_ وقد يكون الرابط اسما: نجد مريم في رواية "ما تبقى لكم" تتحدث في حوارها الداخلي عن خالتها، كذلك يبدأ حامد حواره الداخلي متحدثا عن الخالة، أيضا سبق فوكنر كنفاني في استخدام هذا الرابط، ففي تيار وعي (بنجي) مثلا نجد اسم (البوابة) يربط بين زمنيين مختلفين (الطفولة، والشباب) فنجده يقول "ومشيت بمحاذاة السياج إلى البوابة ... " ثم يتذكر قول الخادم، حين كان طفلا "ما الفائدة من تطلعك من خلال البوابة، لقد رحلت كادي، وابتعدت"
تشترك كلتا الروايتين في استخدام اللغة الشعرية الشفافة التي تتناسب مع لغة الأعماق المضطربة، التي تبدو اللغة المجازية، التصويرية خير مجسد لها، وقد لمسنا ذلك سابقا لدى فوكنر (حين تحدثنا عن كونتن ودلزي) كذلك نلاحظ لدى كنفاني، فمثلا حين يقرر (حامد) مغادرة غزة للعودة إلى أمه، نجد أنفسنا أمام هذه الجملة الموحية "وابتسمت فبدا فمها الملطخ بالحمرة جرحا داميا انفتح فجأة تحت أنفها" فاستطاعت الصورة الشعرية هنا أن تؤدي معاني الألم بأقسى صوره، إذ قد لا نجد أفظع من تحول الابتسامة (دليل الفرح) إلى جرح ينزف دما (وهذا أقسى درجات الألم المنظور) تلخص هذه الصورة حالة الفلسطيني في تلك الفترة (قبل الثورة) لا فرح لديه أفراحه تحولت إلى أحزان نازفة!!
نلمح لدى كل من (كونتن) و (حامد) ملامح شخصية تكاد تكون واحدة، فقد وجدنا لديهما ثقافة رفيعة، وحساسية مرهفة، بل يبدو لنا إحساسهما بالزمن، في فترة من الفترات (قبل أن يواجه الفلسطيني عدوه) واحدا، فكلاهما يرى الزمن رؤية سوداوية (فهو ضريح لدى كونتن، ونعش لدى حامد) لذا نجدهما يتخلصان من الساعة (كونتن قبل انتحاره، وحامد قبل الالتحام بعدوه) رغبة منهما في التمرد على إيقاعها العبثي.
لم يستخدم كلا الكاتبين أسلوب الرواية الحديثة في نصه الروائي بأكمله، أي في تقديم جميع الشخصيات والأحداث فقدم فوكنر (دلزي، وجاسن أحيانا) عن طريق السرد والحوار في حين قدّم كنفاني (زكريا) عن طريق تداعيات الشخصيات الأخرى، فلم نسمع صوته الخاص به، أي صوت أعماقه.
نلمح لدى الكاتبين (فوكنر وكنفاني) ملامح من السيرة الذاتية، والأزمات التاريخية التي عايشها كل منهما، وانعكاس هذه الأزمات على حياته الشخصية، التي هي بالنتيجة انعكاس لحياة أبناء وطنه، ستختلف درجة الانعكاس لدى الكاتبين، كما سنرى فيما بعد.
يبدو لنا من المستحيل أن يتخلى الكاتب عن آلام عايشها في طفولته، لذلك تجد طريقا لها، في أغلب الأحيان، عبر أدبه، فغسان كنفاني يجعل من مراتع طفولته (في المنشية في يافا) مسرحا لطفولة (حامد ومريم) بل نجد لدى كنفاني رغبة لاشعورية في معرفة ما الذي حصل لمنطقة المنشية حيث نشأ، لهذا يجعل الجندي الإسرائيلي الذي يلتقي به حامد في الصحراء من سكانها، فنجده يسأله عنها!
فوكنر آلمه دمار بيته الكبير، بسبب الحرب الأهلية الأميركية بين الشمال والجنوب، فجسد لنا هذه المعاناة، ودمار بيت آل كومبسون.
نلمح في رواية كل منهما أثرا للمهنة التي مارسها في مرحلة من حياته، غسان يجعل بطله (حامد) يمارس المهنة التي مارسها في مطلع شبابه (مهنة التدريس)، أما فوكنر فسنجد أثر مهنة كتابة النصوص السينمائية (السيناريو) قد ظهرت في التقنية التي استخدمها في الفصل الثالث والرابع.
جوانب الاختلاف
بين رواية غسان كنفاني ورواية وليم فوكنر "الصخب والعنف"
لا نستطيع أن نقول إن كنفاني قلّد فوكنر تقليدا حرفيا دون ابتكار، وإنما لاحظنا استفادة واعية لديه من إنجازات الرواية الحديثة، ولعل مرد ذلك إلى موهبة الكاتب من جهة وتقديمه الهم الخاص وقد تحول إلى هم عام هو هم الوطن.
لاحظنا الاختلاف منذ العنوان، فالعنوان لدى فوكنر مستمد من مقطع مسرحي (مسرحية مكبث لشكسبير) يؤكد على تفاهة الحياة الإنسانية، التي هي بالنتيجة "صخب وعنف" ثم موت، لهذا ينتحر كونتن وتسقط (كادي) فتعيش حياة ذليلة أشبه بالموت، كما يخصى بنجي ويوضع في مصحة، في حين نجد عنوان رواية كنفاني "ما تبقى لكم" قد استمد من الهم الفلسطيني الذي عايشه الكاتب يوما إثر يوم، لذلك يدق جرس إنذار عبر قوله "ما تبقى لكم" أيها الفلسطينيون بعد ضياع الوطن والشرف، لم يبق لكم سوى الواقع البائس القائم على مجموعة من الخسارات ا، إنه يحرض مواطنيه على المواجهة (كما فعل حامد) كي يتجاوزوا حالة الضعف
(يُتْبَعُ)
(/)
والعار التي يعيشونها، إذ لم يبق لهم سوى مواجهة العدو الصهيوني.
يلاحظ أن خصائص تقديم تيار وعي الشخصية لدى كنفاني تختلف أحيانا عن خصائص فوكنر، والسبب في ذلك أنه قدّم تيار وعي شخصياته في أربعة فصول، حيث جعل لكل شخصية (بنجي، كونتن، جاسن، دلزي) فصلا مستقلا خاصا بها، في حين وجدنا كنفاني قد مزج تيار وعي شخصياته وجعلها في فصل واحد.
وقد ساعدت هذه الطريقة على تقديم تيار وعي الشخصية بطريقة مبدعة، تختلف عن فوكنر:
_ نسمع، لدى كنفاني،في وقت واحد حوارا داخليا في موضوع واحد عند شخصيتي (حامد ومريم)، فمثلا تتحدث مريم عن حماية أخيها لها ومدى حرصه عليها أثناء اللجوء من يافا إلى غزة، وفي الوقت نفسه نسمع صوت (حامد) يقول: "لقد حرصت عليك حرصي على حياتي"
_ قد تكمل الشخصية في حوارها الداخلي ما بدأته الشخصية الأخرى في حوارها الداخلي، فيبدو لنا الحوار الداخلي كأنه حوار واحد يجري في أعماق شخصية واحدة (تتساءل وتجيب، فيما يشبه المناجاة) أو أقرب إلى الحوار الخارجي بين شخصيتين متحاورتين، فمثلا يتحدث (حامد في الصحراء) عبر حواره الداخلي عن ذكرياته مع صديقه سالم، نجد (مريم في غزة) عبر حوارها الداخلي تكمل الحديث عن سالم وتتساءل: "لماذا لم يقتلوك؟ أنت؟ "فيعلق حامد قائلا عبر حواره الداخلي: "أغلب الظن أنها تريد أن تطمئنني ولم تعرف أنها حملتني ذلا جديدا"
وهكذا تندمج الشخصيتان (حامد ومريم) في شخصية تكاد تكون واحدة، حتى إن أي طارئ يحدث لحامد في الصحراء تحس به مريم ونجدها تقول: لقد حدث شيء ما له.
_ وقد يبلغ التوحد بينهما إلى أقصى مدى حين نجد حوارا داخليا يصلح لكلا الشخصيتين (حامد ومريم) في زمن واحد ومكان مختلف (الصحراء وغزة) إذ نجد فيه وصفا للسكين قبل أن تستخدم أداة للقتل، "ولمعت أمامي بنصلها الطويل المتوقد" ومن الملاحظ أن كلا الشخصيتين واجهت عدوها بنفس الأداة (السكين) فقد رفض حامد استخدام المسدس، لعل هذا أيضا يؤكد التلاحم بينهما، خاصة أن وعي حامد قد ترافق مع وعي مريم، لذلك كانت لحظة الفعل الثوري واحدة، وإن اختلف المكان، وبناء على ذلك ساعدت تقنية تيار الوعي، حين استخدمها كنفاني بطريقته الخاصة، على تقديم شخصيتين
مندمجتين اندماجا كاملا!!
_ لعل الإبداع المدهش الذي تبدى لنا لدى كنفاني هو تجسيد (المكان والزمان) وخاصة الأرض فقد تبدت لنا في هيئة إنسان، نسمع صوته، ونحس بتعاطفه مع الفلسطيني (حامد) بل تلتحم معه، كأنها حبيبته، تقول الصحراء: "لقد اندقت ساقاه فجأة في سفح تلة صغيرة، وأخذ يرتجف، هذه المرة بدت وقفته جازمة ونهائية، وخيل إلي أن قدميه قد غرستا في صدري كجذعي شجرة لا تقتلع، لقد كنت على يقين بأنه لن يعود ... " (15)
أما الساعة التي أتى بها حامد إلى أخته، والتي كانت قبل مواجهة العدو تشبه نعشا، فقد تحولت بعد المواجهة إلى إنسان "فبدت وقورة تعتزم إعلان خبر رهيب على مسمع من حشود تقف صامتة أمام جلالها" فهي ستعلن لحظة الصدام مع العدو (الإسرائيلي والعدو الداخلي زكريا) لهذا من الطبيعي أن يحس (حامد) أن الزمن قد كفّ عن عداوته، يقول حامد مخاطبا عدوه "الوقت لا يمكن أن يكون ضدنا نحن الاثنين معا، بصورة متساوية، فقد يكونون أقرب إليك مما أتصور، ولكنك أقرب إلي مما يتصورون" فالزمن في صالح الفلسطيني مادام فاعلا فيه، لهذا كان حامد يمتلك القدرة على قتل عدوه قبل أن يتمكن الصهاينة من قتله.
_ لو تأملنا الحبكة في كلتا الروايتين للاحظنا أنها مفككة في كلتيهما في القسم الأول، إلا أنها بدت لنا أكثر تماسكا في الجزء الأخير من رواية "ما تبقى لكم" إذ تأزمت الحوادث في لحظة واحدة (يهدد زكريا، في غزة، مريم بالطلاق فتقرر قتله، ويسمع حامد هدير سيارة الأعداء، فيقرر قتل المجند الإسرائيلي، في الصحراء)
(يُتْبَعُ)
(/)
_ كان الهم العام لدى كنفاني أكثر وضوحاً من فوكنر، إلى درجة يشعر فيها المتلقي أن هذا الهم قد تحول إلى هم خاص لديه، في حين تحس المتلقي بأن الهم الذاتي كان طاغيا على تداعيات شخصيات فوكنر، لهذا لن نستغرب حرص الكاتب كنفاني على أن يسود الرواية روح التفاؤل، لذلك ترك (حامد ومريم في الخاتمة) وهما يتأهبان للفعل، إننا نجد في هذه الرواية تفاؤل المناضل بالانتصار على عدوه الخارجي والداخلي، هذا النصر قد لا يتحقق اليوم لكن الأجيال القادمة حين ترعاها أيد نظيفة ستستطيع صنع النصر، لهذا حافظت مريم على الجنين، وقتلت من يريد موته أو تلويثه بالقذارة والعار.
بينما سادت في رواية فوكنر روح التشاؤم والانهزام، فنسمع صوت الخادمة دلزي يعلن لنا نهاية الأسرة، حين تقول بأنها شهدت البداية والنهاية لهذه الأسرة التي يسوء حالها إلى درجة يباع فيها البيت، ويتحول إلى نزل، وهذا قمة الانهيار.
_ تجلت خصوصية كنفاني أيضا في رسم الشخصية، وإبراز تفاعلها مع الزمن والحدث ومجموعة القيم، صحيح أن كلا من حامد وكونتن يتعلقان بفكرة الشرف الذي تفقده الأخت في كلتا الروايتين، إلا أن كونتن بدا عاشقا للموت، يائسا، مأزوما تسيطر عليه فكرة عبثية الزمن، لذلك يجد خلاصه بالانتحار، بعد أن فقد صلته بأي إنسان أو أي قيمة عليا يمكن للإنسان أن يعيش لأجلها، في حين كان حامد عاشقا للأرض، أي الوطن، لم يستطع الهرب منه، لذلك لم يواصل مسيرته إلى الأردن، بل بقي في أرضه يقاتل عدوه، وهكذا لم يؤد الهرب لدى حامد إلى الموت وإنما إلى الحياة الكريمة التي لن تكون إلا بمواجهة العدو، أما كونتن فقد أدى به الهرب المجاني إلى موت مجاني يوحي بالعجز عن مواجهة أعباء الحياة.
_ الشخصية النسوية لدى فوكنر (كادي) لم نسمع صوتها الخاص بها، في حين وجدنا صوت (مريم) جنبا إلى جنب مع صوت الرجل، بل استطاع الكاتب أن يقدم لنا معاناتها الخاصة التي تجعل المتلقي متعاطفا مع ضعفها، لأنها استطاعت رغم خطئها، أن تكون فاعلة في حياتها، متجاوزة لهذا الخطأ، بل مصححة له، وذلك حين قررت قتل زكريا الرجل الذي لوثها بالخطيئة ثم أراد، بعد أن أصبح زوجها أن يقضي على الأمل (الجنين) الذي قررت أن تهبه حياتها.
إذا أخطأت مريم مع زكريا من أجل الحصول على زوج، لنلاحظ هنا الدلالة الطهرية لاسم مريم (التي تتصل بسمات السيدة العذراء) لذلك حين تكتشف أن هذا الزوج مناقض لحياتها النظيفة، ومهدم لأملها تقرر التخلص منه، أما (كادي) فتاة ترغب في التحرر الجنسي، لذلك تنطلق فيه لتصبح عاهرة.
لهذا كله لا نستطيع أن نقبل تحديد د. عز الدين المناصرة لنقاط التأثر السلبية لدى كنفاني بالنقاط التالية: التقنية الشكلية، الزمن، فكرة الحرام (1)
من هنا يمكننا القول مع جبرا إبراهيم جبرا "إن غسان كنفاني استطاع أن يحول الصخب والعنف إلى رواية فلسطينية مليئة بشخصيته"
الحواشي:
1_ روبرت همفري "تيار الوعي في الرواية الحديثة" ت. د. محمود الربيعي، دار المعارف بمصر، ط2، 1974
2_ جان إيف تادييه "الرواية في القرن العشرين" ت. د. محمد خير البقاعي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1999، ص 159 بتصرف
3_ ميلان كونديرا "فن الرواية" ت. بدر الدين عرودكي، دار الأهالي، دمشق، ط1، 1999، ص 71
4_ آلان روب غرييه "نحو رواية جديدة" ت. إبراهيم مصطفى إبراهيم، دار المعارف بمصر، دون تاريخ، ص 130 بتصرف
5_ د. أمينة الرشيد "تشظي الزمن" الهيئة العامة المصرية للكتاب، القاهرة، 1998، ص 147 بتصرف
6_ د. نبيل الشريف، د. ضياء الجبوري، د. أحمد المجذوبة، د. عصام الصفدي، روائع الأدب الأميركي" مركز الكتب الأردني، 1995، ص 721
7_ وليم فوكنر " الصخب والعنف" ترجمة جبرا إبراهيم جبرا، دار الآداب، بيروت، ط2، 1979، المقدمة، ص 7_8
8_ وليم شكسبير "مكبث" ت. جبرا إبراهيم جبرا، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط2، 1980، ص 184
9_ "الصخب والعنف" ص 106
10_ المصدر السابق، 126
11_ المصدر السابق نفسه، المقدمة، ص 16
12_ نفسه، ص325
13_ غسان كنفاني، المجلد الأول، دار الطليعة، بيروت، ط1، 1972، ص 16
14_ المصدر السابق، ص 210
15_ المصدر السابق نفسه، 195
16_د. عز الدين المناصرة "مقدمة في نظرية المقارنة، دار الكرمل للنشر والتوزيع، عمان، ط1، 1988، ص 299
(يُتْبَعُ)
(/)
نموذج القاتل المثالي بين عطيل شكسبير
وراسكولينكوف دوستويفسكي
يقدم لنا الأدب العظيم عوالم إنسانية مدهشة، إلى درجة يجعلنا نتقبل غير المألوف والشاذ، إنه يزلزل قناعاتنا، فيجعلنا نتعاطف مع شخصياته المتخيلة، التي قد نرى ممارساتها مستهجنة، فيما لو كانت على صعيد الواقع وأخضعناها لقوانين منطقية جامدة، فالقاتل إنسان مجرم يمتلك صفات كريهة منفرة تبرز بشاعته، وتلغي إنسانيته، لكن الأدب يستطيع أن يقدم لنا مجرما استثنائيا، يجعلنا نتعاطف مع لحظات ضعفه، بما يمتلك من رهافة حس وشاعرية، أو بما يمتلك من رؤية إنسانية إصلاحية تبيح له ارتكاب جريمة القتل لإصلاح المجتمع.
إن نموذج القاتل المثالي يمتلك شخصية جذابة، كما يمتلك حسا إنسانيا، لهذا يخترق هذا النموذج ما ألفناه من صور كريهة للمجرمين في تصرفاتهم وأخلاقهم، كما تميز بندرته في الأدب، وتسليط الأضواء عليه لا يعني تسليط الضوء على الجريمة أو تشجيعها، على النقيض يؤدي ذلك إلى النفور من الجريمة والظروف التي أدت إليها، لهذا لا نستطيع أن نقول إن نموذج القاتل الشريف بعيد عن الحياة، إنه نموذج يجسد موقفا من الحياة، أي يجسد علاقة الكائن ببيئته وبالآخرين في وقت ومكان محددين، وهو كشف للإنسان وعما يحيط به من عوامل " (1) لا يستسلم لها، بل يحاول تغييرها من أجل أن يعيش المثل الأعلى في حياته، ويحاول الدفاع عنه لذلك يرتكب جريمة القتل، إنه يختزل بصفاته المتعددة الإنسان في أي زمان وأي مكان، فيقدم لنا نمطا سلوكيا، يتميز بالتفرد من جهة وبالعمومية من جهة أخرى، إذ يستطيع أن يشمل معاناة الإنسان ومخاوفه الخالدة
من هنا استحق هذا النموذج الدراسة، وإذا سبق شكسبير دوستويفسكي في تناول شخصية القاتل الشريف في مسرحية (عطيل)، إلا أننا لا نستطيع أن نقول إن الروائي حين رسم راسكولينكوف قد تأثر بشخصية عطيل تأثرا مباشرا، وإنما سنجد التشابه بين الشخصيتين نابع من التوجه الفكري والإنساني لكلا الكاتبين، وسنلمس خصوصية الأديب، كما سنلمس خصوصية عصره أيضا.
ثمة تساؤل لابد أن يتردد في أذهان البعض: كيف نسمح لأنفسنا بمقارنة شخصية مسرحية بشخصية روائية؟
أعتقد أن ثمة لقاء بين الشخصية المسرحية والشخصية الروائية ليس في اعتمادهما على الحوار الذي نستطيع عبره أن نسبر أغوار الشخصية، ونتعرف على صراعاتها فقط، وإنما لاعتمادهما على سمات جسدية ونفسية وفكرية تهب الشخصية فرادتها وتمنحها بالتالي هويتها الخاصة، كما تمنحها القدرة على تمثيل هموم الإنسان بشكل عام.
سنحاول في هذه الدراسة التعرف على المؤلفين وعلى بطليهما، ثم سنرصد جوانب اللقاء بينهما.
شكسبير:
ولد في قرية مغمورة ستراتفورد أن أفون وعمد فيها سنة (1564) وكان أبوه ذا شأن في بلده ويفترض أنه وفّر له تعليما متوسطا، تزوج شكسبير من امرأة تكبره بثماني سنوات،، وقد رحل إلى لندن وفي عام 1592، في عام (1594) أسس (فرقة اللورد تشامبرلين) وقام فيها بدور الممثل والكاتب الشريك، وقد استطاعت أن تبني فرقة خاصة بها، شملتها الرعاية الملكية، وأصابت حظا وافرا من الربح والشهرة، وقد اكتسب شهرة كبيرة ليس فقط بفضل مسرحياته وإنما بفضل قصائده التي كتبها sonnets)) ونشرت سنة (1609)
تعد السنوات الست الأولى من مطلع القرن السابع عشر فترة المآسي الكبرى في إنتاج شكسبير (هملت، عطيل، مكبث، الملك لير، أنطونيو وكليوباترا، كوريولانس) ولم تقتصر كتابة المأساة على فترة محددة من حياته، فقد مارسها في مراحل إنتاجه، إلا في سنيه الأخيرة حيث انصرف إلى الكوميديا وخصها بمعظم اهتمامه.
لم يعبأ شكسبير بالقواعد الكلاسية، فقد أصر على الجمع بين الهزل والجد في المسرحية الواحدة، ولم يتقيد بوحدتي الزمان والمكان، وركز اهتمامه على وحدة العمل المسرحي فقط، وقد أبدع في مجال تصوير الشخصية التي كان يمنحها مقومات الحياة والحركة، ويسلط عليها الأضواء من جوانب مختلفة، ويبرز ما يمكن أن تنطوي عليه من تناقض وتردد، فتتجسد شخصية حية واقعية لا رمزا باهتا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أبدع شكسبير في ملاءمة اللغة الشعرية للمسرح، وفي مسرحياته الأولى أظهر ميلا للانسياق وراء الجمال اللغوي وولعا بالتلاعب بالكلمات والعناية بالقوافي، لكنه تمكن بالتدريج من السيطرة على لغته وتطويعها لمتطلبات المسرح، وكان مغرما بالصور المادية الحسية، وكان نطاق خياله واسعا وشاملا بشكل فريد (2).
إن ميزة شكسبير أنه كتب من وحي التاريخ لكنه أضاف إليه رؤيته الخاصة التي تنبع من انتمائه إلى عصر النهضة، وهو في الوقت نفسه معاصر لنا، نستطيع أن نقرأ ذواتنا في إبداعه، بما يقدمه من رؤى إنسانية وأحلام ومشاعر وأفكار تؤرقنا "إنه عنيف، قاس، ووحشي، أرضي وجهنمي، يستثير الرعب كما يستثير الأحلام والشعر، صادق جدا، درامي وجامح، عقلاني ومجنون، نهائي وواقعي" (3)
مسرحية عطيل:
قبل أن نتحدث بالتفصيل عن شخصية عطيل لابد أن نتعرف على الأحداث الرئيسية والملامح الأساسية للشخصيات التي شاركت عطيل مأساته أو كانت سببا لها.
تجري حوادث هذه المسرحية في إيطالية، ثم تنتقل إلى قبرص بانتقال الجيش وقادته (أبطال المسرحية) لمقاتلة الجيش التركي العثماني، كما أن حوادث المسرحية لا تستغرق زمنا طويلا.
إن عطيل قائد شجاع نبيل، ينتمي إلى إفريقيا، لذلك كان زنجيا، أعجبت به الفتاة الإيطالية (دزديمونة) ابنة أحد أعيان مدينة البندقية المشهورين، فيتزوجها عطيل رغم الفارق بالسن وبالعرق وبالمكانة الاجتماعية، وما إن يتم الزواج حتى يعين قائدا عاما للجيش الذي سيتوجه لمحاربة الأتراك في قبرص، فيعيّن (كاسيو) ملازمه الخاص (أي نائبه) كل هذا يثير حفيظة (ياغو) حامل العلم، فيقرر الانتقام لنفسه، لأنه لم يحصل على ما يستحق من مرتبة عليا في الجيش التي احتلها عطيل ومن ثم كاسيو، كما أنه يشتعل غيظا لفوز عطيل بامرأة (كدزديمونة) جميلة ونبيلة في خلقها وفي حسبها، كما يشتعل غيظا من كاسيو الذي احتل مرتبة الملازم، بالإضافة إلى أنه جميل في مظهره وفي سلوكه، مما يحببه لقلوب الناس عامة وقلوب النساء خاصة.
سيطر على ياغو إحساس بالغبن، وأن الحياة لم تعطه ما يستحق، مما يدفعه إلى الحقد على الآخرين الذين ينالون ما لا يستحقون، يحوله هذا الإحساس إلى شر مضطرم لا يهدأ إلا بتدمير الآخرين، وبالحصول على ما يملكون، فالشخصية الأنانية لا ترى الخير إلا لنفسها ولا تريد أن يفوز الآخرون إلا بالألم، إنه الحقد الذي يملأ القلب سوادا فينغص حياة صاحبه، ويدفعه إلى تدمير حياة الآخرين.
يفلح (ياغو) في استثارة غيرة (عطيل) ويدبر مكيدة لـ (كاسيو) (حين يستغل نقطة ضعفه أمام الشراب، الذي يفقده عقله، فيتصرف تصرفات غير مسؤولة، إذ يتشاجر مع أحد الجنود ويجرحه، يأتي ياغو خفية ويقتله) الأمر الذي يؤدي بكاسيو إلى فقدان وظيفته، فيشجع ياغو (دزديمونة) كي تتوسط له عند زوجها عطيل، ويطلب منها أن تلح في وساطتها، مما يلفت نظر عطيل، ونجد (ياغو) في الوقت نفسه يزيد أوار ريبة عطيل حين يحدثه عن أخلاق المرأة الإيطالية المتحضرة و (التي لا يعرفها عطيل الغريب عن هذه البيئة) فيبين له أن الخيانة جزء من طبيعتها، فهي لا تعرف الوفاء لزوجها، لكن عطيل رغم ذلك لا يصدق كلامه فيقول "بحياتي أراهن على إخلاصها" وياغو لا يكتفي بالكلام وإنما يؤكد أقواله بأدلة دامغة (حين نجد زوجته إميليا التي تعمل وصيفة لدزديمونة، تسرق المنديل الذي أهداه عطيل لزوجته ليلة الزفاف، فيضعه ياغو في غرفة كاسيو) وبذلك يقدم للزوج خير دليل على لامبالاة زوجته بعواطفه، واستهتارها بكرامته.
أمام هذا الدليل الذي يراه عطيل مقنعا ودامغا يقرر الانتقام لشرفه وللمثل العليا التي انتهكتها زوجته، فيقتلها ليقتل الشر والخيانة في العالم، لكن إميليا التي أفزعها قتل المرأة البريئة النبيلة، تعترف بأنها سرقت المنديل وأعطته لياغو بناء على طلبه، وأنه هو سبب هذا البلاء كله، فيحاول عطيل قتله، ثم يقتل نفسه عقابا على جريمته.
(يُتْبَعُ)
(/)
لو تأملنا معالم شخصية عطيل لوجدناه أبعد ما يكون عن شخصية المجرم العادي، فهو إنسان حساس، شاعر، نقي السريرة، يصدق كل ما يراه وما يسمعه، يرى الوفاء في كل أصدقائه، لذلك نسمعه يصف ياغو بالصديق الأمين دائما، لا يعتريه الشك في الآخرين، ولا يحذر أقوالهم وأفعالهم، إنه شديد الاندفاع والحماسة للفضيلة، شديد الحساسية لكرامته، سريع الانفعال، لذلك يثأر لكرامته دون أي حذر أو شك فيما قاله ياغو، فهو لا يستطيع أن يرى الإنسان ذا وجهين ولسانين، يسرع بتصديق الظاهر دون أن يتأمل في بواطن الأمور، كما كان هملت، فهو على نقيضه لا يعرف التردد، يتعامل مع العالم بحساسيته المرهفة، دون أن يعني هذا القول أن عطيل شخصية متهورة بصورة مطلقة، فقد حبك ياغو مكيدته بحيث تبدو الزوجة خائنة، فأتى بأدلة تقنع العقل، خاصة أن دزديمونة لم تصرح بأنها فقدت المنديل.
إن أزمة عطيل في سماحة طبعه، وصراحته، وطيبته لذلك يظن الناس شرفاء اعتماداً على ما يبدون من أقوال وتصرفات، إذ تنقصه الخبرة بالنفس البشرية، وهذا أمر طبيعي لمن عاش حياته مقاتلا في الحروب بعيدا عن العلاقات الاجتماعية، باختصار يفتقد عطيل دلالة اسمه الذي يعني ( othello) باللاتينية الحذر.
وقد وصفه (آ. سي. برادلي) وصفا مدهشا "وهكذا فإنه يجيئنا، أسمر رائعا، متسربلا بضياء من شمس البلاد التي ولد فيها، ولكنه ما عاد شابا، إنه، شكلا وكلاما، بسيط وشامخ معا. رجل عظيم من طبعه التواضع مع ثقة كبيرة بقدر نفسه، فخور بخدماته للدولة ... يتوج حياته بمجد أخير هو مجد الحب، وهذا الحب نفسه غريب مغامر شاعري كأي حدث في تاريخه الحافل، يملأ قلبه رقة وخياله نشوة، إننا لا نجد حبا لدى شكسبير (حتى ولا حب روميو في ميعة صباه) أشد إغراقا في الأخيلة والرؤى من حب عطيل" (4)
إذا نحن أمام شخصية مثالية، تحب بعمق الشاعر ونبل الفارس، لهذا لن تقبل أي اعتداء على شرفها، لأن ذلك يعني اعتداء على كل المثل، إنه يبدو عاقلا حكيما، لكن ما إن يشتعل قلبه بالغيرة حتى يسيطر عليه الانفعال والألم والرغبة بالثأر لكل القيم النبيلة التي انتهكت.
نسمع لودفيكو يخاطب عطيل في لحظاته الأخيرة قبل أن يطعن نفسه بخنجره "آه ياعطيل يا من كنت مثالا للطيبة، لقد وقعت في مكيدة هذا العبد اللعين، فماذا تقول؟
عطيل: أي شيء، قولوا قاتل شريف، فأنا ما فعلت شيئا بدافع البغضاء، بل الشرف ... تحدثوا عن رجل لم يعقل في حبه، ولكنه أسرف فيه، رجل حاضر الريبة، ولكنه إذا أثير وقع في التخبط ... رجل رمى عنه بيده (كهندي غبي جاهل) لؤلؤة أثمن من عشيرته كلها. رجل إذا انفعل درّت عيناه وإن لم يكن الذرف من دأبها .... " (5)
إن صفة الشريف التي لحقت بالقاتل لا تبدو، هنا، صفة عادية، إنها أشبه باسم يمتزج بالشخصية، لذلك فهذه الصفة تكاد تغلب على الفعل (فعل القتل) الذي قام به عطيل، فمن أجل قيم الشرف التي امتهنت من قبل الزوجة، ومن أجل الحفاظ عليها، من أن تهان مرة أخرى على يدها قتلها، وهو أيضا شريف لأنه لم ينتظر حكم المجتمع الذي يراعي الظروف المخففة عادة، فيصدر حكمه الذي يتسم بالرأفة، لذلك نجده يطعن نفسه معاقبا إياها أشد أنواع العقاب!!
لا يمكننا أن نقول إن شكسبير عنصري، حين جعل عطيل الزنجي يقتل المرأة البيضاء، إن لون البشرة يحمل دلالات نفسية، باعتقادنا، أكثر من الدلالات العنصرية، فهو حار، شديد الانفعال والتأثر، كما أن الصورة التي بدا فيها عطيل (النبيل، الشاعر، القائد المحبوب، والزوج المخلص والذي تحبه زوجته حتى آخر لحظة من حياتها، أي حتى بعد أن طعنها) ومثل هذه الصفات تنسج لنا صورة شخصية عظيمة، تمتلك سمات غير منفرة، حتى أفعاله لم تكن سيئة، فهو حين مارس فعل القتل، وجدنا شكسبير يعطيه مبررات لهذا الفعل، لذلك بدا هذا الفعل منسجما مع القيم النبيلة التي يعيش لأجلها ويدافع عنها.
إن شخصية عطيل هي شخصية السيد الذي يعيش أبيض السريرة، ناصع الأخلاق، رغم بشرته السوداء، في حين وجدنا ياغو يُخاطَب بـ"العبد" كما لاحظنا في المقطع السابق من قبل لودفيكو ومن قبل (ص199) وفي مقطع آخر (ص 201) نجده يقول "أما هذا العبد فإن تكن ثمة قسوة بارعة تعذبه كثيرا وتبقيه طويلا فإنه سيذوقها"
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الأسود لا يعني عند شكسبير "وصفا أساسيا على قاعدة التمييز العرقي (رغم أن عطيل قد وعيت صورته كأفريقي، غليظ الشفتين، داكن اللون) ولكن الذي كان يعنيه شكسبير هو السواد والبياض حتى داخل العرق ذاته سواء كان أبيض أم أسود، كان يقصد السواد والبياض في الذات الإنسانية وأغوارها العميقة" (6).
وهكذا فالعبودية لدى شكسبير لا تقترن بلون البشرة وإنما تقترن بالفعال السوداء والشريرة، لهذا كان ياغو الأبيض عبدا بسبب فعاله، وكان عطيل الزنجي قائدا نبيلا بسبب أخلاقه ومروءته وحساسيته.
دوستويفسكي (1821_ 1881)
ولد فيدور دوستويفسكي في موسكو، حيث كان أبوه يعمل طبيبا مقيما في مستشفى كبير، وقد تلقى تعليمه على يد أبيه وأمه ومدرسيه الخصوصيين، ثم أرسل في الثالثة عشرة من عمره إلى مدرسة داخلية خاصة، وبعد ذلك بثلاث سنوات توفيت أمه، والتحق بمدرسة المهندسين الحربيين في العاصمة بطرسبورغ.
اطلع في هذه الفترة على التوراة وشيللر وشكسبير وسكوت وديكنز وجورج صاند وهيغو وبوشكين وكثيرين غيرهم.
وقد ترعرع في المدينة خلافا لمعظم الكتاب الروس، لذلك سنجد المدينة مسرحا لجميع رواياته، وكان لموت أمه ثم موت بوشكين أعظم الأثر في حياته، حين كان يدرس في كلية الهندسة في سنة 1844
وقد كان والده ينتسب إلى صغار النبلاء، وكان قاسيا بخيلا، اغتيل على يد الفلاحين لقسوته في معاملتهم، فعانى دوستويفسكي من نوبة صرع ستلازمه مدى حياته، فترك الجيش إذ لم يبق ضابطا إلا سنة واحدة، وقرر أن يتفرغ للكتابة، فأصدر روايته الأولى "الناس الفقراء" التي تأثر فيها برواية "المعطف" لـ (غوغول) نالت استحسان النقاد، وقد اجتذبته الآراء التحررية (الاشتراكية التي سيتركها فيما بعد) فانضم إلى جماعة (بتراشفكي) المسالمة، لكنه اعتقل معه سنة (1849) وحكم عليه بالموت، ووقف أمام ركيزة الإعدام ينتظر تنفيذ الحكم وفي هذه الأثناء يصل العفو الإمبراطوري، الذي كان عفوا جزئيا، إذ يقرر استبدال السجن بالإعدام في سيبيريا، حيث سجن أربع سنوات، ستترك هذه الحادثة أثرا كبيرا على أدبه، فقد وجدناه يعلي من قيمة الإنسان، ويرفع من شأن الحياة الإنسانية، حتى إنه يقول لو توقف إنقاذ العالم على موت طفل واحد علينا أن نرفض هذا الموت!!
ولما خرج من المعتقل، كانت صحته منهارة، رغم ذلك خدم في الجيش جنديا بسيطا، وكان قد تزوج من أرملة مريضة في سيبيريا، وقد عومل معاملة المجرمين فلم يسمح له بالرجوع إلى روسيا إلا سنة 1859، فأصدر "ذكريات من بيت الموتى" و"مذلون ومهانون" مما أذاع صيته، فأنشأ مع أخيه مجلة "الزمان" التي منعت بعد ذلك بقليل، وكبدته أعباء مادية، وفي عام (1862) قام برحلة أولى إلى الغرب، وحين عاد واجه ألوانا من الصعوبات إذ تموت زوجته وأخوه تاركا له عبء الديون وعبء إعالة أسرته، وابن زوجته، عندئذ بدأ يعيش حياة شاقة فعلا، فكان يتقاضى ثمن الكتاب الذي لم يكد يشرع فيه، وكانت المهلة المحددة تنصرم بسرعة، فتؤرقه، لذلك كان يعمل كالمحموم، واستعجالا للعمل استاجر شابة تكتب على آلة اختزال، أصبحت زوجته عام (1867) وقضيا معا عدة سنين في أوروبا، كانت مليئة بالأحزان، ومما كان يزيد هذه الأحزان تعلق دوستويفسكي بهوى القمار، وفي عام (1871) استقرت هذه الأسرة التي أنجبت عدة أولاد لم يعش منهم إلا اثنان، في يطرسبرج، وقد تحسن الوضع المادي للأسرة حين بدأت زوجته تنشر بنفسها مؤلفاته، مات عام (1881) إثر نزيف رئوي شديد.
إضافة إلى رواياته الكبرى ("الجريمة والعقاب"، "المقامر" و "الأبله" و "الزوج الأبدي" و "الشياطين" و "المراهق" و "الأخوة كارمازوف") نشر "يوميات كاتب" على شكل دوري، ليستطيع أن يعبر عن آرائه السياسية والدينية، وهي لديه شيء واحد، بشكل أكثر حرية من الرواية (7)
كتب دوستفسكي "لكي يكون المرء قادرا على أن يكتب جيدا، عليه أن يعاني! " ونحن نضيف أنه كي يتغلب على هذه المعاناة لا بد له من الكتابة الإبداعية، كي يستطيع أداء رسالته في الحياة، وهي أن يبث الخير والجمال في حياتنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبذلك نستطيع القول: إن دوستويفسكي كان في رواياته فنانا ومبشرا وفيلسوفا، وعالما اجتماعيا، وإن أية محاولة لفصل الجانب الفني لديه عن الجانب الفلسفي الاجتماعي محاولة غير مجدية، وغير دقيقة، يقول دوستويفسكي "إن إيجاد الإنسان في الإنسان مع الواقعية الكاملة ميزة روسية على الأغلب ... يدعونني عالما نفسانيا، هذا غير صحيح، أنا واقعي بالمعنى السامي للكلمة، أي أنني أصور كل أعماق النفس الإنسانية"
اعتقد دوستويفسكي أن العالم المحيط بالإنسان كلما كان "خياليا" لا إنسانيا، زاد شوق الإنسان إلى المثل الأعلى، وبات من واجب الفنان إيجاد الإنسان في الإنسان، أي ألا يصور الفوضى والدمامة المسيطرتين على العالم، بل ينقل إلى القارئ ذلك الشوق الكامن في الروح الإنسانية إلى المثل الأعلى بواقعية كاملة، وبذلك يصور الطموح إلى بعث الإنسان الذي قهرته الظروف وكمود العصور والرواسب الاجتماعية، ولذا فإن صوت الفنان المفكر الذي عقد محكمة قاسية للمدنية في عصره، لا يمكن وضعه جنبا إلى جنب مع أصوات أبطاله ... (8)
بناء على هذا القول نجد في شخصية (راسكولينكوف) تجسيدا لبعض الأفكار التي يرفضها المؤلف، ويثبت زيف دعواها عبر الرواية، فالبطل يدعي بأنه يستطيع استيعاب الجريمة بالعقل، وتبريرها بالعقل والقيام بها بالعقل، وهذا تأكيد على عقلانية الإنسان التي رآها الماديون، الذين يؤمنون بالإنسان الإله.
بناء على هذه الأفكار نجد طالب الحقوق (راسكولينكوف) بطل رواية "الجريمة والعقاب" يقوم بقتل مرابية عجوز تدعى (أليونا) بعد تخطيط دقيق، لكنه يضطر لقتل أختها (إلزابيتا) فقد نسي إغلاق الباب وراءه، وبعد القتل يسرق بعض المال ويهرب.
لو تعمقنا في شخصية القاتل، في هذه الرواية، لوجدناها شخصية غير عادية، إنها مثقفة، تسعى لتجاوز وضعها البائس، فقد عاش هذا الطالب عيشة فقيرة في غرفة كأنها (الكفن)، ورأى تعقد العلاقات الاجتماعية وقسوتها، مما يدفع الإنسان الشريف إلى العذاب والموت، (جارته سونيا تضطر لبيع جسدها من أجل إطعام إخوتها، في حين نجد أخته دونيا تفكر بالزواج من رجل كهل لا تحبه من أجل مساعدته ومساعدة أمها) لذلك رأى في قتل المرابية العجوز تصفية للشر الاجتماعي، فهي تجسد أحد مظاهره، وبقتلها يحاول أن يرفع الظلم الاجتماعي بالاستحواذ على ثروتها وتوزيعها على الفقراء وطلاب العلم، إنه يأمل في تقديم الخير للإنسانية المعذبة، فهو يؤمن أن استخدامه للنقود في فعل الخير يلغي فعل الشر.
إذا الدافع الاجتماعي أمر لا يمكن الشك فيه، لكنه يطرح أمامنا مشكلة اجتماعية عميقة: هل تسوغ الغاية النبيلة الوسيلة القذرة التي نستخدمها من أجل تحقيقها؟ هل يحق لنا أن نضحي بوعي كامل ولو بحياة إنسان واحد من أجل سعادة الآخرين؟
إلى جانب الدافع الاجتماعي ثمة دافع فكري، إذ لم يكن الهدف المال والثراء الشخصي (إذ لم يستفد من المال المسروق سوى تقديم مساعدة لعائلة فقيرة تقيم بجواره هي عائلة مارميلادوف) فقد آمن راسكولينكوف بفكرة سعى إلى تطبيقها هي: إن بالإمكان اختزال البشر إلى فئتين، فئة المتفوقين العباقرة أمثال نابليون، يملكون الحق في عمل كل شيء، يرى نفسه منهم، وفئة اخرى هي فئة الناس العاديين يدعوهم "القمل" لهذا نجده يقول "الإنسان غير العادي يملك الحق في أن يجيز لضميره تخطي بعض الحواجز، إذا ما كان ذلك مساعدا على تحقيق فكرته التي قد تعود بالنفع على الجنس البشري بأكمله .... إن كافة المشرعين وموجهي الإنسانية كانوا مجرمين في حق القانون، فهم أتوا بشرائع جديدة، انتهكوا بعملهم هذا القوانين القديمة التي يرعاها المجتمع بعنايته ويحفظها عن الجدود". وكما يرى أندريه جيد بأن راسكولينكوف أول من ترتسم لديه فكرة الإنسان المتفوق التي سنجدها عند نيتشه (9)
(يُتْبَعُ)
(/)
وبما أنه إنسان متفوق يحق له القتل الذي برره بالعقل (امرأة عجوز في أواخر أيامها، حياتها ضرر على الفقراء الذين يرهنون عندها حاجياتهم فتعطيهم ربع ما يقابلها من مال، لذلك سيأخذ ما تملك من مال ويوزعه على أمثاله من العباقرة، كما سيساعد به الفقراء) وبعد أن يبررها بالعقل يخطط لها بالعقل (قرابة ستة أشهر)، لهذا نجده يدير ظهره للعواطف و للمشاعر الإنسانية، فلا مكان لها في حياة الإنسان المتفوق، لكنه حين ينفذ جريمة القتل بالعقل، يكتشف أنه بشر عادي يخاف من الآخرين بل يرتكب جريمة قتل لم يخطط لها بعقله (إذ يضطر لقتل الأخت الطيبة للمرابية التي تساعد الفقراء، بل قد ساعدته هو نفسه) إنه يخاف فيقتل إنسانا بريئا، وبدافع الخوف أيضا كان قد ترك الباب مواربا دون إغلاق، لذلك تدخل إليزابيتا، لتشهد جريمته، فيقتلها خوفا من افتضاح أمره، ثم يكتشف أن إنسانا بريئا سيحكم بالإعدام بسببه، إذ اتهم بارتكاب جريمة قتل العجوز وأختها، فينتابه تأنيب ضمير حاد، لم يحسب حسابه.
كذلك نلاحظ لدى راسكولينكوف رغبة في امتحان نفسه، قبل ارتكاب جريمة القتل، هل هو إنسان متفوق أم هل هو إنسان تافه؟ هل يحق له تجاوز القانون والعرف؟ وبذلك يتحول قتل المرابية العجوز إلى امتحان لذاته وتأكيد تفوقه، الأمر الذي يعزز وجوده في عالم الأخلاق والمثل! فقد كان يظن أنه سيقتل الشر حين يقتلها! ويعلن انتماءه إلى أولئك الذين يمارسون ما يريدون من تصرفات لأنهم بشر كاملون أشبه بآلهة.
إن تصرفات راسكولينكوف نابعة من تكوين ثقافي، كان قد انتشر في عصر دوستويفسكي، فقد ظهرت أفكار العدميين والملحدين الذين يعلون من شأن الإنسان، ويرون فيه مخلوقا خاليا من التعقيد مادام يملك العقل، إذ يجدون في هذا العقل أداة لا تضاهى لإحقاق الحق في هذه الحياة، فالإنسان قادر على حل مشكلاته بالعقل، بمعزل عن الإيمان، فهم يتبنون مقولة إيفان كارامازوف الذي أباح قتل الأب مرددا"إذا لم يكن الله موجودا فكل شيء مباح" لذلك حمل راسكولينكوف أفكارهم، ليكتشف، عبر جحيم المعاناة الداخلية، زيف مقولتهم، فبعد ارتكاب الجريمة يعاني البطل أزمة داخلية حادة، ويكتشف حقيقة أن الإنسان لا يمكن أن يكون عقلا فقط، وان الازدواجية بين العقل والشعور والانفعالات جزء من طبيعة الإنسان، وبذلك كشف لنا دوستويفسكي عبر أزمة بطله عن الدور الحاسم الذي تلعبه العواطف في حياة الإنسان وسلوكه.
إن مأساة راسكولينكوف في عدم فهمه للانشطار الذي تقوم عليه النفس البشرية، مع أنه عانى من ذلك الانشطار، حتى اسمه (راسكول: raskolot يعني بالروسية الانشقاق والانقسام) (10) فإذا ظهر القسم الأول من شخصيته (الجانب العقلي) مع بداية الرواية وارتكاب جريمة القتل، فإن الشق الثاني من شخصيته (الجانب الروحي والانفعالي) قد ظهر حين أقدم على فعل القتل، إذ بدأت تعتريه الانفعالات وأزمة الضمير الحادة التي تكاد تؤدي إلى دماره لولا وقوف (سونيا) إلى جواره بأن تدله على طريق الإيمان بالله، والتطهر بالحب الذي يشمل كل البشر، لذلك يعترف بجريمته، لأنه بدأ يحس أن أي عقوبة اجتماعية هي أخف وطأة من عقوبة الضمير!!
كثيرا ما وصفت رواية "الجريمة والعقاب" بأنها رواية "إثارة سيكولوجية" لكن الإثارة فيها ليس لأنها تروي جريمة قتل المرابية، وكيفية انكشاف الجريمة، بل لأنها تروي مقاومة البطل لأزمة الضمير، ولذلك الصراع الداخلي العنيف بين ما كان يؤمن به وما تكشف له عن طريق الفعل من خطأ أدى به إلى الإجرام بحق الإنسانية، في حين كانت رغبته صادقة في مساعدتها، لذلك نجده يصرخ بأنه لم يقتل العجوز وإنما قتل نفسه، إذ قتل الجانب الخير فيها (بقتله إليزابتا الخيرة) كما قتل الجانب الشرير فيها (بقتله المرابية أليونا)
(يُتْبَعُ)
(/)
يحدثنا دوستويفسكي عن بطله إثر ارتكاب الجريمة، إذ إن مشاعر غير متوقعة وغير منتظرة تعذب قلبه، لقد اصطادته في النهاية الحقيقة الإلهية: الضمير والقانون الذي صنعه البشر، وهو مضطر للتبليغ عن نفسه، مضطر حتى لو أدى ذلك إلى أن يهلك في السجن، لينضم من جديد إلى الناس، إن الشعور بالعزلة عن الجنس البشري الذي استولى عليه أرهقه، وبدأ قانون الحقيقة الإلهية والطبيعة الإنسانية يحدثان تأثيرهما، ولذلك يقرر المجرم على مسؤوليته أن يقبل العذاب لكي يكفر عن جريمته ... " وبذلك يتحول القانون الذي أوجده البشر إلى وسيلة تخفف معاناة المجرم من معاناة داخلية لا ترحم، ولذلك فإن العقاب يحتاجه المجرم، في رأي دوستويفسكي، ليس فقط من الناحية الأخلاقية وإنما من الناحية النفسية أيضا.
نجد في الرواية محاكمات ثلاث، (نفسية، أخلاقية، قانونية) يتعرض لها البطل في أعماقه قبل أن يتعرض لمحاكمة المجتمع التي ستكون مخففة، لذلك تتحول هذه المحاكمات إلى بحث عن الحقيقة الإنسانية، فقد أحس بعد قتل المرابية، أنه لم يستطع أن يجسد أفكاره عبر فعل ملموس، لذلك ما يعذبه هو فقدان إيمانه بعدالة قضيته! فقد اكتشف أنه بشر غير متفوق، لذلك نسمعه يقول "لو كنت قتلت لأنني كنت جائعا لكنت الآن سعيدا" فقد كان القتل لديه رغبة في تجسيد فكرة على أرض الواقع، فها هو ذا يصرخ "أردت أن أصبح نابليونا لذلك قتلت"
إن البطل يكتشف عدم جدوى إقامة السلوك الإنساني على العقل وحده، فهذا يعني احتقار الجنس البشري والنظر إليه باعتباره جرما ماديا يستطيع الإنسان المتفوق الاستهانة به، بفضل ما يملك من عقل، مأساة البطل أن الجانب العاطفي المهمل في حياته بدأ يستيقظ ليعذبه أشد أنواع العذاب "إن ما يجعل راسكولينكوف يعاني ليس ضميره بقدر ما هو التفكير في أنه لم يستطع أن يقتله، لقد حاول أن يسحقه لكنه أخفق، معاناته بعد الجريمة لا تتولد من الضمير بل من محاولة قتله" (11)
لذلك بدا لنا تركيز دوستويفسكي على الوجدان الذي يرى فيه الخلاص الوحيد للإنسان، والإمكانية الوحيدة للعقاب، عندئذ يدرك الخاطئ أنه ارتكب ذنبا في حق الحياة البشرية، فخسر قضيته الفكرية ودمر حياة أبرياء (يقال أن إليزابيتا الطيبة كانت حاملا، مما يضاعف الجريمة، وأن رجلا بريئا سيحاكم بجريمته) مما يؤجج معاناة داخلية لن يخففها أي عقاب دنيوي.
تكمن روعة هذه الرواية في تسليط الضوء على تلك الحرب التي دارت في أعماق البطل من أجل مقاومة انكشاف الجرم أمام ذاته، هنا يتوحد المتلقي مع البطل ليعايش هذه المعاناة، فيحترق في أتون الضمير، لإنقاذ المثل التي تجعل الحياة الإنسانية ذات معنى، مؤكدا مقولة رددها في رواية "الأبله" وهي "الجمال سينقذ العالم" ولن يكون هذا الجمال سوى الحب (للبشرية بأجمعها) وتقديس الحياة وبعث للضمير ... أما القبح (القتل وإلغاء العواطف من حياتنا ... ) فإنه سيدمر الحياة.
وفي رأي دوستويفسكي لن يتفتح الضمير الإنساني، إلا بتفتح القلب والإيمان بالله، عندئذ يستطيع مواجهة المعاناة التي يقتضيها هذا التفتح، وهكذا فإن خير الإنسانية يكمن في الضمير الذي هو الله لدى دوستويفسكي، والضمير يعني إحساسا بالمسؤولية تجاه البشرية جمعاء، ومحاولة إسعادها، وذلك بالحفاظ على إنسانية الإنسان، أي بالحفاظ على القوانين التي تنظم الحياة البشرية وتحميها.
لذلك اضطرب فكر راسكولينكوف بين "الصليب أو الفأس" أي بين الإيمان أو الجريمة، فالإيمان يبدو لنا مثقلا بالمعاناة ومجسدا بالتضحية من أجل الآخرين وهذا دليل محبتهم عندئذ تزدهر إنسانية الإنسان، أما الجريمة فهي تلغي هذه الإنسانية، وغالبا يرتكبها أناس لا أعماق لهم تسيطر عليهم أفكار الماديين الملحدين، التي تعزز الأنانية في النفس وحب المادة، وتركز عليها دون الأعماق، ميزة راسكو لينكوف أنه لم يتمتع بهذه الصفات العادية للمجرمين، كان مفكرا ومصلحا اجتماعيا، لم تسيطر عليه الأفكار الأنانية، كذلك لم يستطع إلغاء وجدانه وضميره، من هنا كان قاتلا استثنائيا، لهذا لا نستطيع أن نقبل رأي د. ممدوح أبو الوي الذي يرى أفكار راسكولينكوف .... أفكارا مادية شيطانية (12).
(يُتْبَعُ)
(/)
تتجلى روعة دوستويفسكي، في رسم هذه الشخصية، التي سيطرت عليها أفكار المادة في مطلع حياتها، لكن رؤيته العميقة للحرية الإنسانية، التي لن تكون حرية عقلية فقط، وإنما هناك حرية العاطفة التي كثيرا ما ننساها في زحمة البحث عن المصلحة المادية التي تقترن غالبا بالعقل، فهاهو ذا يقول على لسان بطله بعد أن عرف أن أخته (دونيا) ستتزوج برجل لا تحبه من أجل ما يملكه من مال تساعد به أمها وأخاها، "إننا نحاول في بعض المناسبات قتل عواطفنا، فنحمل حريتنا إلى السوق نعرضها."
من هنا لا نستطيع أن نقول إن الفكرة هي بطلة العمل الروائي عند دوستويفسكي، بل إنسان الفكرة، على حد قول باختين (13)
نقاط اللقاء بين عطيل شكسبير وراسكولينكوف دوستويفسكي:
_ بناء على ما ذكرناه سابقا، لا نستطيع القول بأن دوستويفسكي قد تأثر تأثرا مباشرا بشكسبير في رسم ملامح شخصية بطله، فشتان بين شخصية ظهرت في القرن السابع عشر (عطيل) وبين شخصية ظهرت في القرن التاسع عشر (راسكولينكوف) جسدت لنا تعقد الحياة الفلسفية والاجتماعية، وازدياد القلق الإنساني ومعاناة الإنسان الداخلية من أجل إقامة العدل ودفع الظلم الذي اتسعت رقعته.
إننا نستطيع أن ندعي إمكانية وجود قواسم إنسانية مشتركة، تؤكد أن الإنسان هو الإنسان في أي زمان ومكان، لذلك لجأ كلاهما إلى التغلغل إلى أعماق النفس البشرية لتصوير لحظات ضعفها، قبل تصوير لحظات قوتها، لذلك وجدنا أمامنا قاتلا شريفا، يمتلك النبل الإنساني والحب للبشرية جمعاء.
_ من هنا نستطيع أن نرى لقاء في الأهداف لدى الكاتبين، فقد جسدا لنا المثل العليا وقد انتهكت، كما جسدا لنا الروح الإنسانية في لحظة تطهر (إما بالموت، أو بقبول العذاب والسجن) كل ذلك من أجل إعلاء قيمة المثل الأعلى في الحياة، أي كل ما هو خالد ونبيل في الحياة، وقد أدرك دوستويفسكي (الذي كان الدفاع عن المثل الأعلى دينه الذي آمن به في الفن) صعوبة وصول الإنسان الواحد، حتى لو كان شكسبير نفسه، إلى المثل الأعلى الخالد والشامل بصورة كاملة، لأننا بحاجة إلى جهود عدد كبير من البشر، ومن هنا نجد كل فنان عظيم يسعى في هذا الطريق، فليس الأمر محصورا بشكسبير ودوستويفسكي إنها رسالة الفن يؤديها المبدع كما تؤدي الرسل رسالة السماء.
_ كلا الأديبين رأى أهمية الإنسان في القلب والعواطف، وبذلك لم يريا الإنسان فكرة عظيمة يستطيع الفن أن يجسدها فقط، لذلك اهتما بإنسانية الإنسان التي تكمن في روحه وعواطفه إلى جانب عقله.
_ نجد لدى الكاتبين رهافة حس عظيمة تجاه الجوانب المأساوية في الحياة، وتعاطفا مع الألم الإنساني، لذلك ليس غريبا أن يطلق على دوستويفسكي لقب "شكسبير عصره" إذ كان همه البحث عن طمأنينة النفس الإنسانية، فرأى أنه بالإمكان تحقيقها عن طريق حب الله وحب الناس وقبول الألم ولو على غير استحقاق إذ إن في الألم قداسة في رأيه، لذلك وجدناه ينعش النفس ويحييها بعد سقوطها، فهو يقدس الحياة الإنسانية، ولا ننسى هنا تجربة الموت التي تعرض لها في شبابه المبكر، هي التي جعلته يقدس الحياة الإنسانية.
_ كلا البطلين مصاب بنوع من الضعف النفسي أحدهما بسبب اندفاعه الانفعالي وطيبته (جنون الغيرة: عطيل) والآخر بسبب سيطرة فكرة واحدة على عقله والتهور الذي يصاحب الشباب (جنون العظمة: راسكولينكوف)
_ استطاع كلا الأديبين أن يتجاوز السائد في عصره، فشكسبير تجاوز قوانين الكلاسية التي تؤكد على العقل وحده، ولا تعير التفاتا للعاطفة، فجمع إلى جانب العقل العاطفة، كذلك تجاوز قانون الوحدات الثلاث، وصار يعرض على المسرح المشاهد الدامية، حتى اتهمه نقاد عصره بأنه بربري لكثرة ما يعرض من مشاهد القتل على المسرح
كذلك تجاوز دوستويفسكي القوانين السائدة في عصره، أي أدب الطبقة العليا، وبدأ يلتفت إلى معاناة الأسر الفقيرة، أو المتوسطة، متأثرا بغوغول، فانتبه إلى "الواقع" المعقد والمتناقض وغير المتزن فنيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
استطاع المؤلف دوستويفسكي أن ينفصل عن بطله، الذي جسد فكرة مناقضة لفكره الإنساني الذي يقوم على المحبة والتضحية، لذلك استطاع البطل أن يجسد لنا الصراع بين ما يؤمن به من أفكار وما يؤمن به المؤلف، من هنا أبدع دوستويفسكي تنوعا في الأصوات، ولم نعد نسمع صوتا واحدا هو صوت المؤلف، إذ برز البطل عبر صوته الخاص، لذا سادت لدى دوستويفسكي "الكلمة المزدوجة الصوت والمتعددة الاتجاهات، فضلا عن كونها كلمة أشبعت داخليا بقيمة حوارية، وكلمة غيرية: الجدل الخفي، والاعتراف المزين بالجدل، والحوار الخفي، وليس لدى دوستويفسكي تقريبا كلمة بلا تلفت متوتر إلى الكلمة الغيرية، وفي الوقت نفسه ليس لديه تقريبا كلمات موضوعية ... " (14)
_ صحيح أن دوستويفسكي أبدع في مجال الرواية، أي في مجال مختلف عن المجال الذي أبدع فيه شكسبير، إلا أننا لمحنا في روايته اهتماما بتقنية الحوار، سواء أكان حوارا داخليا، يسلط الضوء على صراعات النفس الداخلية، أم كان خارجيا يسلط الضوء على صراعات فكرية ذات صلة بالعالم الخارجي (الاجتماعي) والعالم الداخلي
إن الاهتمام بتقنية الحوار لدى الروائي (دوستويفسكي) يجعله يقترب من اهتمام المسرحي (شكسبير) بهذه التقنية التي تعدّ أساس الفن المسرحي.
_ لعل الإنجاز المدهش لكلا الأديبين أنهما نقلا نموذج شخصية المجرم من نمطيتها المألوفة (أي شخصية قذرة في أخلاقها وفي سلوكها، وفي أحاسيسها، تنتمي لعالم سفلي بشع، مدمر للحياة البشرية وللمثل العليا) إلى نموذج مدهش غير متوقع وغير مألوف، إذ نجد الشخصية حساسة مرهفة، قد تسيطر عليها العاطفة (عطيل) وقد تسيطر عليها الفكرة (راسكولينكوف) فتؤدي بها إلى القتل، من أجل الحفاظ على المثل الأعلى في الحياة لا من أجل تدميره، كما يفعل المجرم العادي
الحواشي:
1_ د. محمد غنيمي هلال "الأدب المقارن" دار نهضة مصر للطبع والنشر، الفجالة، القاهرة، دون تاريخ، ص 280
2_ د. حسام الخطيب "محاضرات في تطور الأدب الأوروبي" مطبعة طربين، دمشق، 1975، ص 113_118
3_ يان كوت "شكسبير معاصرنا" ت. جبرا لإبراهيم جبرا، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط2، 1980، ص 39
4_ شكسبير "عطيل" ت. جبرا إبراهيم جبرا، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط2، 1980، المقدمة ص 18
5_ المصدر السابق، ص 199_201
6_ ليزلي فيدلر، ادوارد وازيوليك "عطيل وراسكولينكوف" ت. محمد أبو خضور، وزارة الثقافة، دمشق، 1983، ص 42
7_ د. سامي الدروبي "الرواية في الأدب الروسي" دار الكرمل، دمشق، ط1، 1982، ص 75_77 بتصرف
8_ مجموعة من المؤلفين "دوستويفسكي دراسات في أدبه وفكره" ت. نزار عيون السود، وزارة الثقافة، دمشق، 1979، ص 90_92 بتصرف
9_ أندريه جيد "دوستويفسكي مقالات ومحاضرات" ت الياس حنا الياس، منشورات عويدات، بيروت، باريس، ط1، 1988، ص 204
10_ ريتشارد بيس "دوستويفسكي دراسات لرواياته العظمى" ت عبد الحميد الحسن، وزارة الثقافة، دمشق، 11976، ص 62
11_ ي كارياكين "دوستويفسكي إعادة قراءة" ت خليل كلفت، كومبيو نشر، بيروت، ط1، 1991، ص 9_ د. ممدوح أبو الوي "تولستوي ودوستويفسكي في الأدب العربي" منشورات اتحاد
12_ممدوح أبو الوي "تولستوي ودوستويفسكي في الأدب العربي" اتحاد الكتاب العرب، دمشق، ط1، 1999، ص 204
13_ مخائيل باختين "شعرية دوستويفسكي" ت. د. جميل نصيف التكريتي، مراجعة د. حياة شرارة، دار توبقال، الدار البيضاء، بالاشتراك مع دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1986، ص 128
14_ المرجع السابق، ص 296(/)
نظرية النقد العربي رؤية قرآنية معاصرة 1
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[28 - 10 - 2005, 10:26 م]ـ
:::
نظرية النقد العربي
رؤية قرآنية معاصرة
المقدمة 5
الفصل الأول: مصطلح الصورة الفنية 7
1 ـ أهمية الصورة الفنية 9
2 ـ الصورة في إصطلاح النقاد القدامى 12
3 ـ الصورة عند النقاد المحدثين 17
4 ـ مقارنة وتحديد 22
الفصل الثاني: قضية اللفظ والمعنى 25
أبعاد هذه المعركة النقدية 27
الفريق الأول: تفضيل الألفاظ 28
الفريق الثاني: الجمع بين اللفظ والمعنى 30
الفريق الثالث: وحدة اللفظ والمعنى 32
الفريق الرابع: العلاقة القائمة بين اللفظ والمعنى 37
الفصل الثالث: دلالة الألفاظ 41
أنواع الدلالة 43
1 ـ الدلالة الصوتية 44
2 ـ الدلالة الإجتماعية 48
3 ـ الدلالة الإيحائية 55
4 ـ الدلالة الهامشية 61
خاتمة المطاف 69
موسوعة الدراسات القرآنية
(9)
نظرية النقد العربي
رؤية قرآنية معاصرة
الدكتور محمد حسين علي الصغير
استاذ الدراسات القرآنية في جامعة الكوفة
--------------------------------------------------------------------------------
(4)
--------------------------------------------------------------------------------
(5)
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
مهمة النقد الادبي تعنى بتمييز جيد القول من رديئه شعراً كان أو نثراً، والنص الادبي هو المضمار الذي يرتاده فن النقد. والناقد الموضوعي هو الذي يخضع هذا النص في التمييز لمقاييس فنية تحكم على جودته أو رداءته، فلا يكون حكمه اعتباطياً، ولا تقويمه كيفياً، وإنما يخلص إليه بموازين ومعايير تتكفل بالأصالة والإنصاف.
النص الأدبي عبارة عن لفظ ومعنى، وهناك من النقاد من تعصب للفظ وهناك من فضل المعنى، وهناك من ترك هذا وذاك، وقال بالعلاقة القائمة بين الفظ والمعنى وهي الصورة، وهناك من بحث دلالة الألفاظ في ضوء المعاني. كل ذلك من أجل تقويم النص الأدبي، ومقايسة الفن القولي.
هذه الاعتبارات المختلفة كانت مجالاً خصباً لآراء علماء العروبة والإسلام في النقد فنشأت عنها جملة من المدارس النقدية الملتزمة حيناً، والمتطرفة حيناً آخر، والسائرة بين بعض الأحيان.
لقد أدى هذا التنوع في الآراء، والتعدد في وجهات النظر، إلى تنوع وتعدد المذاهب النقدية القديمة والمعاصرة، وحينما ألقينا نظرة فاحصة على الموضوع، وجدنا النص الأدبي إما خاضعاً لصورته الفنية، فبحثناها في فصل قائم بذاته، وإما أن يكون مقترناً بجودة اللفظ ودقة المعنى، فخصصنا لذلك فصلاً متميزاً، وإما أن يكون معتمداً على دلالة اللفظ وما توحي من معنى فكان فصل دلالة الألفاظ.
هذا البحث إذن في فصول ثلاثة تمثل المظاهر الأولى للنقد العربي:
1 ـ مصطلح الصورة الفنية.
--------------------------------------------------------------------------------
(6)
2 ـ قضية اللفظ والمعنى.
3 ـ دلالة الألفاظ.
ولقد عرضت في الفصل الأول للصورة في اصطلاح النقاد العرب القدامى والمحدثين وقارنتها بآراء الغربيين من أوروبيين ومستشرقين فانتهيت إلى أنها جزء لا يتجزأ من حضارة الأمة العربية في الوقت الذي كان فيه أبناء الغرب والشرق يدرسون ويتلقون العلم في حواضرنا العربية في كل من القاهرة والقيروان وأشبيلية وغرناطة وبغداد والبصرة والكوفة والموصل ودمشق، وكان ذلك في حدود القرن الخامس الهجري.
وعرضت لقضية اللفظ والمعنى بأبعادهما المختلفة عند النقاد العرب القدامى والمحدثين وعند الأوروبيين وانتهيت فيها إلى ما تجده من نتائج في الموضوع تنتهي بوحدة اللفظ والمعنى بإطار متميز لا ينفصل.
وعرضت لدلالة الألفاظ بأقسامها وأخصصت نماذجها وأمثلتها عند التطبيق لآيات القرآن الكريم ونماذج أمثال القرآن بخاصة اعتماداً على ما استنبطته من رسالتي «الصورة الفنية في المثل القرآني: دراسة نقدية وبلاغية» مع الإضافة للطروح المعاصرة بعيدة عن الفهم الدلالي اللغوي عند الأوروبيين، فهي شيء والنظر الأوروبي شيء آخر. إذ يتعلق بالقضية اللغوية دون النظرية النقدية التي تتحدث عنها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد اتسمت هذه المحاضرات الثلاث على وجزاتها بالدقة والشمول والتجديد الذي سيعين على البحث الجامعي في مستقبل حياته العلمية، وسيقربه شوطاً من الدراسات الأكاديمية المتطورة، ولا سيما وأن هذه المباحث هي خلاصة ما توصل إليه الفكر النقدي عند العرب وفي أوروبا قديماً وحديثاً. فهي محاور ثلاثة متأصلة يبدو لي سبق العرب في التوصل إليها، وإرساء قواعدها في ضوء القرآن الكريم.
وما توفيقي إلا بالله العلي العظيم توكلت وإليه أنيب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
الجامعة المستنصرية
كلية الفقه / النجف الاشرف الدكتور
محمد حسين علي الصغير
--------------------------------------------------------------------------------
(7)
الفصل الأول
«مصطلح الصورة الفنية»
1 ـ أهمية الصورة الفنية.
2 ـ الصورة في اصطلاح النقاد القدامى.
3 ـ الصورة عند النقاد المحدثين.
4 ـ مقارنة وتحديد.
--------------------------------------------------------------------------------
(8)
--------------------------------------------------------------------------------
(9)
1 ـ أهمية الصورة الفنية
تنشأ أهمية الصورة الفنية من خلال معركة النقاد والبلاغيين في الفصل بين اللفظ والمعنى، فاللفظ هو الصياغة الشكلية والهيكل التركيبي في العمل الادبي، والمعنى هو الفكرة المجردة التي تفي بالغرض.
وقد أوجد هذا الفصل تقسيماً ظاهراً في النص الأدبي وجعله ذا دلالتين: خارجية تتصل بالشكل، وداخلية تقترن بالمضمون.
ولعل المطور لهذا الفصل هو المذهب المعتزلي في فهمه للنص القرآني، فهو ذو بعدين: البعد الأول، يتمثل بالفن القولي في دلالته المحسوسة من اللفظ التي تتشكل بكل صنوف التعابير المجازية والمحسنات البديعية. والبعد الثاني، ويتمثل بالمعنى الذهني المجرد الذي يترصده المتلقى في النفس من خلال معنى ذلك اللفظ، فهما ـ إذن ـ شيئان مستقلان، ليخلصوا من وراء هذا إلى القول بأن هذه الاشكال عارضة متغيرة فهي محدثة. وأن القرآن إنما هو المعنى لاتصاله بذات الخالق، وذات الخالق قديمة، فالقرآن ليس بقديم، لأنه خلاف ذاته تعالى (1). بل هو من خلقه وصنعته، فهو محدث. إذن: اللفظ والمعنى في القرآن محدثان، ولا علاقة لهما بالقدم، وكان هذا بداية للبحث عن الألفاظ مرة، وعن المعاني مرة أخرى. ثم تبلورت الفكرة أكثر فأكثر فعاد المحفز لها هو القول بإعجاز القرآن، وأين يكمن هذا الإعجاز، أفي لفظه، أم في معناه، أم في العلاقة القائمة بين اللفظ والمعنى، فذهب عبد القاهر الجرجاني ـ
____________
(1) ظ: تفصيل ذلك في: محمد عبد الهادي أبو ريدة، نصوص فلسفية عربية: 21 ـ 23، علي سامي النشار، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام: 142، جابر عصفور، الصورة الفنية: 382.
--------------------------------------------------------------------------------
(10)
وهو من أئمة الأشاعرة ـ إلى القول بالعلاقة بينهما، ومن ثم جرد اللفظ قالباً، والمعنى ذهناً، وصهرهما سوية بأحداث عملية الإعجاز من خلال النظم وحسن التأليف، وكأنه يلمح بل يصرح بأسبقية المعاني في النفس على الألفاظ (1).
ومهما يكن من أمر فإن هذه المعركة قد انتهت بفصل العلاقات بين الفكر واللغة فعادت اللغة رموزاً تحتاج إلى الحل بما اشار إليه عبد القاهر: إن اللغة تجري مجرى العلامات والسمات، ولا معنى للعلامة أو السمة حتى يحتمل الشيء ما جعلت العلامة دليلاً عليه (2)، وعاد الفكر بهذا التقسيم مستقلاً في تصوره المعاني.
ومن هنا نشأت الحاجة إلى الصورة الفنية باعتبارها أداة لها طريقتها الخاصة في عرض المعاني مقترنة بألفاظ ليتفاعل المتلقي للنص الأدبي وهو مرتبط بجزئيه في وقت واحد، فلا فصل بينهما ولا يتميز أحدهما عن الآخر، فيكتسب ـ حينذاك ـ العمل الأدبي مناخاً يشعرك بالتئام اللغة والفكر بإطار موحد ينهض بسبب النص وتحديده، ويلفت الانتباه إلى طبيعة المعنى في عرضه وأسلوبه منسجماً مع سلسلة الألفاظ المشيرة إلى المعاني، غير منفصل عنها في حال من الأحوال، وهنا يندفع المتلقي نحو السير وراء الصورة في استكناه العلاقات القائمة بين اللغة والفكرة، أو اللفظ والمعنى. أو الشكل والمضمون، ويكون طريق كشف هذه
(يُتْبَعُ)
(/)
العلاقات هو التنقل في استنباط المعاني من سبل صياغتها في التشبيه والاستعارة والتمثيل والمجاز، لتقيم الدليل على الذهني بالحسي وتلخص إلى القيمة من خلال الظاهر إلى الواقع، ومن مجاز القول إلى الحقيقة، ومن التعبير الاستعاري إلى الأصل الاستعمالي، ومن النظر في المشبه به لإدراك شأن المشبه، ومن التمثيل إلى كنه الشيء، وهذه هي مجموعة العلاقات في التناسب واللحمة التي تبنى عليها أصول الصورة الفنية.
____________
(1) ظ. في تفصيل ذلك المؤلف: الصورة الأدبية في الشعر الأموي: المعركة بين اللفظ والمعنى: 20 ـ 35.
(2) الجرجاني، عبد القاهر ـ أسرار البلاغة: 347.
--------------------------------------------------------------------------------
(11)
أما تأثير هذا الكشف في المتلقى، فيتوقف على المجهود العقلي والفكري الذي يبذله في استخراج الصورة من خلال نظره إلى هذه الخصائص والمميزات.
--------------------------------------------------------------------------------
(12)
2 ـ الصورة في اصطلاح النقاد القدامى (1)
ورد ذكر الصورة وبعض مشتقاتها على ألسنة بعض النقاد القدامى، وأقدم من وقفنا على قول له في هذا الشأن هو أبو عثمان الجاحظ (ت 255 هـ) الذي استعمل مادة الصورة في مجال الأدب بهيئة أخرى فقال ـ (هو يتحدث عن الشعر) ـ بأنه: ضرب من النسج، وجنس من التصوير (2). وكأنه أراد بالتصوير هنا العملية الذهنية التي تصنع الشعر.
إلا أن قدامة بن جعفر (ت 337 هـ) قد استعملها نصاً، واعتبرها الهيكل والشكل في مقابل المادة والمضمون، فقال ـ متحدثاً عن الشعر ـ «معاني بمنزلة المادة الموضوعة، والشعر فيها كالصورة، كما يوجد في كل صناعة من أنه لا بدّ فيها من شيء موضوع يقبل تأثير الصور» (3). فهو ينأى بها عن فهم الجاحظ لها، فالجاحظ يذهب ـ في حدود فهمنا لكلامه ـ إلى أنها العملية الذهنية التي تهيئ النص الشعري، بينما يرى قدامة فيها الإطار الخارجي العام لشكل هذا الشعر.
____________
(1) تحدثنا عن «الصورة الأدبية وأبعادها النقدية» في مدخل رسالتنا للماجستير «الصورة الأدبية في الشعر الأموي» بكثير من التفصيل وكشفنا موقعها من مسألة اللفظ والمعنى، بما لا مسوغ لإعادته بتفصيلاته المكثفة. وهنا أرى لزاماً عليّ أنألخص بعض ما توصلت إليه هناك: مضيفاً له ما استجد لدي في المصطلح لما تقتضيه الضرورة من الإحاطة بمصطلح الصورة الفنية بين يدي البحث. (ظ: تفصيل ذلك في: الصورة الأدبية في الشعر الأموي: 10|350 ـ الصورة الفنية الأدبية في الشعر الأموي: 10|350، الصورة الفنية في المثل القرآني: 25 ـ 38).
(2) الجاحظ: الحيوان: 3|132.
(3) قدامة بن جعفر، نقد الشعر، تحد: أ. بونييكر، 4.
--------------------------------------------------------------------------------
(13)
وذكر أبو هلال العسكري (ت 395 هـ تقريباً) الصورة في أقسام التشبيه فجعل من أقسامه: تشبيه الشيء صورة، وتشبيهه به لوناً وصورة اراد بهما المثال والهيكل.
وجاء عبد القاهر الجرجاني (ت 471 هـ) فأعطى للصورة في المجالات النقدية حلولاً خاصة شرحها بقوله:
واعلم أن قولنا: الصورة إنما هو تمثيل وقياس لما نعلمه بعقولنا على الذي نراه بأبصارنا فما رأينا البينونة بين أحاد الأجناس تكون من جهة الصورة، فكان بين إنسان من إنسان، وفرس من فرس، بخصوصية تكون في صورة هذا لا تكون في صورة ذاك، وكذلك الأمر في المصنوعات فكان بين خاتم من خاتم، سواراً من سوار بذلك، ثم وجدنا بين المعنى في أحد البيتين وبينه في الآخر بينونة في عقولنا وفرقاً، عبرنا عن ذلك الفرق وتلك البينونة بأن قلنا:
المعنى في هذا صورة غير صورته في ذلك. وليس العبارة عن ذلك بالصورة شيئاً نحن ابتدأناه فينكره منكر، بل هو مستعمل مشهور في كلام العلماء، ويكفيك قول الجاحظ:
وإنما الشعر صناعة وضرب من التصوير (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
واطلق ابن الأثير (ت 637 هـ) كلمة الصورة على خصوص الأمر المحسوس، وقابل بينهما وبين المعنى، فقال ـ وهو يعدد أقسام التشبيه الأربعة: «أما تشبيه معنى بمعنى .. وأما تشبيه صورة بصورة كقوله تعالى: (وعندهم قاصرات الطرف عين (48) كأنهن بيض مكنون (49)) (2)، وأما تشبيه معنى بصورة كقوله تعالى: (والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة) (3) وهذا القسم أبلغ الأقسام الاربعة، لتمثيله المعاني الموهومة بالصور المشاهدة، وأما تشبيه صورة بمعنى كقول أبي تمام:
وفتكت بالمال الجزيل وبالعدا * فتك الصبابة بالمحب المغرم
____________
(1) الجرجاني، دلائل الإعجاز: 365.
(2) الصافات: 48 ـ 49.
(3) النور: 39.
--------------------------------------------------------------------------------
(14)
فشبه فتكة المال بالعدا وذلك صورة مرئية، بفتك الصبابة وهو فتك معنوي، وهذا القسم الطف الأقسام الأربعة، لأنه نقل صورة إلى غير صورة (1).
وكان ابن الأثير يعتبر التشبيه التمثيلي في تجسيده المعنويات بالحسيات وتصوير الماديات بالذهنيات ـ طرداً وعكساً ـ هو الصورة المتكونة في العمل الأدبي.
وقد اعتبر التهانوي (من علماء القرن الثاني عشر الهجري) الصورة ذات طبيعتين خارجية وذهنية فعد الصورة «ما يتميز به الشيء مطلقاً، سواء كان في الخارج ويسمى صورة خارجية أو في الذهن ويسمى صورة ذهنية» (2).
ثم فرق بينهما فأعطى الأهمية للصورة الذهنية، واعتبر الصورة الخارجية من الأعيان، فقال: الصورة: ما به يتميز الشيء في الذهن، فإن الأشياء في الخارج أعيان، وفي الذهن صور (3).
ثم حذا حذو عبد القاهر، واستنار برايه باحثاً عن الفروق والمميزات في حصول صورة الشيء في الذهن لا في تواجدها في الخارج فقال: صورة الشيء ما يؤخذ منه عند جذب الشخصيات، أي الخارجية، وأما الذهنية فلا بد منها، لأن كل ما هو حاصل في العقل فلا بدّ له من تشخيص عقلي ضرورة أنه متمايز عن سائر المعلومات (4).
هذه أهم النصوص التي لا حظناها عند النقاد والبلاغين القدامى في حديثهم عن الصورة، ولا بد لنا من الوقوف قليلاً عند استعمالهم هذا، لرصد مفهوم الصورة، وبث دلالتها لديهم.
أما قدامة، فله فضل السبق ـ وتبعه أبو هلال ـ باستعمال الكلمة نصاً
____________
(1) ابن الأثير: المثل السائر 1|297 وما بعدها.
(2) التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون: 1|911.
(3) المصدر نفسه: 1|912.
(4) المصدر نفسه: 1|912.
--------------------------------------------------------------------------------
(15)
دون الجاحظ الذي استعمل المادة في هيئة أخرى، وهي التصوير فقد اعتبراها أداة للتعبير عن الإطار الخارجي لمثال الشيء وهيئته وصفته، وقد امتد هذا الاستعمال إلى عصر عبد القادر الذي يقول: تشبيه الشيء بالشيء من جهة الصورة والشكل. أو جمع الصورة واللون (1). يريد بذلك الهيئة والصفة مقابل المادة والجوهر.
وأما ابن الأثير فقد تأثر نسبياً بقدامة، وجعل الصورة قسيماً للمعنى، أو في مقابلة أي اعتبرها الشكل، واعتبر المعنى مادة لهذا الشكل، وقوم الصورة فرأى تشبيه المعنى بالصورة ابلغ أقسام التشبيه الأربعة، لتصويره المعنى الوهمي المجرد بالصور المشاهدة عياناً ورأى تشبيه الصورة بالمعنى ألطف الأقسام لأنه تصرف حي ينقل الصورة المحسوسة إلى الصورة المعنوية المتخيلة.
ويبدو أن الصورة في حدود ما عرضوه لا تتعدى ما ذكر لها في مداليل لغوية، وإن توسع فيه إلى ما يشمل الصورة المتخيلة في أقسام التشبيه، وإنما ارادوا بذلك الشكل كما أراد ذلك اللغويون، فهذا ابن سيده (ت 458 هـ) يقول: «الصورة في الشكل» (2) وهو يريد بالشكل الهيئة الخارجية التي يتمثل فيها الشيء. وقد تطلق عند اللغويين على الحقيقة والهيئة معاً، قال ابن الأثير: الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها، وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته، وعلى معنى صفته، يقال صورة الفعل كذا وكذا أي هيئته، وصورة الأمر كذا وكذا أي صفته (3).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل عبد القادر الجرجاني هو أول من أعطى للصورة دلالة اصطلاحية وهي تعني لديه الفروق المميزة بين معنى ومعنى، وشبهها بالفروق التي تميز هيكل إنسان ما عن إنسان، وخاتم عن خاتم، وسوار عن سوار، ولكن هذه الفروق بوقت انطباعها على هيئة الشيء فإنها يستدل بها على حقيقته.
____________
(1) الجرجاني، اسرار البلاغة: 81.
(2) ابن منظور، لسان العرب: 6|143.
(3) المصدر نفسه: 6|144.
--------------------------------------------------------------------------------
(16)
وقد وجد عبد القادر في استعماله لهذا الاصطلاح غرابة نظراً نظراً لجدته في مجاله الخاص به، وخشي أن ينكر عليه النقاد ذلك فتستر بالجاحظ كلمة التصوير لم تكن واضحة تماماً، إذ التصوير عند الجاحظ ـ كما يبدو من سياق تعبيره ـ لا يتعدى حدود الجهد العقلي أو العملي الذهني في صياغة الشعر، وهو أجنبي عن مصطلح عبد القاهر الذي استعمله مبتكراً له ومبتدعاً لمدلوله. فالجرجاني بهذا قد أعطى للصورة رؤية جديدة، وما ذكره دقيق جداً، فالصورة عنده ليست هي نفس الشيء، وإنما هي مميزاته المفرقة له عن غيره، وهذه المميزات قد تكون في الشكل وقد تكون في المضمون، لأن الصورة مستوعبة لهما، والنظرة لأحدهما لا بد أن تنعكس على الآخر.
لهذا فإن ما أبداه عبد القاهر، يصلح أن يكون نواة لما استقر عليه المصطلح النقدي الأصيل للصورة لدى المحدثين. وليس هنا مجال للتفصيل في الاستدلال على صحة هذا الرأي، لأننا سبق وأن بحثناه في خطوطه العريضة (1)، إلا أننا سنلمح له في المقارنة كما سيأتي.
وأما ما أبداه التهانوي، وهو من المتأخرين عن عصر عبد القاهر كثيراً، فقد ترجم رأي عبد القاهر في استجلاء الفروق والمميزات فيما يحصل في الذهن من معلومات، هذا لو أراد الصورة في مصطلحها الفني، أو لو حملنا كلامه على الصورة في اصطلاح الفلاسفة ـ وهي تعني الهيولي في مقابل المادة عند القوم ـ فحديثه لا يعنينا حينئذ، ويحمل كلامه على ما حمل عليه كلام من سبقه.
____________
(1) ظ المؤلف: الصورة الأدبية في الشعر الأموي: 20 ـ 35.
--------------------------------------------------------------------------------
(17)
3 ـ الصورة عند النقاد المحدثين
على الرغم من الاتجاه السائد عند النقاد المعاصرين من العرب والغربيين والمستشرقين في محاولة دراسة الصورة الفنية لأي عمل أدبي، فإن حقيقة الصورة ما زالت موضع اختلاف لديهم في مجالات التحديد، ويذهبون بذلك مذاهب هي أقرب إلى الغموض منها إلى الوضوح.
لقد عرف (فان van ) الصورة بقوله: «الصورة كلام مشحون شحناً قوياً، يتألف عادة من عناصر محسوسة، خطوط، ألوان، حركة، ظلال، تحمل في تضاعيفها فكرة أو عاطفة أي إنها توحي بأكثر من المعنى الظاهر، وأكثر من انعكاس الواقع الخارجي، وتؤلف في مجموعها كلاً منسجماً» (1).
وهذا يعني أنها مجموعة العناصر المحسوسة التي ينطوي عليها الكلام، وتوحي بأكثر مما تحمله من تضاعيف المعنى الظاهر، وإنها تنحصر في جانبين:
1 ـ الجانب الحسي المرتكز على الفكرة والعاطفة والمشاهدة.
2 ـ الجانب الإيحائي الذي يضفي على الشكل أكثر من تفسيره الظاهري.
وعرف «بوند» الصورة بأنها «ما ينقل عقدة فكرية أو عاطفية في لحظة زمنية» (2). فهي عنده الوسيلة التي تعبر في طريقة عرضها من مركب فكري، أو إحساس عاطفي مرتبطين بلحظة زمنية معينة.
____________
(1) روز غريب، تمهيد في النقد الحديث: 192 وما بعدها.
(2) إحسان عباس، فن الشعر: 90.
--------------------------------------------------------------------------------
(18)
ويعرف البعض الصورة بأنها «مشهد أو رسم قوامه الكلمات» (1). فهي عنده لوحة فنية تتضافر على إخراجها الألفاظ، سواء بمدلولها الحسي، أم بمدلولها الإيحائي متناسياً أن كثيراً من المشاهد والرسوم تبدو مفتقرة إلى الصورة الفنية وإن تقومت بالكلمات.
ويعبر عنها البعض الآخر بأنها «حركة متصلة في قلب العمل الأدبي تتبصر بها في دوائره ومحاوره ومنعطفاته، وننتقل بها داخل العمل الأدبي في مستوى تعبيري إلى مستوى تعبيري آخر، حتى يتكامل لدينا البناء الأدبي كائناً عضوياً حياً (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يخلو هذا التعريف من غرابة وطرافة وإيهام، لأنه مجموعة من الألفاظ المتشابهة والمعاني المترادفة التي لا نصل معها إلى تحديد، ولا تكشف لنا عن جديد، إلا في إرادة التنقل من تعبير حقيقي ـ فيما يبدو ـ الى تعبير استعاري.
ويعتبر الأستاذ أحمد الشايب «الوسائل التي يحاول بها الأديب نقل فكرته وعاطفته معاً إلى قرائه وسامعيه (3) هي الصورة الفنية» ثم يذكر أن لها معنيين:
الأول: ما يقابل المادة الأدبية، ويظهر في الخيال والعبارة.
الثاني: ما يقابل الأسلوب، ويتحقق بالوحدة، وهي تقوم على الكمال والتأليف والتناسب (4).
ومقياس الصورة عنده «هو قدرتها على نقل الفكرة والعاطفة بأمانة ودقة ـ فالصورة هي العبارة الخارجية للحالة الداخلية ـ وهذا هو مقياسها الاصيل، وكذا ما نصفها به من روعة وقوة إنما مرجعه هذا التناسب بينها وبين ما تصور من عقل الكاتب ومزاجه تصويراً دقيقاً خالياً من الجفوة والتعقيد، فيه
____________
(1) أحمد نصيف الجابي، في الرؤية الشعرية المعاصرة: 119.
(2) محمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس، في الثقافة المصرية: 58.
(3) أحمد الشايب، أصول النقد الأدبي: 242.
(4) المصدر نفسه: 259.
--------------------------------------------------------------------------------
(19)
روح الأديب وقلبه، بحيث نقرؤه، كأنا نحادثه، ونسمعه كأنا نعامله».
وهذا القياس ذو أهمية جديرة بالتأمل، فالصورة من جانب قوة خلاقة قادرة على نقل الفكرة، وإبراز العاطفة، وهي الشكل الخارجي المعبر عن الحالة النفسية للمنشئ وعن تفاعله الداخلي، وهي الضوء الكاشف عن كفاءة المبدع الفنية، وروحه الشفافة الرقيقة ـ نتيجة لإيجاده الملاءمة بين نقل الفكرة وتعبيرها النفسي أسلوبياً ـ وبها يتميز عقل المتكلم ويحكم عليها بالدقة والإبداع والتطوير دون وساطة أخرى، وإنما نقرؤه تجسيداً، ونسمعه تشخيصاً وإدراكاً من خلال هذا التناسب والارتباط الذي حققه في هذا العمل الأدبي أو ذاك، وهو الصورة. فالصورة عنده إيجاد للملاءمة والتناسب بين الفكر والأسلوب، أو اللغة والأحاسيس.
ولعل هذا التحديد للصورة في تعريفها ومعناها ورؤية هويتها ومقياسها من أفضل التعاريف الفنية نظراً لما يحمله في تضاعيفه من الوضوح والمرونة والدقة العلمية، ولأنه جامع مانع كما يقول المناطقة.
ويقول الدكتور داود سلوم «إن امتزاج المعنى والألفاظ والخيال كلها هو الذي يسمى بالصورة الأدبية، ومن ترابطها وتلاؤمها والنظر إليها مرة واحدة عند نقد النص يقوم التقدير الأدبي السليم» (1).
فمقياس الصورة عند الدكتور داود سلوم يقوم على أساس تجسيد الفكرة العامة للعلاقات الجزئية في النص الأدبي لتشكل كلاً فنياً واحداً.
وتقول روز غريب «الصورة في أبسط وصف لها تعبير عن حالة أو حدث بأجزائهما أو مظاهرهما المحسوسة. هي لوحة مؤلفة من كلمات، أو مقطوعة وصفية في الظاهر لكنها في التعبير الشعري توحي بأكثر من المظاهر، وقيمتها ترتكز على طاقتها الإيحائية، فهي ذات جمال تستمده من اجتماع الخطوط والألوان والحركة ونحو ذلك من عناصر حسية، وهي ذات قوة إيحائية تفوق قوة الإيقاع لأنها توحي بالفكرة كما توحي بالجو والعاطفة» (2).
____________
(1) داود سلوم، النقد الأدبي: 1|81.
(2) روز غريب، تمهيد في النقد الحديث: 190.
--------------------------------------------------------------------------------
(20)
وهذا التعريف ـ في كثير من ابعاده ـ تعريب تقليدي لتعريف «وليم فان» السابق، وشرح له، وكشف لدوافعه، وإن أعوزته جودة التركيب وقوة الصياغة، ولكنه يشير من طرف خفي إلى البعد الرمزي في الصورة بكونها تعبيراً يوحي بأكثر من الظاهر، والكاتبة هنا تلاحظ في الجانب الإيحائي قوة تفوق الإيقاع والنغم وصنوف المحسنات البيانية، ولكنها قد تعارض هذا الرأي الذي نقلته في خطوطه العامة دون إدراك لهذه المعارضة، فهي تعتبر الصورة تتخطى حدود الاستعارة والمجاز والتشبيه، وتتعدى الخيال والعاطفة فقد تنشأ عن أصل واقعي بعيد عن الخيال من جهة، وضروب البيان من جهة أخرى، وهما الجانب الإيحائي في الصورة والذي أكدته في الرأي نفسه، ثم تعود للتعبير عنه بقولها:
(يُتْبَعُ)
(/)
«الصورة الشعرية لا تنحصر في التشابيه والاستعارات وسواها من ضروب المجاز، ولكنها كل صورة توحي بأكثر من معناها الظاهر، ولو جاءت منقولة عن الواقع» (1) متناسية أن الإيحاء بأكثر من المعنى الظاهر لا يتم إلا باللحن، أو الرمز، أو التعريض، أو الكناية، أو التشبيه أو الاستعارة، وكلها من ضروب المجاز بمعناه العام.
ويرى الدكتور مصطفى ناصف أن الصورة تستعمل عادة: «للدلالة على كل ما له صلة بالتعبير الحسي، وتطلق أحياناً، مرادفة للاستعمال الاستعاري» (2).
فالصورة عنده ما استدل بها على التعبير الشاخص الذي يوصلنا إلى إدراك حقيقة الشيء من جهة، وعلى دلالة الكلمة الاستعارية من جهة أخرى، فالشق الأول من كلامه يعني بإيحاء الصورة، والثاني يعني بشكلها الخارجي في الدلالات المجازية.
ثم يأتي بعد هذا فيحدد الصورة بأنها:
«منهج ـ فوق المنطق ـ لبيان حقيقة الأشياء» (3) وهذا التحديد لمفهوم
____________
(1) المصدر نفسه: 203.
(2) مصطفى ناصف، الصورة الأدبية: 3.
(3) المصدر نفسه: 8.
--------------------------------------------------------------------------------
(21)
الصورة يكاد ينتقل بنا من المجال الأدبي إلى التدقيق الفلسفي، فلا يعلم ماذا يراد منه بالضبط ـ هل يراد بالمنهج طريقة العرض والأسلوب، أو مجموعة العلاقات الاستعارية في النص؟ وما هي طبيعة هذه الحقائق التي تبينها الصورة؟ أحقيقة اللفظ، أم المعنى، أم الحس، أم العلاقة القائمة بين الجميع (1).
ويرى الدكتور جابر أحمد عصفور أن الصورة «طريقة خاصة من طرق التعبير، أو وجه من أوجه الدلالة، تنحصر أهميتها فيما تحدثه في معنى من المعاني من خصوصية وتأثير. ولكن أياً كانت هذه الخصوصية أو ذاك التأثير، فإن الصورة لن تغير من طبيعة المعنى في ذاته. إنها لا تغير إلا من طريقة عرضه، وكيفية تقديمه» (2).
فالصورة عنده عرض أسلوبي يحافظ على سلامة النص من التشويه، ويقدم المعنى بتعبير رتيب، وهي بعد طريقة لاستحداث خصوصية التأثير في ذهن المتلقي بمختلف وجوه الدلالة التي يستقيها من النص في منهج تقديمه، وكيفية تلقيه، وما يحدثه ذلك عنده من متعة ذهنية، أو تصور تخييلي نتيجة لهذا الغرض السليم.
____________
(1) المؤلف، الصورة الأدبية في الشعر الأموي: 18.
(2) جابر أحمد عصفور، الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي: 392.
4 ـ مقارنة وتحديد
وخلاصة ما تقدم من جولتي مع القدامى والمحدثين من النقاد، أكاد أخرج بنتيجة تمليها المقارنة بين النصوص هي: ـ
أ ـ إن النقاد القدامى لم ينهضوا بمفهوم الصورة إلى المجال الاصطلاحي الدقيق، ولم يخرجوا بها عن مدلولها اللغوي، ولم يتبلور عندهم بعدها النقدي الأصيل باستثناء عبد القاهر الذي ابتدع لنا في استعمال الصورة دلالة اصطلاحية جديدة، فكان ما أعطاه ـ وحده ـ جديراً بتحديد الاصطلاح في خطوطه الاولى. ولا يعطينا ذلك استعمال الجاحظ لها، وقدامة، والعسكري، وابن الأثير، لأمرين مهمين هما:
الأول: أن كل مصطلح مهما كان عريقاً في القدم فإنه لا يأخذ من قدمه هذا صيغة نهائية، ولا بد له من الصقل والتطوير والتهذيب، وذلك لتقلب الرواد عليه، وتمحيصهم له، وتفريعهم عن أصوله حتى يصل إلى حد التكامل. والصورة إحدى هذه المصطلحات في تكوينها البدائي وقد كان صقلها وبلورتها مما انفرد به عبد القاهر دون سواه، وقد كان بهذا الصقل والتهذيب موضع تأثير كبير في نظريات النقاد المحدثين من العرب والغربيين والمستشرقين (1).
الثاني: إن القدامى في معركتهم البلاغية لم يفرغوا من التفريق أو التوفيق بين اللفظ والمعنى، أو الشكل والمضمون، أو الصورة والمادة، للوصول إلى مقياس فني يعتمد عليه في التمييز بين أساليب الكلام الجمالية، وفي الرجوع بذلك المقياس إلى الصيغة والتركيب، أو إلى المادة
____________
(1) ظ: في تفصيل ذلك: المؤلف، الصورة الأدبية في الشعر الأموي: 28 ـ 31.
--------------------------------------------------------------------------------
(23)
(يُتْبَعُ)
(/)
والمضمون، أو لهما معاً، مما جعل عبد القاهر يرفض التطرف في الرأيين وينفرد بإدراك العلاقة القائمة بين الشكل والمحتوى، فيعود بذلك إلى ما أسماه بالنظم تارة، وبالتأليف تارة أخرى (1)، وهو لا يريد بهذا إلا الصورة الفنية في كثير من حدود صيغتها الاصطلاحية وليستدل من بعد هذا على أن الصورة غير منفردة دون فن، وإنما تشمل فنون القول بعامة، أي إنها لا تنطبق على الشعر فحسب بل تتعداه إلى العمل الأدبي بشقيه، إذا توافقت أصوله، وحسن تأليفه وتناسب نظمه، وبذلك تستوعب الصورة صنوف البيان، بدليل إخضاع مفهومها عنده لآيات القرآن الكريم، وإثبات إعجازه، كما هو واضح لمن استقرأ دلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة. فعبد القاهر الجرجاني أول منظر لمصطلح الصورة، وأول قائل بها.
وعليه فالصورة الفنية جزء لا يتجزأ من حضارة الأمة العربية في القرنين الرابع والخامس قبل الهجرة، قبل أن تستحدث دلالتها المعاصرة عند الأوروبيين بعدة قرون.
ب ـ إن مصطلح الصورة عند النقاد المحدثين لا سيما الأوروبيين ممن عرضنا لآرائهم وتعاريفهم قد بدا متأرجحاً بين مداليل لا التقاء بين أكثرها وقد يتخلل تعبيرها الغموض وعدم التحديد، وألفاظها وإن كانت لا تخلو من طرافة ونعومة إلا أنها عاجزة عن تحديد المصطلح تحديداً علمياً، فالضلال، والألوان، والحركة، والحس، والرسم، والمشهد، والعشوى، الكائن، والحي، والإيحاء، والشحن، والعاطفة، والفكرة، وفوق المنطق .. كل أولئك من الكلمات التي حشرت لتفسير معنى الصورة، ولا يتم معها الضبط العلمي، ولا يعلم المراد منها على وجه التحقيق، إلا إنها تحوم حول المصطلح ولا تفصح عنه.
ولعل أقرب التعاريف وجهاً ـ فيما يبدو لي ـ وهو تعريف الأستاذ أحمد الشايب، وأن استنبطه عن الشكل والمضمون، وبحث عن العنصر الثالث المفقود واعتبره الصورة.
ولا شك أن تعريف الدكتور داود سلوم للصورة امتداد طبيعي لنظرية
____________
(1) الجرجاني: أسرار البلاغة: 7.
--------------------------------------------------------------------------------
(24)
الامام عبد القاهر الجرجاني، وعصري يجمع بين الدلالتين اللفظة والمعنوية في مدى تلاؤمها بتصور ذهني.
ولعل أحدث مقياس لدلالتها ما أكده الدكتور جابر أحمد عصفور باعتبارها طريقة من طرق التعبير الذي تحدث في المعنى ميزة، وتكسبه طابعاً تأثيرياً في منهج أسلوبه عند تقديم العمل الأدبي، إلا أنه بهذا يلصقها بالمعنى دون النظر لأهمية الشكل، ولعله بذلك يفصل بين اللفظ والمعنى، أو اللغة والفكرة، قصد لذلك أو لم يقصد.
فالصورة ـ كما تبدو لي من خلال هذه المقارنة ـ عبارة عن العلاقة القائمة بين اللفظ والمعنى في نص أدبي، والحصيلة عن اقترانهما، فهي غيرهما منفصلين، وهي امتداد لهما مجتمعين، فليست هي اللفظ بمفرده شكلاً فارغاً رناناً، ولا المعنى بذاته مضموناً ذهنياً مجرداً، ولكنها الخصائص المشتركة بينهما، والتي تتقوم بها شخصية النص الأدبي، وتتميز عن غيرها من النصوص بما تحمله من أحاسيس وانفعالات قد لا يوحي ظاهر اللفظ، ولا يحققها مجرد المعنى، ولكنها مزيج بين دلائل اللفظ، وإيحائية المعنى في تحقيق نموذج أدبي، أو تمييز نص عن نص، بما تضفيه صياغة الشكل في علاقاته الاستعارية، وما تمليه خصائص المعنى في تأثيره وأحاسيسه.
أو هي ـ بإيجاز ـ مجموعة العلاقات اللغوية والبيانية والإيحائية القائمة بين اللفظ والمعنى، أو الشكل والمضمون.
وعلى هذا فالصورة أداة فنية لاستيعاب أبعاد الشكل والمضمون بما لهما من مميزات. وما بينهما من وشائج تجعل الفصل بينهما مستحيلاً.
فالصورة ـ إذن ـ وحدة لا تنفصم، ذات طرفين: إطار ومادة، ولا يتقوم الجهد الأدبي إلا بلحاظ طرفيه، ولا يتم تفسيره إلا بمواجهتهما معاً، وإلا فالنتاج الأدبي عمل جاف لا ينبض بالحس، ولا يتسم بالحياة، والجفاف لا يكون أثراً صالحاً في مقياس فني.
--------------------------------------------------------------------------------
(25)
الفصل الثاني
«قضية اللفظ والمعنى»
1 ـ أبعاد هذه المعركة النقدية.
2 ـ الفريق الأول: تفضيل الألفاظ.
3 ـ الفريق الثاني: الجمع بين اللفظ والمعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ الفريق الثالث: وحدة اللفظ والمعنى.
5 ـ الفريق الرابع: العلاقة القائمة بين اللفظ والمعنى.
--------------------------------------------------------------------------------
(26)
--------------------------------------------------------------------------------
(27)
ابعاد هذه المعركة النقدية
من المسائل الكبرى عند النقاد القدامى، مسألة اللفظ والمعنى، فقد قامت المعركة بينهم على أشدها في تحديد دور كل منهما في إعطاء النص الأدبي قيمته الفنية، ومن ثم في تقويم شخصية كل منهما في السيادة والأولوية.
ولعل المحفز لهذه المعركة الإعجاز القرآني، أو لفكرة الإعجاز في القرآن وارتباط الفكر النقدي والبلاغي بمضامينها، باعتباره عريباً إسلامياً، فكان النزاع محتدماً في أين يكمن الإعجاز، في اللفظ وتأليفه، أو المعنى ودلالته، أو بهما معاً، أم بالعلاقة المتولدة بين ذا وذا.
ويمكن حصر أبعاد هذه المعركة بأربعة فرقاء:
1 ـ فريق اللفظ، ويمثله الجاحظ (ت 255 هـ) وأبو هلال العسكري (ت 395 هـ).
2 ـ فريق اللفظ والمعنى، ويمثله ابن قتيبة (ت 276 هـ)، وقدامة بن جعفر (ت 337 هـ).
3 ـ فريق لم يفصل بين اللفظ والمعنى، ويمثله ابن رشيق (ت 414 هـ) وابن الأثير (ت 637 هـ).
4 ـ فريق جرد اللفظ والمعنى، وقال بالعلاقة القائمة بينهما، ويمثله عبد القاهر (ت 471 هـ).
ولا بد لنا من المسير شوطاً في غمار هذه المعركة للكشف عن مراميها، وسبر أغوارها، لنصل بعد هذا المسير إلى الميناء الذي ترسو عليه الصورة الأدبية.
--------------------------------------------------------------------------------
(28)
1 ـ الفريق الأول: ما من شك أن الجاحظ (ت 255 هـ) هو أول من ألقح شرارة هذه المعركة، تعلقاً منه بمذهب الصيغة، وتعصباً للفظ، ومشايعة للصياغة سواء فيما رآه وقرره، أو بما نقله وأقحمه من آراء العلماء والأدباء والنقاد، وهو في كل ذلك يضع الأناقة والجودة والجمال في الألفاظ، فالمقياس عنده للقيمة الأدبية إنما يتقوم في جزالة اللفظ، وجودة السبك، وحسن التركيب لأن «المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والقروي، والبدوي والقروي، إنما الشأن في إقامة الوزن، و تخير اللفظ، وسهولة المخرج، وفي صحة الطبع وجودة السبك» (1).
وتبعه على هذا الرأي أبو هلال العسكري، فحذا حذوه، وسلك منهجه حتى تقاربت الألفاظ، وتشابهت العبارات، فنراه في فصل يعقده لذلك، وهو الفصل الأول من الباب الثاني من الصناعتين، يقول:
الكلام ـ أيدك الله ـ يحسن بسلاسته، وسهولته، ونصاعته، وتخير ألفاظه، وإصابة معناه، وجودة مطالعه، وليس مقاطعه، واستواء تقاسيمه، وتعادل أطرافه، وتشابه بواديه، وموافقة أخيره فباديه، حتى لا يكون في الألفاظ أثر، فتجد المنظوم مثل المنثور في سهولة مطلعه، وجودة مقطعه، وحسن رصفه وتأليفه، وكمال صوغه وتركيبه، فإذا كان الكلام كذلك كان بالقبول حقيقاً، وبالتحفظ خليقاً) (2).
فعيار سلامة الكلام عنده تنحصر في سلامة اللفظ وسهولته ونصاعته، وجودة مطالعه، ورقة مقاطعه، وتشابه أطرافه، وما نسجه على هذا المنوال وفي هذا الهدف، أما إصابة المعنى (فليس يطلب من المعنى إلا أن يكون صوابا) (3).
ثم يعزز رأيه بشواهد وأمثلة يختارها تعنى بالصياغة اللفظية، تاركاً وراءه المعاني، عازفاً عن قبولها قبولاً حسناً، فهي مبتذلة يعرفها العربي والعجمي والقروي والبدوي ـ كما عبر عن ذلك الجاحظ بالنص ـ فيقول
____________
(1) الجاحظ، الحيوان: 3|131 ـ 132.
(2) الصناعتين: 61.
(3) المصدر نفسه: 64.
--------------------------------------------------------------------------------
(29)
«وليس الشأن في إيراد المعاني، لأن المعاني يعرفها العربي والعجمي والقروي والبدوي، وإنما هو جودة اللفظ وصفائه، وحسنه وبهائه، ونزاهته ونقائه، وكثرة طلاوته ومائه، مع صحة السبك والتركيب، والخلو من أود النظم والتأليف» (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالعسكري معني بالهيكل وأناقته، ومفتتن بالألفاظ وإطارها باعتبارها الوسائل التي يتفاضل بحسن اختيارها الأدباء، وهو يحكي ما قرره الجاحظ ويتناوله بالكشف والإيضاح، ولا جديد عنده عليه، فهما إذن يصدران عن قاعدة واحدة تشكل هذا الرأي الخاص، ولعل مرد هذا الرأي في تعصبهما الظاهر للفظ إنما يرجع إلى دوافع نفسية وسياسية وعصبية قبلية، وإن صح هذا فهذه الدوافع لا تشكل حكماً علمياً مجرداً، ولنقف عندها قليلاً:
أ ـ الدافع النفسي: لا شك أن اللفظ الرقيق، والجرس الناغم، والتركيب الناصع، مظاهر تسيطر على النفوس فتنجذب نحوها انجذاباً، وجزالة الأسلوب تهيمن على القلوب فتبهر بها وتنساق إليها، سيراً وراء هذا المظهر البراق، ولعل الجاحظ والعسكري قد افتتنا بهذا فسيطر عليهما نفسياً، حتى عاد ذلك قناعة ورأياً، فكانت أراؤهما تعبيراً عما يعتقدان.
ب ـ الدافع السياسي: كانت السلطة الزمنية في الفترة ما بين عصري الجاحظ والعسكري فترة مزدهرة بالترجمة والتأليف والكتابة وصولة البيان، وكان الخط السياسي معنياً بتقييم الكتاب، فعليهم تقوم أركان الدولة، وبهم ينهض مجد الحكم، ومنهم يخرج عطاء الناس، وبهم تتفاخر الأمراء والوزراء والولاة، والكتاب إنما يتميزون بالأداة الصالحة والمهارة الفنية، وهما يستقيمان باللفظ والتحكم فيه، وإخضاع تلك المهارة لأغراض الدولة ومتطلبات السلطان، وليست أغراض الدولة أغراضاً علمية فتحتاج إلى عميق المعاني وموضوعية البيان، وإنما هي أغراض سياسية تحققها قعقعة الألفاظ وزبرجة الهياكل، فإذا أضفنا إلى هذا مكانة الجاحظ وشخصية العسكري وما يقتضي مركزهما من التريث والتدبر حفاظاً على النفس، وقضاء للمصالح، فما المانع أن يندفعا هذا الاندفاع إرضاء لأولئك
____________
(1) المصدر نفسه: 63 ـ 64.
--------------------------------------------------------------------------------
(30)
الكتاب، أو حذراً من ولاة الأمور، ولكن هذا التعليل يقضي بأن الجاحظ والعسكري وأنصارهما قد تجاهلوا كيانهم الحضاري ومجدهم العلمي، وفرطوا بذوقهم الأدبي وتراثهم العقلي راغبين أو راهبين.
ج ـ الدافع القومي: ومرده في إعطاء هذا الرأي وبخاصة من قبل الجاحظ هو محاولة دحض مزاعم الشعوبيين الذين حاولوا تفضيل نصوصهم الأدبية على النصوص العربية بكثرة معانيها، وتدفق أغراضها، و تعدد موضوعاتها، فكان رد الفعل لدى النقاد العرب هو التقليل من قيمة المعاني وإعطاء القيمة للصناعة اللفظية.
2 ـ الفريق الثاني: وذهب الفريق الثاني وفي طليعته ابن قتيبة (ت 276 هـ) إلى القول بالجمع بين اللفظ والمعنى مقياساً في البلاغة، وميزاناً للقيمة الفنية، فرأى أن الشعر يسمو بسموهما وينخفض تبعاً لهما، وقد قسم الشعر إلى أربعة أضراب:
1 ـ ضرب حسن لفظه وجاد معناه.
2 ـ ضرب منه حسن لفظه وحلا، فإذا فتشته لم تجد هناك فائدة في المعنى.
3 ـ ضرب منه جاد معناه، وقصرت ألفاظه.
4 ـ ضرب منه تأخر معناه، وتأخر لفظه (1).
فاللفظ والمعنى عند ابن قتيبه يتعرضان معاً للجودة والقبح، ولا مزية لأحدهما على الآخر، ولا استئثار بالأولوية لأحد القسيمين، فقد يكون اللفظ حسناً وكذلك المعنى، وقد يتساويان في القبح، وقد يفترقان.
ولم يعدم ابن قتيبة الموافقين له على رأيه، وفيه من الوجاهة ما يدعمه، فقد سار على منهاجه قدامة بن جعفر في نقد الشعر وتحدث عن اللفظ والمعنى، وجعلهما قسيمين في تحمل مظاهر القبح وملامح الجودة فيما أورده من آراء في عيوب الالفاظ والمعاني (2).
____________
(1) ابن قتيبة، الشعر والشعراء: 7 ـ 9.
(2) قدامة، نقد الشعر، الفصل الثالث: 194 ـ 214.
--------------------------------------------------------------------------------
(31)
وإذا وافقنا ابن قتيبة في تقرير الموضوع الأصل وهو سليم جداً، فإننا نخالفه في طبيعة فهمه، وتطبيق الحكم على النماذج التي أختارها دليلاً على صحة دعواه. ولا سيما في الضرب الثاني الذي حسن لفظه وقصر معناه، فإنه يستشهد بهذه الأبيات (1).
ولما قضينا من منى كل حاجة * ومسح بالاركان من هو ماسح
وشدت على حدب المهاري * رحالنا ولا ينظر الغادي الذي هو رائح
(يُتْبَعُ)
(/)
أخذنا بأطراف الأحاديث * بينا وسالت بأعناق المطي الأباطح
ثم يعقب عليها ناقداً ومعلقاً بقوله «هذه الألفاظ كما ترى أحسن شيء مخارج ومطالع ومقاطع، وإن نظرت إلى ما تحتها من المعنى وجدته: ولما قطعنا أيام متى، واستلمنا الاركان، وعالينا إبلنا الانضاء، ومضى الناس لا ينتظر الغادي منهم الرائح، ابتدأنا في الحديث وسارت المطي في الأبطح (2).
فابن قتيبة ببساطة يحكم على سذاجة المعنى، ويدعي في الألفاظ سلس العبارة، وجودة المخارج، وحسن المقاطع، ولكنني ألمس مخالفته في الموضعين:
أ ـ اعتبر الألفاظ في سياقها جيدة المخارج والمقاطع والمطالع، وقد يكون بعضهما كما رأى، ولكن أقل ما قبح البعض الآخر مجتمعاً توالي حروف الحلق في حاءاتها وهاءاتها والعين والغين مما يمنع تقاطرها في النطق وانصبابها في التحدث إلا بتكلف، وهي على وجه الضبط: حاجة، ومسح، هو، ماسح، على، حدب، المهارى، رحالنا، الغادي، هو، رائح، الأحاديث، أعناق، الأباطح، فما رأيك في أبيات عدة ألفاظها ثلاثون لفظاً اشتمل منها أربعة عشر لفظاً على حروف مخرجها واحد لا يتعداه وهو الحلق
____________
(1) تنسب الأبيات إلى كثير غزة كما في الديوان: 525، وقيل لابن الطثرية وقيل للمضرب كما في معاهد التنصيص: 241. وتنسب للمضرب وحده كما في أمالي المرتضى: 1|458، وإلى هؤلاء وغيرهم كما في تخريج هامش أسرار البلاغة: 21، رقم 25.
(2) ابن قتيبة، الشعر والشعراء: 8.
--------------------------------------------------------------------------------
(32)
أو أقسى الحلق؟ فأين حسن المخارج والمقاطع يا ترى؟.
ب ـ أما المعاني وقد عابها، ونثرها نثراً سوقياً، فلا حاجة إلى بيان ما اشتملت عليه من رقة وزهو وسلاسة لا سيما في البيت الثالث منها، ويكفي أن أحيلك على عبد القاهر في كشف جمالها وبيان روعتها، فقد تناولها بالتعليق في قوله: إن أول ما يتلقاك من محاسن هذا الشعر أنه قال: (ولما قضينا من منى كل حاجة) فعبر عن قضاء المناسك بأجمعها والخروج من فروضها وسنتها من طريق أمكنه أن يقصر سعة اللفظ وهو طريقة العموم: ثم نبه بقوله: (ومسح بالأركان من هو ماسح) على طواف الوداع الذي هو آخر الأمر، ودليل المسير الذي هو مقصوده من الشعر، ثم قال (أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا) فوصل بذكر مسح الأركان ما وليه من زم الركاب وركوب الركبان، ثم دل بلفظة (الأطراف) على الصفة التي يختص بها الرفاق في السفر من التصرف في فنون القول وشجون الحديث، أو ما هو عادة المتطوفين من الإشارة والتلويح والرمز والإيماء، وأنبأ بذلك عن طيب النفوس، وقوة النشاط، وفضل الاغتباط، كما توجبه إلفة الأصحاب، وأنسة الأحباب، وكيف يليق بحال من وفق لقضاء العبادة الشريفة ورجا حسن الإياب .. ثم زان ذلك كله باستعارة لطيفة طبق بها معضل التشبيه ... فصرخ أولاً بما أومأ إليه في الأخذ بأطراف الأحاديث من أنهم تنازعوا أحاديثهم على ظهور الرواحل، وفي حالة التوجه إلى المنازل وأخبر بعد بسرعة السير، ووطأة الظهر، إذ جعل سلاسة سيرها بهم كالماء تسيل به الأباطح ... » (1).
وما أبديناه بالنسبة للألفاظ، وما قرره عبد القاهر بالنسبة للمعاني، كان سبب مخالفتنا لابن قتيبة في التطبيق، وموافقتنا له في الحكم وعموم الأصل.
3 ـ الفريق الثالث: ويتمثل بابن رشيق (ت 456 هـ) فقد اعتبر اللفظ والمعنى شيئاً واحداً متلازماً ملازمة الروح للجسد، فلا يمكن الفصل بينهما بحال، قال:
____________
(1) الجرجاني، أسرار البلاغة: 22 ـ 23.
--------------------------------------------------------------------------------
(33)
«اللفظ جسم، وروحه المعنى، وارتباطه كارتباط الروح بالجسم: يضعف بضعفه، ويقوى بقوته، فإذا سلم المعنى واختل بعض اللفظ كان نقصاً للشعر وهجنة عليه .. فإن اختل المعنى كله وفسد بقي اللفظ مواتاً لا فائدة فيه» (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبدو لي أن هذا النوع من التعقيد والتقرير أقرب إلى القصد والاعتدال منه إلى التمحل والتعقيد، فالصورة عند ابن رشيق لا تكون واضحة الرؤية خصبة التخطيط إلا من خلال عنايتها باللفظ لتجعله الوسيط الدال على المعنى المراد لأكيد الصلة ووشيج النسب بينهما «لأن التفكير في اللفظ والمعنى تفكير جملي يفكر فيه الأديب مرة واحدة وبحركة عقلية واحدة، فإذا رتبت المعاني في الذهن ترتيباً منطقياً، وإذا تحددت في الفكر تحديداً يجمعه ترابط المعاني وتداعيها، هذا الترابط وهذا التداعي الذي يرضاه المنطق أو يرضاه حسن الأديب، انحدرت هذه المعاني على اللسان بألفاظها الملائمة بها خطابة، وانحدرت على القلم بألفاظها المطاوعة لها كتابة وشعراً من غير تهذيب واختيار لهذه الألفاظ» (2).
وهذا المنهج الذي اختطه ابن رشيق تكاد تنجذب له نفوس قسم من النقاد القدامى والمعاصرين، ففي طليعة القدماء ابن الأثير، الذي يرى أن عناية العرب بالفاظها إنما هو عناية بمعانيها، لانها أركز عندها وأكرم عليها، وإن كان يسوغ بل يعترف أن عناية الشعراء منصبة على الجانب اللفظي، ولكنها وسيلة لغاية محمودة وهي إبراز المعنى صقيلاً، فإذا رايت العرب قد أصلحوا ألفاظهم وحسنوها، ورققوا حواشيها، وصقلوا أطرافها، فلا تظن أن العناية إذ ذاك إنما هي بألفاظ فقط، بل هي خدمة منهم للمعاني (3).
ولا تفسر هذه المحاولة من ابن الأثير بالاقتداء بخطوة ابن رشيق وهي وإن لم تصرح بمزج اللفظ والمعنى في قالب واحد، ولكنها تشير إلى
____________
(1) العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده: 1|124.
(2) إبراهيم سلامة، بلاغة ارسطو بين العرب واليونان: 151 ـ 152.
(3) ابن الأثير، المثل السائر: 1|353.
--------------------------------------------------------------------------------
(34)
قيمة المضمون والشكل معاً في صقل الصورة، وتلمح إلى طبيعة التلاؤم بينهما.
وقد لاقى هذا الاتجاه سيرورة وانتشاراً عند كثير من النقاد المحدثين ـ وإن لم يثبت اطلاعهم عليه، لأنهم لا يشيرون إلى مصدره وكأنهم مبتكرون ـ فربطوا بين اللفظ والمعنى حتى ليخيل إليك أنهما شيء واحد، وحدبوا على تطوير نظرتهم هذه وصعدوا بها إلى مستوى الحقائق الثابتة من خلال إشباع البحوث استدلالاً لها، ونسجاً على منوالها، حتى أخذت طريقها إلى مستوى النظريات والصيغ النهائية.
يرى الناقد الفرنسي دي جورمون «أن الأسلوب والفكر شيء واحد، وإن من الخطأ محاولة فصل الشكل عن المادة» (1).
وطبيعي أنه ينظر إلى الألفاظ بأنها أساليب وإلى المعاني بأنها أفكار، ثم يخطئ القائلين بفصل تلك الألفاظ عن هذه المعاني.
ويقول (دونالد استوفر) باتحاد الشكل والمحتوى، ويرى فيهما شخصية واحدة لا يمكن أن ينظر إلى أجزائها في استيعابها وتحديد النظرة الفاحصة إليها فيقول: إن القصيدة تتمتع بشخصية متماسكة حية، وأنها وحدة تتألف من عناصر مختلفة كثيرة، وهي متماسكة ومتوازنة، من حيث الشكل والمحتوى بل يتداخل فيها الشكل والمحتوى على نحو لا يمكن معه تصور كل منهما على حد» (2).
ويعتقد الناقد الأمريكي «كلينث بروكس» باستحالة فصل المادة عن الشكل وبالعكس في أي حال من الأحوال لأن تركيبها قد اتحد فلا يبرز إلا كلا موحداً فيقول «إن جوهر القصيدة لا يبرز إلا كلاً موحداً، أي يستحيل علينا تجريد الجوهر وصياغته في شكل آخر، لأن الجوهر في هذه الحالة هو المركب الجديد من بناء لا ينفصل عن موسيقاه، والصور والدلالات المتشابكة والمواقف المعينة، أي القصيدة ذاتها» (3).
____________
(1) وليم فان أوكونور، النقد الأدبي: 102.
(2) حياة جاسم، وحدة القصيدة في الشعر العربي حتى نهاية العصر العباسي: 151.
(3) محمد محمد، النقد التحليلي: 114.
--------------------------------------------------------------------------------
(35)
هكذا كانت النظرة بالنسبة للنقاد الغربيين، فإذا استقبلنا النقاد العرب المعاصرين وجدنا الفكرة أعمق رسوخاً، وأصلب عوداً، والنظرة أفحص إمعاناً، وأكثر ذيوعاً، تارة بالاتحاد بينهما، وأخرى بعدم الانفصال، وثالثة بوحدة المؤدى بين الشكل والمحتوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
يرى الأستاذ أحمد الشايب عدم إمكانية فصل القيمة الفنية بين اللفظ والمعنى ويرى كلاً منهما انعكاساً للآخر بسبب «شدة الارتباط بين المادة والصورة أو بين اللفظ والمعنى، أو بين الفكرة والعاطفة من ناحية، والخيال واللفظ من ناحية ثانية، إذ كان هذان صورة لذينك، وأي تغيير في المادة يستتبع نظيره في الصورة والعكس صحيح» (1).
ويرى الدكتور بدوي طبانة أن اللفظ والمعنى حقيقتان متحدتان، ومنزلتهما واحدة لا تمايز بينهما، والعناية بأحدهما عناية بالطرف الآخر، والاهتمام يجب أن يقسم عليهما بالتساوي لأنه اهتمام بالعمل الأدبي وزنة للقيمة الفنية فيقول: «وليست منزلة المعنى دون منزلة اللفظ في تقدير القيمة الفنية للعمل الأدبي، ولا شك عند المنصفين أن وجوب مراعات جانب المعنى لا يقل شأناً عن وجوب الاهتمام بالالفاظ» (2).
وقد أبدى الدكتور شوقي ضيف اهتماماً كبيراً بالمسألة، ووجه لها عنايته الفائقة، وأعار لها الصفحات العديدة في كتابه «النقد الأدبي» وتوصل إلى أن الفصل بين اللفظ والمعنى، أو الشكل والمضمون أمر مستحيل ... «فليس هناك محتوى وصورة، بل هما شيء واحد، ووحدة واحدة، إذ تتجمع في نفس الأديب الفنان مجموعة من الأحاسيس ويأخذ تصويرها بعبارات يتم بها عمل نموذج أدبي، وأنت لا تستطيع أن تتصور مضمون هذا النموذج أو معناه بدون قراءته، وكذلك لا تستطيع أن تتصور صورته أو شكله أو لفظه، دون أن تقرأه، فهو يعبر عن الجانبين جميعاً مرة واحدة، وليسا هما جانبين، بل هما شيء واحد، أو جوهر واحد ممتزج متلاحم،
____________
(1) أحمد الشايب، أصول النقد الأدبي: 246.
(2) بدوي طبانة، دراسات في نقد الأدب العربي من الجاهلية إلى نهاية القرن الثالث: 138 ـ 139.
--------------------------------------------------------------------------------
(36)
ولا يتم نموذج فني باحدهما دون الآخر ... وإذن فلا فارق بين المعنى والصورة أو اللفظ في نموذج أدبي ... ومعنى ذلك أن مادة النموذج الأدبي وصورته لا تفترقان فهما كل واحد. وهو كل يتألف من خصائص جمالية مختلفة، قد يردها النظر السريع إلى الخارج أو الشكل، ولكننا إن أنعمنا النظر وجدناها ترد إلى الداخل والمضمون، فهي تنطوي فيه، أو قل تنمو فيه ... وإذن فكل ما نلقاه في كتب البلاغة من وصف اللفظ إن تأملنا فيه وجدناه في حقيقته يرد إلى المعنى، حتى الجناس وجرس الألفاظ، فضلاً عما توصف به الكلمات من ابتذال أو غرابة. والمضمون بهذا المعنى يتحد مع الشكل، فهو البناء الأدبي كله وهو الحقائق والأحاسيس النفسية الكامنة فيه» (1).
وهذه اللقطات مما خطط له شوقي ضيف، وعزاه إلى أصحاب الفلسفة الجمالية، يفتح آفاقاً جديدة في مفهوم الصورة الأدبية ودلالتها، إذ يتخطى بها الشكل إلى المضمون، فيعتبرها وحدة متماسكة الأجزاء، متناسقة الأعظاء. والطريف فيه أن يعود بالمحسنات البديعية وأجناس التصنيع على المعنى في خلق الصورة، ويرتبط بين موسيقية اللفظ وجرس الكلمة وبين إرادة المعنى في بناء الهيكل الأدبي للنص. ومن هنا ـ ويتحدد انطلاقنا مع الصورة الأدبية في أبعادها ـ كان لزاماً علينا أن نبحث بناء القصيدة في شكلها الخارجي باعتباره الإطار التكويني لمادة القصيدة، ومادة القصيدة باعتبارها المحتوى الذي ازدحمت ـ نتيجة له ـ الأشكال والرسوم الأولية لهيكل القصيدة العام الذي يتبلور به الجمال التخطيطي لها، بغية أن تكون معالم الرؤية بينة السمات للصورة الأدبية من خلال هذا التلاحم العضوي والاتصال الفعلي بين الصيغة الظاهرية والقيم الكامنة في المعاني التي جسدت حقيقتها الألفاظ.
وقد يبدو هذا بعيداً عن مجال الصورة الأدبية، باعتبارها الشكل الناطق والمعبر، ولكن نظرة فاحصة لبناء القصيدة ـ في هذا الشكل الناطق والمعبر ـ تغني عن الأطناب، وتكفي دلالة في التأكيد أن هذا الشكل نطق
____________
(1) شوقي ضيف، في النقد الأدبي: 163 ـ 165.
--------------------------------------------------------------------------------
(37)
وعبر بما احتوى من مادة ولم يكن هيكلاً فارغاً عقيم الاصداء، وإنما استقام سوياً متكاملاً بهذه العلاقة واللحمة الطبيعية بينه وبين المضمون فعاد متجاوب الأجراس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وامر آخر يقرب من الموضوع ويتابع من خطوه، هو أن الإيقاع الموسيقي والميزان العروضي، ليسا من المعاني والألفاظ في شيء فهما خارجان عن هاتين الحقيقتين، ولكنهما متداخلان معهما، وملازمان لهما، ولا ينعدمان في الدلالة على الصورة في القصيدة، وإن كانا شيئاً والقصيدة في محتواها شيئاً آخر.
والحق أن إدراك هذه العلاقة بين اللفظ والمعنى، واعتبارهما وحدة متجانسة في دلالتها على الصورة، يمكن اعتباره امتداداً منطقياً لجزء مهم من رأى الفريق الرابع من فرقاء المعركة.
4 ـ الفريق الرابع: وهذا الفريق يتمثل في عبد القاهر الجرجاني (ت 471 هـ) في كتابيه «دلائل الإعجاز» و «أسرار البلاغة» فقد هذب عبد القاهر من المفاهيم المرتجلة لدلالة الألفاظ والمعارف وأقامها على أصل لغوي وعلمي رصين، وأدرك مسبقاً سر العلاقة القائمة بين اللفظ والمعنى، ورفض القول بإيثار أحدهما على الآخر، واعتبرهما بما لهما من مميزات وخصائص واسطة تكشف عن الصورة، فقال بالنظم تارة، وبالتأليف تارة أخرى، مما لم يوفق إليه الفرقاء في النزاع، والملاحظة عنده أن النظم عبارة عن العلاقة بين الالفاظ والمعاني، وأنها تناسقت دلالتها وتلاقت معانيها على الوجه الذي اقتضاه العقل (1).
وقد يخيل للبعض أن عبد القاهر من أنصار المعنى دون اللفظ نظراً لتهجمه على القائلين بأولوية اللفظ، وليست الألفاظ عنده «إلا خدم المعاني» (2)، ولكن عبد القاهر يشن هذه الحملات، ويصول ويجول في قلمه وما يضربه من أمثلة وشواهد، وما يقرره من قواعد، لا انتصاراً للمعنى، وإنما هو تفنيد لآراء القوم وتدليل على مفهوم الصورة عنده
____________
(1) الجرجاني، دلائل الإعجاز: 40.
(2) المصدر نفسه، وأسرار البلاغة: 5.
--------------------------------------------------------------------------------
(38)
بالنظم، ولا نظم في الكلم وترتيب حتى يعلق بعضها ببعض، ويبنى بعضها على بعض، وتجعل هذه بسبب من تلك» (1).
ويعود عبد القاهر بالنظم إلى أصل قائم على أساس من علم النحو، وطبيعي أن النحو يعني ببناء الكلمة وإعرابها، ومعرفة هذه الصيغة ـ وإن كانت منصبة على اللفظ ـ فإنها ترتبط بمعنى اللفظ في وضعه بمكانه من المعنى المراد، لأن المعاني لا يحل إبهامها ما لم يقصد إليها من خلال الألفاظ، والألفاظ لا يفهم مؤداها مالم تضبط صياغة وتصريفاً ونحواً بناء وإعراباً على حد سواء، وهما متعاونان معاً على كشف العلاقة التي عبر عنها بالنظم و «ليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه على النحو، وتعمل على قوانينه وأصوله، وتعرف منهاجه التي نهجت فلا تزيغ عنها، وتحفظ الرسوم التي رسمت لك فلا تخل بشيء» (2) متخذاً بالإضافة إلى هذا التشبيه والمجاز والاستعارة مضماراً لشرح آرائه، وميداناً لاستدراكاته على أصحاب اللفظ، وأن النظر إلى هذه المقومات اللفظية بأقسامها وأنواعها لا يعود لألفاظها فحسب، وإنما للمعاني وما تضفيه على الألفاظ مما يكون حسن النظام وجوده التأليف، وهو العلاقة المترتبة على فهم القسيمين اللفظ والمعنى (3).
وحقاً إنك لتجد عبد لقاهر قوي الحجة، عجيب المناظرة، في جولته النقدية هذه، فلا تكاد تنتهي من فصل سفرية حتى تقع في فصل مثله، يزيدك سخرية بأولئك جرحاً وتقويماً، وإرجاعاً بآرائهم إلى ما اعتادوه دون روية وتمييز من شغف بالبديع وتعلق بالصناعة، حتى ليصعب فهم ما يقصدون من الكلام، فالسامع يخبط في عشواء، من كثرة التكلف وشدة التمحل، وهو يقرر هذا المعنى بقوله: إن في كلام المتأخرين كلاماً حمل صاحبه فرط شغفه بأمور ترجع إلى ما له اسم في البديع، إلى أن ينسى أنه يتكلم ليفهم، ويقول ليبين، ويخيل إليه أنه إذا جمع بين أقسام البديع في
____________
(1) دلائل الإعجاز: 43.
(2) المصدر نفسه: 61.
(3) الجرجاني، أسرار البلاغة: 6.
--------------------------------------------------------------------------------
(39)
بيت فلا ضير أن يقع ما عناه في عمياء، وأن يوقع السامع من طلبه خبط عشواء، وربما طمس بكثرة ما يتكلفه على المعنى وأفسده كمن يثقل العروس بأصناف الحلي حتى ينالها من ذلك مكروه في نفسهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحملة على المحسنات البديعية لا تقلل من أهمية اللفظ، ومنزلته في تقويم المعنى، ولكن الإغراق بأصناف البديع يجعل اللفظ فارغاً إلا من جمال الهيئة الذي قد يعود وبالاً على اللفظ، كما تعود أشتات الحلي ثقلاً على الحسناء يوردها التلف.
ومن خلال ما تقدم تتضح أبعاد المعركة النقدية بين اللفظ والمعنى، وقد تجلى فيها أن الجاحظ والعسكري معنيان بحسن الصياغة وجزالة الألفاظ وقد عللنا هذا الرأي بصدوره عن دوافع نفسية وسياسية وقومية، انتهت بأناقة اللفظ وجرس الكلمة.
ولا حظنا بعد ذلك المقاييس النقدية عند ابن قتيبة بإرجاعها القيمة الفنية إلى القسيمين اللفظ والمعنى، واتفقنا معه في أصل الحكم والموضوع وناقشنا عن صحة تطبيقه لهذا الحكم.
ووقفنا عند رأي ابن رشيق في عدم الفصل بين اللفظ والمعنى وتكوينهما للوحدة الفنية في أي نموذج أدبي، وصاحبنا سيرورة هذا الرأي عند القدامى والمحدثين الغربيين والعرب، واستأنسنا بآراء ثلاثة من النقاد العرب: الشايب وطبانة وضيف، ووقفنا مع الأخير وقفة المقوم لرأيه والقائل بتفصيله ورسمنا من خلال ذلك انطلاقنا في تحديد أبعاد القضية، ثم عرضنا لرأي عبد القاهر، واختتمنا الموضوع بلقطات من كلامه وشذرات من تحقيقاته، ورأينا أن له الفضل في كشف العلاقة بين اللفظ والمعنى بما لهما من مميزات متنافرة، وانتهينا عنده بالتعبير بالنظم وحسن التاليف عن الصورة الأدبية.
الفصل الثالث
«دلالة الالفاظ»
ـ أنواع الدلالة
1 ـ الدلالة الصوتية
2 ـ الدلالة الاجتماعية
3 ـ الدلالة الإيحائية
4 ـ الدلالة الهامشية
--------------------------------------------------------------------------------
(42)
--------------------------------------------------------------------------------
(43)
أنواع الدلالة
الالفاظ مقترنة بمعانيها، قد نستوحي منها دلالات معينة لها قيمتها الجمالية تارة، ومفهومها البنائي تارة أخرى، ووقعها الموسيقي والصوتي ثالثاً، تتعرف من خلال هذا المنظور على ما يوحيه كل لفظ من صورة ذهنية تختلف عن سواها شدة وضعفاً، وتتباين وضوحاً وإبهاماً، وتدرك به العلة بين استعمال هذا اللفظ دون ذاك إزاء المعنى المحدد له بدقة متناهية، وهذا السر الدلالي في الألفاظ لا يكون واضحاً ـ في جزء منه ـ بحد ذاته مالم يستعن عليه بدلالة الجملة أو العبارة، إذ لا يمكن أن يتم التعبير عادة عن الغرض الفني بكلمة مفردة، ومع هذا الغرض، فالكلمة الواحدة أو اللفظة المفردة كانت لها دلالتها في أبعاد مختلفة، أحاول أن أجملها بما يلي: ـ
1 ـ الدلالة الصوتية:
وهي التي تستمد من طبيعة الأصوات نغمها وجرسها (1) فتوحي بوقع موسيقي خاص، يستنبط من ضم الحروف بعضها إلى البعض الآخر.
2 ـ الدلالة الإجماعية:
وهي الدلالة التي تستقل بها الكلمة عما سواها من فهم معين خاص بها (2).
فهي دلالة لغوية في حدود العرف العام بما يكون متبادراً إلى الذهن منها عند الإطلاق، على نحو ما تعارف عليه المجتمع في بيئته الكلامية
____________
(1) إبراهيم أنيس: دلالة الألفاظ: 46.
(2) المصدر نفسه: 48.
--------------------------------------------------------------------------------
(44)
(التخاطبية أو التفاهمية) والألسنية، فهي نتاج فهم مشترك عند الأفراد، وبذلك تتكون اللغة، فهي إذن دلالة لغوية.
وقد يطلق عليها اسم الدلالة المركزية التي يسجلها اللغوي في معجمه.
3 ـ الدلالة الإيحائية:
وهي الدلالة التي يوحي بها اللفظ بالأصداء والمؤثرات في النفس فيكون له وقع خاص يسيطر على النفس، لا يوحيه لفظ يوازيه لغة، فهو مجال الانفعالات النفسية والتأثر الداخلي للإنسان. وقد أدرك النقاد القدامى حقيقة اللفظ الإيحائي «وإن لم يحددوا للإفصاح عنه عبارة كالتي نستخدمها في عصرنا الحاضر» (1).
4 ـ الدلالة الهامشية:
وهي الدلالة التي تصاحب اللفظ عند إطلاقه فيكسب دلالة معينة يفيدها كل سامع بحسب تجاربه (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الدلالة تختلف رصداً بحسب اختلاف الثقافة عند المتلقي، ويتفاوت فهمها نوعية عند كل مستفيد، فهي تجري مجرى الفهم الخاص عند كل مفسر للنص الأدبي، وقد توحي بهذا بما لا يدل عليه ظاهر اللفظ في بقية دلالاته، وإنما يكشف مدلولها إخضاعاً لطبيعة المؤول في التخصص. فهي ذات علاقة وثيقة بفهم من يستخرجها، ولكنها لا تخلو من وجه من وجوه الصحة في التفسير.
نلمس كل هذه اللقطات في المباحث التالية.
1 ـ الدلالة الصوتية:
لا شك أن استقلال أية كلمة بحروف معينة بكسبها ذائقة سمعية قد تختلف عن سواها من الكلمات التي تؤدي نفس المعنى بما يجعل كلمة
____________
(1) أحمد أحمد بدوي، أسس النقد الأدبي عند العرب: 424.
(2) إبراهيم أنيس، دلالة الألفاظ: 107.
--------------------------------------------------------------------------------
(45)
دون كلمة ـ وإن اتحدا معنى ـ مؤثرة في النفس، أما بتكثيف المعنى، وإما بإقبال العاطفة، وإما بزيادة التوقع.
فهي حيناً تصك السمع، وحيناً تهيئ النفس وحيناً آخر تضفي صيغة التاثر: فزعاً من شيء أو توجهاً لشيء، أو رغبة في شيء ... هذا المناخ الحافل تضفيه الدلالة الصوتية، ونماذجها في المقل القرآني تتجلى مختارة منه، وحروف صاحبت بعض الكلمات، فعاد لهما الوقع الخاص من النفس، بما لا تعطيه كلمة أخرى، مقاربة للمعنى، أو لا تفرغه صيغة مماثلة من التركيب.
وهذا باب متسع بحدود في دلالة ألفاظ المثل الصوتية، وأثرها في السمع وجلجلتها في الحس، هدوءاً وإثارة، وقد يستوعب جملة من ألفاظه في الجرس والنغمة والصدى والإيقاع، بيد أنني سأحاول عرض أظهرها دلالة من خلال بعض الأمثلة:
أولاً: الكلمة «متشاكسون» في قوله تعالى:
(ضرب الله مثلاً رجلا فيه شركاء متشاكسون ... ) (1).
تعتبر لغة عن المخاصمة والعناد والجدل في أخذ ورد لا يستقران، وقد تعطي بعض معناها الكلمة «متخاصمون» ولكن المثل لم يستعملها حفاظاً على الدلالة الصوتية التي جمعت في الكلمة حروف الأسنان والشفة في التاء والشين والسين تعاقبان، تتخللها الكاف، فأعطت هذه الحروف مجتمعة نغماً موسيقياً خاصاً حملها أكثر من معنى الخصوصية والجدل والنقاش بما أكسبها من أزيز في الأذن يبلغ السامع إلى أن الخصام قد بلغ درجة الفورة والعنف من جهة، كما أحاطه بجرس مهموس خاص يؤثر في الحس والوجدان من جهة أخرى.
ثانياً: الكلمة «أوهن» من قوله تعالى:
(وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت ... ) (2)
____________
(1) الزمر: 29.
(2) العنكبوت: 41.
--------------------------------------------------------------------------------
(46)
تعطي معنى الضعف، وقد تحقق هذا المعنى كلمة «أوهى» ولكن المثل استعملها دون سواها لما يعطيه ضم حروف الحلق وأقصى الحلق على النون من التصاق وانطباق وغنة لا تتأتى بضم الألف المقصورة إليها، حينئذ تصل الكلمة إلى السمع وهي تحمل لوناً باهتاً مؤكداً بضم هذه النون إلى تلك الحروف لتحدث وقعاً يشعر بالضعف المتناهي لا مجرد الضعف وحده.
ثالثاً: الكلمة (كل) من قوله تعالى:
(وهو كلّ على مولاه ... ) (1)
فإنها توحي عادة بمعنى العالة، ولكن المثل استعملها دون سواها لإضاءة المعنى بما فيها من غلظة وشدة وثقل، لهذا الصدى الخاص المتولد بأطباق اللسان على اللهاة في ضم الكاف إلى الكلام المشددة. وما ينجم عن ذلك من رنة في النفس، ووقع على السمع، من وراء ذلك بأن هذا العبد شؤم لا خير معه وبهيمة لا أمل بإصلاحه، فهو عالة عادة بل هو «كل» وكفى.
رابعاً: الكلمة «صر» في قوله تعالى:
(كمثل ريح فيها صر ... ) (2)
إنها كلمة لا يسد غيرها مسدها في المعجم بهذه الدلالة الصوتية الخاصة لما تحمله من وقع تصطك به الأسنان، ويشتد معه اللسان، فالصاد الصارخة مع الراء المضعفة قد ولدتا جرسا يضفي صيغة الفزع، وصورة الرهبة، فلا الدفء يستنزل، ولا الوقاية تتجمع، بما يزلزل وقعه كيان الإنسان.
خامساً: «تمسه» في قوله تعالى:
(ولو لم تمسسه نار ... ) (3)
____________
(1) النحل: 76.
(2) آل عمران: 117.
(3) النور: 35.
--------------------------------------------------------------------------------
(47)
(يُتْبَعُ)
(/)
لها أزيزها الحالم، وصوتها المهموس، ونغمها الرقيق، نتيجة لالتقاء حرفي السين متجاورين بما لا نحققه كلمة أخرى تؤدي نفس المعنى، ولكنها لا تؤدي هذه الدلالة الصوتية التي وفرتها هذه الكلمة برقة وبساطة.
وكما دلت الالفاظ دلالة صوتية معينة في الاستعمال المثلي في القرآن فكذلك لمسنا لبعض الحروف دلالة صوتية معينة يتعاقبها في سلك بعض الألفاظ حتى عادت ذات وقع خاص على السمع، وطبيعة مواتية في الحس من خلال ترادفها وتناظرها واحتشادها، وسنختار منها «الفاء» العاطفة، نظراً لاختيار المثل لها دون سواها في دلالته الصوتية كما يلي:
أولاً: الفاء في كل من «اختلط» و «أصبح» في قوله تعالى:
(فاختلط به نبات الأرض فاصبح هشيما ... ) (1)
فيها ترتيب وتعقيب يصك السمع في دلالة وقع الأمر دون حائل وبلا فاصل تعبيراً عن الخسران النهائي، والحرمان المتواصل دفعة واحدة، وهنا تلتقي الدلالة الصوتية بالدلالة الاجتماعية بما يستفاد من معنى لغوي.
ثانياً: ويتمثل هذا التوالي عطفاً بالفاء دالاً على سرعة الإيقاع، وعدم الإمهال، بما يوحيه للسمع وللذهن كلاً غير منفصل بقوله تعالى:
(فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت ... ) (2)
فلا حائل ولا زمن بين الإصابة والاحتراق، إذ تختفي الحدود الزمنية فما هي إلا لحظات حتى تعود الجنة رميماً بمفاجأة الإصابة وشدة الاحتراق ونفاذ الأمر.
ثالثاً: وما يقال آنفاً يجري تطبيقه على كل من قوله تعالى:
(فاصابه وابل فتركه صلدا ... ) (3)
وقوله تعالى:
____________
(1) الكهف: 45.
(2) البقرة: 266.
(3) البقرة: 264.
--------------------------------------------------------------------------------
(48)
(فان لم يصبها وابل فطل ... (265)) (1)
فوجود الفاء مكرورة على هذا النمط سواء أكان الحرف عاطفاً أم رابطاً فإن له دخلاً كبيراً في الوقع الموسيقي على الأذن.
رابعاً: ويبلغ هذا الترتيب في التعاقب دورته بقوله تعالى:
(فأزره فاستغلظ فاستوى على سوقه) (2)
فالتوالي هنا زيادة على جرسه السمعي ليوحي إلى النفس نقطة الانتهاء من حقيقة الأمر حتى عاد واقعاً دون شك مقترناً بالدلالة الإيحائية في كشف تماسك هذه الجماعة وترابطها، وكذا الزرع في شدة أسره، وقوة تشابكه.
2 ـ الدلالة الاجتماعية:
تتوافر دلالة الألفاظ الاجتماعية في استعمالها اللغوي في عدة مجالات من المثل القرآني، ومرجع هذه الدلالة هو التبادر العام في العرف العربي بما يعطي للكلمة من دلالة خاصة بها، ومراعات هذا العرف ذو أثر مهم في الدلالة المعينة للكلمة ولهذا اعتبر الخطابي (ت 383 ـ 388 هـ) إن الكلام إنما يقوم بأشياء ثلاثة «لفظ حاصل، ومعنى به قائم، ورباط لهما ناظم. وإذا تأملت القرآن وجدت هذه الأمور منه في غاية الشرف والفضيلة، حتى لا ترى شيئاً من الألفاظ أفصح ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه» (3).
وقد جرى المثل القرآني وهو جزء من القرآن على هذا المجرى فأعطاه أهميته في تخير ألفاظه للدلالة على المعنى المراد، وسنختار بعض المفردات منه منفردة بنفسها، أو مضمومة لغيرها، من أجل تحقيق الفكرة بأصولها.
أولاً: الكلمة «صفوان» من قوله تعالى:
____________
(1) البقرة: 265.
(2) الفتح: 29.
(3) الخطابي، بيان إعجاز القرآن ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن: 24.
--------------------------------------------------------------------------------
(49)
(كمثل صفوان عليه تراب ... ) (1)
وتعطي صورة الحجر المتكلس الذي يجتمع من ذرات غير قابلة للانفصال يتماسك ويتوافر بعد أن يخالطه التراب المهيل من هنا وهناك، فبعبارة تقاطر المطر وتدافع السيول، بدلاً من أن يهش ويلين ويتفتت وإذا به يعود كتلة حجرية واحدة، صلباً لا ينفذ، ومتحجراً لا ينفذ، فإذا طالعتنا اللغة بأنه: «الحجر الأملس» (2) اتضح مدلول الكلمة في عمقها عدم ثبات شيء عليها.
ثانياً: والكلمة «وابل» من الآية نفسها (فأصابه وابل ... ) (3)
(يُتْبَعُ)
(/)
تدل لغوياً، على الغيث المنهمر، والمطر المتدافع، وتلمح مجازاً إلى الجود المتناهي في العطاء فهل يا ترى أن سيؤدي معناها بضم هذه الصفات جميعاً لغظ سواها، قد يؤدي معناها بعدة كلمات وإذا تم هذا فهو يعني الخروج عن الإيجاز المتوافر في وابل إلى الأطناب الذي لا مسوغ له في عدة ألفاظ أخر.
ثالثاً: والكلمة «لا يقدرون».
بضمها إلى «ما كسبوا» في قوله تعالى:
(لا يقدرون على شيء مما كسبوا) (4) فيها من الدلالة على ما يلي:
تصوير لحالة الحرمان، وإيذان بحلول الفقر، فلا المال المجموع بنافع، ولا الآمال الموهومة بمتحققة، يأس وادقاع مادي من تلك الأموال، وفقر معنوي من تلك الآمال سواء في الجزاء أو في الثواب الذين توهموا حصولهما، وعي متواصل يصلب القدرة والكسب معاً، وهذا إنما يتأتى فهمه بحسب العرف العام في تبادره لفهم معاني الألفاظ عند إطلاقها.
____________
(1) البقرة: 264.
(2) الطريحي، مجمع البحرين 1|264.
(3) (4) البقرة: 264.
--------------------------------------------------------------------------------
(50)
رابعاً: والكلمة «مشكاة» في قوله تعالى:
(مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ... ) (1)
ذات دلالة اجتماعية خاصة، وإن تداولتها عدة لغات، واتفقت استعمالاً بين لسانين عند جيلين من البشر، لأن المشكاة عند العرب:
«الكوة التي لا منفذ لها. وقيل هي في لسان الحبشة: الكوة».
قيل: كيف جاز أن تخاطب العرب بذلك مع قوله تبارك وتعالى: (عربي مبين) فالجواب: أنه جائز اتفاق الاسم الواحد في لغتين لا ينكر مثل ذلك فيما يقع من الوفاق بين أهل اللسانين.
ويجوز أن تكون المشكاة من جملة ما أعربته العرب من اللغات فغيرته ونطقت به فصار كلغتها (2).
والحق أن العربية قد أعطت هذه الكلمة غرضاً لغوياً خاصاً بها (3).
لذا وجدنا أن الكوة لا تعطي دقائق معنى المشكاة بما فيها من بهاء وجمال، وتبادر ذهني عام إلى المدلول منها في كل الوجوه المحتملة.
خامساً: والكلمة «الضمآن» في قوله تعالى:
(يحسبه الظمان ماء ... ) (4) ذات دلالة لغوية خاصة بها، لا تمثلها كلمة الرائي مثلاً، ولو استعملها المثل لأصاب المعنى في جزء منه، ولكنها لا تقع موقع الظمان، فلو قال، يحسب الرائي ماء لم يقع موقع قوله «الظمآن» لأن الظمان أشد فاقة إليه، وأعظم حرصاً عليه (5).
سادساً: والكلمة «لجي» في قوله تعالى:
(أو كظلمات في بحر لجي ... ) (6) تشعرك مركزياً يتدافع الأمواج،
____________
(1) النور: 35.
(2) ابن ناقيا، الجمان في تشبيهات القرآن، 166.
(3) ظ: تفصيل القول معاني المشكاة، الطبري جامع البيان: 18|137 ـ 140، ط الحلبي.
(4) النور: 39.
(5) العسكري، الصناعتين: 246.
(6) النور: 40.
--------------------------------------------------------------------------------
(51)
وتتابع الأمداد فأنت أمام فيض من السيول، وكثافة من الأزباد، ومهما أجال اللغوي فكره في معجمه فإنه لن يصل إلى كلمة تسد مسدها في الدلالة على صورة المعاني النابعة منها.
وفي هذا الضوء فإنني أميل إلى ما ذهب إليه زميلنا الدكتور العزاوي بقوله «إن في استقرار اللغة، وثبات صيغتها، قيمة عظمى، ونفعاً محموداً، وذلك في أكثر من وجه. فبعض الصيغ الموروثة، والتراكيب المتداولة، تؤدي المراد منها بدقة لأنها اكتسبت دلالة خاصة تعارف عليها الناس وأصبح من العسير أن تقوم مقامها أو تؤدي مؤداها عبارات أخرى قد يبتدعها أهل اللغة، ويحلونها محل تلك العبارات (1).
والدليل على صحة هذه الدعوى ما لمسناه من استعمال المثل القرآني للألفاظ المتقدمة: صفوان، وابل، مشكاة، الظمان، لجي.
سابعاً: وفي «لم يكد يراها» من قوله تعالى:
(إذا أخرج يده لم يكد يراها) (2) دلالة لغوية على إرادة عدم الرؤية الحقيقية ونفيها إطلاقاً، بما أثبته النقاد اللغويون، تخطئة لابن شبرمة وتصحيحاً لقول ذي الرمة، حين بلغ هذا البيت (3):
إذا غير النأي المحبين لم يكد * رسيس الهوى من حب مية يبرح
فقال له ابن شبرمة، يا ذا الرمة أراه قد برح، ففكر ساعة ثم قال:
إذا غير الناي المحبين لم أجد * رسيس الهوى من حب مية برح
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الراوي: فرجعت إلى أبي الحكم بن البحتري فأخبرته الخبر، فقال: أخطأ ابن شبرمة حيث أنكر عليه، وأخطأ ذو الرمة حيث رجع إلى قوله، إنما هذا كقول الله عز وجل:
(أو كظلمت في بحر لجى يغشه موج من فوقه موج من فوقه سحابج
____________
(1) نعمة رحيم العزاوي، النقد اللغوي عند العرب: 321.
(2) النور: 40.
(3) ذو الرمة، ديوان شعر ذي الرمة: 90.
--------------------------------------------------------------------------------
(52)
ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها من نور ... (40)) (1)، أي لم يرها ولم يكد (2).
وأيد ذلك السيد المرتضى (ت 436 هـ) وازاد من تفصيل الدلالة الاجتماعية فيه، وعرض لجملة من الآراء في التأكيد على نوعية الظلمات وتدافعها بما استخرجه من «لم يكد يراها» قال المرتضى:
«أي لم يرها أصلاً. لأنه عز وجل قال:
أو كظلمات في بحر لحي يغضه موج من فوقه موج من فوقه سحابج ظلمات بعضها فوق بعض (40)) (3) كان بعض هذه الظلمات يحول بين العين وبين النظر إلى اليد وسائر المناظر فـ (يكد) على هذا التأويل زيدت للتوكيد، والمعنى إذا أخرج يده لم يرها».
وقال قوم: معنى الآية: إذا أخرج يده رآها بعد إبطاء وعسر لتكاثف الظلمة، وترادف الموانع من الرؤية.
وقال آخرون: معنى الآية إذا أخرج يده لم يرد أن يراها، لأن الذي شاهد من تكاثف الظلمات بأسه من تأمل يده، وقرر في نفسه أنه لا يدركها ببصره (4).
وأياً كان التفسير فدلالة الكلمة المركزية ظاهرة لدى التحقيق، إلا أن هناك شبهة في هذا الفهم المتقابل للكلمة مصدره العرف العام، وقد أوضح سبب هذه الشبهة ابن الزملكاني (ت 651 هـ) بقوله: «وما سبب هذا الشبهة إلا أنه قد جرى في العرف أن يقال:
«ما كاد يفعل» و «لم يكد يفعل» في فعل قد فعل على معنى أنه لم يفعل إلا بعد جهد. فمن هنا وهم ابن شبرمة في زعمه أن الهوى قد برح، وظن ذو الرمة مثل ذلك، وإنما هو في الحقيقة على نفي المقاربة فإن «كاد»
____________
(1) النور: 40.
(2) المرزباني، الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء: 283.
(3) النور: 40.
(4) المرتضى، أمالي المرتضى: 1|331.
--------------------------------------------------------------------------------
(53)
موضوعة للدلالة على قرب الوجود بمحال أن يكون نفيها موجباً وجود الفعل» (1).
ثامناً: وفي كل كلمتي «ذهب» و «بنورهم» من قوله تعالى:
(مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم) (2) دلالة مركزية في انسحاب أثر نفي العام على نفي الخاص، ولم يستعمل المثل: «الضوء» بدل «النور» ولا «اذهب» «ذهب» إلا مراعاة لذلك بما أشار إليه الزركشي (ت 794 هـ) بقوله: ولم يقل: «بضوئهم» بعد قوله (اضاءت) لأن النور أهم من الضوء، إذ يقال على القليل والكثير، وإنما يقال الضوء على الكثير، ولذلك قال تعالى:
(هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) (3) ففي الضوء دلالة على الزيادة، فهو أخص من النور، وعدمه لا يوجب عدم الضوء، لاستلزم عدم العام عدم الخاص، فهو أبلغ من الأول، والغرض إزالة النور عنهم أصلاً، ألا ترى ذكره بعده (تركهم في ظلمات) وهنا دقيقة، وهي أنه قال: (ذهب الله بنورهم) ولم يقل «أذهب نورهم» لأن الإذهاب بالشيء إشعار له يمنع عودته، بخلاف الذهاب، إذ يفهم من الكثير استصحابه في الذهاب، ومقتضى من الرجوع» (4).
تاسعاً: والكلمة «عبدا» بتقييدها «مملوكاً» في (ضرب الله مثلاً عبداً مملوكاً ... ) (5) قد يتبادر لأول وهلة في الذهن أن العبد دون تقييد فيه دلالة على عدم الحرية فلماذا هذا التقييد إذن، ولكن الفهم الدقيق يقتضي التقييد، لأن الحر والعبد سواء أمام الله تعالى، فهما عبدان له، اتصفا بالحرية أو العبودية، فاراد الاحتراز من هذه الناحية بأنه عبد مملوك وليس بحر مقيد.
____________
(1) ابن الزملكاني: البرهان الكاشف عن إعجاز القرآن: 154.
(2) البقرة: 17.
(3) يونس: 5.
(4) الزركشي، البرهان في علوم القرآن: 3|402.
(5) النحل: 75.
--------------------------------------------------------------------------------
(54)
(يُتْبَعُ)
(/)
عاشراً: واستعمال كلمة «امرأة» بدل «زوج» بالنسبة لامرأة نوح ولوط، وهما زوجتان لهما، وبالنسبة لامرأة فرعون، وهي زوجته دون ريب في كل من (امرأت نوح وامرأت لوط ... ) (1) وقوله (امرأت فرعون) (2) هذا الاستعمال الدقيق ذو دلالة اجتماعية رائعة، توضحها الدكتورة عائشة عبد الرحمن بقولها:
ونتدبر استعمال القرآن للكلمتين، فيهدينا إلى سر الدلالة، كلمة زوج تأتي حيث تكون الزوجية هي مناط الموقف: حكمة وآية، أو تشريعاً وحكماً (ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) (3) فإذا تعطلت آيتها من السكن والمودة والرحمة، بخيانة أو تباين في العقيدة فامرأة لا زوج (4).
وهذا بين بامرأتي نوح ولوط، ففي الخيانة الدينية التي أحدثاها انفصلت عرى الزوجية، وعاد كل زوج منهما امرأة فحسب، وفي امرأة فرعون تعطلت آية الزوجية بكفره وإيمانها، فعادا حقيقتين مختلفتين، لا تربطهما رابطة من سكن، ولا صلة من مودة، فعادت زوجته امرأة.
وزيادة على ما سبق بيانه، فإن الدلالة الاجتماعية تكشف بعمق ما يحيط بمؤدى اللفظ من إبهام وغموض ليعود جلياً مشرقاً، ففي قوله تعالى:
(يأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ... ) (5) تبدو كلمة «مثل» موهمة بأن لا مثل في العبارات التالية للمادة، حتى قال الأخفش: إن قيل أين المثل؟ فالجواب أنه ليس ها هنا مثل، وإنما المعنى: يا أيها الناس ضرب لي مثل: أي شبهت بي الأوثان فاستمعوا لهذا المثل (6).
ولكن الدلالة الاجتماعية تؤكد وجود المثل بمدلوله اللغوي أو بنقله
____________
(1) الستحريم: 10.
(2) التحريم: 11.
(3) الروم: 21.
(4) بنت الشاطي، الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأزرق: 312 ـ 213.
(5) الحج: 73.
(6) ابن الجوزي، زاد المسير: 5|451.
--------------------------------------------------------------------------------
(55)
الاستعاري بما عبر عنه الزمخشري بقوله:
«فإن قلت الذي جاء به ليس بمثل، فكيف سماه مثلاً؟ قلت: قد سميت الصفة أو القصة الرائعة الملتقاة بالاستحسان والاستغراب: مثلاً» (1).
فارجع الفصل بالموضوع إلى اللغة لتنفي الشبهة والإشكال.
ويبدو مما سلف أن الدلالة الاجتماعية في حدود ما عرضنا له من ألفاظ المثل القرآني قد روعي فيها الفهم المتبادر عنه الهيئة الاجتماعية في تحديد معنى اللفظ، وضبط مدلوله، فهي وسيلة مهمة لكشف الغموض والإبهام عن الألفاظ، وإليها يرجع في معرفة النص من خلال المعجم اللغوي.
3 ـ الدلالة الإيحائية:
وتبرز ملامح الدلالة الإيحائية في استيعاب المثل القرآني لصيغ ألفاظ معينة، وكلمات مؤثرة، توحي بأكثر من مدلولها الظاهري، وتنطوي على جملة من المعاني الأخرى، فهي المقياس الفني لتقدير قيمة اللفظ بقدر ما ينتجه ذلك اللفظ من إيحائية خاصة به، فقيمة اللفظ تتأثر بهذه الإيحائية ونوعيتها قوة وضعفاً، فكلما كانت إيحائية الكلمة عالية، كانت قيمة تلك الكلمة فنياً عالية أيضاً والعكس بالعكس.
وإذا كان المثل القرآني قد امتاز بتخير الألفاظ وانتقائها فإنه يرصد بذلك ما لهذه الألفاظ دون تلك «من قوة تعبيرية، بحيث يؤدي بها فضلاً عن معانيها العقلية، كل ما تحمل في أحشائها من صور مدخرة، ومشاعر كامنة، لفت نفسها لفاً حول ذلك المعنى العقلي» (2).
وفي هذا الضوء نرصد إيحائية ألفاظ المثل القرآني في جزء منها:
أولاً: الكلمة «تثبيتاً» في قوله تعالى:
____________
(1) الزمخشري: الكشاف: 3|171.
(2) هـ. ب. تشارلتن، فنون الأدب: 76.
فارس العربية الخـ زيد ــــــــــيل(/)
نظرية النقد العربي رؤية قرآنية معاصرة 2
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[28 - 10 - 2005, 10:56 م]ـ
:::
(وتثبيتاً من أنفسهم ... ) (1) فيها من الدلالة الإيحائية، الانتقال بمشاعر الإنسان في الغبطة والسرور إلى عالم روحي محض يحمل بين برديه جميع مقومات الرضا من الله، والعناية بالنفس المطمئنة، التي لا تأمل إلا التثبيت والاستقامة.
ثانياً: والكلمة «ربوة» في قوله تعالى:
(كمثل جنة بربوة أصابها وابل ... ) (2)
تحمل صورة فريدة في تخيل الجنان تتساقط عليها الأمطار فتمسح سطحها، وهي سامقة شامخة فتزيل القذى عن أشجارها، وتثبت جذورها، وتمنحها القوة والحياة والاستمرار، وهي على نشز من الأرض تباكرها هذه الهبات، وما يوحي ذلك من مناخ نفسي يسكن إليه الضمير.
ثالثاً: والكلمة «بصير» في قوله تعالى:
(والله بما تعملون بصير (265)) (3) توحي هنا بدقة الملاحظة وشدة الرقابة والإحاطة الشاملة بجزئيات الأمور كلياتها، وحيثيات الإنسان وتصرفاته، فعمله منظور لا يغفل عنه، ووجوده في رصد لا يترك، وأعماله في سبر وإحصاء. وهذا الإيحاء نفسه يوحي بإيحاء آخر هو:
إن الله بصير لا بالعين الناظرة، لأن العين لها ما شاهدت والله يرصد ما يشاهد ما يخفى وما تجن الصدور.
إن هذه الإيحائية تحتمها دلالة اللفظ.
رابعاً: واختيار كلمة «تراب» بدلاً من «طين» في قوله تعالى:
(إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ... (59)) (4) ذو طبيعة إيحائية تضفي على اللفظ أكثر من المعنى الظاهر الذي يتبادر له الذهن، فقد أريد بها هنا أن الإنسان خلق من أدنى القسيمين الطين
____________
(1) (2) (3) البقرة: 265.
(4) آل عمران: 59.
--------------------------------------------------------------------------------
(57)
والتراب. فاختار التراب ليومي إلى هذه الدلالة. وقد اعتبرها الزركشي (ت 794 هـ) من مشاكلة اللفظ للمعنى، ومتى كان اللفظ جزلاً كان المعنى كذلك، وتابع في تعليله ابن أبي الاصبع فيما تقدم (1).
قال الزركشي «إنما عدل عن الطين الذي هو مجموع الماء والتراب إلى ذكر مجرد التراب لمعنى لطيف، وذلك أنه أدنى العنصرين وأكثفهما، لما كان المقصود مقابلة من ادعى في المسيح الإلهية بما يصغر خلقه عند من ادعى ذلك، فلهذا كان الاتيان بلفظ التراب أمس في المعنى من غيره من العناصر» (2).
خامساً: والكلمة «فجرنا» في قوله تعالى:
(وفجرنا خلالهما نهراً) (3) توحي زيادة على الوقع الهائل في تصور التفجير وما يصاحبه من صخب وتموج ـ بعدم المعاناة في السقي، والإجهاد في الإرواء، فالمياه متسلطة، والأنهار جارية، دون مشقة أو عناء، فلا كراء مرير، ولا توجيه لمجاري المياه ولا انتظار لهطول الأمطار، فالتفجير حاصل متيقن، وحاصله المياه الغزيرة.
سادساً: وفي تكرار الكلمة نفسها، واللفظ في صيغ معينة له دلالته على المعاني الموحية ففي الآيات (13، 14، 16، 20) من سورة ياسين، تكرار لكلمة «المرسلين» ففي الآية الأولى أخبار عن مجيئهم، وفي الثانية تأكيد لإرسالهم بـ «انا» وفي الثالثة تأكيد مضاعف «بانا» واللام، وفي الرابعة تحلية بالألف واللام الهدية .. وفي هذا التوسع بذكر المرسلين وتفاوت التأكد تدريجياً بين الشدة والضعف، تثبت بالاستدلال على صحة إرسالهم، فالأولى ضمن جملة خبرية، والثانية مؤكدة من قبلهم برسول ثالث، والثالثة تؤكد بإصرار وحزم بعد تكذيبهم من قبل أممهم، وفي الرابعة يرسل الرجل المؤمن رسالتهم إرسال المسلمات، فيتحلى اللفظ بالألف واللام للعهد القديم المؤكد، وكل هذا يوحي بصدق دعواهم،
____________
(1) ظ: فيما تقدم: القيمة اللفظية من هذا الفصل.
(2) الزركشي، البرهان: 3|378.
(3) الكهف: 33.
--------------------------------------------------------------------------------
(58)
وصحة رسالتهم. ومن خلال هذه الصيغ المتدرجة عرفنا أن في هذا التأكيد بهذه الصيغ في «أن» مؤكدة لضمير المتكلم المعظم نفسه، أو جماعة المتكلمين، واللام المؤكدة على الخبر بالإرسال، جمالاً في المعنى الإيحائي لا يتأتى بإهمال هذه الحروف عند هذه الصيغ، لأن أهل الطباع يجدون من زيادة الحرف معنى لا يجدونه بإسقاطه» (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا أضفنا إلى ذلك أن اجتماعهما قد كان: بمنزلة تكرير الجملة ثلاث مرات، لأن إفادة التكرير مرتين، فإذا دخلت اللام صارت ثلاثاً.
وعن الكسائي: أن اللام لتوكيد الخبر، وأن لتوكيد الاسم .. وأن التوكيد للنسبة (2) أي النسبة القائمة بين الاسم والخبر .. علمنا مدى انطباق الدلالة الإيحائية على هذا التأكيد من جهة، وعلى تكرار كلمة «المرسلين» من جهة أخرى.
سابعاً: والحق أن بهذا المثل زيادة على ما تقدم عدة كلمات ذات إيحائية خاصة نشير إلى بعضها بما يلي:
أ ـ الكلمة «تطيرنا» في قوله تعالى:
(قالوا إنا تطيرنا بكم ... ) (3) لها إيحاء نفسي مرير يخالج القوم بالتطير، وما يضفيه مناخ التشاؤم من تثاقل وغم، وما يعنيه من إيمانهم بالخرافات والاساطير التي تحاك حول ذلك، ليصور مدى ضيق القوم بهؤلاء المرسلين حتى أصبح وجودهم بين ظهرانيهم مثاراً للمخاوف والهواجس.
ب ـ والكلمة «صيحة» في قوله تعالى:
(إن كانت إلا صيحة واحدة ... ) (4) فإنها توحي بهول الصدمة، وعظم الهدة، وتعني إخماد الأنفاس، وشل الحركة، وانهيار الحياة، وقيام الساعة.
____________
(1) السيوطي، الاتقان: 3|196.
(2) المصدر نفسه: 3|195.
(3) يس: 18.
(4) يس: 29.
--------------------------------------------------------------------------------
(59)
جـ ـ والكلمة «ادخل» في قوله تعالى:
(قيل ادخل الجنة ... ) (1) فإنها تحمل نداء الرب إلى العبد، وحديث القلب للقلب، فالدخول متحقق من أوسع أبوابه، وفيها إيحاء خاص بأن المؤمن المستقيم سوف يتمتع بثمرة أتعابه، وينعم ببركة إيمانه، فما بعد هذا الدخول من خروج.
ثامناً: وقد عد السيد المرتضى (ت 436 هـ) كلمتي «خاشعاً» و «متصدعاً» في قوله تعالى:
(لو أنزلنا هذا القرءان على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) (2) من صيغ الإيحاء في الدلالة على المبالغة التي تدعو إلى تعظيم القرآن في مقام الأخبار عن جلالة خطره، وعظم قدره فقال: «إننا لو أنزلنا القرآن على جبل، وكان الجبل مما يتصدع إشفاقاً من شيء أو خشية لامر، لتصدع مع صلابته وقوته، فكيف بكم يا معاشر المكلفين مع ضعفكم وقلتكم وأنتم أولى بالخشية والإشفاق» (3).
وهذا يعني أن وراء اللفظ معنى آخر يوحيه بدلالته: وهو صيغة الانفعال عند الإنسان، فليس المقصود خشية الجيل وتصدعه، بل المقصود خشية الإنسان وخشوعه، إذ ليس من شأن الجيل أن يخشع والخشوع والخشية، كلاهما من أفعال القلوب التي لا تصدر عن جماد، إلا أن يكون ذلك من صنع البيان إذ يبث الحياة في الصخر الأصم (4).
تاسعاً: والجانب الإشاري في الألفاظ يوحي بالتعبير عن الصورة الفنية للشكل، بما يستنبط من اللفظ من معنى جديد، من خلال تركيب النص، يوحي ذلك المعنى بأكثر من إرادة ظاهر اللفظ، ويتمثل هذا الجانب ببعض النماذج التالية:
____________
(1) يس: 26.
(2) الحشر: 21.
(3) المرتضى: 1|428 وما بعدها.
(4) بنت الشاطي، الإعجاز البياني للقرآن: 209.
--------------------------------------------------------------------------------
(60)
أ ـ الكلمتان «يذهب» و «يمكث» في قوله تعالى:
(فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ... ) (1) لا يراد بهما مجرد الذهاب أو الاستقرار والإقامة فحسب، وهو المتناول اللغوي من ظاهر الكلمتين بل فيهما إشارة بالكناية توحي: بأن الأشرار قد يظهرون على الأبرار، وأن الأخيار قد يلفهم التيار، ولكن هذا لا يعني تلاشي الحق وضياع الواقع، إذ لا بد للحقيقة أن تتزين بأبهى حللها ولو بعد حين، وإذا بالمعدن الأصيل ثابت شامخ، وإذا بالأوضار منفية ذائبة، وإذا بالأول «يمكث» في الأرض رسوخاً، وإذا بالثاني «يذهب» غائراً في خضم الأحداث.
ب ـ الكلمة «أشداء» في قوله تعالى:
(أشداء على الكفار ... ) (2) تحمل إلى الذهن كل معاني الغلظة والثبات والمجاهدة وتوحي بأبعاد الصبر واليقظة والحذر، لا الشدة في مقابل الضعف فحسب، بل تذهب إلى أكثر من هذا فتشير إيحائياً ـ لتحرك النفوس وتهز الضمائر ـ إلى التفاني في ذات الله، وإلى التشدد بأحكام الله، وإلى التنفيذ لأوامر الله، فلا لومة لائم، ولا غضب عاتب.
(يُتْبَعُ)
(/)
جـ ـ والكلمة «القانتين» في قوله تعالى:
(وكانت من القانتين) (3) استفاد منها الزركشي (ت 794 هـ) دلالة إيحائية برفع مستوى مريم فيها إلى مصاف الرجال ممن وصفوا بالجد والصبر والمثابرة على أسمى مراتب العبادة «أذاناً بأن وضعها في العباد جداً واجتهاداً، وعلماً وتبصراً، ورفعة من الله لدرجتها في أوصاف الرجال القانتين وطريقهم» (4).
والمستفاد هنا لا وصفها بالعبادة فحسب، بل رفع درجتها إلى مصاف الرجال الموصوفين بذلك إشارة لتمخضها في العبادة.
____________
(1) الرعد: 17.
(2) الفتح: 29.
(3) التحريم: 12.
(4) الزركشي، البرهان: 3|302.
--------------------------------------------------------------------------------
(61)
4 ـ الدلالة الهامشية:
وهي أوسع الدلالات مجالا، لأنها تعتمد على تعدد التخصص في الاستنتاج، فهي تبع لنوعية ثقافة المفسر، ودقة نظره، وزاوية إفادته، على مختلف الاتجاهات والثقافات عند المفسرين، فقد تجد في سياق العبارات من الألفاظ أثراً للمطابقة والمقابلة في مجانسة الأضداد والجمع بين المتقابلين، والتفريق بين المتجانسين مما يلحظه البلاغي بحسب ذائقته الفنية، بينما يلحظ فيها النحوي مجالاً آخر في الاستفادة من تخريج اللفظ على الوجه النحوي في الاستعمال القياسي أو السماعي، حتى لا يهم اللغوي منه هذا الفهم أو ذاك بل يبحث عن ضالته في تكثيف معجمه اللغوي بما يفيده هذا اللفظ أو ذاك.
وهكذا نجد الدلالة الهامشية مجالاً خصباً لمختلف الاجتهادات، إلا أننا نجدها هنا أكثر تحكماً من قبل البلاغي، لاستخراجه لها من عدة وجوه واحتمالات، أي أنه ـ نتيجة لعلاقة تحمسه بالألفاظ أقدر من غيره على توجيه هذه الدلالة تجاه مساره البلاغي.
وسنلقي ضوءا ـ فيما يلي ـ على الفهم المتفاوت لنصوص الالفاظ، بحسب تخصص المتلقي على الوجه التالي:
أ ـ اللغوي لا يرى بأساً بأن يجد بألفاظ أية واحدة من آيات المثل القرآني حروف المعجم العربي قاطبة، فيحقق بذلك بغيته في التأكيد على هذا الجانب من الألفاظ، والآية هي:
(محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزّرّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيما (29)) (1).
فهو ينظر إلى هذا النص نظرة جانبية، ويدور معه حول هامشه غير
____________
(1) الفتح: 29.
--------------------------------------------------------------------------------
(62)
ناظر إلا لحروف الالفاظ، وكيف قد كونت حروف الهجاء.
ب ـ والنحوي ينظر إلى اللفظ من زاويته من زاويته الخاصة، فاستعمال (الذي) بدل (الذين) في قوله تعالى: (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً) (1) يقوم بتوجيه الفراء نحوياً فيقول:
«إنما ضرب المثل للفعل، لا لأعيان القوم، وإنما هو مثل للنفاق، فقال: مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً، ولم يقل: الذين استوقدوا» (2) فالفراء قد افاد من اللفظ ما يفيده النحوي في التخريجات ووجه علة تصحيح النصوص أداء، فحمل صيغة العدول عن الجمع إلى المفرد، على العدول من أعيان المنافقين وهم جمع، إلى النفاق وهو مفرد، لأن الحديث منصب على النفاق لا الأشخاص، أما حينما أراد المثل الحديث عن المنافقين بالذات وهم جمع أشار إليهم بالجمع فقال (ذهب الله بنورهم) (3).
جـ ـ والمنطقي كسابقيه اللغوي والنحوي، إنما ينظر إلى اللفظ من وجهة نظره المحدد بين التصور والتصديق، فيستفيد من كلمة «حبة» مضمومة إلى كيفيتها في الإنبات بقوله تعالى:
(كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ... ) (4) بأنه «لا يلزم أن توجد حبة بهذه الصفة. إنما المقصود تصوير زيادة الأجر لا غير، فإن وجدت صورة توافق المذكور في أكثر الخصوصيات أو كلها كان من قبيل لزوم ما لا يلزم» (5) وقد عقب الطبرسي على السنبلة من نفس الآية، وعلل تصورها بالفهم نفسه فقال:
«متى قيل: هل رؤي في سنبلة مئة حبة حتى يضرب المثل بها، فجوابه أن ذلك متصور وإن لم ير، كقول امرئ القيس:
____________
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) البقرة: 17.
(2) ابن ناقيا، الاجمال في تشبيهات القرآن: 56.
(3) البقرة: 17.
(4) البقرة: 261.
(5) الهلوي، الفوز الكبير في أصول التفسير: 29.
--------------------------------------------------------------------------------
(63)
ومسنونة زرق كأنياب أغوال (*)
وقوله تعالى: (طلعها كأنه رءوس الشيطين) (1) (2).
د ـ والبلاغي حينما ينظر إلى اللفظ يستطيع بشكل وآخر أن يؤول هذا اللفظ بعدة اعتبارات يغوص بعضها في الأعماق ويطفو بعضها على السطح، وزايدة على تمرسه باستخراج الصور البلاغية الأصيلة كالمجاز والتشبيه والاستعارة، فإن فهمه الخاص يقوده إلى استنباط جمال اللفظ بوجوه مختلفة، نجمل بعضها بما يلي:
في ملاءمة الالفاظ لما يجاورها يجد البلاغي دلالة هامشية في مقابلة هذه الألفاظ وألفاظ آخر من نسخها فيستنتج من ذلك جمال تلك الألفاظ، وضرورة استعمالها دون سواها، لتحقيق هذا الغرض الهامشي، ويتمثل هذا بالتخريجات التالية:
آ ـ الآيتان (إن الله لا يستحى أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فأما الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيرا ويدى به كثيرا وما يضل به إلا الفسقين (26) الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (27)) (3).
استخرج منها السيوطي عدة مقابلات في الألفاظ، أجملها بأن الله تعالى قد «قابل بين 0 بعوضة فما فوقها)، وبين (فأما الذين آمنوا) و (أما الذين كفروا)، وبين (يضل) و (يهدي)، وبين (ينقضون) و (ميثاقه) وبين (يقطعون) و (أن يوصل)» (4). وما أفاده السيوطي واستخرجه من مقابلة هذه الألفاظ عبارة عن منحنى جانبي يتعلق بالألفاظ، هذا المنحنى الجانبي هو المعبر عنه بالدلالة الهامشية، لأنه بحث موقع لفظ من لفظ.
____________
(*) البيت لامرئ القيس وصدره: أيقتلني والمشرقي مضاجعي، ديوان امرئ القيس: 33، تحـ: محمد أبو الفضل ابراهيم، دار المعارف بمصر.
(1) الصافات: 65.
(2) الطبرسي، مجمع البيان: 1|374.
(3) البقرة: 26 ـ 27.
(4) السيوطي، الاتقان: 3|286.
--------------------------------------------------------------------------------
(64)
ب ـ قوله تعالى: (كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا) (1) (2) فإن هذا الجزء من الآية لعجيب حقاً في مقابلاته، فهو مركب من تسع كلمات تقابلت كلها باستثناء «فيه»:
(كلما ـ إذا و (أضاء ـ أظلم) و (لهم ـ عليهم) و (مشوا ـ قاموا)، وأن تأتي هذه المقابلة متجانسة وضعاً وتسلسلاً وصياغة وقد عرض لجزء من فنون هذا الجزء الزمخشري بتعليقه:
فإن قلت كيف قيل مع الإضاءة (كلما) ومع الأضلام (إذا)
قلت: لأنهم حراص على وجود ما همهم به معقود من إمكان المشي وتأتيه فكلما صادفوا منه فرص انتهزوها، وليس كذلك التوقف والتحبس (3) بينما لم يشر إلى ملاءمة أضاء لأظلم، ولهم لعليهم، ومشوا لقاموا فيما تعطي من وجود التركيب وعظيم الدلالة.
جـ ـ «وقد يجيء نظم الكلام على غير صورة المقابلة في الظاهر، إذا تؤمل كان من أكمل المقابلات» (4) ونموذج هذا الرأي قوله تعالى: (مثل الفريقين كالأعمى والاصم والبصير والسميع ... ) (5) «فإنه يتبادر فيه سؤال، وهم لم لا قيل: مثل الفريقين كالأعمى والبصير، والأصم والسميع، لتكون المقابلة في لفظ الأعمى وضده بالبصير، وفي لفظ الأصم وضده بالسمع».
د ـ ومن المقابلات ذات الدلالة الهامشية قوله تعالى:
(وما يستوي الأعمى والبصير (19) ولا الظلمات ولا النور (20) ولا الظل ولا الحرور (21) وما يستوي الأحياء ولا الأموت إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور (22)) (6) فجعل الأعمى في مقابل البصير وهو الامر الطبيعي في مقابلة الأضداد، وكذلك جعل الظلمات في مقابل النور،
____________
(1) البقرة: 20.
(2) الزمخشري، الكشاف: 1|86.
(3) الزركشي، البرهان في علوم القرآن، 3|465.
(4) هود: 24.
(5) الزركشي، البرهان في علوم القرآن، 3|466.
(6) فاطر: 19 ـ 22.
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
(65)
والظل إزاء الحرور، والأحياء قبل الأموات، وإن الله يسمع من يشاء مقابل وما أنت بمسمع من في القبور.
وقد اعتبر ابن الزملكاني الجزء الأخير منه في الإفراط في التنزيل والغاية في التحقير (1).
ثانياً: في استعمال اللفظ للتعريض وفي الكناية خرج البلاغي دلالة هامشية بمثل هذه التخريجات.
آ ـ الكلمة «قرية» في قوله تعالى:
(وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة ... ) (2) وقد استعمل فيها اللحن وهو «التعريض بالشيء من غير تصريح، أو الكناية عنه بغيره» (3). فقد عرض الله بأهل مكة وما يصيبهم من العذاب شأن الأمم السابقة، ولم يصرح بذلك كما هي عادته في هذا المجال، وإنما يشير إلى ذلك لحناً صوراً وبالرمز صور أخر، كما عرض بالمنافقين وذكر أوصافهم في ألفاظ مخصوصة بهم، ولكنه أمسك عن ذكر أسمائهم إبقاء عليهم وتألفا لقلوبهم.
ب ـ وفي استعمال الكلمة «امرأة» بالنسبة لامرأة نوح وامرأة لوط في قوله تعالى:
(ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط ... ) (4) دلالة هامشية حملها الزمخشري على التعريض بقوله:
وفي طي هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين المذكورتين في أول السورة (عائشة وحفصة) وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله (ص) بما كرهه، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده .... وأن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول الله، فإن ذلك الفضل لا ينقصهما إلا مع كونهما مخلصتين. وأسرار التنزيل ورموزه في كل باب بالغة من الطف الخفاء حداً يدق عن تفطن العالم ويزل عن تبصره» (5).
____________
(1) ابن الزملكاني، البرهان: 310.
(2) النحل: 112.
(3) قدامة بن جعفر، نقد النثر: 50.
(4) التحريم: 10.
(5) الزمخشري، الكشاف: 4|571.
--------------------------------------------------------------------------------
(66)
جـ ـ والكلمتان «يخرج» و «خبث» في قوله تعالى: (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) (1) فيهما دلالة هامشية يعتمدها البلاغي بالكناية: على أن المؤمن يؤمل منه الخير، ويؤثر عنه الهدى، ويرجى فيه الصلاح، وأن الكافر لا يؤمل خيره، ولا يحتمل نفعه، ولا يؤتمن شره.
د ـ الكلمة «ثابت» في قوله تعالى:
(أصلها ثابت وفرعها في السماء ... ) (2) فيها دلالة هامشية بالكناية عن علو الشجرة ورفعتها وسموها، وتأكيد لرسوخ الأصل، لأن الأصل إذا رسخ ارتفع الفرع.
هـ ـ وكلمة «الكفار» في قوله تعالى:
(كمثل غيث أعجب الكفار نباته ... ) (3) فيها إشارة دقيقة تصور لنا الكافر متعلقاً ومعجباً بالحياة الدنيا، وإن هذا الإعجاب شديد.
ثالثاً: في مجال الظهور والإبانة يؤول البلاغي اللفظ بحسب ذائقته على الوجه التالي:
أ ـ الكلمة «انسلخ» في قوله تعالى:
(واتل عليهم نبأ الذي ءاتينه ءايتنا فانسلخ منها ... ) (4) تحقق لنا في مقام الإبانة عن الجانب الآخر للفظ: شدة النزع وعظم الانسلاخ تدريجياً دون مطاوعة واتساق فيما يبدو لنا من الظهور العرفي لمفهوم سلخ الشاة وإضرابها.
ب ـ الكلمة «عبادنا» في قوله تعالى:
(كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين (10)) (5)
أفاد منها الزمخشري دلالة هامشية تعني بحقيقة الصلاح بصفة العبد،
____________
(1) الاعراف: 58.
(2) إبراهيم: 24.
(3) الحديد: 20.
(4) الأعراف: 175.
(5) التحريم: 10.
--------------------------------------------------------------------------------
(67)
والتي تنظر ـ وحدها ـ من قبل الله تعالى.
قال الزمخشري «فإن قلت: ما فائدة قوله (من عبادنا)؟ قلت: لما كان مبنى التمثيل على وجود الصلاح في الإنسان كائناً من كان، وأنه وحده هو الذي يبلغ به الفوز وينال ما عند الله. قال: عبدين من عبادنا صالحين، فذكر النبيين المشهورين العلمين بأنهما (عبدان) لم يكونا كسائر عبادنا، من غير تفاوت بينهما وبينهم إلا بالصلاح لا غير، وإن ما سواه مما يرجع به الناس ليس بسبب للرجحان عنده» (1).
جـ ـ والكلمة «تسعى» في قوله تعالى:
(وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى ... ) (2)
(يُتْبَعُ)
(/)
فيها رصد هامشي لبعد السعي في دلالته على الجدية والحث والمواظبة لا المشي والسير بسرعة فحسب، بل هو اشتراك فعال في حسم النزاع، وفض الخصومة، والدعوة إلى الإصلاح، بجنان ثابت، متواصل، وجهد ملموس، حتى عد الرجل ساعياً، لتحقق الدلالة في أنه «يسعى».
ويبدو مما تقدم أن دلالة الألفاظ في مجالاتها المتنوعة الفسيحة قد أضفت برداً فضفاضاً من الأحاسيس التي يتأملها الإنسان فيقف خاشعاً متطلعاً إلى فلسفة هذا الاختيار في لفظ دون لفظ، وكلمة بدل كلمة، مما يحقق في جزء كبير منه معنى الإعجاز، حتى في حدود الكلمة المفردة، وإلا فلا أقل من تحقيق جزء من عناصر الصورة الفنية.
____________
(1) الزمخشري، الكشاف: 4|752.
(2) يس: 20.
--------------------------------------------------------------------------------
(68)
--------------------------------------------------------------------------------
(69)
خاتمة المطاف
بعد هذه الجولة الموجزة بأبعاد النقد الأدبي المقارن بين العرب والأوروبيين يمكننا الإشارة إلى أهم ما توصلنا إليه من نتائح:
1 ـ تحدثنا في الفصل الأول عن أهمية الصورة الفنية في التراث النقدي العربي والإسلامي، وانتهينا إلى صيغة نهائية في تحديد المصطلح النقدي للصورة من خلال مقارنة مفهومها بين النقاد العرب القدامى والمحدثين، والمفكرين الغربيين، وأرجعنا أصولها في استيعاب الشكل والمضمون إلى الفكر النقدي العربي الإسلامي في القرون العربية الهجرية: الثالث والرابع والخامس: وأكدنا على اعتبار ما أبداه عبد القاهر الجرجاني (ت 471 هـ) نواة بل ركناً قويماً لما استقر عليه المصطلح النقدي الحديث للصورة.
