبلغ أوجه في الأندلس. ومن كبار شعراء هذه المدرسة: يهودا اللاوي المكنى بأبي الحسن (صاحب "كتاب الحجة والدليل في نصر الدين الذليل" المشهور بكتاب الخُزَري)، واسماعيل بن النغريلة الذي استوزره حبوس أحد ملوك الطوائف (إليه ينسب نقد للقرآن الكريم رد عليه ابن حزم الأندلسي في كتاب الفصل وفي رسالة "الرد على ابن النغريلة اليهودي")؛ وتادروس أبوالعافية، وإبراهيم بن عزرا، وسليمان بن جبيرول وغيرهم.
وفي هذا السياق يقول الأديب اليهودي الكبير يهودا الحريزي (صاحب المقامات العبرية المشهورة بـ: "تَحْكِمُوني"، التي حاكى فيها الهمذاني في مقاماته) في هذا المجال: ??? ?? ???? ????? ... ??? ????? ???? ??? ?????. "اعلموا أن الشعر العجيب كان منذ البداية مُلكاً للعرب"! ويقول عن أشعار الأمم الأخرى ما يلي: ?? ?????? ???? ???? ????????? ?? ???? ??? ?????? "إن أشعارهم ليست بشيء مقارنة بأشعار الإسماعيليين [= العرب] "! ولخص "جاحظ اليهود" موسى بن عزرا (القرن الخامس الهجري، وهو شاعر مجيد) في "كتاب المحاضرة والمذاكرة" (كتاب في الأدب العبري) الأمر كما يلي: "الشعر عند بني إسماعيل [= العرب] طبعٌ، وعند سائر الأمم تطبع"!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الإحالات:
* في الأصل Attendo porro ad incredibilem Arabicae Linguae copiam ….
** المصدر: J.C. Wenckebach (ed.), Drie redevoeringen van Hendrik Albert Schultens. Leeuwarden, 1845. " ثلاث خطب لألبيرت شخولتنس. ليواردين (هولندة) 1845". صفحة 27.
... الذي صدر في لايدن (هولندة) سنة 1784 وهو من أهم المعاجم الثنائية على الإطلاق.
**** في الأصل Tanta est Ingenii! Tanta Phantasiae Arabum.
***** في الأصل Qui vero poëtas Arabum propter isporum praestantia legat, si non sensu carere, certe otio suo abuti videtut.[/size
شكرا لك أستاذي
إذن فلا إنفراد للعربية بالوزن ولا جودة لغيرها فيه ط
هل ننشر الحلقة الثالثة؟(/)
سؤال لأهل الخبرة:
ـ[سام جدا]ــــــــ[25 - 11 - 2006, 09:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته
ارجو من اهل هذا المنتدى الشامخ الاجابة على سؤالي وهو
كيف ابدأ بعمل ادب مقارن بين مسرحيتين؟؟؟
وتحياتي للجميييييييييييييييع
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[25 - 11 - 2006, 11:07 م]ـ
و عليك السلام و رحمة الله وبركاته ..
أتمنى أن تجد هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8566) ما يفيدك.
ـ[علي العمر]ــــــــ[30 - 11 - 2006, 02:01 م]ـ
أخي الكريم
دراسة قصتين في الأدب المقارن ليس بالسهل الذي تتوقعه
فلابد لك أن تدرس موطن التلاقي والعلاقة التاريخية للقصتين
وكيف تأثر الكاتب المتأخر بالمتقدم
وتدرس مواطن التشابه والتقارن بينهما
وهذا يلجؤك لدراسة تاريخية في الآداب
بارك الله فيك وأعانك
ـ[سام جدا]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 09:26 م]ـ
وهذا بحث طولبت فيه .. لكن دون تعمق كما قال دكتور المادة فهو يريد فقط أوجه التلاقي والإختلاف فإن استطعت مساعدتي فلا تحرمني جزااااااك الله كل خير
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 12:10 ص]ـ
يمكنك أن تتناول المقارنة من خلال عناصر المسرحية.
فتجيب عن أسئلة متعددة:
- كيف كانت شخصيات المسرح؟
- كيف كانت لغة الحوار؟
- كيف كانت الفكرة؟
- كيف كان العرض والعقدة والحل؟
- كيف كانت الحكاية؟
- كيف كان الصراع في المسرحية؟
أيضا يمكن أن تبحث عن المصادر الأدبية والتاريخية لكل منهما
فتدرس مواضع التلاقي والاختلاف عند المسرحيتين في المواطن التي ذكرتها سابقا.
وهذا يعني أن أول خطوة تقوم بها قراءة المسرحيتين لأكثر من مرة قراءة واعية.
انظر كذلك كتاب محمد غنيمي هلال في الأدب المقارن ففيه تنبيهات لذلك وكذلك هناك بعض النماذج التطبيقية التي أوردها.(/)
عاجل: ماذا تعرفون عن كتاب الشعر والشعراء ومؤلفه؟
ـ[نوف]ــــــــ[25 - 11 - 2006, 11:47 م]ـ
عاجل: ماذا تعرفون عن كتاب الشعر والشعراء ومؤلفه؟؟؟
أعزائي
أنا في أمس الحاجة لمعرفة نبذة عن هذا الكتاب
وأين أجد التعريف بمؤلفه؟؟؟
ـ[معالي]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 12:27 ص]ـ
الكتاب لابن قتيبة رحمه الله.
الوقت الآن متأخر، وإلا كنت أحطتك بشيء عنه.
لعل الله ييسر لي عودة قريبة بإذنه.
ـ[نوف]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 08:59 ص]ـ
لعل الله ييسر لي عودة قريبة بإذنه.
آمين
ـ[معالي]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 05:24 م]ـ
هذا الكتاب هو من كتب الطبقات، وفكرة هذا النوع من الكتب تقوم على أن هناك مستويات من الشعراء، فكأنها نوع من الموازنة: شاعر متقدم وشاعر متأخر، وهكذا.
تجدين هذا النوع من الكتب يورد أخبار الشعراء، ويأتي على طرف من سيرتهم، فهي في الأصل كتب تراجم، إلا أنها تحمل مادة نقدية ثرية تتفاوت بين مؤلَّف وآخر.
لذلك جاز للبعض أن يسميها كتب النقد الضمني، إذ إن المادة النقدية فيها تتشكل من: المرويات النقدية التي يوردها المؤلف للآخرين (كأن يقول: وقال الأصمعي عندما سمع هذا البيت كذا وكذا ... )، ومن خلال الآراء والأحكام النقدية الخاصة بالمؤلف نفسه (كأن يقف المؤلف نفسه أمام أبيات يوردها ويقول: فيها كذا وكذا ... )، ومن خلال الاختيارات الشعرية التي يقدمها المؤلف لكل شاعر.
كتاب ابن قتيبة رحمه الله (276هـ) من جنس هذه الكتب، غير أنه تميز بموقفه التوفيقي من قضية القديم والحديث، فهو يترجم للقدماء وللمحدثين، وقد ورد في مقدمته ما ينص صراحة على موقفه هذا، فلتُراجَع.
وقد فسر بعض الباحثين هذا الموقف التوفيقي من ابن قتيبة بكونه فقيها قاضيا إلى جانب كونه عالما لغويا، فكأنه أمام قضية القديم والحديث يقف موقف القاضي الذي عليه ألا ينتصر لأحد الخصمين.
وأهم مافي كتاب ابن قتيبة مقدمته، وهي التي صنعتْ مجد هذا الكتاب، وقد تضمنت آراءه التوفيقية، وتقسيمه الشعر إلى أضرب، وغير ذلك مما يتطلب منكِ الاطلاع على المقدمة لاستجلائها.
أهم ما أجد أنني أفيدك به هو أن كثيرًا من آراء ابن قتيبة في الشعر والشعراء ليست له، مع أن كثيرًا من الباحثين ينسبها إليه فيقول: "قال ابن قتيبة كذا ... "، مع العلم أن الرجل ينص صراحة في كتابه على أن هذا الكلام لغيره.
وإيراد ابن قتيبة لهذه الآراء دليل على ارتضائه لها، لكن على الباحث أن يبحث عن أصول هذه الآراء.
هذا ما حضرني في هذه العجالة، وستجدين المزيد حول الكتاب في كتاب الدكتور إحسان عباس الشهير، وفي تقديم الوراق للكتاب في موقعهم؛ إذ سيحيلونك على طبعات الكتاب وعلى دراسات قامت حوله.
وفقك الله.
ـ[ايام العمر]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 05:52 م]ـ
http://www.alwaraq.net/
هذا رابط الكتاب ولكن يجب عليك التسجيل اولا
ـ[نوف]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 06:19 م]ـ
فتح الله عليكم فتوح العارفين
لكم الشكر وافرا
ـ[المرشد]ــــــــ[29 - 11 - 2006, 12:30 م]ـ
:::
لكتاب: (الشعر والشعراء) طبعة نفيسة في مجلدين، قام عليها ضبطا وشرحا مع تعريف وفهرسة شاملة: الأستاذ العلامة أحمد شاكر رحمه الله.
والسلام
ـ[حموز]ــــــــ[29 - 11 - 2006, 02:31 م]ـ
:::
[ FONT="Fixedsys"] السلام عليكم
أظن أن كتاب الشعر و الشعراءلأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (213هـ/828م - 15 رجب 276هـ=13 نوفمبر 899م) أديب فقيه محدث مؤرخ عربي.
يعتقد أنه ولد في الكوفة ونشأ في بغداد، وتعلم فيها على يد مشاهير علمائها، فأخذ الحديث عن أئمته المشهودين وفي مقدمتهم إسحاق بن راهويه، أحد أصحاب الإمام الشافعي، وله مسند معروف. وأخذ اللغة والنحو والقراءات على أبي حاتم السجستاني، وكان إمامًا كبيرا ضليعا في العربية، وعن أبي الفضل الرياشي، وكان عالما باللغة والشعر كثير الرواية عن الأصمعي، كما تتلمذ على عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، وحرملة بن يحيى، وأبي الخطاب زياد بن يحيى الحساني، وغيرهم.
بعد أن اشتهر ابن قتيبة وعرف قدره اختير قاضيا لمدينة الدينور من بلاد فارس، وكان بها جماعة من العلماء والفقهاء والمحدثين، فاتصل بهم، وتدارس معهم مسائل الفقه والحديث. عاد بعد مدة إلى بغداد، واتصل بأبي الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير الخليفة المتوكل، وأهدى له كتابه أدب الكاتب. استقر بن قتيبة في بغداد، وأقام فيها حلقة للتدريس ومن أشهر تلاميذه: ابنه القاضي أبو جعفر أحمد بن قتيبة، وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري، وغيرهم.
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والرسل محمد:=
ـ[نوف]ــــــــ[29 - 11 - 2006, 10:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا
ونفع بكم
ـ[بنعزري]ــــــــ[11 - 02 - 2010, 01:47 ص]ـ
اعتبر نفسي من الناس المحضوضين لاني اقتني هاذا الكتاب الرائع جدا وهي ليست نسخة عادية لانها نسخة قديمة وعمرها 106 عام. طبع في مدينة ليدن المحروسة بمطبعة بريل سنة 1904 وسأعرض بعض الصور من الكتاب قريبا انشاء الله(/)
أتمنى الإفادهـ بأسرع فرصة
ـ[سعد222]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 10:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخواني أعضاء و مشرفين هذا القسم كل أمل ورجاء بأن أجد منكم المساعده و الإفاده و السرعه لأني بجد محتاج الإفاده في خلال هذا اليوم أو بكرهـ بالكثير لأن هذا بحث بالجامعه وعليه 50 درجه ونفسي أحصل على الدرجه كامله
1 / تعريف الأدب المقارن " في مالا يقل عن صفحتين "
2 \ مجالات الأدب المقارن " في مالا يقل عن ثلاث صفحات "
3 / معلومات عن المعادل الموضوعي " في مالا يقل عن صفحتين "
4 \ شرح كلمة تحقيق في " في مالا يقل عن صفحتين "
5 / معلومات عن الكوميديا الآلهية " في مالا يقل عن ثلاث صفحات "
ـ[علي العمر]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 04:59 م]ـ
هناك كتاب الأدب المقارن
للدكتور محمد عنيمي هلال فيه كل ما طلبت
ويباع في كل المكتبات
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 06:44 م]ـ
وهل نتقاسم الدرجة سويا أخي سعد
ـ[حموز]ــــــــ[29 - 11 - 2006, 02:56 م]ـ
:::
نستطيع أن نعرف الأدب المقارن: هو الفن المنهجي الذي يهتم بأنماط العلاقات في الآداب عبر كل زمان ومكان، و الذي يبحث في علاقات التشابه والتقارب و التأثير وتقريب الأدب من مجالات التعبير والمعرفة الأخرى أو أيضاً الوقائع والنصوص الأدبية فيما بينها المساعدة في الزمان والمكان أو المتقاربة، شرط أن تعود إلى لغات وثقافات مختلفة تشكل جزءاً من تراث واحد من أجل وصفها بصورة أفضل
ـ[حموز]ــــــــ[29 - 11 - 2006, 03:04 م]ـ
:::
أخي تستطيع أن تبحث عن تلك المعلومات في كتاب: الشخصية اليهودية دراسة أدبية مقارنة
المؤلف: الدكتور "محمد جلاء إدريس".(/)
شكسبير وأحمد شوقي
ـ[سام جدا]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 09:45 م]ـ
:::
أحتاج أدب مقارن بين مسرحيتي كيليوبترا لشكسبير وأحمد شوقي
لو على الأقل أوجه الفرق بينها .. الله يجزاكم خير ..
ـ[علي العمر]ــــــــ[29 - 11 - 2006, 06:03 ص]ـ
أرجع لكتاب الدكتور محمد غنيمي هلال
فهو أفضل من قارن بينهما
ـ[سام جدا]ــــــــ[29 - 11 - 2006, 07:35 م]ـ
محمد غنيمي هلال عندي لكن مافيه مقارنة .. ارجو افادتي
ـ[علي العمر]ــــــــ[30 - 11 - 2006, 01:52 م]ـ
موجودة مقارنة بينهما
فقد تطرق لهذا الموضوع
وسوف أخبرك غدا إن شاء الله برقم الصفحة(/)
للكتابة وجه واحد ...
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 03:28 م]ـ
:::
الكتابة (مزاج) أو هي ممارسة لا تخضع لقانون زمني، أو مواسم كتابية 0
واجتراح الكتابة فعل مواجهة مع الذات الكاتبة، أو الأنا الفاعلة تحقيقا للمصداقية، وتأكيدا على مشروعية الكتابة الناهضة، الحارقة، والمتخمة بتساؤلاتها اللايقينية 0
إذن، هنا محور تساؤل عن مدى إمكانية توظيف الكاتب لقلمه أو تسخيره أو امتهانه للفعل الكتابي وفقا لمعطيات الراهن 0
وعلى هذا يتشيأ في الدواخل أن الكاتب فوضوي 00 فلوت 00 يمتطي وجعه وفرحه، أحلامه ومكابداته، يقينه وشكه، تساؤلاته وإجاباته 00 يكتب ذاته، يكاشف إرادته ليقول لك: ها أنذا ملء العين والسمع 00 00 تحسس هنا ملامحي 00 وجهي 00 تفاصيلي الباهتة، والتي قد لاتعنيك أنت بالضرورة 00 فقط 00 ها أنا!!
والعجيب في الأمر امتهان البعض لفعل الكتابة 00 هم يكتبون، وفي كل شيء!!
وأي شيء!!
تراهم كلما أرادوا الكتابة هيئوا ورقا ناصعا كالبرد، وقلما يانعا كخضرة العشب
يحشرون أنفسهم في الزوايا 00 يتسللون إلى المتلقي أينما وكيفما اتفق!!
والعجيب أيضا، طقوس أولئك المتخمين 00 طقوس الكتابة لديهم 0
قدح من الشاي أو (الكابوتشينو) على أنغام (موزار) و (بتهوفن)، أضواء خافتة و000و0000!! وكأن ذلك استدراج للكتابة 00 واقتناص لفراشاتها 00 وامتطاء ظهر الحرف!!
إن ما يدعو إلى التساؤل، هو أن للكتابة وجها واحدا، وما عداه (باطل) 0
فمناخ الكتابة متحول 00 وطقسها مد وجزر، و هي مشروطة بأقانيمها ترفض الثبات على أرضية واحدة 00
ثم أن الذات الكاتبة غير مستقرة 00 قلقة 00 حاضرة غائبة 00 وهي مشروطة كذلك بكينونتها التي ترفض امتهان القلم، وتسمو بالكلمة عن العواهن 0
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 12:14 ص]ـ
أهلا بالنحو في منتدى النقد ..
الكتابة و آهٍ من الكتابة!
الكتابة الحقيقية من السهل الممتنع، والذي يظنه البعض من العامة من أسهل الأمور .. حتى إنهم يستغربون حينما أضمّنها هواياتي.
الكتابة (مزاج) أو هي ممارسة لا تخضع لقانون زمني، أو مواسم كتابية
الكتابة مزاج .. ممارسة مزاجية .. فوضوية .. لا ترتبط بأي شيء.
قليل من يعي هذه الفكرة لتجده كما ذكرته يمتطي هذه الممارسة في أي وقت متوقّعا أن الكتابة حالها كحال الأكل والشرب و أي عمل يومي بسيط. لن أقول القراءة؛ فالقراءة تقترب من مزاجية الكتابة،وإن لم تصل لمستواها.
من يفهم هذه الفلسفة والخصوصية للكتابة هو من يستحق كلمة (كاتب) أما من يملأ الصحف، والأوراق كلاما فليس سوى مُغرق البياض بالسواد.
من السمو بالكلمة .. معرفة متى تُكتب، و متى يحين خطّها.
دمت كاتبا متميزا. وننتظر دور القراءة في عريضتك.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 06:44 م]ـ
أهلا بك وضحاء
وشكرا لمرورك
وأتساءل: هل للكتابة وجه آخر؟
وهل مفهومها كفعل ثقافي، يقتضي أن تكون وفق أمر الكاتب متى ما أراد ذلك؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 04:27 م]ـ
أهلا بك وضحاء
وشكرا لمرورك
وأتساءل: هل للكتابة وجه آخر؟
وهل مفهومها كفعل ثقافي، يقتضي أن تكون وفق أمر الكاتب متى ما أراد ذلك؟
نعم .. للكتابة أوجه عدة بحسب الكاتب .. لكن يبقى الوجه الأنصع، وهو المرجو.
الكتابة كفعل ثقافي ستكون بيد الكاتب لكنها أحيانا ستكون مستهلكة هزيلة .. بعكس عملها النفسي، والذي يجعل منها أرقى أنواع العمل الإنساني.
هناك من يجعل الكتابة الثقافية فن بواسطة المران والدربة. وهناك من ينفي ذلك ويقول باستحالته بل يُرجعها لعامل محدد وهو الرغبة. ;)
ـ[المها]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 10:50 م]ـ
اقتباس:
الكتابة (مزاج) أو هي ممارسة لا تخضع لقانون زمني، أو مواسم كتابية
الكتابة مزاج .. ممارسة مزاجية .. فوضوية .. لا ترتبط بأي شيء.
قليل من يعي هذه الفكرة لتجده كما ذكرته يمتطي هذه الممارسة في أي وقت متوقّعا أن الكتابة حالها كحال الأكل والشرب و أي عمل يومي بسيط. لن أقول القراءة؛ فالقراءة تقترب من مزاجية الكتابة،وإن لم تصل لمستواها.
من يفهم هذه الفلسفة والخصوصية للكتابة هو من يستحق كلمة (كاتب) أما من يملأ الصحف، والأوراق كلاما فليس سوى مُغرق البياض بالسواد"
مجرد سؤال وارجو ان تفيدونني ... اذا كانت الكتابة مزاج فلما يطلب من الشاعر او الكاتب التقيد بقوانين معينة كالكتابة تبعا لتقاليد المدارس التقليدية .. الا يعتبر التجديد في اسلوب ومواضيع الكتابة مما يتبع "مزاج" الكاتب؟؟؟؟ جزاكما الله خيرا
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[16 - 12 - 2006, 05:21 م]ـ
مجرد سؤال وارجو ان تفيدونني ... اذا كانت الكتابة مزاج فلما يطلب من الشاعر او الكاتب التقيد بقوانين معينة كالكتابة تبعا لتقاليد المدارس التقليدية .. الا يعتبر التجديد في اسلوب ومواضيع الكتابة مما يتبع "مزاج" الكاتب؟؟؟؟
تلك إذن عملية خداع وتموهيه، وهي على طرفين، أو من طرفين على الأصح
المبدع الذي يتعاطى مفهوم الكتابة كعملية آلية، والمتلقي الذي تقتضيه ظرفية الكتابة كفعل لابد وأن يتمثل حضورا 00
ربما تكون الكتابة عملية آلية، تقتضيها ظروف الكاتب أي كاتب، إنما الكتابة الإبداعية هي التي لابد وأن لا تخضع لعملية خلق متى ما أرادها الكاتب00 إنما هي التي تخضع الكاتب وتأسره فلا يستطيع فكاكا إلا بفوضوية يمارسها على ورق ناصع البياض لتكون الكتابة 000
أشكر لكما (وضحاء والمها) المرور العاطر
تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[16 - 12 - 2006, 08:26 م]ـ
أخي المعربي:
حفظ الله لك هذا اليراع، وسدده للخير ..
ومهما تعددت الطقوس، واستعمل أصحابها بدعا قد تكون جبلت عليها نفوسهم، مما ذكرت من معزوفات ومقطوعات، فالمهم نهاية أن نعرف أن ليس كل من خط بالقلم يعد كاتبا، كما أن ليس كل كتابة تصلح لأن تقرأ، والكتاب على أنواع:
فمنهم من يكتب بقصد التسلية، لا تتعدى موهبته بعض الكلمات الساخرة.
والآخر يكتب حتى يقال عنه كاتب، وليس همه فحوى المادة التي يقدمها للقارئ.
ومنهم من يكتب ليشهّر بنفسه أو ليقال عنه كاتب، فليس له هم إلا رصف الكلمات في أي محفل، متجاهلا قاعدة من قال: لكل مقام مقال.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[17 - 12 - 2006, 02:09 م]ـ
والآخر يكتب حتى يقال عنه كاتب،
وهذه الأخرى هي عملية إمتهان للكتابة
مشكلة بعضهم أن مسألة الكتابة في غاية البساطة
ومشكلة بعضهم أن مسألة الكتابة هي مجرد قرار متى ما أراده فلا بد أن يكون
ومشكلة بعضهم أن الفعل الكتابي هو فعل " بريستيجي "
ها أنذا أكتب لأكون كاتبا 000
أستعير هنا هذه الفكاهة عن أحد المتعصبين لأغاني التراث، وفي ظل اكتساح
أغاني " البسكويت " و" الفيديو كليب " راح يصب غضبه على مجمل ما يقدم وعلى المغنيين 000 فقال: " مغني هذه الأيام 00 كان - قبل احترافه - يزجي الوقت هنا وهناك فقرر ذات يوم أن يكون مغنيا فصار 0!!!
تحياتي(/)
جزاه الله الف خير .. لمن يساعدني
ـ[عابر سبيل1]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 01:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني هذة خاطرة وصلت من احد اصدقائي في النت
ولكن .. انني واعترف قليل الخبرة في النقد والكلمات العربية الفصيحة
ويبدو انني؟؟ اجدها مخالفة للعقيدة الأسلامية.
فهل منكم ان يفهني المعنى .. وادعو الله ان يوفقكم في ايصال الخير للناس
وجزاكم الله خير الجزاء انشاء الله
ودمتم بعز لا ينتهي
الخاطرة
تمرينَ في الحيِّ
غيمةَ عطرٍ،
تقبلُ وجه الصباحِ،
وتمطرُ فُلاًّ،
تلامسُ خدَّ البساتينِ
تغزلُ للعري شالاً
وللطيرِ وكناً وظلاً ..
مساؤكِ وعدُ المليحاتِ
يمطلنَ في الوعدِ
تيها، ودلاَّ ..
وآتيكِ بعد ارتعاشِ
الذبالاتِ،
تصحينَ جمراً
يفجُّ الرمادَ
تصيرُ الخلائقُ أنضجَ،
أبهى،
تصيرُ المواسمُ أبهجَ أحلى ..
فيا موسماً: لا يَمُرُّ الزمانُ عليهِ.
فصولاً
ويبقى ربيعاً
- على الدهرِ-
يهمي على القلبِ عشقاً وطلاّ ..
هو القلبُ، يعشقُ،
والنفسُ تهفو إلى الوصلِ،
في الطيبِ ينداحُ
والظبي للظبي يأنسُ ..
يرتاحُ
إن غابَ؟!!
كلُّ الوجودِ اضمحلاً ..
تمرينَ؟!
مري
بنيتُ لك الهدبَ جسراً
إلى العينِ،
في الصدرِ تلقينَ قلبي
دواةً، وحبراً
وللعشقِ تلقينَ
في كلِّ نبضٍ محلاَّ ..
- أتدرينَ ما العشقُ؟
- قالوا: ذهاباً إلى الصحو سكراً
وعوداً من ألحانِ،
نشتاقُ بوحَ الصَّباباتِ
نُقلا ..
إله الصباباتِ!!
ما دينُ نهدٍ تلظى على الشوقِ؟!
ما دين ثغرٍ تمادى به النسكُ؟!
ما دينُ ..
يمشي عليهِ السُّعارُ
أتوناً؟!!!
فلا النقلَ ذاقَ
ولا الخمرَ علاّ ..
أتمضي به الريحُ
والريحُ أنثى
ويا للنوافير ترويهِ،
يسهو عن الشطِّ،
يرتاحُ،
في السحرِ ينداحُ،
يطفىءُ في الجمرِ غُلاَّ ..
نباركُ في العشقِ
فالبعضُ منهُ ابتهالٌ،
ومن ماتَ فيهِ،
كمن حجَّ للبيتِ نسكاً
وفي الركنِ
صلى ..(/)
جزا الله خيرا كل من ساعدني في تحليل هذا النص
ـ[منارة]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 08:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
انا طالبة في السنة الاولى من الادب العربي
ولدينا نص طُلِب منا تحليله
لقد حاولت وحاولت كثيرا البدء في التحليل ولكني اواجه صعوبات كثيرة في هذه المادة
فهل هناك احد باستطاعته مساعدتي ولو قليلا او ارشادي الى الخطوات
,,,
وهذا هو النص المطلوب تحليله تحليلا أدبيا ...
وحان الوقت، ودخل محسن الأوبرا، فما تمالك أن وقف مشدوهاً: أية عظمة وأي ثراء يشعران بالدوار؟! .. وأي أنوار؟! ..
عندئذ أدرك من فوره معنى مجسماً لكلمة "الحضارة الغربية الكبرى" التي بسطت جناحيها على العالم! ...
نعم، ما كل هذا البذخ والإغراق في الترف، إلى حد الكفر والفجور والاستهتار؟ لكأنما جاء القوم- وأغلبهم من سراة الأمريكان- إلى هذا المكان يتساجلون الغنى والسعة وكبرياء المال، أكثر مما جاءوا يلتمسون لذة التطهر والخضوع في حضرة الفن، أو لذة العودة إلى الإنسانية والروح على يد الموسيقى! .. وصعد محسن سلّم الأوبرا المشهور، وهو يتصبب خجلاً بين الصاعدين من أصحاب الفراء الثمين، والقبعة العالية، والقميص المنشى الحقيقي، والسيدات الأنيقات في أثواب الليل البراقة، والحلي المتألقة؛ كانهن الشموس في عالم الماس .. وخيل إلى محسن أنه قد دخل بين هؤلاء القوم بالغش والتدليس، وأن هذا السلم الشهير يأنف من حلمه وقد مرت عليه السنون، وهو يحمل الجاه والمال في العالم قاطبة. ولعله المكان الوحيد الذي لا شك قد وطئَته أقدام جميع الملوك، فليس ببعيد أن يغضب السلم في هذه اللحظة ويزلزل بـ محسن صائحاً: "لم يبق على آخر الزمان إلا أن يطأني، بنعله القديم، مثل هذا الصعلوك القادم من الشرق! .. ". وتصور محسن أن خيوطه قد تحل لسبب من الأسباب، فيسقط الصدر المنشى على الرخام، وسط أولئك القوم المترفين فتكون الفضيحة! ..
كانت ليلة أحس فيها الحرج والمذلة، وعلم أن ثمرات الفن إنما هي أيضاً حق ووقف على طبقة الأغنياء، وأن الطريق إلى الاستمتاع الروحي ينبغي أيضاً أن يفرش بالذاهب. وتمثلت له تلك الجمهورية الجميلة التي تخيلها الشعراء والفلاسفة في كل زمان: جمهورية لا تعرف الفقر ولا تعرف الغنى لأنها لا تعرف الذهب، وتعرف السلام لأنها لا تعرف الجشع .. الكل فيها مثل فرد واحد .. الكل فيها يعمل، والكل يأكل، والكل يقرأ وينعم، والكل يلعب ويمرح .. أما الذهب، فإنهم يصنعون منه مصابيح الطرقات وحوافر الجياد .. يا للسماء! ... أوَ مستطاع لمثل هذا الحلم الجميل أن يتحقق يوما، على هذه الأرض؟! ..
من رواية .. عصفور من الشرق لتوفيق الحكيم
ـ[محمد الأكسر]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 11:27 م]ـ
الأخت الفاضلة
التحليل أنواع ولكن أنا أرى أن تقومي بتحليله تحليلا فنيا متبعتة الخطوات التالية
1 - نبذة عن الؤلف
2 - جو النص (أي في عموم الرواية)
3 - شخصيات النص
4 - الحبكة الفنية
5 - الموسيقى سواء المتولدة من العبارات المسجوعة او التجانس أو غير 1لك
الأسلوب الفني والحبكة الدرامية
هذه رؤيتي ولأن تخصصي قي اللغويات فقد يكون هناك في الأدب من هو أعرف مني بآليات المنهج الفني في الأدب والتحليل الأسلوبي
وفقك الله(/)
رأيكم الشخصي في البنية
ـ[روح السماء]ــــــــ[03 - 12 - 2006, 11:21 ص]ـ
ياريت تحطون لي رأيكم في البنية
عاجل
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 12 - 2006, 06:27 م]ـ
السلام عليكم ..
أرجو أن تضعي سؤالك باللغة العربية الفصيحة ..
ثم تستفيضي وتوضحي سؤالك المطروح، و مالذي تريدينه بالضبط. هل تريدين وصفا لها؟ أم ماذكره بعض النقاد فيها و في خصائصها؟
أنتظر منك توضيحا باللغة الفصيحة كي أتمكن من مساعدتك والأعضاء.
ـ[روح السماء]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 10:40 ص]ـ
اشكرك عزيزتي وضحاء على تفاعلك
انا طالبة لغة عربية
ويجب علي ان اقدم بحث يتعلق بالبنية ولكني بالحقيقة لما افهم اي شي عندما قرأت كتاب مشكلة البنية او اضواء على البنيوية للدكتور زكريا ابراهيم
وكتاب عصر البنيوية ترجمة الدكتور جابر عصفور
وصفها وماهي البنية في لغتنا العربية وماهي في اللغات الاجنبية ما ذكره النقاد فيها وبخصائصها
ان كان في امكانك مساعدتي سأكون شاكرة لك
ـ[روح السماء]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 09:18 م]ـ
لا يوجد رد: d
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 12 - 2006, 09:20 ص]ـ
معنى البنية في اللغة الإنجليزية يُقصد به البناء، أو الطريقة التي بُني عليها مبنى ما. وتستطيعين البحث عنها في المعاجم المتخصصة تحت: ( stuere).
و بدأت تتوسع هذه المعاني حتى أصبحت الآن دلالة للعلاقات الداخلية في نص ما.
و يعرف د. صلاح فضل البنية يأنها: كلٌّ مكون من ظواهر متماسكة يتوقف كل منها على ماعداه، و لايمكنه أن يكون ما هو إلا بفضل علاقته بما عداه.
ويعني بهذا أن البنية كتلة متكاملة لا يمكننا أن نعزلها عن بعضها. و حين تريدين التحليل لها فإنك تلتزمين بالتحليل المتكامل و لايمكنك إغفال جزء منها لأن كل جزء معتمد على الآخر.
أما خصائصها فستجدي في كتاب د. صلاح فضل: تظرية البنائية في النقد العربي إسهابا في تعريفها في اللغتين. وكذلك خصائصها وقوانينها.
الأمر الأخر أن البنية حينما تضاف لغيرها في المعاجم تفتح لك أبوابا عدة في النقد. مثل: بنية النص، بنية الشخصية، البنية الشعرية. وكل هذه مصطلحات محددة لها تعريفاتها وخصائصها المختلفة.
وفقك الله.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 02:41 ص]ـ
[ quote= وضحاء .. ;98677]
"ويعني بهذا أن البنية كتلة متكاملة لا يمكننا أن نعزلها عن بعضها. و حين تريدين التحليل لها فإنك تلتزمين بالتحليل المتكامل و لايمكنك إغفال جزء منها لأن كل جزء معتمد على الآخر".
وهو مانسميه (الشمولية) إذ إن الكل يختلف عن الجزء ولو كان الكل يتكون من مجموع الأجزاء
مثال ذلك: الرقم 1 يعني شيئا واحد أو مفردا والرقم 2 يعني شيئين أو مثنى بينما الرقم 21 يختلف في قيمته عن 1 وعن 2 بمعنى أن قيمة 1 وقيمة 2 تختلف عندما يجتمع الرقمان فالقراءة الشمولية للرقم تختلف عن القراءة الجزئية وهكذا اقتضاب أو اجتزاء النص لن يؤدي إلى قراءة النص في سياقه الصحيح.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 04:17 م]ـ
شكرا لتوضيحك أستاذ أبا حاتم ..
ـ[لميس]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 03:48 م]ـ
شكرا للأستاذة وضحاء وللأستاذ أبي حاتم هذا التوضيح الممتع الذي أفادني
ولي سؤال هو هل يمكن أن أقول:
إن البنيوية في النص:
مثل الدلالة في الكلمة التي هي مجموعة حروف وكل حرف لا يدل على معناه إلا باتصاله مع حرف آخر أو أكثر ومثل المعنى في الجملة التي هي مجموعة كلمات وكل كلمة لا يكتمل معناها إلا باتصالها مع كلمة أخرى أو أكثر لتكوين جملة مفيدة
فيكون النص مجموعة من الجمل تتكامل مع بعضها لبناء النص
هل فهمي هذا صحيح؟ أم أن هناك غير الجمل إشكاليات أخرى في النص لا أعرفها
أرجو التوضيح
وجزاكم الله خيرا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 10:40 م]ـ
هذا على المستوى اللغوي البحت عزيزتي ..
لكن هنا على مستوى بنية نصية إبداعية، وقيسي على ذلك المستوى الكلي في كل النص .. الإيقاع، والصورة، و و الخ
موفقة.
ـ[لميس]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 03:04 م]ـ
أشكرك أستاذتي الكريمة وضحاء
وفقك الله وجزاك خيرا
ـ[روح السماء]ــــــــ[30 - 12 - 2006, 07:28 م]ـ
اشكر الاستاذة وضحاء على الرد الرائع
والاخ ابو حاتم على التواصل
بوركتم(/)
احتمالات النص!!
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 06:46 م]ـ
إن فهم النص يستلزم فهم ما حرك ذلك النص وحرضه ليقول ما يقوله 0
وغاية النص هي الإيصال، إيصال المعنى بدلالاته ورموزه وإشاراته، بإيضاحاته ومعمياته
إذن فالهدف الذي يشكل غاية النص هو الإيصال 00 وإذا كان ذلك كذلك، فإن فهم النص يعني ممارسة " أركيولوجية " من الضرورة بمكان أن تمارس النبش عن مكنون نص من النصوص، وهنا تنشأ الاحتمالات وتتعدد الدلالات وتتفتق الرؤى وكلها تصب في حضن النص وسياقه 0
ووجود النص يعني وجود القارىء 00 والقارىء ليس واحدا، فالنص بعدد قارئيه، وكلهم يشترك في إنشاء المعنى وتسطير الرؤية، وكلهم يلج النص بأدواته، يكسر سياقا ويبني أسيقة، يقلب فهما ويبتكر فهوما، ويقيم حوارا مع آليات النص، ويوظف قراءته في الاستدلال والاسترجاع وبمرجعيات يتأسس فوقها المعنى الذي يكتحل برؤية القارىء 0
إذا فالنص ينشيء احتمالاته، ويبشر باحتمالات الفهم ويمد يده إلى قارىء يشاركه ليبتكر احتمالات لم تكن!!
وإذا كان " النص ابن النص " كمقولة نصوصية تشير إلى أن النص يفسر النص، وأنه لا يمكن فهم النص إلا من خلال تراكم نصي يتقلب فيه الفهم ويتلبس النصوص الدائرة في فلكه فإن ذلك يعني احتمالا من احتمالات ذلك النص 00 هذه واحدة!
ثم أن تعدد النصوص يعني البحث عن " صوتيم " ما تنجذب إليه تخوم النصوص وتبني سياقاتها وبناها من خلال ذلك الصوتيم، وإذا كان هذا هكذا، فإن ذلك احتمالا من احتمالات النص، وهذه الثانية، والثالثة أن فهم السياق يعني المساهمة في إرشاد السائح إلى الولوج إلى عالم النص، ومن ثم فك رموزه، وإشاراته واستجلاب دلالات غائبة 0
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 11:23 ص]ـ
مقالة رائعة، تفتح نافذة للإبداع النقدي ..
إن فهم النص يستلزم فهم ما حرك ذلك النص وحرضه ليقول ما يقوله
يسميها النقاد .. تحليل المنطوق به في النص .. للوصول إلى المسكوت عنه. وهذا هو الفرق بين ناقد مجيد، وخلافه.
وإذا كان " النص ابن النص " كمقولة نصوصية تشير إلى أن النص يفسر النص، وأنه لا يمكن فهم النص إلا من خلال تراكم نصي يتقلب فيه الفهم ويتلبس النصوص الدائرة في فلكه فإن ذلك يعني احتمالا من احتمالات ذلك النص 00 هذه واحدة!
دعوة جميلة للرقي بالنصوص النقدية .. فهي الآن إبداعا بذاتها.
إذا خرج النص من يد مبدعه، فلتتلقفه الأقلام، وتمحصه الأفهام .. بتعدد القراءات والدراسات ينشأ لنا مجالا نقديا رحبا .. يتميز بالموضوعية النقدية والأسلوب الإبداعي.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 12:24 م]ـ
شكر الله لك وضحاء على المرور
ولا مناص إذن من أن:
فهم النص يستلزم فهم ما حرك ذلك النص وحرضه ليقول ما يقوله
تحياتي
ـ[زينب محمد]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 03:18 م]ـ
حسنًا ..
بما أنكم تحدثم النقد ..
فإني أسأل:
كيف يكون المرء ناقدًا حاذقًا، وما هي السبل والطرق التي تعينه على ذلك، وهل لابد له من امتلاك أدوات معيّنة؟؟
دمتم بتألق ..
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 07:36 م]ـ
سلام عليكم
سيدتي (أميرة البيان)
هذا السؤال ذاع صيته وسط طلاب الأدب، والإجابة عليه كما قال نقادنا أن النقد موهبة في بدايته فإن وجدت كان على صاحبها التسلح بأدوات تُعينه على العمل الأدبي.
لكن هنا كيف أدرك أنني موهوب؟ و كيف نقف على النص الأدبي؟
وهل عمل الناقد وقوفه على النص فقط؟ وهل عمل الناقد التميز بين الجيد والردىء فقط في النص؟ أم أن له دور أخر؟
أسئلة كثيرة سأحاول الإجابة عنها لأحقَا إن شاء الله.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 07:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
شكر الله لك أخي محمد ..
وسأنتظر مشاركتك على أحر من الجمر.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 11:36 م]ـ
سلام عليكم
سيدتي (أميرة البيان)
هذا السؤال ذاع صيته وسط طلاب الأدب، والإجابة عليه كما قال نقادنا أن النقد موهبة في بدايته فإن وجدت كان على صاحبها التسلح بأدوات تُعينه على العمل الأدبي.
لكن هنا كيف أدرك أنني موهوب؟ و كيف نقف على النص الأدبي؟
وهل عمل الناقد وقوفه على النص فقط؟ وهل عمل الناقد التميز بين الجيد والردىء فقط في النص؟ أم أن له دور أخر؟
أسئلة كثيرة سأحاول الإجابة عنها لأحقَا إن شاء الله.
الأستاذ محمد ..
يفتقدك منتدى النقد، و بانتظار موضوعك.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 01:19 ص]ـ
حسنًا ..
بما أنكم تحدثم النقد ..
فإني أسأل:
كيف يكون المرء ناقدًا حاذقًا، وما هي السبل والطرق التي تعينه على ذلك، وهل لابد له من امتلاك أدوات معيّنة؟؟
دمتم بتألق ..
بوركت على وعيك المسبق بمشروع النقد وانصبابه في دائرة الإبداع 00 ذاك من جهة أولى 00 ومن جهة ثانية فالنقد كممارسة إبداعية لا بد وأن يتسلح بمقولات ومفهومات، أو لنقل نظريات تتبلور لتخدم عملية النقد ذاتها فتخدم عملية الإبداع برمتها 000 هكذا إذن مسؤولية النقد والناقد 000
نعم 00 النقد في البدء وعي بجمالية ما 000 وعي بإحساس متخم بالتصورات
رسم لخطوط أولية ما تلبث أن تتراكم لتبذل ذاك النسيج الذي يغلف نصا من النصوص 00 ثم يأتي التطبيق الفعلي وأسميه - إن جاز لي ذلك - بالتجريبي
الذي يجرب مقولاته وتصاعدها لتشكل إبداعا مساندا لإبداعية النص المطروح على طاولة التشريح 00! ومن ثم انبجاس عملية المقاربة الأولية، إذ أن فعل النقد كمقارب للنص، لن يكون فعله ختاميا بل يأتي على دفعات أولى وثانية وثالثة 000!
وسبل المقاربة تلك أو المقاربات لن تكون إلا عن طريق منهج نظري تطبيقي
وإلا فعملية النقد برمتها على ذلك المعطى ستظل رهينة موهبة قاصرة، لم تتطور فتنضج فتكون!!
تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زينب محمد]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 11:09 م]ـ
أخي المغربي ..
فتح الله عليك وأنار دربك ..
هناك زاوية لم تتضح لي جيدًا ..
في قولك ..
وأن يتسلح بمقولات ومفهومات.
ماذا عنيت بها؟؟
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 03:07 ص]ـ
وفتح عليك وفرش طريقك سعادة وهناء
أعني بها أن تكون عملية المقاربة قائمة على أصول منهجية 000
فلا يمكن أن نقارب نصا من النصوص هكذا بمجرد
الإنفعال القائم على التذوق والإحساس بجمالية أو جماليات
تتفتق من النص المقارب - بفتح القاف - فحسب، بل
لا بد من مقولات وأدوات ينطلق بها النقد ليكون مقاربا
فعليا وبوعي مسبق 00
خلاصة الأمر، أن الناقد لا ينطلق إلا من خلال منهج نقدي 00
تحياتي
ـ[زينب محمد]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 09:01 م]ـ
آآآمين وإياك ..
الآن فهمت ..
شكر الله لك أخي ..
أسأل الله أن يستخدمنا وإياكم لما فيه عز الإسلام ونصره ..
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 09:53 م]ـ
آمين
أحسن الله إليك
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 08:31 ص]ـ
إن لكل نص ثلاثة محاور يدور حولها, هي
النص: وهو النتاج اللغوي المكتوب أو الملفوظ
السياق: وهو الإطار الزماني والمكاني للنص
الكاتب: وهو مؤلف النص
وتدور رحى هذه المحاور لتشترك جميعا في إنتاج رسالة النص أو مضمونه, وهي الغاية من كل نص, تعسر إيصالها أو سهل. وهذا التعسر يكون إما من النص لاستغلاقه أو من القارئ لجهله, غير أن هذا الأخير لزمه أن يتبع مهجية لمقاربة النص تعتمد على تفكيك المحاور الثلاثة وتركيبهم مرة أخرى لاستخراج المضمون, وبما أن هذه العملية فردية, فنتائجها فردية, فيحصل أن يحمل النص أكثر مما أريد منه, إلا أن يأتي عامل خارج يحدد سبيلا إلى فهم النص, فمن حاد عنه فقد تعنت.
ومحور النص هو محور الفهم اللغوي المحض, فهم الألفاظ في معانيها والجمل في تراكيبها لاستخراج معنى لغوي مقارب من المضمون في أغلب النصوص البسيطة مضامينها. وهناك من المدارس الأدبية ما تقتصر في فهم النصوص على هذا المعنى اللغوي ولا تطلب غيره, وهي على حق في بعض النصوص العلمية والوصفية التي لا مجال فيها للكنايات والاستعارات والتصاوير الفنية. وهذه النصوص تقريرية لا يخرج مضمونها عن معناها اللغوي, كوصف آلة أو وصفة طبية أو بعض النصوص التشريعية الواضحة الصريحة.
ومحور السياق هو محور خارج النص داخل فيه, يؤطره في زمان ومكان, زمان الكتابة ومكانها وزمان المكتوب ومكانه. ولهذه الأزمنة والأمكنة أياد طولى في مقاربة المضمون. فمعرفة زمان الكتابة تحدد الحقبة التاريخية التي ينتمي إليها الكاتب وعلى ذلك التيارات الأدبية التي سادت فيه والتوجهات الفكرية في عصره, مثل أن تعرف أن كاتبا كتب في زمن حرب أو زمن جاهلية أو قبل التاريخ. وتحدد معرفة زمن المكتوب, ويعني ذلك الزمن النصي, عما يتحدث الكاتب زمنا وتاريخا, مثل ذكر أحداث مضت وتأريخ لعصور ووقائع. وكذلك الشأن بالنسبة إلى مكان الكاتب, مثل دولته أو أرضه, وإلى مكان المكتوب, مثل الأمكنة التي يتحدث عنها أو التي تدور فيها أحداث نصه.
ومحور الكاتب هو ثالث المحاور, فمعرفة جنس الكاتب وعمره وأصله ودينه وتوجهاته وكل ما يدور حوله وتصطبغ به كتاباته. وهذا يساعد كثيرا في تحديد أهداف الكاتب مما يكتب وخلفياته الفكرية.
هذه المحاور هي التمشي العام في مقاربة النصوص والمنهجية التي لا بد وأن تتبع في استنقاش مضمون النص ورسالته. بيد أن نجاح القارئ في تحديد كل هذه المحاور ليس يعني بالضرورة نجاحه في تحديد المضمون, وذلك ما يسمى الاستغلاق أو الانغلاق المعنوي, وقد يكون هذا الانغلاق وهما من قبل الكاتب لقصر فهمه وقلة معارفه الكونية, وقد يكون بسبب استغلاق الكاتب نصه بالمبالغة في التجريد والتعمية وهذا ملاحظ في الشعر الحديث كثيرا.
ولعل هذا يدفعنا إلى الحديث عن المعارف الكونية ودورها في مقاربة النص, الأدبي منه خاصة. وكنت درست مرة عن المعنى والتجربة, وهو أكبر سؤال يطرحه المعنويون: "أالمعنى مجرد من التجربة أم لا؟ " أي هل المعرفة اللغوية المحضة تعني الفهم؟ فإذا قلنا أن زيدا يعرف ما هو الببغاء بأنه "طائر مزين الريش قابل لحفظ بعض العبارات البشرية وترديدها" ولم يره في حياته قط, فهل يعني هذا بالضرورة أن زيدا يعرف الببغاء؟ اختلف اللغويون في الجواب, ولذلك لاختلافهم في مقدار المعرفة الكونية التي يستلزمها الفهم اللغوي. وإذا انتقلنا إلى رقعة النص, فهل تكفي المفاهيم اللغوية مع توفر المحورين الآخرين في فهم مضمون نص ما؟ فلو قال كاتب في نصه: "وجاء من أقصى القرية رجل يسعى فأزبد وأرعد وسب وشتم وتوعد", وطرحنا ذلك على زيد وقلنا له "ما معنى ذلك؟ ", لقال لنا, إذا لم تكن له معارف كونية كافية: "الحديث عن رجل جاء من بعيد وهو غضبان فصب جامّ غضبه فيمن وجدهم." وأخونا زيد صادق فيما قال, غير أنه اقتصر على المعنى اللغوي, ولم يصل إلى ما وراء النص, ألا وهو التضمين القرآني, فمسؤول آخر كان سيقول: "والله رجلكم هذا ليس كرجل المدينة الذي محض قومه النصح كما في الآية من سورة يس." وهو صادق كذلك, وبذلك اختلف المعنيان وإن اتفقا في الصورة العامة. وهذا مثال بسيط على قيمة المعارف الكونية لدى القارئ أو الناقد في تحديد المضامين اللانصية أو ما يسميه البعض "ما بين السطور", وهذه قابلة للاكتساب بالمطالعة والثقافة, والذكاء منها بمكان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 05:13 م]ـ
ERRATA
تصحيح
هذه المحاور هي التمشي العام في مقاربة النصوص والمنهجية التي لا بد وأن تتبع في استنقاش مضمون النص ورسالته. بيد أن نجاح القارئ في تحديد كل هذه المحاور ليس يعني بالضرورة نجاحه في تحديد المضمون, وذلك ما يسمى الاستغلاق أو الانغلاق المعنوي, وقد يكون هذا الانغلاق وهما من قبل القارئ لقصر فهمه وقلة معارفه الكونية, وقد يكون بسبب استغلاق الكاتب نصه بالمبالغة في التجريد والتعمية وهذا ملاحظ في الشعر الحديث كثيرا.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 06:36 م]ـ
راائع يا ضاد ..
أحسن الله إليك ورفع قدرك ..
لقد أبنت فأحسنت.
شكر خاص لك ولأخي مغربي، فقد قام كل منكما بتكميل فكرة الآخر.
فقد قمت بكتابة مقالك ومقال المغربي على شكل رسم بيانيّ ليثبت المعنى في ذهني ويتضح .. فكان رائعًا ..
ولا أملك إلا قول أحمد شوقي:
يا فتية الشام شكرًا لانقضاء له ... لو أن إحسانكم يجزيه شكرانُ.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 07:04 م]ـ
عفوًا ضاد ..
التبست عليّ خلال المراجعة المعارف الكونية ..
أولًا ..
هل تقصد بالمعارف الكونية، أن يكون لدى القارئ أو الناقد أداتين:
*المعرفة اللغوية
*الفهم الجيد للمضمون ..
ثانيًا:
قلت:
فلو قال كاتب في نصه:"وجاء من أقصى القرية رجل يسعى فأزبد وأرعد وسب وشتم وتوعد".وطرحنا ذلك على زيد وقلنا له:"ما معنى ذلك؟ " لقال لنا: (إذا لم تكن له معارف كونية كافية) .....
هنا مربط الفرس.
ماهي المعارف الكونية التي كان على زيد امتلاكها؟
شكرًا لك وعذرًا على الإطالة ..
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 07:19 م]ـ
أشكر لك حسن قراءتك وفهمك.
ليس على زيد أن يعرف شيئا بعينه في الإطلاق, لأن لا أحد يستطيع أن يحدد ذلك, وإنما هي مقاربات, مثل لزوم قارئ الشعر الحديث معرفة الأساطير اليونانية وغيرها, ولزوم قارئ تفسير الرازي معرفة أصول علم الكلام, وعلى ذلك فقيسي, والقارئ الأفضل والناقد هو ما اتسعت دائرة معارفه. - ولكن كان على زيد أن يعرف في التخصيص أن ما سئل عنه يتضمن جزءا من آية قرآنية من سورة يس: "وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى * قال يا قومي اتبعوا المرسلين - الآية", وهذا الرجل محض قومه النصح فلم يسمعوه, أما رجلنا فقد فعل العكس, وبهذا يصبح التضمين القرآني إما فاسدا أو يحمل دلالة أخرى هي أن هذا الرجل لابد أن يتبع سنة رجل المدينة في الآية, وهذا نتبينه من باقي النص لو جعلنا له باقيا.
والمعارف الكونية في الأدب مهمة جدا, في التأليف والفهم والنقد.
فخذي مثلا: لو قلت لك: "أتعبت السائلين من بعدك يا أميرة البيان"
فماذا تفهمين؟
ـ[زينب محمد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 07:42 م]ـ
أحرجتني بسؤالك المباغت ..
**
الذي فهمته -والله أعلم-:هو أني كنت أسأل في موضوع جيّد لا يطرقه كثيرون، فأنت بقولك تثني عليّ ..
ماذا، هل كانت ليّ معارف كونية؟
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 08:10 م]ـ
أنت "زيدية الفهم":) , فقد اقتصرت على المعنى اللغوي, وهو صحيح, ولكن في جملة \أتعبت السائلين من بعدك\ إشارة خفية لو عرفتها لاستحيت ولرددت علي كلامي,
فهذه الجملة على نسق جملة قالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أبي بكر رضي الله عنه: "أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر",
فلو كنت تعرفين أصل التركيب, لقلت: "ومن أنا حتى ترفعني إلى هذه الدرجة؟ " لأنه حيي بنا أن لا نرفع أنفسنا إلى منازل هؤلاء العظام ولو تشبيها, بل نحن نتشبه بهم قدر المستطاع.
وهذا الفرق المعنوي تصنعه المعارف الكونية, فطالعي وكوني ما حييت فضولية في العلم والثقافة.
بارك الله لك في عمرك وعلمك وجسمك وعقلك.
ـ[ضاد]ــــــــ[27 - 12 - 2006, 08:13 م]ـ
وهذا أصل القصة منقولا:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر
فى عهد الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم كان صحابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم والتابعين يتسابقون لفعل الخير ومساعدة المحتاج
ونصرة المظلوم وكان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله
عنهما من أشد المتنافسين على هذه الأعمال العظيمه التي يلقى
صاحبها الخير الكبير والثواب الكثير في الدنيا والآخرة ..
وقعت أحداث هذه القصة فى عهد خلافة أبو بكر الصديق رضي الله
عنه وعندها كان عمر بن الخطاب يراقب ما يفعله أبو بكر الصديق
ويأتى بضعف ما يفعل حتى ينال الخير ويسبقه إلى أعلى مراتب الجنة ..
في أحد الأيام كان عمر يراقب أبو بكر الصديق في وقت الفجر وشد
انتباهه أن أبا بكر يخرج الى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويمر
بكوخ صغير ويدخل به لساعات ثم ينصرف لبيته ... وهو لا يعلم
ما بداخل البيت ولا يدري ما يفعلة أبو بكر الصديق داخل هذا
البيت لأن عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من خير إلا ما كان
من أمر هذا البيت الذى لا يعلم عمر سره!!
مرت الايام ومازال خليفة المؤمنين أبابكر الصديق يزور هذا البيت
ومازال عمر لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله إلى أن قرر عمر بن
الخطاب دخول البيت بعد خروج أبو بكر منه ليشاهد بعينه ما بداخله
وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق رضي الله عنه بعد صلاة الفجر!!
حينما دخل عمر في هذا الكوخ الصغير وجد سيدة عجوز لا تقوى
على الحراك كما أنها عمياء العينين ولم يجد شيئاً آخر في هذا
البيت فاستغرب ابن الخطاب مما شاهد؟؟!! وأراد أن يعرف
ما سر علاقة الصديق بهذه العجوز العمياء؟!؟
سأل عمر العجوز: ماذا يفعل هذا الرجل عندكم؟ (يقصد أبو بكر الصديق)
فأجابت العجوز وقالت: والله لا أعلم يا بنى فهذا الرجل يأتى
كل صباح وينظف لي البيت ويكنسه ومن ثم يعد لى الطعام وينصرف
دون أن يكلمنى!!؟؟
جثم عمر ابن الخطاب على ركبتيه واجهشت عيناه بالدموع وقال
عبارته المشهورة:
(لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زينب محمد]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 12:00 ص]ـ
يا إلهي .. يا ضاد ماذا فعلت بي .. ( ops
لم أقصد مدح نفسي، ولكني حاولت فهم سؤالك، ولم أتوقع أنه عليّ الإجابة بالتي ذكرت أنت .. ( ops
فعلًا أشعر بالحرج الذي تنبأت به ..
وليتني لم أفعل ما فعلت ..
...
وما معنى أنني زيدية الفهم .. (الله يستر).
ـ[ضاد]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 12:08 ص]ـ
يا إلهي .. يا ضاد ماذا فعلت بي .. ( ops
لم أقصد مدح نفسي، ولكني حاولت فهم سؤالك، ولم أتوقع أنه عليّ الإجابة بالتي ذكرت أنت .. ( ops
فعلًا أشعر بالحرج الذي تنبأت به ..
وليتني لم أفعل ما فعلت ..
...
وما معنى أنني زيدية الفهم .. (الله يستر).
:)
أكرمك الله وحفظك.
أنا ما قلت أنك مدحت نفسك, ولكن قلت أن ردة فعلك تجاه الكلام كانت ستكون مغايرة إذا كنت تعرفين أصل التركيب, وبما أنك لم تكوني تعرفينه, فلا تثريب عليك.
وقد عشت بنفسك الآن الفرق بين قارئ له معارف كونية كافية لفهم النص وبين من لا يملكها.
ومعنى زيدية الفهم أنك فعلت مثل زيد في المثال المذكور في المقال.: p
أنا آسف جدا جدا أن سببت لك إحراجا لم أقصده والله, فسامحيني.
بارك الله فيك.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 12:19 ص]ـ
ولا تثريب عليك كذلك ..
أشكرك على هذه التربية العملية، والدرس التطبيقي ..
ولولا الذي كان لما فقهت المعارف الكونية جيداً ..
**
ثم من يجرؤ على الغضب منك!!
أنت أستاذنا وحقٌّ علينا أن تعلمنا بالطريقة التي تبصّرنا ..
شكرًا لك ولا تحرمنا دروسك ..
ـ[عبدالملك]ــــــــ[11 - 02 - 2007, 10:31 م]ـ
إن فهم النص يستلزم فهم ما حرك ذلك النص وحرضه ليقول ما يقوله 0
وغاية النص هي الإيصال، إيصال المعنى بدلالاته ورموزه وإشاراته، بإيضاحاته ومعمياته
إذن فالهدف الذي يشكل غاية النص هو الإيصال 00 وإذا كان ذلك كذلك، فإن فهم النص يعني ممارسة " أركيولوجية " من الضرورة بمكان أن تمارس النبش عن مكنون نص من النصوص، وهنا تنشأ الاحتمالات وتتعدد الدلالات وتتفتق الرؤى وكلها تصب في حضن النص وسياقه 0
ووجود النص يعني وجود القارىء 00 والقارىء ليس واحدا، فالنص بعدد قارئيه، وكلهم يشترك في إنشاء المعنى وتسطير الرؤية، وكلهم يلج النص بأدواته، يكسر سياقا ويبني أسيقة، يقلب فهما ويبتكر فهوما، ويقيم حوارا مع آليات النص، ويوظف قراءته في الاستدلال والاسترجاع وبمرجعيات يتأسس فوقها المعنى الذي يكتحل برؤية القارىء 0
إذا فالنص ينشيء احتمالاته، ويبشر باحتمالات الفهم ويمد يده إلى قارىء يشاركه ليبتكر احتمالات لم تكن!!
وإذا كان " النص ابن النص " كمقولة نصوصية تشير إلى أن النص يفسر النص، وأنه لا يمكن فهم النص إلا من خلال تراكم نصي يتقلب فيه الفهم ويتلبس النصوص الدائرة في فلكه فإن ذلك يعني احتمالا من احتمالات ذلك النص 00 هذه واحدة!
ثم أن تعدد النصوص يعني البحث عن " صوتيم " ما تنجذب إليه تخوم النصوص وتبني سياقاتها وبناها من خلال ذلك الصوتيم، وإذا كان هذا هكذا، فإن ذلك احتمالا من احتمالات النص، وهذه الثانية، والثالثة أن فهم السياق يعني المساهمة في إرشاد السائح إلى الولوج إلى عالم النص، ومن ثم فك رموزه، وإشاراته واستجلاب دلالات غائبة 0
أعتقد أن ما كتب أعلاه معادلة نظرية جداً لفك شفرة عبثية
فحين تكون الأدوات الجراحية أكثر تعقيداً من العضو المراد جراحته
ستصبح الغاية الأساسية أمراً هامشياً
ووحده النص الحداثي من يخلق هذه الأجواء، و يضع الحواجز أمام عملية الإيصال
تاركاً بذلك الحصان خلف العربه
مجرد وجهة نظر
تحياااتي(/)
كيفية التفريق بين الشعر الحقيقي والأوزان الجوفاء
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 05:41 م]ـ
::: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما هي الأوجه والضوابط التي يمكننا من خلالها التفريق بين الشعرالحقيقي والنظم، وغيره؟
شكراً لكم جزيلاً
ـ[ضاد]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 06:21 م]ـ
ما عنيت بالشعر الحقيقي؟ إذا عنيت به الإبداع الشعري وكيف تميزه عن الكلام الموزون غير المبدع, فتلك مسألة ترجع لك وللمتذوقين الشعر.
وإذا عنيت كيف تميز الموزون من الشعر عن غير الموزون, فينبغي أن تتعلم العروض ونظمه لتعرف ذلك.
وآمل أن أكون رددت عن سؤالك.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 06:40 م]ـ
لا يوجد ضوابط للتفريق بينهما، إنما كثرة قراءة الشعر وحفظه، والاطلاع على ابداعات أصحابه تقودك إلى معرفة الفرق بين ما جدًّ وما كان أصلا.
على أن السرقات الأدبية- أو سمّها ماشئت- شكلا أو مضمونا، فقد وجدت منذ نشأت الشعر، وما الإبداع إلا تراكم خبرات معرفية، وهل ينتج البيت إلا على مخزون معرفي كبير؟ واقرأ قول أحدهم- وأظنه أبا العتاهية- عندما جاءه أعرابي وسأله كيف أنظم الشعر؟ فنصحه بحفظ ألف بيت من الشعر.
لذلك علينا بحفط الشعر والمطالعة الدائمة لقديمه وحديثه، فهذا حتما يجعلك تميز إلى حدّ كبير؛
فلكل عصر سماته الشعرية، التي تميزه عن سابقه، وخذ مثلا الفرق بين الجاهلي والمملوكي من الشعر، تجد الفرق حتما.
والله الموفق(/)
التحرر من اللغة باللغة!!
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[15 - 12 - 2006, 10:56 م]ـ
نحن داخل اللغة، مغلفون بدوالها ورموزها، متسورون بما تبغيه، ومدعومون بما تكون عليه ذواتنا إذ " نتكلم " 0!!
ولا سبيل لكينونة خارج اللغة 0
لا شيء سيقى خارج السور أو النطاق اللغوي!!
رغباتنا، أحلامنا، طموحاتنا، 000الخ 0
كل هذا يعني استبدادا تمارسه اللغة وتفرضه علينا 0وعلينا أن نتقبل أو نستسلم للفكرة اللغوية 0
لا مجال إذن للإنفلات من اللغة، ولا سبيل للغوص خارجها، إذ من السخف أن يكون للغة خارج 0
يقول بارت: " لا يبقى لنا إلا مراوغة اللغة وخيانتها " 0
إذن الأدب الممارسة هو إدراك لما هو خارج اللغة، أو هو استلاب سلطة اللغة وتطويعها أو التحررمنها بوساطتها!!
ولكن من السخف أن نقبل بفكرة التحرر، لاسيما وأن الأدب ممارسة لغوية! ولكن يسهل علينا أن نقبل بفكرة التطويع وتطبيع العلاقة ما بين الكائن البشري والكائن اللغوي!!
وكسرا للسياق هنا، فإن تطبيع العلاقات يعني التحرر من السلطة في ظاهرها إنما هو استلاب لباطنها 0
ورغم ذاك فالإنسان ككائن كلامي أو متكلم، لا يستطيع أن يعايش الدور الذي تفرضه عليه اللغة، دور الخيانة الجميلة أو المراوغة 0
ونحن إذ نسعى للتخلص من سلطة اللغة فإننا نسعى لتقويض ذواتنا هذا أولا، وثانيا تسوير رغباتنا، وتقنين طموحاتنا، ومع هذا فإنه ليس أمامنا إلا التحالف مع اللغة أو سلطة اللغة وإقامة الحوار مع آلياتها في سبيل كينونة تستمد وجودها من ذلك التحالف والتصالح 0(/)
"تحليل قصيدة سفر أيوب"
ـ[موزه]ــــــــ[17 - 12 - 2006, 10:15 ص]ـ
أرجو مساعدتي في تحليل قصيدة سفر أيوب للشاعر العراقي بدر شاكر السياب.
وإليكم الآن القصيدة: سفر أيوب
لك الحمد مهما استطال البلاءْ
ومهما استبدَّ الألمْ،
لك الحمد، إن الرزايا عطاء
وإن المصيبات بعضُ الكَرَمْ.
ألم تُعطني أنت هذا الظلامْ
وأعطيتني أنت هذا السَّحَرْ؟
فهل تشكر الأرض قَطْرَ المطر
وتغضبُ إن لم يَجُدْها الغمام؟
شهورٌ طوالٌ وهذي الجراحْ
تمزِّق جَنبيَّ مثلَ المُدى
ولا يهدأ الداءُ عند الصباح
ولا يمسح اللَّيلُ أوجاعه بالردى.
ولكنَّ أيُّوبَ إن صاح صاح:
((لك الحمدُ، إن الرزايا ندى،
وإن الجراحَ هدايا الحبيبْ
أضمُّ إلى الصَّدر باقاتِها،
هداياكَ في خافقي لا تغيب،
هداياك مقبولةٌ. هاتِها!))
أشدّ جراحي وأهتف بالعائدينْ:
((ألا فانظروا واحسدوني، فهذي هدايا حبيبي.
وإن مسَّت النارُ حُرَّ الجبين
توهَّمْتُها قُبلةً منكَ مجبولةً من لهيبِ.
جميلٌ هو السُّهدُ أرعى سماكَ
بعينيَّ حتى تغيبَ النجومْ
ويلمسَ شبَّاكَ داري سناكْ
جميلٌ هو الليل: أصداء يوم
وأبواقُ سيارةٍ من بعيد
وآهاتُ مرضى، وأمّ تُعيد
أساطيرَ آبائها للوليد.
وغاباتُ ليل السُّهادِ، الغيوم
تحجِّبُ وَجْهَ السماءْ
وتجلوه تحت القمر.
وإن صاح أيُّوبُ كان النداءْ:
((لك الحمد يا رامياً بالقَدَرْ
ويا كاتباً، بَعْدَ ذاكَ، الشَّفاء!))
* لندن 26/ 12/ 1962
أصيب شاعرنا بمرض السل الرئوي في الخمسينات حتى إذا تفاقم عليه المرض ـ الذي كان من الأمراض الصعبة العلاج آنذاك ـ توجه إلى لندن لغرض العلاج، وقد أبدع قلمه بالأبيات المدوّنة أدناه وهو على سرير المستشفى هناك يشكر فيها الباري على نِعمه التي لا تحصى وكأنه يردد الدعاء الذي كان يقرأه الإمام زين العابدين (ع) الذي يقول فيه: ((أللهم لك الحمد على ما لم أزل أتصرَّف فيه من سلامَةِ بدني، ولكَ الحمدُ على ما أحدثتَ بي مِن عِلّةٍ في جسدي))
و عند قراءتي لقصيدته تذكرة النبي أيوب عليه السلام و هو في مرض الشديد، فبدر شاكر السياب أخذ من قصة أيوب نموذج لقصيده و هو ما يسمى "بالتناص" ..
أرجو مساعدتي في تحليل أكثر و أشمل للتناص في القصيدة.
و لكم كل الشكر و التقدير
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 12 - 2006, 11:33 م]ـ
ابدأي أولا بتحديد المواضع التي تدعّم رأيك بوجود التناص. ثم حلليها بالمقارنة ..
هيا اعملي وسنرى ما أنت فاعلة .. ونكون معك.
ـ[الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 12:12 ص]ـ
سوف أقوم بتحليل القصيدة خلال عشرة أيام، لكن لسؤال محدد عنها
ـ[الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 12:17 ص]ـ
اعتاد رواد الشعر الحديث استخدام الرموز، والأساطير،والقصص الدينية في شعرهم،والشاعر بدر،يستخدم قصة أيوب عليه السلام لما عاناه من صبر، وأمتحان وبلاء،وكأن الشاعر يعاني ماعاناه ايوب عليه السلام مع الرضاء بما أصابه.
والشاعر يصور ما ابتلي به من صبر واستعمار،ومرض،وغربة في لندن ويحن الى بلدة جيكور
أكمل فيما بعد.
nay21@maktoob.com
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 12:55 ص]ـ
و عند قراءتي لقصيدته تذكرة النبي أيوب عليه السلام و هو في مرض الشديد، فبدر شاكر السياب أخذ من قصة أيوب نموذج لقصيده و هو ما يسمى "بالتناص" ..
لا يدعى هذا " التناص" ولكنه يسمى" القناع" وشرح هذا المصطلح يحتاج الى وقت كبير ونحن نرى السياب قد اختفى وراء شخصية سيدنا يعقوب.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 12:56 ص]ـ
الاخت موزه، ارجو ان تنتبهي عند الكتابة فكتابتك يعتريها الكثير من الأخطاء وأهلاً اختاً كريمة في المنتدى
ـ[الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 08:54 ص]ـ
تعمد الشاعر في البيت الأبيات الأولى الى تجسيد المجرد، فألم عطاء، والرزايا ندى، والجرح هدايا الحبيب، أنها لغة تجسد الرضا الذي يبديه العاشق من معشوقة، ولا تخفى ان هناك لمحة صوفية (فالحبيب رمز للذات الألهية)
ـ[الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 08:56 ص]ـ
الأخت وضحاء ..... يرجى اعلامي كيف يمكن وضع دروس على البور بوينت على الشبكة
ـ[الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 09:57 ص]ـ
الليل في هذه القصيدة: غلب على الليل في هذه القصيدة صورة الألم والمرض والموت، فالليل مدينة قاسية لا حياة فيها،وهي عكس ما كان يحس به في قريته جيكوروبلده العراق.فهنا في لندن_أصداء بوم،وأبواق سيارة، وأصوات المرضى في المستشفى، الى غير ذلك من الأصوات التي تؤلم من يحمل مشاعر رومنسيةهادئة. لذا فصورة لندا مناقضة تماما لما في جيكور من خضرة وحياه وأطفال ونخيل عناص الجمال.
الأخت موزه: قارني بين صورة جيكور وصورة لندن من خلال ما كتبته لك من إضاءات سوف تجدين الأمر يسيرا.
كما نلاحظ أن الشاعر عاد من المرض والبرد ولكن سرعان ماتذكر أن المرض افضع شيء مرّ به ....... ومن خلال قصة أيوب (عليه السلام) نلاحظ ان المستوى من القصة هو:الصبر، الامل بالخلاص، الألم، الرضا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 12:58 م]ـ
ملاحظة: حينما قال الشاعر جميل هو الليل أصداء بوم ............. الخ. هي سخرية من هذا الليل.لأنه لليل فيه ألم ليل المدينة القاسية.
ملاحظة أخرى: حينما قال (ألا فنظروا وأحسدوني فهذي هداي حبيبي) هنا مفارقة محزنه فيها سخرية فهو يدعوا ان يحسد لكي تتغير هذه الصورة عنه (الداء، الفراق للأهل والأحبة) علما أن الحسد يكون لتمني زوال النعمة والشاعر ليس عنده نعم سوى المصائب والألم والفراق >
ملاحظة3. نلاحظ أيضا ورود التكرار في القصيدة مثل: تكرار التساؤل،وتكرار الصور (المتقابلة) الضدية،ومنها تكرار صورة أيوب. nay21@maktoob.com
ـ[الأمين]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 07:30 م]ـ
وأخيرً،أتمنى أن أكون قد أجبت على ماطلبت من القصيدة،علما أن هذا النوع من الشعر يقوم من الناحية الفنية على قدر أكبر من الحرية في استخدام البحور الشعرية، ومن ناحية الصورة الفنية عمد السياب الى التوسع في الرمزوالإشارة والأسطورة في شعره، وربما كان هذا من الأسباب التي جعلت هذا اللون من الشعر يكتنفه الغموض.
الدواغره nay21@maktoob.com(/)
لزومية الملك الضرير - بقلم - إدوارد فرنسيس
ـ[إدوارد فرنسيس]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 04:11 ص]ـ
لزومية الملك الضرير - بقلم - إدوارد فرنسيس
الملك الضرير: هو أبو العلاء بن عبد الله بن سليمان التنوخي رهين المحبسين، ولد عام ثلاثة وستين و ثلثمائة للهجرة، و توفي عام تسعة و أربعين و أربعمائة، وُلِدَ، و دُفِنَ بمعرة النعمان قرب حلب.
لاقى أبو العلاء كثيراً من فساد الدنيا في حياته، فزهد فيها و اّثر عزلته و انقطع لدرسها و وصفها
في مؤلفه الضخم (اللزوميات) – والذي منه هذه اللزومية - و الذي يصفه هو في المقدمة بقوله:
] كان من سوالف الأقضية أني أنشأتُ أبنية أوراقٍ، توخيت فيها صدق الكلمة و نزهتها عن الكذب
و الميط، و لا أزعمها كالسمط المتخذ، و أرجو أن لا تُحسب من السميط، فمنها ما هو تمجيد للّه
الذي شَرف عن التمجيد، و وضع المنن في كل جيد، و بعضها تذكيرٌ للناسين و تنبيهٌ للرقَدَةِ الغافلين و تحذير من الدنيا الكبرى [.
وكأن أبو العلاء هنا أراد أن يذكرنا بقوله، وهو محقاً كل الحق بعيداً كل البعد عما يدعو الي ا لكذ ب
حتي لو كان هذا على حساب الشعر، و في اختياره لألفاظه الخاصة، اذ بلغ أبو العلاء الذُروة
في التصنع و اختيار الألفاظ، حتي تجد أ ن الفاظ اللزوميات تجبرك على قراءتها أكثر من مرة،
و كذلك حتى يستقيم اللفظ مع المعنى الذى يُقصَدْ، فلا بد من تدليل الألفاظ، و ترويضها،
و هذا يتضح في اللزومية الآتية موضوع الدراسة:
إذ يبدو من أ ول وهلة أ ن قافية الهمزة المضمومة، لم يستقم وضعها إلا بعملية ا لتقديم وا لتأخير،
و أيضاً بالهاء الموصولة التي ملأت اللزومية.
و أبو العلاء يذكر صراحة إنه حاول أن ينظم في أغراض عدة و معينة، لكنه تقيد في مؤلفه بقيود
كثيرة، كما زهد من قبل في الدنيا، إذ يقول:
] و قد تكلفت قي هذا التأليف ثلاث كلف: الأولى أن ينتظم حروف المعجم عن اّخرها، و الثانية
أن يجيء رويه بالحركات ا لثلاث، و بالسكون بعد ذلك، و الثا لثة أنه لزم مع كل روى فيه شيء
لا يلزم من ياءٍ أ و ثاءٍ أ و غير ذلك من الحروف [. و أبو العلاء بهذه الكلفة التي تكلفها يكون قد نظم على جميع حروف المعجم ا لثمانية و العشرين، و كل حرف من تلك الحروف جاء مضموماً و مفتوحاً و مكسوراً و ساكناً، أما حروف الألف فجاء بها في فصل منفصل لأنها لا تجيء إلا ساكنة، و هو بهذا يكون كتب لنا مائة و ثلاثة عشر فصلاً. وهذه إحدى اللزوميات إرتبطت بأبي العلاء أكثر ما ارتبطت بعصره، و إن كان يكشف عما كان في وقته من فساد في دنياه.
مالي غدوت كقاف رؤبة قيدت في الدهر لم يطلق لها إجراؤُها
أُعْلِلتُ عِلَّةَ قالَ وهي قديمةٌ أعيا الأطبة كلَّهمُ إِبراؤُها
طال ا لثواء و قد أتى لمفاصلي أن تستبدَّ بضمها صحراؤُها
فترت و لم تَفْتُرْ لشرب مدامةٍ بل للخطوبِ يغولها إسراؤُها
مُلَ المقام فكم أعاشر أمَّةً أمرت بغير صلاحها أُمراؤُها
ظلموا الرَّعيَّةَ و استجازوا كيدَها فعدوا مصالحها و هم أُجراؤُها
فِرقاً شعرتُ بأنها لا تقتني خيراً و أنَّ شرارها شُعراؤُها
أَثرتْ أحاديثَ الكرام بزعمها و أَجاد حبسَ أَكفِّها إِثراؤُها
و إذا النفوس تجاوزت أَقدَارُها حَد ْوَ البعوضِ تغيَّرتْ سُجراؤُها
كصحيحةِ الأوزانِ زادتها القُوَى حَرْفاً فبان لسامعٍ نَكراؤُها
كَريَت فسَرت بالكرى و حياتُها أَكرَت فجرَّ نَواَئباً إكرَؤُها
سبحان خالقِكَ الذي قرَّت بهِ غبراءُ تُوقد فوقََها خَضْراؤُها
هل تعرفُ الحسدَ الجيادُ كغيرها فالبُهْمُ تُحسَدُ بينها غَرَّاؤُها
ووجدتُ دنيانا تُشابه طامِثاً لا تستقيمُ لناكحٍ أقْراؤُها
هُوِيتْ و لم تُسعِفْ وراح غَنِيُّها تَعِباً و فاز براحةٍ فُقراؤُها
و تجادلتْ فُقهاؤُها من حُبِّها و تقرَّأَتْ لتنالها قُرَّاؤُها
و اذا زَجَرْتَ النفْسَ عن شغفٍ بها فكأَنَّ زجْرَ غويِهّا إِغراؤُها
و الملاحظ ان القصيدة تبدأ باستفهام (مالي) .. و هذا الاستفهام يرتبط بأفعال خاصة تعود على أبي العلاء. الفعل الأول: غدوت – أى أصبحت، و أبكرت فيما أ صبحت عليه، و هذا الفعل
يرتبط بأرجوزة (رؤبة بن العجاج) التي قُيدت في الماضي، لكن هذا الفعل لم يقف عند
هذا المستوى (الماضي)، بل إنطلق الي المستقبل حيث الغد.
(يُتْبَعُ)
(/)
و الفعل الثاني: اُعللتُ – و هو من عل الانسان علة: مرض فهو معلول، و علة أبو العلاء المعري في لزومه داره، و في فقده لنظره و في شؤمه ا يضاً حيث يقول:
أراني في الثلاثة من سجوني فلا تسأل عن الخبر النبيث
لفقدي ناظري ولزوم بيتي وكون النفس في الجسم الخبيث
و كل هذه السجون أو العلل مرتبطة بالفعل (قال) الأجوف الوسط، و الذى حار فيه أطبة الصرف، فهل عينه أصلها الواو أو الياء.
أما علة أبو العلاء فهي قديمة قِدَم علة (قال) السابقة، و لأن علته هذه قديمة فهو أصبح مقيداً
تماماً كأرجوزة (رؤبة بن العجاج) المقيدة الآخر (الساكنة) ا لتي يقول فيها:
وقاتم الاعماق خاو المخترقْ مشتبه الأعلام لماع الخفقْ
يكل وفد الريح من حيث انخرقْ
و الفعل ا لثالث: شعرت - وهو من شعر، يشعر أ و يستشعر، و كل هذا يجيء من المعاشرة
للقوم، و هذا الفعل غير خاص بأبي العلاء فقط، لأن الشعورعام، لكن ما شعر به أبو العلاء خاص.
و الفعل ا لرا بع: وجدت – و هو من الوجود .. و هو يتصل مباشرة بالانسان و أحوا ل الدنيا،
و ما بها من حسن ظاهر و قبح ضامر.
و الفعل هنا مرتبط بالدنيا التي يشبهها أبو العلاء بحسناء في ثوب زفافها لكنها طامث فهي دنسة.
فكل الأفعال السابقة تتصل بأبي العلاء مباشرة، لكن يبقى إستفهامه الذي يربطها في عقد واحد
تتسلسل حباته و لا تنقطع، لأن أبا العلاء إ رتضى لنفسه معاشرة القوم.
فهناك فعل آخر يخدم الأفعال الأربعة السابقة إذ يقول أبو العلاء:
مُلَ المقام فكم أعاشر أمَّةً أمرت بغير صلاحها أُمراؤُها
و المقصود هنا الفعل (أعاشر) و هو من إعتشر ا لقوم أى تخالطوا أو تصاحبوا، فهو يوحي باستمرار المعاشرة.
و هناك أيضاً مستوى خاص من الأفعال: و هذه الأفعال ناقلة للرسالة، أ لح عليها أبو العلاء،
و معظم هذه الأفعال إما منفية أو (منكسرة):
لم يقدر – أعيا، من الإعياء – تستبد من الإستبداد – فترت، من الفتور – لم تفتر – مُلَّ، من الملل – أمرت بغير صلاحها – لا تقتني – عدوا مصالحها – لا تستقم – راح.
و هناك إ رتباط بين الأفعال الخاصة بأبي العلاء و الأفعال الخادمة لها، و الأفعال الناقلة للرسالة،
ففي الأربعة أ بيات الأولى نلاحظ (الغدو) و إرتباطه بقصيدة « رؤبة » الساكنة ... المقيدة،
و هذا ما جعل أبو العلاء يشعر من قبل بعلته القديمة ا لتي تشبه الي حد ما علة (قال)،
و هذه العلة أيضاً جعلته قعيد، (طا ل الثواء) حيث إعترض جسده (صحراؤه) علي ضم مفاصله
التي ضعفت من جَرَّاء جلوسه و قعوده. و حتي ينقلنا أبو العلاء الي الأبيات التالية، يذكر أن مفاصله لم تفتر فقط من جَرَّاء القعود، بل فترت من الأحداث الجسام التي تحملها، و كذلك من الهموم الكبيرة و الكثيرة التي يبيت فيها.
و في الأربعة أبيات التالية، إعتراض صريح و واضح ضد أمراء البلاد الذين أ فسدوا الحكم،
و ظلموا الرعية و سلبوهم حقوقهم و تركوا مصالحهم – و الأجدر أن يحافظوا علي هذه المصالح –
بل مما زاد الداء علة، أن هؤلاء الأمراء أشاعوا الفساد في الأرض، و لم يستطع أن يقترب منهم
إلا الشعراء المنافقين المداحين .. و كذلك فهم زعموا أنهم أغنياء و كرماء، لكنهم أجادوا حبس
ثرائهم، فهم يمتلكون الكثير و يضنون بالقليل علي شعبهم.
و ينتقل بنا أبو العلاء بعد ذلك الي صورة أخري ليعرض لنا مدى التشابه بين فساد الأمراء في تلك
الأمة والنفس المتقلبة فيقول .. مهما تجاوزت نفوس هؤلاء الأمراء حدها من بأس و قوة – كالبعوضة
التي تعرف كيف تبعض – ستتغير تلك النفوس حتماً، و ستنتقم علي نفسها، و يلفظ بعضها البعض،
كما يلفظ السامع الجيد للشعر، الحرف الزائد في قصيدة موزونة، لأن الزيادة في الحروف تعني الإقواء، و هو عيب من عيوب القافية.
فأما اذا بقيت أحوال الأمراء علي ما هي عليه، من إشاعة الفساد و الإستزادة من الثروات، و إذا ما
إطمأنوا مل الإطمئنان الي ذلك و أخذوا بعضاً من راحتهم، و ناموا و سُروا لنومهم لأنهم أُجهدوا
في جمع تلك الثروات، فحياتهم ستتناقص تدريجياً، و لأنهم مسرورن بنفسهم لأن فيه إستزادة،
و هم يودون الإستزادة من كل شيء، فكان ثمن هذا الكرى، هو حياتهم التي ستنتهي ولا محالة.
(يُتْبَعُ)
(/)
و في البيتين التاليين يقدم لنا أبو العلاء صفعة أخرى يُوجهها الي هؤلاء الأمراء، و الي إنسان الدنيا
فيذكره بفضل الله عليه في تسكينه تعالي للأرض، و رفعه للسماء من فوقها، و وضعه للشمس
في كبدها، و توهجها لتنير الأرض ... و بالرغم من كل تلك العلامات، فالانسان
لم يكف عن بلاهته و بلائه، فيشبهه بالجياد السوداء اللون التي تعيش في أمان
مع مثيلاتها الغراء (التي في جبهتها بياض) لكن الإنسان غير الجياد.
و ينتقل بعد ذلك الي الدنيا، وهو هنا يشبهها بعروس في ثوب زفافها لكنها دنسة، و بالرغم
من دناستها فالانسان يرغبها و يريدها، لكنها لم تقترب منه بعد بالرغم تعبه و بحثه
عنها، فالفقهاء تجادلوا من أجلها، كما أ ن النساك تعبدوا لها أيضاً.
و يختتم أبو العلاء اللزومية بحكمة قائلاً: إذا حاولت أن تقهر النفس و تمنعها عن شيء
هي ولعة به، ففي هذا الزجر و النهي إغراءاً و ليس زجراً، وهذا الشيء هو الدنيا.
والأفعال الناقلة للرسالة في هذه اللزومية تختص بقضيتين:
الأولي وهي الإنسان و الثانية وهي الدنيا.
و الإنسان الذى تعالجه هنا هو الإنسان السلبي الذى يتمثل في صورة الأمراء الذين أمروا بغير صلاح أُمتهم و ظلموا الرعية، وإستجازوا كيدها و تركوا مصالحها، و هم أيضاً لا يقتنون خيراً.
والدنيا عند أبو العلاء دنسة من كثرة عبث الإنسان فهى تارة طامثا و أخرى طاهرة، فهي هُوَيت
كثيراً من قِبَل الإنسان، حتى انه دُفن ولم يعرف أطاوعته أم لا.
و لنقف عند تشبيهين أحدهما يختص بالإنسان السلبي، و الآخر يختص بالدنيا أيضاً.
أما التشبيه الأول فنقرؤه في البيت التالي:
كَريَت فسَرت بالكرى و حياتُها أَكرَت فجرَّ نَواَئباً إكرَؤُها
فالكرى الأول و الثاني ... هو النوم – كريت فسرت بالكرى.
أما أكرت ... هو النقصان - أكرت فجرَّ نوائباً إكراؤها.
فأبي العلاء أجاد رغم جناسه هذا في تصوير النوم، وكيف يسرق من حياة البشر.
و التشبيه الثاني نقرؤه في البيت التالي:
ووجدتُ دنيانا تُشابه طامِثاً لا تستقيمُ لناكحٍ أقْراؤُها
فأبي العلاء خبير بكل أحوال الدنيا، و خبير أيضاً بخبايا المرأة ...
لكن هذا التشبيه يقف كحائل لما به من الفاظ (طامث – ناكح – أقراؤها) و كلها ألفاظ سلبية.
و إن كانت كل هذه الألفاظ تنطبق علي الواقع العلمي، فأبي العلاء هنا لم يزهد في الدنيا،
بل أرادها، حتي انه في البيت التالي ذكر (هُويِتْ)، و إن كان هذا الفعل مبنيا للمجهول،
فالهواية تأتي من الإنسان، و الجدل صاحبه الإنسان أيضاً.
و إن كان أبو العلاء زهد في الدنيا، و زجرها ألم يقل هو في نهاية اللزومية:
و اذا زَجَرْتَ النفْسَ عن شغفٍ بها فكأَنَّ زجْرَ غويِهّا إِغراؤُها
أما شغف أبو العلاء بالدنيا فكان من كثرة معالجته لموضوعاتها و قضاياها التي الح عليها
في لزومياته، ا لتي فَرَقَ بينها و بين الشعر صراحة - الذى ينكره على نفسه -
و إن كنا لن نستطيع نحن أن ننكره عليه .... فهل هذا ينتفي من الشعر .... !!
عللاني فإن بيض الأماني فنيت، والظلام ليس بفان
ان تناسيتما وداد اناس فاجعلاني من بعض من تذكران
رب ليل، كأنه الصبح و الحسن و ان كان أسود الطيلسان
قد ركضنا فيه الي اللهو، لما وقف النجم وقفة الحيران
و هل هذا ينتفي من الشعر و روضته أيضاً
غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شاد
وشبيه صوت النعي إذا قيس بصوت البشير في كل ناد
أبكت تلكم الحمامة أم غنت على فرع غصنها المياد
إن حزنًا في ساعة الموت أضعاف سرور في ساعة الميلاد
..........................................
أما اذا كان أبو العلاء رفض الشعر كما يقول:
و قد كنت قلت في كلام ليَّ قديم أني رفضت الشعر رفض السقب غرسه و الرأ ل تريكته، »
و الغرض ما أستجيز فيه الكذب و أستعين على نُظامه بالشبهات، فأما الكائن عظة للسامع
و إيقاظاً للمتوسن و أمراً بالتحرز من الدنيا الخادعة، و أهلها الذين جُلِبوا على الغش و المكر،
فهو إن شاء الله مما يلتمس به الثواب، و أضيف الي ما سبق من الإعتذار أ ن من سلك في هذا
الاسلوب ضَعُفَ ما ينطق به من النظام لأنه يتوخى الصادقة و يطلب من الكلام البزة، و لذلك
ضَعُفَ كثير من شعر أُمية بن أبي الصلت ألثقفي، و من أخذ بفَرّيه من أهل الإسلام،
(يُتْبَعُ)
(/)
و يروى عن الاصمعى كلام معناه أن الشعر باب من أبواب ا لباطل، فإذا أُريد به غير وجهه
ضَعُفَ، وقد وجدنا الشعراء توصلوا الي تحسين المنطق بالكذب و هو من القبائح و زينوا
ما نظموه بالغزل و صفة النساء و نعوت الخيل و الإبل و أوصاف الخمر و تسببوا الي الجزالة
بذكر الحرب و احتلبوا أخلاف الفكر و هم أهل مقام و خفض في معنى ما يدَّعون أنهم يعانون
من حث الركائب و قطع المفاوز و مراس الشقاء ».
فإذا كان أبو العلاء رفض الشعر لانه كاذب (أعذب الشعر أكذبه) و هو يكتب الصدق،
ليفضح أمور الدنيا ... التي يظن البعض أنه زهد فيها ....
فنحن نرى أن أبا العلاء صال و جال في روضة الشعر، لكنه تَوَجَ ورود الروضة بأكاليل
من الشوكِ، حتى إذا أردتَ الوردة، فلك أن تنزع إكليل الشوك عنها، و لك أن تجتهد في نزعه
والا تبقيه على حالته و إلا إستحالت عليك الورود، التي أرادها أبو العلاء أن تكون متفتحة دائما.
فأبي العلاء نجح في إعطائنا صورة حية عن الدنيا و عن الإنسان، و إن كان ظالماً بعض الشيء
للدنيا، فلكراهيته لها و حقده عليها، لأنها سلبته بصره و صاغت له منظاراً أَسوداً
يطل به علي كل ما يراه .. حتي أنه لم يستطع أن يتبين النهار، فهو يقول في لزومية أخرى:
غدونا سائرين على وفاز صحاة مثل شراب ثما ل
على الفرسين لا فرسي رهان أو الجملين ليس كالجما ل
و ما غضبي إذا جرت القضايا بتفضيل اليمين علي الشما ل
فلا يعجب بصورته جميل فإن ا لقبح يُطوى كالجما ل
كذاك الدهر إظلام و صبح و ريح من جنوب أو شما ل
بلا مال عن الد نيا رحيلي و صعلوكاً خرجت بغير ما ل
فآه لو أبصر أبو العلاء النهار، أو أدرك أنه قبيح، لكان طوى قُبحه و أراح نفسه و لكان رحل
من الدنيا و هو يمتلكها كلها.
نشر هذا المقال النقدى في جريدة الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة) بالعدد رقم 169 الأحد 14 مايو 1989 - الموافق 9 شوال 1409 ه.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 11:58 م]ـ
دراسة أكثر من رائعة .. تنوع فيه التحليل من لغوي لبياني إلى مناقشة في بعض الجزئيات.
سلمت يمينك، وبانتظار دراسات أخرى.(/)
محاكمة نصوصية!!
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 04:21 ص]ـ
هل يستطيع منهج نقدي أن يلغي منهجا نقديا آخرا؟؟
تساءلت كثيرا وأنا أقرأ في كتاب عابد خازندار " قراءة في كتاب الحب "، وهو كتاب ممتع للغاية وهو أيضا نص مفتوح حيث نجد فيه التقنية الكتابية بكل أبعادها ومفاهيمها وعوالمها، كما نجد فيه الحبكة القصصية من حيث السرد والحدث، وكما نجد فيه التناول النقدي من حيث القراءة أو القراءات الذهنية، وكما نجد فيه الرواية من حيث هي شخوص وكيانات 00 وأحداث وعوالم متشابكة ومتداخلة 0 الكتاب رائع بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ينقلك من عالم إلى عوالم، ومن زمن إلى أزمنة، ومن مكان إلى أمكنة، ومن القصة إلى الشعر، إلى الرواية، ومن الفلسفة إلى النقد، وتشعر وأنت تقرأ لا بالمتعة فحسب وإنما بالمعرفة أيضا 00 هل استطردت؟!!
يبدو أنني تأثرت من جراء قراءتي للكتاب من حيث استطراد الكاتب الذي يأخذك فجأة من حدث إلى حدث، ومن فكرة إلى فكرة، ومن تناول إلى تناول 0
أعود فأتساءل: أيكون في إمكان منهج نقدي أن يلغي منهجا آخر0؟؟ هكذا تساءلت وأنا أقرأ هذه الجملة " النصوصية دقت آخر مسمار في نعش البنيوية "!!
أقول أن النصوصية كمنهج نقدي ألسني لا يستطيع أن يلغي البنيوية، والحكم بالإلغاء هو حكم تعسفي غير مبرر، وغير جدير بالطرح أيضا، وأن صدور مثل هذا الحكم " الدوغمائي " من ناقد بقامة عابد خازندار، لهو أمر عجيب وملفت للنظر، وأعجب منه أن يتمذهب!! أي الخازندار! أو يتموضع في منهجية يتعصب لها ويجعلها منهجية رئيسة متقدمة على كل المناهج النقدية ألسنية وغير ألسنية!
الفكرة كلها جاءت كمحاكمة أعلنها الخازندار، وعلى الملأ! وحكم فيها بموت البنيوية، منتصرا للنصوصية 0!
وهنا لا أدافع عن البنيوية، ولا أحط من قدر النصوصية فكلاهما منهجان وضعا لمحاورة النصوص وذلك عبر مقولات كل منهما والإجراءات التي يسير في تطبيقها كل منهما 0
وإعلان الموت هنا 00 هو إعلان عن قناعة ذاتية ليس لها ما يبررها سوى قرار " شخصاني " بكل عنفوانه، وربما يبرر ذلك القرار " براجماتيا " من حيث أن البنيوية هي شكل خالص سقطت في " ميكانيكية " شكلية جردت الأدب من وظيفته الاجتماعية وفعاليته الإنسانية، ولكنه تبرير في غير ما منطق، وإلا كيف نفسر محاولات تجنيس المنهجيات والخروج بمنهجية وليدة!
فالبنيوية التكوينية مثلا، هي وليدة المزاوجة من البنيوية والاجتماعية، الأولى تنظر في بنى النص وآلياته، والثانية تتعرض لمضمونه ووظيفته
الاجتماعية في إطار التاريخ 0
هذه المزاوجة تدل فيما تدل عليه أن البنيوية لم يتم إلغاؤها، وإنما تتحول بفعل المزاوجة بينها وبين منهجية أخرى، إلى منهجية وليدة فاعلة تساهم في سبر أغوار النص الذي هو مسعى ذلك الكل المعقد من المقولات!!
وعذرا للتناص هنا، ولتايلور!
ـ[لميس]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 11:07 م]ـ
أخي مغربي كلامك رائع ماتع
ولكن النصوصية لا أعرف معناها
فلو تكرمت يا أخي الكريم
ووضحت لي مفهوم النصوصية
باختصار يناسب مقام أختك السائلة
كي يتسنى لي أن أكمل قراءة ما كتبت
ولعلي أعود فأسأل عن مصطلح آخر
إن سمحت يا أخي
ـ[زينب محمد]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 05:09 م]ـ
أخي المغربي ..
هل الكتاب الذي ذكرته موجود في المكتبات؟؟
وإن لم يكن، هل سأجده على الشبكة؟
دمت فذًّا ..
ـ[ضاد]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 05:29 م]ـ
كأنك تستدرجني لأرد عليك.
*ابتسامة*
المشكلة أني درست كل هذا بلغة الأعاجم, وإذا أردت أن أكتب فيه أجدني أمام مشكلة الترجمة, ليس لعدم قدرتي على الترجمة, فربي حباني بهذه القدرة والحمد له وحده, ولكن بسبب عدم معرفتي بالمصطلحات المعتمدة في هذا الفن, أأصيبها أم أخالفها. لذلك رجاء وليس أمرا, أود لو تضع هامشا تذكر فيه أسماء هذه المصطلحات بالإنقليزية.
وأبشر بنقاش حام.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 05:53 م]ـ
جيد:)
أشعر بغبطة شديدة، حينما تجتمعان أنت والمغربي تحت نافذة واحدة، تتناولان النقد، لأني أشعر بأني بين قامتين سامقتين في مجال النقد ..
فأعلم بأني لن أخرج صفر اليدين أبدًا ..
أسأل مولاي أن يزيدكما من فضله، ويهبني هذه الملكة ..
والسلام ..
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[06 - 01 - 2007, 04:15 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
حيا الله مروركم العاطر أعزائي لميس وأميرة البيان وضاد 0
الكتاب في الأسواق، وله عدة طبعات، وإن كنت هنا - أميرة البيان - في السعودية فستجدينه في مكتبات جرير، مكتبة المريخ، وعالم المعرفة!
أختي لميس اسمحي لي قبل أن أجيب عن تساؤلك أن أتحسس المشكل هنا!!
ألا وهو المصطلح، فهل يمكن أن يكون مفهوم النصوصية أو التناص مندرجا في حقل معرفي معين وخاص, أو أنه قابل للانتشاره خارج هذا الحقل؟!!
ذاك التساؤل يقودنا بالضرورة إلى سبر أغوار " المصطلح " فالمصطلح النقدي, هو نوع من التخصص في جانب معين من جوانب الحركة النقدية, والأدبية,. وهو فضلا عن ذلك دلالة خاصة تنتقل بموجبها اللفظة من معناها العام الى معناها الخاص, مما يكسبها صفة الاختصاص أو التخصص مع وضوح في المعنى ودقة في الدلالة وشمولية في الاستيعاب.
وتبقى الإشكالية، هي إشكالية تنوع المرجعيات من جهة، ومن جهة ثانية إنفتاحية الحقول المعرفية على بعضها بعضا 00!!
شطحت في القول، وماذاك إلا لتأكيد أهمية فهم المصطلح من خلال ما سبق 00 أعود إلى تساؤلك لميس، متقاطعا مع جهة أخرى تمثل لي بعدا ثقافيا مرموقا، هو أخي ضاد 000
فالنصوصية أو التناص أو التناصية كلها فهوم لفهم واحد 00أو منهجية واحدة،وما ذاك إلا لأننا لا نجد اتفاقا على ترجمة موحدة لمصطلح Interextuality، فقد عربه البعض بالتناص، والبعض الآخر بالنصوصية، وفريق ثالث عربه بتداخل النصوص أو تعالقها… أما التراث النقدي العربي فقد عرف الظاهرة مبكرا وأشبعها دراسة وتحليلا، وإن كان بوضوح أقل وتحت مسميات عدة، مثل: التضمين؛ السرقات الشعرية؛ الاقتباس؛ الاحتذاء… إلخ.
خلاصة الأمر أن النصوصية كمنهجية نقدية تنظر إلى أن النصوص تتقاطع فيما بينها بشكل عفوي غير واعٍ ولا شعوري، وكذا هوعند أغلب أصحاب نظرية التناص.
وتؤكد الأشكال النقدية لنظرية التنّاص على أنها نظرية نقدية متقدمة؛ لأنها استطاعت بآلياتها المتعددة أن تصبح أداة لنقد أي نص من أي نوع كان، فنجدها تتلمس المعطيات الثقافية المختلفة كالفن والتشكيل والأدب وغيرها 0
بوركتم مجددا
ـ[زينب محمد]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 06:56 م]ـ
أخي المغربي ..
أشكر لك هذه الموضوعات الرائعة ..
والحمد لله أن الكتاب موجود هنا ..
**
أرجو ألا تنقطع عن طرح هذه الأفكار النقدية، التي تعمل الفكر ..
ولك تحياتي ..
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 08:03 م]ـ
شكر الله لك المتابعة
ودمت وارفة
ـ[ايام العمر]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 08:20 م]ـ
بحثت عن الكتاب ولم أجده في المكتبات!!!
"لايكون ممنوع":)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 08:27 م]ـ
ربما نفذت طبعته أيام العمر 00 هل سألت عنه في مكتبتي تهامة والمريخ؟!!
ـ[لميس]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 03:52 م]ـ
جزاك الله خيرا وبوركت أخي مغربي
وهنا لا أدافع عن البنيوية، ولا أحط من قدر النصوصية فكلاهما منهجان وضعا لمحاورة النصوص وذلك عبر مقولات كل منهما والإجراءات التي يسير في تطبيقها كل منهما 0
لو سمحت يا أخي الكريم ماهي المقولات والإجراءات التي يتبعها كلا المنهجين؟
وربما يبرر ذلك القرار " براجماتيا "
وما معنى هذه الكلمة؟
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 05:26 م]ـ
أحسنت لميس، تقاطع ولا أروع!!
يعود مصطلح " البراجماتية " إلى الفيلسوف وعالم الرياضيات" تشارلز ساندرز بيرس " وهو ما يعرف بـ0" pragmatism " فلسفة الذرائع، أي المذهب العملي، وبعده جاء المفكر " وليم جيمس "، الذي نشر المذهب وعممه، حتى أصبح يعرف باسمه. وهو اسم مشتق من الكلمة اليونانية " Progma " وتعني (عمل)، أما كلمة براجماتيك " pragmatic " فتعني. العملي، النشيط، الفضولي، الواقعي، الذرائعي؛ وهذا التعدد في مرادفات الكلمة لم يتح صياغة تعريف واضح لمصطلح الفلسفة البراجماتية. إلا في عرض مضمونها، وفي نقدها. ورغم ذاك فإن فكرة المصطلح تدور حول: " أن المفاهيم لا تثبت إلا بالتجربة العملية "، و " الحقيقة توجد من خلال الواقع العملي والتجربة الإنسانية " 0
لو سمحت يا أخي الكريم ماهي المقولات والإجراءات التي يتبعها كلا المنهجين؟
بالمناسبة لميس ثمة ما يجعلني أتداعى هنا، فأقول أن المناهج على أشكالها ومقولاتها المتعددة يعاضد بعضها بعضا 00 وكلها تقوم على مقاربة النص والتقاطع معه ومحاورته، صحيح أن لكل مقولاته وآلياته التي يسير عليه في تلك المقاربة وذلك التحاور الأمر الذي يؤدي إلى بلورة الإمكانات للنص المطروح للمقاربة، ثم يؤدي إلى ثمرة ناضجة يحين قطافها في كل حين 0!! فالبنوية مثلا التي تنظر في بنى النص كوحدة وشكل 00 دون أن النظر إلى الكاتب باعتباره مفرز نصه 00وكالنصوصية التي تنظر إلى أن النص إبن النص، وأنه يقوم على تراكمات نصية تظل في هاجس الكاتب وشعوره الباطن، وربما تقود إلى سبر أغوار الكاتب / الناص، الذي يظل حاضرا متقاطعا مع نصه 00 كل ذلك يكون أدعى وأنفع بل وأقرب إلى روح النص الحديث!!
لعلي أجبتك من خلال تلاقح المنهجيات، ولعلك أثرت شهيتي لكتابة عن تحاور المنهجيات في قابل الأيام!! أقول لعل!!
تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 06:47 م]ـ
فالبنوية مثلا التي تنظر في بنى النص كوحدة وشكل 00 دون أن النظر إلى الكاتب باعتباره مفرز نصه 00وكالنصوصية التي تنظر إلى أن النص إبن النص، وأنه يقوم على تراكمات نصية تظل في هاجس الكاتب وشعوره الباطن، وربما تقود إلى سبر أغوار الكاتب / الناص، الذي يظل حاضرا متقاطعا مع نصه 00 كل ذلك يكون أدعى وأنفع بل وأقرب إلى روح النص الحديث!!
لعلي أجبتك من خلال تلاقح المنهجيات، ولعلك أثرت شهيتي لكتابة عن تحاور المنهجيات في قابل الأيام!!
أستاذ مغربي .. دعني أختلف معك قليلا
فالبنيوية ربما أشبهها بالمسكر الذي يشعر الإنسان وهما بحلاوة مايصنع وهو يدمر نفسه ببطء.
أعتقد أن المنهج البنيوي فشل بما فيه الكفاية فالتعامل مع نص بلا كاتب هو تقليب جثة ميتة لا حراك فيها. فضلا عن أن البنيوية شهدت تراجعا حتى من أبرز روادها.
أعتقد أن جميع تلك المحاولات الحديثة عجزت أن تقدم نفسها بشكل واضح يتناسب مع روح الشعر العربي عدا بعض المحاولات الأسلوبية التي تقترب كثيرا من البلاغة العربية.
وتقبلها وجهة نظر من محب لك تخطئ وتصيب
ـ[ضاد]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 07:01 م]ـ
أخي أبو حاتم,
فشل البنوية الأدبية قابله نجاح البنوية اللسانية التي قفزت باللسانيات من علم تبيع إلى علم قائم بذاته.
ولي عودة.
ـ[لميس]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 10:40 م]ـ
أحسن الله إليك أخي مغربي
وأشكرك الشكر الجزيل
ولا عدمنا نفعك وعلمك
ولإخواني وأخواتي
الود والتحية
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 12:03 ص]ـ
أشكر لك أبا حاتم مرورك الفخم 0
قلت رعاك الله: أختلف معك قليلا 00 لا عليك 00
ها أنذا صدر يتسع وقلب يخفق فبوركت فاعلا منفعلا 0ثم أن بعض رأيك يحالفه الصواب، صحيح أن البنيوية سقطت في الشكلية الميكانيكية لكنها لم تلغ كما تقول بل أنها تحولت بفعل التلاقح بين منهجيات آخر إلى منهجية تقوم على مزاوجة آليات ومقولات من شأنها الخروج من إطارها إلى أطر فاعلة ترضي طموح النص 00 كيف تقول في البنيوية التكوينية، كمنهجية تأخذ من البنيوية الصرفة كما تأخذ من المنهج الاجتماعي 00 ألا ترى أن ثمة تلاقح هنا أثمر عن منهجية وليدة لها باع في مقاربة النص من خلال البنى والآليات وعبر المضمون والوظيفة 00
ولعل أخي ضاد تقاطع معي في ذلك:
فشل البنوية الأدبية قابله نجاح البنوية اللسانية التي قفزت باللسانيات من علم تبيع إلى علم قائم بذاته.
نعم هو ذاك حيث أن البنيوية وإن فشلت كمنهجية إلا أنها امتزجت - من خلال محاورة المناهج الأخرى - ببعض منهجيات تصب في الحقل الألسني، فتلبست لبوسا يليق بالنص المطروح على مائدتها 00
تحياتي
ـ[ايام العمر]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 03:21 م]ـ
بعد" لفة" محترمة على مكتبات جدة وجدته في دار البيان
لكن يا اخي لم التعقيد؟؟؟؟
الكتب ممتع وإن كانت لي بعض الملاحظات ليس بصفتي مقوّمة له ولكن بسبب الحديث عن تعدد الآلهه وماهو من هذا القبيل .....
وأنت أيضا ُتعقّد المسائل من يراك هنا ويراك في الالفية يشك بأنك شخص واحد:)
وقد صدقت معالي عندما قالت
نقاد هذا العصر يمارسون ضدنا نوعًا من الإرهاب، يحاولون أن يوهمونا دائمًا بأننا لا نفهم، ويشعرونا بالدونية والنقص دائمًا أمام ثقافتهم
تحياتي
ـ[ضاد]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 04:04 م]ـ
أختي أيام العمر,
إن فصل الأدب العربي الحديث, شعرا أو نثرا أو غيرهما, عن المدارس الأدبية الغربية مثل فصل الماء عن الزيت في إناء خلطناهما فيه ببعضهما, فطفى الزيت وركد الماء. هذا حال الأدب العربي, راده أدباء وشعراء تغمسوا في الأدب الغربي وأخذوا عن مدارسه, بكل عقائدها وتوجهاتها وأساليبها وكل ما فيها, حتى تصبغ منها وجه الأدب العربي الحديث فبات كالمنبت, لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء, فنشأت توجهات وتمخضت إرهاصات عصفت بوجهه حتى تنفر منه لسانه ومتلسنوه وبات الحنين إلى زمن المتنبي والبحتري وحتى امرئ القيس. ذلك الزمن الجميل.
وعملية النقد الحديث لا بد وأن تأخذ من هذه المدارس حتى تعرف ما يقول متمدرسوها وتعيه, وفي فناء التمدد الأدبي العالمي بات المنحصر على الأدب العربي القديم والحصور عما غيره لا يُفهم إذا تكلم ولا يفهَم إذا تُكِلم, ونحن هنا نحاول أن نعبئ تلك الفجوة بنبذات خفيفة عن المدارس النقدية الغربية والأدب الغربي, فليس كلها إلى قمامة ففيها خير كثير وشر كثير, وحسبنا اجتهادنا أن نأتي بخيرها وندرأ عنكم شرها.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[10 - 01 - 2007, 09:58 م]ـ
أيام العمر
بعد" لفة" محترمة على مكتبات جدة وجدته في دار البيان
الحمد لله أن تحصلت على الكتاب خصوصا وأن "اللفة" المحترمة لم تذهب سدى 00 فهلمي بالحلوى إذن: rolleyes:
لكن يا اخي لم التعقيد؟؟؟؟
وهل ترينني بالفعل هكذا؟؟
وجهة نظر أحترمها:)
وأنت أيضا ُتعقّد المسائل من يراك هنا ويراك في الالفية يشك بأنك شخص واحد
إن صح ذلك، فهل هنا مثل هناك؟
0000
أخي ضاد 00 أتقاطع معك في قولك:
إن فصل الأدب العربي الحديث, شعرا أو نثرا أو غيرهما, عن المدارس الأدبية الغربية مثل فصل الماء عن الزيت في إناء خلطناهما فيه ببعضهما, فطفى الزيت وركد الماء.
نعم هو كذلك، فالأدب العربي لا يمكننا وأن نفصله عن الأدب العالمي شئنا أم أبينا! لأن العالم أصبح كالقرية وماذاك إلا بالثورة المهولة في وسائل الإتصال 0
وعملية النقد الحديث لا بد وأن تأخذ من هذه المدارس حتى تعرف ما يقول متمدرسوها وتعيه, وفي فناء التمدد الأدبي العالمي بات المنحصر على الأدب العربي القديم والحصور عما غيره لا يُفهم إذا تكلم ولا يفهَم إذا تُكِلم
وهذا ما نسميه حوار الحضارات وتلاقح الثقافات سلمك الله 0
ونحن هنا نحاول أن نعبئ تلك الفجوة بنبذات خفيفة عن المدارس النقدية الغربية والأدب الغربي
لا تصرح بهذا وإلا ستصبح معقدا:)
سلمت الأنامل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايام العمر]ــــــــ[13 - 01 - 2007, 08:01 م]ـ
وبات الحنين إلى زمن المتنبي والبحتري وحتى امرئ القيس. ذلك الزمن الجميل
بات المنحصر على الأدب العربي القديم والحصور
عما غيره لا يُفهم إذا تكلم ولا يفهَم إذا تُكِلم
صدقت كلمات تكتب بماء الذهب
الحمد لله أن تحصلت على الكتاب خصوصا وأن "اللفة"
المحترمة لم تذهب سدى .. فهلمي بالحلوى إذن
الكتاب رائع فعلا مع إني لم انتهه ِ منه إلا أنني كلما قرأت فيه كلما ازددت إعجابا به وليته سلم من المصطلحات الفرنسية نحن بالانجليزية وبالكاد"نفك الخط"
أما الحلوى بعد العيد إن شاء الله:)
ونحن هنا نحاول أن نعبئ تلك الفجوة بنبذات خفيفةعن المدارس النقدية الغربية والأدب الغربي
جزاكم الله خيرا
وبمناسبة وجود القامتين العظيمتين أسأل سؤالا
عرفنا معنا النصوصية ومعنى البنيوية فما معنى
البنيوية اللسانية؟؟؟؟
وأشكركم شكرا جزيلا(/)
((استدعاء عنترة بن شداد في الأدب السعودي))
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 12:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......... وبعد: نريد من الإخوة الفصحاء أن يساعدوني في البحث في هذا الموضوع ((استدعاء عنترة بن شداد في الأدب السعودي)) وكما تعلمون أن الاستدعاء "ظاهرة موجودة في الشعر الحديث و"هناك مجموعة من العوامل الثقافية والفنية والاجتماعية وراء شيوع ظاهرة استدعاء الشخصية التراثية في شعرنا العربي المعاصر ـ كصورة من صور الارتباط بالموروث" ومن أهم الكتب المؤلفة في هذه الظاهرة الجديدة في أدبنا العربي. كتاب "استدعاء الشخصيات التراثية في الشعر العربي المعاصر" لعلي عشري زايد.
الإخوة الفصحاء: نرجو المساهمة بالكتابة في هذا الموضوع وإفادتنا في رسم ملامح بحثه .... فأنتم أهل لذلك
تحياتي الحارة
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[29 - 12 - 2006, 01:59 ص]ـ
نرجو المساهمة .... وجزاكم الله خيرا(/)
مقولة تناصية!!
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 12 - 2006, 09:53 ص]ـ
حينما سئل الدكتور عبدالله الغذامي عن المصطلح وكيفية التعامل معه، علق قائلا: " السؤال جدير بالطرح، وجدير بالإجابة عليه " 0
لذا فقد تداعيت مع الغذامي في طرحه، مخترقا حدود النص إلى ما وراءه، فوجدت للتناص لذة 00 هذه اللذة تكمن في كسر السياق وانحياز الدلالة 0
يقول الغذامي: " أن من طبيعة المصطلح النقدي أنه متحول ومتغير ويظل يتسع ويتسع إلى درجة أنه يصل إلى نقطة يفقد فيها معناه بسبب شدة اتساع دلالاته " 0
وفهمت من إجابة الغذامي أنه من الأجدر التعامل مع المصطلح ضمن سياقه النصي الخطابي أو " الشخصاني " أي النظر في مصطلحات باحث محدد داخل مرجعيته الكتابية المنجزة، دون سحب مصطلحاته إلى خارجه 00 وهذه قضية تعد من أخطر قضايا المصطلح النقدي لدينا 0
ومما لا شك فيه أننا نمر بأزمة مصطلح، وتكمن الأزمة في أننا لا ننتج المصطلح كمقولة للدكتور الناقد سعيد يقطين 00 وإنتاجية المصطلح تعني على الوجه الآخر أننا في موقف التلقي والاستهلاكية في سبيل الإنتاجية 0
وهذا هو مكمن التناص بين مقولتين نقديتين لناقدين عظيمين 0
الأولى هي التعامل التعسفي مع المصطلح ضمن مرجعية كتابية أحادية، وسحب المصطلح من جهة إلى خارج تلك المرجعية، والتعامل بوساطته مع مرجعيات كتابية أخر!!
والثانية، الوقوف داخل دائرة التلقي والاستهلاك، وتمرير القضايا الأدبية والإبداعية من خلال هذه البوابة 0
ويبدو أن للتناص هنا مفهومه في كسر مقولة وإحلال مقولة أخرى محلها، فالغذامي يطرح مقولته في كيفية التعامل مع المصطلح، ويقطين يبرر الاستهلاكية ضمن غياب الإنتاجية، وكلا المقولتين تتحاوران وتتجاذبان أطراف الحديث في دعة وحميمية، وبقوتين متماثلتين في سبيل طرح مقولة واحدة تجمع ما بين المقولتين، هذه المقولة " التناصية " هي تكريس آخر لأزمة المصطلح النقدي لدينا!!(/)
نداء عاجل للأخت وضحاء وكل من يستطع المساعدة: (
ـ[طموحه]ــــــــ[30 - 12 - 2006, 09:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة والأخوات في شبكة الفصيح
أتمنى منكم مساعدتي في تحليل أسلوبي لقصيدة (يا نائح الطلح)
لأمير الشعراء أحمد شوقي إن أمكن لأنها قصيدة طويلة نسبيا،
أو قصيدة (الطائر السجين) لبشارة الخوري
أو أي قصيدة جزلة أخرى
فأنا لن أضيع الممكن في طلب المستحيل
وهذه تعتبر أخر فرصة لي للتقييم في مادة علم الأسلوب ونظرية النظم
مع العلم أنني قمت في السابق بتحليل قصيدتين هما (زهور) لأمل
دنقل، و قصيدة ابراهيم ناجي التي يقول في مطلعها
(أي سرٍّ فيك إني لست أدري) تحليلا أسلوبيا ولكن للأسف لم يرض
أستاذ المادة عن تحليلي في كلتا القصيدتين
لذلك أعطاني فرصة أخيرة للتقييم وقد رشح لي قصيدة (يا نائح الطلح)
ولكني أعلم أنها قصيدة طويلة جدا ولم يعد أمامي الوقت الكافي
لتحليلها أسلوبيا فأنا أعاني والله من الضغط الشديد لأني أعمل في
سلك التدريس صباحا، وأدْرس في الجامعة عصرا، وقد بدأ اليأس
يتسلل إلى قلبي، أنا أعلم أنني أطلت الحديث ولكن لم أجد غيركم
لأبوح لهم عما في خاطري: (
لذلك أتمنى منكم مساعدتي، وأنا أعلم في قرارة نفسي أنكم لن تخذلوني
أبدا
وختاما
تقبلوا مني خالص الشكر وعظيم الامتنان
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[31 - 12 - 2006, 04:50 ص]ـ
و عليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
حياك الله أختي الطموحة في رياض الفصيح، والتي ستجدي فيها بغيتك بحول الله؛ فلن يقصر الأعضاء بما يستطيعونه.
أولا .. أتمنى وضع التحليل السابق الذي قمت بعمله لأتمكن من إيجاد مكامن الخطأ ومحاولة تصويبها، كي تتجاوزيها في التحليل القادم. إن شئت وإلا فلترسليها على بريدي، والأفضل أن تكون هنا كي يشارك الإخوة في معالجتها.
ثانيا .. عليك الإتيان بالقصيدتين المراد تحليلهما هنا، لنساعدك في الاختيار، و لنتمكن من معاونتك في التحليل بإذن الله، ولتكون الصورة واضحة لنا.
بانتظارك عزيزتي .. وفقك الباري وأعانك.
ـ[طموحه]ــــــــ[01 - 01 - 2007, 09:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت وضحاء .. أشكرك على هذا الرد وعلى هذا الاستعداد لتقديم المساعدة
وجعله الله في ميزان حسناتك إن شاء الله
أما التحليل فسأعرض عليك تحليلي لقصيدة زهور:
وسلال من الورد.
ألمحها بين إغفاءة و إفاقة
وعلى كل باقة
اسم حاملها في بطاقة
تتحدث لي الزهرات الجميلة
أن أعينها اتسعت-دهشة
لحظة القطف
لحظة القصف
لحظة إعدمها في الخميلة
تتحدث لي ....
أنها سقطت من على عرشها في البساتين
ثم أفاقت على عرضها في زجاج الدكاكين، أو بين أيدي
المنادين
حتى اشترتها اليد المتفضلة العابرة
تتحدث لي ...
كيف جاءت إليَّ
(وأحزانها الملكية ترفع أعناقها الخضر)
كي تتمنى لي العمر
وهي تجود بأنفاسها الآخرة!!
كل باقة ..
بين إغماءة وإفاقة
تتنفس مثلي - بالكاد - ثانية ثانية
وعلى صدرها حملت راضية
اسم قاتها في بطاقة
_______________________________________
بداية نبحث عن مفتاح الولوج إلى عالم القصيدة، ونجد أن كلمة زهور هي المفتاح الذي سندخل منه لعالم القصيدة، والأسباب لذلك أنها جاءت عنوانا وهذا احساس بخصوصية الكلمة، الزهور هي الفاعل الوحيد ف القصيدة، والفاعل هنا نقصد به الفاعل في التجربة وهذا الأمر ايضا يساند الفاعل النحوي.
فالزهور هي التي تتحدث والشاعر هو الذي يلمح، يرصد، يعلق لكن ليس له في التجربة فعل حدثي.
من ناحية البنية النحوية نجد أن البنية السائدة في المقطع الأول هي الجمل الاسمية
والمقطع الثاني الجمل الفعلية
والمقطع الثالث الجمل الإسمية
وهنا بنية النحو تصدق بنية التقسيم
وممكن أن نقول أن القسم الثاني هو عقدة التجربة والهيمنة كانت للجملة الفعلية في المقطع الثاني.
الوحدة الأولى في القصيدة هي وحدة وصفية تعطي منظر سكوني غير حركي (وسلال من الورد -ألمحها بين إغفاءة و إفاقة ... )
في كل كلمة (تتحدث لي) هناك نوع من الحديث، ونريد أن نلاحظ خط سير القصيدة هل هو مستقيم أم تصاعدي؟
نجد انه تصاعدي، فالقصيدة تسير في تراكيب متصاعدة منبعها العنوان (زهور)
(يُتْبَعُ)
(/)
المشهد الإسمي في المقطع الاول فيه نوع من القرار والسكون وكذلك في المشهد الأخير، وهنا نجد أن جزء معنى النص جاء من اختلاف نوع الجملة المهيمنهة، فالنحو جزء من المعنى الكلي لهذه التجربة. فإذا أراد الشاعر التعبير عن السكون اتجه للجملة الإسمية، إذا أراد التعبير عن الحركة والتصعيد اتجه للجملة الفعلية، فالتركيب النحوي له اسهام في المعنى العام للتجربة.
لو نظرنا للقصيدة من ناحية الوزن .. لوجدنا أن الشاعر كتب القصيدة في صورته الدائرية (فاعلن) من بحر المتدارك، فهو عمل تشكيلة غريبة جدا مابين فاعلن وفعلن، فعمل مزاوجة بين التفعيلة الأصلية والتفعيلة المخبونة
وهنا يظهر لنا ما يسمى بالإنحراف عن الإنحراف
وهذا جزء منن جمالية النص وأعطانا نغمة غير مألوفة
والإنحراف هنا مركب فهو انحراف عن انحراف، وهو لم ينحرف عن التقنين بل انحرف عن شائع الاستعمال.
نلاحظ أيضا أن المزاوجة بين فاعلن وفعلن ممكن أن تكون نوع من التصدية الموسيقية للإغماءة والإفاقة .. فاعلن فيها وضوح (تصدية للإفاقة)، فعلن فيها خطفة (تصدية للإغماءة)
ولا نغفل ذكر أن الشاعر ربط بين الجزء الاول (الجملة الاسمية)
والجزء الثاني (الجملة الفعلية)، والجزء الأخير (الجملة الاسمية)
بالقافية، فالقافية اشتغلت كوسيلة من وسائل رد العجز عن صدره.
ننتقل الآن لإلى فكرة التوازي، نجد ان التوازي واضح مابين الوحدة الأولى والأخيرة، فالوحدة الأخيرة تستدعي بقوة الوحدة الاخيرة، ويستعد هذا الاستدعاء التكرار الموجود في نفس القوافي (باقة - إفاقة - بطاقة ... الخ)
إذن هناك تكرار وفي نفس الوقت توازي.
_____________________________________
هذا تقريبا نصف تحليلي لهذه القصيدة وسأحاول أن أكمل بقية التحليل ليستفيد منه الجميع، ولكن يا أخت وضحاء أتمنى منك مساعدتي لأن تحليل القصيدة سيتم تسليمه يوم السبت.
وأتمنى أن تضعي لي عنوانك البريدي لكي أستطيع إرسال قصيدتي (يانائح الطلح) وقصيدة (الطائر السجين) لتساعديني في اختيار احداها وتحليلها لكي اتمكن من تسليمها في الوقت المحدد.
جزاك الله كل الخير وجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[02 - 01 - 2007, 12:48 ص]ـ
سأعطيك رأيي ربما غدا فيما قرأته، على البريد إن شئت.
ـ[طموحه]ــــــــ[02 - 01 - 2007, 11:55 ص]ـ
شكرا جزيلا لك أختي الغالية وضحاء
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 12:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت وضحاء .. أشكرك على هذا الرد وعلى هذا الاستعداد لتقديم المساعدة
وجعله الله في ميزان حسناتك إن شاء الله
أما التحليل فسأعرض عليك تحليلي لقصيدة زهور:
وسلال من الورد.
ألمحها بين إغفاءة و إفاقة
وعلى كل باقة
اسم حاملها في بطاقة
تتحدث لي الزهرات الجميلة
أن أعينها اتسعت-دهشة
لحظة القطف
لحظة القصف
لحظة إعدمها في الخميلة
تتحدث لي ....
أنها سقطت من على عرشها في البساتين
ثم أفاقت على عرضها في زجاج الدكاكين، أو بين أيدي
المنادين
حتى اشترتها اليد المتفضلة العابرة
تتحدث لي ...
كيف جاءت إليَّ
(وأحزانها الملكية ترفع أعناقها الخضر)
كي تتمنى لي العمر
وهي تجود بأنفاسها الآخرة!!
كل باقة ..
بين إغماءة وإفاقة
تتنفس مثلي - بالكاد - ثانية ثانية
وعلى صدرها حملت راضية
اسم قاتها في بطاقة
_______________________________________
بداية نبحث عن مفتاح الولوج إلى عالم القصيدة، ونجد أن كلمة زهور هي المفتاح الذي سندخل منه لعالم القصيدة، والأسباب لذلك أنها جاءت عنوانا وهذا احساس بخصوصية الكلمة، الزهور هي الفاعل الوحيد ف القصيدة، والفاعل هنا نقصد به الفاعل في التجربة وهذا الأمر ايضا يساند الفاعل النحوي.
فالزهور هي التي تتحدث والشاعر هو الذي يلمح، يرصد، يعلق لكن ليس له في التجربة فعل حدثي.
من ناحية البنية النحوية نجد أن البنية السائدة في المقطع الأول هي الجمل الاسمية
والمقطع الثاني الجمل الفعلية
والمقطع الثالث الجمل الإسمية
وهنا بنية النحو تصدق بنية التقسيم
وممكن أن نقول أن القسم الثاني هو عقدة التجربة والهيمنة كانت للجملة الفعلية في المقطع الثاني.
الوحدة الأولى في القصيدة هي وحدة وصفية تعطي منظر سكوني غير حركي (وسلال من الورد -ألمحها بين إغفاءة و إفاقة ... )
(يُتْبَعُ)
(/)
في كل كلمة (تتحدث لي) هناك نوع من الحديث، ونريد أن نلاحظ خط سير القصيدة هل هو مستقيم أم تصاعدي؟
نجد انه تصاعدي، فالقصيدة تسير في تراكيب متصاعدة منبعها العنوان (زهور)
المشهد الإسمي في المقطع الاول فيه نوع من القرار والسكون وكذلك في المشهد الأخير، وهنا نجد أن جزء معنى النص جاء من اختلاف نوع الجملة المهيمنهة، فالنحو جزء من المعنى الكلي لهذه التجربة. فإذا أراد الشاعر التعبير عن السكون اتجه للجملة الإسمية، إذا أراد التعبير عن الحركة والتصعيد اتجه للجملة الفعلية، فالتركيب النحوي له اسهام في المعنى العام للتجربة.
لو نظرنا للقصيدة من ناحية الوزن .. لوجدنا أن الشاعر كتب القصيدة في صورته الدائرية (فاعلن) من بحر المتدارك، فهو عمل تشكيلة غريبة جدا مابين فاعلن وفعلن، فعمل مزاوجة بين التفعيلة الأصلية والتفعيلة المخبونة
وهنا يظهر لنا ما يسمى بالإنحراف عن الإنحراف
وهذا جزء منن جمالية النص وأعطانا نغمة غير مألوفة
والإنحراف هنا مركب فهو انحراف عن انحراف، وهو لم ينحرف عن التقنين بل انحرف عن شائع الاستعمال.
نلاحظ أيضا أن المزاوجة بين فاعلن وفعلن ممكن أن تكون نوع من التصدية الموسيقية للإغماءة والإفاقة .. فاعلن فيها وضوح (تصدية للإفاقة)، فعلن فيها خطفة (تصدية للإغماءة)
ولا نغفل ذكر أن الشاعر ربط بين الجزء الاول (الجملة الاسمية)
والجزء الثاني (الجملة الفعلية)، والجزء الأخير (الجملة الاسمية)
بالقافية، فالقافية اشتغلت كوسيلة من وسائل رد العجز عن صدره.
ننتقل الآن لإلى فكرة التوازي، نجد ان التوازي واضح مابين الوحدة الأولى والأخيرة، فالوحدة الأخيرة تستدعي بقوة الوحدة الاخيرة، ويستعد هذا الاستدعاء التكرار الموجود في نفس القوافي (باقة - إفاقة - بطاقة ... الخ)
إذن هناك تكرار وفي نفس الوقت توازي.
_____________________________________
هذا تقريبا نصف تحليلي لهذه القصيدة وسأحاول أن أكمل بقية التحليل ليستفيد منه الجميع، ولكن يا أخت وضحاء أتمنى منك مساعدتي لأن تحليل القصيدة سيتم تسليمه يوم السبت.
وأتمنى أن تضعي لي عنوانك البريدي لكي أستطيع إرسال قصيدتي (يانائح الطلح) وقصيدة (الطائر السجين) لتساعديني في اختيار احداها وتحليلها لكي اتمكن من تسليمها في الوقت المحدد.
جزاك الله كل الخير وجعله في ميزان حسناتك إن شاء الله.
و عليك السلام أختي طموحة.
ينبغي أن تعلمي أن الأهم في التحليل أن تعي الفكرة العامة أولا وتستوعبيها وتوجدي الترابط بين الجزئيات وبينها.
الأمر الثاني أجد غيابا تاما للمستويات .. إن لم يشأ الدارس ذكرها له ذلك، بيد أن التحليل يعتمد عليها .. لو شئت ألا تكتبيها وتقسميها للقارئ فإنها لا بد أن تظهر من بين ثنايا حديثك .. أجدها غائبة بشكل كبير ..
ذكرت لك بعض الكتب في البريد وقاعدة المنطوق والمسكوت اعملي عليها ولتكن لك مفتاحا ..
كذلك وأنت تتناولين الإيقاع الخارجي للنص .. تناولتيه علميا فقط حاله كحال الجمل .. ثم صمت!! أين الدلالات من توظيفها؟
كما أن تناول الانحراف في التحليل كان لمجرد ذكر الانحراف.
أرجو أن تعودي لكل ذلك .. وإن شئت الإكمال هنا أو هناك.(/)
كيف أعرف أني أكتب
ـ[المها]ــــــــ[01 - 01 - 2007, 11:51 م]ـ
السلام عليكم
هو سؤال لم استطع الحصول على اجابة له .. كيف اعرف ان ما اكتب يعد كتابة؟؟؟
كثيرا ما اشعر بالغضب الشديد لعجزي عن التعبير بما احس به .. فانا لست موهوبة في اي جانب من الجوانب، فلا اكتب ولا ارسم ولا اعزف ولا اعبر شفهيا ولا ولا ولا،يعني بالمختصر ليست لدي اي طريقة اعبر بها عما احس به، ولا استطيع اظهار مشاعري للاخرين واحس بالاختناق بسبب هذا العجز، مؤخرا بدأت بكتابة ما يمكن تسميته بالخواطر لكنني اخجل حتى ان اطالعها بنفسي، ولكن حدث ان قرأت اختي ما كتبت واخرون من العائلة وابدوا اعجابهم، لكن لم يزدني ذلك الا غضبا واحسست انهم يجاملونني وربما حتى يسخرون مني، فقررت الا اكتب .... انا لا اريد تأليف الكتب ونظم القصائد، كل ما اريده هو ان تصل رسالتي وافكاري لمن اريد واولهم انا، اريد ان اترجم ما احسه وان يظهر هذا الاحساس جليا وان كانت الكلمات ركيكة .. فكيف السبيل الى ذلك؟؟؟؟؟؟
ـ[كشكول]ــــــــ[02 - 01 - 2007, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم
أنت الان في منتدى على الانترنت, لا يعرف هويتك الا انت. فقومي بنشر كل ما لديك, وسيقوم الاساتذة بنقد ما تجودين به. ولا تخجلي. فلو تمعنت في منتدى الابداع, فستجدين بعض المشاركات المميزة, والبعض الاخر ليست بذلك التميز. فتشجعي واطرحي كل ما لديك. ولا تخافي ولا تحزني.
والسلام
ـ[المها]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 12:32 ص]ـ
اشكرك سيد كشكول وجزاك الله خيرا
تظهر هنا مشكلة اخرى .. وهي ان اكثر الاساتذة فطاحلة .. وما اكتبه مجرد خواطر .. كل ما اريد معرفته هو هل توصل هذه "الخواطر" احاسيس معينة ام انها كلمات جوفاء!! فاذا طرحت بعض ما اكتب في المنتدى فقد اصدم للانتقادات التي قد توجه لي .. فقد مزقت بعض اوراقي لنقدي الشخصي لما كتبت فمابالك باستاذ في الشعر يخبرني بمدى ركاكة ما اكتب .. والله ما عدت اعرف ما افعل .. ربما يجب ان اقرأ اكثر وانتظر 20سنة اخرى لاقرر بنفسي.
اشكرك مرة اخرى لاهتمامك
تحياتي
ـ[حلم,]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 02:01 ص]ـ
وماذا عن من يريد أن يكتب ,ولكنه يقف عاجزاً عن البوح
ثمة أشياء تمور في الذهن ومع ذلك لاأستطيع البوح بها
لاأثق بكتاباتي رغم إشادة الكثيرين حولي , بل بعضهم من يطري بأسلوبي
ومع ذلك أقف عاجزة عن مسايرة ذاتي ,أعشق الكتابة وأراها متنفسي
ولكني أكتب وأبوح بصمت
وهنا في المنتديات أجدنفسي في الردود منساغة في قذف مافي جعبتي من بوح
وخواطر ذاتي , وأعجز عن فتح صفحة مستقلة والتعبير عما يختلج في ذاتي
ـ[قطرالندى]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 02:27 ص]ـ
(لاتشكيلي أبكيلك، الحال من بعضو ( ops )
أنا عن نفسي قد أكتب سطران من خاطرة أو فكرة معينة ثم أتركها للزمن لعله ينهيها في يوم من الأيام وهكذا ..
وإن حالفني الحظ واستطعت إكمالها لن أتجرأ أبدا في طرحها هنا أمام أعضاء الفصيح، قد أضعها في منتديات أخرى ولكن هنا لم أفكر بعد: rolleyes: لأنني أجد نفسي حبة سمسمة ( ops أمام هذا العلم الذي يختزنه أعضاء الفصيح بارك الله فيهم وزادهم علما فوق علمهم.
ـ[التواقه،،]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 04:32 ص]ـ
أخواتي
ما كل هذه التأوهات وما كل هذا التشاؤم: mad:
حبيباتي
ها أنا مبتدءة مثلكن أحب البوح وكنت أعجز عن تطبيقه
حنى مع نفسي وأنا لوحدي
تألمت لحالي مثلكن الآن
ولكن قرأت هنا وهناك وقبل كل شيء
زدت من ثقتي في نفسي
هذا قلمي ,, وهذه ورقتي ,, وهذا فكري
أحببتها حتى أحبتني
ووضعت ما أكتبه عند من يتذوقه
فالنقد من الكبار لن يضرني ولن يحطمني
أخواتي
كيف تردن النقد وأنتن تتمنعن عن الطرح
تأكدن أنكن أمام خير كثير وفائدة عظيمة مع هذا المنتدى البديع
اسمعن!!!
سأنتظر أسماءكن في منتدى الإبداع
فبما أن في داخلكن إحساس بالبوح بإذن الله ستجدن مايسركن
ولكن ابتعدن عن التشاؤم
ولتثق كل واحدة بقلمها وما تسطره مشاعرها
فهناك من لا يستطيع البوح فعلاً
هيا من منكن ستكون الأولى ونرى لها إبداعاً ولو بسيطاً
اتنهيت من كلامي وأنا وإياكن على الشرط
تأكدن ما كتبت هذا إلا لأنني كنت مثلكن في البداية
فلا تقفن على العقبة
ولا تبقين في الوادي بل إصعدن الجبال
حتماً ستريَن عالما مختلفا وجديدا حتى لو لم يكن رائعا
وتنقلن في الجبال حتى تجدن من على أعله العالم الرائع
(يُتْبَعُ)
(/)
حفظكن الله ودمتن بود
أختكن المحبة لكن ولصعودكن وإبداعكن ~~التواقه~~:)
ـ[ضاد]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 04:46 ص]ـ
لن أقول شيئا بعد قول أختنا التواقة البراقة, فقد أبانت فوفت ونصحت فأرشدت.
غير أني أذكركن ونفسي بقول شاعر الخضراء أبي القاسم الشابي:
ومن يتهيب صعود الجبال = يعش أبد الدهر بين الحفر
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 07:58 م]ـ
السلام عليكم
هو سؤال لم استطع الحصول على اجابة له .. كيف اعرف ان ما اكتب يعد كتابة؟؟؟
كثيرا ما اشعر بالغضب الشديد لعجزي عن التعبير بما احس به .. فانا لست موهوبة في اي جانب من الجوانب، فلا اكتب ولا ارسم ولا اعزف ولا اعبر شفهيا ولا ولا ولا،يعني بالمختصر ليست لدي اي طريقة اعبر بها عما احس به، ولا استطيع اظهار مشاعري للاخرين واحس بالاختناق بسبب هذا العجز، مؤخرا بدأت بكتابة ما يمكن تسميته بالخواطر لكنني اخجل حتى ان اطالعها بنفسي، ولكن حدث ان قرأت اختي ما كتبت واخرون من العائلة وابدوا اعجابهم، لكن لم يزدني ذلك الا غضبا واحسست انهم يجاملونني وربما حتى يسخرون مني، فقررت الا اكتب .... انا لا اريد تأليف الكتب ونظم القصائد، كل ما اريده هو ان تصل رسالتي وافكاري لمن اريد واولهم انا، اريد ان اترجم ما احسه وان يظهر هذا الاحساس جليا وان كانت الكلمات ركيكة .. فكيف السبيل الى ذلك؟؟؟؟؟؟
من تعرف هذا العرض الجميل فلاشك ان لديها الأجمل ولتضعيه في منتدى الزوار تحت عنوان مارايكم وانتظري الرأي
والحقيقة التي لا خلاف عليها ان الناس جميعا لديهم القدرات الذاتيه
ولكن البعض يخشى من فرط حساسيته ان يجد كلمة جارحه تعيده الى الوراء مع نفسه
وعموما النقد هو اجتهاد فردي في اغلب الاحيان لذلك اتمنى ان لاتؤخري مالديك
فما رأيك أن تسمي بالرحمن وتودعي احدى محاولاتك منتدى الزوار؟
وكذلك الدعوة لقطر الندى
وللجميع تحياتي
ـ[حلم,]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 08:25 م]ـ
التواقة , حياك الرحمن
سبق وأن امتنعت في إحدى المنتديات التي أنتسب إليها عن الكتابة لعدم ثقة بقلمي
ولكنهم شجعوني , وأخذوا بيدي إذ كان هناك قسم لرعاية الموهبين
وكان لهم ماأرادوا , ولم يخيبُ ظني إذ وجدت منهم العون والإرشاد
ومع ذلك أجدقلمي مبتور , لايستطيع أن يصل إلى ماأصبو إليه
إذ لاأريد الكتابة لمجرد الكتابة.
لدي محاولات بائسة ولكنها قديمة لاأرتضيها البته , إذ بعد أن كثفت قرآتي
وقرأت للمنفلوطي والرافعي والقليل لابن الزيات , خجلت من قلمي وواريته القرطاس.
ـ[المها]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 10:49 م]ـ
يا الله ... والله ترقرق الدمع في عيني لرقة كلماتكم .. مالي الا ان ادعو الله ان يسعدكم ويجزيكم الخير، وكم يشجعني ان اعرف ان هناك من يمر بنفس معاناتي و اننا قد نبدأ سوية من هذا المنتدى.
شجعتموني ان اراجع اوراقي المهملة واحاول ان افعل ما فعلته اختي التواقة "هذا قلمي ,, وهذه ورقتي ,, وهذا فكري أحببتها حتى أحبتني"" ساحاول ان احب ما اكتب. شكرا جزيلا لكم جميعا بلا استثناء. طبعا الشكر موصول لك سيدي الحداوي ففي كلماتك جرعة مركزة من التشجيع
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 12:35 ص]ـ
للتشجيع: http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=10630
مَنْ ولدَ عالماً؟، لا أريد الكتابة أكثر، هروباً من الوقوع في الأخطاء أكثر، أذكر أني طلبت المساعدة في التصحيح الإملائي، فقد كنت أكتب كلمة أسأل هكذا (أسئل)، والى اليوم عندي من الأخطاء ما لا يعد ولا يحصى، ليس العيب في التعلم، ولكن العيب في الخجل من طلب العلم.
أكتفي ..............
ـ[التواقه،،]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 04:39 ص]ـ
عزيزتي
هل سمعت يوما ً بطفل حين ولادته يقرأ أو يكتب
وهل رأيت يوماً قصراً أذهلتك روعته وتأكدت أن بدايته ما كانت إلا طوبة طوبة
وهل سمعت يوماً عن رجل يمسك بكتاب ويسأل الله أن يلهمه مابداخله وهو لم يجتهد لقراءته
عزيزتي
الطفل كبر وأصبح عالما وهو في أول أيامه كان جاهلاً
والقصر ما كان إلا فكرة سعى لها صاحبها واجتهد حتى جمع ما يلزمه
وتعهده بالرعاية والحرص والإهتمام حتى رآه بهذه الروعة والجمال
والرجل إن بقي ممسك بكتابه ويتمنى فقط أن يقرأما فيه بغية الفائدة أو الإطلاع
ولم يفعل ويسأل الله أن يلهمه مافي الكتاب
فهذا هو المحال
كوني هذا الطفل الذي بدا جاهلا وأصبح عالما
(يُتْبَعُ)
(/)
اجعلي بوحك وكتاباتك هذه الأرض
إن شئت أزرعيها وإن شئت فاعمريها
فكلا الحالتين لن تخسري فيها
هذه الأرض اجمعي عليها كل إبداعاتك
وعندما تجمعين كل ما تحتاجين إليه
إبدئي الزراعة أو العمران
ولا تختاري إلا أجود البذور أو أجود المواد
حتى تكوني دائما واثقة من محاصيلك أو قوة بنائك
فلا يخيفك ولا يهزك قول المزارعين أو البنائين
وأقصد بهذا الناقدين
وأخيراً لا تكوني مثل هذا الرجل الأخير
وأقصد أنك تتمنين أن تصلي إلى هذا العلم أو بلوغ بعض مافيه وتذوقه
أو حتى البوح بما في نفسك
وأنتي لم تجتهدي وتمارسي بشكل مستمر ولم تسعي بجوارحك وقلبك
إلى هذا الفن
تأكدي كل إنسان كانت أي تجربة أولى له هي الإخفاق
وإن لم يكن الإخفاق فتعدد المرات ينتج عملا أروع
كل العلماء لم يصلوا إلى ماوصلوا إليه من علم إلا بالتجربة
وكانت كل تجاربهم الأولى تكلل بالفشل
ولكن العزيمة الصادقه والهمة القويه
جعلتهم علماء فيما كانوا يجهلون
الكام في هذا يطووووول
وأرجو أرجو من كل قلبي أن تسعين إلى طموحاتكن
فالأمل والطموح أمران عظيمان
والبعض أصلا لا يملك أملا أو طموح
فلا تقبرن أمنيات جميلة كادت بالهمة أن تكون عظمية
فربما إحداكن قد تكون شاعرة أو كاتبه
وهذا ليس بصعب
من سبقونا لا يختلفون عنا بشيء أبدا
ولكن عفوا
إختلفت همتهم عن همتنا فكانوا أفضل منا
قال تعالى {ألم نجعل له عينين*ولساناً وشفتين* وهديناه النجدين}
فنحن لا نفترق عمن سبقونا إلا بالهمة
الهمة
والعزيمة
والإصرار
والثقة
والتوكل على الله
وإرادة تحطم الصخر
وهذا كله بين يديك فالجهد عليك
وتأكدي ستكونين مثل أي شخصية ترينها لامعة
إذا لم تهملي هذا الذي بين يديك
كلماتي هذه ليست إلا بوح صادق عما في نفسي
ورغبة في تحطيم حاجز البدء
وهذه الأسطر
لك أختي (((المها)))
ولك أختي (((حلم))) واجعلي الحلم حقيقة
ولك أختي (((قطر الندى)))
وتقبلن مني أعذب الحب وأصدق الدعاء
أختكن المنتظرة إبداعاتكن ~~ التواقه ~~
ـ[حلم,]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 08:12 م]ـ
التواقة, وحلم يتوق لمعانقة نبض الحرف
بإذن المولى , ستتحطم تلك الأغلال ويحلق بعدها القلم
شكراً من قلب
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 10:19 م]ـ
وماذا عن من يريد أن يكتب ,ولكنه يقف عاجزاً عن البوح
ثمة أشياء تمور في الذهن ومع ذلك لاأستطيع البوح بها
لاأثق بكتاباتي رغم إشادة الكثيرين حولي , بل بعضهم من يطري بأسلوبي
ومع ذلك أقف عاجزة عن مسايرة ذاتي ,أعشق الكتابة وأراها متنفسي
ولكني أكتب وأبوح بصمت
وهنا في المنتديات أجدنفسي في الردود منساغة في قذف مافي جعبتي من بوح
وخواطر ذاتي , وأعجز عن فتح صفحة مستقلة والتعبير عما يختلج في ذاتي
حياك الله أختي الكريمه حلم في الفصيح
وجربي فتح اول صفحة في منتدى الزوار وسترين ما يسرك بمشيئة الله
فمن يمتلك قوة الرد فهو في البدع أفضل
استعيني بالله وأنطلقي باول صفحة
وفقك الله
ـ[لميس]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 10:49 م]ـ
تعجبني أختي التواقة
وأتمنى أن أكون مثلها
لأنها تكتب ما يجول بنفسها وتنتظر النقد والتعليق المفيد
وهذا يفيدها ويفيدنا أيضا
فليست الكتابة حكرا على المبدعين
فهي لنا ولهم وهبها الله للجميع
المبدعين ومن هم دون المستوى الإبداعي
الذين هم بأقلامهم يخطون خطوات أولى ويتعلمون
كما يتعلم الطفل المشي في خطواته الأولى
يسقط في خطوة ويمشي في خطوة
وهكذا يتعلم وإنما العلم بالتعلم
والكتابة الإبداعية موهبة وعلم مكتسب
والله سبحانه وتعالى أعلم
ولأخواني وأخواتي
الود والتحية
ـ[المها]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 11:36 م]ـ
"فليست الكتابة حكرا على المبدعين
فهي لنا ولهم وهبها الله للجميع"انستي .. صدقتي، مادامت الكتابة متنفسنا فلما نخنق انفسنا بنقد الاخرين .. فعلا هي نعمة وليست حكرا على المبدعين خاصة واني لا اريد ان احاكي المعلقات.
استاذتي التواقة اشكرك واحسب كل من هم مثلي يشكرونك
السيد المبجل نائل .. شكرا جزيلا لك
اما الانسة حلم،فيا اختي "عقدتيني" والله كلماتك سلسة وحساسة وانا معه السيد نعيم الحداوي في تشجيعه لك.
تحياتي
ـ[التواقه،،]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 03:44 ص]ـ
عزيزاتي
لا شكر على واجب يخدمنا جميعاً
وأريد أن أذكّر بأنني لست أستاذة
إنما أنا مبتدءة أطلب ما تطلبن
وأطمح لمثل ماتطمحن
وأتمنى ما تتمنينه أنتن
المهم البدء والتنفيذ
أسأل الله لي ولكن وللجميع التوفيق وبلوغ المراد
وأسأله أن يوصلكن لأرفع المستويات التي ترغبن في احتضانها
أختكن ~~التواقه~~
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 04:01 م]ـ
بداية أقول للأخت المها
إن عرضك لمشكلتك بهذه الطريقة والصياغة الجميلة ووصولها إلى أحاسيسنا ومشاعرنا وكل من مر أو قرأ هذا الموضوع دليل على أن التعبير لايعجزك
بل كنت ناجحة في العرض والطرح والدليل كل هذا الجمهور المتعاطف معك ..
ثم ألا ترون أنه لو كان هناك قسم خاص للمبتدئين في مجال المقالة والشعر والنثر وغير ذلك يبثون فيه مشاعرهم دون حرج أو خوف .. ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 08:45 م]ـ
أخي الربيع الأول أصاب الهدف.
ـ[نون]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 10:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كدت اشارك ولكن مشاركات الاخوان جعلنتي احجم فبارك الله فيكم
وبالاخص من طرح الموضوع
فكم نحن محتاجون لمثل هذه المواضيع
ولكم مني كل الود
ـ[المها]ــــــــ[12 - 01 - 2007, 12:03 ص]ـ
حيا الله سيدي الربيع وشكرا على الدعم.
وتحية للنون:)
ـ[المها]ــــــــ[06 - 02 - 2007, 03:10 م]ـ
السلام عليكم ...... عملت بنصيحة البعض وعرضت بعض الكلمات على منتدى الزوار ولله الحمد "طُنشت" اي ان احداً لم يعلق وتم حذف بعض الكلمات:
غير مسجل
المشاركات: n/a ليست قصيدة! .. فهل هي هراء؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
بين نباح الكلاب ونقيق الضفادع
يرجون فك حصارنا دون البنادق
ماتت في قلوبهم المرؤة ونبتت الخيانة
وامست عقولهم زريبة تتكدس فيها الرجولة صرعى
وتتربع على العرش عروبة ثكلى
الصقور تحوم حولنا، وفوق رؤوسنا منها فيالق
لتنهش لحمنا وتسقي من دمائنا مالها من حدائق
اناسنا مشردون
قد توزعوا بين المقابر والخنادق
لبنان ما انت إلا ارض للسهر و ( ...... ) في الفنادق
يحبون فيك فيروز، والصافي، والارز والجبال الشواهق
يحبون فيك العلم والفن والجمال
ولايحبون فيك الحرب والحصار والمآزق
يا حلوتي ما انتِ لهم إلا ( .................. )
ثم وبحقارة يلقونها وراء ظهورهم
أُقسم انكم جثث ابت أن تحوم حول جيفكم الغربان
يا ببغاوات خرقاء
يا مخذولي العزيمة
لو انكم تمثلون العروبة، ( .............. ) على العروبة
ماعدت افخر بهويتي ولا بإنتمائي اليكم
صرت اخجل من لغتي ( ............ ) وتاريخي
بسببكم انتم
يا من ( ......... ) التاريخ والعقيدة
ماذا جنيتم؟؟
يبقى التاريخ وتزول كراسيكم
يبقى التاريخ وتزول مناصبكم
يبقى التاريخ وتمحى قصوركم
يبقى التاريخ وتدك حصونكم
نبقى نحن ..
فِراخُُ غرست فيها الذلة والهزيمة
جيل من العار والفشل
بفضلكم"ياعُباد الوثن"
تبقون جزءا من تاريخ حمل في طياته
خالدا وصلاح وعُمر
اجزاء حضارةُ هدت
حين قادها اذناب بوش واحذية اسرائيل والامم
حين صارت ( .............. ) في غرفة القيادة
فشُغلتم بها ونسيتم السيادة
حين قامت الحرب على لبنان
وقلتم لن نقاتل حتى لو امرنا مجلس"عنان"
حين لم نطلب منك إلا سكوتكم
فبخلتم به علينا
وابيتم إلا ان ( .............. )
حين صار سكوت الحاكم رحمة
ورضا بوش وامريكا نعمة
" فسجل مكانك في التاريخ ياقلم"
هاهنا مات الضمير وخُذلت الامم
هنا البراكين خامدة في مضاجعها
تهدهد فينا عروبتنا وتلتهم
.......
مارأيكم ادام الله فضلكم؟؟؟؟؟؟
ثم اليوم وجدت تعليق من السيدة"جهاد" ومما قالته:"هذه ثورة وليست قصيدة
هل ستتمخض هذه الثورة عن شيء مفيد؟ "
ايضاً
محمد الجهالين
لجنة الإشراف العام
الجنس: ذكر
تاريخ التسجيل: May 2005
الدولة: الوطن
المشاركات: 743 قالتها جهاد
بحكمة وسداد
اقتباس:
استمر في ثورتك ولكن بعقلانية ودون انفعال
ما حذف كان مخالفا لشروط الكتابة في الفصيح
ما اردت قوله اني قد وصلت لما اريد، قلتها من قبل واكررها ... لا اريد ان احاكي المعلقات ولكن اعبر عما احس به، ومادامت السيدة جهاد قد نعتت ما كتبت بالثورة ... فقد وصلت
اشكركم جميعا لدعمكم
ـ[الرحيل]ــــــــ[08 - 02 - 2007, 09:01 م]ـ
من أراد صعود المعالي، والارتقاء إلى القمم، والنقش بحروف من ذهب ...
فقد تكتب يوماً ما وتفاجأ بما كتبت بعد مضي وقت طويل، تتساءل هل أنا من كتب هذه الكلمات؟
هنا يهتف صوت من بعيد ويذكرك بقلمك الواعد والّذي دفن قبل ولادته، أو بالأصح قتل بلا رحمة ولا شفقة، قد تسأل ذاتك لماذا؟ مالسبب؟
السبب هو أن الفكر يحتاج إلى غذاء، وغذاءه القراءة ثمّ القراءة ثم القراءة، كيفما كانت وفي أي مجال كان، حينها ستجد نفسك تدندن بكلمات عجيبة تستشعر معنى كلمة .. اللفظ .. الحرف، تتغنى بآهات الروح، تودع أحاسيسك، تسطرها على الورق، هذا هو الإبداع أن لاتقف عند حد معين، وتظن نفسك أنّك أمسك بزمام الكلمة، فتتبختر في مشيتك، فالكلمة أمانة، والأمانة مسؤولية، لذا تعهّد نفسك بالقراءة ..
تكن نجماً سطعاً .. وفارساً لا يشق له غبار ..
ـ[المها]ــــــــ[09 - 02 - 2007, 12:56 ص]ـ
مرحبا بالرحيل .... حين قلت اني قد وصلت قصدت اني قد وصلت الى ما اريده في هذه المرحلة فقط، اعرف ان كلمات كهذه يعدها البعض مجرد ترهات ولا شئ صحيح فيها من ناحية النحو والعروض ووووو_وتمنيت ان يتكرموا على بهكذا ملاحظات_ لكن لم اقصد اني قد وصلت للنهاية، اما القراءة فهي اساس كل شئ وان اؤمن اني سانجح في حياتي بقدر ما اقرأ ..
تقولين:"وتظن نفسك أنّك أمسك بزمام الكلمة، فتتبختر في مشيتك، فالكلمة أمانة، والأمانة " .. سيدتي "بدري على الغرور" حتى اني لا اعرف كيف اتبختر ثم ما سيجعلني اتكبر وقد اسلفت ان احدا لم يبد رأياً واضحا، لكني قررت ان ما اكتب هو مذكرات تتطور احداثها و صيغاتها ولغتها مع مرور الوقت اعتماداً على نقد من حولي، هي تجربتي، فلست احمل رسالةاو امانة، هي فقط احاسيس وافكار اخطها لنفسي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الرحيل]ــــــــ[10 - 02 - 2007, 07:26 ص]ـ
أختي الفاضلة:ذهبتِ في فَهْمَكِ لما كتبت بعيداً، فلم يكن المقصود أنت على وجه الخصوص، إنَّما كنت أحاور ذاتي وأُودِعُ ما كتبت بين صفحات هذا المنتدى العظيم، فكلماتي ما هي إلا مشاعر تنتابني بين الحين والآخر، فكثيراً ما أنسى الطّريق إلى الكتابة، وأتساءل في نفسي مالسبب، وأشعر بإحباط فضيح كلَّما تصفّحت أوراقي القديمة، وأتساءل ياتُرى هل أنا من كتب هذه الكلمات؟!
لكن عندما أعاود القراءة وتكون صلتي بها وثيقة .. أهتف بكلمات لا أعلم من أين تصدر أو ما سببها .. لكن العقل الباطن تحرّك في لحظة تحصُّله على ثروة من المفردات، والّتي تفي بالبوح بما يجول به من أفكار، فطالما ما مرّ بلحظات كان يتمنَّى أن يجد ولو مفردة تحكي ما بداخلة، لكنَّه الفقر اللُّغوي .. هو ما يشتت أحلامنا وآمالنا .. على الرُّغم من امتلاكنا أحاسيس رائعة ..
نتساءل كثيراً كيف استطاع فلان من الناس الكتابة على الرّغم من أنَّها أصبحت لديه مهنة يرتزق من خلالها،والإجابة نجدها بين طيات الكتب ...
عزيزتي المها:أعتذر من الأعماق .. على عدم الإيضاح .. تأكدي أنه بقدر حبك للقراءة والكتابة ستصلي إلى مناك يوما ما ... سيري على طريق الإبداع .. فكل يوم يمرعلينا نتعلم منه الجديد، وتذكري أننا لم نولد متعلمين .. لذا حددي هدفك .. وتأكدي أنَّك ستنالي شرف الإبداع يوما ما .. وسَأُهَنِئِكِ بذلك ..
تحياتي /الرّحيل
ـ[المها]ــــــــ[13 - 02 - 2007, 11:53 م]ـ
عزيزتي الرحيل .. والله احرجتني بلطفك وتواضعك ... ولا داعي للاعتذار لأنك لم تقولين إلا الصواب
تحياتي
ـ[داليا]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 02:53 ص]ـ
حبيبتى (المها) انا كنت زيك نفس الحالة مع الفرق انى كنت قادرة على التعبير بس لا اطلع احد على كتاباتى الى ان قرأت شعرى احد صديقاتى وابدت اعجابها بة وبدات فى تشجيعى وبعده اطلعت استاذى والحمد الله بدات اتقدم فثقى بنفسك وامسكى بالقلم ولا تترددى ثانية فى كتابتة ما تشعرين بة وان خرج بمستوى ضعيف فثقى انكى فى المرة التالية سيكون اقوى الى ان اراكى كبرى شاعرات الوطن وللعلم حبيبى انا ادرس الان فى قسم النقد الادبى دراسات عليا اذا تحبى ترسلى لى كتابتك وانا اقدمها لاساتذه ونقاد فانى لا امانع وسافرح جدا عندما اراكى تتقدمين
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 03:29 ص]ـ
حبيبتى (المها) انا كنت زيك نفس الحالة مع الفرق انى كنت قادرة على التعبير بس لا اطلع احد على كتاباتى الى ان قرأت شعرى احد صديقاتى وابدت اعجابها بة وبدات فى تشجيعى وبعده اطلعت استاذى والحمد الله بدات اتقدم فثقى بنفسك وامسكى بالقلم ولا تترددى ثانية فى كتابتة ما تشعرين بة وان خرج بمستوى ضعيف فثقى انكى فى المرة التالية سيكون اقوى الى ان اراكى كبرى شاعرات الوطن وللعلم حبيبى انا ادرس الان فى قسم النقد الادبى دراسات عليا اذا تحبى ترسلى لى كتابتك وانا اقدمها لاساتذه ونقاد فانى لا امانع وسافرح جدا عندما اراكى تتقدمين
أتمنى أن تراعي الكتابة الفصيحة الصحيحة عزيزتي:)
ـ[أسير 1]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 08:14 ص]ـ
أولا:أشكركم و خصوصا الأخت المها على فتح هذه النافذة اللطيفة، و يبدو أن هذه المشكلة عامة بالفعل، أن يكون بداخل الفرد مشاعر وأحاسيس يريد أن يعبر عنها و يخرجها للوجود ولكن تعجز لغته عن ترجمتها لكلمات أو معان أو أشعار ... فالغياب هنا غياب الآلة، و ليس غياب الأفكار و المشاعر ... لذا ربما كان من المفيد _ و هذا ما رأيت بعد أن طرحت (خاطرة بسيطة لي هنا) _ أنّ محاولة تحسين آلة استخراج المعان و الكلمات من الأعماق، أول خطوة لتحسين الإنتاج الفني.
و هناك ملحوظة: أن من يكتب لأول مرة، يشعر بالخوف و بالإحراج أن يطرح ما عنده، خصوصا على أهل الفن و التخصص، لأنهم سينظرون إليها نظرة الناقد الفني، و لن ينظروا لكاتبها ... و ربما تتسبب كلمة نقدية منهم في إصابة الكاتب بحالة نفسية:) يمتنع بعدها عن الكتابة، ... لكنه في البداية يجتاج لتشجيع , خصوصا لو رأى الناقد الفني أن في كلماته ما يوحي بموهبة ما تأتي في الطريق ولا يلزم أن يكون أول ما يكتبه جيدا ... بل الموضوع يحتاج إلى حكمة فقط في التعامل مع من يطرح الإنتاج الفني ... فلا يقصم ظهره بالنقد، و لا يشعره أنه فنان في الوقت ذاته، بل يتعامل بحكمة و حسب ... : rolleyes:
كلمة أخيرة: لما نتصفح في منتدى الإبداع و الروائع، نصاب بعقدة نفسية كبيرة جدا، لأننا نرى إبداعا و تألقا و عاطفة و خيالا ... نرى شعراء فحولا:) فالواحد يخجل أن يضع إنتاجه المتواضع في هذا المنتدى .. لذا كان إقتراح الأستاذ ربيع الأول على الرغم من وجازته .. رائعا جدا جدا
ثم ألا ترون أنه لو كان هناك قسم خاص للمبتدئين في مجال المقالة والشعر والنثر وغير ذلك يبثون فيه مشاعرهم دون حرج أو خوف .. ؟
لمَ لا يكون هناك منتدى للمبتدئين، يضعون فيهم إنتاجهم البسيط بكل جرأة و راحة:) و يتم التعامل معهم على هذا الأساس، .. أنهم مبتدؤن، و يشرف علي هذا القسم من تتوسمون فيه الحكمةَ في التعامل معهم، من يدري ربما يشجع موهبة ما حقيقية في الظهور و الإبداع، و ربما يرشدهم على أول الطريق لذلك ..
و أنا أرشح من خلال خبرتي القصيرة بالمنتدى الأستاذ نعيم الحداوي و الأخ رؤبة و الدكتور حسان الشناوي
مع التحية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احسان]ــــــــ[29 - 04 - 2007, 11:09 م]ـ
انا اكتب عندما اكون حزينة احس بانني موهوبة اريد ان اسمعكم احد كلماتي هل ممكن ارجوا ان تواففوا
ـ[بلال عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 05 - 2007, 05:51 م]ـ
انصحك ان تعرضي ما تكتبين على من هو مختص.
ويمكنك ايضا عرض موضوعاتك نثرا او شعرا على المنتديات المتخصصة بالشعر او الخاطرة او القصة. ولتبدئي بالكتابة عن نفسك
واتمنى لك التوفيق
ـ[المها]ــــــــ[21 - 05 - 2007, 10:23 ص]ـ
مرحبا ... يا سيدي قد عرضت ولقيت الجواب وتوقفت عن الكتابة ولله الحمد .. حتى اني بدأت انسى الحروف الابجدية ... شكرا لك
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[21 - 05 - 2007, 11:58 ص]ـ
انا اكتب عندما اكون حزينة احس بانني موهوبة اريد ان اسمعكم احد كلماتي هل ممكن ارجوا ان تواففوا
حياك الله وبياك ومرحباً بك في الفصيح وبمالديك ضعي ماشئت
وهل الفصيح إلا باعضائه وماتجود به اقلامهم
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[21 - 05 - 2007, 11:59 ص]ـ
مرحبا ... يا سيدي قد عرضت ولقيت الجواب وتوقفت عن الكتابة ولله الحمد .. حتى اني بدأت انسى الحروف الابجدية ... شكرا لك
ماهذا ياإبنة الكرام ماذا حدث خيراً إن شاء الله
ـ[ضرار عمر]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 10:01 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
يا مها كوني كالمها واطلقي عنان الفكر في بيداء الأدب علّنا نكتشف موهبة محجوبة وراء ستائر الخجل ... ما يراودك جبنٌ أدبي،والكل مرّمن هنا،،أتذكر ــ وأنا على مشارف العشرين ــ من سنين العمر الخالية،أن اول مشاركة إبداعية لي كان حجمها وبكل شجاعة 19كلمة.
ولك مني ألف تحية وتحية.
ـ[ضرار عمر]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 10:10 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أحبّتي الكرام نحن في منتدى أدبيِّ راقٍ، ومن خلال إطلالتي السريعة على بعض الكتابات لاحظت كمّا هائلا من الأخطاء الإملائية و اللغوية،وبعض الخلط بين الفصحى والعامية.
وحتى نكون في مستوى المنتدى الذي ننتمي إليه علينا أن نراعي هذه الجوانب لأننا لسنا وحدنا،،والله من وراء القصد.
ـ[عودة الشيحي]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 07:21 م]ـ
مجرد حبك للكتابة، يعد دليلاً على استطاعتك خوض غمارها.
بانتظار جديدك أختنا الفاضلة.(/)
عوامل الضعف في النقد الأدبي الحديث
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 01 - 2007, 09:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثمة معايير ونظم وموازين تجتمع لتكوّن عملية تقيميّة تسمى " النقد "وهذه العملية لا تقترن بأي مؤثرات أو تأثيرات ولا تقتصر على شخصية الناقد, إنما هي نظرات متقابلة تضع نصاً ما وتبين محاسنه وعيوبه وتطرح طرق معالجتها مؤيدة ذلك بالأدلة وما يؤكدها ..
هنالك عدة عوامل تتجلى لك عند متابعتك لعملية النقد هناك الأهواء والميول وعدم الإنصاف وهنالك هروب من قبل الطرف الآخر الذي يخضع نصه لتعاليم النقد، هذا الهروب ينم عن أسباب عدة حيث إن كاتب النص يأخذه الغرور بما يكتب, ويضع بعض الشهادات كمؤيد له, ويتولد لديه انغلاق تجاه الآخر، أما الناقد فيكون في موقف لا يرى فيه سبيلا لبيان رأيه في النص " المغرور"، لكن هناك شيء مهم يستحق الوقوف عليه وهو الأهواء والميول في جدلية النقد , فحين تعرف النقد ووظيفته فوَظيفة النقد النظر في الأعماقِ، ودراسة الأبعاد والمكونات وتحليل العناصر ذات العلاقة**
كما عُرف النقد ومصطلح النقد بأنه فَن التمييز بين الأساليب أو هو الكشف عن ميزات الأعمال الأدبية وعيوبها، ومن دراسة النصوص الأدبية وتقويمها، كما أن كلمة النقد تعني في اللغة: تمييز الدراهم و إخراج الزائف منها. وتأتى تبعا لذلك بمعنى الكشف عن المحاسن والمساوئ عموما فليس القصد هو التعريف بالنقد والشرح عن المعنى بقدر ما أريد أن أبين " الأهواء والميول التي تحصل في" النقد ". فالنقد يمثل الميزان المعادل والحاسم بمعايره في تحديد ماهية النص أو الأطروحة وتناولها بطريقة النقد من كل جوانبها وتحتاج عملية تقويم النص إلى رأي موحد بين النقاد وقد تختلف بعض الأشياء الشكلية في النص حسب مزاج الناقد وذوقه الخاص، لكن تبقى الأسس العامة في النص ذات قدسية وخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها للناقد مهما كان. وقد برزت حالة الأهواء والميول وعدم صواب الرأي عند إعطائه للنص وتجتمع عدة عوامل وتكون السبب في عدم صواب رأي الناقد والتي منها:
- عدم اطلاع الناقد على الأسس التي تقوم عليها المجالات الأدبية.
- قلة التجربة في المجال النقدي والأدبي.
- طغيان الجانب العاطفي اثناء عملية النقد أو التقييم.
- بروز روح المجاملة والمهاجمة لدى شخصية الناقد.
- نقص المناعة الثقافية والأدبية المكتسبة عند الناقد مما سبب فيما بعد مرض خطير اسمه نقص المناعة الثقافية المكتسبة " إيدز ثقافي " وهذه الأسباب الخمسة تنعكس سلبا على العملية النقدية وتشكل مؤثرا خطيرا يسهم في إخماد جذوة الطاقات الشابة التي تكاد لا تميز بَيْنَ لُجة الآراء وتفاوتها وتضيع بَيْنَ الاختلاف. وهنالك عدة قصص واقعية حول الظلم الذي تعرضت له هذه الأقلام بسبب عدم معرفة الناقد.
ديوان العرب ( http://www.diwanalarab.com/spip.php?article7236)
ـ[الناصري التميمي]ــــــــ[13 - 01 - 2007, 06:20 م]ـ
وعليكم السلام ورحمه الله وبكاته
اخوي ابو طارق شكرا على هذا النقل
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 09:39 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذ أبا طارق ..
للأسف .. مع مرور الوقت وعدم التحرك .. العوامل تتضاعف حتى يكاد النقد أن يتهالك.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[18 - 01 - 2007, 12:56 ص]ـ
عزيزي .. أبا طارق
أَضيف إضافة ربما لها علاقة بالموضوع ..
إن بعض النقاد - للأسف - يتعاملون مع أسماء أكثر من تعاملهم مع النصوص فهو إما تبجيل لشخصية معينة خارج إطارها الشعري ويحاولا أن يسكب تلك الشخصية في النص، أو على العكس يكون النقد على حساب الخلافات الشخصية أو التوجهات والتيارات.
ليس معنى كلامي أن أنحي الكاتب جانبا إنما أنظر إلى الكاتب من خلال نصه وأنزله المنزل الذي هو فيه. لأنني أؤمن أن كثيرا من الشعراء أو لعلي أتراجع فأقول (بعض) الشعراء إنما صنعهم الإعلام، والتهريج الصحنقدي أو النقصحفي:)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[19 - 01 - 2007, 09:24 م]ـ
لأنني أؤمن أن كثيرا من الشعراء أو لعلي أتراجع فأقول (بعض) الشعراء إنما صنعهم الإعلام
ومما زادني دهشة أني أجد في كثير من المكتبات في اليمن تحتوي على دواوين شعر تشعر بالغثيان عند قراءتك لها , والأعجب أن تجد لتلك الدواوين مقدمات عجيبة تحتوي على إشادات ومدح ... حتى يخيل لك أنك ستقرأ للمتنبي. فإذا أتيت على الكتاب من الغلاف إلى الغلاف فلن تجد فيه شيئًا ذا قيمة خلا الورق.
وفي المقابل تسمع عن مئات الشعراء المُهمَلين , والمُهمَشين.
بورك مروركم أساتذتي
ـ[خولة قوال]ــــــــ[06 - 12 - 2009, 03:03 م]ـ
شكرا على هذا الموضوع القيم(/)
دلونى على كتب فى النقد
ـ[بهاء الدين]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 02:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخوانى أرجوكم دلونى على كتب فى النقد مثل كتاب الموازنه وكتاب النقد الأدبى والكتب العديدة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 04:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا أخوانى أرجوكم دلونى على كتب فى النقد مثل كتاب الموازنه وكتاب النقد الأدبى والكتب العديدة
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
أنت في مصر وتسأل عن الكتب؟!! نحن نشتري الكثير من هناك!!
لا أدري بالضبط أين .. لكن أتمنى أن يفيدك أحد الإخوة المصريين عن أماكن تواجدها ..
وإن كنت تبحث عنها في الشبكة فلا أدري إن كانت موجودة سأبحث عنها.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[06 - 01 - 2007, 08:03 ص]ـ
فرصتك في معرض الكتاب وهو قريب جدا 24/ 1 في مدينة نصر(/)
الهويمل يحاضر عن الحركة النقدية في السعودية
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 05:15 م]ـ
الهويمل يحاضر عن الحركة النقدية في السعودية
المدينة المنورة: خالد الطويل
يواصل أدبي المدينة مساء الثلاثاء المقبل فعالياته الثقافية بمحاضرة عن "الحركة النقدية في المملكة" يلقيها الدكتور حسن الهويمل ويديرها نائب رئيس أدبي المدينة محمد الدبيسي.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 07:52 م]ـ
الدكتور حسن يعدّ من مشايخة النقد السعودي .. ولكن للأسف فإن تأريخ هذه الحركة لازال ينقصه الكثير ..
ففي الموسوعة التي أصدرتها دار المفردات هناك خلط وعدم ترتيب واضح لهذه المسألة .. وكذلك في ملتقى النقد الأخير الذي أقامه النادي الأدبي بالرياض ..
سأبحث عن هذه المحاضرة لاحقا من النادي أو من الدكتور نفسه، وأحاول وضعها هنا ..
لك جزيل الشكر أستاذ الزمخشري.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 08:10 م]ـ
في كتاب د. أكرم ضياء العمري: "مناهج البحث وتحقيق التراث" كلام جيد حول الحركة النقدية المعاصرة ص169 وما يتلوها
ربما أفادكم
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 07:24 ص]ـ
شكرا جزيلا لك ..
سأبحث عن الكتاب.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[11 - 01 - 2007, 08:16 ص]ـ
وهنا أيضا
http://www.alwatan.com.sa/daily/2007-01-11/culture/culture06.html(/)
الشعر ما كان ديوان العرب ولن يكون أبدا
ـ[5803]ــــــــ[07 - 01 - 2007, 08:07 م]ـ
الشعر ما كان ديوان العرب ولن يكون أبدا
==============
الشعر ليس ديوان العرب. الشعر ديوان عرب معلومين في التاريخ. ليس للعرب بعد أي ديوان، وسيكون لهم ديوان مستقبلا، ولكنه لن يكون شعرا.
القول بأن الشعر ديوان العرب يقضي بسريان التتويج في كل وقت وحين، يقضي بجعله قائما في جميع العصور، بارزا في جميع الأزمنة، وهذا غير مطابق للواقع.
صحيح أن الشعر قد اقتعد أعلى القمم في كلام العرب، ولكنه اقتعدها في الماضي. فالقرنان الأخيران للعصر الجاهلي كانت فيه اللغة العربية في أعلى مراتبها، وكان الشعر يمثل قمة البلاغة والفصاحة والبيان حينها، وإلى جانبه كان هناك نثر لا يقل روعة وسموقا عنه، نثر راق يتمثله العرب في كلامهم غير المنظوم، انحسر كله في لهجة قريش التي أخذت من كل اللهجات فسادت في وسط العرب، وكان إلى جانب شعرهم نثر الخطابة والرسالة الشفهية ..
في خضم هذا ظهر نثر جديد متميز عن الشعر؛ وهو غير معقول، إذ كان يجب أن يكون من جنس الشعر، وليس من جنس النثر، وهو ما لم يكن، الأمر يتعلق بالقرآن العظيم، فدل ذلك أولا على أن اللغة العربية لن يتوج فيها جنس كلامي من جنس الشعر، بل يجب أن يكون من جنس النثر؛ وقد كان ذلك متمثلا في القرآن الكريم فحق أن يكون القرآن ديوانهم؛ لأنه نثر يوماوي يذهب فيه الناس ويأتي آخرون وهو هو باق، غير أن الأمر شاذ بسبب كون القرآن ليس من كلامهم، وحتى القول ببشريته ليجعله منهم وإليهم ولو انحسر في شخص محمد؛ لأنه عربي ينوب عنهم، لا يستقيم، لأنه قد دل العقل على كونه ليس كلامهم، ولا كلام محمد، ولن يكون كلام بشر وهذا موضوع آخر، فتأكد بما لا يدع مجالا الشك أن القرآن ليس اختراعا عربيا، أو تأليفا بشريا، فقضى ذلك ألا يكون ديوانهم ماداموا لم يخلقوه أو يبتدعوه، كما قضى منطقيا أن يبحثوا عن ديوان لهم في النثر، وليس في الشعر، يبحثوا عن جنس كلامي يخترعونه ولا يعمر مئات السنين؛ أو آلاف السنين، بل يثبت في عليينه ثباتا مادامت السموات والأرض حتى يكون بحق ديوانهم، قضى ذلك أن يأتوا بكلام يوماوي يظل يوماويا لجنس البشر، ومن البشر العرب حتى يكون بحق ديوانهم، وهو لحد الآن غير موجود.
في القرنين الأخيرين للعصر الجاهلي، وفي صدر الإسلام، ثم القرون التي تلته بالعصر الأموي والعباسي ظل الشعر فعلا ديوان عرب، ديوان أولئك العرب، لأنه كان مناط التتويج، وعمر بعد ذلك ولم يزل، ولكن على شكل منحسر في أفراد، وحتى لو صار محل اهتمام الجماعات والمجموعات الناطقة بالعربية، وبنفس الصورة القديمة اليوم، أو أرقى منها، فلن يكون مع ذلك ديوان العرب بأل التعريف.
ديوان العرب يجب أن يكون نثرا، وليس شعرا، ودليلي على ذلك باستقراء عقلي لنثر موجود بيننا وهو القرآن الكريم الذي لو علم الله تعالى بقدرة الشعر على الإحاطة بجميع المعاني لجعل كلامه شعرا، وليس نثرا، لجعله من جنس الشعر، وليس من جنس النثر، ولكان شعرا متميزا لن يقدر أحد على الإتيان بمثله، مثله مثل القرآن بنثره، لو ..
ولكن الله تعالى لعلمه بما تقدم وما تأخر قضى أن يكون كلامه نثرا، وليس شعرا، قضى أن يكون من جنس النثر، فكان كلاما عربيا بحكمة إنسانية، وليس بحكمة عربية. كان كلامه بلغة وضعها البشر، ثم عجزوا أن يأتوا بمثل القرآن، أو بسورة مثله؛ وهو غير معقول عقلا كما ورد في الممدرية (في النظرية والتقنية) ولكنه كائن فعلا وواقعا، فكان ذلك بحثا آخر يقودنا إلى الإعجاز، وهو ليس موضوعنا.
أقول: بما أن القرآن الكريم قد بز الشعر، وبز جميع أنواع النثر وهو نثر من نوع خاص، فإن ديوان العرب يجب أن يكون نثرا محاكاة للقرآن العظيم؛ يستظل بظله، ويتعلق بحياته ..
هذا النثر قد جرت محاولات عديدة لإيجاده مثل المقامات، وقد صعدت سلم الإبداع درجة مرموقة لم تبلغها الرواية مثلا، ولن تبلغها؛ لأنها ليست من خلق العرب وإبداعهم حتى تكون ديوانهم ..
وعند استقرائي لأنواع وأجناس كثيرة من النثر تبين لي أن النثر الذي سيتوج ديوانا للعرب عبر العصور القادمة، عبر التلبس باليوماوية والممدرية سيكون سردا، والسبب في ذلك أن السرد يكاد يكون طبيعة إنسانية، بل هو كذلك من جهة الخلق وليس الخلق، إذ لا غنى للإنسان عنه، وهو نتاج التجمع الإنساني، وعليه يمكن القول أن ديوان العرب يجب أن يكون سردا، كما يمكن القول أيضا أن ديوان أي شعب أو أمة يجب أن يكون سردا؛ لأن هذا الأخير كما أسلفنا حاجة إنسانية أساسية في حياتها الاجتماعية، فوجب أن تظهر دواوين الشعوب والأمم بلغتها في نثرها، وليس في شعرها.
هذه هي البداية.
ثم ماذا بعد ذلك؟
بعد ذلك:
أولا: اختيار جنس سردي موجود في تاريخنا بشرط أن يكون عربيا خالصا.
ثانيا: اختراع جنس جديد نراعي فيه حياته الجنسية (أي نراعي فيه كونه يحيا مع الجنس البشري وليس مع فرد بعينه) حتى إذا مات الإنسان ذهب معه جنسه، ولكن الجنس الإنساني يظل معمرا هذه الأرض بحكم غريزة البقاء، وعليه يجب أن يظل مع الجنس الإنساني، وربما يصطحبه معه إلى آخرته ..
ثالثا: البحث في السرد القرآني عن منارات تنير طريقنا نحو خلق جنس سردي يحاكي القرآن الكريم في حياته مع البشرية، يقلده من حيث جعل الجنس لكل زمان ومكان، جعله يوماويا من حيث الخلق والإيجاد مع أهمية غيره بدرجات ..
رابعا: ركوب الممدرية في خلقها لأجناس متميزة قد تتطور فتصبح فعلا ديوان العرب، ربما يتعلق الأمر بالقصة الظليلة أو غيرها.
هذه نظرة متطلعة إلى التتويج، وسؤال عن الجنس والنوع، ولكن التاج لم يصغه الصائغ المبدع بعد.
.. ترى هل يظهر ذلك في الممدرية؟
-------------
محمد محمد البقاش
أديب وصحافي مقيم في غرناطة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[12 - 01 - 2007, 12:58 ص]ـ
ماالمقصود بـ (اليوماوية) و (الممدرية)؟
ـ[نون]ــــــــ[12 - 01 - 2007, 03:40 ص]ـ
اخي الكريم سدد الله خطاك واثابك من لدنه اجرا على قدر نيتك
السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد:
تحدثت عن الشعر وقلت انه ليس ديوناً للعرب
وقلت ان فن العرب الذي يتنبى لهم سيكون النثر المتسم بالسرد
وقلت ان الشعر الذي يصح ان يطلق عليه " ديون أل عرب" هو الشعر الاموي والعباسي.
وقلت ان دليلي على ان النثر هو اولى من الشعر بالتتويج ,هو ان الله اختاره ولم يختر الشعر.
وقلت ان العرب يستطيعون ان ياتوا بثمل هذا القرآن , لكنهم لم يفعلوا فكانت المعجزة.
وقلت ان السرد متوافق مع الفطرة البشرية.
ثم انت تطرح لنا بعض الحلول التي قد تسهل لنا استخدام النثر وتسخيره ليكون ديوانا للعرب بدلا من الشعر.
وهذا ما فهمته من كلامك.
..................
واقول لك:
ما معنى " الشعر ديوان العرب "
ان اطلاق هذه العبارة ليس تمجيدا للشعر او اضافة ميزة له بل ان هذا الكلام يبين لنا ان كل تاريخ العرب
" المزهر" او " الذي يفخرون به من ايامهم الماضية قد خلدوه بالشعر" وهذا الشعر خالد ما دامت السموات والارض
وذلك لارتباطه الوثيق بالقرآن الكريم والسنة المطهرة ,وهو المعين للسيبوية واصحابه في عهد التقعيد.
ثم , لماذا اختار العرب " وأل هنا تفيد العرب الجاهليين - وهم الرؤوساء بكل تأكيد وهم هنا الشعراء
المجيدين المتحدثين عن شعوبهم- قبائلهم-"الشعر ولم تدلهم عقولهم الى النثر الاروع منه , وذلك لان الشعر
يملك نغماً يسهل على المتلقى حفظه بخلاف النثر المحتاج لدواة ويراع ,والعربي " الغير متسم بوصف المسلم" كان يهمه
بالدرجة الاولى حفظ ايام ومواقف خانته يده في حفظها فراح يصبها في سمع الاجيال.
واما عن مستقبل العرب القادم فاقول:
من الناحية الفنيه الابداعيه المعبره عن الوجدان والمشاعر فليس اقدر من الشعر عليها, اما من ناحية التدوين وحفظ التراث الانساني فهذا عمل عقلي انسب ما يكون له هو النثر كما في الكتب والموسوعات و ..... غيرها.
واما عن قولك ان الديوان الحقيقي للعرب هو الشعر الاموي والعباسي:
فهذا كلام ليس في محله ولا ينتمى للصواب لا من قريب ولا من بعيد , والصحيح ان يقال ان الشعر الغنائي المعبر عن الوجدان والمشاعر انما ازدهر في هذه الازمنة وليس الذي ازدهر هو مضمونه.
وما قولك ان النثر هو الاولى بالتتويج بدليل ان الله اختاره:
فهذا كسابقه كلاما غير صحيح وذلك لان القرآن الكريم نزل مخاطبا للعقل وليس للوجدان والعاطفه بالدرجة الاولى اذ اننا لم نجد في القران الكريم الا "ان في ذلك لايات لاولى الالباب" وامثالها .....
واما قولك ان العرب كانوا يستطيعون ان ياتوا بسورة من مثل القرآن ولكنهم لم يفعلوا فوقع الاعجاز:
فانت هنا تؤمن بالقول بالصرف ,اي ان الله صرفهم عن الاتيان بمثل هذا القرآن , والا هم يستطيعون الاتيان بمثله.
وهذا كلاما مردود عليك واذا شئت فارجع الى كتاب " دلائل الاعجاز" وتجد الجواب هناك.
