مَنِ الأَوائِل؟ (أقْوالاً وأفْعالاً) / شَاركْ ببحثكَ ..
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:42 ص]ـ
مَنِ الأَوائِل؟ (أقْوالاً وأفْعالاً) / شَاركْ ببحثكَ ..
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ التاريخ الإسلامي قد سطر لنا عبراً ودرراً , حاكياً عن الرجال والخبرا, مشوّقا وممتعا للطلبا , وبعدُ:
فقد عنَّ في خاطري وجال , أن أفردَ موضوعا في ذكر أوائل الأقوال والأفعال , لما يسدي من المتعةِ والتشويق والفائدة ...
* واخترتُ أن يكون ذاك " الأوائل " في ذكرِ أفعال وأقوال أهل (الأنبياء, الجاهلية, الصحابة, التابعينَ, العلماء , العباد , المجاهدين وغيرهم) مما تفرد بهِ الواحدُ فعلا وقولاً , أو كان هو المحدِث له بدايةً وأمراً.
* واخترتُ أن نستبعدَ أفعال غيرنا المخترعينَ من أهلِ الإنجليز أو الصينِ ممن ليسوا من أهل العرب أو أهل الإسلام لعدم الفائدة في ذلك دينا ودنيا.
فإذا كان هذا ذلك , فذاك له فوائد كثيرة , ونفائس فريدة , وملحاً جميلة.
* وأبدأُ لبيانِ ما عنيته وقصدته , وجريا للجريِ معنا في المضمارِ من الإخوة , انتباهاً لذكر الصالح وترك الطالح من الأخبارِ, فلا يُلقى القول على عواهنه مما جمعه الشيخ " googl" بل جيّد التثبت في الخبر من أي مرجع حضر.
* ولا يخفى عليكم أن في كثيرٍ من ذكر بادئ القولِ أو الفعلِ خُلفاً كبيراً , فلا حاجة للتطويل والتدليل , بما يجلب التهويل والتمليل , بل يكفي ذكر مرجعٍ يستذكر , ليستبرأ من المعثر ..
· أول من قال "أما بعدُ": داود عليه السلام.وقيل القس بن ساعدة. (ترجيح أبو هلال العسكري).
· أول من قال "البينة على المدعي واليمين على من أنكر": القس بن ساعدة (الروض الأنف).
· أول صحابي ولد في الإسلام -بعد الهجرة-: عبد الله بن الزبير بن العوام. (صحيح البخاري).
· أول من وَقَفَ في الإسلام: عمر بن الخطابِ (توضيح الأحكام).
· أول جامعٍ للحديثِ اشترط الصحيح: محمد بن إسماعيل البخاري (ألفية السيوطي).
· أول من شكّل الأحرف بالمصحف: أبو الأسود الدؤلي, وقيل: الحسن البصري, وقيل يحيى بن يعمر (حاشية أدب الكاتب).
..... وهكذا ....
ـ[أبو الوليد العربي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 11:54 م]ـ
لبّيك،،،
- أول لقب مضاف على "الدين" حدث في أول القرن الخامس، وهو "علاء الدين"
تغريب الألقاب العلمية / الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله
------------------------
- أول من لقب "شيخ الإسلام" هو أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -
تغريب الألقاب العلمية / الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - نقلا عن "التراتيب الإدارية" نقلا عن السخاوي
------------------------
- أول من كتب في آخر الكتاب: "وكتب فلان"، هو أبي بن كعب.
تغريب الألقاب العلمية / الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:54 ص]ـ
أول من سل سيفا في الإسلام: سعد بن أبي وقاص (1)
ـــــــــــــــــ
(1) كتاب السيرة على ما أظن وإن لم تخني الذاكرة في الصف السابع .... :)
يعني هي ليست من قوقل بل من الذاكرة ... :)
وفقك الله أبا همام هو عمل جيد وهناك كثير من الكتب تساعد على هذا ...
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:33 ص]ـ
بارك الله فيكما ويسر أمركما , وأحسنتم الاعتناء بالنقلِ و المصدر ....
(في التصنيف)
· أول من صنَّف في "أصول الفقه": الإمام الشافعي كتابه "الرسالة". وقيل: أبو يوسف ولكنه مفقود (صرح به ابن خلكان وابن خلدون).
· أول من وضعَ علم العروض: الإمام أحمد بن خليل الفراهيدي. [الكافي].
· أول من صنَّف في "علم العروض": أبو عثمان المازني بكر بن حبيب النحوي (رضي الله عنه) المتوفّى سنة 248 هـ. [الكافي].
· أول من صنف في الرد على الرافضة من أهل السنة: علي بن عبد الله المديني في "الرد على الرافضة" (توفي سنة: 234هـ) / تحقيق: عبدالوهاب خليل الرحمن.
· أول من صنف في الرد على الرافضة من أهل الاعتزال: بشر المريسي المتوفى سنة 218 هـ، له كتاب: " الرد على الرافضة في الامامة ". [سيراعلام النبلاء 201/ 10].
· أول من صنَّف في "غريب القرآن": ابن عباس –رضي الله عنه- (68ت) رواها عنه نافع بن الأزرق [غريب القرآن للأصفهاني بتحقيق عويضة] وقيل: أبو عبيدة معمر بن المثنى (210ت). قاله السيوطي في [الأوائل].
(في الإسلام)
· أول من أسلم من الرجال: أبو بكر الصديق.
· أول من أسلمت من النساء: خديجة بنت خويلد.
· أول من أسلم من الصبيان: علي بن أبي طالب.
· أول من أسلم من الموالي: زيد بن حارثة.
· أول من أسلم من العبيد: بلال بن رباح.
