لما صار الشيخ يحتاج إلى مزيد من الكتب تيمم شطر المكتبة الظاهرية، والتي كانت خزانة للمخطوطات والكتب، ومستودعاً عظيماً لها، فصار يقرأ فيها، ويمكث الساعات الطوال، من ثمان إلى اثنتي عشرة ساعةفي اليوم؛ حدثني تلميذه محمد عيد العباسيفيقول: [إن الشيخ كان يفتح دكانه أحياناً يومين فقط في الأسبوع لكسب العيش، والباقي في المكتبة]، فكان يجلس على طاولة فوقها المخطوطات، والطاولة تتسع لأربعة أشخاص فكان لا يعجب ذلك بعض الحاضرين؛ لأنه لم يبق مكانا لأحد يجلس عليها، فوجه المسؤولون على المكتبة الظاهرية الشيخ إلى غرفة صغيرة فيها، وأعطوه مفتاحها، فكان يجعل فيها المراجع حتى لا يتعب الموظفون بإحضار الكتب ونقلها، وتركوا عنده بعض المخطوطات، ولعل الجامعة في دمشق كانت قد طلبت منه عمل شيء من البحث، وكانت الغرفة مقابل عمل هذا البحث، وكان مع الشيخ مفتاح فيأتي ويدخل ويقرأ.
وكان الشيخ –رحمه الله- ذا صبر وجلد عظيم على القراءة.
ومشكلة الشباب اليوم أنهم لا يستطيعون ولو جزءاً مما كان يفعله الشيخ-رحمه الله- ولو قلت لواحد: اقرأ ساعة يومياً لقال: لا أستطيع!.
بل وللأسف لقد أغرق الشباب في أشرطة الأناشيد والمسابقات والأشياء الخفيفة، وأعرضوا عن العلم الجاد، وعن القراءة في كتب السلف واكتفوا "بالسندوتشات" من هذه الكتيبات الخفيفة، فهذا حدهم في العلم. ومما لا شك فيه أن هذه كارثة أن يتدهور مستوى الإنسان العلمي فيصبح مجموعة أشرطة أناشيد، وبعض الكتيبات التي حتى لم تعد تطاق وصار زادهم في مطويات جديدة، حضراً وسفراً، ولذلك فإنه يجب أن نحمل أنفسنا على الجلد في طلب العلم النافع، وأن نعلم أن هؤلاء العظماء ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بالجلد في الطلب، وكان الشيخ يقف على سلم المكتبة الظاهرية، ويصعد عليه، ويبحث في الرفوف العلوية، ويبقى ساعات طويلة فوق السلم، وهذه وقفة ليست مريحة على الإطلاق! وإنماهي متعبة أكثر من الوقوف على الأرض، فيقف الشيخ على السلم، ويأخذ، ويقرأ، ويبحث، ويدون.
وكان مشغوفاً بالكتابة فكانينقل الأسانيد، فلقد كتب في الكراريس الكبيرة:تقريب السنة بين يدي الأمة؛ ما يقارب أربعين ألف حديث، وعكف على جمع الطرق من هذا الكتاب، ومن ذاك الكتاب؛ قراءة وكتابة! وهكذا وصل الشيخ إلى ما وصل إليه.
رزق القناعة في الدنيا:
هذه مسألة مهمة فإن عدداً من الشباب اليوم لم يعطوا القناعة في الدنيا بل لقد أصبحوا يجرون وراء الدنيا، وإذا جروا وراءها ماذا يبقى للدين والعلم؟! فلو كان عند هم قناعة لم يقلدوا أحداً في التحف التي يضعونها في بيوتهم؛ والإجازات التي يقضونها في البلدان الأخرى، ومحاولة تقليد ما عند فلان وفلان! والتأثر بالزوجات والنساء!! فلو كان هناك قناعة لبقيت أوقات لطلب العلم، ولكن عندما تضيع الأوقات في اللهو واللعب، وفي الانشغال بالدنيا من جراء عدم القناعة، فإن ذلكسيضعف طلب جانب العلم والجد والقراءة وحضور الدروس.
عالما وداعية إلى الله:
انطلق الألباني في مسيرته العلمية المباركة في الجمع والقراءة، والكتابة؛ ولكنه رزق اتجاهاً دعوياً عزيزاً في ذلك الوقت، فكان يتجول للدعوة إلى عقيدة السلف من الدكان إلى الدار التي استأجروها؛ إلى الجولة في دمشق، ثم بقية بلدان سورية ومدنها؛ من حلب، وحمص، وحماه، واللاذقية، وهكذا، وكان للشيخ دراجة هوائية يتنقل عليها للدعوة، ولم يكن عنده قيمة سيارة في ذلك الوقت، ولأول مرة رأى الدمشقيون شيخاً يعتم عمامة بيضاء مكورة، ويركب دراجة هوائية؛ حتى أنه كان هناك شخص لعله نصراني يصدر مجلة اسمها: المضحك المبكي؛ ذكر في الغرائب والنكت - من المجلة - أن هناك شيخاً يركب دراجة هوائية.
ولما تبين للشيخ أن لبس العمامة ليس سنة عبادة ترك ذلك ولم يكن يلبس اللبس الإفرنجي، وإنما يلبس لبساً مما يلبسه المسلمون.
ومما ساعد الشيخ على التفرغ أن رجلاً فلسطينياً أتى بابنٍ له إلى الشيخ في الدكان ثم قال له: [أريد أن يتعلم ولدي هذه الصنعة؛ حتى يسترزق منها؛ فقال الشيخ: أنا أعلمه بشرط أن لا يجلس عندي شهرين, أو ثلاثة ثم يذهب ولكن يساعدني فيما استفاد منه، فإذا أنا غبت يجلس مكاني في الدكان].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/341)
فوافق الأب، فكان هذا العامل عنده مساعداً له، فكان الشيخ يذهب ويجيء، وبعد سنين قال له الشيخ: بإمكانك أن تستقل بعملك] فذهب وفتح له محلاً.
ولم يكتف الشيخ بالمكتبة الظاهرية فاحتاج إلى شراء كتب، فاتجه إلى مكتبات تجارية مهمة في ذلك الوقت مثل: المكتبة العربية الهاشمية، ومكتبة القصيباتي، وغيرها، فكان يستعير منها، ويقرأ ويشتري على قدر طاقته.
وكان له في كل شهر من خمس إلى ستة أيام سفر دعوي إلى بلدٍ آخر، فيذهب مع المقربين من تلاميذه للدعوة، فينزلون عند أحد الطلاب أو الإخوان في ذلك البلد، ويعقد المجالس العلمية، ويأتي إليه الناس من تلك البلد، فيعلم، ويشرح، ويقرأ، ويفتي، ويناظر؛ فكان شيخ علم ودعوة.
وبعض الشباب قد يعكف على الطلب وعلى القراءة، ولكنه لا يزكي ما حصّل، فإذا أراد الإنسان أن يكون مؤثراً فلا بد أن يكون عنده نصيب في الدعوة.
الألباني والورقة الضائعة:
في يوم من الأيام أراد الشيخ أن ينسخ كتاباً لابن أبي الدنيا، وكان به مرض، فاكتشف في المخطوطة ورقة مفقودة، وكان قد أشار عليه الأطباء ونصحوه بالراحة؛ لأن وضعه في هذه القراءة قد أصابه بالمرض، فلما رأى هذه الورقة الضائعة عكف على عمل فهرسة لمخطوطات المكتبة الظاهرية كلها، وهذا جهد عظيم جداً، ولعلهمتعب أكثر من قضية الفتح، والقراءة في مخطوطات معينة، وحصلت المكتبة الظاهرية على مخطوطة بيد الألباني وكانت عبارة عن فهرسة لسائر المخطوطات الموجودة من الآلاف المؤلّفة في هذه المكتبة، وهذا يدل على جلد وصبر الشيخ، فعمل فهرسة لمكتبة عتيقة، مكدسة فيها هذه المخطوطات والكتب.
الألباني مع طلابه:
لما انطلق الشيخ للدعوة كان له تلاميذ من الخواص، وكان له عامة يدرسهم، وكان من الكتب التي درسها زاد المعاد يقرأ مقطعاً ويعلق عليه، وكان يمتد الدرس قرابة الساعة، ثم نصف ساعة للأسئلة، ثم طلبوا منه شرح / الروضة الندية في شرح الدرر البهية، فشرحها. ثم شرح / الترغيب والترهيب، ثم درس / الباعث الحثيث، وبعضاً من كتاب / اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية -رحمه الله- وكان لا يلقي عليهم حديثاً إلا بعد أن يتأكد من صحته. ثم وقف شقة خاصة لإلقاء الدروس فكانت تمتلئ بالزائرين. وكان يخرج مع بعض طلابه في رحلاتهم فيؤم بهم في الصلاة، كما كان يؤم بعدد من الدعاة المشتهرين بالدعوة؛ ولكنهم مالوا إلى الشيخ في طريقته العلمية.
يقول الشيخ محمد عيد العباسي من أقرب تلاميذ الشيخ: [تركنا غيره لسماحته في النقاشات، وفي الخمسينيات الميلادية والستينيات؛ كنا نصبر معه من الساعة الثانية عشرة ليلاً في نقاشات علمية، وليس جدلاً وإنما لنقتنع ونفهم، ونرد على شبهات المخالفين، وكان مقر الدرس في حي الشهداء، وكثيراً ما يرجع إلى الكتب أثناء النقاشات].وهذه قضية مهمة، وهي أن بعض الشباب إذا تناقشوا في مجلس نقاشات علمية، فيغرقون في الجدل بآرائهم وخلفياتهم التي كثيراً ما تكون خاطئة، ولا يكلفون أنفسهم بسحب الكتاب من الرف والقرأة منه، ولذلك ينبغي أن يكون في مجالس النقاشات رجوعا عند الاختلاف لكتب العلماء؛ بدلاً من الجدل على غير أساس.
وقال أحد تلاميذه: [كنا ندخل عليه في المكتبة الظاهرية في الستينات فنجده منكباً على الكتب، وكان يقول وقت الغداء: إيت لي معك بحمص فيكتفي بلقم ويعود إلى العمل، ويتابع من الثامنة والنصف صباحاً، وينتهي وقت دوام المكتبة الواحدة والنصف ظهراً، ثم يذهب الموظفون لفترة الغداء، ويرجعون وقت العصر، وهو لا يذهب وإنما يجلس في المكتبة، يقرأ ويكتب إلى التاسعة مساءً وهو مستمر في الجلوس]، يعني يقرأ ويطلع اثني عشرة ساعة يومياً؛ فهذا الجلد الذي نريد من الشباب أن يتأثروا به، وكان قد خصص يومين لطلب الرزق في الدكان والباقي في المكتبة الظاهرية، وكان متقناًَ في تصليح الساعات، ومخلصاً فلا يغش ولا يخدع، فكان الزبائن يقصدونه، لأمانته ومع ذلك يضحي بالزبائن، ولا يفتح المحل في هذه الأوقات الطويلة؛ لأنه مشغول بطلب العلم.ويقول الشيخ عيد: كنا نسافر معه إلى المدن في سيارته، وكان معنا من تلاميذه أيضاً محمود الجزائري، ويأبى الشيخ إلا أن يدفع نفقات السفر، ويقول: دعوها تكون خالصة لله، فكنا نحاول أن ندفع فيعزم علينا إلا أن يدفع هو].
لقاءته بالعلماء وثنائهم عليه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/342)
التقىبالشيخ بهجت البيطار علامة الشام -رحمه الله-.والتقى بعلماء كبار مثل: حامد الفقي، وسعيد الجابي.
وكانت له رحلات إلى مصر وغيرها، وكتب عنه محب الدين الخطيب، فقال: [الألباني من إخواننا في الله -الذين لم نرهم- ممن رزقهم الله الدفاع عن السنة، والذب عنها، والاشتغال بالدفاع عن عقيدة السلف].
كماالتقى بالشيخ أحمد شاكر-رحمهالله- وأثنى عليه جداً، وكان الشيخ أحمد شاكر المحدث في بلاد مصر؛ كما أن الألباني كان محدثاً في بلاد الشام، واحتفى به أنصار السنة المحمدية وجعل في لجنة المشاريع الحديثية، يقول تلميذ له: [كان يمثل صورة المربي بيننا، وكان ينبهنا إلى التعود على الاعتراف بالخطأ إذا ظهر]، وكان يأبى أن بعض الأشخاص يرفضون الاعتراف، ويقول: [إذا ظهر لك اعترف، وصرح بالتراجع] ويقول أيضاً: [استفدت منه في الدعوة، وكنت حليقاً فناصحني بالحسنى فأطلقت لحيتي] ويقول: [وفي غياب الشيخ في المجالس كنا نحضر الأدلة، ونحشد الأقوال على خلاف ما كان يذهب إليه، فإذا جاء ذكرنا له فكرّ عليها بالنقض].
اشتغاله بالعلوم الأخرى:
لقد تمكن الشيخ من تحصيل علم الحديث، واطلاعه الواسع على السنة، أن صار له اهتمام بفروع كثيرة في مجالات متعددة في العقيدة، والأخلاق، والآداب، والرقائق، الفقه؛ لأن الاشتغال بالسنة يؤدي إلى الإطلاع على كثير من الأحاديث المتنوعة في كل المجالات، ولذلك لم يحصر علم الشيخ في الحديث وإن كان مبرزاً فيه، ولكنه اشتغل بعلوم أخرى كثيرة كالعقيدة، واهتم بعقيدة السلف اهتماماً بالغاً، وهذه منحة ربانية؛ فإن علم الحديث قد اشتغل به أعداد من المبتدعة، فوجد صوفية محدثون، وأشاعرة محدثون ومرجئة محدثون، ولكن الله رزق الشيخ التوجه إلى عقيدة السلف.
ومن خلال هذه الأحاديث وفقه الله –عزوجل- إلى المقارنة بينه وبين الواقع كالإطلاع على حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)؛ وحديث: ( ... فلا تتخذوا ... ) فيقارن على الواقع ثم يتجه إلى تمحيص المسألة، وتتكون عنده قناعة من خلال البحث، وهذا مما جلب عليه نقمة طائفتين عظيمتين: أتباع المذاهب المتعصبة والصوفية، وكانت الشام مملوءة بهم، وكان كثيراً ما يكون الجمع بينهما في أشخاص متعددين جداً، صوفي ومذهبي، وكان الشيخ ينادي بالتحرر من ربقة التقليد الأعمى للمذاهب، وينكر على الصوفية؛ لأن عقائدهم باطلة وفاسدة، فاجتمع عليه الأعاجم وأغروا به السفهاء، وأوذي في الله -عز وجل- حتى حبس شهراً، وحبس ستة أشهر في القلعة التي سجن فيها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- وأقام فيها صلاة الجماعة والجمعة وأقبل عليه من في السجن حتى قيل: ما حصل في القلعة صلاة جمعة من أيام شيخ الإسلام ابن تيمية؛ حتى دخلها محمد ناصر الدين فصلى فيها هذه الصلاة.
دفاعه عن عقيدة السلف:
إذا كنا نحن في بلد الحرمين -ولله الحمد- يغلب عليها العقيدة الصحيحة، ودعوة الشيخ / محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله- فلا نرى قبوراً في المساجد، ولا نرى توسلات شركية، ولا نرى بدعاً في الشوارع، وهذا في الغالب. وأما الشيخ فكان غريباً وسط أناس من المشركين، بل والكفرة من أصحاب وحدة الوجود ومقدّسي ابن عربي، والمستنجدين به وبقبره، وكانت عقيدة ابن عربي الكفر! فأصبح قبره في الشام مزاراً يعبد من دون الله، ويستغاث به! وإقبال الناس على مقامه، واستشفائهم به! وتقربهم إليه وطلب قضاء الحاجات، فهو الشيخ محيي الدين! - بزعمهم- وإلا فهو من المشركين، فعانى الشيخ الألباني كثيراً وكان العامة يعبئون تعبئة خاطئة ضده؛ يقول أحد تلاميذه: [إلى درجة أن واحداً من العامة المعادين للشيخ قابله مرة في الشارع فبصق في وجهه؛ فلولا أن الشيخ تنحى جانباً لجاءت البصقة عليه).
وسبوه و شتموه وقالوا له: يا وهابي! بل ونفروا الناس عنه, فأوذي في الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/343)
إن الإنسان المسلم إذا وجد في بيئة تناقض المعتقدات الصحيحة فعليه أن يصبر، وأن يعلم أن: (الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ) فإذا ذهب في الإجازة الصيفية إلى أقربائه، وإلى البلد التي جاء منها، فوجد الناس على خلاف ما هو عليه من الحق، فإن عليه أن يثبت، ولا يضعف، وأن ينشر الدين، وأن يعلم الناس؛ لأن من الناس من هو جاهل؛ يقول أحد الإخوان: [سافرت لجنازة والدتي، والبلد فيها بدع كثيرة جداً، ويعملون سرادق، وعزاء واجتماعات بدعية، وقارئ يقرأ في الثلاث، والسبع، والأربعينية، فصارت فرصة في اجتماعهم في البيت؛ لتعليم السنة في الدفن، فكم عانينا حتى لا يكتب على شاهد القبر! ولا يجعل كذا، وشيء استطعنا عليه، وشيء لم نستطع عليه]. يقول: [العامة فيهم اتجاه لتعلم الحق خصوصاً الذين لم تتلوث فطرهم فعندما نفتح مثلاً موضوع السنة في الأذكار، قفزت امرأة من القريبات، تقول: إي والله أعطنا من هذا العلم، والله لقد يبست حلوقنا ونحن نقرأ الصمدية مائة ألف مرة] لماذا هذا؟ يقولون: عتق من النار!!.
فالعامة يتساءلون عندما الواحد يفتح لهم باباً إلى الحق، وباباً إلى السنة، وباباً إلى الأذكار الشرعية؛ فيبدأ العامة بالسؤال، ويتحرك المسجد، وهكذا يجب أن يكون الداعية إلى الله مثل المطر أينما وقع نفع.
وقد تجلى دفاع الشيخ عن عقيدة السلف في عدة مؤلفات؛ منها: / تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد. و/ التوسل الشركي والبدعي التي بينها في مؤلفه. و تحقيقه لكتاب / العلو للعلي الغفار للذهبي؛ مع صعوبة الوصول إلى رجاله؛ لأن كثيراً منهم متأخرون.
وحقق كتاباً مهماً في العقيدة وهو كتاب / السنة لابن أبي عاصم، فدعا إلى عقيدة السلف الصافية النقية.
سنن أحياها:
أحيا الله بهذا الشيخ سنناً مهجورة؛ لأنه كان من صميم دعوة الشيخ الدعوة إلى التمسك بالسنة، والدعوة لتطبيقها في وسط كانت السنة فيه مجهولة، والناس على تعصب مذهبي، و على جهل، وعادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان، وأصعب الأشياء أن تغير العادات والتقاليد، فكان الشيخ -رحمه الله- يسعى في إحياء السنن، فمن السنن التي أحياها في بلاد الشام:
أ-صلاة العيدين في المصلى، وأنها ليست في المساجد وأن الأصل أنها تصلى في المصلى، وكانت لا تصلى إلا في المساجد، فلما اطلع على حديث صلاة العيدين في المصلى وأنه هو السنة دعا إخوانه للتطبيق، فأراد تطبيقها والعمل لذلك مباشرة، فقال لأصحابه: [الأحاديث تدل على أن الصلاة في المصلى خارج البلد وليست في المساجد] فبدؤوا بسبعة عشر رجلاً هو ومن معه، فأقاموا السنة لصلاة العيد، والذين يصلون في المصلى الذي أحيا الشيخ سنة الذهاب إليه يبلغ عددهم من خمسة آلاف إلى ستة آلاف شخص. والفضل بعد الله في هذا مع زيادة انتقال هذه السنة إلى الأردن ثم إلى الكويت للشيخ ناصر الدين الألباني. وأحكام الجنائز من كتبه العجيبة التي تدل على نضج في التأليف، فأنني أوصي باقتنائه وشرائه؛ لأنه فعلاً كتاب يتجلى فيه مقدرة الشيخ على الوصول لكتب السنة، وحشد الأدلة في المسائل المختلفة.
واهتم بشروح العلماء خصوصاً شروح النووي وابن تيمية وابن حجر.
والشيخ لم يكن له علماء كثيرون تتلمذ عليهم، وأنه بسبب ذلك عانى ولكن عصاميته عوضته عن ذلك، فتوجهإلى كتب علماء أفذاذ فتتلمذ على كتبهم.
ب- أحيا سنة العقيقة، وكانت العقيقة غير معروفة عند الناس، قال أحد طلابه: [عندما كان يدرسنا كتاب الروضة الندية في الخمسينيات، ووصلنا إلى العقيقة دعا طلابه وأصحابه لتطبيقها].
ج-سنة قيام الليل في رمضان بإحدى عشر ركعة، وكانت ثلاث وعشرين ركعة، وهي أشبه بالتمثيلية، فكيف يصلونها؟! يسردونها سرداً يقرؤون الفاتحة ثم قصار السور وينقرون الركوع والسجود؛ كما ينقر الغراب الدم، فيصلون- ثلاثاً وعشرين ركعة - في ربع ساعة، فأحيا الألباني إحدى عشرة ركعة؛ كما جاء ذلك في السنة يطبقها قولاً وعملاً، قال طلابه: [فشعرنا بلذة العبادة]. ويقول الشيخ علي خشان وهو من تلاميذه: [كان يصلي بنا ثلاث ساعات -وهو إمام- إحدى عشر ركعة، ويطيل الركوع حتى يكون قريباً من القيام، ويطيل السجود حتى يكون قريباً إلى الركوع، ويتم الجلسة بين السجد تين، والرفع من الركوع على ما ورد في الأحاديث، وكان يبكي ويبكي من خلفه، فكان رقيق القلب]، وهنا لا بد من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/344)
التنبه إلى مسألة مهمة وهي: أن عدداً من الناس إذا قرؤوا ردود الشيخ التي تتميز بالحدة في كثير من الأحيان لا يتصورون أن الشيخ رقيق القلب؛ لأنهم يرون الحدة في الأسلوب. لقد سألت أحد طلابه الذين صلوا معه صلاة التراويح عن آيات بكى الشيخ فيها؟! فقال: [قرأ مرة سورة غافر حتى بلغ قصة المؤمن، والتي فيها: ((وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ
ج-)) (غافر:41). فسمع نشيجه فيها]. ويقول: [كان يرتاح بعد كل ركعتين، وبعض الطلاب كان يريد انتهاز الفرصة بين كل ركعتين؛ ليتقدم ويسأل الشيخ، فكان الشيخ يقول: هذا وقت عبادة وليس وقت تعلم، ولا يجيب في هذا الوقت].
د-أحيا سنة تسوية الصفوف في الصلاة والتراص فيها، وإنني ألفت النظر إلى أن بعض الإخوة ربما لا يطبقون هذه المسألة بشكل صحيح، وإنما يتشددون في الصفوف، ويلاحقون المصلين بأقدامهم، ويعملون خططاً عسكرية!! فيقول: أنا أفتح رجلي، وبعضهم يقول: أنا أضم رجلي جداً، وأقرب الرجل هذا بجانبي، ثم إذا جاء الناس من الطرف الثاني فتحت رجلي!! فقضيت على الفراغات، فيجب أن يكون تطبيق السنة بفقه، مع مراعاة المصلحة الشرعية، ومراعاة المفاسد. والناس إذا لم يألفوا السنة، فلا بد من التمهيد النظري قبل التطبيق العملي، فلو أن إماما أراد أن يعمل بسنة في الناس، فعلمهم إياها أولاً نظرياً، وقرأها عليهم، ثم بعد ذلك عمل بها لما أنكر عليه الناس. أما أن يأتي إلى واحد لا يعرف ذلك ولا يطيق أن يمس إنسان قدمه، ولا أصبعه فينشغل جداً بصلاته، ويفسد عليه خشوعه فهذا ما لا ينبغي فعله.فمن أجل العمل بالسنة ومن الحكمة في تنفيذها، وتطبيقها تعليمها الناس ثم العمل بها، وهذا ما ينقص بعض الذين تتلمذوا على كتب الألباني، فربما يؤدي في الوقوع إلى محرم من أجل سنة.