واما قولك ان النثر متوافق مع الطبيعة البشرية:
فهو فعلا متوافق ولكن مع العقل والمنطق ,ولكن الصورة البيانية والموسيقى الداخلية و .... بالشعر اجمل واروع.
واخيرا قد افهم مما قلت انك تدعوا الى التجديد بالشعر او انك من المؤايدين للقصة الظللية وغيرها بدلا من الشعر العمودي.
>>>>>>>>>>>
هذا فقد فاتني فهم " اليوماويه" و" الممدرية"
ـ[الحامدي]ــــــــ[12 - 01 - 2007, 04:56 م]ـ
مقولة "الشعر ديوان العرب" مطردة مشهورة بين النقاد والأدباء والباحثين قدمائهم ومحدثيهم. فإن خالفها صاحب البحث المنقول، فذللك رأي واجتهاد شخصي منه.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[12 - 01 - 2007, 05:47 م]ـ
الشعر ديوان العرب
-----------------------
هذه مقولة الفاروق رضي الله عنه وأرضاه ...
وعليها اتفق علماء العربية وغير العربية العظماءَ في مختلف العصور ..
أمّا الإجتهادات الشخصية فما أكثرها في زماننا ( ....... ) ..
ولو حكّمناها إلى كتب العلم والأدب وحتى الفقه ظهر ضعفها
- مع احترامنا لصاحبها -
وما ظهر هذا إلا بعد التلمذة على يد المستشرقين الذين لقوا من تلامذتهم النكران ..
وسرقة الجهود فقاموا بنسبتها إليهم وطمس أسماء أصحابها الأصليين
(صهب السبال) ..
عموماً مثل هذه الاجتهادات لا يضير .. فالحق أبلج .. والحمدلله ..
وحتى البدو في زماننا أبناء القبائل العريقة في الوطن العربي وجزيزة العرب تواترت عندهم هذه المقولة وتوارثوها من آباءهم وأجدادهم الفصحاء
الذين هم أصحابها وأربابها الحقيقون ..
لذا .. فهم أعلم من صاحب البحث بمقولة:
(الشعر ديوان العرب) ..
والسلام,,,
ـ[شهرزان]ــــــــ[12 - 01 - 2007, 06:54 م]ـ
جزاكم الله خير
موفقين إن شاء الله
أختكم شهرزان
نسألكم الدعاء
ـ[يحيى معيدي]ــــــــ[08 - 02 - 2007, 12:46 ص]ـ
الشعر ديوان العرب حمل أمورهم وقضاياهم وجميع شؤون حياتهم، كان وسيلة الإعلام في زمنهم،هو روضة اللغة بعد الوحيين يسير جنبا إلى جنب مع النثر. وشواهد النحو خير شهيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 04:55 ص]ـ
هنا عدة نقاط يجب الوقوف عندها لمعرفة وجه الحق في طرح الاخ الكريم. اولا:هل كان المقصود بهذه المقولة اي قيمة جمالية عندما اطلقها عمر أم أن مراده امر اخر. لاشك انه كان بصدد تحديد مكانة الشعر في حياة العرب قديما والدور الذي أنيط به ومقولته من هذه الناحية لاتحمل أي دلالةجمالية بل تنظر الي وظيفتة التاريخية فهو بحق الوسيلة الوحيدة لتخليدهم بما توفر له من اسباب افتقدها النثر من اهمها سهولة روايته وكما هو معروف فالروايةمن ابرز ملامح الثقافة العربية فالشعر لهذا اقدر على حفظ ملامح هذه الثقافة. ثانيا:قال الأخ الفاضل ان القران من جنس النثر او هكذا فهمت والذي أعرفه أن أحدا لم يقل بهذا على الاقل قديما بل هو كلام الله وكفى لم يعتبروه من اي الجنسين على الاطلاق. ثالثا: مسألة ان الرواية او السرد هي ديوان العرب أمر فيه نظر لامن حيث غلبة هذا الفن على الساحة في الوقت الرهن بل من حيث الملامح والسمات الثقافية التى تحملها الرواية والسرديات على وحه العموم فهي ملامح غربية صرف لذا فانها غير قادرة علي القيام بدور الشعر من هذه الناحية ولامدخل للفن هنا. بقي امر وهو ان الرسول الكريم ص قال لا تدع العرب الشعر حتى تدع الابل الحنين. وهو يقصد العرب أي من يحمل ملامح هذه الثقافة(/)
المعارضات الشعرية
ـ[خواطر الغروب]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني واخواتي اعضاء المنتدى المحترم
هذي اول مشاركه لي واتشرف بالانضمام لكم
واسمحوا لي اطلب طلب لاهنتوا
اللي عنده موقع او بحث او فكره ولو بسيطه عن المعارضات الشعريه وخاصه في الحقبه العباسيه والاندلسيه يلحقني بها لاني محتاجتها ولكم خالص الدعوات واصدقها ..
وفقكم الله في اعمال الدنياوالاخره
اختكم
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 05:11 ص]ـ
حياك الله خواطر ..
للدكتور عبدالله التطاوي كتاب في المعارضات الشعرية فصّل الحديث عنها.
و هناك رسالة ماجستير أردنية بعنوان: المعارضات الشعرية في الأندلس.
كما للدكتور عبدالرحمن السماعيل دراسة حول ذلك، وهو أستاذ النقد في جامعة الملك سعود.
و هذه مشاركة لأخينا قصي هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13274)
ـ[الحامدي]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 06:30 ص]ـ
أختي خواطر الغروب مرحبا بك،
بين يدي الآن كتاب "تاريخ المعارضات في الشعر العربي" من تأليف الدكتور محمد محمود قاسم نوفل الأستاذ بجامعة النجاح الوطنية بنابلس.
والكتاب من طبع مؤسسة الرسالة في بيروت، طبعة أولى 1403هـ/1983م.
والكتاب يتقصى حقيقة فن المعارضات من جميع جوانبه، ويحيط بما يدور في فلكه ضمن خطة محكمة ومتكاملة ـ كما يؤكد المؤلف نفسه ـ.
وسأذكر هنا محتويات الكتاب التي تشكل المنهجية والخطة التي اتبعها المؤلف.
المقدمة
الفصل الأول:
أ) معاني ومدلولات المعارضة.
أولا: المعنى اللغوي
ثانيا: المعنى الاصطلاحي
الفرق بين المعارضات والنقائض
ب) العمق التاريخي للمعارضات الشعرية
جـ) المعارضات: ما لها وما عليها
الفصل الثاني: المعارضات في العصرالعباسي حتى نهاية العصر الأيوبي
بين بشار بن برد، وأبي تمام، والبحتري
بشار بن برد وأبو تمام
بين البوصيري وأبي تمام
بين الغزالي وابن النحوي
بين أبي العتاهية والأعشى
بين الأعشى ومروان بن أبي حفصة
بين ابن رزيك والمتنبي وأسامة بن منقذ
بين أسامة بن منقذ وطلائع بن رزيك
بين أبي الفرج الموصلي والمتنبي
.........................
........................
........................
الفصل الثالث: المعارضات في بلاد المغرب الإسلامي
أولا: المعارضات الأندلسية الداخلية
بين ابن هانئ الأندلسي وأبي الربيع سليمان القاضي
بين أبي الربيع القاضي وابن اللبانة
بين أبي إسحق إبراهيم بن خفاجة وابن اللبانة
.......................................
.......................................
.......................................
ثانيا: معارضات الأندلسيين لشعراء المشرق الإسلامي
بين هارون الرشيد والمستعين بالله المرواني
بين أبي بكر الأشبوني وأبي فراس الحمداني
بين أبي العلاء صاعد وأبي نواس وابن دراج القسطلي
بين صاعد الأندلسي وابن ميادة
.......................................
.......................................
.......................................
ثالثا: المعارضات والموشحات
تعريف الموشحات
بين ابن سهل ولسان الدين بن الخطيب والمنصور السعدي
بين ابن سهل وابن محمد العقاد
بين ابن سهل وأبي محمد حمودة بن عبد العزيز
بين ابن سهل وأبي الثناء محمود قابادو
.......................................
.......................................
.......................................
الفصل الرابع: كثرة المعارضات لبعض القصائد المشهورة
أولا: قصيدة بانت سعاد
ثانيا: قصيدة البردة للبوصيري
ثالثا: قصيدة ابن دريد (المقصورة)
الفصل الخامس: المعارضات في العصر الحديث
أولا: معارضات البارودي
بين البارودي وأبي فراس الحمداني
بين البارودي والشريف الرضي
بين البارودي والبحتري
بين البارودي والمتنبي
بين البارودي والبوصيري
.......................................
.......................................
.......................................
ثانيا: معارضات أحمد شوقي
بين أحمد شوقي والبوصيري
بين أحمد شوقي وأبي خالد بن محمد المهلبي
بين أحمد شوقي وأبي العلاء المعري
بين أحمد شوقي والأشبوني والطرابلسي
.......................................
.......................................
.......................................
ثالثا: معارضات منوعة بين عدد من الشعراء المعاصرين والقدامى
بين جميل صدقي الزهاوي وأبي تمام
بين إسماعيل صبري والمتنبي
بين محمد الماحي وابن زيدون
بين محمد عبد الغني حسن وأبي الحسن التهامي
.......................................
.......................................
.......................................
الخاتمة
قائمة المصادر والمراجع
لعل في هذا المنهجية ما يساعدك على بحثك أو أطروحتك، أو لعلك تحظين بالحصول على الكتاب (رغم ندرته).
لا تنسيني ـ أختاه ـ من دعواتك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خواطر الغروب]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 06:40 م]ـ
هلا بك بلا عدد ولامدد اختي وضحاء
ماتدرين كيف كانت سعادتي بردك ومساعدتك المفيده لي
شكرآ الله يعافيك ويجزاك خير ويوفقك ويحقق لك امانيك انه سميع مجيب
دعواتي
ـ[خواطر الغروب]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 06:46 م]ـ
اخي .. الحامدي 71
مرحبآبك
أشكرك على المعلومات اللتي ادليت بها لي ولا اخفيك انها معلومات قيمه لن انساها لك
أخي دعواتي الصادقه لك في ظهر الغيب ...
وفقك الله وزادك من فضله ..
اختك
ـ[خواطر الغروب]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 07:03 م]ـ
أخواني
زرتكم مره أخرى في طلب أخر أنامتاكده من انني اثقلت عليكم ولكن ماحيلتي فالوقت يداهمني ولم أجمع المعلومات الكافيه عن هذه الجزئيه ارجوكم من في حصيلته العلميه قصيدة كعب بن زهير وقصيدة البوصيري اللتي عارضه فيها وواوجه التشابه بينهما من خلال اللفظ والقافيه اي بشكل خاص موازنه بين القصيدتين اكون ممتنة له داعيه ..
وارجو ان اردها لكم في افراحكم ..
ـ[فوزي يوسف]ــــــــ[24 - 05 - 2010, 04:36 م]ـ
مشكور أخي الأستاذ الحامدي ونسأل الله أن يكون هذا المجهود في ميزان حسناتك(/)
أفتوني في الأسلوبية
ـ[سديم2001]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 07:53 ص]ـ
عندي بحث عن الأسلوبية .. وبودي ـ قبل الخوض في عباب البحث ـ أن أعرف:
ما المفهوم العام للأسلوبية، وما مزاياها ... ؟
وما أهم الكتب التي تناولتها .. ؟
وما نصائحكم وتوجيهاتكم لدراستها .. ؟
ودمتم مبدعين
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 02:37 م]ـ
حقيقة تختلف تعريفات الأسلوبية بالحقل الذي تتجه إليه:
لكن بالمعنى الإجمالي العام أعتقد أنه يمكن القول أنه العلم الذي يبحث في الأسلوب وكيفية الصياغة وتأثيرها على النص على مستويات متعددة صوتية وصرفية ونحوية وتعبيرية وإبلاغية .. للوصول إلى مكمن الجمالية.
المراجع كثيرة منها:
1 - علم الأسلوب مبادئه وإجراءته لـ صلاح فضل.
2 - مبادئ علم الأسلوب العربي لـ شكري عياد.
3 - الأسلوب والأسلوبية لـ عبد السلام المسدي.
4 - الأسلوبية لـ بيرجيبو ترجمة: منذر عياش.
5 - البلاغة والأسلوبية لـ محمد عبد المطلب.
أي كتاب يتتبع الحركات النقدية ويؤرخ لها حتما ستجد كلاما عن الأسلوبية وهي كثيرة جدا.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[21 - 01 - 2007, 08:44 م]ـ
عليك بما كتبه الدكتور محمد بلوحي. وعندي بحث عن الاسلوب عند ابن خلدون تجده في الفصيح في زوايا هذا القسم فيما مضى قبل اشهر
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[21 - 01 - 2007, 08:46 م]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13729
هذا رابط البحث وحياك الله
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[21 - 01 - 2007, 08:50 م]ـ
مراجع البحث تنفعك كثيرا اخي سديم 2001 - -- ملاحظة انت الآن سديم 2007 مع خالص الاحترام
اخوك
ابو محمد
قصي علي الدليمي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[22 - 01 - 2007, 01:55 ص]ـ
العزيزة سديم ..
أولا .. مرحبا بك في شبكة الفصيح ..
وبالنسبة للأسلوبية فهي كما تفضل الأستاذ أبو حاتم في مفهومها. كما أنه ذكر لك جملة جيدة من الكتب. وبالنسبة لكتاب بيير جيرو؛ فإن لمترجمه: د. منذر عياشي كتاب كذلك معنون بالأسلوبية.
أغلب الكتب المذكورة كتب تنظيرية .. وهي تكفي إن كان بحثك تنظيريا .. أما إن كان تطبيقيا فهناك قائمة من الكتب ستنير لك السبيل وتعينك في التصوّر لهذا المنهج.
المنهج بحق جميل يجمع بين العلمية والشخصية .. ستجدين متعة في العمل به.
وفقك الله.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[22 - 01 - 2007, 10:26 م]ـ
الاخت وضحاء بوركت
ـ[سديم2001]ــــــــ[27 - 01 - 2007, 07:10 ص]ـ
الأخوان أبوحاتم وقصي علي الدليمي شاكرة لمروركما العذب .. وإضفاءاتكما النيرة ..
الأخت وضحاء ذكرتِ أن ثمة كتبا في المجال التطبيقي .. ليتك تتفضلين بذكرها ولكِ عميق الشكر.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 01 - 2007, 08:55 م]ـ
الأخوان أبوحاتم وقصي علي الدليمي شاكرة لمروركما العذب .. وإضفاءاتكما النيرة ..
الأخت وضحاء ذكرتِ أن ثمة كتبا في المجال التطبيقي .. ليتك تتفضلين بذكرها ولكِ عميق الشكر.
ما يحضرني الآن:
شعر أبي القاسم الشابي -دراسة أسلوبية د. فريد عوض حيدر.
ظواهر أسلوبية في الشعر الحديث في اليمن د. قاسم أحمد الزمر.
البنى الأسلوبية في النص الشعري د. راشد الحسيني _ إن لم أكن واهمة في اسم المؤلف.
البنى الأسلوبية حسن ناظم ..
وكذلك في الشبكة كتاب عصام شرتح المعنون بـ: ظواهر أسلوبية في شعر بدوي الجبل ..
وفقك الله وإياي والجميع.
ـ[سديم2001]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 12:45 ص]ـ
شكرا .. وضحاء
ـ[الهاشمية]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي، أرجو أن تجعلي كتاب صلاح فضل آخر كتاب تقرئين
كتاب جيد لكنه سيبتعدك عن الأسلوبية لو بدأت به.
أما بقية الكتب التي ذكرها أبو حاتم، فهي جيدة جدا.(/)
من فضلكم، أرغب في تعريف الأدب المقارن جزاكم الله خيرا.
ـ[الحامدي]ــــــــ[28 - 01 - 2007, 10:54 م]ـ
لد ي صديق يطلب منكم ــ عن طريقي لأنه غير مسجل ــــ تعريف الأدب المقارن، على أن يكون وافيا موثقا، جزاكم الله خيرا. فهلا أتحفتموه ببركم العاجل؟؟؟.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 01 - 2007, 11:08 م]ـ
ومن البر أن يسجل معنا ليفيد ويستفيد أخي الحامدي، أليس كذلك؟!:)
طيب، الأدب المقارن في أبسط مفاهيمه وتعريفاته، هو ذلك النوع من الدراسات الأدبية الذي يتمثل جوهره في إجراء مقارنات بين آداب قومية مختلفة، أي بين آداب كُتبت بلغات متعددة.
وعليه تفعيل الرابط التالي ففيه بغيته، وهو نسخة مضغوطة من كتاب:
الأدب المقارن مشكلات وآفاق ( http://www.awu-dam.org/book/99/study99/239-1-a/ind-book99-sd001.htm)
ـ[الحامدي]ــــــــ[29 - 01 - 2007, 11:21 م]ـ
أخي المغربي، بارك الله فيك.
أشكرك بالنيابة عن نفسي وعن صديقي، وبخصوص تسجيله فقد رغبته في ذلك ولكنه لا يجد الوقت الكافي لتصفح الشبكة، ومع ذلك فقد أبدى رغبته في التسجيل.
شكرا لك يا حاتِم الفصيح، ووجهَه الصبيح، ولا زلت علما على صفحاتِه، تجلو غوامضَه ومشكلاتِه.
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى يعرف أيضا الأدب المقارن على أنه (التأثير والتأثر الذى تحدثه انفتاح آداب عالمية،الصورة الفنية،الأفكار)
وهذا الأدب له أدوات لكل باحث فيه وهى (مراجع بماترجم فى كل موضوع_مصادر وتنقسم إلى مسموعة،شفوية،مكتوبة_ووسطاء_وتراجم_تصديرات .. وغيرها)
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[25 - 02 - 2007, 03:03 ص]ـ
شكراً الحامدي على هذا الطرح والشكر موصول الى مغربي وابو اسكندر وجزاكم الله خبراً
ـ[صاحبة السمو الفكري]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 03:44 ص]ـ
الأدب المقارن: هو دراسة التأثر والتأثير بين أدبين مختلفين، أو أديبين مختلفين، أو بين نصين مختلفين في اللغة.
وبعضهم لا يشترط الاختلاف في اللغة، وإنما يشترط الاختلاف في الثقافة كالمقارنة بين الأدبين الأمريكي والبريطاني.
ويتجه الأدب المقارن الآن إلى دمج جميع الفنون والمعارف والعلوم مع الأدب.
عذرًا على الإطالة، ولكن إن أردت الزيادة فهناك الكثير من الكتب في مجال الأدب المقارن قد تفيدك في هذا المجال.
ـ[أحمدالعساف]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 02:58 م]ـ
شكرا لكم
ـ[عمر مصطفى]ــــــــ[17 - 12 - 2010, 01:22 م]ـ
شكرا جزيلا أخي الكريم(/)
د. عياشي .. النص على منضدة التشريح
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[30 - 01 - 2007, 01:04 م]ـ
د منذر عياشي
النص على منضدة التشريح
أصوات مبدعة تلوك كلاماً كثيراً عن النقد والنقاد وتنطلق من مقولات في صميم العملية النقدية وفي صميم النقاد أيضا، وتثير جدلا بائسا إلى حد ينطوي إلى الوقوف على الأطلال والرسوم
ليست لدينا حركة نقدية تراجع النقد انحياز النقد وأخيرا فلسفة النقد
ومن هنا يبرز سؤال وسط بين المبدع والناقد يرضي طموح المبدع ويخرج الناقد عن دائرة الاتهام
فهل أصبح النقد مقولة فلسفية؟
هل انحاز إلى تصعيد مقولاته وانشغل عن مقاربة النصوص؟
هل تخلى النقد عن دوره الحقيقي؟
كانت تلك تساؤلات تم طرحها على واحد من أهم اللسانين والنقاد في الأوساط الثقافية العربية هو الدكتور / منذر عياشي، فإلى ذلك:
النقد بصيغة المفرد
أولا، لا يجوز أن نتكلم عنة النقد بصيغة المفرد، فالنقد مدارس ومذاهب واتجاهات، وهو أيضا يصطبغ بخصوصيات الحضارة التي ينشأ فيها ويعبر منها، وبهذا المعنى فإنه يتعدد ويختلف، وعلى هذا الأساس فإنني أرى أي صيغة تعميمية تحاول أن تطرح ظلها على النقد تعتبر من وجهة نظري غير علمية ولا دقيقة، ولكن يبقى من الضروري أن نقول أن بعض اتجاهات النقد قد أصبحت بالفعل فعالية فلسفية، وإني لأرى ما يمر به العالم اليوم من أزمات سياسية واقتصادية وأخلاقية هي التي دفعت ببعض اتجاهات النقد ومدارسه هذه الوجهة ذلك لأن النقد بالإضافة إلى أنه عملية قراءة للنصوص، فهو أيضا عملية قراءة للإنسان في كل مظاهره الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والأدبية على وجه الخصوص
والنقد إذ يعنى بنفسه لصالحه الخاص ويصعد من مقولاته النقدية بعيدا إلى حد ما عن النصوص، فإنه بذلك يلبي حاجة ضرورية تمر بها الانسانية في هذا العصر
لباس فلسفي
كنا نعتقد أن بداية القرن الواحد والعشرين ستكون بداية الرفاهية للإنسانية جمعاء، فإذا بنا ومنذ الآن نكتشف أن بدايات القرن تفتح الباب واسعا أمام سلسلة من المآسي التي يمكن للبشرية أن تعيشها، وهنا أكرر أن النقد بوصفه فعالية كان لابد من أن ينحاز إلى مقولاته الخاصة، وييظهر في لباس فلسفي من خلاله تفهم معالجة قضايا الإنسان
أما النقطة الأخرى التي يتعرض لها السؤال وهي أن النقد لم يعد وسيطا بين النص والقارىء، فهذا صحيح، لأن هذه المهمة كانت للنقد في عصور زمنية مضت وأن تطور النقد منحه أن يكون ذلك الوسيط، ذلك لأن الناقد مثله مثل المبدع يتطور، وأن النقد الذي يقدمه يعبر عن هذا التطور، فلماذا نقبل التطور والتغير والتحول في النص الإبداعي ولا نقبله في النص النقدي بوصفه إبداعا أيضا؟!!
سلطة الإملاء والفهم
لقد كان النقد قديما وإلى عهد قريب نسبيا يمثل سلطة ولذلك احتل مكانة الوسيط بين النص والقارىء وأن هذه المكانة الوسطية هي التي أعطته هذه السلطة، فقد كان يمارس من خلالها سلطة الإملاء على الكاتب وسلطة الفهم على القارىء من جهة أخرى، غير أن تطور المناهج يمثل هذا النوع من النقد ذلك لأن النقد تحول بفعل وتغير وتخلى عن هذا الدور يمثل فيما يقوم ببه تماما ما يقوم ببه القارىء حيث يقرأ نصا النصوص أنه هنا لا يفرض السلطة " سلطة الفهم " ولكنه يمارس القراءة ويبدعها من خلال نص يقرؤه والكتابة التي يقضي بها إنما هي النوع من المكتوب في سطور مكتوبة سابقا أو هي النوع من الرؤية لدلالات إيحائية يسمح بها النص المقروء، وعلى هذا الأساس فقد تحور النقد من فردانيته ووحدانيته ليصبح قراءات متعددة " تعدد القراء – تعدد النقاد " كما أنه تخلى عن المهمة الكاذبة التي كان يمثلها في فترة من الفترات، هذه المهمة التي كانت تقتضي بأن يبحث الناقد عن سر من أسرار الكاتب أو عن شيء خفي في حياة المؤلف
إذن لقد تخلى النقد عن هذه المهمة وصار ينظر إلى النص لا إلى الشخص بوصفه كائنا لغويا له بنياته الخاصة التي يجب أن يكتشفها وأن يبرز العلاقات القائمة بين أطراف النص
بطاقة شخصية
• (نجم) في الأوساط الثقافية العربية وعَلم فيما يخص أختصاصه: علوم اللسان، من مواليد حلب 1945، دكتوراة في الاسلوبيات المقارنة –إكس أن بروفانس / 1978، دكتوراة في اللسانيات (النظرية التوليدية ونحو الجملة العربية) دار العلوم القاهرة 1983، عمل في جامعات حلب (سوريا) – الملك عبد العزيز (السعودية) – جامعة البحرين (البحرين)، من مؤلفاته: قضايا لسانية وحضارية – اللسانيات والدلالة – الأسلوبية وتحليل الخطاب – الكتابة الكافية وفاتحة المتعة ... ، من كتبه المترجمة: علم الدلالة: بيير جيرو – علم الاشارة: بيير جيرو – الأسلوبية: بيير جيرو- مدخل الى التحليل البنيوي للقصص: رولان بارت – لذة النص: رولان بارت – هسهسة اللغة: رولان بارت – النقد الادبي في القرن العشرين: جان ايف تادييه – اطياف ماركس: جاك ديريدا – مفهوم الادب: تزيفتان تودوروف – العلاماتية وعلم النص: مجموعة من المؤلفين - ليلة ناعمة (مجموعة قصصية): دينو بوتزاتي – الجنرال المجهول (مجموعة قصصية) دينو بوتزاتي، إضافة لكل هذا فقد ترجم عياشي عملا موسوعيا ضخما هو القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان: اوزوالد ديكرو جان ماري سشايغر، وآخر كتبه المترجمة هو صراع التأويلات لـ بول ريكور،
ترأس تحرير نشرة " صور" بالفرنسية والعربية , نائب رئيس تحرير مجلة ثقافات الصادرة عن جامعة البحرين .. ساهم في العديد من النشاطات والمؤتمرات العلمية
• منذر عياشي الذي كرس مساره الاكاديمي لدراسة وتدريس علوم اللسان منذ رسالة الدكتوراة الأولى في "الأسلوبيات المقارنة " مرورا برسالة الدكتوراة الثانية " النظرية التوليدية ونحو الجملة العربية " إلى مشروع الترجمة الذي يتصدى له منفردا ليؤسس لمرجعية علمية تأسيسية في هذه العلوم باللغة العربية. إضافة للاشتغال التأليفي في هذه العلوم أعني علم اللسان الذي أثمر عدة كتب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[30 - 01 - 2007, 02:12 م]ـ
بوركت أخي المغربي على هذا اللقاء الشائق، وعلى السؤال الدقيق، وأود أن أشكر الدكتور عياش على هذا التوضيح، ولكن يحضرني سؤال:
إذا كان النقد قد تحرر من (فردانيته، ووحدانيته)، لماذا نرى أن بعض النقاد لا يزالون يدورون في فلك النظر إلى الشخص لا إلى النص، وهل تلعب العقائدية دورا في مهمة الناقد؟؟؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[30 - 01 - 2007, 10:31 م]ـ
د. منذر عياشي يا أستاذ مغربي!!!
هو بذاته؟!
من النماذج الرائعة والتي تستحق الوقوف لها في مجال النقد الحديث الحقيقي ..
يخوض كثير في النقد الفلسفي، وفلسفة النقد بهرطقات عجيبة .. لكن حينما يتحدث د. منذر فإنك تنصت له.
سأعود أستاذ مغربي مرة أخرى هنا، فلا يكفيني هذا المرور.(/)
من يساعدني بنموذج للنقد التأثري عند محمد مندور
ـ[شمس الديار]ــــــــ[02 - 02 - 2007, 10:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلكم اخوتي أرجو أن تتفضلوا بمساعدتي في الحصول على نموذج للنقد التأثري من خلال عمل للناقد العربي محمد مندور.
شكري لكم مسبقا.
لكم كل التقدير والتحية.:)
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 05:39 ص]ـ
أخي العزيز: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد لمندور عدد من الدراسات النقدية ذات المنحى التأثري أحيلك على مجموعة منها مثلا يظهر منهجه التأثري في دراسته للتاريخ النقد الادبي في كتابه النقد المنهجي عند العرب وفي الميزان الجديد أما حول مفهوم هذا النقد فانك تجده في بعض مقالات الميزان الجديد ومنهج البحث في الأدب واللغة مترجم عن لانسون وماييه ومطبوع مع النقد المنهجي والنقدوالنقاد المعاصرون وكتاب قشورولباب لزكي نجيب محمود حيث اورد فيه المؤلف مقالات مندور حول المنهج التأثري وناقشه طويلا من وجهة النظر الوضعية والتى تأول في النهاية الي مدرسة النقد الحديث. أما من حيث التطبيق علي نصوص الادب فيمكن أن تراجع الكتب التالية لمندور الشعرالمصري بعد شوقي وقضايا جديدة في ادبنا الحديث.(/)
أرجو مساعدتكم ... :)
ـ[روح الغراشيب]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 08:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لو سمحتم عندي طلب صغير .... وهو إجابتكم عن السؤال التالي ...
ما الأساسيات التي يجيب علي معرفتها لتحليل الروايات ... ؟؟؟؟
وكيف يمكنني معرفة الأبعاد المختلفة للشخصيات؟؟؟
وكيف يلائم الزمان والمكان والشخصية؟؟؟
وهل هناك مميزات للرواية في الإمارات؟؟؟
أرجو مساعدتكم لأن لدي بحث تحليل رواية إماراتية خلال شهرين من جميع جوانبها وهي بعنوان السيف والزهرة لعلي أبو الريش ... فمن أفادني وساعدني جزاه الله خيرا ...
ـ["زمان الوصل"]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 09:46 م]ـ
كان ودي أساعدك بس ماعندي فكرة
أن شاء الله بقية الأعضاء يقومون بالواجب
بس عندي فضول ما معنى الغراشيب؟ عندي فضول وحابه أعرف معناها؟
ـ[روح الغراشيب]ــــــــ[05 - 02 - 2007, 07:08 م]ـ
تسلمين الغالية على مشاركتج ...
وانا في انتظار مشاركة الأعضاء فالإجابه عن سؤالي ...
وبالنسبة لسؤالج ... غرشوب تعني البنت الجميلة المزيونه .. وهي كلمة معروفه فالإمارات ...
تحياتي
روح الغراشيب(/)
طلب مقالات في النمذجة الروائية ..
ـ[مولدي بشينية]ــــــــ[05 - 02 - 2007, 09:16 م]ـ
ارجو تزويدي بكتب أومجلات أومقالات أومواقع تتناول موضوع النمذجة الروائية- أوالنمذجة في الرواية ... مع الشكر مسبقا. مولدي.(/)
من فضلكم هل من ناقد ينقدنا!؟
ـ[أمينة عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 02 - 2007, 01:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة للأخوة الكرام ..
حقيقة كتبت قصة جديدة و نشرتها في منتدى الإبداع و احتاج إلى نقدكم من النواحي الفنية للقصة و النحوية و غيرها من جوانب اللغة ..
القصة تجدونها على هذا الرابط بعنوان (عصفور الجنة) ,,
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=18446
بانتظار ما تجودون به
دمتم بخير
أمينة(/)
عن مراجع للنقد القديم
ـ[نور القلم]ــــــــ[18 - 02 - 2007, 11:26 م]ـ
السلام عليكم
أود منكم مساعدتي في البحث عن مرجع يتحدث عن أثر الثقافات الأجنبية في النقد العربي القديم .. وكذلك عن قضية عمود الشعر
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 02 - 2007, 12:58 ص]ـ
و عليك السلام والرحمات أختي الكريمة شيخة.
بالنسبة لأثر الثقافات الأجنبية:
الاتجاه الفلسفي في النقد الأدبي لسعيد عدنان، و فيه حديث عن التأثر بالاتجاهات الفلسفية الأجنبية.
النقد العربي القديم للدكتور عبد الفتاح عثمان. في الفصل الأول من الباب الثالث: أثر النقد اليوناني في النقد العربي.
و غالب الكتب المتخصصة في النقد القديم .. تحوي ولو طرفا عن تأثر النقد القديم بالثقافات الأخرى، وإن لم يكن ذلك واضحا من عنوان الكتاب.
أما قضية (عمود الشعر):
تاريخ النقد الأدبي عند العرب، د. إحسان عباس، و هو -إن لم أكن واهمة فيه حديث عن عمود الشعر.
وإن كان الكتاب -أي كتاب في النقد القديم- يتحدث عن قضايا ذلك العصر فالغالب ورود هذه القضية (عمود الشعر)، لأنها من أبرز قضايا ذلك الوقت.
كما لك أن تنظري لمن تحدث في كتابه عن الآمدي أو الجرجاني صاحب الوساطة وستجدي في ذلك حديثا حول هذه القضية.
وفقك الباري.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 02 - 2007, 01:09 ص]ـ
كما أن في هذا الرابط ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8197) ما قد يفيدك
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[19 - 02 - 2007, 01:53 م]ـ
أذكر أنني قرأت كتابا لباحث أظنه (محمد المصري) إن لم أكن مخطئا
بحث في أثر نظريات أرسطو على الجاحظ وقدامة بن جعفر
ـ[معالي]ــــــــ[19 - 02 - 2007, 07:51 م]ـ
عمود الشعر فيه مادة مبسوطة، منها كتاب من إصدارات النادي الأدبي بمكة لأستاذنا الدكتور محمد بن مريسي الحارثي بعنوان (عمود الشعر: النشأة والمفهوم)، وهو كتاب ضخم واف.
وفي ثبت مراجعه ثلاث -إن لم تخني الذاكرة- رسائل علمية في الموضوع نفسه.
لكن ما صحّة أثر الثقافات الأجنبية في النقد العربي القديم؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 02 - 2007, 09:12 م]ـ
لكن ما صحّة أثر الثقافات الأجنبية في النقد العربي القديم؟
هناك من النقاد المتقدمين تتضح أثر الثقافة اليونانية على الوجه الأخص في أطروحاته، أمثال ابن رشيق والقرطاجني وغيرهما.
ـ[محمد دخيسي أبو أسامة]ــــــــ[20 - 02 - 2007, 12:31 ص]ـ
من الكتب المفيدة في قضية عمود الشعر كتاب المرشد إلى فهم أشعار العرب لعبد الله الطيب.
وهناك كتاب مواز يمكن أن يفيدك في قضيو قصيدة النثر هو (قصيدة النثر) سوزان برنار.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[20 - 02 - 2007, 02:47 ص]ـ
الأثر مسألة واردة - في نظري - خاصة إذا لم نغفل عن حركة الترجمة الواسعة التي حدثت أيام الدولة العباسية عن الكتب اليونانية خاصة وقد أثبت شيئا من ذلك الجاحظ في معرض حديثه في البيان والتبيين.
ولكن هذا كله لا ينفي الأصالة.
ـ[نور القلم]ــــــــ[20 - 02 - 2007, 09:45 م]ـ
أشكركم أخواني على هذا التجاوب وجزاكم الله ألف خير
الآن فهمت ما المقصود بأثر الثقافات الأجنبية لأنني بحثت في أغلب كتب النقد ولم أعرف كيف أستخرجه .. وبالنسبة لعمود الشعر فغالبية كتب النقد التي اطلعت عليها لم تتعرض له فتجد الكتب كلها تتحدث عن السرقات وقضية اللفظ والمعنى وغيرها ..
سؤال آخر .. هل قضية الانتحال هي نفسها السرقات الشعرية أم أن هناك اختلافا؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 02 - 2007, 10:06 م]ـ
الانتحال عزيزتي خاص بالرواة ..
و إن أدخله بعضهم في السرقات إلا أنه يختلف عنها.
و هو باختصار تزيّد راو ما في رواية شعر لأحد الشعراء، وتلفيق أبيات ليست له. من الرواة الذين اشتهروا بالانتحال: خلف الأحمر و حماد الراوية.
من أبرز النقاد المتقدمين الذين تناولوها ابن سلام الجمحي؛ فاطلعي على من تناول جهوده النقدية لتصلي مبتغاك بشكل أيسر.
وفقك الله.
ـ[نور القلم]ــــــــ[20 - 02 - 2007, 10:16 م]ـ
شكرا جزيلا أختي وضحاء
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 05 - 2007, 10:08 ص]ـ
هناك من النقاد المتقدمين تتضح أثر الثقافة اليونانية على الوجه الأخص في أطروحاته، أمثال ابن رشيق والقرطاجني وغيرهما.
هذا بحاجة إلى تحقيق، غاليتي وضحاء.
أهل العبث من النقاد المعاصرين جعلوا حتى كلمة (القياس) من الأثر اليوناني، مع أنه أحد مصادر التشريع في ديننا!
الأثر مسألة واردة - في نظري - خاصة إذا لم نغفل عن حركة الترجمة الواسعة التي حدثت أيام الدولة العباسية عن الكتب اليونانية خاصة وقد أثبت شيئا من ذلك الجاحظ في معرض حديثه في البيان والتبيين.
ولكن هذا كله لا ينفي الأصالة.
أستاذنا أبا حاتم
كيف لا ينفي الأصالة، وهو يمس هويتنا وديننا وثقافتنا؟!
ثم لو دللتَ -رعاك الله- على موضع كلام الجاحظ، لنتداوله.
بقي أن أقول إن شيخنا الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى قد وضع تقريبا لكتاب حازم أسماه (تقريب منهاج البلغاء)، وقد عقد فيه فصلا أو أكثر لنفي تهمة إفادته من التراث الأجنبي.
فضلا عن مقدمة الكتاب العظيمة القدر.
وقبل شيخنا كان الأستاذ الكبير د. فضل عباس قد خصص الكتاب الثالث من سلسلة كتبه (بلاغتنا ولغتنا)، الذي كان بعنوان (البلاغة المفترى عليها) لدفع تهم عديدة عن البلاغة (التي لم تكن منفصلة عن النقد في القديم)، وكان من أبرز تلك التهم: تأثرها بالتراث الأجنبي.
وقد عرض الدكتور فضل لتهمة تأثر قدامة وغيره من النقاد القدامى.
من أراد الإنصاف، فليقرأ كتب القائلين بالتأثر، وكتب الناقضين لهذا الرأي، وليحتكم إلى عقله وذوقه، وهو وحده الحكم.
الآن فهمت ما المقصود بأثر الثقافات الأجنبية لأنني بحثت في أغلب كتب النقد ولم أعرف كيف أستخرجه ..
لأنه غير موجود!:)
كيف تريدين أن تستخرجي شيئا غير موجود؟!
وبالنسبة لعمود الشعر فغالبية كتب النقد التي اطلعت عليها لم تتعرض له فتجد الكتب كلها تتحدث عن السرقات وقضية اللفظ والمعنى وغيرها ..
حملي كتاب الدكتور بن مريسي من هنا:
http://www.profmorisi.com/index.php?pid=5(/)
توضيح
ـ[عاشقة الخواطر]ــــــــ[26 - 02 - 2007, 06:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال يتطلب اجابة في أسرع وقت لأن بعد غد عندي امتحان
قول الشاعر
ايليا ابو ماضي في قصيدة بعنوان الطين
لا يكن للخصام قلبك مأوى ان قلبي للحب أصبح معبد
ما الجمال اللغوي أو الايحاء في استخدامه لكلمة معبد
أرجو الاجابة بأسرع وقت
شكرا جزيلا
ـ[مريم الشماع]ــــــــ[26 - 02 - 2007, 06:46 م]ـ
اسمحي لي بنقلها إلى منتدى النقد.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 02 - 2007, 11:19 م]ـ
ايليا ابو ماضي في قصيدة بعنوان الطين
لا يكن للخصام قلبك مأوى إن قلبي للحب أصبح معبد
ما الجمال اللغوي أو الايحاء في استخدامه لكلمة معبد
و عليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
أولا هنا نوع من المقارنة بين قلبه وقلب من يخاطب ..
يقصد: لا يكن قلبك مأوى للخصام، فإن قلبي معبد للحب!
ففي هذا العتاب الموجه يريد الشاعر أن يكون حبيبه بعيدا عن الخصام، وألا يفتح له بابا في قلبه .. لأن قلب الشاعر ليس مأوى فقط بل معبدا للحب، الذي يستلزم البعد عن الخصام، ويستوجب القرب والصلة.
أما قوله (معبد) فدلالتها تتضح بعمق تمكن الحب في قلبه، فلم يقل (مأوى) إذ في دلالته المكث؛ لكنه ليس بالدرجة التي تدل عليها كلمة (معبد). فالناسك أو المنقطع أو العابد .. ينصرف لمعبده مُطيلا المكوث، لا يشغله أي شاغل عنه، والمأوى مجرد مكان راحة فقط بلا انشغال أو انقطاع عن أي شيء آخر، كما أنه غالبا لا تطول مدة البقاء فيه.
المحصلة: أن الحب متمكن من قلب الشاعر. وأن الخصام يبقى مجرد عواصف ستنجلي يفترض ألا يترك لها المحبين فرصة.(/)
سؤال؟
ـ[أسطورة نجد]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 07:18 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
1 - ممكن تعريفات للنقد؟
2_ ماهي ضرورة الشعر؟
او دلوني على مراجع ..
تحيتي ..
ـ[أسطورة نجد]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 11:40 ص]ـ
اين الردود؟؟؟؟؟؟؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 11:28 ص]ـ
اطلعي على كتاب أصول النقد الأدبي لأحمد الشايب.
و كتاب النقد الأدبي الحديث للدكتور محمد غنيمي هلال.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 11:26 م]ـ
الضرورة الشعرية
هناك كتاب اسمه: مايجوز للشاعر في الضرورة للقزاز القيرواني
تحقيق: رمضان عبد التواب و صلاح الدين الهادي
نشر: الزهراء للإعلام العربي
ـ[أسطورة نجد]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 01:46 م]ـ
مشكوووووورين على المرور لمتصفحي وجزيتم خيرا
ـ[عمر صالح علي]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 05:49 م]ـ
لمراجعة مصادر النقد الادبي 1في النقد الادبي الحديث منطلقات و تطبيقات د. فائق مصطفى د. عبدالرضا علي العراق 2 مقدمة في النقد الادبي د. علي جواد الطاهر العراق3 تاريخ النقد الادبي عند العرب د. احسان عباس بيروت 4دراسات في النقد الادبي ابتسام الصفار العراق النقد الادبي د. احمد امين المرسل: أ. د.صالح الجميلي العراق
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 04:36 م]ـ
http://www.profmorisi.com/index.php?pid=5
ـ[الفلاحي 100]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 06:08 م]ـ
النقد الأدبي: فن دراسة الأعمال الأدبية , دراسة تقوم على التحليل والشرح والتفسير , لتذوقها تذوقاً صحيحاً , والحكم لها أو عليها بموضوعية وإنصاف(/)
أريد ...
ـ[نور الإسلام]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 12:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعافيكم أريد مقال نقدي
محتاجة له بالم1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ةفهو مطلوبي مني و آخر يوم لي السبت
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 02:26 م]ـ
اختي نور الإسلام:
طلبك بحاجة لتوضيح، فهل تريدين نقد قصة أم قصيدة؟ وما المساحة المطلوبة؟
ـ[نور الإسلام]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 05:17 م]ـ
قصيدة
حتى ولوكان ستة أبيات فقط مع التعريف بالشاعر
ـ[نور الإسلام]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 10:27 ص]ـ
وينكم وشفيكم ماأحد رد علي بكرة آخر يوم لي الله يعافيكم تفاتعلوا معي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 11:12 ص]ـ
الشبكة لا تقدم واجبات جاهزة.(/)
ارجو مساعدتكم جزاكم الله كل الخير عنى .....
ـ[سندريلا الفصيحه]ــــــــ[02 - 03 - 2007, 02:00 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخوانى اجو مساعدتكم حيث اننى اول مره ادرس نقد ف عامنا هذا
مطلوب منى بحث عن احد النقاد {قدامه بن جعفر من خلال كتابه نقد الشعر} {ابو هلال العسكرى من خلال كتابه الصناعتين}
{ابو اسحاق ابراهيمبن على الحصري القيراوانى من خلال كتابه زهر الاداب وثمر الالباب}
{ابو بكر بن عبد الرحمن الجرجانى من خلال كتابيه دلائل الاعجاز واسرار البلاغه}
{ضياء الدين بن الاثيرمن خلال كتابه المثل السائر فى اداب الكاتب والشاعر}
البحث عن السيره الحياتيه والعلميه للناقد ومنهجه في النقد من حيث الموضوعات النقديه الي تناولها وابدى اراءه فيها .........
ياريت لو فى مواقع على النت تساعدنى ياريت تقولولى عليها وجزاكم الله كل خير
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 11:16 ص]ـ
حددي شخصيتك .. كي نتمكن من مساعدتك
ـ[سندريلا الفصيحه]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 07:32 م]ـ
ابو هلال العسكرى كتاب الصناعتين(/)
ساعدونى ربنا يكرمكم
ـ[كوتة]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 04:01 ص]ـ
:::
انا طالبة فى كلية الاداب قسم اللغة الانجليزية وعندى مادة عربى خلال الترم ده
ومطلوب منى بحث عن
النظرية النقدية عند عبدالقاهر الجرجانى وتطبيقها على المرحلة الوسطى من شعر هبكنزومطلوب فى البحث تعريف الادب المقارن من الناحية اللغوية والاصطلاحية
خصوصية الادب المقارن فى المدرستين الامريكية والانجليزية (المبادئ والاسس لكل منهما) وياريت يكون معاهم المرجع من خلال كتب.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 11:38 ص]ـ
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=18125) و هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=2844) و هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=14702) ستجدي ضالتك بإذن الله.(/)
مفهوم الشعر
ـ[نون النسوة]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 11:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأعضاء
محدثتكم جديدة على عالم النقد ومازالت تجهل حتى أبجدياته وها أنا أعمل على القراءة في كتب النقد كي أستطيع فهمه
المادة مقررة علي هذا العام , وأستاذة المادة تشرح لنا على أساس أننا نملك خلفية حول النقد مما يشكل علينا صعوبة بالغة
لا ألومها بل ألوم نفسي - والله - على النوم طوال هذه الفترة
المهم
طلبت منا البحث عن مفهوم الشعر لدى كل من (الفارابي - القرطاجني - قدامة بن جعفر - ابن خلدون - ابن طباطا)
وجدت تعريفا للشعر لديهم غير أني لم أجد تعريف الشعر لدى ابن خلدون
ففي أي كتاب أبحث؟ وفي أي فصل جده؟
ثم إني وجدت كلاما مطولا للفارابي حول الشعر تطرق فيه إلى قضية المحاكاة والتخييل
فكيف لي أن آتي بمفهوم الشعر لديه؟ هل آتي بالخلاصة من كلامه أم أن هناك تعريفا محددا للشعر لدى الفارابي لم أعثر عليه بعد؟ لأن ماعثرت عليه هو كلام مطول بعض الشيء
أرجوكم
أنا أجهل تماما هذا العلم ولا أملك شيئا من أساسياته
وبين يدي الآن كتابا للأستاذ طه أحمد إبراهيم نصحتني به الأستاذة
ماهي أفضل الطرق لاستيعاب النقد بعبارة أخرى من أي أبدأ؟ ولمن أقرأ في مرحلة البدايات؟
المراجع كثيرة وأخشى أن تشتتني ولا أخرج بفائدة
هذا واسأل الله أن يجعل ماتقومون به في موازين حسناتكم
شكرا لكم
ـ[نون النسوة]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 06:04 م]ـ
ألا يستطيع أحد منكم مساعدتي؟؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 04:04 م]ـ
الكتاب الشامل للنقد الأدبي القديم هو كتاب د. إحسان عباس: تاريخ النقد الأدبي عند العرب.
و اطلعي على كتاب: النقد الأدبي في آثار أعلامه للدكتور حسين الحاج حسن.
كذلك لا تغفلي البحث في الشبكة فسيفتح لك أبوابا مغلقة.
وفقك الله.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 06:46 م]ـ
شاكرة لكِ
سأحاول الحصول عليه
اشتريت كتابين لمندور والآخر لطه أحمد إبراهيم:)
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 05:27 م]ـ
نشرت بحثاً حول مفهوم الشعر وتعريفه من باب المصادفة
لعله يفيدك الاطلاع على الموضوع
مع التقدير
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 04:34 م]ـ
قد تجدين مرادك في كتاب: الاتجاه الأخلاقي في النقد الأدبي. للأستاذ الدكتور: محمد بن مريسي الحارثي.
وهو على هذا الرابط
http://www.profmorisi.com/index.php?pid=5
ـ[ابوعيسى محمد صلاح]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 06:35 ص]ـ
:; allh جزاك الله خيرا على هذا الرابط يا قطر الندى
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 06:43 ص]ـ
كتاب الامالي في الادب الاسلامي. للدكتورة ابتسام مرهون الصفار ينفعك كثيرا
ـ[أبوالقاسم]ــــــــ[05 - 05 - 2007, 10:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشعر عند ابن خلدون هو " الكلام البليغ المبني على الاستعارة واأوصاف والمفصل بأجزاء متفقة على الوزن والروي الجاري على أساليب العرب المعروفة " والسلام عليكم
من جامعة بيرزيت فلسطين(/)
أبواب الخير وأبواب الشر
ـ[نون النسوة]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 11:43 م]ـ
:::
هل التعدي على الأخلاق في الشعر ينقص من قيمته؟
وهل ينقد الشعر أخلاقيا؟
وماذا عن أبواب الخير وأبواب الشر في الشعر؟
وهل لابد أن يكون للشعر وظيفة سامية ويحمل معان سامية؟
لا أريد جوابا
فقط أحيلوني لكتب تجيب على تساؤلاتي فغدا بإذن الله سأذهب للمكتبة
أرجوكم
لا خلفية لي بالنقد
ممتنة لكم
جزاكم الله كل خير
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 07:40 م]ـ
أعتقد أن الكتب التي نظرت للأدب الإسلامي والأدب الملتزم غنية بذلك.
أيضا الكتب التي تناولت مسألة الصراع بين " الفن للفن " و " الفن للمجتمع "
ـ[نون النسوة]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 09:03 م]ـ
شكرا لك
سأحاول البحث عنها
ـ[الأمين]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 11:32 ص]ـ
يوجد كتاب صدر عن سلسلة عالم المعرفة اسمه الإسلام والشعر
ـ[الأمين]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 11:33 ص]ـ
الى الأخوة أعضاء المنتدى موقع مفيد تحميل سلسلة عالم المعرفة
http://a.amaaz.free.fr/aalame%20almaerifa/aalame%20almaerifa.html
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 05 - 2007, 10:33 ص]ـ
السلام عليكم
قد تجدين مرادك في كتاب: الاتجاه الأخلاقي في النقد الأدبي. للأستاذ الدكتور: محمد بن مريسي الحارثي.
وهو على هذا الرابط
http://www.profmorisi.com/index.php?pid=5(/)
البلاغة والنقد .. قضية وأسئلة!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 01:16 م]ـ
ما حدود دائرة النقد ودائرة البلاغة؟ وهل تنشأ البلاغة من تطور النقد ووصوله إلى مرحلة استقرار مصطلحي؟ أم ان النقد تطوير للبلاغة؟ أم أن الاثنين يولدان ويستمران بعيدا أحدهما عن الآخر؟
قضية ذات أسئلة تستوجب التفكير والنقاش؛ فهيا!!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 04:59 م]ـ
ما حدود دائرة النقد ودائرة البلاغة؟ وهل تنشأ البلاغة من تطور النقد ووصوله إلى مرحلة استقرار مصطلحي؟ أم ان النقد تطوير للبلاغة؟ أم أن الاثنين يولدان ويستمران بعيدا أحدهما عن الآخر؟
قضية ذات أسئلة تستوجب التفكير والنقاش؛ فهيا!!
فعلا .. ما هي الحدود التي تحدهما عن بعضهما؟! أتوقع أنها شائكة لا يمكننا من تحديدها بشكل واضح!
نشأة البلاغة من النقد! أم .. أم .. ؟!
أسئلة مسببة هزّة للذهن!
لكن المعروف أن البلاغة آتية مع النص تقريبا .. بينما النقد لم يأت إلا بعد النص!
قد يكون المبتدأ من هنا ..
النقد مهما اعتلى شأنه، ومهما كبر وتوسّع يبقى في حاجة للبلاغة، لا بد ان يوظف البلاغة ولو بجزء يسير في كشفه على النص، بينما البلاغة لا تكترث أحيانا بالنقد، ولا تعتبره صاحب فضل عليها؟؟
نشأت البلاغة و استمرت .. ونشا النقد واستمر ينمو، ويقتات بين وقت و آخر من البلاغة ..
لكل منهما اتجاه وغاية .. ينفصلان كثيرا ويجتمعان حينا ..
غالبا .. كيف يمكن للنقد أن يعطي حكما دون البلاغة؟!
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 05:53 م]ـ
الكريم "وضحاء"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بوركت أيتها المتميزة!
درب الأسئلة ما زال بحاجة إلى إضاءات!
ـ[ابو عيسى]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 04:29 م]ـ
ما النقد إلا وسيلة لتميز المحاسن والعيوب في النص , فالبلاغة والنقد متلازمان , البلاغة تصور الجمال والنقد يبين مواطن هذا الجمال(/)
مساعدة في شرح أبيات لقصيدة البرده
ـ[نور القلم]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 08:09 م]ـ
السلام عليكم
أرجو منكم شرح بسيط للأبيات التالية من قصيدة البردة للبوصيري
راعت قلوب العدا أنباء بعثته كنبأة أجفلت غفلا من الغنمِ
ما زال يلقاهمُ في كل معتركٍ حتى حكوا بالقنا لحماً على وضم
ودوا الفرار فكادوا يغبطون به أشلاءَ شالت مع العقبان والرخم
تمضي الليالي ولا يدرون عدتها ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم
كأنما الدين ضيفٌ حل ساحتهم بكل قرمٍ إلى لحم العدا قرم
يجر بحر خميسٍ فوق سابحةٍ يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطم
من كل منتدب لله محتسبٍ يسطو بمستأصلٍ للكفر مصطلمِ
حتى غدت ملة الإسلام وهي بهم من بعد غربتها موصولة الرحم
مكفولةً أبداً منهم بخير أبٍ وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئمِ
هم الجبال فسل عنهم مصادمهم ماذا رأى منهم في كل مصطدم
وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحداً فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم
المصدري البيض حمراً بعد ما وردت من العدا كل مسودٍ من اللممِ
والكاتبين بسمر الخط ما تركت أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجمِ
شاكي السلاح لهم سيما تميزهم والورد يمتاز بالسيما عن السلم
تهدى إليك رياح النصر نشرهم فتحسب الزهر في الأكمام كل كم
كأنهم في ظهور الخيل نبت رباً من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم
طارت قلوب العدا من بأسهم فرقاً فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهُمِ
ومن تكن برسول الله نصرته إن تلقه الأسد فى آجامها تجمِ
ولن ترى من وليٍ غير منتصرٍ به ولا من عدوّ غير منفصم
أحل أمته في حرز ملته كالليث حل مع الأشبال في أجم
كم جدلت كلمات الله من جدلٍ فيه وكم خصم البرهان من خصم
كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجزةً في الجاهلية والتأديب في اليتم(/)
ساعدوني في شرح قصيدة احمد شوقي
ـ[الفردوس]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 08:34 م]ـ
كلما ان بالعراق جريح لمس الشرق جنبه في عمانه
وعلينا كما عليكم حديد تتنزى الليوث في قضبانه
نحن في الفقه بالديار سواء كلنا مشفق على اوطانه
مع العلم ان هذه قصيدة مرحبا بالربيع في ريعانه(/)
ساعدونى!!!!!!
ـ[كوتة]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 01:00 ص]ـ
:::
CC0066!!!!!!!!
سمات مسرح العبث فى مسرحيات صمويل بيكيت ويوسف ادريس دراسة موضوعية مقارنة
واريد اسماء كتب عن مسرح العبث
ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله الف خير
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 03:45 م]ـ
مسرح العبث فلسفة وتقنية، نبيل أبو مراد.
مسرح العبث واللامعقول بين النقدين الغربي والعربي، حياة جاسم -بغداد.
في مسرح العبث، نعيم عطية الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر.
مسرح العبث صموئيل بيكيت.
ولا تنسي البحث في محركات الحث فسيظهر لك حديث كثير حولها.(/)
الصورة الشعرية في النقد العربي
ـ[المنصوري]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 11:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
انا سجلت فالمنتدى لنه له سمعه وله مكانه عاليه في اللغه العربيه ..
ومن اسمه يبين انه منتدى ممتاز ..
يأخوانى طالبكم طلبه لا تردوني ..
أريد تقرير عن الصوره والشعريه في النقد العربي .. :)
لا تنسون تكتبون المرااجع ,
في أنتظاركم
دمتم سالمين
في حفظ الله ورعايته
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 03:36 م]ـ
المنتدى لا يقدم واجبات أو بحوث جاهزة!!
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 07:10 م]ـ
نعم نحن كذلك(/)
الأدب المقارن
ـ[فريد25]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 05:16 م]ـ
السلام عليكم. اريد البحث عن شعر الطبيعة بين جبران خليل جبران وفيكتورهيغو فيالادب المقارن وشكرا
ـ[صاحبة السمو الفكري]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 10:47 م]ـ
فريد 25 إذا اردت البحث فعليك الرجوع إلى ديواني الشاعرين، ومن ثم المقارنة بينهما على عدة مستويات:
1/ المستوى المضموني.
2/ المستوى الفني.
3/ الربط بين المستويين عند كلا الشاعرين ...
وعليك أيضًا الرجوع إلى كتب الأدب المقارن التي تتناول دراسات مقارنة بين الشعراء أو الأدباء ..
ـ[فريد25]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 12:37 م]ـ
السلام عليكم صاحبة السمو اشكركي جزيل الشكر
:::
ـ[فريد25]ــــــــ[03 - 06 - 2007, 06:43 م]ـ
160السلام عليكم
ـ[أحمد بهى الدين]ــــــــ[05 - 06 - 2007, 10:40 م]ـ
شعلر الطبيعة أصبح من الموضوعات القديمة على المستوى النقدى ,لذا أقتر ان تدرسى الوجود ورؤية كلا الشاعرين للعالم
ـ[أحمد بهى الدين]ــــــــ[05 - 06 - 2007, 10:44 م]ـ
لابد من قراءة فيكتور هوجو فى لغته الأصيلة "الفرنسية"هذا سيكسب البحث رؤى جديدة, كذلك لابد من قراءة أسس المقارنة فى الكتب التنظيرية
ـ[أحمد بهى الدين]ــــــــ[05 - 06 - 2007, 10:49 م]ـ
هناك رسالة دكتوراة عن جبران نوقشت فى جامعة حلوان للباحثة فاطمة قنديل بعنوان شعرية النثر عند جبران(/)
وظيفة الشعر
ـ[أسطورة نجد]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 01:51 م]ـ
:::
السلام عليكم ..
1_القرطاجني هل يرى ان وظيفة الشعر يؤدي إلى مهمة اخلاقية؟
2_ وابن سلام هل يرى في مقدمته في طبقات الشعراء هليرى ذلك ايضا؟
3_قدامة بن جعفر هل يرى ان المدح بالفضائل لا يكون الا بالنسب ام هناك وظائف اخرى للشعر؟
وشكرا لكم ( ops
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 02:11 ص]ـ
كل تساؤلاتك تجديها هنا ( http://www.nizwa.com/volume23/p25_34.html)
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[21 - 03 - 2007, 04:03 م]ـ
وظيفة الشعر
السؤال:
القرطاجني هل يرى أنَّ وظيفة الشعر يؤدي إلى مهمة اخلاقية؟
وابن سلام في مقدمته في طبقات الشعراء هل يرى ذلك أيضاً؟
وقدامة بن جعفر هل يرى أنَّ المدح بالفضائل لا يكون إلا بالنسب أم هناك وظائف أخرى للشعر؟
الجواب:
في الحقيقة لم أطلع على رأي القرطاجني في هذا الباب.
أما ابن سلام فجُلُّ ما قاله في مقدمة كتابه طبقات فحول الشعراء أنه تطرَّق إلى ذكر الشعر والشعراء وبيَّن أنَّ أهل العلم بالشعر والرواية الصحيحة هم من يُؤخذُ عنهم وليس من صحيفةٍ أو صحفيٍّ.
لأنَّ نقاد الشعر أعلم به من غيرهم وأعرف، كما أنّ نقاد الدراهم يعرفون صحيحها من زائفها.
وربّما استحسن الناس قولاً لا يستحسنه أهل العلم بالشعر لأنّه لا يحتوي على ما يجب أن يحتويه الشعر، وهو ما عبَّرَ عنه ابن سلام بقوله:
(وفى الشعر مصنوعٌ مفتعلٌ موضوعٌ كثيرٌ لا خيرَ فيه ولا حُجَّةٌ فى عربيَّةٍ ولا أدبٌ يُستفادُ ولا معنىً يُستخرجُ ولا مثلٌ يُضربُ ولا مديحٌ رائعٌ ولا هجاءٌ مقذعٌ ولا فخرٌ معجبٌ ولا نسيبٌ مستطرفٌ).
وقال في موضعٍ آخرَ:
(وكانَ الشعرُ في الجاهليةِ عند العرب ديوانَ علمهم ومنتهى حكمهم به يأخذون وإليه يصيرون).
وليس في هذا الكلام تصريحٌ ولا تلميحٌ أنَّهُ يرى وظيفة الشعر أخلاقيَّةً.
أمّا قدامة بن جعفر، فإنّه لا يرى أنّ المدح بالفضائل لا يكون إلا بالنسب، وعلى حدِّ ما أحصيتُ فإنّه لم يذكرْ لفظة (النسب) في كتابه نقد الشعر إطلاقاً.
ورأيُ قدامة بن جعفر في المدح أنْ (يُقصد للشيءُ بفضائله الخاصية لا بما هو عرضيٌّ فيه) فهو يرى أنَّ المدح يكون بالفضائل الحقيقة أو النفسيَّة كما عبَّر هو عن ذلك، وليس بالصفات العرضيّة أو الخَلْقيّة، وكذلك الأمر عنده في الرثاء والهجاء، ومن عيوب الهجاء عنده أنْ يقصد الشاعر الى العيوب الخَلْقية وإنما الصواب أنْ يعمد الى أضداد الفضائل فيجعلها في المهجوِّ لأنَّ الهجاء ضدُّ المدح، والفضائل التي يُمدحُ بها عنده هي أربعة خصال: (العقل والشجاعة والعدل والعفة)، فقال في نعت المدح: (لما كانت فضائل الناس من حيث هم ناس لا من طريق ما هم مشتركون فيه مع سائر الحيوان على ما عليه أهل الألباب من الإتفاق في ذلك إنَّما هي العقل والشجاعة والعدل والعفة كان القاصد لمدح الرجال بهذة الأربع الخصال مصيباً والمادح بغيرها مخطئاً)، على أنهُ جوّز للشاعر أن يمدح ببعض هذه الصفات كالمدح بالجود والنجدة وهما قسمان من العدل، أو المدح بالعلم والحلم والكفاية والسياسة وهي من أقسام العقل، فلايُسمى الشاعر عندها مخطئاً ولكن يُسمى مقصّراً عن إستكمال جميع المدح.
ومن ذلك عتبُ عبد الملك بن مروان على عبيدالله بن قيس الرقيات لمدحه لمصعب بن الزبير بقوله:
إنَّما مصعبٌ شهابٌ من الله ... تجلّت عن وجهِهِ الظلماءُ
ومدحه له بقوله:
يأتلقُ التاجُ فوقَ مفرقهِ ... على جبينٍ كأنّ، هُ الذهبُ
قال قدامة: ووجه العتب أن المادح عدل به عن الصفات النفسية ودخل في جملة صفات الجسم.
ولا نُغالي إذا قلنا أنَّ هذا الرأي النقدي هو من أهمِّ وأقدم الآراء في تبيان فلسفة المدح والهجاء والرثاء ومدى ترابطها معاً، فما الهجاء إلا نقيض المدح وما الرثاء إلا مدح ميّتٍ، وإستقصائه لهذه الصفات وتحليل أقسامها رائعٌ جداً ودقيق، وهذا هو الرأي النقدي المعتبر في تقييم المدح، والحقُّ أنَّ مدرسة قدامة بن جعفر من أعرق وأفضل المدارس النقدية.
أما ما يخصُّ المدح بالنسب فقدامة لا يرى أنَّ المدح بفضائل الآباء ومآثرهم هو من المدح الحقيقيّ فقد انتقدَ أيمنَ بن خزيم في مدحه لبشر بن مروان، بقوله:
يابنَ الذوائبِ والذرى والأروسِ ... والفرع من مضر العفرنا الأقعس ِ
وهكذا في بقية الأبيات، ووجه إنتقاده له أنّ هذه الأبيات لا تذكر الشاعر بفضائله وإنما بفضائل آبائه، وإنّ كثيراً من الأبناء لا يكونون على شاكلة آبائهم.
ـ[أبيات شعر]ــــــــ[23 - 04 - 2007, 12:51 ص]ـ
ومنكم نستفيد ..
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 05 - 2007, 10:31 ص]ـ
وتجدين إجابة تامة لتساؤلاتك في كتاب الدكتور محمد بن مريسي: الاتجاه الأخلاقي، ففيه فصلان معقودان لمفهوم الشعر ووظيفته، حمليه من هنا:
http://www.profmorisi.com/index.php?pid=5(/)
هل للنقد موضوع خارج المدارس الأدبية؟
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 05:48 م]ـ
هناك نقد الرواية والقصة القصيرة والشعر والمسرحية والمقالة، وإذا نظرنا إلى هذا النقد نجده يتناول مقومات هذه الفنون؛ إذ نجده في الرواية والقصة والمسرحية يتناول السرد والحبكة والبناء الفني والشخصية والزمان والمكان والحدث، وفي المقال يتناول تسلسل الفكرة والبدء والتخلص والمنتهى و ...
هذه هي الأشياء العامة، ثم نجد المدارس تبرز أحد العناصر وتعظمه على حساب بقية العناصر؛ فالرومانسية تعظم العاطفة، والكلاسية تعظم القيم المجردة، والواقعية تعظم الأحداث العادية، والعبثية تعظم قطع العلاقات والتشييء و ...
وهذه الأشياء نجدها خصائص أدبية كما نجدها في النقد، وهذا ينتج السؤال المقصود: هل للنقد موضوع محدد بعيدا عن السابق ويكون علاقته بالسابق علاقة الدستور بالقوانين؟ أم أن هذا هو موضوع النقد العام الذي ينطبق على كل الفنون المذكورة، ثم تنفرد نقود هذه الفنون بنقود خاصة زائدة على النقد العام؟
... موضوع يجب أن يبدأ النقاش حوله؛ فهل ... ؟!(/)
ثقافة الناقد
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 05:48 م]ـ
إن العمل الفني يقوم في أساسه على ركيزيتن هما:
1 - اللغة بمستوياتها المختلفة صوتية وصرفية ونحوية ودلالية وخطية- حاملة التعبير.
2 - المقومات الفنية التي تحفظ للشكل الفني المختار خصائصه-مميزة إياه عن غيره من الفنون.
وعلىالناقد أن يكون على بصيرة بهذين المستويين:
1 - اللغة؛ ليعرف أسرار التعبير وجمالياته.
2 - المقومات الفنية؛ ليلمس تحقق الخصائص من عدمه.
ولأن الأديب يدرج في موضوعه أفكارا من مجالات مختلفة وثقافات متعددة وجب على الناقد أن يكون على ثقافة علمية بالعلوم المساعدة للإبداع، مثل علم نفس الإبداع وعلم الاجتماع، والظواهر الثقافية في مختلف المجتمعات.
وبعد، فهذا بدء لهذه القضية فهل تستمر بالتفاعل؟(/)
النقد .. بطاقة تعارف
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 05:50 م]ـ
- الاسم: النقد.
2 - الحد: علم تعرف به مقاييس تناول الفنون.
3 - الموضوع: الأدب بفنونه.
4 - الاستمداد: تحليل فنون الأدب لمعرفة القوة والضعف.
5 - النسبة: علم فوقي من علوم اللغة.
6 - الواضع: ...
7 - المسائل: تختلف المسائل حسب الفن، وحسب وجهة نظر الناقد التي تختلف باختلاف انتمائه المدرسي.
8 - الحكم: فرض كفاية، وضرورة فنية.
9 - الحكمة: تعلم آلة الحكم والتمييز بين النصوص والفنون.
10 - الثمرة:
أ- اكتساب معلومات وافية حول فنون الأدب المختلفة.
ب- اكتساب القدرة على التعامل معها تقييما
ـ[العيطموس]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 05:20 م]ـ
سلمت يداك تعريف جيد(/)
السخرية في شعر أحمد مطر
ـ[عمر صالح علي]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 04:10 م]ـ
السخرية في شعر احمد مطر أ. د. صالح علي الجميلي
كلية التربية / جامعة تكريت
حياته:
ولد الشاعر احمد مطر في عام 1958 في قرية (التنومة) إحدى نواحي شط العرب في محافظة البصرة بدأ يكتب الشعر ولم تخرج قصائده الأولى عن نطاق الغزل والرومانسية لكن سرعان ما تكشفت له خفايا الصراع بين السلطة والشعب فألقى بنفسه، في فترة مبكرة من عمره في دائرة النار حيث لم تطاوعه نفسه على الصمت، كانت هذه القصائد في بداياتها طويلة تصل إلى اكثر من مائة بيت، مشحونة بقوة عالية الأمر الذي اضطر الشاعر في النهاية إلى توديع وطنه ومرابع صباه فتوجه إلى الكويت، هاربا من مطاردة السلطة، وفي الكويت عمل في جريدة (القبس) محررا ثقافيا وكان آنذاك في منتصف العشرينات من عمره، حيث مضى يدوّن قصائده التي حاول أن يجعلها لا تتعدى موضوعا واحدا، وإن جاءت القصيدة كلها في بيت واحد.
وفي رحاب (القبس) عمل الشاعر مع الفنان ناجي العلي ليجد كل منهما في الآخر توافقا نفسيا واضحا فكان يبدأ الجريدة بلا فتته في الصحفة الأولى، وكان ناجي العلي يختمها بلوحته الكاريكاتيرية في الصفحة الأخيرة، ثم صدر قرار نفيهما معا وترافقا إلى لندن ومنذ عام 1986م، استقر احمد مطر في لندن ليمضي الأعوام الطويلة بعيدا عن الوطن موجزا أسباب رحيله عن الوطن بقوله:
سبعون طعنة هنا موصولة النزفِ
تبدي ولا تخفي
تغتال خوف الموت بالخوفِ
سمّيتها قصائدي
وسّمها يا قارئي: حتفي!
وسّمني منتحراً بخنجر الحرفِ
لأنني في زمن الزيفِ
والعيش بالمزمار والدفِ
كشفت صدري دفتراً
وفوقه
كتبت هذا الشعر بالسيفِ (1)
السخرية لغةً واصطلاحاً:
ورد في اللسان: "سخر فيه وبه: هزئ به، وفي الحديث: أتسخر مني وأنا الملك؟ أي تستهزئ بي وإطلاق ظاهره على الله لا يجوز، و إنما هو مجاز بمعنى: أتضعني فيما لا أراه من حقي؟ فكأنها صورة السخرية وفي قوله تعالى (وإذا رأوا آية يستسخرون) (2)، قال الرماني: معناه يدعو بعضهم بعضاً إلى أن يسخروا وقوله تعالى يستسخرون، أي يسخرون ويستهزؤون كما تقول عجب وتعجب واستعجب بمعنى واحد." (3)
والسخرة الضحكة،ورجلٌ وسخرة يسخر من الناس وسخرة يسّخر منه والاسم والسخرية، والسخري، وقرئ بهما قوله تعالى (فا تخذتموهم سخرياً حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون) (4) فهو سُخريّا وسِخريّا والضم أجود. (5)
وسخر منه هي اللغة الفصيحة وبها ورد القران الكريم (ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأٌ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فأنا نسخرمنكم كما تسخرون) (6) وقد "نقل الأزهري عن الفراء قوله: يقال سَخِرْتُ منه ولا يقال: سخرتُ به، وقد أجازهما الأخفش فقال: سخرتُ منه وسخرتُ به كلاهما." (7)
مما تقدم تبدو لنا صعوبة تحديد مصطلح السخرية تحديداً جامعاً مانعاً، والسبب في ذلك يعود إلى:
1_ حيوية هذه المصطلح وكونه قابلاً للتجديد والتطور في كما يقول برجسون: (شيء حي قبل كل شيء). (8)
2_ اختلاط مفهوم هذا المصطلح بمفاهيم المصطلحات أخرى قريبة منه كالفكاهه والتهكم والهجاء والكوميديا. (9)
ويعود اصل المصطلح إلى الكلمة اليونانية ( eironig) التي اشتق منها المصطلح الأوربي للسخرية (وكانت هذه الكلمة وصفا للأسلوب في كلام إحدى الشخصيات في الملهاة اليونانية القديمة المسماة _ eiron_ وكانت هذه الشخصية تتميز بالضعف والقصر والخبث والدهاء). (10)
وقد عُرّفت السخرية بصورة عامة على أنها (نوع من الهزئ قوامه الامتناع عن إسباغ المعنى الواقعي كله على الكلمات والإيحاء عن طريق الأسلوب وإلقاء الكلام بعكس ما يقال،وتتركز على طريقة في طرح الأسئلة مع التظاهر بالجهل وقول شيء في معرض آخر). (11)
وعرّفها آخر قائلا: (تتمثل السخرية في منهج جدلي يعتمد على الاستفهام بمفهومه البلاغي إذ تعتبر طريقة في توليد الثنائية والتعلم على البعد المعرفي). (12)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك من جعل السخرية والتهكم شيئاً واحداً فقال في تحديد التهكم (هو الاستهزاء والسخرية وهو ما كان ظاهره جد وباطنه هزل، وطريقة السؤال عن شيء مع إظهار الجهل به، وان تلقي على محدثك _ بعد التسليم بأقواله_ أسئلة تثير الشكوك في نفسه حتى إذا انتقل من قول إلى قول أدرك ما في موقفه من التناقض واضطر إلى التسليم لجهله). (13)
وعلاقة السخرية بالفكاهة تتمثل في انهما يلتقيان في المادة أو الطريقة فكل ما يضحك هو هزل ولكنه ينقسم إلى قسمين أحدهما ليس له غرض أو هدف إلا الإضحاك، وهو الفكاهة، وله غرض هادف واضح وهو السخرية). (14)
إن إشكالية تحديد المصطلح الأدبي والنقدي بشكل عام هي من الإشكاليات التي يعاني منها الباحثون في مجال الأدب، وان إشكالية تحديد مصطلح السخرية ترتبط ارتباطا وثيقا باختلاط مفهومه مع المفاهيم الأخرى، ولكننا لا ننفي وجود علاقات تشابه بينه وبينها ولكن هناك ثمة فروقات واضحة يمكن تلمسها من خلال الدراسة والتمحيص.
لأن السخرية من اكثر الفنون رقياً وصعوبة، لما تحتاج من ذكاء وفكر، وهي لذلك أداة دقيقة وسلاح خطير بأيدي الفلاسفة والكتاب بوجه السياسات الظالمة المستبدة المتحكمة بمصائر الشعوب، كما انهم يستخدمونا في نقد العادات والتقاليد البالية في المجتمع وأمراضه الكثيرة من جهل و تخلف ونفاق. (15)
فالسخرية إذاً لا يمكن أن تكون هي النكتة أو المزاح ولا هي التهكم ولا الهجاء ذاته ولا هي الفكاهة وحدها بل هي شيء أسمى من ذلك، إنها: (رد الإنسان الأعظم على معاكسة القدر، وظلم الدهر، وقسوة الطبيعة أو عيوب المجتمع، ونقائص الناس، وهو يسخر من هذه جميعا، ولا يسبها ولا يحقد عليها بل يتأملها بهدوء ويبصر سخافتها وتناقضها وتفاهتها وصغرها، فيعلو عليها جميعا ويتحدث عنها بابتسامة هادئة جميلة مستخفة هازئة، وينبغي أن لا يكون حديثه سيء اللفظ بذيئا، ولا يكون محتدا ثائرا وإلا كان سخرا، فالسخر هو الهدوء التام والأدب التام والعلو التام عن مصائب الدنيا). (16)
والسخرية من حيث شدتها ومدى تأثيرها تبدو في حالتين:
الأولى: ذات روح فكهة خفيفة لا تعتمد الإيذاء ولا تصل إلى درجة الإيلام، تحمل في طياتها ما يبعث على الابتسامة والضحكة والإعجاب بقائلها وهي أخف وطأة واقل شراً من الثانية.
الثانية: ذلك الصنف من السخرية المرة اللاذعة التي تجعلنا نضحك بمرارة ونيأس ونشعر بفداحة العيب، وهي سخرية مريرة الطعم قاسية اللذع واللدغ وطأتها شديدة و أثرها بالغ لاسيما حين تتصل بالأشخاص. (17)
ولما كانت السخرية في بعض أشكالها لوناً من التطاول على الإنسان والاستخفاف به لم يرتضِ الدين الإسلامي وقرأنه المجيد بعض أبوابها، وردت لفظة سخر ومشتقاتها في القران الكريم في ثمانية وثلاثين موضعاً توزعت معانيها الدلالية بين الاستهزاء و التذليل.
جعل الله سبحانه وتعالى السخرية صفة غالبة على الكافرين المجرمين الذين يدعون بعضهم بعضا للسخرية وكأنهم يتنافسون فيها تسابقا في الشر (وإذا رأوا آية يستسخرون). (18)
قال الرماني (معناه يدعو بعضهم بعضا إلى أن يسخروا، ليسخرون، أي يسخرون ويستهزؤن)، (19) وهذا اللون من ألوان السخرية هو اشد مقتا عند الله ولكن آية السخرية هذه هي سخرية الكافرين بالرسل والأنبياء وهم النماذج العليا للبشر والدعاة إلى الهداية بأمره جل وعلا، ولما كانت طاعة الرسول الكريم محمد (ص) هي من طاعة الله ومحبته من محبته، فان التطاول على مقام الله سبحانه وتعالى سبحانه عما يشركون، لذا فقد بين عز وجل في آياته أن سخرية الكافرين لا تدر عليهم إلا الويل والسخط وأنها تنقلب عليهم (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالَّذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون). (20)
وقد بين لنا القران الكريم ان السخرية عمل مكروه،إذا كان فيه تطاول واستخفاف فقد نهى الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عن هذا اللون من السخرية وقال في سورة الحجرات (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيراً منهنَّ). (21)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا نهي صريح عن السخرية الجاهلية الاستعلائية ولكن الله سبحانه وتعالى أباح السخرية الهادفة الداعية إلى إصلاح المجتمع قال سبحانه وتعالى (ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون). (22)
السخرية من الحكام:
شغف شاعرنا بحب وطنه العراق حيث كان يتألم عند ما ينظر الغربيون إلى العربي على انه إرهابي لأنه يدافع عن مستقبل وطنه و أمته يقول:
نعم: أنا إرهابي!
الغرب يبكي خيفةً
إذا صنعت لعبةً
من علبة الثقابِ.
وهو الذي يصنع لي
من جسدي مشنقةً
حبالها أعصابي.
والغرب يرتاع إذا
أذعت، يوماً، أنه
مزَّق لي جلبابي.
وهو الذي يهيب بي
أن استحي من أدبي
وان أذيع فرحتي
ومنتهى إعجابي ..
إن مارس اغتصابي. (23)
وظل هذا الوطن يرافقه في حله وترحاله وتحمل من اجل هذا الحب المصائب التي ألقت به خارج الوطن يقول:
احبك
يا وطني
ضقت على ملامحي
فصرت في قلبي.
وكنت لي عقوبهْ
وأنني لم اقترف سواك من ذنبِ!
يا قاتلي
سامحك الله على صلبي
يا قاتلي
كفاك أن تقتلني
من شدة الحبِ! (24)
ويرى أن المصائب التي حدثت وتحدث في الوطن العربي إنما تعود إلى الشعارات البراقة التي ترفعها الأحزاب التي لم يجنِ منها المواطن العربي غير الهزيمة يقول:
وطنٌ
لم يبق من آثاره
غير جدار خربْ
لم تزك لاصقةً فيه
بقايا
من نفايات الشعارات
وروث الخطبْ
" عاش حزب الـ …"
ليسقط الخا …
عائدو …
والموت للمغتصبْ! (25)
يتوجه بخطابه اللاذع إلى الحكام العرب الذين خضعوا للأجنبي واصبحوا ينفذون أوامره يقول:
أنا لو كنت رئيسا عربيا
لحللت المشكلهْ
وأرحت الشعب مما أثقله
أنا لو كنت رئيسا
لدعوت الرؤساء
ولأ لقيت خطاباً موجزاً
مما يعاني شعبنا منه
وعن سر العناء
ولقاطعت جميع الأسئلهْ
وقرأت البسملهْ
وعليهم وعلى نفسي قذفت القنبلهْ! (26)
كما يحرض شاعرنا الشعوب ويدعوها إلى التخلص من حكامها الظالمين بقوله:
بلغ السيل الزبى
ها نحن والموت سواء
فآحذروا يا خلفاء
لا يخاف الميتُ الموتَ
ولا يخشى البلايا
قد زرعتم جمرات اليأس فينا
فاحصدوا نار الفناء
وعلينا … وعليكم
فإذا ما اصبح العيش قرينا للمنايا
فسيغدو الشعب لغما
.. وستغدون شظايا! (27)
ويصور احمد مطر العزلة بين الحكام العرب وشعوبهم بقوله:
كل من نهواه ماتْ،
كل من نهواه ماتْ.
ربِّ ساعدنا بإحدى المعجزاتْ
وأمت إحساسنا يوماً
لكي نقدر أن نهوى الولاة! (28)
ويجمع الشاعر بين الحكام والجيوش والشعوب لأنها لم تقم بدورها المطلوب إنما كانت تردد ما يريده الحكام واكتفت بالأقوال من دون الأفعال يقول:
حكامنا طبولْ
جيوشنا طبولْ
شعوبنا طبولْ
وسائل الإعلام في أوطاننا طبولْ
غفوتنا تأتي على قرقعة الطبولْ
صحوتنا توقظها قرقعة الطبولْ
طعامنا تطبخه قرقعة الطبولْ
شرابنا ينبع من قرقعة الطبولْ
مؤتمنون دائماً
ومؤمنون دائماً
وآمنون دائماً
والفضل للطبولْ! (29)
ويسخر من ظلم الحكام في الوطن العربي بقوله:
قال الراوي:
للناس ثلاثة أعيادْ
عيد الفطرِ
وعيد والأضحى
والثالث عيد الميلادْ.
يأتي الفطر وراء الصومِ
ويأتي الأضحى بعد الرجمِ
ولكن الميلاد سيأتي بعد إعدام الجلادْ.
قيل له: في أي بلادْ؟.
قال الراوي:
من تونس حتى تطوان
من صنعاء إلى عمان
من مكة حتى بغدادْ
قتل الراوي
لكن الراوي يا موتى
علمكم سر الميلادْ. (30)
كما يسخر شاعرنا من الجيوش العربية لأنه لم تقم بدورها في الدفاع عن الأوطان وإنما استخدمت أداة بيد الحاكم لقمع الشعب يقول:
أي قيمهْ
لجيوش يستحي من وجهها
وجه الشتيمهْ.
غاية الشيمة فيها
إنها من غير شيمهْ.
هزمتنا في الشوارع
هزمتنا في المصانع
هزمتنا في المزارع
هزمتنا في الجوامع
ولدى زحف العدو انهزمت …
قبل الهزيمهْ؟!. (31)
ثم يوجه نقده و سخريته التي تعبر عن ألم الشاعر لما يلحق هذه الأمة من ظلم بسبب حكامها ويتساءل بنظرة سوداوية من دون أن يحصل على الجواب بقوله:
أي قيمهْ؟!
باطل هذا التساؤلْ
وطويل دون طائلْ.
لم تعد في هذه الأمةِ
للقيمة قيمهْ!
بلغ الرخص بنا
أن نمنح الأعداء تعويضاً
إذا ما اخذوا أوطاننا منا .. غنيمهْ!. (32)
ويسخر من التسابق على المناصب من دون وجه حق ويصور النفاق السياسي بقوله:
ما أصعب القرارْ
لو شئت أن اختارْ
بين حياة القط .. أو
بين حياة الفار.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا أنا مؤهل لأن أقود دولةً
ولا أنا لي رغبةٌ
في دور مستشارْ. (33)
وينتقد وسائل الإعلام في الدول العربية لأنها وجدت لكي تخدم الحكام يقول:
صحيفهْ ...
عليها سطور كثيفهْ
وفيها سطور كثيفهْ
وفيها خطوط .. وفيها صور
تروح وتأتي بنفس الخبرْ:
يعيش الخليفةُ .. يحيا الخليفهْ!. (34)
وعن طريق المفارقة يرى احمد مطر أن الوطن العربي محتل على الرغم من انه يتمتع بالاستقلال ولكن شاعرنا يرى أن هذا الاستقلال غير حقيقي فنحن أسرى في أوطاننا وذلك لارتباط الحكام العرب بالأجنبي يقول:
أيها الناس
لماذا تهدر الأنفاس، في قيل و قال؟
نحن في أوطاننا أسرى
على أية حالْ
يستوي الكبش لدينا والغزال ْ
فبلاد العرب قد كانت
وحتى اليوم هذا
لا تزالْ
تحت نير الاحتلالْ
من حدود المسجد الأقصى
إلى (البيت الحلالْ). (35)
ويسخر من الحكام المرتبطين بالاستعمار وكيف يتوصلون إلى كراسي الحكم بقوله:
بالتمادي
يصبح اللص بأوربا
مديراً للنوادي
وبأمريكا
زعيماً للعصابات وأوكار الفسادِ
وبأوطاني التي
من شرعها قطع الأيادي
يصبح اللصُّ
.. رئيساً للبلادِ. (36)
كما يحمل شاعرنا الحكام العرب وتفرقهم مسؤولية المصائب التي حلت في الوطن العربي ومنها احتلال لبنان عام 1982م بقوله:
قفوا حول بيروت
صلّوا على روحها واندبوها
وشدو اللحى وانتفوها
لكي لاتثيروا الشكوكْ
ورصّوا الصكوكْ
على النار " كي تطفؤها "!
ولكن خيط الدخان
سيصرخ فيكم: دعوها
ويكتب فوق الخرائب
…………
إذا دخلوا قريةً أفسدوها!. (37)
وعن الكرامة العربية المهدورة يقول احمد مطر:
في مقلب القمامهْ
رأيت جثةً لها ملامح الأعراب
تجمعت من حولها (النسور) و (الذباب)
وفوقها علامهْ
كانت تسمى سابق كرامهْ!. (38)
وعن الحرية المفقودة في الوطن العربي يقول:
لقد شيّعتُ فاتنة
تسمى في بلاد الغرب تخريبا،
وإرهابا
وطعنا في القوانين الإلهية.
ولكن اسمها
و الله
لكن اسمها في الأصل
.. حريهْ!. (39)
مما تقدم نخلص إلى القول: إن شاعرنا احمد مطر قد وقف موقفاً شجاعاً دافع عن أبناء أمته العربية وما يعانون من ظلم واضطهاد على أيدي الحكام المرتبطين بالأجنبي وكان ثمن ذلك أن عانى الشاعر الغربة القاتلة والضياع والتشرذم ولكنه لم ييأس و إنما قابل ذلك بالرفض والثورة بجرأة، فكان الهزء من الواقع العربي المتخلف شعاره لأن الوطن لا يباع ولا يبدل ويبقى الأوفياء من أبنائه يشتاقون إلى ثراه مهما ابتعدوا عنه.
السخرية من سياسة العرب تجاه فلسطين:
شكلت القضية الفلسطينية محوراً بارزاً في شعر شاعرنا، فقد عالجها في مواضع كثيرة ومن زوايا مختلفة وفضلاً عن تحديد أسباب النكبة أشار في اكثر من مرة إلى الآفاق التي يمكن من خلالها إعادة الوطن السليب، و يحمل الحكام العرب مسؤولية ضياع فلسطين لأنهم لم يحركوا ساكناً يقول:
يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذرُ
مالي يد في ما جرى فالأمر ما أمروا
وأنا ضعيفٌ ليس لي اثرُ
عار عليَّ السمع والبصرُ
وأنا بسيف الحرف انتحرُ
وأنا اللهيب .. وقادتي المطرُ
فمتى سأستعرُ؟!. (40)
ويبلغ به حد اليأس من هؤلاء الحكام إلى السخرية اللاذعة حيث ينظر اليهم وكانهم النساء لا نهم لم يدافعوا عن فلسطين يقول:
ضاع رجاء الرجاءْ
فينا ومات الإباءْ
يا أرضنا لا تطلبي من ذلنا كبرياءْ
قومي إحبلي ثانيةً
وكشِّفي عن رجلٍ
لهؤلاء النساءْ!. (41)
ويقف شاعرنا احمد مطر مخاطبا القدس ويعتذر منها لأن الشعب العربي لا يملك أمره و إنما الأمر بيد الحكام ولكن شاعرنا يمتلك الكلمة التي لا تقل تأثيراً عن الرصاصة المقاتلة:
يا قدس يا سيدتي .. معذرةً
فليس لي يدانْ
وليس لي أسلحة
وليس لي ميدانْ
كل الذي املكه لسانْ
والنطق يا سيدتي أسعاره باهضةٌ
والموت بالمجانْ. (42)
كما يسخر من السياسيين الذين يريدون عودة حقوقنا عن طريق هيئة الأمم المتحدة بقوله:
أسرتنا مؤمنةٌ
تطيل من ركوعها
تطيل من سجودها
وتطلب النصر على عدوها
من هيئة الأممْ!. (43)
لأنه يرى أن هيئة الأمم كانت هي السبب في ضياع فلسطين من خلال لجانها المختلفة يقول:
جاءت إليك لجنةٌ
تبيض لجنتين
تفقسان بعد جولتين عن ثمان
وبالرفاء والبنين
تكثر اللجان
ويسحق الصبر على أعصابه
ويَرتدي قميصه عثمان. (44)
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي تصوير ساخر يبين لنا التناقضات العربية التي أدت إلى ضياع فلسطين من خلال الاستنكار والكلام الذي لا يجدي نفعا يقول:
صار المذيع خارج الخريطهْ
وصوته مازال يأبى هادراً:
نستنكر الدويلة اللقيطهْ! (45)
تم يعمق هذه السخرية اللاذعة بقوله:
يا فلسطين وأرباب النضال المدمنون
ساءهم ما يشهدونْ
فمضوا يستنكرونْ
ويخوضون النضالاتْ
على هز القناني وهز البطونْ!
عائدونْ
ولقد عادة الأسى للمرة الألفِ
فلا عدنا ..
ولاهم يحزنونْ!. (46)
السخرية من الشعراء:
نشأ شاعرنا في بيئة ريفية بسيطة ولكنه على الرغم من كل المصاعب واصل تعليمه وقهر الظروف الصعبة، رصد احمد مطر ما كان يعانيه المجتمع من جهل وتخلف، وكانت رسالة الشاعر لديه أن يلتزم جانب الدفاع عن أبناء شعبه يصور معاناته وما لحقه من أذى بسبب شعره بأسلوب لاذع ويؤكد على دور القلم في تغيير الواقع يقول:
جسّ الطبيب خافقي
وقال لي:
هل هاهنا الألمْ؟
قلت له: نعمْ
فشق بالمشرط جيب معطفي
وأخرج القلمْ!
هز الطبيب رأسه .. ومال وآبتسمْ
وقال لي:
ليس سوى قلمْ
فقلت لا يا سيدي
هذا يدٌ … وفمْ
رصاصة … ودمْ
وتهمة سافرة تمشي بلا قدمْ!. (47)
وبأسلوب ساخر يرسم لنا صورة عن مصير الشاعر الذي يدافع عن أبناء وطنه و أمته لاسيما في الوطن العربي يقول:
إذا ما عدّتْ الأعمارْ
بالنعمى … وباليسرِ
فعمري ليس من عمري!
لأني شاعر حرٌّ
وفي أوطاننا
يمتد عمر الشاعر الحرِّ
إلى أقصاه بين الرحم والقبر
على بيت من الشعرِ. (48)
ثم يوجه نقدا مرّاً وقاسيا إلى الشعراء الذين يهادنون السلطان بقوله:
لا نامت أعين الجبناءْ!
ورأيت مئات الشعراءْ
تحت حذائي
ووجوه يسكنها الخزي
على استحياءِ
في زمن الأحياء الموتى.
تنقلب الأكفان دفاتر
والأكباد محابرْ.
والشعر يسد الأبواب
فلا شعراء سوى الشهداءْ!. (49)
ويسخر من الشعراء الذين يمجدون السلاطين بشعرهم مقابل بعض الأموال والنياشين الزائفة يقول:
شاعر السلطة ألقى طبقهْ
ثم غط الملعقهْ
وسط قدر الزندقهْ.
ومضى يعرب عن إعجابه بالمرقهْ!
وأنا ألقيت في قنينة الحبر يراعي
وتناولتُ التياعي
فوق صحن الورقهْ.
شاعر السلطة حَلّى بالنياشين
.. وحَلّيتُ بحبل المشنقهْ!. (50)
ويعلل سكوت بعض الشعراء عن قول كلمة الحق بقوله:
يا ناس أني صامتٌ
واحمد الله إذا لم اعتقلْ
بتهمه الكتمان
فالشاعر الشريف في أوطاننا
يُدانُ أو يُدانْ!
يا سادتي ...
تلك هي القضيهْ!. (51)
ولكن شاعرنا يدخل في مفارقة جميلة عندما يسخر من الأجواء التي تحيط به عن طريق الرمز ثم يختمها حينما يوجه اللعنة إلى نفسه لأنه يرى أن لعنة الآخرين لا تغيّر شيئاً يقول:
شئتُ أن ألعن والينا، فقالوا:
باع للسيّافِ رأسَهْ.
شئت أن ألعن أمريكا، فقالوا:
حفر المسكين رمسهْ.
شئت أن ألعن أوربا فقالوا:
دخل الشاعر حبسهْ
ثم اشتد يأسي.
شئت أن ألعن نفسي.
قيل لي: هذا اختصاص السيد الوالي
ولو شاركتَهُ ... تَخْدشُ حِسَّهْ!
...
لم يعد لي
غير أن اكتب خلسهْ:
لعن الله الذي يلعن نفسَهْ!. (52)
وينتقد الشعراء الذين لا يشاركون الشعب همومه وتطلعاته بقوله:
كفرتُ بالأقلام والدفاترْ.
كفرتُ بالفصحى التي
تحبل وهي عاقرْ.
كفرتُ بالشعر الذي
لا يوقفُ الظلمَ ولا يحرّك الضمائرْ
لعنتُ كلَّ كلمةٍ
لم تنطلق من بعدها مسيرةٌ.
لعنتُ كل شاعرْ
ينام فوق الجمل النديّةِ الوثيرهْ
وشعبه ينام في المقابرْ
لعنتُ كل شاعرْ
يستلهم الدمعة خمراً
والأسى صبابةً
والموت قشعريرةً
لعنت كل شاعرْ
يغازل الشفاه والأثداء و الضفائرْ
في زمن الكلاب والمخافرْ
ولا يرى فوهةَ بندقيةٍ
حين يرى الشفاه مستجيرهْ!
ولا يرى رمانةً ناسفةً
حين يرى الأثداء مستديرهْ!
ولا يرى مشنقةً
حين يرى الضفيره!
...
في زمن الآتين للحكم
على دبابةٍ أجيرهْ
أو ناقة العشيرهْ
لعنت كلَّ شاعرٍ
لا يقتني قنبلةً
كي يكتب القصيدة الأخيرهْ!. (53)
السخرية من رجال الأمن:
(يُتْبَعُ)
(/)
يمثل شعر احمد مطر معاناة الإنسان العربي، لا سيما المثقفون العرب، ويصور الصراع بين السلطة وأجهزتها القمعية من جهة و أبناء الشعب من جهة أخرى، كانت السلطة تستخدم أجهزة الأمن أداة للقمع والبطش بأبناء الشعب من خلال ممارسات بشعة، استطاع شاعرنا أن يفضح هذه الممارسات القمعية بأسلوب فكه ساخر ظاهره كوميدي، وباطنه نقد لاذع وهذا ما يبدو لنا لدى قراءتنا لشعر احمد مطر يقول:
في بلاد المشركين
يبصق المرء بوجه الحاكمين
فيجازى بالغرامهْ!
ولدينا نحن أصحابُ اليمينْ
يبصق المرء دماً تحت أيادي المخبرينْ
ويرى يوم القيامهْ
عندما ينثر ماء الوردِ والهيلِ
_ بلا إذن _
على وجه أمير المؤمنين. (54)
يصور معاناته وينتقد السلطات التي تكبّل الثقافة بالرقابة يقول مخاطباً الرقيب بأسلوب فني ساخر:
أين نمضي
أنت لا تفهم شعري؟
ما الغريبُ
أنا لا أفهمه أيضاً
ولكن
ينبغي أن أتحاشى
كل ما يؤذي الرقيبْ. (55)
ثم يسخر من الرقيب الذي يرى فيه سوطاً مسلطاً على إبداع الشعراء بقوله:
قال لي الطبيبْ:
خذ نفساً.
فكدت من _ فرط اختناقي
بالأسى والقهر _ استجيبْ
لكنني
خشيت أن يلمحني الرقيبْ
وقال: ممَّ تشتكي؟
أردت أن أجيبْ
لكنني
خشيت أن يسمعني الرقيبْ.
وعندما حَيَّرَتُهُ بِصَمْتِيَ الرهيبْ
وجَّه ضوءاً باهراً لمقلتي
حاول رفع هامتي
لكنني خفضتُها
ولذتُ بالنحيبْ
قلت له: معذرةً يا سيدي الطبيبْ
أودُّ أن ارفع رأسي عالياً
لكنني
أخاف أن .. يحذفه الرقيبْ!. (56)
ولكن الشاعر الصادق الذي يدافع عن أبناء جلدته يتحول إلى رصاصة بوجه أعداء شعبه يقول:
آه يا عصر القصاصْ
بلطة الجزار لا يذبحها قطر الندى
آن لي أن اترك الحبرَ
وان اكتب شعري بالرصاصْ!. (57)
السخرية من الفساد الاجتماعي:
من أهم الأسباب التي تجعل الشاعر يسخر من عيوب ونواقص مجتمعه هو الشعور بالحيف والظلم في مجتمع مضطرب فقدت فيه العدالة الاجتماعية، إذ أن فقدان هذه العدالة ينتج مجتمعاً يسوده قانون الغاب، ولان اختلال القيم الاجتماعية في مجتمع ما نتيجة لتدهور الظروف السياسية و الاقتصادية يؤدي إلى ضياع هذه القيم والتخلي عن الكثير منها، وهذه بدوره يؤدي إلى انتشار الفساد الإداري والأخلاقي في مؤسسات المجتمع كشيوع الرشوة وانتكاس القيم الأخلاقية الأصيلة، من ابرز الصفات الذميمة التي سخر منها شاعرنا (النفاق) الذي يهدم المجتمع ويدمره يقول مستخدما أسلوب التوكيد لعله يعالج هذه الآفة الاجتماعية بقوله:
نافقْ
ونافقْ
ثم نافق، ثم نافقْ.
لا يسلم الجسدُ النحيلُ من الأذى
إن لم تنافقْ.
نافقْ
فماذا في النفاقْ
إذا كذبت وأنت صادقْ؟
نافقْ
فان الجهلَ أن تهوى
ليرقى فوق جثتك المنافقْ.
لك مبدأٌ؟ لا تبتئسْ
كنْ ثابتاً
لكن .. بمختلف المناطقْ!
واسبق سواك بكل سابقةٍ
فان الحكم محجوزٌ
لأربابِ السوابقْ!. (58)
وينتقد الشعب الذي ينافق للحكام بقوله:
في بلادي
ثورةٌ تدفن ثورهْ
جرةٌ تكسر جرهْ
والهتافات بأفواه الجماهير تجيش
كل مره:
" يسقط الذاهب
وآلاتي يعيش
.. يا يعيش ". (59)
يصور شاعرنا بإسلوب ساخر حالة الفقر و الجوع التي يعاني منها البسطاء من أبناء الشعب في حين هناك طبقة أخرى تثري على حساب الفقراء يقول:
الملايينُ على الجوع تنامْ
وعلى الخوف تنامْ
وعلى الصمت تنامْ.
والملايينُ التي تسرق من جيب النيامْ
تتهاوى فوقهم سيل بنادقْ
ومشانقْ
وقرارات اتهامْ
كلما نادوا بتقطيع ذِراعَيْ
كلِّ سارقْ
وبتوفيرِ الطعامْ!. (60)
يتألم شاعرنا لمعاناة شعبه في حين تعيش شعوب أخرى حياة النعيم والترف، يسخر من هذه الحالة ويعقد مقارنة عجيبة بأسلوب ساخر مستخدماً الإيماءه لإيصال ما يريد إلى المتلقي بقوله:
يا سيدتي هذا ظلمْ!
كلبٌ يتمتع باللحمْ
وشعوبٌ لا تجد العظمْ!
كلبٌ يتحمم بالشامبو ..
وشعوبٌ تسبحُ بالدمْ!
كلبٌ في حضنِكِ يرتاحْ
يمتصُّ عصيرَ التفاحْ
وينالُ القبلةَ في الفمْ!
وشعوبٌ مثلٌ الأشباحْ
تقتاتُ بقايا الأرواحْ
وتنام بأثناء النوم!
Who are they ?_
_ قَومي.
Don`t mention them !_
قومُك هم أولى بالذَّمْ.
وبحمل الذّلةِ والضيمْ.
_ هذا ظلمٌ يا سيدتي ..
_ أين الظلمْ؟
ومن المتلبس بالجرمْ؟!
أنا دللتُ الكلبَ، ولكن همْ
أعطوه مقاليد الحكمْ!. (61)
(يُتْبَعُ)
(/)
مما تقدم نخلص إلى القول: إن شاعرنا شق طريقه في الحياة والإبداع بإرادة صلبة تحدى الفقر والنفي والتشريد بحثاً عن ملجأ وهرباً من سطوة السلطة، وكان الوطن حاضراً في وجدانه أينما حل وارتحل.
واجه احمد مطر غربة قاتلة وضياعاً وتشرذماً حاول أن يقابل ذلك بالرفض والتحدي بجرأته فكانت السخرية من الواقع شعاره، بموسيقى تتفق مع الحدث وتنبع منه بتلقائية سيطر عليها بحرا الرجز والكامل بهدوئهما وجمال موسيقاهما، فضلا عن تدفق آهات الشاعر التي تفرض عليه النثرية أحيانا لأن آلامه كبيرة لا تستوعبها حدود التفعيلة، فكانت هموم شاعرنا هي هموم الوطن.
إن مهارة احمد مطر وموهبته أعطت القصيدة دفقاً جديداً ولوناً متميزاً في ساحة الأدب العربي المعاصر.
تمثل السخرية لدى شاعرنا براعة ولعبة ذكية لا يجيد استخدامها إلا الأذكياء المبدعون، لذا فان براعته في السخرية شكلت حقيقة تميزه عن غيره من شعراء العربية المعاصرين، لان شاعرنا وظّفها بوعي خدمة لبناء نص عربي جديد حتى أن السخرية شكلت طابعا مميزا لإعماله الشعرية، وصارت علامة يمكن أن يتلمسها القارئ لشعره، وميَّزته هذه العلامة عن أقرانه من الشعراء العرب المعاصرين.
الهوامش:
* موقع الشاعر على الانترنيت: www.araiancreatvity.com P2
(1) الأعمال الشعرية الكاملة، احمد مطر، طبعة لندن، 2003: 6.
(2) سورة الصافات: الآية 14.
(3) لسان العرب، ابن منظور: مادة (سَخَرَ).
(4) سورة المؤمنون: الآية 110.
(5) لسان العرب: مادة (سَخَرَ).
(6) سورة هود: الآية 38.
(7) تاج العروس، الزبيدي، ج3: مادة (سخر).
(8) الضحك، هنري برجسون، ترجمة سامي الدروبي: 13.
(9) للتفاصيل ينظر: السخرية والتهكم في الشعر الأموي، د. بشرى محمد علي الخطيب، مجلة الأستاذ العدد (44) لسنة 2002م، تصدر عن كلية التربية _ ابن رشد _ جامعة بغداد: 301_334.
(10) معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب، مجدي وهبة وكامل المهندس: 198.
(11) معجم المصطلحات الأدبية، جبور عبدالنور: 138.
(12) معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة، سعيد علوش: 106.
(13) المعجم الفلسفي، جميل صليبا: 1/ 306.
(14) السخرية في الأدب العربي، د. نعمان محمد أمين: 10.
(15) السخرية والتهكم في شعر حافظ إبراهيم، محمد المنصوري: 8.
(16) ثقافة الناقد الأدبي، د. محمد النويهي: 332.
(17) للتفاصيل ينظر: السخرية في شعر البردوني، عبد الرحمن محمد محمود، رسالة ماجستير مقدمة إلى جامعة الموصل / كلية التربية عام 2002م (غير منشورة)، بأشراف أ. د. عمر محمد الطالب: 6_11.
(18) سورة الصافات: الآية 14.
(19) لسان العرب: مادة (سخر).
(20) سورة الأنعام: الآية 10.
(21) سورة الحجرات: الآية 11.
(22) سورة هود: الآية 38.
(23) موقع الشاعر على الانترنيت: www.arabiancreatvity.com P4
(24) الأعمال الشعرية الكاملة، احمد مطر، طبعة لندن 2003م: 31.
(25) نفسه: 49.
(26) نفسه: 125.
(27) نفسه: 127.
(28) نفسه: 177.
(29) نفسه: 238.
(30) نفسه: 361.
(31) نفسه: 232.
(32) نفسه: 233.
(33) نفسه: 412.
(34) نفسه: 422.
(35) نفسه: 110.
(36) نفسه: 76.
(37) نفسه: 41.
(38) نفسه: 38.
(39) نفسه: 39.
(40) نفسه: 30.
(41) نفسه: 36.
(42) نفسه: 43.
(43) نفسه: 47.
(44) نفسه: 44.
(45) نفسه: 15.
(46) نفسه: 19.
(47) نفسه: 18.
(48) نفسه: 25.
(49) نفسه: 34.
(50) نفسه: 158.
(51) نفسه: 105.
(52) نفسه: 103.
(53) نفسه: 74.
(54) نفسه: 25.
(55) نفسه: 225.
(56) نفسه: 71.
(57) نفسه: 70.
(58) نفسه: 84.
(59) نفسه: 118.
(60) نفسه: 95.
(61) نفسه: 223.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[28 - 03 - 2007, 02:54 م]ـ
دراسة موضوعية جيدة ..
اسمح لي بتعديل عنوانها ونقلها لمنتدى النقد.
ـ[زائر_1]ــــــــ[19 - 07 - 2007, 12:18 ص]ـ
أشكرك أخي على هذا الموضوع , فقد أفادني كثيرا ,, و إلى الأمام
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[20 - 07 - 2007, 12:23 ص]ـ
سيبقى العراق الكرة الشعرية الابدية الدوران
ـ[خالد عايش]ــــــــ[14 - 08 - 2007, 07:47 ص]ـ
حبذا لو يرشدنا أحد الزملاء عن دراسة في شعر مظفر النواب، وشكراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[آمال الجزائر]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 09:12 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أعجبني ما كتبت عن الساخر المتميز، لذلك أريد أن أضيف كلمات عن ظاهرة رائعة تميز شعره .... ظاهرة استعمال المعجم القرآني:
تشكل التراكيب والألفاظ القرآنية في القصيدة الشعرية جانبا متميزا خاصة عندما يتفق المعنى الشعري بالمغزى القرآني أو يتقاطع معه.
ويبدو جليا تأثر أحمد مطر بالقرآن الكريم حيث يستعمل اللفظ أو التركيب القرآني استعمالا ينبئ عن عبقريته في فهم النصوص القرآنية من جهة، وفي ترجمة هذا الفهم إلى نصوص شعرية من جهة أخرى. ويمكن تقسيم استعمالاته القرآنية إلى ثلاثة أقسام:
*استعمال الآية عنوانا للقصيدة: ومن ذلك خمس قصائد
-"إن الإنسان لفي خسر": المستوحاة من قوله تعالى: ?والعصر إن الإنسان لفي خسر?.
-"فبأي ألاء الشعوب تكذبان": مأخوذة من قوله تعالى: ?فبأي آلاءربكما تكذبان?.
-"ذا الضحايا سئلت": والتي تتقاطع مع قوله تعالى: ?إذا الموءودة سئلت?.
-"لا أقسم بهذا البلد": وهي الآية الأولى من سورة البلد".
-"الفاتحة": وقد افتتح بها مجموعة لافتاته الثالثة.
*الإقتباس المباشر: ونجد هذا في أربعة مواضع:
-في قصيدته "قلة أدب" حيث يتلو آيات من سورة المسد ليفاجئنا بأمر مصادرة حنجرته ... ومصادرة القرآن. ووجه المناسبة في هذا الاقتباس هو الإنتقاد، فقد وظف الآيات التي تتوعد أحد أكبر المشركين بالخسران ليبين لنا حالة أولئك الكافرين بشعوبهم، وهم يتخوفون حتى من تلاوة الذكر الحكيم بأنهم يحسون بأنهم المقصودون.
-يوظف قوله تعالى: ?قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها?، توظيفا رائع في نهاية قصيدته "كلمات فوق الخرائب" حيث يصف لنا حالة الحكام المتواطئين مع الغرب في احتلال البقاع العربية وشن الحروب على أهلها مع تغطية لأفعالهم ببعض المظاهر الشكلية والتنديدات الكلامية والكتابية لإبعاد الشبهة ... ويأتي بالآية على أنها كتبت بخط دخان صاعد من نار التواطؤ المغطاة بالصكوك والتنديدات، ليقول أن اللعبة مكشوفة ... وإن استطاعوا إطفاء النار، فلن يستطيعوا حبس دخانها المتصاعد الذي يفضح أمرها.
-في قصيدته "إن الإنسان لفي خسر" يقتبس الآيتين الاولى والثانية من سورة "العصر"، يقول:
والعصر ...
إن الإنسان لفي خسر
في هذا العصر!
لقد اتفق السياق الشعري مع السياق القرآني، فأقسم على خسارة الإنسان وهلاكه باستعمال الآية، ليحدد بعدها زمنه المقصود "هذا العصر".
-ويقتبس من قوله تعالى: ?والتين والزيتون? في قوله:
هذا أنا ... ماذا إذن تبغون
مني، أنا المحزون والمطعون والمرهون؟
أن أترك الشتم وأن
أتلو لكم: "والتين والزيتون"؟
*توظيف الألفاظ والتراكيب القرآنية توظيفا شعريا: فإلى جانب الاستعمالات المباشرة للنص القرآني، لا تكاد لافتة من لافتات أحمد مطر تخلو من كلمة أو معنى قرآني
فقد طوع النص القرآني واستدعى الكثير من معانيه للتعبير عن واقعه الجديد. ولأن استعماله كان ناضجا، تميزت قصائده بالقوة والمصداقية والتسامي.
ولم يقتصر على شكل واحد في التعامل مع اللفظ القرآني، بل تنوع ذلك بحسب ما يقتضيه سياق القصيدة ... . يقول في قصيدته "رؤيا إبراهيم":
نفذ رؤياك ولا تجنح للتأويل
لن ينزل كبش ... لا تأمل بالتبديل
يا مولانا
إن لم تذبحه يذبحك
فهذا زمن آخر
يفدى فيه الكبش
باسماعيل!؟
وهنا نجد قوله تعالى: ?قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فلما أسلم وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم?.
لقد قلب الآيات الكريمة ليصنع لنا مفارقة ساخرة، يبين ما كان في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وما هو في واقعه المعاش، إنه لا يصطدم مع النص القرآني إنما يتفق ويتلاقى معه، فالشاعر يومئ إلى الدلالة القرآنية لينفيها عن واقعنا المعاش، لأنها أصبحت لا ترقى إلى الماضي أو تمثله، وهذا ما يؤكده قوله "فهذا زمن آخر". كما أسقط فلسفة الفداء ليحول دلالتها إلى الضد، مبرزا دناءة زمن صار لا يعترف بقيمة الإنسان.
ويستلهم الشاعر ما حدث مع الموءودات في الجاهلية، دون اقترافهن لذنب يسوغ قتلهن، يقول:
إذا الضحايا سئلت
بأي ذنب قتلت؟
لانتفضت أشلاؤها وجلجلت:
(يُتْبَعُ)
(/)
بذنب شعب مخلص
لقائد عميل!
إنه تحوير لقوله تعالى: ?إذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت? فاتفاق السياق الشعري والسياق القرآني جعل الآيات المستدعاة تحافظ على معطياتها الدلالية، واستبدل "الموءودة" بـ"الضحايا" (الشعوب العربية) ليطابقها مع معطياته الزمانية، لتظهر عبقريته الشعرية في استنطاقها بهذه الإجابة المعبرة عن المأساة التي حركت كيان الشاعر، وبسخرية واظحة ترجمت لنا كلمة "مخلص" الصمت المخيم على الشعوب حيال الظلم والقهر الذي تتعرض له.
كما شكلت قصيدته "أمنت بالأقوى" صورة ثرية من صور الصراع الذي يعانيه الشاعر، غير أن الصراع يحمل بين طياته رؤية جديدة، رؤية تنتقد واقع الشعوب وترى الموت أهون من الذل والهوان، يقول الشاعر:
فنحن خير أمة
أخرجها الحكام
من بلوى إلى بلوى
ولم تزل وبعضها ببعضها يلوى
( ... )
صفحة تهرأت
وآن أن تطوى
يا ربنا
أنزل علينا الموت والسلوى!
فنلاحظ أن الاستدعاء قد تم على مستوى آيتين اثنتين، جاءت في مقطعين مختلفين، قوله تعالى: ?كنتم خير أمة أخرجت للناس? وقوله تعالى: ?وأنزلنا عليكم المن والسلوى? غير أنه قلب الآيتين ليتوافق ذلك مع حالته الشعورية، وليستقيم السياق الحاضر الذي يراه.
فخير أمة التي أخرجت للناس، غير الأمة التي أخرجها الحكام ... تلك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ... وهذه خانعة خاضعة ... تسمى الفقر قناعة ... وتسمي الذل تقوى ... فليس غريبا إذن أن يكون جزاء الأولى "المن والسلوى" في حين يدعو الشاعر على الثانية بالموت ... لأنه لا يرى في وجودها أي جدوى، وقلب المن بالموت هنا ليس اعتباطيا، بل جاء مناسبا لغرض القصيدة من جهة ... ولحالة الشاعر من جهة أخرى لأن "المفردة تقدم إيحاءات جديدة للمعنى النفسي".
والشاعر يؤمن بخصوصية المفردة القرآنية التي تربط الصورة بالحواس ... والنص بالمتلقي، لذلك نجده يتعامل مع النص القرآني، فيحافظ على قدسيته ويطوعه لواقعه النفسي في آن واحد، ها هو مثلا يمتص قوله تعالى: ?وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنابل خضر وأخر يابسات. يا أيها الملأ افتوني في رؤياي إن كنتم للرؤية تعبرون?. فيقول:
سبع سنابل خضر من أعوامي
تذوي يابسة
في كف الامل الدامي
أرقبها في ليل القهر
تضحك صفرتها من صبري
وتموت فتحيا آلامي
يا صاحب سجني نبئني
ما رؤيا مأساتي هذي؟
فأنا في أوطان الخير
ممنوع من الميلاد من الأحلام!
لقد أذاب المعاني القرآنية ليعبر عن حالته النفسية حيال حادثة ما، وقد أتاحت له القصيدة نوعا من الحرية والحركة وقدرا من التعبير الخلاق، فصور بصدق ما اختمر في وجدانه ومخيلته أنه ممنوع من الاحلام ... ولكنه يطلب تأويلا لمأساته ...
ولم يكتف عند هذا الحد، بل تعامل مع المفردات والتراكيب القرآنية بطرق شتى، كشفت عن براعة الإستدعاء الذي ساهم في انتاج الدلالة الشعرية في قصائده، دلالة تسلط الأضواء على الواقع المعيش، وتخرجه لنا كما يراه الشاعر، تصطدم أحيانا مع الدلالة القرآنية أو تخالفها، كما تتقاطع معها وتسايرها أحيانا أخرى، لأنها خاضعة لنفس الشاعر أولا والواقع ثانيا.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[24 - 08 - 2008, 10:36 م]ـ
صراحة أنا من معجبي شعر هذا الشاعر، وأعده من أوائل الشعراء في عصرنا المعاصر، وقرأت له الكثير والكثير وسمعت من شعره بصوته الكثير .. فما زادني فيه إلا إعجابا. تعدبني قصيدته:
أذكر ذات مرة أن فمي كان به لسان ..
تحياتي لك أخي علي وأهلا بك ومرحبا في الفصيح، كما أشكر كل من ساهم في هذا الموضوع ..
بوركتم
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 02:55 م]ـ
سيبقى العراق الكرة الشعرية الابدية الدوران
رويدك ...
وهل شعر الآخرين نقيق ضفادع .. !!
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[04 - 09 - 2008, 03:40 م]ـ
عمر صالح علي--- آمال الجزائرية
بارك الله فيكما على هذه الإفادة
ـ[آمال الجزائر]ــــــــ[07 - 09 - 2008, 12:56 م]ـ
وفيكم بارك الله
عسى نكون أفدناكم.
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 07:26 ص]ـ
للرفع(/)
نداء عاجل
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 02:00 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحتوا أحبتي في الله أردت أن أعرف ماهي أشهر الخطب الاسلامية غير خطبة الوداع00وأشهر الوصايا00
وارجو ان تساعدوني في تحليل كامل لخطبة الوداع00
أختكم
بنت العروبة
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 09:53 م]ـ
هناك خطبة الحجاج في أهل العراق .. وخطبة أبي أبكر قبل ذلك في تولي الخلافة
من الوصايا وصية ذي الإصبع.
ـ[قصي الذبيان]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 10:38 م]ـ
وصايا لقمان لابنه.
ـ[قصي الذبيان]ــــــــ[17 - 03 - 2007, 10:42 م]ـ
تعقيبا على اجابتي "وصايا لقمان لابنه" ... هل هي وصايا أم عظات؟ فالقرآن يقول " ... وهو يعظه". فهل يفيد الفعل "أوصى" معنى "نصح" او "وعظ"؟
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 01:53 ص]ـ
بارك الله فيكم00وجزاكم الله خيرا
ـ[فريد25]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 04:53 م]ـ
السلام عليكم من الخطب خطبة طارق ابن زياد و ابو بكر الصديق
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 03:51 م]ـ
عزيزتي بالنسبة لتحليل خطبة الوداع أنا أفضل أن تتولي تحليلها ثم تطريحينه على الأعضاء لتوجيهك من قبل ذوي الخبرة، وهذا حرص مني على أن تتعلمي التحليل ومع مرور الزمن ستجدين أنك تمرستي عليه بعون الله::
ـ[الأمين]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 11:56 ص]ـ
سأقوم غدا إن شاء الله بوضع أضاءات حول تحليل الخطبة. nay21@maktoob.com(/)
مفهوم الشعر وتعريفه!! بحث تحليليّ نقديّ
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 05:37 م]ـ
مفهوم الشعر وتعريفه
منذ قديم الأزل، والخلاف قائم بين الأدباء والنقاد حول مفهوم الشعر وتعريفه، وقد وضعوا له تعاريف مختلفة وسطّروا آراءاً عديدةً، وكلٌّ يرى أنه جاء بفصل الخطاب وأنّ قوله هو عين الصواب في تعريف الشعر، ولكنّ الحقيقة أنَّهم جميعاً قاصرون عن فهم معنى الشعر واستيعاب جزئيّاته وفروعه، ويبدو جليّاً الآن أنّ تلك التعاريف لم تسمُ إلى قدر الشعر وفهمه الفهم الصحيح، ومن أقدم تلك التعاريف هو ما قاله قدامة بن جعفر في كتابه نقد الشعر، فقد عرف الشعر بأنه: (كلامٌ موزونٌ ومقفىً يدلُّ على معنى) (1)، ومن خلال المرور على هذا التعريف مرَّ الكرام، نرى أنَّه ينطبق على قول ابن مالك في ألفيته:
كلامُنا لفظٌ مفيدٌ كاستقمْ ... واسمٌ وفعلٌ ثُمَّ حرفٌ الكلِمْ (2)
ولو تمعّنّا في البيت لرأينا أنه كلام موزون ومقفى يدلّ على معنى، إذنْ فهو من الشعر، ولو سألنا: هل يطرب السامع لهكذا بيت؟ وهل يثير فيه كوامن النفوس ويهيجُ المشاعر؟ وهل يرغب في سماعه مرّة وأخرى؟ لاشكّ بأنّ الجواب هو: لا.
ولو سألنا أليس شأنُ الشعر أن يطربَ الأسماع ويُثيرَ كوامن النفوس ويهيّجَ المشاعر؟ لا شكّ بأنّ الجواب: نعم.
إذن فهذا البيت ليس من الشعر، أو أنَّ الشعر ليس هو الكلام الموزون المقفى الدالّ على المعنى!.
وحلّاً لهذا الإشكال فقد ميّزَ الأدباء والنقاد بين الشعر والنظم، والشعر عندهم هو ما ذكرنا شأنه، أما النظم فهو الكلام الموزون المقفى الدالّ على معنى، وضمّنوا النظمَ الأراجيزَ التعليمية كألفية ابن مالك وابن معطي والجزري وابن الهبارية وما شاكلها من الأراجيز العلمية والتأريخية والفقهية والعروضية و ... و ... وبمعنى أدقّ أنَّهم جعلوا القسمين الثاني والرابع من أقسام الشعر المزعومة وهي: (الغنائي، الملحمي، المسرحي أو التمثيلي والتعليمي) هو النظم بحدّ ذاته، فليس هناك شعرٌ ملحميّ ولا تعليميّ وأنما هو النظم!.
وهنا لا بدّ لنا من ملاحظتين:
الأولى: أنّ الأدباء والنقاد حين ميّزوا بين الشعر والنظم وجعلوا القسمين الملحمي والتعليمي نظماً فمعنى هذا أنهم لا يعتقدون بأهمية هذا التقسيم الرباعيّ المزعوم فليس هناك فائدة وراء هذا التقسيم وما هو إلا محاكاةٌ للشعر الغربي (الأوروبي) البعيد عن واقع شعرنا العربي، فليس في النظم سوى الوزن والقافية والمعنى (لأنّ الكلام هو المعنى القائم في النفس) وإنما بعث على ذلك هو كون الشعر أسهل حفظاً وأكثر لصوقاً بالعقل والنفس، كما فعل اليونانيون فقد (كانت أشعارهم تقيّد العلوم والأشياء النفسية والطبيعية التي يُخشى ذهابها) (3).
الثانية: أنّ الشعر العربي القديم يدخل كله ضمن حيز الشعر الغنائيّ، كما يرى الدكتور شوقي ضيف (4)، لأنّ العرب أحبّوا الشعر وتغنّوا به وكان الشعر عندهم ما صلح للغناء -كما أسلفنا في موضوع سابق -، قال حسّان:
تَغنَّ بالشعرِ إمَّا كنتَ قائلَهُ ... إنَّ الغناءَ لهذا الشعر ِ مضمارُ (5)
وهذا يؤيّد أيضاً أنْ لا حقيقةَ ولا أهميّةَ للتقسيم الرباعيّ المزعوم، بل الشعر كله بصورة ٍ أو بأخرى غنائيّ.
وعوداً على بدءٍ، فإنّ تعريف قدامة بن جفعر قاصرٌ عن إدراك حقيقة الشعر، فقد نسيَ موضع الخيال والعاطفة وكان يرى أنّ الأراجيز المنظومة من الشعر.
بيدَ أنّه أحسّ بذلك فتدارك الموقف، ففي تعليقه على كلمة (معنى) الواردة في التعريف أخرج من الشعر كلّ غثاءٍ وسخيف موزون لأنّ كلّ شخصٍ لو أراد أن ينظمَ القول الموزون المقفى لتمكن منه كما يقول قدامة نفسه: (فإنه لو أراد مريد أنْ يعمل من ذلك شيئاً كثيراً على هذه الجهة لأمكن وما تعذر عليه) (6).
فالعاطفة الجياشة والشعور الطافح المتدفق في أبيات القصيدة هو ما يجعلها شعراً، فقديماً قالت العرب:
ألا يا طائرَ الفردو ... سِ إنَّ الشعرَ وجدانُ
فأصبح الشعور والعاطفة من الأسس الرصينة التي يرتكز عليها الشعر ويعرّف بها،
وفي هذا المعنى يقول معروف الرصافي:
هوَ الشعر ُ لا أعتاضُ عنهُ بغيره ِ ... ولا عنْ قوافيه ِ ولا عن فنونه ِ
ولو سلبتنيهِ الحوادث ُ في الدنى ... لما عشتُ أو ما رمتُ عيشاً بدونه ِ
(يُتْبَعُ)
(/)
اذا كان من معنى الشعور اشتقاقهُ ... فما بعدهُ للمرء ِ غيرُ جنونه ِ
وقال أبو القاسم الشابي:
يا شعر ُ أنتَ فمُ الشعو ... رِ وصرخة ُ الروح ِ الكئيب ْ
وقال أحمد فارس الشدياق:
سبحان من جعلَ الشعورَ شِعارَهُ ... ولكمْ ترى من شاعر ٍ لا يشعر ُ
وقال الرصافي:
الشعرُ فنّ ٌ لا تزالُ ضروبُهُ ... تتلو الشعور َ بألسُن ِ الموسيقى
وعلى هذا يرى القيرواني (أنما سُمّيَ الشاعر شاعراً لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره) (7).
ويرى ستدمان أنَّ (الشعر هو اللغة الخيالية الموزونة التي تعبّرُ عن المعنى الجيد والذوق والفكرة والعاطفة وعن سرّ الروح البشرية) (8).
ولهذا السبب علّق عبد الملك بن مروان على قول الراعي النميري:
أخليفةَ الرحمن ِ إنَّا معشرٌ ... حُنفاءُ نسجدُ بكرةً وأصيلا
عَرَبٌ نرى للهِ في أموالنا ... حقَّ الزكاةِ مُنزّلاً تنزيلا
قائلاً: ليس هذا شعراً، هذا شرح إسلام ٍ وقراءة آية ٍ (9).
ذلك أنّ الأبيات لا تحمل سوى الوزن والقافية، وليس ذلك شأن الشعر، قال أيليا أبو ماضي:
لستَ منِّي إنْ حسبتَ الـ ... ـشعرَ ألفاظاً ووزنا
خالفتْ دربُكَ دربي ... وانقضى ما كانَ منَّا
فانطلقْ عنِّي لئلّا ... تقتني همَّاً وحزنا
واتَّخذْ غيري رفيقاً ... وسوى دنيايَ مغنى (10)
غيرَ أنَّ الكلام إذا كان موزوناً ومقفى ويطفح بالمشاعر والعواطف والأحاسيس وذو معنىً حسن ٍ، ولكن لفظه باردٌ فاترٌ، كانَ مستهجناً وملفوظاً ومذموماً ومردوداً لأنّ الألفاظ من الكلام بمنزلة الثياب من الأبدان تزيدُ من حسن المليح، وتقللُ من دمامة القبيح، والكلام المنحطُّ اللفظ كالإنسان الذي عليه ملابسٌ رثّةٌ، ومثال ذلك قول ابي العتاهية في رثاء سعيد بن وهب:
ماتَ والله ِ سعيدُ بنُ وهب ِ ... رحمَ اللهُ سعيدَ بنَ وهب ِ
يا أبا عثمانَ أبكيتَ عيني ... يا أبا عثمانَ أوجعتَ قلبي
أو كقوله في عتبة وهي جاريةٌ أحبّها:
ألا يا عُتبةَ الساعهْ ... أموتُ الساعةَ الساعهْ
مما أثارَ ثائرةَ الأدباء والنقاد عليه فطعنوا في شعره وعابوه، وقد ذكر المرزباني أقوال الناس في شعر أبي العتاهية وعيبهم عليه (11).
ومن أمثلة هذه التفاهات والسخافات التي لا تمت إلى الشعر بصلة قول أبي نواس:
فعصا نداهُ براحتي ... أعلو بِها الإفلاس قرعا
وعليّ سورٌ مانع ٌ ... منْ جودهِ إنْ خفتُ كسعا
فلوَ أنَّ دهراً رابني ... لصفعتهُ بالكفّ صفعا (12)
فهذا الشعر الغثّ مما يمله الناظر وتكرهه الآذان ويسأم منه السامع والقارئ ويضيّع وقت الكاتب فهو بيّن الإنحطاط واضحُ الركاكةَ. لذلك نبّه الأدباء والنقاد إلى أهمية الألفاظ الشعرية وأولوها عناية خاصة، ودعوا إلى تزيينها وتحسينها وتجويدها لتكون أوقع في النفوس وأمضّ في الدلالة والقصد. وسنتحدث مفصلاً عن الألفاظ الشعرية في موضوع لاحق.
ولأجل ذلك كله عدّ الأدباء والنقاد الشعر صناعةً لإحتياجه إلى تنميق الكلام وتجويد الألفاظ وتهذيبها والوقوف عند كلّ بيتٍ يُقال وتدقيق النظر فيه واطّراح الغثّ الرديء من الكلام، فالجاحظ يرى (أنّما الشعر صناعة وضربٌ من النسج وجنسٌ من التصوير) (13)، ويرى الأصمعيّ أنّ زهير بن أبي سُلمى والحُطيئة عبيد الشعر (14)، لأنّهما يبالغان في صناعته وغربلته. وقالوا عن شعر النابغة الذبياني: (مطرفٌ بآلافٍ وخمارٌ بوافٍ) (15).
في حين عرّف شيلي الشعر على أنّه (خيرُ كلماتٍ صُفّت في خير نظام ٍ) (16)، ففي قوله خير كلماتٍ إشارةً الى إنتقاء الألفاظ وتحسينها.
بيد أنَّ الأمر لا يتوقف عند هذا الحدّ، لأنّ الناس يعيبون قول أبي نواس في مدح الرشيد:
وأخفت أهل الشركِ حتّى أنّهُ ... لتخافُكَ النطفُ التي لَمْ تُخلق ِ (17)
مع العلم أنّ العناصر التي ذكرناها (الوزن، القافية، المشاعر والأحاسيس، حلاوة الألفاظ) متوفرةٌ فيه وذلك لأنّه افتقد لعنصرٍ مهمّ من عناصر التعبير الشعري ألا وهو الصدق في التعبير.
فصريع الغواني مسلم بن الوليد يرى أنّ أبا نواس في بيته هذا (يصف المخلوقين بصفة الخالق) (18) ورووا أنّ العتابي الشاعر قال لأبي نواس: أما استحييتَ من الله بقولك وأخفت ..... ألخ، وقد عاب غيره على أبي نواس مدحته هذه (19).
(يُتْبَعُ)
(/)
لأنّ الشعر (ما أطرب وهزّ النفوس وحرّك المشاعر) كما يقول القيرواني (20)، فإنْ لم يكن صادق التعبير لم يفعلْ ذلك، لأنّ كذبَ المقال لا يسعدُ باكياً ولا يحرك ساكناً، وكلما كان الكلام صادق العبارة كانَ أشدّ وقعاً وأبلغُ تأثيراً في هزّ النفوس وتحريك المشاعر.
وبات التأكيد على الصدق ضرورة في تعريف الشعر، ذلك أنّهم فاضلوا الأبيات الشعرية في مقدار صدقها ومدى صحتها، واختاروا أصدقَ بيت قالته العرب، قال أبو عمرو بن العلاء: لم تقلْ العرب بيتاً قطُّ أصدق من بيت الحطيئة:
مَنْ يفعلِ الخيرَ لا يُعدمْ جوازِيَهُ ... لا يذهبُ العرفُ بينَ اللهِ والناس ِ (21)
وروي عن النبي (علية الصلاة والسلام) أنه قال: أصدق كلمةٍ قالها شاعر كلمة لبيدٍ: ألا كلّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ، وقد روي بعدة صيغ ذكرها البغدادي في خزانته.
وللبيت قصة طريفة ذكرها صاحب الأغاني في الجزء الخامس عشر: وهي أنّ عثمان بن مظعون كان جالساً في مجلسٍ من قريشٍ وفيهم لبيد ينشدهم: ألا كلّ شيءٍ ما خلا الله َ باطلُ، فقال له عثمان: صدقتَ، ولمّا قال لبيد: وكلّ نعيمٍ لا محالة َ زائلُ، فقال له عثمان: كذبتَ، نعيم الجنة لا يزول.
هذا وغيره حدا بطَرَفَةَ بن العبد أن يقول:
ولا أُغيرُ على الأشعارِ أسرقُها ... عنها غنيتُ وشرُّ الناسِ من سرقا
وإنَّ أحسَنَ بيتٍ أنتَ قائلُهُ ... بيتٌ يُقالُ إذا أنشدتَهُ صدقا
وفي نفس المعنى يقول حسَّان بن ثابت:
وإنَّما الشعرُ لبُّ المرءِ يعرضهُ ... على المجالسِ إنْ كيساً وإنْ حُمُقا
وإنَّ أشعرَ بيتٍ أنتَ قائلُهُ ... بيتٌ يُقالُ إذا أنشدتَهُ صدقا
وذهب الدكتور محمد النويهي بعيداً في مجال الصدق في الأدب، فقال: (إذا كان الفنّ هو المعبر الأكبر عن تجارب الحياة الانسانية والأداة العظمى لنقل هذه التجارب وتخليدها، فمن الواضح أنه لن تكون له هذه القيمة إلا إذا كان تعبيره هذا تعبيراً صادقاً)، وقال عن نشأة الأدب وسبب وجوده: (وجدَ لسبب واحد أصيل أن يصوّر التجارب الانسانية تصويراً صادقاً وأنْ يعبر عن العواطف البشرية تعبيراً أميناً) (22).
ولا بُدّ أن نشير هنا الى أنْ لا حقيقةَ لتوهم البعض من أنّ أعذب الشعر أكذبُهُ أو أحسن الشعر أكذبه، لأنه من مستحيل المحال أن يستعذبَ الذوقُ كذب المقال، وقصرُ الشعر على الكذب إزراءٌ بحقّه وقدره، كما يقول حافظ إبراهيم:
يا مَنْ توهَّمَ أنَّ الشعرَ أعذبُهُ ... في الذوقِ أكذبُهُ أزريتَ بالأدب ِ
وإنّ السبب وراء هذه المقولة هو تحوّل الشعر في وقتٍ من الأوقات الى وسيلة للإرتزاق يستغله الشعراء كلما ألجأتهم الفاقة وسولت لهم إبتزاز أموال الغير، فكانوا يتوسلون بشعرهم لنيل العطايا والهبات من عامة الناس وخصوصاً الحظوة عند الملوك والأمراء وبمرور الزمن نشأت طائفة من الشعراء تكيل الثناء جزافاً لمن يستحقه ومن لا يستحقه ومن نكدِ الأقدار أنّ أكثر الشعراء المدّاحين كانوا اذا لم يكافئوا على شعرهم انقلبوا الى الذمّ والهجاء، لأنّ الشعر عندهم كذبٌ وافتراء (22)
فبعض الأدباء والنقاد يرون أنّ الكذب لا يصلح مادةً للشعر، وبعضهم الآخر يرى أنّ المبالغة والغلوّ يُحسِّنان الشعر، ومنهم ابن سنان الخفاجي، فيقول: أما المبالغة والغلوّ فإنّ الناس مختلفون في حمد الغلو وذمه فمنهم من يختاره ويقول أحسن الشعر أكذبه، ومنهم من يكره الغلو والمبالغة ويعيب قول أبي نواس وأخفت أهل الشرك ... البيت، ثم يقول: والذي أذهب إليه المذهب الأول في حمد المبالغة والغلو (24).
ومنهم قدامة بن جعفر إذ يقول: إنّ الغلوّ عندي أجود المذهبين (أي الغلو والإقتصار) وهو ما ذهب إليه أهل الفهم بالشعر والشعراء قديماً.
والواقع أنّ علينا أنْ نفرق بين المبالغة والغلو المقبولين عقلاً ومنطقاً واللذين يضفيان على الكلام معنى لطيفاً لكي لا يكون دون المستوى المطلوب، وهما ما نسميه بالخيال الشعري لأنّ الخيال مطيّةُ الشعراء كما يقال وكثيراً ما يستظرف الناس بعض الأخيلة ويحبّون استماعها ويعجبون بمدلولها، وبين الغلو والمبالغة اللذين هما كذب محض ويجعلان الكلام قبيحاً.
فمن الثاني قول أبي نواس في مدح الأمين:
ألا يا خيرَ مَنْ رأتِ العيونُ ... نظيرُكَ لا يُحسُّ ولا يكونُ
(يُتْبَعُ)
(/)
وفضلكَ لا يُحدُّ ولا يُجارى ... ولا تَحوي حيازتَهُ الظنونُ
خُلقْتَ بلا مُشاكلةٍ لشيءٍ ... فأنتَ الفوقُ والثقلانُ دونُ (25)
فهو يغالي في الممدوح ويرفعه عن بقية البشر ولعله دون بعضهم إن لم يكن أكثرهم.
ومن الأول قوله في صفة الخمر:
كأنَّ صغرى وكبرى من فواقعها ... حصباءُ درّ ٍ على أرضٍ منَ الذهب ِ
حيث روي أنّ المأمون لما تزوج بوران بنت الحسن بن سهل بفم الصلح، فُرشَ لها حصيرٌ من ذهب ونُثرَ عليها دُرٌّ كبار ولؤلوٌ، فلما أخذ الدرّ يتلالئ على حصير الذهب، قال المأمون: قاتل الله الحسن بن هانئ كأنه رأى هذا المنظر حيث يقول: كأنّ صغرى .... ألخ (26).
وعليه فالكذب الصريح على كونه محرّماً فهو قبيح، هزله وجده، قال الشاعر:
تجنب الكذب مهما كان غايته ... فالكذب أقبح شيء في الورى صدرا
فكما يقبح الكذب في الكلام والخطاب، يقبح في الشعر لأنه ضرب من الكلام، قال الجرجاني: (إنما الشعر كلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح) ثم قال: وقد روي ذلك عن النبي (ص) مرفوعاً (27).
لنَعُدْ الآن الى قول إمرئ القيس:
كأنَّ قلوبَ الطيرِ رطباً ويابساً ... لدى وكرها العُنَّابُ والحَشَفُ البالي (28)
فقد أجاد الشاعر في توليد المعاني واختراعها، واستظراف الألفاظ وابتداعها، وحاكى الطبيعة وما فيها من الصِوَر،بأصدق التعابير والفِكَر، فهو شاعرٌ بحقّ ٍ لأنّ أرسطو يُسمّي شاعراً (من يأتي بالمحاكاة في مزيج من الأعاريض) (29)، ويرى ابن المعتزّ أنّ بيت إمرئ القيس هذا حوى على حسن التشبيه ولذلك فهو من محاسن الكلام والشعر (30).
ولكن الأدباء والنقاد فضلوا عليه قول النابغة الذبياني:
ولستَ بمُستبقٍ أخاً لا تلُمُّهُ ... على شَعَثٍ أيُّ الرجالِ المُهذّبُ؟ (31)
رغم تساوي البيتين في جودة الألفاظ والسبك (32)، لأنهم يرون أنّ الشعر يجبُ أن يحتوي على حكمةٍ أو أدبٍ يُستفاد (33).
قال أحمد شوقي:
والشعرُ ما لَمْ يكنْ ذكرى وعاطفةً ... أو حكمةً فهْوَ تقطيعٌ وأوزانُ (34)
وجليٌّ أنّ بيت النابغة فيه من الحكمة والعظة والأدب المستفاد أكثر من بيت إمرئ القيس، وعليه فهذا البيت وما جرى مجراه هو الشعر الحقُّ وما عدا ذلك فمتفاوتٌ في درجة الشاعرية إلى حدّ الإنعدام، والحقُّ أنّ بعض النظم لا يستحقّ أنّ يسمى نثراً فضلاً عن أنْ يسمى شعراً
كما أنشد خلف الأحمر:
وبعضُ قريضِ القومِ أولادُ علّةٍ ... يُكدُّ لسانَ الناطقِ المتحفِّظ ِ
أو كما أنشد أبو البيداء الرياحي:
وشعر ٍ كبعرِ الكبشِ فرّقَ بينهُ ... لسانُ دعيٍّ في القريضِ دخيل ِ
وبعض الشعراء يريدون فقط أن يقال عنهم بأنهم شعراء، فلا يراعون الفنّ والجمال والشاعرية والأدب الرفيع، والحقّ أنّ شاعراً كهذا:
زلّت به الى الحضيضِ قدمُهْ
يريدُ أنْ يعربهُ فيعجمهْ
والعجب كلّ العجب أنْ يعدّ ما يسمى بشعر التفعيلة (حركة الشعر الحر) والشعر المرسل وقصيدة النثر شعراً!! ولا ندري على أيّ مقياسٍ كان ذلك؟!.
ومن الأبيات التي تستحقّ أن يقال لها شعراً نذكر هذه الطائفة:
- قال لبيد:
ستبدي لكَ الأيامُ ماكنت جاهلاً ... ويأتيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزوَّد ِ
- قال العرجي:
أضاعوني وأيّ فتىً أضاعوا ... ليومِ كريهةٍ وسَدادِ ثغرِ
- قال الشريف الرضي:
دعِ المرءَ مطوياً على ما ذممْتهُ ... ولا تنشرِ الداءَ العضالَ فتندما
- قال طرفة:
وظلمُ ذوي القربى أشدّ مضاضة ً ... على المرءِ من وقعِ الحسامِ المهنّد ِ
- قال الأحوص:
إذا أنتَ لم تعشقْ ولم تدرِ ما الهوى ... فكُنْ حَجَراً من يابسِ الصخرِ جلمدا
- قالالأخطل:
قومٌ إذا استنبحَ الأضياف كلبهمُ ... قالوا لأمّهمِ بولي على النار ِ
- قال ابو طالب:
حيُّهم سيّدٌ لأحياءِ ذا الخلْقِ ... ومَنْ ماتَ سيّدُ الأموات ِ
- قال عبدة بن الطيب:
وما كانَ قيسٌ هلكهُ هلكُ واحدٍ ... ولكنّهُ بنيانُ قومٍ تَهدّما
- قال الفرزدق:
ما قالّ لا قطّ إلا في تشهّدهِ ... لولا التشهّدُ كانت لاؤهُ نعَمُ
قال أبو نواس:
فجاءَ بِها زيتيّةً عسجديةً ... فلم نستطعْ دونَ السجودِ لها صبرا
من كلّ هذا يتبين لنا أنّ الشعر يمكن تعريفه على النحو التالي - وهو ما نعتقد أنّه أقرب التعريفات الى واقع الشعر العربي -:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ألفاظ موزونةٌ ومقفّاةٌ، فيها حلاوةٌ وعليها طلاوةٌ، عَذْبةُ المنهل حلوةُ المستهلّ، تعبّرُ عن معنىً قائمٍ في النفس، وشعورٍ صادقِ الحسّ، تستهوي الآذانَ وتشغفُ الوجدانَ، وتنوّرُ السامعَ بالحكمة البالغة والأدب الرفيع).
ومسكُ الختام لهذا البحث التحليلي النقدي لمفهوم الشعر نذكر ما قاله الشاعر شهاب الدين سعد بن محمد الصيفي المعروف بحيص بيص في مقدمة ديوانه بحقّ الشعر والتعريف بمنزلته، حيث يقول: (فحسب الشعر فخراً أنّ الانسان يسمع المعنى نثراً فلا يهزّ له عطفاً ولا يهيج له طرباً، فإذا حُوِّلَ نظماً فرّحَ الحزينَ وحرّك الرزينَ، وكرّم البخيل ووقّر الإجفيل، وقرّب من الأمل البعيد وسنّى الغناءَ لغير الغرّيد، وكم أحدثَ سلوةً للمعمودِ وقد أعيت مداخله وكلّت لوّامه وعواذله، وكم إستلّ سخيمةً من ذي غمرٍ عجزَ عن مُداراته الحجا وضَعُفت عن استرجاع ودّه الرقى فما كانَ متصرّفاً هذا التصرّف في النفوس والأخلاق فأكبرْ بشأنه وأعظمْ بمكانه) (35).
_____________________________________
(1) نقد الشعر / قدامة بن جعفر / ص 11، ص 15.
(2) ألفية ابن مالك / ص 3 / مكتبة النهضة – بغداد.
(3) العمدة / القيرواني / 1 - 13.
(4) الفن ومذاهبه في الشعر العربي / شوقي ضيف / ص 41.
(5) العمدة / 2 - 241، الفن ومذاهبه / ص 44.
(6) نقد الشعر / ص 15.
(7) العمدة / 1 - 96.
(8) فنون الأدب لتشارلتن / تعريب زكي نجيب محمود / الفصل الثاني.
(9) الأغاني / أبو الفرج الأصفهاني / 20 - 272.
(10) الجداول / إيليا أبو ماضي / ص 9 / ط 13/ 1979 / دار العلم للملايين.
(11) الموشح / المرزباني / ص 256 - 257، أمراء الشعر العربي في العصر العباسي / أنيس
المقدسي / ص 168 - 169 / ط 16/ 1987 / بيروت.
(12) الوساطة بين المتنبي وخصومه / أبو الحسن الجرجاني / ص 61.
(13) الحيوان / الجاحظ / 2 - 130.
(14) البيان والتبيين / الجاحظ / 2 - 14، 42.
(15) نفسه.
(16) فنون الأدب لتشارلتن / تعريب زكي نجيب محمود / الفصل الثاني.
(17) ديوان أبي نواس ص 285 / ط1 – 2001 / دار صادر، نوادر أبي نواس في النثر
والشعر / حكمت شريف الطرابلسي / ص 257 / المؤسسة المتحدة للكتاب / مؤسسة
الزين للطباعة والنشر / بيروت.
(18) الموشح /ص 419.
(19) راجع: الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني / الشعر والشعراء للدينوري / العمدة
للقيرواني / المثل السائر لابن الأثير / العقد الفريد لابن عبد ربه / الوساطة بين المتنبي
وخصومه للجرجاني / سر الفصاحة للخفاجي / عيار الشعر للعلوي / نقد الشعر
لقدامة بن جعفر ومعاهد التنصيص للعباسي وفيه ذكر قول العتابي.
(20) العمدة / 1 - 107.
(21) الأغاني / 2 - 173.
(22) وظيفة الأدب بين الإلتزام الفني والإنفصام الجمالي / ص 40 - 43 / القاهرة 1963.
راجع: أبو الطيب المتنبي حياته وشعره / ص 79 / ط2/ 1988 / مكتبة النهضة
بغداد / موضوع بعنوان: أبو الطيب المتنبي تاجر من تجار الأدب / لسليم عبد الأحد.
(23) القصة ذكرها أبو الفرج في الجزء السادس من الأغاني، وكذلك ابن حمدون في
التذكرة الحمدونية والمظفر العلوي في نضرة الإغريض.
(24) سر الفصاحة / ابن سنان الخفاجي / ص 319.
(25) ديوان أبي نواس / ص 411 وفيه تنسب في طبقات ابن المعتز لابراهيم بن سيار،
نوادر أبي نواس / ص 310.
(26) القصة مذكورة في: الديارات للشابشتي / الروض المعطار للحميري / الكشكول
للبهائي / مرآة الزمان لليافعي / الوافي بالوفيات للصفدي / وفيات الأعيان لابن
خلكان / ثمار القلوب للثعالبي / قطب السرور للرقيق القيرواني.
(27) دلائل الإعجاز في علم المعاني / عبد القاهر الجرجاني / ص 20.
(28) ديوان أمرئ القيس / شرح عبد الرحمن المصطاوي / ص 139 / ط1 – 1425هـ/
مطبعة ثامن الحجج.
(29) في الشعر / أرسطو / ص 30 - 31.
(30) البديع / ابن المعتز / ص 69.
(31) ديوان النابغة الذبياني / تحقيق وشرح كرم البستاني / ص 18 / ط3 - 2003 / دار
صادر.
(32) الإستدراك في الأخذ على المآخذ / ابن الأثير / ص 59 - 60.
(33) طبقات فحول الشعراء / ابن سلام / ص 4، الإستدراك / ص 59 - 60.
(34) شوقي / عبد اللطيف شرارة / ص 143.
(يُتْبَعُ)
(/)
(35) ديوان حيص بيص / ص 65، وخريدة القصر وجريدة العصر / العماد الأصفهاني / 1 - 202.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 11:52 م]ـ
اطلعت على عجل يبدو الموضوع ثريّاً
قد يكون لي عودة لقراءته بتمهل
قمت بجمع تعريفات لمفهوم الشعرلدى بعض العلماء (قدامة بن جعفر - ابن طباطبا - الفارابي - ابن خلدون - ابن سينا)
بإذن الله سآتي بها
جزيت خيرا
ـ[نون النسوة]ــــــــ[29 - 03 - 2007, 11:06 ص]ـ
هذه مشاركة متواضعة لواجب طلبته منا الأستاذة ( ops
عرفه ابن طباطبا في كتابه (معيار الشعر):
(كلام منظوم بان عن المنثور الذي يستعمله الناس في مخاطباتهم بما خص به من النظم الذي إن عدل به عن جهته مجّته الأسماع وفسد على الذوق ونظمه معلوم محدود فمن صح طبعه وذوقه لم يحتج إلى الاستعانة على نظم الشعر بالعروض التي هي ميزاته ومن اضطرب عليه الذوق يستغن عن تصحيحه وتقويمه بمعرفة العروض والحذق بها حتى تصير معرفته المستفادة كالطبع الذي لا تكلف فيه)
والفارابي في كتابه إحصاء العلوم عرفه بما يلي: (الأقاويل الشعرية هي التي تركب من أشياء شأنها أن تخيل في الأمر الذي فيه المخاطبة حالا ما , أو شيء أفضل أو أخس , وذلك إما إجمالا أو قبحا أو إجلالا أو هوانا أو غير ذلك ما يشاكل هذه) ويعرفه تعريفا آخر في كتاب جوامع الشعر (قوام الشعر وجوهره عند القدماء هو أن يكون قولا مؤلفا ما يحاكى الأمر وأن يكون مقسوما بأجزاء ينطق بها في أزمنة متساوية .. وأعظم هذين في قوام الشعر هو المحاكاة وعلم الأشياء التي تكون بها المحاكاة واصغرها هو الوزن)
وابن سينا في كتابه جوامع علم الموسيقى قال (الشعر كلام مخيل مؤلف من أقوال ذوات إيقاعات متفقة متساوية , متكررة على وزنها متشابهة حروف الخواتيم , فالكلام جنس أول للشعر يعمه وغيره , مثل الخطابة والجدل وسائر مايشبهها)
وابن خلدون يرى أن الشعر: (الشعر هو الكلام البليغ المبني على الإستعارة و الأوصاف، المفضل بأجزاء متفقة في الوزن و الروي مستقل كل جزء منها في غرضه و مقصده عما قبله و بعده الجاري على أساليب العرب المخصوصة به)
يبدو أن الفارابي وابن سينا والقرطاجني هم من تأثروا بفلاسفة اليونان في مفهوم الشعر حيث أدخلوا عنصر التخييل والمحاكاة بخلاف بقية العلماء مارأيك؟
شاكرة لك هذا الموضوع الذي أفادني كثيرا
أبحث الآن عن تعريف للشعر لدى أرسطوطاليس والآمدي والجرجاني فمن يعرف يدلني وجزاه الله خير الجزاء
ـ[العنززي]ــــــــ[29 - 03 - 2007, 02:57 م]ـ
مشكور على هذا الموضوع الرائع
اتمنى ان يوضع في ملف مضغوط وشكر
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[28 - 04 - 2007, 06:35 م]ـ
يقول ابو حيان التوحيدي (إذا نظر في النظم والنثر على استيعاب أحوالهما وشرائطهما .. كان أن المنظوم فيه نثر من وجه، والمنثور فيه نظم من وجه، ولولا أنهما يستهمان هذا النعت لما ائتلفا ولا اختلفا) والشعر بالمفهوم العام له شرائط متبعة ولذلك قسم من النقاد عد نثر جبران خليل جبران شعرا لوجود الشرائط الشعرية فيه اذا ان الموسيقى تفعل فعلها وخاصة الايقاع الداخلي او الخارجي للكلام
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[01 - 05 - 2007, 11:27 ص]ـ
سيدتي الفاضلة وضحاء:
شرف لي أن أستقبل رسالة منك حول سبب تعديل المشاركة
على عنواني البريدي:
shaker_alghzi***********
وسأكون مسروراً ومستعداً لمناقشة الأمر!!!
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[01 - 05 - 2007, 04:25 م]ـ
لا يجب على المشرف تقديم تبرير للعضو عندما يعدل في موضوع ما
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[16 - 05 - 2007, 11:59 ص]ـ
سيدي الكريم القاسم:
هذا عذر أقبح من فعل!!
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[17 - 05 - 2007, 01:25 م]ـ
يجب احترام قوانين المنتدى.
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[24 - 05 - 2007, 06:10 م]ـ
نعم وبكل سرور
ولكن
على المنتدى أحترام مشاركات الآخرين!!
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[24 - 05 - 2007, 06:15 م]ـ
كان الاجدر ان تكون النقاشات والمداولات حول الموضوع(/)
جاوبي لي عالاسئله ارجوكم اريدها الاربعا
ـ[العيطموس]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 05:25 م]ـ
ارجوكم انا بحاجه الى مساعدتكم
عندي هذه الاسئله وارجو المساعده فيها
السؤال الاول: مامعنى النقد؟؟
الثاني: مامعنى ((منهج))؟؟
الثالث: من هو الدكتور سعد البو الرضا؟؟
الرابع: ماذا نستنتج من عباة التأليف النقدي؟؟؟؟
الخامس: من أين يبدأ النقد العربي الحديث ومن اين ينتهي ومن أين يبدا النقد القديم ومن اين ينتهي القديم؟؟؟
هذا السؤال هناك حدث هوا الفاصل بين النقد القديم والحديث
ارجوكم ساعدووووووووني
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 05:52 م]ـ
راسليني
ـ[العيطموس]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 06:21 م]ـ
شكرا لك يا وضحااااااء
ـ[العيطموس]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 06:24 م]ـ
ارسلت لك على الاييمل للمراسله وقد اضفتك لدي يا اختي العزيزه
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 04:18 م]ـ
1 - النقد في اللغة مأخوذ من نقد الدراهم، أي تمييز السليم من المزيف.
أما في الاصطلاح: هو دراسة النصوص الأدبية وتمييز مواضع القبح والجمال فيها.
2 - المنهج: فالمنهاج في أصل اشتقاقه من النهج، وهو الطريق الواضح وطرق نهجه - أي واضحة - ومنه قوله - جلا وعلا - {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً} - أي طريقاً واضحاً، ومنهجاً بيناً -، وفي المعجم الوسيط - وهو متأخر- يدرج المعاني التي استحدثت ويبين دلالات المصطلحات، قال في معنى المنهج: " هو الخطة المرسومة كمنهاج الدراسة أو التعليم ونحوها والجمع مناهج ". فنحن نقول منهج الجامعة هو كذا وكذا يعني الخطة الدراسية للمرحلة الجامعية.
3 - الناقد الدكتور سعد أبو الرضا الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ونائب رئيس تحرير مجلة الأدب الإسلامي.
4 - التأليف النقدي قد يكون المقصود به النص الموازي لنص المبدع، والذي ينتجه الناقد من خلال نقده وتصوره للنص وبيانه لثأثير النص في نفسه، فيكون لنا بذلك نصاً نقديا موازياً للنص المنقود.
5 - ما أعلمه أن النقد القديم بدأ في مجالس الشعراء وفي الأسواق كسوق عكاظ وغيره، ولكنها كانت أحكام غير معللة غالبا لعلم أهلها بالعلة. أما نهاية النقد القديم فأرى أن النقد ممتد لانستطيع فصل قديمه عن حديثه فالحديث ماهو إلا وليد للقديم تربى بين أحضانه.
والله أعلم.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 02:24 ص]ـ
3 - الناقد الدكتور سعد أبو الرضا الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ونائب رئيس تحرير مجلة الأدب الإسلامي.
عفوا .. للتصحيح
الآن أ. د. سعد أبو الرضا أستاذ النقد الأدبي الحديث في كلية آداب بنها- جامعة بنها.
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 04:15 م]ـ
شاكرة لك عزيزتي هذا التوضيح::
ـ[رشا]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 07:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لكم على مساعدتكم لطلاب العلم
أعزائي: هل يمكن إفادتي في مدى تأثير ابن حزم في الأدب الغربي؟؟؟؟
وهل الشعراء الجوالون هي مرحلة وانتهت وتابعها الشعراء الغربيون؟؟؟؟
هل الأدب الإيطالي هو فقط الذي تأثر بابن حزم؟؟؟؟؟ وما المقصود بالأدب الغربي؟؟؟؟
وهل يختلف عن الأدب الأوروبي؟؟؟؟
أتمنى أن أجد ضالتي عندكم فقد اختلطت المصطلحات في رأسي؟؟؟؟
أرجو مساعدتي ولكم مني جزيل الشكر ..(/)
النص العربي ومناهج النقد الغربية
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[21 - 03 - 2007, 03:14 ص]ـ
في ظل ازدحام المناهج الغربية علي مائدة النص العربي ألا يحق لي ان أطرح التساؤلات التالية في اطار مراجعة ما انجزالنقد العربي اولا: مامدى قدرة هذه المناهج علي مقاربة النص العربي وفض مغاليقه وكشف اسراره, وما مدى استجابته لها. ثانيا: هل كان القاريء اثناء مقاربته لنص ينطلق من ثقافته العربية بكل مافيها من سياقات ومرجعيات أم انه ينطلق من سياقات ومرجعيات الثقافة التى ينتمي اليها المنهج. ثالثا: هل الاقبال على مناهج النقد الغربية بهذه الصورة المحمومة والتى أتخذت شكل صرعات الموضة دليل على عافية العقل العربي المعاصر, أم أنها دليل علي عجزه عن صناعة مناهجه الخاصة وايثاره للكسل والاكتفاء بنفايات الاخرين أخوتي الأعزاء أرجو أن تشاركوني الرأى من خلال مداخلتكم القيمة وشكرا للجميع
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 10:29 م]ـ
السلام عليكم اين المشاركات يا احبه!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 06:47 ص]ـ
في ظل ازدحام المناهج الغربية علي مائدة النص العربي ألا يحق لي ان أطرح التساؤلات التالية في اطار مراجعة ما انجزالنقد العربي
اولا: مامدى قدرة هذه المناهج علي مقاربة النص العربي وفض مغاليقه وكشف اسراره, وما مدى استجابته لها.
هناك أخي من المناهج الغربية من استفادت منها النصوص العربية، إذ قامت الأولى بإبراز مكنوناتها، وبينت الغائب من محاسنها؛ بينما هناك النوع الآخر من المناهج من يسيء للنص، ويفسده.
إذن المسألة النسبية، والحكم فيها ليس نهائيا.
مثلا من المناهج المسيئة للنص العربي وكذلك الغربي، منهجي البنيوية والتفكيك. و من المناهج المثرية: المنهج الاجتماعي و (علم النص)، والمنهج التكاملي.
ثانيا: هل كان القاريء اثناء مقاربته لنص ينطلق من ثقافته العربية بكل مافيها من سياقات ومرجعيات أم انه ينطلق من سياقات ومرجعيات الثقافة التى ينتمي اليها المنهج.
أغلب المناهج الغربية لها بذور وإشارات لدى العرب، وإن لم تكن بمستوى تطور المنهج الغربي؛ ولكن لا يعني ذلك أن نتجاهل التواجد العربي النقدي من عهد الخيمة الحمراء التأثري.
أعتقد أن القارئ كما المبدع والناقد كذلك يتجهون أثناء الكتابة أو القراءة لمنطقة ما من اللاشعور تتداعى منها خلفيات كثيرة كامنة و متراكمة مع مرور الزمن.
ثالثا: هل الاقبال على مناهج النقد الغربية بهذه الصورة المحمومة والتى أتخذت شكل صرعات الموضة دليل على عافية العقل العربي المعاصر, أم أنها دليل علي عجزه عن صناعة مناهجه الخاصة وايثاره للكسل والاكتفاء بنفايات الاخرين
قبل أن أجيب على سؤالك أخي أبا عبدالله يجب أن نعرف أننا نحن العرب لنا التراث النقدي الواسع، والذي سبقنا في أحيان كثيرة به العلم الغربي، ولكن عدم وجود الناقد المعتدل المتوسط المتفرّّغ لمثل هذه الدراسات جعل منا مستهلكين كحالنا في كل أمور حياتنا؛ وإلا فإن هناك من المناهج بذرتها، و شرارتها اشتعلت من عند أجدادنا العلماء العرب، ولك في الجرجاني عبد القاهر مثال في ذلك، فقد قامت الدراسات المقارِنة تهتم به أكثر وبتأثيره في النقد الغربي، وكذلك بعض النقاد الذين كان لهم تأثير غير مباشر في المناهج الموجودة الآن ..
لكني مع ذلك أؤمل بالقادم من الأيام بمنهجية عربية، ونظريات تخصنا بعد هذا الركود ..
تبقى مشكلة يعانيها نقدنا العربي أجدها بشكل مصغر في جامعاتنا ..
مسألة الأصالة والمعاصرة .. أو الأصالة والتبعية ..
ينقسم غالب أساتذتنا إلى قسمين لا ثالث لهما .. طرفين لا توسط بينهما؛ فالبعض يقدّس التراث، ولا يرضى بأي منهج جديد وكأن في ذلك ارتكاب لجريمة في حق العربية!
والبعض الآخر يهمّش كل ما هو تراثي وينغمس في جديد الغرب دونما تمحيص له أو مناسبته من عدمها!
لنصبح ضائعين بين هؤلاء وهؤلاء!
في الأخير ..
موضوعاتك للنقاش رائعة ومحفّزة .. لكن الوقت لا يفكّنا كي نناقشها، فأضطر لسرق دقائق هنا ..
دمت متسائلا مفكّرا.
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 05 - 2007, 09:53 ص]ـ
السلام عليكم
لعل الغالية تسمح لي إن قلتُ: إن مقاربة النصوص باستعمال المناهج الأخرى أشبه بمن يتذوّق الطعام بغير لسانه!:)
ينقسم غالب أساتذتنا إلى قسمين لا ثالث لهما .. طرفين لا توسط بينهما؛ فالبعض يقدّس التراث، ولا يرضى بأي منهج جديد وكأن في ذلك ارتكاب لجريمة في حق العربية!
والبعض الآخر يهمّش كل ما هو تراثي وينغمس في جديد الغرب دونما تمحيص له أو مناسبته من عدمها!
لنصبح ضائعين بين هؤلاء وهؤلاء!
أستاذتي وضحاء
وما هو الموقف الوسط؟
أما بعد
فإني أرى العربية من علوم الدين، وإفادتها من المناهج الأخرى -كما يُعتقد- إنما هو بمثابة الإفادة من مناهج شارحي التوراة والإنجيل، إن كان لهما شروح، في تفسير القرآن العظيم.
هذا رأي خاص، وتأكدي أن شيخي لم يتفوه به، والله شهيد، وإنما هو نتاج رأيي الخاص.
أقول هذا لئلا أُرمى بالتبعية على حين غيبة!:)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[13 - 06 - 2007, 01:13 م]ـ
السلام عليكم. كنت أطمع في مشاركة أوسع. لابأس أ رجو ان توضح الأخت وضح ما هي المناهج الصالحة في التعامل مع الظاهرة الأدبية بصورة اكثر عمق بحيث تبين لنا مكاسب هذه المناهج علي أرض الواقع حتى نستطيع الحوار بوعي قادر على أكتشاف هذه المكاسب ان وجدت.
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[13 - 06 - 2007, 01:21 م]ـ
هل يمكن أن نسمي المنهج الملفق من مجموعة مناهج منهجا تكامليا. ثم أين اضافت الناقد العربي في هذه المناهج أم أن مجرد التعريف بهذه المناهج يعد أنجاز للناقد ولو كان تعريفا مشوه
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[13 - 06 - 2007, 01:29 م]ـ
ما الذي تقصدينه بالمنهج الاجتماعي على وجه التحديد هل هو المنهج القائم علي تراث ماركس واتباعه أمثال قولد مان ام ماذا.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 06 - 2007, 02:21 ص]ـ
السلام عليكم. كنت أطمع في مشاركة أوسع. لابأس أ رجو ان توضح الأخت وضح ما هي المناهج الصالحة في التعامل مع الظاهرة الأدبية بصورة اكثر عمق بحيث تبين لنا مكاسب هذه المناهج علي أرض الواقع حتى نستطيع الحوار بوعي قادر على أكتشاف هذه المكاسب ان وجدت.
و عليك السلام
أتمنى أن نخصص في قابل الأيام حوارا موسّعا عن أحد المناهج النقدية، حتى نأتي في الأخير عليها كلها.
هل يمكن أن نسمي المنهج الملفق من مجموعة مناهج منهجا تكامليا. ثم أين اضافت الناقد العربي في هذه المناهج أم أن مجرد التعريف بهذه المناهج يعد أنجاز للناقد ولو كان تعريفا مشوه
المنهج التكاملي ليس ملفّقا!! وإنما حين يستفيد الدارس للنص بنفسية الشاعر، وبيئته، و من ثم يدرس النص من ناحية النص وعلاقات البنى في داخله .. يكون بذلك قد استفاد من المنهج النفسي، والاجتماعي، والبنيوي والأسلوبي! وفي ذلك فتح أفق أوسع لتناول النص، وفهم ما يريده المبدع.
الناقد العربي أضاف في بعض المناهج النقدية بشكل واضح. كما أن المتقدمين كانت لهم بذرات عدة وإن كانت إشارات ليست متكاملة كما هي المناهج الآن؛ إلا أنه ليس من الإنصاف إغفال ما عندهم.
ما الذي تقصدينه بالمنهج الاجتماعي على وجه التحديد هل هو المنهج القائم علي تراث ماركس واتباعه أمثال قولد مان ام ماذا.
المنهج الاجتماعي في كلمات: منهج يعتمد على بيئة المبدع ومجتمعه في تحليل نصه.
والتحليل بهذا المنهج لوحده يعتبر قصورا في حق النص.
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 11:16 ص]ـ
الي الاخت وضحاء
السلام عليكم.
الحوار مفتوح ولا أراك اجبتي الا ان كان التمني جواب
ام المنهج التكاملي فلاشك انه منهج ملفق ينم عن فقر صاحبه والا كيف يجوز في العقا ان يجمع المرء بين محموعة من المباديء المتناقضة دون ان يقع في التلفيق اوليس كل منهج خرج علي حساب السبق ورد فعل عليه الم يكرس كل منهج كل طاقاته لألغاء الاخر وبنى مقولاته على اساس هدم السابق.
واذا كان المقصود بالمنهج الا جتماعي ما ذهبتي اليه فلا فرق بين المنهج التاريخي والاجتماعي
ام يجوز ان نصنف منهج ناقد في أطار منهج اخر بمجرد تقاطعه معه في جزئية محددة كما هو الحال مع هبيوليت تن الذي يصنفه الجميع ضمن المنهج التاريخي الا الاخت وضحاء التى تضعه في حيز المنهج الاجتماعي لانه قال بمبدأ البيئة.
أرجو ان يتسع صدرك لهذا الكلام
ـ[حسن الغالبي]ــــــــ[27 - 07 - 2007, 08:46 م]ـ
نحن العرب
من أسباب تأخرنا
عن ركب الحضارة أننا
نطيل التلفت حولنا كثيرا، وهذا
من أسباب التخلف عن سير القوافل
في تصوري بعيدا عن أي منهجية نقدية
غربية كانت أم شرقية أم مختلطة فإن الناقد
يجب عليه أن يكون صاحب حس وتفاعل
ومعرفة بالنص الذي يضعه تحت
مجهره بحيث يستنبط من النص
المناخ النفسي والبيئي
والاجتماعي والغوص في أعماق
النص لفك رموز النص ومساعدة المتلقي
في فهم المعاني المنزوية، تحت الرمزالمبالغ
فيه،ـ والتوريات المتقاربة، وقراءته قراءة معتدلة
لأن التوجه اليوم على أن المتلقي يذهب مع النص على
ما تذعب به مذاهبه، ومعاناته، ولكل قاريء مذهبه الخاص.
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 07:54 م]ـ
ممكن ان تشرح لنا انت اذن اسباب تخلفنا من خلال تفسيرك للمقصود بالحس والتفاعل مع النص وقائمة الطلاسم التي يحتاجها الناقد كما سطرتها في مشاركتك السابقة. كيف يمكن للناقد ان يتعامل مع النص دون منهجية محددة سواءا كانت شرقية اوغربية هل يتعامل مع النص من خلال ايمان العجائز مثلا ام بالكهانة. ايجوز القاء كل هذا الركام المعرفي الذي تواردت عليه عقول البشر في ميدان الاتحام مع النص الادبي لمجرد ان هذا الامر سيكون تخلف في نظرك. عزيزي لا اقصد التجريح بل فهم السر وراء موضة التخلف التي يوصف بها كل انجاز عربي لمجرد عروبته.وهل هذا تخلف ام فقدان للثقة في قدرة هذا العقل علي انتاج المعرفة بعيدا عن منجزات الغير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسن الغالبي]ــــــــ[11 - 08 - 2007, 12:24 م]ـ
ممكن ان تشرح لنا انت اذن اسباب تخلفنا من خلال تفسيرك للمقصود بالحس والتفاعل مع النص وقائمة الطلاسم التي يحتاجها الناقد كما سطرتها في مشاركتك السابقة. كيف يمكن للناقد ان يتعامل مع النص دون منهجية محددة سواءا كانت شرقية اوغربية هل يتعامل مع النص من خلال ايمان العجائز مثلا ام بالكهانة. ايجوز القاء كل هذا الركام المعرفي الذي تواردت عليه عقول البشر في ميدان الاتحام مع النص الادبي لمجرد ان هذا الامر سيكون تخلف في نظرك. عزيزي لا اقصد التجريح بل فهم السر وراء موضة التخلف التي يوصف بها كل انجاز عربي لمجرد عروبته.وهل هذا تخلف ام فقدان للثقة في قدرة هذا العقل علي انتاج المعرفة بعيدا عن منجزات الغير.
التجريح لأي مجرّح
والعاقبة للمتقين، ونحن هنا
للبحث في كيفية تناول النص بالنقد
وما أجمل طباع وإيمان العجائز رحمهم الله
أما الإنجاز العربي فأين هو اليوم.؟
وأين نقف أمام إنجازات البشرية
من الشرق والغرب
أنا إن جلدت نفسي فليس
لأحد عندي أي حقوق لأنني من العرب
الأقحاح، ولست دخيلا، ولا طارئا، وحسن
المنطق سعادة، وأساليب التهليب والمصارعة لا تأتي
بما ينفع الناس ويمكث في الأرض، رحم الله أمرء عرف قدره.
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[13 - 08 - 2007, 08:03 م]ـ
سلام قولا من رب رحيم
ـ[محمد دخيسي أبو أسامة]ــــــــ[13 - 08 - 2007, 08:44 م]ـ
قراءة النص موضع فضفاض يحتاج لترو وانتباه كبيرين.
أولا لا بد من الإشارة غلى أننا لسنا في موضع السب والشتم، حتى نقف عند هذه المنزلة وننسى ما كنا نبحث عنه.
ثانياليس هناك موقف ثابت حول قراءة النص ومرجعياتها. لذلك لا يجب أن نسقط في مأزق الفردانية والأانينية الفكرية. فكل من يحمل هما فكريا، ورجعا موثقا، وفصلا للخطاب. أما القراءة السليمة التي يجب أن تكون موضع ثقة فأظنها التي تنطلق من النص لا من خارجه. وهذا يعني أنه يجب علينا قراءة كل المناهج العربية والغربية. لأنها مفتاح العلم، وتبقى لقراءة النصوص بعدا ثانيا، تستطيع أن تكشف عن أفق الدراسة انطلااقا من المتن المدروس.(/)
استدعاء الشخصيات التاريخية ورؤية الشاعر
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[22 - 03 - 2007, 11:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد أود أن أطرح هنا قضية مهمة للنقاش وارجو ان تتفاعلوا مع الموضوع أما القضية فأنها تقع في نطاق مايسمى بالتناص واعني بها استدعاء الشخصيات التراثية وتوظيفها داخل النص الحديث ,وليكن أول مثير لشرارة النقاش هذا السؤال:أيحق للشاعر ان يحور في ملامح الشخصية أو في سياقها التاريخي لتتلائم مع الرؤية الشعرية التي يطرحها.(/)
أرجوكم ساعدوني
ـ[رائد الحواري]ــــــــ[23 - 03 - 2007, 12:19 ص]ـ
أريد تحليلا يعالج قضيتي الاتساق والانسجام لقصيدة (مدينة بلا مطر) لبدر شاكر السياب .... وها هي القصيدة:
مدينة بلا مطر
مدينتنا تؤرّق ليلها نار بلا لهب
تحمّ دروبها و الدّور ثم تزول حمّاها
و يصبغها الغروب بكل ما حملته من سحب
فتوشك أن تطير شراره و يهب موتاها
صحا من نومه الطينيّ تحت عرائش العنب
صحا تموز عاد لبابل الخضراء يرعاها
و توشك أن تدق طبول بابل ثم يغشاها
صفير الريح في أبراجها و أنين مرضاها
و في غرفات عشتار
تظل مجامر الفخار خاوية بلا نار
و يرتفع الدعاء كأن كل حناجر القصب
من المستنقعات تصيح
لاهثة من التعب
تؤوب إله الدم خبز بابل شمس آذار
و نحن نهيم كالغرباء من دار إلى دار
لنسأل عن هداياها
جياع نحن و اأسفاه فارغتان كفّاها
و قاسيتان عيناها
و باردتان كالذهب
سحائب مرعدات مبرقات دون إمطار
قضينا العام بعد العام بعد العام نرعاها
وريح تشبه الإعصار لا مرّت كإعصار
و لا هدأت ننام و نستفيق و نحن نخشاها
فيا أربابنا المتطلعين بغير ما رحمه
عيونكم الحجار نحسّها تنداح في العتمة
لترجمنا بلا نقمة
تدور كأنهن رحى بطيئات تلوك جفوننا
حتى ألناها
عيونكم الحجار كأنّها لبنان أسوار
بأيدينا بما لا تفعل الأيدي بنيناها
عذارانا حزاني ذاهلات حول عشتار
يغيض الماء شيئا بعد شيء من محيّاها
و غصنا بعد غصن تذبل الكرمة
بطيء موتنا المنسلّ بين النور و الظلمة
له الويلات من أسد نكابد شدقه الأدرد
أنار البرق في عينيه أم من شعله المعبد
أفي عينيه مبخرتان أوجرتا لعشتار
أنافذتان من ملكوت ذات العالم الأسود
هنالك حيث يحمل كل عام جرحة الناريّ
جرح العالم الدوار فاديه
و منقذه الذي في كل عام من هناك يعود بالازهار
و الأمطار تجرحنا يداه لنستفيق على أياديه
و لكن مرّت الأعوام كثرا ما حسبناه
بلا مطر و لو قطرة
و لا زهرة و لو زهرة
بلا ثمر كأنّ نخيلنا الجرداء أنصاب أقمناها
لنذبل تحتها و نموت
سيدنا جفانا آه يا قبره
أما في قاعك الطيني من جرّة
أما فيها بقايا من دماء الرب أو بذره
حدائقه الصغيرة أمس حعنا فافترسناها
سرقنا من بيوت النمل من أجرانها دخنا و شوفانا
و أوشابا زرعناها
فوفّينا و ما وفى لنا نذره
و سار صغار بابل يحملون سلال صبّار
و فاكهة من الفخّار قربانا لعشتار
و يشعل خاطف البرق
بظل من ظلال الماء و الخضراء و النار
و جوههم المدوّرة الصغيرة و هي تستسقي
فيوشك أن يفتّح و هي تومض حقل نوار
ورفّ كأنّ ألف فراشة نثرت على الأفق
نشيدهم الصغير
قبور إخوتنا تنادينا
و تبحث عنك أيدينا
ل؟ أن الخوف ملء قلوبنا و رياح آذار
تهز مهودنا فنخاف و الأصوات تدعونا
جياع نحن مرتجفون في الظلمة
و نبحث عن يد في الليل تطعمنا تغطّينا
نشد عيوننا المتلفتات بزندها العاري
و نبحث عنك في الظلماء عن ثديين عن حلمة
فيا من صدرها الأفق الكبير و ذديها الخيمة
سمعت نشيجنا و رأيت كيف نومت فاسقينا
نموت و أنت واأسفاه قاسية بلا رحمة
فيا آباءنا من يفتدينا من سيحيينا
و من سيمةت يولم لحمه فينا
و أبرقت السماء كأن زنبقة من النار
تفتح فوق بابل نفسها و أضاء وادينا
و غلغل في قراره أرضنا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 05:58 ص]ـ
التحليل الأدبي أو النقدي لقصيدة ما يستغرق وقتا طويلا .. يصل عند البعض لأسبوعين، كي يقدم تحليلا مُنصفا ..
اعمل تحليلك وضعه هنا .. لنتمكن من تعديل فيه، أو إضافة.(/)
القراءة التاريخية-وضبابية المفاهيم
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[24 - 03 - 2007, 03:42 م]ـ
القراءة التاريخية من اقدم أنماط القرءاة المتبعة في مقاربة النصوص الادبية بل هي أولى انماط القراءة التي تعرف عليها النقاد العرب خلال مسيرة المثاقفة مع الاخر اعني الغرب ,ولكن مع قدمها ورصيدها الثقافي ألا أني لم أجد لها مفهوما محدد عند الدارسين لدرجة أن كثير منهم يخلط بينها وبين التارخ الادبي.فما هو مفهومها وماهي خطواتها الاجرائية في مقاربة النصوص. سوال للحوار.
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[28 - 04 - 2007, 06:06 م]ـ
لاريب ان العرب بدأوا بقراءة الاخر (الغرب) منذ ان نشطت حركة الترجمة في العصر العباسي سيما نشوء دار الحكمة لترجمة الكتب اليونانية لكن عملية الاطلاع على هذه الكتب ونقلها الى اللغة العربية تسمى ترجمة اما ان اطلع عليها احد لغاية الاطلاع عليها ومعرفة الآخر (الغرب) فتسمى قراءة (المترجمات)
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[13 - 06 - 2007, 01:01 م]ـ
السلام عليكم.
أخي العزيز ,لا أقصد الى هذا المعنى الذي فهمت من الموضوع
ـ[دي سوسير]ــــــــ[23 - 07 - 2007, 02:38 ص]ـ
أنت تقصد القراءة الثقافية لغرينبلات الأمريكي أو ما يسمى بالتاريخانية الجديدة التي ظهرت في إطار الفلسفات ما بعد البنيوية أواخر الثمانينات، زعيمها في العالم العربي هو الناقد عبد الله الغذامي. له" القصيدة و النص المضاد" و مهم للاطلاع عليه.
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 11:03 ص]ـ
اخي العزيز دي سوسير.
السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
لا لا اقصد القراءة التاريخانية التي اشتهر بها عدد كبير من مثقفي الغرب والشرق بل اقصد بالقراءة التاريخية معانقة النص الادبي من خلال المبادي الاجرائية التي تبلورت في حدود المنهج التاريخ علي يد كل من هيبولت تن وسانت بوف وطه حسين والعقاد وغيرهم من النقاد.
ان هذه القراءة من اقدم انماط القراءة للنصوص الادبية ومع هذا لم اجد من يحدد مفاهيمها بصورة واضحة. وربما كان السبب في هذا الامر هو الالتباس الذي يقع فيه كثير من الناس عند ايجاد حدود فاصله بين المناهج ذات الصفة الخارجية في التعامل مع النص.
فهناك خلط عجيب بين هذه المناهج علي صعيد التنظير والتطبيق.كالخلط بين المنهج التاريخي والاجتماعي وتاريخ الادب.
ـ[ايسرالدبو]ــــــــ[06 - 08 - 2007, 11:45 م]ـ
إن اشد ما يخشاه النقد الحديث على الناقد أن يتحول من ناقد بوساطة المنهج التأريخي الى مؤرخ للآدب اي بمعنى آخر من ناقد للادب الى مورخه له لأن المنهج الذي يضع دراسة في البحث عن التاريخ في الأدب يسير بالناقد إن لم يكن ذو بصيرة الى مؤرخ وهو يبحث عن تفاصيل قضية تاريخية في الأدب في حين ان همه يجب ان يدور عن علاقة القضية التاريخة بالنص الشعري اوألأدبي .. انا اتفق معك تماما اخي الباحث بانه اصبح لدى النقد الحديث خلطا عجيبا في كثير من المناهج النقدية وليس فقط المنهج التاريخي.
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[10 - 08 - 2007, 08:58 م]ـ
اهلا بايسر الديو
طال انتظاري لمن يشاركني موضوعاتي وأرى مع الامل يتجدد ارجو ذلك من اعماق قلبي اشكرك على مداخلتك الاولي وارجو ان يتسع الحديث حول هذا الموضوع من خلال مناقشة المباديء التى تقوم عليها القراءة التاريخية ومدي قدرتها على الكشف عن جماليات النص وهل سار النقاد علي طريقة واحدة في هذه القراءة ام تشعبت بهم الطرق اقصد هل التزموا بالمنهج ام كانت قراءاتهم للنصوص لا منهجية
ودمت بالف خير.
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[10 - 08 - 2007, 08:59 م]ـ
اري معك الامل يتجدد(/)
الاسلام وأشكال الخطاب الادبي الجاهلي
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[24 - 03 - 2007, 04:03 م]ـ
عندما أظل الاسلام العرب كان أدبهم يتميز بثلاثة أشكال من أشكال الخطاب الأدبي وهي القصيدة والخطابة وسجع الكهان وكان له ثلاثة مواقف بحسب هذه الأشكال حيث تقبل الخطابة وجعلها جزءا من بنيته الشعائرية بينما رفض سجع الكهان على صعيد الشكل والمضمون أما القصيدة فقد أقر شكلها ورفض بعض مضامينها , فلماذا ياتري تباينت مواقفه او أنماط تلقيه لهذه الأشكال. طرح للحوار
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[15 - 06 - 2007, 03:22 ص]ـ
لم أرى حتى الان أىمشارك فعلية على مواضيعي فما السبب.;)
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 11:18 ص]ـ
لما هذا الصمت المطبق الا يوجد من يشاركني هم الحوار
ـ[زينب محمد]ــــــــ[27 - 07 - 2007, 02:51 ص]ـ
حياك الله أبا عبدالله ..
أشكر لك مواضيعك الجميلة، ولا يكن في صدرك شيء من قلة الردود، واعذر إخوتك فهم في إجازة ..
وسأحاول مشاركتك الحوار ..
أعتقد بأن الإسلام تباينت مواقفه من تلك الأجناس الأدبية، نظرًا لتبياين أغراضها وما تدعو إليه، والإسلام أتى ليتمم مكارم الأخلاق ..
فأقر الخطابة لأنها ارتبطت بالوعظ الديني، والحث على الأخلاق والفضائل، والتحذير من الشر والرذيلة ..
بينما رفض سجع الكهان لأنه ما قام إلا لتضليل الناس، وإغوائهم، وحتى لا يتهم القرآن الكريم الذي هو كلام الله،بأنه كلام محمد الذي اتهموه بالكهانة والشعر، فدافع الله عن كتابه في قوله تعالى: (وما هو بقول شاعر قليلًا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلًا ما تذكرون).
وأقر شكل القصيدة ورفض بعض مضمونها، فلأن الشعر كان الوسيلة الإعلامية في زمنهم، والعرب تميزوا بالشعر، وبتمجيدهم للشعراء، فالإسلام أقره ورفض بعض مواضيعه التي تدعو إلى التبذل والانحلال، أو العصبية والقبلية، وغيرها مما يخالف الرقي والسمو الإسلامي ..
دمت في حفظ الله ..
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 08:06 م]ـ
حقا انت فصيح رائع شكر الله لك ياأخت زينب اهتمامك بالموضوع.