2 ـ انتهينا في الفصل الثاني إلى وحدة اللفظ والمعنى في تقويم النص الأدبي، بعد أن أفضنا بالحديث عن المعركة النقدية حول الموضوع وانشطارها إلى أربعة فرقاء، قومنا جهد كل فريق، وعقبنا عليه، واخترنا رأينا في الموضوع لعدم إمكان فصل الألفاظ عن المعاني في أي نص أدبي.
3 ـ وقد تم في الفصل الثالث التأكيد على قيمة الألفاظ مقترنة بالمعاني في دلالتها النقدية والتصويرية، ووقفنا عند ألفاظ القرآن الكريم وعند أمثاله بخاصة، فوجدناها ذات دلالات متعددة نحصرها بما يلي:
أ ـ استقلال اللفظ بحروف معينة يكسبها ذائقة سمعية مؤثرة في النفس، وقد تطلعنا على ذلك اسم الدلالة الصوتية التي تصافح السمع حيناً، وتهيىء النفس حيناً آخر.
--------------------------------------------------------------------------------
(70)
ب ـ المتبادر العام في العرف العربي بما يعطي للكلمة من دلالة معينة في الاستعمال اللغوي، وقد اطلعنا على ذلك اسم الدلالة الاجتماعية التي تحصر معنى اللفظ، به، بالكشف عن كوكبة من الألفاظ التي استعملها القرآن الكريم، ولا غنى عنها بألفاظ قد يبتدعها أهل اللغة.
جـ ـ الكلمات المؤثرة، والألفاظ التي توحي بأكثر من المعنى الظاهر، وتحمل في تضاعيفها صوراً مدخرة زيادة على المعنى الساذج، أطلقنا عليها اسم الدلالة الإيحائية التي يتأثر بها اللفظ في قيمته الفنية.
د ـ تلوين الثقافة، وتعدد التخصص، ونوعية المفسر للنص الأدبي، أبعاد موضوعية لإفادة الدلالة الهامشية التي يستفيدها كل حسب تخصصه بما لديه من خبرات ومجالات، وقد كانت مجالاً رحباً لما يستفيده اللغوي والنحوي والمنطقي والبلاغي من ألفاظ القرآن وأمثاله في هذا المضمار.
هذه أهم النتائح التي توصل إليها هذا البحث عسى أن ينتفع به الناس وانتفع (يوم لا ينفع مال ولا بنون (88) إلا من أتى الله بقلب سليم (89))
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــــــيل(/)
مفهوم الأسلوب
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[29 - 10 - 2005, 12:40 ص]ـ
:::
مفهوم الأسلوب
طالما دارت كلمة (الأسلوب) في كتابات النقاد و دارسي الأدب في تنظيرهم و تطبيقاتهم على النصوص , و طالما ذكرها البلاغيون المحدثون في أطروحاتهم البلاغية الجديدة و رؤاهم المعاصرة؛ لهذا أحببت أن أقدم في السطور التالية إضاءة لهذه الكلمة , و تقريبًا لمفهومها من خلال التعريف بها من زوايا متعددة ...
1 – الأسلوب في التراث العربي:
هو في اللغة: السطر من النخيل وكل طريق ممتد , و الأسلوب: الطريق و الوجه و المذهب , و الجمع أساليب (1).
و قد عرّف عبد القاهر الجرجاني الأسلوب بأنه " الضرب من النظم و الطريقة فيه " (2) , أما عند حازم القرطاجني فإن مصطلح الأسلوب يُطلق على التناسب في التأليفات المعنوية , " فيمثل صورة الحركة الإيقاعية (3) للمعاني في كيفية تواليها و استمرارها, و ما في ذلك من " حسن الاطراد و التناسب و التلطف في الانتقال عن جهة إلى جهة , و الصيرورة من مقصد إلى مقصد " (4) " (5).
و حازم يجعل الأسلوب منصبًّا على الأمور المعنوية (التناسب فيها) , و جعَله في مقابل النظم الذي هو منصب على التأليفات اللفظية , و هذا بخلاف نظرة عبد القاهر , حيث جعل النظم شاملاً لما يتعلق بالألفاظ و المعاني (6) , و عرّفه ابن خلدون بأنه " المنوال الذي ينسج فيه التراكيب أو القالب الذي تُفرغ فيه " (7).
و مما يلفت الانتباه في تعريفات هؤلاء العلماء الثلاثة أن كلاًّ منهم نظر إلى الأسلوب من زاويةٍ معينة , فهو عند ابن خلدون مختص بصورة الألفاظ (القالب) , و عند حازم هو مختص بصورة المعاني , أما عند عبد القاهر فمفهوم الأسلوب ينسحب على الصورتين اللفظية و المعنوية – من غير انفصالٍ بينهما - , و هذه هي النظرة الأشمل للأسلوب.
2 – الأسلوب في النقد الحديث:
يرتبط التعريف الحديث للأسلوب " بنظرية الإبلاغ أو الإخبار " , حيث لا بد لأي عملية تخاطب من مخاطِب و مخاطَب و خطاب (مرسل و مستقبل و رسالة) (8) (9)؛ و لذلك فالأسلوب لا يمكن دراسته أو بحثه دون أن يرتبط بعناصر الاتصال: المؤلف و القارئ و النص (10)؛ مما جعل كتب علم الأسلوب (11) تحفل بتعريفه حسب هذه العناصر (12) , و مهما تعددت تعريفات الأسلوب إلا أنه يمكن إرجاعها إلى الاعتبارات الثلاثة السابقة (13).
أ – تعريف الأسلوب باعتبار المخاطِب:
يُعرَّف الأسلوب على هذا الاعتبار بأنه: الكاشف لنمط التفكير عند صاحبه , إذ
يعبّر تعبيرًا كاملاً عن شخصيته , و يعكس أفكاره و صفاته الإنسانية , و يبيّن كيفية نظره إلى الأشياء و تفسيره لها و طبيعة انفعالاته , و غير ذلك مما يؤكد الذاتية أساسًا للأسلوب ,
حتى إن الأسلوبيين ما يزالون يتناقلون ما ذكره بيفون من أن الأسلوب هو الإنسان نفسه , أو أن: الأسلوب هو الرجل (14).
و قد كان لتلك المقولة أثرها الواضح في كثيرٍ ممن جاؤوا بعده , مثل: شوبنهاور حينما عرّف الأسلوب بكونه ملامح الفكر , و ماكس جوب الذي بيّن أن " جوهر الإنسان كامن في لغته و حساسيته " (15).
و يمكن أن أجمل بعد هذه التعريفات تعريف الأسلوب باعتبار المخاطِب في أنه: البصمة المميّزة للمبدع , و التي تعكس فكره و شخصيته و مشاعره و صفاته ... , أو: هو الصورة التي يعكسها النص عن النواحي المختلفة للمبدع ...
ب – تعريف الأسلوب باعتبار المخاطَب:
يرى قيرو أن الأسلوب مجموعة ألوان يصطبغ بها الخطاب ليصل عن طريقها إلى إقناع القارئ
و إمتاعه و شد انتباهه و إثارة خياله , و دي لوفر يلح على أن الأسلوب هو سلطان العبارة إذ تجتذبنا , و كذلك فعل كلٌّ من كولان (16) و أحمد الشايب الذي يرى أن الأسلوب يمكن أن يكون له معنى أوسع فيشمل" الفن الأدبي الذي يتخذه الأديب وسيلة للإقناع أو التأثير" (17).
و مهما تعددت تعريفات الأسلوب باعتبار المخاطَب إلا أنها تلتقي في أمرٍ مشترك , ألا و هو أثر الأسلوب على المتلقّي , فقد يكون هذا الأثر إمتاعًا أو إقناعًا , أو شد انتباه أو إثارة خيال ... , أو أي تأثيرٍ على المتلقّي أيًّا كان نوع هذا التأثير ...
و على هذا فإنه يمكن لي الخلوص بتعريفٍ للأسلوب باعتبار المخاطَب , فالأسلوب – بناءً على هذا - يعني: سمات النص التي تترك أثرها على المتلقي – أيًّا كان نوع هذا الأثر -.
(يُتْبَعُ)
(/)
و حينما نتكلّم عن مفهوم الأسلوب باعتبار المتلقّي , فإنه من المستحسن أن نشير إلى جهود ريفاتير , الذي راعى " جانب التلقي في الاتصال الأدبي " (18) , فحدد الأسلوب معتمداً على أثر الكلام في المخاطَب (19) , و أدخل القارئ في النظرية الأسلوبية (20) , وجعل المتلقي " امتدادًا مشاركًا في التحليل الأسلوبي " (21).
و يذهب بعضهم – مثل ريفاتير – إلى أن تحليل الأسلوب متركز في الصلات بين النص و ردّ فعل القارئ , فالقارئ قد يعدّ " عنصرًا من النظرية الأسلوبية , أو وسيلة مساعدة في التحليل الأسلوبي , أو هما معًا " (22).
لقد تميّزت نظرات ريفاتير الأسلوبية بإعطاء المتلقّي بعدًا ذا أهميةٍ كبيرة , في النظرية الأسلوبية عمومًا , و في التحليل الأسلوبي على وجه الخصوص (23).
ج – تعريف الأسلوب باعتبار الخطاب:
يستمد هذا المفهوم أساسياته " من مقومات الظاهرة اللغوية في خصائصها البارزة " (24) , و يعتمد على فكرة الثنائية اللغوية التي تقسم النظام اللغوي إلى مستويين (25) , هما: المستوى الإخباري (العادي) , و المستوى البلاغي (الإبداعي) - و سيأتي بيانهما -.
و يمكن أن يعرّف الأسلوب هنا بأنه " العلاقة المميزة لنوعية مظهر الكلام داخل حدود الخطاب , و تلك السمة إنما هي شبكة تقاطع الدوال بالمدلولات و مجموع علائق بعضها ببعض و من ذلك كله تتكون البنية النوعية للنص و هي ذاتها أسلوبه " (26) , و يقترب من هذا التصوّر ما يراه هيل من أن الأسلوب هو " الرسالة التي تحملها العلاقات الموجودة بين العناصر اللغوية لا في مستوى الجملة و إنما في مستوى إطار أوسع منها كالنص أو الكلام " (27)؛ و لذلك فإن الأسلوب – كما عند ستاروبنسكي " هو مسبار القانون المنظِّم للعالم الداخلي في النص الأدبي " (28) , ثم إنه أتى بعد ذلك من وسّع دلالة الأسلوب و هو هيالمسالف , حيث جعله شاملاً الهيكل الكلي للنص (29).
و قد يُعرَّف الأسلوب هنا انطلاقًا مما يتوارى خلف الكلمات و الجمل من وظائف و إيحاءات , فجاكبسون يرى أن النص الأدبي خطابٌ " تغلّبت فيه الوظيفة الشعرية (30) للكلام " (31) , كما يرى بعض النقاد أن الأسلوب هو " مجموع الطاقات الإيحائية في الخطاب الأدبي " (32) (33).
كما عُرّف الأسلوب هنا بأنه: " استعمالٌ خاصٌّ للغة يقوم على استخدام عدد من الإمكانات و الاحتمالات المتاحة , و التأكيد عليها في مقابل إمكانات و احتمالات أخرى " (34) , و يشير هذا التعريف إلى ما يتميز به الأسلوب الفني من العدول و الاختيار – و سيأتي بيانهما -.
كما عُرّف الأسلوب هنا كذلك بأنه " النسيج النصي الذي يبوِّئ الخطاب منزلته الأدبية " (35) , و هذا التعريف يشير إلى أن الأسلوب هو ما يتميز به النص من ظواهر فنية متمازجة ترتقي به إلى الدرجة الأدبية.
و تجتمع التعريفات السابقة المنطلقة من عنصر الخطاب في أنها تركز على الظواهر اللغوية المميزة في النص , مع الاهتمام بالعلاقات الجزئية و الكلية بينها , و ما يتصل بما سبق من الإيحاءات المختلفة و الدلالات المتعددة , و كل ما يكسب النص خصوصيته من الناحية الأسلوبية.
و يمكن أن أخلُص مما سبق إلى تحديد الأسلوب باعتبار منطلَق الخطاب في أنه: مجموع الظواهر اللغوية المختارة الموظّفة المشكِّلة عدولاً ,و ما يتصل بذلك كله من إيحاءات و دلالات , ممتزجًا كل ذلك بشبكة العلاقات داخل النص و خارجه.
و لكي نتحصّل على تعريفٍ أشمل و أدق للأسلوب فإنه يتوجّب علينا أن نؤلّف بين التعريفات بمنطلقاتها الثلاثة (المبدع و النص و المتلقي) , و أن نجمع بين المعطيات المختلفة (36).
و إذا ما أردنا تعريفًا دقيقًا للأسلوب شاملاً لعناصر عملية الاتصال الثلاثة فإن الأسلوب يعني " جملة الصيغ اللغوية التي تعمل عملها في إثراء القول وتكثيف الخطاب , و ما يستتبع ذلك من بسط لذات المتكلم , و كشف عن سرائره , و بيان لتأثيره على السامع " (37).
(يُتْبَعُ)
(/)
و إذا كنت فيما سبق قد تناولت معنى الأسلوب باعتبار كل عنصر من العناصر الاتصالية الثلاثة؛ ثمّ عقّبت بتعريفٍ شاملٍ لكل هذه العناصر؛ فإنني هنا أودّ أن أختم أخيرًا بتعريف الأسلوب عند شارل بالي - باعتباره مؤسس علم الأسلوب - , حيث يتمثّل عنده في مجموعةٍ " من العناصر الجمالية في اللغة يكون بمستطاعها إحداث تأثير نفسي عاطفي على المتلقي " (38) , و مما يمكن أن يُؤخذ على هذا التعريف أنه أغفل جانب المبدع.
و جوهر الأسلوب عند بالي يتمثل في " إنزال القيمة التأثيرية منزلةً خاصةً في سياق التعبير , أما علم الأسلوب فيتوجه إلى الكشف عن هذه القيمة التأثيرية (من ناحيةٍ جمالية نفسية عاطفية) " (39).
و تعريفات الأسلوب التي تنطلق من الخطاب و تجعله أساسًا , تشترك في مفهومٍ يوحد بينها , و هو مفهوم الانزياح أو العدول (40).
الانزياح أو العدول:
إن من أهم صفات الأسلوب الأدبي عمومًا و الشعري على وجه الخصوص أنه يتميز بنوع من العدول عما هو مألوف في اللغة , مما يكسر النسق الثابت و النظام الرتيب , و ذلك عن طريق استغلال إمكانات اللغة و طاقاتها الكامنة ... (41).
فالأسلوبيون ينظرون إلى اللغة في مستويين:
الأول: النمط التعبيري المتعارف عليه , الذي يؤدي الوظيفة الإخبارية للكلام , و هذا المستوى هو ما يطلق عليه البلاغيون " أصل الكلام ".
الثاني: النمط الإبداعي , الذي يقوم على تجاوز المستوى الأول و العدول عنه إلى التعبير الفني , و إلى هذا المستوى تتجه عناية البلاغيين و الأسلوبيين (42).
و يعرف الانزياح في تراثنا البلاغي باسم (العدول) , و أطلق عليه ابن جني (الانحراف) (43) , كما يقترب هذا المفهوم من قول البلاغيين: " خلاف مقتضى الظاهر" , أو: " تلقي المخاطَب بغير ما يترقب " (44).
و من الملحوظات المبكرة في التراث العربي حول هذا المفهوم: ما ذهب إليه بعض النقاد (45) من أن الجاحظ قد أشار في (البيان و التبيين) إلى مستويي اللغة: المستوى العادي في الاستعمال , و المستوى الفني في الاستعمال الخاص , و يقترن المستوى الأول بطبقة العامة و غرضه إفهام الحاجة , أما المستوى الثاني فغرضه البيان البليغ , و يتميز هذا المستوى بمبدأ اختيار اللفظ و ينفرد بالتجويد و التماس الألفاظ و تخيرها (46).
و من المنازع الأسلوبية ما يسمى بأسلوبية الانزياح - أو أسلوبية الانحراف - , و يعرَّف الأسلوب هنا بأنه: " انحراف عن نموذج آخر من القول يُنظر إليه على أنه معيار أو نمط " (47) , كما يعرّف البحث الأسلوبي بأنه علم الانحرافات (48).
و مما ينبّه عليه أنه " ليس كل عدولٍ أسلوبًا " (49) , إذ لا بد من ارتباط العدول الأسلوبي بوظيفة يؤديها في النص , و إلا كان لعبة أسلوبية ليست بذات أثر (50).
و هناك مصطلح أسلوبي لا تقل أهميته عن مصطلح " العدول " أو " الانزياح " , ألا و هو " الاختيار " , و قد آثرت الكلام عنه لارتباطه في الكتب الأسلوبية بمصطلح العدول , و لكونهما معًا أساسًا للظاهرة الأسلوبية.
الاختيار:
و هو الركيزة و المبدأ الأساس لتحليل الأسلوب , حيث يفسّر المحلل الأسلوبي الاختيار الذي قام به الأديب من بين سائر صنوف الأداء اللغوي (51) , فالمبدع يقوم بعملية " الاستبدال " من بين مجموعة من الألفاظ المترادفة القائمة في الرصيد المعجمي له , يقوم بينها ما يسمى بالعلاقات الاستبدالية , و للمتكلم أن يأتي بأحد هذه الألفاظ في نقطةٍ معيّنة من نقاط سلسلة الكلام , و تقع عملية الاستبدال ضمن محور الاختيار (52) , و قد عُرّف الأسلوب هنا بأنه " اختيار أو انتقاء يقوم به المنشئ لسمات لغوية بعينها من بين قائمة الاحتمالات المتاحة في اللغة " (53) , و قد حفلت الكتب الأسلوبية بكلامٍ مفصَّلٍ حول مبحث الاختيار لأهميته (54).
========================
الهوامش:
(1) انظر (لسان العرب) , ابن منظور , ج 7 , دار صادر , بيروت , ط1 , 2000م , مادة (سلب) , ص 225.
(2) (دلائل الإعجاز) , عبد القاهر الجرجاني , قراءة و تعليق: محمود شاكر , مكتبة الخانجي و مطبعة المدني , القاهرة , 1404 هـ , ص 469.
(يُتْبَعُ)
(/)
(3) الإيقاع هو: " جماع الوسائل الصوتية المتقنة التي يستخدمها الشاعر – باختياره – لتدعيم الوزن , و القافية , و تحقيق الواقع الصوتي المتميز في القصيدة ". (النص الأدبي: تحليله و بناؤه: مدخل إجرائي) , د. إبراهيم خليل , دار الكرمل , عمّان , ط1 , 1995م , ص 227.
(4) (منهاج البلغاء و سراج الأدباء) , حازم القرطاجني , تقديم و تحقيق: محمد الحبيب بن خوجة , دار الغرب الإسلامي , بيروت , ط2 , 1981م , ص 364.
(5) (الأسس الجمالية للإيقاع البلاغي في العصر العباسي) , د. ابتسام أحمد حمدان , دار القلم العربي , حلب , ط1 , 1418هـ - 1997م , ص82.
(6) انظر (الأسلوبية: مدخل نظري و دراسة تطبيقية) , د. فتح الله أحمد سليمان , الدار الفنية للنشر و التوزيع , القاهرة , 1990م , ص 30.
(7) (المقدمة) , ابن خلدون , دار إحياء التراث العربي , بيروت , 1408هـ , ص 570.
(8) و المرسِل (الباثّ): هو الطرف الأول في جهاز التخاطب , و المرسَل إليه (المستقبِل): هو الطرف الثاني المقابل للمرسِل , و يقوم المرسِل بعملية التركيب , و يقوم المستقبِل بعملية التفكيك , أما الخطاب أو الرسالة – و هي العنصر الثالث في جهاز التخاطب – فهي: " مجموعة علامات تركّبت و انتظمت حسب قوانين اللغة المستعملة و سننها ". (الأسلوبية و الأسلوب) , د. عبد السلام المسدي , الدار العربية للكتاب , ط3 , 1982م , تونس , ص 133.
(9) انظر السابق , ص 60 , و انظر كذلك: (حوليات الجامعة التونسية) , العدد العاشر , تونس , مجلة تصدرها الجامعة التونسية , المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية , 1973م , ص278 , 279.
(10) انظر (علم اللغة و الدراسات الأدبية: دراسة الأسلوب , البلاغة , علم اللغة النصي) , برند شبلنر , ترجمه و قدم له و علق عليه: د. محمود جاد الرب , الدار الفنية للنشر و التوزيع , القاهرة , ط1 , 1991م , من مقال بعنوان: (محاولات في الأسلوبية الهيكلية) , د. عبد السلام المسدي , ص 51.
(11) " علم الأسلوب " و " الأسلوبية " مصطلحان مترادفان.
(12) انظر على سبيل المثال: (البحتري: دراسة أسلوبية) , ابتسام حمزة عبد الرحمن عنبري , رسالة دكتوراه , كلية التربية للبنات بجدة , 1407 – 1408هـ , ص 6 , 7 , و كذلك: (الأسلوبية: مدخل نظري و دراسة تطبيقية) , ص 9 , 10 ,و كذلك (البلاغة و الأسلوبية: نحو نموذج سيميائي لتحليل النص) , هنريش بليت , ترجمة و تعليق: د. محمد العمري , دار إفريقيا الشرق , الدار البيضاء – بيروت , ط2 , 1999م , من ص52 إلى ص 57 , و انظر كذلك تفصيلاً في (الأسلوبية منهجًا نقديًّا) , من ص 22 إلى ص 29.
(13) انظر (مناهج النقد المعاصر) , د. صلاح فضل , دار الآفاق العربية , القاهرة , ط1 , 1417هـ - 1997م , ص 107 , 108.
(14) انظر (الأسلوبية و الأسلوب) , ص 60 , 63 , و كذلك: (الأسلوبية: مدخل نظري و دراسة تطبيقية) , ص 9 , و انظر أيضًا: (الأسلوب: دراسة بلاغية تحليلية لأصول الأساليب الأدبية) , أحمد الشايب , مكتبة النهضة المصرية – مطبعة السعادة , القاهرة , ط7 , 1396هـ , 1976م , ص 134.
(15) (الأسلوبية و الأسلوب) , ص 63.
(16) انظر السابق , ص 79.
(17) (الأسلوب) , ص41.
(18) (علم اللغة و الدراسات الأدبية) , ص96.
(19) انظر (الأسلوبية و الأسلوب) , ص 79.
(20) انظر تفصيلاً لذلك في (علم اللغة و الدراسات الأدبية) , من ص 91 إلى ص 96.
(21) السابق , ص 95.
(22) السابق , ص92 , و انظر كذلك: (الأسلوبية منهجًا نقديًّا) , من ص 130 إلى ص 133.
(23) و قد برز إلى مناهج النقد الحديث ما يعرف " بنظرية القارئ في النص " , و تقوم على التركيز على عملية تعامل القارئ مع النص. انظر (اللغة و الإبداع الأدبي) , د. محمد العبد , دار الفكر للدراسات و النشر و التوزيع , القاهرة , ط1 , 1989م , ص 38.
(24) (الأسلوبية و الأسلوب) , ص 85.
(25) انظر (الأسلوبية: مدخل نظري و دراسة تطبيقية) , ص 9.
(26) (الأسلوبية و الأسلوب) , ص 86.
(27) السابق , ص 87.
(28) السابق , ص 89.
(29) انظر السابق , ص 88.
(يُتْبَعُ)
(/)
(30) الشعرية: مصطلح من مصطلحات النقد اللساني الحديث , و اللفظة لا تعني الوقوف عند حد الشعر , و إنما تشمل الأدب عمومًا – شعره و نثره - , و يمكن – لتفادي توهّم اختصاصها بالشعر - استعمال كلمة " البويطيقا " بديلاً لها , أو كلمة " الإنشائية " التي تعني الإبداع و الإنشاء , و تهدف الإنشائية إلى ضبط مقولات الأدب من حيث كونه ظاهرة متنوعة الأشكال لكنها تستند إلى مبادئ موحّدة. انظر (الأسلوبية و الأسلوب) , ص 167 , و انظر كذلك: (النص الأدبي: تحليله و بناؤه) , ص 229.
(31) (الأسلوبية و الأسلوب) , ص 88.
(32) السابق , ص 91.
(33) انظر تفصيلاً للاعتبارات الثلاثة السابقة في (الأسلوبية: مدخل نظري و دراسة تطبيقية) , من ص 13 إلى ص 22.
(34) (الأسلوب: دراسة لغوية إحصائية) , د. سعد مصلوح , مكتبة الدراسات الأسلوبية "1" , دار البحوث العلمية , مطبعة حسان , القاهرة , ط1 , 1400هـ , 1980م , ص 33.
(35) (أثر اللسانيات في النقد العربي الحديث من خلال بعض نماذجه) , توفيق الزيدي , الدار العربية للكتاب , تونس , 1984م , ص 92.
(36) انظر السابق , ص 91 , و انظر كذلك: (حوليات الجامعة التونسية) العدد الثالث عشر , مقال بعنوان: (المقاييس الأسلوبية في النقد الأدبي من خلال (البيان و التبيين) للجاحظ) , د. عبد السلام المسدي , ص 155 , 156.
(37) (التركيب اللغوي للأدب: بحث في فلسفة اللغة و الاستطيقا) , د. لطفي عبد البديع , مكتبة لبنان (ناشرون) – بيروت , الشركة المصرية العالمية للنشر (لونجمان) – الجيزة , ط1 , 1997م , ص 57.
(38) (الإبلاغية في البلاغة العربية) , سمير أبو حمدان , منشورات عويدات الدولية , بيروت – باريس , ط1 , 1991م , ص 35.
(39) السابق , الصفحة نفسها.
(40) انظر (الأسلوبية و الأسلوب) , ص 93.
(41) انظر (الأسس الجمالية للإيقاع البلاغي) , ص 244.
(42) انظر (البلاغة و الأسلوبية) , د. محمد عبد المطلب , ضمن سلسلة " دراسات أدبية " , الهيئة المصرية العامة للكتاب , 1984م , ص 198, 199 , و انظر كذلك: (الأسلوبية و الأسلوب) , ص 103 , 104.
(43) انظر (الخصائص) , ابن جني , تحقيق محمد علي النجار , ج3 , الناشر دار الكتاب العربي – بيروت , طبع دار الكتب المصرية , 1376هـ , 1957م , انظر العدول: ص 267 , و الانحراف: ص 268.
(44) (اتجاهات البحث الأسلوبي) , ص 233 , 234.
(45) د. عبد السلام المسدي , انظر مقاله: (المقاييس الأسلوبية في النقد الأدبي من خلال (البيان و التبيين)) , ص 158.
(46) انظر (أثر اللسانيات في النقد العربي الحديث) , ص 84 , و انظر تفصيلاً للانزياح (العدول) في (نظرية اللغة الأدبية) , خوسيه ماريا بوثويلو إيفانكوس , ترجمة: د. حامد أبو أحمد , سلسلة الدراسات النقدية , مكتبة غريب , الفجالة , من ص 27 إلى ص 38 , و كذلك: (الأسلوبية منهجًا نقديًّا) , من ص 51 إلى ص 56.
(47) (في النص الأدبي: دراسات أسلوبية إحصائية) , د. سعد مصلوح , دار عالم الكتب , القاهرة , ط3 , 1422هـ – 2002م , ص 24.
(48) انظر تفصيلاً لأسلوبية الانحراف في (علم اللغة و الدراسات الأدبية) , من ص 60 إلى ص 74.
(49) (مفاتيح الألسنية) , جورج مونان , عرّبه و ذيّله بمعجم عربي فرنسي: الطيب البكوش , منشورات الجديد , تونس , 1981م , ص 136 , 137.
(50) انظر السابق , الصفحة نفسها.
(51) انظر (البحث الأسلوبي معاصرة و تراث) , د. رجاء عيد , منشأة المعارف – الإسكندرية , مطبعة أطلس - القاهرة , 1993م , ص 115.
(52) انظر (الأسلوبية و الأسلوب) , ص 134 , 135.
(53) (في النص الأدبي) , ص 25.
(54) انظر على سبيل المثال: (علم اللغة والدراسات الأدبية) , من ص 81 إلى ص 86 , و انظر الاختيار و علاقته بمستويي اللغة في (البلاغة العربية: قراءة أخرى) , د. محمد عبد المطلب , الشركة المصرية العالمية (لونجمان) – الجيزة , مكتبة لبنان (ناشرون) – بيروت , ط1 , 1997م , ص 115 , وانظر الاختيار كذلك في (المقاييس الأسلوبية في النقد الأدبي من خلال (البيان و التبيين)) , ص 159 , و انظر أيضًا (معجم المصطلحات العربية في اللغة و الأدب) , مجدي وهبة و كامل المهندس , مكتبة لبنان , بيروت , 1979م , ص 22.
فارس العربية الخـ زيد ــــــــــــيل
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[29 - 10 - 2005, 04:46 ص]ـ
السلام عليكم
إليك هذه الرسالة أخي زيد الخير أحببت أن تصلك وإني لأدعو كاتبتها أن تشارك معنا وتفيد ونستفيد منها
من خلال تصفحي لمنتداكم الكريم والمفيد جدا وفي الوقت الذي كنت فيه ضائعة أبحث عن معلومات تفيدني في بحثي
عن دراستين أدبيتين للمقارنة بينهما سواء كانت مسرحا أو رواية أوقصة أو أيا من الفنون الأدبية ........
وجدت مالايخطر على بالي ولم أتصور أني سأجده كاااااااملا في أي موقع من مواقع النت على الاطلاق ........
وجدت مجهودك ومشاركتك يا (زيد الخيل) عونا لي في ذلك فأثلجت صدري والله بما كتبت واجتهدت في
كتابته وسرده إنه لعمل متكامل ولاينقصه شيء أبدا وإني ياأخي الكريم لأشكرك شكرا جزيلا على عطائك السخي
الذي لاتنتظر من ورائه لامدحا ولاثناءا ولاشكورا وأرجو أن يجعله الله في ميزان أعمالك الحسنة وأن يوفقك لما
يحبه الله ويرضاه في الدنيا والآخرة كما أني لا أستطيع أن اعبر لك عن فرحتي وامتناني في مساعدتي وتخليصي
من دوااااااامة الضياع التي كنت فيها من قبل أن أجد موضوعك هذا ........
وإني لأستغرب كل الاستغراب على عدم رد الأعضاء على موضوعك وشكرك عليه وعدم قراءتهم له ....
على العموم لا أحب أن أطيل عليك أكثر مما أطلت ...
وشكرا لك مرة أخرى , أقصد مرااااااات أخرى
والله الموفق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 08:23 م]ـ
عمل جليل أخي الكريم وجهد مبارك
لو أفدتني أيها الفاضل أين أجد رسالة د. ابتسام عنبري (البحتري .. دراسة أسلوبية)
والتي أفدت منها في تأصيلك العلمي الجليل هذا؟؟!!
فيض تحية
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 04:25 م]ـ
السلام عليكم
الاخت العزيزة: معالى
ردا على سؤالك انا أمتلك دراستان عن البحترى هما:
البحترى بين ناقديه قديما وحديثا للدكتور حسن اليظى
الخيال الشعرى عند البحترى للدكتور مصطفى طه أبو كريشة
وهتان الدراستان مهمتان لمن يدرس البحترى
أما كتاب البحترى دراسة أسلوبية فأنا لاأمتلكه
وأسأل الله ان يعينك على أيجاد ضالتك
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــــيل
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[31 - 10 - 2005, 06:43 م]ـ
هل من الممكن أن تعطينا مصدر هذا الكلام؟
ـ[معالي]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 10:27 م]ـ
أخي الكريم
أشكرك لدلالتك على الكتابين اللذين ذكرتَ .. وآمل أن أُوفق لاقتنائهما والإفادة منهما ..
لكن أخي الفاضل
مطلبي موجود ضمن المراجع التي عُدت إليها في تأصيلك الجميل هذا ..
وجدته في الهامش رقم (12)
لذلك سألتك أين أجده؟
فهل عُدت إليه في موقع معين على الشبكة مثلا ..
آمل أن تدلني .. فضلا لا أمرًا
فيض تحية
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 11 - 2005, 08:20 ص]ـ
:::
سلام وبعد ..
فقد انتظرت إجابة أو توضيحا من الأخ زيد الخيل؛ كي لا أتهمه جزافاً؛ إلا أنه للأسف لم يردّ علي مع دخوله المنتدى!
وقد استغربت منذ أن قرأت المقال؛ لإحساسي أنه قد مرّ علي سابقاً، وبعد أن بحثت عنه سأرد أنا، ونبقى بانتظار زيد الخيل.
المقالة للمحاضر/ محمد بن سعيد اللويمي من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي في كلية اللغة العربية. وهو من آثار رسالته الماجستير المعنونة بـ (شعر أبي ذؤيب الهذلي دراسة بلاغية أسلوبية).
كما أن ذلك موجود في كتيب صغير جميل له، أسماه (في الأسلوب والأسلوبية).
الكتاب
http://www.arab7.com/up/file/1130993922605.jpg
مفهوم الأسلوب
http://www.arab7.com/up/file/1130993801626.jpg
http://www.arab7.com/up/file/1130994100547.jpg
سيرة المؤلف
http://www.arab7.com/up/file/1130994026672.jpg
والمقال موجود في موقع صوت العربية على هذا الرابط:
http://www.voiceofarabic.com/html/55.htm
ولأن من أسوأ الأمور أن يُنسب جهد علمي لغير صاحبه، الذي أخذ منه السنين، والجهد، والصحة؛ ليخرج في رسالة علمية محكمة. فإن هذه المقالة جزء من هذا الجهد.
وإحقاقاً للحق كتبت ذلك .. ومما زادني حماساً للكتابة، هو ردّ الأخ على الأخت معالي في سؤالها عن أحد المراجع، مع تكراره التجاهل، وعدم الإلماح أنه ليس بصاحب ما نقله هنا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 11:41 ص]ـ
السلام عليكم
الاخوة الاعزاء تحية طيبة وبعد
اني في هذا الرد لاادافع عن نفسى وانما أنا أوضح فقط
بالنسبة للاخت وضحاء ارد عليها فى أمرين:
الاول: أنى الفترة السابقة لم أدخل المنتدى وذلك لحلول عيد الفطر المبارك
وكل عام وأنتم بخير وأنى لم أتهرب من أحد
الثانى: أنى لم أحاول نسبة هذا المقال لى وأنما قد سقط منى سهوا كتابة اسم صاحب المقال علما بأنى عندما أدرجت بعض المواضيع باسم لمسات بيانية فى القران الكريم كتبت فى نهاية المقال
للامانة العلمية / عن الدكتور فاضل السامرائى
وانى وان كنت قد أجبت على سؤال الاخت العزيزة: معالى فهذا لايثبت أنى
قد سلبت حقا ليس لى بنسبة هذه المقالة لى وانما كان من باب المساعدة
وان كانت غلطتى أنى نسيت كتابة:
الامانة العلمية / محمد بن سعيد اللويمي
فقد جل من لا يسهو سبحانه وتعالى وأن الامر كان لايستدعى ذلك وشن هذه الحرب على وانما كان تقويمى بالحسنى أفضل و أقوم
ومع ذلك فانى اعتذر عن النسيان
ولى رجاء الى كل أعضاء المنتدى:
ان كنتم لا تريدونى فى منتداكم الفاضل فقولوا هذا وانى أقسم بالله العظيم لن أزور منتداكم أبدا وأنى سوف أتذكركم بالخير على الوقت الذى قضيته فى ظلال منتداكم
أرجو الرد
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــيل
ـ[معالي]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 12:05 م]ـ
أخانا الكريم زيد الخيل
هون عليك يا رجل!
فأختنا الحبيبة وضحاء ما أرادت إلا ردّ الحق إلى أهله .. فقط!
فلم كل هذا الجزع؟؟!!
وطالما اعتذرت عن هذا الزلل الحاصل .. فالأمر يسير وخير الخطائين التوابون .... وانتهى الأمر!
أما أن تترك الفصيح لعدم رغبة الأعضاء في وجودكـ_كما توهمت_ ... فأمر عجب!!
إذْ لا أذكر أنني قرأت في قوانين الموقع قبل التسجيل .. (إذا لم يرغب الأعضاء في وجود عضو معين فعليه ترك الموقع)!!
أخي
المنتدى يسعكـ كما وسع غيرك .. فابقَ .. وشاركـ إخوانكـ بمقولك ومنقولك ..
ودعْ عنك هذه الأوهام!
وأعلم _يقينًا_بإذن الله_ أن مثل هذا الكلام ستجده لدى أختنا الفاضلة وضحاء وبقية الإخوة والأخوات!!
للعزيزة وضحاء التي أزالتْ عنا الحجب .. دعوة صادقة من القلب
ولك أخي وللجميع
فيض تحية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 01:47 م]ـ
أرجو أن نضع في اعتبارنا الأمور الآتية:
1 - الإخلاص لله.
2 - الإخلاص للأعضاء.
3 - معالجة الخطأ بالحكمة والموعظة الحسنة.
4 - استخدام الرسائل الخاصة للعضو ليستدرك أو يصحح ما صدر منه إن كان نشر النصيحة ستؤدي إلى الخصومة أو ما شابه، وتقديم أخف الضررين.
5 - الفصيح ليس حكرا لأحد، فأنتم ضيوفه، ونحو خدامه، وهو ملك الجميع، بكم يعلو ويرقى.
6 - لنقدم حسن الظن في الأعضاء.
7 - أخي زيد الخيل الله يشهد على حماستك وجهدك ومثابرتك، وإبداعك وفقك الله، فلا تدع للشيطان فرصة، ليبعدك عن شبكتك، وتحرم من مشاركاتك إخوة لك أحبوك من خلالها دون أن يروك.
8 - أختي الكريمة الفاضلة الأريبة الأديبة وضحاء، إن دل ما حدث على شيء فإنما يدل على حرصك وصدقك وأمانتك، وأنا على يقين بأنك ممن شرف الفصيح بوجوده، فاحرصي مع ما أوتيت من علم أن تراعي نفوس الآخرين، أقول هذا مع جزمي بحسن قصدك ونيتك، وفقك الله وجعلك نبراسا للفصيح.
9 - أما أنت أخت معالي فزادك الله حكمة، لا أجد ما أزيده على قولك الفصل.
" وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله "
وكل عام والجميع بألف خير، وتقبل الله أعمالكم وجعلكم من عتقاء شهركم المنصرم من النار.
ـ[لخالد]ــــــــ[04 - 11 - 2005, 02:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم جميعاً ..
سأقطع إجازتي عن الفصيح؛ لأكتب في نقاط ردّا أوضح فيه ما أريد:
1 - أنا لم أجعلك هارباً؛ وإنما استغربت دخولك المنتدى بعد سؤالي المباشر إلا أنك لم تردّ عليه، وهذا واضح من التوقيت!! و تضافر مع ذلك ردّك على الأخت معالي!! أتستغرب بعد ذلك!
2 - ذكرت أخي الفاضل في هذا المنتدى الذي أتصفحه يومياً - تقريباً- موضوعاً هذا رابطه:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=8628
وقد أنزلته في أجزاء متتابعة، ولم تذكر أيضا أنها نقل من كتاب د. ماجدة حمود، وهو كتاب للتحميل في هذه الصفحة في الرد رقم 8 ضمن كتب نقدية وفكرية متنوعة (2).
http://www.azaheer.com/vb/showthread.php?p=119174
وهذه غلطة أخرى لن تودي بك وحدك إنما جميعنا، وفيه غير هذا الموضوع كما أظن.
3 - أعتقد أن مصلحة الفصيح فوق كل اعتبار؛ فمن سيدخل ويقرأ مثل هذا، سيعتقد أن أعضاءه ثلة من المتفيقهين، والمتسلقين. تصور لو أن صاحب المقال قرأه؟ كيف ستكون ردّة فعله، لن تكون أنت المتضرر لوحدك؛ إنما الفصيح، ومن هو تحت مظلته.
4 - وأخيرا .. مسألة أن تترك الفصيح من أجل أن أحد أعضاءه قد صحح خطأ ما؛ وتظن بأن لا رغبة بك هنا؛ فأعتقد أن هذا ليس بجيّد في حقّك؛ بل عليك أن تبقى، وتثبت وجودك .. ولا تكن كما يقول المثل الشعبي: (أردت أن تكحلها فأعميتها)؛ فإنما نحن هنا يجمعنا هم واحد، وهو اللغة العربية، وعلومها، ويشهد الله أني لم أكتب ما كتبته أعلاه من أجل نفسي، وننتظر جديدك يا فارس العربية.
أرجو أن لا أكون قد أخطأت في حق أحد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعيد مبارك.
ـ[لخالد]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 01:48 ص]ـ
ويشهد الله أني لم أكتب ما كتبته أعلاه من أجل نفسي،
.
واضح
بارك الله فيك
عيد مبارك
ـ[معالي]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 07:01 ص]ـ
ويشهد الله أني لم أكتب ما كتبته أعلاه من أجل نفسي،
أرجو أن لا أكون قد أخطأت في حق أحد.
أثقل الله موازينكـ بالحسنات ..
وأصلح الله منا جميعًا النية والعمل ..
وجعل ما تقدمين _وجميع الأحبة_ يوم تلقينه خيرًا وبرًا بإذن الله ..
فيض تحية
ـ[معالي]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 07:05 ص]ـ
المشرف الفاضل أبوذكرى
ما تفضلتم به محل اعتزاز كبير ..
باركـ الله جهدكم الدؤوب
فيض تحية
ـ[معالي]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 07:09 ص]ـ
زيد الخيل
هززتكـ لا أني ظننتكـ ناسيًا
لوعدٍ، و لا أني أردت تقاضيا
لكن رأيت السيف حالة سلّهِ
للهزّ محتاجًا وإن كان ماضيا
فيض تحية
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 10:28 م]ـ
السلام عليكم
لايسعنى غير أن أقول للاخت: وضحاء
بدلا من تتبع ما أدرجه فى المنتدى أرجو أن تضيفى جديدا
وكما يقول الشاعر:
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا
يرمى بصخر فيلقر أطيب الثمر
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــيل
ـ[معالي]ــــــــ[09 - 11 - 2005, 03:29 ص]ـ
أخي الفاضل زيد الخيل
هنا لا بدّ أن أقف دون الغالية وضحاء ..
عظيم ٌ عظيمٌ ما رميتها به ..
ويعلم الله أن المنتدى قد شرف بها وبأمثالها ..
وضحاء .. لم أعرفها _يشهد الله_إلا من خلال هذا الموقع المبارك ..
معطاء .. تبذل فوق طاقة القلب ووعاء الوجدان (كما قلتُ لها ذلك يومًا)!!
امتنّ عليها الواحد الديان بحبٍ للعلم وسعيٍ في إثره عجيب!!
وفوق ذلك وهبها حب العطاء .. فأفادت بقدر مااستفادت ..
ولاأزكيها على الله فهو حسيبها!
هنا أتت وضحاء لردّ الحق إلى أهله وبيان اللبس الذي حصل .. فقط
فلم أسميت ذلك حقدًا_هداك الله_؟؟!!!
أخي
كنتَ هادئًا وأنت توضح موقفك في ردّك السابق ..
فماالذي أثارك هكذا؟!!!!
على كلٍ
تقضي وضحاء هذه الأيام بعيدًا عن الفصيح ..
وحق علينا أن نذكرها في غيبتها بخير .. كما أعلم عنها أنها تذكر الفصيح وأعضاءه بكل خير!!
الفاضل زيد الخيل ..
عتبنا كبير كبير عليك!!
الغائبة/الحاضرة وضحاء
ولو أبصر الأحباب آثار بعدهم
لما أزمعوا بعد المقام رحيلا!!
فيض تحية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 08:54 م]ـ
السلام عليكم
الاخت الغالية معالى: تحية عطرة وبعد
أنا لن أرمى أحد وانما أنا وصفت حالى فقط
اأنا اتكبد العناء فى الحصول على بعض الكتب و أقدمها لرواد المنتدى وأقرب البعيد بدلا من تكبده العناء فى البحث عن ضالته
كما أنى قد أدرجت الكتاب الذى سبقت الاخت الكريمة بذكره و ادعاءها أنى قد أختلسته وانما أنى قد أدرجته بعد طلب من الاخت بيان و الاخت ام ريناد بعد تجاهل طلبهما من أعضاء المنتدى قد فرحتا بذلك و قدروا لى ذلك
اما الاخت وضحاء فانها ترى غير ذلك
وأنت لاتدرى كم أعانى من ادانتها لى مرة تلو الاخرى مع أنى فى المرة السابقة قد اعتذرت على نسيانى
ومع ذلك فأنا أكن لها كل التقدير و الاحترام
وأحب أن أشكرك على دفاعك عن صديقتك الغائبة و هذه اسمى الشيم و الاخلاق
وأحب أن أوضح شيئا اخر وهو:
الموقع الذى استدلت به بأنى قد - دعينى أقول اقتبسته منه فالنفوس صافية الان من اتجاه الاخت الكريمة وضحاء - هو أصلا مقتسبه من موقع اتحاد الكتاب العرب
واختم بقول (هل جزاء الاحسان غير الاحسان)
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــيل
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[10 - 11 - 2005, 08:55 م]ـ
السلام عليكم
الاخت الغالية معالى: تحية عطرة وبعد
أنا لن أرمى أحد وانما أنا وصفت حالى فقط
اأنا اتكبد العناء فى الحصول على بعض الكتب و أقدمها لرواد المنتدى وأقرب البعيد بدلا من تكبده العناء فى البحث عن ضالته
كما أنى قد أدرجت الكتاب الذى سبقت الاخت الكريمة بذكره و ادعاءها أنى قد أختلسته وانما أنى قد أدرجته بعد طلب من الاخت بيان و الاخت ام ريناد بعد تجاهل طلبهما من أعضاء المنتدى قد فرحتا بذلك و قدروا لى ذلك
اما الاخت وضحاء فانها ترى غير ذلك
وأنت لاتدرى كم أعانى من ادانتها لى مرة تلو الاخرى مع أنى فى المرة السابقة قد اعتذرت على نسيانى
ومع ذلك فأنا أكن لها كل التقدير و الاحترام
وأحب أن أشكرك على دفاعك عن صديقتك الغائبة و هذه اسمى الشيم و الاخلاق
وأحب أن أوضح شيئا اخر وهو:
الموقع الذى استدلت به بأنى قد - دعينى أقول اقتبسته منه فالنفوس صافية الان من اتجاه الاخت الكريمة وضحاء - هو أصلا مقتسبه من موقع اتحاد الكتاب العرب
واختم بقول (هل جزاء الاحسان غير الاحسان)
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــيل
ـ[معالي]ــــــــ[11 - 11 - 2005, 08:58 ص]ـ
الأخ الفاضل زيد الخيل
ونحن نشهد أنك ممن خدم الفصيح شأن الفاضلة وضحاء وشأن كثير ممن انتسب إلى الفصيح ..
لكن
بودي لو أغلقنا باب هذا الخلاف الذي خرج عن إطاره العلمي_فيما أحسب_
وأعدنا تركيزنا باتجاه ما يخدم لغتنا وفصيحنا .. فالعلم_والعلم وحده_هو من جمعنا هنا ..
ألا توافقني؟!!
أتمنى ذلك!
لك ولوضحاء
تحية تليق ..
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 02:15 ص]ـ
عجبت لما قرأت هنا / كان ينبغي ع الأخ زيد أن يوثق مراجعه جيدا , ويكتب العبارات التي ليست له , كما اتضح من منسوخات (وروابط) الاخت وضحاء التي خرجت لنا بمجهود ثري وبدت حريصة على الادب والعلم والنقد , الامر هو كما ذكر في أحدى المداخلات حجب كان ينبغي أن تكشف , وعلى زيد الخيل أن يقدم تبريراته الكافية لما فعله من نقل حرفي دون ذكر أن المجهود السابق لايعنيه ,,أسفت كثيرا لما حدث!
والشكر موصول للكاتبة وضحاء على جهدها المستمر والمتألق.
تحية وإجلال
ـ[معالي]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 07:19 ص]ـ
بودي لو أغلقنا باب هذا الخلاف الذي خرج عن إطاره العلمي_فيما أحسب_
وأعدنا تركيزنا باتجاه ما يخدم لغتنا وفصيحنا ..
فيض تحية
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 04:29 ص]ـ
السلام عليكم ..
أنا الحاقدة؟!!!! لن أقول اللهم أنصفني .. ولكن .. غفر الله لك.
الغالية معالي .. ذبّ الله عن عرضك يوم القيامة.(/)
مَنْ مِنْ أصحاب المعلقات العشر أسلم؟
ـ[خالد بووليد]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 03:51 م]ـ
مَنْ مِنْ أصحاب المعلقات العشر أسلم؟
اريد اجابة للاستفادة!
ـ[الخطاف]ــــــــ[13 - 11 - 2005, 11:57 م]ـ
لم يسلم من أصحاب المعلقات سوى لبيد بن ربيعة العامري
أما الأعشى فكاد أن يسلم لو لا أن قريشا صرفته عن هذا الأمر عندما زعمت
أن محمدا يحرم شرب الخمر و قد كان الأعشى مولعا بها فآثر البقاء على
إدمانه و فجوره على الإسلام(/)
مشرفتنا الغالية وضحاء .... تهانينا
ـ[معالي]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 08:17 ص]ـ
:::
عزيزتي وضحاء ..
لستُ هنا لأقرر أنك أهلٌ للـ (إشراف) ..
فذاك من نافلة القول .. ولستِ_ولسنا_ في حاجة إليه!!
بيد أني أردتُ أن أقول:
إن ثمّة أحبة كانوا ينثرون بيننا عبقًا لانعرفه إلا بحضورهم!!
وهؤلاء حينما يعتلون القمة يصبع عبقهم أوسع انتشارًا وأبعد حضورًا ..
بل _صدقيني إن قلتُ_سينتشي من عبقهم_حتمًا_ القمر!!!
لذا_عزيزتي_
لا عجب إن اعتليتِ!
فقد كنتِ هنا بيننا نهرًا من علمٍ غزير وفكرٍ متوقّد وعطاء لايعرف الكلل!!
نهرًا .. تغني على ضفافه حوريات الجد ووالمثابرة ..
وتصدح على هامات نخيله بلابل الطموح والهمة ..
وضحاء ..
أو_وعفوكِ_ مشرفتنا الفاضلة وضحاء ..
هل أطلتُ؟!!
عفوكِ _غاليتي_
إذًا لأقل:
(تهانينا .. لكِ .. ولأنفسنا)
وأرحل ...
تحية تشبه حضورك الأخاذ دائمًا ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 11 - 2005, 01:54 م]ـ
دائما ما تخجلني أحرفك يا معالي ..
لا أدري بماذا أرد عليها؛ فهي دائما تعلوني .. فاعذريني
أرجو أن أكون عند حسن ظن الجميع.
ـ[معالي]ــــــــ[20 - 11 - 2005, 09:10 ص]ـ
فهي دائما تعلوني .. فاعذريني
بل هي دونك!! ولا ريب!
فلتعذري قصر قامة أحرفي عن مطاولة هامتك السامقة!!
أحسبك ولاأزكيك!
ـ[سامح]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 07:15 م]ـ
حياك الله أستاذة وضحاء
أنت أهل لها ..
كوني خلفاً لشر سلف:)
تحية لكما
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 07:33 م]ـ
الخير في الجميع، إن شاء الله.
كلكم أهلٌ لهذا.
ـ[سيبويه الرياض]ــــــــ[08 - 02 - 2006, 04:29 م]ـ
ألف مبروك للمشرفة وضحاء مع تمنياتي لها بالتوفيق والسداد.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[11 - 02 - 2006, 02:12 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[13 - 02 - 2006, 12:58 ص]ـ
مثل هذا القول:
ألف مبروك للمشرفة وضحاء مع تمنياتي لها بالتوفيق والسداد.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[15 - 02 - 2006, 01:31 ص]ـ
أشكركم جميعا ..
ـ[شوقي]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 01:25 م]ـ
نبارك لكِ أختي وضحاء
وفقكِ الله وسدد خطاك
دمتم بخير
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 11:18 ص]ـ
مبارك أيتها الأخت الطيبة
وقُدما إلى الأمام والله معك
ولن يتركم الله أعمالكم
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 03 - 2006, 07:52 م]ـ
لم يبق للرجال شغل هذه الأيّام إلّا تربية الأولاد والعناية بالمنزل--;)
فمبروك للأخت المشرفة وضحاء
ومبروك علينا الأعمال المنزلية: p
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 05:46 ص]ـ
شكرا لكم .. و عذرا على التأخر ..
شيخنا الشرباتي .. أرجو ألا تكون الأعمال المنزلية قد أنهكتك؟
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 10:41 ص]ـ
بين جمال و، وضحاء: جمال / جمال اللغة.
وضحاء: وضوح الفصيح.
إن كان هناك خطأ فهو بسبب جهلي.
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 09:20 م]ـ
أقول لم دعا على مشرفتنا الفاضلة ـ لا لها ـ بكلمة مبروك
لاتقل مبروك بل قل مبارك
تعتبرُ عبارة (مبروك) من التهاني المتداولة الشائعة بيننا، ونقصد بها الدعاء .. بالبركة والنّماء عند المناسبات السارّة. ..
لكنّ الصحيحَ من جهة اللّغة أن نقول (مُبارك) أو (بالبَرَكة) أو (بارك الله لك أو فيك) او (باركك الله)
ونحوها من صيغ التبريكات الصحيحة لغةً وشرعاً، والتي تعني الدعاء بالنّماء والزّيادة
أما (مبروك) فإنها مشتقّة من بَرَكَ البعير يبرُكُ بُروكاً أي: استناخَ البعير وأقامَ وثبَتَ
فقولنا لشخص (مبروك) يعني: بَرَك عليك البعير واستقرّ وثَبَتَ، لأنه اسم مفعول من بَرَكَ
فهذه العبارة في الحقيقة دعاءٌ على الشخص لا دعاءٌ له
والله يسامح من دعا على مشرفتنا:)
وتقبلوا تحياتي
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 09:21 م]ـ
أقول لمن = وليس لما تصحيح
ـ[أبو طارق]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 10:11 م]ـ
أقول لم دعا على مشرفتنا الفاضلة ـ لا لها ـ بكلمة مبروك
لاتقل مبروك بل قل مبارك
بارك الله في مشرفتنا الفاضلة وفيك. وقد نوقشت هذه الكلمة هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=11094&highlight=%E3%C8%D1%E6%DF+%E6%E3%C8%C7%D1%DF) وإلى الآن لم أسترح لإجازتها.
دمت بخير(/)
الأسلوبية .. دراسة موجزة نظرية تطبيقية
ـ[أنشودة المطر]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 04:47 ص]ـ
الأسلوبية .. دراسة موجزة نظرية تطبيقية
أسماء السقيلي
لقد تقدمت المناهج النقدية في عالمنا العربي تقدماً ملحوظاً وإن لم تكن قد وصلت إلى المستوى الذي وصلت إليه أوروبا بيد أن النقاد العرب قد شغفوا بها وأخذوا بلجامها في دراسة وتحليل وتقويم النص الأدبي ..
ومن هذه المناهج التي خدمت النصوص الأدبية وبلورت جمالياتها هي (الأسلوبية) ..
فماذا يقصد بالمنهج الأسلوبي أو "الأسلوبية"؟
المنهج
كما عرفه الجيلالي: (طريقة موضوعية يسلكها الباحث في تتبع ظاهرة، أو استقصاء خبايا مشكلة ما لوصفها أو لمعرفة حقيقتها وأبعادها ليسهل التعرف على أسبابها وتفسير العلاقات التي تربط بين أجزائها ومراحلها وصلتها بغيرها من القضايا، والهدف من وراء ذلك هو الوصول إلى نتائج محددة يمكن تطبيقها وتعميمها في شكل أحكام أو ضوابط وقوانين للإفادة منها فكرياً وفنياً) (1).
أما الأسلوب:
ففي لسان العرب يقال للسطر من النخيل أسلوب، وكل طريق ممتد فهو أسلوب، والأسلوب الفن يقال أخذ فلان في أساليب من القول: أي أفانين منه. (2)
وعرف "ريافتير" الأسلوب بأنه: "كل شيء مكتوب وفردي قصد به أن يكون أدباً". (3)
ويعتبر شارل بالي الفرنسي النمساوي تلميذ دي سوسير "مؤسس المنهج البنيوي" من أوائل المؤسسين لهذا المنهج وتبعه جاكبسون الذي عرف الأسلوبية بأنها "البحث عما يتميز به الكلام الفني عن بقية مستويات الخطاب أولاً، وعن سائر أصناف الفنون الإنسانية ثانياً". (4)
وقد ألمح عبد القاهر الجرجاني إلى الأسلوب في نظرية النظم، فالنظم عند الجرجاني هو الأسلوب، ومن هذه النظرية بنى الأسلوبيون منهجهم الحديث "الأسلوبية" فأضحت بفضل الكثير من الملاحظات المتراكمة علماً خاصاً بدراسة جماليات الشعر والنثر.
ولم يعد المنهج الأسلوبي يعتمد على الألفاظ وعلاقاتها بالجمل والتراكيب والقواعد النحوية فحسب بل " توسع مفهوم علم الأسلوب ليشمل كل ما يتعلق باللغة من أصوات و صيغ و كلمات وتراكيب فتداخل مع علم الأصوات و الصرف و الدلالة و التراكيب لتوضيح الغاية منه, و الكشف عن الخواطر و الانفعالات و الصور , وبلوغ أقصى درجة من التأثير الفني , بل توسع أكثر من ذلك أخيرا (5) و اشتمل على علم النفس و الاجتماع و الفلسفة وعلوم أخرى شهدت دقة مناهجها ومدى صلاحيتها في إغناء المنهج الأسلوبي.
يقول غزوان " وقد أدى الاهتمام بدراسة الأسلوب وتحليله لغويا على وفق معايير لغته أو فنياً على وفق المعايير الفنية , إلى ظهور ما يسمى بالأسلوبية اللغوية التي ترى أن الأسلوب قد يكون انزياخا أو انحرافا, أو عدولا عن السياق اللغوي المألوف في هذه اللغة أو تلك , أو قد يكون تكرارا للمثال , أو النموذج النصي الذي يهتم به الذوق العام أو قد يكون كشفا خاصا لبعض أصول اللغة ومرجعياتها ولا سيما في الوجه الجمالي للتعبير أو ما يسمى بالوجه البلاغي أو البياني" (6)
ومن هنا نستخلص بأن الأسلوبية إنما تعتمد اعتمادا كبيرا على الدراسات اللغوية التي تمهد لدراسة النص الأدبي , لأن الناقد الأدبي -على حد تعبير غزوان- قبل كل شيء يجب أن يكون لغويا جيدا لأنه" لا وجود لأي نص أدبي خارج حدود لغته" (7) وهذا يدفعنا إلى أن الأسلوبية لا تكتفي البتة ببنية النص كما هي البنيوية بل تنظر إلى ما يحيط بها نظرة شمولية تهدف من وراءها إلى خلق جماليات النص الأدبي و تنويره للقارئ.
هذا بالإضافة إلى علاقتها بالبلاغة العربية و ما يعرف بالانزياح و التكرار و الإيحاءات التي يستشفها الناقد من السياقات المختلفة.
ويتحدد المنهج الأسلوبي وفق خمسة اتجاهات (8):
1 - الأسلوبية الصوتية:
وهي التي تهتم بالأصوات و الإيقاع و العلاقة بين الصوت و المعنى.
2 - الأسلوبية الوظيفية:
وتهتم بدراسة العدول أو ما يسمى بالانحراف أو الانزياح.
وتقوم على مبدأين:
أ -دراسة نصوص كثيرة تمثل أنواعاً أدبية مختلفة وأجناسا متعددة وعصورا بغية الكشف عن الآليات التي تتحكم في تكوين الأسلوب الشعري.
ب - الإفادة من نتائج علم النفس .. فدراسة العمل الأدبي أسلوبياً يتطلب التحرك بمرونة قصوى بين الأطراف و المركز الباطني للنص , والوصول إلى تلك النتائج يتطلب إعادة قراءة النص مرارا.
3 - الأسلوبية التعبيرية:
(يُتْبَعُ)
(/)
وكان رائدها بالي الذي شق الطريق للتفريق بين أسلوبين أحدهما ينشد التأثير في القارئ و الآخر لا يعنيه إلا إيصال الأفكار بدقة. وطور تلاميذه هذا الاتجاه عن طريق التوسع في دراسة التعبير الأدبي , فالكاتب لا يفصح عن إحساسه الخاص إلا إذا أتيحت له أدوات ملائمة , وما على الأسلوبي إلا البحث عن هذه الأدوات.
4 - الأسلوبية الإحصائية:
تقوم على دراسة ذات طرفين , أولهما: هو التعبير بالحدث , و الثاني هو التعبير بالوصف , ويعني بالأول الكلمات أو الجمل التي تعبر عن حدث و بالتالي الكلمات التي تعبر عن صفة , ويتم احتساب عدد التراكيب و القيمة العددية الحاصلة تزيد أو تنقص تبعاً لزيادة أو نقص عدد الكلمات الموجودة في هذه التراكيب , وتستخدم هذه القيمة في الدلالة على أدبية الأسلوب و التفريق بين أسلوب كاتب و كاتب.
فمثلاً كتاب " الأيام" لطه حسين تبين مثلاً أن نسبة الجمل الفعلية إلى الوصفية 39% في حين أن نسبة تكرار هذه الجمل في كتاب " حياة قلم" للعقاد لا تتعدى 18% , ومعنى ذلك أن كتاب الأيام أقرب إلى الأسلوب الانفعالي و الحركي من كتاب العقاد الذي يميل فيه إلى الطابع الذهني العقلاني.
5 - الأسلوبية النحوية:
تهتم بدراسة العلاقات و الترابط و الانسجام الداخلي في النص و تماسكه عن طريق الروابط التركيبية المختلفة , ومن هذه العلاقات: استخدام الضمائر و العطف و التعميم بعد التخصيص ... وهذه العلاقات يلجأ إليها الكاتب لتنظيم جملة بعضها إلى جانب بعض مما يؤدي إلى تماسكها و ترابطها ..
وعلى هذا فإن الأسلوبية تواصل تأملها لعالم النص عن طريق القراءة المتعددة الوجوه , وتتحدد هذه الاتجاهات بعضها مع بعض في كيان عضوي يجذب القارئ و يستثير تساؤلاته.
ولعلي أقف قليلا مع هذه الدراسة الموجزة على نص أدبي اعتمده الشاعر وفقاً للمنهج الأسلوبي ...
استقبال القمر
إبراهيم ناجي
أقبل بموكبك الأغرّ ... ما أظمأ الأبصار لك!
العين بعدك يا قمر ... عمياء! والدنيا حلك!
تمضي وراء سحابةٍ ... تحنو عليك وتلثمك!
وأنا رهين كآبةٍ ... بخواطري أتوهمك!
كن حيث شئت فما أنا ... إلا معنىً بالمحال
أغدو لقدسك بالمنى ... وأزور عرشك بالخيال
وأقول صبراً كلما ... عزّ الفكاك على الأسير
روحي وروحك ربما ... طابا عناقاً في الأثير
مهما تسامى موضعك ... وعلا مكانك في الوجود
فأنا خيالك أتبعك ... ظمآن أرشف ما تجود
قمر الأماني يا قمر ... إني بهم مسقمِ
أنت الشفاء المدَّخر ... فاسكب ضياءك في دمي
أفرغ خلودك في الشباب ... واخلع على قلبي الصفاء
أسفاً لعمر كالحبابِ ... والكأس فائضة شقاء
خذني إليك ونجِّني ... مما أعاني في الثرى
قدحي ترنِّق اسقني ... قدح الشعاع مطهرا
واهاً لأحلام طوال ... وأنا وأنت بمعزلِ
نعلو على قمم الجبال ... ونرى العوالم من علِ
يحلل شكري عيّاد هذه القصيدة فيقول:
(يوحي عنوان هذه القصيدة بنوع من التفاؤل أو الفرح، فالاستقبال يكون لضيف عزيز نسعد بقدومه، أو لشخص عظيم نحتفل بلقائه، والوزن القصير المرن (مجزوء الكامل الذي تتعادل فيه المقاطع القصيرة والمتوسطة الطول) يزيد القصيدة إشراقاًَ.
ومناجاة القمر تستمر مع الشاعر من أول القصيدة إلى آخرها.
ولعلنا وقد استرعى نظرنا امتداد الحوار بين الشاعر والقمر على طول القصيدة، نجد من الأوفق أن نبدأ تحليلنا الأسلوبي لها بملاحظة طريقة خطاب الشاعر للقمر.
والسمة المميزة لخطاب القمر هنا هي كثرة أفعال الأمر التي يراد بها الدعاء أو الرجاء أو التمني، وفعل الأمر هنا يقوم بترقيم القصيدة أو بتحديد بدايات الفصول، فالمقطع الأول يبدأ بفعل أمر (أقبل)، والمقطع الثاني يبد بفعل أمر كذلك (كن)، وبعد ثلاثة مقاطع تأتي بداية مختلفة ولكنها تؤدي وظيفة "الترقيم" كفعل الأمر أو أقوى منه، وهي النداء المكرر "قمر الأماني يا قمر" ويمكننا أن نلاحظ هنا ما في إضافة القمر إلى الأماني من حذف حرف النداء ثم كرر النداء بـ (يا) في ذات البيت، وفي الفصل الأخير تتعاقب ستة أفعال أمر في ثلاثة مقاطع وهم "اسكب، أفرغ، اخلع، خذني، نجني، اسقني" أما المقطع الختامي فيبدو أنه مميز عن الفصل السابق إذ بدئ باسم فعل مضارع يدل على التعجب "واهاً" وخلا من أي فعل أمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويبدو لنا أن تركز أفعال الأمر الدعائي في المقاطع الثلاثة التي سبقت المقطع الأخير يعبر عن تصاعد انفعال الشاعر، في حين أن خلو المقطع الأخير منها يدل على الوصول إلى نقطة إشباع. ويؤكد ذلك استعمال اسم الفعل الذي يدل على التعجب، والعطف بين ضمير المتكلم وضمير المخاطب.
ويستوقف نظرنا من بين هذه الأفعال قوله في ابتداء المقطع الثالث "كن حيث شئت" فهذا الأمر يختلف عن فعل الأمر السابق "أقبل"، وعن الأفعال التالية "اسكب ... وأفرغ .. " التي تدل على التضرع والدعاء.
إن الذي يقول كن حيث شئت يريد بها نوعاً من التحدي، وكأنه يقول "لا يهمني من أنت، ولا ابن من تكون" وبهذا يشعر خصمه أنه أعد له اللقاء المناسب، ولكن انظر إلى ما أعده الشاعر هنا "ما أنا إلا معنىً بالمحال" إن شجاعته هي شجاعة من استعد لأن يضرب حتى الموت وكأنه يقول "عظمتك لا تخيفني، لأني أعلم أني لا شيء".
أما إذا نظرنا إلى الصور فمخاطبة الشاعر للقمر كما لو كان إنساناً عاقلاً أمر غير مستغرب في لغة الشعر ... فتلك الصور التي رسمها الشاعر تعبر عن شوقه إلى الانعتاق من هموم الدنيا، وقد عرف بسخطه على الحياة والأحياء، ناعياً سوء حظه وضياع عمره، ولكن لا بد أن نتوقف عند سلبية الصور التي يرسمها لنفسه، فهو لا يخوض صراعاً من أي نوع كان، وإنما هو فريسة الهم والسقم والشقاء، ولذلك فإن "القمر" يجب أن يصنع له كل شيء، ويجب أن يشفيه من همه المسقم، وأن يجعله خالداً مثله، ويأخذه بعيداً عن عالم المعاناة هذا، وربما خيل إلينا قوله "واخلع على قلبي الصفاء" أنه يعاني نوعاً من الصراع الداخلي، لكننا لابد أن نستبعد هذا الفهم حيث نجده يقول: قدحي ترنَّق فاسقني ... قدح الشعاع مطهرا
فهو (مستقبل) فحسب، الحياة تسقيه كدرا، وهو يريد شراباً صافياً، مع أنه لم يفعل شيئاً يستحق هذه النعمة إلا الصبر والتمني.
ولابد أن نلاحظ أيضاً أن تمثيل الشاعر للنعمة التي يرجوها من القمر قد غلبت عليها صورة "الشراب": "ما أظمأ الأبصار لك"، "ظمآن أرشف ما تجود"، "اسكب ضياءك في دمي"، "أفرغ خلودك في الشباب"، وإن كانت هناك صورة لمسية وهي صورة العناق "طابا عناقاً في الأثير"، وصورة بصرية "العين بعدك عمياء"، وثالثة مستعارة من اللبس "اخلع على قلبي الصفاء" ... وغلبة صورة الشراب تجعلنا نميل إلى الظن بأن في القصيدة حزمة انفعالية ترجع في منشئها إلى المرحلة الفمية في حياة الطفل ... فعلماء التحليل النفسي يقولون: ترتكز حياة الطفل النفسية في أشهره الأولى حول فمه، فالفم هو مصدر المعرفة ومصدر الوجدان والنزوع جميعاً، فهو يرضع بفمه، يحب بفمه، يناغي بفمه، ويميز الأشياء بفمه، والدليل على أن هذا الفم هو مصدر الأحاسيس الوجدانية لدى الإنسان في مراحل حياته الأولى هو أننا ربما لاحظنا أن الطفل عندما ينتهي من الرضاعة يتصبب عرقاً، وهذا يدل على الاندماج الكامل بين الأم والطفل، وعندما تنزع الأم طفلها قبل إتمام الرضاعة فإن أمارات الفزع والغضب تبدو واضحة عليه تماماً.
فالشاعر يريد أن يشعر بالاندماج الكامل بينه وبين القمر فيخلع عليه صفات الأم من العناق في قوله "طابا عناقاً في الأثير" فهو تعبير دقيق عن عناق الأم لطفلها، ومن الحنان في قوله "تحنو عليك وتلثمك"، أما في قوله "العين بعدك عمياء" فهي تطابق المعروف عن اكتمال الإحساسات البصرية لدى الرضيع وأنها أول ما تتركز على أمه.
فالصور تغوص في أعماق العقل الباطني وإن تشربت كثيراً من التجارب الواعية، فهو –الشاعر- يعيش وسط أحلام وأماني وأوهام يحاول أن يصل إلى السعادة المفتقدة من خلال مناجاته مع القمر وكأنه طفل يحاول أن يتشبث بتلابيب أمه الغائبة.
فرؤيا الشاعر المفتقدة التي يختم بها قصيدته رؤيا التوحد مع الأم، في وجود لا مكان فيه لغيرهما، وقد شعر بأنه مع ذلك الكائن العجيب القادر يحلق في الأعالي وهذا ما يقوله اللاوعي واللاشعور ... أما وعي الشاعر فيقول إنه حلم مستحيل ولكنه وقد أعد نفسه له لا يملك إلا أن يسترسل فيه). (9)
*
*
*
(يُتْبَعُ)
(/)
إن قراءة نقدية كقراءة شكري عياد تعد من القراءات النقدية الحديثة التي خدمت القصيدة وبلورت معالمها، فلا تعد قراءة في –مجال النقد الأدبي- خاطئة وصائبة، ولكنها إما قاصرة أو كاملة ... فالمجال النقدي مجال مرن يتقبل وجهات النظر المبنية على أسس ومناهج علمية مدروسة.
لقد أجاد الناقد في تحليله من حيث ترسمه للاتجاهات الأسلوبية الصوتية والتعبيرية والوظيفية والإحصائية والنحوية ...
تلك الاتجاهات التي اتضحت جليةً في تحليله، فالمستوى الصوتي اتضح في بيانه للوزن والقافية ومدى أثرهما على النص، والتعبيري في بيانه استخدام الشاعر لخطابه الخاص الموحي بالحرمان والشوق إلى الانعتاق من هموم الدنيا، أما على المستوى الوظيفي ففي مدى أثر هذا النص على المتلقي، والصورة التي بُلورت في نفس المتلقي فتراءت له معان جديدة ... كصورة الأم والطفل، بالإضافة إلى اعتماده على التحليل النفسي لمراد الشاعر في إيحائه للأم من خلال حديث الشاعر للقمر.
أما المستوى الإحصائي فتراءى من خلال بيانه لأفعال الأمر التي استخدمت في القصيدة وكيف أثرت فيها، وكذلك على المستوى النحوي في عرضه لأثر العطف على الجمل الذي أدى بها إلى التماسك والترابط.
بيد أن الناقد قد غض طرفه عن أمر مهم تهتم به الأسلوبية وهي مسألة (الانحراف أو العدول) فالقصيدة مليئة بالانحرافات في مثل قوله "سحابة تحنو عليك"، "اسكب ضياءك"، "أفرغ خلودك"، "قدح الشعاع" فهذه الانحرافات من المصادر الجمالية في النص الأدبي تعطيه مزيداً من التوهج والإثارة وتمارس سلطة على القارئ من خلال ما تحمله من عنصر المفاجأة والغرابة ... فهي توسع دلالات اللغة وتولد أساليب جديدة لم تكن دارجة أو شائعة في الاستعمال.
وكذلك ما أحدثه التكرار لكلمة (قمر)، فقد تكررت في القصيدة أربع مرات، في العنوان وفي المقطعين الأول والسادس ... ولا يخفى م لهذا التكرار الصوتي في النص من قيمة إيحائية ودلالية. فقد ارتبط القمر في عنوان القصيدة بالمصدر (استقبال) فإضافة القمر للمصدر أوضح أن ثمة لقاء سيأتي، وأن هذا اللقاء إلا لشخص بعيد عزيز لديه ... لكن هل حدث هذا اللقاء أم لم يحدث لا ندري؟! .. فما إن ندلف إلى القصيدة حتى تخبرنا بأن هذا اللقاء لم يكن إلا أمانٍ وأوهام وأحلام تجلب الحسرات .. فارتباط القمر في المقطع الأول (بالعين العمياء) ليدل على استيائه ويأسه من حلول هذا اللقاء بأس شكل من الأشكال، كما هو الإنسان الأعمى الذي لن يستطيع يوماً أن تلتقي عينيه بالدنيا.
ثم يكشف الستار عن حقيقة مجلجلة في نفسه في المقطع السادس بأن هذا اللقاء الذي ينتظره –حقاً- ما هو إلا أحلام وأماني ... وقد تكررت كلمة (قمر) في هذا المقطع مرتين لتدل على قيمة وجدانية علية، وأن الشاعر قد بلغ ذروة انفعاله!
يقول غريماس:"ثمة ما يبرر للتكرار وجوده، أنه يسهل استقبال الرسالة". (10)
ويقول عياشي:"غير أن وظيفة التكرار لا تقف عند هذا الحد، ذلك لأنها تخدم النظام الداخلي للنص، وتشارك فيه، وهذه قضية هامة لأن الشاعر يستطيع بتكرار بعض الكلمات أن يعيد صياغة بعض الصور من جهته كما يستطيع أن يكشف الدلالة الإيحائية للنص من جهة أخرى". (11)
فكلمة (قمر) في سياقها النصي هي الكلمة المحورية والجوهرية التي سلطت أضواءها على فضاءات النص وبلورت جمالياته.
هذا بالنسبة إلى ذات النقد، أما بالنسبة إلى المنهج المتبع وهو المنهج الأسلوبي فإنه يعيد لنا نشوة التراث حيث "نظرية النظم" عند عبد القاهر الجرجاني، فقد دعا إلى النظرة الشمولية التي تمكن القارئ من الوقوف على جماليات النص الأدبي، فلا يستطيع القارئ الحكم على النص من قراءة بيت أو عدة أبيات، وإنما يقتضيه النظر والتأمل في القطعة الأدبية بكاملها .. ومن هنا يستطيع أن يتبين المزايا التي تجعله يقف على ما في النص من براعة النقش وجودة التصوير والتعبير. فلا مزية للألفاظ –عند الجرجاني- من غير سياق ولا تفاضل بينها، وإنما تأتي مزيتها وأهميتها من خلال علاقة اللفظة بما سبقها من ألفاظ وما يليها من ألفاظ ... فاللفظة لا يمكن أن توصف إلا باعتبار مكانها في النظم. وهذه من الأدلة التي يستند عليها الأسلوبيون في منهجهم النقدي.
وبنظرة أكثر شمولية ينفرد "حازم القرطاجنّي" بتميزه عن غيره من أهل النظر في علوم البيان والبديع.
فهو أول من قسم القصيدة العربية إلى "فصول"، وأول من أدرك الصلة الرابطة بين مطلع القصيدة وآخرها الذي يحمل في ثناياه الانطباع الأخير والنهائي عن القصيدة.
وبناؤه لهذه النظرة على الاستهلال والخاتمة قائم على أسس نفسية تراعي شعور القارئ ونمو التأثير العاطفي والوجداني فيه، فمن طبيعة القارئ الإحساس والتجاوب مع المشاعر المتجانسة التي تفيض في جوٍ أو مناخ خال من التقلبات العاطفية". (12)
وتلتقي نظرة القرطاجني في تقسيمه للقصيدة إلى "فصول" مع نظرة الأسلوبيين المعاصرين في تقسيمهم النص الأدبي –بغض النظر عن جنسه- إلى "أبنية"، فما "البنية" إلا مصطلح مقابل لما أسماه القرطاجني بالفصل حين قصد به: التقاء أبيات القصيدة وترابطها مؤلفة وحدة معنوية.
لذا من الرائع بل من الأروع أن نجمع بين تلك المناهج النقدية قديمها وحديثها، ونأخذ منها ما نراه من نظرةٍ فاحصة أنها ستخدم النص الأدبي وتكسيه حلة جديدة، وتعطي كل ذي حق حقه سواء كان من جهة المبدع أو النص أو المتلقي أي (المرسل، والرسالة، والمرسل إليه).
-----
(1) مجلة الموقف الأدبي , العدد 404
(2) انظر لسان العرب مادة (سلب)
(3) اتجاهات البحث الأسلوبي , لشكري عياد
(4) النقد الأدبي الحديث أسسه الجمالية , للدكتور: سعد أبو الرضا
(5) المرجع السابق.
(6) أصداء دراسات أدبية نقدية , للدكتور: عناد غزوان.
(7) المرجع السابق.
(8) في النقد و النقد الألسني: للدكتور: إبراهيم خليل.
(9) مدخل إلى علم الأسلوب: للدكتور: شكري عياد .. "بتصرف"
(10) الأسلوبية وتحليل الخطاب: للدكتور: منذر عياشي.
(11) المرجع السابق.
(12) الأسلوبية ونظرية النص .. للدكتور: إبراهيم خليل.
**
كنت أتمنى أن أضيف هذا الموضوع في صفحتي على ناشر الفصيح , لكن يبدو أن برمجة الناشر لا تستجيب منذ فترة لذا نشرتها هنا لتعم الفائدة بإذن الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 11 - 2005, 05:45 ص]ـ
أشكرك بشدة على هذا الطرح الجميل ..
لقد أثرت شهيتي ..
ـ[# معاوية #]ــــــــ[05 - 12 - 2005, 08:15 م]ـ
شكرًا لك ..
ـ[الهاشمية]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 12:45 م]ـ
ما أروع ماطرحت أخي أنشودة المطر ..
حقا أفدتني ..
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 01:28 ص]ـ
اختي العزيزة /
شكراً جزيلاً وانا بالفعل استفدت منكِ جم الإفادة واشكركِ على طرحك الرائع واتمنى لكِ مزيد من التوفيق والنجاح .....
ـ[خولة قوال]ــــــــ[31 - 01 - 2010, 05:43 م]ـ
شكرا جزيلا لك على الموضوع القيم
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[31 - 01 - 2010, 08:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المطالعة السريعة على هذا التوضيح للاسلوبية، لاحظتُ امراً وهو:
عدم التفريق بين الاسلوب والاسلوبية.
السؤال هل هناك فرق أم انهما مترادفان.
بارك الله فيكم.
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[31 - 01 - 2010, 08:41 م]ـ
ومن هنا يتضح لنا الفرق بين الأسلوب والأسلوبية (علم الأسلوب) وهي كما يلي:
? الأسلوب وصف للكلام , أما الأسلوبية فإنها علم له أسس وقواعد ومجال.
? الأسلوب إنزال للقيمة التأثرية منزلة خاصة في السياق , أم الأسلوبية فهي الكشف عن هذه القيمة التأثرية من ناحية جمالية ونفسية وعاطفية.
? الأسلوب هو التعبير اللساني والأسلوبية دراسة التعبير اللساني.
ملحوظة: من العلماء من قال بأن مصطلح"علم الأسلوب" مرادف للأسلوبية ومنهم من فرق فقال بأن علم الأسلوب يقف عند تحليل النص بناء على مستويات التحليل وصولا إلى علم بأساليبه.
أم الأسلوبية فهي تتجاوز النص المحلل المعلومة أساليبه إلى نقد تلك الأساليب بناء على منهج من مناهج النقد المعروفة , ولكن الذي يظهر أن الفرق بينهما ضئيل جدا وأنهما يلتقيان في كثير من الجوانب.
الأسلوبية
دراسة وتطبيق
إعداد الدارس:عبد الله بن عبد الوهاب العمري
السنة المنهجية للماجستير بقسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي
أستاذ المادة: أ. د.سعد أبو الرضا
عضو هيئة التدريس بقسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي
ـ[عمر مصطفى]ــــــــ[05 - 02 - 2010, 02:46 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء.
ـ[عمر عبدالله مقابلة]ــــــــ[19 - 06 - 2010, 08:28 م]ـ
أخي الكريم: نفعني الله وكثير من زملائي بما تفضلت به عن الأسلوبية وجعله الله في ميزان حسناتك.
ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[30 - 06 - 2010, 09:34 م]ـ
أخي أنشودة المطر لقد تأملت وتأملت ماكتبت بكل إمعان, لجمال السرد ,ودقة البحث ,وتكامل المعلومة, وذكر المراجع بكل مصداقية.
صفحة متكاملة نتلهف لمثلها في موضوعات أخرى
ننتظر جديدك بشغف
تقديري(/)
سمات التعبير الرمزي في الأدب الملتزم .. (حلقات متتابعة)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 01:15 م]ـ
تعريف الرمز:
في اللغة: الإشارة والإيماء. (1)
أما في الاصطلاح فهو " كل إشارة أو علامة محسوسة، تذكِّر بشيء غير حاضر" (2). فيُفهم من ذلك أن الرمز عبارة عن إشارة تومئ من طرف خفي إلى أمور لا يريد أن يذكرها الأديب صراحة؛ لغرض في نفسه، أو أن لغته لا تقوى على أدائها.
الرمز في النصوص المقدّسة:
1 - القرآن الكريم:
دائماً ما ينهل الأديب المسلم من القرآن الكريم دروساً، ونماذج يستفيد منها في كتابته الإبداعية؛ وذلك أمر طبيعي، لما نعلمه يقيناً بأن القرآن الكريم أساس البلاغة، ولا يزال العرب يكتشفون أسراره وفصاحته.
فقد رمز القرآن في مواضع مختلفة لأمور لم يصرِّح بها، وسأذكر هنا بشكل سريع بعضاً منها، إذ ليس هنا موضع التفصيل:
1. قوله تعالى: (وَلَكُمْ في القِصَاصِ حَيَاةٌ). (سورة البقرة: 179)
2. قوله تعالى: (خُذِ العَفْو وَأْمُرْ بالعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِيْن). (سورة الأعراف: 199)
2 - السنة النبوية:
وكما يستقي الأديب المسلم من القرآن، فإنه يستفيد من أحاديث رسول الله محمد:=، الذي يقول عن نفسه: (أُوْتِيْتُ جَوَامِعَ الكَلِم)، فقد أتى حديثه عربياً رصيناً، وهو النبي الأميّ، نجده في أحاديثه يرمز في جملة لأمور عدة، ومما قاله:=:
1. قال: (لا تَسْتَضِيْئُوا بِنَارِ المُشْرِكِين).
2. وقوله: (إِيّاكُمْ وَخَضْرَاءُ الدِمَنْ).
[ line]
(1) انظر: القاموس المحيط للفيروز آبادي، مؤسسة الرسالة-بيروت ط5 1416هـ:659. والمنجد في اللغة لمجموعة من المؤلفين، دار المشرق-بيروت ط37 1998م:279.
(2) المعجم الأدبي، جبّور عبد النور/ دار العلم للملايين-بيروت ط2 1984م:125.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[30 - 11 - 2005, 05:50 م]ـ
أنواع الرمز:
تتباين الرموز، وتختلف كتباين استخدام الأدباء لها، وبحسب حاجتهم، ومن هذه الأنواع:
1. رمز تأريخي (توظيف التراث):
ومما يدخل في هذا النوع، استدعاء الشخصيات التراثية الإسلامية؛ فالشخصية التراثية في النسيج الشعري ليست تأريخاً يروى، وليست سيرة يحكيها الشاعر، وإنما استدعاؤها يكون في إطار شعري غير محدد بأسوار التأريخ. وقد يقتصر هذا الاستدعاء على رصد بُعدٍ واحد من أبعاد الشخصية، مثل البعد السياسي أو الاجتماعي، وقد يتجاوز هذا البعد إلى الرؤية الشمولية للشخصية كلها، وقد يخاطب الشاعر الشخصية من الخارج ولا يتوغّل في أعماقها، وهذا النوع مليء به.
والأمثلة في ذلك كثيرة، منها:
*توظيف شخصية الصحابي الجليل، القائد الفاتح سعد بن معاذ رضي الله عنه في قصيدة من أوراق سعد بن معاذ للشاعر (د. حسين علي محمد)، يستدعي الشاعر فيها سعداً طالباً منه النصرة، مستثيراً إياه بما يفعله يهود هذا العصر، مستحضراً ما قام به سعد بأمرٍ من رسول الله:= بعدما خانوا العهد؛ ويؤكد أنهم لا زالوا يخونونه: (1)
يأتي إليك الفجرُ
يا سعْدُ امْتطِ الأَهْوالَ مركبةً إلى وزْن القصيدْ
رُدَّ اللغاتَ إلى صِبَاها
إلى أن يقول:
قدْ جاءَتِ الغِربانُ غِازيةً
وقبلكَ صرخةٌ للتلِّ والصحراءِ قامتُكَ السماءْ
هذي يمامتكَ التي رُوّعت برؤى الدماءْ
تمضي إلى الفردوسِ شامخةً مغرّدةً
فكيفَ إذنْ تراها
*ومن توظيف الرمز التأريخي قصيدة السهام للشاعر (عبد الرحمن بارود)؛ فالقصيدة تغصّ برموز ودلالات تأريخية كثيرة، إضافة لرموز أخرى مثيرة للسخرية.
يحكي الشاعر غفلة المسلمين عن دينهم، التي سبّبت لهم المآسي والنكبات المتلاحقة، ويذكر أمماً خلت من (عاد) و (ثمود). وتارةً يذكر اليهود بفصائلهم المتعددة وكأنه يُلمح من طرف خفي إلى أنهم جميعا قد أذلّوا المسلمين؛ إمعاناً في إبراز صورة ما وصلوا إليه من صَغار: (2)
زحفوا يقطرون سمّاً زعافا ** وحفيد الحاخام فيهم أمير
وتلوّت صفراء دهريّة، في ** كل دار بيضٌ لها وجحور
حين تخلو تهذي:"حييٌّ وكعب ** قينقاع .. قريظة .. والنضير
كذلك عندما يتحدث ويصوّر جموع المسلمين بالقطيع (وجميعنا يعلم مع من تأتي هذه اللفظة)!! وإن كنت متفقة مع رأيه:
وقطيع يعدو بثنتين مخزو ** م، وفوق الأعناق نير ونير
يسخر الكون منه: هذا قطيع الـ ** ـعار، هذا الخؤون، هذا الفرور
أيضا نجده يستنجد بشخصيات تأريخية قادت الأمة للنصر في حقبة من الزمن كـ (أبي عبيدة بن الجرّاح) رضي الله عنه.
*كذلك قصيدة (البسوس) للشاعر (د. وليد قصّاب). وظّف فيها قصة حرب البسوس التي قامت في العصر الجاهلي، واستحضرها في العصر الحديث ليدلّل على ما يحدث في الأمة الإسلامية من حروب داخلية، وصراع بين المسلمين، كما حصل في اليمن، وما وقع من غزو من العراق على الكويت: (3)
في كل يوم عندنا حرب البسوس
يتقاتل الإخوان فيها
بالعصيّ، وبالرصاص، وبالفؤوس
فتطيح آلاف الألوف من الرؤوس
إلى أن يقول:
واليوم في اليمن السعيد
عادت بسوس إلى الوجود
زحف الجنوب على الشمال
زحف الشمال على الجنوب
الجاهلية من جديد.
[ line]
(1) ديوان حدائق الصوت، د. حسين علي محمد/ نسخة إلكترونية من الدكتور.
(2) أجمل مائة قصيدة في الشعر الإسلامي المعاصر، أحمد الجدع/ دار الضياء- الأردن ط1 1423هـ:1/ 197.
(3) ديوان أشعار من زمن القهر، د. وليد قصّاب/ دار القلم-دبي ط1 1415هـ:83.
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 04:40 م]ـ
2. الرمز الديني:
وهو إما اقتباس أو تضمين لآية قرآنية أو حديث شريف، يستدعيه الشاعر لحاجة في نفسه، تختلف من شاعر لآخر حسب ما يقتضيه نصه الشعري. فعندما أراد الشعراء التعبير عن أزمة ما تعصف بمجتمعهم أو كيانهم، اختار بعض منهم أن يتكئ على بعد ديني مقدّس في شعره، ليطلّ من خلاله على ما يريد قوله، موظِّفاً لذلك لفظة تُحسب على هذا النص الديني، أو رمزاً يُنسب إليه، أو إحالة تجد مساحتها الخصبة فيه ومنه.
هذا الأخذ من النص الشرعي، لم يكن وليد هؤلاء الشعراء آنذاك، إنما تتناثر جذوره عميقاً في التأريخ العربي والعالمي على السواء، إذ كان الشعر يتلبّس الدين للخروج إلى مساحات أوسع من الواقع المباشر إلى مسافة تمتدّ بين الأرض والسماء، كما أن الدين كان يجد حضوره الخصب أحياناً، في التعبير الشعري.
ممن استفاد من هذا الرمز، الشاعر (د. وليد قصّاب) في قصيدته: إبليس في دم آدم، فقد استدعى الحديث النبوي: (إن الشيطان ليجري من أحدكم مجرى الدم في العروق). إضافة إلى القصة القرآنية التي وردت عن إنزال إبليس لآدم -عليه السلام- من الجنة: (1)
يقول: لا مهرب مني، ولا وزر ** لن تملك الدهر من كفّيّ منعتقا
جريت فيك خلال الجسم منسرباً ** وفي عروقك كنت الماء مندفقا
[ line]
(1) أشعار من زمن القهر، د. وليد قصّاب:38.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 12 - 2005, 03:22 م]ـ
3. الرمز السياسي:
وأكثر ما يمثّل هذا النوع –مما قرأت- قصيدة (اللعين الأول)، للشاعر (محمد المجذوب)، فهي قصيدة رمزية أكثر من رائعة، يتحدث فيها الشاعر عن شخصٍ مكروه من الجميع، ويرمز إلى عمله، بأنه حفّار للقبور، يدفن الموتى من الحرية، والفضيلة، والأمن، إضافة إلى أصحابها الأبطال، فهو لا يدفنهم فقط، بل يجرّدهم قبل ذلك مما يسترهم: (1)
كان جوان –ليته لم يكن- ** يزاول الدفن بإحدى المدن
وكان كل الناس يكرهونه ** لغير ذنب غير ما يحكونه
من كونه يجرّد الأمواتَ ** من كل شيء يستر الرفاتا
وهذه القصيدة تعدّ من الرموز المركّبة؛ فكل أبياتها تعتمد على الرمز، إضافة إلى ذلك فإن الشاعر (المجذوب)، عندما نشرها ذيّلها بـ (الشاعر المجهول)؛ خوفاً على نفسه من الملاعين –كما سمّاهم_ المنتشرين في الوطن العربي، وكابتين أنفاس شعوبهم، فالقصيدة تمسّ الوتر الحسّاس لدى الحكّام الخونة القامعين.
كذلك من النماذج تحت هذا النوع قصيدة (قول مازن) للشاعر (د. وليد قصّاب) رامزاً فيها إلى أن من له سطوة وسلطة فهو حرٌ في تصرفاته، لا يستطيع أحد أن يحاسبه، بينما الضعيف فقط من تُقام عليه الحدود، فهذا حال الدول العربية الآن، متناسية قوله:=: (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها): (2)
لو أنني من مازن
وزعمت ... ثم زعمت .. ثم زعمت
من يقضي ورائي أو يقول؟
أتجه للقصة القصيرة، والقاص (د. محمد الحضيف) في: الدرس .. قصة في التابع والمتبوع (3)، حينما يريد البطل تلقين عائلته فكرة يؤمن بها، وقد وجد ابنه يُفهَّم عكسها! إذ يردّد الابن أنشودته: لا تكن رأساً .. لا تكن رأساً! وفي ذلك تكريس لمفهوم التبعية العمياء. وبعدما وضّح لهم من خلال لعبة قص ولصق لصور الحيوانات، أقنعهم باستحالة أن لا يكون الواحد منهم إلا رأساً، فيُوصل بذلك للقارئ فكرته دونما تصريح.
وحينما تقول ابنته أروى: (من الصعب أن نلعب بالرأس .. ) يورّي القاص باللعب المعتاد لدى الأطفال عن اللعب الذي يقصده .. إذ من كان رأساً يصعب اللعب به، وبمبادئه، بينما الذيل فهو جاهز لذلك.
أخيراً نجد الشاعر السوداني (محمد العباسي) –وقد حفل شعره بالرمز-، نجده في قصائده كثيراً ما يرمز بالغزل لمقاصده السياسية، فقد قال معتذراً: (4)
لو لم يكن بفمي ماء لجئت لكم ** بحجة كانبثاق الفجر إشراقا
يقول في حديثه عن الحاكم، و وعوده الزائفة للشعب، وكأنه يتحدث عن حبيب كثير الصدّ:
خان عهد الهوى وأخلف وعدا ** ظالمٌ أحرق الحشاشة صدّا
ماطلٌ لا يرى الوفاء، فإما ** جاد يوماً أعطى قليلاً وأكدى
من مُعيني؟ هذا الحبيب جفاني ** ومُعيري ثوب الشباب استردا
[ line]
(1) أجمل مائة قصيدة، أحمد الجدع:1/ 237.
(2) ديوان من شجون الغرباء، د. وليد قصّاب/ مؤسسة الرسالة-بيروت ط1 1421هـ:78.
(3) من المجوعة القصصية (غوانتانامو)، د محمد الحضيف دار البراء-الرياض ط1 1422هـ
(4) مجلة الفيصل الثقافية، العدد (41) ذو القعدة 1400هـ:72.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 09:28 م]ـ
4. الرمز الخاص (الذاتي):
وهذا النوع يختلف عن سابقيه؛ لأن الشاعر يرمز إما لحالة نفسية يعايشها، أو رمز خاص به؛ لذلك قد لا يفهمه القارئ، أو الناقد لغموضه، وخلوّه من التداعيات الواضحة، التي تجلو هذا الغموض.
ومن ذلك قصيدة (السفينة) للشاعر (طاهر العتباني)، فقد أتت السفينة رمزاً للوطن تارة، وللصمود تارة أخرى، فالرمز لا ينجلي بوضوح للدلالات التي تتبعه، كما ظهر لنا قبل قليل، فلا نعلم ماذا يريد الشاعر من السفينة، وإن كنت أرى أنها تتعلق بصمود وأمل كبير في نفس الشاعر: (1)
السفينة هذا الوطن
السفينة هذا الصمود الذي
يسكن الدم رغم انحسار الزمن .. والسفينة
هذي المواعيد في دمنا
والأسى والحزن
والسفينة منحتنا
حين يتداعى علينا الطغاة
أيضاً من الرمز الخاص قصيدة (نبوءة العرّافة) للشاعر (د. وليد قصّاب)؛ فالشاعر يرمز إلى الحب العاطفي بين اثنين، بينما هو يقصد أمراً آخر قد يكون شخصاً، أو درجة علمية إذا كان الدكتور يحلم بذلك منذ الصغر، أو قد يكون موطناً بعيداً؛ خاصة إذا عرفنا أن الشاعر قد كتب قصيدته وهو في غربة عن بلاده، وقد يكون بعيداً عن أحبته أيضاً .. ربما: (2)
لكن حبيبك يا ولدي
نجم عال
في حضن الشهب
كنز من تبر
مخبوء في جمر الترب
وتحيط به جند
ثقفت فن الحرب
[ line]
(1) مجلة الأدب الإسلامي، العدد (19) المجلد (5) 1419هـ:108.
(2) ديوان أشعار من زمن القهر، د. وليد قصّاب:71.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[05 - 12 - 2005, 12:45 ص]ـ
سيدتي وضحاء ...
سأنتظر اكتمال الموضوع إن كان هناك بقية
ولي عودة
دمت
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 03:19 م]ـ
سمات الرمز في الأدب الملتزم: (1)
إذن، فالأدب الملتزم ينبغي ألا ينحصر في موضوعات التأريخ الإسلامي وحده، ويفترض ألا يكون مباشراً ووعظياً؛ لأنّه في هذه الحالة سيتساوى مع الخطب والمقالات. وأصدق الفن ـ كما هو معروف ـ هو ذلك الذي يعبّر عن رسالته من خلال الرمز والتلميح، لا التشهير والتصريح. فلا نعجب إذا رأينا عملاً فنياً، رواية كانت أو مسرحية مثلاً، تدور أحداثها في عصر سابق للإسلام، و لا ترد خلالها إشارة للإسلام من قريب أو من بعيد، ثم تجدها بعد ذلك منبثقة من صميم التصوّر الإسلامي للإنسان والحياة والكون.
والرمز كما فهمه القدماء هو الارتفاع بمستوى الأداء الأدبي عن المباشرة حتى لا يكون شيئاً مبتذلاً بين النَّاس، ويحتاج من الآخر أن يبذل جهداً حتى يفهم، لكنَّ هذا الجهد المبذول له ضوابط، فلا يكون جهداً ضخماً مع حصيلة لا قيمة لها، لا بد أن يكون العمل نفسه له قيمة كبيرة تستحق الجهد المبذول في تحصيلها.
وهذا بالضبط كالإنسان الذي يفتِّش في الأرض عن شيء ضاع منه، ويأتي بالغربال ويغربل التراب ويقلِّب ويستمر ذلك ساعات طويلة جداً، فإذا ما وصل إلى الشيء ونظر إليه وجده قطعة من الماس أو الذهب، إذاً هذا الشيء يستحق الجهد. لكن إذا كان الذي وصل إليه بعد كل هذا الجهد عبارة عن خرزة ممَّا يباع في السوق بثمن بخس، فسوف يضرب كفاً بكف ويُتّهم الرجل بأنَّه غير عاقل؛ لأنَّ المجهود الذي بذله لا يتناسب مع الحصيلة التي حصلها.
________________________________________________
(1) انظر: الأدب العربي والأدب الإسلامي، د. محمد أبوبكر حميد.
و كذلك: لقاء مع د. عبده زايد في أحد المواقع الالكترونية.
يتبع
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 06:10 م]ـ
و نعلم يقيناً أن الأدب الملتزم ينأى عن الانجراف خلف المذاهب والتيارات الغربية؛ وإنما يحاول أن يضع لنفسه أسساً تميّزه عن غيره من الآداب، وعندما يقرأ أحدٌ عن التعبير الرمزي في الأدب الملتزم، تتنامى الاستفهامات في ذهنه ..
كيف يكون أدباً ملتزماً بينما هو ينهل من معين ملحد في أفكاره؟!
لماذا لا يكون قائماً بذاته؟!
ولكني أقول قول النبي:=: (الحكمة ضالة المؤمن). فلا يُعاب على الأديب الملتزم أن يستفيد مما لدى غيره أيّاً كان معتقده، ما دام لا يتضارب مع الدين الإسلامي الحنيف، فما كان لا يمسه أخذه، وإن كان متضارباً معه نبذه.
هنالك أيضاً نقطة أخيرة لا بد أن أُلمح إليها؛ وهي أن هناك فرقاً شاسعاً بين (الرمزية) كمذهب، وبين التعبير بالرمز كآلية من الآليات التي يوظفها الأديب دون ارتباط بمذهب (الرمزية)، وإن كان أهم التقاطعات هو وضوح الرمز لدى الملتزمين خلافاً لغيرهم. إضافة إلى استخدام الأدباء منذ القِدم هذا النوع من التعبير، حينما يعجزون عن الإفصاح بأساليب أكثر وضوحاً؛ وذلك لأسباب مختلفة. (1)
[ line]
(1) انظر: مذاهب الأدب الغربي رؤية إسلامية، عبد الباسط بدر/ مكتبة الرشد ط2 1422هـ:47 - 48.
(تمّ بحمد الله)
ـ[معالي]ــــــــ[08 - 12 - 2005, 11:46 م]ـ
أستاذتنا العزيزة وضحاء ..
لاحرمك الله أجر هذه الدرر التي أفدت منها كثيرًا ..
باختصار سأدوّن:
هنا إيجابيات تستحق الإشادة:
1_ عرض الموضوع عرضًا علميًا، وهذا ما أميل إليه.
2_ عرضه على حلقات أتاح لنا المتابعة دون كلل أو ملل .. (ذكية ياعزيزتي:))
3_العرض كان مجملا ومختصرًا .. فكان بمثابة المفتاح وعلينا الباقي .. وهذه حسنة رائعة وجليلة، إذ يفترض أن تُترك لنا مساحة للبحث والتقصي!!
أما المآخذ_وهي رأي شخصي قابل للنقض_:
1_ لأني لاأميل إلا إلى الشعر الخليلي، وددتُ لواقتصرت نماذجك الشعرية عليه!!
(أعلم أنك تخالفيني في ذلك، ولكن كما قلت لك هي وجهة نظر وحسب)
2_ لم تذكري مراجع في هذا الباب: (التعبير الرمزي في الأدب الملتزم_كما تسمينه_)، ما رأيته في الهوامش كان لتوثيق النماذج التي أتيت بها .. فهل هناك مراجع في هذا الباب تحديدًا؟!!
هذا مايحضرني الآن ..
ربما عدت لإضافة شيء بعد إعادة قراءتي لطرحك الجليل هذا ..
امتنان كبير و ود مثله
وجزيت خيرًا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[11 - 12 - 2005, 10:17 م]ـ
أشكر لك معالي هذه المداخلة اللطيفة ..
بالنسبة لاعتماد الشعر الخليلي فقط في الاستشهاد، فأنت تعلمين رأيي في غيره، إذ إن في بعضه شعرا.
أما حديثك عن المراجع .. فأعلم أني زللت حينما لم أذكر بعضا مما استفدت منه في هذه الدراسة اليسيرة، وإن كانت استفادة غير مباشرة؛ مثل:
كتاب (الرمز في الشعر السعودي) د. مسعد العطوي.
قرأت فيه كيف قسّم الرمز، وحاولت أن أسقط التفريع على الأدب الملتزم.
مقال (الأدب العربي، والأدب الإسلامي) لا يحضرني صاحبه الآن، سأعود لملف الرمز في مكتبتي، لأتأكد من ذلك بإذنه تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنشودة المطر]ــــــــ[14 - 12 - 2005, 06:45 م]ـ
الرمز يتعلق (بالرمزية) حتما , فمنها نبع استخدام الرمز على مستوى ظاهر في الشعر الغربي ثم تلقفنا نحن هذه المسألة وبدأت بالظهور بشكل ظاهر كما نرى عند محمود درويش و السياب .. لكن كما قلتِ (الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها).
ولعلي أفيد ببعض الكتب في هذا الجانب,
بناء القصيدة العربية الحديثة , لعلي عشري زايد
الرمزية في الأدب العربي , درويش الجندي
وضحاء ..
اسم يعشق العطاء ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 12 - 2005, 08:15 م]ـ
العزيزة أنشودة المطر ..
أشكر لك حضورك الجميل كعادته .. وإن كان شحيحاً.
هل من الممكن إخباري عن مصدر أن الرمز (كآلية تعبيرية) نشأ من مذهب الرمزية؟
وإن لم تقفي على شيء من ذلك فلنبحث لنتأكد ..
لأني أعتقد أن الرمز كان قبل المذهب ..
بانتظارك عزيزتي ..
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 05:53 م]ـ
الحقيقه ابدعت وضحاء ..
ثمة بحث جاد من مبدعه أصيلة
قد لانختلف هنا هذه المرة!!
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[21 - 01 - 2006, 07:13 ص]ـ
حديثك عن الرمز في العصر الحديث أكثر من بقية العصور، ليتك جعلتِ ذلك مفصلاً في حلقة تالية (أقصد الرمز في العصور الأخرى، في حلقة تالية)، والموضوع جديد ومفيد وقيم، زادك الله من علمه، ووفقك لما فيه الخير.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[21 - 01 - 2006, 09:30 م]ـ
الأستاذ الفاضل محمد الغامدي .. أشكر لك مرورك.
الأستاذ الفاضل حمدي كوكب .. شكرا لك، ولك بمثل ما دعوت لي ..
ولعلّ الله ييسّر لي وقتاً أُسقط فيه بعض أنواع الرموز على الأدب في العصور السابقة.(/)
بحث في الأدب المقارن الرواية والفيلم
ـ[فيريم]ــــــــ[01 - 12 - 2005, 12:30 م]ـ
المقدمة
مما لا شك فيه أن النتاج الأدبي لكل أديب هو بمثابة انعكاس حي لبيئة ومجتمع هذا الأديب، وحينما يتحول هذا المنتج الأدبي إلى عمل فني فإن المخرج يعتلي منصة الفنان ويمسك بريشة المبدع الذي يصوغ بأنامله ورؤيته ملامح الشخصيات التي هي محور ومحرك للأحداث بشكل يجعلها أكثر وضوحاً وهكذا تلتقي فنية الإخراج مع إبداع الأديب ويتفاعلان سوياً ويكون نتاج ذلك الالتقاء و التفاعل ظهوراً لائقاً للعمل الأدبي من خلال شخصيات تجسده وأماكن تصوره وأحياناً إشارات وإيماءات تعطي للعمل الأدبي حوارات صامته لا يمكن للنص الأدبي أن يصرح بها جهرة ومن ثم فإن اللغة في العمل الفني هي التقاء فكري بين كل من المخرج والروائي0
التمهيد
أسباب الاختيار:
يكمن في هذا الموضوع من الأهمية ما يدفع المرء دوماً نحو التحقيق في هذا المجال وقد وقفت عند هذا الموضوع أملاً في المقارنة بين دور الروائي و المخرج وتأثيرهما في العمل الفني حتى يظهر المنُتَج الفني بالصورة التي يراها المشاهد 0
منهج البحث:
سيتم الاعتماد في هذا البحث على المنهج الاستقرائي، حيث أستعرض الرواية وهي رواية (زقاق المدق). للكاتب المصري الحائز على جائزة نوبل 1988م الأستاذ / نجيب محفوظ. يتبع ذلك مشاهدة الفيلم للرواية نفسها؛ مع المقارنة في أداء كلٍ من الفيلم والرواية للرسالة، وتناول أدوات الروائي و المخرج؛ وكيف أسهمت تلك الأدوات لديهما في إجلاء وجهة نظره سواء في الرواية أو الفيلم ثم نقف في الأخير على بعض الجوانب النقدية 0
الأدب المقارن
الأدب المقارن نمط من أنماط الأدب؛ يتيح للأديب و الناقد و القارئ رؤية أشمل للأدب؛ حيث يراه من عدة جوانب؛ لأن رؤية الأديب أو الناقد للأدب من ناحية واحدة لا يسمح بتحديد العلاقة بينه وبين أي نتاج أدبي آخر ينتمي لآخر. و قد يكون منتميا لنفس البيئة؛ أو قد يكون في مجتمع آخر أو لغة أخرى؛ وقد قدم طه حسين في بعض كتبه الأدب العربي قال: "لا يدرس الأدب العربي إلا مقارناً".ومنذ القدم كان التواصل الحضاري مستمر. ومن ثم فإن الأدب المقارن يسمح لنا بإدراك العلاقات الثقافية الحضارية وحينما نتحدث عن العولمة في هذا الآن فإننا من خلال الأدب المقارن نستطيع رؤية العالم ونحن في بيوتنا. ومن ثم فإننا نحتاج إلى رؤية الآخر من خلال المقارنة وهذا مهم جداً في الحياة (1)
وبالتالي فإن الأدب المقارن يدعو للانفتاح والإطلاع على الآخر، فلو انغلقنا على أنفسنا فإن الصورة تبدو غير واضحة ولا نستطيع التفاهم معها. ولكن حينما ننفتح على ثقافة الآخرين. ونحاول أن نفهم الآخر.فإننا نفتح الطريق أمام الآخر ليتعرف علينا. و لنا أن نقول بأننا مازلنا مقصرين في هذا النوع من الدراسات. فمن المعروف مثلاً أن (ألف ليله وليله) نجد لها تأثيراً واضحاً في الآداب الأوروبية ممتد من القرون الوسطى في أدب (بوكاتشيو) الإيطالي. كما نجد مصادر اسلامية كثيرة عند (دانتي) (1)
ومن بين الدراسات المقارنة الناجحة ما نشر عن المصادر الإسلامية في
(الكوميديا الإلهية لدانتي) فقد (كشفوا في اسبانيا 1948 م نصاً من ثلاث لغات: اللاتينية و الفرنسية القديمة والقشتالية بعنوان (قصة المعواج) وهذا النص من المؤكد أن دانتي قد قرأه لأن أستاذه واسمه (لاتيني) كان موجوداً في طليطة آنذاك وقدمه إليه، فهناك تأثير عربي إسلامي مؤكد على دانتي ومن هنا فإن مجال الأدب المقارن ودراساته ما زال مفتوحاً امام الدارسين وقد أسست في السنوات الأخيرة الجمعية المصرية للأدب المقارن وسوف تصدر هذه الجمعية مجلة متخصصة باسم (مقارنات) ومن ثم فإن الأدب المقارن يخدم وينمي النتاج الأدبي بشكل عام وكذا يوضح الصلة بين الآداب في كافة المجتمعات (1)
المبحث الأول
(أ) من الأدب إلى السينما
القسم الأول
من الأدب إلى السينما:
لا يمكن عرض ومشاهدة أي فيلم مأخوذ من رواية أدبية دون أن يتم التساؤل عن ماهية الفرق بينهما، وإن كان الفيلم بعيدا عن النص أو مخلصا له. إذ إن الأعمال التي ينجح معدوها في التعامل الحميم مع الأصل الأدبي قليلة، وغالبا ما يكون على صانعها إيجاد معادل بصري للشكل اللغوي بحيث يمكن تحويلها إلى عمل سينمائي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يمكن لأحد فينا أن يقرأ رواية دون أن يدخل إلى قاعة العرض السينمائية وبجعبته الكثير من الأسئلة أولها يتعلق فيما إذا كان المخرج قد استطاع مع الطاقم أداء وتجسيد روح الرواية.
وفي معظم الأحيان، أو ربما في الغالب، يتم الانحياز إلى العمل الأدبي في أصوله الأولى، إذ إن الرواية تظل أكثر غنى وتعددا من الأحادية التي يفرضها تحويل الأدب إلى سينما.
الكاتب الروائي: نجيب محفوظ:
سيتم تناول أسلوب نجيب محفوظ ولغته ووسائل التعبير لديه من خلال عمل من روائع كاتبنا وهي رواية (زقاق المدق). من المعروف عن معظم النتاج الروائي لنجيب محفوظ أنه تصوير لرحلة الحرمان الاجتماعي الذي تعاني منه الفئة البسيطة في المجتمع المصري بما في هذا المجتمع من اضطراب له علاقة بالحياة اليومية و الحياة العامة من أحداث وأفكار وفلسفات ونزاعات. ومن هنا فإن نجيب محفوظ إنسان نبع من صميم الشعب واهتم بهمومه، كتب عن هذه الفئة من الشعب لأنه ينتمي إليها. ولا شك أن هموم شعبه حركته إلى الكتابة الجادة حيث كان يعي الظروف القاسية السائدة في المجتمع المصري آنذاك وهموم شعبه وهذا ما نراه مجسد في رواية زقاق المدق والتي سنحاول دراستها بشقيها الروائي والإخراجي 0
لغة نجيب محفوظ:
إن أهمية اللغة تكمن في حيويتها وذلك باستخدام الكاتب للأسلوب المليء بالحيوية وألا يكون هذا الأسلوب حافلاً بالزخارف و التكلف وانه يمكن استخدام بعض الزخارف الأسلوبية أو بعض الألفاظ والتعبيرات العامية، إذا كان يخدم موقفاً فنياً في الرواية ويساعد على رسم الشخصية فيها لذلك فإن معرفة اللغة أمر ضروري للقاص ولكل كاتب لأنها الشكل المادي الذي تكسب به الرواية وجودها الواقعي وحينما نقف عند لغة نجيب محفوظ في رواية زقاق المدق نجده بنطق شخوصه ألفاظاً فصحى. إلا أن دلالتها وتراكيبها من حيث تأخير الكلمات وتقديمها أقرب إلى العامية، أما من ناحية مقدمة الرواية فهي اقرب ما تكون إلى لغة المقالة. التي قدم بها لعمله الروائي (1)
ونجد هذا الأمر واضحاً في مقدمة (زقاق المدق). حيث نجده يقول
(تنطبق الشواهد الكثيرة بأن زقاق المدق كان من تحف العهود الغابرة وانه تألف يوماً في تاريخ القاهرة المغرية كالكوكب الدري، أي قاهرة أعني؟ الفاطمية؟ المماليك؟ السلاطين؟ علم ذلك عند الله وعند علماء الآثار ولكنه على كل حال اثر، واثر نفيس 000) (1)
وحينما يصل كاتبنا إلى الشخصيات نجده بالفعل يعتمد على أسلوب وصفي رائع. لا يمكن من خلاله أن تخرج تلك الشخصية حين تناولها فنياً عن نطاق ما يرسمه لها بقلمه فنجده يصف لنا مثلاً شخصية (عم كامل) بائع البسبوسة رغم أنه شخصية ليست محورية في البناء الدرامي لقصة زقاق المدق لكنه رغم ذلك رسم بقلمه أدق تفاصيله قائلاً: (دكان عم كامل بائع السمبوسة على يمين المدخل وصالون الحلو على يساره ومن عادة عم كامل أن يقعد كرسياً على عتبة دكانه يغط يف نومه و المذبة في حجرة لا يصحو إلا إذا ناداه زبون أو داعيه عباس الحلو هو كتلة بشرية جسمية ينحسر جلبابه عن ساقين كقريبتين وتتدلى خلفه عجيزة كالقبة 0000) (2)
ب – الحوار:
الحوار الفني حديث يسن شخصين أو أكثر و الناقد تشارلز مورغان Charles Morgan يطلق كلمة محادثة على الكلام الذي يدور على ألسنة الناس في الحياة أما كلمة حوار فيعتبرها خاصة بكلام الشخصيات في القصص والمسرحيات وهو عنصر فني من عناصر الأسلوب القصصي أو الروائي وهذا العنصر في الرواية يوحي بثقافة الكاتب وإدراكه لخطورة الدور الذي يؤديه الحوار في العمل الفني (1)
وحينما تدخل إلى لغة الحوار لدى نجيب محفوظ فإنه يعتبر صورة من صور الأسلوب ومن الوسائل التي أعتمدها في رسم الشخوص وتطوير الإحداث، ومن ثم فهو يستعمل الحوار لتطوير موضوع الرواية و الوصول بها إلى النهاية، وفيه تستحضر الحلقات المفقودة في الحديث، وبه يتم الكشف عن جوهر الشخوص ويدور الحوار في رواية زقاق المدق حول فكرة معينة، يحرص كاتبنا على ألا يصرح بها مباشرة،من ذلك ما نجده في الحوار الواقع بين أم حميدة و الست سنيه عفيفي حول فكرة الزواج؛ التي تحاول أم حميدة ترويجها للست سنية عفيفي صاحبة العقار، نعم يا ست سنيه، لذلك خلق الله الدنيا كان وسعه يملأها رجالاً فحسب أو نساء فحسب، ولكن خلق
(يُتْبَعُ)
(/)
الله الذكر والأنثى ومنحنا العقل فلا محيد عن الزواج فابتسمت الست سنيه عفيفي، وقالت برقه: كلامك كالسكر يا ست أم حميدة! حلي الله دنياك، وأنس قلبك بالزوج الكامل 0
ونجد لغة الحوار تتصاعد لدى نجيب محفوظ حينما يصور لنا موقف
" حميدة " ممن أغراها وهو " فرج إبراهيم ":
هيا يا عزيزتي فالوقت من ذهب 0
فصرفت وجهها إليه بعنف وقالت بحده: هلا أقلعت عن هذه العبارات السمجة؟
هلا أقلعت أنت يا عزيزتي عن هذه الإجابات الجافة 0
فتهوج صوتها غضباً وهي تقول: أهكذا يحلو لك أن تخاطبني الآن؟
فتظاهر بالملل وقال: أوه أنعود مرة أخرى إلى هذا الحديث المموج " أنت لا تحبني " " لو كنت بتحبني لما أعتبرتني سلعه "
المبحث الثاني
القسم الثاني
(أ) اللغة والحوار في القالب الإخراجي:
السيناريو قصة تحكى بالصور: السيناريو يتعامل مع الصور المرئية, مع تفاصيل خارجية. مع شخص يعبر شارع مزدحم, سيارة تدخل شارع فرعي, باب مصعد يفتح, امرأة تشق طريقها وسط الزحام. في السيناريو تسرد القصة بالصور.
الرواية تختلف عن ذلك, الرواية عادة تتعامل مع الباطن, الحياة الشخصية لشخص ما, مع أحاسيس الشخصية وعواطفها وأفكارها, فالذكريات تأخذ حيّز في الشرود الذهني للفعل الدرامي. الرواية عادة تأخذ مكان داخل رأس الشخصية.
حينما ننتقل إلى جانب الإخراج؛ فإننا نلمح في اللغة التي تدور بها أحداث الفيلم، و التي تحاور بها الشخوص داخل العمل، تكاد لا تبعد كثيراً عن لغة نجيب محفوظ في روايته. حيث أن كاتبنا يعتمد دوماً كما سبق أن أسلفت على اللغة الفصحى وليست الفصيحة بل الفصحى الأقرب إلى العامية، ومن ثم فهو لا يحمل السيناريست أو المخرج عناء التعامل مع اللغة وكذلك فإن اعتماد كاتبنا على لغة الوصف تجعل ملامح الشخصية تبدو واضحة لدى المخرج ولكن نجد هناك إضافات فنية رائعة. قد أضافها المخرج إلى النص الروائي؛ أضافت بالفعل إلى الشخصيات ما يجعلها أكثر نطقاً وتوضيحاً للأحداث. ومما يسمح بتلك المساحة من الإضافة و الحذف من المخرج لأعمال تنتمي إلى نوبل العرب (نجيب محفوظ) كون كاتبنا قد تعامل مع عمالقة الإخراج مثل حسين كمال، حسن الإمام،ويوسف شاهين وآخرين وهؤلاء جميعاً لهم بصمة واضحة في الإخراج وقد أضيفت إلى الحوار جملة جعل منها المخرج لازمة طوال الفيلم استخدم فيها الأسلوب الرمزي وهي جملة" سكة حميدة أخرتها تأبيده " ويكاد المستمع لهذه العبارة التي يرددها أحد شخوص العمل طوال الفيلم يتفهم منها معاني كثيرة 00
ونلمح كذلك تأثير الإخراج على لغة بعض الشخصيات و النزول بها إلى لغة تجعل الشخصية تلامس أرض الواقع من ذلك لغة الحوار في شخصية المعلم حسين كرشه ـ زيطه ـ عوكل بياع الجرائد ـ جعده زوج حسنيه الفرانه، ونلحظ أن لمسات المخرج على لغة وحوار تلك الشخصيات لم تضع مقياساً لكون هذه الشخصية التي تحتاج إلى تعديل لغتها أهي شخصية محورية أم شخصية ثانوية وكذلك استخدم المخرج بعض من الألفاظ العامية بشكل أكثر وخاصة مع الشخصيات النسائية مثل: أم حميدة ـ حميدة ـ الست سنية عفيفي ـ حسنية الفرانه ـ أم حسين زوجة المعلم كرشه، وإن كان نجيب محفوظ في لغته الروائية مع هذه الشخصيات نزل إلى سوق العامية ببعض المفردات التي تنتمي إلى هذه الشخصيات على أرض الواقع.
من أروع الإضافات التي أضافها المخرج إلى الرواية؛ الحوار الذي دار بين حميدة و فرج إبراهيم، حيث ارتفعت لغة الحوار بشكل كبير يتناسب مع الموضوع، وخاصة في المفردات التي تقولها حميدة لفرج إبراهيم الذي اخذ يتحرش بها، ومما لا شك فيه أن أدوات المخرج ووسائله أكثر من الكاتب ومن ثم فقد استطاع مخرج فيلم " زقاق المدق " من استخدام الموسيقى في زيادة الصورة وضوحاً
(يُتْبَعُ)
(/)
دخول (الصوت) إلى الفيلم منح البناء الدرامي للفيلم قوة تعبيرية جديدة، وضاعف من دور (الحوار) في تصعيد الصراع الدرامي للأحداث في الفيلم. وخاصة في مواقف تتعالى فيها النبرة الدرامية كالحوار الذي دار بين " حميدة " و " عباس الحلو " حينما تقابلا سوياً بعدما عثر عليها. ومن أروع المقاطع الموسيقية؛ التي أضافها المخرج من خلال الموسيقى كإحدى أدواته إلى الرواية الموسيقى التي صاحبت صوت الترام ونظرات كل من " حسين كرشه " و "عباس الحلو " يتابعان " " حميدة " ولكن دون تأكد من كونها هي أم لا. صاحب الحوار الصامت تصاعد موسيقي رائع. ومن ثم فقد أضافت الموسيقى أيضاً جانباً رائعاً من جوانب الإبداع إلى الرواية. التي هي في ذاتها قمة الروعة وتضم بين جوانبها مفردات الإبداع الروائي 0
المبحث الثالث
(أ) الشخصيات في الرواية:
تقوم الشخصيات على خدمة الفكرة؛ التي يريد الكاتب أن ينقلها إلى القارئ؛ حيث لا نجد بطلاً معيناً في القصة (1)
إنما البطل هو الإنسان عامة بقضاياه فنجد في زقاق المدق " حميدة " بما تحمل من آمال وتطلعات و " عباس الحلو " وعاطفته و " المعلم كرشه " ونزواته وكذلك " عم كامل " وبساطته وخوفه من المستقبل و " الست سنية عفيفي " ورغبتها الجامحة في الزواج و " السيد رضوان الحسيني " و الورع و التقوى الذي يتصف به و " السيد سليم علوان " الفني ومشاكله مع زوجته إلى .. آخره من شخصيات. نجدها جميعها تخدم فكرة الرواية، سواء كانت تلك الشخصيات محورية أم شخصيات ثانوية. وقد استطاع كاتبنا العظيم أن يرسم ملامح كل شخصية. وكاتبنا حينما يتناول في حديثه شخصية بعينها فإنه يقف عندها بدقة متناهية. يرسم جميع ملامحها حتى يكاد يراها القارئ للرواية على السطور تحاكيه وتتفاعل ويتفاعل معها. فنجده مثلاً يرسم لنا صورة إحدى الشخصيات وهي شخصية " عباس الحلو " بكل دقة قائلاً عنه: " أما صالون الحلو فدكان صغير، يعد في الزقاق أنيقاً ذو مرآة ومقعد غير أدوات الفن 00 وصاحبه شاب متوسط القامة، ميال للبدانة، بيضاوي الوجه، بارز العينين، ذو شعر مرجل ضارب للصفرة على سمرة بشرته، يرتدي بدلة ولا يفوته لبس المريلة اقتداء بكبار الأسطوات " (1)
وهكذا الحال في معظم الشخصيات التي رسمها نجيب محفوظ داخل الرواية " زقاق المدق " سواء منها الشخصيات المحورية الرئيسية أم الفرعية الثانوية 0
(ب) الشخصيات:
وبالنظر في الشخصيات التي في رواية زقاق المدق نجد بعضها شخصيات جاهزة منذ بداية الرواية ولم يطرأ على مجريات حياتها تطور بعينه مثل شخصية " عم كامل " بائع البسبوسة و " الشيخ درويش " و" سنقر القهوجي " جميعها شخصيات تسير على وتيرة واحدة. إلا أنه هناك شخصيات نجدها تبنى من خلال العمل الروائي نفسه مثل شخصية "حميدة" التي بدأت تتزايد فنجدها في البداية فتاة تعيش مع أم لها بالتبني، ثم سرعان ما تتطلع لأحلام وطموحات أعلى من قدرتها. حتى تصير هي محور الدراما، و المحرك الأساسي له بعدما هربت مع "فرج إبراهيم" الذي أغراها بالزواج. ثم سرعان ما خلا بها وتاجر بجسدها وهذه روعة نجيب محفوظ فهو لا يفرق في بنائه بين شخصية رئيسية أو فرعية 0
(ج) التشخيص في الفيلم:
لنا أن نقرّ في بداية تناول هذا الجانب، أن نجيب محفوظ في رواية زقاق المدق قد اهتم إلى حد كبير في رسم الشخصيات بالنواحي الداخلية و النفسية. وبالتالي فقد ترك للمخرج مساحة كبيرة لوضع الرتوش الفنية على الشخصيات من ملابس وإكسسوارات تسهم في الفيلم. من ذلك مثلاً شخصية " عم درويش " فقد أهتم الكاتب ببيان صفاته الداخلية مثلاً: أنه يجيد اللغة الإنجليزية، وأنه كان متمرداً إلخ 00 "
" كان الشيخ درويش على عهد شبابه مدرساً في إحدى مدارس الأوقاف، بل كان مدرس لغة انجليزية وقد عرف بالاجتهاد و النشاط، وأسعفه الحظ فكان رب أسرة سعيدة ". وهكذا استطاع توضيح ملامحه الداخلية فقط. أما المخرج فقد قام بوضع الشيخ درويش في صورة الشيخ الدرويش؛ أي الشيخ المعتاد عليه، في زي قليل الهندام، وعصا يتوكأ عليها، وعمامة رأس، وعبارات يكررها دوما. ً وقد كان التجديد في شخصية "الدراويش" في هذا الفيلم؛ أن معظم العبارات كانت باللغة الإنجليزية، وكذلك رسمه لملامح شخصية " سنقر " صبي القهوجي. وكذلك صورة " عباس الحلو ". فرغم وضوح
(يُتْبَعُ)
(/)
ملامحه في الرواية إلا أنه قد صُبغ من خلال لمسات المخرج بأشياء أفادت العمل الروائي ككل، ومن ثم جعل الشخصية تجسد المحتوى الفكري بشكل يبرزها وهنا نقول أن من الأمور التي تيسر على المخرج إجلاء شخصيات نجيب محفوظ بهذا الشكل كون هذه الشخصيات من واقع المجتمع المصري؛ يلتقي بها المرء دوماً في الشارع؛ ومن ثم يستطيع بسهولة ويسر رسم هيكلها بوضوح 0
التعليق والرأي الخاص:
دراسة أدب نجيب محفوظ فرصة سانحة للتعامل مع العالمية في الأدب. ومما يعطي هذه الدراسة من الأهمية؛ كونها تتبع النتاج الأدبي حتى آخر مراحله، وهي مرحلة الإبداع الفني " الفن السابع". وما يمكن قوله بعد قرب انتهاء تلك الدراسة، أن المخرج يمكن أن يضيف على الرواية ما يجعلها تظهر بشكل أوضح وتكون لمساته واضحة في ذلك ويمكن أن يطمس معالمها إذا ما أساء فهم فكرة الرواية. و من خلال تناولنا لرواية زقاق المدق نلحظ التقاء قممي بين قطبين من أقطاب الإبداع، سواء في مجال الكتابة أو الإخراج. وهذا الأمر حينما يحدث يكون النتاج بالفعل رائعاً، يستمتع به المشاهد أكثر مما يستمتع القارئ ولنا أن نقر أننا بحاجة إلى المزيد من الدراسات في هذا الجانب والغوص في أعماق الأدب والفن العربي 0
الخاتمة
في ختام تلك الجولة الفنية والأدبية بين أروقة النتاج الأدبي لنوبل العرب وأحد لبنات البنيان الثقافي في مصر و المجتمع العربي نجيب محفوظ؛ الحائز على جائزة نوبل في الآداب و الذي تمكن من إيصال الأدب العربي إلى العالمية، وكأنه يحصل بجائزته هذه على شهادة عالمية الأدب العربي و على اعتراف دولي بمناطق الفكر العربي ونتاجه لشتى الأفكار. ومن ثم فقد كانت تلك الدراسة بمثابة إطلالة على إحدى روائع كاتبنا نجيب محفوظ "زقاق المدق". و التي حاولت من خلال تلك الوقفة أمام هذا العمل؛ أن أبرز العلاقة بين الرؤية القصصية للكاتب أو الروائي، وبين الرؤية الإخراجية للمخرج في حال تحولت القصة إلى عمل سينمائي. ومن خلال الغوص في أعماق أعمال ونتاج نجيب محفوظ الروائي و القصصي يمكن الوصول إلى حقيقة مؤداها أن كاتبنا حينما يرسم بريشة الفنان ملامح الشخصيات التي تدور في فلك الرواية فإنه يبرز أدق ملامح ومن ثم فإنه يجعل نتاجه الأدبي حينما يتحول إلى عمل فني محتفظاً إلى حد كبير جداً بصورته الأولى التي كانت تحتضنها الأوراق 0
المصادر والمراجع
محفوظ، نجيب زقاق المدق مكتبة مصر
دار مصر للطباعة 0
1 - عثمان، أحمد قضايا الأدب المقارن في الوطن العربي
مركز الدراسات اللغوية والأدبية ـ جامعة القاهرة 0
2 - فريد جورج يارد، ايفلين نجيب محفوظ والقصة القصيرة 0
دار الشروق للنشر و التوزيع ـ ط1 1988م 0
3 - النساج، سيد حامد تطور فن القصة القصيرة
القاهرة ـ دار الكتاب العربي 0
4 - مورغان، تشارلز الكاتب وعالمه، ترجمة شكري عياد
مؤسسة مسجل العرب ـ القاهرة
قد يكون هناك بعض الزلل فاعدلوه ... وليس عندي حقوق محفوظه فإن شئتم انقلوه .....
ـ[أم ريناد]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 03:50 م]ـ
ياأخ فيريم إن موضوعك بغض النظر عن جودته ورداءته فمكانه ليس هنا
بل في منتدى النقد والأدب المقارن فأرجو أن تنتبه لهذه النقطة مرة أخرى
شاكرة لك حسن تعاونك معنا ..
ـ[فيريم]ــــــــ[02 - 12 - 2005, 05:47 م]ـ
المعذرة أدرجته بالخطأ
إن بالإمكان ننقله
ـ[حسن الدربندي]ــــــــ[18 - 12 - 2007, 12:09 م]ـ
نتشكر لكم جدا ...
ـ[باعث العربية]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 02:38 م]ـ
أدام الله لك السلامة
ـ[ميرام المغربي]ــــــــ[08 - 11 - 2010, 01:15 م]ـ
سلام أخت فيريم، إن الرواية و الفيلم ليست من موضوعا ت الأدب المقارن حسب علمي
ـ[عبداتي بوشعاب]ــــــــ[27 - 12 - 2010, 10:10 م]ـ
موضوع رائع(/)
دعائم النثر العربي الحديث عند المستشرقين والعرب المستشرقة.
ـ[# معاوية #]ــــــــ[05 - 12 - 2005, 07:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
خرافة من كتابٍ خرافي
أ - الدعامة الأدبية:
نهض النثر الحديث، أول ما نهض، على دعوة الشاعر الفرنسي المُلا رامي (1842 - 1898) إلى ضرورة إقصاء كلٍّ من السَّرْدِ والخِطَابِ التعليمي من لغة النثر، فبعصره، حسب تعصيره، رغبة ٌ مشحونة ممحونة جامحة للتمييز بين وظيفتين ينهض بهما نوعان من الكلام. أما الأولى فهي وظيفة إخبارية تَذكُرُ محدود الوقائع وتروي الآني منها وتحدّث به. وهذه الوظيفة يضطلع بها السرد والجَرْد.
وأما الوظيفة الثانية فوظيفة جوهرية مطلقة عليّة متسامية متشامخة متشاكسة متشاكلة مترامزة متداخلة متقوقعة غامصة وغامضة ينهض بها النثر.
يتبع
أرجو عدم الرد على الموضوع كُرمى و قُربى لتربةِ مولانا المُلا رامي ..
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[05 - 12 - 2005, 08:05 م]ـ
تلك أمة (فرنسا و أروبا على العموم) عاشت قرونا من الظلمات المدلهمة, وهذا الذي جاء بهذه الطريقة ونعلم أن هذا الذي ترعرع في أحضان تلك الظلمات القاتمة التي كانت تغشاهم من بني جلدتهم, ولهذا فحسبنا أن نقول: له ما له وعليه ما عليه, وأهله أدري بصوابه من غيه.
هذا, ولنا من بعد أن نعقل أن لغتهم غير لغتنا كما أن دينهم غير ديننا, فما يصلح لتجديد الفرنسية نثرا كان أو شعرا, فهو قد لا يصلح لتجديد العربية كما هو المطلوب, ثم ما هو التجديد الذي يفترض أن يكون وهل هو للعربية خادم إن كان, أم أنه عقبة في الطريق….ذلكم الطريق الذي سار على دربه من الأعلام من لا تخفى عليكم أسماؤهم.
ـ[# معاوية #]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 09:45 م]ـ
وكان التمييز بين هاتين الوظيفتين قد أفضى بمولانا المُلا رامي (ومن جاء بعده وأعلن أنه على عهده ونهجه من النثريين والمنظّرين) إلى التمييز بين نوعين من الكلام أحدهما " خليط من اللفظ "، يُسْتَعْمل للتعليم والسرد والجَرْد، والثاني " كَلِمٌ مُصَفَّى " يوافق طبيعة النثر ويختص بها ويطابقها. وقد آن الأوان، حسب قولِ المُلا رامي، لأن ينفرد كلّ من الكلامين بالوظيفة التي ينهض بها ليختص بها اختصاصًا يجنّب أيّ خلط بينها.
يتبع
ـ[# معاوية #]ــــــــ[15 - 12 - 2005, 09:00 ص]ـ
غير أن هذا التمييز الذي قال به المُلا رامي بين " خليط اللفظ " المستعمل في الخطاب التعليمي والسرد والجرد وبين " الكلم المصفى " الذي هو من جوهر النثر، سرعان ما تحوّل إلى مفاضلة ترفع من شأن أحدهما لتغض من قيمة الآخر. وفي سياق هذه المفاضلة تنزّلت معظم الكتابات التعليمية النظرية السردية الجردية حتى أصبح السرد لا يكاد يعبّر إلا عن المحدود التافه والعادي من مظاهر الوجود ووقائعه.
أما الكلام الجوهري المصفى فهو النثر ذاته أو إن النثر كلام مصفى متألق تساميا أو لا يكون.(/)
ما هذا يا أهلَ الروايةِ؟!
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 01:02 ص]ـ
ما هذا يا أهلَ الروايةِ؟! >>
>>
>>
كان شيخنا في القاعة يتحدث عن الروائي المصري نجيب محفوظ , ومن خلالِ حديثِهِ وشرحِهِ تبيَّن لي إلمامُهُ الكبيرُ والجيدُ حولَ فكرِ نجيب محفوظ ورواياتِهِ التي ملأتْ أرففَ المكتباتِ هنا وهناك ومن حسنِ الحضِّ أنَّني قد قرأتُ له في الماضي روايةً اسمُها " اللصُّ والكلاب " , ولاحظتُ أثناء قراءتي لها كثرةَ الألفاظِ العاميةِ المصريةِ المبتذلةِ وكنتُ متعجباً في تلك الفترةِ من هذا الإسفافِ والهَذْر كيف يسمًى أدباً؟! >>
هذا بخلافِ عيوبٍ أخرى وسقطاتٍ كُبرى ليس هذا موضعُهاُ الآن.>>
>>
والواقعُ أنَّني لما رأيتُ شيخنا على هذا القدرِ العالي من المعرفةِ حولَ شخصيةِ نجيب محفوظ طرحتُ عليه هذا السؤال:>>
>>
بحكمِ قراءتك يا شيخُ لهذا العددِ من رواياتِ نجيب محفوظ هل قرأتَ روايتَهُ " اللصُّ والكلاب "؟ >>
>>
قالَ الشيخُ: نعم.>>
>>
قلتُ ألا تلاحظ أنَّ فيها مجموعةً كبيرةً من الألفاظِ العاميةِ المبتذلةِ التي شوَّهتها وحطَّتْ من قيمتِها الأدبيَّةِ والفنيَّةِ.>>
>>
قالَ الشيخُ: نعم , فيها ما ذكرتَ , ولكنَّ دخولَ الألفاظِ العاميةِ فيها لا يعدُّ عيباً وخاصةً في الحوارِ بين الشخصياتِ؛ لأنِّ الروائيَ يحتاجُ إلى هذا في النص!. >>
>>
وقد أثارَ هذا الردُ في نفسي دهشةً كبيرةً جداً!! >>
>>
وممَّ زادَ من دهشتي أيضاً ما أضافَهُ لي أحدُ الفضلاءِ بعد خروجنا من القاعةِ , حيثُ ذكرَ لي ما مضمونه: إن بعضَ النقادِ والروائيين قد تواطَؤا على أنَّه يجوزُ للروائي أن يوردَ في نصِهِ لفظةً عاميَّة ولا تثريبَ عليه! >>
ما دامَ أنَّه يستطيعُ توظيفَها في النصِ الأدبي توظيفاً فنيَّاً!.>>
>>
>>
>>
>>
>>
وضربَ لي بكلمةِ " طز " مثالاً على ذلك قائلاً: إنك لا تستطيعُ إيجادَ كلمةٍ في العربيةِ يمكنُ أنْ تسدَّ في النصِّ مسدَّها , وتكونَ بهذا الإيجاز , فإذا قلتَ في الروايةِ " لا أكترثُ " أو " لا أبالي " أو نحوها من الألفاظِ فإنك حتماً لا تجدُ نفسَ المعنى الذي تمنحُكَ إياهُ كلمةُ " طز ".>>
>>
لم أكدْ أصدٍّق أنَّي أسمعُ مثلَ هذا الكلامِ بهذه السهولةِ وعدمِ الامتعاضِ, فضلاً عن سماعِهِ من أكاديميين ومثقفين بهذا المستوى الرفيع!.>>
>>
لا أدري كيف يستحسنُ القارئُ الأكاديميُ أو النخبويُ المثقف هذه الرواياتِ التي شوَّهتْ أجسادها تلك الألفاظُ العاميَّةُ البغيضةُ؟؟ >>
إنها أشبهُ بدوائر البرص البيضاء في جسد الجميلة الحسناء , فماذا يُغني الحسنُ بعدها؟ وماذا يُجدي الجمال؟ >>
>>
إنَّ هذه الأعذار التي مرًّتْ بنا آنفاً لا تُبرِّرُ أبداً أنْ نسمحَ بهذا الزحفِ العامي على الأدبِ الفصيحِ أو نسكتَ عنه.>>
فالحوارُ يمكن أن يوظِّفَهُ الروائيُّ المبدعُ توظيفاً فصيحاً جَزْلاً دون أنْ يملَّ القارئُ أو يسأم , وهذا هو شأن الأدباءِ المطبوعين في إنتاجِهِمْ الإبداعي الذي تتسلسلُ فيهِ لغتُهُمْ الفصيحةُ الجزلةُ من أولِ النصِ إلى آخرِهِ دونَ ورودِ لفظةٍ عاميةٍ واحدةٍ بحجةِ خدمةِ الحوارِ أو غيره , ولكي أثبتَ ذلك أسُوقُ أجزاءً من قصَّةٍ قصيرةٍ و أخصُّ منها بالنقلِ الحوارُ الذي دارَ بين بطليها , و أترُكُ لكَ المقارنةَ بينه وبين أيٍّ من حواراتِِ أبطالِ نجيب محفوظ. >>
>>
>>
>>
" بدايةٌ مُتعثّرةٌ للقائهم الأخيرِ، وعلى غيرِ العادةِ قضوها في الكلامِ الجارحِ. >>
كرّرَ العِتابَ على مسمعِها، وبالغَ في زجرِها والتعنيفِ عليها، كانتْ مُطرقةً لا ترفعُ رأسها، ولا يُسمعُ منها غيرُ تردادِ النفسِ، تقطعهُ أحياناً شهقةٌ تُبدّدُ صمتَ هديرهِ المُتوالي. >>
لم يكن ليبالي في حديثهِ أو يهتمَّ لمشاعرِها، ينزلُ عليها مثلما ينزلُ السيلُ من قممِ السفوحِ على بطونِ الأوديةِ. >>
قسا عليها كما لو كانَ يضربُ بقطعةِ فولاذٍ على صخرةٍ قوّيةٍ، لا يُدركُ أثرَ كلامِهِ أو وقعهُ عليها. >>
كانتْ مُصغيةً بذهولٍ وهو يزمجرُ، يظنُّ أنَّ القسوةَ تستردُّ ما تاهَ من المشاعرِ أو تبخّرَ من العاطفةِ، وبينما هو يصرخُ ويُقرّعُ، حانتْ منها نظرةٌ مُباغتةٌ إلى عينيهِ. >>
(يُتْبَعُ)
(/)
رفعتْ رأسها، رمقتهُ ببصرٍ أمضّهُ التهديدُ وأعياهُ الشوقُ وأضناهُ الحنينُ، فبدتْ عينُها فاترةً، قد كَلَّ ما فيها من حيلةٍ وضاعَ ما بها من جاذبيّةٍ. >>
هزّتهُ نظرتها هزّةً عنيفةً أذهلتْهُ عن حدّتهِ وصلابتهِ، ثمَّ صحا على روحهِ وهي تغيبُ وتتحوّلُ إلى كتلةٍ مشتعلةٍ من المشاعرِ الوليدةِ في لحظتِها، أدركتهُ غصّةٌ شديدةٌ في حلقهِ، ففتحَ فمهُ تدريجيّاً دون شعورٍ، ثمَّ عضَّ على شفتهِ السفلى ببطءٍ، وأحسَّ بارتعاشٍ في أطرافهِ. >>
وهي بعيونها المريضةِ، وأنفاسِها المُتعثّرةِ، لم تقلْ شيئاً غيرَ جملٍ يسيرةٍ خرجتْ بصوتٍ واهٍ يتقطّعُ من أثرِ العبرةِ، فتفصحُ حيناً، ثمَّ تأتيها الغصّةُ فتُخني عليها لتتكلمَ دموعُها الهوامي: >>
- مهما قلتَ وسوفَ تقولُ، إلا أنّني أحبُّكَ، وأعشقُ قربكَ، عِشتُ حياتي بينَ حرفينِ خرجا من شفتيكَ: حُبّ، وُلدتَ في تلكَ اللحظةَ وعرفتُ معنى الجنونِ، تلذذتُ بانتفاضةِ القُربِ والوصلِ كما ذُقتُ لوعةَ الفراقِ والجفوةِ، وقد أخلصتُ لكَ الودادَ والمحبّةَ، وجعلتُكَ تسري في دمي ووجداني، ولم أخنكَ في يقظةٍ أو منامٍ، لكنّني فتاةٌ في ميعةِ الشبابِ وزهرةِ العمرِ، ولي أهلونَ يغارونَ عليَّ أشدَّ من غيرِتهم على أنفسهم، وعندي من الظروفِ ما لا يجتمعُ لأحدٍ، وأنتَ رجلٌ كنتَ تغيبُ طويلاً فألتمسُ لكَ المعاذيرَ، وتغسلُ عنّي أثرَ البُعدِ ببسمةٍ خجولٍ، أفلا شملني حنانُكَ فقبلتَ عُذري وغفرتَ إخلالي بالوعدِ. >>
آه!، كم تمنّيتُ لو كنتُ طليقةً من سجنِ الظروفِ، وأسْرِ الحياةِ الاجتماعيّةِ، فما كرهتُ شيئاً كما كرهتُ توافهَ الحياةِ، وقيودَ النّاسِ، وماذا أفادتْني هذه الأغلالُ العنيفةُ، هل ملئتْ فراغي الموحشَ، أو سكّنتْ قلبيَ الثائرَ؟. >>
كانتْ آهاتُها تفوحُ وتلهثُ هاربةً من حرارةِ الزفراتِ في صدرِها. >>
وبعد أن أنهتْ هذه الكلمةَ، أرسلتْ دمعةً خرجتْ من محاجرِها مثلَ شوكٍ يخرجُ من ثنايا الصوفِ المبلولِ. >>
لامستْ تلكَ الكلماتُ شغافَ قلبهِ، وعبثتْ بأوتارِ فؤادهِ. >>
رأى دمعتها تنزلُ وهي تنسابُ على صحراءِ خدّها في دلالٍ مصحوبٍ بكبرياءِ الأنثى، فمالَ على صفيحِها الغضِّ يلتمسُ مجرى ذلك الجُمانِ المُتحدّرِ، ومسحَ عليها ببطنِ أصابعهِ، فأحسّتْ بردَ تلكَ الأناملِ في صدرِها، وازدادتْ معها رعشةُ النّشوةِ في يدهِ - بعدَما سكنتْ رعشةُ التوتّرِ -، فأرسلتْ أنّاتٍ هزّتْ حبيبها وجعلتهُ يهيمُ مرّةً أخرى ولا يشعرُ بحالهِ، لتذوبَ أرواحهم وتنصهرَ في كتلةٍ مُلتهبةٍ من الغرامِ والعواطفِ، ثمَّ أدارتْ يده على خدّها ومسحتْ بهِ وجهها ووجنتيها، لتردّها بعد ذلكَ في لطفٍ وهدوءٍ، قائلةً: إذا كذبت وعودي يا حبيبي فلن تكذبَ هذه العيونُ المُشتاقةُ. >>
وهي ترمي بسهامِ عينها نحوهُ تستثيرهُ ليزيدها من بوحِ الصبابةِ، ويُذكي جذوتها، ويعزفَ بقيثارةِ الغزلِ سيمفونيّةَ الصبوةِ، لتنطلقَ أغاني الغرامِ مُعلنةً بدايةَ السَّكرةِ، وتتلاقى الأنفاسُ مُذيبةً جمودَ العِتابِ، فهمَّ أن يعطفَ عليها ويرويها فيضَ أحاسيسهِ المنصهرةِ بروعةِ جمالِها، لاسيّما وهو يرى الشفتينِ وقد ظمئتْ من طولِ الانتظارِ، والأعينَ أصبحتْ فاترةً وهي تترقّبُ لحظاتِ التمرّدِ، لكنّهُ تذكّرَ أنّهما في مكانٍ عامٍّ، فأقصرَ دونَ ذلكَ وهو يغلي في داخلهِ. >>
أقبلَ عليهم الليل يكنسُ بقايا نجومهِ، ويجرُّ رداءهُ عارياً، ويصدحُ صارخاً في صمتهِ المهيبِ، وقد غشّاهم بسكونهِ الصاخبِ بالنسماتِ المُتدفقةِ، ولم يشعرا من حاليهما إلا وأكفّهم تتناغمُ في توحّدٍ عاطفيٍّ خلاّبٍ. >>
هذى بكلامٍ كثيرٍ، لم يشعرْ بذاتهِ إلا وهي تتفكّكُ وتتشكّلُ مرّةً أخرى لتُصبحَ نسمةً منتشيةً تهمي على محيّاها الفريدِ، شعرَ وقتها أنَّ الزمانَ غيرُ الزمانِ، والوجودَ غيرُ الوجودِ، فلا ليلَ يكتنفهُ ولا نهارَ يحويهِ، لا يذكرُ إلا أنّهُ في ربيعِ حضنِها، تُزهرُ أفانينُ وردهِ بأنفاسها العِذابِ، ويقبسُ سناهُ من جذوةِ وجهِها الوضيءِ بالبسمةِ الخجولِ. >>
قالتْ لهُ: لا بُدَّ من الرحيلِ، فالوقتُ أزفَ، وإنَّ تأخّري عنهم قليلاً ربّما حرمني منكَ مُستقبلاً، والأيّامُ الجميلةُ تتراقصُ أمامنا، فهلاّ أذنتَ لي يا حبيبي. >>
فأغضى على مضضٍ وقبلَ طلبها مُكرهاً. >>
أدارتْ ظهرها، وصرّتْ بنعليها، ثمَّ ولّتْ فلم يرَ منها غيرَ طيفٍ بعيدٍ، وبقايا عطرٍ يلفُّ المكانَ. >>
توارتْ عن الأنظارِ، ورحلتْ. >>
أخذَ ينتظرُ موعدها كما تنتظرُ الصحراءُ قطرَ المطرِ، لكنّها لم تعُدْ. >>
مرّت ساعاتٌ، وأيّامٌ، وشهورٌ!. " >>
>>
>>
ومن المهمِ أن يعلمَ أنَّه لا مبررَ لقبولِ هذه الأعمالِ بحجةِ انتشارها وشيوعها هذه الأيام. فإذا كان أمرُها قد انتشرَ في الوسطِ الأدبي , بسببِ كثرةِ أصحابٍِها في الساحةِ , فإنَّ هذا لا يعني أن تكونَ الأبوابُ الأكاديميةُ مشرعةً أمامها لهذا السببِ , بل يجبُ أنْ تكونَ الأسوارُ الأكاديميةُ خطوطاً حمراء لا تتجاوزُها , إلا ما كان فيه الإشارةُ إلى نقدِها وبيان عورِها شكلاً ومضموناً , ووصفِ الألفاظِ العاميةِ فيها بأنها عيبٌ بها وخدشٌ في أدبيَّتها , وضعفٌ في إبداعِ صاحبِها يستوجبُ التوقفَ والمراجعةَ.>>
>>
وأخيراً لا أشكُ أنَّ اقتناعَ الروائي بتوظيفِ اللفظةِ العاميةِ في نصِهِ توظيفاً فنياً هو اعتداءٌ صارخٌ على الأدبِ الفصيحِ ولغتِهِ , وكذلك الحالُ بالنسبةِ للناقدِ فإنَّ سكوتَهُ وتبريرَهُ لهذا هو استعداءٌ ودعوةٌ لإشاعةِ الأدبِ الهجين المشوَّه.>>
>>
ولكن يبدو أن العربيةَ اليومَ بُليتْ بأدباء وُجِدَ عندَهم الدافعُ وقلَّ في قرائِحِهِم الإبداعُ فأخرجوا لنا أعمالاً شكَّلتْ طبقةً مُتَصنِّعَةً ثالثةً تحتَ طبقتي الطبعِ والصنعةِ>>
فأجازوا لأنفسِهِم أشياءً هي في الأدبِ العربي الرفيعِ من المسلَّماتِ التي لا يمكنُ تجاوزُها أو النيلِ منها. >>
>>
>>
والله يحوطكم جميعاً ويرعاكم.>>
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 10:43 م]ـ
أريد أن أسألك سؤالاً أخي: هل القصائد التي تقال باللهجة العامية ليست من أدبنا في شيئ؟
لأني أقرأ الكثير من القصائد التي باللغة العامية , وأجد فيها من الإبداع والتميز ما لم ألحظه في كثير من القصائد الفصيحة. أفنخرج هذه القصائد من أدبنا العربي؟ أم ماذا نقول عنها؟ نعم يجب علينا الإهتمام بلغتنا العربية الفصيحة ولكن لا أظن أنه يعني أن نخرج جميع ما قيل بالعامية من الأدب العربي. ثم كيف يمكننا أن نخاطب العاميين من أمتنا؟ أفلا يكون لديهم من الشعر والقصة ما تقبله عقولهم؟ فأنا لا أرى في ذلك عيباً؛ مادامت تؤدي الوظيفة ذاتها.
ثم عليك النظر إلى كلمة أيضاً التي قيل عنها أنها كلمة غير فصيحة و أنها من كلام العلماء وليس الأدباء , وإذا بنا نقرأ لأحد الشعراء هذه الأبيات:
رب ورقاء ذات شجو صدحت في فننِ
................. ................
إلى أن يقول:
غير أني بالجوى أعرفها ... وهي أيضاً بالجوى تعرفني
قال الأدباء:
إنه وضع كلمة أيضاً في البيت فأدت مالم تؤده كلمة غيرها. فهل أخرجت هذه الكلمة البيت عن فصاحته؟
أخي: عليك أن تراجع كتاب البلاغة الواضحة للراجحي. وللأساتذة المشاركة
ـ[لغتنا هويتنا]ــــــــ[01 - 01 - 2006, 11:01 م]ـ
معك حق يا أخي المعتمد حفظك الله
إنهم قوم نزلت لغتهم إلى حد لا يستيطعون معه الإتيان بألفاظ الفصحى
ومنهم من يتعمد ذلك الخلط المشوه ولو كان قادرا على غيره
إن تدنت أفكار الناس ونضبت قرائحهم وانعدمت ذائقتهم فدور الأديب أن يرتقي بها لا أن يهبط هو إليهم
وإلى الله المشتكى من هوان لغة القرآن على أيدي أبنائها
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 01 - 2006, 03:21 م]ـ
أرجو المعذرة كتاب البلاغة الواضحة ليس للراجحي؛بل هو لعلي الجارم ومصطفى أمين. أرجو العذر عن الخلط(/)
طلب بسيط الرجاء الرد بسرعة
ـ[ندى الصباح]ــــــــ[22 - 12 - 2005, 09:15 م]ـ
اريد قصيدة للنابغة الذبياني أو زهير بن أبي سلمى تتكون من عشرين بيتا تكون مشروحة والرجاء النقد عليها من حيث الصور والموسيقا والدلالات والمعاني الرجاء تلبية طلبي بسرعة وجزاكم اللة خيرا
ـ[فصيحه]ــــــــ[01 - 03 - 2006, 06:48 م]ـ
السلام عليكم يمكنني بعد التعديل وتطبيق نفس الملاحظات من الحصول على تحليل القصيدة.
" من معلقة زهير بن أبي سلمى "
السؤال الثاني:- أختار الإجابة الصحيحة فيما يأتي:-
أ - الغرض الرئيسي في معلقة زهير هو:
3. المدح.
ب - اطلق على زهير لقب (شاعر الحوليات)؛ لأنه:
1. يقضي في نظم كل قصيدة من قصائد حولا كاملا.
ج - كنى الشاعر في قوله (يوطأ بمنسم)
2 - الذل والخضوع
د- المقصودمن البارة (لا أبالك)
3 - تنبيه المخاطب وحثه على الاتعاظ
السؤال الثالث:- احدد البيت الذي يدل على معنى كل عبارة من العبارات الآتية:
أ - قال (صلى الله عليه وسلم) " الكلمة الطيبة صدقة ":
البيت السادس: وقد قلتما إن ندرك السلم واسعا بمال ومعروف من القول نسلم.
ب - " إنما المرء بأصغريه:قلبه ولسانه":
البيت الخامس عشر: لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم.
ج- قال احد الحكماء: الأخلاق لاتخفى، والتخلُّق لايبقى.
البيت الرابع عشر: ومهما تكن عند امرئ من خليقة وغن خالها تخفى على الناس تعلم.
د- يقول المتنبي: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وغن أنت أكرمت اللئيم تمرد.
البيت الثالث عشر: ومن يجعل المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندم.
السؤال الرابع: أضع خطاً تحت العاطفة التي يدل عليه كل بيت من الأبيات الآتية.
أ - يمينا لنعم السيدان وجدتما ... عاطفة الإعجاب.
ب - وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم ... عاطفة الإشفاق.
ت - سئمت تكاليف الحياة ومن يعيش ... عاطفة الزهد.
السؤال الخامس:يقول قطري بن الفجاءة وهو من شعراء الخوارج:
* ومن لا يعتبط يسأم ويهرم وتسلمه المنون إلى انقطاع.
أ - أعين البيت الذي يتضمن المعنى المشابه عند زهير بن أبي سلمى.
البيت الحادي عشر:رأيت المنايا خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم.
ب - أوازن بين نظرة كل من الشاعرين للموت.
* نظرة قطري بن الفجاءة للموت:
ولا خلود للإِنسان في هذه الحياة، ومن لم يمت أيام صباه شاخ وهرم وأصابه ضعف الشيخوخة، ومَلَّ الحياةَ وسئمها، فالموت عنده ايجابي يخلص الإنسان من الهرم والكبر.
*نظرة زهير إلى الموت:
الموت يصيب الناس على غير نسق وترتيب وبصيرة كما أن هذه الناقة تطأ على غير بصيرة، من أصابته الموت أهلكه ومن أخطأه أبقاه فبلغ الهرم، نظرته سلبية للموت.
ج- ما الغاية التي أراد الشاعران الوصول إليها في البيتين؟
أن الموت حق على الناس جميعا، سواء من يموت صغيرا أو كبيرا
د-أوضح الصورة الفنية في بيت زهير.
الصورة الفنية:-صور الموت بصورة الناقة التي تسير على غير هدى.
ه- استخدم الشاعران أسلوب الشرط. ما الفائدة التي تحققت من ذلك؟
حقق أسلوب الشرط:إقناع الناس ودعم الكلام بالحجة والبرهان.
السؤال السادس: فتعرككم عرك الرحى بثقالها وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم.
أ-انثر البيت نثرا أدبيا.
شرح البيت: وتلقح الحرب في السنة مرتين وتلد توأمين، جعل إفناء الحرب إياهم بمنزلة طحن الرحى الحب، وجعل صنوف الشر تتولد من تلك الحروب بمنزلة الأولاد الناشئة من الأمهات.
ب- أوضح الصورة الفنية في البيت، مبينا قيمتها وأثرها في المعنى.
الصورة الفنية: صور الحرب التي تبيد الناس بالرحى التي تطحن الحب، وبصورة الناقة التي تلد التوائم كل عام.
قيمة الصور الفنية وأثرها في المعنى: إبراز المعاني المختلفة وترسيخها في نفوس السامعين.
ج-أدى الصوت المنبعث من تكرار بعض الحروف والكلمات دورا مهما في إغناء الصورة
وتوضيح المعنى.أوضح ذلك.
تكرار حروف بعينها في بعض الأبيات،كتكرار حرفي الضاد والراء تسهم إيقاعاتها القوية في تجسيد ضخامة الحدث،والمبالغة في تصوير حدوثه، وتأكيد المعنى وإبراز قوته.
د- بم توحي كل من: كِشافا،تتئم؟
كِشافا: الحمل في كل عام تتئم: تلد توأمين.
السؤال السابع: أضع إشارة (صح) إمام العبارات الصحيحة فيما يأتي:
*من الخصائص الأسلوبية التي تتوافر في النص:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ-صدق العاطفة (صح) ب- متانة التراكيب (صح) ج- التعقيد والغموض (خطأ)
د- وضوح الأفكار والمعاني: (صح) ه- ركاكة الألفاظ (خطأ) و- كثرة الحكم (صح).
السؤال الثامن: أعلل ما يلي:
أ-استهلال الشاعر قصيدته بالغزل والوقوف على الأطلال.
* متبعا سنة الجاهلين وتقاليدهم في الوقوف على الأطلال ومخاطبتها.
ب-ازدحام الطلل بالظباء وبقر الوحش.
* دليل على تجدد الحياة وانبعاث السلام الذي حققه جهد السيدين.
ج-وصف الشاعر الحرب بأنها مدمرة.
* لأنه عاش الحرب وأشفق على قومه من ويلاتها لأنها أهلكت كل شيء الإنسان والزرع.
السؤال التاسع: تعد معلقة زهير شاهدا حيا على بيئة الجاهلين وحياتهم، أوضح هذا القول على ضوء الأبيات المختارة من معلقته.
1 - يبدأ معلقته بالحديث عن الأطلال التي تصور صفحة من حياة الناس في الجاهلية
2 - التنقل من مكان إلى أخر طلبا للماء والكلأ.
3 - كثرة الحروب بين القبائل.
4 - انتشار الحيوانات في البيئة الصحراوية.
5 - ظهور الإنسان الذي يتمتع بالحكمة والرأي السديد.
6 - ظهور بعض القيم الايجابية الحلم والحكمة ونبذ الحرب حفظ اللسان من الزلة.
السؤال العاشر: يرى بعض النقاد أن القصيدة الجاهلية تفتقر إلى الوحدة الموضوعية لتعدد أغراضها وموضوعاتها، ويرى آخرون عكس ذلك. أناقش هذه القضية على ضوء النص.
تعد القصيدة العربية الجاهلية بتقاليدها الفنية الموروثة الصورة الفنية المكتملة التي أخذت على أيدي الشعراء الجاهلين شكلها التقليدي الثابت واكتملت لها مقوماتها وعناصرها الفنية حيث تبدأ عادة بالوقوف على الأطلال والتغزل بالمحبوبة ويخرج منها الشاعر إلى وصف الرحلة،ثم ينتقل لغرضه الرئيس المدح ويختمها الشاعر بأبيات من الحكمة، ومع تعدد الموضوعات إلا أن هناك خيط رفيع يشدها من أولها إلى أخرها في وحدة موضوعية تلتئم بها أجزاؤها لتمثل صورة متكاملة متناغمة لعناصر مختلفة.
وإن أردتي تحليل قصيدة كاملة لأي شاعر ساعدتك في ذلك.
ـ[بوفهد]ــــــــ[13 - 06 - 2006, 07:32 ص]ـ
جزاك الله خير اخت فصيحه على هذه الشرح الوافي بارك الله فيك افادني كثيرا لان هذه المعلقة مقرره علي هذا الفصل
واذا عندك شئ اخر لهذه المعلقة من شرح لفنياتها واساليبها افيدنا افادك الله(/)
المدرسة البرناسية
ـ[رؤيا]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 08:30 ص]ـ
السلام علي إخوتي و أخواتي في هذه الشبكة الرائعة ..
أطلب منكم أن تعرّفوا لي «المدرسة البرناسية» و شكراً.:; allh
ـ[معالي]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 09:16 ص]ـ
رؤيا عزيزتي ..
ألم تكوني هنا يوما:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9426
إن كنت تريدين بيان نواح ٍ معينة فأوضحي ذلك بارك الله فيك وستجدين بإذن الله من يجيبك من الأعضاء الأكارم ..
تحياتي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[25 - 12 - 2005, 09:52 ص]ـ
تعريفاً فقط؟؟
ـ[رؤيا]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 12:28 ص]ـ
إلي الأخ الفاضل معالي السلام عليكم ..
كلامك صحيح و قلت أني استفدت من جوابك لي كثيراً ولكني أريد أن أعرف عنها أكثر، لأني - ومع الأسف - لم أجد الكتب التي عرفتنيها و ليس عندي وقت كثير و شكراً.:; allh
رؤيا عزيزتي ..
ألم تكوني هنا يوما:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=9426
إن كنت تريدين بيان نواح ٍ معينة فأوضحي ذلك بارك الله فيك وستجدين بإذن الله من يجيبك من الأعضاء الأكارم ..
تحياتي
ـ[رؤيا]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 12:39 ص]ـ
إلي عزيزتي وضحاء الفاضلة، السلام عليكم ..
أعترف أني أستفيد دائماً من مكتوباتك المفيدة وأقرأها فأستنسخ منها، أما الواجب علي الآن هو كتابة مقالة عن المدرسة البرناسية و ليس لدي سوي ما قرأته عبر بعض الشبكات و مع الأسف لم أجد كتباً عنها، طبعاً عن المدارس الأخري مكتوب ولكن عن هذه المدرسة فلا .. و هذه المساعدةهي لضيق الوقت! وشكراً
:; allh
تعريفاً فقط؟؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 12 - 2005, 08:42 ص]ـ
لعلّ في عدم وجود الكتب هو بحثك الدائم عن (البرناسية).
لو بحثت عن (الفن للفن) فهو مسمى أشهر مما ذكرتيه، وكلاهما لمدرسة واحدة؛ ولكن انتشار المسمى الآخر أكثر.
استقي معلوماتك حولها مما عُرض في روابط الغالية معالي، وحاولي أن تجدي بغيتك بالطريقة التي ذكرتها لك.
والمهم أن تذيلي المقال برأيك حولها -رأيك أنت- الناتج من قراءتك عنها. فأغلب ما يُبحث عنه في المقال الرأي الشخصي، وطريقة عرض المعلومات؛ وإلا من يريد أن يقرأ لن يحتاج لمقالتك سيذهب بنفسه ليطّلع في الكتب وغيرها.
ركّزي على العرض الجيد، والرأي الخاص.
وفقك الله وأعانك.
أتمنى لك التوفيق.
ـ[رؤيا]ــــــــ[28 - 12 - 2005, 08:38 ص]ـ
سلام علي أختي الكريمة وضحاء و رحمة الله ..
آه لو عرفت كم سررتُ من كلامك و كم هو أشفي صدري و كلامك كلام الأخت الحنون لأختها و أنا أستفيد منه وأضعه علي عيني و شكراً.:; allh
لعلّ في عدم وجود الكتب هو بحثك الدائم عن (البرناسية).
لو بحثت عن (الفن للفن) فهو مسمى أشهر مما ذكرتيه، وكلاهما لمدرسة واحدة؛ ولكن انتشار المسمى الآخر أكثر.
استقي معلوماتك حولها مما عُرض في روابط الغالية معالي، وحاولي أن تجدي بغيتك بالطريقة التي ذكرتها لك.
والمهم أن تذيلي المقال برأيك حولها -رأيك أنت- الناتج من قراءتك عنها. فأغلب ما يُبحث عنه في المقال الرأي الشخصي، وطريقة عرض المعلومات؛ وإلا من يريد أن يقرأ لن يحتاج لمقالتك سيذهب بنفسه ليطّلع في الكتب وغيرها.
ركّزي على العرض الجيد، والرأي الخاص.
وفقك الله وأعانك.
أتمنى لك التوفيق.(/)
إشكالية المنهج الأسلوبي وخصوصيّة اللغة
ـ[محمد الغامدي]ــــــــ[04 - 01 - 2006, 05:46 م]ـ
إشكالية المنهج الأسلوبي وخصوصيّة اللغة
منقول
http://www.alefyaa.com/data/stories/news/2005/12/04-12/608.jpg
شغلت المحاولات المنهجيّة لدراسة النصوص برؤية شمولية الدرس النقدي الحديث، ودارت حوارات جادّة حول (النص) بوصفه (إشكالية معرفية) يمكن معالجتها على وفق تصورات متعددة أهمّها ما أثاره الشكلانيون الروس وقبلهم النقّاد العرب القدماء عندما حدّدوا ميدان النقد الحيّ (النصّ)، محققين ما يعرف بدراسة النصوص من (الداخل)، وكانت هذه التوجّهات تأخذ طابعاً فلسفياً اتضحت صورته في الحركة البنيوية وما بعدها، ومن امتدادات هذه التوجّهات ظهرت الدراسات الأسلوبية ( Stylistics) بوصفها محاولات منهجية لدراسة (النصوص) برؤية جديدة تستند الى علوم اللسانيات، وترفض وضع الأحكام المسبقة للأداء (المعياريّة)، وتبحث عن الكيفية التي يظهر فيها الاسلوب ( Style) وتحاول تعليل ظهور الانزياحات بشكل تبتعد فيه عن النظرة التجزيئية التي عيبت بسببها إجراءات التحليل البلاغي القديمة. وقد نشطت الدراسات الأسلوبية في الجامعات لما تتمتع به من خاصية توفيقية بين علوم اللغة وعلوم الأدب وما تدّعيه من (موضوعية) تقوم في الكثير من الأحيان على الاحصاء والتحديد العلمي، وفي ذلك ابتعاد عن الانطباعات المجرَّدة التي تظهرها بعض مناهج النقد الانطباعي أو النفسي أو الاجتماعي أو التاريخي. إن لمنهج التحليل الأسلوبي توجّهات يمكن تسميتها أنماطاً ارتبطت بأصحابها أو بالطريقة التي تتبعها في التحليل (أسلوبية ريفاتير، و أسلوبية بالي، والأسلوبية الاحصائية، و أسلوبية التلقي، و الأسلوبية الصوتية، و الأسلوبية البلاغية ... ) وهي جميعاً تتناغم مع الفلسفة المعاصرة الميّالة الى التحرّر من قيد (المعيارية) والأحكام المسبقة، فالأسلوبية تفترض أن لكل (نص) بلاغته الخاصة وأحكامه الجمالية النابعة من داخله، فاذا ما كانت البلاغة تبحث في ميدان بلوغ الوظيفة الجمالية ومطابقة الكلام لمقتضى حال المتلقي، فالأسلوبية تحقق انسجاماً بين الرؤية النقديّة للوظيفة الجمالية هذه، ومطابقتها لمقتضى الحال استناداً الى رؤية شمولية مستندة الى علوم اللسانيات رافضة التجزئة، فهي على اختلاف طرائقها في التحليل تبحث في العلاقات داخل نسيج النص، وتتابع (الشحنات) المنبعثة منه، وما يستحضره الأسلوب من إنزياحات ( Deviations) وتحاول تعليل ظهور تلك الشحنات والانزياحات، ويمكننا القول إن في الدرس النقدي/البلاغي العربي بواكير للرؤية الأسلوبية في النقد الحديث مثلّها عبدالقاهر الجرجاني (ت 474هـ) في (دلائل الاعجاز) و (أسرار البلاغة)، وحازم القرطاجني (ت 684هـ) في (منهاج البلغاء وسراج الأدباء)، فضلاً عن إشارات كثيرة تلتقي مع منهج التحليل الأسلوبي في معظم الدراسات النصيّة التي مثّلتها كتب البلاغة العربية القديمة التي كان ميدان عملها (النص). فلا تجد أية اشارة مقحمة الى ما حول النص في كتب البلاغة والنقد القديمة أهمّها: تأويل مشكل القرآن لإبن قتيبة (ت 276هـ)، و قواعد الشعر لثعلب (ت 291هـ)، والبديع لابن المعتز (ت 296هـ)، والموازنة للآمدي (ت 370هـ)، والوساطة لعبدالعزيز الجرجاني (ت 392هـ)، والعمدة لابن رشيق (ت 456هـ)، وسر الفصاحة لابن سنان (ت 466 هـ)، ومفتاح العلوم للسكاكي (ت 626هـ) وغيرها. وقد اهتم الدرس النقدي العربي الحديث متأخّراً بالظواهر الأسلوبية والحداثية في النقد العربي القديم، وحاول الكثير من النقاد في المشرق العربي والمغرب الكشف عن تلك الظواهر في التراث النقدي والبلاغي العربي أبرزهم: أ. د. عبدالسلام المسدّي، ود. عبدالله الغذّامي، ود. حسن ناظم، ود. يمنى العيد، ود. محمد عبدالمطلب، ود. أحمد مطلوب، ود. عواطف كنوش، وعدنان بن ذريل، ود. رجاء عيد وغيرهم، كل هؤلاء وعوا أن بواكير الحداثة والرؤية الأسلوبية إنما هي بضاعتنا، وكانوا يشيرون - ضمناً - الى وحدة الثقافة العربية، وما كتبه هؤلاء إنّما هي ردود فعل لما اكتشفوه من أوهام التبعية للمترجم والمنهج الخاطئ في معالجة النصوص على وفق الرؤية الاسلوبية عند الغربيين. إن للغربيين توجهاتهم الخاصة التي تتحكم بها طبيعة العائلة اللغوية التي تنتمي إليها لغاتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
والكيفية التي تتعامل بها تلك اللغات مع الضمائر والآليات الأخرى في الجمع أو التثنية وغيرها، فضلاً عن النظام العروضي، فعلى سبيل المثال يستند العروض العربي (الخليلي) الى وحدات وزنية موسيقية لها القدرة على التنوع حتى تصل أنماط التنوع هذه الى اكثر من (150) نمطاً وزنياً وموسيقياً، أما العروض الانكليزي (مثلاً) فيعتمد النبر ( Stress) في أربعة أنماط وزنية فقط وفضلاً عن ذلك كله نجد الفجوة بين اللغتين العربية والانكليزية واسعة جداً وبخاصة عند النظر في العمق الحضاري، فالأدب العربي على سبيل المثال تجاوز عمره الحضاري (1500) سنة، أما الشعر الانكليزي فعمقه لم يتجاوز (500) سنة فهو يحوم حول شكسبير ومَن حوله، ونحن نحفظ للمهلهل وامرئ القيس والخنساء قصائد عاشت اكثر من (1450) سنة بسبب ظروف اللغة التاريخية، ممّا أعطاها خاصيّة أفقية في التطوّر يمكن أن نسمّيها (لغة الامتداد الحضاري) وهذا يؤثر طبعاً في فاعلية اللغة الأسلوبية. من ذلك نقول ان دراساتنا النقدية لايمكنها الاستناد المطلق الى مناهج التحليل الأسلوبي على وفق رؤية الغربيين، لأن في اللغة العربية مداخل لايمكن الإمساك بها على وفق رؤية اللغات الهند وأوربية أو غيرها. ويمكن ملاحظة جوانب من الانجاز الأسلوبي في القرآن الكريم لايمكن اخضاعها لإجراءات التحليل الأسلوبي المجردة، فالذي يهيمن على التحليل عنصر داخلي تتحكم به لغة هائلة يمكن رصد الكثير من مظاهرها. وسأكتفي بالوقوف عند ظاهرة توظيف (الكاف) بعيداً عن ميدان المماثلة بوصفها ظاهرة أسلوبية في القرآن لتحسّس الطابع الاشكالي في الاستعانة بمنهج التحليل الاسلوبي في اللغة العربية. فقد توظَّف (الكاف) لتحقيق غايات تنفتح على اتجاهات بعيدة عن التماثل، فالذي يتأمل قوله تعالى: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدّت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) (سورة الحديد/آية 21). يجد (كاف) التشبيه ذات طابع توضيحي يؤكد أن عرض السماء والأرض يفوت الحصر، فالمشبه به (المفترض): (عرض السماء والأرض) يعبّر عن سعة الجنة. لقد وجّهت (كاف) التشبيه الأنظار نحو افتراض ان الجنة تسع كلّ شيء، ويمكن القول هنا إن الجنة قد لا تكون قياساتها ماديّة بل هي خلقّ آخر وكون ثان مقرّب بوساطة التشبيه الذي يخرق مبدأ التماثل، ويبدو أن (الكاف) هي التي قررّت ذلك، ولو رُفِعَتْ لحضر التماثل وظهر التحديد الذي يقرّر أن عرض الجنة هو عينه عرض السماء والأرض! وفي قوله تعالى: (إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر وما أمرنا إلاّ واحدة كلمحٍ بالبصر) (سورة القمر: 50 - 49/ 54) تجاوزت (الكاف) معنى المماثلة أيضاً، فقوله: (وما أمرنا إلاّ واحدة كلمحٍ بالبصر) يحيل على دلالات تتعلق باثبات وجود البعث والحساب والثواب، فضلاً عن الاقرار بأن مشيئة الله وأعماله وما يريده لا تخضع للزمن الإنساني النسبي، وهذه الصورة (التشبيهيّة) تستحضر قوله تعالى: (بديع السموات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كنْ فيكون) (سورة القمر: 117/ 2)، وقد تتواشج العناصر المكونة للصورة وتتحاور بشكل واسع، ففي قوله تعالى: (وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين) (سورة الجاثية: 34/ 45 يلاحظ أن (الكاف) قامت بدور توضيحي شُبّه فيه الفعل بالفعل، وهذا لا يحصل من دون ارتباط هذه الأداة بـ (ما) المصدريّة، فالتشبيه له كيان خاص إذ لا يمكن القول: (جلس زيد كجلس عمرو!)، ولكن يمكن القول: (جلس زيد كجلوس عمرو)، أي أن جلوس زيد يماثل جلوس عمرو. ان استعمال المصدر المؤول يراد منه إظهار الحركة؛ لأن المصدر الصريح قارّ وثابت؛ فتشبيه الفعل بالفعل الذي أظهرته الأداتان المندمجتان في (كما) قد استحضر الفاعل أيضاً وهو اللّه تعالى، وبسبب ذلك ارتقت الصورة من المماثلة المحدودة الى المشهد، وقد أسهم مجئ الفعل (ننساكم) بصيغة المضارعة في ذلك، والسياق ذهب بالصورة الى مستويات أخرى، فالله تعالى (مثّل تركهم في العذاب بمن حبس في مكان ثم نَسِيَهُ السجّان من الطعام والشراب حتى هلك بطريق الاستعارة التمثيلية) كذلك جاء فعل النسيان في سياق المجاز المرسل، فقد قال: (ننساكم) بدلاً من (نترككم في النار) (واستعمال النسيان في الترك مجاز بعلاقة السببيّة)، واسناد فعل النسيان الى الله تعالى يدخل في مفهوم المجاز العقلي الذي أثار خلافاً عقائدياً كانت أهم محاوره إسناد الأفعال الإنسانية الى الله تعالى، ويصدق ذلك على قوله عزّ من قائل: (الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرّتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون) (سورة الأعراف: 51/ 7).
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 01 - 2006, 12:44 ص]ـ
شكرا لك ..
و لي عودة أرجو ألا تطول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[25 - 01 - 2006, 07:34 ص]ـ
التراث الأدبي مليء بالظواهر المتعددة والجديدة التي لا يعرفها الكثيرون.
انتظرني في كتاب يشرح ذلك بالتفصيل قريباً.(/)
حوادث الحاضر في شعر الماضي
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[18 - 01 - 2006, 07:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(حوادث الحاضر في شعر الماضي)
فسحة شعرية شاعرة، كنت قد قدمتها في كتاب طُبع على نفقتي الخاصة، فوزع ولم تبقى منه نسخة واحدة حتى في مكتبتي، وذلك لقلة عدد نسخ الطباعة، ولندرة الموضوع الذي لاقى إقبالاً من البعض وهجوماً من آخرين. والذي جعلني أكتب عنه إليكم هو أن تجدوا فيه فسحة ترفيهية لكم بعد طول مشوار مع القراءة والتصفح، وإيجاداً لمتعة أدبية مسلية؛ أما السبب الأخير فهو أنني عثرت على نسخة من كتابي هذا فكانت فرصة لأن أستعيد معه ذكرياتي، قبل أن يأتي صديقي ـ الذي أعطاني إياها إعارة ترد ـ لأخذها.
من مقدمة الكتاب:
هذه مقارنة بين الأحداث الجارية في عصرنا الحديث، وبين الأحداث التي وقعت في العصور القديمة، نوازن فيها بأسلوب ظريف بين ما توافق بين العصرين من أحداث وعادات وتقاليد؛ لنضع القاريء على بينة من الأفكار المتوارثة، والظواهر المتناقلة من القديم إلى الحديث، ولنقف عند أحداث هذه العصور القديمة وكأننا نقرأ نشرة أخبارهم، ونعرض بياناتهم، ولكننا من جانب واحد هو جانب لغة الشعر، وما وُجد فيه من وصف لحياتهم، وأخبارهم؛ وفي النهاية سنجد أننا لم نأت بجديد في عصرنا لأننا توارثنا كل شيء عنهم، ولم نستحدث شيئاً ولم نطور حاجة، فمشاكلنا هي نفس مشاكلهم، وما كان لنا تعب هو نفس ما تعبهم. وإن كانوا يصفوننا المحدثون الآن بالتأخر والتخلف لأننا نتبع قيمنا ومبادئنا، فليغيروا إذن وليرونا ما هو الجديد الذي أتوا به بعد أن يعلموا جيداً أن كل شيء في هذا العصر ما هو إلا اتباع للعصور السابقة بنفس التطور ونفس المشكلات ونفس الأحداث ونفس الأشياء ونفس الظواهر، وما هي إلا أساليب براقة المظهر يستخدمونها هؤلاء المدعون خالية من الجوهر لا شيء فيها، فتعالوا نرى هل نحن في عصر قديم أم عصر حديث أم ماذا ترون؟؟
فقرة من الفصل الأول
فليس على القدامى أن يصفوا الظاهرة وصفاً كاملاً أو أن يذكروا أسبابها وعلاجها، ولكنهم فقط ـ من وجهة نظري الخاصة ـ يكفي أنهم أشاروا إليها ولو بكلمة واحدة في أبياتهم الشعرية، ما يدل على وجود هذه المشكلة، ولولا وجودها ما وجد اللفظ الدال عليها، فالإشارة بالمصطلح دليل على وجود الحدث.
وقد قسمت الكتاب إلى أبواب يحتوي كل على عدد من الفصول إليك بعضها:
فصل: ما توافق من خبر القدماء مع أحداثنا.
فصل: ما تفوق فيه القدماء.
فصل: أحداث أخذناها كاملة من القدماء.
فصل: أحداث أخذنا أجزاء منها.
فصل: أحداث حاضرة في شعر العصر الحديث.
فصل: ما تفوقنا فيه حديثاً عمن سبقونا.
وقدمت الكتاب في موضوعات منفصلة، فما يتعلق بالسياسة جعلت له موضوعاً قائماً بذاته، وكذلك ما يتعلق بالحياة الاجتماعية، وما يتعلق بالطعام والشراب،وما يتعلق بالحب والزواج .. وهكذا.
وهذه طائفة مختصرة من الكتاب بعيدة عن الشرح والتعقيد والتطويل، مختصرة مفيدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
· غلاء المهور كان منذ القدم، فقد أحس به الشاعر أبو فراس الحمداني قائلاً:
تهون علينا في المعالي نفوسنا ـــــــــ ومَن يخطب الحسناء لم يُغلها المهرُ
· (العلوج): وإن وضع حاسبك الآلي خطاً أحمراً تحتها؛ لأنها لا توجد في قاموسه اللغوي؛ إلا أنها كلمة عربية فصحى، استخدمها وزير الإعلام العراقي أثناء الحرب ضد أمريكا، وله الفضل في إخراجها من مخبأ اللغويات الفصحى.