أهم صفاته:
1.العصامية والجلد والصبر، وليس في القراءة فقط، وإنما حتى في أموره الشخصية، فمثلاً: أصابته بعض الأورام فقرأ في كتاب أحد الأطباء أنه إذا صام ولم يأكل شيئاً وإنما يقتصر على الماء أربعين يوماً، فيكون علاجاً، فبقي أربعين يوماً يعيش على الماء، قال: [وكان في هذه المدة يباشر النشاط نفسه في دروسه، ومطالعته، وقراءته، وكتابته؛ حتى في ذهابه للدعوة في حلب، فيركب الباص وهو صائم عن المأكولات. يقول الشيخ عن نفسه: [ونزلنا في حمص، في محطة الحافلات، وفيها مطعم مشويات، وفتنت فتنةً شديدة لرائحة الشواء، وأنا صائم على الماء] ومع ذلك صبر فما تناول شيئاً حتى اقترب وقت إقلاع الحافلة فركب ومشى، فهذه ميزة تميز بها –رحمه الله-.
2.ومن صفاته سعة الصدر في النقاشات: فقدناقش مخالفين له، ومبتدعة، ومتعصبة، وكان في نقاشاته صاحب طريقة فريدة في النقاشات فكان يعمل الخطوات الآتية: يحدد نقطة الخلاف؛ لأن كثيراً من المتحاورين قد لا يكون بينهم خلاف، ولكن في الحقيقة بسبب سوء العبارات، وعدم معرفة المدخل الصحيح في النقاش لا يصلون إلى نتيجة، ولو أنهم حددوا نقطة النقاش والخلاف من بداية النقاش لما ضيعوا هذه الأوقات، ثمبعد ذلك يعرض كل من الطرفين رأيه ثم يتكلم الشيخ أو الطرف الآخر، ويصغي الشيخ له ولا يقاطعه، ولا يتدخل في كلامه، ثم إذا أراد أن يرد لخص كلام الشخص الآخر؛ حتى يتأكد أنه فهم كلامه بشكل صحيح ثم يكر عليه بالرد. وهكذا.
3.ومن صفاته الإتقان: (إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه) ولذلك تتأخر كتبه في الطبع؛ لأنه يريد أن يدقق ويراجع بنفسه، وكان لا يعتمد على الآخرين لمراجعات، ويدقق حتى في علامات الترقيم: الفاصلة، والنقطة، والسهم، والقوس، حتى نوعية الأقواس وهكذا.
وفي ذات مرة أتوا له بجهاز الحاسوب وقالوا: هذا يأتي بالأحاديث وبالرجال، ولم يكن الشيخ عنده اقتناع بهذا، فقال لمن معه: ابحث لي في هذا الجهاز عمن قال فيه ابن حبان: [لا أعرفه ولا أعرف أباه] فكتب أحد الناس في الحاسوب العبارة، فخرجت مجموعة فقال الشيخ: لحظة وأخرج دفتره؛ لأن مثل هذه القواعد يكتبها، وكان الشيخ قد أحصى كل من قال فيه ابن حبان: لا أعرفه ولا أعرف أباه، فقال يوجد خطأ، فإنه توجد مخالفة اثنين بين أوراقي والحاسوب قال: فنظرنا فبحثنا، فوجد أنه قد فاته واحداً فعلاً، وأن الحاسوب أخطأ في الثاني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/345)
4. واسع الأفق مطلعاً على الكتب؛ حتى التي تسمى فكرية، أو التي تسمى كتباً عصرية ونحو ذلك؛ ومن الكتب التي قرأها مع أنه هو العالم السلفي صاحب الحديث المحدث الكبير/ منهاج الأسد في الحكم- لمحمد أسد- وبعض كتب المودودي، وكتاب: / المعالم لسيد قطب، يقول الشيخ محمد عيد عباسي: [قرأناه في حلقات خاصة مع الشيخ الألباني] وقال الألباني عن الكتاب: [هذا يمثل دعوة السلف بأسلوب عصري] ولعله قال هذاعندما قرأ فصل: [جيل قرآني فريد] وهذا يشهد على عدم تعصبه وعلى إنصافه وأنه إذا رأى حقاً مع أحد حتى لو لم يكن من المنتسبين للعلم يقر به. وناقش الشيخ -رحمه الله- بعض أخطاء صاحب الظلال -رحمه الله- وبين مزاياه، وهذا عين الإنصاف، فإن في الظلال أخطاءً كما يوجد في تفسير: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) (الاخلاص:1). وفي غيرها. فكان صريحاً يتكلم، ولكنهعندما يرى كلاماً طيباً كان يثني عليه ويقبله وهذه شهادته فيه.
5. التراجع عن الخطأ؛ ومن الأمثلة على ذلك ما قاله في أحد كتب: [وقعت لفظة [صبرة] وهي بالمسند: [صبرة] وهو خطأ مطبعي كنت نقلته هكذا مع الحديث في كتاب/ صفة الصلاة فضل السجود، وقيدته في الحاشية بالضم [صُبرة] وفسرته: بالكومة، وهذا والله منتهى الغفلة] يقول هذا الكلام في كتاب ينشر على الملأ! ثم يقول: [لأن هذا المعنى لا صلة له بسياق الحديث كما هو ظاهر، ولا غرابة في ذلك؛ لأنه يؤكد أنني ألبانيٌ حقاً، وقد استمر هذا الخطأ في كل طبعات الكتاب، فالمرجو تصحيح هذا الخطأ في هذا الكتاب من كل من عنده نسخة]، ويقول: [ويعود الفضل في تنبيهي إلى هذا الخطأ- بعد الله - إلى فضيلة الشيخ/ بكر بن عبد الله أبو زيد في خطاب تفضل بإرساله إلي في تاريخ كذا جزاه الله تعالى خيراً!]. ثم طبع الكتاب طبعة جديدة في عمّان، وصحح الخطأ المذكور والحمد لله. ويقول في موضع آخر في السلسة الضعيفة: [هذا ما وصل إليه علمي وفوق كل ذي علمٍ عليم، فمن كان عنده شيء نستفيده منه قدمه إلينا إن شاء الله وجزاه الله خيراً].
6.ومن صفاته: أنه يعترف لأهل الفضل بالفضل كما رأينا. ولا شك أن هذا يعتبر من أعظم الصفات الأخلاقية للشيخ -رحمه الله-.
7. أنه كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولو على الأكل. فكان يقول مثلاً: كل بيمينك يا فلان! افعل كذا يا فلان! لا تفعل كذا، ففي ذات مرة جاءه رجلان وجيهان كبيران، فجعل أحدهم يأكل الرز بالخمسة، فسأل الرجلالثاني الشيخ ناصر فقال: [يا شيخ الأكل بالملعقة أقرب إلى السنة أم الأكل باليد؟] فقال: [أولاً أخبرني عن هذه المهزلة التي يفعلها صاحبك، يجعل ساقية من الرز بينه وبين الصحن!!] فكان عنده قوة، ولم يكن ليداهن, وما كان يعرف اللف والدوران، والمجاملات.
8. الدقة، والتنظيم، والترتيب: فقد كان عنده حبل في مكتبته يعلق عليه السلسلة الصحيحة والضعيفة؛ لأنه يستخدمها كثيراً، ومن أحب كتبه إليه كتاب/ صحيح الجامع فكان يعدل فيه دائماً، ويكتب وينقل منه من الحديث الصحيح إلى الحديث الضعيف، وهكذا .. فهو يعتبر فهرس لكتبه. فامتاز بالدقة البالغة والتي كانت من أسباب نجاحه، من دقته المحافظة على المواعيد فإذا قال: الساعة الثامنة الموعد فلا زيادة ولا نقصان كما هو حال بعض الناس! يقول: الساعة الثامنة وإذا تأخر عن ذلك قليلاً فإنه لا يتحمل إخلاف الوعد!.وكان -رحمه الله تعالى- في الفترة الأخيرة غير متمكن من التدريس لظروف، ولم يكن له طلابٌ مشهورون في هذه الفترة، للأخذ عنه، والتلقي عنه بشكل واضح.
علاقته بالعلماء:
حج الألباني في عام 1373هـ، وكان قبلها في عام 61ميلادي تأسيس الجامعة الإسلامية فاستدعي لتدريس مادة الحديث فيها؛ لنبوغه في ذلك العلم.
وكان يتباحث مع العلماء. وكان بينه وبين الشيخ ابن باز -رحمة الله عليهما- أخوة عظيمة، ومن ضمن الأمور التي سأل الألباني فيها ابن باز مسألة: الأموال الربوية المودعة على الأرصدة في البنوك ماذا يفعل بها؟ فكتب الشيخ ناصر للشيخ ابن باز رسالة يقول: [إنني توصلت إلى أن هذه الأموال تنفق في وجوه الخير، غير الطعام والشراب واللباس، وتعطى للفقراء- فمثلاً قيمة محروقات، وقيمة بنزين، وقيمة حطب، أو مثلاً إصلاح حمامات، وطرق، وطبع كتب، فيسأله عن رأيه في هذا الاجتهاد - فكتب له الشيخ ابن باز موافقاً له على رأيه، قال: فطبعنا ببعض الأموال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/346)
الربوية التي جاءتنا كتباً في دعوة السلف ونشرناها].
وكان الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- يحيل على الألباني بعض المسائل فلما طبع أحد مشايخ الباكستان المتعصبين المتحاملين على الإمام أحمد–رحمه الله- كتاباً يطعن في مسند الإمام أحمد ويقول: [إن القطيعي أضاف عليه أحاديث وليست من المسند] أي يشكك في أحاديث المسند، فحوّل الشيخ بن باز هذا إلى الألباني ليبحثه، فاستعرض الشيخ الألباني أحاديث مسند أحمد وعددها يزيد على خمسة وعشرين ألف حديثاً فتتبعها حديثاً حديثاً؛ ليتبين هل فيها شيء من روايات القطيعي، ثم كتب كتابه/ الدفاع الأحمد عن مسند الإمام أحمد، ولا زال الكتاب مخطوطاً. وكان بينه وبين الشيخ بن باز مشاورات، وبينهما صداقة أربعين سنة لم تتخللها شحناء، ولا بغضاء.
وكان الألباني يتمنى أن يكتب كتاباً مشتركاً مع ابن باز في مسألة: وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع، فكان يقول: [أريد أن يكون هذا الكتاب نبراساً، ومثلاً يحتذى لطلبة العلم عندما يرون نقاش العلماء مع بعضهم].
وقال: [لنقدم للناس ولطلبة العلم نماذج عملية في أدب العلماء مع بعضهم، وإذا كنا نريد أن نربي الناس فلا بد أن يكون ذلك بالشيء العملي]. ولما كان الألباني في المجلس الأعلى للجامعة الإٍسلامية بالمدينة، ودرسوا مسألة وكان الشيخ ابن بازوالشيخ الشنقيطي موجودين، فاجتمع ثلاثة أقطاب في العلم في الجامعة، ولم يمر على الجامعة وقت مثل وقت اجتماع هؤلاء العلماء، وكانت أيام ما شهدناها، ولكن يتمنى الإنسان لو شهد تلك الأيام، فلقد اجتمع في الجامعة الإسلامية في ذلك الوقت من صفوة العلماء وخيرتهم مالم يجتمع من قبل، وكان منهم الشيخ/ محمد أمين المصري -رحمه الله – وهو من الأفذاذ الجهابذة المعتنين بالحديث وعلومه، والذي طبق منهج الألباني في دراسة الأسانيد عملياً على طلاب الدراسات العليا، والطريقة الشجرية في الأسانيد، وكان يعترف للألباني بالعلم، ويقول: [أنت أولى مني بهذا المنصب]، ولكن الشيخ لم يقدّر له الاستمرار في الجامعة.
وكانت من ضمن المسائل التي حدثت مثلاً: لو أن أحداً من مدرسي الجامعة الإٍسلامية أو من أهل المدينة ذهب إلى الخارج للدعوة فمات في الخارج، فهل يدفن هناك أم يعاد إلى المدينة؟ فكان رأي الشيخ الألباني أنه يدفن حيث مات، ووافقه الشيخ/ ابن با ز، وخالفهما / الغزالي، والقرضاوي، فقالا: [يعاد للبلد أونحو ذلك].
وبعد المناقشة بسنة تقريباً أُرسل الألباني -رحمه الله- إلى المغرب وبريطانيا والنمسا للدعوة، من قبل الجامعة الإسلامية، وذهب الشيخ محمد أمين المصري لتصوير مخطوطات إسلامية في أوروبا، وحدث الحادث العجيب!! فمن عناية الله –تعالى- وتقديره، ولعلها كرامة من كرامات الشيخ/ محمد أمين المصري -رحمة الله عليه- أن مرض فنقل للعلاج في المستشفىفي أوروبا، وتوافق وجود الشيخ الألباني قريباً من ذلك المكان، ثم توفي الشيخ محمد أمين المصري في المستشفى وحضره الشيخ الألباني، وغسّله، وكفّنه، فكان الذي تولى تغسيله صاحب/ كتاب المسؤولية، والمجتمع الإسلامي، ونظرات في سورة الأنفال، وأحكام الجنائز، وغير ذلك من الكتب النافعة، فهو أعلم الناس بالسنة في هذا الأمر.
ثم اتصل الألباني لكي يسأل عن مقبرة قريبة يوارى فيها الشيخ /محمد أمين المصري فقالوا: أقرب مقبرة للمسلمين تبعد خمس أو ست ساعات بالسيارة؛ فاتصل بالجامعة الإسلامية فقالوا: [أرسلو تذكرة لنقل الشيخ محمد أمين المصري إلى المدينة ليدفن فيها] , فقال بعضهم: [أنت تخالف فتواك، تقول: يدفن حيث يموت، ثم تقول: انقلوه، فقال: ما وجدنا مقبرة، فإذا كان نقله إلى المدينة يتم في ثلاث ساعات أو أربع، فنحن نحتاج إلى نقله إلى المقبرة خمس أو ست ساعات بالسيارة, فهذه الرحلة نقطعها إلى بلد إسلامية في نصفها، فإنني قلت ذلك: اضطراراً وليس اختياراً].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/347)
والشيخ محمد أمين المصري بينه وبين الشيخ محمد الألباني صحبة قديمة، وكان يدرس عنده ويحضر دروسه في دمشق؛ ولما ألف كتاب/ جلباب المرأة المسلمة كان أول من لبس الجلباب في مدينة دمشق كما بين الشيخ الألباني في كتابه هي زوجة الشيخ محمد أمين المصري، يقول الشيخ محمد عيد العباسي: [أول امرأة لبست الجلباب الشرعي في مدينة دمشق، وكان الحجاب عند نسائها البالطو إلى الركبة، والباقي جوارب!! امرأة الشيخ محمد أمين المصري] ولعلها سنةً حسنة سنها الشيخ فله ولزوجها ولها أجر ذلك في كل من تبعها.
وبالمناسبة فإن الشيخ محمد أمين المصري، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني عدلاء، فإنهما تزوجا أختين. وكان الشيخ الألباني -رحمه الله- يتنقل في البلدان.
رجوعه إلى أقوال الأئمة:
أدرك الشيخ وهو يدعو إلى الكتاب والسنة، وإلى اتباع الدليل، ولو بعد مرحلة متأخرة، منذ عشرين سنة، أن بعض الشباب في مسالة العودة إلى الكتاب والسنة بدؤوا يخطّئون الأئمة بلا علم ويقولون: [الأئمة رجال ونحن رجال فمثل ما يفهم أبو حنيفة والشافعي نحن نفهم كذلك! فعندهم الأحاديث، وعندنا الأحاديث].
ولقد بدأ الشيخ تعلمه ودعوته في وسط مجتمع متعصب مذهبياً؛ ولذلك انتقل إلى الناحية الأخرى؛ لأن الإنكار في هذا الوسط يحتاج إلى قوة دفع، ثم بعد فترة من الزمن أراد أن يعدل مرة أخرى؛ لأنه لاحظ أن بعض الطلاب الذين يدعون الانتساب إليه قد صاروا يفتون، ويتكلمون بطريقة فوضوية جداً، لا ضوابط ولا أصول فقه، ولا رجوع إلى شروح العلماء؛ ولذلك صار عندهم خلط عجيب، وهذه من القضايا التي ينبغي أن يدقق فيها، وقد تتلمذ بعضهم على كتب الشيخ فأساءوا في كثير من الأمور، وقد أدرك الشيخ ذلك؛ ولذلك كان يقول: [قمنا بجانب كبير من التصفية، ونحن نحتاج إلى التربية ولكن ما عندنا طاقات أو إخوان يكفون للتربية]. وقال: [الله خلقني للعلم ولم أتفرغ للتربية].
وكان يقول في بعض الأحيان: [التقليد خير من التفلت من القيود].
وبعض الشباب لما يقال له: اترك التقليد الأعمى ونبذ التعصب المذهبي يفهم أن المقصود أن يضرب المذاهب كلها عرض الحائط، ولا يريد حنابلة، ولا شافعية، ولا حنفية، وليس المقصود ذلك.
وربما قال بعضهم: نحن نأخذ الحديث من البخاري ومسلم والترمذي وأحمد فنحفظها ثم نشتغل ونعمل بها، وهذه فوضى عارمة حقيقة!!.
لقد أساء مثل هؤلاء إلى دعوة الشيخ الألباني؛ لأنهم قدموا نماذج مشوهة عن الشيخ، والشيخ لم يرد هذه الفوضى، ولكن هؤلاء الذين دخلوا عرضاً بدون أساس، ولم يدرسوا عند العلماء، ولم يتأدبوا بآداب العلماء.
فما الفائدة أن تدرس مصطلح الحديث وتحقق وتخرج أسانيد، ثم تهجم على الأحاديث وتريد أن تفهم منها؛ دون أن يكون عندك أصول فقه؟! لتفهم الناسخ من المنسوخ، فقد يكون هذا الحديث منسوخاً، وقد يكون شاذاً؛ فهذه مصيبة، وكارثة كبيرة حصلت! انتبه لها الشيخ فيما بعد وبدأ يقول عبارات مثل: [لا ينفك الإنسان عن تقليد]؛ حتى العلماء الكبار قد يضطرون في مسألة إلى تقليد غيرهم.
وإذا أردت أن تدرس المذهب، فادرس المذهب، ثم إذا وجدت الحق خارج المذهب فخالفه، وأن من أمثل المذاهب في دراستها فقه الشافعية، وكان له كلام في هذا.
فلم يكن يريد انفلات الضوابط وأن يصل صغار الطلاب إلى الاجتهاد؛ كما فعل بعضهم وقصدوا إلى الاجتهاد، وأساءوا الفهم، فلا بد من الانضباط بكلام العلماء والدراسة والتلقي عليهم قدر الإمكان، ولم يكن الشيخ في البداية يركز على قضية الضوابط لمعيشته كما قلنا في مجتمع متعصب. ولقد نشأ بعض الناس عندهم عجب وغرور، وأن باستطاعتهم أن يستنبطوا ويجتهدوا، فكانت كارثة على عددٍ منهم، وكان الشيخ –رحمه الله- كما قلنا لا يدرس فقط مصطلح!! وإنما كان يدرس العقيدة , ومن الكتب التي درسها لطلابه كتاب /فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن - رحمه الله-.
بعض طلابه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/348)
كان من الذين أيضاً عايشهم الشيخ من طلابه في مدينة حلب وينزل عندهم الشيخ/ ناصر السرمانين، وهذا الرجل ما زال حياً ولكنه متقدم في السن، وسيرته فيها عبرة، فإنه كان سباكاً، ولكن الله هداه– تعالى- إلى اتباع منهج السلف، فدرس على الشيخ الألباني في حلب، وسافر إليه، وتخرج من عنده، وكان من المضحين، وله بيت صغير وضع جزءاً منه مكتبة ومكاناً للحلقة، وكان يبيع الخضار على دابة، وهي تمشي في الشارع، ويمسك الكتاب ويقرأ فيه، ثم صار من كبار طلبة العلم.
وممن تتلمذ أيضاً على يد الشيخ الألباني الشيخ: نافع الشامي شيخ ابنه الذي اقتنع بدعوة السلف، وكان له موقف عظيم في التجرد للحق, فإنه كان يعلّم الناس أشياء كثيرة قبل أن يهتدي إلى طريقة السلف، فلما هداه الله إليها صعد المنبر، وقال للناس: [كل ما علمتكم إياه يجب أن تراجعوني فيه؛ لأني تخليت عنه].
ومن كبار تلاميذه/ محمود مهدي الاستنبولي -رحمه الله- ثم صار بعد ذلك من كبار تلاميذ الشيخ/ عبدالرحمن الباني المقيم في الرياض.
ومن طلابه عبدالرحمن النحلاوي، وزهير الشاوش، وراتب النفاخ، وراتب الحموش، وغيرهم.
أقسام طلابه:
كان له صفوة من تلاميذه يذهبون معه في أسفاره، ويمكن أن يقسم تلاميذ الشيخ الألباني إلى ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: من لازموه علماً وعملاً ودعوة، وهؤلاء لا يزيدون على عشرة، والذين اشتهروا بالعلم، ومنهم/ محمد نسيب الرفاعي -رحمه الله- ومحمد عيد العباسي، وخير الدين واني، صاحب كتاب/ إصلاح المساجد من البدع والعقائد، فكان لهم درس خاص مع الشيخ يقرؤون فيه الطحاوية، ومصطلح الحديث، وكان يخرج معهم في مخيم للقراءة، ويعقد لهم درساً خاصاً فيه تفاصيل عقدية.
الطبقة الثانية: حضروا دروسه بكثرة، وتأثروا بمنهجه، وصاروا دعاة، ولكن ليسوا من أهل العلم الأقوياء.
الطبقة الثالثة: حضروا بعض لقاءاته، وتأثروا بكتبه، وساروا على نهجه في التحقيق، ولكنهم لم يقرؤوا عليه كتباً، ولم يحضروا دروسه في الولاء والبراء، ولم يتربوا على يديه، وهؤلاء فيهم دخن، و مصائب ومشكلات، وفي مثل هؤلاء كان الشيخ يقول: [علمنا وما ربينا].
منن يعترف بها الألباني لأبيه:
يقول: [لأبي عليّ منن، ومن أهمها اثنتان:الهجرة بي إلى دمشق، فخلّصني من جو ألبانيا الشيوعي، ولو قضيت هناك وأنا صغير العمر لما دريت ماذا كان يحدث].
والثانية: أنه علمه صنعة الساعات تكفيه قوت يومه.
بعض مهاراته:
إضافة إلى أنه كان عالم زمانه في علم الحديث إلا أنه كانت له مهارات أخرى منها:
1 - النجارة: وقد سبق الحديث عنها.
2 - قيادة السيارة: فهوفي قيادتهامن أمهر السائقين، وعنده سرعة مع إتقان.
3 - إصلاح السيارات: ولذلك لما تعطلت السيارة بهم عدة مرات في أسفار دعوية كان يصلحها بنفسه؛ كما حصل في أحدى الأسفار.
4 - السباكة والكهرباء: كان له نظرات حتى في الأشياء الدنيوية مثل السباكة والكهرباء، ولا يقبل التصليح بدون أن يعرف الخلل؛ بل إذا اشترى شيئاً يستفسر من صاحبه؛ يقول الشيخ عدنان وهو من تلاميذه: [وقفت معه مرة يشتري راديو فيسأل كم الموجات؟ وكم قوتها؟ وكم تستمر البطارية؟ وكم كذا؟ وأين صنع؟ فقلت له يا شيخ! كل هذا التدقيق على الراديو، قال: أتظن أننا لا ندقق إلا في علم الحديث، إن الدقة في كل الأشياء، ولسنا نرفض التقليد فقط في الدين، وإننا حتى في هذه الأشياء لا نقلد].
5 - معرفته بالنجوم:
لقد استنتج الشيخ أن التقويم الموجود في بعض البلدان مخطئ في تحديد وقت صلاة الفجر؛ فإنه خرج عدد مرات خارج البلد وقت زوال القمر؛ ليطّلع على نور الفجر، وتوقيت صلاة الفجر ووصل إلى قناعة بأن بعض المؤذنين يؤذنون قبل وقت الفجر، كما هو في عمان.
وهذه مسألة خطيرة يترتب عليها صحة صلاة الفجر، وصحة صيام الناس، فلم يكن يقلد حتى الفلكيين، وإنما ينظر بنفسه.