واعدك اني ساتناول هذا التعليق الجميل بصورة جادة ليتصل الحديث. لكن الان اردت ان اشكرك ولو بصورة سريعة
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 08:57 م]ـ
حقا تباينت مواقف الاسلام من تلك الاجناس الأدبية ولكن ليس لتباين أغراضها بل لتباين وظائفها التى تؤديها من خلال الاشكال.لذا فقد كان موقف الاسلام من الخطابة التقبل التام من حيث بنية الشكل الذى تتميز به حيث تقوم على مجموعة من تقنيات الكلام التى تسعى الى وظيفة واحدة هي اقناع المتلقى بافكار الخطيب.وهذا يتلائم مع الدين الجديد وهو هنا الاسلام لذا كان تقبله لهذا الشكل تام بحيث استوعبها ضمن شعائره الدينية كخطبة الجمعة والعيدين وعرفة وغيرها. هذا مايتعلق بالخطابة. اما سجع الكهان فقد كان موقف الاسلام منه الرفض التام ولكن ليس لغرضه كما اسلفت بل لوظيفة هذا النمط من القول. ان هذا الشكل من الادب يقوم على السجع وهو نوع من التلاعب بالالفاظ واخراج الكلمة في احيان كثيرة عن بنيتها الصرفية بالاكراها لاجاد نوع من التعمية والتلغيز لايقاع المتلقي في شباك الاحتمالية وتعدد المعاني ليظل افق التوقع مفتوح على مصراعية امام المتلقى ولاشك انا هذا الغموض يحمي الكاهن ويوفر له مخارج عدة يفلت من خلالها خاصة اذا تذكرنا انه معني بالحديث عن المغيبات. اذن هذا الشكل يحمل في بنيته محموعة من التقنيات التى تسعي الى ايقاع المتلقي في شباك الغموض وتعمية المعني وعدم الوضوح وهذا يتعارض بلا شك مع واقع الاسلام الذي يؤكد على الوضوح في كافة الاصعدة. ولاشك ان الاطار الاجتماعي الذىيحيط بهذا النمط من السجع واعني به الاطار الديني الوثني له دور فاعل في رفض الاسلام لهذا الشكل لكن تبقى الوظيفة التى يؤديها الشكل هي السبب الحقيقي في رفض سحع الكهان.
اما مايخص القصيدة العامودية فالحديث يطول عنها ولا اجد فيه بقية من نشاط لذا سأرجئ الحديث عنها الى ان اجد الداعي لذلك.
ـ[زينب محمد]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 02:00 ص]ـ
جميل حقًا ما أفدتنا به ..
جزاك الله خيرًا ..
لكن لعلك تشرح مشكورًا هذه العبارة ..
ولاشك ان الاطار الاجتماعي الذى يحيط بهذا النمط من السجع واعني به الاطار الديني الوثني له دور فاعل في رفض الاسلام لهذا الشكل لكن تبقى الوظيفة التى يؤديها الشكل هي السبب الحقيقي في رفض سحع الكهان.
تابع ماكنت تنوي إكماله ..
وفقك الله ..
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[10 - 08 - 2007, 09:59 م]ـ
الاجمل ان اجد من يقاسمني هم الثقافة.
اقصد ان الاسلام عندما رفض سجع الكهان ولم يتقبله ضمن اشكاله الادبية لم يكن بسبب الاطار الاجتماعي الوثني الذى ولد فيه والذي كان له دور واضح في تحديد ملامحه واضفاء صفة القداسة عليه.اقول ان هذا الاطارعلى خطورته لم يكن السبب الرئيسي لان الامر هنا يتعلق بالمضامين ومن السهل تغييرها واستبدالها بمضامين اسلامية كم هو الحال مع الخطابة. ام السبب الرئيسي فهو بنية الشكل الذي يقوم عليه سجع الكهان والذي يكرس مجموعة من التقنيات الفنية المنتجة للغموض والتعمية على القارىء وهذا ما يرفضه الاسلام.
ارجو ان اكون قد وفقت للاجابة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زينب محمد]ــــــــ[11 - 08 - 2007, 02:59 ص]ـ
أجل وُفقت ..
جزاك الله خيرًا، ونفع بك ..(/)
جمالية المكان في الإبداع الشعري .. مقاربة إسلامية مقترحة ..
ـ[المساوي]ــــــــ[25 - 03 - 2007, 03:41 ص]ـ
:::
جمالية المكان في الإبداع الشعري
مقاربة إسلامية مقترحة
الأستاذ عبدالرزاق المساوي
"كان المخاض عسيرا والنتاج شحيحا ... "
عماد الدين خليل (*)
الأدب الإسلامي من الإبداع إلى النقد
يبدو أن "الإسلامية المذهبية الأدبية" أصبحت تفرض نفسها على الساحة الأدبية، وتدخل رويدا رويدا عالم الأدب المعاصر من بابه الواسع، مؤصلة ومبدعة وناقدة ومنظرة، متجاوزة مجموعة من العراقيل المادية والمعنوية التي طرحت أو ألقيت كأشواك عمدا في طريقها الذي شقته في السنوات الآخيرة .. ولعل أكبر دليل على اتساع رقعة انتشارها، ومدى قدرتها على احتلال المكانة اللائقة بها تلك الأعمال الأدبية التي تتقاطر من كل صوب وحدب من أنحاء المعمور، والتي تتوسل كل الفنون الأدبية بدون استثناء (شعرا كان أو قصة أو رواية أو مسرحية .. ) وبلغات شتى .. وذلك الصدى الذي أحدثته وخلفته من خلال إبداعها ونقدها وتنظيرها في كثير من الأنفس والعقول، سواء كان ذلك الصدى إيجابيا كميل ثلة من الأدباء العرب إلى تبنيها وتأييدها والتبشير بها، والعمل على الترويج لها، بديلا لهم ولغيرهم عما كانوا عليه من مذاهب ومشارب أدبية أخرى .. أو كإنشاء رابطة عالمية، أو لجن محلية إقليمية مهتمة بقضايا الإسلامية المذهبية الأدبية .. أوكإصدار مجموعة من المنابر الإعلامية التي تعنى بها متخصصة في شؤونها وقضاياها (1) .. أو كان هذا الصدى سلبيا على بعض الأنفس المريضة، وليس على "الإسلامية"، والذي تجلى في الهزة النفسية التي أحدثتها هذه الأخيرة في بعض النفوس المعادية لها، مما دفعها إلى مهاجمتها والتشهير بها، ورفض كل حديث عن أصولها وتطورها عبر تاريخ الإسلام والمسلمين، ومحاولة النيل من أقطابها ونفي أن تكون للإسلام مذهبية أدبية معاصرة ينفرد ويمتاز ويتميز بها .. ومما غاض بعضهم أكثر، وأقلق بالهم وشوش على توجهاتهم، وأفقدهم صوابهم ظهور مثل هذا العنوان "الأدب الإسلامي المعاصر" على صفحات بعض المجلات أو الجرائد، فكانت ردة فعلهم عنيفة لاترتكز على علم يتبع أو معرفة تذكر أو قرع للحجة بالحجة أو مبارزة علمية شريفة، بقدر ما كانت تتكئ على سوء النية والتقدير، أو على الإفراط في الانفعالية السلبية المتسرعة، أو الاتباع للفكرة الغربية، أوالانتصار للمذهبية الفكرية الاستئصالية .. ونسي هؤلاء أو تناسوا أنهم في يوم من الأيام تعرضوا لمثل هذه الهجمات التي يرمون بها "الإسلامية" من معارضي طروحاتهم الأدبية من المذاهب الأخرى المعادية لهم، والتي كانت متمكنة يومها من الساحة الأدبية، وكان الهؤلاء لا يرجون غير الإنصاف آنذاك وإفساح المجال لهم للتعبير عن أنفسهم .. أما "الإسلامية" فلا ترجو من أحد شيئا لأنها في مقدورها أن تثبت وجودها لأنها تملك بطبيعتها مفاتيح الكونية ..
إن أهم ما يمكن تقديمه – خدمة ودعما لهذه الحركة الأدبية الشابة وإخراجا لها من المخاض العسير والنتاج الشحيح – في تقديرنا هو محاولة تتبع الإبداعات التي تصدر عن الإسلاميين، معرفين بها، أوناقدين لها، أودارسين لأصولها وأسسها، أوباحثين في بداياتها ومنطلقاتها، أومبرزين لدعائمها ومقوماتها، أوراسمين حدودا لآفاقها وتطلعاتها .. حتى نتمكن من تشكيل رؤية أدبية ونقدية وتنظيرية تمكننا من بلورة هذه "الإسلامية" ودعمها والدفع بها إلى درجة الإتقان والإحسان المطلوبين شرعا قبل أن يكونا مطلوبين فنا .. ومن ثمة يتم أولا التصدي بشكل فعلي وعملي لتلك الآراء الناكرة الناقمة، والأفكار الهادمة، والنظريات التي يحاول أصحابها أن يغمطوا بها حق "الإسلامية" في الوجود والتكوين والحياة ... ويتم ثانيا العمل على ضبط نوع من التوازن الذي كان ينادي به أمثال الدكتور عماد الدين خليل الذي قال:* ... إن حركة الأدب الإسلامي لبأمس الحاجة إلى الجهد النقدي (التطبيقي) لإضاءة النص .. ولقد أخذ يبدو أكثر فأكثر أن المعطيات الإبداعية أكبر بكثير من المتابعات النقدية، فإن لم يتحقق قدر من التوازن المطلوب، ويتم الاستيعاب النقدي بنسبة معقولة، فإننا سنخسر مرتين .. سنخسر الطاقات الواعدة التي تنتظر من يعكس صوتها ( ..... )، وسنخسر الفرصة الضرورية لتحسين أدائنا الإبداعي ( .... ) * (2)
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذا السياق نقدم هذه الورقة والتي هي مجرد مقدمة لقراءة نقدية أو مجرد مدخل لقراءة متواضعة لبعض الأشعار التي جادت بها قريحة وشاعرية الشاعر الإسلامي الدكتور حسن الأمراني والتي من خلالها سنتناول قضية من القضايا الأدبية المهمة في الساحة النقدية المعاصرة، وهي"جمالية المكان" وذلك بتسليط الأضواء على ظاهرة الدال "البحر" في شعر الأمراني وخاصة في ديوانيه:"مملكة الرماد" و"الزمان الجديد"، من خلال علاقاته بدوال أخرى في إطار بنية شمولية تتحكم في شعر الإسلامية بشكل عام وشعر الأمراني بشكل خاص .. هذه البنية هي تلك التي أسميتها *"بنية الغربة والعودة في شعر الإسلامية"* (3)
جمالية المكان: مقاربة للمفهوم
استطاعت مجموعة من الدراسات النقدية، والقراءات الأدبية المعاصرة أن تثير كثيرا من القضايا والمشكلات (أو الإشكاليات) والأسئلة المعرفية المتعلقة بالإبداع الأدبي، إما النابعة من طبيعته أو الناتجة عن بعض علائقه، وذلك من أجل إضاءة النص الأدبي .. حتى أصبحت تناقش قضايا جزئية تنطلق منها كي تكون أو تؤسس فكرة كلية حول الإبداع بصفة عامة ..
وأظن أن الإبداع الشعري من أصعب أبواب الإبداع الأدبي والفني فتحا، ومن أخطرها اقتحاما، ومن أكثرها إلحاحا في طرح الأسئلة والإشكاليات والبحث لها عن ردود وأجوبة في الآن نفسه .. وإن أعقد الأسئلة الشعرية لهي تلك التي تثيرها طبيعته اللغوية من حيث الدلالة والإيحاء والوظيفة مع استغلاله لكل ما من شأنه أن يغني التجربة الشعرية .. وكذلك من حيث الترميز والتمثيل والتخييل وتوظيف الشخصيات والإحالة على (أو الإماءة إلى) ما هو تاريخي أو ما هو أسطوري ..
ولقد تشعبت النظرات، وتعددت القراءات، واختلفت الآراء، وتنوعت التحاليل، وتشابكت الاستخلاصات، وتضاربت النتائج، ومن ثمة أشبعت كثير من القضايا الأدبية والنقدية بحثا ودراسة .. إلا أن الملحوظ هو أن بعض القضايا النقدية الأخرى لم تلق ما تستحقه من الطرح والتحليل والدراسة، وما يجب لها من البحث والعناية، على الرغم من أنها فرضت ذاتها، وتجلت بوضوح في الإبداع الشعري المعاصر على الخصوص، وتناسلت عبر قنواته المتعددة، كما أنها استطاعت أن تثير فضول بعض النقدة المهتمين ولكن فقط أشاروا إليها أو أثاروها ضمن باب من أبواب النقد، هذا الأخير - للأسف - إما أنه لم يستفق بعد من غفلته، أو استعصى عليه أمر البحث في مثل تلك القضايا، أو أنه شغل نفسه بقضايا يرى أنها تعبر أكثر عن طموحه و أغراضه وطروحاته، أو أن تحيزه لفئة من المبدعين الذين قد لا يصل إبداعهم إلى إثارة تلك القضايا الشعرية بحدة كافية أو بجدية جلية، هوالذي حال بينه وبينها، أو أن بعض أصحاب الأقلام تركوا مثل تلك القضايا لأنها لا تسايرهم في ركبهم المذهبي أو الفكري أو الثقافي أو الانتمائي، أو هي نتاج مدرسة أدبية لا تعبر عن توجهاتهم في هذا الشأن بالوضوح الذي يتمنونه؟ ..
على أي حال فإن الساحة الأدبية تتفاعل فيها مشكلات نقدية كثيرة، قديمة وحديثة، لابد أن يتمخض عنها في الزمن القريب أو البعيد انضباط نقدي تجتمع فيه قضايا رئيسة معدودة فنية وفكرية تخول لنا فتح مغاليق النصوص الأدبية وسبر أغوارها وضبط آلياتها وتفكيك مكوناتها ثم إعادة تركيبها وصياغتها من جديد في تشكيلات مختلفة ..
وإن " جمالية المكان " لمن القضايا النقدية المعاصرة المثيرة والمثارة في الوقت نفسه، إلا أنها لم تحض بالاهتمام الكافي والحفاوة اللائقة بها كقضية نقدية مهمة وقادرة على فك جانب كبير من جوانب المكونات الفنية والدلالية لكثير من النصوص الإبداعية، بمعنى آخر إنها لازالت قضية ينظر إليها من طرف خفي أو على استحياء، ولم تصبح متداولة على مستوى الممارسة النقدية المنتشرة بعد، على الرغم من سيطرتها على مساحة واسعة من الإبداع الأدبي ككل والشعري منه على الخصوص ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا ننكر أن هناك ثلة من النقاد العرب (4) استطاعت بعد زمان طويل من الانتظار أن يقتحموا هذا الباب بكل صعابه ومعوقاته متخذين من قضية "جمالية المكان" موضوعا لبعض دراساتهم خصوصا الروائية .. لكنها في مجموعها لا تكفي للتدليل على أن المسألة أضحت قضية أو إشكالية نقدية في أدبنا العربي .. مع الإشارة إلى أنها دراسات تتوسل المنحى الفكري العقلي في مفهومه للمكان ومن ثمة في طرحه لجمالية المكان .. أي أنها تدرس" جمالية المكان" من جانب أحادي هو الجانب الفكري أو النفسي المحض والمباشر فقط .. وفي الأغلب الأعم تقوم هذه الدراسات على الفهم والتصور الغربيين، مع العلم أن الفكر الغربي له خصائصه ومرتكزاته ومقوماته ومنطلقاته وأهدافه ومحدداته، وإن روجوا لعالميته وإنسانيته، تختلف- على الأقل - مع الفكر العربي الخالص نفسه في أسسه .. فما بالنا إذا قلنا الفكر الإسلامي، فالاختلاف في مثل هذا الموضوع أشد وأوضح، وهذا لا يمنع بطبيعة الحال أن ينهل الإسلامي الحكمة من كل فكر لا يصطدم مع الأصول والمقومات والدعائم التي يفخر بها دينه ..
إن قضية " جمالية المكان " في الشعر لازالت موضوعا يحتاج إلى وقفة تأمل وإنعام نظر ودراسات متأنية تراعي كل ما من شأنه أن يساعد على تشخيص "جمالية المكان" في الإبداع الأدبي عموما، والشعري منه على الخصوص، ويرصد الوظيفة الدلالية والمعاني المجازية والتعابير البلاغية والتراكيب الأسلوبية والتخييل الشاعري .. وكذا القضايا الرمزية والأشكال الإيحائية والمقومات الشعرية أو الشاعرية لهذه الجمالية التي يكتسيها المكان في الشعر .. وذلك بالاعتماد على تجزئ المكان الأدبي وإفراد وحداته المادية الملموسة كالبحث في جمالية المدينة أو البيت أو الشارع أو المقهى في الشعر أو أشياء أخرى تحمل خصائص مكانية معينة .. ولكن ليس البحث فيها على أنها فضاء مادي أو وجودي أو كوني، ولكن على أنها فضاء فني أوأدبي أي تعبير لغوي وطريقة أسلوبية تكمن خلفها وظائف دلالية يتوخى منها الإبداع التعبير عن رؤية معينة للكون والوجود والحياة والإنسان والواقع المعيش في صياغة أدبية شعرية متميزة .. وبمعنى أبسط إن جمالية المكان في الشعر لا تقوم على التشخيص المادي المحض للجمال في مكان محدد .. كأن ترصد جمالا بصريا وصفيا – أي يعتمد على حاسة البصر –، أو تعمد إلى تحريك حاسة الاستذكار في ذهن المتلقي أي أن يطرح الشعر مكانا يجد له في ذهن القارئ/المتلقي نظرة معينة لها ارتباط بالأحداث والوقائع والأشخاص الذين عاشوا فيها أو لا زالوا يعيشون فيها ... فهذه نظرة تاريخية تسرد الماضي وتكتفي بما يوحيه، أو تصور الحاضر وتقف عند ما يمليه، مع أن الإبداع قد لا يقصد إلى ذلك قصدا، وإن توفر فيه ذلك .. ولهذا نجد على سبيل المثال فقط كتابات عديدة تتناول بالبحث والدراسة موضوع "البحر في الأدب" (5) .. ولكن لا نقرأ فيها إلا عن الرحلات التي كانت مناسبة أو سببا لقول الشعر الحامل لموضوع البحر كمكان لغوي لكنه لايختلف دلاليا ووظيفيا عن المكان الواقعي سواء عند العرب أو عند غيرهم من الأمم الأخرى ..
ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عن الجمال البصري أو الجمال الذهني/التاريخي – إن صح هذان التعبيران – في رسم جمالية المكان، ولكن لايكفي ذلك ولا يغني، لأن اللغة الشعرية المتميزة من طبيعتها أنها لا تحيل على الواقع الملموس في ماديته بشكل مباشر، أو هي بما أنها لغة شعرية لا تقصد إلى هذا النوع من الإحالة الجافة، وإنما تحيل على المكان في دلالاته وإيحاءاته ورمزيته ووظائفه وبنياته المفهومية .. إنها لا تحيل على المكان في هندسته الطولية والعرضيه والعمودية والأفقية أو في شكله المربع أو المستطيل أو المثلث أو الدائري، أو في شكله العمراني .. وإنما تحيل عليه في إطار ما يحمل من معاني تثير النفس أو تثير ما فيها من أحاسيس، وتحرك الوجدان الذي يفرز ما عنده من شعور ولا شعور، وتغني الفكر، وتمتع العقل، وتروح عن الفؤاد، وفي إطار ما يزخر به ذلك المكان من دلالات تبني أفقا شعريا ينبعث الجمال من تراسيمه .. وتحيل عليه أيضا في إطار ما يكنه من وظائف من أجلها كان هذا المكان أو ذاك مختارا في نص معين أو نصوص شعرية محددة دون غيره من الأماكن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي كلمة إن الشعر يرفض التعامل مع المكان الميت أو على الأقل في شكله المشوب بالموت، بل إنه يرفض كل سكونية فيه لأنها تذكر بالموت .. إن طبيعة الشعر تأبى السكونية في كل شيء، ولأن عناصره المكونة لبنيته تتمتع بكل مواصفات الحركة والسمات الحركية .. هكذا عهدنا الشعر، وهكذا هو في أصله .. أما إذا امتلك الشاعر هذا الوعي بطبيعة المكان فإنه يفعل فيه فعلا تفجيريا وخلاقا .. وهكذا تجتمع طبيعة الشعر ووعي الشاعر ليتحدا فيكونا من اللاشيء شيئا يرتع في عالم الجمال، ويزهو في فضاء السحر، ويسبح في بحر البهاء ..
إن " جمالية المكان " –كما أشرنا من قبل - لا تتحدد من خلال ما يثيره فينا المكان عن ماضيه أو حاضره أو حتى مستقبله فحسب، أو ما يحركه في دواخلنا من أخبار وأحداث ووقائع تنسب إليه أو تحال عليه فقط .. أو ما يبعثه فينا من تشوق إلى رؤيته أو إلى استحضاره في الذهن واستذكاره ليس غير .. إن للمكان الحق في أن يثير ويحرك ويهز فينا كل هذه الأشياء والقضايا والأمور، لأن له في ذاكرتنا تاريخا قد يغور في الزمان .. وتصورا قد يحمل الكثير من الدلالات .. ومشاهد قد تمتع البصر وتنعش البصيرة وتأخذ اللب وتأسر العقل وتقيد الفؤاد .. ومع هذا كله نرى أن "جمالية المكان " لا تتحدد في شكلها الكامل من خلال ذاتية المكان نفسه بقدر ما تتوضح من خلال وسائل التعبير وطرائق الحديث عنه، أي من خلال ما أسموه "باللعبة اللغوية" والتي تتوضح من خلال الإشارات الأسلوبية والعمليات التعبيرية، ومن خلال الألفاظ والمفردات المنتقاة، ومن خلال التراكيب والبناء اللغوي المختار، ومن خلال الصور البلاغية وما تزخر به من خلفيات إيحائية، ومن خلال المفاهيم والدلالات والرؤى والرموز .. ومن خلال ما تحققه العلائق اللغوية عندما تكوّن بارتباطها وانسجام عناصرها والتحام ألفاظها وتراكيبها صورة أو صورا ومشاهد تعبر عن رؤية معينة لهذا المكان .. وفي الآن نفسه تعبر عن رؤية محددة للكون والحياة والإنسان والوجود، كما تفصح عن المستوى الطبيعي الحقيقي ممزوجا بالمستوى الذاتي النفسي والاجتماعي والعالمي والثقافي والفكري والواقعي والخيالي ..
إن المكان في الإبداع الأدبي عامة وفي الإبداع الشعري على الخصوص ليس صورة (فوتوغرافية) أو شكلا مرسوما هندسيا (طوبوغرافيا) كما أنه ليس موصوفا وصفا علميا أو مشهديا أو تشريحيا، وإنما هو تعبير أو تلفظ لغوي أو دال يحمل في ذاته مدلولا ثم يحيل على مرجع معين، ثم يصير من حيث الرؤية إلى مرجع مفتوح يعطي للدال فرصة كبيرة يتناسل من خلالها (6) كما قد يرتبط بدوال أخرى ضمن تركيب لغوي معين، وفي إطار سياق أسلوبي محدد، بل وضمن نص أو نصوص إبداعية متعددة تتفق في استعمالها اللغوي للمكان نفسه .. وهذا يسعف الدال على توسيع دائرة مدلولاته ومرجعه المفتوح .. لذا أصبح لزاما أن تخرج اللفظة المكانية المستعملة في الملفوظ/المتخيل (أي أن يخرج الدال) من المستوى الملموس إلى المستوى المجرد، ومن الإطار المحسوس إلى الإطار المعنوي، ومن المرئي إلى المفهومي أو الرؤيوي، ومن مجرد التذكر إلى التفكر والارتقاء في التخيل ..
إن أماكن الإبداع الشعري لغوية بالضرورة وإن أحالت على ما هو مادي في الأصل .. تتحرك في إطار ما تعطيه اللغة وما تزخر به تراكيبها وما تمنحه من معاني ومفاهيم وما تتمتع به من رؤى وما تحويه من رموز وما تكنه من تشكيل خصوصا إذا فجرها الإبداع الشعري تفجيرا شاعريا يُفيض على مفهوم المكان جمالا وسناء وسلاسة قد لا تبدو للعيان أو حتى للمتفحص الذي يعتمد على اللغة في منطوقها العادي أو في مفهومها الضيق والقاصر، أو في لعبتها غير الناضجة .. أو يعتمد بعض الأدوات النقدية العتيقة/المتجاوزة، أوالتي لم ترق بعد إلى ما آلت إليه الدراسات الحديثة، أو لم تتمتع بنظرة تكاملية توليدية وتفجيرية تعتصر اللغة الإبداعية اعتصارا في أساليبها وتراكيبها وعلائق كل مكوناتها كي تنتهي في ذلك وبذلك إلى الحصول على لب وأسِّ تلك اللغة وجوهرها الذي يحرك الأنفس ويدغدغ الوجدان ويرقى بالفكر ويسحر العقل ويعلو بالروح ويسمو بالفؤاد، ويبرز المادة المدروسة في جوهرها الشفاف، وهي ترقى في معارج الأدبية والشعرية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ويمكن أن نقسم المكان في الشعر كما في غيره من حيث المبدأ إلى قسمين اثنين: أحدهما يأتي محددا والآخر يكون غير محدد .. وبلغة النحاة القدامى ينقسم المكان إلى جنس وعلم، بمعنى أنه ينقسم إلى اسم جنس وهو الذي لا يختص بواحد دون آخر من أفراد جنسه كدار ومدينة وبحر .... واسم علم وهو الذي يدل على معين بحسب وضعه كدمشق وبغداد والنيل ..... (7).
أما المكان الجنس فهو أوسع دلالة وأشسع وظيفة وأغنى إيحاء وأوفى رمزا من المكان العلم، لأن هذا الأخير محدود الدلالة ويربطنا - نحن معشر المتلقين/القراء – بإطار معين وشكل محدد يفترض أننا نعرفه، كما أنه يفرض علينا التقيد به وبما يوحي به من أمور ترتبط به دون غيره، نفسيا وفكريا واجتماعيا وثقافيا ووجدانيا ... ومع ذلك فإنه بوسع الناقد أن يستغل كل طاقاته النقدية والتحليلية والإبداعية ليزرع الروح الجمالية الواسعة في هذا المكان العلم كي يجعل منه مكانا قريب المفهوم والدلالة من المكان الجنس الذي من طبيعته أنه يفسح المجال للخيال الواسع والتأويلات المختلفة، والقراءات المتعددة، وحتى الإسقاطات المفترضة، كي يسبح في فضائه العريض ويمرح في دلالاته المتنوعة والكثيرة ويتمتع بوظائفه العديدة ..
وأخيرا يبقى المكان " بنوعيه الجنس والعلم" حاملا لدلالات السياق الذي ورد فيه من الإبداع الشعري، ووظائف الانساق اللغوية التي حل في وسطها، ثم طريقة المبدع في استغلاله اللغوي لذلك المكان أو ذاك .. ولا يمكن للناقد أن يخرج عن السياق أو النسق اللغوي أكثر مما يلزم حتى تبقى للمكان جماليته (النصية) - إن صح القيل- وكي لا يتيه المتلقي بين الإبداع في حد ذاته وإبداع قراءة ذلك الإبداع .. وكي لا يضيع القارئ بين اللغة/الخطاب و (الميتالغة/الميتاخطاب)، بل يجب أن يوجد تناغم وتوافق وتكامل وانسجام بين الإبداع ونقده، بحيث إذا كان الإبداع يحاول ملأ بياض فضاء ما بسواد الكتابة، فإن القراءة يمكن اعتبارها محاولة أخرى من المتلقي لملإ ما استطاع من جُزَيْآتِ ما تبقى من بياض ذلك الفضاء أي ما لم يملأه الإبداع .. وفي إطار التدافع بين سواد الإبداع وسواد قراءة الإبداع تكون – بعدهما- عملية التلقي قد احتفظت من كل منهما على ما أثبت قدرته الجمالية على البقاء والاستمرار (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) (الرعد:19)
ثم إن الجمالية نفسها في قراءتنا تعتبر تقنية لغوية بل لعبة لغوية محض – كما يحلو لبعضهم أن يقول - فهي (أي الجمالية) ليست الجمال الذي نعرفه ونفهمه عادة بأنه الشيء الذي يثير في النفس معاني الخير والفضيلة والسمو أو يضرب فيها على أوتار الفرح والسرور والبهجة والغبطة، أو يحرك فيها كوامنها الاعجابية والاندهاشية، أو يدفعها إلى الاستغراب واستحضار مدى المهارة والبراعة والدقة في الصناعة الأدبية والإبداع الشعري .. وإنما الجمالية، مع ما تتوفر عليه من هذه المكونات نفسها وغيرها، تستعمل كتقنية لغوية قد يستشفها الناقد ثم يبرزها من داخل الإبداع، وقد يتمثلها المتلقي، دون أن يراعيها المبدع أو يفطن إليها أو قد يكون استضمرها ..
فالجمالية إذن تستعمل - كما قلنا- كتقنية لغوية تصور مكانا ما أو أي شيء آخر بأسلوبها المتميز وتعبيرها الدال وتجريدها الموحي كي تنقل المتلقي من عالم المحسوس/الملموس إلى عالم المفهوم/المجرد سواء أأثارت بذلك في قرارة نفسه دواعي الفرحة والغبطة والسرور، أو أثارت فيها مكامن الحزن والهم والغم، وسواء أوجهته إلى مواطن الخير والفضيلة أو حولته إلى مكامن الشر والرذيلة، أو حركت في دواخله مثيرات أخرى مختلفة .. وسواء أصورت- هذه التقنية/اللعبة اللغوية- مكانا ساميا ومقدسا، أو مكانا دانيا ومدنسا .. فالمهم هو أن يستطيع المبدع تصوير ما يريده، بوعي أو بلا وعي، بأسلوبه الخاص الذي يفوح سلاسة، ويمتلئ ماء شعريا، ويتضوع إيحاء وتصويرا، ويمتاز إيقاعا وبلاغة، مما يمكن المتلقي من الافتتان بجمالية هذا المكان أو ذاك الشيء أسلوبيا ودلاليا ولغويا، وليس ماديا/ بصريا/ حسيا ولا حتى فكريا .. لأنه كثيرا ما يكون الشيء قبيحا في ذاته وليس جميلا في أصله، ولكن الإبداع المتميز ينسينا قبحه، ويستر عنا سوأته، ويحجب كل ما ينفرنا منه عندما يتمكن المبدع من أن يصوره بطريقة أدبية جميلة تُسْقَطُ عليه إسقاطا جميلا وليس
(يُتْبَعُ)
(/)
إسفافا، فيتحلى بها ويتزين، وقد يحصل التماهي بين الشيء وجمالية التعبير عنه فيصبح هو هو .. ويمكن أن نستشف مثل هذا المعنى من خلال قراءتنا لهذا الحدث التاريخي الرائع من السيرة النبوية العطرة، والذي يوضح ما نقصده من قولنا هذا، ويبين ما نود عرضه وطرحه لفهم هذا الأمر انطلاقا من الرؤسة الإسلامية، وهو عبارة عن حديث نبوي شريف مصحوب بسبب وروده، يقول النص:
** ... فخر الزبرقان. فقال: يا رسول الله أنا سيد بني تميم والمطاع فيهم والمجاب، أمنعهم من الظلم وأخذ منهم بحقوقهم، وهذا يعلم ذلك – يعني عمرو بن الأهيم – فقال عمرو إنه لشديد المعارضة، مانع الجانب، مطاع في اذنه .. فقال الزبرقان والله يا رسول الله لقد علم من غير ما قال، وما منعه أن يتكلم إلا الحسد، فقال عمرو: أنا أحسدك؟
فقال عمرو: والله يا رسول الله إنه لئيم الخال، حديث المال، أحمق الوالد مضيع في العشيرة، والله يا رسول الله لقد صدقت في الأولى، وما كذبت في الآخرة، ولكني رجل إذا رضيت قلت أحسن ما علمت، وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ** إن من البيان سحرا** (8)
هذا النص يمكن أن نستخلص منه مجموعة من القضايا النقدية التي أثارت الجدل منذ القديم وأسالت – وما زالت - مدادا كثيرا، كقضية الصدق والكذب في الإبداع الأدبي " لقد صدقت في الأولى وما كذبت في الآخرة "، وكقضية العلاقة الموجودة أو المحتملة بين الجو الوجداني أو الحالة النفسية التي يكون عليها المبدع والإبداع الأدبي بشكل عام والشعري بشكل خاص، ومدى تأثر الإبداع بالمبدع " إذا رضيت قلت أحسن ما علمت وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت .. " وكقضية الإبداع وتأثيره على المتلقي .. انطلاقا من " إن من البيان سحرا"، وعلاقة البيان بالسحر ومفهوم كل منهما، وكيف ربط الحديث بين السحر والبيان ولم يربط بين السحر والموضوع، لأن السحر غالبا ما يرتبط بالموضوع يقول الدكتور حميد لحمداني (9):* يتجلى الموضوع في الإبداع الأدبي من خلال سحره الخاص .. * .. ولكن الأهم عندنا اللحظة هو ذلك الانطباع الجمالي والبصمات السحرية التي تركها المتكلم – عمرو بن الأهيم - بأسلوبين من الكلام/الخطاب متناقضين تماما، أحدهما جاء للمدح والوقوف على الفضائل وذكر المحاسن، والآخر يصور الذم والهجاء ويكشف المثالب والقبائح ..
وبناء على الأسلوب الذي اتخذه المرسل في تبليغ رسالته، والطريقة التي أوضحها بها، والتعبير الذي استعمله لإنجازها، كان تأثر المتلقي/القارئ/السامع وانفعاله وتقديره واضحا عند قوله: " إن من البيان سحرا " .. إن البيان: اللغة والأسلوب وطريقة التعبير وحسن استعمال الكلمات واختيار الألفاظ وحسن تجاورها وإعطاء الصورة الواضحة عن الشيء، كل ذلك كان وراء تلك النظرة النبوية النقدية، وليس المدح أو الهجاء أو حتى موضوع اللقاء- ونحن نعلم موقف الإسلام من الهجاء والذم، ولكن هنا اختلف الوضع لقرائن عديدة ليس هذا مكان ذكرها- ومن هنا قلنا كيفما كان حال المكان- مقدسا أو مدنسا- فما على الناقد الإسلامي إلا أن يبرز الجمالية أو السحرية التي استطاع المبدع أن يصور بها ذلك المكان وأن يعبر بها عنه .. وإلى أي حد أسعفته ملكاته الإبداعية على تصوير/تخييل قداسة المكان أو دناسته .. وكيف تمكنت قدراته الفنية واللغوية والجمالية من تشخيص صورة المكان في ذهن المتلقي/القارئ وجعله يشخص إلى تلك الصورة المقدمة بأحد الشكلين: إما التعاطف والحب وإما النفور والكره .. ولا يتم أحدهما إلا في إطار العلاقة اللغوية التي ستتم بين المبدع والمتلقي .. فعن ابن عمر رضي الله عنه أنه قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم **إن من البيان لسحرا أو إن بعض البيان لسحر** (10) وهكذا تكون"اللغة الإبداعية هي وحدها بمغامرتها الخاصة تستطيع أن تأسر بعض اللحظات الخاطفة من هذا التلامس الوجودي بين الذات والعالم، فبواسطة التمثيل La représentation) ( وبواسطة الصور الشعرية يستطيع المبدع أن يبلغ لذة اكتشاف سحر الموضوعات" (11) ..
هوامش ومراجع:
(*) "حول حركة الأدب الإسلامي المعاصر: وقفة لمراجعة الحساب" مقال للدكتور عماد الدين خليل .. مجلة "إسلامية المعرفة" السنة الثالثة العدد الثاني عشر ربيع 1418 - 1419هـ/1998م الصفحة: 11 ..
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) كالمجلة المغربية: المشكاة، ومجلة الأدب الإسلامي التي تصدرها الرابطة، ومجلة قافلة الأدب الإسلامي، وبعض الملاحق الأسبوعية ببعض الجرائد الإسلامية ..
(2) "حول حركة الأدب الإسلامي المعاصر: وقفة لمراجعة الحساب" الصفحة: 29 ..
(3) يظهر هذا من خلال ما أنجزناه من قراءات لعدة قصائد من الإسلامية نتمنى أن ترى النور قريبا إن شاء الله ..
(4) كغالب هلسا "المكان في الرواية العربية" ضمن كتاب: ندوة الرواية العربية واقع وآفاق. دار ابن رشد للطباعة والنشر طبعة أولى/1981.الصفحة:209. وقد ترجم غالب هلسا كتاب غاستون باشلار المعنون بـ"جماليات المكان" المؤسسة الجامعية لبنان. ط2/ 1984. واعتدال عثمان "الأندلس في الشعر العربي الحديث. جمالية المكان".ضمن كتاب: إضاءة النص. دار الحداثة طبعة أولى 1988 .. الصفحة:5 .. وياسين النصير "إشكالية المكان في النص الأدبي " دار الشؤون الثقافية العامة بغداد ..
(5) انظر مثلا كتاب: "أدب البحر" أحمد محمد عطية .. مكتبة الدراسات الأدبية 81 .. دار المعارف- مصر .. بدون طبعة وبتاريخ الإيداع 1981
(6) المرجع المفتوح نقصد منه ما يظهر جليا بالمثال التالي:
الدال = صورة لفظية/سمعية .. مثل: (كـ+ـتـ+ـا+ب).
المدلول=كتاب
المرجع =
المرجع المفتوح = (علم وثقافة وحضارة وقوة ونظام ومعرفة ... )
(7) انظر كتاب " جامع الدروس العربية " الشيخ مصطفى الغلاييني المكتبة العصرية لبنان ط:14/ 1980 الصفحة: 109 ..
(8) انظر "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي" للإمام المباركفوري .. دار الفكر ط 3/ 1979 المجلد السادس حاشية الصفحتين175و176 ..
(9) كتاب "سحر الموضوع" منشورات دراسات. سال مطبعة النجاح الجديدة 1990 ص:3.
(10) رواه البخاري "باب من البيان سحر"الجزء4 الصفحة21 .. ص:3
(11) الصفحة:3 "سحر الموضوع" نفسه ..
الأستاذ عبد الرزاق المساوي
كاتب وناقد
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
Lmoussaoui@maktoob.com(/)
المدرسة الرومانسية
ـ[عبدالواحد]ــــــــ[26 - 03 - 2007, 01:26 م]ـ
السلام عليكم
كيف الحال؟
هل اجد عندكم مايشفي غليلي عن المدرسة الرومانسية وعن ماتفرع منها ..
جزاكم الله ألف خير ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 05:15 ص]ـ
و عليك السلام ..
تفضل هنا ( http://www.google.com.sa/search?hl=ar&q=%22%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%B3%D9% 8A%D8%A9%22&meta=)
أما في المراجع، فهي كثيرة خاصة من يتحدث في المدارس أو المذاهب الأدبية.
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[28 - 03 - 2007, 04:47 م]ـ
يقال أن احد الادباء سأل البردوني ما رأيك في المدرسة الرومانسية
فرد عليه البردوني (ومن قال أن للرومانسية مدرسة):)
مجرد رأي
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 02:36 ص]ـ
اهلاً وسهلاً بك أخي / عبدالواحد ......
انا لدي بعض المعلومات عن الاتجاه الرومنسي في خصائصه واتمنى ان تلقى فيه ماترتمي إليه ....
فخصائص هذه المدرسة من حيث الاسلوب وطريقة الآداء فأساسها الطلاقة البيانية والحرية التعبيريه بحيث تستعمل اللغة استعمالاً جديداً أو شبه جديد في إستخدام الالفاظ ودلالتها ووضع الصفات من موصوفها ثم في التوسع الكبير في المجازات والابتكار المبدع في الصور وفي تفصيل معجم شعري خاص مؤثر من الكلمات ماكان ذا موسيقى معينة ومن التعابير ماكان ذا إيحاءات خاصة. وهذه الجوانب المتصلة بالاسلوب وطريقة الاداء هي أهم مايتضح فيه عنصر الابتداع الذي هو أحد ركنى هذا الاتجاه.
واما تلك الخصائص القائمه على هذا الأساس فهي كثيره وهي بختصار:
1/ تراسل الحواس
2/ التجسيم
3/ التشخيص
4/ التجريد
5/ التعاطف مع الاشياء
6/ التعبير بالصور
7/ الرمز
8/ التجديد في الوصف
9/ اللفظه المفرده
10/ رشاقة اللفظه
انا آسف لضيق الوقت ولكن إن أردة المزيد عن هذه الخصائص فيمكن لي أن أفيدكم .... وشكراً
ولكم مني خالص تحياتي /
ناصر
ـ[الأمين]ــــــــ[06 - 04 - 2007, 11:03 م]ـ
عد الى مشاركتي في موضوع الرمزية،ويوجد رابط لكتاب رائع جدا، لن تعطش بعده حينما تحتاج الى الرومنسية او الواقعيو او الرمزية وغيرها حمل الكتاب(/)
الادب المقارن ... مفهوم التاثير
ـ[رجاء27]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 02:35 ص]ـ
:) مادا نقصد بالتاثير
ـ[رعمسيس]ــــــــ[04 - 05 - 2007, 09:52 م]ـ
الأخت العزيزة رجاء
يعتمد مفهوم التأثير في الأدب المقارن على استعارة كاتب مادة لكتابته من خارج إطاره الثقافي مثل أن دانتى في الكوميديا الإلهية تأثر برسالة الغفران للمعري.
ومفهوم التأثير في الأدب المقارن يعود إلى المدرسة الفرنسية؛ فللأدب المقارن مدرستان الأولى هي المدرسة الفرنسية التى بأت على يد مدام جرمين دي ستال في كتابها عن ألمانيا ومن أعلامها فان تيجم، والمدرسة الثانية هي المدرسة الأمريكية التى تزعمها الناقد الأمريكي الكبير رينييه ولك.
والفرق بين المدرستين يرجع إلى الاختلاف حول قضية التأثير والتأثر التى تجعلها المدرسة الفرنسية أحد أهم الأسس التى ترتكز عليها في حين ترفضها المدرسة الأمريكية رفضا تاما وعلى حد قول ويلك فإن " هذا أشبه بسياسة مسك الدفاتر لمعرفة من الدائن ومن المدين "
ـ[احمد ريان]ــــــــ[18 - 05 - 2007, 02:03 ص]ـ
:::
اهلا بك يارجاء
بالنسبة لمفهوم التأثير:
هو باختصار علاقة بين ضلعين احدهما المؤثر والآخر المتأثر، وهذا المفهوم مرتبط بتوأمه التأثر، فالتأثير أداة في يد الفاعل المؤثر، أما التأثر هو مفعول لهذا الامر (التأثير) فاعله المتأثر.
ـ[ايهاب22]ــــــــ[25 - 07 - 2007, 11:37 ص]ـ
مفهوم التاثير مهم بالنسبة للمدرسة الفرنسية لانه يعتبر من المفاهيم الاساسية لديها بخلاف المدرسة الامريكية التي لا تشترط وجود التاثر والتاثير بين الاعمال الادبي والتاثير على ما اعتقد نوعان ايجابي وسلبي بالنسبة للايحابي اي ان يتاثر القارئ بالعمل الادبي دون ان يلغي عنصر الابداع عنده اي الا ياخذ العمل الادبي وكانه كتاب سماوي منزل انما يتاثر به ويضيف ما تاثر به الى عناصر الابداع والخيال عنده فيصوغ تجربته او عمله بابداع واتقان اما التاثير السلبي اي ما يتركه المستعمر من ثقافة في الشعوب التي يستعمرها ومثال ذلك نحن في الوطن العربي الى الان يتبع الكثيرين من المقارنين المنهج الفرنسي والى الان لا يوجد منهاج عربي للمقارنة(/)
الناقد الإسلامي وتحقيب تاريخ الأدب *1*
ـ[المساوي]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 05:49 م]ـ
:::
الناقد الإسلامي وتحقيب تاريخ الأدب
الأستاذ عبد الرزاق المساوي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
الدار البيضاء - المغرب
مدخل:
لا أحد يماري في أن الأدب الإسلامي بدأ في الآونة الأخيرة يتلمس طريقه إلى المكان الذي يليق به على مستوى العالمية، بعد أن قطع أشواطا لا بأس بها في رسم خريطة هويته، والوقوف على بعض قضاياه وإشكالاته، والانخراط في عالم أجناسه وأنواعه وأشكاله، والخوض في كل تجلياته ومظاهره، ووضع المعالم الأساس لهندسة مواقعه، والعمل على تطوير أدواته ومناهجه .. كل هذا بدت معالمه تتوضح مع مرور الزمان واجتهادات الأدباء والنقاد والدارسين والباحثين كل في تخصصه .. ومع ذلك فهذا لا يمنع من القول بأن هناك قضايا كثيرة وأمورا عديدة ومسالك متنوعة تهم الأدب الإسلامي بشكل عام لم تأخذ ما تستحقه من العناية والبحث والاهتمام، ولم تجد من يشبعها درسا وتمحيصا حتى تكتمل الرؤية المؤسسة لنظرية الأدب الإسلامي التي يصبو إلى تحقيقها كل عامل في هذا الحقل ..
ولعله من القضايا التي لم تشغل بالنا – نحن معشر المهتمين بالأدب الإسلامي- ولم نولها ما تستحقه من الاهتمام الذي يجب كما يجب، قضية التأريخ لهذا الأدب والعمل على إبراز معالمه –إبداعا ونقدا وتنظيرا .. - انطلاقا من نبتته الأولى إلى رسم أفقه المستقبلية مرورا بمحطات تاريخية عديدة ومتنوعة .. وهذا بطبيعة الحال ناجم عن أسباب قد تكون كثيرة لكن السبب البارز سيكون هو عدم وجود من يسهر على دعم مثل هذا المشروع الضخم ماديا ومعنويا، ولن يتأتى ذلك لجمعية أو رابطة محدود أفقها المادي على الخصوص وإن كانت طموحاتها واسعة وكبيرة ..
ولقد أثرنا هذا الموضوع منذ سنوات طويلة في مقال تحت عنوان "الناقد الإسلامي بين تاريخ الأدب ونقده" (1) ونريد أن نضيف أن كل أمة من الأمم– خاصة إذا تعددت شعوبها ولغاتها ولهجاتها، وتوسعت خريطتها، وعاشت ردحا من الزمان طويل جدا تراكمت فيه إنتاجات غزيرة لأدبائها .. - لا يمكن لهذه الأمة أن تحقق وحدتها الثقافية والحضارية، أي أن يتحقق لها وجودها الفعلي في الحياة دون الاهتمام برافد أساس من روافد هذه الوحدة وهو الأدب، ولا يمكن لهذا الأدب أن يكون رافدا مدرارا في مساهمته الوحدوية ما لم يتم الوعي به تاريخيا، وما لم يتم التعامل مع تاريخه بالشكل الذي أوضحناه في المقال السابق ذكره، حتى نتمكن من رصد مكوناته ومقوماته وخصائصه وتحولاته ومراحله، ومراحل تشكله وتطوره واختلافاته، والوصل بين كل حلقاته ولمّ شمله وجمع شتاته ..
وأخيرا فإن طه حسين طرح في وقته سؤالا لازال مدويا لحد الساعة يقول فيه (2): "متى يوجد تاريخ الآداب العربية؟ " وأنا أقول بملء في وبشكل أوسع وأرحب: "متى يوجد تاريخ الآداب الإسلامية؟ " على اعتبار أن تاريخ الآداب العربية يمثل جزءا لا يتجزأ من تاريخ الآداب الإسلامية الذي يحتوي على مجموع آداب الشعوب الأخرى غير العربية، ولكنها تنتسب إلى الإسلام ..
وللبحث بقية إن شاء الله تعالى ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 10:25 م]ـ
حياك الله معنا أستاذ عبد الرزاق ..
يسعد الفصيح بوجود أمثالكم أصحاب القلم الرصين، والفكر المتين.
بانتظار استكمال بحثكم.
ـ[المساوي]ــــــــ[31 - 03 - 2007, 11:04 م]ـ
حياك الله معنا أستاذ عبد الرزاق ..
يسعد الفصيح بوجود أمثالكم أصحاب القلم الرصين، والفكر المتين.
بانتظار استكمال بحثكم.
وحياك المولى سبحانه أختي الكريمة وضحاء وبياك وفسيح جنانه أسكننا وأسكنك ..
أنا الذي يسعدني أن أنضم إلى أسرتكم الكريمة أسرة منتديات "الفصيح" الغراء ..
وأسأل الله الكريم أن أصبح كما قلت، فأنا بعيد عما تظنين .. والله الموفق لكل خير ..(/)
هلمو إلي
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 06:16 م]ـ
إخوتي وأخواتي رواد شبكة الفصيح لكم مني تحية وسلام تصلكم أين ماكنتم
بسراحة أريد المساعدة منكم. . .
وإن شاء الله أنتم قدها
وترى أول مرة أطلب مساعدتكم!
أنا طالب في كلية المعلمين بتبوك وعندي بحث عنوانه حماسة أبو تمام
ودكتورنا د/ سعد بن عبدالرحمن العريفي يريد بحث دقيق.
أريد منكم كل ماتعرف عن حماسة ابو تمام مع شرح أفضل قصيدة حماسية له.
مع بيان أسلوب ابو تمام في قصائدة , ولماذ سميت الحماسة؟
تكفووووووووووووووون لاتفشلوني مع العريفي!!!
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 06:18 م]ـ
أين أهل الفصيح؟؟؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 10:23 م]ـ
السلام عليكم.
يؤسفني أن تكون هذه كتابتك وأنت طالب في كلية علمية!
لو انتهجت اللغة الفصيحة! فهذه ممنوعة في رياض فصيحنا.
أما بالنسبة لبحثك، فعليك بتحديد ما تريده كإشارة منا لكتاب يفيد بحثك مثلا، أو أن تعرض علينا ما قمت به لنساعدك في تقويمه، أو توضيح ما استغلق.
أما البحوث الجاهزة فهذه خدمة لا تقدمها الشبكة! وترفضها لأنها تدخل في باب: (من غشنا فليس منا).
وفقك الله.
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[29 - 03 - 2007, 08:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وضحاء. .
شكرا على ماخطته أناملكي من توضيح ,وأتمنى منكي أن تلتمسي لي عذراً
فصدقيني لم أقصد ذالك.
أما بالنسبة للبحث فأنا لأريد بحث جاهز كما قلتي , أنا طلبت المساعدة بتزويدي
مثلاً ببعض المصادر التي أشارت إلى حماسة أبو تمام وبعض المعلومات التي تخفى على طلاب مبتدئين.
وفقكي الله
رحم الله إمرءٍ أهدى إليعيوبي. . .
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 03:25 م]ـ
حينما تسمع أحد يقول ديوان الحماسة ينصرف ذهنك للوهلة الأولى إلى الشاعر العباسي أبو تمام الطائي.
فمن هو أذن أبو تمام؟
هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي ولد بقرية جاسم في سوريه سنة190 للهجرهوتوفي في الموصل سنة 231 للهجره.
لم يعمر طويلا , صنف خمسة كتب كان أهمها ديوان الحماسة.
سبب تصنيف أبو تمام لديوان الحماسة؟
إن الدافع الذي حدى بأبو تمام إلى وضع هذا المصنف هوأن أبو تمام ذهب إلى عبدالله بن طاهر في خرسان فمدحه ولما أراد أبو تمام العودة من خرسان مر على همذان فستضافه أبو الوفاء بن عامر وأكرمه , وعندما أراد أبو تمام الرحبل من عنده هطل ثلج غزير قطع الطريق دون رحيله فاضطر إلى البقاء عند أبي الوفاء أياما , وأحظر له أبو الوفاء مجموعة من كتب الشعر التي جمع منها قصائد ديوان الحماسة.
وهناك مميزات لديوان الحماسة لأبو تمام وهي أنه أول مجموعة شعرية تصنف فيها الأشعار تصنيفاً موضوعياً فقد قسمها أبو تمام إلى عشرة أبواب وجعل الأول باب الحماسة التي أشتهرت به.
كذالك نجد في الحماسة أن أبو تمام أختار لشعراء إسلاميين وشعراء مخضرمي الدولة الأموية والعباسية.
ومن الظواهر الجديدة في ديوان الحماسة أن أبا تمام أختار بعض من أشعار النساء فكان أول من أختار في هذا.
كذالك نجد بعض الشراح قد أقبلو على شرح حماسة ايو تمام منهم أبو بكر الصولي وأبو هلال العسكري والمرزوقي وأبو علاء المعري والخطيب التبريزي.
وأتمنى منكم أخوتي وأخواتي أهل الفصيح قصيدة من حماسة أبو تمام مشروحة!
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 03:30 م]ـ
يأهل اللغة هلمو إلي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 02:21 ص]ـ
فيما أعلمه أن من شراح الحماسة: المرزوقي، والشنتمري، والتبريزي. وكذلك كتاب: معاني أبيات الحماسة، للنمريّ، و لا أدري إن كان طُبع أم لا.
و هناك كذلك من الكتب الحديثة التي تناولت هذه الشروح ستجد الكثير منها هنا ( http://213.150.161.217/scripts/minisa.dll/409/5/9?RECLIST)
كما أن هذا الكتاب قد يساعد في الاختيار من بينها:
شروح حماسة أبي تمام: دراسة موازنة في مناهجها و تطبيقها/ تأليف محمد عثمان علي.
أخي خالد.
لديك في المقطع الذي ذكرته في الأعلى عددا من الأخطاء اللغوية أرجو التأكد منها قبل تسليمها لأستاذ المادة؛ فبسببها تنخفض الدرجة، وإن كانت المادة العلمية ممتازة.
وفقك الله.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 04:42 ص]ـ
في المبحث الثاني من الفصل الأول في كتاب:البلاغة العربية: أصولها وامتداداتها، للدكتورمحمد وقيدي (العمري) حديث نقدي وصفي للحماسة، قد يفيدك و يعطي بصيصا من نور.
الكتاب من منشورات: إفريقيا الشرق.
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 04:07 م]ـ
وضحاء. . .
شكرا
بارك الله لكِ
ـ[الأمين]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 04:48 م]ـ
الأخت وضحاء،بارك الله فيك، رفقا بأخواننا الذين لا يجيدون الكتابة بشكل جيد،لا يكن أسلوبك هجوميا، اتبعي النصح والارشاد، (ولو كنت فضا غليظ القلب لنفضوا من حولك)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 05:00 م]ـ
الأخت وضحاء،بارك الله فيك، رفقا بأخواننا الذين لا يجيدون الكتابة بشكل جيد،لا يكن أسلوبك هجوميا، اتبعي النصح والارشاد، (ولو كنت فضا غليظ القلب لنفضوا من حولك)
شكرا لك على النصيحة.
و لكن هؤلاء في مرحلة جامعية، وفي تخصص للغة العربية!
كما أن من شروط الكتابة في المنتدى الالتزام باللغة؛ حرصا على اللغة من الإفساد، وحرصًا عليهم كذلك. الشدة أحيانا هي المثمرة -وليس تهجما كما تظن! -، و هذا الأخ الكريم مثال على ذلك.(/)
الناقد الإسلامي وتحقيب تاريخ الأدب *2*
ـ[المساوي]ــــــــ[29 - 03 - 2007, 01:43 ص]ـ
:::
الناقد الإسلامي وتحقيب تاريخ الأدب
الأستاذ عبد الرزاق المساوي
أهمية تاريخ الأدب:
لتاريخ الأدب – ونعني به التأريخ للأدب ونقده – (3) فوائد جمة وإيجابيات كثيرة، تكون لصالح الأمة التي تهتم به وتعنى بالعمل على تطوير أدواته وازدهار أساليبه وتلميع مقوماته وصقل ركائزه والحفاظ على أحسن مكوناته وأفضل خصائصه والعناية بميزاته ومميزاته، وتتفنن في ترويجه وتعميمه وتسعى إلى تحسين ظروف تعليمه، وتبرز أزهى مراحله وأزكى ما فيه وتصلح أخطاءه وتعيب على المروق إذا وجد فيه كما توضح ثغراته ولا تسكت عن عثرات بعض فترات جموده .. فهو بالنسبة لها وسيلة أساسية للحفاظ على شخصيتها ومقومات وجودها وأمجادها وطريقة رئيسة للكشف عن هويتها ومدى أصالتها وعمق تجاربها، ومرآة خالصة تعكس للأمة الصورة الحقيقية لوجهها مما يسعفها على المضي في تزيينه وتنميقه إن كان وجها حسنا، أو تسعى لتنقيته وتحسينه إن بدا على ما يخالف ذلك .. وأداة طيعة للاحتفاظ بلغتها نقية صافية بيضاء تتمتع بعذوبتها وجزالتها وسلاستها ورصانتها وسهولتها وفصاحتها، وتعيش بعيدة عن أسباب الانحطاط أو الضعف التي تتربص باللغات الطبيعية الدوائر .. ولنستمع لكارلو نالينو الذي يقول، بالنيابة عنا، حاثا ومحفزا أهل العلم وطلابه والمشتغلين بالأدب (العربي) على الاهتمام بتاريخه: " .. إن شدة الاعتناء بأداء لغتكم الشريفة وتاريخها ليست فقط مسألة علمية بل خدمة جليلة لوطنكم يحق عليكم القيام بها .. " ويضرب الأمثلة عما وقع لأمم اهتمت بآدابها وتاريخها، فيقول: " .. وإن راجعتم كتب تواريخ الغرب ألفيتم أن بعض الأمم الإفرنجية قد تراكمت عليها الفتن والحروب\ ... \سلمت من الفناء التام لتمسكها بحفظ آداب لغتها والعناية بتخليد ذكر مآثر قدمائها العلمية والأدبية .. " (4)
تاريخ الأدب وسيلة لتوضيح المؤثرات التي توالت وأثرت في عقلية الأمة وثبتت في ذاكرتها، ولتوضيح الآثار التي قد تركتها هي في غيرها من الأمم والشعوب .. كما أنه – أي تاريخ الأدب – أداة للتعريف بشخصياتها وعباقرتها وروادها الأفذاذ الذين صنعوا أمجادها ووشحوا حياتها بزينة العلوم والآداب والفنون المؤدية إلى التقدم .. وأقاموا حضارتها شامخة للعيان، وخلدوا للخلف آثارها، ورفعوا رايتها بين الأمم، ونشروا تحفها وفرائدها وأذاعوا قضاياها .. ثم إن تاريخ الأدب يبصرنا بخوالج النفوس ومكنوناتها وطبائعها كما يرسم بريشة المبدع الأديب عواطف القلوب وهزاتها، وميول الأهواء وشطحاتها، ومستويات العقول ودرجات تفكرها، وعلاقات الأفراد ومشاعرهم وسلوكياتهم، وأحوال المجتمع وما يتعرض له من تطورات، أو ينتابه من تغيرات، أو يلحقه من انقلابات أو انفلاتات .. ويحمل كذلك بين طياته نظرات إنسان الأمة إلى الكون والوجود والطبيعة والحياة والإنسان ذاته، وتصوره لنفسه ولمن حوله من الخلق والمخلوقات، وسبحاته في كل ذلك، مع محاولات التفسير والتوضيح وإضفاء الذات، والتغيير والدفع إلى المزيد من خدمة الإنسان كخليفة في هذه الأرض .. وغير هذا كثير من الأمور التي يمكن أن نلمسها ونستشفها من إبداعات الأدباء وإنتاجاتهم، وهي لا تخفى على دارسي ومؤرخي الأدب ..
إن تاريخ الأدب عملية مثمرة ومستمرة .. لا يمكن أن تستغني عنه أمة من الأمم إلا إذا وقعت تحت براثن الجمود الفكري، وجحدت الحركة الثقافية والفكرية والأدبية – على الخصوص – وأثرها في الحياة والناس .. وقطعت ما بينها وبين ماضيها – القريب أو البعيد – من وشائج وأواصر، وتنكرت لما قد يحويه هذا النوع من الممارسة الإنسانية الحيوية من مفاهيم ورؤى ونظرات ترسم من خلالها آفاقا معينة، مما قد يعرضها للتيه والضلال في حياتها، والقطيعة عن أصولها وعدم غرس أو بناء نبتتها التي يمكن أن تكون أصلا لخلفها ومن يأتي من بعدها .. وأنكرت سلفها ورجالاتها ولم تحفل بحضارتها مما يدفعها إلى البحث في حضارات أخر عن رجال آخرين غير رجالها، تماما كما وقع في فترة من فترات تاريخنا حين كنا نعرف عن حضارة ورجالات الغرب أكثر مما نعلم عن حضارتنا وأسلافنا وأجدادنا الذين مهدوا - فعلا – لرجالات تلك الحضارة الطريق وسددوا لهم الخطا كي يحققوا أخيرا ما هم فيه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا فإن الأمة إذا استغنت عن تاريخ آدابها أو غفلت عنه – كما ثبت في تاريخ بعض الأمم - أو تجاهلته أو تركته للأيدي الملوثة تعبث به فقد حكمت على نفسها بأن تكون في عداد الموتى فوق التراب لا تحته، أو بأن تكون أمة بلا شخصية أو مجردة من كل ما يربطها بأمجادها، ومن ثمة فهي خارج التاريخ لأنها لا تنتج وإنما تستهلك فقط .. ولا تبني فروعها على أصولها مما يجعلها في أحسن أحوالها نسخة لغيرها وقد تكون نسخة مشوهة، وقد يأتي عليها حين من الدهر تجتث من تربتها ..
والأمة الإسلامية ما فرطت أبدا في تاريخها ولا في آدابها إلا أنها تركت فسحة واسعة جدا استقبلت من خلالها ما هب ودب من الآداب والأفكار ما مزق الأصول الأصيلة فيها، وقزم الفروع التي أتت منها، فأصبحت الأمة في مهب الريح .. مرة تكتسي بكسائها على الرغم من وجود رقع متعددة ومختلفة، ومرة ترتدي ثوب غيرها .. والآن فإن الأمة الإسلامية أحوج ما تكون إلى تاريخ آدابها من أي وقت مضى .. فهي في حاجة إلى أقلام مسلمة مخلصة تعيد كتابة تاريخ الآداب الإسلامية كفرع من فروع التاريخ العام، وذلك عن طريق الهدم والبناء ..
هدم كل المحاولات التي أنتجتها مجموعة من الأقلام المسعورة أو المأجورة أو المغفلة .. ونسف كل ذلك الركام الأدبي العالق بتاريخ الإسلام والذي يحسب عليه وهو في الحقيقة لا يمت إليه بصلة .. وبناء نظرية إسلامية تاريخية نقدية يصاغ على أساسها الأدب ويعاد من خلالها تفكيكه وتشكيله، كما يتم نقده ودراسته اعتمادا على رؤيتها وبناء على نظريتها وانطلاقا من زاويتها ليسير على هداها ..
هذا الهدم والبناء هو المنهج الذي يخول للناقد الإسلامي أن يبعث في الأدب وتاريخه روحا جديدة، ونفسا طويلا وزكيا، ووظيفة إيجابية تعمل في النفس والمجتمع والحياة .. وبهذا المنهج يتمكن الإسلامي من الربط بين ماضيه العريق وحاضره المتردي، كي يرسم خطوطا عريضة وواسعة وكبيرة لبناء مستقبل مخالف لذلك الماضي الأدبي المنحرف والمدسوس في كثير من جوانبه، ومتجاوزا لهدا الحاضر الأدبي المنحل الذي ينشر ظلماته على الساحة الأدبية الآن ..
الأمة الإسلامية في حاجة ماسة إلى تاريخ آدابها برؤية إسلامية تتمتع بنظرة إيمانية ربانية، ومقومات ذات أسس إنسانية قويمة، وخصائص فكرية وفنية متميزة، ومكونات أدبية مستقيمة، وتتغيا إحقاق الحق وإزهاق الباطل .. كما أنها في حاجة ماسة إلى لغتها من منبعها الصافي المعين .. في حاجة ماسة إلى رجالاتها وسلفها وقوادها الثقافيين والأدبيين الصالحين .. إلى معرفتهم والاقتداء بهم واتباع آثارهم وتتميم ما بدؤوه من أعمال شامخة وخالدة في التاريخ، يفخر بها حتى أعداؤهم أنفسهم .. كما أنها في حاجة ماسة إلى معرفة التيارات المنحرفة وأساليبها وملابساتها، أو ما يمكن أن يمس الحياة الإنسانية من انحراف وضلال وتيه وتعثر وسقوط، وذلك عن طريق الكشف عما تراكم في التاريخ من ذلك، والوقوف عنده طويلة وقفة المتأمل الدارس الحصيف .. وهذه المعرفة الأخيرة تخول لنا عدم تكرار التاريخ بأخطائه وانحرافاته وزيغ أدبائه عن الصراط السوي ..
إن تاريخ الأدب في حس الإسلامي يجب أن يكون حافزا لتكوين شخصية لغوية أدبية منفردة تسعى إلى إيجاد عالم مغاير جديد يقوم على أنقاض هذا العالم المشوش الملبس بالخطيئة .. كما تسعى إلى توحيد غايات الأمة وأهداف الجماعة، وتبلور كل الوسائل التي توصل إلى هذه الغايات وتلك الأهداف ..
ويبقى تاريخ الأدب أخيرا وليس آخرا وسيلة من عدة وسائل أخر تعمل مجتمعة متفاعلة فيما بينها كي تؤسس المدينة التي طالما حلم بها الأدباء وبحث عنها المفكرون إلا أنهم أخطؤوا طريقها .. إذن الاهتمام بهذا الموضوع / القضية يجب أن يكون من بين اهتمامات كثيرة يعمل فيها أهل التخصص، كل في مجاله، مما يساهم في آخر المطاف في تجميع الجهود وتنويرها وتكثيفها وحشدها وإعمالها فتصبح جاهزة تماما لتفجير ما يتوخاه الإسلامي منها والذي هو تحقيق ما بشر به المصطفى r في قوله من حديث سنأتي على ذكرها كاملا إن شاء الله تعالى:" ثم تكون خلافة على منهاج النبوة " ..
والبقية آتية بإذن الله تعالى ..(/)
ما هو التعريف العلمي الدقيق لهذه المصطلحات؟
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[30 - 03 - 2007, 10:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو تعريف هذه المصطلحات مع ذكر بعض المراجع.
1 - الانحراف
2 - المعادل الموضوعي
3 - التناص
4 - الفحولة بين الأصمعي وابن سلام.
5 - عمود الشعر بين المرزوقي والجرجاني.
ـ[الهاشمية]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 11:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أنك سوف تجد بغيتك في:
1 - الأسلوبية والأسلوب لعبدالسلام المسدي.
2 - katie wales- a dictionary of stylistics.
ـ[رعمسيس]ــــــــ[04 - 05 - 2007, 10:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - الانحراف
مفهوم يعود إلى الدراسات الأسلوبية ويعني عدم الالتزام بدقة القاعدة الشكلي ولكن الانحراف عنه إلى ما يخالفة بهدف الثراء الدلالي وقد تحدث عنه النقاد العرب القدامي مثل عبد القاهر الجرجاني الذي أطلق عليه العدول " وقصد به العدول عن تركيب الجملة بشكلها القياسي المعروف والموضوع في علم النحو إلى شكل أخر لزياده في المعنى وأدخل في ذلك أبوابا مثل التقديم والتأخير والحذف والإضمار وعليك بمراجعة كتابه " دلائل الإعجاز "
2 - المعادل الموضوعي
هذا المفهوم يعود إلى نظرية النقد الجديد وعلى وجه التحديد إلى ت س اليوت ويقصد بهة " أن الشاعر يجد في التاريخ والثقافة الرمز التى تعادل مشاعره ومن ثم يهرب إليها لتصوير هذه المشاعر حيث أنها تمثل معادل يكافئ مشاعره " ومن هنا جاء اهتمام ت س اليوت بالتراث ومعليك مراجعة مقالته التقاليد والموهبة الفردية Tradition and Individual Talent
3- التناص
هي نظريه حديثة كاملة نشأت في فرنسا واتخذت شكلها على يد الناقدة الفرنسية المعروفة جوليا كريستيفيا في عام 1967 ومن أكبر المنظرين لها جيرار جينت وهو فرنسي أيضا. لكن ما هو معنى التناص التناص يعني توظيف الكاتب لرموز ونصوص وأشكال تراثية أو معاصرة في كتاباته بمعنى أخر دراسة تأثير ما يحيط بالكاتب من كتابات وخبرات في كتابته ولذلك فهي قريبة من وجهة نظري من مفهوم الأدب المقارن حسب المفوم الفرنسي الذي يعتمد على التأثير والتأثر
4 - الفحولة بين الأصمعي وابن سلام.
الفحولة مصطلح أو ل من أدخله إلى مجال النقد الأدبي هو ابن سلام من خلال كتابة طبقات فحول الشعراء. ومعنى الفحل في اللغة هو الجمل الذي أكتمل بنائه، ويقصد ابن سلام بالفحولة اكتمال أدوات الشاعر ومن هنا ياخذ مفهوم الفحولة ليفاضل بين الشعراء.
5 - عمود الشعر بين المرزوقي والجرجاني.
عمود الشعر يقصد به الأسس التى يقوم عليها بناء الشعر العربي
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[16 - 05 - 2007, 12:52 ص]ـ
الأخ الحبيب /رعمسيس
أنا يا سيدي عاجز عن الشكر(/)
شخصيات الرواية
ـ[الهاشمية]ــــــــ[31 - 03 - 2007, 05:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرغب في كتابة بحث حول الشخصية في الرواية العربية، ولكنني أقف عاجزة أمام قلة المراجع، أو القدرة على تنظيم الفصول في البحث، والابتداء به كذلك، على الرغم من أنني اطلعت على كل ما وقع تحت يدي من دراسات حول الموضوع ..
فأعينوني أعانكم الله ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 03:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
أهلا بك أختي ..
الكتب في الرواية، وتحليلها ليست بالندرة التي تعتقدين! بل على العكس المكتبة العربية وافرة بها ..
أخبريني .. ما فعلت ببحثك؟
ـ[الهاشمية]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 04:15 م]ـ
السلام عليك أختي وضحاء
حتى الآن أنا أقرأ الكتب ومن الكتب التي قرأاتها وحاولت أن أجمع منها ما قد ينفعني:
1 - البطل المعاصر في الرواية المصرية لأحمد الهواري.
2 - صورة الرجل في القصص النسائي لسوسن ناجي.
3 - الفكر الأدبي عند العرب في العصر الحديث للبشير بن عمر.
4 - تطور النقد والتفكير الأدبي الحديث في الربع الأول من القرن العشرين لحلمي مرزوق.
5 - دراسات في الرواية العربية لإنجيل بطرس سمعان.
6 - الأدب البياني والقصة العربية في النقد الحديث لعبدالحكيم عبدالسلام العيد.
7 - أزمة الأجيال العربية المعاصرة-دراسة في موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح- لفوزية الصفار.
8 - تحولات الشوق في موسم الهجرة من الشمال (دراسة نقدية مقارنة) لمحمد شاهين.
9 - الرؤى المتغيرة في روايات نجيب محفوظ لعبدالرحمن أبوعوف.
10 - شخصية المثقف في الرواية العربية الحديثة 1882 - 1952 لعبدالسلام الشاذلي.
11 - أثر الرواية الواقعية الغربية في الرواية العربية لمحبة حاج معتوق.
12 - تجربة الرواية السورية لسمر روحي الفيصل.
كما قرأت موضوعين من مجلة علامات.
ـ[الهاشمية]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 04:19 م]ـ
عذرا لقد قطعت الكلام خطأ
أما عن الموضوعات أو رؤوس الأقلام فهي:
1 - نبذة عن الرواية وعناصرها، وعلاقة هذه العناصر بالشخصية
2 - ثقافة الروائي.
3 - أهمية الشخصية وأنواعها (لم أج ما يكفي)
4 - ابتكار الشخصية في الرواية
وأمور أخرى كثيرة (هل هناك ضرورة لذكرها؟)
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 07:25 م]ـ
من المتخصصين الذين سيفيدونك في مجال بحثك
د. حسن النعمي فتخصصه في تقنيات السرد والرواية وأشرف على العديد من الرسائل العلمية في التناول البنيوي للرواية والسرد
إذا عزمت على التواصل فأخبريني أمدك.
ـ[الهاشمية]ــــــــ[12 - 04 - 2007, 06:20 م]ـ
شكرا لك أخي حاتم
والله أتمنى ذلك، ولكن البحث الذي أريد كتابته ليس رسالة الماجستير، وإنما هو ضمن مساق للدراسات العليا، فهل يفيدني في ذلك.(/)
العون العون
ـ[نورالهدى]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 10:58 ص]ـ
السلام عليكم ياأجلاء فصحاء العرب: أرجو منكم العون والمساعدة في دراستي وهي المعارضات الشعرية في الأندلس (العصر الغرناطي أنموذجاً) في موشحات سيد التوشيح لسان الدين بن الخطيب، مطلوبي هومعرفة مرتكزات التحليل في المعارضة الشعرية بين الموشحات، أعلم أن اساسها (الوزن والقافية،الموضوع والغرض، الصور البيانية والمحسنات البديعية) ولكني لم أصل إلى البداية المثلى في تحليلي هذا، عليه أرجو منكم اتحافي بالبداية الصحيحة والسليمة، أو اتحافي بأنموذج من هذا التحليل بين موشحات معارضة حتى وإن كانت لغير وشاحي -ابن الخطيب- أرجو أن أجد منكم العون والمساعدة علماً بأنكم ملاذي العلمي أرجو ألا تبخلوا علي اساتذتي بأي إفادة شاكرة لكم وداعية لكم بطول العمر والتوفيق والسداد ... والسلام عليكم
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 03:13 ص]ـ
و عليك السلام ورحمة الله وبركاته أختي العزيزة.
أرجو أن تجدي مبتغاك لدى الإخوة املهتمين بالمعارضات الأندلسية هنا، كما أن في المنتدى بعض الموضوعات التي تحدثت حول هذا الجانب أرجو أن تفيدك.
موفقة.
ـ[رعمسيس]ــــــــ[04 - 05 - 2007, 10:00 م]ـ
السلام عليكم أيتها الأخت العزيزة.
هنالك كتب كاملة تتحدث عن فن المعارضات الشعرية في الأدب العربي وأنت بلا شك تعرفينها، يمكنك الرجوع إليها لكي تفهمي معنى المعارضات والأسس التى تبني عليها وتبحثين في تطبيق هذه الأسس في الشعر الأندلسي وفن الموشحات.
وإذا كنت تحتاجين للمناهج الحديثة التى تقترب من مفهوم المعارضات فعليك بالرجوع إلى المؤلفات الخاصة بنظرية التناص Intertexteualty(/)
اريد رأيكم على هذه القصيدة ل (نزار قباني)
ـ[الكردي الاول]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 03:52 م]ـ
مرحا
انا اريد رأيكم على هذه القصيدة لنزار قباني
و اريد اجوبة على هذه الاسئلة
ان جاوبتم عليها سأستفيد منها كثيرا كثيرا
ما هو نوع الشعر
هل هو عمودي ام حر
و اذا كان حرا فهل هو من نوع قصيدة النثر ام ما هو؟
و هل يعتمد على الوزن و التفعيلة ام لا؟
لاننا كما نرى فيها القافية و لكن متعددة و مختلفة
و شكرا جزيلا جزيلا
إغضب!!
غضبْ كما تشاءُ ..
واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
حطّم أواني الزّهرِ والمرايا
هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا ..
فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ ..
كلُّ ما تقولهُ سواءُ ..
فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
نحبّهمْ .. مهما لنا أساؤوا ..
إغضبْ!
فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
إغضب!
فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ ..
كنْ عاصفاً .. كُنْ ممطراً ..
فإنَّ قلبي دائماً غفورُ
إغضب!
فلنْ أجيبَ بالتحدّي
فأنتَ طفلٌ عابثٌ ..
يملؤهُ الغرورُ ..
وكيفَ من صغارها ..
تنتقمُ الطيورُ؟
إذهبْ ..
إذا يوماً مللتَ منّي ..
واتهمِ الأقدارَ واتّهمني ..
أما أنا فإني ..
سأكتفي بدمعي وحزني ..
فالصمتُ كبرياءُ
والحزنُ كبرياءُ
إذهبْ ..
إذا أتعبكَ البقاءُ ..
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ ..
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني ..
فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ ..
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ ..
وأنتَ .. عندي الأرضُ والسماءُ ..
إغضبْ كما تشاءُ
واذهبْ كما تشاءُ
واذهبْ .. متى تشاءُ
لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ
وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ ...
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 04:01 م]ـ
سيدي هل الشعر العمودي يقتصر فقط على الوزن أو القافية؟
الجواب بالنفي
ما وجه التشابه بين الشعر العمودي و الشعر الحر؟
الجواب هو الوزن
هل كل ما له وزن يُعد شعرًا؟
الجواب بالنفي
هل كل ما له قافية يُعد شعرًا؟
الجواب بالنفي
هل كل شعور داخلي يُخرجه الإنسان يُعد شعرًا؟
الجواب بالنفي
فما الشعر؟ ........... أظنك عرفت الإجابة
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 04:05 م]ـ
نزار قباني هذا .........
قد يكون الصمت في بعض الأوقات أبلغ من الكلام
بالله عليك هل هذا الكلام يُعدُّ شعرًا .....
لك حرية الإجابة.
بالمناسبة لي بحث عن نزار قباني وقد نشرت بعضًا منه في هذا المنتدى
ـ[الكردي الاول]ــــــــ[01 - 04 - 2007, 11:22 م]ـ
اشكرك اخي الكريم على الاجابة
ـ[الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 02:05 م]ـ
هذه القصيدة رائعة، ولا أعرف لماذا الهجوم على الشخص،أنظروا الى الأدب بعيدا عن شخوصه،
القصيدة رائعة تتسم بموسيقى عالية وحس مرهف،وهي من أسلوب نزار القائم على أسلوب السهل الممتنع.
وهذا الكلام شعرا،فالشعر شعور،وهذه القصيدة بوح أمرأة نسجها خيال الشاعر. ونزار شاعر فحل رغم تحفظنا على المسألة الأخلاقية في شعره.
ـ[الكردي الاول]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 06:18 م]ـ
اشكرك يا اخي الأمين
انا اتفق معك في ما قلت و انا من اشد المعجبين بنزار قباني
كنت اريد فقط ان اعرف على ماذا كتب الشاعر هذه القصيدة
هل هي قصيدة عمودية موزونة ام قصيدة التفعيلة
ام قصيدة حرة
ام قصيدة النثر كما يسمى عند البعض
اما مسألة الاخلاق فكل ما علينا هو طلب المغفرة له عند الله تعالى
ولا يمكن ان ننسى انه هو ايضا من كتب قصيدة (في مدح الرسول)
و كتب قصائد لا تعد عن فلسطين و عن لبنان
ـ[الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 08:58 م]ـ
هذه القصيدة من قصائد (شعر التفعيلة) وهو مايسمى الشعر الحر ولا أظن أن نزارا قد كتب في قصيدة النثر.
ـ[الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 09:09 م]ـ
هذه القصيده يحكمها الوزن،ولكن قصيدة النثر لا وزن فيها.وهي كما اظن من البحر البسيط مستفعلن فعلن.
ولي عتب شديد عليك يا أخي لماذا وضعت الدولة كردستان، وليست العراق يكفينا تقسيما لا نحتاج الى تقسيم جديد،لتكن الدولة العراق أقليم كردستان،نحن نتفهم ما انتم فيه،في نفس الوقت نرفض أن يتم تقسيم العراق.
ـ[الكردي الاول]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 12:32 ص]ـ
اشكرك يا اخي الكريم الأمين
اما بنسبة كردستان فلم ارد بها تقسيم العراق لا سمح الله كلما اردته ان اعرف الناس بكردستان اكثر و حتى لا ينسوا ما الذي حص لهذا الاقليم الذي فعلا يستحق لان يصبح دولة
و ان سألنا انفسنا ما الذي يحتاجه الاقليم ليكون دولة؟
الجواب سيكون
1 شعبا
2 ارضا
3 جسشا يحمي الشعب و الارض
و الحمد لله لنا جميع مقومات لبناء دولة
لكنني اتفق معك لأن الوقت ليس مناسبا فالعراق يكفيه ما يعاني في هذه الايام
و على كل حال فالشعب الكردي و الشعب العربي كان وما زال اخوان
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 08:52 م]ـ
أظن أنني في كلامي عن نزار لم أتطرق إلى الجنس أو الإباحة بقدر ما كان حديثي عن اللغة أو التشبيهات أو .....(/)
هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر
ـ[المساوي]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 03:44 ص]ـ
:::
نحو نقد إسلامي تطبيقي:
هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر (*)
وقفة عند العتبة الأولى لديوان الدكتور عبد الغني التميمي
قراءة في أبجديات " رسالة من المسجد الأقصى "
الأستاذ عبد الرزاق المساوي
على سبيل التقديم:
لقد قيد الله سبحانه وتعالى للأدب عامة وللشعر خاصة رجالا ونساء لهم قلوب وأفئدة تفقه فقه اليقين قوله تعالى من أواخر سورة الشعراء:) (( .. إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا .. ))) (الآية:226) .. ولهم عقول ووجدانات تضبط وتعقل أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ("إن من البيان لسحرا") " (البخاري وأبو داود والترمذي ومالك) و" (" وإن من الشعر حكمة") " (البخاري وأبو داود والترمذي والدارمي وابن حبان) .. ولهم أنفس وأرواح تدرك أحسن الإدراك قوله صلى الله عليه وسلم: " (" إن الله كتب الإحسان على كل شيء") " (مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي) .. ولهم ألسنة وقرائح تصدق وتعيش في أكناف قوله صلى الله عليه وسلم: " (" إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده فكأنما ترمونهم نضح النبل") " (صحيح ابن حبان ومسند أحمد والبيهقي والترمذي والنسائي وغيرهم بألفاظ متقاربة) .. فأفرغ هؤلاء البواسل على هذا الأدب من فقه قلوبهم وأفئدتهم، وأطروه بمدركات عقولهم ووجداناتهم، وأفرغوا عليه عبقا من أنفاسهم وأرواحهم، وأطلقوه مدويا من صدق ألسنتهم وقرائحهم، وأصبغوا عليه تصورهم للكون والحياة والإنسان والوجود والأشياء ما ظهر وما بطن، ما خفي وما تجلى، ذلك التصور المنبثق عن دين الله عز وجل تحت شعار " (" من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ") " (البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة ومالك وغيرهم)، والمنطلق في أساسه وعمقه من قوله تعالى:) ((قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين))) (الأنعام:165) .. ليصل في ركبه المبارك إلى قوله تعالى: (((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله))) (آل عمران:110)
من هنا وانطلاقا من قوله تعالى: (((ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء توتي أكلها كل حين بإذن ربها))) (إبراهيم:27) .. جعل هؤلاء الرجال والنساء أصحاب الكلمة الأدبية الطيبة ذلك النشاط الإنساني المتميز الذي هو الأدب/الإبداع يتصف بصفة من أعلى الصفات وأسماها، وينعت بأفضل النعوت وأعلاها، ويتزين بأحلى الكلمات وأرقاها، ويسكن بجانب أغلى الألفاظ وأغناها .. فقيل له "الأدب الإسلامي" (1) ..
كما قيد عز وجل لهذا الأدب الإسلامي فرسانا أشاوس في كل زمان وفي كل مكان يذودون عن حماه، ويحفظونه من الملمات، ويدفعون عنه النائبات، وينفضون عنه غبار الزمن كلما طال وتحقق منه النسيان، فلا تكاد تجد فترة من فترات التاريخ بدون أدب إسلامي .. منذ إشراقة الشمس الربانية بالرسالة المحمدية، ومن يوم أن نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم للشاعر العظيم حسان بن ثابت رضي الله عنه منبرا في المسجد الشريف (2) إلى يومنا هذا .. حيث فتح هؤلاء الفرسان باب الاجتهاد والجهاد بالسنان واللسان والأقلام، شفهيا وورقيا وبصريا وإلكترونيا، أو في كلمة موجزة فتحوا الأبواب على مستوى إعلامي عالمي متنوع .. وإن سعى كثير من الناقمين أو المغرضين – قدامى ومحدثين مستشرقين أو مستغربين أو مقلدين أو منفتحين ... - إلى محاولة طمس معالم هذا الأدب العظيم، وإزاحته عن الواقع المعيش، وطرده من عالم الأدب والفن والثقافة، إما بالتحريض على مقته وذمه تحت ذريعة الفهم غير السوي لقوله تعالى:) (( .. والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون))) (الشعراء:226) .. وقوله صلى الله عليه وسلم" (" لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا") " (مسلم والترمذي وابن ماجة وابن حبان وأحمد والبيهقي والبخاري في الأدب المفرد) .. وإما بالتركيز على الهفوات الأدبية التي انتشرت على أرضيته وطغت على ساحته لفترة من التاريخ، وإبرازها بشكل مثير وتسليط الأضواء عليها واعتبارها هي المعبر الحقيقي والوحيد على الحقيقة الأدبية لفترة أو فترات من حياة المسلمين،
(يُتْبَعُ)
(/)
والترويج لهذا السم الشعوبي قديمه وحديثه بشكل غريب في الكتابات والندوات .. وإما بالغض من قيمة ما جادت به القرائح المسلمة عبر التاريخ، أو التهوين من شأنها تحت شعار قديم اكتسب مشروعيته من ترويجه والدفاع عنه بفهم معتم "أعذب الشعر أكذبه" .. وكذلك خلف اللافتة العريضة التي كتب عليها ظلما وعدوانا إن:" الشعر نكد بابه الشر" (3) " إذا أدخلته في باب الخير لان " (4) .. وإما باستئصاله وادعاء أنه بدون جذور وأنه لا علاقة للدين بالأدب، وأنى لهذه العلاقة أن تتحقق ولكل منهما عالمه الخاص به مصدرا وأسلوبا وطريقة ومنهجا وأهدافا .. (5) ..
لقد جاء زمان هؤلاء الفرسان الذين نلحظهم على الساحة المعاصرة .. فهاهم يصولون ويجولون ويتقنون ويتفننون ويحسنون إبداعا ونقدا وتنظيرا .. برابطة عالمية ولجن إقليمية وأندية ومطبوعات ورقية وإلكترونية ومجلات وصحف وملحقات وندوات وأبحاث جامعية .. إنهم يدفعون بسواعد الشعر والقصة والرواية والمسرحية والأنشودة والنقد والتنظير والتسطير .. وبكل الأجناس والأنواع الفنية السمعية والمرئية والمقروءة .. يدفعون مركبة الأدب الإسلامي نحو العالمية التي خطها الإسلام الحنيف منذ بداية الدعوة لأهله على خلفية قوله عز وجل:) ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين))) (الأنبياء:106) .. يدفعون المركبة المباركة في زمن أصبح فيه الأدب بضاعة مزجاة تستغل على جميع الجبهات وتحتكر في كل المجالات ..
ومن هؤلاء الفرسان الذين ملأت الدنيا أسماؤهم بأدبهم وشعرهم الذي تبنى قضاياهم: قضايا الإسلام والمسلمين .. وقضايا الإنسانية والمستضعفين .. وقضايا الأرض والمشردين .. نجد شاعرنا الدكتور عبد الغني بن أحمد جبر التميمي الذي جمع بين ثقل الإبداع الذي لذعه، وغم الأمة الذي أرقه، وهمّ الأرض الذي لدغه .. يقول فارسنا الذي جعل أدبه رديفا للقضية بل جعل شعره يرقى إلى مستوى وحجم القضية، وكيف لا وهو نفسه من أهل القضية .. يعيش معاناته الذاتية والجماعية، ويقوم بتسجيل تلك المعاناة في جمالية إبداعية شعرية بعفوية وتلقائية تامتين، لا تكلف فيها لأنها معاناة معيشة .. وبذلك فهو يعبر عن الالتزام بمفهومه الإسلامي وينأى بنفسه عما يسمى الإلزام، ويعبر بلا طلاسم ولا غموض يحجبها عن متلقيها لأنها بكل بساطة معاناة تصور القضية التي يحياها على أنها قضية فرد وشعب وأمة وإنسانية .. وبذلك يقف بكل ثقة أدبية شاعرية أمام ما يستجد على الساحة الأدبية من حداثات منحرفة موغلة في "اللامفهوم" ..
إذن يقول فارسنا راسما أهم الأدوار التي يجب أن تناط بالأدب الإسلامي عموما والشعر منه على الخصوص بل والتي قام بها فعلا كما سبقت الإشارة وبكل امتياز: " ((للأدب الإسلامي - وأعني الشعر بالذات لأنه سيف الأدب الأمضى- دور جيد وحضور لا بأس به في التعبير عن هموم الأمة وقضاياها وخاصة قضية فلسطين)) " كما يعتبر شاعرنا الفارس - وهو يتحدث عن موهبته وكيف تتفتق ومتى تتفجر - أن " ((من مفجرات الشعر عنده آلام الأمة ومعاناتها التي تفجر الصخر ألما)) " (6) ..
الهوامش والمراجع:
(*) يرجى الاطلاع على مقالنا "هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر " من مجلة المسلم المعاصر في عددها 48 السنة 12 شوال 1407هـ الصفحة:91.
(1) هذا المصطلح يطرح مجموعة من المشكلات في تركيبته وفي تاريخيته ومدى تعبيريته .. نتركها لبحث آخر إن شاء الله ..
(2) سنن البيهقي الكبرى > كتاب الشهادات > باب شهادة الشعراء: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق النبل، فأرسل إلى ابن رواحة فقال: اهجهم، فهجاهم، فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك رضي عنه ثم أرسل إلى حسان بن ثابت رضي الله عنه فلما دخل عليه قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، ثم قال: و الذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، و إن لي فيهم نسبا حتى يخلص لك نسبي، فأتاه حسان ثم رجع فقال: يا رسول الله قد محض لي نسبك، و الذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، قالت عائشة رضي الله عنها: فسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لحسان: إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: هجاهم حسان فشفى و اشتفى، فقال حسان [الوافر]:
هجوت محمدا فأجبت عنه و عند الله في ذاك الجزاء
هجوت محمدا برا حنيفا رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي و والده و عرضي لعرض محمد منكم وقاء
ثكلت بنيتي إن لم تروها تثير النقع موعدها كداء
ينازعن الأسنة مشرعات على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات تلطمهن بالخمر النساء
فإن أعرضتم عنا اعتمرنا و كان الفتح و انكشف الغطاء
و إلا فاصبروا لضراب يوم يعز الله فيه من يشاء
و قال الله قد أرسلت عبدا يقول الحق ليس به خفاء
و قال الله قد أرسلت جندا هم الأنصار عزمتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد سباء أو قتال أو هجاء
فمن يهجو رسول الله منكم و يمدحه و ينصره سواء
و جبريل رسول الله فينا و روح القدس ليس له كفاءأخرجه مسلم في الصحيح ..
(3) قولة للأصمعي انظر كتاب:"الشعر والشعراء لابن قتيبة الدينوري دار الثقافة بيروت الطبعة الثانية 1969 الجزء 1 الصفحة 311 .. "وانظر "الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء .. للمرزباني تحقيق علي محمد البجاوي دار نهضة مصر الطبعة 2/ 1965 الصفحة:85"
(4) قولة للأصمعي انظر كتاب: "الموشح للمرزباني تحقيق علي محمد البجاوي 1965 الصفحة:85"
(5) هذه نظرة قديمة في النقد العربي القديم إلا أنها اتخذت لها أشكالا جديدة مع مجموعة من الكتاب المعاصرين انظر مجلة "القاهرة" المصرية العدد:10 تاريخ 09/ 04/1985 والعدد:13 تاريخ 30/ 04/1985 .. وقارن " نقد المركزية العقائدية في نظرية الأدب الإسلامي" لسعيد علوش دار أبي رقراق- الرباط /المغرب طبعة 2002.
(6) في حوار للشاعر مع شبكة المشكاة الإسلامية وهذا هو الرابط: http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=12&artid=12005
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المساوي]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 06:25 م]ـ
هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر (*)
وقفة عند العتبة الأولى لديوان الدكتور عبد الغني التميمي
قراءة في أبجديات " رسالة من المسجد الأقصى "
الأستاذ عبد الرزاق المساوي
صاحب الديوان: (7)
هو الدكتور الشاعر عبد الغني بن أحمد جبر التميمي.
- من مواليد قرية "دير نظام" قرب "رام الله" بفلسطين.
- ولد سنة 1368هـ 1947م.
- درس الابتدائية وما بعدها من مراحل بفلسطين.
- دراسته الجامعية كانت في المملكة العربية السعودية بالمدينة النبوية: الجامعة الإسلامية، ومكة المكرمة: جامعة أم القرى.
- عمل في جامعة أم القرى، وكليات التربية للبنات بالرياض، وبجامعة القدس - كلية الدعوة وأصول الدين.
هذا ما تيسر لنا عن حياة شاعرنا الذي يقول في مقدمة ديوانه مبرزا دور الشعر ووظيفته ومهمته: " ((للشعر دور لا يخفى في إغاظة أعداء الله وفي إنهاض همم المسلمين وإرواء غليلهم، وإذا لم ينطلق من قاعدة التوحيد وأساس الإيمان بالله والانتصار لدينه فهم غواية يفتعلها الغاوون. قال جل وعلا:) ((والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)))
إن هذا الديوان تجريد لسيف من سيوف الحق أريد إغماده، وصوت من أصوات الدعوة أريد إخماده ليخلو الجو لقبرات الحداثة تبيض وتصفر، إنه لون من ألوان الشعر الإسلامي يتجه بقوة لتأصيل كثير من المفاهيم الإسلامية تأصيلا شرعيا بلسان شعري جلي.)) " (8)
استراتيجية العنوان:
قبل ولوج العتبة الأولى البرانية في بناء هذا الأثر الأدبي وقبل الوقوف عليها لاستشراف مكونات وطبقات ومشاهد ومحتويات ذلك البناء الشعري وطبيعته وعلاقته وفواصله وهندسته ومميزاته ومظاهره وجماليته .. نرى أنه لابد من الحديث عن استراتيجيته بشكل عام ومن خلال البناء الشعري الذي بين أيدينا بشكل خاص ولو بنوع من التركيز وشيء من الاختزال ..
إن العنوان من حيث هو علامة له استراتيجيته الخاصة به، والمنبثقة من طبيعته التكوينية أولا: في دلالاته اللغوية وإيحاءاته النفسية وتأثيراته الاجتماعية وترسباته الثقافية .. وثانيا كمؤشر على ما يخفي خلفه وعلى امتداداته وتفرعاته وعلاقاته، وعلى ارتباطاته بباقي المكونات التي تتجاور وإياه، أو تتضافر معه لإكمال الصورة التي يرغب المرسل في إعطائها للمتلقي ..
إنه العتبة الأولى التي قد تصدم المتلقي أو تفجأه أو تثيره سلبا أو إيجابا، وهذه هي أولى عملياته الاستراتيجية، ومن خلالها أو عبرها وفي عملية معقدة وخاطفة يتم انتقال المتلقي من عالم الواقع المشهود الذي يلحظه أمامه إلى عالم الخيال الذي يسرع العنوان في حمله إليه بقوة .. بمعنى آخر إن العنوان هو العتبة الأولى التي تقود أو تجر أو تولج – حسب مستوى الإثارة التي تتمتع بها تلك العتبة – نحو عالم الفهم والتفسير وحتى التأويل والتدبير .. فهو العتبة التي قد تثير في المتلقي فضوله المعرفي وركاماته الثقافية، وتحرك فيه شهية التعاطي مع البناء الإبداعي ككل، وتجذبه بما تملك من مثيرات لولوج أو اقتحام عالمه الذي هو عنوان له ..
إن العنوان عتبة تفضي إلى داخل البناء كما أنه بمثابة المفتاح الأول والأهم ضمن - بطبيعة الحال- مجموعة من المفاتيح الأساس التي تساعد على فتح مغاليق جميع مكونات وبيوتات ومرافق ذلك البناء الذي هو في الأصل بناء نصي مغلق قابل للفتح، أو قل يحث المتلقي على استفتاحه .. لذلك وجب أن نوليه اهتماما بالغا وعناية كبيرة .. فلا ينسى وهو أول المداخل إلى صرح النص .. ولا يغض عنه الطرف وهو أول علامة تنتصب أمام المتلقي، وقد جمعت خيوط ومكونات وامتدادات ذلك البناء/الإبداع المعنون .. كما يمكن القول بأنه يختزل جملة من الإضمارات التي قد يفصح عنها البناء النصي ككل أو يومئ إليها ..
ولهذا نلحظ اهتماما واسعا ومتزايدا في عصرنا الحديث بقضية العنونة في عالم الدراسات النقدية من جميع الاتجاهات حتى إن بعضهم وضع له علما خاصا ذا موضوع ومنهاج، وعلى رأسها الاتجاه السميولوجي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إن العنوان هو أول بارقة تصور طبيعة الأثر المعنون، وتقدم للمتلقي بطاقة تعريفية عنه .. لذلك قلنا إنه يجمع خيوطه ومكوناته، وعليه فلا يمكن أن نحصر العنوان استراتيجيا في فضاء معين محدود على مستوى جغرافية الأثر .. كالرأس من الجسد/الأثر أو الوجه من الرأس كما يحلو لبعضهم القول .. أو على إحدى جوانبه عن اليمين أو عن اليسار أو في الوسط أو التحت .. سواء على الغلاف الرئيس أو الغلاف الثانوي .. أو كعنوان داخلي إذا كان يتواجد على الغلاف من جهة وينتصب على رأس عمل فرعي من جهة أخرى .. أو يتصدره هو بعينه ضمن أعمال أخرى تتحالف فيما بينها لتكوين الأثر ككل بين دفتين ..
لذلك فهو يفرض علينا القيام بمجموعة من المناورات كي نتمكن من ضبط –أو على الأقل معرفة– مدى توغله في الأثر المعنون به، وإلى أي حد ينشر لمساته كعنوان فقط على عمل أو أعمال مختلفة أو متكاملة، وأين يمكن أن يظهر منها أو يختفي، وكيف يكون ذلك التجلي والخفاء .. وكيف يتناغم مع ما حوله من رسوم أو ألوان أو صور أو كتابات أو خربشات أو ما شابه ذلك .. ؟؟؟؟ خاصة وأن العنوان قد يكون وحيدا منثورة حباته في صحراء الغلاف .. وقد تحيط به كل أو بعض تلك المكونات الأخرى السالفة الذكر مما يضفي عليه دلالات وإيحاءات إضافية تسهم في إضاءته وتفكيكه وإعادة تركيبه بالشكل الذي يخول له تمرير رسالته وضبط علاقاته بمتلقيه انطلاقا من التأثير إلى التفاعل إلى القراءة إلى التحليل إلى التخييل إلى التأويل إلى التفعيل ..
إن عنوان الديوان الذي بين أيدينا والذي نقترح قراءته، له استراتيجيته الخاصة إذ يبدو جليا في إطار الفضاء الذي يحدده الغلاف، يبدو أنه عنوان مضيء يتحرك في ظلام دامس .. ويناور بضوء مكوناته الفونيمية فيما يشبه جنح الظلام .. وقد يكون مستمدا لهذا الضوء من النور الساري بين القبة المباركة والمجموعة من السواري المكونة للأقواس التي تعد بالنصر المضيء لكل جنباتها .. ويكتسب العنوان قدسيته من قدسية المسجد الأقصى، والتي يحملها من الدال والمرجع معا، وتصبح تلك العتبة عتبة مقدسة فيما تدلي به أثناء التعاطي معها .. كما يعمل هذا العنوان المعبر والمثير على الوصول إلى كل يد مسلمة مؤمنة بقضيته من خلال القاسم المشترك الذي يرمز إليه الضوء أو النور .. واختيار هذه الاستراتيجية لا يمكن أن يكون اعتباطيا أو بمحض الصدفة .. أو قام دون دراية ولا إحاطة، ولا ربط علاقات = (دبلومانصية) = بينه هو باعتباره مرسلةً وبين المرسل باعتباره مرسلا ومتلقيا في الوقت نفسه من جهة، وبينه أي العنوان وبين المتلقي الآخر من جهة ثانية .. وكل هذه الأقطاب الثلاث فاعلة وبشكل كبير في وضع هذه الاستراتيجية التي قبلت بها جميع الأطراف لأنها تلبي ولو في الحد الأدنى رؤية جمالية متفق عليها سلفا بحكم الطبيعة والسليقة وبحكم التعارف الأدبي ..
ومن ثمة فإن العنوان وقع في شكله الذي بدا عليه كعتبة أولى وفي ارتباطه بما يشغل معه المساحة أو الفضاء الخارجي الذي هو الغلاف .. بدا العنوان العتبة الأولى - كما قلت- دالا على أنه اختيار مدروس ومقصود وهادف أيضا ومثير .. بحيث استطاع أن يعبر بكل قصدية عما يمكن أن يستشرفه المتلقي أو أن يستحضره بل وأن يتأوله حتى قبل أن يتصفح مداخل ومخارج الأثر الأدبي، لأنه كما يقال في المثل المغربي " الأخبار تؤخذ من باب الدار " ..
الهوامش والمراجع:
(7) نشرت هذه النبذة من حياة الشاعر على الشبكة السابقة الذكر: http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=12&artid=12005
(8) من مقدمة الشاعر لديوانه .. لم أتمكن من الحصول على الديوان مطبوعا فاعتمدت على النسخة الإلكترونية المنشورة على الموقع الفلسطيني وهذا هو الرابط: http://www.palestine-info.info/arabic/poems/altameme/resalh
ـ[المساوي]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 04:54 ص]ـ
:::
هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر
وقفة عند العتبة الأولى لديوان الدكتور عبد الغني التميمي
قراءة في أبجديات " رسالة من المسجد الأقصى "
الأستاذ عبد الرزاق المساوي
صاحب الديوان: (7)
هو الدكتور الشاعر عبد الغني بن أحمد جبر التميمي.
- من مواليد قرية "دير نظام" قرب "رام الله" بفلسطين.
- ولد سنة 1368هـ 1947م.
- درس الابتدائية وما بعدها من مراحل بفلسطين.
(يُتْبَعُ)
(/)
- دراسته الجامعية كانت في المملكة العربية السعودية بالمدينة النبوية: الجامعة الإسلامية، ومكة المكرمة: جامعة أم القرى.
- عمل في جامعة أم القرى، وكليات التربية للبنات بالرياض، وبجامعة القدس - كلية الدعوة وأصول الدين.
هذا ما تيسر لنا عن حياة شاعرنا الذي يقول في مقدمة ديوانه مبرزا دور الشعر ووظيفته ومهمته: " ((للشعر دور لا يخفى في إغاظة أعداء الله وفي إنهاض همم المسلمين وإرواء غليلهم، وإذا لم ينطلق من قاعدة التوحيد وأساس الإيمان بالله والانتصار لدينه فهم غواية يفتعلها الغاوون. قال جل وعلا:) ((والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)))
إن هذا الديوان تجريد لسيف من سيوف الحق أريد إغماده، وصوت من أصوات الدعوة أريد إخماده ليخلو الجو لقبرات الحداثة تبيض وتصفر، إنه لون من ألوان الشعر الإسلامي يتجه بقوة لتأصيل كثير من المفاهيم الإسلامية تأصيلا شرعيا بلسان شعري جلي.)) " (8)
استراتيجية العنوان:
قبل ولوج العتبة الأولى البرانية في بناء هذا الأثر الأدبي وقبل الوقوف عليها لاستشراف مكونات وطبقات ومشاهد ومحتويات ذلك البناء الشعري وطبيعته وعلاقته وفواصله وهندسته ومميزاته ومظاهره وجماليته .. نرى أنه لابد من الحديث عن استراتيجيته بشكل عام ومن خلال البناء الشعري الذي بين أيدينا بشكل خاص ولو بنوع من التركيز وشيء من الاختزال ..
إن العنوان من حيث هو علامة له استراتيجيته الخاصة به، والمنبثقة من طبيعته التكوينية أولا: في دلالاته اللغوية وإيحاءاته النفسية وتأثيراته الاجتماعية وترسباته الثقافية .. وثانيا كمؤشر على ما يخفي خلفه وعلى امتداداته وتفرعاته وعلاقاته، وعلى ارتباطاته بباقي المكونات التي تتجاور وإياه، أو تتضافر معه لإكمال الصورة التي يرغب المرسل في إعطائها للمتلقي ..
إنه العتبة الأولى التي قد تصدم المتلقي أو تفجأه أو تثيره سلبا أو إيجابا، وهذه هي أولى عملياته الاستراتيجية، ومن خلالها أو عبرها وفي عملية معقدة وخاطفة يتم انتقال المتلقي من عالم الواقع المشهود الذي يلحظه أمامه إلى عالم الخيال الذي يسرع العنوان في حمله إليه بقوة .. بمعنى آخر إن العنوان هو العتبة الأولى التي تقود أو تجر أو تولج – حسب مستوى الإثارة التي تتمتع بها تلك العتبة – نحو عالم الفهم والتفسير وحتى التأويل والتدبير .. فهو العتبة التي قد تثير في المتلقي فضوله المعرفي وركاماته الثقافية، وتحرك فيه شهية التعاطي مع البناء الإبداعي ككل، وتجذبه بما تملك من مثيرات لولوج أو اقتحام عالمه الذي هو عنوان له ..
إن العنوان عتبة تفضي إلى داخل البناء كما أنه بمثابة المفتاح الأول والأهم ضمن - بطبيعة الحال- مجموعة من المفاتيح الأساس التي تساعد على فتح مغاليق جميع مكونات وبيوتات ومرافق ذلك البناء الذي هو في الأصل بناء نصي مغلق قابل للفتح، أو قل يحث المتلقي على استفتاحه .. لذلك وجب أن نوليه اهتماما بالغا وعناية كبيرة .. فلا ينسى وهو أول المداخل إلى صرح النص .. ولا يغض عنه الطرف وهو أول علامة تنتصب أمام المتلقي، وقد جمعت خيوط ومكونات وامتدادات ذلك البناء/الإبداع المعنون .. كما يمكن القول بأنه يختزل جملة من الإضمارات التي قد يفصح عنها البناء النصي ككل أو يومئ إليها ..
ولهذا نلحظ اهتماما واسعا ومتزايدا في عصرنا الحديث بقضية العنونة في عالم الدراسات النقدية من جميع الاتجاهات حتى إن بعضهم وضع له علما خاصا ذا موضوع ومنهاج، وعلى رأسها الاتجاه السميولوجي ..
إن العنوان هو أول بارقة تصور طبيعة الأثر المعنون، وتقدم للمتلقي بطاقة تعريفية عنه .. لذلك قلنا إنه يجمع خيوطه ومكوناته، وعليه فلا يمكن أن نحصر العنوان استراتيجيا في فضاء معين محدود على مستوى جغرافية الأثر .. كالرأس من الجسد/الأثر أو الوجه من الرأس كما يحلو لبعضهم القول .. أو على إحدى جوانبه عن اليمين أو عن اليسار أو في الوسط أو التحت .. سواء على الغلاف الرئيس أو الغلاف الثانوي .. أو كعنوان داخلي إذا كان يتواجد على الغلاف من جهة وينتصب على رأس عمل فرعي من جهة أخرى .. أو يتصدره هو بعينه ضمن أعمال أخرى تتحالف فيما بينها لتكوين الأثر ككل بين
(يُتْبَعُ)
(/)
دفتين ..
لذلك فهو يفرض علينا القيام بمجموعة من المناورات كي نتمكن من ضبط –أو على الأقل معرفة– مدى توغله في الأثر المعنون به، وإلى أي حد ينشر لمساته كعنوان فقط على عمل أو أعمال مختلفة أو متكاملة، وأين يمكن أن يظهر منها أو يختفي، وكيف يكون ذلك التجلي والخفاء .. وكيف يتناغم مع ما حوله من رسوم أو ألوان أو صور أو كتابات أو خربشات أو ما شابه ذلك .. ؟؟؟؟ خاصة وأن العنوان قد يكون وحيدا منثورة حباته في صحراء الغلاف .. وقد تحيط به كل أو بعض تلك المكونات الأخرى السالفة الذكر مما يضفي عليه دلالات وإيحاءات إضافية تسهم في إضاءته وتفكيكه وإعادة تركيبه بالشكل الذي يخول له تمرير رسالته وضبط علاقاته بمتلقيه انطلاقا من التأثير إلى التفاعل إلى القراءة إلى التحليل إلى التخييل إلى التأويل إلى التفعيل ..
إن عنوان الديوان الذي بين أيدينا والذي نقترح قراءته، له استراتيجيته الخاصة إذ يبدو جليا في إطار الفضاء الذي يحدده الغلاف، يبدو أنه عنوان مضيء يتحرك في ظلام دامس .. ويناور بضوء مكوناته الفونيمية فيما يشبه جنح الظلام .. وقد يكون مستمدا لهذا الضوء من النور الساري بين القبة المباركة والمجموعة من السواري المكونة للأقواس التي تعد بالنصر المضيء لكل جنباتها .. ويكتسب العنوان قدسيته من قدسية المسجد الأقصى، والتي يحملها من الدال والمرجع معا، وتصبح تلك العتبة عتبة مقدسة فيما تدلي به أثناء التعاطي معها .. كما يعمل هذا العنوان المعبر والمثير على الوصول إلى كل يد مسلمة مؤمنة بقضيته من خلال القاسم المشترك الذي يرمز إليه الضوء أو النور .. واختيار هذه الاستراتيجية لا يمكن أن يكون اعتباطيا أو بمحض الصدفة .. أو قام دون دراية ولا إحاطة، ولا ربط علاقات = (دبلومانصية) = بينه هو باعتباره مرسلةً وبين المرسل باعتباره مرسلا ومتلقيا في الوقت نفسه من جهة، وبينه أي العنوان وبين المتلقي الآخر من جهة ثانية .. وكل هذه الأقطاب الثلاث فاعلة وبشكل كبير في وضع هذه الاستراتيجية التي قبلت بها جميع الأطراف لأنها تلبي ولو في الحد الأدنى رؤية جمالية متفق عليها سلفا بحكم الطبيعة والسليقة وبحكم التعارف الأدبي ..
ومن ثمة فإن العنوان وقع في شكله الذي بدا عليه كعتبة أولى وفي ارتباطه بما يشغل معه المساحة أو الفضاء الخارجي الذي هو الغلاف .. بدا العنوان العتبة الأولى - كما قلت- دالا على أنه اختيار مدروس ومقصود وهادف أيضا ومثير .. بحيث استطاع أن يعبر بكل قصدية عما يمكن أن يستشرفه المتلقي أو أن يستحضره بل وأن يتأوله حتى قبل أن يتصفح مداخل ومخارج الأثر الأدبي، لأنه كما يقال في المثل المغربي " الأخبار تؤخذ من باب الدار " ..
وللحديث بقية ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 03:58 ص]ـ
حديث ممتع عن العنوان وأهميته في التحليل النصي ..
فمن يستطع أن يفك هذه الشفرة الأولية، سيتمكن من الولوج إلى داخل النص والانغماس في دلالاته.
بانتظارك أستاذ عبدالرزاق لتكمل لنا.
ـ[المساوي]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 06:38 م]ـ
:::
هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر
وقفة عند العتبة الأولى لديوان الدكتور عبد الغني التميمي
قراءة في أبجديات " رسالة من المسجد الأقصى "
الأستاذ عبد الرزاق المساوي
هندسة العنوان:
نقصد بهندسة العنوان كيفية بروز العنوان في إطار استراتيجيته التي تم اختيارها، وكيف يتحقق وجوده بها، وكيف استطاع أن يعطي للمتلقي مظهره ومنظره وشكله وتركيبته، وكيف استطاع أن يكشف له عن قناعه .. هندسة العنوان تتحدث عن تصميمه وصناعته وطريقة صياغته وكيف هي تركيبته، ومدى انسجامه مع نفسه ومع ما يحيط به .. هندسة العنوان هو ذلك الشكل الذي يتمظهر من خلاله رمزا دالا ويتجلى به ..
هل يمكن للعنوان أن يتحقق من فراغ مكاني؟ هل يستطيع أن يظهر كهيولى أم أنه يحتاج إلى شكل واقعي لغويا وبصريا يمكنه أن يحمل نبض النص المعنون وأن يرسم تجاعيده وأن يصور ترسباته البنيوية أو يشخص تضاريسه التركيبية وذلك على كل المستويات الدلالية والرمزية .. ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن هندسة العنوان بشكل عام في حقيقة الأمر ليست ثابتة وليست مستقرة على حال، ولا تنبني على هيكلة واحدة، ولا تأخذ إطارا معينا يوحده .. ولا يمكن بأي حال من الأحوال رصدها في شكل واحد راسخ العلامة، أو حتى في أشكال محددة اللهم إلا على المستوى التجريدي بالاعتماد على بعض علوم اللسانيات ..
إن هندسة العنوان تتجلى حسب الرؤية الجمالية والصيغة الهندسية والتركيبة التقنية والطريقة الفنية التي يرغب في الوصول إليها كل من المرسل - على اعتبار أنه هو المهندس الأساس والأول بشكل مباشر- من خلال وضعه أو صياغته لكل مكونات الغلاف دون تأثير الآخر أي دون حدوث بصمات مؤثر خارج الذات المبدعة في هذه الهندسة، وهذا لا يتم إلا في حالات ناذرة أن يقوم المرسل المبدع بكل ما يتعلق بالعنوان وما حوله .. هذا من جهة ومن جهة ثانية يمكن أن تتم عملية هندسة العنوان بتواطئ المرسل الأساس مع غيره ممن له الكفاءة على أن يساهم في ذلك كالخطاط والرسام والمخرج ومستلزمات الطباعة، وهذا هو الغالب والمشهور .. وكذلك –وهذا هو الأهم - بتواطئه مع غائب حاضر بالضرورة، يدفع بكل ثقله كي تكون هندسة العنوان في مستوى التطلعات وفي مستوى التعبير عن جمالية البناء داخليا وخارجيا .. أي أن العنوان تتم هندسته من خلال تمريره عبر قناة رضا المرسل/ المبدع على نظر المتلقي المفترض والذي يساهم بطريقة غير مباشرة في العنونة، لأنه يجثم بكل كلكله على كل عملية إبداعية .. لأنه في الحقيقة وفي آخر المطاف هو الذي يضغط بشكل خفي – أراد من أراد وأبى من أبى - على مهندس العنوان ويمارس عليه وهو غائب جسديا حاضر فكريا أنواعا كثيرة من التأثير ..
فالمرسل يهندس العنوان ويؤثته ويجمع خيوطه انطلاقا من البناء نفسه وتحت تأثيره وهو يشيده، وتحت التأثير أو الضغط أو الحضور الذهني للمتلقي المفترض، وبذلك يحاول تحت التأثير المباشر وغير المباشر أن يحرك كل أدواته الإجرائية والمرجعية والإفهامية كي يقدم هندسة متوازنة للعنوان تكون من الناحية الفنية والجمالية مقبولة، ومن الناحية التركيبية منسجمة ومترابطة إسناديا، كما يتمتع بتوازن منطقي يساهم في تفكيك النص/النصوص وتركيبه/تركيبها من خلال استكناه بنياته/بنياتها الدلالية والرمزية مما يسهم منذ البداية بل ومنذ الوهلة الأولى في إضاءة النص/النصوص ككل ..
ما يفهم مما سبق بكل وضوح هو أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار العنوان بالمرتبة الأولى حلية تزيينية يرصع بها أعلى النص أو ينمق بها غلاف الكتاب، أو أداة ووسيلة لجذب انتباه المتلقي وكسب رغبته في الاقتناء أو على أقل تقدير التصفح .. وإن كنا في الحقيقة لا ننفي وجود مثل هذه القضية فكم من مقروء ليس له غير العنوان الخادع .. وإنما الواجب أن يعتبر العنوان بالأساس أفقا واسعا من التعبير وعالما كبيرا من الكلم، وإن قلت عباراته وألفاظه، وأن يعتبر اكتناها للدلالة، وتساوقا تكوينيا مع النص ومنجزه الجمالي والقيمي ..
لذا يمكن القول بأن الشاعر عبد الغني التميمي في هندسته للديوان عمل على جعل عتبته الأولى ترتكز على عدد من المكونات اللفظية البسيطة التي جاءت على شكل جملة اسمية تفتتح بمبتدأ نكرة وخبره المعرف شبه جملة من الجار والمجرور ويأتي المجرور منعوتا .. وتتوفر هذه التشكيلة اللفظية على مجموعة من المقومات الدلالية العميقة غير الخاضعة للزمنية .. وتتمتع بعناصر تصويرية وإيحائية تجعل المكان رمزا سيميولوجيا وليس رمزا جغرافيا أو طبوغرافيا .. وتتحلى هذه التشكيلة الاسمية بخصائص رمزية طافحة وأخرى كامنة يمكن استشفافها على المستوى النفسي والاجتماعي والثقافي والحضاري ..
إن العتبة الأولى لهذا البناء التميمي جاءت هندستها على الشكل التالي: (" (رسالة من المسجد الأقصى) ") تركيبة بسيطة وعميقة في الوقت نفسه، ودالة ومعبرة وحاملة لأفق شاسع، تضع المتلقي في غمرة الواقع المعاصر بأحداثه ووقائعه .. وتأخذه إلى الماضي القريب والبعيد لاستحضار أصول وجذور هذا الواقع .. كما تحرك فيه ذكريات ضاربة جذورها في التاريخ البشري عن طبيعة الأداة المشهور عملها ووظيفتها والتي هي "الرسالة"، وتثير فيه ذكريات موغلة في القدم عن طبيعة المكان في عمقه القدسي وبعده الإنساني وكينونته التاريخية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
(" (رسالة من المسجد الأقصى) ") معان سامية ودلالات عميقة وقضايا جليلة وأحداث لا تنسى وأمور تنتظر أن تقضى .. أناس قضوا وأناس ينتظرون .. كل ذلك وغيره كثير نقش على العتبة الأولى لهذا البناء التميمي الشامخ الذي يتكون من طوابق ثمانية .. أولاها تتبنى العتبة نفسها (" (رسالة من المسجد الأقصى) ")، وهذه ظاهرة أدبية معروفة بحيث نجد الأديب يستعير العتبة الأولى على الغلاف من بناء آخر يكون طابقا في بنائه الجديد ذي الطوابق العديدة يضمنها إياه .. لذلك نجد هذه العتبة دالة على البناء كله بطوابقه الثمانية وتتصدره أيضا في طابقه الأول .. وثانية هذه الطوابق تأخذ من العتبة الأولى بعضا من ألفاظها وجمالها، وتضيف إلى نور مكوناتها الجمادية جمالا آخر إنسانيا بكل ما تحمل اللفظة من دلالات ومعان .. فتتحول العتبة من التركيبة الاسمية (" (رسالة من المسجد الأقصى) ") إلى التركيبة الاسمية (" (رسالة من حراس الأقصى) ") .. وهذا التغيير في مكونات الجملة لم يطرأ على المستوى السطحي إلا على الاسم المجرور وما ارتبط به، فكان من "المسجد" إلى "حراس" من "معرف" إلى "نكرة" من "منعوت" إلى "مضاف" .. وهذا الأمر على المستوى العميق له دلالات بعيدة يرتبط أو يمتزج فيها ما هو ساكن بما هو متحرك، ما هو جامد بما هو حي، ما هو مكاني بما هو إنساني، ما هو مسجد بما هو حراس .. في رمزية معبرة عن القدسية والكرامة والإخلاص والتجذر في التاريخ، والارتباط بين مكان السجود والساجد والتوحد في الإحساس ..
ثم تتوالى الطبقات في سماء الإبداع الشعري الإسلامي من خلال هذا البناء الشامخ الواحدة تلو الأخرى من (" (مجزرة) ") التي تصور الفظاعة والغلظة والبشاعة والعداء المستحكم في نفس الصهاينة نحو المسجد الأقصى وحراسه:
في ساحة الأقصى
تدور مجزره
مدافع منصوبة
وجثث منتثره
رجالنا نساؤنا
أطفالنا مستنفره
دماؤنا نازفة
نساؤنا محسره
منابر، مآذن
تحت الحراب صابره
في ساحة الأقصى
بكل موضع مجنزره
وحولنا مشجعون
فأدى هذا الوضع المزري إلى غضب المكان وانتفاضته المقدسة، لقد تحرك الجماد الذي أحس بالجفاء "وحولنا مشجعون" فأضحى يمتلك إحساسا إنسانيا لقسوة ما يرتكب على ظهره وفوق ظهره، فأنشد نشيده وهز صوته وانتفض (" (نشيد: القدس غضب) ")
القدس تقول تقول
يا سارق شمع الدار
يا مطفئ فيها الأنوار
لا تقطف في الأزهار
لا تلمس في الأحجار
مائي سم
حجري لغم
يا نجسا يا رجسة عار
لن تملك في القدس طريقا
لن تظفر فيها بغبار، أو ريح غبار
يا ذنب استعمار مرجوم
يا نعل استعمار ..
فكان هذا النشيد المكاني القدسي الذي يتقاطع عموديا وأفقيا مع النشيد الإنساني القدسي المضمر فيه أصلا .. كان مدعاة لتحرك البراءة ورفع صوتها برفض الواقع المهين .. وحافزا لغضبة الطفولة ورفع سواعدها ترمي العدو بصواريخ من حجارة من سجيل .. محدثة بذلك ربكة عسكرية واضطراب سياسي في صفوف الأعداء .. إنها أيادي صغيرة تقذف ولا تهن ولا تكترث مادام الكبار عن القضية والنشيد القدسي من الغافلين بسبب جبنهم:
اقذف به ولا تهن، لا تكترث بمن جبن
لا تكترث بمن وقف
اقذف به ولا تخف
ألا ترى إلى العدو في سلاحه
ارتجف
اقذف به وذق وذب في حبه
فإن من ذاق عرف
فاستحقت هذه الطفولة البريئة وهي عنفوان الأمة ومستقبلها على شجاعتها وإقدامها وصبرها وصلابتها كالأحجار التي بأيديها .. استحقت جائزة عظيمة هي عتبة الطابق الخامس (" (براءة اختراع) ") التي أثارت حفيظة الأعداء ومن خلفهم من دول الاستكبار مما أدى إلى استصدار مرسوم ملؤه الغبن والظلم والجور في شكل منحة صرفت زمانا بقيمة إمهال طويل الأمد .. كي تفضي هذه المنحة الدولية التي منحت للعدو الصهيوني إلى القضاء الكلي على انتفاضة الحجارة، والمشروع الإسلامي الفلسطيني .. وهذا هو الموضوع الذي يؤثث به التميمي طابقه السادس ذي العتبة (" (مرسوم) "):
جاء مرسوم من القمة يقضي:
أمهلوا شارون دهرا
أمهلوه بعد"صبرا" صبرتين أو ثلاثا
وعلى الأكثر عشرا
واصبروا صبرا ... فصبرا
لا تقولوا كان –يوما-
واحدا من هؤلاء القتلة
امنحوه بعد هذا العام
عامين ونصفا كي يحل المشكله
امنحوه فرصة –يا قوم- أخرى
ولماذا العجله؟
امنحوه مثل (شاتيلا) شُتيْلات
فشاتيلا وصبرا مهزله
ربما من بعد خمس
بعد سبع .. بعد تسع
سيلاقي فشله
عندها في مجلس الأمن
أثيروا المسأله
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا المرسوم الدولي أو المهزلة العالمية، حري بمن صدر ضده أن يستفيق من سباته، وأن يراجع حساباته، وأن يعيد ترتيب أوراقه، في علاقاته مع الآخر كيفما كان نوعه وجنسه وموطنه .. وأن لا يجعل البرنامج الوطني الذي يجب أن يخدم الوطن وأن يقف إلى جانبه في محنته وأن يتقدم به نحو التحرر والحرية والكرامة، هو البرنامج نفسه المؤامرة على الوطن أو ضد الأهداف السامية للوطن والمواطنة ..
فعلى هذا الذي صدر ضده المرسوم أن يرد الاعتبار لوطنيته وواجبه القومي .. وأن يحافظ على البسمة في شفتي وطنه الذي "شرم يهديه إلى شرم" .. وألا يتركه طريد العدو الغاشم المتآمر على الوطن "الجيش الغاصب في صلف / قتل نهبا ... هدم اغتصبا / أرض الإسراء غدت سلبا" وألا يدعه تحت نير ظلم القريب النائم الذي "بطنه تملأ المكتب / تبيت تقدس الأرقام / كالأصنام ملفها / تنكب:
أتظل طريدا يا وطني
ظلم يغريك إلى ظلم؟
شرم يهديك إلى شرم؟
أتظل أسير مؤامرة
ومزايدة ومقامرة
وتباح وتباع كمجمرة
الأمس يبيعك لليوم؟
جاء الشارون
فشارون من قوم يهود
وآخر من قومي
أتظل البسمة في شفتيك
للغاصب واجبك القومي؟
فإذا تجوّز هذا الوضع الذي يصوره شعر الشاعر في طابقه السابع ذي العتبة (" (برنامج وطني) ") .. وأصبح الوطن وطنا رسميا وليس اسميا، حينها وحينها فقط سيعلم الجميع كيف نؤثث طابقنا الأخير الذي يرقى في السماء، وسيعرف العالم كله (" (من نحن؟) ")
منا الزمان وخطبه يتعلم
وعلى خطانا للعلا يترسم
وإذا طمى جرح الزمان فإننا
نحن الشفاء لجرحه والبلسم
إن كنت تجهل من نكون فإنما
للعمى هذي الشمس جرم مظلم
عجبا أتجهل من نكون وهذه
الدنيا بكل فعالنا تتكلم؟
من أنت، لا من نحن، يا متجاهلا
أو يجهل البحر الخضم العوم؟
إن كنت تجهلنا فذي آثارنا
في كل الأرض للهداية معلم
وهكذا يمكن الاعتراف (9) بكل تقدير أدبي وإجلال شعري بأن الدكتور عبد الغني التميمي استطاع أن يهندس بناءه الشعري بشكل جميل ورائع ومتناسق يؤدي أوله إلى آخره، ويفضي آخره إلى أوله، وبين الأول والآخر ينتشر إيقاع الغربة والحزن والهموم، وتنبعث ألحان العودة والفرح والسرور .. يتموسق ويتناغم الإيقاع والألحان تموسقا وتناغما داخليين منبعثين من طبيعة التكوين الشخصي المنبثق عن التصور الإسلامي للموضوع والقضية في إطار قول الرسول صلى الله عليه وسلم " ((بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس .. )) " (اللفظ للترمذي وهو عند أحمد وابن ماجة والدارمي بروايات وأوله في صحيح مسلم) ..
كما استطاع التميمي أن يؤثث بناءه هذا بالطريقة المتموسقة والمتناغمة نفسها التي تترك بصماتها على نفسية المتلقي فتجعله يتفاعل وينفعل بالقضية التي رسم معالمها هنا بكل فنية وجمالية انطلاقا من اللفظ والتعبير والصورة ..
وللبحث تتمة بإذن الله تعالى ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 04 - 2007, 10:04 م]ـ
اعذرني، فقد جمعتها في صفحة واحدة .. حفظا لها.
بانتظار إكمال دراستك أستاذ عبد الرزاق.
ـ[المساوي]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 02:13 ص]ـ
حديث ممتع عن العنوان وأهميته في التحليل النصي ..
فمن يستطع أن يفك هذه الشفرة الأولية، سيتمكن من الولوج إلى داخل النص والانغماس في دلالاته.
بانتظارك أستاذ عبدالرزاق لتكمل لنا.
أختي "وضحاء" السلام عليك ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
يسعدني تنويهك وتشجيعك وأتمنى أن أكون قد اقتربت من فك تلك الشفرة الأولية ..
أرجو أن تستمتعي ببقية القراءة المتواضعة ..
ولك الشكر على ما قمت به من تجميع المادة ..
وأسأل الله العلي القدير أن ينفع بها رواد منتدانا الأغر ..
ـ[المساوي]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 02:23 ص]ـ
:::
نحو نقد إسلامي تطبيقي:
هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر
وقفة عند العتبة الأولى لديوان الدكتور عبد الغني التميمي
قراءة في أبجديات " رسالة من المسجد الأقصى "
الأستاذ عبد الرزاق المساوي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
مكونات العنوان:
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا العنوان الذي يتجلى في عتبتين: العتبة الأولى/الكبرى المفضية إلى البناء جميعه/الديوان بطوابقه الثمانية .. والعتبة المفضية إلى الطابق الأول/القصيدة الأولى في ترتيب الديوان .. هذا العنوان له ارتباطات دلالية كثيرة بمجموع البناء ككل، وعلى مستوى الطابقين الأول والثاني بشكل خاص .. يقول الأستاذ سمير عطية: " وإذا جاز لي أن أتوقف قليلا عند عنوان الديوان الذي بين أيدينا بعد أن جلت في ربوع قوافيه، وجلست بين زهور أشعاره فإنني لا أبالغ حين أقول إن عنوان الديوان يكشف شيئا عن جوهر ما يحتويه، وإذا كان العرب قديما قد قالوا "إن القصائد بمطالعها " فالحال اليوم يكاد يصدق ذلك في عنوان هذا الديوان كما أشرنا ... لقد كشف العنوان عن شكل ومضمون العمل إلى حد كبير، من حيث المواضيع التي سيتطرق لها الشاعر ومحاولة استقراء للقالب الفني الذي ستأتي به وهو ما برز من خلال العنوان من أن ثمة رسالة يبعث بها المسجد الأقصى ... وذُيِّل الإخراج الفني للغلاف بأن تصل الرسالة ليد "كل مسلم"، كل هذا وغيره جعل العنوان انعكاسا لما فيه. بل إن الوضوح في اللغة الشعرية للديوان أمر لا يتطلب إلى جهد لمعرفة ذلك. فالخطاب العام في النصف الأول من الديوان هو السمة الأوضح خاصة وأن القصيدتين"الأولى والثانية " تشكلان تقريبا النصف الأول من وجه هذا الديوان المضيء .. " (10)
فلنعد مرة أخرى إلى العنوان/العتبة الأولى لقراءة مكوناته، ومعرفة دلالاته، وربطه بحقوله، والوقوف عند ارتباطاته وعلاقاته، بعد تفكيكه وإعادة بنائه .. إن هذا العنوان "رسالة من المسجد الأقصى" ليحمل دلالات جلية وواضحة تطفح على سطحه باعتبار أنه عنوان بسيطة ولا يحتمل التعقيد .. كما يتضمن مجموعة أخرى من الدلالات الخفية والمضمرة والمستترة .. فـ"رسالة من" تستوجب بطبيعتها مكونين اثنين لا غنى لها عنهما، وهما المرسل والمتلقي/المرسل إليه .. كما تستدعي موضوعا أو مضمونا أو محمولا مفهوما وإلا لما كانت فعلا رسالة .. كما أنها تتضمن سننا أو شفرة يمكن معرفتها من خلال السياق ككل في البناء كله أو جله ..
والمرسل لهذه الرسالة هل هو الذي ارتبط بها تركيبيا، أي ذلك الذي جاء خبرا للمبتدأ في العنوان "رسالة" والذي هو "في المسجد الأقصى" .. ؟ أم هو الشاعر الإنسان المبدع الذي يمكن أن يعتبر المرسل الأول والواقعي للرسالة .. ؟ أم هو شيء آخر خفي بين الشاعر والمسجد الأقصى والذي يمكن أن نطلق عليه اسم "المشعر" ويقوم نقديا بالوظيفة نفسها التي يؤديها مصطلح "الراوي" في الرواية .. ؟ أم أن المرسل هو عبارة عن الدلالات التي تستشف من شبه الجملة في العنوان "من المسجد الأقصى" والذي يحيل على كثير من الدلالات سنقف عند بعضها لاحقا .. ؟ أم أن المرسل هو كل هذا وبدون استثناء .. ؟
أما "المسجد الأقصى" فهو دال على المكانية والتاريخية والقدسية وأيضا على الصراع الذي فرض عليه وليس من طبيعته لأنه هو نفسه رمز السلام .. إنه مكان موغل في الزمان، وزمان ضارب بجذوره في المكان، كما أنه مكان يحيل على الحال فيه والموجود به، يحيل على الإنسان الساكن به المرتبط بترابه منذ غابر الأزمنة .. ولقد أحيط بالقداسة الدينية والاحترام البشري منذ بنائه أول مرة، كما تضمن دلالات المعاناة ومعاني الصمود .. فالمكان في حد ذاته ليس مقصودا بالأساس وإنما المقصود أصلا هو ما يدل عليه من معان، أو ما يحيل إليه من رمزية ..
"+إن المكان في الإبداع الأدبي عامة وفي الإبداع الشعري على الخصوص ليس صورة (فوتوغرافية) أو شكلا مرسوما هندسيا (طوبوغرافيا) كما أنه ليس موصوفا وصفا علميا أو مشهديا أو تشريحيا، وإنما هو تعبير أو تلفظ لغوي أو دال يحمل في ذاته مدلولا ثم يحيل على مرجع معين، ثم يصير من حيث الرؤية إلى مرجع مفتوح يعطي للدال فرصة كبيرة يتناسل من خلالها الدوال .. كما قد يرتبط بدوال أخرى ضمن تركيب لغوي معين، وفي إطار سياق أسلوبي محدد، بل وضمن نص أو نصوص إبداعية متعددة تتفق في استعمالها اللغوي للمكان نفسه .. وهذا يسعف الدال على توسيع دائرة مدلولاته ومرجعه المفتوح (11) .. لذا أصبح لزاما أن تخرج اللفظة المكانية المستعملة في الملفوظ/المتخيل (أي أن يخرج الدال) من المستوى الملموس إلى المستوى المجرد، ومن الإطار المحسوس إلى الإطار المعنوي، ومن المرئي إلى المفهومي أو الرؤيوي، ومن مجرد التذكر إلى التفكر والارتقاء في التخيل ..
إن أماكن الإبداع الشعري لغوية بالضرورة وإن أحالت على ما هو مادي في الأصل .. تتحرك في إطار ما تعطيه اللغة وما تزخر به تراكيبها وما تمنحه من معاني ومفاهيم وما تتمتع به من رؤى وما تحويه من رموز وما تكنه من تشكيل خصوصا إذا فجرها الإبداع الشعري تفجيرا شاعريا يُفيض على مفهوم المكان جمالا وسناء وسلاسة وإحالات قد لا تبدو للعيان أو حتى للمتفحص الذي يعتمد على اللغة في منطوقها العادي أو في مفهومها الضيق والقاصر، أو في لعبتها غير الناضجة .. أو يعتمد بعض الأدوات النقدية العتيقة/المتجاوزة، أو التي لم ترق بعد إلى ما آلت إليه الدراسات الحديثة، أو لم تتمتع بنظرة تكاملية توليدية وتفجيرية تعتصر اللغة الإبداعية اعتصارا في أساليبها وتراكيبها وعلائق كل مكوناتها كي تنتهي في ذلك وبذلك إلى الحصول على لب وأسِّ تلك اللغة وجوهرها الذي يحرك الأنفس ويدغدغ الوجدان ويرقى بالفكر ويسحر العقل ويعلو بالروح ويسمو بالفؤاد، ويبرز المادة المدروسة في جوهرها الشفاف، وهي ترقى في معارج الأدبية والشعرية .. +" (12) ..
وللبحث صلة ...(/)
اريد ان اعرف ما هي قصيدة النثر
ـ[الكردي الاول]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 06:22 م]ـ
مرحبا
انا اريد ان اعرف ما هي قصيدة النثر
و كيف تكتب
و لو امكن امثلة من فضلكم
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 03:01 ص]ـ
عسى أن تجد بغيتك هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10430&highlight=%DE%D5%ED%CF%C9+%C7%E1%E4%CB%D1)
ـ[الكردي الاول]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 12:08 ص]ـ
اشكرك اخي الكريم على المساعدة(/)
ما المراد بالرمزية في الأدب
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 09:37 م]ـ
ما المراد بهذه المصطلح مع الشكر
ـ[برقش]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 10:12 م]ـ
أخي الزمخشري
يعرّف "المنجد في اللغة العربية المعاصرة" الرمزية بأنها "مذهب في الأدب والفن يعبِّر عن المعاني بالرموز والإيحاء ليدع للقارئ نصيبا في فهم الصورة أو تكميلها أو تقوية العاطفة بما يضيف إليها من توليد خياله". كذلك يعرِّف مجمع اللغة العربية (في موقعه على الإنترنت) الرمزية بأنها "نسق من الرموز للدلالة على معان خاصة أو التعبير عن حقائق ومعتقدات، ومنه الرمزية الفنية والرمزية الأدبية، وكثيراً ما استعمل في الطقوس والتعاليم الدينية" و"منحنى يعتمد على الرموز في التعبير عن الحقائق والمعتقدات، وشاع استعماله أخيراً في الفن والأدب". حتى إن المجمع أورد مجملا تاريخيا عن مذهب الرمزية إذ ذكر:
"مدرسة شعرية ظهرت في فرنسا حوالي 1885، متأثرة بالإنتاج الشعري لبودلير Baudlaire (1821-1867) وبترجماته لإنتاج الأديب الأمريكي إدجار ألن بو Edgar Allan Poe (1809-1849) الذي جسد فلسفة الجمال الشكلي للشعر في كتاباته الإبداعية والنقدية، وقد عارض الرمزيون الاتجاه البرناسي، الذي شاع في أواخر النصف الأول من القرن التاسع عشر ودعا إلى التعمق العلمي في الشعر والاهتمام بصقل الشكل، وعارضوا كذلك بقايا الرومانسية التي كانت شائعة منذ أوائل القرن التاسع عشر، وقد رأى الرمزيون أن الشعر لا ينبغي أن يرتبط إلا بعناصره الفنية، ودعوا إلى تطوير اللغة بحيث تتمكن من الكشف عن حياة النفس الداخلية من خلال اللجوء إلى تراسل الحواس وإلى الاعتقاد بأن ليس للشعر من موضوع إلا الشعر نفسه، وقد تجسد كثير من مبادئ الرمزية في أشعار "بودلير" Baudlaire و"مالارميه" Mallarmé و"فرلين" Verlaine وساعد إنتاجهم في تطوير لغة الشعر وموسيقاه في القرن التاسع عشر الذي انتهت الرمزية بنهايته مع وفاة "مالارميه" 1898، ولكن مبادئها امتدت في بعض المذاهب الأدبية التي تلتها مثل السريالية والدادية والتكعيبية. وتأثر جانب من الإنتاج الشعري العربي في النصف الأول من القرن العشرين، بمنحاها في صياغة لغة الشعر وتطور موسيقاه".
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 06:26 ص]ـ
بوركت من معلم أستاذي النبيل برقش
ـ[الأمين]ــــــــ[05 - 04 - 2007, 03:20 م]ـ
http://a.amaaz.free.fr/aalame%20almaerifa/aalame%20almaerifa.html
يمكنكم العودة الى كتاب مفاهيم نقدية لجابرعصفور على الرابط،وتحميل الكتاب فهو كتاب رائع يتحدث عن الرمزية والواقعية وغيرها كتاب مهم جدا، يفيدكم في كثير من الأمور النقدية،ويجيب على معظم تساؤلاتكم
مع تحياتي أخوكم الأمين الدواغره
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[12 - 04 - 2007, 10:46 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الأمين وأعتذر عن تأخري بشكرك، ولكن للأسف الرابط لا يعمل!!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 04 - 2007, 07:02 م]ـ
http://a.amaaz.free.fr/aalame%20almaerifa/numeros/Issue-110.pdf
هذا هو الرابط المباشر لتحميل الكتاب أستاذ الزمخشري.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[12 - 04 - 2007, 07:10 م]ـ
بارك الله فيك أيضا الرابط لا يعمل
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 04 - 2007, 10:30 م]ـ
http://a.amaaz.free.fr/aalame%20almaerifa/aalame%20almaerifa.html
يمكنكم العودة الى كتاب مفاهيم نقدية لجابرعصفور على الرابط،وتحميل الكتاب فهو كتاب رائع يتحدث عن الرمزية والواقعية وغيرها كتاب مهم جدا، يفيدكم في كثير من الأمور النقدية،ويجيب على معظم تساؤلاتكم
مع تحياتي أخوكم الأمين الدواغره
الكتاب لـ: رينيه ويليك. و قد ترجمه محمد عصفور، لا الناقد المعروف د. جابر عصفور.
ـ[الأمين]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 04:35 م]ـ
شكرا على التوضيح أخت وضحاء،ربما سهوت.
ـ[الأمين]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 04:36 م]ـ
إذا لم يعمل الرابط: أبحث (جوجل) تحت العنوان التالي: تحميل سلسلة عالم المعرفة سوف تتمكن من العثورعليه
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 09:04 م]ـ
بوركت أيها الأمين وحفظك الله دينك وأمانتك(/)
ببلوغرافيا الأسلوبية
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 02:45 م]ـ
:::
السلام عليكم ..
هذه صفحة ستكون بإذن الله مرجعًا لكل باحث في مجال الأسلوبية تنظيرًا، وتطبيقًا.
سأورد بها كل ما يتعلق بالأسلوبية سواء كان كتابًا أو وسيطة معرفية أخرى من مقال أو بحث أوغيره ..
بانتظار إسهاماتكم ..
وسنُتبع هذا الخطوة بمناهج النقد الحديث تباعًا و حسب الوقت والإمكانات بإذن الله.
نسأل الكريم عونه.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 09:27 م]ـ
وفقك الله لما فيه خير
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[05 - 04 - 2007, 12:01 ص]ـ
و إياك أستاذ محمد ..
بانتظار إسهامك في هذه الصفحة.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 10:57 ص]ـ
الأسلوبية والأسلوب، د. عبد السلام المسدّي/ دار سعاد الصباح - الكويت الطبعة الرابعة 1993م
الأسلوبية والبيان العربي، د. محمد عبد المنعم خفاجي، د. محمد فرهود، د. عبد العزيز شرف/ الدار المصرية اللبنانية الطبعة الأولى 1412هـ
علم الأسلوب_مفاهيم وتطبيقات، د. محمد الكواز/ من منشورات جامعة السابع من أبريل- ليبيا الطبعة الأولى 1426هـ.
الأسلوب بين عبدالقاهر و جون كيري -دراسة مقارنة-، د. شوقي الزهرة/ مكتبة الآداب.
الأسلوبية في النقد العربي الحديث-دراسة في تحليل الخطاب، د. فرحان الحربي/ المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع الطبعة الأولى 1424هـ.
مدخل إلى علم الأسلوب، شكري عيّاد / دار العلوم - الرياض 1402هـ.
دراسة الأسلوب بين المعاصرة والتراث، د. أحمد درويش/ دار غريب- القاهرة
الأسلوبية و نظرية النص، د. إبراهيم خليل/ المؤسسة العربية للدراسات و النشر-بيروت الطبعة الأولى 1997م
الأسلوبية وتحليل الخطاب، د. منذر عيّاشي/ مركز الإنماء الحضاري-سوريا الطبعة الأولى 2002م
الأسلوبية، بيير جيرو. ترجمة: د. منذر عياشي/ مركز الإنماء الحضاري-سوريا الطبعة الثانية 1994م
علم الأسلوب: مبادئه وإجراءاته، د. صلاح فضل/ دار الشروق- القاهرة الطبعة الأولى 1998م
ـ[ايام العمر]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 08:57 م]ـ
بارك الله فيك أستاذة وضحاء
ليس لدي إسهامات لكني متابعة
وفقك الله
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 09:08 م]ـ
بارك الله فيك أستاذة وضحاء
جهد ملموس
دمت متألقة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 03:11 م]ـ
العزيزة أيام العمر
الأستاذ مغربي
بورك فيكما ..
شكرا لمروركما
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 04 - 2007, 08:48 ص]ـ
12 البلاغة والأسلوبية (مقدمات عامة)، يوسف أبو العدوس/ الأهلية للنشر و التوزيع-عمّان الطبعة الأولى 1999م.
13 الأسلوبية وثلاثية الدوائر البلاغية، د. عبد القادر عبد الجليل/ دار صفاء - عمّان ط1 2002م.
14 مقالات في الترجمة و الأسلوبية، أ. د. حسن غزالة/ دار العلم للملايين-بيروت ط1 2004م.
15 في النقد والنقد الألسني، د. إبراهيم خليل/ أمانة عمّان الكبرى- عمّان الطبعة الأولى 2002م.
16 الأسلوب، أ. أحمد الشايب/ مكتبة النهضة المصرية-القاهرة الطبعة الثامنة 1412هـ.
17 جذور الأسلوبية من الزوايا إلى الدوائر، د. شوقي الزهرة / مكتبة الآداب- القاهرة د. ط د. ت
18 في النقد اللساني، د. سعد مصلوح / عالم الكتب-القاهرة الطبعة الأولى 1424هـ.
19 في البلاغة العربية والأسلوبيات اللسانية، د. سعد مصلوح/ مجلس النشر العلمي -جامعة الكويت-الكويت 2003م.
20 مفاتيح الألسنية، جورج مونان/ منشورات الجديد -تونس د. ط د. ت
21 الأسلوبية، جورج مولينيه، ت د. بسام بركة/ المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر-بيروت الطبعة الأولى 1420هـ.
22 اللسانيات والدلالة، د. منذر عياشي/ مركز الإنماء الحضاري-سوريا الطبعة الأولى 1996م.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[28 - 05 - 2007, 05:28 ص]ـ
مشاركة من زائر كريم:
الدكتور نورالدين السد.الأسلوبية وتحليل الخطاب.جزآن طبع دار هومة1997 الجزائر
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 08:32 ص]ـ
24. شعر أمل دنقل دراسة أسلوبية، د. فتحي أبو مراد/ عالم الكتب الحديثة الطبعة الأولى 2003م.
25. البنى الأسلوبية في النص الشعري، د. راشد الحسيني / دار الحكمة-لندن الطبعة الأولى 2004م.
26. البنى الأسلوبية، دراسة في (أنشودة المطر) للسياب/د. حسن ناظم / المركز الثقافي العربي- المغرب الطبعة الأولى 2002م
27. ظواهر أسلوبية في شعر بدوي الجبل، عصام شرتح/ اتحاد الكتاب العرب
28. صور من التحليل الأسلوبي، د. أحمد قدور/ دار الرفاعي الطبعة الأولى 2005م.
29. ظواهر أسلوبية في شعر ممدوح عدوان، د. محمد سليمان/ دار اليازوري –الأردن الطبعة الأولى 2007م.
30. الأسلوبية: الرؤية والتطبيق، أ. د. ي, وسف أبو العدوس/ دار المسيرة الطبعة الأولى 2007م.
31. خصائص الأسلوب في الشوقيات، د. محمد الطرابلسي / المجلس الأعلى للثقافة-تونس د. ط 1996م.
32. ظواهر أسلوبية في الشعر الحديث في اليمن، د. أحمد قاسم الزمر/ وزارة الثقافة اليمنية الطبعة الأولى 1425هـ.
33. الغزل في شعر بشار بن برد-دراسة أسلوبية، د. عبد الباسط محمود / دار طيبة –القاهرة د. ط 2005 م.
34. البنيات الأسلوبية في لغة الشعر الحديث، د. مصطفى السعدني / منشأة المعارف- الإسكندرية د. ط د. ت
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عماد سعد شعير]ــــــــ[05 - 06 - 2007, 02:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على ما أسديت لنا ولكن هناك دراسة أيضا بعنوان: "ظواهر أسلوبية فى شعر صلاح عبدالصبور" للدكتور: علاء عبدالهادى، رسالة دكتوراه، جامعة عين شمس
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 06 - 2007, 12:21 ص]ـ
شكرا لإضافتك أخي الكريم / عماد.
ـ[دي سوسير]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 02:07 م]ـ
شكرا أختي وضحاء
أنا طالب من المغرب أنجز بحثا في المعمقة
دراسة في شعر أحد الشعراء الجاهليين، لقد استفدت كثيرا من هذه المراجع التي قدمتموها لنا. جزاكم الله عنا أفضل الجزاء.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 07 - 2007, 09:59 م]ـ
شكرا أختي وضحاء
أنا طالب من المغرب أنجز بحثا في المعمقة
دراسة في شعر أحد الشعراء الجاهليين، لقد استفدت كثيرا من هذه المراجع التي قدمتموها لنا. جزاكم الله عنا أفضل الجزاء.
العفو أخي الكريم.
و حياك الله معنا، بانتظار إسهامك هنا وفي بقية الموضوعات.
ـ[الأسد]ــــــــ[02 - 07 - 2007, 08:31 م]ـ
ألف شكر أختنا وضحاء , جهد طيب ومفيد , وقد استفدت منه وسأستفيد فجزاك الله خير على هذا المجهود.
لدي رسالة جامعية مطبوعة أعتقد أنها تفيد في هذا الشأن , وسأتأكد منها وأفيدكم إن سمحتم بذلك.
ـ[الأسد]ــــــــ[04 - 07 - 2007, 05:16 م]ـ
* المنهج الأسلوبي في النقد الأدبي في مصر
التطور - النظرية - التطبيق
رسالة دكتوراة: مديحة جابر السايح
مطبوعة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 12:01 ص]ـ
جزيل الشكر لك أخي الكريم الأسد.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 02:17 ص]ـ
37 - جماليات الأسلوب للدكتور فايز الداية
38 - فن الأسلوب دراسة وتطبيق لحميد آدم ثويني
39 - جماليات الأسلوب والتلقي لموسى ربابعة
40 - في الأسلوب والأسلوبية لمحمد اللويمي.
41 - دراسات أسلوبية في النص القرآني لقايز القرعان
42 - التقديم والتأخير ومباحث التراكيب بين البلاغة والأسلوبية لمختار عطية
43 - الأسلوب دراسة لغوية إحصائية لسعد مصلوح.
44 - الخطاب النفسي في القرآن الكريم دراسة دلالية أسلوبية لكريم الخالدي
45 - الأسلوب والأسلوبية لعدنان النحوي.
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[25 - 07 - 2007, 02:14 م]ـ
:::
بارك الله في جهودكم أختنا وضحاء , هذا عملٌ عظيم النفع؛ فواصلوا كتب الله أجركم.
سأضيف إن شاء الله إلى هذه القائمة بعد مراجعة ماعندي ومراجعة القائمة هنا.
ـ[عمرو عثمان]ــــــــ[07 - 08 - 2007, 12:28 ص]ـ
جزاك الله كل خير على ما وضّحتيه لنا يا أخت وضحاء نرجو المزيد من التنوير بارك الله فيك
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 08 - 2007, 10:30 ص]ـ
الأستاذ الكريم أبا حاتم:
وافر الامتنان على ما بسطته هنا. بورك فيك.
الأستاذ الفاضل د. شوارد:
و بورك فيكم وفي جهودكم البارزة في الفصيح.
بانتظار قائمتكم.
الأخ الفاضل: عمرو عثمان
شكرا لمرورك، سأكمل ما بدأته كلما تيسّر لي ذلك.
كما أنتظر المشاركة منك.
ـ[ابراهيم79]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 12:28 ص]ـ
شكرا جزيلا على هذا الفضاء انا ابحث عن كتاب البلاغة والأسلوبية (مقدمات عامة)، يوسف أبو العدوس/ الأهلية للنشر و التوزيع-عمّان الطبعة الأولى 1999م وهل يمكن لي تحميله.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 02:08 ص]ـ
شكرا جزيلا على هذا الفضاء انا ابحث عن كتاب البلاغة والأسلوبية (مقدمات عامة)، يوسف أبو العدوس/ الأهلية للنشر و التوزيع-عمّان الطبعة الأولى 1999م وهل يمكن لي تحميله.
العفو أخي الفاضل.
لا أعتقد أن هناك نسخة الكترونية للكتاب.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 02:51 ص]ـ
مجهود تشكرون عليه
جزيتم خيرا
ـ[الصحبي جعيط]ــــــــ[28 - 10 - 2007, 09:00 م]ـ
السلام عليكم
هل المراجع التي دونتها وضحاء موجودة على النات؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[29 - 10 - 2007, 11:53 م]ـ
و إياك عزيزتي نون النسوة.
و عليكِ السلام الصحبي جعيط .. سأضع بعضها هنا قريبا.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 12:00 ص]ـ
46 - ظواهر أسلوبية في شعر بدوي الجبل ـــ عصام شرتح - دراسة ـ منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق -
( http://www.awu-dam.org/book/05/study05/43-A-S/ind-book05-sd001.htm)
47- مقومات عمود الشعر الأسلوبية في النظرية والتطبيق ـــ د. رحمن غركَان - دراسة ـ من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - ( http://www.awu-dam.org/book/04/study04/24-R-Q/ind-book04-sd001.htm).
48- النَصُّ والأسْلوُبيَّة بين النظرية والتطبيق - عدنان بن ذريل - دراسة - من منشورات اتحاد الكتاب العرب 2000 ( http://www.awu-dam.org/book/00/study00/103-a-z/ind-book00-sd001.htm).
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[15 - 11 - 2007, 10:58 ص]ـ
49 - الأسلوبية: مدخل نظري و دراسة تطبيقية د. فتح الله سليمان/ مكتبة الآداب-القاهرة 1425هـ.
50 - الأسلوبية الصوتية. محمد الضالع. دار غريب-القاهرة ط1 2002م.
51 - الأسلوبية –مفاهيمها و تجلّياتها. موسى ربابعة. دار الكندي- الأردن الطيعة الأولى 2003م.
52 - البلاغة والأسلوبية. محمد عبد المطلب. الشركة المصرية العالمية (لونجمان) -القاهرة الطبعة الأولى 1994م.
53 - دليل الدراسات الأسلوبية. جوزيف ميشال شريم. المؤسسة الجامعية للدراسات-بيروت الطبعة الأولى 1404هـ.
54 - في النص الأدبي: دراسات أسلوبية إحصائية. سعد مصلوح. عالم الكتب-القاهرة الطبعة الثالثة 1422هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أسطورة نجد]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 07:12 ص]ـ
:::
اريد كتاب - في الأسلوب والأسلوبية لمحمد اللويمي.
بحثت في مكتبات الرياض لم اجده هل هناك كتاب الكتروني له
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 03:35 ص]ـ
:::
اريد كتاب - في الأسلوب والأسلوبية لمحمد اللويمي.
بحثت في مكتبات الرياض لم اجده هل هناك كتاب الكتروني له
أذكر أنه كان متوفرا في مكتبة جرير، ومكتبة الكتاب في طريق الملك عبد الله.
يوجد بريد المؤلف في آخر الكتاب إن شئت وضعته لك هنا.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 10:46 م]ـ
:::
اريد كتاب - في الأسلوب والأسلوبية لمحمد اللويمي.
بحثت في مكتبات الرياض لم اجده هل هناك كتاب الكتروني له
عزيزتي
منذ فترة بحثت في مكتبات الرياض عن كتب تخص الأسلوبية
أظن أنها انقرضت فجأة: D
إلى درجة أني ذهبت لمكتبات الكتب المستعملة ولم أجد شيئا!
في النهاية ذهبت لمكتبة الأمير سلمان وجدت بعض الكتب ولكنها قليلة في نظري وليست كتبا تصلح للدراسة إن كنتِ طالبة مبتدئة فيها بل معظمها يتناول جزئية معينة ويطرحها بشكل دراسة دون تقسيم وهكذا
ثمة كتاب لشكري عياد مدخل إلى علم الأسلوب فيه تحليل للنصوص
وكتاب آخر له يستعرض مقالات لشارل بالي وعلماء آخرين
وكتاب تحاليل أسلوبية لايحضرني اسم مؤلفه يتناول قصائدا بالتحليل
والكتب الأخرى كما ذكرت لك تعنى بجزئية معينة هذا ماوجدته في مكتبة الأمير سلمان: rolleyes:
لا أدري ولكن أشعر أن الكتب العربية في هذا المجال شحيحة أو هي تفتقد تناول العموميات مباشرة تتوغل , أتمنى الحصول على كتاب يشرح مبدايء الأسلوبية ويفصلها ويكون طرحه صالحا لحديثي العهد فيها
إن حصلت على كتاب الللويمي , حبذا لو تذكرين لي اسم المكتبة وموجزا عن الكتاب
سأكون ممتنة لكِ ( ops
,,,,,,,,,
أستاذة وضحاء
شكرا لاتكفي!
روابط الكتب التي وضعتها مغرية جدا والأجمل أنها على الشبكة
جزيتِ خيرا
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضيف هنا كتابين في الأسلوبية:
55 - الأسلوب بين اللغة والنص، للدكتور عز الدين الذهبي.
56 - الإعجاز الأسلوبي والنحو، د. عز الدين الذهبي.
ـ[أحمد الشمري]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 10:13 ص]ـ
ألف شكر أخت وضحاء
جهد رائع
الله يعطيك العافية.
ـ[هاني سعيد محمد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 11:21 م]ـ
وفق الله الجميع إلى كل خير، هذه مسهمة بسيطة مني في عرض الدراسات الأسلوبية؛تنظيرا وتطبيقا:
57 - قراءات أسلوبية في الشعر الحديث: د. محمد عبد المطلب، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1995
58 - بناء الأسلوب في شعر الحداثة: د. محمد عبد المطلب، دار المعارف،مصر، الطبعة الثانية،1995
59 - تحاليل أسلوبية: محمد الهادي الطرابلسي، دار الجنوب للنشر_ تونس، 1992م
60 - الأسلوبية منهجا نقديا: د. محمد عزام، منشورات وزارة الثقافة- دمشق، 1989
61 - شعر عمر بن الفارض دراسة أسلوبية: رمضان صادق، الهيئة المصرية العامة للكتاب،1998
62 - أساليب الشعرية المعاصرة: د. صلاح فضل، دار قباء- القاهرة، 1998م
63 - أسلوبية الخطاب الشعري عند الشريف الرضي: محمود أحمد الطويل، سلسلة كتابات نقدية، الهيئة المصرية العامة للكتاب،2006
64 - شعر مفدي زكرياء دراسة أسلوبية: الباحث: محمد عمر حافظ، رسالة ماجستير، كلية دار العلوم - جامعة الفيوم- مصر،2007
65 - شعر حسن فتح الباب دراسة أسلوبية: الباحث: إيهاب محمد، كلية دار العلوم بالفيوم -مصر
66 - شعر محمد محمد الشهاوي دراسة أسلوبية: الباحث: هاني علي سعيد، كلية دار العلوم بالفيوم، مصر-2008
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[30 - 04 - 2008, 01:23 ص]ـ
العفو أخي أحمد ..
الأستاذ هاني
قمت بتعديل مشاركتك من أجل إدراج التسلسل الرقمي، وحذف الكتب المكررة مسبقا. ليتك تتفضل وتعرض لنا ملخصا عن رسالتك إن تكرمت.
ـ[عاشق الابداع]ــــــــ[12 - 06 - 2008, 10:09 م]ـ
::: السلام عليكم،
سعيد جدا بانضمامي الى منتداكم الكريم،
في الواقع سرني كثيرا المشروع الذي أعلنت عليه الأخت وضحاء، وأقترح زيادة على ذلك أن نثري هذا المشروع المعرفي، باتاحة بعض الروابط المتعلقة بتحميل مراجع الأسلوبية وغيرها من مناهج النقد الحداثي.
هذه أول مشاركة لي في المنتدى، الفت فيها انتباه الاخوة المهتمين بالنقد والدراسات الادبية المجموعة اصدارات اتحاد الكتاب العرب وكلها متاحة التحميل المباشرعلى هذا الرايط: http://www.awu-dam.org/book/indx-study.htm
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 02:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وبعد فأحببت أن أضيف إلى هذه القائمة المفتوحة لمشاركات الأعضاء كتابين للأستاذ محمد الهادي الطرابلسي صدرا سنة ستٍّ وألفين
67 - الأول: التوقيع والتطويع_عندما يتحوّل الكلام نشيد كيان_ الطبعة الأولى_2006_دار محمد علي الحامّي_ تونس
68 - والثاني: البنى والرؤى_مضايق الكلام وأوساعه_الطبعة الأولى_2006_دارمحمد علي الحامّي_تونس
ثم إني أعد الرجل في هذا الباب من أبواب الدراسة الأدبية علامة يحسن الاهتداء بها في طريق الدرس الأسلوبي العربي الرصين ,يحسن فهم أصول المدرسة في اللسان الفرنسي ويجيد العبارة عن مفاهيمها باللسان العربي دون عيب ظاهر, ولم يكن من المترجمين أو الناسخين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[29 - 07 - 2008, 09:35 م]ـ
شكرا للإضافة أستاذ خليل.
يسّر الله لي الاطلاع عليها. و إن كانت موجودة على الشبكة العنكبوتية أتمنى الإفادة بذلك.
ـ[فراي]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 01:07 ص]ـ
تحية عطرة لأخت وضحاء
لك جزيل الشكر على هذه البيبلوغرافيا، و التي ستفيد بدون شك الباحث المشتغل على الأسلوبية و علم الأسلوب،و سأضيف الى قائمة المراجع، 3 كتب في الموضوع لأستاذي الجليل الدكتور عز الدين الذهبي، أستاذ علم الأساليب بكلية الآداب و العلوم الانسانية بمراكش (جامعة القاضي عياض) المغرب، و هي:
69 - الأسلوب بين اللغة و النص / المطبعة الوراقة الوطنية / مراكش - المغرب 2005
70 - الاعجاز الأسلوبي و النحو / المطبعة الوراقة الوطنية / مراكش - المغرب 2005
71 - الأسلوب في شعر بشار / المطبعة الوراقة الوطنية / مراكش - المغرب 2006
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 07:44 م]ـ
شكرا لك أستاذ فراي.
واعذرني على تعديل تسلسل أرقام الكتب.
ـ[وديع الزمان]ــــــــ[02 - 09 - 2008, 01:50 ص]ـ
نشكر الأخت وضحاء على هذا الجهد.
ـ[فاطمة النايلي]ــــــــ[08 - 09 - 2008, 10:41 م]ـ
حياك الله وجزاك خيرا يا أستاذة دمتي في خدمتي العلم
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 11:18 م]ـ
مرحبا بك د. وديع الزمان في الفصيح، وخاصة في النقد.
وقسم النقد بانتظار ما تمنحه من وقتك و جهدك.
مرحبا بك أختي فاطمة، وحياك الله في روضة الفصيح.
ـ[اميمة الجزائر]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 06:28 م]ـ
في الحقيقة اريد بعض الكتب التي لم اجدها في المكتبات مثل
كتاب البنية الاسلوبية في الشعر الجزائري المعاصر لعبد الحميد هيمة.
و كتاب شعر المعلقات دراسة اسلوبية.
و كتاب انطولوجيا الشعر الجزائري المعاصر لابي بكر زمال.
و ككل كتب سلسلة عالم المعرفة الصادرة عن دولة الكويت الخاصة بالنقد المعاصر و مناهجه مثل المرايا المحدبة للد عبد العزيز حمودة و بلاغة الخطاب و علم النص لصلاح فضل و وشكرا ارجو الرد
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[15 - 09 - 2008, 11:25 م]ـ
تحميل سلسلة عالم المعرفة
http://www.anfasse.net/
ـ[مروة جوده]ــــــــ[02 - 10 - 2008, 09:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا استاذه وضحاء ولكني لدي طلب انا مولعه بعلوم اللغة العربيه وهذه السنه الدراسية ساقوم بدرس النقد والادب المقارن واريد كتاب يساعدني في دراسة مبادئ النقد والادب المقارن وآسف علي وجود اخطاء في كلامي وذلك لعدم تعمقي في اللغة العربيه
وشكرا
ـ[البوعزاوي الحسين]ــــــــ[12 - 10 - 2008, 02:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم جزاك الله خيرا
ـ[البوعزاوي الحسين]ــــــــ[12 - 10 - 2008, 02:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أنا مشارك جديد مقبل على تهييئ الماستر في "النص الأدبي ومناهج دراسته"المرجو مساعدتك , وسأحدد بالضبط طلباتي إن شاء الله عند الضرورة وجاك الله خيرا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[24 - 10 - 2008, 04:18 م]ـ
مرحبا بكما
مروة .. لديك الموضوع الآخر المثبت سيفيدك بإذن الله.
البوعزاوي .. وفقك الله في دراستك. أرجو طرح ما تريد في موضوع جديد.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[24 - 10 - 2008, 04:22 م]ـ
72 - التفكير الأسلوبي، د. سامي عبابنة. عالم الكتب الحديث/ الأردن.
73 - أسلوبية الرواية، د. إدريس قصوري. عالم الكتب الحديث / الأردن.
74 - الأسلوبية الشعرية، د. عشتار داود. دار مجدلاوي/ الأردن.
75 - اللسانيات و تحليل النصوص، د. رابح بوحوش. عالم الكتب الحديث/ الأردن.
ـ[نوف 12]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 09:46 م]ـ
يسلمووووووووووووو
تسلم يدااااكي
ـ[إماراتية]ــــــــ[05 - 12 - 2008, 05:29 ص]ـ
شكرا لكاتب الموضوع
شدني في الموضوع أمران
الأول: نشاط الأستاذة وضحاء
الثاني: تمنيت عليكم أن يصاحب الموضوع تبسيط وشرح بعض مصطلحات الأسلوبية ليعم النفع
ـ[أم جياد]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 09:18 م]ـ
شكرا لك
ـ[كمال أبوسلمى]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 02:20 م]ـ
هذا منهل لكل باحث ,جزيت الخير كله ,
ـ[د/نصر الدين عبد العظيم]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 12:00 ص]ـ
الأخت الفاضلة الأستاذة/وضحاء
بعد التحية والتقدير:
أشكر لك هذا التوضيح الرائع والإهداءالماتع لما سجلته من مصادر ومراجع للأسلوبية لتكون معينا لاينضب لكل من أراد البحث في هذا المجال من مجالات لغتنا الخالدة فجزاك الله خيرا بما قدمت
ـ[حيدر الكافي]ــــــــ[26 - 02 - 2009, 01:34 م]ـ
الاخت الاستاذة الفاضلة وضحاء وجميع الاخوة ابحث عن كتاب الدكتور محمد عبد المطلب (بناء الاسلوب في شعر الحداثة "التكوين البديعي") وهو غير متوفر في العراق احتاج المساعدة فجزاكم الله خيرا بما جدتم به او لم تجود به
ـ[حيدر الكافي]ــــــــ[28 - 02 - 2009, 09:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم "يرفع الله الذين اتوا العلم درجات" الاخت الست الفاضلة وضحاء كنت قد كتبت اليك منذ ثلاثة ايام بخصوص السؤال عن كتاب"بناء الاسلوب في شعر الحداثة (التكوين البديعي) " الدكتور محمد عبد المطلب فلم احصل على جواب ارجو المساعدة ايتها الفاضلة لا تبخل علي بما استطعت الخادم والفقير "حيدر الكافي" مع التقدير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 03 - 2009, 02:38 م]ـ
إماراتية
أم جياد
كمال أبو سلمى
د, نصر عبد العظيم
شكرا لكم، و حياكم الله.
حيدر الكافي
للأسف الكتاب لم أعثر عليه في الشبكة العنكبوتية؛ لعلّك تطرح رغبتك في موضوع في منتدى الكتب ربما كان موجودا لدى أحد الإخوة في العراق.
ـ[حيدر الكافي]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 06:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
استاذة وضحاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حينما كتبت اليك واني بحاجة شديدة لهذا الكتاب"بناء الاسلوب في شعر الحداثة التكوين البديعي "للدكتور محمد عبد المطلب لذا اجدد استغاثتي بك ولوعن طريق الشراء من السوق وسوف ارسل للك المبلغ عن طريق اي عنوان هذا عم دعائي لك
الفقير الى رحمة ربه حيدر الكافي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 03 - 2009, 10:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
استاذة وضحاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حينما كتبت اليك واني بحاجة شديدة لهذا الكتاب"بناء الاسلوب في شعر الحداثة التكوين البديعي "للدكتور محمد عبد المطلب لذا اجدد استغاثتي بك ولوعن طريق الشراء من السوق وسوف ارسل للك المبلغ عن طريق اي عنوان هذا عم دعائي لك
الفقير الى رحمة ربه حيدر الكافي
للأسف غير موجود الكتاب في السعودية.
ـ[حيدر الكافي]ــــــــ[09 - 03 - 2009, 06:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"قال اعلم انك لن تستطع معي صبرا"
الكتاب-بناء الاسلوب في شعر الحداثة "التكوين البديعي "الدكتور محمد عبد المطلب- يا اخت وضحاء يملىء مكتبات الجامعات السعودية وابسط دليل ادخلي على المكتبات المركزية ستجدين التسلسل والبيانات عنه وارجو ان تكوني احد اعضاء هذه الجامعات بحكم امتياز الشهادة الماجستير فارجو المساعدة ما استطعت والجارللجار كما قال الرسول"ص"
المستغيث بعمرو عند كربته كالمسغثب بالرمضاء من النار
حيدر الكافي من العراق يشكرسعة صدر الاستاذة وضحاء ويتمنى ان يقدم لها خدمة من العراق الشقيق عراق المحبة والوفاء
بسم الله الرحمن الرحيم
ارجو من كل من يسمع ندائي لا يقصر في المساعدة للحصول على كتاب الدكتورمحمد عبد المطلب (بناء الاسلوب في شعر الحداثة "التكوين البديعي")
وذلك للحاجة الماسة اليه ولو عن طريق تصويره من مكاتب الجامعات السعودية وارساله عن طريق البريد فهو يوجد في جامعة الملك سعودتحت رقم ع م ب 819،6وسوف ارسل له المبلغ عن طريق البريد للبلد الذي يرغبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيدر الكافي
بسم الله الرحمن الرحيم
"قال اعلم انك لن تستطع معي صبرا"
الكتاب-بناء الاسلوب في شعر الحداثة "التكوين البديعي "الدكتور محمد عبد المطلب- يا اخت وضحاء يملىء مكتبات الجامعات السعودية وابسط دليل ادخلي على المكتبات المركزية ستجدين التسلسل والبيانات عنه وارجو ان تكوني احد اعضاء هذه الجامعات بحكم امتياز الشهادة الماجستير فارجو المساعدة ما استطعت والجارللجار كما قال الرسول"ص"
المستغيث بعمرو عند كربته كالمسغثب بالرمضاء من النار
حيدر الكافي من العراق يشكرسعة صدر الاستاذة وضحاء ويتمنى ان يقدم لها خدمة من العراق الشقيق عراق المحبة والوفاء
بسم الله الرحمن الرحيم
"لايكلف الله نفسا الا وسعها لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت"صدق الله العظيم
الاخت الست وضحاء المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد ازعجتك كثرا ولكن كما قال رسول الله (ص) "الناس للناس"ارجو مسادتك ما استطعت اني بحاجة شدية لكتاب الدكتورمحمد عبد المطلب (بناء الاسلوب في شعر الحداثة"التكوين البديعي ") علما انه ربما لم تلتفت الى وجوده في جميع جامعات المملكة ومناالمكتبة المركزية لجامعة الملكسعود تحت رقم819،6 ولو عن طريق نسخه وارساله الى عنوان عملى (الذي سوف ارساله لاحقا في حالة طلبك) ومن باب اللاعتذار اقول ان كرم اهل الرياض يفوق الوصف ولهم محبة في قلوب العراقيين وسوف ارسل المبلغ اذا احببت بالبريد لان العراق لاتوجد فيه بطاقات اعتماد هذا مع اعتذاري منك وشكري لاردك علما اني لم اترك محلا في العراق لم ابحثعنه اخوك استاذ حيدر الكافي
ـ[د. نمر الجارح]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 01:06 م]ـ
وضحاء أنت مكتبة مرئية ما شاء الله عليك
ونفع بعلمك وجهدك مبارك
(لا خير في تارك الصلاة .. وويل له من الشجاع الأقرع)
ـ[دكتور أحمد عادل]ــــــــ[17 - 08 - 2009, 07:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
هناك رسالة ماجستير بعنوان:
76 - الخصائص اللغوية والأسلوبية في شعر العذريين (مجنون ليلى، وقيس لبنى، وجميل بثينة، وكثير عزة) مخطوطة بكلية الآداب - جامعة عين شمس. 2005م.
ـ[علاء الجواد]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 06:30 م]ـ
السلام عليكم
كل من يحتاج الى رسالة دكتوراه نصها الطبيعة في شعر النابغة الجعدي- دراسة اسلوبية ارجو ان يتصل على الاميل
alaamahdi2001***********
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 08:50 ص]ـ
الأساتذة الكرام .. أشكر لكم مروركم.
الإخوة الذين حذفت مشاركاتهم مُجبرة لخروجها عن نطاق الموضوع .. أعتذر.*
ـ[هكذا]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 09:23 ص]ـ
وبعد الشكر لكل من شارك في هذه الصفحات القيمة؛ أضع لكم ما توفر من الدراسات الاسلوبية التطبيقية في مكتبتي المتواضعة:
77 - دراسة أسلوبية في شعر الأخطل
"عمر عبد الهادي قاسم"
78 - دراسة أسلوبية في شعر الفرزدق
"محمد السيد الدسوقي"
79 - دراسة أسلوبية في شعر جرير
"أحمد عبد العزيز باز"
وللجميع تقديري
ـ[ريتشرد]ــــــــ[13 - 12 - 2009, 07:58 م]ـ
79 - دراسة أسلوبية في شعر جرير
أرجو ارسال كتاب دراسة اسلوبية في شعر جرير
وشكرا
ـ[هكذا]ــــــــ[14 - 12 - 2009, 11:10 ص]ـ
أرجو ارسال كتاب دراسة اسلوبية في شعر جرير
وشكرا
على الرحب والسعة ,ولأن الدراسة نسخة ورقية وعدد الصفحات كبير يمكنك مراسلتي على هذا البريد:
hakzaa*************
وفقك الله
ـ[آزاده]ــــــــ[14 - 03 - 2010, 09:19 ص]ـ
تحية طيبة،
اختي وضحاء
استفدت کثيرا من معلوماتک الرائعة
انا طالبة ايرانية في مرحلة الدکتوراه فرع اللغة العربية و آدابها، أود ان اختار دراسة الاسلوبية التطبيقية في شاعر شاعر ما.
و تسعدني الاستشارة بک في هذه القضية و في اختيار شاعرما - قديما او حديثا.
مع جزيل الشکر و الامتنان
ـ[البرقيني]ــــــــ[14 - 03 - 2010, 12:50 م]ـ
شكرااااااااااااااااااااااااااا لك
ـ[آزاده]ــــــــ[28 - 03 - 2010, 06:10 ص]ـ
تحية طيبة
اردت ان اعرف رايکم الجميع بالنسبة الي شعر محمد علي شمس الدين الشاعر اللبناني.
و من وجهة نظرکم هل الدراسة الاسلوبية علي اعمال الشاعر الحي اصعب من الشاعر المتوفي ام لا؟
ارجو منکم ان ترشدونني بآرائکم القيمة إذ هي تفيدني جدا في اختيار الموضوع فأنا احترت بين بدر شاکر السياب و محمد علي شمس الدين.
و يسعدني اقتراحکم لبعض الشعرا الآخرين لهذه االدراسة الاطروحية.
مع جزيل الشکر و الامتنان.
ـ[منتظر]ــــــــ[20 - 04 - 2010, 01:15 م]ـ
بدر شاكر انه الشاعر الكبير
لكن تبقى المسالة رغبة الباحث وكذا الموضوع لا يخفى عليك يجب ان يكون غير مدروس
ـ[الغباشير]ــــــــ[09 - 05 - 2010, 10:11 م]ـ
الأخت وضحاء
جهد أكثر من رائع جزيت خيرا عليه
وأكرر طلب من سبقوني في البحث عن نسخة إلكترونية للكتاب رقم: 58 بناء الأسلوب في شعر الحداثة: د. محمد عبد المطلب
ـ[حنين النبائلي]ــــــــ[27 - 06 - 2010, 09:27 م]ـ
بارك الله فيك الأخت وضحاء
لك التحايا والرضا
وشديد الإحترام والتقدير
ـ[عادل السلمي]ــــــــ[09 - 07 - 2010, 02:08 ص]ـ
شكرًا جزيلاً. . بارك الله فيك
ـ[يحيى عيسى الشبيلي]ــــــــ[14 - 10 - 2010, 08:44 م]ـ
مجهود يشكر عليه الكل
ـ[اللغة العربيه]ــــــــ[12 - 11 - 2010, 11:20 م]ـ
رااااائع
ـ[فتاة المحبة]ــــــــ[15 - 11 - 2010, 11:55 م]ـ
انا طالبة لغة عربية على عتبات التخرج أود أن أعرف رأيكم في عنوان مشروع تخرجي وهو " قصة نوح عليه السلام في القرآن دراسة أسلوبية "
ـ[فتاة المحبة]ــــــــ[15 - 11 - 2010, 11:58 م]ـ
أود تزويدي ببعض المصادر والروابط ومشكوووووووووووورين
ـ[فتاة المحبة]ــــــــ[14 - 12 - 2010, 08:50 م]ـ
بارك الله فيك على المساعدات التي قدمتها أسأل الله أن أتفاعل معكم لإني أنا طالبة بقسم اللغة العربية على عتبات التخرج ومشروعي سيكون بمشيئة الله تعالى قصة نوح عليه السلام دراسة أسلوبية سأفيدكم وسأستفيد منكم إن شاء الله ولكن هلا أعطيتوني رأيكم في اختياري للموضوع(/)
بنيتي الخطبة - ممكن شرحها لي
ـ[حمزه1973]ــــــــ[06 - 04 - 2007, 08:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ودي اعرف بنيتي الخطبة الأسلامية على سبيل المثال خطبة الوداع
وشكرا(/)
استفسارصغير
ـ[بنوته فرفوشه]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 09:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن احد يساعدني بسرعه ابي اقرا كتاب النقد العربي القديم للدكتور عبد الفتاح عثمان لكن كيف ماني عارفه
ـ[اللؤلؤة]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 10:09 م]ـ
سأبحث لكِ حبيبتي ... وعذرا إن لم أجد:)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 02:47 ص]ـ
و عليك السلام ورحمة الله ..
ليتك في البداية تلتزمي بالكتابة باللغة السليمة.
ثم ..
حبذا أن توضحي مقصدك بالقراءة. هل تبحثي عن الكتاب؟
أم لم تفهمي لأسلوب الكاتب؟
أم ماذا؟
ـ[الأمين]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 04:38 م]ـ
أقرأئي مقدمة الكتاب.
ضع أسئلة على كل فقرة(/)
في وظيفة المعيد أصابني الإحباط!!
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[10 - 04 - 2007, 08:48 م]ـ
في وظيفة المعيد أصابني الإحباط!!
الذي يقف على النظريات النقدية، وسرعة تطورها في سبيل خدمة النص، و المتذوق؛ يعجب من التطور الهائل، والسريع لهذه النظريات والجميل في الأمر أن هذا الأمر يخدم بلا شك النص العربي، ويدعو لمراعاة ذلك والاهتمام بكل جديد في هذا المجال، ومع احترامي للمادة الخام التي يحملها أدبنا العربي، إلا أنني أعتبر زمن خيمة النابغة وصحيفة ابن المعتمر وموازنات الآمدي قد ولى لا أدعي أنها انتهت بقدر أنني أريد ندخلها في آليات جديدة ..
الذي دعاني للحديث احباطي لما قدمت لإحدى الجامعات لأدخل في سباق على وظيفة معيد في البلاغة والنقد فاخذت العدة، وأعددت نفسي جيدا للحديث في ورقة الاختبار عن (بارت) و (بياجيه) وعن تقنيات جديدة أدرك جيدا أنها تفيد النص العربي، والطالب على حد سواء، ففوجئت كما فوجئ زملائي أن أن النقاس في ورقة الاختبار يدور حول العصر الجاهلي، والاسلامي فقط على أهميتهما لكن ليست كافية أبدا لجامعة تدعي التحضر والرقي بمنسوبيها كيف تقف عند هذا الحد، ولم يكن كل هذا الأمر فقط بال الأمرّ لما دار النقاش في الورقة حول أمور تنظيرية بحته تعريفات وحدود وتعداد، وكلها أمور يقوم بها المسجل والكتاب، ولاحظ (الأسئلة كانت لرجال سيكونون أعضاء هيئة تدريس)!!
الذي أريده أخيراً يتلخص في عدة أسئلة:
كيف ترفضنا هذه الجامعات نحن (الشباب السعودي) من الإعادة ونحن نحمل المؤهل الذي لا يقل عن جيد جدا ولدينا الطوح الكافي والموهبة؟.
متى تدرك هذه الجامعة وأمثالها أن النقد لا يقف عن العصر الإسلامي؟! وأن هناك نظريات جديدة في النقد.
متى تدر ك أن التنظير لا يفيد الطالب؟ وتدرك أن عضو هيئة التدريس هو الذي يتذوق ويطبق قبل أن يحفظ؟.
ياسر بن صالح الدوسري
عضو نادي القصيم الأدبي الثقافي
yaser4446***********
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[10 - 04 - 2007, 09:50 م]ـ
مع احترامي لطرحك
إلا أن طرح تساؤلات عن الأدب الجاهلي أو الإسلامي لا يتعارض إطلاقا مع تطور الجامعة ورقيها، لا أدري ماالرابط بين ما جمعت.
أما إن كنت تريد أن تقول إن زمن النظر والاعتماد على نظريات تراثية قد ولى
فاسمح لي أن أقول لك أعد النظر مرة أخرى.
ماذا إذا قدم هؤلاء نظريتنا التراثية مرة أخرى وذيلت باسم ناقد غربي هل سنصفق لها؟!
مع فائق تقديري واحترامي لرأيك
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 04 - 2007, 10:03 م]ـ
أهلا بعودتك أخي ياسر ..
مهما ارتقينا وتطورت أدواتنا .. يبقى التراث له شأنه ولا بد من حضوره؛ و لكن دون إغفال للجديد.
البقاء رهن التراث خطأ!
والسعي حول الجديد دونما أسس كذلك خطأ.
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 10:35 ص]ـ
مع احترامي لطرحك
إلا أن طرح تساؤلات عن الأدب الجاهلي أو الإسلامي لا يتعارض إطلاقا مع تطور الجامعة ورقيها، لا أدري ماالرابط بين ما جمعت.
أما إن كنت تريد أن تقول إن زمن النظر والاعتماد على نظريات تراثية قد ولى
فاسمح لي أن أقول لك أعد النظر مرة أخرى.
ماذا إذا قدم هؤلاء نظريتنا التراثية مرة أخرى وذيلت باسم ناقد غربي هل سنصفق لها؟!
مع فائق تقديري واحترامي لرأيك
أخي أبا حاتم
عفوا أنا لم أطرح تساؤلات عن الأدب الجاهلي والإسلامي بل عن طريقة تدريس بعض الجامعات للنقد الحديث وقصوره والمثال الاختبار المذكور ثم من قال لك بأني تحدثت عن التعارض بين الرقي ودراسة التراث
ياعزيزي انا لا أمانع من دراسة التراث ولكن الذي أمانعة أن لايهتم الطالب بالنقد الحديث ولاتعارض ابداً
أما ماذا قدموا فلقد قدموا الكثير للنقد وللنص ولامانع أن نبتدئ من حيث انتهوا و إن لم تصفق فلا ضير سأصفق بدلاً عنك!!
شكرا لك
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 10:36 ص]ـ
أهلا بعودتك أخي ياسر ..
مهما ارتقينا وتطورت أدواتنا .. يبقى التراث له شأنه ولا بد من حضوره؛ و لكن دون إغفال للجديد.
البقاء رهن التراث خطأ!
والسعي حول الجديد دونما أسس كذلك خطأ.
لا شك في هذا الكلام ولايتعارض مع كلامي المهم أن نطور أدواتنا النقدية بالاستفادة من النقد الغربي
ـ[المساوي]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 08:02 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اقتباس: (لا شك في هذا الكلام ولايتعارض مع كلامي المهم أن نطور أدواتنا النقدية بالاستفادة من النقد الغربي)
جميل جدا أن يكوّن الإنسان لنفسه ثقافة تؤهله لمناقشة ونقد كل الطروحات الموجودة على خريطة الساحة الثقافية بشكل عام عربيها وغربيها قاصيها ودانيها، وعلى امتداد مساحة زمنية غائرة في القدم من أول نص ثبت تاريخيا إلى آخر ما انتجته العقلية البشرية في عصر العولمة وما بعد العولمة ..
إلا أن الأجمل هو أن يكون السابح في مثل هذا البحر على قدر لا بأس به من الفهم لوضعه وكفاياته حتى يتمكن من أن يكون مثل النحلة ترعى من كل مكان وفي كل زمان وتأخذ من كل ما يستساغ أكله ثم تصوغ منه في المعمل الرباني مادة مستساغة وصالحة وطيبة ونافعة .. ومن ثمة فإنه يستطيع أن يؤثر بعد أن يثبت وجوده الفكري والثقافي والمعرفي، في كل البنية التي يعتبرها هو هشة أو متداعية أو على الأقل لا ترقى إلى مستوى طموحاته ..
إذن فلنشتغل ولنعمل "فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .. " ولنبدع في إطار الجمع بين الماضي والحاضر الغائب والشاهد ولنترك بصماتنا واضحة من خلال اختياراتنا، وهكذا سنفرض وجودنا وسوف يتقبلنا الآخر أراد أم أبى لكن دائما مع شعار البقاء للأجود على قاعدة "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 09:09 م]ـ
سلام عليكم
يُذكرني كلام سيدي (المساوي) بمقالةٍ للأستاذ / زكي نجيب محمود (نمل ونحل) والتي تضمنت عمل النمل وعمل النحل وتشبيهه للأمم بالنمل و النحل.