جاء في خطط المقريزي قول الشاعر ابن خلال:
إذا حكم النصارى في الفروج ــــــــــ وغالوا في البغال وفي السروج
وذلت دولة الإسلام طراً ــــــــــ وصار الأمر في أيدي العلوج
فقل للأعور الدجال هذا ــــــــــ زمانك إن عزمت على الخروج
ويقول ابن حمديس:
عدمت أسوداً منهم عربية ـــــــــ ترى بين أيديها العلوج فوارسا
وفي العصر الحديث تقول إحدى الكويتيات:
يا دولة الكفر ــــــــــ بعلوجك الحمر
لن نرتضي أبداً ــــــــــ بالذل والقهر
(يُتْبَعُ)
(/)
· المرتبات والأجور التي نأخذها أجراً عن أعمالنا في وظائفنا؛ تنفد منا قبل أن ينتهي الأسبوع الأول من الشهر، وهذا هو الحال أيضاً في العصور البالية، يقول النضر بن جؤبة:
لا يألف الدّرهم المضروبُ ُصَّرتنا ــــــــــ لكن يمرُّ عليها وهو منطلق
· تعطل السيارات وانهيارها، وكثرة الحوادث وانقلابها وهي سائرة ليست حوادث اليوم فقط، بل هي حوادث الماضي أيضاً، يقول شوقي المتوفى 1932:
لكم في الخط سيارة ــــــــــ حديث الجار والجارة
إذا ما حركتها مالت ــــــــــ على الجنبين منهارة
· لست أنت الوحيد الذي تعب في هذه الدنيا، في ظل وجود كل تلك الرفاهية، حتى المعري (أبو العلاء أحمد بن عبد الله سليمان المصري المعري المتوفى العام 449هـ) تعب أيضاً فيها يقول:
تعبُُ ُكلُها الحياةُ فما أُعْجبُ ــــــــــ إلا من راغبٍ في ازديادِ
· النكد ليس حظك أنت وحدك، فهو أيضاً حظ السابقين، فهذا ابن نباتة يقول:
عِفْت الإقامة في الدنيا لو انشرحت ــــــــــ حالي فكيف وما حظي سوى النكد
ويروى عن طويس قوله:
مثل ضوء البدر طلعته ـــــــــــــ ليس بالزميلة النكد
· الاستنساخ ليس ظاهرة العصر الحديث، بل قديماً تفوفوا عنا وهو ما لم نستطيعه نحن حتى الآن، فكان من الممكن عندهم أن يتم استنساخ (الحيوان من الجماد) عن طريق (الاستحداث) يقول المعري:
والذي حارت البرية فيه ــــــــــ حيوانٌ مستحدثٌ من جماد
· لست أنت فقط في هذه الدنيا الذي ترى أن أخاك يشفي غليله أن تُصرع، بل هذا هو موقف كل الأخوة منذ العصر الجاهلي الذي عاش فيه عبدة بن الطيب قائلاً:
إن الذين تروْنهمْ إخوانَكم ـــــــــ يَشْفي غليلَ صُدورهم أن تُصرعُوا
· دائماً أحب كل الأبيات التي يذكر فيه الشعراء كلمة (كوكب) لأنني أتوهم أنهم ذكروني باسمي في قصائدهم، وإن كانوا يتحدثون عن الكواكب السيارة، وخاصة هذا البيت المليء بالكواكب:
نجوم سماء كلما انقضّ كوكب ـــــــــ بدا كوكب تأوى إليه كواكبه
· الشاعر (بكر البطاح) قديماً طلب من حبيبته أن تتمنى أمنية يحققها لها، كما يفعل المحبون في هذا العصر، فطلبت حبيبته بأن يأتي لها بالمستحيل وما لا يمكن أن يأت به، وهو نفس ما تطلبه حبيبات هذا العصر من مطالب فوق طاقة الحبيب، وفوق الخيال، وما لا يمكن أن يكون، فإن حبيبة بكر البطاح طلبت منه بأن يأتي لها بـ (كوكب)، يقول:
عرضت عليها ما أرادت من المنى ـــــــــ لترضى فقالت قم جئني بكوكب
· وأشعر أن أبا تمام يقصدني في بيته:
يا ابن الكواكب من أئمة هاشم ــــــــــ والرجح الأحساب والأحلام
· وأشعر بأنني أحد الملوك الذي يغيب عندما تظهر الشمس وذلك عندما أقرأ قول النابغة الذبياني:
فإنك شمس والملوك كواكب ــــــــــ إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
· الخطوبة أخذت مفهوماً آخراً عندنا، فبعد أن كانت ارتباط بين شخصين ذكر وأنثى، وما يعقب ذلك بالزواج. فيمكن أن تحدث خطوبة للمعنويات، وهذا ما تفوقنا فيه عن القدماء فعندنا (المعالي مخطوبة للمجد) يقول حافظ إبراهيم:
واستبينوا قصد السبيل وجدوا ـــــــــ فالمعالي مخطوبة للمجد
· معظم الناس عندما تأكل تغلق الباب جيداً، وتتحدث في خفاء، وتتأكد من إغلاق كل أبواب الدار، وهكذا كان القوم قديماً:
قوم إذا أكلوا أخفوا حديثهم ـــــــــ واستوثقوا من رتاج الباب والدار
· الكل يسأل (مَن هذا؟) عندما يرى إنساناً يتصف بصفات حسنة، فيحاول أن يعرفه فيسأل عنه، ولسنا نحن فقط فالقدماء أيضاً هكذا، يقول الفرزدق:
وليس قولك مَن هذا بضائرهِ ـــــــــ العُربُ تعرف من أنكرتَ والعجمُ
· بعض الناس عندما تتحدث عنهم تكون قد نجست فمك، فما عليك إلا أن تغسله وتطهره، وهذا هو حال أحد القدماء:
ولقد علمتُ بأنهم نجسٌ ــــــــ فإذا ذكرتهم غسلت ُ فمي
· حبيبتك ليست الوحيدة التي تسألك (ما الحب؟) بل هو نفس السؤال عند المحبوبات منذ القدم، يقول أحدهم:
تُسائلُني ما الحب؟ قلت: عواطف ـــــــــ منَّوعةُ الأجناسِ موطُنها القلبُ
· أسلحة الدمار الشامل التي تبيد كل الشعوب مرة واحدة متواجدة منذ القدم، وتحدث شوقي عن سلاح جرثومي خطير يبيد الشعوب قائلاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
إني نَظَرتُ إلى الشّعوبِ فلمْ أَجِدْ ــــــــــ كالجَهْلِ داءً للشعوبِ مُبيداَ
· عرفوا (الجسيم) وعرفوا الشيء الذي يخترقه، فنحن لسنا أول من اكتشف الذرة أو العنصر أو الجسيم، يقول المتنبي:
والهمُّ يخترمُ الجسيمَ نحافة ـــــــــ ويشيبُ ناصية الصبي ويُهرمُ
· حتى الطريق التي ضللتها ذات مرة، وكنت أحسب أني الوحيد الذي يضل الطريق فيشبُ في قلبي الحريق عندما أكون تائه، ولكنني وجدت علي الجارم تضيع الطريق من قدمه:
ويشبُ في قلب حريق ــــــــ ويضيع من قدمي الطريق
· لست أنت الوحيد المجهول في هذا العالم، أو حتى يتجاهلك الناس، بل المتنبي قديماً صنعوا معه هذا الموقف:
ومن جاهلٍ بي وهوَ يَجهل جهلهُ ــــــــ ويجهلُ عِلمي أنه بي جاهلٌ
· وفي واقعنا المعاصر تتحدث مع شخص عن موضوع ما فيتجاهل علمه بهذا الموضوع، ويشعرك بأنه لا يعلم شيئاً عنه، ونفس الموقف حدث مع الشاعر عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا ــــــــــ فنجهل فوق جهل الجاهلينا
· ونحن أيضاً في عصرنا الحديث نجهل، يقول الدكتور سعد عطية الغامدي:
ونجهل أننا في كل طور ـــــــــ سوائمَ سوِّمت من غير حاد
· حتى قديماً كانوا يشربون (المياه المعدنية) ويتركون المياه الملوثة لغيرهم من البشر، يقول عمرو بن كلثوم:
ونشربُ إن وردنا الماء صفواً ـــــــــ ويشربُ غيرنا كدراً وطيناً
· ولكنهم تفوقوا عنا، فاخترعنا الثلاجة لحفظ الأطعمة، وتثليج المياة، وتجميدها؛ ولكنهم قديماً وصلوا إلى (تجميد الدموع) يقول الشاعر:
سأطلبُ بُعْد الدار عنكم لتَقْربوا ــــــــــ وتسكبُ عينايَ الدموع لتجْمدا
· وأبناءهم كانت تضرب أمهاتهم، بل وكانت الأبناء أشد عقوقاً، فكانت تمزق ثيابهن، بل وتحاول الأبناء أن تربي أمهاتهم، بدل ما تربي الأم أبناءها، وفي ذلك تشكو أعرابية ابنها وكأنها تتحدث عن ابن من هذا العصر الذي نحن فيه:
أنْشَأ يُمَزِّقُ أثوابي يُؤدِّبُنيِ ـــــــــ أبْعدَ شَيبْي يَبغيِ عِنديِ الأدباَ
· والليل عندهم كان طويلاً بنفس طوله عندنا، وكانوا يستعجلون الصباح، كأنهم يتحدثون عن عصرنا، يقول امريء القيس:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ــــــــــ بصبح وما الإصباح منك بأمثل
· في هذا العصر يكثر الكلام عن (الأحداث الجارية) ويسمونها بنفس المصطلح السابق، ولكنهم أطلقوا هم عليها (أحداث الزمان) يقول إبراهيم بن المهدي في رثاء ابنه:
تبدلَ داراً غيرَ داري وجيرةً ــــــــــ سوايَ وأحداثُ الزمان تنوبُ
· التفتيش عن عيوب الآخرين عادة سيئة منذ القدم، وما زالت، يقول عنها الشاعر
عليك نفسك فتش عن معايبها ـــــــــ وخل من عثرات الناس للناس
· بعض البخلاء عندنا في العصر الحديث لا يتنفسون إلا من فتحة أنف واحدة توفيراً للهواء، وهذا أيضاً حدث قديماً يقول ابن الرومي:
يُقتِّر عيسى على نفسه ــــــــــ وليس بباق ولا خالد
فلو يستطيع لتقتيره ـــــــــ تنفس من مَنخرٍ واحد
· البخيل في عصرنا إذا كسرت رغيفه كأنك كسرت قلبه، وهو ما تواجد منذ القدم، يقول أحدهم:
إذا كُسر الرغيف بكى عليه ـــــــــــ بُكاء الخنساء إذ فجعت بصخر
ودون رغيفه قلعُ الثنايا ـــــــــــــ وحربُُ مثل وقعةِ يوم ِ بدرِ
· لسنا نحن الذين اخترعنا الأحذية ولبسها،والتفنن في أناقتها، فتلك الأحذية متواجدة من أقدم العصور، تقول أروى بنت الحارث بن عبد المطلب:
ُرزينا خيرَ مَن ركب المطايا ــــــــ وفارسها ومن ركب السفينا
ومن لبس النِّعال أو احتذاها ـــــــــ ومن قرأ المثاني والمئينا
ويقول أبو بكر الصديق:
كل امري مصبح في أهله ــــــــ والموت أدنى من شراك نعله
· عندما رسب في الشهادة الإعدادية، لم يجد مفراً من الانتحار، فألقى نفسه في نهر النيل، وهذه ظاهرة ليست بحديثة فشوقي تحدث عن (انتحار الطلبة) في قصيدة له بنفس العنوان قال:
نَشْأ الخيرِ رويداً مثلكم ـــــــــ في الصبا النفس ضلال وخُسُرْ
ليس يدري أحدٌ منكم بما ــــــــــ كان يعْطَى لو تأنى وانتظر ْ
(يُتْبَعُ)
(/)
· في هذا العصر مَن يسمي ابنه بأسماء غريبة؛ لكي يعيش هذا الابن، وقد يلجأ لأن يسميه أسماء الحيوانات، وأسماء لا معنى لها، واشتهر في عصرنا أن يسميه (يحيى) ليحيا ويعيش، وهذا ما فعله محمد بن كناسة الأزدي قديماً يقول:
سميته يحيى ليحيا فلم يكن ــــــــــ إلى رد أمر الله فيه سبيل
· يمتاز البعض في عصرنا الحاضر بالنحافة الشديدة، ويكاد أن يكون عوداً واقفاً فقط، وهذه النحافة رأها المتنبي في نفسه قال:
كفى بجسمي نحولاً أنني رجل ـــــــــ لولا مخاطبتني إياك لم ترني
· تصعب علينا في هذه الحياة بعض الأشياء سواء في العمل أو في غيره، وهذه ظاهرة عامة منذ العصور الجاهلية، وقد رصدها عمرو بن معد يكرب قال:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه ــــــــــ وجاوزه إلى ما تستطع
· السيول التي تغرق المدن بأكملها، سواء من الفيضانات أو من الأمطار الغزيرة، جعلها ابن رشيق سيول راوية:
أحاديث ترويها السيول عن الحيا ـــــــــ عن البحر عن كف الأمير تميم
· بعض العامة من الناس يصفون أدوية شعبية عن طريق شراء بعض الدهون من العطار، وذلك ليدهن بها مكان ما في جسده، وذلك أيضاً طلباً للشفاء، وأنهم قديماً توصلوا إلى (دهان للقلب) وهو ما حدث مع جابر الأندلسي:
قالوا: اتخذ دهناً لقلبك يشفه ــــــــــ قلت: ادهنوه بخدها المتورد
· الفراغ الذي يحيط بشبابنا في هذا العصر، والبطالة التي يحيا في أحضانها هذا الشباب؛ تجعله يلجأ إلى المفاسد، وهذه الأمور جميعها من فراغ وبطالة وفساد متواجدة في شباب العصر الجاهلي قديماً، وقد رصدها أبو العتاهية يقول:
إن الشباب والفراغ والجدة ـــــــــ مفسدة للمرء أي مفسدة
وحديثاً رصد هذه الظاهرة الدكتور سعد عطية الغامدي يقول:
وأوطاناً مشتتة وجيلاً ـــــــــ أسيراً للفراغ وللرقاد
· ومما يدل على انتشار الرقية والشعوذة بنفس صور انتشارها في عصرنا الحديث وبنفس الجدل، ما قاله أبو العتاهية (وإن كان قد استخدم الرقية الشرعية، فإنه أبصرنا إلى وجود الرقية في عهدهم):
أرقيك أرقيك باسم الله أرقيكا ـــــــــــ من بخل نفسك على الله يشفيكا
· فن (الاستعراض) ليس حديث النشأة، فقد كان الشاعر الأسمر الجعفي يستعرض فرسه، يقول:
وإذ هو استعْرْضته متمطراً ــــــــــ فتقول هذا مثل سرحان الغضا
· ضياع الدواب والبهائم وخاصة في القرى الفقيرة التي يقتلها العوز والحاجة، وبكاء صاحبها عليها لأنها تمثل رأس ماله وحيلته على الدهر، ظاهرة نعيش واقعها المعاصر، ولكنها قديمة قدم الأجداد، يقول الأسود بن عبد المطلب:
أتبكي أن يضل لها بعير ــــــــــــ ويمنعها من النوم السهُود
· العناق للحبيب وشدة الولع به عند حضوره من غيابه ليست عاطفة جارفة في عصرنا الحديث أو حتى لم نستحدثه، فهند بنت طارق بن بياضة تقول:
نحن بنات طارق ـــــــــ نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعانق ـــــــــ ونفرش النمارق
· عواء الكلاب وضجيجها وعدم انقطاع هذا العواء واستمراريته واجتماع الكلاب في مجموعة واحدة تعوي ليلاً حتى تقلق البشر، إحدى الظواهر الحديثة والقديمة، تقول نائحة المدينة:
ولأعوين إذا خلوت ـــــــــ مع الكلاب العاوية
· الانبهار بالغرب ليس وليد تلك اللحظات أو هذه السنوات بل من أيام حافظ إبراهيم:
أي شيء في الغرب قد بهر الناس ــــــــــ جمالاً ولم يكن منه عندي
· هل أهل الحمى في العصر الجاهلي الذين كانوا يحمون من يلجأ إليهم ويستصرخهم ويستنجدهم هم السبب في فكرة إنشاء (كلية الحقوق) ومن ثم ظهور المحاماة، يقول بشامة بن الغدير:
إنا لمن معشر أفنى أوائلهم ـــــــــ قيل الكماة ألا أين المحامونا؟
· غنى عبد الحليم حافظ (يا قلب ياخالي) هل فعلاً هناك قلوباً خالية؟ أم هي فكرة من أفكار عصرنا الحديث، التي تواجدت أيضاً في العصور القديمة، يقول أحدهم:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ـــــــــ فصادف قلباً خالياً فتمكنا
· لسنا نحن أول من استخدم المصطلحات الغريبة في عصرنا الحاضر، بل القددماء أنفسهم فعلوا ذلك، وربما أطلقوا عليها الألفاظ الشبابية آنذاك، مثل ألفظ الشباب الحالية (والتي منها: أوبيج، استك، طناش، دلدول، كبنش، شنف، هفيه، خرونج) يقول أحدهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
يظل بموماة ويمشي بغيرها ـــــــــ جحيشاً وبعزوري ظهور المسالك
ويقول المتنبي:
وما أرضي لمقلته بحلم ــــــــــ إذا انتهت توهمه ابتساكا
ويقول أبو تمام:
صهصلق في الصهيل تحسبه ــــــــــ أشرج حلقومه على جرس
ويقول البحتري:
فلا وصل إلا أن يطيف خيالها ــــــــــ بنا تحت جوشوش من الليل مظلم
· لم تكن فكرة (حلاق الحيوانات) مبتدعة حديثاً، وإنما متوارثة فها هو مصطفى صادق الرافعي يحكي لنا عن حلاق ذهب إلى الأسد:
قالوا: أتى الليث حلاق يعلمه ــــــــــ قص الأظافر تجميلاً كما ابتدعوا
ياليث قلها لذا الحلاق زمجرة ــــــــــ إن المخالب في كفي هي الشبعُ
· اغتيال الرؤساء والملوك والحكام، أو تهديدهم، ظاهرة قديمة أيضاً، يقول عبد الله بن المعتز:
وكل يوم ملك مقتول ــــــــــ أو خائف مروع ذليل
وكم أمير كان رأس جيش ــــــــــ قد نغضوا عليه كل عيش
· مشكلة المياة سواء كانت عربية أم أجنبية ليست مشكلة حديثة، فالمشكلة منذ عهد صالح بن عبد القدوس المتوفى 167هـ، يقول:
ما الناس إلا عاملان، فعامل ــــــــــ قد مات من عطش وآخر يغرق
· وصلوا إلى الفضاء وأوهمونا بأنهم أول من اكتشفوا تلك الكواكب السيارة، وهذا غير صحيح، فقد عرفوا قديماً الكواكب السيارة، يقول التنوخي (أبو القاسم علي بن محمد، المتوفى 423هـ):
كأنما المريخ والمشترى ــــــــــ قدامة في شامخ الرفعة
منصرف بالليل من دعوة ــــــــــ قد أوقدت قدامة شمعة
· المرأة التي تضرب زوجها، أو المحبوبة التي تضرب حبيبها، فكرة سائدة منذ القدم، وليست وليدة العصر الحديث الذي تضرب فيه الزوجات أزواجهن، وتضرب فيه النساء الرجال، يقول أبو العتاهية:
جلدتني بكفها ــــــــــ بنت معد بن زائدة
جلدتني فأوجعت ـــــــــ بأبي تلك جالدة
وتراها مع الخصي ـــــــــ على الباب قاعدة
تتكنى كنى الرجال ـــــــــ بعمد مكايدة
جلدتني وبالعنف ــــــــــ مائة غير واحدة
اجلديني واجلدي ـــــ إنما أنت والدة
· غلاء الأسعار وارتفاعها وزيادة سعر المنتج، والمستلزمات الضرورية التي يحتاجها البشر في حياتهم اليومية ليست ظاهرة اليوم فقط، فكانت الأسعار قديماً مرتفعة، وكانت المبيعات غالية جداً، مما جعل أبا العتاهية يقول:
مَن مبلغ عني الإمام ــــــــــــ نصائحاً متوالية
إني أرى الأسعار أسعار ـــــــــ الرعية غالية
وأرى المكاسب نزرة ــــــــــ وأرى الضرورة فاشية
وفي العصر الحديث يقول محمد علي جمعة الشايب:
في كل يوم يزيد السوق أسعارا
وكل شيء غدت أسعاره نارا
· بعض المسؤولين عن حق الطريق فيما يسمونه بهيئة النظافة، لا يهتمون بالنظافة الفعلية للطريق، حتى أنك قد تجد أشواكاً في الشارع ربما تشك قدمك، مثلما حدث لإبراهيم ناجي:
آه يا قبلة أقدامي إذا ـــــــــ شكت الأقدام لأشواك الطريق
· أما نحن فقد عرفنا الامتحانات وخضناها، ونجحنا في معظمها، وأحياناً أخرى رسبنا وبكينا، ولكنهم تفوقوا عنا في العصر الجاهلي في وضع الامتحانات وفي المسئول الذي سيمتحنونه، فقد وصلت جرأتهم إلى أن يمتحنوا (الدنيا) فقد امتحنها أبو نواس:
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ــــــــــ له عن عدو في ثياب صديق
ولولا أنه قد سبق إلى امتحانها لما عرف ذلك، ونحن نشكره لأنه أعطانا النتيجة دون أن نتعب أنفسنا في إعادة امتحانها، لأنه بهذا البيت الشعري لم يجعل لها (دوراً ثانياً) أو حتى ملحقاً لها لنعيد امتحانها.
· وبعد أن تفوقوا في امتحان الدنيا وقعوا في مطب كبير، شديد، فمن المعروف أن (الحية تبيض) ولكن كانت الحية عندهم تختلف عن الحية عندنا، فالحية عندهم كانت (تلد) لا تبيض، يقول بشر:
تلك العصا من هذه العُصَيَّة ــــــــــ هل تلد الحية إلا الحية
(وذلك بعيداً عن بلاغة الشعر وكناياته، فنحن نحاول أن نجد جديداً في شعرهم)
· ولا أتركك إلا بعد أن أخبرك: كيف تفوقوا في الحُب؟ فثرائهم الفاحش جعلهم يستطيعون أن (يشتروا الحُب بالمال) ومع أننا نحن في عصر الحب لكننا لم نستطع أن نشتريه بالمال، وأتعجب كل العجب كيف استطاعوا أن يشتروا الحب؟ بل وصلوا في تفوقهم إلى أنك إذا زدت في المال وأعطيته للمحبوب زادك حباً وعشقاً، وإن أقللت في العطاء قل الحب بنفس القيمة، فقد بعث بشار بن برد إلى حبيبته قوله:
هل تعلمين وراء الحب منزلة ـــــــــــ تدني إليك فإن الحب أقصاني
فكتبت إليه قائلة:
نعم، أقول: وراء الحب منزلة ــــــــــ حب الدنانير يدني كل إنسان
من زاد في النقد زدنا في مودته ــــــــــ لا نبتغي الدهر إلا كل رجحان
يا ليتها هذه المحبوبة كانت في عصرنا لأفلست كل أغنياء العالم من أجل زيادة حبها لهم!!!!
· ومنه أيضأ: أن جارية بالمدينة طلبت من أشعب (نصف درهم) سُلفة، وذلك لأنه كانت بينهما علاقة ود وحب، ففزع أشعب من ذلك قائلاً:
أخلفي ما شئت وعدي ــــــــــ وامنحيني كل صد
قد سلا بعدك قلبي ــــــــــ فاعشقي من شئت بعدي
إنني آليت لا أعشق ــــــــــ مَن يعشق نقدي
· ولكننا نحن تفوقنا عنهم، فقد عرفنا أين يكمن عقل الببغاء؟ ومكانه بالضبط، يقول شوقي:
انظر الشعب زيون ــــــــ كيف يوحون إليه
يا له من ببغاء ــــــــــ عقله في أذنيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 01 - 2006, 03:21 ص]ـ
شكرا لهذه الفسحة الأدبية ..
لو استطعت طباعة الكتاب في ملف تنسيق النصوص (وورد)؛ لكان أفضل، حتى لاطلاع أكثرمن الزوار، واستمتاعهم كذلك ..
أو أن تقسّم الموضوع -إن شئت- لتكن القراءة أمتع، وتحقق الفائدة المرجوة من موضوعك الجميل.
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[19 - 01 - 2006, 07:22 م]ـ
أشكرك يا أخ حمدي على هذا الموضوع الجميل، وهو بلا شك بحاجة لوقفة تأمل وتمحيص، أما في هذه العجالة، فإن لي ملاحظة على كلمة (جَسِيم) التي وردت في بيت المتنبي ذلك أنها تقرأ بالتخفيف لا التشديد والجسيم هو عظيم الخلقة ولا علاقة لها (بالجسيّم) الذي نعرفه.
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[21 - 01 - 2006, 07:07 ص]ـ
نعم أخي ولكنني أردت أن أبين أنهم عرفوا اللفظة فجعلتها رابط للجسيم الذي نعرفه، مع أنهم لم يكونوا حقاً عرفوا الجسيم
شكراً لرأيك الذي أمتعني.
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[21 - 01 - 2006, 08:44 ص]ـ
شكرا لهذه الفسحة الأدبية ..
لو استطعت طباعة الكتاب في ملف تنسيق النصوص (وورد)؛ لكان أفضل، حتى لاطلاع أكثرمن الزوار، واستمتاعهم كذلك ..
أو أن تقسّم الموضوع -إن شئت- لتكن القراءة أمتع، وتحقق الفائدة المرجوة من موضوعك الجميل.
قريباً سيكون الكتاب بين أيديكم كاملاً
شكراً لفكرتك الجميلة، لم تخطر على بالي، إن شاء الله في القريب العاجل الكتاب سيكون معكم.(/)
نحو بيبليوغرافيا عربية شاملة في الأدب المقارن
ـ[الدكتور برهان أبو عسلي]ــــــــ[01 - 02 - 2006, 11:23 م]ـ
مما لا شكَّ فيه أنَّ أيَّ تخصص علمي يعتمد بالدرجة الأولى على المصادر والمراجع الأساسية. ومعرفة هذه المصادر والمراجع أمر لابدَّ منه لأي باحث ومتخصص في أي مجال من مجالات العلم.
ومن هنا فإنني سعيت في دراسة لي بعنوان: (الدراسات العربية المقارنة، واقعها وآفاقها)، (ستُنشر في وقت قريب) أن أقف على أهم المراجع النظرية في الأدب العربي المقارن. وذلك حتى عام 2002 م.
وفيما يلي جزء من هذه الدراسة حول هذه المؤلَّفات:
ومما لاشكَّ فيه أنَّ وضع بيبليوغرافيا كاملة ووافية في أيِّ مجال من مجالات الدراسات العربية الأدبية ضرب من المستحيل، وذلك لاعتبارات كثيرة، ربَّما يكون من أهمِّها اتساع المساحة الجغرافية التي تصدر فيها هذه الأعمال أو الدراسات، وكذلك صعوبة انتقال هذه الأعمال من قطر إلى آخر، أو نفادها. أضف إلى هذا أنَّ هناك أبحاثاً كثيرة في بطون الدوريات، القديمة والحديثة، ما تزال تنتظر من يكتشفها ويضعها بين أيدي الدارسين.
ومن هنا رأيت _ على الرغم من صعوبة المغامرة _ الاقتصار على وضع قائمة بالمؤلَّفات النظرية في الوطن العربي فقط، وذلك بما توفر لدي من معلومات ومعطيات على مدى سنوات، مستفيداً في ذلك كلِّه من الجهود التي قام بها مَنْ سبقني إلى ذلك من باحثين، وأخصُّ بالذكر الدكتور حسام الخطيب، والدكتور علي شلش، والدكتور سعيد علوش، والدكتور عز الدين المناصرة، وغيرهم من الباحثين الذين وجدت ضالتي في أعمالهم. وقد جعلت هذه البيبليوغرافيا في قسمين: الأول: المؤلَّفات النظرية المترجمة في الأدب المقارن، والثاني: المؤلَّفات العربية في الأدب المقارن. وفي هذا القسم راعيت حصر المؤلَّفات النظرية، أو التي حملت اسم ((الأدب المقارن)) أو ما شابهه، أو التي لها علاقة بنظرية الأدب المقارن جزئياً أو كلياً، دون النظر إلى كونها تنتمي إلى المؤلَّفات التطبيقية. كما تضمَّنت هذه البيبليوغرافيا كتباً لاتحمل عنوان ((الأدب المقارن)) صراحة، وذلك لاهتمامها بالأدب المقارن وإفرادها حيزاً لنظرياته واتجاهاته.
وفي كلا القسمين توقَّفت البيبليوغرافيا عند آخر ما وقعت عيني عليه أو سمعت به، ففي المؤلَّفات الأجنبية المترجمة توقَّفْتُ عند عام 1999، وفي المؤلَّفات العربية المقارنة عند عام 2002.
أولاً: المؤلَّفات النظرية المترجمة في الأدب المقارن:
1 - بول فان تيجم: الأدب المقارن. دار الفكر العربي، القاهرة.
صدر هذا الكتاب دون تاريخ، ودون ذكر المترجم. ولكنَّ الباحثين يرجِّحون صدوره في عام 1948، وأنَّ مترجمه الدكتور سامي الدروبي. وبعضهم يقول إنَّه ظهر عام 1946.
وقد تُرجم الكتاب عن الفرنسية مباشرة وبلغت صفحاته المترجمة 227 صفحة، من القطع المتوسط. ويعدُّ كتاب فان تيجم _ الذي ظهرت طبعته الأولى في باريس سنة 1931 _ الكتاب النظري الأول في الأدب المقارن الذي تُرجم إلى العربية. وقد أُعيدت طباعته عدة مرات. وكان آخرها عام 2000، ونشرته دار الفكر العربي في مصر.
2 - ماريوس فرانسوا غويار: الأدب المقارن. ترجمة: الدكتور محمد غلاب، مراجعة: الدكتور عبد الحليم محمود، سلسلة الألف كتاب (44)، لجنة البيان العربي، القاهرة، ط1، 1956. (قطع متوسط، 193 صفحة). ويعدُّ كتاب غويار _ الذي ظهرت طبعته الأولى في باريس عام 1951 _ الكتاب النظري الثاني الذي تُرجم عن الفرنسية مباشرة.
3 - بول فان تيجم: الأدب المقارن. ترجمة: سامي مصباح الحسامي، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت بلا تاريخ. وهذه الترجمة هي الثانية لكتاب بول فان تيجم، وقد جاءت في 170صفحة من القطع الكبير، وهي عن الفرنسية مباشرة. ويُرجح الدكتور حسام الخطيب ظهور هذه الترجمة عام 1968.
4 - بول فان تيجم: الأدب المقارن. ترجمة: محمد محمود الخضري، دائرة المعارف الأدبية، دار الفكر العربي، دون تاريخ. انظر الدكتور عبده عبود: الأدب المقارن. مدخل نظري ودراسات تطبيقية، جامعة البعث، (حمص)، 1991 – 1992، قائمة المراجع.
- ماريوس فرانسوا غويار: الأدب المقارن. ترجمة: هنري زغيب، سلسلة زدني علماً، منشورات عويدات، بيروت، باريس، ط1، أيار
(يُتْبَعُ)
(/)
(ماي) 1978. وهذه الترجمة هي الثانية لكتاب غويار، وقد جاءت في 142 صفحة من القطع الصغير، وهي عن الفرنسية مباشرة. وقد ضمَّن المترجم هذا الكتاب كلمة للمؤلِّف بخصوص ترجمة كتابه إلى العربية. وفي سنة 1988 أعادت هذه الدار نشره ثانية.
6 - كلود بشوا، أندريه ميشيل روسو: الأدب المقارن. ترجمة وتقديم: الدكتور رجاء عبد المنعم جبر، دار العروبة، الكويت، ط1، 1980. تُرجم الكتاب عن اللغة الفرنسية، وبلغت صفحاته المترجمة 244 صفحة، وقد اعتمد المترجم في ترجمة هذا الكتاب على الطبعة الثالثة الصادرة عام 1968.
7 - هاري ليفن: انكسارات. مقالات في الأدب المقارن. ترجمة: عبد الكريم محفوظ، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، ط1، 1980. تُرجم الكتاب عن الإنكليزية، ومعظمه مقالات تطبيقية، وبلغت الترجمة 560 صفحة.
8 - اس. اس. براور: الدراسات الأدبية المقارنة. مدخل. ترجمة: عارف حديفة، وزارة الثقافة، دمشق، ط1، 1986. تُرجم الكتاب عن الإنكليزية، وجاءت ترجمته في 245 صفحة.
9 - ألكساندر ديما: مبادئ علم الأدب المقارن. ترجمة: الدكتور محمد يونس، مراجعة: الدكتورعباس خلف. وزارة الثقافة والإعلام، دار الشؤون الثقافية العامة. (سلسلة المئة كتاب)، بغداد، ط1، 1987. تُرجم هذا الكتاب عن الروسية، والأصل باللغة الرومانية. وقد جاءت ترجمته في 203 صفحات.
10 - رينيه إتيامبل: أزمة الأدب المقارن. ترجمة: الدكتور سعيد علوش، المؤسسة الحدثية للنشر، الدار البيضاء، 1987.
11 - دراسات في الأدب المقارن. ترجمة محمد الخزعلي، مؤسسة حمادة، إربد، الأردن، ط1، 1995. هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من أبحاث ودراسات لعدد من المقارنين (فالتر بنجامين، إيهاب حسن، هاسكل بلوك، كلوديو جوين، رينيه إتيامبل) قام الدكتور الخزعلي بترجمتها عن الإنكليزية، وبلغت الصفحات المترجمة لهذه الدراسات 141 صفحة.
12 - كلود بيشوا، أندريه ميشيل روسو: الأدب المقارن. ترجمة: الدكتور أحمد عبد العزيز.مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ط1، 1995. (472 صفحة). وهذا الكتاب مترجم عن الفرنسية والإسبانية. وقد أعاد الدكتور أحمد عبد العزيز نشر هذا الكتاب في الدار نفسها مرة ثانية عام 1998،
(378 صفحة). وفي الطبعة الثالثة التي صدرت عن مكتبة الأنجلو المصرية عام 2001 أيضاً أجرى على الترجمة بعض التعديلات وزودها بملحق عن بيبليوغرافيا الأدب المقارن في العالم. وقد جاءت هذه الطبعة في (348 صفحة).
13 - بيير برونيل، كلود بيشوا، أندريه ميشيل روسو: ما الأدب المقارن؟ ترجمة: الدكتور غسان السيد، منشورات دار علاء الدين، دمشق، ط1، 1996. وقد صدر هذا الكتاب في فرنسا عام 1983، وجاءت الترجمة في 176 صفحة.
14 - دانييل _ هنري باجو: الأدب العام والمقارن. ترجمة: الدكتور غسان السيد، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، ط1، 1997. وقد صدر هذا الكتاب عن دار كولان في باريس عام 1994. وبلغت صفحاته المترجمة 289 صفحة.
15 - عدد من المقارنين الفرنسيين: الوجيز في الأدب المقارن. إشراف:بيير برونيل و إيف شيفريل، ترجمة: الدكتور غسان بديع السيد، 1999. (348 صفحة).
16– سوزان باسنيت: الأدب المقارن. مقدِّمة نقدية. ترجمة: أميرة حسن نويرة. المجلس الأعلى للثقافة، المشروع القومي للترجمة (128)، القاهرة 1999.وقد صدر هذا الكتاب في أكسفورد عام 1993، وجاءت الترجمة في 217صفحة.
ثانياً: المؤلَّفات العربية في الأدب المقارن:
1 - عبد الرزاق حميدة: في الأدب المقارن. مطبعة العلوم، القاهرة، 1948. (160 صفحة).
2 - نجيب العقيقي: من الأدب المقارن. دار المعارف، القاهرة، 1948 (183صفحة).
3 - إبراهيم سلامة: تيارات أدبية بين الشرق والغرب: خطة ودراسة في الأدب المقارن. المكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، 1951 - 1952. (367 صفحة).
4 - محمد غنيمي هلال: الأدب المقارن. مطبعة مخيمر، القاهرة، 1953. (150 صفحة). وقد طُبع هذا الكتاب طبعة موسعة عام 1961، وجاء في (454 صفحة)، وتوالت طبعاته فيما بعد في كلٍّ من مصر ولبنان. وكانت آخر طبعاته في مصر عام 2001 (نهضة مصر)، وهي مأخوذة عن الطبعة الثالثة، وجاءت في 380 صفحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - محمد محمد البحيري: الأدب المقارن. دار الطباعة المحمدية بالأزهر، القاهرة، 1953.
6 - جمال الدين الرمادي: فصول مقارنة بين أدبي الشرق والغرب. بغداد، 1954. (153 صفحة).
7 - محمد غنيمي هلال: دور الأدب المقارن في توجيه دراسات الأدب العربي المعاصر. دار نهضة مصر، القاهرة، 1956. (95 صفحة).
8 - عبد السلام طاهر: نظرات جديدة في الأدب المقارن وبعض المساجلات الشعرية. مكة المكرمة، 1957.
9 - محمد غنيمي هلال: النماذج الإنسانية في الدراسات الأدبية المقارنة. دار نهضة مصر، القاهرة، 1957. (91 صفحة).
10 - صفاء خلوصي: دراسات في الأدب المقارن والمدارس الأدبية.مطبعة الرابطة، بغداد، العراق، 1957، (246 صفحة)، ومعظمه تطبيقي.
11 - حسين مجيب المصري: في الأدب العربي والتركي. دراسة في الأدب الإسلامي المقارن. مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1962.
12 - محمد عبد المنعم خفاجي: دراسات في الأدب المقارن. ج1، دار الطباعة المحمدية بالأزهر، القاهرة، 1963، (160 صفحة).
13 - حسن جاد حسن: الأدب المقارن. دار الطباعة المحمدية بالأزهر، القاهرة، 1967. (306 صفحات).وأُعيدت طباعته مرة ثانية في عام 1975 في الدار نفسها دون تغيير.
14 - محمد عبد المنعم خفاجي: دراسات في الأدب المقارن. ج2، دار الطباعة المحمدية بالأزهر، القاهرة، ط1، (1967).
15 - محمد عبد الرحمن شعيب: في الأدب المقارن. أصوله وتياراته. جامعة عين شمس،كلية الألسن، القاهرة، 1968. (243 صفحة).
16 - محمد عبد السلام كفافي: في الأدب المقارن. دراسات في نظرية الأدب والشعر القصصي. دار النهضة العربية، بيروت، 1971، (555 صفحة).
17 - ريمون طحَّان: الأدب المقارن والأدب العام. دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1972.
(141 صفحة). طبعة ثانية عام 1983، (158صفحة).
18 - فخري الخضراوي:الأدب المقارن بين الغرب والشرق. دار التراث العربي. د. ت.، ودون ذكر مكان الطبع.ويُرجَّح ظهوره في مصر قبل عام 1973 (بالاستناد إلى مراجعه). والنسخة التي بين أيدينا ناقصة الصفحات، فهي تنتهي عند الصفحة 240، وأظن أنَّ الكتاب يتجاوز عدد هذه الصفحات بكثير.
19 - عبده الراجحي: محاضرات في الأدب المقارن. دار النهضة العربية، بيروت، 1973. (197 صفحة)، وهو كتاب نظري وتطبيقي.
20 - عبد المطلب صالح: دراسات في الأدب والنقد المقارن. مطبعة الشعب، بغداد، 1973. (133 صفحة)، وهو مقالات تطبيقية كما يذكر الدكتور الخطيب.
21 - محمد غنيمي هلال: في النقد التطبيقي والمقارن. دار نهضة مصر، الفجالة، القاهرة، (من المرجَّح ظهوره عام 1974)، ويقع في (197 صفحة).
22 - طه ندا: الأدب المقارن. دار النهضة العربية، بيروت، 1975. (239 صفحة). أُعيدت طباعته عدة مرات.
23 - نجيب العقيقي: من الأدب المقارن. ج1، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، ط1، 1975. (439 صفحة).وهذه الطبعة موسعة.
24 - نجيب العقيقي: من الأدب المقارن. ج2، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، ط1، 1976. (466 صفحة). وهي كذلك موسعة.
25 - نجيب العقيقي: من الأدب المقارن. ج3، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، ط1، 1976. (320 صفحة). موسعة أيضاً.
26 - إبراهيم عبد الرحمن محمد: الأدب المقارن بين النظرية والتطبيق. القاهرة، 1976. (222 صفحة). نظري وتطبيقي. وقد أٌعيدت طباعته عدة مرات مع بعض التعديلات في العنوان والمضمون.
27 - عبد المنعم إسماعيل: نظرية الأدب ومناهج البحث الأدبي. الناشر العربي، القاهرة، 1977.
28 - محمد غنيمي هلال: الموقف الأدبي. دار العودة، بيروت، 1977. (91 صفحة).
29 - بديع محمد جمعة: دراسات في الأدب المقارن. دار النهضة العربية، بيروت، 1978. (317 صفحة). طُبع مرة ثانية في الدار نفسها عام 1980 مع بعض التعديلات والإضافات وجاء في 392 صفحة، ومعظمه دراسات تطبيقية.
30 - حسين مجيب المصري: في الأدب الشعبي الإسلامي المقارن. مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، 1980. (351 صفحة).
31 - مناف منصور: مدخل إلى الأدب المقارن. سعيد عقل وبول فاليري. منشورات مركز التوثيق والبحوث، بيروت، 1980. (290 صفحة).
32 - حسام الخطيب:
(يُتْبَعُ)
(/)
- الأدب المقارن، ج1: في النظرية والمنهج. جامعة دمشق، 1981. (191 صفحة).
- الأدب المقارن، ج2: تطبيقات في الأدب العربي المقارن، جامعة دمشق،1981. (175 صفحة). وقد أُعيدت طباعة هذا الكتاب مرات عديدة.
33 - أحمد كمال زكي: الأدب المقارن. مؤسسة كليوباترا، القاهرة، ط1، 1981.
34 - عبد المنعم إسماعيل: نظرية الأدب ومناهج الدراسات الأدبية. ج1، مكتبة الفلاح، الكويت، 1981. (164 صفحة).
35 - عبد الدايم الشوا: في الأدب المقارن. دراسة تطبيقية مقارنة بين الأدبين العربي والإنجليزي. دار الحداثة، بيروت، 1982. (159 صفحة من القطع الصغير).
36 - محمد ألتونجي: دراسات في الأدب المقارن. منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1982. (305 صفحات).
37 - ريمون طحَّان، دينيز بيطار طحَّان: وصية المقارن: البيان الكوزموبوليتي. دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1982. (270 صفحة). وطُبع عام 1987 دون إضافة.
38 - إبراهيم عبد الرحمن محمد: النظرية والتطبيق في الأدب المقارن. دار العودة، بيروت، 1982. (222 صفحة).
39 - عبد الوهاب علي الحكمي: الأدب المقارن. دراسة في العلاقة بين الأدب العربي والآداب الأوربية. مطبوعات تهامة، الكتاب الجامعي (19)، جدة، السعودية، 1983. (129 صفحة)، وهو مجموعة مقالات تطبيقية.
40 - عدنان محمد وزَّان: مطالعات في الأدب المقارن. الدار السعودية للنشر والتوزيع، جدة، 1983. (196 صفحة)، نظري وتطبيقي.
41 - محمد زكي العشماوي: دراسات في النقد المسرحي والأدب المقارن. دار النهضة العربية، بيروت، 1983. (321 صفحة)، معظمه تطبيقي.
42 - د. محمد إسماعيل شاهين: في الأدب المقارن. (القاهرة)، 1983.
43 - أحمد درويش: الأدب المقارن. النظرية والتطبيق. مكتبة الزهراء، القاهرة، 1984. (205 صفحات) معظمه تطبيقي. وقد أُعيدت طباعته عدة مرات.
44 - داود سلوم: دراسات في الأدب المقارن التطبيقي. وزارة الثقافة والإعلام (سلسلة دراسات 354) دائرة الشؤون الثقافية والنشر، دار الحرية، بغداد، 1984. (365 صفحة).
45 - علي أحمد العريني: ظاهرة التأثير والتأثر في الأدب العرب. دراسات جديدة في الأدب المقارن. مكتبة الخريجي، الرياض، دون تاريخ، (162 صفحة).
وقد ذكر لي المسؤولون في مكتبة الخريجي أنَّه نُشر في سنة 1404 هـ/ 1984 م.
46 - أحمد كمال زكي: الأدب المقارن. دار العلوم، الرياض، ط1، 1984. (165 صفحة من القطع الصغير)، نظري وتطبيقي.
47 - شفيق البقاعي: الأنواع الأدبية: مذاهب ومدارس في الأدب المقارن. مؤسسة عزالدين، بيروت، 1985. (432 صفحة).
48 - مبارك حسن الخليفة: في الأدب والأدب المقارن. دراسة وتطبيق. سلسلة آفاق المعرفة (17)، دار الهمذاني، عدن، (1985). (78 صفحة من القطع الصغير).
49 - السيد العراقي: الأدب المقارن منهجاً وتطبيقاً. دار الفكر العربي، القاهرة، 5 198. (192 صفحة).
50 - أعمال الملتقى الدولي حول الأدب المقارن عند العرب. عنابة 14 – 19 ماي 1983. وزارة التعليم والبحث العلمي، جامعة عنابة، معهد اللغات والآداب، ديوان المطبوعات الجامعية، الساحة المركزية بن عكنون، الجزائر، 1985. (537 صفحة).
51 - محمد غنيمي هلال: دراسات أدبية مقارنة. دارنهضة مصر، الفجالة، القاهرة، 1985. (119 صفحة).
52 - عز الدين المناصرة: بيان الأدب المقارن: إشكالية الحدود. منشورات الجمعية الثقافية (حوار) 1985. (40 صفحة من القطع المتوسط).
53 - زهران محمد جبر عبد الحميد: في الأدب المقارن. (دار البيان، القاهرة)، 1985. (264 صفحة)، نظري وتطبيقي.
54 - حسين مجيب المصري: بين الأدب العربي والفارسي والتركي. ((دراسات في الأدب الإسلامي المقارن)). مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1985. (557 صفحة). تطبيقي.
55 - محمود طرشونة: مدخل إلى الأدب المقارن وتطبيقه على ألف ليلة وليلة. تونس، 1986. (168 صفحة من القطع المتوسط).نظري وتطبيقي. وله طبعة ثانية في بغداد عام 1987.
56 - رجاء عبد المنعم جبر: الأدب المقارن بين النظرية والتطبيق. مكتبة الشباب، القاهرة، 1986.
(يُتْبَعُ)
(/)
57 - سعيد علوش: إشكالية التيارات والتأثيرات في الوطن العربي. دراسة مقارنة. المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، 1986. (224 صفحة).
58 - سعيد علوش: مكونات الأدب المقارن في العالم العربي. الشركة العالمية للكتاب، بيروت، وسوشبريس، الدار البيضاء، 1987. (830 صفحة).
59 - سعيد علوش: مدارس الأدب المقارن. دراسة منهجية. المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1987. (344 صفحة)، نظري.
60 - عبد المطلب صالح: مباحث في الأدب المقارن.وزارة الثقافة والإعلام، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1987. (173 صفحة)، نظري وتطبيقي.
61 - الطاهر أحمد مكي: الأدب المقارن. أصوله وتطوره ومناهجه. دار المعارف، القاهرة، 1987. (692 صفحة). نظري.
62 - عبد المطلب صالح: موضوعات عربية في ضوء الأدب المقارن. الموسوعة الصغيرة (288)، وزارة الثقافة والإعلام، دار الشؤون الثقافية العامَّة، بغداد، 1987. (131 صفحة من القطع الصغير).
63 - الطاهر أحمد مكي: في الأدب المقارن. دراسات نظرية وتطبيقية. دار المعارف، القاهرة، 1988. (327 صفحة من القطع المتوسط). له طبعات عديدة.
64 - عز الدين المناصرة: مقدِّمة في نظرية المقارنة. دار الكرمل، عمَّان، الأردن، 1988. (297 صفحة).
65 - حلمي بدير: بحوث تجريبية في الأدب المقارن. الدار الفنية، القاهرة، 1988. (151 صفحة).
66 - عطية عامر: دراسات في الأدب المقارن. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1989. (194 صفحة).
67 - محمد السعيد جمال الدين: الأدب المقارن. دراسات تطبيقية في الأدبين العربي والفارسي. دار ثابت، القاهرة، 1989. (405 صفحات).
68 - نبيل رشاد نوفل: الأدب المقارن. قضايا ومشكلات. منشأة المعارف، الاسكندرية، 1989. (125 صفحة).
69 - رجاء عبد المنعم جبر: تاريخ الأدب المقارن. المبادلات الأدبية بين الأمم. مكتبة الشباب، (القاهرة)، 1986. (127 صفحة). عدة طبعات.
70 - شفيع السيد: فصول من الأدب المقارن. دار الفكر العربي، القاهرة، 1990. (199 صفحة).وقد أعادت هذه الدارنشره ثانية عام 2000.
71 - أحمد شوقي عبد الجواد رضوان: مدخل إلى الدرس الأدبي المقارن. دار العلوم العربية، بيروت، لبنان، 1990. (232 صفحة).
72 - صابر عبد الدايم: الأدب المقارن. دراسات في الظاهرة والمصطلح والتأثير. القاهرة، 1990.
73 - عبد الغفور الأسود: مدخل إلى الأدب المقارن. جامعة الأزهر، كلية اللغة العربية، 1990. (216 صفحة).
74 - عبد الواحد علام: مدخل إلى الأدب المقارن. مكتبة الشباب، القاهرة، 1990. (194 صفحة). طبعة ثانية عام 1998 مع إضافات (232 صفحة).
75 - محمد زكريا عناني وسعيدة رمضان: مدخل لدراسة الأدب المقارن. الاسكندرية، 1990 (طبعة جامعية بالآلة الكاتبة).
76 - مجدي وهبة: الأدب المقارن ومطالعات أخرى. مكتبة لبنان، الشركة المصرية العالمية للنشر _ لونجمان،1991. (110 صفحات من القطع المتوسط).
77 - عبد العزيز قلقيلة: مقالة الأدب المقارن. دار المعارف، مصر، 1991. (117صفحة من القطع المتوسط). وأعادت دار المعارف نشره مرة ثانية عام 1999.
78 - (الجمعية المصرية للأدب المقارن): الأدب المقارن في العالم العربي. الكتاب السنوي 1991. الدار العربية، القاهرة،1991. (226 صفحة: 97 صفحة باللغة العربية، و 129صفحة باللغة الفرنسية والإنجليزية).
79 - أعمال الملتقى الأول للمقارنين العرب حول موضوع الأدب المقارن عند العرب: المصطلح والمنهج. عنابة من 8 إلى 12 جويليه (تموز) 1984. جامعة عنابة، معهد اللغة والأدب العربي. ديوان المطبوعات الجامعية، الساحة المركزية _ بن عكنون _ الجزائر 1991. (208 صفحات باللغتين العربية والفرنسية).
80 - عبده عبود: الأدب المقارن. مدخل نظري ودراسات تطبيقية. منشورات جامعة البعث (حمص)، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية،1991 - 1992. (488 صفحة).
(يُتْبَعُ)
(/)
81 - حسام الخطيب: آفاق الأدب المقارن عربياً وعالمياً. دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، ط1، 1992. (271 صفحة).وقد أعاد الدكتور الخطيب طباعة هذا الكتاب مرة ثانية في عام 1999، مع بعض التعديلات والإضافات.
82 - محمد جلاء إدريس: قضايا الأدب المقارن في إطار الدراسات السامية. المركز القومي للدراسات العربية والإسلامية (فجر)، الجيزة، 1992. (163 صفحة).
83 - سعد أبو الرضا: البنية الفنية والعلاقات التاريخية. دراسة في الأدب المقارن. منشأة المعارف،الاسكندرية، 1993. (231 صفحة)، نظري وتطبيقي.
84 - غسان السيد: الحرية الوجودية بين الفكر والواقع. دراسة في الأدب المقارن. مطبعة زيد بن ثابت، (دمشق)، (1994)، (175 صفحة)، وفيه قسم نظري.
85 - الطاهر أحمد مكي: مقدِّمة في الأدب الإسلامي المقارن. عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، (القاهرة)، 1994. (464 صفحة).
86 - علي شلش: الأدب المقارن بين التجربتين الأمريكية والعربية. دار الفيصل الثقافية، الرياض، 1995. (192 صفحة).
87 - حسن بن فهد الهويمل: المثاقفة والأسلمة. دار المسلم، الرياض، 1995. (80 صفحة).
88 - علي عشري زايد: الدراسات الأدبية المقارنة في العالم العربي. مكتبة الشباب، جامعة القاهرة، ط2، 1997.
89 - فخري أبو السعود: في الأدب المقارن ومقالات أخرى. الهيئة المصرية العامة للكتاب، (القاهرة) 1997، (الألف كتاب الثاني 278). (426 صفحة).
90 - عز الدين المناصرة: المثاقفة والنقد المقارن. منظور إشكالي. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1996. (349 صفحة).
91 - غسان السيد: دراسات في الأدب المقارن والنقد.مطبعة زيد بن ثابت، (دمشق)، 1996. (151 صفحة). نظري وتطبيقي.
92 - حسام الخطيب: الأدب والتكنولوجيا وجسر النصِّ المفرَّع Hypertext . المكتب العربي لتنسيق الترجمة والنشر، دمشق _ الدوحة، 1996. (221صفحة).
93 - يوسف بكَّار، خليل الشيخ: الأدب المقارن. منشورات جامعة القدس المفتوحة، عمان، الأردن، 1996. (272 صفحة، من القطع الكبير).
94 - محمد ألتونجي: الآداب المقارنة. دار الجيل، بيروت، 1995. (256 صفحة).
95 - عبد الحميد إبراهيم: الأدب المقارن من منظور الأدب العربي. مقدِّمة وتطبيق. إصدار نادي المنطقة الشرقية الأدبي، الدمام، السعودية، ط1، 1997. (168 صفحة).
96 - عبد الحميد إبراهيم: الأدب المقارن من منظور الأدب العربي. مقدِّمة وتطبيق. دار الشروق، القاهرة – بيروت، ط1، 1997. (245 صفحة)، نظري وتطبيقي.
97 - رفعت زكي محمود عفيفي: بحوث في الأدب المقارن. دار الطباعة المحمدية القاهرة، 1997. (339 صفحة)، نظري وتطبيقي.
98 - وليد محمود خالص: أوراق مطوية من تاريخ الأدب المقارن في الوطن العربي. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1997.
99 - عبد الحميد هنداوي: رسالة الأدب المقارن. (القاهرة) 1997. (184 صفحة).
100 - (الجمعية المصرية للأدب المقارن): قضايا الأدب المقارن في الوطن العربي _ أعمال المؤتمر الدولي، مركز الدراسات اللغوية والأدبية المقارنة، كلية الآداب، جامعة القاهرة، 20 – 22 ديسمبر 1995. تحرير أحمد عتمان، القاهرة، 1998. (938 صفحة: 563 صفحة باللغة العربية و 375 صفحة باللغات الأجنبية).
101 - حلمي بدير: الأدب المقارن. بحوث ودراسات. عامر للطباعة والنشر، المنصورة، 1998. (360 صفحة).
102 - داود سلوم: من آفاق الأدب المقارن. عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 1998. (414 صفحة)، نظري وتطبيقي.
103 - عبد الحكيم حسان: الأدب المقارن والتراث الإسلامي. دراسة مقارنة في موضوع أخلاق الطبقة الحاكمة في الأدبين العربي والفارسي. مكتبة الآداب، القاهرة، (1998). (256 صفحة)، تطبيقي. وأُعيد نشره في الدار نفسها عام 2000 دون تعديل.
104 - حسام الخطيب: آفاق الأدب المقارن عربياً وعالمياً. دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، ط2، 1999.
(330 صفحة).
105 - عبده عبود: الأدب المقارن. مشكلات وآفاق. اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1999. (238 صفحة).
(يُتْبَعُ)
(/)
106 - محمد زكريا عناني: الأدب المقارن وقضايا التأثر والتأثير. دار كريدية، بيروت، 1999. (400 صفحة).
107 - محمد جلاء إدريس: الأدب المقارن. قضايا وتطبيقات. دار الثقافة العربية، القاهرة، 2000. (342 صفحة).
108 - ماجدة حمود: مقاربات تطبيقية في الأدب المقارن. دراسة.اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2000. (159 صفحة). معظمه تطبيقي.
109 - عبده عبود، ماجدة حمود، غسان السيد: الأدب المقارن. مدخلات نظرية ونصوص ودراسات تطبيقية. جامعة دمشق، 2000 - 2001.
(474 صفحة).
110 - حسين مجيب المصري: صلات بين العرب والفرس والترك. دراسة تاريخية أدبية. (دراسة في الأدب المقارن). الدار الثقافية للنشر، القاهرة، 2001. (259 صفحة).
111 - نجم عبد الله كاظم: في الأدب المقارن. مقدِّمات للتطبيق. دار أسامة، عمان، الأردن، 2001. (103 صفحات)، نظري وتطبيقي.
112 - حلمي بدير: الأدب المقارن. بحوث ودراسات. دار الوفاء، الاسكندرية، 2001. (373 ص)
113 - حسام الخطيب: الأدب العربي المقارن: واجهات وعلاقات. المكتب العربي للترجمة والنشر، الدوحة، 2001.
114 - حسام الخطيب: الأدب المقارن من العالمية إلى العولمة. المجلس الوطني للثقافة والفنون، الدوحة، قطر، 2001. (320 صفحة).
115 - أحمد عبد العزيز: نحو نظرية جديدة للأدب المقارن.
ج1: البحث عن النظرية. مكتبة الأنجلو المصرية،
القاهرة، 200. (372 صفحة).
ج2: استراتيجيات المقارنة. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة،
2002. (277 صفحة).
116 - أحمد درويش: نظرية الأدب المقارن وتجلياتها في الأدب العربي. دار غريب، القاهرة، 2002. (299 صفحة).
وما أرجوه من الأخوة والزملاء تزويدي بما لديهم من أسماء كتب يعرفونها أو موجودة بين أيديهم في الأدب المقارن تجاوزتها هذه البيبليوغرافيا، عن غير قصد، لاستكمال النقص وتعميم الفائدة للدارسين والمتخصصين في هذا المجال.
كما أرجو من الأخوة تزويدي بما يعرفونه من دراسات وأبحاث نظرية وتطبيقية، مترجمة وعربية في هذا التخصص، ليصار في المستقبل إلى إعدادها ووضعها بين يدي الباحثين.
كلي أمل أن نتعاون في إيجاد بيبليوغرافيا شاملة عن الدراسات العربية المقارنة في الوطن العربي.
مع خالص شكري ومودتي للجميع
أخوكم برهان أبوعسلي
ـ[معالي]ــــــــ[02 - 02 - 2006, 09:48 ص]ـ
جهد رائع _أستاذنا برهان_ وعمل جليل!
لا حُرمتم أجره وثوابه ..
بانتظار اكتمال عملكم المبارك هذا
وبانتظار مشاركة أساتذتنا هنا بما لديهم
وبانتظار _أيضًا_ نشر دراستكم هذه عن قريبٍ بإذن الله
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 02 - 2006, 07:15 ص]ـ
حياكم الله بيننا د. برهان ..
سيرة مشرقة، وحضور علمي جميل .. يحق للفصيح أن يفخر بكم ..
موضوع أكثر من رائع، خاصة أننا لازلنا بحاجة لمتخصصين، ودارسين لهذا التخصص.
و ما سطرتموه لبنة قوية لبناء هذا الصرح.
ـ[الدكتور برهان أبو عسلي]ــــــــ[23 - 08 - 2006, 09:59 ص]ـ
تحيتي للمشاركين في المنتدى
غبت عنكم طويلاً
أرجو أن نتواصل من جديد
برهان
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 08 - 2006, 04:16 ص]ـ
حيا الله عودتكم أستاذنا الكريم.
افتقدكم الفصيح زمنا طويلا!
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[05 - 04 - 2007, 07:50 م]ـ
للأستاذ الدكتور / مراد عبد الرحمن مبروك
كتاب في الأدب المقارن، ولكنه كتاب تعليمي ألفه لتدريس مادة (الأدب المقارن) التي أسندت إليه فلا أدري هل يضاف إلى هذه الببلوجرافيا أم لا؟.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[06 - 04 - 2007, 07:34 ص]ـ
نعم ..
كل ماله علاقة بالأدب المقارن أرجو أن يكون هنا؛ كي يكون وجهة لكل طالب وباحث في هذا التخصص.
جزيل الشكر لك.
ـ[درعمي بحراني]ــــــــ[13 - 05 - 2007, 11:39 ص]ـ
السلام عليكم
طابت اوقاتكم
يسعدني ايها الاخوة أن أضيف بعض المصنفات ايضا في الادب المقارن
1 - الادب المقارن والتراث الاسلامي للدكتور عبد الحكيم حسان
2 - مقدمة في نظرية الادب المقارن الاسلامي للدكتور الطاهر أحمد مكي
3 - تاريخ الدراسات الادبية المقارنة في العالم العربي للدكتور علي عشري زايد
4 - أدب الحيوان - دراسة تاريخية مقارنة في جسن أدبي
5 - أنطونيو كليو بترا بين شكسبير وشوقي - دراسة مقارنة الدكتور عبد الحكيم حسان
6 - ملحمة السيد - دراسة مقارنة الدكتور الطاهر أحمد مكي
وللتنويه فان المصنفات الثلاثة الاخيرة في مجملها مصنفات تطبيقية مقارنة صرفة تخلو من التنظير او تكاد كذلك
كما انه من المفيد الاشارة الى كتاب الدكتور أحمد الحوفي (تيارات ثقافية بين العرب والفرس) وفي اعتقادي انه تأثر بالدكتور ابراهيم سلامة المتقدم الذكر والارج فان الدكتور احمد الحوفي كان تلميذا للدكتور ابراهيم سلامة في كلية دار العلوم
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 05 - 2007, 12:31 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
دائمًا أقول أن العالم لايتحدث عن نفسه بل يترك أعماله تقوم بهذا الدور بصورة وبصورة اخرى يكملها طالب العلم مكافأة لمعلمه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فارس ملاقا]ــــــــ[01 - 07 - 2007, 04:48 ص]ـ
السلام عليكم
طابت اوقاتكم
يسعدني ايها الاخوة أن أضيف بعض المصنفات ايضا في الادب المقارن
1 - الادب المقارن والتراث الاسلامي للدكتور عبد الحكيم حسان
2 - مقدمة في نظرية الادب المقارن الاسلامي للدكتور الطاهر أحمد مكي
3 - تاريخ الدراسات الادبية المقارنة في العالم العربي للدكتور علي عشري زايد
4 - أدب الحيوان - دراسة تاريخية مقارنة في جسن أدبي
5 - أنطونيو كليو بترا بين شكسبير وشوقي - دراسة مقارنة الدكتور عبد الحكيم حسان
6 - ملحمة السيد - دراسة مقارنة الدكتور الطاهر أحمد مكي
وللتنويه فان المصنفات الثلاثة الاخيرة في مجملها مصنفات تطبيقية مقارنة صرفة تخلو من التنظير او تكاد كذلك
كما انه من المفيد الاشارة الى كتاب الدكتور أحمد الحوفي (تيارات ثقافية بين العرب والفرس) وفي اعتقادي انه تأثر بالدكتور ابراهيم سلامة المتقدم الذكر والارج فان الدكتور احمد الحوفي كان تلميذا للدكتور ابراهيم سلامة في كلية دار العلوم
السلام عليكم،
جزاكم الله خير الجزاء على هذه المعلومات المفيدة، خاصة الأستاذ الدكتور يرهان أبو عسلي .. لقد استفدت كثيراً وهذا أول مشاركتي في هذا المنتدى ...
أستاذي درعمي بحراني هل من الممكن أن تذكر التفاصيل المتعلقة بهذه الكتب التي أشرتم إليها؟ مثل المطبعة والدولة وتاريخ الطباعة ..
شكراً لكم:)
طالب ماليزي
ماليزيا
ـ[الأسد]ــــــــ[02 - 07 - 2007, 08:50 م]ـ
تحية شكر وتقدير وإكبار لك د. برهان على هذه الخدمة العظيمة في مجال الأدب المقارن , وهي بحق خدمة لكل باحث أو دارس في هذا المجال فشكرا لك وبارك الله في جهودك , وسأحاول تزويدكم بما أجده في مكتبتي إن أمكن.
ـ[الأسد]ــــــــ[04 - 07 - 2007, 05:13 م]ـ
- الأدب المقارن , د. طه ندا
- في الأدب المقارن , د. الطاهر أحمد مكي
- طلائع المقارنة في الأدب العربي , د. عصام بهي
- مبادئ علم الأدب المقارن , الكساندر ريما , ترجمة: د. محمد يونس
ـ[همس الجراح]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 03:08 ص]ـ
إنه ليسعدني أنني نقلت أسماء هذه الكتب إلى حافظة الحاسوب للاستفادة منها مع جزيل الشكر للإخوة الأدباء في هذا الفصيح الرائع، جزاهم الله كل خير وجعل ذلك في صحائف أعمالهم
ـ[مروه ابراهيم الدسوقى]ــــــــ[20 - 01 - 2008, 10:11 م]ـ
افادكم الله دراسه جيدة
ـ[أيمن حجازي]ــــــــ[18 - 02 - 2008, 06:38 م]ـ
الأخ والصديق والأستاذ د. برهان أبوعسلي
تحية طيبة وبعد
أود أن أشكركم على جهودكم الحثيثة التي تقدمونها في خدمة العلم والمعرفة
وهذا ليس بجديد على شخصكم الكريم فلا شك أن لكم باعا طويلا في هذا المجال
وكل من اطلع على مؤلفاتكم يدرك ذلك ..
أتمنى لكم التوفيق الدائم وبانتظار كل جديد ورائد من أعمالكم
أيمن حجازي
ـ[أحمد الشمري]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 10:18 ص]ـ
جهد رائع
بالتوفيق إن شاء الله.
ـ[خليل التطواني]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 06:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل بلغكم عدد من مجلة فصول المصرية في الأدب المقارن_ كنت صورت طائفة من مقالاته سنة خمس وتسعين نسيت العدد والسنة وهو جدير بكل المقاييس أن يكون في عداد مراجع الأدب المقارن
ـ[أم جياد]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 08:28 م]ـ
جهد رائع
بالتوفيق إن شاء الله.
ـ[الدكتور برهان أبو عسلي]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 03:54 م]ـ
غبت عنكم طويلا
أرجو الله أن تكونوا بخير وعلى الدوام
كما أرجو أن نتواصل أكثر
ـ[أيمن حجازي]ــــــــ[29 - 12 - 2008, 01:07 م]ـ
أستاذي الكريم
غبت عنّا طويلا واشتقنا لك كثيرا
ولكننا سعداء جداااااااااااا بعودتك
أتمنى لك دوام الصحة والعافية والسعادة
أيمن
ـ[نون النسوة]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 05:59 ص]ـ
جزاك الله كل خير أستاذنا الكريم
يوما عن يوم ازداد تعجبا وإعجابا بثروات المنتدى الدفينة
ـ[هادية هاشم]ــــــــ[08 - 01 - 2010, 06:30 م]ـ
:::
شكرا يا أستاذنا ولكن هل توجد كتب تتحدث عن الأدب المقارن بين الفرنسية والعربية.
ـ[عادل السلمي]ــــــــ[09 - 07 - 2010, 02:17 ص]ـ
شكرًا جزيلاً. . بارك الله فيك
ـ[يحيى عيسى الشبيلي]ــــــــ[10 - 10 - 2010, 08:59 م]ـ
12 - كلود بيشوا، أندريه ميشيل روسو: الأدب المقارن. ترجمة: الدكتور أحمد عبد العزيز.مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ط1، 1995. (472 صفحة). وهذا الكتاب مترجم عن الفرنسية والإسبانية. وقد أعاد الدكتور أحمد عبد العزيز نشر هذا الكتاب في الدار نفسها مرة ثانية عام 1998،
(378 صفحة). وفي الطبعة الثالثة التي صدرت عن مكتبة الأنجلو المصرية عام 2001 أيضاً أجرى على الترجمة بعض التعديلات وزودها بملحق عن بيبليوغرافيا الأدب المقارن في العالم. وقد جاءت هذه الطبعة في (348 صفحة).
أد/ أحمد عبد العزيز أحد الذين أسخو علي من عطائهم العلمي كم هو جميل هذا الانسان في طرحه وعلمه اتمنى له ولكم التوفيق والسداد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فتاة المحبة]ــــــــ[14 - 12 - 2010, 08:37 م]ـ
بارك الله فيك على مجهوداتك الطيبة أخي جعلها الله في ميزان حسناتك
ـ[أبو شام]ــــــــ[15 - 12 - 2010, 02:40 م]ـ
بارك الله بك على هذه الجهود الكريمة(/)
بنات الرياض
ـ[سيبويه الرياض]ــــــــ[08 - 02 - 2006, 04:33 م]ـ
:::
أين أجد رواية بنات الرياض للكاتبة رجاء الصانع وما أفضل نقد لهذه الرواية؟.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[09 - 02 - 2006, 12:07 ص]ـ
لن تجدها بالسعودية؛ إذ لم يُفسح لها.
ولكنها موجودة في ملف (وورد).
أما النقد، فهي بالأصل لا ترقى لمستوى النقد الأدبي؛ لأنها لم تصل لمستوى الرواية الأدبية.
ـ[سيبويه الرياض]ــــــــ[09 - 02 - 2006, 04:11 ص]ـ
جزاك الله خير يامشرفة وضحاء.
ـ[سامح]ــــــــ[17 - 02 - 2006, 05:15 ص]ـ
تعبت كثيراً حتى أحصل عليها
والحق أني حينما أمسكت بها في كفي
لم أستطع إكمال أكثر من أربع صفحات ..
هي ترهات أنثوية .. لاقيمة لها سوى أن تشيع
جواً من التحلل والانفساخ!!!
ولو بحثت عن قيمة فنية لم تجد!
تحية لكما
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[17 - 02 - 2006, 03:24 م]ـ
أنا لم أكمل منها إلا صفحة واحدة، وبضعة مقاطع من صفحات.
نص مهلهل، لا يعدو أن يكون أحاديث مراهقات، لا يخلو منهن أي مجتمع، يمثلن النشاز المرفوض.
ليس بسمتغرب أن يفرز أدب الكاتبة الفضائحي (إن صح أن يكون أدبًا) مثل هذه الخربشات الشبيهة بخربشات جدار حمام.
الغريب أن يضع أديب بمنزلة وزير تقدِمته لمثل هذا العمل المهلهل المنحطّ، وأن يصنع بعض الكتّاب والكاتبات هذه الدعاية الضخمة للرواية البائسة.
ربما يكون العمل مسروقًا من بعض الروايات من الشرق أو الغرب لكتّاب لم يعرفوا إلا بهذا العمل، كالأمريكي دالاس ميللر في (بنات أوهايو)، أو الصينية وي هيوي في (شنغاهاي بيبي).
ـ[محبة العربية]ــــــــ[19 - 02 - 2006, 06:48 ص]ـ
شكرا لكم
فهذه الرواية لها أهداف لإفساد هذا المجتمع بأفكار منحلة
وأفضل نقد لها هو نقد الدكتورالشاعر عبدالرحمن العشماوي الذي يقول:
حينما رأيت إحدى الكاتبات السعوديات تربط في مقالٍ لها نُشر في جريدة الجزيرة بين رواية الكاتبة الفرنسية (فرانسوساغان) صاحبة رواية (صباح الخير أيها الحزن)، وبين رواية كاتبة سعودية اسمها (رجاء الصانع) عنوانها (بنات الرياض)، شعرت أنَّ وراء أَكَمة رواية (بنات الرياض) ما وراءَها.
وإذا قلنا هنا: (رواية) فإنما نقصد هذه الأعمال التي تعتمد أسلوب السَّرد والقَصِّ، بعيداً عن آراء النقاد في هذه الأساليب.
رواية (صباح الخير أيُّها الحزن) عبارة عن صورة للمجتمع الفرنسي في ذلك الوقت البعيد إبَّان الثورة الفرنسية. و (ساغان) فتاة مراهقة سجَّلت في دفتر مذكِّراتها الشخصية ما كانت تفعله من العبث ونقلت بعض أسرار حياتها وحياة صديقاتها الخاصة بهنَّ المليئة بما يناقض ما تعارف عليه عقلاء المجتمع من القيم والأخلاق، رآها أحد أصدقاء أبيها ففرح بما فيها فنشرها.
فلماذا الربط بين هذه الرواية، وبين رواية (بنات الرياض)؟ هل لأنَّ (بنات الرياض) رواية خارجة على قيم مجتمعنا، وهي عمل قائم على المجاهرة بما لا ترضى به أخلاقنا؟ ونحن هنا لا نزكي أنفسنا ولا ندعي أنَّ حياتنا خالية من التجاوزات والأخطاء، ولا نزعم أن مدينة الرياض مدينة مثالية تعيش بعيداً عن واقع الملايين من الساكنين فيها.
ولكننا نقول: لو أنَّ كُلَّ فتاةٍ تعلَّمت في مدارسنا وجامعاتنا حاولت أن تكتب ما قد تقع فيه من الأخطاء في عمل روائي أو قصصي، ونشرته للناس، لتحوَّل مجتمعنا إلى مجتمع لا قيم فيه ولا أخلاق.
(بنات الرياض) خطيئة أدبية وهي عمل ضعيف لغةً وأسلوباً، ثم أين بناتُ الرياض الواعياتُ المُعلِّماتُ، المثقفاتُ، المحتشماتُ، المصلياتُ، الصائماتُ، التائباتُ إلى ربهنَّ إذا أخطأن؟؟ لا وجود لهنَّ في رواية (بنات الرياض).
لماذا؟ وكيف حدث هذا؟ في مدينة المآذن الشامخة، والمساجد المضيئة، والجامعات العريقة، ومراكز الدعوة والإرشاد، ومعاهد العلوم المختلفة، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم التي يلتحق بها الآلاف من (بنات الرياض) كُلَّ عام.
هل يصح أنْ يُطلقَ عنوان (بنات الرياض) على كِتاباتٍ شخصية لفتاة تتحدَّث عن أربع فتيات تركن الرياض إلى باريس ولندن وغيرها من مدن الغرب؟
إنَّ كاتبة الرواية فتاة صغيرة، طارت بها صفحات روايتها لتكون ضيفة على شاشة قناة فضائية عربية، وإنَّ مِنْ حق هذه الفتاة على أهل بلدها أنْ يحموها مِن هذا الانجراف.
لا أدري كيف يُعالج الأمر وقد نُشرت هذه الرواية في بيروت وطارت بها بعض الصحف العربية الذين فرحوا بها كما اتضح ذلك من احتفائهم بها.
يا رجاء، عودي إلى الحق فأنتِ في أوَّل الطريق، أعلني براءتكِ من هذا العمل .. أسأل الله عز وجل أن يعيدك إلى الصواب.
إشارة:
----------
في مهبِّ الرِّيح للموج هديرٌ
يقتل الفرحة في نفس الشراعِ
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
جريدة الجزيرة 29\اكتوبر\2005م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الصميلي]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 11:59 ص]ـ
لا تعدوا كونها كتابات مراهقين على جدران البيوت المهجورة والتي يشجعون فيها فرقهم المهزومة أو التي ليس لها جماهيرأصلاً! هي (- انحراف - إشاعة الفاحشة- محاولة التشفي من المجتمع المحافظ)
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 12:21 م]ـ
مما يؤسف له أن تحتفل وتحتفي المؤسسات الثقافية ومعارض الكتب في الوطن العربي المسلم بمثل هذه الكتابات الساقطة، وقد كتبت إحداهن كتابة جيدة في نقد المحتفين والمطبلين، أما الكاتبة وخربشاتها فلا تلام إذا كانت وجدت من يوهمها أنها كتبت شيئًا ذا بال
http://www.alkhaleej.ae/articles/show_article.cfm?val=260614
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 01:19 ص]ـ
الرواية في الأسواق 000
ومن حق الكاتب أن يكتب وأن نحترم وجهة نظرة وإن كنا نختلف معه
فالإختلاف لا يفسد للود قضية 000 قال تعالى (وأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)
فلا تحجروا واسعا يا إخوتي الكرام 000
الرواية في مكتبات جرير بجدة 000
فلنقرأها ونكتب أراءنا على نار هادئة 000
ولكم الشكر
أخوكم مغربي
ـ[أنشودة المطر]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 02:01 ص]ـ
صحيح من الحق أن نحترم وجهةنظر الآخر إذا كان في إطار محدد,
تخيل أخي مغربي ,كتب عنك شخص بأسلوب لا يمت لك بأي صلة ,ولا يعبربتاتاً عن شخصك , هل ستحترم وجهة نظره؟ و خصوصاً إذا أعطي أضواء ليس له!
--
الرواية أقل من المستوى الفني!
لا تبث إلاّ تفاهات مراهقة!(/)
من يستطيع المساعدة
ـ[البريق الشحي]ــــــــ[14 - 02 - 2006, 07:24 م]ـ
لو سمحتو عندي مجموعة من القصائد واريد شرحها فمن يستطيع يقدم لي هذه الخدمة:
1 - قصيدة كل نفيس في الممات يهون لعبد الرحمن شكري
2 - نداء الحياة لعبدالله بن علي الخليلي
3 - رسالة من المنفى لمحمود درويش
4 - مسكنهم في القلب
5 - في مهرجان صنعاء
يجرح الدهر ويأسو
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[15 - 02 - 2006, 01:13 ص]ـ
قم بقراءتها بنفسك، وحاول شرحها بقدرتك، وإن استشكلت عليك جزئية ما ..
اطرحها هنا .. وسنكون لك عوناً بعد الله ..(/)
هل العرب تلاميذ للإغريق في النقد والفلسفة؟!
ـ[العربي]ــــــــ[20 - 02 - 2006, 01:43 ص]ـ
خلال مطالعتي لبعض المقالات التي تعنى بالدرس الأدبي
المقارن, وقفت على مقالات رائعة تساوي في قيمتها كتب ومجلدات فأحببت أن
تشاركوني بعض هذه المعلومات التي استقيتها من بعض المقالات الخالدة .. والتي
حاولت أن أصوغها بأسلوب سهل كي يسهل إدراك المعلومة ولكيلا يتحاشى
البعض قراءته ...
يرى بعض الباحثين المعاصرين أن العرب تلاميذ للإغريق في الفلسفة والنقد
والمعارف الإنسانية العامة, وأن النقد العربي بالذات يدين للنقد الإغريقي ممثلا
بأفلاطون وأرسطو وسقراط ولكي نبين مدى وهن هذه الرؤية ,دعونا نتعرض
لبدايات كل من هذين النقدين أقصد العربي والإغريقي , فزمن أقدم النصوص
النقدية الإغريقية يربو على 2500 عام والنصوص النقدية العربية 1800عام
فالفرق هنا700عام بين البدايتين فلابد أن تختلف مسببات النقد وبداياته.
أيضا البيئة التي نشأ فيه النقد الإغريقي تختلف عن البيئة التي نشأ فيها النقد
العربي, فالنقد الإغريقي ولد في الحلبات الدينية التي تهيمن عليها الخرافات ,
في حين أن النقد العربي بدأ في الأسواق والنوادي كسوق عكاظ والمجنة وذي
المجاز ونوادي القوم وملاعب الفرسان حيث كان النقد جهدا أدبيا وجهدا إنسانيا
لايتصل بالأسطورة, وبالنسبة لطبيعة الناقد فالنقد الإغريقي كان نقدا جماعيا
أي في لجان تصدر قرارتها بالقرعة وهو نقد غير متخصص, في حين أن النقد
العربي صدر من نقاد بأعيانهم منهم الشاعر كالنابغة الذبياني ومنهم الخطيب
مثل أكثم بن صيفي ومنهم المرأة المتذوقة كأم جندب , كما أن طبيعة الشعر
نفسه- وهو مادة النقد في الغالب- تختلف بين الإغريق والعرب , فمصدر
الشعر عند أرسطو الإلهام من آلهة الشعر كما يزعم وعند أرسطو نبالة نفس
الشاعر أو خساستها , في حين أن مصدر الشعر عند العرب مختلف فالعرب
احتاجت إلى الغناء بمكارم أخلاقها وطيب أعراقها وذكر أيامها وأوطانها أي أن
حاجات المجتمع هي المصدر الأصيل للشعر.
من خلال هذا كله يتبين البون الشاسع بين النقدين في الزمان والمكان والمسببات
ومصدر وطبيعة المادة النقدية فكيف بعد هذا كله يقول البعض أن نقاد العرب
تلاميذ أفلاطون وأرسطو!!!!
دمتم بود , العربي ...
ـ[سليم]ــــــــ[21 - 02 - 2006, 12:06 ص]ـ
السلام عليكم
أخي العربي أهلاً وسهلاً بك في هذا المنتدى, وتعقيبًا على ما ذكرتَ اقول: العنوان يضم شقين ,الاول النقد والثاني الفلسفة, وسابدأ في الفلسفة لأن الفلسفة فعلاً جاءت من عند الاغريق والعرب هم تلاميذهمو وحتى الكلمة اصلها اغريقي وتعني العلم والبحث فيما وراء الطبيعة وما الفارابي وابن رشد وابن سينا والعربي إلا تلاميذ وآخذين عن الاغريق.
واما النقد فإن العرب لهم باعاً طويلاً فيه وكما ذكرتَ ان الاسواق والنوادي كسوق عكاظ والمجنة وذي المجاز ونوادي القوم وملاعب الفرسان كانت ملتقى الشعراء والنقّاد والخطباء, واسمع ماذا قال ابن رشيق في كتابه"العمدة في محاسن الشعر وادآبه":حكى الصاحب بن عبادة في صدر رسالة صنعها على أبي الطيب، قال: حدثني محمد بن يوسف الحمادي، قال: حضرت بمجلس عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وقد حضره البحتري، فقال: يا أبا عبادة، أمسلم أشعر أم أبو نواس؟ فقال: بل أبو نواس؛ لأنه يتصرف في كل طريق، ويبرع في كل مذهب: إن شاء جد، وإن شاء هزل، ومسلم، ومسلم يلزم طريقاً واحداً لا يتعداه، ولا يتحقق بمذهب لا يتخطاه فقال له عبيد الله: إن أحمد بن يحيى ثعلباً لا يوافقك على هذا، فقال: أيها الأمير، ليس هذا من علم ثعلب وأضرابه ممن يحفظ الشعر ولا يقوله؛ فإنما يعرف الشعر من دفع إلى مضايقه، فقال: وريت بك زنادي يا أبا عبادة، إن حكمك في عميك أبي نواس ومسلم وافق حكم أبي نواس في عميه جرير والفرزدق؛ فإنه سئل عنهما ففضل جريراً، فقيل: إن أبا عبادة لا يوافقك على هذا، فقال: ليس هذا من علم أبي عبيدة؛ فإنما يعرفه من دفع إلى مضايق الشعر، وقد خالف البحتري أبا نواس في الحكم بين جرير والفرزدق، فقدم الفرزدق، قيل له: كيف تقدمه وجرير أشبه طبعاً بك منه؟ فقال: إنما يزعم هذا من لا علم له بالشعر، جرير لا يعدو في هجائه الفرزدق ذكر القين وجعثن وقتل الزبير، والفرزدق يرميه في كل قصيدة بآبدة، حكى ذلك غير واحد من المؤلفين.
فإذا كان هذا فقد حكم له بالتصرف، وبهذا أقول أنا، وإياه أعتقد فيهما، وإذا لم يكن شعر الشاعر نمطاً واحداً لم يمله السامع، حتى إن حبيباً ادعى ذلك لنفسه في القصيدة الواحدة فقال:
الجد والهزل في توشيع لحمتها = والنبل والسخف، والأشجان والطرب
وقد كان إسماعيل بن القاسم أبو العتاهية:
لا يصلح النفس إذ كانت مصرفة = إلا التصرف من حال إلى حال
وأنشد الصاحب لأبي أحمد يحيى بن علي المنجم في نقد الشعر:
رب شعر نقدته مثل ما ين= قد رأس الصيارف الدينارا
ثم أرسلته فكانت معاني = ه وألفاظه معاً أبكارا
لو تأتى لقالة الشعر ما أس = قط منه الحلو به الأشعارا
إن خير الكلام ما يستعير النا = س منه ولم يكن مستعارا وقال الجاحظ: طلبت علم الشعر عند الأصمعي فوجدته لا يحسن إلا غريبه فرجعت إلى الأخفش فوجدته لا يتقن إلا إعرابه، فعطفت على أبي عبيدة فوجدته لا ينقل إلا ما اتصل بالأخبار، وتعلق بالأيام والأنساب، فلم أظفر بما أردت إلا عند أدباء الكتاب: كالحسن بن وهب، ومحمد بن عبد الملك الزيات.
قال الصاحب على أثر هذه الحكاية: فلله أبو عثمان، فلقد غاص على سر الشعر، واستخرج أرق من السحر.
واما من حيث قول الشعر ونظمه فإن للعرب اقوال اغرب من قول الاغريق من حيث الهام الهة الشعر, فهم يقولون ان الشعر من الجن وان الجن يأتي الشاعر فيقوله ,وكذلك الغول ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[22 - 02 - 2006, 11:14 ص]ـ
لا أحد ينكر تأثر النقد العربي بالنقد اليوناني، فهناك عدد من نقادنا الكبار تأثروا بالمنطق اليوناني في النقد، كما وجدنا وحفظنا تعريف قدامة للشعر، وتقسيمه له بالشكل الجاف العلمي دون مراعاة لهذا الشعر، وجماله.
و أي باحث في النقد يستحيل عليه أن ينكر تجربة الناقد الكبير (حازم القرطاجنّي) الذي تأثر بشكل واضح بأرسطو في كتابه، خاصة في أسلوب تقسيمه له ..
هناك تأثر، - وهذا لا عيب فيه- حينما تتثاقف الأمم، ونستفيد مما لدى الغير. وكما أن هناك على الجانب الآخر من رفض كل تأثير، وبقي تأليفه خالصا من تأثير أي أحد.
أن نقاد العرب تلاميذ أفلاطون وأرسطو!!!!
من يقول بذلك يكون ظالماً لنقدنا العربي .. خاصة المتقدم، ولكن هذا لا يعني أن ننكر أيضا تأثر بعضهم بالنقد اليوناني كما ذكرت آنفا ..
ولكن .. أعتقد أن التأثير الواضح للثقافات الأخرى ستجده لدى نقادنا الآن –وللأسف الشديد- الذين أصبح غالبيتهم أبواقا للنقاد الغربيين، دون تمييز، أو تمحيص، أو فهم لما ينقلونه!!
حينها سنترحم على نقادنا المتقدمين؛ الذين لم يسلموا من المتأخرين بوصفهم تلاميذ لغيرهم من الثقافات الأخرى، متناسين ما يقومون به الآن من عملية (قص ولزق) لأغلب المناهج، والمصطلحات، وكل ما يتعلق بالنقد، حتى أصبح يحق لمن يشاء أن يقول نقد أدبي معرّب بدلا من عربي ..
ما أريد قوله .. أننا لا نستطيع أن ننكر استفادة بعض النقاد المتقدمين من النقد اليوناني .. كما أننا لا نستطيع أن نلغي جهودهم العربية الخالصة .. فكثير مما نقرأه في النقد الغربي الآن، نأخذه على علاته، وحينما نعود لنقدنا القديم نجد إشارات بين طيات كتبهم لما أخذناه مباشرة من النقد الغربي!!
ـ[العربي]ــــــــ[28 - 02 - 2006, 01:43 ص]ـ
الأخ سليم ... والأخت وضحاء ...
شاكرٌ لكما مروركما والإضافة ... دمتما بخير ...(/)
الخصومة بين القدماء والمحدثين ..
ـ[طموح مجنونه]ــــــــ[21 - 02 - 2006, 04:07 م]ـ
:::
السلاام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أخواني وأخواتي من خلال دراستي لمادة النقد الأدبي, والأدب .. ورد في ذهني سؤال وهو:
هل التغيير في الأدب والنقد باعتبارهما وجها من وجوه الثقافة الانسانيه ضروري ومطلوب؟ وإن كان ذلك كذلك فما هي حدود التغيير التي ينبغي أن يتوقف عندها من يدعو إليه؟
وشكراً
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[22 - 02 - 2006, 11:46 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
التغيير شيء وارد في كل شيء ..
هل ترين الأدب الآن لا زال على نفس خطه في العصور السابقة؟
هل ترين المناهج النقدية بقيت كما السابق؟ بل اختلفت تماما ..
الأدب يتجدد مادام الإنسان موجوداً يجدد فيه، وكذلك النقد ..
فالتغيير ظاهرة صحية جميلة ..
أما الحدود .. فلا حدود إلا الخطوط الحمراء التي تمس العقيدة، أو تخلّ بفنية الأدب، أو موضوعية النقد.
ـ[طموح مجنونه]ــــــــ[22 - 02 - 2006, 02:46 م]ـ
مشكووووره اختي ماقصررتي ..
وجزااك الله الف خي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -(/)
عاجل .. أرجو مساعدتي عن قصيدة النثر
ـ[انتظار]ــــــــ[22 - 02 - 2006, 12:40 ص]ـ
:::
انا عضوة جديدة بهذا المنتدى
اتمنى ان تقبلولني بينكم
: p
لدي سؤال عن قصيدة النثر
هل هي شعراً أم نثراً .. وما الدليل
افيدوني اثابكم الله
ارجو الرد سريعا .. احتاجه غدا
( ops
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[22 - 02 - 2006, 10:06 ص]ـ
الأخت انتظار:
إن ما يسمى بقصيدة النثر ليس شعرا لأن الشعر له أركان كالوزن والبحر والقافية وما سألت عنه هو نثر لأنه يخلو مما ذكر سابقا، وفي الموضوع متسع للتفصيل.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[22 - 02 - 2006, 11:17 ص]ـ
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9310
ـ[انتظار]ــــــــ[24 - 02 - 2006, 06:49 ص]ـ
جزاكم الله خير
وبارك الله فيكم
: p
ـ[معالي]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 01:18 ص]ـ
السلام عليكم
عزيزتي وضحاء
أجد في الرابط الذي سُقتِ خلطًا بين قصيدة النثر والشعر الحر وقصيدة التفعيلة، بحيث تداخلت مفاهيمها على الأساتذة المنتدين!!
وسَوْقك لهذا الرابط هنا يجعلني أفهم أنك ترين أن قصيدة النثر هي نفسها ما يسمى بالشعر الحر؟
هل أصبتُ في فهمي؟
إن كان كذلك: فهل أجد لديك تفسيرًا لما قرأتُه للدكتور مسعد زياد _وأظن أني قرأتُ لغيره ما يشبه هذا المعنى_ من أن الشعر الحر هو عينه شعر التفعيلة القائم على التفعيلة الواحدة قالبًا للنص، مع اختلاف التسمية فقط، أما قصيدة النثر فهي شيءٌ آخر لا يقوم على وزن ولا على تقفية؟
أنا بانتظار إجابتك ..
تحياتي
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 02:16 ص]ـ
أبدت الأديبة الأستاذة معالي رأياً وجدت من الإنصاف لها وللقراء أن أعلق عليه برأي يختلف ولا يخالف، وقد يلتقي الرأيان عند نقطة تكون معيارا للجواب عما ترجوه أختنا وضحاء؛ وذلك أن اسم (الشعر الحر) يحمل معنى الحرية فيه عدم التقيد بالوزن والقافية، فهكذا كانت نشأته في الأدب الفرنسي ابتدعه لافونتين ليعبر به عن روح التمرد التي تبناها في شعره، حتى ازدهرت وصارت مدرسة تتخذ من التجانس الصوتي بديلا عن القافية الموحدة، وتتخذ من إيقاع الألفاظ من حيث التقارب والتباعد بديلا من الوزن. وعُرف هذا النمط في أعمال الشعراء العرب قبل منتصف القرن العشرين، واشتهر به كثيرون مثل صلاح عبد الصبور، وأحمد عبد المعطي حجازي، وغيرهما. والذين قالوا إن شعر التفعيلة يسمى الشعر الحر، والشعر المتفلت من أي لون من الوزن والقافية هو قصيدة النثر؛ أرادوا بذلك التفرقة بين النوعين، ولو تأملوا ما قاله النقاد الناعون على هذين اللونين من الشعر لعرفوا أنهما في عُرْف هؤلاء النقاد شيء واحد، وخير دليل على ذلك أن الأستاذ عباس محمود العقاد - و كان رئيس لجنة الشعر في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بمصر -، كان إذا تقدم شاعرمن هؤلاء المتحررين بديوانه لاعتماد نشره فإن العقاد يوقع عليه (يُحال إلى لجنة النثر) ولا يلتفت إلى دعوى التفعيلة التي يدعونها للتمييز بين الشعر الحر وقصيدة النثر فكلاهما عند اللجنة ورئيسها من النثر، وأن التفعيلة المدعاة موجودة في النثر الفني أحيانا ولم يقل أحد إنها تبلغ بالكلام مبلغ الشعر. هذا ما أردت بيانه وعذرا فقد أطلت لداعي البيان، وبالله التوفيق.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 07:53 م]ـ
أشكرك على فطنتك عزيزتي معالي ..
وأشكر الأخ المنصور على هذا الإيضاح ..
كان ما كتبته محاولة إيضاح لبعض الآراء العامة حول الشعر الحر الذي هو أقرب للشعر الخليلي من قصيدة النثر. وعلى الأخت (انتظار) القياس بذلك ..
هذا ما كنت أقصده ..
وللعلم أيضا .. هناك من النقاد من يُدرج كل ما شذّ عن الشعر الخليلي شعرا حرا أيا كان شكله .. وهناك من حصره بشعر التفعيلة فقط .. وفي ذلك اختلاف بين النقاد الذين لم يتفقوا على شيء!!
أرجو أن أكون قد أوضحت.
تقبلي التحايا
ـ[معالي]ــــــــ[26 - 02 - 2006, 12:10 ص]ـ
شكر الله لكما أستاذيّ الفاضلين هذا البيان والإيضاح ..
ممتنة لكما غاية الامتنان
..
جزيتما خيرا
ـ[تميم]ــــــــ[24 - 03 - 2006, 10:32 ص]ـ
صباح الورد
حقيقة هناك فرق كبيير بين الشعر الحر وبما يسمى قصيدة النثر!
فالشعر الحر له قيوده ورقصاته وأوزانه ولوأنه لايلتزم بعدد التفعيلات
أو بالقافية بعض أحايين ومن الظلم أن يقارن بالنثر أو بمايسمى قصيدة النثر
ولو لاحظ الأخوان والأخوات أن من يكتب الشعر الحر يستطيع كتابة الشعر
الموزون والمقفى أما كاتبوا النثر أو القصائد النثرية عادة لايستطيعون النظم!!
لي إسهاب في هذا الموضوع لمن أحب الإطلاع
http://www.mawane.com/vb/showthread.php?t=14960&highlight=%C7%E1%D4%DA%D1+%C7%E1%CD%D1
ـ[شاكر محمود]ــــــــ[13 - 08 - 2006, 03:47 م]ـ
:::
ولدت قصيدة النثر من رغبة في التحرر والانعتاق من التمرد على التقاليد المسماة شعريه وعروضيه وعلى تقاليد اللغة وكان المطلوب فصل الشعر عن فن نضم الشعر وقد تم البحث في النثر عن عناصر جديدة. فقصيدة النثر كالشعرهي ليست حكاية او قصة قصيرة
المصدر جمالية قصيدة النثر.سوزان بير نار
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 11:02 م]ـ
سلام عليكم وطاب الجميع أقول لكل منكم كما قالت العرب (لا فض فوك) وأشرع في الحديث دون أي طنطنة أشيربداية إلى أن من يقدر أن يُمسك بلجام اللغة دون أن تهرب منه وأن يحوي الوزن علمًا و اتقانًا فلن يغفل عن الشعر العمودي لحظة.
أيها السادة إن الشعر الحر هو الشعر (المخنث) فالشاعر فيه عبدًا للمصادفات
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[19 - 09 - 2006, 06:22 ص]ـ
الشعر شعر والنثر نثر في كل لغات العالم .. وللشعر حدود وليس للنثر حدود .. فحد الشعر أنه الكلام الموزون المقفى .. أما الشعور والمعنى وغير ذلك فيستوي فيه الشعر والنثر وهو من شروط الجودة وليس من حد تعريف الشعر .. فكل ما ليس له وزن ولا قافية ليس شعرا .. وأوزان العرب هي البحور المعروفة، أما وزن الإيقاع والتجانس الصوتي فبيس من أوزاننا .. ومما يخالف الشعر العربي ما عرف بالشعر الحر وقصيدة النثر والنثيرة والنسيقة وكلها لا يُعترف بأنها من الشعر .. أما شعر التفعيلة فله نوع من الوزن وقد قبل بعضهم أن يعده شعرا. والبقاء على الأصل هو الصواب .. فلا شعر إلا الشعر العمودي ..
ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 06:48 ص]ـ
السلام عليكم،
لم الحظ أن أحدا ممن شاركوا في هذه الصفحة قد ذكر أن هناك شعرا سُمي بالمرسل، وهو غير الحر (التفعيلة)، والمنثور.
الشعر المرسل بدأ قبل الحر وعقب العمودي، وهو مبني على أوزان الخليل ونظام الشطرين لكنه لم يتقيد برويّ أو قافية.
دمتم بحفظ الله.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[15 - 10 - 2006, 04:07 ص]ـ
(الشعر الحر) هو مصطلح لا ينطبق على مسماه، إن كنا نقصد به (قصيدة النثر) كما يسميها البعض، فكلمة شعر لاتنطبق عليه لأنه لا يدل عليه ولا بخصيصة واحدة فليس ثم وزن ولا قافية وإن شئت ولا معنى.
وإن كنت تقصد (شعر التفعيلة) فهو ليس حرا كما يظن البعض، بل هو مقيد بأوزان محدودة وطريقة مقننة، وكان أول من قنن لهذا نازك الملائكة في (قضايا الشعر المعاصر) وقد ردت على كثير من الخصومات والادعاءات التي نالت شعر التفعيلة.
الكلام في هذا طويل ولكن في نظري أن شعر التفعيلة يبقى شعرا مادام أنه يحمل الوزن العروضي عنوة لا عرضا.
وهو شكل من أشكال التجديد في نسق رصف الأوزان.
واتركوه للزمن فالزمن كفيل ألا يبقي إلا الأصيل!
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[21 - 09 - 2010, 06:06 م]ـ
للرفع(/)
السوريالية
ـ[نور الجنة]ــــــــ[24 - 02 - 2006, 12:40 ص]ـ
:::
السلام عليكم
اخواني ممكن تدون تعريف للسوريالية لو كان عندكم: rolleyes: ;)
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[24 - 02 - 2006, 01:12 ص]ـ
هذا المصطلح ظهر أول ما ظهر في أعمال الشاعر الفرنسي أبولينير يصف به مسرحية له لا تلتزم الواقعية من قريب أو بعيد، ثم صارت شعار مدرسة أدبية وفنية تنزع إلى تحرير الإبداع الأدبي والفني من القيود المنطقية في الأخلاق والجمال؛ ليكون الإبداع تعبيرا عن الفكر الحر سواء في حال الشعور أو حال عدم الشعور، وسواء في يقظة أو في منام، وسواء في حال الصحة النفسية أو في حال المرض النفسي. وبذلك تلحظ أن السوريالية وعلم النفس يجريان في مضمار واحد.(/)
عند العرب ملاحم؟؟ (متى عرف العرب الملحمة؟)
ـ[العربي]ــــــــ[28 - 02 - 2006, 01:48 ص]ـ
تعريف الملحمة: عمل شعري يقوم على حشد الأساطير والخرافات
والخوارق التي تروى بطولات غير عادية لأبطال غير عاديين يكونون من
البشر أو الشياطين أو الألهة أو هي مجتمعة .. يخوضون فيها معارك طاحنة
تقوم على جوانبها أحداث أخرى من جنسها أو مشبهة لها وقد تكون مغايرة.
هذه الملحمة عند الأمم الوثنية أو شبه الوثنية كالآشوريين والبابلين واليونان
والرومان ثم الفارسيين والنصارى المتأخرين , أما عند المسلمين فيجب أن تخلو
من جميع تلك الأباطيل فلسنا ملزمين بتقليد الباطل.
أقدم ملحمة في التاريخ:
- أقدم ما أثر من الملاحم ملحمة جلجامش. وهي من روايتين الأولى آشورية
والثانية سومرية.
-وبعدها أنشأ اليونان الإلياذة والأوذيسة.
- ثم الإنياذة للرومان.
- ثم المهابهراتا ملحمة الهنود.
- ثم الشاهنامه ملحمة الفرس.
-ثم الملاحم الغربية المتأخرة مثل الكوميديا الألهية لدانتي.
هل كان لدى العرب ملاحم؟
من المسلم به أن الشعر العربي جميعه فيما قبل العصر الحديث كان غنائيا ,
حيث لم يكن ثمت وجود لفن الملحمة فيه.
لماذا لم يكن لدى العرب ملاحم؟
يرى البعض أن في الشعر الجاهلي ملامح ملحمية -أقول ملامح لا مقومات
الملحمة -والوثنية كانت قائمة في العصر الجاهلي والخرافات والصراعات
صحبت الشعر العربي فلماذا لم يصنع العرب ملاحم .. ؟
-أما في العصر الجاهلي فقد كانوا يعتدون بأدبهم ويرونه أرقى من آداب
الأخرين ولم يحفلوا بما لدى الآخرين وأشك في إطلاعهم على آداب الأمم
الأخرى إلا في أندر النادر ودون تأثر ظاهر.
- ثم أن العرب لم يفكروا بشئ مثل هذا وما عرفوه ولو عرفوه لما أعجزهم
ولما قصرت عنه عقولهم وقرائحهم وعندما عرفوه في العصر العباسي
انصرفوا عنه لما فيه من وثنية , وهو خلاف ماهم عليه من التوحيد , ولذا لم
يفكروا في النسج على منوالها.
-الملحمة عند العرب في العصر الحديث:
انبهر الرواد الأوائل في العصر الحديث بأعمال اليونانين الملحمية ثم أعمال
الغربيين , فنسجوا ملاحم وإن تميزت بطابع خاص عند أغلب كتابها العرب
وبهذا وجدت الملاحم عند العرب في العصر الحديث .. فلم تعرف عند العرب إلا
في هذا العصر.
ودمتم بود ... العربي ...
ـ[فصيحه]ــــــــ[01 - 03 - 2006, 02:10 م]ـ
السلام عليكم
شكرا لك أخي العربي على اثارة هذا الموضوع، لكن ماذا عن ما يقال حول الشعر الملحمي في شعر عنترة بن شداد أرجوا التوضيح وبارك الله في جهدك.
ـ[العربي]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 09:03 م]ـ
فصيحة ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... بالنسبة للشعر الذي ذكرتِ عند عنترة ,
فهو في الحقيقة ليس شعراً ملحمياً لعدم توافر مقومات الملحمة فيه , إنما فيه
ملامح ملحمية - والفرق بين المقومات والملامح واضح -, وهي
على كل حال لا تشفع له بأن يكون ملحمة ...
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 03 - 2006, 12:47 م]ـ
السلام عليكم
أخي العربي ... لقد اصبت كبد الحقيقة ... فإن العرب لم يهتموا بآدب الآخرين ولم يعرفوا الملاحم الشعرية وذلك لإعتدادهم بادبهم وشعرهم الرائع.
وحيّاك الله.
ـ[معالي]ــــــــ[14 - 03 - 2006, 03:22 ص]ـ
السلام عليكم
شكر الله لك أخي الفاضل هذا النقل المختصر الجميل
ولكن لو أحلتنا على المصدر وفقك الله
تحياتي
ـ[أبو سارة]ــــــــ[03 - 04 - 2006, 04:39 ص]ـ
السلام عليكم
يرى بعض المحققين أن هجرة بني هلال من جزيرة العرب إلى المغرب فيها رد لمن يزعم عدم وجود الملحمة في الأدب العربي،لأن رواية هذه الهجرة متقاربة في كثير من البلدان رغم افتراق الأوطان وتباين اللهجات.
حبذا لو أبنت لنا ماخفي علينا حول هذا الأمر.
جزيت عنا كل خير،وجزوى الخير موصولة لكل من شارك في هذا الطرح.
ـ[قطرالندى_88]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 06:01 م]ـ
شكرا أخي العربي حقا أفدتنا
هل ممكن أن تبين لنا مصدر المعلومات؟؟
ـ[أبو إياد]ــــــــ[07 - 03 - 2008, 03:41 م]ـ
لكل أمة من الأمم خصائص في أدبها تمتاز بها
وليس من الواجب أن يتوافر في هذا الأدب كل الأجناس التي اختصت بها آداب أمم أخرى،
فالاجتهاد في البحث عن أمثلة لملاحم عربية لا يضفي مزية على الأدب العربي، وعلينا أن نسلم بأن أدبنا العربي هو أدب غنائي لا ملحمي، وبضع أمثلة نحاول التقاطها من هنا أو هناك ليست بكافية في إثبات وجود الملحمة في الأدب العربي؛ لأن الوجود الحقيقي لأي جنس أدبي لا يتحقق إلآ على سبيل توجه عام تتضافر فيه النماذج وتتكامل، لا الاقتصار على أمثلة معدودة. وليس في هذا غض من قدر أدبنا العربي كما يمكن أن يفهمه البعض، فاختلاف الظروف التاريخية والحضارية والثقافية بين الأمم مؤذن بهذا التباين بين أجناسها الأدبية، كما أن تشابه تلك الظروف يؤذن بنقاط التقاء بين آداب تلك الأمم.
لكم وافر التحية،،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم حمزة]ــــــــ[08 - 03 - 2008, 07:33 م]ـ
أخى الفاضل العربى
أسعدنى ما قرأته لك
ولى بعض الملاحظات أولها أن الملاحم اليونانية وكذا المسرح اليونانى لم يكن كله وثنيا ويلاحظ ديورانت أن المسرح اليونانى وإن اهتم بتيمة كفاح الإرادة ضد القدر المحتوم؛ فإن ذلك لم يمنع من وجود مسرحيات بعيدة تماما عن هذا النمط الأسطورى مثل مسرحيات سفكلنر_ سوفوكليس- الذى كان مولعا بالأخلاق،وسنجد فى مسرحياته اهتماما بقضايا أخلاقية، كمسألة الغيرة فى مسرحية "المرأة التراقينية " التى تدور حول ديانيرا Deianeira التى تتملكها الغيرة من حب زوجها هرقل لأيولا Iola فتبعث إليه على غير علم منها بثوب مسمم يقضي عليه فتقتل هي نفسها. وليس الذي يعني به سفكليز في هذه القصة هو العقاب الذي يحل بهرقل - أي العقاب الذي كان يبدو لإسكلس أنه أهم ما في المسرحية - وليس هو عاطفة الحب القوية نفسها - وهي التي كانت تبدو أهم ما فيها في نظر يوربديز - بل الذي يعني به هو سيكولوجية الغيرة.
أما مدى معرفة العرب بالملاحم؛ فقد أعددت دراسة اكتشفت فيها أن العرب لم تنشأ إبداعا جماعيا فى أى مجال من مجالات الفن
هذا وحده يفسر عدم وجود فن المسرح عند العرب
أما الأخوة الذين سألوا عن مراجع فأستاذنك أن أحيلهم إلى
) دكتور مدحت الجيار – المسرح العربى .. لماذا تأخر هذا الفن عند العرب؟ - كتاب الجمهورية -2006م
(2) للدكتور إحسان عباس فى كتابه الهام "ملامح يونانية فى الأدب العربى "-المؤسسة العربية للدراسات - بيروت -1977م.
(4) ابن حجة الحموى – ثمرات الأوراق
(4) محمد عزيزة – الإسلام والمسرح – بالفرنسية ترجمه دكتور رفيق الصبان وطبع أولا فى دار الهلال ثم فى المغرب والطبعة التى بين أيدينا طبعة مكتبة الأسرة-
(5) فجر الإسلام – طبعة مكتبة الأسرة – ص
7) من حوار معه أجراه سمير حاج على موقع إيلاف الألكترونى. والكتاب
(8) دكتور محمد حسين الأعرجى –فن التمثيل عند العرب – دارالمدى – دمشق – 2006 - طبعة خاصة مع جريدة القاهرة المصرية، والكتاب لا تتعدىصفحاته الستين صفحة رغم عبقرية الدراسة.
(9) طه حسين – خصام ونقد – ضمن المجلد الحادى عشر من أعماله الكاملة – دارالكتاب - بيروت -1974 -
(11) Arrien_ history of Alexander and India_ classical library-1946
- د. جواد على – المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام – دارالساقى طبعة رابعة -2001م فى عشرين جزء الفصل السابع عشر / المجلد الثالث
(12) ملامح يونانية فى الأدب العربى -
(13) قصة الحضارة – جـ7
(14)
(15) الفهرست
(16) د. مصطفى الشورى – التراث القصصى عند العرب – سلسلة ذاكرة الكتابة – هيئة قصور الثقافة – 1999 م-
(17) دكتور سليم حسن – موسوعة مصر القديمة – الأدب المصرىالقديم – مكتبة الأسرة – عام 2000
(18) الديارات للشابشتى – طبعة ألكترونية.
(198) توفيق الحكيم – تحت شمس الفكر - مطبعة التوكيل بالقاهرة -1941
(20) التوحيدى- الإمتاع والمؤانسة – مكتبة الأسرة – مصر –عام 1998م–
(21) الأصنام للكلبى
(22) دكتور على الراعى – المسرح فى الوطن العربى – سلسلة عالم المعرفة – الكويت – عدد 248 - ط ثانية أغسطس 1999م
(23) السابق –
(24) دكتوريونس – خيال الظل – المكتبة الثقافية – دارالمعارف – صـ10
(25) دكتور على أبوزيد –تمثيليات خيال الظل –دار المعارف –مصر – د. ت
(26) انظر دكتورأسامة أبو طالب – مغامرة المسرح – هيئة الكتاب – س مكتبة الأسرة -2002م
ـ[أحمد القرني]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 01:03 ص]ـ
أشكر جميع من شارك ولكم خالص ودي(/)
من يتكرم بإجابتي
ـ[فصيحه]ــــــــ[01 - 03 - 2006, 02:06 م]ـ
السلام عليكم
إخوتي الكرام اسمحوا لي أن أطلب منكم المساعدة في توضيح ما هي أبرز النقاط التي يمكن أن تثار عند الحديث عن أحد نظريات التحليل الدلالي وهي النظرية السياقة، فمن لديه الاجابة فليتكرم بها مشكورا وجزاه الله خيرا.(/)
أهل الشَّعر أعلى كعبا من أهل المدر.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[05 - 03 - 2006, 12:30 ص]ـ
أهل الشَّعر أعلى كعبا من أهل المدر.
رأى بعض النقاد في عصرنا، أن أهل المدر وبخاصة أهل الحجاز من أهل يثرب ومن أهل مكة كانوا أعلى كعبا في رؤيتهم لفن الشِّعر من أهل الشَّعر أي أهل البادية.
فهل هذا الكلام صحيحا؟
إن هذا الرأي يتجاوز واقع الإنتاج الأدبي الرفيع في العصر الجاهلي، لأننا نعلم أن شعراء البوادي في الجاهلية كانوا أعلى كعبا في شعرهم من أهل المدن الحجازية , وحتى الناس في يثرب ومكة كانوا لا يزالون، في صورة قبلية تعامل معها الإسلام حين جاء بغاية الدراية والحكمة.
ونرى كذلك أن شعراء يثرب في الجاهلية كانوا قبليين مسرفين في قَبَلِيَتِهم، قبل الإسلام، إذا ما ذكرنا (قيس بن الخطيم، وحسان بن ثابت) مما يجعل النظر إليهم نظرة لا تساوي النظرة إلى أعلام الشعر في البوادي، أمثال:
طفيل الغنوي
امرئ القيس
زهير بن أبي سلمى
الأعشى
النابغة
عبدة بن الطيب. وغيرهم كثير.
وحتى الذين ذكروا في الأسواق وخاصة سوق عُكاظ، في الشعر الجاهلي تناقضوا مع أنفسهم حين أنيطت الحكومة (للنابغة الذبياني)
ليحكم بين الخنساء وحسان بن ثابت.فحكم للخنساء وللأعشى قبل حسان ..
وكانت هذا صورة من صور إعلاء شأن البوادي على المدن الحجازية في صناعة الشِّعر.
-----------------
فما رأيكم؟
ـ[أبو سارة]ــــــــ[03 - 04 - 2006, 05:16 ص]ـ
يبدو لي أن المسألة نسبية ولايمكن حصرها بنطاق قبلي أو مدني،بل ولايمكن حصرها في شخص واحد،فربما وجد في شعره ماهو رديء وبه ماهو جيد.
ثم ماهو مفهوم قول الشاعر:
أنت كالكلب في الحفاظ على العهد ... وكالتيس في قراع الخطوب
وتمخض هذا الجلف عن الرقة في قوله:
عيون المها بين الرصافة و الجسر ... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري(/)
موسوعة ضخمة للمصطلحات الأدبية.
ـ[عبدالرحيم المسلم]ــــــــ[12 - 03 - 2006, 08:57 م]ـ
،،،،،،، حرف الألف،،،،،،،،
إبداع (خلق)
يوضع الخلق في الأدب أحيانا مقابل المحاكاة أو المعرفة باعتباره نقيضهما. ولكنه ليس خلقا من عدم إذ يفترض مادة لغوية ومواضعات فنية تاريخية ومبادئ تشكيل سابقة قابلة لأن تتلقى العناصر والأبنية الجديدة التي يقدمها الخيال الخلاق. ويقف الخيال الخلاق في الأدب على قمة جديدة تنهض على التمثلات في الخبرة الإنسانية اليومية التي لا تخلو من فكر إبداعي. فتلك التمثلات هي صور تخيلية منصبة على الأشياء التي أدركناها حسيا في الماضي ولكنها لم تعد تؤثر في إحساساتنا الآن بل تستبقيها الذاكرة في صور يشكلها الخيال متحررا من تأثيرها المباشر معمما شهادة الحواس جميعها، مستفيدا من التصورات الذهنية المحصلة. وتأتي الصورة الفنية لتعيد تشكيل الترابط بين التمثلات، كما تعيد تشكيل التمثلات نفسها لإحداث انطباعات جديدة تستهدف غاية معينة ومثالا جماليا رفيعا وتتشبع بمقدرة على إثارة الانفعال. ولا تقف تلك الصور الفنية على التجميل الانفعالي لمكافئ ذهني جاهز. فلها حركتها الخاصة.
الإحالة
إرجاع تعبير لغوي إلى ما يشير إليه خارج اللغة. وقد يعني ذلك أشياء أو عمليات أو أوضاع في الواقع. وترفض البنيويةإحالة العلامة اللغوية إلى مرجع خارجي وتقدم بدلا من المرجع أو المشار إليه تصور المدلول. وفي النقد الأدبي هناك اتجاه حديث يرى العمل الأدبي مكتفيا بذاته تام الاستقلال يقوم على محاوره الذاتية وحدها.
الأدب
في اللغة العربية يعني الأدب من حيث الأصل اللغوي الدعوة إلى الطعام، وسمي "بالأدب" توسعا بعد ذلك القول الذي "يأدب" أي يدعو الناس إلى المحامد أو التحلي بالخلق الفاضل أو القيام بأمر جلل. واتسع المعنى في العصرين الأموي والعباسي ليشمل التعليم والتهذيب. فقد كان الأدب شديد الرحابة يضم أنواعا من المعرفة بالإضافة إلى صناعة الكلام البديع (عند الجاحظ)، فهو عند المبرِّد يشمل الكلام المنثور والشعر والمثل السائر والموعظة والخطبة والرسالة، وكما يشمل عند آخرين أخبار العرب وأنسابهم. وداخل ذلك الاتساع بدأت عناصر نوعية في البروز، فعند ابن خلدون كان الأدب هو الإجادة في فني المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم وإن ظل بمعنى الأخذ من كل علم بطرف.
وكان الوضع في الغرب مشابها لذلك، فقد انتقل من كتلة الأعمال المكتوبة إلى الأعمال التي تستحق المحافظة عليها باعتبارها جزءا من إعادة الإنتاج الجارية للمعاني داخل ثقافة معطاة. وفي منتصف القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر مع صعود الطبقة الوسطى وهيمنتها وفرضها التخصص على سائر مجالات الحياة، أصبح للأدب نطاق محدد يعتمد على الفرد والذات. وانفصل الأدب بمعاييره الخاصة بالإبداع والخيال والقيمة الجمالية عن الأعمال المرتبطة بالإحالة الواقعية والعملية، عن أعمال العلم والتعليم والخطابة والدعاية والفلسفة والتاريخ. فانتقل الأدب من توصيل المعارف وتهذيب السلوك إلى الذوق أو الحساسية كمعيار لتحديد الخاصية الأدبية، وإلى المخيلة الإبداعية كملكة متميزة. أي أن التأليف اللغوي الأدبي أصبح متخصصا في التجربة الحسية والتجربة الانفعالية للفرد وليس في القضايا الفكرية، كما تخصص في إبداعات المخيلة وليس في المسائل الواقعية النفعية. ولم يعد الأدب يستهدف الإقناع أو الحث على الفعل المؤثر أو الدعوة إلى الإصلاح الاجتماعي بل إحداث اللذة الجمالية (انظر أدبية). وما سبق يتعلق بالاتجاه السائد، ولكن مفهوم الأدب يظل فضفاضا يفتقر إلى تعريف يلتف حوله الجميع. وهناك التعريف الإشاري الذي يضع في اعتباره كتلة الأعمال التي اصطلح على أنها أدبية طوال التاريخ من ملاحم ومآس وأعمال درامية وغنائية وروائية، وهو تعريف قاصر لأن تلك الأعمال المقرة اختلفت باختلاف المجتمعات والعصور، كما أن هناك أعمالا حدودية تقع على الخط الفاصل بين الأدب واللا أدب في بعض الفترات (الرواية عند نشأتها، الحكايات الشعبية والسير).
الأدب العالمي
(يُتْبَعُ)
(/)
المصطلح ألماني قدمه جوته (1827) ليعني الأدب الصادر عن كل الأمم والشعوب، ويتوسط بينها عن طريق التبادل والتفاعل لإثراء روح الإنسان بتجاوزه حدود قوميته. والأدب العالمي ليس نقيضا أو بديلا للآداب القومية، كما أنه ليس حاصل جمع تلك الآداب. فهناك تيارات أدبية عالمية تظهر لدى عدد من الشعوب في الفترة نفسها أو في فترات زمنية متقاربة، وهناك تقاليد أدبية دخلت المسار العالمي وتمثلتها الآداب القومية المتعددة وكان لها تأثيرها الملموس عليها، وهناك الأعمال التي لقيت الانتشار خارج حدود منطقتها اللغوية لقيمتها الفنية الرفيعة. إن التيارات الشاملة الثقافية والأدبية رومانتيكيةواقعيةورمزيةوسيريالية، والتقاليد الشاملة (الأشكال والشفراتوالأدوات والمواضعات) والروائع الأدبية وإن نشأت على أرض قومية بالضرورة، تتخطى تلك الحدود، وتشكل عناصر في بنية دائمة التطور هي بنية الأدب العالمي، تستمد خصوبتها لا من آداب اللغات الأوروبية وحدها، بل من آداب لغات العالم جميعا. فلا وجود لأدب عالمي خارج الإسهامات القومية المتعددة.
الأدب المقارن
دراسة وتحليل العلاقات وأوجه الشبه بين آداب الأمم والشعوب المختلفة. وهو تخصص حديث بدأ في مطلع القرن التاسع عشر. ويدرس المشترك العام بين الخصوصيات القومية في الإنتاج الأدبي، سواء أكان ذلك المشترك ناجما عن اتصال وتأثير وتأثر وتفاعل بين الآداب القومية المتنوعة، أو كان ثمرة لنمو تلقائي وتواز مستقل في المواضيع والمعالجات.
وهناك اتجاه يركز على تأثير الآداب بعضها في بعض، تأثير في مواضيع التناول ونشأة أنواع جديدة (الدراماوالروايةفي الأدب العربي) وصيغ أسلوبية (الشعر الحر) وتأثير شخصيات بارزة (موباسان وتشيخوف في السرد العربي).
واتجاه آخر يحد من نطاق التأثير ويعلي من شأن التطور الداخلي للأدب القومي، ويرى أن الأوضاع المتشابهة بين قوميتين من حيث الاحتياجات الروحية تؤدي إلى نتائج أدبية متشابهة، فلم يهتم الأدب العربي بالرواية والدراما قبل نشأة فردية الطبقة الوسطى كما أن استيعاب العناصر الأجنبية يتطلب تهيؤ الأرض المحلية لاستقبال البذرة ودرجة نضج داخلية وانبثاق أسئلة تقدم التأثيرات الخارجية إجابة عنها.
ويرى هذا الاتجاه أن هناك في الآداب المختلفة تشابها منتظما للظواهر في المراحل المتعاقبة، مثل إمكان تعاقب تيارات أدبية معينة من الإحياءوالكلاسيكية الجديدةإلى الرومانسيةوالواقعيةوالمدارس الطليعية، حيث يكون التأثير الخارجي حافزا إضافيا. كما أن هناك تشابها منتظما في الجدل النقدي حول القديم والجديد، واتباع عمود الشعر أو كسره، وإنتاج صيغ أسلوبية متماثلة وأشكال نوعية مشتركة. (مثل رواية الأجيال وقصيدة النثر). وترجع هذه التشابهات المنتظمة إلى توفر شروط داخلية محددة، كما أن التجانس لا يكون مكتملا. فالتيارات الرئيسية العالمية تكتسب طابعا قوميا في كل أدب، وبعض الآداب قد تكون أكثر نموذجية في تعبيرها عن تيار بعينه، أو قد تختلط داخلها التيارات (رومانسيةمحملة بعناصر واقعيةأو العكس، وواقعية (تستفيد من تقنيات حداثية).
ويعاني الأدب المقارن من نزعة المركزية الأوروبية، التي تضع علامة التساوي بين الأدب العالميوالأدب المكتوب بلغات أوروبية (الآداب الأوروبية وآداب الأمريكيتين وبعض آداب آسيا وأفريقية المكتوبة بلغة أوروبية). وهذه النزعة تعتبر أن أدب العالم الغربي يشكل وحدة متكاملة هي التي تجسد وحدة الخيال البشري طول التاريخ، والخصائص الأبدية للأدب، كما أن هذا الأدب الغربي هو معيار المقارنة ومثالها لكل الآداب الأخرى.
ويبرز في العالم العربي اتجاه يرفض هذه المركزية الأوروبية كما يرفض الانغلاق القومي، ويقيم أسسه على الخصوصية المتفتحة المتفاعلة مع الأدب العالمي ولا يغفل عقد المقارنات مع آداب آسيا وأفريقيا الحديثة والتراثية.
الاستطراد
- في الاستعمال الأدبي يعني المصطلح فقرة أو جزءا معينا ينحرف عن الموضوع الرئيسي أو الحبكة الأساسية.
- ويعتبر بعض القراء أن الكثير من فقرات الوصف المطولة أو التي تبدو ضئيلة الأهمية في رواية من الروايات استطرادا.
الاستعارة الشعرية
لا يعبر الشعر عن المعنى من خلال التجريدات بل من خلال الجزئيات العينية ذات الأهمية القصوى التي لا تقتصر على التجميل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعقد تلك الصور مقارنات من أنواع مختلفة ومن ثم فهي وسائل مهمة من وسائل التفسير. وتؤثر الصور في المعنى بطرق مختلفة غير مباشرة، لذلك يصعب تقديم تعريف دقيق أنيق لوظيفتها. ولم يعد القول العتيق بأن الاستعارة أو التشبيه وظيفتهما الإيضاح والتجميل صالحا، وتبدو الاستعارة وكأنها تقدم وصفا بديلا، وصفا أبسط وأكثر ألفة وأيسر استيعابا. حقا أن المقارنة الاستعارية غالبا ما تقوم بذلك، ولكنها الوسيلة الوحيدة في الشعر التي يستطيع بها الشاعر أن يصف لنا الموقف الذي يريد تقديمه، وقد تكون المقارنة دقيقة وعميقة.
فإحدى وظائف الاستعارة هي اكتشاف الحقيقة لا توضيحها فحسب بمعنى تبسيطها. كما أن التجميل يتضمن شيئا من التزييف الجزئي (أي إضافة تلوين خاص أو زخرفة خاصة) ولكن للمقارنة الاستعارية وظيفة بنائية، فهي الطريقة الوحيدة المتاحة أمام الخطابوهي جزء من أساس القول وليست زائدة تجميلية، وليست الاستعارات ذات الفاعلية في حاجة إلى أن تمضي أو تشير إلى موضوعات جميلة، فبعض موضوعاتها محايد أو دميم (كما في الهجاء).
ويخطئ الإيضاح والتجميل الهدف باعتبارهما الوظيفة الأساسية للاستعارة. فالاستعارة وسيلة للحدس والاستبصار وهي أداة للخلق وليست قشرة يمكن نزعها عن لب موجود بدونها، وهي جزء بنائي لا يمكن فصله عن القصيدة كما لا يمكن التعبير بأشياء غيرها. إنها ترتبط بالمعنى الكلي المكتمل للقصيدة ارتباطا مرنا مرهفا، وليست الاستعارات أدوات ميتة خاملة تبعد القارئ عن قلب القصيدة ببهرجها الخاص كأجزاء من زينة غبية لا تلفت النظر إلا إلى نفسها، فوظيفتها الإضافة إلى المعنى الكلي وخلقه داخل سياق خاص.
الأسلوب
الطريقة المخصوصة في استعمال اللغة التي تميز مؤلفا أو مدرسة أو فترة أو نوعا أدبيا. ويمكن تعريف الأساليب المحددة بواسطة أدائها اللغويومعجمها وتركيبها وصورها وإيقاعها واستعمالها للأشكال المجازية وغير ذلك من السمات اللغوية، وقد سميت أنواع من الأسلوب، باسم مؤلفين معينين (أسلوب شيشيرون، أسلوب بديع الزمان الهمذاني، أسلوب الجاحظ) وباسم فترات (الأسلوب الجاهلي، الأسلوب العباسي أسلوب عصر النهضة. الأسلوب الحديث)، وباسم مجالات (أسلوب علمي) أسلوب صحفي، أسلوب شعري) وباسم مدارس فنية (الأسلوب القوطيالأسلوب الباروكي، الأسلوب الواقعيالأسلوب الكلاسيكي. وفي العربية تدل الكلمة على الطريق الممتد، والوجه والمذهب، وعلى الفن فأساليب القول هي أفانينه.
وتعني الكلمة في أصلها اللاتيني أداة الكتابة. وعلى الرغم من أن الكلمة غير قابلة للتعريف الدقيق فإنها تقترب الآن من وصف الخصائص المميزة لنص أدبي والمتعلقة بشكل التعبير أكثر من تعلقها بأي فكرة يقوم النص الأدبي بتوصيلها، بالإضافة إلى أن الأسلوب يشير إلى طرائق الكاتب الفرد المميزة له، وهو بذلك وصفي يختلف عن البلاغة ذات الطابع المعياري العام، وقد أخذ الأسلوب الفردي أكبر اهتمام في الدراسات الأسلوبية الحديثة.
الأصالة
المحافظة على السمات العريقة المميزة لثقافة ما، وفي الأدب تعني المحافظة على التقاليد التاريخية للأجناس الأدبية والعمل على تطويرها من داخلها مع استبقاء أسسها والإخلاص لروحها. ففي الشعر قد تعني الأصالة استلهام البحوروالتفعيلات وتطويعها للتجربة العصرية، وفي القص قد تعني الإفادة من التراث السردي في ألف ليلة والسيرة الشعبية (التغريبة) والكتابة التاريخية ومواقف المتصوفة والمقامة والحكاية وأدب الرحلات ... إلخ. كما فعل نجيب محفوظ في رحلة ابن فطومة وجمال الغيطاني في الكثير من أعماله.
الانتحال
السرقة الأدبية وهي أخذ أو محاكاة للغة ومعاني مؤلف آخر وتقديمها كما لو كانت من بنات أفكار السارق والتعبير مشتق من كلمة لاتينية تعني المختطف، ونطاقه يمتد من ذكر المعاني بألفاظ مختلفة غير ملائمة إلى السرقة السافرة. كما أن الاقتباس أو الاقتراض من الأصل إذا لم يطرأ عليه تحسين على يدي المقتبس يعتبر انتحالا.
الانطباعية
نزعة أدبية لا تشدد النبر على الواقع بل على انطباعات الكاتب أو إحدى الشخصيات.
- وهي نظرية أدبية (أو فنية عموما) تذهب إلى أن الهدف الأساسي للأدب هو تفسير ما يطرأ على الذهن والوجدان والضمير لا تقديم أوصاف تفصيلية للمناظر والأحداث.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وتتخلى الانطباعية عن التصميم العام وعن التأثير الإيهامي المكتمل، وهي أسلوب شخصي في الكتابة يطور به الكاتب الشخصيات ويرسم المناظر كما تبدو له في لحظة معينة بدلا من تقديمها كما هي في الواقع أو كما قد تكون في الواقع. وهي نزعة ذاتية تنصب على التأثيرات المتغيرة للون والجو وتجعل من تصيد الانطباعات هدفا في ذاته وتبتعد عن تصوير الأعماق والأوجه الجوهرية النموذجية. وعلى سبيل المثال فإن الفقرات التي تسمى بفقرات عين الكاميرا، في رواية "دوس باسوس": "الولايات المتحدة": " U.S"، ذات صبغة انطباعية.
- ورواية جويس " صورة الفنان في شبابه" تكشف مشاعر ستيفن ديدالوس ولا تكشف إلا أقل القليل عما يحيط به من بيئة مادية أو عن مناشطه الشخصية.
الأيدلوجية
قد تعني في الاستعمالات العامة:
(1) نسق معتقدات ينتمي إلى فئة أو طبقة اجتماعية، أو (2) نسق أفكار زائفة أو وعي زائف في مقابل المعرفة الصحيحة التي يمكن التحقق منها، (3) أو نظاما من العلامات ينتج معاني وأفكارا حول المجتمع والسلطة. ومن الشائع في الأدب رفض الإيديولوجية بأى شكل من أشكالها باعتبارها فرضا لتجريدات مثالية على التجربة الحية، وباعتبارها تغليبا للسياسي على الأدبي. ولكن هناك اتجاهات مختلفة تعتبر الإيديولوجية ماثلة بالضرورة على نحو مضمر في كل عمل أدبي، فهي شبكة تصورات وقيم وأخيلة تتعلق بالوضع البشري والطبيعة البشرية والمسعى الإنساني والعلاقات الإنسانية المتصارعة. وتتعلق الإيديولوجية كذلك بالشكل فكل ترتيب للعناصر يتضمن افتراضات عن المعنى ونوعيته أو عن غيابه وهذه الاتجاهات عن ضرورة الإيديولوجية تقسم الإيديولوجية إلى دوائر مختلفة سياسية وفلسفية ودينية وجمالية تناظر علاقات اجتماعية محددة، كما تذهب إلى أن لكل دائرة استقلالها الذاتي رغم التفاعل فيما بينها، وبالإضافة إلى ذلك تفرق تلك الاتجاهات بين إيديولوجية الكاتب أو الشاعر وإيديولوجية النصوص التي ينتجانها. إن آليات الإنتاج الأدبيوالتلقي الأدبي ترتبط عند هذه الاتجاهات بالصراع بين القيم الجمالية السائدة أو البازغة أو المقموعة وكلها لها علاقة ما بالفئات الاجتماعية وإيديولوجياتها. وفي النقد العربي كان النقد الإيديولوجي عند محمد مندور يدعو إلى الوظيفة الاجتماعية للأدب، التي تهتم بالقضايا العامة وبالنواحي السياسية والاجتماعية. ولكن هذا النقد كان يفرق بين الأدب والدعاية، ويهتم بالقيم الجمالية.
،،،،،،، حرف الباء،،،،،،،،
البدائية
تعني الولاء للطبيعة مقابل المؤسسات والمواضعات، وتعلي من شأن الأشكال البسيطة للصحبة والالتقاء التي تعد طبيعية مقابل الأشكال المعقدة المركبة، كما تمتدح الغرائز والعواطف الطبيعية مقابل إعمال التفكير والعقل. وفي التعبير تعني الاعتماد على التلقائية والتدفق اللغوي بدلا من الصنعة والخضوع للقواعد المقننة، وأنصارها يخطون بعيدا عن المدنية المعاصرة ويمجدون بداوة العلاقات البسيطة الطبيعية ويرفضون علاقات تقسيم العمل المعقدة في المجتمع الحديث. وشعر النزعة البدائية حافل بالحنين إلى البساطة والفضائل الأصيلة داخل حيا ة حقة متخيلة تقوم على البراءة والتحرر من قيود المدنية والاستمتاع بأحضان الطبيعة في انسجام كامل مع نظامها. وتمجد تلك النزعة في الأدب شخصيات تحمل البدائية داخلها في أنماط الشعور والمواقف.
والكاتب من أصحاب هذه النزعة يقف ضد المدنية والحضارة الصناعية وفكرة التقدم. وتنتشر مواضيع التناول البدائية في الأدب قديما وحديثا ومن أمثلتها البارزة حكاية الشتاء وكما تهواها لشيكسبير والقرية المهجورة لجولد سميث. ومن أهم المدافعين عن تلك النزعة جان جاك روسو في دفاعه عن الهمجي النبيل. ونرى ورد سورث يعيد إحياء المشهد الطبيعي، ويبث الحياة في الأفكار والمشاعر عن طريق الأساطير الجمعية الفولكلورية. وهناك أمثلة للبدائية عند كوبر وملفيل وكونراد ود. هـ. لورانس. والشعر الرمانسي العربي حافل بمفردات تلك النزعة.
البنيوية
(يُتْبَعُ)
(/)
حركة فكرية حديثة واسعة النطاق تحلل الظواهر الثقافية وفقا لمبادئ مستمدة من علم اللغة، فالبنية ترابط داخلي بين الوحدات التي تشكل نسقا لغويا، وهذه الوحدات لا تتصف بصفات باطنة فيها بل باختلاف عن وحدات أخرى تمكن مقارنتها بها (حار - دار - نار) للوصول إلى الوحدة الصوتية Phonème ، Phoneme، فالبنية هي منظومة اختلافات وفوارق، وتقوم على تضاد ثنائي أساسي بين الهوية والاختلاف. وهناك تضاد ثنائي مهم هو التضاد بين اللغة والكلام. وسوسير Saussure مؤسس البنيوية لم يستخدم كلمة بنية وإن استخدم كلمة نسق أو منظومة Systeme بنفس المعنى. وقد ركز بحثه على تحليل اللغة في بعدها العام الجمعي باعتبارها نسقا مكتفيا بذاته، فهي ثابتة موضوعية سابقة على الأداء الكلامي، أي على الأحداث الفردية. وقد دار اهتمامه على القواعد بدلا من التعبيرات وعلى النحو بدلا من الاستعمال، والنماذج بدلا من المعطيات، والقدرة بدلا من الأداء، والنماذج بدلا من التجسيد الجزئي. ولكي يتم تشييد نسق لغوي كلي تطلب ذلك تعليق التطور التاريخي للغة ودراسة عناصرها المتواقتة في لحظة معطاة، فالثنائية المهمة الأخرى هي التضاد بين المتواقت Synchronic , Synchronique والمتعاقب Diachronic , Diachronique في دراسة النسق. فالاهتمام منصب على البنى السفلى اللا واعية المتواقتة للظواهر. وتعتبر البنيوية اللغة نموذجا أساسيا لكل أنظمة الدلالة لا بسبب طبيعة العلامة والنسق فحسب بل لأن الذهن الإنساني ومن ورائه الكون كله يشتركان في بنية واحدة هي بنية اللغة (تودوروف) كما أن بناء النفس البشرية يقوم على مصطلحات نحوية (تشومسكي) وكذلك الحال مع السلوك الاجتماعي (ليفي ستراوس).
وفي مجال الأدب، حاولت البنيوية تحديد مبادئ تشكيل البنية التي تعمل لا في الأعمال المفردة وحدها، بل من خلال العلاقات بين الأعمال داخل المجال الأدبي كله. فالمنهج البنيوي لا يقف عند الأعمال بوصفها ذرات مستقلة بل يحلل مجمل الظواهر الأدبية لتأسيس نموذج لمنظومة الأدب، للوصول إلى المواضعات التي تجعل الأدب ممكنا ولصياغة القواعد العامة التي تميز الخطاب الأدبي عما عداه، والمبنية على عمليات التكرار والتوازي والتكافؤ. ويستعمل هذا المنهج النموذج اللغوي لاستنباط نموذج مجرد للسرد القصصي لا يفترض أن العمل السردي يعبر عن معنى يقصده مؤلف، أو يعكس واقعا بل هو بنية موضوعية تقوم بتفعيل شفراتومواضعات مستقلة عن المؤلف والمتلقي وكل ما هو خارج الأدب. والنموذج السردي الكلي التام وحدته الأولية هي الجملة التي تتألف من موضوع ومحمول أو مسند ومسند إليه، مبتدأ وخبر، فاعل وفعل. فالعناصر الأولية لعلم السرد هي الاسم والصفة والفعل كما أن العناصر الثانوية هي النفي والتضاد والمقارنات. فالشخصية القصصية اسم وما يقوم به فعل بالمعنى النحوي، والربط بين اسم وفعل هو اتخاذ الخطوات الأولى نحو السرد. وينتقل السرد إلى وحدات أكبر من مستوى الجملة، إلى الخطاب ونجد عند بروب Propp نموذجا للسرد بوصفه سردا، يسمح بإعادة كتابة أحداث الأعمال المفردة باعتبارها تعاقبا لا متغيرا من الوظائف، فوظائف الشخصيات تستخدم بوصفها عناصر ثابتة دائمة مستقلة عن كيف تتحقق وبواسطة من، كما أن تعاقب الوظائف المحدودة العدد متماثل دائما، ونصل إلى بنية متماثلة وراء كل الحكايات المتغايرة، لقد اختزل هذا النموذج تنوعا ضخما من الأحداث التجريبية أو السطحية إلى عدد صغير من الوظائف المنتمية إلى بنية أعمق. بعد ذلك أضفى ليفي ستراوس وجريماس على الوظائف طابعا شكليا أعمق لا يجعلها مصوغة بمقولات السرد القصصي مهما تكن درجة عموميتها، لقد كان بروب يفسر الوظيفة التي تستهل التعاقب الأساسي بنقص أو رغبة أما ستراوس وجريماس فيفسرانها بخلل في الاتزان أو نقض للعقد، أي في مستوى مختلف من التجريد. كما أن بروب يعتمد على حركة السرد القصصي في الزمان على النقيض من ستراوس وجريماس اللذين يعيدان تفنيط الوظائف في مجاميع ليس بينها إلا علاقات دلالية أو منطقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الشعر نرى في تحليل ياكوبسون وليفي ستراوس لقصيدة القطط Les chats لبودلير تحليلا للقصيدة إلى كل أشكال التماثلات في القوافي والتراكيب النحوية الدقيقة لتحويلها إلى موضوع شكلي متناسق الطرز، ساكن ولا شخصي خارج الممارسات الاتصالية والتفاعلات الشخصية.
وقد تنبأ سوسير بإمكان قيام تخصص جديد هو علم العلامات العاميلعب فيه علم اللغة البنيوي دورا أساسيا، ويدرس العلم الجديد كل أنظمة العلامات.
وفي النقد العربي إسهامات تستفيد من المنهج البنيوي في دراسات عميقة عند كمال أبو ديب وصبري حافظ وصلاح فضل وأحيانا عند جابر عصفور.
البلاغة
هي نظرية ومبادئ استخدام الألفاظ وبناء الجملة والصور الفنية من زاوية التأثير الفعال للغة داخل الأساليب الأدبية. والبلاغة مطابقة الكلام عند العرب لمقتضى الحال وهو العلم الذي يدرس وجوه حسن التعبير ويشمل المعاني والبديع والبيان. وعند قدامى اليونان كانت البلاغة ضرورية في المجادلات والخطابة (كلمة Rhetor باليونانية تعني الخطابة). وعند أرسطو كانت البلاغة طريقة لتنظيم المادة اللازمة لتقديم الحقيقة، على العكس من سقراط وكثير من المفكرين الآخرين الذين اعتبروا البلاغة فنا ضحلا يجعل الأمور الكبرى صغيرة والأمور الصغرى كبيرة. وفي الأزمنة الحديثة أصبحت البلاغة تعني فن أو علم الاستعمالات الأدبية للغة، وأصبحت مادة دراستها فاعلية التواصل وتأثيره العام، وطرائق تحقيق الصفة الفنية الرفيعة.
،،،،،،، حرف التاء،،،،،،،،
التأويل
علم التأويل هو النظرية العامة للتفسير وممارساته، ويعنى بالمشاكل العامة لفهم معاني النصوص. وممارساته تعود إلى تفسير نصوص الكتب المقدسة وتحليلها منذ القدم. فقد فسرت الواقعة الحرفية التاريخية لأسر بني إسرائيل في مصر باعتبارها عبودية المؤمن للإثم وشواغل العالم الدنيوي (قدور اللحم)، كما انتقلت مستويات التفسير من الحرفي إلى المجازي إلى الأخلاقي إلى الروحي، من المدلول النصي التاريخي عن اليهود في العهد القديم إلى المستوى المجازي عن المسيح في العهد الجديد، فالتحرر من مصر مماثل لتحرر المسيح من كل إغواء وبعثه، وهنا وقوف عند الفرد وأخلاقه. ثم ننتقل إلى المستوى الصوفي الروحي وبدلا من شعب واحد نصل إلى مصير الجنس البشري كله وخلاص روحه.
تحليل النص
الشرح أو التفسير والعمل على جعل النص واضحًا جليًا: وترد الكلمة في سياق تفسير النص، دون اللجوء إلى شيء خارجه. وهي طريقة من طرق النقد الأدبي في تناول النصوص تتضمن الدراسة الوثيقة التفصيلية والتحليل والبيان التفسيري. ومن هذا المنطلق يركز الناقد على اللغة والأسلوب والعلاقات المتبادلة بين الأجزاء والكل، لكي يصبح معنى النص ورمزيته واضحَين.
التفكيكية
منهج فلسفي يطرح للتساؤل إمكان المعنى المتسق في اللغة واستعمالاتها، ابتدأه جاك ديريدا في فرنسا في أواخر الستينات من القرن العشرين وتبناه عدد من منظري ونقاد الأدب البارزين في الولايات المتحدة من أمثال هارولد بلوم Harold Bloom ، وبول دي مان Poul de Man وجيوفري هارتمان Geoffrey Hartman وجيه. هيليس ميللر J. Hillis Miller وإي. دوناتو E. Donato ابتداء من السبعينات المبكرة. وكان من المعتاد أن توجد خيوط من التفكيكية ومصطلحاتها مجدولة في المشاريع النقدية المختلفة، الشكلانية والظاهرياتية والتأويلية والماركسية كما كانت الحال مع مدرسة النقد الجديد، وبعض النقاد يطلقون عليها النقد الجديد الجديد.
التعبيرية
المصطلح في الأدب فضفاض على الرغم من دقته النسبية في الفن التشكيلي، وفي البداية كان يشير إلى حركة في التصوير، كان من ممثليها كاند نسكي Kandinsky وكلي Klee تركت محاكاة الواقع الخارجي لكي تعبر عن الذات الداخلية أو عن رؤية شخصية جوهرية للعالم وكانت رد فعل على الانطباعيةوفي الأدب ليس هناك تعاقب معترف به لتلك النزعة أو مدرسة محددة، بل هناك تقنيات مثل التصميم المتجزئ (الأرض الخراب لإليوت) أو التحول الرمزي للشخصيات (في فنجانزويك لجويس) أو أي تحريف (تشويه) متعمد للواقع وبالإضافة إلى ذلك كسر التوالي الزمني الطبيعي يمكن أن تطلق عليها تقنيات تعبيرية. ومن المبادئ الأولى لتلك النزعة أن التعبير يحدد الشكل، ويحدد بناء الصور وتركيب الجمل. وهكذا يمكن تحوير وفك أوصال أي قاعدة شكلية أو عنصر
(يُتْبَعُ)
(/)
من عناصر الكتابة لتلائم هدف التعبير.
وفي الدراما تلجأ التعبيرية إلى تجسيد حالة شعورية بواسطة البنية غير الواقعية والشخصيات الرمزية وتنظيم خاص للأسلوب. وقد انتشرت التعبيرية في بدايات القرن العشرين وتبلغ قمة مجدهما في مسرحية الحلم وسوناتا الشبح لاسترندبرج Strindberg ثم توالت المسرحيات طوال العقد الثاني بأقلام فديكند Wedekind وإرنست توللر Ernst Toller وجورج كايزر Georg Kaiser وغيرهم، ثم كادت تنقرض في منتصف العشرينات ولكنها أثرت في بعض أعمال يوجين أونيل Eugene onel وإلمررايس ElmerRice.
وفي الروايات والقصص القصيرة تؤثر أفكار التعبيرية في تمثيل العالم الموضوعي خلال الانطباعات المكثفة والأحوال الوجدانية للشخصيات، وخاصة خلال أذهان شخصيات بعيدة عن العادية أو السواء أو من خلال إسقاط مفاهيم ومواقف المؤلف نفسه ونجد تأثرًا محدودًا بالتعبيرية عند فيرجينا وولف وكافكا وويليام فوكنر.
وفي الشعر هناك نطاق واسع لما يعرف بتقنيات التعبيرية من الاعتماد على التأثيرات الصوتية واللونية، وعلى تراسل الحواسحيث لا يكون المعنى هو الأساس. ومن المتأثرين جيرارد مانلي هوبكنز Gerard Manley Hopkins وروي كامبل Roy Campell .
التناص
مصطلح صاغته جوليا كريستيفا للإشارة إلى العلاقات المتبادلة بين نصمعين ونصوص أخرى، تجسيدا لأفكار أستاذها باختين، وهي لا تعني تأثير نص في آخر أو تتبع المصادر التي استقى منها نص تضميناته من نصوص سابقة بل تعني تفاعل أنظمة أسلوبية. وتشمل العلاقات التناصية إعادة الترتيب، والإيماء أو التلميح المتعلق بالموضوع أو البنية والتحويل والمحاكاة الهزليةأو المقابسة. وقد تزايدت أهمية المصطلح في النظريات البنيويةوما بعد البنيويةالتي ترى أن النصوص تشير إلى نصوص أخرى أو تشير إلى نفسها كنصوص بدلا من الإشارة إلى واقع خارجها
،،،،،،، حرف الثاء،،،،،،،،
ثراء الدلالة
يقاس غنى الدلالة بنسبتها إلى الثروة الإنسانية، وثراء المعنى ليس ازدحامه أو تعقده. وتلك الثروة الإنسانية هي شمول الحاجات والقدرات وألوان الممارسة المبتهجة والقوى الخلاقة للأفراد وهم ينتجون الطيبات في تواصل متبادل. وهي أيضا التطوير المكتمل (أو السائر نحو الاكتمال) لسيطرة الإنسان على قوى الطبيعة، طبيعته الإنسانية والطبيعة الصماء. وتقوم الدلالات الغنية على الإنضاج المستمر الشامل لاستعدادات الإنسان الخلاقة بوصفها استعدادات إنسانية، وتتابع الارتقاء التاريخي السالف الذي جعل تلك الاستعدادات والقوى إنسانية. وهذا الإنضاج (والتطوير) هدف في ذاته لا يقاس بمقياس عتيق أقر سلفا، وهو إنضاج نحو أوضاع لا يعيد الإنسان فيها إنجاب نفسه في صورة قد تحجر تحددها وتعينها الحتمي. فالإنسان يخلق كليته وشموله لا في شكل صاغه الماضي نهائيا وفرغ منه بل في حركة وصيرورة لا تنقطعان.
وأمام تلك الحركة لا توجد أغراض مثبتة متحجرة ذات جانب واحد تضحي بالغاية وهي ازدهار وتفتح القدرات الخلاقة للإنسان تحت قهر أو إملاء خارجي. ولا يوجد وضع يتوقف عنده المسير، كما أن تلك الحركة لا تسير في خط أو دون تناقضات وعثرات.
ثغرة "بياض"
جزء ناقص في مخطوط. أو نوع من انقطاع السياق ويشير التعبير أحيانا إلى ثغرات محا التمزق أو التقادم ما كان عليها من كتابة.
ثلاثية
سلسلة مكونة من ثلاث روايات أو تمثيليات. وعلى الرغم من أن كلا منها مكتمل بذاته إلا أن هناك صلات تربطها من حيث الفكرة الرئيسية والسياق. مثل الأجزاء الثلاثة لمسرحية شيكسبير هنري الرابع ورواية "الولايات المتحدة" لدوس باسوس التي تضم "خط العرض الثاني والأربعين" و"عام 1919" و"رأس المال الكبير". وقد أطلق التعبير لأول مرة على مجموعة من ثلاث مآس كانت تمثل في أعياد ديونيسيوس مثل أوريستيا إيسميلوس التي تضفي طابعا دراميا على قصة أجامنون وأوريست. وأشهر ثلاثية في الأدب العربي هي ثلاثية نجيب محفوظ، وهناك ثلاثية إدوار الخراط المكونة من رامة والتنين والزمن الآخر ويقين العطش.
،،،،،،، حرف الجيم،،،،،،،،
جملة متوازنة
بنية لغوية تبرز فيها أجزاء الجملة من تراكيب وكلمات في وضع متواز لتأكيد التضاد أو التماثل في المعنى مثل ملاحظة بيكون عن الكتب: بعض الكتب يصلح لنتذوقها، وبعضها الآخر يصلح لابتلاعه، وقليل منها يصلح للمضغ والهضم.
جناس
(يُتْبَعُ)
(/)
تماثل كلمتين أو تقاربهما في اللفظ واختلافهما في المعنى لتوكيده أو للوصول إلى معنى مزدوج. وكثيرا ما يؤدي ما في الجناس من مفارقة إلى تحقيق أثر فكاهي.
جنس (نوع) أدبي
صنف أو فئة من الإنتاج الفني له شكل متعين وتقنيات ومواضعات محددة. وهناك اتجاهات حديثة ترفض نقاء النوع الأدبي وتمزج بين الأنواع كما أن هناك اتجاهات ترفض فكرة النوع وتدعو إلى نصوص لا نوعية. والكلمة الإنجليزية أصلها فرنسي وهي مرادفة للنوع أو الصنف. ومن بين الأنواع الأدبية هناك الرواية والقصة القصيرة والمقالة والملحمة ... إلخ والكلمة عامة مرنة الحدود، فالشعر يدل على نوع أدبي ولكن الشعر الغنائي والرعوي والأغنية والمرثية وغير ذلك كلها أنواع أدبية فرعية لها استقلالها.
أما في التصوير فالمصطلح الإنجليزي والفرنسي ينطبق على الأعمال التي تعالج الحياة اليومية مستخدمة تقنيات ذات نزعة واقعية
جو انفعالي
من الواضح أن هذا التعبير استعاري في ذاته وهو يشير إلى الشعور العام الذي ينتشر داخل العمل الأدبي ويتخلله بالإضافة إلى أنه يحدد نطاق معالجة المادة الأدبية والأثر الكلي للعمل ويضع شروط معالجتها. ومن الخطأ أن يعتبر الجو مقصورا على وصف مسرح الفعل أو خلفية العمل رغم أن الخلفية تسهم إسهاما كبيرا في تجسيد الجو الانفعالي. فالإيقاع ونوع الصور قد تسهم أيضا في تحقيقه.
والجو الانفعالي يتضمن الحالة الانفعالية المهيمنة على اختيار الأديب كما تتحقق في المشهد والوصف والحوار: ويخلق مطلع القصيدة الجاهلية جوا انفعاليا، كما يخلق الحوار بين قيس وليلى في مسرحية شوقي مجنون ليلى هذا الجو وبالمثل فإن المقاطع الوصفية في شعر البحتري تقوم بنفس الشيء.
والجو الانفعالي يحتضن التفصيلات الفيزيقية والسيكولوجية التي يقع عليها الاختيار، كما يحتضن الانطباع الذي يقصد المؤلف إحداثه في القارئ، أو الاستجابة الانفعالية المتوقعة عند القارئ.
جونجورية - أسلوب الزخرفة اللفظية
أسلوب مفتعل مصطنع مثقل بالزخارف في الكتابة. وهو ينتسب إلى اسم شاعر أسباني في بواكير القرن السابع عشر يقال إنه أسرف في استخدام الكلمات المنمقة الطنانة والتحليق مع نزوات الخيال والمفارقات والتوريات والكثير من خصائص التأنق البديعي.
ولكن شعر هذا الشاعر الأسباني نفسه يعد من الأمثلة الرفيعة للشعر عند كثيرين.
،،،،،،، حرف الحاء،،،،،،،،
حادثة
حدث أو جزء متميز من الفعل. وهو سرد قصصي موجز أو قصير يتناول موقفا واحدا، وحينما تنتظم الأحداث معا ويجمعها خيط واحد بطريقة مترابطة تصبح سلسلة أحداث في الحبكة.
حالة الموسيقى في الشعر (1)
تحقق ذلك المطمح - وهو وصول الشعر إلى حالة الموسيقى- في البدايات الأولى لنشأة الحكايات والأغاني في الرقصة الطقسية. وكان الهدف تكثيف الحياة فيما هو أبعد من ضروراتها في جمال وغضب ونشوة. فهناك دورة كاملة للحياة الإنسانية تبدأ قبل الميلاد وتستمر بعد الوفاة تتمثل في التضحية والبعث في عالم يقوم على الانسجام.
وكانت الموسيقى متحدة مع الرقص والأغاني متخذة شكلا من سرد حكاية تعطي للكلمات طابعا فنيا خاصا. فهي مؤثرات ووحدات تكرارية أو دائرية. فقد تحكي عن عدد من الأخوة مثلا يقومون بنفس المحاولة ولا ينجح إلا الأخير، وتحكي كل محاولة بنفس الكلمات ويحدث التغيير أخيرا باعتباره تقدما مفاجئا واختراقا للسدود.
كما كانت هناك تكرارات الرقص وأنواع العمل مع اللازمة (واللازمة أو القرار هي عبارة تتكرر على نحو موصول في قصيدة أو أغنية) تمثل قائد الرقصة أو العمل في علاقته بالآخرين. وينشأ عن ذلك توتر درامي تبنيه الحركات والكلمات. ونجد أساس المقطع الشعري (والمقطع هو مجموعة من الأبيات موحدة الوزن والقافية في قصيدة) واللازمة وتطورهما الدرامي في الرقصة، وخاصة في الرقصة الإيمائية، كما نجد محاولة لتحقيق تطابق أو تغاير ما بين النطق والتصفيق ودقات الطبول ووقع الأقدام وبين إيقاع ونبرات الأغنية. وقد نجد شكلا آخر للتكرار في الشعر البدائي لتنظيم البنية الإيقاعية في تكديس المترادفات والاستعارات، وفي الإطناب والحشو لتحقيق دوران حول نفس المعنى أو التعبير في مواربة. ويصاحب ذلك كله تقريرات متوازية قد تعكس عند بعض الباحثين الانشطار الثنائي للقبيلة في عشائر متماثلة. ومن الاتجاه إلى التماثل
(يُتْبَعُ)
(/)
(السيمترية) جاء الدوبيت (الكوبليه) المقفى أو الرباعية المقفاة. فقد كان هناك اتجاه نحو استخدام المترادفات والتكرار لإحداث تأثير بالتوازن الكلي يعبر عن فاعلية متدفقة في وحدة مع الطبيعة والعالم.
وكانت الموسيقى البدائية المصاحبة للعمل والرقص والأغنية الشعرية تتكون من وحدات إيقاعية متشابهة تتكرر باستمرار في تنوعات، وتنتظم على أساس من التوتر بين بداية الوحدة الإيقاعية وبين النغمة الختامية، وكانت تلك الوحدات الإيقاعية المتشابهة وسلسلة تكراراتها تنمو وفقا لنسق دائري حول نغمة مركزية، قد يكون مجرد تنويعات أو توسيع للمدى والنطاق. وأصبح هناك نظام تكراري من التنويع والدوران يشترك بين الحكاية والأغنية والموسيقى. وكان للوحدات الإيقاعية المتكررة أسماء محددة تنطبق على انفعالات وأشياء. ونصل من ذلك إلى أن بنية القصيدة الموسيقية مستمدة من تمثل تاريخها مع الرقصة والموسيقى حينما سادهما جميعا طابع جمعي تميز بغياب تناحرات إشكالية، لذلك اتسمت موسيقى الشعر البدائي التي ما تزال تواصل نوعا من الوجود بالتناغم اللحني والتماثل المنسجم (السيمترية).
ويذهب أصحاب الموسيقى إلى أن الإيقاع النغمي هو العنصر الحي في الموسيقى والتجسيد الخارجي لنبضاتها الباطنة. والإيقاع بوجه عام (حتى إيقاع الكون) هو الانتظام والتناسب في المكان والزمان للخطوط والأشكال والحركات والأصوات. وهم يفرقون بين الإيقاع ووزن الإيقاع Measure وهو صورة الإيقاع وقد رسمت في خطوطها العريضة التي اختزلت إلى مقادير رياضية (في انحطاط الشعر إلى نظم موزون). والإيقاع عند أصحاب الموسيقى خاص بالنغم، أما تعاقب الأنغام المنتظمة بطريقة ترتاح لها الأذن فهو اللحن (أو الميلوديا)، وحينما تتراكب ألحان (ميلوديات) بعضها فوق بعض وتكون لمجموعتها شخصية مؤكدة تنتظم في علاقات يتحقق ما يسمى بالانسجام (الهارمونية) متعدد الأنغام (البوليفونية).
حالة الموسيقى في الشعر (2)
في الرمزية الحديثة نتعرف على اتجاه يرجع الشعر إلى الموسيقى، ويستخدم المصادر والإمكانات الموسيقية للغة استخداما متعمدا. ولكن موسيقية الشعر لا تقاس بترابطات صائنة للكلمات في معادلات شبه رقمية كنسق خالص من الأصوات. فالموسيقى الشعرية ليست علاقات صوتية بسيطة، فذلك يغفل القدرة الممكنة للإيحاء النفسي للكلمات نفسها. فهناك درجة من القربى عند الشاعر الموسيقي بين عالم الصوت وعالم الفكر والانفعال، وليس الصوت عنده دندنة أو ترنما. وللوصول إلى تلك التناظرات الخفية الغامضة نجد أن بعض مقاطع الكلمة تمتلك وفاقا مرهفا دقيقا بينها وبين معنى الكلمة التي تشكلها نظرا للذكريات المختلطة التي تستثيرها الكلمة وليس بسبب الفتنة الصوتية للكلمة نفسها. فهي تستهوي الذهن وتحركه في مسار معين. وليس من الممكن أيضا أن ننظر إلى القيمة السيكولوجية للكلمة وكنزها المخبوء من الصور والتداعيات بمعزل عن صفاتها الصوتية. ولا يمكن تمييز موسيقى السياق اللفظي من معانيه إلا تمييزا تعسفيا. وينبغي إذن أن توضع الموسيقى الداخلية للكلمات فوق الانسجام الصوتي (الهارمونيا) الفيزيائي الكاذب أو ما يشبهه، فهو لا يبهج إلا الأذن فحسب بضوضاء منتظمة لا قيمة لها.
وبعض شعراء الرمزية يعون جيدا تعقد تلك الظاهرة، ولكن منهم من يزعم - مثل سانت بول رو - أنه في عمله الشعري يرتب التدفق الهائل للكلمات بطريقة موسيقية واضعا إياها على مدرج أوركسترالي، فهنا الأوتار وآلات النفخ الخشبية وهناك النحاسيات والمرددات. وهنا نجد فضيلة قد دفعت إلى حدها الأقصى فهزمت نفسها في عبودية جديدة. فمثل هذا الشاعر يضحي بالموسيقى الداخلية لحساب قعقعات أو اهتزازات صائنة.
حقا إن ما تحققه الموسيقى خلال التنافر النغمي Dissonance وإعادة توجيه العناصر في كلٍ جديد يتجه نحو الانسجام (الهارموني) في بعض الأحيان له مقابل شعري في أنواع من تعليق لمعنى القضايا اللغوية ثم الوصول إلى ضروب من الحسم له طابع دوري. ولكن المعنى اللغوي في الشعر لا الرخامة وحسن الوقع في الأذن هو البنية الهارمونية للشعر، أما ميلوديا اللفظ فهي أقرب إلى لون النغمة Tone Colour في الموسيقى. وهنا يجب أن نفهم المعنى اللغوي باعتباره لا يتعلق بقضايا القصيدة أو دلالاتها الاستعارية الواضحة، بل بهما معا في إطار القصيدة
(يُتْبَعُ)
(/)
المكوّن من الجرس الصوتي للكلمات، والتعاقب في سياق، والإيقاع ومعاودة الوقوع والقافية والصور وسرعة حركاتها أي يتعلق بالقصيدة كشكل ذي دلالة.
ويناظر اتجاه الرمزية في الموسيقى الشعرية بعض الاتجاهات في الموسيقى الحديثة من ناحية احتضان نزعة انطباعية ترفض الحس بالتآزر وتؤكد الجو واللون والمرونة والحيوية وتهمل التصميم والتوازن البنائي لتصل إلى غيوم وأعتام بدلا من منطق واضح. فهنا وهناك نجد رفضا للاستمرار الخطي والتصميم السيمتري ودعوة إلى "ثورة" هارمونية (ديبوسي مثلا). ولكن لا شعراء الرمزية خلقوا سياقات لفظية جديدة ولا ديبوسي تجاوز التجميعات الهارمونية القديمة، وكلاهما يستخدم السياق الهارموني باعتباره كيانا قائما بذاته له مقدرته الخاصة لا باعتباره وحدة في تنمية أو "مناقشة" انفعالية أو موسيقية، وكأنه صورة هيروغليفية تدعو إلى انسجام من أجل الانسجام، وتقدم نماذج إيقاعية معلقة في الهواء. وفي موسيقى الشعر كما في بعض اتجاهات الموسيقى الحديثة هجر الاتفاق والتضاد والتعليق والحل عند الرومانسيين. وأصبح الصوت لا يستثير استجابة ذهنية كناقوس يدعونا إلى كنيسة أو صفارة تدعونا إلى العمل بل أصبح يصدم حواسنا كصورة في حلم، أو صوت نتعرف عليه نصف تعرف في الطبيعة ويثير حنينا غامضا لا نستطيع أن نتذكر ارتباطاته السابقة، وبدلا من تكرارات التأكيد نجد تأكيدا ساكنا يشبه تراتيل كاهن قديم يحطم المعاني السطحية للجملة بحيث تخاطب "أغوار النفس" لا الفهم وتقدم عالما من نصف إضاءة ونصف إظلام وانفعالات تتحقق في خفوت وأعتام.
ونجد أحيانا في الشعر الحر ميلا لأن ينصهر الإيقاع اللفظي في الإيقاع النفسي، لنصل إلى بيت شعر خافت النبرات، خافت التأكيد هو بمثابة وحدة بنائية فكرية.
ويبدو أن المبالغة في اعتبار الشعر موسيقى قد استنفدت أغراضها وبدأ الرمزيون الجدد يقارنون أنفسهم بالرسامين ويستعيرون مصطلحات التشكيل، ويذهبون إلى أن الانسجام (الهارموني) قد مات واستنفد إمكانياته ولم يبق من الموسيقى نفسها إلا الأسلوب التجريدي، وما زالوا يواصلون "تحليل" الموسيقى حتى يصلوا إلى درجة إلغائها من الوجود. فالوعي المزعوم الجديد النقي الذي لم يسمع به أحد من قبل يحول الموسيقى إلى أصوات إلكترونية بلا معنى والصور الشعرية إلى مونولوجات تصدر عن غيبوبة، ويعمل في مواد منظمة مطهرة بشكل مطلق من التراث الفني السابق أي البدء من صفحة بيضاء.
حامل بذور النمو
صفة بمعنى شديد الابتكار ويؤثر بذلك في تطور أحداث المستقبل. وأعمال الكاتب من هذا القبيل (مثل بيكون وشيكسبير وطه حسين وجبرا إبراهيم جبرا) تمتلك بذورا قابلة للنمو، وتسبب تغييرات وتطورات في أفكار ومواقف الآخرين من قراء وكتاب على السواء.
حب بلاطي
القواعد الرمزية ذات الطابع الفروسي الرومانسي، وفلسفة الوقوع في الحب وممارسته. وكان الحب البلاطي دائما محظورا محرما، سريا كتوما متحفظا مقتصرا على امرأة واحدة ممتلئا بالتكريس والولاء. ونجده في حكايات المغامرات العاطفية عن الملك آرثر والملكة جينيفير والفارس لانسلوت عاشقها.
حبكة
الحبكة في العربية من حبك الثوب أي أحكم نسجه، وكانت الحبكة عند أرسطو تدل عليها الكلمة التي تعني أسطورة mythos لأن المسرحيات كانت مستمدة عادة من هذا النبع الميثولوجي، والترجمة الفرنسية للحبكة Fable تشير إلى شيء قريب من ذلك قد يعني حكاية خرافية أو رمزية. أما الكلمة الإنجليزية فتشير ابتداء من القرن السادس عشر وعصر الطباعة إلى قطعة أرض، ثم إلى وصفها وتحديد أبعادها، وقطعة الأرض هذه قد يملكها شخص واحد بدلا من أن تكون ملكية جماعية كما هي الحال في الحبكات "الأسطورية" الموروثة.
وتختلط كلمة حبكة في بعض الكتابات بكلمة عقدة Complication وتعني دفع التعقيدات في الأحداث إلى ذروتها لكي تحل بعد ذلك في النهاية، ولكن ليس شرطا أن تترادف الحبكة مع تعقيد وحله، وتشجع الكلمة الفرنسية intrigue التي تستخدم بمعنى حبكة على شيوع هذا الترادف، لأنها تعني تسلسل الأحداث وتعقدها اللذين يؤديان إلى خاتمة. وهي بذلك تعني نوعا خاصا من الحبكات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ميز الشكلانيون الروسبين المادة الخام القصصية الأساسية Fabula أي مجموع الأحداث المروية في السرد، والحبكة Syuzhet التامة، أي القصة كما تحكى بالفعل عن طريق ربط الأحداث معا بالتقديم والتأخير، فالمادة القصصية هي ماذا حدث بالفعل والحبكة هي كيف أصبح القارئ واعيا بما حدث أي نظام ظهور الأحداث في العمل الأدبي نفسه سواء على النحو التقليدي من حيث الترتيب الزمني أو على نحو استرجاعي (فلاش باك) أو في وسط الأشياء. فالحبكة بمعنى ترتيب الأحداث هي إجراء يقوم به الخطابالروائي، فهو الذي يحول الأحداث إلى حبكة والخطاب هنا هو نمط العرض، والحبكة هي القصة كما صنعها الخطاب. وليس ترتيب العرض بالضرورة هو نفس ترتيب المنطق الداخلي الطبيعي للقصة، لأن وظيفة ترتيب العرض توكيد أحداث بعينها أو نزع التوكيد عنها، وتفسير بعض الأحداث وإغفال تفسير أحداث أخرى، وتركها لاستنتاج القارئ، والتقديم المباشر لأحداث والحكي الموجز عن أحداث أخرى. فالمؤلف يستطيع ترتيب الأحداث على أنحاء متغايرة، وكل ترتيب يؤدي إلى حبكة مختلفة، ويمكن بناء كثير من الحبكات من القصة الواحدة نفسها. ويرى الناقد والروائي إي. إم. فورستر E.M. Forester أن تعريف الحبكة ماثل في التأكيد على السببية داخل التعاقب الزمني. فالقول "مات الملك ثم ماتت الملكة" قصة أما "مات الملك ثم ماتت الملكة من الحزن" فهو حبكة. ولكن هذا التعريف ينطبق على الحبكات الروائية كما كان ينطبق على الحبكات في السرد التراثي. ولم تعد للسببية مكانتها القديمة في الروايات الحداثيةوما بعد الحداثيةوقد أوضح أرسطو أن نطاق السببية يختلف من البداية حيث يبدو كل شيء ممكنا إلى الوسط حيث تصبح الأشياء محتملة، إلى النهاية حيث تتجلى الضرورة. ولكن مفهوم البداية والوسط والنهاية لا ينطبق على الأفعال الواقعية، على القصة بل على القصة بعد أن يجسدها الخطاب (الحبكة). فهذه الحلقات المتتابعة لا معنى لها في الواقع، بل تكتسب المعنى تبعا للخطاب، فأين نضع نقطة البداية؟ إن الميلاد ليس بداية والموت ليس نهاية، والتوجه إلى قلب الأشياء قرار تحكمي يتعلق بالخطاب، بالفن لا بالحياة.
وفي الرواية الحداثية تغيرت آلية الحبكة. فبدلا من أن تكون الأحداث متسلسلة ذات نتائج على نحو جذري تغير الوضع، ولم يعد من المفترض صياغة سؤال عما سيحدث ولا تقديم إجابة عنه، فالأشياء ستظل كما هي عموما، ولم تعد المسألة حسم الأحداث على نحو سعيد أو تعيس بل الكشف عن وضع للأمور، ولم يعد للترتيب الزمني دلالة كبيرة في حبكات الكشف وإماطة اللثام، كما لم تعد الأحداث تلعب الدور الرئيسي، فالحبكات الحداثية تتجه نحو الشخصية بقدر متزايد، فأفعال الشخصية غير السببية غير الدافعة إلى الأمام ستكشف عن ملامح من الشخصية وعن معاناتها. فالمبدأ المنظم هنا هو إمكان الحدوث في أفعال وأحداث مفككة عرضية يربطها تواز أسطوريأو مجاز تصويريوتغيب الحبكة من قص شريحة الحياة Slice of life , Tranche de vie الذي يقدم الحياة في عريها وتدفقها الحشوي وبواعثها الأولية دون تنظيم.
حبكة فرعية
حبكة ثانوية أو صغيرة الحجم في تمثيلية أو عمل قصصي قد تكون في تضاد مع الحبكة الرئيسية، أو قد تعمل على إضاءتها إضاءة أقوى أو قد تكون في موازاتها واهية الصلة بها.
حبكة مقابلة
موضوع أو فكرة ثانوية في تمثيلية أو رواية يستعمل إما كتنويع على نفس الموضوع الرئيسي أو كمقابل مضاد له. وتلك الحبكة الفرعية تتكون من فعل ذي صلة بالموضوع الرئيسي رغم انفصاله وتميزه.
وتظهر الكثير من الحبكات الفرعية في عدد من مسرحيات شيكسبير مثل هاملت والملك لير وهنري الرابع. وفي المسرحية الأخيرة تعتبر أفعال فولستاف وصحبه حبكة فرعية بينما الحبكة الرئيسية هي إخماد تمرد سياسي.
وفي هاملت يعتبر الصراع بين ليارتيس وهاملت حبكة مضادة بالنسبة إلى الصراع الأساسي بين هاملت وكلوديوس. وفي الملك لير تحدد الشخصية الرئيسية في الحبكة المضادة (إدموند) نتيجة الفعل الرئيسي.
حتمية آلية
- مذهب فلسفي يقول بأن كل الوقائع والأحداث تحددها علل خارجية، وأن النتائج والمعلولات تحكمها قوانين طبيعية. ويذهب دعاته إلى أن الاختيارات والقرارات الإنسانية تتحكم فيها مصادر خارجية، وأن إرادة الإنسان ليست حرة أو قادرة على الفعل.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وترتبط تلك الحتمية الآلية بالمذهب الطبيعي في الأدب فهما يقولان بأن كل ما يفكر فيه الإنسان ويفعله ويقوله تمليه الوراثة والبيئة، وأن ليس للإنسان سيطرة على الوراثة والبيئة.
حداثة أدبية
ليست النزعة الحداثية في الأدب مرادفة للأدب المعاصر، فالمعاصرة تشير إلى الزمن في حياد، أما "المودرنزم" أو الحداثة فتشير إلى الحساسية والأسلوب اللذين يصدران أحكاما على ما سبقهما من أدب، ويهدفان إلى أنه يحلا محله.
ويصعب عادة على القراء فهم ذلك الأدب حتى أصبحت الصعوبة علامة عليه. فهو يبدو ضد كل الأساليب والمواضعات الفنية المتوارثة، فكيف يكون من الممكن تعريف تلك النزعة العصرية في الأدب؟ قد يكون من الأوفق أن نبدأ بتمييزها باعتبارها تحولا عن كل ما سبق .. أنها قول: "لا" على وجه قاطع شامل، يرمي في وجه أساليب الإدراك والوجدان المألوفة، فتلك النزعة غضبة لا تهدأ ضد ما استقر من مواضعات أدبية. واتساقا مع ذلك لن تقيم أسلوبا سائدا تتميز به، فلو فعلت ذلك لتناقضت مع ما بدأت به وكفت عن أن تكون حداثة، وأصبحت شيئا مقفلا عتيقا. فهي نزعة تختلف عما سبقها من محاولات تجديدية في أنها تأخذ على عاتقها أن تختلف مع ما سبقها دون أن تصل إلى انتصار. فعليها أن تصارع المدارس والأساليب الفنية القديمة دائما… لكي لا تنتصر. فأعمال تلك النزعة الأدبية تقوم على التجريب، وتعتبر العرف الأدبي المألوف قيدا مضجرا، وما يدافع عنه الأدب الرائج خداعا ونفاقا، وتتمرد على الطرق المقرة المفروضة تقليديا في الكتابة الأدبية. وكتاب تلك النزعة لا يهدفون إلى الوصول إلى قالب يتفق عليه الجميع. فهم يرون في الشك والريبة من جانب الكاتب تجاه الأخلاقيات القاطعة التي توجه العمل الروائي مثلا علامة من علامات الصحة. وقد يصل الأمر بالروائي أو القصاص أو الشاعر أن يتخذ من القيم السوقية الموقرة للمجتمع المحترم موقفا هازئا، ويعلق الحكم عليها ولا يصل إلى اتخاذ موقف محدد، كما يعمد إلى القيام بتجارب على الإحساسات وارتياد معايير لم تتشكل بعد.
ولا نجد عند تلك النزعة احتفاء بما يمتلئ به الأدب، الذي تعتبره قديما، من حكمة الأجيال السابقة التي تتهادى على طرقها المعبدة، بل نجد احتفاء بالهاوية والأعماق المعتمة الوعرة. فهنا نجد الكاتب يقترح ويستكشف الأسلوب الحداثي الفذ "للخلاص"، وهو خلاص تقوم به ذات الفرد من أجل نفسها لكي تتحرر من ذاتها الجاهزة أيضا في غمرة ما تتحرر منه.
حدس
هو المقدرة على فهم الحقيقة مباشرة وفجأة دون تمهيد منطقي استدلالي، فالبديهيات على سبيل المثال حدسية، وكذلك الاستيعاب المباشر لجوهر الأشياء قبل أن تكون التجربة العلمية والاجتماعية قد وصلت تدريجيا إلى ذلك الجوهر. وليس الحدس قدرة صوفية مضادة للممارسة والمنطق أو مرحلة خاصة في المعرفة أو موهبة تتجاوز العقل أو انعطافا بعيدا عن طريق المعرفة. فالحدس يعتمد في وثبته على الممارسة والمنطق السابقين لأن المقدرة على استيعاب الحقيقة فجأة يكمن وراءها تراكم من التجربة والمعرفة.
ويلعب الحدس دورا واضحا في الوصول إلى الافتراضات العلمية، وله أهميته في الاستيعاب الجمالي للواقع. ومن الخطأ أن يؤخذ الحدس- في تضاد مع المعرفة العقلية التجريبية- طريقا للمعرفة الفنية، فهو يرتكز على تلك المعرفة وهي الفيصل النهائي في الحكم على الحدوس بالخصب أو العقم.
حديث جانبي
مواضعة مسرحية يستخدمها مؤلف الدراما للإشارة إلى كلمات تنطق بها الشخصية ويسمعها جمهور المتفرجين ولكن لا تسمعها الشخصيات الموجودة على خشبة المسرح.
وقد يستعمل الروائي وكاتب القصة القصيرة أو الشاعر تلك الوسيلة التي يشوبها التصنع. استخدمها من المحدثين يوجين أونيل وقلة من كتاب المسرح البارزين ولكن مواضعة تلك "الهمسة" على خشبة المسرح نادرة التحقق في أدب القرن العشرين.
حديث منفرد
- التعبير الإنجليزي والفرنسي مشتق من أصل يوناني يعني كلمة واحدة أو حديثا واحدا ويشير إلى حديث يقوم به شخص واحد.
- وفي الدراما يشير التعبير إلى شكل من العرض يقوم به متكلم واحد أو إلى جزء ممتد من النص المسرحي ينطق به ممثل واحد (مناجاة ذاتية).
- أما الوسيلة الفنية المستخدمة للكشف عن تدفق الأفكار داخل أذهان الشخصيات في التمثيليات والروايات فتسمى بالمونولوج الداخلي.
حذلقة
(يُتْبَعُ)
(/)
استعراض المعرفة، وعبودية الاهتمام بالقواعد والتفصيلات، والتشبث بالمعرفة المستمدة من الكتب مع افتقار إلى الحكمة العملية. ويطلق المصطلح على الكتابات التي تحتوي على إيماءات كثيرة إلى النصوص التقليدية كما تحتوي على عبارات أجنبية واستشهادات واقتباسات وما شابه ذلك. ونجد عند شيكسبير على سبيل المثال في "جهد الحب الضائع" شخصية ناظر مدرسة القرية وهو متحذلق لا شفاء له يهنئ نفسه مفتخرا بدقة نطقه وإلمامه باللاتينية. وكذلك الحال مع مسرحية النسوة المتعالمات لموليير.
حرفيا
تعبير يعني "بنفس الكلمات على وجه الدقة"، حيث تماثل كل كلمة نظيرها في النص الأصلي. وكان النساخ في العصور الوسطى وقبل مجيء الطباعة ينفقون ساعات طويلة في إعداد نسخ من أي كتاب تطابق الأصل حرفيا. وتضم كتب المختارات أو المقتطفات نسخا طبق الأصل حرفيا من النصوص الأدبية الأصلية.
حساسية
كان المصطلح في القرن الثامن عشر في إنجلترا يعني صفة تلقي المديح عادة، فهي القابلية للمشاعر الرقيقة، وللإحساس بالآخرين وآلامهم، والاستجابة لما هو جميل. وكانت عقيدة الحساسية رد فعل للنزعة العقلانية الصارمة في القرن السابع عشر، والقول بالأنانية الفطرية للإنسان. وكثيرا ما دفعت الحساسية حتى أصبحت عاطفية. ويعني المصطلح الآن إدراكا عاطفيا وعقليا عالي التطور، وخاصة فيما يتعلق بالاستجابة للظواهر الجمالية. ويستخدم النقد الجديدالمصطلح لوصف خصائص الأمزجة والاستعدادات التي تنتج الشعر أو تتذوقه. ويعتبر إليوت T.S. Eliot أن الحساسية تمثل الملكة الإبداعية والخاصية المزاجية في الشاعر وعادة ما تعتبر أن حساسية كاتب هي طريقته المتميزة في الاستجابة للتجربة عقليا وانفعاليا.
حسي- (شهوي)
1 - يشير التعبير دائما في معناه غير اللائق إلى المتع والملذات المستمدة من الحواس وتتضمن عادة الغلظة والفسوق، مثل حصول فولستاف على متعة حسية من الطعام والشراب.
2 - ويشير التعبير في معناه اللائق إلى ما تصل إليه التجربة من خلال الحواس، فالقارئ يستمتع بقصيدة حسية لما فيها من تجربة حسية تلقائية.
حكاية
سرد قصصي يروي تفصيلات حدث واقعي أو متخيل، وهو ينطبق عادة على القصص البسيطة ذات الحبكة المتراخية الترابط، مثل حكايات ألف ليلة وليلة ومن أشهر الحكايات "حكايات كانتربري" لتشوسر. وقد يشير التعبير دون دقة إلى رواية كما هي الحال في حكاية (قصة) مدينتين لديكنز.
حكاية (أقصوصة)
المصطلح الفرنسي ينطبق أصلا على أية حكاية أو قصة قصيرة وعلى الأخص تلك التي تتعامل مع أحداث أسطورية خارقة ذات طابع مغرق في الخيال. ولكنها الآن في الاستخدام العام تعني أي قصة قصيرة ترتبط أجزاؤها فيما بينها ارتباطا وثيقا
حكايات "العباءة والخنجر"
تشير إلى مسرحيات وروايات الجاسوسية والمؤامرات وهي ذات طابع مائج بالحركة والانفعالات الرومانسية الصبيانية. وهناك نوع قريب الصلة من ذلك اسمه حكاية العباءة والسيف حيث ترتدي الشخصيات بالفعل عباءات وتتسلح بالسيوف، ويسلكون على طريقة آداب البلاط الملكي ويقطعون وقتا طويلا في المبارزات مثل الفرسان الثلاثة لديماس الأب.
حكاية بطولات
اسم عتيق الطراز لقصة مغامرات خيالية شعرية أو نثرية. والكلمة الإنجليزية والفرنسية مشتقة من كلمة لاتينية تعني المنجزات أو المآثر. وقد استخدمت مجموعة من القصص في القرن الثالث عشر باسم Gesta Romanarum أي مآثر الرومان استخداما واسعا كمصدر أدبي للمؤلفين الذين أتوا بعد ذلك ومن بينهم شيكسبير.
حكاية بطولية (ساجا)
سرد قصصي طويل أو خرافة عن أحداث بطولية. والكلمة الإنجليزية والفرنسية مشتقة من أصل أيسلندي يعني المثل السائر .. وهي تنطبق خاصة على أي قصة تنتمي إلى العصور الوسطى وتتناول مغامرات أفراد ذوي مكانة رفيعة مثل السيرة الهلالية ولكنها تشير الآن إلى أي خرافة أو أسطورة أو حكاية تتضمن تجارب وإنجازات خارقة وقد أطلق جالزورذي Galsworthy ذلك المصطلح على ثلاثيته "آل فورسايت" الذين تتحدد شخصياتهم جميعا بالموقف من الامتلاك دون بطولة من أي نوع في أجيالهم المتعاقبة.
حكاية الجان (الكائنات السحرية)
(يُتْبَعُ)
(/)
حكاية عن الجنيات ضئيلات الحجم أو عن التنين الهائل أو الأشباح الصغيرة الخبيثة أو الغيلان البشعة أو المخلوقات السحرية الأخرى. وتصور هذه "الأرواح" الغيبية في العادة كما لو كانت سيئة الطوية، فائقة الحكمة والقوة، قادرة على تشكيل مصائر الإنسان على النحو الذي تختاره. ومن أشهر كتاب (أو جامعي) قصص الجان الأخوان جريم Grimm في ألمانيا وهانز كريستيان أندرسون (الدنمرك). وتحفل ألف ليلة وليلة بحكايات الجان وينطبق مصطلح قصص الجان على أي قصة أو اعتقاد مضلل أو لا يقبل التصديق.
حكاية خرافية
قصة متداولة عن الأزمنة القديمة ومقبولة شعبيا بوصفها حقيقية. وكان التعبير في الأصل يشير إلى قصة تحكى عن كرامات قديس. ولكنه ينطبق الآن على أي قصة خيالية تتعلق بشخص واقعي أو حدث أو مكان. والحكاية الخرافية أقل اعتناء بعالم ما فوق الطبيعة أو عالم الخوارق من الأسطورة ولكن التعبيرين وثيقا الصلات
حكاية شعبية
خرافة (أو سرد قصصي) تضرب جذورها في أوساط شعب وتعد من مأثوراته التقليدية. وخاصة في التراث الشفاهي. ويغطي المصطلح مدى واسعا من المواد ابتداء من الأساطير السافرة إلى حكايات الجان. وتعد ألف ليلة وليلة مجموعة ذائعة الشهرة من هذه الحكايات الشعبية.
الحكاية الشعرية
حكاية شعرية قصصية تتكون من مقاطع شعرية قصيرة. (ويتكون المقطع الشعري من عدد من الأبيات المقفاة) يقصد منها الغناء أو الإلقاء الشفاهي وعادة ما تتناول القصة الشعرية حدثا مثيرا أو دراميا.
حكاية عجيبة
سرد قصصي يروي أحداثا ووقائع حافلة بالمبالغة يصعب تصديقها، ومن أشهر أمثلتها "الضفدعة الشهيرة النطاطة من بلاد كالافاريس" لمارك توين.
حكمة (مثل)
قول موجز يعبر عن معنى مفيد في الحياة أو عن حقيقة تتعلق بالواقع المألوف. ويعبر عن الحكم في لغة بسيطة عادية قد تكون في بعض الأحيان مجازية أو رمزية. مثل قد ضل من كانت العميان تهديه.
حكي خيالي
تعبير نقدي حديث يصف قصا يعلن عن ابتهاجه بوعيه بذاته وهو يبني نصوصا لغوية بعيدا عن مواضعاتالواقعية، عند جون بارث John Barth وك. فونيجت K.Vonnegut وغيرهم. وهذه الصيغة القصصية كوميدية مجازية تنتحل أشكال الرومانسوالرواية التسكعيةوقريب من هذا التعبير مصطلح ما بعد القص Metafiction , Metafiction وهو قص عن القص يعلق مباشرة على وضعه كقص خيالي، واع بذاته القصصية، كثيرا ما يقطع فيه المؤلف السرد لشرح طرائقه في الكتابة ويقترح على القارئ نهايات بديلة. وقريب أيضا من التعبيرين السابقين تعبير فوق القص Surfiction , Surfiction أو القص ما بعد الحداثي وهو لا يعكس عند واضعه الكاتب التجريبي الأمريكي ريموند فدرمان Raymond Federman عام 1973 واقعا سابق الوجود ويهجر الواقعية مصرحا بوضعه المصطنع. وهذا القص لا يحاول أن يمتلك معنى أو حقيقة أو واقعا.
وهناك مصطلح صاغه أندريه جيد Andre' Gide هو المضاعفة بلا نهاية mise-en-abyme، ويعني الازدواج الداخلي لعمل أدبي أو لجزء منه. ففي روايته "مزيفو النقود" نجد الشخصية المركزية بدورها روائيا يؤلف داخل العمل رواية اسمها "مزيفو النقود" تشبه الرواية التي هو إحدى شخصياتها، وهناك رجوع لا متناه، وتعاقب لا ينتهي للازدواجات الداخلية. وتلك الأداة يستخدمها روائيو ما بعد الحداثة من أمثال بورخس Borges وإيتالو كالفينو Italo Calvino..
حل العقدة - (النتيجة النهائية لوضع معقد)
مصطلح يرجع أصله إلى كلمة فرنسية تعني فك أو حل.
- يشير إلى عاقبة أو نتيجة أي وضع معقد أو أي سياق لتعاقب الأحداث.
- ويشير بنوعيته الأدبية إلى النتيجة الختامية أو كشف اللثام عن التعقيدات الدرامية الرئيسية في تمثيلية أو رواية أو عمل أدبي.
- وحل العقدة هو عملية فك خيوط حبكة أو إزالة توهم أو إطفاء اهتمام بمآل وضع معقد، على نحو غير مصطنع، ويتطلب ذلك بعض الشروح والتفسيرات للأسرار المختبئة وضروب سوء الفهم ذات الصلة بالعقدة.
- وفي الدراما يستعمل مصطلح حل العقدة في أغلب الأحيان عند الإشارة إلى الكوميديات.
حلقة (زمرة. جماعة)
(يُتْبَعُ)
(/)
مجموعة من الأشخاص تتجمع لتشابه المشارب والأهداف. ومن أشهر الحلقات الأدبية حلقة "أبناء بن" وهي تضم عددا من شعراء القرن السابع عشر حاولوا مواصلة مثل بن جونسون الكاتب المسرحي في عصر إليصابات (1572 - 1637)، وحلقة البتنيك Beat Gemeration وهي حلقة متراخية دون ضوابط للانضمام إليها ولكنها مزدحمة بالذين يعتبرون أنفسهم جزءا منها، وحلقة "إضاءة" في الشعر المصري أثناء السبعينات.
حوار
تعني الكلمة محادثة أو تجاذبا لأطراف الحديث. وهي تستتبع تبادلا للآراء والأفكار، وتستعمل في الشعر والقصة القصيرة والروايات والتمثيليات لتصوير الشخصيات ودفع الفعل إلى الأمام.
حوار السطر الواحد (المبارزة الكلامية)
في الأصل يشير التعبير إلى حوار في مسرحية إغريقية تتبادل فيه الشخصيات عبارات لا تزيد على سطر واحد. وقد اتسع معنى المصطلح بعد ذلك ليشمل كل حضور للبديهة يتجلى في الإجابة السريعة، وكل المبارزات الكلامية التي تدور بين الشخصيات في المسرحيات أو الأنواع الأدبية الأخرى. ومن أمثلته ما تبادله هاملت وأمه من حديث في المنظر الذي قتل فيه بولونيوس (الفصل الثالث - المنظر الرابع)، وما تبادله الملك والملكة من حوار مسهب في ريتشارد الثالث (الفصل الرابع - المنظر الرابع). ومن أمثلته الحديثة خطاب الفرسان الموجه إلى توماس بيكيت في سطور أربعة كل منها كالنصل الحاد (جريمة قتل في الكاتدرائية لإليوت).
حواري
مصطلح مرتبط بأعمال المنظّر الروسي ميخائيل باختين Mikhail Bakhtin التي تدور حول اللغة والكلام (انظر أجناس الكلام) والوعي والأنواع الأدبية والرواية، والمصطلح حواري الذي يعني صفة التفاعل والاستجابة المتبادلة يقابل مصطلح أحادي الصوت أو مونولوجي Monological , Monologique، ويعتبر باختين في نظريته الخاصة بفلسفة اللغة أن المنطوقات (الملفوظات) الفعلية حوارية بمعنى أنها غائصة في سياق من الحوار أي أنها تستجيب لملفوظات سابقة لمشارك في الحديث، كما تحاول أن تستخلص استجابة معينة من سامع محدد. ولا يقف الأمر عند ذلك فهذا الحوار هو الذي يحدد وجود الشخصية، فلا وجود لشخصية جاهزة سابقة على العمليات اللغوية الاجتماعية مع الآخرين. وقبل أن تستطيع تلك الشخصية استخدام الكلمات في التعبير الذاتي الداخلي لا بد لها من أن تكون قد نمت اللغة خلال الحوار مع الآخرين. ولا يستعمل باختين مصطلح الحوار بالمعنى المعتاد أي تجاذب أطراف الحديث بين شخصين أو أكثر. بل يبرز مسألة كيف تكون تلك الحوارات ممكنة. ويرجع ذلك الإمكان إلى أن اللغة نشاط بين ذوات أي نشاط اجتماعي وهي تسبق الذاتية من الناحية المنطقية، وليست محايدة قط أو خارج علاقات الاتصال أو خالية من مطامح الآخرين فهي حوارية. ويترتب على ذلك إحاطة الفردية المستقلة بالتساؤل، فالأنا التي تتكلم، تتكلم في نفس الوقت تعددا من اللغات مستمدة من أصول وسياقات اجتماعية متعددة. فكل أنا هي نحن. ويخصص باختين لهذه الحقيقة قيمة كبرى، فعند مناقشة النوع الأدبي أو الروايةعلى الأخص يناقش مسألة تعدد الأصوات (البوليفونية Polyphony , Polyphonie ) مقابل واحدية الصوت (مونولوجيزم Monologism , Monologisme ) أو اختزال الأصوات المتعددة من حيث الإمكان (أو الشخصيات) في صوت مفرد متسلط. ويرى باختين أن الرواية مؤهلة بتقنياتها لأن تمثل لغات غير لغة المؤلف وخاصة بتقنية الخطاب غير المباشر الحر (تقديم أفكار وملفوظات شخصية ما من وجهة نظر تلك الشخصية بالجمع بين سمات نحوية وغير نحوية لكلام الشخصية المباشر وسمات من تقرير الراوي غير المباشر وبذلك يسمح هذا الخطاب للسرد بضمير الغائب أن يستغل وجهة نظر المتكلم ( Free indirect style , Style indirect libre) ولكن النص الحواري يظل استثناء وإمكانا تجريبيا حيث يفكر الروائي معتمدا على تعدد في وجهة النظر والوعي والصوت. ومن الأصول التاريخية لهذه الحوارية يقدم باختين المحاورات السقراطية، وبطلها سقراط يرتدي القناع الشعبي لأبله متحير ولكنه حكيم في أعلى مراتب الحكمة، وصورته هي صورة ملتبسة لجهل حكيم يمدح ذاته في المحاورة على أساس أنه يحكم الجميع لأنه يعرف أنه لا يعرف شيئا. بالإضافة إلى أن المحاورات تبرز صورا كارنيفالية في علاقة سقراط بزوجته زانتيب Xanthipp ، فالبطل ينقلب إلى مهرج مضحك، كما
(يُتْبَعُ)
(/)
تبرز نسقا مركبا من الأساليب واللهجات هي نماذج محاكاة هزلية من لغات وأساليب (كإرهاص بنوع متعدد الأساليب هو الرواية). وقد نشأت الأهجية المينبية Menippean Satire, Satire Menippée من اضمحلال المحاورة السقراطية، وهي تبعا لروح الكرنفال حرة في الحط من قدر الأشياء وقلب الجوانب الرفيعة للعالم رأسا على عقب. وكذلك الحال مع وجهات النظر إلى العالم، وهي حرية صادمة وأكثر خشونة وحدة من المحاورة السقراطية. وبالإضافة إلى ذلك هناك في تلك الأهجية روح البحث والتساؤل والاستقصاء مع خيال طوباوي.
إن الخاصية الكرنفالية في الأنواع الأدبية أي قلب التراتبات الاجتماعية والحقائق الجاهزة بواسطة أصوات وطاقات كانت مقموعة عادة ولكنها تبرز مطالبة بمكانة حوارية متساوية، هي خاصية تعدد الأصوات حيث يكتسب كل صوت مركزه الخاص المستقل لغويا وفكريا ويدخل مع الأصوات الأخرى ومع صوت المؤلف في علاقة حوارية، ليست متصفة بالخضوع أو التشيؤ. وهنا نصل إلى أن العمل الأدبي (وخصوصا الروائي) متعدد الدلالات وليس وحدة عضوية في مركزها إرادة المؤلف. ومن ناحية أخرى فإن المؤلف في النص الحواري الروائي يكتسب معنى جديدا وإن لم يصل إلى موت المؤلف. فالشخصيات عند دوستويفسكي النموذج البارز عند باختين للحوارية مكتفية بذاتها وليست مفعولا به للخيارات والخطط المتاحة أمام المؤلف الضمني بل هي متساوية الحقوق معه.