مناظراته:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/349)
كانت له مناظرات جميلة، فإنه لا يعرف أحد ناظر مثله في هذا الزمان إطلاقاً، ولو قلنا أن المناظرات ختمت بالألباني لما كان بعيداً، ففي ذات مرة جاء إلى مكان الدرس في بيت الشيخ / ناصر الترمانيني في حلب رجل صوفي يقول: [أنتم تسبون الصوفية، وأنا من أهل الله، وأعطيكم البرهان، وإذا كنتم من أهل الحق افعلوا مثلي، أنا سأدخل السكين، من الجانب الأيمن، وأخرجه من الجانب الأيسر، ولا ينزل مني قطرة دم واحدة] فقال له الشيخ الألباني: [لا نريد سكيناً ولكن نريد دبوساً ندخله نحن في وجنتك ثم نخرجه من الجهة الثانية!!] فقال: [لا بل بيدي] فقال الشيخ: [لا، أنت من أهل الله، ولا تفرق بأي الأيدي أدخلناه!] فرفض وانهزم وخزي وانصرف، ثمقال له الألباني وهو ذاهب: [قل لشيخك -الصوفي- السلفي لا يمكن أن تضحك عليه].
فهذه الطريقة الرفاعية، إما أن تكون خدعة، وإما أن تكون بتعاون الشياطين معهم، وهذا كثير جداً، وإما أنهم يتمرنون على أشياء أو يدخلونها في أماكن معينة، فمهما كان أهل الضلال فإنهم على شفا جرف هار، فلو رأيت الساحر يمشي على الماء أو يطير في الهواء فهو ساحر وضال فلا يمكن أن نصدق أنه من أولياء الله!!.
وناقش الصوفية، ومتعصبة المذاهب، والمعتزلة، ومدعي النبوة، والقاديانية, والنقاشات العلمية العادية.
ولما ناقش من المبتدعة من تلاميذ حسن السقاف، وهو-أي السقاف- من كبار الدعاة إلى الضلالة في هذا العصر، وهو عند أهل البدعة مقدّر جداً، فأرسل أحد تلاميذه لمناقشة الألباني فقال له الشيخ ناصر: [ما هي مصادر التشريع في الإسلام؟ قال: أربعة قال: ما هي؟ قال: الكتاب، والسنة، والإجماع والقياس، قال: هذه في كل شيء من الدين أو تختلف، قال: في كل شيء في الدين، قال: حتى في العقيدة؟! قال: حتى في العقيدة! قال: انتبه يا بني آدم! حتى في العقيدة، قال: حتى في العقيدة، فقال الشيخ: في العقيدة الكتاب والسنة والإجماع فهمنا، ولكن القياس! كيف تقيس العقيدة، والعقيدة لا مدخل لها في القياس؛ لأن هذا من علم الغيب؟ فبهت].
ولما ناقشه قال له الشيخ: [أين الله؟ فلف ودار، و هولا يريد أن يقول في السماء، فقال الشيخ: لماذا لا تقول كما قالت الجارية لما سألها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أين الله؟ قالت: في السماء)) قال: لا يا شيخ! أنا لا أريد أن أقول بحديث الجارية، يعني هذا حديث نص في المسألة، واستشهد الشيخ في النقاش ببيت شعر:
غيري جنى وأنا المعذب فيـ
كم فكأنني سبابة المتندمِ
فأعجب بها ذلك المبتدع أيما إعجاباً، ودخلت عقله وقال: يا شيخ لحظة! أملها عليّ حتى أكتبها، فقال الشيخ: ما استفدت من هذا النقاش كله إلا هذا البيت، ثم بدأ الشيخ ينتقل من نقطة إلى أخرىفي النقاش، وإذا بالرجل بدأ يراوغ ويعود؛ مع أنه سلم بأشياء، قال: اكتب هنا مثال جميل: [عادت حليمة إلى عادتها القديمة!!].
وناقش الشيخ أحد مدعي النبوة، وهذا رجل يمكن أن يكون عنده انفصام في الشخصية في النقاش يقول ذلك الرجل بالصوت المرتفع، وبعصبية!! فقال له الشيخ: [هون عليك النبي -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين: (كان هيناً ليناً تأخذه الأمة) وأنت نبي معصّب! ثم سأله هل أنت عالم بعلم الحديث؟! فسكت، فقال: أعيد عليك السؤال؟! هل أنت عالم بعلم الحديث؟ قال: لا، قال: فكيف تعرف الحديث الصحيح من الضعيف، قال: بالعلم الذي يأتيني من الله، فقال الشيخ: قوموا يا جماعة ما دام النقاش بهذا الشكل فلا يمكن أن يكون هذا نقاش!!.
وناقش القاديانية في الخمسينيات، وكانت الردود مكتوبة من الطرفين، ولا زال رده على القاديانية مخطوطاً.
وسمع الألباني مرة أن رجلاً يحضر الأرواح فذهب الشيخ إليهولما دخل عليه تلخبط الرجل فقال الألباني: [أريدك أن تحضّر لي روح؟ قال: من تريد؟ قال: أريد روح البخاري، فإنني كتبت أسئلة، وأريد أن أسأل البخاري!!، قال: وماذا تريد من البخاري؟! قال: عندي أسئلة أريد أسألها البخاري، فقال هذا المشعوذ الدجال: اليوم انتهت الأرواح التيحضّرناها! تعال يوم الاثنين! ذهب الشيخ يوم الاثنين، فما وجد الرجل، وليس فقط أغلق المحل؛ بل أنه نقله إلى مكان آخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/350)
ومن مناقشاته التي حصلت أنه جاءه مرة أناس من الذين اشتغلوا بالتكفير، فقال للألباني: [أنتم مبتدعة، تقولون: الكفر كفران، ما وجدنا هذا في الكتاب ولا في السنة، فالكفر كفر واحد والظلم ظلم واحد، فينبني عليه تكفير أي واحد حلف بغير الله، فقال الشيخ: تقول أنت الظلم واحد؟! قال: نعم، قال: تثبت على هذا، قال: نعم، قال: يا فلان هات المعجم المفهرس لألفاظ الحديث، ففتحه! اقرأ يا فلان! فقرأ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ... ) فقال الشيخ: تعرف هذا ماذا يكون على كلامك [اللهم إني كفرت كفراً كبيراً وأشركت شركاً كبيراً فاغفر لي ذنبي]. فتراجع فوراً، والآخر عاند! فقال الشيخ من يومها: [هذا لا خير فيه] ثم مرت الأيام فصار زنديقاً شيوعياً.
وتناظر مرة مع الشيخ عبد العزيز بن باز في مسألة وجوب التمتع في الحج، وكان الشيخ ابن باز موجوداً، ولما جاءت مسألة هل التمتع واجب، قال الشيخ ابن باز - رحمه الله-: هل الشيخ ناصر موجود في المجلس؟! لأن الشيخ أعمى فقالوا: موجود فضحك وتكلم الشيخ ابن باز في استحباب التمتع وليس في وجوبه، ثم تكلم الشيخ الألباني في وجوب التمتع وسكتا، فما كان في مهاترات إطلاقاً.
الألباني يثني على خمسة:
كان يثني على خمسة: ابن باز أولهم وأنه لم ير مثله في العلم. وتقي الدين الهلالي، وصفي الدين المباركفوري شارح المشكاة، وبديع الدين السندي، ولعل الآخر الشنقيطي، وكان الألباني يمتدح الشنقيطي في إخلاصه ودينه، ويقول: [كأني أرى ابن تيمية في استحضاره].
ابن باز يشبه أبو بكر والألباني يشبه عمر:
ولو جمعنا تسامح ابن باز في الخلاف بحزم الألباني وصرامته في القضايا، لنشأ مزيج عجيب؛ لأن الشيخ ابن باز - رحمه الله- كان كثيراً ما يقول: [المسألة فيها سعة]، والشيخ الألباني عنده حدة وشدة، ولو أن الشيخ الألباني أخذ بشيء من السماحة في الرأي المخالف، واتسع عنده الخلاف المعتبر؛ للاقى قبولاً أعظم وأكثر.
وإذا كان للشيخ - رحمه الله- شيء من الحدة، فيجب أن لا يتأثر بها سلبياً من يقرأ له، فإن بعض الشباب يقرؤون للألباني ويأخذون شيئاً من حدته، وليس عندهم علم بالشيخ؛ بل يأخذون عبارات لا تليق بهم، فالشيخ الألباني بعد عشرات السنين في العلم يقول مثلاً: [فاظفر بهذا البحث فلعلك لا تجده في غير هذا الموضع]، فيأتي واحد في العشرينات من عمره فيكتب: [فاظفر بهذا البحث لعلك لا تجد في غير هذا الموضع]، فهذا هراء وسخافة، ومع الأسف الشديد تأثر بعضهم تأثراً سيئاً عكس ما كان يريد الشيخ تماماً.
وقد يشبّه بعض طلبة العلم الشيخين، فيقول: [الشيخ / ابن باز في سيرته أقرب لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، والشيخ/ الألباني في سيرته وطريقته أقرب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأبو بكر الصديق رضي الله عنه كان في السماحة آية، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان في الشدة في أمر الله آية].
وامتاز الألباني بأنه كان صريحاً واضحاً، وإذا عرف الحق يطبق على نفسه، وعلى أهله، وعلى الجميع، وإذا كان واسع الصدر في الأشياء العلمية فإنه ربما يكون ضيقاً مع أخطاء الناس.
والشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله- تميز في المقابل بأنه كان واسع الصدر جداً في أخطاء الناس، ولكنه لا يحب الجدال العلمي، والشيخ الألباني قد يناقش ثلاث ساعات في المجلس مسألة واحدة، الشيخ عبد العزيز كان يقول كلامه ويسكت، فلعل الشيخ عبد العزيز أقرب إلى عصر الصحابة، والشيخ الألباني أقرب إلى عصر الإمام البخاري والإمام أحمد لما كثرت النقاشات ومجادلة أهل البدع، فالبيئة لها دور في طبائع الشعوب، فاحتكاك الألباني مع أهل البدعة وما حصل من النقاشات كان له دور كذلك.
وهذان الرجلان لهما آثارهما في العالم الإسلامي بل كل العالم، يقول أحد الدعاة: [ذهبت إلى سياتل آخر مدينة في أمريكا على الساحل؛ لأرى أثر بن باز عملياً في إنشاء مركز الدعوة، وكفالة الدعاة، وطلبة علم، وأرى آثاراً علمية للألباني بكتبه الموجودة هناك، وذهبت إلى الصين فرأيت الشيء نفسه، وفي الحقيقة أن هذين الرجلين قد قيضهما الله -عز وجل- لتجديد الدين في هذا الزمان فردا الناس إلى السنة، وأيقظا في الناس اتباع الدليل الصحيح، والعقيدة الصحيحة.
متفرقات من حياته:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/351)
كان الشيخ –رحمهالله- بعد الغداء إذا أصاب الخمول من حضر عنده يقوم إلى الطاولة مباشرة، ويقول له طلابه: أما تعبت أما أصابك نعاس؟! فيقول: لا.
وكان يصلي الفجر بوضوء العشاء أحياناً، ومعدل نومه اليومي أربع ساعات، وإذا زاد عن الحد إلى ست ساعات، ولذلك الرجل أنتج؛ لأنه كان لا يقضي وقتاً طويلاً في النوم، ولا في الأكل، ولا في الذهاب والإياب؛ وإنما كان محافظاً على وقته، وإذا اتصل عليه أحد أو جاءه شخص يقول له: معك خمس دقائق، معك عشر دقائق، والزيارة نصف ساعة من باب المحافظة على وقته.
أصابه شدة في أول أمره وتحمل, يقول: [مرة دعا أحد طلابه إلى وليمة، وقال: لا تقل أني تكلفت لك، والله لقد مضى علي أيام ما كان عندي إلا قنيصين -العملة في ذلك الوقت- أشتري بفرنك خبزة، وبفرنك مرق الجبن، فما يستطيع أن يشتري جبنا، فيغمس الخبز بمرق الجبن ثم يأكل، هذا الحدث حصل في عام 1952م تقريباً.
وكان للشيخ صدقات، وهذه المسألة لا يعرفها أحد، ولكنه كان يقضي بعض ديون تلاميذه، ويرسل بالصدقات لبعض فقراء عمان.
وكان له من اللطائف والغرائب شيئاً كثيراً، فقدكان له مكتب وعلى النافذة يوجد مثل البوري، والزحليقة، أوالزحليطة يضع فيها بقايا الطعام فيتدحرج إلى الأسفل إلى طيور ودجاج كان يربيها، فيضع الطعام فينزل مع هذا البوري إلى الطيور والدجاج ليأكله.
ومرة دعوت الشيخ إلى بيتي فأتىأحد الإخوان بطبق فيه نوع من الطعام فأخذه الشيخ وقال: [هذا يدخل الجوف بلا خوف] وهذا من مداعباته على الطعام.
تواضعه:
كان يركب سيارة موديل ثمانية وثلاثين ميلادي ويطوف في الدعوة، وإذا تعطلت بهيصلحها ويمشي.
وكان مقاوماً للترف، وقد وضع له طعام مرة عدة أصناف، فقال لمن معه: [ارفع واترك نوعاً واحداً فقط -، أي تأخذون من هذا قليلاً، ومن هذا قليلاً، هذا لعب بالنعمة! - ننتهي منه ثم نأتي بالآخر.
ومن تواضعه –رحمه الله- أنه مرة زار تلميذاً في الدراسة الثانوية، فمن الهيبة والد التلميذ ذهب واستدعى الولد من الثانوية إلى البيت، وقال عندنا ضيوف، وقال رأيت شيخين أبيضين أو ثلاثة/ محمد نسيب الرفاعي، والألباني، فقال الألباني للأب: [هل تسمح أن يكون بيتك مكاناً للطلب، وللدرس، قال فقفز الابن فقال: لا مانع، فقال الشيخ الألباني: تأدب واسأل أباك، فقلت: أبي لا يمانع، فقال: تأدب واسأل أباك؛ حتى جاءت الموافقة من الأب، ويقول التلميذ: من تواضع الشيخ أنه زارني في البيت يطلبني وأنا طالب ثانوي، وهو شيخ كبير.
وفاته ودفنه:
لما أعياه التعب، ودب إليه المرض نصحه الأطباء بالراحة، ولكنه لم يكن يغفل: (منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب دنيا) صححه الألباني في صحيح الجامع.
أخبرني ابنه عبد اللطيف وكان ملازماً لوالده، قال: [جعل أبي المكتبة وقفاً على الجامعة الإسلامية، وأوصى بأن يسرع في الدفن، وعدم انتظار الناس، وأن يقبر في أقرب مقبرة؛ لئلا يضطروا إلى حمله بالسيارة وإنما يحملونه على الأكتاف؛ لأنه يرى هذه هي السنة، وقبل ساعة من وفاته، كان مستيقظاً، ومن العجائب أنه كان في النوم يقول: هاتوا كتاب العلل، هاتوا كتاب كذا، هاتوا الجرح والتعديل. ومرة قال أثناء النوم وهو يحرك يده كهيئة الساجد، وقال: هاتوا سنن أبي داوود تحل المشكلة، وقال لي مرة ولده: مباشرة أثناء النوم فجأة تكلم، فقال: هات كتاب الترغيب والترهيب المجلد الأول، فأتيته، فقال: افتح, ففتحت، عد واحد، اثنين، ثلاث أحاديث، هذه في الطول تقريباً سواء، قلت له: لا يوجد فيها حديث طويل، قال: واصل القراءة حديث قلت: هذا الحديث السابق طويل، قال: يكفي، من رواه؟! قلت: جابر، فقال: خلاص أعد الكتاب! وهو نائم، ويقول: مرة كان تكلم وهو نائم فاقتربت منه لأسمع كلامه، ففتح عينيه فجأة، وقال: تتجسس عليّ، وضحك.
كان يجمع الصلاة في آخر شهرين أو ثلاثة من عمره، وقال: كنا نرحمه؛ لأنه يسهر الليل بالتأليف والتحقيق، فأذهب للنوم الساعة الحادية عشر ليلاً، ثم استيقظ الساعة الواحدة فأجده قد استيقظ، ثم يقوم إلى الطاولة وإلى الفجر لا ينام، ثم ينام ساعتين في النهار، فمعنى ذلك أنه ينام أربع إلى ست ساعات ويشتغل عشرين ساعة، أو ثمانية عشر ساعة، فهذا عمله.
قال: وأقول لك بشكل خاصإننا قد لاحظنا أثر الجلوس الطويل عليه على ظهره أثناء تغسيله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/352)
دُفن الشيخ -رحمه الله- وكان رجلاً قد رأى رؤيا في المنام أن الألباني على درج طويل يلقى إلى قصر طويل، وحوله روضة خضراء، فقال: يا شيخ! هل تتعب في الصعود؟! قال: لا فإنني إذا بدأت فيه صعدت بدون كلفة، قال: فاتصلت على أحد تلامذة الشيخ في عمان، فقال: نحن الآن في المقبرة ندفن الألباني.
وأجريت له عملية قبل موته "بوهتنج" بسبب سرطان الأمعاء، فتحمل الشيخ حتى نزل وزنه إلى ثلاثين كيلو، مع أنه كان رجلاً جسيماً.
بعض ما رثي به:
رثي الشيخ مراث عديدة، ومن ذلكهذه القصيدة:
ما لي أراك تباهي الشمس إمعاناً
الموت يخفي وتزهو اليوم إعلاناً
سواك يطمسه موت وأنت به
ولدت مرتقباً عرفاً وتيجانا
كأنك الشمس أخفاها السحاب فما
ينفك إشعاعها ينداح ألوانا
كأنك النبع دف الماء يصدحه
حتى وإن حجبته الغاب أغصانا
كأنك الصبح مهما الليل غالبه
إلا وأيقظ أبصاراً وآذاناً
سواك ذكراه في مال وفي نسب
وصرت للسنة الغراء عنوانا
وعيت منها جبالاً من مراجعها
فكنت بحراً وكانت فيك حيتاناً
حررت رأيك من أغلال مذهبها
وللأئمة تعلي قدرهم شانا
محصت كل صحيح من شوائبها
كما تنقى من الشطآن ذهبانا
نخلتها فاستبانت في مواطنها
حسناً وسقماً وتصحيحاً ونكرانا
طرقت للحق شمساً في مطالعها
حتى غدا كل شرطٍ منك وجدانا
جددت للناس في نهر الحديث هوى
أودى القلوب فهل أحصيت قتلانا
أشهدتنا مثلاً للعبقري طوى
في كل عصرٍ من الإبداع ميدانا
قالوا وقالوا وما أعيت مقالتهم
فما عليك إذا وفيت إحسانا
وما على السيل إن صفت جوانبه
لكنه غادر المرباع ريانا
أهل الحديث على الأعصار جنتها
وكنت في عصرنا عدناً ورضواناً
هذا هو الدين يعلي شأن حامله
كانوا من الروم أو فرساً وألبانا
يا ناصر الدين قد صدقت نصرته
فما عليك إذا خلفت دنيانا
لولا الرجاء على الآلام يصحبني
لاغتالني اليأس من دهري بما كانا
الخاتمة:
ذهب الشيخ إلى ربه ونحن من بعده نستفيد من كتبه ومؤلفاته، ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والاستقامة والتوفيق، وحسن الخاتمة، وأن يجعلنا ممن يريد الحق ويتبعه، ونحن نذّكر أنفسنا بأننا لا نقلد المشايخ تقليداً أعمى، لا الألباني ولا غيره، وإنما نتبع الحق، وإذا رأينا شذوذاً في فتاواه أو في فتاوى غيره فلا نقبلها، وإنما هو يدلنا بكلام العلماء , ونستدل على الحق.
ولا شك أن سيرة الشيخ طويلة وعامرة بالأحداث ولكن أكتفي بهذا القدر.
وأسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا من أهل الحق العاملين به الداعين إلى سبيله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[ URL]http://knol.google.com/k/
محمد-صالح-المنجد/أحداث-مثيرة-من-حياة-الإمام-الألباني(136/353)
ما هي كتب العقيده التي تدرس الجامعات والمعاهد في بلاد الحرمين؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[24 - 12 - 10, 05:56 م]ـ
ما هي الكتب العقديه التي تدرس في مقررات بلاد الحرمين؟
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[24 - 12 - 10, 06:13 م]ـ
هل تستطيع أن تحدد جامعة أو معهد معين؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[24 - 12 - 10, 07:25 م]ـ
بارك الله فيك
سؤالي عام.
اريد اعرف الكتب العقديه التي تدرس.
ـ[رائد باجوري]ــــــــ[24 - 12 - 10, 09:22 م]ـ
عندك سلمك الله الواسطية والطحاوية وكتاب التوحيد وشروحات كتاب التوحيد شرح اصول الايمان هذا فيما اعلمه
ـ[خالد المحايد]ــــــــ[25 - 12 - 10, 03:18 ص]ـ
يختلف من شيخ إلى آخر بعض المشايخ يضع مذكرة مختصرة من جمعه في نفس المواضيع المطلوب دراستها في المستوى الدراسي وبعضهم يقرر متنا ويشرحه وأبرز ما درسنا في جامعة الإمام من كتب: الإيمان للقاسم بن سلام، والواسطية، والتدمرية، ومقتطفات من الطحاوية،والباقي مذكرات من جمع شيخ المادة ...
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[25 - 12 - 10, 04:30 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أحمد بن عبدالمحسن]ــــــــ[25 - 12 - 10, 09:15 م]ـ
في جامعة الامام المقرر لكليتي الشريعة وأصول الدين شرح الطحاوية والعقيدة التدمرية.
ـ[سعود3]ــــــــ[26 - 12 - 10, 01:36 م]ـ
في الإبتدائية الأصول الثلاثة والقواعد الأربع.
وفي المتوسطة: كتاب التوحيد.
وفي الثانوي: الواسطية وإضافات من بعض الكتب كلمعة الاعتقاد.
وفي الجامعات: الطحاوية والتدمرية والحموية ومقتطفات من بعض الكتب بحسب التخصص.(136/354)
طلب الدروس الأولى للشيخ الخضيرمن شرحه للتجريد الصريح ..
ـ[مراد العزوني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 08:46 م]ـ
السلام عليكم إخواني وحياكم الله وبياكم ...
أبحث عن الدروس الأولى للشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله من شرحه على كتاب التجريد الصريح حيث أنني لم أجدها في موقع الشيخ والدرس الأول الموجود مباشرة من باب "دعائكم إيمانكم "؟؟ فأرجوا ممن كان عنده أن يرشدني بارك الله فيكم أجمعين(136/355)
المأمول .. ممن رُزق القبول.
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 12 - 10, 08:57 م]ـ
الإخوة المشايخ الفضلاء /
ثمة أناس قد كُتب لهم القبول والمحبة بين إخوانهم وأقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم ورؤسائهم وزملائهم في العمل .. وغيرهم ..
هذا القبول وتلك المحبة .. منةٌ من الرحيم الرحمن .. يمّنُ بها على من يشاء من عبادة .. فيرزقهم إياها.
يَقْبَلَهُ الناس .. فيجلسون معه، ويتحدثون إليه، ويؤانسونه، ويقبلون مؤاخاته ويفخرون بأخوته.
قد يخطر في بالي وبالك - الآن - من أقصدهم وأعنيهم .. من هؤلاء المقبولين .. الذي يحبهم كثير من الناس.
قد يكون القبول لأمر لايعلمه إلا الله .. المُحبُ يحب ذلك الرجل لله وفي الله .. لايرجو منه مالا أو منفعة أو جاها .. ولاغيرها من أمور الدنيا .. ومثله قد يدخل في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (إذا أحب اللَّه تعالى العبد نادى جبريل: إن اللَّه يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض) متفق عليه
وقد يكون القبول لأمر من أمور الدنيا .. قبول لما يحمله ذلك المقبول من مال أو جاه أو منصب ونحوها.
الشاهد .. في هذا وذاك:
أن يحرص المقبول على توظيف ذلك القبول الذي منّ الله به عليه .. في دعوة الناس ونصحهم وبذل الخير لهم وتزويدهم بما ينفعهم .. فالناس يحبونك .. ويقبلون منك .. فلماذا لاتفيدهم في أمر دينهم وأخراهم.
في هذه الحال .. يكون القبول أولى وأحرى وأدعى .. وهي نعمة عظيمة .. فلماذا لانفيد إخواننا من خلالها.
اعتذار /
هي خاطرة ورسالة إلى من رُزق القبول .. لم أرتب كلماتها .. فأعتذر عن القصور فيها.
أسأل الله أن نكون ممن رضي عنهم وقبلهم وقبل أعمالهم .. وأنزل محبتهم في قلوب عبادة .. فنفعوا بها.
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[24 - 12 - 10, 09:42 م]ـ
بارك الله فيك ونفع الله بك ..
وخواطرك نافعة وإن وصمتها بالتقصير ..