هذه واحدة
أما الثانية فكلام سيدي (ياسر الدوسري) ذكرني بهذه الآفة التي أصابت حرثنا لا في مجال النقد فقط و لا مجال اللغة عمومًا بل أصابت كل المجالات بأنواعها العلمية و الأدبية، و لكن لكل جواد كبوة وتذكر عندما يَمِنُّ اللهُ عليك بإتخاذ القرار و الصرف في الأمور بشكل تام وواضح دون تردد تذكر ما تدعيه الآن(/)
قضية عمود الشعر
ـ[ابوعيسى محمد صلاح]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 04:50 ص]ـ
::: وصلت القضايا التى اثارها نقد القرن الرابع الهجرى دورها فى حركه النقد فى القرن الخامس ..
وبرزت بصوره واضحه نظريه عمود الشعر .. (اللفظ والمعنى)
هذه نقطه من نقاط بحثى فى نقد القرن الخامس اذا كان عند احد ما يمدنى به فى هذه النقطه فلا يبخل على بها ...
وجزاكم الله خيرا ...
speedman_120*************
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 05 - 2007, 10:08 ص]ـ
حمل كتاب عمود الشعر للدكتور محمد بن مريسي، وفيه ما تريد بإذن الله:
http://www.profmorisi.com/index.php?pid=5
ـ[أبوالقاسم]ــــــــ[05 - 05 - 2007, 10:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم إخواني(/)
رؤية نقدية في كتاب (الخطيئة و التكفير) د / عبد الله الغذامي
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 09:30 م]ـ
إذا حصل واحد منا على درجة الدكتوراه في مجال ما فلابد منه أن يكون على نفس المكانة منها وأن يَصمد في تحمل أعبائها فإذا ما طالعنا ببحث أو قام بتأليف كتاب فإنه يتعين عليه في مؤلفاته أن يكون جديرًا بالثقة.
دون أي إطالة أنني لم أجد القوة في هذا الكتاب ووجدته كتابًا ضعيفًا في كثير من الفصول التي قدمها المؤلف وأعتبرت أن هذه الفصول من الممكن أن يقوم بفعلها طالب لا يتعدى سنه عن العاشرة من العمر ....
حديثنا قادم ودليلنا يسبقه
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 10:31 م]ـ
استهلال ولا أروع
عليك بتقديم رؤيتك أخي، ولا تنس أن الكتاب قديم جدا، ويعد أول كتب المؤلف
في انتظار قادمك
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[28 - 05 - 2007, 09:25 ص]ـ
بانتظار رأيك العلمي حول الكتاب.
ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[03 - 06 - 2007, 03:00 م]ـ
:::
حقيقة انني تناولت الدكتور الغ>امي من خلال دراساتي للدكتوراه ولا سيما في مجال اهتمامه بعبد القاهر وللاسف الرجل غير دقيق في كثير من مواضع عرضه للمقارنة بين عبد القاهر ودريدا ولا سيما نحن نعلم الفرق الشاسع بين عبد
القاهر الرجل الأشعري وبين درديدا صاحب الفلسفة اليهيودية التي دعت الى نسف الكتابة ونقلها الى الشفاهية اناا بحاجة الى تحليل لأراء ه>ا الرجل وانني على استعداد لمناقشة اي فكرة له وانا ممتن لمن يريد >لك لانني توصلت ومن خلال كتابه المشاكلة والأختلاف الى اوهام اثبت صحتها كبار النقاد كالدكتور عبد العزيز حمودة في كتابه المرايا المقعرة، الرجل يحاول ان يسقط مفاهيم الحداثة على التراث اقحاما ولي من خلال الموازنة البتي يحدد القارئ صحتها
أظن ان د. عبد الله الغ>امي يحتاج الى الكثير من الرجوع الى كتبه واصدارته وآراءه التي تقف على اساس هش وانا مرة ا×رى مستعد لمناقشة اراءه ولا سيما كما يدعة التقارب الفكري بين درديدا وعبد القاهر الجرجانيفي كتابه المشاكلة والأختلاف.
د. ايسر الدبو /جامعة الأنبار -كلية الأداب/ النقد الحديث
dr_aldbow***********
ـ[نون النسوة]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 01:20 ص]ـ
إذا حصل واحد منا على درجة الدكتوراه في مجال ما فلابد منه أن يكون على نفس المكانة منها وأن يَصمد في تحمل أعبائها فإذا ما طالعنا ببحث أو قام بتأليف كتاب فإنه يتعين عليه في مؤلفاته أن يكون جديرًا بالثقة.
دون أي إطالة أنني لم أجد القوة في هذا الكتاب ووجدته كتابًا ضعيفًا في كثير من الفصول التي قدمها المؤلف وأعتبرت أن هذه الفصول من الممكن أن يقوم بفعلها طالب لا يتعدى سنه عن العاشرة من العمر ....
حديثنا قادم ودليلنا يسبقه
إذن
لم لا تؤلف كتابا أفضل منه وأرنا ماعندك؟!!!!
لو أنك قلت عن كتابه أنه ضعيف ودعمت رأيك بأدلة علمية لكان أفضل برأيي من أن تعرض رأيك بهذا الأسلوب الطفولي!
اسمح لي
دهشت لقراءة العبارة على الرغم من أني تصفحت الكتاب سريعا وفي طريقي لقراءته إن شاء الله ولكن لا أظن من العدل النطق بعبارة كهذه مهما كان مستوى الكتاب
فكيف إن كانت العبارة صادرة ممن أحسبه أكاديميا؟
ـ[أبوزيد الهلالي]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 03:27 ص]ـ
قالها صاحبه سعيد السريحي قبلك، حينما قال إن أكثر الكتب انتشارًا أضعفها جودة، وضم معها كتابه هو: الكتابة خارج الأقواس.
والغذامي قال عن كتابه: إنه أكاديمي بحت، والحق أنه كذلك فقد تسكعت فيه ذات يوم ووجدت فيه تأصيلا علميًا دقيقًا في كثير من الأمور, وأمورًا لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 02:41 م]ـ
^
^
أبو زيد حملت الكتاب ليلة البارحة
وقرأت شيئا من الفصل الأول
كعادته الغذامي يأسرك لتقرأه حتى النهاية , لذا أغلقته لأقرأه في تفرغ
مثل هذا الكتاب لا يقرأ قراءة عابرة
ـ[أبوزيد الهلالي]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 05:42 م]ـ
^
^
أبو زيد حملت الكتاب ليلة البارحة
وقرأت شيئا من الفصل الأول
كعادته الغذامي يأسرك لتقرأه حتى النهاية , لذا أغلقته لأقرأه في تفرغ
مثل هذا الكتاب لا يقرأ قراءة عابرة
(يُتْبَعُ)
(/)
صدقتِ- أيتها الفاضلة- فيما قلتِ، فالدكتورعبدالله عالم له قدره في الوطن العربي، وماكان له ذلك لولا كتبه ومؤلفاته، وأنا أستمتع هذه الإيام بقراءة كتابه الموقف من الحداثة، وحكاية الحداثة، وفي الطريق إلى المرأة واللغة، وأشعر بتأنيب الضمير كلّما أزددت في القراءة وأصابني العجب، على تأخيري في قراءة نتاجه.
إلى أن نلتقي مرة أخرى وقد أنهينا قراءة كل نتاجه.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 06:13 م]ـ
صدقتِ- أيتها الفاضلة- فيما قلتِ، فالدكتورعبدالله عالم له قدره في الوطن العربي، وماكان له ذلك لولا كتبه ومؤلفاته، وأنا أستمتع هذه الإيام بقراءة كتابه الموقف من الحداثة، وحكاية الحداثة، وفي الطريق إلى المرأة واللغة، وأشعر بتأنيب الضمير كلّما أزددت في القراءة وأصابني العجب، على تأخيري في قراءة نتاجه.
إلى أن نلتقي مرة أخرى وقد أنهينا قراءة كل نتاجه.
فقط أردت لفت نظركِ لأمر ما
الغذامي مر بعدة مراحل فيفضل أن تمسك كل مرحلة على حدة حتى تترتب في ذهنك جيدا كأن تقرأ (المرأة واللغة) (تانيثالقصيدة والقاريء المختلف) (ثقافة الوهم - وهو عبارة عن مقالات له نشرت في جريدة الحياة تدور في فلك المرأة) هذا ما أنهيته فقط حقيقة ( ops
ذلك أنها تحمل فكرة أساسية واحدة تدور حول المرأة , ثم إن الغذامي يكرر بعض أفكاره لأجل ذلك أرى أنه من الأفضل أن تمسك كل مرحلة على حدة
للغذامي أسلوب مشوق وقدرة هائلة على الولوج في النص
انظر لتشريح النص والخطيئة والتكفير على سبيل المثال! (رجعت لبعض القصائد فيهما)
ثم له قراءات في الدوريات العلمية لنصوص تراثية وحديثة أتعجب لمَ لم يجمعها حتى الآن في كتاب
...........................
أمر آخر إعجابي بما يكتب لايعني اتفاقي معه كثيرا , فقد أجده يحمل الفكرة مالاتحتمل. أو يسقط رأيا على قضية تشعرك أحيانا أنه يقول رأيه ثم يبحث عن دليل ليثبت رأيه وليس العكس. وبعض التحفظات على طريقة التوثيق أحيانا
يبهرني بطرافته وجدة أفكاره , فكم مرة وقعت في فخ الكتب المكررة! أشتري كتابا فأكتشف أن مؤلفه يعيد كلام سابقيه بطريقة أخرى!
يبهرني كيف يطبق نظريات لنقاد غربيين على ثقافتنا ونصوصنا التراثية على خلاف بعضهم ممنطبقوها على نصوص أجنبية أو حديثة
يبهرني أكثر توجهه للعامة , فكتب الغذامي ليست نخبويه محضة كمعظم الكتب النقدية
مرة أخرى أذكّر أن عتبي على صاحب الموضوع ليس لأنه يتخذ موقفا سلبيا بالنسبة للغذامي أو يرفضه فله الحق في ذلك , إنما عتبي على الأسلوب الموظف؛ فكم من كتاب أضجر منهم أحيانا ولكن مهما وصل مستوى كتاباتهم لايمكنني بأي حال من الأحوال وصمهم بعبارة كهذه , تذكر أن ثمة جهد مبذول ومتلقين معجبون
ولك التحية أستاذ محمد فما زلت أتذكر جملة نطقت بها شكلت منعطف تحول في حياتي لا أدري إن كنت تذكر عبارة رميتها هنا؟
فسلاحه المعرفه وهزيمتك من الجهل فلما لا تضعيه موضع الجهل إن كان عالما وتجعليه عالما إن كان جاهلا فشيمة المريض إحساسه بالمفارقة مع نفسه ومع من حوله
لدرجة حنطتها في الرسالة الشخصية لماسنجري!
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 08:40 م]ـ
سيدتي (نون النسوة)
كنت قد عزمت الرحيل من فصيحكم وقد فعلت إلا أنني لا أغدو أن أترقبها من بعيد ولا أستطيع أن أجمح عقلي وقلبي ولو بشق تمرة عن رؤياها.
معذرة للمشرفين على الموقع (أصحاب الشبكة من يملكون زمامها) تدخلت للضرورة وسأعاود من حيث بعد قليل.
سيدتي أولا أنا حزين لأنني طرحت بعض الموضوعات ولم أكملها ولهذا علة وما أحسبها إلا أمور تتعلق بالفوضوية التي أتمتع بها وبالكسل الذي أجاريه أينما يناديني.
ثانيا: كنت قد ذكرت في مستهل هذا الموضوع أنني سأقوم بعرض الحجة و الدليل الذي أراه من وجهة نظري موفقا إلى حد كبير وجعلته سندا لي ولكن لم أفلح في عرضه وقصرت في نشره.
ثالثا:سأقوم اليوم بكتابة ما نوهت عنه سالفا من أدلة سقتها لا من وحي الخيال ولا إيهاما بالصدق ولكن سيرا على نهج النقاد ومنهم الغذامي نفسه ونهاية الأمر أن الأمر لكم في القبول أو الرفض ولكن باعمال العقل لابتركه.
رابعا: لغة الحوار التي تعودت عليها لم تكن من صنيع عقلي بل هى رضاعة أفكاري التي قد تغذيت وتربيت ونشأت بفضلها في كنف أستاذي وجدي (عباس محمود العقاد) فاغفري لي ذلة اللسان إن كنت قد تساهلت بالألفاظ في معرض الدين ولا أظن أنني فعلت هذا ولله الحمد، والأمر أمري إن كنا في معرض العلم وهذه هى قضيتي التي رحلت بصددها عن فصيحكم.
وأخيرا فإنني قد كسبت أستاذة لي ستؤنس بنات أفكاري وليس فقط في (الماسنجر)
ـ[نون النسوة]ــــــــ[13 - 06 - 2009, 10:25 م]ـ
^
أستاذ محمد عتبي فقط على الأسلوب الموظف وليس على عدم إكمالك؛ إذ يحدث معي أحيانا أن أعد بالعودة لموضوع ما فلا أعود
.........
هل كون الأمر غير ديني يسوغ لنا الحديث بهذا الأسلوب؟
مهما كانت حجتك قوية فإن توظيفك لأسلوب كهذا يجعل القاريء ينفر من الأمر أو يتلقى مبرراتك بتأثير من هذا الأسلوب الموظف
عندما أقرأ موضوعا في منتدى أو مقالة في صحيفة صاحبها يهجم على آخر بهذه الطريقة فإني مباشرة أقلب الصفحة أو ألتقط أخطاءه ربما قبل قراءة مبرراته!
أظنها طبيعة في النفس البشرية
صاحب الحجة القوية ليس بحاجة للعنف أو استخدام أسلوب كهذا إذ أن له من القوة في تبرير رفضه مايغنيه عن استخدام أسلوب كهذا
أليس كذلك؟
ثم إني لست أستاذة مازلت طالبة
ولك تحية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[16 - 06 - 2009, 09:12 م]ـ
سيدتي (نون النسوة)
أولا: معذرة على التأخير فلم أملك منه إلا القليل فما عاد يسعفنا الوقت كما يقولون.
ثانيا: يبدو أنك لم تطلعي على النقد الأدبي في الفترة من 1910 - 1975 على الأرجح؛ لأنه لو خالف حالك تفكيري ما قرأت هذا الكلام الذي فاضت به قريحتك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثا:
سأتناول بعض الإشارات التي ستنير لنا بعض الأمور المعضلة من وجهة نظري وسأركز على الفصول التي تهتم بالناحية الطبيقية لا النظرية وفي هذا أمر لا يخفى على أحد منا
1 - يقول (الغذامي) صـ 342
أن القصيدة المتأخرة كما أنها تأخذ من القصيدة السابقة تعطي أيضا للقصيدة السابقة فمثلا قصيدة حمزة شحاته جعلتنا نستحضر قصيدة المتنبي ونتذكرها وتخرجها من النسيان.
(لا تعليق)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 - يقول صـ 344 السطر الرابع
((وهى قصيدة عمودية من أبرز قصائد هذا الشعر وكأن شحاته أحس بهذا الانحراف فيها فعدله بتصريع))
بالله عليكم، هل القصيدة التي لا يوجد بها تصريع تكون منحرفة؟ وهل تحتاج لتصريع؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 - يقول في نفس الصفحة صـ 15
أن الشاعر إذا استخدم النداء في مطلع يعد عيبا لأن الشاعر هنا يستنفذ طاقته الفنية فمن الأفضل استخدام النداء في لوسط لاستمرار الطاقة لفنية
بالله عليكم، من أين استقى هذه المعلومة؟ ولوافترضنا هذا، فهل الطاقة الفنية تقتصر فقط على النداء؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 - يقول صـ 263
يتناول فكرة كتابة العنوان وتأليفه وصاحبنا هنا يطلق أحكاما لا فائدة منها غير الدخان فهو يسير على نهج من يقول أن العنوان هو أخر ما يكتبه الأديب في عمله والشاعرفي قصيدته
بل نراه يسوق لنا دليلا وليته ما ساق ففي صفحة 265 السطر السادس أن الدليل هو أننا وجدنا كلمات العنوان في أخر بيت في القصيدة ولو كان العنوان أول ما يفكر فيه الشاعر لأتى به في أول بيت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 - يقول صـ 264 السطر الرابع
يجب عدم إعمال العقل ويجب على المتلقي ان ينسلخ من شخصيته فهو حينما يقرأ عملا إبداعيا ينسلخ من كونه عبدلله الغذامي كما تنسلخ الحية من جلدها - هكذا قال-
يقول ((ولذلك فإن حالة الوعي تصبح أسوأ حالات التلقي للشعر)) السطر الرابع
انظر لكلمة (حالة الوعي) وما تحمله من دلالات، وكيف هذا وهو يبني كتابه كلها على
العقل حتى يتسنى له عملية التشريح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6 - عليك أيها القارىء قراءة الفصل المتعلق بتشريح النص لتدرك مدى ضعف هذا العمل
فمن يبني جهده على استخراج الأفعال وأساليب النداء وعدها لا يعد في نظري إلا ......
مجرد رأي
محمد أبو النصر
حفيد العقاد
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[16 - 06 - 2009, 09:14 م]ـ
بالمناسبة الكتاب الذي رجعت إليه طبعة مكتبة الأسرة فتحري ترقيم الصفحات سيدتي
نون النسوة
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 06 - 2009, 04:29 م]ـ
أين التعليقات؟!!
ـ[أنوار]ــــــــ[11 - 07 - 2009, 06:44 ص]ـ
أحسن الله إليكم أستاذ محمد .. عرض مختصر قيِّم ..
الغذامي شخصية عليها الكثير من المآخذ .. وليس الأمر مقتصراً على كتاب الخطيئة والتكفير إذ هناك كتب أخرى على نفس الشاكلة .. منها كتاب النقد الثقافي وقد ردّ عليه الدكتور مصطفى عبد الواحد في كتاب مستقل بعنوان " حقيقة النقد الثقافي " ..
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[11 - 07 - 2009, 02:07 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
شكرا لك سيدتي أنوار
في كثير من الأحيان تحول شهرة الأديب بيننا وبين نقد ه فهى كغشاءالأبصار
سأرجع إلى كتاب ((حقيقة النقد الثقافي)) ولو قدر لي سأورد بعض التعليقات عليه.
ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[19 - 07 - 2009, 03:24 م]ـ
لقد انفرد عند البعض من المعاصرين بإسقاط المنهج التفكيك دون التصور المتكامل للمصطلح او لنقل تحميل النص التراثي ما لا يحتمل، ومن هذه القراءات قراءة الدكتور عبدالله الغذامي وسنخص بالدراسة من كتب الدكتور الغذامي كتابه (المشاكلة والأختلاف) محور البحث عن العلاقة الحميمة بين الجرجاني ودريدا، ((وفي «المشاكلة والإختلاف: قراءة في النظرية النقدية العربية وبحث في الشبيه المختلف»، 1994، ثمة منهجية ألسنية تحاول مصالحة عبد القاهر الجرجاني مع جاك دريدا، على خلفية المصطلحَين التفكيكيَين الشهيرَين: المشاكلة، والإختلاف)) الذي يبدأ متسللا أرضية الجرجاني بعبارات سهلة المنال وقريبة من المفهوم الجرجاني للتشبيه، فيرى تحليله (الجرجاني) يقوم ((على الجمع بين (شدة الائتلاف) و (شدة الاختلاف) .. )) وهذا امر مقبول لا خلاف فيه وأكده الجرجاني نفسه. ولكن لا يلبث الدكتور حتى يعلن عن مشروع الجرجاني في نظرية البيان مبينا انه غير مكتمل بسبب ((محاصرة المعنى وسيطرته على تفكير الجرجاني وهذه نتيجة متوقعة في تلك الفترة من حضارة البيان .. )) والباحث يدور محاولا إسقاط الاهتمام بالمعنى بأي ثمن كان لأن التفكيكية تهمش دور المعنى، فالمعنى وكما يرى د. حمودة هو المدخل الذي دخله التفكيكيون كرد فعل على البنيويين ف ((المعنى إذن نقطة البداية التي أنطلق منها التفكيكون. . . . كرد فعل صريح لفشل البنيوية، من هنا فإن جميع عناصر إستراتيجية التفكيك تصب فى خط واحد .. )).
وفي بداية الجزء الثاني من كتاب فنسنت ليتش يعلن سبب قصور التفكيكيين عن الاهتمام بالمعنى قائلا: ((لماذا نقصر ثقتنا على المعنى؟ إن المعنى إنتاج متأخر، منع للعب .. )) في هذا الإطار كانت قراءة الدكتور الغذامي محملة بإسقاط مفاهيم على عبد القاهر، فهو بعد ان نسب إليه عمل نظرية البيان وانه مقصر في هذا اشد تقصير، يضجر من هيمنة المعنى عليه وكما يفعل التفكيكيون وكأن عبد القاهر مطالب ان يكون تفكيكيا حتى لو ان نصوصه لا تفصح عن مثل هذا الشيء .. ومن هنا يتصور الغذامي ان فكرة هيمنة المعنى دفعته -عبد القاهر- الى القول ب (تجليات الفكر) (( .. لكننا الآن نركز على هيمنة المعنى - وهو أحد تجليات الفكر- على التصور اللغوي القديم كما رأينا عند الجرجاني، وقد أشار ميشيل فوكو الى ان ذلك أيضا هو السائد في الحضارة الغربية .. ))، وهنا تتبادر الى الذهن مشكلة المصطلح الاجتهادية، فما الذي يقصده الدكتور ب (تجليات الفكر) هل هي مراحل انتاج المعنى؟ أم ماذا؟ ثم إن مصطلح (الهيمنة) يدخل العموم فأين ابن الاثير وابن سنان الخفاجي والعسكري رواد اللفظية فهل فعلا المعنى مهيمن على التراث؟.
وتأسيسا على المعطيات نفسها التي تبناها الدكتور- في الاطار التفكيكي- يرى ان هذه الهيمنة أبعدت عبد القاهر عن مصافي النقاد المعاصرين، متوصلا الى ان نظريته كانت ضعيفة لأنها تركز على المعنى الشيء الذي لا يقبله التفكيكيون ((والحق ان نظرية النظم هي أضعف ما عند الجرجاني من تصورات وذلك لأنها تركز على أسبقية المعنى على النص وتقوم على توخي معاني النحو .. )). ولا ادري من قال للدكتور ان عبد القاهر يريد أن يكون تفكيكيا وأن ويتهم عبد القاهر بان نظريته ضعيفة لأنها تركز على أسبقية المعنى الامر الذي أهمله التفكيكيون.
ولا يغادر الدكتور الغذامي وهو يتناول مصطلحي (المشاكلة والاختلاف) طريقته السابقة في متابعة عبد القاهر إذ يرى انه كان ((على وشك تحطيم الصنم الأخير الذي هو المعنى، لولا أنه وقفا عند تشريح (الجملة) ولم يتجاوز ذلك إلى النص أو الوحدة الشاعرية الكاملة .. )) وهذا مخالف للكلام النقدي المعاصر اذ اثبت المعاصرون صلاحية النظم للوحدة الشاعرية، أما مسألة المعنى فهي قد جاءت في ظرف تاريخي وهو يقاوم التيار اللفظي، الذي تبنى القول بأن أعجاز القران بفصاحة ألفاظه فجاء عبد القاهر رافضا هذا معدا الإعجاز بالنظم:. ((وكذلك الحكم إن زعم أن الوصف الذي تحدوا اليه، هو أن يأتوا بكلام يجعلون له مقاطع
(يُتْبَعُ)
(/)
وفواصل كالذي تراه في القران، لأنه ليس أكثر من التعويل على مراعاة الوزن، وإنما الفواصل في ألآي كالقوافي في الشعر .. )) أذن يبقى رأيه الشمولي الذي لا يحيد عنه فليس اللفظ او المعنى وإنما الصياغة او النظم او الصورة.
وتواصلا مع الدكتور الغذامي الذي يرى - بعد تحميل النص ما لا يحتمل – أن الجرجاني ((يخطو خطوة أخرى أبعد أثرا في تهشيم (المشاكلة) حيثما يقوم بفك العلاقة المفترضة بين التصور العقلي الجازم، آي المعنى القاطع وبين دلالة اللغة .. )). وبهذا يكون اكثر قربا من التفكيكين وخاصة من مصطلحات دريدا، فعبد القاهر إذا ما ابتعد عن المشاكلة - كما يرى الدكتور- يكون قد اقترب من (الاختلاف)، ومفهوم الاختلاف يرفده مصطلح آخر هو الإرجاء ليصبحا مصطلحا واحدا يطلق عليه (الاخترجاف) وهذا المصطلح منحوت في الأصل من كلمتي (الاختلاف والإرجاء) تقوم على دلالة مضايفة: وتعني اختلاف لفظة عن غيرها ثم أرجاء معناها حتى يتوصل إلى المعنى النهائي وهو غير مستحصل لضياعه على طريقة التفكيكيين، ومن هنا إذا قلت (قطة) مثلا فهي تختلف عن (نطة) وتعني الأولى ذلك الكائن الحي ذا أربع الأرجل، وأربع أرجل يعني سيقان أربعا، والسيقان تعني الشعر واللحم والعظم وهكذا تدخل مع كل لفظة إلى آن تجد نفسك في ضياع وهنا يطلق دريدا على هذه الحالة مصطلح (الهوة) أي السقوط في المتاهات نتيجة التعلق بمفردة دون الوصول إلى دلالة مستقرة وبهذا يأتي ما يعرف ب (رقص الدوال) التي تبحك عن مدلول. وهذا لا يتحقق من فكر الجرجاني القائم على المعادلة بين اللفظ والمعنى، إن الدراسة التي يمليها الدكتور الغذامي يتضح فيها الخلط حينا والحماسة حينا وهذا مرفوض في الدراسات العلمية، فالكلام الذي لا يستند إلى الدليل العلمي الواضح لا يمكن الاتفاق والأخذ به، فالأحكام لا تطلق كيفما جاء وأتفق، وكان أولى على الدكتور ان ينطلق من التراث نفسه وفي رؤية شمولية لما كتبه عبد القاهر، (لا) أن يكون فوق جبل ليختار ما يشاء ثم يبدأ إسقاط المفاهيم الغربية كيفما اتفق لان في هذه الحالة يكون عبد القاهر غير مستعد للإجابة عن هذه ألأسئلة، وفي هذا السياق شدد غادمير أن القراءة المعاصرة يجب ان تكون في الإطار التاريخي للمقروء وليس ببعيدة عنه، يقول وهو في مجال دراسته الأفاق بأنها تتواجد (( .. عند الإشارة إلى مطالبة الوعي التاريخي برؤية الماضي في ضوئه هو، وليس في ضوء معاييرنا وأهوائنا المعاصرة، بل في داخل افقه التاريخي)).
د. ايسر الدبو
ـ[أنوار]ــــــــ[19 - 07 - 2009, 04:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً دكتور أيسر ..
معلومات ثرية قيمة تحتاج لقراءة متأنية .. نفع الله بعلمكم ..
دكتورنا الفاضل .. هل كانت رسالتكم للدكتوراة عن عبد الله الغذامي .. إن كان كذلك ما محاور البحث التي تناولتموها ..
ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[20 - 07 - 2009, 03:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالتي عن عبد القاهر الجرجاني وهي القراءة المعاصرة للبلاغة العربية -قراءة عبد القاهر الجرجاني انموذجا- وتناولت فيه النقاد/ القراء المعاصرون ومنهم الغذامي والذي قاتل كما لاحظنا في محاولااته لاسقاط عن عبد القاهر اهتمامه بالمعنى لايصالة بالنتيجة الى المفهوم الدريدي للتفكيك وهي قراءة اسميتها اسقاطية محاولات معاصرة لاقحام النتاج التراثي النقدي والبلاغي في الوافد / الاخر وان كانا غي متجانسين.
د. ايسر الدبو
ـ[أبو عاصم]ــــــــ[15 - 09 - 2009, 11:31 م]ـ
الغذامي (زعيم) الحداثة في السعودية ...
ذهب إلى (المناهج الغربية) وألبسها (تراثنا الأدبي)
وكأن أدبنا لا يمكن قراءتُه إلا (بعيون غربية)!!
ما أكثر المخدوعين بهذا (! ... !)!!
وليحملنّ أوزارهم، وأوزارًا مع أوزارهم.
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 06:02 م]ـ
سبحان الله يا محمد أبو النصر
ما هكذا يتحدث التلميذ عن أستاذه , إن كانت لك وجهة نظر نقدية فاكتب بطريقة علمية , ودع التعريض بالرجل فهو لايعرف أين أنت ولا من تكون
الدكتور عبدالله الغذامي يظل احد افضل أساتذة النقد في الوطن العربي
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 07:37 م]ـ
سلام عليكم
سيدي سيف أحمد
لم يؤذن لك بكاف الخطاب وبتاء المواجهة هذه واحدة
أما الثانية فهى لم يكن الدكتور/ عبد الله الغذامي أستاذا لي
وأما الثالثة لا تحملني ذنبا أن تجهله فصياغة الأفكار النقدية لها أربابها، فاشرح لنا سيدي الطريقة العلمية.
وأما الرابعة فارجع إلى باب التعريض وباب القدح.
وأما الرابعة فالسيرة الذاتية مدون بها اسم الوطن ولكن أخفيت درجتي العلمية التي تفوق المرحلة الجامعية فقد ذكرت من قبل اسم رسالة الماجستير ونوهت لرسالة الدكتوراه.
وأما الخامسة فإن الدكتور / عبد الله الغذامي من النقاد المشهورين في الوطن العربي.
سيدي شكرا دمت بخير
أخوك في الله
محمد أبو النصر
كلية دار العلوم - جامعة القاهرة - قسم البلاغة و النقد الأدبي والأدب المقارن
حفيد العقاد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[04 - 10 - 2009, 04:21 ص]ـ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ........
ـ[خود]ــــــــ[08 - 10 - 2009, 04:38 ص]ـ
قراءة مُفيدة و مُختلفة لشخصية الغذامي (العلمية)
قد تختصر عليّ طريقا طويلا
فكتابه (الخطيئة و التكفير) من أهم الكتب التي سأتعرض لها في رسالتي ..
و هنا .. وجدتُ اختصارا أو رؤية أو تمهيدا لماهية الكتاب قبل الخوض في عبابه ..
فشكرا لكل من ترك بصمته هنا ..
و شكرا لمن أهداني هذا الكتاب ..
ـ[نون النسوة]ــــــــ[09 - 10 - 2009, 02:25 ص]ـ
^
نصيحة من أخت لك
لاتقرئي أي كتاب انطلاقا من خلفية مسبقة
ستؤطرين حينها مساحات التأويل والفهم إلى مساحة محدودة لأن ذهنك تهيأ قبلها لأراء محددة
موفقة
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[09 - 10 - 2009, 10:56 ص]ـ
^
نصيحة من أخت لك
لاتقرئي أي كتاب انطلاقا من خلفية مسبقة
ستؤطرين حينها مساحات التأويل والفهم إلى مساحة محدودة لأن ذهنك تهيأ قبلها لأراء محددة
موفقة
أحسنت أختي نون النسوة
ـ[خود]ــــــــ[09 - 10 - 2009, 09:27 م]ـ
^
نصيحة من أخت لك
لاتقرئي أي كتاب انطلاقا من خلفية مسبقة
ستؤطرين حينها مساحات التأويل والفهم إلى مساحة محدودة لأن ذهنك تهيأ قبلها لأراء محددة
موفقة
لن أضيّق مساحة التأويل
بل تجربتهم مع الكتاب ـ وهم من هم ـ مهدت لي فكرته
أشكرك لحرصك ..
و وفقك الله في دراستك ..
ـ[عصام محمود]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 12:58 ص]ـ
سيدتي (نون النسوة)
[ QUOTE] أولا: معذرة على التأخير فلم أملك منه إلا القليل فما عاد يسعفنا الوقت كما يقولون.
ثانيا: يبدو أنك لم تطلعي على النقد الأدبي في الفترة من 1910 - 1975 على الأرجح؛ لأنه لو خالف حالك تفكيري ما قرأت هذا الكلام الذي فاضت به قريحتك. Quote] الأخ الكريم محمد أبو النصر: أرجو ان يتسع صدرك لكلامي ولا تغضب.
بداية تعليقك على الأخت نون النسوة لا محل له من الإعراب كما نقول فأنت تناقش حديثها أما اتهامك لها بعدم القراءة فهو خروج عن ..... الموضوع
ـ[عصام محمود]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 01:06 ص]ـ
[ quote= محمد أبو النصر;352120] سيدتي (نون النسوة)
1 - يقول (الغذامي) صـ 342
أن القصيدة المتأخرة كما أنها تأخذ من القصيدة السابقة تعطي أيضا للقصيدة السابقة فمثلا قصيدة حمزة شحاته جعلتنا نستحضر قصيدة المتنبي ونتذكرها وتخرجها من النسيان.
(لا تعليق) 2 -
ولماذا لا تعليق؟! لابد من التعليق حتى نفهم مناط اعتراضك
لعل هناك رؤية مخالفة لرؤيتك أخي الكريم، فهناك قانون في علم النفس اسمه قانون تداعي المعاني؛ فمثلا تفكر في موقف حدث لك في العمل وأنت في القاهرة تجد نفسك فجاة وصلت إلى الأسكندرية بعقلك دون مبرر، وأحيانا تنسى الموضوع الأصلي الذي بدأت به والغذامي يقول إن هناك إحالة عقلية من النص الجديد لنص قديم فتسمع شعرا حديثا يوحي لك بتذكر شعر قديم، وهو هنا الاستحضار فما وجه اعتراضك على هذا ألا يحدث في الواقع أن ترى موقفا جديدا فتظن أن هذا الموقف حدث لك من قبل من سنوات لا تذكرها؟
أن تسمع حديثا لأول مرة فتشعر أنك سمعته من قبل لكن لا تدري أين؟
ـ[عصام محمود]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 01:47 ص]ـ
2 - يقول صـ 344 السطر الرابع
((وهى قصيدة عمودية من أبرز قصائد هذا الشعر وكأن شحاته أحس بهذا الانحراف فيها فعدله بتصريع))
بالله عليكم، هل القصيدة التي لا يوجد بها تصريع تكون منحرفة؟ وهل تحتاج لتصريع؟
يا أستاذ محمد لم اجد تعليقا أعلق به على كلامك هذا فانت تستخدم قاعدة لا تقربوا الصلاة، ويل للمصلين
فقد أقتطعت النص من سياقه، وسيرته بحسب رؤيتك فاختزلت منه نصوصا غيرت الدلالة إلى حيث تريد ولكن أسمح لي أن أذكر النص من بدايته حتى موضع شاهدك فيقول الغذامي: تبدأ القصيدة بالبيت:
ألهمت والحب وحي يوم لقياك ... رسالة الحسن فاضت من محياك
وهذا بيت مصرع. وهو نهج تقليدي سارت عليه معظم قصائد الشعر العربي العمودي.ولكن قصيدة الشريف الرضي جاءت غير مصرعة:
يا ظبية البانترعى في خمائله ... ليهنك اليوم أن القلب مرعاك
وهى قصيدة عمودية من أبرز قصائد هذا الشعر وكأن شحاته أحس بهذا الانحراف فيها فعدله بتصريع ص:343 - 344
(يُتْبَعُ)
(/)
ولاشك في وضوح الصورة التي يعبر عنها الغذامي هنا فقد جبل الشعراء العرب على التصريع في بداية القصيدة بحيث صار هذا العرف بما يشبه القانون في قول الشعر،ويعد الخروج عليه انحرافا عن العرف والاعتياد الذي ألفته الذائقة العربية،وقد فطن شحاتة لهذا الانحراف فعاد إليه في معارضته للقصيدة المذكورة فهل وضحت الصورة؟
ـ[عصام محمود]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 02:04 ص]ـ
يقول في نفس الصفحة صـ 15
أن الشاعر إذا استخدم النداء في مطلع يعد عيبا لأن الشاعر هنا يستنفذ طاقته الفنية فمن الأفضل استخدام النداء في لوسط لاستمرار الطاقة لفنية
بالله عليكم، من أين استقى هذه المعلومة؟ ولوافترضنا هذا، فهل الطاقة الفنية تقتصر فقط على النداء؟ للمرة الثانية تقتطع النص من سياقه لتأوله بحسب رؤيتك،ولنعيد الكرة فأنت أخي الكريم ذكرت الكلام بالمعنى ومن منتصفه ولم تذكر كلام الغذامي بنصه ولا بدأته من حيث بدأ يقول الغذامي:
جاءت جملة النداء عند الشريف في مطلع القصيدة،وهذ نهج طرقه شعراء العربية منذ عهد مبكر مثل عنترة في وله:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي ... وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
وقول بشار:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة ... وا؟ لأذن تعشق قبل العين أحيانا ومذل ذلك كان نداء شوق الساللف.وهذا كثير في الشعر العربي وكأنه صار تقليدا في الدخول الشعري.ولكن المرء وهو يقرأ يحس ان الشاعر يستنفذ بهذه الطريقة طاقة انتباهية عالية يندر ان يستمر في المحافظة عليها بعد تطور البيت إلى إشارات فنية أخرى. وبعد تداخله مع الأبيات التالية له،ولعل هذا ما اوجد فنيات مختلفة في استخدام النداء، كنقله إلى وسط البيت مثل قول الفرذدق
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ص:344
والفكرة واضحة فالنداء بشكل عام وسيلة للفت الانتباه نحو المنادي وهو ما قصده الغذامي، فالشاعر يستخدم النداء لجذب الانتباه نحو شعره ولأن القاعدة في الشعر العربي هي القصائد الطوال فنادرا ما يحافظ الشاعر على هذا الجذب على مدار القصيدة الطوال، ومن ثم فقد اعتبر الناقد أن استخدام هذه التقنية في بداية القصيدة يعد استهلاكا مبكرا لها من قبل الشاعر لغير ضرورة، فلن يستطيع ان يلجا إليها ثانية وإلا يكون قد كرر نفسه وهذا ما كان يحذر منه الشاعر من الوقوع فيه
ـ[عصام محمود]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 02:28 ص]ـ
ما قلته ليس دفاعا عن الغذامي أو غيره ولكن هذه رؤيتي وأرجو ألا تغضب مني، وقد راجعت باقي الردود وجدت في الأستاذ محمد حدة في الرد باستخدام التباهي باللقب العلمي أما عن الألقاب العلمية التي قد نتشدق بها فقد غيرتها في ملفي إلى آخر فنحن في منتدى علمي وليس مكانا لاستعراض الشهادات العلمية وفي رايي أننا جميعا طلاب علم الأستاذ والباحث على مقباس واحد وقد توقفت عند هذا الحد في الردود على مناقشة الأستاذ أبو النصر وإن كان عندي المزيد على تعليقاته وأخشى ألا يرضى عنها لأنها تخالف منهجه
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 12:22 م]ـ
أحسنت أخي عصام
مافهمته على الأقل منك , أن عمر الغذامي العقلي والفني يفوق عشر سنوات أناطها به الأخ محمد!!!!
ـ[فهد الفيفي]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 05:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم أيها الأساتذة
ودائما لا يمكن الإجماع على نص مدحا أو ذما
يقول الدكتور: حسين علي محمد عن الغذامي
أنه أشغل نفسه بأشياء لم تكن بيئتها صالحة لتلقي ما يقول
تحياتي لكم
الكلام السابق من حديث شخصي بيني وبين الدكتور
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 11:06 م]ـ
[ quote= محمد أبو النصر;352120] سيدتي (نون النسوة)
الأخ الكريم محمد أبو النصر: أرجو ان يتسع صدرك لكلامي ولا تغضب.
بداية تعليقك على الأخت نون النسوة لا محل له من الإعراب كما نقول فأنت تناقش حديثها أما اتهامك لها بعدم القراءة فهو خروج عن ..... الموضوع
سيدي عصام
نحن في معرض النقد وكل يدلو بدلوه فلنا الحق فيما نقول ولك الحق فيما تعترض
سيدي من العدل أيضا أن تتنبه لما قاله أساتذتي فما كان مني إلا الرد بمثل المنهج فقبل كلامي هذا الذي أزعجك ألم ترى هذه الجمل؟!!
إذن
لم لا تؤلف كتابا أفضل منه وأرنا ماعندك؟!!!!
لو أنك قلت عن كتابه أنه ضعيف ودعمت رأيك بأدلة علمية لكان أفضل برأيي من أن تعرض رأيك بهذا الأسلوب الطفولي!
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 11:42 م]ـ
سيدتي (نون النسوة)
لغة الحوار التي تعودت عليها لم تكن من صنيع عقلي بل هى رضاعة أفكاري التي قد تغذيت وتربيت ونشأت بفضلها في كنف أستاذي وجدي (عباس محمود العقاد) فاغفري لي ذلة اللسان إن كنت قد تساهلت بالألفاظ في معرض الدين ولا أظن أنني فعلت هذا ولله الحمد، والأمر أمري إن كنا في معرض العلم وهذه هى قضيتي التي رحلت بصددها عن فصيحكم.
وأخيرا فإنني قد كسبت أستاذة لي ستؤنس بنات أفكاري وليس فقط في (الماسنجر)
سيدي عصام
أدرك أن لهجتي في معالجة الأمور النقدية أو طرحها بها شيء من الردح وقصدت بكلامي لأستاذتي بأنها لم تطلع على المعارك النقدية في فترة ما كان قصدي أن هذه الفترة وغيرها سمحت للنقاد بهذا الأسلوب ولغة الحوار بين أفضل النقاد و الأدباء الذين شهدتهم بلانا كانوا أربابا لمثل هذه اللغة.
أظن أيضا أنني خارج النقد أتعامل مع الجميع بصيغة ((سيدي)) ((أستاذي))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 11:49 م]ـ
[ quote= عصام محمود;378586]
وقد راجعت باقي الردود وجدت في الأستاذ محمد حدة في الرد باستخدام التباهي باللقب العلمي أما عن الألقاب العلمية التي قد نتشدق بها فقد غيرتها في ملفي إلى آخر فنحن في منتدى علمي وليس مكانا لاستعراض الشهادات العلمية وفي رايي أننا جميعا طلاب علم الأستاذ والباحث على مقباس واحد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيدي عصام
لم أتطرق لمثل هذه النقطة أنني حصلت على شهادات كثيرة من الماجستير أو الدكتوراه إلا في هذا الموضع تعقيبا على كلام الأستاذ سيف أحمد عندما سمح لنفسه ووضعني ضمن قائمة التلاميذ للدكتور / عبد الله الغذامي فأردت أن أوضح المسائلة وبالمناسبة حتى الآن لم أسمح لنفسي بوضع حاصل على ماجستير أو دكتوراه في السيرة الذاتية الخاصة بي كما فعل الكثير من الزملاء تجنبا لما قلته
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[23 - 10 - 2009, 12:12 ص]ـ
يا أستاذ محمد لم اجد تعليقا أعلق به على كلامك هذا فانت تستخدم قاعدة لا تقربوا الصلاة، ويل للمصلين
فقد أقتطعت النص من سياقه، وسيرته بحسب رؤيتك فاختزلت منه نصوصا غيرت الدلالة إلى حيث تريد ولكن أسمح لي أن أذكر النص من بدايته حتى موضع شاهدك فيقول الغذامي: تبدأ القصيدة بالبيت:
ألهمت والحب وحي يوم لقياك ... رسالة الحسن فاضت من محياك
وهذا بيت مصرع. وهو نهج تقليدي سارت عليه معظم قصائد الشعر العربي العمودي.ولكن قصيدة الشريف الرضي جاءت غير مصرعة:
يا ظبية البانترعى في خمائله ... ليهنك اليوم أن القلب مرعاك
وهى قصيدة عمودية من أبرز قصائد هذا الشعر وكأن شحاته أحس بهذا الانحراف فيها فعدله بتصريع ص:343 - 344
ولاشك في وضوح الصورة التي يعبر عنها الغذامي هنا فقد جبل الشعراء العرب على التصريع في بداية القصيدة بحيث صار هذا العرف بما يشبه القانون في قول الشعر،ويعد الخروج عليه انحرافا عن العرف والاعتياد الذي ألفته الذائقة العربية،وقد فطن شحاتة لهذا الانحراف فعاد إليه في معارضته للقصيدة المذكورة فهل وضحت الصورة؟
سيدي عصام
من قال لك إن التصريع قانون لابد من الالتزام به في الشعر هو عرف لكن هل من يحيد عنه يقع في دائرة الانحراف
السؤال بصيغة أخرى هل القصائد التي جاءت قديما بلا تصريع هل نقول أن صاحبها انحرف عن النهج القديم؟!!!!!
ـ[البركان]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 06:07 م]ـ
إذا حصل واحد منا على درجة الدكتوراه في مجال ما فلابد منه أن يكون على نفس المكانة منها وأن يَصمد في تحمل أعبائها فإذا ما طالعنا ببحث أو قام بتأليف كتاب فإنه يتعين عليه في مؤلفاته أن يكون جديرًا بالثقة.
دون أي إطالة أنني لم أجد القوة في هذا الكتاب ووجدته كتابًا ضعيفًا في كثير من الفصول التي قدمها المؤلف وأعتبرت أن هذه الفصول من الممكن أن يقوم بفعلها طالب لا يتعدى سنه عن العاشرة من العمر ....
حديثنا قادم ودليلنا يسبقه
كيف تلوم الآخرين بركاكة مواضيعهم وكتابتك فيها من الركاكة ما لا يأتي بها طالب في الصف السادس الابتدائي.
أرجو أن ننظر إلى أنفسنا وننقد ذاتنا بصدق قبل جلد الآخرين وتوزيع الاتهامات جزافا ولاسيما أن الذي تتحدث عنه يعتبرا ناقدا كبيرا في السعودية ويعد أحد قاماتها الفكرية البارزة.(/)
قراءة قصيدة "متى تغضب" + هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر
ـ[المساوي]ــــــــ[15 - 04 - 2007, 11:54 م]ـ
:::
نحو نقد إسلامي تطبيقي:
قبل قراءة الجزء الأخير من البحث المرجو الاستماع إلى قصيدة من الديوان المدروس وقد قرئت بصوت شجي وعين دامعة .. وهي على الرابط التالي:
متى تغضب
http://www.mwaheb.net/free/albarrak/resalah.swf
هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر
وقفة عند العتبة الأولى لديوان الدكتور عبد الغني التميمي
قراءة في أبجديات " رسالة من المسجد الأقصى "
الأستاذ عبد الرزاق المساوي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
ارتباطات العنوان:
إن الرسالة التي يبعث بها هذا المكان المقدس جاءت في المتن الشعري على أشكال مختلفة، يمكن صياغتها على النحو التالي:
(1) وردت الرسالة عبارة عن مجموعة من الأسئلة المتفرقة على طول وعرض خريطة البناء الشعري الذي أقامه التميمي (13) .. فجاءت هذه الأسئلة صريحة من خلال استعمال بعض مشتقات الفعل "سأل" أو الإتيان بأدوات الاستفهام المعروفة كما في قوله:
واسأل الأمة أو سل بعضها
كيف للموت على الجمر أساقْ؟
كيف أصبحت مكانا أثريا
بصنوف الفسق ضاقْ؟
كيف قد بدل طهري
مسرحا للعري يغري
بين ضم واعتناق والتصاقْ؟
يا بني الإسلام ما حل بكم؟
هل نسيتم أنني بوابة السبع الطباقْ؟
من هنا قد واصل الرحلة في الكون البراقْ (من قصيدة رسالة من المسجد الأقصى)
*******
وسل الوقائع و الصنائع هل رأتْ
أحدا يسوس كما يسوس المسلمُ
إنا قوم لا نغش رعية
عند السيادة أو نخون ونظلمُ
وإذا حكمنا فالعدالة منهج
لا ظالم ولا متظلمُ
أطفالنا ولدوا على سرر الردى
أرأيت طفلا بالردى يتنعمُ؟ (قصيدة: من نحن؟)
*******
أرضيت القسمة يا وطني
للغاصب والمحتل القتلْ
ولك الدعوات إلى السلمْ
أتظل مريضا يا وطني
تتعاطى التضليل الرسمي
أو تبقى مفتاح قمار
لكنْ وطنا في الاسمْ (قصيدة: برنامج وطني)
ألم تهززك صورة طفلة
ملأت
مواضع جسمها الحفرُ؟
ولا أبكاك ذاك الطفل في
هلع
بظهر أبيه يستترُ؟
فما رحموا استغاثته
ولا اكترثوا ولا شعروا
فخر لوجهه ميتا
وخر أبوه يحتضرُ
متى يستل هذا الجبن من
جبينك والخورُ؟
متى التوحيد في جنبيك
ينتصرُ؟
متى بركانك الغضبي
للإسلام ينفجرُ
فلا يبقي ولا يذرُ؟
متى ترقى ... وتعتبرُ؟
أتبقى –دائما- من أجل
لقمة عيشك
المغموسِ بالإذلال تعتذرُ؟ (قصيدة رسالة من حراس الأقصى)
*******
وأسئلة أخرى جاءت غير صريحة أو جاءت بشكل غير مباشرة نظرا لغياب تلك الأدوات الاستفهامية، والتي استبدلت بالاعتماد على السياق فحسب لتمرير تلك الأسئلة، والأمثلة على هذا كثيرة لا داعي للإطالة بذكرها ..
(2) كما جاءت الرسالة أيضا على شكل نداء هو الآخر بدا ظاهرا بأدواته المعروفة (أ – أيا – يا - أيها ... ) ومقوماته المشهورة تارة، وخفيا معتمدا على السياق المفعم بأسلوب النداء دون ذكر لأدواته، ومرتكزا على الفعل الأمر الذي يكتسي صبغة أسلوب النداء تارة أخرى ..
يا أخي في الله، هذا المسجد الأقصى جريحْ
في سكون الليل –لو تسمع- كالطفل يصيحْ
جرحه الغائر لا تشبهه كل الجروحْ
إنه جرح أليم داخل القلب يقيحْ
إنه جرح بقايا أمة
كان فيها عزة وروحْ (رسالة من المسجد الأقصى)
*******
يا رجال البورصة السوداء في سوق السلامْ
سوقكم ذل على ذل تقامْ
تطرحون القدس للقسمة، هلْ
سخف الأمر إلى هذا المقامْ (رسالة من المسجد الأقصى)
*******
أعيرونا مدافعكم ليوم
لا مدامعكم
أعيرونا وظلوا في
مواقعكم
بني الإسلام
بني الإسلام ما زالت
مواجعَنا
مواجعُكم
مصارعَنا مصارعُكم
إذا ما أغرق الطوفان
شارعنا
سيغرق منه شارعُكم (رسالة من حراس الأقصى)
*******
أيا دعاة ذلنا
كفى بنا متاجرهْ
أي سلام قذر
تروجون قذرهْ
أي اتفاق آثم
ندعى لكي نسطرهْ
نرفضه إن لم تكن
جماجم العدا محابرهْ (قصيدة: مجزرة)
*******
(3) جاءت الرسالة كذلك في النص الشعري على شكل حديث تارة وبلاغ ثانية وقول ثالثة موجه للأمة كي ترى واقعها الحالي بنظرة فاحصة وما آلت إليه أوضاعها برؤية تمحيصية وناقدة، وتبحث لها عن مخرج من هذه الأزمات انطلاقا مما يمليه عليها إسلامها الحنيف أولا ما دام هو الذي تدين به على العموم .. وما تفرضه عليها واجبات المواطنة وحقوق الوطن والانتماء القومي:
(يُتْبَعُ)
(/)
حدث الأمة عني
بلغ الأمة أني
عيل صبري بين أسر واحتراقْ
هتك العهر اليهودي خشوعي
من رواق لرواقْ (قصيدة: رسالة من المسجد الأقصى)
*******
ثم قال المسجد الأقصى بحزم واقتضابْ:
من – ترى- المسؤول فيكم
ومتى يرسل الرد على هذا الخطابْ؟
قلت والآلام تشوي أضلعي
وخيالي شارد ليس معي
أعبر الماضي مطعونا بذل الواقع
ثم ألوي سابحا في أدمعي ... (رسالة من المسجد الأقصى)
*******
بلغ الأمة –يا عبد- سلامي
من معاني سورة الإسراء قدسي الهيام
أثري الوجد سني العناق
لا سلاما خائن النشأة عبري المذاق (قصيدة: رسالة من المسجد الأقصى)
*******
(4) جاءت كذلك الرسالة الركن الأول من العتبة الأولى على أنها صيحة أو صوتة أو صرخة واصفة ما صار عليه المسجد الأقصى في غياب الآذان الصاغية والقلوب الواعية والأجساد المتحركة .. جاءت ترسل صرختها حينا بمعنى سلبي حين تكون شعارا أجوف لا يغير من الواقع شيئا وهذه هي صرخة تلك الآذان اللاهية التي لا ترعى للقدس أي اهتمام في حقيقة الأمر وإنما تتباهى بكونها مهتمة به وبقضيته .. فصرخات هؤلاء لا تعبر إلا عن نفسها ولا تتراوح الدوي والنداء الذي لا طائل تحته ولا أهداف منه .. وحينا آخر تحمل الصرخات محاطة بأسلوب اعتذار الذي يفوح سخرية من تلك الآذان المشمئزة .. وحينا ثالثا تأتي الصرخة عبارة عن أنين ولكنه أنين يحمل صوت الحق .. أو تأتي استحثاثا للهمم، وحينا رابعا تكون الصيحة صيحة تحد وصرخة إيمان تملأ الزمان والمكان وإن لم تكن هناك آذان:
نحن لا نملك من نخوتنا
غير صرخات تدوي ونداء
*******
جفَّ هذا الريقُ في أفواهِنا
بُحَّتِ الأصواتُ منّا فارحمونا
وارحموا هذي الحناجِرْ
اُعذُرونا إنْ صَرَخْنا
إنّ في أعماقِنا الموتَ الزُّؤامْ
لا أظُنُّ الصارخَ المذبوحَ – إنْ صاحَ – يُلامْ
اُعذرونا إنْ فَتحْنا مرّةً أفواهَنَا
أَنْتَنَتْ ألفاظُنا في الحَلْقِ من شَدِّ الِّلثامْ
كِلْمَةُ المعروفِ شاخَتْ
وهْيَ تحيا في الظّلامْ
أهْوَ عَيبٌ أنْ نقولَ الحقَّ جَهْراً؟
أَهْوَ خَرْقٌ للنّظامْ؟
قبّحَ اللهُ لساناً يألَفُ الصّمْتَ الحرامْ! (قصيدة: رسالة من المسجد الأقصى)
*******
يا أخي في الله، هذا المسجد الأقصى جريحْ
في سكون الليل –لو تسمع- كالطفل يصيحْ (قصيدة: رسالة من المسجد الأقصى)
*******
إنني أصرخ والهيكل يبنى فوق رأسي
أيرجى النصر من أمثالكم
أم ترى أنعي لكم نفسي بنفسي
*******
أخي في اللهِ، قد فتكَتْ بنا عِلَلٌ
وهذي صرخةُ التكبيرِ تَشفي هذه العِلَلا
فأَصْغِ لها تجَلْجِلُ في نواحي الأرضِ ما تركَتْ
لها سهلاً ولا جَبَلا
تجوزُ حدودَنا خَرْقاً
وتعبُرُ عَنْوَةً دُوَلا (رسالة من حراس الأقصى)
*******
(5) كما جاءت الرسالة أيضا في شكل كتابة شاكية الوضع البئيس وما يقوم به العدو من انتهاكات وإن لم تكن جديدة فهي تعود إلى غابر العصور قد تكون حتى من قبل موسى عليه السلام، ومتألمة من المعاناة والقيود المفروضة والاضطهاد الممارس بكل وحشية، ومتحسرة على المواقف المترهلة والاحتجاجات الفارغة والأصوات الجوفاء والصيحات النخبة والتنديدات التي لا معنى لها من القريب ومن البعيد:
كتب الأقصى حزينا يشتكي وضعا بئيسا:
ضجّروا –من قبل- موسى ....
كتب الأقصى وفي المحراب نارُ
ويلوك المنبرَ الرمزَ لهيب واستعارُ:
أو هذا كل ما في وسعكمْ؟ ....
كتب الأقصى وفي رجليه قيدُ
وعلى أبوابه –من بقايا عُبّد الطاغوت- جندُ:
طال شوقي لصليل السيف يشدو
وصهيل الخيل وسط النقع تعدو
هل صلاح الدين –يوما-في رجال القوم يبدو؟ (قصيدة: رسالة من المسجد الأقصى)
*******
(6) وأخيرا تتمثل هذه الرسالة في شكل خطاب أرسله (المسجد الأقصى) إلى الشاعر كي يبلغ الأمة .. أرسل ذلك الخطاب ملؤه اللوم والعتاب، ويحفه الاشتياق إلى رجال بنوا مجد الأمة في سالف الدهر، ويحيطه التلهف على الغد المشرق والمستقبل المضيء .. وملؤه أيضا السؤال الممزوج بالمرارة والمفعم بالاستنكار والمسيج بالصبر على طول الانتظار .. ومع كل هذا تأتي الرسالة خطابا تستولي عليه روح التفاؤل والنصرة، ويعرج به من الغربة إلى العودة ..
أرسَلَ الأقصى خِطاباً فيه لومٌ واشتِياقْ
قالَ لي وَهْوَ يعاني
مِنْ هَوانٍ لا يُطاقْ:
حَدِّثِ الأمّةَ عنّي
بَلِّغِ الأمّةَ أنّي
عيلَ صبري بين أسرٍ واحتِراقْ
(يُتْبَعُ)
(/)
هَتَكَ العُهْرُ اليهوديُّ خشوعي
مِنْ رُواقٍ لرُواقْ
أشعَلوا ساحاتيَ الأخرى فُجُورا
وصفيراً ودَنَايا وسُفورا
دنَّسوا رُكنيْ ومِحرابي الطَّهورا
فأنا – اليومَ – أُعاني
بل أُعاني منذُ دهرٍ
أَلَمَ القهرِ أسيرا
لَمْ يَزَلْ قيديَ مشدودَ الوَثاقْ
أَوَ ما يَكفي نِفاقا ً؟
ضِقْتُ من هذا النّفاقْ
أرسِلوا ليْ من صلاحِ الدّينِ خيلاً
أرسِلوها من حِمى الشّامِ وَنَجْدٍ
مِنْ سرايا جيشِ مِصرٍ، أوْ عَرانينِ العِراقْ
تنشُرُ الهيبةَ للإسلامِ بالدّمِّ المُراقْ
منذُ دهرٍ لم تزُرنيْ هذِهِ الخيل العتاق
*******
ومتى يرسل الرد على هذا الخطابْ؟
*******
بعد هذه الجولة في معالم الركن الأول من تلك العتبة الأولى، والتي جمعنا من خلالها مجموعة ألفاظ في شكل حقل دلالي معنون بذلك الركن الأول من العتبة وهو "رسالة"، لنلحظ الخيوط التي نسجتها مع ما يحيط بها من ألفاظ ومفردات أخرى في السياق نفسه مما ساعدنا على تكوين فكرة عن طبيعة تلك الرسالة وعن وظيفتها .. كما أسهم ذلك في التعرف على طبيعة وكينونة المرسل، وتحديد هويته وماهيته، وتشخيص معاناته وآلامه وآماله ومساعيه للحصول على مبتغاه وتحقيق أهدافه، والخروج عن المألوف الممقوت الذي تصنعه الأيادي الأثيمة والعقول المكدرة والأنفس السكرى بحب الفانية ..
نعود مرة أخرى لرصد المكون الثاني للعتبة الأولى .. ذلك المكان الذي أصبح بمثابة كائن حي ينفعل ويفعل، يتألم ويأمل، يتوجع ويتوجس، يشكو ويتمنى، يُهدم ويُعدم ثم يحيا وينتقم، يحاور ويصور، يطرح ويناقش، يشتاق ويعاتب، يبين وينصح، يشخص الداء ويقترح الدواء، إنه المكان الكائن الحي .. رمز القداسة والكرامة والتضحية والمقاومة .. رمز التحدي والعنفوان والصمود والممانعة .. ثم هو هنا إضافة لما ذكر رمز الواعظ والمرشد والكاتب الناصح ..
ولقد جاء ذكره في المتن الشعري كما هو في العتبة "المسجد الأقصى" مرتبطا بدلالات عديدة وقضايا مختلفة وأمور متشعبة .. وذلك في مثل قول الشاعر:
يبحث القوم عن الهيكل في أوجاعنا
يحفرون المسجد الأقصى على أسماعنا
يستبيحون حمانا ودمانا
*******
يا أخي في الله، هذا المسجد الأقصى جريح
في سكون الليل –لو تسمع- كالطفل يصيح (رسالة من المسجد الأقصى)
*******
أخي في الله، أخبرني:
متى تغضب؟
إذا انتهكت محارمنا
إذا نسفت معالمنا
ولم تغضب
إذا افترست شهامتنا
إذا ديست كرامتنا
إذا قامت قيامتنا
ولم تغضب
فأخبرني: متى تغضب؟
إذا نكبت معاهدنا
إذا هدمت مساجدنا
وظل المسجد الأقصى
وظلت قدسنا تغصب
ولم تغضب
فأخبرني: متى تغضب؟ (رسالة من حراس الأقصى)
*******
أمن السياسة أن تكون قلوبكم
صخرا فلا تحنوا ولا تتألم؟
تتصنعون مع الشهيد تعاطفا
وعلى اليهود قلوبكم تترحم
ولقد علمتم بل رأيتم حالنا
ولهوتم وكأنكم لا تعلموا
أمن السياسة تلك أن تتفرجوا
والمسجد الأقصى يباح ويهدم؟ (قصيدة: من نحن؟)
كما ورد النعت فقط "الأقصى" وذلك في كثير من الأماكن نختار منها ما يلي:
أيها الأقصى لك الله فكم
تطلب النجدة مكلوما وكم
ما تنادي من بقايا جثث
جل من تدعو من الناس رمم
جلهم أسرى فروج وبطون
ولقم.
جُلُّ مَنْ ناديتَ لم يطرُقْهُ هَمْ
غيرُ همِّ الذاتِ لا شيءَ أهَمْ
عايَشَ الخوفَ من الخوفِ فَلَمْ
يستَسِغْ للمَجْدِ و العِزّةِ طَعْمْ
جُلُّنا أصبحَ من ذِلّتِهِ
رقماً يَنْضَمُّ في الطّرحِ إلى جّنْبِ رَقَمْ
جُلُّنا – يا أيها الأقصى – قَزَمْ
قبلَ ان يعرِفَ ما الحربُ وما السِّلْمُ
انهزم. (رسالة من المسجد الأقصى)
*******
أعيرونا وكفوا النصح
بالتسليم
نمقت ذلك النصحا
أعيرونا ولو شبرا نمر
عليه للأقصى
فلا نحتاج لا دمعا ولا
نوحا. (رسالة من حراس الأقصى)
*******
كما جاء تحت اسم "القدس"، وهنا يبرز "نشيد: القدس غضب" لكون هذه القصيدة وهي فعلا عبارة عن نشيد تخضع لمعاييره الأدبية .. تتردد فيها لفظة القدس باستمرار مما يجعلها تتجاوز مستوى اللازمة العادية المعروفة كتقنية في الأنشودة .. كما وردت لفظة القدس في صورة غريبة:
يا رجال البورصة السوداء في سوق السلام
سوقكم ذل على ذل تقام
تطرحون القدس للقسمة، هل
سخف الأمر إلى هذا المقام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
كما عبر الشاعر عنه ببعض ما يدل عليه من ألفاظ كالبلد والأرض والمقام، وببعض مكوناته كالركن والمحراب، أو ببعض ما يدعى عليه كذبا وزورا كالهيكل، أو بعض ما اشتهر حوله كالخيام، أو ما اشتهر به من كونه بوابة السبع الطباق، منه واصل الرحلة في الكون البراق .. فهو عتبة المعراج، وبداية الطريق إلى سدرة المنتهى ..
يا بني الإسلام ما حل بكم؟
هل نسيتم أنني بوابة السبع الطباق؟
من هنا قد واصل الرحلة في الكون البراق (رسالة من المسجد الأقصى)
ثم يأتي المسجد الأقصى مقرونا بالبيت الحرام لتتأكد قدسيته ولترتفع في الأمة درجة التأهب القصوى من أجل تحقيق الأمن للمسجد الأقصى كما هو متحقق للبيت العتيق بنص القرآن الكريم ((( ... ومن دخله كان آمنا .. ))) (آل عمران:97) ..
ربط القرآن بين البيت والأقصى رباطا أبديا
لم يكن ذاك خيارا
أو قرارا عربيا
مستعارا أجنبيا
كل من فرق بين البيت والأقصى فقد
كذب القرآن أو خان النبيا
وهنا نلحظ تأثير النص الغائب في هذه المقطوعة التميمية وهو النص القرآني في قوله تعالى (((سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير))) (الإسراء:1).
جمع تأخير:
كان بودنا أن نناقش قضايا كثيرة جدا يطرحها الديوان الشعري إلا أننا رجحنا التعاطي مع العتبة الأولى وسجلنا مجموعة كبيرة من النصوص الشعرية لكي نترك للمتلقي فرصة التعامل معها واستشرافها نظرا ليسرها وبساطة لغتها ووضوح معانيها وسهولة تراكيبها، وهذا لا يعني أن الشاعر في قصائده –كما يقول سميرة عطية– "قد أخذ منحى "اللغة التقريرية" ولكن الذي أقوله وبكل شفافية إن أشعار الدكتور عبد الغني قد حافظت – في العموم- على جماليات الصور الفنية والمشاهد الشعرية وهي رغم أنها في الغالب صور ماثلة في أذهان المستمعين وحاضرة في ضمائر الناس إلا أن الشاعر قد استطاع أن يوظف هذه البساطة في الخطاب لكي يدخل إلى كثير من القلوب بلا استئذان وبكل حب! " (نقطة ضوء) .. ثم إني بالشاعر كأنما يريد أن يبقى ما أبدعه شاهدا على هذا العصر الذي تفاقمت فيه كل المعطيات، وارتبكت فيه كل العلاقات، واختلطت فيه كل الأوراق، وضلت فيه العقول، وقست فيه الأفئدة، وأنكر فيه الصحب صحبه .. يكتبه شعرا للتاريخ ويتركه صرخة تعبر عن صوت الشرفاء في هذه الأمة .. الذين يقولونها بكل صراحة:
أقولها صريحة
في جملة مختصره:
رصاصة واحدة
خير لنا من عشره
قول الرصاص فاصل
وما سواه ثرثره
رصاصة خير لنا
من ألف ألف حنجره (مجزرة)
*******
سأقولها بصراحة وأعيدها
حتى يهب من الفراش النوم:
"وجب الجهاد فيا حدود تمزقي
هذي خيول الفاتحين تحمحم" (من نحن؟)
ولا غرابة أن تكون هذه الصراحة (14) بهذا الشكل هي ختام القصيدتين " مجزرة " و" من نحن؟ " وعلى هذا الغرار وإن اختلفت كانت جل القصائد تنتهي بمفاهيم الجهاد والمقاومة والصمود والممانعة والتفاؤل وكشف الحقائق ..
أقولها صريحةً لا تعرف الحدودْ وحرّةً لا تألف القيودْ
أقولها جريئةً بريئةَ الصدور والورودْ
أقولها وأنتم وكل أهل الأرض والسما شهودْ
أقولها صريحة للمرّة الألفِ
إلى متى نظل طعمةً لعقدة الخوفِ
إلى متى نظل أمة أميّة؟
أمّية العقول لا أميّة الحرفِ (من قصيدة: أقولها صريحة)
نختم هذه القراءة البسيطة، ويبقي في النفس من شعر شاعرنا عبد الغني التميمي الكثير أتمنى من العلي القدير أن يفسح لنا في العمر ما يتيسر فيه تقديم قراءات أخرى ..
الهوامش والمراجع:
(*) يرجى الاطلاع على مقالنا "هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر " من مجلة المسلم المعاصر في عددها 48 السنة 12 شوال 1407هـ الصفحة:91.
(1) هذا المصطلح يطرح مجموعة من المشكلات في تركيبته وفي تاريخيته ومدى تعبيريته .. نتركها لبحث آخر إن شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) سنن البيهقي الكبرى > كتاب الشهادات > باب شهادة الشعراء: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق النبل، فأرسل إلى ابن رواحة فقال: اهجهم، فهجاهم، فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك رضي عنه ثم أرسل إلى حسان بن ثابت رضي الله عنه فلما دخل عليه قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، ثم قال: و الذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا تعجل، فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، و إن لي فيهم نسبا حتى يخلص لك نسبي، فأتاه حسان ثم رجع فقال: يا رسول الله قد محض لي نسبك، و الذي بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، قالت عائشة رضي الله عنها: فسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لحسان: إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم، و قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: هجاهم حسان فشفى و اشتفى، فقال حسان [الوافر]:
هجوت محمدا فأجبت عنه و عند الله في ذاك الجزاء
هجوت محمدا برا حنيفا رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي و والده و عرضي لعرض محمد منكم وقاء
ثكلت بنيتي إن لم تروها تثير النقع موعدها كداء
ينازعن الأسنة مشرعات على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات تلطمهن بالخمر النساء
فإن أعرضتم عنا اعتمرنا و كان الفتح و انكشف الغطاء
و إلا فاصبروا لضراب يوم يعز الله فيه من يشاء
و قال الله قد أرسلت عبدا يقول الحق ليس به خفاء
و قال الله قد أرسلت جندا هم الأنصار عزمتها اللقاء
لنا في كل يوم من معد سباء أو قتال أو هجاء
فمن يهجو رسول الله منكم و يمدحه و ينصره سواء
و جبريل رسول الله فينا و روح القدس ليس له كفاء
أخرجه مسلم في الصحيح ..
(3) قولة للأصمعي انظر كتاب:"الشعر والشعراء لابن قتيبة الدينوري دار الثقافة بيروت الطبعة الثانية 1969 الجزء 1 الصفحة 311 .. "وانظر "الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء .. للمرزباني تحقيق علي محمد البجاوي دار نهضة مصر الطبعة 2/ 1965 الصفحة:85"
(4) قولة للأصمعي انظر كتاب: "الموشح للمرزباني تحقيق علي محمد البجاوي 1965 الصفحة:85"
(5) هذه نظرة قديمة في النقد العربي القديم إلا أنها اتخذت لها أشكالا جديدة مع مجموعة من الكتاب المعاصرين انظر مجلة "القاهرة" المصرية العدد:10 تاريخ 09/ 04/1985 والعدد:13 تاريخ 30/ 04/1985 .. وقارن " نقد المركزية العقائدية في نظرية الأدب الإسلامي" لسعيد علوش دار أبي رقراق- الرباط /المغرب طبعة 2002.
(6) في حوار للشاعر مع شبكة المشكاة الإسلامية وهذا هو الرابط: http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=12&artid=12005
(7) نشرت هذه النبذة من حياة الشاعر على الشبكة السابقة الذكر: http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=12&artid=12005
(8) من مقدمة الشاعر لديوانه .. لم أتمكن من الحصول على الديوان مطبوعا فاعتمدت على النسخة الإلكترونية المنشورة على الموقع الفلسطيني وهذا هو الرابط: http://www.palestine-info.info/arabic/poems/altameme/resalh
(9) على خلاف ما ورد في تقديم الديوان "نقطة ضوء على ديوان رسالة من المسجد الأقصى" لسمير عطية ..
(10) التقديم السابق نفسه ..
(11) المرجع المفتوح نقصد منه ما يظهر جليا بالمثال التالي:
(12) من دراسة تحت عنوان " جمالية المكان الوظيفة الدلالية للبحر قراءة في شعر حسن الأمراني من: "مملكة الرماد" .. إلى: "الزمان الجديد" .. للأستاذ عبد الرزاق المساوي ..
(13) وأخص بالذكر هنا قصيدة "رسالة من حراس الأقصى"فكلها عبارة عن أسئلة ..
(14) للشاعر قصيدة طويلة تحت عنوان " أقولها صراحة " أنظر الرابط الإلكتروني:// www.palestine-info.info/arabic/poems/aqolaha.htm
تتمة البحث وإلى لقاء آخر مع بحث جديد إن شاء الله تعالى ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[16 - 04 - 2007, 12:06 ص]ـ
بارك الله في جهودك أستاذ عبد الرزاق.
بانتظار بحث تطبيقي جديد، فلا زال النقد العربي بحاجة إليه.
ـ[المساوي]ــــــــ[21 - 04 - 2007, 02:31 ص]ـ
بارك الله في جهودك أستاذ عبد الرزاق.
بانتظار بحث تطبيقي جديد، فلا زال النقد العربي بحاجة إليه.
وبارك فيك أختي وضحاء ..
أرجو أن يكون ما تنتظرينه قريبا إن شاء الله ..
أشكرك على مرورك وأرجو أن يكون ناقدا وليس قارئا فحسب فأنت أهل لذلك ..(/)
أريد فهم هذه الجملة .. مع الشكر
ـ[ايهاب22]ــــــــ[16 - 04 - 2007, 11:07 ص]ـ
السلام عليكم
" نادى النقاد بضرورة الربط بين الادب والمجتمع وعدوا الاهتمام بالواقع ضرورة لابد منها ولقد اولى ماركس البنية التحتية وهو الاقتصاد اهتماما اساسيا في طبيعة البنية الفوقية اي الثقافة ... ونادى النقاد الماركسيون بايجاد علاقة واضحة بين الاشكال الادبية وعلاقات الانتاج " هل من توضيح لهذه الفقرة يا اخوة؟ .. وكيف نربط وما معنى الادب ليرتبط بالمجتمع وكيف نربط بين الادب الذي هو شعر ونثر وكتابة مع علاقات انتاجية واقتصادية؟ ما دخل القص والنثر والشعر ... الخ مع المجتمع والاقتصاد؟ ولكم جزيل الشكر.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[16 - 04 - 2007, 05:06 م]ـ
هذا يا أخي الكريم من الواقعية الماركسية المنتمية للاشتراكية، فالمذهب الواقعي باختلاف أنواعه يهتم بالمضمون أكثر من الشكل.
و من هذا المضمون الكتابة عن المجتمع، و ما يتعلق به من اقتصاد وعلاقات وسياسة ... الخ
فجعل الواقعيين نجاح البنية الفوقية، وهي الثقافة والأدب والفن معتمدا على البنية التحتية المتمثلة في الحياة الواقعية، وممارساتها.
فأصبح الأدب وقتها مجرد أفكار خالية من الجمال الشكلي إلا فيما ندر، و أصبح وسيلة دعاية لمبادئ الشيوعية عموما. وهذا ما دعى الشكلانيين أن يهبّوا لنصرة الشكل، و ما حدث هذا إلا ردة فعل لما قام به الواقعيين.
أما مسألة كيف نربط بين الأدب والواقع، وما دخل الأول بالأخير؟! فإن الجملة التي ذكرتها من تنظير أصحاب الشيوعية، وهذه فكرتهم عن الأدب.
أما المفترض فإن الواقعية ما أنصفت الأدب حينما جعلته مضمونيا بحتا، ولا الشكلانية -وهي عكس الواقعية- أنصفت النص بجعله شكلا خاويا من الأفكار الهادفة.
ـ[عدنان العريدي]ــــــــ[16 - 04 - 2007, 09:41 م]ـ
السلام عليكم
" نادى النقاد بضرورة الربط بين الادب والمجتمع وعدوا الاهتمام بالواقع ضرورة لابد منها ولقد اولى ماركس البنية التحتية وهو الاقتصاد اهتماما اساسيا في طبيعة البنية الفوقية اي الثقافة ... ونادى النقاد الماركسيون بايجاد علاقة واضحة بين الاشكال الادبية وعلاقات الانتاج " هل من توضيح لهذه الفقرة يا اخوة؟ .. وكيف نربط وما معنى الادب ليرتبط بالمجتمع وكيف نربط بين الادب الذي هو شعر ونثر وكتابة مع علاقات انتاجية واقتصادية؟ ما دخل القص والنثر والشعر ... الخ مع المجتمع والاقتصاد؟ ولكم جزيل الشكر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد حاولت الماركسية جاهدة الربط ما بين أدوات ووسائل الأنتاج المادي. وبين الروابط الفكرية في المجتمع. ويرجع ذلك الى سبب رئيسي وهو مسألة تعظيم المادة الى درجة التأليه على اعتبار أنها أساس لمجمل عمليات التطور في الكون
وكأننا نرجع الى ما قبل الأسلام وعبادة الأوثان وذلك لأن الماركسية حينما واجهت مسألة العقدة الأساسية عقدة ما قبل الحياة والتي أوصلتنا الفطرة السليمة والتفكير العقلي الصائب الى وجود الخالق عز وجل ولكن الماركسية حاولت في هذا البحث الوصول الى فكرة أزلية الكون والمادة السرمدية على اعتبار أنها أساس الوجود البشري والغير بشر واعتبرت أن الأيمان بوجود مدبر وخالق لهذا الكون من غير المادة هو من المثاليات وعلى هذا عدت الرسالات السماوية درب من دروب الخيال والمثالة وقامت باعتبار نظرية التطور والنشوء عند داروين كنظرية التطور الأجتماعي الا أنها ذهبت بالنظرية بعيدا واعتبرت أن التطور الذي حصل على المادة نتجت عنه تطور النشوء ونظريتهم ضحضها الأساسي في كونها عشوائية غير منتظمة وغير دقيقة ولو نظرنا الى معالم الكون من منظور علمي لتمثلت لنا الدقة الغير متناهية في مكونات الكون وحتى غي التركيب الطبيعي للمادة نفسها التى يعزون اليها مجمل عمليات التطور وما يسمى بالتطور المادي لتوصلنا الى حتمية تقول أنه لا بد من وجود مدبر لهاذا الكون وحينما أراد الماركسيون ترويج بضاعتهم الكاسدة قاموا بدراسة مستفيضة لطبيعة مكونات المجتمعات السكانية فوجدوا في الطبقات الأكثر سحقا ضالتهم وأخذو يلعبون على وتر ما يسمى بالصراع الطبقي وأن الروابط بين البشر هي روابط طبقية وأن الأضهاد لا يحدث الا على أساس طبقي فالطبقة البرواجزية قائمة على حساب الطبقة العاملة وهي طبقة طفيلية ولذلك يجب عليها أن تأخذ مصيرها بيدها متبنية النظرية الماركسية نظرية الخلاص.
ملهذا دوما كانت هناك محاولات جاهدة من قبل النظرية الماركسية لربط الأنتاج الأدبي بأدوات الأنتاج المادي فالعامل يتغزل بالمعول وآخر بمكن النسج .............. عدنان شيوعي سابقا
ـ[ايهاب22]ــــــــ[17 - 04 - 2007, 09:47 ص]ـ
بارك الله فيكم ...... واشكركما على ردكما الطيب والمفعم(/)
أرجو تحليل هذه الأبيات للخنساء
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[17 - 04 - 2007, 01:11 ص]ـ
قذى بعينيكِ أم بالعينِ ii عُوّارُ أم ذرَّفَت إذ خلت من أهلها ii الدارُ
كأن عينِي لذكراه إذا ii خطرت فيض يسيل على الخدين ii مدرارُ
تبكي لصخر هي العبرى وقد ولهت ودونه من جديد الترب ii أستارُ
تبكي خناس فما تنفك ما عمرت لها عليه رنين وهي ii مفتارُ
تبكي خناس على صخر وحق ii لها إذ رابها الدهر إن الدهر ii ضرارُ
لا بد من مِتة في صرفها عبر والدهر في صرفه حول ii وأطوارُ
قد كان فيكم أبو عمرو ii يسودكمُ نعم المُعَمّم للداعين ii نصارُ
أرجو تحليلها من حيث المعانى والمضمون والشكل ومواطن الجمال
فى انتظار تعقيبكم
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[17 - 04 - 2007, 01:13 ص]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/announcement.php?f=30&a=16
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[17 - 04 - 2007, 01:28 ص]ـ
بارك الله فيك و زادك علما(/)
مشهد الطلل
ـ[لارا]ــــــــ[17 - 04 - 2007, 08:18 م]ـ
:::
لماذا يأتي في مشهد الطلل ذكر الكتابه (الوحي)؟؟؟؟
ـ[خالد الصافي]ــــــــ[20 - 04 - 2007, 10:13 م]ـ
سؤالك-رغم قصره- فو في غاية الذكاء والحسن، والجواب والله أعلم:
أن (الوُحي) وهي الكتابة تشبه الوقوف على الأطلال م حيث ظهور بعض بيوت المحبوبة وقريتها وختفاء بعضها الآخر بسبب تقادم العهد بها وردم الرمال لها. فكذلك عندما تكتبين كلاما ثم تريدين الإعادة على بعض الكلمات لتوضيحها فيكون بعض الكلم حبره أغمق من الآخر كما في البيوت السابقة. وفي ذا قال لبيد رضي اله عنه:
وجلا السيول عن الطلول كأنها زُبُرٌ تُجِدُّ متونَها أقلامُها
قيل: لما سمع الفرزدق هذا البيت سجد فقيل له في ذلك، فقال: أنتم تعرفون سجدة القرآن وأنا أعرف سجدة الشعر.
والله أعلم
ـ[لارا]ــــــــ[22 - 04 - 2007, 07:01 م]ـ
شكرا أخوي خالد عالتفاعل
ـ[همس الجراح]ــــــــ[27 - 04 - 2007, 12:09 ص]ـ
شكرا أخوي خالد عالتفاعل
الصواب قولك يا أختاه " شكراً لتفاعلك يا أخي "
المعذرة(/)
بيت ذو وجهين ((من نكت النقد:)))
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[20 - 04 - 2007, 02:00 م]ـ
:::
الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى ,
أما بعد:
قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
لنا الجَفَنَات الغُرُّ يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجْدةٍ دما
زعمت الروايات أنَّ النابغة الذبياني إنتقد حسانَ رضي الله عنه
على هذا البيت من عدة أوجهٍ,
-أولاً لقوله جفنات وأسياف وفيه جمع قلّة والأولى أن يقول جفان وسيوف دلالة على الكثرة!
-وأنه قال غُرَّ أي بيض والأولى أن يقول سود كنايةً عن اللحم والدهن والشحم!
-وأنه قال يلمعن بالضحى و الأولى أن يقول يبرقن بالدجى لأن كل شيءٍ يلمع بالضحى!
-وأنه قال يقطرن دما والأولى أن يقول يجرين دما!
هذه المآخذ التي زعمت الروايات أن النابغة الذبياني أخذها على بيت حسّان,,,
وقد اشتهرت هذه القصة في كتب الأدب والنقد قديمها وحديثها,,
-وقد اتهم عدد من أهل العلم هذه الرواية بالوضع والصنع
وقاموا بالرد على تلك المآخذ كالتالي:
.....
.....
......
-ما رأيكم لو تأملتم وقمتم بالرد بأنفسكم على تلك المآخذ -روّادَ الفصيح؟! -:): p
سأترك المجال لكم وسوف أعود بإذن الله لأرى رأيكم: rolleyes: ...
والسلام,,,
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[21 - 04 - 2007, 06:03 ص]ـ
لا ربع يمر هنا ولا هبع ... : (
سأجيب إذن لكن فيما بعد بإذن الله:)
ـ[زينب محمد]ــــــــ[24 - 04 - 2007, 07:04 م]ـ
أخي رؤبة موضوعك مميز ..
ولقد حاولت جاهدة التأمل والرد ولكني عجزت، لأننا حفظنا هذا البيت وتشربناه بذلك النقد ..
مع أنه أسعدني وجود من يشجع ملكة الحس التذوقي والنقد ..
وسننتظر بلهفة ردك وتحليلك، وأتمنى أن يستمر موضوعك ولا تملَّ من شح الردود، فلعل أبياتًا أخرى قادمة، تلقى دعمًا وتحليلًا ..
ولعل الشيء بالشيء يذكر، فموضوعك (للمتذوقين) مع أنه خبت وعفا عليه الدهر، إلا أننا مازلنا نتنفس عبق الذوق الذي أكسبنا إياه هذا الموضوع ..
لذا أتمنى ألا توقف موضوعاتك التي تشجع على النقد والتأمل ..
**
أعتذر على الإطالة ..
دمت وارفًا ناقدًا ..
ـ[التواقه،،]ــــــــ[24 - 04 - 2007, 07:48 م]ـ
أخي رؤبة
لن تجد المتذوقون إلا في المتذوقين في موضوعك هناك:)
(لا أعلم هل رفعي وجري للمتذوقين صحيح): D
موضوعك جميل ومميز كعادتك
لكن في الحقيقة هذه المآخذ هي ما عرفته ودرسته
ولم نأخذ غيرها ولتقصيري لأم اطلع على غير المناهج ( ops
فلا نريد الإنتظار أخبرنا أنت بالرد
جزاك الله خير الجزاء وأعظمه
زادك الله إبداع وتميز
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[25 - 04 - 2007, 02:05 ص]ـ
ما شاء الله لم تنسيا موضوع "للمتذوقين"
ما هذا الوفاء:) ,,
بارك الله بكما وشكر لكما مروركما هنا وهناك من قبل ..
ولقد نصبت هذا الموضوع كما ينصب المصلوب ثلاثة أيام ثم
تمَّ إنزاله شفقةً عليه فعدتما لترفعاه من جديد: D
سندفنه إذن بالجواب إكراماً له:):
-أولاً لقوله جفنات وأسياف وفيه جمع قلّة والأولى أن يقول جفان وسيوف دلالة على الكثرة!
ردوا على هذا الانتقاد
أنَّ الجمع الذي على وزن"أفعال" و"فَعَلات"
قد يراد به الكثرة
- وهذا ما ذهب إليه سيبويه وجعل هذا البيت شاهداً من شواهده-
واستدلوا بقوله تعالى:"وهم في الغُرفات آمنون"
وهل غرفات الجنة قليلة - حاشا لله -
وكذلك قوله تعالى:"ولو أنَّ ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ"
وجمع كثرة قلم هو قِلام
-وأنه قال غُرَّ أي بيض والأولى أن يقول سود كنايةً عن اللحم والدهن والشحم!
ردوا عليه بقولهم
الغُرُّ أي أنها غراء معنوياً من العزة والكرم
وليست غراء حسياً من اللون وهو البياض
أو أنها غرّاء مما عليها من طبقات الشحم الأبيض
والأول أقرب لمعنى الكرم
وبالله لو قال:الجفان السود
كيف يكون وقع البيت في الذهن
ألن يكون قاتماً!!؟
"وانظروا عندما وصفها باللمعان كيف تلمع صورتها وتشرق في الذهن
هناك نقطة أخرى وهي أن الشاعر أتى بكل ما له بريق ولمعان
من لفظ أو معنىً أو حس
فالتألق اللفظي في قوله: يلمعن
والتألق الحسي في قوله: الجفنات والأسياف
والتألق المعنوي في قوله:الغرُّ
فلله دره!! "
-وأنه قال يلمعن بالضحى و الأولى أن يقول يبرقن بالدجى لأن كل شيءٍ يلمع بالضحى!
ردوا عليه:
أنه قال بالضحى كنايةً عن تعجيلهم بالقرى
ولأنه قال في بيت سابقاً:
وإنا لنقري الضيف ما دام ثاوياً** من الشحم ما أمسى صحيحاً مسلّما
فذكر المساء هناك وأتى بالضحى هنا دليلاً
أنهم يواصلون الإطعام ليلاً ونهاراً وأنهم مأوى للأضياف على الدوام
"ووالله هذا أصدق شاعر فخر بقومه
فالأنصار هم أهل الضيافة والكرم والفخر الدنيوي والأخروي
- رضي الله عنهم وعن إخوانهم المهاجرين وأرضاهم -"
-وأنه قال يقطرن دما والأولى أن يقول يجرين دما!
فردّوا عليه بقولهم
أنَّ الشاعر أتى بالمعهود من الكلام وما يجري على لسان العرب
فالعرب تقول: إن سيفه ليقطر دماً,,
ولا تقول: إن سيفه ليجري دماً,,
هذا -باختصار شديد وتصرف- ما رد به منكروا قصة انتقاد
النابغة لبيت حسَّان بن ثابت رضي الله عنه
هذا ..
وقد كان بإمكان حسان رضي الله عنه -وهو من هو-
أن يقول ليميط أذى النقد عن بيته:
لدينا الجفان السود يبرقن بالدجى ... وبيضٌ لنا يجرين من نجدةٍ دما
لكن هل هذا البيت الداكن كذلك اللامع؟؟!!
اترك لكم الإجابة والتأمل ...
"ملحوظة أخيرة"
هناك بيت آخر أُخذ عليه فيه وهو:
ولدنا بني العنقاء وابني محرّقٍ ** فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا ابنما
وقد عيب عليه فخره بمن وَلَدَ أي بالأبناء
ولم يفتخر بمن ولدوه أي بالآباء والأجداد
وهذا الانتقاد صحيح لا غبار عليه ..
في انتظار ردكم ....
والسلام,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[25 - 04 - 2007, 02:03 م]ـ
سندفنه إذن بالجواب إكراماً له
ولكن شكري لك سيبقى ما حييت
مريت على موضوعك ولكني عجزت عن النقد
فجعلت رفيقي هنا السكوت والمتابعه
حتى ارى ما سيقول الفصحاء فيه
فبارك الله فيك
وجعلك ذخراً للعربيه
ـ[زينب محمد]ــــــــ[25 - 04 - 2007, 06:23 م]ـ
أحسن الله إليك ..
عجبت لهذه العربية المعجزة ..
من يفهم سر العربية هو وحده من يقف حيران أمام هذا العجب الذي لا ينقضي ..
ويرى ذلك الجلال بآثاره الممتدة كيف اتسع ليحيط بكل معاني البشر، حتى يرث الله الأرض ومن عليها ..
وقد كان بإمكان حسان رضي الله عنه -وهو من هو-
أن يقول ليميط أذى النقد عن بيته:
لدينا الجفان السود يبرقن بالدجى ... وبيضٌ لنا يجرين من نجدةٍ دما
لكن هل هذا البيت الداكن كذلك اللامع؟؟!!
اترك لكم الإجابة والتأمل ...
والله مذ قراءتي للبيت شعرت بنفور غريب، وسواد يملأ أفقي عيني ..
سبحان الله ..
وهل يقارن الثرى بالثريا!!
**
أخي رؤبة ..
موضوع موفق، ورؤية مسددة ..
جزاك الله خيرًا ..
**
ولعلك تواصل ولا تنقطع ..
ـ[صالح الشاعر2]ــــــــ[25 - 04 - 2007, 08:25 م]ـ
موضوع شيق أخي رؤبة جزاك الله خيرا
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[25 - 04 - 2007, 09:25 م]ـ
أخي الحبيب الحارث
-واسمك من الأسماء المحبوبة عندي فبارك فيك وفيمن انتقاه لك -,,
شكر الله لك مرورك الزهي البهيِّ المميزّ كعادتك في حضورك
حفظك الله ورعاك وسدد على طريق الحق خطاك وجعل الجنة مآواك,,
-----------------
"سمّو الأميرة زينب"
هذه لغةٌ عظيمة اصطفاها الله لكتابه العظيم منذ الأزل فما ظنك بها؟؟
الحمد لله الذي جعلنا من أهلها وأهل دينه العظيم
ونسأله حسن الختام
جزاك الله خيراً على مرورك الكريم,,
------------------
أخي العزيز صالح الشاعر2
حيَّاك الله على مرورك وحضورك,,
والشكر موصولٌ لكل من مر ولم يعقّب وانتظر وراقب من هيهات أو من أمم:) ,,
والسلام,,,
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[27 - 04 - 2007, 01:59 ص]ـ
من اعاجيب الشعر ايضا القصة التالية جاء شاعر الى خياط اعور فقال له ان اجدت لي خياطة خباء لي ساقول لك بيتا لاتعرفه اهو مدح ام هجاء فلما اتم خياطة الأزار قال له وكان الخياط الاعور اسمه زيد (خاطني زيد خباء ليت عينيه سواء)!!!!!
ـ[شراف ايت الحاج]ــــــــ[10 - 05 - 2007, 09:34 م]ـ
لقد قرات ما اتيت به و دكرتني بهدا البيت الشعري.شكرا لك
ـ[المؤدب]ــــــــ[13 - 05 - 2007, 04:41 م]ـ
لقد اتحفتنا 000 جزاك الله خيرا 000 وجزاك مايسرك
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[13 - 05 - 2007, 05:02 م]ـ
أخواني:
مثنى - شراف - المؤدب
جزاكم الله خيراً على مروركم وتعقيبكم المفضال,,
والسلام,,,
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[16 - 05 - 2007, 01:41 ص]ـ
خاط لي زيد كساء ليت عينيه سواء
قلت شعراً ليس يدري أمديحٌ أم هجاء
هذا البيت يقال إنه لبشار بن برد قاله لخياط أعور , فلم يدري ذلك الخياط أمدحه بشارٌ بهذا البيت ودعاء أن يعود البصر لعينه المريضة فتصبح عيناه بصيرتين؟
أم دعاء عليه بأن تلحق عينه الصحيحة أختها فيصبح كفيفا (أعمى) ....... ؟!!:)(/)
الكشف عن بنية الغربة والعودة في شعر الإسلامية .. +1+
ـ[المساوي]ــــــــ[26 - 04 - 2007, 01:17 ص]ـ
:::
الكشف عن بنية الغربة والعودة في شعر الإسلامية
قراءة أولية لقصيدة "الزلزال" للشاعر محيي الدين عطية (1)
الأستاذ عبد الرزاق المساوي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
مهداة للأخت وضحاء
على سبيل التقديم:
كل قصيدة إلا وتحتل الموقع المميز والمناسب لها داخل دائرة كبيرة في عالم الإبداع عامة وعالم الشعري منه على الخصوص، ولكن تموقع القصيدة لا يكون قارا أبدا لأن من طبيعته أنه دائم التحول حسب حال المتلقي النفسي والفكري والمعيشي والزماني والمكاني .. ، كما لا يكون محددا تحديدا جغرافيا، لأن طبيعة الدائرة الشعرية نفسها دائمة الحركة، ولا تحتمل الاستقرار، كما أن طبيعة القصيدة/الشعر كإبداع أو رسالة طبيعة متغيرة هي الأخرى وتكتسي حال الشكل واللغة والصياغة والزمان والمكان وحتى طريقة العرض أو الإلقاء إذا تحقق .. وبذلك فهي تتحول من موقع إلى موقع ولا تحتمل الثبات أو الركود أو الركون أو الجمود لأن ذلك يقتلها .. والذي يسهم في تنمية هذه الطبيعة الذاتية للقصيدة ويزكيها ويعمل على إظهارها للوجود وإبرازها بوضوح هو المتلقي/القارئ الذي يستطيع أن يموقع القصيدة في دائرة الشعر الواسعة، ويحاول أن يرسم لها خريطة مناسبة في عالمها، وأن يمنحها وجودا فعليا فوق أرضها .. ولذلك نجد قصيدة واحدة ولكن لها مجموعة من المواقع في عالم الشعرية قد تبعد وقد تقترب من الدائرة الأساس، وذلك انطلاقا من تعامل المتلقي معها ومدى تجاوبه مع مكوناتها، ونظرته إلى بنيتها، ووقوفه عند مشارف مداخلها ومخارجها، وتفاعله مع ما تطرحه من إشكاليات أو تبديه من رؤى ..
فالمتلقي هو الذي يتصرف بعد المبدع في موقعة النص الشعري (بل وقد يكون قبل المبدع نفسه لأنه حاضر في ذهن المبدع قبل أن يبدأ الإبداع فقد يرسم معه خريطة النص حتى قبل إصدار أول نقطة فيه .. )، وقد يختار المتلقي للرسالة / القصيدة / الإبداع في زمن معين موقعا ما ثم يحيد عنه في زمن آخر، وقد يعيد الكرة كل مرة يتوغل فيها في عالم النص قراءة وإدراكا وفهما وتفاعلا .. إن كل متلق يرى النص/القصيدة في موقع / مواقع معينة بناء على مجموعة من المعطيات: عقدية ونفسية واجتماعية وانطلاقا من مكونات خارجية وداخلية ومصاحبة نابعة من طبيعة المتلقي أولا ومزكاة بما يزخر به النص نفسه والقصيدة عينها ثانيا، دون إغفال مبدعها الذي عانى فترة المخاض قبل وعند وبعد ولادتها/إبداعها ثالثا .. مع الإشارة إلى ما يحيط بالجميع من ظروف وأحداث ..
قصيدة الزلزال:
وقصيدة الزلزال يتجلى موقعها من الدائرة انطلاقا من كونها تعبر عن رؤية إسلامية واضحة لا تتوسل الغموض، بل تلج عالم الرمز كي تمتح منه وتتخذ منه وسيلة تمرر من خلالها مجموعة من القضايا، وهي ليست قضايا جديدة أو محدثة وإنما طالها غبار النسيان، وهي تود أن تنفض عن نفسها ذاك الغبار بأسلوب شعري وأدبي، ولتقيم صرحا من القيم الإنسانية العالية التي يؤمن بها الشاعر على مدى طول وزمان القصيدة التي تتوسل الشكل المحدث/الشعر الحر ـ على الأقل على المستوى البصري ـ ..
تتسم قصيدة الزلزال بسلاسة لغتها وبساطة جملها وعذوبة تراكيبها وعدم توعر كلماتها وحسن الجمع بين كل ذلك، كما تتميز بجمال بعض صورها وتناسق مكوناتها وترابط أجزائها وتلاحم فصولها .. كما أنها تعطي للرمز مواقع تجعله دالا على محتواه وفحواه ويومئ بما بقصد منه داخل القصيدة وذلك بربطه بمجموعة من الدوال التي تضفي عليه الرؤية التي يتبناها الشاعر لتتكون في الأخير لوحة بسيطة الألوان فاتحتها، لكنها ذات أبعاد عميقة .. تغالب شمسها ألوان الضباب، وتدافع ألوان طيفها لون الرماد ..
العنوان:
(يُتْبَعُ)
(/)
العنوان بالنسبة للنص/الإبداع الأدبي كالرأس بالنسبة للجسد، فهو الدال الأول عليه والجامع لشبكة التحكم فيه وممسك بكل خيوطه والمحرك لكل مكوناته .. وغالبا ما يكون العنوان هو المثير الأساس بالنسبة لحاسة البصر عند المتلقي والمحرك الرئيس لفضوله المعرفي والعلمي والدافع الأساس لرغبة الإمساك بما هو عنوان له والمحفز لإشباع نهم القراءة لديه حتى يقف على مكوناته ويتميع بجمالياته ويروي عطشه الأدبي منه كما يمكن أن يكون العنوان عكس ما قلناه فقد يلعب دور المنفر والمقزز ولذلك يعمل المبدعون على رسم صورة عناوين إبداعهم بشكل مثير تماما كما عملوا على رسم إبداعهم ..
وعنوان قصيدتنا هذه هو كما أشرنا من قبل "الزلزال" كلمة دالة وموحية مشبعة بمعاني الخراب والدمار والرعب والشتات واليباب والموت وحافلة بمعاني البكاء والصراخ والعويل والنواح والأسى والألم .. فهي تمثل الجانب المظلم من الحياة – كما يبدو – وتصور أعلى مستويات الكوارث الطبيعية كما تدل على العقاب الإلهي الذي يطال الكافرين والظالمين وأولئك الذين يحيدون عن جادة الطريق ويبتعدون عن دين الله عز وجل ..
ويقف شاعرنا عند هذه الكلمة/اللفظة المروعة ليختارها عنوانا لقيله الشعري وليجعلها خاتمة المشهد الأول، وليجعلها كذلك نهاية للمشهد الرابع والأخير من مشاهد القصيدة، إلا أن شاعرنا عند توظيفه للكلمة/اللفظة جعل بين المشهدين الأول والرابع بونا شاسعا وفرقا كبيرا، فقد استعمل كلمة "الزلزال" لأداء وظيفتين متناقضتين ومتباعدتين، بحيث استعملها في المشهد الأول للدلالة على معناها الحقيقي: التصدع والمصيبة نتيجة التنكب عن الطريق:
مدينة كهذه تنكبت طريقها
تصدعت وزلزلت
من قبل أن يصيبها الزلزال.
ثم انزاح عن هذا المعنى الحقيقي – الخراب والدمار .. - إلى معنى آخر مخالف للأول ومغاير عنه ومضاد له تماما، بل هو مرغوب في حدوثه ووقوعه وإن كان اسمه الزلزال:
أن يحدث التغيير في النفوس
وذاك غاية المنال
أن يحدث الزلزال.
لقد أصبح حدوث الزلزال مطلبا مستحسنا لأنه أفرغ من محتواه الدلالي الانتقامي واكتسى الصبغة التأديبية والتعليمية ..
ثم إن الصورة في المشهد الأول يطغى عليها الفعل في زمنه الماضي – تنكبت، تصدعت، زلزلت – وهذا يزيد من قتامة الصورة كما يصبغها بصبغة ماضوية ممقوتة سرعان ما تندحر وتنكسر بفعل مضارع يدل على الاستمرارية والديمومة اللتين يتصف بهما العقاب الرباني والانتقام الإلهي كلما حيد عن الطريق:
من قبل أن يصيبها الزلزال.
ثم يستمر الفعل المضارع الذي يملأ الصورة في المشهد الرابع – تحرك، تزحزح، تحدث (يتكرر ثلاث مرات) – ليصور لنا بذلك مشهد التغيير والعودة والرجعة إلى الصواب وإلى جادة الطريق، فيحدث الزلزال، وهو من نوع آخر يحمل في طياته النفع والمصلحة، لذلك فهو زلزال مرغوب فيه وليس ممقوتا لأنه يوقظ النفوس ويحرك الهمم والقلوب في الصدور ويزحزح الرواسخ الثقال ويحدث الذي كان من المحال، وفي رسم هذه الصورة نستهدي بقول الله تعالى:"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (سورة: الرعد الآية:11)
إن التنكب عن الطريق السوية والعدول عنها والحكم على مقوماتها والمتبعين لها بالإبعاد والغربة لينتج عنه التصدع والزلزال ليتحول الأمر في آخر المطاف إلى تغيير مرغوب فيه فرجعة وعودة .. وهذا يبرز في شكل شعري الصورة التي تقدمها آيات قرآنية كريمة ورائعة، ليحصل نوع من الاقتباس أو ما يسمى بلغة العصر التناص مع قوله تعالى:"ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" (سورة: الروم الآية:41).
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 04 - 2007, 03:58 ص]ـ
شكرا لهذا التحليل النقدي المتميز أستاذ عبد الرزاق ..
أرجو أن تكون تتمته هنا .. كي يحظى بالمتابعة، و من ثم المناقشة ..
دمت ناقدا مبدعا.
ـ[المساوي]ــــــــ[27 - 04 - 2007, 05:15 م]ـ
تتمة الدراسة النقدية:
مشاهد القصيدة:
تفتتح القصيدة قيلها بجملة اسمية مبتدؤها نكرة بل غارق في نكرته على المستوى التراكيبي، إلا أنه معرف على المستويين الوجودي والواقعي، ويعتبر هذا المبتدأ رمزا حاملا لدلالات عديدة، يتجلى بعضها منذ البداية:
مدينة تنكرت سماؤها لبسمة الهلال
ولم يعد يطوف في منارها بلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
وينصب هذا الرمز على رأس/بوابات ستة مواقع من المشهد الأول:
* مدينة تنكرت سماؤها لبسمة الهلال
* مدينة تبيع قلبها بحفنة من الرمال
* مدينة تطارد العفاف في الخدور.
* مدينة فساقها يعربدون.
* مدينة تحول بين هدي ربها ...
* مدينة كهذه تنكبت طريقها.
رمز المدينة ليس غريبا قديما وحديثا على الأدب بشكل عام والشعر على الخصوص، إلا أن تجلياته كانت أبرز في الأدب المعاصر، لكون المدينة كان المظنون فيها والمحتمل من وجودها في الحياة المعاصرة بالشكل التي هي عليه أن تفيد الإنسانية، وترقى بها وتخدمها وتوفر لها ما كانت تحلم به خلال التاريخ الطويل للوجود الإنساني .. إلا أنها خيبت الآمال، وأمست رمزا لليباب والدمار والفسوق والفجور والعهر ... (2)
ويأتي الشاعر ليجعل من المدينة رمزا للظلم والطغيان ومحاربة الحق والحيلولة دون الوصول إلى الحقيقة ورمزا للفساد الأخلاقي والسلوكي ولتدمير الفضيلة وتضييق الخناق على الأتقياء ومحاصرة الصالحين، ومن ثمة تفسح المجال للفساق والمعربدين .. كما تحول بين الهدى وطالبيه، وتمنع كل مناد للخير من رفع صوته بل وتخنقه حتى قبل أن يتفوه، وتهدم كل صرح يشيد على مكارم الخصال:
مدينة تنكرت سماؤها لبسمة الهلال
ولم يعد يطوف في منارها بلال
وألقت الخمار عن جبينها
وللفساد تفتح الصدور
وتطلق البخور
وتهدم المحاضن التي
يغرد الصغار في غصونها
ويشربون من حليبها
مكارم الخصال
فكان مآل هذه المدينة الدمار والشتات والتصدع والبوار لأنها تنكبت بأفعالها تلك طرق الحق وابتعدت عن دين ربها فجاءها مصيرها قبل الأوان ولحق بها الخراب وكان سافلها عاليها:
تصدعت وزلزلت
من قبل أن يصيبها الزلزال
إنه زلزال الرذيلة والفساد الذي أصاب المدينة فأحدث بها خواء روحيا ودمارا نفسيا وفوضى اجتماعية وتدهورا اقتصاديا وترديا سياسيا وتدنيا أمنيا وهلم جرا من كل وبال ووباء وذلك قبل حتى أن يصيبها الزلزال الطبيعي / الأرضي الذي يعتبر خرابا حقيقيا وليس معنويا ويبابا واقعيا يطال الجانب البيئي الطبيعي مباشرة وتترتب على هذا عواقب وخيمة يذكرنا بها واقع حال الأمم السالفة التي سلط الله جل جلاله عليها سيف انتقامه فزلزلها زلزالا شديدا ..
ويأتي المشهد الثاني يبدأ الكلام بواو للتنبيه وضمير منفصل دال على جماعة المخاطبين مع مد صوته بإشباع تمثل في واو ظاهرة وزائدة إمعانا في التنبيه ويشفع هذا بأسلوب النداء المتجلي في أداة النداء المعروفة "يا" المتبوعة بمنادى يعتبر صفة للضمير "أنتمو" وهو رمز لكل من الضياء والنور والهداية ويرفق هذا التركيب الاسمي تركيب فعلي يأتي فعله في زمن دال على الاستمرارية والحيوية ليضفي على الجملة كلها من نفحات البقاء ولمسات الدوام مما يحسس القارئ/المتلقي بصيرورة معنى التركيبة الفعلية تلك وعدم توقفها على الرغم من وجود المعوقات التي تنوء تحتها الجبال والتي لم تستطع أن تقهر أولئك المخاطبين/المنادى عليهم الذين بشروا وأنذروا المدينة بذلك المآل المذكور في المشهد الأول ولكنهم ووجهوا وفتنوا وكان الصبر رداءهم إلى أن نالوا مبتغاهم ..
يقول الشاعر:
وأنتمو يا شمعة لم تنطفئ
في ليلة الضلال
لكم أصابكم من العناء ما تنوء تحته الجبال
وكم تحملت صدوركم من النبال
مبشرين كنتمو ومنذرين
بمثل ذلك المآل
ولم تروا من قومكم سوى
مباءة الجدال والسجال
ومنطق النعال
تصيروا يا إخوتي
فتلك محنة يرى بها معادن الرجال
وكل محنة إلى زوال
ومن قضى فسابق وكلنا متابعون
وحسبه شهادة ينالها بلا قتال
ونعم ما ينال ..
بعد هذه المشاهد الشعرية الرائعة التي يزخر بها الجزء من القصيدة والتي لين الشاعر ريشته في رسمها وتخطيطها ومزج ألوانها وتنسيق مكوناتها والتي جملها أيضا بمجموعة من اللقطات المعبرة ابتداء من لقطة النور والضياء والإشعاع: "وأنتمو يا شمعة لم تنطفئ" .. إلى لقطة المدح والشكر والابتهاج: "ونعم ما ينال" مرورا بلقطة العناء والبلاء الحسن ثم لقطة التواصي بالصبر والنظر إلى المحنة على أنها منحة ثم لقطة إحدى الحسنين تحقيق الرجولة والنصر أو الشهادة بلا حرب وكلها لقطات نابعة من نفس تفيض ابتهاجا ورضا مما جعل اللوحة / القصيدة تشع بألوان الطيف وتغمرها الألوان القزحية في أخف درجاتها وهي تطل من بين قطرات المطر وتحمل للمتلقي ضوء تلك الشمعة وصمود أولئك الإخوة وتحمل
(يُتْبَعُ)
(/)
بشارة النصر إذا ما تم الصبر على الحق ...
بعد هذه الرحلة يأتي المشهد الثالث بالانطلاقة نفسها مبتدئا بالواو ليؤكد على الرابط الروحي والوجداني والمصيري بين الأقطاب الثلاث وليؤكد الرابط الوثيق بين المشاهد على اعتبار أنها تمثل وحدة متكاملة على المستوى اللغوي والتركيبي وعلى المستوى النفسي والواقعي وعلى المستوى الموضوعي .. فهذا الرابط الذي يحيل لغويا / نحويا على ما سبق في القصيدة نجده يجمع بين الشاعر والدعاة والأمة ـ الأقطاب الثلاث ـ ويستمد قوة الربط من ياء النسب الدالة على الشاعر والمضافة مرة إلى الإخوة ومرة إلى الأمة: وأمتي من حولكم يا إخوتي .. مما يجعل العلاقة الحميمية تلك ثلاثية الأبعاد بشكل دائري انطلاقا من العلاقة الرياضية التالية:
الشاعر -------------- الإخوة
الإخوة -------------- الأمة
الشاعر-------------- الأمة
الشاعر
إخوتي أمتي
فالأمة تلتف حول الإخوة والإخوة يجاهدون من أجل الأمة والشاعر يباركهم ويفخر بهم ويحثهم على الاستمرار في طريق الحق ويوضح علامات الضعف الذي تنتابهم بين الحين والآخر كما يرسم لهم الخطوات المنجيات ..
إن هذه الأمة تراقب الوضع الذي آلت إليه المدينة وتطل من خلف التلال ولكن لماذا استعمل الشاعر لفظة التلال بدل الجبال مثلا؟
لأن التلال كائن طبيعي متحرك لا يمكن أن يستقر على حال ولا أن يطول عليه الزمان صامدا فكل ريح هبت إلا وسوته لتحدث تلالا أخرى في أماكن أخرى، فهل تغير الأمة هي الأخرى مواقعها مع التلال كي تبقى دائما خلف ما يحجبها ويسترها وهي تتفرج على مصير غيرها؟ ..
إن هذه الأمة لتراقب الحال وتشاهد المآل وتتابع تطور الأحداث ولكن طبيعة تكوين وتربية هذه الأمة تأبى أن تبقى الحال على ما هي عليه فوجودها واختيارها للترقب خلف التلال موقف يصور هشاشة الاختيار وظرفيته تماما كهشاشة وظرفية التلال كما يصور عدم اقتناع الأمة بهذا الخيار وعدم تمكن مبدإ الهزيمة من نفسها وعدم انسلاخها عن أصولها وعدم ابتعادها عن جذورها وعدم موتها قابعة في صمتها وغربتها وإلا لكان الاختيار اللاشعوري للفظة "الجبال" حائلا وساترا أولى من اختيار "التلال" ..
إن الإيمان بظرفية الاختيار وهشاشته هو الذي دفع الشاعر إلى إعلان هذه الرسالة الشعرية يتوخى من خلالها تحريك الهمة في الأمة التي ينتمي إليها وإيقاظها من سباتها وتعزيز حب قيادة سفينة هذه المدينة إلى بر الأمان وتذكيرها بما أصاب الأقوام / المدن من قبلها من نكال ووبال حتى تستوعب المثال وتنهض من كبوتها وتنفض عن نفسها غبار الزمن الهش الذي حام حولها ردحا من الزمن أنساها فيه ذكر ربها وتتحرك نحو العالم الفسيح الذي هو في انتظار قومتها والذي يصبو إلى تلك المدينة الفاضلة فيتمتع فيها بالأمن والأمان والإيمان والحماية من كل بلايا ورزايا الزمان ..
ويتوجه الشاعر إلى أمته والتي هي أمة إخوته بأسئلة استنكارية يحدد من خلالها مواطن الداء والوهن ويرسم طرق العلاج والدواء بأسلوب وعظي تتخلله لمسات شاعرية عالية النبرة لو ألقيت في حفل شعري على ومسمع من الأمة لفعلت فعلها في الأنفس
ووصلت إلى الأعماق لتخرجها من الاكتفاء بالملاحظة والمراقبة والمشاهدة والحوقلة وإذراف الدموع وكتابة البيانات والاحتجاجات
والسباحة في الخيال والبكاء على بقايا الأطلال فهي أمة تفيض بالعطاء دونما سؤال وما دامت تفيض فهي لا تحتاج إلى السؤال .. فلماذا تكتفي بمقعد الذين يفهمون من الحوقلة ظاهرها ويعتمدون ترديدها باللسان دون استيعابها بالوجدان وجعلها من السنان لإثبات الذات والكيان ..
هذه الأمة ليست من أولئك المحوقلين ولكنها جالستهم وسمعت منهم ورضيت قولهم وفعلهم حتى تأثرت بهم كما خاضت وجالت في المدينة ونسيت قول ربها سبحانه: p .. بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيرهم إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا .. i ( سورة: النساء الآية:139) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جالست هذه الأمة جماعة المحوقلين الذين لا يفهمون حقيقة معاني الحوقلة تلك الحقيقة التي تصور مفهوم الحوقلة على أنها تركيب لغوي يفيض بمعان نفسية عالية وأبعاد واقعية راقية وطموحات تغييرية مستمرة فحين يخرجها المؤمن بها حق الإيمان من أعماق أعماقه مسرا بها أو معلنا "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" فإنه يستمد الحول والقوة من صاحب الحول والقوة في الأصل وبذلك يأمن على نفسه ويضمن السلام والأمان لكل حركاته وسكناته لأنه يتحرك وهو يعتقد اعتقادا جازما لا يشوبه أدنى شك بأن من يسنده هو القوي ذو الجلال والحول والعلو والعظمة لا خوف ولا حزن ولا وهن ... ومن ثمة فإن حركة الأمة تصبح مستوعبة للمثال وفاهمة للوضع ومتعظة من الدرس وطامحة لتغيير الواقع انطلاقا من تغيير النفس نحو الفهم الصحيح للحوقلة .. وهكذا يكون النهج سليما والطريق قويمة والتوجه واضحا بينا والواقع المتردي راقيا متطورا ويتحقق الخروج من الغربة تماما كما أخبر سيد الخلق سيدنا محمد رسول الله r حين قال فيما يرويه الإمام الترمذي في جامعه: "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس .. " وتنطلق العودة إلى قيادة العالم بمنطق الحكمة المنطلقة من فهم الحوقلة نفسها ورفع راية سبحان ذي الجلال والكمال فيصبح بذلك المحال هو الغريب في هذه الأمة لا مكان له فيه ..
سبحان ذي الجلال والكمال
فتلك حكمة تحرك القلوب في الصدور
تزحزح الرواسخ الثقال
لعله أن يحدث الذي نظنه المحال
أن يحدث التغيير في النفوس
وذاك غاية المنال
أن يحدث الزلزال
وبهذا تنتهي القصيدة وتنتهي معها تلك المشاهد المثيرة التي تصور المدينة في شكلها الواقع رمزا للفساد العقدي والسلوكي وكل ما يترتب على هذين العنصرين في الحياة وصورت رجالا معدنهم نقي وأصيل أثبت نقاءه وأصالته من جديته في الدعوة إلى الخير والعمل على نشره والصبر عليه انطلاقا من " .. وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" كما صورت الأمة المترقبة التي نامت ثم نهضت بعد يبات طويل لتأخذ بزمام المبادرة في عالم المستقبل وأخيرا صورت النهاية الموفقة لكل من يريد الخير ويحب الفضيلة ويسعى إلى نشرهما أو على الأقل تأييدهما ودعمهما بكل الوسائل بعد أن يتشبع هو نفسه بهما ..
إنها ملامح البنية التي تحكم هذا النص وتنشر عليه كله سلهامها كما تحكم أغلب إن لم أقل كل النصوص الشعرية الإسلامية المعاصرة التي تعاملت معها إما قراءة عابرة أو قراءة متأنية أو قراءة نقدية أو قراءة مقارنة .. فتأكد من خلال ذلك أنها "بنية الغربة والعودة" فطوبى للغرباء الأدباء الذين عادوا إلى ساحة الوغى وألف طوبى ...
المراجع والهوامش:
1. مجلة المشكاة العددان المزدوجان 36و37 سنة 2001 وجدة المغرب الصفحة:122 ..
2. للاستئناس انظر قصائد "الرجل الجوف" و"الأرض اليباب" لإليوت ت. إس. و"البغي" لنزار قباني. و"المومس العمياء" لبدر شاكر السياب .. وقصائد أخرى لصلاح عبد الصبور وعبد المعطي حجازي وأمل دنقل وغيرهم ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 05 - 2007, 11:15 ص]ـ
تحليل موفق أستاذ عبد الرزاق ..
بورك فيكم.(/)
غموض الشعر (نماذج)
ـ[نون النسوة]ــــــــ[28 - 04 - 2007, 12:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأعضاء
بعد دراستنا لقضية الوضوح والغموض في الشعر
طلب منا إحضار نماذج لقصائد أو أبيات يستشهد بها على الغموض في الشعر
اطلاعي على الأدب القديم محدود بعض الشيء
فعند أي الشعراء أجد الغموض ملحوظا؟
خاصة وأن عليّ إعداده سريعا
أفكر بأبي تمام والمعري
هل من الممكن إفادتي أكثر؟(/)
من اعاجيب الشعر
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[30 - 04 - 2007, 06:11 ص]ـ
من اعاجيب الشعر القصة التالية جاء شاعر الى خياط اعور فقال له ان اجدت لي خياطة خباء لي ساقول لك بيتا لاتعرفه اهو مدح ام هجاء؟ فلما اتم خياطة الخباء قال له وكان الخياط الاعور اسمه زيد (خاطني زيد خباء / ليت عينيه سواء)!!!!!
ـ[أبو مراد الجابي]ــــــــ[14 - 05 - 2007, 12:36 ص]ـ
وهذا البيت أيضا هل هو هجاء أم مدح
إذا أبصرت تيما وعبيد تيم ** سألت القوم أيهم العبيد
أشكرك .....
أخوك أبو مراد الجابي
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[14 - 05 - 2007, 05:49 ص]ـ
أظن البيت:
وإنك أن رأيتَ عبيدَ تيمٍ ... وتيماً قلت أيهم العبيدُ
والبيت لجرير في هجاء عمر بن لجأ التيمي وقومه ..
وهو هجاء واضح لا يخفى,,
شكراً لإضافاتكم ..
والسلام,,
ـ[محمد السباعى]ــــــــ[14 - 05 - 2007, 01:50 م]ـ
البيت
خاط لي عمرو قواء .. ليت عينيه سواء
قلت بيت ليس يدرى .. أمديح ام هجاء
وهو لبشار بن برد
وكان الخياط اعور
فان جعل كلتا العينين عور فهو هجاء
وان كلتا العينين صحيحتين فهو مدح
ـ[سينية البحتري]ــــــــ[16 - 05 - 2007, 04:38 ص]ـ
إذا أبصرت تيما وعبيد تيم ** سألت القوم أيهم العبيد
قد يعتبر مديحا للعبيد
ولكنه هجاء قوي لتيم
ولكن يظل ان هدف الشاعر الذم والهجاء
ـ[سعد مردف]ــــــــ[28 - 06 - 2007, 01:10 م]ـ
الصواب
وكنت إذا رأيتَ عبيدَ تيم وتيمًا قلت أيهم العبيدُ(/)
الرجاء المساعدة
ـ[عاشق المعالي]ــــــــ[02 - 05 - 2007, 05:27 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء منكم من يعرف آخر ماتوصل إليه الأدب المقارن
أن يخبرني به وله جزيل الشكر
وأسأل الله عزوجل أن يجعله في ميزان حسناته
آمين(/)
"فيزة" ناقد!!
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[03 - 05 - 2007, 09:43 ص]ـ
كثر الحديث في الوسط الثقافي حول النقد ... انحيازه، تراجعه، حضوره، غيابه .. فلا تكاد تجد كاتبا إلا ويحمل نوعا من القهر الداخلي ضد النقد.
وكثيرا ما نسمع كلمات كهذه: لا توجد لدينا حركة نقدية - والحديث محليا - غياب النقد .. تراجع النقد .. وغيرها من الكلمات المجانية والتي تنبىء عن سوء فهم شنيع لدور النقد المعاصر.
كما تجد مثل تلك الكلمات في معظم الحوارات واللقاءات، وتشعر بذلك الصراخ الذي يجعلك تقف موقفا ضد النقد وأتباعه ..
النقد فعالية فلسفية .. وله الحق في أن يطور مقولاته وأن يكون إبداعا. ومهمة النقد لا تكمن في دور الوسيط بين النص والقارىء، هذه حقيقة لا بد وأن نعيها تماما وأن نسلم بها جدلا.
ودخولا في السياق حول الهتافات التي تطالب " برأس النقد " الذي تخلى عن دوره وانحاز إلى تصعيد مقولاته الفلسفية ومصطلحاته العلمية نحو ما يمكن أن نسميه إبداعا، فلعله من الظرافة بمكان انتزاع مقولة قرأتها ضمن حوار أجري مع إحدى الكاتبات التي تسوح بذاكرتها إلى أيام دراستها الجامعية وتقول بأنه " كان هناك عدد من االمتعاقدات يقمن بالتدريس لنا نظرا لعدم وجود الكفاية من الكوادر السعودية لهذه المهنة.والنقد لا يختلف عن ذلك كثيرا فنحن لا زلنا - والكلام للكاتبة - نحتاج لمتعاقدين للقيام بمهمة النقد، نقد مجاميعنا الشعرية والقصصية ".
انتهى كلام الكاتبة .. وخرجا عن السياق أقول: مادام تصورنا يجعل من النقد وسيطا بين النص والقارىء، وما دام مبدعونا يصرحون بانحياز النقد إلى غير النصوص .. وفي ظل غياب من يقوم بمهمة الوساطة، فلماذا إذن لا نقوم باستخراج " فيزة " تمكننا من التعاقد مع واحد أو أكثر من النقاد العرب للقيام بمهمة النقد لدينا؟: rolleyes:
تحياتي
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[04 - 05 - 2007, 02:10 ص]ـ
هل يمكن أن يكتسب النقد؟ أم هو موهبة أيضا كالشعر وبقية فروع الأدب؟
هل النقد وسيط بين العمل الأدبي والمتلقي حين يعجز المتلقي عن فهم المصطلح النقدي ليزداد حيرة بين غياهب النص ومبهمات النقد؟
وعلى اعتبار لعب النقد دور الوسيط ألا يكون الأولى بوساطته أن تكون بين الأديب والناقد؟
وهل تقعيد النقد يصب في مصلحة المتلقي؟
وهل يحق لنا أن نطلق على كل متذوق للعمل الأدبي لقب ناقد أم أن اللقب خاص بمن درس النقد دون اعتبار لما خرج به من دراسته للنقد؟
أسئلة جريئة وحوارات قد تغضب الكثيرين نراها بإذن الله هنا بعد أن يجيب أحد الأعضاء على أسئلتي(/)
الرجاء المساعدة
ـ[رعمسيس]ــــــــ[04 - 05 - 2007, 10:40 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أقوم بدراسة مقارنة بين الشعر العربي والشعر العبري وأريد منكم المساعة في الحصول على دواويين شعرية باللغة العبرية
ـ[همس الجراح]ــــــــ[30 - 05 - 2007, 06:17 ص]ـ
لكننا في فصيح العربية لا العبرية!(/)
من منكم يشرح لي هذه النقاط؟
ـ[أسطورة نجد]ــــــــ[10 - 05 - 2007, 08:44 ص]ـ
:::
السلام عليكم ..
هل تسمحون لي بان اطرح اسئلة تدور بخلدي ..
ماذا يعد عمود الشعر عند العرب القدماء علم أم فن؟
ماذايعني عمود الشعروالبديع للآمدي؟
هل وقف الجرجاني مع الاستعارة في عمود الشعر؟
ماهو الشعر المطبوع؟ اريد مثالا؟
اطلعت عليه في كتاب العمدة لكنني لم استطع الفهم ..
قضية اللفظ والمعنى لم افهمها جيدا هل هناك في اللغة العربية لفظة لها عدة معاني؟ اريد مثالا عليها ان وجد؟
هل يستعمل الشاعر الايحاء؟
كيف يكون الغموض والوضوح في الشعر مامفهومه؟
ماهو بناء القصيدة واجزائها عند ابن طباطبا وابن قتيبة؟
( ops (ops (ops
اعلم اسئلتي كثيرة لكنني احتاج لاجوبتها فالامتحانات على الابواب ..
وشكرا لكم ..
ـ[أسطورة نجد]ــــــــ[12 - 05 - 2007, 08:13 م]ـ
أين الردود؟(/)
مساعدة في اللغة
ـ[شراف ايت الحاج]ــــــــ[10 - 05 - 2007, 09:50 م]ـ
::: انا حديث العهد بالدراسات العربية بالجامعة, الشعر والنقد و البلاغة ,و اريد مساعدات في هده المجالات و شكرا لكم.
ـ[سينية البحتري]ــــــــ[16 - 05 - 2007, 04:40 ص]ـ
اخي الكريم حدد نوع المجال الذي تريد المساعدة فيه ليسهل على الاعضاء مساعدتك(/)
ما معنى مقولة: النهم والكدية؟
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[18 - 05 - 2007, 09:45 م]ـ
::: السلام عليكم ورحمة الله ....
يقول أحد النقاد (ربما الفارابي):"أكثر الشعر العربي في النهم والكدية" ..
فما المفهوم النقدي لهذه الكلمات؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[28 - 05 - 2007, 04:55 ص]ـ
و عليك السلام ورحمة الله وبركاته.
النهم والكدية أدبان عُرفا في العصور السابقة.
النهم يُقصد به الطمع، ولا أعلم إن كان بانتشار ووفرة الكدية؛ لكن الأخبار موجودة في هذا الجانب.
أما الكدية فهي قد انتشرت ولا زالت وإن كان الأسلوب اختلف عما في السابق.
فالمقامات تعزّز هذا الأدب، كما أن الكثير من المدائح في ذلك الوقت والآن تكاد أن تكون كدية بشكل يختلف قليلا عما عُرفت به.
الكدية ظاهرة اجتماعية وظّف أصحابها الأدب .. وهناك من النقاد من يطلق عليها: شحاذة، تسول، ساسانية.
هناك من كتب عنها، مثل أحمد الحسين في: أدب الكدية.
وعن الكدية والنهم د. النجار في: حكايات الشطّار والعيارين.(/)
مع معروف الرصافي - الأرملة المرضعة – بقلم: إدوارد فرنسيس
ـ[إدوارد فرنسيس]ــــــــ[21 - 05 - 2007, 04:12 م]ـ
مع معروف الرصافي - الأرملة المرضعة – بقلم: إدوارد فرنسيس
معروف الرصافي: 1877 - 1945
ولد الشاعر معروف الرصافي في سنة 1877 ببغداد حيث أكمل دراسته فيها، ثمّ انتقل إلى القسطنطينيّة والقدس، وبعد إتمام دراسته عاد إلى وطنه.
عاش الشاعر فى عصر عما لقة الشعر: جميل صدقي الزهاوي (1863 - 3619)، وأمير الشعراء أحمد شوقي (1868 – 1932)، و شاعر القطرين مطرا ن خليل مطرا ن
(1871 – 1949)،
و شاعر النيل حافظ إبرا هيم (1872 – 1932).
يمتاز اُسلوب الرصافي بمتانة لغته ورصانة اُسلوبه، وله آثار كثيرة في النثر والشعر واللغة والآداب أشهرها ديوانه (الرصافي) حيث رتّب إلى أحد عشر باباً في الكون والدين والاجتماع والفلسفة والوصف والحرب والرثاء والتاريخ والسياسة.
شارك الرصافي في قضايا اُمّته السياسية والاجتماعية، وعندما احتلّ الانجليز العراق سنة 1920م، وسرعان ما نصّبوا فيصل ملكاً على البلاد وأصدروا دستوراً وانشأوا برلماناً مزيّفين وأصحبت اُمور البلاد بأيديهم، ثار الشعب العراقي وثار الرصافي معهم حيث أنشد قصيدته، التي جاء فيها:
عَلمٌ ودستورٌ ومجلس اُمّة ===== كلٌّ عن المعنى الصحيح مُحرَّفُ
أسماء ليس لنا سوى ألفاظها ===== أمّا معانيها فليست تُعرفُ
من يقرأ الدستور يعلَم أنّه ===== وفقاً لصكِّ الانتداب مصنّفُ
وهذه القصيدة: يصف فيها مشاهدته لأرملة وبنتها الصغيرة، توفّي زوجها وتركهما بين الفقر والبؤس الذي يذيب القلوب الجامدة.
الأرملة المرضعة - لمعروف الرصافي
لَقِيتُها لَيْتَنِي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَا === تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَا
أَثْوَابُهَا رَثَّةٌ والرِّجْلُ حَافِيَةٌ === وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَا
بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا=== وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَا
مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا === فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَا
المَوْتُ أَفْجَعَهَا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا === وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَا
فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَا === وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَا
كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَا === فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَا
وَمَزَّقَ الدَّهْرُ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا === حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَا
تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَا === كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَتْ زُبَانَاهَا
حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً === كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا
تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا === حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَا
قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْدَامٍ مُمَزَّقَةٍ === في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَا
مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا === تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَا
تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ === هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَا
مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا === إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَا
يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ === كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَا
مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ === وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَا
يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَا === تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَا
وَيْلُمِّهَا طِفْلَةً بَاتَتْ مُرَوَّعَةً === وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَا
تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَا === وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَا
قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَا === وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَا
وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَها === بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ، آهَاً مِنْهُمَا آهَا
(يُتْبَعُ)
(/)
كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَدَةً === وَمَوْتُ وَالِدِهَا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَا
هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُهُ === مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَا
حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَا وَهْيَ مَاشِيَةٌ === وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَا
وَقُلْتُ: يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ === أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَا
سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا === في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَا
هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا === مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِهِ اللهَ
ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي === دَرَاهِمَاً كُنْتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَا
وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي === بِأَخْذِهَا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَا
فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَاءَ رَاجِفَةً === تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَا
وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَا === كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَا
وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَةٌ === وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَا
لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي === مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَا
أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ === لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَا
هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا === وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَا
أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَةٌ === وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاهَا
يبدأ الشاعر القصيدة باللقاء، بالفعل (لقي) لقيتها، و مصادفة هذا اللقاء غير المنتظر أو غير المرتقب، و هو يتمنى ألا يحدث هذا اللقاء، حيث جاءت " ما " النافية (ليتني ما كنت ألقاها)، لكن وقع اللقاء، و واصل الشاعر وصفه لها و رصده لخطواتها قائلاً:
) تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَا (
حيث الخطوب أثقلت من مشيتها، بحالتها الفقيرة التى يرثى لها، مما جعل دموع عينيها يتساقط على خديها، ثم ما نتج عن هذا البكاء المستمر " إحمرت مدامعها – و شحب وجهها – و إصفر كَالوَرْسِ من جوع محياها " و الورس: نبات مبرقش لونه أحمر عليه زغب أصفر.
و في الأبيات الثلاثة التالية يصف الشاعر تأثير موت زوجها، الذي أردى حالتها إلى هذا البؤس.
و لنسمع الموسيقى الداخلية الناتجة عن حسن التقسيم في هذا البيت: الموت أفجعها – و الفقر أوجعها – و الهم أنحلها – و الغم أضناها
المَوْتُ أَفْجَعَهَا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا ===== وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَا
وفي البيتين السابع و الثامن - تأثير الدهر - على المرضعة، و إستمرار تكرار المأساة متمثلاً في تعاقب الليل و النهار،
و مظاهر قسوة الدهر عليها، أن أثوابها بُلِيَتْ على بدنها.
و في الأبيات من التاسع حتى الثاني عشر، عودة مرة أخرى إلي وصف حالة المرضعة " تمشي بأطمارها "
ثوبها البالي، ثم التشبيهان - البرد يلسعها كأنه عقرب - و - غدا جسمها بالبرد مرتجفاً == كالغصن في الريح ...
و يأتي بعد ذلك [تمشي، و تحمل] فعلان متلازمان في وقت واحد، ثم المفعول المطلق " حملاً "
الذى يحدد لنا مكان أو موضع الحمل " على الرأس "، ثم المقابلة بين (اليسرى / اليمنى) كلتا اليدين اللتين تحمل بهما طفلتها الرضيعة، مستسلمة لصروف الدهر، و هي محتضنة طفلتها تضم أعضائها برباط ممزق.
و في الأبيات من الثالث عشر و حتى البيت الواحد و العشرين: مناجاة أو تساؤلات الشاعر لنفسه أثر رؤيته لحالة تلك المرضعة اليتيمة التي تحمل طفلتها الباكية طوال ليلها من الجوع، {ما تصنع – لسان الشاعر -،
ما حيلتي - لسان الأم -، ما بالها - لسان الشاعر مرة أخرى، تبكي - لسان الطفلة – و هى اللغة العجمية
غير المفهومة " لغة البكاء " {.
و في البيتين الثاني و العشرين و الثالث و العشرين: تخيل الشاعر إبنته في هذا الموقف و ما كان سيحدث لها في مواجهة خطوب الدنيا.
و في البيت الرابع و العشرين: بيان لسبب كتابته القصيدة، حيث كان الشاعر ماراً في طريقه، و لقيها و أثَّرت فيه أحوالها.
و في الأبيات من الخامس و العشرين و حتى الثلاثين: رد فعل الشاعر الحقيقي متمثلاً في الأفعال التي قام بها ليساعد المرضعة
و يتيمتها: {دَنوتُ، قلتُ، سمعتُ، إجتذبتُ، ثم .. قلتُ مرة أخرى}، و كلها أفعال جاءت بناء على ما رآه الشاعر
و راقبه بعينه، من بؤس و مرض أحاط بهذه الأرملة المرضعة.
و في الأبيات من الواحد و الثلاثين حتى الثالث و الثلاثين: رد فعل المرضعة تجاه الشاعر لما أبداه من عطف نحوها متمثلاً شكلياً في: {أرسلت نظرة – أخرجت زفرات – ثم التشبيه " زفرات كالنار تصعد من أعماق أحشاها " - أجهشت باكية}.
ثم رد فعلها قولاً: " وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَا ".
وفي البيتين الرايع و الثلاثين و الخامس و الثلاثين: رد فعل المرضعة قولاً ولكن في قالب تمني {لو عَمَّ}، {لو كان {
و صيغة التمني هنا قريبة من صيغة الشرط:
فعل الشرط==== جملة===== جواب الشرط ==== بقية جملة
لو عَمَّ=== في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ ليّ=== مَا تَاهَ=== في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَا
أو كَانَ===في النَّاسِ إِنْصَافٌ و مَرْحَمَةٌ=== لَمْ تَشْكُ=== أرملةٌ ضنْكَاً بدُنْيَاهَا
و الملاحظ هنا أن جواب الشرط في البيتين، جاء به الشاعر منفياً على لسان المرضعة، و ذلك لأن الدنيا تملؤها الشكوى، و الضياع.
وفي البيتين الأخيرين: يطلب الشاعر من أقرانه الأحرار، العطف و المساعدة و المواساة لهذه الأرملة المرضعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 05 - 2007, 12:34 ص]ـ
عرضٌ طيب جدًا ونرجو المزيد
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 05 - 2007, 03:51 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا التحليل الرائع،نرجو الإستزادة من هذه الدرر الثمينة.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 05 - 2007, 11:03 ص]ـ
بورك فيك، وفي طرحك المثمر.
ـ[بندق]ــــــــ[27 - 05 - 2007, 04:45 م]ـ
أحسنت وأجدت أخي .. تلك القصيدة .. درة فريدة .. وتحليلك جميل ..(/)
حول النقد اللغوي ..
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[24 - 05 - 2007, 03:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من أفضل من ألف في النقد اللغوي؟
وهل هو مصطلح حديث أم قديم؟
وهل يمكن استخدام مصطلح (نقد اللفظ) بدلا عنه؟(/)
هل من كتب في نقد المسرحية!
ـ[أبو زهيرة]ــــــــ[31 - 05 - 2007, 05:05 م]ـ
الإخوة الفضلاء ..
أرغب منكم تزويدي بكتب في نقد مسرحيات علي باكثير او غيره من الكتاب المسرحيين، مع مراعة أن يكون النقد جيدا في هذا الباب.
شاكرا لكم تعاونكم.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 03:32 ص]ـ
أمهلني قليلا.
كما أرجو من الإخوة مساعدتك ريثما أجد مبتغاك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 04:27 م]ـ
هذ الطل ريثما يأتي الوابل من مشرفتنا الكريمة والطل للمشاركة مني وليس للموضوع لأن كاتبه أديب فاضل ان شاء الله:
مسرح علي أحمد باكثير
بقلم: عبد الله الطنطاوي عن موقع" أدباء الشام"
علي أحمد باكثير –سقى الله جثده الطاهر بقدر ما قدّم لهذه الأمة- كاتب أديب شاعر ينتمي إلى مذهب (الإسلامية) في الأدب، بل هو من روّادها ومؤصّليها بما قدّم من أعمال مسرحية وروائية وشعرية، جعلت منه، بحق، رائداً عظيماً من فحول الأدب الإسلامي في العصر الحديث، ومن شوامخ أدبائنا العرب على مدى التاريخ.
ولد باكثير في مدينة (سورابايا) في أندونيسيا عام 1910 من أبوين عربيين مسلمين من حضرموت، ونشأ في حضرموت، ودرس في مصر، واستقرّ فيها، وتزوج إحدى بناتها، وتوفي فيها عام 1969.
والذي يطالع السيرة الأدبية لباكثير، يعجب من ضخامة إنتاجه المسرحي ومن تنوعه، ومن سموقه منذ البدايات، ومن اهتماماته .. فهو كتب الكثير في المسرح التاريخي، ولعل رائعته (ملحمة عمر) التي جاءت في ثمانية عشر كتاباً أو جزءاً أو عملاً مسرحياً بديعاً، تأتي على رأس أعماله المسرحية التاريخية، التي بزّ فيها سابقيه ومعاصريه، كما بزَّ غيره في مسرحيته التاريخية الثانية (دار ابن لقمان) ومسرحيته الثالثة (الدودة والثعبان) أو (جيش الشعب) كما كان اسمها في البداية، قبل أن تمتدّ يد الرقيب إلى التحريف والتغيير. وهذه المسرحيات التاريخية وأخواتها التاريخيات الأخرى كلها مسرحيات هادفة، لم يكتبها باكثير عبثاً، بل كان يتخيّر موضوعاتها، ويبث فيها أفكاره، ويسقط أحداثها على الواقع المعيش، ليأخذ الناس منها العبرة .. ولا أستطيع إلا أن أذكر مسرحيته الرائعة (سر الحاكم بأمر الله) ففيها الكثير من العبر عن الديكتاتوريات الظالمة التي اكتوى بنيران بعضها ..
أما مسرحه الاجتماعي فقد طرق فيه كثيراً من الأفكار العصرية، ناقشها في فنية أبعدتها عن الذهنية الباردة، وقدّم كثيراً من الحلول لكثير من المشكلات التي كان يعاني منها المجتمع العربي عامة، والمصريّ منه بوجه خاص، من خلال الحوار الحارّ حيناً، والدافئ حيناً آخر، ومن خلال الحركة الذهنية التي كانت ترسمها ريشته الصناع من خلال الحوار المتميز، ومن خلال الإرشادات التي كان يقدّمها للمخرج والممثلين، من هذه المسرحيات الاجتماعية: السلسلة والغفران – الدكتور حازم – مسمار جحا (وهذه ذات بُعد سياسي أيضاً) – الدنيا فوضى – جلفدان هانم – حبل الغسيل – الفلاح الفصيح، وغيرها وغيرها. عالج فيها مشكلات الظلم والجهل والتقليد الأعمى للأجنبي، والفقر والبؤس والتعاسة التي يعاني منها العرب والمسلمون، بأسلوب بعيد عن الوعظية والمباشرة والخطابية.
أمّا مسرحه السياسي، فقد جاء فيه بالعجب العجاب، وسبق في وعيه وتحليله السياسيين كثيراً من السياسيين والزعامات الحزبية .. عالج فيها الاستعمار الحديث لبلدان المسلمين، ودعا إلى الجهاد من أجل الاستقلال والتخلص من نير المستعمرين (عودة الغائب) وسخر من الإمبراطورية العجوز: بريطانيا التي كانت لا تغيب الشمس عن مستعمراتها، وذلك في مسرحيته (إمبراطورية في المزاد) الصادرة في عام 1952 وفيها هجوم فني ساخر على الاستعمار البريطاني المتحالف مع الصهيونية العالمية، ودعا فيها إلى تكتل العالم الثالث، وإلى اجتماع زعماء دوله في مؤتمر عام يعقد في دلهي، وذلك قبل التفكير بعقد مؤتمر باندونغ بثلاث سنين، وكذلك الأمر في مسرحيته السياسية الاجتماعية (مسمار جحا).
وقد احتلت القضية الفلسطينية حيزاً كبيراً في مسرح باكثير، تجلّى ذلك في مسرحياته: (مأساة أوديب) التي أصدرها بُعيد النكبة (1949) و (شيلوك الجديد) بجزءيه: المشكلة والحل، اللتين أصدرهما عام 1944، و (مسرح السياسة) المتضمن عدة مسرحيات كتبها بين (1945 – 1948) وعالج فيها القضية الفلسطينية من مختلف الجوانب، بفنية ساخرة معجبة، وهي مسرحيات: نقود تنتقم – والسكرتير الأمين – وراشيل والثلاثة الكبار – وليلة 15 مايو – ومعجزة إسرائيل.
وفعل الأمر نفسه في مسرحية (شعب الله المختار) و (إله إسرائيل) وهي ثلاث مسرحيات في كتاب واحد، وهي مسرحيات: الخروج – وملكوت السماء – والحية. وقد استوعب فيها المشكلة اليهودية منذ أقدم عصورها حتى يوم كتابتها، بأسلوب فني راقٍ.
وبعد نكبة حزيران 1967 كتب باكثير مسرحيته الأخيرة (التوراة الضائعة) نُشرت بعد وفاته هماً وغماً مما أصاب العرب والمسلمين من قهر وإذلال على أيدي اليهود من جهة، وممّا أصابه هو شخصياً على أيدي الطواغيت الممسكين بأزمة السياسة والثقافة من جهة ثانية.
هذا تعريف موجز مكثف بمسرح رائد من رواد مذهب (الإسلامية) في الأدب، ودراسة هذا الرجل بجوانبه الفنية: الروائية والشعرية والمسرحية، تحتاج إلى كتب، وقد أصدرتُ كتاباً عام 1977 بعنوان: دراسة في أدب باكثير، وألّف غيري كتباً أخرى عن هذا الرائد العملاق الذي غمطه النقاد والحكام حقّه في حياته وبعد مماته، حتى فكّر الرجل بالهجرة من مصر إلى بلاد الله الواسعة بعد نكبة حزيران، ولكنه لم يفعل .. وهو مجال خصيب للدراسات.
إنني أدعو سائر المثقفين إلى قراءة أدب باكثير، فهو أدب إسلامي عربي أصيل في شكله ومضمونه، وهو يردّ على كثير من الاتهامات الموجهة ظلماً إلى الأدباء الإسلاميين.
وسوف نقدّم إضاءات على مسرحه التاريخي، اعتباراً من التحديث القادم إن شاء الله، لتكون إضافة جديدة بعد كتابنا عنه الموسوم بـ: (فلسطين واليهود في مسرح باكثير)، من خلال دراساتنا لمسرحياته التاريخية التي أبدع فيها، كما أبدع في ألوان مسرحه الأخرى: السياسي والاجتماعي، والأسطوري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 04:36 م]ـ
http://www.odabasham.net/show.php?sid=8851
على هذا الرابط تجدين دراسة مطولة عن الأديب باكثير لاتتسع الصفحة هنا لنقلها.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[02 - 06 - 2007, 05:17 ص]ـ
للأستاذ الطنطاوي كذلك كتاب عن مسرحيات باكثير.
و دراسة نقدية بعنوان: فلسطين واليهود في مسرح علي أحمد باكثير.
وهناك:
كتاب وقفات مع المسرح العربي / د. علي عقلة عرسان ( http://orsan-ali.com/s-drama/wakafat/ind-s-drama001.htm) من منشورات اتحاد الكتاب العرب.
و من المهتمين بأدب باكثير ودراسته أ. د. حسين علي محمد، فهو من الدارسين له. وللدكتور موقع على الشبكة، ومدونة كذلك.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[02 - 06 - 2007, 05:19 ص]ـ
و هنا ( http://www.sendyan-ipm.org/a17/arabic1.htm) أسلوب لنقد المسرحية أتمنى أن يفيدك.
كما نشرت وزارة الثقافة اليمنية بصنعاء كتابا عن المسرحي باكثير بعنوان: علي أحمد باكثير: المبدع والإنسان.
و الوزارة متعاونة في مسألة البيع والشحن للسعودية.
و أعتقد أن هذا ( http://www.bakatheer.com/) سيفيدك.
ـ[أبو زهيرة]ــــــــ[06 - 06 - 2007, 11:16 ص]ـ
وضحاء
الشمالي
أشكر لكما هذه الإفادة، وأسأل الله تعالى أن يجزيكما خير الجزاء على حسن صنيعكما.
ـ[أبو عيسى]ــــــــ[24 - 07 - 2007, 11:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة لأني لم أطلع على الموضوع إلا مؤخراً
أشارت مشرفتنا الفاضلة إلى موقع الأديب باكثير على الإنترنت ( http://www.bakatheer.com)
وفيه الكثير من المراجع حول أدب باكثير، كما توجد نصوص بعض هذه المراجع كاملة في الموقع، وهناك موقعان فرعيان من موقع باكثير لكاتبين مهتمين بأدب باكثير، هما:
الدكتور محمد أبوبكر حميد ( http://www.bakatheer.com/hemaid/index.htm) - وهو الباحث المهتم بجمع تراث باكثير
والدكتور عبد الحكيم الزبيدي ( http://www.bakatheer.com/zubaidi/index.htm) - مؤسس ومدير موقع باكثير
وفي موقعيهما نصوص كاملة لكتاباتهما عن باكثير
حظاً موفقاً للأخ أبي زهيرة(/)
التناص في شعر أبي تمام
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[31 - 05 - 2007, 08:39 م]ـ
وجدت هذه الدراسة الجميلة عن أبي تمام عاى موقع مجلة اتحاد الكتاب العرب في دمشق فأحببت أن تشاركوني فيها:
التناص في شعر أبي تمام قصيدة "الحق أبلج" نموذجاً ـــ حكمت النوايسة
أولاً: المفهوم:
"لقد اتفق على اعتبار مصطلح التناص قد ظهر للمرّة الأولى على يد الباحثة الفرنسيّة جوليا كريستيفا، في عدة أبحاث لها كتبت بين 1966 ـ 1967م، وصدرت في مجلّتي tel-quel و Critique وأعيد نشرها في كتابيها (سيموتيك) و (نص الرواية) " (1) ثم تناوله النقاد وشابه الغموض والتشويش حتى عام 1976 عندما نشرت مجلة (ويبتك) الفرنسية عدداً خاصاً من إشراف (لوران جيني) حول التناصات intertextuopites حيث اقترح جيني تعريف التناص بـ "عمل تحويل وتمثيل عدة
نصوص يقوم بها نص مركزي يحتفظ بزيادة المعنى" (2).
وحسب مارك أنجينو، فإن "من الباحثين الممتازين الذين هيئوا لها الطرح النظري الكفيل باستعمالها بكيفية صارمة وإجرائية، بول زمتور، وميخائيل رفاتير (3)، فزمتور يشير إلى أن جدلية التذكّر التي تنتج النص حاملة آثار نصوص متعاقبة تدعى بالتناص، وميخائيل ريفاتير تبنّى صيغة التناص في آخر أعماله عن الأسلوبيّة" على مستوى افتراض تطابق متعادل بين الشكل والمضمون، فمرجعيات النصوص هي نصوص أخرى، والنصّية مرتكزها التناص" (4) مع أنه استخدم التناص لخدمة أسلوبيته الأدبية.
وقد ترسّخ هذا المصطلح في القارة الأمريكية على يد فردريك جابسون الذي دعا عام 1975 إلى مقاربة تناصيّة لنقد نورثوب فراي وغريماس نقداً ماركسيّاً (5).
وإذا كان العديد من النقاد قد تناول هذه الكلمة فإنها ما زالت تشذ عن أي إجماع (6)، ولم تتوفر إلى الآن منهجيّة صارمة يمكن الاطمئنان إليها نموذجاً تطبيقياً للتناص.
وما تزال الأسئلة ملحة حول هذا المفهوم، فهل يعني علاقة النص بنصوص أخرى؟ هل يعني التفاعل؟ هل يعني التعالق المقصود مع نصوص أخرى؟ أم هو دراسة التعالق نفسه؟ هذه الأسئلة التي تكتنف هذا الحقل حاول بعض النقاد العرب الإجابة عنها من خلال محاولاتهم دراسة العلاقات النصيّة في الأدب العربي؛ فمحمد مفتاح في كتابه (تحليل الخطاب الشعري ـ استراتيجية التناص) ـ يقول: "إن الدارسين ـما عدا بعض الاتجاهات المثالية ـ يتفقون على أن التناص شيء لا مناص منه؛ لأنه لا فكاك للإنسان من شروطه الزمانية والمكانية ومحتوياتهما، ومن تاريخه الشخصي، أي ذاكرته، فأساس إنتاج أي نص هو معرفة صاحبه للعالم، وهذه المعرفة هي ركيزة تأويل النص من قبل المتلقي أيضاً" (7).
ونلاحظ بالمقولة السابقة أنه يعني بالتناص العلاقة بين النص وبقيّة النصوص، وأعتقد أن اثنين لم يختلفا ولن يختلفا في أن النص لا يمكن إيجاده من اللاشيء، ثمّ إن تحديد التناص بهذا الفهم يجعل درسه ناقصاً حتى لو أجمع جميع النقاد على نص واحد؛ لأن علاقة النص مع النصوص الأخرى علاقة لا نهائيّة تبدأ بالأصوات ولا تنتهي بالدلالة.
وفي محاولة لحصر المفهوم فإن محمد مفتاح (8) يحدّد أشكال التناص فيقسمها قسمين: سمّى الأول التمطيط، ويضع تحت بابه الجناس بالقلب والكلمة المحور، والشرح، واستخدام النواة المحورية، أو القول المنقول، والاستعارة والتكرار، والشكل الدرامي، وأيقونة الكتابة. أما القسم الثاني فإنه يسميه الإيجاز، وهو عنده الإحالة إلى التاريخ من خلال أحداث أو رموز أو نصوص تاريخية، ويقول نقلاً عن حازم القرطاجني: "الإحالة المحضة الإيجاز، وهذه هي التي تحتاج إلى شرح وتوضيح ليدركها المتلقي العادي؛ إذ لا يذكر فيها الشاعر إلا الأوصاف المتناهية في الشهرة والحسن، والأوصاف المتناهية في الشهرة والقبح" (9).
وبهذا الفهم للتناص، فإن مسميات مختلفة ومصطلحات في النقد العربي القديم يمكن إدراجها تحت باب التناص كالتضمين، والسرقة والاستشهاد، والإيجاز، والتأثر وغير ذلك، وعلى سبيل المثال، أورد النص التالي لابن رشيق القيرواني حول السرقة، يقول "هذا باب متسع جداً، ولا يقدر أحد من الشعراء أن يدعي السلام منه، وفيه أشياء غامضة إلا عن البصير الحاذق بالصناعة، وأخرى فاضحة لا تخفى على الجاهل المغفّل" (10) ومن الملاحظ على هذا الحديث عن السرقة أننا نفهم منه العلاقة بين النص والنصوص الأخرى؛ إذ إن السرقة بمفهومها الدقيق لا
(يُتْبَعُ)
(/)
ينطبق عليها حديث القيرواني السابق، ونستطيع مقارنة هذا النص مع ما أورده محمد مفتاح حول اتفاق الدارسين على أن التناص شيء لا مناص منه (11).
ومن العرب الذين تناولوا التناص سعيد يقطين في كتابه (الرواية والتراث السردي) حيث يقول تحت عنوان أنواع التفاعل النصّي: "إن هناك صنفين من أصناف التفاعل النصي، أما الأول فهو التفاعل النصي الخاص، وهو أن يقيم نص علاقة مع نص محدد، كأن يسير نص في المدح مثلاً على منوال نص آخر معروف، وأما الصنف الثاني، فهو التفاعل النصي العام، وهو "ما يقيمه نص ما من علاقات مع نصوص عديدة مع ما بينها من اختلاف على صعيد الجنس والنوع والنمط، كأن يأخذ قصيدة شعرية فنجد الشاعر يوظف فيها مختلف مكوّناته الأدبية والثقافية في صورة شعرية تفاعل فيها مع شعراء سابقين، وفي أمثال أو أحاديث أو آيات ضمنها أو اقتبسها مستعملاً ما (نقله) عن غيره للدلالة على المعنى نفسه أو معطياً إياه دلالات جديدة أو مناقضة تماماً" (12).
ومن هنا نلاحظ حسب سعيد يقطين أن التضمين والاقتباس، والتأثر، كلها تقع ضمن مسمى التناص، ولا يبتعد هذا الفهم عن فهم محمد مفتاح للتناص الوارد سابقاً.
ونعثر على بحث أكثر منهجية وصرامة في التناص، قدّمه الباحث الناقد رجاء عيد منشور في مجلة علامات في النقد، وحول تعريف التناص يقول: "فالتناص ـ هنا ـ حضور نستشفه بواسطة خبرة عميقة بالنصوص الأدبية، وهذا الحضور النصي يحتاج إلى فراسة تتبّع، وإلى بصيرة وتبصّر؛ فقد تندمج البنيات المتناصة في بنية النص كإحدى مكوناته، لا يدركها سوى القارئ المنفتح في قراءاته على نصوص متعدّدة" (13) وهذا الفهم لا يبتعد كثيراً عمّا أورده ابن رشيق حول السرقة من حيث أهميّة ثقافة المتلقي، وكأنّ النصّين يطرقان قضيّة واحدة.
ورجاء عيد في بحثه هذا يعدّد صوراً من التناص منه الموافق حيث يتوحد المتناص مع النص على شكل موجة تحضنها موجات أخرى، وتكون الموافقة باللغة؛ إذ تستخدم اللغة نفسها التي استخدمها النص القديم.
ومما يعدّده رجاء عيد تناص التحوير، الذي يكشف حالة من حالات السخرية الأليمة من خلال النقيض، ثم تناص الموافقة الذي يهدف إلى توكيد مقولة قديمة، وهو إذ يعدد هذه الأشكال، فإنه يهدف إلى الوصول إلى قيمة التناص لمنهج تحليلي، فهي ليست "مقصورة على تجاوز أسوار المصطلحات التراثية السابقة (المعارضة ـ التضمين ـ السرقة)، وإنما يفتح التناص لما هو أرحب من محدودية ابتناء نص على نص، فمن مجالاته المقترحة العكوف على مقاربة تحليلية لتماهي التحولات ـ مسار التبدلات، وكيفية التمثل لنص سابق، ومدى حضوره في نص لاحق (14)، فالعلاقات النصية عنده "غير أحادية السمة مع نصوص أخرى؛ فقد تكون علاقة تحويل أو تقاطع أو تبديل أو اختراق" (15) ومن هنا فإننا نرى أن ما نسميه بالتناص وندرسه ضمن هذا البحث، يجب أن يكون هادفاً إلى تقديم إضافة جديدة على ما سبق، كأن يكون حاملاً رؤية الشاعر، أو حاملاً الخطاب الشعري أو موجهاً لهذا الخطاب من خلال ما يستثيره لدى المتلقي، وهذا النوع من التناص المقصود الممنهج.
وقريب مما ذهبنا إليه قول رجاء عيد: "إن انتزاع القول المضمّن من سياقه كما في نماذج متعدّدة ـ تراثية ومعاصرة ـ لا يكون تناصاً له خطره حين يرد استشهاداً مجانيّاً، أو تداعياً حيث يظل كلاهما لصقاً إضافياً أو وشياً أو تزييناً" (16).
وقريب من ذلك ما ذهب إليه د. عبد النبي اصطيف، حيث قال: "والقضية الأكثر حيوية وأهميّة وخطورة في مسألة تفاعل النصوص هي أن النصوص لا تتفاعل بوصفها مجرد نصوص، ولو كانت كذلك لصح النظر إلى تفاعلها على أنها مجرّد اقتباس أو تضمين أو تأثر بمصادر معينة، يستطيع أن يحدّدها القارئ الخبير المطلع، ولكنها تتفاعل بوصفها ممارسات دلالية متماسكة، إنها تتجاور وتصطرع، وتتزاوج وينفي بعضها البعض الآخر، أو باختصار عندما تتفاعل نصيّاً، تتفاعل بوصفها أنظمة علامات متماسكة لكل منها دلالته الخاصة به، وهذه الأنظمة عندما تلتقي في النص الجديد، تسهم متضافرة في خلق نظام ترميزي جديد، يحمل على عاتقه عبء إنتاج المعنى أو الدلالة في هذا النص" (17).
وبهذا الفهم للتناص سيسير البحث في قصيدة أبي تمام التي مطلعها:
الحَقُّ أبلَجُ وَالسُيوفُ عَوارِ= فَحَذارِ مِن أسَدِ العَرينِ حَذارِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقالها في مقتل الأفشين ... تركيزي على نص واحد هو محاولة لكشف وظيفة التناص، ومدى تناغم التناصات المتعدّدة في النص الواحد إنتاج الدلالة المطلوبة، وبذلك فإنني من خلال التعريفات السابقة للتناص، والعلاقات النصيّة، أعرّف التناص بأنه العلاقة المقصودة بين نص ونص آخر أو نصوص، أو قصص أو حوادث تاريخية، تهدف إلى حمل دلالة أو رؤية أو غير ذلك من الأهداف التي يكشفها النقد، وإنما أردت حصر المفهوم بهذا التعريف حتى أكون أكثر صرامة في التعامل مع شاعر كأبي تمام تشرّب لغة القرآن وأشعار العرب، حتى إنه لا تكاد تخلو قصيدة أو مقطوعة له من تأثر أو تضمين.
ثانياً: النص
1 ـ تسويغ التناص.
2 ـ وتناص التسويغ.
هذه القصيدة قالها أبو تمام في مدح المعتصم وتعزيته بعد أن قضى على الأفشين، كان له مكانة مهمّة عند المعتصم، وفي القصيدة يمدح المعتصم، ويصف ما قام به الأفشين من (غدر)، ثمّ يصف قتل الأفشين وحرقه، ويحرض المعتصم على قتل أهل الأفشين، وقومه، ثم ينصح الخليفة بأن يشدّ الخلافة بابنه هارون (الواثق).
وبناء القصيدة جاء متنامياً تنامياً تفسيرياً بعدّة ذروات، دون أن يكون هناك ذروة مَفصلية تشكل مرتكزاً للنص؛ نظراً لتعدد موضوعاتها؛ فقد كانت تعالج قضية واحدة من عدّة جوانب، فالمعتصم قد وثق بالأفشين، والأفشين قد قام بأعمال تعزز هذه الثقة والمكان بقلب المعتصم، منها قضاؤه على بابك الخرّمي (18)، ثمّ إن دسيسة وقعت بين الأفشين والمعتصم، حيث صوّر الأفشين متربصاً بالخلافة، وصوّر المعتصم متربّصاً بالأفشين، فرأى كل منهما انقباض صاحبه، فصار شكّه يقيناً، إلى أن قبض المعتصم على الأفشين فقتله وأحرقه (19).
وأبو تمام إذ يقول هذه القصيدة بهذه المناسبة، فإنه يطرقها من جميع الجوانب مبرزاً بشاعة الغدر وصوره، مستثمراً التاريخ والثقافة الإسلامية في ذلك، ومن هذا الجانب؛ فإن الدراسة تهدف إلى رصد التناص أولاً، ثم الكشف عن الوظيفة التي يؤديها ثانياً، ثم الكشف عن العلاقات القائمة بين التناصات المختلفة في النص.
ومن أجل توضيح منهج الدراسة فإنني سأركز على التناص الواضح من خلال الإشارات التي ترد في النص، تاركاً التناصات الأخرى من لغة وتشرّب صورة؛ لأنني أظنّ ـ في جانب اللغة ـ أن لغة أبي تمام متأثرة تأثراً كبيراً بلغة القرآن الكريم، وكذلك التصوير عنده، فأبو تمام يتشرّب الكثير من تصوير القرآن الكريم في نصوصه، ولا أظنُّ في ذلك تناصاً موجهاً بقدر ما فيه من تأثر أملته ظروف تشكّل الملكة اللغوية والمعجم الشعري لديه.
أما الأحداث التاريخية والقصص، فإنها بنظر ـ عند أبي تمام ـ تعد استثماراً مدروساً يؤدي خدمة معنويّة في النص، لذا فإن تركيزي في هذه الدراسة سيكون عليها.
مبرّرات التناص
يقول أبو تمام:
الحَقُّ أبلَجُ وَالسُيوفُ عَوارِ= فَحَذارِ مِن أسَدِ العَرين حَذارِ
مَلِكٌ غَدا جارَ الخِلافَةِ مِنْكُمُ= وَاللهُ قد أوصى بحِفظِ الجارِ
نلاحظ أن أبا تمام يحذر في البيت الأول من غضب الخليفة، وسطوة الحق، ويستثمر في البيت الثاني الآية الكريمة] وبالوالدين إحساناً، وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى [(20) فهل جاء هذا التناص مجّانيّاً؟
العمل الذي جاء به الخليفة لا بدّ له من مبرر شرعي، والمبرر الشرعي هو أنه جار الخلافة، والله قد أوصاه بحفظ جاره، إنّه استثمار لإضفاء القدسية على عمل الخليفة.
ثمّ يقول:
يا رُبَّ فِتنَةِ أمَّةٍ قَد بَزَّها= جَبّارُها في طاعَةِ الجَبّارِ
جالَت بِخَيدَرَ (21) جَولة المِقدارِ= فَأَحَلَّهُ الطُغيانُ دارَ بَوارِ
فهذه الفتنة في خدمة الدين، في خدمة الله وطاعته؛ إذ إنّها أودت (بخيدر) وكشفت غدره، وهنا نجد تناصاً مع قوله تعالى:] وأحلّوا قومهم دار البوار [(22) وهذا التناص يوظّف من أجل دمغ الأفشين بالطغيان, فلنتأمل المقارنة الآتية بين البنية النحوية والدلالية للآية الكريمة، والبنية النحوية والدلالية لجملة أبي تمام:
القرآن الكريم:] وأحلّوا قومَهم دار البوار [.
جملة أبي تمام: وأحلّه الطغيان دار بوار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يخفى أن أبا تمام قد جعل الأفشين منقاداً للطغيان، والكفر، مسلوب الإرادة له، وفي ذلك إنقاص من قيمته حتى بكفره، وفي ذلك إبعاد للتصوير الذي يبيّن كفر الأفشين، هذه خدمة أفادها التناص اللغوي. وسوف نرى أبا تمّام يؤكد هذا المعنى ويوظف معظم تناصاته بهدف تعميقه وتعميمه، يقول:
كَمِ نِعمَةٍ للهِ كانَت عِندَهُ= فَكَأنَّها في غُربَةٍ وَإسارِ
كُسِيَت سَبائِبَ لومِهِ فَتَضاءَلت= كَتَضاؤُلِ الحَسناءِ في الأطمارِ
وهذان البيتان قريبان من قوله تعالى:] يعرفون نعمة الله ثمّ ينكرونها وأكثرهم الكافرون [(23) فالنعم التي كانت عند الأفشين كثيرة، غير أنها كانت غريبة وأسيرة عنده، لأنه ينكر كونها عنده، ويغلّفها بلؤمه، فتتضاءل كالفتاة الحسناء التي يخفي حسنها وجمالها ارتداؤها الأطمار (الملابس الباليه)، إن هذه الصورة صورة إنكار النعمة التي وردت في الآية الكريمة، وما يريده التناص والتصوير هو بيان المدى الذي كان يغرق فيه الأفشين من إنكار نعم الله، ونعم الخليفة عليه. وهذه النعم عند الأفشين:
مَوتورَةٌ طَلَبَ الإِلَهُ بثَأرِها= وَكَفى برَبِّ الثَأرِ مُدرِك ثارَِ
فالله ـ في هذا البيت ـ هو الذي يطلب من المعتصم أن يثأر للنعم التي ينكرها الأفشين، وفي ذلك إضفاء للقدسية على مقتل الأفشين، وسوف نرى أبا تمّام يرسم صورة الأفشين منافقاً، ويستثمر طاقته الثقافيّة في ذلك، يقول:
صادى أميرَ المُؤمنينَ بزَبرَجٍ= في طَيِّهِ حُمهُ الشُجاعِ الصاري
في هذا البيت يصوّر الأفشين (زبرجا)، غيوماً خادعة ملوّنة، وفي سريرته أفعى تتربّص بالخليفة، وهذا قريب من قوله تعالى:] رأيت المنافقين يصدّون عنك صدوداً [(24)، فالصورة التي يرسمها صورة منافق، والمنافقون في الآية الكريمة] يصدّون صدوداً [وفي البيت نرى الأفشين (صادى) أمير المؤمنين، فالأصوات (ص. د.د.) مستدعاة من (صدد)، وعلى ذلك نرى أن صورة المنافق التي يرسمها أبو تمّام للأفشين مستمدة من صورة المنافق في القرآن الكريم، ولعل تساؤلاً يلحّ الآن: لم كلّ هذا الإلحاح على تصوير عمل الخليفة تصويراً دينيّاً؟
يقول أبو تمّام مستغرقاً في صورة المنافق:
مَكراً بَنى رُكنَيهِ إلاّ اَنَّهُ= وَطّدَ الأساسَ عَلى شَفيرٍ هارِ
ومن يقرأ هذا البيت يقفز إلى ذهنه قوله تعالى:] أفمن أسس بنيانَه على تقوى من الله ورضوان خيرٌ أم من أسّس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنّم والله لا يهدي القوم الظالمين [(25) وهذه الآية الكريمة قد سبقت بآيات تتحدّث عن مسجد الضّرار الذي أسسه ثلة من المنافقين يريدون من وراء عملهم شق وحدة المسلمين، وتفريق كلمتهم، حتى نزل الوحي مبلغاً عن رب العزّة ما يخفي المنافقون في أنفسهم من وراء هذا العمل، وبعد أن نتبيّن النص الغائب، فإننا نعرف معنى التناص معه، إنه تأكيد لصورة المنافق ـ المنافقين ـ واستغراق فيها، وإذا أردنا المقارنة بين النصّين فإننا نجد أفعال الأفشين التي قام بها في خدمة الدولة والخليفة بمثابة مسجد الضرار، عمل جيد أريد به الباطل، ونجد رد الخليفة على عمل الأفشين يقابل ردّ الرسول على المنافقين، إذ يقول أبو تمام في ردّ الخليفة على أعمال الأفشين:
حَتّى إذا ما اللهُ شَقَّ ضَميرَهُ= عَن مُستَكِنِّ الكُفرِ وَالإِصرارِ
وَنَحا لِهَذا الدينِ شَفرَتَهُ اِنثَنى= وَالحَقُّ مِنهُ قانِئُ الأَظفارِ
وهذان البيتان إذ يستمرّان في التناص مع قصّة مسجد الضرار، ونزول الوحي، والكشف عمّا بسريرة الأنفس المتربصة بالإسلام ووحدة المسلمين، فإنهما يتناصّان مع قوله تعالى:] بل نقذف بالحق على الباطل، فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون [(26) وغير بعيد التناص اللغوي مع هذه الآية في صورة "والحق منه قانئ الأظفار" التي تثير في الذهن صورة "فيدمغه"، غير أن ذلك يتجاوز التناص اللغوي إلى التناص المعنوي، فيظهر ما يفعله المعتصم بالأفشين كأنه غضب من الله.
يتبع ...
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[31 - 05 - 2007, 08:41 م]ـ
التناص في شعر أبي تمام/2
وفي الأبيات التالية نجد استثماراً لقصّة أخرى من قصص المنافقين، يقول:
هَذا النَبيُّ وَكانَ صَفوَةَ رَبِّهِ= مِن بَينِ بادٍ في الأنامِ وَقارِ
قد خَصَّ مِن أهلِ النِفاقِ عِصابَة= وَهُمُ أَشَدُّ أذىً مِنَ الكُفّارِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَاِختارَ مِن سَعدٍ لعين بَني أبي= سَرحٍ لِوَحي اللهِ غَيرَ خِيارِ
حَتّى اِستَّضاءَ بشُعلةِ السُوَرِ الَّتي= رَفَعَت لَهُ سَجفاً عَنِ الأسرارِ
في هذه الأبيات يستثمر القصّة التي حدثت في زمن الرسول صلى الله عليه في اختيار عبد الله بن سعد بن أبي السرح كاتباً من كتبة الوحي، ثم قيل إنه يحرّف فيما يمليه عليه الرسول، حتى اكتشف الرسول أمره، فأهدر دمه، ثم شفع فيه عثمان بن عفّان رضي الله عنه ....
والتناص مع هذه القصّة في هذا الموقف يعني أن أبا تمام يريد تعزية الخليفة بغفلته عن الأفشين، وبذلك يقدّم التناص وظيفتين:
الأولى: تأكيد صورة المنافق ملصقة بالأفشين.
الثانية: تسويغ غفلة الخليفة بإيراد قصّة المنافق مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فكأنه يقول للخليفة: جلّ من لا يسهو.
وإذا كان الأفشين قد خدم الخليفة في مواقع سابقة، فإن الأبيات التالية سوف تعالج هذا الموضوع، يقول:
وَالهاشِمِيّونَ اِستَقَلَّت عيرُهُم= مِنْ كَربَلاءَ بأثقَلِ الأوتارِ
فَشَفاهم المُختارُ مِنهُ ولَم يَكُن=في دينِهِ المُختارُ بالمُختارِ
حَتّى إِذا اِنكَشَفَت سَرائِرُهُ اِغتَدَوا=مِنهُ براءَ السَمعِ وَالأبصارِ
وفي الأبيات السابقة يستثمر قصّة المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان قد ظهر بالكوفة، وزعم أنه يطالب بدم الحسين بن علي رضي الله عنهما، فقتل أناساً، حتى اكتُشف أنه كذاب ومُموّه، وما يريده أبو تمام أن هذا المنافق الكذاب قدّم عملاً مهماً للهاشميين، وثأر لهم من قتلة الحسين بن علي رضي الله عنهما، وشفا صدروهم، لكنّه لم يكن يقصد ذلك الأمر الذي أتاه، والهاشميون وإن أفادوا مما عمل فهم بريئون مما كان في سريرته، وكذبه ودجله، وإذا استبدلنا القصّة على مستوى النص وموضوعه ـ مقتل الأفشين ـ فذلك يعني أن الأعمال الجليلة التي قدّمها الأفشين ليست مقصودة، وبهذا فإن التناص إذ يعزّي الخليفة ويخرج حسرة الأعمال الجليلة التي قام بها الأفشين من قلبه، فإنه يوجّه خطاباً إعلاميّاً على المستوى العام، مستوى المسلمين؛ لأن الأفشين أحد القادة المهمّين، وربما يحدث قتله فتنة أو تذمّراً عاماً، فضلاً عن إن هذا التناص يقدّم صورة أخرى من صور المنافق.
وفي البيت الآتي نجد نموذجاً آخر من المنافق، وصورة أخرى من صور الغدر، يقول:
ما كانَ لولا فُحشُ غَدرَةِ خَيدَرٍ=لِيَكونَ في الإِسلام عام فِجارُِ
في هذا البيت يقدّم التناص دلالة جديدة على نحو جديد، فإذا كان في التناصات السابقة يقدّم قصصاً مماثلة ويوظفها لتعميق صورة المنافق كافر النعمة، فإنه في هذه المرة يستثمر حادثة تاريخية حدثت قبل الإسلام، وهي حرب الفجار، التي سميت بهذا الاسم لما استحلّ الحيّان ـ كنانة وقيس ـ من المحارم (27).
واستثمار حرب الفجار يقدم خدمة من خلال اللغة أولاً، حيث يصبح الأفشين فاجراً، أما الخدمة الثانية التي يقدمها التناص فهي: إن السابقة التي أقدم عليها الأفشين لم تحدث بكل التاريخ الإسلامي، فالأفشين أوجد بالإسلام ما لم يكن موجوداً فيه، عام الفجّار أو حرب الفجّار.
وفي الأبيات الآتية نجد صورة النار التي أحرق بها الأفشين، وصورة حرقه، يقول:
ما زالَ سِرُّ الكُفرِ بَينَ ضُلوعِهِ= حَتّى اِصطَلى سِرَّ الزِناد الواريِ
ناراً يُساوِرُ جِسمَهُ مِن حَرِّها= لَهَبٌ كَما عَصْفَرتَ شِقَّ إزارِ
طارَت لَها شُعَلٌ يُهَدِّمُ لفحُها= أركانَهُ هَدماً بغَيرِ غُبارِ
مَشبوبَة رُفِعَت لأِعظُمِ مُشرِكٍ= ما كانَ يَرفَعُ ضَوءَها لِلساري
صَلّى لها حَيّاً وَكانَ وَقودَها= مَيتاً وَيَدخُلُها مَعَ الفُجّارِ
فَصَّلنَ مِنهُ كُلَّ مَجمَعِ مَفصِلٍ= وَفَعَلنَ فاقِرَةً بِكُلِّ فَقارِ
وَكَذاكَ أهلَ النارِ في الدُنيا هُمُ= يَومَ القِيامَةِ جُلُّ أهلِ النارِ
في الأبيات السابقة يرسم أبو تمّام صورة أسطورية للنار التي أحرق بها الأفشين، فما مبرر هذه الصورة؟ ألا يعلم الخليفة بحرق الأفشين؟ ومن المستفيد من رسم صورة الحرق هذه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن أسطرة النار هنا تُقدَّم لسببين، أما الأول فهو الخدمة الشكلية، فلوحة النار تتوسط لوحتين: اللوحة التي تسبقها وهي لوحة نفاق الأفشين وغدره، وكفره ومشروعيّة حرقه، واللوحة التي تليها والتي ترسم مكانة الأفشين عند المعتصم سابقاً، فلوحة النار تصعيد عن اللوحة الأولى ـ لوحة الغدر ـ وتوطئة للوحة الحسرة والندم على ما كان من مكانة للأفشين عند الخليفة، أما السبب الثاني، فهو معنوي، فقد أراد تسويغ الحرق بالنار من خلال ما يثبّته بحق الأفشين، بأنه من أهل النار الذين يعبدونها، فهل الأفشين من عبدة النار، أم كونه فارسياً هو ما جلب له التهمة هذه؟
إن البحث في ذلك يخرجنا عن موضوع بحثنا ـ التناص ـ لكنّ تثبيت لوحة النار هذه ومنظر الحرق مهم لأنه سينبني عليه ـ فيما بعد ـ بعض التناصات، يقول:
يا مَشهَداً صَدَرَت بفَرحَتِهِ إلى= أمصارِها القُصوى بَنو الأمصارِ
رَمَقوا أعالي جِذعِهِ فَكَأنَّما= وَجَدوا الهِلالَ عَشِيَّة الإِفطارِ
وَاِستَنشَأوا مِنهُ قتاراً نَشرُهُ= مِن عَنبَرٍ ذَفِرٍ وَمِسكٍ داري
وَتَحَدَّثوا عَن هُلكِهِ كَحَديثِ مَن= بالبَدوِ عَن مُتَتابعِ الأمطارِ
وَتَباشَروا كَتَباشُرِ الحَرَمَينِ في= قُحَمِ السِنينِ بأرخَصِ الأسعارِ
ونلاحظ في هذه البيات أن الأشياء تُزاح عن مدلولاتها، فيظهر الحرق بصورة احتفالية باهرة، فالجذع المحروق يصبح هلالَ العيد، وقتار الحرق يصير مسكاً وعنبراً، وخبر الحرق كخبر الأمطار عند البدو، وكبشرى رخص الأسعار في السنين القاحلة!!! هل تصوّر هذه المقطوعة مشهد حرق أحد قادة الجيوش الإسلامية في عهد المعتصم؟ هل تصوّر مقتل وحرق قائد تشير الكتب التاريخية إلى أنه كان الرجل المدلل في بلاط الخليفة؟ الرجل الذي كان له وحده الحق في الدخول على الخليفة بلا استئذان؟ أم أنها تصوّر حرق عدوّ طال بطشه وجبروته الناس كلّهم لتكون نهايته بهذا التأثير في حياة الناس ويرونه بهذه الصورة؟!!!!
إن النص ينفتح في هذه المقطوعة أو اللوحة على الحياة الشعبية، ويحيل إلى ما لدى المتلقي من ثقافة حياتيّة، وهو يقدّم مبرّراً شعبيّاً لحرق الأفشين، فالأمة تنتظره بقليل صبر، حتى أنهم تباشروا بهذا الحرق، وفرحوا به فرحهم بثبوت العيد، ومطر البادية، ورخص الأسعار، وربّما كان في لفظة (الحرمين) ما يشير إلى عام الرّمادة!!!.
وربما تجيب اللوحة التالية عن بعض هذه التساؤلات، ويبقى بعضها معلقاً لانفتاح النص على غير قراءة، وغير زاوية نظر، ففي اللوحة التالية يدخل النص إلى مكانة الأفشين سابقاً عند الخليفة، فإذا كان في التناصات السابقة يبيّن المبرر الشرعي، والمبرر الشعبي للحرق، فإن التناصات التالية تبيّن المبرر الأخلاقي ـ الشخصي ـ لذلك الحرق، ويمهّد للوحة بقوله:
كانَت شَماتَةُ شامِتٍ عاراً فَقَد= صارَت بهِ تَنضو ثِيابَ العارِ
فالشماتة مباحة في حال الأفشين، ولم تعد عيباً أو عاراً على الشامت .... ، كأن أبا تمام استشعر أنه إنما يشمت بالأفشين، وكأنه استشعر عدم تعاطف الثقافة الشعبية ـ التي استنهضها في اللوحة التي سبقت هذا البيت ـ مع ما يقوله بحق الأفشين، ولكي تكون الشماتة مسوّغة فلا بد من اللوحة الآتية التي يعالج فيها ما كان للأفشين من مكانة عند المعتصم، يقول أبو تمام:
قَد كانَ بَوَّأهُ الخَليفَة جانِباً= مِن قلبِهِ حَرَماً عَلى الأقدارِ
فسَقاهُ ماءَ الخَفضِ غَيرَ مُصَرَّدِ= وَأنامَهُ في الأمن غَيرَ غِرارِ
وَرَأى بِهِ ما لَم يَكُن يَوماً رَأى= عَمرُو بنُ شَأسِ قَبلَهُ بعِرارِ
هذه مكانة خيدر عند المعتصم، فقد أسكنه قلبه، وحنا عليه، وأشعره بالأمن والطمأنينة حتى أنه رأى به ابنا سقاه ماء الخفض، وفي ذلك تناص مع قوله تعالى:] وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغيراً [(28)، والتناص هنا يقدّم خدمة شعريّة من خلال الإزاحة، فالمفروض أن يكون الخافض الابن لا الأب، لكنّه يقدم الأب خافضاً (29)، ثمّ يلخّص العلاقة والتناص بشخصيّة اشتهرت بحبّ ابنها، شخصيّة عمرو بن شأس الأسدي الذي أحبَّ ابنه حبّاً فائقاً، حتى أنّه فضّله على أمه (أو حبيبته)، وقال فيه لوحة شعرية اشتهرت عنه:
أرادَت عِراراً بالهَوانِ وَمَن يُرِد= عِراراً لَعَمري بالهَوان فَقَد ظَلَم
(يُتْبَعُ)
(/)
فَإنَّ عِراراً إن يَكُن غَيرَ واضِحٍ= فَإنّي أُحِبُّ الجَونَ ذا المَنكِبِ العَمَمَ
فَإن كُنتِ مِنّي أو تُريدينَ صُحبَتي= فَكوني لَهُ كَالسَمنِ رُبَّت لَهُ الأدَم
فالتناص هنا تناص تلخيص، جاء لتخليص المعنى وتعميقه في آن. أما المآل الذي آلت إليه هذه الرعاية فهو:
فَإذا اِبنُ كافِرَةٍ يُسِرُّ بكُفرِهِ= وَجداً كَوَجدِ فَرَزدَقٍ بِنَوارِ
وَإذا تَذَكَّرَهُ بَكاهُ كَما بَكى= كَعبٌ زَمانَ رَثى أبا المِغوارِ
كان الأفشين يضمر كفره في نفسه، ويجد في هذا الكفر وجداً كوجد الفرزدق بحبيبته نوار، ويأتي استدخال قصّة الفرزدق مع النوار حبيبته من أجل التلخيص والإبعاد في الوصف، وإذا كان ذلك الكفر لا يمكن له أن يظهر في حضرة الخليفة، فإنه في عداد الموتى، وإذا ما تذكّر الأفشين عبادته السريّة بكى لها، كما بكى كعب بن سعد الغنوي أخاه أبا المغوار، وهنا يستدخل قصّة سعد على سبيل الإبعاد في تصوير تلك العلاقة بين الكفر والأفشين، فهو له أخ وحبيبة، لكنّه يظهر غير ما يبطن من تلك العلاقة، وهنا تعود صورة المنافق للظهور من جديد.
أما في اللوحة التالية، فإن التناص سوف يوجه توجيهاً تحريضياً، من خلال تحريض المعتصم على استئصال شأفة الأفشين والقضاء على قومه، ولا بد للشاعر من البحث في التاريخ عمّا يمكن أن يسعفه في هذا المنحى التحريضي، فيجد قصّة السامري، وقصّة ثمود، يقول:
يا قابضاً يَدَ آلِ كاوُسَ عادِلاً= أتبع يَميناً مِنهُمُ بيَسارِ
ألحِق جَبيناً دامِياً رَمَّلتَهُ= بقَفاً وَصَدراً خائِناً بصِدارِ
وَاعِلم بأنَّكَ إنَّما تُلقيهِمُ= في بَعض ما حَفَروا مِنَ الآبارِ
لَو لَم يَكِد لِلسامِرِيِّ قبيلُهُ= ما خَارَ عِجلُهُمُ بغَيرِ خَوارِ
وَثمودُ لَو لَم يُدهِنوا في رَبِّهم= لم تَدمَ ناقَتُهُ بسَيفِ قُدارِ
وفي هذه اللوحة التحريضيّة يقدّم التناص خدمة الاحتجاج، ففي البيت الثالث نجده يطمئن المعتصم ـ منطقيّاً ـ إلى عمله بالأفشين وعمله المستقبلي بآله، ولكي يكون ذلك التحريض والتسويغ مقبولاً، فإن أبا تمام يتناص مع قصص القرآن الكريم، بقراءة جديدة لهذا القصص، فالسامري ما كان له أن يصنع العجل الذي عبده قوم موسى لو لم تكن القبيلة توافقه على ذلك، بل تشجّعه، فالتناص هنا تناص محاجّة.
وكذلك ثمود مع صالح عليه السلام، حيث طلبوا منه آية بينة يثبت بها نبوتّه، فقال لهم، هذه الناقة لها شرب يوم معلوم ولكم شرب يوم، وحذّرهم من الاقتراب منها أو الفتك بها، لكنّهم جمعوا رأيهم على التربص بها مستخدمين شتى الوسائل بما في ذلك إغراء النساء، إلى أن تمّ لهم ذلك على يد قدار بن سالف. والملخّص أنّ ما شجّع قدار على عقر الناقة قومه، ولو لم يشجّعوه على ذلك لما قام به!!
وعلى ذلك فإن قوم الأفشين هم من شجعه على أن يغدر، وهم بذلك يستحقون أن يفتك بهم الخليفة، والتناص هنا تناص محاجّة وتحريض.