،،،،،،، حرف الخاء،،،،،،،،
خامة الصوت
ترابط منسجم للاصوات ذو جرس ممتع. والكلمة مشتقة من كلمة يونانية تعني رخامة الصوت وهي نقيض النشاز. ويتصف الشعر الجيد بعذوبة الجرس إلا إذا حاول الشاعر أن يحقق تأثيرا حادا خشنا بأصوات ذات صرير.
خارج حسي
صفة تعني أشياء لا يمكن إدراكها بالحواس المعتادة، أو أشياء "فوق طبيعية". ولكن في بعض الأحيان يمكن للحدسأن يستشعرها دون لجوء إلى الحواس في زعم القائلين بالإلهام. ويحاول الكتاب المتمكنون أن "يعرضوا" ما يعنون ولكنهم، ومعهم الشخصيات التي يخلقونها، يعتمدون دائما على مشاعر داخلية وانفعالات يمكن تتبعها مباشرة وإرجاعها إلى ما تلقوه عبر تلك الاستبصارات غير المعتادة
خرافة أخلاقية
حكاية خلقية أو سرد قصصي تعليمي وهي أحد أشكال المجاز. مثل معظم قصص التوراة وحكايات إيزوب وكليلة ودمنة.
خرافة ذات مغزى (قصة رمزية على لسان الحيوان)
قصة بسيطة قصيرة، تكون شخصيتها من الحيوانات عادة وتستهدف تعليم الحقائق الأخلاقية. وتسمى مثل هذه القصص أحيانا "خرافة الحيوان" مثل كتاب الأدغال لكبلينج وكليلة ودمنة. وينطبق المصطلح في بعض الأحيان على قصص تدور حول شخصيات غيبية، وعلى حكايات فائقة للطبيعة وعلى الأساطير.
خصم
الشخص الذي يدخل في نزاع أو يعارض شخصا آخر في قتال أو في معركة إرادية. وفي الأدب يمثل هذا المنازع الخصم الرئيسي للشخصية الأساسية، لذلك يسمى في الغالب (وكثيرا ما تبتعد هذه التسمية عن الدقة أو الصواب) بالشرير Villain Traitre فإذا كانت الحبكة الرئيسية ترتكز على إنجازات ضخمة لبطل يقهر خصما يحاول إعاقته فالخصم هو الـ Antagonist والبطل هو الـ Protagonist وهو نصير القضية الفعال. أما إذا دارت الحبكة الرئيسية حول أعمال الشرير التي يقهرها ويحبطها أحد الأبطال، يصبح ذلك البطل هو الخصم والشرير هو المدافع أو النصير
خصة شعرية (إجازة)
الحرية التي يعطيها لنفسه الكاتب (الشاعر والروائي والدرامي وكاتب المقالات) لإحداث تأثير مقصود، بالخروج والانحراف عن الشكل الاصطلاحي والقواعد المقرة أو حتى بالانحراف عن الواقع والمنطق. فأي كاتب على سبيل المثال (وخاصة الشاعر) قد يعطي لنفسه رخصة الخروج عن الترتيب المعتاد للكلمات أو رخصة استخدام الكلمات العتيقة المهجورة أو استعمال اللغة المجازية الاستعارية والإسراف في ذلك الاستعمال واستخدام الإيقاع وتنسيق الإيقاع بدرجات لا توجد في الكلام العادي. ولكن أعظم الشعراء لا يجيزون للحرية أن تصبح ترخصا، ونادرا ما يطلقون العنان لأنفسهم في خرق القواعد والنحو والنطق (من أجل القافية مثلا).
خطاب
(يُتْبَعُ)
(/)
المعنى التقليدي هو الكلام المستعمل في سياق الاتصال والذي يزيد على الجملة الواحدة. وما يزال الاهتمام بفهم الاستعمال اللغوي في سياق الاتصال مهما في التصور المعاصر للخطاب. وقد أدمجت نظرية الكلام - الفعل أو فعل الكلام Speech-act - Acte de parole عند اوستن Austin وسيرل Searle في تحديد دلالة الخطاب عند البحث الأنجلو أمريكي. وهي نظرية تقول بأن اللغة لا تقتصر على بناء قضايا عن العالم صادقة أو كاذبة بل هي نوع من الفعل والتعبير عن قصد. وفهم معنى نطق يتطلب ما هو أكثر من معرفة ما يشير إليه، أي فهم قوته، وتأثيره في السامع. فالكلمات تقوم بأشياء فهي تأمر وتسأل وتعد وتعلم وتقنع وتخدع وتخيف وتسلي، فهناك جانب يتعلق بالتحقيق Illocution-Illocution ويمكن توصيله بوسائل غير لغوية، تحركات مثلا ولا يقف عند القول أو العبارة Locution - Locution من الناحية النحوية، بالإضافة إلى جانب ما تفعله الكلمات في الواقع أي تأثيرها على السامع وهو الجانب الأدائي Perlocution-Perlocution.
وتلك النظرية تصور الشروط الضرورية لفعل توصيل يفي بمتطلبات الصلاحية. وهناك مساحات أخرى للبحث مرتبطة بالخطاب، تحاول فهم اللغة كقوة اجتماعية، بتحليل الأنتظامات والضوابط المؤثرة في المحادثات الجارية (انظر أجناس الكلام). ويعمل علم اللغة الوظيفي على تحديد تفاضل الأشكال النحوية من ناحية علاقتها بالسياق والاحتياجات الاجتماعية والشخصية التي تخدمها اللغة. ويرتبط ذلك التفاضل بين الأشكال (مثل البناء للمعلوم والبناء للمجهول) بسياق أوسع إيديولوجي وسياسي. (مثل استخدام الأسماء الكلية أو الشخصية). فعلم اللغة الوظيفي يسلط الضوء على تأثير تفاوت السلطة والمكانة في الاستخدامات اللغوية. وقد قدم تحليل الخطاب بالطرائق السابقة تحولا في النظر إلى الأعمال الأدبية، من أفكار النقد الجديدوالشكلانية، اللذين كانا يعتبران الأعمال أشياء قائمة بذاتها مستقلة عن قصد المؤلفوالتأثير في القارئإلى أعتبار الأعمال ممارسة اتصاليةتتحدد اجتماعيا، بين القراء والمؤلفين.
والمصطلح بالفرنسية حينما استخدم كما هو في الكتابات النظرية الإنجليزية كان يحمل معنى خاصا أعطاه له عالم اللغة إميل بنفنست Emile Benveniste الذي يميز بين الخطاب باعتباره صيغة ذاتية للكلام أو الكتابة والقصة Histoire الموضوعية. وفي الخطاب يشار إلى الوضع الحاضر للكلام أو الكتابة بواسطة علامات تحديد الزمان والمكان Deixis - Deictique ( مثل ضمير المتكلم والمخاطب وهنا وهناك والآن ... إلخ) وبواسطة صيغ الفعل. وعلى حين يكشف الخطاب عن طبيعته باعتباره نطقا يستلزم علاقة بين متكلم/كاتب وسامع/قارئ، تخفي القصة ذلك بتركيزها على المنطوق (الملفوظ). وبالإضافة إلى ذلك هناك تمييز آخر يدعو للتشويش ويستعمل في الدراسات السردية. بين القصة والخطاب، فالقصة هي سلسلة أحداث (أفعال-وقائع) وموجودات (شخصيات- ومفردات المشهد) أما الخطاب فهو التعبير ووسائل توصيل المحتوى، أي أن القصة هي ماذا يتم تصويره والخطاب هو كيف يتم ذلك. وفي النظرية الثقافية الحديثة وخاصة عند ما بعد البنيويةيقدم الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي ميشيل فوكو Michel Foucault منظورا آخر للخطاب وتحليله يختلف عن المنظور الأنجلو أمريكي، فالخطاب يعني ممارسة تتألف من مجموعة متسقة الانتظام من العبارات تقدم تقريرا يؤكد نفسه بنفسه عن الواقع بواسطة تعريف لموضوع الاهتمام وإنتاج مفاهيم لتحليله (مثل الخطاب الطبي، الخطاب القانوني، الخطاب الجمالي) ويحكم الخطاب الخاص الذي تجيء فيه العبارة أنواع الروابط التي يمكن إقامتها بين الأفراد كما يستتبع افتراضات معينة عن نوع المخاطبين. وفوكو باختلاف مع الكتابات الانجلو أمريكية يذهب إلى أن الخطاب ظاهرة تاريخية، ولا يؤسس نظرية عامة في الخطاب أو اللغة بل يعكف على وصف أشكال تاريخية متنوعة من الخطابات أو الممارسات الخطابية. ولا يخلط فوكو بين اتساق العبارات في الخطابات والاتساق المنطقي أو النسقي، فالخطاب حدث تاريخي وليس تجسيدا لأي نسق سابق الوجود. وتحليل الخطاب هو مسألة بحث الشروط التاريخية التي تسمح بظهوره دون أن تضمن هذا الظهور. وبما أن الخطاب يحدد موضوعه فلن توجد معايير صدق خارجه. ونحن نصدق خطابا عن الجنس لأننا لا نملك بديلا له
(يُتْبَعُ)
(/)
فالصدق (والحقيقة) هو القصة الخيالية غير المعترف بها لخطاب ناجح. وحينما يناقش فوكو التقليد الأدبي يرفض الاستمرار ويؤكد الاختلاف والانقطاع، كما يشكك في فكرة المؤلفالتي قد تكون ممارسة خطابية عابرة تاريخيا. فليس التأليف نشاطا تعبيريا يحقق ذات المؤلف بتعبيره عن انفعالات وعواطف داخل الفرد. وليس الأدب هو الاستخدام التعبيري بامتياز للغة، ولا يحوي العمل الأدبي انسجاما جماليا مثاليا ولا يحل التوترات السيكولوجية في الكاتب والقارئ حلا مثاليا، بل هو أحد مستويات مؤسسة الأدب المتغايرة تاريخيا، وهي مؤسسة تتوسط العلاقات بين الكاتب والقارئ بطرائق مختلفة في الأزمنة المختلفة.
وبشكل عام يدل مصطلح الخطاب على اللغة في استخدامها الفعلي داخل سياقها الاجتماعي والإيديولوجي وداخل تمثيلات للعالم ذات طابع مؤسسي، وكما يوضح العلاقات والسياقات النوعية المحيطة بالاستعمالات التاريخية للغة.
خطاف قصصي (الشص القصصي)
وسيلة تستخدم في بداية عمل قصصي لإثارة اهتمام القراء وحثهم على متابعة القراءة. فالبداية من قلب الأحداث ووسطها نوع من "الخطاف" السردي. وهناك أشكال أخرى مثل استخدام التناقض الظاهري أو استعمال اقتباس أو استشهاد مذهل، أو ذكر مصرع إحدى الشخصيات أو أحد الحوادث أو أي تصريح بشيء يثير فضولا ويتطلب إشباعا. وبداية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ بخروج البطل من السجن هي نوع من الخطاف القصصي.
خطايا سبع مهلكات (الكبائر السبع)
وفقا للاهوت المسيحي في العصر الوسيط كانت الخطايا السبع المهلكات (الكبائر) هي الكبرياء والغضب والحسد والخمول (الكسل) والفسق والبخل والجشع. وتؤدي كل خطيئة من هذه الخطايا إلى الموت الروحي، ولا يمكن التكفير عن أي منها إلا بواسطة التوبة الكاملة النصوح. وكانت هذه الخطايا تقدم كثيرا أثناء العصر الوسيط وعصر النهضة في الأدب المجازي مجسدة مشخصة وقد تناولها دانتي واحدة واحدة في شعره، وكما صورها تشوسر في "حكاية الكاهن" وسبنسر في "ملكة الجنيات".
خطبة (تلقى في مناسبة)
قول يلقي لمناسبة خاصة. والخطبة تتميز بأسلوبها اللغوي الرفيع وبالإلقاء المدروس، وهي خطاب بليغ يليق بالاحتفالات العامة، والجدال السياسي والجنازات. وقد تكون أشهر خطبة في الأدب تلك الواردة على لسان مارك أنطونيو في "يوليوس قيصر" لشيكسبير (الفصل الثالث المنظر الثاني)، ومن الخطب الأخرى كذلك هجاء ديموثنيس لفيليب المقدوني وهجاء شيشيرون لكاتيلين وخطبة الحجاج الأولى في أهل العراق وخطبة سحبان وائل المسماة الشوهاء وخطب الوعظ عند الحسن البصري وغيلان الدمشقي
خطبة (خطاب رنان متقد)
خطاب حماسي عنيف وخاصة ذلك الذي يلقى في جمهور بقصد إثارة انفعالاته، ومن أشهر أمثلته خطب هنري الخامس قبل المعركة في مسرحية شيكسبير بنفس الاسم. وقد اتسع معنى التعبير الآن بحيث أصبح يعني أي خطاب طويل طنان أو أي هجوم ساخن.
خطبة قدح
كلام ممتلئ بالاتهامات الغاضبة والتنديد والتحقير الهجائي الموجع. والتعبير الإنجليزي والفرنسي مستمد من خطب ديموثنيس (القرن الرابع قبل الميلاد)، رجل الدولة الاثيني، التي تهاجم الملك فيليب المقدوني باعتباره عدوا لليونان
خلاصة (1)
في المعنى الخاص يشير التعبير إلى موجز أو ملخص لمضمون العمل الأدبي. تطلق على مادة التناول أو الفكرة المحورية أو حتى حبكة الرواية أو القصيد القصصي. وقد أعد ملتون خلاصة لكل كتاب من كتب الفردوس المفقود، كما عرض كوليردج أيضا خلاصة في بداية "الملاح القديم". ويعرف بعض النقاد تلك الخلاصة في الشعر بأنها ذلك الجزء من الفكرة أو المعنى الذي يمكن إعادة صياغته بألفاظ أخرى مع المحافظة على المعنى
خلاصة (2) (صورة مصغرة)
(1) تقريرات موجزة أو مكثفة عن عمل أدبي.
(2) مثال يقدم صورة مصغرة لموضوع كبير أو مادته أو صفاته النموذجية.
خلاف أو نزاع
الكلمة الإنجليزية والفرنسية أصلها الإغريقي يعني النزاع. وفي الدراما الإغريقية القديمة كانت تعني الجدال أو المناقشة بين شخصين يؤيد كل منهما جوقة. وتشير الكلمة، في ألوان الأدب المختلفة، إلى معنى الصراع
خلف طالح (التابع المقلد)
- مقلد أو تابع لأديب كبير يفتقر إلى ما كان عنده من امتياز.
- الكلمة الإنجليزية والفرنسية مشتقة من عبارة يونانية تعني "مولود بعد ذلك".
(يُتْبَعُ)
(/)
- وبمعنى من المعاني يمكن اعتبار كل كتاب الدراما بعد شيكسبير متسمين بملامح معينة من التبعية والتقليد وقد ينطبق الأمر على كل كتاب الملحمة الشعرية بعد جون ميلتون أيضا، وعلى شعراء عصور الانحطاط العربية.
،،،،،،، حرف الدال،،،،،،،،
دادية
حركة فنية أدبية، بدأها تريستان تزارا Tristan Tzara في زيوريخ حوالي عام 1916. ويعنى المصطلح النزعة العدميةالتي تحتج على المنطق والعرف والقواعد والمثل العليا والأدب نفسه وتطالب بحرية مطلقة. ولكي يبرهن أنصار تلك الحركة على ازدرائهم للمدنية كتبوا أشعارا لا تفهم ومسرحيات غريبة عجيبة ورسموا لوحات تصدم المتلقين. وفي البداية كان أندريه بريتون André Breton الشاب من أنصار تلك النزعة قصيرة العمر، ولكنه أسهم في تأسيس السيرياليةالتي حلت محلها ابتداء من 1922.
دخيل (غريب - زائد عن الحاجة - يعوزه الترابط)
- نعت يعني غير ذي صلة بالموضوع، وغير قابل للتطبيق ولا تمس إليه الحاجة وغير ضروري.
- وينطبق المصطلح على تلك المادة في النص الأدبي التي تبدو مقحمة من الخارج ولا تتواءم في إحكام مع الفكرة الرئيسية أو الصراع الرئيسي أو مشهد النص نفسه.
- وغالبا ما يكون الاستطراد دخيلا ولكن الأعمال الأدبية جيدة التصميم لا تسمح بتطفل أي مادة لا تسهم في تحقيق غرض الكاتب في أن يصل بالقارئ إلى الانطباع المهيمن المرجو.
- ويقول كثيرون وراء إدجار ألن بو أنه حينما يقوم فنان ما في مجال الأدب ببناء حكاية، فإنه لا يصوغ أفكاره لتلائم الأحداث بل يتصور بكل ما لديه من اهتمام تأثيرا فريدا مفردا عليه أن يعمل على تشكيله، ثم يبتكر بعد ذلك تلك الحوادث التي تقدم له أكبر عون على تحقيق ذلك التأثير الذي يتصوره الكاتب مسبقا. وإذا لم تتجه الجملة الاستهلالية نفسها نحو إبراز ذلك التأثير يكون الكاتب قد أخفق ابتداء من الخطوة الأولى. وينبغي ألا توجد في النص بأكمله كلمة مكتوبة لا تتجه نحو تحقيق هذا التصميم المعد مقدما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ولكن ذلك ينطبق على الشعر الغنائي والقصة القصيرة في المحل الأول وترفض التفكيكيةهذا التصور لوحدة المعنى.
دراسة الدلالة
فرع من الدراسات اللغوية يدرس معاني الكلمات والتغيرات التاريخية التي طرأت على هذه المعاني. والجانب الدلالي من أي تعبير هو معناه في تقابل مع شكله.
دراما
- تأليف أو تكوين أو إنشاء نثري أو شعري يعرض في إيماء صامتأو في حركات وحوار قصة تتضمن صراعا وغالبا ما تكون مصممة للعرض على خشبة مسرح.
- مشتقة من كلمة يونانية تعني يفعل أو يسلك عرفها أرسطو باعتبارها محاكاة لفعل إنساني وهو تعريف يظل محتفظا بجدواه. والدراما تفترض مسرحا وممثلين وجمهورا لكي تكتمل خبرة تذوقها.
- نشأت من الاحتفالات الدينية (احتفالات ديونيزية) Dionysia. وكل من المأساة والملهاة اليونانية ارتقى عن موضوعات (تيمات) متغايرة في احتفالات الخصب والحياة والموت.
- ودراما العصور الوسطى تطورت على الأعم من الشعائر التي تعيد ذكرى ميلاد المسيح ونشوره (تمثيلية المعجزات، والتمثيلية الأخلاقية، مسرحيات الأسرار).
- وابتداء من عصر النهضة اتسعت العناصر الدرامية ونمت وتطورت، بطرق كثيرة متباينة حتى أصبحت الدراما الآن لا تحمل إلا شبها خافتا ببداياتها.
- وعلى الرغم من ذلك فما تزال التمثيلية على ما كانت عليه منذ ألفي عام صورة للحياة الإنسانية يكشف عنها في تغيرات متعاقبة للأحداث يحكي عنها أو تبرز في حوار وفعل للترفيه عن الجمهور وتثقيفه.
دراما بطولية
شكل من الدراما تطور في إنكلترا في آخر القرن السابع عشر وكان يغلب على هذه الدراما البطولية أن تكون مكتوبة شعرا وتتسم بالحوار الرنان والصراع العنيف والمشاهد التي تتضمن حبا عاصفا بالأهواء، ومعارك قتالية وحشية، وتعتبر مسرحية درايدن فتح غرناطة The conquest of Granada من أمثلة هذا النوع. وهناك محاكاة ساخرة منتشرة لهذا النوع من الدراما وتستوحي الأفلام والمسلسلات التليفزيونية التاريخية العربية هذا النوع
دراما شعبية
- تتكون الدراما الشعبية بشكل عام من المناشط الدرامية لعامة الناس في الاحتفالات الشعبية والشعائر الدينية والمناسبات الأخرى.
- وفي إنجلترا في العصر الوسيط اتسع معنى المصطلح ليشمل مسرحيات عن أبطال شعبيين مثل القديس جورج وروبين هود.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ومصطلح الدراما الشعبية يشير الآن إلى مسرحيات يكتبها كتاب دراميون عن موضوعات شعبية تكشف عن مواقف ومشكلات وعادات ولغة عامة الناس أكثر مما تكشف عن علية القوم.
- والكثير من دراما الحركة الأدبية الإيرلندية مثل مسرحيات ليدي جريجوري وسنج وغيرهما تندرج تحت هذا التصنيف، وكذلك "مسرحيات الفلاحين" لبيراندللو، ومسرحيات بعض الكتاب الأمريكيين مثل بول جرين التي تعكس حياة رجال الجبال والزنوج، والمسرحيات العربية التي تصور حياة عامة الناس.
درجة النغم (طبقة الصوت)
تنويعات بين الصوت العالي والمنخفض وهي تعتمد في الموسيقى والغناء على السرعة النسبية للذبذبات الصوتية، ويشير المصطلح إلى درجة ارتفاع أو عمق النغمة الصوتية.
وهو يطلق استعاريا على النغمة الوجدانية في الأعمال الأدبية وعلى تنوع طرق التعبير عن الانفعالات
دعاية (بروبا جنده)
إعلام أو أفكار أو شائعات تذاع وتنشر لمساعدة أو لإيقاع الضرر بشخص أو مجموعة أو حركة أو معتقد أو مؤسسة أو أمة. وكان التعبير في الأصل يشير إلى لجنة من الكاردينالات تأسست في فترة مبكرة من القرن السابع عشر بواسطة الكنيسة الكاثوليكية للإشراف على تدريب القساوسة على العمل في البعثات الخارجية. ويطلق التعبير الآن على أي عمل أدبي أو مشروع أو رابطة للتأثير في الآراء السياسية والاجتماعية والدينية والأخلاقية والاقتصادية أو غيرها من الأمور. وتهدف المسرحية أو الرواية الدعائية إلى الدفاع عن مبادئ أو مذاهب معينة، مثل روايات أبتون سنكلير التي تنادي بالاشتراكية.
ويهاجم معظم النقاد والقراء الأعمال الدعائية الأدبية لأنها مباشرة لا تهتم بالجانب الفني وغالبا ما تكون سطحية. وقد عرف الأدب العربي في الخمسينات بعض الأعمال الدعائية التي تنادي بالاشتراكية والقومية بطريقة مباشرة فجة.
دفاع
تبرير لأحد المعتقدات أو إحدى القضايا أو النصوص المكتوبة ودفاع عنها وشرح لها.
وأشهر دفاع هو دفاع سقراط أمام محكمة أثينا التي حكمت عليه بالموت. وقد كتب تشوسر في نهاية حكايات كانتربري دفاعا عن ذلك العمل، يعتبر شرحا للحكايات. وهناك دفاع عن المتبطلين للشاعر الإنكليزي ستيفنسون هو عند الكثيرين من أمتع الكتابات الأدبية.
دلالة
ليست الدلالة سبابة تشير إلى شيء قائم نهائي أو إلي عنوان أو متهم أو وصفة، بل هي فكرة الاتجاه والتوجيه ومدى الحركة الإنسانية ونطاقها الذي يزداد رحابة، وفكرة حركة هادفة (ليست عشوائية كغبار في مهب الرياح). تعني هنا أنها تتحدث عن "حاجات" الكائن الحي في بيئة هي التي تحقق تلك الحاجات أو تخنقها، هذا إذا تحدثنا في مستوى قبل إنساني عن ايقاعات الحياة لكل ما ينمو ويتحرك ويخاف ويجوع ويظمأ ويحس. وتلك الإيقاعات نجدها في مستواها الأدنى أفعالا منعكسة تتعلق بالدوافع الفطرية الأولية مثل رائحة الطعام ورائحة الحيوان المفترس القريب. وهي حركة ضيقة تتجة نحو (أو بعيدا عن) صفات لصيقة بموضوع الرغبة أو الخوف. ونحن هنا إزاء نظام ضيق جدا من الطعوم والروائح والملمس يوجه الكائن الحي توجيها محدود النطاق، وإزاء إشارات جامدة محدودة وإيقاع حركة محدود وتكيف سلبي على موضوعات حاضرة حضورا مباشرا (فعل منعكس لا شرطي لم يصبح بعد عرضا دالا على وجود حالة معينة مثل الثدي وفم الرضيع وبلل القماط والصراخ).
ومع تطور الكائن البيولوجي وخاصة جهازه العصبي، تبدأ النظم الإشارية (نظم الدلالة) في مستواها الأدنى تتيح حركة أوسع مدى وتكيفا في اتجاه للحركة أكثر مرونة وغنى، فبدلا من الصفات الحسية الملموسة في موضوع الرغبة أو التجنب (الذي لا بد أن يكون حاضرا)، نجد لتلك الإشارات القليلة إشارات لا حصر لها مقترنة بها اقترانا شرطيا مثل آثار الأقدام والأصوات وسائر المصاحبات الخارجية الأخرى لموضوع الرغبة أو الخوف. ومع ظهور العمل الإنساني عند درجة عالية من تطور المخ يأتي نظام الإشارة اللغوي (العلامات اللغوية) وهو يجرد الإشارات السابقة ويعممها. وهذا التجريد الماثل في اللغة يسمح بتوجيه الحركة وتكيف الكائن الناطق على نطاق أوسع في تواصل مع الآخرين لكي يضع خططا تنطبق على أشياء ليست حاضرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وحينما تنمو مقدرة الإنسان على أن يحول تكامل الخبرة الاجتماعية السابقة من انفعالات ومعرفة وميول وقدرات إلى صيغ مادة لغوية أو طرائق محددة للسلوك والفعل تصبح للإنسان حركة ذات اتجاه قيمي تكشف عن فهم مستويات أعمق من الحقيقة وعن مبادئ خلقية ومعتقدات. وتأسيس القيمة هنا يعني أن ينسب الإنسان حركته ويقيم تعادلا بينها وبين تكامل الخبرة الاجتماعية.
،،،،،،، حرف الذال،،،،،،،،
ذاتية
التركيز على النفس وانشغال الشخص بنفسه أو الكاتب بمواده وإغفاله الموضوعية. وتشير الذاتية إلى طريقة في الكتابة تضع في المحل الأول التعبير عن المشاعر والتجارب الشخصية، مثل الكثير من الأعمال التي تكاد أن تكون سير ذاتية، ("طريق كل البشر" لصامويل بتلر و"أغلال الإنسانية" لسومرست موم و"لن تستطيع العودة إلى البيت مرة ثانية" لتوماس وولف). وتقترب السيرة الذاتية من أن تكون ذات طابع ذاتي كلي ويشترك معها في ذلك الكثير من المقالات ذات الصبغة الشخصية. فالكثير من مقالات ديلان توماس وقصائده تتركز حول تجارب الشاعر واستجاباته الفردية وكذلك المقالات القصصية لإبراهيم عبد القادر المازني.
وتشير الذاتية أيضا إلى أفكار ومشاعر الشخصيات الأدبية، حيث يكون العنصر المركزي هو إفضاء الشخصية بعالمها الداخلي. فتراجم الحياة والقصص التي تسمى سيكولوجية يظل همها الدائم توكيد شخصية المترجم له أو الشخصية القصصية.
وفي الكتابات النقدية يكون الذوق الشخصي أحيانا، ومعه المقاييس الفردية الأدبية، شديد البروز، وإذا أخذنا الذاتية بمعنى خصوصية الفكر والفردية أصبحت عنصرا يشمل الأدب كله. ولكن الذاتية المغلقة التي لا تأبه بالعالم الخارجي وما فيه من قوى وتغلب تحيزاتها الضيقة التي تمتصها دون وعي من واقعها تفرض الفقر على الأعمال الأدبية.
ذاتية الحداثة
في تلك الرؤية الحداثية تبتلع الذات الأدبية موضوعها الأدبي حينما تدركه، فلا نجد شخصيات مكتملة في الرواية، أو انفعالات لها مسار متسق في القصيدة، ولا نلتقي إلا بذات الروائي أو الشاعر. ويحل فعل الإدراك الأدبي محل مادة الواقع كله. فلا يزعم الأديب أنه يقدم أشياء أو موضوعات أو شخصيات (أي يقدم تصويرا للواقع)، بل يقدم ذاته الخالقة وهي ترى العالم أثناء عملية الرؤية فحسب.
فالذاتية المغلقة هي الشرط الأول المميز للنزعة الحداثية عند الذين ينتقدونها.
وحينما نشأت هذه النزعة، ولم تكن حريصة بعد على إنكار بنوتها للرومانسية، صخب شعراؤها بالحديث عن تضخيم الذات وتمجيدها، والانتشاء بما للشخصية من تدفق للحيوية في مواجهة عالم ضخم من الأشياء والأحداث. ولكن سرعان ما بدأت خطوات الذات تنأى بعد ذلك عن أشياء العالم وأحداثه، متجهة نحو أن تصبح هي نفسها مادة العالم وجسمه. لذلك رأينا تلك النزعة أثناء حبوها عاكفة على استقصاء شديد الرهافة لمويجات الذات وديناميتها الداخلية وحرية تدفقها وانطلاقها وما يعترض سبيلها وما يتقافر داخلها من نزوات (فرجينيا وولف). ولكننا بعد الخطوتين السالفتين نرى النزعة الحداثية وقد بدأت تتخفف من محتويات الذات الداخلية وتنفر من ثقل الفردية وإضنائها ومنجزاتها السيكولوجية التي كانت تعتبرها كسبا (بيكيت) وهو شيء ينسب الآن إلى ما بعد الحداثة.
لقد واصلت النزعة الحديثة إذن اقترابها من حدود تصوير ذات فردية في لحظة فردية لا ترى عالما خارجها.
وقد اخترق بعض الكتاب والشعراء تلك الحدود: فالعالم الخارجي ليس موجودا ولا وجود إلا للوعي الإنساني، يبني دائما عوالم جديدة من مقدرته الخالقة وحدها، ويعيد بناءها من جديد (جوتفريد بن مثل).
ويقبع وراء تلك الذاتية المغلقة في أقصى تطرفها إحساس بمأزق تاريخي لا مخرج منه، وبأن الأجيال الحاضرة محاصرة بين عصرين وبين نمطين للحياة، وتفقد كل رغبة في الفهم. فهي تفتقد المعايير والطمأنينة والتوافق البسيط.
ذروة
تلك اللحظة (في مسرحية أو رواية أو قصة قصيرة أو قصيدة قصصية) التي تصل فيها الأزمة إلى أشد نقاطها كثافة وتكون قد اقتربت من الحل في بعض الأوجه.
والمصطلح يشير إلى الاستجابة الانفعالية من جانب القارئ والمتفرج في نفس الوقت الذي يشير فيه إلى نقطة التحول في الفعل الدرامي.
ذيل شارح (ملحق)
- مناقشة تفصيلية لنقطة معينة من كتاب وخاصة تلك التقريرات التي تظهر كذيل أو ملحق.
- والكلمة تشير إلى استطراد طويل يبتعد عن موضوع رئيسي أو سرد قصصي.
- وتعتبر الحواشي المطولة والذيول التي تظهر عادة في أعقاب عمل تاريخي أو ترجمة حياة ضربا من الذيول والملاحق.
،،،،،،، حرف الراء،،،،،،،،
رائعة (مأثرة-تحفة)
الكلمة تعني إحدى الروائع الفنية. فرائعة ميلتون مثلا هي الفردوس المفقود ورائعة المعري قد تكون رسالة الغفران.
ربات الفنون- (الملهمات)
الربة التي كانت تعتبر ملهمة للشاعر. وتشير الكلمة إلى واحدة من الآلهة في الميثوليوجيا الكلاسيكية وعلى الأخص بنات زيوس التسع اللاتي كن يهيمن على الفنون المختلفة ويقمن برعايتها، وكانت دوائر نفوذهن تشمل الشعر الملحمي والشعر الغنائي والتاريخ والموسيقى والرقص والتراجيديا والموسيقى الدينية والكوميديا والفلك.
وقد بدأ هوميروس الإلياذة بمخاطبته إحدى الملهمات، وفي الكتاب السابع من الفردوس المفقود عند ميلتون يناشد الشاعر الربة الملهمة أن تنزل من السماء. ولا يؤمن شعراء العرب القدامى بربات للشعر، ولكنهم يؤمنون بأن لكل شاعر قرينا من الجن في وادي عبقر يلهمه الشعر.
والبقية ستاتي ان شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 08:41 ص]ـ
الأخ عبد الرحيم المسلم، جهد طيب، ولكن حبذا لو جعلت المادة أقل. بحيث تكون على حلقات؛ حتى يتسنى لنا قراءتها على مهل، وليس على عجل.
وبارك الله جهودك.
أخوكم موسى.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[13 - 03 - 2006, 01:19 م]ـ
موضوع أكثر من رائع
لكن ليس هذا مكانه من الفصيح.
عموما أرجو ألا تتأخر في كتابة المزيد
ـ[معالي]ــــــــ[14 - 03 - 2006, 12:51 ص]ـ
الأستاذ الفاضل عبدالرحيم
موسوعة جميلة ورائعة بالفعل
احتفظت بالصفحة في جهازي
ولكن
يبدو لي _والله أعلم_ أن الموضوع منقول من مكان ما على الشبكة
فليتك أستاذنا الكريم وضعتَ الرابط بدلا من نقل محتواه هنا، فهذا أيسر ..
شكر الله لك وجزاك خيرالجزاء
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[14 - 03 - 2006, 09:05 ص]ـ
ماشاء الله لا قوة إلا بالله.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 10:50 ص]ـ
هذا رابط المصطلحات الأدبية:
http://www.azaheer.com/vb/showthread.php?t=16536
ـ[عبدالرحيم المسلم]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 05:10 م]ـ
ردود مقبولة
السلام عليكم
ـ[نور صبري]ــــــــ[18 - 03 - 2006, 04:53 م]ـ
الاخ عبد الرحيم
الموضوع رائع لاكن لو وثقته بالمصادر لكان أفضل لنقتبس منها في الدراسة
نور صبري
ـ[عبدالرحيم المسلم]ــــــــ[19 - 03 - 2006, 01:18 ص]ـ
ردود مقبولة
السلام عليكم
عبدالرحيم ( Shaameyaat_D_-_01_-_Laa_Ya_O'7ayyaa)
ـ[الهاشمية]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 04:21 م]ـ
جهد رائع أخي عبدالرحيم المسلم، ومعلومات قيمة(/)
الرجاء مساعدتي محتاج كثيراً لمساعدتكم
ـ[صلاح]ــــــــ[14 - 03 - 2006, 05:54 م]ـ
هذه الكعبةُ كنّا طائفيها
والمصلّين صباحاً ومساءَ
كم سجدنا وعبدنا الحسنَ فيها
كيف باللّه رجعنا غرباء
****
دارُ أحلامي وحبّي لقيتْنا
في جمود مثلما تلقى الجديدْ
أنكرتْنا وهْي كانتْ إن رأتْنا
يضحك النورُ إلينا من بعيدْ
****
رفْرَفَ القلبُ بجنبي كالذبيحْ
وأنا أهتف: يا قلبُ اتّئدْ
فيجيب الدمعُ والماضي الجريحْ
لِمَ عُدنا؟ ليت أنّا لم نعد!
****
هذا جزء من قصيدة العودة للشاعر المصري إبراهيم ناجي وهو من المدرسة الرومانسية والذوبان في الرومانتيكة
الرجاء ممن لديه الخبرة مساعدتي في تحليل هذه القصيدة على مقاييس المدرسة الرومانسية في الشعر(/)
الرد على عبده خال .. !
ـ[المعتمد بن عباد]ــــــــ[15 - 03 - 2006, 11:53 م]ـ
يعاني إعلامنا منذ القدم مشكلة عظيمة الشأن كبيرة الخطر ما عرفت مثلها الأيام ولا رأت نظيرها الأعوام ولكنها مع كل هذه العظمة والخطورة لم تجد لها نهاية تنتهي إليها أو حلاً قادراً على أن يقضي عليها ... وعلى كل حال فهذه المشكلة الّلاغبة تتمثل في فتح الإعلامِ البابَ أمامَ أناسٍ ليسوا أهل علم أو أرباب فكر أو حتى أصحاب ثقافة أخذوا يصولون ويجولون ويشرقون ويغربون في صفحاته الخضراء والصفراء وهم إذ ذاك يعون تماما ويدركون حق الإدراك أنهم يكذبون على أنفسهم وعلى الناس ولكن العجب سبحان الله! يكمُنُ في أنَّ هؤلاء النفر مع مرور الوقت وتقادم العهد أخذوا يصدقون هذا الكذب ويرون فيه حقيقةً ثابتةً تُحتِّمُ عليهم أن يبدوا أرائهم في كل قضيةٍ ويحشروا أنفسهم في كل فن.!
وبعد إدراك هذه الحقيقة من قبل العديد من أهل الفكر والثقافة لم يعودوا يحفلوا كثيرا بما يصدره ذلك الإعلام الضائع فأخذوا يترفعون عن حياضه التافهة ويمقتون ردهاته السمجة والسخيفة في نفس الوقت , ولذلك لا نرى أولئك الرجال العظام على صفحاته بشكل دائم أو بصورة مستمرة نظرا لهذه الحقيقة المرَّة.
أما الصنف الآخر ـ المشار إليه سابقا ـ فلا تكاد تخلو منهم صفحات الجرائد اليومية خضراءها وصفراءها لسببٍ أو لغير سبب لداعٍ أو لغير داعٍ .. !
وعلى كل حال فلا يهم هذا الأمر كثيرا بقدر ما يهم تطاول أولئك الرعاع وإقدامهم أحيانا على أمور عميقة ذات حقائق راسخة تمس وجدان الفرد المسلم وتثير حفيظة عندما تناقش من قبلهم نقاشا سخيفا سمجاً لا يقوم على فهم أو إطلاع أو دراية.
ومن ذلك ما طالعتنا به صحيفة المدينة يوم الجمعة الموافق 3/ 2/1427هـ في ملحق الرسالة عندما ألقت تساؤلاً هاماً على أكادمييْن اثنين من المهتمين بالأدب الإسلامي وهما: د/ أحمد البهكلي و أ. د عمر بن قينه الجزائري , فجاءت إجابتهما قوية مركزة تدور حول القضايا التي طالما تحدث عنها وكتب فيها مهتمون إسلاميون في أكثر من مناسبة أو محفل.
وفي بداية الحوار سُئل الدكتور أحمد البهكلي عن سبب غياب القصة الإسلامية المبدعة؟ وليست القصة بمفهومها السطحي التي في الغالب تميل إلى الوعظ ولإرشاد وأشبه ما تكون بخطب المنابر!
فأجاب الدكتور قائلاً: " أشعر أن هناك مبالغة متعمَّدة ضد الأدب الإسلامي فحينما تُنكر جهود وإسهامات شعراء من أمثال محمد إقبال وعمرو بهاء الدين الأميري وهاشم الرفاعي وعصام الغزاوي وحسن الأمرائي وغيرهم ... وكذلك إنكار جهود وإسهامات روائيين وقاصِّين أمثال الدكتور نجيب الكيلاني وغيره فإن ذلك يدخل في المغالطة الصريحة من أنه لا توجد قصة إسلامية ولا قاصِّين إسلاميين خدموا الإسلام من خلال نتاجهم الأدبي فإن ذلك لا يعدو أحد شيئين الأول الجهل بمثل هذه النِّتاجات وعدم الإطلاع عليها والثاني تعمُّد إنكار جهود هؤلاء المبدعين الذين اثبتوا أنهم مبدعون في ميدان الأدب ... القصة ... الرواية الإسلامية ".وأضاف الدكتور أيضاً ما مضمونه: قد تلحظ ما يثار من أنه لا يوجد قاصُّون أو روائيون أو مسرحيون إسلاميون خدموا الإسلام من خلال أدبهم؟!! وهذه مغالطة فهناك العديد والعديد من أولئك الرجال العظام والمبدعين الكبار الذين خدموا الأدب الإسلامي في كل جوانبه من أمثال نجيب الكيلاني في الرواية حيثُ أمدَّ الساحة الروائية بأكثر من أربعين رواية , وكذلك أحمد باكثير في جانب المسرحية حيث ألف أكثر من ثلاثين مسرحية وغيرهم كثير , ولكن هذا الأمر وهذا الاتهام سببُهُ قضيةُ العدالةِ النقديةِ والتجرؤ في إصدار الأحكام جزافاً بغير علم ...
أما المداخلة الثانية فكانت لأستاذنا الكبير الدكتور عمر بن قينه الجزائري حيث أجاب عن التساؤل السابق بقوله: " غياب القصة الإسلامية بمفهومها الفكري الناضج وروحها العقدية الحيَّة يعود إلي غياب المبدع القصصي نفسه بهذين البعدين " فكريا وعقديا " إلى جانب غياب الأداة الفنية ... حضور القصة الإسلامية كنوع أدبي كامل الأدوات الفنية بهذين المضمونين يتطلب قلما قويا نابضا بالحياة تشرب صاحبه بعمق حتى التضلع ظلالَ الرسالةِ الإسلامية ودورها في الحياة لإشاعة الفضيلة وروح حب العمل والتكافل والتعاون ... وأضاف: غياب الأقلام القصصية الفنية
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلامية ليس لغياب كتاب مبدعين إسلاميين بقدر ما هو غياب الرؤية الإسلامية المكينة والفاعلة لديهم وقصور أداة المعالجة في نسيج أدبي هادئ ناضج ".
ولكن ما لفتَ الانتباه هو مداخلة لعبده خال ذُيِّلَ بها ذلك التقرير حيث ورد في حديثه مجموعة من الأخطاء والمغالطات التي أنبأت عن جهل في القول وإدعاء للثقافة والإطلاع حيث قال: " ماذا نقصد بقصة إسلامية؟ يبدو أن هذا السؤال ينسل من تحت رداء مصطلح الأدب الإسلامي ... وأضاف أن القصة هي القصة بمعنى أنها منتج يعتمد على المرسل بتوجهاته وأفكاره ومخزونه الثقافي وليس مقتصرا على كونه مسلم أو غير مسلم وليُسْقِط الأدب الإسلامي ما تمَّ كتابته من قبل المسيحيين الذين أنعشوا اللغة العربية من خلال المهجر إلى قوله: " أعطني واحدا ممن يصرخ ليل نهار بمصطلح الأدب الإسلامي قدم فنا راقيا يتغنى فيه كما فعل هؤلاء ـ يقصد المسيحيين ـ!
ثم أضاف: " فالذي يتحكم في المرء مخزونه الثقافي ومناداتنا بمصطلح الأدب الإسلامي أو القصة الإسلامية هذا يعني أننا نُدخل أناساً في الإسلام ونخرج آخرين فحين نخرج أدباء من مثل غازي القصيبي ونجيب محفوظ من مسمى أدباء مسلمين هو حكم مبطَّن على أنهما خارج دائرة الإسلام .. !
ثم يقول: " عندما نقول قصة إسلامية فلا بد أن يكون الواقع كما هو وليتحرك المرسل وفق يقينيَّة من مسلمات العقدية وأتصور أن التقاط المشاهد القصصية زوايا مختلفة يمكِّن القصة أن تحيا كفن وليست كخطبة لأن للفن شروطه وأدواته ... "
تساءل عبده خال أولا عن المقصود بقصة إسلامية ثم أردف أنها تنسل من تحت رداء الأدب الإسلامي وهذا المفهوم صحيح؛ لأن القصة الإسلامية هي نوع من أنواع الأدب الإسلامي , ولكن المهم هو ما أشار إليه بعد ذلك حيث وصف الأدب الإسلامي بأنه مصطلح يحاول البعض تأسيسه على أنه يُعنى بالقضايا الإسلامية , ولكنه غير محدد الأبعاد!
وهذه مغالطة كبيرة جدا إذا ما نظرنا إلى الجهود الكبيرة التي أفناها منظروا هذا الأدب في تعريفه وتوضيح أبعاده و حدوده , وأبسط تعريف لهذا المصطلح هو " الفن الجميل من منطلق إسلامي " وحتى وإن تعددت التعريفات طولا وقصرا فإنها تصب في بحر واحد , والحقيقة أن هذا الرأي يندرج تحت مظلة التجرؤ في النقد الذي يقوم على إصدار الأحكام جُزافا إما للجهل به أو لمجرد استبطان رأيٍّ آخر أو تيارٍ مختلف وهذه ولا شك عدم علميَّة في النقد الصحيح والمنصف.
ثانيا: أكد عبده خال على أن القصة هي القصة حيث تقوم على أنها منتج يعتمد على المرسل بتوجهاته وأفكاره ومخزونه الثقافي وليس مقتصرا على كون المرسل مسلما أو غير مسلم.
وهذا الأمر صحيح ولا غبار عليه , ولكن من قال أن الأدب الإسلامي يخالف هذا أو يرفضه؟ إن الأديب والروائي والقاص على وجه الخصوص في الأدب الإسلامي لا يمكن أن ينتج شيئا دون أن يكون لديه هذا المخزون الثقافي والمعرفي , ولكنَّه يتميز عن الآخرين في كون هذا المخزون ممتزجا بالروح الإسلامية الرائعة والراقية في نفس الوقت تلك الروح التي تراعي فطرة النفوس وتحترم ذوقها وتقدر مشاعرها حق التقدير فيجد فيها القارئ المسلم وغير المتعة والأُنس إلى جانب الفائدة المعرفية وكل هذا يجده القارئ دائما في قالب فنِّي جميل يراعي ذوقه الإسلامي العام.
ثالثا:إن الأدب الإسلامي لا يُسقط كلَّ الأعمال التي صدرت من غير المسلمين لذلك فهو يحترمها ويتعامل معها ويقدر ما فيها من إبداع وحسن وجمال ويستفيد منها أيضاً , أما إذا كانت هذه الأعمال غنائية ساقطة أو شهوانية ما جنة لا جمال فيها ولا إبداع فلا حاجة له بها وهذا ما يفرضه الذوق الفطري السليم.
رابعا:إن الذين ينادون بالأدب الإسلامي ليل نهار فِعلاً لم يقدموا فنّاً راقياً من وجهت نظر عبده خال والسببُ في ذلك أنَّهُ لم يقرأ ولم يطلع على نِتاجهم الأدبي أو حتَّى على شيءٍ منه ولعل المتسبب في ذلك هو التعتيم المفروض حول هذا النَّتاج من الإعلام الذي نراه و أمثاله فيه ليل نهار ولعل جهله هذا قد جاء الآن مايبرِّرُهُ ولكنَّ الأمرَ الذي لا مبرِّرَ لهُ هو تقولُهُ عليه بغير علم.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسا:إن الأدباء الإسلاميين يؤمنون بأن الذي يتحكم في المرء هو مخزونه الثقافي والمعرفي ولكنهم يؤمنون بأن غاية الجمال فيه هي امتزاجه بروح وذوق الإسلام , ولا حاجة للأدباء في الحكم على الأشخاص بالكفر أو غيره لأن اهتمامهم ينصب على النص المدروس وما يحتويه ومحاولة الحكم عليه برؤية إسلامية؛ لأن القلب أحيانا قد يكون فيه أيمان ولكنه لا يكون بالدرجة التي تكبح ظهور الفحش و تمنع جريانه على اللسان.
سادسا: والأدباء الإسلاميون أيضاً كغيرهم يؤمنون بواقعية العمل الأدبي ولكنهم يشترطون التجربة الشعورية الكاملة والناضجة , ولا يقصدون الواقعية المبتذلة الجامدة كما يدعي عبده خال؛ لأنهم لا يتنازلون عن الناحية الفنية و التجربة الشعورية أبداً.
أما قوله " ليست خطبة " فقد مرّ سابقا أن الأدب الإسلامي لا يتنازل عن الناحية الفنية بأي شكل من الأشكال؛ لأنها هي روح الأدب وثوبه القشيب الذي يميزه عن غيره من الفنون ...
وأخيراً
أختم هذا المقال بهذه الطُرفة التي أحسب أنها جميلة ومعبرة ... يُقال إن سيد قطب ـ رحمه الله ـ كتب عن حسن البنا فقال: إن حسن البنا له من اسمه نصيب فقد بنى و أحسن البناء ... وبعد مرور فترة طويلة كتب أحد الباحثين عن سيد قطب ـ رحمه الله ـ فقال: إن سيد قطب ـ رحمه الله ـ له من اسمه نصيب فإنه سيد من سادات الفكر وقطب من أقطاب الإسلام ... وها هو السيناريو اليوم يتجدد ولكن في اتجاه معاكس أشد ما تكون المعاكسة ومخالف أشد ما تكون المخالفة وهو أنَّ عبده خال له من اسمه نصيب فهو عبدٌ في تبعيته الفكرية الغير عاقلة أو مدركة للتيار المتحرر ... وخالٍ من كلِّ مقوماتِ الفهمِ والعلمِ عند حديثِهِ عن مصطلح القصة الإسلاميَّة و الأدب الإسلامي عموماً ... فعند قراءة كلامه تدرك للوهلة الأولى مدى عمق جهله بتاريخ الأدب والنقد الإسلامي وذلك نظراً لأن كلامه هو عبارة عن ترجيع لغمغمات واعتراضات واهية قد أفاض منظروا الأدب الإسلامي في نقضها وردها في العديد من المؤلفات والرسائل الأكاديميَّة ... والله من وراء القصد ...
المعتمد بن عباد
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[16 - 03 - 2006, 10:23 ص]ـ
جهد مبارك، ولكل مجتهد نصيب.(/)
محااتجه نقد بااسرررررع وقت
ـ[اسيرة الغربه]ــــــــ[20 - 03 - 2006, 06:58 م]ـ
السلام عليكم
ياامرحباا والله باهل الخير
حبيت اطلب منكم طلب بسييييييط
وبأذن الله ستنالون الثواب من الله: rolleyes:
ارجو ان اجد لديكم نقد لأي قصيده من القصائد
المهم انه يكوون نقد
بس هااا لاازم يكون النقد بسييط يعني ماافيه
كلاام كثيير ومعقد (اخاف اتوهق): D
هالشي طالبته المعلمه وعليه درجه كبييره
وربي محتاجه لهدرجه كثيير وبما اني اخر سنه
احتاج لمسااااااااااعدتكم ( ops
لا تبخلوون علي
انتظركم بأسرع وقت .. : p
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[21 - 03 - 2006, 12:30 م]ـ
الأخت (المتوهقة):
يمكنك الدخول إلى منتدى الإبداع وقراءة أية قصيدة واختيار ما يعجبك من نقد لها وأظن أن لا أحد من الأخوة سيمانع في ذلك، فالأمر بسيط بإذن الله.
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 02:11 ص]ـ
السلام عليكم
ولكن هل يجوز شرعًا أن نقدّم نقدًا (مستعارًا) لقصيدةٍ ما على أنه جهدنا نحن؟
وهل حصلنا بذلك على الدرجة بطريقة مشروعة؟
فكري عزيزتي كثيرًا قبل أن تُقدمي
بالفعل منتدى الإبداع حافل بنصوص شارك الأساتذة الأفاضل في نقدها
ولكني لك ناصحة:
لا تشتري دنياك بأخراك!
حاولي بنفسك متكلة على الله تعالى، ثم استعيني بما ورد هنا ( http://www.qurancomplex.com/earab.asp) من روابط في الرد الأخير رقم (7)، وصدقيني _إذا أخلصت النية_ سيوفقك الله بإذنه، وما عند الله خيرٌ وأبقى!
تحياتي ودعواتي لك بالتوفيق(/)
النقد ... علم أم فن؟؟؟
ـ[حبيب بن مظاهر الأسدي]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 06:37 م]ـ
هل النقد ...
علمٌ؟؟؟؟؟
أم
فنٌّ؟؟؟؟؟
ـ[الغامدي]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 08:31 م]ـ
هل النقد ...
علمٌ؟؟؟؟؟
أم
فنٌّ؟؟؟؟؟
فنٌ لا غنى فيه عن العلوم
(وجهة نظري)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 04:47 م]ـ
النقد الأدبي ليس علماً محضاً أو فناً محضاً، وإنما هو خليط من هذا و ذاك؛ ففيه من موضوعية العلم، وذاتية الفن؛ وإن كان قد وصل إلى مرحلة التقعيد والتنظير ..
ذاتيته تكمن في تأثره بثقافة الناقد، و ذوقه و مزاجه ووجهة نظره الخاصة.
وموضوعيته تكمن في تقيده بنظريات و مناهج النقد المعروفة.
لذا .. النقد ذاتي و موضوعي في آن معاً.
ـ[الهاشمية]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 04:13 م]ـ
إذا كان النقد فنا، إذأ لماذا يفقد النص جماله الذي شعرنا به أول مرة (قبل نقده وتحليله)؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 09:58 م]ـ
هناك نقد يفسد النص؛ وهذا يحدث خاصة إذا كان الناقد لا يملك شيئا يسيرا من مقومات الفنية، والذوق .. وأضاف لذلك أن طبّق مناهج فلسفية فجّة تسيء للنص أكثر مما تعطيه ..
أضيفي لذلك عزيزتي أن الانطباع الأولي يبقى جميلا في نفوسنا لأنه اختيارنا نحن دون عودة لأي شيء آخر ..
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 12:59 م]ـ
لقد أفلحتم، في الحديث عن النقد، إذ مزجتم بين العلم والفن، فدعوني أتفلسف قليلا فأقول: النقد الأدبي هو: فن العلم وعلم الفن .. وشكرا ..(/)
أفضل مراجع الدراسة الأدبية / الفنية
ـ[الكاتبة]ــــــــ[29 - 03 - 2006, 01:05 ص]ـ
مرحبا أخوتي ...
أتمنى مساعدتي بأفضل المراجع لدراسة الصورة الفنية والمحسنات والعاطفة خاصة في النثر ..
عزيزتي وضحاء انتظرك؟
مع تحياتي،،
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 04 - 2006, 11:52 م]ـ
أهلا بك ..
و لكن هلا أفصحت علّي أستطيع المساعدة.(/)
مـ أرجوساعدتي
ـ[طالب مسكين]ــــــــ[29 - 03 - 2006, 10:50 م]ـ
:::
أريد معرفة الموسيقا الداخلية أو الإيقاع الداخلي لهذه الأبيات
يأيها الأمي حسبك رتبة ### في العلم أن دانت بك العلماء
الذكر آية ربك الكبرى التي### فيها لباغي المعجزات غناء
صدر البيان له إذا التفت اللغى### وتقدم البلغاء والفصحاء
نسخت به التوراة وهي وضيئة### وتخلف الإنجيل وهو ذكاء
لما تمشى في الحجاز حكيمه### فضَت عكاظ به وقام حراء
أزرى بمنطق أهله وبيانهم### وحي يقصر دونه البلغاء
حسدوا فقالوا شاعرأوساحر### ومن الحسود يكون الاستهزاء
قد نال بالهادي الكريم وبالهدى### ماله تنل من سؤدد سيناء
أمسى كأنك من جلالك أمة### وكأنه من أنسه بيداء(/)
اريد نقد عن شاعر
ـ[النزاوي]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني اريد نقد عن اي شاعر عربي وليكن عاجل ياخواني؟
وشكراً لكم
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 08:15 م]ـ
أخي العزيز:
يجب عليك أولا أن تحدد المطلوب بالضبط، فأنت لم توضح نوع النقد الذي تريده ولا المدة المتاحة ولا المساحة المطلوبة، لذلك أرجو أن تفصّل أكثر وسوف تجد من يساعدك بإذن الله.
ـ[النزاوي]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 02:08 ص]ـ
ياخوي
هي المدرسة طلبت نقد عن اي شاعر ماحددة بس يكون مختصر اذا امكن وطلبت يوم الاربعاء تبية السبت
شكراً(/)
هل الجاحظ كافر؟
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 09:33 م]ـ
هل الشاعر الجاحظ كافر باعتبار أنه احد الزنادقة؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[معالي]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 10:16 م]ـ
السلام عليكم
لم يكفّره أحدٌ من العلماء _حسب علمي_أخي الكريم_!
ثم إن الجاحظ كان معتزليًا، ولا أعرف أنه كان زنديقًا!
ـ[القيصري]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 11:27 م]ـ
السلام عليكم
ومتى كان شاعرا، أم انه جاحظ آخر؟!!!!
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[30 - 03 - 2006, 11:36 م]ـ
لا بل انه هو عمرو بن بحر!!!!!!!
ـ[القيصري]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 01:40 ص]ـ
.
.
الكاتب وليس الشاعر.
.
فرق كبير
ـ[أبو حلمي]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 08:49 ص]ـ
السلام عليكم
لم يكفّره أحدٌ من العلماء _حسب علمي_أخي الكريم_!
ثم إن الجاحظ كان معتزليًا، ولا أعرف أنه كان زنديقًا!
نعم: هذا هو الجواب.
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 01:48 م]ـ
ألم تكن له قصائد؟؟؟؟
ـ[القيصري]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 02:51 م]ـ
هو «ابو عثمان عمرو بن بحر» الذي كنّي بالجاحظ لجحوظ عينيه، والذي يعتبر كبير أئمة الأدب في العصر العباسي، وقد عمّر الجاحظ نحو تسعين عاماً وترك لنا كتباً كثيرة يصعب حصرها، وان كان «البيان والتبيين، الحيوان، البخلاء» اشهر هذه الكتب.
ولد الجاحظ «بالبصرة» وتوفي فيها، درس في «البصرة» و «بغداد» واطلع على جميع العلوم المعروفة في عصره.
يعد كتاب «البيان والتبيين» اشهر كتب «الجاحظ» واكثرها تداولاً واعظمها نفعاً وعائدة، فيه تخرج كثير من الأدباء، واستقامت ألسنتهم على الطريقة المثلى، فهو استاذ اجيال متعاقبة من المتأدبين، وهو شيخ جماعات متتابعة ممن صقلوا ذوقهم بصقال «الجاحظ» ورفعوا فنهم بالتأمل في فنه وعبقريته
قال «ابن خلدون» عند الكلام على علم الأدب: «وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم ان اصول هذا الفن واركانه اربعة كتب هي: ادب الكاتب لابن قتيبة، كتاب الكامل للمبرد، كتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها».
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 08:21 م]ـ
شكرا لك على المعلومات.
ـ[معالي]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 08:24 م]ـ
أخي الكريم
للجاحظ أبيات نظمها من مثل قوله آخر عمره:
أترجو أن تكون وأنت شيخٌ
كما قد كنت أيام الشبابِ
لقد كذبتك نفسك ليس ثوبٌ
دريسٌ كالجديد من الثيابِ
ولكنه لم يكن مشتغلا به، شأن الشعراء في ذلك.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[02 - 04 - 2006, 08:49 م]ـ
لقد وجدت الكثير من الأبيات للجاحظ ولم يسعفني الوقت لأخذ شي غير هذه الأبيات فقط. وجميع ما وجدت عبارة عن نتف صغيرة جداً وأكثرها لا يرقى لمستوى الشعر المعروف. إليكم الأبيات:
لَئِن قَدَّمتَ قَبلي رِجالً فَطالَما مَشيتُ عَلى رِسلي فَكُنتُ المُقدِما
وَلكِنَّ هذا الدَهرَ تَأتي صُروفَهُ فَتُبرِمُ مَنقوضاً وَتَنقِضُ مُبرِما
بَدا حينَ أَثرى بِاِخوانِهِ فَقَلَّلَ عَنهُم شَباةَ العَدَم
وَذِكرُهُ الدَهرُ صَرفُ الزَمانِ فَبادَرَ قَبلَ اِنتِقالِ النِعَم
فَتى خَصَّهُ اللَهُ بِالمَكرُما تِ فَمازَجَ مِنهُ الحَيا بِالكَرَم
إِذا هِمَةُ قَصَّرَت عَن يَدِ تَناوَلَها بِجَزيلِ الهِمَم
وَلا يَنكَتُ الأَرضَ عِندَ السُؤا لِ لِيَقطَعَ زُوارِهِ مِن نِعَم
يَكونُ الخالُ في وَجهِ مَليح فَيَكسوهُ المِلاحَةِ وَالجَمالا
وَلَستَ تَملِ مِن نَظَرَ إِلَيهِ فَكَيفَ إِذا رَأَيتَ الوَجهَ خالا
زُرتُ فَتاةً مِن بَني هِلال
فاستعجل إلي بالسؤالِ
مالي أراك قانئ السبالِ
كأنما كرعت في جريالِ
مايبتغي مثلك من أمثالِي
تنحى قدامي ومن حيالي
ـ[أبو سارة]ــــــــ[03 - 04 - 2006, 04:28 ص]ـ
السلام عليكم
قال ابن حجر في الجاحظ: سبحان من أضله على علم.
وقال عنه الذهبي: وكان من أئمة البدع ...
والجاحظ هو إمام المعتزلة، والمعتزلة فرقة إسلامية داخلة في عداد المسلمين،خرج منها علماء أثروا العلم بمعارف في كثير من الفنون،ولهم أياد بيضاء في هذا الشأن،وأقوال ابن حجر والذهبي وغيرهم من العلماء إنما هي مقيدة بزيغ عقائد المعتزلة أما في روافد العلم الأخرى فالأمر فيه سعة.
أما تكفيره فلم يقل به أحد من العلماء كما أسلفت أختنا معالى، نسأل الله أن يعفو عنه ويغفر له فالرجل أفضى إلى ماقدم،والخوض في مسائل تكفير المعين إنما هو أمر حقيق بالهجر وأولى بالترك لمن رام السلامة في دينه.
والسلام
ـ[القيصري]ــــــــ[06 - 04 - 2006, 08:11 م]ـ
السلام عليكم
أنظر إلى الجزء الملآن من القدح.
شكرا
القيصري
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[07 - 04 - 2006, 07:13 م]ـ
لا أدري ما فائدة مثل هذه الأسئلة؟ هو في اللغة إمام ولا شك في ذلك، أما في الدين والشرع فينبغي الحذر من كتاباته، أما هذه الأسئلة فأنا لا أحبها؛ لأن الناس يعرفون كل عالم وما العلم الذي يتقنه ويمكن أخذه عنه، أما الحكم على معين بالكفر فينبغي الحذر منه وعدم الخوض فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نون]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 01:25 ص]ـ
لا أدري ما فائدة مثل هذه الأسئلة؟ هو في اللغة إمام ولا شك في ذلك، أما في الدين والشرع فينبغي الحذر من كتاباته، أما هذه الأسئلة فأنا لا أحبها؛ لأن الناس يعرفون كل عالم وما العلم الذي يتقنه ويمكن أخذه عنه، أما الحكم على معين بالكفر فينبغي الحذر منه وعدم الخوض فيه.
لا فوض فك
تحياتي لك
ـ[القيصري]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 05:55 ص]ـ
ألسلام عليكم
أحسنتم إبن النحوية وأظنني قد أختصرت قولكم ولكن!!!
شكرا
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[09 - 04 - 2006, 06:17 ص]ـ
قال أحد الأدباء يصف مشاعره وحبه لإبداع المتنبي: وقد أحببنا أن نسافر مع الكلمة الشاردة الفريدة، والجملة الناصعة المشرقة والقول الفصيح الجذاب فاخترنا شاعراً لامعاً وأديباً باقعة، وعبقرياً فذاً، تجذرت كلماته في قلوب رواد الإبداع، وغاصت إشراقاته في نفوس محبيه، هذا من حيث جمال شعره، وروعة قصائده، وسحر بيانه، وأما من حيث مذهبه ومنهاجه في حياته فلنا معه وقفات ومؤاخذات، لا نظلمه ولا نهضمه، ولا نفرط عليه ولا نطغي، بيننا وبينه ميزان الإنصاف، لا يضيع حبة خردل من الحقيقة، وأمامنا وأمامه كتاب المروءة والعدل، لا يغادر صغيرة من الإبداع ولا كبيرة من جواهر البيان إلا أحصاها.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 03:09 م]ـ
بارك الله فيك أختي معالي وفيك أخي ابن النحوية، وفي البقية.
بقي أن أشير هنا إلى نقطتين:
الأولى: أن الجاحظ عرف بـ (خطيب المعتزلة)، كما عرف ابن قتيبة بـ (خطيب أهل السنة)، وقد كان صاحب همة عالية في المطالعة، بلغ به الأمر إلى درجة أنه كان يستأجر دكاكين الوراقين فيجلس فيها اياما لمطالعة الكتب التي لا يقدر على شرائها. والرجل قد أوتي بيانا قلما تجده عند غير ممن ألف وكتب، وهو يضمن بعضا مما يكتب ما يناسب عقيدته، ومن هنا أرى لزاما على كل متعلم ينشد السلامة في المعتقد أن يطالع مختصرا في عقيدة أهل السنة والجماعة، حتى يكون على حذر من بعض الألفاظ والمسائل التي قد تقع في كتب الفرق المخالفة، مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة الذي بني عليه هذا الموقع. ومن تلك المسائل مسائل الأسماء والصفات والقدر.
الثانية: أن مسألة تكفير المعين من المزالق الخطرة التي يجب علينا البعد عنها، والحذر من التفوه بتصريح فيها. والجاحظ قد أفضى لخالقه، فحسابه عند ربه، ولنا من كتبه ما نراه يوافق الحق، وعليه وزر ما خالفه.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 03:43 م]ـ
السلام عليكم
لم يكفّره أحدٌ من العلماء _حسب علمي_أخي الكريم_!
ثم إن الجاحظ كان معتزليًا، ولا أعرف أنه كان زنديقًا!
وقع في يدي شريط أيام دراستي بالجامعة عن انه: كتب في الساحة للشيخ عبد العزيز السدحان ساق تكفير فيه تكفير عدد من أئمة الإسلام الجاحظ مع المآخذ التي أخت عليه، ثم وجدته في معرض الكتاب بعد عامين في كتاب بنفس الاسم ولنفس الشيخ.
لعلي أجد الشريط فأسوق لكم كلام الشيخ.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 04:53 م]ـ
الحق أني لم أجد التكفير في كلام الشيخ ولكني وجدت الآتي:
قال عنه أبو العباس ثعلب: ليس بثقة ولا نأمون، كان كذابا على الله وعلى رسوله وعلى الناس.
الذهبي: الجاحظ من أئمة البدع.
ابن حجر: سبحان من أظله على علم.
الخطابي: كان مغمصا في دينه.
وساق بإسناده أن الجاحظ كان لا يصلي.
ابن فيبة: الجاحظ من أكذب الناس ومن أنصر الناس للباطل، ومن ا, ضعهم للحديث على رسول الله.
قال أبو العيناء الوضاع: وضعت أنا والجاحظ حديث فدك على رسول الله.
عبد القاهر الجرجاني: لو عرفوا جهالاته لاستغفروا الله تعالى من تسميتهم له إنسانا، فضلا عن أن ينسبوا إليه شيئا من العلم.
ثم ختم بقول الشاعر:
لو يمسخ الخنزير نسخا ثانيا ... ما كان إلا دون قبح الجاحظ
رجل ينوب عن الجحيم بنفسه ... فهو القذى في كل طرف لاحظ.
عقيدة الجاحظ من كتاب البرهان في عقائد أهل الأديان للسكسكي.
يقول الجاحظ: إن العالم فعل الله.
زعم أن المقلدين من اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان وغيرهم لا يدخلون النار، ولكن يصيرون ترابا.
وكل من مات من أهل الإسلام الخالص الاجتهاد في العبادة مصرا على كبيرة كشرب الخمر وغيره وإ، لم يقع ذلك إلا مرة واحدة فهو مخلد بين أطباق النيران أبدا مع فرعون وهمان.
وأن إبراهيم ابن رسول الله وجميع أطفال المسلمين الذين يموتون قبل البلوغ وجميع مجانين أهل الإسلام لا يدخلون الجنة بل يصيرون ترابا.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 04:55 م]ـ
قال عباس بن المنصور وهذا كله ظاهر الفساد، لا يحتاج إلى إقامة دليل,
ـ[الكاتبة الناشئة]ــــــــ[10 - 07 - 2006, 04:32 ص]ـ
سبحان الله!!
أول مرة أعرف هذه المعلومات الخطيرة عن الجاحظ!!
شكرا لكم جميعا
ـ[معاوية]ــــــــ[11 - 09 - 2006, 03:24 م]ـ
رحم الله الجاحظ ... وينبغي أن لا نصدق هؤلاء ولا نكذبهم، وأحسن أقوالهم قول أبي العيناء الوضّاع ....(/)
الاصمعي وصوت صفير البلبل
ـ[ابو إسحاق]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 02:09 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى اهل النقد والادب
لكم مني تحية خالصة من القلب اما بعد
الجميع يعرف قصيدة صوت صفير البلبل
والتي نسبت للاصمعي ومعلوم انه من رواة الشعر الجاهلي
هل هذه القصيدة للاصمعي وسمعت ان هناك اقواك تنفي نسبتها له
نامل الرد مع ذكر الاقوال ولكم تحياتي
ـ[معالي]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 08:46 م]ـ
السلام عليكم
كان للأديب المتميز د. عبدالله سليم الرشيد رأيًا يقضي بعدم صحة نسبتها إلى الأصمعي، وقد نشر رأيه هنا في الفصيح إذ كان عضوًا فيه في أيام خلتْ:
احتفظتُ برأيه في جهازي، وسأنقله إليك بعد أن بحثت عنه في الفصيح فلم أفلح في إيجاده:
(صوت صفير البلبل) قصيدة سخيفة وقصة سقيمة
شاع بين نابتة هذا العصر قصيدة متهافتة المبنى والمعنى، منسوبة للأصمعي، صنعت لها قصة أكثر تهافتاً، وخلاصة تلك القصة أن أبا جعفر المنصور كان يحفظ الشعر من مرة واحدة، وله مملوك يحفظه من مرتين، وجارية تحفظه من ثلاث مرات، فكان إذ ا جاء شاعر بقصيدة يمدحه بها، حفظها ولو كانت ألف بيت (؟!!) ثم يقول له:إن القصيدة ليست لك، وهاك اسمعها مني، ثم ينشدها كاملة، ثم يردف: وهذا المملوك يحفظها أيضاً – وقد سمعها المملوك مرتين، مرة من الشاعر ومرة من الخليفة – فينشدها، ثم يقول الخليفة: وهذه الجارية تحفظها كذلك – وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات- فتنشدها، فيخرج الشاعر مكذباً متهماً.
قال الراوي: وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه، فعرف حيلة الخليفة، فعمد إلى نظم أبيات صعبة، ثم دخل على الخليفة وقد غيّر هيئته في صفة أعرابي غريب ملثّم لم يبِنْ منه سوى عينيه (!!) فأنشده:
صوت صفير البلبل هيّج قلب الثمل
الماء والزهر معاً مع زهر لحظ المقل
وأنت يا سيددلي وسيددي وموللي (!)
ومنها - وكلها عبث فارغ -:
وقال: لا لا لللا وقد غدا مهرولي (!)
وفتية سقونني (!) قهيوة كالعسل
شممتها في أنففي (!) أزكى من القرنفل
والعود دن دن دنلي والطبل طب طب طبلي (!)
والكل كع كع كعلي (!) خلفي ومن حويللي (!)
وهلمّ شرّا (بالشين لا بالجيم)، فكلها هذر سقيم، وعبث تافه معنى ومبنى.
ولم ينته العبث بالعقول، فقد زاد الراوي أن الخليفة والمملوك والجارية لم يحفظوها، فقال الخليفة للأصمعي: يا أخا العرب، هات ما كتبتها فيه نعطك وزنه ذهباً، فأخرج قطعة رخام وقال: إني لم أجد ورقاً أكتبها فيه، فكتبتها على هذا العمود من الرخام، فلم يسع الخليفة إلا أن أعطاه وزنه ذهباً، فنفد ما في خزانته (!!!).
إنّ هذه القصة السقيمة والنظم الركيك كذب في كذب، وهي من صنيع قاصّ جاهل بالتاريخ والأدب، لم يجد ما يملأ به فراغه سوى هذا الافتعال الواهن.
إن القصة المذكورة لم ترد في مصدر موثوق، ولم أجدها بعد بحث طويل إلا في كتابين، الأول: إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس، لمحمد دياب الإتليدي (ت بعد 1100هـ) وهو رجل مجهول لم يزد من ترجموا له على ذكر وفاته وأنه من القصّاص، وليس له سوى هذا الكتاب.
والكتاب الآخر: مجاني الأدب من حدائق العرب، للويس شيخو (ت 1346هـ)،وهو رجل متّهم ظنين، ويكفي أنه بنى أكثر كتبه على أساس فاسد - والتعبير لعمر فرّوخ (ت 1408هـ) - وكانت عنده نزعة عنصرية مذهبية، جعلته ينقّب وينقّر ويجهد نفسه، ليثبت أن شاعراً من الجاهليّين كان نصرانياً (راجع: تاريخ الأدب العربي 1/ 23).
ويبدو أن الرجلين قد تلقفا القصة عن النواجي (ت859هـ) _ وقد أشار شيخو إلى كتابه (حلبة الكميت) على أنه مصدر القصة، ولم أتمكّن من الاطلاع عليه، على أن النواجي أديب جمّاع، لا يبالي أصحّ الخبر أم لم يصحّ، وإنما مراده الطرفة، فهو يسير على منهج أغلب الإخباريين من الأدباء، ولذا زخرت مدوّنات الأدب بكل ما هبّ ودبّ، بل إن بعضها لم يخلُ من طوامّ وكفريّات.
وتعليقاً على كون الإتليديّ قصّاصاً، أشير إلى أن للقصّاص في الكذب والوضع والتشويه تاريخاً طويلاً، جعل جماعة من الأئمة ينهون عن حضور مجالسهم، وأُلّفت في التحذير منهم عدة مصنّفات (راجع: تاريخ القصّاص، للدكتور محمد بن لطفي الصباغ).
ثمّ اعلم أيها القارئ الحصيف أن التاريخ يقول: إن صلة الأصمعي كانت بهارون الرشيد لا بأبي جعفر المنصور الذي توفي قبل أن ينبغ الأصمعي، ويُتّخذ نديماً وجليساً، ثم إن المنصور كان يلقّب بالدوانيقي، لشدة حرصه على أموال الدولة، وهذا مخالف لما جاء في القصة، ثم إن كان المنصور على هذا القدر العجيب من العبقريّة في الحفظ، فكيف أهمل المؤرخون والمترجمون الإشارة إليها؟
أضف إلى ذلك أن هذا النظم الركيك أبعد ما يكون عن الأصمعي وجلالة قدره، وقد نسب له شيء كثير، لكثرة رواياته، وقد يحتاج بعض ما نُسب إليه إلى تأنٍّ في الكشف والتمحيص قبل أن يُقضى بردّه، غير أن هذه القصة بخاصة تحمل بنفسها تُهَم وضعها، وكذلك النظم، وليس هذا بخاف عن اللبيب بل عمّن يملك أدنى مقوّمات التفكير الحرّ.
ولم أعرض لها إلاّ لأني رأيت جمهرة من شداة الأدب يحتفون بالنظم الوارد فيها، ويتماهرون في حفظه، وهو مفسدة للذوق، مسلبة للفصاحة، مأذاة للأسماع.
وبعد: فإنه يصدق على هذه القصّة قول عمر فرّوخ رحمه الله إن مثل هذا الهذر السقيم لا يجوز أن يُروى، ومن العقوق للأدب وللعلم وللفضيلة أن تؤلف الكتب لتذكر أمثال هذا النظم)
ا. هـ
تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 09:16 م]ـ
بارك الله فيك.
هذا ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=2652) موضوع د. عبد الله الرشيد، وفقه الله.
ـ[ابو إسحاق]ــــــــ[31 - 03 - 2006, 09:26 م]ـ
معالي
وخالد الشبل جزاكما الله عنا خير الجزاء
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 01:53 ص]ـ
شكراً لكم اخواني الاعزاء ...
وأود ان أقول (وهي وجهة نظري البسيطة)
أن قصة الاصمعي وقصيدة صفير البلبلي اعتقد ان حكايتها جميلة ورائعة وتتشوق لها النفس وان كانت تحمل ماتحمل من الأكاذيب .... فوجود شخص يحفظ من مرة واحدة .... وشخص من مرتين ... وآخر من ثلاث .. مبالغ فيها بعض الشيء وقد يكون ذلك ممكناً ....
فأنا أقول ان الفرد اذا نظر لهذه القصيدة من عجز الناس عنها سمجة في نظره القصيدة وإذا نظر إليها بأنها قصيدة وحكاية مشوقه يكون على نفسه أكثر جمالاً ...
وأنا أذكر في المرحلة المتوسطة كُنا نقرأ هذه القصيدة مرة ومرات عندما تكون لدينا حصة او درس غائب عنه استاذه ... وكنا نستمتع بها ونحن لا نعلم عم أكاذيبها .....
ولكم مني جزيل الشكر .....
ـ[معالي]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 09:34 ص]ـ
السلام عليكم
الأستاذ الكريم أبا إبراهيم
كون القصة حازت على إعجابك فهذا أمر آخر لسنا بصدد الحديث عنه هنا، أما في مجال الدراسة العلمية فلابدّ من التحقق من صدق الروايات وصحتها، وأظن أن الدكتور عبدالله سلك سبيل الباحث الجاد في التعامل مع القصة المذكورة، وعليه فقد توصل إلى ما توصل إليه من بطلان ثبوتها.
أما ما عنيتَه _بارك الله فيك_ من شأن الاستئناس بها في المجالس والأسمار فأظن أن في ذاك سعة، وكتب الأخبار والقصص ليست إلا من جنس هذا في غالبها الأعمّّ!
وأذكر أنني استمعتُ إلى الدكتور حبيب الطيري في لقاء إذاعي قديم يقول عن صاحب الأغاني: (ذاك أعظم الكذابين والدجالين في تاريخ الأدب) لما حواه مصنفه من أخبار لا صحة لها في معظمها _كما جاء في حديثه_!
بارك الله فيك.
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 01:55 م]ـ
إذ كان عضوًا فيه في أيام خلتْ
وأين هو الآن أستقال أم ماذا؟
ـ[الغامدي]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 05:57 م]ـ
وأين هو الآن أستقال أم ماذا؟
مرحباً بابن النحوية
ذاك - والله - أعظم أساتذتي، وأعرفهم بالعربية. ولو اتسع وقته للفصيح لسعدنا به.
ـ[معالي]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 02:28 ص]ـ
رحل مع مَنْ رحل بلا إياب!!
وددنا لو كان بيننا والله، وليت من يسطيع الوصول إليه يحرضه على الرجوع، فذاك والله ما نتمناه، وقد شاهدت له عدة مشاركات في مواقع متفرقة، وكأني به _في إحدى مشاركاته هنا قبل رحيله_ مستاء من قلة التفاعل مع ما يطرح، وربما كان هذا ما دفعه إلى هجرنا.
ردّه الله _وكل غائب أفدنا من علمه وطرحه_ إلينا قريبا.
ـ[العطاء]ــــــــ[21 - 05 - 2006, 03:08 ص]ـ
هذه القصيدة ليست للأصمعي.
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 09:31 م]ـ
بارك الله في الأستاذ عبدالله الرشيد
وبصراحة يعجبني مثل هذا التمحيص
قد يظن بعض الناس أن كل ما يُروَى في كتب التاريخ والسيرة والأدب، أن ذلك صار جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الإسلامي، لا يجوز إنكارُ شيء منه! وهذا تنكر بالغ للتاريخ الإسلامي الرائع، الذي يتميز عن تواريخ الأمم الأخرى بأنه هو وحده الذي يملك الوسيلة العلمية لتمييز ما صح منه مما لم يصح، وهي نفس الوسيلة التي يميَّز بها الحديثُ الصحيح من الضعيف، ألا وهو الإسناد الذي قال
فيه بعض السلف: (لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)
قد نقول أن هذا من باب الطرف المنسوبة إلى الأصمعي ولكن لم تثبت عنه بحال
تحياتي
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 09:39 م]ـ
وما أسهل أن يألف الناس النوادر لإضحاك الناس أو للشهرة
وانظر إلى هذه ..
و دونكم هذه المقطوعة المحرفة عن القصيدة المشهورة المنسوبة للأصمعي
صوت صفير البلبلي ... بالمحفظة يا بو علي
ملأتها بأسهم ... من كل سهم أهزلي
وغرني المؤشر ... و أخضر حتى أزهر لي
وقلت في نفسي لما ... لا أشتري سهمين لي
قسمت مالي قسمة ... و المال ليس مال لي
حددت سعر المشتري ... بأمرا حتى أرسل لي
مبتسما مستأنسا ... حتى أتا محولي
مؤشرا مبشرا ... بالشر و المشاكلي
فقلت لا لا لا لا لا ... تكفا لا لا تنزلي
بقيت وحدي جالس ... و أسهمي تدودلي
وأنا بدين غارق ... من هامتي حتى أرجلي
الدين دب دب دبلي ... و الفقر جا جا جائلي
و كنت حق جاهل ... في اللعب بالتداولي
في نقطة المقاومة ... و في نقاط الدعم لي
شريت و تك تك تكلي ... مضارب صح صح صحلي
تسعين شاة اشتريت ... و مثلها و تدبلي
ولي بقي في جعبتي ... منها فقط تيس و طلي
حاولت حل عقدتي ... أبت ابد تحلحلي
أدركت إني خاسرا ... و المحفظة لن تمتلي
إن كان حالي هكذا ... أذهب إذن لحائلي
في دار أهل شمرا ... أهل العقال المائلي
في حد ظل طلحة ... يروقني التأملي
أقول تحت ظلها ... صوت صفير البلبلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 09:57 م]ـ
وهذه طرفة أخرى من أحدهم .....
سوقُ كساد الأسهم ِ ............. حطم قلبي الثمل ِ
الكبتُ والضغط ُ معاً .................. مع شدّ وقع ِ الزعل ِ
وأنت ِ يامحفظتي .................... يامن علت بأسفل ِ
فكم فكم رقبتك ِ ..................... وضعتُ فيك ِ حلمي
ملؤتها بأسهم ٍ ....................... مبتهجاً من أمل ِ
ومكتبي أغلقته ....................... وحار فيه جدولي
أضعتُ كل أسرتي ................ وكل من يقرب لي
وكل من أبصرني ...................... مهرولاً مستعجلي
يظن من حيرته ِ ...................... بأنني لا أهلَ لي!
وضربة ٍ أكلتها ......................... مشيتها بأرجلي
من قول خل ٍ غرني ..................... ساهم ولو بالأجل ِ
ولو تراني واقفاً ..................... في صالة التّداول
وحدي أمامَ شاشة ٍ .................... حمراءْ كالدمدمل
والفقرُ قد دندن لي ..................... والضغطُ يدني أجلي
مؤشرٌ مرتفعٌ ............................... وآخرُ بالأسفل ِ
وأصبح الكل يصيحُ ......................... مللٌ في ملل ِ
وبعدُ هذي قصتي .......................... نظمتها بأنملي
من حرّ ِ ما أحسّه ........................ براحتي وأرجلي
أقول في مطلهعا .................. (سوقُ كساد ِ الأسهم)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[30 - 07 - 2006, 06:43 م]ـ
الإخوة الكرام 000 السلام عليكم
أثار أخونا (أبو إسحاق) هذا الموضوع وأعجبتني كثيراً أراء الإخوة
وما أضحكني خصوصا هوإيراد الربيع الأول من المقطوعات (السهمية) إن جاز لي التعبير 000 وتبقى لقصيدة الأصمعي المزعومة وقعها الجميل في النفس الحزينة
بارك الله في الجميع
مغربي
ـ[الأحمدي]ــــــــ[06 - 08 - 2006, 08:30 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قرأت هذا الموضوع بعد أن كتبت ذاك:
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=13432
و فيه فائدة صغيرة أحببت أن أشارك بها معكم
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 03:13 ص]ـ
نقد يستحق الرفع ...(/)
أبي تمام ... في مدح الضبيّ
ـ[صانع المجد]ــــــــ[01 - 04 - 2006, 11:25 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
كما هو موضح في العنوان
في قصيدة أبي تمام
يمدح محمد بن حسان الضبيّ (ت230)
يقول في مطلعها
ما اليوم أول توديعي و لا الثاني ... البين أكبر من شوقي وأحزاني
إلى أن قال
خليفة الخضر من يربع على وطن ٍ ... في بلدة فظهور العيس أوطاني
قالت بعض كتب النقد في البيت السابق:
سعى الشاعر فيها -أي أبيات مطلع القصيدة- إلى عرض مظاهر الفراق وصورهـ المنتوعه في حياته؛فاليوم ليس آخر يوم يودع فيه أحبته، والفراق أصبح يملك عليه جوانب نفسه، فقد بات مثل الخضر في ااستمرار تنقّله وارتحاله*.
_______________________________________
(*) على صحة الزعم بأن ذلك صحيح في حق الخضر عليه السلام.
المطلوب: مارأيكم في كلام هذا الكتاب.
و بوركتم(/)
(يا ساكنة القلب) *للشاعرالعظيم عبدالرحمن العشماوي*
ـ[فتاة الشعر]ــــــــ[06 - 04 - 2006, 05:08 م]ـ
أرجو مساعدتكم أيها الفصحاء
أتحفوني بنقدكم وإبداعكم
أرجو نقد قصيدة (يا ساكنة القلب) *للشاعرالعظيم عبدالرحمن العشماوي*
أحتاجها بأسرع وقت *آخر موعد السبت10/ 3/1427هـ أو هذا الأسبوع
ياساكنة القلب
بين عينيك قطوف دانية
وغصون ترسم الظل ..
على أطراف ثوب الرابية
أنت ..
ما أنت سوى الغيث الذي يغسل وجه الدالية
أنت ..
ما أنت سوى اللحن الذي يرسم ثغر القافية
أنت لفظ واحد في لغة الشوق محدد
أنت لفظ بارز ..
من كل أصناف الزيادات مجرد
أنت للشعر نغم
أنت فجر ..
يفرش النور على درب القلم
أنت .. ما أنت؟؟
شذا .. نفح خزامي يملأ النفس رضا
يمحو الألم
أنت ـ يا ساكنة القلب ـ لماذا تهجرين؟؟
ولماذا تسرقين الأمل المشرق من قلبي
وعني تهربين؟
ولماذا تسكتين؟
ولماذا تغمدين السيف في القلب الذي تمتلكين؟؟
ولماذا تطلقين السهم نحوي ..
سهمك القاتل لا يقتلني وحدي ..
فهل تنتحرين؟؟
مؤلم هذا السؤال المر ..
نار في قلوب العاشقين
فلماذا تهجرين؟؟
أنت ..
من أنت؟؟
يد تفتح باب العافية
راحة تسمح عيني الباكية
وأنا ..
طفل على باب الأماني ينتظر
شاعر يشرب كأس الحزن
يدعو يصطبر
أنا نهر الأمل الجاري الذي لا ينحسر
لم أحرك مقلة اليأس
ولم انظر بطرف منكسر
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي لا تجهلين
شاعر يمسح بالحب ..
دموع البائسين
شاعر يفتح في الصحراء دربا ..
للحيارى التائهين
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ الذي يفهم ما تعني الإشارة
أنا من لا يجعل الحب تجارة
أنا من لا يعبد المال. ولا يرضى بأن يخلع للمال إزاره
أنا من لا يبتني في موقع الذلة داره
أنا من لا يلبس الثوب لكي يخفي انكساره
أنا .. من لا ينكر الود
ولا يحرق أوراق العهود
ما لأشواقي حدود
لهفتي تبدأ من أعماق قلبي
وإلى قلبي تعود
راكض ..
والأمل الباسم يطوي صفحة الكون
ويجتاز السدود
راكض. . اتبع ظلي ..
وأدوس الظل أحيانا ..
وأحياناً أرى ظلي ورائي تابعاً يمنح إصراري الوقود
لم أصل بعد ..
ولم ألمس يد الشمس
ولم اسمع تسابيح الرعود
راكض ..
مازلت أستشرف ما بعد الوجود
لم أزل أبحث عن حور ..
وعن مجلس أنس بين جنات الخلود
لم أزل أهرب من عصري الذي يحرق كفيه ..
ويرضى بالقيود
أنا ـ يا ساكنة القلب ـ فتى يهفو إلى رب ودود
لا تقولي: أنت من؟
ولماذا تكتب الشعر
وعمن ..
ولمن؟؟
أنا كالطائر يحتاج إلى عش على كفّ فنن
حلمي يمتد من مكة ..
يجتاز حدود الأرض
يجتاز الزمن
حلمي يكسر جغرافية الأرض التي ترسم حداً للوطن
حلمي ..
أكبر من آفاق هذا العصر
من صوت الطواغيت الذي يشعل نيران الفتن
حلم المسلم ـ يا ساكنة القلب ـ
كتاب الله, والسنة, والحق الذي ..
يهدم جدران الإحن
أتقولين: لماذا تكتب الشعر وعمن ولمن؟؟
أكتب الشعر لعصر هجر الخير وللشر احتضن
أكتب الشعر لعصر كره العدل وبالظلم افتتن
أكتب الشعر لأن الشعر من قلبي
وقلبي فيه حب وشجن ..
ـ[فتاة الشعر]ــــــــ[08 - 04 - 2006, 06:38 م]ـ
لم أجد تجاوب منكم لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!: mad:;)
هل طلبي في غير مكانه أم ماذا؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!! ;) ;)
هل أجمع أوراقي وأبحث عن موقع آخر ربما أجد منه المساعدة
أرجو إعطائي بعض المواقع المتخصصه لطلبي لا أقل ولا أكثر
ولكم جزيل الشكر .........
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 04 - 2006, 04:15 ص]ـ
عزيزتي ..
المنتدى ليس لتقديم الأعمال والبحوث جاهزة، هنا نساعدك، ونأخذ بيدك لتكملي مشوارك بنفسك ..
أما الوجبات السريعة فللأسف لا نتقنها!!
ـ[فتاة الشعر]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 03:10 م]ـ
أشكرك أستاذتي وضحاء ......
أثلجت قلبي بمرورك الكريم
أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي كلفت بهذا العمل أثناء الإمتحانات
وأنا لاأجد الفرصة الكافيه لنقد القصيدة هذه
لكن افرحي اخترت قصيدة اخرى ونقدتها وإعتمدت على نفسي
وأعدك بطرحها ....... وطرح مشاركات رائعة ........
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 04:45 م]ـ
شكرا جزيلا لك يا فتاة الشعر ..
أسعدني ردّك أيما إسعاد؛ فبمثل ذلك تنشأ المواهب وتتطور ..
بانتظار روائعك.(/)
مدرسة الديوان والصورة الشعرية
ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 11:47 ص]ـ
مدرسة الديوان والصورة الشعرية
مدرسة الديوان:
تكونت مدرسة الديوان إثر صلات شخصية وفكرية قامت بين أفراد هذه المدرسة وهم: عباس محمود العقاد، وعبد الرحمن شكري، وإبراهيم المازني، وقد تعارف شكري والمازني في مطلع عام 1906 م عندما كانا يدرسان في كلية دار المعلمين العليا، واستمرت هذه الصلاة بعد رحيل شكري إلى انجلترا، ثم تعرف المازني على العقاد من خلال العمل الصحفي للمازني ونشر العقاد لمقالاته الأدبية، أما علاقة العقاد بشكري فيرجع الفضل فيها إلى المازني نفسه الذي تحدث لصديقه شكري عن العقاد ومكانته الأدبية ونشاطاته الفكرية مما دفع شكري إلى ترجمة هذا الإعجاب برسالة خطية للعقاد أرسلها من انجلترا دون سابق معرقه، وثم اللقاء الشخصي بينهما في صيف عام 1913 م.
وهكذا تمت اللقاءات وثم التوحد الفكري بين الأدباء الثلاثة وتمكنت هذه الجماعة من الإسهام الواضح في دفع عجلة الأدب الحديث نحو التطور والتجديد. 1
الخيال والصورة:
عرف كولوردج الخيال مفرقا بينه وبين الوهم بأنه " إما أولى أو ثانوي، فالخيال الأول هو القوة الحيوية أو الأولوية التي تجعل الإدراك الإنساني ممكنا، وهو تكرار في العقل المتناهي لعملية الخلق الخالدة في الأنا المطلق. أما الخيال الثانوي فهو صدى للخيال الأولى، غير أنه يوجد مع الإرادة الواعية، وهو يشبه الخيال الأولى في نوع الوظيفة التي يؤديها، ولكنه يختلف عنه في الدرجة، وفي طريقة نشاطه، إنه يذيب ويتلاشى ويحطم لكي يخلق من جديد، وحينما لا تتسنى له هذه العملية فإنه على الأقل يسعى إلى إيجاد الوحدة، وإلى تحويل الواقع إلى مثالي إنه في جوهرة حيوي، بينما الموضوعات التي يعمل بها (باعتبارها موضوعات) في جوهرها ثابتة لا حياة فيها " 2.
" والوهم نقيض ذلك لأن ميدانه محدود وثابت، وهو ليس إلا ضربا من الذاكرة تحرر من قيود الزمان والمكان، وامتزج وتشكل بالظاهرة التجريبية للإرادة التي نعبر عنها بلفظ (الاختيار)، ونسبة الوهم الذاكرة في أنه تعين عليه أن يحصل على مادته كلها جاهزة وفق قانون تداعي المعاني " 3.
ـــــــــــــــ
1 ـ حركة النقد الحديث والمعاصر ص 56 للدكتور: إبراهيم الحاوي.
2 ـ قضايا النقد الأدبي ص 69 د. محمد زكي العشماوي.
3 ـ قضايا النقد الأدبي ص 70 د. محمد زكي العشماوي.
ويقسم كولوردج الخيال إلى نوعين: أولي، وثانوي
الخيال الأولي هو القوة الحيوية الأولية التي تجعل الإدراك الإنساني ممكنا، وهو إدراك يقتصر فيه الشاعر على الصفات التي تهمه فقط من الشيء المدرك.
غير أن الصورة في الخيال الثانوي أو الشعري تستحوذ على اهتمامنا ـ كما يذكر محمد البرازي ـ أكثر من مجرد الإدراك، لأنها لا تتعلم، والصورة في الخيال الشعري تستلزم أن يكون موضوعها غائبا على عكس الإدراك الذي يفترض وجود موضوعه حاضرا. 1
ويدرك المتتبع لتعريف كولوردج لمفهوم الخيال وتقسبمه إلى أولي وثانوي ومدى الفرق بينهما أن الصورة في الخيال الثانوي تفترض عدم وجود الشيء، وإذا كان الفن يتخذ موضوعه أو مادته من الطبيعة، " فإنه يعطينا هذه الطبيعة بعد أن يفترض أنها غير موجودة، أو موجودة خارج نطاق إدراكه الحسي، وهذه إحدى الفروق الأساسية بين الخيال الأولي والخيال الثانوي ". 2
وقد فرق كولوردج بين الخيال والوهم، فينما يجمع التوهم بين جزيئات باردة جامدة منفصلة الواحدة منها عن الأخرى جمعا تعسفيا، ويصبح عمل التوهم عندئذ ضربا من النشاط الذي يعتمد على العقل مجردا عن حالة الفنان العاطفية، نجد الخيال يعمل على تحقيق علامة جوهرية بين الإنسان والطبيعة، بأن يقوم بعملية اتحاد تام بين الشاعر والطبيعة أو بين الشاعر والحياة من حوله، ولن يتم هذا الاتحاد إلا بتوافر العاطفة التي تهز الشاعر هزا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا انطلقت مدرسة الديوان من خلال المنظور السابق لنظرية الخيال وعلاقته بالصورة الشعرية، وبدأت بشن هجومها على المدرسة التقليدية التي أساسها البارودي وتربع على عرشها أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، " فانتقد أصحاب هذه المدرسة منهج المدرسة التقليدية نقدا تفصيليا عنيفا حتى إذا تمت عملية الهدم هذه أخذوا في بسط أرائهم البناءة في الأدب والشعر " 3.
تعريف الصورة:
عرف النقاد الغربيون الصورة الشعرية بتعريفات كثيرة أهمها أن الصورة تعني ترادف أشكال البيان من تشبيه واستعارة وكناية ورمز، وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجانب الحسي، إلا أن كولوردج جمع مفهوم الصورة فقال: " قد تكون منظرا أو نسخة من المحسوس، وقد تكون فكرة أو أي حدث ذهني يشمل شيئا ما، وقد يكون شكلا من أشكال البيان، أو وحدة ثنائية تتضمن موازنة " 4.
ــــــــــــ
1 ـ في النقد الأدبي الحديث ص 74.
2 ـ قضايا النقد الأدبي ص 74 د. محمد زكي العشماوي.
3 ـ دراسات في النقد الأدبي المعاصر ص 105 محمد زكي العشماوي.
4 ـ في النقد الحديث ص 69 د. نصرت عبد الرحمن.
أهمية الصورة الشعرية:
يشير الشاعر الإنجليزي س. داى. لويس إلى أن بمقدور دراسة الصورة الشعرية أن تلقي من الضوء على الشعر ما لا تلقيه دراسة أي جانب أخر من عناصره، وأن هدفه الرئيس، وأعظم خاصية لفنه هو الصورة الجديدة المؤثرة.
ويؤكد على أهمية الصورة وخطرها فيقول: " إن الغرابة والجرأة والخصب في الصورة هي نقطة القوة والشيطان المسيطر في الشعر المعاصر، ومثل كل الشياطين فإنها عرضة للإفلات من سيطرتنا ... ولها قوة غامضة وتأثير خفي ". 1
وقد اهتم الشعراء والنقاد على حد سواء بالصورة الشعرية، وكانت دائما موضع الاعتبار في الحكم على الشاعر " حتى ولم ينص عليها في الدراسات النقدية العربية، وأن المفاضلة بين الشعراء لا تقوم إلا على أساس منها ". 2
ورغم أهمية الصورة الشعرية فإن أي قصيدة ليست مجرد صور، إنها على أحسن الفروض صور في سياق، صور ذات علاقة، ليس ببعضها وحسب، وإنما علاقة بسائر مكونات القصيدة، " وهذا يعني أن دراسة الصورة بمعزل عن دراسة البناء الشعري تعتبر تعبيرا عن رؤية جزئية، فمهما كانت عميقة أو محيطة فإنها ستظل ناقصة من جهة ما، فالصورة وإن تكن لها شخصيتها وكيانها الخاص الذي يحدده المصطلح البلاغي، فإنها تبقى صورة من تكوين شامل ". 3
مدرسة الديوان والرومانسية الغربية:
وقد تأثر أدباء مدرسة الديوان بالرومانية الغربية لإجادتهم اللغة الإنجليزية التي أفادتهم كثيرا في دراسة الشعر الإنجليزي وخاصة شعر كل من بايرون وشيلي وستيورات مل، ووردز وترت وغيرهم، وقد اعترف العقاد وزميلاه لما للثقافة الغربية من أثر في استجابتهم للاتجاهات الشعرية والنقدية الغربية، وأثر هذه الاتجاه عليهم الأمر الذي فتح أمامهم المعنى الجديد للشعر، غير أن العقاد " بنفي أن يكون تأثرهم بهؤلاء نابعا من التقليد الأعمى لهم وإنما كان فقط لتشابه في المزاج واتجاه العصر كله، ولم يكن تشابه التقليد والفناء " 4.
ــــــــــــ
1 ـ الصورة والبناء الشعري ص 11 ـ 12 د. محمد حسن عبد الله.
2 ـ الصورة والبناء الشعري ص 17 د. محمد حسن عبد الله.
3 ـ الصورة والبناء الشعري ص 19، د. محمد حسن عبد الله
4 ـ شعراء مصر وبيئاتهم للعقاد ص 192.
مظاهر تأثر مدرسة الديوان بالرومانسية الإنجليزية:
إن المتتبع لمدرسة الديوان ومن خلال دراسة نقادها لشعر أتباع المدرسة التقليدية يلحظ التالي:
1 ـ مهاجمتهم الشعراء عصرهم كشوقي وحافظ وغيرهما باعتبار أن أشعارهم ضربا من التقليد والتقيد بأغلال الماضي في الفكر والأسلوب والموضوعات.
2 ـ المظهر الأخر من تأثرهم بالرومانسية الإنجليزية يتمثل في تحديد جوهر الشعر، والذي هو انعكاس لما في النفس من مشاعر وأحاسيس، وأنه يصدر عن الطبع الذي لا تكلف فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ تأثرهم بالرومانسية الإنجليزية من حيث تحديد وظيفة الشعر وأهدافه، إذ إن للشعر غايات وأهداف كثيرة سواء عند الرومانسية أو غيرهم من المدارس الأخرى، فالرابط بين المدرسة الرومانسية والمدرسة الكلاسيكية يكمن في هذا الإطار، " فالرومانسيون يرون أن من أهداف الشعر الكشف عن مظاهر الجمال في الوجود الإنساني، بل من أهدافه الكشف عن الحقيقة في أعمق صورها وأتمها " 1.
4 ـ وإلى الجانب الكشف عن مظاهر الجمال ينبغي مراعاة المتعة للقارئ التي يلمسها من معاني الشعر وصوره.
بدايات حركة النقد عند مدرسة الديوان:
ترجع أوليات حركة النقد عند مدرسة الديوان وعلى رأسها عبد الرحمن شكري وزميلة العقاد والمازني، بعد أن أصدر شكري ديوانه الأول عام 1901 م، وقد تبلورت رؤيتهم النقدية في الربع الأول من القرن العشرين، وقامت هذه الرؤية النقدية ولا سيما عند شكري على اعتبار أن وظيفة الشعر الأساسية هي التعبير عن وجدان الشاعر، لأن الشعر في جوهرة عاطفة، وقد هاجم شعراء مدرسة الديوان الذين تبنوا مذهب التجديد في الشعر شعر المناسبات الذي كان سائداً حينئذ في المدرسة الكلاسيكية أو التقليدية يقول " وبعض القراء يهذي بذكر الشعر الاجتماعي، ويعني شعر الحوادث اليومية مثل افتتاح خزان أو بناء مدرسة ... فإذا ترفع الشاعر عن هذه الحوادث اليومية قالوا، ماله؟ هل نضب ذهنه؟ أوجفت عاطفته؟ " 2.
وقد يبني أحد رواد هذه المدرسة وهو عبد الرحمن شكري مذهب الاستبطان الذاتي، وهو مذهب يجمع بين التأمل الفكري والإحساس العاطفي الحار، وكان لزميليه أن بأخذ كل منها بأحد المذهبين الذين يناسبانه.
وقد تميز المذهب النقدي الجديد الذي دعا إلية شكري وزميليه العقاد والمازني بالاتي:
1 ـ أن الشاعر العبقري هو الذي يفكر كل فكر وأن يحس كل إحساس.
2 ـ الخيال هو كل ما يتخيله الشاعر من وصف جوانب الحياة وشرح عواطف النفس وحالاتها.
ـــــــــــــ
1 ـ في نقد الشعر محمود الربيعي ص 117.
2 – النقد والنقاد المعاصرون ص 54 د. محمد مندور.
3 ـ التشبيه لا يراد لذاته، و إنما يراد لشرح عاطفة، أو توضيح حالة أو بيان حقيقية.
4 – أجلّ العواطف الشعرية ما قيل في تحليل عواطف النفس، ووصف حركتها، كما يشرّح الطبيب الجسم.
5 ـ الشعر هو ما أشعرك وجعلك تحس عواطف النفس إحساسا شديدا، لا ما كان لغزا منطقيا أو خيالا مجنحا، فالمعاني الشعرية هي خواطر المرء وآراؤه وتجاربه وأحوال نفسه وعبارات عواطفه.
6 ـ مراعاة وحدة القصيدة سواء أكانت وحدة فنية أو وحدة عضوية، فينبغي على الشاعر أن يميز بين جوانب موضوع القصيدة وما يستلزمه كل جانب من الخيال والتفكير.
الخيال والوهم عند عبدا لرحمن شكري:
لقد حرص شكري على أن يميز بين الخيال والوهم وهو تميز يعترف به العقاد بأن شكري كان رائدة، بل يضعه في ذلك في مستوى كبار الأدباء والمفكرين العالميين، فالخيال والوهم عند شكري يفترقان كثيرا ولا يتلبسان كما هو الحال في أراء بعض النقاد ومختلطان في إبداعات فحول الشعراء.
فالخيال عند الأدباء والشعراء المرموقين كان دائما وسيلة لإدراك الحقائق التي يعجز عن إدراكها الحسن المباشر أو المنطق، بينما الوهم هروب من الواقع ومن الحقائق. يقول شكري " إن التخيل هو أن يظهر الشاعر الصلات التي بين الأشياء والحقائق، ويشترط في هذا النوع أن يعبر عن الحق، والتوهم هو أن يتوهم الشاعر بين شيئين صلة ليس لها وجود، وهذا النوع الثاني يغرى به الشعراء الصغار، ولم يسلم منه الشعراء الكبار ". 1
وقد تبني العقاد في مذهبة النقدي ما عرف عنه بالأصالة الفردية، وهي المبدأ العام الذي تجده خلف دعوة التجديد في الشعر التي قادها في النصف الأول من القرن العشرين هو وصاحبيه شكري والمازني، وهي الدعوة التي طالبت بأن يكون الشعر تعبيرا عن الوجدان، الفردي للشاعر، وقد تطور هذا الوجدان الفردي فيما بعد إلى وجدان اجتماعي مع المحافظة على الطابع الوجداني.
ومن الأسس التي قام عليها مذهب العقاد النقدي الحرية التي يقصد بها معنى الجمال في الحياة والفن، حيث على أساسها تنبني وحدة الفكرة في الحياة والفن يقول العقاد:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وقد أحببت أن أبنين هنا ما أردته بوحدة الفكر والحياة في الفن فأقول أولا، إن الحرية في رأيي هي العنصر الذي لا يخلو منه جمال في عالم الحياة أو في عالم الفنون " 2.
ولكن العقاد تنبه إلى تقيد الحرية إن صح التعبير وفرق بينها وبين الغموض فيقول: " وخلاصة الرأي أننا نحب الحرية حين نحب الجمال، وأننا أحرار حين نعشق من قلوب سليمة صافية، فلا سلطان علينا لغير
ـــــــــــــ
1 ـ النقد والنقاد المعاصرين ص 61، محمد مندور. 1
2 ـ النقد والنقاد المعاصرين ص 86، محمد مندور ص.
الحرية التي نهيم بها ولا قيود في أيدينا غير قيودها ولا عجب فحتى الحرية لها قيود " 1.
وقد طالب العقاد من خلال منهجه النقدي ولا سيما الموجة إلى أحمد شوقي بمجموعة من الأسس والقواعد النقدية، منها الفردية والمنهج النفسي الذي تبناه في مذهبه النقدي وخاصة الوحدة العضوية للقصيدة، وما يتعلق بمقاييس المعاني مما تحدث فيه النقاد العرب القدماء كالإحالة التي تعني المبالغة في المعاني مبالغة مسرفة. يقول العقاد عنها: " أما الإحالة فهي فساد في المعنى وهي ضروب: فمنها الاعتساف والشطط، وفيها المبالغة ومخالفة الحقائق، ومنها الخروج بالفكر عن المعقول، أو قلة جدواه وخلو مغزاه " 2.
ومن تلك المقاييس أيضا مما اتخذه العقاد أساسا لمنهجه النقدي ما يعرف بالتقليد وهو من المقاييس النقدية القديمة التي عرفها النقاد العرب وأسرفوا في نقدها حتى جعلوها نوعا من السرقات الأدبية، وآخر تلك المقاييس التي اتبعها العقاد في نقده لشعر شوقي ومدرسة التقليد هو نظرتهم إلى التشبه ووظيفته الشعرية، وهي تلك النظرة التي نقلت التشبيه من مجال الحواس الخارجية إلى داخل النفس البشرية فيقول مندور: " إذ رأيناهم يعني ـ العقاد وزميليه ـ يطالبون بأن يكون الهدف من التشبيه هو نقل الأثر النفسي للمشبه من وجدان الشاعر إلى وجدان القارئ، وبذلك فتحوا الباب أمام التعبير الرمزي " 3.
الصورة الشعرية ووحدة القصيدة:
لم تكن الصورة الشعرية بدعا في عالم الشعر والمذاهب النقدية المعاصرة، سواء عند مدرسة الديوان أو المدارس الأخرى المجددة، كالمدرسة الرومانسية والواقعية والرمزية، فهي موجودة منذ عرف الشعر، بل إن الشعر قائم عليها، ولكن استخدامها يختلف من شاعر لأخر كما أنها في الشعر القديم تختلف عنه في الشعر الحديث، وهي أكبر عون على تقدير الوحدة الشعرية أو على كشف المعاني القيمة التي ترمز إليها القصيدة. ومع رجوع الصورة في الشعر القديم كما هي موجودة في الشعر الحديث " إلا أنها في الشعر الحديث أكثر تتابعا، ولكن الشاعر ينفر من استخدامها في البرهان والإثبات، ويعمل دائما على أن تكون صوره جديدة وناقلة للتأثير ومترابطة في مجموعها بحيث يكوّن منها صورا كبرى. على أن صعوبة ما يحاوله الشاعر الحديث توقعه في الاضطراب فتجيء صورة محشودة أو مجتلبة فيخل بالترابط الذي يريده، وتعجز قصيدته عن تحقيق ما يريد لها من غاية لأنها أغرقت في التوجه نحو تلك الغاية " 4.
ـــــــــــــــ
1 ـ محمد مندور نفس المرجع ص 86.
2 ـ محمد مندور مرجع سابق ص 109.
3 ـ موجع سابق ص 112.
4 ـ فن الشعر ص 232 د. أحسان عباس.
وقد عمد نقاد مدرسة الديوان إلى استخدام الصورة غير المتكلفة، والمنسجمة مع بعضها البعض، وأن تكون صورا جديدة مبتكرة، ولا يعني جدة الصورة التقاؤها في ذهن الشاعر بما يلتقي به مما حوله من مظاهر الحضارة الجديدة، وإنما تعني ما تعكسه الصورة من تعبير عن نفسية الشاعر وكأنها تشبه الصور التي تتراءى في الأحلام، هذا من جانب، ومن جانب أخر أن يكون غرض الصورة مجتمعة قد تعين على كشف معنى أعمق من المعنى الظاهري للقصيدة، ذلك لأن الصورة وهي تحوي جميع الأشكال المجازية، إنما تكون من عمل القوة الخالقة التي هي منبع روح الشعر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن خلال الرؤية السابقة للصورة في الشعر الحديث نجد أنها تحمل فلسفة جمالية مختلفة عنه في الشعر القديم، فأبرز ما فيها (الحيوية)، ذلك لأنها تتكون تكونا عضويا، وليست مجرد حشد مرصوص من العناصر الجامدة، " ثم إن الصورة حديثا تتخذ أداة تعبيرية ولا يلتفت إليها في ذاتها، فالقارئ لا يقف عند مجرد معناها، بل إن هذا المعنى يثير فيه معنى آخر هو ما يسمى (معنى المعنى)، أي أن الشاعر أصبح يعبر بالصورة الكاملة عن المعنى، كما كان تعبر باللفظة، وكما كانت اللفظة أداة تعبيرية فقد أصبحت الصورة ذاتها هي الأداة، إلى جانب ما تقوم به الصورة من نقل المشاهد الحية، وتلخيص الخبرة والتجربة
الإنسانية " 1.
حملات النقد ضد أنصار المدرسة التقليدية:
لقد تمحورت حملات النقد التي شنها العقاد والمازني على أنصار التقليدية حول الأتي:
1 ـ البناء التقليدي للقصيدة العربية الذي كان يتحدث عن موضوعات الحياة في إطار الأغراض الشعرية القديمة: كالغزل والمدح والوصف والهجاء والعتاب.
2 ـ شعر المناسبات الذي لم يكن يصدر فيه الشاعر عن تجربة حية، ولم يكن يستجيب لما يجيش في الصدر من خواطر، بقدر ما كان ينشغل بالصنعة والزخرف والجلبة الخطابية.
3 ـ على أن أبرز ما اهتمت به جماعة مدرسة الديوان في نقدها للمدرسة التقليدية هو قضية الوحدة العضوية أو الفنية في القصيدة، لأن من يدعو إلى الوحدة العضوية للقصيدة لابد أن يدعو بالضرورة إلى نبذ البناء التقليدي للقصيدة القديمة، وإلى ضرورة توافر التجربة الشعورية التي يستجيب فيها الشاعر لموقف عاطفي واحد. 2
ــــــــــــــ
1 ـ الأدب وفنونه ص 144 د. يوسف عز الدين.
2 ـ بتصرف عن كتاب دراسة في النقد الأدبي المعاصر ص 106 د. محمد زكي العشماوي.
مراجع الموضوع
1 – دراسات في النقد الأدبي المعاصر د. محمد زكي العشماوي
دار النهضة العربية - بيروت ط 1، 1406 هـ - 1986 م
2 – قضايا النقد الأدبي د. محمد زكي العشماوي
دار النهضة العربية - بيروت ط 1، 1404 هـ - 1984 م
3 – النقد والنقاد المعاصرين د. محمد مندور
دار النهضة مصر ط 1،1981 م
4 - الأدب وفنونه د. عز الدين إسماعيل
دار الفكر العربي ط 1، 1978 م
5 – فن الشعر د. إحسان عباس
دار الثقافة - بيروت - بدون طبعة وتاريخ
6 – نظرية المعنى في النقد العربي د. مصطفى ناصف
دار الأندلس ط 1، 1401 هـ - 1981 م
7 - في النقد الحديث د. نصرت عبد الرحمن
مكتبة الأقصى - عمان ط 1، 1979 م - 1399 هـ
8 – الصورة والبناء الشعري د. محمد حسن عبد الله
دار المعارف – القاهرة بدون طبعة وتاريخ
9 – في النقد الأدبي الحديث. محمد الساكير البرازي
مكتبة الرسالة الحديثة - الأردن ط 1، 1407 هـ - 1986 م
10 – حركة النقد الحديث والمعاصر د. إبراهيم الحاوي
مؤسسة الرسالة - بيروت ط 1، 1404 هـ - 1984 م
بقلم الدكتور / مسعد محمد زياد
دكتوراه في الأدب الحديث والنقد
خبير تربوي وأستاذ جامعي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 05:09 م]ـ
شكرا لك د. مسعد هذه الدراسة العلمية الجميلة ..
أضافت الكثير لمنتدى النقد.
ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 10:17 ص]ـ
الأخت وضحاء
تحية طيبة
أسعدني مروركم، واطلعت على بعض موضوعاتكم القيمة.
هنيئا لك على دراسة النقد، فهي دراسة جميلة وشيقة،
تعبر عن مكنونات الذات.
د. مسعد زياد
يمكنكم زيارة موقعنا على الرابط التالي.
www.drmosad.com
ـ[العاتري2]ــــــــ[17 - 12 - 2007, 08:26 م]ـ
استاذي العزيز السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو ان تنيرنا على الخصائص الفنية للمدارس الكلاسيكية العربية وجزاك الله عنا كل خير(/)
كيف نميز بين المقالة الأدبية و الخاطرة؟
ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[11 - 04 - 2006, 09:42 م]ـ
:::
إخوتي في المنتدى كثيرا ما أحار في تصنيف النص الأدبي فيلتبس علي الأمر أاصنف ضمن الخاطرة أم المقالة لذا أطرح عليكم السؤال التالي: هل الخاطرة جنس أدبي مستقل بذاته وله خصائص تميزه عن المقالة؟
ساعدوني على حل هذا الغموض أعانكم الله ولكم جزيل الشكر.
ـ[المستسقي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 07:02 ص]ـ
يمكننا أن نعتبر الخاطرة جنساً أدبياً بحد ذاته
وأظن أن من أهم سمات الخاطرة
نزوعها إلى الخيال وابتعادها عن المباشرة واعتماد السلالسة في التخلص
وهي غير مرتبطة بقانون الوحدات الثلاث «الزمان المكان الموضوع»
وغالباً ما تكثر فيها المحسنات البديعية
وربما كانت النزعة الفردية طاغية في معظم الخواطر
((((((((((يبقى هذا رأيي الشخصي وأقبل أي نقد أوتصحيح))))))))))
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 05:02 م]ـ
نستطيع القول بأن الخاطرة جنس أدبي له سماته المختلفة عن بقية الأجناس، وتبقى سماته مائعة لا ثوابت أو حدود تحدّها كالمقال أو القصة.
و مما يميز الخاطرة، الذاتية، والقِصر أحياناً، و عدم اعتمادها قوانين في الكم، أو الوحدات، أو غيره مما يتوجب في الأجناس الأخرى.
كما لا يتوافق جنس الخاطرة مع المقال؛ لاشتراط الأخير بعض السمات الخاصة به.
لعلي أفدتك.
ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 09:36 م]ـ
:::
السلام عليكم و رحم الله تعالى وبركاته
شكرا لكما على الرد السريع والمفيد طبعا.
بارك الله فيكما و زاد في علميكما.(/)
منتدى النقد الأدبي في المملكة
ـ[الكاتبة]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 02:44 م]ـ
ينظم النادي الأدبي بالرياض، في الفترة مابين 25 ـ27/ 3/1427هـ منتدى النقد في المملكة والذي سيقام في مركز الملك فهد الثقافي، وأبرز ما يميز المنتدى هو الأوراق المقدمة فيه بالإضافة إلى أسماء الأساتذة والنقاد المشاركين والاهتمام بالحضور والمشاركة النسائية ..
فقد أعربت الأستاذة / منيرة المبدََّل ـ الباحثة والكاتبة المعروفة، والمشرفة على المنتدى /الجانب النسائي. أن المنتدى خصص قاعة خاصة بالنساء، وأن النادي يحاول الوصول لجميع المختصات والمهتمات بالنقد وكذلك طالبات الدراسات العليا لإعلامهن ودعوتهن للحضور لفعاليات المنتدى وجلساته، وعن المشاركة النسائية ذكرت الأستاذة المبدَّل أن هناك ورقة ستقدمها د. لمياء باعشن.متمنية من الأخوات صاحبات الاختصاص والمهتمات بالمشهد النقدي السعودي الحضور والمشاركات بالمداخلات والمقترحات لأداء مستقبلي أفضل.
علما بأن المنتدى سيفتتح نشاطه يوم الأحد 25/ 3 مساء بحفل خطابي وحفل عشاء
وستبدأ جلساته يومي الاثنين والثلاثاء 26ـ27/ 3 صباحا ومساء، وسيوزع على الحضور بعض إصدارات النادي وبعض الكتيبات التعريفية وكذا البحوث المقدمة .. انتهى الخبر
حقيقة مثل هذه اللقاءات مهمة وفرصة ثمينة لإثراء معرفي في تخصص الأدب والنقد ونحن طالبات الدراسات العليا نحاول اقتناص الفرص في هذه الفعاليات لنسأل ونبحث عن الفائدة .. أتمنى النفع والتوفيق للجميع،،
وإضافة من عندي سأذكر رقم النادي الأدبي بالرياض لمن يريد أن يستفسر أكثر:4766530
وشكرا لكم،،،،
مع تحيات الكاتبة
ـ[معالي]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 03:05 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
لعلك توافينا بملخص ما يدور هناك، إن قدّر لك الحضور.
نسخة إلى الحبيبة وضحاء، مع التحية.:)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 04:56 م]ـ
شكرا لك أنت أيتها الكاتبة ..
و لصاحبة النسخة العزيزة معالي ..
سأكون بإذن الله من الحضور علّنا نلتقي هناك.(/)
ما المقصود بلغة الانزياح؟
ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[12 - 04 - 2006, 09:28 م]ـ
:::
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته.
إخوتي في المنتدى من يفيدني و يوضح لي ما المقصود بلغة الانزياح؟ وهل تستعمل فقط في الشعر أم النثر أيضا؟ وهل ثمة علاقة تربط بينها وبين ما يسمى في علم البلاغة التشبيه،الاستعارة، المجاز ... إلخ.؟
أتمنى ألا أكون قد أثقلت عليكم بأسئلتي. و جزاكم الله كل خير.
ـ[معالي]ــــــــ[13 - 04 - 2006, 08:47 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إلى أن تحضر وضحاء و مَنْ في حكمها:)، دعيني أعطيك ما فتح الله به عليّ، ولمن حضر حق التصويب إن زللتُ:
الانزياح هو: العدول عن الدلالة الوضعية للفظ إلى دلالة أخرى يقصدها الشاعر.
و من عجائب أهل النقد، وكل ما يأتون عجيب:)، أن لهذا المعنى لديهم أكثر من أربعين مصطلحًا، أشهرها: الانزياح والانحراف، كما قرأتُ هنا ( http://www.al-jazirah.com.sa/culture/06022006/fadaat16.htm)!!!!!
ولله في خلقه شؤون:)
بالتوفيق.
ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 02:52 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أختي (معالي) من معالي الأخلاق الجود والكرم، وهما من شيمك فأنت لا تبخلين علينا لا بجهدك ولا وقتك ولا علمك.
كما أشكر أختنا وضحاء على معلوماتها القيمة و علمها النافع.
وفقكما الله وأعانكما و جزاكما خير الجزاء.
[ line]
( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لاتشبع).
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 04:16 ص]ـ
شكرا لكما الإحسان في الأمة الفقيرة ..
عزيزتي لا زلت تحتاجين لمعلومات أخرى؟
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 06:14 ص]ـ
بارك الله فيك أختي معالي، ولكن لو قلتِ: العدول عن الدلالة المطابقية إلى التضمنية أو الالتزامية لكان أدق. والقوم توسعوا في الالتزامية، وذهبوا كل مذهب، وهذا عاقبة تقديس اللغة، والاكتفاء بالأثر الجمالي فيها، دون الغاية والهدف الأخلاقي والسلوكي. ومن طالع كتاب"لذة النص" عرف ذلك، فالعشق جنون والجنون فنون.
ـ[معالي]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 07:33 ص]ـ
السلام عليكم
جزيتم خير الجزاء أستاذ عنقود، ومنكم نستفيد بارك الله فيكم وفي علمكم.
لله أنتم، كم يفخر الفصيح بأمثالكم!
نفع الله بكم.
ـ[إكليل]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 10:15 م]ـ
سؤال وجيه من عاشقة الضاد .. وسأدلي بدلوي في لغة مبسطة:
الانزياح باختصار هو خرق نظام النحو ونظام الدلالة لخلق لغة شعرية ..
فخرق نظام النحو مثلاً: تقديم ما حقه التأخير والعكس .. وحذف ما حقه الذكر والعكس .. مثل قوله تعالى (وجعلوا لله شركاء الجنَّ وخلقهم ... ) والنظام النحوي يحتفظ بالرتب فيكون معنى الآية: وجعلوا لله الجن شركاء .. وتقديم (شركاء) أعطى فائدة وخصوصية لن تتأتى بتأخيرها .. فالمولى سبحانه يستنكر الشرك برمته .. نفهم ذلك من (وجعلوا لله شركاء) وجاءت (الجن) لتوضيح ما كان أمر شرك أولئك القوم .. ولو ظلت الرتب المحفوظة كما هي لما أدت هذا الغرض .. فمثلاا: وجعلوا لله الجن شركاء .. يفيدنا بأن الله جل جلاله يستنكر على هؤلاء القوم اتخاذهم الجن شركاء وهذا لا يعني بالضرورة أنه يستنكر الشرك بغير الجن .. ومن ثم جاء التقديم لبيان الغرض وهو استنكار الشرك برمته. وبسبب هذا الخرق النحوي كان وجود خلق لغة (شعرية) إن جاز التعبير في النص القرآني .. أو نسميها هنا لغة بيانية راقية بسبب الانزياح .. (ومن أحسن من الله قيلا).
وأما الانزياح الدلالي فهو إعطاء اللفظ دلالة مجازية كإضافة ما ليس له إليه .. مثل: يد القدر؛ فاليد تتعلق بكائن حي كالإنسان وإضافتها إلى القدر أعطت معنى مجازيا يتمثل في خلع صفات الحياة على الأشياء والظواهر من حولنا .. وهذا يجعلنا نشعر بأن الكون الذي يسبح بحمد الله مأنوس وصديق ودود وأننا إن سبحنا الله نمشي معه دون تصادم ..
ويدخل في باب الانزياح الدلالي كل أنواع التشبيه والمجاز ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يشترك الانزياحان معاً (النحوي والدلالي) في جملة واحدة .. كقوله تعالى (واشتعل الرأس شيباً) فتقديم (الرأس) أعطى فائدة الشمول وكأن الشيب شمل كل جوانب رأسه .. وهذه الفائدة لن تتأتى لو ظلت الجملة على أصلها: واشتعل شيب الرأس .. وأما الخرق الدلالي هنا فيتمثل في إضافة الاشتعال إلى ما ليس له فالاشتعال يكون للنار .. وهذا الخرق أعطى إيحاء وحركة وصورة فنية ..
والله أعلم.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 05:54 ص]ـ
أخي إكليل بارك الله فيك وفي أهل اليمن جميعا. أحب أن أنوه بقضية مهمة، وخطيرة، وهي استخدام هذا المصطلح الوافد في الأساليب القرآنية، وهذا ينطبق على كثير من المصطلحات الوافدة التي لا تفيد في التقدم العسكري شيئا، وإنما تهدم تلك العلاقة القوية التي تربى عليها المسلم، وهي علاقته بالنصوص الشرعية، لا الشعرية، فالغرب عموما يطبقون مثل هذه المصطلحات على الأساطير والنصوص المحرفة لديهم، والنصوص العامة، وهذه المصطلحات نشأت بعد تحويل بعض الدلالات الدينية المسيحية عن أصولها إلى اتجاهات دنيوية علمانية، تزيل القداسة عن النصوص الشرعية، وذلك بإفراغ المرجعية الحياتية والثقافية للإنسان من بعد غيبي أو ديني، واستبدالها بمرجعية دنيوية إمبريقية أو حسية.
أخي إكليل: المسلم الغيور على دينه يترسم خطى السلف في تعظيم كتاب الله وسنة رسول الله:= وتجنبيهما السفاهات اللغوية القادمة من الغرب في ثوب أدبي تحت دعوى التنويه بمكامن التذوق الجمالي، ومن تلك المصطلحات: الانزياح، فهو في الأصل متعلق بجماليات النص الشعري، والمصطلح الشعري مشتق من الشعر، وهو أكثر تعلقا بالشعر منه بالنثر. وهو مصطلح وافد من الدراسات الأسلوبية الغربية المعاصرة، فقد جاء هذا المفهوم في الدراسات الأسلوبية واللسانية الغربية التي تحاول تحديد الواقع اللغوي الذي يعد بمثابة الأصل، ثم عملية الخروج عنه، واهتمت هذه الأبحاث بظاهرة الانزياح باعتباره قضية أساسية في تشكيل جماليات الخطابات الأدبية وبوصفه أيضاً حدثاً لغوياً يظهر في تشكيل الكلام وصياغته، ويبتعد بنظام اللغة عن الاستعمال المألوف، وينزاح بأسلوب الخطاب عن السنن اللغوية الشائعة فيحدث في الخطاب انزياحاً يمكنه من شعريته ويحقق للمتلقي متعة وفائدة وكما ورد عند "ميشال ريفاتير" في تعريفه للأسلوب بأنه "انزياح عن النمط التعبيري المتواضع عليه، وهو خروج عن القواعد اللغوية وعن المعيار الذي هو الكلام الجاري على ألسنة الناس في استعماله وغايته التوصيل والإبلاغ.
قال أصحاب الانزياح: " إن المألوف من القول لا يثير في المتلقي أي إحساس لأنه يجري بحسب الإلف و العادة، أما الانزياح عن المعتاد فهو ما يتوسل به لهزّ يقظة المتلقي، فعلمية اختيار أو انتقاء الألفاظ للتعبير عن موقف تستوجب أن يكون هذا الاختيار مخالفاً لما اعتادت عليه الناس وانزياحاً عنه حتى يحدث الصدمة المطلوبة التي أشار إليها جاكبسون والتي تقود إلى الأثر المنشود، و"ريفاتير" يرى أن الوصف اللغوي لخطاب ما ليس قادراً على الكشف عن خصوصيته مما يستلزم إيجاد معايير خاصة من بين وقائع اللغة المكونة للخطاب لإبراز المميز منها أسلوبياً وبتعبير "ريفاتير" "ما هي إلا التأثير المفاجئ الذي يحدثه اللا متوقع في عنصر من السلسلة الكلامية بالنسبة لعنصر سابق، هذا اللامتوقع هو نتيجة الخروج عن المعايير اللغوية واللجوء إلى ما ندر من الصيغ.
ثم إن بعض الباحثين العرب ـ ومنهم محمد العمري ـ نزار التجديتي ـ عبد الله صوله ـ صلاح فضل ـ، قد ذهبو إلى أن تيار الشعرية البنيوية هو الذي عمق في مفهوم الانزياح و فصل فيه، وقد أقروا أن أكمل صياغة لسانية لنظرية الانزياح وأشهرها هي التي صاغها "جون كوهن" في كتابه "بنية اللغة الشعرية" هذا الكتاب الذي حرص صاحبه على تسجيله ضمن التيار الشعري الذي يحاول تجديد البلاغة.
لقد طمح "جون كوهن" إلى تأسيس علم للشعر أو الشعرية وحدد هدفه من التحليل في محاول البحث عن البنية المشتركة بين الصور المختلفة، بين القافية والاستعارة والتقديم والتأخير فكل صورة من هذه الصور تعمل في نظره بطريقتها الخاصة على خرق قانون اللغة، لكنها جميعها تنتج الأثر الجمالي نفسه (9).
تقوم نظرية الانزياح عند "كوهن" على مجموعة من الثنائيات هي استراتيجية الشعرية البنيوية، تهيمن على كتابيه "بنية اللغة الشعرية" و"اللغة الرفيعة" ومن بين هذه الثنائيات ثنائية (المعيار/ الانزياح) وثنائية (الدلالة التصريحية/ الدلالة الحافة).
وأشار "كوهن" في تحديده للمعيار إلى اللغة المستعملة العادية، ويراها تتجسد في النثر فلغة النثر لغة طبيعية ولغة الشعر لغة فنية مصنوعة، ويندرج ضمن النثر أنماط عديدة منها النثر الروائي، النثر الصحفي والنثر العلمي، وقد اتجه مباشرة إلى الكاتب الأقل اهتماماً بالأغراض الجمالية وهو العالم، مع أن الانزياح لا ينعدم عنده تماماً ولكنه قليل جداً.
وبالجملة فتطبيق هذا المصطلح على الأساليب القرآنية والحديثية، يكفي في ذمه أنه مصطلح وافد نشأ وترعرع في أساليب لغة أخرى وثقافة مناقضة للهوية الثقافية الإسلامية، مع خطورة فقد الإحساس بعظمة القرآن ومساواته بالخطابات الأسلوبية الأخرى وجعل النص القرآني جسدا يشرحه النقاد والأسلوبيون، وهي من أعظم مقاصد النصارى التي يسعون لها في تميكن استعمارهم الثقافي للعالم المسلم، وهذا المصطلح لا يختلف عن المجاز في المفرد والمركب والذي سبق أن بينا خطورة البحث المجازي في القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إكليل]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 08:33 م]ـ
أشكرك أخي العزيز عنقود الزواهر على تفضلك بالقراءة والرد ..
ولا أدري هل فيما أوردته من أمثلة وشواهد قرآنية تطاول على عظمة وقداسة القرآن .. أم إبراز لهذه العظمة وهذا الإعجاز؟
هل ما أوردته من إبراز علة تقديم (شركاء) على (الجن) نوعاً من التطاول .. آمل أن تقرأ دلائل الإعجاز للجرجاني ..
أما فيما يتعلق بالمصطلحات الغربية وأنه لا ينبغي تطبيقها على لغتنا العربية ناهيك عن النص القرآني .. فأنا معك .. ولكن: لماذا نجعل من المصطلح حائلاً دون إبراز القيم البلاغية؟ دعك منه إذن .. هناك مصطلحات أخرى ذات منشأ عربي كالعدول مثلاً ..
ما أود إيصاله إليك هو ألا نجعل من المصطلح برزخاً يحجبنا عن مدلوله .. فالعبرة بالمضمون ..
أشكرك مرة أخرى على ردك الذي ينم عن ثقافة واسعة وشخصية فذة .. وصدقني أخي الكريم بأننا لو تجاوزنا محنة المصطلحات وتخطينا الحروف إلى المعاني لما اختلفنا ..
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 10:21 م]ـ
لا أخي الحبيب، الأديب، فما ذكرته من علة يمكن إيرادها بصيغة أخرى بعيدا عن صيغ الأسلوبيين، ففي ثقافتنا الواسعة البديل والتأصيل، وأنا على ثقة تامة أنك ممن يعرف للنص قداسته، ولكننا نخشى أن تمتد يد القوم إلى أكثر من هذا، فيحول القرآن إلى نص مفتوح يقبل تعدد القراءة، فتسقط الأحكام الشرعية، وتنقطع الدلالة الخارجية، ومع كثرة توارد معاول الهدم تحت مسمى التذوق الجمالي تسقط هيبة القرآن من قلوب الناشئة، وتنطلق الدعوة اللوثرية من جديد بمسمى عربي يدعو فيها أهلها إلى حرية تفسير النص وفق الهوى.
ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[26 - 06 - 2006, 02:12 م]ـ
:::
جزاكم الله خيرا و بارك الله في علمكم ونفع بكم.و جعل ما تقدمونه من عمل في ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال و لا بنون.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[26 - 06 - 2006, 05:04 م]ـ
اللهم آمين
ـ[الهمام100]ــــــــ[27 - 06 - 2006, 01:42 م]ـ
تحياتي الحارة لعاشقة الضاد وللأخوين عنقود الزواهر وإكليل والاخت وضحاء
وبعد،،،
زيادة على ما تفضلتم به، فإن الانزياح مصطلح غربي يقابله في لغتنا العدول، وهو عنوان الفصل الآخر في رسالتي الدكتوراه .. سابقاً
نقول عَدَل عدْلاً وعدولاً أي مال، ويقال: عَدَلَ عن الطريق أي حاد عنها، وعَدَل إليه رجع .. قال تعالى:" ثم الذين بربهم يعدلون " والعدلُ ان تعدل بالشيء عن وجهه فتميله قال المعري:
يقولون في المصر العدولُ وإنما حقيقةُ ما قالوا العدول عن الحقّ
فالأولى بمعنى إقامة الحق، والثانية بمعنى الميل عنه.
والعدول من المصطلحات الحديثة التي ترد في كتب المحدثين وأبحاثهم في مجال النقد بعامة والأسلوبية بخاصة، وقد استعمله القدماء كما فعل ابن جني حين خصص باباً مستقلا في " الخصائص " بعنوان: العدول عن الثقيل إلى ما هو أثقل منه " وباختصار نرى أن العدول هو انحراف لغوي قائم على الإتيان باللامتوقع من التعبير يعوّل عليه المنشىء لغايات جمالية وفنية، ومن المور التي تقع في باب العدول: الحذف والتقديم والتأخير، والالتفات، والاستعارة وعموم المجاز .........
وإليك أهم المراجع التي تحدثت عن العدول أو الانزياح:
- ويس، أحمد محمد، الانزياح في منظور الدراسات الأسلوبية
- سليمان، فتح الله أحمد، الأسلوبية
-سانريس،فيلي، نحو نظرية أسلوبية لسانية
- بليث، هنريش، البلاغة والأسلوبية
-فضل، صلاح، علم الأسلوب
وغير ذلك كثير .......... وتقبلوا تحياتي العاطرة جميعاً والسلام
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[27 - 06 - 2006, 02:29 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب الهمام.
فائدة مهمة: سبق لي أن أشرت إلى فائدة تتعلق بقول القائل: "تحياتي"، يمكنك أيها الفاضل البحث عنها.
ـ[لخضر بوخال]ــــــــ[23 - 11 - 2007, 07:02 م]ـ
شكرا جزيلا على النقاش الجاد و البناء .. دمتم من جنود لغة الضاد ...
ـ[أبو ضحى]ــــــــ[11 - 01 - 2008, 12:53 م]ـ
أليس فى اللغة المعجزة ما يستعاض به عن هذه المصطلحات التى انزاحت وانحرفت بنا عن المنهل الصافى؟؟؟ أم هذه أيضا من علوم الذرة!!!(/)
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ... (وقفات نقدية) ...
ـ[العربي]ــــــــ[14 - 04 - 2006, 03:17 م]ـ
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لم يكن شخصية عادية .. !! فقد كان رضي الله عنه متميزا في كل شئ .. !!
كانت عبقريته متعددة الجوانب , فقد كان دقيق الحكم , حصيف الرأي , وقاد البصيرة , ذا ملكة نفاذة في استنباط الأحكام السديدة , وحسبه شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحق ينطق على لسانه , بل حسبه أن يقول فينزل القرآن الكريم نفسه على نحو مما قال ..
في مجال الشعر يعلو كعب أبي حفص في المعرفة به والبصر بشأنه والعناية بروايته , فهو حافظ له واسع الرواية لعيونه وشوارده , يحرص على الاستشهاد به وتوظيفه في كثير مما يعرض له من شؤون الحياة , قال الأصمعي:
((ماقطع عمر أمرا إلا تمثل ببيت شعر)).
وعلى انشغاله بأعباء السياسة , والنهوض بأمر الدولة لم يهمل رعاية الجانب الأدبي بل كان دور الشعر- ولا سيما في حياة العرب- شديد الحضور في ذهنه ...
وقد جاشت نفس عمر -رضي الله عنه - بالشعر أحيانا , ولكن الذي لاشك فيه أن شؤون الدولة والمسلمين ماكانت تدع لديه وقتا يتوفر فيه على الشعر ...
وإذا كان عمر -رضي الله عنه-يبدع الشعر , ويرويه أيضا- يقول عنه ابن عباس: ((ما رأيت أروى من عمر)) - بل و يحفظه ويتمثل به في مواطن شتى , فلا عجب أن يكون نقادة له يميز حسنه من رديئه , قادرا على استنباط أحكام تتعلق به تعليلا وتحليلا وتذوقا ... قال عنه ابن رشيق صاحب العمدة: ((كان أنقد أهل زمانه للشعر , وأنفذهم فيه بصيرة)).
كان الفاروق يعلم مدى قوة تأثير الشعر في النفوس وامتداد سلطانه , وهو يرى ذلك التأثير-أول مايراه- في نفسه , وقف عليه أعرابي فقال:
يا عمر الخير جزيت الجنة ... اكس بناتي و أمهنه
أقسم بالله لتفعلنه
قال: فإن لم أفعل يكون ماذا؟ قال:
إذاً أبا حفص لأذهبنه
قال: فإن ذهبت يكون ماذا؟ قال:
يكون عن حالي لتسألنه ... يوم تكون الأعطيات منه
إما إلى نار وإما جنه
فبكى عمر -رضي الله عنه- حتى أخضلت لحيته وقال لغلامه: أعطه قميصي هذا , لذلك اليوم لا لشعره. ثم قال: والله لا أملك غيره.
من أقوال عمر -رضي الله عنه- التي يشير فيها إلى الدور النفسي للشعر: ((الشعر جزل من كلام العرب , يسكن به الغيظ و وتطفأ به النائرة , ويتبلغ به القوم في ناديهم , ويعطى به السائل)) ..
وعمر -رضي الله عنه- يدعو لمعرفة النسب لصلة الرحم , والشعر يعلم النسب ويدل على وشائجه , قال عمر لابنه عبدالرحمن: ((يا بني! انسب نفسك وأمهاتك تصل رحمك, واحفظ محاسن الأدب يكثر أدبك , فإن من لم يعرف نسبه لم يصل رحمه ومن لم يعرف الشعر لم يؤد حقا ولم يقترف أدبا)).
ومن النماذج التي كانت تعجب عمر فيتناشدها في مجالسه أو يتمثل بها و يحرص على روايتها:
- هون عليك فإن الأمور ... بكف الإله مقاديرها
فليس بآتيك منهيها ... ولا قاصر عنك مأمورها
- لا شئ مما ترى تبقى بشاشته ... يبقى الإله ويفنى الأهل والولد
هذا بعض النماذج للتمثيل لا للحصر ...
ولايظن ظان أن تصور عمر للشعر الذي يقره الإسلام محصور في الشعر الديني مثلا أو فيما حث على الزهد في الدنيا أو ذكر بالموت أو الآخرة , أو فيما كان وعظا أو إرشادا أو كان حكمة أو مثلا , بل هو يفتح صدره لجميع أنماط القول مادامت في دائرة الحق والخير , فأفقه واسع رحب , ولايجافي العواطف النبيلة ولا المشاعر الرقيقة التي لاينكرها الإسلام.
ودمتم بود ... العربي ...
ـ[أنشودة المطر]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 02:23 ص]ـ
رضي الله عن أمير المؤمنين ..
هكذا كان سلفنا فأين الناقمون على الشعر!
وفقك الله أخي الكريم ..
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 03:47 ص]ـ
اللهم صلي على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وهل لنا أن نفخر بغير أؤلئك القمم الذين غيروا التاريخ ونُقشت أسماءهم بماء الذهب 000 رضي الله عن صحابة رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم0
مغربي(/)
الشعر الحر (الجزء الأول) د. مسعد زياد
ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 10:35 ص]ـ
الشعر الحر
لم تقف حركة التطور الموسيقية للقصيدة العربية عند حدود التحرر الجزئي من قيود القافية، بل تخطتها إلى أبعد من ذلك، فقد ظهرت محاولة جديدة وجادة في ميدان التجديد الموسيقى للشعر العربي عرفت:
" بالشعر الحر ".
وكانت هذه المحاولة أكثر نجاحا من سابقتها كمحاولة الشعر المرسل، أو نظام المقطوعات، وقد تجاوزت حدود الإقليمية لتصبح نقلة فنية وحضارية عامة في الشعر العربي، ولم يمض سنوات قلائل حتى شكل هذا اللون الجديد من الشعر مدرسة شعرية جديدة حطمت كل القيود المفروضة على القصيدة العربية، وانتقلت بها من حالة الجمود والرتابة إلى حال أكثر حيوية وأرحب انطلاقا.
وبدأ رواده ونقاده ومريدوه يسهمون في إرساء قواعد هذه المدرسة التي عرفت فيما بعد بمدرسة الشعر الحر، ومدرسة شعراء التفعيلة أو الشعر الحديث، وفي هذا الإطار يحدثنا أحد الباحثين قائلا " لقد جاءت خمسينيات هذا القرن بالشكل الجديد للقصيدة العربية، وكانت إرهاصاتها قد بدأت في الأربعينيات، بل ولا نكون مبالغين (إذا قلنا) في الثلاثينيات من أجل التحرك إلى مرحلة جديدة، مدعاة للبحث عن أشكال جديدة في التعبير، لتواكب هذا الجديد من الفكر المرن ... وقد وجدت مدرسة الشعر الحر الكثير من المريدين، وترسخت بصورة رائعة في جميع البلدان بدءا (بالملائكة والسياب والبياني) في العراق في الأربعينيات، ثم ما لبثت هذه الدائرة أن اتسعت في الخمسينيات فضمت إليهم شعراء مصريين آخرين مثل صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطى حجازي، وفي لبنان ظهر أحمد سعيد (أدونيس) وخليل حاوي ويوسف الخال، وكذلك فدوى طوقان وسلمى الخضراء الجيوسي في فلسطين، أما في السودان فقد برز في الأفق نجم كل من محمد الفيتوري وصلاح محمد إبراهيم.
مسميات الشعر الحر وأنماطه:
لقد اتخذ الشعر الحر قبل البدايات الفعلية له في الخمسينيات مسميات وأنماطا مختلفة كانت مدار بحث من قبل النقاد والباحثين، فقد أطلقوا عليه في إرهاصاته الأولى منذ الثلاثينيات اسم " الشعر المرسل " " والنظم المرسل المنطلق " ranning blank veres
و " الشعر الجديد " و " شعر التفعيلة " أما بعد الخمسينيات فقد أطلق عليه مسمى " الشعر الحر " ومن أغرب المسميات التي اقترحها بعض النقاد ما اقترحه الدكتور إحسان عباس بأن يسمي " بالغصن " مستوحيا هذه التسمية من عالم الطبيعة وليس من عالم الفن، لأن هذا الشعر يحوى في حد ذاته تفاوتا في الطول طبيعيا كما هي الحال في أغصان الشجرة وأن للشجرة دورا هاما في الرموز والطقوس والمواقف الإنسانية والمشابه الفنية.
أما أنماطه فهي أيضا كثيرة وقد حصرها (س. مورية) في دراسته لحركات التجديد في موسيقى الشعر العربي الحديث في خمسة أنماط من النظم أطلق عليها جميعا مصطلح الشعر الحر فيما بين عامي 1926 م ـ 1946 م وها هي بتصرف.
النمط الأول:استخدام البحور المتعددة التي تربط بينها بعض أوجه الشبه في القصيدة الواحدة، ونادرا ما تنقسم الأبيات في هذا النمط إلى شطرين. ووحدة التفعيلة فيه هي الجملة التي قد تستغرق العدد المعتاد من التفعيلات في البحر الواحد أو قد يضاعف هذا العدد وقد اتبع هذه الطريقة كل من أبى شادي ومحمد فريد أبي حديد.
النمط الثاني: وهو استخدام البحر تاما ومجزوءا دون أن يختلط ببحر آخر في مجموعة واحدة مع استعمال البيت ذي الشطرين، وقد ظهرت هذه التجربة في مسرحيات شوقي.
النمط الثالث: وهو النمط الذي تختفي فيه القافية وتنقسم فيه الأبيات إلى شطرين كما يوجد شيء من عدم الانتظار في استخدام البحور، وقد اتبع هذه الطريقة مصطفى عبد اللطيف السحرتى.
النمط الرابع: وهو النمط الذي يختفي فيه القافية أيضا من القصيدة وتختلط فيه التفعيلات من عدة بحور، وهو أقرب الأنماط إلى الشعر الحر الأمريكي، وقد استخدمه محمد منير رمزي.
النمط الخامس: ويقوم على استخدام الشاعر لبحر واحد في أبيات غير منتظمة الطول ونظام التفعيلة غير منتظم كذلك، وقد استخدم هذه الطريقة كل من علي أحمد باكثير وغنام
والخشن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا النمط الأخير من أنماط الشعر الحر التي توصل إليها موريه هو فقط الذي ينطبق عليه مسمى الشعر الحر بمفهومه بعد الخمسينيات، والذي نشأت أولياته على يد باكثير ـ كما ذكر موريه ـ ومن ثم أصبحت ريادته الفعلية لنازك الملائكة ومن جاء بعدها، ولتأكيد هذا الرأي نوجز مفهوم الشعر الحر في أوائل الخمسينيات وجوهره ونشأته ودوافعه وأقوال بعض النقاد والباحثين حوله.
مفهوم الشعر الحر:
تقول نازك الملائكة حول تعريف الشعر الحر (هو شعر ذو شطر واحد ليس له طول ثابت وإنما يصح أن يتغير عدد التفعيلات من شطر إلى شطر ويكون هذا التغيير وفق قانون عروضي يتحكم فيه).
ثم تتابع نازك قائلة " فأساس الوزن في الشعر الحر أنه يقوم على وحدة التفعيلة والمعنى البسيط الواضح لهذا الحكم أن الحرية في تنويع عدد التفعيلات أو أطوال الأشطر تشترط بدءا أن تكون التفعيلات في الأسطر متشابهة تمام التشابه، فينظم الشاعر من البحر ذي التفعيلة
الواحدة المكررة أشطراً تجري على هذا النسق:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
فاعلاتن فاعلاتن
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
فاعلاتن
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
فاعلاتن فاعلاتن
... ويمضي على هذا النسق حرا في اختيار عدد التفعيلات في الشطر الواحد غير خارج على القانون العروضي لبحر الرمل جاريا على السنن الشعرية التي أطاعها الشاعر العربي منذ الجاهلية حتى يومنا هذا.
ومن خلال التعريف السابق تؤكد نازك ما توصل إليه موريه في النمط الخامس من أنماط الشعر الحر الذي أشرنا إليه سابقا والذي يعتمد على البحر الواحد في القصيدة مع اختلاف أطوال البيت وعدد التفعيلات، مع تعديل يسير في تعريف موريه وهو أن تضع كلمة شطر بدلا من كلمة بيت ليستقيم التوافق مع مفهوم الشعر الحر بعد الأربعينيات لأن كلمة بيت تعني التزام نظام الشرطين المتساويين في عدد التفعيلات والروي الواحد، وهو النظام المتبع في القصيدة التقليدية بشكلها الخليلي، والشعر الحر الذي يعنيه موريه ليس كذلك.
وقد أشار الدكتور محمد مصطفى هدارة إلى نظام التفعيلة في الشعر الحر وعدم التزامه بموسيقى البحور الخليلية فقال: " إن الشكل الجديد (أي الشعر الحر) يقوم على وحدة التفعيلة دون التزام الموسيقى للبحور المعروفة، كما أن شعراء القصيدة الحرة يرون أن موسيقى الشعر ينبغي أن تكون انعكاسا للحالات الانفعالية عند الشاعر.
ومما سبق تتضح لنا طبيعة الشعر الحر، فهو شعر يجري وفق القواعد العروضية للقصيدة العربية، ويلتزم بها، ولا يخرج عنها إلا من حيث الشكل، والتحرر من القافية الواحدة في أغلب الأحيان. فالوزن العروضي موجود والتفعيلة ثابتة مع اختلاف في الشكل الخارجي ليس غير، فإذا أراد الشاعر أن ينسج قصيدة ما على بحر معين وليكن " الرمل " مثلا استوجب عليه أن يلتزم في قصيدته بهذا البحر وتفعيلاته من مطلعها إلى منتهاها وليس له من الحرية سوى عدم التقيد بنظام البيت التقليدي والقافية الموحدة. وإن كان الأمر لا يمنع من ظهور القافية واختفائها من حين لآخر حسب ما تقتضيه النغمة الموسيقية وانتهاء الدفقة الشعورية.
وإنما الشطر هو الأساس الذي تبنى عليه القصيدة ـ وقد رأى بعض النقاد أن نستغني عن تسمية الشطر الشعري بالسطر الشعري ـ وله حرية اختيار عدد التفعيلات في الشطر الواحد وذلك حسب الدفق الشعوري عنده أيضا، فقد يتكون الشطر من تفعيلة واحدة، وقد يصل في أقصاه إلى ست تفعيلات كبيرة " كمفاعلين ومستفعلن "، وقد يصل إلى ثمان صغيرة إذا كان البحر الذي استخدمه الشاعر يتكون من ثماني تفعيلات صغيرة كفعولن وفاعلن، غير أن كثير من النقاد لم يحدد عدد التفعيلات في الشطر الواحد، وإنما تركت الحرية للشاعر نفسه في تحديدها كما أسلفنا " وفقا لتنوع الدفقات والتموجات الموسيقية التي تموج بها نفسه في حالتها الشعورية المعينة ".
أما من حيث القافية فيحدثنا الدكتور عز الدين إسماعيل قائلا: " فالقافية في الشعر الجديد ـ بباسطة ـ نهاية موسيقية للسطر الشعري هي أنسب نهاية لهذا السطر من الناحية الإيقاعية ومن هنا كانت صعوبة القافية في الشعر الجديد وكانت قيمتها الفنية كذلك ... فهي في الشعر الجديد لا يبحث عنها في قائمة الكلمات التي تنتهي نهاية واحدة، وإنما هي كلمة
(يُتْبَعُ)
(/)
" ما " من بين كل كلمات اللغة، يستدعيها السياقان المعنوي والموسيقي للسطر الشعري، لأنها هي الكلمة الوحيدة التي تضع لذلك السطر نهاية ترتاح النفس للوقوف عندها.
ومع أن الشاعر الذي يكتب قصيدة الشعر الحر، يمكنه استخدام البحور الخليلية المفردة التفعيلات والمزدوجة منها على حد سواء إلا أن البحور الصافية التفعيلات هي أفضل البحور
التي يمكن استخدامها وأيسرها في كتابة الشعر الحر، لاعتمادها على تفعيلة مفردة غير ممزوجة بأخرى حتى لا يقع الشاعر في مزالق الأخطاء العروضية، أو يجمع بين أكثر من بحر في القصيدة الواحدة.
والبحور الصافية التفعيلات هي: التي يتألف شطرها من تكرار تفعيلة واحدة ست مرات كالرمل والكامل والهزج والرجز والمتقارب والمتدارك. كما يدخل ضمن تلك البحور مجزوء الوافر " مفاعلتن مفاعلتن ". وهذا ما جعل نازك الملائكة تقرر بان الشعر الحر جاء على قواعد العروض العربي، ملتزما بها كل الالتزام، وكل ما فيه من غرابة أنه يجمع الوافي والمجزوء والمشطرور والمنهوك جميعا. ومصداقا لما نقول أن نتناول أي قصيدة من الشعر الحر، ونعزل ما فيها من مجزوء ومشطور ومنهوك، فلسوف ننتهي إلى أن نحصل على ثلاث قصائد جارية على الأسلوب العربي دون أية غرابة فيها.
جوهر الشعر الحر:
أما جوهره فهو التعبير عن معاناة الشاعر الحقيقية للواقع التي تعيشه الإنسانية المعذبة.
فالقصيدة الشعرية إنما هي تجربة إنسانية مستقلة في حج ذاتها، ولم يكن الشعر مجرد مجموعة من العواطف، والمشاعر، والأخيلة، والتراكيب اللغوية فحسب، وغنما هو إلى جانب ذلك طاقة تعبيرية تشارك في خلقها كل القدرات والإمكانيات الإنسانية مجتمعة ـ كما أن موضوعاته هي موضوعات الحياة عامة، تلك الموضوعات التي تعبر عن لقطات عادية تتطور بالحتمية الطبيعية لتصبح كائنا عضويا يقوم بوظيفة حيوية في المجتمع. ومن أهم تلك الموضوعات ما يكشف عما في الواقع من الزيف والضلال، ومواطن التخلف والجوع والمرض، ودفع الناس على فعل التغيير إلى الأفضل.
نشأة الشعر الحر:
تقول نازك الملائكة " كانت بداية حركة الشعر الحر سنة 1947 م في العراق، ومن العراق، بل من بغداد نفسها، وزحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله، وكادت بسبب الذين استجابوا لها، تجرف أساليب شعرنا الأخرى جميعا، وكانت أولى قصيدة حرة الوزن تنشر قصيدتي المعنونة " الكوليرا "، تم قصيدة " هل كان حبا " لبدر شاكر السياب من ديوانه أزهار ذابلة ن وكلا القصيدتين نشرتا في عام 1947 م.
عير أن نازك وغي مقدمة كتابها " قضايا الشعر المعاصر " الذي نقلنا منه النص السابق، تعترف بأن بدايات الشعر الحر كانت قبل عام 1947 م فتقول: " في عام 1962 م صدر كتابي هذا وفيه حكمت بأن الشعر الحر قد طلع من العراق، ومنه زحف إلى أقطار الوطن العربي، ولم أكن يوم قررت هذا الحكم أدري أن هناك شعرا حرا قد نظم في العالم العربي قبل سنة 1947 م، سنة نظمي لقصيدة " الكوليرا "، ثم فوجئت بعد ذلك بأن هناك قصائد حرة معدودة قد ظهرت في المجلات الأدبية والكتب منذ سنة 1932 م، وهو أمر عرفته من كتابات الباحثين والمعلقين، لنني لم أقرأ بعد تلك القصائد من مصادرها، وإذا بأسماء غير قليلة ترد في هذا المجال منها اسم على أحمد باكثير، ومحمد فريد أبي حديد، ومحمود حسن إسماعيل، وعرار شاعر الأردن، ولويس عوض وسواهم.
وعبثا تحاول نازك بعد أن ايثقنت أن أوليات الشعر الحر لم تكن لها، وذلك باعترافها الذي دوناه سابقا ـ أن تجعل موطن الشعر الحر هو العراق ـ وإن كان ذلك لا يؤثر لا من قريب ولا من بعيد على نشأة أي عمل أدبي أن يكون من العراق، أو من مصر، أو من الحجاز، أو غيرها من أقطار الوطن العربي، وإنما الغرض هو تصحيح مسار النشأة وتاريخها ليس غير ـ فتقول نازك " ثم أن الباحث الدكتور أحمد مطلوب قد أورد في كتابه النقد الأدبي الحديث في العراق قصيدة من الشعر الحر عنوانها " بعد موتي " نشرتها جريدة العراق ببغداد سنة 1921 م تحت عنوان النظم المطلق، وفي تلك السن المبكرة من تاريخ الشعر الحر لك يجرؤ الشاعر على إعلان اسمه، وغنما وقع (ب ن) " ثم تذكر نازك جزءا من القصيدة، وتعقب قائلة: " والظاهر أن هذا أقدم نص من الشعر الحر "، وقد أحسنت نازك
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما قالت (والظاهر أن هذا أقدم نص من الشعر الحر، لأنها حينئذ لم تجزم بأقدمية النص، وبالفعل أثبتت الدراسات الأدبية بأن هذا النص لم يكن أقدم نص، وإنما هناك ما هو أقدم منه إن لم يكن في نفس الحقبة الزمنية. ـ وسوف نتحدث عن ذلك النص الشعري في موضعه عند حديثنا عن الشعر الحر عن الشعراء السعوديين إن شاء الله.
ثم تحاول نازك مرة أخرى نفي تلك البدايات ن فتطرح سؤالا تبرز من خلال إجابته أن تلك البدايات غير موفقة، أو لم تخضع لشروط ومواصفات معينة سنعرفها فيما بعد، فتقول: " هل نستطيع أن نحكم بأن حركة الشعر الحر بدأت في العراق سنة 1921 م، أو أنها في مصر سنة 1923 م.
وبالفعل أن ما توصلت إليه نازك من خلال إجابتها بنفسها على سؤالها المطروح آنفا يؤكد من جانبها نفي الحكم عن بدايات تلك الحركة، لأنها لم تنطبق عليها الشروط التي رسمتها لفاعلية تلك الأوليات، ومن هنا احتفظت نازك لنفسها بفضل السبق في ولادة الشعر الحر عام 1947م، وكأن ما ولد قبل ذلك كان خداجا، ولم يستوف مدة الحمل التي حددتها السيدة نازك لمثل هذه البدايات الفنية.
أما الشروط التي فرضتها لتطبيقها على تلك الأوليات هي: (بتصرف)
1 ـ أن يكون ناظم القصيدة واعيا إلى أنه قد استحدث بقصيدته أسلوبا وزنيا جديدا.
2 ـ أن يقدم الشاعر قصيدته تلك أو قصائده مصحوبة بدعوة إلى الشعراء يدعوهم فيها إلى استعمال هذا اللون في جرأة وثقة.
3 ـ أن تستثير دعوته صدى بعيدا لدى النقاد والقراء.
4 ـ أن يستجيب الشعراء للدعوة، ويبدؤوا فورا باستعمال اللون الجديد.
وبتلك الشروط الآنفة تنفي نازك البدايات الأولى للشعر الحر سواء أكانت في العراق سنة 1921 م أو في مصر سنة 1932 م، لأنها لم تنطبق على تلك الأعمال الشعرية، والتي تعتبر الإرهاصات الأولى للشعر الحر. كما أن نازك بهذه الشروط كأنها نصبت نفسها حاميا ومقننا للشعر الحر، فما تجاوز منه هذه الشروط التي لا تمت لفنيات القصيدة بصلة لا يعد منه.
وإذا كانت هذه الشروط التي وضعتها نازك باختيارها الشخصي لم تنطبق على الأعمال التي أشارت إليها بنفسها ن هل يعني هذا أن نسلم أن بدايات الشعر الحر لك يكن لها وجود قبل عام 1947 م، وهو التاريخ الذي حددت فيه نازك البداية الفعلية لهذا اللون من الشعر؟
إن الإجابة على هذا السؤال ـ في رأيي ـ تحتاج إلى وقفة متأنية، لأن نازك عندما قررت تلك البداية لم تطلع على الأعمال الشعرية الأخرى لشعراء آخرين غير التي اطلعت عليها في الشعر الحر قبل عام 1947 م، ولها في ذلك عذر، لأنه حينئذ ليس من اليسير على الإنسان أن يكون على علم كامل بكل ما أنتجه الشعراء، أو الأدباء في حقبة زمنية ليست بالقصيرة، وعلى اتساع أقطار العالم العربي، في فترة كانت وسائل الإعلام والنشر أعجز مما أن تؤدي مهمتها بنجاح، وإن كان الأمر يتطلب بعدم الجزم في مثل هذه الأحوال ـ بأن الساحة الأدبية خلو تماما من أمثال هذه الأعمال الأدبية، وهذا ما وقعت فيه نازك عندما ظنت أنه لم يسبقها إلى هذا العمل أحد من الشعراء، فأصدرت حكمها وأطلقته، وقررت أن البدايات الفعلية للشعر الحر كانت في العراق ن ومن بغداد بالذات عام 1947 م.
وبعد هذا العرض المفصل لنشأة الشعر الحر، إن ما نريد الوصول إليه أن السيدة نازك الملائكة قد حكمت وأطلقت الحكم وعممته دون ترو منها، لأن هناك بدايات غير التي أشارت إليها أيضا، وإن كانت هذه البدايات لم تحفل باهتمامها، أو لم تنطبق عليها شروطها، فإن هذه البدايات ربما تكون ذا شأن في تحديد نشأة الشعر الحر تحديدا فعليا، ويحسم الموقف، على الرغم بأننا لا نريد أن نجزم بأنها قد تكون البداية الأولى أيضا فنطلق الحكم ونعممه، ونقع فيما وقعت فيه نازك، لن التاريخ ربما يثبت غير ذلك فيما بعد. أما هذه البدايات فسوف نتحدث عنها في موضعها إن شاء الله، وقد ألمحنا لهذا سابقا.
من كتابنا نشأة الشعر السعودي واتجاهاته الأدبية
د. مسعد زياد
خبير تربوي وأستاذ جامعي
عضو تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين
ـ[سوآر محمد]ــــــــ[19 - 03 - 2009, 10:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
شرح واضح ومفصل د. مسعد زياد
حقاً أسلوبك رائع ايُها الكاتب المُصقَع
رجاءً أكمل هذه السلسله الشيقه مِن علوم الشعر الحُر
شُكراً لَك وَجزاك المولى عَنا خَير الجَزاء(/)
الاكليشية في علم الأسلوب
ـ[الهاشمية]ــــــــ[16 - 04 - 2006, 06:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما معنى الاكليشية في علم الأسلوب الحديث
وجزيتم خيرا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 03:35 ص]ـ
الاكليشية!!
بحثت عنها، وحتى الآن لم أعثر عليها ..
أعانك الله على الانتظار عزيزتي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 10:18 م]ـ
هل من الممكن إعطائي اسم هذا المصطلح باللغة الإنجليزية أم الفرنسية؟
أثارت تعجبي، و حماسي للبحث عنها.
ـ[أبو محمد المنصور]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 11:14 م]ـ
الأستاذة الموقرة / وضحاء، هلا أذنتِ لي بالمشاركة ... مشاركة طالب معرفة لا مدعٍ عِلمًا؛ فقد سمعت مرارا من بعض أساتذة الأدب أثناء مناقشاتهم رسائل علمية يُنحِي أحدهم باللائمة على الطالب الذي يستخدم الأساليب المكرورة في مقدمات الرسائل، فيقول له: (هذه الكليشهات مرفوضة وكنا ننتظر منك إبداعا وتجديدا) وهم يعنون بها الأنماط التعبيرية التي تُساق عند كل مناسبة بلا تغيير ولا تبديل حتى صارت من الفولكلور الموروث لا يُعرف مَن قائله الأول؟ وأصل لفظ (الكليشه) يطلق على الحفر على الزنك أو الرصاص لطباعة عبارة معينة - كاسم كتاب أو اسم مؤلف أو اسم دار نشر -مئات المرات على شكلٍ واحدٍ بلا أدنى اختلاف، فكأنهم استعاروا هذا العمل المكرر الموحد للتعبير عن الجمود في الأساليب، وللدلالة على فقد الابتكار في الإنشاء البياني، وليس هذا مصطلحا علميا يجوز استخدامه في الأساليب الرفيعة. والله أعلم.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 11:59 م]ـ
شكرا الله لك أبا محمد .. و كلنا هنا طالبوا علم ومعرفة؛ فلا حاجة للاستئذان.
لقد أفدتني أنا أيضا بلا شك ..
و عذرا؛ فقد فهمت من حديث أختي أنها مصطلح في النقد ..
اكتسبت معلومة جديدة مفيدة .. شكرا لك أخرى
ـ[أبو بشر]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 03:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
المصطلح (الكليشه) يكتب بالإنكلزية والفرنسية هكذا cliché وهو فرنسي الأصل ومعناه هو كما قال الأخ أبو محمد المنصور.
ـ[الهاشمية]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 06:04 م]ـ
مصطلح الإكليشية تحدث عنها الدكتور صلاح فضل في كتابه علم الأسلوب مبادئه وإجراءاته، ولم توضح صورته لدي، ويبدو لي أنني لم أفهم المصطلح لأنني لست من المتخصصات في علم الأسلوب، ولا أدري إن كان ما ذكره أبو محمد هو ما رمى إليه الكاتب.
ـ[أبو بشر]ــــــــ[03 - 05 - 2006, 04:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة
هذا المصطلح شائع جداًّ في الإنكليزية، وكثيراً ما نسمع بالإنكليزية العبارة التالية: It sounds too clicheic بمعنى "هذا التعبير يبدو وكأنه تكرار مبتذل إلى حد كبير" وهو أيضا من المصطلحات المعروفة في علم الأسلوب عند الغربيين والذي يعرف في الإنكليزية بـ" Stylistics" ، فإذا عملت بحثاً في google مثلاً وكتبت stylistics cliche وجدت مواقع كثيرة يعالج فيها هذا موضوع (الكليشه) وفي هذا العلم، لأن الكليشه ما هي إلا أسلوب معين في التعبير وطريقة مخصوصة في الاستعمال، وهذه من المواقع التي وجدتها من خلال هذا البحث:
http://www.westegg.com/cliche/
http://www.durov.com/study/STYLISTICS-175.doc
http://www.wiwi.tu-freiberg.de/englisch/downloads/Stylistics.PDF
أرجو أن تكون هذه المعلومات مفيدة وكاشفة عن حقيقة هذا المصطلح، والله أعلم(/)
النظرية الإسلامية ..
ـ[المجد]ــــــــ[17 - 04 - 2006, 02:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمن بحوذته معلومات عن النظرية الاسلامية .. في النقد الأدبي الحديث.
أرجو أن يدلي عليّ بها حتى أستطيع أن أجمعها .. وأنسقها في بحثي عنها
بحثت عنها كثيرا ولكني وللأسف لم أجد القدر الكافي الذي أريده.
تقبلوا احترامي
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[18 - 04 - 2006, 05:27 م]ـ
نظرية الأدب الإسلامي لم تؤصل بعد بشكل كامل، وإذا لم تؤصل نظرية الأدب فمن باب الأولى ألا يؤصل النقد؛ لأن النقد عادة يتبع الأدب بعقود .. وثمة رابطة للأدب الإسلامي لها موقع، فيه كثير آراء وقليل تأصيل .. وممن كتب في الأدب الإسلامي:
الدكتور نجيب الكيلاني، والدكتور عماد الدين خليل، والدكتور وليد قصاب. ولكنهم جميعا يعتمدون على بذور بذرها سيد قطب رحمه الله، ولا يضيفون إليها شيئا ذا بال .. ولعل اسم كتاب الكيلاني (مدخل إلى نظرية الأدب الإسلامي) .. والله أعلم ..
ـ[المجد]ــــــــ[19 - 04 - 2006, 02:13 م]ـ
صدقت أخي داوود .. الشكر لك
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 03:57 ص]ـ
قرأت قبل فترة كتاباً من دار الفكر السورية يتحدث عن نظرية النقد الإسلامي .. صفحة الكتاب ( http://www.fikr.com/cgi-bin/_showcard.cgi?id=1148)
وإن كنت -للأسف- لم أقتنع بفحواه.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 08:30 ص]ـ
قرأت قبل فترة كتاباً من دار الفكر السورية يتحدث عن نظرية النقد الإسلامي .. صفحة الكتاب ( http://www.fikr.com/cgi-bin/_showcard.cgi?id=1148)
وإن كنت -للأسف- لم أقتنع بفحواه.
الأخت وضحاء .. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد .. لقد دخلت صفحتك على الفصيح ووجدت فيها مقالة جميلة عن الأدب الإسلامي، مذيلة ببعض المراجع، ومنها كتاب المرحوم الدكتور عبد الرحمن الباشا، وللمرحوم كتب في هذا الباب لم أقرأها، وأنا أثق بالكاتب علما ودينا لأنني قرأت له غير كتاب، ولكن موضوع التأصيل شيء آخر، فالأدب الإسلامي موجود لا ينكره أمثالنا، ولكن وضع نظرية أصول الأدب الإسلامي ومناهجه، هي الغائبة، فقصارى جهدنا أن نقدم آراءنا التي ستصير مع الزمن نظرية ومنهجا .. أما الكتاب الذي عرضت صفحته، فيبدو من النبذة التي قدم بها الموقع للكتاب، بأنه سيخلط سمات الأدب الإسلامي وخصائصه بما هو معروف في الآداب العالمية، وذلك في إشارته إلى (الانفتاح) فأنا على يقين بأنه لن يقدم شيئا في هذا الباب، من دون أن أقرأ الكتاب، فالكتاب يقرأ من عنوانه كما يقولون .. ولذلك فقناعتك في محلها تماما .. وجزاك الله خيرا ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 05:19 م]ـ
الأخ الفاضل داوود ..
وعليك السلام والرحمات ..
ليتك تشارك هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=2863)
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 07:58 ص]ـ
الأخ الفاضل داوود ..
وعليك السلام والرحمات ..
ليتك تشارك هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=2863)
الأخت الطيبة وضحاء .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد .. دخلت رابط المشاركة المذكور، فوجدت المداخلات قديمة نسبيا .. ووجدت تساؤلات تدخلنا في تشعبات ومتاهات .. فالمقصود بالأدب الإسلامي هو الأدب الإسلامي الحديث، الملتزم بأفكار الحركات الإسلامية المعاصرة، التي تدعو إلى إقامة مجتمع إسلامي حديث، وحكم إسلامي معاصر، بطريقة أو بأخرى، وهذا الأدب يتخذ الآداب الإسلامية السابقة نماذج يستأنس بها .. المشكل عندي أنني أمتلك أفكارا في الموضوع، ولكنني لا أجد التفرغ الكافي لتدوين تلك الأفكار .. فأرجو الله أن يهيئ لي أسباب ذلك ..
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 06:05 ص]ـ
كتاب الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا عنوانه: " نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد"، فهو يشمل النقد، وقد قدم له الشيخ الندوي، ولأخينا الفاضل الدكتور وليد قصاب جهود كثيرة في هذا، وكذا للدكتور عدنان النحوي.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 07:05 ص]ـ
كتاب الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا عنوانه: " نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد"، فهو يشمل النقد، وقد قدم له الشيخ الندوي، ولأخينا الفاضل الدكتور وليد قصاب جهود كثيرة في هذا، وكذا للدكتور عدنان النحوي.
تحية وبعد .. سبق لي أن ذكرت المرحوم الباشا وغيره، فاقرأ الرد الأول، وللباشا في هذا الباب كتب لا كتاب، إذا أخذنا بعين النظر أن نظرية الأدب ونظرية النقد ما زالتا مختلطتين .. والندوي رحمه الله هو مؤسس رابطة الأدب الإسلامي والأمين العام الأول للرابطة رحمه الله، وللدكتور نجيب الكيلاني رحمه الله كتاب (مدخل إلى نظرية الأدب الإسلامي) وللدكتور عماد الدين خليل كتابان اثنان في الموضوع، والكتب كثيرة في هذا المجال كما ذكرت في تعقيبي الأول .. ولك أن تنتبه إلى أن هذه الكتب لم تزل تأخذ أسماء مثل: (مدخل .. ملامح .. نحو .. نظرية) وستجد في هذا الباب كتابات كثيرة جدا لا أنكرها، ولكنها لم تزل في نطاق التأصيل الذي لم يستو على سوقه .. وباختصار شديد (إنهم جميعا لم يخرجوا في تعريف الأدب الإسلامي عما قاله المرحوم سيد قطب قبل أربعين عاما) وحين أقول الأدب فلأن النقد لم يزل مختلطا به. وخير تعريف لهذا الأدب هو ما أودعته الرابطة مقرراتها، ولكنه مازال بحاجة إلى وضعه في إطاره الجامع المانع، والمطلوب ممن يتصدى لمثل هذا البحث أن يوطن نفسه على ابتداع الأصول من هذه الكتابات، وليس مجرد إعادة صياغة الكتب السابقة، كما هي حال الكتب المذكورة، يكرر بعضها بعضا .. ويا ليتني أستطيع اقتناص صفحة من بحثي، فالمنتدى ليس مجالا للتطويل، حتى إنني أمل من نفسي عندما أطيل .. وشكرا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 09:42 ص]ـ
بارك الله فيك أخي داود، فمنكم نستفيد.
ولي تلميحة هنا وهي عن سبب العداء لمصطلح الأدب الإسلامي، فأعداؤه يحاربونه؛ لأنه قد يفقد ذلك الفن الأثر الجمالي الذي تنشده الإنسانية من حيث إنسانيتها، كما يقولون، ويمكن إجمال سبب العداء للأدب الإسلامي في هذين النقلين:
الأول: قول الكاتب والأكاديمي الدكتور ياسر العدل: " لابد أن نعرف الإسلام نفسه علي أنه وحي يؤمن به الناس من أجل تنظيم حياتهم من ثلاثة مستويات:
- مستوي شخصي مع ربه وهو مستوي ايماني.
- والشخصي مع الآخرين وهو مستوي تشريعي.
- والمستوي الثالث مستوي الشخص مع نفسه وهذا ما يمكن تسميته بمنطقة الوجدان.
الأدب أيضا أتي من منطقة الوجدان ويصبح أدباً حين يتجاوز الانسان مشاكل واقعه باستشراف واقع أفضل. إذن الدين يلتقي مع الأدب في منطقة الوجدان، وهي منطقة يمارسها إنسان حي له وجود حقيقي، هذا الوجود الحقيقي تحكمه ظروف قابلة للجدل التي لا أستطيع أن أدخل فيها ما يسمي المطلق، وبالتالي فهي تعود الي منطقة النسبي وطالما أنه نسبي فانه يخضع لقوانين حياتية عصرية ليس بمعني التحضر ولكن بمعني وجود الحضارة نفسها.
بهذا الشكل في العلاقة يبين منطقة التماس بين الدين والأدب لا يمكننا ان نطلق مصطلح اسمه الأدب الاسلامي لأن الأدب جزئي ولا يمكنه أن يخضع الكل، كما أن الكل لا يستطيع أن يستوعب حيثيات الجزئي والا سيطر علي هذا الجزئي وحوله الي صيغة مدرسية.
وفي الأدب القديم نجد شيلوك تاجر البندقية مثلا وهو عمل درامي رائع لكن النظر له من منظور ديني سوف يفقده الكثير من عبقريته.
فالبطل رجل مرابٍ يجب أن يتعرض للعقوبة، ونحن هنا أمام أمرين، إما أن نعتبر شخصية شيلوك شخصية مدرسية نطبق عليها قوانين الشريعة وبما أن قوانين الشريعة موجودة فلا حاجة علي الإطلاق لاختراع شخصية شيلوك، أما اذا اعتبرنا وجود شخصية شيلوك عملا ابداعيا وله دور درامي وجمالي فسندخل في منطقة أخري هي جمالية النص أو قبحه، ويشترك في تلقي الجمال هنا كل البشر، باختلاف الأجناس والأديان، لذلك تصبح شخصية شيلوك شخصية انسانية تتجاوز خصوص الدين.
وفي منتصف القرن الماضي ظهرت مصطلحات كبيرة مثل الأدب الماركسي، الأدب البرجوازي، تصنيفات تخرجها حضارة تتطور، فنحن أتينا الأرض في حالة ردة لنستخدم نفس المصطلح أدب اسلامي، ولكي تكو ن المسألة أكثر وضوحا دعنا نتحدث عن بداية العلم، حيث كانت الفلسفة في المبتدأ تضم كل أنواع العلوم، وحين تطور الانسان تمحورت بعض الأبواب علي صفات وأدوات تعامل خاصة بها فظهر علم الاجتماع والكيمياء والفيزياء وغيرها. هذا التطور نحو الفصل بين العلوم ظهر في نشاط إنساني متباين مثل الأدب، وبالتالي أصبح للأدب معاييره الذاتية التي تصلح للحكم علي الانتاج الأدبي بعيدا عن التفكير الذي يطرحه الدين كمفهوم عام ومن هنا يصبح الفصل بين الأدب والدين فصلا حضاريا وإلا إذا اعتبرنا أننا في بداية التحضر كانت الأديان مازالت غضة وتحتاج الي ما نسميه أجهزة الإعلام فيصبح من وسائل نشر الدعوة الدينية ما يمكن أن نسميه الإعلام الأدبي علما بأنه في بداية عصور الإسلام رفض النبي أن يطلق علي نفسه شاعراً وما كان شاعرا وما ينبغي له وهذا يعني ببساطة أن للدين منطقه وللأدب منطقه.
قد تختلط علي الناس فكرة الأخلاق والأخلاق في العمل الأدبي، وهذه قضية بعيدة تماماً عن الدين ندخل فيها علوماً فلسفية أخري مثل علم الجمال وعلم الأخلاق وهي علوم قابلة للتطور الإنساني، أي تخضع الفروض وتضع احتمالات تثبيت أو رفض هذه الفروض.
ولو أردنا أن نكتب التاريخ الإسلامي فلا بد أن تنطبق عليه معايير علم التاريخ لكن لو نظرنا الي قصة واإسلاماه فاننا نجد أنها استخدمت موضوعا في التاريخ الإسلامي وليس موضوعا في الدين الإسلامي، ومن هنا يجوز للكاتب أن يضع شخصيات وينشئ بينها علاقات بالمفهوم الأدبي، وهنا يتم الحكم على واإسلاماه كقصة أدبية صالحة أو غير صالحة تستخدم موضوعا إسلاميا كقصة أخري تستخدم موضوعا إنسانيا آخر وهكذا.
إن الدين له شمول معرفي ووجداني في حدود الشريعة أما تناول الوقع اليومي فـ أنتم أعلم بشؤون دنياكم حتي نترك الفرصة للمتخصصين أن يدلوا بدلوهم ويكون لدي الآخرين القدرة علي الفصل بين الدعاية أو التجريس والأدب.
والثاني قول أحمد فؤاد نجم: " لم يكن الأدب في يوم من الأيام عبدا للمعتقدات، ثم ما هي المعتقدات؟ جميعا في رأيي مع الانسان ومع العدالة ومع الحق وكل أدب حقيقي ليس ضد هذه القيم، وأنا عندما عبرت في قصائدي عن أزمة مجتمعي المصري والعربي مجدت هذه القيم، رغم أنني لا أؤمن بهذا المصطلح ولم يتم تصنيفي يوما في معسكر الإسلاميين، وعندما كتبت قصيدة عن خالد الإسلامبولي قاتل السادات كان شعوري أنني أمجد القيمة الإنسانية التي ترفض الظلم والاضطهاد وتدعو للحرية وتستشهد من أجلها، وحكاية ربط الأدب بالدين مثل ربطه بالسياسة لأن كليهما وجه واحد لعملة واحدة، وفي كل الحالات فان الأدب هو الخاسر، ومعركة الوليمة لم ولن تكون آخر المعارك ضد القهر والجهل في آن واحد".
قال عنقود: هل رأيتم أصرح من هذه العلمانية المقيتة، في قولهما؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 05:43 م]ـ
أخي عنقود الزواهر
أما أنا فلا أحارب هذا المصطلح، بل أنا معه تماما، على الرغم من تحليلاتك ولفتاتك الجميلة، فلا بد من المصطلحات، وهذا المصطلح ليس بمقابل أدب رومنسي أو ثوري أو أي اسم آخر، إنه لتمييز نوع ما من الأدب كما تتميز أصناف أي فن من الفنون والآداب .. ولكن الأدب يحتاج إلى عشرات السنين حتى يتخذ اسمه أو صفته، ويحتاج إلى مثلها حتي يتبعه نقد مماثل، والله أعلم.
ـ[جاردينيا]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 05:30 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأفاضل
لا أعرف لماذا نصر على ضرورة وجود نظرية و مصطلحات تتخصص بالأدب الإسلامي ,بتصوري المتواضع أنه لا يتميز عن غيره إلا بمضامينه الفكرية و درجة التزامه بمرجعيته الإسلامية أما بالنسبة للشكل و التقنيات الفنية و الجمالية فهو كغيره من الآداب و كذالك النقد.
فلماذا نصعب القضية على أنفسنا و نسأل ما لونها؟ وما شكلها؟ وما طعمها؟
ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في الطريقة و الكيفية التي يتعامل بها الأدباء
الملتزمين إسلاميا مع النظريات الأدبية و درجة المرونة في هذا التعامل.
فعلى الأديب المسلم أن يحرص بشدة على أن لا يفقد الأثر الجمالي في أدبه وأن
يجهد نفسه في أن يجد الآلية التي يوازن بها بين الفن و الإلتزام و إن حصل و ضاع منه ذلك الأثر الجمالي فعلى الناقد الإسلامي أن يحارب أدبه و يحاسبه بشدة أيضا, لا أن يجامله و يمدحه بحجة تشجيع الأدب الإسلامي.
هذه هي بلية الأدب الإسلامي والنقد الإسلامي ,و ليس النقص في التنظير و المصطلحات.(/)
هل هناك كتباً شرحت قصيدة المساء لخليل مطران؟
ـ[فتى حريملاء]ــــــــ[20 - 04 - 2006, 02:53 م]ـ
:::
أخوتي ..
أبحث عن كتب شرحت قصيدة المساء لخليل مطران .. فأين أجد مثل هذه الكتب وما أسمها إن كنتم تذكرون ..
ولكم جزيل الشكر
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 08:10 م]ـ
سأرفعه .. علّ هناك من يفيدك
ـ[معالي]ــــــــ[19 - 05 - 2006, 05:45 ص]ـ
السلام عليكم
هناك رسالة جامعية لأستاذي أ. د.عبدالله الشوبري أستاذ الأدب الحديث بكلية التربية بمكة، تتحدث عن الطبيعة في شعر خليل مطران.
وقد أشار إلى ذلك في إحدى محاضراته لنا في الكلية، والحقيقة لستُ أدري إن كانت هذه الرسالة قد طبعت أم لا!
مع العلم أنها رسالة ماجستير، والدكتور الآن برتبة أستاذ، مما يرجح أن تكون قد طبعت بإذن الله.
بالتوفيق.(/)
برنامج ملتقى النقد الأدبي: أوراق العمل والأسماء والمواعيد
ـ[الكاتبة]ــــــــ[21 - 04 - 2006, 05:51 م]ـ
ملتقى النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية
(الخطاب النقدي في مراحله المبكرة)
في الفترة من25ـ27/ 3/1427هـ
المقام في مركز الملك فهد الثقافي
برنامج
يوم الأحد 25/ 3
الافتتاح وحفل العشاء في تمام الساعة 9 مساء
يوم الاثنين 26/ 3
الجلسة الأولى من 10 ـ 11.30صباحا.
الباحثان: د. حمد السويلم "معالم المنهج التاريخي عند النقاد السعوديين"،و أ. سحمي الهاجري " النقاد وروايات الرواد "
مدير الجلسة:د. محمد الهرفي.
الجلسة الثانية من 12.30 ــ 2 ظ
الباحثان: د. صابر عبدالدايم "قراءة في معالم الخطاب النقدي للدكتور محمد بن سعد بن حسين: الأدب الحديث في نجد أنموذجا "، و أ.حسين بافقيه " شعراء نجد المعاصرون: مولد النخب الأدبية الحديثة في نجد".
مدير الجلسة: د. صالح الزهراني.
الجلسة الثالثة من 6.45 ـ 8 مساء
الباحثان: د. صالح الغامدي " مراجعات الكتب في الخطاب النقدي السعودي: المرصاد أنموذجا " ود. عبد الرحمن المحسني " أزمة المشروع النقدي السعودي
المرصاد أنموذجا ". مدير الجلسة:د. منصور الحازمي.
الجلسة الرابعة من 8.30 ـ 10.30 مساء
ندوة بعنوان " النقد الأدبي: قضايا وإشكالات " يشارك فيها: د. حسن الهويمل، ود. محمد الشنطي، وأ. سعيد السريحي. يديرها: د. ناصر الرشيد.
يوم الثلاثاء 27/ 3
الجلسة الخامسة من 10 ـ11.30 صباحا
الباحثان: د. خليل أبوذياب "عبدالله عبد الجبار وكتابه التيارات الأدبية الحديثة "، ود. إبراهيم المطوع "المشروع النقدي في المجلات السعودية: مجلة الإشعاع أنموذجا".
مدير الجلسة:د. عبدالله الحيدري.
الجلسة السادسة من 12.30 ـ 2 ظ
د. لمياء باعشن: الاستيراد النقدي وافتقاد النمط الافتراضي "، ود. سعد البازعي: تعقيب نقدي. مدير الجلسة: د. عزت خطاب.
الجلسة السابعة من 6.45 ـ 8 مساء
الباحثان: د. سلطان القحطاني " الخطاب النقدي والمؤثرات العربية والأجنبية "، ود. حسين المناصرة " بدايات النقد السردي بين النص المكتوب والنص المنظور"
مدير الجلسة: د. عبدالله المعطاني.
الجلسة الختامية من 9 ـ10 مساء
نتائج وتطلعات: د. محمد الربيّع
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 04 - 2006, 09:28 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أختي الكريمة، ولا زلتُ أطمع في تغطية لهذا الملتقى:)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 03:41 ص]ـ
شكرا لك عزيزتي ..
صدقت الغالية معالي .. فنحن بحاجة لتقرير ..
إذ غبت عنه لظروف خارجة عن إرادتي ..
ننتظرك (;
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 03:41 ص]ـ
شكرا لك عزيزتي ..
صدقت الغالية معالي .. فنحن بحاجة لتقرير ..
إذ غبت عنه لظروف خارجة عن إرادتي ..
ننتظرك (;
ـ[الكاتبة]ــــــــ[27 - 04 - 2006, 06:18 ص]ـ
الأختان معالي ووضحاء ... أعتذر عن التأخر في الرد كوني مشغولة بالملتقى .. وحقيقة الملتقى أكثر من رائع .. إلا أن المشكلة تكمن في ضعف الحضور النسائي وحتى الرجالي لكن النساء أقل بكثير ..
في الأيام القادمة سأحاول تقديم قراءة للملتقى ..
تحياتي(/)
هل لي بناقدٍ لهذه الأسطر؟؟؟
ـ[الدُرّة]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 12:18 ص]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
هذه مقالة أدبية .. أطمع لمن يساعدني في نقدها من ناحية الفكرة وكيف دلل الكاتب عليها, وطريقة تقسيم المقال, وأسلوب الكاتب .. وأريد الحصول على أكثر من رأي على ذلك ..
أرجو الرد بأسرع وقت ..
شاكرةً لكم تعاونكم ..
ودمتم بخير
نظرات في اللغة والأدب
قبل نحو ربع قرن من الزمان, دعا عبدالعزيز فهمي –غفر الله له- إلى أن نكتب لغتنا العربية بالحروف اللاتينية ... خروجاً - كما زعم- من مشكلات الإعجام وحروف العلة والإعراب.
وأيّده في دعوته كثيرٌ من الكتاب العرب .. ناسين جميعهم أو متناسين أنّ هذه الدعوة المنكرة لو تحققت لأخرحت العرب والمسلمين من كل مواريثهم الإسلامية والعربية, .. ولأخرجتهم من تاريخهم وثقافاتهم وتعاليم دينهم, إذ لايُعقل إمكان نقل جميع هذه المواريث الضخمة والكنوز الثمينة من الحرف العربي إلى الحرف اللاتيني في قرنٍ كامل أو أكثر من قرن.
ثم لايُعقل - بعد ذلك - سهولة فهمها وإدراكها على الأمة العربية وعلى المسلمين جميعاً شباباً وشيوخاً وطلاباً وطالبات.
وتبع هذه الدعوة المنكر إلى استبدال الحرف اللاتيني بالحرف العربي- دعوة أخرى وجهتها مجلة (الرسالة الجديدة) سنة 1375هـ 1955م تدعو فيها إلى صرف الممنوع من الصرف, وإلغاء واو الجماعة من النحو العربي.
واقترح د. طه حسين – غفر الله له- في الفترة نفسها أن يُكتب الإملاء العربي كما يُنطق, فكلمة (طه) مثلاً تُكتبُ (طاها) و (فتى) تُكتب (فتا) و (إله) تُكتب (إلاه) وهكذا.