ـ[أبو إقبال السلفي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 11:21 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
أسأل الله أن يرزقنا وإياكم القبول في الدنيا والآخرة
ـ[أبو عباد]ــــــــ[25 - 12 - 10, 01:16 ص]ـ
أشكرك يا شيخ المسيطير
إنني أنتظر دائما خواطرك التي لها وقع في نفسي شخصياً
وفقك الله لكل خير
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[25 - 12 - 10, 05:15 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[25 - 12 - 10, 07:47 ص]ـ
((إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا))
بارك الله فيك يا محب و جزاك الله خيرا على كلامك الطيب ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن توده القلوب و أن ينفعنا بهذه المحبة و يغفر لنا جميعا
ـ[أم إبراهيم العقاد]ــــــــ[25 - 12 - 10, 01:05 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه , فإنه يجد له مثل الذي عنده) السلسلة الصحيحة للألباني 1/ 947
(زار رجل أخا له في قرية , فأرصد الله له ملكا على مدرجته , فقال: أين تريد؟ قال: أخا لي في هذه القرية , فقال: هل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا إلا أني أحبه في الله , قال: فإني رسول الله إليك أن الله أحبك كما أحببته) رواه مسلم 2576
(من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) رواه أبو داود (صحيح الجامع 5965)
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ...... ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ....... ) رواه البخاري1423 ومسلم
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 07:43 ص]ـ
أتذكر أن أحد السلف قال والله لو علمت أن الله تقبل مني حسنة لتكأت عليها مصداقا لقول الله عز وجل
(إنما يتقبل الله من المتقين)
اللهم اجعلنا من عبادك المقبولين
وأسأل الله أن يوضع القبول في الأرض للشيخ المسيطير علي مواضيعه الرائعة
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 12 - 10, 11:11 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح عند شرح الحديث:
(والمراد بالقبول في حديث الباب قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه، ويؤخذ منه أن محبة قلوب الناس علامة محبة الله، ويؤيده ما تقدم في الجنائز " أنتم شهداء الله في الأرض ". والمراد بمحبة الله إرادة الخير للعبد وحصول الثواب له، وبمحبة الملائكة استغفارهم له وإرادتهم خير الدارين له وميل قلوبهم إليه لكونه مطيعا لله محبا له، ومحبة العباد له اعتقادهم فيه الخير وإرادتهم دفع الشر عنه ما أمكن) أ. هـ.
وقال الإمام النووي رحمه الله عند شرح الحديث:
(ومعنى يوضع له القبول في الأرض أي: الحب في قلوب الناس ورضاهم عنه، فتميل إليه القلوب وترضى عنه، وقد جاء في رواية: " فتوضع له المحبة ") أ. هـ.
--
الإخوة الأكارم /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، وأوفاه .. وأسأل الله أن يسعدكم في الدارين.(136/356)
للمتخصصين في علم الحديث والتراجم وغيرهم: من الجياني هذا؟ هل هو علي ابن موسى؟
ـ[أبو حفيد التميمي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 09:53 م]ـ
السلام عليكم إخواني وأخواتي الكرام
وجدت في كتاب ابن عساكر:
تاريخ مدينة دمشق ج17/ص230
أبو القاسم هذا أظنه علي بن بشرى بن عبد الله العطار نسبه [الجياني] إلى جده عبد الله تدليسا له لنزول الحديث والله أعلم. إهـ.
فبحثت عن الجياني هذا فوجدت ما يلي:
معرفة القراء الكبار ج2:ص601
562 علي بن موسى
ابن علي بن موسى بن محمد أبو الحسن ابن النقرات الأنصاري السالمي [الجياني] نزيل فاس ومقرئها
أخذ القراءات عن أبي علي بن عريب وعبد الله بن محمد الفهري وغيرهما وكان صالحا ورعا توفي سنة بضع وتسعين وخمس مئة وقد قارب الثمانين. إهـ.
"""""
ويظهر لي أن الجياني في تاريخ دمشق هو علي ابن موسى هذا. لأني لم أجد في كتب التراجم جيانياً غيره يمكن أن ينطبق عليه الوصف ولأنه معاصر لابن عساكر.
فما رأيكم بارك الله فيكم؟
وهل يعرف أحد منكم جيانياً غيره يمكن أن يكون هو المقصود في كلام ابن عساكر هذا؟(136/357)
هل تعلم أين تذهب الروح ونحن نيام؟؟؟؟
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 10:03 م]ـ
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:' الأرواح تعرج في منامها إلى
السماء فتؤمر بالسجود عند العرش فمن كان طاهرا سجد عند العرش
ومن ليس بطاهر سجد بعيدا عن العرش ' رواه البخاري.
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[24 - 12 - 10, 10:31 م]ـ
لم أجده في البخاري فهلا أرشدتني لكتابه أو بابه أو رقمه.
ـ[أبو إقبال السلفي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 11:18 م]ـ
لم أجده في البخاري فهلا أرشدتني لكتابه أو بابه أو رقمه.
انظر لهذه الروابط أخي المفضال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=200479
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144064
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1211475
ـ[أبو البركات]ــــــــ[25 - 12 - 10, 11:14 ص]ـ
انظر لهذه الروابط أخي المفضال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=200479
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144064
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1211475
ياليتك يا اخي تختصر مافي الروابط فليس كل الناس لديهم انترنت سريعة
خلاصة مافي الروابط:
الحديث لا يوجد في صحيح البخاري وإنما في كتاب آخر للبخاري اسمه التاريخ الكبير
وهو ليس بحديث.
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 05:31 م]ـ
الأخ إبراهيم بارك الله فيك ووفقك الله لما فيه الخير لم أقل أن هذا حديث عن النبي صلي الله عليه وسلم
وبارك الله في الشيخ أبو البركات وجعله ذخرا للإسلام والمسلمين علي التوضيح
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[25 - 12 - 10, 07:06 م]ـ
الأخ إبراهيم بارك الله فيك ووفقك الله لما فيه الخير لم أقل أن هذا حديث عن النبي صلي الله عليه وسلم
أنت قلت إنه في البخاري؛ وأنا أجبتك بأني لم أجده في البخاري سواء كان موقوفا أو مرفوعا.
والأمر واضح؛ فالظاهر أنك عزوته للبخاري غلطا والواجب هو التثبت قبل أن تقول رواه فلان.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.(136/358)
كيف السبيل إلى تحميل موسوعة أهل الحديث والأثر بروابط مباشرة بدلاً من النقر على كل شريط من موقعهم
ـ[أبو لجين]ــــــــ[25 - 12 - 10, 02:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدينا في مدينتنا عدد كبير من المسلمين والطلبة المبتعثين وأرد أن أضع في أجهزتهم موسوعة أهل الحديث والأثر ولكن حينما دخلت الموقع وجدت أنه يتطلب علي وتحميل كل شريط على حدة تقريباً، وقد يأخذ مني ذلك أسابيعاً بدلاً من ساعات. فهل من سبيل إلى روابط مباشرة (غير أشرطة الشيخين الألباني وبن باز) فإني قد وجدت لهم روابط مباشرة.
وفق الله ورفع من أفادنا(136/359)
الكريسمس!!!؟
ـ[محمد بابكر محمد عثمان]ــــــــ[25 - 12 - 10, 09:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوانى:
إستلمت رسائل جهات غير معروفة بالنسبة لى فيها بطاقات تهنئة بمناسبة عيد الكريسمس!
سؤالى:
إذا جائنى من يهنئنى من المواطنين الذين نعيش معهم من النصارى بعيدهم هذا،،ما واجب المسلم فى هذه الحال فى الرد عليهم -لا اعنى الرد على التهنئة وسد الباب فحسب ولكن هل من رد يكون أبلغ من ناحية العقيدة - وهل يقدح الرد عليهم بما يتداوله عوام المسلمين فى دين المسلم وعقيدته؟؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 04:06 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله في (أحكام أهل الذمة) (1/ 441):" وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه وقد كان أهل الورع من اهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه وإن بلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعا لشر يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيرا ودعا لهم بالتوفيق والتسديد فلا بأس بذلك وبالله التوفيق" إهـ.
وقد سئل العلامة ابن عثيمين السؤال التالي: فضيلة الشيخ! يقوم بعض أصحاب المخابز والمكتبات في آخر شهر في السنة الميلادية بتوفير بعض ما يستعمله النصارى في أعياد ميلادهم، سواء بكتابة بعض العبارات على بعض الحلوى أو الكيك، مثل: كل عام وأنتم بخير، أو عام سعيد، أو عام مبارك .. ونحو ذلك، وأصحاب المكتبات يقومون أيضاً بتوفير بطاقات تهانٍ وأفراح فما حكم ذلك؟ وهل من نصيحة لأصحاب المخابز الذين قد يكون العمال لديهم من غير المسلمين فيفعلون ذلك أرجو استيفاء الجواب لإيصاله إليهم وجزاكم الله خيراً؟ ــ وذكر السائل سؤالاً آخر ــ ...
فأجاب الشيخ: أن تهنئة النصارى بأعيادهم محرمة بالاتفاق كما نقل ذلك ابن القيم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة؛ لأن المهنئ لهم يهنئهم بشعائر الكفر، كما لو هنأهم بعبادة الصليب، أو بأكل الخنزير، أو بشرب الخمر، أو ما أشبه ذلك. أما مشاركته في أعيادهم بالتهاني وصنع الأطعمة وما أشبه ذلك فإنه حرام وإن كان دون التهنئة ولكنه حرام أيضاً، ولهذا يمنعون من إظهار شعائر أعيادهم في بلاد المسلمين، ولا يحل أن يظهروا شعائر دينهم في بلاد المسلمين" إهـ الجواب باختصار.
أنظر أشرطة (اللقاء الشهري) (اللقاء - 6)، للشيخ ابن عثيمين.(136/360)
مِنْ صبر أهل الحديث على الفقر ...
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 10:56 ص]ـ
مِنْ صبر أهل الحديث على الفقر
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلّم.
أما بعد، أهل الحديث قدوتهم النبي صلى الله عليه وسلّم، القائل لمن قال له: " إني أحبك "، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: " استعد للفاقة ". (رواه البزار 4/ 229 / 3595، وجوّد إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة 2827)
وأتى أبو ذر النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحبكم أهل البيت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الله؟ قال: الله. قال: " فأعد للفقر تجفافاً، فإن الفقر أسرع إلى من يحبنا من السيل من أعلى الأكمة إلى أسفلها ". (رواه الحاكم 4/ 331، وصححه هو والذهبي والألباني)
وعن أبي مسهر قال: كنا عند الحكم بن هشام العقيلي وعنده جماعة من أصحاب الحديث، فقال: إنه من أغرق في الحديث فليعد للفقر جلباباً، فليأخذ أحدكم من الحديث بقدر الطاقة، وليحترف حذاراً من الفاقة. (من ترجمة الحكم بن هشام في تهذيب الكمال)
وقال أحمد بن عبد الله العجلي، عن أبيه: كان الحكم بن هشام فقيراً، وكان يُدعَى إلى الطعام وهو جائع، فيلبس مطرف خز له قديماً، ثم يدخل العُرس فيُبارك، ولا يأكل عزّة نفسٍ. (من ترجمة الحكم بن هشام في تهذيب الكمال)
وقال أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة (ت 297 هـ) في " مسائله عن شيوخه " (ص 122 / ط. دار البشائر الإسلامية): سمعت أبي يقول: كنتُ يوماً عند عمر بن زرعة، وكان رجلاً من أصْبَرِ الناس على فقرٍ وأحسنهم عملاً، فجاءوا اليه قوم من ناحية حِمْير، فقالوا: يا أبا حفص، إن فلانة توفيت وتركت داراً ومتاعاً وكساءً فيه ألف درهم، وقد أوصت أنك وارثها وأنك مولاها، قال: فسكت ساعة ثم قال: قد كانت هذه المرأة تأتينا وتدعي ما تقول من الولاء، فكان يمنعنا الحياء أن نردَّ عليها، فأما إذ كان هذا، فليست لنا بمولاة ولستُ لها بوارث، فانصرفوا، فما أخذ منهم شيئاً. اهـ.
(يُتبع)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 06:47 م]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم ونفع بك، وماذا عن الصحابة الأغنياء كعثمان وعبد الرحمن بن عوف ...
وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله كلاما حيث ذهب إلى عدم صحة ما ورد في ذلك، قال الشيخ في شرحه لرياض الصالحين:
هذه الأحاديث ذكرها المؤلف - رحمه الله تعالى - في باب الزهد في الدنيا، منها حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: والله إني لأحبك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر ماذا تقول؟ قال: والله إني لأحبك فرددها ثلاثا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا فإن الفقر أسرع إلي من يحبني من السبيل على منتهاه لأن السبيل إذا كان له منتهى وقد جاء من مرتفع يكون سريعا.
ولكن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا ارتباط بين الغنى ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم فكم من إنسان غني يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وكم من إنسان فقير أبغض ما يكون إليه الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فعلامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون الإنسان أشد اتباعا له، وأشد تمسكا بسنته كما قال تعالى: قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ فالميزان هو اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام ومن كان للرسول أتبع فهو له أحب وأما الفقر والغنى فإنه بيد الله عز وجل
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 07:11 م]ـ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا فإن الفقر أسرع إلي من يحبني من السبيل على منتهاه لأن السبيل إذا كان له منتهى وقد جاء من مرتفع يكون سريعا.
ولكن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا ارتباط بين الغنى ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم فكم من إنسان غني يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وكم من إنسان فقير أبغض ما يكون إليه الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
جزاك الله خيراً يا أبا البراء،
ورحم الله الإمام ابن عثيمين،
لكن إن كان قد نقد متن الحديث وليس إسناده،
فهناك أحاديث أُخَر في هذا المعنى،
إحداها ذكرته آنفاً
وأتى أبو ذر النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني أحبكم أهل البيت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الله؟ قال: الله. قال: " فأعد للفقر تجفافاً، فإن الفقر أسرع إلى من يحبنا من السيل من أعلى الأكمة إلى أسفلها ". (رواه الحاكم 4/ 331، وصححه هو والذهبي والألباني)
وهناك مسألة التفاضل بين الفقير الصابر والغني الشاكر ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/361)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 07:53 م]ـ
قصدتُ الحديث التالي:
قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: " إني أحبك "، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: " استعد للفاقة ". (رواه البزار 4/ 229 / 3595، وجوّد إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة 2827)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 08:58 م]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم، فالشيخ محمد نقد المتن لا شك أنه يقصد عدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه خلاف الواقع في نظره، فليُنظر في إسناده ...
ولم تجبني أخي الحبيب ماذا عن صحابة رسول الله الأغنياء كعثمان رضي الله عنه وغيره؟
ولاشك أن عثمان من أشد الناس حبا للنبي صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 09:45 م]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم، فالشيخ محمد نقد المتن لا شك أنه يقصد عدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه خلاف الواقع في نظره، فليُنظر في إسناده ...
ولم تجبني أخي الحبيب ماذا عن صحابة رسول الله الأغنياء كعثمان رضي الله عنه وغيره؟
ولاشك أن عثمان من أشد الناس حبا للنبي صلى الله عليه وسلم
أخي القصيمي،
تعقّبي على تضعيف الحديث فقط وليس على كلام الشيخ الفقهي،
وبالطبع لا يشك سلفي في محبة أحد من الصحابة - فقيرهم وغنيّهم - الشديدة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،
وعلينا أن نسبر أقوال أهل العلم الذين تكلّموا على الأحاديث السابقة الذكر،
لكن ليس هذا موضوعي هنا،
بل موضوعي مواساة إخواني طلاب العلم الفقراء وحثّهم على الصبر كما صبر سلفنا الصالح،
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 10:28 م]ـ
عذرا أخي الكريم فقد نحيتُ بالموضوع منحى آخر قد لا يكون على مرادك، لكن أشكل علي التداخل في موضوعك إذ هو يحتوي على موضوعين وقد جمعتَهما على أنه واحد، وهو ما جعلني أعقب على الموضوع،فأنت أخي الفاضل الكريم قد أدخلت مسألة أن من يحب النبي صلى الله عليه وسلم فإن الفاقة تسرع إليه وقد بنيت على أدلة، فناقشتك على هذه المسألة فقط وذكرت لك قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
فأدخلتَها في مسألة طالب علم الحديث سيعاني من هذا بناء على حبه للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا فيه نظر عند من لم يصح عنده الحديث، لكن يبقى أن طلب علم الحديث في أزمانٍ ماضية يؤدي إلى الفقر بناءً على التفرغ وبذل المال بناءً على كثرة الأسفار وترك الاسترزاق لأنه ليس هناك وظيفة تدر عليه كل شهر كما هو حال أهل زماننا (في الغالب)، هذا ما عناه فيما أظن العلماء المتقدمين حيث طالب الحديث في ذلك الوقت لا بد أن يكون على هذا النحو من التفرغ شبه التام مما يؤثر على استكسابه للرزق، باستثناء ما إذا كان هناك أحد يصرف عليه ويهدي له ويلتزم له بعطايا، أما في زماننا فقد تغير الوضع في الغالب بناءً على أن طالب العلم الذي جعل همته الحديث قد وجد وظيفة تغنيه وتدر عليه كل رأس شهر فلا يحتاج إلى أحد ولا يكون مصيره إلى الفقر بحول الله وقوته إلا ما شاء الله، والله تعالى أعلم ..
نفع الله بك أخي وزادك علما وهدى ...(136/362)
خوارم المروءة (منقول للفائدة)
ـ[أم إبراهيم العقاد]ــــــــ[25 - 12 - 10, 12:51 م]ـ
عُرفت المروءة بأنها: " استعمال كل خُلقٍ حسنٍ، واجتناب كل خُلقٍ قبيح". وقيل " المروءةُ اسمٌ جامعٌ للمحاسن كلِّها ". وقيل المروءة: "اجتناب الريب"، وقيل هي: " كَمالُ الرُّجُولِيَّة ". وهذا يعني أن من كانت مروءته كاملةً من الرجال فقد كمُلت رجولته و علا مقامه.
قال الشاعر:
وإذا الفتى جمع المروءة والتُقى **** وحوى مع الأدب الحياء فقد كمُل
وَسُئِلَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ عَنْ الْفَرْقِ بَيْنَ الْعَقْلِ وَالْمُرُوءَةِ فَقَالَ: الْعَقْلُ يَأْمُرُك بِالأَنْفَعِ، وَالْمُرُوءَةُ تَأْمُرُك بِالأَجْمَلِ.
ومن هنا يمكن القول: إن المروءة تعني جماع مكارم الأخلاق وكمال الأدب وحُسن السلوك، وهنا تجدر الإشارة إلى أن على الآباء تربية أبنائهم على آداب المروءة وتعويدهم إياها منذ نعومة أظفارهم حتى لا تسبق إليهم الأخلاق والطباع السيئة فتحول بينهم وبين مكارم الأخلاق وجميل الطِباع
قال الشاعر:
إذا المرءُ أعيتْهُ المروءةُ ناشِئاً ... فمطلبُها كهلاً عليه عَسِيرُ
خوارم المروءة:
يُقصد بالخوارم جمع خُرم: تلك النقائص التي تفقد الشيء تمامه.
يقول الشاعر:
مررتُ على المروءةِ وهي تبكي ... فقلتُ: عَلامَ تنتحبُ الفتاة؟
فقالت: كيف لا أبكي وأهلي ... جميعاً دون خَلق الله ماتوا
وفيما يلي نذكر أمثلة على بعض خوارم المروءة التي تنتشر في مجتمعنا المعاصر سواءً أكانت قوليةً أم فعلية، ومنها:
(1) كثرة المزاح والمداعبة القولية والفعلية، وكثرة الضحك والقهقهة بصوتٍ عالٍ ولا سيما في الأماكن العامة.
(2) أن يأكل الإنسان طعامًا أو يشرب شراباً وهو يمشي في الأسواق والطرقات.
(3) يُكره مضغ العِلك (اللبان) أمام الناس، فقد ورد عن بعض السلف قولهم: " يُكره العِلكُ للرجل للتشبه بالنساء، ما لم يكن للتداوي، أو كان خالياً ببيته ونحوه لا في حضرة الناس ".
(4) تناول الطعام بنهمٍ شديدٍ لاسيما عندما يكون الإنسان مدعواً إلى وليمةٍ أو نحو ذلك.
(5) التجشؤ بصوتٍ مرتفعٍ.
(6) ارتداء بعض الناس للملابس الشفافة والغريبة الوافدة، وكذلك الخروج من المنزل بسراويل قصيرة وفنيلية وما يعرف بالملابس الداخلية.
(7) قص شعر الرأس بأشكالٍ غريبةٍ وغير مألوفة، وكُلنا يعلم أنه قد انتشرت في هذا الزمان بعض قصات الشعر المضحكة المبكية وخاصة بين الشباب والشابات، والتي يعلم الله أنها تُشوه الشكل، وتدل على فساد الذوق، وحب التقليد؛ كما تؤكد أن من يفعلها عامداً مُتعمداً ضعيف العقل ممسوخ الهوية، لأنه مُقلدٌ للآخرين ممن لا دين لهم ولا مروءة ولا حياء.
(8) أن يتحدث الإنسان إلى جُلسائه ببعض الأحاديث المخلة بالآداب.
(9) الكذب، والخداع، والتحايل يقول الشاعر:
وما شيءٌ إذا فكَّرت فيه ... بأَذهب للمروءةِ والجمالِ
من الكذب الذي لا خير فيه ... وأبعد بالبهاءِ من الرجالِ
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ مِنْ شَرَائِطِ الْمُرُوءَةِ:
أَنْ يَتَعَفَّفَ عَنْ الْحَرَامِ، وَيَتَصَلَّفَ عَنْ الْآثَامِ، وَيُنْصِفَ فِي الْحِكَمِ، وَيَكُفَّ عَنْ الظُّلْمِ، وَلا يَطْمَعَ فِيمَا لا يَسْتَحِقُّ، وَلا يَسْتَطِيلَ عَلَى مَنْ لا يَسْتَرِقُّ، وَلا يُعِينَ قَوِيًّا عَلَى ضَعِيفٍ، وَلا يُؤْثِرَ دَنِيًّا عَلَى شَرِيفٍ، وَلا يُسِرَّ مَا يَعْقُبُهُ الْوِزْرُ وَالْإِثْمُ، وَلا يَفْعَلَ مَا يُقَبِّحُ الذِّكْرَ وَالِاسْمَ.
الكذب
الرقص والتصفيق والتمايل مع الأنغام المحرمة، وهز بعض أعضاء الجسم أو تحريكها وغير ذلك من الحركات الساقطة التي يؤديها البعض في الاحتفالات والأعراس ونحو ذلك مما لا يليق بالإنسان المسلم ذكراً كان أو أُنثى. حتى إنّ بعض أهل العلم وصف الرقص والتصفيق والتمايل إذا صدر عن الرجال بأنه: " خِفَّةٌ ورعونةٌ مُشبِهةٌ لرعونة الإناث لا يفعلهما إلا أرعن
امتهان الشحاذة و مدُّ اليد للناس من غير حاجةٍ ضروريةٍ تدعو إلى ذلك. وما عُدَّ التسول مما يُخالف المروءة إلا لما في ذلك الفعل من احتمال الكذب، والخداع، والتحايل؛ الأمر الذي يُسقط مروءة الإنسان ويُذهب ماء وجهه في الدنيا ولحمه في الآخرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/363)
أن يأتي الإنسان ببعض الأقوال أو الأفعال الهزلية التي تُضحك منه الناس كأن يُقلد شخصاً في كلامه، أو حركاته، أو نحو ذلك لغرض السخرية منه وإضحاك الآخرين عليه
التجشؤ بصوتٍ مرتفعٍ او إخراج ريح في حضور الناس .. والأنكى لو فعلها وضحك!