وفي ما يأتي نجد النصّ يوجّه إلى صورة حرق الأفشين ثانية، ويستغرق في مشهد الصلب بصورة لافتة، يقول:
وَلَقَد شَفى الأحشاءَ مِن بُرَحائِها= أن صارَ بابَكُ جارَ مازَيّارِ
ثانيهِ في كَبدِ السَماءِ وَلَمْ يَكُن= للاِثِنَينِ ثانٍ إذ هُما في الغارِ
وَكَأنَّما اِنتَبَذا لِكَيما يَطوِيا= عَن ناطِسٍ خَبَراً مِنَ الأخبارِ
سودُ الثِيابِ كَأنَّما نَسَجَت لَهُم= أيدي السَمومِ مَدارِعاً مِن قارِ
بَكَروا وَأسروا في مُتون ضوَامِرٍ= قيدَت لَهُم مِن مَربطِ النَجارِ
لا يَبرَحونَ وَمَن رَآهُم خالَهُم= أبَداً عَلى سَفَرٍ مِنَ الأسفارِ
كادوا النُبُوَّةَ وَالهُدى فَتَقَطَّعَت= أعناقُهُم في ذَلِكَ المِضمارِ
جَهِلوا فَلَم يَستَكثِروا مِن طاعَةٍ= معَروفَةٍ بعِمارَةِ الأعمارِ
الجديد في هذه الصورة العميقة الساخرة أنها تتناول الحرق والصلب من حيث أثره في نفس الشاعر "ولقد شفى الأحشاء من بُرَحائِها"، ثم يصوّر هذا الحرق تصويراً كاريكاتورياً ساخراً، فالاثنان في كبد السماء ـ بابك ومازيّار ـ أحدهما ثنا الآخر، فمازيّار ثنى بابك في كبد السماء ثم ثُني جانبه، والتناص مع قوله تعالى:] إلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ [(30)، هذه بداية الصورة الكاريكاتورية التي يستمر في رسمها، فيصور حالهما مصلوبين كأنهما انتبذا
(يُتْبَعُ)
(/)
ليتحدّثا بخبر لا يريدان ذيوعه، وجلودهم لباس نسجته رياح السموم، مسودّة كأنها دروع من القار الأسود، والخشب الذي صلبوا عليه خيلٌ، لكنّها خيل من صنع النجار، يركبونها صباح مساء، لا يفارقون مكانهم ومن ينظر إليهم يخالهم مستعدين للسفر، ثم بعد هذه الصورة الساخرة يطرح الأسباب التي أودت بهم، فقد كادوا النبوّة والهدى، مما قطع أعناقهم، ثم إنهم خرجوا على طاعة أمير المؤمنين فقصرت أعمارهم.
وما بقي من القصيدة لا يحتوي على تناص له قيمته، ففي هذا الجزء من القصيدة يوجه النص إلى الخليفة بخطاب مباشر أردت إثباته هنا حتى تكون الدراسة قد شملت النص كاملاً، يقول:
فَاشِدُد بهارونَ الخَلافة إنَّهُ= سَكَنٌ لِوَحشَتِها وَدارُ قَرارِ
بفَتى بَني العَبّاسِ وَالقَمَرِ الَّذِي= حَفَّتْهُ أنجُمُ يَعرُبٍ وَنِزارِ
كَرَمُ العُمومَةِ وَالخُؤولَةِ مَجَّهُ سَلَفاً قُرَيشٍ فيهِ وَالأنصارِ
هُوَ نَوءُ يُمنٍ فِيهِمُ وَسَعادَةٍ= وَسِراجُ لَيلٍ فيهِمُ وَنَهارُ
فَاقمَع شَياطينَ النِفاقٍ بمُهتّدٍ= ترضَى البَرِيَّةُ هَديَهُ وَالبارِي
لِيَسيرَ في الآفاقِ سيرَةَ رَأفَةٍ= وَيَسوسَها بسَكينَةٍ وَوَقارِ
فَالصينُ مَنظومٌ بأندَلُسٍ إلى= حيطان روميَّةٍ فَمُلكِ ذَمارِ
وَلَقَدْ عَلِمتُ بأنَّ ذَلكَ مِعصَمٌ= ما كُنتَ تَتَرُكُهُ بغَيرِ سِوارِ
فَالأرضُ دارٌ أقفَرَت ما لم يَكُن= مِن هاشِمٍ رَبٌّّ لِتِلكَ الدارِ
سُوَرُ القُران الغُرُّ فيكُم أُنزِلَت= وَلَكُم تُصاغُ محاسِنُ الأشعارِ
ففي هذه اللوحة كما هو واضح، يطلب الشاعر من الخليفة أن يجعل ابنه وليّاً للعهد، فهو العربي الصادق، الذي مجّ سلف قريش والأنصار، ثم يمدح الواثق (هارون) خاتماً القصيدة بمدح آل هاشم.
الخلاصة
تناص التسويغ
إذا كنا في ما سبق قد بيّنّا أن تناصات أبي تمام في هذا النص قد جاءت مسوّغة؛ لأنها أدت أغراضاً متعدّدة، منها الشرعية ـ وهذا أهمها ـ على فعل المعتصم، سواء أكانت شرعية دينية أم تاريخية أم أخلاقية، ومنها التلخيص، فإننا نكون قد أجبنا عن السؤال الذي يطرحه البحث حول ماهيّة التناص وجدواه لدى أبي تمام. بيد أن سؤالاً آخر قد تشكّل من خلال الدراسة، هذا السؤال هو: إذا كانت كل تلك التناصات قد جاءت لتبرّر فعلة الخليفة بقتل الأفشين فما هو دافع هذا التبرير، ولماذا كل هذا الإلحاح على إضفاء الشرعية الدينية والتاريخيّة والأخلاقية على عمل الخليفة؟
وقريب من هذا السؤال سؤالٌ آخر يطالعنا في إلحاح أبي تمام على إدانة الأفشين، وللإجابة عن هذه التساؤلات، لا بدّ من العود على بدء، فقد أوردت بعض المصادر التاريخيّة أن سبب مقتل الأفشين وشاية وسعيٌ بالسوء حصلا بينهما ـ الأفشين والخليفة ـ، ومن هنا فإننا ننفذ إلى مبرّرات التناص في هذه القصيدة التبريرية، فقد جاءت لتقضي على ما يتشكّل من ندم أو تساؤلٍ حول ذلك القتل. أمّا إلحاح أبي تمام على إدانة الأفشين، فإنه ينحى منحىً شخصيّاً؛ فأبو تمام قد مدح الأفشين في قصيدة سابقة على الأقل، وإذا قتل الخليفة الأفشين فإن أبا تمام يريد إبراء ساحته من ذلك المقتول، ويبعد ما قد يُتّهم به من علاقة بالأفشين أو ميل له، فإذا كان يعتذر عن غفلة الخليفة بالأمس في تقريب هذا المقتول، فإنه يعتذر في الوقت نفسه عن علاقة كانت ربطته سابقاً بهذا المغدور.
والإشارة الخاتمة لهذا البحث أن أبا تمام في تناصّه مع الدين والتاريخ والثقافة الحياتية والأخلاقية لم يكن اعتباطياً، ولم ترد تلك التناصات مجانياً، وإنما تضافرت مجتمعة لتشكّل الدلالة العامة في النص، بما يشبه العلامات الرمزية التي تشكّل الرسالة، وهذا هو التناص الذي يتجاوز مجرّد الاستشهاد أو الاقتباس أو غيرهما، وينفصل عمّا يمكن أن يسمّى بالأقنعة والمرايا.
الهوامش
(1) رولان بارت، أصول الخطاب النقدي، ترجمة أحمد المديني، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1989، ص 107
(2) المصدر السابق، ص 108.
(3) نفسه 108.
(4) نفسه والصفحة نفسها.
(5) نفسه، 111.
(6) نفسه، والصفحة نفسها.
(7) محمد مفتاح، تحليل الخطاب الشعري، الفكر الثقافي العربي ـ بيروت، 1986، ص 123.
(8) المرجع السابق، ص 129.
(9) نفسه والصفحة نفسها.
(10) ابن رشيق القيرواني، العمدة في محاسن الشعر وآدابه، باب السرقات وما شاكلها.
(11) محمد مفتاح، مرجع سابق، وقد سبق تناول ذلك في هذا المقال.
(12) سعيد يقطين، الرواية والتراث السردي، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1992، ص 18.
(13) رجاء عيد، النص والتناص، بحث مستخرج من مجلة علامات في النقد، نادي جدة الثقافي، جدة، المملكة العربية السعودية، ج 18، مج 5، 1990، ص 184.
(14) المرجع السابق، ص 193.
(15) رجاء عيد، مرجع سابق، ص 193.
(16) نفسه والصفحة نفسها.
(17) عبد النبي اصطيف، التناص، بحث مستخرج من مجلّة راية مؤتة، مج 2 عدد 2، كانون الأول، 1993، جامعة مؤتة، ص 53.
(18) انظر: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، أبو الفرج بن الجوزي، تحقيق محمد عبد القادر عطا وأخيه، مراجعة نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، 1992، ص 76.
(19) انظر: وفيات الأعيان، والعقد الفريد، ومعجم الأدباء.
(20) سورة النساء، الآية 36.
(21) خيدر: الأفشين.
(22) سورة إبراهيم، الآية 28.
(23) النحل، الآية 83.
(24) النساء، الآية 61.
(25) التوبة، الآية 109.
(26) الأنبياء، الآية 18.
(27) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، تحقيق أبي عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1987، ص 468.
(28) الإسراء، الآية 24.
(29) وفي هذا نتبيّن كم كان أبو تمام فاهماً القرآن الكريم فهماً عميقاً، يتجاوز الفهم الأولي (السطحي)، فالمطلوب من الابن أن يخفض في الآية الكريمة لأن سياق الآية يشير إلى أن الابن يكون في مرحلة قوته، والأبوان في مرحلة ضعفهما] إمَّا يَبْلَغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ) وقد صوّر الخليفة خافضاً لأنه هو الأقوى.
(30) التوبة، الآية 40.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 03:24 ص]ـ
دراسة أكثر من رائعة ..
تشكر أيها الشمالي على نقلها.
ولتسمح لي أنت وأساتذة الأدب بنقلها لمنتدى النقد.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 06 - 2007, 08:54 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الفاضلة وضحاء على جهودك، لك الخيار في نقلها كما تشائين جزاك الله خيراً ونفعنا وإياك بجهودك.
ـ[قطرة ندى]ــــــــ[01 - 07 - 2007, 05:31 ص]ـ
دراسة رائعة::
جزيت خيرا أخي الكريم::
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 07 - 2007, 04:21 م]ـ
نفع الله بك أخية وجزاك كل خير.
ـ[فتيحة]ــــــــ[06 - 07 - 2007, 12:32 ص]ـ
أخي الكريم أشكرك على هذه المساهمة. وأتمنى إذا كانت لديك أي مقالات أخرى عن النقد القديم أن تفيدنا بها. جزاك الله كل خير.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[06 - 07 - 2007, 03:20 م]ـ
بارك الله فيك أختي الكريمة فتيحة،اليك هذا الرابط فيه الكثير من الفوائد بخصوص طلبك، دمت بخير.
http://www.awu-dam.org/book/indx-study.htm
ـ[خالد0]ــــــــ[09 - 07 - 2007, 06:34 م]ـ
أشكر لك هذا الفضل يا شمالي
ـ[عياش]ــــــــ[09 - 07 - 2007, 09:48 م]ـ
أخي الشمالي
تحية طيبة وبعد:
أشكر ك على اختيارك لموضوع التناص؛ فهو شائق وممتع في الوقت نفسه.
أرجو من حضرتك التكرم بالمساعدة إن أمكن:
أود الكتابة في موضوع التناص (رسالة) عنوانها: التناص في شعر الحرب في عصر الحروب الصليبية.
كلي أمل أن تساعدني في وضع خطة لهذا الموضوع
مع خالص حبي وتقديري لك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 07 - 2007, 11:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم خالد ونفع الله بك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 07 - 2007, 12:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً اخي الكريم عياش، وان شاء الله في وقت لاحق أحاول المساعدةلك ويحضرني فكرة الآن وهي البدء في تجميع المواد الشعرية التي تخص تلك الفترة من الحروب الصليبية وهي كثيرة في شعر ابي تمام وابو فراس الحمداني وغيرهم الكثير، ومن ثم تكون نقطة البداية، هذه فكرة خطرت سريعاً. وفقك الله الى كل خير وتذكر انه من التمس طريقاً للعلم يسره الله له.
ـ[عياش]ــــــــ[10 - 07 - 2007, 12:04 م]ـ
أخي الشمالي أشكر فيك ردك السريع؛ وهذا دليل على علو قدرك.
أنتظرك بفارغ الصبر؛ لأنك مخلص في عملك، ونصحك.
ـ[عياش]ــــــــ[10 - 07 - 2007, 12:07 م]ـ
أخي الشمالي أطلب منك خطة البحث للدراسة التي كتبت عنها، وهي النتاص في شعر أبي تمام.
إن أمكن.
وشكرا،،،
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[10 - 07 - 2007, 06:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم عياش أرجو تحديد نوع الرسالة التي تنوي تقديمها،وان شاء الله أبذل وسعي لمساعدتك وللتذكرة أخي الكريم الدراسة أنا ناقل لها وحسب وهي للأديب حكمت النوايسة.
ـ[عياش]ــــــــ[12 - 07 - 2007, 02:19 م]ـ
تحية أخي الشمالي:
الرسالة هي: التناص في عصر الحروب الصليبية، شعر الحرب تطبيقا.
سوف تقدم عنوانا لرسالة ماجستير.
وشكرا،،،
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 07 - 2007, 04:01 م]ـ
http://www.arado.org.eg/AradoPublications.asp?Action=Details&id=76
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1120711349435&pagename=IslamOnline-Arabic-Daawa_Counsel/DaawaA/DaawaCounselingA
أخي الكريم بارك الله فيك وفي جهودك العلمية في الأعلى رابطان ممكن الأستفادة منهما للمساعدة في اعداد رسائل ماجستير، أما عن المادة المطلوبة،فيجب من الآن جمع المواد الأدبية المتعلقة بالفترة المطلوب فيها البحث وهناك موقع اتحاد الكتاب العرب في سوريا فيه الشيء المفيد لك
http://www.awu-dam.org
، أدعو الله أن يوفقك الى كل ما هو خير، واذا احتاج الأمر لمساعدة في جمع المادة الأدبية فلا تتردد في التواصل.
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[12 - 07 - 2007, 11:24 م]ـ
هنالك من النقاد من يطلق لفظة التناصية على اعتبارها ظاهرة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 07 - 2007, 09:46 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم مثنى كاظم مصطلح التناص يعتبر جديداً فى الأدب والأدب العربي على وجه الخصوص، فمن الممكن التوسع في تعريفاته عند المهتمين به،دمت بخير.
ـ[عياش]ــــــــ[13 - 07 - 2007, 01:57 م]ـ
أخي الشمالي:
تحية قلبية
نوع الدراسة لنيل درجة ماجستير
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 07 - 2007, 02:10 م]ـ
بوركت أخي الكريم عياش،المراجع التي وضعت لك روابطها في الأعلى،أضغط عليها فسوف تجد فيها موادا أدبية تساعدك في البحث الذي تريد ان شاء الله.
ـ[ابوندى]ــــــــ[01 - 09 - 2007, 09:51 ص]ـ
أشكر لكم سعيكم
وكان الله في عونكم على ما تبذلونه
ودمتم والاخوة الاعضاء في خدمة لغتنا العربية
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 09 - 2007, 09:56 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبو ندى ودمت بخير ...(/)
عاجل .... لأهل الا ختصاص والخبرة
ـ[ابن المتنبي]ــــــــ[02 - 06 - 2007, 09:38 م]ـ
ماهي آخر الدراسات النقدية حول حسين المرصفي
وكتابه الوسيلة الأدبية؟؟(/)
القول الخطابي والقول الشعري
ـ[نون النسوة]ــــــــ[03 - 06 - 2007, 03:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام
من يستطيع مساعدتي أكن له شاكرة ومقدرة
أبحث عن أبيات تمثل القول الخطابي وأبيات تمثل القول الشعري أو التخييلي
حتى أستطيع التمييز بينها فالصورة مازالت غامضة في ذهني
واختباري بعد أيام
أختكم
نون النسوة(/)
من فضلكم، أرغب في تعريف النزعة المعيارية جزاكم الله خيرا
ـ[عصام2010]ــــــــ[03 - 06 - 2007, 04:17 م]ـ
من فضلكم، أرغب في تعريف النزعة المعيارية وانواعها
النزعة المعيارية الصرفة
النزعة المعيارية دات المظهر الانطباعي
النزعة المعيارية دات المظهر الايحائي
جزاكم الله خيرا
ـ[عصام2010]ــــــــ[04 - 06 - 2007, 01:40 ص]ـ
اين الردوووووووووووووووووووووووووووووود(/)
الحجاج
ـ[عماد سعد شعير]ــــــــ[05 - 06 - 2007, 02:45 ص]ـ
هل من معلومات عن الحجاج فى الشعر؟
ـ[حااجي]ــــــــ[06 - 06 - 2007, 09:40 ص]ـ
ما الحجاج؟
وهل هي تقنية في الكتابة؟
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[09 - 06 - 2007, 04:10 م]ـ
لو أفصحت بعض الشئ
ـ[عماد سعد شعير]ــــــــ[12 - 06 - 2007, 01:50 ص]ـ
أشكرأخوى: حاجى والحارث السماوى على تعليقهما وأقول
إن الحجاج مصطلح ليس جديدا، وإنما ظهرعند السوفسطائيين فى القرن الخامس قبل الميلاد، وأخذ إطار النظرية النقدية على يد البلجيكى شاييم بيرلمان بكتابه "البلاغة الجديدة"،الذىاعتمد فيه على اراءارسطو فى كتابه"فن الخطابة"
يعتمد الحجاج على استخدام التقنيات التى من شانها ان تجعل العقول أو المتلقى يذعن لما يطرح عليه،وجل هذه التقنيات بلاغية مثل التمثيل والتشبيه والاستعارة وغير ذلك
الأصل فى الحجاج أن يكون فى النثر مثل الخطابة، ونحاول ان نرى ذلك فى الشعر
الأساتذة فى المغرب وتونس لهم اهتمام كبيربهذا الموضوع،ولهم مؤلفات فى ذلك
و انا اريد بعض المراجع والمصادرعن الحجاج0(/)
مختارات من: العمدة في محاسن الشعر وآدابه - لإبن رشيق القيرواني
ـ[إدوارد فرنسيس]ــــــــ[06 - 06 - 2007, 12:00 ص]ـ
مختارات من: العمدة في محاسن الشعر وآدابه - لإبن رشيق القيرواني
باب في الشعراء والشعراء
طبقات الشعراء أربع: جاهلي قديم، ومخضرم، وهو الذي أدرك الجاهلية والإسلام، وإسلامي، ومحدث. ثم
صار المحدثون طبقات: أولى وثانية على التدريج، وهكذا في الهبوط إلى وقتنا هذا، فليعلم المتأخر مقدار ما
بقي له من الشعر فيتصفح مقدار من قبله لينظركم بين المخضرم والجاهلي، وبين الإسلامي والمخضرم،
وأن المحدث الأول فضلاً عمن دونه دونهم في المترلة، على أنه أغمض مسلكاً وأرق حاشية، فإذا رأى أنه
ساقة الساقة تحفظ على نفسه، وعلم من أين يؤتى، ولم تغرره حلاوة لفظه، ولا رشاقة معناه، ففي
الجاهلية والإسلام من ذهب بكل حلاوة ورشاقة، وسبق إلى كل طلاوة ولباقة.
قال أبو الحسن الأخفش: يقال: ماء خضرم، إذا تناهى في الكثرة والسعة، فمنه سمي الرجل الذي شهد
الجاهلية والإسلام مخضرماً، كأنه استوفى الأمرين، قال: ويقال: أذن مخضرمة، إذا كانت مقطوعة، فكأنه
انقطع عن الجاهلية إلى الإسلام.
وحكى ابن قتيبة عن عبد الرحمن عن عمه، قال: أسلم قوم في الجاهلية على إبل قطعوا آذانها، فسمي كل
من أدرك الجاهلية والإسلام مخضرماً، وزعم أنه لا يكون مخضرماً حتى يكون إسلامه بعد وفاة النبي صلى
الله عليه وسلم وقد أدركه كبيراً ولم يسلم، وهذا عندي خطأ؛ لأن النابغة الجعدي ولبيداً قد وقع عليهما
هذا الاسم، وأما علي بن الحسين كراع فقد حكى: شاعر مخضرم بحاء غير معجمة مأخوذ من الحضرمة،
وهي الخلط؛ لأنه خلط الجاهلية بالإسلام.
وأنشد بعض العلماء ولم يذكر قائله:
الشعراء فاعلمن أربعه ==== فشاعر لا يرتجى لمنفعه
وشاعر ينشط وسط المجمعه ==== وشاعر آخر لا يجري معه
وشاعر يقال ==== خمر في دعه
وهكذا رويتها عن أبي محمد عبد العزيز بن أبي سهل رحمه الله، وبعض الناس يرويها على خلاف هذا.
وقد قيل: لا يزال المرء مستوراً وفي مندوحة ما لم يصنع شعراً أو يؤلف كتاباً؛ لأن شعره ترجمان علمه،
وتأليفه عنوان عقله.
وقال الجاخظ: من صنع شعراً أو وضع كتاباً فقد استهدف؛ فإن أحسن فقد استعطف، وإن أساء فقد
استقذف.
قال حسان بن ثابت، وما أدراك ما هو؟:
وإن أشعر بيت أنت قائله ==== بيت يقال إذا أنشدته: صدقا
وإنما الشعر لب المرء يعرضه ==== على المجالس إن كيساً وإن حمقا
وقال محمد بن مناذر وكان إماماً:
لا تقل شعراً ولا تهمم به وإذا ما قلت شعراً فأجد
وقال شيطان الشعراء دعبل بن علي:
سأقضي ببيت يحمد الناس أمره ==== ويكثر من أهل الروايات حامله
يموت ردي الشعر من قبل أهله ==== وجيده يبقى وإن مات قائله
وقالوا:
الشعراء أربعة: شاعر خنذيذ، وهو الذي يجمع إلى جودة شعره رواية الجيد من شعر غيره، وسُئِل رؤبة
عن الفحولة، قال: هم الرواة؛ وشاعر مفلق، وهو الذي لا رواية له إلا أنه مجود كالخنذيذ في شعره؛
وشاعر فقط، وهو فوق الرديء بدرجة؛ وشعرور، وهو لا شيء. قال بعض الشعراء لآخر هجاه:
يا رابع الشعراء كيف هجوتني ==== وزعمت أني مفحم لا أنطق
وقيل: بل هم شاعر مفلق، وشاعر مطلق، وشويعر، وشعرور، والمفلق: هو الذي يأتي في شعره بالفلق،
وهو العجب، وقيل: الفلق الداهية قال الأصمعي: فالشويعر مثل محمد بن حمران بن أبي حمران، سماه
بذلك امرؤ القيس، ومثل عبد العزى المعروف بالشويعر، وهو الذي يقول:
فنلت به ثأري، وأدركت ثورتي ==== إذا ما تناسى ذحله كل غيهب
وهو الضعيف عن طلب ثأره، وروى بالغين معجمة وبالعين غير معجمة.
قال الجاحظ: والشويعر أيضاً صفوان بن عبد ياليل من بني سعد بن ليث، وقيل: اسمه ربيعة بن عثمان،
وهو القائل:
وأفلتنا أبو ليلى طفيل ==== صحيح الجلد من أثر السلاح
وقال بعضهم: شاعر، وشويعر، وشعرور.
وقال العبدي في شاعر يدعى المفوف من بني ضبة ثم من بني حميس:
ألا تنهى سراة بني خميسٍ ==== شويعرها فويلية الأفاعي
فسماه شويعراً، وفالية الأفاعي: دويبة فوق الخنفساء، فصغرها أيضاً تحقيراً له وزعم الحاتمي أن النابغة
سئل: من أشعر الناس؟ فقال: من استجيد جيده، وأضحك رديئه، وهذا كلام يستحيل مثله عن النابغة؛
لأنه إذا أضحك رديئه كان من سفلة الشعراء، إلا أن يكون ذلك في الهجاء خاصة، وقال الحطيئة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الشعر صعب وطويل سلمه ==== والشعر لا يسطيعه من يظلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه ==== زلت به إلى الحضيض قدمه
يريد أن يعر ==== به فيعجمه
وإنما سمي الشاعر شاعراً؛ لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره، فإذا لم يكن عند الشاعر توليد معنى ولا
اختراعه، أو استظراف لفظ وابتداعه، أو زيادة قيما أجحف فيه غيره من المعاني، أو نقص مما أطاله سواه
من الألفاظ، أو صرف معنى إلى وجه عن وجه آخر؛ كان اسم الشاعر عليه مجازاً لا حقيقة، ولم يكن له
إلا فضل الوزن، وليس بفضل عندي مع التقصير ..
ولقي رجل آخر فقال له: إن الشعراء ثلاثة: شاعر، وشويعر، وماص بظر أمه، فأيهم أنت؟ قال: أما أنا
فشويعر، واختصم أنت وامرؤ القيس في الباقي.
وقال بعضهم: الشعر شعران: جيد محكك، ورديء مضحك، ولا شيء أثقل من الشعر الوسط والغناء
الوسط.
وقد قال ابن الرومي يهجو ابن طيفور:
عدمتك يا ابن أبي الطاهر ==== وأطعمت ثكلك من شاعر
فما أنت سخن ولا بارد ==== وما بين ذين سوى الفاتر
وأنت كذاك تغثي النفو ==== س تغثية الفاتر الخاثر
وقد يجوز أن يكون النابغة أشار فيما حكى عنه الحاتمي من الرديء المضحك إلى هذا النحو.
وقيل: عمل الشعر على الحاذق به أشد من نقل الصخر، ويقال: إن الشعر كالبحر أهون ما يكون على
الجاهل أهول ما يكون على العالم، وأتعب أصحابه قلباً من عرفه حق معرفته، وأهل صناعة الشعر أبصر
به من العلماء بآلته من نحو وغريب ومثل وخبر وما أشبه ذلك ولو كان دونهم بدرجات، وكيف إن
قاربوهم أو كانوا منهم بسبب؟ وقد كان أبو عمرو بن العلاء وأصحابه لا يجرون مع خلف الأحمر في
حلبة هذه الصناعة أعني النقد ولا يشقون له غباراً، لنفاذه فيها؛ وحذقه بها، وإجادته لها وقد يميز الشعر
من لا يقوله، كالبزاز يميز من الثياب ما لم ينسجه، والصيرفي يخبر من الدنانير ما لم يسبكه ولا ضربه، حتى
أنه ليعرف مقدار ما فيه من الغش وغيره فينقص قيمته.
وحكى أن رجلاً قال لخلف الأحمر: ما أبالي إذا سمعت شعراً استحسنته ما قلت أنت وأصحابك فيه!!
فقال له: إذا أخذت درهماً تستحسنه وقال لك الصيرفي إنه رديء هل ينفعك استحسانك إياه؟.
وقيل للمفضل الضبي: لم لا تقول الشعر وأنت أعلم الناس به؟ قال: علمي به هو الذي يمنعني من قوله،
وأنشد:
وقد يقرض الشعر البكي لسانه ==== وتعيي القوافي المرء وهو لبيب
والشعر مزلة العقول، وذلك أن أحداً ما صنعه قط فكتمه ولو كان رديئاً، وإنما ذلك لسروره به، وإكباره
إياه، وهذه زيادة في فضل الشعر، وتنبيه على قدره وحسن موقعه من كل نفس.
وقال الأصمعي على تقدمه في الرواية وميزة بالشعر:
أبى الشعر إلا أن يفيء رديه ==== علي، ويأبى منه ما كان محكما
فيا ليتني إذ لم أجد حوك وشيه ==== ولم أك من فرسانه كنت مفحما
وقال عبد الكريم: الشعر أربعة أصناف: فشعر هو خير كله، وذلك ما كان في باب الزهد، والمواعظ
الحسنة، والمثل العائد على من تمثل به بالخير، وما أشبه ذلك؛ وشعر هو ظرف كله، وذلك القول في
الأوصاف، والنعوت والتشبيه، وما يفتن به من المعاني والآداب؛ وشعر هو شر كله، وذلك الهجاء، وما
تسرع به الشاعر إلى أعراض الناس؛ وشعر يتكسب به، وذلك أن يحمل إلى كل سوق ما ينفق فيها،
ويخاطب كل إنسان من حيث هو، ويأتي إليه من جهة فهمه.
وذكر الجمحي في الشعراء المقاحم والثنيان قال: والمقحم: الذي يقتحم سناً إلى أخرى، وليس بالبازل ولا
المستحكم، وأنشد لأوس بن حجر:
وقد رام بحري قبل ذلك طامياً ==== من الشعراء كل عود ومقحم
قال: والثنيان: الواهن العاجز، وأنشد لأوس بن مغراء:
ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم ==== بدؤهم إن أتانا كان ثنيانا
قال غيره: الثنيان: الذي ليس بالرئيس، بل هو دونه، وأنشدوا لنابغة بني ذبيان يخاطب يزيد بن الصعق:
يصد الشاعر الثنيان عني ==== صدود البكر عن قرم هجان
قال الجمحي: وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات: منها ما تثقفه
العين، ومنها ما تثقفه الأذن، منها ما تثقفه اليد منها ما يثقفه اللسان، من ذلك اللؤلؤ والياقوت لا يعرف
بصفة ولا وزن دون المعاينة ممن يبصره، ومن ذلك الجهبذة بالدينار والدرهم لا تعرف جودتهما بلون ولا
مس ولا طراوة ولا دنس ولا صفة، ويعرفه الناقد عند المعاينة فيعرف بهرجها وزائفها وستوقها ومفرغها،
ومنه البصر بأنواع المتاع وضروبه وصنوفه مع تشابه لونه ومسه وذرعه واختلاف بلاده حتى يرد كل
صنف منها إلى بلده الذي خرج منه، وكذلك بصر الرقيق فتوصف الجارية فيقال: ناصعة اللون، جيدة
الشطب، نقية الثغر، حسنة العين والأنف، جيدة النهدين، ظريفة اللسان، واردة الشعر، فتكون بهذه
الصفة بمائة دينار وبمائتي دينار، وتكون أخرى بألف دينار وألفي دينار؛ ولكن لا يجد واصفها مزيداً على
هذه الصفة؛ وتوصف الدابة فيقال: خفيف العنان، لين الظهر، جيد الحافر، فتي السن، نقي من العيوب؛
فيكون بخمسين ديناراً أو نحوها، وتكون أخرى بمائتي دينار وأكثر، تكون هذه صفتها، ويقال للرجل
والمرأة في القراءة والغناء: إنه لندي الحلق، حسن الصوت، طويل النفس، مصيب اللحن، ويوصف الآخر
والأخرى بهذه الصفة وبينهما بون بعيد، يعرف ذلك أهل العلم به عند المعاينة والاستماع، بلا صفة ينتهي
إليها ولا علم يوقف عليه، وإن كثرت المدارسة للشيء لتعين على العلم به، وكذلك الشعر يعرفه أهل
العلم به.
وسمعت بعض الحذاق يقول: ليس للجودة في الشعر صفة، إنما هو شيء يقع في النفس عند المميز:
كالفرند في السيف، والملاحة في الوجه، وهذا راجع إلى قول الجمحي، بل هو بعينه، وإنما فيه فضل
الاختصار.
• الفرند: ما يبدو من لمعان السيف إثر إنعكاس الضوء عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[17 - 06 - 2007, 02:38 ص]ـ
مشاركة رائعة جدا يااخي شكرا وارفع لك القبعة احتراما
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 06 - 2007, 02:27 ص]ـ
شكرا لك على هذه الاختيارات المتنوعة.
إضافة رائعة للمنتدى.
ـ[أرجوحة]ــــــــ[24 - 06 - 2007, 09:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
الكتاب مفيد جدا ويعد موسوعة إذ يستعرض فيه أراء من سبقه وأسلوبه يسير
للأسف لم ألتفت له إلا متأخرة ( ops
ـ[فتى اللغة العربية]ــــــــ[26 - 06 - 2007, 03:17 ص]ـ
أشكر لك المشاركة وحسن الاختيار وإجادة التدوين مع علامات الترقيم(/)
حمل لأول مرة فى منتدى الفصيح النظرية اللسانيةعند ابن حزم الأندلسي
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[09 - 06 - 2007, 07:01 م]ـ
:::
حمل لأول مرة منتدى الفصيح:النظرية اللسانيةعند ابن حزم الأندلسي
[قراءة نقدية في مرجعيات الخطاب اللساني وأبعاده المعرفية]
الدراسة بقلم: د. نعمان بوقرة- الجزائر
من منشورات اتحاد الكتاب العرب
دمشق - 2004
تم إرفاق نسخة وورد
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[09 - 06 - 2007, 07:02 م]ـ
وهذه نسخة أخرى للموسوعة الشاملة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 06 - 2007, 08:01 م]ـ
جزيل الشكر لك.
ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[11 - 06 - 2007, 12:20 ص]ـ
بوركت أبا محمد
ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 12:21 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخوتي الكرام على المرور والتعقيب(/)
كتب في الأدب المقارن
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[19 - 06 - 2007, 07:45 م]ـ
إخواني ...
للفائدة العامة أرجو منكم تزويدي بعناوين كتب تتحدث عن (الأدب المقارن) وتجليه للمبتدأ وللمتقدم المتخصص.
ويا حبذا ذكر الكتب المتميزة في هذا المجال التي تغني عن غيرها ولا يغني غيرها عنها، وتكون هي سبيل الولوج إلى هذا المجال المغري الموسوم بالأدب المقارن.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 06:07 ص]ـ
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10122) موضوع ستجد ما تريد فيه -بإذن الله-.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 09:36 ص]ـ
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10122) - بإذن الله-.
الأستاذة وضحاء
لا حاجة لعلامات الاعتراض هنا على الصحيح لأنه في آخرالكلام حيث إن معناها وجود كلام معترض داخل كلام آخر.
والله أعلم
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 04:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
الكتب في الأدب المقارن كثيرة، ولكن كما قلت:
يا حبذا ذكر الكتب المتميزة في هذا المجال التي تغني عن غيرها ولا يغني غيرها عنها، وتكون هي سبيل الولوج إلى هذا المجال المغري الموسوم بالأدب المقارن.
ـ[مروة المغربي]ــــــــ[07 - 09 - 2008, 01:33 ص]ـ
اريد كتب فى الادب المقارن
ـ[مروة المغربي]ــــــــ[07 - 09 - 2008, 01:37 ص]ـ
اريد كتاب الدكتور محمد غنيمي هلال فى الادب المقارن(/)
التسلسل التاريخي لدخول المنهجيات النقدية الغربية وإعمالها في الثقافة العربية (مساعدة)
ـ[كوكب الأرض]ــــــــ[21 - 06 - 2007, 05:06 م]ـ
أنا بصدد صياغة موضوع في بداية النقد الحديث والتأريخ لدخول منهجيات النقد الغربي إلى ساحة النقد العربي ليس على مستوى الأدب فحسب بل على مستوى الثقافة بشكل عام سواء منها الأدب أو حتى النصوص الدينية، فالمرجو من الأخوة والأخوات والمهتمين بموضوع التأريخ للنقد إفادتي في هذه الموضوع سواء الدلالة عن عنوانين كتب تختصر لي المسافة أو كتب إلكترونية أو مواقع انترنتية وغيرها ..
ولكم مني أعطر تحية(/)
قضية الأغراض الشعرية
ـ[دي سوسير]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 02:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على آله و صحابته الطيبين الطاهرين
أخواني الأساتذة و الباحثين الكرام أريد مساعدة على شكل بيليوغرافيا تتحدث عن قضية الأغراض الشعرية، بمافيها الأغراض الثانوية أو الأغراض الصغرى. لقد بحثت كثيرا في هذا الموضوع لكن لم أستطع حتى الآن العثور على دراسات مهمة في هذا الباب.
جزاكم الله خيرا.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 07 - 2007, 09:55 م]ـ
أرجو أن تضع ماوجدته هنا ..
لتكون حافزا للبقية بتدوين ما يعرفون عن هذا الموضوع.
موفق مسدد(/)
أبحث عن رواية للنقد
ـ[سديم2001]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 07:09 ص]ـ
عندي بحث صغير .. ولي حرية اختيار الموضوع، وبودي أن أختار رواية وأدرسها دراسة فنية، بشرط أن تكون جميلة فنيا، وغير متجاوزة للخطوط الحمراء، ليس شرطا أن تكون إسلامية محضة، لكن لا تكون منحرفة بشكل كبير (يعني وسط) ..
هاااه اقتراحاتكم ..
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[20 - 07 - 2007, 08:18 م]ـ
لك رواية (اللص و الكلاب)
فمنذ العنوان تسيطر عليك فكرة صراع الفرد ضد الجماعة ومن اللص؟ ومن الكلاب؟ ومن يجري وراء من؟
ثم أسماء الشخوص
سعيد مهران: وسعيد تدل على السعادة وهو غير ذلك ومهران تدل على المهارة وهو فاشل في حياته فزوجته خانته مع صبيه عليش وأستاذه رءوف علوان أيضًا خانه
نجيب محفوظ استخدم الكثير من التكنيكات الفنية في هذه الرواية(/)
سؤال عن بداية الرواية؟ غربيا و عربيا؟
ـ[سفيان الماجدي]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 07:14 م]ـ
تحية عطرة موجهة إلى الأساتذة المحترمين
أرجو أن تفيدوني في معرفة بداية الرواية، غربيا و عربيا، ثم أي شيء متعلق بها
ولكم الشكر سلفا
صديقكم الأستاذ:
سفيان الماجدي
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[12 - 07 - 2007, 11:11 م]ـ
اخي الحبيب سفيان دمت طيبا وبعد فان فن الرواية عربيا وغربيا تضرب جذوره الى اعماق سحيقة من التاريخ وان الام الشرعية للرواية هي الموروث الاممي لحكايا واساطير الشعوب واسوق بك مثر ان فيكتور هيجو قال ذات مرة انه قرأ الف ليلة وليل اكثر من اربع عشرة مرة وكانت محفزا لموهبتي في فن القص وهكذا(/)
ما القصة؟؟
ـ[سفيان الماجدي]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 07:17 م]ـ
أرجو الإفادة من إرهاصات ظهور القصة،القصة القصيرة.
و ذلك في الغرب كما في الشرق
شكرا
صديقكم الأستاذ:
سفيان الماجدي
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[12 - 07 - 2007, 11:02 م]ـ
القصة القصيرة: قصة لا تتجاوز بالحجم (عشرة آلاف كلمة) تهدف إلى تقديم حدث وحيد غالبا ضمن مدة زمنية قصيرة و مكان محدود غالبا لتعبر عن موقف او جانب من جوانب الحياة، لا بد لسرد الحدث في القصة القصيرة ان يكون متحدا و منسجما دون تشتيت. و غالبا ما تكون وحيدة الشخصية او عدة شخصيات متقاربة يجمعها مكان واحد و زمان واحد على خلفية الحدث و الوضع المرد الحديث عنه. الدراما في القصة القصيرة تكون غالبا قوية و كثير من القصص القصيرة تمتلك حسا كبيرا من السخرية أو دفقات مشاعرية قوية لكي تمتلك التأثير و تعوض عن حبكة الحداث في الرواية. يزعم البعض أن تاريخ القصة القصيرة يعود إلى أزمان قديمة مثل قصص العهد القديم عن الملك داود، و سيدنا يوسف و راعوث. لكن بعض الناقدين يعتبر القصة القصيرة نتاج تحرر الفرد من ربقة التقاليد و المجتمع و بروز الخصائص الفردية على عكس النماط النموذجية الخلاقية المتباينة في السرد القصصي القديم.
يغلب على القصة القصيرة ان يكون أبطالها مغمورون و ليسوا أبطالا فهم من قلب الحياة حيث تشكل الحياة اليومية الموضوع الأساسي للقصة القصيرة و ليست البطولات و الملاحم. ويعتبر (إدجار ألن بو) من رواد القصة القصيرة الحديثة في الغرب. وقد ازدهر هذا اللون من الأدب، في أرجاء العالم المختلفة، طوال قرن مضى على أيدي (موباسان وزولا وتورجنيف وتشيخوف وهاردي وستيفنسن)، ومئات من فناني القصة القصيرة. وفي العالم العربي بلغت القصة القصيرة درجة عالية من النضج على أيدي يوسف إدريس في مصر، و زكريا تامر في سوريا، و محمد المر في دولة الامارات.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[20 - 07 - 2007, 08:11 م]ـ
تهدف إلى تقديم حدث وحيد غالبا ضمن مدة زمنية قصيرة يغلب على القصة القصيرة ان يكون أبطالها مغمورون و ليسوا أبطالا فهم من
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[20 - 07 - 2007, 08:12 م]ـ
لابد من التركيز
ـ[عنود الروح]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 10:16 م]ـ
تفضل استاذي الكريم
القصة
تعريف القصة:
سرد واقعي أو خيالي لأفعال قد يكون نثرًا أو شعرًا يقصد به إثارة الاهتمام والإمتاع أو تثقيف السامعين أو القراء. ويقول (روبرت لويس ستيفنسون) - وهو من رواد القصص المرموقين: ليس هناك إلا ثلاثة طرق لكتابة القصة؛ فقد يأخذ الكاتب حبكة ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها، أو يأخذ شخصية ويختار الأحداث والمواقف التي تنمي تلك الشخصية، أو قد يأخذ جوًا معينًا ويجعل الفعل والأشخاص تعبر عنه أو تجسده.
تعريفات حول القصة والحكاية
القصة القصيرة:
سرد قصصي قصير نسبيًا (قد يقل عن عشرة آلاف كلمة) يهدف إلى إحداث تأثير مفرد مهيمن ويمتلك عناصر الدراما. وفي أغلب الأحوال تركز القصة القصيرة على شخصية واحدة في موقف واحد في لحظة واحدة. وحتى إذا لم تتحقق هذه الشروط فلا بد أن تكون الوحدة هي المبدأ الموجه لها. والكثير من القصص القصيرة يتكون من شخصية (أو مجموعة من الشخصيات) تقدم في مواجهة خلفية أو وضع، وتنغمس خلال الفعل الذهني أو الفيزيائي في موقف. وهذا الصراع الدرامي أي اصطدام قوى متضادة ماثل في قلب الكثير من القصص القصيرة الممتازة. فالتوتر من العناصر البنائية للقصة القصيرة كما أن تكامل الانطباع من سمات تلقيها بالإضافة إلى أنها كثيرًا ما تعبر عن صوت منفرد لواحد من جماعة مغمورة.
ويذهب بعض الباحثين إلى الزعم بأن القصة القصيرة قد وجدت طوال التاريخ بأشكال مختلفة؛ مثل قصص العهد القديم عن الملك داوود، وسيدنا يوسف وراعوث، وكانت الأحدوثة وقصص القدوة الأخلاقية في زعمهم هي أشكال العصر الوسيط للقصة القصيرة. ولكن الكثير من الباحثين يعتبرون أن المسألة أكبر من أشكال مختلفة للقصة القصيرة، فذلك الجنس الأدبي يفترض تحرر الفرد العادي من ربقة التبعيات القديمة وظهوره كذات فردية مستقلة تعي حرياتها الباطنة في الشعور والتفكير، ولها خصائصها المميزة لفرديتها على العكس من الأنماط النموذجية الجاهزة التي لعبت دور البطولة في السرد القصصي القديم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعتبر (إدجار ألن بو) من رواد القصة القصيرة الحديثة في الغرب. وقد ازدهر هذا اللون من الأدب، في أرجاء العالم المختلفة، طوال قرن مضى على أيدي (موباسان وزولا وتورجنيف وتشيخوف وهاردي وستيفنسن)، ومئات من فناني القصة القصيرة. وفي العالم العربي بلغت القصة القصيرة درجة عالية من النضج على أيدي يوسف إدريس في مصر، وزكريا تامر في سوريا، ومحمد المر في دولة الإمارات.
الحكاية:
سرد قصصي يروي تفصيلات حدث واقعي أو متخيل، وهو ينطبق عادة على القصص البسيطة ذات الحبكة المتراخية الترابط، مثل حكايات ألف ليلة وليلة ومن أشهر الحكايات "حكايات كانتربري" لتشوسر. وقد يشير التعبير دون دقة إلى رواية كما هي الحال في حكاية (قصة) مدينتين لديكنز.
الحكاية الشعبية:
خرافة (أو سرد قصصي) تضرب جذورها في أوساط شعب وتعد من مأثوراته التقليدية. وخاصة في التراث الشفاهي. ويغطي المصطلح مدى واسعا من المواد ابتداء من الأساطير السافرة إلى حكايات الجان. وتعد ألف ليلة وليلة مجموعة ذائعة الشهرة من هذه الحكايات الشعبية.
اللغة ونوعها ومستواها في العمل القصصي:
فاللغة العامية لغة مبتذلة لا تقوى على إقامة معان ذات إيحاءات متعددة مؤثرة، كما هو الحال في اللغة الأدبية الفصحى.
عناصر القصة:
1 - الفكرة والمغزى:
وهو الهدف الذي يحاول الكاتب عرضه في القصة، أو هو الدرس والعبرة التي يريدنا منا تعلُّمه؛ لذلك يفضل قراءة القصة أكثر من مرة واستبعاد الأحكام المسبقة، والتركيز على العلاقة بين الأشخاص والأحداث والأفكار المطروحة، وربط كل ذلك بعنوان القصة وأسماء الشخوص وطبقاتهم الاجتماعية …
2 - الحدث:
وهو مجموعة الأفعال والوقائع مرتبة ترتيبا سببياً،تدور حول موضوع عام، وتصور الشخصية وتكشف عن صراعها مع الشخصيات الأخرى … وتتحقق وحدة الحدث عندما يجيب الكاتب على أربعة أسئلة هي: كيف وأين ومتى ولماذا وقع الحدث؟. ويعرض الكاتب الحدث بوجهة نظر الراوي الذي يقدم لنا معلومات كلية أو جزئية، فالراوي قد يكون كلي العلم، أو محدودة، وقد يكون بصيغة الأنا (السردي). وقد لا يكون في القصة راوٍ، وإنما يعتمد الحدث حينئذٍ على حوار الشخصيات والزمان والمكان وما ينتج عن ذلك من صراع يطور الحدث ويدفعه إلى الأمام.أو يعتمد على الحديث الداخلي …
3 - العقدة أو الحبكة:
وهي مجموعة من الحوادث مرتبطة زمنيا، ومعيار الحبكة الممتازة هو وحدتها، ولفهم الحبكة يمكن للقارئ أن يسأل نفسه الأسئلة التالية: -
- ما الصراع الذي تدور حوله الحبكة؟ أهو داخلي أم خارجي؟.
- ما أهم الحوادث التي تشكل الحبكة؟ وهل الحوادث مرتبة على نسق تاريخي أم نفسي؟
- ما التغيرات الحاصلة بين بداية الحبكة ونهايتها؟ وهل هي مقنعة أم مفتعلة؟
- هل الحبكة متماسكة.
- هل يمكن شرح الحبكة بالاعتماد على عناصرها من عرض وحدث صاعد وأزمة، وحدث نازل وخاتمة.
4 - القصة والشخوص:
يختار الكاتب شخوصه من الحياة عادة، ويحرص على عرضها واضحة في الأبعاد التالية:
أولا: البعد الجسمي: ويتمثل في صفات الجسم من طول وقصر وبدانة ونحافة وذكر أو أنثى وعيوبها، وسنها.
ثانيا: البعد الاجتماعي: ويتمثل في انتماء الشخصية إلى طبقة اجتماعية وفي نوع العمل الذي يقوم به وثقافته ونشاطه وكل ظروفه المؤثرة في حياته، ودينه وجنسيته وهواياته.
ثالثا:البعد النفسي: ويكون في الاستعداد والسلوك من رغبات وآمال وعزيمة وفكر، ومزاج الشخصية من انفعال وهدوء وانطواء أو انبساط.
5 - القصة والبيئة:
تعد البيئة الوسط الطبيعي الذي تجري ضمنه الأحداث وتتحرك فيه الشخوص ضمن بيئة مكانية وزمانية تمارس وجودها.
ان شاء الله تفديكم هذه المعلومات
ـ[عنود الروح]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 10:18 م]ـ
تفضل استاذي الكريم
القصة
تعريف القصة:
سرد واقعي أو خيالي لأفعال قد يكون نثرًا أو شعرًا يقصد به إثارة الاهتمام والإمتاع أو تثقيف السامعين أو القراء. ويقول (روبرت لويس ستيفنسون) - وهو من رواد القصص المرموقين: ليس هناك إلا ثلاثة طرق لكتابة القصة؛ فقد يأخذ الكاتب حبكة ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها، أو يأخذ شخصية ويختار الأحداث والمواقف التي تنمي تلك الشخصية، أو قد يأخذ جوًا معينًا ويجعل الفعل والأشخاص تعبر عنه أو تجسده.
(يُتْبَعُ)
(/)
تعريفات حول القصة والحكاية
القصة القصيرة:
سرد قصصي قصير نسبيًا (قد يقل عن عشرة آلاف كلمة) يهدف إلى إحداث تأثير مفرد مهيمن ويمتلك عناصر الدراما. وفي أغلب الأحوال تركز القصة القصيرة على شخصية واحدة في موقف واحد في لحظة واحدة. وحتى إذا لم تتحقق هذه الشروط فلا بد أن تكون الوحدة هي المبدأ الموجه لها. والكثير من القصص القصيرة يتكون من شخصية (أو مجموعة من الشخصيات) تقدم في مواجهة خلفية أو وضع، وتنغمس خلال الفعل الذهني أو الفيزيائي في موقف. وهذا الصراع الدرامي أي اصطدام قوى متضادة ماثل في قلب الكثير من القصص القصيرة الممتازة. فالتوتر من العناصر البنائية للقصة القصيرة كما أن تكامل الانطباع من سمات تلقيها بالإضافة إلى أنها كثيرًا ما تعبر عن صوت منفرد لواحد من جماعة مغمورة.
ويذهب بعض الباحثين إلى الزعم بأن القصة القصيرة قد وجدت طوال التاريخ بأشكال مختلفة؛ مثل قصص العهد القديم عن الملك داوود، وسيدنا يوسف وراعوث، وكانت الأحدوثة وقصص القدوة الأخلاقية في زعمهم هي أشكال العصر الوسيط للقصة القصيرة. ولكن الكثير من الباحثين يعتبرون أن المسألة أكبر من أشكال مختلفة للقصة القصيرة، فذلك الجنس الأدبي يفترض تحرر الفرد العادي من ربقة التبعيات القديمة وظهوره كذات فردية مستقلة تعي حرياتها الباطنة في الشعور والتفكير، ولها خصائصها المميزة لفرديتها على العكس من الأنماط النموذجية الجاهزة التي لعبت دور البطولة في السرد القصصي القديم.
ويعتبر (إدجار ألن بو) من رواد القصة القصيرة الحديثة في الغرب. وقد ازدهر هذا اللون من الأدب، في أرجاء العالم المختلفة، طوال قرن مضى على أيدي (موباسان وزولا وتورجنيف وتشيخوف وهاردي وستيفنسن)، ومئات من فناني القصة القصيرة. وفي العالم العربي بلغت القصة القصيرة درجة عالية من النضج على أيدي يوسف إدريس في مصر، وزكريا تامر في سوريا، ومحمد المر في دولة الإمارات.
الحكاية:
سرد قصصي يروي تفصيلات حدث واقعي أو متخيل، وهو ينطبق عادة على القصص البسيطة ذات الحبكة المتراخية الترابط، مثل حكايات ألف ليلة وليلة ومن أشهر الحكايات "حكايات كانتربري" لتشوسر. وقد يشير التعبير دون دقة إلى رواية كما هي الحال في حكاية (قصة) مدينتين لديكنز.
الحكاية الشعبية:
خرافة (أو سرد قصصي) تضرب جذورها في أوساط شعب وتعد من مأثوراته التقليدية. وخاصة في التراث الشفاهي. ويغطي المصطلح مدى واسعا من المواد ابتداء من الأساطير السافرة إلى حكايات الجان. وتعد ألف ليلة وليلة مجموعة ذائعة الشهرة من هذه الحكايات الشعبية.
اللغة ونوعها ومستواها في العمل القصصي:
فاللغة العامية لغة مبتذلة لا تقوى على إقامة معان ذات إيحاءات متعددة مؤثرة، كما هو الحال في اللغة الأدبية الفصحى.
عناصر القصة:
1 - الفكرة والمغزى:
وهو الهدف الذي يحاول الكاتب عرضه في القصة، أو هو الدرس والعبرة التي يريدنا منا تعلُّمه؛ لذلك يفضل قراءة القصة أكثر من مرة واستبعاد الأحكام المسبقة، والتركيز على العلاقة بين الأشخاص والأحداث والأفكار المطروحة، وربط كل ذلك بعنوان القصة وأسماء الشخوص وطبقاتهم الاجتماعية …
2 - الحدث:
وهو مجموعة الأفعال والوقائع مرتبة ترتيبا سببياً،تدور حول موضوع عام، وتصور الشخصية وتكشف عن صراعها مع الشخصيات الأخرى … وتتحقق وحدة الحدث عندما يجيب الكاتب على أربعة أسئلة هي: كيف وأين ومتى ولماذا وقع الحدث؟. ويعرض الكاتب الحدث بوجهة نظر الراوي الذي يقدم لنا معلومات كلية أو جزئية، فالراوي قد يكون كلي العلم، أو محدودة، وقد يكون بصيغة الأنا (السردي). وقد لا يكون في القصة راوٍ، وإنما يعتمد الحدث حينئذٍ على حوار الشخصيات والزمان والمكان وما ينتج عن ذلك من صراع يطور الحدث ويدفعه إلى الأمام.أو يعتمد على الحديث الداخلي …
3 - العقدة أو الحبكة:
وهي مجموعة من الحوادث مرتبطة زمنيا، ومعيار الحبكة الممتازة هو وحدتها، ولفهم الحبكة يمكن للقارئ أن يسأل نفسه الأسئلة التالية: -
- ما الصراع الذي تدور حوله الحبكة؟ أهو داخلي أم خارجي؟.
- ما أهم الحوادث التي تشكل الحبكة؟ وهل الحوادث مرتبة على نسق تاريخي أم نفسي؟
- ما التغيرات الحاصلة بين بداية الحبكة ونهايتها؟ وهل هي مقنعة أم مفتعلة؟
- هل الحبكة متماسكة.
- هل يمكن شرح الحبكة بالاعتماد على عناصرها من عرض وحدث صاعد وأزمة، وحدث نازل وخاتمة.
4 - القصة والشخوص:
يختار الكاتب شخوصه من الحياة عادة، ويحرص على عرضها واضحة في الأبعاد التالية:
أولا: البعد الجسمي: ويتمثل في صفات الجسم من طول وقصر وبدانة ونحافة وذكر أو أنثى وعيوبها، وسنها.
ثانيا: البعد الاجتماعي: ويتمثل في انتماء الشخصية إلى طبقة اجتماعية وفي نوع العمل الذي يقوم به وثقافته ونشاطه وكل ظروفه المؤثرة في حياته، ودينه وجنسيته وهواياته.
ثالثا:البعد النفسي: ويكون في الاستعداد والسلوك من رغبات وآمال وعزيمة وفكر، ومزاج الشخصية من انفعال وهدوء وانطواء أو انبساط.
5 - القصة والبيئة:
تعد البيئة الوسط الطبيعي الذي تجري ضمنه الأحداث وتتحرك فيه الشخوص ضمن بيئة مكانية وزمانية تمارس وجودها.
ان شاء الله تفديكم هذه المعلومات(/)
متى عرف العرب فن المسرح؟؟؟
ـ[اللغوي0]ــــــــ[06 - 07 - 2007, 12:39 ص]ـ
متى عرف العرب فن المسرح؟
اختلف النقاد في تحديد بدايات فن المسرح لدى العرب،ورأيت من باب توسيع دائرة المشاركة أن يدلي كل عضو حول هذا الموضوع لنتعرف على القول الراجح0(/)
احمد محيميد كريم مع قصة قصيرة له ارجو التقييم
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 02:53 م]ـ
القضية .... قصة قصيرة من العراق
احمد محيميد كريم
شعرت يوم امس بانني اقرب الى الفنتازيا الى الواقع وراودني حينها بانني ارى من بعيد رجلا غريبا قد بدا يظهر شيءا فشيئا بلباسه الغريب ومشيته الاغرب اقترب مني واذا به يلبس العمامة والازار وتبدو عليه الملامح العربية الحادة ونظرات ثاقبة ذكية فلم ار كهيئته قط لاحظت ان في يده حزمة من جلد الغزال كانها مما سمعت عنه من افواه الناس من انهم كانوا قديما يكتبون على جلد الغزال فايقظني من افكاري بسلامه وسألته: هل انت السندباد؟ وهذه احدى رحلاتك العجيبة ام انك مدعو الى حفلة تنكرية فتبسم واجاب بصوت جهوري: (انا الذي نظر الاعمى الى ادبي واسمعت كلماتي من به صمم) فعرفت انه المتنبي فاندهشت وتعجبت وفركت عيني ولم انبس ببنت شفة فاردف قائلا هل تذهب معي الى قبري؟ فاجبته وبتردد وخوف نعم فذهبنا معا وكان صامتا طيلة الطريق بالرغم من ثرثرتي واسئلتي العبثية ووصلنا النعمانية واندهشت ووقف شعر راسي لما ارى ولأول مرة اجد انسانا يقف امام قبره وهنا كسر المتنبي حاجز الصمت المخيف وقال مخاطبا قبره (لابد للشاعر من قضية خاسرة ولذلك كان العرب انجب الامم للشعراء)(/)
الأدب المقارن
ـ[أبو لقيا]ــــــــ[12 - 07 - 2007, 01:07 ص]ـ
:::
اخوتي اقترحوا لي اسم كتاب جامع في قضايا الأدب المقارن:
ـ[ابوروان]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 03:57 م]ـ
كتاب (الادب المقارن) للدكتور: محمدغنيمي هلال(/)
يوتوبيا المعري
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[12 - 07 - 2007, 03:56 ص]ـ
يوتوبيا المعري
مثنى كاظم صادق
لطالما اثار ابو العلاء المعري اهتمامي واواقعت افكاره في نفسي التساؤلات الكثيرة ولاسيما عزلته الطويلة في بيته متخذا من هذا البيت يوتوبيا (عالما مثاليا) متخلصا بذلك من الدستوبيا (العالم غير المثالي) ميتعدا عن هموم الناس ومشاكلهم التي لاتنتهي ان موضوعة عزلة الأديب ـــ عن المجتمع ــ سواء كان المعري ام غيره لها اغصان شتى تضرب جذور أصلها الواحد في النفس المعتزلة عن المجتمع والتي تامل ان تنجو من ظلم هذا المجتمع الذي اصبح اناسه وحوشا كاسرة تتصارع فيما بينها. إننا بحاجة لفهم عميق لهذه العزلة واقصد عزلة المعري والتي بدات بالضبط عندما وقعت له الحادثة التي تشير الى انه دخل ـــ عندما جاء الى بغداد ـــ على مجلس لآل المرتضى فعثر برجل رجل فقال له الرجل: من هذا الكلب الذي عثر برجلي؟ فقال له المعري: الكلب الذي لايعرف للكلب سبعين اسما ولقد بحث علماء اللغة عن هذه الاسماء فوجدوا منها الستين وبقيت العشرة عند المعري!!!! بعد هذه الحادثة المريرة على نفسه الشفافة قفل راجعا الى موطنه الاصلي بلاد الشام وبالذات مدينته الاثيرة معرة النعمان (معنى كلمة معرة الارض القليلة النبات اما النعمان فهو النعمان بن بشير الانصاري الذي استوطنها) وبعد هذه الحادثة لزم بيته واعتزل الناس واعرض عن الزواج واعتبر ان انجاب الاطفال في هذا العالم هو جناية عليهم لأنهم سوف يثقلون بالمشاكل ويتعرضون للحوادث والآفات المتعددة وكذلك لم ياكل اللحم طيلة خمسة واربعين سنة لأنه ابى ان ياكل الحيوان الذي يذبحه الأنسان ومن ثم ان الانسان ــ حسب مايعتقد ـــ يستطيع العيش بدون قتل الحيوانات البريئة وفي احدى المرات مرض فوصف له الطبيب ديكا مشويا فاحضر اليه فخاطب الديك المشوي قائلا: استضعفوك فوصفوك هلا وصفوا شبل الأسد!!!! فامتنع عن اكله ... يعزوا بعض الباحثين ان عقدة العمى هي سبب ذلك الا ان هذا القول ليس بالقول الفصل ذلك لأن بشارا بن برد كان متفائلا جدا بالرغم من عماه حتى انه كان يرتاد الملاهي والحانات وله صولات وجولات مع الجواري وجارته رباب الا اننا يمكن ان نقول ان بيئة البصرة هي غير بيئة المعرة فقد كان بشار بفعل بيئته ينظر الى الجانب الجميل للحياة اما المعري فهو من الشعراء المتشائمين الذين ينظرون الى الواقع المرير للحياة فهو واقعي جدا ينظر الى الحياة بصورة تأملية فلسفية فقد كان المعري كثيرا ما يقول: احمد الله على العمى كما يحمده غيري على البصر. ان مؤلفاته القيمة من الشعر والنثر ضمن فيها فلسفته ونظرته الى الحياة والكون لإاستحق بذلك لقب فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة فهو يشير الى حالته الاجتماعية بقوله: (بنت عن الدنيا ولابنت لي / فيها ولاعرس ولااخت) متخذا من العقل صديقا وأهلا ومن الكتب جليسا وصهرا فهو من الذين يمجدون العقل وخير مانسوقه على ذلك قوله (فشاور العقل واترك غيره هدرا / فالعقل خير مشير ضمه نادي) لقد كان المعري من اشد المتعصبين للمتنبي لأن الاخير مقاربا لأفكاره الفلسفية فخم الشعر حتى ان المعري قد شرح ديوان المتنبي وسماه (معجز احمد) مشيرا او متنبئا بالاعجاز الشعري الذي جاء به المتنبي والذي عجز الشعراء عن الاتيان بمثله في الفخامة والضخامة عدا الجواهري الكبير ومن الحوادث التي رويت عن المعري انه لما سمع قول المتنبي (انا من نظر الاعمى اللى ادبي / واسمعت كلماتي من به صمم) صاح المعري (والله انا الاعمى الذي نظر الى شعر المتنبي) ان البيتوتية التي عاشها المعري قد جعلته ينظر ويخبر الحياة متفرجا على تفاهة الناس من بعيد دون مشاركة معهم في المعمعات ودون تفاعل معهم لكنه تفاعل مع العقل لينتج الكثير من المؤلفات التي نضجت بالافكار التي مازالت محورا مهما للحياة متخذا من عماه ولزوم بيته وانحباس روحه في جسمه سجونا ثلاثة ولكنها سجونا غير مظلمة بالنسبة اليه فقد تنور عقله ونضج فكره وبث فيها فلسفته من خلالها مشيرا بطرف خفي الى ان السجن الحقيقي والمزعج والمظلم هو الاختلاط بالناس والانخراط معهم والعيش بينهم بحالة الأستذئاب الدائم خوفا من غدرهم ان المعري هو اول المنظرين للعزلة المؤمنين بها والداعين اليها للتخلص من شرار الناس وظلم المجتمع ومازال القبير الصغير الذي يضم رفاته شاهدا على افكاره التنويرية فما زال البيت الشعري الذي اوصى بكتابته موجودا على قبره (هذا جناه علي ابي / وماجنيت على احد) هي دعوة للخروج من الدستوبيا والدخول الى اليوتوبيا ...
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[12 - 07 - 2007, 04:37 ص]ـ
(هذا جناه علي ابي / وماجنيت على احد)
(ولا تزر وازرة وزر أخرى) صدق الله وكذب أبو العلاء.
آسف على قسوة ردي ففي النفس من أبي العلاء أشياء
أما أنت فجزاك الله خيرا وفلسفتك عقلية مقبولة(/)
أريد رسائل في الأدب المقارن
ـ[وطن]ــــــــ[13 - 07 - 2007, 06:28 م]ـ
السلام عليكم أنا عضو جديدة في هذا المنتدى أدرس اللغة العربية وفي هذا الفصل أدرس مادة الأدب المقارن وطلب مني واجبا إحضار 20 رسالة جامعية تخص الأدب المقارن حاولت كثيرا لكن لم ألقى إجابة أرجو من الجميع مساعدتي فأنا بحاجة ماسة اعناوين هذه الرسائل وليس هناك وقت أتمنى مساعدتكم.
وكل الشكر والتقدير
ـ[معالي]ــــــــ[14 - 07 - 2007, 05:38 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله
لعلك تنظرين في قسم الرسائل الجامعية في جامعتك، فستقعين -حتما- على عنوانات كثيرة.
وسيساعدك هذا ( http://www.biblioislam.net/Elibrary/arabic/library/search.asp) كذلك.
أعانك الله.
ـ[علي قهرماني]ــــــــ[27 - 07 - 2007, 05:12 ص]ـ
السلام عليكم أن عضو جديد في هذا المنتدى أيضاً.
أطروحتي التي تمّت مناقشتها في 28/ 10/2006 في معهد الآداب الشرقية بجامعة القديس يوسف (بيروت) عنوانها:
النظام الشعري بين العربيّة والفارسيّة، وزناً وقافيةً ونمطاً: دراسة مقارنة(/)
السجن في الرواية العربية المعاصرة شرق المتوسط مثالا
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[16 - 07 - 2007, 05:52 م]ـ
السجن في الرواية العربية المعاصرة ...... شرق المتوسط مثالا
" لم يخلق الأنسان للهزيمة الأنسان قد يدمر لكنه لايهزم " ارنست همنجواي ـــ الشيخ والبحر ـــ من الاهمية بمكان ان نعرف بان السجن كان ومايزال وسيبقى ذلك المكان المقيت للأنسان بموقعه الخالص والمؤلم في الشعر العربي والعالمي قديما وحديثا ولقد وردت الينا الكثير من القصائد التي قيلت في السجن الا ان سوقها هنا ليس في محله. شرق المتوسط احدى اروع الروايات التي ذاع صيتها في العالم العربي وهي للكاتب الروائي عبد الرحمن منيف ولقد كان للسجن حصة كبيرة في هذه الرواية فقد قصت لنا احداثا مرعبة في السجن يمر بها شخص اسمه (رجب). يمكننا القول ان وصف المكان هو عبارة عن تصوير فوتغرافي له لكن هذا لايعني ان فائدة المكان تكمن في جعله بروازا للتجميل (لأن العالم الخارجي للشخصية يؤثر ويغير عالم الشخصية الداخلي) (1) ولهذا فلو اخذنا السجن باعتباره المكان الذي حل فيه (رجب) لسنوات عديدة لوجدناه ــ أي السجن ــ قد ظهر لنا من خلال الرواية انه يحتوي على باحة ومكتب وقبو (سجن انفرادي) والسجن (الغرفة) التي ينام فيه بطل الرواية وزملاؤه مع اضاءة عابرة لمحتويات هذا السجن فوصف السجن هنا عند الكاتب ليس مفصلا بل اكتفى بتسمية المحتويات دون الخوض في التفاصيل بل كان وصفهعاما عابرا فلم يذكر منه سوى ساعة الحائط وضوء اخضر متدل من فوق وطاولة واوراق ومقعد من دون الدخول في شكلها وتفاصيلها اما الغرفة في السجن التي ينام فيها بطل الرواية وزملاؤه فيكتفي الكاتب بذكر صفيحة البول والضوء الخافت المنسكب من الاعلى ومن بساطة هذه الاشياء تتولد الايحاءات والدلالات المتعددة ولاسيما لـ (عكس حقيقة الشخصية ومن جانب اخر نفسر طبيعة المكان الذي ترتبط به) (2) لأن هذه الأشياء لها علاقة بالحالة (الجوانية) لبطل الرواية فهي تقترن شرطيا بما سيشاهده في بيت اخته (انيسة) عند خروجه من السجن فيتذكر ساعة السجن والوقت الذي يقومون فيه بممارسة حفلات التعذيب اما المكان الوحيد في السجن الذي اطنب في وصفه الكاتب فهو القبو الانفرادي لما له من هيمنة على بطل الرواية فقد احدث هذا القبو عندما وضعوه فيه سيولة ذهنية انثالت عليه وولدت فيه شعورا رهيبا بالوحدة جعلته يداعب الحشرة التي مرت من امامه ويهتم بالتفاصيل الصغيرة لشغل الفراغ (كان القبو صغيرا لدرجة ان ثلاثة اشخاص لايمكن ان يناموا فيه اما الجدران والسقف فقد كانت متقاربة لزجة والنافذة الصغيرة التي تشبه شقا كانت تستقبل ضوءا باهتا ينزلق اليها من ارض الحوش) (3) فضلا عن وصف دقيق جدا لدرجات القبو العشرة وبعبارة اخرى فقد استرسل الكاتب في وصف اماكن السجن التي لها فائدة في بناء الشخصية ودفع الحدث الى الامام ولقد ارجع اندريه مايكل عدم الاطناب في الوصف الروائي والاكتفاء بالاساسيات الى ان الكاتب يظهر من خلال هذا احتجاجا منهجيا على الاشياء ويثور عليها (4) في هذه الرواية يجعلك الكاتب عبد الرحمن منيف تعيش مع بطله (رجب) اللحظات المريرة التي عاشها في السجن وان تشعر بذلك المذاق الحزين واللذيذ الذي تخلفه الرواية عند قرائتها.
(1) في الايقاع الروائي , احمد الزغبي , ص 9
(2) بناء الرواية , سيزا القاسم ص 84
(3) شرق المتوسط , عبد الرحمن منيف ص 85
(4) بناء الرواية , سيزا القاسم ص 101
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[17 - 07 - 2007, 03:01 م]ـ
شكرا جزيلا لك أخ مثنى على هذه اللفتة حول موضوع جميل في السرد العربي.
وإن كنت أتمنى إسهابك في الحديث هو الرواية، وتناولات منيف المتميزة لمشاعر القهر.(/)
أحتاج كتاب:الصورة الفنية في شعر دعبل بن علي الخزاعي
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[18 - 07 - 2007, 12:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحتاج كتاب:الصورة الفنية في شعر دعبل بن علي الخزاعي
وبارك الله فيكم
ـ[احمدعاطف85]ــــــــ[27 - 03 - 2008, 03:49 م]ـ
من المؤلف لهذا الكتاب لاننى معى كتاب بنفس العنوان(/)
أريد تحليل قصيدة كعب بن زهير؟
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[19 - 07 - 2007, 10:30 م]ـ
أريد تحليل ونقد قصيدة كعب بن زهير في مدح الرسول
بانت سعاد ...
مع تعريفنا بمفاتيح النقد وماهي المراجع التي تساعد المبتدئين في كيفيت التحليل والنقد.
ـ[خالد الروضاني]ــــــــ[21 - 07 - 2007, 12:28 ص]ـ
عفوا ممكن طلبت أمرا مستحيلا أو أن الأعضاء يتمتعون بأجازة سياحية خارج شبكة الفصيح. . .
ـ[معالي]ــــــــ[21 - 07 - 2007, 06:15 ص]ـ
أستاذ خالد
كتاب شيخنا أ. د.محمد أبو موسى (قراءة في الأدب القديم) يحوي تحليلا في تسعين صفحة أو أكثر للقصيدة المذكورة، وفيه تعريف بمفاتيح النقد، كما طلبتَ.
الكتاب متوفر في المكتبات، وهو من نشر مكتبة وهبة بالقاهرة.(/)
اسم الوردة رواية ناجحة لفيلم ناجح
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[23 - 07 - 2007, 10:23 م]ـ
اسم الوردة رواية ناجحة لفيلم ناجح
مثنى كاظم صادق
ثمة مثل نقدي شائع يقول: إن الكاتب لا يكتب سوى رواية واحدة في حياته كلها تعرف به ويعرف بها وعلى أساسها تبث رواياته في الاسواق ويذيع صيتها. لم يكن الكاتب الايطالي (امبرتو ايكو) يتوقع ان يكتب الرواية يوما ما فحياته عادية جدا وبسيطة الى حد ما فهو استاذ السيميولوجي (علم الاشارة) في احدى جامعات ايطاليا , لكن كان يتساءل فيما يبدو بينه وبين ذاته هو والكثير من الباحثين ربما عن الاسباب التي ادت الى عدم وصول كتاب الكوميديا لأرسطو (المعلم الاول) وفقدانه واختفاؤه من الوجود ووصول نقيضه وهو كتاب (التراجيديا) لأرسطو أيضا , ففي اوربا القديمة لم ترم الكتب في نهر السين او الدانوب كما حدث عندنا عام 656هـ. فشرع الكاتب (امبرتوايكو) يدون بعض الملاحظات هنا وهناك في اوقات فراغه في الجامعة الى ان ولدت لديه رواية اسماها (اسم الوردة) التي بيع منها اكثر من عشرة ملايين نسخة وترجمت الى العديد من اللغات وقد وضع المخرج الرائع (جان جوان انو) يده على هذه الرواية فحولها الى فيلم سينمائي رائع. ملخص هذه الرواية او الفيلم ان ديرا معزولا في جبال الالب ايام القرون الوسطى تقع فيه حوداث قتل متسلسل عند طلبة الدين من الرهبان فترسل محاكم التفتيش (التي عرفت بالتزمت احد محققيها وهو (وليام اولف) الذي يقوم بدوره الممثل العالمي شين كونري ثم يكشف عند سير التحقيق ان حوادث الموت هذه ماهي الا جرائم قتل ... فمن الذي يقتل؟ ولماذا؟ يلاحظ المحقق عند سير التحقيق ان لسان الضحية او القتيل مغطى بطبقة سوداء وكذلك ابهامه وبتتالي الاحداث يكتشف ان الراهب الاعمى المسن قد قام بتضميخ اوراق الكتاب أي كتاب الكوميديا بالسم وحرم قراءته ومنع استنساخه وكانت رغبة بعض الرهبان من الطلبة شديدة لمطالعة هذا الكتاب المحرم او الذي حرم فيدفعون حياتهم ثمنا لقراءته وبعد مناظرة حامية وشديدة مع هذا الراهب المسن مع المحقق وفي حالة من الهيجان والغضب يلوح الراهب بيده غاضبا ومن دون ان يدري او يرى يقع القنديل على الارض لتلتهم النيران الكتب كلها بما فيها النسخة الفريدة والوحيدة من كتاب ارسطو الكوميديا الذي لم يستطع المحقق وقتذاك سوى انقاذ نفسه. لقد انقرض الكتاب نتيجة النتعصب الاعمى لبعض الناس الذين ادت افكارهم البائسة الى ضياع الكثير من الكتب النفيسة والعلوم والفنون والعلماء والفلاسفة الى يومنا هذا. من يرى الفيلم يجد الا علاقة تربط بين جملة (اسم الوردة) وبين الرواية او الفيلم ولايوجد ذكر للورود وانواعها بل أراد الكاتب من خلال هذا العنوان ان يوحي لنا بواسطة رمزية هذا العنوان بعدم اهمية اسماء الاشياء بقدر ماتحمله هذه الاشياء فليس المهم اسم الوردة بل المهم رائحتها ولعمري ان لهذا علاقة بالمحقق الذي يعمل لدى محاكم التفتيش الظالمة ولكنه كان معارضا لها في داخله ويستغل وظيفته في إقامة الحق.(/)
الاستشهاد الثقافي القضية والرأي
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[23 - 07 - 2007, 10:40 م]ـ
الإستشهاد الثقافي ... القضية والرأي
مثنى كاظم صادق
ومن العلم ما قتل .. هذا مايقوله الشاعر بشارة الخوري وهذا مايطرحه الشاعر محمد جميل شلش في مسرحيته مأساة محمد بن مقلة إذ يطرح فيها قضية مهمة وهي قضية انتهاك المبدعين وذوي المواهب وذلك بوضع العصا في عجلة ابداعهم اوعجلة حياتهم ليقضوا انحبهم غير مأسوف عليهم البتة ومن المعروف جدا ان الامة العربية الامة الوحيدة التي تقتل مبدعيها واصحاب المواهب فيها نتيجة الحسد العلمي والادبي من خلال الشعور بالنقص من اناس كان من حظهم الوافر تسلم زمام الامور ليكونوا اصحاب الحل والعقد في حياة الناس البسطاء وليس هنالك حاجة لتسطير الرموز الكثيرة والكبيرة التي استشهدت ثقافيا نتيجة مواهبهم وعلمهم وفكرهم النابض فالمبدع عندنا مبتلى في ابداعه ومحارب في عيشه. الخطاط محمد بن مقلة احد الرموز التي استشهدت ثقافيا ولقد اماط اللثام عنها عنها الشاعر محمد جميل شلش في مسرحيته مأساة محمد بن مقلة وهي اول مسرحية شعرية لشلش فمأساة هذا الخطاط تستحق ان نقف عندها كثيرا ويجب قبل ذلك ان نبين سبب اختيار شلش لهذه الشخصية واغلب الظن ان محمد جميل شلش قد شعر ـــ كما اعتقد ـــ ان بن مقلة اكبر من ان تستوعبه قصيدة تتحدث عن استشهاده الثقافي (من الجدير بالذكر ان جذور المسرحية تضرب الى اعماق قصيدة كان قد نظمها شلش عام 1983م بعنوان سيرة ذاتية لمحمد بن مقلة) الا ان هاجس التطوير ظل ملازما للشاعر حتى احالها الى مسرحية شعرية وهذه مسألة تذكرنا بما فعله شكسبير عندما قرأ قصيدة للشاعر الايطالي (آرثر بروك) عنوانها روميو وجوليت فتأثر بها واحالها الى مسرحية استوعبت مأساة الحبيبين وهي مسرحية روميو وجوليت ذائعة الصيت فضلا عن ذلك قلة ما كتب عن محمد بن مقلة فقد مر المؤرخون بهذه الشخصية مرور الكرام اما ماساته فتكمن في نكبته التي أصابته في أخريات حياته فقد حوكم صوريا وقطع لسانه وقطعت يده التي كان كان يخط بها القرآن الكريم ومنع عنه الماء والطعام حتى مات صبرا لا لشيء الا لكونه من ذوي المواهب التي يمقتها الجهال من اهل المناصب ولهذا الخطاط حكاية غريبة مع النسق الثلاثي فقد عاصر ثلاثة خلفاء هم (المقتدر / القاهر / الراضي) واحرقت داره ثلاث مرات وولي الوزارة ثلاث مرات ايضا!!! لم يقتصر محمد جميل شلش على نظم المسرحية على بحر واحد من الشعر بل نظمها على عدة بحور تدفقت من خلالها عاطفة جياشة ذات مذاق حزين عميق يصدح بين فينة وأخرى بالأنين لتجعل المتلقي يعيش هذه المأساة التي احياها شلش وجعلها القضية الاكثر اهمية في حياة الانسان فقافلة المستشهدين ثقافيا كثيرة وقد استشهد غاليلو ثقافيا لقوله: إن الأرض تدور حول الشمس وبالرغم من استشهاده الثقافي ظلت الأرض تدور وتدور وتدور حول الشمس.(/)
مساعدة يا اخواني
ـ[عياش موسى]ــــــــ[03 - 08 - 2007, 06:18 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
انا طالب ما جستير من فضلكم ساعدوني بدراسات نقدية او كتب حول الكاتب الفلسطيني ايميل حبيبي
وخاصة رواية سداسية الايام الستة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 08 - 2007, 10:22 م]ـ
ببحث سريع في (قوقل) ظهرت نتائج عديدة عن هذا الأديب.
هل تريد موادا الكترونية؟
ـ[عياش موسى]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 04:53 ص]ـ
اخوتي اسرة فصيح اريد دراسات نقدية اي ماذا قال النقاد عن الكاتب الفلسطيني ايميل حبيبي
وخاصة رواية سداسية الايام الستة
انا في امسي الحاجة اليها .............
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 06:53 ص]ـ
في هذا الرابط بعض ما كُتب
هنا ( http://www.google.com.sa/search?hl=ar&q=%22%D8%B3%D8%AF%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8 %AA%D8%A9%22&btnG=%D8%A8%D8%AD%D8%AB+Google%E2%80%8F&meta=)
ـ[عياش موسى]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 01:59 م]ـ
اشكرك على المساعدة اخ فصيح ولكني لو تكرمت اكثر باعطائي
دراساات معمقة حول رواية سداسية الايام وتكون بمثابة الكتاب لاني عندي شهادة الماجستير وقرب وقت الامتحان
واكون لك شاكرا واعانك الله ووفقك لما فيه الخير
دمتم في خدمة منتدانا الفصيح
ـ[عياش موسى]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 02:12 م]ـ
انا انتظر مساعدتك في اقرب وقت
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 08 - 2007, 10:20 ص]ـ
يؤسفني أني لم أجد ما تريد بين ثنايا كتبي النقدية.
كما أني بحثت عن دراسة لهذه الرواية بالذات فلم أجد.
هناك دراسة للدكتور ياسين فاعور بعنوان: السخرية في أدب إميل حبيبي، ربما تفيدك.
ولا تنس المرور بموقع اتحاد الكتاب العرب فلربما أفادك هو الآخر.
موفق.(/)
الناقد المعاصر بين مطرقة الحداثة وسندان التراث
ـ[ايسرالدبو]ــــــــ[06 - 08 - 2007, 11:49 م]ـ
:::
ربما يكون العنوان غريبا ولكن ما يحدث في الساحة التقدية العربية يعد أكثر غرابةً بكثير مما يشير اليه العنوان فالناقد المعاصر ينظر الى التراث بين الحداثة والمعاصرة متحمسا احيانا لحضارته وتراثه فيقع في اجتهادات ومزالق ذهبت بالنقد العربي المعاصر بعيدا ونرىبل أننا نرى في كثير من الأحيان أن الناقد يسقط المفاهيم الحداثوية على التراث وان كان الأخير يرفضها لاختلاف البيئة التي نبتت فيها المفاهيم والاتجاهات الحديثة وبعدها تماما عما يدور في تلك البيئة وفي ذلك الزمن، ولعل عبد القاهر هو من يقف على رأس الهرم الذي يمثل التراث العربي على الرغم من وجود كثير غيره من نقاد وفلاسفة ولكن كثرة دارسيه المعاصرين جعلتني الآحقهم هنا وهناك متناولا افكارهم من خلال كتبهم التي يكون عبد القاهر فيها بطل روايتهم.
وللموضوع بقية ....
د. ايسر الدبو / العراق / كلية الآداب
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 08 - 2007, 10:22 ص]ـ
حياك الله وبياك معنا د. ايسر الدبو، ونتمنى لك طيب الإقامة معنا بين جنبات الفصيح.
وبانتظارك لاستكمال حديثك.(/)
التفكيكية في النقد الحديث
ـ[ايسرالدبو]ــــــــ[06 - 08 - 2007, 11:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يعد التفكيك deconstruction أهم حركة مابعد بنيوية في النقد الأدبي فضلاً عن كونها الحركة الأكثر إثارة للجدل أيضاً. وربما لا توجد نظرية في النقد الأدبي قد أثارت موجات من الإعجاب وخلقت حالة من النفور والامتعاض مثلما فعل التفكيك في السنوات الأخيرة، فمن ناحية نجد أن بعض أعمدة النقد مثل ج. هيليس ميلر وبول دي مان وجيفري هارتمن وهارولد بلوم)، هم رواد التفكيك على الصعيدين النظري والتطبيقي على الرغم من تباين أسلوبهم وحماسهم، ومن ناحية أخرى نجد أن الكثير من النقاد الذين ينضوون تحت خانة النقد التقليدي يبدون سخطهم من التفكيك الذي يعدوه سخيفاً وشريراً ومدمراً. ولم يخلو أي مركز فكري في أوروبا وأمريكا من الجدل في قيمة هذه النظرية الجديدة في النقد.
ويمثل التفكيك الحركة الاكثر اثارة للجدل الاهم في اتجاه ما بعد البنوية و يقوم على اليات الهدم والبناء من خلال القراءة، فالتفكيك يستخدم " للدلالة على نمط قراءة النصوص بنسف ادعائها المتضمن انها تمتلك اساساً كافياً .... " و لعل من البديهي لدى القارئ ان مصطلح التفكيك يعتمد على الهرمنيوطيقا الذي يمارس من خلاله القارئ تفكيك النص فالقارئ " يحدث عنده المعنى ويُحدثه، ومن دون هذا الدور لا يوجد نص او لغة او علامة او مؤلف. ومن هنا فان أي مناقشة للتفكيك لابد أن تبدأ بالقارئ، وتجربة القارئ التي لا يوجد قبل حدوثها شيء " فهو يفكك النص ويعيد بناءه على وفق آليات تفكيره. يعد التفكيك أهم حركة ما بعد البنيوية في النقد الأدبي فضلاً عن كونها الحركة الأكثر إثارة للجدل أيضا .. ، ويستخدم التفكيك ((للدلالة على نمط من قراءة النصوص بنسف ادعاها المتضمن أنها تمتلك أساسا كافيا في النظام اللغوي الذي نستعمله، كي تُثبت بنيتها ووحدتها ومعانيها المحددة .. )).
ويعد دريدا الاسم الأكثر اقترانا بالتفكيك، فقد طرح آراءه في ثلاثة كتب نشرت في سنة 1967 وهي (حول علم القواعد) و (الكتابة والاختلاف) و (الكلام والظواهر) والمفهوم العام لهذه الكتب يدور على نفي التمركز المتمثل في الثقافة العربية، هذا النفي يعني نفي الحضور الذي يرى فيه دريدا انه (مدلول متجاوز)، ولذلك يبحث دريدا عن المنطوق او أفضلية الكلام على الحضور سعياً منه في قلب المعنى وإسقاطه من اللغة .. فهو يرى " إن اللفظ الاستعاري للترجمة او النسخ خطير، لكونه خطير يفترض نصاً موجوداً في الان، نصاً جامداً، حضوراً لا انفعالياً لتمثال، لحجرة مكتوبة او لوثيقة ... " ان عمل دريدا " عمل مفكك De-constructeur لكونه قد اعاد النظر في المفاهيم التي تاسس عليها الخطاب الغربي الذي لا يعدو ان يكون خطاباً ميتافيزيقياً، وليس هناك بديل يقدمه دريدا، بل إن مشروع عمله لا يمكن ان ينحصر في دائرة محددة أنها مغامرة لا يمكن التنبؤ بنتائجها ولكن يمكن معرفة سمعتها ونقصد هدم الميتافيزيقيا .. "،ولهذا يقود التّفكيك، إذن، هجوماً ضارباً وحرباً شعواء على الميتافيزيقيا في قراءة النّصوص: فلسفيّةً كانت أو غير فلسفيّة. ويُقصد بالميتافيزيقيا التي يستهدفها التّفكيك في هجومه: "كلّ فكرةٍ ثابتةٍ وساكنةٍ مجتثّةٍ من أصولها الموضوعيّة، وشروطها التّاريخيّة". فالميتافيزيقيا لا تكفّ عن الاستيطان في النّصوص وإنتاج الثّنائيّات المتعارضة، وتفضيل أحد الحدّين على الآخر: دالّ/مدلول، خارج/داخل، واقع/مثال، الواقع/الحلم، الخير/الشّرّ، الشّرق/الغرب، المذكّر/المؤنّث .... الخ. فتُستغلّ هذه الثّنائيّات في الممارسة العمليّة. ولهذا يتّسم التّفكيك بطابعٍ سياسيٍّ فضلاً عن كونه استراتيجيّةً فلسفيّةً لأنّه يتقدّم باتّجاه النّصوص، لا لكي يهدم ويُقوّض المنطق الذي يحكم النّصّ فقط، وإنّما، أيضاً، لكي يفضح المتيافيزيقيا. يسعى التّفكيك إلى كسر الثّنائيّات الميتافيزيقيّة: داخل/خارج، دالّ/مدلول، واقع/مثال .... لإقرار حقيقة (المتردّد اللاّيقينيّ) في عبارة (لا هذا .. ولا ذاك). وأنطلاقاً من خلفتيه الدينية والتي انطلقت منها التفكيكة وهي ما دفعته إلى القول بوجود خلخلة في المثالية الدينية المتمثلة في سيطرة اللوغوس / الكلمة في الكتاب المقدس فهو حدد في كتابه (علم الكتابة) وفي الصفحات
(يُتْبَعُ)
(/)
الاولى بان عمله ليس الهدم للمثالية في اللوغوس بقدر ما تثمل خلخلة " لكل المعاني التي تتحد منتاءها من اللوغوس، وبالخصوص معنى الحقيقة ... "، يقول د. غسان السيد: ((لقد جاءت اللّحظة الحداثويّة الأوربيّة التي نقلت الإنسان من واقعٍ إلى واقعٍ آخر مختلفٍ تخلخلت فيه كلّ الثّوابت السّائدة التي جمّدت العقل البشريّ لقرونٍ طويلةٍ. فتشكّل وعيٌ جديدٌ معارضٌ بصورٍ كلّيّةٍ للوعي اللاّهوتيّ الذي أراد توحيد العالم حول مركزٍ عقائديٍّ موحّدٍ يتجسّد فيه المعنى الوحيد للحقيقة التي لا تقبل النّقاش. ومنذ تلك اللّحظة تميّز الفكر الغربيّ بالقدرة على مراجعة ما أنجزه واشتغل عليه حتّى وإن كان يقع ضمن ثوابته. وولّد هذا الأمر خطاباً مختلفاً عمّا هو سائدٌ، خطاباً يريد أن يقطع كل الجسور مع الماضي، ومع أي نقطة إحالة مرجعية ثابتة. ويتمثّل هذا الخطاب، بصورةٍ خاصّةٍ، في خطاب جاك دريدا، الذي جاء في الأساس ليفضح الخطاب الغربيّ الذي لم يستطع في مراحله كلّها التّخلّص من مركزيّةٍ حادّةٍ تتحكّم في الوعي الجماليّ والقيميّ للإنسان. ((
و يبدأ دريدا رؤيته في تحليله التفكيكي من تشريحه للارض،فهو ينطلق من " البقعة السطحية ل (بقعة الأرض) والتي تظهر وحدها للعيان، يتم البحث بواسطة التنقيب الذي لا يفتت ما اكتشفته لاول مرة عن الطبقات التحتية السابقة (زمانياً) والتي غطت منذ امد بعيد، بل ظلت دوماً مخفية وهكذا فان التمييز بين المحسوس والمعقول ليس امراً بديهياً لانه (لا يمكن الإبقاء على التعارض ... بين الدال signans والمدلول signatum ، بدون ان تجلب نحو الذات كل جذورها الميتافيزيقية اللاهوتية .. ) ويمكن الحديث عن أهم المعطيات النقدية التي قدمها دريدا لمشروعه النقدي التفكيكيّ من خلال النقاط الآتية:
1ـ الاختلاف: Difference. : يشير المصطلح الأول (الاختلاف) إلى السماح بتعدد التفسيرات انطلاقاً من وصف المعنى بالاستفاضة، وعدم الخضوع لحالة مستقرة، ويبين (الاختلاف) منزلة النصية ( Textaulity) في إمكانيتها تزويد القارئ بسيل من الاحتمالات، وهذا الأمر يدفع القارئ إلى العيش داخل النص، والقيام بجولات مستمرة لتصيد موضوعية المعنى الغائبة، وترويج المعنى ـ حسب دريدا ـ يخضع دائماً للاختلاف، والمعنى من خلال الاختلاف يخلق تعادلات مهمة بين صياغات الدوال والاطمئنان النسبي إلى اقتناص الدلالة. ان المضي في عدم تحديد ماهية اللفظ ودلالته وضعت المتلقي في دوامة يصعب الخروج منها. ان دريدا اكابتراتيجي يقظ بصور الاختلاف كمعارض في ذاته، ((كيف وفي نفس الوقت يمكن التفكير في الاختلا (أ) ف كدورات اقتصادي .. ومن وجهة اخرى التفكير فيه كانفاق بدون تحفظ، كفقدان لحضور لا يعوض، كاستهلاك لا رجعة فيه للطاقة، بل كاندفاع موت وعلاقة بكل اخر يعيق ظاهرياً ياكل اقتصاد ... )) انها النهاية التي لا يمكن البحث لها عن بداية او العكس وهكذا تصبح الدوال والمدلولات عند دريدا في ضياع ...
2ـ نقد التمركز: Critique of centricity : ويُقدم المعطى الثاني من معطيات دريدا (نقد التمركز)، إمكانية كبيرة في فحص منظومة الخطاب الفلسفي الغربيّ عبر قرونه الممتدة زمنياً، والمكتسبة لخصوصية معينة في كلّ لحظةٍ من لحظاتها، بوصفها المراحل المتعاقبة للبناء التدريجي للفكر الأوربي الحديث، ويكشف هذا المعطى في الوقت نفسه عن التأمل الفلسفي المتعالي، ويعمل على تعريته، وتمزيق أقنعته بوصفها رواسب حجبت صورة الحقيقة. ويُصر دريدا على أنّ لكل تركيب مركزاً سواء كان تركيباً لسانياً أم غير لساني، فلسفياً أم غير فلسفي، وحمل التراكيب لمراكز محددة يعطي أهميةً لحركة الدوال، لأنّ المركز ـ حسب دريدا ـ هو الجزء الحاسم من التركيب، إنّه النقطة التي لا يمكن استبدالها بأي شيء آخر ويجب التفريق بين أهمية المركز بالنسبة للتركيب النصي، وبين نقد التمركز، فالمركز شيء إيجابي لحركة الدلالة والمعنى، أما التمركز فهو شيءٌ مُفتعل يضفي المركزية على من هو ليس بمركز، ويقود ذلك إلى احتكار التكثيف ( Decondense)، واستبداد النموذج ( Exemplarity) بمعنى قيام بنية مركزية تدعي لوحداتها النموذج المتعالي الذي يصح تطبيقه على كلّ نص، في زمان غير مقيّد، وتَوجُه دريدا في هذا الإطار كان منصباً على نقد التمركز بوصفه دلالة سلبية،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومدح المركز بوصفه العنصر المشع للدلالة، والنقطة التي ينبثق منها اختلاف المعنى.
3ـ نظرية اللعب: Theory of play. ويشير المعطى الثالث (نظرية اللعب) إلى تمجيد التفكيكية لصيغة (اللعّب الحرّ) اللامتناهي لكتابة ليست منقطعة تماماً عن الإكراهات المغيّبة للحقيقة، وتأكيد المعطى الثقافي للفكر والإدراك، وغياب المعرفة السطحية المباشرة، واستلهام أفق واسع من المرجعيات الفكرية المماثلة، والفلسفية المعقدة، والنظم المخبوءة، وطرائق التحليل الخاصة، وتتبنى التفكيكية في هذا السياق وبشكل واضح تطبيق استراتيجيات نصية وخطابية للقراءة تقلل من أهمية أيّة إحالة واثقة على منظومات (الابستيمولوجيا، والأخلاق، والحكم الجمالي) ليغدو التحليل التفكيكي ـ بعد ذلك ـ شعارات، وكلمات سرٍّ مفرغة ـ على حدّ تعبير نورس ـ من أي مضمون معرفي أو أخلاقي أو جمالي.
4ـ علم الكتابة: Grammatogy. أما المعطى الرابع (علم الكتابة) فيميل إلى منظومة دقيقة بنى عليها التفكيك أغلب مقولاته، ونقدَ من خلالها مسيرة العقلانية النسبية، وتشكل خطابها الفلسفي، واستحداث هذه المنظومة يعبر عن موقف التحليل التفكيكي من عصور اختزال الكتابة، وتهميش الدال، ونزعة التمركز حول العقل والصوت، ومجمل المعطى لعلم الكتابة ( Grammatology) يعدّ نقداً لثنائية سوسير (الدال والمدلول)، ورؤيته لدور العلامة وفاعليتها في بناء النص، فالدال عند سوسير هو تشكّل سمعي وبصري، وصورة لحمل الصوت، وقد عدّ دريدا ذلك تمركزاً حول الصوت، وصورة واهمة لحمل المعنى، وقد اقترح دريدا استبدال (العلامة) بمفهوم الأثر ( Trace) بوصفه الحامل لسمات الكتابة، ولنشاط الدال، وقد تحولت اللغة وفقاً لذلك من نظام للعلامات ـ كما هي عند سوسير ـ إلى نظام للآثار ـ كما هي عند دريدا ـ وتعين تلك الآثار على ترسيخ مفهوم الكتابة، وتوسيع اختلافات المعنى المُتحصل من نشاط دوالها، لذلك عدّ دريدا علم الكتابة "بأنّه علم للاختلافات".
5ـ الحضور والغياب: Presence and Absence أما المعطى الأخير (الحضور والغياب) فيشكل تتويجاً نقدياً للمعطيات السابقة، لأنّه يمثل الثمرة المعرفية للتحليل التفكيكي، والهوية المحدِدة له، وهو الأصل في الرصيد النقدي للطرح التفكيكي، لأنّ جميع إجراءات المسيرة النقدية للتفكيك تخضع لحضور الدوال وتغييب المدلول، فضلاً عن أنّ معطيات (الاختلاف، ونقد التمركز، ونظرية اللعب، والكتابة) تبرز فيها بشكل مباشر ثنائية الحضور والغياب، وقد انطلق دريدا من خلال هذه الثنائية ـ إلى جانب المعطيات السابقة ـ لنقد توجه الخطاب الفلسفيّ الغربيّ، وتقويض أُسسهِ من خلال كشف تناقضاته واللّعب بأنظمته وممارساته، وتحويل معادلته المعرفية من (ميتافيزيقيا الحضور) ـ حسب مصطلح دريداـ إلى غياب المعنى واختلافه وتعدده. إنّ المراهنة التفكيكية تتجه صوب (الغياب) انطلاقاً من كون المعنى الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي غير مستقر، وغير محدد، ولذلك أسباب عديدة منها: انحدار النزعة الإنسانية وتلاشيها في أُطر التحليل المعاصر (الفلسفي، والنقدي)، وتعدد التحولات المعرفية القاضية بنشوء المذاهب والتيارات الجديدة المُحمّلة بالفكر والمعطى الثوري، فضلاً عن إثارة بعض النزاعات المعرفية والثقافية القاضية بطرح تظاهرات فكرية، ومعانٍ مختلفة، تقود إلى التحول والتناحر بين النصوص. فاللفظ / الصوت / الحضور يمثل عنده (امتياز الان – الحاضر – mainten ani present امتياز ((يحدد مبدأ الفكر الفلسفي ذاته .. ))، ان دريدا وفي اطار تفكيره ((قد افصح عن نوعية العلاقة القائمة دوماً بين الحضور او الوعي والصوت، وهي علاقة لم يغطي لها حتى هوسر لنفسه (آلا يتأسى امتياز الحضور أو الوعي والصوت، انها بديهية لم تحط ابداً باهتمام الفينومينولوجيا .. ).
يعد التفكيك أهم حركة ما بعد البنيوية في النقد الأدبي فضلاً عن كونها الحركة الأكثر إثارة للجدل أيضا .. ، ويستخدم التفكيك ((للدلالة على نمط من قراءة النصوص بنسف ادعاها المتضمن أنها تمتلك أساسا كافيا في النظام اللغوي الذي نستعمله، كي تُثبت بنيتها ووحدتها ومعانيها المحددة .. )).
ويعد دريدا الاسم الأكثر اقترانا بالتفكيك، فقد طرح آراءه في ثلاثة كتب نشرت في سنة 1967 وهي (حول علم القواعد) و (الكتابة والاختلاف) و (الكلام والظواهر) والمفهوم العام لهذه الكتب يدور على نفي التمركز المتمثل في الثقافة العربية، هذا النفي يعني نفي الحضور الذي يرى فيه دريدا انه (مدلول متجاوز)، ولذلك يبحث دريدا عن المنطوق او أفضلية الكلام على الحضور سعياً منه في قلب المعنى وإسقاطه من اللغة .. وقد طرح دريدا مصطلحات عدة في إثبات هذه الفكرة منها الاختلاف والارتجال والتقويض وهوة النص .. وغيرها من المصطلحات. ويبقى الدور المهم في عملية التفكيك هو القارئ الذي ((يحدث عنده المعنى ويُحدثَّه، ومن دون هذا الدور لا يوجد نص أو لغة أو علامة أو مؤلف ... ومن هنا فأن أي مناقشة للتفكيك لابد أن تبدأ بالقارئ، وتجربة القارئ التي لا يوجد قبل حدوثها شيء .. )) فالقارئ هو الذي يفكك النص ويعيد بناءه على وفق آليات تفكيره.
د. ايسرالدبو
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 08 - 2007, 10:47 ص]ـ
شكرا لك د. ايسر على هذه الدراسة النظرية المستفيضة عن التفكيكة.
أتمنى أن نحظى برأيك حول هذه المنهجية، خاصة وأن الجدال فيها لا يزال قائمًا.
ـ[بنت خليفه]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 06:06 م]ـ
موضوع متميز
اريد المساعده هل يوجد نص يطبق ع التفكيكة
ـ[سيف أحمد]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 05:41 ص]ـ
موضوع متميز
اريد المساعده هل يوجد نص يطبق ع التفكيكة
هناك كتاب الكتروني للدكتور عبدالله الغذامي (الخطيئة والتكفير) فيه شرح للنظرية وتطبيق لها والكتاب موجوم في موقع الدكتور عبدالله الغذامي.
ـ[زورق شارد]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 12:58 ص]ـ
هل موت المؤلف في المنهج التفكيكي يختلف عن موته عند البنيويين؟ أم هو خاص أصلا بنظرية التلقي.
أرجو التوضيح. (أشعر بخلط)
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 02:44 ص]ـ
هل موت المؤلف في المنهج التفكيكي يختلف عن موته عند البنيويين؟ أم هو خاص أصلا بنظرية التلقي.
أرجو التوضيح. (أشعر بخلط)
أختاه بالإضافة إلى ما قالته أستاذتنا وضحاء على شبكات الفصيح جزاها الله خيراً .. هناك رأي للأديب العراقي \ ضمد كاظم وسمي .. وفي قولهما معاً الإجابة عمّا التبس عندك., وهو.,
التفكيك / موت المؤلف وغياب النص
بنيت استراتيجية التفكيك على رفض البنيوية .. بل والشك في كل الانظمة والقوانين والتقاليد السابقة والقائمة .. ومضت قدما تحت يافظة (لا نهائية المعنى)، وانتصرت لذاتية القراءة في تغييبها للنموذج .. واضافت الى فوضى الدلالة ـ التي انتجتها البنيوية ـ لغة نقدية براقة تجر الى ذاتها ـ ادبية لغة النقد بدلا من علمية النقد ـ تفضي الى تورية النص .. لابل وساقت الامر الى تضييعه في نهاية المطاف .. يقول الكاتب عبد العزيز حمودة: (واذا كان النقد البنيوي يحجب القصيدة عن المتلقي او القاريء، ويدخله في متاهات وطلاسم النقد الذي يلفت النظر الى نفسه اولا، او الميتانقد، فان التفكيك يضيع النص تماما).
ان التفكيك يقوم على اساس: ان لايوجد مركز ثابت ـ يمكن الانطلاق منه لتقديم تفسير معتمد للنص، كما لاتوجد قراءة موثوق بها ـ قراءة مفضلة او مرجحة، .. واعتماد اللعب الحر للغة ـ الوحدات اللغوية المكونة للنص في حالة لعب حر ـ، وهذا يعني عدم تبني قراءة نقدية واحدة .. بل ان القراءات مفتوحة .. تغطي عدد المتلقين .. وبذلك تكون القراءة لانهائية .. الامر الذي يشير الى لامعنى النص: يقول الناقد التفكيكي (ميللر): (ان على القاريء ان يقوم بالرقص التفسيري على الجانبين ليشرح مقطوعة مادون ان يصل ابدا الى مقطوعة يمكن اعتبارها المقطوعة الرئيسية او الاصلية لو المنشئة لمبدأ مستقل عام للتفسير). انها مخاتلة مستمرة ومراوغة لانهائية يعتمدها التفكيكيون .. في قولهم بالتفسيرات اللانهائية للنص .. انها عملية تجاذب دائب بين المتلقي / الناقد والنص .. وهما يمارسان الرقص على الجانبين .. واللعب الحر .. اذن يستحيل التقاؤهما في نقطة مركزية ساكنة وفق المنهج التفكيكي .. (وفي كلتا الحالتين يختفي النص، يختفي عند البنيويين وراء لغة نقدية تلفت النظر الى نفسها بصفتها ابداعا جديدا، ويختفي عند التفكيكين الذين لايعترفون بوجود النص اصلا). ان النقاد الحداثيين .. مابرحوا يفبركون النص النقدي .. لتعطيل دوره كوسيلة لمقاربة النص واضاءته .. ويعمدون لتحويله الى غاية في حد ذاته ..
كما فعل (رولان بارت) في دراسته المعروفة (س / ز) لقصة بلزاك حتى غدت الدراسة ذاتها اكثر اثارة للاهتمام من نص بلزاك .. بل كان لها من القدرة على الامتاع المستقل مافاق مباهج النص ذاته. من المباديء التي درج النقاد القدامى والحداثيون على توظيفها في مناهجهم مبدأ انكار القصدية .. وهو مبدأ يقوم على اساس دراسة النص بمعزل عن قصد الكاتب .. وتستبعد المسبقات الفكرية والقيمية للمتلقي .. وصولا الى الموضوعية المجردة من الذات (ذات المبدع وذات المتلقي) .. والاحتكام الى النص فقط .. وقد طور هذا المبدأ على يد (اليوت ومدرسته) .. ثم فعّل عندما استخدم (كلينث بروكس) مقولة (خرافة القصدية) لاول مرة عام 1954 .. أي قبل ظهور المشروع البنيوي واستراتيجية التفكيك على التوالي ببضع سنوات، لكن النقاد الحداثيين،
(يُتْبَعُ)
(/)
افرغوا مبدأ انتفاء القصدية من مضمونه السابق .. والزموه بعدا مشبعا بفوضى التفسير .. وتجاوزوا اقصاء قصدية المؤلف من النص .. الى تغييب النص نفسه .. ليعلنوا (موت المؤلف وغياب النص) .. واخلوا الساحة النقدية والادبية من الحضور .. لتصبح قراءة المتلقي هي الحضور الوحيد .. تقول حكمت الخطيب: (نحن القراء طرف في علاقة طرفها النص. نحن نبدع النصوص حين نقرأها. ونحن بالقراءة نقيم حياة النصوص او نشهد على موتها) .. أي تتكاثر النصوص بتكاثر قراء النص الواحد .. وهو كلام يشي بمزج متميز لمقولتي (النقد كابداع) و (غياب النص الثابت). مما لامراء فيه ان الاخذ بالمقولات التفكيكية القائلة (بغياب النص الثابت، واختفاء المركز او الجوهر، واللعب الحر، ولا نهائية القراءات) .. سيقود الى حالة من فوضى الدلالة .. ووصم كل قراءة بالاساءة والفشل .. وهذا يعني ان لافرق بين قراءة واخرى .. فضلا عن ان نظريات المتلقي ـ الحضور الوحيد لقراءة المتلقي ـ واضمحلال القراءة المعول عليها تجر الى فوضى النقد .. وهو ما يجعل الناقد الحداثي مطمئنا الى تلك المقولات والنظريات الجاهزة المسبقة ليوالف بين المتناقضات، او يباعد بين المؤلفات .. بشكل غرائبي وعجائبي .. يعلق (جون اليس) على ذلك في ضوء نقده للتفكيك: (الفكرة المتكررة تنبع من عقل الناقد المعني وليس موجودة في اعمال هوفمان وكلايست وكافكا. ان نقول ان هناك بعض التداخل في الثيمات بين عدد من المؤلفين ليس امرا يصعب تصديقه، لكن القول بان مجموعة شديدة الاختلاف من المؤلفين لها نفس الاهتمام الغالب فهذا موضوع اخر). لقد انتجت الحداثة الغربية منذ نهاية القرن التاسع عشر الكثير من المدارس الادبية والنقدية التي كانت وليدة تطورات الفكر الغربي في الثلاثمائة سنة الاخيرة ذلك الفكر الذي اكسب المصطلحات الخاصة بالحداثة ... دلالاتها وشرعيتها .. وحينما يلجأ الحداثيون العرب الى نقل المصطلح الحداثي الغربي الجديد. لتدجينه محليا بعد تنقيته من عوالقه الفلسفية .. فانه سيفرغ من دلالته ويعجز بالتالي عن ان يحدد معنى .. اما اذا نقل مثقلا بخلفيته الفكرية والقيمية فسينتهي الى حالة من الاضطراب والفوضى .. لان منظومة القيم المعرفية للمنشا ـ الغرب ـ تتعارض مع منظومة القيم المعرفية السائدة في البلاد العربية والمنبثقة عن تطورات الفكر العربي خلال القرون الاسلامية والقرون المعاصرة .. يقول الكاتب عبد العزيز حمودة واصفا نشاط النقاد الحداثيين العرب: (واصبح نشاطنا الفكري في البنيوية والتفكيك ضربا من العبث او درسا في الفوضى الثقافية، وكلاهما نوع من الترف الفكري الذي لا يتقبله واقعنا الثقافي). يمكن القول ان البنيوية والتفكيك ..
اشادا بناءهما على اساس مشترك .. وهو رفض المذاهب النقدية السابقة والقائمة. ورغم تفاوت الوسائل التي اعتمدها كل منهما غير انهما اجمعا على هدف واحد .. وهو تحقيق المعنى .. وخلصا الى ذات المحطة النهائية ((فالبنيوين فشلوا في تحقيق المعنى والتفكيكيون نجحوا في تحقيق اللامعنى)).
انتهى وفقك الله
ـ[نون النسوة]ــــــــ[01 - 05 - 2009, 06:59 ص]ـ
موضوع متميز
اريد المساعده هل يوجد نص يطبق ع التفكيكة
لم أفهم عليكِ جيدا
إن كنتِ تقصدين نصا محللا وفق المنهج التفكيكي
فلدي دراسة للدكتور ميجان الرويلي حول صورة المرأة والحيوان عند الجاحظ ما أعرفه أنه وظف المنهج التفكيكي في قراءته للجاحظ
وبحث آخر نسيت مؤلفه!
إن استطعت العثور عليها سأرفعها هنا
..........
أستاذ أيسر لم أقرؤه بعد حفظته لقراءته جيدا في وقت لاحق , فالتفكيكية في المصطلحات الضبابية بعض الشيء بالنسبة لي
شكرا لك
ـ[زورق شارد]ــــــــ[04 - 05 - 2009, 01:20 ص]ـ
أيها الأخ الفاضل نور الدين أشكرك من كل قلبي.
وحفظك الله د: أيسر
ـ[العبدلية]ــــــــ[04 - 05 - 2009, 03:33 ص]ـ
!!!!!!!!!
ـ[د. نمر الجارح]ــــــــ[07 - 05 - 2009, 01:18 م]ـ
أجد عقلي مفككا ولا أدري
أمنَ التفكيكية صداعي أمْ مِنِي
ـ[القعيب]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 01:10 م]ـ
هل نعد التفكيكية هي التناص ذاته أم ماذا؟ أفيدوني بارك الله فيكم.
ـ[رياض خنفوف]ــــــــ[19 - 05 - 2009, 11:54 م]ـ
شكرا أخي الفاضل على هذه المشاركة الحسنة التي تساهم في بعض ما أبحث عنه فإن كان بإمكانك أن تساعدنا بما يتعلف بالجانب التطبيقي للمنهج التفكيكي ..
ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[24 - 07 - 2009, 11:49 م]ـ
نعم هناك مصادر من الممكن الافادة منها كثيرا وعلى سبيل المثال:
1) جاك دريدا ونظرية التفكيك:سنكران رافيندان ترجمة:خالدة حامد مجلة الموقف الثقافي ع34 (تموز - آب) / 2000م.
2) 5. دليل الناقد الأدبي (إضاءة لأكثر من خمسين تياراً ومصطلحاً نقدياً معاصر): د. ميحان الرويلي ود. سعد البازغي، المركز الثقافي العربي، المغرب، ط 2، 2000م.
3. المدارس النقديه الحديثة في معجم المصطلحات الأدبية: م. هـ. ابرامز، ترجمة: د. عبدالله معتصم الدباغ، الثقافة الأجنبية، ع3، 1987م.
4. المرايا المحدبة (من البنيوية إلى التفكيك):د. عبد العزيز حمودة سلسلة كتب ثقافيه شهريه، الكويت - 1978م.
5. المرايا المقعرة (نحو نظرية نقديه عربية): د. عبد العزيز حموده، عالم المعرفه، الكويت.
6. المشاكله والاختلاف (قراءة في النظرية النقديه العربية وبحث في التشبيه المختلف): د. عبدالله محمد الغذامي، المركز الثقافي العربي - بيروت، ط1، 1994 م.
7. اليهودية وما بعد الحداثة (رؤية معرفية):عبد الوهاب المسيري مجله إسلامية المعرفة، المعهد العالمي للفكر الإسلامي - ماليزيا، السنة الثالثه، ع10، 1997م.
د. ايسر الدبو
dr_aldbow***********
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[25 - 07 - 2009, 12:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لايمكن ان نعد التناص تفكيكيا لان عملية التناص كما يوكد منظريها رولان بارت وجوليا كريستفيا وحتة جينت ان النظرية لا تخرج عن اطار النص انه تداخل نصوص وكما ترى كريستفيا في التناص (خروف هضم عدة خراف) دلالة على النص المولود ما هو الا جسد لما طرح سابقا من افكار واقوال وكتابات وفيه الكثير من الروئ بدء من اقسامه وصولا الى تفاصيل منهجيته وادعوك اخي العزيز مراجعة بحث الدكتور حسين جمعة المنشور في مجلة مجمع اللغة العربية- دمشق والذي بعنوان (التناص صك قديم لعلمة قديمة) وفيه الكثير من التفاصيل والمعلومات اما التفكيك فهي فلسفة ما بعد النص انها فلسفة الظاهراتية التي تفسر الظواهر بناء على فهم القارى وفهمة للظاهرة واهم ما في التفكيك هو ضياع المعنى والانتقال الى مرحلة اللعب ف (الاخترجلاف) وهو مرحلة تاجيل المعنى واختلاف اللفظ مع الاخر مما يخلق دوامة يطلق عليها الهوة واذا احبت الزيادة والمناقشة فباسطتاعتك اخي العزيز الاتصال بي على الاميل:
dr_aldbow***********
dr.aesr aldbow
ـ[خولة قوال]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 05:26 م]ـ
أعرف أن التفكيكة في مجال اللسانيات فهل لها علاقة بالنقد الحديث شكرا
ـ[نون النسوة]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 10:36 م]ـ
أعرف أن التفكيكة في مجال اللسانيات فهل لها علاقة بالنقد الحديث شكرا
نعم
في حدود علمي أنها مذهب نقدي
يحدث في بعض المذاهب النقدية تداخل مع اللسانيات لأنها تعتمد على أساس لساني كالبنيوية مثلا أو التناص ونحوه(/)
النقض الحديث!
ـ[عمرو عثمان]ــــــــ[07 - 08 - 2007, 12:34 ص]ـ
إن عالم النقد الأدبى ملىء بأفاضل العلماء من شتى أرجاء الوطن العربى ولكن بين هؤلاء يندس بعض أصحاب الشعر الحر الذى تحررمن كل شىء حتى جمال اللفظ، ونجد بعض أولئك المندسين على عالم الأدب يمدحون تلك الأقوال المنثورة،فلا أقل من أن نقدمهم لمحكمة النقض لا النقد!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 08 - 2007, 10:40 ص]ـ
حياك معنا أخي الكريم في رحاب الفصيح.
فعلاً، هناك من يستحق النقض!
و لكن الذائقة السليمة هي أول من ينقضهم قبل المحاكمة.(/)
ابن قتيبة
ـ[فقط محب]ــــــــ[08 - 08 - 2007, 05:04 م]ـ
هذه سطور بسيطه عن أبرز قضايا ابن قتيبه في كتابه الشعر والشعراء
ابن قتيبه: (276هـ)
أهم القضايا التي تناولها في كتابه الأبرز الشعر والشعراء.
القضية الأولى: تقسيم الشعر (لفظ، معنى)
فالشعر عند ابن قتيبه،أربعة أضرب:
1. "ضربٌ حَسُنَ لفظه وجاد معناه.
2. وضربٌ حَسُنَ لفظه وحلا ولا فائدَة في معناه.
3.، وضربٌ جاد معناه وقَصُرَت ألفاظه عنه.
4. وضربٌ تأخرّ معناه وتأخرّ لفظه (1) ".
فقسم الشعر ابن قتيبه قسمةً حادّةً صارمة، يتضحُ فيها الاسلوب المنطقي، مع أنه كان كارها له (وقد هاجم هؤلاء الذين يجرون وراء المصطلحات الفلسفية التي ورثوها عن أرسطو، وكما هو واضح أنه لم يستطيع أن يخلص نفسه من تأثير الفكر الأرسطو طاليسي عليه (2)، وكان لابن قتيبه ناحيتان:ناحية الروح العلمية، وناحية الذوق الأدبي،فهذه القسمة الصارمه بين اللفظ والمعنى تعبر عن روحه العلميه التي غلبت عليه في كتابه (3).
فالشعر عند ابن قتيبه تبعا لهذا التقسيم: لفظ ومعنى، فإذا نظرنا إلى بعض الأبيات التي استشهد بها ابن قتيبه مثل قول
لبيد بن ربيعه:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه والمرء يصلحه الجليس الصالح
وقول النابغة الذبياني:
خطا طيف حجن في جبال متينة تمد بها أيد إليك نوازع
فبيت لبيد احتوى على حكمه ولهدا أعجب ابن قتيبه به، وبيت النابغة لم يحتوى على حكمه. فبهذا هو رديء المعنى عنده، مع أنه احتوى على صوره، يقول ابن قتيبه فيه (رأيت علماءنا يستجيدون معناه ........ وعلى أني لم أرى المعنى جيدا) (4)
ورؤيته للمعنى كما سبق: أن يكون محتوي على حكمه،ومعنى أخلاقي. وأما أن كان الشعر يحتوي على جمل جمليه، صادقه، معبره، أو تعبير عن شعور صادق فهذا ليس بشيء عند ابن قتيبه.
1 - الشعر والشعراء ص64إلى69
2 - انظر: قضايا النقد الأدبي والبلاغة للدكتور محمد زكي العشماوي ص277
3 - النقد العربي القديم د/العربي حسن درويش ص74
4 - الشعر والشعراء ص68
ورؤيته للفظ: أن يكون (حسن المطالع والمخارج والمقاطع والسبك، عذبة لها ماء ورونق، سهلة بعيدة عن التعقيد، والاستكراه قريبة من أفهام العوام، ليس فيها بشاعة وتكون حسنه إذا خلت من عيوب الشعر وضروراته،واستقام الوزن وحسن الروي) (1)
القضية الثانية: القديم والحديث:.
يقول في كتابه الشعر والشعراء: لم أسلك فيما ذكرته من شعر كل شاعر مختارا له سبيل من قلد أو استحسن باستحسان غيره،ولو نظرت إلى المتقدم منهم بعين الاحتقار لتأخره، بل نظرت بعين العدل على الفرقين واعطيت كلا حظه ووفرت عليه حقه) (2)
(نرى ابن قتيبه في قوله هذا يضع مبدأ فكريا جوهريا في النقد إذ أنه ينادى بالفصل بين الشعر وزمن قائله فلايحكم
على الشعر بالقبول أو الاستهجان لأن قائله يعيش في زمن معين، بل يجب أن يحكم عليه لجودته أو قبحه وأن يقدر بمقدار ماحوى من عناصر جمال التي تسمو به، وتميزه من سواه) (3)
فمن يحكم لشعر بالجودة لقدامة العصر، كان في عصره ليس قديم بل معاصر، وعلى نظرة هذه النظرية يكون شعره ليس مفضل عند أهل عصره، فمن باب أولى أن يكون كذلك عند من بعدهم. بحسب ما تقول النظرية.
(وأن الله لم يقصر العلم والبلاغة والأدب على زمن معين، ولاخص به قوم دون قوم، بل جعل ذلك مقسوما بين عباده في كل دهر.) (4)
وعلى أساس ذلك ما قاله الجاحظ -هو السابق للقضية- وابن قتيبه صحيحا.
1. تاريخ النقد الأدبي عند العرب طه احمد إبراهيم ص128،129
2. الشعر والشعراء ص62
3. النقد الأدبي القديم أصوله وتطوره د/سعود عبد الجابر ص61
4. محاضرات في تاريخ النقد الأدبي عند العرب إبتسام مرهون، ناصر حلاوي ص181
نريد من الإخوه أن يستفيدوا ويفدوا بنقدهم لما كتبت من ناحية الإملاء وصحة المعلومات
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 08 - 2007, 10:35 ص]ـ
شكرا لك أخي الكريم على إبراز جهود القدماء في النقد العربي.
و لكن
هل هذا فقط ما برز عند ابن قتيبة؟
ـ[فقط محب]ــــــــ[11 - 08 - 2007, 06:17 م]ـ
فقط إشارة وإذا تريدوا أن نكمل بعض القضايا التي أثارها ابن قتيبة، مع الإشارة لبعض الأخطاء التي صدرت منه في كتابه أنا مستعد
ـ[فقط محب]ــــــــ[11 - 08 - 2007, 06:20 م]ـ
عندي بعض الأخطاء الإملائية في المقال، ارجو أن تعذرونني
ـ[~.* كِناية *~.]ــــــــ[22 - 01 - 2009, 08:05 م]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارَك فيكم وأثابكم ونفع بكم الإسلامَ والمسلمين
كم تمنيت لو أنك أسهبت أكثر من هذا ... ومع ذلك
لا تزال المشاركة قيمة ... أطيب تحية
ـ[الحصماني]ــــــــ[27 - 01 - 2009, 12:08 ص]ـ
شكرا لك أخي الكريم على إبراز جهود القدماء في النقد العربي.
و لكن
هل هذا فقط ما برز عند ابن قتيبة؟
ليست هذه كل جهود ابن قتيبة اختي وضحاء لكن في عرض الاخ العزيز اشارات جميلة ورائعة يمكنالانطلاق منها لتوسيع دائرة البحث عن جهود بن قتيبة مع ان هناك الكثير ممن درسوا هذا الناقد وافاضوا في الحديث عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جريح الليل]ــــــــ[21 - 01 - 2010, 10:08 م]ـ
مساء الخير ممكن امثلة عن هذه القضية
ـ[جريح الليل]ــــــــ[21 - 01 - 2010, 10:14 م]ـ
اريد امثلة شعرية عن قضية اللفظ و المعنى عند ابن قتيبة إذا ممكن يا أخواتي العزيزات و أخواني الاعزاء
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 04:20 م]ـ
اريد امثلة شعرية عن قضية اللفظ و المعنى عند ابن قتيبة إذا ممكن يا أخواتي العزيزات و أخواني الاعزاء
نعم نعم لك سيدي ما طلبت
الضرب الأول كماذكر صاحبنا حسن لفظه وجاد معناه كقول الشاعر
و النفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع
الضرب الثاني جاد معناه وقصرت ألفاظه عنه
ما عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه الجليس الصالح
الضرب الثالث تأخر معناه وتأخر لفظه كقول الأعشى
وفوها كأقاحي ... غذاه دائم الهطل
كما شيب براح ما ... رد من عسل النحل
الضرب الرابع حسن لفظه وخلا
ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومسح بالأركان من هو ماسح
وشدت على حدب المهاري رحالنا ... ولاينظر الغادي الذي هو رائح
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ... وسالت بأعناق المطي الأباطحِ
** ملحوظة مهمة جدا
الأبيات الأخيرة لو أطلعنا على تعليق ابن جني لها، ورؤية عبد القاهر الجرجاني لهذه الأبيات لوجدنا اختلافا كبيرا بين المفاهيم الثلاثة
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 04:26 م]ـ
فقط إشارة وإذا تريدوا أن نكمل بعض القضايا التي أثارها ابن قتيبة، مع الإشارة لبعض الأخطاء التي صدرت منه في كتابه أنا مستعد
بعض الأخطاء التي وقع فيها ابن قتيبة ((مجرد مفاتيح))
1 - أهمل الشكل في الشعر
2 - فصل اللفظ عن المعنى
3 - الشعر الذي يخلو من مضمون أخلاقي أو فلسفي أو طرائف غريبة لا يعتبره شعرا له قيمة حقيقية
4 - دلالات الألفاظ جعلها مفردة مستقلة عن بعضها
ـ[عمر مصطفى]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 02:42 م]ـ
السلام عليكم،وبارك الله فيكم جميعا.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 06:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك فيك أخي(/)
د. منصور ضباب والأدب المقارن؟
ـ[ابو غيداء]ــــــــ[17 - 08 - 2007, 11:05 م]ـ
منتسب
ودكتور منصور ضباب بجامعة الملك عبدالعزيز
صيفي مسجل
أريد منهجة وسلوبه
يقولون دكتور حبوب وممتاز
من يدلني(/)
عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ناقداً
ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 02:20 م]ـ
يتمتع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بحس أدبي ونقدي بارع، ويتذوق الشعر تذوق الملم الخبير الملهم ..
وقد نهى عن بائية غسان التي جاء فيها:
ما كل يوم ينال المرء ما طلبا = رأيت رأياً يجر الويل والحربا
لأنه راى فيها ما يخشن النفوس ويحرض على الشر ..
وسأل مرة قال: من أشعر الناس .. ؟ فذكر له بعض الشعراء .. فقال: لا بل أشعرهم الذي يقول:
أتيتك عارياً خلقا ثيابي =على خوف تظن بي الظنون
وهو يقصد النابغة الذبياني ..
ومن مواقفه النقدية رايه في زهير بن أبي سلى قال: "أنه لا يعاظل في القول ولا يمدح الرجل إلا بما فيه".
وكان محباً لشعر متمم بن نويرة الذي قتل خالد بن الوليد أخاه مالكاً في حروب الردة وطلب من متمم أن يسمعه ما قال في رثاء أخيه فأنشده قصيدته التي يقول فيها:
فلما تفرقنا كأني ومالكاً =لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
فتى كان أحيا من فتاة حيية = وأشجع من ليث إذا ما تمنعا
فقال عمر ذاك والله زيد يعني أخاه زيد بن الخطاب الذي قتل في موقعة اليمامة وكان فارساً شجاعاً وكان لشجاعته حسم في معركة اليمامة
ثم إن عمر سأل متمم بن نويرة عن شدة جزعه على أخيه فقال: يا أمير المؤمنين ولدت أعور بعين جامدة يابسة لم تدمع قط!! فلما قتل مالك بكيت حتى دمعت!! فبكى عمر رضي الله عنه .. فقال متمم: وما يبكيك يا أمير المؤمنين والله لو مات أخي كما مات زيد شهيداً ما بكيته ولا رثيته .. !! فقال: والله ما عزاني أحد مثلك يا متمم.
وقصة الحطيئة حين أودع السجن حين قامت عليه الحجة من شاعر كبير .. ولم يفلح الحطيئة في الوساطة والاستعطاف إلى أن قال قصيدته المشهورة:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ = زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
فبكى عمر ثم أطلقه
وانظر إلى الحس الأدبي عند عمر (رضي الله عنه) في حكايته مع أمية بن الأسكر:
فقد كان أمية هذا شاعراً وفارساً من فرسان العرب المعدودين وقد دخل في الإسلام على كبر وقد ضعف عن الغزو والجهاد وكان له ابن اسمه كلاب كان فارساً .. وكان الراعي لوالده أمية ولكنه حبذ القتال في سبيل الله .. وذهب غازياً في جيش المسلمين فشق ذلك على أمية .. وشكا الأمر إلى عمر طالباً رد ابنه إليه فقال عمر انني لا أرد مسلماً أراد الجهاد في سبيل الله.
فقال أمية مخاطباً ابنه كلاب من قصيدة طويلة:
تركت أباك مرعشة يداه =وأمك ما تسيغ لها شرابا
فإنك والتماس العذر بعدي = كباغي الماء يتبع السرابا
ولكن ابنه لم يعد فجزع أبوه جزعاً شديد وكان قد ضعف ورقت حاله وكان عمر يوماً في المسجد فدخل عليه أمية ووقف فوق رأسه وأنشده قصيدة يقول فيها:
سأستعدي على الفاروق ربا =له دفع الحجيج الى بساق
وأدعو الله مجتهداً عليه =ببطن الأخشبين إلى دفاق
بكى عمر بكاء شديداً وكتب برد كلاب إلى المدينة فلما قدم طلب عمر أن يراه قبل أن يذهب إلى والده .. ثم سأله عمر ما بلغ من برك بأبيك .. ؟ فذكر له شيئاً من بره ثم قال: يا أمير المؤمنين كان لوالدي ناقة يشتهي حليبها وكنت أحلبها له كل ليلة وذات يوم جئت إليه وهو نائم فوقفت على رأسه لا أريد أن أوقظه حتى نهض فناولته إياه ..
فبعث عمر إلى أمية من جاء به فأقبل هو يتهادى وقد كف بصره وانحنى، فقال له كيف أنت يا أبا كلاب .. ؟ قال كما ترى يا أمير المؤمنين .. قال فهل لك من حاجة .. ؟ قال: نعم اشتهي أن أرى كلاباً فأضمه ضمة، وأشمه شمة قبل الموت .. فبكى عمر وقال ستبلغ ما تمنيت إن شاء الله .. ثم ان عمر أمر كلاباً أن يحلب ناقة كما كان يفعل، فذهب وحلبها وناول الاناء لعمر رضي الله عنه، وأبوه لا يعلم بذلك .. فأعطى عمر لأمية الحليب .. فلما قربه من فمه قال: والله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة ابني كلاب في هذا الاناء .. فبكى عمر وقال هذا كلاب فوق رأسك .. فوثب إلى ابنه وجعل يضمه ويقبله وعمر يبكي ومن حضر معه.
ـ[سيبويه العرب]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 02:03 ص]ـ
ولكني قد قرأت في مصادر عدة انه قال عن زهير انه اشعر الشعراء ولم يكن يقصد النابغه فهلا وجهتني استاذي الفاضل لمصدر التمس منه الصواب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 02:52 ص]ـ
ولكني قد قرأت في مصادر عدة انه قال عن زهير انه اشعر الشعراء ولم يكن يقصد النابغه فهلا وجهتني استاذي الفاضل لمصدر التمس منه الصواب
نعم قال العبارة التي قلت، عندما أنشده ابن عباس، والعبارة التي أوردتها قالها أيضاً. ,اما العبارة التي أوردتها فقد جاءت في بعض كتب النقد ويحضرني:
تاريخ النقد عند العرب: طه أحمد ابراهيم
الشعر والشعراء
العمدة في محاسن الشعر
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 10:02 ص]ـ
بوركت أخي محمد على هذا الجهد المشهود، ويحضرني هنا حض عمر رضي الله عنه لتعليم لامية العرب للأولاد لاشتمالها على الكثير من الآخلاق الحميدة ...
ـ[أبوجهاد المصري]ــــــــ[23 - 08 - 2007, 10:23 م]ـ
بارك الله فيكم والله إنك لمتمكن وقد استفدنا من هذا الموضوع استفادة عظيمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صباح]ــــــــ[27 - 01 - 2008, 10:01 م]ـ
بارك الله فيك على هذا الجهد المفيد
ـ[الباز]ــــــــ[28 - 01 - 2008, 12:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
موضوع قيم و أخبار رائعة ..
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[06 - 03 - 2008, 06:42 م]ـ
جهود مباركة
ـ[صباح]ــــــــ[30 - 03 - 2008, 04:05 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[نور5]ــــــــ[30 - 03 - 2008, 05:31 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أحمد القرني]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 12:52 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[كلمة]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 05:00 ص]ـ
بارك الله فيك(/)
استفسارفي الأدب المقارن
ـ[سمير2006]ــــــــ[08 - 09 - 2007, 11:43 م]ـ
احاول عمل بحث فى الادب المقارن فى المدرسة الواقعيةعند يوسف ادريس وموباسان ولكن هناك نقاط اود دراستها منها اللغة عند الاثنين والوصف الحقيقى وايضا بنية القصة القصيرة عند الاثنين فماذا تنصحونى فى هذة الدراسة عن المدرسة الواقعية ارجوكم ان تجيبوا لانى محتار بجد ولكم جزيل الشكر
ـ[سمير2006]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 02:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اذا كان استفسارى غير واضح فبماذا تنصحونى باهم النقاط الاساسية التى يجب توافرها عند التحدث عن المدرسة الواقعية فى مصر وفرنسا اكيد هناك نقاط مشتركة بينهما(/)
سؤال للجميع
ـ[محمد حسين جاسم]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 02:03 م]ـ
السلام عليكم
سؤال للجميع واتمنى منكم الاجابة عليه
ما هو الفرق بين صناعتي الشعر و البرهان؟؟؟؟
اقصد برهان الشعر والنظم والموهبة والايحاء الشعري؟؟؟
وكيف للبرهان ان يبسط تعقد العملية الشعرية ويسهل التعرف العيني والتقرب بينها وبين القارىء؟؟
ـ[يحيى معيدي]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 07:27 م]ـ
شكرا أخي محمد على هذا السؤال الوجيه.
مرحبا بك بين إخوانك ...
ستجد الإجابة من أساتذة هذا المنتدى ... فهم خير من يجيب ...
شكرا أخي محمد
ـ[محمد حسين جاسم]ــــــــ[17 - 09 - 2007, 01:22 ص]ـ
اشكرك اخوي يحيى
وان شاء الله الاساتذة يجاوبون على السؤال
تحياتي لك
ـ[محمد حسين جاسم]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 04:20 م]ـ
الا يمتلك احدكم جوابا لسؤالي؟؟؟؟؟؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 07:39 ص]ـ
أخي الكريم ..
هل من الممكن توضيح سؤالك؟
و ما المقصود بالبرهان؟
ـ[محمد حسين جاسم]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 12:04 ص]ـ
اهلا اختي وضحاء
ما قصدته هو كيف للبرهان يبسط تعقد العملية الشعرية ويسهل التعرف العيني المقرب لها لأنه يوفر لغة اصطلاحية، عينية ومشتركة بين الكاتب والقارئ والقصيدة، بحيث يسهل التحاور بين الجهات الثلاث في نسق يقوم على الحقائق الناجزة والمثبتة لا على النوايا المضمرة ويقوم على الوقائع لا على الظنون أو الميول· الشعر ليس عملية حسابية، ودراسته ليست رقمية، لكنه يحتاج إلى قدر بالغ، إلى القدر الممكن، من العقلانية في تفكيكه النقدي
.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[01 - 10 - 2007, 12:43 ص]ـ
أخي الكريم
سؤالك يقترب من الفضفاضية إن جاز لي التعبير هنا، فأين صناعة الشعر من عملية البرهان؟!!
ليتك تحدد لنا أو تقراب لنا مفهومين هنا لنتواصل معك، وإلا فربما سؤالك يقود إلى إجابة بعيدة عنه!!
ثم هل تقصد العملية التكاملية ليكون الشعر، مثلا: الشاعر - المتلقي - الناقد!
ننتظرك(/)
مطلوب فورا
ـ[بلال عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 09 - 2007, 06:31 م]ـ
ارجو من الاخوة والاخوات المساعدة في الحصول علي كتاب "النقد الادبي "وكتاب" التصوير الفني في القران الكريم" لسيد قطب -رحمه الله-
شاكرا لكم تعاونكم
ـ[عنود الروح]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 10:23 م]ـ
كتاب النقد الادبي:
*اسم الكتاب: النقد الأدبي أصوله ومناهجه.
*تأليف: سيد قطب,.
يقع الكتاب في مائتين وسبع وعشرين ورقة من القطع الكبير، وهو من اصدار دار الشروق الكائنة بمدينتي بيروت والقاهرة حرسهما الله، وهو يبحث في مادة النقد الادبي، ووظيفته التي تتلخص في تقويم العمل الادبي من الناحية الفنية، وبيان قيمته الموضوعية، وقيمه التعبيرية والشعورية، ثم تعيين مكانه في خط سير الأدب، وما اضافه الى التراث الادبي ثم العالم الادبي كله، ويبدأ الكتاب بإهداء مخلص الى الامام عبدالقاهر الذي يعتبر اول ناقد عربي اقام النقد الادبي على اسس علمية نظرية، ثم مقدمة المؤلف التي اوضح فيها كما مرّ بك سابقا وظيفة النقد الأدبي وغايته، ثم شرح خطة الكتاب الذي ينقسم بطبيعة مباحثه الى قمسين: الاول: وقد حاول فيه المؤلف رحمه الله تعالى ان يضع اصول النقد وقواعده، والثاني: حاول فيه وصف مناهج النقد في القديم والحديث، والحق ان الاولى في ترتيب قسمي الكتاب هو العكس، وقد فطن سيد قطب الى هذا حيث قال ,,, في الواقع اردت ان اكون في الاول ناقدا تطبيقيا الى حد كبير، ناقدا يضع الاصول ويطبقها، ويبين القواعد ويختبرها، حتى اذا وصلت بالقارئ الى القسم الثاني، وهو قسم وصفي نظري، كان القسم الاول نموذجا محسوسا للنظريات المجردة، وتطبيقا عمليا للنماهج المقررة، وأهم الجزئيات الموضوعية التي طرقها المؤلف في قسمه الاول هي: ماهية العمل الادبي، وغاية العمل الادبي، والقيم الشعورية والتعبيرية في العمل الادبي، ثم فنونه المتنوعة، واما جزئيات القسم الثاني من الكتاب فهي الحديث عن مناهج النقد الاربعة: الفني فالتاريخي فالنفسي ثم اخيرا المتكامل، ولم يتطرق المؤلف الى مناهج اخرى اجنبية عن النقد العربي، وذلك لأن لها ظروفها الطبيعية والتاريخية.
ثم بدأ المؤلف بعد هذه المقدمة في مضمون الكتاب، وبدأ في عرض مباحثه، بأسلوب أدبي عال رائق، يستهويك، ويستحوذ على اعجابك، ثم يرضي ذائقتك الأدبية، ويتنقل بك بين موضوعات كتابه، فتأتيك مباحثه في حلل سندسية استبرقية، تتهادى امامك في احسن صورة، فلا تدري كيف تفاضل بينها، او ترجح احداها على الاخرى، وحول موضوع العمل الادبي الذي هو المقدمة الطبيعية للحديث عن النقد، جاء تعريفه كالآتي هو التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية، ثم عرف المؤلف التعريف، فكلمة تعبير تصور طبيعة العمل ونوعه، وتجربة شعورية تبين مادته وموضوعه، وصور موحية تحدد شرطه وغايته، وغاية هذا العمل الادبي ليست في مدنا بالحقائق العقلية، او القضايا الفلسفية، فالادب ليس مكلفا ان يتحدث مثلا عن صراع الطبقات، او النهضات الصناعية، او يتحول الى خطب وعظية، او يصور الكفاح السياسي والاجتماعي، الادب ليس مطلوبا منه هذا، ولا جزءا من هذا، ولكن متى تصبح هذه الامور من غاية العمل الادبي، حينئذ يقول سيد قطب: ذلك إلا أن يصبح احد هذه الموضوعات تجربة شعورية خاصة للأديب، تنفعل بها نفسه من داخلها، فيعبر عنها تعبيرا موحيا مؤثرا، ثم ما يلبث ان يقنع نفسه وقارئه أكثر، حين يتساءل:,, ولكن إذا كانت غاية العمل الادبي هي مجرد التعبير عن تجربة شعورية تعبيرا موحيا مثيرا للانفعال في نفوس الآخرين، فهل تراه يستحق من الانسانية ان تشغل به نفسها فترات من هذه الحياة المحدودة الايام؟ ومن ثم يجيب: ان نعم، فليس بالقليل ان يضيف الفرد الفاني المحدود الآفاق الى حياته صورا من الكون والحياة، كما تبدو في نفس إنسان ملهم ممتاز هو الاديب، وكل لحظة يمضيها القارئ المتذوق مع أديب عظيم، هي رحلة في عالم، تطول او تقصر، ولكنها رحلة في كوكب متفرد الخصائص، متميز السمات، ويتخطى سيد قطب الناس مصاحبا شعراء ثلاثة في عوالمهم الخاصة بهم، الاول: طاغور وعالمه راض سلح، والثاني: الخيام وعالمه يائس حائر، والثالث: توماس هاردي وعالمه يائس من الخير في الدينا،، ساحر بخداع العواطف والمشاعر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتحت عنوان القيم الشعورية والقيم التعبيرية في العمل الأدبي، نجد ان العمل الأدبي وحدة مؤلفة من الشعور والتعبير، ومن هنا نجد صعوبة مادية في تقسيمه الى عناصر لفظ ومعنى، او شعور وتعبير، فالقيم الشعورية والقيم التعبيرية كلتاهما وحدة لا انفصام لها في العمل الادبي وليست بالتالي الصورة التعبيرية إلا ثمرة للانفعال بالتجربة الشعورية وقد اسهب المؤلف في حديثه عن القيم الشعورية، وساق امثلة شعرية للمتنبي وابن الرومي والمعري وخلص الى ان شعراء العربية في الغالب يصورون لنا فلسفتهم الشعورية في قواعد فكرية، ويصوغونها كقواعد في أبيات قليلة، واما وحدة العمل الادبي الثانية وهي القيم التعبيرية، فالنقد لا يتعلق بالتجربة الشعورية الا حين تأخذ صورتها اللفظية، وذلك لأن الوصول اليها قبل ظهورها في هذه الصورة محال، ولأن الحكم عليها لا يتأتى إلا باستعراض الصورة اللفظية التي وردت فيها، وبيان ما تنقله هذه الصورة الينا من حقائق ومشاعر، ثم يسوق أمثلة على توضيح ما يريد إفهمامه للقارئ حول موضوع القيم التعبيرية من كتابه التصوير الفني في القرآن، ثم يطرق مبحث فنون العمل الادبي، والعمل الادبي فنونه شتى، فهناك الشعر الذي يعتبر أول هذه الفنون ظهورا، واقدمها تاريخا، وهو متميز في الأدب العربي من ناحية طبيعته عن النثر بحكم ظهور الايقاع الموسيقي المقسم، وبحكم القافية، ثم الاهم وهو الروح الشعرية التي قد توجد في بعض فنون النثر، فتكاد تحيله شعرا، وهذه الروح الشعرية هي الاحساس بما هو ارفع أو أوقى على العموم من الحياة العادية، ايا كان لون هذا الاحساس روحيا او حسيا، وهي التي بالتالي تستعدي التعبير الشعري، وثاني هذه الفنون هو القصة والأقصوصة، فالشعر تعبير عن لحظات خاصة في الحياة، والقصة هي التعبير عن الحياة بتفصيلاتها وجزئياتها كما تمر في الزمن، بفارق واحد بينهما، وهو ان الحياة لا تبدأ من نقطة معينة، ولا تنتهي الى نقطة معينة، اما القصة فتبدأ وتنتهي في حدود زمنية معينة، وتتناول حادثة او طائفة من الحوادث بين دفتي هذه الحدود، والقصة ايضا ليست هي مجرد الحوادث والشخصيات، إنما هي قبل ذلك الاسلوب الفني، أو طريقة العرض التي ترتب الحوادث في مواضعها، وتحرك الشخصيات في مجالها، بحيث يشعر القارئ ان هذه حياة حقيقية تجري، وحوادث حقيقية تقع وشخصيات حقيقية تعيش، واما الاقصوصة فيرى المؤلف انها شيء آخر غير القصة، ويرى ان تسميتها بالقصة القصيرة هكذا Short Story توجد شيئا من اللبس، والاختلاف بين القصة والاقصوصة لا يقف عند الحجم بل يتعداه الى الطبيعة والمجال، فالقصة تعالج فترة من الحياة بكل ملابساتها وجزئياتها وتشابكها، وتصور شخصية واحدة او عدة شخصيات في محيط واسع في الحياة، ويجوز ان تصف مولد هذه الشخصية، وكل ما احاط به، اما الاقصوصة فتدور على محور واحد، وفي خط سير واحد، ولا تشمل من حياة اشخاصها الا فترة محدودة، او حادثة خاصة، او حالة شعورية معينة، والقصة لا بد لها من بدء ونهاية للحوادث، اما الاقصوصة فلا يشترط فيها هذا,, والفن الادبي الثالث هو التمثيلية، فإذا كان في ميسور القصة تصوير الحياة في فترة من فتراتها بكل جزئياتها وملابساتها غير مقيدة بقيد معها بهذا القيد دون ان تتمتع بالحرية التي تتمتع بها في الجوانب الاخرى، فهي اولا مقيدة بزمن محدود، وهو زمن التمثيل، ثم ثانيا بطريقة تعبير معينة وهي الحوار، ثم ثالثا بقيود المسرح والممثل والنظارة، وبين الموهبتين القصصية والتمثيلية اختلاف، فالموهبة في القصة تصوير وتسلسل واستطراد، والموهبة في التمثيلية تنسيق وتقطيع وحركة، وموضوعات التمثيلية هي الموضوعات الواقعية على وجه الاجمال، فمجالها هو الارض، وحركتها انسانية,, محسوسة على قدر الإمكان، ومن خلال حديث المؤلف عن التمثيلية اشار إشارة مهمة الى التمثيلية الرمزية، والتي لم يكتب لها النجاح لأنها اخلت بشرطين اساسيين في التمثيلية وهما الواقعية والحركة، و ألمح المؤلف بناء على هذه النقطة الى إخفاق تمثيليات توفيق الحكيم في مصر، وسبب الاخفاق لا يعود إلى الاخراج والتمثيل، بل مرجعه الى خروجها عن ميدانها الطبيعي، وعدم اتساقها مع الأدوات الميسرة للتعبير في التثميلية، ثم انتقل المؤلف الى الفن الرابع من فنون الادب وهو الترجمة والسيرة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وفن التراجم الشخصية فن حديث من فنون الأدب، انفصل عن علم التاريخ، ودخل عالم الادب، واشترط سيد قطب في التراجم الأدبية عنصرين أساسيين وهما: التجربة الشعورية، العبارة الموحية عن هذه التجربة، واذا ما خلت الترجمة من هذين العنصرين، او من احدهما، استحالت سيرة او تاريخا بعيدا عن عالم الادب، واستعرض المؤلف تحت هذا المبحث نماذج عدة للتراجم، كطريقة العقاد، وطريقة هيكل، ثم شفيق غربال، مع الاشارة الى طريقة طه حسين، وميخائيل نعيمة، وآخر هذه الفنون الادبية هو فن الخاطرة والمقالة والبحث، فالخاطرة في النثر تقابل القصيدة الغنائية في الشعر، وتؤدي وظيفتها في عرض التجارب الشعورية التي تناسبها.
أما المقالة فيقول المؤلف: فلها شأن آخر، إنها تشرح فكرة وتجمع لها الأسانيد، وتعتاض عن اللفظ المصور باللفظ المجرد، وتغني فيها المعاني المجردة عن الصور والظلال في معظم الأحوال.
ويضيف ايضا بأن مثل المقالة مثل سائر ما يكتب من بحوث قصيرة تتناول مسألة واحدة، من مسائل مختلفة، كالسياسة مثلا او الاجتماعية او الفلسفية وهو يعتبرها من هذا المنظور بحثا قصيرا وفي ختام حديثه عن هذا الفن الاخير من فنون العمل الادبي، يفرق بين المقالة والبحث الطويل، ويكمن الفرق بينهما في ان المقالة تعالج غالبا فكرة واحدة، يخلص اليها القارئ عند فراغه من قراءة المقالة، اما البحث الطويل فكل فصل فيه يعالج جزءا من الفكرة، ويصلح مقدمة للفصل الذي يليه.
وبعد هذه الدراسة الوافية لقسم الكتاب الاول والتي كانت تمثل الناحية العملية، حيث افاض فيها سيد قطب عليه رحمة الله، واكثر من الاستشهاد بالأمثلة، وقد كانت الأمثلة من قمم الأعمال الادبية ومن امتعها ايضا، وجاءت دراسته لها، ونقده ايضا في غاية الدقة والشمول، انتقل بعد ذلك الى قسم الكتاب الثاني، الخاص بمناهج النقد الادبي، الذي ألمح اليه سابقا، وكان هذا القسم يمثل الناحية النظرية، وبين ان عليه قبل ان يشرع في تقرير مناهج محددة للنقد الأدبي، ان يحدد أولا وظيفة هذا النقد وغايته، وقد لخصها في الآتي:
اولا: تقويم العمل الادبي من الناحية الفنية، ثم بيان قيمته الموضوعية، وثانيا: تعيين مكان العمل الأدبي في خط سير الأدب، وثالثا: تحديد مدى تأثر العمل الأدبي بالمحيط ومدى تأثيره فيه، ورابعا: تصوير سمات صاحب العمل الأدبي من خلال أعماله، وبيان الخصائص الشعورية والتعبيرية والنفسية.
ثم نبه المؤلف قبل تعيينه لمناهج النقد الادبي الى امرين: الاول: ان الفصل الحاسم بين هذه المناهج وطرائقها غير مستطاع، والثاني: ان هذه المناهج مجتمعة هي التي تكفل لنا صحة الحكم على الاعمال الادبية، فايثار احدها على الآخر لا يكون إلا في الموضع الذي يكون فيه احدها أجدى من الآخر، وهذه المناهج بحسب ترتيب المؤلف هي:
المنهج الفني، 2 المنهج التاريخي، 3 المنهج النفسي.
ومن مجموع هذه المناهج ينشأ منهج أدبي كامل للنقد الأدبي، يسميه النقاد المنهج المتكامل.
عقب هذا شرع المؤلف في حديث تفصيلي عن هذه المناهج الأربعة، وكان حديثه اولا كما جاء في ترتيبه السابق عن المنهج الفني ويقصد به مباشرة الأثر الأدبي بالقواعد والأصول الفنية المباشرة، ويقوم هذا المنهج على التأثر، والقواعد الفنية الموضوعية، وحول تاريخ هذا المنهج وارهاصاته الأولى يقول المؤلف: هذا المنهج الفني هو الذي عرفه النقد العربي، اول ما عرف، عرفه ساذجا اوليا مبدأ الأمر، ثم سار فيه خطوات لم تبلغ به المدى، ولكنها قطعت شوطا له قيمته على كل حال، بالقياس الى طفولة الأدب، والى طفولة النقد التي كانت حينذاك، واستعرض بداياته التاريخية مع عرض أمثلة من النقد العربي قديما وحديثا ثم ثنى حديثه بالمنهج التاريخي ويحتاج اليه الناقد إذا أراد دراسة مدى تأثر العمل الأدبي او صاحبه بالوسط، ومدى تأثيره فيه، او في دراسة الأطوار التي مر بها فن من فنون الأدب، او لون من ألوانه، أو في معرفة مجموعة الآراء التي ابديت في عمل أدبي أو في صاحبه، ويرتبط هذا المنهج بالمنهج الفني، حيث لابد فيه من قسط من المنهج الفني، فالتذوق والحكم ودراسة الخصائص الفنية ضرورية في كل مرحلة من مراحله، واشار المؤلف في خضم حديثه عن هذا المنهج الى مخاطره، وأخطرها الاستقراء الناقص، والأحكام الجازمة، والتعميم العلمي، وإلغاء قيمة
(يُتْبَعُ)
(/)
الخصائص، والبواعث الشخصية، ثم استعرض الباحث خصائص المنهج التاريخي وحدوده، وانتقل بعد ذلك الى استعراض اهم خطواته في النقد العربي، مع استشهاده بالامثلة المختلفة، وفي ختام حديثه عن المنهج التاريخي ذكر فائدة مهمة حول هذا المنهج وهي انه ما يزال الى اليوم في دور النشوء، فخطواته الاولى من جمع النصوص وتحريرها، وجمع الوثائق التاريخية، والبحوث اللغوية والأدبية والاجتماعية، كل اولئك يتعب فيه كل مؤلف على حدة، ولا يتخصص له من يجيدونه ليوفروا على النقاد جهودهم، بتوفير الخامات الأولى للبحث، ثم استشهد بمثال واحد سار على المنهج الصحيح وهو مكتبة المعري التي اصدرتها وزارة التربية والتعليم، حيث مضت في اعداد سائر ما يتعلق بالمعري، ثم بين انه لو كان لدينا عن كل شاعر وكل كاتب مكتبة من هذا النوع، وعن كل عصر مثل هذا السجل، لتوافرت المادة الخامة للمنهج التاريخي على خير ما تكون وبعد هذا ثلث المؤلف حديثه بالمنهج النفسي حيث العنصر النفسي بارز في كل مراحل العمل الادبي، لأنه عمل صادر من مجموعة القوى النفسية، والمنهج النفسي يتكفل بالاجابة على الطوائف الآتية من الاسئلة وهي:
كيف تتم عملية الخلق الأدبي,؟ وما هي طبيعة هذه العملية من الوجهة النفسية؟
ما دلالة العمل الأدبي على نفسية صاحبه,؟
كيف يتأثر الآخرون بالعمل الأدبي عند مطالعته,؟ والجميل في هذا المنهج هو الاستفادة من الدراسات النفسية، لكن بشرط ان نعرف حدود علم النفس في هذا المجال، وهذه الحدود هي ان يظل هذا المنهج مساعدا للمنهج الفني والمنهج التاريخي، وان يقف عند حدود الظن والترجيح، ويتجنب الجزم وألا يقتصر عليه في فهم الشخصية الإنسانية، وألا نعتمد في تصوير الشخصيات في القصة وما إليها على العقد النفسية والعناصر الشعورية وغير الشعورية وحدها, ثم تتبع المؤلف بعد حديثه هذا نشأة المنهج النفسي، كماتتبع نشأة المنهجين السابقين.
وبرابع هذه المناهج النقدية وهو المنهج المتكامل خُتم الكتاب، وذكر المؤلف ان هذه المناهج بصفة عامة في النقد تصلح وتفيد حين تتخذ منارات ومعالم، ولكنها تفسد وتضر إذا جعلت قيودا وحدودا، وانتهى سيد قطب إلى كلمة تلخيصية لهذا المنهج وحدوده، وكانت آخر كلمة في هذا الكتاب النقدي الخالد وهي ,,, وهكذا ننتهي الى القيمة الأساسية لهذا المنهج في النقد، وهي أنه تناول العمل الأدبي من جميع زواياه، ويتناول صاحبه كذلك، بجانب تناوله للبيئة ولتاريخ، وانه لا يغفل القيم الفنية الخالصة، ولا يغرقها في غمار البحوث التاريخية او الدراسات النفسية، وانه يجعلنا نعيش في جو الادب الخاص، دون ان ننسى مع هذا انه احد مظاهر النشاط النفسي، وأحد مظاهر المجتمع التاريخي، الى حد كبير او صغير، وهذا هو الوصف الصحيح المتكامل للفنون والآدب, رحم الله سيد قطب فقد أسدى للنقد العربي يداً قصر عن مدها إليه من سواه.
ـ[عنود الروح]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 10:24 م]ـ
التصوير الفني للقران الكريم .. للسيد قطب ..
5 - التصوير الفن
قال تحت هذا العنوان ص (36):" والتصوير هو الأداة المفضلة في أسلوب القرآن فهو يعبر بالصورة المحسة المتخيلة عن المعنى الذهني والحالة النفسية وعن الحادث المحسوس، والمشهد المنظور، وعن النموذج الإنساني والطبيعة البشرية، ثم يرتقي بالصورة التي يرسمها فيمنحها الحياة الشاخصة أو الحركة المتجددة، فإذا المعنى الذهني هيئة أو حركة وإذا الحالة النفسية لوحة أو مشهد وإذا النموذج الإنساني شاخص حي، وإذا الطبيعة البشرية مجسمة مرئية.
فأما الحوادث والمشاهد والقصص والمناظر فيردها شاخصة حاضرة، فيها الحياة وفيها الحركة فإذا أضاف إليها الحوار فقد استوت لها كل عناصر التخييل فما يكاد يبدأ العرض حتى يحيل المستمعين نظارة وحتى ينقلهم نقلاً إلى مسرح الحوادث الأول الذي وقعت فيه أو ستقع حيث تتوالى المناظر وتتجدد الحركات، وينسى المستمع أن هذا كلام يتلى ومثل يضرب ويتخيل أنه منظر يعرض وحادث يقع فهذه شخوص تروح على المسرح وتغدو وهذه سمات الانفعال بشتى الوجدانات المنبعثة من المواقف المتساوقة مع الحوادث وهذه الكلمات تتحرك بها الألسنة فتنم عن الأحاسيس المضمرة إنها الحياة هنا وليست حكاية الحياة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا ما تذكرنا أن الأداة التي تصور المعنى الذهني والحالة النفسية وتشخص النموذج الإنساني أو الحادث المروي إنما هي ألفاظ جامدة لا ألوان تصور ولا شخوص تعبر أدركنا بعض أسرار الإعجاز في هذا اللون من تعبير القرآن.
والأمثلة هي القرآن كله حيثما تعرض لغرض من الأغراض التي ذكرناها حيثما شاء أن يعبر عن معنى مجرد، أو حالة نفسية، أو صفة معنوية، أو نموذج إنساني، أو حادثة واقعة، أو قصة ماضية، أو مشهد من مشاهد القيامة، أو حالة من حالات النعيم والعذاب، أو حيثما أراد أن يضرب مثلاً في جدل أو محاجَّة، بل حيثما أراد هذا الجدل إطلاقاً واعتمد فيه على الواقع المحسوس والمتخيل المنظور.
وهذا هو الذي عنيناه حينما قلنا: " إن التصوير هو الأداة المفضلة في أسلوب القرآن " فليس هو حلية أسلوب، ولا فلتة تقع حيثما اتفق إنما هو مذهب مقرر، وخطة موحدة وخصيصة شاملة، وطريقة معينة، يفتن في استخدامها بطرائق شتى، وفي أوضاع مختلفة، ولكنها ترجع في النهاية إلى هذه القاعدة الكبيرة: قاعدة التصوير.
ويجب أن نتوسع في معنى التصوير، حتى ندرك آفاق التصوير الفني في القرآن. فهو تصوير باللون وتصوير بالحركة، وتصوير بالتخييل كما أنه تصوير بالنغمة تقوم مقام اللون في التمثيل. وكثيراً ما يشترك الوصف والحوار، وجرس الكلمات، ونغم العبارات، وموسيقى السياق، في إبراز صورة من الصور، تتملاها العين والأذن والحس والخيال والفكر والوجدان.
وهو تصوير حي منتزع من عالم الأحياء، لا ألوان مجردة وخطوط جامدة تصوير تقاس الأبعاد فيه والمسافات بالمشاعر والوجدانات. فالمعاني ترسم وهي تتفاعل في نفوس آدمية حية أو في مشاهد من الطبيعة تخلع عليها الحياة."
انظر لهذه المصطلحات:
1 - المشهد، 2 - الصورة، 3 - التي يرسمها، 4 - لوحة، 5 - المشاهد
6 - القصص، 7 - الحوار، 8 - النظارة، 9 - المسرح، الأداة التي تصور،10 - الحادث المروي، وألحق بها: 12 - الجرس، 13 - الموسيقى، 14 - السينما، 15 - الإيقاع، 16 - والجرس، 17 - والنغمات، 18 - والريشة المبدعة ص (251)، 19 - وعدسة التصوير.
هذه مصطلحات تقوم عليها أعمال كلها تسخط الله وتحطم الأخلاق والدين يشرف عليها مؤسسو دور السينما والمسارح ويؤلفو القصص والتمثيليات، فيها أحط الناس ديناَ وأخلاقاً قد يكونوا يهوداً وقد يكونوا نصارى وقد يكونوا ملاحدة زنادقة ولهم أهداف خبيثة من إفساد عقول الناس ودينهم وأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم الطيبة التي لا تتنافى مع الإسلام، إلى جانب الأهداف المادية التي يجنون من ورائها الملايين، وسيد قطب فيما أعتقد يعرف كل هذا بعد معرفته بهذه الدور وما حوته ومعرفته بنوعيات البشر التي ترتاد هذه الدور وهم النظارة، والمستمعون بأنهم في الغالب من أحط طبقات البشر وأن أشراف الناس رجالاً ونساءً يربئون بأنفسهم عن هذه الدور وما فيها من مسارح وسينما ومن فيها من نظارة ومستمعين، الغارقين في الملاذ والشهوات والعبث وتضييع الأوقات والصلوات فيما يسخط الله.
فلماذا يستخدم هذه المصطلحات الخسيسة الحقيرة هي وأهلها ودورها وفنانوها والروائيون والمطربون والمغنون والراقصون من أهلها والراقصات من أهلها، لماذا يجعل كتاب الله العظيم مجالات لمصطلحات هذه الدور الخبيثة هي ومؤسسوها والمشرفون عليها وروادها؟
إذا كان لا بد له من تطبيق هذه المصطلحات المندرجة تحت قاعدته التصوير الفني فليختر ما شاء من أشعار وإلياذات وقصص البشر سواءً كانوا من الروائيين أو شعراء أوربيين أو ممن قلدهم من غيرهم من عرب وعجم من المنحرفين.
وكان عليه أن ينزه القرآن العظيم كلام رب العالمين من هذه القاعدة الفنية وما بنى عليها من تطبيق هذه المصطلحات التي لا يعرفها العرب الذين نزل القرآن بلغتهم فلا يعرفون المسارح والسينما وما فيها من مشاهد وتمثيليات ولا يعرفون الموسيقى وقواعدها وأنواعها فما علاقة هذه الأمور بالقرآن الذي جعله سيد قطب كله مجالاً لها مع الأسف الشديد.
ولكن الحال السيئة التي اختارها لنفسه وجاهر بها بقوله:" وأنا أجهر بهذه الحقيقة الأخيرة وأجهر معها بأنني لم أخضع في هذا لعقيدة دينية تغل فكري عن الفهم " التصوير الفني ص (255). وإذا كان هذا حاله وهذا اعترافه هو بنفسه فأي شيء يقف أمامه وأي شيء يحجزه؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
لاجلال القرآن ولا مكانة الأنبياء ولا مراقبة الله عز وجل ومن ثمَّ أساء جداً إلى عظمة كتاب الله فجال فيه وصال بقاعدته الفاسدة ومصطلحاته التي تواضع عليها أحط البشر ويمارسها شرهم وأحقرهم في أخبث وأبغض البقاع إلى الله فجعل كتاب الله ونصوصه المقدسة على نمط التمثيليات والأقاصيص والروايات التي تعرض في دور السينما والمسرحيات فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ويأسف المسلم أشدَّ الأسف أن يحاط هذا الكتاب ومؤلفه بغاية من القداسة وكذلك مؤلفات هذا الرجل مما يدل أن كثيراً من الناس قد انحطت مداركهم إلى منحدر سحيق وأغلقت عقولهم وضعف وازع الدين واحترام القرآن والسنة في نفوسهم نسأل الله الكريم أن يرحمهم فينقذهم مما هم فيه بلاء.
وقال في ص (53):" من فضل التصوير الفني في القرآن عرض نماذج من الأمثال القصصية في التعليق على قول الله تعالى: {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين * ولا يستثنون}.
لقد قر رأيهم على أن يقطعوا ثمرها عند الصباح الباكر دون أن يستثنوا شيئاً للمساكين فلندعهم على قرارهم ولننظر ماذا يقع الآن في بهمة الليل حيث يختفون هم ويخلوا منهم المسرح، فماذا يرى النظارة هناك مفاجأة تتم خلسة، وحركة خفية كحركة الأشباح في الظلام " فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم ".
والآن ها هم يتصايحون مبكرين وهم لا يدرون ماذا أصاب جنتهم في الظلام " فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا وهم يتخافتون ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين " ليمسك النظارة ألسنتهم فلا ينبهوا أصحاب الجنة إلى ما أصاب جنتهم وليكتموا ضحكات السخرية التي تكاد تنبعث منهم وهم يشاهدون أصحاب الجنة المخدوعين يتنادون متخافتين خشية أن يدخل عليهم مسكين ليكتموا ضحكات السخرية بل ليطلقوها فها هي ذي السخرية العظمى ….
وهاهم أولاء يفاجئون فليضحك النظارة كما يشاءون " فلما رأوها قالوا إنا لضالون " … ..
واصل تعليقه وقال في موضع آخر ص (189):"وظللنا نحن النظارة نسخر منهم وهم يتنادون ويتخافتون والجنة خاوية كالصريم حتى انكشف لهم السر أخيراً بعد أن شبعنا تهكماً وسخراً "قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون ".
أقول: ما دخل المسرح والنظارة وما دخل الضحك و السخرية في تفسير هذه الآيات الكريمات التي ساقها الله للاعتبار و الاتعاظ و الإزدجار؟
ما الداعي بالهبوط بكتاب الله في هذا التفسير العجيب؟
إذا كان لسيد قطب هوايات يريد تطبيقها فليبحث عن مجالات يناسبها تطبيق هذه الهوايات في قصص وتمثيليات تناسب أخلاق النظارة الفارغين اللاهين.
وهذه المسرحية فيها كذب لأن سيد قطب ومن عاصره بعد قصة أصحاب الجنة بقرون كثيرة فكيف يصح قوله:"وظللنا نحن النظارة نضحك منهم وهم يشاهدون أصحاب الجنة وهذا شأن التمثيليات والمسرحيات.
هذه لغة القصاصين والروائيين الفارغين للمتسكعين في المسارح ودور السينما وليست لغة القرآن العربي الذي نزل لهداية البشر على أفضل الرسل عليهم الصلاة والسلام.
وفي ص (186) - تابع لعنوان الخصائص الفنية في القصة:
قال:" ومرة يكشف بعض السر للنظارة وهو خافٍ على البطل في موضع وخافٍ على النظارة وعن البطل في موضع آخر في القصة الواحدة، مثال ذلك قصة عرش بلقيس الذي جيء به في غمضة وعرفنا نحن أنه بين يدي سليمان في حين أن بلقيس ظلت تجهل ما نعلم " فلما جاءت قيل أهكذا عرشك؟ قالت كأنه هو " فهذه مفاجأة عرفنا نحن سرها سلفاً، ولكن مفاجأة الصرح الممرد من قوارير ظلت خافية علينا وعليها حتى فوجئنا بسرها معها حينما قيل لها ادخلي الصرح، فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها ".
هكذا يفسر كلام الجليل بالكذب وهذا ثمرة مرّة للتعلق بالفن والانفلات من العقيدة التي يعتبرها غلاً فما علاقة كلام الله بالتمثيليات التي يعد الكذب من أركانها ولا ينسجها إلا الكذابون. فهل كان سيد قطب من الحاضرين المشاهدين وهل علم بحضور العرش بين يدي سليمان قبل بلقيس؟ ومن هم هؤلاء النظارة؟ وهل هذا البطل رجل أو امرأة؟ وهكذا إلى آخر هذه المهزلة التي يفسر بها سيد قطب كلام الله باسم الفن الذي يراه سيد قطب صنو الدين وهل هذا حقاٍ من الخصائص الفنية في القرآن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في ص (187): " وثالثة الخصائص الفنية في عرض القصة: تلك الفجوات بين المشهد والمشهد التي يتركها تقسيم المشاهد و" قص " المناظر مما يؤديه في المسرح الحديث إنزال الستار وفي السينما الحديثة إنتقال الحلقة بحيث تترك بين كل مشهدين أو حلقتين فجوة يملؤها الخيال ويستمتع بإقامة القنطرة بين المشهد السابق والمشهد اللاحق، وهذه طريقة متبعة في جميع القصص القرآني ".
ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم حاشا كتاب الله مما يلصقه به هذا الرجل، أتفسر كتاب الله بهذه الفنون الفاسدة إنتاج ملاحدة الغرب ودعارها؟
ثم واصل سيد قطب تفسير آيات الله الكريمة في صورة عرض مشاهد مسرحية فيها تارة يرفع الستار وتارة يسدله في عدد مما يسميه بالمشاهد في قصة يوسف ويقول:" إن فيها ثمانية وعشرين مشهداً "عرض بعضها والباقي تنطبق عليها قواعده الباطلة في نظره.
ثم قال: " وتسير قصة أهل الكهف ومريم وسليمان على النسق نفسه وسنعرضها بالتفصيل في الفقرة التالية ".
وساق قصة أهل الكهف في مشاهد يسدل فيها الستار ويرفعه، وأشار إلى قصة أصحاب الجنة ومشهد إبراهيم وإسماعيل أمام الكعبة ونوح أمام الطوفان وكلها في نظره تجري على نسق واحد، وهكذا يطبق سيد قطب فنون الجاهلية الغربية على القرآن العظيم تعالى وتقدّس منزِّله الذي قال في شأنه: [لَّا يَأتِيهِ الباَطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلاَمِن خَلفِهِ تَنزِيلٌ مِّن حَكِيمٍ حَمِيدٍ] [فصلت:42].
و في ص (195 - 199) ذكر قصة مريم في سورة مريم وقسمها إلى مشاهد أوهزات على طريقة المسرحيات فيها الفجوات والمفاجآت وإسدال الستار إلى أن قال في ص (199):" ولولا أننا قد جربنا من قبل لو ثبتنا على أقدامنا فزعاً أو لسمرنا في مواضعنا دهشاً أو لفغرنا أفواهنا عجباً لكننا جربنا فلتفض أعيننا بالدمع من التأثر، ولترتفع أكفنا بالتصفيق من الإعجاب وفي هذه اللحظة يسدل الستار والأعين تدمع للانتصار والأيدي تدوي بالتصفيق ".
هذه هي الخصائص الفنية التي حرمها من سبق سيد قطب من الصحابة والتابعين والمفسرين أجمعين وحظي باكتشافها وإدراكها سيد قطب ويعدها سيد قطب لا يتم الإبداع والإعجاز إلا بها.
6 - إطلاق سيد قطب السحر على القرآن كرات ومرات
وقد مرَّ بنا أن ذلك لا يجوز كما لا يجوز أن يوصف بأنه شعر أو كهانة أو أساطير أو غير ذلك من الألفاظ القبيحة التي استخدمها الكفار للذم والتشويه للقرآن الكريم وتشويه سمعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصد الناس عن الإيمان به واتباعه.
لقد أطلق سيد قطب هذا اللفظ المذموم الحقير عند كل الأمم أذكر بعضاً منها:
1 - قال في ص (8): "ولكن سحرها لا يزال وجاذبيتها لا تزال " يعني الصور التي يتخيلها في نصوص القرآن.
2 - و في ص (11) قال معنوناً: " سحر القرآن ".
-3/ 4 - سحر القرآن العرب، وقال عن قصة عمر رضي الله عنه والوليد بن المغيرة " وكلتاهما تكشفان عن هذا السحر ".
5 - وفي ص (11) عن مدى هذا السحر القاهر الذي استوى في الإقرار به المؤمنون والكافرون "
6 - وفي ص (13)، قال: " ولكن هذه العوامل لا تنفي أنه كان لسحر القرآن".
7، 8، 9، 10 – في ص (14) قال: " سحر يؤثر " فهو يعلل إيمانه بهذا السحر وإنها لأدل على سحر القرآن للعرب، ومن هنا تلتقي قصة الكفر بقصة الإيمان في الإقرار لسحر القرآن، ولا يقل عن هاتين القصتين في الدلالة على هذا السحر ما حكاه القرآن … عن قول بعض الكفار: "لا تسمعوا لهذا القرآن ".
11 - قال معنوناً في ص (17): " منبع هذا السحر ".
12 - وفي ص (17) "كيف اجتمع على الإقرار بسحره المؤمنون والكافرون ".
أقول: حاشا المؤمنين من الإقرار بأنه سحر وإنما آمنوا بأنه وحي من عند الله.
13، 14 – قال في ص (18): " يجب أن نبحث عن منبع هذا السحر في القرآن "، وقال:" وكان مع ذلك محتوياً على هذا النبع الأصيل الذي تذوقه العرب فقالوا: "إن هذا إلا سحرٌ يؤثر "، ومعلوم أنهم ما قالوه مدحاً إنما قالوه ذماً منشؤه الحسد والكبر والعداوة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
15، 16، 17 – قال في ص (19): " فلننظر في هذه السور على سبيل المثال لنرى أي سحر كان فيها اضطرب له الوليد "، " فأين هو السحر الذي تحدث عنه ابن المغيرة بعد التفكير والتقدير "، " لا بد إذن أن السحر الذي عناه كان كامناً في مظهر آخر غير التشريع ومعلوم أن الوليد ما قال: (إن هذا إلا سحر يؤثر) إلا خبثاً منه وتشويهاً للقرآن وتنفيراً منه ولهذا ذمه الله أشد الذم وتوعد بأنه سيصليه سقر ".
18 – في ص (24): " فلننظر في هذه السور بالإجمال – لنرى – أي سحر كان فيها استأثر بالسابقين الأولين الذين تابعوا محمد حتى قبل أن يعتز الإسلام بعمر ".
19، 20، 21، 22 – ص (25): قال عن العرب المعاصرين لنزول القرآن: " إنهم سموه تارة شعراً وسموه تارة سحراً "، ثم قال: " لقد تلقوه مسحورين يستوي في ذلك المؤمنون والكافرون. هؤلاء يسحرون فيؤمنون، وهؤلاء يسحرون فيهربون، ثم يتحدث هؤلاء وهؤلاء عما مسهم منه فإذا هو حديث غامض لا يعطيك أكثر من صورة المسحور المبهور الذي لا يعلم موضع السحر ".
وانظر إليه كيف يستخدم لفظ المس الذي يصاب به من به مس من الجن أو السحر. قد تقول: إن سيداً إنما يقصد تأثير القرآن.
أقول: نعم لكن أما كان يسعه أن يستخدم لفظ التأثير وقوة التأثير مثلاً؟ بلى ولكن سيداً قد صرح بأنه لم يخضع في عمله هذا لعقيدة دينية تغل فكره عن الفهم.
وقال في ص (25): " وإننا لنستطيع أن ندع – مؤقتاً – قداسة القرآن الدينية ".
فهذا هو السر في إطلاق السحر على القرآن وإطلاق المسرح والسينما والموسيقى وغيرها مما لا يليق إطلاقه على كلام من يحترم نفسه وكلامه من البشر فكيف بكلام الأنبياء فكيف بكلام الله عز وجل.
يرى سيد قطب في (التصوير الفني) ص (25) أنه أتى بما لم تستطعه الأوائل في فهم القرآن بما فيهم الصحابة والمفسرون وعلماء البلاغة وغيرهم فقال: " كيف فهم القرآن لا نستطيع أن نجد في حديث الغرب المعاصرين لنزول القرآن صورة معينة لهذا الجمال الفني الذي سموه تارة شعراً وتارة سحراً وإن استطعنا أن نلمح فيه صورة لما مسهم منه من تأثير لقد تلقوه مسحورين يستوي في ذلك المؤمنون والكافرون، هؤلاء يسحرون فيؤمنون وهؤلاء يسحرون فيهربون ثمَّ يتحدث هؤلاء وهؤلاء بما مسهم منه، فإذا هو حديث غامض لا يعطيك أكثر من صورة المسحور المبهور الذي لا يعلم موضع السحر فيما يسمع من هذا النظم العجيب، وإن كان ليحس منه في أعماقه هذا التأثير الغريب.
فهذا عمر بن الخطاب يقول في رواية: " فلما سمعت القرآن رقَّ له قلبي فبكيت ودخلني الإسلام " ويقال عنه في رواية أنه قال: " ما أحسن هذا الكلام وأكرمه "، ثم ساق قصة الوليد بن المغيرة فقال وهو كافر بمحمد وبالقرآن لا يتهم بحبه وموالاته: " والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه ليحطم ما تحته وإنه يعلو وما يعلى عليه، ثم يقول: ما هو إلا سحر يؤثر " ".
التعليق:
أولاً – لا يجوز إطلاق السحر على القرآن ولا على تأثيره في العقول والنفوس.
ثانياً – تصوير فهم العرب ومنهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أبرزهم عمر بن الخطاب بأن حديثهم عن تأثير القرآن في نفوسهم حديث غامض.
وإن حديثهم عن هذا التأثير – الذي يصفه سيد قطب بالسحر – حديث من لا يعلم موضع التأثير – الذي يسميه بالسحر من الجرأة بمكان لا سيما وفي القوم عمر بن الخطاب المحدَّث الذي كان ينزل القرآن بموافقاته وتأييد نظراته العميقة، عمر الذي شهدله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتى إني لأري الري يخرج في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب، قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم " رواه البخاري في كتاب العلم رقم (82)، ومسلم في العلم رقم (2671)، وقال في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم).
ماذا يرى سيد قطب في علمهم وفهمهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إنه يرى وياللداهية إن حديثهم عن تأثير القرآن غامض وأنهم لا يعلمون موضع التأثير فيما يسمعون من هذا النظم العجيب والقرآن نزل بلغتهم ويعرفون مقاصده ومراميه أكثر من غيرهم ويدركون بلاغته وإعجازه إلى درجة لا يلحقهم فيها فحول أئمة اللغة والعلم في كل الفنون يعترف بهذا أمثال الشافعي والأصمعي وأبي عبيد القاسم بن سلام بل وكل المسلمين.
ويأتي سيد فيقول في علمهم وإدراكهم ما قال ويرى نفسه أنه قد أوتي مالم يؤتوا و علم مالم يعلموا و والله لوكان علماً صحيحاً نافعاً لسبقه إليه أدناهم فضلاً عن أعلاهم و لكن ليس عند سيد قطب إلا إخضاع النصوص لفنه الباطل المأخوذ عن أوربا من مسرحيات و تمثليات و سينما و موسيقى و إيقاعات وو…الخ. مع الأسف الشديد.
و نزه الله الإسلام و القرآن مما يلصقه بهما سيد قطب.و نزه الله عقول الصحابة و أخلاقهم و ديانتهم أن يفهموا من كتاب الله العظيم ما فهمه سيد قطب و إنما هي إيحاءات و خيالات شيطانيه.
الكفار لا يقصدون من إطلاق السحر على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى القرآن إلا الذم و التشويه.
قال تعالى: [ص، وَالقُرءَانِ ذِى الذِّكرِ، بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِى عِزَةٍ وَشِقَاقٍ، كَم أَهلَكنَا مِن قَبلِهِم مِّن قَرنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ، وَعَجِبُوا اَن جَآءَهُم مُّنذِرٌ مِّنهُم وَقَالَ الكاَفِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ، أَجَعَلَ الأَلِهَةَ إِلاَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَىءٌ عُجَابٌ، وَانطَلَقَ المَلأُ مِنهُم أَنِ امشُوا وَاصبِرُوا على ءَالِهَتِكُم إِنَّ هَذَا لَشَىءٌ يُرَادُ، مَا سَمِعنَا بِهَذَا فِى المِلَّةِ الأَخِرَةِ إِن هَذَا~إِلاَّ اختِلاَقٌ، أَءُنزِلَ عَلَيهِ الذِكرُ مِن بَينِنَا بَل هُم فى شَكٍ مَّن ذِكرِى بَل لَّمَّا يَذُوقوا عَذَابِ] [ص1 - 8]، فهذه مقاومة و حرب على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على القرآن الكريم فهم في عزه و شقاق و كفر و عناد و لا يريدون بإطلاق السحر و الكذب على رسول الله إلا تشويهه و صد الناس عن اتباعه و منشأ هذه الحرب التكذيب و الشك فيما أنزل إليه صلى الله عليه و سلم. قال تعالى: [اقتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُم وَهُم فِى غَفلَةٍ مُعرِضُونَ،مَا يَأتِيهِم مِّن ذِكرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحدَثٍ إِلَّا استَمَعُوهُ وَهُم يَلعَبُونَ، لاَهِيَةً قُلُوبُهُم وَأَسَرُّوا النَّجوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَل هَذَآ إِلَّا بَشَرٌ مِّثلُكُم أَفَتَأتُونَ السِّحرَ وَأَنتُم تُبصِرُون، قَالَ رَبِّى يَعلَمُ القَولَ فِى السَّمَآءِ وَالأَرضِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ، بَل قَالُوآ أَضغَاثُ أَحلاَمٍ بَلِ افتَرَاهُ بَل هُوَ شَاعِرٌ فَليَأتِنَا بِأَيَةٍ كَمَا أُرسِلَ الأَوَّلُونَ] [الأنبياء:1 - 5].
فهم في غفلة وإعراض وأهل قلوب لاهية واستماعهم للقرآن استماع اللاعبين وأهل مكر وكيد وظلم في حربهم للرسول صلى الله عليه وسلم وللقرآن فهم لا يألون جهداً في تشويه الرسول صلى الله عليه وسلم وتشويه القرآن ولا في الصد عن الإسلام فالرسول في نظرهم بشر يستحيل أن يرسله الله وهذا حاله وما أنزل إليه سحر وأضغاث أحلام افتراه محمد بل هو شاعر والقرآن شعر وسحر وهذا منهم نهاية الخبث والتكذيب والتشويه.
قال تعالى:? [وَمَا تَأتِيهِم مِّن ءَايَةٍ من ءَايَاتِ رَبِهِم إِلاَّ كَانُوا عَنهَا مُعرِضِينَ، فَقَد كَذَّبُوا بِالحَقِ لَمَّا جَآءَهُم فَسَوفَ يَأتِيهِم أَنبَآؤُا مَا كَانُوا بِهِ يَستَهزِءُونَ] [الأنعام:4 - 5]، ويرد الله عليهم بالتهديد بالإهلاك على تكذيبهم ومواقفهم المشينة، ثم قال تعالى في هذا السياق مبيناً عنادهم وعتوهم والإيغال في هذا العناد والعتو والتكذيب:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: [وَلَو نَزَّلنَا عَلَيكَ كِتَاباً فِى قِرطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيدِيهِم لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن هَذَآ إِلاَّ سِحرٌ مُّبِينٌ، وَقَالُوا لَولآَ أُنزِلَ عَلَيهِ مَلَكٌ وَلَو أَنزَلنَا مَلَكاً لَّقُضِىَ الأَمرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ، وَلَو جَعَلنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلنَاهُ رَجُلاً ولَلَبَسنَا عَلَيهِم مَّا يَلبِسُونَ، وَلَقَدِ استُهزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَستَهزِءُون] [الأنعام:7 - 10]،فهم في حربهم يستخدمون أقوى ما عندهم من الأسلحة في مقاومة الرسول والحق فلا شيء عندهم أقبح من السحر قبحهم الله ولا يصرفون الناس عنه إلا بهذا الأسلوب المقرون بالسخرية والاستهزاء مبالغة في التشويه وإمعاناً في صد الناس على الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن كحال من قبلهم من أعداء الرسل عليهم الصلاة والسلام بل هم أشد في حرب هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وأشد مقاومة.
قال تعالى: [فَذَكِّر فَمَآ أَنتَ بِنِعمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجنُونٍ، أَم يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيبَ المَنُونِ، قُل تَرَبَّصُوا فَإِنِّى مَعَكُم مِّنَ المُتَرَبِصِينَ?، أَم تَأمُرُهُم أَحلاَمُهُم بِهَذَآ أَم هُم قَومٌ طَاغُونَ، أَم يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَ يُؤمِنُونَ، فَليَأتُوا بِحَدِيثٍ مِثلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ?] [الطور:29 - 34]، فهم يصفون الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن بأخبث الأوصاف المتعارف عليها عندهم مبالغة في التشويه والتنفير فالرسول صلى الله عليه وسلم كاهن ومجنون وما جاء به كهانة بل جنون وهو شاعر ولا يقصد بذلك إلا الطعن والتشويه، ومتقول على الله فالذي جاء به تقول وكذب ومصدر ذلك ومنشؤه إنما هو الكفر والطغيان.
وإذا كان هذا هو واقع الكفار المكذبين وهذه هي مقاصدهم الدنيئة فلا يجوز أن يقال في القرآن إنه سحر كما لا يجوز أن يقال إنه شعر وكما لا يجوز أن يقال إنه كهانة كما لا يجوز أن يقال إن الرسول ساحر أو شاعر أو كاهن أو مجنون أو كذاب، فإطلاق السحر على القرآن والرسول في التحريم والمنع كتحريم إطلاق الكذب والكهانة والشعر والجنون وسائر الأوصاف التي أطلقها الكفار على الرسالة والرسول صلى الله عليه وسلم تكذيباً واستهزاءً وسخرية وتشويهاً وتنفيراً.
فمن يقول إن الكفار إنما كانوا يطلقون السحر على القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم لغير هذه المقاصد التي نص عليها القرآن ولغير البواعث التي نص عليها القرآن فإنما هو مجازف متهور مصادم للقرآن الكريم المنزل من العليم الخبير بأقوال هؤلاء الكافرين المكذبين. قل أأنتم أعلم أم الله؟.
ـ[بلال عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 03:46 م]ـ
اين اجد الكتابين كاملين جزاك الله خيرا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 07:48 ص]ـ
أتمنى أن تحدد منطقتك، كي يساعدك من هو قريب منك.(/)
أرجو الإفادة حول فوضوية المصطلح النقدي واللغوي
ـ[سيبويه2007]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 09:50 ص]ـ
أرجو الإفادة بخصوص المصطلحات اللغوية الحديثة وفوضى التأليف والترجمة فيها عن طريق مقالات ومواقع الكترونية وأسماء مراجع ومصادر تتناول هذا الموضوع، وذلك للضرورة القصوى.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 07:57 ص]ـ
في كتاب د. أحمد محمد ويس: (الانزياح من منظور الدراسات الأسلوبية)
تحدث المؤلف عن هذه الفوضوية بشكل غير مباشر، وكان منطلقه في الحديث مصطلح (الانزياح) والذي تعدّت ترجمته (40) مصطلحًا!