وأنا لا أدري لم يشغل هؤلاء الأدباء والمفكرون بالهم بالتوافه دون العظائم من شؤون اللغة والأدب والثقافة العامة؟
ألم يبقَ من إصلاح هذه الشؤون إلا أن نحرف اللغة العربية, ونخرجها من شخصيتها .. ونُبْدلها باستقلالها احتلالاً .. وبإعجازها وامتيازها اختلاطاً وفوضى ... ؟!
إن الذين يدخلون في العروبة تعلماً للغتها وثقافتها, ويدخلون في الإسلام تديناً بعقيدته وشريعته: لايُعجزهم شيءٌ من "نحو" العربية و"صرفها" وبلاغتها وإملائها .. كما لايعيهم شيءٌ من فقه الإسلام وأصول كتابه, وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم.
والذين لا يريدون أن يدخلوهما- العروبة والإسلام – لايفقهون منهما شيئاً ولو بسطت علومهما كل البسط, ويسرت قواعدهما كل التيسير.
وأكبر دليلٍ على مانقول وأقربه .. المستشرقون عندما أرادوا فقه الإسلام وفقه العربية اجتهدوا فيهما, ونجحوا في دراستهما وفهمهما نجاحاً لم ينله كثير من أبناء العروبة والإسلام أنفسهم.
أما مسألة اقتراح د. طه حسين حول (الإملاء العربي) فليست اللغة العربية بدَعاً في إملائها بين اللغات الأوروبية الحية, ففي اللغة الفرنسية –وإن كنت لا أعرفها- حروف لا تنطق أي ان كلماتها تُنطق على خلاف ماتُكتب.
أمّا اللغة الإنجلينزية –وقد تعلمتها أثناء دراستي الأولى – فمليئةُ بالأمثلة على أن إملاءها شبيهٌ بإملاء عربيتنا بل هو أعسر منها.
ولنأخذ مثلاً كلمة ( knife) بمعنى سكين .. تنطق (نايف) بدون الكاف المرسومة في أولها, وكلمة ( write) بمعنى يكتب تنطق (رايت) بدون الواو في أولها, وكذلك كلمة ( right) بمعنى حق وصواب, تُنطق رايت كسابقتها, بدون الجيم التي في وسطها , مع اختلاف المعنى بين الكلمتين, وقد يُقصد بالأخيرة (يمين) في مقابل (شمال) .. ( left)
وهنا الحرف ( A) وهو كالألف في العربية, يعمل أحياناً عمل (الواو) في أمثال كلمة ( walk) بمعنى يمشي, مع عدم النطق باللام .. ومثلها ( wall) و ( tall) تُنطقان مضمومتين.
ولو ذهبت أستقصي الشواذ في إملاء اللغة الإنجلينزية لاحتاج إيرادها مقالاً طوّلاً مُفصّلاً ..
وبخاصّةٍ شذوذها في الإملاء في حروف العلّة التي هي مناط اقتراح د. طه حسن بالنسبة للغة العرية.
وبعد .. كان الأمم –من غيرنا- يعضون بنواجذهم على تقاليد للغتهم وثقافتهم وأخلاقهم ويفخرون بهذا الحفاظ على تلك التقاليد.
فما بالنا نحن العرب-بل نحن المسلمون عامةً- نتفلّت من عقل تقاليدنا التي تفوق تقاليد الغربيين بحكمتها وكرامتها وقوتها .. كأنّما هي (عيب) و (عيار) وكأنّما نحن بدع بين الأمم التي تفخر بكيانها الممتاز وشخصيتها المستقلة.
ألا إنّهم يكيدون للإسلام والعروبة كيداً-وهم يشعرون أو لايشعرون- ولكن الله سبحانه الذي أنزل القرآن وضمن حفظه من التبديل والتحريف, سيحفظ لغته من المكائد والدسائس والمؤامرات.
ـ[الدُرّة]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 11:11 م]ـ
ليه محد رد علي: (
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 04 - 2006, 08:58 ص]ـ
ليه محد رد علي: (
السلام عليكم
أختي الفاضلة سلمك الله
وبلغك سؤلك بإذنٍ منه جل وعز.
لا تأسي، فلن تعدمي الخير من أساتذتنا بارك الله فيهم، ولكن لعله قد فاتك _سلمك الله_ أن من قوانين المنتدى التزام الفصحى ونبذ العامية، فالزمي ذلك رعاك الله وفاءً بالميثاق الذي كان بينك وبين إدارة الموقع.
شيءٌ آخر:
لعلك أختي الفاضلة تُبدين ما وصلتِ إليه مما يدعو الأساتذة إلى النظر فيه ونقده وتوجيهك نحو الأفضل بمشيئة الله.
وفقك الله لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدُرّة]ــــــــ[29 - 04 - 2006, 03:00 م]ـ
وعليكم السلام ..
أنا معك أختي الفاضلة في ذلك .. وأقدم لك اعتذاري ..
ولكنني حقاً أريد أحداً متخصصاً يساعدني في نقد هذا المقال بصورة أدبية ..
أنا لا أريد تصحيحاً للمقال بل أريد التعليق عليه كما هو من كل النواحي ..
كالنقد التفصيلي الذي يذكر في الكتب الأدبية عند شرح أي نص أدبي ..
يعني نوع اسلوب الكاتب .. طريقة عرضه للفكرة .. بم تميز أسلوبه؟
هل النص جيد أم رديء مع ذكر الأسباب
أرجو ألا تتأخروا في إجابة طلبي ..
وشكراً
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[29 - 04 - 2006, 05:16 م]ـ
وعليكم السلام ..
ولكنني حقاً أريد أحداً متخصصاً يساعدني في نقد هذا المقال بصورة أدبية ..
أنا لا أريد تصحيحاً للمقال بل أريد التعليق عليه كما هو من كل النواحي ..
كالنقد التفصيلي الذي يذكر في الكتب الأدبية عند شرح أي نص أدبي ..
يعني نوع اسلوب الكاتب .. طريقة عرضه للفكرة .. بم تميز أسلوبه؟ هل النص جيد أم رديء مع ذكر الأسباب.أرجو ألا تتأخروا في إجابة طلبي ..
وشكراً
تحية وبعد .. ولكن هذا النص ليس نصا أدبيا، إنه دراسة فكرية ثقافية عامة ..
أنا أوافقك تماما على ما طرحت من أفكار، وقد سبقني وسبقك إليها عشرات الكتّاب والمفكرين والنقاد، خلال القرن المنصرم، حتى أطلقوا على هذه الدعوات اسم (الدعوات المشبوهة أو الدعوات الهدامة) والمستشرقون أنفسهم هم أساس البلاء .. والموضوع يطول شرحه ..
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 06:21 ص]ـ
للفائدة:
من أجمل ما قرأت في موضوع عبد العزيز فهمي مقال محمود شاكر المنشور ضمن مقالاته (1/ 258 - 264)، فقد ناقش عبد العزيز فهمي نقاشا علميا، بدأه بقوله: " وعبد العزيز فهمي رجل كنا نعرفه بالجد والحرص والفقه وطول الباع في القانون، وكنا نظنه رجلا محكم العقل في جميع نواحيه ... ، فلما قال ما قال عن الحروف العربية في المجمع ونشرت الصحف قوله ورأيه قلنا: عسى أن يستفيق الرجل ويعود إلى سالف ما عهد فيه من الحكمة والمنطق .... ". ثم أرسل قلمه السيال في نقد المذكور.
ـ[الهمام100]ــــــــ[28 - 06 - 2006, 02:46 م]ـ
تحية لك يا درة، وبعد،،
بداية، كان الأولى بك أن توضحي إذا كانت المقالة لك، أم لغيرك، حتى يتمكن القارئ من التحليل وتوجيه النقد بشكل صائب .. على كل سأكتب لك ملاحظاتي بناء على ما فهمته من مقالتك ..
الدارس للمقالة، لا يكاد يجد عنواناً لها، والعنوان مفتاح النص، ومن خلاله يمكن الموازنة بين الأفكار وتسلسلها في السرد وذاك العنوان وطبيعة العلاقة بين الاثنين، أهي قوية؟ أم ضعيفة؟
الفكرة التي يعالجها كاتب المقالة بعمومها جيدة،في مضمونها، ناقصة في المحاور التي نوقشت من خلالها، ففي الأسطر الأولى سار الكاتب سيراً واضحاً ثم دخل من باب واسع دون أن يقفل نوافذه جيداً في البحث والنقاش، أقصد كان على الكاتب أن يقتبس أشياء مما قاله فهمي وطه حسين ... ويوثق تلك الاقتباسات لتكون الأمور واضحة للقارئ، كان بوسعه أن يحدد الإشكال ويشبعه بحثاً، لكنه عرض الإشكال ثم ردّ عليه من ثقافته فقط، ولم يشرك أحداً من المثقفين في دعم حجته وتقوية أدلته على الرغم من أنهم كثر، ومن هنا عقّب أخي على المقالة أنها ليست مبتكرة وأن الذين بحثوا فيها كثير ..
كان بوسع الباحث أن يأتي على ما قيل حول تلك الأفكار ويناقشها بموضوعية ثم يدلي برأيه ويدافع عنه ليقنع القارئ ... باختصار أقول إن المقالة تفتقد إلى التسلسل في عرض الأفكار ومناقشتها بشكل وافٍ، وتحتاج إلى أدلة وبراهين -مع أو ضد - حتى تكون أكثر عمقاً، على الرغم مما اشتملت عليه من لفتات جميلة مضيئة كما رأينا في التمثيل على اللغة الأنجليزية .. لذا أنصحك بأن تقرأي ما تكتبي وتدققي كثيراً وحياك الله ... لأنني أحب المقالات والأبحاث والنقد وأكتب في الصحف المحلية كثيراً
مع تمنياتي بالتوفيق .. وإلى الأمام ...
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 12:54 ص]ـ
إخوتي الكرام 000 السلام عليكم
لا أطيل هنا في سرد لا يليق 00 وأعني به الذائقة المقترحة على تجليات المقال المطروح للنقاش 00 سأختصر إذن!!
المقال، نوع من الخطابات السردية التي تعتمد الإيجاز والتلخيص، لذا يغتفر لكاتب المقال عدم الخوض والإطناب في محاور الأفكار المطروحة، هذا أولا، وثانيا، أسلوب المقال هادىء لا تغلفة الإنفعالية التي تخرج كثيرا من كتاب المقال إلى ثرثرة صارخة مجانية تقود إلى بذاءات اللفظ!!
لذا أشيد بهدوء الكاتب ورزانته في احتواء الفكرة وتضمينها في ثنايا نص جميل كهذا!!
وثالثا 00 من ناحية التبوء لمناصرة العربية والوقوف أمام لوثات الحداثة وصرعات التغيير والتجديد كما يحلو لبعض المثقفين أن يتشدقوا بألفاظ رنانة تشعرك بالتعالي من طرفهم وتكرس لنظرية التخلف - في اعقادهم - للأخر، وأعني به المتلقي العربي!!! - غفر الله لهم - كم أساؤوا للغة القرآن بدعوى التجديد وفي أيديهم معاول الهدم برؤية التقدم والإنفتاح!!!
لن أواصل السرد كما قلت سلفا، لأنني وببساطة شديدة لو تركت لنفسي العنان لسارت في هذيان الواقع وراحت تنتقد الكثير من الأعلام في واقعنا المعاصر
ولكنني سأترك لكم في هذا الرابط نموذجا لؤلئك الذين يحاولون السير في خطى الهدم بدعوى التجديد: http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=13168
وإليك أختي الدرة سلام حار كتلك الحرارة الهادفة والهادئة أيضا والتي غلفت المقال عنوان النقاش 0
أخوكم: مغربي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 12:33 ص]ـ
أيها الأخوة و الأخوات هذا الكلام (يوناني ... فلا يُقرأ)
هذا ما أستطيع طرحه الآن
ـ[نورس بلا مجثم]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 01:03 ص]ـ
أرجو أن اجد صدرا رحبا لما سأطرحه هنا حول المقال المراد نقده ضمن محاولة متواضعه و سريعة و سطحية لأن الموضوع المتناول بحاجة الى افراد مساحات واسعة لتناوله و العرض له: العنوان يدل على ضعف الكاتب و حداثة التجربة الابداعية. بالنسبة للفكرة: لو انها اتسمت بالطرح الانساني الشمولي ستكون أكثر تأثيرا في الاخر و خصوصا في ظل حظور الأزمة الانسانية التي بات يعايشها سكان المعمورة. لتكون مفتاح المقال و من ثم اتخاذها نقطة انطلاق للتعرض لفكرة استبدال الحرف العربي.
فالحرف يشكل عقيدة و ثقافة و وطن و أمة في الان نفسه. و ليس مجرد حالة نحوية. فقد تناول المقال المستوى الضيق للتغيير و هو المستوى النحوي و تجاهل العرض لمستوى الرؤية و الأبعاد العميقة لهذه المطالبة. فتبعنا الفرع و تركنا الأصل.
أما من ناحية تدليل الكاتب على الفكرة التي تضمنها المقال: فقد كان الأجدى الابتعاد عن المفردات ذات الدلالة السلبية و الأثر التنفيري في الخطاب و الابتعاد عن تقمص دور القاضي و تحكيم النص من قبل الكاتب و اجهاض عملية الفعل الابداعي قبل ولادته، لا يتم توظيف مفردة الأنا "أنا" للكاتب مهما كانت الحالة الانفعالية له ضمن الفعل الابداعي. فالمقال تعود ملكيته للمتلقي و ليس لكاتبه. و من هذه المفردات و العبارات ما أورده تاليا: " ... خروجاً - كما زعم| ناسين جميعهم أو متناسين| هذه الدعوة المنكرة | إذ لايُعقل| ثم لايُعقل| وأنا لا أدري لم يشغل هؤلاء الأدباء والمفكرون بالهم بالتوافه دون العظائم| ألم يبقَ من إصلاح هذه الشؤون إلا أن نحرف اللغة العربية| إن الذين يدخلون في العروبة تعلماً للغتها وثقافتها, ويدخلون في الإسلام تديناً بعقيدته وشريعته: لايُعجزهم شيءٌ من "نحو" العربية و"صرفها" وبلاغتها وإملائها .. كما لايعيهم شيءٌ من فقه الإسلام وأصول كتابه, وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم. والذين لا يريدون أن يدخلوهما- العروبة والإسلام – لايفقهون منهما شيئاً ولو بسطت علومهما كل البسط, ويسرت قواعدهما كل التيسير. فما بالنا نحن العرب-بل نحن المسلمون عامةً- نتفلّت من عقل تقاليدنا التي تفوق تقاليد الغربيين بحكمتها وكرامتها وقوتها .. كأنّما هي (عيب) و (عيار) وكأنّما نحن بدع بين الأمم التي تفخر بكيانها الممتاز وشخصيتها المستقلة".
لا نستطيع مخاطبة الاخر و التواصل معه بهذا المستوى من الخطاب المشحون. فيصلح هذا المقال فقط لخطاب الذات و الشريك من نفس المعتقد و الثقافة. فيقع في حبائل جدران و زوايا غرفة الطرح الضيق و عدم التمكن من التحليق و بلوغ شمولية الخطاب في وقت نكون فيه أمس الحاجة الى عالمية الخطاب. فلا تعدو الأفكار المطروحة سوى أفكار متبناة و بشكل مسبق من قبل الكاتب، و هنا يقع الكاتب في خطأ جسيم و هو الانغماس في تطبيق نظرية "سلطوية الكاتب القصرية" و توجيهه لاراء المتلقي و محاولة لبناء و نسج المعتقد لدى القارئ.
النقد نظرية و ليس مجرد رأي. و يجب على الكاتب أن يتنحى و يتجرد بشكل كامل من جميع النظريات و الاراء و الطروحات و أن يبتعد عن تغذية المتلقي للرسالة التي يريد بثها عبر أثير الخطاب. و اقتبس أيضا "ألا إنّهم يكيدون للإسلام والعروبة كيداً-وهم يشعرون أو لايشعرون- ولكن الله سبحانه الذي أنزل القرآن وضمن حفظه من التبديل والتحريف, سيحفظ لغته من المكائد والدسائس والمؤامرات".
لا يخفى على أحد هذه الحرب المشينة و الظالمة التي يتعرض لها الاسلام و المسلمين في عصر الحداثة و مسننات ماكينة ما بعد الحداثة. ولكن، ماجدوى طرح الخطاب لمن ييقن جيدا فحواه. الأجدى الانتقال الى مساحات الحوار و الاقناع لتحقيق التواصل و لا اقول الاتصال مع الطرف الاخر. يستطيع المتلقي ملاحظة أن هذا المقال كتب ليعلن عن رأي الكاتب و رؤيته و بشكل علني و صريح مما يحذو بالقاريء الابتعاد و لو على مستوى ما من المستويات عن المشاركة الفاعلة ضمن عملية التلقي و التفاعل، فالقاريء الذكي ما انفك يبحث عن النص الذي يؤمن به حد تقمصه له ليسكنه، فلا يعدو القاريء سوى الكاتب لمفردات المقال أو العمل الابداعي الناجح.
(يُتْبَعُ)
(/)
و لبلوغ هذه الغاية المرجوة، يتوجب على الكاتب مزاولة فعل الاسقاط بزوايا موضوعية و محايدة تماما مع توظيف فن الفعل الابداعي و التي تمنح المتلقي الفرصة الحقيقية لمحاولة نسج الرؤية للمقال و وصول جميع الأطراف الى نقاط الالتقاء. لمزيد من الايضاح: في ظل ابتعاد الشباب العرب عن التمسك بقيمنا الاسلامية الحميدة وفي ظل هذا الحظور الطاغي لقوى الشر و الظلام و سقوط الحكام العرب في مأزق التمسك بالحكم و حماية كراسيهم الزائلة و التوجهات الدولية لشن و اطلاق ما اصطلح على تسميته ب"الحرب على الارهاب"، نجد أن هذا المقال يجب توجيهه الى جهات عدة.
و عليه، لا بد من الحوار لاقناع الاخر بوجهات النظر و الاتفاق. و لكي يتحقق ذلك لا بد من طرح الموضوع من وجهة نظر الاخر المعارض و المشحون ضد اللغة العربية و الاسلام و القومية و غيرها التي باتت تهمة في يومنا هذا. اذا، هل يصلح تغيير الحرف العربي الى حرف لاتيني؟ و هل تصهر حضارات الأمم و تقاليد و اعراق و قيم شعوبها؟ و هل المطالبة بهذا التغير هي من باب ايجاد لغة سهلة الفهم على المستوى النحوي أم هي محاولة لتغيير الرؤية و المفهوم و المعتقد و التراث الانساني ايضا؟ أوليس لنا الحق كأي أمة أخرى بالاحتفاظ بهويتنا الاسلامية؟ و هل تتوافق لغة الأساطير وملاحم الالهة و العلوم الأفلاطونية و الارسطية مع معتقداتنا؟ و هل يمكن بأي حال من الأحوال تغيير الحرف العربي و الابقاء على الموروث و المحمول للغة الضاد و الأخذ باللغة الاتينية فقط و تجريدها من محمولها الفكري و المعتقدي؟ و غيره الكثير من الأسئلة التي يمكن ايرادها هنا!
تطرح الأسئلة و هنا يجئ دور المتلقي للاجابة و التمعن. اغرس بذار الرؤية في النص و دعه مشرعا على مصراعيه و ستجد قبولا من الاخر و ايمانا منه بقضاياك. أو على الاقل فتح باب الحوار لتجد لك مؤيديين ضمن المعسكر الغربي و الشرقي أيضا على حد سواء.
و لكم جزيل الشكر،
نورس بلا مجثم ... انهكه التجوال المتوحد الحزين .... و أتعبه الطيران
meyouandearth2006***********(/)
الرجاء لكل ناقد يقرأ الموضوع الدخوووول وبسرعة
ـ[اميرة]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 09:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بين يدي قصيدة أود أن يشاركني احد في نقد أبياتها نقداً بسيطا من حيث ((مشاعر واسلوب الشاعر, والصور الفنية ,والاستعارات , والتشبيه ,والايقاع الموسيقي والطباق ,والمقابلة, والسجع, والتكرار ,وماذا يعاب عليه في شعره ... ))
واتمنى ان يكون النقد اليوم لأنه امر مستعجل للغاية ....
والشكر الجزيل لمن خطت يده في نقد هذه الأبيات
تقول ابيات القصيدة:
أين الضجيج العذب والشغب أين التدارس شابه اللعب؟!
أين الطفولة في توقدها أين الدمى في الارض, والكتب؟
أين التشاكس دونما غرض أين التشاكي ماله سبب؟!
أين التباكي والتضاحك في وقت معا, والحزن والطرب؟
أين التسابق في مجاورتي شغفا, أذا أكلوا وإن شربوا؟
يتزاحمون على مجالستي والقرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوق فطرتهم نحوي, إذا رغبوا, وإن رهبوا
فنشيدهم (بابا) إذا فرحوا ووعيدهم (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم (بابا) إذا ابتعدوا ونجيبهم (بابا) إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملء منزلنا واليوم .. ويح اليوم .. قد ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت أثقاله في الدار إذ غربوا ..
إغفاءه المحموم, هدأتها فيها يشع الهم والتعب
* * *
ذهبوا .. أجل ذهبوا ,ومسكنهم في القلب ماشطوا وما اقتربوا! ..
إني أراهم أينما التفتت نفسي, وقد سكنوا, وقدوثبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم في الدار, ليس ينالهم نصب
وبريق اعينهم إذا ظفروا ودموع حرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهم أثر وبكل زاوية لهم صخب
في النافذات .. زجاجها حطموا في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب .. قد كسروا مزالجه في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا في فضلة الماء الذي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهت عيني, كأسراب ابقطا سربوا
بالأمس في (قرنايل) نزلوا واليوم قد ضمتهم (حلب)
* * *
دمعي الذي كتمته جلدا لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا من أضلعي قلبا بهم يجب
الفيتني كالطفل عاطفة فإذا به كالغيث ينسكب
قد يعجب العذال من رجل يبكي, ولم أبك فالعجب
هيهات ما كل البكا خور إني ــ وبي عزم الرجال ــ أب! ..
ودعاءي بالتوفيق لمن اسهم في نقد ابياتي
ـ[اميرة]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 02:29 م]ـ
اريد نقدكم لأبياتي؟؟؟!
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 06:15 م]ـ
الأخت أميرة:
أنت تريدين نقدا شاملا لقصيدة تتجاوز أبياتها ال25 بيتا في يوم واحد!! هل يعقل هذا؟ إذا كان هناك متسع من الوقت ربما أساعدك.
ـ[اميرة]ــــــــ[28 - 04 - 2006, 06:23 م]ـ
انا مضطرة جدا للاستعجال لانه ليس بوسعي التأخير
ولكن لابأس إذا استطعت أن تحللها على أجزاء
((وانا آسفه جدا لوكنت ثقلت عليك ولكن لك مني دعوواتي بالتوفيق))
ـ[اميرة]ــــــــ[29 - 04 - 2006, 11:36 م]ـ
اين انتم من نقد القصيدة ((ارجوكم بادروا بنقدها))
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 01:33 م]ـ
حسنا يا أخت أميرة إليك نقد القصيدة من أولها حتى البيت الثالث عشر:
بداية إن جرس القصيدة الحزين وحرف الباء التعب المأزوم وفجيعة فقد الأبناء، وصدق العاطفة، شكلت بمجملها سيمفونية متناسقة تجعل المستمع يلج إلى عالم الشاعر من بابه الواسع، فالشاعر بدأ قصيدته بالاستفهام كي يهيئ السامع لما سيأتي من كلمات مفعمة بالوجع، وهو ضرب من ضروب البلاغة، خاصة وأن مطلع القصيدة هو مفتاحها، وهو الذي يهيئ المتلقي لما سيأتي من كلام، وبما أن موضوع القصيدة يتعلق بفقدان الشاعر أبناءه، فقد كان لزاما عليه أن يرفع درجة تأهب المتلقي إلى الدرجة القصوى، لذلك لم يكتف بالاستفهام بالبيت الأول، بل أتبعه بعدة أسئلة من النوع التقريري حتى البيت الخامس، ولم يكن ينتظر جوابا من أحد، فهو يعرف الجواب، ولكنه يسترجع من خلال تلك الأسئلة ذكرياته مع أبنائه، ويلتقط كمصور محترف حركاتهم وسكناتهم التي كانت تملأ عليه حياته:
أين الضجيج العذب والشغب أين التدارس شابه اللعب؟!
أين الطفولة في توقدها أين الدمى في الارض, والكتب؟
أين التشاكس دونما غرض أين التشاكي ماله سبب؟!
أين التباكي والتضاحك في وقت معا, والحزن والطرب؟
أين التسابق في مجاورتي شغفا, أذا أكلوا وإن شربوا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكي يستكمل الشاعر غرضه فقد ضمن أبياته عدة مقابلات مثل: التضاحك والتباكي، الحزن والطرب، كي يدلل على أن من فقدهم كانوا كل شيء في حياته، وهذا الأسلوب- اللعب على المتناقضات- من الأساليب التي تترك أثرا في نفس السامع وتجعله يعمل تفكيره في مضمون الرسالة التي أراد الشاعر توجيهها، وشيء آخر هو أن الشاعر رغم تكرار الأسئلة وإلحاحها إلا أنه يشعر المتلقي أنها أسئلة تأتي في سياقها الطبيعي دونما تكلف، فهو يعبر من خلالها عن حركة أطفاله، والطفل- كما هو معروف- لا يوجد اتساق لحركته، فهو يتحرك كيفما اتفق، ومن هنا جاءت أسئلة الشاعر بما ضمنها من صور شعرية متناغمة مع تلك الحركة ومعبرة عنها، وأبلغ دليل على ذلك عبارة (الضجيج العذب) التي استهل الشاعر قصيدته بالسؤال عنه، فهو قد رسم صورة مغايرة للضجيج المعروف عنه أنه مزعج، ولكنه في عالم الشاعر يتصف بالعذوبة، وهي صورة حقيقية، تجسد إحساس كل أب يجد في حركة أطفاله متعة ما بعدها متعة.
بعد ذلك انتقل الشاعر لمرحلة أخرى بعد أن نجح باستفزاز المتلقي وإثارة شجونه وحبس أنفاسه، وهي مرحلة الولوج إلى عالم الشاعر التي كانت أمرا لا بد منه كي يعيش المتلقي مع الشاعر محنته:
يتزاحمون على مجالستي والقرب مني حيثما انقلبوا
يتوجهون بسوق فطرتهم نحوي, إذا رغبوا, وإن رهبوا
فنشيدهم (بابا) إذا فرحوا ووعيدهم (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم (بابا) إذا ابتعدوا ونجيبهم (بابا) إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملء منزلنا واليوم .. ويح اليوم .. قد ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت أثقاله في الدار إذ غربوا ..
إغفاءه المحموم, هدأتها فيها يشع الهم والتعب
وفي هذه المرحلة كما نرى كرر الشاعر كلمة (بابا) أربع مرات، وهو تكرار خدم الهدف الذي أراده، إذ إنه أشعرنا بمدى المصيبة التي حلت به، وأثار فينا مشاعر الأبوة والحنو، وهي المشاعر التي تسيطر على الشاعر لدرجة أن الحنين إلى سماع تلك الكلمة التي ألفها من أطفاله (بابا) جعله يكررها وكأن صداها مازال يرن في أذنه، بدليل أنه مازال غير مصدق أنهم رحلوا عنه وأن كل ما في الأمر أنه أصيب بحمى أفقدته وعيه وسوف يعود بعد الاستفاقة منها لضمهم إلى صدره.
وبما أن الموضوع يتصل بقضية إنسانية وجدانية، فقد نقل الشاعر (بكاميراه) المكلومة صورا تعبر عن حركة الأطفال أيما تعبير مثل: الهتاف والتزاحم والنشيد وهي صور تلتصق بالطفولة أيما التصاق، كيف لا وهي سمة أصيلة من سماتها، وذلك يجعل من إحساسنا بفجيعة الشاعر أكثر عمقا وأبلغ أثرا. [/ SIZE][/FONT][/SIZE](/)
(في الأساليب)
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 02:38 ص]ـ
السلام عليكم ... أخواني الاعزاء ......
لا أخفيكم سراً ما احتاج إليه من دراسة نص أسلوبي من قصيدة من أشعار العرب أو سورة من سور القرآن القصيرة مثل الإخلاص أو الرحمن أو غيرها من سور القرآن ...... :)
ولكم مني جزيل الشكر والعرفان ......
أخوكم /
ابو إبراهيم ,,,,
ـ[معالي]ــــــــ[30 - 04 - 2006, 08:39 ص]ـ
السلام عليكم
حياك الله أستاذ أبا إبراهيم
تحديدُ مطلبك بدقة أحرى لتجاوب المنتدين الكرام معك لتحقيق غايتك.
وعليه، هل تريد نصًا صالحًا لتطبيق الدراسة الأسلوبية عليه؟ أم تريد دراسة ً أسلوبية لنص ٍ ما للاطلاع عليها؟
لو أوضحت أخي الكريم سلمك الله.
بالتوفيق.
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 08:13 م]ـ
بارك الله فيك إختي معالي ....
أنا آسف على الغموض في السؤال ... وكل الذي اريده هو دراسةً اسلوبية لنص ما سواء كان من القرآن أم من أشعار العرب ....
شاكرلكِ على حسن تجاوبك ....
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 10:04 م]ـ
هناك كتاب للدكتور فايز قرعان موسوم بـ (دراسات أسلوبية في النص القرآني)، ستجد فيه إضاءات لطريقك ..
كما أن كتاب (أدوات النص-دراسة) لمحمد تحريشي فيه تحليل أسلوبي يسير لبعض النصوص النثرية؛ مع العلم أن الكتاب موجود ضمن كتب اتحاد كتاب العرب في موقعهم على الشبكة ..
وفقك الله ..
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 01:51 ص]ـ
الأخت / معالي .... وضحاء
أشكركم جزيل الشكر على تجاوبك،،،،،،
والكتاب الأول مفيد إلى أبعد من الحدود المطلوبه أخت وضحاء بل أنني أحترت بين النماذج فيه،،،،
ولكِ وافر الشكر والعرفاااان ....
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 04:03 م]ـ
حياك الله أخي ..
وإن شئت استزادة فنحن هنا.
ـ[مخاوي الليل]ــــــــ[15 - 12 - 2006, 06:46 م]ـ
أريد كيفية النقد الآن
وشكرا
ـ[بندر]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 03:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته ممكن مساعده عندي بحث في النقد الادبي وابي دراسه اسلوبيه لي نص ادبي
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 04:30 م]ـ
شكراً على مرور الإخوة لهذه الصفحه .....
لعلني أفيدك أخ بندر في هذا:
منقول /
استقبال القمر
إبراهيم ناجي
أقبل بموكبك الأغرّ ... ما أظمأ الأبصار لك!
العين بعدك يا قمر ... عمياء! والدنيا حلك!
تمضي وراء سحابةٍ ... تحنو عليك وتلثمك!
وأنا رهين كآبةٍ ... بخواطري أتوهمك!
كن حيث شئت فما أنا ... إلا معنىً بالمحال
أغدو لقدسك بالمنى ... وأزور عرشك بالخيال
وأقول صبراً كلما ... عزّ الفكاك على الأسير
روحي وروحك ربما ... طابا عناقاً في الأثير
مهما تسامى موضعك ... وعلا مكانك في الوجود
فأنا خيالك أتبعك ... ظمآن أرشف ما تجود
قمر الأماني يا قمر ... إني بهم مسقمِ
أنت الشفاء المدَّخر ... فاسكب ضياءك في دمي
أفرغ خلودك في الشباب ... واخلع على قلبي الصفاء
أسفاً لعمر كالحبابِ ... والكأس فائضة شقاء
خذني إليك ونجِّني ... مما أعاني في الثرى
قدحي ترنِّق اسقني ... قدح الشعاع مطهرا
واهاً لأحلام طوال ... وأنا وأنت بمعزلِ
نعلو على قمم الجبال ... ونرى العوالم من علِ
يحلل شكري عيّاد هذه القصيدة فيقول:
(يوحي عنوان هذه القصيدة بنوع من التفاؤل أو الفرح، فالاستقبال يكون لضيف عزيز نسعد بقدومه، أو لشخص عظيم نحتفل بلقائه، والوزن القصير المرن (مجزوء الكامل الذي تتعادل فيه المقاطع القصيرة والمتوسطة الطول) يزيد القصيدة إشراقاًَ.
ومناجاة القمر تستمر مع الشاعر من أول القصيدة إلى آخرها.
ولعلنا وقد استرعى نظرنا امتداد الحوار بين الشاعر والقمر على طول القصيدة، نجد من الأوفق أن نبدأ تحليلنا الأسلوبي لها بملاحظة طريقة خطاب الشاعر للقمر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والسمة المميزة لخطاب القمر هنا هي كثرة أفعال الأمر التي يراد بها الدعاء أو الرجاء أو التمني، وفعل الأمر هنا يقوم بترقيم القصيدة أو بتحديد بدايات الفصول، فالمقطع الأول يبدأ بفعل أمر (أقبل)، والمقطع الثاني يبد بفعل أمر كذلك (كن)، وبعد ثلاثة مقاطع تأتي بداية مختلفة ولكنها تؤدي وظيفة "الترقيم" كفعل الأمر أو أقوى منه، وهي النداء المكرر "قمر الأماني يا قمر" ويمكننا أن نلاحظ هنا ما في إضافة القمر إلى الأماني من حذف حرف النداء ثم كرر النداء بـ (يا) في ذات البيت، وفي الفصل الأخير تتعاقب ستة أفعال أمر في ثلاثة مقاطع وهم "اسكب، أفرغ، اخلع، خذني، نجني، اسقني" أما المقطع الختامي فيبدو أنه مميز عن الفصل السابق إذ بدئ باسم فعل مضارع يدل على التعجب "واهاً" وخلا من أي فعل أمر.
ويبدو لنا أن تركز أفعال الأمر الدعائي في المقاطع الثلاثة التي سبقت المقطع الأخير يعبر عن تصاعد انفعال الشاعر، في حين أن خلو المقطع الأخير منها يدل على الوصول إلى نقطة إشباع. ويؤكد ذلك استعمال اسم الفعل الذي يدل على التعجب، والعطف بين ضمير المتكلم وضمير المخاطب.
ويستوقف نظرنا من بين هذه الأفعال قوله في ابتداء المقطع الثالث "كن حيث شئت" فهذا الأمر يختلف عن فعل الأمر السابق "أقبل"، وعن الأفعال التالية "اسكب ... وأفرغ .. " التي تدل على التضرع والدعاء.
إن الذي يقول كن حيث شئت يريد بها نوعاً من التحدي، وكأنه يقول "لا يهمني من أنت، ولا ابن من تكون" وبهذا يشعر خصمه أنه أعد له اللقاء المناسب، ولكن انظر إلى ما أعده الشاعر هنا "ما أنا إلا معنىً بالمحال" إن شجاعته هي شجاعة من استعد لأن يضرب حتى الموت وكأنه يقول "عظمتك لا تخيفني، لأني أعلم أني لا شيء".
أما إذا نظرنا إلى الصور فمخاطبة الشاعر للقمر كما لو كان إنساناً عاقلاً أمر غير مستغرب في لغة الشعر ... فتلك الصور التي رسمها الشاعر تعبر عن شوقه إلى الانعتاق من هموم الدنيا، وقد عرف بسخطه على الحياة والأحياء، ناعياً سوء حظه وضياع عمره، ولكن لا بد أن نتوقف عند سلبية الصور التي يرسمها لنفسه، فهو لا يخوض صراعاً من أي نوع كان، وإنما هو فريسة الهم والسقم والشقاء، ولذلك فإن "القمر" يجب أن يصنع له كل شيء، ويجب أن يشفيه من همه المسقم، وأن يجعله خالداً مثله، ويأخذه بعيداً عن عالم المعاناة هذا، وربما خيل إلينا قوله "واخلع على قلبي الصفاء" أنه يعاني نوعاً من الصراع الداخلي، لكننا لابد أن نستبعد هذا الفهم حيث نجده يقول: قدحي ترنَّق فاسقني ... قدح الشعاع مطهرا
فهو (مستقبل) فحسب، الحياة تسقيه كدرا، وهو يريد شراباً صافياً، مع أنه لم يفعل شيئاً يستحق هذه النعمة إلا الصبر والتمني.
ولابد أن نلاحظ أيضاً أن تمثيل الشاعر للنعمة التي يرجوها من القمر قد غلبت عليها صورة "الشراب": "ما أظمأ الأبصار لك"، "ظمآن أرشف ما تجود"، "اسكب ضياءك في دمي"، "أفرغ خلودك في الشباب"، وإن كانت هناك صورة لمسية وهي صورة العناق "طابا عناقاً في الأثير"، وصورة بصرية "العين بعدك عمياء"، وثالثة مستعارة من اللبس "اخلع على قلبي الصفاء" ... وغلبة صورة الشراب تجعلنا نميل إلى الظن بأن في القصيدة حزمة انفعالية ترجع في منشئها إلى المرحلة الفمية في حياة الطفل ... فعلماء التحليل النفسي يقولون: ترتكز حياة الطفل النفسية في أشهره الأولى حول فمه، فالفم هو مصدر المعرفة ومصدر الوجدان والنزوع جميعاً، فهو يرضع بفمه، يحب بفمه، يناغي بفمه، ويميز الأشياء بفمه، والدليل على أن هذا الفم هو مصدر الأحاسيس الوجدانية لدى الإنسان في مراحل حياته الأولى هو أننا ربما لاحظنا أن الطفل عندما ينتهي من الرضاعة يتصبب عرقاً، وهذا يدل على الاندماج الكامل بين الأم والطفل، وعندما تنزع الأم طفلها قبل إتمام الرضاعة فإن أمارات الفزع والغضب تبدو واضحة عليه تماماً.
فالشاعر يريد أن يشعر بالاندماج الكامل بينه وبين القمر فيخلع عليه صفات الأم من العناق في قوله "طابا عناقاً في الأثير" فهو تعبير دقيق عن عناق الأم لطفلها، ومن الحنان في قوله "تحنو عليك وتلثمك"، أما في قوله "العين بعدك عمياء" فهي تطابق المعروف عن اكتمال الإحساسات البصرية لدى الرضيع وأنها أول ما تتركز على أمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالصور تغوص في أعماق العقل الباطني وإن تشربت كثيراً من التجارب الواعية، فهو –الشاعر- يعيش وسط أحلام وأماني وأوهام يحاول أن يصل إلى السعادة المفتقدة من خلال مناجاته مع القمر وكأنه طفل يحاول أن يتشبث بتلابيب أمه الغائبة.
فرؤيا الشاعر المفتقدة التي يختم بها قصيدته رؤيا التوحد مع الأم، في وجود لا مكان فيه لغيرهما، وقد شعر بأنه مع ذلك الكائن العجيب القادر يحلق في الأعالي وهذا ما يقوله اللاوعي واللاشعور ... أما وعي الشاعر فيقول إنه حلم مستحيل ولكنه وقد أعد نفسه له لا يملك إلا أن يسترسل فيه). (9)
*
*
*
إن قراءة نقدية كقراءة شكري عياد تعد من القراءات النقدية الحديثة التي خدمت القصيدة وبلورت معالمها، فلا تعد قراءة في –مجال النقد الأدبي- خاطئة وصائبة، ولكنها إما قاصرة أو كاملة ... فالمجال النقدي مجال مرن يتقبل وجهات النظر المبنية على أسس ومناهج علمية مدروسة.
لقد أجاد الناقد في تحليله من حيث ترسمه للاتجاهات الأسلوبية الصوتية والتعبيرية والوظيفية والإحصائية والنحوية ...
تلك الاتجاهات التي اتضحت جليةً في تحليله، فالمستوى الصوتي اتضح في بيانه للوزن والقافية ومدى أثرهما على النص، والتعبيري في بيانه استخدام الشاعر لخطابه الخاص الموحي بالحرمان والشوق إلى الانعتاق من هموم الدنيا، أما على المستوى الوظيفي ففي مدى أثر هذا النص على المتلقي، والصورة التي بُلورت في نفس المتلقي فتراءت له معان جديدة ... كصورة الأم والطفل، بالإضافة إلى اعتماده على التحليل النفسي لمراد الشاعر في إيحائه للأم من خلال حديث الشاعر للقمر.
أما المستوى الإحصائي فتراءى من خلال بيانه لأفعال الأمر التي استخدمت في القصيدة وكيف أثرت فيها، وكذلك على المستوى النحوي في عرضه لأثر العطف على الجمل الذي أدى بها إلى التماسك والترابط.
بيد أن الناقد قد غض طرفه عن أمر مهم تهتم به الأسلوبية وهي مسألة (الانحراف أو العدول) فالقصيدة مليئة بالانحرافات في مثل قوله "سحابة تحنو عليك"، "اسكب ضياءك"، "أفرغ خلودك"، "قدح الشعاع" فهذه الانحرافات من المصادر الجمالية في النص الأدبي تعطيه مزيداً من التوهج والإثارة وتمارس سلطة على القارئ من خلال ما تحمله من عنصر المفاجأة والغرابة ... فهي توسع دلالات اللغة وتولد أساليب جديدة لم تكن دارجة أو شائعة في الاستعمال.
وكذلك ما أحدثه التكرار لكلمة (قمر)، فقد تكررت في القصيدة أربع مرات، في العنوان وفي المقطعين الأول والسادس ... ولا يخفى م لهذا التكرار الصوتي في النص من قيمة إيحائية ودلالية. فقد ارتبط القمر في عنوان القصيدة بالمصدر (استقبال) فإضافة القمر للمصدر أوضح أن ثمة لقاء سيأتي، وأن هذا اللقاء إلا لشخص بعيد عزيز لديه ... لكن هل حدث هذا اللقاء أم لم يحدث لا ندري؟! .. فما إن ندلف إلى القصيدة حتى تخبرنا بأن هذا اللقاء لم يكن إلا أمانٍ وأوهام وأحلام تجلب الحسرات .. فارتباط القمر في المقطع الأول (بالعين العمياء) ليدل على استيائه ويأسه من حلول هذا اللقاء بأس شكل من الأشكال، كما هو الإنسان الأعمى الذي لن يستطيع يوماً أن تلتقي عينيه بالدنيا.
ثم يكشف الستار عن حقيقة مجلجلة في نفسه في المقطع السادس بأن هذا اللقاء الذي ينتظره –حقاً- ما هو إلا أحلام وأماني ... وقد تكررت كلمة (قمر) في هذا المقطع مرتين لتدل على قيمة وجدانية علية، وأن الشاعر قد بلغ ذروة انفعاله!
يقول غريماس:"ثمة ما يبرر للتكرار وجوده، أنه يسهل استقبال الرسالة". (10)
ويقول عياشي:"غير أن وظيفة التكرار لا تقف عند هذا الحد، ذلك لأنها تخدم النظام الداخلي للنص، وتشارك فيه، وهذه قضية هامة لأن الشاعر يستطيع بتكرار بعض الكلمات أن يعيد صياغة بعض الصور من جهته كما يستطيع أن يكشف الدلالة الإيحائية للنص من جهة أخرى". (11)
فكلمة (قمر) في سياقها النصي هي الكلمة المحورية والجوهرية التي سلطت أضواءها على فضاءات النص وبلورت جمالياته.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا بالنسبة إلى ذات النقد، أما بالنسبة إلى المنهج المتبع وهو المنهج الأسلوبي فإنه يعيد لنا نشوة التراث حيث "نظرية النظم" عند عبد القاهر الجرجاني، فقد دعا إلى النظرة الشمولية التي تمكن القارئ من الوقوف على جماليات النص الأدبي، فلا يستطيع القارئ الحكم على النص من قراءة بيت أو عدة أبيات، وإنما يقتضيه النظر والتأمل في القطعة الأدبية بكاملها .. ومن هنا يستطيع أن يتبين المزايا التي تجعله يقف على ما في النص من براعة النقش وجودة التصوير والتعبير. فلا مزية للألفاظ –عند الجرجاني- من غير سياق ولا تفاضل بينها، وإنما تأتي مزيتها وأهميتها من خلال علاقة اللفظة بما سبقها من ألفاظ وما يليها من ألفاظ ... فاللفظة لا يمكن أن توصف إلا باعتبار مكانها في النظم. وهذه من الأدلة التي يستند عليها الأسلوبيون في منهجهم النقدي.
وبنظرة أكثر شمولية ينفرد "حازم القرطاجنّي" بتميزه عن غيره من أهل النظر في علوم البيان والبديع.
فهو أول من قسم القصيدة العربية إلى "فصول"، وأول من أدرك الصلة الرابطة بين مطلع القصيدة وآخرها الذي يحمل في ثناياه الانطباع الأخير والنهائي عن القصيدة.
وبناؤه لهذه النظرة على الاستهلال والخاتمة قائم على أسس نفسية تراعي شعور القارئ ونمو التأثير العاطفي والوجداني فيه، فمن طبيعة القارئ الإحساس والتجاوب مع المشاعر المتجانسة التي تفيض في جوٍ أو مناخ خال من التقلبات العاطفية". (12)
وتلتقي نظرة القرطاجني في تقسيمه للقصيدة إلى "فصول" مع نظرة الأسلوبيين المعاصرين في تقسيمهم النص الأدبي –بغض النظر عن جنسه- إلى "أبنية"، فما "البنية" إلا مصطلح مقابل لما أسماه القرطاجني بالفصل حين قصد به: التقاء أبيات القصيدة وترابطها مؤلفة وحدة معنوية.
لذا من الرائع بل من الأروع أن نجمع بين تلك المناهج النقدية قديمها وحديثها، ونأخذ منها ما نراه من نظرةٍ فاحصة أنها ستخدم النص الأدبي وتكسيه حلة جديدة، وتعطي كل ذي حق حقه سواء كان من جهة المبدع أو النص أو المتلقي أي (المرسل، والرسالة، والمرسل إليه).
-----
(1) مجلة الموقف الأدبي , العدد 404
(2) انظر لسان العرب مادة (سلب)
(3) اتجاهات البحث الأسلوبي , لشكري عياد
(4) النقد الأدبي الحديث أسسه الجمالية , للدكتور: سعد أبو الرضا
(5) المرجع السابق.
(6) أصداء دراسات أدبية نقدية , للدكتور: عناد غزوان.
(7) المرجع السابق.
(8) في النقد و النقد الألسني: للدكتور: إبراهيم خليل.
(9) مدخل إلى علم الأسلوب: للدكتور: شكري عياد .. "بتصرف"
(10) الأسلوبية وتحليل الخطاب: للدكتور: منذر عياشي.
(11) المرجع السابق.
(12) الأسلوبية ونظرية النص .. للدكتور: إبراهيم خليل(/)
مصطلحات
ـ[الهاشمية]ــــــــ[01 - 05 - 2006, 04:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد المصطلحا الآتية: (التداولية، والتفكيك، والمحاكاة).
هل التداولية والباث مصطلحان لهما معنى واحد
وشكرا
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 07:28 م]ـ
التفكيك في النقد الحديث وتجدين تفصيلا لها في منهج التفكيكية.
المحاكاة .. في النقد اليوناني حديث عنها، خاصة بين أرسطو وأفلاطون واختلاف المحاكاة بينهما.
هذا والله أعلم.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[18 - 05 - 2006, 07:40 م]ـ
التداولية ( http://www.ofouq.com/today/modules.php?name=News&file=article&sid=1537)
و كذلك ( http://www.chihab.net/modules.php?name=News&file=article&sid=1218)
و لكن الأهم من هذا عزيزتي ألا تُغرقي نفسك في المصطلحات فستتعبي كثيرا، خاصة وأنت تقرأينها في الكتب المترجمة، أو ممن أغلب ثقافته أجنبية.
أغلب هذه المصطلحات ستجدين لها تعريبا أو مصطلحا قريبا في العربية ..
وإن كنت مصرة فأنصحك بتقريب علب مسكنات الصداع .. :)
وفقك ربي
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[29 - 05 - 2006, 05:48 م]ـ
سأختصر لك بعض ما يتعلق بالتداولية بالقدر الذي يقربها للفهم، وذلك من بعض البحوثة المنشورة، فأقول:
تنقسم التداولية العامة إلى:
1. اللسانيات التداولية.
2. التداولية الاجتماعية.
فالاولى يمكن تطبيقها في دراسة الهدف اللساني من التداولية – المصادر التي توفرها لغة معينة لنقل أفعال إنجازية معينة –، والثانية تعنى بالشروط والظروف الأكثر محلية المفروضة على الاستعمال اللغوي وهو حقل أقل تجريداً من الأول.
فالتداولية تدرس المعنى في ضوء علاقته بموقف الكلام. والموقف الكلامي يشتمل على جوانب عديدة يمكن أن نجملها بما يلي:
1. المخاطَبين (فتح الطاء) و المخاطِبين (كسر الطاء): وهم المتحدثون والمستمعون. وينبغي هنا التمييز بين المستلم والمخاطب فالأول شخص يتلقى ويؤول الرسالة في حين أن الثاني شخص مستلم مقصود للرسالة.
2. سياق التفوّه: للسياق عدد من التعريفات، فهو ينطوي على الجوانب الفيزيائية والاجتماعية ذات الصلة بالتفوّه، وينظر إليه في التداولية على أنه المعرفة المسبقة التي يفترض أن يشترك بها المتحدّث والسامع، وتساهم في تأويل الأخير لما يقصده الأول.
3. هدف التفوّه: تتحدث التداولية اللسانية خصوصاً عن الهدف أو الوظيفة بدلاً من ((المعنى المقصود)). و الكلمة ((هدف)) أكثر حيادية من كلمة ((القصد)).
4 - الفعل الإنجازي: تتناول التداولية الأفعال اللفظية أو الأداء الذي يحصل في مواقف معينة، في حين يتناول النحو كيانات مجردة مثل الجمل. إذن فالتداولية تتعامل مع اللغة على مستوى أكثر ملموسية من النحو والدلالة.
5 - التفوّه بوصفه نتاجاً: تشير مفردة تفوّه في التداولية إلى نتاج فعل اللفظ بدلاً من الفعل اللفظي نفسه.
أما أهمّ الموضوعات التي تعالجها التداولية، فيمكن القول بأنها تتعامل مع عدد كبير من الموضوعات ذات الأهمية الكبيرة في الدراسات الإنسانية عموماً واللسانيات خصوصاً، ومنها: المفردات التأشيرية التي يمكن تقسيمها إلى شخصية، و زمانية ومكانية وخطابية واجتماعية؛ فضلاً عن التضمينات المحادثية والاقتضاء والمعاني الحرفية و المعاني السياقية، وأفعال الكلام وتصنيفاتها وتحليل الخطاب وتحليل المحادثة وغيرها الكثير من الموضوعات.(/)
الشعر الحر (شعر التفعيلة) الجزء الثاني.
ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[02 - 05 - 2006, 01:38 م]ـ
الشعر الحر (الجزء الثاني)
أما الشروط التي فرضتها لتطبيقها على تلك الأوليات هي: (بتصرف)
1 ـ أن يكون ناظم القصيدة واعيا إلى أنه قد استحدث بقصيدته أسلوبا وزنيا جديدا.
2 ـ أن يقدم الشاعر قصيدته تلك أو قصائده مصحوبة بدعوة إلى الشعراء يدعوهم فيها إلى استعمال هذا اللون في جرأة وثقة.
3 ـ أن تستثير دعوته صدى بعيدا لدى النقاد والقراء.
4 ـ أن يستجيب الشعراء للدعوة، ويبدؤوا فورا باستعمال اللون الجديد.
وبتلك الشروط الآنفة تنفي نازك البدايات الأولى للشعر الحر سواء أكانت
في العراق سنة 1921 م أو في مصر سنة 1932 م، لأنها لم تنطبق
على تلك الأعمال الشعرية، والتي تعتبر الإرهاصات الأولى للشعر الحر.
كما أن نازك بهذه الشروط كأنها نصبت نفسها حاميا ومقننا للشعر الحر،
فما تجاوز منه هذه الشروط التي لا تمت لفنيات القصيدة بصلة لا يعد منه.
وإذا كانت هذه الشروط التي وضعتها نازك باختيارها الشخصي
لم تنطبق على الأعمال التي أشارت إليها بنفسها ن هل يعني هذا أن نسلم
أن بدايات الشعر الحر لك يكن لها وجود قبل عام 1947 م، وهو التاريخ
الذي حددت فيه نازك البداية الفعلية لهذا اللون من الشعر؟
إن الإجابة على هذا السؤال ـ في رأيي ـ تحتاج إلى وقفة متأنية، لأن
نازك عندما قررت تلك البداية لم تطلع على الأعمال الشعرية الأخرى لشعراء آخرين غير التي اطلعت عليها في الشعر الحر قبل عام 1947 م، ولها
في ذلك عذر، لأنه حينئذ ليس من اليسير على الإنسان أن يكون على علم
كامل بكل ما أنتجه الشعراء، أو الأدباء في حقبة زمنية ليست بالقصيرة، وعلى اتساع أقطار العالم العربي، في فترة كانت وسائل الإعلام والنشر
أعجز مما أن تؤدي مهمتها بنجاح، وإن كان الأمر يتطلب بعدم الجزم
في مثل هذه الأحوال ـ بأن الساحة الأدبية خلو تماما من أمثال هذه الأعمال الأدبية، وهذا ما وقعت فيه نازك عندما ظنت أنه لم يسبقها إلى هذا العمل
أحد من الشعراء، فأصدرت حكمها وأطلقته، وقررت أن البدايات الفعلية
للشعر الحر كانت في العراق ن ومن بغداد بالذات عام 1947 م.
وبعد هذا العرض المفصل لنشأة الشعر الحر، إن ما نريد الوصول إليه
أن السيدة نازك الملائكة قد حكمت وأطلقت الحكم وعممته دون ترو منها،
لأن هناك بدايات غير التي أشارت إليها أيضا، وإن كانت هذه البدايات لم
تحفل باهتمامها، أو لم تنطبق عليها شروطها، فإن هذه البدايات ربما تكون
ذا شأن في تحديد نشأة الشعر الحر تحديدا فعليا، ويحسم الموقف، على الرغم بأننا لا نريد أن نجزم بأنها قد تكون البداية الأولى أيضا فنطلق الحكم ونعممه، ونقع فيما وقعت فيه نازك، لن التاريخ ربما يثبت غير ذلك فيما بعد. أما هذه البدايات فسوف نتحدث عنها في موضعها إن شاء الله، وقد ألمحنا لهذا سابقا.
دوافعه ومميزاته:
لقد أكدت الأبحاث الأدبية والنقدية التي دارت حول مفهوم الشعر وجوهره أن هذا اللون من الشعر لم ينشأ من فراغ، وتلك قاعدة ثابتة في كل الأشياء التي ينطبق عليها قانون الوجود والعدم تقريبا. فما من عملية خلق أو إيجاد إلا ولها مكونات ودوافع تمهد لوجودها وتبشر بولادتها كما أنه لا بد من وجود المناخ الملائم والبيئة الصحية التي ينمو فيها هذا الكائن أو تلك.
وكذلك الشعر فهو كالكائن الحي ـ إن لم يكن كائناً حياً كغيره من الكائنات الأخرى كما يذكر مؤرخو الأدب والنقاد ـ الكائن الذي يولد صغيراً ثم يشتد ويقوى على عنفوان الصبا والشباب وأخيراً لا يلبث أن يشيخ ويهرم بمرور الزمن وتقادم العهد وإن كان في النهاية لا يموت كغيره من الكائنات الحية وإنما يبقى خالداً ما بقى الدهر إلا ما كان منه لا يستحق البقاء فيتآكل كما تتآكل الأشياء ويبلى ثم ينقرض دون أن يترك أثراً أو يخلف بصمة تدل عليه.
ومن هذا المنظور كان الشعر الحر ـ ولا أريد أن أقول الشعر الحديث
أو الجديد لأن الحداثة والجدة شيء نسبي لا تتغير بتغير الزمن وتتقادم بقدمه
(يُتْبَعُ)
(/)
فما هو جديد اليوم يصبح قديماً غداً وما كان جديداً بالأمس يصبح اليوم قديماً ـ كان وليد دوافع وأسباب تضافرت معاً وهيأت لولادته كغيره من الأنماط الفنية الأخرى التي تولد على أنقاض سابقتها بعد أن شاخت وهرمت وأمست أثراً من آثار الماضي وربما تلازمها وتسير إلى جانبها ما دام لكل منها ملامحه الخاصة وأنصاره ومؤيدوه.
وقد رأى كثير من الباحثين والنقاد أن من أهم العوامل التي ساعدت
على نشأة الشعر الحر وهيأت له إنما تعود في جوهرها إلى دوافع اجتماعية وأخرى نفسية بالدرجة الأولى إلى جانب بعض العوامل الأخرى المنبثقة
عن سابقتها.
فالدوافع الاجتماعية تتمثل فيما يطرأ على المجتمع من مظاهر التغيير والتبديل لأنماط الحياة ومكوناتها وللبنية الاجتماعية والتكوين الحضاري والأيدلوجي، والشاعر المبدع كغيره من أفراد المجتمع ـ وإن كان يمثل شريحة مثقفة ـ يتأثر ويؤثر في الوسط الذي يعايشه، فإذا رأى أن الإطار الاجتماعي ومكوناته أصبح عاجزاً عن مواكبة الركب الحضاري المتقدم في حقبة زمنية
ما أحس في داخله رغبة إلى التغيير، وأن هناك هاجساً داخلياً يوحي إليه بل ويشده إلى خلق نمط جديد ولون مغاير لما سبق ليسد الفراغ الذي نشأ بفعل التصدع القوى في البنية الاجتماعية للأمة، ولم يكن أمام الشاعر ما يعبر عنه عن هذا التغيير الملح والذي يؤيده إلا بالشعر، فهو أداته ووسيلته التي يملك زمامها وله حرية التصرف فيها فيصب عليه تمرده وثورته مبدعاً وخالقاً ومبتكراً ومغيراً ومجدداً كيفما تمليه عليه النزعة الداخلية لبواطن النفس تعبيراً عن ذاتية نزعت إلى التغيير والتحرير في البناء الاجتماعي المتصدع ومعطياته ومكوناته الأساسية لما تقتضيه سبل الحضارة وعوامل التطور.
أما الدوافع النفسية فهي انعكاس لما يعانيه الشاعر من واقع مؤلم نتج
عن الكبت الروحي والمادي الذي خلقه الاستعمار على عالمنا العربي، وكانت نتيجته وأد الحريات في نفوس الشعوب وقتل الرغبة في التطلع إلى الحياة الفضلى مما أدى إلى الشعور بالغبن والظلم والاستبداد والضيق الشديد والمعاناة الجامحة من هذا التسلط الذي نمى في النفوس حب الانطلاق والتحرر من عقال الماضي، وأوجد الرغبة في التحرر على المخلفات البالية ـ فتولد عن الميل بل الجنوح إلى خلق نوع جديد من العطاء الفني تلمس فيه الأمة بأنها بدأت تستعيد نشاطها وحريتها، وأن سحابة الكبت المخيمة على سمائها قد تبددت وإلى الأبد وأعقبها الغيث الذي سيغسل النفوس من أدرانها ويعيد إليها حيويتها وجدتها، وما هذا العطاء الفني المتجدد إلا ثمرة من ثمار الثورة والتمرد على الواقع المرير والبوح بالمعاناة التي يحس بها الشاعر، وترجمة لنوازع نفسية داخلية تميل إلى الرفض وتنزع إلى العطاء المتجدد.
وإلى جانب الدافع الاجتماعي والنفسي ثَمَّ دوافع أخرى لا تق أهمية عن سابقتها بل هي وليدة عنها، منها " النزعة إلى تأكيد استقلال الفرد التي فرضت على الشعراء الشبان البعد عن النماذج التقليدية في الشعر العربي، وإبراز ذاتيتهم بصورة قوية مؤكدة ".
كما يؤكد الدكتور محمد النويهي بأن الدافع الحقيقي إلى استخدام هذا
اللون من الشعر هو " الرغبة في استخدام التجربة مع الحالة النفسية والعاطفية للشاعر، وذلك لكي يتآلف الإيقاع والنغم مع المشاعر الذاتية في وحدة موسيقية عضوية واحدة ".
أما مميزات الشعر فلا تقل أهمية عن غيرها من مميزات المدارس الشعرية الأخرى بل ربما كان هذا اللون من الشعر أكثر تحقيقاً لبعض العناصر التي لم تتوفر في الأنماط الشعرية الأخرى كالوحدة العضوية مثلاً، وفي هذا الإطار يقول أحد الباحثين: " وإذا كان شعراء المدرسة الرومانسية قد نجحوا في تحقيق الوحدة الموضوعية للقصيدة الشعرية، فإن شعراء مدرسة الشعر الحر قد وفقوا في تحقيق الوحدة العضوية المبنية على التناسق العضوي بين موسيقى اللفظ أو الصورة وحركة الحدث أو الانفعال الذي يتوقف عليه ".
ثم يواصل الباحث حديثه قائلاً: " وإن هذا بدوره يؤدي إلى إبراز مظاهر النمو العضوي للانفعالات والمشاعر، ومن هنا نستطيع أن نفهم لماذا كان الشكل الجديد للقصيدة العربية أقرب معانقة لروح العصر الذي نعيشه
(يُتْبَعُ)
(/)
وأكثر استيعاباً لمضامينه الحية، بالإضافة إلى ما يتميز به من مرونة في موسيقاه حيث تتلون بتلون الانفعال، وتنمو بنمو الموقف وديمقراطية اللغة
حيث تقترب هذه اللغة من الإنسان العادي في الشارع والمصنع والحقل،
وكذلك ربما يرمز إليه من تعدد في التشكيل وترادف في التركيب وموضوعية في الرصد وشمولية في التمثيل والهروب من الذات ".
وقد أشار إلى بعض الميزات السابقة أحد الباحثين أيضاً قال: "
وقد تميزت قصيدة الشعر الحر بخصائص أسلوبية متعددة فقد اعتمدت على الوحدة العضوية، فلم يعد البيت هو الوحدة وإنما صارت القصيدة تشكل كلاماً متماسكاً، وتزاوج الشكل والمضمون، فالبحر والقافية والتفعيلة والصياغة وضعت كلها في خدمة الموضوع وصار الشاعر يعتمد على " التفعيلة "
وعلى الموسيقى الداخلية المناسبة بين الألفاظ ".
وخلاصة القول إن انطلاقة القصيدة العربية وتحررها من عقالها جعلها أكثر مرونة وحيوية وتجاوباً مع نوعية الموضوع الذي تكتب فيه، ومنحت الشاعر الفرصة في التعبير عن مشاعره وتجاربه الشعورية بحرية تامة فلا تقيد بأطوال معينة للبيت الشعري ولا كد للذهن بحثاً عن الألفاظ المتوافقة الروي ليجعل القصيدة على نسق واحد وما تتهيأ تلك الأمور للشاعر إلا على حساب الموضوع من جانب وفقدان الوحدة العضوية وعدم الترابط بين مكونات
القصيدة من جانب آخر، ومن هنا نجد ميل الشعراء المحدثين إلى استخدام قصيدة الشعر الحر للتعبير عن مشاعرهم وذلك لما تميزت به من سمات فنية جمعت فيها إلى جانب الوحدة الموضوعية، والوحدة العضوية والموسيقية أضف إلى تحررها من القيود الشكلية التي تحد من قدرات الشاعر وانطلاقه
في التعبير عن خوالج نفسه بحرية وعفوية تامتين.
الفرق بين قصيدة الشعر الحر وما يعرف قصيدة النثر:
ثم ظهر إلى جانب الشعر الحر محاولة أخرى وهي إن كانت أقل شأناً
منه من حيث الانتشار إلا أنها خطيرة في حد ذاتها، لأنها ستقلب مفاهيم الشعر ومعاييره رأساً على عقب، وتخرجه عن مساره التي رسمه له الشعراء والنقاد ليسلك دروباً وعرة ربما لا يحظى فيها بالنجاح والقبول حتى من عامة الجمهور الذين عرفوا الشعر في أبسط صورة وزناً وقافية على أقل تقديره، بله المثقفين وعشاق الأدب تلك المحاولة التي استحدثها بعض الشعراء وأعطوها شكلاً جديداً يغاير شكل القصيدة العربية القديمة كما يخالفها في شكلها الجديد المعروف بالشعر الحر، وقد أسموا هذا اللون من الكلام أو النثر " قصيدة النثر " أو " الشعر المنثور ".
وهذا النمط من أنماط النثر لا يمت إلى الشعر بصلة ولا يشاركه في عنصر من عناصره اللهم وجود العاطفة والخيال والتصوير وتلك سمات مشتركة في أي عمل فني.
وقد تعرض الدكتور شوقي ضيف للحديث عن هذا النوع من الشعر ـ وأسميته شعراً تجاوزاً ـ فقال: " هناك نمطان (من الشعر) الأول يعتمد اعتماداً
كبيراً على قوة الخيال والعاطفة والتصوير ولا علاقة له بالشعر حيث يخلو
من الوزن والقافية، والنمط الثاني يعتمد على قافية متنوعة دون الالتزام بالأوزان الشعرية المعروفة وإيقاعاتها ويشبه في أدبنا ما يعرف بالنثر المسجوع ".
ومما تجد الإشارة إليه بأن كلا النمطين لا يمتان للشعر بصلة إذ يفتقران إلى أبسط معاييره وهو الوزن الذي لا شك أنه العلاقة الفارقة بين ما هو شعر وما هو نثر إلى جانب المقومات الفنية الأخرى التي لا غنى عنها في قصيدة الشعر.
ويبدو أن أول من كتب هذا اللون من النثر المسجوع وأسماه شعراً الشاعر
محمد منير رمزي والذي قال عنه السحرتي: " لقد أتحف موسيقى الشعر
الحر أحد شباب جامعة فاروق الأول بشعر صاف رومانتيكي غارق في الرومانتيكية ".
ثم يستعرض له نتفاً من ذلك الشعر، يقول محمد منير رمزي:
" إن الليل عميق يا معبودتي، لكن أعماقه ضاقت بآلامي .... أحكي له
في دمعة أشجاني وأرسل في آذان الصمت أغنيتي .... لكن أصداءها ترتد
في ذلك إلى قلبي فيطويها ".
ومن هنا نجد أن الاختلاف بين قصيدة الشعر الحر الملتزم بالأوزان الشعرية المعرفة ن وبين قصيدة النثر التي تجردت من تلك الأوزان.
من كتابنا نشأة الشعر السعودي واتجاهاته الفنية.
الدكتور: مسعد محمد زياد
المشرف والمطور التربوي
بمدارس دار المعرفة الأهلية بجدة
والأستاذ المشارك بجامعة سبأ فرع السعودية
والمشرف على مشاكل التعليم بالمنتدى العربي الموحد
والمستشار التربوي لمنتديات الحصن النفسي والثقافي
والمستشار العام لمنتديات ملتقى الواحة الثقافية.
عضو تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين.(/)
أريد مقالة أدبية عن نصرةالرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[الدُرّة]ــــــــ[05 - 05 - 2006, 10:22 ص]ـ
السلام عليكم ..
أرجو إفادتي حول هذا الموضوع ..
أريد مقالاً أدبياً يتحدث عن نصرة الرسول تجاه مافعله الدنماركيون من استهزاء وتشويهٍ له ..
أرجو الرد بسرعه وشكراً
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 01:13 ص]ـ
أختي الدرة
السلام عليكم
لقد كتبت مقالا متواضعا عن نصرة الرسول عليه صلوات ربي وسلامه
وأعدك بالعثور عليه ووضعه لك هنا في القريب العاجل
مغربي
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 02:54 ص]ـ
عدنا والعود أحمد 00
أختي الدرة 00 السلام عليكم
كما وعدتك أختي 00 هاهو المقال:
انفعالاتٌ صغيرة
اسمحوا لي أن أتغلغل قليلا في الزمن، أنبش الماضي لأقف على حاضر زاهٍ وأستشرف مستقبلا لائقا وأتساءل: أين كنا؟ وكيف كنا؟ وماذا أصبحنا 000؟!!!
تساؤلات كتلك تحدد الهوية، وتبرز التفاصيل، وتدلي بالمعطيات!!
أقولها مؤكدا قول جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في حضرة النجاشي: أيها الملك: (كنا قوما أهلَ جاهلية 00 نعبد الأصنامَ، ونأكلُ الميتَةَ، ونأتي الفواحشَ، ونقطعُ الأرحام َ، ونُسيء الجِوار، ويأكل منا القويُ الضعيفَ 0
وكنا على ذلك حتى بعثَ الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء)
انتهى 00 لكن البطاقة مشرعة 000 بطاقة تعريف بديننا وبرسولنا 00 نعم 00 فالبطاقة ماتزال مشرعة لكل جاهل بديننا وبرسولنا 000 لكل حاقد تأكله الغيرة والظغينة 000 ولكل ناقم يتأبط حضارة كاذبة وحسن جوارمزعوم 000 حسبنا نحن أننا مانزال نلتزم ما أمرنا به رسول الهدى والنور من أمر حسن الجوار 000 لكن غيرنا يتشدق بالكلمات الرنانة 000 والألفاظ المدغدغة للعواطف من أمر الحضارة والرقي وفن التعامل والحوار، وحسن الجوار 00 إنما كلمات على ورق 00
ومايزال المسلسل في تتابع وتلاحق 00 مسلسل الإهانة الغربية لمقدساتنا 00
والحدث الأخير قائم ولا يزال قائما مادامت الأرواح في أجسادنا، إذ لا يخفى عليكم أيها الأحباب 000 أمر قوم أخذتهم العزة بالإثم فأخذوا يضربونا في مقدساتنا 000 في كرامتنا في ديننا 000 ودستور حياتنا 000 أعني الدانيمارك 000 وما يدخل في نطاقها من أمم تداعت علينا فأخذت تلوك سيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم 0000 وتشوه صورته 000
أوف لؤلئك القوم 000 وتبا 000 وعليهم من الله ما يستحقون 000 وبئست اليد التي رسمت وتفننت في أكرم الخلق على الله عز وجل 000 وشلت يمينه ذلك البائس الحقير 000 ذلك المأفون الذي ما عرف أو قرأ شيئا من سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم 000 لو فعلها 00 وبقليل من العقل 00 ما فعل ما فعل 000
هجوتَ محمداَ فأجبتُ عنه = وعندالله في ذاك الجزاءُ
أتهجوه ولستَ له لكفءٍ = فشرُّكُما لخيْرِكُما الفِداءُ
لكنه الجهل المطبق، والحماقة الرعناء 000 والأنكى من ذلك الإصرار على عدم الرشد والإنابة من أولئك القوم 000 والعودة إلى الجادة 000
وشهد شاهد من أهلها: (العظماء مئة 000 أولهم محمد) 000 فليبحثوا إذن 000 وليقرؤوا 000 ولن يجدوا أكرم أو أنصع أو أبهى من سيرته صلى الله عليه وسلم000لن يجدوا أطهر نفسٍ منه، ولا أزكى سيرةٍ من سيرته، ولا أصدق حديث من حديثه، ولا أسخى يدٍ من يده، عليه صلوات ربي وسلامه 0
عليهم أن يقرؤوا سيرة رسولنا الكريم ليعرفوا أنه رسول الهدى والرحمة والبشرى من الله الواحد القهار ألا يكفيهم قوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) 000
عليهم أن يقرؤوا التاريخ 000 ليعرفوا أن ديننا هو دين السلام 000 دين المحبة 000 دين التسامح والعدل
(يُتْبَعُ)
(/)
نقولها لهم 000 سنظل ندافع وندافع 000 وسيعتذرون ويعتذرون 000 لكننا لا نهادن أو نتوانى 000 وحسبنا أننا أوقفناهم على حقيقة أنفسهم البشعة 000 وأرواحهم البالية 000 وكشفنا أوراقهم 000 وقرأنا غلا وكراهية بين السطور 000 000 وها نحن نقولها لكم يا أصحاب العقول المريضة 000 والأرواح البالية 000 هي وصمة عار على جبينكم سجلها التاريخ بمداد لا يمحى 00 ولا عجب أن تشهدوا حصاد غرسكم 000 نعم لقد غرستم وها أنتم تحصدون ثمار غرسكم 000 وأول الحصاد هو أنكم قوم لا تحسنون الجوار 000 وبأنكم لا تقرؤون 00 لأنكم لو قرأتم لوقفتم على أعظم رجل، وأعظم سيرة 000
تأليف / خالد مغربي
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 08:07 ص]ـ
:=:=:=:=:=:=:=:=:=:=:=:=:=:=:=
ـ[أنشودة المطر]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 02:06 ص]ـ
لقد جنت على نفسها (دنمارك)
انفطر من هول الباطل كبد السماء , وغاضت مياه الوفاء, وقطع جناحا حمامة السلام , و ذَبلت سنبلتُها المزعومة بأنها شعارٌ لكل مناوشة تحدث , ولكل معركة يريد فيها بنو يهود أن يحظوا بعدها بالتقهقر بلا انهزام .. !
كلما حاولت أن أقرأ ما كتبتموه بدمائنا في صحفنا التي باتت بين المصدق لما يحدث و المكذب لما ينشر , أجدني لا أتمالك نفسي إلا أن أمزق تلك الأخبار بجفني اللذين استحالا شرارة حارقة , و بركان ثائر ليحيل تلك الصحيفة إلى خليط من سواد و بياض, فيتلاشى حينها الخبر , وتهدأ نفسي .. ثم ما هي إلا ثوان حتى أمسك بتلابيب تلك الصحف وأرمي بها في وجه الريح .. لأقول: اذهبي أيتها الريح من حيث أتيت .. اطعني بني دنمرك بريح صرصر عاتية لا تبقِ لهم من باقية , اجعلي أعاليهم أسافلهم؛فإن غليل النفوس المحترقة ما زال يشتعل و يتأجج.
إنَّ لنا نفوساً قد شبت على حب نبينا فلم نفطمها , وتلهفت على الثأر له فلم نمنعها , ولنا عقيدةً قد قدمت محبته على غير ما سواه فسرنا عليها , ولنا رب - فوق كل ذلك- قد تكفل بنصرة نبينا فلن يخذلنا.
إن بني دنمارك قد خططوا ودبروا و استطاعوا أن يطعنونا من خلفنا دون أن نشعرَ بأن من وراء ذلك قوة يهودية حاقدة .. !
بيد أنهم قد ظنوا أن نجاحهم قد تكلل في بداية أمرهم , وأن هدفهم قد أصاب مرماه في تصويب سهمهم .. لكن عذراً يا بنو دنمرك فقد أخطأتم هذه المرة هدفكم ..
ظننتم أن القدح في نبينا أمر لا يحرك فينا ساكنا! .. أو أن الأمر سيمر كما مرت سالف مخططاتكم .. هدمتم أراضينا فسكتنا , سلبتم أعراضنا فثرنا ثم خبت براكيننا , قتلتم أطفالنا فبكينا واعتصمنا ثم مضت بنا الحياة إلى حيث كنا , رملتم نساءنا فصبرنا واحتسبنا وهكذا دواليك في كل مرة .. إلا هذه المرة .. إلا هذه المرة لن تهدأ جذوة ثأرنا, ولن تضرم النار في قلوبنا إلا أن يظهر الله الحق و يهلك دونه.
كيف يقدم المحب حبيبه بين يدي أعداء فدية رخيصة دون أجر أو مقابل؟!
أم كيف يحلو للمحب أن يهجع وحبيبه يخدش ليلاً و نهارا؛ بل سراً وجهارا؟!
كيف يسكن جأش مسلم و رسوله يتهكم به دون حياء أو رقابة؟!
أيرضى حبيبنا عن محبه وهو يتلذذ بأكل جبنة بني دنمرك , أو تذويب زبدتهم , أو هدهدة أبقارهم التي لا يقلون عنها هدفاً وطموحا؟!
إن أعجب ما يتعجب منه أن يرى المحبُ حبيبَه وهو يقدح فيه ولا يبالي , و يرى المسلمُ الكافرَ وهو يقدح في نبيه ولا يحرك في نفسه مثقال ذرة من ثأر .. و يرى الخطيبَ يصرخ: (المقاطعة .. المقاطعة) , و الإمامَ ينادي " إلا تنصروه فقد نصره الله " وهو يصفق لأكلة الخنازير , و يرقص على نغمات إبليس , وكأن الأمر لا يعنيه , وكأن القلوبَ أصبحت كالحجارة أو أشد قسوة!
لقد ضاق ذرعكم - يا من جرحتم عقيدتنا بخنجركم المشؤوم - من ثأرنا, فجئتم بعذر أقبح من ذنبكم , و بوجه ليس بوجهكم , تعللون قتلكم لقلوبنا بأنها حرية رأي شخصية , وديمقراطية الصحافة العالمية.!
لتخسؤوا يا بنو دنمارك , لا نريد أن نرى وجوهكم ولا أن نقبل اعتذاركم , وإن قدمتم لنا رؤوسكم حاسرة عنواناً على صدقكم ..
لقد فتق هذا الخبر المشين قلوبَنا العامرة َ بحب نبينا , و انبثق اعتذاركم عن خسارةٍ وانهزامٍ أمامنا , لكننا لم ولن نرضَ بعذركم , فإن الاعتذار منكم سخافة بنا و استهانة بعقيدتنا ونبينا .. !
سنسل نبيَنا كما تسل الشعرة من العجين , وسننافح عنه بكل ما أوتينا من قوة؛كما نافح عنه أسامةُ وحسان .. فموتوا بغيظكم يا بنو دنمارك.
ستصبحين عما قريب قد عفت آثارك , وذُلَّ رجالك , وطاطأ سوقُك رأسه يجر أذيال خيبتك , ولن تجدي بعد ذلك من يساومك و يؤازرك .. فلقد جنيت على نفسك يا براقش .. أقصد (يا دنمارك) .. !
بقلم:
أسماء السقيلي
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 02:13 ص]ـ
جميل أيضا هذا المقال
بارك الله فيك أشودة المطر
مغربي
ـ[لخالد]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 02:30 ص]ـ
جميل أيضا هذا المقال
بارك الله فيك أشودة المطر
مغربي
السلام عليكم
تظهر عندي أصفار 000 أمام الجمل , هل هي مع النص أم المشكلة عندي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 03:43 ص]ـ
المشكلة في جهازك أخي الكريم 00 راجع إعدادات الحاسب لديك 0
أخوك مغربي(/)
كيف نردُّ عليهم؟
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 05 - 2006, 12:10 ص]ـ
:::
السلام عليكم
يقول البعض أن اللهجات العربية زمن الجاهلية كانت مختلفة متباينة، حتى لم تتفق العرب على لغة واحدة لشدة اختلاف لهجاتها.
وهذا طبعا طعنٌ في الشعر الجاهلي ومن ثم في القرآن.
فمن منكم يردُّ عليهم؟
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 05 - 2006, 01:04 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
حياك الله أستاذ موسى
لم أفهم وجهة نظر أولئك!
هل يعنون أن التباين الشديد بين اللهجات أفضى إلى عدم مقدرتهم فهمَ بعضِهم الآخرَ إذا ما استخدم كلٌ لهجته؟
فكيف صارتْ إذن لهجاتُهم لهجاتٍ للغةٍ واحدة؟
الأحرى حينئذ أن نقول: لغات مختلفة، ليس بينها عربية إلا واحدة منها، فأيّها تلك؟
ثم لم أفهم ما أردتَه _سلمك الله_واعذرني على قصور فهمي_ من الطعن في الشعر الجاهلي ثم في القرآن، فهلا فصلتَ القول للعامة من أمثالي.
أثقل الله موازينك بالصالحات.
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[07 - 05 - 2006, 06:23 ص]ـ
إن ما قصدته، هو أن بعض المستشرقين ومن شايعهم، قد أسرفوا في أمر الفروق بين لهجات القبائل العربية في الجزيرة إسرافاً حملهم على إنكار الشعر الجاهلي برمته، وعلى إدعاء أنه منحول أي موضوع، واتكأوا على الفرق بين لهجة قريش ممثلاً وكندة حيث كان امرؤ القيس في مملكة أبيه ــ أي كندة ــ، فكيف نردُّ عليهم؟(/)
نقد لنص جبران خليل جبران
ـ[صفاء البلور]ــــــــ[07 - 05 - 2006, 06:32 م]ـ
الشاعر ..
أنا غريب في هذا العالم
أنا غريب وقد جبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد مسقط رأسي
ولالقيت من يعرفني ولامن يسمع بي.
أستيقظ في الصباح فأجدني مسجونا في كهف مظلم تتدلى منه الأفاعي
من سقفه وتدب الحشرات في جنباته ثم أخرج للنور فيتبعني خيال جسدي
أما خيالات نفسي فتسير أمامي إلى حيث لاأدري
باحثة عن أمور لاأفهمها قابضة على أشياء لاحاجة لي بها
وعندما يجيء المساء أعود وأضطجع على فراشي المصنوع من ريش النعام
وشوك القتاد فتراودني أفكار غريبة وتنتابني ميول مزعجة مفرحة موجعة لذيذة
وعندما ينتصف الليل تدخل علي من شقوق الكهف أشباح الأزمنة الغابرة وأرواح
الأمم المنسية فأحدق إليها وتحدق إلي وأخاطبها مستفهما فتجيبني مبتسمة
ثم أحاول القبض عليها فتتوارى مضمحلة كالدخان
..
أرجو تحليل ونقد هذا النص لجبران خليل جبران للضرورة القصوى
ولكم دعوات لاتنتهي بالأجر والخير.
ـ[نوف]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 02:44 م]ـ
مالمطلوب؟
تحليل فني أم نفسي أم اجتماعي
الذي أعرفه أن هذا النص مقرر في الثانوية العامة والمطلوب فقط استخراج المحسنات البيانية والبديعية
ـ[صفاء البلور]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 05:47 ص]ـ
نعم هو مقرر للثانوية العامة ولذلك كان الطلب ..
شكرا نوف لعطر المرور
ـ[صفاء البلور]ــــــــ[11 - 05 - 2006, 06:07 ص]ـ
هذا النقد الموجود لدي الآن
هل هناك إضافة لديكِ عليه؟
.
النص السابق هو مقال ذاتي وفكرته تدور حول الغربة التي يعيشها الكاتب وعدم استقراره فجاءت عاطفته حزينة متشائمة وهذا واضح في مقاله من بدايته حتى نهايته فا التجربة التي عاشها الكاتب تجربة المعانة من الغربة وبعده عن وطنة الأول خاصة أن جبران خليل ممن رحلوا إلى الأمريكيتين فسبب المعاناة عدم استقراره النفسي والجسدي لبعده كما قلت ي السابق عن الوطن وهذه معاناة الكثير أي أنها عامة لا سيما أن الظروف السياسية لعبت دورا أساسيا في بعده 0
خصائص أسلوب الكاتب0
1 - السهولة في ألفاظه والدلالة على المعنى
2 - الإيجاز
3 - الاعتماد على الرمز وهو الإيحاء بالأفكار والكلمات لنقل المعنى بصورة خفية
4 - التصوير
5 - الاعتماد على المحسنات البديعية
6 - الاعتماد على الجمل الخبرية أكثر من الإنشائية والسبب لأنه يعترف بحقيقة الأمر دون الشك
استخدم الكاتب بعض المحسنات البديعية مث التضاد في (مشارق، مغارب) (مظلم، نور) ليبين الصراع النفسي الذي يعيشه 0 كذالك قام الكاتب بتكرار حرفي السين والشين لمناسبتهما لمعاناته النفسية التي يعيشها 0
أمثلة الرمز
ـــــــــــــــــ
1 - فأجدني مسجونا في كهف مظلم: ترمز إلى الأمورالسياسية التي فرضتها الحياة عليه
2 - تتدلى أفاعي من سقفه: ترمز إلى إلى من هو أقوى منه والسبب في هجرته عن موطنه 0
3 - تدب الحشرات في جنباته: ترمز إلى النفوس الحاقدة 0
أضطجع على فراشي المصنوع من ريش النعام: ترمز إلى الراحة
4 - شوك النعام يرمز: إلى النفسية المضطربة
5 - تدخل علي من شقوق الكهف أشباح الأزمنة الغابرة: ترمز إلى الحنين إلى للأيام الماضية 0(/)
نداء
ـ[ميكرفون المدرسة]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 07:02 م]ـ
:::
أريد موضوع عن التقرير ثالث متوسط
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 07:21 م]ـ
يبدو لي أن المنادى بعيدٌ جداً لذلك توجب عليك كل هذا الطول في العنوان.
دمت بخير
ـ[معالي]ــــــــ[08 - 05 - 2006, 11:31 م]ـ
السلام عليكم
الطالب المجتهد = الطالبة المجتهدة = ميكرفون المدرسة!!
:):)
موضوعات مقترحة:
_ معرض من معارض الكتاب التي أقيمت (مكة_الرياض).
_ مركز رعاية الموهوبين.
_ مؤسسة من المؤسسات الخيرية المنتشرة: كالجمعيات النسائية، ودار الأيتام، وغيرهما كثير.
ويمكك الاستعانة بمواقع هذه الجهات على الشبكة، وبما جاء في الصحف عنها.
وفقك الله يا أخي وسهل أمرك.(/)
عن الحداثة البائدة
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 08:44 ص]ـ
أخي الأديب الناقد:
لن أطيل عليك، إليك الرابط:
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/305.htm
ـ[معالي]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 11:14 ص]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الكريم
الدكتور سعيد بن ناصر كشف عوارهم بفضل الله وبيّن فساد مذهبهم ومخططاتهم.
وكما عبرتَ أستاذنا في عنوان موضوعك فقد بادت الحداثة، وما بقي ما هو إلا ذكريات الماضي الغابر!:)
بارك الله فيكم.
ـ[وارش بن ريطة]ــــــــ[17 - 05 - 2006, 06:34 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الكريم
الدكتور سعيد بن ناصر كشف عوارهم بفضل الله وبيّن فساد مذهبهم ومخططاتهم.
وكما عبرتَ أستاذنا في عنوان موضوعك فقد بادت الحداثة، وما بقي ما هو إلا ذكريات الماضي الغابر!:)
بارك الله فيكم.
بارك الله فيكم جميعا، وجعلكم الله ذخرا للحقيقة، وأنا أشكر ابن النحوية كما أشكر معالي، على هذا الاهتمام باستقامة الموقع، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.فالحداثة من أخطر النزعات علمانية وإلحادا. وهي كغيرها من النزغات المشبوهة تطل برأسها كل جيل مرة، بثوب جديد حتى لا تنكشف على حقيقتها، فأين تذهب ممن ينظر بنور الله وفراسة المؤمن؟.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 10:01 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 10:19 م]ـ
جزاك الله خيراً.
لم أكن أعلم أستاذي الفاضل أنك تجيد غير العربية. فهنيئاً لك.: p
ـ[الكاتبة الناشئة]ــــــــ[10 - 07 - 2006, 04:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
وافصيحاه ... وافصيحاه .. (أنشودة المطر)
ـ[السائر إلى الله]ــــــــ[20 - 05 - 2006, 04:46 م]ـ
:::
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
أخواني في منتدى الفصيح .. أسعد الله مسائكم ..
أتمنى منكم أن تساعدوني في العثور على تحليل لأنشودة المطر من الجانب اللغوي ,,
لأني بصراحة كللت من البحث في الشبكة عن تحليل لها ,,
و كلي أمل و رجاء أن تعاونوني ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أخوكم السائر إلى الله
ـ[عدنان المحادين]ــــــــ[14 - 06 - 2006, 10:35 م]ـ
[أخي العزيز:تحية وبعد. من الصعب أن تجد دراسة لغوية منفصلة لهذه القصيدة. وهذه بعض الدراسات:في التركيب اللغوي للشعر العراقي المعاصر, د. مالك يوسف المطلبي, دار الرشيد للنشر, بغداد 1981 ..... لغة الشعر بين جيلين. د.أبراهيم السامرئي. ط2,المؤسسةالعربية للدراسات والنشر, بيروت 1980.
دير الملاك-دراسة نقدية للظواهر الفنية في الشعر العراقي المعاصر-.د. محسن أطيمش, دار الرشيد للنشر, بغداد 1982.
الرمز والرمزية في الشعر المعاصر, د. محمد فتوح أحمد, ط2,دار المعارف, القاهرة 1978.
الصورة الشعرية عند السياب-التركيب اللغوي للصورة الرمزية عند السياب -,عدنان المحادين, رسالة ماجيستر غير مطبوعة, جامعة بغداد 1986.
الرمز الأسطوري في شعر بدر شاكر السياب, د. علي عبدالمعطي البطل, شركة الربيعان للنشروالتوزيع, صفاء, الكويت 1982.
هذا نقطة من تحليل المحادين: الفصل بين المتلازمين.
-سحاب .. كان لولا هذه الأسوار رواها-
الأصل في التركيب اللغوي هو: كان سحاب رواها لولا هذه الاسور. فقد قدم اسم كان عليها ,-سحاب-وجعله مبتدأ, ثم فصل بين اسم كان وخبرها-رواها-لماذا؟ أراد السياب أن يوصل لنا صورة رمزية وهي.
ـ[أبونجلاء]ــــــــ[18 - 05 - 2007, 01:20 م]ـ
أخي العزيز- بارك الله فيك - عليك الدخول للموقع: www.kuwait25.com عسى أن تجد ضالتك
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 05 - 2007, 11:07 ص]ـ
البنى الأسلوبية / دراسة في "أنشودة المطر" للسيّاب، حسن ناظم.
ستجد في هذا الكتاب ما يعينك.
ـ[نون النسوة]ــــــــ[03 - 06 - 2007, 03:19 م]ـ
دخلت لأذكر اسم الكتاب
فوجدت الأستاذة وضحاء سبقتني
موفق:)(/)
أين أجد نقد معلقة امرئ القيس؟
ـ[تَيْم]ــــــــ[22 - 05 - 2006, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم ..
أين أجد نقد الباقلاني لمعلقة امرئ القيس؟ ..
ـ[أبو إياد]ــــــــ[23 - 05 - 2006, 01:36 م]ـ
في كتاب الباقلاني (إعجاز القرآن) الذي قام بتحقيقه المحقق المعروف (السيد أحمد صقر) وهو من مطبوعات دار المعارف بمصر.
شاهدت منه عدة نسخ مؤخرا بمكتبة الفيصلية بمكة المكرمة بحي المعابدة، وأظن أن الكتاب متوافر في عدة مكتبات، وتجدر الإشارة إلى أن الباقلاني في كتابه هذا قد قام كذلك بنقد لقصيدة البحتري (أهلا بذلكم الخيال المقبل).
إن الذي دفع الباقلاني إلى نقد هاتين القصيدتين هو محاولته إثبات الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم عبر إقامة موازنة بين كمال النص القرآني واستوائه وبين تفاوت البيان البشري وتذبذبه بين القوة والضعف. وفي مجاهدة الباقلاني في تطبيق هذه الفكرة فقد انساق في نقده للقصيدتين إلى التحامل عليهما تحاملا شديدا.
وقد درس نقد الباقلاني للقصيدتين عدة دارسين في العصر الحاضر منهم حسين المرصفي في كتابه (الوسيلة الأدبية) ومنهم د. محمد أبوموسى في دراسته الرائدة (الإعجاز البلاغي دراسة تحليلية لتراث أهل العلم).
ولك ودي ...(/)
تائية الشنفرى
ـ[حميدي2005]ــــــــ[01 - 06 - 2006, 12:43 ص]ـ
:::
اسم القصيدة: التائية للشنفرى
التعريف بالشاعر: شاعر جاهلي من بني الحرث بن ربيعة، والشنفرى اسمه،وقيل لقب له، ومعناه عظيم الشفة. واسمه ثابت ابن أوس الأزدي وكان يضرب به المثل في العدو،إذ كان احد العدائين الثلاثة، وهو ابن أخت تأبط شراُ.ولمزيد من المعلومات عن حياة الشنفرى: المفضل الضبي، المفضليات، تحقيق وشرح احمد شاكر عبدالسلام هارون،ط4.
المناسبة: تعبيراً عن هموم تشاركت على الشاعر من أخذ الثائر من قاتل والده، ومن رحيل زوجته عنه دون سابق إخبار.
مدخل القصيدة: افتتح الشاعر القصيدة بمقدمة غزلية، على خلاف السلوك الشعري عند شعراء الصعاليك.
المقصود بالسلوك المعرفي:
هي تلك القيم السلوكية المعرفية التي تمنح الفن ومنه الشعر شرعية العبور خارج دائرة الزمان والمكان ولأمم والشعوب إلى فضاءات الإنسانية الواسعة، أتي تضمن له صفة الاستمرار والتأثير، لمهمته التربوية، ولهذا كان الشعر ديوان العرب، وقيمته تنبع من القيم الجماعية. (1) د/ محمد مريسي الحارثي،عمودالشعرالعربي.
ملخص البحث:
يهدف هذا البحث الى دراسة تائية الشنفرى وتحليلها من حيث الرؤية الفنية، والرؤيا المعرفية الفكرية التي ظهرت في أسلوب القصيدة التي تميزت بها عن غيرها من قصائد الصعاليك. فالقصيدة ترسم المرأة لإنسانه في جانبها المعرفي السلوكي و المجتمع والحياة والذات، والتركيز على القيم والمزايا النفسية، من خلال بناء فني للقصيدة محكم، وكل ذلك في أطار القبيلة وأعرافها وتقاليدها.
1
- عمود الشعر العربي (النشأة والمفهوم) _د. محمد بن مريس الحارثي _نادي مكة المكرمة _ط1،1417هـ.
القصيدة:
ألاَ أمُّ عمرو أجمعت فاستقلت وما ودعت جيرانها غذ تولت
وقد سبقتنا أم عمرو بأمرها وكانت بأعناق المطي أظلت
بعيني ماأمست فباتت فأصبحت فقضت أمورا فاستقلت فولت
فوا كبدا على أُميمة بعد ما طمعت فهبها نعمة العيش زلت (1) المفضليات
بدا يتحدث الشاعر عن رحيل زوجته اميمة، ويبن أنها قد عزمت على الفراق والرحيل دون أن تخبر زوجها الذي تحبه وتعشقه ويعشقها، وحتى تقذر أن تود ع جيرانها الذين الفتهم وحبتهم، فانطلقت تاركة وراءها زوجها حزيناًمتحسراًومعزياًنفسه با النعم لاتدوم ومصيرها الزوال، واميمة واحدة من تلك النعم الراحلة المعدومة،فجميع نعم لامحالة زائلة. إن مشهد الوداع وما ينبع منه من آلام أحدث شرخا كبيراً في كيان الشاعر النفسي دفعه إلى استذكار زوجته الراحلة (2) في بناء علم نفسي جديد يعيش فيه في حالة تواؤم وتوازن.
وبذلك أسهب الشاعر في وصف المزايا النفسية والمعنوية.فهو يرسم لزوجته في المقدمة صورة مثالية يسلط فيها الضوء على صورتها المثالية تبرز زوجته في أجمل أوضاعها: "فهي مثالية مع نفسها، ومثالية مع زوجها،ومثالية مع صاحباتها " (4)
فالقصيدة ترسم بدقة ملامح أنموذجا مثالياً هو الأنموذج الأنثوي. ومتد إلى النموذج الرجولي المتمثل في (تأبط شراً) الأمر الذي ابرز التو اشج القوي بين المقدمة والقسم الآخر من القصيدة. فقد نستطيع أن نقول إن هذا الأنموذج هيمن على القصيدة هيمنة واضحة للناظر للقصيدة. لاشك إن المرأة في شعرهم لها علاقة قيمية تكاملية مع الرجل.مما ساعد الشاعر على الوصول إلى هدفه. وهو الثأر من قاتل أبيه.فجاءت المقدمة مترابطة مع بنية القصيدة.فجاءت مقدمة القصيدة مترابطة ومتناغمة مع بقية القصيدة عبر جسور لفظية ومعنوية." فأهم خطوة لفهم نمط القصيدة الجاهلية تكمن أولاً في النظر إليها على أنها تمثل وحدة عضوية لاينبغي في فصل مدخلها عن غرضها، ولا النظر إليها على أنها مجموعة أغراض يربط او لايربط بينهما جسور لفظية اصطنعت لأداء مهمة الوحدة الشكلية " (5) محمود عبدالله الجارد،أوس بن حجر
إن هذه "الأبيات تكشف عن علاقة خاصة بالمرأة، غنها علاقة أصابتها قطيعة أبدية فهو واقف في مكانه يرصد الموقف. ومحبوبته راحلة إلى جهة غير معلومة، وكلا الطرفين محمل بأثقال نفسية. وآلام جمة، جعلت الفراق محتماً " (6). مجلة (جامعة الملك سعود – عمادة شئون المكتبات، المجلد الخامس، الآداب (1)،1413هـ، ص. ب 22480 المملكة العربية السعودية)
(يُتْبَعُ)
(/)
فيا جارتي وأنت غير مليمة ذا ذُكرت ولابذات تقلت
لقد أعجبتني لاسقوطا قناعها إذا ما مشت ولا بذات تلفت
تبيت بعيد النوم تهدي غبوقها لجارتها إذا الهدية قلت
تحل بمنجاة من اللوم بيتها إذا مابيوت بالمذمة حلت
كأن لها في الأرض نسياً تقصه على أمها وان تكلمك تبلت
أ ُميمة لايخزي نثاها حليلها إذا ذكر النسوان عفت وجلت
إذا هو أمسى آب قرة عينه مآب السعيد لم يسل: أين ظلت
تتحدث هذه الأبيات الجميلة عن النموذج الأنثوي فهو يظهر في هذه الأبيات في صورة متكاملة الأبعاد للأنموذج الأنثوي ضمن أبعاد ثلاثة: البعد النفسي، والبعد الجسمي، والبعد الاجتماعي " (7) فقد نبضت في الأبيات الصفات المعنوية والنفسية. 7 - نفس المصدر السابق
فزوجته وقور والجدب." خجول شديدة الحياء عفيفة سمحة لاتتناولها الألسن، ولا يسقط قناعها أثناء مشيها ولا تكثر من التلفت حتى لاتحوم عليها الشبهات،وإنما تسيير في طريقها غاضة بصرها كأن لها في الأرض شيئا تبحث فيه، وهي لشدة حيائها فغن الكلام يموت على شفتيها، وهي حريصة على سمعتها وعلى سمعت بيتها،وتتخذ من ضميرها رقيبا يحاسبها ويجنبها الخطأ واللوم والانحراف.هذا من جهة ابعد النفسي.اما من جهة البعد الاجتماعي الذي ركز عليه الشاعر في رسم صورة زوجته،فقد اشتمل على السلوك المعرفي في قيمتي الوفاء والكرم، فالوفاء قيمة ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى الصعلوك , إنه يبحث دائماً عن الوفاء الذي يوفر له الراحة النفسية والطمأنينة والاستقرار.
ومن هنا ركز الشنفرى على وفاء أميمه وحبها له في غيبته وفي حضوره.
فهو شديد الثقة والاعتزاز بها، فهي تراعي عهده وتصون كرامته وعرضه، وإذ آب إليها بعد رحلة أو غارة وقعت عيناه على مايسعده ويسره. وهي أيضا كريمة مع جاراتها، حسنة المعشر والمعاملة تؤثرهن على نفسها ولو كان بها خصصه.وفي أوقات الشدة والجدب والقحط تهدي لهن ماتحتفظ به في بيتها من زاد أو لبن.
وبهذا يركز على الكرم الحقيقي والتكافل الاجتماعي الذي ينبغي أن يهيمن على مجتمع الصعاليك الذي يعاني من الفقر " وهنا تكمن قيمة الكرم الحقيقة باعتباره وسيلة لاستمرار الحياة وليس معناً اجتماعياً" (8) - الزبيدي " تائية " ص 41 ومابعدها.
وإتماما لأبعاد الصورة المثالية التي رسمها الشنفرى لأميمة والتي دفعت الأصمعي إلى القول عن أبيات مقدمة قصيدة الشنفرى:" هذه الأبيات أحسن ماقيل في خفر النساء وعفتهن " (9) نرى الشنفرى يتحدث عن البعد الجسمي، مضيفاً عناصر جمالية حسية جاءت لتجميل الصورة المعنوية الكلية.9 - النباري، شرح المفضليات.فهو يذكر أن مجالسة امرأته انتشى وثمل من مجالستها حتى لكأن البيت قد شملته ريحانة منظراً وحديثاً ولطفاً وعطفا واستقصى في وصف الريحانة فذكر موضوعها وهيئتها.
ويرى المجذوب أن هذه المقدمة شاهد عدل على أن الجاهليين كانوا يعرفون ويتقنون وصف الأخلاق، ثم هو يعد شاهد عدل في أن الأخلاق في أقصى ذرا مثلها العليا مما يخرج في باب الغزل عن معاني لوعة الجنس "10"- عبدالله الطيب المجذوب،المرشد ‘لى فهم أشعار العرب وصناعتها، ط1 (بيروت: دار الفكر، 1970 م) ج3 1120
نرى من ذلك ومما تقدم إن المقدمة تتضمن تركيزا على الأنموذج الأعلى للمرأة عند الصعاليك، هذا النموذج يتخلى عن الحسية التي رُكز عليها في معظم مقدمات الشعر العربي. وتبعاً لذلك برزت المعنوية بشكل لافت للنظر بما تشمل من صفات ومزايا تتناسب وطبيعة حياة الصعاليك الكثيرة الغزوات والغارات.
فالصعلوك المغير لايهتم بالجمال الحسي بقدر ما يهتم بالجمال المعنوي بالنسبة إلى المرأة، ولعل ذلك يعود إلى عدم الثبات والاستقرار اللذين يميزان حياة الصعاليك،إضافة إلى كثرة مغامراتهم التي تستدعي المكوث الطويل خارج بيوتهم وترمز هذه المعنوية للشنفرى إلى ارتياحه وتوازنه إلى هذا الجانب النفسي المتمثل في الجانب الداخلي وهو بيته المتضمن زوجته الأمر الذي يكون فيه إلى هذا الجانب مطمئناً، والذي يزيد أيضاً من فاعلية الجانب الخارجي وهو الغزو والغارات ويقلص من حجم الصراع النفسي والتوتر الذي يسببه عدم اطمئنانه إلى الجانب الداخلي لو كان غير ماوصفه.
وأم عيال قد شهدت تقوتهم إذا أطعمتهم أوتحت وأقلت
تخاف علنا العيل إن هي أكثرت ونحن جياع أي آل تألت
(يُتْبَعُ)
(/)
وما إن بها ضن بما في وعائها ولكنها من خيفة الجوع أ
مصعلكة لايقصر الستر دونها ولا ترتجي للبيت إن لم تبيت
يتحد ث الشاعر في هذا القسم عن قصة غزو قام بها الشنفرى ومجموعة من رفاقه وفي طليعتهم تأبط شراً لأخذ الثار من قاتل أبيه، ويتمحور هذا القسم حول دوائر ثلاثة، أولاً: الفخر بذاته والالتزام بها. ثانيا: المجتمع الجمعي وقوانينه.ثالثا: ألآت الحرب كسيف واسهم والقوس.فهو يظر في هذه الأبيات الجانب الذكوري متمثلا ً في نفسه وصديقة وذكر أنهم جهزوا أ نفسهم للغزو وحملوا القسي الحمر وخرجوا راجلين. وقد حمل زادهم تأبط شرا الذي أخذ يقتر عليهم في الطعام، خشية أن تطول بهم الغزو ة، فينفد زادهم ويموتوا جوعاً، وقد نعته (بأم عيال) لأن العرب تقول للرجل الذي يقوم على طعام القوم وخدمتهم هو أمهم.
ويبرز الشاعر التكامل بين الأنموذجين نراه يركز على وفاء وإخلاص تأبط شراً ورفاقه الذين هبوا لمساعدته من اجل الأخذ بالثأر من قاتل أبيه مثلما ركز على وفاء أميمة وإخلاصها في المقدمة.
لها وفضة فيها ثلاثون سيحفا إذا آنست أولى العديّ اقشعرت وتأتي العديّ بارزاً نصف ساقها تجول كعير العانة المتلفت
إذا فزعوا طارت بأبيض صارم ورامت بما في جفرها ثم سلت
حسام كلون الملح صاف حديده جراز كأقطاع الغدير المنعت
تراها كأذناب الحسيل صودراً وقد نهلت من الدماء وعلت
و ينتقل الشاعر إلى الحديث عن الدائرة الثالثة التي تشمل السلاح بأنواعه للتوكيد القوة ويدخل ضمن دائرة الفخر.والشاعر يبن أن في جعبته سهام متهيئة للقتال بهمة حامليها. والسيوف القاطعات كأنها قطع الماء في الغدير لمعاناً. وهي دائما متحركة كأذناب أولاد البقر، حين رؤية أمهاتها، وتنهل السيوف وتعل من دماء الأعداء. ويشبه بياض السيف ببياض الملح، ولا يكتفي بذلك بل يلجأ إلى أسلوبه الغالب على شعره، وهو التصوير البارع المستمد من بيئته. فيقول بعد ذكر اللون والصفات المألوفة أن السيف يشبه أقطاع الغدير أو احد أذناب الحسيل.
فالبناء الفخري عند الشنفرى يرتكز على الأنا بما تسببه البيئة حوله والحالة النفسية، كما يرتكز على على الاعتماد على السلاح للدفاع عن النفس ليبرز قوته وكتفائه بذاته.
ألالاتعدني إن أشتكيت خلتي شفاني بأعلى ذي البريقين عدوتي
فالشاعر لم يكتف بالاعتماد على الأسلحة المادية والشخصية فقط. بل اعتمد على سرعته في العدو التي هي صفة مشتركة عند اغلب شعراء الصعاليك. لذا نرى الشنفرى يعتبر عدوه وغزوه شفاءً لنفسه من كل شيء.
إذا ماأتتني ميتتي لم أُبالها ولم تُذر خالاتي الدموع وعمتي
ولولم أرم في أهل بيتي قاعداً أتتني إذا بين العمودين حمتي
الشنفرى يؤكد أن الموت ليس مفزعاً ولا مخوفاً لديه لأنه مستعد لاستقباله دائماً وما يزيد ثباته أنه لن يكون هناك عمات ولاخالات تبكي عليه، فهو يعيش بعيداً عن الناس.
وبما أن حياة الصعاليك عامة قائمة على الصراع، إلا إن الشنفرى حياته في غربة متواصلة فإحساسه بمرارة الغربة منذ الصغر عندما اكتشف انه ليس من القبيلة التي يعيش بينهم، وزادت غربته بعدما قرر ان يتصعلك ليثأر من قاتل آبيه، وينتقم من المجتمع الذي حرمه حقوقه.
قتلنا قتيلاً محرما بملبد جمار منىً وسط الحجيج المصوت
جزينا سلامان بن مفرج قرضها بما قدمت أيديهم وأزلت
وهنيء بعبد الله بعض غليلنا وعوف لدى المعدي أوان استهلت
يتحدث الشاعر عن نتيجة الغزوة التي قام بها ورفاقه ويبن أهم قتلوا محرماً بمنىً ساق هديه على الكعبة وهو قاتل أبا الشنفرى، كما قتلوا بعض من رافقوه ومن لم يقتل أخذوه أسيرا. ويبدو أن هيمنة قضية الأخذ بالثأر جعلته لايحترم تقاليد مجتمعه الدينية، وشفوا غليلهم أيضا بعبد الله وعوف من بني سلامان بن مفرج، لأنهم آسروه وهو صغير فنشأ فيهم فلما أساءوا إليه وعلم بأمره غضب وتصعلك،وعاهد نفسه أن يقتل مئة رجل منهم بما استعبدوه ثم انه مازال يقتلهم حتى قتل تسعاً وتسعين رجلاً.وبعد قتله مر به رجل من بيني سلامان فضرب جمجمة الشنفري بقدمه فعقرت قدمه فمات منها فتمت به المئه.
خاتمة القصيدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعود الشاعر في خاتمة القصيدة للتركيز على (الأنا) وإظهار مزاياها وإبراز عنصري التحدي والرادة الصلبة الناتجين عن شعور البعد عن الفتيلة. وبرزت ذات الشاعر أكثر قوة مدعمه بثنائية ضدية (حلو، مر) تشكل الفاعلية المعنوية والمادية لدى الشاعر , وتوضح موقفه من غزوته التي قام بها مع رفاقه الصعاليك، كما يكشف في الخاتمة قدرته على التصدي للواقع ويرسم خريطته النفسية مبيناً أنه بين حالين لاثالث لهما فهو حلو لمن يطلب حلاوته ويحترمه، ويجازي الخير بمثله، وهو مرّ على من يعاديه ويظلمه، ويجازي الشر بالشر.
وإني لحلو إن أريدت حلاوتي ومرٌّ إذا نفس العزوف استمرت
أبي لما يأبى سريع مباءتي إلى كل نفس تنتحي في مسرتي
السلوك الفني في القصيدة:
لقد اشتملت تائية الشنفرى على جملة معطيات فنية لابد من استقرائها وتحليلها. فعلى صعيد البنية الإيقاعية الخارجية والداخلية يبدو اختيار البحر الطويل منسجما مع قصدية الشاعر إلى التركيز على النموذج الأسناني، سواء منه الأنثوي أو الذكوري. فالبحر الطويل يعكس قوة الإيقاع ورصانة الأداء وفخامته. وله رنة موسيقية قوية فهو يناسب معاني التغني بجلالة الماضي وعنصر القصص من الطراز الذي يدعو السامع لأن يصغي ويتفهم قبل أن يهتز ويرقص. كما يشكل الروي والقافية عناصر البنية الإيقاعية الخارجية. وحرف الروي (تا) للتأنيث هيمن على القصيدة ومتد على جسدها بكاملها وشكل العامود الفقري فيها وهو يرمز في الوقت نفسه لأميمة زوجة الشنفرى الذي ذكرها مرتين بالاسم ومرتين بالكنية.ووظيفة التكرار تعكس تجربة الشاعر الانفعالية التي يعيشها، وتبين الصلة الوثيقة بالمعنى العام للنص الشعري ويكشف مدى المساهمة التي يقدمها التكرار في تكوين بناء السياق العام الذي يوضحه الشاعر. كما تقوم القصيدة على عنصر القصة. والواقعية. والصدق في التصوير، والدقة في التعبير،والصور البيانية، أما لغة القصيدة فهي تمتاز بالمتانة وقوة السبك والانتقائية المطبوعة بأسلوب بعيد عن الصنعة والغرابة والتكلف.
وقد استطاع الشاعر من خلال رسمه لنوذجين عبر صيغة جمالية توشحت بقالب قصصي فني مميز. ان يكشف عن تصوره لطبيعة المجتمع المتكامل الذي يتوق اله الصعاليك، ويركز على القيم والمزايا المعنوية الغائبة في مجتمعه , ويبرز صراع الذات في سبيل رغبتها في تطويح سلطة الاضطهاد من اجل بناء حالة تصالح متكافئة بينه وبين المجتمع.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 01:37 ص]ـ
شكرا لك على موضوعك الجميل أخي الفاضل.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[05 - 06 - 2006, 05:47 ص]ـ
تأمل معي رص العبارات وتقديمها بطريق خطابي شعري في قول الناقد:
" القيم السلوكية المعرفية التي تمنح الفن ومنه الشعر شرعية العبور خارج دائرة الزمان والمكان ولأمم والشعوب إلى فضاءات الإنسانية الواسعة"، فجملة خارج دائرة ... ، هي مجرد جملة شعرية تستخدمها النخبة للتأثير، وقد تكون مقصودة من الناقد، وهذا ما لا نرجوه، فالعبور خارج دائرة الزمان والمكان لا يتناسب مع قيمنا وأخلاقنا، بل الواجب الاستمرار داخل الزمان والمكان الذي يشملهما.
وفي قوله: "فالقصيدة ترسم المرأة لإنسانه في جانبها المعرفي السلوكي"، فقوله: " المرأة الإنسانية" يدل على تأثر الناقد بكتب النقد المتأثرة بالمذاهب الإنسانية، التي تتجاوز الزمان والمكان على حد تعبير الناقد، فيما سبق. والمراد بالتجاوز هنا الخروج من عبودية النص المنزل والترقي في التطور النيتشوي، في ظل الفراغ العقدي الذي بلي به الفكر الأوربي إبان الثورة الفرنسية والتطاول اللوثري. وقد تكررت الإشارة إلى هذا المصطلح المنسوب إلى الإنسانية غير المحدودة بزمن أو مكان.
والنص السابق قد اشتمل على الكثير من الجمل الخطابية والتركيبات الكوكتيلية التي تحيز الفكر في دائرة التلذذ، بعيدا عن المحتوى الثقافي للناقد.
وبالجملة لن تجد أحدا من النقاد الإنسانيين يشيرون إلى المخالفات النصية التي تتعارض مع المحتوى الثقافي والعقدي للناقد.(/)
((الشعرُ والشعراء بين زمنين ..... )) *
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[02 - 06 - 2006, 12:20 ص]ـ
((الشعرُ والشعراء بين زمنين ..... )) *
لدينا نحن العرب تضخمٌ كبير وهائل، ومفزع، في عدد الشعراء (المعاصرين) ‘ يفوق ما عرفه أي عصرٍ من عصورِ الأدب العربي " فبحسب موسوعة البابطين للشعراء العرب المعاصرين، بلغ تعداد الشعراء 1644شاعراً، ممن عاصروا الموسوعة إبان صدورها فقط، تم اختيارهم من بين ثلاثة آلاف ممن قدموا أعمالهم للموسوعة، وهم يحسبون أنهم شعراء. " (1) السؤال الذي يمكن أن يحضر منطقياً ــ هنا ــ أمام هذا العدد الهائل من الأسماء الشعرية .... هل ثمة إبداع أو شعر أصيل في أدبنا المعاصر يتناسب طردياً مع الطفرة العددية وهل يمكن أن نفاخر به عالمياً،أو بكلمات أخرى: كم سيتبقى لنا من هؤلاء الشعراء إذا أعدنا عملية الترشيح والفلترة مرةً، أو مرتين؟!
في أدبياتنا النقدية والإعلامية أيضا، تعجلاً وعشوائية، في إصدار الأحكام النقدية، ومن ذلك منح مسمى (شاعر) على أي محاول ٍ في مجال الكتابة الشعرية، حتى وإن كان نتاجه الأدبي قصيدة، لا فضل له فيها إلا إقامة الوزن والزعيق اللغوي ... وأيضاً لدينا أزمة في خلع هذا المصطلح على من يحصر أدواته في شعر التفعيلة أو قصيدة النثر، أوفي أحدهما، وهذا برأيي لا يستحق حيازة المسمى؛ لأنَّ هذين الجنسين الشعريين ــ في حد ذاتهماـ تساهل و فرع من أصل، ولا استحقاق للمسمى إلا إذا أجاد الأصل إجادة بشروطها .....
إنّ النقد القديم كان في غاية الصرامة حين يخلع مسمى (شاعر) على التجارب الشعرية، ولا يمكن أن يمنح لأحدٍ مالم يستوفِ شروط الصنعة بتمامها؛لذلك يجب على شعرائنا المعاصرين (الحداثيين) أن يكونوا متصرفين في جميع الأجناس الشعرية: العمودي، والتفعيلة، وقصيدة النثر، وهو آكد وأوجب في حقهم ومشروطٌ بإجادة كلٍّ منها، وليس مجرد الممارسة اللاهية أو التجريب العابث ....
ولعلّ من حسنات النقد القديم، وسر حيويته؛ تلك المعيارية الصريحة في تصنيف الشعراء إلى مراتب وطبقات كل بحسب إجادته واقترابه أو بعده من المعايير النقدية، ومن ظريف تقسيماتهم قولهم في مراتب الشعراء " الشعراء أربعة: شاعر خنذيذ، وشاعر مفلق، وشاعر فقط، وشعرور" (2) وكذلك قولهم " الشعراء: شاعر وشويعر، وشعرور " (3)؛ لذلك كان القدماء أدق منا في تصنيف الشعراء، فلم يكن لقب (شاعر) مشاعاً لكل من هبَّ ودبَّ، بل على النقيض من ذلك تماماً، كانوا يهولون من امر الشعر ويعظمون من شأنه، وكانوا يربطون هذه التقسيمات بأصحابها وبأسماء شعرية صريحة دون اعتبار لدرجتها قوة أوضعفاً أو للشخصية الشعرية. ومن ذلك "قول الأصمعي: الشويعر مثل محمد بن حمران ومثل عبد العزى، وقول الجاحظ: والشويعر عبدياليل من بني سعد " (4)، ولم تكن هذه التقسيمات اعتباطية، بل كانت وليدة حرصهم، وعنايتهم بالشعر، وتقديسهم له. قال الحطيئة (5):
الشعرُ صعبٌ وطويلٌ سُلمه ....... والشعر لا يسطيعه من يظلمه
إذا ارتقى فيه الذي لايعلمه ........ زلتْ به إلى الحضيض قدمه
يريد أن يعربه فيعجمه
ويظلُ تعظيم الشعر والإجادة فيه هاجساً يفرض نفسه على الشعراء؛ حتى أن شيطان الشعراء (دعبل الخزاعي) قال (6):
سأقضي ببيت يحمد الناس أمره .... ويكثر في أهل الروايات حامله
يموت رديء الشعرمن قبل أهله ..... وجيده يبقى وإن مات قائله
أمام هذه الصرامة النقدية لايملك الشعراء إلا تجويد أشعارهم إجادة تتناسب ومعايير ذلك النقد، الذي يصنف كل شاعر وقصيدته، حسب ماتستحقه، فلا مجاملات، ولا شيء من قبيل هذه الصناعات الإعلامية، التي نراها اليوم، في صحافتنا الأدبية بمباركة النقاد المجاملين والنقد المعلب؛ لأجل ذلك أورثوا أدباً حياً، يعيش ماعاشت الحياة نفسها؛ بعكس أدبنا اليوم، الذي لايصلح أكثره إلا لملء تلك الصفحات الفارغة من الصحف .... ,وأكثره لايمكن أن يحمل (الجنسية الأدبية) إذا ما محص تمحيصاً صادقاً؛ لأنه " إذا لم يكن عند الشاعر توليد معنى،ولا اختراعه، أو استطراف لفظ وابتداعه أو زيادة فيما أجحف فيه غيره من المعاني أو نقص ما أطاله سواه من الألفاظ، أو صرف معنى من وجه إلى وجه آخر كان اسم الشاعر عليه مجازاً لاحقيقة، ولم يكن له إلا فضل الوزن .... " (7) وبمثل هذا الوعي النقدي نستطيع القضاء على طفرتنا الشعرية،وأنا في هذا، لا أعدو الحقيقة؛ لأن هذه الأحكام النقدية القديمة بصرامتها، هي العقار الناجع للداء الشعري الذي نعيشه اليوم؛ فلو أخذنا على سبيل المثال مئة قصيدة غزلية لشعراء معاصرين ثم حللناها، وفق المعايير السابقة، لوجدنا أنها لا تحفل بتجاوزات أسلوبية أو فنية أو بلاغية، يمكن أن تحسب لها، وحتماً سنجد التشابه والتكرار والنمطية، والمباشرة، ووقع الحافر على الحافر؛ مما يعني أن شعرنا يشبه بعضه بعضاً، ولا حاجة لقراءة أكثر من ديوان، فديوان واحد يكفي ويغني عن البقية؛ وهذا ما يعلل قلة الرصيد الجماهيري المتفاعل مع الشعر قراءة وحتى حضورا لأمسياته، التي بات الشعراء فيها ينشدون ويصفقون لأنفسهم ..... ومن بين هذا الرماد الشعري، تتذكى مواهب وملكات شعرية حية وشابة، خلقت أدباً رفيعاً، يتنفس بيئته ومحيطه، ويعبر عن واقع حياته، ويطارد أحلامه بلغة شعرية، استفادت من موروثها القديم، ومن مدارس الأدب العالمية الحديثة، واستطاعت صهر طرفي المعادلة في بوتقة يمكن تسميتها بالشعر العربي الحديث، ويستحقون عن جدارة واستحقاق التربع على إمارة الشعر العربي، وأن يتغنى التاريخ بهم زماناً بعد زمان ........
إحالات:
(1) انظر صحيفة (المحايد) الأسبوعية، عدد (131)،مقال للدكتور/ وليد قصاب.
(2) العمدة لابن رشيق القيرواني، ج2، ص125.
(3ــ 7) نفسه، ج1، ص 103ــ 104.
* عبدالوهاب بن حسن النجمي
wahab2@gawab.COM
** نشر الموضوع في مجلة (الأربعاء)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 01:42 ص]ـ
صدقت أخ عبد الوهاب في مقالك الجريء والرائع ..
و لكن .. يبقى التساؤل .. أين لنا بذلك الغربال الذي سيريحنا من المستشعرين الكثر في هذا العصر؟
هل هو النقد نفسه والنقاد؟!
برأيي أن هؤلاء أيضا بحاجة إلى غربال آخر.
شكرا لك.
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 10:06 م]ـ
شكرا، أختي العزيزة لإطرائك الجميل ....... وأعدك وكل أعضاء الفصيح بالمزيد ....... ,وأرجو ان تقوم بيني وبينك صداقة معرفية / أدبية،،،،،،،،،، تحياتي الحارة لكل الأصدقاء،،،،،،،،،،،،،،
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 10:20 م]ـ
بارك الله فيك.
وفي الحديث عن غربلة الشعراء والنقاد , أضيف أيضاً غربلة الصحف. فالصحف تحتاج إلى غربلة أيضاً ولعلها أشد بكثير من غيرها , لأنها هي التي تروج وتعلن وتنشر , حتى عزفنا عن قراءة الكثير منها خوفاً من أمراض تعلق في رؤسنا من رداءة ما يكتب فيها.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[13 - 06 - 2006, 08:41 ص]ـ
الغربال هو الزمن وحده .. فما وصل إلينا من شعراء كل عصر إلا أقلهم .. إن الذين لم يتقدموا لمعجم البابطين هم أكثر ممن تقدموا أضعافا مضاعفة وقد تم اختيار النصف ممن تقدموا .. ولو عرفتم بعض الشعراء المختارين في البابطين لحذفتم ثلاثة أرباعهم .. ولكن هذا لن يحدث إلا مع الزمن .. وحتى معاجم الشعراء القدماء، التي تحوي المئات، فهل يُعرف منهم أكثر من العشرات؟.
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 06 - 2006, 12:09 ص]ـ
تفاعلكم مع الموضوع محل تقديروإكبار مني ..... الشعرالجيد يفرض نفسه مهما كان جنسه ...... قال الشاعر: إذا الشعرلم يهززك عند سماعه@ فليس خليقا أن يقال له شعر
@@@@@@ وبارك الله في تواصلكم أيها الفصحاء@@@@@@(/)
العنصر النصراني
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 04:15 م]ـ
:::
العنصر النصراني
رؤية نقدية إسلامية
السلام عليكم
تطالعنا قنوات التلفزة من حين إلى آخر بمسلسلات تحكي قصص صراع العرب مع الفرنسيين أو اليهود او الأتراك (العثمانيين) وهي مسلسلات توضح حركة التحرر ضد المستعمر، وتُبين مدى حرص العرب آنذاك على التحرر، وكأن العرب هم مالكي أنفسهم حينها، أو انهم تصرفوا من تلقاء أنفسهم، وهذا كلام بعيد الإحتمال، فلقد بيَّن لنا التاريخ المكتوب بأقلام صادقة أن القضية كانت قضية تحريض على دولة الأتراك حينها وهي إن أطلقت الأسماء على مسمياتها حقيقة، فقد كانت الدولة الإسلامية ــ وإن كانت في آواخر أيامها ــ بلا شك. أما عن صراع العرب مع الفرنسسن مثلا ومع الإنجليز ومع اليهود، فقد كانت تقوده أحيانا ما يسمى بالنزعة الوطنية وأحيانا قلائل النزعة الدينية، وفي كثير من الأحيان دول كافرة تسعى لبسط نفوذها على ما تبقى من بلاد المسلمين التي كانت دولة إسلامية.
وأخص حديثي اليوم عن مسلسل ((الخوالي)) والذي كان بطله نصار ابن عريبي، والذي نتيجة الظلم الواقع عليه وعلى أبناء وطنه في الشام انطلق ليقضي على الظلم الواقع عليهم، وأنا لا أريد ان اخوض في تفاصيل كثيرة فالمقام لا يسمح. ولكن لو نظرنا نظرة سريعة لانتبهنا، أن تشويه صورة الدولة التركية العثمانية كان مقصودا إلى أبعد الحدود، واما عن الصور الجمالية أو التحسينية التي تم عرضها مثل رحلة الحج وما تم خلالها من رعاية الدولة العثمانية لها فما هي إلا من قبيل تجميل المسلسل ليس إلا ومن باب أنها حقيقة لا يمكن إخفائها.
ونعود إلى النقطة الساخنة، فحينما بدأت الثورة في التشكل وجدنا أن هناك عنصراً غريبا مقيتا بدا في الظهور، وهو العنصر النصراني (المسيحي) وهو رجل من النصراى اسمه (حنا) ــ إن لم تخني الذاكرة ــ يظهر بصورة الوطني الحر الذي يشترك مع ابن عريبي لمحاربة العثمانيين، المسلمين.
فالقضية باتت واضحة، وهي وطنية أو قل قومية. وهي صورة كريهة ولا شك.
والسؤال الذي يقرع أبواب العقول النائمة المسترخية، لماذا تمَّ توظيف العنصر النصراني؟
أليس ذلك التوظيف هو ضربة أخرى للعقيدة؟ بلى.
أليس ذلك التوظيف هو رفع من شأن النصارى العرب ــ والذين هم في الحقيقة كانوا حينها رأس جسر لضرب الإسلام ودولة الإسلام ــ؟ بلى.
و (الأليسات) كثيرُ.
والذي يفاجئنا هو مشهد ذلك النصراني عند دفن واحد من الشهداء وهو واقف على رأس القبر يُصَلِّبُ طالبا رحمة ربه (المصلوب) لراحة روح الشهيد.
وهل بعد هذا الإستهتار بالعقيدة الإسلامية استهتار؟
يؤشر بحركة الصليب على صدره واقفا بين المسلمين.
حقا لقد أرادوا دمج العنصر النصراني في المسلسل، ليتم دمجه في حياتنا المعاصرة، متقبلين إياه على انه سليل مجد وانتصارات، وأنه علينا ان نكون ممسوحي العقيدة، وألا نكون موجهين بقيادة فكرية.
فلزم التنبيه لهذه القضية، ولإبراز هذا الإستخدام لهذا العنصر الخطير
وشكرا.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 08:30 م]ـ
شكرا على مقالتك أستاذ موسى ..
فعلا .. بات الوجه الأخير للمسلسلات العربية التاريخية مهجنا عقائديا .. يحاول القائمون عليه إفساد الكثير من خلال مشاهد يسيرة قد يرى البعض أنها ليست بذات تأثير؛ و لكن الخطر منها -للأسف- بائن لكل صاحب فكر ..
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 09:30 م]ـ
لا أزيد والقلب يعتصر آلم ومن يدقق لمشهد مِثل قلب الحقائق عندما نقول لبلد مِثل (تركيا: عندما كانت تحمل الإسلام وقد حملته .. ) نقول عنها إحتلال كأقل كلمة وكم ستتعب وأنت تعدل الصورة لأبنائك وتقول لهم الحقيقة عن الإسلام من البدء وصولاً الى (فرق تسد) وكيف كنا وكيف أصبحنا .....(/)
القصة الظلليلة _ في التقنية والابداع _
ـ[5803]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 05:26 م]ـ
محمد محمد البقاش
القصّة الظليلة
(تقنية الكتابة)
ظهرت القصة الظليلة في المدينة الولود طنجة، ولا غرابة. فشمس المغرب جارة طريفة مدينة مبدعة. ومن أراد أن يكون مبدعا فعلا، فعليه أن ينتسب إليها، أن يستوطنها، أو يحبها، ويحب أهلها. لقد شهدت طنجة ميلاد هذا الجنس الأدبي بتاريخ 15 أبريل سنة 2004 م.
القصة الظليلة ظهرت لإنعاش الإشفاق على (الكتاب) و (الشعراء) و (المبدعين) الذين يتهمون الشعر القديم في نفسه ولا يتهمون ذاتهم فيه، فبدل أن يهتدوا إلى قصورهم في فهم الشعر القديم وتذوقه، يتهمون الشعراء الذين ينحون نحو الأقدمين في اعتماد علم العروض، واعتماد اللغة العربية (القديمة) باستعمالهم لغة لم تعد مطروقة الآن، وشكلا شعريا تقليديا لم يعد يغري، الشيء الذي يعقد فهم الناس للشعر القديم والجديد الذي يسير على منواله، ويحول بينهم وبين الاستمتاع بشعرنا القديم، و (الجديد)، ثم إنهم حين يتناولون المقامات لبديع الزمان الهمداني والحريري مثلا يمتعضون منها، وإذا سألتهم عن مضامين المقامات وأسلوب كتابتها والتفنن في اللغة المكتوبة بها، يجيبونك إجابة تنم عن ضعف شديد في فهم اللغة، ومن لا يفهم اللغة كأداة للذوق ووسيلة للفهم حقيق أن لا يفهم ما تنطوي عليه من إبداع، ثم إن هناك الكثير منهم يقع ضحية مخطط يرمي إلى ضرب العربية، والغريب في الأمر أن جميع مستعملي القلم في العالم العربي، وجميع من يكتب بالغة العربية حتى أولئك الحقدة يستعملون نفس لغة المقامات ونفس لغة القرآن والسنة مع هجران طفيف لبعض عشرات المفردات .. وهي لغة مطروقة في الكتابات منذ ظهور القرآن والسنة إلى يومنا هذا، ومن هنا كانت القصة الظليلة من جهة أخرى محاولة لحمل القراء الذين لا يتذوقون الشعر القديم أن يقر أوه ناطقا في السرد الممدري، يقرأونه في قالب نثري قصصي ممدري هو القصة الظليلة لعل قراءتهم له فيها تجدد الحياة في ذوقهم الميت، فتحملهم على تذوقه.
القصة الظليلة إبداع ظليل. وهي قصة مستوحاة من قصيدة شعرية منسوبة للحطيئة. هذه القصيدة تتضمن سردا ووصفا، وعقدة وحلا، وبداية ونهاية .. بها عناصر صالحة لبناء القصة القصيرة، والقصة الطويلة، والرواية ..
القصة الظليلة تأخذ اسمها من الظل، فهي قصة تحمل ظل قصيدة شعرية لصاحبها جرول بن أوس الملقب بالحطيئة، ولولا هذه القصيدة السردية لما كانت هذه القصة، إنها مقتبسة منها. وبما أنها كذلك، فإن ذلك يعني وجود سابق ومسبوق.
إن عناصرها موجودة في قصيدة الحطيئة، وهذا هو الذي أوجد صلة بينهما، وهو الذي أعتبره ظلا للقصة القصيرة، فكانت القصة ظليلتها، أي ظليلة القصيدة.
وإذن فكل قصة تقتبس من قطعة شعرية، أو قصيدة، تقتبس من بيت شعري، أو بيتين، أو أكثر، يطلق عليها القصة الظليلة. وهذه القصة لا تصلح مثلا فيما يسمى بالشعر الحر، وقصيدة النثر، أو الشعر المنثور، والنثر المشعور، والنثيرة، أو ما إلى ذلك. لا تبنى القصة الظليلة إلا بالشعر الملتزم بعلم العروض، بالشعر الذي يسمى شعرا، ولا خلاف عليه.
وإذا تم تجاوز ذلك، وأريد خلق القصة الظليلة في الشعر الحر، وقصيدة النثر، أو غيرهما، فإن ذلك لا يستقيم، لأنه يكون كتابة نثر بنثر مثله، وهو قبيح، إلا إذا أريد به كتابة نثر فني مقتبس من نثر فني آخر، فهذا لا بأس به، ولكنه لا يعطينا قصة ظليلة، قد يعطينا جنسا أدبيا جديدا يستوعبه الأدب الممدري، جنسا أدبيا يحتاج إلى اسم أنا لست معنيا به الآن، لأنه ليس من بنات أفكاري.
ظهر لي أثناء قراءتي لقصيدة الحطيئة: (وطاوي ثلاث) أن أكتبها قصة، وأن ألتزم بشيء مما جاء فيها قل، أو كثر، مع إضافات جديدة من صنع الخيال، وكان ذلك أيضا مدعاة لخلق تقنية جديدة. فالقصة الظليلة قصة تحمل ملامح ومواصفات وشروط لا يصح تجاوزها.
إنها من جنس الأدب الممدري، وإلا فليست هي بالقصة الظليلة.
وشروط كتابتها هي:
أولا: أن تكون القطعة والقصيدة، أو البيت الشعري والبيتين، يتضمنان سردا.
ثانيا: أن يلتزم القاص، والروائي بشيء مما جاء في الشعر، قل أو كثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثالثا: أن يتم توقيعها من طرف مؤلفين اثنين هما: الشاعر، والقاص. أو الشاعر، والروائي.
هذه هي التقنية التي ظهرت في القصة الظليلة، وهي جنس أدبي جديد سيمتعنا به القاص، والروائي. سيعمد القاص والروائي إلى اعتماد هذه التقنية لكتابة قصة ظليلة، ورواية ظليلة، سيعمد إلى قصائد سردية رائعة، وما أكثرها، للاقتباس منها.
وفي النهاية نستمتع بقصص وروايات ظليلة يشترك فيها مؤلفان اثنان، شاعر، وقاص. أو شاعر وروائي. سنستمتع بنصوص سردية رائعة قد كتب تحتها اسمان، واحد للشاعر صاحب القصيدة الشعرية، والقطعة، أو البيت من الشعر والبيتين الذين تم الاقتباس منهما، والثاني للقاص، والروائي الذي بنى قصته وروايته بشيء اختاره من الشعر السردي. ستكتحل أعيننا برواية، أو قصة قد كتب تحتها:
محمد محمد البقاش محمد محمد البقاش
جرول بن أوس {الحطيئة} عبد الله بن عمر العرجي
_________________________
الأفق البدين (قصة ظليلة)
لا يمل السراب الرقص فوقها. يداعب الأسباب والأوتاد ويستمع لعزف الرياح عليها. تخترقه العين، ثم ترتد على آثارها قصصا. لا ترضى لونا بديلا عن بقرة موسى.
قلب خيمة تجلس أسرة يجلدها الجوع جلدا. تشارف أرواحهم التراقي. يتخمون من جلادهم، ثم يعتصون على الطوى.
أسرة هاج اشتياقها للطعام المهاجر. الفقر جرم مقايم يؤزهم أزا، يحاور الأب والابن والزوج. لا يناظرهم، (شوبهم) يغالبهم رغم نذالته ووضاعته، رغم جبنه وغباوته، بين الحين والآخر يقدم كلبهم فيشاغر عليه، وعلى الجرم، ويسقيهما عطرا.
السماء فوقهم ظليلة بلهيبها. والأرض تحتهم ساكنة بنارها. شظف عيشهم ردف قناعتهم. يتقاسمون الفاقة، ولا يملون المداولة ..
بدن الأفق فأطلق وليده. قدم مدفوعا بأنزيمات هائجة كأن بينها وبين أنزيمات الخيمة قرابة. وانتصب الشبح كما ينتصب لص الشعوب في واشنطن، عندها وقف ابن أبيه، وركض حافيا نحوه يريد خطف ما جنه، ثم توجه إلى أبيه يقول:
- لا تغتم يا أبت.
فرد عليه أبوه:
- كيف، وهذا ضيف ولا قرى؟
- يا أبت اذبحني، ويسر له طعما.
- لا، سأعتذر بالعدم.
- إذن يظن لنا مالا فيوسعنا ذما.
أصبحت حيرتهم كخلايا الدم تطرق الجسم كله بما تحمله من أسى وأسف. بات العربي بخيلا بفقره وعوزه، صار الكريم لئيما، واللئيم كريما ..
نادى جرول على ابنه قبل حضور الضيف، وكان قد حفر حفرة وسيعة انطرح فيها وهو يقول له:
- عجل يا بني وئدني، فسيتجاوز عنك ضيفك لصغرك، ولا يتهمك بالبخل.
التراب يلقى على المنطرح في الحفيرة. الضيف يقترب. الابن يسرع في غيار والده خشية العار. الأم تتخاذل، وتثبط همة ولدها. الطفل لا يبالي. ولما لم يغض أباه في الأرض، وكان الضيف قد وقف على القبر، وشمر عن ساعديه لمساعدة الطفل على دفن قريبه، خاطبته زوج جرول قائلة: " إن زوجي سليم من أفعى، ويعتقد في شفائه بالطمر "، عندها أبدى الضيف معرفته بالشفاء، ورغبهم في خبرته، فترجته الأم، ثم أخرج الضيف جرول من قبره، وطرحه على بطنه، واهتم بثقبين أحدثتهما زوجة جرول توكيدا لصدقها، وتمويها لنابي الأفعى، فشرع الرجل يجرح موضع اللدغ في رجل جرول ويعصرها، ويمتص الدم الملوث بفمه ..
أضحى جرول ساعتها تحت سلطان الألم من زوجه، وضيفه، وسلطان العار من فقره وحاجته. كان تحتهما يلقي بنظره في الأفق البعيد، ويتأمل أشباحا أخرى ظهرت له لتزيده ألما وغما، لم يكن يتصور غير ضيوف أخر يقصدون خيمته، ولكنه حين تبين أدرك أنها حمر وحشية تقصد مستنقعا قريبا من خيمته.
تحرر من يد الطبيب الضيف، ونهض مندفعا نحو قوسه وكنانته، وجرى خلفها.
أدرك جرول الفرائس وهي تنهل من ماء المستنقع. رأى حمرا لا تبالي، لو كانت إلى جانب أسد تشاركها منهلها لما نفرت، حمر عطاشى قد أدركت رواءها بعد عناء.
انتظر جرول فرائسه حتى ترتوي، وتأخذ نفسها، وحين اطمأن إلى ارتوائها سدد سهما من كنانته إلى السمينة منها فأصابها.
أقبل على فريسته وهي تفحص برجلها حتى وقف عليها باشا قد ذهبت حيرته، وزالت حسرته ..
جر صيده وقد أرهقه اكتنازها، وأعياه اعتثارها ..
باتوا كراما قد قضوا حق ضيفهم، فلم يغرموا غرما، وقد غنموا غنما ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بات أبوهم من بشاشته أبا لضيفهم، والأم من بشرها أما.
محمد محمد البقاش
جرول بن أوس (الحطيئة)
القصيدة التي تم الاقتباس منها:
وطاوي ثلاث
وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما
أخي جفوة فيه الأنس وحشة يرى البؤس فيها من شراسة نعمى
تفرد في شعب عجوزا إزاءها ثلاثة أشباح تخالهم بهما
حفاة عراة ما اغتدوا خبز ملة ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعما
رأى شبحا وسط الظلام فراعه فلما رأى ضيفا تشمر واهتما
وقال هيا رباه ضيف ولا قرى بحقك لا تحرمه الليلة اللحما
وقال ابنه لما رآه بحيرة أيا أبت اذبحني ويسر له طعما
ولا تعتذر بالعدم عل الذي طرا يظن لنا مالا فيوسعنا ذما
فبينا هم عنت على البعد عانة قد انتظمت من خلف مسحلها نظما
عطاشا تريد الماء فانساب نحوها على أنه منه إلى دمها أظما
فأمهلها حتى تروت عطاشها وسدد فيها من كنانته سهما
فخرت نحوص ذات جحش سمينة قد اكتنزت لحما وطبقت شحما
فيا بشره إذ جرها نحو قومه ويا بشرهم لما رأوا كلمها يدمى
وباتوا كراما قد قضوا حق ضيفهم قلم يغرموا غرما وقد غنموا غنما
وبات أبوهم من بشاشته أبا لضيفهم والأم من بشرها أما.
الشاعر: جرول بن أوس (الحطيئة).
__________________
أضاعوني وأي فتى أضاعوا!
(قصة ظليلة)
طرق على الأرض كطرق النجوم. بعثرة للثرى، وإثارة للغبار. عند جبال شهدت ميلاد الرجال، نبت فيها العز وساح كالماء المدرار، وطئها رجال وأي رجال!
منقادا مهانا يلاحق أنينه الناس. يداه مصبوغتان بعرق مستقطر من وجنة بدوية جميلة. يسير جنبا إلى صاحبه وليلاه غير جزعة لجهلها من مصابه. يهبط في مكة وقدماه لا تسعفانه لثقل الحديد عليهما.
يصطحبه طيف دمشق وبغداد. يقتادونه في يوم مهرجاني. يسوقونه إلى المقصلة كما قد يبدو، لربما ..
وهو غائر في الزقاق الأنوف، ألقى إلى صديقه يقول:
- هؤلاء الناس شماتون.
فرد عليه:
- لقد شببت بأم والي مكة وأخته وزوجته، فهل كنت ترجو ثناء على تشبيبك؟
ظل عبد الله يجرر في أغلاله كل يوم. يرفع مظلمته إلى الله. يبدو في عين الوالي ظالما، وفي عين ليلاه مظلوما متخلا عنه. يصبر، ويصابر. يرجو النجاة، ويعد بالشكر إن هو نجا.
اقتادوه إلى سجن أبو غريب، ورموا به فيه. نكر سجانيه المخنثين. نكر " كوكتيل " جنود لا يعرف لهم أب، أبناء زنى مستأسدين. يفزعون لمشاغبة فأرة صبية. تنطوي صدورهم على جبن يتخفى خلف أسلحتهم. يعكسون صليبية رئيسهم، وروعة ساديته، مرهابون جبناء لولا السلاح.
أقام العرجي بينهم في سجن أبو غريب غير مصدق لما يجد. يتشكك، ويتشكك، ثم ما لبث أن تبين، عندها خاطبه لقيط لقيطة قائلا: " استدر إلى الخلف، ولا تمدن عينيك إلى العلى. هنا في العراق تحلو الفرجة، فتفرج،تفرج .. ".
ساقوا أمامه امرأة معصوبة العينين، ومكبلة اليدين، يضعون الحبل على عنقها ويجرونها. توسطوا الساحة تحت شمس شاهدة أنينة. حملوها كيوم ولدتها أمها على السجود لهم. هددوها بالقتل إن هي رفعت رأسها دون إذن منهم. أخذ بيل يوشم على سوأتها رمز النصر، وعلم أمريكا، وإسرائيل، وعلى الإلية الأخرى كتب: " المسلمون والعرب لا يستحقون الحياة ".
التفت العرجي إلى تجمع ثان، به أم مع وليدها، بأيديهم سكاكين يقطعون بها أجزاء من لحم الصبي، يتصايح ممعانا من شدة الألم، ولا يتخلص من فظاعته إلا بالإغماء. ترتفع عندها نشوة اللذة، فيثمل لها الجنود بغير ويسكي ولا جعة، يتمايلون حبورا لا يرقأ له دمع الفرح، ولا دم القرح، يضعون اللحم النيئ في فم الأم، ويدفعونه بمقدمة بنادقهم ممعنين في إيصاله إلى الحلق حتى ينزل إلى المعدة، يطعمونها لحم وليدها، فتبتلعه رغما عنها.
في الجانب القصي للساحة امرأة يحفر في جسدها جندي صورة أمه إيلينا.
جيء بسجناء محكومين بالإعدام رميا بالرصاص، مع سجانيهم إذن كتابي من رئيسهم يسمح لهم بالعبث بالسجناء العراة، والسجينات العاريات قبل إعدامهم. لاحقتهم صور المتعة، ثم ما لبث أن تمثلت ..
(يُتْبَعُ)
(/)
انحدروا إلى الماضي يستقدمون لذاذة استلهموها من أجدادهم، لا تفارقهم صور العبيد وهي تصارع الأسود في الساحات المسيجة، ولا صور الملوك وهي منتشية بالفرجة على القتل والدم. يسعون للتفوق على (غود فيري) وقد انتصب طيفه يخاطبهم قائلا: " في سبعة أيام قتلت سبعين ألف مسلم أعزل في القدس حتى خاضت الخيول في الدم إلى الركب " فهيا اصنعوا بحرا من دم العرب والمسلمين وجدفوا فيه. غار الطيف، يزاحمه على الموقع طيف آخر لنيقولا الرابع يقول لهم: " إن الغدر إثم، ولكن الوفاء مع المسلمين أكبر إثما ".
اختار جون سجينا كهلا. فشل في تحقيق حلمه المدرسي. تمنى أن يكون جراحا فلم يكنه، ولكنه يحاول، أخرج سكينه، وشق صدر الكهل وهو مكبل اليدين، ثم أدخل كفه فيه فأخرج القلب منه، اهتز السجين من ألم القطع، ثم صعق من قلع قلبه من جوفه وسط دماء فوارة.
اختار إيدن امرأة عجوزا. اعتقلوها بتهمة إيواء إرهابيين، والتستر عليهم، جرها إيدن من ضفيرتها المهترئة، ثم طرحها على سدة إسمنتية، وشرع يتلهى بأعضائها التناسلية، لم تشفع لها شيبتها، ولا شكل ظهرها الهلالي، وحين شبع من عبثه الحداثي، حم قضيبا حديديا حتى احمر، ثم أدخله في دبرها بعد أن حملها على هيئة تبدو بها جالسة عليه، فخرت للتو صريعة.
اصطفى أنطوني من بين السجينات شابة في الشهر السادس من حملها، ساقها إلى حوض، وغوصها فيه حتى اختنقت، شاركه متعته بيتر، ومايك، ورونالد، تأذى لقهقهاتهم سماع كوكب البكوك، ولم تحرك في شعب بلاد العم سام ساكنا. أخرجها من حوضها وشرع يتسمع إلى بطنها، وكان جنينها لا يزال حيا، استخرجه مصياحا يسمعه رفات القيصر، ثم جرى به إلى الساحة العارية، ووضعه أرضا، وتراجع إلى الخلف بضعة أمتار، ثم ركض واثقا كرونالدو وقذف به حتى ارتطم بحائط السجن، وهو يصيح من الغبطة: كوللللل ".
نتق قلب العرجي وعقله للمشاهد. سكن مدماعا للدم والحسرة. هاج وتزلزل. تحسر على ما جرى، ويشفق عما سيجري. لم يحرك لرفع الذل والهوان ساكنا. تذكر أنه يرزح تحت أغلاله. يود لو يتحرر منها بإذن من الخليفة.
أرسل في أمته نذيرا. يحثها على إنبات قائدها المخلص. يبشر بأنه عملاق وصيحة، بركان وزلزال، ولكنه أسير حسير، يود الفتك بالأعداء، وتحرير البشرية من الطغيان الهرقلي، ولكنه يتقلب في أغلاله، فأنشد يقول:
أضاعون وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
وخلوني لمعترك المنايا وقد شرعت أسنتها لنحري.
محمد محمد البقاش
عبد الله بن عمر العرجي
تم الاقتباس من قصيدة شعرية وقطعة للشاعر العرجي وهي:
يا ليت ليلى
يا ليت ليلى رأتنا غير جازعة لما هبطنا جميعا أبطح السوق
وكشرنا – وكبول القين تنكبنا - كالأسد تكشر عن أنيابها الروق
نمشي، يفوت مخف القوم مثقلهم مشي الجمال المصاعيب المطاريق
والناس شطران من ذي بغضة حنق ومن مغيظ، بدمع العين مخنوق
هووا لنا زمرا من كل ناحية كأنما فزعوا من نفخة البوق
وفي السطوح كأمثال الدمى خرد يبكين عولة وجد غير ممذوق
(من كل ناشرة فرعا لرؤيتنا ومفرقا، ذا نبات غير مفروق)
(يضربن حر وجوه لا يلوحها لفح السموم ولا شمس المشاريق)
كأن أعناقهن التلع مشرفة مما يحلق من تلك الأباريق
حتى انتبهت إلى دعجاء جالسة قد تركت أهل بيت الله في ضيق
تنضح الريق من فيها إذا نطقت كأنما مضغت علك الدعاليق.
أضاعوني ..
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
وخلوني لمعترك المنايا وقد شرعت أسنتها لنحري
كأني لم أكن فيهم وسيطا ولا لي نسبة من (آل عمرو)
أجرر في الجوامع كل يوم ألا لله مظلمتي وصبري
عسى الملك المجيب لمن دعاه ينجيني فيعلم كيف شكري
فأجزي بالكرامة أهل ودي وأورث بالضغائن أهل وتري.
الشاعر: عبد الله بن عمر العرجي
________________
قصة ظليلة: نفايات ...
تقسو الأكف وتخشن وهي بيضاء ناصعة. تطحن العضلات بسادية فظيعة، ويستمر الطحن مدة استواء الحمراء على عرشها حتى استوى له هرم الملك خوفو. وينساب الزمن كما ينساب صعلوك الصحراء في جنته، ويمضي معمرا كما عمر ولي عهد البرتغال في خلافة والده.
من اليمين إلى اليسار رقم ثمانية، واحد، وواحد، ولكنها لا تقرأ، تأبى ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
تلح في القراءة من اليسار إلى اليمين. هي الزمن المنحدر من سقوط غر ناطة. هي الموت خنقا عند نهايتها. هي الدراما الكاملة يتغنى لها الوخز، ويضرب لها الألم. أفواه الرحمة لم تعد ترتدي جلدها، طلاها الغبن فسدت عنها المسام، واقتعد عليها الشلل حتى هجرها الدم. يقبع في سجنه متأملا ممدريته، تصله النظرية وتصلنا كما يصل جسر لشبونة البرتغال. ساقوه بو شاية حساد. أفتى ربع فقيه بقتله، ولكنهم لم يقتلوه. لم ترض السماء أن تكون شاهدة. أشاحت عن صبيانتهم وأرسلت رياح الغضب فساقت سحابا تحجبت خلفه، ولكنهم قتلوه. قتلوه في بعد جاورته البيوت. وعلى حال ليس غيره فيها صموت. كان عظيما فاستبق الزمن ليرى نفسه عظما. ظل يقتات في زمن الوشاية حتى بات فيه قوتا أمسى شمس سماء العلا، وعند إحساسه بالرحيل أنشد:
فقل للعدى ذهب ابن الخطيب ومات ومن ذا الذي لا يموت
انتفضت باب المحروق بساكنتها، وألقت ما فيها. انتفض رفات ابن الخطيب دون روح. اشتعل كقنديل يغري بهداية العمي.
حمله كف أبي وطاف فاس يفحص وجوها تعيش في غير زمنها. جاب أنفاقا تصل الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. صاح مناديا على الزمن الممد ري، وحين حضر ترجاه أن يتوقف لحظة ريثما يتدبر أمر الأعناق باحثا عن أثر للخنق فيها فلم يخطئه.
- هم نفايات بشرية، كذلك صور تقرير الجيش الإسرائيلي ضحايا مجزرة قانا، فكذلك
يصوركم مثقفوا ما بعد الحداثة.
يخاطب ذرات طوافة تعود لأهل العز. يسخر منهم، وتسخر معه تلك الذرات. تغلي دنيا العرب بصياح الموتى وصياح الأجنة. معضد يون يسوقون فكرة الوحدة ويتشبثون بالوطنيات والقوميات.
- لماذا ابتلعت ألمانيا الغربية ألمانيا الشرقية دون قضم؟ ألمانيا نفس واحدة
لشعب واحد. توحدتا. اندمجتا. تزاوجتا. تعانقتا وانصهرتا. وهؤلاء العرب،
ما بهم؟
لا يزال يهذي كما ينعتونه. ينشرون عنه صورا قاتمة منفرة. يقعدون الدنيا على أفخاذهم كما لو كانت أنثى مسروقة من أبويها. لم يدرك ما يدركه حكام كثيرون ومثقفون. لم يذق طعم الانبطاح ولذته. آه على نشوة تحسس النعال على الأعناق. خطوط جبين الطاغية مواقع للاقتعاد. جسمه كوكب للاستيطان. العرب عنده نفايات بشرية، وموقعهم في زبالة الزبالات.
ظهر لابن الخطيب معي بطول متر ونصف يسير مجرورا في الطريق يتبع صاحبه. اعتقدأنه ينزف جراء طعنة حداثية فاستوقفه لاستبيانه، وقال له: " تجر معيك خلفك وقد تلطخ بالقاذورات، اجمعه إلى بطنك، واحفظه داخلها ".
نظر إليه بسبعة عشر عضلة راقصة على محياه، فجابهه مستنكرا بثلاثة وأربعين وأشاح عنه وغار. لقد أضرب عن الكلام وازن القمر منذ صار كاتبا كبيرا.
لم ييأس ابن الخطيب من رد النفوس إلى فطرتها، والعقول إلى رؤوسها. تبع المبدع الكبير لرائعة القزمية حتى انزوى في ركن مظلم امتلأ عن آخره بالمثقفين.
يرصدون منه حركة الناس والمجتمع لحساب المخابرات الأجنبية. لم يشذ عنهم فنان أو صحفي، وشاعر أو قاص .. ينصبون الشرك لكل عقل يتطلع إلى التحرر والانفلات من قبضة التبعية والإمعية.
اقتحم عليهم عالمهم فاصطادوه. دهنوا تراكيبهم بخمس ليترات من المداد اللاصق غير المسال. ظنوه عقلا لم يدجن لأطروحتهم. لم يظفروا بشيء علق بشركهم فزلزلوا لذلك زلزالا شديدا. يحيون ببطون ممتلئة عجينا، ويضعون الطعم المعضدي في الشرك.
صاح فيهم ابن الخطيب قائلا: " خلفنا لكم العز فبعتموه. تركناكم أعزة على
أعدائكم فانقلبتم عليهم أذلة. تخاصمون من تخاطبون. لستم منهم. إنكم جزء من الآخر، أنتم في أيديهم أطوع من معدن الذهب ".
قلق المثقفون لكلام ابن الخطيب وما فتئوا يقلقون. صنفوه مجنونا. شبهوا طاقة
كلامه ببطارية تخبو شيئا فشيئا ولن تشحن أبدا.
أسرع إلى ضريحه حيث الأحياء الطيبون، وغار في قبره، وغاض في زمانه. خلف خلفه نبتة العز في مكان مهجور، ولكنه آمن، تركها تنمو في حراسة الممادرة وتنضج بين عرب ليسوا عربا، ولكنهم عرب.
محمد محمد البقاش
لسان الدين بن الخطيب
الأبيات التي تم الاقتباس منها:
بعدنا وإن جاورتنا البيوت وجئنا بوعظ ونحن صموت
وكنا عظاما فصرنا عظاما وكنا نقوت فها نحن قوت
وكنا شموس سماء العلا غربن فناحت علينا السموت
وكم سيق للقبر في خرقة فتى ملئت من كساه التخوت
فقل للعدى ذهب ابن الخطيب ومات ومن ذا الذي لا يموت
الشاعر: لسان الدين بن الخطيب
__________________
نشرت لي حتى الآن الكتب التالية:
- تائية الانتفاضة. (ديوان شعر بقصيدة واحدة في ألف بيت) الطبعة الأولى سنة 1998. والطبعة الثانية 2002.
- الكلام الذهبي. (مجموعة حكم) الطبعة الأولى سنة 1998. والطبعة الثانية 1999.
- حكومة الجرذان. (قصة بالكاريكاتير للأطفال) الطبعة الأولى سنة 1998.
- الديك المترشح. (قصة بالكاريكاتير للأطفال) الطبعة الأولى 1998.
- الهجرة السرية. (مجموعة قصصية) الطبعة الأولى سنة 1998. والطبعة الثانية سنة 2003.
- انتفاضة الجياع. (رواية) الطبعة الأولى سنة 1999.
- التفكير بالنصوص. (بحث أكاديمي) الطبعة الأولى سنة 1999.
- وجه العالم في القرن الحادي والعشرين. (دراسة مستقبلية للمؤسسات الدولية المالية والاقتصادية والسياسية) الطبعة الأولى سنة 1999.
- الإعلام والطبيعة. (الجزء الأول) الطبعة الأولى سنة 2001.
ولي أعمال جاهزة، تنتظر دورها في الطباعة مثل: الإعلام والطبيعة (الجزء الثاني). و (الإحساس الفكري). و (أصول التفكير الإنساني). و (السرطان الداء والدواء) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 06:46 م]ـ
الأستاذ الفاضل محمد
يسعد الفصيح بانتسابكم إليه، ومثلكم نأنس بانضمامه، بارك الله فيكم ووفقكم.
مشاركتكم تحوي نصوصًا مختلفة كما أرى، ولعلها (عربون) صداقة مع الفصيح بإذن الله.
ننتظركم، حياكم الله وبياكم.(/)
الأخطل الصغير
ـ[عايدة]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 11:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
اخوتى الكرام ... هذه اول زيارة لى فى منتداكم الرائع
وكلى امل ان اجد مبتغاى لديكم ,,,,حيث ارجو منكم مساعدتى
فى تحليل قصيدة (يا عاقد الحاجبين) لبشارة الخورى.
يا عاقد الحاجبين = على الجبين اللجين
إن كنت تقصد قتلي = فقتلتني مرتين
ماذا يريبك مني = وماهممت بشين
أصُفرةٌ في جبيني = أم رعشة في اليدين
تَمر قفز غزالٍ = بين الرصيف وبيني
وما نصبت شباكي = ولا أذنت لعيني
تبدو كأن لاتراني = وملء عينك عيني
ومثل فعلك فعلي = ويلي من الأحمقين
مولاي لم تبق مني = حياً سوى رمقين
صبرت حتى براني = وجدي وقرب حيني
ستحرم الشعر مني = وهذا ليس بهين
أخاف تدعو القوافي = عليك في المشرقين
وبارك الله فيكم ... و جعله فى ميزان حسناتكم ان شاء الله
ـ[عايدة]ــــــــ[08 - 06 - 2006, 12:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
اى شرح او تحليل او نقد .... اسالكم بالله أن تساعدونى
فإننى بأمس الحاجة لها. ( ops
ـ[إكليل]ــــــــ[23 - 07 - 2006, 12:53 ص]ـ
الأخت عايدة .. ولا يهمك .. فقط مسألة التحليل تحتاج إلى وقت كافٍ .. سأحاول في هذه العجالة تحليل تلك الأبيات آمل أن ينال استحسانك ..
أولااً: القصيدة من بحر (المجتث) الذي يأتي على وزن: مستفعلن فاعلاتن .. وهو من البحور الشعرية التي يندر استخدامها في الشعر ..
ثانياً: لغة القصيدة يمكن تحليلها باختصار على النحو التالي:
1/ المستوى الصوتي: يغلب في القصيدة استخدام حروف الجهر والقلقة كحرف القاف الذي ورد أكثر من مرة في معظم أبيات القصيدة .. وحروف الجهر توحي بأن الشاعر لم يعد يستطيع أن يكتم مشاعره نحو محبوبته فلا بد من الجهر والبوح بها في لغة جهرية لا هامسة وبصوت شديد لا رخي .. فيه قلقلة وصخب وجلجلة ..
2 / المستوى الصرفي: كثرة استخدام الأفعال قياساً بالأسماء دليل على الحركة والعنفوان .. فمن خصائص الفعل التجدد والحركة بخلاف الاسم الذي يوحي بالثبات .. وهذا يعكس جو الحركة والصخب الذي نلحظه في ثنايا القصيدة.
3 /المستوى النحوي: تكثر في القصيدة الأساليب الإنشائية في بناء الجملة أكثر من الأساليب الخبرية .. والأساليب الإنشائية تتمثل في كثرة الاستفهامات التي توحي بالتردد والحيرة مثل (ماذا يريبك،، أصفرةٌ،) وكذا أسلوب النداء الذي يوحي بطلب الاستغاثة من الحبيبة لإنقاذ الحبيب من مرارة البعد والفراق (ياعاقد .. مولاي .. ) .. وكثرة الأساليب الإنشائية لا يعني ندرة الأساليب الخبرية فهناك تنوع ملحوظ في الطرائق التعبيرية والانتقال من الإنشاء للخبر وهذا يؤدي إلى كسر الرتابة وإثارة الدهشة وشد الانتباه لدى المتلقي.
ثالثاً /إيقاع القصيدة من البحور القصيرة التي توحي باندفاع الشاعر للبوح فليس أمامه الوقت لاختيار بحر طويل .... الخ
كما أن استخدام قافية حرف النون المكسورة توحي بكسر الخاطر وخيبة الأمل ..
وأخيراً .. التحليل السابق ليس إلا رؤوس أقلام توضح كيفية التحليل للنص الأدبي من داخله .. ولو وجدت هناك فرصة أخرى لربما قمنا بتحليل يفي بالغرض ..
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 08:25 ص]ـ
أخى الفاضل إكليل كم تمتعت بتحليلك القصير الشيق وأردت سؤالك كيف لك مثل هذه الملكة فى التحليل؟
إلا أنى لم أرى لك نقداً موجه للشاعر
ـ[إكليل]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 09:44 م]ـ
|أخي العزيز /مدرس عربي .. شكراً على إطرائك الجميل .. أعتقد أن مسألة التحليل لا تخفى على من يمتلك أمرين: اللغة والذائقة الأدبية .. أو بعبارة أخرى لا تخفى على (مدرس عربي).
وأما بالنسبة لنقد الشاعر فهذا يرتبط بالمنهج التاريخي والنفسي ويؤدي إلى إضاءة النص من خارجه. في حين أن النقد الفني يستمد معاييره من داخل النص،وهناك دراسات نقدية حديثة تقول ب (موت المؤلف) أو المبدع، كناية عن أن القصيدة لم تعد ملكاً له بعد إنتاجها، أو بتعبير آخر تعد القصيدة كالطلقة إذا خرجت من فوهة البندقية لا تعود .. طبعاً لست مع هذه النظرية تماماً .. فإضاءة النص من خارجه قد تفيدنا كثيرا في العثور على المناطق المعتمة في نسيج القصيدة .. ولكن الأمر يحتاج إلى دراسة الشاعر ونشأته وتاريخه ... الخ، وهذا الأمر لم يتأتّ لي في تلك العجالة.
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 12:32 ص]ـ
وإذا أردت أن امتلك تلك الذائقة الأدبية الرائعة فكيف أبدأ؟
هل تدلنى؟
ـ[إكليل]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 01:23 م]ـ
أنت تمتلكها ولا ريب .. ولكن عليك بصقلها من خلال معايشتك للنصوص الأدبية الراقية ..
ـ[<بوتركي>]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 05:35 م]ـ
السلام عليكم
أبدعتكم اخواني في الردود خاصة الأخ اكليل، أحييكم
لكن ليت تُرسلون الردود للأخت عايدة على ايميلها، لأنها والظاهر أنها قطعت المنتدى بسبب تأخر الرد ويأست منه، فافعلوا خيرا وأرسلوا عنوان الموضوع عبر الإيميل وذكروها، بارك الله فيكم على تعاونكم على الخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إكليل]ــــــــ[31 - 07 - 2006, 11:44 م]ـ
مرحبا بك بو تركي .. يا ترى كيف يمكن إرسال الموضوع عبر إيميلها ولم نعرف إيميلها بعد؟
ـ[<بوتركي>]ــــــــ[05 - 08 - 2006, 05:12 م]ـ
مرحبا بك بو تركي .. يا ترى كيف يمكن إرسال الموضوع عبر إيميلها ولم نعرف إيميلها بعد؟
أهلا اخي إكليل،، الذي أعرفه أن المشترك في أي منتدى يُسجل (ايميله) ويكون معلوم عند الإدارة!! والله أعلم
ـ[عايدة]ــــــــ[07 - 08 - 2006, 02:50 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
شكرا لك اخ اكليل على الرد و التحليل الرائع
و انى متأسفة لتأخرى فى الرد ( ops
وبارك الله فيكم و جعله فى ميزان حسناتكم.
ـ[إكليل]ــــــــ[07 - 08 - 2006, 10:00 م]ـ
لا شكر على واجب ونحن ما جئنا إلى هنا إلا لنفيد ونستفيد.(/)
الشعر العربي
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[16 - 06 - 2006, 07:19 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مار رايكم في الذي يقول: إنَّ الشعر العربي اكثره مختلق - او مزور- وان اكثر الشخصيات الشعرية الغزلية خاصة ما هي الا تاملات مكبوتة في تلك المجتمعات- وخاصة الشعر الغزلي وخاصة في العصر الاموي وبالاخص الشاعر مجنون ليلى فيقول بعضهم انه شخصية متخيلة كغيره اوما شعره الا تعبير عن هواجس البعض،
وسؤالي ما هو سر الشعر الغزلي والتصريح باسم الحبيبة تشهيرا كعزة وبثينة ومي وليلى وعفراء ... الخ؟؟، مع العلم انهم كانوا في صلب العصر الاسلامي ونحن نعلم موقف الاسلام من التشهير بالاسماء والاعمال المخالفة،
وما هو سر اشتراك اكثر من شاعر بابيات محددة؟؟
وفقكم الله
:; allh
ـ[صَبْرُ أيوب]ــــــــ[25 - 06 - 2006, 12:13 ص]ـ
:::
ماذهب إليه صاحب هذا الرأي مجانب للصواب بعيد عنه ... لأن صاحبنا قد نسي كثيراً من الظواهر المشهورة في ذلك العصر ... فصحيح أن الإسلام ظبط الشعر ظبطاً واضحاً و كان ذلك قوياً في عصر النبوة الطاهر وعهد الخلفاء الراشدين _رضي الله عنهم _ ومع ذلك لم يسلم شعر ذلك العصر من الهجاء والتشهير ومن ذلك هجاء الحطيئة للزبرقان بن بدر وماتلاه من أحداث استتابة عمربن الخطاب _رضي الله عنه_ ... وفي عصر بني أمية زاد (انفلات الشعر) _إذا صح ذلك التعبير_من ظبط الإسلام لنرى تشهير أصحاب النقائض ببعضهم البعض وتحريض الخلفاء لهم على ذلك ... بل أن الذم والتشهير قد طال الخلفاء أنفسهم ... ون أرت الدليل فعليك بديوان جرير والفرزدق ... وفي ظني أن هذا ألصق بمسألة العرض عند العرب بدليل أنهم لا يزوجون المتحابين خشية أن يُجعَل ما يقوله العشاق في حيز الصدق الواقع ....
أما من يشكك في وجود تلك الشخصيات الشاعرة العاشقة فيحجر الواسع لأن الأمر لا يقتصر على اٍسماء المحبوبات فحسب بل يتعدى ذلك إلى ذكر الأماكن والوقائع التي تؤكد مصداقية ذلك الشعر ... فعندما نتاول المجنون نجد أنه يتغنى بوادي الغيل ... وجبل التوباد وتهليله للرحمن حين رأى قيس .. والتاريخ يثبت لنا أن الشاعر وقومه قد سكنوا ذلك المكان ...
ولو أن ((نزاراً)) عاش قبلنا بقرنين لرأينا من يستخدم تلك الورقة وراح يدعي أن المجتمع العربي محافظ ووجد من الأدلة ما ينسف به شعر نزار ... اتمنى أن يكون مرادي قدوصل ...
أما قضية اشتراك الشعراء في بعض الأبيات فهي قضية كبيرة تستحق البحث وفي ظني أن الحديث العابرعنها يسطحها كثيراً ... وأما سببها فهو يمتد من توارد الخواطرماراً بغلط الرواة وتصحيف النساخ إلى أن يحط رحاله في السرقة ...
ودمت بخير
:) صَبْرُ أيوب:)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 06 - 2006, 03:52 ص]ـ
و عليكم السلام والرحمات
مار رايكم في الذي يقول: إنَّ الشعر العربي اكثره مختلق - او مزور-
أعتقد أن من يقول بذلك، وإن كان يتحدث بلساننا، إنما هو قد تشرّب الفكر الآخر الحاقد-وأتمنى ألا يأتني أحدهم ليلبسني نظرية المؤامرة-؛ ولكن كثيرمنا يذكر بعض المستأدبين، والمستعلمين، والذين لوثوا أفكار كثير من طلابنا وأبناء أمتنا بعد ما تلوثت أفكارهم هم حينما عادوا من الخارج بشهادات كانت عليهم لا لهم. وإلا لا يستطيع أحد أن ينكر وجود الشعر العربي وغزارته، مهما اتخذ من أدلة واهية، وذرائع هزيلة؛ بل إن بعض الشعر قد فُقِد مع ما افتقدناه من حضارتنا ..
كما أنني في نفس الوقت لا أنكر اختلاق بعض الرواة للشعر، أو تزيّد بعض أبناء القبائل لشعرائهم؛ إلا أن هذا كله لا يعدّ شيئا ذو بال، وإنما يمثل نسبة ضئيلة جداً أمام الشعر الحقيقي.
بالأخير .. أقول إن الشعر العربي هو بنفسه، بجودته، و قوة سبكه، وجزالته، ومدارسه المصنوعة، ومنها عبيد الشعر .. كل ذلك دليل قائم، مدافع عن نفسه لا يحتاج منا إلى دفاع.
وان اكثر الشخصيات الشعرية الغزلية خاصة ما هي الا تاملات مكبوتة في تلك المجتمعات- وخاصة الشعر الغزلي وخاصة في العصر الاموي وبالاخص الشاعر مجنون ليلى فيقول بعضهم انه شخصية متخيلة كغيره
أعتقد أن هذا رأي مجانب للحقيقة؛ خاصة إذا علمنا أن الشعر الغزلي غير منحصر في شاعر واحد أو عدد محدود؛ بل تغص كتب التاريخ بقصص لهم، وحوادث تثبت حدوث بعضها –حتى نكون منصفين-.
الشعر الغزلي –أو كما يسميه البعض: العذري- موجود، لا يمكن أن يُمحى من تاريخ الشعر العربي لمجرد تشكّك بعضهم من وجوده.
اوما شعره الا تعبير عن هواجس البعض،
أفهم من عبارتك: أن هذا الشعر اختلقه البعض لأنه يعبر عن هواجسهم، و قد رددت على ذلك بداية المشاركة.
و
سؤالي ما هو سر الشعر الغزلي والتصريح باسم الحبيبة تشهيرا كعزة وبثينة ومي وليلى وعفراء ... الخ؟؟، مع العلم انهم كانوا في صلب العصر الاسلامي ونحن نعلم موقف الاسلام من التشهير بالاسماء والاعمال المخالفة،
لكل مجتمع شواذه، وهؤلاء ممن استمرأ لنفسه المجاهرة بأعمال ربما لم تحدث!!
أما بالنسبة لأسماء الخليلات؛ فبرأيي أن هناك احتمال للتشكيك في حقيقة بعضهن، كما عرف من شعراء العرب الحديث عن التغزل بحبيبة مجهولة، وهذا لا يزال في عصرنا الآن. أما البعض الآخر منهن؛ فإن في الحوادث التاريخية إثبات لوجودهن فعلا.
وما هو سر اشتراك اكثر من شاعر بابيات محددة؟؟
اشتراك الشعراء في نفس الأبيات أمر موجود لدى الغزل وغيره، وهو –و الله أعلم- من خلط الرواة.
وفقك الباري.(/)
نَظَّارة الأدب وحتميةُ التغيير
ـ[صَبْرُ أيوب]ــــــــ[24 - 06 - 2006, 01:32 م]ـ
نَظَّارةُ الأدبِ وحتميةُ التغيير
يقول أهل الفكر بأن كل قارئ يستقبل مقروءاته عبر مُرَشِّحاتٍ ثقافية أو (نظارة) ثقافية، ينمي من خلالها قاعدة المعلومات المختزنة لديه، ويقيس من خلالها مقروءه ويحاكمه مقتنعاً أو غير مقتنع به.
وإن هذه النظارة قد أحدثت شرخاً كبيراً بين أهل الأدب من مبدعين ونقاد فاختلفت نظرتهم إلى الأدب وتباينت ... فنجد قوماً يمجدون القديم بالغين به عنان السماء و يجعلونه الذهب الذي تقاس عليه عملات هذا العصر من نصوص ... وآخرين يتمسكون بالجديد ويطاردونه, وتُخْرجُ نظارة هؤلاء القديم في صورة مقززة تجعلهم يشيحون عنه ... وصنف آخر متوسط يمزج بين النظرتين، وكل ما سبق موجود في كل عصر أدبي وفي أدب كل أمة.
لكن ما تُذَمُ فيه هذه النظارة الغلو والتعصب غير المبرر فإن النظرة إلى شعر المتنبي وأبي العلاء المعري وغيرهم من القدماء بأنه الشعر ولا شعر في العصر الحديث إلا ما شاكله، وإن ما يذهب إليه الفريق الآخر تسمية الشعر القديم بالشعر الباهت والتعصب إلى التجديد الذي يخفي كثيراً من الجماليات بسبب الإغراق في الغموض ... بل أن كل فريق من يدعو إلى نهجه عن طريق شن هجوم لا هوادة فيه على الفئة الأخرى ... وكل ذلك غير مبرر والتعليل الساذج له في النهاية هو الذوق وتلك النظارة, فإذا كانت المسألة ذوقية فلم هذا الحماس الزائد؟!
وليس الأمر حصراً على هؤلاء فهناك من تحدوهم نظَّاراتهم إلى النظر إلى النصوص من ناحية التكثيف المجازي فيعتبرونه شرطاً جوهريا ليعد النص مبدعاً حتى ولو قضى على العاطفة التي هي لحمة الأدب وسداه ...
وإذا ما طبقنا النظرة الشاملة للأدب سنطرب لموسيقى أهل المعلقات الصاخبة ووصفهم للطبيعة وللراحلة و ستستفزنا كلماتهم الغريبة إلى العودة لكتب اللغة, وسنستعذب رقة أهل المهجر , وسيبهرنا الكثيف المجازي ...
وإني عند ذكر هذا أدعو إلى استبدال نظارات متوسطة ((خاصة عندما نتناول الأدب)) الذي يتسم دائما بالمطاطية والمرونة بالنظارة المتعصبة لتستوعب العيون القديم وتنظر له بعين الاحترام والاعتزاز, والابتسام للجديد دون مغالاة أو مزايدة.
وإني قد غَيَّرتُ نظَّارتي فهَّلا غيرتم!!!:)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 03:04 ص]ـ
أخي صبر أيوب 000 السلام عليكم
الموقف الوسطي هو أن تعمل فكرك فيما تقرأه 00 أنا معك في خلع النظارة!!
لكن بشيء من الحذر 00 خذ هذه الدعابة 00 وقس عليها 00
أضع النظارة عندما يسطع الوهج!! وكلما كان الجو صحوا فعند ذاك فلا لزوم لها 000
أخوك مغربي
ـ[أنشودة المطر]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 02:15 ص]ـ
المنهج الذي تقيس من خلاله النصوص هو منهجك الذي تصنعه و يصنعه ذوقك ..
قك يكون هناك من هو ذا ذائقة تراثية ,و آخر حداثية , وهذا لا غضاضة فيه , إذ لكل إنسان ذائقته الخاصة به ولا تستطيع إرغامه حتى على التوسط ..
لكن بؤرة الخطأ تكمن في التعصب الذي يجعل البعض غير مستعد لسماع الطرف الآخر حتى وإن كانت وجهة نظرة في صالحه ..
طرح موفق ..
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 03:41 ص]ـ
أصبت يا أنشودة المطر 00 وفقك الله
مغربي
ـ[صَبْرُ أيوب]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 12:45 ص]ـ
عذراً ...
أيها الأخوة الفضلاء ...
لأني لاحظت الموضوع منذ وقت نشره حتى مضى عليه شهر دون أن يُرد عليه
فتركته يأساً!!!!
مغربي
أنشودة المطر
أصبتما كبد ما أردته ...
ووضحتم بإضاءتكم ما أصبو إليه ...
فلكما جزيل الشكر ...
((ولكن التعصب لا زال على أشده ... والنماذج لا تزال حاضرة)):)
صبر أيوب:)(/)
أرجو الإفادة
ـ[ابن نفطويه]ــــــــ[06 - 07 - 2006, 09:55 م]ـ
هل هناك ارتباط بين الحداثة و النقد التنويري؟
ولكم شكري
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[28 - 07 - 2006, 01:08 ص]ـ
أخي الكريم 000
أستعير هنا تعريفا لكاتب غربي عن الثقافة 000 وأحوره بدوري فأعطيه انزياحا إلى الحداثة، وأقول: الحداثة هي ذلك الكل المعقد من المعارف!!
وفي تساؤلك بعض انفصام أراه متجليا في الفصل بين الحداثة والنقد التنويري
أخي الكريم الحداثة في معطياتها ليست وجها واحدا إنما هي وجوه عديدة وما النقد الحديث أو التنويري كما تصفه إلى وجها من وجوه الحداثة، هذا في تصوري المتواضع 00
بل هو معطى من معطيات الحداثة بكل نواتجها المتجلية على المشهد الثفافي لدينا وأعني بـ: لدينا نحن الآخر من من وجهة نظر غربية بحتة 000
هل يعني هذا أن حداثة هي حداثة غربية؟! لا أعتقد ففي زعمي أن الحداثة حداثات إن جاز لي الإطراد هنا فثمة حداثة غربية وأخرى عربية وحداثات شتى
ولكل مجتمع حداثته التي تليق به كإطار تجتمع في الأفراد الذين يقترحون حداثهم التي لا أرى أنها تتعارض - أو بالأحرى تنفصل - عن قيمه الموروثة وأصالته النابعة من صميم الواقع 000
لا أريد الإستطراد ولعلني أجبتك بما يكفي وأترك للإخوة الكرام الرد والتعقيب
والشكر للجميع
أخوكم مغربي
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[29 - 08 - 2006, 03:54 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
استأذنكم في المشاركة في حديثكم عن "العلاقة الرابطة بين الحداثة والنقد التنويري"، مع الاختصار الشديد جدا، ومع أطيب الدعوات لكم بالخير.
"النقد التنويري" إذا جاز لنا نسبته إلى فلسفة الأنوار تاريخيا أو بالتبعية له الحادثة في زماننا هذا، كان بمثابة البذرة التي انتهت إليها الحداثة الغربية في القرن الثامن عشر. أو بصيغة أخرى مثل هذا النقد الصورة المتطورة لحداثة أوربا المتدحرجة عبر الزمان و المكان. كيف ذلك؟
فقد ظهرت "الحداثة" أول ما ظهرت في أحضان الكنيسة الكاثوليكية في محاولة لتفسير الطقوس والمعتقدات اللاهوتية بصورة حديثة. و ظل "العلم الكنسي" في تأخره وجموده إلى أن ظهرت حركة الإصلاح الديني البروتستانتية (ق.16) بوصفها حركة حديثة تصدت بالنقد والتمحيص لتصور الكنيسة الكاثوليكية.
ورغم ذلك لم تستطع هذه الحركة أن تخرج أوربا من أزماتها ومشكلاتها ..
ولعل "أنضج" ثمار الحركة الحداثية في التاريخ الأوربي هي موجة التفكير العقلاني فيما عُرف بفلسفة الأنوار التي قامت على نقد التفكير الكنسي الموروث في مقابل تبني العقلانية اللادينية عقيدة وتصورا و منهجا في شتى المجالات بما فيها مساحة الأدب.
وبذلك مثل النقد "الأنواري" (نسبة إلى فلسفة الأنوار،حتى لا تختلط علينا الألفاظ) الجذور المتقدمة "للحداثة" بل الصورة التي سحبت نسختها وألقت بظلالها على العالم الغربي خاصة. و خارج أسواره عامة إلا ما رحم ربك.
تحية مباركة طيبة من عند الله.(/)
الإنسان في نصوص جيهان قلعي
ـ[عبدالله الصاعدي]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 01:35 م]ـ
ليس من السهل الخوض بنصوص متناثرة على فترة زمنية طويلة تزيد عن ربع قرن من الزمان، فلكل مرحلة زمنية تأثيرها على الكاتب وعلى نفسيته وقلمه، فالكتابة ليست عبثا ولا مسألة ترفية بمقدار ما هي إنعكاس ومرآة لنفسية الكاتب ومشاهداته في زمن ما ولحظات ما، ويزداد الأمر صعوبة حين يكون هذا الغوص في نصوص صديق مجهول، لا تعرف عنه إلا بعض من حروفه وقليل من المسائل، وعليك أن تستجلي الروح من خلال هذه الحروف، وللحقيقة أنني حين أتعامل مع نص لا اعرف أي شيء عن كاتبه أجد المسألة أكثر سهولة، وما شدني حقيقة لأن أكتب هو إطلالتي على بعض من هذه النصوص عبر الشبكة العنكبوتية، فأثارت في داخلي رغبة بإبحارادبي و زاد من الرغبة إطلالتي على روح إنسانية تتجلى في سلوكيات لمستها عند كاتبة السطور، لذا إخترت أن أبحث عن الإنسان الذي يتجلى بين هذه النصوص المتناثرة .. الإنسان بروحه وتجلياته المختلفة .. الإنسان الذي يحب ويُخدع ويتألم ويبحث عن الأمل والحنان، الإنسان القوي والإنسان الرقيق والإنسان المحتار وغير ذلك من تجليات صور الإنسان ..
في نص (نهاية حب) نرى ألم المرأة التي أخذها الحب إلى أعلى الأعالي فيملأ الحب حياتها وتستند عليه أتكئ عليه كلما تعثرت بوعثات يومي وتكتشف الخيانة من الحبيب لذا فالسقوط من هذا المرتفع العالي له تأثير اكبروالنتيجة أنه يحطم أكثر
سموت في دنيا حبك
دون أن تعي بأنني كلما إرتفعت
كلما كان السقوط قاتلا
وواضح هنا أن صاحبة النص صورت حالة إنسانية منتشرة بكثافة في مجتمعنا، إنه حب زوجة وخيانة زوج يعتبر الخيانة الذكورية زلة لا غير، وبمجرد أن إمتلك المرأة يطلق لنفسه العنان بالنزوات رجل، وما يعيبني أن تكون لي نزوات ويكمل كلماته التي تجتاحها كطعنات .. لكنها ترد عليه بنفس اللحظة .. وهنا النص يشير إلى حوار مباشر ومواجه ..
فأنت إمرأتي التي أعود إليها
التي أكن إليها، والباقي عبور نسيم
فلتغفري لي زلاتي ..
هل كنت ستغفر لي
لم لا تنطق
قل انك رجل يحق لك مالا يحق لي
هنا نرى الألم الذي يجتاح النفس ويحطم الروح، ألم الفقد والشعور بالمهانة وجرح ينكأ جراحات أخرى، جراح مجتمع ظالم يظلم المرأة ويعتبرها شيء مملوك ورجل تغفر له كل زلاته فقط لأنه رجل، أما المرأة فما عليها إلا الصمت والغفران وأن تتجاهل كل ما تسمع ..
اما الألم فلا يمكن أن يفارق روح مجروحة، فتقرر إنهاء هذه الخديعة والكذبة، فتنهي النص صارخة ..
دع قلبك يجف كجفاف قلبي
فقد هنت كما هانت عليك نفسي
بقايا حب، عنوانك أنت
أما أنا فنهاية حب، أو لقد خذلتني
وكأن الحكاية لا تنتهي هنا .. فسؤال يطرح بنص آخر بعنوان (من أنا .. من أنت) فيكون العنوان هو السؤال ممن مس الروح أمام مشاهدة ثورة الكرامة لروح المرأة المجروحة فتجيب ..
أنا من سأحمل بقايا حبي
وأنت هادرها
أو بعد هذا تسأل
من أنا ومن أنت؟
فتنتقل إلى مرحلة الشعور بالخيبة في نص (الصدى)، ..
كم أخذ مني هذا البحر
أحزان حبي كلها ألقيتها على كاهليه مغلفة بالماضي
فهو الذي كان يشهد أدمعي
لكن الحلم بالغد لم يبتعد رغم الشعور بالخيبة والحزن ..
كل صوت في الدجى رعب
في ظلمة الليل الموحش
لمن كان مثلي مفردا
دفن الأمس وفي انتظار الغدا
لكن الروح بعد الإنكسار تبقى بحاجة للحب، فلا تقبل بالهزيمة ولا تعتبر الفراق المكلوم هو النهاية للحياة، فتحلم بحب آخر بعيد عن الغدر والخيانة ونزوات النفس، فنراها في نص آخر بعنوان (خذ بيدي)، بكل ما يحمله العنوان من رغبة في الحب ووصف حالة الانتظار، فهي تعبة من الوقوف وتعبة من الإنتظار، تنتظر حبا
يضحك، يبكي
يقفز في الهواء لبلوغ الأمل
هذا الحب القادم برغبة الشوق نجده مصوراً بوضوح في كلماتها ..
أتوق إلى من يمسك بيدي
لنسير في دروبنا المتعرجة
تتناغم خطواتنا
للوصول معا إلى قوس قزح
وفي حوارية هامسة بعنوان (قال .. قلت)، نجد روح الإنسان التي ترسم صورة لشكل الحب ومفهومه الإنساني، ويمكن أن نطل على هذه الرغبة بالمقتطفات التالية:
الحب ليس ما فعلناه، الحب ما لم نفعله بعد.
أنا إمرأة شرقية ينميها الحب ويقهرها النكران.
شفافة أنا، اواكب ندبنا إلى أن نصل لمرحلة الكل.
(يُتْبَعُ)
(/)
هل أداوي جراحي بك، هل تتفق جراحي معك، أم تنبت لي جراح تتطاير مع النسيم. لنجد إنتقال بعد ذلك إلى مرحلة أخرى وهي مرحلة (الحيرة)، بنص يصور مرحلة مختلفة تماما عما سبق، وإن كانت إستكمال لمرحلة تمر بها النفس البشرية .. حب وفراق وأمل وحيرة في مواجهة مرحلة أخرى .. أقتطف هذه العبارات من نص (الحيرة) ..
تمضي الأيام سلوانا، أسير بثبات تارة وأتعثر تارة.
حتى يلملم سواد الليل نومي فأسامره وقته.
تتيه بين شعور الخوف والإاقدام بين نظراتها إلى الخلف والأمام
فأحمل حقيبتي وأسافر .. لعلي أصل إلى النسيان
كم أخاف السفر، كم أخاف المجهول
أبحث عن أحلام سرقتها الأيام
ما زالت تستوقفني محطات العمر
فهنا نتلمس بين العبارات الشعور بالوحدة بعد إستقرار، والرغبة في الخروج من واقع تراوح بين ألم وحلم إلى الانتقال لمرحلة أخرى رمزت لها بالسفر، وهنا الحقيبة مدلول على بعض من ذكريات ورغبات ما زالت تحمل جمالا ولم تنس، فهي لم تفقد الأمل فما زالت محطات العمر تستوقفها، ولم تفقد الحلم كما لمسنا بالنص السابق (خذ بيدي)، ويتكرر ذكر الحقيبة برمزيتها مرة أخرى في نص يحمل إسم (حقيبة)، لكنها هنا تكون اكثر وضوحا بمدلول ومفهوم الحقيبة ..
حقيبتي سنين عمري
أعشقها بمحتوياتها
هي عالمي، موطني
وفي (التضاد) نجد مرحلة الوصول للحلم للحب، إلى محطة أخرى من مسيرة النفس البشرية، مسيرة الإنسان الذي يبحث عن الحب الملائكي الذي يلغي الزمان والمكان .. (نستقي حبا ملائكيا .. تحوم شفافية تكوينه متحدة، تلغي الزمان والمكان وتصل إلى ذروة التحليق بين السماء والأرض). (أو بعد هذا أبحث عن كلمات) .. وفي (أيا إمرأة تمسك القلب بين يديها) نجد الانسان الذي يريد أن يسمو ويحتج ويتمرد ويعلن العصيان في مواجهة زخم الحياة اليومية، هذا الزخم الذي يدمر الحب ..
(هو ذلك الإنشغال يقتل أجمل لحظاتنا ليدخلنا في رتابة المفروض). أما في (الزوايا) فنرى صورة أخرى تختلف عن صور المرأة التي رأيناها في النصوص السابقة، فهنا زوج وشخصيتين .. زميلته وهي إمرأة قوية في شخصيتها وتأثيرها في مجال العمل مع إهتمامها الكبير بزوجها وأطفالها، وزوجته في البيت المرأة السلبية التي لا تمتلك شخصيتها ومهمتها أن تقول لزوجها .. أنت السيد المطاع وأمرني انفذ، فهي لا تناقش ولا تعترض ولا تحتج وتترك القرار له وحده حتى لو شاورها فهي تقول له كما تريد فأنت اعلم مني، وفي النهاية نجد هنا الرجل يثور على هذا الواقع المر، لأنه هو ايضا يبحث عن الانسان وليس عن الآلة التي تنفذ فيصرخ حانقا وهلعا (لما هذا الخضوع، أين كيانك .. إبحثي عن ذاتك) .. لكن السؤال يطرح نفسه .. لو كان يرغب بالمرأة صاحبة الشخصية من الأصل فلماذا بحث عن ابنة السابعة عشر ليتزوجها؟؟ أم هو تناقض بين رغبتين في داخل الذات البشرية!!!