أن لا يأكل المرء مما يليه و يأكل من جوانب القصعة أو وسطها
أن يتحدّث الرجل عن علاقته الجنسية بينه وبين زوجته بلا ضرورة
أن يأكل الرجل وحده في البيت من أطايب الطعام ويترك ما بقي لزوجته وأولاده
أن ينام الرجل بحضرة أناس مستيقظين إلاّ للضرورة لما يصدر عن النائم من أمور مكروهة لا يدري بها
إخفاء الزاد عن الأصحاب في السفر وكثرة الخلاف معهم
أن يقبِّل الرجل زوجته أمام الناس أو وضْع يده على موضع الاستمتاع منها من صدر ونحوه
أن يستأثر الرجل بالطعام, ويأكل أكثر من إخوانه إذا كان الطعام مشتركاً وكانوا يدفعون ثمنه تشاركاً بينهم
أن يفتخر الرجل بماله ورصيده منه
أن يزاحم الرجلُ الناسَ والأطفال على الحلويات التي توزع في الطرقات في المناسبات الدينية أو الموائد التي تنصب لإطعام العامة، فإنّ أهل المروءات يصونون أنفسهم عن مزاحمة الناس على شيء من الطعام أو غيره، ولأنّ في هذا دناءة والله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها
الدياثة والتياسة
كثرة الالتفات يميناً ويساراً في الطريق
التدخل في حديث إثنين بدون إذن
التنصت على كلام الناس
نقل الكلام بين الناس
مجالسة المبتدعة
مجالسة الفساق
التواجد بأماكن الشبهات
مَدُّ الرجلين في مجمع الناس من غير حاجة ولا عذر
الادهان عند العطار دون أن ينوي الشراء ومثله تذوق الأطعمة أو الفواكه والخضروات عند الباعة، وفي نيته أن لا يريد الشراء
الدخول لمكان مع عدم الاستئذان
الرطانه بالأعجمية دون حاجه
ونذكر هنا بعض خوارم المروءة (العيب) منقولاً عن علماء الأمة:
- من خوارم المروءة أن يباعد الإنسان بين فترات الاستحمام حتى يتدرّن ثوبه وتفوح الرائحة الكريهة منه, ويتجنّب الناس مجالسته لهذا السبب قال القرطبيّ:\" النظافة وهي مُروءة آدمية ووظيفة شرعية \". (القرطبي سورة براءة 106).
- من خوارم المروءة أن يأكل الإنسان السحت (المال الحرام) قال القرطبيّ: \"سُمي الحرام سُحْتاً لأنّه يَسحَت مروءة الإنسان.\". (القرطبي المائدة 42).
- من خوارم المروءة الوقوع في الشبهات كالجلوس مع النساء الأجنبيّات في الأماكن العامة ودخول الأماكن التي فيها انتهاك حرمات الله ولو لم يكن هو كذلك قال ابن حجر في الفتح: (فمن اتّقى المشبهات)؛ أي: حذر منها، قوله: (استبرأ) بالهمز بوزن استفعل من البراءة، أي: برأ دينه من النقص وعرضه من الطعن فيه، لأنّ من لم يُعرف باجتناب الشبهات لم يسلم لقول من يطعن فيه، وفيه دليل على أنّ من لم يتوقّ الشبهة في كسبه ومعاشه فقد عرض نفسه للطعن فيه، وفي هذا إشارة إلى المحافظة على أمور الدين ومراعاة المروءة\". (فتح الباري كتاب الإيمان باب فضل من استبرأ لدينه).
من خوارم المروءة كثرة المزاح والجلوس في الطرقات لرؤية النساء قال ابن حجر في الفتح::\" كثرة المزاح واللهو وفحش القول، والجلوس في الأسواق لرؤية من يمرّ من النساء من خوارم المروءة \". (فتح الباري كتاب الاستئذان باب من لم يسلم على من اقترف ذنباً).
من خوارم المروءة مخالفة لباس أهل بلدته والتفنّن في الغرابة في اللباس قال في الفتح وهو يتكلم عن لبس الثوب الأحمر: \" وقال الطبريّ: الذي أراه جواز لبس الثياب المصبغة بكل لون، إلا أني لا أحب لبس ما كان مشبعاً بالحمرة, ولا لبس الأحمر مطلقاً ظاهراً فوق الثياب لكونه ليس من لباس أهل المروءة في زماننا فإنّ مراعاة زي الزمان من المروءة ما لم يكن إثماً، وفي مخالفة الزيّ ضرب من الشهرة، والتحقيق في هذا المقام أن النهي عن لبس الأحمر إن كان من أجل أنه زيّ النساء فهو راجع إلى الزجر عن التشبه بالنساء, فيكون النّهي عنه لا لذاته، وإن كان من أجل الشهرة أو خرم المروءة فيمنع حيث يقع ذلك. (فتح الباري كتاب اللباس باب الثوب الأحمر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/364)
- من خوارم المروءة أن لا يأكل مما يليه و يأكل من جوانب القصعة أو وسطها, قال النوويّ رحمه الله تعالى:\"من السنّة الأكل مما يليه لأنّ أكله من موضع يد صاحبه سوء عشرة وترك مروءة فقد يتقذّره صاحبه لا سيما في الأمراق وشبهها \". (النووي كتاب الأشربة باب آداب الطعام).
من خوارم المروءة منع إعارة الماعون وشبهها إن لم يكن في المنع ضرورة \" إنما يكون المنع قبيحاً في المروءة في غير حال الضرورة. والله أعلم. (القرطبي الماعون 1).
من خوارم المروءة أن يجعل الرجل نفسه تيساً مستعاراً \"وإنما لعنهما (أي المحلّل والمحلّل له) لما في ذلك من هتك المروءة وقلّة الحميّة والدلالة على خسّة النفس وسقوطها. أمّا النسبة إلى المحلّل له فظاهر، وأمّا بالنسبة إلى المحلل فلأنّه يعير نفسه بالوطء لغرض الغير فإنّه إنّما يطؤها ليعرضها لوطء المحلّل له، ولذلك مثلّه صلّى الله عليه وسلّم بالتيس المستعار\". (عون المعبود كتاب النكاح باب في التحليل).
من خوارم المروءة أن يلهو الرجل كبير السن الساعات الطوال على شاشات التلفاز يتابع الأفلام والمسلسلات ولا يأبه لتقدّمه في السن وقربه من لقاء الله سبحانه وتعالى فعن أبي هريرةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: \"أعذرَ اللّهُ إلى امرئ أخَّرَ أجَله حتى بَلَّغَهُ ستين سنة\". (البخاري كتاب الرقائق باب من بلغ الستين).
قال ابن حجر في الفتح:\" الإعذار: إزالة العذر، والمعنى أنّه لم يبق له اعتذار, كأن يقول: لو مدّ لي في الأجل لفعلت ما أمرت به\". (فتح الباري كتاب الرقائق باب من بلغ الستين).
من خوارم المروءة الجدل مع الأصحاب لمجرد الجدلّ لأنّ:\" الموافقة من المروءة والمنافقة من الزندقة\". (الإصابة في تمييز الصحابة).
من خوارم المروءة أن تأكل المرأة في الشارع وكذا الرجل ما لم يكن جائعاً أو صاحب عمل في السوق. \"من خوارم المروءة (الأكل) والشرب (في سوق) لغير سوقيّ كما في الروضة, ولغير من لم يغلبه جوع أو عطش. واستثنى البلقيني من الأكل في السوق من أكل داخل حانوت مستتراً \". (مغني المحتاج كتاب الشهادات).
- من خوارم المروءة أن يتحدث الإنسان عن أهل الفضل والعلم والمشهود لهم بالخير لمجرد أنّهم ارتكبوا صغيرة من الصغائر, فعن عَائِشَةَ قالَت: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: \"أقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إلاَّ الحُدُودَ.\". (أبو داو كتاب الحدود باب في الحد يشفع فيه). وذوي الهيآت: وهم الذين لا يعرفون بالشرّ فيزلّ أحدهم الزلة, لذلك نُدب واستُحب التجافي عن زلاتهم\". (عون المعبود شرح سنن أبي داود كتاب الحدود باب الحد شفع فيه).
من مروءة الرجل أن يخدم الأكبر منه سنّاً والأكثر علماً ولا يعدّ هذا إنقاصاً من قدره, قال النوويّ رحمه الله تعالى:\" ويجوز للفاضل أن يخدمه المفضول ويقضي له حاجة، ولا يكون هذا من أخذ العوض على تعليم العلم والآداب بل من مروءات الأصحاب وحسن العشرة، ودليله من قصّة موسى حمل فتاه غداءهما, وحمل أصحاب السفينة موسى والخضر بغير أجرة لمعرفتهم الخضر بالصلاح والله أعلم\". (النووي كتاب الفضائل باب فضائل الخضر)
- من كمال المروءة أن يمنح من اكتسب مالاً جزءاً من ماله لإخوانه الذين كانوا معه عند قبضه لهذا المال, قال النوويّ رحمه الله تعالى:\" وفي حديث أبي سعيد الخدري الذي أخذ عدداً من الشياه كأجرة له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:\" اقسموا واضربوا لي بسهم معكم\" فهذه القسمة من باب المروءات والتبرّعات ومواساة الأصحاب والرفاق، وإلاّ فجميع الشياه ملك للراقي مختصّة به لا حق للباقين فيها عند التنازع فقاسمهم تبرّعاً وجوداً ومروءة\". (شرح مسلم للنووي كتاب السلام باب جواز أخذ الأجرة على الرقية).
- \" من مروءة الرجل ألاَّ يُخْبِر بسنّه؛ لأنّه إن كان صغيراً استحقروه وإن كان كبيراً استهرموه \" (القرطبي الفيل 1)
ـ[سنا]ــــــــ[25 - 12 - 10, 01:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[السوادي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 03:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن عبدالمحسن]ــــــــ[25 - 12 - 10, 09:23 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأود التنبيه على قضية الأكل في السوق فبعض الناس يتحرج من الأكل في المطاعم ويعدها داخلة في هذا الباب وقد ذكر أحد المشايخ أن الفقهاء يقصدون بالسوق الطريق الذي يمر فيه الناس وهو الان الرصيف أو الشارع فهذا هو الذي يعد من الخوارم وليست المطاعم من السوق الذي قصده الفقهاء فإنه مكان معد ومهيأ للأكل بخلاف الآكل في الطريق فإنه مشعر برداءة نفسه وقلة كرامته.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[25 - 12 - 10, 11:43 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25599&highlight=%CE%E6%C7%D1%E3
http://www.arab-eng.org/vb/t80574.html(136/365)
سقف الحضارة المادية!!
ـ[العويضي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 04:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تأملت في قوله تعالى على لسان سليمان عليه السلام ((قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ))
وما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: فأمْكَنَني اللَّهُ مِنْهُ فأخذتُه، فأردتُ أَنْ أربِطَه إِلَى ساريةٍ مِنْ سَواري المسجد حتَّى تنظُرون إِلَيْهِ كلُّكم حتَّى ذكرتُ دعوةَ أَخِي سليمانَ {رَبِّ اغْفِرْ لِيْ وَهَبْ لِيْ مُلْكاً لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِيْ} فردَّه اللَّهُ خَاسِئاً
هل يمكن أن نقول أن ما وصل إليه سليمان عليه السلام يعد هو سقف الحضارة الماديةفعلى سبيل المثال يقول تعالى (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ) فتكون سرعة الريح التي أعطاها الله لسليمان هي أقصى ما يمكن أن تصله سرعات وسائل النقل المختلفة وهكذا فيما يتعلق بما مكنه الله من الأمور الأخرى كالعمارة والبنيان والغوص ونحوه.
والله الهادي إلى سواء السبيل
ما رأيكم أنتظر تعليقكم
ـ[العويضي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 09:21 م]ـ
أتمنى أطلع على رأي الإخوة الفضلاء سواء سلبا أو إيجابا(136/366)
أفيدونا: هل يجوز المرور من أمام المؤذن أو الداعية الذي يتخلل الناس بالموعظة؟؟
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 05:28 م]ـ
حدث هذا في مسجدنا أن أح الدعاة كان يتخلل الناس بالموعظة بعد صلاة المغرب فإذا بأحد المصلين يمر من أمام الشيخ فإذا بالشيخ يمسك بيد المار ويوقفه وجعله يمر من خلفه
هل هذا يعني أنه لا يجوز المرور من أمام المؤذن أو الذي يتخلل الناس بالموعظة حسب قول الشيخ؟؟؟ أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[25 - 12 - 10, 09:19 م]ـ
لا أظنه يريد عدم الجواز ولكن من باب الأدب لأنه ربما شغل المستمعين أو حجب رؤية الخطيب، و لا أدري هل دليله في ما جاء في سنن أبي داود وغيره عنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا»
فعله قاس على هذا الحديث. والله أعلم
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 10:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو عبدالرحمن بن أحمد ولك مني دعوة في ظهر الغيب(136/367)
الشيخ عبد العزيز الفوزان يبيّن حكم الاستعانة بصالحي الجن!؟
ـ[موقع الملتقى الفقهي]ــــــــ[25 - 12 - 10, 06:11 م]ـ
رجّح د. عبد العزيز الفوزان ما ذهب إليه جماهير أهل العلم من منع الاستعانة بالجنّ، خلافا لبعض العلماء، رحمهم الله، الذين أجازوا للراقي ونحوه أن يستعين بصالح الجنّ ممن يتعرف عليهم أثناء الرقية الشرعية.
وأوضح الشيخ سبب منع الاستعانة بهم أنه لا يعرف حالهم ولا يدرى أصالحون هم أم فاسقون، مسلمون أم كفّار؟ وأن الأصل فيهم هو الكذب لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة عن صاحبه من الجنّ: "صدقك وهو كذوب" خصوصا أنهم تعمدوا إيذاء مسلم بغير حقّ وآذوه "ثم بعد القراءة عليه ربما تكلم هذا الجنّي وأظهر توبته وندمه، وقد يكون صادقاً فعلاً مثل فسّاق الإنس، يعني إذا قبض عليه وأوذي، ربما فعلاً يندم ويصحو من غفوته ويعود إلى الله عز وجل أصلح مما كان، وقد يكون منافقاً ليتخلص من الأذى ثم يعود إلى ما كان عليه؛ ولهذا قالوا: أنه لا يجوز الاستعانة بهم؛ لأنه لا يؤمن غدرهم ولا يؤمن كذبهم بل الكذب فيهم هو الأصل".
وذكر الشيخ سببا آخر للمنع وهو "أن هؤلاء الذي يتعاملون مع الجنّ في الغالب هم من السحرة، فإذا كان السحرة هم الذين يتعاملون مع الجنّ ويستعينون بهم لخدمة السحر والعياذ بالله والتفنن في إيذاء المسحور ... سيلتبس الأمر ويختلط، فإذا قبض على شخص يستعين بالجنّ قال: لا والله أنا أستعين بالصالحين فقط لا أستعين بالشياطين والكفّار منهم، فلهذا السبب سداً لذريعة التحايل والتلاعب بعباد الله والاستعانة بالكفّار من شياطين الجنّ نقول: لا يجوز التعامل معهم وهذا هو الصحيح وهو قول جمهور أهل العلم، ويكفيك - يا أخي الراقي - أنت أيها الرجل الصالح أن معك الكتاب الكريم الذي هو أعظم صلة {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاءٌ لما في الصدور} {وقل جاء الحقّ وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} {وننزّل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً} ".
وأضاف فضيلته: "وقد رأينا والله من هذا العجائب، تجد بعض الناس ربما مبتلى بعين شديدة أو بسحر قديم منذ عشرات السنين، وتلاعب به السحرة والجن خدّام السحر، وربما ذهب أيضاً - نسأل الله العافية - لبعض السحرة وأكلوا ماله بالباطل ولا يزال يعاني، أو ربما فعلاً يشفى فترة وهم يعيدون إليه السحر حتى يبتزوه مرة أخرى، فإذا صدق مع الله عز وجل واستشفى بالقرآن واستعان بالصالحين من الرقاة المعروفين، رأيت عجبا سبحان الله!! كيف أن هذا القرآن يحرق السحر ويحرق خدّام السحر، إي والله تراه رأي العين وتسمع صراخه، وهو يقول: احترق وجهي احترق بطني احترق رجلي لم يبق مني شيء إلا روحي ثم يموت، سبحان الله، هذا إذا عاند وكابر وأبى أن يخرج. ما الذي يحملنا إذًا على الاستعانة بالشياطين وغيرهم وعندنا كتاب الله، وعندنا الأدعية الثابتة بالكتاب والسنة! ".
ونبه الشيخ إلى أن جمهور أهل العلم حرموا التمائم ولو كانت من القرآن الكريم، وأن هذا "هو الصحيح، لا تعلق أولاً لعموم الأحاديث الواردة "من تعلّق تميمة فلا أتم الله له" وقال عليه الصلاة والسلام: "إن التمائم والتولة شرك".
وقال أن "من حكمة الله سبحان في النهي عن التمائم عموماً أن الإنسان قد يقال له أن هذه التميمة فيها كتاب الله مكتوبٌ فيها سورة الفاتحة، لكنها قد تكون تمائم شركية فيها أسماء الشياطين والعياذ بالله، حتى يصاحبه الشيطان، ولذلك تمنع منعاً باتاً، وهذا منه، فقد يوجد فعلاً شخصٌ صالح من الجنّ أو كان فاسقاً وتاب إلى الله، ويريد أن يكفّر عن ذنبه، وأن يعين على شفاء بعض الأمراض التي ربما تسبب فيه الجنّ عن طريق السحر أو نحوه، لكن من يضمن لك؟ ثم أنت، الحمد لله، قد أغناك الله عز وجل بما هو خير وأنفع وآمن، وهو كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".
وقد جاءت فتوى د. الفوزان حفظه الله في حكم الاستعانة بصالحي الجن ردا على سؤال أحد مشاهدي برنامج الفتاوى الذي بثته أخيرا قناة "دليل" الفضائية.
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=132&aid=21263(136/368)
والله لا أدري هل نحن في هذا الزمان رجال أم من أشباه الرجال؟ نساء أم من أشباه النساء
ـ[فضل شعبان]ــــــــ[25 - 12 - 10, 08:35 م]ـ
والله لا أدري هل نحن في هذا الزمان رجال أم من أشباه الرجال؟ نساء أم من أشباه النساء
لا أقول كم رجلٍ يُعَدُ بألف رجل وكم من الرجال يمروا بلا عدادِ بل أقول كم امرأةٍ تُعَدُ بآلاف الرجال وأُمةٌ تَمُر بلا عدادِ.
إنها الفدائية البطلة أم عمارة رضي الله عنها وأرضاها
كَانَتْ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ أُمّ عُمَارَةَ َشَهِدَتْ غزوة أُحُدًا هِيَ وَزَوْجُهَا وَابْنَاهَا ; وَخَرَجَتْ مَعَهَا شَنّ لَهَا فِي أَوّلِ النّهَارِ تُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَ الْجَرْحَى، فَقَاتَلَتْ يَوْمَئِذٍ وَأَبْلَتْ بَلَاءً حَسَنًا، فَجُرِحَتْ اثْنَيْ عَشَرَ جُرْحًا بَيْنَ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ أَوْ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ.
فَكَانَتْ أُمّ سَعْدٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ رَبِيع ٍ تَقُولُ دَخَلْت عَلَيْهَا فَقُلْت لَهَا: يَا خَالَةِ حَدّثِينِي خَبَرَك. فَقَالَتْ خَرَجْت أَوّلَ النّهَارِ إلَى أُحُدٍ، وَأَنَا أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النّاسُ وَمَعِي سِقَاءٌ فِيهِ مَاءٌ فَانْتَهَيْت إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ وَالدّولَةُ وَالرّبْحُ لِلْمُسْلِمِينَ.
فَلَمّا انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ انْحَزْت إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَجَعَلْت أُبَاشِرُ الْقِتَالَ وَأَذُبّ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالسّيْفِ وَأَرْمِي بِالْقَوْسِ حَتّى خَلَصَتْ إلَيّ الْجِرَاحُ. فَرَأَيْت عَلَى عَاتِقِهَا جُرْحًا لَهُ غَوْرٌ أَجْوَفُ فَقُلْت: يَا أُمّ عُمَارَةَ مَنْ أَصَابَك بِهَذَا؟ قَالَتْ أَقْبَلَ ابْنُ قَمِيئَةَ وَقَدْ وَلّى النّاسُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَصِيحُ دُلّونِي عَلَى مُحَمّدٍ، فَلَا نَجَوْت إنْ نَجَا فَاعْتَرَضَ لَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَأُنَاسٌ مَعَهُ فَكُنْت فِيهِمْ فَضَرَبَنِي هَذِهِ الضّرْبَةَ وَلَقَدْ ضَرَبْته عَلَى ذَلِكَ ضَرَبَاتٍ وَلَكِنّ عَدُوّ اللّهِ كَانَ عَلَيْهِ دِرْعَانِ.
قُلْت: يَدَكِ مَا أَصَابَهَا؟ قَالَتْ أُصِيبَتْ يَوْمَ الْيَمَامَةِ لَمّا جَعَلَتْ الْأَعْرَابُ يَنْهَزِمُونَ بِالنّاسِ نَادَتْ الْأَنْصَارُ: «أَخْلِصُونَا» ; فَأُخْلِصَتْ الْأَنْصَارُ، فَكُنْت مَعَهُمْ حَتّى انْتَهَيْنَا إلَى حَدِيقَةِ الْمَوْتِ فَاقْتَتَلْنَا عَلَيْهَا سَاعَةً حَتّى قُتِلَ أَبُو دُجَانَةَ عَلَى بَابِ الْحَدِيقَةِ وَدَخَلْتهَا وَأَنَا أُرِيدُ عَدُوّ اللّهِ مُسَيْلِمَةَ فَيَعْتَرِضُ لِي رَجُلٌ مِنْهُمْ فَضَرَبَ يَدِي فَقَطَعَهَا، فَوَاَللّهِ مَا كَانَتْ لِي نَاهِيَةً وَلَا عَرّجْت عَلَيْهَا حَتّى وَقَفْت عَلَى الْخَبِيثِ مَقْتُولًا، وَابْنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ زَيْدٍ الْمَازِنِيّ يَمْسَحُ سَيْفَهُ بِثِيَابِهِ. فَقُلْت: قَتَلْته؟ قَالَ نَعَمْ. فَسَجَدْت شُكْرًا لِلّهِ.
وَكَانَ ضَمْرَةُ بْنُ سَعِيدٍ يُحَدّثُ عَنْ جَدّتِهِ وَكَانَتْ قَدْ شَهِدَتْ أُحُدًا تَسْقِي الْمَاءَ قَالَتْ سَمِعْت النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ لَمُقَامُ نُسَيْبَةَ بِنْتِ كَعْبٍ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ وَكَانَ يَرَاهَا تُقَاتِلُ يَوْمَئِذٍ أَشَدّ الْقِتَالِ وَإِنّهَا لَحَاجِزَةٌ ثَوْبَهَا عَلَى وَسَطِهَا، حَتّى جُرِحَتْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ جُرْحًا
فَلَمّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ كُنْت فِيمَنْ غَسّلَهَا، فَعَدّدْت جِرَاحَهَا جُرْحًا جُرْحًا فَوَجَدْتهَا ثَلَاثَةَ عَشَرَ جُرْحًا. وَكَانَتْ تَقُولُ إنّي لَأَنْظُرُ إلَى ابْنِ قَمِيئَةَ وَهُوَ يَضْرِبُهَا عَلَى عَاتِقِهَا - وَكَانَ أَعْظَمَ جِرَاحِهَا، لَقَدْ دَاوَتْهُ سَنَةً - ثُمّ نَادَى مُنَادِي النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى حَمْرَاءِ الْأَسَدِ فَشَدّتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا فَمَا اسْتَطَاعَتْ مِنْ نَزْفِ الدّمِ. وَلَقَدْ مَكَثْنَا لَيْلَنَا نُكَمّدُ الْجِرَاحَ حَتّى أَصْبَحْنَا، فَلَمّا رَجَعَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ الْحَمْرَاءِ، مَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/369)
وَصَلَ إلَى بَيْتِهِ حَتّى أَرْسَلَ إلَيْهَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ كَعْبٍ الْمَازِنِيّ يَسْأَلُ عَنْهَا، فَرَجَعَ إلَيْهِ يُخْبِرُهُ بِسَلَامَتِهَا فَسُرّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِذَلِكَ.