تفضل هنا ( http://www.al-jazirah.com.sa/culture/06022006/fadaat16.htm) أرجو أن يفيدك.(/)
من خصائص غرض المديح في الإسلام ...
ـ[صَبْرُ أيوب]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 01:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، قائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ... أمابعد:
فأتناول في هذا العمل، أبياتاً في غاية في الشهرة، متداولة عند أبناء المسلمين لشاعر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حسان بن ثابت – رضي الله عنه، في مدح أبي بكر- رضي الله عنه-،لأستخلص منها خصائص غرض المديح في الإسلام، من ذلك النص الموثق في كتب الحديث، وتراجم الصحابة ... من الكتب التي هي حجة شرعية، وتأصيل ديني، قبل أن تكون مصدراً للباحث في مسائل الأدب الإسلامي، مركزاً على التوثيق والرواية، أكثر من التحليل و الرح كما أوصى الأستاذ – حفظه الله-، إذ بهما تقوم الحجة.
والأبيات كما وردت في الديوان:
إذا تذكرت شجواً من أخي ثقة
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
الثاني التالي المحمود شيمته
وأول الناس طراً صدق الرسلا
وثاني اثنين في الغار والمنيف وقد
طاف العدو به إذ صاعدا الجبلا
وكان حب رسول الله قد علموا
من البرية لم يعدل به أحدا
خير البرية أتقاها وأعدلها بعد الرسول وأتقاها بما حملا
وأهم مما في الديوان (من جهة التأصيل الشرعي):
قول صاحب المستدرك على الصحيحين:" حدثني أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمدان، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا غالب بن عبدالله القرفساني، عن أبيه، عن جده، حبيب بن أبي حبيب قال: شهدت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال لحسان: قلت في أبي بكر شيئاً؟ قال: نعم، قال: قل حتى أسمع: قلت:
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد طاف العدو به إذ صاعد الجبلا
وكان حب رسول الله قد علموا من البرية لم يعدل به رجلا
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".
وقال صاحب المستدرك: "حدثنا أبو عبدالله محمد بن علي بن مخلد الجوهري ببغداد، ثنا الخليل بن زكريا، ثنا مجالد بن سعيد، عن الشعبي قال: سألت ابن عباس، أو سئل: من أول من أسلم؟ فقال: أما سمعت قول حسان رضي الله عنه:
إذا تذكرت شجواً من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها بعد النبي وأوفاها بما حملا
الثاني التالي المحمود مشهده وأول الناس منهم صدق الرسلا"
و قال صاحب أسد الغابة في معرفة الصحابة:" أخبرنا غير واحد إجازة قالوا: "أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عبيدالله بن عبد الرحمن بن محمد، حدثنا محمد بن هارون بن حميد بن المُجَدَّر، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن مجالد، عن الشعبي، قال: سألت ابن عباس: من أول من أسلم؟ قال: أبو بكر، أما سمعت قول حسان:
إذا تذكرت شجواً من أخي ثقة فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها بعد النبي وأوفاها بما حملا
الثاني التالي المحمود شيمته وأول الناس طراً صدق الرسلا"
وذكر صاحب طبقات الشافعية الكبرى: ((قال - عليه السلام- لحسان: (هل قلت في أبي بكر مثلاً؟)) قال: نعم، قال: قل وأنا أسمع، قال:
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد طاف العدو به إذ صاعد الجبلا
وكان ردف رسول الله قد علموا من البرية لم يعدل به أحدا
فضحك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه وقال: " صدقت يا حسان، هو كما قلت .. "))
وبعد الروايات المتعددة الموثوقة، نجزم بصحة الأبيات، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – استنشدها وسمعها، وأعجب بها، وفي ذلك زيادة دلالة على جواز شعر المدح في الإسلام، ولا أدل على ذلك من فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كما تقدم، وأنها دليلُ ابن عباس رضي الله عنه على أسبقية إسلام أبي بكر رضي الله عنه، وذكر مناقبه عند أهل الحديث والسير.
ثم إن قارئ أبيات حسان ليجد فيها خصائص المدحة الإسلامية، فهي في واحد من أكابر أولي الفضل في أمة الإسلام ممن لا تخشى عليهم الفتنة، بل هو الشخصية الثانية بعد الحبيب - صلى الله عليه وسلم-، وكان مديحه بصفات معروفة لكل أحد في ذلك العصر، فمدحه بأنه أول من صَدَّق المصطفى – صلوات الله وسلامه عليه-، وبالصحبة في الغار، وأنه خير البرية بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأنه حب رسول الله، مع اختصار في الأبيات، والتزام للصدق، وبعد عن المبالغة، والتزلف والمراءاة.
ثم إن الناظر في رواية الأبيات ليقع نظره على لطائف جميلة، أولها أن حسان- رضي الله عنه- مدح أبا بكر دون مناسبة، أو دون أن يُطلب منه، وفي هذا حث على مديح الصالحين لتثبيتهم وليتقدموا في عمل الخير، ثم إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- استنشد حسان الأبيات في وسمعها تأييداً له، وأعجب بذلك وتبسم له، فكأنه بذلك يوقِّع على خصائص المدح في القطعة التي تمثل خصائص المدح في الإسلام ...
كتبه: عبد العزيز بن علي الغامدي ....(/)
قضية القضاء والقدرفي الأدب ... تناول إسلامي ...
ـ[صَبْرُ أيوب]ــــــــ[23 - 09 - 2007, 01:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... أما بعد:
فإذا نظرنا إلى أدبنا العربي نجده حافلاً بالحديث عن قضية القضاء والقدر، وتظهر لنا فيه النظرة الإنسانية للقضاء والقدر جلية سواء أكانت إيجابية أو سلبية.
يقول وضاح اليمن وقد نُعيَ إليه صديق له:
"وأعظم ما رميتُ به فُجُوعاً كتابٌ جاء من فَجٍ عميقِ
يُخبِّرُ عن وفاةِ أخٍ ,فصبراً تنجزَّ وعدُ منانٍ صَدوقِ
سأصبرُ للقضاء, فكل حيٍ سيلقى سكرة الموت المَذوقِ"
ففي الأبيات السابقة تتمثل النظرة الإيجابية الناصعة للقضاء والقدر، فالبرغم مما دهي به من مصيبة نعتها بأعظم المصائب، تذكر ما يتوجب عليه حيال ذلك من الصبر على قضاء الله، فكل مقدور كائن، وكل إنسان سيشرب من كأس المنية، وما على الإنسان إلا التزام الرضا والتسليم.
وفي قصة الرجل الذي دخل على عروة بن الزبير نجد العجب العجاب من توفيق الله سبحانه وتعالى لهذا الرجل، وربطه على قلبه، إذ يقول: بت ليلة في بطن واد، ولا أعلم عبسياً يزيد ماله على مالي فطرقنا سيلٌ فذهب بما كان لي من أهل ومال وولد، غير بعيرو صبي مولود، وكان البعير صعباً فندَّ، فوضعت الصبي، واتبعت البعير، فلم أجاوز قليلاً حتى سمعت صيحة ابني ورأسه في فم الذئب وهو يأكله، فلحقت البعير لأحبسه، فنفحني على وجهي فحطمه وذهب بعينيَّ، فأصبحت لا مال لي ولا أهل ولا ولد ولا بصر.
فانظر إلى فعل القدر، إذ ذهب السيل بأهله وماله، وراح ولدهُ الباقي فريسة للذئب، وكان جمله الشارد سبباً في ذهاب بصره، ومع كل هذا يذكر الله ويشكره، ويسلم ويقتنع، بل ويروي ذلك لأهل المصائب ليخفف عنهم، هذه ــ ولا شك ــ نظرة إيجابية للقضاء والقدر.
ونرى فريقاً من الأدباء ينطلقون من النظرة السلبية الساخطة على القضاء والقدر، التي ترى فيه كل مكروه، كقول أحدهم:
"مصائبُ الدهر كفِّي إن لم تكفي فعفي خرجت أطلب رزقي وجدت رزقي توفي
فلا برزقي أحظى ولا بصنعة كفي كم جاهل في الثُّريا وعالم متخفي" (كذا)
فأي قنوط، وأي سخط، وأي اعتراض!
وعندما ننظر لشاعر قريب العهد، هو الشاعر: محمد حسن فقي، الذي يؤمن بقضاء الله وأنه واقعٌ لا محالة، ومع ذلك نجده يرضى رضا المُكرَه، ويسلم تسليم المُجْبر، إذ يقول في ديوانه المعنون
بـ (قدرٌ .. ورجل) في قصيدة سماها (عذاب الحيرة):
"لم لست أقنع في الحياة بكل أوطار الحياة
لم حين تمنحني الهبات أضيق ذرعاً بالهباتْ
ويشوقني الحرمان ثم أضيق بالحرمان من كلفي بذاتي
ويحي فما أشكو سوى أني أعيش بلا ثبات
إلى قوله:
ويهولني قدري ولكن ليس عن قدري محيدْ
ويقول فيها:
قد ساقني قدري ... وها أنا في المتاهة سائر
أأكف عن سيري؟ وكيف؟ وما يكف الزجر
أم هل يسير ولو هلكت؟ وما لدربي آخر
قلتُ: هذا مما يستغرب، فكيف تستبد الحيرة وتطغى على شعر مسلم يملك الأجوبة، وهذا يتضح في قوله:
ما تعرفين ولست أعرف ما يدبره القضاء
فإذا سخطت فإنه قدر يسير كما يشاء
وإذا رضيت فقد يكون رضاك قنطرة النجاء"
فهو يعرف أن كنه القضاء مجهول، وأن السخط لن يغير من المقدور شيئا، ويعرف أن الرضا هو (قنطرة النجاءْ)، ولكنه سبقه (بقد) الدالة على التقليل مما يدل على أن سلطان التردد مازال مستمراً على نفسيته، ولا أجد لهذا التردد والحيرة والقلق من القدر الوارد في شعر فقي تفسيراً غير مجاراة من كانوا في عصره من أهل المهجر وغيرهم، من الذين لا يدينون بدين الحق، فركب مطاياهم، ونهج نهجهم، وهام في وديان باطلهم بحثاً عن التجديد الموهوم.
فانظر إلى شاعرهم إيليا أبي ماضي يقول في قصيدة يصف القدر ويعجب من ظلمه:
"لله من عبث القضاء وسخره بالناس والحالات والأشياءِ
كم درةٍ في التاج ألف مثلها في القاع لم تخرج من الظلماء
ولكم جنى علمٌ على أربابه وجنى الهناءَ جماعةُالجهلاءِ"
فهو يقرر هنا حقيقة يؤمن بها، وهي أن القضاء يعبث بالناس، وينزل بعضهم منزلتهم فيكونون في التاج ويجور على بعضهم فيبقيهم مهملين في القيعان، ولم يكفه أن تمتلئ نفسه بهذه النظرة السلبية حتى دعا لها الطير، وقد رأت الإنسان ــ وهو صائدها على الأرض ــ يطير في الفضاء معها:
"أبصرتهُ فأكبرتْ أن ترى في الجـ
ـــوِّ صيادها على الغبراءِ
فاستوى في قلوبها الذعرُ حتى
كادَ يحكي البلاءَ خوفُ البلاءِ
وتناجتْ تبغي النجاة فراراً
أينَ أينَ المفرُ من ذا القضاءِ؟
اهبطي، أو فحلقي، أو فسيري إنما المنتهى إلى الأرزاءِ" (كذا)
ومما تقدم تتبين لنا النظرة الإنسانية للقضاء والقدر في زيها الناصع الذي يمثله الأدباء الراضون بقضاء والله وقدره ففاضت نفوسهم بهذا الرضا أدباً راضياً مستنيراً بنور ربه، وفي زيها الساخط على القضاء النابع من الجهل، من أدباء جهلوا حقيقة القضاء مما أحال حياتهم وأدبهم جحيماً يتعذبون به ويعذبون معهم النفوس الساخطة.
كتبه: عبد العزيز بن علي الغامدي ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 07:47 ص]ـ
جزيت خيرا (صبر أيوب) على هذه الإلماحات بما يخص قضية الإيمان بالقدر في الأدب.
و من يقرأ الأدب سيجد التذبذب بين التسليم و التسخط حتى لدى شاعر واحد أحيانًا، يصل أحيانًا ليكون في قصيدة واحدة؛ وذلك قد يكون له علاقة بوقت كتابة القصيدة، و قربه من وقوع حادثة أليمة للأديب.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[15 - 04 - 2009, 05:52 ص]ـ
إذا الشعب يوما أراد الحياة **** فلابد أن يستجيب القدر
بيت لأبي القاسم الشابي دار حوله خلاف البعض يحاول توجهه ليستقيم دون ومخالفه والبعض يحمله على لفظه ولا يقر معناه
فحملني الخلاف على التنقيب في ديوانه باحثا عن القدر ورؤية الشابي له
فرأيت منه تسخطا عجيبا وصادفت ما هو أشد وأمر مع أن الشاعرأتم حفظ القرآن في سن مبكرة ودرس العلوم الدينية واللغوية في جامع الزيتونة لكنه التأثر بالمدارس الغربية
أيسطو على الكُلِّ ليلُ الفناء ... ليلهو بها الموتُ خَلْفَ الوجود
ويَنْثُرَها في الفراغِ المُخيفِ ... كما تنثرُ الوردَ ريحٌ شَرودْ
كبيرٌ على النَّفسِ هذا العفاءُ ... وصَعْبٌ على القلبِ هذا الهمودْ
وماذا على القَدَر المستَمرِّ ... لوِ اسْتمرَأ النَّاسُ طعمَ الخلودْ
ولم يُخْفَروا بالخرابِ المحيط ... ولم يُفْجَعوا في الحبيب الودودْ
ولم يسلكوا للخُلود المرجَّى ... سبيلَ الرّدى وظَلامَ اللّحودْ
فَدامَ الشَّبابُ وسِحْرُ الغرامِ ... وفنُّ الرَّبيعِ ولُطفُ الورودْ
وعاش الوَرَى في سلامٍ أمينٍ ... وعيشٍ غضيرٍ رخيٍّ رغيدْ
ولكنْ هو القَدَرُ المستبدُّ ... يَلذُّ له نوْحُنا كالنَّشيدْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
يا ليلُ مَا تصنعُ النَّفْسُ التي سَكَنتْ **** هذا الوجودَ ومن أعدائها القَدَرُ
قَدْ كبَّلَ القَدَرُ الضَّاري فرائِسَهْ ... فما استطاعوا له دفعاً ولا حزَروا
وخاطَ أعينَهم كي لا تُشاهِدَهُ ... عينٌ فتعلمَ مَا يأتي وما يَذَرُ
وحاطَهُمْ بفنونٍ من حَبائِلِهِ ... فما لَهُمْ أبداً من بطشِه وَزرُ
لا الموت يُنْقِذُهُمْ من هولِ صولَتِهِ ... ولا الحياةُ تَساوى النّاسُ والحَجَرُ
ولو رأوه لسارتْ كي تحارِبَه ... من الوَرَى زُمَرٌ في إثرِها زُمَرُ
وثارتِ الجنّ والأملاكَ ناقمةً ... والبحرُ والبَرُّ والأفلاكُ والعُصرُ
لكنّهُ قوّةٌ تُملي إرادتَها ... سِرًّا فَنَعْنو لها قهراً ونأتمرُ
حقيقةٌ مرّةٌ يا ليلُ مُبْغَضَةٌ ... كالموتِ لكنْ إليها الوِرْدُ والصَّدَرُ
تَنَهَّدَ اللَّيْلُ حتَّى قلتُ قَدْ نُثِرَتْ ... تِلكَ النُّجومُ وماتَ الجنُّ والبَشَرُ
وعادَ للصَّمتِ يُصغي في كآبته ... كالفيلسوف إلى الدنيا ويفتكرُ
وقَهْقَهَ القَدَرُ الجبَّارُ سُخْريةً ... بالكائناتِ تَضاحَكْ أَيُّها القَدَرُ
تمشي إلى العَدَمِ المحتومِ باكيةً ... طوائفُ الخَلْقِ والأشكالُ والصُّوَرُ
وأنت فوقَ الأسى والموت مبتسمٌ ... ترنو إلى الكون يُبْنَى ثمَّ يندَثِرُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
أَيُّها الدَّهْرُ أَيُّها الزَّمَنُ الجاري ... إلى غيرِ وُجهةٍ وقرارِ
أَيُّها الكونُ أَيُّها القَدَرُ الأَعمى ... قِفُوا حيثُ أَنتُمُ أَو فسيرُوا
ودَعُونا هنا تُغنِّي لنا الأَحلامُ ... والحبُّ والوُجُودُ الكبيرُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعداءِ ... كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ
أرْنُو إلى الشَّمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً ... بالسُّحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ
لا أرْمقُ الظِّلَّ الكئيبَ ولا أرَى ... مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّوداءِ
وأَسيرُ في دُنيا المَشَاعرِ حالِماً ... غَرِداً وتلكَ سَعادةُ الشعَراءِ
أُصْغي لمُوسيقى الحَياةِ وَوَحْيِها ... وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَائي
وأُصيخُ للصَّوتِ الإِلهيِّ الَّذي ... يُحْيي بقلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ
وأقولُ للقَدَرِ الَّذي لا ينثني ... عَنْ حَرْبِ آمالي بكلِّ بَلاءِ
لا يُطْفِئُ اللَّهبَ المؤجَّجَ في دمي ... موجُ الأسى وعواصفُ الأَزراءِ
فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ فانَّهُ ... سيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ
لا يعرفُ الشَّكوى الذليلَة والبكا ... وضراعَة الأَطفالِ والضّعفاءِ
ويعيشُ جبَّاراً يحدِّق دائماً ... بالفجر بالفجرِ الجميلِ النَّائي
(يُتْبَعُ)
(/)
إِملأْ طريقي بالمخاوفِ والدُّجى ... وزوابعِ الأَشواكِ والحصباءِ
وانْشر عليه الرُّعب واثر فوقه ... رُجُمَ الرَّدى وصواعقَ البأساءِ
سَأَظلُّ أمشي رغمَ ذلك عازفاً ... قيثارتي مترنِّماً بغنائي
أَمشي بروحٍ حالمٍ متَوَهِّجٍ ... في ظُلمةِ الآلامِ والأَدواءِ
النُّور في قلبي وبينَ جوانحي ... فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ
إنِّي أنا النَّايُ الَّذي لا تنتهي ... أنغامُهُ ما دام في الأَحياءِ
وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ ليس تزيدُهُ ... إلاَّ حياةً سَطْوةُ الأَنواءِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ ... فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
إِذا طَمَحَتْ للحَياةِ النُّفوسُ ... فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القَدَرْ
وهذه مجموعة أخرى من الأبيات فيها ما فيها من مخالفات ظهرت لي أثناء مطالعتي لديوانه
أنتِ تحتَ السَّماءِ روحٌ جميلٌ ... صاغَهُ الله من عَبيرِ الوُرودِ
وبنو الأرضِ كالقُرودِ وما أضْيَ ... عَ عِطرَ الورودِ بَيْنَ القرودِ
أنتِ من ريشة الإله فلا تُلْقي ... بفنِّ السّما لِجَهْلِ العبيدِ
أنتِ لم تُخْلَقي ليقْرُبَكِ النَّاسُ ... ولكنْ لتُعْبَدي من بعيدِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى النُّورِ فالنُّورُ عذْبٌ جميلٌ ... إلى النُّورِ فالنُّورُ ظِلُّ الإِلهْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنَّ لَيلَ النُّفوسِ ليلٌ مريعٌ ... سَرْمَديُّ الأسى شنيعُ الخُلودِ
يرزَحُ القَلْبُ فيه بالألَم المرّ ... ويَشقى بعيشِهِ المَنْكودِ
ورَبيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدّهْرُ ... ويمضي بِحُسِنهِ المَعْبودِ
غيرُ باقٍ في الكونِ إلاَّ جمالُ ... الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأبيدِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَا قَدَّْسَ المثلَ الأَعلى وجمَّلَهُ ... في أَعيُنِ النَّاسِ إلاَّ أنَّهُ حُلُمُ
ولو مَشَى فيهُمُ حيًّا لحطَّمَهُ ... قومٌ وقالوا بخبثٍ إنَّهُ صَنَمُ
ولا يعبدُ النَّاسُ إلاَّ كلَّ منعدمٍ ** مُمنَّعٍ ولمنْ حاباهُمُ العَدَمُ
حتَّى العَباقرةُ الأَفذاذُ حُبُّهُمُ ... يلقى الشَّقاءَ وتَلقى مجدَها الرِّمَمُ
أَرى هيكَلَ الأَيَّامِ يعلُو مُشيَّداً ... ولا بدَّ أن يأتي على أُسِّهِ الهَدْمُ
فيُصْبِحُ مَا قَدْ شيَّدَ اللهُ والورى ... خراباً كأنَّ الكُلَّ في أَمسهِ وَهْمُ
فقل لي مَا جدْوَى الحَيَاةِ وكربها ... وتلكَ التي تَذْوي وتلكَ التي تنمو
وفوْجٍ تغذِّيه الحَيَاةُ لِبَانَهَا ... وفوْجٍ يُرى تَحْتَ التُّرابِ لهُ رَدْمُ
وعقلٍ من الأَضواءِ في رأسِ نابغٍ ... وعقلٍ من الظَّلماءِ يحملهُ فَدْمُ
وأَفئدةٍ حَسْرى تذُوبُ كآبَةً ** وأَفئدةٍ سَكْرَى يرفُّ لها النَّجمُ
لِتعْسِ الوَرَى شاءَ الإِلهُ وجودَهم ... فكانَ لهمْ جهلٌ وكانَ لهمْ فهمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لَسْتُ يا أَمْسِيَ أَبكيكَ ... لِمجدٍ أَو لجاهْ
.....
إنَّما أَبكيكَ للحبِّ ... الَّذي كانَ بَهَاهْ
يملأُ الدُّنيا فأَنَّى سِرْتُ ... في الدُّنيا أَراهْ
فإذا مَا لاحَ فجرٌ ... كانَ في الفجرِ سَنَاهْ
وإذا غرَّدَ طيرٌ ... كانَ في الشَّدوِ صَدَاهْ
وإذا مَا ضاعَ عِطْرٌ ** كانَ في العِطْرِ شَذَاهْ
فهْو في الكونِ جمالٌ ... يملأُ الأُفْقَ ضِيَاهْ
وتُوَشِّي هذه الأَكوانَ ... بالسِّحْرِ رُؤَاهْ
وهو في قلبي الَّذي ... عانَقَهُ الفَجْرُ إِلَهْ
عبْقرِيُّ السِّحْرِ ممراحٌ ... وديعٌ في سَمَاهْ
يَنْسجُ الأَحلامَ في قلبي ... بِأَضْواءِ الحَيَاهْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلِمَنْ كنتِ تنشدين فقالتْ ... للضياءِ البنفسجيِّ الحزينِ
للشَّبابِ السَّكرانِ للأَمَلِ المع ... بود لليأْسِ للأَسى للمَنُونِ
أَيُّ دُنيا مسحورةٍ أَيُّ رؤيا ... طالَعَتْني في ضوءِ هذا العيونِ
زُمَرٌ من ملائكِ الملأ الأع ... لى يُغنُّونَ في حُنُوٍّ حَنُونِ
وبنى اللَّيلُ والرَّبيعُ حوالي ... نا من السِّحْرِ والرُّؤى والسُّكُونِ
معبداً للجمالِ والحبِّ شِعْرِيًّا ... مَشيداً على فِجاجِ السِّنينِ
تَحْتَهُ يزخرُ الزَّمانُ ويجري ... صامتاً في مَسيلهِ المحزونِ
وتمرُّ الأَيَّامُ والحُزْنُ والمو ... تُ بعيداً عن ظلِّهِ المأمونِ
(يُتْبَعُ)
(/)
معبداً ساحراً مباخِرُهُ الزَّه ... رُ على الصَّخرِ والثَّرى والغُصونِ
كلُّ زهرٍ يَضُوعُ منهُ أَريجٌ ... من بخُورِ الرَّبيعِ جَمُّ الفُتونِ
ونجومُ السَّماءِ فيهِ شموعٌ ... أَوْقَدَتْها للحُبِّ روحُ القُرونِ
وطغى السِّحْرُ والغرامُ بقلبي ... فتوسَّلْتُ ضارعاً بجفوني
طهِّري يا شقيقَةَ الرُّوحِ ثَغري ... بلهيبِ الحَيَاةِ بلْ قَبِّليني
إنَّ نارَ الحَيَاةِ والكوثرَ المن ... شودَ في ثغرِكِ الشَّهيِّ الحزينِ
فهو كأسٌ سِحْرِيَّةٌ لرحيقِ ال ... خُلْدِ قَدْ صاغَها إلهُ الفنونِ
قبِّليني وأَسْكِري ثغريَ الصَّا ... دي وقلبي وفِتنتي وجنوني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا إلهَ الوُجُودِ هذي جِراحٌ ... في فُؤادي تَشْكو إليكَ الدَّواهي
هذهِ زفرةٌ يُصَعِّدها الهمُّ ... إلى مَسْمَعِ الفَضَاء السَّاهي
هذهِ مُهْجَةُ الشَّقاءِ تُناجيكَ ... فهلْ أَنْتَ سامعٌ يا إلهي
أَنْتَ أَنْزَلْتَني إلى ظُلْمَةِ الأَرضِ ... وقَدْ كنتُ في صباحِ زَاهِ
كالشُّعاعِ الجميلِ أَسْبَحُ في الأُفْقِ ... وأُصْغي إلى خَريرِ المياهِ
وأُغنِّي بَيْنَ اليَنابيعِ للفجرِ ... وأَشدو كالبلبلِ التَّيَّاهِ
أَنْتَ أوصَلْتَني إلى سُبُلِ الدُّنيا ... وهذي كثيرَةُ الاشْتِباهِ
ثمَّ خَلَّفْتَني وحيداً فريداً ... بَيْنَ داعٍ من الرِّياحِ ونَاهِ
أَنْتَ أوقفتني على لُجَّةِ الحُزْنِ ... وجَرَّعتني مَرارَةَ آهِ
أَنْتَ أنشأْتني غريباً بنفسي ... بَيْنَ قومي في نَشْوَتي وانتباهي
أَنْتَ كرَّهْتَني الحَيَاةَ وما فيها ... وحبَّبْتَني جُمودَ السَّاهي
أَنْتَ جَبَّلْتَ بَيْنَ جنْبيَّ قلباً ... سَرْمَديّ الشُّعورِ والانتباهِ
أَنْتَ عذَّبتني بَدِقَّة حِسِّي ... وتعقَّبْتَني بكُلِّ الدَّواهي
بالأَسى بالسَّقام بالهمِّ بالوحشة ... باليأسِ بالشَّقا المُتناهي
بالمنايا تَغْتال أَشْهى أَمانيَّ ... وتُذوي محاجري وشِفاهي
فإذا مَنْ أُحِبُّ حُفْنَةُ تُرْبٍ ... تافهٍ مِنْ تَرائبٍ وجِبَاهِ
وإذا فتنةُ الحَيَاة وسِحْرُ الكونِ ... ضَرْبٌ من الغَمامِ الزَّاهي
يتلاشى فَوْقَ الخضَمِّ ويبقى ال ... يَمُّ كالعهدِ مُزْبدُ الأَمواهِ
يا إله الوُجُود مَا لَكَ لا ... ترثي لحُزْنِ المُعَذَّبِ الأَوَّاهِ
قَدْ تأَوَّهْتُ في سكونِ اللَّيالي ... ثمَّ أَطبقتُ في الصَّباحِ شِفاهي
وَتَغَزَّلْتُ بالحَيَاةِ وبالحبِّ ... وغنَّيتُ كالسَّعيدِ اللاَّهي
وزَرَعْتُ الأَحلامَ في قلبيَ الدَّا مي ... وحوَّطْتُها بكلِّ انتباهي
ثمَّ لمَّا حَصَدْتُ لمْ أَجْنِ إلاَّ ... الشَّوكَ مَا تُرى فعلتُ إلهي
يا رِياحَ الوُجُود سيري بعنفٍ ... وتغنِّي بصَوْتِكِ الأَوَّاهِ
وانفحيني مِنْ روحِكِ الفَخْمِ مَا ... يُبْلغُ صَوْتي آذَانَ هذا الإِلهِ
فهْو يُصغي إلى القويِّ ولا يُصغي ... لصَوتٍ بَيْنَ العَواصِفِ واهِ
وانثُري الوَرْدَ للثُّلوجِ بدَاداً ... واصعقي كلّ بُلبلٍ تَيَّاهِ
فالوُجُودُ الشقيُّ غيرُ جديرٍ ... بالأَغاني وبالجمالِ الزَّاهي
واسحقي الكَائِناتِ كوْناً بكَوْنٍ ... قبل أنْ تنتهي أذلّ تَنَاهِ
فالإِلهُ العَظيمُ لم يخلُقِ الدُّنيا ... سِوَى للفناءِ تَحْتَ الدَّواهي
يا ضميرَ الوُجُود يا عالمَ الأَروا حِ ... يا أَيُّها الفضاءُ السَّاهي
يا خضَمَّ الحَيَاةِ يَزْخَرُ في الآ فاق ... في التُّرْبِ في قرارِ المياهِ
خبِّروني هلْ للورى من إلهٍ ... راحمٍ مِثْلُ زَعْمِهِمْ أَوَّاهِ
يَخْلُقُ النَّاسَ باسماً ويواسي ... هم ويرنو لهم بعطفٍ إِلهي
ويرى في وجودهِمْ رُوحَهُ السَّ ... امي وآياتِ فنِّهِ المتناهي
إنَّني لم أجدْهُ في هاتهِ الدُّن ... يا فهلْ خَلْفَ أُفْقِها من إِلهِ
مَا الَّذي قَدْ أَتيتَ يا قلبيَ البا ... كي وماذا قَدْ قُلْتِهِ يا شِفاهي
يا إلهي قَدْ أَنْطَقَ الهمُّ قلبي ... بالذي كانَ فاغتفر يا إِلهي
قَدَمُ اليأْسِ والكآبَةِ داستْ **** قلبيَ المتْعَبَ الغريبَ الواهي
فتشظَّى وتلكَ بعضُ شَظَايَا ... هُ فَسامِحْ قُنُوطَهُ المتناهي
فَهْوَ يا ربِّ مَعْبَدُ الحقِّ ... والإِيمانِ والنُّورِ والنَّقاءِ الإِلهي
وَهْوَ نايُ الجَمالِ والحبِّ والأَح ... لامِ لكنْ قَدْ حَطَّمَتْهُ الدَّواهي
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 04:52 م]ـ
سيدي أبو سهيل
للأسف أبو القاسم الشابي كانت له أفكار ولغة خارجة عن القيم الدينية قل أنه العبث نعم بل أكثر من هذا
سيدي كثير من الشعراء يتساهلون باستخدام الألفاظ المقدسة وقد يجرحون عقيدتهم بهذا وتظل تنزف أمام أعينهم دون أي حرج بل ويقولون لا دين في الفن
سيدي منذ أسبوع أو أكثر كنت أنا وزميل لي تشرفنا بدعوة أحد الأشخاص لحضور ندوة عن صاحبنا هذا وكان من الحاضرين سفير تونس بمصر ووزير التعليم التونسي السابق ومجموعة من المتخصصين مهنيا وفنيا بقسم الأدب وقمت بالمشاركة وقتها بإلقاء كلمة عن استخدام أبو القاسم الشابي للألفاظ الدينية وبينت مدى تساهله في هذا الأمر لكنني هوجمت من الجميع بفكرة لا دين في الفن
وحاولت أن أحاورهم وأجادلهم بفكرهم ولغتهم بأن الشعر فن ولكل فن قواعد ومن يحيد عنها يخرج عن نطاق الفن فالفن ليس عبثا بل هو مقتصر على أربابه وإذا كان للفن قواعد فالشاعر أولى له أن يرسم لنفسه قواعد ا وإطارا ولا نجد أمامنا سوى الدين ليكون منهجنا في الحياة
الكلام كثير في هذا سيدي
محمد أبو النصر
حفيد العقاد
مصر - القاهرة - المرج(/)
طلبتكم .. ماالمقارن؟ ..
ـ[البحر الفصيح]ــــــــ[28 - 09 - 2007, 07:13 م]ـ
السلام عليكم
ما المقارن وما ماهية الأدب المقارن؟؟
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[29 - 09 - 2007, 04:43 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, وبعد؛
فالأدب المقارن أخي هو أحد فروع الدراسات الأدبية ,وهو الذي يدرس العلاقة بين الآداب مختلفة اللغات, فكل دراسة تقوم على دراسة التأثير والتأثر بين أدب وآخر , أو ظاهرة أدبية وأخرى ,أو جنسٍ أدبي وآخر ,في لغتين مختلفتين ـ تدخل في مجال الدراسات الأدبية المقارنة.
و للاستزادةهنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=8452) موضوع ذو صلة.
وابحث في محرك (جوجل) تحت عبارة: مفهوم الأدب المقارن.
وفقك الله.(/)
طلب مساعدة
ـ[الصحبي جعيط]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 06:09 م]ـ
السلام عليكم
أنا أستاذة بالتعليم الثانوي و بحاجة ماسة إلى المساعدة.ذلك أني أدرِّس الأدب وكلفنا في دراستنا للنصوص الأدبية بتحديد أنماط النصوص:الحجاجية، التفسيرية، وليست لدينا أي فكرةعن شكل الحجاج في العمل الأدبي، ولا معنى التفسير والفرق بينه وبين الشرح والتحليل. وقد بحثت في الأنترنات ولم أوفق في الحصول على ما أريد.
فهل يمكن الحصول على مساعدة أو توجيهات توفر عليّ عناء البحث. أنتظر ردا على رسالتي. شكرا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 10:45 م]ـ
و عليك السلام
هنا ( http://motawassitaonline.ifrance.com/anmate.pdf) توضيح لكل نمط منها.
والحجاجية تُعرف كذلك بالبرهانية.
و التفسيرية تعرف بالتوضيحية أيضا.
ـ[الصحبي جعيط]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 06:56 م]ـ
السلام عليكم
لقد سررت كثيرا حين لقيت ردا على ندائي لسببين اثنين أولهما أن رسالتي لقيت منكم اهتماما و ردا، ثانيهما انكم كلفتم أنفسكم جهدا للرد على هذه الرسالة بما يفيد.
اكرر شكري
و دعائي لكم بالتوفيق.(/)
العلاقة الخاصة بين المثقف وبين لغته واساليب النقد ..
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[20 - 10 - 2007, 09:58 م]ـ
العلاقة الخاصة بين المثقف ثقافات مختلفة وبين لغته والمقدره على التعبير تحليليا ونقديا
هي الاساس وراء كل اسلوب نقدي متُزامع فكر القارئ الحر ودون الانحياز الى منهج معين
اني ارى ان اختلاف مذاهب علماء الكلام من اهل الباطن مع الظاهر او العكس كما يطلق عليهم في دراسات النصوص الادبية انما يتمحور حول الثقافة الفكرية أو اللغوية للقارئ والمحلل نفسه من النص المراد دراسته.
إن الدراسات التحليلية في رأيي المتواضع هي عملية زحزحة لمركزية الكاتب او الشاعر او القاص بشكل يتناغم مع جوهر العمل الادبي ولما هو أبعد من سياق النص حسب رؤية المحلل دون التقيد بلغة الكاتب (خصوصا ان كانت رمزية بحتة او مباشرة) بل الدنو من اعماق الفكرة التي عمل عليها النص الادبي او الفلسفي ..
تتوخى هذه الدراسات النقدية والتحليلية السعي لتأسيس وعي اجتماعي ثقافي جديد في النظر إلى النص الأدبي وصاحبه، بعيداً عن اسلوب المنافسات والمباريات العكاظية .. فلكل ناقد ومحلل رؤيته الخاصة.
إن الكثير من القراءات النقدية كما ورد لي من خلال قراءاتي المختلفه كان شغلها الشاغل الاهتمام بالشكل الخارجي دون الفكر، والاحتفاء بالعموميات دون رصد التفاصيل وفرز الفكرة الداخلية منها، لذلك بقي النص النقدي تابعاً للنص الأصلي ودائراً حوله دون الخروج منه إلى الواقع مكانه وزمانه المدرجة في النص. وهذا مخالف برأيي لفكرة التحليل والابحار في عمق النصوس تحت الدراسه ...
رأيت ان هناك مدارس مختلفة من المحللين والناقدين للنصوص الفكرية واللغوية بعضهم وقف على ظاهر النص والبعض منهم اتجه في تأويله الى اعتبار ان اللغة رمزا اكثر منها تحديدا لواقع او حقيقة موقف او تجربة ما وآخرين اعتبروا ان اللغة حدودا وحقائق مطابقة لمعانيها في النصوص المقرؤة.
وهكذا يعود الهدف في أساسه الى تحديد علاقة الفكر باللغة وعلاقة الواقع باللغة بين تساؤلات عدة فهل تفوق اللغة العقل، وما فوق حدود الفكر، ام أن العقل هوالذي يفوق اللغة ومن ثم وجوب تحكمه فيها؟. وقد ظهرت المشكلة في عمقها بادئ ذي بدء في بداية ظهور الفكر الاسلامي عندما اصبح النص القرآني موضع نظر وتأويل وتحليل.
وقد واجهت من خلال قراءاتي علماء عدة عبروا باسلوبهم عن ادراك المشكلة في اطارها اللغوي من مجال الفكر الاسلامي الى مجال الشعر ومجال القصة والرواية ونصوص اجتماعية فلسفية في مقدمتهم ابن قتيبة الذي الف رسالة قيمة بعنوان "الاختلاف في اللغة والرد على جهمية والمشبهة" راجعا بالخلاف بين المحدثين والمتكلمين يومئذ في بعض قضايا علم الكلام الى مشكلة فهم اللغة وطبيعة دلالتها.
قادني ما سبق الى أن فهم ودراسة النصوص المراد الابحار في اعماقها وتحليلها فكريا وادبيا الى ان اشكالية اللغة والفكر على الصعيدين لا تكون قراءة عن طريق الفهم اللغوي البحت وحسب ولكن كما تبدى لي ان القراءة يجب ان تتعلق بالفكر وبالوجود الانساني من حيث هو الى جانب الثراء اللغوي.
فاذا كان الانسان يدرك بقدرته الفطرية نظاما لغويا ما ثم يظل يتعلم كما هو شأن الطفل في كيفية تحويل ادراكه لذلك النظام الى بناء لغوي (كلام) فما دور الفكر اذن داخل اللغة او خارجها؟ (نظرية تشومسكي)
التي تقول ان اللغة شئ والتفكير شئ آخر .. وان التفكير يستعمل اللغة كوسيلة واداة للتعبير.
من خلال تلك الدراسة المتعمقة وجدت ان المواقف الرئيسية من علاقة الفكر باللغة تعود الى ثلاثة مواقف:
اولا: موقف يعتبر اللغة والفكر شيئا واحدا.
ثانيا: موقف يعتبر اللغة قبل الفكر وبواسطتها يتم انشاء الفكر ذاته.
ثالثا: موقف يعتبر الفكر قبل اللغة ومستقلا عنها، وأن اللغة مجرد وعاء خارجي لعملية التفكير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجدت ان اصحاب الموقف الاول هم ا لعلماء النفسانيون السلوكيون امثال (سكينير Skinner) ، والذين لم تثبت نظريتهم عند التمحيص فقط .. لانه فضلا عما ثبت بالتجارب من كون الفكر يظل يشتغل حتى في حالة عجز الانسان عن الكلام او عدم قدرته على التعبير، فإننا نشعر جميعا بشكل مباشر ان تفكيرنا مستقل عن اللغة التي نعبر، وقد يختلف معي الكثيرون بأن المقصود باللغة هو النظام التجريدي العميق الذي يدركه كل انسان بفطرته ويستخدمه بقدر طاقته؟ وان هذا النظام ملازما للتفكير وضروري له. وهذا اعتراض وجيه اقدره ولكن لكل نظريته ..
اصحاب الموقف الثاني هم الدارسون الانثروبولوجيون بعامة وبعض المفكرين الفلاسفة والمناطقة الوضعيين المعاصرين الذين قادهم البحث الى الاعتقاد بأن اللغة هي التي تحدد طبيعة التفكير فخصائص كل لغة تحدد خصائص التفكير لاهلها؟ والقائلون بهذه النظرية متأثرون طبعا بالنزعة الاجتماعية القائلة بأن المجتمع هو الذي يصنع افراده، يحدد لهم لغتهم كما يحدد لهم تفكيرهم.
وهنا ابرز الفيلسوف النمسوي (لودفينغ فتجنشتين -1889 - 1951) من اكبر الفلاسفة الوضعيين والمناطقة الكبار المعاصرين الذي تعمقوا علاقة الفكر باللغة وكان يعتقد وهذه عبارته ان حدود اللغة التي يفهمها هي حدود عالمه. كما كان يعتقد ان الفلسفة عبارة عن معركة ضد البلبلة التي تحدث في عقولنا نتيجة استخدام اللغة وسبب الشكوك الفلسفية كلها ليس الا استخدام اللغة استخداما خاطئا ..
اما اصحاب الموقف الثالث فهم الفلاسفة المثاليون بعامة الذين يعتقدون بأن اللغة ليست سوى وسيلة للتعبير وبأنها مستقلة عن الفكر وتابعة له تماما، وان الافكار تنشأ من غير ان يكون للغة دور في تكوينها لان الفكر الانساني ينبعث داخليا في حالات الصفاء الذهني البعيد عن كل اصوات اللغة وتأثيرها وهذا معنى كون الانسان يستغرق في تفكيره؟؟ ويستطيع ان يعبر عنه بغير اللغة .. وبشتى اشكال التعبير الاخرى .. بل هناك من يذهب بعيدا فيدعي ان اللغة كثيرا ما تجهض الفكر وان الشاعر الحالم مثلا ينتهي من قصيدته شاعرا بأن ما اراد التعبير عنه اكثر بكثير مما عبر عنه بالفعل ..
ويتسق هذا الموقف مع النظرية القائلة بأن اللغة هي نظام من التواصل اي من الرموز والاشارات المعبرة عن افكار ومعان لها استقلالها.
وللخروج من هذا المأزق الفكري ـ بين قبول الهيمنة لنظرية بعينها، ورفض النقد باسم تعدد مناحيه ـ تقوم الدراسات التحليلة والنقدية الى مقاربة "جمالية" تعتبرها اقل اثارة لخيبة الظن والشك. وبمقتضى هذه المقاربة يمكن التمييز في عمليةالدراسة الى مختلف الأنظمة الثقافية بين ما هو ابداعي وبين ما هو فلسفي اجتماعي وبين ما هو قانوني وسياسي، بحيث توحد بعض التعبيرات الثقافية، التي تُمثّل جزءًا من الذاكرة الجماعية لهذا الشعب او ذاك، والذي تتجذر في أصوله وتمثل مصدر إلهام له بحيث لا تمثل تراثا للانسانية قاطبة بتعدد حدود وجغرافية الاماكن، أي لا يمكن ان تُرْفَعَ الى مرتبة الكوني أو الكلّي الذي يدعى الجميع الى الانتماء اليه أو تبنّيه من خلال مدارس النقد والتحليل.
تحياتي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[23 - 10 - 2007, 11:52 م]ـ
شكرا لك أختي بنت العروبة على هذه الرؤية متعددة الزوايا.
تختلف الدراسات بحسب المدارس المنتمية لها ..
و كل مدرسة لها أسلوبها و سلطتها التي تسلط الضوء عليها دون غيرها من الجوانب الأخرى في النص.
الفائدة في الأخير لصالح النص حينما تتعدد أنواع الدراسات، و إن كانت جزئية التناول -أحيانا-، و ذلك باختلاف رؤيتها للعلاقة بين اللغة و الفكر.(/)
نصوص مخلة بالشرف او بالملون والعادي
ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[21 - 10 - 2007, 12:26 ص]ـ
نصوص مخلة بالشرف أوبالملون والعادي
مثنى كاظم صادق
تقع في يدي بين فينة واخرى كتب ادبية وتراثية تترى فأقرأ غثها وسمينها على حد سواء لأيماني المطلق ان لكل شيء فائدة كبيرة كانت أم صغيرة عاجلة أم آجلة فأحصل من خلال هذه القراءات على اللذة بيد ان هذه اللذة لاتلبث ان تتعكر ويتشوب صفوها وتتعرقل في مسيرها الى الفكر وموطن الأسرار لرؤيتي أثناء القراءة لبعض الفراغات (المنقطة) والتي يضعها المحقق ـــ شلت يمينه ـــ لهذه الكتب أو تلك إشارة منه وتلميحا سمجا بأن المحذوف هي كلمات فاحشة أو اباحية تخدش الحياء وقد سار على هذا الديدن كل من لم يخبر علم التحقيق فقد اتبع اللاحق السابق دون دراية أو فهم واعتبر ان ما يقوم به هو سنة يجب اتباعها وقد يصل الامر بحذفهم لأبيات شعرية كاملة أو فقرات متواصلة لناثر او شاعر وهوـ أي الشاعر او الناثرـ بصدد وصف منظر رأه او عاشه في الخيال صدقا او كذبا لأشباع حاجة روحية ونفسية وربما جسدية أو بصدد السخرية وأضحاك المتلقي اذا ما لاحظنا ان الادب المكشوف او الحسي (وهو الادب الذي يذكر العورات والسوءات والكلمات المكشوفة او الغزل بالمفاتن الجسدية للمرأة) قد ينحو في احايين كثيرة منحى الادب الساخر والغرض منه الاضحاك او التصوير الفني ليس الا وليس اثارة الغرائز والشهوات فهو يكتب بطريقة عالية الجودة وبأدوات ادبية راقية تجعلك تشعر بعفوية مبدعها ونقاوة خاطره وبنيته الصادقة بعدم وجود شيء مبيت الغرض منه خداع المتلقي والأسفاف به والأستهانة بذوقه لكن دعوى المحقق عند تحقيق النصوص بأن هذا مما يجعل الفساد يدب في المجتمع وما الى ذلك من ترهات فارغة ولذا تعمد المحققون على طمس جزء غير قليل من الادب العربي المكشوف او الحسي بهذه الحجة الواهية الواهنة مما جعله يفقد ماءه ورونقه فخذ على سبيل المثال (الف ليلة وليلة) بظهورها منقوصة محذوفة الفقرات في طبعاتها الحديثة لأحتوائها على مشاهد جنسية أتت في سياق القص والسرد وقد تجد أبياتا او بيتا في بطن احد الكتب منسوبة الى شاعر مشهور اثرى التراث الادبي بشعره ونال القدح المعلى فيه وتستغرب من عدم وجودها في ديوانه بذات الدعوى الواهنة لأن المحقق ارتأى حسب رأيه حذفها لأنها (نصوص مخلة بالشرف) ليت شعري هل قراءة هذه النصوص ألأباحية (إن صحت التسمية) ستجعل القاريء يذهب الى أقرب بيت دعارة تأثرا بما قرأه من ابيات وجمل هي اقرب الى الأدب الساخر منها الى التهييج الجنسي؟ لقد تسبب المحققون بأندثار قسم غير قليل من الأدب المكشوف أو الحسي من التراث الادبي العربي لنزواتهم الشخصية ورؤيتهم الخاطئة وعقد نفسية كامنة في عقولهم الباطنة وكم بت ليال العنهم عندما البث ساعة او بعض ساعة وانا امحص واستكنه واتوقع ماقاله الشاعر هنا وماكتبه الكاتب هناك لاسيما امكنة الكلمات المحذوفة المنقطة ووضع الكلمة التي اتوقعها وكأنني احل كلمات متقاطعة كي يستقيم لي وزن او تتضح صورة ما قد تشوهت في حين إنهم ــ أي المحققين ــ وأولادهم ومن لف لفهم ونحن منهم نشاهد مكرهين وغير مكرهين من خلال شاشات الفضائيات التي دخلت في كل بيت المشاهد الجنسية التي تحشر في الأفلام الحديثة كي تسوق بسرعة وتربح بسرعة وحفلات الرقص على (الوحدة ونص) تتخللها مقبلات من هز الأرداف والوسط وهزهزة الصدر و الضحكات التي (اتطير العقل) كل هذا نشاهده (بالملون والعادي) ولاتزال ظاهرة حذف النصوص (المخلة بالشرف)!!.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 02:55 ص]ـ
الأستاذ مثنى
شكرا على هذا الموضوع الماتع، والذي أرى أنك حصرته برأيك الشخصي ثم عممت الحكم.
موضوع الحذف عند بعض المحققين هو نسبة لاتكاد تذكر مقارنة مع النصوص الكاملة التي حققوها وقدموها للقراء بطبعات جميلة.
موضوعك ذكرني بأمر جرى معي
(يُتْبَعُ)
(/)
في طبعة دار صادر لديوان جرير التي تمت طباعتها عام 1991م جاء في المقدمة مانصه: …فكان هجاء الفرزدق وجرير مملوءا فحشا وتعهرا وتعييرا، أما الأخطل فكان نزيه الهجاء، يعير ولايفحش ولايتعهر، وقد اضطرنا مافي هذا الديوان، ديوان جرير من بذاءة وإفحاش في الشتائم إلى أن نحذف الأبيات والمقطوعات البذيئة ضنا بالأخلاق العامة، وتيسيرا لدخول هذا الديوان إلى البيوت والمدارس، ثم ليقيننا أن ماحذفناه لاقيمة أدبية أو تاريخية له، فيبخل به ويستبقى…اهـ.
ص 6 - 7، ديوان جرير طبعة دار صادر.
بالنسبة لي كقارئ من عامة القراء، فإن هذا العذر مقنع ولاغبار عليه، والاطلاع على المحذوف ممكن في أماكن أخرى بكل يسر،مع أن الأمانة الأدبية أكبر من أن تختزل في مثل هذا، وكنت من القائلين بدخول مثل هذه التصرفات في أعمال التزوير!
لكني وجدت المحذوفات لاتكاد تذكر وماهي إلا أحاد حين مقارنتها مع ألوف النصوص الكوامل!
الجزء الذي ذكرته أعلاه جاء في مقدمة الكتاب ولم يذيل بمحقق أو كاتب، وأول مايتبادر إلى الذهن أن المقدمة كتبت من قبل إدارة دار صادر.
ولكن استوقفتني عبارة فيها ما فيها!، وهي تمجيد شعر الأخطل وهو الذي سب الأنصار في الحادثة المشهورة مع الصحابي الجليل النعمان بن بشير الأنصاري رضي الله عنه، وهذا ليس فحشا وفق مفهوم دار صادر!
حسنا، حينما أخذت الكتاب المذكور من مكتبة صادر، أخذت معه كتابا آخر هو ديوان الفرزدق وهو في جزأين، ويبدو من الخط والتجليد أنهما طبعا في وقت واحد، رغم أن ديوان الفرزدق لايوجد عليه سنة الطبع ولاتوجد عليه أيضا العبارة المعهودة: حقوق الطبع محفوظة.
حينما قرأت مقدمة ديوان الفرزدق وجدت المقدمة بقلم:كرم البستاني!!
جاء في آخرها مانصه:…وحذفنا من شعره الهجائي ما رأينا أنه لايحسن أن يقرأه الطلاب لما فيه من فحش، ومخالفة للآداب الاجتماعية… اهـ
لو جاء كرم البستاني إلى مشاركتك هذه يا أستاذ مثنى فلن يغادرها حتى ينقحها لأنها تعج بالألفاظ غير المهذبة!
نعم، نقدر وجهة نظرك، وصدقك بالنقد الجاد، لكن اختياراتك للكلمات والأمثلة غير موفقة.
ثم لم تذكر عن الكتب التي أشرت إلي نقد محققيها إلا كتاب ألف ليلة وليلة وهو كتاب يعزف عن قراءته كثيرة من الأدباء، ولعلك تمدنا بكتب محددة ليتم التحاور حول موضوع بتر أجزاء منها لنستفد من بعضنا البعض في مناقشات جادة تعود علينا بالنفع والفائدة.
وعلى كل حال فلا أبالغ حينما أقول أن موضوع الحذف الذي أشرتَ إليه فإنه لايتجاوز مانسبته جزء من الواحد في المئة من مجموع أعمال المحققين، وهي نسبة لاتبيح لنا بحال أن ندعو على المحققين بشلل اليد ونحوه،بل ندعو لهم بالتوفيق ولامانع أن ننتقدهم أو نراسلهم والدور التي طبعت لهم لنصل إلى نقد بناء هادف يعود بالنفع على جميع القارئين باختلاف طبقاتهم.
ختاما، أرجو منك أستاذي الكريم أن تعيد صياغة الموضوع وتجنبنا الكلمات التي تنفر الأذن من سماعها لنرتب الموضوع بحلة جديدة لنفيد من طرحك الثر، والمقص بانتظار ترتيبك ليعمل عمله.
دمت موفقا(/)
لم لا يستضاف أحد النقاد؟
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[22 - 10 - 2007, 02:23 ص]ـ
أرجو أن تكون هذه الفكرة جيدة ومرضية للجميع.
وقد فكرت في الرجل الذي نستضيفه هنا حتى نستفيد من علميته النقدية، فلم أجد إلا الدكتور سليمان المنصور - بارك الله فيه - وذلك لأسباب:
1 - أحد الحاصلين على درجة الدكتوراه في البلاغة والنقد.
2 - شاعر له مشاركات عديدة.
3 - ناقد لا تأخذه في الله لومة لائم.
4 - ناقد يبين الجيد والرديء.
5 - ناقد له خط يسير عليه منذ فترة طويلة، ولأجل مبادئه يحارب كثيرا،ولأجل تفوقه يعرقل كثيرا.
6 - تخصص هذا الرجل في الدكتوراه في شعر المتنبي، والكل يعرف المتنبي، ولا زالت أبيات التنبي حبلى لم تلد أو لم يأت أحد يخرج ما في بطونها سوى الدكتور سليمان المنصور وبعض القلائل الذين كان همهم في دراساتهم حول المتنبي بيان رأيهم، واكتشاف هذه الشخصية الشاعرية العظيمة.
7 - أمضى ثماني سنوات في دراسة المتنبي بلاغيا ونقديا، وهذا سبب كاف لاستضافته هنا.
8 - ثناء طلابه عليه كثيرا في مقاعد الدراسة، وكذلك القاصدون لمكتبه للاستزادة من علمه.
أرجو من المشرفة وضحاء استضافة هذا العالم الفاضل هنا.
شكرا للجميع
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 03:15 ص]ـ
هناك توجه لاستضافة بعض النقاد، قد يكون د. المنصور من بينهم.
شكرا لاهتمامك.
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[26 - 10 - 2007, 12:38 ص]ـ
قد يكون الدكتور:المنصور من بينهم.
عجبي!!!!(/)
اقتراحاتكم ومساعدتكم يا إخوان
ـ[نون النسوة]ــــــــ[24 - 10 - 2007, 03:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدرس حاليا مادة الأسلوبية ومازلنا في أول صفحتين من المنهج بمعنى أجهلها!
طلب منا إعداد بحث نتتبع فيه السمات الاسلوبية لكاتب أو لنص ما
في ذهني عدد من الموضوعات
رواية الفردوس اليباب لأني قرأت منذ فترة أن كتابا نقديا ألف حولها
شعر سعاد الصباح ولكن للأسف لا أعرف كتبا تناولت شعرها بالدراسة غير كتاب لغة التماس ولم أستطع الحصول عليه
قصيدة أنشودة المطر لبدر شاكر السياب وأظن المراجع أشبعت القصيدة دراسة
المشكلة أني لا أعرف حول ماذا أكتب؟ هل أكتفي بالحديث عن الأسلوب؟ أو أتطرق للمضمون أيضا؟ أجهل مايتعلق بالأسلوبية!
أمر آخر من يعرف عناوين لكتب تتناول موضوعاتي التي اقترحتها؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 01:52 ص]ـ
أهلا بك عزيزتي نون النسوة.
السمات الأسلوبية متدرجة في التناول، من اللفظ فالتركيب، ثم التصوير، ثم الإيقاع.
ستجدي هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=20695) مجموعة من الكتب التطبيقية في الأسلوبية. و من هذه الكتب كتاب د. حسن ناظم: البنى الأسلوبية: دراسة في "أنشودة المطر" للسياب.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 02:48 ص]ـ
شكرا لك أستاذة وضحاء
الرابط يبدو مفيدا
لحسن الحظ كتاب الدكتور حسن ناظم في مكتبتي
في البحث أبدأ باللفظ ثم التركيب وهكذا فقط دون التطرق للمضمون؟
هل أجعلها فصولا (أقصد فصلا للفظ وفصلا للتركيب) أم ماذا؟
لاتوجد صورة واضحة في ذهني عن المراد بالأسلوبية؟ لأجل ذلك أسئلتي قد تبدو ساذجة ( ops
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 02:57 ص]ـ
لا عليك عزيزتي.
نوعية بحثك وحجمه ومستواك الدراسي تحدد مستوى وعمق الدراسة.
أولا: اختاري نصًا معينًا.
ثم ضعي في ذهنك السمات الأسلوبية لكل نص: اللفظ والدلالة، التركيب، التصوير، الصوت والإيقاع.
ثم اقرأي نصك و حددي من خلال قراءتك المتكررة له هذه السمات، ثم حلليها واربطيها بالمضمون، و حينها تبرز هذه السمات و مدى براعة المنشيء في إيصال مضمونه من خلال أسلوبه، وسماته البارزة.
موفقة، وإن شئت استزادة فعلى الرحب دائما.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 03:30 ص]ـ
جزيت خيرا أستاذة وضحاء
غدا بإذن الله سأدرس أنشودة المطر كونها الوحيدة المتوفرة لدي من بين ماذكرت من موضوعات: rolleyes: ولدي مراجع تتناول أسلوب السياب
البحث ربما يكون بديلا لاختبار أعمال السنة الثاني
مازلت طالبة في البكالوريوس
آمل فعلا أن أستفيد منه
شكرا لك مرة أخرى(/)
جزاكم الله خيرا ساعدوني أحتاجكم في خدمة .... ؟؟
ـ[فوز]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 10:32 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
.
.
انا معلمة لغة عربية .. كلفت بتدريس مادة البلاغة والنقد للصف الثالث ثانوي ..
وابحث عن مراجع في هذا المجال ..
علما بأنني ادرس المادة لأول مرة ..
اعينوووني اعانكم الله ..
.
.
.
اختكم ..
فوووز
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 02:35 م]ـ
وعليكم السلام
ستجدين في الإنترنت بعض الكتب:
خذي على سبيل المثال:
البلاغة الواضحة ( http://www.almeshkat.net/vb/attachment.php?s=&postid=317081) لعلي الجارم ومصطفى أمين
وهذا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=685244) شرح صوتي له.
ـ[أحاول أن]ــــــــ[25 - 10 - 2007, 07:14 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أهلا بك أختي فوز ..
إضافة لما تفضل به الأستاذ خالد , يمكنك العودة للمراجع النقدية؛ حيث يدور منهج بلاغة الصف الثالث حول النقد الأدبي ووظيفته وغايته "بالذات الفصل الأول " ..
هناك عدد من المذكرات المساعِدة وهي ضرورية ونافعة جدا ولكنها خاصة بالمعلمة؛ فلا تُباع , يمكن أن تمدَّك بها مشرفة المادة .. فهناك مذكرة من مكتب إشراف المنطقة الغربية , وقام مكتب إشراف شرق الرياض بتوزيع مذكرة حديثة شبيهة بها ..
إن أردت ِ مجرد الإيضاح والترتيب لما في المنهج: في المكتبات كتاب" تبسيط البلاغة والنقد " للصف الثالث الثانوي ..
أعانك الله ويسر أمرك ..
ـ[فوز]ــــــــ[26 - 10 - 2007, 06:45 ص]ـ
خالد الشبل
.
.
أحاول أن
.
جزاكم الله الف خير
.
.
فووز
ـ[ايام العمر]ــــــــ[26 - 10 - 2007, 02:14 م]ـ
من أي منطقة أنت؟؟
لو كنت من جدة أضعها لك في إحدى مكتباتها وتصورينها
أعني ملزمة النقد
وفقك الله
ـ[المتيم]ــــــــ[11 - 11 - 2007, 12:51 ص]ـ
____ لطفا: مافائدة الدراسة الجامعية اذا لم تعرفي مراجع النقد _(/)
قصيدة " صفير البلبل" ما رأيكم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 01:50 ص]ـ
شاع بين نابتة هذا العصر قصيدة (صفير البلبل) وهي متهافتة المبنى والمعنى، منسوبة للأصمعي، صنعت لها قصة أكثر تهافتاً.
ما رأيكم بهذه العبارة؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 10 - 2007, 10:06 م]ـ
الأخ الفاضل محمد سعد
العبارة هذه تفضل الأستاذ د. عبد الله الرشيد بها هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=2652&highlight=%DA%C8%CF+%C7%E1%E1%E5+%C7%E1%D1%D4%ED%CF).
و هو أحد أساتذة الأدب العربي.
أتمنى أن يشارك بالحوار من يهتم بمثل هذه القصائد من تراثنا القديم.
ـ[رهين الهوى]ــــــــ[08 - 11 - 2007, 11:08 م]ـ
أعجبني مقال الدكتور عبدالله الرشيد، و سأضيف ماصدته سابقا حول القصة والقصيدة:
يقول الدكتورأحمد سعد الدين أبو رحاب ردا على نقل أحدهم لهذه القصيدة:
أخى / أختى
دعنى أتحدث معك بحرية .. اولا لأن هذا العمل منقول ولن يضيرك ما سوف أقول .. واعتقد انك تبحث عن الحقيقة.
هذه الحكاية ملفقة ومستحيلة الحدوث .. كلما دخلت الى منتدى اجدها فأفكر فى التصدى لها ولكنى اسكت .. واخيرا شعرت انه طفح الكيل فقد بحثت فى بعض المتصفحات عن الأصمعى فلم اجد تقريبا غير هذه الحكاية الأكذوبة , منشورة أكثر من مائة مرة!!!
أخى/أختى, أرجو أن تسمعنى بهدوء:
1/ ابو جعفر المنصور لم تقع عينه على الأصمعى ولم يسمع باسمه .. فالأصمعى لم يظهر الا عن طريق " الفضل بن ربيع" حاجب هرون الرشيد الذى سعى لتقديمه الى الرشيد فأحبه وقربه منه. والسبب فى تصرف الفضل ان ذلك الوقت كان يموج بالشعوبيين أعداء العرب من الفرس أو المنتمين اليهم امثال البرامكة وابى نواس وابى العتاهية والفضل بن سهل وبشار بن برد الخ بينما الفضل بن ربيع الذى عينه الخليفة حاجبا له رغم عدم موافقة الوزراء والكتاب من البرامكة لأنه متعصب لعروبته وكانت المجموعة العربية مكونة منه ومن زبيدة زوج الخليفة وأم الأمين لأن اخوالها هاشميون وكان الأصمعى معروفا بميوله للأمويين بسبب عروبتهم , ولذلك عمل الفضل على ضمه الى البلاط ليحقق توازنا مع المجموعة الأخرى ومنها الكسائى وأبو عبيدة واسحق الموصلى الخ. وطبعا بعد الرشيد كانت المجموعة العربية متعصبة للأمين , فلما انتصر عليه المأمون ابتعدوا عن البلاط نهائيا. .. من هنا تعرف لماذا حاول الشعوبيون والفارسيون فى حقب لاحقة تشويه صورة الأصمعي واظهاره فى صورة المهرج الذى يسلى الخلفاء .. المهم ان أباجعفر المنصور لم يسمع عن اسم الأصمعي الذى كان وقتها شابا مغمورا يتجول فى البوادى لتدوين اللغة والشعر وكما تعلم فهو من مدرسة البصرة (مدرسة السماع) ضد مدرسة الكوفة (مدرسة القياس)
2/ قافية هذه القصيدة مجرورة. فبالله عليك ايها الحبيب كيف ان الأصمعى يجر كلمة الثمل (هيّج قلبى الثمل) على اي اساس يا ترى؟ انها صفة لمفعول به أو هى فاعل اذا اعتبرناها مصدرا , فكيف يجرها شيخ مدرسة البصرة وأمام الخليفة؟؟؟ كذلك (يعجز عنها الأدب لى) ما معنى الأدب لى؟؟ وهب يحثت مثلا فى لسان العرب عن بعض الكلمات الغريبة الواردة فى هذه القصيدة/الأكذوبة ووجدتها؟ ولسان العرب من تأليف ابن منظور تلميذ الأصمعى؟
3/ طبعا هذا الكلام الفارغ من بحر الرجز (مستفعلن) فما رأيك (قال لا لا لا لا) مكسور كسرا بينا وكذلك (فقالت لا تولولى) .. فهل تصدق ان يقف اي انسان امام الخليفة ليقول له كلاما بدون معنى مع اخطاء فى النحو والوزن , وهل تصدق ان الخليفة لم يكن سيأمر بقطع رأسه على الفور؟
4/ الخليفة ابو جعفر المنصور لا يمكن ان يكون نصابا ويفعل مثل هذه الأفاعيل. كان يكفيه ان يعطى عطايا قليلة وهو فعلا كان معروفا بالحرص .. طبعا الشاعر لن يخدع عن قصيدته فاذا اضطر الى التزام الصمت امام الخليفة ولكنه سيخرج وهو واثق ان الخليفة يكذب لأنه طبعا يعرف قصيدته ومتأكد من انها من تأليفه .. (تخيل! خليفة رسول الله ص يكذب؟) مع تكرار هذا الموقف الم يكن تصرف الخليفة سينتشر , ويتوقف الشعراء عن مدحه أو حتى عن الذهاب اليه؟ وهل كانت كل كتب الأدب كابن قتيبة والكامل والشعر والشعراء الخ الخ لن تذكر هذه القصة الأعجوبة؟
5/وبعيدا عن خزعبلات الجارية التى تحفظ من مرة والعبد الذى يحفظ من مرتين , الم يكن كافيا ان يقول الخليفة: لقد سمعت هذه القصيدة من قبل .. من كان سيجرؤ ان يناقشه؟ أما عن الحفظ , فما الذى يمنع من حفظ هذا الكلام , انا شخصيا مازلت احفظ القصيدة الفكاهية التى كانت منتشرة من عشرين عاما , وتقول (لآنى مازلت احفظها لأن حفظ الغريب اسهل)
ومدعشر بالقعطلين تحشرمت ** شرافتاه فخر كالخربعصبلى
والهكيكذوب الهيكذوب تهيهعت ** مكن روكة العلقبوط المنفل (مكسور)
وتفشخل الفشخال فى شخط الحفا ** برباسكاه وروكة البعبعبلِ
-----------------------------------------------------
وقيل كذلك:
كون القصة حازت على إعجابك فهذا أمر آخر لسنا بصدد الحديث عنه هنا، أما في مجال الدراسة العلمية فلابدّ من التحقق من صدق الروايات وصحتها، وأظن أن الدكتور عبدالله سلك سبيل الباحث الجاد في التعامل مع القصة المذكورة، وعليه فقد توصل إلى ما توصل إليه من بطلان ثبوتها.
--------------------------------------------------------------------
ومن الاستئناس قول أحدهم:
قد يظن بعض الناس أن كل ما يُروَى في كتب التاريخ والسيرة والأدب، أن ذلك صار جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي، لا يجوز إنكارُ شيء منه! وهذا تنكر بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع، الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح، وهي نفس الوسيلة التي يميَّز بها الحديثُ الصحيح من الضعيف، ألا وهو الإسناد الذي قال فيه بعض السلف: (لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)(/)
في حسن الابتداء وبراعة الاستهلال
ـ[محمد سعد]ــــــــ[31 - 10 - 2007, 05:37 م]ـ
حسن الابتداء عند المتقدمين
اتفق علماء البديع على أن براعة المطلع عبارة عن طلوع أهلة المعاني واضحة في استهلالها وأن لا يتجافى بجنوب الألفاظ عن مضاجع الرقة وأن يكون التشبيب بنسيبها مرقصًا عند السماع، وطرق السهولة متكفلة لها بالسلامة من تجشم الحزن ومطلعها مع اجتناب الحشو ليس له تعلق بما بعده، وشرطوا أن يجتهد الناظم في تناسب قسميه بحيث لا يكون شطره الأول أجنبيًا من شطره الثاني وقد سمى ابن المعتز براعة الاستهلال حسن الابتداء وفي هذه التسمية تنبيه على تحسين المطالع وإن أخل الناظم بهذه الشروط لم يأت بشيء من حسن الابتداء وأورد في هذا الباب قول النابغة
كليني لهم يا أميمة ناصب= وليل أقاسيه بطيء الكواكب
قال زكي الدين بن أبي الأصبع: لعمري لقد أحسن ابن المعتز الاختيار فإني أظنه نظر بين هذا الابتداء وبين ابتداء امرئ القيس حيث قال:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل= بسقط اللوى بين الدخول فحوملفرأى ابتداء امرئ القيس على تقدمه وكثرة معانيه متفاوت القسمين جدا لأن صدر البيت جمع بين عذوبة اللفظ وسهولة السبك، وكثرة المعاني وليس في الشطر الثاني شيء من ذلك وعلى هذا التقدير مطلع النابغة أفضل من جهة ملايمة ألفاظه، وتناسب قسميه، وإن كان مطلع امرئ القيس أكثر معاني وما عظم ابتداء امرئ القيس في النفوس إلا الاقتصار على سماع صدر البيت فإنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في شطر بيت، وإذا تأمل الناقد البيت بكماله ظهر له تفاوت القسمين وقال: أعني ابن أبي الأصبع إذا وصلت إلى قول البحتري من هذا الباب وصلت إلى غاية لا تدرك، وهو قوله:
بودي لو يهوى العدول ويعشق ليعلم أسباب الهوى كيف تعلق
انتهى كلام زكي الدين بن أبي الأصبع ولقد أحسن أبو الطيب المتنبي حيث قال:
أتراها لكثرة العشاق تح=سب الدمع خلقة في المآقي
ومثله قوله أي قول حبيب:
حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا= فلم أدر أي الظاعنين أشيع
وما ألطف قول أبي تمام في هذا الباب:
لا أنت أنت ولا الديار ديار = خف الهوى وتقضت الأوطار
ومثله قول أبي العلاء المعري:
يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر= لعل بالجزع أعوانا على السهر
وقد خلب القلوب ابن المعتز في تناسب القسمين بقوله:
أخذت من شبابي الأيام= وتولى الصبا عليه السلام
وما أحلى ما ناسب ابن هانئ قسمي مطلعه بالاستعارات الفائقة حيث قال:
بسم الصباح لأعين الندماء= وانشق جيب غلالة الظلماء
وقال الشريف أبو جعفر البياضي يشير إلى الرفق بالإبل عند السرى وتلطف ما شاء في تناسب القسمين حيث قال:
رفقا بهن فما خلقن حديدا= أو ما تراها أعظما وجلودا
وهذه القصيدة طريقها الغريب لم يسلكها غيره فإنه نسجها جميعها على هذا المنوال ومنها:
يفلين ناصية الفلا بمناسم = وسم الوجا بدمائهن البيدا
فكأنهن نثرن درا بالخطا= ونظمن منه بسيرهن عقودا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 11 - 2007, 04:53 ص]ـ
شكرا لهذا النقل المفيد أخ محمد سعد.
و يبقى حسن الابتداء مهمًا في الأدب بأنواعه؛ لما له من أثر جذب للمتلقي.
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[19 - 11 - 2007, 08:51 ص]ـ
بوركت أخى محمد وجزاكم الله خيرا أتابع ماتكتب وأنتظر المزيد
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[02 - 12 - 2007, 01:49 م]ـ
لا أنت أنت ولا الديار ديار = خف الهوى وتقضت الأوطار
لله دره ...
ما أجمل ما استهلّ به ..
لا أنتِ ..
أنتِ ..
ولا الديارُ ..
ديارُ ..
خفَّ الهوى ..
وتقضَّت الأوطارُ ...
كل كلمة تنزو على القلب نزو الكرة على ركبة لاعبٍ محترف: p
شكر الله لك طرحك القيّم أستاذنا أبا فادي ...
وكما ذكرت الأستاذة وضحاء:
ويبقى حسن الابتداء مهمًا في الأدب بأنواعه؛ لما له من أثر جذب للمتلقي.
فأنت ترى المرء مشتغلاً بهمٍّ ما .. فيسمع مقدمةً قصيدةٍ ما ..
تجذبه من أقصى همّه إلى حرف رويِّ البيت ..
وأضيف إلى ما ذكرتم هذا المثل:
بادٍ هواك صبرتَ أم لم تصبرا ... وبكاكَ إن لم يجْرِ دمعُكَ أو جرى
دمت في حفظ الله ورعايته ...
.
.
والسلام,,
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 06:50 ص]ـ
جميل هذا منك يا محمد
موضوع شيق يستحق الاهتمام، ولستُ أدري إن كان درس أكاديميا أم لا
لأن فيه من عناصر الدرس ما يفتح النفس، ويوافق الحدس
أما النقاد القدماء، فقد اكتفوا بالإشارة دون تحقيق العبارة.
أما أبو الطيب المتنبي؛ فإنه المقدم في هذا الباب
وما زال يرن في سمعي قوله:
الحزن يقلق والتجمل يردع ... والدمع بينهما عصي طيع
وأغلب مطالع المطبوعين من هذا القبيل.
وأبو تمام مقصر في هذا الباب، وحسبك قوله:
هن عوادي يوسف وصواحبه ... فعزماً فقدماً أدرك السؤل طالبه
وقد كاد هذا المطلع لعقادته والتباسه أن يودي بقيصدته كلها رغم جودتها ونفاستها.
ومثل ذلك قوله:
قدك اتئب أربيت في الغلواء ... كم تعذلون وأنتم سجرائي
لغرابة لفظه وشدة تهويله.
أما البحتري؛ فيسير على نسق واحد في ابتداءاته لا يكاد يخالفه؛ وهو ما يقود إلى الإملال، وقلة الاحتفال.
هذا، والله أعلم
والسلام عليكم ورحمة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحاول أن]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 12:04 م]ـ
موضوع رائع أستاذ محمد سعد .. فبارك الله فيك ..
. . . .
الأستاذ أحمد بن يحيى , الأستاذ رؤبة:
الحمد لله أن المتنبي تفوق عندكم على أبي تمام في شيء .. وهو المقدَّم , المتقدِّم في سلم شعرائكم ..
ولأضيف إلى "باد ٍ هواك " و " الحزن يقلق " بعضا من مطالعه العجيبة وتوافق الشطرين فيها .. استهلال يقدر بدواوين شعرية:
ومن هذا:
نُعِدُّ المشرفية َ والعوالي ** فتقتلُنا المنون ُ بلا قتال ِ!!
،،،
أود ُّ من الأيام ِ ما لا تودُّه ُ** وأشكو إليها بَينَنَا وهي جندُه ُ!
, , ,
رضاك َ رضاي َ الذي أوثر ُ ** وسِرُّك َ سرّي فما أُظْهِر ُ!
, , ,
إني لأعلم ُ واللبيب ُ خبير ُ ** أن الحياة َ- ولو حرصت َ -غرور ُ!
, , ,
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ُ ** وتأتي على قدر ِ الكرام ِ المكارم ُ!
, , ,
غيري بأكثر هذا الناس ينخدع ُ ** إن قاتلوا جبنوا , أو حدَّثوا شجعوا!
, , ,
الحب: ما منع َ الكلام َ الألسنا ** وألذ ُّ شكوى عاشق ٍ: ما أعلنا!
ليت َ الحبيب َ الهاجري هجر الكرى ** من غير ِ جرم ٍ , واصلي وصل الضنى!!
, , ,
فراق ٌ ومن فارقت غير مذمم ِ ** وأم ٌ , ومن يممت ُ خير ميمم ِ
, , ,
الرأي قبل شجاعة الشجعان ِ ** هو أول ٌ وهو المحل الثاني!
, , ,
بم التعلل؟!! لا أهلٌ, ولا وطن ُ ** ولا نديم ٌ , ولا كأس ٌ , ولا سكن ُ!!
, ,,
كفى بك داء ً أن ترى الموت َ شافيا!! ** وحسب المنايا أن يكن َّ أمانيا!!
, , ,
عيد ٌ بأية حال ٍ عدت َ يا عيد ُ ** بما مضى أم لأمر ٍ فيك تجديد ُ
, , ,
واحرَّ قلباه!! ممن قلبه شبم ُ ** ومن بحالي وجسمي عنده سقم ُ
, , ,
أما في هذه الدنيا كريم ُ؟!!! ** تزول ُ به عن القلب ِ الهموم ُ!!
, , ,
حتام نحن نساري النجم َ في الظلّم ِ ** وما سُراه ُ على خف ٍّ ولا قدم ِ!
, , ,
لعينيك ِ .. ما يلقى الفؤاد ُ وما لقي ** وللحب ِّ .. ما لم يبق َ مني وما بقي!
وما كنت ُ ممن يدخل ُ العشق ُ قلبَه ُ ** ولكن َّ من يبصر ْ عيونك ِ .. يعشق ِ!
يبدو أني سأنقل نصف الديوان براعة استهلال!
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 07:56 م]ـ
أستاذتي الفاضلة ..
بل الديوان كله:) ..
وقد كنت عازماً أن أنقل استهلاته فوجدتني كما قال الشاعر:
تكاثرت الظباءُ على خراشٍ ... فما يدري خراشٌ ما يصيدُ
فأبو الطيب رائد هذا الباب لا منازع ...
كما قال من قبل أستاذنا أبو يحيى ..
وصدق فأبو تمام في مقدماته دون مرتبة أبي الطيب ..
هذا والله أعلم ..
والسلام,,,
ـ[عَروب]ــــــــ[12 - 12 - 2007, 08:58 م]ـ
موضوع رائع ماتع
بوركت وبورك قلمك:)(/)
شرح قصيدة لابن الرومي
ـ[العيسى]ــــــــ[01 - 11 - 2007, 07:14 م]ـ
:::
ارجوا التكرم باعطائي:
شرح قصيدة لابن الرومي التي مطلعة
بكائكما يشفي وإن كان لا يجدي
وهي مرثية لولده
================
وقصيدة المتنبي
لكل امرئ من دهره ما تعودا:: وعادة سيف الدولة الطعن في العدا
================
ـ[قطرالندى]ــــــــ[02 - 11 - 2007, 07:54 م]ـ
إن أردت نصيحتي
أدخل على هذا الموقع
http://ajeeb.sakhr.com/
وضع كلمات القصيدة في المربع الفارغ ثم اضغط على كلمة (المعجم)
ستظهر لك معاني الكلمات، دونها في ورقة خارجية، ثم فكر بما حباك الله به من نعمة العقل في شرح القصيدة وذلك بتركيب المترادفات مع بعضها البعض.
والشكر للأستاذ نعيم حداوي لإعطائه لي هذا الموقع
ـ[العيسى]ــــــــ[04 - 11 - 2007, 04:37 م]ـ
الشكر لله اولاً ثم لك يا اخي قطر الندى(/)
ضَيْفَة تَطْلُبُ مِنْكُم الْعَوْن (حَفِظَكُم الرَّحْمَنُ)
ـ[الرُّوح الأخِيرة]ــــــــ[06 - 11 - 2007, 11:22 ص]ـ
:::
مَرْحَبًا بِالأَعِزَّاء أَعْضَاء شَبَكَة الْفَصِيح
سُرِرْتُ بالانْضِمَامِ إِلَيْكُم هُنَا و أَرْجُو مُقَامً طَيِّبًا خَفِيفًا عَلَيْكُم:)
أَعَزَّائِي رَجَائِي أَنْ تُسَاعِدُونِي (جَزَاكُم اللهُ عَنِّي خَيْرًا)
أَنْهَيْتُ دِرَاسَتِي الْجَامِعِيَّة الأُولَى (البكَالُوريُوس) تَخَصُّصُ اللُّغَةِ الْعَرِبِيَّة، و لَكِنْ للأَسَفِ الشَّدِيدِ أُحَاوِلُ اسْتِعَادَةَ شَيْءٍ مِمَّا دَرَسْتُهُ و لَكِن بِدُون جَدْوَى ( ops
و أَشْعُرُ بالْحُزْنِ الشَّدِيدِ عَلَى نَفْسِي
لِذَلِكَ قَرَّرْتُ أُعِيدَ تَرْتِيبَ أَبْجِدِيَّاتِي لأَكُونَ عَلَى الْمُسْتَوى الَّذِي يَنْبَغِي، و أَتَمَكَّنَ مِنْ مُوَاصَلَةِ تَعْلِيمِي الْعَالِي فِي النَّقْدِ أَوْ الأَدَبِ الْمُقَارَن
مَا أُرِيدُهُ الآن هُوَ حَصْرُ الْقَضَايَا النَّقْدِيَّة فِي الأَدَبِ الْعَرَبِي الْقَدِيمِ و الْحَدِيث عَلَى شَكْلِ رُؤُوسِ أَقْلاَم، ثُمَّ أَبْحَثُ و أَقْرَأُ عَنْ كُلِّ قَضِيَّةٍ عَلَى حِدَة و كَذَلِكَ بالنِّسْبَة للمَسَائِلِ النَّحْوِيَّة.
مَا أُرِيدُهُ مِنْكُم الآن مُسَاعَدَتِي فِي عَمَلِ قَائِمَة بالْقَضَايَا النَّقْدِيَّة لأنَّنِي لاَ أَتَذَكَّرُ شَيْئًا كَمَا أَسْلَفْتْ.
بانْتِظَارِكُم جَمِيعًا، حَفِظَكُم الرَّحْمَنُ
ـ[الرويس]ــــــــ[06 - 11 - 2007, 04:25 م]ـ
تحية لأختي الفاضلة يجدر بك الرجوع إلى كتب المعاجم النقدية خاصة القديم منها.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 10:03 ص]ـ
أهلا بك أيتها الروح، و بانتظار تفاعلك معنا.
من أشهر قضايا النقد القديم:
الانتحال.
السرقات.
اللفظ و المعنى.
الوضوح و الغموض.
عمود الشعر.
ـ[الرُّوح الأخِيرة]ــــــــ[14 - 11 - 2007, 11:04 ص]ـ
تحية لأختي الفاضلة يجدر بك الرجوع إلى كتب المعاجم النقدية خاصة القديم منها.
بالتأْكِيد سأعُود إِلَيْهَا، و لَكِن لَيْسَ قَبْلَ أنْ أُحَدِدَ بُغْيَتِي
شُكْرًا الرّوِيس
ـ[الرُّوح الأخِيرة]ــــــــ[14 - 11 - 2007, 11:07 ص]ـ
أهلا بك أيتها الروح، و بانتظار تفاعلك معنا.
من أشهر قضايا النقد القديم:
الانتحال.
السرقات.
اللفظ و المعنى.
الوضوح و الغموض.
عمود الشعر.
وَضْحَاء الْجَمِيلَة
هَذَا مَا كُنْتُ أَبْحَثُ عَنْهُ
شُكْرًا لَكِ بِحَجْمِ قَلْبِكِ
دُمْتِ بالْقٌرْب
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 07:09 ص]ـ
وَضْحَاء الْجَمِيلَة
هَذَا مَا كُنْتُ أَبْحَثُ عَنْهُ
شُكْرًا لَكِ بِحَجْمِ قَلْبِكِ
دُمْتِ بالْقٌرْب
العفو عزيزتي .. في حين أردتِ أسماء لبعض الكتب حول هذه القضايا ..
تفضلي هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8197) و هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=18796&highlight=%E3%D1%C7%CC%DA).
و حياك الله دائما.
بانتظار طرحك.(/)
الفلسفة الإجتماعية والوضعية وأثرهما في النقد الأدبي ..
ـ[بقايا جراح]ــــــــ[06 - 11 - 2007, 06:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الأعضاء الكرام
أتمنى مساعدتي فلدي هذا البحث
ولم أجد مراجع سوى كتاب د. محمد غنيمي هلال (النقد الأدبي الحديث).
أرجو من لديه مرجعًا أن يزودني به مشكورًا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 11 - 2007, 10:01 ص]ـ
أهلا بك عزيزتي بقايا
اقرأي هذا المقال، فسيفتح لذهنك -بإذن الله- أفقًا مُعِينًا هنا ( http://www.al-jazirah.com.sa/culture/12122005/fadaat21.htm)
و ابحثي في محرك (قوقل) عن: أثر الفلسفة في النقد. ستجدي دراسات عدة وبحوث، ستُفيدك إحالاتها بإذن الله.
يحضرني من الكتب:
الاتجاهات الفلسفية في النقد الأدبي، سعيد عدنان.
فلسفة النقد و نقد الفلسفة من إصدار: مركز دراسات الوحدة العربية.
موفقة.
ـ[بقايا جراح]ــــــــ[08 - 11 - 2007, 01:52 ص]ـ
جُزيتي الجنة أختي وضحاء ..
دومًا أنتِ من يسعفني , لا حرمك الله الأجر ..
أصدق الدعوات ..
ـ[(الفارس المترجل)]ــــــــ[28 - 11 - 2007, 12:40 ص]ـ
الأخت الكريمة (بقايا جراح)
هل وجدت مادة ومراجع للموضوع؟
لأنني مكلف -تقريبا- بالبحث فيه.
معانة إن شاء الله.
ـ[بقايا جراح]ــــــــ[14 - 12 - 2007, 09:43 م]ـ
اخي الفارس
بالنسبة للفلسفة الاجتماعية فلم اجد شيء , اما الوضعية فهناك عدة كتب تحدثت عنها اطلعت عليها فقط.
كنت اتمنى مساعدتك لكني طلبت تغيير هذا البحث ..(/)
وظيفة الأدب بين الالتزام الفني والانفصام الجمالي.
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[09 - 11 - 2007, 03:03 م]ـ
السلام عليكم ..
إخوتي الكرام، كتاب"وظيفة الأدب بين الالتزام الفني والانفصام الجمالي."،للدكتور محمد النويهي.
ماذا تعرفون عنه؟
أريد رؤوس أقلام عن أهدافه ومنطلقاته، وعن مؤلفه.
(ومن أحب أن يفصل في ذلك فالخير من الله له).(/)
هل لديك معلومات عن الناقد الدكتور محمد النويهي
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[16 - 11 - 2007, 12:28 م]ـ
السلام عليكم ............
من لديه معلومة عن الدكتور محمد النويهي واتجهاته وأفكاره أوشيء من حياته فلا يبخل علينا.
رجاء.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 07:04 ص]ـ
تفضل حلقة النقاش هذه
هنا ( http://www.alwaraq.net/Core/dg/dg_topic?ID=1961&sort=us.firstname&order=asc)(/)
التناص أم الاقتباس
ـ[نديم العلم]ــــــــ[17 - 11 - 2007, 10:34 ص]ـ
السلام عليكم يا أهل الأدب واللغة جال بخاطري في بحث كتبته سابقا ((هل التناص هو الاقباس)) من كان لديه العلم الوافي في هذه المسألة فكلي شوقا لسماعه.
،،، ودمتم على أطيب حال،،،
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 11 - 2007, 01:13 م]ـ
هنا ( http://www.al-jazirah.com.sa/culture/26092005/aoraq48.htm) و هنا ( http://aj22.tabnet.vwh.net/culture/03102005/aoraq51.htm).
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 11 - 2007, 02:11 م]ـ
و هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=22669&highlight=%CA%E4%C7%D5).(/)
ما المقصود ببنيات النص الدالية والدلالية والتداولية؟
ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[18 - 11 - 2007, 01:34 م]ـ
:::
يتم الحديث أحيانا عند تحليل النصوص الأدبية عن بنيات النص الدالية و جانبها الدلالي و التداولي. فما هو المقصود بالضبط بهذه المصطلحات؟ و ما الفرق بينها؟ حبذا لو تم تعزيز الجواب بأمثلة.
أفيدونا جزاكم الله خيرا و بارك في علمكم.
[ line]
اللهم صل على سيدنا محمد وآله عدد خلقك و رضا نفسك وزنة عرشك و مداد كلماتك.(/)
قصيدة لشكسبير ثلاثة تراجم/ حسن حجازى
ـ[حسن حجازى]ــــــــ[18 - 11 - 2007, 08:34 م]ـ
Shall I Compare Thee to a summer’s Day (XVIII)
William Shakespeare - Sonnet #18
Shall I compare thee to a Summer's day?
Thou art more lovely and more temperate:
Rough winds do shake the darling buds of May,
And Summer's lease hath all too short a date:
Sometime too hot the eye of heaven shines,
And oft' is his gold complexion dimm'd;
And every fair from fair sometime declines,
By chance or nature's changing course untrimm'd:
But thy eternal Summer shall not fade
Nor lose possession of that fair thou owest;
Nor shall Death brag thou wanderest in his shade,
When in eternal lines to time thou growest:
So long as men can breathe, or eyes can see,
So long lives this, and this gives life to thee.
الترجمة الأولى
.. ترجمة: د/ محمد عنانى - جريدة المساء - 1962 ..
ألا تشبهين صفاء المصيف
بل أنت أحلى وأصفى سماء
ففى الصيف تعصف ريح الذبول
وتعبث فى برعمات الربيع
ولا يلبث الصيف حتى يزول
وفى الصيف تسطع عين السماء
ويحتدم القيظ مثل الأتون
وفى الصيف يحجب عنا السحاب
ضيا السما وجمال ذكاء
وما من جميل يظل جميلا
فشيمة كل البرايا الفناء
ولكن صيفك ذا لن يغيب
ولن تفتقدى فيه نور الجمال
ولن يتباهى الفناء الرهيب
بأنك تمشين بين الظلال
اذا صغت منك قصيد الأبد
فمادام فى الأرض ناس تعيش
ومادام فيها عيون ترى
فسوف يردد شعرى الزمان
وفيه تعيشين بين الورى
.. والترجمة الثانية لفطينه النائب- من كتاب فن الترجمة- للدكتور صفاء خلوصى- 1986 ..
من ذا يقارن حسنك المغرى بصيف قد تجلى
وفنون سحرك قد بدت فى ناظرى أسمى وأغلى
تجنى الرياح العاتيات على البراعم وهى جذلى
والصيف يمضى مسرعا اذ عقده المحدود ولى
كم أشرقت عين السماء بحرها تلتهب
ولكم خبا فى وجهها الذهبى نور يغرب
لابد للحسن البهى عن الجميل سيذهب
فالدهر تغير واطوار الطبيعة قلب
لكن صيفك سرمدى ما اعتراه ذبول
لن يفقد الحسن الذى ملكت فيه بخيل
والموت لن يزهو بظلك فى حماه يجول
ستعاصرين الدهر فى شعرى وفيه أقول:
ما دامت الأنفاس تصعد والعيون تحدق
سيظل شعرى خالداً وعليك عمراً يغدق
.
الترجمة الثالثة للشاعر
حسن حجازى حسن
2007م
هل لى أن أقارنك ِ بيوم ٍ من أيام ِ الصيف؟
ترجمة:حسن حجازى حسن (2007م)
مصر
(وليام شكسبير)
هل لى أن أقارنك ِ بيوم ٍ من أيام ِ الصيف؟
أنت ِ أكثرُ روعة ً منه ُ واعتدالا
فرياح ُ الصيف ِ تهز ُ براعم َ مايو فى عنف ,
ويوم ُ الصيف ِ فى معظمه ِ سريع ُ الزوالا ,
فشمس ُ الصيف ِ أحياناً تلفحنا بلهيب ٍ من النار
وتحيل ُ جبهته ُ الذهبية إلى لون ٍ كئيب
وكل ُ جمالٍ يطغى عليه ِ جمال ٌ يختفى وينهار
بالصدفة , بفعل ِ الأيام ِ الرتيبة يأتى للمشيب
لكنَ جمال َ صيفكِ الأزلى لن يطويهُ الفَناء
ولن يضيع َ ما وهبك ِ الله من سحر ِ الكمال
الموت ُ أمامك ِ يفر ُ مهزوما ً فى حياء
وأنت ِ دوما ً فى قصيدى تكبرين فى جلال
طالما بقى نَفَّس ٌ بإنسان ٍ أو عين ٌ ترى هذا الوجود ,
فسوف يبقى شعرى مشرقا ً ليعطيك ِ فيضا ً للخلود!!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 11 - 2007, 02:23 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم على هذه الترجمة، و بانتظار المزيد.
ـ[حسن حجازى]ــــــــ[21 - 11 - 2007, 12:10 ص]ـ
شكرا لك أخي الكريم على هذه الترجمة، و بانتظار المزيد.
شكرا أختى الكريمة
خالص ودى وتقديرى
حسن حجازى(/)
د/ مراد حسن عباس والأدب المقارن
ـ[بونديا]ــــــــ[22 - 11 - 2007, 12:37 م]ـ
كتب
للدكتور/ مراد حسن عباس
الأندلس في الرواية العربية والإسبانية المعاصرة
al-Andalus (Espana) en la novela Arabe y Espanola contemporanea
مدارس الشعر العربي الحديث والمعاصر
Las escuelas de la poesia Arabe(moderna y contemporanea)
ألوان الأعمى - ديوان شعر
Los colores del siego
المؤثرات الأجنبية في مسرح صلاح عبد الصبور
مقالات
للدكتور / مراد حسن عباس
لوركا في مسافر ليل
Lorca en pasajero de noche
لاثاريو في القاهرة الجديدة
La Zarrillo en el nuevo Cairo
ملوك الطوائف بين لوردس أورتيس و الفيتوري
Los reyes de Taifa entre Lordes Ortiz y el Faitury
قرطبة الأموية بين لاسالا والسحار
Cordoba de Omeya entre La Sala y el Sahar
سقوط غرناطة بين جالا ورضوى عاشور
La caida de Granada entre Gala y Radua Ashour
ـ[يحيى سليمان]ــــــــ[16 - 11 - 2008, 08:03 م]ـ
الدكتور/ مراد حسن عباس
قامة شعرية وأدبية تستحقُ كلَّ تقدير وبالفعل مؤلفاته
مؤلفاتٌ ذاتَ قيمة وقد اطلعتُ على بعضٍ منها
واستفدتُ كثيرا وأتمنى الحصولَ على نسخٍ إليكترونية منها(/)
ما هي حدود الكذب الفني؟ وهل هناك كذب مباح؟ كيف نميز بين الشاعر الصادق والمدعي؟
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[30 - 11 - 2007, 12:44 ص]ـ
السلام عليكم ...
أساتذتي الكرام:
هناك إشكال كبير وقعت فيه وحله هو معرفتي عن الصدق والالتزام به في الشعر والفن، هل هناك كذب مباح في الشعر والإبداع؟ كيف نفرق بين الشاعر أوالناثر الذي ينبع كلامه من قلبه ولكن بصورة فنية وبين شاعر أو ناثر مدعٍ الصورة الظاهرية ..
أرجو التوسع بالموضوع قدر ما يمكن ..........
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 12 - 2007, 06:37 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته.
قضية الصدق الفني، والكذب قضية معروفة في النقد القديم، والحديث حولها كثير.
المسألة -برأيي المتواضع- نسبية، والتفريق بين الصدق و الكذب ليس من حد يحده، و قد يعتمد على فراسة القارئ ولكن ليس بحد كبير.
بانتظار رأي أساتذتنا.
ـ[يوسف29]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 02:09 م]ـ
أوّلا: ننتبه إلى أنّ " الكذب الفنيّ " ليس مصطلحا نقديّا بالمفهوم العلميّ للمصطلحات، و نجد هذه العبارة في المدوّنة النّقديّة العربيّة القديمة في نطاق نقد انطباعيّ لا غير .... " أعذب الشّعر أكذبه"
ثانيا: النّقد الحديث لا يتعامل مع مسالة الصّدق الفنّي من من منظور أخلاقي (بمعنى اعتبار الصّدق من الفضائل و الكذب من الرّذائل) و إنّما من منظور قدرة الفنّ على الإيهام بالواقع.
ثالثا: مسالة الصّدق الفنّي تطرح في نطاق التّقابل مع " الصّدق التّاريخيّ "
رابعا: و هذا أخطر ما في المسألة، علينا التّسليم بأنّ الأدب ليس انعكاسا دقيقا للواقع، و ليس مطالبا بأن يكون انعكاسا " صادقا فعليّا " للواقع ... و من ثمّة كان التّفريق الحازم و الحاسم بين الكاتب (الكائن التّاريخي الموجود فعليّا لحما و دما ... ) و الشّخصيّة (وهي كائن ورقي: أي لا يوجد إلاّ في الورق): من شخصيّات الروايات أو المسرحيأت ,,, فهي في النصّ الإبداعيّ ليست تماما كما هي في واقعها إن كانت من الشّخصيّات التّاريخيّة، أو قد لا يكون لها أيّ وجود حقيقي في التّاريخ (سخصيّات القصّة الواقعيّة مثلا)
خامسا: الصّدق الفنّي له مظهران يحتلاّن الأولويّة:
أ ـ هو من جهة يتمثّل في القدرة على الإيهام بالواقع (أن نقرأ رواية لأديب متمكّن فإنّنا نعيش وهم أن الحدث وقع فعلا، و أن الشّخصيّات موجودة بالفعل ,,, و لكنّها في الحقيقة موجودة بالقوّة لا غير)
ب ـ هو درجة التّمكّن من احتذاء سنن الجنس الأدبيّ، و كذلك الانزياح عنها بكفاءة عالية.
الصّدق الفنّي ـ بإيجاز ـ هو ذاك الذي تشعر به و أنت تقرأ وقفة على الأطلال ـ لشاعر قديم ـ قيذهب في ظنّك أنّ الشّاعر يستعرض وقفة حقيقيّة مارسها بالفعل ,,, و الحال أنّه علينا أن نعتبر تلك الوقفة تمثّل ـ قبل كلّ شيء ـ وفاءً لسنّة شعريّة قديمة ,,, و لا يعنينا كثيرا أن يكون شاعرنا وقف على الطّلل أو لم يقف .... و لك كذلك في " النّسيب " مثال آخر جيّد على الصّدق الفنيّ .. فالنّسيب ليس غرضا شأن الغزل: النّسيب هو طريقة فنيّة تراعي اتّباعا لملك في كتابة الشذعر ... فالمرأة في النسيب ـ رغم ما يقوله الشّاعر عنها ـ لا وجود لها أصلا في التذاريخ ...(/)
أفلاطون (هل من معلومات حول نظرياته وآرائه حول الفن؟)
ـ[(الفارس المترجل)]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 12:55 ص]ـ
أفلاطون (هل من معلومات حول نظرياته وآرائه حول الفن؟)
ـ[السنا]ــــــــ[03 - 12 - 2007, 10:17 م]ـ
إليك بعض المراجع:
محمد غنيمي هلال: النقد الأدبي الحديث
كمال بسيوني: النقد اليوناني
بدوي طبانة: النقد الادبي عند اليونان
ـ[همس الحروف]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 11:42 م]ـ
أخي الفاضل
لعلك تضع بريدك حتى تصلك المادة العلمية
فعندي مادة علمية لعلها تفيدك
لكنها طويلة لم استطع إنزالها هنا لطولها
ـ[(الفارس المترجل)]ــــــــ[10 - 12 - 2007, 02:01 م]ـ
وهذا البريد frs1406*************
أكررشكري وصادق دعواتي ..
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[29 - 07 - 2008, 12:45 ص]ـ
اخي فارس هناك مكتبة كبيرة جدا سوف اطيك رابطها واكتب في محر ك البحث بعد الخول اليها: فلسفة الجمال وسوف تاتيك مجموعة كتب:
www.al-mostafa.com(/)
المنهج الأسلوبي
ـ[تهاني1]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 06:04 م]ـ
[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته]
لو سمحتم كيف أحلل القصيدة على المنهج الأسلوبي
وجزاكم الله خيراً
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 03:23 ص]ـ
و عليكم السلام.
يعتمد المنهج الأسلوبي على علوم اللغة المختلفة، مما يعني البحث عن جميع الخصائص الأسلوبية للنص من الحرف حتى الجملة.
يرتكز التحليل على عدة مستويات متعددة تشمل هذه العلوم.
المستوى اللفظي الدلالي، و يشمل علم الدلالة، و دراسة اللفظة المفردة وهيئتها.
المستوى التركيبي، و يتم فيه دراسة الجملة وتركيبها كالتقديم والتأخير، والحذف، والقصر، وغيره.
المستوى التصويري، و فيه تُدرس الصور المختلفة في النص من صور جزئية، أو كلية مع مكوناتها. و يُدرس في هذا المستوى كل أنواع الصور.
المستوى الإيقاعي، وهنا يُدرس علم العروض و القافية، و علم الأصوات. و يدخل في هذا المستوى كل ما يمت للصوت بصلة من (الفونيم) حتى البحر الشعري.
كلما تمكنت من الإلمام بهذه المستويات في النص ستبرز بذلك كل خصائصه الأسلوبية.
موفقة.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[06 - 12 - 2007, 03:32 ص]ـ
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=27494) و هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=17878) .
علها تفيدك.
ـ[تهاني1]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 05:44 ص]ـ
أشكرك أستاذة وضحاء
ولكن ماذا تقصدين بعلم الدلاله أو المستوى اللفظي الدلالي
وجزاك الله خيرا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 12 - 2007, 04:48 م]ـ
أشكرك أستاذة وضحاء
ولكن ماذا تقصدين بعلم الدلاله أو المستوى اللفظي الدلالي
وجزاك الله خيرا
العفو أختي تهاني ..
تدرسين في هذا المستوى اللفظة: هيئة الكلمة، و المعجم الشعري للنص، والحقول الدلالية البارزة في النص.
في هذا االفصل تستعيني بعلم اللغة و الدلالة.
ـ[اسلام1]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 10:37 ص]ـ
أخيتي الكريمة " وضحاء " بارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[د ايسر]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 02:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اختي العزيزة، انني ارى ان تتناولي النص وفقا لمفهو م المتغيرات السلوبية وهذه المتغيرات كالاتي:
أ-المتغيرات الشكلية: المثصود فيها النص المدون وطريقة اخراج النص طباعيا اي رسم النص كتابيا واهم المتغيرات الشكلية:
1 - الاشكال الهندسية البديعية.
2 - نظام الفراغات على الصفحة.
3 - فنون البديع القائمة على التصحيف والتحريف.
4 - طول الجملة مقيسا بعدد الكلمات.
5 - توزيع الابيات او الاسطر على الصفحة.
6 - طول الكلمة مقيسا بعدد الحروف.
7 - أنواع من الجناس (المركب، المتشابه).
8 - علامات الترقيم.
ب- المتغيرات الصوتية:
1 - التوزيع النسبي للفونيات او الصويت (اصوات الحروف)
2 - انواع المقاطع المفتوحة والمغلقة (القلقلة، المد .. )).
3 - التشاكل المقطعي: التشابه القائم على التكرار / كتاب تحليل الخطاب الشعري (محمد مفتاح)
4 - نبر الكلمات.
5 - اشكال الوزن والعروض.
6 - قافية الصدارة: الناحية الصوتية في بداية القافية.
7 - الجناس بانواعه:التام والناقص.
8 - نظم القافية: التامة والبصرية ولزوم ما لايلزم .. الخ.
9 - القلب والتشريع وتقابل السمات الفارقة (صفات الاصوات) وحن الوقع ضمن جرس الاصوات.
ج- المتغيرات الصرفية:
1 - اقسام الكلام: (صفة، ظرف، الفعل .. ).
2 - الصيغ الصرفية (الافعال، الجموع، المصادر ... الخ).
ح- المتغيرات التركيبية:
1 - جميع مباحث على المعاني.
2 - المجاز في الحدث (من مباحث على البيان).
3 - الجواز النحوي.
4 - البعد التركيبي للمجاز والتشبيه والاستعارة.
ت- المتغيرات الدلالية:
1 - الوحدات المعجمية.
2 - السجل المعجمي والمفردات القديمة والتركيز والتشتت في ترجيح المفردات.
3 - البعد الدلالي لفنون البديع.
5 - البعد الدلالة للاستعارة بانواعها ...
د. متغيرات ما فوق الجمل (تختص بالنص)
1 - طول الفقرات وتوزيعها.
2 - انفتاح النص واغلاقه.
3 - الربط بين الجمل.
4 - وسائل الصياغة والسبك.
هذا كله وفقا للاتجاه الاحصائي للاسلوب في حين ان اعتقادنا لدراسة النص اسلوبيا هو مفهوم ريفارتير الذي يقوم على محوري (الاختيار والتوزيع) الافقي/العمودي وهما يعتمدان على اختيار اللفظة دون غيرها ثم وضعها في هذا المكان دون غيره.
د. ايسر الدبو /كلية الاداب /جامعة الانبار/العراق
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 02:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد التنبيه لو سمح لي الإخوة إلى عدم نمطية "المنهج الأسلوبي ". لسبب "بسيط" لكنه عميق هو أن لكل نص نظامه الخاص وعلمه الخاص .. رغم بعض الخصائص المشتركة لأن الاسلوب بطبعه فردي وذاتي ..
هذا وإذا نجحت بعض الطرائق الاسلوبية في تحليل نص ما، فإنها حتما ستخفق في سبر أغوار أخرى ...
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[24 - 01 - 2008, 09:48 م]ـ
سلام عليكم
هذا كلام جيد لكن التطبيق أفضل من وجهة نظري من الكلام النظري
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صباح]ــــــــ[27 - 01 - 2008, 09:37 م]ـ
ليتنا نطبق ذلك على قصيدة مُختارة .. فما رأيكم؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[29 - 01 - 2008, 12:30 ص]ـ
ليتنا نطبق ذلك على قصيدة مُختارة .. فما رأيكم؟
جميل ..
ليت أحد الأساتذة يختار نصا يستحق الدراسة دون أن يكون نصا طويلا.
ثم نشرع في دراسته.
ـ[البوعزاوي الحسين]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 08:00 م]ـ
[د. ايسر الدبو /كلية الاداب /جامعة الانبار/العراق [/ quote]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
جزاك الله خيرا المرجو اختيار نصا أدبيا نثرا أو شعرا ونطبق عليه هدا المنهج
ـ[البوعزاوي الحسين]ــــــــ[25 - 10 - 2008, 11:00 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
إذا كان الشعر هو"كلام موزن مقفى يدل على معنى"نقد الشعر
فلماذا وصف كفار قريش القرأن بالشعر
المرجو الإفادة
ـ[يزيد مغمولي]ــــــــ[31 - 12 - 2008, 12:29 م]ـ
سلامي للأخت وضحاء على مشاركتها الفعالة في هذا المنتدى الموقر، وأتشرف بالتواصل مع طلاب العلم والمشتغلين بالأدب والنقد ويسعدني حقا أني عثرت على شريكٍ في عالم الأسلوبية علّه يأخذ بيدي وأنا أبحر في محيط التراث العربي ... ولكن يستوقفني مفهومك لمستويات الدراسة الأسلوبية وبالأخص «المستوى اللفظي الدلالي» إذ ترين أنه يشمل علم الدلالة، و دراسة اللفظة المفردة وهيئتها، فهو حقا كذلك إذا كان الدراسة تعنى بالمستوى المعجمي ولكن في اعتقادي أن هيئة اللفظة المفردة تدرس في دائرة المستوى الصرفي الذي يهتم ببنية الكلمة ... والله أعلم ...
ـ[نجلاء يوسف]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 09:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً على هذا المجهود
ـ[أسامة الشبانة]ــــــــ[02 - 12 - 2009, 04:04 ص]ـ
هذا تحليلي لقصيدة ايليا أبو ماضي ,وتحليل أسلوبي لقصيدة ابتسم لإيليا أبواماضي - شَبَكةُ الفَصِيحِ لِعُلُومِ اللُّغةِ العَرَبِيّةِ ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48202 قد) طلب مني في الجامعة ونشرته هنا
اتمنى ان تستفيد منه.(/)
سؤال عاجل
ـ[فصيحه]ــــــــ[11 - 12 - 2007, 05:24 م]ـ
:::
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته
أخوتي الأفاضل رجاء من يمكنه مساعدتي في فهم هذا العنوان:
"الأدب المقارن في البلاد العربية
اشكالية المصطلح"
ما المقصود بإشكالية المصطلح بالذات؟؟
من فضلكم أريد البحث في الموضوع في أجل أقصاه يوم الجمعة 14 ديسمبر، فأعينوني على تحديد الوجهة الصحيحة للبحث، جزاكم الله عني كل خير.
مع أرق تحياتي.:)
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[29 - 07 - 2008, 12:40 ص]ـ
اختي فصيحة هل انت ما زلتي تحتاجين للاجابة عن هذا السؤال ام لا؟ لكي احاول البحث في الموضوع اختك سهى الجزائري يا اختي الغالية(/)
((لدى قصة قصيرة وأريد أحد الأشخاص يساعدني فيها لغويا))
ـ[جسد الفكر والثقافة]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 08:12 ص]ـ
لدى قصة قصيرة وأريد أحد الأشخاص يساعدني فيها لغويا:-
:::
لدى قصة قصيرة وأريد أحد النشامى يساعدني لغويا في قصة صغيرة أنا من قمت بكتابتها
فالرجاء من أحد الأشخاص أن يقوم بمساعدتى في هذا الأمر
وشكرا لكم
ـ[يوسف29]ــــــــ[16 - 12 - 2007, 01:41 م]ـ
لدى قصة قصيرة وأريد أحد الأشخاص يساعدني فيها لغويا:-
:::
لدى قصة قصيرة وأريد أحد النشامى يساعدني لغويا في قصة صغيرة أنا من قمت بكتابتها
فالرجاء من أحد الأشخاص أن يقوم بمساعدتى في هذا الأمر
وشكرا لكم
نا أساعدك فيما طلبت ـ شرط أن تكون القصّة كما ذكرت، أي قصّة قصيرة (لا تتجاوز بضع صفحات)، و لعلّي أقدّم لك بعض الملاحظات في شأنها:
و جّه إليّ قصّتك القصيرة في صيغة word إلى youcf29***********
ـ[ضرار عمر]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 09:51 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
يشرفني أن أساعدك على تقويم قصتك لغويا
أرسلها على: dirareamor***********
وستجد ضالتك إن شاء الله.(/)
ماهي الخصائص الفنية للمدارس الكلاسيكية العربية؟
ـ[العاتري2]ــــــــ[18 - 12 - 2007, 06:07 م]ـ
أرجو ان تزودوني يمعلومات كافية عن الخصائص الفنية للمدارس الكلاسيكية العربية ولكم جزيل الشكر
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 12 - 2007, 07:42 م]ـ
مقومات المدرسة الكلاسيكية وخصائصها الفنية:
1 ـ العودة إلى الموروث الشعري، ولاسيما عصر القوة والأصالة والجزالة ممثلة في الشعر الجاهلي، الإسلامي، الأموي، العباسي.
2 ـ إحياء التقاليد الشعرية،ولاسيما الطرق البلاغية من تشبيه واستعارة وكناية.
3 ـ اعتماد الشعراء الإحيائيين على التراث الشعري الذي وصلهم في صياغة أساليبهم ورسم صورهم وإبراز أفكارهم عبر عنصر المحاكاة والمعارضة لكثير من قصائدهم.
4 ـ محافظتها التامة على وحدة الموضوع و البيت والوزن والقافية.
5 ـ عنايتها الواضحة في مجال التعبير بالجزالة والمتانة والصحة اللغوية.
6 ـ اهتمامها بالخيال الجزئي التفسيري الحسي.
7 ـ عنايتها في مجال المضمون بالرؤية الإصلاحية الاجتماعية والسياسية إلى جانب المجال الأدبي الوجداني بأغراضه المتعددة.
من هنا ( http://www.izzatomar.com/modules/sections/index.php?op=viewarticle&artid=1)
ـ[اسلام1]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 10:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخيتي الفاضلة "وضحاء " وجزاك الله الجنان
ـ[العاتري2]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 09:02 م]ـ
جازاك الله عني كل خير ودمت لنا عون يا أخت وضحاء(/)
الى نوابغ النقد الادبي .. !!
ـ[نجلاء!]ــــــــ[04 - 01 - 2008, 11:52 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
في مطلع حديثي أود أن أشكركم على هذا الجهد المبارك
واللذي أسأل الله أن يثيبكم عليه
حقيقة أنا أريد من الكتاب النوابغ في هذا القسم مساعدتي ( ops
في نقد خاطرتي الأدبيه التي كتبتها
من يجد لديه الوقت والجهد فأرجوا ابلاغي لكي أنزل الخاطره
لأنها ستدخل في سبق أدبي فتحتاج لتنقيح بعض مفرداتها
وتوجيه أسلوب الاستعاره فيها والتشبيه ..
فأرجوا مساعدتي قريبا لان المسابقه ستنتهي موعد تسليم النتيجه
آخر الأسبوع المقبل ...
ودمتم بخير وسلام
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 12:34 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
أهلا بك يا نجلاء ..
أنتِ ضعي خاطرتك، و بإذن الله ستجدي من الأساتذة الكرام -بحسب وقتهم- عونا لك.
ـ[نجلاء!]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 11:38 ص]ـ
جزاك الله خير اختي
وضحاء
راح اضعها هنا
ـ[نجلاء!]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 11:45 ص]ـ
في مـ ح ـــــراب الـ ش ـــوق أع ــــيش!!
\
/
\
أعيش في مـ ح ـــرابـ الشوق بارتياح ..
وأظل في ربوع اللـ هـ ـفت مـ ع ــــتكفه ..
قد انثالت حروفي لتداع ــــب أنفاس الرياح ..
وتنسج وشاح الحب ليلبسه الـ ق ـــــلب ..
فيسترخي على عتبة البوح ..
\
/
\
في صباحات أنسي
أناجي أطيافه باشتياق
وع ــــلى أنشودة الوفاء
ترنمت أطيار اللـ هـ ـــفت
لتـ ع ـــبر آفاق ذاكرتي
وتترعرع في ربى مهجتي
وفي الصباح الذي عاهدته
ع ـــلى إتصال الروح
إذا انفصل الج ـــــــــ س ـــــــد
تذكرته رغ ـــــــم البـ ع ــــــــد
\
/
\
تمر الأيام وتنزوي السنون
ومازالت ذكراهـ كطيف ساحر السنا
متعلـ ق ــــة بي كتـ ع ــــلق الأثمارفي خواصر الأغصان
\
/
\
أرتمي في أجواء مهددة بـ ص ـــــرخات الشوق
التي تـ هامس ج ــــــدول الذكريات
وفي منحنى الـ ح ـــنين
أج ــــر خطاب الأنين
مُطرِقاً بـ ل ــــون ٍ حزين
ح ـــتى استوقفني السكون
وأنا في لحظة الـ شـ ج ــــون
أنادي اسمه بـ ج ـــــنون
وأرتجي لأملي أن لا يستكين
فما زلت ألمح الو ج ــــــــــد في سلال الحرف المتين
\
/
\
غدوت سارحة ً في خ ـــيوط الفـ ج ـــــر
والطير في الوكـ نات
غارقاً في سبات
تلثمني مرارة الـ ش ــــــوق
وتضميني دموع لأتوق
\
/
متيم هو قلبي
في زمان الوص ـــــــال
بروابي الذكريات
\
/
\
غ ـــــــير أن الـ ع ــــمر يحلو بذكراهـ
فما أع ـــــذب أيامه
وما أقسى ساعات رحيله
لـ كن الهوى النابض
لم يتزح ــــزح عن مدارات حبه
المتمكن في الأع ــــــماق
\
/
\
أتبتل في مح ـــــراب الهيام
بلح ــــظات وجوده التي تأسرني
ووصيفات جوده التي تبُهِرُني
أُردد فيه شوقي
لأكتبه كسيل يج ـــــتاح ألم ابتـ ع ـــــاده
فتنساب الخ ـــــواطر لـ ح ـــــن حب ٍ
وتنقلبُ حروفي فيه مِدحاً
\
/
\
أصوره كبدر توارى
في غ ــــمامة واقع مرير
بـ ع ــــد أن تـ هـ ــادت ذرته الفضية بانسياب أخاذ
ذرة تمسكت بها وأخ ـــــرى تراقص ــــت في حفلة الفراق الصاخبة
لكنها ومضت من خلف الأفق
وأشارت أن لا بُؤس عليكـ
فإنه لكـ منتظر وبكـ مفتـ خ ـــــر
\
/
فبـ ع ـــــثت معها أجمل و أشذى زهوري
فطربَ ومَال على صفـ ح ـــت الأُفُق
ممتشقاً شذا الـ ح ُب العاطر
ليكتب بذراته الفضية
ميثاق الوفاء لعينية
معلنا نداء العزم على العودة
بـ ع ـــــد أن أُصِيبَ القلب
بلوعة الـ ش ـــــــــوق
ـ[نجلاء!]ــــــــ[05 - 01 - 2008, 11:48 ص]ـ
للتنبيه:
حقوق العمل محفوظه للكاتبه
\
/
\
أرجوا مساعدتي فالمسابقه ستنتهي بنهاية هذا الاسبوع
هل أجدت استخدام التشبيهات في مكانها
لقد طُلِبَ منا الكتابه في هذا العنوان ولا بأس بالاستشاره
فتقدمت لكم أنتم كي أستشيركم
فما رأيكم بالأبجديه
وهل هناك اسلوب متبذل
او ركاكة في الألفاظ
شاكره لكم تعاااااااااااااااونكم
ـ[نجلاء!]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 03:15 م]ـ
سارعوا يارعاكم الله
فلقد مللت الانتظاااااار
ارجوكم
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[06 - 01 - 2008, 07:28 م]ـ
ليتك أولا كتبت بشكل طبيعي.
عليك الانتباه لبعض الأخطاء الإملائية التي ستفسد جمال الخاطرة وتؤثر على رأي المحكّم.
ثم
أحيانا تجترين ألفاظا لمجرد وجودها في النص ومناسبتها للفاصلة السابقة، مثلأ:
تلثمني مرارة الشوق
وتضميني دموع لأتوق
أتبتل في محراب الهيام
بلحظات وجوده التي تأسرني
ووصيفات جوده التي تبُهِرُني
..
ثم:
كيف تعيشين في محراب الشوق مرتاحة:)؟
..
أعجبتني هذه الصورة:
أرتمي في أجواء مهددة بصرخات الشوق
التي تهامس جدول الذكريات
..
هنا تكلف واضح:
وفي منحنى الحنين
أجر خطاب الأنين
مُطرِقاً بلون ٍ حزين
حتى استوقفني السكون
وأنا في لحظة الشجون
أنادي اسمه بجنون
وأرتجي لأملي أن لا يستكين
فما زلت ألمح الو جد في سلال الحرف المتين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نجلاء!]ــــــــ[07 - 01 - 2008, 04:43 م]ـ
ليتك أولا كتبت بشكل طبيعي.
عليك الانتباه لبعض الأخطاء الإملائية التي ستفسد جمال الخاطرة وتؤثر على رأي المحكّم.
طيب سمعا وطاعه أردت مجرد تشكيل الخط: p
ثم
أحيانا تجترين ألفاظا لمجرد وجودها في النص ومناسبتها للفاصلة السابقة، مثلأ:
تلثمني مرارة الشوق
وتضميني دموع لأتوق<<< ما البديل في نظرك استاذتي الفاضله
أتبتل في محراب الهيام
بلحظات وجوده التي تأسرني
ووصيفات جوده التي تبُهِرُني
..
ثم:
كيف تعيشين في محراب الشوق مرتاحة:)؟
( ops مدري أحسست بقرب الأنس من قلبي حينما أكون مشتاقه رغم المراره
يعني أردت أن أوضح أمر مهم وهو ان الشوق تصحبه الحلاوة والمراره معا
..
أعجبتني هذه الصورة:
أرتمي في أجواء مهددة بصرخات الشوق
التي تهامس جدول الذكريات
شكرا لك ( ops
..
هنا تكلف واضح:
وفي منحنى الحنين
أجر خطاب الأنين
مُطرِقاً بلون ٍ حزين
حتى استوقفني السكون
وأنا في لحظة الشجون
أنادي اسمه بجنون
وأرتجي لأملي أن لا يستكين
فما زلت ألمح الو جد في سلال الحرف المتين
<<< هل هناك طريقا لإستبدال اللفظ المناسب مكانه
أستاذتي الفاضله
وضحاء
أشكرك على ما أدليت لي من حسن معلوماتك
والله اني مدينه لك بالعرفان ولن انساك من صالح الدعوات
جعل الله قلمك منبرا للنور تشرق له سائر الأرجاء
:)
ـ[نجلاء!]ــــــــ[07 - 01 - 2008, 04:48 م]ـ
اتمنى ان تعقبي على كلماتي
وفقك الله دوما للخير
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 01 - 2008, 10:03 م]ـ
أهلا بك نجلاء ..
بالنسبة للشوق:
إن كنت تريدين ذلك وترينه فهذا لك، و هو قد يكون رؤية من زاوية قليلا ما يُنظر من خلالها، و هذا مما سيُحسب لك.
_
استبدلي (لأتوق) بما يتناسب، لا تحاولي أن تسوقي بعض المفردات لتكون الفواصل رنانة، فقد تعدّ ابتذالا يُحسب على نصك.
وهذا ينطبق كذلك على المقطع الأخير، اختاري ما يتناسب دونما تكلف و سوق الألفاظ قسرا لتكون متناسبة فواصلها.
بمعنى آخر: هناك ألأفاظا يتضح أنك أتيت بها فقط لملء الفراغ.
أعتقد أنها بحاجة لصياغة.
أتمنى إعادة كتابة النص أخرى هنا بشكل عادي كي أنظر فيه ثانية.
دعائي لك التوفيق.
ـ[نجلاء!]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 12:04 ص]ـ
أهلا بك نجلاء ..
بالنسبة للشوق:
إن كنت تريدين ذلك وترينه فهذا لك، و هو قد يكون رؤية من زاوية قليلا ما يُنظر من خلالها، و هذا مما سيُحسب لك.
_
استبدلي (لأتوق) بما يتناسب، لا تحاولي أن تسوقي بعض المفردات لتكون الفواصل رنانة، فقد تعدّ ابتذالا يُحسب على نصك.
وهذا ينطبق كذلك على المقطع الأخير، اختاري ما يتناسب دونما تكلف و سوق الألفاظ قسرا لتكون متناسبة فواصلها.
بمعنى آخر: هناك ألأفاظا يتضح أنك أتيت بها فقط لملء الفراغ.
أعتقد أنها بحاجة لصياغة.
أتمنى إعادة كتابة النص أخرى هنا بشكل عادي كي أنظر فيه ثانية.
دعائي لك التوفيق.
سلمت والله من كل قلبي أقول
رفع الله قدرك في العالمين
أستاذتي الفاضلة:
بالنسبه للشوق وما وضحته في البداية من فكرتي
هل عندما أقدم الخاطرة للمسابقه أذكر لهم سبب كتابتي لهذه الكلمه
حتى لا يختل المعنى في نظرهم
أم أكتفي بذلك لنفسي
ودي وجُل إحترامي لشخصكـ الكريم
ـ[نجلاء!]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 12:05 ص]ـ
في محراب الشوق أعيش!!
\
/
\
أعيش في محرابـ الشوق بارتياح ..
وأظل في ربوع اللهفة معتكفة ..
قد انثالت حروفي لتداعب أنفاس الرياح ..
وتنسج وشاح الحب ليلبسه القلب ..
فيسترخي على عتبة البوح ..
\
/
\
في صباحات أنسي
أناجي أطيافه باشتياق
وعلى أنشودة الوفاء
ترنمت أطيار اللهفة
لتعبر آفاق ذاكرتي
وتترعرع في ربى مهجتي
وفي الصباح الذي عاهدته
على اتصال الروح
إذا انفصل الجسد
تذكرته رغم البعد
\
/
\
تمر الأيام وتنزوي السنون
ومازالت ذكراهـ كطيف ساحر السنا
متعلقة بي كتعلق الأثمار في خواصر الأغصان
\
/
\
أرتمي في أجواء مهددة بصرخات الشوق
التي تهامس جدول الذكريات
وفي منحنى الحنين
أجر خطاب الأنين
مُطرِقاً بلون ٍ حزين
وأنا في لحظة الشجون
أنادي اسمه الساري بجنون
وأرتجي لأملي أن لا يستكين
فما زلت ألمح الو جد في سلال الحرف المتين
\
/
\
غدوت سارحة ً في خيوط الفجر
والطير في الوكنات
غارقاً في سبات
تلثمني مرارة الشوق
وتضميني دموع الأرق
\
/
متيم هو قلبي
في زمان الوصال
بروابي الذكريات
\
/
\
غير أن العمر يحلو بذكراهـ
فما أعذب أيامه
وما أقسى ساعات رحيله
لكن الهوى النابض
لم يتزحزح عن مدارات حبه
المتمكن في الأعماق
\
/
\
أتبتل في محراب الهيام
بلحظات وجوده التي تأسرني
ووصيفات جوده التي تبُهِرُني
أُردد فيه شوقي
لأكتبه كسيل يجتاح ألم ابتعاده
فتنساب الخواطر لحن حب ٍ
وتنقلبُ حروفي فيه مِدحاً
\
/
\
أصوره كبدر توارى
في غمامة واقع مرير
بعد أن تهادت ذرته الفضية بانسياب أخاذ
ذرة تمسكت بها وأخرى تراقصت في حفلة الفراق الصاخبة
لكنها ومضت من خلف الأفق
وأشارت أن لا بُؤس عليكـ
فإنه لكـ منتظر وبكـ مفتخر
\
/
فبعثت معها أجمل و أشذى زهوري
فطربَ ومَال على صفحت الأُفُق
ممتشقاً شذا الحُب العاطر
ليكتب بذراته الفضية
ميثاق الوفاء لعينية
معلنا نداء العزم على العودة
بعد أن أُصِيبَ القلب
بلوعة الشوق
\
/
هذه الخاطرة كما طلبت:)
تم تعديل بعض المفردات
فما رأيك؟
وما هو إحساسك تجاهها؟ هل تحسي بأنها مؤثره
تهز المشاعر أم أنها كتابة غطت بياض الورق
لا أقل ولا أكثر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نجلاء!]ــــــــ[08 - 01 - 2008, 10:40 م]ـ
اتراني انتظر ام اني اغادر؟
استاذتي طال انتظاري
فهل من عود لهذه الصفحات
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 01:25 ص]ـ
في محراب الشوق أعيش!!
\
/
\
أعيش في محرابـ الشوق بارتياح ..
وأظل في ربوع اللهفة معتكفة ..
قد انثالت حروفي لتداعب أنفاس الرياح ..
وتنسج وشاح الحب ليلبسه القلب ..
فيسترخي على عتبة البوح ..
\
/
\
في صباحات أنسي
أناجي أطيافه باشتياق
وعلى أنشودة الوفاء
ترنمت أطيار اللهفة
لتعبر آفاق ذاكرتي
وتترعرع في ربى مهجتي
وفي الصباح الذي عاهدته
على اتصال الروح
إذا انفصل الجسد
تذكرته رغم البعد
\
/
\
تمر الأيام وتنزوي السنون
ومازالت ذكراهـ كطيف ساحر السنا
متعلقة بي كتعلق الأثمار في خواصر الأغصان
\
/
\
أرتمي في أجواء مهددة بصرخات الشوق
التي تهامس جدول الذكريات
وفي منحنى الحنين
أجر خطاب الأنين
مُطرِقاً بلون ٍ حزين
وأنا في لحظة الشجون
أنادي اسمه الساري بجنون
وأرتجي لأملي أن لا يستكين
فما زلت ألمح الو جد في سلال الحرف المتين
\
/
\
غدوت سارحة ً في خيوط الفجر
والطير في الوكنات
غارقاً في سبات
تلثمني مرارة الشوق
وتضميني دموع الأرق
\
/
متيم هو قلبي
في زمان الوصال
بروابي الذكريات
\
/
\
غير أن العمر يحلو بذكراهـ
فما أعذب أيامه
وما أقسى ساعات رحيله
لكن الهوى النابض
لم يتزحزح عن مدارات حبه
المتمكن في الأعماق
\
/
\
أتبتل في محراب الهيام
بلحظات وجوده التي تأسرني
ووصيفات جوده التي تبُهِرُني
أُردد فيه شوقي
لأكتبه كسيل يجتاح ألم ابتعاده
فتنساب الخواطر لحن حب ٍ
وتنقلبُ حروفي فيه مِدحاً
\
/
\
أصوره كبدر توارى
في غمامة واقع مرير
بعد أن تهادت ذرته الفضية بانسياب أخاذ
ذرة تمسكت بها وأخرى تراقصت في حفلة الفراق الصاخبة
لكنها ومضت من خلف الأفق
وأشارت أن لا بُؤس عليكـ
فإنه لكـ منتظر وبكـ مفتخر
\
/
فبعثت معها أجمل و أشذى زهوري
فطربَ ومَال على صفحت الأُفُق
ممتشقاً شذا الحُب العاطر
ليكتب بذراته الفضية
ميثاق الوفاء لعينية لعينيه
معلنا نداء العزم على العودة
بعد أن أُصِيبَ القلب
بلوعة الشوق
\
/
هذه الخاطرة كما طلبت:)
تم تعديل بعض المفردات
فما رأيك؟
وما هو إحساسك تجاهها؟ هل تحسي بأنها مؤثره
تهز المشاعر أم أنها كتابة غطت بياض الورق
لا أقل ولا أكثر؟
الخاطرة بشكل عام جميلة، وتحمل صورا جيدة؛ قد يعيبها التطويل وتكرار بعض المفردات.
لكنها الآن أجمل من النسخة الأولى.
أتمنى لك التوفيق.
ـ[نجلاء!]ــــــــ[09 - 01 - 2008, 01:02 م]ـ
سلمت على طيب تعاملك معي
لا حرمك الله الاجر والتوفيق
أشكرك جزيل الشكر
وأسأل الله لك بسطة في العلم والبيان
أختك المخلصة: نجلاء(/)
الأصوات؟؟
ـ[نون النسوة]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 12:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعلم أن سؤالي ليس في المكان المناسب ولكني احترت أي الأقسام يتناسب معه ( ops
أعكف حاليا على تحليل أسلوبي لإحدى القصائد
المشكلة اللي تواجهني الأصوات لا أعرف كيف أصف الأصوات أشعر بها وقد أستطيع تأويل إتيان الشاعر بها ولكن عند كتابة البحث أجدني عاجزي عن وصف نطقها
مثلا الراء حرف تكراري
والسين صوت صفير
ولكن بقية الأصوات لا أعرف تماما كيف أصنفها
هل من مساعدة تلك العقبة التي لم تسد في بحثي والتسليم سيكون قريبا
المزعجة دوما
نون النسوة
ـ[نون النسوة]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 09:59 ص]ـ
الإخوة الكرام أما من مساعد؟
التحليل سيسلم غدا بإذن الله وسأطبعه بعد ساعات
بقيت مشكلة وصف الاصوات: (
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 11:32 ص]ـ
أهلا أختي
هناك شرح للجزرية في علم التجويد، لابن الجزري
يشرح فيها مخارج الحروف بشكل تفصيلي
سأحاول أن أرفق لك رابط بالشرح إن وجدت ..
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 11:43 ص]ـ
مخارج الحروف لابن الجزري
فقد اختلفوا في عددها فالمختار عندنا وعند من تقدمنا من المحققين كالخليل بن أحمد ومكي بن أبي طالب وأبي القاسم الهذلي وأبي الحسن شريح وغيرهم سبعة عشر مخرجا، وهذا الذي يظهر من حيث الاختبار وهو الذي أثبته أبوعلي بن سينا في مؤلف أفرده في المخارج وصفاتها.
وقال كثير من النحاة والقراء: هي ستة عشر فأسقطوا مخرج الحروف الجوفية التي هي حروف المد اللين. وجعلوا مخرج الألف من أقصى الحلق والواو من مخرج المتحركة وكذلك الياء وذهب قطرب والجرمي والفراء وابن دريد وابن كيسان إلى أنها أربعة عشر فأسقطوا مخرج النون واللام والراء وجعلوها من مخرج واحد وهو طرف اللسان، والصحيح عندنا الأول لظهور ذلك في الاختبار.
واختبار مخرج الحروف محققا: هو أن تلفظ بهمزة الوصل وتأتي بالحروف بعدها ساكنا أو مشددا وهو أبين ملاحظا فيه صفات ذلك الحروف.
المخرج الأول
الجوف_ وهو للألف والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها وهذه الحروف تسمى حروف المد واللين، وتسمى الهوائية والجوفية. قال الخليل: وإنما نسبن إلى الجوف لأنه آخر انقطاع مخرجهن. قال مكي: وزاد غير الخليل معهن الهمزة لأن مخرجها من الصدر وهو متصل بالجوف. قلت: الصواب اختصاص هذه الثلاثة بالجوف دون الهمزة لأنهن أصوات لا يعتمدن على مكان حتى يتصلن بالهواء بخلاف الهمزة.
المخرج الثاني
أقصى الحلق وهو للهمز والهاء فقيل على مرتبة واحدة وقيل الهمزة أول.
المخرج الثالث
وسط الحلق وهو للعين والحاء المهملتين فقيل على مرتبة واحدة. فنص مكي على أن العين قبل الحاء وهو ظاهر كلام سيبوية وغيره. ونص شريح على أن الحاء قبل وهو ظاهر كلام المهدوي وغيره.
المخرج الرابع
أدنى الحلق إلى الفم وهو للغين والخاء، ونص شريح على أن الغين قبل وهو ظاهر كلام سيبوية أيضا، ونص مكي على تقديم الخاء. وقال الأستاذ علي بن محمد بن خروف النحوي: إن سيبوية لم يقصد ترتيبا فيما هو من مخرج واحد قلت وهذه الستة الأحرف المختصة بهذه الثلاثة المخارج هي الحروف الحلقية.
المخرج الخامس
أقصى اللسان مما يلي الحلق وما فوقه من الحنك _ وهو للقاف. وقال شريح: إن مخرجها من اللهاة مما يلي الحلق ومخرج الخاء.
المخرج السادس
أقصى اللسان أسفل مخرج القاف قليلا وما يليه من الحنك الأعلى، وهو للكاف، وهذان الحرفان يقال لكل منها لهوي نسبة إلى اللهاة وهي بين الفم والحلق.
المخرج السابع
للجيم والشين والياء غير المدية، من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك ويقال إن الجيم قبلها وقال المهدوي: إن الشين تلي الكاف والجيم والياء يليان الشين وهذه هي الحروف الشجرية.
المخرج الثامن
للضاد المعجمة من أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس من الجانب الأيسر عند الأكثر ومن الأيمن عند الأقل وكلام سيبوية يدل على أنها تكون من الجانبين وقال الخليل: إنها أيضا شجرية يعني من مخرج الثلاثة قبلها والشجرة عنده مفرج الفم أي منفتحة وقال غير الخليل: وهو مجمع اللحيين عند العنفقة، فلذلك لم تكن الضاد منه.
المخرج التاسع
(يُتْبَعُ)
(/)
اللام من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرفه وما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى مما فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية.
المخرج العاشر
للنون – من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا أسفل اللام قليلا.
المخرج الحادي عشر
للراء – وهو من مخرج النون من طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا العليا، غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلا وهذه الثلاثة يقال لها: الذلقية نسبة إلى موضع مخرجها وهو طرف اللسان. إذ طرف اللسان ذلقه.
المخرج الثاني عشر
للطاء والدال والتاء – من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا مصعدا إلى جهة الحنك ويقال لهذه الثلاثة: النطعية لأنها تخرج من نطع الغار الأعلى وهو سقفه.
المخرج الثالث عشر
لحروف الصفير وهي: الصاد والسين والزاي، من بين طرف اللسان فويق الثنايا السفلى ويقال في الزاي زاء بالمد وزي بالكسر والتشديد وهذه الثلاثة الأحرف هي الأسلية لأنها تخرج من أسلة اللسان وهو مستدقه.
المخرج الرابع عشر
للظاء والذال والثاء – من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ويقال لها اللثوية نسبة إلى اللثة وهو اللحم المركب فيه الأسنان.
المخرج الخامس عشر
للفاء – من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا.
المخرج السادس عشر
للواو غير المدية والباء والميم مما بين الشفتين- فينطبقان على الباء والميم وهذه الأربعة الأحرف يقال لها: الشفهية والشفوية، نسبة إلى الموضع الذي تخرج منه وهو الشفتان.
د
الخيشوم – وهو للغنة وهي تكون في النون والميم الساكنتين حالة الإخفاء أو ما في حكمه من الإدغام بالغنة فإن مخرج هذين الحرفين يتحول من مخرجه في هذه الحالة عن مخرجهما الأصلي على القول الصحيح كما يتحول مخرج حروف المد من مخرجهما إلى الجوف على الصواب وقول سيبوية إن مخرج النون الساكنة من مخرج النون المتحركة إنما يريد به النون الساكنة المظهرة.
ولبعض هذه الحروف فروع
صحت القراءة بها فمن ذلك الهمزة المسهلة بين بين فهي فرع عن المحققة ومذهب سيبوية أنها حرف واحد نظرا إلى مطلق التسهيل وذهب غيره إلى أنها ثلاثة أحرف نظرا إلى التفسير بالألف والواو والياء ومنه ألفا الإمالة والتفخيم وهما فرعان عن الألف المنتصبة، وإمالة بين بين لم يعتدها سيبوية وإنما اعتد الإمالة المحضة، وقال التي تمال إمالة شديدة كأنها حرف آخر قرب من الياء.
ومنه الصاد المشممة وهي التي بين الصاد والزاي فرع عن الصاد الخالصة وعن الزاي.
ومنه اللام المفخمة فرع عن المرققة، وذلك في اسم الله تعالى بعد فتحة وضمة وفيما صحت الرواية عن ورش حسبما نقله أهل الأداء من مشيخة المصريين.
من كتاب النشر لابن الجزري
مقدمة الباحث: فرغلي سيد عرباوي
منقول .. للفائدة
وإليك الرابط هنا ( http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=4163)
ـ[نون النسوة]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 01:38 م]ـ
جزيت خيرا
ممتنة لك
فرج الله كرباتك كما فرجت كربتي(/)
أريد بيبليوغرافيا خاصة بالنقد الثقافي
ـ[المخلص للضاد]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 10:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
إخواني هل من مطلع يمكنه مساعدتي في الحصول على أهم المراجع في "النقد الثقافي " بالعربية كانت أو بأية لغة أخرى.
جزاكم الله عني خير الجزاء.
ـ[باشلار]ــــــــ[17 - 08 - 2008, 01:29 ص]ـ
بعض من أهم المراجع العربية التي تمثل في منهجها النقد الثقافي:
1 - حجاب العادة - بحث في اركيولوجيا الكرم عند العرب، للمؤلف (سعيد السريحي) كتاب مطبوع ببيروت.
2 - مشكاة المفاهيم - النقد المعرفي (د. محمد مفتاح) مطبوع بالمركز الثقافي العربي بيروت.
3 - النار في الشعر وطقوس الثقافة للمؤلف (د. جريدي المنصوري) مطبوع بالمركز الثقافي العربي بيروت.
أراها جميعا اعتمدت على النقد الثقافي ورؤية الخطاب الشعري في الفكر العربي.
والله اعلم.(/)
المفهوم النحوي في (كليات) الكفوي بين المصطلح والتعريف ـــ د. غازي مختار طليمات (1)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 01 - 2008, 12:54 ص]ـ
المفهوم النحوي في (كليات) الكفوي بين المصطلح والتعريف ـــ د. غازي مختار طليمات (1) (عن مجلة التراث العربي - العدد 106)
أ ـ العربية لغة ولود:
إذا كانت اللغة "أصواتاً يعبر بها كل قوم عن أغراضهم" (2) فإن هذه الأصوات مقيدة بقيدين: ـ
ـ أولهما: المدرج الصوتي الممتد من الشفتين إلى أقصى الحلق.
ـ وثانيهما: ما تستطيع هذه الأصوات صنعه في أثناء تقلبها وتركبها من ألفاظ مستعملة وألفاظ يمكن أن تستعمل في المستقبل، وكلا الضربين له مقدار محسوب لا تقوى اللغة على مجاوزته. فالألفاظ العربية المستعملة ثمانون ألف مادة، والممكنة الاستعمال يرقى بها الحساب إلى اثني عشر ألف ألف مادة، وهي ـ على كثرتها ـ إلى نفاد لا إلى ازدياد، لجمود بعضها أو إهماله بعد استعماله، كأكثر المفردات المتصلة بالبداوة والبادية، ولأن استعمال قسم من مخزونها اللفظي الضخم يعني نفاد هذا القسم أو نقص الرصيد اللغوي الذي تعتز به.
أما الأغراض فإلى ازدياد لا يصيبه العقم، وإلى تكاثر دائم التجدد، وتجددها في ميادين العلوم والآداب والفنون وغيرها من آفاق التفكير لا يتوقف عند حد. ولهذا لم يكن بد لتلبية حاجات العقل من أوعية لفظية تستوعب أفكاره إمّا بإبداع صيغ جديدة من مدخرات اللغة القديمة على سبيل الاشتقاق أو النحت، وإما بتحميل الألفاظ المعروفة دلالات لم تكن تدل عليها من قبل على سبيل الاشتراك لكي تتمكن اللغة المحدودة الأصوات من مواكبة الفكر الدائم التغير والتطور، والثانية أنجع من الأولى وأشيع. قال السيوطي: "قال الإمام فخر الدين الرازي وأتباعه: لا يجب أن يكون لكل معنى لفظ لأن المعاني التي يمكن أن تعقل لا تتناهى، والألفاظ متناهية لأنها مركبة من الحروف. والحروف متناهية، والمركب من المتناهي متناه، والمتناهي لا يضبط ما لا يتناهى، وإلا لزم تناهي المدلولات" (3).
ولا يعنينا في هذا البحث أن ندرس كلّ ما استجد في العربية من ألفاظ منذ بداية العصر الإسلامي حتى فجر النهضة الحديثة، فإن دراسة هذه الألفاظ بَلْهَ الإحاطة بها مطلب عسير المنال، يقصر عنه بحث محدود الطول كبحثنا هذا، ويصلح له معجم كبير يحيط بثروتنا اللغوية الضخمة، أو دراسة مفصلة تميز الدخيل والمعرب من المبتكر والمولد، كما تميز أسماء الآلات والذوات والمحسوسات المتداولة في ميادين الحياة من المصطلحات العلمية التي انشعبت أسَراً وطوائف وفق تشعب العلوم التي تمخضت عنها الحضارة العربية الولود. والضرب الأخير بلا جدال يعد أولى بالدرس مما سواه، لأن تطور كل علم من العلوم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بوضوح مصطلحاته ودقة دلالاتها.
وفي هذا البحث لا يعنينا كذلك أن ندرس مصطلحات العلوم كلها، ولا مصطلحات علم واحد في كلّ ما ألف أرباب هذا العلم من أسفار مفصلة ورسائل مجملة، فإن تصور هذا المطلب كان فوق ما خطر لنا حينما أرسلنا بصرنا في تراثنا بصورة عامة، وفي تراثنا النحوي على نحو خاص. ولذلك آثرنا الاكتفاء بدراسة المصطلح في فن واحد من كتاب واحد، هو المصطلح النحوي في كتاب "الكليات" لأبي البقاء الكفوي أحد العلماء الأعلام، والقضاة الأصوليين في القرن الحادي عشر الهجري (ت: 1093) (4).
فما مصطلحنا النحوي؟ وكيف ظهر وتطور حتى اتخذ الصورة التي تطالعنا قسماتها في كتاب "الكليات"؟ وما الضوابط التي احتكم إليها أرباب النحو والصرف في صياغة ألفاظه؟ ثم ما مدى دقة التعريفات التي وضحت هذه الألفاظ وحددت دلالاتها؟ وهل استطاع أبو البقاء الكفوي ـ وبين يديه ثروة موروثة من مصطلحات وتعريفات ـ أن يكون أدقّ ممن سبقوه فيما نقد وحدد؟.
ب ـ ظهور المصطلح النحوي:
قال أحمد بن فارس اللغويّ: "الصاد واللام والحاء أصل يدّل على خلاف الفساد" (5). وقال الأزهري: "تصالح القوم واصطلحوا بمعنى واحد" (6). وكلاهما يعني أن الجذر الثلاثي للفظة (مصطلح) كان يعني في الجاهلية الصلح أو الصلاح المناقض للفساد، ولم يكن يدل على شيء من المعنى الذي اكتسبه في العصور التالية، وأن الفعل (اصطلحوا) لم يكن يعني أكثر من ائتلاف القوم بعد الاختلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم صقل التطور هذا اللفظ، وأضاف إلى معناه الأول معنى جديداً يوضحه الزبيدي فيقول: "الاصطلاح اتفاق طائفة مخصوصة على أمر مخصوص" (7) "ويحدد غيره المصطلح العلمي، فيقول: "المصطلح العلمي هو لفظ اتفق العلماء على اتخاذه للتعبير عن معنى من المعاني" (8). "والاصطلاح يجعل للألفاظ مدلولات جديدة غير مدلولاتها اللغوية الأصليّة" (9).
وربما كان مصطلح "العربية" هو المصطلح الأول الذي أطلقته الطبقة الأولى من النحاة على العلم الذي سمي بعد ذلك "نحواً". ربما كان المصطلحان قد ظهرا في وقت واحد، ثم غلب الثاني الأوَّلَ. قال الدكتور محمد خير حلواني: "مصطلح (عربية) ومصطلح (نحو) هما اللذان أطلقا على هذا العلم، ثم زال الأول على الأيام، وبقي الثاني" (10) وقيل: إن أول النحاة الذين استعملوا مصطلح النحو هو عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي (ت: 117هـ). "وهكذا انتقل اصطلاح النحو من المعنى اللغوي، وهو القصد والطريق إلى المعنى الاصطلاحي كعلم قائم بذاته له قواعده وضوابطه وأقيسته الخاصة" (11).
وفي نهاية القرن الهجري الأول وبداية القرن الثاني تداولت ألسنة النحاة مصطلحات أخرى هي "الكلام واللحن، والإعراب، والمجاز" (12). ولا يستطيع الباحث أن يعزو كل مصطلح منها إلى عالم يخصّه بشرف وضعه لسببين: ـ
ـ أولهما: أن النحو نفسه لم يكن قد أصبح في هذه الفترة علماً مستقلاً، "فالنحوي في هذه الحقبة قارئ، لغوي فقيه محدث. وكان النحو ينمو في ظل هذه العلوم جميعاً" (13) وإذا لم يكن النحو قد أصبح علماً مستقلاً، له موضوعاته المحددة، وآفاقه المتميزة من آفاق العلوم الأخرى، ولم يظهر علماؤه المتفرغون لتمحيصه وتخصيصه فإن عزو مصطلحاته إلى واضعين، يقع عليهم الاختيار، لا يجاوز التخمين إلى اليقين.
ـ وثانيهما: أنه لم تصل إلينا مؤلفات متخصصة، كتبها نحاة هذه الفترة التمهيدية، فنستطيع على هديها أن نخص كل عالم بما وضع، غير أننا نستطيع أن نزعم أنه كان لهؤلاء النحاة الذين ظهروا قبل الخليل "فضل الإسراع بالنحو لبلوغ الدرجة التي هيأت للخليل إرساء قواعده على أسس متينة من الإدراك والفهم لخصائص اللغة وأسرارها" (14). ويستطيع الباحث باستقراء الآراء المعزّوة إلى الخليل أن ينسب إليه إبداع مصطلحات كثيرة. قال د. محمد خير حلواني: "ولعل الخليل هو الذي اصطلح في علم اللغة على الجهر والهمس والمخرج. وربما كان أول من أطلق على القرينة اللفظية التي تصاحبها حركة إعرابية خاصة مصطلح العامل. ونقلوا عنه قوله: أنا من سمّى الأوعية ظروفاً" (15).
ومهما يكن حظ المصطلحات التي صنعها الخليل من الكثرة والدقة فإنها ساعدت على صقل المصطلحات الأولى ورفدتها بمصطلحات جديدة ظهرت في كتاب تلميذه العبقري سيبويه (ت: 180هـ). فما مقدار هذه المصطلحات؟ وما حظها من الوضوح في الدلالة؟ وكيف تطورت مصطلحات النحو من بعده؟
جـ ـ تطور المصطلح النحوي:
تختلف آراء الباحثين فيما قدم سيبويه إلى النحو من مصطلحات ولا يعود اختلافهم إلى خطأ في الحساب والإحصاء، بل إلى تسامحهم أو تشدّدهم في معنى المصطلح، وما يجب أن يكون، أهو اللفظ الدال على معنى نحوي محدد كالاسم والفعل، والفاعل والمفعول، والرفع والنصب، أم هو هذا اللفظ نفسه مقترناً بتعريف دقيق يضبط دلالته ويميز من سواه؟.
فِمنَ الذين ذهبوا المذهب الأول مَنْ وجد في كتاب سيبويه "نحو مئة مصطلح" (16). ومن الذين ذهبوا المذهب الثاني من رأى أن "كتاب سيبويه يكاد يخلو من التعريف على وجه العموم. فهو مثلاً لم يعرف الفاعل ولا الحال ولا البدل ولا غير ذلك من أبواب النحو" (17).
وعلى سبيل التوضيح لا التمثيل نقول: إنْ كنت من الفريق الأول قلت: استعمل سيبويه مصطلح الإضمار وإن لم يعرفه التعريف العلمي المنطقي. قال د. إبراهيم السامرائي: "لقد جاء مصطلح الإضمار في كتاب سيبويه، وهو قوله: وأما الإضمار فنحو: هو، وإياه، وأنا" (18).
وإن كنت من الفريق الثاني قلت كما قال د. شوقي ضيف: "يغلب على سيبويه أن يعنى في توضيح الباب الذي يتحدث عنه بذكر أمثلته التي تكشفه" (19). فإذا عمد سيبويه إلى تعريف الكلام لم يقل: الكلام لفظ مفيد، وإنما يقول: الكلم اسم وفعل وحرف" (20) وقوله هذا تقسيم لا تعريف، غير أن إدراكه أقسام الكلام دليل على وضوح المصطلح في ذهنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يجحد أصحاب المذهب الثاني فضل سيبويه في تعريف ما حاول تعريفه، سواء أحالفه النجح فيما حاول أم خالفه. قال د. شوقي ضيف: "وقد يعمد سيبويه إلى المنهج العقلي المجرد، فيحاول أن يحدّ بعض ما يتحدث عنه من أبواب عن طريق التعريف الكلي الجامع، من ذلك تعريفه للفعل في السطور الأولى من الكتاب إذ يقول: وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث (مصادر) الأسماء، وبنيت لما مضى، ولما يكون ولم يقع، وما هو كائن لم ينقطع" (21).
ولعل أفضل مصطلحات سيبويه وأقربها إلى الدقة تلك التي يقترن فيها الحدّ بالمثال، كقوله في تعريف المبتدأ: "هذا باب المسند والمسند إليه، وهو ما لا يغني واحد منهما عن الآخر، ولا يجد المتكلم منه بدّا. فمن ذلك الاسم المبتدأ والمبنّي عليه، وهو قولك: عبد الله أخوك وهذا أخوك" (22). غير أن هذا النمط قليل الورود في الكتاب. وهو على قلته يعني أن سيبويه أسهم إسهاماً بارزاً في إغناء المصطلح النحوي، سواء أكان ما أسهم فيه معاً وضعه، أم مما نقله عن شيخه الخليل.
وبعد سيبويه ظهر نحاة كبار ارتقوا بالمصطلح النحوي البصري، فصقلوا ما نقلوا، وزادوا على ما وجدوا، وطوروا وابتكروا، ووفوا المصطلح حقه من الدقة والإيجاز والوضوح. ومنهم قطرب محمد بن المستنير (ت: 206هـ) والأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة (ت: 211هـ) وأبو عمر الجرمي صالح بن إسحاق (ت: 225) وأبو عثمان المازني بكر بن محمد (ت: 249هـ) وأبو العباس المبرد محمد بن يزيد (ت: 285هـ). فقد استطاع هؤلاء البصريون بمناقشاتهم الخصبة أن يرقوا بمصطلحات النحو إلى مرحلة من النضج قاربت الكمال.
وفي هذه الحقبة نفسها ظهر نحاة الكوفة وأبرزهم علي بن حمزة الكسائي (ت: 189) ويحيى بن زياد ا لفراء (ت: 207هـ) وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب (ت: 291هـ). وحاولوا أن يصوغوا آراءهم بمصطلحات جديدة، فلم يصيبوا إلا حظا يسيرا من التوفيق. "ودل الدرس النحوي على أن مصطلح الكوفيين للمواد النحوية مصطلح لا يتصف بالشمول والسعة" (23). وعلى أن الكوفيين "يفتقرون إلى الإحكام في مصطلحهم. وآية ذلك أن المصطلح الواحد عندهم يدل على موضوعات عدة" (24) كمصطلح التفسير الذي يعني عندهم التمييز والمفعول لأجله. وآيته كذلك أن نحاة بغداد ومصر والأندلس في القرن الرابع الهجري والقرون التي أعقبته آثروا مصطلح البصرة على مصطلح الكوفة فيما صنفوا وألفوا، وأن ابن يعيش وابن هشام الأنصاري، وأبا حيان الأندلسي وجلال الدين السيوطي وأمثالهم استطاعوا أن يكتبوا بمصطلحات البصرة أضخم كتب النحو في لغة العرب، وأورثوا أبا البقاء الكفوي تراثاً ضخماً من المصطلح النحوي، فكيف فهمه وأفهمه، وكيف تمرس به في "كلياته"؟
د ـ كتاب الكليات:
"الكليات" معجم موسوعي نفيس، حقّقه د. عدنان الدرويش والأستاذ محمد المصري، وأصدرته وزارة الثقافة السورية في خمسة مجلدات. وضخامة حجمه من ناحية، وتنوع موضوعاته من ناحية أخرى يلحقانه بالموسوعات الفكرية العامة.
ينطوي هذا الكتاب على ما يقرب من ستة آلاف مادة، صنّفت على حروف المعجم تصنيفاً يأخذ بأوائل الكلمات، ولكنه في ترتيب المواد لا يلتزم الدقة التامة في مراعاة ا لحرفين الثاني والثالث. ولذلك اضطر محققاه بعد إصدارهما الجزء الأول عُطْلاً من الفهارس إلى تحلية الأجزاء الأخرى بفهارس تستدرك هذا النقص، وتعيد الترتيب على نحو معجمي دقيق لتعين الباحث على الظفر بما يلتمس في مظانّه من الكتاب.
والمواد التي يشتمل عليها الكتاب متعددة الأغراض، وهي في الجملة المصطلحات التي استوعبت ثقافتنا العربية الإسلامية طوال القرون العشرة التي سبقت ظهور الكفوي وكلياته في القرن الحادي عشر الهجري. وأبرز الموضوعات التي رصّها المؤلف في مصطلحات الكتاب رصّا مكثفاً دسما: الفلسفة، وعلم الكلام، والمنطق، وأصول الفقه، والفقه الحنفي، والنحو والصرف، وغيرهما من علوم العربية كالبلاغة والعروض، إلى جانب المصطلحات المتداولة في كتب الحديث والتاريخ والعلوم والفنون الأخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن دراسة هذه الآلاف الستة من مواد الكتاب غير متوازنة، بل هي متفاوتة القدر والمقدار، يطول بعضها حتى يملأ بضع صفحات، ويقصر بعضها فلا يزيد على بضعة أسطر، أو بضع كلمات. ولا ينمّ طول الدرس على خطر المدروس، ولا قصره على تفاهته، وإنما يعود التفاوت ـ كما نظن ـ إلى مدى اهتمام المؤلف بالعلم أو بمصطلح العلم الذي يعرض له، أو إلى حظه من العلم الذي يخوض فيه، أو إلى عمق الفهم للأغراض التي استأثرت بعنايته، أو إلى ضحالته في الأغراض التي كانت عينه تقتحمها أو تنظر إليها نظرة المستطلع العجلان لا نظرة المدقق المحقق.
ومهما يكثر حظ أبي البقاء الكفوي من العلوم التي عرض مصطلحاتها أو يقلّ فإن ما يعنينا منها هو المصطلح النحوي الذي ذكرنا تطوره على نحو سريع منذ بداية ظهور النحو إلى نهاية نضجه في القرن الرابع الهجري.
هـ ـ المصطلح النحوي في الكليات:
1 ـ مقداره في الكتاب:
لم يُؤْثَر عن أبي البقاء الكفوي أنه كان نحوياً من النحاة البارزين في عصره بل أثر عنه أنه كان فقيهاً وقاضياً على مذهب أبي حنيفة. وفي القضاء قضى فترة طويلة من حياته، إذ ولي منصبه في موطنه "كفه" ثم في القدس واستنبول وبغداد. وربما كان غرضه الأول من تصنيفه هذا الكتاب خدمة المذهب الحنفي، وشرح معاني مصطلحاته للشُداة من طلبة الفقه مقتدياً بالمطرزي في كتابه القيم (المغرب).
ثم أبعد المؤلفُ مرماه، أو اتسع في مسعاه، فضمّ إلى الفقه العلوم الأخرى. والفقة بطبيعته محتاج إلى علوم كثيرة، ومصطلحات كثيرة، من بينها أو في مقدمتها النحو ومصطلحه. ولذلك فرض المصطلح النحوي نفسه على كتاب "الكليات".
لا يبالغ من يزعم أن سدس المصطلحات التي يضمها كتاب الكليات مصطلح نحوي أو مادة نحوية. وإذا كنا قد قدّرنا مواد الكتاب كلها بستة آلاف مادة فتقديرنا يعني أن في الكليات ألف مادة نحوية أو ذات صلة بالنحو. لكن قولنا لا يعني أن فيه ألف مصطلح نحويّ محض، لأن مصطلحات النحو كلها في علم النحو كله، وفيما ألف النحاة من كتاب سيبويه إلى عصر الكفوي لا تبلغ ألف مصطلح.
الحق أن عدة المصطلحات النحوية الخالصة للنحو لا تزيد في الكتاب على مئتي مصطلح، وأن المواد الكثيرة الأخرى ـ على صلتها الوثيقة بالنحو ـ ليست من المصطلحات. إن مجموعة كبيرة من هذه المواد تتألف من الأسماء والأدوات والحروف كأسماء الموصول وأسماء الإشارة وأدوات الشرط وأدوات الاستفهام وحروف النصب والجزم والجر، جُعِل كلّ منها مادة واتخذ مكانه في موضعه المعجمي من الكتاب. وإن مجموعة كبيرة أخرى وردت في نهاية الجزء الخامس في باب الفوائد والمسائل المفردة، وهذه المجموعة الملحقة بالكتاب أقرب إلى (الكليات) وأشبه بطبيعة الكتاب من الحروف والأدوات المقحمة فيه.
2 ـ المصطلح النحوي بين الحقيقة والمجاز:
ذكرنا قبل أن المصطلح العلمي سواء أكان نحوياً أم غير نحوي "هو لفظ اتفق العلماء على اتخاذه للتعبير عن معنى من المعاني" (25) أفيعني ذلك أن للعلماء الحقّ في إطلاق ما يختارون من الألفاظ على ما يعرض لهم من المعاني، ولو لم يكن بين اللفظ القديم والمعنى الجديد ارتباط يسوّغ هذا الإطلاق؟
في كليات الكفوي ما يوحي بأن للعلماء مثل هذا الحق، وبأن الذين تواضعوا على تسمية الأشياء بأسمائها لم يراعوا التناسب بين اللفظ والمعنى. قال أبو البقاء: "كل لفظ وضع لمعنى، اسماً كان أو فعلاً أو حرفاً، فقد صار اسماً عَلَمًا موضوعاً لنفس ذلك اللفظ" (26).
ولك أن تفهم من كلامه أن المصطلح يكتسب معناه الاصطلاحي بعد الوضع، وأن هذا المعنى يلصق به إلصاقاً، وأنه ليس من الضروري أن يكون بين اللفظ ودلالته أدنى ارتباط. قال أبو البقاء: "الأسماء لا تدلّ على مدلولاتها لذاتها، إذ لا مناسبة بين الاسم والمسمى، ولذلك يجوز اختلافها باختلاف الاسم، بخلاف الأدلة العقلية، فإنها تدل دلالتها، ولا يجوز اختلافها. وأمّا اللغة فإنها تدلّ بوضع واصطلاح" (27). فقد ترى رجلاًَ من أقبح الناس سماه أهله (جميلاً)، فلا تجد بين الاسم والمسمى من صلة، تسوغ إطلاق اللفظ على الشيء أو على المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومتى استعمل اللفظ، بعد أن لازم معناه الذي وضع له، استعمالا جديداً ليدل دلالة جديدة، لم يكن بدّ في الاستعمال الجديد من قرينة تحددها وتميزها من معناه الأول. فإذا استعملت الجميل، وأردت به المعروف أو اليد البيضاء تسديها إلى من تحبّ فلتقرن اللفظ بقرينة دالة على ما تريد، كأن تقول: أسديت إلى فلان جميلاً، أو ذكرت لفلان جميله. قال أبو البقاء: "اللفظ إذا استعمل فيما وضع له يدّل عليه قطعاً، وإذا استعمل في غيره مع العلاقة والقرينة المانعة عنه يدلّ على هذا الغير قطعاً" (28).
وفي التمثيل توضيح لكلام أبي البقاء:
الخبر في الأصل النبأ، فإذا أردت به المصطلح النحوي، وهو الجزء المتم الفائدة فاقرنه بما يدلّ على مقصدك كأن تقول: خبر إنّ وأخواتها على ثلاثة أوجه: مفرد، وجملة، وشبه جمله.
وهذا يعني أنّ المصطلح لا يدل على معناه الاصطلاحي بحقيقة الوضع، بل يدل عليه بالنقل والتواضع. إذ لو كان لكل لفظ معنى واحد لا يبارحه لم يكن الخبر في النحو مغايراً للخبر في البلاغة، ولم يكن الخبرانِ ـ وكلاهما مصطلح ـ مخالفيْنِ للمعنى الحقيقي للخبر، وهو النبأ.
وهذا يعني كذلك أن المعنى الحقيقي أسبق في الظهور والاستعمال من المعنى الاصطلاحي، وأن المعنى الاصطلاحي اتساع في الدلالة اقتضته المعاني الجديدة المتخلجة في صدور العلماء، والباحثة عن ألفاظ تعبر عنها أو أوعية تستوعبها فكيف نميز المعنى الاصطلاحي من المعنى الحقيقي؟
إن التطور التاريخي للكلمة هو الذي يحدد معناها الاصطلاحي فربما كان الخبر النحوي ـ وهو قسيم المبتدأ ـ أقدم من الخبر البلاغي ـ وهو قسيم الإنشاء ـ لازدهار علم النحو قبل علم البلاغة. غير أن الغلو في الدرس التاريخي لإرجاع الألفاظ المستعملة إلى معانيها الحقيقية قد يحمل الدارس على رد المعنى الحقيقي المألوف إلى معنى حقيقي آخر أسبق منه على سبيل الافتراض والتخمين، كأن يقول: لعلّ الخبر بمعنى النبأ ناجم عن الخبرة. فالإنسان يختبر الأشياء، ثم ينقل خبر خبرته إلى الناس. وفي هذا الافتراض ما فيه من زعزعة لثبات المعاني الحقيقية للألفاظ. وحرصاً على هذا الثبات يحسن ترجيح معانيها الحقيقية على معانيها الاصطلاحية أو المجازية حيثما تيسر الترجيح. قال أبو البقاء: "إذا دار اللفظ بين كونه منقولا أو غير منقول كان الحمل على عدم النقل أولى" (29).
ومعنى اللفظ قبل النقل حقيقة، ومعناه بعد النقل مجاز، وسبب تسميته (مجازاً) مجاوزته الأفق الواقعي الذي كان يجول فيه إلى أفق علمي أو فني اقتضاه الاصطلاح.
واستعمال الألفاظ الحقيقية في صوغ المصطلح أو تعريفه لتحديد معناه أولى من استعمال الألفاظ المجازية. وفَهْمُ ألفاظ التعريف بمعانيها الحقيقية أولى كذلك من فهمها بدلالاتها المجازية. قال أبو البقاء: "ألفاظ التعريفات تحمل على معانيها الحقيقية" (30). غير أن استخدام الألفاظ بمعانيها الحقيقية وحدها في صياغة المصطلح، أو في تعريفه بعد صوغه أمر متعذر في أغلب الأحيان. إنه نوع من التحجير يقيد حركة التفكير، ويحمل واضع المصطلح أو صانع تعريفه على استخدام ألفاظ مرادفة له أو مضادة، فلا تفي بالغرض، كأن يقول: "التمييز: التفسير أو التبيين. والخبر قسيم المبتدأ".
وإذا كان علماء العربية متفقين على أنّ في العربية ألفاظاً يدل الواحد منها على الشيء وضده فإنهم لم يفتوا بصحة الترادف، أو لم يجمعوا على هذه الصحة. وفي هذه الحالة يصطدم الواضع بمشكلة لم تحسم، وهي الإقرار بالترادف أو إنكاره.
فالإمام فخر الدين الرازي يقرّ بأن في العربية ألفاظاً مترادفة، ويعرفها بأنها: " الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد" (31) وأحمد بن فارس اللغوي ينكره أشدّ الإنكار، ويعدّ المترادفات صفات لشيء واحد، لأن الشيء الواحد له اسم واحد، أو ينبغي أن يكون له اسم واحد، وضع له، ثم نعت بنعوت ظنها المتأخرون مترادفات (32). ولعلّ هذا الاختلاف هو الذي دفع أبا البقاء إلى الحذر والتقييد في تعريف المصطلح بلفظ يرادفه، فاشترط لذلك شرطين:
ـ أولهما: تطابق دلالتي اللفظين المترادفين والمساواة التامة بينهما، وفي ذلك يقول: "حقّ المترادفين صحة حلول كّل منهما محلّ الآخر" (33).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ وثانيهما: أن يكون المعرِّف أوضح من المعرَّف، أي أن نفسر الغامض بالواضح، والبعيد الدلالة بالقريب الدلالة، وغير الدقيق في التعبير عن الفكرة بتعبير يعبر عنها تعبيراً دقيقاً قال أبو البقاء: "لا يجوز تفسير الشيء بنفسه، كما لا يجوز بما يكون في معناه إلا إذا كان لفظاً مرادفاً أجلى" (34).
وسواء أكان إقرار الكفوي باستعمال المترادفات مقيداً أم مطلقاً، فإنه لم يستطع أن يقيد صياغة المصطلح أو تعريفه بعد صياغته بقيود الدلالات الحقيقية للألفاظ بل وجد أن استعمال المجاز إلى جانب الحقيقة أمر سائغ، سوّغته الضرورة، لأن العقل يجد نفسه مغلولاً إذا التزم التعامل مع جذور المعاني الحقيقية وحدها بعد أن اكتسبت الألفاظ دلالات مجازية، اقتضاها التقدم العلمي. قال أبو البقاء: "استعمال الحقيقة والمجاز معاً لضرورة التعريف جائز" (35).
وهذا الرأي يلتقي مع الدراسات اللغوية الحديثة في ملتقى واحد، فقد ثبت لأكثر الدارسين المحدثين أن المصطلح لا يلتزم الدلالة الحقيقية للفظ، ولكنه في الوقت نفسه لا ينقضها نقضاً، بل يظلّ على صلة قوية أو ضعيفة بها. "إن المصطلحات لا توضع ارتجالاً، إذْ لا بدّ في كل مصطلح من وجود مناسبة أو مشاركة أو مشابهة، كبيرة كانت أو صغيرة، بين مدلولة اللغوي ومدلوله الاصطلاحي" (36). وهذه المشاركة أو المشابهة هي نقطة الاتصال بين معنيي اللفظ الاصطلاحي والحقيقي، وهي البرزخ الذي سماه أبو البقاء المجاز. وعلى هذا فإن المصطلح عند المحدثين، كما هو عند الكفوي: "لفظ اتفق العلماء على اتخاذه للتعبير عن معنى من المعاني العلمية. والاصطلاح يجعل إذن للألفاظ ومدلولات جديدة غير مدلولاتها اللغوية الأصلية" (37).
فلفظة (الإعراب) قبل أن صبح مصطلحات النحو، كان لها في لغة العرب خمسة معان، وهي: الإبانة، والتكلم باللغة العربية، وامتلاك الجياد العراب، وإصلاح المعدة بعد فسادها، وتحبب المرأة إلى زوجها بتحسنها. قال العكبرّي: "أعرب الرجل إذا أبان عما في نفسه ... وأعرب الرجل إذا تكلم بالعربية وأعرب الرجل إذا كان له خيل عراب ... وأعربت معدة الفصيل إذا عربت أي فسدت من شرب اللبن، فأصلحتها وأزلت فسادها ... وامرأة عروب أي: متحببة إلى زوجها بتحسنها" (38).
إن هذه المعاني كلها أو بعضها كانت تخامر ذهن الأعرابي في الجاهلية إذا سمع لفظة (الإعراب)، لكنها بعد أن غدت مصطلحاً نحوياً، وشاع استخدامها في نهاية القرن الأول الهجري اكتسبت دلالة أخرى مجازية طغت على معانيها الحقيقية السابقة. فمتى قرأت اليوم أو سمعت (إعراب المضارع) أو (الأسماء المعربة) انصرف ذهنك إلى المعنى الاصطلاحي المحض، أي انتقلت من الحقيقة إلى المجاز، ولم يتخلج في ذهنك من معاني (الإعراب) إلا معناه النحوي الخالص، وهو: "الإعراب اختلاف آخر الكلمة لاختلاف العامل فيها لفظاً أو تقديراً" (39). وأبو البقاء الكفوي لخّص ذلك كله بسطر وبعض سطر من كلياته حينما قال: "إذا ضمنت كلمة معنى كلمة أخرى، ووصلت بصلتها لم يبق معناها الأول مراداً، وإلاّ لزم الجمع بين الحقيقة والمجاز في لفظ واحد، وهو غير جائز" (40).
والمقصود بالصلة المتصلة بالمصطلح القرينة التي تصحبه لتوضح استعماله الاصطلاحي، سواء أجاءت قبله كلفظتي البناء والحركات في قول النحاة: (البناء والإعراب) و (حركات الإعراب)، أم جاءت بعده كلفظتي الأفعال الخمسة ولفظتي المثنى والجمع في قولهم: (إعراب الأفعال الخمسة) و (إعراب المثنى والجمع). ومتى صاحب المصطلح القرينة انصرف الذهن إلى المعنى التخصصي للمصطلح عن معناه الحقيقي الذي وضع له. قال أبو البقاء: "كلّ لفظ متعين للدلالة بنفسه على معنى فهو عند القرينة المانعة عن إرادة ذلك المعنى متعين لما يتعلق بذلك المعنى تعلقاً مخصوصاً، ودال عليه، بمعنى أنه يفهم منه بواسطة القرينة لا بواسطة هذا التعيين حتى لو لم يسمع من الواضع جواز استعمال اللفظ في المعنى المجازي لكانت دلالته عليه وفهمه منه عند عدم قيام القرينة محالا" (41).
(يُتْبَعُ)
(/)
والقرينة لا تقطع ارتباط المصطلح بمعناه الحقيقي قطعاً جازماً تاماً، ففي مصطلح الإعراب ـ على سبيل المثال ـ حيثما ورد، إشارات خفية إلى معانيه الحقيقية الأولى. فأنت حينما تستعمله بمعناه الاصطلاحي لا تستطيع أن تمحو من ذهنك ما يتراءى لك وراء الحركات الإعرابية من ظلال المعاني الحقيقية، لأن في الإعراب النحوي تحسيناً للفظ وإبانة عن المعنى، وإصلاحاً لفساد اللحن، وتكلما بالعربية على أحسن أوجهها.
إن المعنى الحقيقيّ ـ وهذا سرّ من أسرار العربية الاشتقاقية الولود ـ لا يمكن أن يُجتثّ اجتثاثاً من المعنى المجازي، بل تبقى منه ألوان أو أطياف باهتة تخالط الدلالة الاصطلاحية على نحو من الأنحاء. قال أبو البقاء: "كلّ حرف كان له معنى متبادر كالاستعلاء في (على) مثلاً، ثم استعمل في غيره لا يترك ذلك المعنى المتبادر بالكلية، بل يبقى فيه رائحة منه، ويلاحظ معه" (42).
وربما كان التمثيل بحرف اللام المفردة أوفَى وأشفى من التمثيل بـ (على) فقد ذكر النحاة أن اللام المفردة الجارة لها وحدها اثنان وعشرون معنى (43)، وإذا كان ردّ هذه المعاني كلها إلى معنى واحد مستحيلاً أو صعباً، فليس من الصعب أن ترد أربعة منها على الأقل إلى معنى واحد، أي: ليس من الصعب أن ترد الاستحقاق في نحو: (الحمد لله) والملك في نحو: (له ما في السموات وما في الأرض (والتمليك في نحو: وهبت لزيد، وشبه التمليك في نحو: (جعل لكم من أنفسكم أزواجاً. (أقول: ليس من الصعب ردّها إلى معنى الاختصاص. والدليل على ذلك اختلاف النحاة والمفسرين والأصوليين في معاني بعض الأدوات، والدليل على ذلك أيضاً قول ابن هشام: "وبعضهم يستغني بذكر الاختصاص عن ذكر المعنيين الآخرين" (44). أي: الملك والاستحقاق.
ولما كان الجمع بين الحقيقة والمجاز في مصطلح واحد غير جائز كما يقول الكفوي، فإن الشيخ آثر أن يطرح لفظ المجاز ليزيل من التفكير العلمي المنطقي مخايل السمات المجازية، وليحصره في نطاق واقعي دقيق. وهو في مسلكه هذا لا يرى ضيراً في تسمية المصطلح وما يدل عليه (حقيقة عرفية). يقول أبو البقاء: "المجاز المتعارف حقيقة عرفية، والحقيقة اللغوية بالنسبة إلى الحقيقة العرفية عند أهل العرف مجاز" (45).
ألا ترى أن في هذه النقلة من المجاز إلى الحقيقة خطوة علمية جريئة تخطو بالمصطلح إلى الوضوح والدقة، وهي خطوة لابدّ منها لكي تسير العلوم المختلفة بأقدام ثابتة، وأقدامها الثابتة هي مصطلحاتها أو حقائقها العرفية التي ألقت عن مناكبها ظلال الخيال.
وزبدة القول فيما عرضنا من آراء الكفوّي في صياغة المصطلح النحوي أنّ هذه الآراء المبثوثة في كتابه (الكليات) استطاعت أن ترصد المسلك الذي يسلكه المصطلح حينما ينتقل لفظه من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية مستعيناً في هذا الانتقال بخصيصة من أهمّ خصائص اللغة العربية، وهي طبيعتها الاشتقاقية الولود التي أشرنا إليها في مقدمة البحث، وأن الدارسين المحدثين توصلوا إلى ما توصل إليه في هذا الميدان. قال الدكتور محمد إبراهيم عبادة: "الحق أن المصطلح تجتمع له مقومات المجاز والنقل والمولد:
أما مقومات المجاز فلأنه عدل باللفظ عما يوجبه أصل اللغة ...
وأما مقومات النقل فلأن من طرائق النقل أن يشيع الاستعمال المجازي، فتنتقل الكلمة إلى ما يسمى المجاز الراجح، ثم يصير بغلبة الاستعمال منقولاً إلى المعنى الجديد.
وأما مقومات المولد .. فيراد باللفظ المولد ما نقله المولدون بطرق التجوز والاشتقاق من معناه الوضعي اللغوي الذي عرف به في الجاهلية وصدر الإسلام إلى معنى آخر تعورف" (46). وبعد أن يصقل الاستعمال المصطلح ينسى الناس معناه المجازي فينقلب إلى ما يشبه المعنى الحقيقي، أو ينقلب ـ كما ذكر الكفوي ـ إلى حقيقة عرفية.
"وتصبح الدلالة الجديدة دلالة حقيقية ينصرف الذهن إليها مباشرة عند سماع المصطلح، وتنسى العلاقة المجازية" (47). وقال الدكتور علي عبد الواحد وافي ـ وفي قوله مظاهرة لما ذهب إليه الكفوي ـ:"كثرة استخدام الكلمة في معنى مجازي تؤدي غالباً إلى انقراض معناه الحقيقي، وحلول هذا المعنى المجازيّ محله" (48).
(يُتْبَعُ)
(/)
والخلاصة أن انتقال الدلالة من الحقيقة إلى المجاز أو من المحسوس إلى المجرد ظاهرة عامة في اللغات، وقد تكون هذه الظاهرة أخصب الظواهر في تطور الدلالات، وأقوى العوامل على ظهور المصطلحات. ومما ساعد العربية على استخدام هذه الظاهرة في التجدد والنماء طبيعتها الاشتقاقية، ودقة التصور في الفكر العربي، فقد كان العرب يفجرون هذه الطاقة الكامنة في لغتهم كلما أحوجهم تطورهم إلى مصطلحات جديدة، فيثرون لغتهم بلغتهم ولا يتطفلون على اللغات الأخرى بالترجمة والتعريب إلاّ في حالات نادرة.
3 ـ تعريف المصطلحات النحوية:
عاش أبو البقاء الكفوي في القرن الحادي عشر الهجري أي في عصر الاستقصاء والإحصاء وتصنيف الموسوعات الجامعة، ولم يعش في عصر الابتكار وصياغة المصطلحات، فمن الإجحاف أن يطالبه الباحث بوضع مصطلحات جديدة لعلوم قديمة، وجدها ناضجة قبل أن يتمرس بها. ومن هذه العلوم الفقه، وأصوله والفلسفة، والمنطق والنحو، وهي العلوم التي ملأت مصطلحاتها كتابه (الكليات).
إن المصطلحات لا تصاغ إلاّ حينما ترقى العلوم، ورقيها يحفز المبدعين إلى البحث عن أوعية لفظية تستوعب ما يبدعون من أفكار جديدة، وتنقلها إلى سواهم، فالمصطلح يولد من الفكرة، والفكرة لا تولد منه، فمن لم يتمخض عصره أو فكره عن علم جديد فليس في حاجة إلى مصطلح جديد.
أما تعريف المصطلحات القديمة لتوضيح دلالاتها فله عند الباحثين شأن آخر، إذ المفروض أن يتمّ اللاحقون عمل السابقين، فإذا وجدوا في التعريفات أو الحدود الموروثة خللا أصلحوه، أو غموضاً أوضحوه، لينقلوا ما احتملوا جلياً نقياً من الأوشاب، فهل نهض الكفوي بهذا العبء، وكيف جاءت تعريفاته في (كلياته)؟ أكانت تكراراً لتعريفات الأقدمين بما فيها من وضوح وغموض أم حاولت أن تكون أتمّ منها وأوضح؟.
قبل أن ننظر في تعريفات المصطلحات الواردة في (الكليات) يحسن بنا أن نتذكر ما تذكر كتب المنطق والأصول من أنواع التعريفات، وأبرزها ثلاثة أنواع: التعريف اللفظي والتعريف الاسمي (أو الرسمي) (49).
أبسط هذه الأنواع التعريف اللفظي "وهو تعريف اللفظ بلفظ آخر مرادف له أوضح منه عند السامع" (50).
كأن نقول: الخالفة اسم الفعل.
والنوع الثاني يسمى التعريف الاسمي، "وهو التعريف لماهية متخيلة في الذهن ولا يعلم لها أفراد موجودة في الخارج ... كتعريف العنقاء بأنه طائر طويل العنق يصطاد الصبيان" (51). وهذا النوع لا يصلح لتعريف المصطلحات النحوية، لأن النحو يدرس كلام العرب المستعمل في الواقع لا كلاماً متخيلاً لم تجر به ألسنتهم.
وثالث الأنواع ـ وهو أهمها ـ التعريف الحقيقي" وهو التعريف بالحدّ أو بالرسم لماهية لها أفراد موجودة في الخارج" (52) كتعريف الاسم المقصور بأنه "اسم معرب آخر ألف ثابتة، سواء أكتبت بصورة الألف كالعصا، أم بصورة الياء كموسى" (53).
أما التعريف اللفظي فهو كثير الشيوع في كليات الكفوي، من ذلك قوله: "الحضّ كالحث: التحريك" (54). غير أن الكفوي لم يكن يكتفي في أغلب الأحيان بهذا النمط من التعريف، بل كان يشفعه بتعريف حقيقي يكمله، كقوله في تعريف الاستثناء: "الاستثناء في اللغة المنع والصرف، والاستثناء إيراد لفظ يقتضي رفع ما يوجبه عموم اللفظ أو رفع ما يوجبه اللفظ" (55).
وقد يهمل الكفوي تعريف اللفظ ويجتزئ من التعريف اللفظي بتفسير الصيغة الصرفية للكلمة، ومن ذلك قوله في تعريف التعجب: "التعجب هو بالنظر إلى المتكلم، والتعجيب بالنظر إلى المخاطب" يريد أن صيغة (تفعّل) للفعل اللازم، وصيغة (فعّل) للفعل المتعدي، وأن الصيغة تمنح الألفاظ المختلفة المعاني والجذور المتفقة الصيغة دلالة مشتركة، عبر عنها الكفوي بقوله: كل لفظ فله معنى لغوي وهو ما يفهم من مادة تركيبه، ومعنى صيغي وهو ما يفهم من هيئته أي حركاته وسكناته وترتيب حروفه" (56). وقد يفضي به تفسير الصيغة أو التمثيل لها إلى الخطأ كقوله: "وفَعَالِ كقطامٍ أمر" (57). فقطام من أعلام النساء، أو الصقر اللاحم (58)، وليست اسم فعل للأمر. ولو قال: كحذار ونزال لكان أجود وأدق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي هذه التعريفات اللفظية قد يختلط التعريف والتفسير بالإعراب، كقوله: "كما تدين تدان: الكاف في محل النصب نعتا للمصدر أي: تدان ديناً مثل دينك" (59). وقد يضعف التفسير ويطغى عليه التمثيل، فلا يبقى من التعريف سوى الأمثلة، كقوله في تعريف مصطلح النحو: "النحو: نحوت نحوك قصدت قصدك، ومررت برجل نحوك أي مثلك، ورجعت إلى نحو البيت إي جهته، وهذا الشيء، على أنحاء أي أنواع، وعندي نحو ألف درهم أي مقدار ألف درهم" (60). ألا ترى كيف شغل التعريف اللغوي أبا البقاء عن التفسير الاصطلاحي؟ وكيف اقتصر في هذا التعريف على ضرب الأمثلة، وترك للقارئ أن يستنبط المعنى اللغوي، وهو أن النحو: المثل أو الجهة.
وأما التعريف الحقيقي فهو كما يقول الغزاليّ "يطلب به ما هية الشيء وحقيقة ذاته" (61). وهو عند الكفوي كثير الشيوع، ومنه قوله في تعريف التمييز: "التمييز ما يرفع الإبهام من المفرد" (62).
والكفوي لا يكتفي بذكر حقيقة الشيء حينما يعرفه، بل يشفع التعريف أحياناً بالأمثلة الموضحة، كقوله في حدّ المتعدي واللازم وغير اللازم:
"المتعدي كل فعل كان فهمه موقوفاً على فهم غير الفاعل فهو المتعدي كضرب ... وكلّ فعل لا يتوقف فهمه على فهم أمر غير الفاعل فهو غير المتعدي كخرج ... وكل فعل نسبته إلى جميع الأعضاء وكل ما كان من الأفعال خلقة وطبيعة لا تعلق له بغير من صدر عنه فهو لازم نحو: قام وصام وجلس" (63).
والكفوي في مثل هذا النمط من الحدّ قد يغفل جانباً من الحقيقة الذاتية، كقوله في تعريف الحال: "الحال كل اسم نكرة منتصب بعد تمام الكلام فهو الحال" (64). ففي هذا التعريف إغفال لبيان هيئة الفاعل والمفعول، وهو ما ذكره الجرجاني بقوله: "الحال ما بين هيئة الفاعل أو المفعول به لفظاً نحو: ضربت زيداً قائماً، أو معنى نحو: زيد في الدار قائماً" (65). وأدق من التعريفين قول ابن هشام: "الحال وصف فضلة مذكور لبيان الهيئة" (66). وهذا لا يعني أن ابن هشام قد استوفى بتعريفه ماهية الحال. إن في الحال عنصراً زمنياً لم يُحط به تعريفه، وأشار إليه الدكتور شوقي ضيف، فقال: "إذا قلت: جاء محمد مبتسماً كان الابتسام صفة لمحمد في وقت معين، هو وقت المجيء أو وقت الفعل، فهو صفة مقيدة بزمان معين، ومن أجل ذلك يحسن أن يوضع له هذا التعريف: الحال صفة لصاحبها نكرة مؤقتة منصوبة" (67).