في (كومة لحم) نجد نصا مختلفا عن كل النصوص ولكنه بشكل او بآخر يمثل لها إمتدادا، فهنا المرأة طفلة بيعت في أسواق النخاسة لرجل كل مؤهلاته أنه يمكنه دفع المال الوفير لذويها تحت بند الزواج، وما هي الا عملية بيع وشراء وصاحبتها ضحية اخرى من ضحايا المجتمع والتخلف، فتكون النهاية أنها ترمي نفسها من نافذة سجنها إلى الرصيف لتنهي المأساة ..
هي تكسر ألف مرة في اليوم من أقرب الخلق وتسلب الكلام
هو ذو العزة الغافية المترفة ذو السلطة ورب الحريم الكثار
هي ذلك الجسد الغض المباع المفعم بالطفولة قليل الأعوام
هي ترى النور من نافذة تقابلها تكفي جسدها من التحليق بوئام
هي كومة لحم عاري منغرس ملتصق بالرصيف أمام الأنام الانسان يتجلى في بكائية (أفول شجرة) والتي تتحدث عن وداع إنسان عزيز، فالفراق والفقد هي من اكثر المسائل التي تصيب النفس مهما بلغت غلظتها، فكيف بالنفس التي تحمل في ثناياها روح الانسان، فنجد صورة الوداع ..
عند الوداع ..... بكى الشجر
وحجبت الغيوم السوداء القمر
وزلزلت الارض إيمانا بالقدر
ويظهر النص هنا صورة مختلفة لردود الفعل المختلفة في النفوس البشرية، التي تلتف حول الجثمان حتى قبل أن يوارى الثرى، فمن مؤمن إلى طامع إلى مستسلم إجتمع الحشد حول عظم جثومها دون حراك
منهم من ينظر بحزن، منهم من يدعُ ومنهم من بدأ العراك
من يحق له اوراقك، من يحق له خشبك، ومن سيبكي نواك
(يُتْبَعُ)
(/)
ويح قلبي ما أرى من تملق، من دناءة نفس ونصب شراك
لكن روح الانسان تتجلى هنا بفلسفة حكيمة تسمو عن الماديات وتنصهر بألم الفراق، وتظهر هنا من خلال .. هي ذي الدنيا، عظيم أنت فوقها وذليل بعد أن واراك تفني عمرك جاهدا يكفيك قبلة من أفنيت لهم على محياك والأغلب أنه الأم كما يشير النص الذي يلي هذ النص (الفقد) والذي يجيب على السؤال من خلال العبارات ..
دمي لا يزال يجري في عروقك
أم نسيت أنني شاركتك نفسي وأنت في عمق عمق أحشائي إن مفاهيما فلسفية عديدة تظهر في نصوص لاحقة، ففي نص (جروح) .. جروح لا تلبث أن تندمل الا وتنزع قشورها لتترك ذاك الألم فتخلق حروفا أقرب منها إلى الدموع أما في (كبرياء) فتظهر فلسفة الحب في الكرامة والكبرياء، فالخيانة لا تحتمل والكبرياء أكبر من الحب، ومن لا يحترم نفسه ويحافظ على كبريائه فهو لا يعرف الحب ومعناه، وفي هذا النص وبعد إستعراض للحب الذي دمرته خيانة تقول في النهاية .. نسيتك، لا والذي خلق السماء ولكن لي عزة لا تندثر
انا إمرأة تنحني للنسيم
وتأبى للرياح أن تنكسر
ويتكرر الحديث عن الكبرياء في (الجفاف)، فنرى الإصرار على الفراق بكبرياء .. طافت أكاليل فرقة سطح ماء
ألوانها الراكدة تعلن الخاتمة بكبرياء
فلنحفظ بقايا عشق وإن كان أشلاء
ليوم لا يبق فيه من الذكريات غير أصداء
وفي (الشغف) نرى صورة جميلة لشغف القلوب ..
حديث اللسان يمور بفرق
يجور على النفس إن كان يهذي
فالقلب أدرى بشغف شوق
برعش أوتار، ببكاء لحن
(الصمت) فلسفة للصمت حين يكون معبرا أكثر من الكلام، فالخوالج هنا تقودنا إلى سراديب دواخلنا تنتظر بصيصا لتخرج للنور، بشعاع أبدي عبر المدى تلهب من إغتسل بكحول النوى، وتبدأ الرقص على زوابع الأنغام .. كيف لا ألتفت لصمتك بعد هذا والصمت أبلغ من الكلمات أقنعة يرتديها البشر في حياتهم، إثنان يلتقيان في محطة القطار يمسك يدها وتمسك يده ويتناجيان وتلف الانفاس منهما ندوب القلوب، وفي المساء يفترقان بصمت وحرقة ككل يوم، صورة نراها مفعمة بصورة الروح الانسانية في (المحطة) .. يحضن زوجته القابعة في إنتظاره تحضن زوجها الغارق في بروده فتقبع أحاسيسهم كرسيهم المعهود تنتظرهم للصباح
مجموعة نصوص قصيرة حملت عناوين تشي بمجموعة فلسفات وحكمة في ثناياها، ففي النصوص المعنونة (الإحتواء، الإشتياق، الواقع، السكون، الحسن، البحر) إقتطفت المقاطع التالية الدالة على روح الإنسان في النصوص .. وهي إشارات ليست بحاجة إلى تفسير أو بحث، فالإنسان بروحه وفلسفته واضح فيها ..
الإحتواء
عجبا سيدي كيف تشعر بالضياع
ووشاح روحي يدثر ثناك
الإشتياق
فأطلق العنان لقلبك بالهياج
ما عاش حب وارتوى
إلا بتأجج الفناء
الواقع
أسكب ما تريد من الندى
فالظامئ يرتوي ولو بقطرات
السكون
لي عالم مفعم بنور الشمس
هانئ من يجد فيه ملاذه
الحسن
الحسن حسن الرأي
والجمال في عين من يراه
وكل ما لدينا من إبداع الخالق
وما علينا الا أن نرعاه
البحر
حط الرحال فقد تعبت من السفر
وأسكن ديارا، الأساطير فيها ترتجى
وفي جولتي في نصوص جيهان قلعي إستوقفني بشكل خاص نصين هما (الإتحاد) و (جميلة) والنص الثاني إختلف عن كافة النصوص بأنه قصة قصيرة إنسانية .. أما (الإتحاد) فهو مناجاة روحية لطيف بعيد وحبيب غائب، لم يؤثر البعد والغياب في هذا الحب الذي يتأجج يوما بعد يوم، فنرى العديد من صور شفافة وجميلة ومناجاة تداعب الروح في ثنايا النص، ولعلي حين تأثرت بهذا النص كان ذلك ناتج عن عادتي في نصوصي بمناجاة طيفي البعيد الذي يتكرر في كل نصوصي تقريبا وخاصة في صباحاتي اليومية للوطن .. وقد ارتأيت أن أقتطف بعض من زهور هذا النص للدلالة على الروح الجميلة الشفافة التي سادت هذا النص ...
طيفك لا زال قابعا غرفتي
ألتقيه عند الإشتياق
فلا زاد قرب المسافات حبا
ولا أنقصه زود البعاد
.......
أوصد ابوابك كاملة
فلديك حبا، لو وزع على العالم لفاض
أن تكون أنا، أو أكون أنت
المهم هو الإتحاد
.....
أنا هنا .. أنت هناك
يجمعنا بدر في السماء
.....
لا توقف الزمان، بل إستعجله
لنصل الوعد، لنصل مملكة الضياء
عندها نهدم ذلك الجسر ونلتقي
ونسعد كما دائما بذاك اللقاء
(جميلة) إبنة العاشرة طفلة ترقد في المشفى مصابة بحروق شديدة من جراء نيران إلتهمت مستقبلها في قذائف الحقد التي قتلت أهلها، الذين دفنوا في لبنان ضحايا من مجازر صبرا وشاتيلا، تلتقي بها راوية النص صدفة في مستشفى دولة أخرى، فتدخل في وصف يسوده ألم الروح الإنسانية فتجول بنا بين كلمات جميلة ونضجها وألمها ورغبتها أن تغير إسمها لأنه لم يعد يرتبط بها بعد هذه الحروق التي أصابت جسدها وشوهتها، تعبر عن ذلك بعبارة متميزة (ظننت أني في قمة معاناتي بغربتي، ما أنا إلا حشرة أمام قمة معاناة طفلة لا تتعدى العاشرة) ..
لم يحتمل جسد جميلة الغض الحروق والألم فتستشهد بحروقها لتنتقل روحها إلى السماء لتلتقي مع روح أهلها وأمها .. تاركة الراوية ترن بأذنها عبارة الشهيدة الطفلة جميلة (أعذريني ليس هناك من يستطيع إحتلال عرش أمي) ....
(هذا النص للكاتب زياد الجيوسي)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 07 - 2006, 01:56 ص]ـ
شكرا لك على هذا الموضوع الجميل .. أستاذ عبد الله
لا زلنا بحاجة لهذه الدراسات التي تبرز الجوانب الإنسانية في الأدب.
ـ[أنشودة المطر]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 02:17 ص]ـ
للنقد عندي مذاقه الخاص .. !
شكرا لك ..(/)
المآخذ على أبي تمام ...
ـ[يتيمة الدهر]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 02:23 ص]ـ
:::
أبو تمام شاعر عباسي مجدد أخذ عليه النقاد بعض المآخذ. فما تلك المآخذ؟ ومَنْ مِنْ النقاد أخذها عليه؟
أتمنى أن أجد ملخصاً لهذه المآخذ يغني عن تلخيصها من كتاب الموازنة وغيره.
دمتم للعلم والمتعلمين عوناً.
أختكم: يتيمة الدهر
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[25 - 07 - 2006, 03:16 ص]ـ
المآخذ على أبي تمام هي اسرافع في استعمال البديع كالسجع مثل:
فاسلم سلمت من الآفات ما سلمت
كذلك خروجه على قواعد العروض والنحو فلم يرع لها ذمة.
وادرك عليه من السرقات كما أدرك على غيره من الشعراء خاصة في قصته مع البحتري.
ـ[أبو تمام]ــــــــ[01 - 09 - 2006, 04:46 ص]ـ
السلام عليكم
أخي عاشق اللغة، للمعلومية فقط، الزمخشري أخذ عليه استشهاده في النحو العربي، فأبيات لأبي تمام، فلما سئل عنه قال:
أجعل ما يقوله بمثابة مايرويه.
وسبب ذلك أن أبا تمام شاعر محدث، ليس من عصر الاستشهاد - وهم الشعراء الذين يؤخذ بشعرهم في قواعد النحو والصرف واللغة- فكيف يظن ظان أنه لم يرع للنحو ذمة؟؟؟؟؟؟
هوّن علينا:)
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[01 - 09 - 2006, 12:29 م]ـ
لم أكن اعلم بأن معنا أبو تمام آخر كنت ترك أمر الإجابة له: d
على العموم اخي الكلام الذي كتبته في ردي لم يكن من عندي وإنما كتاب أدباء العرب في العصر العباسي.
ـ[القناص]ــــــــ[02 - 09 - 2006, 11:44 ص]ـ
السلام عليكم،
في كتاب "الوساطة بين المتنبي وخصومة" للجرجاني مقدمة حسنة ذكر فيها الكثير مما عيب على أبي تمام ومنه
" .. فتعسّف ما أمكن، وتغلغل في التصعّب كيف قدر، ثم لم يرضَ بذلك حتى أضاف إليه طلَب البديع، فتحمّله من كل وجْه، وتوصّل إليه بكل سبب، ولم يرض بهاتين الخَلتين حتى اجتلب المعاني الغامضة، وقصد الأغراض الخفيّة، فاحتمل فيها كل غثٍّ ثقيل، وأرْصد لها الأفكار بكل سبيل؛ فصار هذا الجنسُ من شعره إذا قرع السمعَ لم يصل الى القلب إلا بعد إتعاب الفِكْر، وكدّ الخاطر، والحَمْل على القريحة؛ فإن ظفر به فذلك من بعد العناء والمشقة، وحين حسَره الإعياء، وأوْهن قوّتَه الكَلال. وتلك حالٌ لا تهَشّ فيها النفس للاستماع بحسَن، أو الالتذاذُ بمُستظرف؛ وهذه جريرةُ التكلف! ولست أقول هذا غضّاً من أبي تمام، ولا تهْجيناً لشعره، ولا عصبيّة عليه لغيره. فكيف وأنا أدينُ بتفضيله وتقديمه، وأنتحلُ موالاتَه وتعظيمه، وأراه قِبْلة أصحاب المعاني، وقُدْوة أهلِ البديع! لكن ما سمعتني أشترطُه في صدْر هذه الرسالة أنه يُحْظر إلا إتباع الحق وتحرّي العدل والحكم به لي أو عليّ."
ـ[أبو تمام]ــــــــ[04 - 09 - 2006, 02:58 ص]ـ
بارك الله بك أخي عاشق، ونفعنا بكم، والشكر موصول لأخي قناص -حفظه الله -
أخي عاشق حبّذا لو أطلعتنا على الأخطاء النحوية التي وقع بها أبو تمام من الكتاب نفسه لنناقشها في منتدى النحو والصرف، أكون لك شاكرا.
ـ[معالي]ــــــــ[04 - 09 - 2006, 02:47 م]ـ
السلام عليكم
عودي أخية إلى موازنة الآمدي ففيها الكثير.(/)
شرح قصيدة خلي ادكار الأربع، لأبي العتاهية
ـ[<بوتركي>]ــــــــ[01 - 08 - 2006, 09:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعجبتني قصائد أبي العتاهية في الزهد، والتي انهالت من شفتيه عند تجاوزه سن الأربعين وحتى موته، كما قرأت.
وأعجبني حبكَ بيوته! واسلوبه المبهر، لكن بعض الكلمات لا تُفهم، أريد شرحا لهذي القصيدة:
استماع، بصوت مشاري العفاسي ( http://www.anashed.net/anashed_others/khally_mshary.ram)
وهنا للحفظ ( http://www.anashed.net/anashed_others/khally_mshary.ra)
استماع، بصوت عبدالله بوقيان ( http://www.anashed.net/anashed_others/khally_adhekar.ram)
أسأل الله أن يرحمنا برحمته
وجزاكم الله خيرا
ـ[الأحمدي]ــــــــ[03 - 08 - 2006, 11:52 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
أولا أخي الكريم، هل تصح نسبة قصيدة "خلِّ ادكار الأربع" لأبي العتاهية؟
بحثت عنها في ديوانه فلم أجدها، و هي في الصفحات الأخيرة من مقامات الحريري في المقامة البصرية على لسان أبي زيد السروجي، و هو شخصية حقيقية لكن أغلب الظن أن صانع القصيدة هو الحريري نفسه.
ثانيا، بالنسبة لشرح القصيدة، فدعني أنقل لك نصها من مقامات الحريري مشكولا مصححا و أنا راض عنه، ثم إن استشكل عليك شيء منها أشرت إليه و أعضاء الفصيح لا يقصرون إن شاء الله.
قصيدة: خلِّ ادكار الأربع:
خلِّ ادّكارَ الأرْبُعِ = والمعْهَدِ المُرتَبَعِ
والظّاعِنِ المودِّعِ = وعدِّ عنْهُ ودَعِ
وانْدُبْ زَماناً سلَفا = سوّدْتَ فيهِ الصُّحُفا
ولمْ تزَلْ مُعتكِفا = على القبيحِ الشّنِعِ
كمْ ليلَةٍ أودَعْتَها = مآثِماً أبْدَعْتَها
لشَهوَةٍ أطَعْتَها = في مرْقَدٍ ومَضْجَعِ
وكمْ خُطًى حثَثْتَها = في خِزْيَةٍ أحْدَثْتَها
وتوْبَةٍ نكَثْتَها = لمَلْعَبٍ ومرْتَعِ
وكمْ تجرّأتَ على = ربّ السّمَواتِ العُلى
ولمْ تُراقِبْهُ ولا = صدَقْتَ في ما تدّعي
وكمْ غمَصْتَ بِرّهُ = وكمْ أمِنْتَ مكْرَهُ
وكمْ نبَذْتَ أمرَهُ = نبْذَ الحِذا المرقَّعِ
وكمْ ركَضْتَ في اللّعِبْ = وفُهْتَ عمْداً بالكَذِبْ
ولمْ تُراعِ ما يجِبْ = منْ عهْدِهِ المتّبَعِ
فالْبَسْ شِعارَ النّدمِ = واسكُبْ شآبيبَ الدّمِ
قبلَ زَوالِ القدَمِ = وقبلَ سوء المصْرَعِ
واخضَعْ خُضوعَ المُعترِفْ = ولُذْ مَلاذَ المُقترِفْ
واعْصِ هَواكَ وانحَرِفْ = عنْهُ انحِرافَ المُقلِعِ
إلامَ تسْهو وتَني = ومُعظَمُ العُمرِ فَني
في ما يضُرّ المُقْتَني = ولسْتَ بالمُرْتَدِعِ
أمَا ترَى الشّيبَ وخَطْ = وخَطّ في الرّأسِ خِطَطْ
ومنْ يلُحْ وخْطُ الشّمَطْ = بفَودِهِ فقدْ نُعي
ويْحَكِ يا نفسِ احْرِصي = على ارْتِيادِ المَخلَصِ
وطاوِعي وأخْلِصي = واسْتَمِعي النُّصْحَ وعي
واعتَبِرِي بمَنْ مضى = من القُرونِ وانْقَضى
واخْشَيْ مُفاجاةَ القَضا = وحاذِري أنْ تُخْدَعي
وانتَهِجي سُبْلَ الهُدى = وادّكِري وشْكَ الرّدى
وأنّ مثْواكِ غدا = في قعْرِ لحْدٍ بلْقَعِ
آهاً لهُ بيْتِ البِلَى = والمنزِلِ القفْرِ الخَلا
وموْرِدِ السّفْرِ الأُلى = واللاّحِقِ المُتّبِعِ
بيْتٌ يُرَى مَنْ أُودِعَهْ = قد ضمّهُ واسْتُودِعَهْ
بعْدَ الفَضاء والسّعَهْ = قِيدَ ثَلاثِ أذْرُعِ
لا فرْقَ أنْ يحُلّهُ = داهِيَةٌ أو أبْلَهُ
أو مُعْسِرٌ أو منْ لهُ = مُلكٌ كمُلْكِ تُبّعِ
وبعْدَهُ العَرْضُ الذي = يحْوي الحَييَّ والبَذي
والمُبتَدي والمُحتَذي = ومَنْ رعى ومنْ رُعي
فَيا مَفازَ المتّقي = ورِبْحَ عبْدٍ قد وُقِي
سوءَ الحِسابِ الموبِقِ = وهوْلَ يومِ الفزَعِ
ويا خَسارَ مَنْ بغَى = ومنْ تعدّى وطَغى
وشَبّ نيرانَ الوَغى = لمَطْعَمٍ أو مطْمَعِ
يا مَنْ عليْهِ المتّكَلْ = قدْ زادَ ما بي منْ وجَلْ
لِما اجتَرَحْتُ من زلَلْ = في عُمْري المُضَيَّعِ
فاغْفِرْ لعَبْدٍ مُجتَرِمْ = وارْحَمْ بُكاهُ المُنسجِمْ
فأنتَ أوْلى منْ رَحِمْ = وخيْرُ مَدْعُوٍّ دُعِي
ـ[<بوتركي>]ــــــــ[05 - 08 - 2006, 05:09 م]ـ
مرحبا بك اخي الأحمدي،، بارك الله فيك على المشاركة في الموضوع والتنوير،، والله يا أخي شككت في نسبتها لأبي العتاهية لكن هذا ما قرأته من الناس في المنتديات،، اسلوب القصيدة أعجبني ويشابه اسلوب كاتب قصيدة (أيا من يدعي الفهم) وهو الحريري نفسه.
شكرا على التنوير اخي،، سأكتب البيوت التي أشكلت علي:
خلِّ ادّكارَ الأرْبُعِ ............. والمعْهَدِ المُرتَبَعِ
والظّاعِنِ المودِّعِ ............. وعدِّ عنْهُ ودَعِ
ومنْ يلُحْ وخْطُ الشّمَطْ ............. بفودِهِ فقدْ نُعي
آهاً لهُ بيْتِ البِلَى ............. والمنزِلِ القفْرِ الخَلا
وموْرِدِ السّفْرِ الأُلى ............. واللاّحِقِ المُتّبِعِ
بالإضافة لبعض المفردات التي سوف أستخرج معانيها من المعاجم،، وشكرا لكم. وطلب أخير اخي وهو معلومات عن شاعر القصيدة الحريري فأنا لا أعرف عنه شيئا ومتى عاش ومذهبه،، وكذا إن وُجد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[05 - 08 - 2006, 05:35 م]ـ
بورك في السائل والمجيب.
لقد بحثت عن القصيدة طويلاً فلم أجدها , وهاهو الأحمدي جزاه الله خيراً قد أفادنا بوضعها مشكوراً مأجوراً بإذن الله.
بارك الله فيكم
ـ[الأحمدي]ــــــــ[06 - 08 - 2006, 01:41 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأحاول شرح البيتين الأولين:
قال:
خلِّ ادّكارَ الأرْبُعِ:
خلِّ فعل أمر من خلّى، بمعنى ذر أو اترك، و ما أكثر استعماله في لهجتنا العامية هذه الأيام.
ادّكار: مصدر من ادّكر و أصلها اذتكر على وزن افتعل من فعل الذي هو: ذَكَرَ، و ادكار هنا بمعنى تذكُّر.
قال تعالى:
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ
الأربع جمع رَبع، و هو المنزل
والمعْهَدِ المُرتَبَعِ:
المَعهَد: الموضع الذي عهدته من كثرة زيارتك أو شدة حبك له.
المرتبَع: بفتح الباء اسم مفعول، أي الموضع الذي أصابه الربيع
والظّاعِنِ المودِّعِ:
الظاعن: اسم فاعل بمعنى المسافر، و هو و إن كان هنا مذكرا و مؤنثه "ظعينة"، لكن المقصود به المرأة المسافرة، و اطلاق المذكر على المؤنث مشهور في اللغة العربية.
المودِّع: اسم فاعل من ودّعَ و معناه معروف، و معنى الجملة: و المسافرة المودعة.
وعدِّ عنْهُ ودَعِ:
عدِّ: فعل أمر من عدّى بمعنى تجاوز، قال تعالى:
وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ
دعِ = دعْ، و كُسِر (للضرورة الشعرية؟)
و الأمر في ما سبق يوجهه الشاعر لنفسه بصيغة المذكر، أي بمعنى: دع يا حريري تذكُّر المنازل، و سقي المواضع، و الحبيبة الراحلة
و لكن ... لماذا أراد الشاعر تجنب هذه الافتتاحيات الثلاثة في شعره؟
لأنها هي التي تُستفتَح بها أشعار العرب عادة
ادكار الأربع:
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
لامرئ القيس في معلقته.
لك يا منازل في القلوب منازل ... أقفرت أنتِ و هن منكِ أواهل
للمتنبي
المعهد المرتبع:
قُل لِلدِيارِ سَقى أَطلالَكَ المَطَرُ ... قَد هِجت شَوقاً وَماذا تَنفَعُ الذكرُ
لجرير
و الظاعن المودع:
بانت سعادُ فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفدَ مكبولُ
لكعب بن زهير في البردة
يرى الشاعر أن هذه الافتتاحيات كلها لا تصلح في بداية شعره، فهي من اللغو، و بدلا منها فضّل الشاعر أن يقول:
و اندب زمانا سلفا ... سودت فيه الصحفا
و لم تزل معتكفا ... على القبيح الشنع
هذا ما عندي، و شرح الأبيات المتبقية لأهل الفصيح الأفاضل إن شاء الله.
أرجو أن يكون في هذا الشرح نفعا، و ما أصبت فيه فمن فضل الله، و ما أخطأت فمني و من الشيطان.
ـ[<بوتركي>]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 08:10 م]ـ
أخي الأحمدي، ماشاء الله عليك، بارك الله فيك وجزاك الفردوس الأعلى برحمته ..
وكذا سائر اخوتي ..
أشكرك جزيل الشكر على الشرح المفهوم:)
شكر الله لك ماقدمته ..
في أمان الله وحفظه
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 12:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا على هذه الإفادة ونرجو المزيد
ـ[حموز]ــــــــ[28 - 11 - 2006, 09:42 م]ـ
:::
جزى الله كل من كان وراء شرح بعض أبيات قصيدة خلِّ ادّكارَ الأرْبُعِ لأنها أعجبتني كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
أخوكم حموز
ـ[أم تُماضِر]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 01:31 م]ـ
يا ليت لو في تكملة
بارك الله فيكم
ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[08 - 12 - 2010, 05:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أبيات جميلة.(/)
السلام عليكم
ـ[سفاري]ــــــــ[07 - 08 - 2006, 07:38 م]ـ
:::
في البدايه احييكم على هذا المنتدى الرائع المليئ بالفائده
انا عن نفسي اكتشفته للتو .... وماكنت على علم فيه وحقيقه نحن محتاجين لمثل هذا المنتدى للتقويه في الادب واللغه وفنونها
عندي طلب واتمنى انكم ماتردوني:)
لدي قصيده المعري ((الا في سبيل المجد)) ومطلوب علي تحليلها
شرح مضمون الابيات او القصيده
استخراج الخبر بأنواعه ((ابتدائي , طلبي , انكاري)) والمؤكد عليه
استخراج ((خروج)) افعال الامر او الاستفهام او التمني عن المعنى
المقصود فعل الامر ربما بقصد فيه الدعاء او التحقير او الاباحه وغيره ....
اتمنى المساعده بما اني اجد ضعف في اللغه وليس بالضروري جميع الابيات ... لو 7 ابيات اكون شاكر لكم
وهذي وصله للقصيده
http://www.almubarak.net/getpoetpoem.asp?val=139
اخوكم سفاري
ـ[سفاري]ــــــــ[08 - 08 - 2006, 03:21 م]ـ
تحطيم .. من امس محد رد
5 زيارات: (
ـ[أبو طارق]ــــــــ[08 - 08 - 2006, 03:36 م]ـ
أخي لا تبتئس والتمس لهم العذر حفظك الله.
لمَ لا تضع محاولاتك ومن ثم تجد التصحيح من الأساتذة
وفقك الله
ـ[عادل84]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم أخي الكريم
أعتقد أنه ابتدائية لآنه ليس فيه طلب أو انكار وليس فيه مؤكدات
وأرجو أن يكون صوابا
أخوك التركي عادل
تحياتي
ـ[سفاري]ــــــــ[18 - 08 - 2006, 09:51 م]ـ
جزاكم الله خير
خلاص مافي داعي ((خلص الماده))
اخوي عادل .... التحليل الي بغيته على جميع الابيات
حصل خير:)(/)
صور شاحبة بلون اليأس في قصيدة (إيراق) لأحمد اللهيب
ـ[ياسر الدوسري]ــــــــ[13 - 08 - 2006, 06:41 م]ـ
صور شاحبة بلون اليأس في قصيدة (إيراق) لأحمد اللهيب
إضاءة: ياسر بن صالح الدوسري
مدخل:في اللحظات التي كنت فيها مع النص احتدمت صور ه المكثفة، وتتابعت لتنقلني بطريقة إيدلوجية إلى معاني شاعرية سأثبتها بعد _بإذن الله_ولا أشك إن تكثيف الصور في نص لا يتجاوز الصفحة، أمر يدعوا للتفكّر لأن هذه السمة ستكشف بالتأكيد عن معان لا غنى عنها، والأجمل أن توظيف الشاعر لهذه الصور كان توظيفاً موفقاً يجاري أبا ريشة في ثراها وعمقها كل هذه الأمور استحثتني أن أكتب خلفة، لا كتابة حصرية بل إضاءات أحاول فيها أن أداعب الخيال ولا أدعي أنني الأفضل.
الصور الصغرى حالمة باليأس:لا أبالغ إذا قلت أن في كل جملة يوجد صورة من هذه الرائعة موظفة لتعبر عن رأي يائس، داخل تلك المدينة، صور ترسم اليأس، وترسم الشحوب امتزجت بكثافة لتعطينا نفسية، قلقة، متشائمة، يحركها وميض معين ولعلي أسرد بعضها لطختها بأنين ذاكرتي) (منابت العينين تنبت في دمي) (غناء أنملتي) (ضجيج الصمت) (أنوار حارتها شحوب الموت) (واندثر الضياء) (جوع أبيض البسمات) (تنثال بالأحلام يا قدري) (أنة خرساء) (وجع انتظار) (رياح المستحيل) (صهيل الحزن) (بوح يهاجر) (حقائبي سيغتالها ألم) (ويلدغني الحنين) وكأني أشم المعاني التي ذكرت في كل حرف من الحروف ولمسة متقنة لا يجيدها إلا شاعر محلق.
التجسيد الأكبر بلوحاته، يضخ الشحوب:
وكما قلت أن الصور الصغرى تصوغ لنا لوحات كبرى يغتالها ذلك العسف التشاؤمي الذي يحاكي نفسيته المليئة بأحلامه المكبوتة، لوحات كبرى هن: (لوحة الدخول) و (لوحة المدينة) و (لوحة الأزقة والأمل الباهت) و (لوحة الأوبة)
لوحة الدخول:
رسم هنا العديد من أبعاد دخوله بريشة خافته حيث المدينة الغافل أهلها، والصمت المطبق الذي لا يعكر صفه إلا بكاء الأنملة، حتى الصدى في تلك المدينة خر مغشياً بعد أن زال وكل هذه المشاهد تقربنا ليأسه المأمول وتكشف عن حلمه الحزين
لوحة المدينة:أنوار الحارة في هذه المدينة تضج بالشحوب فهي خافتة تدافع الأمل توحي بالموضوع الرئيس وسواد الليل أكمل هذا التسلسل بسواده الذي لم يكتف ببث الرعب في الأرجاء فقط بل قذف جامه على قلب الشاعر واندثر بعده الضياء ليكمل المهزلة.
لوحة الأزقة والأمل الباهت:
هناك بعد الدخول تأتي الأنة الخرساء للحلم البعيد الذي يخفيه وجع الانتظار حتى الجدران تبتسم لهذا الأمل ولكنه أمل فوق رياح المستحيل، وما فتئ الحزن يصهل ويقول لا جواب، ولا إياب وكأني به وهو يمتلك هذه الريشة الخصبة لينقل تجربت مليئة بالذبول.
لوحة الأوبة:بعد أن خرج من مدينته، والخوف ملء جوانحه، والجدران تخبره بالرحيل المرتقب ولم تسلم حقائبه التي خنقها الألم فحن بعد أن قتل نفسه فهو القاتل والمقتول
وبعد التتمة
عند هذا الحدث تنتهي السيفونية اللهيبية، التي صورها بحسه الكئيب والتي نظر إليها من خلال منظار قاتم يطربني.
ومحاولتي تلك ترنو أن تسلط الضوء على نص احترمه ذوقي وأحببت بعد ذلك أن أقلب سمة بارزة فيه وهي: (الصور الطافحة باليأس) على غرار الطريقة الوظائفية محاولاً وحسبي اجتهادي ولا أطالب بالباقي.
نص الشاعر أحمد اللهيب
إيراق يوغل في محجر ذاكرتي
9/ 2 / 2005م
(1)
... ودخلتُ أسواق المدينة،
في غفلةٍ من أهلها،
وحملتُ أوراقي التي لطختُها بأنين ذاكرتي ...
وأسكنتُ الحروفَ منابت العينين تنبشُ في دمي.
حزني هناك.
وغناء أَنمُلتي يموء على ضجيج الصمت حين أورقَ في ضياء الحزن ... يركض بين أوردتي ويصرخ في المساء: ولا صدى.
(2)
أنوار حارتها شحوب الموت أزهر في ربيع الخطوة الأولى ...
فألقتْ ليلها في القلب واندثر الضياء.
استوقفُ الذكرى، وفي الشباك جوع أبيض البسمات يؤويني إلى وهْمٍ ينازعُ خوفه الأبديّ.
فركنتُ رأسي بين نهديْ ومض ذاكرتي.
تنثال بالأحلام – يا قدري الذي قد كان حياً واستحال إلى فضاء -.
(3)
الحزن، والليل الطويل، وأنةٌ خرساء لا تحكي الذهول،
والحلم يلمع من بعيد ...
وجع انتظار.
فتبسمتْ جدرانها موبوءة بالشوق يغزوني ويمنحني الضياع.
يا للمدينة! كيف تعبرني رياح المستحيل ...
أنا هنا،
لا عبرتي نامت على مهدٍ نسيتُ حكايتي فيه ولا صوتٌ يبدد لوعتي.
(4)
أوقفتُ أنفاسي (صهيلَ الحزن)، يا قمراً مضى،
ورحيقه في مقلتيّ تساقطت ثمراته وجعاً ...
وشيئاً لا يزال محدقاً بين الجوانح: لا جواب.
بوح يهاجر فيّ، يسكب قهوة الذكرى، ويرشف من بقايا ...
فنجانها، ويراقص القطراتِ تخبو فتسكنني المرارة كالحلاوة في انبثاق الشوق يمسك في يديْه خيوط أغنية تبوح: ألا إياب.
(5)
وخرجتُ منها خائفاً أترقب الجدران تُنْبِئُني الرحيل ...
حقائبي يغتالها ألمٌ، ويلذعني الحنين،
وفي المدينة قاتل وأنا القتيل!.
اتمنى أن تكونوا استمتعتم بالنص!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 08 - 2006, 01:03 ص]ـ
موضوع جميل ..
و تناول أكثر من رائع للصور ..
شكرا لك أخ عاشق البيان.(/)
مفاهيم ومصطلحات نقدية تحتاج إلى توضيح.
ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[14 - 08 - 2006, 04:53 م]ـ
:::
لقد عرفت الساحة النقدية مجموعة من المناهج النقدية الحديثة نتيجة الانفتاح علي الثقافة الغربية. ومن بينها نظرية التلقي والتقبل الألمانية التي ترتكز على العديد من المفاهيم و التي أجد صعوبة كبيرة في فهم كنهها.لذا أطلب منكم إخوتي في المنتدى و لمن لديه اطلاع و اهتمام بالموضوع أن يساعدني و يبسط لي هذه المفاهيم أو على الأقل بعضها:القارئ الافتراضي الخيالي- القارئ الضمني- أفق انتظار القارئ- النص المفتوح والمغلق-ملء البيضات والفراغات و البحث عن النص الغائب.
أعذروني إذا كنت قد اثقلت عليكم و لكم مني جزيل الشكر.
ـ[ليلى العامري]ــــــــ[09 - 09 - 2006, 09:20 ص]ـ
هلا أختي عاشقة الضاد
إن شاء الله تجدين ما تبحثين عنه في
http://literary.sakhr.com/
وأتمنى لك التوفيق
fir1205*************
ـ[عاشقة الضاد]ــــــــ[09 - 09 - 2006, 05:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
شكرا لك أختي ليلى على الرد إني بالفعل اطلعت على الموقع وهو مفيد جدا.
فجزاك الله خيرا و شكرا.(/)
متى نشأ الشعر العربي؟
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[16 - 08 - 2006, 07:53 م]ـ
متى نشأ الشعر؟
إختلفت المصادر الأدبية في تحديد الوقت الذي نشأ فيه الشعر العربي، فبعضها ينسب البداية الى نبي الله آدم (ع) ولعلهم نظروا إلى قوله تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها) فاستنتجوا بأن الشعر مما علم آدم، ولذلك نسبوا بعض الأبيات والقطع الشعرية اليه، زكذلك بعض الأشعار إلى ابليس وبعض الملائكة. (1)
وهذا الرأي مرفوض لأن آدم (ع) لم يكن عربي اللسان، وأن تلك المقطعات ليست بشعر ٍ حقيقي وربما كانت مما نقل من الحضارة اليونانية أو الرومانية.
أما محمد بن إسحاق فقد نسب الشعر إلى العمالقة وعاد وثمود، وحين يسائل عن ذلك يقول: (لا علم لي بالشعر، إنماأوتى به فأحمله). (2)
ورد عليه ابن سلام الجمحي بقوله: افلا يرجع إلى نفسه ويقول من حمل هذا الشعر ومن أداه إلينا من ألوف السنين والله يقول: (وأنه أهلك عاداً الأولى، وثمود فما أبقى) (3)، وقال أيضاً: إن ذلك ليس بشعر وإنما كلام معقود بالقوافي، وكذلك رده بكون لغة عاد وثمود غير عربية واستدل بقول الامام الباقر (ع): (أول من تكلم العربية ونسي لسان أبيه اسماعيل بن ابراهيم صلوات الله عليهما). (4)
وقال ايضاً: لم يكن لأوائل العرب من الشعر الا الابيات يقولها المرء في حاجته وإنما قصدت القصائد وطول الشعر على عهد عبد المطلب وهاشم بن عبد مناف وذلك يدل على إسقاط شعر ثمود وحمير وتبع. (5)
غير انه ناقض نفسه واستدل على سقوط الكثير من شعر عبيد وطرفة وأضرابهم بسبب شهرتهم لأنها متأتية من كثرة النتاج الشعري، وهذا يعني أن الشعر أقدم من هاشم وعبد المطلب لان نضوج أشعار عبيد وطرفة والمهلهل وغيرهم تدل على أن الشعركان معروفاً قبلهم وأنه قطع أشواطاً عديدة، ربما مئات السنين حتى أصبح بهذا النضوج والتكامل.
ويدل على ذلك أيضاً وجود شعراء انطمس ذكرهم وضاعت أشعارهم ولم تبق منهم الا اسماء ذكرت في شعر غيرهم، كقول أمرئ القيس:
عوجا على الطلل المحيل لعلنا * نبكي الديار كما بكى ابن حذامِ
قال ابن سلام عن ابن حذام: هو رجل من طيء لم نسمع بشعره الذي بكى فيه ولا شعراً عنه غير هذا البيت الذي ذكره امرؤ القيس).
أما الجاحظ فيعتقد بأن الشعر مقصور على العرب إذ يقول: فضيلة الشعر مقصورة على العرب وعلى من تكلم بلسان العرب (6) ويعتقد أيضاً بأن الشعر ظهر بعد النثر، وسيأتينا لاحقاً بطلان هذا الرأي، أما المم الأخرى فإنها عرفت الشعر ولكن بخلاف الشعر المعروف عند العرب، فعندهم الموزون وغير الموزون، وليته ينظر العرب اليوم وأغلب شعرهم غير موزون ولا مقفى!! وهذا يدلنا على أن الأشكال الحديثة للقصيدة التي لا تلتزم بالوزن ليست بشعر ٍ إطلاقاً!!.
وعن نشأة الشعر يقول: (قد قيل الشعر قبل الإسلام في مقدار أطول مما بيننا وبين أول الإسلام) (7) والجاحظ قد توفي سنة 255 هـ وهذا يعني أن عمر على حد قوله أكثر من 255 سنة على الأقل، وفي موضع آخر يقول:
(أما الشعر فأنه حديث الميلاد صغير السن أول من نهج سبيله وسهل الطريق إليه إمرؤ القيس ومهلهل بن ربيعة فإذا استظهرنا وجدنا له إلى أن جاء الاسلام خمسين ومائة ستة، فإذا استظهرنا بغاية الاستظهار فمائتي عام) (8)، وهذا يعني أن عمر الشعر 200سنة على الأكثر، وهو خلاف القول السابق تماماً.
ولا يمكن الاعتماد على رأي الجاحظ لأنه متناقض في أقواله، وكذلك قدم أمرؤ القيس على المهلهل وهو خاله وأكبر منه عمراً وأقدم منه وهذا مناط الكلام، كما إنه أختص بذكرهم دون سواهم من الشعراء، في حين زعم البكريون أن عمرو بن قميئة بن سعد البكري أول من قال الشعر وقصد القصائد (9).
والذي يظهر لنا هنا: أن الشعر العربي قديم ولكن ليس قدم آدم أو عاد وثمود، فهناك شعراء ذكرتهم لنا المصادر الادبية أمثال العنبر الخضم (العنبر بن عمرو بن تميم) الذي توفي قبل الأسلام بأكثر من 225 عاماً
والبرّاق (البراق بن روحان بن أسد) الذي توفي قبل الأسلام بأكثر من 150 عاماً والفند الزماني (سهل بن شيبان البكري) وهو معروف ومشهور وقصيدة النونية ذائعة الصيت يقول فيها:
ولم يبق سوى العدوان * دناهم كما دانوا
والذي توفي قبل الإسلام بأكثر من 90 عاماً عن عمر يناهز المئة، وأشعارهم متينة السبك، رصينة المعاني ناضجة الافكار، مستقيمة الاوزان، غير مختلة القوافي، تدل على أن الشعر في زمانهم كان أصيلاً ومعروفاً وناضجاً وليس بحديث عهد أو صغير سن، وبأضافة معدل أعمارهم إلى تأريخ وفياتهم وتقدير فترة لا بأس بها تكفي لنضوج الشعر، يمكننا القول أن الشعر ظهر قبل الإسلام بحدود 500 - 400 سنة تقريباً.
أما ما يذكره الباحثون من أن المهلهل وعبيد وامرئ القيس هم أقدم الشعراء المعروفين فذلك لشهرتهم الذائعة الصيت ولأن المهلهل (أبو ليلى عدي بن ربيعة التغلبي) أول من هلهل الشعر أي أرقه، فيقال ثوب هلهل أي رقيق خفيف النسج، قال النابغة الذبياني:
أتاك بثوب ٍ هلهل النسج كاذبٍ * ولم يأت بالحق الذي هو ساطعُ
ويرى ابن الكلبي انه سمي بذلك لقوله:
لما توقل في الكراع هجينهم * هلهلت ُأثار مالكاً أو صنبلا
والهلهلة التوقف عن الشيء.
أما أمرؤ القيس فلأنه أشعر العرب على الإطلاق وقد قال الشعر وهو غلام فاشتهر بالشعر واشتهر الشعر به، وأما عبيد فإنه معاصره وله معه مناقضات ومناظرات.
_________________________________________________
(1) - جمهرة أشعار العرب ص 31 - 32
(2) - طبقات الشعراء ص 5 _ الجمهرة ص 32
(3) - سورة النجم الآية 50 - 51
(4) الطبقات ص 6
(5) - الشعر والشعراء ص 62 _ الطبقات ص 22
(6) - الحيوان ص 107
(7) - الحيوان باب المحتجون بالشعر لرجم الشياطين
(8) - الحيوان ص 106
(9) - معجم الشعراء ص 2
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 08 - 2006, 01:10 ص]ـ
تتبع جميل أخ شاكر ..
بانتظار مواضيعك الأخرى.
ـ[العامي]ــــــــ[19 - 08 - 2006, 01:17 م]ـ
جميل جدا .. : rolleyes:
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 12:06 ص]ـ
غوص رائع في فترة رائعة من نشوء الشعر العربي
بارك الله فيك أخي الكريم
مغربي
ـ[أبوفيصل الأزهري]ــــــــ[08 - 09 - 2006, 09:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 09:27 م]ـ
شكرا للجميع ولا سيما المشرفة وضحاء(/)
الاسلوب عند ابن خلدون
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[19 - 08 - 2006, 01:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة السلام على الهادي الأمين وعلى اله وصحبه الطاهرين
وبعد:-
فهذة وريقات في الأسلوب عند ابن خلدون وقد جمعتها بما منَّ الله عليَّ فأن أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي وقد قسَّمت هذة الوريقات إلى تعريف بأبن خلدون، والى نظرته للأسلوب، ثم خاتمة مختصرة.
ابن خلدون:- عبد الرحمن أبو زيد ولي الدين بن خلدون ولد بتونس سنة 732 هـ وتقلَّد كثيرا من الوظائف الديوانية ثم تفرغ للكتابة فألف كتابه (العبر و ديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) ويطلق على القسم الأول من هذا الكتاب مقدمة ابن خلدون وكانت وفاته سنة 808 هـ. (1)
نظرته للأسلوب: يعد بحثه في الأسلوب إضافة ً وتوضيحا ً لبحث الأسلوب عند حازم القرطاجني فقد ربط بين الأسلوب والفن الأدبي وكذلك ربط بين الأسلوب والمنشيء و اكَّد أن الأسلوب صورة ذهنية لا تأخذ الشكل المتجسد إلا بتمام التركيب اللغوي الذي يرتبط بالقدرة اللغوية لدى المنشيء والتي ترادف المعرفة اللغوية لدى (تشو مسكي) والتي تستدعي معرفة المنشيء بالقواعد الصرفية والنحوية التي ترتبط بها المفردات في البنية العميقة. (2)
وقد أحسن في تصوير حالة الجاهل بتأليف الكلام وأساليبه فيقول:- (إنما الجاهل بتأليف الكلام و أساليبه على مقتضى ملكة اللسان إذا حاول العبارة عن مقصوده و لم يحسن بمثابة المقعد الذي يروم النهوض و لا يستطيعه لفقدان القدرة عليه و الله يعلمكم ما لم تكونوا تعلمون). (3)
وبذلك يكون الأسلوب لدى ابن خلدون طريقة التعبير مبنية على المستعمل في كلام العرب وهو فن يعتمد على الطبع والتمرس والتلطف خارج عن علوم البلاغة والعروض وان كانت ضرورية لإصلاح الكلام في مرتبة تالية لصورة الأسلوب في الذهن. (4)
وهذا من جانب آخر – تأكيد على وحدة النظام اللغوي وتفاعل مفرداته وهذه العلوم متصلة فيما بينها اتصالا ً وثيقا ً منسجما ً مما يتيح للمبدع أن يتميز في الإبداع. (5)
فانظر إلى مكانة المنشيء فالنظام اللغوي متداخل. والمنشيء ينتقي العبارات ويركِّبها وينسجها نسجا ً فتكون مترابطة بأسلوبه يضفي عليها مسحة الجمال وبتمكنه من اللغة يخرج لنا الأسلوب من هذا النظام المتداخل فيظهر إبداع المنشيء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) –) البلاغة والأسلوبية) د. محمد عبد المطَّلب ص 30
(2) – (الاتجاهات الأسلوبية المعاصرة) د.عكاب طرموز (ا طروحة دكتوراه) ص 139 - 140
(3) – (مقدمة ابن خلدون) ص 490
(4) - (الاتجاهات الأسلوبية المعاصرة) د.عكاب طرموز (ا طروحة دكتوراه) ص 140
(5) - (الأسلوب في الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم) د.محمد كريم الكواز (ا طروحة دكتوراه) ص 31
ثم نأتي إلى ما قاله ابن خلدون في مقدمته فقد فرَّق بين الأسلوب وعلوم اللغة فيقول:- (لنذكر هنا سلوك الأسلوب عند أهل هذه الصناعة و ما يريدون بها في إطلاقهم فاعلم أنها عبارة عندهم عن المنوال الذي ينسج فيه التراكيب أو القالب الذي يفرّغ به و لا يرجع- سلوك الأسلوب- إلى الكلام باعتبار إفادته أصل المعنى الذي هو وظيفة الإعراب و لا باعتبار إفادته كمال المعنى من خواص التراكيب الذي هو وظيفة البلاغة و البيان و لا باعتبار الوزن كما استعمله العرب فيه الذي هو وظيفة العروض فهذه العلوم الثلاثة خارجة عن هذه الصناعة الشعرية و إنما يرجع إلى صورة ذهنية للتراكيب المنتظمة كلياً باعتبار انطباقها على تركيب خاص و تلك الصورة ينتزعها الذهن من أعيان التراكيب و أشخاصها و يصيرها في الخيال كالقالب أو المنوال ثم ينتقي التراكيب الصحيحة عند العرب باعتبار الإعراب و البيان فيرصها فيه رصا كما يفعله البناء في القالب أو النساج في المنوال حتى يتسع القالب بحصول التراكيب الوافية بمقصود الكلام و يقع على الصورة الصحيحة باعتبار ملكة اللسان العربي فيه) (6)
(يُتْبَعُ)
(/)
فالملاحظ مما تقدم انه يذهب إلى أنَّ وظيفة الأساليب الشعرية هي استيعاب العلوم إدراكا ً، ثم إنتقاء منها ما يناسب التركيب الخاص بالشاعر و الصور الذهنية التي يحملها وهل هي متسعة لوظائف القدرات اللغوية و الإبداعية (7)
فيتضح لنا أسلوب الشاعر المبدع من خلال ما تقدم فيظهر بناءه ونسجه للعبارات حتى كأنها بنيان ٌ مرصوص ــ إن صح َّ التعبير ــ ثم يذكر ابن خلدون (إنَّ لكل فن من الكلام أساليب تختص به و توجد فيه على أنحاء مختلفة فسؤال الطلول في الشعر يكون بخطاب الطلول كقوله: (يا دار مية بالعلياء فالسند) و يكون باستدعاء الصحب للوقوف و السؤال كقوله: (قفا نسأل الدار التي خف أهلها) أو باستبكاء الصحب على الطلل كقوله: (قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل) أو بالاستفهام عن الجواب لمخاطب غير معين كقوله: (ألم تسأل فتخبرك الرسوم) و مثل تحية الطلول بالأمر لمخاطب غير معين بتحيتها كقوله: (حي الديار بجانب الغزل) أو بالدعاء لها بالسقيا كقوله:
(أسقى طلوهم أجش هزيم ... و غدت عليهم نضرة و نعيم)
أو سؤاله السقيا لها من البرق كقوله:
(يا برق طالع منزلا بالأبرق ... واحد السحاب لها حداء الأينق)
أو مثل التفجع في الجزع باستدعاء البكاء كقوله:
(كذا فليجل الخطب و ليفدح الأمر ... و ليس لعين لم يفض ماؤها عذر)
أو باستعظام الحادث كقوله: أرأيت من حملوا على الأعواد أرأيت كيف خبا ضياء النادي أو بالتسجيل على الأكوان بالمصيبة لفقده كقوله:
(منابت العشب لا حام و لا راع ... مضى الردى بطويل الرمح و الباع)
أو بالإنكار على من لم يتفجع له من الجمادات كقول الخارجية:
(أيا شجر الخابور مالك مورقا ... كأنك لم تجزع على ابن طريف)
أو بتهيئة فريقه بالراحة من ثقل وطأته كقوله:
(ألقى الرماح ربيعة بن نزار ... أودى الردى بفريقك المغوار)
و أمثال ذلك كثير من سائر فنون الكلام و مذاهبه و تنتظم التراكيب فيه بالجمل و غير الجمل إنشائية و خبرية إسمية و فعلية متفقة مفصولة و موصولة على ما هو شأن التراكيب في الكلام (8)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) - (مقدمة ابن خلدون) ص 474
(7) – (الأسلوب بين التراث البلاغي العربي و الأسلوبية الحداثية) د. محمد بلوحي
(8) - (مقدمة ابن خلدون) ص 474 - 475
وختاما ً:- يُلاحظ على كلام ابن خلدون ما يأتي:-
أولا ً:-أعطى للأسلوب مفهوما ًذهنيا ًخالصا ًباعتباره صورة تملؤ النفس و تطبع الذوق وقد ارجع تكوين الصورة إلى مهارة الأديب وما تركته علوم النظام اللغوي في ذهنه و إظهار قدرة الأديب في انتقاء العبارات. (9)
ويرى الدكتور محمد شهاب العاني انه (أعطى للموهبة و المهارة مكانتها في قضية صياغة الأسلوب)
ونجد مكانة الموهبة والإبداع في قول ابن خلدون:- (المعاني موجودة عند كل واحد و في طوع كل فكر منها ما يشاء و يرضى فلا يحتاج إلى تكلف صناعة في تأليفها و تأليف الكلام للعبارة عنها هو المحتاج للصناعة كما قلناه و هو بمثابة القوالب للمعاني فكما أن الأواني التي يغترف بها الماء من البحر منها آنية الذهب و الفضة و الصدف و الزجاج و الخزف و الماء واحد في نفسه و تختلف الجودة في الأواني المملؤة بالماء باختلاف جنسها لا باختلاف الماء كذلك جودة اللغة و بلاغتها في الاستعمال تختلف بإختلاف طبقات الكلام في تأليفه باعتبار تطبيقه على المقاصد و المعاني واحدة في نفسها) (10)
ثانيا ً:- الأسلوب لا يتكون إلا بتمام التركيب اللغوي فأبن خلدون يربط بين الأسلوب والقدرة اللغوية بحيث يتمكن من التعبير عما يريد ولكن بجمل جديدة تظهر إبداع الأديب وتبيِّن نسجَه الجديد
ثالثا:- الأسلوب اخذ يأخذ الظاهرة الاجتماعية الموحدة وقد لاحظنا اجتماعية الأسلوب في الأمثلة الشعرية في السؤال عن الطلول والبكاء عليها والتفجع ... الخ
رابعا ً:-ابن خلدون ربط بين الفن النثري والشعري وفرَّق بينهما باعتبار انَّ أساليب الشعر تلازمه الاستعارات والتشبيهات وخلط الجد بالهزل في حين يجب أن تنزه المخاطبات الديوانية عن ذلك
فقال:- (لكل مقام ٍ أسلوب يخصه من إطناب أو ايجاز أو حذف أو إثبات أو تصريح أو إشارة أو كناية واستعارة) (11)
فيعتبر عمله إضافة إلى ما عمله حازم القرطاجني. وحازم القرطاجني وابن خلدون يعبران عن وجهة نظر المغاربة ولا يخفى على احد أنهما اطلعا على أدب الشرق والغرب وبهذا نلاحظ قرب ابن خلدون من المعاصرين في قضية الأسلوب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(9) -) البلاغة والأسلوبية) د. محمد عبد المطَّلب ص32
(10) - (مقدمة ابن خلدون) ص 474
(11) - (مقدمة ابن خلدون) ص 490
المصادر
ـــــــــــــــــــ
1) - البلاغة والأسلوبية الدكتور محمد عبد المطلب /الهيئة المصرية العامة للكتاب/ 1984
2) - الاتجاهات الأسلوبية المعاصرة في دراسة النص القرآني.الدكتور عكاب طرموز
(اطروحة دكتوراه) كلية التربية\ جامعة الأنبار 2002
3) - الأسلوب في الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم.الدكتور محمد كريم الكواز (اطروحة دكتوراه)
كلية الآداب /جامعة بغداد 1990
4) - مقدمة ابن خلدون / دار العودة-بيروت لبنان طـ 2/ 1980
الدوريات
ــــــــــــــــ
1) - الأسلوب بين التراث البلاغي العربي و الأسلوبية الحداثية.الدكتور محمد بلوحي
مجلة التراث العربي /العدد 95 – دمشق/ 2004 (من الانترنيت)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 08 - 2006, 07:15 ص]ـ
موضوع أكثر من رائع ..
سأعود إليه حتما.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 12:03 ص]ـ
عرض رائع أخي قصي 00
وفقك الله
مغربي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[15 - 10 - 2006, 08:18 ص]ـ
وبذلك يكون الأسلوب لدى ابن خلدون طريقة التعبير مبنية على المستعمل في كلام العرب وهو فن يعتمد على الطبع والتمرس والتلطف خارج عن علوم البلاغة والعروض وان كانت ضرورية لإصلاح الكلام في مرتبة تالية لصورة الأسلوب في الذهن.
أفهم من ذلك أن الصورة الذهنية تسبق علوم البلاغة و العروض!! و هي أولى منها؟!
أيقصد ابن خلدون من الأسلوب الطريقة التي يُعرف بها منشئ الكلام؟
إن كان يريد ذلك، فكيف يفصل بين هذه العلوم و التي هي أساس التفرقة -برأيي- و بين الأسلوب نفسه؟!
بينما يربط بينهما هنا:
ثانيا ً:- الأسلوب لا يتكون إلا بتمام التركيب اللغوي فأبن خلدون يربط بين الأسلوب والقدرة اللغوية بحيث يتمكن من التعبير عما يريد ولكن بجمل جديدة تظهر إبداع الأديب وتبيِّن نسجَه الجديد.
و إنما يرجع إلى صورة ذهنية للتراكيب المنتظمة كلياً باعتبار انطباقها على تركيب خاص
ثم ينتقي التراكيب الصحيحة عند العرب باعتبار الإعراب و البيان فيرصها فيه رصا كما يفعله البناء في القالب أو النساج في المنوال حتى يتسع القالب بحصول التراكيب الوافية بمقصود الكلام و يقع على الصورة الصحيحة باعتبار ملكة اللسان العربي فيه
أستاذ قصي .. هل ترى أن هذا الكلام منطقي؟!!
الأسلوب -لا شك- يستفيد من علوم اللغة، فهذه العلوم هي التي تفرّق بين أسلوب و آخر. بيد أن جعل هذه التفرقة بهذا الشكل فيه نظر!
لنفترض أن المنشئ لا يمتلك أياً من هذه العلوم -بغض النظر عن شعراء الطبع، و الجاهلية-، هل سيستطيع أن يصنع بيتاً جميلا؟! أشك في ذلك.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[21 - 01 - 2007, 09:24 م]ـ
أفهم من ذلك أن الصورة الذهنية تسبق علوم البلاغة و العروض!! و هي أولى منها؟!
أيقصد ابن خلدون من الأسلوب الطريقة التي يُعرف بها منشئ الكلام؟
إن كان يريد ذلك، فكيف يفصل بين هذه العلوم و التي هي أساس التفرقة -برأيي- و بين الأسلوب نفسه؟!
بينما يربط بينهما هنا:
أستاذ قصي .. هل ترى أن هذا الكلام منطقي؟!!
الأسلوب -لا شك- يستفيد من علوم اللغة، فهذه العلوم هي التي تفرّق بين أسلوب و آخر. بيد أن جعل هذه التفرقة بهذا الشكل فيه نظر!
لنفترض أن المنشئ لا يمتلك أياً من هذه العلوم -بغض النظر عن شعراء الطبع، و الجاهلية-، هل سيستطيع أن يصنع بيتاً جميلا؟! أشك في ذلك.
ابن خلدون اراد ان الاسلوب يتكون من معرفة العلوم واتقاتها (نحو - صرف - بلاغة - عروض ... ) واعادة سبكها جميعا ليخرج الاسلوب وما كتبت ِ يتفق مع ما كتبتُ انا ان نظرت له بشمولية ولك الامر اختي الكريمة مع خالص الاحترام(/)
أجيبوني معشر النقاد عن فن المقامة!!!
ـ[محاكاة]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 03:48 ص]ـ
كتبت موضوعا في فرع الأدب العربي عن فن المقامة بعنوان (هل فن المقامة يحتضر أم قد مات فعلا؟) وذيلته بسؤال متعلق بالمقامات العربية التي كتبت في العصر الحديث ..... هل لدينا اليوم مقامات أدبية حقيقية، أعني أنها أنشئت لذات السبب الذي أنشئت لأجله المقامة في أول أمرها على يد البديع والذي كان لهدف تعليمي خالص كما هو معلوم؟؟ وبالتالي فهل فن المقامة بمفهومه الذي رسمه له البديع منشؤ هذا الفن قد مات اليوم ولم يعد له أثر يذكر؟؟
أرجو لمن يعرف شيئا عن مقامات أدبية حديثة أن يدلني عليها، في الشام أو المغرب أو الخليج، ولكم مني أجزل الشكر وأوفاه .......
ـ[أبو مالك السلفي]ــــــــ[23 - 08 - 2006, 06:11 م]ـ
الأخ أو الأخت محاكاة
تحية طيبة وبعد
على الرغم من عدم اطلاعي على المقامات، إلا أنه لفت نظري مقامات اشتريتها تحت عنوان (المقامات النظرية)، كتبها أبو بكر بن محسن با عبود، من علماء القرن الثاني عشر. لا أدري إن كنت تعتبرها حديثة أم لا. لكنها رائعة من وجهة نظري .. تسمى هذه المقامات أيضاً بالمقامات الهندية. الغريب من أنها بتحقيق شخص لا أعرفه اسمه عبد الله بن محمد الحبشي. وطبعتها ليس فيها اسم للناشر أو للموزع أو حتى تاريخ طباعة. لكن أناقة المجلد الصغير للمقامات جعلتني أظن أنه من طباعة بيروت.
هناك كتاب للشيخ عايض القرني باسم المقامات. لكنني لم أعجب بها جميعاً. نشرتها مكتبة العبيكان بالرياض.
وأخيرا ... لي طلب منك إذا كنت تعرف مقامات رائعة، أرجو أن ترشدني إليها .. وشكراً.
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 08 - 2006, 04:05 ص]ـ
عُد إلى موضوعك ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=13745) ففيه إضافات مهمّة:).
ـ[محاكاة]ــــــــ[24 - 08 - 2006, 05:18 ص]ـ
شكرا أيها السلفي على تعقيبك ....
وبالنسبة للمقامات التي أشرتم إليها آنفا والمسماة ب "المقامات النظرية"، فقد سبق وأن أشرت إليها في موضوع لي عن المقامات بفرع الأدب العربي، والناشر لهذه المقامات (المجمع الثقافي1999م).وهي مقامات تعد حديثة بلا شك، ويظن بأنها الأقرب من حيث تكوينها وهدفها بالمقامات الأم التي ظهرت لأول مرة على يد البديع ...
أما مقامات القرني "الضخمة" فهي أحاديث سيارة ألبسها صاحبها لباس المقامة بذكاء متعمد، لكنها نأت بكثير من جوانبها الفنية عن تلك التي استنها لها البديع.
وتسألني عن مقامات حديثة أخي السلفي فهذا ماأحاول لملمته،وقد أوقعني البحث على كثير منها لكنها مقامات شكلية، أعني أنها تحاول أن تقترب في مجملها من الصورة الرقمية -إن صح هذا التعبير- من الشكل النصي عند البديع، وأخرى لم يتسن لي النظر إلى أكثر من عناوينها.
أما إن كان سؤالك عن مقامات قديمة فالبديع أخف ظلا، والحريري أغزر مادة.
ولكم كل الشكر والتقدير
ـ[محاكاة]ــــــــ[24 - 08 - 2006, 05:23 ص]ـ
شكرا أخي معالي على اهتمامك
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[03 - 09 - 2006, 11:37 ص]ـ
راحعي منتدى الابداع ستجدين هناك مقامة كتبتها
بعنون (المقامة الأعرابية)
ـ[الأديب عبدالرحمن]ــــــــ[16 - 03 - 2009, 04:23 م]ـ
اشكركم على الموضوع وهل من كتاب للمقامات في السعودية ومن هم
ـ[الحسين الشنقيطي]ــــــــ[04 - 04 - 2009, 07:26 م]ـ
السلام عليكم
أظن أن للدكتور عايض القرني مقامة(/)
المعارضات الشعرية في الأندلس
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 09:18 م]ـ
:::
والصلاة السلام على الهادي الأمين وعلى اله وصحبه الطاهرين
وبعد:-
فهذه وريقات في (المعارضات الشعرية في الأندلس) شرَّفني بكتابها الدكتور محمد شهاب العاني وقد جمعتها بما منَّ الله عليَّ فأن أصبتُ فمن الله وان أخطأتُ فمن نفسي وسبحانَ من لا يُخطىء وقد قسَّمتُ هذه الوريقات إلى:
1) المعارضات لغةً واصطلاحاً.
2) هل المعارضة من مظاهر التقليد؟
3) هل المعارضة مناقضة؟
4) هل أنَّ المعارضات كانت في الشعر فقط؟
5) أغراض المعارضات الشعرية.
6) أمثلة للمعارضات.
7) أقسام المعارضات الشعرية.
8) الخاتمة.
9) المصادر.
ومما تجدر الإشارة إليه أنَّي قد اعتمدت على المصادر المتوفرة تحت اليد للوضع الراهن الذي نعيشه جميعاً فلم اُسهب في الكلام وذلك لضيق الوقت و لا يخفى على احدٍ أنَّ المعارضات الشعرية من المواضيع التي واكبت الأدب العربي بجميع عصوره وسايرته منذ العصر الأندلسي على وجه الخصوص حتى وصلت في عصرنا إلى ما يعرف بـ (التناص)
حيث اشتهرت في العصر الأندلسي أيَّما اشتهارٍ حتى كادت المعارضات الشعرية أن تكون سمة خاصة بالعصر الأندلسي دون غيره من العصور الأدبية لمِا ذاع من صيتها فالشاعر الذي يريد أن يظهر نجمه على الساحة الأدبية عليه أن يعارض كبار الشعراء في شعره كي يبلغ منزلة الشعراء الذين سبقوه وهذا ليس بتقليد كما ذهب إلى ذلك الكثير من الدارسين وسنقف أمام هذه المعارضات وقفة تبيِّن لنا ذلك الفن الأدبي الخالد الذي ورثناه عن أجدادنا العظام. وإني أعترفُ أنَّ المعارضات أكبر من أن يكتب عنها قلمي ولكن لضيق الوقت اقتصرت على أمثلة قصيرة ومن أراد التوسع فالعلم ليس حكراً على احد ٍ، والله َاسأل أن يعينني في كتابتي لهذه الوريقات انَّه سميع مجيب
وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين
المعارضة لغةً وإصطلاحاً
المعارضة لغةً: هي المقابلة فيُقال فلانٌ يُعارضني أي: يباريني،وعارضته في السير إذا سرتُ حِياله وحاذيته، وعارَضَ الشيءَ بالشيءَ مُعارضةً قابَلَه وعارَضْتُ كتابي بكتابه أَي قابلته وعارضته مثل ما صنع أي: أتيت إليه بمثل ما أتى وفعلتُ مثلَ ما فعل. (1)
المعارضة إصطلاحاً: لعلَّ أفضل تحديد لمفهومها ما ذكره الأستاذ الدكتور أحمد الشايب بقوله (والمعارضة في الشعر أن يقول شاعر قصيدة في موضوع ما. من أيّ بحرٍ وقافية فيأتي شاعر آخر فيعجب بهذه القصيدة لجانبها الفنّي وصياغتها الممتازة فيقول قصيدة في بحر الأولى وقافيتها وفي موضوعها مع انحراف يسير أو كثير حريصاً على أن يتعلَّق بالأول ودرجته الفنّية ويفوقه، فيأتي بمعانٍ أو صور بإزاء الأولى، تبلغها في الجمال الفنّي أو تسمو عليها بالعمق أو حسن التعليل و جمال التمثيل أو فتح آفاق جديدة في باب المعارضة) (2)
ولا علاقة بين اتفاق الشاعرين في العصر أو إختلافهما فيه.
ونلمح الصلة بين المعنيين اللغوي و الاصطلاحي حين علمنا أنَّ المعارضة في اللغة هي المقابلة كما تقدَّم ذلك (3)
هل المعارضة من مظاهر التقليد؟
(المعارضة ليست من مظاهر التقليد لأنَّ مجرد قول الشاعر قصيدة في بحر قصيدة أخرى وقافيتها وموضوعها
لا يدل على تقليد مطلق للشاعر السابق فالمعارضة مظهر من مظاهر الإبداع وصورة من صور التفوّق لا سيَّما
في مراحلها الأخيرة فقد يبدو الشاعر مقلداً وتكون المعارضة مظهراً من مظاهر هذا التقليد لكنَّه لن يجرؤ على معارضة كبار الشعراء إلا بعد أن تستوي لديه مَلَكَةُ الشعر فيحاول مجاراة أعلام الشعراء و مظاهاتهم. وتنتهي هذه النزعة وتستوي على ساقها حين يدرك مرتبة أولئك الشعراء الذين بدأ معجباً بهم ومن هنا نقرر بأنَّ المعارضة حالة تتجاوز التقليد إلى الإبداع و المتابعة إلى الابتكار و الشاعر يمزج فيها بين القديم و الجديد) (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. لسان العرب مادة (عرض)
2. تأريخ النقائض في الشعر العربي القديم ص 7
3. الأدب الأندلسي / للدكتور منجد مصطفى بهجت ص 266
4. الأدب الأندلسي / للدكتور منجد مصطفى بهجت ص 267
هل المعارضة مناقضة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لا ليست المعارضة مناقضة. لانَّ المعارضة تدل على الإعجاب و تعرب عن الوفاء وتتصل بالبراعة الفنيّة التي تصل إلى درجة التحدي. أمّا المناقضة فتدل على الاختلاف بين الشاعرين وعدم اتفاقهما من حيث الأفكار
بشكل أساس. (5) فلماذا لا تعد المناقضات تقليداً؟ وتعد المعارضات تقليداً (على رأي بعض الدارسين)؟
أ لِأنَّ المعارضات أندلسية (مغربية) والمناقضات مشرقية؟ أم لأنَّ المعارضات لم تشتهر عند المشارقة كما اشتهرت عند المغاربة؟ فمن أراد أن يعرف المغاربة فلْيقرأ عنهم و لْيرَ كيف كانوا يهتمون باللغة أيما اهتمام
مما أعطاهم الموهبة في معارضاتهم.ومن أراد الاستزادة فلْيطلع على (اثر القرآن الكريم في الشعر الأندلسي منذ الفتح وحتى سقوط الخلافة) فيرى كيف تأثروا بالقرآن الكريم في شعرهم. فهل هذا تقليداً؟
هل أنَّ المعارضات كانت في الشعر فقط؟
(نظراً لثقافة العصر فإنَّ المعارضات كانت في الشعر و النثر بل حتى في الحياة اليومية وماذاك إلا لإعجاب الأندلسيين بأدب المشرق وتأثرهم به لأنَّهم كانوا يجدون فيه الوطن الأم الذي نزحوا منه وهم فرع من هذه الشجرة ومعروف أنَّ الفرع يعود إلى الأصل فأسماء مدن المشرق كانت في المغرب فقد نُقِل عن المقرّي أنَّ أبا الخطار حسام الكلبي كثُرَ أهل الشّام عنده ولم تحملهم قرطبة ففرَّقهم في البلاد وانزل أهل دمشق البِيرَة لتشابههما وسماها دمشق وانزل أهل حمص أشبيلية وسماها حمص،وهكذا
وفي النثر مثل ذلك نشهده في اتخاذهم أسماء الكتب والمؤلفات مماثلة لنظائرها المشرقية واحتذائهم فيها مناهج مشابهة لكتب المشارقة فكتاب (العقد الفريد) لأبن عبد ربه حاكى فيه (عيون الأخبار) لأبن قتيبة، وكتاب ابن بسّام المشهور (الذخيرة) تأثر في تأليفه بكتاب (يتيمة الدهر) للثعالبي وليحيى بن الحدج المرسي كتاب (الأغاني الأندلسية) وهو كتاب يشبه كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الاصفهاني وهكذا ولأبن شرف القيرواني مقامات يعارض فيها البديع "بديع الزمان الهمذاني " كما عارض أبو حفص بن برد أبا الفضل ابن العميد في بعض رسائله الديوانية بل أنهم شبَّهوا ملوك الأندلس بالخلفاء العبّاسيين يقول ابن جيان: (إنَّ المعتضد كان يتخذ سيرة سميه الخليفة المعتضد العبّاسي قدوة له، ويقتدي بإخباره) بل حتى إطلاق ألقاب شعراء المشرق على شعرائهم فأبو الخطار حسام بن ضرار لقب بعنترة وابن زيدون لقب بالبحتري وحمدونة بنت زياد بالخنساء ويحيى الغزال شبه في خمرياته بأبي نؤاس وهكذا) (6) من هذا يتبين لنا أنَّ المعارضة كانت في صميم الأندلسيين وذلك لتغلغلها في الشعر والنثر وفي ثنايا حياتهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
5. الأدب الأندلسي / للدكتور منجد مصطفى بهجت ص 267
6. الأدب الأندلسي / للدكتور منجد مصطفى بهجت ص 271 – 273
أغراض المعارضات الشعرية
كما تقدَّم في تنوع المعارضات وعدم اقتصارها على الشعر فقط (في الشعر و النثر و أسماء المدن وغيرها) فمن باب أولى تنوعها في أغراض الشعر فنجد معارضات في المديح و الغزل و الاعتذار والهجاء والرثاء وفي الوصف وغيرها (وإذا كانت المعارضة تلتزم الوزن والقافية فإن موضوعها لا يتحدد بل يتعدد فالمُعارِض الكفء هو الذي يتابع الشاعر المُعارَض في قصيدته في كل غرض وموضوع كما يتابع الفارسُ الفارسَ في نزاله في كل خطوة لا يتجاوزه ولا يبعد عنه حتى ينتصر عليه) (7)
أمثلة للمعارضات
1) معارضة الأندلسيين للشعر الجاهلي:
(قال أمرؤ القيس: وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُ عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي
فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِ وَأَردَفَ أَعجازاً وَناءَ بِكَلكَلِ
فانَّ الشاعر الأندلسي أبا المخشي عاصم بن زيد ينظر إلى صورة أمريء القيس من بعيد ويؤلف صورة أكثر إبداعا ويعبر عنها معارضاً بقوله:
وهم ضافني في جوفِ ليل ٍ كِلا مَوجِيهِما عِندي كبيرُ
فبتنا والقلوب معلَّقاتٌ وأجنحةُ الرياح بن تطيرُ
فالليل عند الشاعر الأندلسي بحر كبير ذو موج متلاطم في جوفه هم ثقيل وهو أيضاً طويل البحر الكبير المتلاطم الأمواج.وبين هذين الموجين تبقى القلوب معلَّقة من الخوف.) (8)
(يُتْبَعُ)
(/)
2) معارضة الأندلسيين للشعر العبّاسي:
(قال مسلم بن الوليد (صريع الغواني) متغزلاً واصفاً الخمر:
أَديرا عَليَّ الراحَ لا تَشرَباقَبلي وَلا تَطلُبا مِن عِندِ قاتِلَتي ذَحلي
فَما حَزَني أَنّي أَموتُ صَبابَةً وَلَكِن عَلى مَن لا يَحِلُّ لَهُ قَتلي
فجاء ابن عبد ربه وقد أكثر معارضته كبار شعراء المشرق ولْنستمع إلى معارضته لمسلم بن الوليد ثُمَّ تعليقه هو على تلك المعارضة ليتضح انَّه كان يحاول أن يسبق شعراء المشرق) (9)
________________________________________
7) الأدب الأندلسي / للدكتور منجد مصطفى بهجت ص 274
8) اتجاهات الشعر الأندلسي إلى نهاية القرن الثالث الهجري / الدكتور نافع محمود ص 116
9) اتجاهات الشعر الأندلسي إلى نهاية القرن الثالث الهجري / الدكتور نافع محمود ص 117
فعارضه ابن عبد ربه بقوله:
أ َتَقتُلني ظُلماً وتجحَدُني قَتلي وقد قامَ مِن عينيكَ لي شاهِدا عَدْلِ أَطُلَّابَ ذَحلي ليسَ بي غَيرُ شادنٍ بعينيهِ سِحرٌ فاطْلبوا عنده ذحلي
القصيدتان من الطويل وكلتاهما في الغزل ويبدو أنَّ طريقة ابن عبد ربه التزام المعاني الاصيلة ومحاولة عكسها فإذا قال مسلم بن الوليد (وَلا تَطلُبا مِن عِندِ قاتِلَتي ذَحلي) عارضه الأندلسي بقوله:
أَطُلَّابَ ذَحلي ليسَ بي غَيرُ شادنٍ بعينيهِ سِحرٌ فاطْلبوا عنده ذحلي
فيبدو أنَّ الشاعر الأندلسي أراد من معارضته لشعراء المشرق التفوق عليهم ومِن ثَمَّ إثبات الذات الأندلسية وتأكيد قدراته وقد اُعجِبَ ابن عبد ربه في عقده بقصيدته هذه فقال: (من نظر في سهولة هذا الشعر مع بديع معناه ورقة طبعه، لمْ يَفْضُله شعرُ صريع الغواني عنده إلا بفضل التقدم) (10)
(ولاشكَّ في أنَّ الشاعر المجيد هو الذي يرتفع بهذا التراث ويوسع مداه ويفتح آفاقاً جديدة توجه الأجيال الوجهة الصحيحة) (11)
أقسام المعارضات الشعرية
1) معارضة الأندلسيين للمشارقه (وقد تقدَّمت بين ابن عبد ربه و مسلم بن الوليد)
2) معارضة الأندلسيين فيما بينهم (ويدخل ضمنها الممحصّات) (والممحصّات: هي قصائد يعارض فيها قصائد تقدمت في حياته الأولى يلتزم الوزن والقافية وحرف الروي ولكنَّه ينقض نزعته المتساهلة في باب الغزل) (12)
(قال ابن عبد ربه في معارضته لنفسه (الممحصّات): (وقد ظهر تأثره الواضح بالقرآن الكريم)
يا عاجزاً ليسَ يَعْفُو حِينَ يَقْتدِرُ ولا يُقضَّى له مِن عَيشِهِ وَطَرُ
عايِنْ بِقَلْبِكَ إِنَّ العَين غافِلَةٌ عَنِ الحقيقَةِ وَاعْلَمْ أَنَّها سَقَرُ
سَوداءُ تَزْفرُ مِنْ غَيْظٍ إِذا سُعِرَتْ للظالمينَ فما تُبقي ولا تَذَرُ
إنَّ الَّذينَ اشْتَرَوا دُنْيا بِآخِرةٍ وَشِقْوَةً بِنَعيمٍ ساءَ ما تَجَروا
________________________________________
10) اتجاهات الشعر الأندلسي إلى نهاية القرن الثالث الهجري / الدكتور نافع محمود ص 118
11) اتجاهات الشعر الأندلسي إلى نهاية القرن الثالث الهجري / الدكتور نافع محمود ص 118
12) الأدب الأندلسي / للدكتور منجد مصطفى بهجت ص 87
استعان الشاعر في هذه الأبيات بالآيات القرآنية بصورة مباشرة (وقد ظهر تأثره الواضح بالقرآن الكريم) في نقل ورسم هذه الصور في قوله تعالى ({تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ} الملك8) * وقوله تعالى ({إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً}) ** وقوله تعالى (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ()
3) معارضة المشارقة للأندلسيين (نونية ابن زيدون عارضها كثير من المشارقة منهم احمد شوقي، وكذلك قصيدة يا ليل الصبّ التي عارضها الكثيرون
قال احمد شوقي معارضاً ابن زيدون في نونيته المشهورة:
(يا نائِحَ الطَلحِ أَشباهٌ عَوادينا نَشجى لِواديكَ أَم نَأسى لِوادينا) (14)
الخاتمة
بعد هذه اللمحة السريعة للمعارضات تتضح عدة أمور منها إنَّ المعارضات تكاد تكون سمة لذلك العصر سواء كانت (في الشعر أم في النثر أم في الحياة الاجتماعية) والمعارضة الشعرية ظاهرة إبداعية خارجة عن التقليد لأنَّ الشاعر قد يصوغ الفكرة صياغة جديدة وهذا ليس تقليداً ويضيف الدكتور محمد شهاب العاني (إنَّ الشاعر صاحب الموهبة يستطيع أن ينظم قصائد ليس فيها معارضات ويتجه للمعارضات لإثبات الذات) بالإضافة إلى أنَّ المعارضة لم تقتصر على الشعر في العصر العبّاسي فقط كي تكون تقليداً. إنما كانت لمختلف العصور. ويرى الدكتور محمد شهاب العاني (إنَّ نظرة أهل الأندلس للمشرق أنَّها القمة الراقية التي لابُدَّ من الوصول إليها بما أنَّها عاصمة الدنيا فينظرون لها نظرة انبهار وديدنهم هل يستطيعون الوصول إليها) فهو إن دلَّ على شيء إنما يدل على الإبداع كما لا اُنكر انه كانت معارضات سائرة على التقليد والتي قال فيها الدكتور محمد شهاب العاني (بعض العلماء يقولون: إنَّ الشاعر لا يبدع وإنما يتكيء على قصيدة ويحاول أن يسير على منوالها). ولكن اشهر ما قيل في المعارضات أنَّها إبداع، والله اعلم.
________________________________________
13) أثر القرآن الكريم في الشعر الأندلسي / الدكتور محمد شهاب العاني ص 174
14) الأدب الأندلسي / للدكتور منجد مصطفى بهجت ص285
* سورة المُلك /آية 8
** سورة الفرقان / آية 12
... سورة المُدَّثِر /آية 27
المصادر
القرآن الكريم
1. الأدب الأندلسي
الدكتور منجد مصطفى بهجت / مطبعة جامعة الموصل /1988
2.اتجاهات الشعر الأندلسي إلى نهاية القرن الثالث الهجري
الدكتور نافع محمود / دار الشؤون الثقافية / ط1/ 1990
3. اثر القرآن الكريم في الشعر الأندلسي منذ الفتح وحتى سقوط الخلافة (92 ــــ 422 هـ)
الدكتور محمد شهاب العاني / دار الشؤون الثقافية / ط1/ 2002
4. تأريخ النقائض في الشعر القديم
الدكتور أحمد الشايب / دار الكتب العلمية / ط2/ 1999
5. لسان العرب
محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري
الناشر: دار صادر – بيروت / د. ت
__________________
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[22 - 08 - 2006, 09:38 م]ـ
العنوان
بحث في المعارضات الشعرية الاندلسية. (مختصر)
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 08 - 2006, 04:19 ص]ـ
مبدعون _أهلَ العراق_ رغم الظروف!!
أعانكم الله ونفع بكم.
ـ[قطرالندى]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 12:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا ..
ودمت بخير ..
ـ[نورالهدى]ــــــــ[15 - 03 - 2007, 12:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمته وبركاته:
اشكرك دكتوري الفاضل علي هذه التحفة الأدبية ولاأنكر انتفاعي بها في مجال دراستي، ولكن مطلوبي هو التفرقة بين التناص الشعري والمعارضة الأدبية رغم علمي ان احداهما وليدة الأخرى، أما مجال تخصصي فهو الأدب الأندلسي وبالتحديد العصر الغرناطي عند سيد التوشيح لسان الدين بن الخطيب، كما انني لم أصل إلى البدية المثلى في عرضي للمعارضات الشعرية كآلية من آليات التناص، ولكم جزيل الشكر وعظيم الثواب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الأسد]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 03:00 ص]ـ
شكر الله سعيك أخي قصي، وأثابك على ما قدمت، وتقبل خالص شكري
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[18 - 03 - 2007, 09:21 ص]ـ
الاخت نور الهدى والاخ الاسد شكر الله سعيكما واهلا ومرحبا وانا مستعد لتقديم المساعدة بما مكنني الله فكما تعرفون انا من الانبار والوضع الامني غني عن التعريف عندنا بسبب الاحتلال. ولكن حياكم الله واهلا ومرحبا بكم
اخوكم
قصي علي الدليمي
ابو محمد
ـ[احمد-بوحسين]ــــــــ[17 - 04 - 2007, 10:36 م]ـ
أستاذي الفاضل شكرا على هذا الموضوع القيم
وإسمح لي أن أطلب معلومات أكثر عن هذا البحث الشيق
أمثلة عن المعارضات مع الشرح - تاريخ المعارضات - أشهر الشعراء في هذا المجال، .... ألخ
لو تكرمتم إرساله عبر إيميلي الخاص
zhobaid***********
مع خالص شكري وتقديري لجنابكم الكريم
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[01 - 05 - 2007, 06:40 ص]ـ
بارك الله بكم (ذلك فضل الله)
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[20 - 05 - 2007, 05:40 ص]ـ
هل سمعتم بسرقة هذا الموضوع مني في احد المنتديات؟
http://www.b7ooth.net/forum/showthread.php?p=3933&posted=1#post3933
ـ[نون النسوة]ــــــــ[05 - 04 - 2008, 05:18 م]ـ
جزيت خيرا موضوع أفادني
ولكن سؤال هل يعرف أحدكم معارضات في النثر
لا أقصد في الكتب وإنما الرسائل هل ثمة معارضات؟
ـ[احمدعاطف85]ــــــــ[07 - 04 - 2008, 07:07 م]ـ
المعارضات الشعريه من الامور المهمه فى دراسه الادب الاندلسى وتنقسم الى
1 - المعارضات الخارجيه معارضه الاندلسيين للمشارقه من الجاهلين والامويين والعباسيون
2 - المعارضات الداخليه فى الالفاظ والمعانى والاغراض
والى يريد مصادر ومراجع احضر له من رسالات الماجستير و الدكتوراة
ـ[معمر العاني]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 11:28 م]ـ
اعتاد النقاد ودارسو الأدب في العصر الحديث على ربط كلمة "معارضة" بفن الشعر حتى شاع مصطلح "المعارضات الشعرية" وأصبح يشير إلى فن قائم بذاته انتشر في فترات مختلفة في العصور الأدبية، وكان مجالا للتنافس بين الشعراء لإظهار قدراتهم الإبداعية في محاكاة بعض القصائد المشهورة التي انتشرت بين الناس بسبب جودتها وتمييزها. والمعنى اللغوي لكلمة "معارضة" لا يحمل تخصيصا بشعر أو نثر بل يعني بشكل عام المحاكاة والمجاراة، وقد استعمل النقاد ودارسو الأدب في القديم كلمة "معارضة" في مجالي الشعر والنثر على حد سواء، قيل أن تكتسب معناها كمصطلح شعري معروف
ـ[الحطيئة]ــــــــ[01 - 07 - 2010, 01:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي قصي , و أقصى عنك و عن عراقنا الحبيب الفتن
موضوع جميل و أجمل منه عَرضك!
و لكني عجبت من عدِّك قولَ أبي المخشي:
وهم ضافني في جوفِ ليل ٍ كِلا مَوجِيهِما عِندي كبيرُ
فبتنا والقلوب معلَّقاتٌ وأجنحةُ الرياح بن تطيرُ
معارضةً لقول امرئ القيس:
وَلَيلٍ كَمَوجِ البَحرِ أَرخى سُدولَهُ عَلَيَّ بِأَنواعِ الهُمومِ لِيَبتَلي
فَقُلتُ لَهُ لَمّا تَمَطّى بِصُلبِهِ وَأَردَفَ أَعجازاً وَناءَ بِكَلكَلِ
رغم مخالفتها الشروطَ التي في التعريف من التزام المعارِض بحرَ القصيدةِ المعارضَة و رويَّها؟؟(/)
سؤال إلى النقاد ومحبي الروايات حول فائدة تلك الروايات؟
ـ[أبو مالك السلفي]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 01:57 ص]ـ
الأخوة الأفاضل ... تحية طيبة وبعد
بصفتي قارئ منتظم، أحب القراءات الجادة في شتى العلوم ولله الحمد. لكن لاحظت أن وقتي يذهب هدرا عندما أقرأ رواية .. وهذا ما يجعلني أسألكم إذا كنتم من القراء المنتظمين ... لماذا تقرأون الروايات ... وما الشيء الجديد الذي تضيفه لكم الروايات؟؟
شخصيا، ما وجدته من الروايات هو:
تفصيلات دقيقة تتعلق ببعض العلوم والفنون ... كما يفعل غازي القصيبي في بعض رواياته ... وهذه الأمور يمكن أخذها من منابعها الأصلية. كذلك بعض الأساليب في السرد، وجدت بعضاً منها في الروايات، وهذه تفيد فقط من يريد أن يصبح روائيا.
لكن إذا ما جلس قارئ نهم للروايات في مجلس في المثقف والعامي .... فما الذي سيضيفه هذا القارئ لحديث الناس؟؟؟ هذا سؤالي الذي أبحث عن إجابة له .. ولا مانع من سرد تجاربكم الشخصية في هذا الأمر.
ـ[معالي]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 08:43 ص]ـ
السلام عليكم
حياك الله أستاذ أبا مالك بيننا.
مع أني أقرأ القصص والروايات فيما ندر، إلا أنني _والله_ أمقتها!
كنتُ أنكبّ عليها أيام المرحلة الابتدائية والمتوسطة، ثم لم ألبث أن نفرتُ منها بعد ذلك!
صدقني أختم الآن رواية بعد جهد جهيد، وإن اهتممتُ بقصة أو رواية فلابد أن تكون من قصص الخيال العلمي!
أذكر أنني بدأتُ قراءة (شيفرة دافنشي) ولم أتمها، رغم أن بها ثقافة مختلفة إلا أنها لم تستقطب اهتمامي.
(مائة عام من العزلة) بدأتُ قراءتها غير أني لم أتجاوز الصفحة الثلاثين _كما أذكر_؛ ثم تركتها لهول ما قرأت! وحسبنا الله ونعم الوكيل، هكذا يُصدر لنا الجمال _كما يزعمون_!
لكن إذا ما جلس قارئ نهم للروايات في مجلس في المثقف والعامي .... فما الذي سيضيفه هذا القارئ لحديث الناس؟؟؟
بعض الروايات تحمل زادًا ثقافيا تأريخيا, ولاسيما فيما يتصل بثقافة الآخر.
بعضها الآخر يحمل قراءة للمستقبل قد تصدق أحيانا، كما حدث مع علي باكثير يرحمه الله في إحدى رواياته حينما تنبأ _إن جاز التعبير_ بسقوط الاتحاد السوفييتي.
وبعضها يحمل تنبؤات علمية جليلة، وأعني قصص الخيال العلمي على وجه التحديد، فأحد كتابها كتب قصة عن الاستنساخ قبل أن تقوم الدنيا لاستنساخ (دوللي) بعدة أعوام!
وجهة نظر وتجربة خاصة.
بوركتم.
ـ[أبو مالك السلفي]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 11:41 م]ـ
الأخت معالي ..
مفهمت منك، أن من فوائد قصص الخيال العلمي، إثراء خيال الباحث، بمعنى أن قصص الخيال العلمي، تفيد أهل العلون التطبيقية.
والروايات فيها توثيق لبعض الأحداث التاريخية .. وشيئا من عادات الشعوب ومصطلحاتهم.
هل يوجد شيء غير هذا؟؟ السؤال لمعالي وللإخوة الباقين.
أود أن أذكر أنه يقال دوما عن النقاد أنه لا بد لهم من إطلاع الناقد على اللغة، وعلى التاريخ، وعلى علم النفس وعلى علم الاجتماع.
فهل هنالك من ناقد جمع كل هذا، وكتب كتبا رائعة في النقد؟؟
الهدف من السؤال الوصول إلى الروايات الثرية بهذه المعلومات ... وربما نستخرج فائدة أخرى للروايات.
شكرا أخت معالي على تجاوبك.
ـ[لخالد]ــــــــ[28 - 08 - 2006, 12:50 ص]ـ
السلام عليكم
بالنسبة لي أقرأ الروايات بغرض الترويح عن النفس بعد يوم متعب أو لاستغلال الوقت في المواصلات و بذلك لا أعتبره وقتا ضائعا , لأنني في مثل هذه الفترات لن أقوم بشئ آخر, كما أن قراءة كتاب واحد بشكل مستمر مرهقة.
فائدة الروايات معرفة ثقافة الشعوب و لغتهم و إغناء الرصيد الخاص بهذه اللغات.
كما أن بعض الروايات قد ضمنها أصحابها مبادئ فلسفية تستطيع من خلالها استيعاب التيار الذي ينتمون إليه و أفكاره, أو أحداثا تاريخية تنقل الأجواء السائدة في حقبة زمنية , كما ذكرت, ... خاصة الروايات الكلاسيكية القديمة.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 06:27 م]ـ
من فوائد قراءة الروايات زيادة رصيد معجمك اللغوي الخاص.
واستزادة معلومات عن بعض العلوم، والشعوب، والدول، وغير ذلك.
أقصد بذلك الروايات الجيدة التي تستحق القراءة.
أما الروايات التافهة، حتى وإن كانت لأسماء معروفة قد يظن القارئ أنه سيجني شيئا من قراءتها، فإن لا معرفة وراءها سوى انحطاط قلم صاحبها وضحالة فكره.
انتهيت قريبا من رواية (ملائكة و شياطين) للروائي العالمي (دان براون)، بعد أن قرأتها مدة طويلة متقطعة في أوقات انتظار وسفر؛ لكني حصلت على معلومات كثيرة جيدة من ورائها.
قبل أن تشتري الرواية اسأل عن مؤلفها كي لا يضيع مالك هدرا.
ـ[الكاتبة]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 01:52 ص]ـ
قراءة الرواية من وقت لآخرفيه شئ من المتعة والترفيه والتشويق ـ بحسب مستوى الرواية ـ
كما أن بعض الرويات كتبت بأسلوب لغوي راق .. وتحمل صورا فنية رائعة وكل هذا يخدم الذائقة الأدبية .. خاصة من يمتلكون موهبة الكتابة /السردية.
بالإضافة الى البعد الفلسفي والنفسي ..
مثال ذلك: رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي ..
كما أن هناك روايات تخدم توجهات فكرية وقضايا كرواية أحلام النساء لفاطمة مرنيسي ..
وأنا هنا أسجل اعجابي بمبدعات المغرب العربي ثم العراق ...
مع خالص تحياتي
الكاتبة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 02:11 ص]ـ
أخي الكريم أبا مالك السلفي!
السلام عليكم ورحمة الله،
تعجبني فلسفة هذا البيت:
تعلم السحر ولا تعمل به ***** العلم بالشيء ولا الجهل به!
طبق هذه الفلسفة على ما لا يعجبك مما تقرأ، فلا يفوتك شيء!
وتحية طيبة،
عبدالرحمن السليمان.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 02:37 ص]ـ
الأستاذة الكريمة "الكاتبة"،
ذكرت أحلام مستغانمي وفاطمة المرنيسي، ونسيت نوال السعداوي!
لا قيمة لكتب هؤلاء الكاتبات لولا أن مؤسسات في الغرب تبنت كتاباتهن وروجت لها على أنها من باب "وشهد شاهد من أهله" ...
أما الحديث في التزام هؤلاء الكاتبات بالقضايا الخ، فهذا ليس صحيحا، ولا حتى من وجهة نظر تقدمية! إن كتاب "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي هو دعوة صريحة إلى الفسق والفجور. وأنا ـ شخصيا ـ ما عندي مشكلة مع الدعوة إلى الفسق والفجور إذا حُدّت كذلك، لأنها في هذه الحالة تكون واضحة للدعاة والمدعويين على السواء ... إنما مشكلتي الكبرى مع الذين يقدمون الدعوة إلى الفسق والفجور على أنها "قضية" ينبغي تبنيها والإعجاب بالمنادين بها والترويج لها ولهم!
عبدالرحمن السليمان.
ـ[القناص]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 11:55 ص]ـ
الرواية خيال وليست معرفة ولا قضية، ولهذا لا يمكن "إستخدامها" كَطرح ثقافي مباشر وحاسم، ولا يمكن أن "يُقَارع" بها الخصوم. وهي إلى ذلك ليست "دعوة" ل أو ضد، وكل من يحاول تجنيدها قسرا لا يُكتب له النجاح.
أعمال مستغانمي جريئة أكثر منها إبداعية ولهذا "خُدمت" ثقافياً.
أما "دافنشي كود" فما زالت على قائمة الإنتظار عندي، حجمها مخيف نوعا ما.
ـ[العاذلة]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 12:28 م]ـ
أرى أن الفائدة التي يمكن أن نجنيها من قراءة الرواية هي أن نتعلم خبرات وتجارب حياتية من خلال شخوص يؤدون أدوارهم، فالرواية الجيدة تحمل رسالة للمتلقي.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 06:20 م]ـ
الرواية خيال وليست معرفة ولا قضية، ولهذا لا يمكن "إستخدامها" كَطرح ثقافي مباشر وحاسم، ولا يمكن أن "يُقَارع" بها الخصوم. وهي إلى ذلك ليست "دعوة" ل أو ضد، وكل من يحاول تجنيدها قسرا لا يُكتب له النجاح.
اسمح لي مخالفتك الرأي ..
الرواية أصبحت سلاحاً لدى البعض للغزو الفكري؛ كما أن من يريد أن يوصل فكرة ما يخشى ذكرها علانية؛ فالرواية كفيلة بتحقيق مراده، و لك أن تطّلع على بعض أصحاب الروايات، و رواياتهم لتعلم ما أقصده من رغبة في تغيير المجتمع، و ر بما قد تحقّق لهم بعض ما يصبون إليه.
ـ[أبو مالك السلفي]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 11:39 م]ـ
الأخوة الأفاضل ..
أشكر لكم ردودكم ... وأرغب في المزيد مما تعرفون
الأخ لخالد
ربما هذه فائدة الروايات الوحيدة، أنها تصلح لمن لا يستطيع بذل مجهود ذهني بسبب ظروفه، كالتنقل في المواصلات العامة.
الأخت وضحاء ... هل لك أن تعطينا مثالاً على زيادة المعجم اللغوي للقارئ من خلال تجربتك .. أين وجدت ذلك، مع الأمثلة لو سمحت؟
الأخت كاتبة ... قد صدقت فيما قلت ... لكن السؤال: لو أردت أن تصبحي باحثة أكاديمية، هل تقبلين عليها كل هذا الإقبال، أم تقبلين على الكتب والمراجع في العلوم المختلفة؟ إذ أن طموح القارئ لا بد أن يحدد له الوقت المسموح له كي يقرأ في الروايات. فالذي يريد أن يصبح باحثاً أو كاتباً يصعب عليه أن يحقق ذلك من خلال إكثاره من القراءة للروايات، بل عليه أن يقرأ عدة كتب في عدة فنون كي يحقق ذلك.
الأخ عبد الرحمن السليمان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما رأيك لو قلت لك أن البيت الذي تستدل به مأخوذ من حديث موضوع (أي مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم). ولو كان في السحر خيراً لكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من تعلمه، وكذلك الصحابة.
ولو كان في العمر شيء كثير لقرأت كل ما كتبه العالم. لكن لا بد أن يستغل من وهبه الله نعمة القراءة الوقت في قراءة المفيد. بل غزير الفائدة وليس قليلها.
الأخ القناص
لا بد أن يغير ما تقرؤه من ثقافتك نحو الأحسن. وإذا تغيرت ثقافتك نحو الأحسن، لا بد أن يستفيد من حولك مما تقرأ. فإن لم يحدث هذا، فلا بد من أن تعيد النظر في نوعية ما تقرأ ... هذا من وجهة نظري.
الأخت العاذلة
أنت مصيبة فيما قلت عن الخبرات الحياتية. لكن ما حجم هذه الخبرات الحياتية، مقارنة بعدد الصفحات التي تقرأينها؟ ألا تجدين أنها صغيرة جدا في صفحات كثيرة جدا؟
كنت أتمنى من الأخوة أن يوضحوا وجهة نظرهم أكثر. من خلال سرد بعض الأمثلة على ما يقولون، أظن أنهم سيجدون قلة من المعرفة، قد أخذت من خلال إهدار وقت كثير جدا .. ألا يوجد من يتفق معي في هذا؟
لا بد أن أقر بمتعة القراءة في الروايات. لكنني أجدها أحياناً مثل المخدرات، الرواية تسحب رواية، والنهاية مكتبة ضخمة جداً لكن بفائدة قليلة.
وأريد أن أبرهن على الفائدة القليلة من خلال هذا السؤال:
من من قارئي الروايات (ولا أعني النقاد، بل الباحثين)، يستعمل روايته كمرجع في أي بحث يكتبه؟ وهل هذا الشخص الذي يفعل ذلك، مكثر من النقل من الروايات أم مقل؟
قد قرأت ذات مرة من أحد محبي الروايات الشباب، أن لديه أكثر من ألفي رواية وديوان شعر. لكن لم أجد له بحثاً علميا واحدا. وقد لاحظت أن كثيرا من محبي الروايات، عندما يتحولون إلى النقد، يكثرون من الاستشهاد بالمراجع العلمية، وينزلوها على الروايات، ولم أجد ضخامة في حجم الاستشهاد بالروايات في أي بحث علمي. وهنا يتضح بيت القصيد. وهو أن مرجع قارئ الرواية في الأخير ليس الروايات، بل المصادر والمراجع العلمية. ولذلك سيتأسف الشخص على وقت ضيعه في قراءة العديد من الكتب، دون ثمرة يقيد فيها ما تعلمه وأدركه.
ما رأيكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[04 - 10 - 2006, 06:26 ص]ـ
السلام عليكم ..
إن المبدع حينما يكتب إبداعه أيا كان لا تتمثّل أمام عينيه الأسس والنظرات النقدية ..
بينما الناقد حينما يسطّر نقده، فهو غالبا يكون متكئا على الإبداع بحسب نوعه، أكان شعرا أو سردا.
إذ نعلم أن النص الأدبي يعدّ يابقاً و أصلا للنقد الأدبي ..
........
إن تكرمت فسأسألك سؤالا .. انظر لقلمك و لسانك .. هل كانا هكذا قبل أن تشرع في القراءة؟
القراءة بشكل عام، والقراءة الأدبية تُثري المعجم اللغوي الخاص للفرد دونما شعوره. و حينما يشرع في الحديث أو الكتابة ستتسابق الكلمات الجديدة إلى لسانه دونما يشعر.
سيكون لديه عبارات وألفاظ جديدة اكتسبها مما يقرأ ..
هذا ليس بكلامي، وإنما كلام علماء وباحثين ..
هذا تنظيري قد لا يهمك ..
على أرض الواقع ..
حينما أقرأ الرواية قد أُعجب أحيانا بعبارة ما .. كلمة ما .. لا أسجّلها، ربما أضع تحتها خطا إن كان قلمي بالقرب .. ولكن إن ظننت أني نسيتها فإنها تأتي حينما أريد التعبير بمعناها.
أنا وجدت هذا كثيرا وأنا أكتب سواء في المقالات، أو الإبداع. من أين تعلمت ُهذا؟! من هذا الرصيد اللغوي الذي يتنامى بالداخل.
أقصد بذلك الروايات الرصينة لغويا، و ليست روايات اليوم، والتي على قفا من يحمل!
يصعب إعطائك مثالا محددا، و لكني أتمنى أن تكون الصورة التي أقصدها قد وضحت.
ما ذكرته هنا .. جانب من الجوانب الجميلة للرواية، و ما ذُكر كذلك جوانب أخرى. بيد أني لا أخالفك فيما ذكرته من ناحية الوقت؛ ولكن الباحث وحتى الشخص العادي يسيء في حق نفسه حينما يقصر قراءته على الرواية.
أحاول ألا أجعل الرواية تحتل جزءا كبيرا من وقتي المخصص للقراءة، فمثلا عند النوم، بعد التعب من القراءة الفكرية العميقة. وقت الانتظار أو السفر.
للعلم فقط .. لدي أكثر من 20 رواية لم أقرأها حتى اللحظة ضمن مجموعة كبيرة من الروايات التي تحتل جزءا من مكتبتي .. إلا أن التنظيم لقراءتها أمر مهم.
قبل أن أبدأ البحث والكتابة الجادة كانت تأخذ الرواية حيزا أكبر، لكن الفطن من يستطيع تقليصه. فمن قراءة الرواية كاملة في وقت واحد حتى قراءتها متقطعة .. بعد أن أزحت عن نفسي وهم أن متعة الرواية قراءتها بتواصل.
ـ[أبو مالك السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 07:17 ص]ـ
الأخت الفاضلة وضحاء
أجد أني اتفق معك في كثير مما قلت .. لا أختلف معك في أن القراءة تثري الرصيد اللغوي للقارئ، لكن ما حجم تلك الفائدة في تلك الصفحات الضخمة؟ …لابد أن تقولي إنها قليلة.
لو أردت حقاً أن تثري رصيدك اللغوي، عليك أن تقرأي المعاجم اللغوية الضخمة، وكذلك كتب أناس مثل الجاحظ وابن المعتز، وابن قتيبة، والطنطاوي والرافعي والمنفلوطي. ستجدين تغيراً سريعاً ربما قبل أن تنهي الكتاب.
ولو أنك تقرأين في تلك الكتب برغبة وحماس كبيرين يتنامى مع رغبتك في زيادة معجمك، لكنت اقتنيت دفتراً خاصاً بالعبارات التي أعجبتك، لكثرة ما قرأت ولخوفك من النسيان. لكن لأن ما تقرأيه في الرواية قليل، ستجدين نفسك متراخية عن التقييد والكتابة، لقلة ما لديك من أشياء تقيدينها. وربما أنك لا تقيدين ما لديك من كلمات لأن أولوياتك التي تسبق الرصيد اللغوي كثيرة. المهم أن تصل الفكرة إليك عما أعنيه.
من الروايات التي لفتت نظري قديماً رواية شقة الحرية، وبالتحديد طرح غازي القصيبي لبعض الشٌبه على الناس مثل (حديث الذبابة) المذكور في البخاري. وكذلك تعرضه لفكر الوجودية وغيرها. لكن متى أخذت تلك المعلومات؟ بعد أن أهدرت وقتي في ذاك الحين على قراءة كلام هابط، يخجل المرء أن يحدث به آخر، فما بالك أن يطلعه على آلاف القراء؟
ربما لكوني أعرف ما قيل في حديث الذبابة، لم يضف إلي القصيبي شيئا جديدا لكني أظن أنه قد أفاد غيري. ولو اردت أن أعرف كل ما قيل عن حديث الذبابة، فإني سألجأ إلى الكتب الشرعية، وليس إلى الروايات. إذاً ربما كانت الروايات لا تجيب على أسئلة قد تم الإجابة عليها، بل لطرح مشروع فكري يراه صاحب الرواية مناسباً للقارئ!.
كل الفوائد التي أخذتها من الروايات هي من جنس ما ذكرته سابقاً.
نصيحتي لمن يقرأ الروايات أن يتعظ من تجربة غيره. فقد كان طه حسين وشاكر النابلسي وغيرهم كثير قديماً من المهتمين بالأدب. لكنهم تحولوا إلى السياسة والفكر. والسبب في رأيي أنهم لم يكونوا ليصبروا على قراءة الكتب والمراجع الضخمة، وكان أمر تلقي المعلومة سهلة من خلال الرواية أمراً ممتعاً وكافيا لهم. ولكن من كثرة ما قرأوا من روايات اضطروا لممارسة النقد، والنقد يحتاج المرء فيه إلى عدة مراجع في عدة علوم وفنون. حينها تمكنوا من لعب دور والبحث في الشؤون السياسية والفكرية بطرح قوي (مع أنني لا التقي معهم في أي شيء من أفكارهم). ولو أنهم (وربما أستثني طه حسين فقط كحالة خاصة) قرأوا الكتب والمراجع في وقت مبكر، لوجدنا لهم عشرات المصنفات. لكنهم تدربوا –إن صح التعبير- على القراءة الجادة من خلال الروايات.
أخيراً أعتذر عن تشتت أفكاري وأنا أكتب هذا الموضوع. لكني مع الأسف كتبت الرد قبل يومين، ثم ضاع مني وأنا أحاول إضافته إلى المنتدى، فأعدت كتابته كما أظن أني كتبته مسبقاً.
الرجاء ممن يذكر رواية فيها غزارة في المعلومات الثقافية وجمال في الطرح أن يذكرها، ويذكر ما أعجبه فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العاذلة]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 03:21 م]ـ
الأخ أبو مالك أتفق معك تماما فيما تقول فأنا لا أرى في إدمان أو مطالعة الرواية كبير أثر سواء على المحصلة اللغوية أو المعرفية، وكل ما قرأته من روايات لا تتجاوز أصابع اليد هذا بعد طول سؤال عن الرواية التي سأقرأها.
الرواية فن لا يحتاج منا إلى كثير عناء في التركيز فأنت تستطيع أن تقرأها في أي مكان عام هادئ أو صاخب سيان، لذلك ستستمتع بها عندما تكون في مكان عام تنتظر وحيدا أو لتغير روتين معين في نوع القراءة لا أكثر على ما اعتقد.
قد تخرج من عشرات الصفحات في رواية بفكرة واحدة لا تقارن أبدا بشطر بيت في قصيدة تلك الفكرة ستحصل عليها بعمق أكبر وطرح أجمل في الشعر أو في النثر الراقي.
آخر رواية قرأتها كانت رواية الخيميائي للكاتب باولو كويلو
لا أنكر أنها أعجبتني و خرجت منها بفكرة واحدة كسرت روتين ورتابة كنت أعانيها وتتلخص هذه الفكرة في:"إذا رغبت في شيء فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك"
الرواية أداة جميلة لتحبيب الأطفال والمراهقين في القراءة أما غير ذلك فأنا لا أراه ومن لديه غير ذلك فليخبرنا.
ـ[القناص]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 03:35 م]ـ
اسمح لي مخالفتك الرأي ..
الرواية أصبحت سلاحاً لدى البعض للغزو الفكري؛ كما أن من يريد أن يوصل فكرة ما يخشى ذكرها علانية؛ فالرواية كفيلة بتحقيق مراده، و لك أن تطّلع على بعض أصحاب الروايات، و رواياتهم لتعلم ما أقصده من رغبة في تغيير المجتمع، و ر بما قد تحقّق لهم بعض ما يصبون إليه.
بكل سرور ..
إيصال الأفكار الفلسفية (الوجودية أو غيرها) عبر الرواية مما لا يمكن إنكاره، لأن حجم التنافر الثقافي (الان) بين المبدع والمتلقي ضخم جدا فلا يمكنهما التناغم على سياج اللغة فقط.
من الروايات الوجودية الحديثة وإن كانت تتدثر بطابع تراجيدي محلي وتثير جلبة من الجنس والسياسة رواية "الطين" لـ عبده خال.
في رأيي ...
(كانت الرواية تفلسف الحروب والان تحارب باسم الفلسفة)
بغض النظر عن مشروعية الحرب أو الفلسفة
أخي السلفي،
ما هو بالتحديد إعتراضك على الرواية؟
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 04:09 م]ـ
الأخ عبد الرحمن السليمان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما رأيك لو قلت لك أن البيت الذي تستدل به مأخوذ من حديث موضوع (أي مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم). ولو كان في السحر خيراً لكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من تعلمه، وكذلك الصحابة.
ولو كان في العمر شيء كثير لقرأت كل ما كتبه العالم. لكن لا بد أن يستغل من وهبه الله نعمة القراءة الوقت في قراءة المفيد. بل غزير الفائدة وليس قليلها.
ما رأيكم؟
أخي الفاضل أبا مالك السلفي،
السلام عليكم ورحمة الله،
أود أن أذكر حضرتك الكريمة وسائر الأعضاء الأكارم بأني لم أنسب البيت (تعلم السحر ولا تعمل به ***** العلم بالشيء ولا الجهل به) إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. من جهة أخرى: ليس المقصود بإيراده دعوة الناس إلى تعلم السحر، فهذا رائع لي يا عافاك الله. إن المقصود من البيت هو أنه ينبغي على الإنسان أن يأخذ من كل شيء بطرف، والعلم بالأشياء، بكل الأشياء، سواء أكانت نافعة أم ضارة، خير من الجهل بها، إذ كيف نعرف الحق وأهله إذا لم نعرف الباطل وأهله؟
وبخصوص اعتبارك الرواية وسيلة للتعبير بطريقة ضمنية عما لا يمكن التعبير عنه بطريقة جلية، فهذا ينطبق على الشعر وكافة الأنواع الأدبية. ولا يخفى عنك ما في بعض الأدب العربي، وخصوصا الشعر، من تعبير ضمني عن أشياء كان التعبير الجلي عنها يؤدي ـ وقتها ـ إلى قطع رقاب أصحابها. ولعل في أشعار المتصوفة المسلمين الدليل الكافي عن استعمال الشعر للتعبير عن قضايا حساسة مثل التقرب والتشوف والفناء والبقاء والاتحاد والحلول وما إلى ذلك من مذاهب المتصوفة، ما كان التعبير عنها بغير الشعر ممكنا.
سلمك الله،
عبدالرحمن السليمان.(/)
كيف نشأ الشعر؟!!!
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 07:55 م]ـ
كيف نشأ الشعر؟
هنالك عدة آراء ونظريات في كيفية نشوء الشعر العربي، وإجمالاً يمكن القول أن الشعر العربي نشأ من إحدى ثلاث أمور هي:
1 - حداء الإبل.
2 - سجع الكهان.
3 - العمل الجماعي.
فبعض الباحثين يرى أن البيئة العربية بوصفها بيئة صحراوية قاحلة، والعيش فيها يحتاج إلى المشقة والعناء والكدح المستمر، فمثلاً، الأرض المجدبة تحتاج إلى جهد كبير لتصبح خصبة وصالحة للزراعة،وللحصول على الماء فلا بد من حفر بئر جديد أو متح بئر قديم، ورعية الأنعام تحتاج إلى تعب وجهد مضنيين، وإن أجدب العشب والكلأ في مكان ٍ فلا بد من الترحال إلى مكان آخر، فكل هذه الأمور وما شاكلها تحتاج الى العمل الجماعي وكان الغناء الوسيلة المثلى للترويح عن النفس ورفع درجة الحماس للعمل، لذلك ظهرت بعض الأناشيد التي تحث على العمل أو تذكر بعض الأمور المحببة كالتغزل بالنساء لينسى المرء متاعبه ويجد في عمله، وهذه العادة باقية إلى يومنا هذا وخاصة في المناطق الريفية.
ومن جانب آخر فإن سوق الإبل يحتاج إلى الحُداء لأن صوت الحادي يستعجل الإبل للمسير، كما قال الشريف الرضي:
وأعجلها الصريخ إلى المعالي ... كما يستعجلُ الإبلَ الحداءُ
وقال أبو تمام:
وخذهم بالرقى إنّ المهارى ... يهيّجها على السير الحداءُ
ذلك لأن الإبل تطرب الى الحداء فتتبع صوت الحادي، قال مهيار الديلمي:
إذا أطرب الإبل الحداء فإنني ... إليكم متى غنيت فالجود مطربي
ونقل الأبشيهي عن النبي (ص) حديثاً قال فيه: ان أباكم مضر خرج في طلب مال له فوجد غلاماً تفرقت إبله فضربه على يده بالعصا فعدا الغلام في الوادي وهو يصيح: وايداه، فسمعت الإبل صوته،فعطفت عليه، فقال مضر: لو اشتقّ من الكلام مثل هذا لكان كلاماً تجتمع عليه الإبل، فاشتقّ الحداء (1).
وغير الأعمال المجهدة والحداء فأن هناك بعض الأمور التي تعلق في أذهان الناس وتنمو معهم وتكبر كيفما يكبرون حتى تصبح جزءاً منهم، هذا المفهوم قد ساهم في نشوء الشعر إذ إحتاج الإنسان إلى وسيلة وأسلوب لهما تأثيرهما الخاص في طبع الأفكار في قلب وعقل المتلقي والسامع، فأختار الفقرات المنغّمة ذات الإيقاع المتشابه التي يسهل حفظها ويسري مفعولها في نفس الآخرين، ولذلك شاع سجع الكهان وهو كلام له قواف ٍ كقوافي الشعر إلا إنه غير موزون، وعن ابن جني أنه سمي سجعاً لإشتباه أواخره وتناسب فواصله، والكاهن هو الذي يتكهن بالغيب أي يدعي معرفة ما سيحصل في المستقبل وكان الكهان يروّجون أقاويلهم بأسجاع تروق السامعين وتستميل قلوبهم وتستصغي أسماعهم.
وخلاصة القول أنه يمكن الإفتراض بأن الإنسان ومن خلال الحوار والتكلم فطن إلى أن بعض الكلمات والجمل يمكن أن تكون منغّمة وذات إيقاع موسيقي أذا ما قطّعت تقطيعاً معيناً أو تشابهت في اللفظ وفي مخارج الحروف وترافق مع ذلك معرفة بأثر الإيقاع والأنغام والغناء في النفس البشرية، فأخذ يحوّر لغته البسيطة إلى كلمات مقطّعة متناسقة منغّمة يمكن أن تصلح للغناء ومدّ الصوت، وكذلك أخذ يصنع بعض الأخيلة والصور البسيطة لما لها من أثر في نقل الأخبار و الأحاديث وتجسيد ما يريد أن يقوله ليظهر الكلام بغير مظهره المعروف، لذلك كان الخيال أهم ما يحتاج إليه الشاعر، ولذا قيل: إن الخيال مطية الشعراء ِ، وبعد ذلك أخذ يزجّ بعاطفته الجياشة وينثر أحاسيسه هاهنا و هاهناك، ولعل (العاطفة والخيال) هما بوابة الشعر التي يدخل منها إلى مدنه الذهبية.
إن التنغيمات والأسجاع التي تم التفطن إليها في الكلام وصلاحها للغناء والحداء، جعلها تأخذ شكلاً خاصاً أشبه ما يكون بالوزن الواحد المعروف لنا حالياً حتى أخذ البعض من الشعراء ينظمون على غرار من سبقوهم،فقد روي عن ثعلب أن العرب كانت تعلم أولادها قول الشعر بوضع ٍعلى وزن (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ِ)، حتى أصبح هذا الشكل مستقلاً عن غيره وهم يعرفونه من اللحن والنغم ويميزونه عن غيره من التغني به،فإذا أرادوا تمييز بيتين عن بعضهما تغنوا بكليهما فإن توافقا فهما من وزن واحد وإلا فهما مختلفان من دون أن يعرفوا الأوزان ويسمونها، فالغناء عندهم مضمار معرفة الشعر، قال حسان:
(يُتْبَعُ)
(/)
تغنّ بالشعر إمّا كنت قائلهُ ... إنّ الغناء لهذا الشعر مضمارُ
ولذا قال القيرواني: كان الكلام كله منثوراً، فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم أخلاقها وطيب أعراقها وذكر أيامها الصالحة وأوطانها النازحة وفرسانها الامجاد وسمحائها الأجواد لتهتز أنفسها الى الكرم وتدلّ أبنائها على حسن الشيم، فتوهموا أعاريض جعلوها موازين الكلام فلما تم لهم وزنه، سموه شعراً لأنهم شعروا به أي فطنوا (2).
ولكن ليس الأمر توهماً وإنما كما قلنا كان فطنة واستنتاجاً ولذلك سمي شعراً، كما انّ الكامل من الفنون لا يولد كاملاً وإنما مرّ بمراحل عديدة كما أسلفنا.
ويرى النقاد والأدباء أن الشعر العربي نشأ نشأة غنائية كغيره من أنواع الشعر الأخرى ولذلك فالشعر العربي القديم يدخل كله في حيز الشعر الغنائي ويؤيد الدكتور شوقي ضيف هذه الفكرة ببقايا العادات الموجودة في الريف من غناء الشاعر أو المغني بقصائد أبي زيد وعنترة وغيرهما مع الضرب على آلة الربابة (3).
وهذه الحالة هي إنعكاس لما كان معمولاً به في ذلك الوقت فقد كان المهلهل يغني ويغنى بشعره ومنه:
طفلة ٌ ما ابنة المجلّل بيضاء ... لعوبٌ لذيذة ٌ في العناق ِ (4)
ويقول أبو النجم العجلي في وصف قينة تلحن في غنائها:
تُغنّي فإن اليوم يوم من الصبا ... ببعض الذي غنى امرؤ القيس أو عمرو
فظلّت ْ تغنّي بالغبيط وميله ِ ... وترفعُ صوتاً في أواخره ِ كسرُ
ولعله يريد عمرو بن قميئة صاحبه المقرب (5)، وبيته هذا واضح الدلالة على أن امرئ القيس وعمربن قميئة كانا يتغنيان بشعرهما.
ومن ذلك عرف الاعشى بصَنّاجة العرب والصناجة صيغة مبالغة من صناج وهو صاحب الصنج وهي دوائر نحاسية يصفق بإحداهما على الأخرى، وقد قال في معلقته:
ومستجيب ٍ تخال الصنج يسمعه ُ ... إذا ترجّع فيه القينة الفضلُ
والصناجة أيضاً المرأة صاحبة الصنج، قال الشاعر:
إذا شئت غنتني دهاقين قرية ... وصناجة ٌ تجذو على كل منسم ِ
ويدل على ارتباط الغناء بالشعر أيضاً خروج هند بنت عتبة وجماعة من نساء قريش في غزوة أحد يضربن على الدفوف وكانت تغني بقطعة من الشعر منها:
إن تفبلوا نعانق ْ ... ونفرش النمارق ْ
أو تدبروا نفارق ْ ... فراق غير وامق ْ (6)
وذهب البعض مذهباً بعيداً حين رووا بيت عنترة بن شداد العبسي في اول معلقته على الصيغة التالية:
هل غادر الشعراء من مترنّم ِ ... أم هل عرفت الدار بعد توهّم ِ
بمعنى أن الشعراء ترنموا بشعرهم ولم يتركوا موضعا ً يصلح للغناء والترنم والا وفعلوا ذلك (7). أقول إن الرواية المشهورة هي:
هل غادر الشعراء من متردم ِ
والمتردم هو الموضع الذي اخلق واسترقع، معناه أن الشعراء ما انفكوا يبكون على اطلال الأحبة فهل أفعل ذلك أنا، وهو استفهام متضمن معنى النفي.
وأشاد يزيد بن ضرار الغطفاني ويكنى مزرداً، بطبيعة العرب في التغني بالجيد من الشعر،
فقال:
زعيمٌ لمن قاذفته بأوابد ٍ ... يغنّي بها الساري وتحدى الرواحل ُ (8)
نستنتج من ذلك أن العرب اهتدوا إلى الشعر من خلال الغناء وهو القاسم المشترك بين الحداء والعمل الجماعي ففي كلاهما كان الغناء هو الاساس، قال الراجز:
حدوتها وهي لك الفداء ُ ... إن غناء الإبل الحداء ُ
وقد شعروا (علموا) بميزة الشعر عن غيره من الكلام وشعروا بفروعه ولذلك سموه شعراً والشعر معناه العلم والفطنة أي انهم علموا وفطنوا إلى خصوصية هذا الكلام فإذا أرادوالقول فيه قصدوه وأخذوا يزيّنون الكلام ويزخرفونه، ولذلك دخل الشعر في باب الصناعات لإحتياجه إلى لغة متميزة في مفرداتها وجموعها ومجازها ومستعارها، ولهذا السبب نجد كلمة شاعر عند اليونانيين القدماء معناها صانع (9).
وهناك من يقول أن العرب قد عرفت الحداء قبل الغناء وإنها اشتقت الغناء من الحداء (10) وهذا القول في الحقيقة لا معنى له فالحداء والغناء كلاهما مد الصوت بالكلام ورفعه وكذلك البكاء وإنما الحداء مختص بسوق الإبل والبكاء مختص بالحزن وأما الغناء فمعنى مطلق، ففي هذه الألفاظ خصوص وعموم، فكل حداء غناء وليس العكس صحيحاً.
وعليه استنتج الدكتور شوقي ضيف أن أقدم البحور ظهوراً هو أسهلها عروضاً وهو المتدارك لأنه يتكون من سببين متجاورين فقط (فعلن) ذلك أن الأسباب اسهل نطقاً من الأوتاد والفواصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ونستدل على ذلك أيضاً بقول الخليل الفراهيدي: أن الحادي إذا أراد حداء الإبل قال: هيد ِ هيد ِ- وهي على وزن (فعلن) - ومنه قول الكميت:
معاتبة لهنّ حلا وحوباً ... وجلّ غنائهنّ هيا وهيد ِ (11)
وقال الصاحب بن عباد: يقولون في زجر الإبل هيد ِ هيد ِ و هييد ِ هييد ِ و هادياً هادياً و هِدْ هِدْ (12) وكلها على وزن (فعلن) و (فاعلن)، وقال القيرواني ان أول الحداء قول مضر: وايداه وايداه وجعلت منه العرب هايداً هايداً (13) وفي اللهو والملاهي: واشتق منه الحداء هادياً هادياً (14) و قوله (وايده) بالضم أو السكون على وزن (فاعلاتن، فاعلان) على التوالي، وعندهم أيضاً فأن الرجز هو الحداء (15) لسهولة الرجزوبساطته وكثرة استخدامهم له في الحداء، ويمكن القول أن اول البحوراشتقاقاً هو المتدارك والرجز والرمل.
وهكذا فإن الشعر العربي قد نشأ من الغناء عموماً ومن الحداء خصوصاً وليس من السجع كما يتوهم البعض لأنه أسبق منه والكل في السجع (اي القافية) هو الجزء في الشعر.
___________________________________________
(1) - المستطرف في كل فن مستظرف / باب الاصوات والالحان / فصل في الصوت الحسن
(2) - العمدة في محاسن الشعر وآدابه ج 1 ص 7 - 8
(3) - الفن ومذاهبه ص 41
(4) - الاغاني ج 5 ص 51 _ الفن ص 42
(5) - الشعر والشعراء ص 42
(6) - الاغاني ج 14 ص 16 (طبعة ساسي (
(7) - الفن ص 45
(8) - المفضليات م 1 ص 178 _ معجم الشعراء / حرف الياء / باب من اسمه يزيد
(9) -الفن ص 13
(10) اللهو والملاهي / فصل (فضل الغناء (
(11) عجم العين / تحت الجذر (هيد (
(12) المحيط في اللغة / تحت الجذر (هيد (
(13) العمدة / باب الانشاد وما ناسبه
(14) اللهو والملاهي / فصل (فضل الغناء (
(15) الاغاني / ج 6 خبر (أمسى بأسماء هذا القلب معمودا) – التذكرة المحمدية / (ما جاء في الغناء واخبار المغنيين والقيان).
ـ[أبوفيصل الأزهري]ــــــــ[07 - 09 - 2006, 02:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
طلب كتب في النقد ..
ـ[المجد]ــــــــ[03 - 09 - 2006, 12:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
الأعضاء الكرام، هل بامكانكم مساندتي في الحصول على كتب في النقد الأدبي القديم؟
ولكم جزيل الشكر
ـ[معالي]ــــــــ[03 - 09 - 2006, 01:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8197
وهنا الحديث:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8031
ـ[المجد]ــــــــ[03 - 09 - 2006, 03:08 م]ـ
جزاك الله ألف ألف خير
ـ[أبوفيصل الأزهري]ــــــــ[07 - 09 - 2006, 02:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 10:49 م]ـ
النقد القديم: (الصناعتين) لأبي هلال العسكري/ (نقد الشعر) لابن قدامة/ ....
النقد الحديث: أفضلهما (الديوان) للأستاذ العقاد و المازني / (الشعر الجاهلي) لطه حسين
ـ[أبوفيصل الأزهري]ــــــــ[19 - 09 - 2006, 12:46 م]ـ
الشعر الجاهلي لطه حسين؟!!!
فيه ما فيه
ـ[معالي]ــــــــ[19 - 09 - 2006, 11:30 م]ـ
الشعر الجاهلي لطه حسين تهاوى، ولم يعد يُذكر إلا في مقام نقد ما جاء فيه فحسب.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 12:10 ص]ـ
فائدة: سئل المرحوم طه حسين قبل وفاته بأشهر عن رأيه في كتابه "الشعر الجاهلي" فأجاب: "لا أنيس لي اليوم إلا القرآن الكريم". كان ذلك في مقابلة تلفزيونية معه فيما أعتقد.
عبدالرحمن.
ـ[معالي]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 12:15 ص]ـ
كأني قرأت لأبي فهر, وقد تتلمذ على طه حسين كما هو معلوم, في مقدمة تحقيقه لدلائل الإعجاز أن طه حسين قد تراجع عن آرائه في الشعر الجاهلي.
لعلي أتثبتُ ثم أعود، أو يكفيني مؤونة ذلك من له معرفة مأجورًا.:)
ولا أغفل أن جمعًا من الإخوة في الفصيح قد ساقوا ما ينفي صحة تراجعه، والله أعلم.
ـ[د. علي السعود]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 09:41 م]ـ
الأخت الفاضلة: معالي.
فيما أذكر أن محمود شاكر لم يأت بأي ذكر لطه حسين في مقدمته، بل كانت حديثا عن الكتاب ومسألة الفصاحة، والعلاقة بين الكتاب وماكتبه القاضي عبدالجبار.
وفقك ربي.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 12:07 ص]ـ
الأنسة:معالي.
بداية أشير أن كلامك قد خالف الصواب وهذا هو ما لاحظته من حديثك لنا فالبداية كانت ب (كأنني) بالإضافة إلى سوء فهمك للنصوص ,
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 12:10 ص]ـ
السيد:الدردبيس
بداية أيها ألأخ الفاضل كتاب (دلائل الإعجاز) لعبد القاهر الجرجاني و ليس ل (القاضي عبد الجبار)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 12:19 ص]ـ
إذا كانت لطه حسين بعض الشطحات في أفكاره وخاصة موضوع الشعر العربي
هذا كلام لا جدال فيه لكن صاحبنا هذا لا ننكر فضله سواء في اللغة أو مجال البحث الأدبي و أنا أذكركم أن ذكرنا لهذا المصدر كان من خلال طلب بعض الأخوة عن مصدر للنقد فمن لزوميات طالب العلم أن يستخدم ميدأ (التمحيص و التفحص) في كل ما يتلقاه
ـ[د. علي السعود]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 12:49 ص]ـ
أخي محمد أبو النصر:
لن أقابلك بالمنهج الذي سلكت فيه بالرد على أختنا معالي أوعليّ، فأنت - عفا الله عنك - لم تدقق في عبارتي جيدا، فقد جانبك الصواب في فهم مقالي، فأختنا الفاضلة معالي، قالت: كأني قرأت، على سبيل الشك، لا الجزم، ووعدت بأن تتأكد من هذا الشك الذي ساورها، وتأملت أن أحدا يقوم بهذا، أو أنها تعود هي بالخبر اليقين فيما شكت فيه.
وقد علقت على قولها بأن المقدمة التي قام بصنعها محمود شاكر على دلائل الإعجاز لم تتناول طه حسين، بل كان حديثه فيها عن: كتاب الدلائل، والفصاحة، وتأثير القاضي عبدالجبار في كتاب دلائل الإعجاز، إذ إن عبدالقاهر الجرجاني ذكر أقوالا لعبدالجبار دون نسبتها.
أخي محمد:
علمتني الحياة: أن الهدوء في الفهم، وعدم الاستعجال، ومعالجة أخطاء الغير بالحكمة هي التي تقود إلى الإقناع.
وفقك ربي
..
ـ[معالي]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 01:21 ص]ـ
أستاذنا الكريم الدردبيس
وجدتُ ذلك في مقدمة تحقيقه لأسرار البلاغة وليس دلائل الإعجاز, فمعذرة سلمك الله!
هذا كلام أكيد أستاذي, ولعلي آتيك بنص كلامه فيما بعد.
جزيتم خيرا.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 01:31 ص]ـ
الأستاذ: الدردبيس
تخطئون ونصحح لكم ويلعب بمخيلتي الآن قول أستاذي العقاد
(أيه يا خفافيش الأدب أغثيتم نفوستا أغثى الله نفوسكم)
حفيد الأستاذ العقاد
ـ[د. علي السعود]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 01:32 ص]ـ
أختي معالي:
قال محمود شاكر:
(ولم تمض عشر سنوات، أي في سنة 1935 حتى كان الدكتور طه أول من فزع من أثر هذه النظرية في أبنائه الذين خرجهم في الجامعة، فبدأ ينشر في جريدة الجهاد سنة 1936 مقالات كان محصلها أنه قد رجع رجوعا كاملا عن نظريته في الشعر الجاهلي، ثم حدثني هو نفسه بأنه قد رجع عن هذه الأقوال، ولكنه على عادة الأساتذة الكبار في ذلك الوقت، يخطئون في العلن ويتبرأون من خطئهم في الشر) مقدمة الأسرار 24
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. علي السعود]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 01:33 ص]ـ
أخي محمد:
شكرا على نبل خلقك .. وفقك الله لكل خير ..
ـ[معالي]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 01:33 ص]ـ
قال الشيخ محمود شاكر في مقدمة قراءته لأسرار البلاغة, ص24 , نشر مطبعة المدني بالقاهرة ودار المدني بجدة, ط 1, 1412=1991 _يقول بعد أن حكى قصة نظرية طه حسين في الشعر الجاهلي_:
" ولم تمض عشر سنوات, أي في سنة 1935, حتى كان الدكتور _يقصد طه حسين_ أول من فزع من أثر هذه النظرية في أبنائه الذين خرّجهم في الجامعة, فبدأ ينشر في جريدة الجهاد سنة 1936 مقالات كان محصّلها أنه قد رجع رجوعا كاملا عن نظريته في الشعر الجاهلي, ثم حدثني هو نفسه بأنه قد رجع عن هذه الأقوال, ولكنه على عادة الأساتذة الكبار في ذلك الوقت, يخطؤون في العلن, ويتبرؤون من خطئهم في السر, وسقطتْ نظرية الشعر الجاهلي وحُسم أمرها, ولكن الاستهانة ظلت سارية الأثر إلى هذا اليوم" ا. هـ
ـ[معالي]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 01:40 ص]ـ
الأستاذ الدردبيس:
سبقتني إلى الفضل بارك الله فيك.:)
الأستاذ محمد أبو النصر
معذرة, لستُ أحفل بهجومك عليّ شخصيا فلستُ ذات حصون ولا قلاع, وعليه فمثلي أهل للسهام, وإن كنتُ أطمع أن تكون سببا بإذن الله في مدّي بالقوة لا سببا في هدمي وإحباطي!
أما أن تهاجم رجلا كأستاذنا الدردبيس, فتلك سقطة لا تغفر لك, وهذا دليل على أنك لا تحفل بأهل الفضل الذين نحسب أستاذنا منهم!
أخي
الميدان فسيح, والنقاش يمكن أن يجري وبسهولة دون هذا الإغلاظ, ثم قل لي بالله عليك أين التصحيح الذي زعمته؟!
أين نسب الأستاذ الدردبيس دلائل الإعجاز للقاضي حتى تصحح نسبته؟!!
عفا الله عنك, ورزقنا وإياك التواضع للعلم.
ـ[مليكة ها]ــــــــ[20 - 03 - 2009, 12:17 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[الجنيبي]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 11:44 م]ـ
جزاكم الله ألف خير(/)
أفيدونى أكرمكم الله
ـ[عبد الواهب]ــــــــ[06 - 09 - 2006, 12:45 ص]ـ
أريد من إخوانى الأعزاء أن يوضحوا لى مفهوم كلمة (الإشكالية) كمصطلح حديث، مثل إشكالية المعنى، إشكالية اللغة ...
ـ[ليلى العامري]ــــــــ[10 - 09 - 2006, 06:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد الواهب أعتقد بأن هذا الموقع سينفعك
http://literary.sakhr.com/
وبالتوفيق إن شاء الله
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 04:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مما جاء في قاموس المغني:
إِشْكالِيَّةٌ - ج: ـات. [ش ك ل]. (مص. صِناعِيٌّ). "طَرَحَ إِشْكالِيَّةً على الْمُناظِرينَ": قَضِيَّةً فِكْرِيَّةً أَوْ ثَقافِيَّةً أَوِ اجْتِماعِيَّةً، تَتَضَمَّنُ الْتِباسًا وَغُموضاً، وَهِيَ بِحاجَةٍ إلى تَفْكيرٍ وَتَأَمُّلٍ وَنَظَرٍ لإيجادِ حَلٍّ لَها.
إضافة:
توضع الإشكالية في مقابل "المُعْضِلَة". وتعرف هذه الأخيرة بأنها مشكلة ذات رأسين إن فككت أحدهما انعقد الآخر.
والله أعلى وأعلم.
تحية مباركة طيبة من عند الله.(/)
ضروري جدا
ـ[موزه]ــــــــ[11 - 09 - 2006, 09:47 ص]ـ
السلام عليكم ...
طلب منا الإستاذ البحث عن تعريف كل من:
*الواقعية.
*الكلاسكية.
*الرومانسية.
مع ذكر أمثلة و نصوص شعرية لكل من التعاريف، و لقد بحثة في الكتب،و لكنني وجدت بأن التعاريف لاتتفق مع بعضها، و تختلف من كتاب لآخر و لقد إحترت أي من التعاريف أدق و أشمل للإجابة؟!!!!
فأرجوا مساعدتي،ولكم جزيل الشكر و الإمتنان ..
ـ[معاوية]ــــــــ[11 - 09 - 2006, 03:00 م]ـ
وعليكم السلام
العقلانية: أسلوب في التفكير والتفلسف، يقوم على العقل، وهي تعني قدرة الإنسان، في حياته اليومية وممارسته المعرفية، على المحاكمة الواعية، بعيدًا قدر الإمكان عن تسلط المشاعر والعواطف، وعلى وزن كافة الاعتبارات لصالح أو ضد الاختيار المعني، وعلى السعي لتعليل أقواله وتصرفاته.
ـ[معاوية]ــــــــ[12 - 09 - 2006, 02:13 ص]ـ
الكلاسيكية:
في معناها اللغوي مشتقة من الكلمة اللاتينية كلاسيس Classis التي كانت تفيد أصلا " وحدة في الأسطول " ثم أصبحت تفيد " وحدة دراسية " أي " فصلا مدرسيا ".
والأدب الكلاسيكي يتكون من المؤلفات الإغريقية واللاتينية القديمة التي أفلتت من طوفان الزمن، وحرصت الإنسانية على إنقاذها من الفناء لما فيها من خصائص فنية وقيم إنسانية تضمن لها الخلود، وتجعلها أداة صالحة لتربية الناشئين في فصول الدراسة.
ـ[الحسن محمد علي]ــــــــ[12 - 09 - 2006, 11:15 ص]ـ
الرجاء تحديد أي المذاهب العربية أو الغربية
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 06:12 م]ـ
حاولي الاستفادة من كل ما قرأتيه، و هذا ما يميزك أنت كشخصية باحثة. لا أن تنقلي من الكتاب مباشرة.
خذي من كل كتاب ما يختلف به عن الآخر، ثم اكتبي بأسلوبك وصياغتك أنت المعلومات المختلفة.
وفقك الله وأعانك.
ـ[معاوية]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 01:51 م]ـ
الكلاسيكية:
أغلب شعراء الكلاسيكية يحتذون حذو القدامى في البلاغة والشاعرية والأسلوب والصياغة، مقلدين فيما ينظمون ويكتبون لغيرهم من الأوائل، يدعون إلى الحق والفضيلة والحكمة. وظلت الكلاسيكية سائدة حتى هاجمتها مدرسة الرومانتيكيين الابتداعيين، فخفت صوتها في الغرب خفوتًا شديدًا، ولا يزال في الغرب من كبار الشعراء من يتابعون الكلاسيكية الجديدة من أمثال إليوت.
ويمكننا أن نعتبر من رجال المذهب الكلاسيكي في الشعر العربي أمثال زهير والحطيئة والفرزدق في القدماء، وأبي تمام والبحتري، والمتنبي وابن هانئ الأندلسي والشريف الرضي من المحدثين، والبارودي وشوقي وحافظ وصبري والجارم وعبد المطلب والزين والهراوي والأسمر وسواهم من المعاصرين.
ويغلب على هؤلاء عنصر التقليد والمحاكاة والمعارضة والاحتذاء للآثار الشعرية القديمة، كما يغلب عليهم روح التأثر بأفكار ومعاني وخيالات وأساليب الأولين، ويقل في شعرهم ظهور شخصياتهم الفنية ظهورًا واضحًا، بل تختفي ذاتيتهم في غمار التقليد والمحاكاة.
وقد ظهرت الكلاسيكية الجديدة في أوربا دعوة للتجديد على الأصول الكلاسيكية، ويعتبر لسنج ـ الذي كان يقف بين القواعد والعبقرية ـ من واضعي أسسها، كما اعتبر أنه السبب في ظهور جوته في ألمانيا وكولردج في انجلترا.
ـ[معاوية]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 02:23 م]ـ
الرومانسية:
وقد ظهرت بعد الثورة الفرنسية الدامية، حيث فزع الأدباء إلى نفوسهم ووجداناتهم، يلوذون بتجاربهم الباطنة، ويهتمون بمشاهد الجمال والطبيعة، ويميلون إلى الأصالة والابتكار والتجديد، متحررين في أفكارهم وأساليبهم، منبعثين في آثارهم عن انفعال قوي، وعواطف متقدة، ومشاعر حية، وسُمي هؤلاء الرومانتيكيين أو الابتداعيين، وهذه التسمية إنجليزية أطلقها " ستندال " في كتابه " راسين وشكسبير " وعلى منهج هؤلاء سار كثير من الأدباء والشعراء الذين ظهروا في فرنسا، وجددوا شباب الشعر والأدب باللون الغنائي الوجداني النفسي العميق. وقد دعم موباسان (1850 - 1893) في قصصه هذا الاتجاه، ويقول " ستندال ": " إن الرومانتيكية هي الفن الذي يقدم للشعوب آثارًا أدبية من شأنها أن تحدث فيها أعظم لذة ممكنة، ومن شعراء هذا المذهب في فرنسا: لامرتين، وهوجو، وموسيه، والفريد فيني وسواهم".
وقد حاربت الرومانسية الكلاسيكية، ودعت إلى حرية الفن، ولاذت بالشعر المجنح بأشجان العاطفة، الممعن في الأحلام والخيالات والرؤى وحب الطبيعة، والمتسم بالطابع الفني، والأصالة المبتدعة، والشخصية الملهمة، والروح الغنائي الأخّاذ، والانطواء على النفس، والثورة على كل ما هو قديم.
ويطلق على هذا الأدب الخالص في العربية الأدب الغنائي أو الوجداني، لأن الشعراء الرومانتيكيين في الغالب لا يتحدثون إلا عن أنفسهم، وأدبهم مَدَارُه العاطفة الخالدة، والذاتية، والتأمل، والصوفية الحالمة، والجنوح إلى النفس، ومصاحبة الآلام والأحزان، والفزع إلى الدموع والزفرات، والاندماج مع الطبيعة الملهمة .. وقد تظهر بعض آثار هذه النزعة في أدب الاتباعيين (الكلاسيكييين) بين الحين والحين، فترى عندهم لونًا من جموح الخيال والشعر، وكبت التفكير، وسيطرة السأم، والامتزاج بالطبيعة.
ويمكننا أن نعتبر من الابتداعيين في الشعر العربي أمثال عمر بن أبي ربيعة وجميل، وكُثير، وابن خفاجة، ولقد كان مطران، وشُكري، وأبو شادي، والمازني، والعقاد، أول الرومانتيكيين في الشعر المصري المعاصر، ومن شعراء هذا المذهب أيضًا: الشابي، وأبو ماضي، وناجي، وسواهم من شعراء الأقطار العربية والمهجر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاوية]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 02:31 م]ـ
الواقعية:
أسرف الابتداعيون في مذهبهم الذاتي وجنحوا إلى صبغ أدبهم وشعرهم بصبغة من الحزن والكآبة والهروب من الواقع، والحياة مع الطبيعة والتصوف، حتى سمى هذا الغلو في الابتداع " مثالية ". ولكن النفس الإنسانية تكره الحياة مع الآلام والأوهام والخيالات والشرود والأشجان المتصلة، فكان لابد أن تظهر جماعة من الأدباء والشعراء يدعون إلى مذهب جديد، يصحح دعوة الابتداعيين الممعنة في ذاتيتها وأصالتها وبُعدها عن الحياة، ولجوئها إلى الخيال .. وقد حدث هذا فعلاً، فقامت جماعة تدعو إلى الاتصال بالحياة كما هي لا كما يجب أن تكون عليه، وتنادي بمشاركة الأدب والشعر للمجتمع مشاركة صحيحة فعالة، مع قوة الملاحظة ومعرفة الجزئيات التي تؤدي إلى الكليات، ومع الإيمان بالتجربة والاتكاء على الحس، وتناول الأحداث الصحيحة أو الممكنة، ووصف الأشخاص والبيئات والزمان والمكان وتصوير كل ذلك تصويرًا يجيئ طبق الواقع المشاهد مع البراعة في تصوير الحقيقة وواقع الحياة، ومع العناية باللفظ والصيغة والصورة. وذاع هذا المذهب الواقعي أكثر ما ذاع في القصة والتمثيليات.(/)
قصيدة رحل النهار
ـ[موزه]ــــــــ[13 - 09 - 2006, 09:00 ص]ـ
:::
أرجو مساعدتي في تحليل قصيدة "رحل النهار"،للشاعر العراقي بدر شاكر السياب، و البحث فيها عن أي مذهب تنتمي إليها القصيدة ..
و شكرا ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 09 - 2006, 06:06 م]ـ
و أنا أتمنى منك وضع القصيدة هنا كاملة، مع محاولات منك لتحليلها؛ فنتشارك معاً في ذلك.
فإن أصبت قلنا أحسنت، وإن أخطأت ساعدناك ..
هكذا نحن أعضاء الفصيح.
بانتظارك عزيزتي، و لن نبخل عليك.(/)
سؤال نقدي
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 09:28 ص]ـ
جاهل من حسب الآتي يدوم=أحمق من حسب الماضي يعود
(جاهل، أحمق) صفتان استخدمهما الشاعر، أتوافقه في رأيه؟ علل
فى انتظار تعقيبكم
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 09:19 م]ـ
للرفع
ـ[معاوية]ــــــــ[18 - 09 - 2006, 09:53 م]ـ
أنتظر الإجابة ...
ـ[قطرالندى]ــــــــ[19 - 09 - 2006, 09:33 م]ـ
[ SIZE="5"][CENTER] بالنسبة لرأي الخاص جدا والغير موجود إلا في عقلي ( ops
فإليكم هذه المحاولة الفاشلة: D
أنا أوافق الشاعر في رأيه: p
لماذا;)
أولا: لأنه شاعر: p
ثانيا: جاهل من حسب الآتي يدوم
أنا أرى أن (الآتي) قد يدوم وقد لايدوم ومن قلة العلم (الجهل) أن نكون متيقنين بأن الآتي سيدوم لامحالة ..
بينما من المستحيل جدا أن الماضي يعود فمن الحماقة أن نتيقن بأن الماضي سيعود لامحالة وإلا الحماقة أعيت من يداويها.(/)
الشعر في نظر الاسلام!!
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 06:06 م]ـ
الشعر في نظر الإسلام
حينما جاء الإسلام، حرم بعض الممارسات والمعتقدات السائدة آنذاك وحاربها وأقر بعضها الآخر ودعا إليه، وكان مما أقره الإسلام وحث عليه قول الشعر، فلم يقف الإسلام موقفاً سلبياً من الشعر وإنما دعا الى نظمه ومحاربة الكفر والإلحاد بشتى الوسائل ومنها قول الشعر، وليس في القرآن الكريم آية تشير الى حرمة الشعر، لذلك فهو في حكم المباح، قال الشاعر:
ولمْ يردْ بالحرام نصّ ** ٌفالأصل في شأنه ِ الإباحه ْ
وكل ما ورد في القرآن هو في مقام تنزيه النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وإثبات أن القرآن الذي جاء به هو من الله سبحانه وتعالى وليس من الشعر في شيء فكان لزاماً أن ينفي عن النبي تهمة الشعر كما نفى عنه تهمة السحر والجنون وما شابهها حين ادعى المشركون أن القرآن ضربٌ من ضروبها، كقوله تعالى: (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) والخطأ الذي وقع فيه الكثيرون هنا هو في فهم معنى الآية، فهي ليست تنزه النبي عن الشعر لكون الشعر عيباً أو خللاً وإنما هي تنفي كون ما علمه الله للنبي (أي القرآن) من الشعر والفرق كبير بين الرأيين، وقد روي عن الزهري أنه قال: معناه ما الذي علمناه شعراً وما ينبغي له أن يبلغ عنا شعراً، وقال غيره: أراد وما ينبغي له أن يبلغ عنا ما لم نعلمه، أي: ليس هو ممن يفعل ذلك ‘ لأمانته ومشهور صدقه، ولو أن كون النبي غير شاعر غضّ ٌ من الكتابة لكانت أميته غضٌ من الكتابة.
ولعل المتدبر في اللآيات الكريمة الواردة في أواخر سورة الشعراء يجد القرآن الكريم يقسم الشعراء الى قسمين:
1 - شعراء الباطل: وقال عنهم: (والشعراء يتبعهم الغاوون الم تر انهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون).
2 - شعراء الحق: وقد استثناهم من مالحكم السابق فقال: (الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وذكروا الله كثيراً) فقد ذم القسم الأول وأطرى على القسم الثاني.
قال السيد الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1):
قوله تعالى: "و الشعراء يتبعهم الغاون" - إلى قوله - لا يفعلون" جواب عن رمي المشركين للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه شاعر، نبه عليه بعد الجواب عن قولهم إن له شيطانا يوحي إليه القرآن.
و هذان أعني قولهم إن من الجن من يأتيه، و قولهم إنه شاعر، مما كانوا يكررونه في ألسنتهم بمكة قبل الهجرة يدفعون به الدعوة الحقة، و قوله: "أ لم تر أنهم في كل واد يهيمون و أنهم يقولون ما لا يفعلون" المراد بهيمانهم في كل واد استرسالهم في القول من غير أن يقفوا على حد فربما مدحوا الباطل المذموم كما يمدح الحق المحمود و ربما هجوا الجميل كما يهجى القبيح الدميم و ربما دعوا إلى الباطل و صرفوا عن الحق و في ذلك انحراف عن سبيل الفطرة الإنسانية المبنية على الرشد الداعية إلى الحق، و كذا قولهم ما لا يفعلون من العدول عن صراط الفطرة.
و ملخص حجة الآيات الثلاث أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس بشاعر لأن الشعراء يتبعهم الغاوون لابتناء صناعتهم على الغواية و خلاف الرشد لكن الذين يتبعونه إنما يتبعونه ابتغاء للرشد و إصابة الواقع و طلبا للحق لابتناء ما عنده من الكلام المشتمل على الدعوة على الحق و الرشد دون الباطل و الغي.
قوله تعالى: "إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و ذكروا الله كثيرا" إلخ، استثناء من الشعراء المذمومين، و المستثنون هم شعراء المؤمنين فإن الإيمان و صالحات الأعمال تردع الإنسان بالطبع عن ترك الحق و اتباع الباطل ثم الذكر الكثير لله سبحانه يجعل الإنسان على ذكر منه تعالى مقبلا إلى الحق الذي يرتضيه مدبرا عن الباطل الذي لا يحب الاشتغال به فلا يعرض لهؤلاء ما كان يعرض لأولئك.
و قوله: "و انتصروا من بعد ما ظلموا" قيل: المراد به رد الشعراء من المؤمنين على المشركين أشعارهم التي هجوا بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو طعنوا فيها في الدين و قدحوا في الإسلام و المسلمين.
وجاء في تفسير الطبرسي (2):
قوله " والشعراء يتبعهم الغاون " قيل: ان الشعراء المراد به القصاص الذين
(يُتْبَعُ)
(/)
يكذبون في قصصهم ويقولون ما يخطر ببالهم. وقوله " ألم تر انهم في كل واد يهيمون " المعنى أنهم يخوضون في كل فن من الكلام والمعاني التي يعن لهم ويريدونه.
وقيل: انما صار الاغلب على الشعراء الغي باتباع الهوى، لان الذي يتلو الشعر - في الاكثر - العشاق ولذلك يقبح التشبيب. مع أن الشاعر يمدح للصلة ويهجو على جهة الحمية فيدعوه ذلك إلى الكذب، ووصف الانسان بما ليس فيه من الفضائل والرذائل.
وقرأ نافع " يتبعهم " بتخفيف التاء من تبعه إذا اقتفى أثره،والباقون: بالتشديد من الاتباع، ومعناهما واحد.
والآية قيل نزلت في الشعراء الذين هجوا رسول الله صلى الله عليه وآله والمؤمنين،
وهي تتناول كل شاعر يكذب في شعره - ذكره الفراء -.
ثم اخبر ان هؤلاء الشعراء يقولون ويحثون على اشياء لا يفعلونها هم، وينهون
عن أشياء يرتكبونها، ثم استثنى من جملتهم الذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات
وذكروا الله كثيرا، فأجتنبوا معاصيه، وانتصروا - لنفوسهم في الدين - من
الذين ظلموهم. وقيل: أراد الشعراء الذين ردوا على المشركين هجاءهم للمؤمنين، فانتصروا بذلك للنبي والمؤمنين، ثم فقال " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " قيل أراد الذين ظلموا نفوسهم بقول الشعر الباطل من هجو النبي والمؤمنين، ومن يكذب في شعره.
أما الرسول (صلى الله عليه و سلم) فكان يستمع الى الشعر ويعجب به ولم يكن يتحرج منه وقد كثر اجتماع الشعراء عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأعجب بأشعارهم، فقال للنابغة الجعدي: (لا يفضض الله فاك) واستحسن (بانت سعاد) وصفح عن كعب بن زهيرلأجلها بعد أن أهدر دمه وألقى عليه عليه بردته، واستمع الى الخنساء واستزادها مما تقول وتأثر لشعر قتيلة بن النضر وقد أعد حسان شاعراً له يذب عنه بلسانه، ودعا له قائلاً: (اللهم أيده بروح القدس)، و روى البخاري و مسلم في الصحيحين قول النبي (صلى الله عليه و سلم) لحسان بن ثابت: اهجهم أو هاجهم و روح القدس معك.
وورد عن الزهري قال: حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك: أن كعب بن مالك قال: يا رسول الله ما ذا تقول في الشعراء؟ قال: إن المؤمن مجاهد بسيفه و لسانه و الذي نفسي بيده لكأنما تنضخونهم بالنبل.
و في الدر المنثور قال: لما نزلت "و الشعراء" الآية جاء عبد الله بن رواحة و كعب بن مالك و حسان بن ثابت و هم يبكون فقالوا يا رسول الله لقد أنزل الله هذه الآية و هو يعلم أنا شعراء أهلكنا؟ فأنزل الله "إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات" فدعاهم رسول الله فتلاها عليهم.
و في الدر المنثور أيضاً، أخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: إن من الشعر حكما و إن من البيان سحرا، و روى الجملة الأولى أيضا عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) و أيضا عن أبي هريرة عنه (صلى الله عليه وسلم) و لفظه: إن من الشعر حكمة، فهذه إشادة بالشعر السامي وإطراء عليه و السامي من الشعر ما فيه نصرة الحق و لا تشمله الآية.
وكيف لا وهو يؤمن أن الشعر سلاح ماض ٍ من الأسلحة العربية التي لا يستغني عنها صاحب دعوة وهو كتاب العرب وديوان أخبارهم.
وأنشد يوماً بيت طرفة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ** ويأتيك بالأخبار من لم تزود ِ
فقال: هذا من كلام النبوة.
بل أنه (صلى الله عليه وسلم) متيقن من استحالة إستغناء العرب عن الشعر كما أن الأبل لا تستغني عن فصائلها حيث يقول: (لا تترك العربُ الشعرَ حتى تترك الإبل الحنين) وهذا التشبيه في غاية المعرفة بأهمية الشعرعند العرب وماهيته لديهم.
وروي عنه أيضاً أنه قال: (أن امرئ القيس حامل لواء الشعراء في جهنم) وهو بذلك لا يذم الشعر والشعراء ولا يقدح بشعر امرئ القيس أو شاعريته كما يتوهم البعض وإنما أشاد بتفضيل امرئ القيس على كل الشعراء بحيث أنه يحمل لواء من يجتمع معه من الشعراء فهو بمثابة الامام والامير والقائد والزعيم للشعراء، وأما قوله في جهنم فليس بموجب الشعر وإنما لأن الرجل جاهلي لم يدرك الإسلام ومن مات ميتة الجاهلية اكبه الله في نار جهنم.
وورد عنه أيضاً قوله: (انما الشعر كلام مؤلف فما وافق الحق منه فهو حسن وما لم يوافق الحق فلا خير فيه) وقال أيضاً: (انما الشعر كلام فمن الكلام خبيث وطيب).
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما قوله (صلى الله عليه وسلم): (لئن يمتلئ جوف احدكم قيحاً حتي يريه خير له من أن يمتلئ شعراً) فالمقصود به الهجاء كما روي عن زوجة النبي عائشة (3).
وأما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) فقد تخاصم اليه بعض الصحابة في شأن الشعر وأي الشعراء هو الأفضل، فقال: كل شعرائهم محسنٌ، ولو جمعهم زمان واحد وغايةُ واحدةُ ومذهب واحدٌ في القول لعلمنا أيهم أسبق الى ذلك وكلهم قد أصاب الذي أراد وأحسن فيه وإن يكن أحدٌ فضلهم فالذي لم يقل رغبةً ولا رهبةً أمرؤ القيس بن حجر فإنه أصحهم بادرة ً وأجودهم نادرةً) (4).
وكان يقول: الشعر ميزان القول وروي ميزان القوم، ولأمير المؤمنين أشعارٌ كثيرة منثورة في بطون أمهات الكتب وهي أكثر وأشهر من تخفى على أحد.
وكان الخليفة الثاني عمر (رضي الله عنه) يقول: (الشعر علم قوم لم يكن له علم أعلم منه) وكتب يوماً الى أبي موسى الاشعري: (مر من قبلك بتعلم الشعر فإنه يدل على معالي الاخلاق وصواب الرأي ومعرفة الانساب) ويروى أنه سأل كعب الاحبار هل تجد للشعراء ذكراً في التوراة؟ فقال: (أجد في التوراة قوماً من ولد إسماعيل أناجيلهم في صدورهم ويضربون الامثال، لا نعلمهم إلا العرب).
وأئمة المسلمين على عظيم شرفهم ورفعة قدرهم قالوا الشعر ونظموه حتى نسب ديوان شعري الى امير المؤمنين علي (رضي الله عنه)، وللإمام الحسين أبيات شعرية قال بعضها في رثاء أخيه الحسن (رضي الله عنه) كما هو مذكور:
أأدهن ُ رأسي أم تطيبُ محاسني ** وخدكَ معفورٌ وأنت سليبُ
أأشربُ ماء المزن من غير مائه ِ ** وقد ضمنَ الاحشاء منك لهيبُ (5)
وله قصائد كثيرة يوم عاشوراء.
وكان الامام الصادق يقرب الشعراء ويكرمهم أمثال الكميت الاسدي ودعبل الخزاعي والسيد الحميري وروي عنه:
لا تجزعن من المداد فإنه ** عطر الرجال وحلية الآداب ِ
ومن طريف ما يذكر هنا أن الامام الصادق كان يعلم ابنه الكاظم الشعر وهو صغير فطلب منه أن يجزئ قوله:
تنحّ عن القبيح ولا تردْهُ ** فقال الكاظم:
ومن أوليتهُ حسناً فزدْهُ ** فقال الصادق:
ستلقى من عدوّك كل كيدٍ ** فقال الكاظم:
إذا كاد العدوّ فلا تكدْهُ **
وقد فصل القيرواني فصولاً في كتابه العمدة للرد على من يتعصب ضد الشعر ويحرمه ونذكر هذه الابواب هنا للرجوع اليها للفائدة:
1 - باب في فضل الشعر (العمدة 1/ 7)
2 - باب في الرد على من يكره الشعر (العمدة 1/ 14 2)
3 - باب في أشعار الخلفاء والقضاة والفقهاء (العمدة 1/ 19)
وأما الجرجاني فقال: ان حجة القران الكريم التي حاج بها انما هي الفصاحة التي تقصر عنها قوى البشر ولا يمكن ان يعرف ذلك إلا من خلال الشعر الذي ديوان العرب وعنوان الادب والبحث في العلل التي بها كان التباين في الفضل بين شعر وغيره (6).
وقيل لسعيد بن المسيب: إن قوماً بالعراق يكرهون الشعر، فقال: نسكوا نسكاً أعجمياً، وقال ابن سيرين: الشعر كلام عقد بالقوافي فما حسن في الكلام حسن في الشعر، وكذلك ما قبح منه.
وسئل في المسجد عن عن رواية الشعر في شهر رمضان، فقال:
نبّئتُ أنّ فتاةً جئت أخطبها ** عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول ِ
وكان أبو السائب المخزومي وهو رجل علم ودين يقول: أما والله لو كان الشعر محرماً لوردنا الرحبة كل يوم مراراً (الرحبة هي المكان الذي تقام فيه الحدود)
وكان الحسين بن عبد السلام المصري المعروف بالجمل من الفقهاء ومن رواة الحديث، كما كان أديباً شاعراً ومن أروع شعره:
إذا أظمأتك أكف اللئام ** كفتك القناعة شبعاً وريّا
فكن رجلاً رجلهُ في الثرى ** وهامةُ همته ِ في الثريّا
أبياً لنائل ذي ثروة ٍ ** تراهُ بما في يديه أبيّا
فإنّ إراقة ماء الحياة ** دون إراقة ماء المحيّا (7)
ومما يروى أيضاً في فضل الشعر أن ديوان المتنبي كان يقرأ على ملك الروم يوماً من الايام فلما وصل القارئ الى قصيدة المتنبي التي مطلعها:
إلامَ طماعيةُ العاذل ِ
والتي يقول في بيت منها في ذم الدنيا:
تفانى الرجال ُ على حبها ** وما يحصلون على طائل ِ
فقال: وحق ديني ما في الانجيل مثل هذه الموعظة (8).
_____________________________________
(1) الميزان في تفسير القران/ الطباطبائي/ ج 51 /تفسير سورة الشعراء
(يُتْبَعُ)
(/)
(2) التبيان في تفسير القرآن مجلد: 8 من ص 71 سطر 1 الى ص 80 سطر 20
(3) الفاضل في اللغة والادب / المبرد/ باب في فضل الشعر
(4) الاغاني 16/ 297 ط دار الثقافة)
(5) مقتل الحسين / الخوارزمي / 1_142
(6) دلائل الإعجاز /7)
(7) تأريخ الادب / عمر فروخ / 320
(8) الاستدراك /3 - 4
ـ[معالي]ــــــــ[15 - 09 - 2006, 07:31 م]ـ
السلام عليكم
حُييت أستاذ شاكر
وكل ما ورد في القرآن هو في مقام تنزيه النبي المصطفى (ص)
دار نقاش حول (ص) هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=8206).
وهذا ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=47976&ln=ara&txt) رأي الإمام ابن باز يرحمه الله في كتابتها بهذا الشكل.
كقوله تعالى: (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) والخطأ الذي وقع فيه الكثيرون هنا هو في فهم معنى الآية، فهي ليست تنزه النبي عن الشعر لكون الشعر عيباً أو خللاً وإنما هي تنفي كون ما علمه الله للنبي (أي القرآن) من الشعر والفرق كبير بين الرأيين
من قال بهذا الرأي من أهل العلم؟
هذا ( http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&bm=&nSeg=0&l=arb&nSora=36&nAya=69&taf=KATHEER&tashkeel=0) رأي ابن كثير يرحمه الله في تفسي، وعلى هذا الرأي علماء السلف يرحمهم الله.
بل حتى في تفسيركم الميزان ورد ما يقترب من هذا الرأي، وإن لم يُطابقه:
و به يظهر أن قوله: «و ما ينبغي له» في مقام الامتنان عليه بأنه نزهه عن أن يقول شعرا فالجملة في مقام دفع الدخل و المحصل أن عدم تعليمنا إياه الشعر ليس يوجب نقصا فيه و لا أنه تعجيز له بل لرفع درجته و تنزيه ساحته عما يتعاوره العارف بصناعة الشعر فيقع في معرض تزيين المعاني بالتخيلات الشعرية الكاذبة التي كلما أمعن فيها كان الكلام أوقع في النفس، و تنظيم الكلام بأوزان موسيقية ليكون أوقع في السمع، فلا ينبغي له (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقول الشعر و هو رسول من الله و آية رسالته و متن دعوته القرآن المعجز في بيانه الذي هو ذكر و قرآن مبين.
ولا يقدح بشعر امرئ القيس أو شاعريته كما يتوهم البعض وإنما أشاد بتفضيل امرئ القيس على كل الشعراء بحيث أنه يحمل لواء من يجتمع معه من الشعراء فهو بمثابة الامام والامير والقائد والزعيم للشعراء
وأما قوله (ص): (لئن يمتلئ جوف احدكم قيحاً حتي يريه خير له من أن يمتلئ شعراً) فالمقصود به الهجاء كما روي عن زوجة النبي عائشة (3)
ما مصدر هذيْن الفهمين؟
وورد عنه أيضاً قوله: (انما الشعر كلام مؤلف فما وافق الحق منه فهو حسن وما لم يوافق الحق فلا خير فيه) وقال أيضاً: (انما الشعر كلام فمن الكلام خبيث وطيب).
ليتك توافينا بسند هذه الأخبار.
وأما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
تخصيص علي رضي الله عنه بـ (عليه السلام)، و (كرم الله وجهه) مما لا يقره أهل العلم، لعلكم تطلعون على هذا ( http://www.islamqa.com/index.php?ref=10136&ln=ara).
بوركتم.
ـ[القناص]ــــــــ[16 - 09 - 2006, 02:45 م]ـ
شكرا أخ شاكر على هذا الموضوع الذي ينصف الشعراء.
تحياتي
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[24 - 09 - 2006, 05:37 م]ـ
بداية: إن تعديل الموضوع بدون اذن صاحب الموضوع، يعد تجاوزاً على الموضوع وعلى صاحبه، وليس ذلك من خيارات المشرف أيا كان، وانما هو من التعدي والتطفل على حقوق الاخرين، والكاتب هو الذي يختار تعابيره ويسائل عنها، وأنا هنا أحذر الاخت وضحاء من التدخل في تعديل المواضيع التي أنشرها وهذا من حقي وانا لا أجيزه فهي مأثومة لتطاولها على حقوق غيرها.
أولاً: الاختصار (ص)
جل ّ ما ورد في النهي عن كتابة (ص) بدلاً من الصلاة، يمكن تلخيصه بالاتي:
مخالفة لامر الله سبحانه وتعالى اذ يقول (صلوا عليه وسلموا تسليما).
قد لا ينتبه لها القارئ ولا يفهم المراد بها.
فيه نقص للأجر لنقص الكتابة خلافاً للأولى.
وهذه الاقوال ليس بحجج شرعية:
فالامر الالهي لم يقل اكتبوا ذلك، وانما أمرنا بالصلاة على النبي، ثم أن كيفية الصلاة بحد ذاتها تحتاج الى تفسير وشرح، وقد اختلف فيها، بالله عليكم أفهل من لا يقول (وآله) في الصلاة لا يخالف امر الله سبحانه وتعالى؟
وعدم انتباه القارئ أو عدم فهمه، مسؤوليته هو وليست مسؤولية الكاتب.
(يُتْبَعُ)
(/)
مخالفة الاولى ليست حراماً ولا أمراً مكروهاً، ومقدار الاجر يحدده فاعل العمل، فاذا اراد المزيد من الاجر فليضاعف جهده وعمله، واذا لا فليختصر.
ومن يكتب (ص) فانه يريد الاختصار والتخفيف وهما علتان شرعيتان ولغويتان، وأساس اللغة العربية قائم على الاختصار،ومن يراجع كتب اللغة يجد اطراد مصطلحي الاختصار والتخفيف فيها بكثرة، والامر الاخر هو لدرء الفتنة وعدم الدخول في معمعة لا حاجة لها في تفسير كيفية الصلاة، فالكاتب يكتب (ص) يريد بها ما يريد، وللقارئ ان يفهم ما يريد.
ثانياً:
(وما علمناه الشعر وما ينبغي له) أنا لم أقل أن العلماء من أهل السلف قالوا بذلك، فلماذا هذه الحساسية المفرطة، فضلاً عن ابتعادي عن الطائفيات في كتاباتي، فانا- هنا - أهتم بالجانب الادبي فقط وليس المذهبي، والموضوع بحد ذاته خير شاهد ودليل، فأكثر الروايات والنقول فيه عن أهل السنة، ولم اذكر ذلك لهذا أو لذاك وانما انا اعالج موضوعاً معينا ً وأسرد ما يتصل به من بحوث وتوثيقات ودلائل، هذا فضلاً عن أني لم أقل ان الذين وقعوا في الفهم الخاطئ هم من العلماء أصلاً، فتنبهي اختي الكريمة، وانما هي اراء وردت في كتب الشعر، ومنها الفصول التي ذكرتها في كتاب العمدة، فالرجاء الحكم على الموضوع شمولياً، وليس على بعض الاقوال.
وليتك تبتعدين عن قولك (تفسيركم) فهو تفسير للقرآن يمكن لكل المسلمين أن يقرأوه ثم إنني لا أقول عن تفسير ابن كثير أو التفسير الكبير للفخر الرازي أنه لكم وانا حين انقل عنه
اقول ذكر ابن كثير في تفسيره ولا اقول تفسيركم، فلماذا هذا الفهم الخاطئ.
ومصادر البحث ثمانية اثنان منها من كتب الشيعة وستة من كتب أهل السنة؟؟!!!!!
ثالثاً:
أما السؤال عن مصدر الفهم لحديث تفضيل امرئ القيس فهو عجيب، لأن الحديث جواب عن سؤال قوم للنبي عن أشعر الناس؟ فأجابهم بحديث ورد بصيغ كثيرة هذا بعض منها،
ومنها أيضاً قوله: (ذاك رجل مذكور في الدنيا شريف فيها منسيّ في الاخرة خامل فيها، يجيئ يوم القيامة ومعه لواء الشعراء الى النار) وهذا الحديث ورد في المعجم الكبير للطبراني:18/ 99، وفي مجمع الزوائد:1/ 119.
وروي: (يتدهدى بهم في النار)، ويروى أن كلاً من لبيد وحسان قال: (ليت هذه المقال فيّ، وأنا المدهدى في النار)] ديوان امرئ القيس /شرح عبد الرحمن مصطاوي / 5 [
وعن ابن الكلبي:أتى قوم رسوال الله، فسألوه عن أشعر الناس،قال: أئتوا حسان، فقال حسان: ذو القروح (يعني امرئ القيس) الا انه لم يعقب ولداً ذكراً، بل اناثاً، فرجعوا، فاخبروا رسول الله، فقال: (صدق، مرفع في الدنيا خامل في الاخرة شريف في الدنيا وضيع في الاخرة، هو قائد الشعراء الى النار)] شرح المعلقات العشر / الشنقيطي / 10 [
وأما لفظ (حامل لواء الشعراء) فراجعي فيه كتاب (النقد /طه ابراهيم)
أفبعد كل هذا يكون حديث النبي قدحاً؟
وأما مصدر فهم حديث (لئن يمتلئ جوف أحدكم ...... )، فالسؤال عنه أعجب، والاعجب أنك أقتبست الحديث ومعه تأويل أم المؤمنين عائشة ومعه رقم (3) بين قوسين، وكان يكفيك الرجوع الى الهامش لتجدي] (3) - الفاضل في اللغة والادب / المبرد / باب في فضل الشعر [
رابعاً:
أما أسانيد حديثي (انما الشعر كلام مؤلف فما وافق الحق منه فهو حسن وما لم يوافق الحق منه فهو قبيح) و (انما الشعر كلام فمن الكلام خبيث وطيب) فأنا لست محدثاً ولا راوياً للحديث ولا فقيهاُ لتسأليني عن ذلك، وليس ذلك من صميم بحثي، وإن كنت تسألين عن المصادر الادبية التي ذكرت الحديثين، فقد وردا في (العمدة في محاسن الشعر وآدابه / لابن رشيق القيرواني / باب في الرد على من يكره الشعر) وهما اول حديثين في الباب، وقد ذكرت هذا الباب وبابين اخرين في البحث فارجعي الى الكتاب رجاءاً.
ووردا أيضاً في كتاب (زهر الأكم في الامثال والحكم / لليوسي/ السمط الاول: الامثال وما يلتحق بها /الفصل الثالث: فضل الشعر).
خامساً:
أما تخصيص الامام علي بن أبي طالب بـ (عليه السلام) و (كرم الله وجهه)
(يُتْبَعُ)
(/)
فنحن الشيعة لم نخصص (عليه السلام) بالامام علي فقط، بل نقولها لكل شخص مرضي السيرة، وللانسان أن يقول (عليه السلام) أو (عليها السلام) بعد ذكر أي شخص ٍ يريد اهداءه السلام، ويقال للمخاطب (عليك السلام) وللغائب (عليه السلام)، فما المانع من أن أقول بعد ذكر الاخوة ابي الاسود والمتعصب للمتنبي وأبي طارق مثلاً (عليهم السلام) بمعنى أني ارسل سلامي لهم، كما قال الشاعر:
سلام الله يا مطر ٌ عليها ******وليس عليك يامطر السلام ُ
فهو يريد (عليها السلام) وليس (عليك السلام)، والمعنى هنا وهناك واحدُ، وأما التخصيص فأول مرة اسمع به منك، ومن الموقع الذي ارشدتني اليه، وأنتم من نسبتموه الى من تسمينهم انت والموقع المذكور بالرافضة، والامر ليس كذلك. فنحن نقول بعد ذكر كل الائمة الاثني عشر (عليهم السلام) ونقول عند ذكر النبي محمد والانبياء السابقين (عليهم السلام) وكذلك عند ذكر بعض الصحابة من امثال (عمار بن ياسر و ابي ذر الغفاري و ..... ) وكذلك بعد ذكر السيد فاطمة وازواج النبي والمؤمنات الصالحات، فأين التخصيص؟
أما كرم الله وجهه، فليس من غلو الشيعة كما قالت اللجنة الدائمة:
( تلقيب علي بن أبي طالب بتكريم الوجه وتخصيصه بذلك من غلو الشيعة فيه) أو كما قيل في نفس الموقع: (قلت: أما وقد اتخذته الرافضة أعداء علي ـ رضي الله عنه ـ والعترة الطاهرة ـ فلا منعا لمجاراة أهل البدع. والله أعلم.)
أعوذ بالله من هذا الافتراء،فليس الشيعة وحدهم من خصوا علياً بتكريم الوجه، والرافضة ـكما تسمونهم- ليسوا اعداء علي ولم يتخذوا ذلك وحدهم، وأما قولك (مما لا يقره اهل العلم) فساذكر لك بعض الكتب التي ذكرت الامام علي وعقبت بعده بالقول (كرم الله وجهه) وعدد المرات التي أحصيتها، ولك أن تحذفي منها كل كتاب تشكين بتشيع مؤلفه، وهؤلاء ليسوا من الشيعة ولا من الرافضة وقد خصوا الامام علي بقولهم (كرم الله وجهه) ولم يذكروا في كتبهم شخصاً غيره ويعقبون بعد ذكره بتكريم الوجه، اللهم الا اذا لم يكونوا من اهل العلم عندك أو جعلتهم من الرافضة:
اداب الاكل / الاقفهسي /عدد المرات 1
ازهار الرياض في اخبار القاضي عياض / المقري التلمساني / 1
اعلام الناس بما وقع للبرامكة / الاتليدي/ 1
الاحاطة في اخبار غرناطة / لسان الدين الخطيب / 1
الازمنة والامكنة / المرزوقي / 3
الاعجاز والايجاز/ الثعالبي / 2
الاغاني / الاصفهاني/ 2
امالي القالي /1
امالي الزجاجي /1
الامتاع والمؤانسة / ابو حيان التوحيدي/ 4
الامثال / ابو عبيد/ 1
الامل والمأمول / الجاحظ/ 2
البصائر والذخائر / ابو حيان التوحيدي/ 7
التذكرة الحمدونية / ابن حمدون / 22
التعازي والمراثي/ المبرد /1
التمثيل والمحاضرة / الثعالبي/ 1
الجليس الصالح الكافي / المعافى بن زكريا / 2
الحماسة البصرية /1
الحيوان /الجاحظ/1
الرسائل /الجاحظ/5
الزهرة / ابن داوود الاصفهاني / 1
الصداقة والصديق / التوحيدي/ 2
العقد الفريد /ابن عبد ربه الاندلسي / 27
العمدة/القيرواني/1
الكامل/المبرد/1
اللطف واللطائف/ الثعالبي/ 1
المؤتلف والمختلف/ الآمدي/ 1
المثل السائر/ابن الاثير/ 1
المستطرف في كل فن مستظرف/ الابشيهي/ 32
المنمق في اخبار قريش/ ابن حبيب/ 2
الوافي بالوفيات / الصفدي / 8
تزيين الاسواق / داوود الانطاكي/ 1
جمهرة الامثال/ العسكري/ 2
درة الغواص/ الحريري/ 2
ربيع البرار /الومخشري/6
عيون الاخبار /ابن قتيبة/ 13
غرر الخصائص /الوطواط/ 7
محاضرات الادباء / الراغب الاصفهاني / 33
معاهد التنصيص/ العباسي/ 5
معجم الادباء / ياقوت الحموي /9
وفيات الاعيان / ابن خلكان/ 2
زهرة الأكم /اليوسي/ 19
لعل في هذا العدد كفاية، وهناك المزيد مما يمكن احصاؤه من الكتب، واقتصرت على ذلك خشية الاطالة والملل.
وأخيراً اعتقد أن المشرفة الكريمة (معالي) لم تقرأ البحث جيداً، فإما أن تكون قراءتها للموضوع سطحية بدليل السؤال عن مصدر خبر مذكور في هامش المصادر،
واما أن تكون قد حكمت على الموضوع مسبقاً لمجرد قراءة اسم (شاكر الغزي) فكان همها
البحث عن العيوب والاخطاء - جنبنا الله اياها -، متجاهلة ً قول الشاعر:
إنْ تجدْ عيباً فسدّ الخللا ******جلّ من لا عيبَ فيه وعلا
وبعد: فأكرر وبشدة رفضي القاطع لتدخل الاخت (وضحاء) وبدون اذن شرعي في تعديل الموضوع، وأطالب القائمين على المنتدى بالحد من هذه الظاهرة التي ربما تتطور غداَ الى سرقة الاعمال الادبية.
وفق الله الجميع لخير الشريعة السمحاء.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 10:35 ص]ـ
الأستاذ شاكر، وفقنا الله وإياه لكل خير
لعلي أذكرك ببعض ما ورد في شروط التسجيل التي قبلتَ بها:
المشرف ليس ملزماً بتقديم أي تبريرات للعضو عند القيام بتحرير مشاركته أو حذفها أو نقلها للمكان المناسب لها ولا يحق للعضو الاعتراض بشكل علني، بل عليه مراسلة المشرف للاستيضاح منه عن مسوغات الإجراء، أو اللجوء لمدير الموقع بمراسلته عبر بريد الرسائل الخاصة أو البريد الرسمي للموقع ولن تقبل أي اعتراضات خارج هاتين القناتين.
قرأت كافة شروط التسجيل في شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية، وأوافق بالالتزام بما جاء فيها.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 11:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا كل خير على هذه الإفادة الممتازة ويعجبنى وضعك للمراجع
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 10:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام .. هل من عالم مختص يتكرم علينا بتخريج ما وقع في هذه المداخلات الأدبية والنقدية، مما ينسب إلى النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم، من الأحاديث، حتى نعرف الحديث النبوي الصحيح، مما هو كلام من كلام غيره، عليه أزكى وأفضل الصلاة والسلام؟. فنحن نخبط في هذا خبط عشواء، أو نقع فيه كحاطب بليل، لا ندري الصحيح منه من الحسن من الضعيف من الموضوع مما لا أصل له .. فيجب أن نكون على بينة من الشواهد والأدلة والاحتجاج .. وجزى الله القائم بهذا كل خير ..
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 03:06 ص]ـ
ما يتعلق بتخريج الأحاديث المنسوبة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
هذا ما وجدته من الأحاديث؛ أما البقية فلا أثر لها:
[ line]
مسند الحارث (زوائد الهيثمي) ج2/ص844 باب ما جاء في الشعر
894 حدثنا العباس بن الفضل ثنا محمد بن عبد الله التميمي قال أخبرني الحسن بن عبيد الله قال حدثني من سمع النابغة الجعدي يقول أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فانشدته قولي:
و إنا لقوم ما نعود خيلنا إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا
وننكر يوم الروع ألوان خيلنا من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا و إنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إلى أين؟ قال: قلت: إلى جنة. قال: نعم إن شاء الله. قال: فلما أنشدته:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له أريب إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفضض الله فاك. قال: وكان من أحسن الناس ثغرا وكان إذا سقطت له سن نبتت.
صحيح مسلم ج4/ص1933 باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه
2485 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة: أنشدك الله هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا حسان أجب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أيده بروح القدس؟ قال أبو هريرة نعم.
2486 حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عدي وهو بن ثابت قال سمعت البراء بن عازب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان بن ثابت اهجهم أو هاجهم وجبريل معك.
صحيح البخاري ج5/ص2276 باب ما يجوز من الشعر و الرجز و الحداء و ما يكره منه
5793 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن أن مروان بن الحكم أخبره أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره أن أبي بن كعب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من الشعر حكمة.
سنن أبي داود ج4/ص303 باب ما جاء في الشعر
5011 حدثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يتكلم بكلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من البيان سحرا وإن من الشعر حكما.
سنن الترمذي ج5/ص137باب ما جاء إن من الشعر حكمة
2844 حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية حدثني أبي عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من الشعر حكمة. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه إنما رفعه أبو سعيد الأشج عن بن أبي غنية وروى غيره عن بن أبي غنية هذا الحديث موقوفا وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الباب عن أبي بن كعب وبن عباس وعائشة وبريدة وكثير بن عبد الله عن أبيه عن جده.
صحيح البخاري ج5/ص2279
باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن
5803 حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يمتلئ جوف رجل قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا.
فتح الباري ج10/ص539
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج بن أبي شيبة من طريق مرسلة قال: لما نزلت (والشعراء يتبعهم الغاوون) جاء عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك وهم يبكون فقالوا: يا رسول الله أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء. فقال: اقرءوا ما بعدها إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنتم.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 03:08 ص]ـ
وأما قوله (صلى الله عليه وسلم): (لئن يمتلئ جوف احدكم قيحاً حتي يريه خير له من أن يمتلئ شعراً) فالمقصود به الهجاء كما روي عن زوجة النبي عائشة.
فإني أقول: حينما يكون الحديث عن أقوال النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم؛ فإن الباحث الموضوعي يأخذ التأويل لها، وخلفياتها من كتب أهل العلم، والحديث لا من كتب الأدب.
و بالعودة إلى كتب الحديث؛ فإن ابن حجر العسقلاني صاحب كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري يقول حول ما يتعلق بأم المؤمنين رضي الله عنها:
قلت: وأخرج أبو عبيد التأويل المذكور من رواية مجالد عن الشعبي مرسلا فذكر الحديث وقال في آخره: يعني من الشعر الذي هجى به النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع لنا ذلك موصولا من وجهين آخرين فعند أبي يعلى من حديث جابر في الحديث المذكور قيحا أو دما خير له من أن يمتلئ شعرا هجيت به. وفي سنده راو لا يعرف. وأخرجه الطحاوي وبن عدي من رواية بن الكلبي عن أبي صالح عن أبي هريرة مثل حديث الباب قال: فقالت عائشة: لم يحفظ إنما قال من أن يمتلئ شعرا هجيت به. وبن الكلبي واهي الحديث، وأبو صالح شيخه ما هو الذي يقال له السمان المتفق على تخريج حديثه في الصحيح عن أبي هريرة، بل هذا آخر ضعيف يقال له باذان فلم تثبت هذه الزيادة. فتح الباري ج10/ص549
وإذا أُريد القياس بالعقل: فإن هجاء الرسول صلى الله عليه وسلم قليله محرم –لا شك في ذلك-، فالأمر عقلا لا يستدعي أن يُقال فيه بالامتلاء.
و لو كان المقصود به ما ذُكر من تأويل منسوب لأم المؤمنين رضي الله عنها خطأً لما جعل البخاري هذا الحديث تحت باب: باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن وإنما كان ضمن باب يحمل موضوعه.
وهل يُتوقّع عقلا أن يمتلئ جوف من يذكر الله والقرآن بشعر هجاء في الرسول الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم؟!!
و مادام عنوان المقال: (الشعر في نظر الإسلام). فإن إفراد ابن رشيق الأبواب لفضل الشعر وغيره من النقاد المتقدمين لا يعدّ شهادة و لا مرجعا علميا.
هذا والله أعلم ..(/)
شوقي والإمارة وطه حسين والعمادة
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 12:43 ص]ـ
أنا أرفض تمامًا ما قام به الشعراء من مبايعة لشوقي للإمارة , و أرفض ما قام به البعض لمنحهم العمادة لطه حسين
رفضي ليس في الأسماء
من يشاركني الرأي
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 01:04 ص]ـ
العبد الفقير!
ـ[ضاد]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 03:59 ص]ـ
إمارة شوقي استحقها, وعمادة طه استسرقت له ممن كانوا خيرا منه وأعلم, ذلك لأن أدبه تلازم والسياسة العامة والفكر الذي انتهجته اليد الحاكمة في تحريك عيون البشر للنظر إلى الأشياء على أنها ءايشأ.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 11:22 ص]ـ
أما شوقي فقد بايعه الشعراء حقا، قبلنا أورفضنا ورضينا أم غضبنا .. أما طه حسين، فحين طرد من عمادة كلية الآداب، قال فيه أحد الصحفيين: إذا طرد من عمادة كلية الآداب فهو عنده عميد الأدب العربي، وظنها الناس مبايعة، كما كان الشاعر أحمد رامي يكتب في مجلة (الشباب) فقيل فيه (شاعر الشباب) أي شاعر هذه المجلة، فظن الناس أنه شاعر جيل الشباب .. هذا للعلم وليس للتجريح.
والحق أن اختصاص طه حسين هو (التاريخ اليوناني والروماني) وليس الأدب العربي، أما دخوله كلية الآداب فلذلك قصة لا تروق لكثير من الناس .. وقد قال الأستاذ أنور الجندي نقلا عن الدكتور زكي مبارك بأن طه حسين حين عين في كلية الآداب لم يكن قد قرأ من كتب الأدب العربي سوى كتاب الأغاني وكتابا آخر (لا أذكر اسمه لأن المرجع بعيد عن اللحظة، وأرجو أن أذكره لاحقا) وهذا للذكر لا للطعن أيضا ..
فمن كان يعرف شيئا غير هذا عن لقب عميد الأدب العربي فليتفضل به مشكورا ..
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 06:52 م]ـ
قد لا يكون رأيي هنا ذا قيمة ادبية لأنه غير موثق
ولكنني قرأت في كتاب اعتقد أن اسمه (المتنبي .. دراسات ومقالات)
من مطبوعات مكتبة النهضة وكتب فيه نقلاً عن العقاد أو طه حسين _اذا لم تخني ذاكرتي _ كلمة مفادها ان مبايعة احمد شوقي اشبه بالامر المدبر وطلب الى حافظ ابراهيم ان يتقدم المبايعين ويعلن عن بيعته لاحمد شوقي، فتقدم وقال:
أمير القوافي قد أتيت مبايعاً ... وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
وأن ذلك لخبو قريحة شوقي وبروز شعراء فاقوه في شاعريتهم امثال البارودي
-وانا شخصياً افضله على شوقي لجودة شعرة وقوة سبكه وشاعريته - ولقرابته من البلاط الخديوي ّ وصلته به دبرت هذه المؤامرة بعد عودته من الحج أو العمرة.
أما عمادة طه حسين فليس لدي معلومات كافية عنها، ولكن كيف يكون عميداً للشعر العربي وهو من ابرز الذين طعنوا في الشعر العربي واصله الذي هو الشعر الجاهلي في كتابه (في الشعر الجاهلي) ومن ثم كتابه (الادب الجاهلي) الذين اثارا ضجة كبيرة في الوسط الادبي في حينها، وهذا الطعن لم يفتعله حتى المستشرقين، واعتذر على التطفل.
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 07:24 م]ـ
وأن ذلك لخبو قريحة شوقي وبروز شعراء فاقوه في شاعريتهم امثال البارودي
ألم يسبق البارودي شوقيا بروزا وظهورًا وزمنا؟!!
وهذا الطعن لم يفتعله حتى المستشرقين، واعتذر على التطفل
بل تابع في هذا المستشرق مرجليوث الذي كان أول من أشار إلى ذلك.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[24 - 09 - 2006, 06:53 ص]ـ
تأكيدا لما سبق أن كتبته منذ أيام أنقل ما يلي:
يقول الأستاذ أنور الجندي في كتابه (محاكمة فكر طه حسين) الصفحة 15 – 16:
(( .. والأخطر من كل هذا أن طه حسين لم يكن تخصصه في الأدب وإنما هو قد درس التاريخ الروماني في باريس، ولكنه حين كلف بتدريس الأدب العربي في الجامعة تكشف أمره عن عجز كبير، لم يستره إلا السطو على مؤلفات المستشرقين. ولعل أقرب الناس إليه فهما تلميذه زكي مبارك الذي صحبه سنوات طويلة حين يقول:
" إني أراه قليل الصلاحية للأستاذية في الأدب العربي؛ لأن اطلاعه على الأدب ضئيل جدا، ويعرف أني أشهد له بالبراعة في تأليف الحكايات، إن من العجيب في مصر بلد الأعاجيب أن يكون طه حسين أستاذ الأدب العربي في الجامعة المصرية وهو لم يقرأ غير فصول من كتاب الأغاني وفصول من سيرة ابن هشام. إن كلية الآداب ستؤدي حسابها أمام التاريخ يوم يقول الناس: إن أستاذية الأدب كانت هينة إلى هذا الحد، وطه حسين نفسه يشهد بصدق ما أقول ... "))
هذا ما قاله الجندي والمبارك ..