حَدّثَنَا عَبْدُ الْجَبّارِ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيّةَ قَالَ قَالَتْ أُمّ عُمَارَةَ قَدْ رَأَيْتنِي وَانْكَشَفَ النّاسُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَمَا بَقِيَ إلّا نُفَيْرٌ مَا يُتِمّونَ عَشْرَةً وَأَنَا وَابْنَايَ وَزَوْجِي بَيْنَ يَدَيْهِ نَذُبّ عَنْهُ وَالنّاسُ يَمُرّونَ بِهِ مُنْهَزِمِينَ. وَرَآنِي لَا تُرْسَ مَعِي، فَرَأَى رَجُلًا مُوَلّيًا مَعَهُ تُرْسٌ فَقَالَ يَا صَاحِبَ التّرْسِ أَلْقِ تُرْسَك إلَى مَنْ يُقَاتِلُ فَأَلْقَى تُرْسَهُ فَأَخَذْته فَجَعَلْت أُتَرّسُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَإِنّمَا فَعَلَ بِنَا الْأَفَاعِيلَ أَصْحَابُ الْخَيْلِ لَوْ كَانَ رَجّالَةً مِثْلَنَا أَصَبْنَاهُمْ إنْ شَاءَ اللّهُ فَيُقْبِلُ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ فَضَرَبَنِي، وَتَرّسْت لَهُ فَلَمْ يَصْنَعْ سَيْفُهُ شَيْئًا وَوَلّى، وَأَضْرِبُ عُرْقُوبَ فَرَسِهِ فَوَقَعَ عَلَى ظَهْرِهِ. فَجَعَلَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَصِيحُ يَا ابْنَ أُمّ عُمَارَةَ أُمّك، أُمّك قَالَتْ فَعَاوَنَنِي عَلَيْهِ حَتّى أَوْرَدْته شَعُوب
وَحَدّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ جُرِحْت يَوْمَئِذٍ جُرْحًا فِي عَضُدِي الْيُسْرَى، ضَرَبَنِي رَجُلٌ كَأَنّهُ الرّقْلُ وَلَمْ يَعْرُجْ عَلَيّ وَمَضَى عَنّي، وَجَعَلَ الدّمُ لَا يَرْقَا، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اعْصِبْ جُرْحَك. فَتَقْبَلُ أُمّي إلَيّ وَمَعَهَا عَصَائِبُ فِي حَقْوَيْهَا قَدْ أَعَدّتْهَا لِلْجِرَاحِ فَرَبَطَتْ جُرْحِي وَالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَاقِفٌ يَنْظُرُ ثُمّ قَالَتْ انْهَضْ يَا بُنَيّ فَضَارِبْ الْقَوْمَ. فَجَعَلَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ وَمَنْ يُطِيقُ مَا تُطِيقِينَ يَا أُمّ عُمَارَةَ؟ قَالَتْ وَأَقْبَلَ الرّجُلُ الّذِي ضَرَبَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ هَذَا ضَارِبُ ابْنِك قَالَتْ فَأَعْتَرِضُ لَهُ فَأَضْرِبُ سَاقَهُ فَبَرَكَ فَرَأَيْت رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَبَسّمَ حَتّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمّ قَالَ اسْتَقَدْتِ يَا أُمّ عُمَارَةَ ثُمّ أَقْبَلْنَا إلَيْهِ نَعْلُوهُ بِالسّلَاحِ حَتّى أَتَيْنَا عَلَى نَفَسِهِ. قَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي ظَفّرَك وَأَقَرّ عَيْنَك مِنْ عَدُوّك، وَأَرَاك ثَأْرَك بِعَيْنِك
حَدّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ بِمُرُوطٍ فَكَانَ فِيهَا مِرْطٌ وَاسِعٌ جَيّدٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إنّ هَذَا الْمِرْطَ لَثَمَنُ كَذَا وَكَذَا، فَلَوْ أَرْسَلْت بِهِ إلَى زَوْجَةِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ صَفِيّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ - وَذَلِك حِدْثَانَ مَا دَخَلَتْ عَلَى ابْنِ عُمَرَ. فَقَالَ أَبْعَثُ بِهِ إلَى مَنْ هُوَ أَحَقّ مِنْهَا، أُمّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْب ٍ. سَمِعْت رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ أُحُدٍ يَقُولُ مَا الْتَفَتّ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إلّا وَأَنَا أَرَاهَا تُقَاتِلُ دُونِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/370)
فَقَالَ الْوَاقِدِيّ: حَدّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلّى، قَالَ قِيلَ لِأُمّ عُمَارَة َ هَلْ كُنّ نِسَاءُ قُرَيْش ٍ يَوْمَئِذٍ يُقَاتِلْنَ مَعَ أَزْوَاجِهِنّ؟ فَقَالَتْ أَعُوذُ بِاَللّهِ مَا رَأَيْت امْرَأَةً مِنْهُنّ رَمَتْ بِسَهْمٍ وَلَا بِحَجَرٍ وَلَكِنْ رَأَيْت مَعَهُنّ الدّفَافَ وَالْأَكْبَارَ يَضْرِبْنَ وَيُذَكّرْنَ الْقَوْمَ قَتْلَى بَدْرٍ، وَمَعَهُنّ مَكَاحِلُ وَمَرَاوِدُ فَكُلّمَا وَلّى رَجُلٌ أَوْ تَكَعْكَعَ نَاوَلَتْهُ إحْدَاهُنّ مِرْوَدًا وَمُكْحُلَةً وَيَقُلْنَ إنّمَا أَنْتِ امْرَأَةٌ وَلَقَدْ رَأَيْتهنّ وَلّيْنَ مُنْهَزِمَاتٍ مُشَمّرَاتٍ - وَلَهَا عَنْهُنّ الرّجَالُ أَصْحَابُ الْخَيْلِ وَنَجَوْا عَلَى مُتُونِ الْخَيْلِ - يَتْبَعْنَ الرّجَالَ عَلَى الْأَقْدَامِ فَجَعَلْنَ يَسْقُطْنَ فِي الطّرِيقِ.
وَلَقَدْ رَأَيْت هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ، وَكَانَتْ امْرَأَةً ثَقِيلَةً وَلَهَا خَلْقٌ قَاعِدَةً خَاشِيَةً مِنْ الْخَيْلِ مَا بِهَا مَشْيٌ وَمَعَهَا امْرَأَةٌ أُخْرَى، حَتّى كَرّ الْقَوْمُ عَلَيْنَا فَأَصَابُوا مِنّا مَا أَصَابُوا، فَعِنْدَ اللّهِ نَحْتَسِبُ مَا أَصَابَنَا يَوْمَئِذٍ مِنْ قِبَلِ الرّمَاةِ وَمَعْصِيَتِهِمْ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ.
قَالَ الْوَاقِدِيّ: حَدّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ قَالَ سَمِعْت عَبْدَ اللّهِ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ يَقُولُ شَهِدْت غزوة أُحُد مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَلَمّا تَفَرّقَ النّاسُ عَنْهُ دَنَوْت مِنْهُ وَأُمّي تَذُبّ عَنْهُ فَقَالَ يَا ابْنَ أُمّ عُمَارَةَ قُلْت: نَعَمْ. قَالَ ارْمِ فَرَمَيْت بَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلًا مِنْ الْمُشْرِكِينَ بِحَجَرٍ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ فَأَصَبْت عَيْنَ الْفَرَسِ فَاضْطَرَبَ الْفَرَسُ حَتّى وَقَعَ هُوَ وَصَاحِبُهُ وَجَعَلْت أَعْلُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتّى نَضَدْت عَلَيْهِ مِنْهَا وِقْرًا، وَالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَنْظُرُ وَيَتَبَسّمُ فَنَظَرَ إلَى جُرْحٍ بِأُمّي عَلَى عَاتِقِهَا فَقَالَ أُمّك، أُمّك اعْصِبْ جُرْحَهَا، بَارَكَ اللّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ مُقَامُ أُمّك خَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ وَمُقَامُ رَبِيبِك - يَعْنِي زَوْجَ أُمّهِ - خَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ. وَمُقَامُك لَخَيْرٌ مِنْ مُقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ رَحِمَكُمْ اللّهُ أَهْلَ الْبَيْتِ قَالَتْ اُدْعُ اللّهَ أَنْ نُرَافِقَك فِي الْجَنّةِ. قَالَ اللّهُمّ اجْعَلْهُمْ رُفَقَائِي فِي الْجَنّةِ. قَالَتْ مَا أُبَالِي مَا أَصَابَنِي مِنْ الدّنْيَا(136/371)
ما هو حكم الحضور لعشاء الميت؟
ـ[عبد الرحمن الليبي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 12:59 ص]ـ
توفيت بالامس امراة بجوارنا و اليوم رآني ابنها فالح علي ان احضر للعشاء فهل انا مذنب اذا طاوعته رغم اني على علم بان هذه العادة لا اصل لها في السنة؟ ارجوكم فانا ما زلت انتظر و العشاء سوف يجهز بعد قليل
ـ[أم هانئ]ــــــــ[26 - 12 - 10, 07:20 ص]ـ
http://www.alandals.net/Node.aspx?id=8859
http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=5&tf=12&f=35
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=5529
ما حكم الشرع فيما يسمى بعشاء الميت -يا شيخ-؟
إذا عشوا الميت سنة، إذا مات إنسان شرع لجيرانه وأقاربه أن يعشوهم، أن يبعثوا لهم عشاءً؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة، ثبت عنه-صلى الله عليه وسلم- أنه لما جاء خبر جعفر- رضي الله عنه-، جعفر بن أبي طالب لما قتل في غزوة مؤتة، قال لأهله- صلى الله عليه وسلم-: (اصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم ما يشغلهم)، فإذا مات قريب الإنسان, أو جاره استحب لأهله أن يصنعوا لهم طعاماً؛ لأنهم شغلوا بالموت, أما أهل الميت فلا يصنعوا شيء بدعة، كونهم يصنعون للناس ويجمعون الناس هذا يسمى مأتم ما يصلح، يقول جرير بن عبد الله البجلي-رضي الله عنه-: "كنا نعد الاجتماع لأهل الميت وصالة الطعام بعد الموت من النياحة"، يجتمعون لينوحوا عليه, أو ليصنعوا للناس يدعونهم لا يصلح، أما يأتوا للتعزية، يأتي الجيران أو غيرهم يعزونهم, أو يبعثون لهم طعاماً؛ لأنهم مشغولون فلا بأس.
http://www.binbaz.org.sa/mat/20817(136/372)
ما بقوله الإمام قبل التكبير
ـ[عبدالرحمن التميمي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 07:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل جمع أحد من أهل العلم الألفاظ الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي يقولها الإمام للمأمومين قبل تكبيرة الإحرام لتسوية صفوفهم(136/373)
ما الفرق بين الروافض المعممين بالعمامة البيضاء والمعممين بالعمامة السوداء؟؟
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 09:38 ص]ـ
ما الفرق بين الروافض المعممين بالعمامة البيضاء والمعممين بالعمامة السوداء؟؟
أفيدونا وبوركتم ..............
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[26 - 12 - 10, 10:36 ص]ـ
العمامة السوداء رمز النسب العلوي (المزعوم في أكثر الأحيان!)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[26 - 12 - 10, 11:24 ص]ـ
العمائم عندهم ثلاث انواع!:
العمامة السوداء اعلاها! فهذه علامه على انه: عالم وسيد (اي: ينتهي الى نسل فاطمه وعلي).
ثم العمامه البيضاء: فهذه علامه على انه عالم،لكنه ليس بسيد.
ثم آخرها الخضراء: وهذا يسمونه: (القَيِّم) وجمعه: (القُوّام) اي: سدنه القبور والمشاهد،وهذا ليس بعالم ولا سيد! وهؤلاء هم الذين يقومون بخدمه الزوّار! واحيانا يُزوّرون الجهال! واحيانا يطوفون في الاحياء قائلين: نذر! نذر!، اي: يستقبل النذور التي نذرها هؤلاء الجهال للقبور والاولياء!!.
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[26 - 12 - 10, 01:38 م]ـ
أيضا من ميزات أصحاب العمامة السوداء والبيضاء ان لهم نصيب في الخمس والمتعة وإن كان صاحب السوداء أكبر نفوذا وأعلى عندهم قدرا.
ـ[قسنطيني]ــــــــ[26 - 12 - 10, 09:32 م]ـ
لعن الله الرافضة
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 11:00 م]ـ
بارك الله فيكم علي الردود
اللهم العن الروافض أينما حلوا وأينما نزلوا(136/374)
هل االشيخ شعيب الأنؤوط على قيد الحياه
ـ[المشعلي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 01:44 م]ـ
هل االشيخ شعيب الأنؤوط على قيد الحياه
أرجو إفادتنا
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[26 - 12 - 10, 03:46 م]ـ
أطال الله في عمره على الطاعة والبر ... نعم هو على قيد الحياة بحمد الله
وهو يسكن في المملكة الأردنية الهاشمية في محافظة اربد إن لم أكن مخطئة!
وهو الآن في الكويت في زيارة ...
في ملتقانا الكريم إعلان لزيارته لدولة الكويت؛ فابحث عنه ...
بارك الله له في عمره وعمله ورزقه طول العمر وحسن الخاتمة.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[26 - 12 - 10, 06:51 م]ـ
وهو في صحة طيبة، وذهن حاضر، ماشاء الله
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[26 - 12 - 10, 08:15 م]ـ
البعض يخلط بين الشيخ شعيب الأرنؤوط وبين الشيخ عبدالقادر الأرنؤوط - رحمه الله-.
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[26 - 12 - 10, 10:17 م]ـ
أطال الله في عمره على الطاعة والبر ... نعم هو على قيد الحياة بحمد الله
وهو يسكن في المملكة الأردنية الهاشمية في محافظة اربد إن لم أكن مخطئة!
وهو الآن في الكويت في زيارة ...
في ملتقانا الكريم إعلان لزيارته لدولة الكويت؛ فابحث عنه ...
بارك الله له في عمره وعمله ورزقه طول العمر وحسن الخاتمة.
بل يسكن في عمان.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 12 - 10, 10:53 م]ـ
جزاكم الله خير، حفظ الله الشيخ ورفع الله قدره.
فائدة:
سئل ابن باز:
ما رأي سماحتكم في الشيخ/ الألباني من ناحية تصحيحه وتضعيفه للأحاديث، وفقهه لها؟
الجواب
ناصر الدين الألباني من خواص إخواننا المعروفين، قد عرفتُه قديماً، وهو من خيرة العلماء، ومن أصحاب العقيدة الطيبة، وممن فرَّغ وقته في الحديث الشريف، وخدمة السنة، فهو جدير بالاحترام والعناية الشرعية، وهو جدير بأن يُنتفع بكتبه ويُستفاد منها، وأنا ممن يستفيد منها، وقد طالعتُ كثيراً من كتبه، فهي كتب مفيدة، وهو أخٌ صالح، وصاحب سنة، وهو ليس معصوماً، مثل غيره من العلماء، قد يصحِّح بعض الأحاديث ويخطئ، وقد يضعِّف ويخطئ؛ لكن في الجملة يغلب على عمله في التصحيح والتضعيف هو الطيب والاستقامة، وهو ولله الحمد من أهل السنة والجماعة، رزقنا الله وإياه الاستقامة وحسن الخاتمة، وكثّر من المسلمين ممن يشاكله في العلم والعمل، والدعوة إلى الخير، والله المستعان.
وكذلك لا يُنسى أخونا شعيب، وأخونا عبد القادر الأرناؤوط، و عبد العزيز بن رباح، فكل له جهوده في السنة، وهكذا غيرهم مِمَّن خَدَمَ السنة مِن إخواننا، ومَن خَدَمَ العلم الديني من أبناء المسلمين، وانتفعوا به، نسأل الله لهم الهدى جميعاً.
ولكن من نذر نفسه لخدمة السنة فله مزيد الفضل على من أعطاها بعض وقته. انتهى.
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[26 - 12 - 10, 11:44 م]ـ
بل يسكن في عمان.
بورك فيكم
ـ[راشد الهاجري]ــــــــ[27 - 12 - 10, 11:51 ص]ـ
الحمدلله
ـ[راشد الهاجري]ــــــــ[27 - 12 - 10, 11:52 ص]ـ
كان في الكويت(136/375)
ما حكم هذه الألفاظ فى الشريعة الإسلامية؟
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[26 - 12 - 10, 02:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ... أيها الأخوة الأحباب:
نسمع كثير من الناس تقول: -
1 - ربنا يحنن عليك.
2 - هذا رزق ساقه الله إليك.
3 - يا فتاح يا عليم ... يا رزاق يا كريم.
ما حكم قول هذه الألفاظ فى الشريعة الإسلامية؟
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[27 - 12 - 10, 12:01 م]ـ
هل من مجيب على هذه الأسئله.
ـ[سيد سعيد الأثرى]ــــــــ[27 - 12 - 10, 12:18 م]ـ
أخى الحبيب ... قول .. رزق ساق الله اليك .... أو قول رزق ساقه الله إليه .. فقد وردت فى اكثر من حديث: -
1 - قال النبى صلى الله عليه وسلم: " إذا آتاك الله تعالى مالا لم تسأله، و لم تشره إليه نفسك فاقبله، فإنما هو رزق ساقه الله إليك ".
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني ( http://www.ahlalhdeeth.com/mhd/1420)- المصدر: صحيح الجامع ( http://www.ahlalhdeeth.com/book/3741&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 256
خلاصة حكم المحدث: صحيح
2 - قال النبى صلى الله عليه وسلم: " من آتاه الله شيئا من هذا المال من غير أن يسأله فليقبله، فإنما هو رزق ساقه الله إليه ".الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني ( http://www.ahlalhdeeth.com/mhd/1420)- المصدر: صحيح الترغيب ( http://www.ahlalhdeeth.com/book/531&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 849
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
3 - قال النبى صلى الله عليه وسلم: "من بلغه عن أخيه معروف من غير مسألة و لا إشراف نفس فليقبله و لا يرده، فإنما هو رزق ساقه الله عز و جل إليه ".الراوي: خالد بن عدي الجهني المحدث: الألباني ( http://www.ahlalhdeeth.com/mhd/1420)- المصدر: صحيح الترغيب ( http://www.ahlalhdeeth.com/book/531&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 848
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[27 - 12 - 10, 01:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ... أيها الأخوة الأحباب:
نسمع كثير من الناس تقول: -
1 - ربنا يحنن عليك.
2 - هذا رزق ساقه الله إليك.
3 - يا فتاح يا عليم ... يا رزاق يا كريم.
ما حكم قول هذه الألفاظ فى الشريعة الإسلامية؟
كلها لا محظور فيها.
والله اعلم.(136/376)
فتاوى في حكم مشاركة غير المسلمين أعيادهم للعلامة ابن جبرين رحمه الله
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[26 - 12 - 10, 04:16 م]ـ
http://ibn-jebreen.com/a3yad.gif (http://ibn-jebreen.com/a3yad.doc)(136/377)
صناعة الخل إنما تتم عن طريق الخمر
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 12 - 10, 08:38 م]ـ
أطرح هذا الموضوع لدهشتي من أن أكثر طلبة العلم اليوم لا يعرفون كيفية صناعة الخل، فضلا أن يعرفوا كيفية صناعة الخمر، وهي مسائل تعين على فهم القضايا الفقهية المرتبطة بها. فالمادة الأساسية لصناعة النبيذ أو الخمر أو الخل، هي السكر بأنواعه البسيطة والمركبة. والعرب كانت تأتي به من عدة مصادر مثل التمر والعنب والشعير وأمثال ذلك. فإذا تم نبذ الفاكهة في الماء، يسمى نبيذاً. والتمر إذا تم نقعه بالماء، ينتج شراب حلو المذاق، وتبدأ فورا بعض الجراثيم الغولية بتحويل السكر المذاب إلى غول، وبعد أربعة أيام يشتد النبيذ ويبدأ الطعم بالتغير بسبب تخمر السكّر وتحوله إلى غول (كحول)، وهنا يصبح النبيذ محرماً، ويصل إلى قوة كاملة بعد أسبوعين. وكلما مضى وقت أطول، يتحول النبيذ إلى خمر خاصة إذا كان في وعاء محكم لا يدخله الهواء. فإذا بقي في إناء مغلق، صار خمراً. وإذا تعرض للهواء، تحدث عملية الأكسدة للغول عن طريق الجراثيم الخليّة (وهي مختلفة عن الأولى)، ويتحول لحمض الخل.
الجدير بالذكر أن المادة المُسكرة تسمى بالعربية "الغول" وكذلك وردت في القرآن. فأخذها الغرب منها فغيرها إلى الكحول، ومنه أخذناها مجدداً ونسينا أن الأصل عندنا! والكحول من الناحية الكيميائية له أنواع، بعضها سام، والمُسكر منها هو الكحول الإيثيلي (الإيثانول) ويتراوح تركيزه في المشروبات المخمرة. وكأمثلة فإن البيرة تتراوح بين %3.5 مثل البيرة التي يسمونها خفيفة (لايت) وحتى 6% وربما أكثر. أما النبيذ فما بين 9 و 18%، وأما الروحيات المقطّرة الثقيلة مثل الويسكي والتكيلا فمنها ما يصل إلى 60%، ويبقى الروم والكحول المنكه ويتراوح بين 80% وحتى أكثر من 95%.
والمعادلة الكيميائية التي تؤدي لتكون الخل هي:
2 CH3CH2OH + 2 O2 --- > 2 CH3COOH + 2 H2O
Alcohol + Oxygen ----> Acetic Acid + Water
غول + أوكسجين -----> حمض الخل + ماء
ومن المهم هنا معرفة أن جميع أنواع الخل تبقى فيه نسبة طفيفة من الغول. فالأنواع التجارية الرخيصة بعضها تصل فيه إلى 2% وهو غير مقبول شرعاً. والسبب هو استعجال التجار لبيعها قبل أن تكتمل العملية. والأنواع الجيدة مثل بالزاميك الذي يوضع لفترة طويلة في خشب الأرز، تصل فيه نسبة الغول إلى 0.1% وهي مقبولة. ولو أبقيته في بيتك فترة طويلة فلن تتغير النسبة لأنه يتم بسترته قبل التعبئة!
أيضاً أحب أن ألاحظ هنا أن عملية طهي الطعام مع الغول لا يؤدي لتبخره كله، خلاف ما يعتقد العوام. حتى إحراقه لا يؤدي إلا إلى التخلص من ربعه فقط. والكميات التي يضعونها مع الطعام ليست مهملة، وإلا لم يعد له تأثير على الطعم. والحقيقة المزعجة أن القوانين الغربية لا تلزمهم في هذه الحالة بذكر أن الطعام طبخ بالغول على العلبة. والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 12 - 10, 08:41 م]ـ
وللفائدة أنقل هذه المشاركة المفيدة من الأخ سامر المصري: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1198134&postcount=60
ـ[ابو هبة]ــــــــ[26 - 12 - 10, 10:03 م]ـ
وهل ثمة فرق بين خل الكحول Spirit Vinegar والخل الأبيض؟
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[27 - 12 - 10, 12:07 ص]ـ
أحد مدرسي قال لي
وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [النحل: 67]
سكرا يعني الخل
فهل ذلك صحيح؟
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[27 - 12 - 10, 09:22 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
بارك الله بك يا شيخ محمد على اثارة هذا الموضوع.
ويبقى ان يخرج احد الكيميائيين المتخصصين في تصنيع الخل ويكون على دراية بأصول الدين واحكام الشريعة كي يقوم بتحليل الخل المستعمل في الطبخ كيميائياً و من ثمّ يعطي رأيه الشرعي في المسألة.
و ما احوجنا الى هكذا نماذج في عصرنا الحالي كما كان كبار علماء السلف الصالح ممن اشتغلوا بصناعة علمية دنوية الى جانب براعتهم في امور الدين.
امّا عملية تصنيع الخل فهي كما اشار الشيخ محمد:
fermentation du sucre====Alcool======oxydation===acide acetique(vinaigre) CH3COOH
في اي عملية كيميائية لا بد ان يبقى جزء ولو بسيط من المادة الاساسية و هذا يرجع الى نوعية التفاعل و عوامل اخرى تؤثر على مجريات التفاعل.
نحن في الجامعة نتعلم مبدأ فصل ناتج التفاعل ليتثنى فصل المادة المطلوب تصنيعها ومن ثمّ اجراء سلسلة من الابحاث عليها للتأكد من خلوها من الشوائب.
وعملية اكسدة ال ethanol هي عملية بطيئة نسبياً، والتاجر يهمه السرعة و الكم في انتاجه، و عندما يكون التاجر او المصنع غير اسلامي فلن يحسب حساب لأي عامل شرعي لمنتوجاته و هنا تكمن المشكلة.
رجائي من الشيخ محمد ان يذكر لي مصدر النسب المئوية التي اعتمد عليها كي اراجع بعض الاخوة في موضوع الخلّ.
وبارك الله بالجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/378)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 12 - 10, 06:57 م]ـ
وعملية اكسدة ال ethanol هي عملية بطيئة نسبياً، والتاجر يهمه السرعة و الكم في انتاجه، و عندما يكون التاجر او المصنع غير اسلامي فلن يحسب حساب لأي عامل شرعي لمنتوجاته و هنا تكمن المشكلة.
رجائي من الشيخ محمد ان يذكر لي مصدر النسب المئوية التي اعتمد عليها كي اراجع بعض الاخوة في موضوع الخلّ.