وليس من السهل أن تلتمس التعريف الجامع المانع لكل مصطلح عرّفه الكفوّي في كلياته. لأنك إذا حرضت على أن تعرف المصطلح تعريفاً حقيقياً فعليك "أن تذكر جميع ذاتياته وإن كانت ألْفاً، ولا تبالي بالتطويل، لكن ينبغي أن تقدم الأعمّ على الأخص" (68). وهيهات أن يتسنى ذلك للكفوي في مصطلحات الكليات كلها، فقد رأيت كيف اختلفت تعريفات الحال عند النحاة، وكيف أغفل ابن هشام في تعريفه عنصر الزمان، وابن هشام من أعمق النحاة تفكيراً، وأدقهم تعبيراً، فكيف تطالب عالماً غير متخصص بأن تكون تعريفاته كلها جامعة مانعة في كتاب يضمّ ستة آلاف مادة متعددة الموضوعات!؟
ومما يميز حدود الكفوى الموازنة بين الأشباه والنظائر، فإذا عرّف الإلغاء شفعه بتعريف التعليق، ولم يعبأ بالترتيب المعجمي، وإذا حدّ الشاذّ قرنه بالنادر والضعيف ليميز شيئاً من شيء، ويكشف الشبهات عن المتشابهات. قال في حدّ الإلغاء: "الإلغاء ترك العمل لفظاً مع امتناعه معنى، والتعليق ترك العمل لفظا مع إعماله معنى" (69) وقال في حدّ الشاذّ: "الشاذّ هو الذي يكون وجوده قليلاً لكن لا يجيء على القياس" (70). ثم قال: "الضعيف هو الذي يصل حكمه إلى الثبوت ... والنادر ما قلّ وجوده إن لم يكن بخلاف القياس مثل (خزعال) ... والمطرد لا يتخلف، والغالب أكثر الأشياء ولكنه يتخلف، والكثير دونه، والقليل دون الكثير، والنادر أقلّ من القليل" (71).
وكان الكفوي إذا أدرك أن الحدّ لم يوفّ المحدود حقّه من التوضيح ولم ينقع غلة القارئ أعمل مبضع التفصيل فيما أجمل. من ذلك قوله بعد تعريف الشاذ والضعيف: "والشاذ المقبول هو الذي يجئ على خلاف القياس ويقبل عند الفصحاء والبلغاء. والشاذ المردود هو الذي يجئ على خلاف القياس ولا يقبل عند الفصحاء والبلغاء. والمراد بالشاذ في استعمالهم ما يكون بخلاف القياس من غير نظر إلى قلة وجوده وكثرته. والضعيف ما يكون في ثبوته كلام كقُرطاس بالضم" (72).
(يُتْبَعُ)
(/)
وربما شغله التقسيم عن التعريف، فراح يذكر الأنواع والفروع، ويهمل حدّ الأصل. ففي حديثه عن النفي اجتزأ من التعريف بالأنواع، فذكر نفي الشمول، ونفي الجنس، ونفي الصفة، ونفي الذات، ونفي العام، ونفي الخاص (73)، ولكنه لم يعرف النفي نفسه. وكلامه ـ على قصوره ـ أشفى للنفس من تعريف القاضي زكريا بن محمد الأنصارى الذي عرف النفي بالنفي فقال: "النفي قول دال على نفي الشيء" (74).
4 ـ مناقشة الكفوي في تعريفاته:
ذكر أبو البقاء في الجزء الخامس من كلياته مئات المسائل المفردة المتصلة بالنحو والصرف، والمضمخة بالمنطق وأصول الفقه، والقادرة على ضبط التفكير والتعبير بضوابط منطقية، وعلى تقييد الحدود والتعريفات بقيود تجعلها أقرب إلى الدقة، وتعصمها من اللبس، من ذلك قوله: الاستعمال الغالب يستدل به على الوضع والأصالة إذا لم يكن ثمة معارض" (75). وقوله: "الأحكام اللغوية لا يمكن إثباتها بمجرد المناسبات العقلية القياسية، بل لابد من أن تكون معتبرة في الاستعمالات اللغوية" (76). وقوله: "ترادف الأدلة على المدلول الواحد جائز" (77). وقوله: "مجرد الجواز العقلي لا يكفي في نقص التعريفات" (78) وقوله: "مجرد الجواز اتفاقاً" (79). وقوله: "المتضمن معنى الشيء لا يلزم أن يجرى مجراه في كل شيء" (80).
وقوله: "التعريفات لا تقبل الاستدلال لأنها من قبيل التصورات، والاستدلال إنما يكون في التصديقات" (81). وقوله: "التمثيل يثبت القاعدة سواء أكان مطابقاً للواقع أم لا، بخلاف الاستشهاد" (82) وقوله: "المشاركة في بعض الأحوال لا تنافي التخالف في الحقيقة" (83).
وقوله: "الاستغراق معنى مغاير للتعريف لوجوده حيث لا يتوهم هناك تعريف، نحو: كل رجل، وكل رجال، ولا رجل ولا رجال" (84).
ولم يكتف بهذه الضوابط المنطقية العامة وبأمثالها، بل حاول أن يحدّ نفسه، أي حاول أن يعرف التعريف، فقال: "الحدّ تارة يقصد لإفادة المقصود وحينئذ لا يذكر فيه الحكم، وتارة لإفادة تمييز مسماه عن غيره، وحينئذ يدخله الحكم، لأن الشيء قد يتميز بحكمه لمن تصوره بأمر يشاركه فيه غيره" (85).
ولك أن تعارض أمثال هذه المقاييس والموازين العقلية المفردة، فتقول: إنها ضوابط منطقية عامة، تضبط حدود الفلسفة وأصول الفقه كما تضبط حدود اللغة والنحو والصرف. وليس في اعتراضك ما يضرها، فإن جدواها في ضبط العلوم المختلفة لا تضعف لتعريفات النحو "فمن الحقائق التي تكاد تكون مستقرة عند الدارسين المنصفين أن العلوم العربية والإسلامية لا ينبغي أن يدرس كل واحد منها بمعزل عن الآخر، وذلك لأن هذه العلوم جميعها نشأت من أجل هدف واحد، هو خدمة النصّ القرآني الكريم. ومن ثمّ صدرت عن مصادر واحدة، وتأثرت بعقلية واحدة. ومن هنا كان التأثير المتبادل بينها جميعاً في المنهج وفي التطبيق وفي المصطلح وفي التعبير" (86).
فإذا كانت العلوم العربية والإسلامية تتقارض التأثير في المنهج وفي المنطق وفي المصطلح وفي التعبير، وهي حصاد أجيال متعاقبة، فكيف لا تتبادل التأثير وهي مجتمعة في عقل عالم واحد كأبي البقاء الكفوي؟ لقد كنا نودّ لو استطاعت مئات الضوابط التي ذكرنا عشراً منها أن تعمل عملها في المصطلحات النحوية التي ذكرها الكفوي في كلياته، فتكشف عنها اللبس ولا سيما في صياغة الحدود. ومطلبنا هذا المشروع سائغ، لأن الغرض الأول من تأليف (الكليات) جمع المصطلحات وتعريفها، شأنه في ذلك شأن التعريفات للجرجاني. ولو أن الكفوي كان على الدقة أحرص منه على الجمع لا هتدى بما في كتب الأصوليين من مقدمات تحدّ الحدّ وتبين أنواعه، وتحذر المشتغلين بالعلوم العقلية من الزلل في فهم المصطلح وإفهامه، وتقفهم على الأصول المتبعة في صوغ التعريفات. وحسبك أن تنظر في كتاب واحد من كتب الأصول ـ ومنها المستصفى من علم الأصول للغزالي ـ لتقف على القوانين الدقيقة التي استطاع الأصوليون ـ والكفوي واحد منهم ـ أن يضبطوا بها تفكيرهم، وأن يحتكموا إليها في وضع تعريفاتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر الغزالي في مقدمة المستصفى ستة قوانين يلتزمها الأصوليون في صوغ الحدود، وشفع كل قانون بمثال أو أكثر، وفرّع ما يحتاج منها إلى تفريع. أول هذه القوانين "أن الحدّ إنما يذكر جواباً عن سؤال في المحاورات" (87) وثانيها "أن الحادّ (أي واضع الحدّ) ينبغي أن يكون بصيراً بالفرق بين الصفات الذاتية واللازمة والعرضية" (88) والثالث "أن ما وقع السؤال عن ماهيته وأردت أن تحدّه حدّا حقيقياً فعليك فيه بوظائف لا يكون الحدّ حقيقياً إلاّ بها، فإنْ تركتها سميناه رسمياً أو لفظياً" (89) والرابع "أن الحدّ لا يحصل بالبرهان" (90) وخامس القوانين مخصص "لحصر مداخل الخلل في الحدود" (91) والقانون السادس" في أن المعنى الذي لا تركيب فيه البتة لا يمكن حدّه إلا بطريق شرح اللفظ أو بطريق الرسم" (92).
ونحن، على إقرارنا بأن الكاتب مسؤول عما يكتب، نُقرُّ في الوقت نفسه بأن القدر الأكبر من تعريفات الكليات النحوية مقتبس من كتب السابقين اقتباساً دقيقاً، سواء أصرح بذلك الكفوي أم لم يصرح، وعدم التصريح أغلب. فإذا قرأت تعريفه للمثنى بأنه "ما دلّ على اثنين بزيادة في آخره، صالح للتجريد، وعطف مثله عليه" (93) التمع في ذهنك تعريف ابن عقيل وغيره، وخيل إليك أنه مأخوذ من شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك. وإذا قرأت تعريف الضعيف الذي ذكرناه قبل تذكرت كلام الجرجاني في تعريفه، وهو قوله: "الضعيف ما يكون في ثبوته كلام، كقُرطاس بضم القاف في: قِرطاس بكسرها" (94).
وإذا كان الكفوي يغفل أسماء الكتب التي ينقل منها في كل حين، فإنه يذكر أسماء النحاة في بعض الأحيان. ومن ذلك قوله: "قال ابن سينا: الإرادة شرط الدلالة" (95)، وقوله: "دعوى دلالة الحرف على معنى في غيره، وإن كان مشهوراً، إلا أن ابن النحاس زعم أنه دال على نفسه في نفسه، وتابعه أبو حيان" (96).
وإغفال المصادر سمة تستطيع أن تسم بها أكثر كتب المتأخرين من المؤلفين ولا سيما الموسوعات العامة، وهذا الإغفال يعود على المؤلف بالضرر، لأنه يحمَّله أوزار السابقين.
والسمة الثانية التي تسم تعريفات الكفوي إغراقها في التجريد، لتأثرها الشديد بآراء المناطقة وأساليبهم في التفكير والتعبير، من ذلك قوله في تعريف النكرة: "هي ما لا يدل إلاّ على مفهوم من غير دلالة على تمييزه وحضوره، وتعيين ماهيته من بين الماهيات" (97). وتعريف النكرة عند الأقدمين، ومن بينهم ابن عقيل: "النكرة ما يقبل (أل)، وتؤثر فيه التعريفات، أو يقع موقع ما يقبل (ال) " (98). وتعريفها عند عباس حسن من المحدثين: "النكرة اسم يدل على شيء واحد، ولكنه غير معين" (99).
ومن تعريفاته المتأثرة بعبارات المناطقة وكلفهم بالألفاظ الشديدة التجريد، كالموجود بالفعل والموجود بالقوة، والعدميّ والوجوديّ، قوله في تعريف الضمائر المستترة: "الضمائر المستترة في الأوامر كلها لفظ بالقوة، أي: في قوة المنطوق به" (100). وقوله في باب التذكير والتأنيث: "تعريف المذكر عدمي، وتعريف المؤنث وجودي" (101).
والسمة الثالثة مزج بعض الحدود النحوية بالأحكام الفقهية. وعلة هذا المزج طبيعة الكاتب والكتاب، فإنّ فقه الكفوي بزّ نحوه أو طغى عليه، وإن كتابه موسوعة إسلامية عامة، لا يمكن فصل علم من علومها عن سواه من العلوم الأخرى. قال في تعريف التابع: "هو إنْ كان بواسطة فهو العطف بالحرف، وإن كان بغير واسطة، فإن كان هو المعتمد بالحدث فهو البدل، وإلاّ فإن كان مشروط الاشتقاق فهو الصفة، وإلا فإن اشترطت فيه الشهرة دون الأول فهو عطف البيان، وإلا فهو التوكيد ... والتابع لا يفرد بالحكم. ومن فروعها الحمل يدخل في بيع الأم تبعاً، ولا يفرد بالهبة والبيع. والتابع يسقط بسقوط المتبوع، ولهذا إذا مات الفارس سقط سهم الفرس (102) لا عكسه". وإذا تذكّرت أن السيوطي ألف الأشباه والنظائر في النحو على غرار تأليفه الأشباه والنظائر في الفقه، أدركت مبلغ امتزاج الفروع المختلفة للثقافة الإسلامية، وأسغت صنيع الكفوي أو سوّغته.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسمة الرابعة الافتقار إلى الدقة في بعض التعريفات، ومخالفة الشروط التي نصّ عليها المناطقة والأصوليون في تعريفات أخرى. فقد يتراءى له التعريف صورة شعرية، تصرفه عن التعريف العلمي المنطقي، فيثبتها، وينسى ما أخذ به نفسه من شروط الحدّ الجامع المانع كقوله: "الأسماء المشتقة كالجماعة المتصاحبة من الناس" (103). فإن كان مقصده من هذه العبارات الإشارة إلى تحدّر المشتقات من جذر ثلاثي واحد فإنّ تعريفه غير دقيق، لأن الجماعة المتصاحبة قد تنتمي إلى أسر مختلفة ولو قال: كالعشيرة أو الأسرة الواحدة لكان كلامه أقرب إلى الصواب، ولكنه لا يكون تعريفاً حصيفاً.
وقد يضيق الكفوي بالتعريف المفصل، فيسقط الضوابط والقيود التي نصّ عليها الغزالي، فيدخل تعريفه الخلل، أو يعروه النقص. إن على الحادّ أن يذكر صفات المحدود الذاتية ولو بلغت أَلْفاً حرصاً على الدقة، والشيخ لم يكن حريصاً عليها في بعض الحدود. ومن ذلك قوله في تعريف المبتدأ: "كل اسم ابتدأته، وعريته من العوامل اللفظية فهو المبتدأ، وعامله معنى الابتداء" (104). وأدقُّ من هذا التعريف قول ابن هشام: "المبتدأ اسم مجرد من العوامل اللفظية، أو بمنزلته، مخبر عنه، أو وصف رافع لمكتفى به" (105) فقد جاء تعريف ابن هشام أجمع لصفات المبتدأ الذاتية، وأنفى للخل ل، وأبعد عن مزالق الزلل، يدلك على ذلك قوله في توضيح التعريف: "والذي بمنزلة الاسم: أن تصوموا وتسمع بالمعيدي، والذي بمنزلة المجرد من العوامل: (هل من خالق غير الله (" (106). فإن لفظة (خالق) جرت بـ (من) لفظاً، وإن كانت مرفوعة المحلّ على الابتداء، فهي ليست مجردة من العوامل اللفظية تجرداً تاماً، بل هي في منزلة المجردة.
والسمة الخامسة التناقض في بعض الأحيان. قال الكفوي في تعريف الحذف والإضمار:
"الحذف إسقاط الشيء لفظاً ومعنى، والإضمار إسقاط الشيء لفظاً لا معنى" (107) ثم قال في تعريف المضمر والمحذوف: "المضمر له وجود حقيقي، فإنه باق معناه وأثره أيضاً.
والمحذوف، وإن أسقط لفظه، لكن معناه باق، وينتظمه المقدر" (108). ألا ترى كيف ذكر في الجزء الثاني من كلياته أن الحذف إسقاط الشيء لفظاً ومعنى ثم ذكر في الجزء الرابع أنه إسقاط لفظيٌّ، وأن المعنى يبقى ولا يسقط؟
وسادسه السمات التعميم في إطلاق بعض الأحكام، وحرص المؤلف على ابتداء كثير من حدوده بلفظ (كل). وهذا التعميم يسقط من الحساب النادر والشاذ والضعيف، والمَنْبَهَةَ على الأصل، وضرائر الشعر، واختلاف اللهجات، ويحاول أن يقدّ الحدّ على قدّ المطرد، وحينئذٍ قد ينتهي الحدّ إلى مزالق منها افتقاره إلى الجمع والمنع، أو التواء عبارته، أو إرباك القارئ في الوقوف على دلالته، ولا سيما حينما يكون الحدّ عطلا من الأمثلة الموضحة. فإذا شفع التعريف بالمثال وضع مفتاح الفهم في يد القارئ، ومن ذلك قوله: "كل نفي أو شرط في معناه داخل على كل مضاف إلى نكرة فإنه يراد به نفي الشمول، لا شمول النفي" (109). "كل منطوق أفاد شيئاً بالوضع فهو كلمة" (110).
"كل كلام مستقل إنْ زدت عليه شيئاً غير معقود بغيره ولا مقتضى لسواه فالكلام باق على حاله نحو: زيد قائم، وما زيد بقائم" (111).
"كل كلام إنْ زدت عليه شيئاً مقتضياً لغيره معقوداً به فإنه عاد الكلام ناقصاً مثل قولك: إنْ قام زيد" (112).
ولعلّ شغف الكفوي بلفظه (كلّ) وما تدل عليه من تعميم واستقصاء وإحاطة كان أحد الأسباب التي جعلته يسمي كتابه هذا (الكليات)، فأصاب الجمال وأخطأ الدقة.
و ـ تلخيص واقتراح:
نخلص مما عرضنا إلى أن المصطلحات النحوية ظهرت في نهاية القرن الأول الهجري، ولم تكن في ذلك الوقت أكثر من براعم يسيرة صغيرة تمثل مقدار ما عرف النحاة الأوائل من علم النحو، وازدهرت في القرن الثاني حينما هيأ الله لدوحة اللغة والنحو من يتعهدها بالرعاية كالخليل وسيبويه والأخفش، ثم انعقدت ثمارها وآتت أكلها في القرن الثالث الهجري بعد أن نشب الخلاف واحتدم بين نحاة البصرة ونحاة الكوفة، وفي هذا الخلاف ظهر البصريون على الكوفيين، فرسخت مصطلحات البصرة، ودلّ رسوخها على أنها أدق من مصطلحات الكوفة وأحقّ بالبقاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما تعريف هذه المصطلحات وتحديد دلالاتها بحدود جامعة مانعة فقد تأخر ظهورهما، وظلت الحدود بعد رسوخ المصطلحات التي وضعها البصريون تتقلب بين أيدي النحاة، ويعروها في أثناء تقلبها التحوير والتغيير على نحو مستمر، وتتأثر بثقافة واضعيها تأثراً قوياً، ولكنّها لم تبلغ من النضج والاكتمال ما بلغته صياغة المصطلحات.
ولهذا ظلّ النحاة المتخصصون ومصنفو دوائر المعارف العامة ـ والكفوي واحد منهم ـ يحاولون أن يعيدوا النظر في التعريفات القديمة، لعلهم يكشفون عنها غلائل اللبس، ويحذفون منها الفضول، ويكملون النقص، فوفّق المتخصصون كابن هشام، ولم يوفق أصحاب الموسوعات غير المتخصصة كأبي البقاء الكفوي.
وإذا كان للمنشغلين بالنحو في العصر الحاضر من جهد يضيفونه إلى ما بذله السابقون فهو العكوف على الحدود، ودراستها دراسة تحليلية دقيقة، تكشف عن دلالاتها وقدرتها على توضيح المصطلحات، وجلاء ما يمكن جلاؤه من الحدود الغامضة، وطرح الجديد من التعريفات المقترحة على صفات المجلات العلمية المتخصصة التي تصدرها مجامع اللغة العربية بغية مناقشته وصوغه على نحو دقيق صياغة علمية منطقية، تجلو الغامض، وتكمل الناقص، وتحذف الفضول، وتعين الناشئة على إدراك المفهوم النحوي إدراكاً عميقاً لا تشوبه شائبة من حيرة أو ارتباك.
مصادر البحث
1 ـ الأعلام ـ خير الدين الزركلي ـ بيروت دار الملايين 1986م.
2 ـ أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ـ ابن هشام الأنصارى ـ تح السقا والأبيارى والشلبي ـ دار إحياء التراث العربي بيروت 1980.
3 ـ إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون ـ إسماعيل باشا البغدادي ـ دار الفكر 1982م.
4 ـ تاج العروس ـ المرتضى الزبيدي ـ طبعة الكويت 1969م.
5 ـ تجديد النحو ـ د. شوقي ضيف ـ دار المعارف الطبعة الثانية 1986م.
6 ـ التعريفات ـ علي بن محمد الجرجاني ـ ضبطه محمد بن عبد الحكيم القاضي ـ دار الكتاب المصري، دار الكتاب اللبناني 1991م.
7 ـ تهذيب اللغة ـ أبو منصور الأزهري ـ تح عبد السلام محمد هارون ومحمد علي النجار ـ دار القومية العربية 1964م.
8 ـ جامع الدروس العربية ـ مصطفى الغلاييني ـ المكتبة العصرية صيداً وبيروت 1985م.
9 ـ الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة ـ زكريا بن محمد الأنصارى تح د. مازن المبارك ـ دار الفكر المعاصر بيروت 1991م.
10 ـ شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك ـ بهاء الدين عبد الله بن عقيل العقيلي المصرى ـ دار الفكر 1991م.
11 ـ الصاحبي في فقه اللغة ـ أحمد بن فارس ـ تح السيد أحمد صقر ـ مطبعة البابي الحلبي مصر 1977م.
12 ـ ضوابط المعرفة ـ عبد الرحمن حسن حبنكي الميداني ـ دار القلم بيروت 1981م.
13 ـ علم اللغة ـ د. علي عبد الواحد وافي ـ مكتبة نهضة مصر 1382هـ.
14 ـ القاموس المحيط ـ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادى ـ مؤسسة الرسالة بيروت 1987م.
15 ـ الكتاب ـ سيبويه تح: عبد السلام محمد هارون ـ دار الكاتب العربي القاهرة 1966م.
16 ـ الكليات ـ أبو البقاء أيوب بن موسى الكفوي ـ تح د. عدنان درويش ومحمد المصري ـ وزار الثقافة والإرشاد القومي دمشق 1981م.
17 ـ اللباب في علل البناء والإعراب ـ مخطوطة الأحقاف ـ عن صورة لها في معهد المخطوطات العربية بالكويت.
18 ـ لسان العرب ـ ابن منظور ـ مصورة عن طبعة دار صادر بيروت 1955م.
19 ـ المدارس النحوية ـ د. شوقي ضيف ـ دار المعارف بمصر ـ الطبعة الثالثة 1976م.
20 ـ المدارس النحوية أسطورة وواقع ـ د, إبراهيم السامرائي ـ دار الفكر 1987م.
21 ـ المزهر في علوم اللغة ـ جلال الدين السيوطي ـ تح جاد المولى وأبو الفكر 1987م.
22 ـ المستصفى من علم الأصول ـ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي ـ دار الكتب العلمية بيروت عن طبعة بولاق 1322هـ.
23 ـ المصطلحات العلمية في اللغة العربية في القديم والحديث ـ الأمير مصطفى الشهابي ـ مجمع اللغة العربية بدمشق 1988.
(1) أستاذ جامعي سوري
(2) لسان العرب (لغو).
(3) المزهر 1/ 4.
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) هو أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني القريمي الكفوي أحد قضاة الأحناف. ولد في مدينة كَفَهْ بتركيا. تضلع من الفقه والأصول وعلم الكلام وعلوم العربية. وبعد موت أبيه مفتى كفه صار إليه الإفتاء والقضاء فيها. ثم ولي القضاء في القدس وبغداد. نفاه السلطان محمد خان إلى كفه، فأقام فيها اثني عشر عاماً أعيد بعدها إلى استنبول ليتولى فيها القضاء حتى وفاته سنة 1093 هـ (الإعلام للزركلي 2/ 38 طبعة دار الملايين 1986م). وذكر عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين 3/ 31 أنه توفي وهو قاض في القدس. وجاء في هدية العارفين 1/ 229 أنه توفي سنة 1094هـ، وأن له كتاباً بالتركية عنوانه (تحفة الشاهان) وهو في فروع الحنفية.
وانظر ترجمته في معجم المطبوعات لسركيس 293 وإيضاح المكنون 1/ 251 و2/ 380.
(5) معجم مقاييس اللغة. مادة (صلح).
(6) تهذيب اللغة (صلح) 4/ 243.
(7) تاج العروس (صلح).
(8) المصطلحات العلمية ص: 6.
(9) المصدر السابق ص: 6.
(10) المفصل في تاريخ النحو العربي ص: 15.
(11) المصطلح النحوي ص: 19.
(12) المصطلح النحوي ص: 16.
(13) المصدر السابق ص: 191.
(14) المصدر السابق ص: 191.
(15) المفصل في تاريخ النحو 1/ 253.
(16) معجم مصطلحات النحو والصرف والعروض والقوافي: 21.
(17) النحو العربي والدرس الحديث ص: 72.
(18) المدارس النحوية أسطورة وواقع ص: 99 وانظر كتاب سيبويه (طبعة هارون) 2/ 6، 2/ 368.
(19) المدارس النحوية ص: 62.
(20) 1/ 12.
(21) المدارس النحوية ص: 64 وانظر الكتاب 1/ 12.
(22) الكتاب: 1/ 23.
(23) المدارس النحوية أسطورة وواقع ص: 112.
(24) المصدر السابق ص: 148.
(25) المصطلحات العلمية ص: 6.
(26) الكليات 5/ 143.
(27) الكليات 5/ 237.
(28) الكليات 5/ 171
(29) الكليات 5/ 279.
(30) الكليات 5/ 277.
(31) المزهر 1/ 402.
(32) انظر الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس ص: 114.
(33) الكليات 5/ 284.
(34) الكليات 5/ 329.
(35) الكليات 5/ 279.
(36) المصطلح النقدي في نقد الشعر ص: 10.
(37) المصدر السابق ص: 10.
(38) اللباب في علل البناء والإعراب للعكبرى/ مخطوطة الأحقاف الورقة 4.
(39) المصدر السابق/ الورقة 4.
(40) الكليات 5/ 320.
(41) الكليات 5/ 143.
(42) الكليات 5/ 148 ـ 149.
(43) مغني اللبيب 274 ـ 291.
(44) مغني اللبيب 275.
(45) الكليات 5/ 320.
(46) معجم مصطلحات النحو والصرف والعروض والبلاغة ص: 8 ـ 9.
(47) المصدر السابق ص: 10
(48) علم اللغة ص: 294.
(49) انظر المستصفى من علم الأصول ص: 12.
(50) ضوابط المعرفة 393.
(51) المصدر السابق ص: 393.
(52) المصدر السابق ص: 393.
(53) جامع الدروس العربية: 1/ 102.
(54) الكليات: 2/ 267.
(55) الكليات: 1/ 134.
(56) الكليات: 5/ 142.
(57) الكليات: 3/ 332.
(58) انظر القاموس المحيط ولسان العرب (قطم).
(59) الكليات: 4/ 130.
(60) الكليات: 4/ 375.
(61) المستصفى من أصول الفقه ص: 12.
(62) الكليات: 2/ 63.
(63) الكليات: 4/ 192.
(64) الكليات: 2/ 187.
(65) التعريفات ص: 95.
(66) أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك 2/ 77.
(67) تجديد النحو ص: 33.
(68) المستصفى ص: 67.
(69) الكليات: 5/ 270.
(70) الكليات: 5/ 270.
(71) الكليات: 3/ 63.
(72) الكليات: 3/ 63.
(73) انظر الكليات: 4/ 332.
(74) الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة 84.
(75) الكليات: 5/ 229.
(76) الكليات: 5/ 229
(77) الكليات: 5/ 395.
(78) الكليات: 5/ 295.
(79) الكليات: 5/ 296.
(80) الكليات: 5/ 295.
(81) الكليات: 5/ 298.
(82) الكليات: 5/ 281.
(83) الكليات: 5/ 328.
(84) الكليات: 5/ 226.
(85) الكليات: 5/ 161.
(86) مصطلح الحديث ص: 5 ـ 6.
(87) المستصفى من علم الأصول ص: 12.
(88) المصدر السابق ص: 13.
(89) المستصفى من علم الأصول ص: 15.
(90) المصدر السابق ص: 17.
(91) المصدر السابق ص: 18.
(92) المصدر السابق ص: 19.
(93) الكليات: 4/ 230 وانظر شرح ابن عقيل: 1/ 49.
(94) التعريفات ص: 150 وانظر الكليات 3/ 63.
(95) الكليات: 5/ 183.
(96) الكليات: 5/ 183.
(97) الكليات: 224.
(98) شرح ابن عقيل: 1/ 73.
(99) النحو الوافي: 1/ 208.
(100) الكليات: 5/ 326.
(101) الكليات: 5/ 275.
(102) الكليات: 2/ 98.
(103) الكليات: 5/ 294.
(104) الكليات: 4/ 189.
(105) أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك:1/ 131.
(106) المصدر السابق: 1/ 132.
(107) الكليات: 2/ 226.
(108) الكليات: 4/ 300.
(109) الكليات: 4/ 332.
(110) الكليات: 4/ 75.
(111) الكليات: 4/ 75.
(112) الكليات: 4/ 75.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 01 - 2008, 04:26 م]ـ
الطبعة الموجودة في الأسواق هي طبعة الرسالة ذات المجلد الواحد
فأين نجد الطبعة الأخرى ذات المجلدات الخمسة؟!!
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 01 - 2008, 04:35 م]ـ
الطبعة الموجودة في الأسواق هي طبعة الرسالة ذات المجلد الواحد
فأين نجد الطبعة الأخرى ذات المجلدات الخمسة؟!!
الأخ الكريم هذا الإصدار كان من وزارة الثقافة السورية وغالباً ما يكون على شكل إهداء ولكن إذا عثرت عليه، ثق سيكون بين يديك ولن نعدم الوسيلة. مع تقديري لشخصك الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منار العزة]ــــــــ[25 - 01 - 2010, 10:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا باحثة في مرحلة الماجستير ,و قد اعترضتني في بحثي عقبات , و احتاج إلى المساعدة المتمثلة في العثور على بعض مؤلفات ابن هشام الأنصاري و شروحها , وكتب المصطلحات , فهل من معين لي بعد الله سبحانه؟ أريد كتبا سواء للبيع أو الإعارة و جزاكم الله خير الجزاء.(/)
ثنائية الموت والحياة في شعر أبي فراس الحمداني
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 01 - 2008, 01:05 ص]ـ
عن مجلة التراث العربي-العدد 105 السنة السابعة والعشرون - كانون الثاني 2007 - المحرم 1428
ثنائية الموت والحياة في شعر أبي فراس الحمداني 320 ـ 375هـ ـ 932 ـ 968م ـــ د. أحمد فوزي الهيب
الموت نهاية كل حي مهما طال به البقاء، ولعله الحقيقة الوحيدة التي اتفق عليها الناس جميعاً رغم اختلاف عقائدهم ومذاهبهم، ورغم اختلافهم على ما بعد الحياة الدنيا من حياة أخروية أو عدم. لذلك نجد الناس جميعاً يفكرون بالموت بشكل ما، وإن اختلفت نظراتهم إليه، واختلفت حيواتهم بناء على ذلك، لأنه ـ كما يقول الدكتور بيتر شتاينكرون ـ غريزة كامنة في أعماق النفس الإنسانية، كغريزة الحياة سواء بسواء، فكل واحد منا لدي في فطرته الغريزتان، وإن كانت غريزة الحياة واضحة ظاهرة الأثر في حركاتنا وسكناتنا، بينما الغريزة الأخرى، غريزة الموت، لا تظهر واضحة جلية إلا لمن أمعن النظر، ولم تخدعه ظواهر الأمور ([1]).
وكأن الغريزتين المتضادتين جوادان، أحدهما أبيض ناصع البياض، والآخر أسود حالك السواد، يتنازعان المرء شداً وجذباً، ولكن الجواد الأبيض يظل في الغالب فياض الحيوية، له الكلمة العليا إلى أن يُغلب على أمره، فينطفئ سراج الحياة، وتكون الكلمة للجواد الأسود، ولكن يحدث أحياناً أن تنعكس تلك الآية تحت ضغط بعض الظروف، فإذا الجواد الأسود هو الغالب منذ البداية، فينتشر على وجه الحياة ظل الموت ويندفع المرء في تياره ([2]).
وعلماء النفس اليوم يعترفون بهذا الازدواج، وإن كان الإنسان العادي يجهل ذلك الوجود المزدوج لغريزتي الموت والحياة، فهذا فرويد يقول بصراحة ووضوح: غاية الحياة هي الموت. ثم نراه يقرر أيضاً: أن كل إنسان لديه دافع إلى إعدام نفسه، ولكن هذا الدافع يختلف في مقداره وقوته باختلاف الأشخاص ([3]). وهذا أيضاً تلميذه وصديقه (هانز ساخس) يقول أيضاً: إن جميع مظاهر الحياة هي نتيجة ذلك التجاذب الذي لا نهاية له بين غريزة الحياة بانتصاراتها الظاهرة وغريزة الموت بقوتها الساكنة الخفية التي لا تقهر ([4]).
وقوة البقاء التي تلازمنا منذ ولادتنا، غالباً ما تكون من السطوة، بحيث تشل حركة الغريزة المضادة لها، فتبقيها نائمة معطلة. ولكن يحدث في بعض الأحيان أن تكون قوة الهلاك أشد في الشخص من قوة البقاء، فينجم عن ذلك ما يمكن أن نسميه مغامرة أو تهوراً أو مخاطرة أو غير ذلك، ونصف صاحبها بأنه مغامر أو متهور أو مخاطر، بينما يسمي ذلك فرويد غريزة الفناء ([5]).
ولعلنا نستطيع اعتماداً على هذه النظريّة أن نفهم بصورة أوضح تحريم الله تعالى للانتحار تحريماً شديداً على الرغم من إباحته للشهادة بل تشجيعه عليها، لأنها في سبيل مثل أعلى كالدفاع عن الوطن والأهل وغير ذلك.
ولعل هذه النظرية تنطبق بشكل ما على أبي فراس الحمداني ([6])، أو لعله يمثلها خير تمثيل، إذ نجده والموت رفيقين صديقين حميمين، تصاحبا قبل الولادة، وبُعيدها، وبعدها، وظلاّ معاً إلى أن تمكن الحصان الأسود في داخله أن يسبق الحصان الأبيض، وأن يسدل الستار على مأساة حياته.
عرف أبو فراس الموت قبل ولادته، إذ ورثه في صبغياته (كروموزوناته) من قبيلة تغلب ذات الأمجاد الخالدة التي تمتد جذورها إلى الجاهلية، حتى قيل: لو أبطأ الإسلام لأكلت بنو تغلب الناس ([7]). ومن منا لم يسمع بحرب البسوس بينها وبين بكر، التي استمرت أربعين سنة تأكل الأخضر واليابس وتحصد الرجال ([8])، ومن لم يسمع بأبطالها وشعرائها مثل المهلهل وكليب وعمرو بن كلثوم وأبيه ([9]). وعلى الرغم من خفوت صوت تغلب في بداية الإسلام، فقد استرجعته زمن الأمويين، إذ نجده مدوياً لدى كعب بن جعيل والأخطل وأشعارهما ([10]). كما نجده أيضاً في صليل سيوف الحروب الضارية بين تغلب وقيس ([11]).
وفي زمن الدولة العباسية ازداد صوت تغلب علواً، لأنه صار يمثل التيار العربي الصافي بين أمواج السيول الأعجمية الهادرة في القرن الرابع الهجري، وقد استطاع بنو حمدان التغلبيون أن يبلوا بلاء حسناً في مساندتهم للخلافة العباسية حتى تدافع عن نفسها وعن العرب والإسلام ضد الثورات والمؤامرات الداخلية، وضد الروم وغيرهم من الخارج، وكان في مقدمتهم سيف الدولة وأخوه ناصر الدولة وأبو فراس ([12]).
(يُتْبَعُ)
(/)
رأى الحمدانيون أنهم يمثلون العنصر العربي، وأن السبيل لبقائهم هو المجد والبأس والجود وغيرها من المثل العربية العليا، ولقد عبر عن ذلك أبو فراس بقوله ([13]):
لئن خُلق الأنام لحسْوِ كأسٍ
ومزمار وطنبور وعودِ
فلم يُخلق بنو حمدانَ إلا
لمجد أو لباس أو لجودِ
هذا ما يخص قبيلة أبي فراس تغلب وبني حمدان، أما هو نفسه والموت، فقد كانا صديقين حميمين منذ البداية حتى النهاية، لم يفترقا أبداً. فقد شاء القدر أن يسميه أبوه (الحارثَ)، وأن يُكَنِّيه (بأبي فراس) ([14])، والاسم اسم الأسد ([15])، والكنية كنيته ([16])، ولكل من اسمه نصيب عامة، لذلك أثر كل من الاسم والكنية في حياته، ولو بصورة غير مباشرة، تأثيراً كبيراً شجاعة وبسالة وإباء.
كما شاء القدر أيضاً أن يُقتل أبوه، وهو صغير في الثالثة من عمره. ومقتل أبيه مأساة مركبة معقدة، لأن قاتله هو ابن أخيه ناصر الدولة، والذي هو في الوقت نفسه ابن عم أبي فراس، وأخ لوليه ومربيه وولي نعمته وزوج أخته سيف الدولة ([17]). إن مقتل أبيه شوكة في خاصرته ظلت تؤلمه حتى نهاية عمره، إنه لم يستطع نزعها بأن يأخذ بثأره، ولم يستطع أن يشكو أو يتأوه، بل لم يكن يملك إلا أن يقدم آيات الطاعة والتبجيل لقاتل أبيه عندما كانا يجتمعان في بلاط سيف الدولة بحلب، يدفعه إلى ذلك ولاؤه لولي نعمته سيف الدولة، وولاؤه لأهله الحمدانيين. وهذه المعاناة تركت في نفسه جراحاً لا يستطيع لها برءاً، وتمزقاً لا يمكن رتقه، وداء لا شفاء منه حتى الموت.
نشأ أبو فراس على الفروسية في بلاط سيف الدولة بحلب، بعدما انتقل إليه من الموصل إثر مقتل أبيه، وتعلم فنون القتال والعلم والأدب وغير ذلك من صفات الإمارة والفروسية فيه، ثم ولاه سيف الدولة إمارة منبج عام 336هـ ([18])، وكانت آنذاك ثغراً عربياً يقف سداً منيعاً في وجه غارات الروم وأطماعهم من جهة، وثورات الأعراب مثل بني كليب وكلاب وقشير وكعب من جهة ثانية، واستمر على هذه الحال إلى أن أُسر عام 351هـ أو غيره، وقد اختلف المؤرخون في ذلك، ولتحقيقه مجال آخر ([19]).
استطاع أبو فراس أن يقوم بما تفرضه عليه واجبات الإمارة خير قيام، فكان دائماً على أهبة الاستعداد لتلبية ما يطلبه منه سيف الدولة من مهمات لقتال الروم أو الإعراب، ولم يكتف في حروبه هذه بأن يبلي البلاء الحسن، وإنما نجد غريزة الموت أو غلّوه في الشجاعة يدفعه إلى أن يتجاوز مرات كثيرة حدود ما تطلبه منه واجبات الإمارة من مواقف، فيخاطر بنفسه، ويعرضَها للهلاك المرة تلو المرة، الأمر الذي أدى إلى وقوعه أسيراً بيد الروم، ويؤكد هذا كلام سيف الدولة لأم أبي فراس عندما طلبت منه افتداءه من الأسر، وهو: ولدك ابن عم، وخال أولادي، ولكني عجزت وأنا أنصحه ألا يترك بنفسه إلى الميدان عند وقوع الحرب، لأنه أمير سردار (قائد)، وليس للسردار شجاعة إلا بثباته تحت علمه، وقد فديته قبل هذا مرتين ([20]).
استمر أبو فراس في الأسر، حتى افتداه سيف الدولة عام 355هـ، وفي فترة أسره لم يبتعد عن الموت، إنما كان يشعر به، ويتغنى بذكره كل يوم تغني الحبيب بحبيبه من أول أيام أسره حتى آخرها، فقال في بداية أسره ([21]):
من كان مثلي لم يبتْ
إلا أسيراً أو أميرا
ليست تحلُّ سراتُنا
إلا الصدور أو القبورا
وقال أيضاً مخاطباً سيف الدولة بصورة غير مباشرة ([22]):
معللتي بالوصل والموتُ دونَهُ
إذا متُّ ظمآناً فلا نزل القطرُ
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى
قتيلك قالت أيهم فهمُ كثر
ويا ربَّ دار لم تخفني منيعةٍ
طلعتُ عليها بالردى أنا والفجر
وهل يتجافى عنّيَ الموت ساعة
إذا ما تجافى عنّيَ الأسر والضر
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره
فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر
وإن متُّ فالإنسان لا بد ميّتٌ
وإن طالت الأيام وانفسح العمر
ونحْن أناس لا توسط بيننا
لنا الصدور دون العالمين أو القبر
إن اللافت للنظر مما تقدم أنه لم يخل بيت من ذكره للموت مرةً أو أكثر، وكأنه فرس جموح كامن في اللاشعور لديه، فهل يؤكد ذلك صحة الفرضية التي ذهبنا إليها، لأن من أحب شيئاً أكثر من ذكره، وهذه حقيقة لا جدال فيها في علم النفس. كما قال أيضاً في رثائه لأمه عندما أتاه خبر موتها وهو في الأسر ([23]):
نُسلَّى عنك أنّا عن قليل
إلى ما صرت في الأخرى نصيرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يجعله الأسر يغير من منهج حياته بعدما افتداه سيف الدولة، وعيّنه أميراً على حمص وأعمالها، وأنّى له ذلك!! .. لقد استمر في اندفاعه نحو الموت كأن شيئاً لم يكن، تدفعه إليه تلك القوة الغاشمة الخفية الكامنة في لا شعوره، والتي كانت تدفعه إليه قبل أسره، لذلك نجده بعد موت سيف الدولة عام 356هـ ([24])، واستلام ابنه اليافع أبي المعالي سعد الدولة لإمارة حلب ([25])، نجده يتابع سيره في طريقه الآنفة الذكر بخطى حثيثة، وقد ساعده في ذلك أن سعد الدولة لم يستطع أن يملأ الفراغ الذي خلّفه والد سيف الدولة بموته ([26])، والذي كان من الممكن أن يملأه أبو فراس، فتوجه سعد الدولة إليه في حمص بعد خلاف بينهما، أشعل ناره (قرغويه) غلام سيف الدولة خوفاً من أبي فراس ورغبة منه في أن يكون الرجل الأول في حلب، فانحاز أبو فراس إلى بلدة (صدد) ([27])، ونزل سعد الدولة بسلمية ([28])، وأرسل إليه قائده قرغويه مع غلمان أبيه وجمعٍ من بن كلاب، فخرج إليهم أبو فراس، وكان قتال انتهى بمقتله يوم الأربعاء الثامن من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثلاثمئة، فنزل قرغويه فاحتز رأسه، وحمله إلى سعد الدولة، فشُقَّ عليه لأنه لم يرد ذلك، وبقيت جثة أبي فراس مطروحة بالبرية، حتى كفنه أعرابي ودفنه ([29]).
إن هذه النهاية المأساوية المفجعة، تبدو وكأنه كان يتوقعها، ويراها نصب عينيه، ويندفع إليها اندفاعاً غريزياً قاهراً لا يملك له رداً، لذلك نجده من قبلُ قد نعى نفسه إلى ابنته، وأوصاها بالصبر، وأن تلتزم بسترها وحجابها عندما تنوح عليه، وان تندبه بأنه لم يُمتّع بالشباب مع أنه زين الشباب، وذلك في قوله ([30]):
أبنيّتي لا تجزعي
كلُّ الأنام إلى ذهابِ
أبنيّتي صبراً جميـ
لاً للجليل من المصاب
نوحي عليّ بحسرة
من خلف سترك الحجاب
قولي إذا ناديتني
ووعيتُ عن رد الجواب
زين الشباب أبو فرا
س لم يُمتّع بالشباب
وإذا كان الموت واحداً مهما تعددت أسبابه، فإن أبا فراس قد نظر إليه من زوايا متعددة، وتحدث عنه أحاديث اتفقت مع هذه الزوايا، ولا غرو في ذلك، فهو من بني حمدان الذين رآهم لم يُخلقوا كغيرهم، وإنما خُلقوا للمجد والبأس والجود كما مرّ آنفاً، وهذه الغايات التي خلقوا لها، ليس لها سوى الموت طريقاً، الموت لأعدائهم مكللاً بالذل والعار، والموت لهم مكللاً في الأول والآخر بالمكرمات والعز، قال ([31]):
لنا أولٌ في المكرمات وآخرُ
وباطنُ مجدٍ تغلبيٍّ وظاهرُ
وهم لا يرضون إلا بواحد من اثنين، لا ثالث لهما، الصدر أو القبر، قال ([32]):
ونحْن أناس لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ
وأن نفوسهم قد هانت في طلب المعالي، كما قال ([33]):
تهون علينا في المعالي نفوسنا
ومن خطب الحسناء لم يُغْلها المهرُ
إنهم لا يهابون الموت، بل يرحبون به، ويستضيفونه ضيفاً عزيزاً لديهم، قال ([34]):
وفتيانُ صدقٍ من غطاريف وائلٍ
إذا قيل: ركب الموت، قالوا له: انزلِ
ودأبهم أيضاً أمران أو دمان اثنان، لا ثالث لهما، دم الرجال للأعداء، ودم الجمال للضيفان، قال ([35])
لِلِقا العد بيضُ السيو
فِ وللندى حمرُ النَّعمْ
هذا وهذا دأبُنا
يُودى دمٌ، ويُراق دمْ
وقال أيضاً مفتخراً بوالده وأعمامه ([36]):
أولئك أعمامي ووالديَ الذي
حمى جنباتِ المُلك والمُلك شاغرُ
له بِسُلَيمٍ وقفة جاهلية
تقرُّ بها فَيْدٌ وتشهد حاجرُ
فلم ترَ إلا فالقاً هام فيلق
وبحراً له تحت العجاجة ماخِرُ
وافتخر أيضاً بعمه الحسين بن حمدان الذي قتل الوزير العباس بن المعتضدي وفاتكاً ([37])، قال:
وعمِّيْ الذي أردى الوزير وفاتكاً
وما الفارس الفتاك إلا المجاهرُ
أذاقهما كاس الحمام مُشيَّعٌ
مشاورُ غارات الزمان مُساور
وافتخر أيضاً بعم آخر له هو سليمان بن حمدان الملقب بالحرون لعظمته بالحرب، فقال ([38]):
وعمي الحرون عند كل كتيبة
تخفُّ جبال وهْو للموت صابرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
واللافت للنظر في فخره خاصة، وفي شعره عامة، ذلك الإلحاح الشديد على الموت، وما يؤدي إليه. ولعل هذا يدل ـ فيما يدل ـ على قوة غريزة الموت الكامنة في لا شعوره وأعماقه وطغيانها. وربَّ معترض يقول: إن كثيراً من الشعراء ذكروا الموت. فنقول: المقصود هو كثرة ذكر الموت، لا ذكره فقط، تلك الكثرة التي زادت عن الخمسين مرة في ديوانه الذي لا يعد كبيراً إذا ما قيس بغيره من دواوين أمثاله، هي التي مازت الشاعر عن سواه. وإذا وجدنا ـ ولا بد أننا واجدون ـ شعراء آخرين أكثروا من ذكر الموت، فما الذي يمنع من أن يكونوا كأبي فراس في طغيان غريزة الموت لديهم وعنفوانها، وأن يسبق حصانها الأسود حصان الحياة الأبيض عندهم، كما سبقها لدى أبي فراس.
كل ذلك دفعه إلى أن يموت ميتة الرجال الكاملي الرجولة الأبطال، فقال ([39]):
فإنْ عشنا ذخرناها لأُخرى
وإن متنا فموتات الرجال
ولا بد من أن نتوقف عند هذا البيت ملياً، وبخاصة عند شطره الأول الذي يؤكد ما ذهبنا إليه من أن غايته قد كانت الموت، وليست النجاة التي لا تعدو أن تكون ذخراً ووسيلة توصله إلى موت قادم قريب وسريع.
ولم يناقض فعلُ أبي فراس قولَه، فقد خاض الحروب بشجاعة نادرة، بلا ترس ولا درع، ليس معه سوى سيفه ويده وقلبه، قال ([40]):
حملتُ على ورود الموت نفسي
وقلت لعصبتي موتوا كراما
وعذْتُ بصارم ويد وقلب
حماني أن أُلام وأن أُضاما
ولم أبذل لخوفهمُ مِجّناً
ولم ألبس حذار الموت لاما
كما وجد أيضاً في بذل النفس جوداً يفوق الجود بالمال، وشتان ما بينهما، قال ([41]):
وندعو كريماً من يجود بماله
ومن يبذل النفس الكريمة أكرمُ
لذلك اتخذ الحرب طعاماً له وشراباً باع في سبيلها صباه، قال ([42]):
فلا تصفنَّ الحرب عندي فإنها
طعاميَ مذْ بعت الصبا وشرابي
ولم يجد في الموت شراباً فقط، وإنما وجده شراباً عذباً سائغاً لذة للشاربين ([43]):
قد عذب الموت بأفواهنا
والموت خير من مقام الذليلِ
كما كان يرى الموت يملأ ما بين المشرقين أمامه، ويرى المعايب خلفه، وهي أصعب عنده من الموت، لذلك خاضه غير هيّاب ولا وجل، قال ([44]):
أرى ملء عينيَّ الردى فأخوضه
إذا الموت قدامي وخلفي المعايبُ
ولم يكتف أبو فراس بذلك، بل نجده قد حل في السيف، أو حل السيف فيه، وأصبحا معاً كياناً واحداً، يذكرنا، لولا صرامته وشدته، بنظرية الحلول عند المتصوفة، ولا شك في أن لهذا دلالاته فيما ذهبنا إليه، قال ([45]):
يا ضاربَ الجيش بي في وسْط مفرقه
لقد ضربت بعين الصارم العَضُبِ
كما نجده قد توحد أيضاً مع الترس فضلاً عن توحده مع السيف ومع قومه، قال ([46]):
وإن حاربوا كنتُ المجنَّ أمامهم
وإن ضاربوا كنت المهند واليدا
وإنه لم يكن يرضى بهزيمة أعدائه، وإنما أوجب على نفسه أن يجعلهم بين قتيل أو أسير، قال ([47]):
فبين قتيل بالدماء مضّرجٍ
وبين أسير في الحديد مكّبلِ
هذه الشجاعة الباسلة والاندفاع الشديد نحو الموت المرةَ تلو المرة جعلت قومه يلومونه على ذلك، ولكنه لم يسمع كلامهم، قال ([48]):
أُلامُ على التعرّض للمنايا
ولي سمعٌ أصمُّ عن الملام
ولعل الذي شجع أبا فراس على ذلك أنه أدرك أن الموت ذو سطوة لا تُرد، وميعاد لا يُخلف، لا ينفع معه حرص ولا حيلة، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، كما قال الله تعالى، قال ([49])::
وإذا المنية أقبلت لم يثْنها
حرص الحريص وحيلةُ المحتالِ ([50])
وأنه نهاية كل حي، يتساوى لديه الأحياء جميعاً، قال ([51]):
بنو الدنيا إذا ماتوا سواءٌ
ولو عَمَرَ المعَّمرُ ألف عام
كما أنه (أي الموت) أيضاً لا يفارق الإنسان أبداً، قال ([52]):
فمؤجَّلٌ يلقى الردى في أهله
ومعجَّلٌ يلقى الردى في نفسهِ
إن أبا فراس كان يرى الموت قتلاً النهاية الحتمية الوحيدة التي لا مفر منها له ولجميع الكرام الصيد أمثاله، قال ([53]):
ولئن قُتلتُ فإنما
موت الكرام الصيد قتلا
وأنّ له أجلاً مسمى لا يتقدم ولا يتأخر، قال ([54]):
فإنْ أهلَكْ فعنْ أجلٍ مسمّى
سيأتيني ولو ما بينكنّهْ
ويعتقد أن الإنسان إذا لم يستطع الخلود جسداً، فإنه يستطيعه ذكراً خالداً يخلده بعد موته إلى أبد الآبدين بطولة وكرماً ومروءة ونبلاً ومثلاً، قال ([55]):
هو الموت فاختر ما علا لك ذكرهُ
فلم يمت الإنسان ما حيي الذكرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا بد في قوله هذا أن يستوقفنا أسلوب القصر في أوله (هو الموت) وما فيه من إيحاءات، منها أنه لا يوجد أمام الإنسان مهما طال به العمر أو تعددت به السبل أو طاب له العيش أو غير ذلك، نقول: لا يوجد أمامه سوى الموت يرقبه وينتظره، كما قال طرفة بن العبد من قبل ([56]):
لعمرك إنَّ الموت ما أخطأ الفتى
لكالطِّوَلِ المُرْخى وثِنْياهُ باليدِ
إن أبا فراس في بطولاته وتحديه للموت أراد أن يضع نفسه الموضع اللائق بها، فالإنسان حيث يجعل نفسه عزاً أو ذلاً، قال ([57]):
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه
وإني لها فوق السماكين جاعلُ
ولقد أكد ذلك مرة أخرى لسيف الدولة حيث قال ([58]):
ولا أعود برمحي غير منحطم
ولا أروح بسيفي غير مختضبِ
حتى تقول لك الأعداء راغمة
أضحى ابن عمك هذا فارسَ العربِ
هكذا كان موقف الشاعر من الموت موقف شجاع راكض إلى حتفه ركضاً لاهثاً سريعاً متكرراً لا يعرف راحة أو بطئاً. ورب قائل يقول: إذا كان الأمر كذلك، فلماذا كان في أسره يطل بالفداء ويلح فيه؟. إنه طلب فداءه وألح في ذلك لا خوفاً ولا جبناً، وإنما كان يأنف أن يموت أسيراً كما يموت الجبناء، ولأنه أراد أن يهرب من موت لا عَناء ولا عزة فيه إلى موت عزيز في ظلال السيوف كما يموت الأبطال الميامين، ونجد ذلك في قوله لسيف الدولة ([59]):
أناديكَ لا أني أخاف من الردى
ولا أرتجي تأخير يومٍ إلى غدِ
ولكن أنفتُ الموت في دار غربة
بأيدي النصارى الغُلْفِ ميتة أكمدِ
ويريد بالنصارى هنا الروم. ولأنه أيضاً كان يريد العود إلى أمه العجوز ليبرها ويدفع عنها الضيم، قال ([60]):
لولا العجوز بمنبجٍ
ما خفتُ أسباب المنيهْ
ولكان لي عما سألـ
ـتُ من الفدا نفس أبيّه
لكن أردتُ مرادها
ولو انجذبتُ على الدنيّه
وأرى محاماتي عليـ
ـها أن تُضامَ من الحميّه
أمست بمنبجَ حُرةٌ
بالحزن من بعدي حَرِيّه
ورب قائل أيضاً يقول: لماذا اختار أبو فراس الأسر على الموت؟. فنجده قد أجابه أبو فراس على تساؤله هذا من قبل، وهو أنه القدر الذي لا يُرد، في قوله ([61]):
أُسرتُ وما صحبي بعزْل لدى الوغى
ولا فرسي مُهرٌ ولا ربُّهُ غَمْرُ
ولكنْ إذا حُمَّ القضاء على امرئ
فليس له برٌّ يقيه ولا بحر
ولا شك في أنه كان يرى الفرار أمام الأعداء أشد من الموت وعاراً كبيراً لا يمكن قبوله، ونجد ذلك في قوله ([62]):
ولما لم أجد إلا فراراً
أشدَّ من المنية أو حِماما
حملتُ على ورود الموت نفسي
وقلت لعصبتي موتوا كراما
وعذْتُ بصارم ويد وقلب
حماني أن أُلام وأن أُضاما
وهكذا ظفر أبو فراس بالموت، عانقه عناق الحبيب لحبيبه، بعدما ظل يطلبه طوال عمره، ومنذ يفاعته، طلباً حثيثاً، تدفعه إليه قوة كامنة عميقة كاسرة لا تقهر، ولا تعرف كللاً ولا مللاً، حتى ظفر بالموت ظفراً مشرفاً شجاعاً ـ كما كان يريد ـ بضربة سيف أعجمي جبان غادر، بيد أن هذه القوة الهادرة القاهرة التي كانت تكمن في صبغياته، وتندفع من قلبه الشجاع وروحه الأبية كالحصان الأدهم الجموح في صبغياته، قد لقيت التشجيع كله من قناعته التي لم تعرف التردد، وإرادته التي لم تعرف إلا القوة، فاجتمع ذلك كله، ودفعه بشجاعة نادرة إلى حياض الموت وعشق المثل الأعلى وخلود الذكر وسيرورة الاسم والأخبار والأشعار عبر القرون، تتناقلها الأجيال العربية سيرة خالدة ومثالاً يُحتذى جيلاً إثر جيل.
المصادر والمراجع
ـ إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء، محمد راغب الطباخ، تصحيح محمد كمال، دار القلم، حلب 1988.
ـ ديوان أبي فارس الحمداني، دار صادر، بيروت 1990.
ـ ديوان الهذليين، الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة 1965.
ـ زبدة الحلب، ابن العديم، ت: سهيل زكار، دار الكتاب العربي، دمشق 1997.
ـ شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات، ابن الأنباري، ت عبد السلام هارون، القاهرة 1963.
ـ العصر الإسلامي، شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة 1963.
ـ العصر الجاهلي، شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة 1965.
ـ عصر الدول والإمارات (مصر والشام)، شوقي ضيف، دار المعارف، القاهرة 1984.
ـ لا تقتل نفسك، بيتر شتاينكرون، ت: نظمي راشد، دار الهلال، القاهرة، بلا تاريخ.
ـ وفيات الأعيان، ابن خلكان، ت: إحسان عباس، دار صادر، بيروت 1969.
(يُتْبَعُ)
(/)
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) لا تقتل نفسك ص 7.
([2]) المرجع نفسه.
([3]) المرجع نفسه ص 10.
([4]) المرجع نفسه ص 7 ـ 8.
([5]) المرجع نفسه ص 16.
([6]) هو الحارث بن سعيد بن حمدان (320 ـ 357هـ = 932 ـ 968م) أمير شاعر فارس، ابن عم سيف الدولة الحمداني أمير حلب، له ديوان شعر، أشهره الروميات، وهي قصائد مميزة، قالها وهو أسير لدى الروم. (وفيات الأعيان 2/ 58).
([7]) شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات ص 369.
([8]) العصر الأهلي ص 66.
([9]) شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات ص 371، العصر الجاهلي 65 ـ 66.
([10]) العصر الإسلامي من 258 وما بعدها.
([11]) المرجع نفسه ص 261 ـ 262.
([12]) عصر الدول والإمارات، مصر والشام ص 505 وما بعدها.
([13]) ديوان أبي فراس ص 97.
([14]) وفيات الأعيان 2/ 58.
([15]) القاموس المحيط باب الثاء فصل الحاء.
([16]) المصدر نفسه، باب السين فصل الفاء.
([17]) وفيات الأعيان 2/ 61.
([18]) زبدة الحلب 1/ 119.
([19]) انظر على سبيل المثال وفيات الأعيان 2/ 59 وإعلام النبلاء 4/ 48.
([20]) أخبار الدول للقرماني ص 265.
([21]) ديوان أبي فراس ص 156.
([22]) المصدر نفسه ص 157 ـ 161.
([23]) المصدر نفسه ص 163.
([24]) زبدة الحلب 2/ 144.
([25]) المصدر نفسه
([26]) المصدر نفسه 1/ 149 وما بعدها.
([27]) تقع جنوب شرق حمص، وتبعد عنها ستين كيلو متراً تقريباً.
([28]) بلدة شهيرة قرب حمص أيضاً.
([29]) وفيات الأعيان 2/ 61.
([30]) ديوان أبي فراس ص 55.
([31]) المصدر نفسه ص 107.
([32]) المصدر نفسه ص 161.
([33]) المصدر نفسه.
([34]) المصدر نفسه ص 212.
([35]) المصدر نفسه ص 254.
([36]) المصدر نفسه ص 111.
([37]) المصدر نفسه ص 108.
([38]) المصدر نفسه ص 110.
([39]) المصدر نفسه ص 210.
([40]) المصدر نفسه ص 266.
([41]) المصدر نفسه ص 281.
([42]) المصدر نفسه ص 33.
([43]) المصدر نفسه ص 246.
([44]) المصدر نفسه ص 36.
([45]) المصدر نفسه ص 52.
([46]) المصدر نفسه ص 90.
([47]) المصدر نفسه ص 213.
([48]) المصدر نفسه ص 276.
([49]) المصدر نفسه ص 223.
([50]) قوله هذا يذكر بقول أبي ذؤيب الهذلي:
وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفعُ
(ديوان الهذليين 3)
([51]) ديوان أبي فراس 276.
([52]) المصدر نفسه ص 175.
([53]) المصدر نفسه 240.
([54]) المصدر نفسه ص 292.
([55]) المصدر نفسه ص 160.
([56]) شرح القصائد السبع الجاهليات 201.
([57]) ديوان أبي فراس ص 219.
([58]) المصدر نفسه ص 52.
([59]) المصدر نفسه ص83.
([60]) المصدر نفسه ص 317.
([61]) المصدر نفسه ص 160.
([62]) المصدر نفسه ص 266.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 03:49 ص]ـ
شكرا جزيلا لك أستاذ محمد على هذا النقل الموفق ..
دارسة الثنائيات أمر جميل تتجلى من خلاله خفايا نصية كثيرة.
بورك فيكم.
ـ[أخابيط]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 10:01 م]ـ
وان اسلم فما أبقى ولكن ... سلمت من الحمام الى الحمام(/)
قراءة جديدة لمعلقة لبيد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 01 - 2008, 01:14 ص]ـ
مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 102 السنة السادسة والعشرون - نيسان 2006 - ربيع الثاني 1427
قراءة جديدة لمعلقة لبيد ـــ د. نذير العظمة*
مقدمة:
تطرح
تطرح معلقة لبيد بشكلها الذي ورد في المعلقات السبع للزوزني أكثر من إشكالية. وتثير إشارات استفهام عديدة. فصياغتها أقرب إلى الشعر المنطوق والشفاهي من المعلقات الأخرى كمعلقة امرئ القيس وعنترة وطرفة والحارث ابن حلّزِة ومعلّقة زهير بن أبي سُلمى التي تحمل خصائص الشعر المنقح والمصقول.
ثم إن نسيجها البدوي في الصياغة والعبارة والمفردة طراز وحده بين المعلقات. مما استدعى موقفاً مختلفاً منها في مسألة النحل عند النقاد. واعترف لها بالأصالة, والمحدثون عرباً ومستشرقين لم يكونوا أقل التفاتاً إلى هذه المعلقة من القدماء ـ فقد ترجمها مع باقي المعلقات وليم جونز (1783م). كما ترجمها مع باقي المعلقات أي. جي. آربري بعنوان " The suspended odes".
واختارها وليم بولك من بين باقي المعلقات ليترجمها مفردة بعنوان " The Golden ode" إلا أنه قبل أن يترجمها أحسَّ ضرورة معايشة المكان من الخليج في الشرق إلى بيشة في الغرب، فاستأجر أدلاء من الأردن. وارتحل الرحلة التي ذكرها لبيد في معلقته. ليكون أكثر دقة في التعبير عن مشاعر وأفكار لبيد. فالنص في رأي وليم بولك رغم أنه تعبير عن أحاسيس الشاعر ورؤيته للزمان والإنسان والطبيعة، إلا أنه أي النص ابن البيئة فالمستشرق وليم بولك في ترجمته لمعلقة لبيد، حاول أن يقتنص الإيحاء الذي يولده النص ويصاحبه, لكن علاماته تلوذ بالإضمار والخفاء.
ومن الذين اجتذبتهم معلقة لبيد من جماعة النقد الحديث د. كمال أبو ديب الذي كتب نصاً نقدياً مسهباً عن المعلقة باللغة الإنجليزية، ونشره في مجلة الأدب العربي في لندن في الثمانينيات المبكرة .. كما ضمّنها فيما بعد في كتاب لهُ بعنوان جدلية الخفاء والتجلي في الشعر العربي.
ومع أن كمال أبو ديب نافح عن النقد الشعري الذي يهتم بالنص. ويؤمن بسلطته. ويعريه من كل ما حوله من تاريخ وسيرة ومناسبة إلا أنه يصرح في دراسته لمعلقة لبيد بأنه سينهج منهج العالم الإناسي ليفي شتراوس. فيزوج النزعة الألسنية بالمنهج الأسطوري. وتصبح عنده الثنائيات الضدية لغة وتركيباً وسياقات ومفردات، ذات دلالات أنتربولوجية مرتبطة بالأسطورة وإن لم تتضمنها صراحة في النص. وتصير اللغة بحد ذاتها تعبيراً أسطورياً. ويغلب كمال أبو ديب على المعلقة في دلالاتها العميقة وإشاراتها المضمرة الدلالات التي تحملها أساطير الخصب. ويسترسل في تفسير المعلقة في هذا الإطار. وإن قاده ذلك أحياناً إلى تشقيق اللغة للبحث عن إيماءاتها الأسطورية, فأبو ديب يعامل معلقة لبيد وجسدها اللغوي لا من خلال المعجم بل من الدلالات والإيحاءات التي يضمرها النص. ويرى أن المعلقة في نصها الكامل تنم على وحدة شعورية تجري جميعها في سياق ثنائيات الجفاف والخصب وبدائلها.
وقبل أن تفرض المعلقة هيبتها على كمال أبو ديب دفعت بطه حسين في الشعر الجاهلي إلى موقف مختلف عن سياق دراسته لقضية النحل في الشعر الجاهلي. ولم يضعها في دائرة الشك كلية وأعطاها شيئاً من المصداقية.
ونعترف بأننا لسنا أقل من هؤلاء جميعاً اهتماماً بمعلقة لبيد، ولكننا سننظر إليها من زاوية مختلفة. فمن الإشكاليات التي تطرحها المعلقة كنص، هي مسألة السابق " Fore Runner" وهو من يمهد للاحق يأتي بعده. كما مهد يحيى بن زكريا أو يوحنا المعمدان للسيد المسيح. فكلاهما آمن بالبشارة لعهد جديد, والعمادة في نهر الأردن. وكلاهما تصدى للحرفية الطاغية التي تعامل بها الفرنسيون مع النص المقدس للتوراة ([1]).
وقياساً على ذلك كثيراً ما نظر بعض المستشرقين إلى الحركة الحنفية في الجاهلية ورموزها كسابق للدين الحنيف أي الإسلام. وبرز في هذا السياق الشاعر الجاهلي أمية بن أبي الصلت كرمز للسابق وعلاقته بورقة بن نوفل وهو خال خديجة زوجة الرسول ( r).
فقد تضمنت معلقة لبيد أفكاراً وعقائد إسلامية سابقة للدعوة في زعم الرواة، الأمر الذي يدفعنا إلى العودة إلى معلقة لبيد وتفحصها من جديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
لم يخف لبيد كما نعلم، وأكدته المرويات العربية المبكرة .. قصته المشهورة حينما سأله سائل أن ينشد الشعر في الإسلام إعجاباً به وبشعره. فما كان من لبيد إلا أن أتى بسورة البقرة لهذا السائل مصرحاً أن في التنزيل الحكيم غنى عن الشعر.
ونحن لا نأخذ بهذه الرواية على محمل الجد، وأغلب الظن أنها من صنع الشريحة التقية في الحضارة العربية الإسلامية المبكرة التي كانت ما تزال تذكر نزاع الوحي والشعر، وما كان من موقف أمية بن أبي الصلت من النبي ( r) وهجائه المسلمين ورثائه أبطال قريش الذين صرعوا في غزوة بدر كما ورد في السيرة لابن إسحق رواية ابن هشام.
سنعترف إذاً بكل هذا التاريخ حول نص معلقة لبيد. ولكننا سنعتمد على سلطة النص وحده في دراسة المعلقة والنتائج المترتبة عليها، دون أن يمعنا هذا من الاعتقاد أن لبيداً لم يقل بيتيه المشهورين في الإسلام فحسب بل أضاف إلى معلقته الأبيات التي تنطوي على معتقده الجديد.
[المعلقة والقراءة الجديدة]
تحتل معلقة لبيد بن ربيعة العامري مكانة خاصة بين المعلقات. فهي من القصائد النموذجية للعصر الجاهلي في موضوعاتها ولغتها وأسلوبها ([2]).
وقد نظمها لبيد استجابة لحوافز نفسية، فصوّر فيها تجاربه في الحياة البدوية ومفاخره في علو الهمة وإباء النفس.
ورغم أن لبيداً يفتتحها بالوقوف على الأطلال لكنه يصف التغيرات التي أحدثتها عناصر الطبيعة فيها من رياح وأمطار؛ إلا أن ذكر نوّار حبيبة الشاعر يحتل مركزاً أساسياً فيها، بغزلٍ فيه تماسك الرجولة لا وهن العربي وضعف النفس.
وأهم قسم من أقسام القصيدة هو وصف لبيد للناقة الذي يتفنن فيه الشاعر في تداعيات تجعل من هذا الوصف، لوحة رائعة لحياة الإنسان والحيوان في البيئة الجاهلية. بلهجة عفوية إلى حد السذاجة.
يتجنب طه حسين مناقشة معلقة لبيد في كتابه الشعر الجاهلي ويلمح إليه حين يرفض أن يتخذ، كغيره من النقّاد، خشونة اللغة في شعر الجاهليين دليلاً على صحته.
ويتلخّص موقف طه حسين كما يتمركز في الأدلة اللغوية فيتخذ منها سلاحاً أساسياً ليصوغَ نظريته في النحل.
فهو يشكل شكاً مطلقاً بالشعر المنسوب إلى عرب اليمن لاختلاف لغة الشمال عن لغة الجنوب، ويشك شكاً مقيداً في شعر ربيعة لعدم توفر ما يدل على اختلاف اللهجات في هذا الشعر ويشك شكاً محدوداً في شعر مضر فيقبل بعضه ويرفض معظمه، ويكتفي بمدرسة أوس بن حَجَر وراويته زهير بن أبي سلمى. ويتجنب مناقشة معلقة لبيد وهو من هوازن قيس. لكونها نموذجاً بارزاً في بنيتها اللغوية وإيقاعاتها الجاهلية، فهي أشبه بالمعلقة/ المهباج التي تتردد أصداؤها في البادية. ويقوم الفن الشعري في أسلوب لبيد على ركيزتين اثنتين:
أولاً: التشبيه, وثانياً: الاستعارة المكنية أو التشخيص. ويبدع في وصف الحيوان وتصوير حياته في استطرادات واستدارات تشبيهية هي من أبرز نماذج الفن الشعري في الجاهلية رغم أنها تذكرنا بمقاطع مشابهة للنابغة وزهير بن أبي سلمى لا في الاستدارة فحسب بل في تفاصيل صور الصيد ومطاردة الفريسة.
وظاهرة التكرار واضحة في معلقة لبيد. فهو يشبه في مطلعها الأطلال ببقايا الكتابة كما يشبهها بالوشم:
وجلا السيول عن الطلول كأنها
زُبُر تُجدّ متونَها أقلامُها
أو رَجْعُ واشمةٍ أُسِفَّ نؤورها
كِفَفاً تُعرَّض فوقهن وشامُها
وهو من تشبيهات طرفة بن العبد في مطلع معلقته:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ
وهو حين يصف العير والأتان وتجاذبهما نحو الماء غباراً ممتداً طويلاً يشبهه مرة "بدخان مشعلة يشب ضرامها" وأخرى "بدخان نار ساطع أسنامها".
وظاهرة التكرار هذه تنم على نزعة لبيد في التفخيم والمبالغة. وكأنه لا يكتفي بالتشبيه الواحد فيثنيه ليعبر عن الصورة الطبيعية الواحدة كالأطلال وبقاياها أو الغبار الذي يثيره العير والأتان بأشكال فنية متعددة.
وتبلغ هذه النزعة أوجها في وصفه للناقة وسرعتها في استطرادات واستدارات وصفية وتشبيهية.
تصور الظاهرة الطبيعية الواحدة بصيغ فنية متعددة:
فيشبه الناقة أولاً بالسحابة الحمراء التي خف ماؤها.
ثم يشبهها بأتان الوحش التي يطاردها فحلها.
ويثلث بتشبيهها بالظبية التي يروّعها الصياد.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيستهل وصف الناقة كما ترى بالتشبيه المفرد، ثم يثني على ذلك بالاستطراد الوصفي المطول, ويثلث بالاستدارة التشبيهية القصصية.
يقول العرب: "إنّ البلاغة الإيجاز" فأي الإيجاز في أسلوب لبيد؟ هل هو في العبارة المفردة فقط؟ وكيف يخرج لبيد من الإيجاز إلى التكرار والاستطراد بما يشبه الإسهاب في الكلام على الموضوع الواحد والإسهاب كما نعلم من أساليب العباسيين لا الجاهليين.
هل يُتخذ ذلك حجة على الإضافات إلى شعر لبيد أم أن نزعة لبيد إلى التفخيم والمبالغة هي التي تقوده إلى هذا التكرار والاستطراد، فكأن الشكل الفني الواحد لا يشفي غله, فيلجأ إلى الأشكال المتعددة في الدائرة الواحدة. وهل يطعم لبيد الشعر بشيء من السرد الذي هو من صفات القص في البادية.
لكن ظاهرة التذييل التي تكثر وتبرز في معلقة لبيد هي التي تدفعنا إلى قراءتها قراءة جديدة.
يرد في معلقة لبيد أبيات مذيلة. تتعدد حتى لتكاد تشكل ظاهرة بارزة في المعلقة, تختلف عن بنية التعبير كما عرفناها في المعلقات الجاهلية. والتذييل كما عرفه التبريزي في كتابه "الوافي في العروض والقوافي" "هو إعادة الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد بعينه، حتى يظهر لمن لم يفهمه، ويتوكد لمن فهمه".
ويمثل لذلك بأمثلة منها قول ربيعة بن مقروم الضبي:
فدَعَوا نزالِ فكنتُ أوّلَ نازل
وعلامَ أركبُه إذا لم أنزل
إلا أن التذييل في أبيات لبيد يتخذ طابع الحكمة التي ترمي إلى العبرة، ويُخيل إلي: أن بينه وبين التذييل الذي يكثر في التنزيل الحكيم آصرة نسب إذ ينزع في مجمله نزعة الحكمة كما في قوله:
فاقطع لبانة من تعرض وصله
ولشر واصل خلّة صرّامها
...
رجعا بأمرهما إلى ذي مرة
حصِد، ونجح صريمة إبرامها
...
صادفن منها غرة فأصبنها
إن المنايا لا تطيش سهامها
...
لتذودهن وأيقنت إن لم تزد
أن قد أحم من الحتوف حمامها
...
أو لم تكن تدري نوار بأنني
وصّال عقد حبائل جذّامها
...
من معشر سنت لهم آباؤهم
ولكل قوم سنة وإمامها
...
فاقنع بما قسم المليك فإنما
قسم الخلائق بيننا علامها
والسؤال الذي يجب أن يطرح هنا، هل التذييل ظاهرة فنيّة جاهلية؟ ! أم أنه ظاهرة قرآنية؟!
قد يكون التذييل من ابتكارات لبيد التقنية ونحن لا نماري في إمكانية هذا الأمر.
لكن لماذا يذيل لبيد الكثير من أبياته ولا يفعل ذلك زهير أو طرفه اللذان اشتهرا بالحكمة أيضاً.
من يعتقد أن المعلقة جاهلية وأن لبيداً في زعم الرواة لم يقل غير بيتين مفردين في الإسلام هما:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
وكل نعيم لا محالة زائل
...
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي
حتى لبست من الإسلام سربالا
وكلاهما واضح النبرة الإسلامية في معناه ومبناه وصورته واستعارته. ونحن نميل إلى القول إنّ التذييل في معلقة لبيد ظاهرة فنية أصيلة, فإما أن تكون تقليداً للظاهرة القرآنية في الأسلوب وتمت في مرحلة الإسلام. أو أن تكون سابقة له كظاهرة فنية لكننا نستعبد أن تكون أبياته الإسلامية من صنع الشريحة التقية جرياً على قياس طه حسين في النحل هناك قصائد من العصر الإسلامي تحفل بالتذييل مثل قصيدة عمر بن أبي ربيعة:
ليت هنداً أنجزتنا ما تعد
وشفت أنفسنا مما نجد
واستبدت مرة واحدة
إنما العاجز من لا يستبد!!
...
ولقد قالت لجارات لها
وتعرت ذات يوم تبترد
أكما ينعتني تبصرنني
عمركن الله أم لا يقتصد
فتضاحكن وقد قلت لها
حسن في كل عين من تود
حسد حملنه من أجلها
وقديما كان في الناس الحسد
إلا أن التذييل عند عمر مقتبس من أسلوب التنزيل الحكيم فهل يكون لبيد المخضرم من الذين اقتبسوا هذه الظاهرة القرآنية أيضاً؟!
تقول لنا المرويات إنّ لبيداً أتى بصحف فيها سورة البقرة عندما سئل عن جديده في الشعر، وقال بما معناه إن ما في الصحف من الذكر الحكيم يكفيه الشعر، ولكن هذه المرويات تقول لنا أيضاً أنه لم يقل غير بيتين في الإسلام أسلفناهما فيما سبق.
هذا التناقض في المرويات. وهذا الأسلوب الإسلامي البارز في التصوير الفني للبيتين يلقي لنا ضوءاً على المقطع الأخيرة من المعلقة الذي يبدو لنا إسلامياً في محتواه وشكله صوراً ومصطلحاً ولغة:
يقول لبيد:
من معشر سنت لهم آباؤهم
ولكل قوم سنة وإمامها
لا يطبعون ولا يبور فعالهم
إذ لا يميل مع الهوى أحلامها
(يُتْبَعُ)
(/)
فاقنع بما قسم المليك فإنما
قسم الخلائق بيننا علامها
وإذا الأمانة قسمت في معشر
أوفى بأوفر حظنا قسامها
إن مصطلحات سن سنة وإمامها، والهوى، هي إسلامية وكذلك المليك والعلام والقسام وهي من الأسماء الحسنى للفظ الجلالة.
فالمسألة في معلقة لبيد إذن ليست مسألة ظاهرة فنية كالتذييل الذي يكثر ويتعدد في المعلقة، بل يتعدى ذلك إلى مفاهيم إسلامية بعينها يستبعد بعضهم أن يكون لبيد السابق إليها بهذا الوضوح وهذا التميز الذي لا يفارق صوت الإسلام ونبرته. ويرى آخرون إسراع لبيد إلى الإسلام دلالة على نزعة حنيفية واضحة جاء الإسلام ليكشف عنها ويؤكدها.
يعتقد المستشرق الفرنسي "كليمانت هوارت" أن الشعر الجاهلي بما فيه من قصص الأنبياء كقصة الطوفان نوح والحمامة وقصة صالح والناقة وغيرهما، لعب دور الوسيط بين الكتب الدينية المقدسة التي سبقت القرآن زمنياً، كالتوراة والإنجيل والنسق القرآني الجديد. إلا أننا نلاحظ أن قصة صالح والناقة ليست توراتية بل هي عربية المصدر، وتتصل بتاريخ العرب قبل الإسلام. وان الإسلام قد استوعب ديانات التوحيد التي جاءت قبله كما استوعب الحضارات ومعارفها. أما موقف طه حسين فيعكس مقولة "كليمانت هوارت" فيجعل الشعر الذي يحوى هذا القصص كشعر أمية بن أبي الصلت وغيره مستمداً من القرآن الكريم بعد ظهور الإسلام لا قبله ويجعل ذلك برهاناً قاطعاً على نحل مثل هذا الشعر لأسباب دينية. وكذلك الجاحظ في كلام له عن عدي بن زيد العبادي يذكر تأثره بالكتب الدينية لأنه كان على النصرانية وهذا في رأينا يستحق التمحيص والتحري لأنه يحرم العرب من القدرة على تصورات دينية متقدمة وقد تجسدت في الحنيفيّة تجسداً واضحاً وهي حقيقة تاريخية لكن طه حسين ومارجليوث على اختلافهما في طرق الاستدلال على قضية النحل في الشعر الجاهلي يتفق موقفهما على إنكار الشعر الجاهلي ورفضه لكونه على ما يعتقد أن من صنع الرواة الإسلاميين على طراز نماذج شعرية جاهلية معدلة بما يتفق مع الطابع الإسلامي ([3]).
كما يحلو لبعض المستشرقين أن يؤكد على فكرة السابق، أي على المعتقدات الدينية في الجاهلية التي مهدت للإسلام كالحنيفية وغيرها كما مهد يوحنا أي يحيى للسيد المسيح. فهل يمكن القول أن التذييل كظاهرة فنية في شعر لبيد وما في هذا الشعر من مصطلحات إسلامية هو من هذا القبيل؟!
المسألة هنا ليست مسألة قصص عبراني أو نصراني وجد سبيله إلى الإسلام لوحدة الوحي لأن الأديان التوحيدية كلها من عند الله. بل نحن هنا في حضرة مفاهيم متميزة لا يمكن عزلها عن سياقها الحضاري والديني ولا يمكن أن تنشأ في غير مناخه ورحمه، فالسنة والإمام والمليك والعلام إلخ. لا يمكن أن تخون أصولها الإسلامية وكذلك التذييل كظاهرة أسلوبية.
ومع ذلك فنحن نعتقد أن معلقة لبيد في أغلبيتها جاهلية في موضوعاتها ولغتها وصورها الفنية وإيقاعاتها الصوتية. وهي أكثر جاهلية من غيرها لتميز لغتها البدوية، وفنها الشعري وخاصة في وصف الناقة واستداراتها التي تنسجم مع النموذج الجاهلي. ولأنها وصلت إلينا عبر قنوات استمرت في الإسلام وصاحبها من المخضرمين الذين امتدت حياتهم إلى العصر الإسلامي.
وينجم عن ذلك كله سؤال مؤرق هل أضاف لبيد أو غيره من الرواة هذه الأبيات التي تشكل قضية بارزة في المعلقة على الأصل الجاهلي, أو نقح ما نقح. وصقل ما صقل من الأبيات الأخرى بما يوافق البيان القرآني الحكيم في مصطلحه ولغته وبعض صوره الفنية.
وأن المعلقة ظلت نصاً مفتوحاً لم يكتمل إلا باكتمال حياة لبيد الشاعر المخضرم الذي عاش العصرين الجاهلي والإسلامي فكان لا بد لروح هذين العصرين من أن يتجليا في شعره بما فيه المعلقة ـ وهذا لعمري أكثر معقولية من الرأي القائل بلبيد كسابق للعقيدة الإسلامية والتي أرهص شعره ببعض مبادئها فلما جاء الإسلام بادر إلى الإيمان به لاستعداده النفسي المسبق لهذا الإيمان.
(يُتْبَعُ)
(/)
أياً ما كان الأمر، يعجبنا من معلقة لبيد أن يقف الإنسان صامداً رغم تغير المكان والحياة من حوله، ولعله يوحي لنا ذلك حين يصف لنا انتصار الظبية الفريسة على الكلاب المطاردة إذ تقتل واحداً منها وتترك الآخر جريحاً في المكر بعد أن تنفذ قرنها السمهري فيه. كما تجلّى لنا أصداء فخره وكرمه وتماسكه أمام رحلة نوار مثل هذا الصمود عندما يترك الإنسان وحيداً بعد ارتحال الأحبة.
الإنسان والطبيعة هذان هما المحوران اللذان يدور عليهما شعر لبيد رغم نبرة الفخر والفخامة اللذين يُوحيان بالبداوة. إننا ما نزال نسمع في شعر البادية اليوم الأصداء عينها التي حكاها لبيد، في شعر الجاهلية، خاصة في الشعر النبطي فالمعلقة ببنيتها العروضية المركبة بالقافية الظاهرة التي تلتزم ثلاثة حروف مؤسسة بحرف المد [آمها] تنتهي أيضاً بحرف المد فيأتي صوت الميم والهاء بين هذين الألفين المطلقتين في فخامة وقوة. ثم إن لبيداً يؤسس لهذه القافية الظاهرة بقافية خفية داخلية تأتي مباشرة قبلها، وتتكون من تناغم الصيغ وتناسبها لا توافق الحروف كما في قوله (محلها فمقامها, غولها فسجامها، حلالها وحرامها إلخ).
ويعكس لنا صوت القصيدة العام وهي من الكامل إيقاع دقات المهباج على حين الكامل في شعر عنترة يحكي خبب الخيل ووقع حوافرها.
خاتمة:
ومع أننا نعترف في خاتمة هذه الدراسة لنص المعلقة أن مسألة السابق مسألة تاريخية استنتجها الدراسون وأنها تحتاج إلى إطلالة جديدة بحثاً وتمحيصاً إلا أنها تؤكد أن ظاهرة التذييل الأسلوبية التي كثرت في معلقة لبيد وقادتنا إلى ما قادتنا إليه من استنتاجات لم تكن شائعة في الشعر الجاهلي ونلاحظ أنها تفردت في تلك المعلقة من بين المعلقات جميعاً مما يؤكد موقفنا واجتهادنا بالدلالات التي أنطناها بهذه الظاهرة.
على عكس ظاهرة الاستدارة التشبيهية التي تجدها في عدد وافر من المعلقات وقدرٍ كبيرٍ من قصائد الجاهليين (طرفة وعنترة والنابغة على سبيل المثال وأستاذنا شكري فيصل كان قد درس هذه الظاهرة وخدم قضيتنها خدمة أكاديمية رائدة. أما التذييل فلم يلتفت إليه النقاد في الشعر الجاهلي لأنه خلاف لشعر لبيد غير موجود, ولأن التذييل ظاهرة قرآنية تسللت إلى الشعر ممّا دفعنا إلى دراسة ذلك في هذه الدراسة المتواضعة.
--------------------------------------------------------------------------------
* باحث سوري جامعي.
([1]) يذهب المستشرق ( Clement Huart) في مقالته التي بعنوان: " Une novvell sourcede de quran" التي نشرها في مجلة " Journal Asiatique" في سنة 1904 صفحة 125 ـ 167 بأن شعراء القرى ولا سيما أمية ابن أبي الصلت وآخرين لعبوا دور السابق للمعتقدات الإسلامية الجديدة بما حملته أشعارهم من مفاهيم وأفكار التراث التوراتي المسيحي. والإسلام كآخر دين توحيدي ولد في ضوء التاريخ يجاهر بإيمانه بأن اله واحد لكل العالمين والوحي واحد. والرسل وكتبهم المنزلة كلهم من عند الله.
إلا أن كليمانت هوّارت وغيره من المستشرقين لا يتكلمون عن سياق الديانات التوحيدية اليهودية والمسيحية والإسلام وحده بل يرون أن كل الأفكار الدينية العظيمة في تاريخ الأديان كان لا بد لها من ممهد وسابق لأنها لا تخرج من رحم التاريخ كلاً واحداً وبناء متكاملاً قبل أن يكون السابق من فكر وغيره قد مهد لها هذا الظهور.
([2]) انظر شرح المعلقات السبع للزوزني، دار الجيل، دون تاريخ، لبنان، ص 124 ـ 162.
([3]) Margoliouth, D. S. "The origins of Arabic poetry royal asiatic society Journal 1925, p p 417- 449.
أكثر من ناقد أشار إلى تأثر طه حسين في الشعر الجاهلي بـ مارغليوث في مقالته هذه, لكن قراءتنا الجديدة لمعلقة لبيد تذهب في مسار آخر.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[17 - 01 - 2008, 01:06 م]ـ
دراسة ماتعة أخي محمد تستحق الوقوف عندها كثيراُ من محبي المعلقات، بارك الله لك على هذا النقل الجميل نفع الله بك.(/)
عيب على أبي الطيِّب
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 12:02 م]ـ
عيب على أبي الطيب قوله
آحاد أم سداس في احاد=لييلتنا المنوطة بالتناد
لقد وهم في أربعة مواضع في هذا البيت أحدها أنه أقام احاد مقام واحدة وسداس مقام ست لأنه أراد أليلتنا هذه واحدة أم واحدة في ست والموضع الثاني أنه عدل بلفظة ست إلى سداس وهو مردود عند اكثر أهل اللغة والموضع الثالث أنه صغر ليلة على لييلة والمسموع في تصغيرها لييلة والرابع أنه ناقض كلامه لأنه كنى بتصغير الليلة عن قصرها ثم عقب تصغيرها بان وصفها في الامتداد إلى التناد
ـ[عزّي إيماني]ــــــــ[19 - 01 - 2008, 04:48 م]ـ
شكرًا ..
هذا بيت واحد .. بالمقابل
كم أحب قوله
يا أعدل الناس إلا في معاملتي ,, فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
كم "خدّرني " قوله
إن كان سركم ما قال حاسدنا .. فما لجرح إذا أرضاكم ألم
كم أدهشني قوله
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا .. بأني خير من تسعى به قدم
كم أعجبني قوله
وإذا أتتك مذمتي من ناقص .. فهي الشهادة لي بأني كامل
ـ[الخليفه]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 08:24 م]ـ
اخي محمد سعيد
إن ابو الطيب مرجع لغوي لعلماء اللغة المعاصرين وان ما قلته له جانبين
الأول: وهو الجانب اللغوي ولي عليه تحفظ
الثاني: وهو الجانب البلاغي عندما صغر كلمة (ليلة) و هو يريد وصفها بالطويلة فلي تعليق.
فعندما يصف الشاعر ليلة طويلة بالطول فلن يضيف إليها من الوصف فهو وصفها كما هي
ولكن عندما تكون هي لييلة و اراد بالتصغير حال الليلة كما هي وهي قصيرة ولكن همه الذي ساد ليلته جعلها طويلة عليه فأجاد في قمة البلاغة والذكاء اللغوي
فهي لييلة ولكنها عليه ليالي
ارجو ان تستشعر العمق في هذا البيت فهو من اكثر الابيات اجادة في الوصف العميق
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 05:16 م]ـ
أما التصغير بمراد التعظيم ..
فالعرب قد تصغر الشيء وهي تريد تعظيمه,,
وهذا مشهورٌ في كلامهم ,,
وأما بقية ماذكرت -أستاذي الحبيب -
فالنقد عليه واضحٌ في دقته وضوح دقة النصل ..
زدنا زادك الله من فضله,,:)
والسلام,,(/)
الأسلوبية التعبيرية والسيميائية
ـ[نون النسوة]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 08:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أدرس حاليا مادة الأسلوبية وماتطرقنا إليه طوال الفصل الدراسي الأسلوبية التعبيرية ولكن في آخر محاضرة ألمح الدكتور سريعا لما يسمى بالأسلوبية السيميائية
والاختبار قريب
وأريد معرفة الفارق بينهما
فثمة احتمال كبير أن يعرض أبياتا ويطلب مني تحليلها مع ذكر الاتجاه الذي سلكته
ولم أعرف بعد معنى السيميائية
من يوضحها لي؟
عندما أمسك نصا ما , أقوم بتحليله صوتيا وصرفيا وتركيبيا وأشرح كيف عبر الشاعر عما يريد. ما أقوم به كيف يصنف تعبيرية أو سيميائية ( ops
ولكم جزيل الشكر(/)
= مالفرق بين الأسلوبيات واللسانيات؟
ـ[فريد1]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 09:34 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته
قرأت في أحد الكتب النقد .. ،
حديثا عن مؤتمر النقد الأدبي
-في إحدى الدول- بين التراث والمتغيرات، وفيها العبارة التالية:
(وقد اتجهت البحوث المقدمة وجهتين واضحتين:
أولاهما: نحو الأسلوبيات، والثانية: حول اللسانيات .. )
.........................
وقد استوقفتني هذه التفرقة ..
ورغم أنه قال: " واضحتين " .. إلا أنه لم يتضح لي الفرق بينهما ..
فأرجو التوضيح لهاتين الوجهتين/
(ما المقصود بالأسلوبيات وما المقصود باللسانيات، ما الفرق بينهما؟) ..
...........
شكر الله لكل من ساهم في توضيح ذلك ..
...
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 02:10 ص]ـ
بسم الله الرجمن الرحيم
إليك عزيزي فريد هذه الإجابة السريعة
الاسلوبية أو علم الاسلوب مبحث أسلوبي خرج من رحم اللسانيات، ومن رواده شارل بالي تلميذ اللساني السويسري المشهور دي سوسير. وتُعْنى الاسلوبية بتتبع الاسلوب داخل النص بعيدا عن الؤثرات الخارجية. واللسانيات هي "علم" اهتم بدراسة اللغة على مستوى التركيب والجملة والترتيب داخلها والتحويلات الممكنة والوصف إلى غير ذلك ...
من دارسي الأسلوبية من يستدعي اللسانيات لخدمة الدراسة الاسلوبية خاصة منهجها في الدراسة الواصف، وكذا إمكانية الانطلاق من نتائجها لخدمة الاسلوب. واستحضر هنا الدكتور عز الدين الذهبي في كتابه "الأسلوب بين اللغة والنص". الذي يعد مهادا نظريا مفيدا في هذا الموضوع ..
على كل الحديث في هذا الموضوع ذو سجون لأن له امتدادات تاريخية عند العرب وغيرهم كما له علاقة وثيقة بالبلاغة وينطوي على حديث طريف جدا ...
قد نفتحه للنقاش إن رغب رواد هذا المنتدى الوفي في ذلك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[سمية ع]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 11:08 ص]ـ
السلام عليكم:
هل نستطيع إذن أن نقول أن (دي سوسير) الذي هو أبو اللسانيات هو الأب الروحي للأسلوبية
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 03:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة سمية
من الصعب الجزم بذلك لأن الاشتغال على الأسلوب ضارب في باطن التاريخ عَربيّه وغربيّه (بكسر الياء وتشديدها) على حد سواء. لكن التأسيس للأسلوب بما هو علم له موضوعه ومناهجه يعود لشارل بالي، الذي انطلق من رصيد أستاذه اللساني سوسير. اعتبارا لكون الاسلوبية كما عبرعن ذلك (ليو سبيتزر) أحد رواد الأسلوبية، هي:
"جسر اللسانيات الى تاريخ الأدب".هذا من جانب.
ومن جانب آخر تم استدعاء عدة حقول معرفية كانت مهادا للأسلوبية وعلى رأسها الفلسفة المثالية والظاهراتية ..
تحية مباركة طيبة من عند الله
ـ[فريد1]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 09:54 م]ـ
.. شكراً جزيلاً ..
.. إضافة مشكورة ..
الاسلوبية أو علم الاسلوب مبحث أسلوبي خرج من رحم اللسانيات، ومن رواده شارل بالي تلميذ اللساني السويسري المشهور دي سوسير.
1 - .. ما فهمته من خلال ما سبق أن الأسلوبيات فرع عن اللسانيات ..
..
وتُعْنى الاسلوبية بتتبع الاسلوب داخل النص بعيدا عن الؤثرات الخارجية.
2 - المؤثرات الخارجية، مثل ما ذا - بارك الله فيك -، وهل اللسانيات تهتم بذلك .. ؟
واللسانيات هي "علم" اهتم بدراسة اللغة على مستوى التركيب والجملة والترتيب داخلها والتحويلات الممكنة والوصف إلى غير ذلك ...
3 - هل يمكن أن يقال بأن (النحو والصرف والبلاغة وفقه اللغة) مثلاُ داخل في علم اللسانيات؟
4 - لما ذا قالوا: اللسانيات، والأسلوبيات، بصيغة الجمع، ما أفراد هذه العلوم، وما الفرق بين الأسلوبيات والأسلوبية؟
.
............
على كل الحديث في هذا الموضوع ذو سجون لأن له امتدادات تاريخية عند العرب وغيرهم كما له علاقة وثيقة بالبلاغة وينطوي على حديث طريف جدا ...
قد نفتحه للنقاش إن رغب رواد هذا المنتدى الوفي في ذلك
5 - .. أعتقد أن هذا مفيد جداً .. لتقارب هذه المصطلحات وتداخلها .. ولأنها تمثل -كما ذكر- اتجاهات قد لا يسع جهلها ..
.. جزاكم الله خيراً ..
وجزى الله خيراً كل من شارك في التبسيط والإيضاح ..
. . .
ـ[حااجي]ــــــــ[14 - 02 - 2008, 09:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كل العلوم مفيد دراستهما أما أن توظف لتجريد الإنسان العربي على الخصوص من خصوصياته، وتجعل النص المقدس عرضة لنظريات بشرية غربية غريبة هدفها إهمال المبدع لهذا النص. بحيث أن هذه النظريات تهتم بدراسة ظاهرة اللغة بغض النظر عن صاحبها،و الظروف المحيطة بها. فهذا قفز على الحقائق ....
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 05:35 ص]ـ
بسم الله الرجمن الرحيم
إليك عزيزي فريد هذه الإجابة السريعة
الاسلوبية أو علم الاسلوب مبحث أسلوبي خرج من رحم اللسانيات، ومن رواده شارل بالي تلميذ اللساني السويسري المشهور دي سوسير. وتُعْنى الاسلوبية بتتبع الاسلوب داخل النص بعيدا عن الؤثرات الخارجية. واللسانيات هي "علم" اهتم بدراسة اللغة على مستوى التركيب والجملة والترتيب داخلها والتحويلات الممكنة والوصف إلى غير ذلك ...
من دارسي الأسلوبية من يستدعي اللسانيات لخدمة الدراسة الاسلوبية خاصة منهجها في الدراسة الواصف، وكذا إمكانية الانطلاق من نتائجها لخدمة الاسلوب. واستحضر هنا الدكتور عز الدين الذهبي في كتابه "الأسلوب بين اللغة والنص". الذي يعد مهادا نظريا مفيدا في هذا الموضوع ..
على كل الحديث في هذا الموضوع ذو سجون لأن له امتدادات تاريخية عند العرب وغيرهم كما له علاقة وثيقة بالبلاغة وينطوي على حديث طريف جدا ...
قد نفتحه للنقاش إن رغب رواد هذا المنتدى الوفي في ذلك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأستاذ القدير: عبد الغاني ..
كم نتوق ونتشوق لفتح باب للنقاش في هذا الموضوع ..
فلعلكم تطرحوا لنا موضوعا يحمل أفكارا تكون محاور للنقاش لنستفيد منكم و من الأساتذة الآخرين.
بورك لكم في علمكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[21 - 02 - 2008, 05:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كل العلوم مفيد دراستهما أما أن توظف لتجريد الإنسان العربي على الخصوص من خصوصياته، وتجعل النص المقدس عرضة لنظريات بشرية غربية غريبة هدفها إهمال المبدع لهذا النص. بحيث أن هذه النظريات تهتم بدراسة ظاهرة اللغة بغض النظر عن صاحبها،و الظروف المحيطة بها. فهذا قفز على الحقائق ....
هل من الممكن أستاذ حاجي أن تشرح وتوضح لنا كيف تكون دراسة اللسانيات عموما قفز على الحقائق؟
ثم ما هي الخصوصية التي سيتجرّد منها الإنسان العربي، و ليست موجودة عند الغربي الذي درس وطبّق هذه العلوم مُسبقًا؟
بانتظار إفادتكم
ـ[ولاء الشرقاوي]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 07:10 م]ـ
علم الأسلوب التقليدي –على سبيل المثال- يختص بفحص الوسائل اللغوية التي يعبر بها المرء عن شخصيته ومزاجه وقدراته ونظرته للحياة (وتحليل الأسلوب بهذا المعنى عمل يقوم به أنصار النظرية التقليدية في دراسة الأدب، ويحلل بعض اللسانين بهذه الطريقة نفسها ولا سيما أنصار المثالية الجمالية. ويمكن لعلم الأسلوب أن يكون اجتماعيًا.
ومع انتشار أفكار بالي، بدأ مؤلفون بأعينهم ممن ينتمون إلى المدرسة الفرنسية في إيثار مفهوم لعلم الأسلوب أكثر اتساعًا، وبوحي من التمييز التقليدي الذي أرساه دي سوسير بين الإبداع اللغوي الفردي (الكلام " Parole")، واللغة بما هي خاصية مميزة للجماعة اللغوية في مجموعها (اللسان " Langue")، حيث أضيف تمييز ثالث هو اللغة ( Language)، وتعني المفهوم الكلي للغة، الذي يتضمن كل من اللسان ( Langue) والكلام Parole)) .
ويتتبع علم الأسلوب الفردي Individual Stylistics ( الذي يناظر فكرة الكلام) ما يعطي الفرد شخصيته بالمفهوم اللساني. ويتضمن علم الأسلوب الجماعي Group Stylistics الفحص الاجتماعي للغة وهو الذي يسمى بمجال اللسان، أما علم الأسلوب العام General Stylistics فيعني بتأسيس جميع الوسائل التي يمكن للمقولات الأساسية للعقل البشري أن يستخدمها عندما يتبنى الشكل اللغوي (وهو نوع من المقاربة الكلية التي تعكس فكرة اللغة ( Language.
وقد درس اللسانيون الفرنسيون الأسلوب من الوجهة العملية وفقًا للقاعدة التي تقضي باحتواء الوصف الأسلوبي لجميع الظواهر اللسانية التي تنحرف عن المعيار النحوي النمطي في لغة بعينها. ويتزايد استعمال الطرق الإحصائية في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة.
- كان الفرنسيون أول من ارتضى ما يعرف باسم الصوتيات الأسلوبية Phonostylistics وتعني فحص الوظيفة التعبيرية للأصوات
ويقوم أنصار اللسانيات البنيوية، في مدرسة هار فارد خاصة، بتطوير نمط جديد كل الجدة من أنماط البحث الأسلوبي. ويتمثل المنطلق لنظري لهذه المدرسة في مسلمة منهجية ترى في اللغة وسيلة للتواصل. وهكذا تقتصر اللسانيات –في أدق معاني المصطلح- على أدنى حدود التعبير التي يتحقق عن طريقها التواصل، أما علم الأسلوب فيعالج –تحديدًا- كل ما يضاف إلى هذا الحد الأدنى لكي يضمن للرسالة وضوحها، أو يضفي عليها التوكيد، أو يلقي عليها ضوءًا ما.
ـ[ولاء الشرقاوي]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 03:45 ص]ـ
انظر: اتجاهات البحث اللساني .. ميلكا افيتش
ترجمة: سعد عبدالعزيز مصلوح- وفاء كامل فايد.(/)
قصيدة بلا تخييل
ـ[نون النسوة]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 04:36 م]ـ
السلام عليكم
هل تحضر في أذهانكم قصيدة جيدة خالية من التخييل؟
أبحث عن قصيدة خالية من التخييل
فكرت في الشعر الحديث (لأنه من الممكن إيجاد قصائد قصيرة فيه ( ops) )
أريد أن أعرف هل من الممكن أن تنجح قصيدة ما بدون تخييل؟ كأن يعمد الشاعر فيها لمؤثرات أسلوبية تجعلها مؤثرة؟
من المفترض أن أبحث أنا وسأبحث بإذن الله لاحقا ولكن اختباري قريب جدا ولاوقت لدي
بإذن الله بعد اختباري سأحاول البحث أكثر في هذا الموضوع
أحتاج لمساعدة هذه الأيام
ليت اليوم 25 ساعة ( ops
ـ[الباز]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 01:04 ص]ـ
مثلا ألفية ابن مالك ..
أليست خالية من التخييل؟؟؟
----------
ديوان الشافعي كذلك تقريبا كل قصائده ليس فيها تخييل .. و هو ديوان ناجح جدا و شعر رائع و رقيق ..
ـ[نون النسوة]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 06:15 م]ـ
شكرا الباز على مرورك
ولكنها تعليمية
أردتها مؤثرة
هل أجد؟(/)
طلب مساعدة
ـ[مظهر]ــــــــ[27 - 01 - 2008, 01:55 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أرجو ان تفيدوني بمراجع تتعلق بنظرية التلقي.
ـ[مظهر]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 06:19 م]ـ
أين أهل الفصيح ............. ؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 07:22 م]ـ
و عليكم السلام
نظرية التلقي تأليف: بشرى موسى.
التلقي والتأويل (مقاربة نسقية)، د. محمد مفتاح.
جماليات الأسلوب و التلقي، أ. د. موسى ربابعة.
.. وعذرا عن التأخر.
ـ[مظهر]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 06:55 م]ـ
شكراً 0000000000000
و جزاكِ الله خيراً يا أخت وضحاء.(/)
الله يعافيكم أريد المساعدة
ـ[عذاري]ــــــــ[01 - 02 - 2008, 07:07 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،،،،
:) راح ابداء في الموضوع على طول أنا و مجموعه من البنات مسوين نادي الكتاب في الكليه الهدف اللي نبي نوصل له أنا نكون مجتمع مثقف وقارئ بدانا في عمل أستبيان وصارت النتيجه م1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رره حلوه ..... والفكره هي انانسوي لوحه تشد أنتباه الطالبات بعبارات ونزل كل يوم شي جديد من عبارات الحماس وغيره ........ ونزل كل فتره أعلان عن مجموعه من الروايات والشخصيات ويتم ترشيح ياروايه او شخصيه من قبل البنات ونحدد وقت مناسب نناقش الروايه او الشخصيه وننقد ونشوف راي البنات ونزل مقتطافات من الحوار حتى يشد البقيه المهم: p
الله يعافيكم لاتبخلون علي بأسماء روايات او شخصيات او أحد ممكن يساعدني في مناقشة او نقد او أفكار تكفون لا تبخلون لو شي بسيط او أحد يدلني على أ يش شي تكفون ياليت تردون على الخاص اذا امكن: p
نبي نكون مجتمع مثقف وقارئ:)
شكرآآآ لكم
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[02 - 02 - 2008, 12:39 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
كي تكوني من مجتمع مثقف وقارئ .. عليك الكتابة بشكل سليم وبالفصحى حتى يتمكن البقية من مساعدتك فيما تطلبين.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 01:47 م]ـ
فكرة ناجحة وجيدة بارك الله فيكن كما نتمنى أن يكون ما تطرحونه من كتب أو روايات ذا هدف سام
ـ[نون النسوة]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 10:16 م]ـ
أقيم نشاط مشابه في جامعتنا ثم أوقف لاعتراض البعض على الكتب المطروحة والتي طرحت من قبل الأستاذات
أذكر الكتب التي ذكرت في إعلاناتهم كانت
رواية الجريمة والعقاب لدوستوفسكي
ثم رواية سمرقند لأمين معلوف
ثم كتاب طوق الحمامة (ولكن توقف النشاط ولم تقام الجلسة بسب الاعتراض على الكتاب وكان المقترح بعد قراءة هذا الكتاب قراءة رواية بحريات لأميمة الخميس)
ولم أحضر سوى رواية سمرقند وكان الحضور قليل جدا
حاليا لايحضر ذهني شيء ولكن سأنقل لك تجربة جامعتنا
هناك غرفة مخصصة للكتب مهداة من بعض الطالبات والأستاذات تحت مسمى نادي القراءة يتاح للطالبات الاستعارة بعد تدوين الطالبة لاسمها ورقمها الجامعي واظن رقم جوالها ومن تتأخر تتعرض للعقوبة
الصالة صغيرة الحجم نسبيا وغالبية الكتب فيها كتب مترجمة وروايات (إذ توجد في الجامعة مكتبة كبيرة)
تحتوي على طاولات أظنها 4 طاولات بنظام المجموعات أي كل طاولة تشمل 6 مقاعد تقريبا
ويتناوب على إشرافها طالبات (أظن ذلك)
عندما يقترح الكتاب تعلق لوحات في الكليات في أماكن بارزة كجوار المصاعد والسلالم كذلك تقترح بعض الأستاذات على الطالبات المتفوقات لديهن المشاركة كوسيلة للتشجيع
االمناقشة تدور حول تلخيص سريع لكتاب ثم المناقشة بمحاوره يتضمن ذلك نقد الكتاب والتقاطات بارعة لفتت نظر البعض
الجلسة أظنها ساعة ونصف لاأتذكر
ـ[نون النسوة]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 03:33 ص]ـ
عذرا
وقعت في أخطاء ولم أنتبه ( ops ولم تظهر لي خاصية التحرير لذا أوردتها هنا
ولكن توقف النشاط ولم تقم الجلسة بسب الاعتراض على الكتاب وكان المقترح بعد قراءة هذا الكتاب قراءة رواية بحريات لأميمة الخميس)
وكان الحضور قليلا جدا
ـ[الرسالة السامية]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 08:11 م]ـ
بصراحة يفترض عليك يا أختِ أن تجيدين الكتابة أولا ثم التفكير بمثل هذه المشاريع,
ـ[أحمد القرني]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 12:53 ص]ـ
التفوق يجتاج إلى الصبر ونتيجته النجاح -بإذن الله-(/)
العقاد في الميزان
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[09 - 02 - 2008, 11:07 م]ـ
كثير منا يسمع عن العقاد الشاعر والناقد ولكننا نجهل من هو العقاد الذي أصبح شاعرًا وناقدًا وفيلسوفًا وأديبًا و .....
كيف ندخل عالمه بشيء من الصدق والحق؟
كيف نفهم شعره ونتقبل نقده؟
سأحاول أن أتلمس معكم وأنا على استحياء شخصية العقاد قبل أن يكون أديبًا.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 06:12 ص]ـ
بانتظارك أستاذ محمد ..
كما أتمنى أن تكمل ما كنت ستبدأه هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=20965).
ـ[ريتال]ــــــــ[10 - 02 - 2008, 07:48 ص]ـ
العقاد يعتبر رمزا ثقافيا إبداعيا على خارطة الوطن العربي
كلي شوق لرؤيتك عن العقاد(/)
النقد الأدبي
ـ[الهامس]ــــــــ[15 - 02 - 2008, 04:06 م]ـ
السلام عليكم: أرجو منكم أساتذتي الكرام أن تشرحوا لي وتبينوا كيفية النقد الأدبي، وما هي الخطوات التي نتبعها في نقد النصوص الأدبية،
حيث أنه كلما انتهيت من قراءة رواية، أحاول ان انقدها لكن لا استطيع، لا أعرف من أين أنطلق، نفس الشيء بالنسبة للقصائد والنصوص الأخرى
أرجو منكم أن توضحوا لي هذه النقطة
بارك الله فيكم
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[16 - 02 - 2008, 01:42 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله أيها الهامس.
يتوجب عليك قبل نقد نص أدبي أن تُلمّ بأساسيات النقد الأدبي للنصوص، وتعرف جوانب البلاغة في النصوص. و من ثم قراءة دراسات بعض النقاد ونقدهم لتتمكن من فهم هذه الآلية.
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 10:28 م]ـ
أخي الكريم الهامس ..
لا تشتغل بالنقد قبل أن تحصّل علوم العربية من نحو وصرف واشتقاق وبلاغة .. الخ. هذه وصية مشائخنا أنقلها إليك كما سمعتها.
نعم، كانوا يقولون لنا -جزاهم الله عنا خير الجزاء-بألاّ نمرّ على النصوص مرور الكرام دون تمحيص وتنقير، وكنّا نعرض عليهم بعضاً من هذه الجرأة فيصوّبون ويعدّلون.
فأحبُّ أخي بألا تحفل كثيراً بالنقد قبل التحصيل العلمي، فمن جاء ناقداً رجع فاقداً، واجعل همّك أولاً أن تقرأ في أدب العرب وما أنتجته قرائحهم من شعر ونثر، حتى تتكون عندك ملكة تستطيع عن طريقها الحكم على النص جودة ورداءة. فالحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، فإذا تضلّعت من أدب العرب، نمت عندك ملكة يسميها أهل الأدب " ملكة الذوق". فبمجرّد أن تمرّ على قطعة شعرية أو نثرية، تجد سمعك ينبو عن هذه اللفظة أو تلك العبارة، وتبدأ تقف مع الكاتب أو الشاعر موقف الندّ للندّ، فتبدأ معه وكأنه متهمٌ ينتظر منك أن تبرّء ساحته وتخلي سبيله. وإذا بك تقول: لو أنه استخدم هذه اللفظة مكان تلك لكان أصوب وأدلّ على المعنى .. ولو أنه اختصر هنا لكان أبلغ .. ولو وضع هذه العبارة مكان تلك لكان أولى ...
النقد الأدبي مرحلة متأخرة، لا بد قبلها من أشواط حتى تتسنّم هذه الذروة. فما كل من قال أنا ناقد صار من أهل هذا الفن.
الموضوع طويل ومتشعّب، وهذا ما سمحت به القريحة الآن، ولعل الأخوة هنا أولى بهذا مني، فعذراً إن وغلت في الحمى، وتجرّات على أهل الطريقة.
دمت سعيداً ..
ـ[أحمد القرني]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 12:56 ص]ـ
بالاطلاع على الكثير من الدراسات والإامام بعلوم اللغة ستصل لما ترنو إليه
أدعو لك بالتوفيق
ـ[علة احمد]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 03:45 م]ـ
أنا كذلك أحب النقد لكن وجدت أن النقد ياتي في المرحلة الاخيرة وتسبقه عملية قراءة موسعة للنصوص النثرية والشعرية ويكون نصيب الحفظ منها بارزا وانصحك بكتاب أصول النقد للشايب وتاريخ النقد احمد طه ابراهيم
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 12:55 ص]ـ
السلام عليكم ..
هل هناك أسس معينة للنقد؟
وكيف ممكن انقد قصيدة على سبيل المثال:
الأنة الأولى
للشاعرعبد الرحمن صدقي
كان لي في أُخريات الْـ ـعُمْرِ بيتٌ فعدمتُهْ
سنواتٌ أربعٌ؟ أم كان ذا حُلْماً حلمتُه؟!
ليته طال، ولو طا لَ، لما كنتُ سئمتُه
زوجتي صِنوي، وما لي غيرُها صِنوٌ علمتُه
هي لم تنقم على نَقْـ ـصِي، ولا شيءَ نقمتُه
همُّها همِّي، فلا تَعْزِ مُ إلا ما عزمتُه
همُّنا الدرسُ، وما تفهمه منه فهمتُه
نظمتْ بالعطف والتَّفْـ ـكِيرِ عيشي ونظمتُه
وارتضينا من لِقانا عِوَضاً عمّا حُرِمته
برهةً، وانتبه الدَّهْـ ـرُ، فعفَّى ما رسمتُه
أتَرى الرضوانَ ذنباً أثمتْه وأثِمتُه؟
أحرامٌ أنْ سَعِدنا؟ أم خبالٌ ما زعمتُه؟
كلُّ ما أعرف أنّي كانَ لي بيتٌ عدمتُه!
****
ممكن توضيح ..(/)
عاجل: طلب مراجع حول موضوع"سيمياء الناقة في الشعر الجاهلي"
ـ[آسياأدب]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 01:26 ص]ـ
أرجو من أهل الاختصاص إفادتي بأي شيء يتعلق بموضوع "سيمياء الناقة في الشعر الجاهلي"في أقرب وقت ممكن:" كتب، مقالات، اقتراحات حول طريقة المعالجة، توجيهات ... "،وجازاكم الله عني كل خير.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 01:33 ص]ـ
كان هنا أحد الأعضاء يبحث عما يتعلق بالناقة في الشعر الجاهلي، لعله يفيدنا يما توصل إليه وماكتب من دراسة.(/)
ألف مبارك لمشرفتنا الغالية وضحاء
ـ[نجمة]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 01:18 ص]ـ
اتقدم من خلال هذا المنتدى الرائع بأحر التهاني والتبريكات للغالية
وضحاء ال زعير
بمناسبة حصولها على درجة الماجستير بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وعقبال الدكتوراه
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 01:53 ص]ـ
وألف مبروك للأخت وضحاء هذا الخبر السار والشكر كل الشكر للأخت الكريمة نجمة على البشرى السارة .. وان شاء الله هذا التفوق يزيد من عطائك لدينك وللناس أجمع.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 02 - 2008, 07:34 م]ـ
الغالية نجمة
بارك الله فيك، و العقبى لك قريبا بإذن الله.
الأستاذ أحمد
بارك الله فيك، وتقبل ما دعوت به.
ـ[جوري]ــــــــ[28 - 02 - 2008, 03:16 ص]ـ
وضحاء ..
الف الف مبرووكـ .. وتستاهلين والله كل خير ..
وربي يوفقكـ .. وعقبال الدكتوراه ..
دعواتنا الصادقه لكـ بالتميز والنجاح ..
أختكـ .. جوري
ـ[نون النسوة]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 03:29 ص]ـ
ماشاء الله
مبارك أستاذة وضحاء
ـ[مظهر]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 04:29 م]ـ
مبارك , بالتوفيق إن شاء الله
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 02:18 م]ـ
جوري
نون النسوة
مظهر
بارك الله فيكم و رزقكم الجنان.
ـ[سمية ع]ــــــــ[29 - 03 - 2008, 11:27 ص]ـ
مبارك للأستاذة الفاضلة وضحاء وعقبال الدكتراه إن شاء الله
ـ[أمجاد]ــــــــ[29 - 03 - 2008, 12:33 م]ـ
مبارك
وفقكِ الله.
ـ[أحمد القرني]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 12:59 ص]ـ
وفقها الله في مستقبل حياتها
وعقبال الدكتوراه يارب
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 12:05 ص]ـ
الف الف الف مبروك
اسعدك الله يوماً ودوماً
ونفع بك الأمه
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 01:54 ص]ـ
بارك الله فيكم.
جزيتم الجنان لمشاركتكم.
ـ[أبو مالك النحوي]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 10:08 م]ـ
تهانينا ومباركاتنا للأخت الفاضلة وضحاء
لكن لم يُذكر لنا ما هو عنوان بحثها؟!
أتمنى لها التوفيق
جعلها الله بداية خير وعطاء بإذن الله
شكرا نجمة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 10:46 م]ـ
بارك الله فيك، و شكر لك دعاءك.
ستجد ما تريد هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31723)
والعقبى لك فيما تحب.
ـ[هاني السمعو]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 11:04 م]ـ
مبارك أختنا وضحاء وأنالك الله أرفع الدرجات في الدنيا والآخرة
ـ[سحر نعمة الله]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 05:47 م]ـ
مبارك اختنا وضحاء
وعقبال الدكتورة ان شاء الله
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 12:09 ص]ـ
مبارك أختي وضحاء والعاقبة للدكتوراه(/)
بادرة أمل أتمناها حول بحث أرهقنى كثيرا
ـ[أ. أحمد خضرى]ــــــــ[03 - 03 - 2008, 12:05 ص]ـ
أنا مكلف بكتابة تقرير تقدى عن:
كتاب عيار الشعر لابن طباطبا
مقدمته ومنهجه والمحصلات الإستنتاجية
أرجو المساعدة بأية معلومات ومقالات أو كتب متعلقة بموضوع البحث
وهذه أول مشاركة لى فى المنتدى وأتمنى أن يكون عند حسن ظنى فى إفادته السريعة لمن يرجو الإفادة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 01:48 ص]ـ
من الكتب التي تناولت الكتاب و مؤلفه بإسهاب:
1 الدرس النقدي القديم بين النظرية و المصطلح، د. وليد خالص.
2 دراسات في النقد العربي القديم، د. عبد الفتاح عثمان.
3 النقد العربي بين العرب و اليونان: معالمه و أعلامه، د. قصي الحسين.
و ستجد في محركات البحث على الشبكة الكثير من الموضوعات عن العيار و صاحبه.
موفق.
ـ[أ. أحمد خضرى]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 03:18 م]ـ
شكراً لك يا وضحاء على هذه الإفادة العظيمة
ـ[الطائر الجريح]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 10:12 ص]ـ
يمكنك العودة لكتاب الدكتور احسان عباس "تاريخ النقد الادبي" بطبعته الاخيرة، فيه تفصيل ومناقشة لمعايير الشعر عند النقاد القدماء ومن بينهم ابن طَباطبا ...(/)
مالفرق بين التصوير الجزئي والتفسيري ..
ـ[&روح الامل&]ــــــــ[04 - 03 - 2008, 08:58 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..
اشحاالكم؟؟
اريد منكم مساااعدة مالفرق بين التصوير الجزئي والتصوير الكلي؟؟
ولكم جزيل الشكر ..
دمتم بود ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 04:22 م]ـ
و عليكم السلام
باختصار
التصوير الجزئي عبارة عن صورة تحمل مكونات بسيطة. بينما الكلية فهي تحمل بداخلها شبكة من الصور الجزئية، بحيث تمثل هذه الجزئية نوعا من الترابط ببعضها، و ليست متفرقة.(/)
الصمم ..
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 01:40 ص]ـ
أصاب أذني قبل يومين التهاب في طبلتها، وأخذ الصممُ الجائرُ يدِبّ في أطرافها دبيبَ الصهباء في الجسد الفاتر، وحلّ السّهادُ العابثُ بالجفن حلولَ الزائر الثقيل، فنبا عن أذني شهيُّ الصوت، وطار من جفني لذيذُ الكرى، وسرت في جسدي رِعْدةُ الحُمّى.
ألحّ الصممُ في أذني حتى تركني كالأصلخ، فأحوجني إلى رفع صوتي عند الحديث، وتحريك يدي كالترجمان، أما الحمى فقد تركتني أنوحُ كالمطوقة هجرها إلفها الأنيس، وأهذي كالثّمِل عصفت برأسه الخَنْدَريس، فاستعنت عليها بعد الله بالماء الفاتر نقعت في نميره جسدي الحرّان، وبضعِ أقراصٍ من (البنادول) سكّنت به رأسي الدوّار، حتى أقلعت حمّاها وباخ فورانها، فأحسست بالعافية ينتشر برَدُها في جسدي اللاغب انتشار الضوء في الأفق الغابر .. وبقي هذا الصمم العنيد رابضاً لا يرحل، واجماً لا ينبس، جاهماً لا يبسم، صامداً لا يلين!
بِتُّ ليلتي أطبّبُ نفسي من هذا الداء العَيَاء بقطراتٍ كصفاء المزن، ودهانٍ كلون القطن، حتى حُسِم الداء، ونجع الدواء، ودبّت العافية، وزار غائب الكرى؛ فطرب في أذني كل صوت، وساغ في سمعي كل حديث، وجمل في عيني كل منظر، وشعرت بالأمل الباسم يومض في الوجه العبوس، ودفقة الحياة تسري في الجسد الرميم، ونفحة الخلد تنبثق في الهيكل المقوّض.
لِلَّه .. ما أعظم نعم الرحمن، وأجلّ مننه على الإنسان، أفي مثل لمحة البرق وزورة الطيف، يصبح هذا الدّعيّ الكبير كخيالٍ طاف في فضاء الكون ومضى، وسنا لمع في أفق السماء وقضى! أين ذلك الصوت الجهور الناهق، واللسان الفصيح العاقر، والقلب الغليظ كالصخرة الصمّاء؟!
ما أحوجك يابن الأرض إلى ما يشذّب ناتئ العُجْب فيك، ويهذّب جافي الطبع منك، ويدمّث الخلق السيئ في شمائلك.
وما أجملك ياعافية حين تزورين بعد الداء، وما أبردك يانعيم حين تأتي عقب البؤس، وما أعدلك يارب إذ بلوت بهذه الأدواء. فلولا الداء لم يحمد شفاء، ولولا الهم ما حُمِد السرور.
فاللهم لك الحمد كما ينبغي الحمد لجلال وجهك وعظيم سلطانك ...
ـ[الزائر الأنموذج]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 01:46 ص]ـ
الحمد لله على نعمة العافية ... سَلِمْتَ و سَلِمَتْ يمينك.
ولكن لي سؤال يا سليك،
لم لم تزرطبيبا؟:)
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 02:41 ص]ـ
أخي الزائر الأنموذج ..
حيّاك الباري أيها الغالي وسلّمك ربك من كلِّ شيطانٍ وهامّة وكلِّ عينٍ لامّة ..
أما بخصوص عدم ذهابي للطبيب .. فالطبيب هو الذي أمرضني ..
دمت رافلاً في أعطاف العافية عمرك كله ..
ـ[الزائر الأنموذج]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 12:02 م]ـ
آمين،و عفا الله عن طبيبك ...
ـ[قافلة النور]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 12:22 ص]ـ
أستاذ سليك،
ألا ترى ولو قليلا أنك مقلد للغاية في أسلوبك وأنه أسلوب خارج إطار العصر قليلًا؟
تأمل هذه الفقرة:
ألحّ الصممُ في أذني حتى تركني كالأصلخ، فأحوجني إلى رفع صوتي عند الحديث، وتحريك يدي كالترجمان، أما الحمى فقد تركتني أنوحُ كالمطوقة هجرها إلفها الأنيس، وأهذي كالثّمِل عصفت برأسه الخَنْدَريس.
ما هذا الانعزال عن العالم المحيط بك وهذه الصور التقليدية المسرفة في التقليد؟ إن كان هدفك تقليد أسلوب المقامات وطرق القدماء فقد بلغت الغاية وهنيئًا لك؟ إما إذا كان قصدك تقديم جنس كتابي قد يقرأه ابناء هذا العصر عن رضا واستمتاع فقد اخفقت في نظري.
وعذرًا على المداخلة فما أنا غير قارئ فقط ولستُ بناقد.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 12:46 ص]ـ
أخي الفاضل ,,, جميل تمكنك من اللغة و امتلاكك مخزوناً وافراً من الكلمات ,,,
لكن ألا ترى معي أن المقال يشوبه شيئ من التكلف و المبالغة في استخدام الألفاظ
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 02:50 م]ـ
أسلوب جميل في المقامة، و تمكن من زمام اللغة.
لا أراك الله سوءا.
ـ[الوافية]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 10:00 م]ـ
تقليد واضح لأسلوب المقامات. لكنه تقليد رائع ينم عن لغة قوية ومفردات سخية.
عافاك الله وشفاك ولاأراك مكروها.
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[18 - 03 - 2008, 11:43 م]ـ
أستاذي القدير قافلة النور ..
شكر الله لك مرورك الكريم أيها الشهم ..
قلت أخي في طي مظروفك الأنيق:"ألا ترى ولو قليلا أنك مقلد للغاية في أسلوبك وأنه أسلوب خارج إطار العصر قليلًا؟ "
(يُتْبَعُ)
(/)
حقيقة - مع تقديري لرأيك الكريم - لا أرى بأساً في تقليد القدماء، وهل الكتابة تجمل إلا بتقليد أولئك الصفوة الذين عُرفوا بالتبرّز والأستاذية، وهل بقيت كتبهم إلى الآن تدرّس وتشرح وكأنها كُتبت بالأمس القريب إلا لأجل بروز الفن في نثرهم ونظمهم! فلو تأمّلنا جملةً أو فِقْرة من فِقْرات رسائلهم، لوجدنا علماً جمّاً، يحار العقل في جماله وحسنه. ثم قارن هذا الكلام البديعَ نظمُه، المحكمَ نسجُه، بكتابات بعض المتأخرين؛ تجد العبارات الركيكة، والمعاني السمجة، والأسلوب المهلهل ... ثم لا تكاد تستخرج من بين هذا الركام المكدّس من الألفاظ إلا قطراتٍ يسيرة من المعاني، لا تشبع جائعاً ولا تشفي غليلاً ...
وأما قولك هنا: "ما هذا الانعزال عن العالم المحيط بك وهذه الصور التقليدية المسرفة في التقليد؟ إن كان هدفك تقليد أسلوب المقامات وطرق القدماء فقد بلغت الغاية وهنيئًا لك؟ إما إذا كان قصدك تقديم جنس كتابي قد يقرأه ابناء هذا العصر عن رضا واستمتاع فقد اخفقت في نظري"
أظن أن القضية مبالغٌ فيها أيها الحبيب .. فما كل من حذا حذوَ القدماء انعزل عن العالم المحيط به .. ثم إن القارئ ليحترم الكاتب الذي يشعر أنه بذل جهداً لتقديم مادّة تمتع العين والروح معاً ..
شكر الله لك دماثة خلقك ورقّة نقدك ولا حرمك الأجر والثواب ..
الفصيح الأديب أنس عبدالله ..
أخي الكريم .. اللفظةُ ميتةٌ ما دامت في القاموس، ومهارة الكاتب هنا تكمن في استعماله إيّاها وتوظيفها في الجملة، فإذا الحياة تدُبُّ في الجسد الرميم، والحركة تنبعث في الهيكل المقوّض ..
دمت ريّان الإبداع أبا عبدالله ..
الأخت وضحاء ..
جزيت خيراً أخيّةُ على دعائك .. وياسبحان الله .. كم مرّ من كرام الإخوان على مقال العبد الضعيف، فشغلهم المكتوب عن الكاتب .. عدا أخي الزائر الأنموذج وفقه الله .. ! ثم يغضب البعض إذا قلنا إن الحياة بدونهن مستحيلة .. سبحان من جبلهن على العطف والرحمة ..
أختي .. كتبتُ مقالةً وأنتم ترونها مقامة .. وشتّان بين أسلوب المقالة والمقامة. علماً بأني لا أحتفل كثيراً بهذا الجنس الأدبي، (أعني جنس المقامات).
شكر الله لك سؤالك وغفر ذنبك ..
الأخت الوافية ..
جزاك الله خيراً على دعائك وثنائك، ولا أراك الله مكروهاً عمرك كله ..
دمت على خير ..
ـ[الزائر الأنموذج]ــــــــ[19 - 03 - 2008, 01:57 ص]ـ
جزيت خيراً أخيّةُ على دعائك .. وياسبحان الله .. كم مرّ من كرام الإخوان على مقال العبد الضعيف، فشغلهم المكتوب عن الكاتب .. عدا أخي الزائر الأنموذج وفقه الله .. ! ثم يغضب البعض إذا قلنا إن الحياة بدونهن مستحيلة .. سبحان من جبلهن على العطف والرحمة ..
وإياك أخي سليك!
أما عني فقد وجدت النص جميلا،و لم أجد فيه علة سوى التي كانت بصاحبه:) والحمد لله أن شفاه و بالعافية أكساه:)
على فكرة أخي سليك،لو كان ردك على سؤالي:
"الذي أمرضني هو طبيبي"و ليس العكس ..
لكان المعنى أكثر دقة و جمالا و"صوابا" ... فلا تنس أن تولي اهتماما بالمعنى كما اهتمامك باللفظ.
وفقك المولى.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 12:25 ص]ـ
رأيتها قريبة من المقامة هيكلا، فقلت مقامة.
المقامات غالبا تكون بهذه الصورة المبالغ فيها عناية باللفظ.
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 01:48 ص]ـ
الأستاذ الزائر الأنموذج حفظه الباري ..
هزّ عطفي هذا البيان منك أخي حين قلت:"أما عني فقد وجدت النص جميلا،و لم أجد فيه علة سوى التي كانت بصاحبه والحمد لله أن شفاه و بالعافية أكساه".
مباركٌ هذا البيان الشافي البديع ..
أما مسألة الطبيب أمرضني ولم أقل الذي أمرضني هو الطبيب، فدعنا ننخ مطايانا هنا قليلاً:-
نعلم جميعاً أن العرب لم تكن لتحتفل بالألفاظ قدر احتفالهم بالمعنى. وآية ذلك أننا وجدنا العرب في كلامهم ربما حذفوا عناصر الجملة كلها واكتفوا بلفظة واحدة دالّة على المعنى المراد. مثال ذلك:
إذا سألني سائل فقال: هل الزائر الأنموذج أديب؟
سأجيبه مباشرة أن: نعم.
أنظر- غير مأمورٍ - في السؤال والجواب: حذفتُ المبتدأ والخبر، وربما سأضطر إلى حذف بعض المؤكِّدات إن اقتضى حال المُخاطب ووجدت في سؤاله استنكاراً - كما لا يخفى عليك في باب المعاني-، فلفظة "نعم" إذاً دلّت على المعنى من كون الزائر الأنموذج أديباً، وهو كذلك.
وبناءاً على ما تقدّم، فقولي: الطبيب أمرضني، فيه ما يلي:
أولاً:إختصارٌ في الكلام، والعرب كما أسلفت يمقتون إطالة الكلام إذا فُهم المعنى.
ثانياً: البداءة بالجملة الاسمية التي تدل على الثبوت والدوام، وهذا - كما لا يخفى عليك - أبلغ في الدِّلالة من الجملة الفعلية فيما إذا قلنا: أمرضني الطبيب.
ثالثاً: تقديم الفاعل على الفعل (أو المعمول على العامل) (على اختلاف بين المدرستين: الكوفية والبصرية في هذه المسألة فيما إذا تقدّم الفاعل على فعله، فهل نعتبره فاعلاً تقدّم كما هو مذهب الكوفيين، أم نعتبره مبتدأ - وهو مذهب جمهور النحاة كابن عقيل والأشموني وغيرهم وهو الصحيح- وهو مذهب البصريين)، وفي كلا الحالين فالخلاف لفظيٌّ كما ترى، فالتقديم في كلا الأمرين يفيد القصر والتخصيص، أي تخصيص المسند إليه وهو (الطبيب) بالخبر الفعلي وهو (أمرضني) وفيه زيادة توضيح للمعنى. فكأن المتكلم قصر مرضه على هذا الطبيب (جل ثناء الله وتقدّس) كما جاء في الكشّاف في قوله تعالى "وبالآخرة هم يوقنون" محل الشاهد قوله تعالى "هم يوقنون".وهذا التقديم كما تقدّم معنا أبلغ في المعنى كما هو معلوم ومقرّر في علم المعاني.
وبرهان ذلك ما يلي (أرجو أن تتحمّلني قليلاً):
تعلم - وأنت من أهل هذا العلم - أن المبتدأ مُخبرٌ عنه (أو محكومٌ عليه أو مسند إليه)، والخبر مُخبرٌ به (أو محكومٌ به أو مسند). فكأن سائلاً سأل: من الذي أمرضه؟!
فجاء الجواب: الطبيب أمرضني.
أعترف أن بضاعتي مزجاةٌ في النحو، فما أنا معكم إلا كرجلٍ جلب التمر إلى هجر كما يقولون.
غفر الله لنا ولك ويسر لنا الخير حيثما توجّهنا ...
ملاحظة: يستثنى من ذمّ العرب للإطالة، فيما صنع سليكٌ هنا - غفر الله له وللقارئ الكريم -، فالإطالة تكون محمودةً حينئذ ... !
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 02:46 ص]ـ
الأخت الفاضلة وضحاء ..
لا أرى أن هناك (مبالغةً في العناية باللفظ) كما تفضّلتي، فأرجو التدقيق أختي الكريمة. فالكلمة منك ليست كالكلمة من غيرك.
غاية الأمر - كما أوضحت من قبل- وجود مفردات لم نعهدها في الكلام.
فالمقال الآنف لم يأت صاحبه إلا بلفظتين أو ثلاث من الألفاظ التي تندرج تحت مسمّى: غريب اللفظ. مثل:
(الخندريس) وهو اسمٌ من أسماء الخمر. قرأته أثناء مطالعتي لكتاب "كنز الحفّاظ في كتاب تهذيب الألفاظ لأبي يوسف يعقوب بن السّكّيت". فأحببت أن أوظّفها في الجملة، فوجدت ذوقاً في لفظها ومعناها، مع ما في بعثها من سكونها الخالد في القاموس (وما أكثر الألفاظ التي اندرست) إحياءاً لما اندرس من اللفظ، وصلة رحمٍ بهذه اللغة التي عقّها أبناؤها كما لم تعق من قبل.
فحينما كانت الجملة السابقة تنتهي بلفظة: (الأنيس)، جئت بهذه اللفظة وهي: الخندريس.
واللفظة الغريبة الأخرى وهي: (الأصلخ). ومعناها: الرجل الأصم. وكذلك باخ يبوخ: إذا فتر الشئ وسكن ...
ثم ما ينبغي لأهل الفصيح أن يشتغلوا بمثل هذه الأمور، فالكاتب تخيّر أسلوبه وفقاً لمقتضى الحال، وحال المخاطبين أسمى وأجلّ من أن يبحثوا في معاني الألفاظ الغريبة، بل حريٌّ بأهل هذه اللغة الجليلة البديعة أن يسعَ أبناؤها لبعث ما اندرس من الألفاظ، وإلقاء شيءٍ من الرسوم والظلال عليها، فإذا هي حيّة تسعى ...
عذراً إن جمح بي القلم قليلاً، فما أنا معك أيتها الفاضل إلا كقطرة في بحر وسطرٍ من قِمطر وجزءٍ من كل ...
كوني في رعاية الله وحفظه ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 03:34 ص]ـ
أخي الكريم
المبالغة التي قصدتُها ليست قدحًا في نصك كما رأيتَها.
حديثي في نوعية الاهتمام باللفظ في نوعين مختلفين من الكتابة: المقامة و المقالة.
بانتظار مقالة جديدة، و أعتذر إن كان هناك قسوة.
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 10:28 ص]ـ
جزيت خيرا أختي وضحاء ..
في الحقيقة وجدت من خلال تشعب الكلام عن اللفظ والمعنى، وإحياء المفردات الميتة في المعاجم، ومسألة تقليد القدماء ... وجدت أننا تطرقنا لمباحث جليلة القدر في اللغة، عظيمة النفع للقارئ، فيما لو بحثناها بشئٍ من التفصيل. من ذلك:
هل يلزم الكاتب أن يهبط بإسلوبه إلى أسلوب القارئ حتى لا تكون الصلة منبتَّة -كالرحم الجذّاء- بينه وبين قارئه، أم يجب على القارئ أن يرتقي ليفهم خطاب الكاتب؟ كما هو رأي أستاذنا الحبيب قافلة النور.
كذلك مسألة تقليد الكاتب لأساليب القدماء وما هي حدود انتفاع الكاتب منهم؟ كما هو أيضا رأي الأستاذ قافلة النور.
ثم ما رأي السادة الكرام أهل الفصيح في مسألة إحياء الألفاظ الميتة في المعاجم؟ كما في مداخلة الأستاذ أنس عبدالله.
كذلك الحد الفاصل بين كلٍّ من المقامة والمقالة، وما هي الخطوط العريضة لكلٍّ؟ كما في مداخلة أغلب الكتّاب الكرام كالأستاذتين وضحاء والوافية.
وما هو رأي أهل البلاغة والأدب بشأن أسلوب الكاتب الأدبي، وتأدية المعنى الجليل بلغة صحيحة فصيحة لها في النفس أثرٌ خلاّب ... ؟ كما أشار إلى ذلك أخي الحبيب المشاكس الأدبي الزائر الأنموذج، وأول زائرٍ لمقالي مشكوراً ...
كل هذه تساؤلات وجدت أننا تطرقنا إليها وكان المنبغي أن ننيخ مطايانا حول ظلالها حتى تتبيّن المعالم، وتستبين الطرق .. على الأقل للعبد المتطفّل على اللغة وأهلها ...
بانتظار إبداعكم أيها الكرام ..
ـ[الزائر الأنموذج]ــــــــ[22 - 03 - 2008, 09:56 م]ـ
يا أخي سليك،إنما قصدت ما كتبته لك حرفيا:
أي أنه كان من الأولى أن تقول" الذي أمرضني هو طبيبي" من باب الثناء على المولى عز و جل،أي أنه هو الذي أمرضك و هو الذي يشفيك،خير من أن تقول "طبيبي هو الذي أمرضني"،فهي عبارة تحمل بين ثناياها شكوى و إن لم تكن تقصد ذلك، إلا إذا قصدت حقا أن طبيبا من البشر هو الذي أمرضك -فعفا الله عنه:)
وأنا طبيب علل" أبدان" لا "نصوص"،و ليس لي في الأدب شيء غير أني أحب التقاط ما كمن من درره و إن كنت لا أجيد الغوص عميقا و لا الابحار بعيدا:)
وفقني الله و إياك أخي الكريم.
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[22 - 03 - 2008, 11:07 م]ـ
طبيب القلوب والأبدان الزائر الفاضل ..
أسأل الله العظيم أن يجزيك عني خيراً ..
كما ترى أخي الفاضل .. قد نزلنا إلى حكمك ونعمت عين .. ولكن دعني أيها الحبيب أبعث إليك هذا النص عن الصحابي الجليل أنس ابن مالك رضي الله عنه، واسمعه يقول:
قال أنس بن مالك: دخلنا على عبد الله بن مسعود نعوده في مرضه، فقلنا: (كيف أصبَحتَ أبا عبد الرحمن؟) ... قال: (أصبحنا بنعمة الله إخوانا) ... قلنا: (كيف تجدُكَ يا أبا عبد الرحمن؟) ... قال: (إجدُ قلبي مطمئناً بالإيمان) ... قلنا له: (ما تشتكي أبا عبد الرحمن؟) ... قال: (أشتكي ذنوبي و خطايايَ) ... قلنا: (ما تشتهي شيئاً؟) ... قال: (أشتهي مغفرة الله ورضوانه) ... قلنا: (ألا ندعو لك طبيباً؟) ... قال: (الطبيب أمرضني -وفي رواية أخرى الطبيب أنزل بي ما ترون).
عفا الله عنّا وعنك وعن المسلمين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الزائر الأنموذج]ــــــــ[23 - 03 - 2008, 12:06 ص]ـ
آمين يا أخي .... رحم الله عبد الله ابن مسعود و أنس بن مالك و رضي عن الصحابة أجمعين ..
أين نحن منهم،فأغلب ما نقوله بألسنتنا لا تصدقه فعالنا ..
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[24 - 03 - 2008, 08:11 م]ـ
إن شاء الله نحن معهم أخي الحبيب .. أما قال سيد الأولين والآخرين "المرء مع من أحب".(/)
سؤال أرجو الإجابة عليه في أسرع وقت ممكن
ـ[البوني الشنقيطي]ــــــــ[10 - 03 - 2008, 01:07 م]ـ
ما هي أهم المسائل التي نظَّر لها كمال أبو ديب في النقد الأدبي وإن أمكن ذكر مراجع في الموضوع فجزى الله من يساعد في ذلك خير الجزاء(/)
المعادل الموضوعي في الشعر الجاهلي
ـ[آسياأدب]ــــــــ[12 - 03 - 2008, 12:58 م]ـ
أرجو من أعضا ءالمنتدى إفادتي بكل ما يتعلق بالمعادل الموضوعي في الشعر الجاهلي؛ روبط كتب، مقالات، بحوث ... لأني بأمس الحاجة إليها في رسالتي،وجزاهم الله عني كل خير.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 02:12 م]ـ
سأبحث لك بإذن الله. و لكن أليس البحث واسعًا جدا؟
أعانك الله.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 02:13 م]ـ
أستاذة وضحاء
آمل أن تفيدي هنا إن رأيت ذلك
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=32526
ـ[آسياأدب]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 01:09 ص]ـ
أولا أبارك مشرفتنا الغالية على نيل الدرجة العلمية-الماجستير-وعقبال الدكتوراه إن شاء الله، ثم أشكرها جزيل الشكر على الاهتمام بكل انشغالات أعضاء المنتدى، ودمت خادمة للعلم وطلابه، وبعد فإن المعادل الموضوعي في الشعر الجاهلي هوباب من أبواب دراستي المعنونة ب"الناقة في الشعر الجاهلي"،والمادة التي بين يدي ضئيلة لهذا الباب لذا طلبت العون من أعضاء المنتدى لإفادتي بمراجع أودراسات تخص الموضوع، وكان الرد منك جزاك الله خيرا، وأنت في الاختصاص-النقد- لذا أتمنى أن أجد ضالتي عندك إن شاء الله، أنا في انتظارالرد.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 05:43 ص]ـ
شكرا لك، وبارك الله فيك.
أقصد عزيزتي من الناحية التطبيقية سيكون أمرا صعبا.
أما من الجانب التنظيري فأنا معك، فالدراسات شحيحة فيه.
انظري:
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=15174) و هنا ( http://www.rasid.com/artc.php?id=17360) و هنا ( http://www.awu-dam.org/book/05/study05/khledmehee/book05-sd023.htm) .
وادخلي هنا ( http://www.awu-dam.org/index.html) ، و كاتبي في الفراغ المخصص للبحث (المعادل) فقط. وستظهر لك نتائج عدة.
ومما يقولي الأستاذ سامي خشبة: أن من المتأثرين بمعادل إليوت: د. رشاد رشدي، والشاعر صلاح عبد الصبور.
فحاولي الاطلاع على دراسات الأول، والدراسات القائمة حول شاعر الآخر.
هذا ما وجدته على الشبكة.
وسأقلب في وقت لاحق بإذن الله أرفف المكتبة بحثا عما قد يفيدك.
موفقة.
ـ[آسياأدب]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 01:22 م]ـ
بارك الله فيك أخت وضحاء على هذه الإفادات.(/)
الله يعطيكم العافية * ممكن طلب *
ـ[الحب الخجول]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 08:30 م]ـ
:::
أنا تقريبا من شهر أبحث عن نقد لهالقصيدة بس ما في فايدة والبعض قالوا عن هذا المنتدى وأتمنى انكم تساعدوني وهي قصيدة (عروس المجد) لعمر أبو ريشة , أول سبع أبيات منها
يا عروس المجد تيهي واسحبي
في مغانينا ذيول الشهب
لن تري حفنة رمل فوقها
لم تعطر بدما حر أبيّ
درج البغي عليها حقبة
وهو ى دون بلوغ الأرب
وارتمى كبر الليالي دونها
لين الناب كليل المخلب
لا يموت الحق مهما لطمت
عارضيه قبضة المغتصب
من هنا شق الهدى أكمامه
وتهادى موكبا في موكب
وأتى الدنيا فرقت طربا
وانتشت من عبقه المنسكب
وأتمنى أنكم ما تتأخرون في النقد.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 12:17 ص]ـ
و عليكم السلام.
أرجو أن ترى ما كُتب هنا. ( http://www.alfaseeh.com/vb/announcement.php?f=30)
قد يساعدك الأعضاء في نقد الأبيات، إلا أن الحلول الجاهزة ليست هنا في الفصيح.
حاول وابدأ وستجد من يساعدك بحول الله.
ـ[الحب الخجول]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 10:37 ص]ـ
مشكورة أخت وضحاء على التنبيه وان شاالله هالشي ما راح يتكرر
ـ[أحمد القرني]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 01:00 ص]ـ
غريب أمرك(/)
نظرة في كتاب"ناقد الحجاز - ابن ابي عتيق" للدكتور عبد العزيز عتيق
ـ[الطائر الجريح]ــــــــ[19 - 03 - 2008, 10:01 ص]ـ
نظرة في كتاب "ابن أبي عتيق- ناقد الحجاز" للدكتور عبد العزيز عتيق
إعداد: جورج أبو الدنين – فلسطين
السلام عليكم والحمد لله رب العالمين الذين علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم، اما بعد، هذه نظرة موجزة متواضعة في كتاب "ناقد الحجاز" للكاتب والمؤلف القدير عبد العزيز عتيق، أعددتها علها تفيد طالب العلم والباحث عن الفائدة، وأرجو ان تنال رضى من يرنو إليها ...
النقد في العصر الجاهلي:
يمثل العصر الجاهلي نشأة النقد العربي، ففيه ظهرت المحاولات الأولى لنقد الشعر وإبداء الرأي فيه بالرغم من أنه كان مبنياً على الذوق الفطري، فكانت ملاحظاتهم وليدة فطرتهم التي تنفعل وتتأثر بما تسمع من قول، فتصدر الحكم للشعر أو عليه دون تعليل. فالناقد إذا استساغ قصيدة أو جزءاً منها أو حتى بيتاً أو نصَ بيتٍ اندفع إلى تعميم الحكم على الباقي، فيجعل من الشاعر أشعر العرب.
تحرك النقد الجاهلي في ميدانين: الأول منهما ميدان الحكم على الشعراء وتفضيل بعضهم على بعض، وفيه اتجهوا إلى الألفاظ والمعاني وبناء الصور الشعرية، وأما الثاني فهو تَلقيب بعض القصائد الجيدة وتفضيل الشعراء على غيرهم، وفي كلا الميدانين فإن الناقد يصغي ويحكم غير معلّل للحكم، بل متأثراً بذوقه الفطري.
كان الشعرُ الجاهلي إحساساً أكثر منه عقلاً، فالعربي مرهف الحس بطبعه، ويعبر عن كل ما يشعر به، وكذلك كان النقد، فلم يتجاوز نقاد العصر الجاهلي إلى الناحية العليمة التحليلية.
وقد ذكر عبد العزيز عتيق في كتابه "تاريخ النقد الأدبي عند العرب" عدة صور للنقد في الجاهلية، وهي على النحو التالي:
1. تناول اللفظ أو الصياغة، فيأخذ الناقد عدم تمكن الشاعر من دلالات الألفاظ، ومثل ذلك ما أخذه طرفة على المسيب بن علس حين أعطى صفة الناقة "الصيعريّة" للجمل فقال: "استنوق الجمل":
وقد أتناسى الهمَّ عند احتضاره بناجٍ عليه الصيعريّة مكدَمِ
2. تناول المعنى، كقول الأعشى حين أخطأ في مدح الحاكم واعتبر عدم اختباره من المدائح مع أنها تضعف الحكم:
ونُبِّئتُ قيساً ولم أبْلُهُ كما زعموا خيرُ أهلِ اليمنْ
فجئتُكَ مُرتادَ ما خَبَّروا ولولا الذي خَبَّروا لم تَرَنْ
3. تناول الصورة الشعرية من حيث قدرة الشاعر على أدائها أو عدم قدرته، ومن ذلك احتكام علقمة وامرئ القيس إلى زوجه أم جندب في أيهما الأشعَر:
" ... احتكم مع امرئ القيس إلى زوجته أم جندب لتحكم بينهما، فقالت: قولا شعراً تصفانِ فيه الخيلَ على رويٍّ واحدٍ وقافيةٍ واحدة، فقال:
خليليَّ: مُرّا بي على أم جُندَبِ لنقضيَ حاجاتِ الفؤادِ المعذَّبِ
وقال علقمة:
ذهبتِ من الهجرانِ في كلّ! ِ مذهبِ ولم يكُ حقاً كلُّ هذا التجنّبِ
ثم أنشداها جميعاً، فقالت لامرئ القيس: علقمةُ أشعرُ منك.
قال: وكيف ذاك؟ قالت: لأنك قلت:
فَللسوطِ أُلهوبٌ ولِلساقِ دِرَّةٌ زلِلزَجرِ منه وقعُ أهوَجَ مِنْعَبِ
فجهِدتَ فرسكَ بسوطكَ ومَرَيتَهُ بِساقكَ. وقال علقمة:
فأدرَكَهُنَّ ثانياً من عِنانه يَمُرُّ كَمَرِّ الرائحِ المُتَحَلّبِ
فأدرك طريدته وهو ثانٍ من عِنان فرسه، لم يضربه بسوط، ولا مراه بساق ولا زجره. قال: ما هو بأشعر مني، ولكنك له وامقة، فطلّقها، فخلف عليها علقمة فسُمّي بذلك الفَحل"
4. التطرّق إلى الغلوّ في المبالغة وعَدّها من عيوب الشعر، فقد عابت العرب على مهلهل الغلوّ في القول بادّعاء ما هو ممتنع عقلاً وعادةً، واعتبروه أول من سنّ هذه السنّة في الشعر، كقوله:
كأنّا غدوةً وبني أبينا .. بجنب عُنيزَةٍ رَحَيَا مُديرِ
فلولا الريحُ أُسمِعَ من بحجْرٍ صليلُ البيضِ تُقرَعُ بالذكورِ
فقد كانت النظرة الجاهلية إلى المبالغة على أنها مما يفسد المعنى وينافي الصدق، وفي ذلك التفات مبكر ولو جزئي إلى عنصر الصدق في الشعر واتخاذه أصلاً من أصول النقد.
(يُتْبَعُ)
(/)
5. ومن صور النقد في العصر الجاهلي كذلك الحكم على عمل الشاعر بشكل عام، ومن ذلك "ما رويَ أن بعض شعراء تميم اجتمعوا في مجلس شراب، وكان بينهم الزِّبْرِقانث بنُ بدر المُخبَّل السعديّ وعَبَدةُ بن الطبيب وعمرو بن الأهتَم وتَذاكروا في الشعر والشعراء، وادّعى كلّ منهم أسبقيته في الشعر، فقال المحكَّم ربيعةُ بن حِذار الأسدي: أما عمرو فششعره برودٌ يمانية تُطوى وُنشَر، وأما الزِّبْرِقان فكأنه أتى جزوراً قد نُحِرَت فأخذ من أطايبها وخلطه بغيره، وأم المخبَّلفشعره شُهُبٌ من الله يُلقيها على من يشاء من عباده وأما عَبَدةُ فشعر كمزادة أحكم خرزُها فليسَ يَقطُرُ منها شيء".
6. الحكم على بعض القصائد بأنها بالغةٌ منزلة عليا في الجودة بالقياس إلى غيرها، فقد كانوا يتخيرون قصائد بأعيانها، ويخلعون عليها ألقاباً تُجمِل رأيَ الناقد أو الحَكَم فيها. ومن هذا النوع روى أبو عمر الشيباني أنّ عمرو بن الحارث الغساني أنشده علقمةُ بن عَبَدَة قصيدته:
طَحَابِكَ قَلبٌ في الحِسانِ طَروبُ بُعَيْدَ الشَّبابِ عَصرَ حَانَ مَشيبُ
وأنشدهُ النابغة:
كِليني لِهَمِّ يا أميمةَ نَاصبِ وَلَيلٍ أقاسيهِ بَطيءَ الكَواكِبِ
وأنشدهُ حسّان قصيدتهُ:
أَسألتَ رسمَ الدارِ أم لَم تَسألِ بَين الجَوابِي فالبُضَيعِ فَحَومَلِ
ففضلَ حساناً عليهما ودها قصيدته "البَتّارة" لأنّها بترت غيرها من القصائد.
7. كان لقريش دور في رقيّ النقد، وهذا من خلال بسط لغتها على القبائل الأخرى ووقوفها موقف الناقد المتخيّر في اختيارها أحسن الألفاظ والأساليب عند كل قبيلة، وتبعاً لذلك كان الشعراء ينظمون بلغتها، فما قبلوه كان مقبولاً ما رفضوه كان مرفوضاً.
النقد في صدر الإسلام
أولاً: النقد في عصر الرسول:
كانت الحياة الأدبية في عصر الرسول ضيقة النطاق؛ فانحصرت تقريباً في الهجاء والمدح والمفاخرات، وتبعاً لذلك فقد ضاق نطاق النقد أيضاً، لكنه اختلف عن العصر الجاهلي في كونه سار وفق معايير أخلاقية جديدة بحلية إسلامية، وأول من سار في هذا النهج كان الرسول – عليه الصلاة والسلام- حين يدور الحديث في مجلسه، فقد أعجب بالشعر إعجاب أصحاب الذوق السليم، وقد أثر عنه لكمات تعبّر عن مفهومه للشعر، فيقول: "الشعرُ كلام من كلام العرب، جزلٌ تتكلم به في بواديها، وتَسُلّ به الضغائن من بينها"، وقوله: "إنما الشعرُ كلام مؤلفٌ، فما وافق الحقّ منه فهو حسن، وما لم يوافق الحقّ منه فلا خير فيه"، وقوله: إنما الشعر كلامٌ، فمن الكلامِ خبيثٌ وطيّب". فقد دعا عليه اللام إلى العدول بالشعر عن طريقه الجاهلي وصبغه بالصبغة الإسلامية، فالشعر عنده كلام من جنس كلام العرب يتميز بالنظم، وتمتاز لغته وألفاظه بالجزالة وقوّة الأسر، وميزان الشعر عنده يتمثل في مدى مطابقته للحق، فالحسن ما وافقه والسيء ما لم يوافقه.
لقد فترت بواعث الشعر في تلك الفترة، خاصة عند من اهتدوا إلى الإسلام، وزاد في ذاك الفتور اشتراك بعضهم في الجهاد، فقد خلقهم الإسلام خلقاً جديداً، وصبغهم صبغة جديدة حتى انقطعت الصلة بينهم وبين الجاهلية. وقد صرف القرآن الكريم كذلك الشعراء عن الشعر، خاصة عندما بهرهم بروعة أساليبه وبلاغته، فآثروه على الشعر، وعَدَلوا عنه الخطابة للحاجة إليها في استنهاض الهمم لنصرة الإسلام، وتحريك النفوس والخواطر للجهاد.
لقد سار نقد الشعر في هذا العصر في ميدانين؛ الأول منهما بين الشعراء المسلمين وشعراء المشركين وفيه حكمَ القوم حتى الخصوم للمسلمين على المشركين. والثاني يتمثل فيما كان بين حسان بن ثابت وسائر شعراء المسلمين، فقد دان القوم بالتفوق لحسان لما كان له من قوة الشاعرية، وقد فضله الرسول على غيره، فانتدبه ليدافع عن أعراض المسلمين وبنى له منبراً في المسجد ينشد عليه أشعاره، وذلك لأنه أول وأفضل من وافق الرسول عليه الصلاة والسلام في موقفه من الشعر، وهو الذي يقول:
وإنّما الشِّعرُ لُبَُ المَرءِ يَعرِضُهُ على المَجالِسِ إنْ كَيْساً وإن حَمَقَا
وإنَّ أشعَرَ بَيتٍ أنتَ قائِلُهُ بَيتٌ يُقَالُ –إذا أنشَدتَهُ- صَدَقَا
ثانياً: النقد في عصر الخلفاء الراشدين:
(يُتْبَعُ)
(/)
لم تكن العوامل في عصر الخلفاء الراشدين مشجعة للشعر ليتطور وينهض، فما خلفته الفتوح الإسلامية والمغاي لا يعدو ان يكون نماذج مشاكلة للنموذج الجاهلي، ولكن قد نلتقي أحياناً ببعض الألفاظ الإسلامية، وبعض الأساليب التي تنحو منحى الأساليب القرآنية، وأحياناً نلتقي ببعض المقطوعات والقصائد التي تعالج موضوعات لم يطرقها الجاهليون من قبل كالموضوعات الدينية، من جهاد وقتال وحث للنفس على الخلق القويم.
أكثر ما يُلتمس في الحركة النقدية في عصر الخلفاء الراشدين مواقفهم من الشعر والشعراء، وآرائهم فيهم، والملاحظات النقدية الصادرة من بعض معاصريهم من صحابة وغيرهم كذلك، فلم يقتصر اهتمامهم على النقد وحده، بل شمل اللغة العربية عامة، والغيرة على صحتها وسلامتها من اللحن وخاصة فيما يخص القرآن الكريم. فالعرب عند ظهور الإسلام كانوا يعربون كلامهم على نحو ما في القرآن الكريم، إلا من خالطهم من الموالي فقد كانوا يلحنون ويخطئون في الإعراب، فكانوا يحرصون على تعليمهم.
سار الخلفاء الراشدون على نهج الرسول وسيرته في نقد الشعر، فميّزوا بين شعرٍ وآخر، وحضّوا على ما هو حسن ومفيد، وعاقبوا على الشائن الضار، وتمثّلوا بالشعر في أقوالهم ودعوا إلى روايته والاهتمام به، وكان أولهم في هذا الميدان عمر بن الخطاب رضي الله عنهن وهو الناقد الأول بحق في هذه الفترة، وقد قيل عنه: "كان من أنقدِ أهلِ زمانه للشعر وأنفذهم فيه معرفة"، وقد كان ذا ثقافة أدبية عالية، ينشد الشعر في كل الموضوعات، يستمع ليه ويستروح به، ويقوم بتوجيه النقد وتطويره، فالشعر لديه هو الذي يحقق المتعة الأدبية، ويسكن به الغيظ، وتُطفأ به الثائرة، ويُعطى به السائل، ويَنزع إلى الفضائل بصفة عامة، وما يهدف إلى عكس ذلك فهو انتكاسة وردّةٌ إلى الجاهلية يأباها الإسلام ويقاومها.
ومن أقوال عمر المألوفة في هذا الموضوع قوله: "نِعْمَ ما تعلمتْه العربُ الأبياتُ من الشعر يقدّمها الرجل أمام حاجته"، وقوله: "خيرُ صناعات العرب أبياتٌ يُقدّمها الرجل بين يدي حاجته يستميلُ بها الكريم ويستعطف اللئيم". والشعرُ الخالد هو ما ينبعث من عاطفة قوية صادقة، ويخدم الحق والخير، وهذا الشعر عنده ممثل في شعر زهير بن أبي سلمى، فقد فضله على غيره من الشعراء بسبب جودته وإتقانه، ودعوته إلى السلام والخير، وإلى جانب زهير كاد النابغة الذبياني قد حظي بجزء من التفضيل، وإن كان الإعجاب بزهير أشد وأعظم.
دخل النقد على يد عمر طوراً جديداً لا عهد لنا به في العصر الجاهلي، فكان حكمه ادبياً مفصلاً يقضي فيه الناقد بتفضيل شاعر على آخر معللاً حكمه بالأسباب الفنية التي دعته إلى هذا، وقد اهتم عمر رضي الله عنه بالكلام البعيد عن الوحشية والغرابة، والبعد عن المعاظلة، والصور الشعرية القريبة، والعبارات الدالة على صدق التجربة، والتعبير عن القيم السليمة في المجتمع، وأن لا يقول الشاعر إلا ما يعرف، وألا يمدح الرجل إلا بما فيه، وبالتالي يعنيه "الصدق" كأصل مهم من أصول النقد.
أما بالنسبة للخلفاء الراشدين الآخرين، فقد عُرف بعضهم بالاحكام النقدية وتفضيل شاعر على آخر، ومنهم أبو بكر –رضي الله عنه- الذي قدّم النابغة على غيره من الشعراء فقال إنه أحسنهم شعراً، وأعذبهم بحراً، وأبعدهم قعراً، ويعلل حكمه بأن النابغة يستقي معانيه من معين عذب سائغ، فتتقبلها النفوس تقبّلاً حسناً، كما أنه في معانيه بعيد العمق والغَور، وأنه يظل يُرَوّي فيما يغمض منها حتى يستخرجها استخراجاً واضحاً.
وعثمان بن عفان –رضي الله عنه- كذلك يعجب بشعر زهير لِما يتجلى فيه من الصدق، والصدق في القول هو المقياس الذي اعتمده عثمان بن عفان –رضي الله عنه- في حكمه، ويظهر في هذا جليّاً تأثره كسائر أصحابه برأي الرسول – صلى الله عليه وسلم- المستمد من تعاليم الإسلام، والذي حاولوا بمقتضاه أن يتجهوا بالشعر اتجاهاً إسلامياً، بحيث يعبر عن كل ما هو حق وصدق.
(يُتْبَعُ)
(/)
نجد كذلك للإمام علي –رضي الله عنه- كلمة نقدية تدلّ على ذوقه الأدبي، وتعبّر عن رأيه في السابق من الشعراء المتقدمين، فقد حُكي عنه أنه قال: "لو أن الشعراء المتقدمين ضمّهم زمان واحد ونُصبت لهم رايةٌ فَجَروا معاً عَلِمنا مَن السابق منهم، وإذا لم يكن فالذي لم يَقُل لرغبة ولا لرهبة، فقيل: ومن هو؟ فقال: الكندي. قيل: ولِمَ؟ قال: لأني رأيته أحسنهم نادرةً، وأسبَقهم بادرةً".
ويروى كذلك أن الإمام علي – رضي الله عنه- فضل امرئ القيس، وللعلة الأولى في تفضيله الكندي، ومن هذا نلاحظ أن الغمام علي رضوان الله عليه لم يجرِ مجرى النقاد في عصره بالحكم غير المعلل، بل إن أساس الحكم عنده الموازنة بين الشعراء لمعرفة السابق منهم، والأفضل هو الذي لم يقل الشعر لرغبة أو لرهبة كامرئ القيس والكندي.
ويقصد الإمام علي –رضي الله عنه- بذلك أن الشاعر الذي ينبعث إلى القول بدافع الرغبة أو الرهبة قد ينزلق إلى الكذب تحقيقاً لرغبته أيّا كانت، أو دَرْءاً لخطر متوقع يرهبهُ ويخشاه، وبالتالي فإن الشاعر المُقدّم عنده هو الذي تجرّد عن الهوى والخوف وكان شعره وليد المشاعر الصادقة، وهنا يظهر ملياً تأثر الإمام علي بالرسول عليه الصلاة والسلام.
إذن جارى بعض الخلفاء الراشدين عمرَ في تطوير الأحكام النقدية ولكنهم لم يتوسعوا فيها، وبالنسبة للشعراء في هذا العصر والمثقفين فقد اقتصر نشاطهم على أحكام نقدية مجملة، فجهود عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبعض ما قام به الخلفاء الراشدون الآخرون، وتوجيهات ابن عباس للشعر وجهة إسلامية، كلها جعلت هذ العصر يختلف عن الشعر في العصر الجاهلي وعصر الرسول عليه الصلاة والسلام.
ثالثاً: النقد في العصر الأموي: (عصر ابن أبي عتيق)
عاش ابن أبي عتيق في العصر الأموي، وقضى معظم حياته في الحجاز، وكانت رياح التغيير قد هبت على الحجاز، فانتقلت الخلافة إلى الشام والمعارضة إلى العراق، وشاع الفن والغناء، وانتشرت حياة البذخ والترف، كما ظهرت في مكة والمدينة مدرستان للقرآن والحديث والفقه والتشريع والأدب والتاريخ، وكل هذا أتاح للحجاز بأن تنتقل من البداوة إلى الحضارة، وقد عرف هذا العصر الغزل الإباحي والذي كان عمر بن أبي ربيعة زعيمه وتبعه الكثير من الشعراء فيه، وعرف كذلك الغزل العذري الذي عُرف به أهل البادية الحجازية أمثال جميل بن مَعمَر، وعُروة بن حزام.
عاصر ابن أبي عتيق معظم أحداث هذا العصر وشهد الكثير مما طرأ على بيئة الحجاز من تقلبات سياسية، وتطورات اجتماعية، وحركات علمية وأدبية، وشارك في بعضها، فمن الناحية السياسية كان زبيريّ الهوى، ومن الناحية الاجتماعية فقد شهد كل العوامل التي أتيحت للحجاز وأخذت تتفاعل فيه وتعمل مجتمعة على رقيّه ونهضته، كما شهد تأثيرَ الإسلام الذي بدأ يؤثر في نفوس الحجازيين وعقولهم وأخلاقهم، وشهد مغانم الفتوح التي أصابها أهل الحجاز، وشهد كذلك ازدهار الغناء العربي، بل كان يغنّي أحياناً، ويشجّع عليه، ويكرم أهله، ويرعى ذوي المواهب فيه، وشهد كذلك حركة علمية جادة تُعنى بالقرآن والحديث والفقه والتشريع، وأخرى أدبية فنية تهتم بالجديد في شعر الغزل، وتشجع عليه إنتاجاً ونقداً.
لقد نهض الشعر الحجازي وتطور في العصر الأموي، وغلب عليه الغزل الحضري الذي أخذ بفعل العوامل الجديدة التي طرأت على بيئته ومجتمعه ينزع عن نفسه رداء البداوة شيئاً فشيئاً، ويدخل في رداء الحضارة شيئاً فشيئاً، وقد ظهرت نتيجة لهذه النهضة الشعرية نهضة نقدية تجاريها في روحها، فالنقد الأدبي في هذا العصر قد سهم فيه رجال ونساء والشعراء وغير الشعراء، كلٌّ منهم على قدر ذوقه ونوع ثقافته، ولعل هذا الاهتمام مردّه الاهتمام بالشعر ذاته، وقد بدأ النقد الأدبي يشق الطريق الصحيح، ولا يعدو ما سبقه على أن يكون نواة أو محاولات للريادة والكشف فياتجاه طريق النقد القديم.
تمثّل النقد في بيئة الحجاز في العصر الأموي بصور عدّة، تختلف من طبقة لأخرى، ومن شاعر لآخر، تبعاً لعوامل الثقافة والمعرفة والمكانة، وغيرها من العوامل وهي على النحو التالي:
1. نقد الشعراء:
(يُتْبَعُ)
(/)
هي أول صور النقد الموجود في الحجاز، يشبه إلى حدّ كبير ذاك النقد الذي كان موجوداً في الجاهلية وصدر الإسلام، وتتمثل في نقد الشعراء بعضهم بعضاً، سواء أكان هؤلاء الشعراء حجازيين أو غير حجازيين، وكان أوفى الشعراء نصيباً في ذلك عمر بن أبي ربيعة، وقد نالَ رأي أربعةٍ من معاصريه في صورة أحكام غير معللة؛ فيقول عن نُصَيب بن رَباح إنه أبرعهم في وصف النساء، ويقول جميل بن مَعمَر إنه أحسنهم في مخاطبة النساء والحديث إليهن. أما جرير فقد حكم له بأحكام غير معللة أكثر مرة، وأبرزها أنه أنسب الناس، وأنه وجد ما ضل عنه غيره، وكان للفرزدق فيه قول كهذا.
ومن الأمثلة الواضحة على هذا النوع من النقد "أن سمع الفرزدق عمر بن أبي ربيعة ينشد قوله:
جَر ناصِحٌ بالوُدِّ بيني وبينها فَقَرَّ بَني يومَ الحِصاب إلى قَتلي
ولمّا بلغَ قوله:
فَقُمْنَ وقد أفهَمنَ ذا الُّلبِّ أَنّما أتَيْنَ الذي يأتينَ من ذاك من أجلي
صاح الفرزدق: هذا والله الذي أرادته الشعراء، فأخطأته وبكت على الديار".
بالعودة إلى الاحكام من الشعراء الأربعة نجدها غير معللة بسبب، تحتكم إلى الذوق، وتشبه إلى حدّ كبير ذاك النقد الذي رأيناه في العصرين الجاهلي وصدر الإسلام، وقد كثر هذا النوع بين الشعراء، فما يكاد يسمع شاعرٌ شاعراً آخر ينشد حتى يبدي رأيه فيما سمع دونَ تفكير وبحث، بل بالاعتماد على الذوق والفطرة.
2. المفاضلات بين الشعراء:
كانت المفاضلات وموازنات صورة من صور النقد الذي شهده عصر ابن أبي عتيق، ومعظمها مفاضلات مأثورة عن نقاد الجاهلية وصدر الإسلام، وهي مفاضلات عامة غير معللة،
ومن هذه المفاضلات ما هو عام، تكون فيه المفاضلة بين شاعر وآخر بشكل عام، ومن ذلك سأل رجل نُصيباً: أَجَميلٌ أنسبُ أم كُثَيِّر؟ فقال: أنا سألت كُثيّراً عن ذلك فقال: وهل وَطَّأ لنا النسيب إلا جميل؟! فكانوا يفضلون شاعراً على غيره من الشعراء في غرض معين أو عدة أغراض وربما في كل شيء.
أما النوع الثاني من المفاضلات ما كان جزئياً، كالمفاضلة بين شاعر وآخر في قصيدة أو قصائد معينة، ومن ذلك المفاضلة بين عمر بن أبي ربيعة وجميل بن معمر، فكان عمر يعارض جميلا في قصائده، فيفاضلون بينهما، فقالوا إن عمراً أشعر من جميلٍ في ارائية والعينية، وجميلا أشعر من عمر في اللامية، وكلاهما قال بيتاً نادراً ظريفاً، فقال جميل:
خليليَّ فيما عشتما هل رأيتما
قتيلاً بكى من حبّ قاتله قبلي؟
وقال عمر:
فقالت وأرخت جانب السِّترِ: إنّما
معي فتكلّم غير ذي رِقبةٍ أهلي
ومع هذه المفاضلات المعتمدة على الذوق نجد نفحات بسيطة من التطوير، فبعض النقاد يتجهون إلى تطوير المفاضلات، وذلك بالالتفات إلى جوانب أخرى في الشعر حين الحكم عليه، ومن ذلك حكم نوفل بن مُساحق على عمر بن أبي ربيعة وعبيد الله بن قيس الرقيّات، فكان عمر – في حكمه- أشهر بالقول في الغزل، وابن قيس أكثر أفانينَ الشعر، ومعنى هذا أن نقاد الحجاز في العصر الأموي أخذوا ينظرون في المفاضلات والموازنات الشعرية إلى تنوّع القول في الأغراض الشعرية كإحدى المزايا التي تحسب للشاعر في ميزان النقد عند التفضيل، وكذلك تطرقوا إلى الصدق الشعري في المعنى والعاطفة، أو إلى الشعر الذي يوحيه العقل والمنطق والشعر الذي يوحيه القلب والعاطفة وتفضيل الثاني على الأول، ومن ذلك:
" أنشد كُثيّر ابنَ أبي عتيق كلمتهُ التي يقول فيها:
ولستُ بِراضٍ من خليلِ بنائلٍ قليلٍ ولا أرضى له بقليلِ
فقال له: هذا كلامُ مكافئٍ ليسَ بعاشق! القرشيان أصدق منك؛ ابنُ ربيعة حيث يقول:
ليتَ حظّي كَلحظة العينِ منها وكثيرٌ منها القليل المُهَنّا
وقوله:
فَعِدي نائلاً وإنْ لم تُنيلي إنه يُقنِعُ المحبَّ الرجاءُ
وان قيس الرقيات حيث يقول:
رُقَيَّ بِعَيشكم لا تَهجُرينا ومَنّينا المُنى ثمّ امطُلينا
عِدينا في غدٍ ما شئتِ إنّا نُحبّ- وإن مطلتِ - الواعدينا
فإمّا تُنجزي عِدَتي وإمَّا نعيشُ بِما نؤمَّلُ مِنكِ حِينا"
3. صور أخرى من النقد:
(يُتْبَعُ)
(/)
تتمثل هذه الصور في مآخذ بعض النقاد والادباء على الشعراء، أو مآخذ الشعراء على بعضهم بعضاً، وقد لَمَستْ هذه المآخذ جوانب مختلفة من الشعر، جوانب تكشف عن اختلاف ذوق النقاد وهواهم، كما تدل على اتساع مجال النقد وتطوره، وأكثر من حظي بهذه المآخذ هو عمر ابن أبي ربيعة، فمن النقاد مَن عاب عليه أسلوبه الإباحي، ومنهم عبدُ الله بن الزبير وأبو المقوم الأنصاري، وهشام بن عروة، فجميعهم ادركوا خطورة شعره على أخلاق الفتيات. ومن الأمور الأخرى التي أخذها عليه النقاد، وبخاصة صاحبه بن أبي عتيق هو نسيبه بنفسه، فقد أخذ عليه أنه يحبّ نفسه ويتغزل بها! وتبعه في هذا كثيّر عزة، وبثينة صاحبة جميل.
ومما التفت إليه النقاد في هذا العصر أيضاً عدم الجمع بين الشيء وما يناسبه من نوعه، أو ما لا يلائمه من ي وجه من الوجوه، وهو ما يسمى "مراعاة النظير"، و من هذا ما أنشده الكميت بن زيد في حضرة نُصَيب:
وقَد رأينا بها حُوراً مُنَعَّمةً بِيضاً تَكامَلَ فيها الدَّلُ والشَّنَبُ
فعاب عليه نُصيب قوله: " تَكامَلَ فيها الدَّلُ والشَّنَبُ" إذ استقبح هذا القول.
والتفت النقاد أيضاً إلى الشعر الوَسَط، أي الشعر الذي لا يبلغ غاية صاحبه ولكن يقع قريباً منها، فلا تقول له اخطأت أو أصبت، ومن ذلك ما أنشده الكميت في حضرة ذي الرمة:
هل أنتَ عن طلبِ الأيْفاعِ مُنقَلِبُ
أم كيفَ يَحسُنُ مِن ذي الشَّيبةِ اللَّعِبُ؟
فقال ذو الرمة: ويحك! إنك لتقول قولاً ما يقدرُ إنسانٌ أن يقولَ لكَ أصبتَ ولا أخطأت، وذلك أنك تصف الشيء فلا تجيء به ولا تقع بعيداً عنه، بل تقع قريباً.
وفي هذه المرحلة أيضاً بدأ الحديث يدور حول السرقات الشعرية، ومن ذلك أن لقي الفرزدق كثيّراً بقارعة البلاط، فقال له: يا أبا صخر، أنتَ انسبُ العرب حين تقول:
أريدُ لأنسى ذكرها فَكَأنّما تَمَثَّلُ لي ليلى بكلِّ سبيلِ
يُعرّض له بسرقته من جميل بثينة، فقال له كثير: وأنت يا أبا فراس أفخر الناس حين تقول:
ترى الناسَ إذا ما سِرنا يسيرون خلفنا وإن نَحنث امأنا إلى الناسِ وَقَّفوا
وهذا البيت أيضاً سرقه الفرزدق من جميل، وفي هذا دليل على انتباههم للسرقات منذ عهد مبكّر.
عرض النقاد في ذلك العصر كذلك لصفات الألفاظ، فعابوا من الشاعر أن يتراوح أسلوبه بين جزالة البدو ورقّة الحَضَر في التعبير عن المعنى الواحد، ومن ذلك ما ذكره الهيثم بن عدي أن قال له صالح بن حسان: هل تعرف بيتاً نصفهُ أعرابيّ في شَملة، وآخره مُخَنّثٌ من مخنثي العقيق؟ فقال الهيثم: لا أدري، قال: قد أجّلتكَ فيه حولاً، فقال الهيثم: لو أجلتني حولين ما علمتُ. قال: قولُ جميل: "ألا أيّها النُوّامُ ويحكم هُبّوا" هذا أعرابيفي شَملة، ثم قال: "نُسائلكم هل يُقتلُ الرجلُ المُحِبُّ؟ " كأنه والله من مخنّثي العقيق".
ومما أخذوه على الشعراء أن يقلّد بعضهم بعضاً في أسلوبه الشعري أو طريقته الفنية التي عُرِفَ بها، وذلك كتقليد جميل لعمر بن أبي ربيعة في حواره القصصي. وقد جاء في الأغاني أن عمر بن أبي ربيعة حين أنشد بثينة وقالت له: والله يا عمر لا أكون من نسائك اللاتي يزعمن أن قد قتلهنّ الوجد بك، قال لها قولَ جميل:
وهما قالتا لو أنّ جميلاً عَرَضَ اليومَ نظرةً فَرآنا
بينما ذاك منهما وإذا بِي أعملُ النَّصَّ سَيْرةً زَفيانا
نظرت نحو تِربِها ثم قالت قد أتانا – وما علمنا- مُنانا
فقالت: إنّه استملى منكَ فما أفلح، وقد قيل: اربِط الحمار مع الفرس، فإن لم يتعلم من جَريه تعلّمَ مِن خُلُقِه" وهي بهذا تشير إلى تأثر جميل بطريقة عمر في الحوار القصصي وعجزه عن بلوغ مستواه في ذلك.
هذا هو عصر ابن أبي عتيق الذي عاش فيه، وتأثر بأحداثه وانفعل، وقد اشتهر بالفضل والنسك، والصلاح والعفاف، كما عرف بالظرف والدعابة والفكاهة، والميل إلى اللهو والمزاح والغزل، وإلى جانب ذلك فقد كان مولعاً بالغناء، محباً للأدب والشعر، ناقداً له، فسعى إليه معاصروه ينشدوه أشعارهم فينقدها بعين الحاذق البصير بما فيها من مواطن القوة والعف.
ابن أبي عتيق الناقد:
(يُتْبَعُ)
(/)
ظهرت في الحجاز العديد من الشخصيات النقدية التي أثر عنها الكثير من النقد، وأكثرها إثراءاً شخصية ابن أبي عتيق، فقد ملأ الحجاز نقداً ظريفاً لأكثر شعراء الغزل في عصره، وكان يعتمد في نقده على ذوق مرهف وحِسّ مترف، وقريحة وقّادة، وبصيرة نافذة في التمييز بين جيّد الشعر ورديئه، صحيحه وزائفه، وإلى جانب ذلك كله كان محيطاً بثقافة عصره ومعارفه، وثيق الصلة بحياته الأدبية، عليماً بتيّاراتها واتجاهاتها، متجاوباً معها.
من الأساليب المميزة لابن أبي عتيق في النقد هو اتخاذه أسلوب السخرية الضاحكة إلى حد الإيجاع أحياناً، وكأنه أراد هذا ليمثل الروح الحجازية بما فيها من رقة وظرف، وأن يجاري روح الشعر المعبّر عن حياة الحجاز المرحة اللاهية، وبالتالي يلائم بين روح الشعر وروح النقد.
لابن أبي عتيق آراء نقدية كثيرة في عدد من شعراء عصره، لكن أكثرهم اهتماماً وعناية بالنسبة له هو عمر بن أبي ربيعة، فقد كان مصاحباً له داعماً لشعره حتى اتهمه نقاد عصره بالانحياز إليه، لكنه كان يقوم بهذا ليدفع عمر نحو الغناء والنظم وملئ الحجاز بالإبداع والغناء، وبالتالي يخدم الشعر، وإنه في مجاراته له لم يكن مُطلَقاً، بل وضع حدوداً لم يتعداها، فهناك حدود لِما يصِح أن يوافق صاحبه أو يخالفه فيه من حيث المبدأ والقيم الأخلاقية والسلوك.
لقد جاء نقد ابن أبي عتيق في صور متعددة، وهي صور جزئية تضمنت آراءه وملاحظاتِه النقدية، و هذه الصور على النحو الآتي:
أ. التعليقات:
وتتمثل في صورة تعليقات ظريفة ليست في صميم النقد، وإنما تأتي على هامشه، وهي إن دلّت فإنها تدلّ على ذوق الناقد، وبصره بالشعر، وبما يستجاد أو لا يستجاد منه. وتتميز هذه التعليقات بالإيجاز والدعابة الساخرة، والتلميح دون التصريح، ثم بالعبارة التي تحاول محاكاة الشعر في لغته وبلاغته.
لا تدخل هذه التعليقات في النقد إلا من باب التجوُّز، ولكنها مما استحدثه نقاد الحجاز من أمثال ابن أبي عتيق، والمخزومي، وهناك الكثير من الأمثلة على هذه التعليقات نورد منها مثالاً واحداً:
"أنشد عمر بن أبي ربيعة قصيدة ذكر فيها جاريةً له توسّطت في الصلح بينه وبين إحدى صواحبه، وقد وصف عمر هذه الجارية في القصيدة بقوله:
فبعثنا طَبَّةً عالمةً تخلِط الجِدّ مراراً باللعبْ
تُغلِظ القولَ إذا لانت لَها وتُراخي عند سَوراتِ الغضبْ
لَم تزلْ تَصرِفُها عن رأيها وتأنّاها برفقٍ وأدَبْ
فقال له ابن أبي عتيق: الناس يطلبونَ خليفةً منذ قُتل عثمان في صفة قَوّادتِك هذه يدبّر امرهم فما يجدونه! "
ب. مقياس العاطفة:
عرض ابن أبي عتيق في أخباره إلى نقد العاطفة في شعر بعض معاصريه، ومقياس الحكم على العاطفة عنده مستمد من مقياس النقّاد السابقين، فيتمثل في مدى صدقِ العاطفة أو عدم صدقها؛ فالعاطفة الصادقة في نظره هي ما تنبعث من أسباب صحيحة غير زائفة أو مُفتَعَلة. فصدق العاطفة عنده عنصر من عناصر الجمال في الشعر، وعلى الشاعر أن يكون أميناً مع نفسه وعواطفه، فلا يعبّر إلا عمّا يشعر به أويعنيه حقاً، وقد كان أحياناً يوازن بين الشعراء من حيث صدق عاطفة كلّ منهم، ومن أمثلة ذلك أن حضر ابن أبي عتيق عمرَ ابن أبي ربيعة وهو ينشد قوله:
ومَن كانَ محزوناً بإهراق عَبرَةٍ وَهَى غَربُها فَلْيأتِنا نُبكِه غَدا
نُعِنْهُ على الإثكالِ إنْ كانَ ثاكِلاً وإنْ كان مَحرواباً وإنْ كانَ مُقصَدا
فلمّا أصبح ابنُ أبي عتيق أخذ معه خالد الخِرِّيت وقال له: قُم بنا إلى عمر. فَمَضيا إليه، فقال له ابن أبي عتيق: قد جئناكِ لِموعِدِك. قال: وأي موعدٍ بيننا؟ قال: قولُك "فَليأتِنا نُبكِه غدا". قد جئناك، والله لا نبرح أو تبكيَ إن كنتَ صادقاً في قولك، أ, ننصرف على أنك غير صدق، ثم مضى وتركه.
ج. مقياس المعنى:
(يُتْبَعُ)
(/)
اتخذ ابن أبي عتيق أربعة مقاييس لقياس المعنى والحكم عليه، وأول هذه المقاييس هو الوضوح والغموض، فما يحتاج إلى تُرجمان يترجمه ليس بشعر، والمقياس الثاني هو الصدق والكذب، فيرفض المعاني التي يغالي في ها الشاعر ويغرق، ويرفض كذلك ما امتنع عقلاً وعادةً، فيأخذ على الشاعر أنه يكذب على نفسه وعلى الناس حين يدّعي ما لا يقدر عليه حقّاً وصدقاً، فينتقده بسخريته المعهودة، وهو في هذا آخذ بمقياس الجاهليين في نظرهم إلى المبالغة، فيرى في التبليغ والإغراق والغلوّ مفسدة للمعنى ومنافَيَةً للصدق.