وأقول: فأما سطو طه حسين على مؤلفات المستشرقين فلا يحتاج إلى دليل، فقد كان المستشرقون يعرفون ذلك، بل كانوا يسمحون له بالسطو، بل كانوا يأتون إليه ويعطونه ما يريدون له أن يسطو عليه من آرائهم، حتى لا يسطو على ما لا يريدون .. لأن المستشرقين كانوا متهمين وغير موثوق بهم، وكانت أغراضهم مكشوفة، وكانوا يظنون أن طه حسين لم يكن مكشوفا مثلهم، مما يسهل لهم الدس والكذب من خلاله، ولكنهم كانوا يجهلون أن ربيبهم كان هو الآخر مكشوفا أكثر منهم، لأنه تجاوز الحد في مجاوزة الحق، وخير مثال على ذلك قضية طه حسين الكبرى (النحل في الشعر الجاهلي) لقد قال ابن سلام الجمحي بأن بعض الرواة كانوا ينحلون بعض الشعراء شعر غيرهم، ولكن ابن سلام طرد الشك فقال بأن العلماء كشفوا ذلك وبينوا الشعر المنحول من غيره .. وجاء المستشرق مرجليوث، فسرق فكرة النحل اعتمادا على أن كتاب ابن سلام لم يطبع بعد وأنه لا يعرفه إلا قليل من كبار المختصين، سرق فكرة النحل واخفى فكرة قدرة العلماء على الكشف عن ذلك، ليظل الشك يسري في صحة بعض الشعر الجاهلي .. وجاء طه حسين فسرق فكرة مرجليوث، وزعم بأن الشعر الجاهلي كله منحول وأن الشعراء الجاهليين جميعا لا وجود لهم، وإنما كل ذلك من اختلاق المسلمين .. فكشف طه حسين نفسه بهذا الإفراط في التعميم وتضخيم الأكذوبة .. وصدق القائل: يكاد المريب يقول خذوني .. (عن مقال لم ينشر بعنوان (تعميد العميد)
وكنت سألت عمن أطلق بعض الألقاب على بعض الأشخاص فلم أجد جوابا، وسأعيد السؤال في مداخلة أخرى إن شاء الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 06:43 ص]ـ
أوافقكم في طه حسين، ولكن الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله لا يوافقكم في أحمد شوقي ... في كتابه: "صور وخواطر" وتحت عنوان: " الأعرابي والشعر" .... ومما جاء فيه على لسان الأعرابي عن شوقي، بلسانه هو:
... عندكم هذا الشاعر ولا تفاخرون به شعراء الأرض؟! ...
وأيضاً:
ثم قرأت عليه من شعر حافظ فأعجبه، ولكنه قال: هذا من عيار وذاك من عيار، ولست أسوي بينهما ...
قلت: إن الناس كانوا يسوون بينهما أو يقاربون يوم كانا حيين ...... فلما ماتا ولم يبق إلا موازين الأدب بدأ الناس يدركون أن بينهما بوناً شاسعاً، وأمداً بعيداً.
ثم أسمعته لكثير من الحياء والأموات، فأعجبه غزل رامي، وأنس بجزالة شعر البارودي، وحسن ابتكار صبري، وقرأت عليه من أشعار الشاميين فقدم الزركلي واستقل شعره، ..... وكره قصيدته العذراء ورأى فيها ضعفاً في التأليف بيناً. وأعجبته جزالة شعر محمد البزم ولكنه رأى ألفاظه أجزل من معانيه، ومفرداته أمتن من جمله .... وأثنى على أنور العطار وطرب لأسلوبه، وشهد لقصيدته لبنان أنها من أبلغ ما قال شاعر في وصف الطبيعة، وراقته فحولة بدوي الجبل، وشاعرية بشارة وابي ريشة. أما شعر الزمزيين والمهاجرين فلم يفهم منه شيئاً إلا بعض المفردات ....
ولمن أراد الزيادة فليعد إلى الكتاب ...
وجزاكم الله خيراً ...
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 07:07 ص]ـ
أوافقكم في طه حسين، ولكن الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله لا يوافقكم في أحمد شوقي ... في كتابه: "صور وخواطر" وتحت عنوان: " الأعرابي والشعر" ....
وأنا أوافقك وأوفق شيخنا الطنطاوي رحمه الله في كل ما ذكرت له من آرائه في الشعراء الذين مثلت بهم ..
ولم أفهم المقصد من رأيه في شوقي،وأظنه يوافق على إمارته .. وأنا أرى أن شوقيا هو أمير الشعراء بحق، وبينه وبين لاحقه بون بعيد .. وكان يمكن للبارودي أن يتفوق عليه بسهولة لو كان للبارودي ثقافة شوقي ودراسته. فالبارودي كان وحده نهضة كاملة .. كما أن قولك عن الحياة والممات يندرج تحت أن شوقيا كان قبيح الإلقاء وحافظ كان رائع الإلقاء. ففي الإلقاء يتفوق حافظ، وفي الطباعة والنشر في الكتب يتفوق شوقي .. والله أحمد ..
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 09:01 ص]ـ
أخي الكريم هذا رأيه في أحمد شوقي:
عندكم هذا الشاعر ولا تفاخرون به شعراء الأرض؟! ...
وأظن أنه يوافق على إمارته ...
مع تحياتي ...
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 03:13 م]ـ
أخي محمد ماهر .. تحية وبعد ..
لقد كان الشعراء المعاصرون لشوقي متقاربين في أساليبهم ومنازلهم ومقدراتهم الشعرية، وكان شوقي متفردا عنهم عاليا، فاعترفوا له بهذه المنزلة، ولو كان ذلك لغير شوقي ما اعترف له أحد بها .. وقد حاول الأخطل الصغير (وغيره) أن يكون خليفة لشوقي في الإمارة فلم يتمكن؛ لتقارب منازل الشعراء من حوله ..
ولم يجبر أحد الشعراء على مبايعة شوقي كما يزعم بعضهم، بحجة أن شوقيا كان شاعر القصر .. لقد بويع شوقي بعيدا عن القصر في احتفال بمناسبة تجديد طبع ديوانه، وأظن ذلك كان في لبنان وليس في مصر ..
أما قولك ناقلا:" إن الناس كانوا يسوون بينهما أو يقاربون يوم كانا حيين ...... فلما ماتا ولم يبق إلا موازين الأدب بدأ الناس يدركون أن بينهما بوناً شاسعاً، وأمداً بعيداً "
فالحق أن الناس فعلوا ذلك والشاعران حيان؛ فقد روينا عن أساتذتنا (أن حافظ إبراهيم كان جيد الإلقاء وأن شوقيا كان رديء الإلقاء، فإذا كان حفل وألقى كل منهما قصيدته نالت قصيدة حافظ الإعجاب وقصرت قصيدة شوقي، فإذا نشرت القصيدتان من قابل في الصحف والمجلات نالت قصيدة شوقي الإعجاب وقصرت قصيدة حافظ) ولهذا كان شوقي يرجو أن يموت قبل حافظ؛ليلقي حافظ قصيدة في رثائه، ولكن قدر الله سبق إلى حافظ فمات قبل شوقي بأشهر قد تصل إلى عام، فقال شوقي في رثائه:
قد كنت أرجو أن تقول رثائي يا منصف الموتى من الأعداء
وبهذا تبدو حسرة شوقي على تقدم حافظ عليه في الموت .. والله أعلم ..
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 10:37 م]ـ
جزاك الله خيراً أستاذي داود ... وأنا معك في أقوالك ...
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 11:54 م]ـ
كان أحد الظرفاء الشاميين يقول:
لو كنتُ في قصر الخديوي مثلَ شوقي ***** لفاضَ الشعرُ من تحتي وفوقي!
وقد يكون في قوله بعض الحق!
عبدالرحمن.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 01:00 م]ـ
كان أحد الظرفاء الشاميين يقول: لو كنتُ في قصر الخديوي مثلَ شوقي ***** لفاضَ الشعرُ من تحتي وفوقي! وقد يكون في قوله بعض الحق! عبدالرحمن.
أوافقك وأوافق ذلك الظريف على هذا القول .. فللغنى والترف دور كبير في شاعرية شوقي، وفي شاعرية أي شاعر عموما .. ولكن لا أظن أن لهما دورا في مبايعته أميرا للشعراء .. انظر إلى المشاهير جميعا، فلن تجد أحدا منهم جاء من بيئة فقيرة إلا النادر، والنادر لا يقاس عليه .. فثمة فرق بين دور القصر في شاعرية شوقي وهو حق، وبين دور القصر في مبايعته وهو بحاجة إلى دليل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 12:48 ص]ـ
أخي الفاضل أبا زيد،
السلام عليكم،
لا يشك أحد في شاعرية أحمد شوقي، فهو شاعر كبير ومبدع في نهاية الأمر. إلا أن الألقاب التفضيلية لا معنى لها في هذا الأمر لأنه سوف يأتي من هو أشعر من أحمد شوقي، وعندها سوف يبطل اللقب ويحرج صاحبه بالأثر الرجعي كما يقول أهل القانون.
من جهة أخرى: الشاعرية شيء، والوجدانية شيء آخر. ونحن العرب تعودنا على الوقوف عند شاعرية الشاعر وتصرفه بالألفاظ والبديع الخ دون الانتباه إلى المعاني. وقصيدة وطنية وجدانية من شعر حافظ إبراهيم خير من كثير من قصائد شوقي المترفة، وإن كانت قصائدة أتم صنعة من قصائد حافظ إبراهيم. وقصيدة أبي فراس الحمداني، التي يخاطب فيها أمه من السجن، أكثر وجدانية من جميع مدائح المتنبي الذليلة، وإن كانت قصائد المتنبي أعلى ماءً وأتم صنعة وأفخم ألفاظا من قصائد الحمداني. فالمعايير في الحكم مختلفة، ويبقى المعيار الذاتي الفيصل في الشعر لأن الشعر حالية أكثرها ذاتي وأقلها موضوعي.
عبدالرحمن السليمان.
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 09:37 م]ـ
أخي الفاضل أبا زيد،
السلام عليكم،
لا يشك أحد في شاعرية أحمد شوقي، فهو شاعر كبير ومبدع في نهاية الأمر. إلا أن الألقاب التفضيلية لا معنى لها في هذا الأمر لأنه سوف يأتي من هو أشعر من أحمد شوقي، وعندها سوف يبطل اللقب ويحرج صاحبه بالأثر الرجعي كما يقول أهل القانون.
من جهة أخرى: الشاعرية شيء، والوجدانية شيء آخر. ونحن العرب تعودنا على الوقوف عند شاعرية الشاعر وتصرفه بالألفاظ والبديع الخ دون الانتباه إلى المعاني. وقصيدة وطنية وجدانية من شعر حافظ إبراهيم خير من كثير من قصائد شوقي المترفة، وإن كانت قصائدة أتم صنعة من قصائد حافظ إبراهيم. وقصيدة أبي فراس الحمداني، التي يخاطب فيها أمه من السجن، أكثر وجدانية من جميع مدائح المتنبي الذليلة، وإن كانت قصائد المتنبي أعلى ماءً وأتم صنعة وأفخم ألفاظا من قصائد الحمداني. فالمعايير في الحكم مختلفة، ويبقى المعيار الذاتي الفيصل في الشعر لأن الشعر حالية أكثرها ذاتي وأقلها موضوعي.
عبدالرحمن السليمان.
أما في هذا فنعم جزاكم الله خيراً ....
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 10:52 م]ـ
السلام عليكم
أنا أوافق صاحبنا السيد (عبد الرحمن السليمان) وأُشير أن الأستاذ العقاد قد سُئل عن ذلك وكان رده أن (شوقي) أشعر و (حافظ) أقدر
وجزاكم الله خيرًا
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 06:12 م]ـ
اما شوقي فلانه كان مقرب للملك ويعيش في قصره.
واما طه حسين فرحمة به لانه كان أعمى كثير التشأم
والله أعلم
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 05:25 م]ـ
لا تتابعوا من سبقكم في القول، ولا تكونوا كالببغاء تردد
ما تسمع وحكموا موازين الشعر في ذلك وقارنوا بين شوقي
وغيره من الشعراء في كل اصقاع الارض ةليس في مصر وحدها
وانظروا هل لشوقي كاشعار الرصافي والكاظمي
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 01:18 ص]ـ
ربما تحكمون لشوقي على حافظ ولكن أنى لشوقي أن يداني الباردوي في جزالة شعره وفخامة لفظه وجمال أسلوبه؟؟؟؟
أما طه حسين فهو رجل أعمى الله بصيرته قبل بصره ورجوعه عن أقواله الشنيعة يحتاج إثباتها إلى دليل وأنى ذلك لأحد
ـ[معالي]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 11:42 ص]ـ
أما طه حسين فهو رجل أعمى الله بصيرته قبل بصره ورجوعه عن أقواله الشنيعة يحتاج إثباتها إلى دليل وأنى ذلك لأحد
قال الشيخ محمود شاكر في مقدمة قراءته لأسرار البلاغة, ص24 , نشر مطبعة المدني بالقاهرة ودار المدني بجدة, ط 1, 1412=1991 _يقول بعد أن حكى قصة نظرية طه حسين في الشعر الجاهلي_:
" ولم تمض عشر سنوات, أي في سنة 1935, حتى كان الدكتور _يقصد طه حسين_ أول من فزع من أثر هذه النظرية في أبنائه الذين خرّجهم في الجامعة, فبدأ ينشر في جريدة الجهاد سنة 1936 مقالات كان محصّلها أنه قد رجع رجوعا كاملا عن نظريته في الشعر الجاهلي, ثم حدثني هو نفسه بأنه قد رجع عن هذه الأقوال, ولكنه على عادة الأساتذة الكبار في ذلك الوقت, يخطؤون في العلن, ويتبرؤون من خطئهم في السر, وسقطتْ نظرية الشعر الجاهلي وحُسم أمرها, ولكن الاستهانة ظلت سارية الأثر إلى هذا اليوم" ا. هـ
ـ[نور صبري]ــــــــ[31 - 10 - 2006, 05:12 م]ـ
قال الشيخ محمود شاكر في مقدمة قراءته لأسرار البلاغة, ص24 , نشر مطبعة المدني بالقاهرة ودار المدني بجدة, ط 1, 1412=1991 _يقول بعد أن حكى قصة نظرية طه حسين في الشعر الجاهلي_:
" ولم تمض عشر سنوات, أي في سنة 1935, حتى كان الدكتور _يقصد طه حسين_ أول من فزع من أثر هذه النظرية في أبنائه الذين خرّجهم في الجامعة, فبدأ ينشر في جريدة الجهاد سنة 1936 مقالات كان محصّلها أنه قد رجع رجوعا كاملا عن نظريته في الشعر الجاهلي, ثم حدثني هو نفسه بأنه قد رجع عن هذه الأقوال, ولكنه على عادة الأساتذة الكبار في ذلك الوقت, يخطؤون في العلن, ويتبرؤون من خطئهم في السر, وسقطتْ نظرية الشعر الجاهلي وحُسم أمرها, ولكن الاستهانة ظلت سارية الأثر إلى هذا اليوم" ا. هـ
معلومة قيّمة ومفيدة،وموثقة ما دامت من الاستاذة معالي.
شكراً جزيلاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 03:39 ص]ـ
ومن ما يثير العجب كذالك أن كتاب الدكتور طه حسين (الشعر الجاهلي) لم يكن من بنات أفكار طه حسين!!!
ويعود الفضل في انكشاف أمر هذه السرقة التاريخية إلى تلميذه، الأستاذ محمود محمد شاكر.
وهنا يحدثكم الأستاذ محمود محمد شاكر بلسانه.
(قال لي وهو يبتسم أي المرحوم أحمد تيمور باشا – اقرأ هذه!!!. فإذا فيها مقالة للأعجمي المستشرق مرجليوث، تستغرق في نحو اثنتين وثلاثين صفحة من هذه المجلة [المجلة الأسيوية الناطقة باللغة الإنجليزية في عدد يوليو 1925 م]
بعنوان نشأة الشعر العربي وكنت خبيراً بهذا الأعجمي التكوين، التكوين البدني والعقلي منذ قرأت كتابه عن محمد رسول صلى الله عليه وسلم، أخذت المجلة وانصرفت وقرأت المقالة وزاد الأعجمي سقوطاً على سقوطه، كان كل ما أراد أن يقوله: أنه يشك في صحة الشعر الجاهلي، لا بل أن هذا الشعر الجاهلي الذي نعرفه هو في الحقيقة شعر إسلامي وضعه الرواة المسلمون في الإسلام ونسبوه إلى أهل الجاهلية وسخفاً في خلال ذالك كثيراُ. ولأني عرفت حقيقة الأستشراق لم ألق بالاً إلى هذا الذي قرأت وعندي الذي عندي من هذا الفرق الواضح بين الشعر الجاهلي والشعر الإسلامي) انتهى النص
ثم يضيف الأستاذ محمود محمد شاكر (كان ما كان، ودخلنا الجامعة وبدأ الدكتور طه حسين يلقي محاضراته التي عرفت بكتاب [في الشعر الجاهلي] ومحاضرة بعد محاضرة وفي كل مرة يرتد ألي رجع هذا الكلام الأعجمي الذي غاص في يم النسيان وثارت نفسي وعندي الذي عندي من المعرفة بخبيئة هذا الذي يقوله الدكتور طه حسين، وعندي الذي عندي من هذا الإحساس المتوهج بمذاق الشعر الجاهلي كما وصفته آنفاً والذي استخرجته بالتذوق وبالمقارنة بينه وبين الشعر الأموي والعباسي. وأخذني ما خذني من الغيظ وما هو أكبر من الغيظ، وما هو أكبر وأشنع من الغيظ ولكني بقيت زمناً لا أستطيع أن أتكلم.
والسبب في ذالك [الأدب] الذي كان يؤدب به الآباء الأبناء، فكان التلميذ يهاب أن يكلم أستاذه) انتهى النص
وهنا يصف الأستاذ محمود محمد شاكر اليوم الذي واجه فيه أستاذه الدكتور طه حسين.
(ضللت أتجرع الغيظ بحتاً، وأنا أصغي إلى الدكتور طه حسين في محاضراته ولكني لا أستطيع أن أتكلم ... لا أستطيع أن أناظره كفاحاً وجهاً لوجه وكل ما أقوله فإنما أقوله في غيبته لا في مشهده، تتابعت المحاضرات وكل يوم يزداد وضوحاً هذا السطو العريان على مقالة مرجليوث ويزداد في نفسي وضوح الفرق بين طريقتي في الإحساس بالشعر الجاهلي وبين هذه الطريق التي يسلكها الدكتور طه حسين في تزييف هذا الشعر.
وفي اليوم التالي جاءت اللحظة الفاصلة في حياتي فبعد المحاضرة طلبت من الدكتور طه حسين أن يأذن لي في الحديث فأذن لي مبتهجاً أو هكذا ظننت وبدأت حديثي عن هذا الأسلوب الذي أسماه منهجاً وعن تطبيقه لهذا المنهج في محاضراته وعن هذا الشك الذي أصطنعه ما هو؟ وكيف هو؟ وبدأت أدلل أن الذي يقوله عن المنهج وعن الشك غامض وأنه مخالف لما يقوله ديكارت وأن تطبيقه منهجه هذا قائم على التسليم تسليماً لم يدخله الشك بروايات في الكتب هي بذاتها محفوفة بالشك. وفوجئ طلبة قسم اللغة العربية بما ذكرت ولما كدت أفرغ من كلامي انتهرني الدكتور طه وقام وقمنا لنخرج وانصرف عني كل زملائي الذين استنكروا غضاباً ما واجهت به الدكتور طه ولم يبق معي إلا محمود محمد الخضيري.
وبعد قليل أرسل الدكتور يناديني فدخلت عليه فجعل يعاتبني يقسوا حيناً ويرفق أحياناً وأنا صامت لا أستطيع أن أرد. لم أستطع أن أكاشفه بأن محاضرته التي نسمعها كلها مسلوخة من مقالة مرجليوث لأنها مكاشفة جارحة من صغير إلى كبير ولكني كنت أعلم أنه يعلم من خلال ما أسمع من حديثه، ومن صوته، ومن كلماته، ومن حركاته أيضاً!
وكتمان هذه الحقيقة في نفسي يزيدني عجزاً عن الرد عن الاعتذار إليه أيضاً وهو ما كان يرمي إليه، ولم أول صامتاً مطرقاً حتى وجدت نفسي كأني أبكي من ذل العجز فقمت فجأة وخرجت غير مودع ولا مبالي بشي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن يومئذ لم أكف عن مناقشة الدكتور في المحاضرات أحياناً بغير هيبة، ولم يكف هو عن استدعائي بعد المحاضرات فيأخذني يميناً وشمالاً في المحاورة وأنا ملتزم بالإعراض عن ذكر سطوه على مقالة مرجليوث صارفاً همي كله إلى موضوع المنهج والشك وإلى ضرورة قراءة الشعر الجاهلي والأموي والعباسي قراءة متذوقة مستوعبة ليستبين الفرق بين الشعر الجاهلي والإسلامي أو ألتماس الشبه لتقرير أنه باطل النسبة وأنه موضوع في الإسلام ومن خلال روايات في الكتب هي ذاتها محتاجة إلى النظر والتفسير، ولكن من يومئذ أيضاً لم أكف عن إذاعة الحقيقة التي اكتمها في حديثي مع الدكتور طه، وهي أنه سطا سطواً كريهاً على مقالة المستشرق الأعجمي فكان بلا شك يبلغه ما أذيعه بين زملائي.
وطال الصراع غير المتكافئ بيني وبين الدكتور طه زماناً إلى أن جاء الذي عزمت فيه على أن أفارق مصر كلها لا الجامعة وحدها غير مبال بإتمام دراستي الجامعية طالباً للعزلة حتى أستبين لنفسي وجه الحق في قضية الشعر الجاهلي بعد أن صارت عندي قضية متشعبة كل التشعب.
ثم زاد الأمر عندي بشاعة فظعت بها حين نشر كتابه في الأدب الجاهلي [حذف منه فصل، وأضيف إليه فصول وغير عنوانه بعض التغيير]
كان أبشع ما في الكتاب الفصل الأول الذي زاده بعنوان [الكتاب الأول: الأدب وتاريخه] لأنه جاء تسويغاً لهذا السطو وزيادة في هذا الادعاء بأنه قد أمتلك ما سطا عليه امتلاكاً لا ريبة فيه! واستعلاء أيضاً ودلالة صريحة على أنه لا يبالي أقل مبالاة بكل ما سمعه من أنه سطا على مقالة مرجليوث بين أسوار الجامعة ولا بالكتب التي ألفت وطبعة في نقد كتابه والتي كشفت هذا السطو بالدليل والبرهان مع أن الأمر لا يحتاج إلى برهان أو دليل وجميعها كتب يقرأها الناس كيف يكون هذا؟!!
وبأي جراءة يستطيع طه أن يلقى الناس؟!
أي احتقار هذا للناس وأي استهزاء بهم وبقولهم هو أبشع من هذا؟!! لا أدري) انتهى النص
ولم يقف الدكتور طه حسين إلى هذا الحد من استحقار الغير بل تدرج به الأمر حتى وصل إلى أبعد من مرجليوث لقد وصل هذه المرة إلى السطو على كتاب محمود محمد شاكر (المتنبي) والذي كتبه في عدد خاص من مجلة المقتطف بمناسبة مرور ألف عام على رحيل المتنبي حيث نشر في عام 1936 م وبعد أقل من عام نشر الدكتور طه حسين كتابه [مع المتنبي] الذي يعده الأستاذ محمود محمد شاكر حاشية على ثلاثة كتب هي كتاب الأستاذ محمود محمد شاكر المتنبي وكتاب للدكتور عبدالوهاب عزام وكتاب للمستشرق بلاشير.
ويحدثنا الأستاذ محمود محمد شاكر عن هذه الواقعة بلسانه (في سنة 1935 م كان الدكتور طه حسين في قمة مجده الذي حازه بالضجة التي ثارت حول كتابه في الشعر الجاهلي وأنه كان يروح ويغدو على ذراها يملآه الزهو والخيلاء ويميد به العجب!! [في هذا العام كتب الدكتور طه حسين مقالات عن جيل محمود محمد شاكر ويصفه بأنه جيل مفرغ من ثقافة أمته]
ويقول الأستاذ محمود محمد شاكر.
أنني حين قرأت شهادة الدكتور طه حسين على جيلنا المفرغ من ثقافة أمته في سنة 1935 م توهمت بحسن الضن أنه سوف يبدأ عهداً جديداً في تفكيره وأنه سيفارق السنة التي سنها هو والأساتذة الكبار أعني سنة السطو وسنة التلخيص ولما فرغت من قراءة آخر مقالاته سنة 1935 م وجدت أنه يحاول أن يسلك طريق تذوق الشعر. وجاء أسبوع الاحتفال بمرور ألف سنة على وفاة أبي الطيب المتنبي بدار الجمعية الجغرافية سنة 1936 م.
وقبل ذالك بأيام كان قارئ الدكتور طه حسين المصاحب له قد لقيني في الطريق فأخبرني أن صاحبه يعني طه حسين يرى أن المتنبي [لقيط لغية] فاستكبرت ذالك واستنكرته مستعيذاً بالله من سوء ما أسمع.
كنت لم ألق الدكتور طه حسين منذ فارقت الجامعة سنة 1928 م حتى كان أسبوع هذا الاحتفال، وفي أول يوم من الأسبوع بدأ الدكتور محاضرته واستفتحها قائلاً:
(لقد شك بعض الناس في نسب المتنبي، وأنا أو افقه على هذا الشك)
يقول الأستاذ محمود شاكر: فكرت أقوم من فوري لأرد عليه ولأعلمه أني حاضر غير غائب. فقد غاظني زهوه وخيلائه وعنجهيته وهو يرتل ألفاظه ترتيلاً ليجمع أنظار الناس إلى مخرج كلماته كعادته في الزهو. وكان في جواري أحد الأساتذة المقربين إليه فأحس بما هممت به فأمسكني وقال:
لا تعجل!
فقلت له:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذاً فأبلغ طه حسين أن موافقته أو مخالفته لا تعني عندي قرشاً ماسحاً تتلافظه الأيدي في الأسواق لأنه لفاظة لا تصلح للتداول
وانتهت المحاضرة.
وعند انصرافي رآني أستاذنا عبدالحميد العبادي رحمه الله فأقبل وأخذ بيدي وخرجنا من القاعة وإذا نحن فجأة خلف الباب خلف الدكتور طه حسين حين انصرافه.
فعزم علي أستاذنا العبادي أن أسلم على الدكتور فا ستعلن غضبي وأبيت، ولكن لم أكد حتى سمعته يقول للدكتور طه حسين
- هذا محمود شاكر يا دكتور
- فوقفت والتفت التفاته يسيره ومددت يدي فسلمت وغلبني الحياء والخجل مما لقيني به من فرط البشاشة و الحفاوة
ثم أخبرني أنه قرأ كتابي كله وجاء بثناء لم أكن أتوقعه، وطال وأفاض وغمرني ثناؤه حتى ساخت بي الأرض فمات لساني في فمي فلم أستطع أن أنبس بحرف حتى فرغ وهو آخذ بيدي لا يرسلها إلى أن ركب
- وافترقنا
لم أرتح إلى هذه الحفاوة المفرطة ولا إلى حديثه المسهب الذي يرشح ثناء وإطراء ورابني من أمره لأني أعرفه
فلما لقيت الشيخ مصطفى عبدالرزاق في داره بعد أيام وكان قد ذكرني بكلمته التي ألقاها في أسبوع المتنبي بثثت الشيخ ما في نفسي من الارتياب في أمر الدكتور وأني مقبلاً على تجرع أحد فعلاته!
فاستنكر الشيخ حديثي استنكاراً شديداً وغضب مزوراً عن كلامي وقال:
لا تكن سيء الضن بأستاذك وأمسك عليك لسانك وأوهامك!
وكل ما سمعه الشيخ مني سرعان ما تحقق على الوجه الذي فصلته تفصيلاً صريحاً وكان ما كان ورجعت حليمة إلى عادتها القديمة كما يقال في المثل بل هي لم تفارق عادتها قط ولا تملك أن تفارقها.
ففي يناير سنة 1937 م أي بعد أقل من عام منذ ظهور كتابي كان ما توقعته كالذي حدثت به الشيخ حيث نشرت لجنة التأليف والترجمة والنشر كتاب الدكتور طه حسين مع المتنبي في جزءان كبيران وهذا الكتاب هو حاشية كبرى على ثلاثة كتب أولها كتابي ثم كتاب الأستاذ عبدالوهاب عزام ثم كتاب بلاشير عن المتنبي!!!
ونحن هنا لا نفخر بأننا أو من كتب تاريخ المتنبي على هذا الوضع الذي تراه في كتابنا ولكنا نقر ذالك إقراراً للحق وبياناً للذي فعله الدكتور طه حسين أخذ آراءنا فأفسدها ووضعها في غير موضعها واستغلها بغير حقها وأخرج كتابه على غرار كتابنا
غير متهيب و لا متورع من مذمة أو أثم
أغراه في ذالك ما يعلم من عظيم شهرته وبعيد صيته وما يعلم مما نحن فيه من الخفاء والصمت وقلة الاكتراث بالدعاية الملفقة لأنفسنا) أنتهى النص
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[03 - 11 - 2006, 08:03 م]ـ
ربما تحكمون لشوقي على حافظ ولكن أنى لشوقي أن يداني الباردوي في جزالة شعره وفخامة لفظه وجمال أسلوبه؟؟؟؟
أما طه حسين فهو رجل أعمى الله بصيرته قبل بصره ورجوعه عن أقواله الشنيعة يحتاج إثباتها إلى دليل وأنى ذلك لأحد
زعم أستاذنا الكبير المرحوم (سعيد الأفغاني) حين كان في الكويت ونشر ذلك في مجلة العربي (أن طه حسين تراجع أمامه عن كل آرائه المعروفة) فرد عليه أستاذنا الكبير المرحوم (أحمد راتب النفاخ) وهو من تلاميذه أيضا، بأن طه حسين قد نشر تلك الآراء في كتب ومجلدات، أفعجز عن التراجع في مقالة علنية واحدة مكتوبة؟ لقد تاب بينك وبينه، ولا ندري إن تاب بينه وبين ربه، فهذا يحتاج إلى إعلان ..
وأما البارودي، فأنا أوافقك الرأي؛ فالبارودي لا يقاس بأحد، ولا يقارن بأحد، فقد كان في الشعر أمة وحده، ونهضة وحده .. وشكرا ..
ـ[المبدع]ــــــــ[17 - 11 - 2006, 11:47 م]ـ
بالنسبة لأمارة شوقي فقد تلقته الشعراء بالقبول , ولم نرى احدا ً خالف في ذلك
أما طه حسين هناك من الأدباء من يزاحمه في الفضل كالمنفلوطي والعقاد والزيات وغيرهم
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[18 - 11 - 2006, 09:12 م]ـ
السلام عليكم أيها الإخوة ورحمة الله وبركاته، وبعد؛
فأما عن إمارة شوقي -وهو جدير- فلمواقف شعراء عصره أخبار ذكرها الأديب (محمد رجب بيومي) في أكثر من كتاب له.
أما عن العمادة (الطاهاحسينيَّة) فلها قصة فإليكموها:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأديب: علي العمير -في كتابه: (أدبٌ وأُدباء) -:
الواقعُ أنَّ الدكتور طه حسين لم يحلُم بهذا اللقب الضخم .. ولم يرشِّح نفسَه قط لذلك .. ولا رشَّحتْه أيَّة جامعة أو أي أديب .. وكلما هنالك أي (الحكاية وما فيها) أنَّ الدكتور طه حسين كان عميداً لكليَّة الآداب بجامعة القاهرة فلما فصَلَه (صدقي باشا) من الجامعة لأسباب سياسيَّة معروفة .. قامت صحفُ المعرضة بحملة شديدة على (صدقي باشا) .. لقَّبَتْ الدكتور طه حسين خلالها بلقب (عميد الأدب العربي) وليس عميد كليَّة الآداب وحدها.
وهذه المعلومات ليست من عندي، ولا من خيالي وإنما هي من كتاب (عشرة أدباء يتحدثون) الصادر عن دار الهلال ص 20 وهو كلام الدكتور طه حسين نفسه.
وإذن فلقب (عمادة الأدب العربي) هو مجرد فورة من فورات صحف المعارضة مجرد مناسبة عفوية أطلق فيها اللقب فتلقفه شرقنا العربي المفتون بالألقاب وكان ذلك منذ عام 1932م. ومنذ ذلك الحين أصبح الدكتور طه حسين عميداً للأدب العربي .. دون أن يخطر ذلك في بال أحد ولا في بال الدكتور نفسه ولم يخطر آنذاك في بال صحافة المعارضة نفسها!!
انتهى.
[أدب وأدباء: 130].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[18 - 11 - 2006, 09:30 م]ـ
إخواني الكرام،
إن إضفاء الألقاب أمر غير محبذ لأن فوق كل ذي علم عليم. والعرب ـ خصوصا عرب اليوم ـ يسرفون في إطلاقها على بعضهم وفي استعمالها أيضا ...
الخلاف مع طه حسين كان بسبب كتابين هما: كتاب في الشعر الجاهلي (وقد عدل العنوان بعد حذف أكثر الفقرات منه إثارة إلى في الأدب الجاهلي)، وكتاب مستقبل الثقافة في مصر.
ولا أحد يختلف في موهبته وفي علمه وفي أسلوبه الإنشائي وهو أجمل من أساليب معاصريه من الأدباء! ولا ينبغي للخلاف المبدئي معه بسبب أفكاره التي لا نتفق معها أن يجعلنا نطلق لألسنتنا العنان ونصدق فيه من هب ودب من الكتاب لأن أعماله الأخرى تشهد له بعبقريته!
فالخلاف مع طه حسين من أجل مواقف، والمواقف شيء، والمواهب شيء آخر، إذ ليس في تاريخ الشعر العربي أنجس من أبي نواس وبشار، ولكن أحدا من النقاد لا يشكك في عبقريتهما الأدبية!
عبدالرحمن.
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[18 - 11 - 2006, 09:42 م]ـ
ولكن الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ....
وأذكر أنَّ للطنطاوي رحمه الله كلامًا -في ذكرياته- معناه: ((إنَّه لم يأتِ شاعر بعد زمن المتنبي أشعر من أحمد شوقي، ولا أبو العلاء المعري)).
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[19 - 11 - 2006, 03:50 ص]ـ
أخي الكريم،
هذا القول المنسوب إلى المرحوم الطنطاوي ـ حتى وإن صح ـ ليس بشيء لأن قائله لا يفقه بالشعر ولا بالأدب!
من جهة أخرى: لا يمكن دائما الركون إلى أقوال غير منطقية تنسب إلى علماء لا يعلم إلا ربك مدى صحتها.
وإذا كان الحكم على الشاعر يبنى على قيمة شعره وتأثيره على الأجيال، لا على غنائية شعره، فالمعري أهم شاعر عرفته العربية، فشعره مترجم إلى أكثر لغات العالم، وأثر بأجيال كثيرة من شعراء الأمم وحكمائه مثل الإيطالي دانته، والألماني غوته والفرنسي فولتير وغيرهم، ويعد من أعظم شعراء البشرية. والمتنبي، وشعره معه ـ وأكثره قصائد ذليلة ـ ليسا بشيء مقارنة مع المعري، فما بالك بأحمد شوقي؟!
ـ[المبدع]ــــــــ[19 - 11 - 2006, 01:48 م]ـ
الأخ عبد الرحمن السليمان
أذا كان علي الطنطاوي لايفقه في الأدب والشعر فمن يفقهه أذن؟؟
أدعوك الى أن تقرأ سيرته ومؤلفاته حتى تعرف من هو علي الطنطاوي؟؟
أستغرب ُ كثيرا ً جهلك به , فالطنطاوي من أبرز الأسماء في الأدب المعاصر
لا يجهله ألا من لايعرف الأدب العربي أصلا ً
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[19 - 11 - 2006, 02:29 م]ـ
أخي الكريم،
أنا قلت إن الذي يعتبر أحمد شوقي أشعر الناس بعد المتنبي لا يفقه بالشعر ولا بالشعراء، كائنا من يكن، لأن قوله مخالف لكل ما يعرف عن الشعر والشعراء. ثم إني لا أدري ما صحة نسبة هذا القول إلى الشيخ الطنطاوي رحمة الله عليه. وإذا صحت نسبته إليه، فإنه لا يعدو كونه شطحة نابعة عن تعصب شديد لأحمد شوقي، والتعصب لا يجوز في العلم! والأهم من ذلك كله أن هذا القول لا يثبت عند التحقيق.
وأطمئنك أخي الكريم بأني أعرف مكانة المرحوم الطنطاوي، ولكن المكانة لا تكفي. فهل إذا قال عالم كبير قولا لا يستقيم نأخذه على علاته لأنه صدر عنه؟! فما قيمة العقل إذا؟! وما قيمة أعمال النقاد المتخصصين في الشعر؟! ثم إني أشك في نسبة هذا القول إلى الشيخ الطنطاوي رحمة الله عليه. فدلوني في أي من كتبه ورد هذا القول!
وتحية طيبة مباركة.
عبدالرحمن.
ـ[ناصر الكاتب]ــــــــ[19 - 11 - 2006, 02:37 م]ـ
يظهر لي من قول الطنطاوي -وإن كنت لا أجزم بصحته- أنه يتحدث عن الشاعر بوصفه صائغًا مبدعًا في الوصف ... أما المعري فشهرتُه لفلسفتِه لا لشعره -فحسب-.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[19 - 11 - 2006, 02:44 م]ـ
أخي الفاضل،
أنا لم أحكم على أدب الشيخ الطنطاوي يا عافاك الله، وللرجل في قلبي مكانة عظيمة ليس لأدبه فقط ولكن لأسباب أخرى لا يمكن ذكرها هنا. وأنا أشك جملة وتفصيلا في نسبة هذا القول إليه. لذلك قلت إن القائل متعصب لأحمد شوقي تعصبا جعله يطلق قولا لا يستقيم ولا يثبت عند التحقيق. ولنترك القائل جانبا وننظر في القول! ماذا عن الشعراء الذين جاؤوا بعد المتنبي؟!
حياكم الله،
عبدالرحمن.
ـ[المبدع]ــــــــ[19 - 11 - 2006, 11:15 م]ـ
يلزمنا البحثُ في صحة نسبة هذا القول الى الشيخ علي الطنطاوي
وأن كنت ُ أرى أن البارودي أجزل ُ شعرا ً من شوقي
وأنما تميّز عنه شوقي بتصاويره الرائعه , وسعة ثقافته(/)
جماليات الكذب لعبد الله الغذامي
ـ[معاوية]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 02:15 م]ـ
جماليات الكذب
" هذه كلمة مشكلة قد اضطربت فيها الأقاويل
حتى قال بعض أهل اللغة: أظنها من الكلام
الذي درج ودرج أهله ومن كان يعلمه"
الإمام الزمخشري
1 - تكاذيب الأعراب:
"قال أبو العباس، وهذا باب من تكاذيب الأعراب:
... ... تكاذب أعرابيان فقال أحدهما: خرجت مرة على فرس لي فإذا أنا بظلمة شديدة فيممتها حتى وصلت إليها، فإذا قطعة من الليل لم تنتبه فما زلت أحمل بفرسي عليها حتى أنبهتها، فانجابت.
فقال الآخر: لقد رميت ظبيًا مرة بسهم فعدل الظبي يمنة، فعدل السهم خلفه، فتياسر الظبي فتياسر السهم خلفه، ثم علا الظبي فعلا السهم خلفه، فانحدر، فانحدر عليه حتى أخذه" (1).
2 - الكلمة المشكلة (سؤال المصطلح):
هذه الحكاية تواجهنا بأسئلة عميقة ومهمة، حول جماليات القول وعن علاقات النص وسياقاته، بوصف النص أداة اتصالية لا أقول إنها تعبر عن صاحبها وتكشفه لنا فقط، بل إنها تتدخل في تشكيل هذا القائل مثلما تتدخل في تشكيل المتلقي. ومن هنا فإن (النص) يصبح مهمًّا وخطيرًا في الدرجة نفسها. ولكن لن نتمكن من ملامسة خطر النص وأهميته إلاّ من خلال تشريحه تشريحًا نصوصيًّا بهدف فهمه أولاً ثم تفسيره بعد ذلك.
ولكي نفهم هذا (النص) لا بدّ لنا من الوقوف على مصطلحاته الأساسية وبالتحديد مصطلح (تكاذيب)، وبعد ذلك نأخذ بتشريح النص ثم الانطلاق منه لتوصيف السياق الفني الذي ينفتح عنه (المخيال الشعبي) بوصفه ناتجًا نصوصيًّا يتمثل في هذا النص الأدبي الطريف جدًا والمهم جدًا والجاد جدًا، المسمّى (تكاذيب الأعراب) حسب اصطلاحات أبي العباس المبرد وغيره من أوائل اللغويين والأدباء.
ونحن لو تصورنا حالنا في وضع من يستقبل هذه الحكاية ويستمع إليها، لتبادر إلى أذهاننا فورًا جواب تقليدي يتواتر على كل الألسنة في مثل هذه الحالة، وهو أن نقول إن هذا كلام فاض يقوله أناس فاضون.
هذا هو الجواب التقليدي الذي نجابه هذه الحكاية به.
إنه جواب يحمل في دلالته الصريحة معاني الاستهزاء والازدراء، وهذا هو مقصد صاحب الإجابة، غير أن الدلالة الضمنية لهذه الإجابة ليست بالبعيدة عن الصواب إذ أن الفاضي لغة هو المتسع (2). ولا ريب أن هذه الحكاية فاضية بمعنى أنها متسعة وأنها ذات (فضاء) فسيح من الدلالات والإشارات والاحتمالات الممكنة مما يفتح مجالاً غير محدود للنظر وإعادة النظر، وللتفسير وإعادة التفسير. وفضاء النص هو ما سنسعى إلى الدخول فيه والبحث في مجرَّاته غير المتناهية. وإن وصف هذا النص بأنه (كلام فاض) يشير إلى حقيقة غائبة تؤدي إلى الرفع من شأنه بدلاً من مرادها الظاهري الساخر والملغي.
(1) المبرد: الكامل 2/ 548 - 550 (تحقيق زكي مبارك) مطبعة البابي الحلبي، القاهرة 1937م.
(2) من قولهم (فضا المكان يفضو فضوًّا) إذا اتسع فهو فاض: الزمخشري أساس البلاغة. مادة (ف ض و).
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[24 - 09 - 2006, 11:04 ص]ـ
لا يمكن للكذب أن يكون جميلا بأي حال .. فإذا تذكرنا ما يروى عنه عليه الصلاة والسلام (لعن الله الكاذبَ ولو كان مازحا) عرفنا بشاعة الكذب .. ولا يمكن لأي مصطلح أن يحسِّن أو يجمِّل صورة الكذب الشوهاء .. وقد اصطلحوا على تسمية أكاذيب الأدب والفن بالخيال .. وليس بذاك ..
ـ[معاوية]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 02:34 ص]ـ
صلى الله عليه وسلم
ـ[معاوية]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 01:41 م]ـ
وأول فضاءات النص هو مصطلح (الكذب)، هذه الكلمة المشكلة ـ كما يقول الإمام الزمخشري ـ التي تعني الشيئ ونقيضه في آن، مثلما تدل على الاحتمالات الدلالية المتنوعة مما يجعلها كلمة متوترة ذات معاني غريبة ولذا فهي تصبح (الكلمة المشكلة)، ولا بدّ حينئذٍ أن تصبح التكاذيب أيضًا مشكلة، ويكون هذا الفن فنًّا إشكاليًّا لأنه من مصدر إشكالي، ولسوف نواجه نحن هذه التوترات النصوصية مع تقدمنا في خطوات التشريح والقراءة.
ـ[العاذلة]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 05:50 م]ـ
فإذا تذكرنا ما يروى عنه عليه الصلاة والسلام (لعن الله الكاذبَ ولو كان مازحا)
لقد أرعبني الحديث، وبحثت عنه في كتب الألباني للحديث ولم أجده أرجو أن تحيلني لمرجع محقق حول هذا الحديث.
ـ[معاوية]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 12:07 ص]ـ
ومثلما رأينا أن جملة (كلام فاض) يتم استخدامها ونحن نقصد بها معنى لا نشك في دلالته، ولكنها هي تتجه نحو دلالة أخرى غير ما نرومه منها، والدلالتان هنا تتناقضان وتتعارضان، وكذلك هي كلمة (كذب) التي نستخدمها بمعنى نتفق عليه ولا نشك بدلالته، لكنها هي تقترح وتفتح لنفسها مجالاً دلاليًّا مختلفًا ومناقضًا لما كنا نتصور. ومن هناك فإنها تشاكس كل قناعاتنا حول المعنى المتفق عليه. ولهذا فإن الزمخشري يقع أمام هذه الكلمة حائرًا محتارًا، فيصفها بالكلمة المشكلة أولاً، ثم ينقل رأي من رأى أنها كلمة من موروث مضى ومضى معه أهله ومن له علم بذلك الموروث، وهو بذلك يشير إلى خطورة هذه الكلمة وإلى أهميتها وأهمية (الفضاء الدلالي) الذي تتداخل معه، وفي ذلك يقول محددًا ومثيرًا لإشكالية المصطلح:
هذه الكلمة مشكلة قد اضطربت فيها الأقاويل، حتى قال بعض أهل اللغة: أظنها من الكلام الذي درج ودرج أهله ومن كان يعلمه (1).
ولا ريب أن الزمخشري هنا لا يقصد حرفية الحكم بأن الكلمة ودلالتها قد انقرضت. ولكنه فقط يشير إلى درجة الاضطراب الدلالي حولها، مما يجعلها كلمة مفتوحة منفوخة منفوحة على مختلف أنواع التأويلات والتفسيرات، وكل تفسير إن هو إلا اجتهاد يسلك طريق الاحتمال والإمكان ـ كما يقول ابن فارس ـ الذي وقف موقف المحتار من هذه الكلمة أيضًا (2).
(1) الزمخشري: الفائق في غريب الحديث، 3/ 250، تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم. نشرة عيسى البابي الحلبي، القاهرة 1977م.
(2) ابن فارس: الصاحبي 58، تحقيق السيد صقر، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة 1977م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معاوية]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 02:07 م]ـ
وهذا الاضطراب الدلالي يبلغ حدًّا تسقط معه كل شروط المعنى المقنن، فكلمة (كذب) تشير إلى جدول دلالي متنوع ومختلف، بل إنها قد لا تعني أي معنى، وإنما تشير فقط وتكون علامة حرة لا يقيدها أي قيد، وفي ذلك قال الشيخ أبو علي الفارسي عارضًا المسألة عرضًا منطقيًّا: " الكذب ضرب من القول، وهو نطق، كما أن القول نطق، فإذا جاز في القول الذي الكذب ضرب منه أن يتسع فيه فيجعل غير نطق، جاز في الكذب أن يجعل غير نطق" (1).فالكذب ـ إذن ـ صوت لغوي مطلق الدلالة أشبه ما يكون بلغة الصمت ولغة الحيوانات التي تدل دلالة مبهمة لا يفك لغزها إلاّ بالتأويل والتفسير.
(1) الزمخشري: الفائق 2/ 250.
ـ[معاوية]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 10:28 م]ـ
وهي مثلما تكون صوتًا مطلق الدلالة فإنها أيضًا تكون كلمة قاطعة الدلالة، وتأتي (كذب) بمعنى وجب، ومن ذلك ما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله:
كذب عليكم الحج، كذب عليكم العمرة، كذب عليكم الجهاد. ثلاثة أسفار كذبن عليكم. أي وجب عليكم، وجب عليكم. ومنه قوله:
كذبتك الظهائر. أي عليك بالمشي في حرّ الهواجر. ومنه الحديث الشريف:
فمن احتجم فيوم الخميس والأحد كذباكأي عليك بهما (1).
(1) الزمخشري: الفائق 2/ 250، (انظر القاموس المحيط مادة ـ كذب ـ)
ـ[معاوية]ــــــــ[01 - 10 - 2006, 02:11 م]ـ
هذا معنى من معاني (كذب) فيه تحديد وحصر، يقابل ما قاله الفارسي عن الدلالة المطلقة والإشارة الحرة. ومن باب إمعان الزمخشري في مداخلة هذه الكلمة وملاحقتها، ليس لحل مشكلتها ولكن لإظهار هذه المشكلة وإبرازها، فإنه يلجأ إلى ملاحظة سياق الكلام، ولذا يحاول طرح تصوّر جريء ينافس التأويلات السابقة فيقول واصفًا قوله بأنه هو الـ قول:
عندي قول هو القول، وهو أنها كلمة جرت مجرى المثل في كلامهم ... ... والمراد بالكذب الترغيب والبعث، من قول العرب: كذبته نفسه إذا منته الأماني وخيلت إليه من الآمال ما لا يكاد يكون. وذلك ما يرغب الرجل في الأمور، ويبعثه على التعرّض لها. ويقولون في عكس ذلك: صدقته نفسه، إذا ثبطته وخيلت إليه المعجزة والنكد في الطلب. ومن ثمت قالوا للنفس الكذوب (1).
(1) الزمخشري: الفائق 2/ 252.
ـ[معاوية]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 02:04 م]ـ
والزمخشري هنا يقدم لنا كلمة ذات قيمة دلالية وفنية وأخلاقية عالية جدًا، على حين تكون كلمة (صدق) أقل دلالة وأضعف. ذاك لأن كلمة (كذب) ذات طاقة مرتفعة لأنها تحمل القدرة على التخييل وخلق الأماني مما لا يكاد يكون، هذا هو ما يرغّب الإنسان ويبعث فيه حسّ الابتكار والحركة، وتلك هي دلالة الترغيب والبعث التي تجعل النفس موصوفة بأنها (الكذوب) أي الراغبة المنبعثة والعامرة بالخيال الحي والأماني الدافعة. بينما (الصدق) يحمل هنا وفي مقابل ذلك دلالات التثبيط والتقاعس فإذا صدقت النفس مع صاحبها أفضت به إلى الركود، وإذا كذبته دفعت به إلى الابتكار والانتعاش والبعث. هذا هو القول الذي هو الـ قول، الذي بلغ مبلغًا جماعيًّا حيث صارت الكلمة المشكلة بمنزلة (المثل السائر). والأمثال هي لغة جماعية تنطلق بلسان الأمة وبضميرها وتعبر عن اللاشعور الجمعي فيها، وكأنما كلمة (كذب) تعبير جماعي لحسّ بشري ولغوي شامل مثلما الأمثال ــ حسب ما يقول الإمام الزمخشري وغيره من اللغويين ــ.
ـ[معاوية]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 02:10 م]ـ
ومثلما جاءت كلمة (كذب) بمعنى وجب، فإنها تتضمن دلالات التنشيط والبعث النفسي، فالقول: ليكذ ّبك الحج أي لينشطك ويبعثك على فعله (1).
(1) القاموس المحيط، مادة (كذب).
ـ[معاوية]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 12:37 م]ـ
ومن مدخل التنشيط والبعث النفسي تأتي دلالات أخر تشير إلى مفهوم التمثيل والتخييل الجمالي. ومنها صورة الحيوان الوحشي إذا جرى شوطًا ثم وقف لينظر ما وراءه، فإن فعله هذا وما فيه من حركة وتحفز يأتي من باب (التكذيب)، فيقولون كذ ّب الوحشي ويقصدون به تلك الصورة المتوثبة وما فيها من حركات متوالية في الجري والوقوف والنظر إلى الخلف، وهذه مجموعة من الأفعال تصهرها كلها كلمة واحدة ولكنها ذات دلالات تتنوع وتختلف.
ـ[ابن النحوية]ــــــــ[05 - 12 - 2006, 10:49 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا فإن الزمخشري يقع أمام هذه الكلمة حائرًا محتارًا، فيصفها بالكلمة المشكلة أولاً، ثم ينقل رأي من رأى أنها كلمة من موروث مضى ومضى معه أهله ومن له علم بذلك الموروث، وهو بذلك يشير إلى خطورة هذه الكلمة وإلى أهميتها وأهمية (الفضاء الدلالي) الذي تتداخل معه، وفي ذلك يقول محددًا ومثيرًا لإشكالية المصطلح:
هذه الكلمة مشكلة قد اضطربت فيها الأقاويل، حتى قال بعض أهل اللغة: أظنها من الكلام الذي درج ودرج أهله ومن كان يعلمه (1).
ولا ريب أن الزمخشري هنا لا يقصد حرفية الحكم بأن الكلمة ودلالتها قد انقرضت. ولكنه فقط يشير إلى درجة الاضطراب الدلالي حولها، مما يجعلها كلمة مفتوحة منفوخة منفوحة على مختلف أنواع التأويلات والتفسيرات، وكل تفسير إن هو إلا اجتهاد يسلك طريق الاحتمال والإمكان ـ كما يقول ابن فارس ـ الذي وقف موقف المحتار من هذه الكلمة أيضًا (2).
(1) الزمخشري: الفائق في غريب الحديث، 3/ 250، تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم. نشرة عيسى البابي الحلبي، القاهرة 1977م.
(2) ابن فارس: الصاحبي 58، تحقيق السيد صقر، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة 1977م.
كلام الزمخشري لا يريد به الكلمة المفردة من حيث هي، وإنما يريد بها استعمال الكلمة في سياق معيَّن وهو ما أُثِرَ عن العرب من قول عمر ــ رضي الله عنه ـــ: " كَذَبَ عليكم الحجُّ، كَذَبَ عليكم العمرةُ، كَذَبَ عليكم الجهادُ، ثلاثة أسفار كذبن عليكم " يُرْوى برفع الاسم بعدها ونصبه (1)، وقول الأسود بن يعفر:
كَذَبْتُ عليك لا تزال تَقُوْفُني = كما قاف آثارَ الوسيقة قائفُ
هذا الذي وقف علماء اللغة حائرين في تفسير كلمة (كَذَبَ) فيه فقال الزمخشري هذه المقولة، فمنهم من قال: إن الكلام يُعْرَب لفظه، والمعنى على خلاف ذلك، ومنهم من قال: إن (كَذَبَ) هنا زائدة، وغير ذلك.
أما الكذب فأحسب أن له وجهًا واحدًا قبيحًا كالحًا؛ ولذلك لا يتصف به الأشراف والنبلاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: غريب الحديث للهروي 3/ 247، إصلاح المنطق 292.
ـ[معاوية]ــــــــ[06 - 12 - 2006, 07:04 م]ـ
أخي ابن النحوية شكرا للإفادة التي تفضلت بها عن المرمى لقول الزمخشري رحمه الله
وأما الكذب فهو نوعان كما أظن:
الكذب الذي نهى عنه الله تعالى ورسوله:=، وهو الكذب الذي في الكلام العادي الذي يقلب الحقيقة ويغيرها إلى باطل، وبسببه يؤخذ حق من مظلوم أو يظلم إنسان وما إلى ذلك وإلى آخره ...
وهْوَ قبيح، ولا يتصف به الأشراف والنبلاء وكذا الصعاليك والمسلمون وأظن النصارى واليهود أيضاً يقبحونه، نبلائهم وأشرافهم وأهل الكتاب عامة ومن كل الطبقات.
أيضاً ..
ولأهمية الصدق ولأن ظاهرة الكذب ظاهرة مدويّة في مجتمعاتهم، اخترعوا في الغرب ـ كما قيل ـ جهازاً للكشف عن الكاذبين وأول مادة تجريبية على الجهاز هم الأشراف والنبلاء:)
أما الكذب الأدبي الجمالي يا أخي الكريم فحدث القوم بما يعرفونه، فهو في ديوان العرب وأعذب الشعر أكذبه؛ وصف لائق لأشرافهم ونبلائهم وصعاليكهم، وإنك لترى الشعراء والكتاب يجمّلون آدابهم بالكذب؛ بألفاظ به محلاه ومعاني وأخيلة تتلمسه وتغشاه، وتدور حول الأدب دائرة الكذب أحادية الاتجاه تتقاطع مع دائرات وأشكال جمالية أخر في ربوع الفن ونواحيه وأسفله وأعلاه ..
ويأتينا الفيروزأبادي بصورة أخرى تماثل هذه بحيويتها وتزاحم الأفعال فيها، وهي صورة الإنسان الذي (يصاح به وهو ساكت يُرى أنه نائم) (1). وهذا هو (الإكذاب) ويقال للإنسان الذي هذه حاله (قد أكذب). ومن هنا تكون الكلمة ذات دلالة احتفالية وذات بعد تصوري وتخييلي، فيها من الزخرفة والبريق مثلما فيها من تنوّع الدلالات وتعدّد الأفعال، ولذا صار عندهم نوع من الثياب المزخرفة تسمّى (الكذ ّابة) يلبسها الناس وهي: (ثوب منقوش بألوان الصيغ كأنه مَوْشِيّ) (2).
(1) القاموس المحيط، مادة (كذب).
(2) الزمخشري: أساس البلاغة 539، دار صادر، دار بيروت، بيروت 1965.
ـ[معاوية]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 03:59 م]ـ
وبذلك تكون دلالة (الإغراء) من مضامين معنى هذه الكلمة لدى العرب ـ كما يقرر ابن فارس ــ (1). وصار من أسماء النفس وصفاتها الكذوب والكذوبة، لارتباط النفس بالأماني والمطامح. ويأتي الكذب مرادفاً دلالياً للخيال مثلما كان دالاً على التخييل، ومن ذلك جعلهم ما تراه النفس تخييلاً من باب التكذيب النفسي، بمعنى الاستنباط الخيالي فيقولون: (كذبتك عينك: أرتك ما لا حقيقة له، قال الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرباب خيالا (2))
فالكذب والخيال فعلان نفسيان وشاعريان، تراهما العين من فوق حدود الواقع الماثل والحقيقة الحسيّة.
ومن هنا تكون دلالات هذه الكلمة المشكلة هي في الإغراء والترغيب والبعث والتخييل ـ مثلما هي في أشياء أخرى ـ وهذه جميعها دلالات تشير إليها الاستخدامات العربية القديمة، والتفسيرات اللغوية لعلماء اللغة في عصر التدوين وما بعده، حتى وإن صار في الأمر معنى من معاني الإشكال الذي جعلها (كلمة مشكلة)، ولكن هذا أدخلها في إطار الاحتمال والإمكان، كما يقول ابن فارس، ممّا يؤكد مفهوم إشارية اللغة ويؤكد أن كل كلمة هي حسب قول عبد القاهر الجرجاني ــ مما يجري مجرى العلامات والسمات، ولا معنى للعلامة والسمة حتى يحتمل الشيء ما جُعلت العلامة دليلاً عليه وخلافه) (3).
(1) ابن فارس: الصاحبي59.
(2) الزمخشري: أساس البلاغة 539، (انظر القاموس مادة ـ كذب ـ)
(3) الجرجاني: أسرار البلاغة347، تحقيق هـ. ريتر، مطبعة وزارة المعارف استانبول1954م.(/)
تعريف المدرسة النفسية
ـ[موزه]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 09:24 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
أرجو مساعدتي في الحصول على تعريف المدرسة النفسية ...
و شكرا .. ;)
ـ[معاوية]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 08:24 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل هذا الكلام يفيدك ...
قال محمد عبد المنعم خفاجي في كتابه (مدارس النقد الأدبي الحديث):
........
وتيارات النقد الغربي في أوربا في القرن التاسع عشر ومدارسه وصفها (ت. س إليوت عام 1919) بالفوضى والاضطراب، وإن كان منشؤها جميعها واحدًا، وهو التيار الرومانسي الذي تفرع منه معظم الأعمال الأدبية والفنية.
والرومانسية التي مَجَّدت الفرد، وآمنت بقدراته، وأحنت رأسها لإمكاناته، كانت ترى الأدب تعبيرًا عن الذات، أي عن الفرد، وترى أن النقد هو ما يوضح لنا مدى صدق هذه النظرية، وأكبر مقياس للعمل الأدبي عند الرومانسيين هو إخلاص الأديب في العاطفة التي يعبر عنها فيما يكتب.
إن الأدب عندهم تعبير صادق عن الأديب، والنقد تعبير عن الناقد، فهو أدب إنشائي لا يختلف عن الأدب، وعلى ضوء ذلك نشأت في الغرب مدرستان للنقد:
ــ المدرسة العاطفية.
ــ المدرسة النفسية.
المدرسة النفسية:
ورواد المدرسة النفسية يرون أن الإبداع الأدبي تعبير مباشر عن شخصية الأديب، فهو وسيلة تساعد على الكشف عن شخصيته ومعرفة حياته معرفة شاملة ودقيقة، ولكن منهج هؤلاء الرواد أكثر فائدة لعالم النفس من فائدته للأدب والنقد.
المدرسة العاطفية:
ورواد المدرسة العاطفية في النقد يرون أن الأدب تعبير مباشر عن الذات، أي عن الفرد ويفسرون العمل الأدبي على أنه تعبير عن المشاعر التي تجيش في صدر الأديب والكاتب، وأثر هذه المشاعر على الناقد، فالأدب والنقد ذاتيان لا يخضعان عندهم لقواعد، ومن بين هؤلاء الرواد " أناتول فرانس " الذي كان يقول: إن النقد هو مغامرة يقوم بها العقل بين الآثار الأدبية؛ ومنهم " أوسكار وايلد " الذي كان يقول: النقد يجب أن يخلق شيئًا جديدًا في العمل الأدبي، ونقد هؤلاء لا يكشف عن العمل الأدبي والاستمتاع به، بل إنه يلهينا عن الإبداع، ويشغلنا عنه.
المدرسة الواقعية:
ثم نشأت المدرسة الواقعية في الأدب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وذهبت هذه المدرسة إلى أن الأدب تعبير عن المجتمع أو عن البيئة، وتفرعت عن هذه النظرية مدارس النقد التاريخية والاجتماعية والمادية والجدلية، التي نادى بها " ماركس " وهم يفسرون العمل الأدبي في ضوء الظروف الاقتصادية أو التاريخية، أو الاجتماعية التي نشأ فيها.(/)
البنيوية .. أرادوها شراباً .. فكانت سراباًَ .. !
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 05:43 ص]ـ
المفهوم:
اشتقت البنيوية من لفظ (البنية)، التي تعني: تكوين الشيء، أو الكيفية التي شُيِّد عليها.1
ويُقصد بها في علم اللغة مجموعة مركبة من العناصر المتماسكة، والمتداخلة فيما بينها، بحيث تُلغى فكرة التفرّد؛ بل يتوقّف كل عنصر على بقية العناصر الأخرى، ومدى علاقته بها؛ فتكون البنيوية عبارة عن دراسة العلاقات بين البنى المختلفة في النص الأدبي. 2
وقد لخّص القول (دي سوسير) – الذي يُعدّ أبو البنيوية- بأنها (تنظيم ... يعبّر عن تماسك العلاقات داخل ذلك النص الموحّد). 3
أما عالم الاجتماع ليفي شتراوس فإنه يعرّفها بأنها (مجرد منهج أو نسق يمكن تطبيقه على أي نوع من الدراسات).4
يُفهم من ذلك أن البنيوية نظرية قائمة على تحديد وظائف العناصر المترابطة الداخلة في النص. 5
البنيوية الغربية:
إن أول من أسس منهج البنيوية العالم اللغوي السويسري (فردينان دي سوسير 1913م)، في محاضراته التي ألقاها عن ثنائية اللغة والكلام، وثنائية المحور التاريخي التطوري، والمحور التزامني الوصفي، إضافة إلى ثنائية علمي اللغة: الداخلي و الخارجي. 6
وقد قامت البنيوية على هذه الثنائيات اللغوية المتقابلة، وإن كان سوسير –كما أشرت سابقاً- لم يعبِّر بلفظ (البنية) وإنما (نظام) 7؛ ولكن اختلاف اللفظ لا يُشكِل مادام يقصد المعنى نفسه للبنية. وقد استفاد سوسير من مبادئ المذهب التجريبي الذي تبنته الدراسات اللغوية. 8
وبعد حقبة من الزمن تنقلنا من سويسرا إلى روسيا حيث الشكلانيين الروس؛ الذين وضعوا أسساً منهجية مستقلة عما يريده النظام الشيوعي من تركيز على المضمون. وذهبوا إلى أن قيمة الوسيلة الأدبية تعتمد في الأساس على علاقتها مع الوسائل الأدبية الأخرى. 9
ومن المؤسسين لهذه المدرسة (رومان جاكبسون)؛ الذي التحق بعد ذلك بمدرسة (براغ)، وقد عمد إلى رسم بياني كامل بيّن فيه عوامل التواصل الكلامي بتوزيع المرسل والمرسل إليه، الذين يعدهما من أهم عناصر التواصل الستة في الوظائف اللغوية.10 وقد كان السبّاق بلفظة (البنيوية) كمنهج نقدي.11
وبعد براغ والشكلانيين أثبتت مدرسة (النقد الجديد) في أمريكا وإنجلترا ضرورة عزل النص عمّا يؤثر فيه، وعدُّوا الأعمال الأدبية أشياء مجردة بعيدة عن العوامل الخارجية!!! 12
أما ليفي شتراوس العالم الأنثروبولوجي فقد جعل النموذج اللغوي مقوِّماً في دراسة الكليّات، وهذا الاعتماد يسّر تمازج العلوم الإنسانية؛ الذي تجسّد بلقاء هذا العالم بـ (جاكبسون) ليتعاونا في تحليل نص لبودلير (القطط)، يصبح وقتها الميلاد الفعلي للمنهج البنيوي في النقد الأدبي.13
بعد ذلك كان اهتمام علماء النفس بالشعور واللا شعور على أساس أنهما بنى لغوية، فنجد (جاك لاكان) يؤسس علم النفس البنيوي القائم على أن البنية الشاملة للغة هي بنية لا شعورية، وأن لا وجود لأية علاقة مباشرة بين النفس و التجربة.14
وكذلك الفرنسي (جان بياجيه)، الذي جعل للبنية ثلاث خصائص لا بد أن تتسم بها: هي الكلية؛ فتتكون البنية من عناصر داخلية خاضعة لقوانين النسق. والتحول؛ وهو سلسلة من التغيرات الباطنة تحدث داخل النسق. والتنظيم الذاتي؛ فتنظم البنية نفسها لتحفظ لها وحدتها، وتساهم في طول بقائها.15
وكان للناقد الفرنسي (رولان بارت) إسهامات في البنيوية، ولكنه في آخر عمره انتقدها، ونأى عنها إلى التفكيكية.16
البنيوية العربية التراثية:
لم يكن النقد العربي القديم بأدواته يستطيع تحليل النص الأدبي كما يقوم به أصحاب البنيوية الآن؛ إلا أن هناك بعض البدايات والنظرات التي تشابه إلى حدٍ ما ما يقوم به البنيويون اليوم.
فحينما يكشف هؤلاء عن العلاقات المتشابكة في النص فأولئك بدورهم كانوا يبحثون عنها أيضا وإن لم تكن نفس العلاقات. فعبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز تحدّث عن العلاقات النحوية في النص، وتأثيرها في التعبير الأدبي. إضافة إلى أن نظريته الشهيرة (النظم) كانت تشبه إلى حدٍ كبير ما يعرف بالتوليد في النص، و أن ليس للمفردة المجردة مزية حتى تدخل في سياق معين، وهذا ما عرفناه لدى البنيويين؛ الذين يعتمدون في أسسهم على أن العلاقات بين العناصر في النص هي المحور، ولا يعتدّ بالعنصر الواحد بذاته. 17
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرى حسام الخطيب أنه كما دافع ابن قتيبة والمرزوقي وابن خلدون عن وحدة البيت في القصيدة، فإن البنيويون أيضا يهتمون بهذا الأمر، 18 إلا أنني أخالفه هذه الفكرة؛ فما عرفته عن هذا المنهج هو اهتمامه بالنص الأدبي كوحدة متكاملة.
أيضاً ممن كانت له إشارات ولمحات فيما يتصل بهذا المنهج الناقد العربي (حازم القرطاجني ق6 هـ) حين أشار إلى البعض عناصر الاتصال في النص لدى البنيويين. 19إضافة إلى محاولاته في النظرة الكلية للنص الأدبي.
البنيوية العربية الحديثة:
لم تنتشر البنيوية في العالم العربي كما كانت في الغرب تتوزع في كل المجالات، سواء العلوم الإنسانية، أم غيرها من البحتة. فقد تمركز هذا المنهج في النقد الأدبي دون غيره.
وقد بدأت في أواسط الستينيات حين نشر (محمود أمين) في مجلة (المصور) مطلِقاً على هذه المناهج: (الهيكلية)، وبعدها توقف الزحف حتى نهاية السبعينيات فقد نشر العديد من النقاد والأدباء العرب دراساتهم التي اتجهت اتجاهي البنيوية: الشكلاني، والتكويني، وإن كان للتكوينية النصيب الأكبر من الانتشار. 20
وهاهو ذا شكري عيّاد في مقالته (موقف من البنيوية) يوضح مدى تقبّل النقاد العرب لهذا المنهج حين يحاول وضع تصور للبنيوية بين مناهج النقد الأخرى معلِّلاً لولادتها، ومدى علاقتها بالمناهج الأخرى كالسميولوجية. 21
بينما هناك من يرى أن هذا الاستقبال قد توزّع لثلاثة مشارب مختلفة:22
1 - الترجمة من النظريات النقدية الغربية إلى اللغة العربية.
2 - مراجعة الموروث العربي؛ للخروج بأوجه اتصال وتقابل بينه وبين ما لدى النقد الغربي.
3 - التطبيق، وتناول النصوص العربية القديمة والحديثة، وإسقاط النظريات النقدية عليها.
وقد ظهرت المحاولات النقدية إلا أنها ظلت محدودة ومتواضعة، رغم تحفّزها وطموحها المتردّد للتوازي مع ما وصل إليه النقد الغربي .. هل هذا الجهد من أجل تحقيق معرفة بعلاقات النص، أم أنه مجرد مواكبة للتطور النقدي؟ 23
وبعدها نجد مقالات د. الغذامي، قبل كتابه (الخطيئة والتكفير) يؤكد فيها أن لا ثمة ناقد بنيوي صرف؛ وإنما البنيوية كمنهج نقدي حاضرة في أغلب الممارسات النقدية. ولا يكتفي بهذا الجانب التنظيري، وإنما يحاول التطبيق على بعض النصوص الأدبية.24
آراء بعضهم:
• يرى د. المسدّي أن البنيوية تجرأت على النص وأزاحت ما كان يحيط به من هالة قدسية تعيق عن الرؤية الموضوعية المتأنية، إضافة إلى أن (موت المؤلف) كانت الفكرة الجانية عليها. 25
• لـ د. سعد أبو الرضا لمحات:26
1. أن النظرة المادية لواقع النص أو ما يتصل به تجعل الاتجاه البنيوي يتجاوز حدوده في تحليل النصوص المقدسة.
2. حينما يؤمن هذا الاتجاه بالواقع دون غيره في تحليل النص، فيتجاهل ما فوق الواقع والقيم الأخلاقية؛ فذلك –بلا شك- ينافي تحقيق التفاعل بين النص والمتلقي فضلا عن الإخلال بالاعتقاد الإسلامي.
3. الإيمان الأعمى والمطلق من أصحاب هذا المنهج بما يكتبون، يجعلهم رافضين لكل نقد أو ملحوظة؛ مما يمنع التواصل المثمر للرفع من قيمة النقد.
4. حرص البنيويين على عزل النص عن صاحبه (موت المؤلف) يمنع من معرفة ظروف هذا النص المساهمة في تحليله.
• يقول شكري عيّاد إن هذا التناقض هو ديدن الحضارة، الساعية لتحويل كل عمل إنساني إلى نظام مجرد؛ لكن الأدب اصطدم بها، فهو –كما نعلم- يعبر عن حالة الإنسان الشعورية.27
• ويعتقد د. حمودة أن فشل البنيوية الحقيقي هو عجز المنهج عن تحقيق المعنى، وإن سلّم بنجاحه في تحليل اللغة إلا أنه ينفي كفاءته في تحليل النصوص.28
وبعد هذا ..
• نشأة البنيوية لم تكن نقدية، وإنما لغوية.
• لم يستأثر النقد الأدبي الغربي بهذا المنهج؛ وإنما شمل أغلب العلوم من إنسانية وغيرها؛ بعكس انحصاره عربيا في النقد الأدبي.
• بعض من النقاد الذين تبنوا البنيوية في بداياتها، نفضوا أيديهم عنها بعد أن تبين قصورها في تحليل النصوص، كالفرنسي رولان بارت.
• لا يحق تجاهل وجود بعض نقاط الالتقاء بين النقد العربي القديم على بساطة أدواته، والغربي الحديث في هذا المنهج.
• ظهور ما يسمى بـ (ما بعد البنيوية)، نشأت على أنقاض البنيوية، وحاولت تفادي ما كان في الأولى من عيوب؛ كقضية (موت المؤلف) التي ساهمت بشكل كبير في زوال المنهج.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخيرا .. تبقى البنيوية أحد المناهج التي حلّت على ساحة النقد بعد العلوم الإنسانية، وانتشرت كالنار في الهشيم في أصقاع الغرب، وحاول أصحابها الرفع من شأنها، وإطالة عمرها. إلا أن مبادئها نفسها هي من اغتالتها؛ لعدم استطاعتها الوفاء بما يستحقه النص الأدبي.
فاندثرت بعدما كُتبت لها الحياة والاستمرار حقبة من الزمن .. إذ هكذا سنة الحياة.
وستظل البنيوية منهجاً له حسناته كما سيئاته، يُستفاد منه بشكل جزئي –كما هو حال أغلب المناهج النقدية-؛ مما يؤكد الدعوة إلى الاستفادة من جميع المناهج بعيداً عن سيئاتها المضرة بالنص الأدبي.
[ line]
1 انظر: لسان العرب مادة (بني) -نسخة إلكترونية/ ومشكلة البنائية، د. زكريا إبراهيم/ دار مصر للطباعة د. ط د. ت:32. و البنيوية بين العلم والفلسفة، د. عبد الوهاب جعفر/ دار المعارف-مصر د. ط 1989م:2. والمدخل اللغوي في نقد الشعر قراءة بنيوية، د. مصطفى السعدني/ منشأة المعارف-مصر د. ط د. ت:11.
2 انظر: المعجم المفصل للغة والأدب، إميل يعقوب، وميشال عاصي/دار العلم للملايين-بيروت 1987م: 1/ 334/ وقضية البنيوية دراسة ونماذج، د. عبد السلام المسدّي/ دار أمية-تونس د. ط د. ت، والنقد الأدبي الحديث رؤية إسلامية، د. سعد أبو الرضا/ المتحدة للطباعة د. ط 2004م:93 - 94/ ونظرية البنائية في النقد الأدبي، د. صلاح فضل/ دار الشروق-القاهرة ط2 د. ت:120 - 121، ومعجم المصطلحات اللغوية والأدبية، د. علية عزت عياد/ المكتبة الأكاديمية-القاهرة د. ط 1994: 141 - 142.
3 البنيوية، سمير عبد الفتاح/ مجلة العربي-الكويت ع419 أكتوبر 1993م:151.
4 السابق.
5 انظر: المعجم الأدبي، جبّور عبد النور/ دار العلم للملايين-بيروت ط2 1984م: 52.
6 انظر: النقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا: (95 - 97)، ومناهج النقد المعاصر، د. صلاح فضل/أفريقيا الشرق-المغرب ط1 2002م:69 - 70. ومعرفة الآخر: مدخل إلى المناهج النقدية الحديثة، عبد الله إبراهيم، سعيد الغانمي، عواد علي/ المركز الثقافي العربي-بيروت ط1 1990م:8 - 9.
7 انظر: البنيوية لجان بياجيه، ترجمة: عارف منيمنه، ود. بشير أوبري/ منشورات عويدات-بيروت ط4 1985م:64.
8 انظر: المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك، د. عبد العزيز حمّودة عالم المعرفة-الكويت ع232 1418هـ:180.
9 انظر: نظرية النقد الأدبي الحديث، د. يوسف عوض/ الأمين-القاهرة ط1 1414هـ:16، ومدخل في قراءة البنيوية، د. عبد الملك مرتاض/ مجلة الموقف الأدبي-دمشق ع333 رمضان 1419هـ:35،ومعرفة الآخر:9 - 10.
10 انظر: النقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا97، والخطيئة والتكفير، د. عبد الله الغذامي/ الهيئة المصرية العامة للكتاب ط4 1998: 9 - 10، والأسلوبية لجورج مولينيه، ترجمة: د. بسام بركة/ المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ط1 1420هـ:15.
11 انظر: المرايا المحدّبة: 187.
12 انظر: النقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا:98. ومعرفة الآخر: 16 - 17.
13 انظر: النقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا:98 - 99، ومعرفة الآخر: 18 - 19، ومناهج النقد المعاصر:72، وعصر البنيوية من ليفي شتراوس إلى فوكو، إديث كيروزيل، ترجمة: جابر عصفور/ المركز الثقافي العربي-الدار البيضاء ط2 1986م:18، وفي البنيوية والمنهج البنيوي، حسين قبيسي/ مجلة الباحث-باريس سنة1 عدد3 1978: 131.
14 انظر: مناهج النقد المعاصر:73، والخطيئة والتكفير:53.
15 انظر: البنيوية لجان بياجيه: 8، والنقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا:92 - 93، ومشكلة البنائية:33.
16 انظر: النقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا:94 - 95، و رولان بارت رائد المدرسة البنيوية، د. سامية أحمد أسعد/ مجلة الفيصل-الرياض، ع45 1401هـ:71.
17 انظر: البنيوية والنقد العربي القديم، حسام الخطيب/ مجلة الموقف الأدبي- دمشق عدد 181 - 182 - 183 1986م السنة 16: 18 - 19، والبنيوية سمير عبد الفتاح:152.
18 انظر: البنيوية والنقد العربي القديم، حسام الخطيب:20.
19 انظر: الخطيئة والتكفير:17.
20 انظر: استقبال الآخر، د. سعد البازعي/ المركز الثقافي العربي-الدار البيضاء ط1 2004: 173 - 174.
21 انظر: موقف من البنيوية، شكري عيّاد/مجلة فصول مج1ع2 ربيع أول 1401هـ:193وما بعدها. انظر: النقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا:104 - 105.
22 انظر: النقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا:104 - 105.
23 انظر: في معرفة النص، يمنى العيد/ دار الآفاق الجديدة-بيروت 1958: 121.
24 انظر: النقد الأدبي المعاصر في المملكة، د. محمد صالح الشنطي/ دار الأندلس-حائل ط1 1422: 1/ (822 - 824).
25 انظر: البنيوية، د. عبد السلام المسدّي:59 - 63.
26 انظر: النقد الأدبي الحديث، د. سعد أبو الرضا:106 - 107.
27 انظر: موقف من البنيوية: 198.
28 المرايا المحدبة:281 - 282.
[ line][line]
المقال نُشر في المجلة الثقافية دون الحواشي، فرأيت إعادته هنا.
رابط المجلة ( http://www.al-jazirah.com/culture/18092006/fadaat14.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 03:46 م]ـ
جمع طيب , سلمت يمينكِ
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 05:32 م]ـ
طيّب الله أنفاسك ..
شاكرة لك مرورك الكريم.
ـ[أحمد الشمري]ــــــــ[09 - 10 - 2006, 02:54 ص]ـ
كل الشكر لك أخت وضحاء على هذا الموضوع
وعلى تجاوبك
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 10:45 م]ـ
العفو ..
حياك الله دائما.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 11:03 م]ـ
سيدتي (لا فض فوك)
ـ[رماد إنسان]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 02:18 ص]ـ
هل يوجد هناك نموذج تطبيقي للبنيوية؟؟؟
شاكر لكِ وضحاء على موضوعك الرائع،،،
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 11:27 ص]ـ
الأستاذ محمد أبو النصر .. شكرا لمرورك ..
الأخ رماد إنسان .. العفو ..
من التطبيقات لمنهج البنيوية، وأغلبها صُنّفت بفشلها:
كتاب (جدلية الخفاء والتجلي) لكمال أبو ديب.
دراسة (البنية القصصية في رسالة الغفران) لحسين الواد.
كتاب (في ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب- مقاربة بنيوية تكوينية) لمحمد برادة، و محمد بنيّس.
كتاب: (في معرفة النص) ليمنى العيد.
ـ[داليا]ــــــــ[28 - 02 - 2007, 04:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
شكرا لكِ أختى وضحاء على هذا الموضوع الرائع
ولى عندكِ رجاء أتمنى لو نصير أصدقاء ونتواصل فى المنتدى وعلى الإميل الشخصى فأنا فى أشد الحاجة إليكِ
جزاكِ الله كل خير
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[03 - 03 - 2007, 11:30 ص]ـ
حياك الله عزيزتي.
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 03:30 م]ـ
الأخت وضحاء
بارك الله فيكِ على هذا العرض الجميل المفيد.
----------------------
آمل إرشادي لبعض المراجع المفيدة في التعرف على:
التفكيكية، البنيوية، السيميائية ...
من حيث تاريخها و مبادئها، تطبيقاتها.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 05:15 م]ـ
الأخت وضحاء
بارك الله فيكِ على هذا العرض الجميل المفيد.
----------------------
آمل إرشادي لبعض المراجع المفيدة في التعرف على:
التفكيكية، البنيوية، السيميائية ...
من حيث تاريخها و مبادئها، تطبيقاتها.
أسهل كتاب في ذلك: كتاب مناهج النقد الحديث د. سعد أبو الرضا.
وهناك كتاب د. صلاح فضل مناهج النقد الحديث.
وإن شئت كتبا أكثر عمقا أخبرني.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 07:04 م]ـ
الاسلوبية =الفن الجميل لذي الذوق الجميل فقط
ـ[أبو أيوب]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 07:31 م]ـ
جزاكِ الله خيرا
كتاب مناهج النقد الحديث د. سعد أبو الرضا.
وهناك كتاب د. صلاح فضل مناهج النقد الحديث.
بالنسبة للكتابين السابقين أين أجدهما في الرياض؟
ويا حبذا تفاصيل الناشر.
وإن كان من كتب أخرى حول هذا الموضوع تحديداً، وحول النقد عموماً فآمل تزويدي بها؛ فثقافتي النقدية بحاجة للتطوير.
وأعتذر مسبقاً إن كنت أثقلت عليكِ.
ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 08:59 م]ـ
جزاك الله خيرا أخيتي
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 03 - 2007, 01:58 ص]ـ
جزاكِ الله خيرا
بالنسبة للكتابين السابقين أين أجدهما في الرياض؟
ويا حبذا تفاصيل الناشر.
وإن كان من كتب أخرى حول هذا الموضوع تحديداً، وحول النقد عموماً فآمل تزويدي بها؛ فثقافتي النقدية بحاجة للتطوير.
وأعتذر مسبقاً إن كنت أثقلت عليكِ.
حياك الله، و لا إثقال ..
الأول: المكتبة المتحدة، قد تجده لدى جرير، وإلا في الكتاب المستعمل.
الثاني: أكثر من دار نشرته؛ لدي نستختين: الأولى من دار الآفاق العربية -القاهرة، والأخرى: دار إفريقيا الشرق.
الأفضل أن تطلع على هذه في البداية .. مع العلم أنها في النقد الحديث.
وفقك الله.
جزاك الله خيرا أخيتي
وإياك أخي.
ـ[المرشد]ــــــــ[25 - 03 - 2007, 09:24 ص]ـ
الإيقاع الأعجمي لا تطرب له أرواح الفصحى
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 05:17 ص]ـ
الإيقاع الأعجمي لا تطرب له أرواح الفصحى
الاستفادة من الأعاجم لا يمكن لأحد إغفالها من القديم، و حتى عصرنا هذا.
فالحكمة ضالة المؤمن!
ـ[الأمين]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 11:47 ص]ـ
يوجد كتاب عن البنيوية وما بعدها على الرابط التالي: نسخة الكترونية يمكن تحميلها.سلسلة عالم المعرفة.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 12:15 م]ـ
شكرا لك أخي الفاضل ..
سيكون لنا وقفة حول ببلوغرافيا البنيوية بعد انتهائنا من الأسلوبية، والأدب المقارن.
ننتظر إسهاماتك معنا.(/)
ما معنى أدب مقارن؟
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 03:13 م]ـ
:::
درست من د. عبد القادر زيدان أن الأدب المقارن هو:
إتصال أدب بأدب آخر مختلف عن ذى قبله يتم المزج بينها ويتبادلا الثقافات
ولكننى أود معرفة المزيد
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 06:08 م]ـ
اعلم اخي الكريم / ابو اسكندر .. بارك الله فيك انه يجب في الادب المقارن ان يكون بين الشاعرين اللذين تقارن بينهما علاقة تاريخية او يكونان متأثران بأدب مشترك.
فمثلاً اذا عملنا مقارنة بين الشاعر الانجليزي ملتن والشاعر العربي ابو العلاء المعري لأن كليهما كان أعمى ومتزندق في الدين كانت هذه دراسة خاطئة لأنه لا يوجد علاقة تاريخية فلم يعيشا في زمن واحد ولم يتأثرا بأدب واحد.
والشكر موصول للجميع
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 03:01 ص]ـ
أضف إلى ماسبق أنه يجب أن لايكون من أدب قومي واحد أي بلغة واحدة فالمقارنة بين البحتري وأبي تمام مثلا تسمى (موازنة) ولا يعنى الأدب المقارن بمثل هذا .. إنما وظيفة الأدب المقارن أن يضع يده على تلك الأعمال في الآداب المختلفة التي تجمعها بعض السمات المتشابهة بعد ثبوت الالتقاء التاريخي.
خير مرجع في ذلك من الكتب العربية: الأدب المقارن لمؤلفه: د. محمد غنيمي هلال
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[17 - 10 - 2006, 01:26 م]ـ
:::
جزاكم الله كل خير ووفقكم الله لفعل الخيرات!
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[17 - 10 - 2006, 02:09 م]ـ
إنما وظيفة الأدب المقارن أن يضع يده على تلك الأعمال في الآداب المختلفة التي تجمعها بعض السمات المتشابهة بعد ثبوت الالتقاء التاريخي.
أحسنت أخي الكريم،
ومن أمثلة الأدب المقارن:
كتاب رسالة الغفران للمعري وكتاب الكوميديا الإلاهية لدانتة.
ـ[صَبْرُ أيوب]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 04:16 ص]ـ
ولك أن تقرأ في:
الأدب المقارن لطه ندى.
الأدب المقارن لأحمد كمال زكي.
اللذان سيناقشان الفكرة ... ويضربان عليها الأمثلة حتى يتضح لك الأمر.
كان الله في عونك:)
ـ[الشاعر الصغير]ــــــــ[22 - 04 - 2009, 11:12 م]ـ
الاخوة
كفو ووفوا
ـ[نون النسوة]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 05:44 ص]ـ
جزيتم خيرا
ـ[حسناء نرجس]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 12:41 ص]ـ
حسب معلوماتي،الأدب المقارن علم يهتم بدراسة علاقات التأثر والتأثير بين الآداب القومية مثلا علاقات التاثر بين الأدب الفرنسي والأدب الألماني ولا يكتفي بأدبين فقط
بل يتعدى ذلك، يقوم بمقارنة الآداب القومية المختلفة والموازنة بينها، ومعرفة ما فيها من عناصر مشتركة أو مختلفة والأسباب المسؤولة عن ذلك، والتعرف على الصلات التى تربطها بعضها ببعض فى حالة وجود مثل تلك الصلات، والمعابر التى انتقل من خلالها عنصر أو أكثر من هذا الأدب أو ذاك إلى غيره من الآداب القومية الأخرى ... إذن فنحن لسنا بصدد "أدب" بل بصدد "علم"، اللهم إلا إذا فهمنا كلمة "أدب: Littérature, Literature" بمعناها الواسع، أى "الكتابة"، أو قلنا إن ثمة كلمة محذوفة على سبيل الاختصار، والتقدير: "دراسة الأدب المقارَن"، أو "تاريخ الأدب المقارَن"، أو كما فى الألمانية: "علم الأدب المقارَن: verglaichende literaturwissen schaft". وهناك تسميات أخرى لم يُكْتَب لها التوفيق والانتشار مثل: "التاريخ المقارِن للآداب" أو "تاريخ الآداب المقارَنة" أو "التاريخ الأدبى المقارِن"، أو "تاريخ الآداب المقارِن"، أو "الآداب الحديثة المقارَنة" أو "الأدب العالمى
ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 03:03 ص]ـ
بارك الله فى كل المشاركين فى الموضوع، وأشكركم على لمساتكم وإضافاتكم وتعليقاتكم الجميلة،ودمتم.
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 07:57 ص]ـ
لي عودة في الأدب المقارن ..
هناك اتجهان المدرسة التاريخية والمدرسة الأمريكية ...
ـ[السامية للمعالي]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 02:19 ص]ـ
شكراً لكم يا أخوة
تعلمت الكثير.
جزاكم الله خيراً
ـ[عصام محمود]ــــــــ[07 - 09 - 2009, 12:24 ص]ـ
بدا ظهور مصطلح الأدب المقارن عام 1827 مع ظهور الوضعية الغربية التي تلت الثورة الفرنسية 1789 وهناك توجهات عدة لهذا العلم من المدرسة الفرنسية والأمريكية والسلافية والعربية ولكل توجه قوانينه الخاصة وما ذكره الإخوة هي بعض قواعد المدرسة الفرنسية لا غير ,ولنا عودة طويلة إن لم يكن عندكم مانع
ـ[منتظر]ــــــــ[29 - 05 - 2010, 11:34 ص]ـ
السلام عليكم
اود اان اشير الى الاستاذ محمد ينبع الغامدي
انه يجب في الادب المقارن ان يكون بين الشاعرين اللذين تقارن بينهما علاقة تاريخية او يكونان متأثران بأدب مشترك.
فمثلاً اذا عملنا مقارنة بين الشاعر الانجليزي ملتن والشاعر العربي ابو العلاء المعري لان كليهما كان أعمى ومتزندق في الدين كانت هذه دراسة خاطئة لانه لا يوجد علاقة تاريخية فلم يعيشان في زمن واحد ولم يتأثران بأدب واحد.
في البدا ايهما اصح " ان يكون بين الشاعرين اللذين تقارن بينهما علاقة تاريخية او يكونان متأثران "ام (ان يكون بين الشاعرين اللذين تقارن بينهما علاقة تاريخية او يكونا متأثرين).
ثم لا اعتقد انه هناك اي علاقة للتاريخ او زمن الاديب فالتاثر قد يتاثر شاعر معاصر باديب يوناني قديم
اما ما ذكرته فهو من شروط الموازنة بين الشاعرين حسب راي الامام علي عليه السلام.
والسلام عليكم
تقبلوا مروري(/)
سرقة طرفه من امرئ القيس .. !!
ـ[طموح مجنونه]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 04:23 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل لي بمعرفة أراء النقاد حول ماقيل أنه سرقة .. في بيت امرئ القيس:
وقوفاً بها صحبي على مطيهم ..
ماالأراء حول سرقة طرفه من امرئ القيس هذا البيت .. ؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 05:12 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
هناك من قال بأنها سرقة، و ذلك لاختلاف الكلمة الأخيرة فقط.
و هناك من قال بأن البيت منحول على طرفة؛ مدلّلا على ذلك بأجواء قصيدته. وهذا الرأي الثاني للغذّامي في كتابه: (ثقافة الأسئلة).
والأغلب يرى أنها من تزيّد الرواة وخلطهم وليست بسرقة، معلّلين بأن الشاعر لا يرضى أن يأخذ بيتاً كاملا بهذا الشكل فيسيء له.
اقرأي هنا ( http://www.alfaseeh.net/diffuser/user.php?dept=26&post=90) علّك تستفيدي
ـ[معالي]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 08:30 م]ـ
الدكتور محمد مريسي يرى أنه ليس منحولا ولا هو من تزيّد الرواة، وليس بسرقة!!:)
ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[05 - 10 - 2006, 02:01 ص]ـ
في الاصل انها ليست سرقو شعرية وذللك لانهم يعيشون في فترة وبيئة واحده فالمعاني مشتركة ومتاحة للجميع
والشكر موصول للجميع(/)
تساؤل ملح يفتك بي!!!!!!
ـ[أحمد الشمري]ــــــــ[06 - 10 - 2006, 03:39 ص]ـ
الناقة في الشعر العربي أين أجد الدراسات النقدية المقارنة عنها
وهل لي بعضو يدارسني ذالك الموضوع.
ـ[باحث لغوي]ــــــــ[09 - 10 - 2006, 12:08 ص]ـ
السلام عليكم
قد يفيدك هذا الرابط
http://www.awu-dam.org/trath/101/turath101-016.htm
وفقك الله.(/)
سيد قطب الشاعر
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 12:04 ص]ـ
سيد قطب الشاعر يحتاج منا وقفة لكي نُدرك تمامًا مَن هو؟
فالناظر بعين القطاة و الحاذق في ذرعه سوف يُدرك سيد قطب الشاعر حق معرفةٍ
يقول (سيد قطب)
لماذا أحبك هل تفكرين وما السر في الأمر هل تعلمين؟
أللحسن كم قد لقيت الحسان فما هجن بي ومضة من حنين
أللعطف إني القوي العطوف فما أرتجى رحمة العاطفين
...................... ..........................
فهذه ومضات لتعطي لنا فكرة مبدئية عن (سيد قطب الشاعر)
ـ[محمدابن العسيري]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 10:21 م]ـ
عزيزي ابو النصرسلام الله عليك ان محاولتك جيده ولكن الا ترى ان الشهيد اكبر من ان نقوم بلفت النظر الى شعره و ادبه فلذي لا يعرف سيد الاديب فان الخطاء خطاءه هو. ولكن الذي اتمنى ان اراه لفته صادقه حول سيد الانسان الذي اعدم. ما هو سبب اعدامه؟ .. و هل يستحق الانسان ان يعدم في الظلام وينتهي الموضوع.في الظلام كما بداء
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 11:24 م]ـ
السيد (محمد بن العسيري) سلام عليكم
دائمًا أتذكر قول البلاغاء (لكل مقام مقال) فكان هدفي نحو هذه المشاركة هو أننا في منتدى النقد الأدبي وأرى أنه من الأفضل ألا نتطرق إلى غير ذلك وخاصة إن كانت تمس .......................
أظن أنك فهمتني
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 04:25 ص]ـ
موضوع جميل.
استمر أستاذ محمد ..
زودنا من شعره -رحمه الله-.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 10:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل محمد جزاك الله خيراً على هذا الموضوع ولا ننسى أن سيد قطب بدأ أديباً قبل أن يكون مفكراً إسلامياً ولابد أن نعرف أنه من أرهف النقاد الأدبيين حساً وله كتاب النقد الأدبي من أجمل ماقرأت من كتب النقد وأقدم لكم قصيدته المشهورة أخي:
أخي
أخي أنت حرٌ وراء السدود .. أخي أنت حرٌ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما .. فماذا يضيرك كيد العبيد
أخي ستبيد جيوش الظلام .. و يشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها .. ترى الفجر يرمقنا من بعيد
أخي قد أصابك سهم ذليل .. و غدرا رماك ذراعٌ كليل
ستُبترُ يوما فصبر جميل .. و لم يَدْمَ بعدُ عرينُ الأسود
أخي قد سرت من يديك الدماء .. أبت أن تُشلّ بقيد الإماء
سترفعُ قُربانها ... للسماء .. مخضبة بدماء الخلود
أخي هل تُراك سئمت الكفاح .. و ألقيت عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح .. و يرفع راياتها من جديد
أخي هل سمعت أنين التراب .. تدُكّ حَصاه جيوشُ الخراب
تُمَزقُ أحشاءه بالحراب .. و تصفعهُ و هو صلب عنيد
أخي إنني اليوم صلب المراس .. أدُك صخور الجبال الرواس
غدا سأشيح بفأس الخلاص .. رءوس الأفاعي إلى أن تبيد
أخي إن ذرفت علىّ الدموع .. و بللّت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع .. و سيروا بها نحو مجد تليد
أخي إن نمُتْ نلقَ أحبابنا .. فروْضاتُ ربي أعدت لنا
و أطيارُها رفرفت حولنا .. فطوبى لنا في ديار الخلود
أخي إنني ما سئمت الكفاح .. و لا أنا أقيت عني السلاح
و إن طوقتني جيوشُ الظلام .. فإني على ثقة ... بالصباح
و إني على ثقة من طريقي .. إلى الله رب السنا و الشروق
فإن عافني السَّوقُ أو عَقّنِي .. فإني أمين لعهدي الوثيق
أخي أخذوك على إثرنا .. وفوج على إثر فجرٍ جديد
فإن أنا مُتّ فإني شهيد .. و أنت ستمضي بنصر جديد
قد اختارنا الله ف دعوته .. و إنا سنمضي على سُنته
فمنا الذين قضوا نحبهم .. ومنا الحفيظ على ذِمته
أخي فامض لا تلتفت للوراء .. طريقك قد خضبته الدماء
و لا تلتفت ههنا أو هناك .. و لا تتطلع لغير السماء
فلسنا بطير مهيض الجناح .. و لن نستذل .. و لن نستباح
و إني لأسمع صوت الدماء .. قويا ينادي الكفاحَ الكفاح
سأثأرُ لكن لربٍ و دين .. و أمضي على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام .. وإما إلى الله في الخالدين
ولكم عاطر التحيات،
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 02:36 ص]ـ
سلام عليكم
بناء على طلب السيدة (وضحاء)
سأحاول هنا أن أقدم (سيد قطب) نموذجًا (للغزل) وسيندهش كثيرًا من القراء لهذا، ولكن لماذا (الغزل)؟
في رأي إن الغزل نافذة صالحة لفهم نفسية الشاعر.
(سيد قطب) لديه من شعر الغزل نماذج صالحة تتشح بالصدق تجربة، وبالبراعة أداء، فلأبد لنا أن نُدرك أن الرجل وأمثاله من المتفقهين قديمًا وحديثُا، يفهمون النص القرآني الكريم والحديث النبوي الشريف، ويتسللون لواذا إلى خفايا النص الفقهي بذلك الزاد الشعري، الذين وقف بهم على أسرار الكلام فتذوقوه وعرفوه
إن عصية باية الشعر لا يسلس جماحها واغتياصها إلا لأهل الاختصاص؛ لذلك أحاول أن أخوض في شعره في سبيل إقامة الميزان (ولا عبرة بمن يتثاءب
متبالها أو يتباله متثائبًا)
إن (سيد قطب) عاشق حتى النخاع وله قصائد كثيرة يقول:
أحبك كالأمال إذ أنت مثلها تُزكين في نفسي أعز مواهبي
وما هي إلا نظرة شاعرية تُعبر عما شئته من رغائب
فتسري إلى نفسي مضاء وجرأة ووثبة حساس وعزمة راغب
.......................... ..........................
له قصيدة أخرى (قبلة)
أهي نشوة أم وقدة جمر إنني أحسستها تذكو بصدري
وبروحي لهفة تبعثها هذه القبلة من أعذب ثغر
قبلة إما هذه القبلة إذ تنقل الدنيا إلى عالم السحر؟
................. .........................
له قصيدة أخرى بعنوان (تحية الحياة)
شفتاي تخلجان للتقبيل في كل مطلع لديك جميل
ظمأ الشفاه طبيعة ألهمنها منذ ارتوينا بثغرك المعسول
ظمأ تؤججه القلوب خوافقا تنزو بعارم لهفة وغليل
........................ .................
وقصيدته (صدى قبلة)
حرارتها لم تزل فائره ونكهتها لم تزل عاطره
أحس حرارتها في دمي كما تصرخ الشعلة الثائرة
و أنشق نكهتها كالشذى يفوح من الزهرة الناضرة
................... ......................
عفوًا هذا مجرد ومضة في شاعرية (سيد قطب) كنموذجًا للغزل
سيدتي (وضحاء) أرجو ألا أكون بكلامي هذا قد خرجت عن المألوف وإن كنت قد خرجت فألتمسي لي العذر ونبهيني(/)
كيف احلل عمل أدبي؟؟
ـ[طموح مجنونه]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 08:47 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اخواني واخواتي اعضاء المنتدى الكرام .. ارجو مساعدتي في معرفة طريقة تحليل عمل أدبي (رواية) ونقدها, ماهي القواعد التي يجب علي اتباعها؟؟
وشكراً
طموح مجنونة
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 11:07 م]ـ
سيدتي (طموح) إن سؤلك هذا سؤال غني بأشياء كثيرة ولا يطلبه إلا طالب العلم النجيب، ولكن أُخيتي عليك أولا أن تتسلح بإسلحة وتُعدين العدة قبل الخوض في معرفة أي طريقة لتحليل الأعمال الأدبية وتكوني بإذن الله ناقدة فذة جديرة بما تطرحينه للأعمال الأدبية ... فاسمحي لي أستاذتي أن يكون سؤالنا أولا (ما الشروط التي يجب توافرها في الناقد؟ وما الوسائل التي يجب أن يتسلح بها ليكون ناقدًا؟)
ـ[نورس بلا مجثم]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 12:37 م]ـ
الأخت الأستاذة طموح، أطيب التحيات:
طرحت سؤالا مستحيلا!!!
و بحاجة الى مجلدات و العديد من امهات الكتب في النقد الادبي و أعوام من البحث المضني للوقوف على ماهية فعل الابداع النقدي!!!
عصور عديدة متباينة و نظريات نقدية لا تحصى و أجناس أدبية متعددة و تنوع المحمول مما يحذو بنا الى اختيار النظرية السليمة لاسقاطها فوق مساحات النص ... و غيره الكثير الكثير ... مما لا يتسع مجال لذكره هنا ...
يا حبذا التحديد اكثر.
هل الرواية او العمل الأدبي- و كل له ادواته الخاصة به- لتحليله و نقده، تنتمي الى العلوم الانسانية أم العقائدية أم الاجتماعية أم السياسية أم السيكولوجية أم الجغرافية أم النسوية أم الميتافيزيقية أم التقليدية ام الحداثوية أم الما بعد حداثوية أم بعد الما بعد حداثوية؟؟؟؟؟؟؟
هذا هو النقد! فأول خطوة هي تشخيص العمل و فرزه و اخراجه من غرفة الطواريء للقسم الذي ينتمي اليه .... و هكذا ... الى ما لا نهاية ...
ثم تناول الشخصيات و الحبكة و العقدة أو ذروة العمل و هبوط الحدث و تواتره و صعوده و اللغة و دلالاتها و المحمول و مستوياته و المفردات اللغوية و مغازيها- هذا فعل ماض و ذاك حاضر و اخر في الزمن المستقبل و لماذا تم توظيفه من قبل الكاتب و الألوان التي تضمنها العمل و رمزيتها و و و و و و و و و .......... الى مالا نهاية ....
نورس بلا مجثم ..... أنهكه التجوال المتوحد الحزين .... و أتعيه الطيران
الصين
Email: meyouandearth2006***********
ـ[طموح مجنونه]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 05:15 م]ـ
الأستاذ: محمد أبو النصر
سعدت بوجودك
الأستاذ: نورس بلا مجثم
كل الشكر لك, وجزاك الله خيراً
لا حرمكما الله الأجر
ـ[بندر]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 02:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ممكن مساعدة اريد تحليل بنيوي لي قصيدة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 11:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ممكن مساعدة اريد تحليل بنيوي لي قصيدة
وعليك السلام والرحمة أخي بندر.
لا بد أن تُلمّ بأدوات المنهج الذي تريد التحليل بواسطته أولا.
ليس لدينا هنا نصوص جاهزة.(/)
اشكالية المصطلح النقدي "الأدب النسوي"
ـ[نورس بلا مجثم]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 12:07 م]ـ
:) اشكالية المصطلح النقدي "الأدب النسوي"
في كل يوم تطالعنا الصحف و المجلات العربية بدراسات و قراءات نقدية و تقام ندوات هنا و هناك تتعرض لقضية تم تصويرها على أنها "شائكة" و "يستحيل البت فيها" و غيره الكثير. ألا و هي قضية "الأدب النسائي". جدواه و محموله و مدى الاعتراف به أو عدمه. و تتعالى الصيحات و تصل أحيانا حد الصراخ الحاد " أنا أرفض!!! و أنا مع!! و أنا ضد!!! و يختلف النقاد و الأدباء على حد سواء.
ليس المهم "لغة أنثوية" أم "لغة ذكورية" بل المهم هي "اللغة الإنسانية" لتكون بوتقة ينصهر فيها الجميع، لغة مستحدثة وموضوعية لا تميز ولا تأخذ بعين الاعتبار مفهوم الجنس. فليس هناك "إبداع ذكوري" و"إبداع أنثوي"، فلننطلق جميعا إلى تلك الفضاءات الشاسعة التي تنير الروح الإنسانية الجمعية. وما نجده من خصوصية تحملها الكتابات السردية الابداعية للمرأة هي نتيجة عزوف الرجل عن الولوج إلى تلك المساحات من الكتابة التي تهتم بتجسيد التفاصيل الدقيقة والمهمشة التي تحياها المرأة في المجتمعات الذكورية المتسلطة، فكان لا بد من وقوف المرأة للتصدي لهذا التغييب –وهذا مأخذ يؤخذ على الأعمال التي ينتجها الرجل التي تغيب عن مساحاته تناول شؤون وقضايا المرأة، ناهيك عن حب السيطرة والقهر الذي أوقع على المرأة منذ عصور التاريخ الأولى، بالإضافة إلى رفض كتابات المرأة وابتعاد النقاد عن تناول نصوصها، فلا تعدو إشكالية المصطلح النقدي "نظرية الأدب النسوي" سوى مجرد خطيئة ذكورية.
لم تعد الكتابة الأدبية مقتصرة على أنماط معينة تتسم بعموميتها وتتبع عصورا أو حقبا زمنية محددة فحسب، حيث نستطيع أن نلحظ وجود أدب خاص بشرائح وقطاعات معينة في المجتمعات، حيث تقوم تلك الطبقات بإنتاج وإفراز أنماط معينة لها سماتها من الكتابة الأدبية يكون المحمول والمضمون فيها معبرا ومصورا لما يعايشون في كل صباح من صباحات الحياة. وتتجلى إحدى غابات هذا النمط السردي من الأدب في ترجمة حال هذه الشريحة المعينة من فئات المجتمع وطبيعة المصاعب والمشاكل التي يواجهون. وفي أغلب الأحيان يتم توجيه هذه الرسائل إلى العالم أجمع لتنصب في بوتقة الإنسانية. ومن الأمثلة على ذلك، إفراز أدب قائم بحد ذاته في الولايات المتحدة يدعى " Black Literature" أو "الأدب الأسود" حيث يقوم الزنوج على كتابته وإنتاجه ليطرح قضيتهم وما يواجهون من تمييز عنصري وهمومهم. فتغدو كتاباتهم ذات صبفة تجسدها لوحات شكلتها مساحات ملونة بألوان القضايا والممارسات السلوكية التي يواجهونها ويعايشونها في واقعهم اليومي لتستحيل عملية الكتابة ضربا من ضروب المواجهة. بيد أن الطرح الضيق الذي يحده نطاق معين يكون سبيله الفناء والزوال بزوال القضايا التي يتناولها النص المعني حصرا بثيمات تلك القضايا. أو تكرار ذات كاتبه بنفاذ القضايا المطروحة واللجوء إلى تناولها من جديد، ولكن بأسلوب وشكل جديدين مع بقاء المضمون واحدا.
سنحاول الآن تناول بعض النظريات النقدية التي تسلط الضوء فوق مساحات ماهية الكتابة والإبداع الأدبي وشروطه التي لا بد لاي نص من استيفائها.
يقول كانت ‘ Kant’ أن الفن – والأدب ضرب من ضروب الفن- لا يعدو سوى مساحة من الخيال وليس ضربا من ضروب التفكير الصرفة، وأن الفنان أو الكاتب هو إنسان الرؤيا، وشرط نجاح العمل الأدبي الأساسي هو منحه المتلقي السعادة والمتعة. ومن هنا يصل مفكرنا إلى عالمية الفن وعموميته. فالكاتب لا ينصح أو يوجه القارئ ولا يغذيه بأية أفكار أيا كان مصدرها، وإنما عليه فقط أن ينصت للجمال ويستمتع به متخذا إياه زادا لحبره.
(يُتْبَعُ)
(/)
حيث يجب عليك قبل أن تباشر فعل الكتابة الإبداعي أن تتجرد مما تحمله من أفكار وطروحات، و تكتب تأثير المتعة التي تمنحك إياها جمالية الموضوع المتناول. وهنا، سيتسم عملك بالعالمية والإبداع. وعليه، يكون Kant قد أوجد لغة مشتركة لجميع البشر لتغدو لغة عالمية دون قيود أو سمات تميزها عن غيرها من اللغات السردية التي تختص بشعوب معينة. وربما نستطيع تسميتها بلغة الروح أو مناجاة الذات الإنسانية من خلال التواصل بين ذات الكاتب والتي تمثل في الوقت نفسه ذات القارئ فيكون هذا التطابق، ومن ثم نخرج بلغة لكل البشر. وتستوقفنا بعض الأسئلة بناء على ما سبق: إن كان الأسلوب الجمالي هو الأهم في فعل الكتابة الإبداعي، فأين الرسالة التي يقدمها العمل الأدبي؟
وهل نحن نحيا في عصر مترف وخال من اللون الرمادي؟ وفي ظل حضور كل هذا القهر الذي بات يعايشه الإنسان، هل نستطيع تغييب همومنا وقضايانا وطروحانتنا وما نطمح إليه عن مساحات النص؟ وإذا أراد Kant أن يقول: لا تكتب، بل دع الجمال يكتب عنك! فأين الجمال في عصر القبح والبشاعة الذي نحياه؟ وعليه، يبرز هذا التصادم بين ما يطرحه Kant وما يسمى بـ "نظرية الأدب النسوي" الذي تقوم على تناول قضايا المرأة والدفاع عن حقوقها وحمل الهم الأنثوي عبر مساحات النص.
لننتقل الآن إلى يونج الذي بنى نظريته النقدية والتي تتناول ماهية الإبداع وفعل الكتابة على ما أسماه بـ "" اللاشعور" أو "تيار اللاوعي الجمعي" والذي يمثل مصدر الإبداع الغني، وأن الأديب المبدع يستقي إبداعه من التجربة الأزلية للبشرية. وتولد حالة الوعي الوجودي مع ولادة الإنسان، أما تيار اللاشعور أو اللاوعي فإنه قديم قدم الإنسانية، وقد كشف العلم الحديث عن وجود جينات معينة تقوم بتوريث الإنسان المادة الخام لعلم النفس، وهذا المستوى من اللاشعور تفرزه حصيلة التجربة الإنسانية الجمعية الي يتوارثها معظم البشر عند ولادتهم (عن طريق انتقال تلك الجينات الموروثة ليشترك البشر جميعا فيها) وهذا هو سبب عدم استطاعتنا في أحيان عديدة الوصول إلى كينونة الاضطرابات النفسية والحالات التي نلج إليها في أحلامنا أو حتى في لحظات الصحو والصفاء. مثل رؤيتنا لمشاهد أو صور وأمور تعرضنا لها فقط ضمن مساحات الحلم ولم نرى تلك الصور قط قبل ذلك، ولكننا بطريقة أو بأخرى نستشعر أنها كانت موجودة في أذهاننا ضمن مستوى ذهني نجهله. وعليه، فإن الإنسان يستطيع بطريقة ما الولوج إلى تلك المساحات الأزلية – ذهنيا على مستوى الفكر والروح- فلا يكون هناك سيطرة من قبل الكاتب على عمله الإبداعي لأنه وببساطة لا يستطيع أن يسيطر على تيار اللاوعي ومستوى اللاشعور اللاإرادي.
وبذلك، فإن – يونج- يقوم بالقضاء على الشخصية الفردية للكاتب وصولا إلى الذات الجمعية فلا يتناول العمل الأدبي لدى يونج شخصا واحدا، بل يتناول جميع البشر من خلال طرحه لثيمة إنسانية شمولية.
وبهذا يعد تقوقع بعض الكاتبات ضمن مساحات ضيقة عن طريق الاكتفاء بتناول قضايا المرأة مثل اقتصار بعض الكاتبات على تناول الثيمة النسوية في جميع أعمالها السردية القصصية لمجموعاتها القصصية إلغاء لشرط الإبداع الكتابي الإنساني الشمولي لديهن.
فقضية الظلم الذي يقع على المرأة قضية أزلية قديمة وقد طرأ عليها تغييرات مع مرور الزمن وحالها كحال أي قضية أخرى تزخر بها السيرة الإنسانية حيث تتنامى القضايا وتتغير بمرور عجلة الوقت. ويجب على أي نص أن يستوفي شرطا أساسيا ليتسم بالإبداع وهو أن تكون الرؤية لهذا النص مستقاة من مجموع مساحات اللاشعور الكلية التي وفرتها لنا حصيلة التجربة الإنسانية إلى يومنا هذا بغض النظر عن جنس كاتبه. وهنا تتضح ضرورة طرح الأسئلة التالية:
1 - لماذا تنحصر جميع الأعمال السردية ذات الطابع النسوي ضمن المجموعات القصصية أو الأعمال الأدبية التي تنتجها المرأة؟
2 - ولماذا لا يكون هناك بعض الأعمال السردية التي تتسم بطابع ومحمول نسوي تتضمنها مجموعة قصصية يقوم الرجل على كتابتها؟ وخصوصا أنها ثيمة إنسانية صرفة. وهل يعد هذا خروجا عن النص؟ هذه الاستفسارات بحاجة إلى إجابات من الطرفين.
(يُتْبَعُ)
(/)
المرأة بحاجة ماسة إلى الخروج من نطاق زوايا وجدران غرفة نسوية الكتابة والولوج إلى مساحات وأمدية الثيمة الإنسانية مع إفراد مساحة للسرد الذي يتبنى قضايا المرأة ويتناول شؤونها المختلفة والتأكيد على عدم التخلي عن هذا النمط من الكتابة السردية، ولكن أن لا يكون هذا التناول على حساب الإبداع وشمولية رسالة وجمالية هذا السحر المسمى بالأدب. فتقع الكاتبة التي تتناول الثيمة النسوية في أعمالها بشكل حصري في حبائل تكرار الذات وتكرار الطرح والمحمول لأعمالها.
ويتضح مما سبق أن ما يسمى بنظرية الأدب النسوي في عالم الكتابة والإبداع لا يعدو سوى خطيئة ذكورية أفرزتها مجموعة من الظروف والقوالب التي وضعت المرأة ضمنها، مثل حب السيطرة والقهر لدى الرجل والتعسف النقدي الذي تعرضت له نصوص المرأة وإبداعاتها و عدم منحها حق مشروعية الكتابة برفض الرجل لكتابات المرأة لغايات استمرار السيطرة والهيمنة الذكورية، ومنذ ذلك اليوم والمرأة أصبحت تحمل داخلها هواجس قضيتها.
والأملثة على ذلك عديدة ومنها حياة الكاتبة الإنجليزية فرجينيا وولف.
يبدو أنه من الضروري على الدارس الأخذ بعين الاعتبار معطيات العصر الذي عاشت فيه السيدة وولف بكامل حيثياته وموجوداته من معطيات اجتماعية بالنسبة للتقاليد التي كانت سائدة آنذاك، والقيم والحالة الاجتماعية لعائلة السيد لزلي ستيفن (والدها) مما أدى إلى توفر معطيات عديدة كان لها أكبر الأثر في خلق وتشكيل النص الأدبي المشبع بقضايا وهموم المرأة بمختلف حيثياته لدى الكاتبة. وهنا يبرز أثر المجتمع الذكوري المهيمن في شتى جوابنه الاجتماعية والاقتصادية والدينية وغيرها لتلعب دورا جوهريا، فلكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومعاكسة له في الاتجاه – وهذا ما يقره علم الفيزياء- غير أن الأمر مختلف في تناولنا للأدب، فنحن نتعامل مع عقول بشرية ذات تجارب شخصية متفاوتة الدرجات بين أفراد البشر. إحدى مسلمات ذلك العصر هو التحاق الفتية بمدارس لينالوا قدرا من العلم ومن ثم يتجهون إلى الجامعات وبالأخص "كامبرج" حيث أن هذا الأمر هو حق مشروع ومكتسب لهم. أما الفتيات وفي أغلب الأحيان لا يسمح لهن بالالتحاق بالجامعات حيث يتوجب على الفتاة أن تتقن في الطبخ والغزل وأساليب الحياة الاجتماعية السائدة لأنها تصلح لشيء واحد وهو الزواج نسبة إلى السائد آنذاك.
وكان لدى فرجينيا أخ يدعى جورج دوكوودث وهو من أب آخر غير لزلي ستيفن، حول حياة فرجينيا إلى جحيم من خلال تحرشه بها. فتحرشات جورج بها قد حطمت عالمها مما حذا بها إلى اتخاذ موقف دفاعي ضد الرجال.
وبهذا يتضح أن حياتها كانت زاخرة بالمعاناة جراء وجود أب طاغية وأخ كجوج دوكووودث، وحرمان أكاديمي وقع عليها وحاولت جاهدة التخلص منه باتجاهها إلى القراءة واعتمادها على ذاتها لحصيل المعرفة حيث عرفت بنهمها الشديد للقراءة. وعرفت فرجينيا أيضا بكرهها للعنف الذي يدل على التسلط الذكوري، وكان العالم مزدحما بالحروب ومتخما بالجبهات في تلك الأثناء:
اجتياح ألمانيا للنمسا وغزو إيطاليا للحبشة عام 1935، وحرب أهلية أسبانية عام 1936 واستيلاء اليابانيون على بكين عام 1937 مما أدى بها إلى تجنب الطرح السياسي في كتابتها.
واتصفت أيضا بحساسية بالغة تجاه النقد، وخاصة كلما شارفت على إصدار أحد أعمالها الأدبية. فكلما انتهت من كتابة أحد أعمالها انتابتها حالة من الذعر والقلق المزمن، ويعود ذلك إلى تجربتها مع النقاد الذين كانوا ينتقدون أسلوبها وانتاجها الإبداعي لمجرد أن مؤلف تلك الأعمال هي امرأة، لا لشيء سواه. ومما سبق، يتضح أنه بوجود هذه العوامل والظروف التي أحاطت عالمها وشكلته وهدمته في الآن نفسه، ومجموع القيود التي فرضها المجتمع والأدباء والنقاد في ذلك العصر مما ولد لديها كما هائلا من النوبات العصبية وحالات الانتكاسات الصحية، وأيضا شعور فرجينيا بالحرمان الأكاديمي وحصول رجال كامبرج على الامتنيازات وتحرشات جورج أدى إلى ولوج الكاتبة إلى مساحات "نظرية الأدب النسوي" من دون قصد وبشكل لا إرادي وغير متعمد منها، فكانت الكتابة لديها محاولة للتصالح مع الذات عن طريق محاولة رفع الظلم الذي وقع عليها. وهذا التعسف الذكوري هو ما أحال المساحات البيضاء لديها ساحة للسجال.
(يُتْبَعُ)
(/)
سنحاول الآن تناول عدد من الأعمال القصصية السردية لعدد من الكاتبات الأردنيات ضمن محاولة للوقوف على مدى خروج الكاتبة من نطاق دائرة الكتابة النسوية أو عدمه أو انتقال الكاتبة من مساحات الثيمة ذات الطابع النسوي إلى مساحات الثيمة الإنسانية الجمعية أو المزج بينهما.
ومن الأهمية بمكان أن نشير إلى الغاية المرجو بلوغها من هذا التناول، وهو العرض التشريحي لتلك الأعمال بما تحمله من قضايا وهموم وطروحات تمحورت حول قضية المرأة أو انطلقت نحو فضاءات أوسع، ومع التركيز على ضرورة استمرار إنتاج هذا النمط من السرد الذي يتسم بطابع نسوي لمواصلة رفع الظلم عن المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع أينما كانت. ولكن، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا يطغى هذا الطرح على مجمل المساحات السردية القصصية لدى الكاتبات فلا تعدو عملية السرد حينها سوى تكرارا لذات القاصة، بعد أن يتم استنزاف القضايا المطروحة ويتم الاتجاه إلى تناولها مرات عديدة أخرى، ولكن بأشكال جديدة بيد أن المضمون يبقى واحدا مكررا.
يستطيع القارئ ملاحظة اتسام قصة "ارتباك" من مجموعة "سيدة الخريف" للقاصة جميلة عمايرة بالثيمة النسوية لما تتناوله من تجسيد وتصوير لعلاقة تشوبها الكراهية والحقد ما بين طرفين هما الرجل والمرأة (هي و هو) حيث تصور القصة حياة صبية يتم استغلالها من قبل رجل مسن – وهذا الرجل هو صديق والدها المتوفى- ولطيبة هذا الرجل المسن وما أظهره من حسن النية فإن الصبية تقبل بالزواج منه وبمجرد ما أن يتم الزواج يتحول هذا الزوج إلى مفترس شرس نسي كيف تكون الرحمة فيحيل حياتها إلى جحيم متسما بالتسلط والهيمنة في سلوكياته تجاهها لإلغاء وجودها وفرض وجوده هو. ويتضح ذلك من خلال رواية المرأة- و هي الشخصية الرئيسية في العمل و الراوي أيضا لأحداث ومجريات القصة: "كان يريدني أن أبقى أسيرة عالمه وصوره" "حضوره الذي لم يكن بغير إلغائي، لاشيء غير قابل للنسيان مثل أن نكون ضحايا الإلغاء" وتمر الأيام ويموت العجوز غير أن المرأة لا تستطيع التخلص منه لما كان له من أثر سيء في حياتها "كنت أضع الصور أمامي لأقول له: "أنت مجرد صور على ورق. خيالات" وبالمقابل أؤكد لنفسي: "أنا الحاضرة الآن" ثم أحرقته صورة إثر صورة" وبهذا تتضح العدائية التي تكنها هي له، أما مصدرها فهو الظلم الذي ألحقه بها الزوج.
وتكتمل الشخصية الرئيسية سردها لمأساتها ومحاولتها التطهر والانعتاق من الذكرى السيئة والألم الذي سببه لها. وبهذا تكون القاصة قد قامت بتصوير هذه المشكلة الاجتماعية التي تذهب ضحيتها النساء. ومن ثم تقوم القاصة بمحاولة رد الظلم عن الشخصية الرئيسية في القصة لتقوم المرأة بوصف وصايا الزوج بالحكايات الخرفة وتتساءل حول إمكانية اتصافه بالإنسانية وتلقي بثيابه بعيدا بيد أنها تدرك أخيرا أنها مازالت أسيرته مع أنه مات وتركها لخياراتها. مما يدل على حجم التخوف والهلع اللذان تعيشانه "وصاياه التي أسماها حكمة العمر – حكايات خرفه يحفظها العجائز ... أكان يملك روحا حينذاك؟ ... ألقيت بثياته التي أوصى بأن تبقى في خزانته، في حاوية القمامة، كانت أنانيته بشعة إلى هذا الحد، لم أرد له أن يتكرر، ولو بثيابه ... أدركت بأنني أسيرته وهو ميت" وتزخر المساحة السردية بمثل هذا النمط من العبارات اللفظية.
وحب السيطرة لدى الزوج يحذو به إلى تغييب ذات زوجته ومصادرة كينونتها "كان يرديني ظلا له أو خيالا يلازمه ... كنت أدور في فلكه كما أرادني منذ أول يوم قدمت فيه لمنزله .. ليس الموت معه ماكان يخيفني، بل الموت داخل ذاتي أنا" أما موت العجوز فقد ألحق بها هذا "الارتباك" فتقول: "ولم أحزن لموته قط بل ربما أحسست بمقت له أشد عمقا. لم أذرف دمعة واحدة، إذ أنني لم أستطع جلبها إلا للبكاء علي" وحتى رمزية العنوان تصب في بوتقة الثيمة النسوية "فالإرتباك" ماهو إلا هذه الثيمة التي تجسدها الكلمات الأخيرة في القصة بوضوح "وجسد يخشى انطلاقة حريته الوليدة" فهي تشعر بالارتباك الناتح عن خشيتها وخوفها من انطلاقة جديدة نحو الحياة بأن يتكرر ماحدث في الماضي "صرت حرة أخيرا. لكنني مازلت مكبلة بعجزي عن أن أغفر له .. أبدا .. لقد تحررت لكنني، مع هذا، أحتار في كيف أتحكم بهذه المساحة الكبيرة التي انفك عنها القيد ... أقع في الحيرة والارتباك .. لكني أخاف
(يُتْبَعُ)
(/)
خوفي من مجهول ما سوف تحمله الأيام القادمة". و عليه, نجد ان القاصة العمايرة كتبت قصة نسوية بحته.
سنحاول الآن تسليط الضوء فوق مساحات قصة أخرى وهي قصة "النافذة" حيث تحاول العمايرة هذه المرة تغييب ذات الكاتبة والوصول إلى ذات القارئ أو الذات الإنسانية من خلال توظيف أسلوب السرد الحداثوي وإبراز المحمول الحداثوي أيضا الذي ينصهر في بوتقة الثيمة الإنسانية. وقد أصبح الولوج إلى سيكولوجية الشخصية في الأعمال القصصية من السمات البارزة التي تتسم بها الآلية السردية الحداثوية. ويستطيع القارئ ملاحظة وجود نوعان من الحبكة تضمنتهما القصة، هما: حبكة الحدث والتي تستمد أحداثها من الأفعال اليومية والسلوكيات الحياتية في هذا العصر –عصر الحداثة، "كنت قد صرخت في وجه أمي .. ركبنا السيارة ... أخذت أغني وأحث أخي على القيادة بسرعة .. وصلنا ساحة كبيرة ... صفعني أخي على وجهي ... ،نهضت بصعوبة ... صحت بصوتي .... تردد قليلا قبل أن يسارع إلى الخزانة ويفتحها .. سارع إليه ثلاثة رجال ... الخ ... ". وحبكة الشخصية كذلك والتي تصف الحالة النفسية والذهنية لشخصيات العمل السردي وما يختلجها من صراعات مع الآخر والذات أيضا. فتقوم الكاتبة بتصوير الحالة السيكولوجية التي تعايشها الشخصية الرئيسية في القصة التي تقوم بعملية السرد.
وتسجل الكاتبة ثيمة إنسانية وهي الحق المشروع للأم بأن ترعى أبناءها وحرمانها من الأمومة هي صفة بربرية لا تمت للإنسانية بصلة، ونتائجها وخيمة "وكنت قد صرخت في وجه أمي: أين طفلي؟ أني ذهبت بهما، لماذا أخفيتهما عني؟ أنا الأم، أمهما" ويؤدي هذا الحرمان إلى ولوج الشخصية لمساحات الحالة السيكولوجية المتمثلة بالاضطرابات التي تعانيها سواء أكانت صحية أم ذهنية. وتصف الشخصية الرئيسية في العمل حالتها الصحية الناتجة عن تعاطي العقاقير في المصح النفسي قائلة "صباح اليوم التالي هممت بالنهوض، إلا أنني لم أستطع، شعرت بالإنهاك، لم أفعل شيئا، يداي تؤلمانني، قدماي ثقيلتان مخدرتان. ماذا حدث؟ أنا عاجزة عن القيام بأية حركة كغسل وجهي مثلا، أو القيام بأداء تمارين الصباح الخفيفة التي اعتدت القيام بها في السابق؟ ".
أما مساحات الحالة الذهنية، فهما مساحة الوعي والتي تكون الشخصية فيها مدركة تماما لما يدور حولها من أحداث والمتمثل بإيمانها بأنها لا تعاني من أي مرض أو اضرابات نفسية "أنا منتبهة تماما، صافية الذهن .. " وأيضا: " صحت بصوتي: من وضعها، ولماذا؟ لست مريضة، أنا لست مريضة". ومستوى اللاوعي، وهنا يتدخل العقل الباطني للشخصية الرافضة لصفة المرض ليؤكد على وجود الاضطرابات النفسية التي تعاني منها الشخصة الرئيسية "الكلمات، كلماتي أنا، فقدتها هي أيضا، كلماتي لم تعد لي، لحقت هي الأخرى بهم وانضمت إلى كلماتهم. لم يتبقى لي شيء. لم يتبقى لي أحد. حتى علاقتي بي أصبح يشوبها الخوف، والقلق، والكوابيس، ولم أعد أعرفني". حتى أنها لم تعد قادرة على إدراك كم من الوقت مضى على وجودها في المصح "بعد زمن – لا أعرف- أطويل هو أم قصير على وجودي هنا وحيدة .. ".
وابتعاد العمايرة عن استخدام أسماء لشخصاتها بحيث اعتمدت المسميات لها مما ساهم في منح القارئ فرصة المشاركة في بناء العمل السردي من خلال تقمصه لدور ما ينتقيه بناء على المطابقة والتوافق بينه وبين شخصية معينة لاشتراك كلاهما في حبكة الحدث أو الشخصية عن طريق معايشة القارئ لنفس التجربة في مرحلة زمنية سابقة أو إمكانية ولوجه إلى مساحة مشابهة في المستبقل. فشخصياتها هي الأم التي تعاني من الاضطرابات النفسية والتي تعرف عن نفسها باستخدام ضمير المتكلم "أنا" في بداية السرد وأخاها ووالدتها والممرض العجوز وثلاثة رجال وطفلاها، دون استخدام أسماء. وقامت الكاتبة أيضا بتوظيف عملية الجمع بين الأضداد على المستوى الرمزي للعنوان والمستوى البنيوي للقصة – فهي نافذة، ولكنها في الواقع ليست نافذة، وهي قصة حداثوية ولكنها في الواقع ليست كذلك. فرمزية العنوان توحي بتوفير مساحات شاسعة يستخدمها القارئ لبناء العمل السردي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالنافذة هي مجرد مدخل لأشياء أخرى عديدة حيث يتم توظيف مفردات ذات دلالات مماثلة (باب، درب، طريق، مفترق طرق) وجميعها توحي ببدايات تمنح القارئ مساحة للتخيل وآفاق واسعة – على الأقل لمحاولة التنبؤ بماهية العمل وحداثيوته- أما نافذتنا هنا فهي معبر تنفذ منه خيوط الشمس المنسلة إلى المساحة المكانية التي تحيا ضمنها الشخصية الرئيسية في العمل "من النافذة المشرعة رأيت خيوط شمس العاشرة تتسلل إلى الغرفة" وما تلبث إلى أن تتحول إلى جدار لتضيف مايزيد عزلتها ووحدتها، حيث تغطيها الاتربة فتغدو الأم حبيسة جدران الغرفة الموصدة، ولتخدم تصاعد الحبكة في العمل "الغبار والأتربة بنيا سماكة قاتمة حجبت الرؤية عن زجاج النافذة: نافذتي إلى العالم وصلتي الوحيدة به". وحتى ثقتها بكلماتها تضعف مع التقدم في عملية السرد لتصل إلى مرحلة تعلن فيها فقدانها لكلماتها التي لم تعد تجدي نفعا، مما يشير إلى سوء حالتها النفسية. وتسجل القاصة أيضا تحولا في البنية السردية للعمل، من سرد حداثوي سيكولوجي وصولا إلى النهاية المقفلة التي تحققها كاتبتنا بإنهاء حياة شخصيتها عندما تقوم بالانتحار الغير مقصود واللاإرادي مما يسلب القارئ الفرصة لمحاولة متابعة القصة ما بعد السطر الأخير، حيث تتميز الأعمال الحداثوية بنهايات مفتوحة- في أغلب الأحيان- ليقوم القارئ بمحاولة إقفال. وبذلك تسجل الكاتبة هذا التحول من الإيجابي إلى السلبي ضمن مستويات توحي بدلالات مختلفة، مثل (النافذة الجدار).
فتغدو قصة "النافذة" مزيجا من ثيمة سيكولوجية الشخصية وثيمة الأمومة، ويبدو واضحا أن السرد السكولوجي هو المسيطر على المساحات السردية للقصة. ومن الأهمية بمكان أن نشير إلى ثيمة ثالثة تضمنها العمل، وهي ثيمة الطبيعة أو " Nature" وهي ثيمة ذات طابع إنساني شمولي تم توظيفها منذ بدايات الكتابة السردية ببساطة لأنها قديمة قدم الإنسانية، أما العمارة والمجتمعات الحديثة فهي مولود حديث العهد.
وقد قام العديد من الكتاب العالميين بتوظيف عناصر الطبيعة في أعمالهم لتكون مساحة يهرب إليها الإنسان المعاصر لينشد الصفاء والخلاص من الماكينة المدنية التي يحيا ضمن مسنناتها الحادة، والأمثلة عديدة ونذكر منها:
مسرحية " Death of Salesman" أو "موت رجل المبيعات" للكاتب الأمريكي آرثر ملر. وتدور أحداث المسرحية حول " Willy Loman" الشخصية الرئيسية، وهو رجل مبيعات يحيا في عالم تحكمه المادية ويتم الاستغناء عن خدماته ويقوم الكاتب بطرح وتصوير المشكلات الاجتماعية الناتجة عن تحكم المذهب المادي في المجتمع الأمريكي وزيف ما يسمى بـ "الحلم الأمريكي". وعليه، يلجأ Willy إلى الريف للهروب وبلوغ الخلاص (على طريقته) حيث ترمز الطبيعة هنا إلى الماضي بجميع أبعاده والانعتاق من سلطة المادية، فكان لا بد لـ ً Willy أن يتجه إلى الريف ليهجر حاضره المؤلم ويتجنب غده المعتم.
ويسجل الكاتب الإنجليزي " George Orwell" توظيف لثيمة الطبيعة في روايته الشهيرة " Coming up for Air" أو "تنفس الصعداء" والتي يلعب " George" دور الشخصية الرئيسية في الرواية، وهو موظف لدى شركة تأمين يسعى جاهدا إلى الذهاب في إجازة إلى منطقة " Lower Binfield" الريفية هروبا مما أحدثته مخرجات الثورة الصناعية من آفات وكوارث لحقت بالطبيعة وأوجدت مجتمعا مدنيا يدعي التحضر والإنسانية. أما George ، فإن الطبيعة تمنحه شعورا غامرا طافرا بالسعادة والصفاء فيشعر أنه مازال على قيد الحياة، على عكس ما تمنحه المجتمعات المتحضرة من مزاجية سوداوية متشائمة وقاتمة، فيقرر التوجه إلى بلدة Lower Binfield، لبلوغ السكينة والخلاص ولكنه يفاجئ عند بلوغها بأن الصناعيين قد حولوها هي أيضا إلى منطقة صناعية تملوها المصانع والآليات، وهنا يبكي حاضره ويستشعر الرماد القادم في المستقبل، وهذه الرؤية التي أراد الكاتب إيصالها إلى البشر والمتمثلة بأنهم موتى حتى ولو كانوا واقفين على أقدامهم لأنهم يحيون في عالم من التدهور المطرد، ولا سبيل لنجاتهم إلا ببلوغ الطبيعة والرجوع إلى الماضي الذي يمثل العالم المثالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا تتضح أهمية هذه الثيمة الإنسانية التي توصل صاحبها إلى عالمية الخطاب وشمولية الطرح. وبعودة إلى قصة "النافذة" نجد أن العمايرة قد قامت بتوظيف هذه الثيمة والمتمثلة بوجود المصح في بيئة ريفية تدعو إلى السكينة، حيث يؤخذ المصابون باضطرابات نفسية إلى تلك الأمكنة لمساعدتهم على التماثل للشفاء. تقول الأم واصفة المصح "وصلنا ساحة كبيرة مبلطة، لامعة ونظيفة، تظللها أشجار الحور والسرو الخضراء، داخلها مبنى بطابقين اثنين .. ". وباتضاح الاختلاف والتباين في المحمول والرؤية المطروحة ما بين قصة "النافذة" وقصة "ارتباك" نجد أن العمايرة تسجل خروجا من نطاق دائرة الكتابة ذات الطابع النسوي وولوجا إلى مساحات الثيمة الإنسانية المبنية على المحصلة الكلية للتجربة البشرية ضمن المساحات السردية للقصة "النافذة".
لنحاول الآن الانتقال إلى مساحة سردية أخرى بتناولنا للقصة القصيرة "ثوب"، للقاصة جواهر الرفايعة. ربما يتبادر إلى ذهن القارئ لأعمال الرفايعة أنها تكتب القصة القصيرة بيد أن الرفايعة استطاعت أن تستغل مجمل المساحة السردية لتكون القصة لديها بمثابة رواية طويلة تروي حكاية أزلية عهدتها البشرية منذ القدم وعايشها الإنسان مع ولادة أولى الأزمان بتصويرها الوضع الاجتماعي القاتم الذي تغدو فيه المرأة على قيد الحياة في المجتمعات الذكورية المهيمنة، فالفرق شاسع بين أن نحيا وأن نكون على قيد الحياة. يجسد العمل السردي لديها ذاك الاستلاب لحقوق ورغبات وطموحات وحتى أحلام المرأة وصولا إلى تغييب ذاتها ومصادرة كينونتها وعوالمها الداخلية وحتى إن تطلب الأمر محوا لذاكرة الجسد لتمحى الروح ويبقى الجسد.
ونلاحظ أيضا أن هناك مزيجا من الألوان تراشقت فوق المساحات البيضاء لتمنح الحياة للنص، حياة زاهية ومفعمة وحياة أخرى معتمة يملؤها الموت المتمثل بموت الذات للأنثى في القصة وتغييبها عن مساحات السرد. حيث تبدأ القاصة برسم لوحتها باستخدام ألوان زاهية لتعبر الفتاة عن فرحها وحيويتها المفعمة بالحياة، فتقول في أول سطر سردي "كنت أهيم في مد من الخضار" واللون الأخضر هو رمز السكينة والتصالح مع الذات ولون الجمال الهادئ ثم تصف الفتاة تحليق روحها في الفضاء على شكل فراشة ملونة ضمن مساحات الحلم والتي توفرها السهول الخضراء وما تمنحها من سكينة. والفراشة تجمع بين جناحيها مزيجا خلابا من الألوان الزاهية التي تستثير فينا الحياة" "روحي غزالة ترمح في الحلم أن سأتشكل فراشة ملونة .. وأواصل ركضي في الخضار الذي يلف البيت" والفتاة تغمرها السعادة وما أن تهم بالضحك لاستشراقها حياة يملؤها النور- والنور دلالة رمزية لونية ذات بعد إيجابي- حتى يقتل تلك الضحكة صوت ذكوري، فأحلامها هدمت وباتت أطلالا بحضور الكوابيس الذكورية "وحين أهم بإفلات ضحكة لافق واعد بالنور يخنق ضحكتي الجنينية صوت ذكري، إنه والدي! لماذا ياترى يناديني بهذه الحدة! ". وهنا نصل إلى المساحة الحاسمة ونقطة التحول في السرد والتي ترمز لها المساحة البيضاء "اركض بسرعة من خضاري إلى بياض البيت ... " فاللون الأبيض لون نقي سريع التأثير ينم عن صفاء وبراءة.
وما قبل هذه المساحة السردية هي مساحة زاخرة بألوان الحياة والمساحة البيضاء هي المساحة الفاصلة والانتقالية حيث يتغير كل شيء بعد هذا السطر ليغدو السرد سلبيا ومعتما بسواد يغطي جميع الألوان السابقة بما فيها الأبيض. ونلاحظ ذلك من خلال الألوان والمفردات التي تم توظيفها وصولا إلى نهاية القصة والتي تشير إلى هذا الواقع السلبي والقهري الذي تحياه الفتاة، "والدي وأخواتي الغلاظ يتكومون بانتظاري، ووالدتي وأختاي يغسلن أكواما هائلة من ملابس قذرة .. غمز والدي أحد أخوتي الشداد ... عرتني حينها حيرة يشوبها خوف أنثوي ... وضع أخي الغليط كيسا أمام والدي .. صوت والدي يفجر الصمت: تعالي! ... "وتستمر السوداوية "جاءت أختاي بإشارة من والدي ونزعتا عن جسدي الصغير ثوبا قصيرا ملونا بألوان الفراش. حزنت كثيرا وبكبت بمرارة، ذاك ثوبي الجميل أحبه كثيرا. لكن أمي التي لا حول لها ولا طول همست في أذني بجزع: لقد كبرت! أخرج والدي ما في الكيس ... ثوبا أسود طويلا وشال أبيض. مرة أخرى يعاودني ذات الإحساس بأنني ممثلة على خشبة المسرح، أو شاهد صامت وسط رقصة جنائزية. ألبستني أمي الثوب ولفت رأسي
(يُتْبَعُ)
(/)
بالشال فدهمني شعور غامض بأني لست أنا وأني كبرت سنينا. أمسكتني والدتي من يدي ومشت إلي خافضة الرأس والعينيني كلتانا، حيث أشار والدي بصوت حازم: إلى هناك! في الغرفة الضيقة حيث جلست وسط أخوتي".
وعليه، تكون القاصة قد قامت بتوظيف الرمزية المرتكزة على توظيف الألوان المستمدة لدلالاتها من إيحاءات ومدلولات تمنحنا إياها الألوان، ونجد هذا البعد الرمزي لدى العديد من الكتاب، ومنهم الكاتب الأمريكي "نياثنيل هوثورن" صاحب الرواية الشهيرة " The Scarlet letter" أو "الحرف القرمزي،" والتي بنيت على المستوى الرمزي المستند إلى إيحاءات الألوان. مما يساهم في تفسير حالة القهر والسيطرة الذكورية والواقع الاجتماعي ليصب في بوتقة الثيمة ذات الطابع النسوي.
أما الأفعال فقد تم توظيفها بما يتناسب مع رمزية الألوان والمساحات السردية التي تقوم الألوان بفصلها حيث نلاحظ أن أغلب الأفعال التي وردت في بداية القصة هي أفعال تقوم بها الشخصية الرئيسية في العمل، وبهذا فهي أفعال تجسد الإدارة الحرة للأنثى لقيامها بالفعل وكونها المؤثر في عملية الفعل، "كنت أهيم، سأتشكل فراشة ملونة، وأظل تتلقطني احضان النائم، أواصل ركضي في الخضار، أهم بإفلات ضحكة لأفق واعد بالنور، ... الخ .. " وحتى لو وقع عليها الفعل وكانت هي المتأثر به، فإن هذه الأفعال ذات دلالة إيجابية، مثل "وروحي غزالة ترمح، ترشقني العيون بالإعجاب، ربما تخطفني أصابع عاشق ولهان ويهديني لحبيبته".
ومن ثم نصل إلى المساحة الانتقالية والتي تقوم القاصة بالفصل مابين الأفعال التي تمنح الأنثى الإرادة الحرة والأفعال التي تسلبها كينونتها وتحيلها إلى مساحات معتمة، وهي أفعال مؤثرة يقع تأثيرها السلبي على الشخصية الرئيسية في العمل. حيث وظفت القاصة الفعل وعدت، من جملة "عدت بسرعة من خضاري إلى بياض البيت" ومرة أخرى تتفتح المساحة البيضاء الفاصلة مابين الألوان الزاهية المفعمة بالحياة والتي تجسد ذات الأنثى وحياتها والألوان القاتمة المغيبة لذات الشخصية التي يرسم بها والدها لوحة القهر والاستلاب. أما الفعل "عدت" فهو وليد الفعل "يخنق" الذي يعود على (صوت ذكوري) فعودتها إلى البيت جاءت نتيجة مناداة والدها عليها بحدة خنقت ضحكتها الواعدة بالنور. ومن الأمثلة على الأفعال ذات المحمول السلبي والمؤثرة في الشخصة "والدي وأخواتي الغلاظ يتكومون بانتظاري، ووالدتي وأختاي يغسلن أكواما هائلة من ملابس قذرة، غمز والدي أحد أخوتي الشداد، تطلع والدي في جسدي الصغير، صوت والدي يفجر الصمت: تعالي!، جاءت أختاي بإشارة من والدي ونزعتا عن جسدي الصغير ثوبا قصيرا ملونا بألوان الفراش، أخرج والدي ما في الكيس: ثوبا أسود طويلا .. ، ألبستني أمي الثوب، أمسكتني والدتي من يدي ومشت، الخ ... " وبهذا نستطيع تقسيم القصة إلى ثلاث مساحات سردية: المساحة أ: وهي مساحة الألوان المتنوعة الزاهية والمفعمة بالحياة، والأفعال التي تمنح الأنثى الإدارة الحرة وفرصة الاختيار. والمساحة ب وهي المساحة البيضاء التي تتسم بالصفاء فتغدو سكينة وهدوء يسبقان التحول في نمط السرد. والمساحة ج، وهي المساحة السوداء المظلمة والأفعال الذكورية المحضة التي تنتج فعل القهر والسيطرة ومصادرة الذات. و بهذا نرى ان القاصة قد اثرت البقاء حبيسة جدران غرفة نسوية الكتابة على التحليق في امدية لا يحدها نطاق.
في شوارع الكتابة وأزقتها، وضمن أحياء القصة القصيرة الواقعية نستطيع تناول القاصة حزامة حبايب لما تتسم بها الآلية السردية لديها من حداثوية تجسد صور الفعل الاعتيادي الذي نمارسه ونحياه فوق خشبة مسرح الحياة، كما لو أن الكاتبة تكتب قصة عنوانها "الحياة" فلا تعدو المساحات السردية لديها سوى اجتزاءات واقتطاعات من الحياة الاعتيادية غلفتها قطع من المرايا الزجاجية المتقنة الصقل فتكون المساحة السردية هي مجرد انعكاس غاية في الدقة للمشهد المواجه لها، فعندما يقف الشخص أمام المرآة فإنه يرى صورته فوق مساحاتها المصقولة. أما مجموع هذه المرايا، فإنه يشكل اللوحة الكلية التي تجسد الواقعية " Realism" أو المرآة الكلية التي تعكس الصور الاعتيادية اليومية للحياة.
(يُتْبَعُ)
(/)
كزائر للمتحف السردي الحداثوي، أرى "انعكاسي" في المرايا وبالتالي أحاول "قراءة نفسي" من خلال رحلة تذوق النص لدى حزامة حبايب. بهذا نلاحظ أن الثيمة الإنسانية أو الذات الجمعية لدى حزامة حبايب هي من الثيمات الرئيسية في العديد من أعمالها الأدبية.
سنحاول تناول قصة "حلم واقعي ... إلا قليلا" من مجموعة "ليل أحلى" حيث يستطيع القارئ الوصول إلى ثيمة القصة بيسر وسهولة وهي قضية الفقر وآثاره التي يلحقها بحياة البشر لتصور القاصة الجوانب الاجتماعية لهذه الآفة، فتغدو هذه القصة أشبه ما تكون بمرافقة قانونية تدافع فيها قاصتنا عن حق الإنسان في العيش الكريم بيد أن محاميتنا تجد نفسها وحيدة في ساحة المحكمة الخالية من الناس والقضاة على حد سواء، وهذا ما يعلل الاستسلام السردي بانصياع الشخصيات للتعايش مع الوضع السائد من دون أدنى محاولة للمقاومة والتمسك بالحياة. فحتى الحلم لديها يضيق بمساحاته ويغشل فيفقد السحر الذي تتم به الأحلام وتتحول غرائبية الحدث في الحلم إلى حدث اعتيادي منطقي وواقعي في حلمها لتصور هذه القصة درجة المأسواية ولتمس جابنا من جوانب حياتنا ... نحن البشر.
وتسجل حزاما هذا الامتزاج بين الحلم والواقع ضمن المساحة السردية للقصة، والواقع الذي تحياه الشخصيات هو ما يحفزها على استحضار أحلامها، بل واحتضانها أيضا. وتجيء مساحة الحلم رتيبة منطقية واقعية وحياتية مبتذلة كما لو أن هذا الواقع المرير الذي تحياه شخصيات القصة قد قرر مصادرة أحلامها وملاحقتهم حتى في الحلم لثقل هذا الهم الذي يطاردهم ليلا نهارا.
ونجد ذلك بشكل صريح من خلال كلمات الشخصية الرئيسية (صاحب الحلم)، وهو الرجل الذي يكابد مع زوجته تلك المعاناة "رأيتني في المنام أسير في شارع فرعي ... والحق أن الشارع لم يكن كشارع المنامات المعهودة، إذ يفترض في الشارع الذي ترتاده في الحلم أن يكون غريبا ومختلفا عن الشوارع التي ترتادها في الصحو، أي في الحياة الحقيقية ... لكن الشارع الذي رأيتني أسير فيه في المنام كان شارعا عاديا، عادينا بصورة مبتذلة. كان شديد الشبه بالشوراع الواقعية التي نقطن فيها ... كان مألوفا جدا ... حياني صاحب الدكان الذي تطابقت سحنته الواهنة والمهرئة مع سحن سابقة اختزنتها ذاكرتي ... البيوت الواطئة المتلازة التي كحلت جانبيه أعرفها ... والأطفال أشباه العراة الذين استغلو البركة التي تشكلت حول الماسورة للاستحمام ... ولعل الحقيقة بأن أحداث الحلم كانت تسير بصورة منطقية، ووفق نمط تدريجي مألوف بالنسبة لي ساهمت أكثر فأكثر في إذابة الخط الواهي بين القناعتين: قناعة الحلم وقناعة الحقيقة ... كانت معالم الأشياء مكتملة وأصواتها كانت مسموعة، وأصحابها وردوا إلى في منامي حقيقيين ... حقيقيين تماما. كل شيء كان يسير بسلاسة واقعية ... كان وجهها مألوفا ... الخ ... "
ونجد القاصة أيضا مثقلة بالهم الإنساني المتمثل بمعاناة البشر في كل زمان ومكان نتيجة عوامل عديدة ومنها الفقر والتي تختلف مسبباته، ومنها غياب العدالة الاجتماعية وسقوط الإنسان ضحية سيطرة وتحكم المادية في حياته وتأثيرها السلبي، وغيره الكثير مما لا يتسع مجال لذكره هنا.
فتصور القصة الحياة الشعبية بعفويتها وبساطة اشخاصها ذوي السحن المهترئة "ومشيت ابتسمت لناس، وناس ابتسموا لي. ومعظمهم ناس أعرفهم أو عرفتهم، ناس أطلوا داخل رأسي معشقين بوجود يومي متكرر وروائح دارجة، رائحة خليط الليمون والملح والكمون التي تفوح فوق عربة الفول والبليلة لبائع أربعيني يشير لي بضمة بقدونس مرحبا ... داريت لقيتي بسرعة مخافة أن يلحظني أحدهم، وطويتها في جيب البنطال الكالح ثم تحسست الانتفاخ المثني بحبور واطمئنان ... دثرت قدمي بجورب ... ثم أودعتهما في بسطار عتيق تكاثرت مساحاته وشقوقه فبات الماء يرشح خلالها بسهولة ... ".
أما آلية السرد القصصي فهي في مجملها عملية استحضار من الماضي " Flashback" سواء أكانت مساحة الحلم أو مساحة السرد الواقعي التي تبدأ لحظة استيقاظ الرجل من الحلم بإيقاظ زوجته له. فيكون حال الراوي (وهو الرجل) كحال الحكواتي الذي يجلس فوق كرسيه ويباشر استرجاع الأحداث من الماضي ليسردها في الحاضر أو الزمن السردي الآني المتمثل بقراءة النص من قبل القارئ فتتزامن عملية السرد مع عملية القراءة. أما المساحة الزمنية لحدث الحلم فهي تسبق المساحة الزمنية للحدث الواقعي الذي يقع ما بعد الحلم (أي ما بعد استيقاظ الرجل). فعملية استرجاع الحلم وعملية استرجاع الواقع يتمان بشكل متزامن مع عملية السرد ومن جهة أخرى مع عملية القراءة. ومما سبق، نلاحظ أن بتوظيف القاصة لثيمة إنسانية وإظهار الذات الجمعية وهي ذات القارئ عوضا عن ذات القاصة كإمرأة وابتعادها عن الثيمة ذات الطابع النسوي، وتوظيف شخصية ذكورية لتغدو الشخصية الرئيسية في العمل، نجد أن القاصة تسجل خروجا من نطاق دائرة الكتابة ذات الطابع النسوي ضمن المساحات السردية للقصة المتناولة.
نورس بلا مجثم ... انهكه التجوال المتوحد الحزين ... و أتعبه الطيران
الصين
Email: meyouandearth2006***********(/)
هندسة النقد ... سقوط نظرية
ـ[نورس بلا مجثم]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 12:19 م]ـ
هندسة النقد ... سقوط نظرية
الحلقة الأولى
لم نعتد نقض المسلّمات المعرفية – إن كان لها وجود- واستكنا إلى نهل العلم والثقافة أيا كان مصدرها ونظرياتها وحيثياتها من دون إمعان التأمل فيما نأخذ، وأحطناه بهالة من قداسة علمية بحيث لم نجرؤ على مسائلة وتحكيم المادة والنص والثقافة والأشخاص أيضا، كما لو أنها غدت مسلمات لا يجوز مساسها.
و لكن, لماذا لا يكون لنا – كعرب – نظرياتنا النقدية التي ننتجها بأنفسنا؟ ولماذا لا نخرج – على الأقل- بنظريات مستقاة من النظرية العالمية لتكون امتدادا لها ووجها جديدا من وجوه المعرفة؟ أو تسليط الضوء على النظريات التي يشوبها الضعف وعدم الموائمة لما تطرحه من نقد في مجال معين، مع أن هذا الأمر موجود في الغرب، فكل يوم هناك جديد وكل يوم يتم تطوير النظريات والعلوم إلى ماهو أفضل وكل يوم يتم نقض نظريات ثبت فشلها.
ومن هنا، جاءت هذه المحاولة المتواضعة للوقوف على ماهية النظرية الانجليزية و العالمية التي بنيت على أساسيات علم الهندسة والتي تصف سير الحبكة للعمل الأدبي برسم بياني هندسي في محاولة للوقوف على الثغرات و الاخطاء التي تضمنتها النظرية النقدية لمحاولة تصحيح الأخطاء و العرض لها و الخروج بنظريات جديدة تحل محلها.
و من الأهمية بمكان أن نشير الى أن الدراسة تتناول الأسلوب و الشكل و السمات التي تتبعها كل من الأعمال السردية التقليدية أو الكلاسيكية و الحداثوية و الما بعد حداثوية كبناء سردي و العوامل و النظريات التي تساهم في افراز تلك الأنماط من السرد الثقافي و ليس التعرض لحقبة الحداثة الغربية و الحداثة البعدية أو ما بعد الحداثة من منظور ثنائية الأخلاق و الدين و مدى صلاحية أو ايجابيات أو سلبيات هذه الحقب من منظور سياسي و انساني بحت. فهو أمر مختلف تماما و بحاجة ماسة الى تناوله و الابحار فيه, مما لا يتسع مجال لذكره هنا.
لكي نتناول إشكالية المصطلح النقدي "النظرية النقدية الهندسية التي تصف سير الحبكة للعمل الأدبي" وحيث تشير هذه النظرية إلى أن الحبكة الأدبية تبدأ مع بداية السرد للعمل الأدبي ومن ثم تتصاعد الأحداث " Raising Action" وتصل إلى نقطة جديدة وهي العقدة في الحبكة أو الذروة للحدث " Climax" والتي تعتبر أعلى نقطة يصل إليها الحدث قبل هبوطه، ويلي بلوغ العقدة هبوط في تواتر الحدث، مما يقود العمل الأدبي نحو نهايته لبلوغ مرحلة الاقفال" Falling Actions". وبهذا نحصل على تصميم أقرب ما يكون إلى شكل المثلث بيد أنه يفتقد إلى ضلع ثالث مما يمنحه سمة عدم الاقفال أو الشكل المفتوح.
بعد تخيل هذا التصميم نلاحظ أن هذه النظرية قادرة على تفسير ووصف سير حبكة العمل التقليدي (الكلاسيكي) فقط دون إعطاء أدنى فكرة أو أي رؤية واضحة حول ماهية سير الحبكة للعمل الحداثوي وعمل مابعد الحداثة. وبالتالي فإن النظرية تتناول العمل الذي يتسم بوجود وحدتي زمان ومكان واضحتا المعالم، والترتيب المنطقي والمتسلسل للأحداث مع وجود نهاية واضحة وسهلة أو ما يسمى بالنهاية المنغلقة مما يمنح سمة الإقفال للعمل فيغدو العمل الأدبي الكلاسيكي عملا مقفلا ذو نهاية مغلقة، وهذه الشروط تنطبق على العمل التقليدي. ويتضح أيضا عدم ملائمة وموائمة هذه النظرية للأنماط الأدبية الحديثة مثل أدب الحداثة وما بعد الحداثة. فضمن مساحات أدب الحداثة – وفي أحيان عديدة- نجد أن الكاتب يستسهل عمله الأدبي من نهايته ومن ثم يعاود السرد، وعليه تكون النقطة الأولى (وهي نقطة البداية حسب النظرية المشار إليها آنفا) ماهي إلا مجرد نهاية، مثال طرح فكرة موت الشخصية الرئيسية في العمل في أول سطر سردي ومن ثم يعود الكاتب عن طريق عملية استرجاع ( Flashback) لكي يسرد الحكاية وأحداث الحبكة للوصول في النهاية إلى النقطة التي تم طرحها في أول جملة سردية. بناء على هذه النظرية فإن حبكة العمل تسير في مسار واتجاه واحد " One way reading" انظلاقا من نقطة البداية " Start Point" مرورا بنقاط تصاعد الحدث وصولا إلى عقدة العمل " Climax" ومن ثم نزولا مع هبوط
الحدث لبلوغ نقطة النهاية " End Point" وهناك أعمال عديدة لا تخضع لمثل هذا التنظير، مثل الأدب الحداثوي الذي لا يتسم باتجاه واحد على مستوى القراءة أو على مستوى البناء السردي وعدم توافر معالم واضحة لسير حبكة العمل الأدبي، مثل غياب وحدتي الزمان والمكان أو الانتقال المفاجئ عبر المسافات الزمانية والمكانية وعدم خضوع تسلسل الأحداث للترتيب المنطقي، وغيره كثير.
وبالتالي يتضح لنا أن هذه النظرية تصلح لوصف مسار حبكة الحدث في العمل الكلاسيكي التقليدي ذو البداية الواضحة والتسلسل المنطقي للأحداث والنهاية المقفلة، لاغير. ومع هذا فإن هذه النظرية لم تنضج بعد ولم تصل إلى أدنى مستوى من الاكتمال – فببساطة- كيف نقوم بوصف سير الحبكة الأدبية للأعمال ذات النهاية المقفلة باستخدام تصاميم مفتوحة؟
ومن الأهمية بمكان أن نشير إلى أن الحبكة في أي عمل أدبي تحتوي على مستويان هما: حبكة الحدث، وحبكة الشخصية التي تمثل الحالة الذهنية والسيكولوجية للشخصيات. وعليه، فنحن بحاجة إلى توفر مساحة ضمن التصميم الهندسي تصف حبكة الشخصية في العمل حيث يقتصر التصميم على خط مسار حبكة الحدث في العمل.
ومما سبق، نلاحظ وجود خطآن فادحان في التصميم، اولهما، أنه لدينا تصميم ذو شكل هندسي مفتوح يصف حبكة العمل المقفل، وفي هذا تناقض واضح- مما يفيد عدم اكتمال هذا التصميم. وعليه، نحن بحاجة إلى رسم ضلع ثالث ليصبح لدينا تصميم مغلق (مثلث مغلق.
وثانيهما، هو عدم قدرة النظرية على تفسير سير حبكة العمل الحداثوي وما بعد الحداثوي.
نورس بلا مجثم ..... أنهكه التجوال المتوحد الحزين .... و أتعيه الطيران
الصين
Email: meyouandearth2006***********
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 01:14 م]ـ
موضوع جميل .. جزاك الله خيرا
ولكن هل كلمة (حداثوي) و (إسلاموي) فصيحة لغويا؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 03:14 ص]ـ
بانتظار بقية الحلقات ..
ولتأذن لي أستاذ نورس بهذه الوقفة ..
لم نعتد نقض المسلّمات المعرفية – إن كان لها وجود- واستكنا إلى نهل العلم والثقافة أيا كان مصدرها ونظرياتها وحيثياتها من دون إمعان التأمل فيما نأخذ، وأحطناه بهالة من قداسة علمية بحيث لم نجرؤ على مسائلة وتحكيم المادة والنص والثقافة والأشخاص أيضا، كما لو أنها غدت مسلمات لا يجوز مساسها.
صدقت، ولكننا نحاول الانفكاك من هذه العقدة التي غرسها مدرسونا في أنفسنا، و لازال الكثير يعلّمها طلابه قبل تلقينه درسا!!
أثارت شجوني هذه المقدمة، و ذكّرتني بآخر مرة جلست على مقعد الطلب؛ في السنة التمهيدية للماجستير، والتي يفترض فيها أن نكون أو نُعلّم أن نكون أصحاب رأي مستقل، ووجهة نظر خاصة. كنا نُصادم نحن وآراؤنا المعارضة للأستاذ، بمحاولة من الأخير في دفنها!! مأساةٌ تعليمُنا!
النظرية النقدية الهندسية التي تصف سير الحبكة للعمل الأدبي
الهندسة، والرياضيات تدخل في النقد الأدبي بشكل أو بآخر، و ما هذه النظرية إلا أحد هذه الأشكال؛ بيد أنها نظرية قديمة نوعا ما أذكر أنها طُبّقت على نمط القصص الموبسّاني (نسبة إلى موبسّان)، ولتتخيل قِدم هذا االنمط.
لا زلنا نتلقى نظريات جديدة، و منهجيات قد تكون أسوأ بكثير من هذه النظرية. إلا أن الفارق في كلا الأمرين هو المتلقي .. لم لا نأخذ النظرية ونبدأ بتحويرها وتعديلها لتكون متماشية مع النصوص السردية الحديثة، سواء الحداثية أو ما بعدها.
أوافقك تماما أن هذه النظرية إن كانت ستطبق الآن على نصوص حديثة ستعدّ نظرية بالية لا رجاء من ورائها، إذ لا بد من التطور في الأدوات النقدية كما تتطور النصوص الإبداعية بحكم أن النص الأدبي هو مادة النقد، والناشئ الأسبق.
الحداثوية و الما بعد حداثوية
لم لا تكن: الحداثية والمابعد حداثية؟!
لم يحاول البعض استحداث مصطلحات جديدة ربما فيها من الغرابة كي تثير الانتباه، ونتلقفها نحن دون تمحيص منا، ومعاينة؟!
الحداثوية والإسلاموية و غيرها يحاول كل من الطرفين ليّ مصطلح الآخر مستقصدا بذلك أن أصحاب هذا التيار لا يسيرون على الخط الصحيح للمصطلح الأساسي دون عوج (:
سننتظر منك تصميما جديدا أيها المهندس النقدي.
الفاضل أبا حاتم: هناك كم مريع من المصطلحات التي تنشد تصحيحا لغويا جرت على ألسنة المثقفين، و –برأيي- ألا حاجة للبحث عن مبرر لها دام البديل الصحيح موجودا.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[02 - 11 - 2006, 03:25 ص]ـ
ولكن هل كلمة (حداثوي) و (إسلاموي) فصيحة لغويا؟
شاعت هاتان الكلمتان في المغرب العربي، الأولى: الحداثوية (=الحداثة) وهي ترجمة مستعارة لـ modernism. والثانية: الإسلامَوية، اخترعت للدلالة على من تسميهم صحافة المشرق العربي: سلفيين أو أصوليين أو إسلاميين! ويقال في المغرب أيضا: المتأسلمون وهم الإسلامَويون! ولصحافتنا الفاضلة في اختراع الألفاظ صولات وجولات، وأية صولات وجولات!
ـ[المرشد]ــــــــ[25 - 11 - 2006, 08:34 ص]ـ
تعقيب:
قواعد (اللسان العربي) لايصح اخضاعها للنقد؛ لأن استقرار تصويبها من أئمة اللسان موجب للمتابعة.
ثم المتكلمون في (اللسان) صنفان:
-الأول: مجتهد ذو ملكة تامة؛ كسيبويه والخليل.
-والثاني: مقلد ليس عنده تلك الملكة كعامة اللغويين.
ولاوجود لمجتهد في اللغة منذ قرون بعيدة.
ملحظ:
في أي عمل أدبي تحتوي على مستويان هما(/)
كيف نشأ الشعر؟
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 03:37 ص]ـ
هذه مقالة من مجموعة مقالات كتبتها بعنوان مع الأدب العربي
ولما رأيت موضوع شاكر الغزي أحببت أن أنشر ما كتبته على حلقات
مع الأدب العربي 1
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا في النشاة
تمهيد
الكثير ممن خاضوا في الأدب العربي كانوا قد ربطوا نشأته إما بظواهر اجتماعية أوشخصيات معينة.فمنهم من ربط ظهور الشعر بالحداء وهو قصائد أو أناشيد وأراجيز ـ إن جاز التعبير ـ كانت العرب تحث بها الإبل على السير , وقيل إن هذه الأراجيز كانت تنظم على إيقاعات مشي الإبل , أو على حركات أرجلها عند المشي ـ إن جاز التعبير ـ لأني مازلت غير مقتنع بان أخفاف الإبل تصدر أصواتا عندما تقع على الرمال!
فهل يعقل أن يكون الدافع الذي أدى إلى ظهور الشعر هو حث الإبل على السير فقط؟
وحتى لو كان ذلك صحيحا , ألا توجد دوافع أقوى واهم , تجعل موقفنا أكثر قوة إذاأسندنا ظهور الشعر إليها؟ دوافع لا تتعلق بالإبل ولا بصوت مشيها؟ دوافع تخص الإنسان العربي نفسه؟
بالتأكيد هناك دوافع نفسية كثيرة جعلت العربي يقول الشعر.لأن الإنسان بصفة عامة لا يبتكر ولا ينظم شعرا ولا يبدع إلا لإحساسه بان ذلك سيشبع دوافعه ويرضي فضوله.
ألا يمكن أن تشكل التسلية وملء الفراغ دافعا جعل العربي يحدو؟
قبل الإجابة على هذا السؤال دعونا ندخل إلى الجو الذي كان العربي يعيشه وهو يحدو ,ولنعش معه اللحظات التي كان يحدو فيها إبله , ولنر أية مراع تلك التي سيذهب اليها؟
إنها صحراء واسعة وقاسية ـ وان كانت لا تخلو من الواحات المتناثرة فيها والتي تفصلبينها مسافات شاسعة ـ يخرج بإبله وغنمه صباحا , يخرج وهو غير واثق من عودته ,فان سلمت أنعامه من اللصوص ووحوش الصحراء , لم يسلم هو من الغزاة وقطاع الطرق والموتورين.
إذن فلديه مهام إضافية غير الرعي ,فبحكم وجوده في أطراف الحي عليه أن يكون حذرا ومتنبها لأي طارئ.
ألا يمكن أن يكون حداؤه ـ في ظل هذه الظروف القاسية ـ لتسلية النفس وقطع الوحدة؟
وان صح لنا جعل التسلية سببا في ظهور الحداء , فهي بالتأكيد صاحبة فضل على ظهور الشعر.
ربما كانت فكرة ربط التسلية بظهور الحداء فكرة سخيفة , واعتقد إنها الآن لم تعد كذلك
وإذا كان ظهور الحداء بهذه الطريقة (لحث الإبل) هو الذي مهد لظهور الشعر , الأمرالذي يقتضي ألا نعد الحداء شعرا , فهل يعد الحداء شعرا؟
الحداء وظهور الشعر
عندما نقرأ حداء العرب نجد انه أشبه بالأناشيد منه بالشعر , ولكنه مع ذلك موزون بدقة متناهية , وان وجد اختلال في وزن بعضه , فانه لا يكفي لإعطائنا الحق في إصدارحكم عام باختلال وزنه , فمن أين جاءت العرب بهذا الوزن؟
أضف إلى ذلك اتفاقهم على وزن واحد وهو الرجز و فهل يعقل أن يكون للصدفة دورفي اتفاق حادي اليمن مع حادي الشام , وحادي البحرين مع حادي الحجاز ......... الخ
لماذا لم يقل احدهم حداءه على أي بحر آخر؟ إذا كان السبب هو خفة الرجز والتي تناسب حركة الإبل والمشي والرحيل , فلماذا لم يقل ولو واحد منهم حداءه على بحرخفيف غير الرجز؟ كمجزوء الرمل أو مجزوء البسيط مثلا؟
فهل كان هذا الاتفاق وليد الصدفة؟ أم انه نتاج خبرات سابقة؟
أما موضوع الصدفة فقد انتهينا منه قبل أن نبدأه لأنه غير منطقي أبدا , وأما موضوع الخبرة فهو معقول , ولكن الخبرة الشخصية لابد أن تستند إلى التجارب الإنسانية والخبرات السابقة , فلا يعقل أن تولد هذه الخلفية عن الشعر وتتشكل في جيل واحد ,لأنها تتطلب الاستناد إلى الخبرات السابقة , وهكذا سنصبح ممسكين بحلقة في سلسلة لاندري أين بدايتها! والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ألم يكن هناك شعر غير الحداء؟ حتى ولو قيل على وزن آخر؟
بالتأكيد هناك أغراض أخرى قيل فيها الشعر سواء كان على الرجز أو غيره , والآن يفاجئنا سؤال آخر وهو الم يوجد بحر آخر كان يقالالحداء منه؟
إذا قلنا لا ستولد لدينا سؤال آخر وهو:
ألم يقل شعر آخر غير الحداء وعلى وزن الرجز؟
بالتأكيد هناك شعر في أغراض أخرى قيل من بحر الرجزإذن هو أول بحر قيل منه الشعر، وإذا اتفقنا على ذلك كانت مسالة تخصيص الرجزللحداء خاطئة , فالاختيار لا يكون إلا من متعددات , وعلى اتفاقنا سيكون قول الحداءعلى الرجز أمرا إلزاميا وحتميا بحكم عدم وجود البديل.
في هذه المسائل المعقدة أحب أن أطرح بعض الاحتمالات:
الاحتمال الأول: ان الحداء هو الأصل الذي دفع العرب إلى ابتكار الرجز ليصاغ عليه, ثم اخذ الرجز لأغراض أخرى , الأمر الذي مهد لابتكار الأوزان الأخرى.
ولنقف قليلا مع هذا الاحتمال ولنناقشه بطرح سؤال لا بد أن يظهر لمن يعتقد بصحة هذا القول , ما السابق الحداء أم الرجز؟
من قال الحداء فهذا يتطلب وجود أوزان أخرى ظهرت قبل الرجز , ومن قال الوزن فهو اقرب وان كان يتطلب وجود شعر غير الحداء كان يقال , ولكن ذلك لا يمنع ان يكون الحداء هو أولها.
الاحتمال الثاني: هو وجود بحور أخرى مع الرجز ولكنها لم تستخدم للحداء , ويبررعدم ظهورها هو عدم وجود أغراض أخرى للشعر غير الحداء , وعليه فان مسالة تخصيص الرجز للحداء تصبح أمرا مقبولا , شريطة ألا يقال شعر آخر غير الحداء بنفس الوزن
ولكننا نرى أن العرب كانت تنظم من الرجز ولذلك من قال إن الرجز مخصص للحداء يكون قد قلب المسالة , لأننا نجد الرجز بعيدا عن الحداء في الفخر أو الحكم مثلا , ولكننا لا نستطيع أن نجد الحداء دون رجز، فلا حداء من البسيط أو الكامل ...... الخ
الاحتمال الثالث:
هو أن الرجز هو الأصل الذي كان يقال عليه الشعر عموما , ثم أدى تراكم الخبرات عبر الأجيال إلى ابتكار أوزان أخرى.وارى ان هذا الاحتمال هو الأقرب إلى المنطق ولكن لو قال قائل: لماذا الرجز وليس غيره؟ أجبته بسؤال أخر هو: ـ
لماذا شعر العرب فقط هو الذي يخضع لقوانين الوزن والقافية؟ لماذا لم نر ذلك عند الهنود والإغريق وغيرهم؟
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[القناص]ــــــــ[14 - 10 - 2006, 01:45 م]ـ
شكرا يا أبا خالد
متابع وفي انتظار البقية
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[15 - 10 - 2006, 02:16 ص]ـ
حياك الله أخي
وفي انتظار ملاحظات الأساتيذ تمهيدا لنشر المقالة الثانية
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[15 - 10 - 2006, 05:29 ص]ـ
المقال أكثر من رائع ..
أنتظر الاكتمال لأتمكن من التعليق ..
شدّني فيه الأسلوب، و طريقة إيصال الفكرة؛ فكأنك تتحدث مع نفسك بصوت عالٍ، و تريد إقناعها بشيء ..
استمر بارك الله في قلمك.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 11:27 م]ـ
المقال أكثر من رائع ..
أنتظر الاكتمال لأتمكن من التعليق ..
شدّني فيه الأسلوب، و طريقة إيصال الفكرة؛ فكأنك تتحدث مع نفسك بصوت عالٍ، و تريد إقناعها بشيء ..
استمر بارك الله في قلمك.
شكرا لك أختاه على مرورك وتشجيعك وأما التتمة فستكون على حلقات بإذن الله لأنها مقالات طويلة لذا ربما كان من الأنسب التعليق على كل مقالة بانفراد
ـ[أبو طارق]ــــــــ[17 - 10 - 2006, 12:26 ص]ـ
بوركت أبا خالد
أفدت واستمتعت كثيراً بقراءة مقالك
وفي انتظار الحلقات القادمة
وفقك الله
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 09:26 ص]ـ
بوركت أبا خالد
أفدت واستمتعت كثيراً بقراءة مقالك
وفي انتظار الحلقات القادمة
وفقك الله
باركك الله , هل أنت ماء لتغمر كل الأقسام؟ ما شاء الله
أكلما تصفحت وجدت اسمك؟
أبو طارق , اسم لا يغادر أذهان أعضاء الفصيح
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 03:56 م]ـ
بوركت أبا خالد
إنما تجدني كذلك لأتتبع خطاكم أنى اتجهتم
حتى لا يفوتني شيء من غزير علمكم؛ وكنوز مواهبكم
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 01:17 م]ـ
أخي أبا خالد،
السلام عليكم،
شكرا جزيلا على هذا الطرح النقدي الجميل.
أوافقك القول إنه لا يمكن اعتبار الحداء أصلا للشعر العربي ففي هذا القول إجحاف شديد ومخالفة لعوائد الأحوال الطبيعية. ومثله في السذاجة القول إن النثر العربي نشأ من سجع الكهان وهلوستهم ... وهذا القول أخطر من الأول لأنه يتعرض لنص القرآن الكريم دون وجود أي سبب علمي لذلك غير الجهل في طبائع الأشياء!
هنالك لغز ـ أخي الفاضل ـ في نشأة الشعر العربي والنثر العربي والأدب العربي عموما مرده إلى اللغز الأكبر في مراحل تطور اللغة العربية التي لا نعرف عنها إلا الشيء القليل جدا وذلك لانعدام وجود المصادر.
نحن نعرف أن العربية عربيتان: عربية الجنوب (ودونت ابتداء من الألفية الثانية قبل الميلاد)، وعربية الشمال (ودونت في القرن الثالث بعد الميلاد). فالبون الزمني بين تدوين العربيتين شاسع جدا. وصحيح أن اكتشاف نصوص مدونة باللهجات الثمودية واللحيانية والصفوية ـ وهي من لهجات عربية الشمال ـ تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، كان بمثابة حلقة الوصل بين العربيتين، إلا أن المعلومات اللغوية التي تحتويها تلك النصوص ضئيلة جدا، ولا مجال لحل اللغز في تاريخ الشعر العربي إلا بحل اللغز في تاريخ اللغة العربية، وهذا لا يكون إلا بالتنقيب الأثري في شبه الجزيرة العربية!
لماذا هذه المقدمة؟
الجواب بسيط: يجمع أهل الاختصاص من العرب والعجم على ما يلي:
إن اللغة العربية الشمالية، التي ظهرت فجأة في القرن الثالث/الرابع بعد الميلاد، ظهرت غاية في الكمال اللغوي بحيث فاقت جميع اللغات السامية (ومنها البابلية التي دونت في الألفية الثالثة قبل الميلاد) وغير السامية (ومنها السانسكريتية والفارسية واليونانية واللاتينية) كمالا. والسؤال المطروح ههنا هو: إذا كان تطور السانسكريتية، وهي دون العربية في كل شيء، استغرق ألفي سنة، فكم سنة مرت على العربية قبل بلوغها هذا الكمال اللغوي؟! والسؤال نفسه ينطبق على بحور الشعر العربي: فهي أكمل بحور الأمم كما ونوعا ووزنا وموسيقى ووفرة.
فلنترك الإبل والحداة جانبا، ولنبحث في تاريخ اللغة، فهو الشرط الأساسي للوصول إلى تاريخ الشعر العربي ... وليركز الجادون من الطلاب الباحثين عن مواضيع للماجستير والدكتوراة، جهدهم على هذه القضايا في اللغة والأدب، لأن مجال البحث فيها لا يزال مفتوحا على مصراعيه ...
وتحية طية مباركة.
عبدالرحمن السليمان.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 01:50 ص]ـ
أخي أبا خالد،
السلام عليكم،
شكرا جزيلا على هذا الطرح النقدي الجميل.
(يُتْبَعُ)
(/)
أوافقك القول إنه لا يمكن اعتبار الحداء أصلا للشعر العربي ففي هذا القول إجحاف شديد ومخالفة لعوائد الأحوال الطبيعية. ومثله في السذاجة القول إن النثر العربي نشأ من سجع الكهان وهلوستهم ... وهذا القول أخطر من الأول لأنه يتعرض لنص القرآن الكريم دون وجود أي سبب علمي لذلك غير الجهل في طبائع الأشياء!
هنالك لغز ـ أخي الفاضل ـ في نشأة الشعر العربي والنثر العربي والأدب العربي عموما مرده إلى اللغز الأكبر في مراحل تطور اللغة العربية التي لا نعرف عنها إلا الشيء القليل جدا وذلك لانعدام وجود المصادر.
نحن نعرف أن العربية عربيتان: عربية الجنوب (ودونت ابتداء من الألفية الثانية قبل الميلاد)، وعربية الشمال (ودونت في القرن الثالث بعد الميلاد). فالبون الزمني بين تدوين العربيتين شاسع جدا. وصحيح أن اكتشاف نصوص مدونة باللهجات الثمودية واللحيانية والصفوية ـ وهي من لهجات عربية الشمال ـ تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، كان بمثابة حلقة الوصل بين العربيتين، إلا أن المعلومات اللغوية التي تحتويها تلك النصوص ضئيلة جدا، ولا مجال لحل اللغز في تاريخ الشعر العربي إلا بحل اللغز في تاريخ اللغة العربية، وهذا لا يكون إلا بالتنقيب الأثري في شبه الجزيرة العربية!
لماذا هذه المقدمة؟
الجواب بسيط: يجمع أهل الاختصاص من العرب والعجم على ما يلي:
إن اللغة العربية الشمالية، التي ظهرت فجأة في القرن الثالث/الرابع بعد الميلاد، ظهرت غاية في الكمال اللغوي بحيث فاقت جميع اللغات السامية (ومنها البابلية التي دونت في الألفية الثالثة قبل الميلاد) وغير السامية (ومنها السانسكريتية والفارسية واليونانية واللاتينية) كمالا. والسؤال المطروح ههنا هو: إذا كان تطور السانسكريتية، وهي دون العربية في كل شيء، استغرق ألفي سنة، فكم سنة مرت على العربية قبل بلوغها هذا الكمال اللغوي؟! والسؤال نفسه ينطبق على بحور الشعر العربي: فهي أكمل بحور الأمم كما ونوعا ووزنا وموسيقى ووفرة.
فلنترك الإبل والحداة جانبا، ولنبحث في تاريخ اللغة، فهو الشرط الأساسي للوصول إلى تاريخ الشعر العربي ... وليركز الجادون من الطلاب الباحثين عن مواضيع للماجستير والدكتوراة، جهدهم على هذه القضايا في اللغة والأدب، لأن مجال البحث فيها لا يزال مفتوحا على مصراعيه ...
وتحية طية مباركة.
عبدالرحمن السليمان.
أخي عبد الرحمن
السلام عليكم
أعترف بأنني من أشد المعجبين بمقالاتك خاصة في علم اللغة وفقهها
فلنترك الإبل والحداة جانبا، ولنبحث في تاريخ اللغة، فهو الشرط الأساسي للوصول إلى تاريخ الشعر العربي ... وليركز الجادون من الطلاب الباحثين عن مواضيع للماجستير والدكتوراة، جهدهم على هذه القضايا في اللغة والأدب، لأن مجال البحث فيها لا يزال مفتوحا على مصراعيه ...
استعجلت علي أستاذي , فقد أشار تلميذكم إلى أن هذه المقالة هي من مجموعة مقالات متسلسلة , هذه مقالة من مجموعة مقالات كتبتها بعنوان مع الأدب العربي
شكرا لك أختاه على مرورك وتشجيعك وأما التتمة فستكون على حلقات بإذن الله لأنها مقالات طويلة لذا ربما كان من الأنسب التعليق على كل مقالة بانفراد
فانتظر الحلقات القادمة فقد تطرق تلميذكم عن شيء من نشأة اللغة , رغم يقين تلميذكم أنه لم يتكلم عن الكثير في نشأة رائعتنا
وما زال تلميذكم يبحث ويعدل مقالاته فانتظره
مع محبتي ,,,,,,,,,,,,,,,,,
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 11:08 م]ـ
أخي وأستاذي الفاضل أبا خالد،
شكر الله لكم استحسانكم ما يكتب محسوبكم.
أخي الكريم: ما قصدتكم أنتم بقولي:
فلنترك الإبل والحداة جانبا، ولنبحث في تاريخ اللغة، فهو الشرط الأساسي للوصول إلى تاريخ الشعر العربي ... وليركز الجادون من الطلاب الباحثين عن مواضيع للماجستير والدكتوراة، جهدهم على هذه القضايا في اللغة والأدب، لأن مجال البحث فيها لا يزال مفتوحا على مصراعيه ...
ومعاذ الله أن أفعل ذلك في الخطاب لأحد فضلا عن خطاب موجه لأخ فاضل. إنما أردت بذلك الإشارة إلى القائلين بذلك القول وهم كثر، فالعربية أغنى وأعظم من ذلك بكثير، وبحور الشعر العربي ـ التي استعارتها جميع الأمم المتحضرة التي احتكت بالعرب وقرضت عليها ـ أكثر تعقيدا مما نتصور. وهذا كله نتجية تطور دام آلاف السنين فيما أعتقد ويعتقد غيري. من ثمة دعوتي المستمرة للطلاب ـ عندما يستشيرونني في موضوع أطروحة ـ للبحث في ذلك.
ولقد قرأت مقالتك وأفدت منها أخي الفاضل، وأتطلع إلى قراءة التتمة.
حياك الله ونفع بك.
أخوكم عبدالرحمن.
ـ[صَبْرُ أيوب]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 08:46 م]ـ
قال يونس بن حبيب: قال أبو عمرو بن العلاء: ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم وشعر كثير.
المصدر: طبقات فحول الشعراء لابن سلام، ص22،من مكتبة الموسوعة الشعرية.
أبا خالد ...
أمتعني طرحك ومناقستك الهادئة، لكن لدي سؤال؟
كيف تطرح هذه المسائل للبحث مع عدم وجود الأدلة التي تدعمها ... أو تضعفها؟، أعنى أننا سنبقى في هذه الحالة مع مجموعة احتمالات وآراء دون أن يكون هناك مرجح قوي لأحدها.
و للأستاذ عبد الرحمن:
أشرت إلى أن البحث في تاريخ اللغة في هذه الحِقب من التاريخ ممكن، فما الذي يعتمده الباحث فيه إذا كانت المصادرالأدبية شحيحة ... وإذا كان الباحث سيستعين بما توصل إليه علماء الآثارفستبقى نتائجه متعلقة بما يجد وقد تكون عرضة للانهيار بما يجد في ذلك العلم من اكتشافات أثرية.
كانت هذه تساؤلات عنت لي وأرجو أن تفيضا عليَّ من علمكم ..
ولكم الشكر.
صبر أيوب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 08:54 م]ـ
كيف تطرح هذه المسائل للبحث مع عدم وجود الأدلة التي تدعمها ... أو تضعفها؟، أعنى أننا سنبقى في هذه الحالة مع مجموعة احتمالات وآراء دون أن يكون هناك مرجح قوي لأحدها.
ليسمح لي الأستاذ أباخالد ..
لم لا نفكّر؟! نحاول أن نبحث، أن نستنتج، أليس أفضل من أن نبقى مكتفي الأيدي ننتظر من غيرنا أن يعطينا إجابة جاهزة!
لتكن هذه الدراسة بصيص نور لغيرها حتى يكتمل العقد، وقد تظهر النتائج لاحقا.
تحية
ـ[صَبْرُ أيوب]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 01:53 ص]ـ
لم لا نفكّر؟! نحاول أن نبحث، أن نستنتج.
ليست هذه دعوى لمنع التفكير والتدبر:)
أليس أفضل من أن نبقى مكتفي الأيدي ننتظر من غيرنا أن يعطينا إجابة جاهزة!
وهل فهمتِ ـ حفظك الله ــ من كلامي أن نترك هذا الجانب لنأخذ الإجابةجاهزة؟!
ولن تكون إجابة جاهزة بل سيضيف إلى ما قال أبوخالد احتمالاً جديداً ولن يفصل في المسألة وسنبقى ندور في حلقة مفرغة:)
ويبقى السؤال قائماً لك أبا خالد:
كيف تُطْرح هذه المسائل للبحث مع عدم وجود الأدلة التي تدعمها ... أو تضعفها؟، أعنى أننا سنبقى في هذه الحالة مع مجموعة احتمالات وآراء دون أن يكون هناك مرجح قوي لأحدها.
أسأل هنا لأطلب الفائدة ... ولو كنت متهكماً أو مستخفاً بما قدِّم من جُهد كَما ظنتْ وضحاء لأبقيت كلامي في بطني ..
صبرُ أيوب
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 02:29 ص]ـ
أخي الفاضل صبر أيوب،
سؤالك مهم! ينبغي دراسة النقوش الحميرية واللحيانية والثمودية والصفوية دراسة دقيقة لأن ذلك لم يتم حتى الآن. وينبغي دراسة ما تركه لنا التدمريون والأنباط باللغة الآرامية دراسة دقيقة أيضا لأن التدمريين والأنباط عرب. وينبغي تمحيص كل الروايات المتعلقة بالمناذرة والغساسنة واللخميين وسائر الروايات القديمة لأنها لم تأخذ حقها من البحث والتمحيص على ضوء ما اكتشف من اللغات السامية والآداب السامية ومناهج الدراسات اللغوية والأدبية الحديثة المعتمدة على مناهج المقارنة بعد. إن معرفة العربية غير كافية لدراسة الأدب العربي لأن العرب لم يكونوا بمعزل عن سائر الأمم الأخرى!
إن علم الآثار علم مهم جدا في هذا المجال. ولا بد من التنقيب إذا أردنا الوصول إلى نتائج أفضل. إن أية مكتشفات جديدة تجعلنا نعيد النظر فيما اعتقدناه قبل تلك المكتشفات، وهذا أمر طبيعي مثله في في ذلك مثل النظرية العلمية التي تلغيها نظرية أحدث منها وأدق. وأمثل لك بعلم الآثار: كان الرأي السائد حتى قبل ثلاثين سنة من الآن هو أن الفينيقيين هم الذين كانوا اخترعوا الأبجدية. بطل هذا الرأي باكتشاف النصوص الأوغاريتية قبل ثلاثين سنة من الآن غربي سورية، وهو الاكتشاف الذي أثبت أن أبجديتهم أقدم من الأبجدية الفينيقية بنصف قرن! فالرأي السائد الآن ـ حتى اكتشاف آخر ـ هو أن الأوغاريتيين هم أول من اخترع الكتابة الأبجدية. ومن الثابت أيضا أن الأوغاريتيين عرب وليسوا كنعانيين، فتأمل!
ومجال البحث في هذه القضايا مفتوح على مصراعيه كما قلت سابقا، لكن بعض دول الخليج العربي لا تحبذ التنقيب الأثري على أراضيها لأسباب غير وجيهة.
ودمت سالما.
عبدالرحمن السليمان.
ـ[صَبْرُ أيوب]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 02:46 ص]ـ
ومجال البحث في هذه القضايا مفتوح على مصراعيه كما قلت سابقا، لكن بعض دول الخليج العربي لا تحبذ التنقيب الأثري على أراضيها لأسباب غير وجيهة.
وقد يوكل البحث فيها للمتخصصين من غير العرب!
وانظر إلى قرية (الفاو) التي ستظل تحت الرمال لتظل معها كثير من الثروات والحقائق ...
شكر الله لك.