المصدر عن النسب المؤية هو هذا: http://www.drgourmet.com/askdrgourmet/alcohol-vinegar.shtml وهو يذكر مصدره العلمي كذلك. وهذا مصدر يذكر أن الحد الأقصى للغول في الخل حسب معايير الحكومة هو 2%: http://en.allexperts.com/q/Beverages-745/Alcohol-Vinegar.htm وهي نسبة ليست قليلة.
وهذا الموقع http://www.islamawareness.net/Alcohol/alcohol_myths.html ذكر دراسة أن شخص صحي وزنه 73 كغ، يمكن أن يشعر بتأثير الغول إذا شرب ما بين 1.1 لتر إلى 1.6 لتر (أي تقريباً خمس إلى سبعة كؤوس) من شراب فيه نسبة الغول 0.5% (وهي الحد الأقصى للغول في البيرة "الخالية من الكحول" كما تسمى) خلال 10 دقائق إلى ربع ساعة. أي لا يمكن إيصال المرء إلى السكر إلا بصعوبة بالغة.
لكننا نتكلم عن نسبة غول أربعة أضعاف ذلك!
وبالنسبة لعملية أكسدة غول الإيثانول فهي تأخذ ما بين 20 ساعة إلى 3 أيام في الخل التجاري، أي أقل بكثير من الخل المنزلي. وليت أحد العاملين في المخابر يقوم بتحليل نسبة الغول في أنواع الخل الموجودة في أسواقنا، ولا أتصور هذا صعباً، والله أعلم.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[27 - 12 - 10, 07:17 م]ـ
الخمر نوعان محترمة وغيرها فالمحترمة هي التى اتخذ عصيرها ليصير خلا وغيرها ما اتخذ عصيرها للخمرية
ـ[أبو البركات]ــــــــ[28 - 12 - 10, 11:41 ص]ـ
ياشيخ محمد قلت:
ومن المهم هنا معرفة أن جميع أنواع الخل تبقى فيه نسبة طفيفة من الغول. فالأنواع التجارية الرخيصة بعضها تصل فيه إلى 2% وهو غير مقبول شرعاً.
وقلت
والأنواع الجيدة مثل بالزاميك الذي يوضع لفترة طويلة في خشب الأرز، تصل فيه نسبة الغول إلى 0.1% وهي مقبولة
كيف حكمت على أن 2% غير مقبولة شرعاً
و 0.1% مقبولة؟!!
طيب سؤال:
1.5% هل هي مقبولة شرعاً؟
أو مثلاً
1.99% هل هي ايضا مقبولة شرعاً؟
وماهو الضابط الشرعي في تحديد النسب المئوية من الغول (الكحول) للمقبول شرعا أو الغير مقبول شرعا
وجزاكم الله خير
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 12 - 10, 01:52 م]ـ
السلام عليكم
انظر لو سمحت إلى كلامي هنا:
وهذا الموقع http://www.islamawareness.net/Alcohol/alcohol_myths.html ذكر دراسة أن شخص صحي وزنه 73 كغ، يمكن أن يشعر بتأثير الغول إذا شرب ما بين 1.1 لتر إلى 1.6 لتر (أي تقريباً خمس إلى سبعة كؤوس) من شراب فيه نسبة الغول 0.5% (وهي الحد الأقصى للغول في البيرة "الخالية من الكحول" كما تسمى) خلال 10 دقائق إلى ربع ساعة. أي لا يمكن إيصال المرء إلى السكر إلا بصعوبة بالغة.
وأيضاً في الرابط السابق ذكره:
الرجل الذي يزن 75 كيلوغرام يحتاج إلى 1.6 إلى 1.8 أونصة من الكحول الصافي 100% لأن يتم شربها في أقل من ساعة للوصول إلى 0.08 كمستوى كحول بالدم، هذا طبقا لإجماع المصادر الطبية العالمية وبناءا على قياسات عديدة. 1.6 أونصة سائلة تساوي 47.337 غرام.
ملاحظة: 1 لتر ماء = 4 كؤوس = 1 كغ، ولتحصل على 50 غرام تحتاج لتركيز غول 5% على الأقل. ولحدوث السكر بالمفهوم الشرعي تحتاج لأكثر من هذا. وقد سبق قولي كذلك: "نسبة 0.08 في أميركا وفرنسا هي النسبة القصوى عالمياً للسماح بالقيادة تحت تأثير الغول. وكثير من الدول تضع نسبة أقل من هذا، إذ أن تأثير المسكر يكون من أول كأس. ويصل إلى حد الهذيان عند 0.11 تقريباً، أما التخدر وفقدان العقل فهو عند 0.21 تقريباً." أي النسبة المؤدية للسكر على قول الجمهور هي 0.11% تقريباً.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[28 - 12 - 10, 02:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أرجو إفادتي في نوعي الخل:
1 - الخل الطبيعي
2 - الخل الصناعي
وقد سألت طبيباً له بحث خاص في الإعجاز العلمي للخل، فقال لي: الخل الطبيعي هو الذي يتم فيه تحويل الكحول إلى خل
أما الصناعي فهو عملية كيمياوية لا تمر بمرحلة التخمر أصلاً.
فهل هذا صحيح؟
رفع الله قدر من أجابني.(136/379)
كيف اخرج الزكاه على هذه الارض التى اشتريتها منذ البداية بغرض الاستثمار
ـ[غير مسجل]ــــــــ[26 - 12 - 10, 09:55 م]ـ
عبدالبي عبدالرازق.
--------------------------------
اشتريت قطعة أرض بغرض الإستثمار منذ خمس سنوات تقريبا بمبلغ 65000 خمس وستون الف جنيه مصري وبعدسنتين من شرائها ارتفع سعرها ليصل الى الضعف واخذها الذي اشتريته منه واعطاني قطعة اخرى بدلا منها في مكان آخر بمبلغ مائه واربعون الف جنيه بدون ان ادفع اى مبلغ
اي ان القطعة ربحت ليصل سعرها هكذا واعطاني اخرى بمايعادل ثمنها الجديد في مكان اخر وهذه القطعة الاخيرة مر عليها 3 سنوات فارتفع سعرها الى مائتين وخمسون الف جنيه فكيف اخرج الزكاه لوبعتها الآن او مستقبلا وللعلم انني لم اتقاضى اي مبلغ مادي حتى الآن ولكن الامر كله كلما يرتفع سعرها يأخذها مني صاحبها ويحولني الى قطعة ارض أخرى فى مكان أفضل بقيمة الربح الذي ربحته قطعة الأرض.
والسؤال:كيف اخرج الزكاه على هذه الارض التى اشتريتها منذ البداية بغرض الاستثمار وللآن لم أبيعها افيدونى جزاكم الله خيرا.(136/380)
هل يجوز زيارة الكنيسه للسياحه فقط
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[27 - 12 - 10, 07:52 ص]ـ
http://http://www.youtube.com/watch_popup?v...urkCU&vq=small
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[27 - 12 - 10, 01:49 م]ـ
إليك فتوى الشيخ العريفي حفظه الله.
http://algrayat.net/vb/showthread.php?p=1041535
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[27 - 12 - 10, 02:21 م]ـ
إليك فتوى الشيخ العريفي حفظه الله.
http://algrayat.net/vb/showthread.php?p=1041535
أتدل امرأة إلى صورة رجل تنظر إليه؟!
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[27 - 12 - 10, 02:21 م]ـ
وهذه فتوى للعلامة ابن جبرين رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11907&parent=3923
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[27 - 12 - 10, 02:27 م]ـ
وهذه فتوى للعلامة ابن جبرين رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=11907&parent=3923
قال البخاري في الصحيح:
وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ كَنَائِسَكُمْ مِنْ أَجْلِ التَّمَاثِيلِ الَّتِي فِيهَا الصُّوَرُ
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[27 - 12 - 10, 06:48 م]ـ
أتدل امرأة إلى صورة رجل تنظر إليه؟!
ما حكم نظر المرأة إلى الرجل ( http://www.9ll9.com/vb/127412.html)
ما حكم نظر المرأة إلى الرجل من خلال التليفزيون أو النظرة الطبيعية في الشارع المفتي: الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
الجواب: نظر المرأة للرجل لا يخلو من حالين سواء كان في التليفزيون أو غيره: الأول: نظر بشهوة وتمتع، فهذا محرم لما فيه من المفسدة والفتنة. الثاني: نظرة مجردة لا شهوة فيها ولا تمتع، فهذه لا شيء فيها على الصحيح من أقوال أهل العلم، وهي جائزة لما ثبت في الصحيحين أن عائشة http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/radia.gif ا كانت تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون، وكان النبي http://forums.ozkorallah.com/images/smilies/sallah.gif يسترها عنهم وأقرها على ذلك؛ ولأان النساء يمشين في الأسواق وينظرن إلى الرجال وإن كن متحجبات، فالمرأة تنظر إلى الرجل وإن كان لا ينظرها، ولكن بشرط ألا تكون هناك شهوة وفتنة، فإن كانت شهوة أو فتنة فالنظرة محرمة في التليفزيون وغيره.
وما أظنه في الأخت الفاضلة إلا أنها من النوع الثاني الذي نظرته بريئة خالية من كل شائبة.
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[28 - 12 - 10, 02:21 ص]ـ
وأين أنت من قول الله: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن
وهو محكم تتحطم عليه المتشابهات و لا تضره؟!
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[28 - 12 - 10, 07:52 ص]ـ
لاحول ولا قوة الا بالله
أختكم سألت عن فتوى ولم تدرى ما يستجد من ذلك ..
مشكورين على حفاظكم على أختكم المسلمة
بارك الله فيكم جميعا
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[28 - 12 - 10, 07:54 ص]ـ
وأين أنت من قول الله: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن
وهو محكم تتحطم عليه المتشابهات و لا تضره؟!
لابد ان تكون غيرتنا على اخواتنا المسلمات الاخريات كغيرتنا على ازواجنا وبناتنا واخواتنا، فكما اننا لا نرضى ان نحيل زوجاتنا على فتوى فيها صورة رجل،فكذلك مع اخواتنا المسلمات الاخريات،نحرص على اخلاقهن وتقواهن.
واما ما ساقه اخونا للعلامه العثيمين فحق، ولكنه مقام فتوى،واما التقوى فلا ريب تجنب ذلك كله.
والله الموفق.
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[28 - 12 - 10, 08:14 ص]ـ
لابد ان تكون غيرتنا على اخواتنا المسلمات الاخريات كغيرتنا على ازواجنا وبناتنا واخواتنا، فكما اننا لا نرضى ان نحيل زوجاتنا على فتوى فيها صورة رجل،فكذلك مع اخواتنا المسلمات الاخريات،نحرص على اخلاقهن وتقواهن.
بارك الله فيكم وجزاكم عنا خيراً
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[28 - 12 - 10, 11:49 ص]ـ
اللهم بارك لأبي قتيبة في دنياه و آخرته و اجعله من المتقين آمين.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[28 - 12 - 10, 01:58 م]ـ
اللهم بارك لأبي قتيبة في دنياه و آخرته و اجعله من المتقين آمين.
آمين واياك وكل موحد.(136/381)
الرهان الخاسر!
ـ[احمد حامد العمري]ــــــــ[27 - 12 - 10, 12:21 م]ـ
الرهان الخاسر
روى أهل التاريخ قصة الرهان الذي جرى بين قبيلة عبس وذبيان، تلك القبيلتان العربيتان، التي حصل فيها هذا الرهان بين فرسين!! أيهما يسبق؟ سميت الحرب بعد ذلك باسم الفرسين " حرب داحس والغبرا " فكان الرهان الخاسر، الذي كانت نتيجته حربا دامت أكثر من اربعين عاما، أهلكت الحرث والنسل وأكلت الأخضر واليابس، تلك المراهنة التي كان دافعها الحسد والهوى والتسلط وحب الغلبة والظلم والعدوان!، لقد غاب عنها العقل، والحكمة، والمنطق، وتقديم المصلحة العامة لكلا الفريقين، فأثمرت الحروب والدمار والتشرد والضياع وأوجدت الثارات والإحن بين القبائل العربية يتوارثها جيل عن جيل، حتى جاء الإسلام، فوحد الناس على كلمة واحدة، هي كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وولاء واحد لله ولرسوله وللمؤمنين، ودين واحد وهو الإسلام، وكتاب واحد وهو القرآن الكريم، وأبطل عيبة الجاهلية، وفخرها، ومازال الناس بخير ما اعتصموا بكتاب الله، وجعلوه قائدهم لكل خير، وقد أمرنا الله تعالى بذلك فقال (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)
وإنه وإن نأت بنا أخبار من سبق، إلا أن العبرة تبقى، والذكرى ترسم ملامح تلك الحقبة المؤلمة من الماضي لتحذر المسلم من الوقوع في فخ مماثل، ورهان خاسر، وإن ما يجري من صراع في الساحة الفكرية، من شد وجذب! من كل طرف ليوحي بوجود صراع واختلاف، بين طرفين متناقضين هذا مشرّق!، وذاك مغرّب!، ولا يمكن أن يلتقيان! فهل نحن في "داحس والغبراء ," جديدة!!؟؟ السلاح فيها الفكر والقلم!!؟ إنها تبقى حربا أو سمها مواجهة، وإن اختلفت الأدوات لكن الغاية واحدة، والهدف واحد، وهو أنه لا يمكن اجتماع النقيضين.
تعالوا بنا نبسط الموضوع، ونحاول أن نخرج بفائدة مرجوة، حتى نضع النقاط على الحروف كما يقال! لنسلك طريق أحد الفريقين، أو نبقى على الحياد ننظر للفريقين وهما يصطرعان.
الفئة الأولى: من دعاة التغريب، باسم التقدم، والحضارة، والتطور، والتنمية، يدعون المجتمع إلى التفلّت من كل ما هو قديم، ونبذه، بحجة أن القديم سبب للتخلف، والتأخر عن ركب الأمم المتحضرة!، ومع ذلك لم يأخذوا منهم إلا ما يخالف الشريعة الإسلامية، من الدعوة إلى الاختلاط، والانفتاح على الآخر، وتقمص شخصيته، دون مراعاة لشريعة الإسلام، وأعراف وعادات المجتمعات الشرقية، فلو كانت دعوتهم لإنشاء المصانع، وتطوير الكفاءات الوطنية، والقضاء على الفساد المالي، والإداري،عبر خطوات عملية، واقتراح المشاريع النافعة، للقضاء على البطالة، وغيرها، لقبل الأمر , ولكنهم ربطوا التقدم، والانتاج، والتطور، للمجتمع بتغييره، ودعوته للانسلاخ من دينه، وعاداته وتقاليده،واستبدال العادات الغربية بها، بحجة أن ما عندنا هو سبب تخلفنا، ورهانهم الأكبر في ذلك! ما يرون من بريق الحضارة الغربية!، والدول العظمى، والتغيرات الدولية، ووجود القطب الأوحد الذي يدير العالم، خاصة بعد سقوط المعسكر الشرقي، المتمثل في الشيوعية الاشتراكية، وبروز المعسكر الغربي، المتمثل في الرأسمالية، وظهور دعوات العولمة أو الأمركة، وأن العالم يجب أن ينصهر في بوتقة واحدة، ويصبح تابعا لهذا المذهب الرأسمالي المتفرد على العالم، ومن خرج عن ذلك يصنف بأنه متمرد على القانون الدولي، يجب تأديبه و محاربته.
الفئة الثانية: من دعاة التمسك بالكتاب والسنة، على فهم السلف الصالح، والثبات عليهما، وأن التمسك بذلك، سبب لسعادة الأمة، وعلو كعبها بين الأمم، والدعوة لمحاربة كل ما يدعو إلى الانسلاخ والتحرير من أحكام الشريعة، ورهانهم الأكبر في ذلك، أن هذا دين الله الذي ارتضاه لعباده، وأمر بإبلاغه ونشره، وأنه تكفل بحفظه وبقائه، ووعد من قام به ونشره وذب عنه بالنصر والتمكين، والعزة في الدنيا وبالأجر والثواب والنعيم العظيم في الآخرة.
ولندع التاريخ يحدثنا عن مصير كل فئة! ممن سلك مسلكا يريد به الإصلاح مع أي الفريقين كانت العاقبة؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/382)
من فجر الإسلام وهذا الدين محارب، من قبل أعدائه، فقد تآمر المشركون على قتل النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الدعوة، ولكن الله نجاه منهم، وهاجر إلى المدينة لينشئ الدولة الإسلامية، ثم تآمر عليه الأعداء من اليهود وغيرهم، وحزبوا الأحزاب حول المدينة، ليستأصلوا الإسلام ويقضوا عليه، فكان النصر من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين، وفي طريق عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، لما بلغ عقبة شديدة، اجتمع أربعة عشر رجلا من المنافقين، وتآمروا على إلقاء النبي صلى الله وسلم من فوق هذه العقبة، ليتدحرج من أعلى الجبل، فاستقبلهم حذيفة رضي الله عنه بعصا يلطم بها رواحلهم، فصرفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم كانت المصيبة العظمى، بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ارتداد جميع قبائل العرب عن الإسلام عدا أهل المدينة ومكة، فجهز أبو بكر الصديق " رضي الله عنه" لهم الجيوش، فعاد الإسلام من جديد، ثم مات أبو بكر الصديق متأثرا بأكلة يوم خيبر من الشاة المسمومة! ومات عمر" رضي الله عنه " مقتولا، ومات عثمان " رضي الله عنه "مقتولا مظلوما، ثم حصلت الفتن العظام، حيث اقتتل المسلمون في معركة الجمل وصفين، ومات خلق كثير وقتل علي "رضي الله عنه " بعد ذلك، ثم عاد الإسلام بعد عام الجماعة لحمة واحدة متماسكة، ثم ظهرت بعد ذلك في الأمة الفرق والبدع المحدثة، وبعد أن آلت الخلافة للدولة العباسية، وتمكن المعتزلة من إقناع الخلفاء بمذهبهم، فتن العلماء وسجنوا، وبعضهم مات مسجونا، وتعرض من تعرض منهم للتعذيب بسبب امتحان الناس في مسألة خلق القرآن، ثم بعد ذلك أزاح الله هذه الفتنة وظهرت السنة، وعاد الإسلام من جديد، ثم جاءت الحروب الصليبية المتتابعة، وسيطر الصليبيون النصارى على القدس أكثر من تسعين عاما، ثم استطاع المسلمون إخراجهم، وعاد الإسلام من جديد قوة ومنعة، ثم جاء بعد ذلك التتار، وذبحوا الخليفة، وذبحوا نحو من مليوني مسلم في بغداد وحدها، حتى جرى نهر دجلة بالدماء، ثم انطلق هؤلاء إلى الشام، واستباحوا حرمات المسلمين، وفعلوا الأفاعيل، ثم كانت هزيمتهم على أيدي المسلمين، وعودة الإسلام من جديد قويا منيعا، وفي العصر الحديث، جاء ما يسمى بالاستعمار، من سيطرة اليهود والنصارى على بلاد المسلمين، ونهب ثرواتها وسيطروا على أكثر الشعوب الإسلامية، ثم خرج منها منكسرا مدحورا بجهاد المسلمين، وظهرت أثناء ذلك الدعوات لأفكار منحرفة، من الدعوة للاشتراكية الشيوعية، والقومية العربية، والناصرية، والبعثية، والعلمانية لتكون بديلا عن الإسلام، فماذا كانت العاقبة؟ ذهبت أدراج الرياح، وأصبحت خبرا من الأخبار يتسلى الناس بها، وأصبح من ينتسب اليوم لها يشعر بالحرج والخجل! وبقي دين الله الإسلام، ليعود من جديد قوة ومنعة، وظهرت الدعوة لنزع الحجاب والتفسخ الأخلاقي، مع بداية الاستعمار في مصر، حتى وصلت أوجها في نهاية السبعينات الميلادية، ثم إذا بالمد ينحسر، ويعود الناس للحجاب، والتمسك بالدين،وتعود مسألة الحجاب من جديد، لتفرض نفسها ليس داخل البلدان الإسلامية،! بل في فرنسا وكندا والدولة الغربية!! كتعبيرة عن عودة التدين والحشمة والفضيلة بين المسلمين، وبعد سقوط الشيوعية الاشتراكية، ظهر بالتفرد الفكر الرأسمالي الغربي، وبدأ بتطبيق أجندته بالدعوة للديمقراطية الغربية، والحرية، والمساواة، التي بدأ بفرضها مستخدما القوة الإعلامية، والاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، ولكن بحمد لله تعالى بدأ ينحسر مده بعد الهزائم المتتالية، والخسائر الاقتصادية الفادحة، وأصبح مشغولا بنفسه، وإن بقي له بقية تذود عنه، وتتولى الدفاع عن مصالحه، فهي سرعان ما تلوذ بالاختفاء، إذا قطع الدعم عنها!. فأين المشركون الذين تصدوا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم؟؟ وأين اليهود الذين حزّبوا الأحزاب مع قبائل العرب؟ وأين المنافقون الذين تآمروا؟ وأين المرتدون من قبائل العرب؟ وأين الثوار الذين خرجوا على عثمان؟ وأين المعتزلة الذين فتنوا الناس في دينهم؟ وأين الصليبيون الذين شنوا الحروب المتتالية على المسلمين؟ وأين من تآمر معهم؟ وأين التتار الذين عاثوا في الأرض فسادا؟ وأين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/383)
أولياؤهم من الروافض الذين مكنوا لهم في بلاد المسلمين؟ وما خبر الاستعمار؟ وأين المتآمرون معه؟ وأين أصحاب الدعوات المنحرفة، من قومية، وناصرية، وبعثية، واشتراكية؟ وأين الذين دعوا لنبذ الحجاب ومحاربة الفضيلة؟ هل كسبوا الرهان؟ أم أنهم جميعا خسروا!؟ وهل ضروا الإسلام في شي؟؟ لقد ذهبوا جميعا وبقي الإسلام قويا منيعا. لقد خسروا الرهان حقا!! فلا يذكرهم التاريخ إلا بالذم والشتيمة والإزدراء لأنهم حاربوا شريعة الله التي ارتضاها لعباده. فهل يعي المغفلون، الذين ينساقون وراء شعارات براقة،محببة للنفوس من الدعوة للحرية، والمساواة، والتنمية، وحقيقتها العداوة المبطنة لشريعة الله المنزلة على محمد صلى الله عليه وسلم؟؟! وهل يعتبر الذين يصرحون صباح مساء برهان خاسر بأن قافلة التغريب وتغيير المجتمع قادمة لا محالة؟ هل يتعظون بمن سبق!؟ أم يريدون أن يجربوا ويخوضوا رهانا خاسرا معلومة نهايته؟ فإن لم يردعهم دين؟ فأين عقولهم؟ وهم يرون سنن الله تعالى فيمن كانوا قبلهم.
فهذه نظرة سريعة، عبر التاريخ، لأخذ العبرة، والعظة، ممن ناصب دين الله العداء، ودعا بدعوى التفرنج والتفتح، وأن رهانه خاسر في النهاية، فهو يحارب دين الله، فهلا أعتبر بمن سلف!؟ إنه لا يمكن لأحد أن يقف أمام دين الله، محاربا له، صادا عنه، داعما لأعداء الملة، متهما أهله بالجمود، والتطرف، والتشدد، والتخلف؛ إلا من انسلخ عن دينه، وتجرد عن وطنيته، ومروءته، واتخذ إلهه هواه مطية لتحقيق مآربه ومصالحه، وإن ظن أنه من أهل الإصلاح، فهو ينطبق عليه قوله تعالى ((قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ** الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ** أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقاءه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)) فما أعظم الحسرة! وما أشد الخسارة! لمن كان هذا سعيه،!! فالله ناصر دينه معل كلمته وهو الغالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أحمد العمري
عضو الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية
ـ[أبو رقية الذهبي]ــــــــ[28 - 12 - 10, 09:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا
مقال ممتع ونافع حقًّا.(136/384)
من جعل ساع للنساء و ساعه للرجال فى السوق ضرووى
ـ[أحمد الطوسونى]ــــــــ[27 - 12 - 10, 05:07 م]ـ
من الصحابى الذى جعل فى السوق ساعه للرجال و ساعه للنساء مع إيراد الأثر بالكامل جزاك ربى الجنه
و إن لم يكن صحابى فمن
أرجو الإفادة(136/385)
كُنا نشْكُو " الجَدْبَ " ثم صِرْنا نَشتَكِي " التُّخْمَة "!!
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[27 - 12 - 10, 05:39 م]ـ
كُنا نشْكُو " الجَدْبَ " ثم صِرْنا نَشتَكِي " التُّخْمَة "!!