ومن مقاييس المعنى التي اتخذها ابن أبي عتيق كذلك مقياس الصحة والخطأ، فالخطأ قد يصيب المعنى أو يتطرّق إليه من ناحية الجهل بالمدلول اللغوي للألفاظ، أو الجهل بالحقائق، أو من ناحية مخالفته للواقع والطبيعة، أو عدم مطابقته لحال المتكلم أو نوع ثقافته، فيرفض أن ننسب كلاماً إلى متكلم لا يليق بثقافته أو بحاله الفكري وعلمه، ومن المقاييس أيضاً التي قاس بها المعنى "الوفاء بالمعنى"، وذلك بأن يستوفي الشاعر كلّ ظلال المعنى وأن يأتيَ به تاماً كاملاً. وفي هذه المقاييس كلها كان ابن أبي عتيق يحكم على الشعراء ويوجه لهم النقد الساخر الموجع، وهي جليّة في الكثير من أخباره.
د. الموازنات الشعرية:
وُجِدَت الموازنة في النقد العربي منذ زمن طويل، فكن التفضيل بين شاعر وآخر، وبين شعرٍ وشعر، ولكن الاحكام فيه كانت في أغلبها عامة غير معللة، وامتد هذا النوع من الموازنات إلى النقد في بيئة الحجاز أيام بني أمية، كالموازنة التي فضّل فيها كُثيّر جميلاً على نفسه، ولكن إلى جانب هذا الموازنة فقد ظهر صور أخرى لها، يبنى فيها الحكم على التعليل، فيلتفت الناقد إلى جوانب غير مسبوقة، وكان ابن أبي عتيق الوحيد الذي اتجه إلى توسيع مجال النقد من هذه الناحية، ففي الموازنات التي عقدها بين بعض الشعراء يتجاوز التعليل إلى بحث قضايا كمن صميم النقد، ومن هذه الموازنات العديدة نورد الموازنة التالية:
"زاره في المدينة كُثيِّر عزّة فاستنشده فأنشده كُثيّر قصيدته التي مطلعها:
أَبائنةٌ سُعدى؟ نعم سَتَبينُ كما انبَتَّ من حبلِ القرينِ قَرينُ
حتّى بلغ إلى قوله:
وأخلَفْنَ ميعادي وخُنّ أمانتي وليس لِمَن خان الأمانةَ دينُ
فقال له ابن أبي عتيق: أَعلى الأمانة تبعتَها؟ فانكفّ- كُثيّر- واستغضب نفسه وصاح وقال:
كَذَبنَ صفاءَ الودِّ يومَ مَحِلِّهِ وأنكدنَني مَن وَعدُهنَّ دُيونُ
فالتفت إليه ابنُ أبي عتيق فقال: وَيْلَك! أوَ للدَّين صَحبتهنّ يا ابن أبي جمعة؟ ذلك والله أملح لهنّ، وأشبه بهنّ، وأدعى للقلوب إليهنّ. وإنما يوصفنَ بالبخل والامتناع، وليس بالوفاء والأمانة. سيِّدُك ابن قيس الرقيّات كان أعلمَ وأشعرَ منك، وأوضَعَ موضعه منهنّ! أما سمعتَ قوله:
حَبَّ ذاكَ الدَلُّ والغُنُجُ والتي في طَرفِها دَعَجُ
والتي إن حدّثتْ كذبتْ والتِي فِي وعدِها خَلَجُ
وترى في البيت صورَتَها مثلما في البِيعةِ السُّرُجُ
خبِّروني هل على رجلٍ عاشقٍ في قُبلةٍ حَرَجُ؟
فقال كثير للسائب راويته الذي كان معه: قم بنا من عند ها، ثم نهض ومضى"
نلاحظ مما سبق أن ابن أبي عتيق تناول شيئاً جديداً على النقد في تلك الفترة، وهو صدق التجربة الشعرية، وينبع هذا الصدق من معايشة التجربة لا من تخيّلها، ومن اتعمق في فهم طبيعتها وأبعادها ومن التعامل معها على أساس القيم العاطفية، وانطلاقاً من وجهة النظر هذه تأتي موازنة ابن أبي عتيق كاشفة عن حقيقتين؛ أولاهما أن الموازنة تمّت بين كلام شاعرين وهي مشفوعة بالعلل والأسباب، والثانية أن ابن عتيق التفت إلى صدق التجربة وأثرها في قيمة الشعر وميزان النقد، وهذه الالتفاتة مبكرة، ولكنها محاولة في سبيل تطوير الموازنات الشعرية الانتقال بها خطوة عى طريق النقد القويم.
لم يكتفِ ابن أبي عتيق بمقياس صدق التجربة في موازناته، بل اعتمد على دقّة المعنى، ولطف المدخل، وسهولة المخرج، ومتانة الحشو، وتعطُّف الحواشي، ووضوح المعاني، وبساطة الفهم، فهي قيم جمالية نقدية لا بد من الاستعانة بها لادراك موان القوة والضعف في الشعر، ويزيد على هذه القيم صدق العاطفة والتأثير في عواطف ومشاعر السامعين وبلوغ الوفاء بالغرض والتعبير عنه.
ابن أبي عتيق وتشبيب عمر بنفسه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنشد عمر بن أبي ربيعة ابنَ أبي عتيق في أحد الأيام قائلاً:
بينما يَنعَتنَنِي أبصرنَنِي دونَ قِيد الميل يعدو بي الأغرّْ
قالت الكبرى: أَتَعرِفنَ الفتى؟ قالت الوُسطى: نعم هذا عمرْ
قالت الصغرى وقَد تَيَّمتُها: قد عرفناهُ ... وهل يخفى القَمَرْ؟
فقال له ابن أبي عتيق: أنت لم تنسُب بها، وإنما نسبتَ بنفسك! كان ينبغي أن تقول: قلتُ لها فقالت لي، فوضعتُ خدّي فوطِئَت عليه!
التحوّل في مقياس النقد
أخذ المجتمع الحجازيّ في العصر الأموي يتحضّر بفعل عوامل شتّى جديدة طرأت عليه من الداخل والخارج، وكان الطابع الغالب على الحياة الحجازية الجديدة في هذا العصر هو طابع الترف في كل شيء، وقد مسّ هذا الترف الشعر، فتغلغل في موضوعات ومعانيه وصوره، كما مسّ ديباجة هذا الشعر المتمثلة في في ألفاظه وصياغته وأسالبيبه، فهي ديباجة أبعد ما تكون عن الجفوة والغلظة، والتعقيد والالتواء، والغموض والإبهام، وما أشبه سماتها بسمات الحياة الظاهرة والباطنة التي كان يحياها شعراء الغزل في الحجاز.
ونتيجة لهذا ظهر في الحجاز جانبين من النقاد، كلّ منهما يسير وفق مقياس يرضيه ويناسب تفكيره، وكان الجانب الأول ممثلاً في دعاة ومؤيدي الغزل الصريح وعلى رأسهم عمر بن أبي ربيعة، فقد كان المغنون يتلقّفون الجديد منه ويضعون الألحان ثم يتغنون به والكثيرون ينشرونه هنا وهناك لما له من تأثير يشبه السحر عليهم، ومن النساء من كانت تدوّنه في دفتر وتدخل به على نساء اخريات، بل كانت الكثيرات يأتين إلى الحج من أجله.
على الجانب الآخر كان التيار المعارض لهذا الشعر، يرفضه لأن منافٍ للقيم والأخلاق الإسلامية، وهم المتشددون في دينهم من أهل الحجاز، فيرفضون ما في الغزل الصريح من إباحية يُخشى منها على أخلاق النساء، وتلك الطائفة هي التي كانت تقيس الشعر على مقياس الرسول –عليه الصلاة والسلام- والذي استوحاه من تعاليم الإسلام وقيمه الأخلاقية، والقائل: "إنما الشعر كلام مؤلف، فما وافق الحقّ منه فهو حسن، وما لم يوافق الحق منه فلا خير فيه".
فهو مقياس يتخذ الحق أساساً له، ويدعو إلى التمسك بالفضائل ومكارم الأخلاق، فالحسنُ من الشعر طبقاً لهذا المقياس هو ما وافق الحق، وما لم يوافق الحق منه فباطلٌ لا خير فيه، والرسول بهذا أراد أن ينحرف بالشعر عن طريق القيم الجاهلية، وأن يجعله إسلاميّ الروح والمضمون والاتجاه، وبذلك يكون عاملاً من عوامل البناء لا الهدم في المجتمع الجديد.
أدى تتبع النقد للشعر إلى تطوره بتطور الأول، وهذا التطور أدى إلى ظهور مقياس جديد في تلك الفترة في النقد لم يتنبه له إلا ابن أبي عتيق، وهذا المقياس متمثلاً في قوله عن شعر عمر ابن أبي ربيعة:
"لشعر عمر ابن أبي ربيعة نوطة في القلب، وعلوق في النفس، ودرك للحاجة ليست لشعر، وما عُصي الله جلّ وعزّ بشعرٍ أكثر مما عُصي بشعر ابن أبي ربيعة"
ونفهم من هذا القول أن الشعر الذي يلبي نزعات النفوس في عصره، ويدفعها بجمال تصويره وقوة تأثيره إلى عصيان الله في سبيل إشباع رغباتها المكبوتة قد صار من الأصول أو القيم النقدية التي تؤخذ في الاعتبار عند إرادة التفضيل بين شعر وشعر، أو بين شاعر وآخر، وابن أبي عتيق أول من نوّه بهذا المقياس، ولفت الأنظار إليه في مفاضلاته الشعرية، وأبرزه في أحكامه التي قرر بها واقعهاً ملموساً، واتجاهاً موجوداً في شعر معاصريه الحجازيين.
الخاتمة:
رأينا في هذا العرض المتواضع كيف تطور النقد تدريجياً من الذوق والانطباع في العصر الجاهلي إلى اعتماد مقاييس معينة في العصر الأموي، وكل ذلك ناتج عن عوامل عدة، أهمها ظهور الدعوة الإسلامية والفتوحات والانفتاح على الثقافات الأخرى، وأيضاً كأمر طبيعي ذلك التطور في حياة الأفراد وأفكارهم
ورأينا كذلك تلك الميزة التي امتلكها ابن أبي عتيق في النقد، من مصداقية ونزاهة في الحكم، واعتماد مقاييس مميزة، وقبول للشعر باختلاف أصنافه والقول والرواية والنقد فيه، فهو بحق من اهم وأبرز النقاد الذين رسموا الطريق الصحيح لاستمرارية النقد ومواكبته الشعر وموضوعاته المتجددة بتجدد العوامل والظروف الحياتية
ونهاية أرجو أن اكون قد نجحت في عرض المادة وتقديما بشكل منظم وجيد شكلاً ومضموناً، وأخيراً أسأل الله الخير والفائدة، وأشكره وأحمده وأصلي وأسلم على رسوله الأمين
"الحمد لله ربّ العالمين"
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 03 - 2008, 11:48 م]ـ
نظرة شاملة، وتلخيص لفحوى الكتاب.
شكرا لك.
ـ[أحمد القرني]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 01:02 ص]ـ
أشكرك من صميم فؤادي
أفدتنا لاحرمت الأجر(/)
لتكن من طبقة الخاصة
ـ[الأخفش الأوسط]ــــــــ[25 - 03 - 2008, 07:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا يعرف نظرة ابي تمام الى من حوله .. وكيف قسم المحيطين به والملمين
باغراض شعره المخفية قسمين: طبقة العامة والخاصة
ما يعنيني هو: ما تتامله انت في قوله في بائيته:
لو بينت قط امرا قبل موقعه ** لم تخف ما حل بالاوثان والصلب
لندخل عالمه باستفسارات ثلاث رئيسة توصلنا الى مراده المكتنز .. اولها:
ماذا قال الشاعر؟ والثانية: كيف قالها الشاعر. والثالثة المهمة: لماذا قال
الشاعر هذا .. مستانسين بذلك بنظرية الاضافة المعنوية (ظل المعنى)
فهاته مفاتيح الدخول لطبقة ابي تمام الخاصة .. تمثلوها وأتحفونا(/)
مراهقتي ...
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 10:17 ص]ـ
رفقاء الأنس وصحبة التنادم هنا في فصيح العلم والأدب ..
أما بعد ..
فقد كنت ذات مساء حالم، أقلّب صفحات نفسي، وأغوص في أعماقها، أريد أن أستكنه مرامي هذه النفس الشموس، وأخاطب هذا القلب الجافي! ياترى .. ما الذي دهاك ياهذا وقد كنت حالم الحس، ريّان العاطفة ... وما كدت أؤوب من صوفيتي هذه إلى دنيا الناس .. حتى وجدتني أبيّض هذه الوُريقات، وأنتهي من هذه الرسالة، والتي أسميتها "مراهقتي" ... أرجو من فضلاء الفصيح إبداء الرأي حولها، وإجراء النقد في تراكيبها، وإيقاف العبد الضعيف على أصول إخوان الصفاء من أحلاس الأدب وأقطابه ...
أقول فيها ...
سقى الله تلك السنين الخوالي بالصَّيِّب الهتون .. كنت أجتاز تلك المرحلةِ من العمر فتىً غضَّ الإهاب مرهف الحس مشبوب العاطفة، أرى ما حولي من الطبيعة والناس والأشياء عرائسَ حورٍ ترفُّ حولي بالسرور، وحمائمَ بيضٍ تحوم فوقي بالسّعود، وأطيافَ سحرٍ تملأ جوانحي بالنشوة واللذة.
كنت في كل مساء حالم؛ آوي إلى مخدعي الوردي، فأضع على الوساد رأساً مزدحم الفكر، وخيالاً مضطرب الصور، وعواطفَ مبهمة الشكل، فأسبح معها في فضاءٍ من السرور والغبطة، وتهاويل موشّاة بالمتعة والطرفة.
يومي هو عيدي .. ولحظتي هي مناي .. أمضي إلى غايتي في الحياة غير هيّاب ولا وجِلْ .. اُُسقط الماضي من ذهني، وأُحِلّه مَحَلّ النسيان من قلبي، فأطويه في ضمير الغيب، ولا أسرّح النظرَ الحائرَ في الأفق الغابر، لأنظر في صحيفة القدر، وأكشف الغطاء المحجوب.
أشعر بفيضٍ من عواطف سيّالة، ومشاعر جيّاشة، تتنزّى في ذهني وتتوقد في خيالي، ما ينفكّ وهيجُها المقرورُ يضطرم في الحشايا اضطرام الفصيل على الرمضاء الحارقة، تطلب الاستعلان عن نفسها في قصة حب أو نظرة ودّ أو بسمة ثغر. إذا أبصرتني في النَّديِّ أبصرتَ فتىً عيّ اللسان، ساهم الطرف، منقبض النفس، لا أكاد أُرْسِلُ سَهْلَ الكلام إلا في تلعثم وبطئ.
أنظر إلى الجمال بعيني قلبي، وأنفذ إلى النفس بشعاع روحي؛ فأرى سهوم العشق في اللحظ الحيي، وبارق الهوى يلوح على الثغر البسّام .. عالمي عبارة عن رقعة حالمةٍ مصبوغةٍ بألوان الطيف، ومنضورةٍ بأزهار الربيع، تُظِلّه سحايب المنى، وتحُفُّه أطيارُ الهوى، وتنفحه نوافح الفردوس .. كل ما حولي يشعّ نوراً ويشيع حُبورا .. فأذناي مرهفتان لعازف الهوى، وفؤادي الصادي مرعىً للعاشق الهيمان ..
هكذا ياقارئي قطعتُ مراحل عمري الأنيس .. فليتنا اليوم إذ غاضت ينابيع المسرة، وجفّت أوراق الحياة، صرخنا في أذني الدهر صرخة الجازع المكروب، ليُبقي لنا صدى تلك الأماني العذاب، وصورة ذلك الدهر الحالم، ما نستعين به على جهاد الحياة المرير الواصب ...
ـ[لمار]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 12:27 م]ـ
كلمات جميلة
استمتعت بقراءتها ..
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 02:09 م]ـ
... وحروفٌ مُعْجَبة، خطّتها أناملك لمار ..
جزيت خيراً أخيّة ..
ـ[الوافية]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 05:19 م]ـ
حياك الله أخي سليك بن سلكة.
لست من رواد منتدى النقد الأدبي. ولم أعقب على أي من مواضيعه (باستثناء مشاركتك السابقة).لأن خبرتي في النقد قليلة.
لكني أصدقك القول فقد استمتعت بقراءة ماتخطه أناملك. وإني لأغبطك على هذا السيل الوارف من الألفاظ الجميلة والصور البديعة. أبعد الله عنك الهموم
ودمت مبدعا.
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 11:05 م]ـ
وحيّا الإله هذا القلم المبارك من أختي الوافية، وأسعد الله أيامكِ بكل خير.
ولإن غبطتني بما نثره قلمٌ عاجزٌ هنا، فإني لأغبطك على سمو خلقك، وجمال لفظك، ورقّة عبارتك ..
وكم في مقال العاجز من عور، ولكن الكريم غضيض الطرف، يأخذ الحسن ويدع القبيح ..
أسعدك الباري ويسر لك الخير حيثما توجّهت ..
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[26 - 03 - 2008, 11:37 م]ـ
مخدعي الوردي،
وا اسفاه، مخدعك وردي!
صعلوك ينام على مخدع، والأمرُّ من ذلك مخدع ورديّ! صعلوك رافه
:)
دمت موفقا ومتميزا أيها السليك
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[27 - 03 - 2008, 01:32 ص]ـ
أضحك الله سنّك يأخا الود ..
الصعلكة على أيام سليك كانت Five Star، وعلى أيامك طيحني يابابا ..
دمت مشاكساً جميلاً ..
ـ[أحمد القرني]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 12:57 ص]ـ
شكرا لك على ماأفدتنا به وجزيت خيرا
ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 01:21 ص]ـ
الشكر موصول لك أيضاً أيها الحبيب ..
وشكر الله طيب قولك وعبور طيفك ولطف ثناءك ..(/)
مقال عن النقد الأدبي
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 01:28 م]ـ
أحتاج مقالا عن النقد الأدبي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[31 - 03 - 2008, 06:00 م]ـ
في أي فرع؟(/)
ضروري جدا
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 09:56 م]ـ
اريد جمع أكبر قدر ممكن من آراء النقاد في ديوان (تباهي) للشاعر محمد الحفظي؟
وما هي المراجع التي يمكن أن تفيدني؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[31 - 03 - 2008, 05:58 م]ـ
أرجو أن يفيدك هذا ( http://www.alriyadh.com/2007/08/02/article269631_s.html).
و هذا. ( http://www.alhifzi.com/aqlaam/abo-ajamyyah.htm)
و لعلك تجد شيئا في الدراسات النقدية الحديثة للشعر السعودي.
موفق.
ـ[مشعل الليل]ــــــــ[06 - 04 - 2008, 09:20 م]ـ
:::
هل من الممكن أن تذكري بعض من هذه الدراسات النقدية مع ذكر أسماء المؤلفين؟
وشكرا.وفقك الله.(/)
أريد ديوان أحد الشعراء
ـ[المضاف]ــــــــ[31 - 03 - 2008, 03:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:::
أخواني عندي بحث في البلاغة
بعنوان (دراسة التشبيه في ديوان أحد الشعراء السعوديين)
ممكن تفيدوني عن ديوان شاعر من الشعراء؟؟
بارك الله فيكم:)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[31 - 03 - 2008, 05:42 م]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ستجد العديد من أعمال الشعراء السعوديين في موقع أدب.
ـ[أحمد القرني]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 12:51 ص]ـ
شكرا لك وضحاء تفردتي بالرد
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 06:18 م]ـ
http://www.yth.cc/
اليك هذا الشاعر السعودي الراقي اخي الكريم.(/)
من يعرف
ـ[ابو الحسن علي]ــــــــ[03 - 04 - 2008, 12:10 م]ـ
السلام عليكم
اخوتي الكرام
من منكم يعرف تفاصيل عن حياة الشاعر العراقي (محمود البريكان)
احد رواد الشعر الحر بعد السياب والملائكة
اريد تفاصيل عنه وعن سيرته الادبية
ولكم شكري واعجابي
وللعاملين في هذا المنتدى
ارجو من الرب العزيز ان يكرمكم به يوم يلقائكم
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[03 - 04 - 2008, 12:23 م]ـ
ولد محمود البريكان عام 1934، ويعتبره معظم النقاد واحداً من رواد الشعر الحديث في العراق. وعرف بعزلته، وعزوفه عن النشر، فهو لم ينشر خلال (54) عاما من عمره الأدبي سوى (85) قصيدة، نشرت على فترات متباعدة، ولا تشكل الا نسبة قليلة من إنتاجه الشعري.
بدأ محمود البريكان،، مع زميله البصراوي بدر شاكر السياب في وقت واحد تقريبا. لكنه لم ينشر شيئا من بداياته الشعرية، كما فعل السياب ونازك الملائكة والبياتي، ما عدا قصائد قليلة نشرها في مجلة «المعلم الجديد» التي صدرت بعد ثورة الرابع عشر من يوليو (تموز) 1958. قال عنه السياب مرة انه شاعر كبير، وتمنى ان ينشر شعره اسوة بزملائه الآخرين، ليحتل المكانة التي يستحقها في خارطة الشعر العراقي المزدحمة بالاسماء المهمة آنذاك. لكن البريكان تحصن بصمته، وربما استعذبه. وشيئا فشيئا تحول الى اسطورة غذتها حكايات كثيرة عن اسباب صمت شاعر مثله، وعن طبيعة حياته التي لا يعرف دقائقها احد. وينظر البريكان للشعر نظرة تنطلق من موقف فلسفي عميق، فالشعر عنده مسؤولية كونية. يقول عن ذلك" أن الشعر فن لا يقبل التسخير، ولا يحيا مع الحذلقة، ليس الشعر وسيلة لتحقيق إي غرض مباشر، ولا طريقة للتنفيس عن عواطف فجة ومن ثم فهو لا يخضع للتنظيم الخارجي. وقلما يعكس رغبات الشاعر اليومية، لأن منطقته، منطقة ألذات العميقة، فالشعر هو أبن النزوع الإنساني، وموضوعه الأساس تجربة الوجود بكل شمولها». قتل البريكان عام 2002 وهو في بيته في حادث مايزال يلفه الكثير من الغموض.
أروي لكم عن كائن يعرفه الظلام
يسير في المنام أحيانا، ولا يفيق
أصغوا اليّ أصدقائي! وهو قد يكون
أي امرئ يسير في الطريق
في وسط الزحام.
وقد يكون بيننا الآن، وقد يكون
في الغرفة المجاورة. يمط حلمه العتيق!
...
اعتاد أن ينهض حين تقرع الساعة
دقاتها السبع، ويعلو صخب الباعة
يفتح مذياعه
يصلح شاربيه أو يدهن عارضيه
ويرسم ابتسامة غبراء خداعه
على زوايا شفتيه، ثم في عجل
يمضي إلى العمل.
يمر بالناس الكثيرين وبالأشجار
فلا يرى شيئا .. وقد يبتاع في الطريق
جريدة يقرأ منها آخر الأخبار
وهو غريق يعد في سباته العميق ...
...
إن له وجها كوجه الناس أجمعين
لكن إذا رأيته يلهث في العتمة
تجده كالذئب الذي أيقظت الظلمة
أسراره، فهو مخيف خشن حزين
...
ماضيه لا يعرف الا انه بعيد
بداية غامضة من حلم مديد
ليس له مدى.
حاضره ليس له صوت ولا صدى.
منشودة! يفلت من كفيه ما يريد.
فهو هنا شبح
وكائن وحيد
لا يعرف الفرح!
وهو نداء ميت أبح
في مجهل بعيد ...
...
يا أصدقائي هل عرفتم ذلك المخلوق
الشاحب الذي يجف صوته المخنوق؟
الكائن المخدر الهائم في المنام؟
الكائن الذي تبثّ كفه الصفراء
من حوله أشياء
ترعبه
أشياء
لا يمكن القبض عليها مرة أخرى!؟
يعرفه الظلام
تعرفه برودة الليل! وقد يكون
أي امرئ ترونه يسير في الطريق.
* من مجموعة الأولى
«حارس الفنار» (1958 - 1969)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[03 - 04 - 2008, 12:26 م]ـ
محمود البريكان الذي اغتيل بطريقة آثمة الرجل العراقي الهاديء والشعرية الصارخة أحد مدوني المرحلة الراهنة , كتب القصيدة الحديثة بروح عراقية متألمة. فهو الرافض ان ينشر أي نص في اي مطبوع رسمي تابع لحكومة الابتزاز لدليل على موقف سياسي كبير في وقت تهاوت الكثير من الاسماء تحت وطأة البحث عن الذات ولو على حساب الوطن والأنسان العراقي. يقول عبد الرحمن طهمازي" حين كان محمود البريكان يحلل تاريخ القتل والتعذيب وكل فنون ايذاء الأنسان تحليلا شعريا متمرسا كان فيما يبدو يعد مصرعه يجهز تاريخ شعرنا العراقي بوصية ثمينة تتعلق بدفاع الشاعر عن العدالة التي لاتتجزأ"أضف الى ذلك قول بدر شاكر السياب في وصفه"" محمود البريكان شاعر عظيم لكنه مغمور بسبب نفوره من النشر.كان من الذين اعتنقوا الحداثة من باب الاضافة والتمسك بروحية النص العربي الاصيل وليس للتجرد من القديم على انه موروث لابد التخلص منه ..
انا في انتظار سفينة الاشباح تحدوها الرياح
في آخر الساعات قبل توقف الزمن الاخير
في اعمق الساعات صمتاً: حين ينكسر الصباح
كالنصل فوق الماء حين يخاف طير ان يطير
في ظلمة الرؤيا
سأركب موجة الرعب الكبير
واغيب في بحر من الظلمات ليس له حدود
انا في انتظار الزائر الآتي .. يجيء بلا خطى
ويدق دقته على بابي، ويدخل في برود
انا في انتظار الغامض الموعود .. تحمله الوعود
والريح .. بوشك ان يحل الوقت
والدفق الطويل .. خالٍ
وليس هناك ظل سفينة
يبدو الوجود ..
كالقوس مشدوداً ..
لكن لا علاقة للرحيل(/)
المنهج النفسي
ـ[نوف]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 11:16 م]ـ
السلامـ عليكم أيها الأحبة
أريد كتبا إلكترونية، أو مواقع مفيدة تحمل في طياتها جميع النقاط المهمة في موضوع المنهج النقدي النفسي.
أحتاجها ضروري.
شاكرة لكمـ ومقدرة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 06:43 م]ـ
وعليك السلام والرحمات
تفضلي عزيزتي
هذا الكتاب ( http://www.awu-dam.org/book/98/study98/125-z-m/ind-book98-sd001.htm)
ـ[نوف]ــــــــ[06 - 04 - 2008, 04:15 م]ـ
شكرًا لكـ وضحاء
كما عهدتكـ - رهيبة -:)
ـ[متلثمة بشماغ غاليها]ــــــــ[07 - 01 - 2009, 12:40 ص]ـ
لا أعلم ولكن لم يفتح معي الكتاب لأني أنا الأخرى أريده
ـ[الحصماني]ــــــــ[08 - 01 - 2009, 03:56 م]ـ
لا أعلم ولكن لم يفتح معي الكتاب لأني أنا الأخرى أريده
اذا اردت فتح الكتاب اولا اضغطي على الرابط تنزيل نسخة مضغوطة من الكتاب وبعد التنزيل فكي الضغط وسينفتح الكتاب
ـ[الحصماني]ــــــــ[08 - 01 - 2009, 04:10 م]ـ
تعميما للفائدة ثمة كتب كثيرة تناولت تطبيقات علم النفس في النقد الادبي منها:
1 - الاسس النفسية للابداع في الشعر - مصطفى سويف
2 - مطلع القصيدة العربية ودلالاته النفسية -عبدالحليم الحفني
3 - التحليل النفسي والادب -جان نويل
4 - التفسير النفسي للادب-عزالدين اسماعيل
5 - الاتجاه النفسي في نقد الشعر العربي -عبدالقادر فيدوح
6 - الاسس النفسية للابداع - يوسف مراد
ـ[شرق]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 05:38 م]ـ
شكرا لك اخي الحمصاني على جهدك الرائع ...
ـ[نون النسوة]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 10:27 م]ـ
لبسام قطوس كتابا جيدا في هذا المجال وهو من منشورات المجلس العلمي الكويتي
وأتذكر ان عضوا هنا نسيت اسمه قام بتصوير بعض بحوث دور النشر هذه فلربما كان من بينها
وفقك الله
ـ[عصام محمود]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 11:56 م]ـ
من الكتب المهمة التي تناولت هذا المنهج مبكرا كتاب النقد الأدبي أصوله ومناهجه لسيد قطب وشرحه بطريقة سهلة ميسرة وهو كتاب يستحق القراءة
ـ[خولة قوال]ــــــــ[03 - 11 - 2009, 05:23 م]ـ
شكلرا والله كنت احتاج هذا البحث بوركتم
ـ[عصام محمود]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 08:24 م]ـ
حمل النقد الأدبي لسيد قطب من هنا
4 shared.com - document sharing - download طظ„ظ†ظ‚ط¯ طظ„طط¯ط¨ظٹ ططµظˆظ„ظ‡ ظˆظ…ظ†طظ‡طظ‡. pdf (http://www.4shared.com/file/113373137/ac560357/___.html)
ـ[دجمال]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 08:05 ص]ـ
مشكووووووووووووووووووووووووووورين(/)
أيَّها الأحبة ... أأرجع بخفي حنين؟؟
ـ[فيض]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 11:50 م]ـ
أحبتي الكرام .. أسئلة لدي تريد جوابا ..
أوَّلها: ماهي مناهج النقد القديمة والحديثة؟ وماهي المدارس النقدية الحديثة؟
الثاني: مامعنى التنويرفي القصيدة؟
الثالث: ماهي الوحدة العضوية؟
أتمنى ألا أرجع كما رجع حنين ... وأتشرف بإسعافكم ولكم شكري ,,,
ـ[فيض]ــــــــ[08 - 04 - 2008, 01:23 ص]ـ
أيُّها الأحبة .... يا عشَّاق النقد ..... بلغ سؤالي الأجل
أسعفوني,,,,
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 02:25 ص]ـ
لن تعود بخفّي حنين، ولكن بكتب. فالإجابة ليست بالقصيرة، إضافة إلى أن الفصيح يمتنع عن الحلول المعلبة.
عد لهذه الكتب:
النقد الأدبي الحديث، أسسه و جمالياته، د. سعد أبو الرضا.
مدخل إلى النقد الأدبي الحديث، د. شلتاغ شراد.
دليل الناقد الأدبي، د. ميجان الرويلي- د. سعد البازعي.
فالإجابة فيها.
موفق بإذن الله.
ـ[فيض]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 06:44 م]ـ
لكِ شكري,,
هذا ما أريد,,,(/)
النقد الأدبي وعلم العروض
ـ[الكناني]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 01:15 م]ـ
السلام عليكم
أخواني أحتاج إلى كتاب أستطيع من خلاله فهم ومعرفة أبجديات وأساسيات النقد الأدبي , شريطة أن يكون واضحاً غير متكلف , أيضاً أحتاج إلى كتاب شامل لعلم العروض بما فيهم القصيدة الحديثة أو قصيدة التفعيلة , راجياً منكم أن يكون واضحاً ايضاً غير مكتلف على حساب المضمون.
هذا وتقبلوا تحيتي
ـ[الكناني]ــــــــ[06 - 04 - 2008, 03:28 ص]ـ
في الانتظار
ـ[الكناني]ــــــــ[06 - 04 - 2008, 10:19 م]ـ
المشاهدات: 17
الردود: لاردود؟!
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[07 - 04 - 2008, 09:01 ص]ـ
لست من المتخصصين في النقد الأدبي لكن ذلك لايمنع من أن أدلي بدلوي فيه إلى أن يعقب أحد التخصصين ممن هو به أعلم .. فأقول ..
من كتب النقد الأدبي: كتاب (النقد الأدبي عند العرب) لـ: إحسان عباس.
و (النقد الأدبي) لـ: محمد مندور. وكتاب (في قضايا النقد الأدبي عند العرب لـ: عبدالحميد جيدة .... هذا ما يحضرني الآن .. أما بالنسبة لكتب تتحدث عن
شعر التفعيلة-فالذي أذكره منها في هذه العجالة-كتب الدكتور:
محمد حماسة عبداللطيف, وهي:
1 - البناء العروضي للقصيدة العربية.
2 - ظواهر نحوية في الشعر الحر (دراسة نصية في شعر صلاح عبدالصبور).
3 - الإبداع الموازي (التحليل النصي للشعر).
ـ[الكناني]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 12:51 ص]ـ
أشكرك ..
في إنتظار البقية.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 02:17 ص]ـ
كتب أساسيات النقد الأدبي، أو المدخل البسيط تجده في كتب تحليل النصوص، وما يحضرني منها الآن كتاب للدكتور سعد أبو الرضا: الأدب الإسلامي بين الشكل و المضمون.
و كتاب: نحو منهج جديد في البلاغة والنقد، للدكتورة: سناء البياتي.
أما ما ذكره الأستاذ سامي، فهي أقرب لتاريخ النقد من تطبيقاته.
موفق بإذن الله.(/)
مفهوم التناص
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[07 - 04 - 2008, 09:48 م]ـ
درس نقادنا القدامى تأثر الأديب بغيره في نص ما تحت عنوان السرقات الأدبية
وانصب اهتمامهم على الشعر خاصة نظرا لأهميته في حياتهم، فهذه بعض الكتب النقدية التي اهتمت بالسرقات الأدبية: كتاب" الوساطة بين المتنبي وخصومه" للقاضي عبد العزيز الجرجاني، فقد وجه تهمة السرقة الى كل من يظهر على نصه التأثر بنصّ لغيره،ولو كان بسيطا أو شكليا، واعتبر المتنبي أول المتهمين.
والأمر نفسه في كتاب" الموازنة بين الطائيين" للآمدي، فهو مليء بالكلام عن سرقات أبي تمام والبحتري.
وكتاب" المثل السائر" لابن الأثير الذي أسهم باضافة ممتازة هي ضرورة التأثير والتأثر في مجموع المعاني لا في مفرداتها،وهو ما يتفق مع الدراسات الحديثة لظاهرة التناص.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 04 - 2008, 02:38 ص]ـ
جزيل الشكر لك عزيزتي عفاف على تسليطك الضوء على كتب المتقدمين لقضية قديمة حديثة.
ـ[بتول]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 12:45 ص]ـ
كل الشكر للأخت عفاف على إشارتها العجلى،لكن وددت لو أفضت الحديث عن مصطلح التناص ورأي النقاد فيه و في المناص و الميتانص ..
ـ[الهمام2003]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 04:59 م]ـ
التناص هو مجموع العلاقات القائمة بين نص أدبي ونصوص أخرى. وفي التراث النقدي العربي فقد عرف الظاهرة مبكرا وأشبعها دراسة وتحليلا، وإن كان بوضوح أقل وتحت مسميات عدة، مثل: التضمين؛ السرقات الشعرية؛ الاقتباس؛ الاحتذاء.
ـ[بونديا]ــــــــ[23 - 01 - 2009, 02:17 م]ـ
أشكر الأخت الفاضلة على التوضيح
ولو أن القدماء من العرب درسوا ظاهرة التناص تحت مسميات عديدة منها
التضمين؛ السرقات،الاقتباس، الاحتذاء، الإجازة، الإغارة، وغيرها
ـ[علي علي محمد]ــــــــ[23 - 01 - 2009, 07:02 م]ـ
أود الإشارة أيضا إلى ما يسمى سقط الحافر فمثلا:
امرئ القيس قال:
وقوفا بها صحبي على مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجمل
وطرفة قال:
وقوفا بها صحبي على مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجلد
فمن الملاحظ أن البيتين لم يختلفا إلا في حرف الميم والدال فهل ممكن أن نعد هذا من السرقات أو التناص أو أنه من باب سقط الحافر؟ في رأيي أنه من باب سقط الحافر للأسباب الآتية:
1ـ طرفة من فحول الجاهلية فلا يمكن أن يسرق شعر غيره
2ـ لايمكن أن يصل التأثير عليه إلى هذا الحد
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[23 - 01 - 2009, 07:51 م]ـ
أود الإشارة أيضا إلى ما يسمى سقط الحافر فمثلا:
امرئ القيس قال:
وقوفا بها صحبي على مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجمل
وطرفة قال:
وقوفا بها صحبي على مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجلد
فمن الملاحظ أن البيتين لم يختلفا إلا في حرف الميم والدال فهل ممكن أن نعد هذا من السرقات أو التناص أو أنه من باب سقط الحافر؟ في رأيي أنه من باب سقط الحافر للأسباب الآتية:
1ـ طرفة من فحول الجاهلية فلا يمكن أن يسرق شعر غيره
2ـ لايمكن أن يصل التأثير عليه إلى هذا الحد
ذكرت في أحد بحوثي رأيا متواضعًا لي حول هذين البيتين؛ إذ أحلت ما حدث فيهما لخلط الرواة في الغالب.
ـ[الحصماني]ــــــــ[26 - 01 - 2009, 11:56 م]ـ
التناص ياسادتي تقنية فنية حديثة يمتلك براءة اختراعها النقاد الغربيون وليس نحن وهو في ابسط صورة يعني إلى أن النص الجديد , قيد الدراسة أو التحليل , ليس نقيا خالصا لكنه يحمل آثار كل النصوص التي ّ قرأها المؤلف " أو أنه " التداخل بين نص و نص آخر أو عدة نصوص "وهذا التداخل ليس اعتابطا في كل الاحوال بل هو تداخل موظف توظيفا فنيا وله ابعاد ودلالات تثري العمل الفني ومن ثم فهو يغاير مفهوم السرقة كون السارق يخفي المسروق قصد نسبته الى الذات.
واذا سلمنا بانتماء السرقات الادبية الى التناص فليست الاشكلمن اشكال متعددة تندرج تحت مفهوم التناص منها:
1 - الاستشهاد وهو الشكل الصريح للتناص
2 - السرقة.
3 - النص الموازي: علاقة النص بالعنوان والمقدمة والتقديم والتمهيد.
4 - الوصف النصي: العلاقة التي تربط بين النص والنص الذي يتحدث عنه.
5 - النصية الواسعة: علاقة الاشتقاق بين النص (الأصلي/القديم) والنص السابق عليه (الواسع/الجديد).
6 - النصية الجامعة: العلاقة البكماء بالأجناس النصية التي يفصح عنها التنصيص الموازي
وغيرها من الاشكال(/)
لماذا أطلق النٌّقاد على أبو تمام شاعر الصَّنعة
ـ[ابن رشيق]ــــــــ[10 - 04 - 2008, 05:36 م]ـ
لماذا أطلق النٌّقاد على أبو تمام شاعر صنعة مع إنه هناك من الشعراء من كانوا ايتصنعون في قصائدهم وينقحونها في العصر الجاهلي.
وعني أنا شخصياً فقد درستُ هذه القضية وأرى فيها إن النٌّقاد قد أطلقوا على أبو تمام شاعر صنعة لأنه كان يمثل ذلك العصر الذي أستقر فيه مفهوم الطبع والصَّنعة لدى النُّقاد.
من يؤيدني على هذا فليكتب إضافة
ومن يعارضني فليأتي بدليله وأكونُ شاكراً له
ومن لديه إضافة فإن هذا بذائقة المتلقي يرتقي
وأشكر كل من قرأ الموضوع
على أبو تمام أخي الكريم على أبي تمام
ومن يعارضني فليأتي بدليله
فليأتِ
مع كل الشكر لك
ـ[ضاد]ــــــــ[10 - 04 - 2008, 10:57 م]ـ
في ديوان أبي تمام \في طبعة دار صادر - بيروت\ مقدمة رائعة جدا للدكتور محيي الدين صبحي, وقد ذكر فيها شيئا في هذا الصدد, لعلك ترجع إليها.
ـ[ابن رشيق]ــــــــ[11 - 04 - 2008, 03:42 ص]ـ
أشكرك جزيل الشكر على تصويب الأخطاء
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 12:41 م]ـ
أولى المعري عنايته لظاهرة لغوية مهمة وهي التطور الدلالي الذي يطرأ على بعض الالفاظ فتتغير دلالتها وتؤدي دلالة جديدة لم تكن معروفة في الأولى وهذه (ظاهرة شائعة في كل اللغات يلمسها كل دارس لمراحل نمو اللغة واطوارها التاريخية)
ومع اهمية هذه الظاهرة في ذاتها من حيث تتبعها لتطور الالفاظ ودلالتها وقيامها ببحث اللغة تاريخياً لمعرفة التطور الحاصل فإن لها دوراً خطيرا في الكشف عن دور الاديب المبدع وقدرته على نقل دلالة اللفاظ الى دلالة اخرى واستحداث علاقات جديدة بين الالفاظ لتؤدي بالضرورة الى دلالات جديدة حيث اشار الى كلمة العبقري فقال (والعبقري ما استحسن مما يبسط ويفرش وكانت العرب تنسبه الى عبقر وهو موضع يزعمون ان الجن تسكنه فكلما رأوا شيئا اعجبهم قالوا: هذا عبقري كانهم يرونه من عمل الجن واتسعوا في ذلك حتى استعملوه في الانس والجن وفي الحديث: (فلم ار عبقريا يفرى فريه) وتعرض المتنبي كذلك لكلمة (الخيمة) في بيتي المتنبي وابن ابي حصينة وأبان التطور الذي طرأ عليها. ويعقب المعري بقوله: (الخيمة في الاصل بيت يتخذ في الصيف من الخشب وأغصان الشجر ثم استعمل في المضارب. والخيمة عند العرب عيدان تنصب وتظلل بخام أو غيره فأما الخيام التي يعرفها الناس فلم تكن العرب تعرفها) فيلاحظ ان المعري (يذكر لنا المعنى الجديد الذي اطلقه الناس في زمانه او قبله على هذه الكلمة مما لم يكن العرب يعرفونه وهو لا ينتقد ذلك بل يقره لأن اللغة وليد ينمو ويكبر ويتحول). وفي بحث المعري للتطور الدلالي كان يلمح الى قضية مهمة وهي ان (نشأة الدلالة…بدأت بالمحسوسات ثم تطورت الى الدلالات المجردة بتطور العقل الانساني ورقيه. وإدراك المعري لهذه القضية ومعالجتها بهذا المنهج المستقيم قد دعاه الى التريث قبل اصدار الاحكام على الشعراء الذين استعملوا الالفاظ في القصيدة على غير ما وضعت له في الاصل واقاموا بين هذه الالفاظ علاقات جديدة لم تكن مألوفة من قبل وهذه العملية تدخل في باب الحقيقة والمجاز وقدرة الشاعر على ربط الالفاظ ربطا جديدا وما الحقيقة والمجاز الا (مظهر من مظاهر التطور الدلالي في كل لغة من اللغات. ان محاولة فهم التطور الدلالي الذي ورد في شعر ابي تمام يفسر رأي المعري الذي قد يبدو غريبا في شعره اذ المعروف ان ابا تمام شديد التكلف صاحب صنعة ويستكره الالفاظ والمعاني وشعره لا يشبه اشعار الاوائل ولا على طريقتهم لما فيه من الاستعارات البعيدة والمعاني المولدة. وقد كان المعري يقر بأن ابا تمام قد اكثر من استعمال الاستعارة في شعره وهذا ما دعا النقاد الى الهجوم عليه. والظن ان عدم تعقيب المعري على استعمال ابي تمام للاستعارة واشارته الى انها موجودة في شعر من تقدمه انما كان يبارك ما جاء في شعره منها ولا يجد عليه بأسا في ذلك. إن الألفاظ هي مادة الاديب ولكن الاديب المبدع يجيء الى الكلمة وهي اداة عادية فيجعلها تدل دلالة غير مألوفة (وأول ما يلجأ أليه ليجعل الكلمة العادية غير عادية هو بأن يستعملها بارتباط غير مألوف) وهذا ما يظن ان أبا تمام قد وفق فيه الى مدى بعيد ورصده المعري بكثير من الاعجاب. في حين يبيح المعري للشاعر ان
(يُتْبَعُ)
(/)
يتحرك بحرية بعد ان يستوعب ما تقدمه من تراث شعري ولا يتعامل مع الشعر بقوانين منطقية صارمة بل يجيز له ان يبتكر ويجدد ويخرج عن مألوف الشعراء وما اعتادوا عليه وكأن المعري قد تيقن ان ابا تمام شيء جديد وظاهرة متميزة في الشعر العربي. أي ان هذا الاستعمال الجديد لهذا المعنى وهذه العلاقات غير المألوفة بين الالفاظ قد أصبحت سمة على ابي تمام وينبغي على النقاد ان يفهموا هذا ويستعملوا أدوات جديدة في تعاملهم مع شعره اذ لا تجدي المقاييس التي اخذوا بها عليه خروجه على سنن الشعر وعدم سيره على نهجها القديم فهو شاعر يختلف عن غيره ويجب ان يفهم على هذا الاساس. إن هذه النظرة الى التطور الدلالي قد جعلت المعري يقف في صف الجديد القائم على القديم الذي يمد الشعر بروح متطورة قادرة على النمو والاستمرار وإن خالفت الذوق المألوف والموضوعات الثابتة. ويتصل بالنقد اللغوي عن الضرورة الشعرية وذلك لأنها (من موضوعات اللغة والنحو المهمة) كما انها تدخل في باب الخطأ اللغوي الذي يقع فيه الشاعر وقد اختلفت الاراء حولها فبعض النقاد جوز للشاعر استخدامها وغيرهم عدها خطأً يقع فيه الشاعر ينبغي الابتعاد عنه وقد كان للمعري فيها نظرات كثيرة اذ كانت من (ابرز معالم نقده اللغوي) لذا كان لزاما ان تعرض هذه النظرات بشيء من التفاصيل.الضرورة الشعرية هي ما يضطر الشاعر (الى اللجوء اليها والتي يخرج فيها عن قواعد اللغة والنحو من الزيادة والنقصان والاتساع وسائر المعانى من التقديم والتأخير والقلب والإبدال. تحدث المعري عن الضرورة وقد قسم الضرورات الى ثلاثة انواع من حيث سماعها وشذوذها وهي (مقيسة ومسموعة وشاذة عن القياس والسماع) وهذا التقسيم يعتمد على استخدام المتقدمين لها فهي مسموعة أي وردت في شعر المتقدمين وسمعت عنهم ومقيسة على هذا المسموع اما الشاذة فهي ما خرجت عن السماع والقياس وقسم الضرورات ايضا الى ثلاثة اقسام من حيث موقع الضرورة في الكلمة الى ضرورة (صدرية وعجزية وحشوية) وهو كما يظهر تقسيم دقيق يظهر ان الضرورة لا تنفرد بموقع خاص في الكلمة بل ربما وقعت في صدرها او وسطها او اخرها كما قسم الشعراء في ضوء الضرورة الى ثلاثة انواع (مصيب ومخطيء ومضطر) وبموجب هذا التقسيم فالمعري يخرج الضرورة من دائرة الخطأ اللغوي الى الاضطرار الذي يجوز للشاعر استعماله دون خوف الوقوع في الخطأ. وبعد عرض هذه التقسيمات يستنتج ان المعري يبيح الضرورة للشعراء ولكن بقدر محدود وبعد الذي تقدم من كره المعري للضرورة فهو قد اجازها بقدر محدود والظن ان سبب هذا احساسه بالاختلاف الواقع بين الشعر والنثر وان للشعر منطقه الخاص وعلاقاته المتميزة التي تنأى به عن النثر وطبيعته. والحقيقة ان رأي المعري في اطلاق الضرورة بحذر والتفرقة بين استعمالها في الشعر والنثر انما يمثل نظرة واعية لطبيعة الشعر تساعد الشاعر المجيد على الاستفادة من رخصها دون الركون اليها دائما لأنها في آاخر المطاف ضعف في ثروته اللغوية. وغاية الامر فإن إقرار المعري للضرورة لم يكن سوى منفذ للشعراء يستطيعون التعبير من خلاله بشيء من الحرية دون خوف الوقوع في الخطأ الذي يشهره النقاد في وجوههم وهو تنبيه من المعري الى ان هذا الاقرار لا يسوغ للشاعر الركون اليه دائما وإلا عُد هذا نقصا في موهبته وثقافته.
ـ[الهمام2003]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 04:50 م]ـ
إلى أخي ابن رشيق
أود لو تتطلع على كتاب (الفن ومذاهبة) للدكتور شوقي ضيف ففيه الكثير عن مذهب التصنع.(/)
كيف أنقد قصيدة؟؟
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ..
هل هناك أسس معينة للنقد؟
وكيف ممكن انقد قصيدة على سبيل المثال:
الأنة الأولى
للشاعرعبد الرحمن صدقي
كان لي في أُخريات الْـ ـعُمْرِ بيتٌ فعدمتُهْ
سنواتٌ أربعٌ؟ أم كان ذا حُلْماً حلمتُه؟!
ليته طال، ولو طا لَ، لما كنتُ سئمتُه
زوجتي صِنوي، وما لي غيرُها صِنوٌ علمتُه
هي لم تنقم على نَقْـ ـصِي، ولا شيءَ نقمتُه
همُّها همِّي، فلا تَعْزِ مُ إلا ما عزمتُه
همُّنا الدرسُ، وما تفهمه منه فهمتُه
نظمتْ بالعطف والتَّفْـ ـكِيرِ عيشي ونظمتُه
وارتضينا من لِقانا عِوَضاً عمّا حُرِمته
برهةً، وانتبه الدَّهْـ ـرُ، فعفَّى ما رسمتُه
أتَرى الرضوانَ ذنباً أثمتْه وأثِمتُه؟
أحرامٌ أنْ سَعِدنا؟ أم خبالٌ ما زعمتُه؟
كلُّ ما أعرف أنّي كانَ لي بيتٌ عدمتُه!
****
ممكن توضيح ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 02:01 ص]ـ
الأسس الأولى للنقد هي أن يكون الناقد ملما بأسس الأدب، والشعر، من لغة وبيان وإيقاع. فالنقد إبراز الإيجابيات والسلبيات في أي نص، وتمييز الجيد من الرديء.
القراءة الدائمة لنقد القصائد ستساعدك على البداية في نقد نص.
ابدأي هنا، وسنأخذ بيدك بإذن المولى.(/)
نقد
ـ[مروحه]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 01:05 ص]ـ
السلام عليكم
لو سمحتم كيف أنقد مسرحية
دكتور طالب منا نقد وأنا تخصصي اللغه الانجليزية
والله عندي أكثر من بحث
وهالنقد انا لا اعرف فيه كثيرا
ما الحل؟؟؟؟
أرجو إفادتي
جزاكم الله خير
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 01:52 ص]ـ
و عليك السلام
مرحبا بك معنا ..
حبذا لو تكلمتِ بلغة فصيحة، وذكر ما هو مطلوب ..
و كيف يطلب منكم نقدا وأنتم لم تدرسوه حسب ما ذكرتِ؟
ـ[مروحه]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 01:44 م]ـ
اعتذر اختي منك
انا ادرس ماده تدعى بفن المسرحيه باللغه العربيه
وقام الدكتور بطلب منا ان ننقد مسرحيه
وبدون اي مقدمات وانا لاافهم في النقد
جدا انا متكدره الخاطر(/)
سجد الفرزدق لبيت لبيد- "عمل نقدي"
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 01:16 ص]ـ
:::
وَجَلا السُيولُ عَنِ الطُلولِ كَأَنَّها = زُبُرٌ تُجِدُّ مُتونَها أَقلامُها
وفي رواية اخرى
وَجَلا السُيولُ عَنِ الطُلولِ كَأَنَّها = زُبُرٌ تُجِذُّ مُتونَها أَقلامُها
1 - ذكر الاغاني ...
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني محمد بن عمران الضبي
قال: حدثني القاسم بن يعلي عن المفضل الضبي قال:
قدم الفرزدق فمر بمسجد بني أقيصر، وعليه رجل ينشد قول لبيد:
وجلا السيول عن الطلول كأنها = زبر تجد متونها أقلامهافسجد الفرزدق فقيل له: ما هذا يا أبا فراس؟ فقال: أنتم تعرفون سجدة القرآن، وأنا
أعرف سجدة الشعر ..
وهذه الرواية هي التي شدت همتي لأنقد البيت ...
بسمه تعالى
2 - جاء في كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه لابن رشيق القيرواني:
قال امرؤ القيس في صفة عقاب:
كأن قلوب الطير رطباً ويابساً = لدى وكرها العناب والحشف الباليفشبه شيئين بشيئين في بيت واحد، واتبعه الشعراء في ذلك؛ فقال لبيد ابن ربيعة:
وجلا السيول عن الطلول كأنها = زبر تجد متونها أقلامهافشبه الطلول بالزبر والسيول بالأقلام، بل زاد فشبه جلاء هذه عن هذه بتجديد تلك لتلك.
3 - ذكر كتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري للآمدي: قال عن هذا البيت: ما زلت اسمع العلماء تعجب من حسنه ولطافة معناه
4 - وجاء في كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه لأبي حسن الجرجاني:
قال المؤلف عن انفراد لبيد في لفظة تستعذب
قال لبيد:
وجَلا السّيولُ عن الطّلولِ كأنها = زبُرٌ تجِدّ متونَها أقلامُهافأدى إليك المعنى الذي تداولته الشعراء، قال امرؤ القيس:
لمَن طللٌ أبصرتُه فشجاني = كخطّ زَبورٍ في عسيبِ يمانيوقال حاتم:
أتعرِفُ أطلالاً ونؤياً مهدّما = كخطّك في رقٍّ كتاباً مُنَمنَماوقال الهذلي:
عرفتُ الديار كرسْم الكتا = بِ يزْبُره الكاتب الحِميَريوأمثال ذلك مما لا يحصى كثرة، ولا يخفى شُهرة، وبين بيت لبيد وبينهما ما تراه من الفضل،
وله عليه ما تشاهد من الزيادة والشِّف.
وفي لسان العرب وتاج العروس ذكر ((تخد)) بدلا من ((تجد)) تحت باب -ز ب ر - أي: وجلا السيول عن الطلول كأنها .... زبرٌ تخد متونها أقلامها.
*اسئلة
س1: الزبر هو الكتاب المكتوب فيه .. ما علاقة القلم به لماذا لم يقل ورق أو صحف لتصبح النتيجة كتاب أي:
وجلا السيول عن الطلول كأنها ... صحفٌ تجد متونها أقلامها
س2 وظيفة السيل يكشف عن شيء موجود والقلم يبدي الأثر كالكتابة تكون على الورق الذي لا كتابة فيه، أي ان القلم يكون يداية الكتابة، فما وجه الشبه بين السيول والقلم؟!
*تحليل
1 - الزبر كتب تحتوي على العلم أو الاخبار سواء كان يفهم أو لا يفهم، والطلول كذلك مصدر للعلم عن الداء سابقا عندا كانت مأهولة أو عن ساكنيها بمقدار ما أبقت الأيام من آثارها. والطلول هي الزبر والسيول هي الأقلام وأيضا جلا مكان تخد.
2 - الأ َولى قول تخد لأنه وظف السيل وظيفة القلم كما جاء في كتاب العمدة في محاسن الشعر للقيرواني.
3 - " على رواية (يخد) " إذا كان السيل يخد في الأرض فأثر القلم في نظر الشاعر كالأخدود في الورقة أو في الكتاب بحجم الأثر.
4 - البيت يحتوي على تشبيه تام من اداة ووجه ومشبه.
تم بحمد الله
هل يسمى هذا نقداً؟
: p
ـ[ضاد]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 01:22 ص]ـ
محاولة جميلة جدا. ولكنها ليست نقدا, بل هي شرح للبيت. النقد هو أن تقول رأيك في الموضوع بصفة شخصية أو موضوعية. أشكرك على الإفادات الطيبة.
ـ[الباز]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 01:37 ص]ـ
شرح رائع و ممتع
جزاك الله خيرا ..
قصة الفرزدق طريفة ..
لكن لم نظرنا إليها بموضوعية فسنعرف أنه من المستبعد أن
يتخذ الفرزدق سجدة القرآن مادة للسخرية (أو حتى الجِدّ) ..
فلربما القصة تقول أن الفرزدق أعجب أيما إعجاب بالبيت ..
و أتى الاصفهاني وزاد فيها مما هو معتاد على فعله مع كل حكاياته ..
و الاغاني كما يعلم الجميع فيه من الأكاذيب و القصص المدسوسة
ما لا يصدقه عاقل ..
تحيتي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 01:26 ص]ـ
شكرا لكما
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الكريم نعلم جميعا بأن كتاب الاغاني يحتوي على الكثير من الكلم الملحون ولكن لا يعني ذلك أن نغلط كل ما فيه، وان اردت تفنيد الروايه فندها ولكن بقول يحتج فيه ...
العرب منذ القدم تعظم الشعر تنحني وتقوم تعظيما له ...
ذكر الراغب الاصفهاني في كتابه محاضرات الادباء ومحاورات الشعراء والبلغاء
ولما قدم أبو تمام على الحسن بن رجاء، فأنشده قصيدته فيه حتى إنتهى إلى
قوله:
لا تنكري عطل الكريم من الغنى = فالسيل حرب للمكان العالي
قام قائما، وقال: والله ما سمعتها إلا وأنا قائم لما تداخله من الأريحية، فلما فرغ قال: ما
أحسن ما جلوت هذه العروس! فقال أبو تمام: لو أنها من الحور العين لكان قيامك أوفى
مهر لها.
ورواية الفرزدق لم تقتصر على الاصفهاني
فقد ذكرها الثعالبي في كتابي " خاص الخاص " و "لباب الأدب" ونصها:
وسمع الفرزدق رجلا ينشد قصيدة لبيد التي أولها:
"عفت الديار محلها فمقامها"
فلما بلغ قوله فيها:
وجلا السيول عن الطلول كأنها = زبر تجد متونها أقلامها
سجد الفرزدق، فقيل له: يا أبا فراس! ما هذه السجدة؟ فقال: إنكم تعرفون سجدة
القرآن وأنا أعرف سجدة الشعر.
وكذلك ذكر الرواية الراغب الاصفهاني في محاضرات الادباء وهذا نصها:
مر الفرزدق بمؤدب، وكان ينشد عليه صبي قول الشاعر:
وجلا السيول عن الطلول كأنها = زبر تجد متونها أقلامها
فنزل وسجد. فقال المعلم: ما هذا؟ فقال: هذه سجدة الأشعار نعرفها كما تعرفون
سجدة القرآن.
محاولة جميلة جدا. ولكنها ليست نقدا, بل هي شرح للبيت. النقد هو أن تقول رأيك في الموضوع بصفة شخصية أو موضوعية. أشكرك على الإفادات الطيبة.
أخي الكريم ضاد ...
شكرا لك ولكن هل لك ان تفصح لي كيف اضع رأيي في الموضوع بصفه شخصيه، ليتك تضعرأيك في البيت لأستفيد ...
وسؤالي الاخر كتبت في اخر الصفحة التحليل الفني
1 - الزبر كتب تحتوي على العلم أو الاخبار سواء كان يفهم أو لا يفهم، والطلول كذلك مصدر للعلم عن الداء سابقا عندا كانت مأهولة أو عن ساكنيها بمقدار ما أبقت الأيام من آثارها. والطلول هي الزبر والسيول هي الأقلام وأيضا جلا مكان تخد.
2 - الأ َولى قول تخد لأنه وظف السيل وظيفة القلم كما جاء في كتاب العمدة في محاسن الشعر للقيرواني.
3 - " على رواية (يخد) " إذا كان السيل يخد في الأرض فأثر القلم في نظر الشاعر كالأخدود في الورقة أو في الكتاب بحجم الأثر.
اعتقد بان هذا يعني الرأي الشخصي فما قولك ...
شكرا لسعة صدريكما
ـ[الرياني]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 08:44 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أظن لبيد رضي الله عنه استخدم (زبر) واستخدم (تجد) لأن الزبر عندما كانت تكتب بالدواة قديما كانت تبهت مع مرور الزمن وتكاد تختفي كلماتها، فكانوا يجددونالكتابة فوقالكتابة الأولى لإظهارها .. والسيل إذا أتى يجريفي ذات مجاريه التي تركها من مروره السابق فكأن يجددها .. وأرى التشبيه هنا ساحر بديع مذهل.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 02:01 م]ـ
والله أعلم
الزبر كانت تعني ما تعنيه الكتب الآن حرفيا
أما كلمة كتاب فكانت تشير إلى معنى آخر وهو الرسالة المكتوبة
ٹ ٹ ژ ہ ہ ہ ھ ھ ژ الشعراء 196
لو صحت السجدة فإنما كانت سجدة لله على سبيل قول سبحان الله لما أعجبك
البيت رائع تشبيه المياه التي تسيل على الأرض بخط القلم على الزبور (الكتاب)
إذا علمنا أن الأميّ لا يفهم الكتابة بل يرى خطوطا تميل كميلان مياه الأمطار في مجاريها
فلو سجدت تعجبا من عظمة الله كيف ألهم الشاعر هذا البيان المبهر لما كان عليك من باس
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[18 - 06 - 2008, 08:48 م]ـ
ولعلّ سجود الفرزدق جاء في هذا السّياق قياسا على أعذب الشّعر أكذبه = أعذب الأخبار أكذبها
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 01:35 ص]ـ
أخي الكريم رسالة الغفران
تحية طيبة لك، وجهدك واضح تشكر عليه
أمَّا بيت الشعر موضوع النقاش فقد جرت مناقشته والبحث فيه في إحدى المواقع تحت عنوان " مجالس المعلقات" وهاذا لا يعني عدم بحث الموضوع هنا فكل شيخ طريقتة ولكل منتدى خصوصيته وطعمه الخاص
شكرا لك لأنك استمعت إليّ
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 06:41 م]ـ
الفرزدق إلى جانب كونه شاعرا كان ناقدا فذا أما مصداقية الخبر
فلا أعلم
وكل من اطلع الأغاني نجد محاولة خفية من الاصفهاني ((الأموي)) الأصل
لتشويه صورة الفرزدق ((التميمي وتميم حالفت ابن الزبير))
ولا تنسون أنه رماه بالتشيع أيضا(/)
مفهوم النقد
ـ[حياء زهرة]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 11:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النقد لغة: هو بيان أوجه الحسن وأوجه العيب في شئ من الأشياء بعد فحصه ودراسته، وفي الأدب يعني النقد: دراسة النصوص الأدبية في الأدب، وذلك بالكشف عمَ في هذه النصوص من جوانب الجمال فنتبعها، وما قد يوجد من عيوب فنتجنب الوقوع فيها.
أولآ: النقد الأدبي في مرحلة النشأة والتطور:
استعمال النقد: 1 - أول ما استعملت فيه كلمة النقد كانت بمعني فرز الدراهم والدنانير - قديماً - لبيان الصحيح والمزيف منها، وتلك مهارة يختص بها الصيارفة.2 - ثم انتقلت إلي نقد أخلاق الناس وعاداتهم، وبيان ما يتحلون به من كريم الصفات. وما يعاب على أحد من السلوكيات، ولهذا قالوا [إن نقدت الناس نقدوك، وإن عبتهم عابوك].
3 - ثم دخلت كلمة النقد في نقد الشعر والخطب في العصر الجاهلي، حيث كانت أسواق العرب أشبه بالنوادي الأدبية اليوم - يلقي فيها الشعراء قصائدهم .. وكل يتباهي مفتخراً بقومه ... والناس يسمعون، ثم يقولون رأيهم .. وهي في هذا الوقت ملاحظات فردية، تقوم على الذوق الشخصي، وهذه هي المرحلة الأولي لظهور النقد الأدبي وتطوره.
* نماذج من النقد الأدبي في هذه المرحلة:
1 - ألقي شاعر يسمي (المتلمس) قصيدة على جمع من الناس، وكان من بينهم الشاعر: طرفة بن العبد - فلما قال المتلمس:
وإني لأمضي الهم عند احتضاره بناج عليه الصيعرية مكدم
ومعني البيت (إنني أتغلب على الهموم التي تحضرني بالسير على جملي فأنجو منها به).
عندئذ قال طرفة: استنوق الجمل - أي جعله ناقة. فقد وصفه بصفات الناقة وهي (الصيعرية) وهي علامة في عنق الناقة لا البعير.
2 - جاء في قصيدة لحسان بن ثابت:
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
فنقده النابغة وقال له:
- إنك قلت: (الجفنات) وهي من جمع القلة، والأحسن لو قلت (الجفان) لكثرة العدد.
- وقلت: (يلمعن) (في الضحى) أي تلمع في وضح النهار - ولو قلت (يبرقن) (في الدجي) لكان أبلغ لأن الضيوف في الليل أكثر طروقا.
- وقلت أيضا: (أسيافنا) وهي جمع قلة - ولو قلت (سيوفنا) جمع كثرة لكان أفضل.
- وقلت (يقطرن دما) أي تسيل منها قطرات الدم. ولو قلت يجرين) لكان أفضل فجريان الدم دلالة على كثرة القتلى من الأعداء.
ونلحظ في نقد النابغة السابق أنه يركز على مدي دقة استعمال الكلمات الملائمة للمعني، وكيف تكون كلمة أدق وأبرع في التعبير عن المعني المراد لأن نجاح الشاعر في اختيار أدق الكلمات المناسبة يسهم في قوة المعني وتأثيره في نفس السامع، ولهذا قال النابغة لحسان: إنك لا تحسن أن تقول مثل قولي:
فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنتأي عنك واسع
فأنت تري الأسلوب واضحا تمام الوضوح، مع عمق المعني المراد، حتي أنك تحتاج للتريث والأناة في معرفته. فهو يعتذر للنعمان عن المنذر، معلنا أنه لا يستطع الهرب منه إلي أي مكان - كالليل لا مهرب منه.
كان النقد في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام ملاحظات فردية، تقوم على الذوق الشخصي.
o وقيل في الجاهلية: أشعر الشعراء امرؤ القيس إذا ركب، والأعشى إذا رغب
o وفي عصر صدر الإسلام قال عمر بن الخطاب: إن زهير بن أبي سلمة هو أحسن الشعراء، لأنه لا يمدح الرجل إلا بما فيه، ولا يعاطل في القول.
في العصر الأموي كان مجلس عبد الملك بن مروان ميدانا متسعاً للنقد والتذوق وهو نفسه كان مشاركا في ذلك. روي أنه سمع عن الشاعر ((نصيب)) قوله:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت فوا حزنا من ذا يهيم بها بعدي
فقال بعض من حضر: أساء القول. أيحزن لمن يهيم بها بعده، فقال به عبد الملك ابن مروان: لو كانت قائلاً فماذا تقول؟ قال:
........................... أو كل بدعد من يهيم بها بعدي
فقال عبد الملك: أنت أسوأ قولا، والأفضل لو قال:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت فلا صلحت دعد لذي خلة بعدي
4 - مدح جرير الخليفة عبد الملك بن مروان، فقال:
هذا ابن عمي في دمشق خليفة لو شئت ساقكم إلي قطينا
فلما سمعه عبد الملك قال: ما زاد على أن جعلني شرطيا - والله لو قال (لو شاء) لسقتهم إليه قطينا.
وقد أخطأ جرير في قوله (شئت) بإسناد الفعل لنفسه، وجعل الخليفة شرطيا عنده - وهذا لا يليق بمقام الخليفة، ولو استبدل كلمة (شاء) أي الخليفة مكان (شئت) لحظي بما يريد.
5 - قالت ليلي الأخيلية في مدح الحجاج:
إذا نزل الحجاج أرضاً مريضة تتبع أقصي دائها فشفاها
شفاها من الداء العضال الذي بها غلام إذا هز القناة سقاها
فعاب الحجاج قولها (غلام) لأنها كلمة تدل على الجهل والطيش وقلة الخبرة والتجربة - وهذا لا يناسب ذكاء الحجاج وسطوته، التي عرف بها، وكان الأفضل لو قالت (همام - شجاع).
دمتم في حفظ الله ورعايته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد عبدالله الزامل]ــــــــ[14 - 04 - 2008, 11:38 م]ـ
السلام عليكم موضوع النقد جداً رائع
جزاك الله خيراً وجعله الله في موازين حسناتك وأثابك الله
ـ[بنت العروبة]ــــــــ[05 - 07 - 2008, 08:16 م]ـ
باركك الرحمن
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 10:30 م]ـ
موضوع ثريّ شامل؛ بارك المولى في الجهود.
.
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[19 - 07 - 2008, 05:17 م]ـ
جزيت خيرا .. ننتظر المزيد ..
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[20 - 07 - 2008, 04:54 م]ـ
أحسنت .....
ـ[مُسلم]ــــــــ[20 - 07 - 2008, 09:16 م]ـ
موضوع رائع أختى ....
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[31 - 07 - 2008, 02:07 ص]ـ
مشكورة اختي زهرة. معلومات قيمة فعلا
ـ[فراي]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 11:46 م]ـ
تحية ملؤها السعادة و الحبور،
موضوعك يستحق الاطلاع خصوصا من لدن طلبة النقد الأدبي، أما أهم ما لاحظته في مقالك أنك اكتفيت بتحديد مفهوم النقد عبر حقب سياسية و تاريخية بدءا بالعصر الجاهلي فالاسلامي و انتهيت عند الحقبة الأموية، و في نظري ان هذه الفترات لا تبرز لنا بجلاء المفهوم الحقيقي للنقد، حيث أن المفهوم يتطور مع الزمن و مع تطور العلوم الأخرى. خصوصا أن ملامح المفهوم لن يظهر و تعطاه الأهمية التي يستحقها الا في العصر العباسي منذ القرن 3 هـ مع الكتابات المؤسسة للمفهوم لكل من ابن سلام الجمحي و ابن قتيبة و ابن المعتز، على أن القرن 4 هـ كان قفزة نوعية فلأول مرة نجد النقد متبوثا في عنوان مؤلفات هذا القرن (نقد الشعر) لقدامة ابن جعفر. اضافة للعديد من الكتب النقدية التي بصمت تاريخ النقد الأدبي العربي.
و من جهة أخرى، أجد أنك قد حصرت المفهوم في ارتباطه بالشعر. صحيح أنه الى غاية تلك الفترة التي توقفت عندها كان المصطلح مرتبطا بالشعر، لكن النقد الأدبي شمل كافة الأجناس الأدبية.
و أخيرا لك مني جزيل الشكر و الامتنان على هذه المساهمة، أتمنى أن تستمري في متابعة هذا المفهوم عبر الحقبة التالية،كما اتمنى أن أكون قد ساهمت معك في طرح مناقشة هذا المفهوم، و الى فرصة أخرى، و السلام.
ـ[عمر مصطفى]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 03:07 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
ـ[زينب هداية]ــــــــ[09 - 02 - 2010, 12:18 ص]ـ
بارك الله في صاحب الموضوع
ـ[دلوول]ــــــــ[11 - 02 - 2010, 02:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[د. ايسر الدبو]ــــــــ[28 - 02 - 2010, 10:57 م]ـ
لم ارى تعقيبا عن مفهوم النقد في عصرنل الحديث والذي تشكل وفقا للفلسفة الغربية ونحن نعيش مرحلة التبعية النقدية وتلاشي الهوية العربية النقدية المعاصرة فالنقد المعاصر وصفي عكس مفهومه النقدي القديم الذي كان معياريا.
dr_aldbow***********
ـ[عصام محمود]ــــــــ[01 - 03 - 2010, 07:37 م]ـ
بداية طيبة تحتاج إلى تعمق فثمة فارق بين معرفة العرب للنقد وتسميتهم باسمه، فكانوا يسمونه أسماء مختلفة منها المحاكمة أما مصطلح النقد فحديث عليهم، وكان أول من ذكره محمد بن سلام في طبقات فحول الشعراء وربط بينه وبين النقود وكانت تعرف بالمجالس الأدبية وما شابه ذلك في عصر عبد الملك بن مروان ولم تذكر الكتب انهم عرفوا هذا المصطلح لكن هذ لا ينفي معرفتهم للنقد ذاته، وحتى هذه التسمية لم تكن شائعة بل لم تعرف العرب مصطلح نقد الشعر بقوة إلا في القرن الرابع بعد أن أكده قدامة في كتابه المعنون بنقد الشعر(/)
اريد نقد ساعدوني
ـ[بنت الرحيلي]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 07:42 م]ـ
الله يسعدكم اريد نقد اي قصيدة نقدا ادبيا
ـ[ضاد]ــــــــ[15 - 04 - 2008, 07:49 م]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=33676
ـ[بنت الرحيلي]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 05:05 ص]ـ
والله النقد حلو لكن انا قصدي ننقد مثلا ان الشاعر قال كذا والافضل كذا ..... وان في البيت استعاره (مثلا) وانه في البيت لو اتى بلفظ معين .............
اتمنى نقد قصيدة مدح الذئب للفرزدق على هذا المنوال(/)
الأنماط الأدبية
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 01:58 م]ـ
1) النمط الوصفي: الوصف اصطلاحا هو الرسم بالكلام الذي ينقل مشهدا حقيقيا أو خياليا للأحياء او الأشياء او الأمكنة بتصوير خارجي او داخلي،من خلال رؤية موضوعية او ذاتية او تأملية.
والنمط الوصفي يقوم على:
1_النظر الثاقب
2_الملاحظة الدقيقة
3_المهارة في التعبيرو الربط
أما مؤشراته فهي:
عناصر الإطار الزماني،المكاني،الحركي ما يهيئ لخلق مناخ معين،يتأكد هذا الأمر بوجود حقول معجمية خاصة هي:
_وجود الكثير من المجاز
_دقة الوصف
_وجهة نظر الواصف الذاتية أوالموضوعية
_الوصف من القريب الى البعيد (من الخاص الى العام)
_الوصف من البعيد الى القريب (من العام الى الخاص)
خصائصه:
الإكثار من الخبر،النعت، الحال
استعمال المماثلة والمشابهة
استخدام الفعل الماضي و الفعل المضارع للدلالة على الحيوية والحركة و الإستمرار
استعمال الأساليب الإنفعالية (التعجب، التمني، التفضيل، المدح والذم)
يتبع ............
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 04:14 ص]ـ
أشكر لك هذا التعداد للأنماط عزيزتي عفاف ..
وبانتظار بقيتها.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 09:01 م]ـ
2) النمط السردي: السرد اصطلاحا هو نقل أحداث أو أخبار من صميم الواقع أو نسج الخيال، أو من كليهما معا في إطار زماني ومكاني، بحبكة فنية متقنة.
أما النمط السردي؛ فهو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد و إخراج النص القصصي و غيره بغية تحقيق غاية المرسل منه.
ويغلب عليه الزمن الماضي، و كثرة الروابط الظرفية، و الأسلوب الخبري. وهو من أكثر أنواع الفنون الأدبية جذبا للقارئ وتشويقا له.
مؤشراته:_ظروف الزمان و المكان
_الجمل الخبرية
_أفعال الحركة،الأحداث.
_أدوات الربط.
أنواعه:_السرد الشخصي
_السرد الخارجي
_السرد البسيط
_السرد المركب
ـ[عيناكِ لي]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 11:32 م]ـ
شكرا على الدرس الحلو
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 01:01 م]ـ
النمط الحواري:
1_تعريفه: الحوار اصطلاحا هو التواصل الكلامي أو التحادث المباشرأو غير المباشر (التراسل) بين اثنين أو أكثر.
النمط الحواري هو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد،وإخراج النص المسرحي، بغية تحقيق غاية المرسل منه.
مؤشراته: الحوار المباشر، و غير المباشر
ضمائر الخطاب بالتتابع: أنا_أنت.
علامات الخطاب: أسلوب الشرط
المزدوجان لضم جملة القول
حيوية الخطاب
عدم انقطاع خيوط الحكاية في غمرة السجال بين المتحاورين
أنواعه: _حوار مباشر
_حوار غير مباشر
وظيفته:_التعليم والتثقيف
_التوجيه الفكري للمرسل اليه
_التواصل الوجداني العاطفي
_التأثير الفعلي الوجداني (الخطابة)
_وخدمة النمط السردي
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 03:33 م]ـ
النمط الحجاجي:
ومنه البرهاني والإقناعي والدحضي: وهي مستويات الحجاج
تعريفه: اصطلاحا هو أسلوب تواصلي يرمي إلى إثبات قضية (برهاني) أو الإقناع بفكرة أو ايصال رأي (إقناعي)،أو السعي لتعديل وجهة نظر من خلال الأدلة و الشواهد (دحضي)
أما النمط الحجاجي فهو الطريقة التقنية المستخدمة في إعداد النص الحجاجي وإخراجه بغية تحقيق غاية المرسل منه.
مؤشراته: استخدام ضمير المتكلم من قبل المرسل باتجاه المرسل اليه من خلال ضمير المخاطب
تنامي الأفكار
الروابط الزمنية، السببية، الإستنتاجية، التعارضية، الشرطية، المتشابهة.
استخدام النعوت المعبرة
استخدام الخطاب المباشر
استخدام الجمل القصيرة
الأسلوب الموقع والمكثف بالتكرار أو الإعادة أو التناوب شرط عدم الإستطراد
ـ[ياسر البهيجان]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 10:34 م]ـ
أنماط أدبية أثرت الأعمال الفنية العربية.
شكراً لكِ على هذا العرض الأكثر من رائع.
تحيتي لك ...
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 06:35 م]ـ
_ الوصف نمط من أنماط الكتابة له مؤشرات تدلّ عليه وهو أنواع:مادي/ معنوي/واقعي/خيالي/موضوعي / ذاتي
وله قنوات وهي الحواس وله نظام وله وظائف يحققها ...
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 06:38 م]ـ
يمكن كذلك تصنيف السّرد إلى:_سرد اِسترجاعي
_سرد آني
_سرد اِستباقي
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 06:45 م]ـ
الحوار كيف نبنيه؟ وكيف ننظّمه؟ وكيف ننمّيه؟
الرّجاء إثراء هذه الورقة المنهجيّة بالعلامات النّصّيّة الخاصّة بالحوار والجمل السّرديّة والوصّفيّة الّتي تتخلّل الحوار والّتي تسهم في بيان حالة المتلفظ النّفسيّة بالمخاطبة أو حركاته أوكيفيّة التّلفّظ والأعمال اللّغويّة الموظّفة في الحوار والعلاقة بين أطراف عمليّة التّخاطب ...
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 06:50 م]ـ
من خصائص الّتي نميّز بها النّصّ الحجاجي وجود: أطروحة مدعومة وأخرى مدحوضة /حجج / استنتاج / صيغ لغويّة _توظيف طاقة اللّغة الحجاجيّة(/)
السيمياااااااااااء
ـ[سيبويه2007]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 11:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو تزويدي بمعلومات دقيقة عن منهج السيمياء التعريف والنشأة العربية والغربية وأهم رواده000
أرجو تعاونكم معي شاكرة لك،،،،
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[18 - 04 - 2008, 06:28 ص]ـ
(السيمياء) مصطلح يقصد به البحث في معاني الكلمات ونشأتها وتطورها والآثار اللغويّة المترتبة على ذلك.
ويدور علم السيمياء حول دلالة العلامات ومنها العلامات اللفظية، فاللغوية حيثيات أي جوانب مختلفة وقد ينظر اليها من حيث الدال أو من حيث المدلول والدال نفسه يمكن النظر اليه من حيث هو خط ومن حيث هو لفظ والمدلول قد ينظر اليه من حيث انه صورة ذهنية أو أنه شيء خارجي وعادة ليس من تطابق في اللغات الطبيعية التي هي لغات لها صورية (شكلية) بين الدال والمدلول إلا في بعض الألفاظ التي تحاكي المدلولات مثل زقزقة، ضرير وشنغرة ..
وانظر هذا الرابط:
(علم السيمياء بين التراث والحداثة):
http://www.merbad.net/vb/showthread.php?t=1170(/)
قراءة لـ (اغتصاب الشمس) للروائي أحمد بسيوني
ـ[خالد الطبلاوي]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 10:35 ص]ـ
قراءة ودعوة للترجمة لرواية (اغتصاب الشمس) للروائي الشاعر: أحمد بسيوني
بدايةً أسجل شهادتي على هذه الشهادة الجلية التي جاءت في صورة رواية نسجت خيوطها بإحكامٍ لتفضح الغرب في اعتقاده وأخلاقياته ومبادئه الرنانة التي لا ينفك يصدع الرؤوس بالحديث عنها بمناسبة وبغير مناسبة
المؤلف
هو الشاعر الروائي أحمد بسيوني رئيس ملتقى الإبداع الثقافي بالمنوفية بمصر والذي وهب أدبه القصصي والروائي لكشف مؤامرات الغرب وتعريته وفضحه بأسلوبٍ يدمغ حججهم الباطلة، ففن الرواية عنده ينقلك لكي تعيش أحداثها وكأنك فرد من أفرادها، أو كأن الشخصيات انتقلت لتعيش معك.
الفكرة
تتناول الرواية فترة الاضطهاد والتطهير العرقي الذي تعرض له مسلمو البوسنة والهرسك وبيان انفصال تعاليم الكنيسة للصرب والكروات بذبح المسلمين عما جاء به المسيح بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، كما تدور حول توافق ما فعله الصرب مع أهداف حكماء صهيون وأنه مجرد جزء من تدبيرهم لإهلاك أمة الإسلام، ويبدو ذلك التوافق من خلال اجتماعاتهم في منتجع أوليما في إحدى جزر الأطلنطي، وكيف كانوا يعطون الضوء الأخضر للصرب والكروات بتنفيذ المخطط تحت رعايتهم ودعمهم مع إظهار الشجب والاستنكار للعالم الإسلامي
لتخدير الأعصاب ومنع العون عن مسلمي البوسنة والهرسك
أهم الشخصيات
زهرة شمس الدين
وهي ابنة الإمام شمس الدين إمام المسجد الذي ذبحته مليشيات الصرب أمام عينيها، ولقد نجت بأعجوبة من الاغتصاب و الذبح الذي وقع فيه زميلاتها أثناء العودة من إحدى الرحلات المدرسية التي ضمت طالبات صربيات كان منهن صديقتها جو رجينا التي أهدتها سلسلة بها صليب لتتخفى بها وتنجو من الهلاك، وتعد زهرة الشخصية المحورية التي ستنتهج نهج الجهاد حتى تصبح من معاوني الرئيس علي عزت بيجوفتش
مسز بيري
وهي الأمين العام لحكماء منتجع أوليما وهي امرأة ألمانية تحمل من الحقد على الإسلام والمسلمين ما لا حد له لدرجة أنها أرسلت كول كارا كبير الطهاة بالمنتجع إلى معتقل جوانتانامو بسبب وقوع الماء المغلي من يده بطريق الخطأ على كلبتها توسي المحببة إلى قلبها مما أدى إلى موت الكلبة التي تقرر في عدة مواقف أنها أغلى وأهم من المسلمين، ويظهر المؤلف في عدة مشاهد مدى اهتمام هذه المرأة التي تزحف نحو الشيخوخة بقضاء وطرها من الملذات الجسدية مع أحد حراس المنتجع فرغته لذلك، وإن كان رأيي مخالفاً لرأي الكاتب في أن التعريض فيه مندوحة في مثل هذه المواقف بينما هو يرى أن المشاهد موظفة لفضح زيف الحضارة الغربية
جودت
العلماني تركي الأصل الذي انفصل عن دينه عقيدة وتعبداً، وهو يعمل سكرتيراً لمجلس الحكماء، وتبدأ إفاقته عندما يرى أحد الأفلام التي عرضت على مجلس الحكماء والذي جاء به أحد قادة الصرب طالباً العون من مجلس الحكماء للقضاء على مسلمي البوسنة، ثم يطلب منه مجلس الحكماء أن يكون المنفذ لخطة اغتيال الزعيم علي عزت رئيس البوسنة، فيقع في أسر مجاهدي البوسنة ثم يتوب وتحسن توبته ويشارك في الجهاد ويتزوج زهرة شمس الدين وينجب منها ولدين ثم يموت شهيداً
بعض الشخصيات الثانوية
ميشيل أخو جورجينا الصربية صديقة زهرة المتعاطفة معها لما رأت من حسن أخلاق زهرة، وكان هذا التعاطف سبباً لإصراره على قتل زهرة إن وجدها، فلا يجدها إلا وهو مصاب ببتر قدمه بسبب قصف الصرب لتقوم بإنقاذ حياته، وتتحول أفكاره بعد رفض خطيبته الصربية له بعد بتر ساقه، ثم يقوم بقتل بعض الصرب انتقاماً لأخته جورجينا التي اغتصبها جنود الصرب وهم مخمورون فيقوم أحدهم بقتله
المدرسة عايدة البوسنية جارة زهرة التي استضافتها وابنيها بعد أن أصبح منزل أبيها أطلالاً واستشهد زوجها جودت
وهناك شخصيات أخرى تؤدي أدواراً قصيرة لكنها هامة أدع القارئ لاكتشافها بنفسه
ملامح فنية استوقفتني
1 - لقد أجاد الكاتب تصوير النظرة الغربية المعتمدة على المغالطات أكثر من اعتمادها على الحقائق، وكيف أنهم يعتقدون صراع الحضارات وأن قيام حضارة للمسلمين معناه اندثار حضارتهم، وكيف أنهم لا يقبلون بوجود دولة للمسلمين بين ظهرانيهم وإن كانت صغيرة وضعيفة.
2 – حسن الحبكة والربط بين أحداث تحدث في منتجع أوليما وبين ما يجري على أرض البوسنة مثل:
مشاهدة جودت للشيخ شمس الدين وهو يذبح في شريط الفيديو ثم ذكره لاسم الإمام شمس الدين على أنه أحد أقاربه وأنه جاء للسؤال عنه عندما وقع في أسر قوات البوسنة وسئل عن سبب دخوله لأرض البوسنة مما أدى إلى مواجهته بزهرة التي اعترف لها بكل شيء والذي تقدم لطلب الزواج منها بعد أن حسنت توبته
3 – الإيماءات غير المباشرة لأبطال القصة والتي تعبر عن القناعات الشخصية لديهم
4 – توضيح بطولة علي عزت ورفاقه وبيان براءتهم من التقصير عند موافقتهم على اتفاق دايتون للسلام وأنه قد فرض عليهم بنيران العدو وخذلان الأهل من المسلمين عرباً وغير عرب اللهم إلا القلة القليلة التي شكلت كتيبة المتطوعين الذين ساهموا في ترجيح كفة القتال لصالحهم مما أدى أمريكا إلى التدخل لإجهاض هذا النصر.
5 – الخاتمة الجيدة التي بينت أثر الحرب والعدوان، كما بينت البداية الجديدة لمسلمي البوسنة حيث الرجوع لدينهم وقد عرفوا لماذا يُحاربون
هل من مترجم وناشرٍ محتسب؟
أهم من هدف القراءة التي قمت بها ألا وهو هدف القراءة والعرض سؤالٌ أطرحه:
هل من ناشر محتسبٍ لأجره عند الله يقوم بالترجمة والنشر في ديار الغرب؟، فإن الكاتب قام بالنشر حسبةً في ديار المسلمين، وقد أخبرني حينما اقترحت عليه ضرورة الترجمة إلى لغات أوروبا أو الإنجليزية على الأقل أنه لا مانع عنده وهو لا يريد مقابلاً لذلك.
فهل من محتسب؟
علماً بأن الكاتب لديه روايات أخرى تفضح الغرب في قضية سب الرسول وغيرها.
إلى اللقاء في دراسة أخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[24 - 04 - 2008, 09:07 م]ـ
أشكر لك أخ خالد هذه الدراسة والعرض، وليتك أدرجت شواهد تمكن القارئ من متابعة ملامحك التي أبرزتها من الرواية.
بانتظارك في دراسة جديدة ونص جديد.
ـ[خالد الطبلاوي]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 11:38 ص]ـ
بوركت أستاذتي الكريمة
معك حق في رأيك لابد من الشواهد
سعيد جداً بتعليقك
دمت ودامت أخوتك
ـ[أشواااق]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 06:45 م]ـ
شكرًا لهذا الطرح المقتضب الجميل ... ونحن في انتظار المزيد منك ...
ـ[خالد الطبلاوي]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 08:45 م]ـ
جزيت كل الخير أختي أشواق
بوركت(/)
:: دروس في النقد الأدبي::
ـ[::سلسبيل::]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 10:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعجبني جدا هذا الدرس القيم للكاتب أسعد الحمدان من منتديات عنيزه
فأحببت نقله هنا للفائدة
::::::::::::
متى ماوجد المتلقي الجيد للأدب والثقافة ومعرفة سبب ضعف الشعر بجميع نواحيه وتكون هناك رؤية ودراسة حول ذلك بوجود النقد في الدراسات الأدبية. وقد ألفت كثير من الكتب التي تعني بالنقد الأدبي. فلابد من ثورة تصحيحة في الشعر المعاصر عند بعض الشعراء الذين ما زالوا مأخوذين بالمواجهة النقدية لشعرهم سنجد أن النقد هو السبيل الوحيد لتصحيح الحركة الشعرية وعلينا أن نشير، هنا، الى التوجهات للشعراء في شعرهم وأفكارهم التي يبثونها من خلال الشعر ومتى ماوجد الناقد وجد الشعر الأفضل
وهنا أخذ كلام الدكتور عزت عمر لأبين لكم النقد:
الموازين النقدية التي تساعد الناقد في تقويم العمل الأدبي:
1 ـ الوضوح / وضوح الفكرة، من خلال لغة تعبر عما يريد بسهولة ويسر.
2 ـ امتزاج الفكرة بالشعور والعاطفة / فالنصّ أيّ نصّ إنما هو تجربة شعورية.
3 ـ العمق والغزارة / مدى إحاطته بالفكرة، وخروجها عن مألوف الإنسان العادي
4 ـ الإقناع الوجداني والمنطقي / دعم الأفكار بالأدلة الوجدانية المستمدة من ثقافته وعاطفته وخياله، والأدلة العقلية المستمدة من ثقافته ورؤيته الفكرية.
5 ـ الجدّة والابتكار / عدم التقليد أو التأثّر بالغير.
6 ـ الامتداد الإنساني / ونعني به مدى انسجام النصّ مع القيم الإنسانية.
7 ـ الصحّة وعدم الاضطراب. أن تكون الفكرة صحيحة مفيدة بعيدة عن التناقض.
: أنواع العمل الأدبي:
العمل الأدبي نوعان:
1 ـ شعري: ويشمل: الشعر الغنائي أي القصيدة بمختلف توجّهاتها، والشعر المسرحي، والشعر الملحمي.
2 ـ نثري: ومن أبرز فنونه: المقالة والخاطرة وترجمة الحياة والبحث والقصّة والرواية والمسرحية.
التجربة الشعورية.
أولاً: التجربة الشعورية:
هي الموقف الذي تعرّض له الأديب، وتأثر به، وتفاعل معه نفسياً عبر أحاسيسه ومشاعره أولاً، وثقافته ورؤيته الفكرية ثانياً، ومن ثمّ الترجمة الصادقة لهذا الموقف عبر اللغة والصور والألفاظ، أي من خلال الصورة التعبيرية.
ثانياً: أنواع التجربة الشعورية:
أ ـ تجربة ذاتية: يعبر من خلالها الأديب عن موقف خاص تأثر به وتفاعل معه من مثل: قصيدة "الطفلة البائسة" لنازك الملائكة.
ب ـ تجربة إنسانية عامة: يعبّر فيها الشاعر عن موقف عام تعرّض له المجتمع أو الوطن أو الأمة، كما في قصيدة "إلى طغاة العالم" للشابي. حيث يرتبط الخاص بالعام ويعرض للاستعمار في مراحله، وما يتركه في البلدان المستعمرة من مآس ومصائب.
ثالثاً: للتجربة الشعورية عناصر محددة، عددها.
1 ـ الوجدان أو العاطفة: مشاعر اللذة والألم، الفرح والحزن، الحبّ والكراهية ...
2 ـ الفكرة: وتأتي ممتزجة بوجدان الأديب ونابعة منه، ولا يجوز أن تأتي القصيدة فكراً
محضاً لأنها بذلك تفقد روحها وجمالها، وأصبحت نظماً لا حياة فيه، كالشعر
التعليمي مثلاً.
3 ـ الصور التعبيرية، وتشمل: الألفاظ والعبارات، الصور والأخيلة، الموسيقا والإيقاع في الشعر.
رابعاً: ما الصدق الفني، ومم ينطلق:
هو التجربة الشعورية الصادقة، وصدق الأديب في التعبير عنها، والصدق الفنّي ينطلق من أمور ثلاثة:
1 ـ معايشة الموقف والتأثر به. معايشة حقيقية ووجدانية.
2 ـ المعاناة الصادقة والانفعال الصادق العميق.
3 ـ التعبير الصادق.
الأفكار.
أوّلاً: المقاييس الفنية التي نحكم بها على الفكرة:
1 ـ الصحّة وعدم الاضطراب.
2 ـ امتزاجها بالشعور والعاطفة.
3 ـ الجدّة والابتكار.
4 ـ الوضوح.
5 ـ العمق والغزارة.
6 ـ الإقناع الوجداني والمنطقي.
7 ـ الامتداد الإنساني.
الألفاظ:
أ ـ لغة النصّ:
اللغة هي الوعاء أو الوسيلة التي يعبّر من خلالها منتج النص عن أفكاره وعواطفه، حيث إنها مقوّم جمالي ينتظم في أنساق تعبيرية جديدة تسعى للتأثير على المتلقّي.
ب ـ الإيحاء ومصادره:
الإيحاء: ونعني به تجاوز الدلالة اللغوية والمعنى المعجمي للكلمة إلى معان ودلالات جديدة، كما في مثال الأمومة.
ومصادر الإيحاء هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ ـ تصوير الإحساس بما يعتمل به من لحظة ذات خصوصية: كالفرح والحزن، والأمل واليأس .. وعلاقة ذلك بثقافة الشاعر الفكرية واللغوية.
ب ـ إثارة جرس الكلمة (الإيقاع) دلالات شعورية ونفسية.
العبارة الشعرية
أوّلاً: المقصود بجمالية العبارة الشعرية:
لقد حدد النقاد جماليات العبارة الشعرية بثلاثة شروط أساسية هي:
1 ـ الجمال اللغوي والموسيقي.
2 ـ الجمال البديعي.
3 ـ الجمال المعنوي.
ثانياً: المقصود بنسق التعبير وجمال النظم:
نعني بنسق التعبير وجمال النظم، أنه لا يصح الحكم على العبارة الشعرية من خلال المعنى، وإنما لا بدّ من تناولها في نسقها العام المتحد والمترابط معنى ودلالة وإيقاع وظلال.
ثالثاً: ما مصدر جمال العبارة الشعرية؟
1 ـ الألفاظ التي اختارها الشاعر لتصوير إحساسه في تلك اللحظة.
2 ـ النسق الذي رتّبها عليه، والنظم الذي جرت عليه.
3 ـ التوازن الموسيقي بين العبارات
4 ـ التقفية الداخلية
5 ـ تكرار بعض الحروف أو الكلمات.
رابعاً: نعني بالجمال البديعي في النص:
الجمال البديعي مصدره المحسنات البديعية التي يستعين بها الشاعر لتلوين عبارته وزخرفتها، والمحسنات البديعية نوعان:
1 ـ المحسنات البديعية اللفظية: كالجناس، الازدواج، حسن التقسيم السجع، التصريع.
2 ـ المحسنات البديعية المعنوية: كالطباق، المقابلة، والتورية، بغرض التأثير في المتلقّي والشاعر المجيد هو الذي يختار من هذه المحسنات ما ينسجم مع النصّ دون تكلّف أو هدر للمعنى.
خامساً: ما الجمال المعنوي في العبارة الشعرية؟
تنبني المقاييس الفنية للجمال المعنوي في العبارة الشعرية من خلال ملاحظة ما يلي:
1 ـ التقديم والتأخير.
2 ـ نوع الأسلوب في العبارة الشعرية.
3 ـ الصيغ الصرفية في الكلمات الواردة في العبارة الشعرية.
4 ـ مكمّلات العبارة الشعرية
5 ـ الإيجاز والإطناب والمساواة.
تذكّر: أن البناء الأسلوبي يشمل عناصر العبارة الشعرية الثلاثة، وهي: الجمال اللغوي والموسيقي، الجمال البديعي، الجمال المعنوي.
سادساً: ما يشمله البناء الأسلوبي للعبارة الشعرية:
1 ـ نوع البناء الأسلوبي (خبري، أو إنشائي)
2 ـ أغراض الأساليب والقيمة التعبيرية لكلّ أسلوب.
3 ـ التقديم والتأخير.
4 ـ الصيغ الاشتقاقية (التنكير والتعريف، المفرد والجمع، فعل الأمر)
5 ـ أدوات الربط والمكمّلات.
المفاهيم النقدية.
أ ـ الوحدة العضوية والوحدة الموضوعية:
أولاً: الوحدة العضوية:
المقصود بالوحدة العضوية للقصيدة ان تكون بنية حية وبناء متكاملاً، وعملاً فكرياً وشعورياً متكاملاً ومتنامياً، وليست خواطر مبعثرة أو أفكاراً متفرّقة.
تنقسم القصيدة في الوحدة العضوية إلى وحدات تسمى مقاطع: وتنقسم المقاطع إلى وحدات أصغر تسمى أبياتاً: كلّ بيت يعدّ استكمالاً لما قبله، ومقدّمة لما بعده.
ثانياً: من هم روّاد الدعوة إلى الوحدة العضوية وتجسيدها في الشعر؟
1 ـ الشاعر خليل مطران.
2 ـ شعراء مدرسة الديوان (العقاد، المازني، عبد الرحمن شكري)
3 ـ شعراء مدرسة المهجر.
ثالثاً: هل تعتبر الوحدة العضوية بمثابة عنوان للتجديد في القصيدة العربية الحديثة؟
الجواب: نعم، لأنها باتت ميزاناً من موازين نقدها.
رابعاً: ما المقصود بوحدة الموضوع؟
وحدة الموضوع تعني أن يتحدث الشاعر في موضوع واحد، كموضوع قصيدة "نكبة دمشق" لأحمد شوقي.
خامساً: هل ترتبط الوحدة العضوية بالموضوعية؟
الوحدة الموضوعية جانب من جوانب الوحدة العضوية، ولكنها ليست بديلاً عنها، أو مرادفاً، ولدى المقارنة بين نصّي الشابي وشوقي تتّضح الإجابة، حيث إن قصيدة الشابي بناء فنّي متكامل كلّ بيت فيها لبنة في بناء شعري متكامل. وهي تجسّد إحساساً متّصلاً، وفكراً مترابطاً.
سادساً: ما الفارق بين الصورة الجزئية والصورة الكلية؟
الصورة الجزئية هي إقامة علاقة بين المشبه والمشبه به على نحو من الأنحاء كالتشبيه والاستعارة والكناية.
أما الصورة الكلية فهي تمثل مشهداً أو لوحة متناغمة الألوان والأحاسيس، ويتّضح جمالها في قدرتها على الرسم بالكلمات، وفي الظلال والألوان التي ترسمها، وفي الصوت والحركة، وما تثيره من جوّ نفسي معبر عن حالة الشاعر.
وهي إما أن تمثل مشهداً حسياً خارجياً، أو تمثّل جوّاً نفسياً داخلياً، أو أن تكون شاملة للطرفين.
سابعاً: ما التشخيص؟
(يُتْبَعُ)
(/)
التشخيص هو إكساب الجماد وما في حكمه من نباتات أو أشجار أو مياه بعض صفات الأشخاص. ومن ذلك قول الشاعر: فنسيم المياه يسرق عطراً، فهو هنا يشخص النسيم في صورة لصّ ظريف يسرق العطر من الطبيعة.
ثامناً: ما التجسيم؟
التجسيم هو نقل ماهو معنوي إلى صورة المحسوس، أو تحويل المعنويات من مجالها التجريدي إلى مجال آخر حسّي، ثمّ بثّ الحياة فيها، وجعلها كائنات حيّة تنبض وتتحرّك، كأن نقول: وشحبت الفضيلة وازدادت اصفراراً، فالفضيلة شيء معنوي، أحلناه إلى شيء ملموس (إنسان مريض).
تاسعاً: ماذا نعني بمصطلح تراسل الحواس؟
هو التوسّع في نقل الألفاظ من مجالات استعمالاتها القريبة المألوفة إلى مجالات أخرى مبتكرة، تعتمد على تراسل الحواس، بحيث نستعمل للشيء المسموع ما من شأنه أن يستخدم للشيء المرئي أو الملموس أو المسموع، كأن نقول: وسالت الأنغام، النغم الناعم، الأغنية العطرة، العطر القمري .. والهدف من ذلك يتلخّص في نقل الحالة النفسية بدقة أكثر ورهافة أشد، حيث يكون اللفظ المنقول أدقّ تعبيراً في حالة نفسية معينة، لارتباطه بموقف يتلازم فيه شيئان.
عاشراً: ما الشعر العمودي؟
الشعر العمودي اصطلاح حديث يعني القصيدة البيتية، التي تتوافر فيها السمات التالية:
1 ـ وحدة الوزن والقافية.
2 ـ وحدة البيت.
3 ـ عمق المعاني وسموّها.
4 ـ جزالة اللفظ وقوّته.
5 ـ الاعتماد على الصورة الجزئية.
ويعتبر البارودي رائد الشعر العمودي الحديث.
حادي عشر: ما الذي نعنيه بشعر المعارضات؟
شعر المعارضات: القصائد التي نسجها قائلوها على منوال قصائد سابقة مشهورة، وحاكوها (قلدوها) مضموناً وموضوعاً وقافية، وقد برزت لدى كلّ من البارودي وشوقي الذي يعدّ رائداً لهذا الفن.
الصورة الخيالية.
أولاً: ما الخطوات اللازمة لتحليل الصورة الخيالية؟
1 ـ تحديد الصورة الخيالية الجزئية التي تشيع في العبارات الجزئية.
2 ـ تحديد الصورة الشعرية وملامحها وأجزائها.
3 ـ تحديد نوع الصورة الخيالية.
ثانياً: ما المقاييس النقدية التي يتم من خلالها تقويم الصورة الفنية؟
1 ـ أن تقوم العلاقة بين أجزاء الصورة على الأثر النفسي، لا التشابه الشكلي المحسوس.
2 ـ أن تكون الصورة إيحائية لا وصفية مباشرة.
3 ـ أن تكون الصورة مبتكرة جديدة تصدر عن حسّ صادق.
4 ـ أن تلائم الصورة الفكرة والإحساس.
5 ـ أن تكون منوّعة بين الجزئية والكلّية.
الموسيقا.
أوّلاً: ما مصادر الموسيقا في القصيدة العربية؟
1 ـ الموسيقا الخارجية. (الوزن والقافية)
2 ـ الموسيقا الداخلية. (نسق التعبير، المحسنات البديعية، التقفية الداخلية، تكرار الحرف أو كلمة معينة، الصورة الشعرية المصورة لإحساس الشاعر.)
المفاهيم النقدية.
1 ـ ما الشعر الغنائي؟
هو الشعر الذي يتغنى فيه الشاعر بعواطفه، ويعبّر عن إحساسه وتجاربه الذاتية، متّخذاً من القصيدة مجالاً ينقل من خلاله أفكاره ومشاعره للناس.
2 ـ ما موضوعاته؟
الوصف، الحماسة، الغزل، الحماسة، المدح، الفخر، الرثاء، الهجاء.
3 ـ ما الشعر الملحمي؟ وما موضوعه؟
عمل شعريّ قصصي طويل، موضوعه الحرب، وتمتزج فيه الحقيقة بالأساطير، والواقع بالخيال.
4 ـ ما الملاحم الأكثر شهرة؟
"الإلياذة" و "الأوديسة" لهوميروس. "الشاهنامة" للفردوسي.
6ـ ما المطوّلات؟
هي قصائد عربية طويلة تحمل خصائص الملحمة: الأحداث التاريخية، البطولة، الطول، والأسلوب القصصي.
7ـ ما المطوّلات الأكثر شهرة؟
"العمرية" لحافظ إبراهيم. و "الإلياذة الإسلامية" لأحمد محرم.
8 ـ ما الشعر المسرحي، أو التمثيلي؟
هو الشعر الذي يتناول فيه الشاعر قصّة اجتماعية أو إنسانية، وغالباً ما يدور فيها الصراع بين قوتين متقابلتين. ويعتمد الحوار ويختلف باختلاف الشخصيات.
8ـ ما أشهر المسرحيات الشعرية العربية؟
"مجنون ليلى" و "مصرع كليوباترا" و "قمبيز" لأحمد شوقي.
"قيس ولبنى" و "غروب الأندلس" لعزيز أباظة.
9 ـ ما الشعر الحر؟
هو شعر موزون متحرر من القافية ومن نظام البحر العروضي، وتتمثل خصائصه بما يأتي:
1 ـ وحدة التفعيلة. 2 ـ التحرر من القافية
عسى أن نكون قدأفادنا بذلك الأخوة في مجال النقد الأدبي وأن يكون هذا الدرس مدخل وحوار بيننا جميعا لنتناول قضايا عدة وعلى رأسها القضايا الأدبية المعاصرة 0
http://www.3nazh.com/vb/showthread.php?t=9215
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 01:36 م]ـ
تطواف رائع حول عملية النقد فبارك الله لك اخية هذا الجهد الصيد والثمين، نفع الله بك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 01:36 م]ـ
تطواف رائع حول عملية النقد فبارك الله لك اخية هذا الجهد الصيد والثمين، نفع الله بك.
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 11:58 م]ـ
انتقاء رائع؛؛ استفدت منه كثيراً ((لا حرمت أجر النقل))
.
ـ[شقائق النعمان]ــــــــ[19 - 07 - 2008, 05:15 م]ـ
جزيت خيرا على الفوائد الرائعة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[24 - 07 - 2008, 07:59 م]ـ
أظن أن مثل هذا الكلام لا يصلح إلا لطلاب المدارس
ـ[جاردينيا]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 05:29 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أنا لا أتفق مع الأخ محمد أبو النصر في كلامه السابق
لأني أعتقد أن بساطة الطرح و وضوحه ليس سببا لنعته بالسطحية والبداءة
فالنقاط السبع التي جاء ذكرها في المقال تصلح لأن تكون دستورا مبسطا لأي ناقد أدبي يستطيع الإنطلاق من خلالها لنقد النصوص الأدبيةعلى اختلاف أجناسها و ليس مضطرا للهاث وراء نظريات نقدية مستوردة تزخر بمصطلحات كبيرة في مبناها وليس كذلك في معناها و أحيانا كثيرة لايفهم معناها الدقيق بسبب أنها مترجمة وفصلت خصيصا لأدب أصحابها.
ـ[::سلسبيل::]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 06:18 م]ـ
جزى الله المعقبين كل خير
والحمد لله أن هناك من وجد فيه النفع والإفادة
أما بالنسبة للأخ محمد أبو النصر فحبذا لو كان نقده علميا وفصّل لنا أكثر سبب مقالته تلك علنا نرتقى قليلا ونستفيد أكثر
ـ[عصام محمود]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 11:53 م]ـ
نشكر الأستاذة الفاضلة على نقلها هذا النص،وجهد نشكرها عليها وإن كنت أتفق مع الأستاذ أبو النصر في أن هذا الكلام تعليمي مدرسي بصورة كبيرة وهو كلام نظري والأفضل في رأيي تقديم منهج نقدي، وعرضه بصورة تطبيقية، وما أسهل الكلام الكلام النظري للنقاد في هذه الأيام،وهذا الكلام يذكرني بالكلام الذي يقال في كثير من الندوات فهو كلام مرسل مليء بالتعريفات والتحديدات المنطقية البعيدة عن روح الفن
ـ[إبن عقيل]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 10:03 ص]ـ
اريد ان نتناقش فى أي الشعر اجمل من كان مبنى على الحقيقه أو الخيال؟؟؟؟
ـ[عبق الحروف]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 03:13 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
هذا درسته في نهاية المرحلة الثانوية بنفس النص، و أعتقد أنه منقول من نفس الكتاب المقرر.
لك تحياتي و شكراً لك
ـ[عمر مصطفى]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 10:03 م]ـ
السلام على الجميع،هل هناك فرق بين الشعرية و الشاعرية؟ وشكرا(/)
ما موقف ابن قتيبه من قضية الصدق والكذب في الشعر؟
ـ[::سلسبيل::]ــــــــ[26 - 04 - 2008, 11:02 ص]ـ
هل الناقد العربي ابن قتيبه من أنصار الصدق في الشعر؟ وما موقفه بالضبط من هذه القضيه (الصدق والكذب في الشعر)
وهل أشار لذلك في مقدمة كتابه الشعر والشعراء؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 07:00 ص]ـ
الحقيقة أني لم أقف لرأي يخص هذه القضية عند ابن قتيبة.
وللتأكد بحثت عن ذلك في بعض الكتب/ من ضمنها كتاب د. طه إبراهيم، و د. إحسان عباس إلا أنهم لم يشيروا للقضية ضمن حديثهم عن قضايا الناقد.
ـ[إسماعيل السماعيل]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 06:10 م]ـ
توجد رسالة ماجستير بعنوان (ابن قتيبة ناقداً) تقريباً
في قسم البلاغة والنقد في جامعة الإمام
أعد الرسالة أ. د محمد الصامل.
عفواً لم انتبه أنك في الكويت.
ـ[~.* كِناية *~.]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 08:16 ص]ـ
الأخ الكريم إسماعيل
هل بإمكاني الحصول عليها؟؟!!
أنتظر الرد بارَك الله فيك ونفع بك ...
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 09:42 ص]ـ
توجد رسالة ماجستير بعنوان (ابن قتيبة ناقداً) تقريباً
في قسم البلاغة والنقد في جامعة الإمام
أعد الرسالة أ. د محمد الصامل.
ما أعلمه أن رسالة الدكتور الصامل البلاغة عند ابن قتيبة
وأن الدكتور محمد بن مريسي الحارثي هو من تناول النقد عند ابن قتيبة
أول رسالة تناقش في النقد في السعودية
والله أعلم
ـ[~.* كِناية *~.]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 11:31 ص]ـ
للاسف ظننت أنني سأجد ضالتي وضالتك هنا
"التفكير النقدي عند العرب"
د. عيسى علي العاكوب
لن أستطيع قراءة الكتاب كاملاً (حاليًا)
ولكنني وقفت على الفصل الذي يتحدث عن
كتاب الشعر والشعراء ولم أجد شيئًا ...
ولكن بعد الاطلاع على هذا الرابط
http://www.bettna.com/articals/farukmwasi2803.htm
- أنصح بقراءة المقال كاملًا-
عرفت أن نفس مفهوم الصدق في الأدب له عدة تخريجات -إن صح التعبير-
ومن ضمنها الإصابة في التشبيه -مثلًا- أو أمور كهذه
وعليه فيمكن أن نفهم عبارة د. عاكوب، ص195
" عندما يطابق المقام الذي يُقال فيه تمام المطابقة"
على أن هذا من معاني الصدق
وإشارات أخرى كثيرة مبثوثة في الكتاب
"الإصابة في التشبيه"
"نبل القائل"
هذه وغيرها توحي بأن ابن قتيبة
يميل إلى الصدق في الشعر والله أعلم.
أشكرك من الأعماق على هذهِ اللفتة
فانا الآن أغوص في أعماق شخصية ابن قتيبة
الناقد رجاء الخروج بجديد ينال استحسان
مشرف البحث ويقدم شيئًا للعلم ...
لكِ ود بحجم السماء
ومحبة بعذوبة الماء
تحيتي ...
.
.
.
.(/)
منهاج البلغاء و سراج الأدباء شرح جزء من الكتاب
ـ[محمد أحمد فلاق]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 01:12 م]ـ
منهاج البلغاء و سراج الأدباء شرح جزء من الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله و سلم على سيدنا و حبيبنا رسول الله محمد عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليمات
و بعد
فهذا شرح بسيط لجزء من كتاب القرطاجني قدمته عرضا لقراءة جماعية -أنا و عدد من الزملاءفي الماجستير -في هذا الكتاب و هذا الجزء الذي درسته و يعتبر الكتاب معلما بارزا تتشكل بها نظرية الأدب عند العرب في إحدى أبرز صور تمثلها
أقدمه للطالب الباحث عن معرفة التراث العربي بعامة و عن القرطاجني بخاصة و هذا لماوجدته من قلة الإعتناء به و إن كان ما أقدمه بسيطا جدا وأنا إن لم أبخل به فأنا مستعد لتقبل كل الملاحظات على بريدي الإلكتروني
elirtika1@hitmail.com
و- معرف دال على طرق المعرفة بتأصيل القوافي و بناء ما قبلها عليها، و بنائها على ما قبلها
للشاعر طريقتان في بناء بيت الشعر، فإما أن يبني أول البيت (أو الصدر عموما) على القافية
(أو عجز البيت كله)، و إما أن يعكس ذلك فيبني القافية على أول البيت، وكلا المذهبين لا يخلو الشاعر فيهما من أن يعتمد المقابلة بين المعاني و المناظرة بينها، أو أن يدع ذلك فلا يقابل بينها.
أما عن المقابلة بين المعاني فيشرحها بقوله (لكل معنى معانٍ تناظره و تنتسب إليه على جهات من المماثلة و المناسبة و المخالفة و المضادة و المشابهة و المقاسمة) (ص 278)
يبدأ القرطاجني بالحديث عن الشاعر الذي يعتمد التقابل و صدور أبياته مبنية على القوافي، فيقول أنه يتأتى له حسن النظم لأنه (إذا وضع المعنى في القافية أو ما يلي القافية، و حاول أن يقابله و يجعل بإزائه في الصدر معنى على واحد من هذه الأنحاء لم يبعد عليه أن يجد في المعاني ما يكون له علقة بمعنى القافية و انتساب إليه من بعض الجهات، و علقة بما تقدمه من معنى البيت الذي قبله).
(ص 278).
فالشاعر في هذه الحالة يضع القافية أو ل الأمر و يجزم بها، ثم يعود ليأتي بأول البيت (الصدر) موافقا و ملائما لتلك القافية التي ابتدأ نظم البيت بوضعها، على أن توجد علاقة تقابل - على أحد الأوجه المبينة سابقا - بين المعنى في صدر البيت مع معنى القافية (و عجز البيت عموما).
ثم ينتقل القرطاجني إلى معتمد التقابل ممن قوافيه مبنية على الصدور، فهو يضع المعنى في أول البيت ابتداءً ثم يعمد إلى القافية لوضعها فينظر في أول البيت مما يمكن أن يكون بنفسه قافية أو توصل به قافية، شرط أن تكون لها علاقة بالمعنى الأول و زيادة فائدة فيه، لكن ما وسع الشاعر فيه على نفسه في وضع المعنى الذي اختاره في صدر البيت و بنى عليه بقية كلامه (و منه القافية)، قد ضيق على نفسه باعتبار وجوب أن (لا يقابل المعنى المتقدم من المعاني المتناظرات إلا بما مقطع عبارته و صيغتها موافق للروي) (ص 279)، و هذا الأمر مُعوز جدا و أدعى إلى التكلف، و يستشهد القرطاجني هنا بقول المتنبي:
كاثرت نائل الأمير من المال بما نولت من الإيراق
* و بناء أعجاز البيوت على صدورها أصعب شيء بالنسبة إلى وضع التقابل، كما أن الأمر في بناء صدور البيوت على أعجازها بالنسبة إلى وضع التقابل أسهل شيء لأن إيجاد مناظر مع التزام أن يكون مقطعه حرفا معينا (الروي) في صيغة معينة (القافية) أعز من إيجاد مناظر مع سعة في الإختيار وزنا و معنى (عند وضع أول البيت بعد القافية).
و لا يحصل (بناء العجز على الصدر لمعتمدي التقابل في الشعر المُروَّى إذا كملت لهم فصول القصائد التي لم يتفق أن توصل بدءاً ببعض، فعند ذلك تتقارب هذه الأحوال في الصعوبة لأن القوافي قد انحصرت له و ضاقت عليه) (ص 280)، و على العكس كذلك إن بنى أول البيت على القافية و وضع فيه معنى اضطره إليه كون عبارته موافقة للقافية، فقد يكون ذلك المعنى بعيدا من جملة نهايات فصول القصيدة، و كان ذلك أدعى للسقوط في التكلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يصل القرطاجني إلى الحديث عن الشاعر الذي لا يقابل بين الكلام، و يبني صدور الأبيات على أعجازها، فيوضح أنه مع ابتدائه بوضع القافية قبل أول البيت، يتطلب للكلمة - التي يريد وضعها قافية - معنى له علاقة بما تقدمه من أبيات، و بعدها يحتال في زنة العبارة و وضع أولها وضعا يليق بما تقدمه.
و كذلك من شأنه بناء أواخر الأبيات على أولها فإنه يتطلب معنى مناسبا لما تقدم في أول البيت، و ملائما للقافية بالضرورة، و الأحوال في كلا الطريقتين مختلفة بحسب ما يعرض من خاطر، فتارة يَبنى على القافية جميع البيت، و تارة شطره أو أكثره، ثم تَسد الثلمة الباقية بما يناسب الكلام المتقدم، و قد يبني الشاعر (الكلام من أوله إلى آخره إذا سنحت له القافية بيسر، أو يُكمّل بناء الشطر الأول أو أكثر من الشطر ثم يُتم الباقي بما تتيسر له فيه القافية) (ص 281).
و المذهب المختار عند القرطاجني هو بناء معظم البيت على القافية، فيبدأ الشاعر بتعيين القافية، ثم يبني الشطر الثاني على هذه القافية، ثم يعود أخيرا ليبني الشطر الأول على هذا الشطر الثاني (بعد عدم صعوبة القافية).
ملاحظة:
- قد يقع التكلف عند بناء أغلب البيت على القافية (خصوصا عند بناء الشطر الثاني على القافية قبل الشطر الأول)، و ذلك حينما يتم المعنى في الشطر الثاني و يكون موافقا لما قبله من الأبيات، فيصبح الشطر الأول زيادة لا معنى فيها.
- كما يقع التكلف أيضا عند بناء أغلب البيت تبعا لأوله ثم استُؤنف بعد ذلك النظر في القافية.
- قد ينتظم البيت كله للشاعر دفعة واحدة في غاية السهولة و البعد عن التكلف، و مثل هذا للمطبوعين كثير.
ز- معرف دال على طرق العلم بما يجب في المطالع
و المقاطع على رأي من قال هي أوائل البيوت
و أواخرها:
في اعتبار المطالع و المقاطع رأيان:
الأول أن المطالع استهلالات القصائد (أول بيت في القصيدة) و المقطع آخر بيت فيها، و الثاني أن المطالع هي أوائل الأبيات في كل القصيدة (الشطر الأول دائما) و المقاطع هي آخر كل بيت (العجز)
* فأما باعتبار الرأي الأول (المطلع أول بيت في القصيدة و المقطع آخر بيت فيها):
فما يجب في المطلع بالنظر لجملة المصراع (الشطر الأول):
حسن العبارة، و شرف المعنى، و وضوح الدلالة، و حسن تخيّر الألفاظ فلا تكون مكروهة لا مسموعا و لا مفهوما، فنفس المتلقي متطلعة لما يستفتح لها الكلام به، تنبسط لاستقبال الحسن، و تنقبض لاستقبال القبيح.
و أما ما يجب فيه (المطلع) بالنظر إلى الكلمة الواقعة في مقطع المصراع (آخر كلمة في الشطر الأول من البيت الأول)، فأن تكون مختارة، حسنة الدلالة على المعنى، مماثلة للكلمة التي في القافية مماثلَةً في الوزن و في احترام حركة المُجرى أو التقييد و التأسيس و الردف و الوصل بالضمائر و حروف الإطلاق، فإذا تحققت هذه المماثلة كاملة كان البت مصرعا.
و التصريع يفيد طلاوة، و له موقع حسن في النفس لاستدلالها به على القافية، و لازدواج صيغتي العروض و الضرب، و منه قول حبيب:
و تقفو إلى الجدوى بجدوى و إنما يروقك بيت الشعر حين يصرع
* و يُكره أن يأتي العروض بصيغة و الضرب بأخرى غير مماثلة (البيت غير مصرع) لما فيه من إيهام و انخداع، و يسمى هذا تجميعا.
* هذا الذي سبق عن مبنى المطلع، أما عن معانيه: فأن يكون مفتتح المصراع دالا على الغرض مع عذوبة في السمع، و لا يكون مما سُبق إليه كقولهم (خليليّ)، أو مما ختص به شاعر (قفا نبك)، و يُستحسن تقديم ما يكون لطيفا محركا بالنسبة إلى غرض الكلام كالمناجاة و التذكر في النسيب، أو قرن ذلك بمعنى من المعاني التي هي أحوال تعتري الإنسان كالتعجب أو التشكك أو التحسر، كقول حبيب:
يا بُعد غاية دمع العين إن بعدوا هي الصبابة طول الدهر و السهد
و قول المتنبي:
أتراها لكثرة العشاق تحسب الدمع خِلْقة في المآقي
* و يجب أن يكون المصراع (الشطر) الثاني كالأول في حسن العبارة و شرف المعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
* و أما ما يجب في المقطع (آخر بيت في القصيدة)، فأن يُتحرى أن يكون فيه من الكلام كأحسن ما اندرج في حشو القصيدة (و كثيرا ما يعيد الشعراء بعض ما بدأوا به المطلع)، و لا يقطع الكلام بكريه لفظ أو معنى منفر، و يحسُن ترك ما يكره و لو ظاهره، و ما توهمه دلالة العبارة أولا و لو بعد رفع الإيهام، و يمثل القرطاجني على ذلك بقول المتنبي:
فلا بلغت بها إلا إلى ظفر و لا وصلت بها إلا إلى أمل
(و لا بأس أن أُعدّل في البيت بما يتوافق مع نظرة القرطاجني، فكان أجدر القول:
فقد بلغت بها حقا إلى ظفر و قد وصلت بها صدقا إلى أمل)
فالإساءة في منقطع الكلام و خاتمته، تهدم ما حسُن قبلا، و هذا الذي تقدم في المطالع و المقاطع هو المذهب المختار عند القرطاجني.
* و في الشعراء من لا يهتم بما يبدأ و ما ينتهي، فيبدأ كيفما شاء و ينتهي كيفما اتفق، و هذا لمن يريد إعفاء خاطره أو يدعي عدم التنقيح بأن (أخذ الكلام أخذا اقتضابيا على الصورة التي عنّ له فيها أولا) (ص 286).
* و أما باعتبار الرأي الثاني (على أن المطالع أوائل كل الأبيات، و المقاطع أواخرها):
فيجب في المطالع السلامة من الخرم (حذف ثاني السبب الثقيل و أول الوتد المجموع في صدور الأبيات) و أن تكون مستقلة عما قبلها أو في قوة المستقلة، مع تحاشي كل ما يُكره سمعا و فهما.
و يحسُن أن لا تتكرر الألفاظ الواقعة في المطالع على قرب.
و يجب في المقاطع (الأعجاز) مثل المطالع تجنب كل مستكره منفر، ليكون الكلام مقبولا في النفس محببا إلى القلب.
المنهج الثالث: في الإبانة عما يجب في تقدير الفصول و ترتيبها، و وصل بعضها ببعض، و تحسين هيئاتها، و ما تعتبر به أحوال النظم في جميع ذلك من حيث يكون ملائما للنفوس أو منافرا لها:
أ- معلم دال على طرق العلم بأحكام مباني الفصول، و تحسين هيئاتها و وصل بعضها ببعض:
يعقد القرطاجني تمثيلا لطيفا لأبيات الشعر باعتبارها وحدات في القصائد، فيشبهها بالحروف المقطعة من الكلام المؤلف، فيجعل بيت الشعر كالحرف الواحد، و الفصول (و هي مجموعة أبيات مرتبطة في المعنى فيما بينها بشكل فكرة واحدة) كالكلمة المؤلفة من الحروف، و القصائد المؤتلفة بالكامل كالعبارات المؤلفة من الألفاظ، و هذا المعلم مخصص لبحث مواد فصول القصائد و هيئاتها
و ترتيبها، و الكلام في هذا يشمل على أربعة قوانين:
القانون الأول: في استجادة مواد الفصول و انتقاء جوهرها.
القانون الثاني: في ترتيب الفصول و الموالاة بين بعضها و بعض.
القانون الثالث: في ترتيب ما يقع في الفصول (داخل الفصل الواحد).
القانون الرابع: في ما يجب أن يقدم في الفصول، و ما يجب أن يؤخر فيها، و ما يُختتم به.
القانون الأول: استجادة مواد الفصول و انتقاء جوهرها
فيجب أن تكون (الفصول) متناسبة المسموع و المفهوم، حسنة الإطراد، متوافقة النسج، يخدم بعضها بعضا، فيكون كل بيت (يشمله و غيره من الأبيات بنية لفظية أو معنوية يتنزل بها منه منزلة الصدر من العجز أو العجز من الصدر) (ص 288)، و أن يكون نمط النظم مناسبا للغرض كالجزالة في الفخر، و العذوبة في النسيب.
كما يحسن اعتدال الفصول بين الطول و القصر فيما بينها.
القانون الثاني: ترتيب الفصول و الموالاة بين بعضها البعض
فيقدم من الفصول ما يكون للنفس به عناية حسب غرض الكلام، بعبارة حسنة تليق بالمبدأ، و يتلوه الأهم فالأهم، و تقديم الفصول القصار على الطوال أحسن.
القانون الثالث: في تأليف بيوت الفصل بعضها إلى بعض
يجب أن يُبدأ فيها بالمعنى المناسب لما قبله على أن يكون عمدة معاني الفصل ليكون وروده حسنا على النفس، و بعض الشعراء يؤخرون المعنى الأشرف لخاتمة الفصل، و أما ما كان من الأقوال الشعرية المردفة بالخطابية، فالأحسن بدؤه بأشرف معاني المحاكاة و ختمه بأشرف معاني الإقناع، و كذلك كان يفعل المتنبي غالبا.
و يحسن صياغة رأس الفصل بحيث يدل على ذلك و أن يُناط به معنى مستحسن للنفس، فذلك في أول الفصل أحسن.
و المذهب المختار أن يكون لمعنى البيت علاقة بما قبله و نسبة إليه، إضافة لما صدِّر به من معنى ابتدائي. و ربما خُتم الفصل بالإشارة إلى الفصل الذي بعده.
القانون الرابع: في وصل الفصول بعضها ببعض:
(يُتْبَعُ)
(/)
و التأليف في ذلك على أربعة أضرب:
1 ضرب متصل الغرض و العبارة.
2 و ضرب متصل الغرض دون العبارة.
3 و ضرب متصل العبارة منفصل الغرض.
4 و ضرب منفصل العبارة و الغرض معا.
* أما المتصل الغرض و العبارة، فهو الذي يكون آخره على علاقة من جهة الغرض بأول الفصل الذي بعده، و ارتباط من جهة العبارة بإسناد ألفاظ أحد الفصلين إلى الآخر.
* و أما متصل الغرض منفصل العبارة، فيكون أول الفصل فيه رأس كلام بارز مستقل بلفظه (غير مسند و لا مرتبط)، و له علاقة من جهة المعنى (في الغرض) بما قبله، و القرطاجني يعده أحسن الضروب الأربعة، و خاصة إذا أُورد فيه معنى تعجبي أو دعائي لانبساط النفوس إليه و استشعارها الخروج من كلام إلى استئناف كلام جديد.
* أما الضرب الثالث، فلم يزد حازم القرطاجني على أنه اعتبره أحط عن الضربين السابقين، و هذا الضرب هو منفصل الغرض متصل العبارة.
* و الضرب الرابع لا توصل فيه عبارة بعبارة، و لا غرض بغرض مناسب له، ينتقل فيه الشاعر من فصل إلى فصل من غير علاقة بينهما و لا تناسب، و قد (تسامح بعض المجيدين في مثل هذا عند الخروج من نسيب إلى مديح، و ربما فعلوا ذلك عند خروجهم منه إلا الذم) (ص 291).
ب- معرف دال على طرق المعرفة بما يجب اعتماده في الفصول من جهة اشتمالها على أوصاف الجهات التي هي مسانح أقناص المعاني، و معاضدة التخييل فيهما بالإقناع على الوضع الذي يليق بذلك، و يحسن به موقعه من النفوس:
إن من الشعراء عند بنائهم معاني قصائدهم من يبالغ في تقصي أحد المعاني فيكثر فيه الأوصاف
(المتعلقة بغرضه) ما كان منها (من الأوصاف) على الحقيقة أو على سبيل التخييل ليمثلها للنفس على أحسن أو أقبح ما يمكن، بحسب غرض الكلام من مدح أو ذم.
* و من الشعراء كذلك من يكتفي باستيفاء المقدار الذي يُعرف و يلتئم به المعنى، و منهم من يخل بالمعاني أو يُدخل فيها ما ليس منها، يقول القرطاجني عن الإسهاب في المعاني: (و أما الاستقصاء فإنه مستحسن في الجهات التي معانيها مع شرفها قليلة، فأما الجهات التي تكثر معانيها وليست كلها بشريفة ... فإنها يسوغ استقصاؤها في القصائد الطوال ... أما في القصائد القصار و المتوسطة فلا يحسن إلا التخطي إلى الأشرف فالأشرف) (ص 291).
هذا عن استيفاء المعاني في الفصول على العموم، أما إذا نظرنا إلى المعاني لمعرفة أنواعها: فالشعراء هنا أصناف، فيهم من يجعل أكثر معانيه و ألفاظه مخيلة ليس فيها من الإقناع الخطابي إلا القليل، و فيهم من يقصد الإقناع في كثير من معانيه، على أن التخييل خليق بالشعر، و الإقناع خليق بالخطابة، و يحسن أن يتعاضد التخييل مع قليل من الإقناع في الشعر، و يتعاضد الإقناع مع قليل من التخييل في الخطابة، لاستراحة النفوس لتجدد الأقاويل الشعرية بعد الخطابية.
و في هذا المقام ينوه القرطاجني بأبي الطيب المتنبي و يستحسن صنيعَه (لأنه كان يُصدِّر الفصول بالأبيات المخيلة ثم يختمها ببيت إقناعي يعضد به ما قدّم من التخييل، و يجم النفوس لاستقبال الأبيات المخيلة في الفصل التالي، فكان لكلامه أحسن موقع في النفوس بذلك، و يجب أن يُعتمد مذهب أبي الطيب في ذلك فإنه حسن) (ص 294).
و في القصائد ما يضمنها الشاعر (في فصولها) معاني جزئية مفهوماتها شخصية (ذاتية للشاعر)، و منها ما يضمنها الشاعر معاني كلية مفهوماتها نوعية، و منها ما تكون مؤتلفة بين الجزئية و الكلية، و هذا الأخير يستحسنه القرطاجني لحسن موقع الكلام به من النفس، إذا صُدِّرت الفصول بالجزئية و أُردقت بالكلية.
ج- مأم من مذاهب البلاغة المستبانة بهذا المنهج، و هو مذهب التسويم:
التسويم أن يعلَّم على الشيء و تجعل له سِيما يتميّز بها، واختار القرطاجني مصطلح التسويم لرؤوس الفصول التي يعتمدها الشعراء أعلاما عليها و إعلاما بالمغزى فيها، و لفواتح الفصول بذلك بهاء و شهرة و ازديان، و يضرب لنا حازم مثلا عن ذلك بقصيدة للمتنبي مطلعها:
أغالب فيك الشوق و الشوق أغلب و أعجب من ذا الهجر و الوصل أعجبُ
فتعجب من الهجر و أكد التعجب في البيت الثاني، ثم ذكر لجاج ألأيام في بُعد الأحباء و قرب الأعداء فكان ذلك مناسبا لما ذكر من الهجر، ثم افتتح الفصل الثاني بقوله ك
(يُتْبَعُ)
(/)
و لله سيري ما أقل تئية عشية شرقي الحدالى و غربُ
فذكر حاله و حال من ودّعه عند الإفتراق، ثم استفتتح الفصل الثالث بتذكر العهود السارة و تعديدها فقال:
و كم لظلام الليل عندك من يد تُخبِّر أن المانوية تكذبُ
فتذكر في هذا الفصل موطن البين، و موطن الوصل، ثم تممه بذكر ما اقترن بذلك الوصل من محاذرة الرقباء، ثم استفتح الفصل الرابع بتذكر الحال التي حاذر فيها الرقبة عند رحيله عن سيف الدولة فقال:
و يوم كليل العاشقين كمنته أراقب فيه الشمس أيان تغربُ
فذكر الليل، و وصف الفرس، و انتقل من معان جزئية إلى معان كلية بحيث يمكن أن تكون فصلا واحدا أو فصلين اثنين، أول ثانيهما:
و ما الخيل إلا كالصديق قليلة و إن كثرت في عين من لا يجربُ
ثم افتتح الفصل الأخير بذم الدنيا و ما تؤول إليه أحوالها، و توجَّع مما يصيب كل بعيد الهم فيها فقال:
لحى الله ذي الدنيا مناخا لراكب فكل بعيد الهم فيها معذبُ
د- مأم من المذاهب المستشرفة مما تقدم أيضا، و هو مذهب التحجيل:
سمى القرطاجني (تحلية أعقاب الفصول بالأبيات الحكمية و الاستدلالية بالتحجيل ليكون اقتران صنعة رأس الفصل و صنعة عجزه نحواً من اقتران الغُرّة بالتحجيل في الفرس) (ص 297).
و التحجيل تذييل أواخر الفصول بالأبيات الحكمية و الاستدلالية التي معناها مترام إلى جملة معاني أبيات الفصل أو بعضها، فيورد المعنى (في التحجيل) (على جهة الاستدلال على ما قبله أو على جهة التمثيل، و يكون منحواً به منحى التصديق أو الإقناع) (ص 300)، و هذا يُزين الفصل و القصيدة كليا ً، و يؤثر في النفوس أيّما تاثير، كأبيات زهير بن أبي سلمى في آخر معلقته، و كذلك حينما اختتم لاميته المشهورة بقوله:
فما يك من قول اتوه فإنما توارثه آباء آبائهم قبل
و هل ينبت الخطي إلا وشيجه و تغرس إلا في منابتها النخل
غير أن الإكثار من هذا الفن حسب حازم مؤد إلى التكلف و سآمة النفس، فما كان منه بحسب ما يعن للخاطر من غير تكلف فهو حسن جميل، و ما كان متكلفا كان عيبا لا يبقي للحكمة جِدَّة و لا رونقا
بقلم محمد بن أحمد فلاق
ماجستير النقد و البلاغة الجزائر(/)
احتاجكم يا اهل العلم و المعرفة
ـ[عصام2010]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 06:48 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
احتاجكم يا اخوان في موضوع طبيعة النقد العربي
اهو علم ام فن ام ايديولوجية
لقد بحث عن هذا الموضوع ووجدت بعض الاجابات لكنها قليلة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 10:19 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
ستجد هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=10916) ما يعينك بإذن المولى.
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 09:37 م]ـ
إليك أخي هذا الدّرس الجامعي لعلّك تجد فيه بُغيتك.
http://www.zshare.net/download/134131841d9ed5d9/(/)
هل من مجيب؟ ما الفروق بين الشعر الصحيح والشعر الزائف؟
ـ[محمد]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 06:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الفروق بين الشعر الصحيح والشعر الزائف؟
لنفرق بينهما
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 01:00 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته:
سؤال فضفاض ولن يستطيع أحد أن يجيب عليه إجابة شافية، ولكن نقول بالتعاون سنحصل على عدة فروق وهأنذا أبدأ:
الشعر الصحيح ما استمتعت بسماعه وطربت، إذ يقول الشاعر:
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس جدير أن يقال له شعر.
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[14 - 05 - 2008, 07:27 م]ـ
شعري نفاثة صدري إن جاش فيه شعوري
أبو القاسم الشّابي
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 07:02 م]ـ
نرجع ونعود للموضوع:
وإن أصدق بيت أنت قائله بيت يقال إذا أنشدته صدقا.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 06:47 م]ـ
أعتقد السؤال هو الفرق بين شعر مطبوع وشعر متكلف
وهذه مسألة شغلت النقد والنقاد زمنا
على أية حال الشعر المطبوع هو الشعر الذي يبدعه قائله دون أن يتكلف ويتصنع رقة الشعور وصدق العبارة وهذه موهبة في الشاعر الذي يستطيع أن يعبر عن أحاسيسه
أما الشعر المتكلف فهو من الشاعر الذي يمتلك مقدرة لغوية ويحاول إدخال الشعور والحس فيها عنوة وصاحب الذوق الرفيع يستطيع أن يلحظ ذلك بسهول(/)
قضايا النقد
ـ[مريم الناصر]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 11:55 م]ـ
:::
السلام عليكم
هل بإمكانكم المساعده بذكر:
(أهم القضايا الكبرى في النقد)
ولكم جزيل الشكر
ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 07:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته, وبعد؛
فإذا كان المقصود السؤال عن قضايا النقد الأدبي؛ فهي تنقسم إلى قضايا نقدٍ قديم وقضايا نقدٍ حديث؛ فمن قضايا النقد العربي القديم:
1 - قضية القديم والمحدث.
2 - قضية البديع.
3 - قضية اللفظ والمعنى.
4 - قضية السرقات الأدبية.
5 - قضية عمود الشعر. (و هي نظرية لكنها في كثير من جوانبها تمثّل قضية من قضايا النقد القديم).
6 - قضية الإعجاز.
7 - قضية الطبع والصنعة.
8 - قضية المفاضلة بين الشعر والنثر.
9 - قضية الصدق والكذب.
ومن قضايا النقد الحديث:
1 - قضية الالتزام.
2 - قضية الأجناس الأدبية. (ويدخل فيها تحديد الجنس الدبي وتداخل الأجناس الأدبية ولها علاقة بقضية المفاضلة بين النثروالشعر).
3 - قضية وحدة العمل الأدبي.
4 - قضية الشكل والمضمون (وهي امتداد لقضية اللفظ والمعنى لكنّها تأثّرت بالقضايا الفلسفية الحديثة التي قامت عليها أكثر مذاهب الأدب ومناهج نقده ونظرياته في الغرب).
5 - قضية تفسير الأدب وتأويل النص (إذ تحوّل النقد كله إلى قضية تداولتها أقلام النقاد ودارسي الأدب بحثًا عن المنهج الأمثل في تفسير الأعمال الادبية وتأويل النصوص الأدبية).
6 - قضية الخيال: وهي قضية كثر الكلام فيها عند نقاد الرومانسية فمن بعدهم.
7 - قضية الصورة الفنية.
8 - قضايا موسيقى الشعر:مثل قضية الشعر الحر و وقصيدة النثر وغيرها.
9 - قضايا المصطلح النقدي.
10 - قضايا الإبداع الفني.
11 - قضية الصدق الفني. (ويدخل فيها: قضية الأدب والواقع وغيرها).
12 - قضية نقد النقد.
13 - قضية الحداثة.
14 - قضايا البنيوية وما بعد الحداثة.
15 - قضية ديوان العرب.
16 - قضية التناص (وهي في أكثر جوانبها شكل جديد من أشكال البحث في السرقات).
مع ملاحظة تداخل البحث بين بعض هذه القضايا وبعض تبعا لتداخل القضايا الفرعية التي تندرج تحتها؛ يستوي في ذلك قديمها وحديثها.
فهذه من أشهر القضايا النقدية التي دار عليها كلام النقاد قديمًا وحديثا.
وفقك الله.
ـ[مريم الناصر]ــــــــ[07 - 05 - 2008, 08:47 م]ـ
أشكرك أخي الكريم د. علي الحارثي
على المساعده وجزاك الله خيرًا وسدد خطاك
ـ[أريج الورد]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا طالبة جامعية فرع اللغة العربية أرجو مساعدتي في قضيةالأعجازوالمراجع التي يمكنني الأستفادة منها في حلقة البحث ولكم مني فائض الشكر
ـ[أنوار]ــــــــ[25 - 03 - 2009, 12:07 ص]ـ
لدي كتاب بعنوان .. نظرية الإعجاز القرآني .. وأثرها في النقد العربي القديم ..
للدكتور / أحمد سيد محمد عمار ..
وهناك ..
- الإعجاز البياني .. لـ د / بنت الشاطئ " عائشة عبد الرحمن ".
- إعجاز القرآن للباقلاني.
- إعجاز القرآن والبلاغة النبوية .. للرافعي.
- االإعجاز القرآني من الوجهه التاريخية .. د / محمد أحمد العزب.
- الإعجاز البلاغي .. دراسة تحليلية لتراث أهل العلم .. د/ محمد محمد أبو موسى.
- بيان إعجاز القرآن " ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن "للخطابي .. تحقيق: محمد خلف الله أحمد، و د/ محمد زغلول سلام.
وغيرها الكثير .. وفقتِ أخيتي ..
ـ[درة العرب]ــــــــ[25 - 03 - 2009, 03:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:اود شرحا وافي لقضية الطبع والصنعة من فضلكم
ـ[أريج الورد]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 09:27 م]ـ
لك جزيل الشكرمني وأثابك الله الكثير من العفو والعافية
ـ[أبو عبد الرحمان الجزائري]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 08:02 م]ـ
إلى درة العرب ... عليك بكتاب شوقي ضيف ففيه كفاية إن شاء الله ....
ـ[أنوار]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 10:43 م]ـ
إلى درة العرب ... عليك بكتاب شوقي ضيف ففيه كفاية إن شاء الله ....
ما اسم الكتاب أخي الكريم ..
ـ[أبو عبد الرحمان الجزائري]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 08:09 م]ـ
الفن ومذاهبه في الشعر ... لشوقي صيف
ـ[مكسورة الجناحين]ــــــــ[23 - 04 - 2009, 12:40 م]ـ
بارك الله فيك
على مثل هذه المعلومات القيمة ط
ـ[أريج الورد]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 04:58 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم أود الأستفسارعن صاحب كتاب المثل السائر (ابن الأثير) أرجو تزويدي بمعلوات كافية عنه ولكم جزيل الشكر
ـ[روضة النعيم]ــــــــ[30 - 05 - 2009, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابن الأثير:أبو الفتح ضياء الدين نصر الله بن محمد بن عبد الكريم الموصلي، ولد في جزيرة ابن عمر، شمالي الموصل سنة558هـ وتوفي سنة 637هـ في بغداد.
نشأ في أسرة عربية ثرية ذات مكانة لدى الأتابكة، وله شقيقان يكبرانه هما:
ـ المبارك بن الأثير كان مُحدِّثاً فقيهاً اشتهر بلقبه "مجد الدّين"، وكنيته "أبي السّعادات".
- علي بن الأثير وكان مُؤرخّاً اشتهر بلقبه "عزّ الدّين"، وكنيته "أبي الحسن". وهو صاحب "أسد الغابة في معرفة الصّحابة" و "الكامل" وغيرهما.
من مؤلفات ابن الأثير وهي كثيرة ومتنوعة منها:
1ـ السرقات الشعرية.
2ـالاستدراك على مآخذ الكندية.
3ـ الأدعية المئة المختارة.
4ـ رياض الأزهار.
5ـ عمود المعاني.
6ـ تحفة العجائب وطرفة الغرائب.
7ـ المثل السائر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام محمود]ــــــــ[03 - 08 - 2009, 12:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:اود شرحا وافي لقضية الطبع والصنعة من فضلكم
قبل قراءة كتاب الدكتور شوقي ضيف ينصح بقراءة كتب النقد القديمة وأهمها كتاب الشعر والشعراء وبخاصة في المقدمة عندما فصل بين الشاعر المتكلف والشعر المتكلف فأما الأول فقال عنه:"ومن الشعراء المتكلف والمطبوع: فالمتكلف هو الذي قوم شعره بالثقاف، ونقحه بطول التفتيش، وأعاد فيه النظر بعد النظر، كزهيرٍ والحطيئة، وكان الأصمعي يقول: زهيرٌ والحطيئة وأشباههما من الشعراء عبيد الشعر، لأنهم نقحوه ولم يذهبوا فيه مذهب المطبوعين، وكان الحطيئة يقول: خير الشعر الحولي المنقح الممحكك. وكان زهيرٌ يسمى كبر قصائده الحوليات.
وأما المطبوع فقال عنه: والمطبوع من الشعراء من سمح بالشعر واقتدر على القوافي، وأراك في صدر بيته عجزه، وفي فاتحته قافيته، وتبينت على شعره رونق الطبع ووشى الغزيرة، وإذا امتحن لم يتعلثم ولم يتزحر.
ثم انتقل إلى الشعر نفسه فعابه بصورة تجمع بين الخفية والجلية في آن فقال: والمتكلف من الشعر وإن كان جيداً محكماً فليس به خفاءٌ على ذوي العلم، لتبينهم فيه ما نزل بصاحبه من طول التفكر، وشدة العناء، ورشح الجبين، وكثرة الضرورات، وحذف ما بالمعاني حاجةٌ إليه، وزيادة ما بالمعاني غنًى عنه. كقول الفرزدق في عمر بن هبيرة لبعض الخلفاء:
أَوَلَّيْتَ العِرَاقَ ورَافِدَيْهِ ... فَزَارِيَّا أَحَذَّ يَدِ القَمِيصِ
يريد: أوليتها خفيف اليد، يعني في الخيانة، فاضطرته القافية إلى ذكر القميص، ورافداه: دجلة والفرات.
والشعراء أيضاً في الطبع مختلفون: منهم من يسهل عليه المديح ويعسر عليه الهجاء. ومنهم من يتيسر له المراثي ويتعذر عليه الغزل.
ـ[جهاد1984]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 08:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم .... السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أريد كتاب شامل ووافي في النقد العربي المعاصر ... لأني مقبل على مسابقة الماجستير
ـ[عصام محمود]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 09:02 م]ـ
هناك كتاب مهم جدا للدكتور عزت محمد جاد أستاذ النقد الأدبي الحديث المساعد بكلية الآداب جامعة حلوان بعنوان نظرية المصطلح النقدي،طبعة الهيئة المصرية للكتاب،وهو سفر ضخم ناقش فيه القضايا النقدية الحديثة وإشكالية المصطلح،وعلى الرغم من ضخامته فسعره رخيص جدا عشرة جنيهات مصرية يعني حوالي أقل من دولارين ومتوفر بكثرة في مكتبات الهيئة
ـ[نون النسوة]ــــــــ[15 - 11 - 2009, 07:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم .... السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أريد كتاب شامل ووافي في النقد العربي المعاصر ... لأني مقبل على مسابقة الماجستير
وعليك السلام والرحمة
عذرا أخي على تطفلي
لايوجد كتاب شامل ووافي في النقد العربي مطلقا!
النقد مساحته الزمنية كبيرة جدا ثمة مذاهب قبل القرن العشرين وماذهب بعد القرن العشرين
والمذاهب الحديثة ترتكز على مذاهب لسانية وجذور فلسفية ولاتنس تحولات كل مدرسة ومنهج , فأي كتاب سيستوعب هذا؟
أخي نصيحتي لك ابحث عن المؤلفين الذين يعتد بهم واقرأ من المصادر الأصلية في كل منهج سيستغرق ذلك وقتا , لا تقلق , لأنك ستخرج بإطار واضح ومحدد لكل مدرسة و حذاري من الاكتفاء بالمصادر الوسيطة خاصة في النقد فلكل مؤلف رؤية مختلفة ويقرأ رأي النقاد في مدرسة ما وفق رؤيته وقد تلاحظ تداخلا وتناقضا بين مؤلف وآخر
على سبيل المثال لنفترض أنك ستمسك البنيوية
عليك أن تقرأ نظريات دوسوسير ثم أعلام البنيوية أنفسهم وحتى التحولات
بعدها تنتقل لمذهب آخر وهكذا
حتى تجد نفسك في المذهب الذي تميل إلى الاستفاضة فيه هنا تبدأ مرحلة الانطلاق
أيضا أوصيك بتجنب المعيارية أثناء الدراسة , المنهج الفلاني أفضل من الفلاني وذلك المذهب كذبة وهذا وذاك
عليك ان تدرس دراسة وصفية أو لنقل إجراء مسحيا سريعا دون النظر في المعيار إنما من باب العلم بالشيء واستيعاب المناهج حتى تكون على علم ودراية
سيستغرق الأمر وقتا
لكن لاشيء أفضل من عمل متقن
وفقك الله
............
بعد تعديل الرد:
اعذرني أخي عندما قرأت ردك ظنتك مقبل على رسالة الماجستير! لذا كان ردي موسعا
إن كان الأمر مجرد مسابقة
انظر إلى كتاب الناقد الأدبي لسعد البازعي وميجان الرويلي يختصر النظريات في صفيحات ويعرض أهم أفكارها
أعتقد أيضا أن كتاب نظرية الأدب لرامان سلدن قد يفيدك لاتحضرني موضوعاته الآن
ـ[عصام محمود]ــــــــ[16 - 11 - 2009, 08:34 م]ـ
كما قلت هناك كتاب مهم جدًا يفيدها هو كتاب نظرية المصطلح النقدي للدكتور عزت جاد وهو شامل وبصورة عامة لكل التوجهات التي ظهرت في العصر الحديث
ـ[خولة قوال]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 07:50 م]ـ
شكرا على الموضوع القيم
ـ[القلب التائب]ــــــــ[24 - 12 - 2009, 03:09 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم و جزيتم خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباسقه]ــــــــ[07 - 05 - 2010, 01:24 ص]ـ
أحبتي السلام عليكم
أريد قضيه من قضايا النقد القديم
غير القضايا المذكوره في كتاب (تاريخ النقد الأدبي عند العرب)
لإحسان عباس
أريد فقط عناوين القضايا
بحاجه مااااسه لها قريبا
وشكرا لعطآئكم ..........
=)
ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[20 - 06 - 2010, 06:59 م]ـ
موضوع شائق , ماتع. ومبحث هام , فريد
شكرا للجميع
ـ[همبريالي]ــــــــ[26 - 06 - 2010, 04:48 م]ـ
أحدث الموضوعات النقدية:
1 - الأدب التفاعلي عند العرب
2 - مشكلة الأجناس الأدبية في ضوء الأدب التفاعلي (الرقمي)
مراجع:
* سعيد يقطين: من النص إلى النص المترابط (مدخل إلى الأدب التفاعلي)
* سعيد يقطين: النص المترابط ومستقبل الثقافة العربية
* فاطمة البريكي: مدخل إلى الأدب التفاعلي(/)
النقد بوصفه عملية تجميل
ـ[خلود سفر الحارثي]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 09:15 م]ـ
:::
النقد بوصفه عملية تجميل
هل نستطيع أن نطبق مقولة "كن جميلاً تر الوجود جميلا " على ناقد يُفترض أنه يقيّم مواطن الجمال والخلل في عمل ما؟!.
إن ذلك من شأنه أن يسمح بمساحة تمدد لضمير الناقد المهني حيث يقدم الخلل على أنه موطن جمال وذلك بتحميله أكثر مما يحتمل.
وهل سيرضى الناقد عن النتيجة التي سيؤول لها رأي القارئ البسيط إذا اقتنع بما قال؟ أو القارئ المتمرس بالأعمال الجيدة والذي يعرف بذوقه ودربته الفرق بين الجيد وغيره.
وكيف سينظر لنفسه بعين الرضا بعد أن غش الكاتب وقدمه لنفسه على أنه مبدع في حين أنه ليس أكثر من إنسان يعبر عن نفسه بطريقة عادية بدون فنية ولا تميز!
النقد ليس عملية تجميل تعيد صياغة وتحسين ملامح النص ليبدو جميلاً! والناقد ليس محامياً يدافع عن النص، بل هو قاض يحكم عليه مبيناً مواطن الإجادة والضعف حسب المقاييس الفنية، وهنا لا أدعو لأن يكون الناقد شديد الاصطلاحية فلا يفهمه إلا المختص بالنقد وأحياناً لا يفهمه حتى المختص، لكني أدعو إلى النقد المبني على أسس سليمة مع عدم التقعر في المصطلحات.
إن الغش النقدي الذي يمارسه البعض يعود لأسباب منها: أنهم ليسوا نقاداً بالمعنى الفعلي، فهم قراء غير متخصصين في النقد وليسوا على علم بأدواته، فيعتمدون ذوقهم وأيديولوجياتهم الخاصة في الحكم على عمل ما غير عابئين بفنية العمل ولا صيرورته التكنيكية.
بالإضافة لأن بعض النقاد يجامل الكتّاب، وهذا مأزق لابد من المرور به، فالعلاقة بين الناقد والكاتب تقود في أغلب الأحيان لمجاملته على حساب قيمة النص الحقيقية.
ولست أدري لم يتضايق الكاتب ويفترض عدائية الناقد إن تحدث عن رأيه في العمل بصدق، فلا يضير الإنسان ألا يكون مبدعاً ولا يؤثر ذلك على إنسانيته ونبله، خاصة والكتابة لا تتطلب دراسة معينة ولا تعود على صاحبها بمردود مادي في أغلب الأحيان.
الكتابة حق مكفول لكل إنسان لكن الإبداع لا يتسنى لأي إنسان! فقط الموهوب من يخلق من الأشياء البسيطة إبداعاً حقيقياً.
والكتابة تشبه الغناء فلكل إنسان الحق في أن يترنم بما يعجبه من كلمات، لكن أن يقدم صوته العادي جداً على أنه عمل جدير بالسماع!!! فهذا كمن يغني في (دورة المياه) ويظن أن صوته أفضل من صوت أم كلثوم!
إن التدليس النقدي له آثاره السلبية على المتلقي والكاتب والناقد، حين يفقد الناقد ثقة المتلقي المُدلس عليه، ويغش الكاتب بإعطائه صورة مبالغاً فيها عن عمله المتواضع فيصدق!
والأخطر من كل هذا أن النقد يتآكل من قبل هذا التدليس، والتاريخ لن يتسامح مع المجاملة التي لا تشكل موقفاً نقدياً مسؤولاً.
-----
نُشر في صحيفة الوطن
ـ[رحيل2007]ــــــــ[08 - 05 - 2008, 11:10 م]ـ
نقلا موفقا اخي الكريم.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 02:36 م]ـ
أعجبتني مقولة للدكتور الغذامي في لقائه الأخير؛ إذ يقول متحدثا عن الروائيين و النقد:
هناك مشكلة عويصة: الفهم العام صار الآن في الرواية وفي ظن من يكتبها - المجموعة كلها - أنه لا يوجد من يكتب نصاً ويعتقد أنه ليس بجيد. ولذا فإن الانتظار المتوقع هو أن يجد ثناءً كما توقعاته، وهذه مفارقة عجيبة، أن تجد كثيراً من الروائيين والروائيات يتكلمون في الصحافة على أن النقاد لا يهتمون بهم. وإذا تكلم ناقد وأبدى الرأي الموجع في النص عادوا وغضبوا، بلغةٍ أخرى هم لا يطلبون رأي النقاد، إنهم يطلبون مديحهم. وهذه مشكلة ثقافية ومعرفية.
ـ[معالي]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 08:25 م]ـ
مرحبا وأهلا وسهلا بالأستاذة خلود الحارثي
أرجو ألا تكون زورة عابرة؛ فوجود أمثالك يسعدنا كثيرًا!
الأستاذة خلود زميلة عزيزة، تدرس في مرحلة الدكتوراة بجامعة أم القرى، وحصلت على الماجستير بتقدير ممتاز في أبيات المتنبي السائرة حتى لكأنها في حكم الأمثال. (لا أذكر العنوان تحديدًا)، كما أن لها جهودًا نقدية مبثوثة في بعض الصحف، وأخرى زينت بها صفحات المنتديات الثقافية.
مرحبا بخلود مرة أخرى، وأرجو لها طيب الإقامة.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[10 - 05 - 2008, 08:37 م]ـ
مرحبا وأهلا وسهلا بالأستاذة خلود الحارثي
أرجو ألا تكون زورة عابرة؛ فوجود أمثالك يسعدنا كثيرًا!
الأستاذة خلود زميلة عزيزة، تدرس في مرحلة الدكتوراة بجامعة أم القرى، وحصلت على الماجستير بتقدير ممتاز في أبيات المتنبي السائرة حتى لكأنها في حكم الأمثال. (لا أذكر العنوان تحديدًا)، كما أن لها جهودًا نقدية مبثوثة في بعض الصحف، وأخرى زينت بها صفحات المنتديات الثقافية.
مرحبا بخلود مرة أخرى، وأرجو لها طيب الإقامة.
تبارك الرحمن
وزادها الله من فضله
مرحبًا بالأستاذة خلود
ونأمل لكِ طيب المقام
ـ[بل الصدى]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 01:56 ص]ـ
لله درك يا خلود يا صديقتي العتيقة!!! كم تأسرني هذه المقالات التي تنم عن ذوق أدبي عال و حس نقدي مرهف صحبتهما عمري كله!! حقنا عليك المزيد فجودي و الله تعالى يحفظك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلود سفر الحارثي]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 02:34 ص]ـ
نقلا موفقا اخي الكريم.
:)
...................
ـ[خلود سفر الحارثي]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 02:35 ص]ـ
أعجبتني مقولة للدكتور الغذامي في لقائه الأخير؛ إذ يقول متحدثا عن الروائيين و النقد:
شكراً للمرور والإضافة.
ـ[خلود سفر الحارثي]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 02:37 ص]ـ
مرحبا وأهلا وسهلا بالأستاذة خلود الحارثي
أرجو ألا تكون زورة عابرة؛ فوجود أمثالك يسعدنا كثيرًا!
الأستاذة خلود زميلة عزيزة، تدرس في مرحلة الدكتوراة بجامعة أم القرى، وحصلت على الماجستير بتقدير ممتاز في أبيات المتنبي السائرة حتى لكأنها في حكم الأمثال. (لا أذكر العنوان تحديدًا)، كما أن لها جهودًا نقدية مبثوثة في بعض الصحف، وأخرى زينت بها صفحات المنتديات الثقافية.
مرحبا بخلود مرة أخرى، وأرجو لها طيب الإقامة.
شكراً على التعريف.
لكن عفواً لم أعرف صاحبة المعرف.
ـ[خلود سفر الحارثي]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 02:37 ص]ـ
تبارك الرحمن
وزادها الله من فضله
مرحبًا بالأستاذة خلود
ونأمل لكِ طيب المقام
بارك الله فيك.
ـ[خلود سفر الحارثي]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 02:39 ص]ـ
لله درك يا خلود يا صديقتي العتيقة!!! كم تأسرني هذه المقالات التي تنم عن ذوق أدبي عال و حس نقدي مرهف صحبتهما عمري كله!! حقنا عليك المزيد فجودي و الله تعالى يحفظك
هلا وغلا
( ops(ops(ops
احرجتيني ..
بس خلاص. ( ops
بالمناسبة توقيعك حركة.
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 11:18 م]ـ
بارك المولى بالكاتب و الناقل.
ـ[العبد اللطيف]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 06:14 م]ـ
مرحبا وأهلا وسهلا بالأستاذة خلود الحارثي
أرجو ألا تكون زورة عابرة؛ فوجود أمثالك يسعدنا كثيرًا!
الأستاذة خلود زميلة عزيزة، تدرس في مرحلة الدكتوراة بجامعة أم القرى، وحصلت على الماجستير بتقدير ممتاز في أبيات المتنبي السائرة حتى لكأنها في حكم الأمثال. (لا أذكر العنوان تحديدًا)، كما أن لها جهودًا نقدية مبثوثة في بعض الصحف، وأخرى زينت بها صفحات المنتديات الثقافية.
لقد كنت مبدعا في كتابة الموضوع
مؤثر في غيرك
كتبت فقرأ الجميع
شاركت فاسعدت الجميع
فواصل السيررحبا بخلود مرة أخرى، وأرجو لها طيب الإقامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[08 - 07 - 2008, 06:16 م]ـ
أحسنت سيدتي
بارك الله فيك(/)
تساؤلات حول موضوع (ميزان النص الأدبي)
ـ[الهمام2003]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 02:21 م]ـ
تدور في ذهني عدة تساؤلات حول موضوع (ميزان النص الأدبي) وطريقة الحكم عليه.
1 - أيهما أقوى في التعبير:
أ-الجملة الاسمية أو الفعليه أو شبه الجملة.ولماذا؟
ب- الفعل الماضي أو المضارع أو الأمر. ولماذا؟
2 - هل كثرة (الروابط) بين الجمل دليل على قوة النص أو ضعفه؟
3 - هل يعد ضعفاً أن نبدأ كتابة مقالا أول قصة بأدوات التوكيد أو الأفعال الناسخة أو الأشارة؟
4 - ما النسبة المئويه المتوقعة في النص الأدبي في استخدام الأسماء والأفعال والأحرف؟
إذا كان هناك كتاب أول مقال حول هذا الموضع أرجو إفادتنا
ـ[الهمام2003]ــــــــ[19 - 05 - 2008, 07:05 م]ـ
أكثر من أسبوع ولم أحصل على رد!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 10:42 م]ـ
عُد لكتب د. سعد مصلوح.
و كتاب: خصائص الأسلوب في الشوقيات للطرابلسي.
وكتاب: اٍلأسلوبية، لفتح الله أحمد سليمان.
موفق
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[23 - 05 - 2008, 10:45 م]ـ
لكل نمط من أنماط الكتابة (النّمط: السّردي الوصفي الحواري ... ) مؤشّرات تدلّ في النّصّ الأدبي عليه.
مثال:الجملة الإسميّة المصدّرة بالنّاسخ الفعلي كان:وسيلة من وسائل الوصف (وهي أنسب في سياق الوصف الخُلُقي والوصف الخِلقي)
تواتر الظاهرة الأسلوبيّة في النّصّ ذو دلالة.
عندي دروس كلية الآداب بمنوبة (جامعة تونس الأولى) _أين درست- على أقراص مضغوطة دروس مادّة الأسلوبية للدكتور محمد الهادي الطرابلسي.لكن لا أعرف كيفيّة وضعها في المنتدى ليستفيد منها الجميع.
أمّا الجملة الفعليّة فتوظّف في السّرد (وتستعمل كذلك في الوصف / الأفعال الوصفيّة)
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 09:43 م]ـ
إخوتي الكرام -أوّل الغيث قطرة- إليكم دروس الدكتورعبد الله صولة في مادّة الأسلوبيّة
http://www.zshare.net/download/12518152dd87cd4c/
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 12:29 م]ـ
الأخ الفاضل المبارك مروان الأدب
بورك فيكم على هذه الإفادة القيمة، وعلى جمر بانتظار بقية الغيث.
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 09:18 م]ـ
لا شكر على واجب
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 09:24 م]ـ
http://www.zshare.net/download/12563322e0f768e8/
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 09:35 م]ـ
http://www.zshare.net/download/125637257295a2f/
ـ[الهمام2003]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 09:55 م]ـ
أجزلتم العطاء
وأصبحت القطرة غيثاً(/)
أرجو المساعدة
ـ[أم التفاؤل]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 05:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد تعريف العاطفة والموسيقى في الشعر والكتب التي تشير إلى ذلك
وما الفرق بين المقال والمقالة
ولكم جزيل الشكر
ـ[أم التفاؤل]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 12:16 ص]ـ
أرجو مساعدتي فلقد بحثت كثيرا، ولم أجد شيئا
ـ[مروان الأدب]ــــــــ[23 - 05 - 2008, 10:48 م]ـ
اِبحثي عن كتب جابر عصفور وخاصّة مفهوم الشّعر وستجدي فيه ما يكفي حاجتك(/)
رجاءً لاأمراً تفضلوا مشكورين
ـ[فتاة حرب]ــــــــ[16 - 05 - 2008, 07:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ممكن ولا هنتوا موضوع عن النقد الأدبي ...
يعني أي موضوع ملخص عن النقد الأدبي ..
علماً بأني طالبة لغة عربية أدرس (نقد أدبي 1)
بس ياليت يكون .. طويل حبتين ..
رجاءً لا أمراً أريده في القريب العاجل ..
وسلمتم مقدماً.
دمتم على الطاعه
ـ[معالي]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 03:27 ص]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/announcement.php?f=30(/)
طلب إفادة
ـ[الصحبي جعيط]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 12:24 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
و أنا أقرا قصيدة محمود درويش " سجل انا عربي " وجدته يقول:
سجل انا عربي
و رقم بطاقتي 50ألف
أطفالي ثمانية و تاسعهم سيأتي بعد صيف
فهل الرقم 50ألف له صلة بالرقم المذكور في القرآن الكريم؟
و الأطفال الثمانية هل يعني بهم عدد قصائده؟
وفقكم الله في خدمة الأدب و جزاكم عنا خير الجزاء
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[18 - 05 - 2008, 12:53 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
لا أعتقد بذلك، وإن كان النص قد يُفسر من جهات عدة؛ ولكني أرى هذا التأويل بعيد.
ليتك تتفضلين وتأتين ببقية القصيدة.
ـ[الصحبي جعيط]ــــــــ[19 - 05 - 2008, 12:49 ص]ـ
سلام الله عليكم أفضل سلام.
هذه قصيدة محمود درويش
عنوانها: بطاقة هوية
سجِّل
أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم .. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟
سجل
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي .. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ .. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا إسمٌ بلا لقبِ
سجلْ
أنا عربي
ولونُ الشعرِ .. فحميٌّ
ولونُ العينِ .. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟
سجِّل!
أنا عربي
سلبتَ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا .. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ
فهل ستأخذُها
حكومتكمْ .. كما قيلا؟
إذنْ
سجِّل .. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي .. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ .. حذارِ .. من جوعي
ومن غضبي!!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 11:48 م]ـ
سجِّل
أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم .. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟
أظنها دلالة على الكثرة .. بالنسبة لتعداد الأطفال، وذلك حينما يستأنف بقوله أن التاسع بالطريق.
أما رقم البطاقة فربما إشارة إلى أن هذا العربي - وغيره- مجرد تعداد رقم في هوية!
ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 05 - 2008, 05:29 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على مداخلاتكم الكريمة.
ولي سؤال قد لا يتعلق بموضوع المداخلات تعلقا مباشرا، وبغض النظر عن ميول محمود درويش، وأظنه ذلك الشاعر الفلسطيني ذو الميول الشيوعية المنقرضة!!!، والكلام الآن ليس في فكره أو معتقده، وإن كانا يشكلان عاملا أساسيا في شخصية الشاعر، وإنما الكلام فيما سطرته أنامله
وسؤالي بارك الله فيكم:
هل هذا شعر أصلا؟!!!!، ليطلق على محمود درويش لقب الشاعر، أم أنها مجرد خواطر لا ضابط لها من جهة السياق فلا وزن ينتظمها ولا قافية تحكمها، وربما من جهة المعنى، فأغلب الشعر الحديث: هزيل المعنى، تلمس في قائله أو كاتبه الضياع والحيرة، فضلا عن: فساد المعتقد وانحراف الميول في كثير من الأحيان، ولو سمعه أبو الطيب وأبو تمام والبحتري، فضلا عن جرير والفرزدق، فضلا عن حسان وكعب، رضي الله عنهما، فضلا عن أصحاب المعلقات لامتهنوا أي مهنة أخرى سوى قرض الشعر!!!.
لم أقصد أي إساءة لأي عضو من أعضاء المنتدى الكرام، وإنما هو رأي لا أكثر، حتى لا تضيع هويتنا الثقافية في ظل غزو فكري ظهرت آثاره واضحة في كتابات كثير من المستغربين أو من يطلقون على أنفسهم: "الحداثيين".
والله أعلى وأعلم.
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[30 - 05 - 2008, 11:39 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
هذا ما يعتبره الادباء المحدثون باسم شعر التفعيله أو الشعر الحر وربما يجدون فيه نوعا من الموسيقى حيث ان القصيدة جاءت على وزن (مفاعلتن ... مكرره)
وفي رأيي ان هذا كلام لا يعتبر نظما ولا يمت للشعر بصله
ـ[صاحبة السر العنيد]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 11:23 م]ـ
بارك الله بالجميع؛ على إثراء الموضوع ...
.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[07 - 07 - 2008, 11:41 م]ـ
صدقتما أستاذ مهاجر و فائق ...... فما يسمى بشعر التفعيلة أعتقد أنه لا يمت للشعر بصلة إلا ما ندر ...
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 07:35 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
هذا ما يعتبره الادباء المحدثون باسم شعر التفعيله أو الشعر الحر وربما يجدون فيه نوعا من الموسيقى حيث ان القصيدة جاءت على وزن (مفاعلتن ... مكرره)
وفي رأيي ان هذا كلام لا يعتبر نظما ولا يمت للشعر بصله
نعم هو كلام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 10:21 م]ـ
رويدكم أيها القوم
للشعر الحديث نصيب من الجمال ...
أما تفسيره فهو شعر لا يفسر أو هو مفتوح التأويل كما يقول نقاد شعراء الحداثة
فهم يعتبر أن للشعر وظيفة جمالية وليست تواصلية بالمعنى العام
الشعر لديهم كالموسيقى تتذوق جمالها ولا تفهما
هذه هي النظرة الحديثة للشعر
إذا كانت هذه نظرتكم لشعر محمود درويش فماذا ستقولون عن شعر أدونيس
أما بالنسبة لسؤال الأخت
نعم قد يكون التأويل على نحو ما تفضلت فمذهب الواقعية الجديدة الذي ينتهجه درويش
يعتمد على أمور منها الإيحاء بالرمز والأسطورة
ـ[مُسلم]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 12:18 ص]ـ
هذا ما يعتبره الادباء المحدثون باسم شعر التفعيله أو الشعر الحر وربما يجدون فيه نوعا من الموسيقى حيث ان القصيدة جاءت على وزن (مفاعلتن ... مكرره)
وفي رأيي ان هذا كلام لا يعتبر نظما ولا يمت للشعر بصله
هناك من الشعراء من أمثال (فاروق جويدة) و (أحمد مطر) من يكتبون الشعر الحر ولكن على أوزان وإن جددوا فيها وغيروا ... ولكنهم يسيرون على أوزان وقوافٍ ..
فهل يعتبر هذا شعرا أم لا؟
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 12:19 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على مداخلاتكم الكريمة.
ولي سؤال قد لا يتعلق بموضوع المداخلات تعلقا مباشرا، وبغض النظر عن ميول محمود درويش، وأظنه ذلك الشاعر الفلسطيني ذو الميول الشيوعية المنقرضة!!!، والكلام الآن ليس في فكره أو معتقده، وإن كانا يشكلان عاملا أساسيا في شخصية الشاعر، وإنما الكلام فيما سطرته أنامله
وسؤالي بارك الله فيكم:
هل هذا شعر أصلا؟!!!!، ليطلق على محمود درويش لقب الشاعر، أم أنها مجرد خواطر لا ضابط لها من جهة السياق فلا وزن ينتظمها ولا قافية تحكمها، وربما من جهة المعنى، فأغلب الشعر الحديث: هزيل المعنى، تلمس في قائله أو كاتبه الضياع والحيرة، فضلا عن: فساد المعتقد وانحراف الميول في كثير من الأحيان، ولو سمعه أبو الطيب وأبو تمام والبحتري، فضلا عن جرير والفرزدق، فضلا عن حسان وكعب، رضي الله عنهما، فضلا عن أصحاب المعلقات لامتهنوا أي مهنة أخرى سوى قرض الشعر!!!.
لم أقصد أي إساءة لأي عضو من أعضاء المنتدى الكرام، وإنما هو رأي لا أكثر، حتى لا تضيع هويتنا الثقافية في ظل غزو فكري ظهرت آثاره واضحة في كتابات كثير من المستغربين أو من يطلقون على أنفسهم: "الحداثيين".
والله أعلى وأعلم.
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
هذا ما يعتبره الادباء المحدثون باسم شعر التفعيله أو الشعر الحر وربما يجدون فيه نوعا من الموسيقى حيث ان القصيدة جاءت على وزن (مفاعلتن ... مكرره)
وفي رأيي ان هذا كلام لا يعتبر نظما ولا يمت للشعر بصله
صدقتما أستاذ مهاجر و فائق ...... فما يسمى بشعر التفعيلة أعتقد أنه لا يمت للشعر بصلة إلا ما ندر ...
نعم هو كلام
على رسلكم رغم أنني من أنصار القصيدة العمودية.
من قال لك أخي الكريم إن هذا الشعر لا ضابط له، هل قطّعت القصيدة؟!
لقد جاءت القصيدة على البحر الكامل الذي يقوم على تكرار تفعيلة متفاعلن.
أما عن تحرر هذا الشعر من قيود القافية فله ما يبرره، حيث يترك الشاعر لنفسه العنان حرة غير مقيدة.
ولست بصدد الحديث عن هذا الشاعر فقد أجاد في (كثير) من قصائده لكن هل يتربع على عرش الشعر كما يقولون؟ هل هو متنبي عصره كما يروق لبعضه تسميته؟ لا أظن ذلك
ثم تقول أخي الكريم إن أغلب الشعر الحديث هزيل المعنى.
أدعوك عزيزي إلى التأني في ذلك
هل قرأت لنزار قباني، ومظفر النواب، وأحمد مطر، وهل قرأت ما كتب عنهم من دراسات ....
...
ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان
وستسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحاراً وبحارا، وتفيض دموعك أنهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجارا
وسترجع يوماً يا ولدي
مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك يا ولدي
ليس لها أرض أو وطن أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأة يا ولدي
ليس لها عنوان
نزار
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 01:59 ص]ـ
السؤال الملحّ الآن:
ما هو المعيار أو الحدّ الذي يمكن أن يُحكم به بين الشعر من عدمه؟!
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 11:21 ص]ـ
السؤال الملحّ الآن:
ما هو المعيار أو الحدّ الذي يمكن أن يُحكم به بين الشعر من عدمه؟!
وهل كل قصيدة عمودية شعر؟!
وما الفرق بين النظم والشعر؟
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 04:58 م]ـ
الشعر ليس مجرد وزن أو كلاما مقفى موزونا ذا معنى كما رأى البعض
يقول الجاحظ:
لو أن البائع قال:
من يشتري باذنجان
جاءت على وزن مستفعلن مفعولات .... فهل هذا شعر على المنسرح؟؟؟؟
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 05:00 م]ـ
وهل تعتبرون ألفية ابن مالك أو شعر الفقه أو غيره من المنظومات شعرا ...
لا والله جل الشعر أن يكون مثل ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 08:29 م]ـ
وهل كل قصيدة عمودية شعر؟!
وما الفرق بين النظم والشعر؟
عفوا أخي الكريم، لم يقل أحد بذلك الآن.
سؤالي واضح؛ وددت لو أتى من يجيب عليه حتى يكون هناك أساس للتحاور لأعرف ماذا في ذهن الآخر.
الشعر ليس مجرد وزن أو كلاما مقفى موزونا ذا معنى كما رأى البعض
يقول الجاحظ:
لو أن البائع قال:
من يشتري باذنجان
جاءت على وزن مستفعلن مفعولات .... فهل هذا شعر على المنسرح؟؟؟؟
سؤالي كان بداية لمعرفة الأساس الذي نفى به البعض الشاعرية عن الحديث.
و هاهو أخرى:
ما هو المعيار أو الحدّ الذي يمكن أن يُحكم به بين الشعر من عدمه؟!
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 09:01 م]ـ
الشعر ممارسة جمالية ....
وهي خروج عن المألوف وانا أرى الشعر معادلة هي:
الإحساس 33%
الخيال33%
اللغة33%
ويتبقى 1% ضعيه أينما شئت
بالنسبة لي اضعه مع الإحساس
هذا هو فهمي للشعر:
يستطيع أي إنسان أن يقول لشخص ما: لن انساك
ولكن لا يستطيع أحد أن يبدع:
كيف أمحوكِ من أوراق ذاكرتي
فأنت في القلب مثل النقش في الحجر
ما الذي يجعل هذا الكلام شعرا .. ؟؟
الذي يجعله شعرا هو إحساس بالتعلق والوله (إحساس) عبر عنه الشاعر بكلمات فصيحة بليغة وسهلة (لغة) ولكنه لم يتكلم مثل ما يتكلم العوام بل جعل للذاكرة اوراق وجعل المحبوب شيئا يمحى (خيال)
التعبير عن المشاعر والعواطف بلغة سليمة وبقالب من الخيال والتصوير والحسن
يمكن أن نختصر كل الكلمات السابقة بكلمة واحدة وهي (شعر)
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 04:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزتي اقولك شيء انت من جهة مححقة اما من جهة اخرى نجد في الدراسات الادبية الحديثة ما يمكن تسميته بشعر الثورة والتمرد على كل ما هو تقليدي ومباشر لا يترك الانسان يفكر. وبالتالي رأوا في هذا النمط الجديد زي ما سما الاخ قبلي بشعر الحداثة او شعر التفعيلة كما تم التاصيل له في شضايا ورماد عند نازك الملائكة.
واقولك ايضا يحولون من خلال هذا النط الجديد انشاء دراسات متميزة وحداثية جدا والتي يمكن او بالاحرى اطلقوا عليها: فلسفة الشعر. هذا ما يمكن اضافته. شكرا(/)
طلب مراجع في النقد الأدبي
ـ[سَأَكُونُ شَيْئَآً]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 03:47 م]ـ
آلسلآم عليكم ورحمة الله بركآته
أهلآً بمن سيأخذ بيدي ويحقق طلبي ( ops
وأهلاً بمن هو غير ذلك: rolleyes:
طُلب مني بحث في آلنقد آلأدبي آلسعودي سوآء
كآن ذلك قصة أو روآية أو شعر ونثر
وللأسف آلوقت ضيق في آلبحث عن آلمرآجع لأجد مآأريد
فهلّآ أحدُُ لديه أسمآء لـ أربعة كتب أو أكثر تختص
في آلنقد آلأدبي آلسعودي وأفضل أن تكون متوآفرة
تلك في آلشبكة آلعنكبوتية أمآ إذآ كآن مآلديكم
غير متوآفر فلآ بأس سأشتريهآ: p
آلمهم أن تسعفوني ببعض آلأسمآء;)
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 05:19 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته:
ستجدين في هذا الرابط كتبا للنقد الأدبي
أرجو الاستفادة والدعاء.
هنا الرابط:
http://www.trytop.com/vipdownloads_cat58.html
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 05 - 2008, 11:19 م]ـ
زوري نادي الرياض الأدبي، فهناك الكثير من الكتب في النقد السعودي من إصدارات الأندية الأدبية السعودية، ستفيدك كثيرا.
موفقة.
ـ[سَأَكُونُ شَيْئَآً]ــــــــ[11 - 06 - 2008, 04:25 م]ـ
الله يجآزيكم آلجنه لتعآونكم
كل آلشكر لكم
أختكم
كآدي
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 05:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم اتمنى ان تستفيد اخي من مجموعة الروابط:
1** النقد المنهجي عند العرب محمد منذور
http://www.4shared.com/file/46890359/51ceab11/
2** تاريخ النقد العربي والبلاغة محمد زغلول سلام
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=006461.pdf
3** النقد العربى ـ مصطفى ناصف http://al-mostafa.info/data/arabic/gap.php?file=aalam/Issue-255.pdf
4** أصول النقد الأدبى ـ أحمد الشايب
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=002306.pdf
5** النقد ـ شوقى ضيف http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=019377.pdf
6** فى النقد الأدبى ـ عبدالعزيز عتيق
http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=019282.pdf
اخي العزيز هذه مجموعة الرابط للكتب المطلومة اتمنى ان تفيدك.
وان اردت المزيد فنا في خدمتة .. فلي عظيم الشرف ان انقلها لك
اختك سهى
ـ[سهى الجزائرية]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 05:53 م]ـ
اخي هي روابك مباشرة. وفي الرابط الاول عندما تحمله تجد الكثيو من كتب النقد .......... شكرا
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[28 - 07 - 2008, 05:56 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا ....(/)
مصطلحات.
ـ[المصباح في اللغة]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 07:17 م]ـ
ما المقصود بالمصطلحات التالية:
عمود الذوق ـ الأحكام الانطباعية ـ الأحكام التأثيرية ـ القراءة الدقيقة.(/)
كيفية تحليل النصوص الأدبية
ـ[قلب اللغة]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 05:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأعضاء
لدي مشكلة كبرى وهي عدم قدرتي على تحليل النصوص الأدبية
سواء عند قرائتها للمرة الأولى أو عند قرائتها أكثر من مرة
فأنا لا أعرف الكيفية التي يتم من خلالها تحليل النص الأدبي
ومناهج التحليل والخطوات المبدئية على الأقل
أرجو أن ترشدوني إلى بعض الكتب المفيدة في مجال التحليل الأدبي للمبتدئين
كما أود منكم تزويدي ببعض الطرق التي يعتمد عليها في التحليل
حسب خبرتكم الأدبية وتجربتكم النقدية
وجزاكم الله خيرا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 06 - 2008, 04:17 ص]ـ
يلزمك أخي الفاضل في البداية القراءة المتذوقة للنصوص بشكل عام ومحاولة التمييز والاستكشاف.
ثم القراءة في الدراسات الشعرية؛ فهي تفتح لك آفاقا مغلقة لم تكن لتنتبه لها حين قراءتك للنصوص.
أما بالنسبة للكتب فهناك كتاب معنون بـ: تحليل النص الأدبي ولكن لا يحضرني مؤلفه للأسف. و كتاب د. سناء البياتي: نحو منهج جديد في البلاغة والنقد.
وكذلك في كتب د. منير سلطان إشارات مضيئة.
وفقك الله.
ـ[عربي سوري]ــــــــ[16 - 06 - 2008, 10:57 م]ـ
سيدي هنالك عدة أنواع للتحليل
ولدينا عدة مناهج
أما إذا كان قصدك الدراسة المبسطة التي يكلف بها الطلبة في المدارس فعليك أن تطلب من مدرسك أن يضع لكم منهجا للدراسة
ـ[قلب اللغة]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 07:50 م]ـ
شكرا لكم على تفاعلكم
الاخ عربي سوري
ارجو ان تذكر لنا انواع التحليل؟ ومناهجه؟ وسمي لنا كتبا لكل نوع ومنهج للتحليل الادبي
ـ[ايام العمر]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 05:02 م]ـ
لدي كتب تحلل النصوص مثل كتاب "عزف على وتر النص الشعري"يحلل النص بمختلف المناهج البنيوي والنفسي ...
لكن المشكلة أني لاأستطيع التحليل فما الحل؟
وهل هناك كتب توضح طريقة التحليل وتوجد فيها تطبيقات بسيطة لكنها لاتحلل إنما تُعلِّم التحليل؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عربي سوري]ــــــــ[21 - 06 - 2008, 12:29 م]ـ
حسنا
- مدرسة النقد الشكلي والبنيوي
1 مدرسة النقد الشكلي والبنيوي
1 - الاساس النظري:
- الاتجاهات الفلسفية الشكليه Formalist :
تعتمد هذه الاتجاهات الفلسفية الاساس الموضوعي المتمثل في التقبل الجمالي للعمل الفني , أي بعبارة اخرى تعتمد الصفات الشكلية الكامنة في العمل وليس صفات تفرضها "ذات " المتلقي. فهي تهتم بالغايات والوسائل الشكلية للعمل ضمن مفهوم " الفن للفن " , الا انها لا تتهم بعدم مصداقيتها لا عتمادها على الجماليات الشكلية التي تتسم بطابع التجريد ويتسبب بعزل العمل عن محيطه
لذا كان اللجوء الى فكر البنيوية باعتبارها وسيلة لتنظيم علاقة الشكل الداخلية من جهة , وعلاقات الشكل بمحيطه وبالمتلقي من جهة اخرى.
- وفكر ومنهجية البنيوية Structuralism
تتميز البنيوية باستعمالها للغة استعارياً اذ تؤكد " ضرورة وجود لغة ذهنية واحدة في طبيعة الانظمة البشرية التي تُدرك جوهر الامور على نحو متماثل وتعبّر عنها باشكال متعددة. وتكشف هذه اللغة الذهنية نفسها بصفتها القدرة البشرية الشاملة بتركيب الُنى واخضاع طبيعتها لمتطلبات البناء ".
كما انها ترى ان استجابات الانسان للبيئة المحيطة به تتم وفق طرق معينة للتعامل معها لي ان ما يعترف به الانسان حقيقة وما يفعله , امران متطابقان. فعندما يدرك الانسان العالم فانه يدرك بدون علمه الشكل الذي يفرضه ذهنه , ولن تكون للكيانات معان الا بقدر ما تجد لها مكانا ضمن هذا الشكل.
ان عنصر الادراك له اهمية مضاعفة في النظرة البنيوية والتي تقوم بتفسير المواضيع تبعا الى تفاعلها مع ذات المدرك او المتلقي.
ويكون الادراك على اساس انه كل لا يتجزأ ويتميز بمواصفات يتجرد منها عند تفكيكه الى عناصر اولية (أي ما يتناقض مع التفكيكية deconstructuralism )
يعتبر عالم النفس الفرنسي جان بياجيه Jean Piaget من اول من وضع التعريف للبنيوية. فانه يرى ان من الممكن ملاحظة البنية في نسق الكيانات وهي تشمل الافكار التالية:
- فكرة الكلية Wholeness الصورة الشموليه
- فكرة التحول Transformation قوانين التماسك الشكلي الداخلي
(يُتْبَعُ)
(/)