صبرُ أيوب:)
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 03:00 ص]ـ
هذا موضوع يحتاج التعاطي معه إلى صبر أيوب ;)
ـ[صَبْرُ أيوب]ــــــــ[22 - 10 - 2006, 03:49 ص]ـ
هذا موضوع يحتاج التعاطي معه إلى صبر أيوب
!!!!!!!!!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[05 - 11 - 2006, 08:38 م]ـ
لا زلنا بانتظار الحلقات التي أخذتها منا الضيفة الصغيرة.(/)
التناص
ـ[ليلى العامري]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 02:32 م]ـ
التناص
مفهوم التناص:
مفهوم التناص: بداية لا بد أن أوضح أن التناص تخريج لما أسماه السابقون بالسرقات)، وأنه كان موجودا لديهم، وإن لم يعرفوه بهذا الاسم، فهو مصطلح جديد لظاهرة أدبية ونقدية قديمة فظاهرة تداخل النصوص سمة جوهرية في التراث العربي، وأوضح دليل على ذلك اهتمام النقاد بالمعاني المتكررة بين الشعراء، والبحث عن الأصالة لدى الشاعر، جاعلين مقياس ذلك قوة الإبداع والخلق، فذلك أمر (ما تعرى منه متقدم ولا متأخر).
فالتناص الأدبي:
هو تداخل نصوص أدبية مختارة قديمة أو حديثة شعراً أو نثراً مع نص القصيدة الأصلي بحيث تكون منسجمة وموظفة ودالة قدر الإمكان على الفكرة التي يطرحها الشاعر.
إذن مفهوم التناص يدل على وجود نص أصلي في مجال الأدب أو النقد على علاقة بنصوص أخرى، وأن هذه النصوص قد مارست تأثيراً مباشرا أو غير مباشر على النص الأصلي في وقت ما.
بداية مصطلح التناص:
ظهر مصطلح التناص عند (جوليا كرستيفا) عام1966م، إلا أنه يرجع إلى أستاذها الروسي (ميخائيل باختين)، وإن لم يذكر هذا المصطلح صراحة و اكتفى ب (تعددية الأصوات)، (والحوارية)، وحلّلها في كتابه (فلسفة اللغة)، وكتاباته عن الروائي الروسي (دستوفيسكي)، وبعد أن تبعته جوليا وأجرت استعمالات إجرائية وتطبيقية للتناص في دراستها (ثورة اللغة الشعرية) (عرفت فيها التناص بأنه (التفاعل النصي في نص بعينه) ثم التقى حول هذا المصطلح عدد كبير من النقاد الغربيين وتوالت الدراسات حوله، وتوسع الباحثون في تناوله، وكلها لا تخرج عن هذا الأصل، وقد أضاف الناقد الفرنسي (جيرار جينيت) لذلك أن حدد أصنافاً للتناص.
وبعد ذلك اتسع مفهوم التناص، وأصبح بمثابة ظاهرة نقدية جديدة وجديرة بالدراسة والاهتمام، وشاعت في الأدب الغربي، ولاحقاً انتقل هذا الاهتمام بتقنية التناص إلى الأدب العربي مع جملة ما انتقل إلينا من ظواهر أدبية ونقدية غربية ضمن الاحتكاك الثقافي، إضافة إلى الترسبات التراثية الأصيلة.
أشكال التناص:
إن العمل الأدبي يدخل في شجرة نسب عريقة وممتدة كالكائن البشري.
فهو بذرة خصبة تؤول إلى نصوص تنتج عنه، كما أنه نتاج لما سبقه حاملا معه بعض الصفات الوراثية ممن قبله.
وتختلف هذه الاستفادة إما بالكتابة عن النص ذاته، أو بتفجير نص آخر في نفوسنا ينشأ من تفاعلنا مع النصوص المقروءة.
يختلف تداخل نص مع نصوص سابقة، ويتنوع بحسب الاستفادة، فللتناص أشكال متعددة، منها:
1ـ التناص القرآني: بحث يقتبس الأديب نصاً قرآنياً، ويذكره مباشرة، أو يكون ممتداً 3ـ التناص والتراث الشعبي: وتكون المحاكاة فيه على مستوى اللغة الشعبية، وهذا مما يؤخذ على بعض الأدباء، إضافة إلى الاستفادة، وتوظيف القص الشعبي، والحكايات القديمة، والموروث الشعبي.
بإيحاءاته وظله على النص الأدبي، لنلمح جزءاً من قصة قرآنية، أو عبارة قرآنية يدخلها في سياق نصه
2ـ التناص الوثائقي: وهذا النوع في النثر أكثر منه في الشعر كالسرد والسيرة، فيحاكي النص نصوصاً رسمية كالخطابات، والوثائق، أو أوراق أخرى كالرسائل الشخصية والإخوانية؛ لتكون نصوصهم أكثر واقعية.
4ـ التناص والأسطورة: وهي تتشابه مع سابقها من ناحية الاستفادة من التراث، لكنها تختلف من ناحية أن الأسطورة غالباً ما هي موروث؛ لكنه يوناني، أو غربي، وإن كان هناك بعض الأساطير العربية، إلا أنها قلة مقارنة بالغرب.
أنواع التناص:
تناص مباشر (تناص التجلي) أو غير مباشر (تناص الخفاء).
التناص المباشر:
فيدخل تحته ما عُرف في النقد القديم بالسرقة و الاقتباس، والأخذ والاستشهاد والتضمين، فهو عملية واعية تقوم بامتصاص وتحويل نصوص متداخلة، ومتفاعلة إلى النص.
ويعمد الأديب فيه أحياناً إلى استحضار نصوص بلغتها التي وردت فيها، كالآيات القرآنية، والحديث النبوي، أو الشعر والقصة.
التناص غير المباشر:
فينضوي تحته التلميح والتلويح والإيماء، والمجاز والرمز، وهو عملية شعورية يستنتج الأديب من النص المتداخل معه أفكاراً معينة يومئ بها ويرمز إليها في نصه الجديد.
ويحلو للبعض تفريعه بإيجابي وآخر سلبي، ويقصد بالأول إنتاج أفكار قديمة بأسلوب جديد، أما السلبي فهو كالصدى المكرر للنص الذي سبقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن جميع هذه الأنواع تعتمد على فهم المتلقي، وتحليله للنص
آليات التناص:
ومن آليات التناص التي ينبغي أن يعرفها الناقد أو المحلل أو القارئ أثناء مقاربته للنص الأدبي، والتي تساعد ه على استكناه النص وسبر أغواره، نذكر المفاهيم التالية:
1 - المستنسخات النصية (ألفاظ وشواهد وعبارات واقتباسات بارزة ... ).
2 - المقتبسات النصية (تكون في بداية الرواية أو الفصل أو المتن في شكل نصوص ومقاطع وفقرات موضوعة بين علامات التنصيص تضيء الرواية تفاعلا وحوارا ... ).
3 - العبارات المسكوكة (أمثال وحكم وعبارات مسكوكة في نسقها اللغوي والبنيوي بطريقة كلية عضوية ومتوارثة جيلا عن جيل مثل: أكلت يوم أكل الثور الأبيض، من جد وجد ومن زرع حصد، راح يصطاد اصطادوه ... ).
4 - الهوامش النصية: يورد المبدع في عمله الإبداعي المتن ويذيله بهوامش إحالية ومرجعية. وغالبا ماتوضع هذه الهوامش في أسفل النص أو في آخر العمل، حيث تقوم بوظيفة الوصف والتفسير لما غمض من النص، وما يحمله من إشارات نصية كما فعل عبد الله العروي في روايته "أوراق"؛
5 - الحواشي النصية: قد يرفق المبدع نصه بحواش في بداية العمل أوفي نهايته أو في آخره لتفسير النص من خلال تحديد سياقه وإبراز مناسبته أو شرح بعض الألفاظ أو تفسير بعض أسماء الأعلام أو تعيين المهدى له هذا العمل، أو تبيان الدواعي التي دفعته لكتابة النص وتحبيره .... ؛
6 - الاقتباس (هو أن يأخذ المبدع القرآن والسنة ويدرجه في كلامه بطريقة صريحة أو غير صريحة ... )؛
7 - التضمين (أن يضمن المبدع كلامه شيئا من مشهور الشعر أو النثر لغيره من الأدباء والشعراء ... )؛
8 - المحاكاة: يلتجئ المبدع إلى توظيف المقتبس أو المستنسخ بطريقة حرفية دون أن يبدع فيها؛
9 - الإحالة: غالبا ما نجد الكاتب يوظف بعض الكلمات أو العبارات التي توحي بإشارات أو إحالات مرجعية رمزية أو أسطورية ..... ؛
10 - المناص métatexte: ينطلق المبدع من عمل أو حدث أو فكرة أو مرجع أو مصدر لمبدع آخر فيحاول محاكاته أو نقده وحواره كما فعل بنسالم حميش في روايته:" العلامة" الذي استلهم فيها سيرة العلامة ابن خلدون بطريقة تخييلية فنية رائعة؛
11 - الاستشهاد: يورد المبدع مجموعة من الاستشهادات التي يضعها بين قوسين أو بين علامات التنصيص للاستدلال والإحالة وتدعيم قوله؛
12 - الباروديا: هي عبارة عن محاكاة ساخرة يتقاطع فيها الواقع واللاواقع، الحقيقة واللاحقيقة، الجد والسخرية، النقد والضحك اللعبي؛
13 - التهجين أو الأسلبة: المزج بين لغتين اجتماعيتين في ملفوظ لغوي وأسلوبي واحد، وهذا يعبر عن البولوفونية (التعددية) اللغوية القائمة على تعدد الأصوات واللغات والأساليب والخطابات والمنظورات السردية. وهذا التعدد في الحقيقة يعبر عن التعددية الاجتماعية واختلاف الشخصيات في الوعي والجذور الاجتماعية والطبقية؛
14 - الحوار التفاعلي: يعد أعلى مرتبة في التواصل مع النصوص والتعالق بها واستنساخها. أي إن المبدع لا يقف عند حدود الامتصاص والاجترار والاستفادة، بل يعمد إلى ممارسة النقد والحوار؛
15 - المعرفة الخلفية: هي تلك المعرفة التي يتسلح بها قارئ النص اعتمادا على التشابه النصي والسيناريوهات والخطاطات والمدونات، والتي بها يحلل النص ويفككه ويعيد تركيبه من جديد.
16 - النص الموازي: هو عبارة عن مجموعة من العتبات المحيطة داخليا وخارجيا تساهم في إضاءة النص وتوضيحه كالعناوين والإهداء والأيقون والكتابات والحوارات والمقدمات والتعيين الجنسي .... وعلى الرغم من موقعها الهامشي فإنها تقوم بدور كبير في مقاربة النص ووصفه سواء من الداخل أم الخارج.
عرفي التناص الادبي؟
هو تداخل نصوص أدبية مختارة قديمة أو حديثة شعراً أو نثراً مع نص القصيدة الأصلي بحيث تكون منسجمة وموظفة ودالة قدر الإمكان على الفكرة التي يطرحها الشاعر.
في أي عام ظهر مصطلح التناص عند جوليا كرستيفا؟
1966م
ما هي أشكال التناص؟
ـ التناص القرآني.
ـ التناص الوثائقي.
ـ التناص والتراث الشعبي.
ـ التناص والأسطورة.
ما هي أنواع التناص؟
ـ التناص مباشر (تناص التجلى).
ـ التناص غير مباشر (تناص الخفاء).
ـ[أبو طارق]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 04:15 م]ـ
جمع طيب
واسمحي لي بنقلها إلى منتدى النقد والأدب المقارن لمناسبتها له ولتنال حظها من آراء الأساتذة الأفاضل
ـ[ليلى العامري]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 07:28 م]ـ
خذ راحتك يا أبو طارق
ـ[أبو طارق]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 09:35 م]ـ
بوركتِ
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[17 - 10 - 2006, 12:52 ص]ـ
سيدتي (ليلى العامري) سلام عليكي
أشكرك على حضورك وشرحك للموضوع فأنتي بالفعل تمتعين بهذه الموهبة.
هذا الموضوع قد لاقى استحساني كقارء ولي بعض الإضافة لكن اسمحي لي هنيهة وبعدها أقوم ببعض الإضافة
ـ[السراج]ــــــــ[17 - 10 - 2006, 10:39 م]ـ
بارك الله فيك ..
كنا نتلهف لمعرفة المزيد عن المصطلحات النقدية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 09:05 ص]ـ
أختي الكريمة ليلى
بارك الله فيك وجزاك خيرا.
لكن حبذا لو وثقتِ جمعك الطيب هذا، فقوانين الفصيح تنص على حفظ الحقوق الفكرية:
* لا يسمح بنشر شيء من المقالات في غير الفصيح إلا بذكر الحقوق وهي حق صاحب المقال وحق وسيلة النشر التي هي هنا شبكة الفصيح.
الأستاذ السراج
وجدتُ أثناء شرائي لبعض الكتب كتابا للدكتور أحمد مطلوب، صادر عن المجمع العلمي ببغداد، عنوانه (في المصطلح النقدي)، كتاب بديع أرخ فيه صاحبه لبعض المصطلحات النقدية، ودرسها دراسة ميسرة، وألحق كل دراسة منها بثبت للمصادر، إذ إن كل دراسة منها هي في أصلها دراسة منفردة أثبتها في هذا الكتاب.
من المصطلحات التي تناولها: (الأسلوبية، الشعرية، الحداثة، وأخرى ضمّنها هذه المصطلحات كعمود الشعر)
وفقنا الله وإياكم.
ـ[ليلى العامري]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 07:03 م]ـ
لم أضع مقالتي هذي بهدف أن أذي أحدا وخاصة وضحاء
فقط كان مجرد درس من دروسنا في الجامعة أحسست بأنه مفيد ووضعته
لكن الاخت وضحاء تنسبه له فإذن هو حق لها وهي أرسلت لي وصلتا به
وأنا أقدرها ولا أريد أن أهضم حقها
http://aj22.tabnet.vwh.net/culture/03102005/aoraq51.htm
ـ[ابوذرالغفاري]ــــــــ[07 - 12 - 2006, 12:27 ص]ـ
مشاركة جيدة و مفيدة شكرا
ـ[الجواهري]ــــــــ[18 - 12 - 2006, 04:38 م]ـ
شكراً للاخت "ليلى العامري" على هذه المعلومات القيمه ..
حقيقه نحن بحاجه الى مثل هذه التقنيات الحديثه التي وظفت في الادب الحديث
كي نكون على تماس مباشر مع الادب العالمي ..
نحن بحاجه الى دراسه هذه الظواهر الادبيه الجديده كالتناص والقناع وبؤره التوتر والاساحه والاسلوبيه .. وغيرها ... وياحبذا لو يقوم الاخوه بطرح مثل هكذا مواضيع
حتى تتم عمليه مزاوجه بين الادب التراثي والحداثي .. كي يتطور الادب المعاصر
ففلسفه التطور هي: احتواء وتجاوز.
ـ[ابو سرور يعقوب]ــــــــ[20 - 12 - 2006, 05:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت ليلى ..
الاخوة الاعزاء
ما هو التناص في قول الشاعراحمد دحبور
لان الكف سوف تلاطم المخرز
ولن تعجز
الا لايجهلن احد علينا بعد.ان الكف لن يعجز
وفقكم الله وجزاكم الله خيرا(/)
(نزار قباني) في الميزان
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 12:08 ص]ـ
إن أعمال (نزار قباني) كالمناديل الورقية التي تُستعمل مرة واحدة ثم تُلقى
أطرح هذا الموضوع وأكتفي بهذه العبارة؛ حتى أرى ارائكم ثم أعود إليه إنشاء الله
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 12:30 ص]ـ
لعلي أنتظر معك آراء الأساتذة حول هذا الموضوع
غير أني لا أجد قصائده بما وصفت. بل أجدها غاية في الجمال , خلا بعض القصائد التي غالى في تحررها
وأحب أن ألفت نظرك حول لفظة وهي:
إنشاء الله
وما أظنه إلا خطأ كيبوردي
دمت بخير
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 01:45 ص]ـ
أخي الكريم محمد،
إن أعمال الشاعر نزار قباني أكثر الشعر رواجا عند العرب، والدليل على ذلك أنه الشاعر العربي الوحيد الذي أعاله شعره وحال بينه وبين ذل المديح والتزأبق ... ولم يطبع لشاعر في تاريخ الشعر الحديث مثلما طبع له، ولم ينفق شعر في العصر الحديث مثلما نفق شعره، ولم يستطع شاعر في العصر الحديث إخراج المفردة من المعجم وبث الحياة فيها مثلما فعل هو! ولم يؤثر شاعر في أجيال مثلما أثر هو ... وأسلوبه السهل الممتنع أجمل وأرقى وأقرب إلى القلوب والنفوس من أساليب أكثر الشعراء. ولا أعرف شاعرا في شعرنا العربي الحديث مارس على نفسه وعلى قومه النقد الذي مارسه نزار قباني، فلقد أضاف إلى شعره الفريد شجاعة الرجال لا المسترجلين ...
ولقد ترجمت له مختارات إلى الهولندية، ألقيت في مهرجان الشعر في بروكسيل بعد إلقائه لها بالعربية، وكان ذلك قبل وفاته بعامين. وهو من أظرف الناس. وقلت له بحضور المرحوم عبدالرحمن منيف والكاتب السوداني الطيب الصالح والسكير العربيد مظفر النواب ـ وذلك بعد ارتفاع الكلفة: ما أروعك لولا القصائد التي كتبتها في البداية (القصائد التي أثخن بالقول فيها)! فأجاب: زلة شباب وراحت!
وأعماله، بالتالي، ليست كالمناديل الورقية التي تُستعمل مرة واحدة ثم تُلقى!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 03:10 ص]ـ
في قولك شيء من الإجحاف.
لا ينكر متبصر الشطط في جزء من قصائده لكن لديه قصائد تعد أفضل من بعضها مضمونا، مثل ما قاله في القضايا العربية.
أما من الناحية الفنية فهو بشكل عام مجيد يشهد بذلك الخصماء قبل الأصدقاء.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 12:34 ص]ـ
أساتذتي الكرام سلام عليكم
ربما يتوهم المتعجلون أنني أنفس على (نزار) شهرته و الحق أنهم يعبرون عما يجدونه في ذواتهم، وربما يتوهم أيضًا بعض العجلى أن من الائق أن نذكر محاسن موتانا و الحق الذي لا يتسرب إليه ريب أن جلال الموت لدينا لا يعني عدم النقد و الموضوعية المتوخاة بل إن من الشعور بهذا الجلال و التكريم أن نقول كلمة حق والرجل الآن في عالم الحق فلنشاكل عالمنا بشيء من عالمه حيث تقول الصدق.
أيها القراء أنا أعرف أن رأي هنا ليس في صالحه بحال وإن كان في صالح النقدي القويم فيما أرى.
إن اللغة (النزارية) استطاع نزار بها أن يُدغدغ مشاعر الناس الساذجة.
دون أي إطالة أضرب ضربًا من بعض كلامه (المرأة) عنده ..
أيها القراء نحن تعرف أن نزار حينما يتحدث عن المرأة تكون عيناه دائمًا على ما يجلب الإثارة فيها وهنا دغدغة للمشاعر، المرأة في مجتمعنا مطلوبة لا طالبة ولابد وأن تتحرز بالبخل و التمنع ولكن استطاع نزار أن يكشف هذا القناع
وانا أظن أنه لا بأس بكشفه ولكن في إطارفئة قليلة من جنس المرأة
هذا الرجل استطاع أن يجعل المرأة عاشقة تبكي ساعات على كتفيه وجعل المرأة في أغلب الأوقات عابثة، و أنه العاشق الذي يفصل من جلدها عباءة.
لست هنا أحاسب نزار بمنطق الأخلاق و لا بأي منطق آخر سوى منطق الفن الذي أراه محكًا لا يخطىء.
أراكم مللتم (أنا أسف)
هنا مثال بسيط لحظته في شعر نزار يقول:
أقصد في هذذا المثل المعالجة الفنية التي توسلت بالغلو و الوهم
عفوًا وكر الخيط في شهقة
نادمة في أسف مطربة
فالقمر المرسوم في سرعة
يرضعني من جرحه المذهب
ويا فم الجورب لا تنطبق
موسمنا أكثر من طيب
الشاعر هنا يذهب إلى إعنات نفسه و إعنات القراء بثقب في جورب المحبوبة
ونتحرز هنا من لفظ (المحبوبة) وفي معظم تجارب نزارعن المرأة لأن حديثه في أغلبه لا تشعر فيه بلوعة العاشق و لا بحرارة التجربة إنما (اللعب الفني)
مثل هذا الكلام رغم تطريزه (بالقمر و الشهقة و الرضاعة) لا يرتفع بشعور إنساني و لا يعكس همًا لاعجًا لا للمرأة و لا للشاعر و لا للمتلقي
*****هناك ضرب آخر وهو (اللغة) عتد (نزار) فإذا أردتم سأتابع
الحديث وإلا فلا
و السلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو طارق]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 01:22 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم يتوهم المتعجلون؛ ولكن وضعوا وجهة نظرهم التي طلبت
لا ينكر متبصر الشطط في جزء من قصائده لكن لديه قصائد تعد أفضل من بعضها مضمونا، مثل ما قاله في القضايا العربية.
أما من الناحية الفنية فهو بشكل عام مجيد يشهد بذلك الخصماء قبل الأصدقاء.
أصبتِ
أما ما ذكرت أخي الفاضل عن قصائد نزار عن النساء فليس بالمبتدع فيها وخصوصاً الجانب الذي أحل المرأة عن التمنع. ولك أن تسأل ديوان ابن أبي ربيعه , وقد قيل أن نزار كان يتوسد ديوانه لا تحقيراً ولكن للاتصاقه به.
وأقول ما قاله يوما الدكتور عائض القرني حفظه الله حينما سئل عن نزار فقال: هو شاعر ولكنه فاسد.
والفساد ليس على كل قصائده , ولك أن ترى ذلك واضحاً في قصائده ( http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=7&start=0) الأخرى
دمت بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 02:09 ص]ـ
أوافق مع الإخوة الأحباء:أبو طارق، عبد الرحمن السليمان، والأخت الفاضلة وضحاء أيضا، ولدي ما أقوله في هذا الشأن:
عندما كنتُ فتى يافعا، وقد نشأتُ في بيئةٍ يغلبُ على أهلها التمسك بالدين وثوابته بل بكل ما يمت إليه بصلة، كنتُ أنظر إلى القباني نظرة المتديّن الذي ينفرمن كل ماهو مخجلٌ ومُعيب، وقد غطى ذلك على اهتمامي بشاعريته، وصرفني، أيضا، عن أشعار قالها شعراء جاهليون، على شهرتهم في القديم والحديث من الدهر، وذلك لأبيات قالوها في الغزل الفاضح، والتشبيب الواضح بامرأة بعينها، أو هجاءٍ مُقذع، أو فضح ِأسرارأمَرَالله بسترها، وهذا ما لا تجيزه الشريعة السمحة، ولا يرضى به حتى أهل النخوة من العرب الذين لم يدركوا دين الإسلام، هذا، ولما كبرتُ وزاد وعيي وصار مني الفهمُ والإدراك أقربَ إلى الصواب النسبي مما كان عليه، واطلعتُ على الكثيرمن أشعار العرب، ألفيتُ البعض منها وقد اتصف، للأسف، بالمجون، ووصف الخمر وشربها بل أبعد من ذلك التغزل بالولدان والمردان، وكلنا قرأنا ما نُظم على (الدوبيت) وغيره من الأوزان بنظام الرباعيات من أشعارنتجرعها ولا نكادُ نسيغها معنىً، ولكنا لا نتهرب من الحكم عليها، لصالح بعضها، شاعرية ً. ونحن إن وضعنا القباني في ميزان النقد من جهة أفكاره في قصائده المتعددة، وأخذنا، في حسباننا، عمره وبيئته وظروف تفكيره في كل قصيدة قالها، لألفيناهُ أقلَّ من بعض من سبقوه، تحررا وبعداً عن الصراط السّوي، وهذا لا يعني، كما عنى الإخوة الكرام، أننا نؤيد نهجه أو أن نسلك مسلكه في كل ما قاله من شعر.
يبقى عليّ أن أقول بصورة جلية: إن سلوك الشاعر شيء، وإبداعه فيما قاله شيء آخر. والقباني من ناحية فنية فهو كما قالت، الأخت وضحاء، قد شهد له الخصوم، وما قاله الأخ الدكتورعبد الرحمن السليمان، وما حكم به الأخ أبو طارق يؤيد ذلك، وانا، محسوبكم،لا أرى في نزار ـ غفر الله له - فحولة المتنبي أو غيره من القدماء، فكل شاعر ابن عصره وبيئته اللغوية والاجتماعية،ولكني أرى فيه روح ابن الشعب والوطن، استطاع أن يكسب ود الكثيرين وإعجابهم بأشعاره السلسة المتدفقة والتي جاء بعضها من بحر المتدارك الذي تلقفه أذن الأمي قبل المتعلم، ومع ذلك لم يَخْلُ جرابه من قصائد بالغة الروعة مثل التي يناجي بها نهر النيل ومن حوله، وإليكم أبياتا منها للتذكرة:
تجري وأحلامِيَ في غيَها تمضي = إلى حيث البعيدُ البعيدْ
أنتَ مُجِدٌّ سالكٌ دربَهُ = يدفعه الشوقُ إلى ما يريدْ
ولي خيال ٌ سارح بالمُنى = يسوقني حينا وحينا يحيدْولا أظن أن مثل هذه القصيدة، التي قلَّ أن نجد في الشعر القديم على بحر السريع بمثل حلاوتها، كانت من زلات شباب القباني.
دمتم بخير وعافية وتوفيق من الباري تعالى.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 02:12 ص]ـ
بوركتم
رغم ما قيل ويقال عن نزار قباني – مدحا وذما – إلا أنه استطاع أن يخطف الأضواء ويسلطها عليه 00 ولست هنا في مقام الدفاع عن نزار ونزارياته – أقصد شعره – إلا أنه بالفعل حقق ما لم يحققه شاعر معاصر من الشهرة 00 وما حققه شعره من الخروج عن المألوف والتصاقه في ذاكرة المتعاطي البسيط فضلا عن المشتغلين بالثقافة (أدبا وشعرا ونقدا وفنا 000)
وإذا أردنا أن نصنف نزار فيحق لنا أن نضعه في قائمة الشعراء الذين تربعوا على عرش القصيدة العربية زمنا طويلا 00 واستطاع أن يصمد على القمة حتى آخر لحظات حياته00
وأستغفر الله لي ولكم
ـ[معالي]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 07:46 ص]ـ
السلام عليكم
الأستاذ الفاضل محمد أبو النصر
معك حق فيما قلتَه إذا كانت المادة التي يدور حديثنا عنها هي من انتقائك!:)
عندي يقين -أثبتته تجاربي الخاصة في قراءة جمع من الدواوين القديمة والحديثة- بأن كل شاعر يضعف في نصوص ويبدع في أخرى، ولو أتيتني بشعراء الدنيا كلها لأتيتك من شعر كلٍ منهم بالضعيف الذي تعجب من صدوره من مثله، وبالقوي الخالد ما تعاقب الجديدان!
وعليه -سلمك الله- فما انتقيته لتضربه لنا مثلا لهو من الهزيل النزاري، وإن أردت الإنصاف فلنتحاكم إلى مثل رائعته في رثاء الزعيم الهالك، أو رائعته الأندلسية، وحينها أراهن على أن الغلبة الفنية -لا الأخلاقية، كما تقول- ستكون للإبداع وحده.
يبقى المجال خصبا لبذر المزيد من الآراء!:)
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 10:01 ص]ـ
بوركت أخية معالي
وأتذكر وأنا على مقاعد الدراسة الجامعية
قصائد ما تزال ملتصقة بالذاكرة
وما كان ذلك ليكون
إلا لروعة ما صاغه نزار في قوالبه الفنية:
فمثلا:
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهما
تتوالد الأبعاد من أبعادي
إلى أن يقول:
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريخ كوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضها
والزركشات على السقوف تنادي
ومن قصائده (ما أتذكره 00!):
فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمت في حرم الجمال جمال
كلماتنا في الحب تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال
ويقول في أخرى:
فأنا إنسان مفقود
لا أعرف في الأرض مكاني
ضيعني دربي، ضيعني اسمي
ضيعني عنواني!
إلى أن يقول:
تاريخي؟ مالي تاريخ!!
إني نسيانُ النسيان
إني مرساة، لا ترسو
جرحٌ بملامح إنسان!
إن نزاراً وشعره لا يحتاجان لمدافع مثلي!!
فما أنا إلا متذوق للجمال والفن، وقد رأيت ذلك في قصائده!
ولست محتاجا هنا بأن أذكر أن نزار قباني ليس معصوما من الخطأ والزلات
وليس شعره في مجمله لا يخلو من مأزق من المآزق!!!!!
وفق الله الجميع
وأستغفر الله لي ولكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 10:06 م]ـ
ليت نزار لم يقل سوى قصيدته في الأندلس وقصيدته في رثاء جمال عبد الناصر وقصيدته في الرسول صلى الله عليه وسلم (إن صحت نسبتها إليه) لعدتته شاعر الدنيا الحديث وشاغلها.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 12:13 ص]ـ
سيدتي (معالي) أعلى الله قدرك في الدنيا والآخرة
إنني عندما أتكلم أريد أن يكون كلامي من صُنعي وإن أفدت من كلام الآخرين
ولا أريد أن يبحث عني القارىء الطبن بمكروسكوب حيث تتقاذفني كلمات الآخرين فأنا أعيها قبل أن أكتب ثم تخرج كلماتي مخضلة بلون من فكري ودمي
فمن أراد أن يرى فيما أقول الآن بأوا أو كبرا فلا أنازعه في رؤيته لكني لا يرضيني مطلقًا أن تُنسب إلى كلمات أهل الأرض إذا لم يكن بيني وبينها واشجة رحم فكلامي هذا ليس كله تطريزًا أو محاكاة أو اقتباسًا من أحد
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 12:42 ص]ـ
أساتذتي الكرام سلام عليكم
سيدي (أبو طارق) إن من عادة شعراء العرب قديمًا أنهم يتخيلون في أشعارهم بأنهم يخاطبون صاحبًا لهم أو اثنين وهذه العادة لازمتني في الكتابة فما كان هذا الخطاب الذي وصفت فيه فئة من المتعجلين إلا تخيلا لبعض الأصدقاء كعادة الشعراء قديمًا وحديثًا.
هذه واحده
أما الثانيه
إنني لاحظت من جملة الآراء أنها َتنصب في نقطتين:
1 - الشهرة
2 - أنني أتناول نزار من الناحية الخلقية فقط
اما (الأولى) أقول (هل تلعب الشهرة الدور الأعظم في تحديد مكانة الشاعر؟ ...
الجواب بالنفي؛ لذلك أنا لا أمشي في ركاب هذه الضجة الإعلامية ونحن نعرف تمامًا أن هناك من الشعراء الموهبين وخاصة الشباب لا يجيدون كوة من الضوء فليت الشهرة مقياسًا نقديًا.
... حدث لقاء بين أستاذي (العقاد) و الفنان (شكوكو) قال (شكوكو) للعقاد في ندوته الاسبوعية (أنا أشهر منك يا أستاذ عقاد, سوف يشير الناس إلى حين نسير معًا في الشارع و لا يشيرون إليك)
فرد عليه العقاد ردًا مقذعًا ألجم (شكوكو) أطرق بعده لا ينبس حتى آخر الندوة
والشاهد في هذا واضح
أما (الثانية)
إذا كنت قد أشرت لشيء من أخلاق نزار فما كانت إلا تذكرة وكان هذا واضح في أنها ما كانت إلا ومضة سريعة أما الذي تناولته هو عجز نزار عن ...................................
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 02:05 ص]ـ
هل تريدون أن أوضح جانب اللغة عند نزار؟ أم أكتفي بهذا؟
ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 02:25 م]ـ
الحقيقة أني لا أعرف نزار كشاعر ولم أقرأ له قصيده قط , على الرغم من شهرته الواسعه:)
ولكن الحقيقة أن موقفي منه سلبي , سمعتُ قبل ذلك أن في أشعاره - خلاف مافيها من مجون و إثارة للغرائز - ما يمس العقيدة و التعرض للذات الإلهية , و سمعت من يصفه بالكفر و الزندقه ;) , لهذا كان موقفي منه سلبيا , و أرجو منكم أن تصححوا لي إن كانت هذه الفكره خاطئة , و إن كانت صحيحة فلا حاجة لي ولا رغبة في قصائده و أشعاره
هذا رأي شخصي ( ops
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 02:45 ص]ـ
أخي الكريم محمد،
أتت شهرة نزار قباني نتيجة لشاعريته وليس لشيء آخر، لذلك لا ينطبق المثل الذي أوردته عليه!
وبالنسبة إلي: فأنا لم أتعجل بالقول، وأعرف شعر نزار قباني جيدا، وليس له قصيدة منشورة لم أقرأها!
وبالنسبة إلى لغته: المعروف عنه أنه اخترع لغة مخصوصة به يسميها النقاد باللغة النزارية. تصرف نزار بالعربية تصرف لغوي جهبذ لا تصرف جاهل أخرق! ولا شك في أن جمالية لغته السهلة الممتنعة هو الذي جعله ينفذ إلى عقول الكثير من الشبان والشابات، وإلى قلوبهم أيضا، وهنا مكمن الخطر!
وأكرر القول إنه الشاعر العربي الوحيد في العصر الحديث الذي عاش عيشة كريمة من مبيعات دواوينه. وهذا نتيجة شهرة حقيقة، لا شهرة موضة وفضائيات!
يبقى السؤال مطروحا بخصوص شعره الذي قاله في بداية مشواره، وهو سؤال يطرح من وجهة نظر دينية أخلاقية، وليس من وجهة نظر أدبية نقدية، لأن شاعرية نزار قباني، وجودة شعره، ليسا موضع جدل عند أهل النقد!
ودمت موفقا سالما.
عبدالرحمن السليمان.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 03:09 ص]ـ
جانب (اللغة) عند نزار
إن لغة نزار لغة مقدودة على قدها ولست بهذا الكلام أنني أطالب بالتقعرفي اللغة و لا بالكلمات الحوشية أو المهجورة إلا إذا لم يكن عنها ندحة وتصنع ما لا تصنعه نظائرها القريبة.
إن لغته في بعض الأحيان -وهي كثيرة أيضًا-تنحدر إلى النثرية أو إلى قريب من العامية ولعل صاحبنا كان يقصد إليها لتعرض قاعدته الجماهيرية أو لتواكب الغناء فهي سهلة لينة الانحدار.
... يقول صاحبنا في (رسالة من تحت الماء)
لو أني أعرف أن الحب خطيرًا جدًا ما أحببت
لو أني أعرف أن البحر عميق جدًا ما أبحرت
لو تأملتم معي لوجدنا أن مثل هذا والنثر سواء و لا مزية له غير الوزن لكن هل الوزن يكفي؟
أيضًا نجد أن النثرية ليست وحدها هنا بل تصابقها العامية أو ما يُشاكلها من كلام الناس وقد فشت هذه الظاهرة فشوا شديدا لدى صاحبنا بل الأكثر من هذا أن له مفرادات خاصة يجتلبها معه في رحلة الكلام وآضت من لوازم العمل لديه
فما عليه حين إراغة الكلام إلا أن يصحب معه (الحرير- الدانتيل- القمر- النجوم- ........... )
... يقول صاحبنا:
يا سادتي ... إن المخطط كله من صنع أمريكا
وبترول الخليج هو الأساس وكل ما يبقى أمور جانبية
لا داعي للتأمل فإنك أيها القارىء العزيز سوف تُدرك بكل سهولة أن هذا الكلام
لا فرق بينه وبين عمود صحفي لكاتب مبتدىء في الصحافة
ومثل هذا الكلام كثير جدا من شعر صاحبنا (نزار) يدغدغ البسطاء ويريحيهم
لكنه كلام ذاهب في وهدة النثرية المعيبية التي لا ينهضها وزن على الإطلاق
لولا الوقت ولولا المكان لتوسعت بأكثر من هذا
هذه ومضات فقط لنؤكد بها فكرتنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 09:29 م]ـ
الأخ محمد أبو النصر
أنت تنظر الى نزار قباني من جانب وأحد، لذا لن تستطيع أن تتفهم نزار مالم تنظر اليه من زوايا متعدده، ولا شك أن حكمك عليه قد وضع مسألة الأخلاق من جديدفي النظرة على الأدب،وعلى رأيك فأن الأدب في المكتبات من هذه الزاوية يجب حرقه.
ماذا تقول في إبداع أحلام مستغانمي ......
هل ستحاكمها أيضا على روايتها الثلاث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 09:33 م]ـ
أما لغة نزار أنت تراها نثرية، هل تريد لغة عاجية،هل تريد قصائد نخبوية لغة نزار من السهل الممتنع، أكرر من السهل الممتنع.تراها سهلة لكن لا تستطيع أن تأتي بمثلها، لغته ناعمة كوبر الخوخ،ملساء وقاطعة كالسيف ((السر في مأساتنا .. صرخنا أطول من قامتنا)).لا أعرف كيف تصدرا أحكاما بهذه السهولة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 2007, 09:35 م]ـ
أظن ان نزارا في لغته كان صادقا، وليس متصنعا،في استخدام بعض الكلمات البراقة في المنتدى.
ـ[الكردي الاول]ــــــــ[03 - 04 - 2007, 12:59 ص]ـ
السلام عليكم
لا اعرف لماذا كل الناس يظلمون هذا الشاعر العبقري
نزار قياني هو الوحيد الذي كسر حدودا من الجرأة الأدبية لم يستطع غيره حتى بالتفكير فيها انا لا اوجه كلامي على المسائل الجنسية فقط بل السياسية ايضا
لو تقرأئون مرة قصيدة (شقة مفروشة) او (الهرم الرابع) او (اين يدفنون موتى الوطن) او (افادة في محكمة الشعر) (او متى يعلنون وفاة العرب) او (الحاكم و العصفور) ستجدون انه هو الوحيد الذي اخترق مجال الخوف من الحكومات و السلطات
اما عن المسائل الدينية فهو كتب قصائد كثيرة توجد فيها الفاظ لا يستطيع المرء قولها ثانية
مثلا يثول في قصيدة (الرسم بالكلمات)
{كتبت شعرا لا يشابه سحره الا كلام الله في التوراة}
و الفاظ اخرى كثيرة
لكن لا يمكن ان ننسى انه هو الذي يقول في قصيدته (القرار)
{ان كان عندي ما اقول فانني سأقوله للواحد القهاري)
و هو الذي يقول في قصيدة عن القدس
{صليت حتى ذابت الشموع}
و اذا نظرنا الى شعره في نهايات حياته سنرى انه يرتبط المرأة بالوطن
ليبين لنا انه كان في بداياته كان يقصد ذلك
و اخيرا اسلأل الله المغفرة لنا و له
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[04 - 04 - 2007, 08:47 م]ـ
السلام عليكم
لا أقول إلا أن تفهما ما قلته من قبل وأن تُعيدا القراءة مرة أخرى
ـ[الأمين]ــــــــ[05 - 04 - 2007, 09:43 م]ـ
إن لغة نزار (ليست كالمناديل الورقية) كما زعمت عن شعره،وإن نزارا لا يأبه لما تقوله أنت إن كنت ناقدا حقا، لكن النقد بهذا الأسلوب وبهذا الوصف،يكون تطفلا على ابداع الآخرين،فالغة نزار تتسم بالوضوح والسهولة،ما جعلها ماء يرده الناس كلما شعروا بالعطش، لذا لا يمكن إن يصدر هذا الحكم وبهذه القسوة الا بمن يجهل مقايس النقد والابداع.
ـ[الأمين]ــــــــ[05 - 04 - 2007, 09:48 م]ـ
ثانيا يا أخ محمد لا تكتب (إنشاء الله) هكذا في أول عبارة كتبتها الصواب (إن شاء الله)
ـ[الكردي الاول]ــــــــ[05 - 04 - 2007, 10:16 م]ـ
لا حاجة لنا لقرءة نزار قباني
فكلماته البسيطة في المظهر و العميقة في المعنى تدخل القلب في المرة الاولى عند قراءتها
(قلبي كمنفضة الرماد ,أنا إن تنبشي ما فيه , تحترقي
شعري أنا قلبي , و يظلمني من لا يرى قلبي على الورق ِ)
فأرجو أن لا تظلموه
و هو ايضا يقول:
(سألتك بالله كن ناعماً
إذا ما ضممت حروفي غدا
تذكر و انت تمر عليها
عذاب الحروف لكي توجدا
سأرتاح , لم يك معنى وجودي
فضولاً و لا كان عمري سدى
فما مات من في الزمان
أحب و لا مات من غردا)
ـ[الأمين]ــــــــ[05 - 04 - 2007, 10:20 م]ـ
إن لغة نزار (ليست كالمناديل الورقية) كما زعمت عن شعره،وإن نزارا لا يأبه لما تقوله أنت إن كنت ناقدا حقا، لكن النقد بهذا الأسلوب وبهذا الوصف،يكون تطفلا على ابداع الآخرين،فالغة نزار تتسم بالوضوح والسهولة،ما جعلها ماء يرده الناس كلما شعروا بالعطش، لذا لا يمكن إن يصدر هذا الحكم وبهذه القسوة الا بمن يجهل مقايس النقد والابداع.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 06:28 ص]ـ
لا ميزان فيوضع
شاعرٌ طاف من صنم إلى صنم
من جسد المرأة إلى القومية العربية
من عري الأجساد إلى عري الاعتقاد
أما الفنية فلا اعتداد بها إذا فسد المضمون
لأنّ الأجساد بلا أرواح إنما هي كالخُشُب المسنَّدة
لا يزال السوس ينخرها حتى تقع ولا كرامة
والله المستعان
ـ[وحي اليراع]ــــــــ[07 - 04 - 2007, 11:46 م]ـ
مرحبًا بالجميع:
1 - ليس من المعقول أن نبرهن على صدق قولنا بالرداءةِ من خلالِ بيت أو بيتين من مئات الأبياتِ!!
2 - وليس من المعقول أيضًا أن نرى جانبًا واحدًا في شعرهِ، نرى جانب الفساد ونترك جانبَ الإصلاح، نرى جانبَ الكفر ونترك جانبَ الإيمان.
3 - وليس من المعقول أيضًا أيضًا أن نتركَ جميله لأجلِ قبيحهِ.
فالأولُ موجودٌ، والثاني مردودٌ، والثالثُ مشهودٌ.
أما الموجودُ فنراه في شعرِ من رست دعائمه في تاريخِ الأدبِ، فالجميلُ موجودٌ والقبيحُ موجودٌ ..
أما المردودُ فنعلمه بالعقل، إذ لا حجة َلمن أبصرَ في الليلِ فإذا ما جاءهُ النهارُ أغمضَ عينيهِ، فقال: إني لمَ أرَ النورَ!! أفلا أبصرَ الضدينِ ليعلمها؟!
أما المشهودُ فالجميعُ يرى في جلِّ شعرهِ النبوغَ، فلمَ ننبذُ الشاهدَ والمشهودَ، بنبذِ الموجودِ وأخذِ المردودِ؟!!
تحياتي:
وحي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 01:12 ص]ـ
عجبا: mad:
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 01:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتصف بالكرم والفضل والوجود قبل وجود الوجود، والمنزه في وحدانيته عن الآباء والأبناء والجدود، المقدس في ذاته عن الصاحبة والمصحوب والوالد والمولود، العليم بأعداد الرمل والقطر وحبات السنبل والعنقود، البصير بحركات المخلوقات في البر والبحر تحت ظلام حناديس الليالي السود. مَنْ فَجَّر الأنهار من صُمِّ الجلمود، وأخرج رطب الثمار من يابس العود، من لا تدركه الأبصار وهو الواحد المعبود، القهار الذي قهر الجبابرة، وكسر الأكاسرة، من تَفَرَّد بالخلق والتدبير، والملك والتقدير، والسلطان الكبير، من تعجَّبت الأفكار في مدارك سُبحات جماله العظيم، تعالى ربنا عن المماثل والمناسب، وجلَّ عن المشارك والمصاحب.
مكون الأكوان، وفالق الحبِّ، وخالق الإنسان، الرحيم الرحمن، الذي تعطَّفَ العزَّ وقال به ()، ولبس المجد وتكرَّم به، ومن لا يليق التنزيه والتقديس والتسبيح إلاَّ له، مَنْ رداؤه العظمة، وإزاره الكبرياء، ومَنْ يرفع القسط ويخفضه، ومَنْ حجابه النور الذي لو كُشف لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره مِنْ خلقه، صاحب التمجيد وحده، وأهل الثناء والمجد كله، ربُّ الأولين والآخرين، ومَن الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه.
والصلاة والسلام على نبيه المبعوث بالدين الواجب، والموصوف بأحسن الأوصاف وأجلِّ المناقب، الذي شرف به الوجود، وأخرجه مطهراً سالماً من جميع المثالب والعيوب، مَنْ خمدت لولادته النيران، وخَرَّت لمبعثه الأوثان، مَن استخرجه الله من عنصر لؤي بن غالب، وفضَّله على أهل المشارق والمغارب، ما ينطق عن الهوى ولا تحدث قطُّ بحديثٍ كَاذِب، يداه تَظْهَرُ بركتهما في المطاعم والمشارب، آمن به الضَّبُّ، وسلَّمت عليه الأشجار، وخاطبته الأحجار، وحنَّ إليه الجذع حنينَ حزين.
خير خلق الله، نبي الرحمة، ونبي الملحمة، وصاحب الحوض المورود، واللواء المعقود، وحامل لواء الحمد يوم الدين، وقائد الغر المحجلين، ومن أُنزل على قلبه قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين).
نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله ? وعلى الأزواج والصحب والآل ومن سار على النهج إلى يوم التناد.
أما بعد: فهذه الرسالة يخطها القلم بمداد التوحيد الصافي، وبصوت صريفه الذي مُلئَ تسبيحاً وتقديساً وخوفاً من الله تعالى أن يُطْبِقَ السماء على أهل الأرض، أو يأمر البحار أن تُغرقهم، أو يُرسل عليهم حجارةً من السماء فتهلكهم، بما اقترفوه في حق ربهم وخالقهم ورازقهم سبحانه وتعالى.
إنَّها رسالة كل حرفٍ فيها أقر بالوحدانية لربه وخالقه جلَّ وعلا، وشهد له بأنَّه لا إله إلاَّ هو ربٌ تفرَّد بالملك والخلق والتدبير والقهر والسلطان.
إنها رسالة كل كلمةٍ () فيها خرّت بين يدي ربها ساجدة مخبتة، وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَنْ في السَّمَوَاتِ وَمَنْ في الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجُومُ والجِبَالُ والشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْه العَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ الله فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إنَّ الله يَفْعَلُ مَا يَشَاء) [الحج:18].
إنها رسالة تُثبتها الأوراق بين ضلوعها تعبداً لله وتقرباً، وتشهد عليها الأيام والليالي بين يدي ربها وخالقها على ما جناه ذلك الإنسان الكفور الغرور في حق ربه ومولاه، ذلك الإنسان الذي كان طفلاً ضعيفاً لا يملك لنفسه حولاً ولا قوة إلا قوة الله وعنايته، الذي كان يطعمه ويسقيه ويرعاه ويكلؤه، وإذ بذلك الطفل الضعيف الذي تربى على أفضال سيده وخالقه وبارئه سبحانه وتعالى، أعواماً عديدة، وعقوداً مديدة، يتمرَّد ويحارب ربَّه وخالقه ومولاه سخريةً واستهزاءً وشتماً عند قُوَّتِه وشبابه، وقد قال الله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إلاَّ الإِحْسَان) [الرحمن:60].
إنه نزار () وما أدراك ما نزار ..
نزار التكبر على الخالق القهار ..
نزار الاستهزاء بكل فضيلة وعفة ..
نزار بؤرة كل فساد وعفونة ..
نزار الكفر والردة ..
نزار الزندقة والإلحاد.
نزار وجه الحداثة () الكالح، ومستنقع الوثنية الآسن.
خنزير طبعٍ في خليقة ناطقٍ متسوفٍ بالكذب والبهتان
إن نزار قباني يا معاشر الفضلاء، قد أمضى 75 عاماً من حياته بين الكأس والنهد والحلمات، فهو الذي كان يلقب عند محبيه بشاعر (النهدين والحلمات)، وليته وقف عند النهود والحلمات لكان أمره إلى الله إن شاء غفر له ابتداءً وإن شاء عذبه، وهذا من أصول أهل السنة والجماعة -هذا إن كان مسلماً ولم يكن نصرانياً– ولكن نزار تجاوز الحد وركب الصعب، ولم يهدأ له بال ويغمض له جفن إلا بالاستهزاء من صاحب الفضل والكرم والجود، رب الأرباب وملك الملوك القاهر المعبود.
إنَّ نزار قباني ما من ديوان له إلاَّ وقد ذكر فيه اسم الله عدة مرات على وجه السخرية والتنقص والاحتقار، فلماذا هذا التمرد يا نزار على ربك وخالقك؟!! ولماذا كل هذا في حق الله تعالى؟!!
إن نزار قباني يا معاشر الفضلاء والشرفاء، ويا كل الشعراء، ويا كل الغاوين له دواوين قد مُلِئتْ بالكفر الصريح والردة الواضحة، التي إن لم تكن كفراً بواحاً فلا أعرف كفراً على وجه الأرض. ولنستعرض معاشر الفضلاء والعقلاء بعض دواوين ذلك المخذول، لنرى مبلغ ما افتراه هذا الأفَّاك، ومدى ما قام به من التنقص والسخرية من الله ورسله.
وليُكثر القارئ الكريم ومن يخاف من سطوة الجبار وانتقامه من التهليل والتسبيح والتقديس والتمجيد لرب هذا الكون وخالقه على ما سيقرأه من أقوال هذا الأفاك الأثيم، حتى لا يأمر الله تعالى السماء أن تطبق على الأرض ومن فيها، فاللهم لك الثناء والحمد والكبرياء والمجد كله حتى ترضى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 01:31 ص]ـ
أقوال نزار قباني الكفرية
من صور استهزاء نزار قباني بالله: ادعاؤه بأنَّ الله تعالى قد مات وأن الأصنام والأنصاب قد عادت، فيقول:
(من أين يأتي الشعر يا قرطاجة ..
والله مات وعادت الأنصاب) [الأعمال الشعرية الكاملة (3/ 637)]
كما يُعلن ويُقر بضياع إيمانه فيقول:
(ماذا تشعرين الآن؟ هل ضيعتِ إيمانك مثلي، بجميع الآلهة) [المصدر السابق (2/ 338)]
كما يعترف نزار قباني بأن بلاده قد قتلت الله عز وجل فيقول:
(بلادي ترفض الحُبّا
بلادي تقتل الرب الذي أهدى لها الخصبا
وحوّل صخرها ذهبا
وغطى أرضها عشبا ..
بلادي لم يزرها الرب منذ اغتالت الربا .. ) (يوميات امرأة لا مبالية) صفحة 620]
وهنا يعترف نزار قباني بأنه قد رأى الله في عمّان مذبوحاً على أيدي رجال البادية فيقول في مجموعة (لا) في (دفاتر فلسطينية) صفحة 119:
(حين رأيت الله .. في عمّان مذبوحاً ..
على أيدي رجال البادية
غطيت وجهي بيدي ..
وصحت: يا تاريخ!
هذي كربلاء الثانية .. )
أما هنا فيذكر نزار قباني بأن الله تعالى قد مات مشنوقاً على باب المدينة، وأن الصلوات لا قيمة لها، بل الإيمان والكفر لا قيمة لهما فيقول في مجموعة (لا) أيضاً في (خطاب شخصي إلى شهر حزيران) صفحة 124:
(أطلق على الماضي الرصاص ..
كن المسدس والجريمة ..
من بعد موت الله، مشنوقاً، على باب المدينة.
لم تبق للصلوات قيمة ..
لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة .. )
أما عن استهزائه بالدين ومدحه للكفر والإلحاد فيقول:
(يا طعم الثلج وطعم النار
ونكهة كفري ويقين) [الأعمال الشعرية الكاملة (2/ 39)]
كما أن نزار قباني قد سئِمَ وملَّ من رقابة الله عز وجل حين يقول:
(أريد البحث عن وطن ..
جديد غير مسكون
ورب لا يطاردني
وأرض لا تعاديني) [(يوميات امرأة لا مبالية) صفحة 597]
ويعترف نزار قباني بأنه من ربع قرن وهو يمارس الركوع والسجود والقيام والقعود وأن الصلوات الخمس لا يقطعها!! وخطبة الجمعة لا تفوته، إلا أنه اكتشف بعد ذلك أنه كان يعيش في حظيرة من الأغنام، يُعلف وينام ويبول كالأغنام، فيقول في ديوانه (الممثلون) صفحة 36 - 39:
الصلوات الخمس لا أقطعها
يا سادتي الكرام
وخطبة الجمعة لا تفوتني
يا سادتي الكرام
وغير ثدي زوجتي لا أعرف الحرام
أمارس الركوع والسجود
أمارس القيام والقعود
أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام
وهكذا يا سادتي الكرام
قضيت عشرين سنة ..
أعيش في حظيرة الأغنام
أُعلَفُ كالأغنام
أنام كالأغنام
أبولُ كالأغنام
وكما يصف نزار قباني (الشعب) بصفات لا تليق إلا بالله تعالى فيقول في ديوانه (لا غالب إلا الحب) صفحة 18:
أقول: لا غالب إلا الشعب
للمرة المليون
لا غالب إلا الشعب
فهو الذي يقدر الأقدار
وهو العليم، الواحد، القهار ...
كما أن للشيطان نزار قصيدة بعنوان (التنصُّت على الله) ينسب فيها الولد لله ويرميه بالجهل، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فيقول في صفحة 170:
ذهب الشاعر يوماً إلى الله ..
ليشكو له ما يعانيه من أجهزة القمع ..
نظر الله تحت كرسيه السماوي
وقال له: يا ولدي
هل أقفلت الباب جيداً؟؟.
ومن صور استهزائه بالله وبحكمته في خلق مخلوقاته على ما يريده سبحانه قوله في ديوانه (أشهد أن لا امرأة إلا أنتِ)!! () تحت قصيدة بعنوان (وماذا سيخسر ربي؟)!! صفحة 82:
() وأنا أقول: أشهد أن لا إله إلا أنت ربٌ تفرد بكل صفات الكمال ونعوت الجمال والجلال وكمال الحكمة والرحمة والإحسان والبر (فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم) [المؤمنون:116].
وماذا سيخسر ربي؟
وقد رسم الشمس تفاحة
وأجرى المياه وأرسى الجبالا ..
إذا هو غير تكويننا
فأصبح عشقي أشد اعتدالا ..
وأصبحت أنتِ أقلَّ جمالا ..
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 01:32 ص]ـ
ويتمادى نزار قباني في سخريته واحتقاره حتى وصل إلى ذلك اليوم الذي قال عنه الجبار تعالى (ياأَيُها النَاسُ اتَقُوا رَبَكُم إِن زَلزَلَةَ الساعَةِ شَيءٌ عَظِيم* يَومَ تَرَونَها تَذْهَلُ كُلُ مُرضِعَةٍ عَما أَرضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُ ذَاتِ حَملٍ حَمْلَها وَتَرى الناسَ سُكَارى وَمَا هُم بِسُكَارى وَلكِنَ عَذابَ اللهِ شَدِيد) [الحج:1 - 2]
إنه يوم القيامة الذي يسخر منه نزار قباني؛ إذ يشبهه بنهدي عشيقته فيقول في ديوانه (الحب) صفحة 47:
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف ما بين ليلة وضحاها
صار نهداك .. مثل يوم القيامة؟.
وهنا يصرح الملحد نزار قباني بأنه قد قرأ آيات من القرآن مكتوبة بأحرف كوفية عن الجهاد في سبيل الله، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن الشريعة الحنفية، لكنه لا يبارك في داخل سريرته إلا الجهاد على نحور البغايا، وأثداء العاهرات، وبين المعاصم الطرية، فيقول في ديوانه (لا) صفحة 57:
أقرأُ آياتٍ من القرآن فوق رأسه
مكتوبةً بأحرف كوفية
عن الجهاد في سبيل الله
والرسول
والشريعة الحنيفة
أقول في سريرتي:
تبارك الجهاد في النحور، والأثداء
والمعاصم الطرية ..
كما أن نزار قباني لم يسلم من استهزائه حتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم خير خلق الله أجمعين بعد الأنبياء والمرسلين فها هو يصف الصحابي الجليل أبا سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه بأنه من الطغاة بل يجمع بينه وبين فرعون هذه الأمة أبي جهل عليه لعائن الله، فيقول في ديوانه (لا) صفحة 76:
تعال يا غودو ..
وخلصنا من الطغاة والطغيان
ومن أبي جهل، ومن ظلم أبي سفيان
ويقول أيضاً:
(ماذا أعطيكِ؟ أجيبي، قلقي. إلحادي. غثياني.
ماذا أعطيكِ سوى قدرٌ يرقص في كف الشيطان) [المصدر السابق (1/ 406)]
ومن أقواله التي صرح فيها بأنه قد كفر بالله العلي العظيم قوله:
(فاعذروني أيها السادة إن كنت كفرت) [المصدر السابق (3/ 277)]
وهنا يذكر نزار قباني بأن الله جل وعلا يغسل يديه من بعض خلقه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فيقول في أعماله السياسية الكاملة صفحة 46:
ليس في الحيِّ كلِّه قُرشيٌّ
غَسَلَ اللهُ من قريش يديه
وهنا يسأل المرتد المارق نزار قباني نفسه على وجه السخرية والاستهزاء متشككاً في ربه وخالقه وصاحب الفضل عليه سبحانه وتعالى وهل قد أصبح عز وجل زعيماً لمجموعة من اللصوص والسُراق، كما يقول في أعماله السياسية الكاملة صفحة 98:
قلت لنفسي وأنا ..
أواجه البنادق الروسية المخرطشة
واعجبى .. واعجبى ..
هل أصبح الله زعيم المافيا؟؟
كما يدعي نزار قباني أن الله عز وجل يغني، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فيقول في أعماله السياسية الكاملة صفحة 135:
آهٍ .. يا آه ..
هل صار غناءُ الحاكم قُدسيّاً
كغناء الله؟؟.
وهنا يثبت نزار قباني المنحدر من سلالة الشياطين أن الله عز وجل له رائحة، تعالى الله وتنزه عن ذلك، فيقول في أعماله السياسية الكاملة صفحة 455:
الاقتراب من ناديا تويني صعبٌ ..
كالاقتراب من حمامةٍ
مرسومةٍ على سقف كنيسة ..
كالاقتراب من ميعاد غرام ..
كالاقتراب من حورية البحر ..
كالاقتراب من ليلة القدر ..
كالاقتراب من رائحة الله ..
كما أن نزار قباني يُصرح بلا خجل ولا خوف من الله تعالى بأن هناك مِن الكائنات والمخلوقات مَن قدَّمت استقالتها الجماعية إلى الله!! وذلك بعد موت الشاعرة اللبنانية ناديا تويني فيقول في أعماله السياسية الكاملة صفحة 462:
ولأن ناديا تويني كانت جزءاً من سفر العصافير
وسفر المراكب
ورائحة النعناع
وبكاء الأمطار على قراميد بيروت القديمة
فلقد قدَّمت كل هذه الكائنات
استقالتها الجماعية إلى الله ...
لأنها بعد -ناديا تويني- تشعر أنها عاطلة عن العمل.
ومن صور زندقته وجراءته على دين الله تعالى: جعله الزنا عبادة، وتشبيهه إياه بصلاة المؤمن لربه وخالقه كما ينقل ذلك منير العكش في كتابه (أسئلة الشعر) في مقابلة أجراها مع نزار قباني صفحة 196حيث يقول:
(كل كلمة شعرية تتحول في النهاية إلى طقس من طقوس العبادة والكشف والتجلي…
كل شيء يتحول إلى ديانة
حتى الجنس يصير ديناً
والسرير يصير مديحاً وغرفة اعتراف
والغريب أنني أنظر دائماً إلى شِعري الجنسي بعينيْ كاهن، وأفترش شَعر حبيبتي كما يفترش المؤمن سجادة صلاة، أشعر كلما سافرت في جسد حبيبتي أني أشف وأتطهر وأدخل مملكة الخير والحق والضوء ..
وماذا يكون الشعر الصوفي سوى محاولة لإعطاء الله مدلولاً جنسياً؟)
(للأمانة، الموضوع منقول)
ـ[فتون]ــــــــ[18 - 10 - 2010, 10:07 ص]ـ
للرفع(/)
التيار الرومانسي
ـ[ليلى العامري]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 07:45 م]ـ
التيار الرومانسي
ملامحه وخصائصه من خلال الأعمال الشعرية الخليجية:
1 - يتميز بالنزعة الذاتية الوجدانية و الشكوى و الإحساس المحض بالشرط البشري الوجودي المؤلم، ويتجلى هذا الملمح مع الشعراء المخضرمين مثل (خلفان بن مصبح _ صقر بن سلطان القاسمي_ عبدالله الزايد)
يظهر بوضوح وشفافية في قصيدة عبدالله الزايد
مللت الحياة وكثر السهر ورمت الممات وسكنى الحفر
ففي الموت بعد عن النائبات إذا ما الزمان جفا أو غدر
وفي الموت وصف لسهم القضا وفي الموت كسر لسيف القدر
2 - لم يتقيد الشعراء الرومانسيون بأغراض أسلافهم الإتباعيين، فهم يهتمون بوصف المرأة و الطبيعة و التأمل و التجارب الذاتية العاطفية و الهروب من الماضي.
نقف عند وصف الطبيعة لفهد العسكر
هاهو الشاطئ فاسمع أيها القلب هديرة
وصراخ الموج في الظ ــلماء طورا وزفيره
وعويل الريح إذ تلـ ــطم بالموج صخوره
مأتم ثار به العقـ ـــــل على الروح الأسيره
3 - الصورة الشعرية في الأعمال الرومانسية غالبا ما تكون ذهنية تؤدي وظيفة تعبيرية وليست وظيفة تسجيلية.
ومثال على ذلك قصيدة إبراهيم العريض ....
وقف الفجر على الوادي مطلا من هضابه
كأمير عبقري زانه حسن شبابه
فاستفاد الزهر من غرته لون خضابه
4 - استخدام الشعراء الرومانسيون المعجم الشعري الذي يتسم بكثير من العذوبة والرقة والرشاقة، ونرى ذلك في قصيدة غازي عبد الرحمن (العودة إلى الواحة)
أعود إليك
وظهري ينوء بحمل الرياح
وعيناي في مثل لون الجراح
أعود إليك
وفي قدمي سياط الهجير
وفي شفتي ظلال السعير
5 - حرص الشعراء الرومانسيون على الوحدة العضوية في قصائدهم.
6 - حذوا الرومانسيون حذو جماعة أبوللو وجماعة المهجر فنوعوا في أوزانهم وقوافيهم ولم يلتزموا بنظام القصيدة الذي التزم به أسلافهم من الاتباعيين.
7 - إن الرومانسيين كثيرا ما يوظفون القصة في أشعارهم وهو ما يشكل ظاهرة متميزة لديهم.
قصة (فتاة نزوى)
لقد ظهرت أعجوبة في زماننا بقرية نزوى وهي أم العجائب
ألا فكروا في أمرها فهي عبرة لمن كان يرجو ربه في العواقب
فتاة أناس بنت ست توفيت وقد قبروها في قبور الأصحاب
وقال حليم منهم قبل دفنها حياة بها ما صدقوا قول كاتب
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 07:47 م]ـ
إضاءة جميلة
فمزيدا من الإضاءات
بوركتِ
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 09:04 م]ـ
جمع طيب , ونشاط متميز
بوركتِ(/)
((حال الأدب في المدارس: أحسنوا دفن موتاكم!!))
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 08:53 م]ـ
((حال الأدب في المدارس: أحسنوا دفن موتاكم!!))
إن المتأمل في مناهج الأدب العربي في مدارس التعليم العام، يلحظ أول ما يلحظ انفصال المسمى " الأدب العربي " عن محتواه، فمقررات " الأدب العربي لا تُعنَى بالأدب في جانبه الإبداعي والجمالي والتذوقي والتحليلي قدر عنايتها بالتاريخ السردي المطول للأدب، وتطوره وتمرحله وتشكله في عصوره المختلفة، وترجماته المسهبة عن الشعراء والأدباء .......
إن هذا النسق التعليمي، في دراساتنا الأدبية، خطير، ومضر للغاية. ففي مرحلة باكرة في حياة الدارسين، والتي يحتاج النشءُ فيها لبناء ملكةٍ تذوقية، تتذوق الفنون الإبداعية وتأسيس قاعدة لغوية متينة؛ يجنح تعليمنا إلى تكريس غبائية التلقي، وتبلد التأثر بالفنون الجميلة، وقطع التواصل معها انفعالاً وتأثراً؛ من خلال حشوه وتبنيه للمذهب التاريخي في تدريس الأدب،وغدت النصوص الجميلة ومهارات التحليل وملكات التذوق الأدبي ــ نتيجة للوضع القائم ـــ في مناهجنا أندر من الكبريت الأحمر!!
إن الأدب في مدارسنا، في مرحلته الراهنة، وحالته التي حاولنا توصيفها في الجمل السالفة، لا يعلم أدباً، وإنما يعلم تاريخاً أدبياً، فيه كثيرٌ من الهذر والإسهاب، وهذه من مقتضيات الفن التاريخي ولوازمه ....
في البدآية، لنتفق أولاً: أنه ليس لدينا مناهج للأدب بفضاءاته الإبداعية، في جانبها التذوقي والتحليلي، أو أي ممارسة للتذوق الجمالي. وإن ما نَدْرُسه أو نُدَرِسه في مدارسنا هو تاريخ الأدب، وهو شيء آخر، يختلف تماماً عن الأدب ..... تلك الطاقة المحفزة للمواهب المطمورة، وقبطان الهداية للعوالم الإبداعية المتفتحة على الفضاءات الشعرية والنثرية؛ من خلال استفزاز النصوص المقدمة للدارس نفسياً وفنياً. هذا إذا كانت النصوص الموجودة في مناهجنا تقوى على ممارسة هذه اللعبة الكبيرة.
إن الاعتماد على الإطار التاريخي منفرداً في تدريس مقررات الأدب، والفنون القولية، فيه خطورة عظيمة، وهو سرطان يشل كلّ مقومات الإبداع، والنضوج الأدبي، ليس في جانبها الإبداعي وحده، بل يتمدد ليمسخ الذوق الفني والتذوق الجمالي كُليةً ....
ويبدو أن القضية ليست وليدة الساعة، بل هي قديمة، ولها مناقشات ومباحثات في الدرس التربوي الذي يشتغل على طرق تدريس علوم اللغة العربية. يقول جودت الركابي في كتابه (طرق تدريس اللغة العربية):" اتخذت دراسة تاريخ الأدب في المناهج القديمة سبيل الاهتمام بالموضوعات النظرية التي كانت تطغى على المادة الأدبية نفسها، حتى أصبح تاريخ الأدب يدرس في عزلة تامة عن الأدب. وكان على التلميذ أن يتقبل الأحكام والقضايا دون الاهتمام بأسبابها ودواعيها واستنتاجها من النصوص. وهكذا فقد سادت الطريقة التلقينية التي شلت حرية التلميذ وأبعدته عن فهم النصوص واستنتاج الخصائص منها."
فالاعتماد على الإطار التاريخي ــ منفرداً ــ في تدريس مقررات الأدب والفنون القولية (الإبداعية)، فيه جناية عظيمة، متمثلة في شلِّ مقومات الإبداع، والنضوج الأدبي. وهذا ما يعطي أسباباً كافية لضيق كثير من الطلاب بمقررات الأدب وتصنيفها ضمن قائمة المواد المتحجرة والمحترقة، والأبرع فيها ذاك الطالب كثير الحفظ، للتواريخ والأحداث والأحكام الجامدة، دون أدنى معرفة لما ترمز إليه أو ما تعنيه.
وفي حراكنا التربوي (السعودي)، ناقش الدكتو / حسن الهويمل هذه القضية في كتيبه الموسوم بـ (النص الإبداعي التربوي " إشكالية الاختيار والدرس") الصادر عن مجلة (المعرفة) التابعة لوزارة التربية والتعليم. وهو كتيب صغير الحجم، جليل الفائدة والأثر، وقد ناقش فيه الدكتور الهويمل إشكالية اختيار النصوص الأدبية و إشكالية تدريسها وتقديمها للدارسين بأسلوب أكاديمي / نقدي رصين، وبمسؤولية تربوية، وخبرة تعليمية من قاعة الدرس، عمرها 35سنة. داعياً إلى تربية الذوق النقدي والتذوقي والتحليلي والجمالي، واستثمار كل فروع اللغة العربية: النحوية والصرفية والبلاغية والدلالية والأسلوبية والموسيقية، وتسخيرها لخدمة النص الأدبي وتحليله، وأن تكون دراسة النص الأدبي منطلقة من النص وعائدة إليه. وأن تتسع مهمات النص المختار، بحيث نضع في اعتبارنا مهمات الحفظ، والقراءة والدرس، وممارسة أدوات النحو والصرف والبلاغة. ويرىـ أيضاـ ضرورة استثمار المناهج الحديثة في الدرس الأدبي، وأن نبتعد ـ في ذات الحين ـ عن تبنيها والدخول فيها ونفي ما سواها والاعتزاز بالماضي والخضوع لهيمنته ......
لكن هذه الدراسة وجدت طريقها ممهدا لأدراج وزارة التربية شأنها شأن غيرها من البحوث والدراسات في الدول النامية .... ومازال المنهج يتخبط في عشوائيته وثمرته التي تحسب له هي موت الابداع وغرابته في مجتمعنا، فلم نعد نرى بين طلابنا وزملائنا من يتأثر بقصيدة جميلة بل العكس تماما، لانرى إلا التذمر والتأفف ... فيما يشبه حالة مسخ أدبي شامل أصبحت معه القصيدة العربية التي سهرلها أجدادنا واختصموا غريبة الزمان والمكان حتى خلا الجو لتلك القصيدة الشوهاء ((الشعبية)) و ((النبطية)) فباضت واصفرت ......
* عبدالوهاب بن حسن النجمي
wahab2@gawab.COm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 09:37 م]ـ
بوركت أستاذ عبد الوهاب على جودة الطرح , وحسن العرض
والحقيقة تدريس الأدب في مدارسنا ينقصه ما أشرتم إليه؛ فبها تسمو روح الإبداع لدى التلاميذ , وتعزز من ذائقتهم الجمالية للنصوص. وتنمي لديهم الملكة في التمييز بين الغث والسمين.
وقد اصطدمت في سنتي الأولى للتدريس بمثل هذا النوع من التدريس للنصوص الأدبية. حتى حينما أجتهد في إظهار جماليات النص ترى عيوناً تتطلع دون وعي لما يقال. وبالتالي نشأ جيل قاصر عن إدراك الجمال في النص والمناحي البلاغية فيه.
وفقت وبوركت
ـ[الغامدي]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 01:34 ص]ـ
مرحبا بك أخي الفاضل / عبدالوهاب
موضوعك يضرب على وتر حساس في نفسي، ولكن وجدت مشقة في قراءة بحثك:).
لئن أمد الله في عمري لأسعين في التغيير: mad: .. وخصوصا الأدب الحديث، فقد أغفل أدباء العراق والشام واليمن وكثير من الأقطار، وكان جل الحديث عن الأدب المصري .. نعم في مصر أدباء بارعون لا ننكر براعتهم؛ لكن لا نجعل ذلك مسوغا لترك البقية.
أخي عبدالوهاب .. صوتك ونقدك مسموع فلا تبخل به، وإن أردت الوصول إلى أهل الحل والعقد فسأحيلك إلى مليء:).
ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 05:00 م]ـ
الحبيب الغامدي:
عودة طيبة , وطلة مباركة نسأل الله ألا يحرمنا منها
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[01 - 11 - 2006, 10:14 م]ـ
بوركت أخي الغامدي .... ومشكور لك مرورك، وأنا بانتظار خدماتك وأحيي فيك هذا الحس التربوي ...... أن بانتظارك
ـ[كادي السعوديه]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 08:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكله تجاهلتها وزارة التربية والتعليم كما تجاهلت غيرها
حيث أنها اعتمدت في نسق الكتب والمواد الدراسيه
على التلقي لاعلى غيرها وهذه مشكلة أنشئت فينا العجز
وأصبحنا قليلين الإراده وكذا بسببها مللنا من القراءة
مللنا من الحفظ فمنذ نعومة أظفارنا ونحن نتلقى فقط ونحفظ
لانتعلم مهارت أخرى وبالنسبة لما أسميت منهج الأدب
بأنه تاريخ أدبي فأنا أوافقك في هذا لأنه يحدثنا عن الآداب التي مضت
وفي كل مرحلة قد يعاد مادرسناه من الجميل أن نتعرف على الآداب التي مضت
ولكن الأجمل منه أن نتذوق الأدب ونصنع لأنفسنا أدباً يرائي الأجيال الآخرى
الأجمل أن نتلذذ بنسق الأبيات وأن نرى مافيها من قبح وجمال وكذا أن ننقد
فوالله أنني في الجامعه وأرى نفسي أحيانا والآخرين نعجز
عن تحليل نص أدبي طُلِب منا بحثاً فنقوم بالبحث هنا وهناك
عن نصٍ محلل جاهز لنقدمه لدكتوره
وكماأحب أن أنوه أخي في الله عن مشكلة أخرى
وهي البحث فنحن درسنا الابتدائي والمتوسط والثانوي
ولم نأخذ مادة اسمها بحثاً تعلمنا الطرق الصحيحه
لكتابة بحث ما وماأن دخلنا الجامعه إلا وطلب منا
أن نكتب بحثا
بالله كيف لنا نكتب بحثاً ونحن لانعلم كيف كتابته
أنأخذ كتاباً وننقل منه أم نأخذ كتاباً ونفهمه ومن ثم نلخص هذا الكتاب
بأسلوبنا وماذا نكتب فيه وماهي الأمور الأساسيه لكتابتها فيه
لاأدري ولا الأغلب في مستواي يدري
بل كل ماأضع فيه مقدمة وخاتمه ونقل من كتاب فقط
ولم أجد أحداً من الدكاتره ينتقد البحوث بأن ماسلكناه صواب أم خاطئ
ونعيش في حيرة من أمرنا وأخيراً التحليل الأدبي والبحث
يبقيان من المشاكل التي عانيتها ومازلت الى الآن أعانيها
وليس هناك من يرشدني إلى طريق الصواب
أو يأخذ بيدي ويطلعني على كتبٍ أستفيد منها وأفيد
أخي
أعتذر عن الإطاله ولك شكري وامتناني
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 12:40 م]ـ
شكرا لك اختي كادي السعودية .... على مرورك الكريم
ـ[أبو تمام]ــــــــ[04 - 01 - 2007, 05:06 ص]ـ
أحسنت أخي عبد الوهاب.
ولكني أختلف معك كون أن الطالب يجب أن يتعرف على تراثه الأدبي، ولكن الخطأ الذي يقع هو سوء اختيار النصوص الأدبية في منهاجنا.
فمثلا عندما نجد أن هناك نصوصا شعرية تتناول فصل الربيع، فيذكر الشاعر الخمائل، والجداول، والندى، والبلابل الصدّاحة، والأزهار المتفتحة، من نرجس، وسوسن، وفل، وغيرها.
فالعجيب أن الطالب لا يشاهد إلا فصل الشتاء، وفصل الصيف عندنا - بحكم الجو السائد طبعا- ولم يقع ناظره على سوسن قط، وريحان، ونرجس.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الخمائل، والجداول، فلا يراها، ولم تخطر على باله حتى في الأحلام كطيف عابر.
فكيف تظن أن تجد تجاوبا، وإقبالا من التلاميذ، إن كانت النصوص لا تطابق واقعهم؟
فسوء اختيار النصوص من التراث هو الذي جعل الحال على ما هو عليه الآن.
والحديث ذو شجون
ـ[المها]ــــــــ[05 - 01 - 2007, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم .. يبدو ان الحديث هنا لمعلمين وكبار فقط، لكني ساحشر انفي في الموضوع كطالبة
طبعا الشكر الجزيل للسيد عبدالوهاب، وايضا للسيد ابو تمام الذي اردت التعليق على ما كتبه """"فمثلا عندما نجد أن هناك نصوصا شعرية تتناول فصل الربيع، فيذكر الشاعر الخمائل، والجداول، والندى، والبلابل الصدّاحة، والأزهار المتفتحة، من نرجس، وسوسن، وفل، وغيرها.
فالعجيب أن الطالب لا يشاهد إلا فصل الشتاء، وفصل الصيف عندنا - بحكم الجو السائد طبعا- ولم يقع ناظره على سوسن قط، وريحان، ونرجس.
أما الخمائل، والجداول، فلا يراها، ولم تخطر على باله حتى في الأحلام كطيف عابر.
فكيف تظن أن تجد تجاوبا، وإقبالا من التلاميذ، إن كانت النصوص لا تطابق واقعهم؟ """
اظن-كطالبة ادب انجليزي متواضعة- ان هكذا قصائد مهمة لنا كطلاب، فقدرة الشاعر على وصف مالا نراه نقطة له، وتخيلنا لما لانراه نقطة لنا، وهنا اتذكر ماكان من قتل الخيال والابداع في الطلاب، ففي ايام المدرسة، كثيرا ما كان المدرس يعطينا شرحا معينا للقصائد يرغمنا على الاخذ به، وعادة ما يكون شرحا جامدا للكلمات كما هي، فلم يسمح لنا بأن نشطح بخيالنا لما وراء القصيدة وبأن نفسر الابيات بشكل مختلف .. لا ادري ان كان ذلك متعلق بالموضوع ولكن ما اعرفه هو ان الخيال مهم في الادب وان اروع الابيات هي مانحسها ونتصور روعتها في اذهاننا، فوصف صفي الدين الحلي للربيع كان اروع الوصف-على الاقل بالنسبة لي- حيث رأيت جمال الربيع وشممت رائحة الزهور واحسست بهبات النسيم رغم اني درستها في ايام الشتاء.
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[29 - 01 - 2007, 10:58 م]ـ
الأستاذ أبو تمام والأستاذة مها، مشكور لكما مروركما الكريم ....
تحياتي الحارة(/)
المعادل الموضوعي
ـ[بقايا جراح]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 09:02 م]ـ
:::
ماهو المعادل الموضوعي؟؟
أتمنى أن ترشدوني إلى كتب ناقشت هذا المفهوم أو درست نص من خلاله ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالوهاب]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 12:28 ص]ـ
أظن أن المعادل الموضوعي من مصطلحات النقد الحديث وهويعني أن يعمد الأديب للترميز عن شيء، بشيء آ خر، ويعرف ذلك من منطوق النص العام (معناه الكلي) مثاله: مطر ... مطر ... مطر وفي العراق جوع: من قصيدة البياتي، وهي قصيدة حديثة، البنية، فالمطر معادل موضوعي لشيء، يفهم من مجمل النص وفق القراءة النقديةالحديثة للنص. وأيضا أظن أن في القصيدة ذاتها ذكر للأم ولا يعني ذلك الأم بالمفهموم المعجمي وإنا هومعادل موضوعي للوطن أوشيء آخر ......... وقد يكون المعادل الموضوعي تمترس الشاعر بجمل دلالتها مباشرة للقارئ العادي، لكن للمتبصرين بالنقد لها معادل موضوعي يحيل النص إليه، وخاصة في الشعر السياسي الحديث، وقد يوجد لدى أحمد مطر شيء من هذا القبيل ... وقد أمثل لك من الشعر القديم: ذكر الشعراء للراح (الخمر) وخاصة عند الشعراء المسلمين فالخمر لديهم ليست هي ذات الخمر سكر ومجون وذهاب عقل وإنما هي معادل موضوعي للذة والانبساط والنشوة ومما يؤكد ذاك قصيدة نضلة بن النعمان (أظن اسمه هكذا) عندما ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعض مدن العراق (ميسان) فطلب من زوجته أن تصحبه فرفضت فقال قصيدة يستثير غيرتها حتى ترضى صحبته بعد أن اقام هناك، منها
ألا من مبلغ الحسناء أن حليلها * بميسان يسقى في زجاح وحنتم
إذا ما شئت غنتي دهاقين قرية * وراقصة تحنو علي بكل مبسم
ولعل أمير المؤمنين يسؤوه * تنادمنا بالجوسق المتهدم
فطارت القصيدة لعمر فقال إي، والله إنه ليسؤوني ذلك، فلما قدم لديه (الشاعر) قال لم أقصد فقال عمر أعلم ذلك، ولكن والله لاتلي لي عملا ... وعمر رضي الله عنه من المتبصرين بالشعر ومراميه، وكان يعرف أن ذلك تقليد شعري ليس أكثر، وكل ماورد في القصيدة معادل موضوعي للسرور والنشوة والمتعة .... هذا ما أتاني الآن عفو الخاطر، دون تمحيص أومراجعة ومن له تصحيح فليصحح، والحديث ذو شجون ولعلي أبحث في المسألة في بعض أوقات راحتي، فأشبعه بما يستحق ... أو يقوم بذلك أحد الإخوة وفيهم قطع لقول كل خطيب ........ ونعتذر لك أختي بقايا الروح عن تقصيرنا في نجدتك، وإن كنت تريدين البحث فابحثي في كتب النقد الحديث أو أحد معاجم مصطلحاته .... وكل عام وأنتم بخير،،،،،
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 12:30 ص]ـ
أول من تحدث عن (المعادل الموضوعي) من النقاد، هو الناقد الأمريكي: ت. س. إليوت
و يُقصد به:
أن الأديب حينما يريد التعبير عن رأي ما، فإنه لا يذكره مباشرة،
وإنما يضمّن عمله الأدبي من المقومات الفنية والموضوعية ما يجعل النص مُقنعاً للمتلقي مؤثراً فيه دون أن يشعر الأخير؛ بحيث تسوغ هذه المقومات لمشاعر الأديب وأفكاره.
ـ[بقايا جراح]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 01:56 ص]ـ
أخي عبدالوهاب ..
جزاك الله خيرا على هذا الشرح الجميل
أظن أن المعادل الموضوعي من مصطلحات النقد الحديث
لاتظن بل اجزم فهو فعلا من المصطلحات المترجمة حديثاً.
وهناك من الكتاب من يتكلم عنها بغير هذا المصطلح وهنا المشكلة كيف استطيع أن اصل اليها جميعاً.
لدي بحث بعنوان "المعادل الموضوعي في بائية ابن خفاجة"
قسمنا البحث إلى عدة أقسام , حالياً أبحث عن كل ماكتب حول قصيدة الجبل وحول مفهوم المعادل الموضوعي ..
بعد ذلك انتقل الي المعادل الموضوعي في القصيدة (وعلمت أن الجبل ليس الا ابن خفاجة) ..
أخيتي وضحاء ..
جزاكِ الله خيرا الجزاء
أول من تحدث عن (المعادل الموضوعي) من النقاد، هو الناقد الأمريكي: ت. س. إليوت
اضافة أشكرك عليها .. في أي كتاب أجدها؟؟
وصلني من إحدى الاستاذات كلام ت. س.إليوت مترجماً نقلا من كتاب مجدي وهبة وكامل المهندس لكن كلامه لم يكن واضح ..
أشكركما على المساعدة لكن طلبي هو اسماء لكتب تحدثت عن المعادل الموضوعي إما بشرح للمفهوم أو بتحليل لقصيدة ..
واسماء كتب تحدثت عن قصيدة الجبل لابن خفاجة ..
تحياتي للجميع
بقايا جراح
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 11:02 ص]ـ
كتاب: المناهج النقدية الحديثة للدكتور رامز الحوراني.
و هناك من يقول أن (إزرا باوند) قد سبقه لذلك، ولكن تحت مصطلح (المعادلة)، بقوله: (إن الشعر نوع من الرياضة الملهمة التي نقف منها على معادلات، لا لأرقام مجردة أو مثلثات أو دوائر أو ماشابه ذلك؛ و لكنها معادلات للانفعالات الإنسانية).
و هذا حديث إليوت: (الطريق الوحيد للتعبير عن الانفعال في صورة فنية، هي العثور على معادل موضوعي، و بعبارة أخرى: على مجموعة من الأشياء، أو على موقف، أو على سلسلة من الأحداث، تكون بمثابة صورة للانفعال الخاص، بحيث متى استوفيت الحقائق الخارجية التي يجب أن تنتهي إلى تجربة حسية فإن الانفعال يثار إثارة مباشرة).
كذلك عودي لكتاب د. سعد أبو الرضا فقد تحدث عن إليوت وتطرق للمعادل الموضوعي عنده بأسلوب أكثر تبسيط من د. رامز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 11:24 ص]ـ
واسماء كتب تحدثت عن قصيدة الجبل لابن خفاجة ..
هناك بحث منشور في مجلة جامعة أم القرى لأستاذنا أ. د.عبدالله العضيبي، بعنوان: " قراءة أخرى في قصيدة الجبل"، أظنك ستجدينه في موقع الجامعة.
ـ[ايام العمر]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 07:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المعلومات القيمة
ـ[معالي]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 02:56 ص]ـ
لدي بحث بعنوان "المعادل الموضوعي في بائية ابن خفاجة"
قسمنا البحث إلى عدة أقسام , حالياً أبحث عن كل ماكتب حول قصيدة الجبل وحول مفهوم المعادل الموضوعي ..
بعد ذلك انتقل الي المعادل الموضوعي في القصيدة (وعلمت أن الجبل ليس الا ابن خفاجة) ..
عزيزتي
تذكري أنك تتعاملين مع نص لشاعر من شعراء القرن الخامس أوالسادس، وعليه فتنبهي إلى مسألة السياق التاريخي والحضاري للنص.
علمتُ أن ناقدًا حديثا حوّل بائية ابن خفاجة إلى رموز، فجعل الجبل رمزا لكذا، وكل جزئية رمزا لشيء معين!
وهنا نتوقف؛ لأننا نعرف السياق التاريخي للنص، فلا يُعقل أن شاعرًا من تلك القرون يكون من التفكير الشعري بحيث يحوّل النص إلى رموز!
عكس الشاعر الحديث الذي يتعامل مع النصوص الرمزية كثيرًا، وبالتالي فليس غريبا أن نجد النص عنده عبارة عن رموز!
وعليه فدراسة المعادل الموضوعي في هذه القصيدة بحاجة إلى إعادة نظر منك.
وفقك الله.
ـ[عطاء]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 12:34 ص]ـ
من غير شك أن الشاعر العربي القديم كان يحمل ذهنا متقدا، وعقلا نيرا، وكثيرة هي الدراسات التي دارت حول النصوص القديمة ولعل بعضها أنصفت النص والشاعر وبعضها غالت وألوت عنق النص، ولكن تبقى متعة التحليل والمقاربة النصية الممكنة من أجمل ما يمتع الباحث والمتلقي معا، وقصيدة الجبل نالت اهتماما طيبا من كثير من الباحثين ولا أرى مانعا من التحليل الذي يمكن أن يشار إلى أن الجبل معادل موضوعي لابن خفاجة وإن لم يكن يقصد الشاعر إلى ذلك قصدا، لكن ما ألقاه الشاعر على الجبل يمكن أن ينطبق عليه وعلى مسيرته في الحياة.
ـ[بقايا جراح]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 10:49 م]ـ
كتاب: المناهج النقدية الحديثة للدكتور رامز الحوراني.
و هناك من يقول أن (إزرا باوند) قد سبقه لذلك، ولكن تحت مصطلح (المعادلة)، بقوله: (إن الشعر نوع من الرياضة الملهمة التي نقف منها على معادلات، لا لأرقام مجردة أو مثلثات أو دوائر أو ماشابه ذلك؛ و لكنها معادلات للانفعالات الإنسانية).
و هذا حديث إليوت: (الطريق الوحيد للتعبير عن الانفعال في صورة فنية، هي العثور على معادل موضوعي، و بعبارة أخرى: على مجموعة من الأشياء، أو على موقف، أو على سلسلة من الأحداث، تكون بمثابة صورة للانفعال الخاص، بحيث متى استوفيت الحقائق الخارجية التي يجب أن تنتهي إلى تجربة حسية فإن الانفعال يثار إثارة مباشرة).
كذلك عودي لكتاب د. سعد أبو الرضا فقد تحدث عن إليوت وتطرق للمعادل الموضوعي عنده بأسلوب أكثر تبسيط من د. رامز.
وجدت هذا في مقال انجليزي
(كان الرسام الأمريكي واشنطن ألستون هو أول من استخدم مصطلح "المعادل الموضوعي" قرابة عام 1840. لكن ت. س. إليوتميد أحياها من جديد في مقالته المؤثرة عن هاملت في عام 1919. كتب إليوت أن الطريق الوحيد للتعبير عن العاطفة بصورة فنية هو بإيجاد المعادل الموضوعي.).
أشكرك أختي وضحاء على هذه المعلومات
سأبحث عن الكتابين لكن كتاب سعد أبو الرضا ما اسمه؟
ـ[بقايا جراح]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 10:51 م]ـ
هناك بحث منشور في مجلة جامعة أم القرى لأستاذنا أ. د.عبدالله العضيبي، بعنوان: " قراءة أخرى في قصيدة الجبل"، أظنك ستجدينه في موقع الجامعة.
للاسف مكتبت الجامعة لا تعمل.
لكنني حصلت على هذا المقال ومقالات أخرى ولله الحمد.
لكن استغرب أن كل ما اجده في المجلات ولم أجد كتب تناولت البائية الا اثنين فقط!!
ـ[بقايا جراح]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 11:05 م]ـ
عزيزتي
تذكري أنك تتعاملين مع نص لشاعر من شعراء القرن الخامس أوالسادس، وعليه فتنبهي إلى مسألة السياق التاريخي والحضاري للنص.
علمتُ أن ناقدًا حديثا حوّل بائية ابن خفاجة إلى رموز، فجعل الجبل رمزا لكذا، وكل جزئية رمزا لشيء معين!
وهنا نتوقف؛ لأننا نعرف السياق التاريخي للنص، فلا يُعقل أن شاعرًا من تلك القرون يكون من التفكير الشعري بحيث يحوّل النص إلى رموز!
عكس الشاعر الحديث الذي يتعامل مع النصوص الرمزية كثيرًا، وبالتالي فليس غريبا أن نجد النص عنده عبارة عن رموز!
وعليه فدراسة المعادل الموضوعي في هذه القصيدة بحاجة إلى إعادة نظر منك.
وفقك الله.
أتمنى لو ذكرتِ من هذا الناقد لعلي أستفيد من كلامه.
بالعكس عزيزتي أنا أخالفك , دراسة المعادل الموضوعي في هذه القصيدة بالذات في مكانه.
أما كلامك عن القرون الماضية فيحتاج الى وقفة طويلة. لكن باختصار سأضرب مثلا الجاحظ ماسبب تسميته لكتبه ب (البيان والتبين) والآخر ب (الحيوان) ألم يكن يقصد أمر من ذلك؟
عموما المعادل الموضوعي ليس فيه رمزية أو شيء يشبهه ,كل مافي الأمر أنه أسقط مشاعره (الخوف من الفناء والشعور بالوحدة) على الجبل فكان حال الجبل هو حال ابن خفاجة ..
وباذن الله ما أن أنتهي من البحث حتى أوافيكم به.
شاكرة لكِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 11:26 م]ـ
سأبحث عن الكتابين لكن كتاب سعد أبو الرضا ما اسمه؟
النقد الأدبي الحديث- أسسه الجمالية ومناهجه المعاصرة (رؤية إسلامية).
موفقة مسددة.
ـ[بقايا جراح]ــــــــ[25 - 12 - 2006, 12:53 ص]ـ
النقد الأدبي الحديث- أسسه الجمالية ومناهجه المعاصرة (رؤية إسلامية).
موفقة مسددة.
جزاكِ الله خير الجزاء أخيتي ..(/)
جريمة اغتيال اللغة العربية
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[25 - 10 - 2006, 10:16 م]ـ
استجابة مني لخلجات النفسية المعبرة عما يكنه شعوري الداخلي تجاه لغتي وقوميتي وفكري وحرصًا مني على لغتنا لغة القرآن ولغة أهل الجنة أردت بشيء من التواضع أن أشير إلى أهمية هذا الموضوع
أول فكرة أشير إليها هي (لماذا الاهتمام باللغة/ هل حدث خسوف للغة/ ................. )
أرجو المشاركة في هذا الموضوع لأهميته
ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[25 - 10 - 2006, 10:42 م]ـ
تحية مباركة طيبة لأبي النصر. وأحيي فيك غيرتك على لغة القرآن.
- رأي فيما عرضته للنقاش:
لا أحد يجادل فيما للغة العربية من ركيزة أساسية وقيمة جُلى على جميع الأصعدة وربما استفاض الأخوة والأخوات الأفاضل في الفصيح في هذا الموضوع غير ما مرة. ولن يعدموا المزيد.
ومن جانب آخرلم يحدث للغتنا خسوف أو كسوف. إنما الوضع العام للأمة العربية الاسلامية هو الذي جعل اللغة العربية تعيش غربتها وسهو احفادها في مقابل الظلم البين لأعدائها من الخارج ووكلائهم في الداخل. وعندما يأذن المولى عزو جل بنهوض الأمة من كبوتها التاريخية ستقوم للعربية قائمتها في العالمين. و إن غدا لناظره قريب.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 01:13 ص]ـ
ويلٌ لأمة مغصوبة اللسان
جاء في بروتوكلات حكماء صهيون:
(ينبغي إبعاد المسلمين عن اللغة العربية بإضعافها وتصويرها بأنها لغة غير حضارية بل هي لغة التخلف و البداوة فتلك خطوة لازمة لإحداث التفرقة بين المسلمين من جانب وإبعادهم عن منهج دينهم من جانب آخر)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 01:17 ص]ـ
لماذا اللغة؟
كما هو معهود أن لغة أي أمة هي مرآة حضارتها وسجل ثقافتها وحافظة تاريخها ووعاء فكرها
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 01:26 ص]ـ
اللغة الباسلة
لماذا اللغة العربية؟
كما نعرف أن اللغة العربية هي لغة القرآن و لغة أهل الجنة وهي تعني لنا:
1/ الفهم الصحيح للإسلام
2/ سهولة تحقق التوحد بين الشعوب الإسلامية
نضيف إلى ذلك:
لغة اتفق أهلها على إهمالها وتضييعها و إهدار حرمتها و التحول عنها في جميع أمرهم إلى غيرها
لغة أصحابها غرباء عنها وهي غريبة عنهم بعداء عنها وهي منهم بعيدة
لغة لا يتكلمها أهلها و يُخاصمها قومها و ينأى عنها أتباع دينها و يأتمر بها أعداؤها ليزيلوها أو يمسخوا جمالها
وهي -كما هي- شامخة سامقة جميلة جليلة طيبة أصلها ثابت وفروعها في السماء
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 01:42 ص]ـ
هل حدث خسوف للغة؟
لم ولن يحدث خسوف للغة العربية
ما الذي حدث؟
حدث انتهاك حرمة اللغة و إباحة حماها و الإعراض عنها وهذا الأمر يحزنني حزنًا عظيمًا.
كيف تم انتهاك حرمتها؟
انظر معي أيها القارىء الكريم إلى (التخاطب) بيننا
انظر معي أيها القارىء الكريم إلى المؤسسات التعليمية و الهيئات الثقافية
دور (مدارس اللغات)
انظر أيها القارىء الكريم إلى الشوارع و الدكاكين اسماء هذه الكاكين
انظر إلى اللغة في قاموس الحياة (سوبر ماركت/ دادي/ اونكل/ ........ )
الكلام كثير و الوقت يتأكل بين يدي
أسف على الاقتصار(/)
زهير بن أبي سلمى (لا يمدح الرجل إلا بما فيه ........ )
ـ[الهنوف ابراهيم]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 12:30 ص]ـ
:::
كل عام وانتم بخير:)
زهير بن أبي سلمى توافرت فيه قيم فنية واخلاقية في رأي عمر بن الخطاب: r
القيم الفنية:
1 - لا يتبع حوشي الكلام.
2 - بعيد عن المعاضلة وهو ان يكون الكلام شديد التعلق ببعضه البعض.
القيم الاخلاقية:
1 - لا يمدح الرجل الا بما فيه.
2 - لا يقول الا ما يعرف.
طلب مني في مادة نقد ادبي بأن اتي بشواهد تبين أن الحمك الذي اصدره عمر بن الخطاب: r فيه بعض من النقص أو الخطأ لان عمر اصدر هذا الحكم بعد سماعه لمديح زهير فقط.
فعلي بذلك قراءة شعر زهير في مختلف اغراضه والاتيان بشواهد تبين خلاف مانسب له من قيم الاخلاقية وفنية.
وقد قمت ببعض الشيء الا ان عجزت;) وقد يعود ذلك الى خطأ في طريقة البحث.
فخرجت ببعض الشواهد:
تقي نقي لم يكثر غنيمة بنهكة ذي القربى ولا بحقلد
استبشاع كلمة (حقلد)
ثم استمروا وقالوا إن موعدكم ماء بشرقي سلمى فيد أو ركك
أنكارهم عليه قوله (ركك)،لأنه حكى بعض الأعراب أنه قال: إنما هو (رك)
أما في المجال الفني فقد اخذ عليه اضافته (أحمر) إلى (عاد) في قوله:
فتنتج لكم غلمان أشام كلهم كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
قائلين (إن ثمود لا يقال لها عاد، لأن الله عز وجل إنما نسب قداراً إلى الثمود)
كما خطأوا قوله:
يخرجن من شربات ماؤها طحل على الجذوع يخفن الغم والغرقا
قائلين: (ظن أن الضفادع يخرجن من الماء مخافة الغرق) وهذا على خلاف الواقع.
هذا فقط ماتوصلت اليه الا انه غير كافي
فارجوا منكم مساعدتي بما لديكم من علم بشعر زهير وامدادي بشواهد من شعره.
شاكره لكم حسن تعاونكم.
ـ[الهنوف ابراهيم]ــــــــ[27 - 10 - 2006, 03:55 م]ـ
ألا يوجد معين فيعينني ويرشدني الى الطريق
ـ[الهنوف ابراهيم]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 06:17 م]ـ
السؤال
هل كان الحكم الذي اطلقه عمر بن الخطاب: r مطابق لزهير بن أبي سلمى أم انه حكم مطلق عام، مع ذكر الشواهد؟
ارجوكم المساعدة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[29 - 10 - 2006, 10:33 م]ـ
يقول ابن رشيق القيرواني –وهو من أبرز نقاد القرن الخامس- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه (كان من أنقد أهل زمانه للشعر وأنفذهم فيه معرفة) العمدة.
و استبشاعه كلمة (حقلد)، قد تكون من حوشي الكلام.
أما ما يقوله القائل بأنه اختص بالمدح، فإن الفاروق رضي الله عنه قد أنشد أبيات لزهير منها:
و إن الحق مقطعه ثلاث يمين أو نفار أو جلاء
وهو من أبيات الحكمة، وقد تعجّب رضي الله عنه من معرفته وتفصيله للحقوق، حتى أن زهيرا قد سمي بهذا البيت: (قاضي الشعراء).
الأمر الآخر أن في القيود التي وضعها الفاروق في شعر زهير ليست مختصة بالمدح فقط عدا آخر قيد: (لايمدح الرجل إلا بما فيه). أما القيدين الآخرين فهما يدخلان تحت أي غرض دون تخصيص.
كل هذه الأدلة تستطيعين أن تفندي بها المقولة التي ستقيمين بحثك عليها؛ إن كنت تريدين أن تكوني باحثة موضوعية.
أما إن شئت أن توافقي ما قيل من كلام، بأن تحاولي إيراد ما يطابقه فإن شخصيتك العلمية ستذوب تماما ..
واعذريني إذ لا أعرف شواهد غير ما ذكرت.
وفقك الباري.
ـ[الهنوف ابراهيم]ــــــــ[30 - 10 - 2006, 02:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[إسماعيل عثمان إسماعيل]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 03:15 م]ـ
وهو فعلا لا يمدح الرجل الا بما فيه ولذلك لم يذهب الى النعمان كما كان النابغة الذبيانى يفعل ليأخذ الأموال ومن الناس من يقول ان هرم بن سنان كان يعطى زهير اموالا ليمدحه نرد عليهم ونقول ان هرم بن سنان كان قد اقسم ان يعطى زهير مالا متى رآه فكان زهير عندما يجده مع قوم يسلم على القوم عامة الا هو ويقول لهم هو افضلكم لكنه لا يسلم عليه هربا من العطاء والمال
وسأل عمر بن الخطاب ابنة زهير فقال لها: ما فعلت حلل هرم بن سنان التى كساها اباكى قالت: ابلاها الدهر فقال لها: لكن ما كساه ابوكى هرم لم يبله الدهر
اى ما قال فيه من شعر
وهو كان لايمدح الا فى حق فقد مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف لما قدماه من دفع ديات القتلى لإنهاء الحروب التلى كانت بسبب حرب البسوس.
كل هذا دليل على ان زهير فعلا لا يمدح الا بحق(/)
مفهوم موت المؤلف
ـ[موزه]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 11:40 ص]ـ
أرجو مساعدتي في إيجاد مفهوم موت المؤلف مفهوما أدبيا، و هل يعني هذا المفهموم سرقة أو انتحال مقال معين لكاتب معين و إنتحال شخص آخر لهذا المقال أو سرقته لهذا العمل الأدبي ..
و شكرا ...
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 11:47 ص]ـ
باختصار ..
يُقصد به تحليل النص الأدبي ونقده بعيدًا عن تأثير مؤلفه.
بمعنى: كأن المؤلف مات ولا علاقة له بما كتب.
فتستبعد جميع المؤثرات المتعلقة بالمؤلف كالبيئة والثقافة، والنفسية، الخ.
و يكتفى بتحليل العلاقات الداخلية بين البنى النصية فقط.
وإن شئت تفصيلا للمصطلح فأنا هنا.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[07 - 11 - 2006, 06:23 م]ـ
أضيف أيضا أن فكرة موت المؤلف بدأت ردة فعل لتدخل كثير من العلوم الإنسانية التي أحاطت بالمبدع وانطلقت في تحليلها من العوامل النفسية والاجتماعية التي أحاطت بالمبدع ومدى تأثير تلك العوامل على النص الأدبي أو الإبداع الإدبي. إذ بدأت الفكرة من النقاد الجدد بريادة رانسوم مرورا بالشكليين الروس مثل ياكبسون وانتهاء بالبنيوية كما عند شتراوس على إقصاء التاريخ الأدبي والمؤلف والتعامل مع نص وجثة هامدة لا حراك فيها والكشف عن الأنساق والبنى على كافة مستوياتها الصوتية والصرفية والأسلوبية بغض النظر عن من قال أو ماذا يقول وإنما تجيب على السؤال القائل: كيف قال؟.
أتمنى أن تكون الصورة قد اتضحت
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[30 - 11 - 2006, 11:36 م]ـ
هل يقرأ النص داخليًا فقط أم أنه لأبد من القراءة الخارجية للنص؟
أيها القارىء هذا السؤال سينير لك البينة
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[30 - 11 - 2006, 11:56 م]ـ
هل يقرأ النص داخليًا فقط أم أنه لابد من القراءة الخارجية للنص؟
أيها القارىء هذا السؤال سينير لك البينة
هذا ما يدعيه أصحاب سلطة النص.
القراءة الحقيقية لنص ما تكون داخلية وخارجية.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 03:37 م]ـ
أظن أن هذا له علاقة بالقراءة المقتضبة للنص والقراءة الشمولية واختلاف القراءات بين الجزء والكل بالرغم من توحد المادة أو التكوين.
ـ[عباس16]ــــــــ[15 - 02 - 2007, 08:45 م]ـ
موت المؤلف مصطلح بارتي (نسبة إلى رولان بارت) وقد رافق كما أوضح المساهمون نظريات القراءة.
تحول النقد من اعتبار المؤلف ثم من اعتبار النص انتهى إلى التركيز على القاريء. فالنص كشيء مكتوب لا وجود له (أي الورقة) ليست هي النص، بل إن النص يتكون عند انطلاق عملية القراءة.
وباختصار فإن ما قاله أحد المشاركين من انتقال النقد إلى التركيز على النص وبناه صحيح.
والله أعلم ( ops
ـ[محمد دخيسي أبو أسامة]ــــــــ[20 - 02 - 2007, 12:40 ص]ـ
كما قال الإخوة، هذا الرأي اعتمد مرجعا أساسيا في التحليل البنيوي للنص الأدبي عامة. وقد حفل هذا الأمر بإعطاء الأولوية للذات النص على حساب ذات مؤلفه، أي يقرأ النص بعيدا عن المؤثرات الشخصية والموضوعية. وقد أفضى هذا الأمر إلى إغفال الجانب المتعلق بشخصية المؤلف ونفسيته التي تتحكم في سير العملية الإبداعية. وساهمت هذه النظرية أيضا في بروز نظريات موازية مع بارت وياكبيون وليفي ستراوس وغيرهم، ثم انبثقت عنها نظريات التفكيكية والسيميائيو والسيميولوجية وغيرها. لكن من المؤكد أنها وقفت عند الباب المسدود فظهرت رؤى جديدة وأفكار تدعو إلى التحليل النفسي والاجتماعي، وهي بدورها لم تف الغرض لأنها أغفلت النص جملة وتفصيلا. ومن المؤكد أنه تبقى الاستفادة من المناهج مجتمعة من الأسس التي تعتمد حاليا في الدراسلات الأدبية، وع إعطاء الاعتبارلا للتجانس والملاءمة بينها والبحث في النص ومؤلفه على السواء.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 02 - 2007, 01:24 ص]ـ
لا عدمنا مشاركاتكم إخوتي بالمغرب العربي، فأنتم رواد النقد الحديث في عالمنا العربي.
ـ[ابوعبدالله الهذلي]ــــــــ[19 - 03 - 2007, 04:05 ص]ـ
موت المؤلف مصطلح نقدي ظهر مع موجة النقد البنيوي بفرنسا أبان الثلاثينيات من القرن الماضي على يد رولان بارت في النقد وميشيل فوكو في الدراسات الانسانيةحيث اطلق عليه موت الانسان.والمرد به عزل النص عن مؤلفه بهدف دراسته دراسة موضوعية تنطلق من النص ومعطياته وتهمل ماعداها من ظروف خارجية كسيرة المؤلف وعصره ونفسيته وكل مايمكن أن يسمى بالاطارالخارجي في دراسة النص.وقد كان لهذا التوجه دور كبير في تحديد مواقف النقاد من النص الادبي وتصنيف مناهجهم ازاء الظاهرة الادبي فقسمت المناهج حسب أسلوبها في قراءة النص وهي كالتالي المناهج الخارجي اوالمهتمة بالمؤلف كالمنهج التاريخي والنفسي والاجتماعي والأسطوري. والمناهج الداخلية اوالنصية وهي التي تسعى لقراءة النص من الدخل بمعزل عن مؤلفه. كالنقدالجديد والمدرسة الشكلية والبنيوية. ومناهج القراءة اوالمهتمة بالقارىء.كالتفكيكية والتأويلية ونظرية التلقي الالمانية وهي تختلف عن بعضها بعض ولكن هناك رابط بينها هومنح القارىء حرية اكبر في الحوار مع النص.عذرا علي الاطالة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حكيم دهيمي]ــــــــ[20 - 03 - 2007, 01:30 م]ـ
اسلام عليكم
ان باحث من الجزائر ارغب في الحصول على بعض المراجع حول البنيوية العربية تاسيسا ومنهجا و اعلاما. جزاكم الله حيرا
وهدا عنواني hakim.dehimi@yahoo.fr(/)
شاعرية (حمزة شحاته)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 09:34 م]ـ
شاعرنا (حمزة شحاته) ما له وما عليه؟
أرجو المشاركة في موضوعنا ولكم جزيل الشكر.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 10:16 م]ـ
ألقيت محاضرة فيه الأسبوع الماضي أرجو أن يسعفني الوقت لكتابتها هنا
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 01:36 ص]ـ
حمزة شحاتة، وما أدراك من حمزة شحاتة!
لو صرف هذا الرجل همته إلى الشعر لكان أشعر شعراء أرض الحرمين في زمانه وبعد زمانه
أو ليس هو القائل في عروس البحر الأحمر:
النهى بين شاطئيك غريق ـ ـ ـ والهوى فيك حالم ما يفيق
ورؤى الحب في رحابك شتى ـ ـ ـ يستفز الأسيرَ منها الطليقُ
ما أجمل الصورة في البيت الثاني!
وما أبلغ ما قال: (يستفز)
لقد استفزنا نحن الأسارى وهو الطليق
وإنّ عجيباً:
(أنْ يبيت الأسيرُ يبكي الطليقا)
أخي الكريم الأستاذ / محمد أبو النصر
أنت مرهف الحس حقا
شكرا لاختيارك
وأرجو من إخواننا الأعضاء وأخواتنا التفاعل مع الموضوع؛ ولو بتحليل قصيدته الجميلة في (جدة)
ولنحدد مثلا إطار الموضوع في:
أولا: القيم الإنسانية في شعر حمزة شحاته
ثانياً: الصورة الفنية في شعر حمزة شحاته
ثالثاً: (كما تفضل أخي محمد): شعر حمزة شحاته في ميزان النقد (ما له وما عليه)
وجزاكم الله خيرا
ـ[معالي]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 01:49 ص]ـ
أستاذ محمد
بديعة انتقاءاتك للشعراء، وإثارتك للموضوعات!
شاعرنا (حمزة شحاته) ما له وما عليه
إن قلنا فأظن الكثير منا سينصرف إلى ما له، لأنه شاعر كبير ويستحق!
الفصيح يزخر هذه الأيام بموضوعات جليلة، وإبداعات تستحق الوقوف أمامها، والوقت ضنين، وحسبي أني أحاول أن أسدد وأقارب، وإلا فكل موضوع يجبرني على المشاركة فيه!
شكرًا أستاذ محمد
على وعد بالعودة إن وجدتُ فسحة.
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 01:54 ص]ـ
أساتذتي الكرام_أخجلتم تواضعنا_ شكرًا لأستاذي (أحمد) ولسيدتي (معالي)
أيها القارىء العزيز حاولت أن اتلمس بعض جوانب الشاعر فوجدته
1/ ينطبق عليه القول بأنه (يحس حين يُفكر .. ويُفكر حين يحس) فالشعر عنده ملكة نفسية وليست ملكة لسانية.
2/عندما أخذت في قراءة قصائده كنت مُتسلحًا بأسلحة كثيرة لا تقل مطلقًا عن شروعي بقراءة ديوان العقاد - المازني-ابن الرومي وخاصة الأخير منهم. 3/ شاعرنا أيها القارىء عواطفه مركبة و الأغراض التي يُعالجها في شعره ليست أغراضًا قريبة وسطحية بل هو يُعبر عن أدق خلجات الإنسان المثقف الذي تتصارع في نفسه أواذى مصطخبة.
4/ تعبيره يُخرج إلينا فيه مارج الوجدان وفيه تأمل الفكر فنجد عنده ما يُشبع سغب القارىء وصداه.
تُرى هل هذا ضرب من الزخرفة اللامعة التي تحمل في طياتها نوع من التعصب أو المجاملة أو دغدغة العقول الساذجة؟
لكي تُدرك الجواب دع نفسك تستجيب لهذه المقتطفات يقول:
يا حبيبي يا مُلتقى السحر والفتنة يا غالبي على أمر نفسي
لم كانت و لا أسومك لوما قسمتي في هواك قسمة وكس
ألأني آثرت في حبك القاهر عزمي ذهبت تطلب نفسي
لم أهواك أيها المفعم النفس شجونًا وحيرة وشقاء
ألحسن فالحسن في البدر و الزهرة أندى وقعا وأضفى رواء
يقول:
يا شعاعًا يلوح في ظلمة اليأس ويخفي ماذا يطيق البصيص
لست إلا وهما يراود عيني ويعيا بكشفه التشخيص
أو شراعًا أعينه ثائرة الموج فصدر يطفو وعجز يغوص
... شاعرنا له براعة لركوبه هذ الروي (ص)
يقول:
علام بكى الباكون في الحي هالكًا وكل وجود شعلة سوف تطفأ
وهل يعقل المحزون في غمرة الأسى مقالك إن الصبر للحزن أوردا
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 06:12 م]ـ
بداية قبل أن نتحدث عن شاعريته أريد أن أضع خطوطا عريضة ربما نستطيع أن نقترب من خلالها لجماليات شحاتة.
لقد عاش شحاتة حياته منظرا لرؤية أخلاقية فلسفية عميقة، وإن من يقرأ في محاضرته التي ألقاها في جمعية الإسعاف (الرجولة عماد الخلق الفاضل) سيعلم حقا أن هذا الفذ لم يكن أديبا يبث الحياة في الجمادات من حوله فحسب بل كان يسعى لفلسفة أخلاقية ظهرت كثيرا في شعره
اقرأ له قوله:
ياشاعر الكون وفنانه وعبقريا صاغ ألحانه
وعاشقا أوطأه قلبه مخاطر الحب وألحانه
جافى الهوى لا خائبا عنده وإنما أنكر ميزانه
لم يسأم الحسن ولا وحيه ولا اجتوى الحب وأشجانه
لكنه والطهر مأموله عاف دنياه وأقرانه
وهذه المقطوعة الرائعة جزء من قصيدته الليل والشاعر
والشواهد مبثوثة في ديوانه الذي طبع
كما أن حياة شحاتة الذي اقترن فيها بثلاث زوجات وكانت نهايتها الانفصال أثرت على شعره كثيرا فهو كما تذكر ابنته زلفى كان حازما إلى حد ما خاصة فترته الأخيرة في العزلة في مصر فأنت تجد ذلك الرجل الذي يقف صلفا جلدا للحوادث سرعان مايتكسر وتنفث نفسه تلك الهموم لتبدي في قصائده روحا شفافة أرقها الحزن وأمضها
لي عودة بحول الله وقوته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[16 - 11 - 2006, 12:43 ص]ـ
ما يؤخذ على شاعرنا:
1/ ركوبه للشعر الحر وانسياقه وراء هذه الموجة
2/تأثره الشديد و الواضح بالمازني وابن الرومي
وجهة نظر
1/ ركوبه للشعر الحر وانسياقه وراء هذه الموجة، أظن في صاحبنا أنه ركب هذا اللون من الشعر خشية الاتهام بالتخلف و الرجعية وكأنها محاولة للسير في طريق (الموضة) الجديدة دون أن يكون له اقتناع حقيقي بهذا اللون
**يقول:
أنا حر .. أنا حر
أنا حر حقًا
في بلد حر .. انتزع الحرية
بدم الشهداء
ونضال الأحياء الأنضاء
**ويقول:
أتقول قد طال الطريق
نعم لقد طال الطريق
وأي شيء لم يطل
في رحلة بدأت ولم تجد الختام
الوعر والوعناء والظلماء
2/ يرى البعض أن تأثره بالمازني الشديد يجعله نسخة له ولكني أرى أن تأثر الشاعر بالمازني ليس في هذا تثريب على شاعرنا لأنه لا جناح أن تظهر في شعره أمارات قراءاته وأن يطفو فيض أو وشلٌ من تلك الآثار التي سرت في عروقه شريطة أن يحيل هذه الآثار إلى نسيج فيه لون عينيه وبريق روحه وهذا هو ما نراه عند صاحبنا.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[16 - 11 - 2006, 12:28 م]ـ
استمر بارك الله فيك أستاذ محمد ..
و لا توقفنك قلة المشاركات فالكل متابع، ربما لا يود قطع تسلسل حديثك.
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[16 - 11 - 2006, 01:42 م]ـ
هل من مزيد عن الرجل،؛ فأنا أجهله.
ـ[محمد الأكسر]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 12:05 ص]ـ
أدخل هنا
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=43&issue=9967&article=352661
http://www.albabtainpoeticprize.org/poetDetails.aspx?ptId=549
وبقي أن أقول لك إن دورية علامات في النقد قد أصدرت في شهر مايو 2006 كتابا كاملا ضم بين دفتيه تحليلا نصيا وشخصيا للأديب وأدبه وأنصحك بالبحث عنه فقد كتب عنه كتاب ونقاد من المحيط الى الخليج وكله يدور حول حمزة شحاتة وأدبه
أتمنى لك التوفيق
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 06:16 ص]ـ
أحسنت أخي محمد الأكسر حضرت هذا الملتقى الحزبي - إن صح التعبير- لأسباب لا أريد الخوض فيها هنا.
ولكن على كل حال سيكون ملتقى النص القادم في الأيام القريبة القادمة عن محمد حسن عواد.
ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 01:11 م]ـ
من أجمل ما قرأت للشاعر السعودي الكبير حمزه شحاته رحمه الله قصيدته:
مالي أراها لا ترد سلامي
مالي أراها لا ترد سلامي
هل حرّمت عند اللقاء كلامي
أم ذاك شأن الغيد يبدين الجفا
و فؤادهن من الصبابة دامي
يا قلب ويحك إن من علقتها
رأت الوفا في الحب غير لزام ِ
هي لا تبادلك الغرام فناجني
لم أنت في أحضانها مترامي
ما كان يبكي يومه كي تضحكي
ما كان يسهر ليله لتنامي
بل كان ينشد في هواك سعادة
فجعلتها حلما من الأحلا م ِ
يا ربّة الطرف الكحيل تذكري
عهدي وخافي الله في استسلامي
لولا رجائي في ودادك و الوفا
لكرهت عيشي في الهوى ومقامي
أصبحت عبدا في هواك وإنني
لسليل قوم ماجدين كرام ِ
روحي فداك إذا ملكتي ترفقي
لا تتركيني فريسة اللوّام ِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
والله إن هذا الشاعر يذكرني بذكريات جميلة لا أنساها ماحييت!!!
ـ[نون النسوة]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 06:02 م]ـ
للأسف لا أقرأ له
علاقتي مع الشعراء السعوديين ضئيلة ربما لأن دواوينهم غير متوفرة لدي
قصور مني أعلم هذا وكم خجلت عند دخولي الموضوع!
الغريب أن بعض القصائد التي ذكرتموها تعجبني جدا ولم أكن أعلم أنها له
أغلبها مغناة ولم أعرف أنه من قالها
أستاذ محمد شكرا لك
متابعة للموضوع وتسجيل حضور:)
ـ[خود]ــــــــ[21 - 10 - 2009, 11:31 ص]ـ
لله دره ما ألطف شعره و أجمله و أصدقه!
أكاد أجزم لكم أيها الأخوة
أنه الشاعر الوحيد الذي استطاع أن يتغلغل إلى أعماق ذاتي
فعبر عنها بصدق خالص، حتى أن بعض القصائد أشك أنه سرق فكرتها من فكري
لولا أنه توفى رحمة الله تعالى عليه قبل أن تُفجع أمي بي!
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 10:24 م]ـ
كلما صادفت قصيدة من قصائده أتعجب لشاعرية حمزة شحاته ومدى تمكنه من البحور الشعرية وخاصة الخفيف منها ومدى تمكنه من الموسيقى وركوبه للقوافي وخاصة العوصاء منها فهذه قصيدة (فلسفة حائر) على روي الصاد وحقا كانت القوافي ذللا لدى شاعرنا ووجدت نفسي أبحث عن قصيدة تنتهي بالصاد فوجدت القليل في ديوان الشعر العربي
يا شعاعاً يلوح في ظلمة اليأس ويخفي ... ماذا يطيق البصيصُ؟
لست إلا وهماً يراود عينيّ ويَعْيا بكشفه التشخيص
أو شراعاً أعْيته ثائرة الموج، فصدر يطفو، وعجز يغوص
يا لنا، طائريْن ريعا عن الوكر فهاما، والليل داجٍ عويص
فهما في الظلام داعٍ مهيض، لسليم جناحه مقصوص
ما أرى في البقاء إلا عُلالاتِ خيال مآلها التنغيص
والردى صائد النفوس فما فرّ كناس منه ولم ينج عيص
فعلام العناء، يُضْنِي المجدِّين ويصلاه طاعم وخميص
يا لها رحلة برانا بها الجهد، ولكن قد عزّ فيها النكوص
يا مجال الأفكار، ضقت بها خطواً وئيداً، فكيف ... كيف النكوص؟
أي دنيا تلك التي غَلَبَتْ فيها على الحق سفلة ولصوص
قال قوم: زماننا دون أزمان تقضّت، وأعوز التمحيص
إنما الناس منذ كانوا: ضعيف لقوي، وقانص وقنيص
يا فسيلا قد غَصَّ بالماء ريّاً ذاك نخل نصيبه منقوص
قد شغفنا بالأعين النجل حباً وسبت غيرَنا العيونُ الخوص
قال لي صاحبي: سيصلح شأن الناس يوماً فهالني التخريص
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد أبو النصر]ــــــــ[22 - 12 - 2009, 10:29 م]ـ
علمت أن شيخنا عبد الحميد مشخص يقوم بجمع مؤلفات حمزة شحاته وطبعها ولكن لا أعرف إن كانت طبعت أم لا؟؟
أتمنى من مَن كانت لديه أعمال صاحبنا فليطلعنا عليها مشكورا.
ـ[خود]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 12:54 ص]ـ
بدأنا كتابة ديوان حمزة شحاتة
و سيكون بين يديكم قريبا إن شاء الله تعالى ..
خذوا هذه الآن ..
القصيدة: قلانس
الصفحة: 208
لِلهِ كم تُخفي الملابس
الحَيُّ صائدُ خُلسةٍ
أفتدَّعِي حُبَّ الحِسا
لولا عُدَّ غيرُطَ في البُغا
إنْ عُدَّ غيرُكَ في البُغا
أتُرى الذي اغتال الفّرا
تَعِس الغنيُّ بِمالهِ
ما للَّذي استصفى الغَنيـ
لم يُبقِ من ماضي المُرُو
قد وثَّق الجشعُ الأثيـ
قلنا تضافرّت القلو
وارَحمَةً للناعِمِيـ
ماذا وراءَ الأُفقِ يا
ذكروا العدالةَ أن تَرَى
أمِن العدالةِ أن تَرَى
أطلقتُ آمالي فعُدْ
مالِي و للقصر المَشِيـ
قالوا: استراح أبو فلا
و أجَدَّ لي فَوْتُ الحرا
صاحَ البشيرً: رأيتُ نُو
فتواثَبَ المُتَربّصو
و أَدَرتُ من ثوبِي عليَّ
ألزمتُ نفسي بالكَما
كم راعني قَرنُ السِّيا
نادى الفقيهُ: أليس في
فأجابهُ رَجْعُ الصَّدى:
ما ثّمَّ بين بني أبيـ
ليتَ الذب خافَ العوا
و مضى لغايته على
راجعتُ تاريخَ الحيا
ما في الضَّمائرِ من خسائِس
سيَّانِ مُفتَرٌّ و عابِس
نِ، و لستَ بالرَّجلِ المُؤانِس؟
ثلكَ خُلَّةً بين الأوانِس
ثِ، فأنت من سَقَط الخنافِس
ئسَ، راعهُ دمعُ الفرائِس؟
يشتارُ من دَمِ ألفِ بائِس
ـمةَ لا يعِفُّ عن النَّفائِس؟
ءّةِ غيرّ أطلالٍ دّوارِس
ـمُ عَلافَةً بين الفوارِس
بُ، فَهالنا مَوْحُ الدَّسائِس
ـنَ، أَمضَّهُمْ لِينُ الطَّنافِس
دُنيا! فإنَّ اللَّيلَ دامِس؟
ـنَ على المنابرِ و المجالِس
في أَلفِ عارٍ نصفَ لابِس؟
نَ إليَّ بعدَ وجىً خَوانِس
ـدِ، يَصُدُّني سُورٌ و حارِس؟
نٍ، قلتُ: من أمل العوانِس
مِ قناعةُ، تّئِدُ الوساوِس
رَ الفجر يخترقُ الحَنادِس
نَ، و أحكموا وضْع القَلانِس
و قلتُ: إنَّ البردَ قارِس
لِ، فكان وهمْماً ما أُمارِس
سةِ للمساجِد بالكنائِس
شّرّفِ الشَّهادةِ من مُنافِس؟
خَمَدَتْ بِرَهطِك نارُ فارِس
ـكَ لشِرعةِ الأجدادِ دارِس
قِبِ لم يُطِع تلك الهَواجِس
سُنَنِ الجَوارِح و الأطابِس
ةِ، فما قرأتُ سِوى الفهارِس
ـ[خود]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 12:55 ص]ـ
و هذه أيضاً لكم
عنوان القصيدة: الربيع
الصفحة: 227
تَنَهَّد الرَّبيعُ مِلْءَ صدرِهِ
و أَنَّتِ الجراح
فلفَّ بالصَّمتِ خفِىَّ سِرِّهِ
عن مُقلةِ الصّباح
مناضلاً بروحِه عن كِبْرِه
مخضَّبَ الجناح
**
الصَّبرُ يا ربيع!
شيمةُ الكريم
و الصَّمتُ يا ربيع!
شارةٌ الحكيم
و أنتَ يا ربيع!
بالأسى عظيم
**
ألا تَرى النّجوم
بسُهدِها ترعاك؟
و البدرَ كالمحموم
عطفاً على بَلواك؟
و الشَّمسَ في وُجوم
أسىً لِما أشجاك؟
**
غداّ تلوحُ الشَّمس يا ربيع
ثَرّةَ الضِّياء
و تَسخَرُ الحقول بالصَّقيع
ساقطَ اللّواء
و يستعيدُ أُفْقُك البديع
أَلَقَ الهناء
و يتلاشى الحُلُم المُريع
في فرحة اللّقاء
**
فارقُبْ حفيفَ الزَّهرِ في الغِطيان
إنَّه اكتشاف
بِغَدِك الواعد
و انظر رفيفَ النَّهرِ في الغُدران
إنّه التِفَاف
بِبدنِكَ الصَّامد
و اسمّع عّزِيفَ الطَّيرِ في الوُديان
إنّه هُتاف
لمجدِك الصّاعد
**
عرشُك في القلوب
بِساطُه الحنان
تاجُك الحبيب
رابطةُ الوُجدان
و أنتَ يا ربيع
صانعُ العروض
و مبدِع التّيجان
خالدةَ الفتون
في الفنون
مُذْ وّدَّعَ الزَّمان
و المكان
فترةَ السُّكون
فانطَلَقَ البيان
و عَبّر الكِيان
بقُدرَة الفنّان
**
يا مُلِهبَ الخيال
بالحَنينِ للكَمال
و فاتِحَ المَجَال
للقلوبِ، كي تَهيمَ بالجمال
و واهبَ الظّلال
فتنة الظّلال
**
يا مُوقِظَ الحياةِ في الحقول
من سُباتها
و مُطْلِقَ الشُّعورِ في النُّفوس
تَجتلي ذواتِها
و باعثَ الرُّؤَى ترَقْرَقَ
الجمالُ في سمِاتِها
إليكَ من وِدادِنا
رسالةَ الإيمان
تَفيضُ من أكبادِنا
بأطهرِ الألحان
فأنت! في جهادِنا
ذَخيرةُ الأمان
**
لا يُخلِفُ الرَّبيعُ موعِدَ الإياب
و لا تُواري ضوءّه المأمولَ غَمرَةُ السَّحاب
و لن تطولَ بالأماني وَحشةُ الغِياب
ـ[خود]ــــــــ[14 - 01 - 2010, 05:53 ص]ـ
أوووه!!
أنا آسفة
لقد نسختُ القصيدة من مستند وورد
فكتب الصدورأولا
ثم سرد الأعجاز في النهاية!
فصارت القصيدة غير مرتبة!
نسخت الجدول و نسيتُ أن أُلقي نظرة عليه ها هُنا
اعتذر ( ops(/)
((والدين بمعزل عن الشعر))
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 06:43 ص]ـ
:::
أحبتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فلأبي الحسن الجرجاني مقولة مشهورة، جاء فيها:
(والدين بمعزل عن الشعر)
وإني لآمل من الأعضاء الكرام (إخوة وأخوات) مناقشة هذه المقولة النقدية المهمة، وبمزيد من الموضوعية والجدية، خصوصا وقد صدرت عن علم من أعلام النقد الأدبي ــ ولا مراء ــ
وذلك من خلال المحاور التالية:
المحور الأول: ما قيمة مقولة الجرجاني في نقدنا المعاصر، وهل غلّب الجرجاني جانب الفنية في نقد الشعر على الجانب الأخلاقي؟
المحور الثاني: هل لو كان الجرجاني في عصرنا هذا (عصر الفتن والمحن) وقال مقولته هذه، هل:
1 - سيقولها كما هي دون زيادة أو نقصان؟
2 - سيقول بضدها؟
3 - سيقولها، مفصلاً ومحللاً، وذلك تسهيلاً للفهم؛ وبخاصة عند محدودي الأفق على مستوى كلا الجانبين: الإفراط والتفريط؟
4 - سيذهب ــ مختاراً أو غير مختار ــ إلى مصح عقلي؛ لأنه لن يفتأ وهو يردد: أعيدوني إلى القرن الرابع؛ أنا لست بمستوى عبقرية منظري القرن الرابع عشر. أين آلة الزمن: D
المحور الثالث: ما قول منظري الأدب الإسلامي في مقولة الجرجاني، دون تعطيل أو تحريف أو تأويل: p
المحور الرابع: هل إذا سئلت عن شاعرية شاعر ما؛ هل يسعني أن أقول: إنه سيء الاعتقاد؛ فأنفي عنه شاعريته بجريرة سوء اعتقاده؟ وما المقياس في هذا ;)
المحور الخامس: ماذا لوكانت مقولة الجرجاني هي:
(والشعر بمعزل عن الدين)
بتقديم كلمة (الشعر) وتأخير كلمة (الدين)
هل سيتغير المعنى؟ وهل دار ذلك بخلد الجرجاني وقد قال مقولته الخطيرة هذه؟
انتهت محاور النقاش، وأرجو من الأعضاء الأفاضل التفاعل وإبداء الرأي، ولا مشاحة.
جزاكم الله خيراً، ووفقكم، وسدد خطاكم
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 01:54 م]ـ
أولا أخي الكريم أشكرك على طرحطك هذه المناقشة
بمحاورها الهامّة
لكن أحببت أولاً أن أنبه إلى نقطة
ألا و هي اتيانك بمقولة الجرجاني (والدين بمعزلٍ عن الشعر)
معطوفة مبتورةً
و لو أتيت بها كاملةً مفهومةً لنفهم حق الفهم
ماذا قصد الجرجاني بها؟ و لإي أية مناسبةٍ جاءت هذه المقولة؟
و في إي كتبه ذكرت؟
فتدور المناقشة كاملةً حولها
ولك مني جزيل الشكر,,,,
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 08:02 م]ـ
و عليك السلام و رحمة الله وبركاته ..
حياك الله بيننا أخ أحمد ..
بالنسبة للقضية المطروحة ..
المحور الأول: ما قيمة مقولة الجرجاني في نقدنا المعاصر، وهل غلّب الجرجاني جانب الفنية في نقد الشعر على الجانب الأخلاقي؟
قيمتها تتمثل في جانبين ..
الجانب الأول أن البعض اتخذها مطيّة للحكم على المبدع حكمًا عامًا دون إدخال عقيدته، وتقبّل كل ما يكتبه ولو كان عربدة؛ إذ يُفصل الأدب عن الالتزام.
الجانب الآخر أن قائلها ليس أديبا أو كاتبا أو ناقدا عاديا؛ وإنما من القضاة لذا تحتاج المقولة إعادة نظر في تفسيرها .. خاصة أن السياق مبتور كما ذكر الأخ الفاضل رؤبة. فسنبقى بذلك ننتظر منك الإتيان بالمقطع الذي وردت فيه العبارة.
المحور الثاني: هل لو كان الجرجاني في عصرنا هذا (عصر الفتن والمحن) وقال مقولته هذه، هل:
1 - سيقولها كما هي دون زيادة أو نقصان؟
2 - سيقول بضدها؟
3 - سيقولها، مفصلاً ومحللاً، وذلك تسهيلاً للفهم؛ وبخاصة عند محدودي الأفق على مستوى كلا الجانبين: الإفراط والتفريط؟
4 - سيذهب ــ مختاراً أو غير مختار ــ إلى مصح عقلي؛ لأنه لن يفتأ وهو يردد: أعيدوني إلى القرن الرابع؛ أنا لست بمستوى عبقرية منظري القرن الرابع عشر. أين آلة الزمن
أختار الإجابة الرابعة مع تحريف:
لأنه سيذهب للمصح العقلي حين يرى تحميل عبارته ما لا يحتمل.
المحور الثالث: ما قول منظري الأدب الإسلامي في مقولة الجرجاني، دون تعطيل أو تحريف أو تأويل
ستجد ذلك في بحث بعنوان: (اتجاهات النقاد في تحديد موقف القاضي الجرجاني من العلاقة بين الدين والشعر) في مجلة جامعة الإمام العدد33
المحور الرابع: هل إذا سئلت عن شاعرية شاعر ما؛ هل يسعني أن أقول: إنه سيء الاعتقاد؛ فأنفي عنه شاعريته بجريرة سوء اعتقاده؟ وما المقياس في هذا
لا يمكن لأحد ذلك، فالشعر الجيد يجبرنا وإن اختلفنا معه أن نذكر جودته، وإن كان منشئه فاسدا، بل حتى لو كانت قصيدته منحلة كرأي أصحاب الأدب الإسلامي في الشاعر نزار قباني وقصائده الغزلية.
يبقى المقياس نقديًا؛ فنحن نتحدث عن إبداع. وإن كان المبدع له اعتقاد معين نشير إلى ذلك، ولكن لا يحق لنا نفي شاعرية أحدهم لأنه يخالفنا اعتقادا.
المحور الخامس: ماذا لوكانت مقولة الجرجاني هي:
(والشعر بمعزل عن الدين)
بتقديم كلمة (الشعر) وتأخير كلمة (الدين)
هل سيتغير المعنى؟ وهل دار ذلك بخلد الجرجاني وقد قال مقولته الخطيرة هذه؟
أعتقد أنه قدّم الدين لأن الحديث كما أذكر كان عن الشعر أساسا، وعن تأثير اعتقاد الشاعر في شاعريته والحكم عليها؛ فسياق الحديث هو الذي حقق التقدم لكلمة (الدين) عن (الشعر).
فلو كان -مثلا- يتحدث عن الدين أساسا، وأن الشعر لا يُنقص من دين الرجل لكان سياق الحديث (والشعر بمعزل عن الدين).
وهل دار ذلك بخلد الجرجاني وقد قال مقولته الخطيرة هذه؟
أعتقد لو علم بما سيؤول الحديث عنها لما قالها.
شكرا لطرحك الجميل .. وبانتظار المقطع من كتاب الوساطة ..
حتى يشاركنا الإخوة في هذا النقاش المثري -بإذن الله-.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 08:17 م]ـ
أخي الكريم: (رؤبة)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فشكر الله لك تفاعلك المبدئي، وننتظر المزيد
أما هذه المقولة (وهي خلاصة رأي الجرجاني في القضية) فقد وردت في كتابه المشهور (الوساطة)
وذلك في معرض حديثه عن الصلة بين الدين والشعر وأنه لا يحكم على الشعر بمقياس الدين؛ لأنه بمعزل عن الشعر.
وفيها يقرر: أنه لو كانت الديانة عاراً على الشعر، وكان سوء الاعتقاد سبباً لتأخير الشاعر، لوجب أن يمحى اسم أبي نواس من الدواوين، ويحذف ذكره إذا عدت الطبقات، ولكان أولاهم بذلك أهل الجاهلية، ولكن الأمرين متباينان، والدين بمعزل عن الشعر
هذا سياق الكلام - أخي الكريم - ولا يخفى على المتبصر أنّ المقولة الأخيرة قد جاءت جامعة مانعة، وكما يقال: (الكتاب يعرف من عنوانه)
أرجو من الأخوة مناقشة هذه القضية من خلال المحاور المطروحة؛ لأنها جدّ مهمة
ولكم جزيل الشكر
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 08:34 م]ـ
الأخت الفاضلة / وضحاء
لست من تلاميذ الدكتور العريني
بل لا صلة لي ألبتة بالأكاديمية والأكاديمين
إنما أنا متأدّب؛ أو لنقل (أديب) - مع وقف التنفيذ
شكراً لك على التفاعل، ولكن:
احذري أن يستلب عقلك!
ما زالت القضية مفتوحة للنقاش
(الرأي والرأي الآخر)
ولا مشاحة
جزيتم خيرا
ـ[معالي]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 09:36 م]ـ
إذا قدّر الله لي العودة إلى هذا الموضوع فسأبدي وجهة نظر مختلفة في قراءة هذا الرأي للقاضي الجرجاني، مفادها أن مقولة القاضي قد تفهم على غير ما تقدّم، ولعلي أبسط القول في وقت آخر، لضيق وقتي الآن.
شكرًا لصاحب الموضوع وللمشاركين.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 10:28 م]ـ
الأخت الفاضلة: معالي
حياك الله
ننتظر وجهة نظرك بشوق
ولكن
انتبهي!
فدون فض اشتباك هذه القضية خرط القتاد
تريدين إدراك المعالي رخيصة ـ ـ ـ ولا بد دون الشهد من إبر النحل
مرة أخرى: ننتظرك بشغف
ولك جزيل الشكر،،،
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[11 - 11 - 2006, 11:24 م]ـ
[ quote= وضحاء .. ;93504] و عليك السلام و رحمة الله وبركاته ..
و أكاد أجزم أنك أحد طلبة د. عبدالله العريني.!
ولماذا تجزمين يا هداك الله، وما أدراك لعلنا على طرفي نقيض، على الأقل في هذه القضية.
وعلى كل حال، فلست من تلاميذه، ولست أعرفه إلا سماعا، ولا يضرني بعد ذلك جهلي به.
الجانب الأول أن البعض اتخذها مطيّة للحكم على المبدع حكمًا عامًا دون إدخال عقيدته، وتقبّل كل ما يكتبه ولو كان عربدة؛ إذ يُفصل الأدب عن الالتزام.
لا يمكن لأحد ذلك، فالشعر الجيد يجبرنا وإن اختلفنا معه أن نذكر جودته، وإن كان منشئه فاسدا، بل حتى لو كانت قصيدته منحلة كرأي أصحاب الأدب الإسلامي في الشاعر نزار قباني وقصائده الغزلية.
يبقى المقياس نقديًا؛ فنحن نتحدث عن إبداع. وإن كان المبدع له اعتقاد معين نشير إلى ذلك، ولكن لا يحق لنا نفي شاعرية أحدهم لأنه يخالفنا اعتقادا.
انظري، يا رعاك الله: هل وقعت في التناقض؟
أتعلمين - أختي الفاضلة - لماذا وقعت في التناقض؟
لأنك تفكرين بعقول غيرك وتهملين عقلك!
وأنى لمن كان عقله دليلَه أن يقع في التناقض!
تنبهي، حفظك الله!
الجانب الآخر أن قائلها ليس أديبا أو كاتبا أو ناقدا عاديا؛ وإنما من القضاة لذا تحتاج المقولة إعادة نظر في تفسيرها ..
أجل، من القضاة، ومن هنا فلا يمكن تحريف هذه المقولة، أو جعلها - على الأقل - حمّالة أوجه!
أختار الإجابة الرابعة مع تحريف:
لأنه سيذهب للمصح العقلي حين يرى تحميل عبارته ما لا يحتمل.
من الذي حمّل عبارة القاضي الجرجاني فوق ما تحتمل!
أعتقد أنه قدّم الدين لأن الحديث كما أذكر كان عن الشعر أساسا، وعن تأثير اعتقاد الشاعر في شاعريته والحكم عليها؛ فسياق الحديث هو الذي حقق التقدم لكلمة (الدين) عن (الشعر).
فلو كان -مثلا- يتحدث عن الدين أساسا، وأن الشعر لا يُنقص من دين الرجل لكان سياق الحديث (والشعر بمعزل عن الدين).
ما هذا؟
تقديم وتأخير على طريقة البلاغيين الجدد!
رحم الله البلاغة!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 06:22 ص]ـ
ولماذا تجزمين يا هداك الله، وما أدراك لعلنا على طرفي نقيض، على الأقل في هذه القضية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى كل حال، فلست من تلاميذه، ولست أعرفه إلا سماعا، ولا يضرني بعد ذلك جهلي به.
لم أقصد أنك توافقه، وإنما قلت ذاك لأن طرحك للمحاور كان نفس طرحه لها في القضية .. فقط!
وإلا فإني لست مع أو ضد هذا الأستاذ أو غيره .. وإنما أكتب وفق ما يمليه علي عقلي دونما اتباع أي أحد.
انظري، يا رعاك الله: هل وقعت في التناقض؟
أتعلمين - أختي الفاضلة - لماذا وقعت في التناقض؟
لأنك تفكرين بعقول غيرك وتهملين عقلك
وأنى لمن كان عقله دليلَه أن يقع في التناقض
تنبهي، حفظك الله!
أنا بالذات .. أعيب على من يعير عقله لغيره .. وخسرت أشياء بسبب ذلك أثناء دراستي.
بالنسبة للتناقض الذي تعتقده .. أنا لا أرى ذلك ..
في قولي الأول مثلا هناك شعراء أساؤوا ويسيؤون للذات الإلهية و يدافع عنهم بأنهم لا يقصدون وإنما ها رمز و و الخ. وهذا لا يصح بنظري.
الشاعر يبقى شعره مُتقبلا مادام شعرا جيدا .. مثلا: يعجبني شعر درويش بينما من تظن أنهم سلبوني العقل لا يحتملوا مجرد ذكره.
والقول الآخر .. نحن لا يمكننا أن نرفض كل شاعر لمجرد أنه يخالفنا!! أين التناقض؟! هذا جور عظيم على الإبداع! لكن من سيتعدى الحدود مع الله سيُشار إليه بأنه فعل، بينما من أراد أن يحمّل مقولة القاضي فإنه لا يرى مشكلة أبدا في ذلك بل هذا إبداع! وهذا مكمن الاختلاف.
أجل، من القضاة، ومن هنا فلا يمكن تحريف هذه المقولة، أو جعلها - على الأقل - حمّالة أوجه!
نعم يا أستاذ! لو كان القاضي موجودا الآن لوافقتك أنه لا أحد يمكنه؛ بيد أنه من أصحاب القرن الرابع. حتى الصحابة لم يسلموا رضوان الله عليهم، فكيف بقاضي؟! أتتوقع أن لا أحد يطاله!
من الذي حمّل عبارة القاضي الجرجاني فوق ما تحتمل!
من وجدها دليلا لأن يكتب المبدع ما شاء، كيف شاء باعتبار أنه مبدع!! ولك أن تنظر لبعض الدراسات النقدية لترى صحة كلامي.
ما هذا؟ تقديم وتأخير على طريقة البلاغيين الجدد! رحم الله البلاغة!
هذا هو رأيي .. إن لم يعجبك فأتنا برأيك ..
فالواضح جدا أن السياق هو الذي حتّم الترتيب لا شيء آخر.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 07:20 ص]ـ
الأستاذة الفاضلة / وضحاء
كمّلك الله بعقلك
وزادك حلماً وعلما
واغفري لأخيك لو قسا وجفا
فإنّ مراده الحق ليس إلاّ
وكم من غلظة ظاهرة في باطنها رفق ولين
وكم من ليّن في مقاله وفعاله، وبين نابيه السم الزعاف
كالأفعى لين مسها، قاتل لدغها
وعلى كل حال؛ فأنا ما جئت إلى هذا المنتدى - علم الله - إلا للفائدة والمتعة، وأحسبني لم يخب ظني
فإلى الأمام
بارك الله فيكم
وللأخت الفاضلة / وضحاء
أقول:
ما أروع النقاش الهادف؛ وصولاً إلى الحق - بإذن الله
ولا لأحادية الرأي
لا لاحتكار الأفكار
لا لمن يكبل الإبداع بالقيود والسلاسل
ولا وألف لا لمن يستغل فسحة الإبداع ليتحرر من الإبداع ذاته!
شاكراً ومقدرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 07:50 ص]ـ
ما أروع النقاش الهادف؛ وصولاً إلى الحق - بإذن الله-
ولا لأحادية الرأي
لا لاحتكار الأفكار
لا لمن يكبل الإبداع بالقيود والسلاسل
ولا وألف لا لمن يستغل فسحة الإبداع ليتحرر من الإبداع ذاته!
هذا ما يسعى له الجميع أستاذ يحيى ..
فكل حديثنا يعتوره النقص والخطأ؛ لذا هو تحت يد المشرط دائما.
بانتظار آراء البقية .. أتمنى أن تكون هنا ليثمر النقاش، كما أننا لم نقرأ رأيك بعد!
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 08:44 ص]ـ
إذا كان ولا بد؛ فقد يقال: إن المنطق يحل الإشكال
أليس كذلك:)
وقد حان الأوان لنشيط الأذهان: D
فنقول:
اختر الإجابة الصحيحة فيما يلي، وسيتبين لك من المجموع جواب السؤال: rolleyes: :
1- الإلزام بالالتزام: (إلزام ـ التزام ـ إلزام والتزام ـ لا إلزام ولا التزام)
2 - الالتزام بالإلزام: (إلزام ـ التزام ـ إلزام والتزام ـ لا إلزام ولا التزام)
3 - الإلزام بالإلزام: (إلزام ـ التزام ـ إلزام والتزام - لا إلزام ولا التزام)
4 - الإلتزام بالالتزام: (إلزام ـ التزام ـ إلزام والتزام ـ لا إلزام ولا التزام).
قليل من رياضة العقل تفيد أحيانا
أليس كذلك أستاذة وضحاء
ما زلت أنتظر مشاركات الأعضاء
وإلى ذلك الحين
إلى اللقاء
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 12:11 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
السادة الأفاضل / قصّاد هذا الموضوع والمعرجين على دروبه
أهلا بكم وسهلا
وللمارين من ههنا خلسة، أقول منشدا - مع فارق التشبيه -:
سلامٌ على عينيك ياعذبة النجوى ... وأهلا بطيف منك مرّ وما ألوى
قويت على هجري فإن كان من جفا ... فإني وربّ البيت بعدك لا أقوى
أحبتي: لقد كان الموضوع المطروح على درجة كبيرة من الأهمية، بل لعلي لا أجاوز الحقيقة إذا قلت إنه يشغل بال كثير من الشعراء الشباب الموهوبين في زماننا هذا؛ ممن امتلك ناصية البيان ووُهب موهبة الشعر، وما إن صدح زمانا حتى صار يضيّق على نفسه السبل، ويلزمها إلزاما يكاد يخنقها. وحجته في ذلك هي قوله: أريد أن أكون شاعراً إسلاميا أحس بآلام أمتي المستضعفة، وأتفاعل مع قضاياها المصيرية.
ونحن نقول: وما المشكلة؛ لو كنت شاعرا حقا، وقبل ذلك ملتزماً حقا، لما حصل عندك هذا الإشكال أصلا.
إذا ما الإشكال، وأين مكمن الخلل؟
لعلكم أيها الأحبة الكرام قد تذمرتم شيئاً قليلا أو كثيرا من السفسطة الجدلية التي طرحتها في مشاركتي السابقة في هذا الموضوع، عن الإلزام والالتزام، ولكني أقول لكم: إن الجدل قد ينفع أحيانا!
وللبيان نحتاج إلى مزيد بسط وتبيان
فأقول متوكلا على الله: لو أنّ شاعرا مسلما على الفطرة السوية، وقبل أن يتأدلج (أقصد من ناحية نظرته لوظيفة الأدب حتى لا أفهم بطريقة خاطئة) قال شعرا، فكيف سيكون شعره؟
لا شك أنه إنما سيكون نابعا من مشاعره وأحاسيسه الذاتية المتعلقة بأفراحه وأتراحه، والواقعية المتعلقة بآلام أمته وجراحها؛ فهو بين هذه وتلك، وقد يمزج بينهما.
إذا كيف نصنف هذا الشاعر؟
هو - لا شك - شاعر ملتزم؛ ولكنه ملتزم بالالتزام
وهذا حسن
فإذا ما خرج هذا الشاعر عن طبعه الذي طبع عليه، وقسر نفسه قسراً وأكرهها إكراهاً على ألا تقول إلا في قضايا الدين والأمة، وتكلف في ذلك تكلفا زائدا عن الحد؛ حتى حظر على نفسه أن يقول في كل ما سوى ذلك مما يراه أدون وأنزل ولا يليق بموقعه الجديد ــ فإنه عندئذ قد ألزم نفسه بالالتزام، والنتيجة المنطفية لذلك أنه مُلزَم (بفتح الزاي)، أي مجبر على فعله الذي هو خارج عن طبعه وسجيته الأولى؛ وإذا فالإلزام بالالتزام إلزام، والشعر لا يكون إلا مع مواتاة الطبع والسجية، وإذا فهو لن يخرج إذ ذاك عن كونه واعظا أو خطيبا، فضلا أن يكون شاعراً أو أديبا.
ولعل في هذا جزءاً من بيان معنى قول القاضي:
(والدين بمعزل عن الشعر)
ولكن، وفي المقابل: لو كان هذا الشاعر قد نشأ في بيئة منحلة أصلا، لا دين ولا ديانة، وقال شعرا، فماذا ننتظر من شعر كشعره!
لا شك أننا إنما نقف موقف من يتهم ويحذر؛ فسيئ الفعال يولد سيئ الأقوال.
وأقول هنا: يجب التفريق بين ما انطوى من الشعر على فسق ومجون، وما انطوى منه على كفر وإلحاد ومروق من ربقة الدين
أما الأول، فأترك الرأي فيه لمن أحب المشاركة
وأما الآخر، فهيهات هيهات، ليس بشيء! على الأقل هذا رأيي الشخصي.
لك أن تقول، وللقاضي الجرجاني أن يقول كذلك؛ ولكن لو رأى القاضي الجرجاني زماننا هذا، وقد تكالبت أعداء الملة على الطائفة المسلمة، وأحاطت بها من كل جانب، واستلبتها حتى أقصت دينها وثقافتها ولغتها ــ لو رأى القاضي ذلك لقال:
ما أردت الذي تقولون!
ما أردت الذي تقولون!
ما أردت الذي تقولون!
لقد أحست الأمة المسلمة بواقعها المرير، وخطبها الجليل؛ فنهضت منها طائفة مجاهدة صدعت بالحق في وجه الطغيان، وكان لها مع ذلك حس مرهف وذوق رفيع، فهم في الأصل أدباء نقدة، وفصحاء لغويون، فنادى بعضهم بإسلامية الأدب، لما رأى من الطوام الكبرى والفجائع الجلى؛ فكانت آراؤهم بردا وسلاما، وحقا وعدلا
حتى إذا تلقفها بعدهم من قصرت آلاتهم، وحصرت نياتهم عن إدراك شأو من تقدمهم، واللحاق بهمم من سبقهم، كان الإشكال كبيرا، والخرق واسعا؛ فنظروا، ونظروا، ونظروا (من التنظير لا النظر)؛ فجاء تنظيرهم فاترا، ونظرهم قاصرا؛ بل لقد انغمسوا شيئا فشيئا في التيارت المعاصرة، فشاب نقدهم وأدبهم لبسٌ من الآخر، وويل لك إذا لم تتبع سنن هذا الآخر حذو القذة بالقذة!
فهم بذلك قد انصرفوا عن منهج من سبقهم، علموا أم لم يعلموا والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
أحبتي
هذا شيء من قاصر ما عندي في هذا الموضوع
وعذرا على الإطالة والتقصير، ولكننا أسرى الوقت
منتظرا مشاركاتكم إثراء ونفعا
بإذن الله
والحمد لله رب العالمين
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 08:40 م]ـ
أخي العزيز أحمد
أرى أن طرحك كي ينضج في أذهان قرّائه و متابعيه
لابد أن يطبخ على أثافيَّ النقاش ...
و نحن بانتظار طهاته ما بين ناضجٍ صفيفَ شواءٍ أو قديرٍ معجّلِ ...
لكنَّ هناك نقطةٌ هامّةٌ أحببت أن أنوّه عليها
ألا وهي هل أنّ ديانة الشاعر قد تؤثّر على شاعريته ...
في الحقيقة هي قد تؤثّر في منظار الحقّ ...
أمّا في منظار غيره فلا يضر البته ..
ألا ترا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم - والحديث في مسند الإمام أحمد -
و معناه أنه - عليه الصلاة والسلام - رأى امرأ القيس الكندي و هو يحمل لواء
الشعراء هاوياً به في نار جهنّم ..
ألا يدل هذا الحديث على مدى شاعريّة امرئ القيس لكنها عادت عليه وبالاً
و خسراناً و كذلك حال كل شاعرٍ مبدعٍ في فسوقه و فجوره ...
هو مبدعٌ لا ريب و كذلك حال الملتزم في ابداعه
لكن لهذا وادي ولهاذاك وادٍ آخر ...
و هنا أتذكّر قول الشيخ عايض القرني عن القبّاني حيث سُؤل عن شاعريته
فقال: هو شاعر .. ولكنه شاعرٌ فاسدٌ ...
هذه نقطة و ما أدري أأصبت فيها كبد الموضوع ام مرق السهم من الرميّة؟؟
أما مسألة الإلزام والإلتزام و إلزام الإلتزام ... إلى آخر هذه الزمزمة ..
فلها وقفةٌ أخرى ... إن شاء الله
والسلام,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 05:57 ص]ـ
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأختم ههنا ــ وحسبي ذلك ــ بكلام شافٍ كافٍ لمن تدبره وعقله وفهمه
إنه كلام الحق والصدق
إنه الكلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
إنه كلام الله ربنا وخالقنا ومولانا
الأعلم بنا وبحالنا من أنفسنا
ومن أصدق من الله قيلا
بسم الله الرحمن الرحيم
(والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
إي والله: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
أخي في الله: أيها الشاعر المسلم، إذا علمت من نفسك يقينا أنك شاعر حقا، وما من شاعر حقيقي إلا ويعلم ذلك من نفسه، إذا كنت كذلك فأوصيك كما يوصيك ربك عز وجل، بالإيمان والذكر؛ فإنها ــ والله ــ مفاتيح النصر. واحذر أن يلتبس عليك أمرك، فتظنّ أنك في الطريق الصحيح، وبينك وبينه بعد المشرقين!
أسأل الله لي ولكم أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه
ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
وأن يجعلنا سلماً لأوليائه
حربا على أعدائه
آمين
والحمد لله رب العالمين
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 10:28 ص]ـ
صدق الله العظيم
و من أصدق من الله قيلا
جزاك الله خيراً يا أبا يحيى
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[13 - 11 - 2006, 09:36 م]ـ
أخي الفاضل رؤبة
كيف عرفت كنيتي:)
ما أجمل ما كنيتني بها:)
لكأنك تعرفني: rolleyes:
على كل حال
أنا خصوصاً أشغلتني قضية العلاقة بين الدين والشعر كثيرا
وقعدت زمانا لا ألوي فيها على شيء
حتى يسر الله لي يوما أن أقرأ هذه الآيات الكريمات بصدق نية، ورجوت الله ـ عز وجل ـ أن يزيل عن بصيرتي حجب الضلالة، وأن يلهمني طريق الصواب
وبالفعل ما زلت أقرأ وأفكر، وأقرأ وأفكر، وأقرأ وأفكر حتى وصلت إلى قوله تعالى:
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)
فبكيت!
نعم بكيت!
وهز هذا الكلام كل كياني
فخشيت أن أكون من الذين ظلموا
وطرق الظلم كثيرة
ومنها أن يظلم الإنسان نفسه
وقد كنت قبلها أنوي القصيدة فأكتبها أربعين بيتا
في جلسة واحدة
هل تصدقون!
ولكن!
وبعد هذا الموقف
جلست بضع سنوات لم أكمل قصيدة كاملة على بعضها!
وصار الشعر ثقيلاً علي
وقد كان كشربة الماء!
وصرت مقلاً في ذلك
وقد كنت مكثرا
والحمد لله
فقد انعكس ذلك على استشعاري لعظمة آيات القرآن، وأرجو من الله أن أكون كذلك، وأن يثبتني على الحق. آمين
أحبتي الكرام: اعذروني، فلست ممن يحب أن يتحدث عن نفسه
ولكنها خواطر خطرت لي، فنفثتها من صدر امتلأ من كذب الشعر وسفسطته؛ فلعل الله أن يملأ قلبه وقلب كل من يلتجئ إليه سبحانه
أن يملأ قلبه بصدق اليقين، وأن يبعث فيه أنوار السكينة، وأن يهديه إلى الحق. آمين
وإلى كل شاعر تملأ من حياض الشعر، واغترف منه ما اغترف، أقول:
إذا كنت ولا بد شاعرا؛ فالزم طريق القرآن والإيمان
فإذا لزمت ذلك بصدق وإخلاص؛ فحقيق على الله أن ينصرك وينصر بك الحق
جزى الله خيراً كل من شارك في هذا الموضوع
وأشكر أخي رؤبة على التفاعل، وأقول أخيرا:
إن في القرآن الكريم حلا لكل مشكلاتنا المعاصرة: سياسية كانت، أو اجتماعية، أو اقتصادية، أو ثقافية ...
فمتى نعود إلى القرآن
متى نعود!
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[14 - 11 - 2006, 12:08 ص]ـ
أخي الحبيب الغالي أبو يحيى ...
والله ما عرفتك إلا في هذا المنتدى المبارك ..
و لكنّ الأرواح جنودٌ مجنّدةٌ ما تعارف منها ائتلف
و ما تنافر منها اختلف كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلّم
أمّا ما تفضّلت به عن تجربتك الخاصّة في الشعر ..
فنحن كذلك والله ممن ابتلينا بادئ الأمر بما ابتليت به ..
و لقد عجمتُ الشِّعرَ حتى أصبح عندي كالسعدان تألفه الإبل رغم شوكه
فرأيته يمرغ في الباطل كما يمرغ الجعل في العذِرة ..
و هو كما قال حسّان بن ثابت رضي الله عنه عندما سُئلَ
عن علّة ضعف شعره بعد الإسلام فقال رضي الله عنه بمعناه:
" إنّ الشعر يقوى بالكذب و إنّ الإسلام حرّم الكذب فلذلك ضعف شعري"
و هذا مشاهدٌ عياناً و يعرفه كل من لاكه بقلبه و لسانه ..
و إنّي لأجد في نفسي جذباً و حبّاً عظيماً لهذه السورة العظيمة "الشعراء"
و بالأخص خواتيمها ...
و لله درّ الصحابي الجليل و الشاعر النبيل
لبيد بن ربيعة حين ترك الشعر من اجل القرآن العظيم ..
لمّا أبصرت عيناه ما غشيت أبصارنا عنه من بديع محكماته و جلاء آياته ..
فاللهم أكرمنا بما أكرمته به ..
مرةً أخرى ...
جزاك الله خيراً على موضوعك الرائع ..
أخي الحبيب ابا يحيى - ما دامت هذه الكنية محببةً إليك -
و أسأل الله بمنّه و كرمه أن تنادى بها في الملأ الأعلى ...
و السلام,,,,,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معالي]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 12:26 م]ـ
السلام عليكم
وعدتُ بعودة، قد لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن عهدًا مضى وعليّ الالتزام.
ملخص ما أريد قوله أحاول اختصاره في نقاط:
- عبارة القاضي رحمه الله أكاد أجزم بأنه لا يقصد بها معنى العزل الذي فهمه بعضهم من أنه عدم سلطة الشرع على النصّ على الإطلاق.
وسبب جزمي أن الرجل قاض، وسيرته المحمودة تنبئ عن رجل له في العلم والدين باع غير قصير، ولايمكن أن يأتي بما يتناقض مع واقع شخصيته، ولو كان أتاه لَعِيبَ عليه، وأزعم أنه إن كان يقصد بالعزل ما قدّمتُ فقد أتى بما يتعارض مع سيرته.
- من يقرأ الوساطة يجد أن القاضي عاب على المتنبي خروجه العقدي في بعض أبياته، فكيف نوفق بين قول القائلين إن العبارة تعني الفصل بين الفن والدين وبين نقد القاضي لخروج المتنبي؟!
هذا من وجهة نظري دليل على نقض رأي هؤلاء.
- التفسير السليم كما أرى هو أن القاضي إنما يعني أنه لايصحّ أن نحيل الشعر عن وجهه فيكون على الوجه الذي فعله الراعي مع عبدالملك بن مروان:
أخليفة الرحمن إنا معشر=حنفاء نسجد بكرة وأصيلا
عرب نرى لله في أموالنا=حق الزكاة منزلا تنزيلا
وردّ الناقد ابن مروان معروف.
ومَنْ أراد معرفة أحكام الدين فلن يبحث عنها في الشعر، بل إنه واجدها في مصادر التشريع المعروفة.
- نقل صاحب الرسالة الشافية أن عليا رضي الله عنه كان يفضّل امرا القيس على سائر الشعراء، وكلنا لا يجهل أن امرأ القيس هو صاحب المعلقة التي هي سيدة شعره، وفيها ما فيها!
- المُعوّل على حركة اللغة، ومعرفة تراكيبها، وبنائها، وكيف عكست صورة المعنى المتشكلة في النفس.
ثم هذه الحركة كما هو معلوم هي التي أخذت بيد الفقهاء والمفسرين ليفهموا نصوص الوحيين.
- هذا لا يعني الدعوة إلى تقبل غث المعاني وسافلها، بل هذا مما توقف عنده العلماء وفعل الجرجاني بأبيات المتنبي المارقة دليل على ذلك، ولكنه يعني بالضرورة أن للشعر فنية هي بمنأى عن الخطابية والمباشرة.
- إن كان الشاعر بعدها مقتدرًا على تفعيل أداته الشعرية لتصوير المعاني الدينية، فحيهلا، وإلا فربما وهن شعره.
هناك أمرٌ مهم فيما يتعلق بقول الأستاذ رؤبة:
هو كما قال حسّان بن ثابت رضي الله عنه عندما سُئلَ
عن علّة ضعف شعره بعد الإسلام فقال رضي الله عنه بمعناه:
" إنّ الشعر يقوى بالكذب و إنّ الإسلام حرّم الكذب فلذلك ضعف شعري"
و هذا مشاهدٌ عياناً و يعرفه كل من لاكه بقلبه و لسانه ..
الحقيقة أنني أشك في صحّة هذه المقولة، وقد قرأتها منسوبة إلى غير حسان رضي الله عنه.
لأن الصحيح أن النبي كان يقول له ما معناه: "اهجهم وروح القدس يؤيدك"، أفيكون شعر المؤيَّد بروح القدس ضعيفا؟!
نحن بحاجة إلى دراسة مقارنة بين شعر حسان الجاهلي وشعره الإسلامي، وأكاد أجزم أن الإسلامي متفوق عليه، بدلالة الحديث فقط.
لله درّ الصحابي الجليل و الشاعر النبيل
لبيد بن ربيعة حين ترك الشعر من اجل القرآن العظيم ..
لمّا أبصرت عيناه ما غشيت أبصارنا عنه من بديع محكماته و جلاء آياته ..
فاللهم أكرمنا بما أكرمته به ..
لماذا سكت لبيد رضي الله عنه عن الشعر؟!
هل لمذمّة في الشعر؟!
لا أظن أن بيننا من يقول هذا.
الرجل كان من أعف الناس لسانا في جاهليّته، وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحفظ ديوانه كاملا، كما جاء في بعض الأخبار!
مجمل ما دار هنا قد يُفهم منه الدعوة إلى الاشتغال بالقرآن الكريم، وهذا حسن جدًا.
ولكن مفتاح فهم القرآن هو الشعر الجاهلي، كما ذهب إلى ذلك أهل العلم. وفي الشعر الجاهلي ما فيه، فكيف العمل؟
قد تفيد الإحالة هنا على الفصل الذي عقده عبدالقاهر في دلائل الإعجاز في الردّ على من ذمّ الشعر، ففيه مباحث تتصل بهذه القضية تحديدًا، وأراها الصواب، والله أعلم.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 02:37 م]ـ
عُدتِ والعود أحمد وفصلتِ وبيّنتِ وشفيت وكفيتِ ووفّيتِ ..
فجزاك الله خيراً ..
فقد وضح كلام القاضي وهو واضحٌ من قبل ..
لكنَّ البتر أبهم قليلاً عليه ...
أما بخصوص:
الحقيقة أنني أشك في صحّة هذه المقولة، وقد قرأتها منسوبة إلى غير حسان رضي الله عنه.
لأن الصحيح أن النبي كان يقول له ما معناه: "اهجهم وروح القدس يؤيدك"، أفيكون شعر المؤيَّد بروح القدس ضعيفا؟!
نحن بحاجة إلى دراسة مقارنة بين شعر حسان الجاهلي وشعره الإسلامي، وأكاد أجزم أن الإسلامي متفوق عليه، بدلالة الحديث فقط.
هذه المقولة قالها الأصمعي أيضاً في شعر حسّان ..
فشعره في الهجاء قويٌّ لا غبار عليه والعون من روح القدس كان في هجاءه لكفّار قريش ..
لكنّ هناك من المعاني التي كان حسّانٌ في الجاهلية مبتكراً فيها وقد انتهى بعد الإسلام عنها مثل وصف الخمر ولا تخفى أبياته الشهيرة ضمن قصيدته التي مدح بها أحد ملوك الغساسنة:
ولقد شربت الخمر في حانوتها ... .. صهباءَ صافيةً كطعم الفلفلِ
يسعى عليَّ بكأسها متنطفٌ ... .. فيعلّني منها ولو لم أنهلِ
إنَّ التي ناولتني فرددتها ... .. قتلت .. قتلتَ فهاتها لم تقتلِ
حتى أنَّ الأخطل ضمّن أول بيتٍ صدرَه في أحد قصائده ..
والذي يقرأ شعر حسّان رضي الله عنه يجد الفارق بين شعره في الجاهلية وشعره في الإسلام ..
إلا إذا استثني الهجاء منه وهجاء حسّانٍ كان قوياً مقذعا - والمشركون أهلٌ له -
وكان جريرٌ ممن اقتفوا بآثاره في الهجاء ..
وقد ذكر البرقوقي في شرحه لديوان حسّان - رضي الله عنه -
أنَّ كل شعرٍ قيل في صدر الإسلام وعهد النبوة مما ينافح به كان ينسب إلى شعر حسّان فدخل الغثاء فيه ..
وقد قرأت دراسةً من أيام تعليمي الثانوي في شعر حسّان رضي الله عنه
- وللأسف الشديد وهذه مشكلتي نسيت اسم مؤلفها - وقد فصّل جوانب القوة في شعره قبل وبعد الإسلام ..
أرجو ممن لديهم خلفيةٌ عن هذا الموضوع
" شعر حسان قبل وبعد الإسلام "
أن يتحفونا ولهم كل الشكر والتقدير ..
والسلام,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 05:50 ص]ـ
http://www.olamaashareah.net/nawah.php?tid=2069
مقال رائع للدكتور سعيد بن ناصر الغامدي
وللدكتور كتاب بعنوان " الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها "
لكنني لم أوفق إلى هذا الكتاب
دمتم سالمين(/)
كيف نشأ الشعر 2
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[16 - 11 - 2006, 07:29 م]ـ
الشعر الموزون، لمن يعود الفضل في ظهوره؟ هذه التساؤلات تقودنا إلى استنتاج حقيقة مفادها: أن هذه البحور الشعرية لا يمكن أن نطبقها على أي شعر من غير لغة العرب , فنحن لم نجد شعرا موزونا عند غير العرب حتى ولو كان على أوزان خاصة بهذه اللغة غير أوزان العرب , المهم أن يكون موزونا.
إذن فهذه الأوزان لم يكن للعربي الفضل المطلق في ابتكارها , وإلا لابتكر شعراء اليونان والهنود وغيرهم أوزانا خاصة بهم , أوزانا تناسب لغاتهم ,
إذن لمن يعودالفضل في إنشاء العرب أوزانا خاصة بهم؟
يقول الدكتور محمد المبارك في كتابه فقه اللغة وخصائص العربية ((إن في أصوات حروف كل لغة صورة من الأصوات التي ألفها)) () ص246 الطبعة الخامسة دار الفكر بيروت 1972
والى الآن لا نستطيع أن نميز الخصائص الصوتية للعربية ونسند إليها الفضل في ظهور الشعر موزونا فهذه الأصوات كما قال المبارك مشتركة بين كل اللغات
فما سر الجمال في شعر العرب؟
وقبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نعرف سر الجمال في لغة الشعر نفسها
فما سر الجمال في اللغة العربية؟
يقول المبارك: ((تمتاز اللغة العربية في مجموع أصوات حروفها بسعة مدرجها الصوتي سعة تقابل أصوات الطبيعة في تنوعها وسعتها , وتمتاز من جهة أخرى بتوزعها في هذا المدرج توزعا عادلا يؤدي إلى التوازن والانسجام بين الأصوات))
المصدر السابق ص 250
هذه الخصائص الصوتية للحروف لا بد أن يظهر تأثيرها على الألفاظ بحكم أن الحرف
هو الوحدة الأصغر في تكوين اللفظ، كالخلية في الجسم.
أعتقد أن الصورة الآن أصبحت أكثر وضوحا , فالعربية تتميز بالإيقاع الموسيقي وبتناسق المقاطع الصوتية فيها , ناهيك عن اختصاصها بعلامات الإعراب التي تعطي الكلام العادي أنغاما خاصة , فما بالك بالقوافي 0؟ هذه الميزات التي اختصت بها اللغة العربية وهذه الخصائص التي جمعتها , ساعدت العرب كثيرا في إنشاء هذه الأوزان , فالعربية كما أسلفنا ذات موسيقى خاصة حتى أننا في بعض مقاطع الكلام العادي نستطيع أن نشعر بذلك الإيقاع الذي نشعر به عند سماعنا للشعر 0
إن طريقة نطق العربية تفصل الكلام إلى مقاطع صوتية تراعي التناسق بين الأصوات ومخارج الحروف , وقد تبدل حروفا من أخرى لمجرد أن يكون الحرف الأصلي يسبب صعوبة النطق أو تناسق الصوت {كاصطاد – اضطرب , وهذين الفعلين هما افتعل من صاد واضطرب , ولك أن تحاول نطقها بالتاء , اصتاد , اضترب , لتعرف السبب في إبدال الطاء بالتاء}
كما أنهم يراعون تناسق الحركات والسكنات
وإلا فما الذي جعل العربي يرفع الفاعل وينصب المفعول به؟ و دون أن الحاجة إلى آلية يسير عليها في ذلك؟ [/ U](( لقد كان العربي يفعل ذلك بالفطرة لأنه اعتاد على موسيقى وإيقاعات خاصة في اللغة العربية , وخروجه عن القواعد النحوية ـ التي لم يكن يعرفها ـ يفقده هذه الميزة، التي اعتاد عليها , واكبر دليل على ذلك هو انه يرفع المفرد بالضم والمثنى بالألف والأسماء الخمسة بالواو ............. الخ , ولم يجعل علامة الرفع موحدة , [ U] فهل فعل ذلك تمشيا مع قواعد النحو؟ ولإدراكه أن مخالفة ذلك تعتبر خطا نحويا؟ لا , ولكنه كان يفعل ذلك حفاظا على موسيقى اللغة وجمالها واهم شئ أخذه بعين الاعتبار هو المحافظة على سهولة نطقها 0
لننظر مثلا إلى المفعول به المؤنث , فما أجمله وأخفه عندما ننصبه مفردا بالفتحة فنقول رأيت أما وطفلها , ولكن هذا الجمال لا نجده إذا طبقنا نفس الشيء على جمع المؤنث فلو قلنا: رأيت امهاتا وأطفالهن , لم يكن للفتحة ذلك الجمال وتلك الخفة والسلاسة اللتان كانتا لها في الجملة الأولى. لذلك عدل العربي عن الفتحة في نصب جمع المؤنث إلى الكسرة))
{مابين الأقواس مستفاد من محاضرة للدكتور. عبد المحسن القحطاني
بعنوان جماليات اللغة , ضمن فعاليات الأنشطة الثقافية التي تنظمها كلية الآداب ـ جامعة الملك عبد العزيز ـ 1419 هـ}
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن فالعربية هي التي مهدت للعرب وزن أشعارهم بما تحويه من مميزات 0 أما الذين ربطوا ظهور الشعر بشخصيات معينة كمن ربطه بالمهلهل , واسمه عدي بن ربيعة التغلبي , وأطلق عليه لقب المهلهل لأنه ـ كما يقال ـ هو أول من قطع الشعر وشطره بهذه الطريقة التي نعرفها إلى الآن , فكان إذا قال شعرا , قيل هلهل عدي , أي هلهل الشعر فسمي مهلهلا 0
وإذا قلنا بصحة هذا القول , يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل المهلهل هو أول من قال الشعر؟ بالطبع لا فقد وجد أشعارا موجودة واكتسب خبرة من سابقيه ثم كون لنفسه خبرة خاصة جعلته يطور الشعر , إذن فالشعر لم يظهر بظهور المهلهل 0
ماذا عن النثر؟
وقد يؤخذ علي أنني تكلمت في حديثي عن النشأة في فرع واحد من فروع الأدب العربي وهو الشعر , وأهملت النثر , فكيف بدأ النثر؟ من الأفضل لنا قبل الإجابة على هذا السؤال , أن نضع حدا للنثر , فما هو النثر؟ هو كلام بليغ يؤثر في النفوس دون الخضوع لوزن أو قافية، ويشمل الخطب والرسائل
والكتابة ..... الخ
فإذا اتفقنا على دقة هذا التعريف , وأدائه لمعنى النثر بشكل واف , فكيف سنستطيع أن نصنف النثر من أدب العرب القديم في العصر الجاهلي , على ضوء هذا التعريف؟ سنجد أن كل كلام العرب ـ تقريباـ صالح لان يكون نثرا 0
ألا ترى معي أن كلامهم كان فصيحا وبليغا ومفهوما للسامعين ـ من نفس الشريحة الزمنية طبعا ـ بسهولة؟
أجل فحتى كلام العامة منهم , وكلامهم في مخاطباتهم اليومية كان فصيحا وصالحا لأن يكون نثرا أدبيا0
وخير شاهد على ذلك الأمثال التي تعد غاية في الفصاحة والبلاغة والإيجاز الذي لا يفقدها القدرة على أداء المعاني , فعلى الرغم من إيجازها كانت تجمع معان كثيرة , ومع ذلك فقد كانت تصدر من عامة الناس وخاصتهم 0
لقد كانوا فصحاء بالفطرة , ولذلك لم يشكل النثرمحورا لاهتمامهم كالذي شكله الشعر 0
لقد كان النثر يظهر على شكل خطب أو أمثال أو وصايا من الآباء ...... الخ
ومع ذلك لم يكن ظهوره ـ اللا مقصود ـ يكفي لتقسيم الأدب إلى شعر ونثر (في ذلك الزمن طبعا)
لان النثر كان مقصورا على الخطابة في أغلب الأحيان , وتسمية النثر وتقسيمه والاهتمام به لم يأت إلا في عصور متأخرة 0
لقد كان ظهور الأدب العربي في الشعر أوضح وأقوى منه في النثر , فالشعر يتطلب الخبرة والمران والتنقيح , أضف إلى ذلك اعتماده على الوزن والقافية , كل ذلك جعل الاهتمام بالشعر أوضح , وارى أن السبب الحقيقي والمقنع لذلك هو اعتياد العرب على النثر , لان أكثر كلامهم يعد نثرا أدبيا0 مما أتاح القدرة لدى أكثرهم أن يكونوا ناثرين , فمن لم يستطع ذلك بالخطب , استطاعه بالوصايا وهكذا 0
ولذلك نستطيع إن نتخيل الشاعر خطيبا , في الوقت الذي لا نستطيع أن نتخيل كل خطيب شاعرا , وهذا يعطينا الحق إذا قلنا: كل شاعر خطيب , وليس كل خطيب شاعرا.وعلى الرغم من عدم خلو خطب العرب من الأبيات الشعرية للخطيب نفسه , ولكنها لا تخوله الحصول على لقب شاعر 0
إذن فمتى ظهر النثر؟ بالتأكيد مع ظهور العربية , فمتى ظهرت العربية؟
بالتأكيد مع ظهور العرب أنفسهم 0000
يتبع ,,,,,,,,,,,,,,,,,
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[25 - 11 - 2006, 11:48 م]ـ
ما زالت الحلقات في انتظار التفاعل مع هذه الحلقة
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 12:16 ص]ـ
أخي أبا خالد،
السلام عليكم ورحمة الله،
بداية أشكرك أخي الكريم على البحث الممتع وأدعو لك بالخير.
ثانيا: كنت كتبت تعليقا بخصوص البحور العربية واستعمال بعض الأمم البحور العربية في لغاتها في حاسوب مكتبي في الجامعة، ولم أراجعه بعد لأن الطلاب لم يتركوا لي وقتا للمراجعة والتعليق، لذلك أعيد الكتابة.
استوقفني قولك:
هذه التساؤلات تقودنا إلى استنتاج حقيقة مفادها: أن هذه البحور الشعرية لا يمكن أن نطبقها على أي شعر من غير لغة العرب، فنحن لم نجد شعرا موزونا عند غير العرب حتى ولو كان على أوزان خاصة بهذه اللغة غير أوزان العرب، المهم أن يكون موزونا. إذن فهذه الأوزان لم يكن للعربي الفضل المطلق في ابتكارها، وإلا لابتكر شعراء اليونان والهنود وغيرهم أوزانا خاصة بهم، أوزانا تناسب لغاتهم.
ويتلخص تعليقي فيما يلي:
الحقيقة إن أمما كثيرة مثل الفرس والترك والكرد والسريان واليهود استعاروا من العرب بحور شعرهم وقرضوا عليها شعرا مليحا في لغاتهم. هذه حقيقة معروفة، وإن شاء الله أمثل لك ببعض شعر السريان واليهود الذي قرض بقوالب البحور العربية.
من جهة أخرى: لليونان ستة بحور للشعر شبيهة إلى حد ما ببحور الشعر العربية لكنها دونها في الموسيقى لأن اليونانية دون العربية في الموسيقى.
وللفائدة أذكر أن الناس يميزون بين نوعين من البحور: البحور الكمية والبحور النوعية. البحور الكمية هي البحور التي تتوزع موسيقاها على كم مضبوط من التفعيلات ذات الإيقاع المخصوص بها ولا يجوز للشاعر فيها أن يخرج عن الكمية الموسيقية الموجودة في التفعيلات. وبحور الشعر العربية واليونانية واللاتينية بحور كمية. أما البحور النوعية، فلا تفعيلات فيها بل مقاطع نوعية (طويلة/قصيرة/مفتوحة/مغلقة/ممطوطة الخ) بدون تحديد لكمية التفعيلة. وبحور الشعر الجرماني والإنكليزي وسائر الشعر الحديث من هذا النوع.
هذا ما يحضرني الآن.
وتحية طيبة مباركة.
عبدالرحمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[26 - 11 - 2006, 07:42 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هكذا والله تورد الإبل
شجعتني يا أستاذي على نشر البقية , ما استفده منك أفضل مما أفادت به مقالاتي
شكرا لك على معلوماتك الجديدة علي
صدق القائل:
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي
وإذا ما ازدت علما زادني علما بجهلي
سأعدل البحث مضمنا إياه قولك مع الإشارة إليك طبعا
لدي سؤال: هل أوزان غير العرب ترقى إلى مستوى الدقة والإطراب عند العرب؟
وهل وجد الوزن في شعر غير العرب بقوة كافية ليشكل ظاهرة في شعرهم؟
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[12 - 12 - 2006, 04:39 م]ـ
كل جملة في حديثك تفتح سؤالا، وكل سؤال يتبعه علامات استفهام ..
إلى أين سنصل؟!! لا أدري .. بانتظار بقية الحلقات أستاذ أبا خالد.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 12:06 ص]ـ
أخي أبا خالد،
عذرا على التأخر في الرد.
سألت: هل أوزان غير العرب ترقى إلى مستوى الدقة والإطراب عند العرب؟ وهل وجد الوزن في شعر غير العرب بقوة كافية ليشكل ظاهرة في شعرهم؟
الجواب على السؤالين هو بالنفي لسببين هما غنى العربية "الفاحش" كما قال أحد المستعربين الأوربيين من جهة، وذوقهم الجمالي العالي من جهة أخرى، إذ لكل لغة خصوصياتها النحوية واللغوية التي تساعد الأدباء في النثر والشعراء في الشعر، وينبغي النظر إلى كل لغة من منظورها وليس من منظور لغة أخرى. وانطلاقاً من هذه القاعدة شهد ديوان العرب للعرب بأنهم أكثر الأمم المتحضرة شاعرية، وشهد لهم بذلك حكماء الأمم على اختلاف أهوائهم. وأنا لا أعرف أحداً يُعوَّل عليه في شيء يذكر، يجادل في هذه الحقيقة. والدليل على ذلك كثرة الإنتاج الشعري الجيد عند العرب والمرتبة الرفيعة التي يحتلها الشعراء المجيدون عندهم.
يقول كبير المستعربين الأوربيين في القرن السايع عشر ألبيرت شخولتنس مقارناً حالة الشاعر العربي الجيدة بحالة الشاعر الغربي التعيسة: "إن الكرم العربي يحول دون شقاء الشاعر". ويرد شخولتنز تفوق العرب في الشعر على سائر الأمم إلى غنى اللغة العربية وموسيقاها العذبة. يقول في إحدى خطبه: "لا بد من أخذ غنى اللغة العربية الفاحش بعين الحسبان [عند مقارنة الشعر العربي بغيره] ". *ويورد شخولتنس ـ الذي كان يعجب بالمعاني أكثر من إعجابه بالألفاظ ـ أدلة كثيرة على تفوق الشعر العربي على الشعر الأوربي القديم منه والحديث، منها هذان البيتان لشبل الدولة مقاتل بن عطية، رثى فيهما الوزير نظام الملك (توفي سنة 1094):
كان الوزير نظام الملك جوهرةً ***** مكوّنةً صاغها الباري من النطفِ
جاءت فلم تعرف الأيام قيمتها ***** فردها غيرة منه إلى الصدف
وترجمهما إلى الهولندية كما يلي **:
Hij was eene kostelijke parel,
door de Godheid zelve uit zijn schelp genomen, en op de wereld neergezet.
Hij blonk onder de menschen,
doch deze waren ongevoelig voor zijnen luister.
Daarom benijdde God dien schat aan ’t menschdom,
haalde hem terug, en plaatste hem wederom in zijn schelp.
أما المستعرب الهولندي الكبير ولميت صاحب المعجم العربي اللاتيني الشهير ... فيقول في محاضرة بعنوان "ذوق العرب الجمالي ( De sensu pulcri Arabum)"، وبالأخص عند حديثه عن أبي العلاء المعري: "انظر ما أروع العرب، وما أعظم عبقريتهم"! **** وكان ولميت يرد في خطبته هذه على أحد النقاد الأدبيين (من غير المستعربين) ـ وهو الناقد وايرز ـ الذي كتب سنة 1845 قائلاً: "إن من يبحث عن شعر رفيع عند العرب شخص يضيع وقته فيما هو غير مفيد"! *****
وشهادات حكماء الأمم الشرقية والغربية بتفوق العرب في الشعر كثيرة، ولكني سأكتفي بالإشارة إلى أمرين اثنين: الأول أن بحور الشعر العربية أكثر بحور الشعر كماً وأرقاها نوعاً (لدى اليونان ستة فقيرة فقط)، والثاني أن معظم الشعوب التي احتكت بالعرب، ومنها الفرس والأتراك والهنود والسريان والأكراد واليهود استعاروا بحور الشعر العربية ونسجوا على منوالها. وهذا لا يكون عبثاً!
(يُتْبَعُ)
(/)
وليس عند الساميين شعر موزون أو بحور شعر والعرب هم الاستثناء الوحيد. أجل، هنالك كتاب المزامير وكتاب نشيد الإنشاد عند اليهود، وهما كتابان يحتويان على عناصر غنائية كثيرة ولكن مضمونهما ليس شعراً. وقيمة كتاب العهد القديم الأدبية هي في بساطته وفي عفوية لغته وليس في صنعته الأدبية. والشعر أصلاً كان محرماً على اليهود، ولم يسمح لهم إلا بقرض الترنيمات الدينية التي كان شعراؤهم الدينيون "البيتانيم" يقرضونها للغناء في الكنيس. وأول ما قرض اليهود شعراً حقاً في العبرية تناولوا فيه المواضيع الدنيوية العامة كان في القرن التاسع الميلادي، عندما استعار الشاعر اليهودي المستعرب دوناش بن لابراط بحور الشعر العربية وأدخلها في العبرية فازدهر الشعر العبري وبلغ أوجه في الأندلس. ومن كبار شعراء هذه المدرسة: يهودا اللاوي المكنى بأبي الحسن (صاحب "كتاب الحجة والدليل في نصر الدين الذليل" المشهور بكتاب الخُزَري)، واسماعيل بن النغريلة الذي استوزره حبوس أحد ملوك الطوائف (إليه ينسب نقد للقرآن الكريم رد عليه ابن حزم الأندلسي في كتاب الفصل وفي رسالة "الرد على ابن النغريلة اليهودي")؛ وتادروس أبوالعافية، وإبراهيم بن عزرا، وسليمان بن جبيرول وغيرهم.
وفي هذا السياق يقول الأديب اليهودي الكبير يهودا الحريزي (صاحب المقامات العبرية المشهورة بـ: "تَحْكِمُوني"، التي حاكى فيها الهمذاني في مقاماته) في هذا المجال: ??? ?? ???? ????? ... ??? ????? ???? ??? ?????. "اعلموا أن الشعر العجيب كان منذ البداية مُلكاً للعرب"! ويقول عن أشعار الأمم الأخرى ما يلي: ?? ?????? ???? ???? ????????? ?? ???? ??? ?????? "إن أشعارهم ليست بشيء مقارنة بأشعار الإسماعيليين [= العرب] "! ولخص "جاحظ اليهود" موسى بن عزرا (القرن الخامس الهجري، وهو شاعر مجيد) في "كتاب المحاضرة والمذاكرة" (كتاب في الأدب العبري) الأمر كما يلي: "الشعر عند بني إسماعيل [= العرب] طبعٌ، وعند سائر الأمم تطبع"!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الإحالات:
* في الأصل Attendo porro ad incredibilem Arabicae Linguae copiam ….
** المصدر: J.C. Wenckebach (ed.), Drie redevoeringen van Hendrik Albert Schultens. Leeuwarden, 1845. " ثلاث خطب لألبيرت شخولتنس. ليواردين (هولندة) 1845". صفحة 27.
... الذي صدر في لايدن (هولندة) سنة 1784 وهو من أهم المعاجم الثنائية على الإطلاق.
**** في الأصل Tanta est Ingenii! Tanta Phantasiae Arabum.
***** في الأصل Qui vero poëtas Arabum propter isporum praestantia legat, si non sensu carere, certe otio suo abuti videtut.[/size
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[13 - 12 - 2006, 03:10 م]ـ
شكرا للأستاذة الكريمة وضحاء، شكرا للإدارة الكريمة.
عبدالرحمن.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[17 - 12 - 2006, 05:49 م]ـ
كل جملة في حديثك تفتح سؤالا، وكل سؤال يتبعه علامات استفهام ..
إلى أين سنصل؟!! لا أدري .. بانتظار بقية الحلقات أستاذ أبا خالد.
سنصل إلى حيث لا نستطيع أن نقول وصلنا ,, لكننا لن نتوقف
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[17 - 12 - 2006, 05:52 م]ـ
أخي أبا خالد،
عذرا على التأخر في الرد.
سألت: هل أوزان غير العرب ترقى إلى مستوى الدقة والإطراب عند العرب؟ وهل وجد الوزن في شعر غير العرب بقوة كافية ليشكل ظاهرة في شعرهم؟
الجواب على السؤالين هو بالنفي لسببين هما غنى العربية "الفاحش" كما قال أحد المستعربين الأوربيين من جهة، وذوقهم الجمالي العالي من جهة أخرى، إذ لكل لغة خصوصياتها النحوية واللغوية التي تساعد الأدباء في النثر والشعراء في الشعر، وينبغي النظر إلى كل لغة من منظورها وليس من منظور لغة أخرى. وانطلاقاً من هذه القاعدة شهد ديوان العرب للعرب بأنهم أكثر الأمم المتحضرة شاعرية، وشهد لهم بذلك حكماء الأمم على اختلاف أهوائهم. وأنا لا أعرف أحداً يُعوَّل عليه في شيء يذكر، يجادل في هذه الحقيقة. والدليل على ذلك كثرة الإنتاج الشعري الجيد عند العرب والمرتبة الرفيعة التي يحتلها الشعراء المجيدون عندهم.
(يُتْبَعُ)
(/)