اللهم ربنا لكَ الحمدُ على ما أسبغت من العَطَاء , وأسبلت من الغِطَاء , ونعوذ بكَ اللهم من كفران النِّعم , وجحد العطايا والمِنَن , ونطلب منكَ ربَّنا العفو عند التَّقصير , واليسرَ عندَ التَّعسير.
فلو كانَ يستغني عن الشكر ماجدٌ ... لعزةِ مُلكٍ أو عُلو مكانِ
لمَا أمر الله العبادَ بشكرِهِ ** فقال: اشكروني أيها الثقلانِ
* إنَّ المسلمينَ ليشاهدون ما وسَّع الله به على الأمةِ الإسلاميةِ المحمديةِ توسيعاً فسيحاًً , فزادهم من عندِهِ وأعطاهم من فضلِهِ , وما ذاكَ إلاَّ ليشكروا ولا يكفروا , ويحمدوا ولا يسخطوا , ويجتهدوا ولا يتكاسلوا , فاشتعلتْ عندَهم الظنونُ وما حُقَّ لها أن تشعتل! وتسامتْ بظنهم الأفكار وما حقَّ لها أن تَسومَ! إلى أنهم من خيرِ خلقِ اللَّهِ , وأنهم يسكنونَ بينَ نعمِ اللَّه , تكريماً وإكراماً , وتحسيناً وإحساناً ....
هكذا ظنُّوا وإليهِ رمُوا!
* فأَخبتْ بظنِّهم ورميهِم لما لم يُصوِّبوه , وأسفلْ بحدِّ نَظرتهم لما لم يعتبروه , فوالله ما رعوها حقَّ رعايتها, ولا فكَّروا بها حقَّ رمايتها , إي وربي ... ! لقد تاهوا بينَ النعمِ تِطوافاً وتِرحالاً, وسكنوا بينها ذهاباً وإياباً.
تصفو الحياةُ لجاهلٍ أو غافلٍ ... عمَّا مَضَى فيها وما يُتوقَّعُ
ولمن يغالط في الحقائقِ نفسَهُ ... ويسومها طلبَ المحال فتطمعُ
* ما علموا ولا تيقظوا أنهم في الأرضِ ليُختبروا! نعم .. إنهم عن هذا غفلوا فأخطئوا .. !
* ما سمعوا ولا تبصروا أنهم تحتَ السماءِ ليبتلوا! نعم .. إنهم عن ذاكَ جهلوا فكَذبوا .. !
قال تعالى في محكمِ التنزيلِ {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} وقال {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} وقال {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ} وقال {نَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} وقال {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}
* إني لأصيحُ بالنداءِ إلى رجالِ خلقِ اللهِ -أعنِي منهم الفطنَ الحصين- , وأشعل لهم الأنوار ليستضيئوا بنورِ اليقينِ , ليقارنوا بينَ هذا وذاكَ , بعدَ تغيِّر الزمانِ والمكانِ , واختلافِ الأحوالِ والأزمانِ
فما الناس بالناس الذين عهدتهم ... ولا الدارُ بالدارِ التي كنتُ أعرفُ
نعم ذهبَ الناسُ ...
ذهبَ الناس فاستقلّوا وصِرنا ... خلفاً في أراذلِ النّسناسِ
· كانَ المسلمونَ فيما عبَر الزمانَ يشكونَ جدب (اللباسَ) وقلَّتهُ, ثم صرنا نشتكي تخمةَ (الألبسةِ) وتنوعها وزينتها وكثرتها.
ليسَ الجمال بمئزرٍ ... فاعلم وإن ردِّيت برداً
إنَّ الجمالَ معادنٌ ... ومناقبٌ أورثنَ مجداً
لقدْ كانَ سلفنا في زهدٍ وشكوةٍ من قلةِ الغطاءِ, فما يجدُ الواحدُ منهم إلا إزاراً أو رداءًا.
فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ صَلَّى جَابِرٌ فِي إِزَارٍ قَدْ عَقَدَهُ مِنْ قِبَلِ قَفَاهُ وَثِيَابُهُ مَوْضُوعَةٌ عَلَى الْمِشْجَبِ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: تُصَلِّي فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ فَقَالَ إِنَّمَا صَنَعْتُ ذَلِكَ لِيَرَانِي أَحْمَقُ مِثْلُكَ وَأَيُّنَا كَانَ لَهُ ثَوْبَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
ثم جاءَ خلفُ السلفِ فأصبحَ الرجل لا يكفيه السبعةُ أثوابٍ ولا العشرةِ , ولا يكفيه العباءةُ ولا العباءتان , بل تراهُ يتذمَّمُ إن لم يكنْ عندَه من كلٍّ لِبسٍ صنفانِ , ومن كلِّ خرزٍ خرزتان!!
ألا إنما الدنيا غضارةٌ أيّكة ... إذا اخضرَّ منها جانبٌ جفَّ جانبُ
يا عبادَ الله!!
قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ حُلَلِ الإِيمَانِ يَلْبَسُ أَيَّهَا شَاءَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/386)
* كان المسلمونَ فيما غبرَ الزمان يشكونَ جدب (الطعام) من المأكل والمشرب, ثم صرنا نشتكي تخمةَ (الأطعمةِ) والتكثر من أصنافها والتمني لكثرةِ غلائها.
فإنَّ الداء أكثر ما تراه ... يكونُ من الطعامِ والشراب
لقدْ كانَ سلفنا الصالح في زهدٍ من التكثرٍ وفي طلبٍ من التقلل فضلاً عن وجودِ قلةِ ذاتِ المأكلِ عندهم فعَنْ عَائِشَةَ –رضيَ الله عنها- قَالَتْ مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ بُرٍّ ثَلاَثَ لَيَالٍ تِبَاعًا حَتَّى قُبِضَ.
وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزٍ وَزَيْتٍ فِى يَوْمٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ.
ثم جاءَ خلف السلفِ فتجاوزوا في الحلالِ وما اقتصدوا, فأصبحوا على مأكلٍ ومشربٍ وأمسوا على ذلكَ, فلا تطيب أكلاتهم إلا بالتنوعِ منها كلِّ يومٍ بل وفي كلِّ أكلة لا يهمُّه رخصها من غلاءها!! همُّهُ إملاءُ البطونُ وقضاء الحاجاتِ في المراحيضِ والحفوش.
كحمار السوءِ إن أعلفتَه ... رمحَ الناسَ وإن جاعَ نهق
عبادَ الله!! –تذكروا هذه الحادثة-:
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}
فأخبتْ بمنْ حرصَ إلى ملذاتِ الدنيا , أعاذنا من شرِّ الحرصِ والانفلات إليها .... وصدَق الشاعرُ إذ قال:
سقَامُ الحرص ليسَ له دواء ... وداءُ الجهل ليسَ له طبيبُ
وأصدق منه الآخرُ:
ثلاث هنَّ مهلكةُ الأنامِ ... وداعيةُ الصحيح إلى الأسقام
دوامُ مداومةٍ وداومُ وطئٍ ... وإدخالُ الطعامِ إلى الطعام
· كانَ المسلمون فيما سبَقَ الزمانُ يشكون جدبَ (الوقتِ) وبضاعته, ثم صرنا نشتكي تخمةَ (الفراغِ) وكثرته.
لقدْ كانَ السلف الصالح من أحرصِ الناس على الوقتِ واستغلاله, فلا يعرفون راحةً ولا استراحةً بل لما سئِلوا وهم في كدِّ مصبوب في علم الحديث: يا إمامُ ألا ترتاح!؟ فيجيبهم بقناعةٍ عجيبةٍ وهمةٍ عزيمة: راحتها أريد!
ولما جاءَ خلفهم أصبحوا لا يعرفونَ للوقتِ حرمةً ولا عزةً , فتلهوْ بملذاتِ الدنيا وزينتها , وشغل دينهم الحرص على الدنيا والانكباب إليها!!
والوقتُ أنفس ما عُنيت بحفظِهِ ... وأراهُ أسهل ما عليكَ يضيعُ
ألم يقسمِ الله بالوقتِ في كتابه العزيز:
{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
عبادَ الله!!
قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغ ... فلا تكنْ من المغبونينَ الخاسرين ..
إن الشبابَ والفراغَ والجدة ... مفسدةٌ للمرءِ أيّ مفسدة
* كانَ المسلون فيما ادلَهمَّ به الزمانُ يشتكون جدبَ (الفتوى) وقلةِ رجالها والوصول إليها, ثم صرنا نشتكي تخمةَ (الأفتية) من الصغير والكبير والجهلةِ الخمير.
لقد كانَ السلف الصالح يخافون الفتيا ويهابونها, فكانَ الإمام مالك –رحمه الله- يعلِّم تلامذتهَ قول "لا أدري", وكانَت الفتيا توكيلٌ من والي الدولةِ مختاراً له.
ثم جاء خلف السلفِ فتزاحموا الفتيا في المجالسِ وفي القنواتِ الفضائية فعجَّت ومجَّت بكل عالمٍ ومتعالمٍ وجاهل, فتزاحمتْ أسماعنا بالأباطيل والأعاجيب بين الحين والآخر, فهذا يُفتي بحلِّ الحرام وآخر يحرِّم الحلال ... - والله المستعان -.
تصدَّر للتدريس كل مهوس ... جهولٌ يسمَّى بالفقيه المدرِّسِ
فحقَّ لأهْلِ العلمِ أن يتمثَّلوا ... ببيتٍ قديمٍ شاعَ في كلِّ مجْلسِ
لقد هَزلَت حتى بدا من هُزَالِها ... كُلاها وحتَّى سامها كلُّ مفْلِسِ
عبادَ الله!! -ألم يقلْ رسول ربكم محمد عليه الصلاة والسلام-:
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(136/387)
عبادَ الله!! -ألم يقلْ رسول ربكم محمد عليه الصلاة والسلام-:
«مَنْ أُفْتِىَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ».
* كانَ المسلمون فيما ادلَهمَّ به الزمانُ يشكُون جدبَ (الدروس) وقلتها من أهلِ العلمِ مباشرةً أو سماعاً, ثم صرنا نشتكي تخمةَ (الدروس) متنوعة الفنون مختلفة العلوم.
كان السلف الصالح من أهل الحرصِ الجادِّ في الطلبِ, ويظهرُ ذلكَ بارزاً في رحلاتهم الطويلة والكثيرة, فكانوا يجوبوا العالمَ ليتعلموا عندَ الإمام الفلاني, فرحلَ طلبة جهابذة للتلمذةِ على يدِ الإمام أحمد بن حنبل.
ثم جاء سلفهم من الخلف فتوفَّر لهم المشايخُ وأهل العلمِ بل تيسَّر الوصول إليهم فما يدري الطالبُ إلى أيِّهم يذهبُ ويدرسُ؟! لا أقول في شكوتنا هذه أننا نرجو زوالها!! لا والله ولكن تذممهم المستمر في أمرين:
(1) تقصيرِ أهل العلم في التدريسِ, وما أصابوا المحجَّةَ في قولهم.
(2) انفلاتهم إلى أيِّ كل درسٍ يسمعوا بهِ, سواء أكانَ في ابتداءِ العلوم أو في انتهائها, وسواء أكانَ في شرحِ "ثلاثةِ الأصول" أو في شرحِ "المنطق" ذهبوا وانطلقوا كأنهم خُلقوا ليستمعوا لا ليتعلموا فأفقدوا التدريجَ في العلوم وهكذا حالُ الكثير –والله المستعان-.
* فلا والله لا أجملَ من الاقتصادِ في كلِّ الأمورِ , في الملبسِ والمأكلِ والمشربِ والوقتِ [ساعةً وساعةً] والفتيا بإفضائهِ إلى الغيرِ عندَ عدمِ المقدرةِ , والتصدرُ له عندَ الحاجةِ , "وفي كلِّ الأمور كنْ مقتصداً ...
قال تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}
وقال تعالى {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًاْْ}
وصدقَ الشاعر إذ قال:
عليكَ بأوساطِ الأمور فإنها ... نجاةٌ ولا تركب ذلولاً ولا صعباً
ثم إنِّي أذكِّر بجامعُ ما وصفناه وأردناه بكلامٍ من جامعِ الوحيِ لطيف مذكِّر:
قال تعالى:
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)
وفي الحديث الصحيح:
عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي قَوْمٌ يُغَذَّوْنَ فِي النَّعِيمِ، وَيُولَدُونَ فِي النَّعِيمِ، لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ سِوَى الطَّعَامِ وَأَلْوَانِ الثِّيَابِ، -ويَتَشدَّقونَ فِي الكَلامِ- أُولَئِكَ شِرَارُ أُمَّتِي.
خطبتني الدنيا فقلت لها ارجعي ... إني أراكِ كثرة الأزواج
أبو همام السعدي
الموافق 28/ 12 / 2010 م
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[28 - 12 - 10, 01:44 م]ـ
(2) انفلاتهم إلى كل درسٍ يسمعوا بهِ,
تعديل ....
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 12 - 10, 02:10 م]ـ
نفعنا الله بهذه الكلمات وجعل منها واعظا لأنفسنا وأهلينا
جزاك الله خيراً
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[28 - 12 - 10, 02:13 م]ـ
جزيت خيرا ...
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[28 - 12 - 10, 02:33 م]ـ
وجزاكم الله خيراً مشايخنا الكرام ....
وقد نبَّهني الشيخ عمرو إلى أن اللفظ الصحيح لـ تُخمة هي " تُخَمة " على وزنِ فُعَلة ...(136/388)
قصة المراة منذ الازل؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - 12 - 10, 11:01 م]ـ
الحمد لله وبعد:
قبل فترة جرى حوار بيني وبين رجل مثقف يحمل شهادة عاليةحول المراة وان مكانها بيتها كمافي قوله تعالى (وقرن في بيوتكن) وانها شرعا مكفولة من ناحية النفقة حيث ينفق عليها الاب اوالابن اوالزوج اوالاخ ولذا كان الاصل أن عملها في بيتها وقلت له:بل استنبط بعض العلماء ذلك من قصةادم وحواء عليهما السلام فقال كيف ذلك؟؟ فذكرت له هذا الكلام الذي ذكره القرطبي وغيره عند تفسير قوله تعالى لادم عليه السلام ((إن هذا عدو لك ولزوجك فلايخرجنكما من الجنة فتشقى))
قال الامام القرطبي رحمه الله [وَأَنَّك إِنْ ضَيَّعْت الْوَصِيَّة , وَأَطَعْت الْعَدُوّ أَخْرَجَكُمَا مِنْ الْجَنَّة فَشَقِيت تَعَبًا وَنَصَبًا , أَيْ جُعْت وَعَرِيت وَظَمِئْت وَأَصَابَتْك الشَّمْس ; لِأَنَّك تُرَدّ إِلَى الْأَرْض إِذَا أُخْرِجْت مِنْ الْجَنَّة. وَإِنَّمَا خَصَّهُ بِذِكْرِ الشَّقَاء وَلَمْ يَقُلْ فَتَشْقَيَانِ: يُعَلِّمنَا أَنَّ نَفَقَة الزَّوْجَة عَلَى الزَّوْج ; فَمِنْ يَوْمئِذٍ جَرَتْ نَفَقَة النِّسَاء عَلَى الْأَزْوَاج , فَلَمَّا كَانَتْ نَفَقَة حَوَّاء عَلَى آدَم كَذَلِكَ نَفَقَات بَنَاتهَا عَلَى بَنِي آدَم بِحَقِّ الزَّوْجِيَّة.
وَأَعْلَمَنَا فِي هَذِهِ الْآيَة أَنَّ النَّفَقَة الَّتِي تَجِب لِلْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجهَا هَذِهِ الْأَرْبَعَة: الطَّعَام وَالشَّرَاب وَالْكِسْوَة وَالْمَسْكَن ; فَإِذَا أَعْطَاهَا هَذِهِ الْأَرْبَعَة فَقَدْ خَرَجَ إِلَيْهَا مِنْ نَفَقَتهَا ; فَإِنْ تَفَضَّلَ بَعْد ذَلِكَ فَهُوَ مَأْجُور , فَأَمَّا هَذِهِ الْأَرْبَعَة فَلَا بُدّ لَهَا مِنْهَا ; لِأَنَّ بِهَا إِقَامَة الْمُهْجَة. قَالَ الْحَسَن الْمُرَاد بِقَوْلِهِ: " فَتَشْقَى " شَقَاء الدُّنْيَا)) انتهى كلام القرطبي رحمه الله
فاستغرب استغرابا شديدا ثم تحدثنا في مواضيع اخر فقال لي صاحبي:
انت قلت كلمة عابرة لازلت اتاملها وتبين لي صحة ماقلت وان المراة مكانها في بيتها منذالازل.(136/389)
:::: لا يدخل الجنة قتات::::
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[27 - 12 - 10, 11:38 م]ـ
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
"لا يدخل الجنة قتّات"
.. فمن هو القتّات إذن؟؟؟؟
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا يدخل الجنة نمام) وقوله صلى الله عليه وسلم
(لا يدخل الجنة قتات) متفق عليه.
قال صاحب اللؤلؤ: قتات (من قت الحديث يقته قتاً
والرجل قتات أى نمام
وقال ابن الأعرابى: هو الذى يسمع الحديث وينقله)
قال النووى فى رياض الصالحين:
(باب تحريم النميمة: وهى نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد)
ثم إن من معانى النميمة: (العَضْه) وهى (القالة بين الناس) قال ألا أنبئكم ما العضه؟
هى النميمة، القالة بين الناس).رواه مسلم.
ـ ألا أنبئكم: وهو أسلوب جيد للتعليم واستثارة المتعلمين وجذب انتباههم.
والعضه: من القطع والتمزيق يقول تعالى: (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ)
يقول ابن عثيمين: يعنى قطعاً وأجزاء يؤمنون ببعضه ويكفرون ببعضه
ويستفاد من ذلك أن الذى يمزق الأمة ويفرقها هى النميمة
فجعل النبى صلى الله عليه وسلم: النميمة سبب كل شر وفساد فى
الدنيا والدين لذلك هى من كبائر الذنوب كما فى حديثه أنه مر بقبرين فقال:
(إنهما يعذبان، وما يُعذبان فى كبير، بلى إنه كبير: أما أحدهما فكان يمشى
بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله) متفق عليه.
قال العلماء: معنى
وما يعذبان فى كبير أى كبير فى زعمهما. وقيل كبير تركه عليهما
قال بعض أهل العلم: (من نم إليك الحديث نمه منك) والمعنى أن من نقل إليك
كلام الناس فإنه ينقل كلامك أنت أيضاً فاحذره ولا تطعه وابعد عنه إلا إن كان نصيحة
كأن يقول لك شخص إن فلاناً ينقل كلامك ويخدعك ـ وأنت مغرور فيه ـ
ففى هذه الحالة يجوز له ذلك ويجوز لك أن تسمعه وأن تنتصح لأمره إذا ثبت ذلك بالفعل.
وأخيراً: كلمة (لا يدخل الجنة) فى الحديث: فيراد بها أن لا يدخل الجنة
مع أول الداخلين أو معناها يعذب أولاً ثم يدخل الجنة بإسلامه فلا يخلد فى النار إلا الكافر
ومن منا يقوى على العذاب
إأللهم ارزقنا الجنة وما قرب إليها من قول وعمل واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ...(136/390)
(موقف مؤثر) .. للشيخ / محمد بن عثيمين رحمه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 12 - 10, 11:43 م]ـ
قال الشيخ الدكتور / أحمد بن عبد العزيز الحمدان وفقه الله تعالى:
وفي حجّ عام 1416هـ كنت والشيخ طلال بن أحمد العقيل، والدكتور رضوان بن حسن الرضوان مع سماحة شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمه الله، في زيارته المعتادة التي كان يقوم بها كل عام قبل وبعد الحجّ؛ ليلتقي حجاج الخارج في المطار، وزرنا حجاج دولة من الدول الإسلامية التي خرجت للتو من نير السيطرة السوفييتية، وكانوا قد نزلوا من طائرتهم، ينتظرون إنهاء إجراءات جوازاتهم، وكان جمهورهم من كبار السن الذين شابت لحاهم، فطلب الشيخ مترجماً، فوجدنا أحد المطوفين الذين يتكلمون لغتهم لكنه لا يجيدها، وبدأ الشيخ حديثه معهم في بيان توحيد الربوبية الذي ولج منه إلى تقرير الألوهية، ولم يرعنا إلا صوت شاب يركض من بعيد، وينادي بصوته: أنا أترجم .. أنا أترجم، فأعطاه مكبر الصوت، وبدأ يترجم ويتكلم بطلاقة، ورأينا المستمعين يبدو عليهم التأثر أكثر، وبعد أن فرغ الشيخ، أقبل على الشيخ يسأل: من الشيخ؟ .. فرد الشيخ مبتسماً: محمد بن عثيمين. وإذا بالشاب ينظر إلى الشيخ باندهاش، ويقول بصوت عال: الشيخ محمد؟!.
قال: نعم.
قال: ابن صالح؟!.
قال: نعم.
قال: ابن عثيمين؟!.
قال الشيخ: نعم.
وإذا بالشاب يضم الشيخ ويقبل رأسه ويبكي، ثم قال للشيخ: يا شيخ، أتأذن لي أن أبلغهم، من أنت؟.
قال الشيخ: نعم.
وكان الشيخ ونحن معه في دهشة من أمره، فأخذ الشاب مكبر الصوت وحدثهم بكلام لم نفهم منه إلاّ اسم الشيخ، ولقد كان منظراً مؤثراً تأثرنا به جميعاً، حين رأينا الشاب يخبرهم وهو فرح متأثر، وما إن ختم كلامه حتى رأينا أصوات بكاء الحجاج، واللحي قد خضبت بالدموع، وقاموا يصطفون أمام الشيخ، وهذا زاد من دهشتنا، فالتفت الشاب إلى الشيخ، وقال: يا شيخ، هؤلاء كلهم طلابك، لقد كانوا يقرؤون القرآن، ويتفقهون على كتبك وبرامجك الإذاعية في الأقبية تحت الأرض، يا شيخ كلهم يعرفونك، ولكنهم لم يروك، وقد بكوا فرحاً برؤياك، وهم يستأذنونك في السلام عليك، ثم سلموا على الشيخ، وانصرفنا.
--
من مقال للشيخ بعنوان: (حلقات التحفيظ توقف وعودة) .. موقع لجينيات.
ـ[أبو معاذ المقاطي]ــــــــ[27 - 12 - 10, 11:58 م]ـ
رحم الله شيخنا ابن عثيمين ...
وحفظ الله شيخنا المسيطير ...
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[28 - 12 - 10, 01:22 ص]ـ
بارك الله فيك والشيخ احمد ورحم الشيخ العثيمين وجمعنا بكم في جنات النعيم
ـ[حسن علي محمد]ــــــــ[28 - 12 - 10, 06:30 ص]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين وجميع علماء المسلمين وجزاهم خيرا
ـ[احمد كريت]ــــــــ[28 - 12 - 10, 10:54 ص]ـ
سبحان الله .. بالامس كنت اقرا في احد كتب الشيخ العثيمين -طيب الله ثراه -وخطر علي بالي كم من الناس وطلبة العلم انتفعوا بعلم هذا الرجل في حياته وبعد مماته .. ما ان يسلك الشاب او الاخت طريق الاستقامة الا وينصحه الجميع بشرح الشيخ علي الاربعين النووية وشرحه المبارك علي رياض الصالحين وشروحه علي متون العقيدة وغيرها ,رحمه الله رحمة واسعة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
ـ[أحمد بن علي الجبيلي المصري]ــــــــ[28 - 12 - 10, 11:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[28 - 12 - 10, 11:50 ص]ـ
بركات الإخلاص لا حدود لها ... فيارب ارحم ضعفنا!
ـ[عبدالله عمر الخطيب]ــــــــ[28 - 12 - 10, 11:53 ص]ـ
ابن عثيمين جامعة .......
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[28 - 12 - 10, 12:50 م]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين و الكاتب و الناقل
و أسأل أن يجمعنا في الفردوس الأعلى.(136/391)
حكم عمل المرأة (مضيفة سياحه)
ـ[أبو بسملة]ــــــــ[28 - 12 - 10, 12:21 م]ـ
أرجو من الأخوه الكرام
الأدلة الشرعية على حكم عمل المرأة وبالأخص مضيفة سياحيه
ولكم جزيل الشكر والعرفان
وجزاكم جميعاً خيرا
السؤال
uestion
السؤال
uestion
السؤال
uestion
السؤال
uestion(136/392)