(السيرة النبوية للصلابي) وهو قول أبي حنيفة –رحمه الله-.
· أول شهيدةٍ في الإسلام: سمية بنت الخُباط أم عمار بن ياسر. (قاله مجاهد)
· أول من سن دية النفس مائة من الإبل: عبد المطلب بن هاشم (الطبقات الكبرى لابن سعد).
.............
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/342)
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[08 - 10 - 10, 09:14 ص]ـ
أخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أهل الشام: أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت, قال: كذبت, ولكنك قاتلت لأن يقال جريء, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل تعلم العلم, وعلمه, وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته, وقرأت فيك القرآن, قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم, وقرأت القرآن ليقال هو قارئ, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل وسع الله عليه, وأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك, قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار).
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[08 - 10 - 10, 09:27 ص]ـ
أول من خلعت زوجها فى الاسلام: امرأة ثابت بن قيس
أول من سيب السوائب: عمرو بن لحى
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 09:55 ص]ـ
أول من خلعت زوجها فى الاسلام: امرأة ثابت بن قيس (صحيح البخاري) عن ابن عباس.
أول من سيب السوائب: عمرو بن لحى. (صحيح البخاري) عن أبي هريرة.
وبارك فيكم , لتمام الفائدة "المرجع".
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:08 م]ـ
وبارك فيكم , لتمام الفائدة "المرجع".
بل هو (حارثة بن وهب الخزاعي) في حديث (أول من سيب السوائب)
أول ملتقى علمي في (الإنترنت) يضم طلبة العلم هو (ملتقى أهل الحديث)
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:49 م]ـ
أخي " البرقاوي " , هذا النص في "صحيح البخاري":
4623 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ الْبَحِيرَةُ الَّتِى يُمْنَعُ دَرُّهَا لِلطَّوَاغِيتِ فَلاَ يَحْلُبُهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. وَالسَّائِبَةُ كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لآلِهَتِهِمْ لاَ يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَىْءٌ. قَالَ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الْخُزَاعِىَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِى النَّارِ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ» ...
وفي صحيح مسلم:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «رَأَيْتُ فِى مَقَامِى هَذَا كُلَّ شَىْءٍ وُعِدْتُمْ حَتَّى لَقَدْ رَأَيْتُنِى أُرِيدُ أَنْ آخُذَ قِطْفًا مِنَ الْجَنَّةِ حِينَ رَأَيْتُمُونِى جَعَلْتُ أُقَدِّمُ - وَقَالَ الْمُرَادِىُّ أَتَقَدَّمُ - وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا حِينَ رَأَيْتُمُونِى تَأَخَّرْتُ وَرَأَيْتُ فِيهَا ابْنَ لُحَىٍّ وَهُوَ الَّذِى سَيَّبَ السَّوَائِبَ». ..
ـ[أبو الوليد العربي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 04:28 م]ـ
- أول صلاة أقامها جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم - هي صلاة الظهر.
- أول صلاة عيد صلاها النبي - صلى الله عليه وسلم هي صلاة عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة. {ابن دقيق العيد}
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام / عبدالله البسام
ـ[عمر بن إحسان]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:17 ص]ـ
أول من رمى سهما في الإسلام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
المرجع عند أخي علي الجلابنة وفقه الله
أول شهيد إن شاء الله من الجزيرة العربية
أبو محمد المري وقد قتل في حرب الفرقان
{أخبار المجاهدين}
أول فدائي في الإسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
حينما نام مكان الرسول عليه الصلاة والسلام
الدرر في اختصار المغازي والسير
أول من وقف موقفا إيجابيا لدفاع عن العقيدة
فكان أول دم أهريق في الإسلام
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حينما ضرب عبد الله بن الأخطل
مختصر سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:18 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/343)
[بَابُ ما جاءَ في ذلك من كُتُبِ الحَديثِ]
أولاً: (صحيح البخاري) .....
* أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ , أول من تنشق عنه الأرض , وأول شافع وأول مشفع, وأول من يفيق بعد الصعقةِ: محمد عليه الصلاة والسلام (صحيح البخاري: حديث: 6573 وحديث: 2412 وحديث: 4638).
* أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ: ولد آدم. قيل اسمه "قابيل" (صحيح البخاري باب32).
*أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: علي بن أبي طالب (صحيح البخاري حديث: 3965).
* أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ: خبيب بن عدي. (صحيح البخاري حديث: 4086).
* أوَّل مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ: سعد بن أبي وقاص. (صحيح البخاري حديث: 4326).
* أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إبراهيم –عليه السلام-. (صحيح البخاري حديث: 4740).
* أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ: آدمُ عليه الصلاة والسلام (صحيح البخاري حديث: 6529).
* أَوَّلُ مَا أُرْسِلَ الْحَيْضُ: كانَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ: (صحيح البخاري كتاب الحيض).
* أَوَّلَ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ بَعْدَ جُمُعَةٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فِي مَسْجِدِ عَبْدِ الْقَيْسِ بِجُوَاثَى مِنَ الْبَحْرَيْن (قاله ابن عباس) (صحيح البخاري حديث: 892).
* أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ: عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ. (صحيح البخاري حديث: 3246).
* أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ: نوحٌ عليه الصلاةُ والسلامُ (صحيح البخاري حديث: 3340).
* أَوَّلَ مَن اتَّخَذَ من النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ: أُمِّ إِسْمَاعِيلَ زوجة إبراهيم عليه السلام (صحيح البخاري حديث:3364).
* أوَّلُ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ (صحيح البخاري حديث: 3366).
* أَوَّلَ قَسَامَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: كانتْ في بَنِي هَاشِمٍ (صحيح البخاري حديث: 3845).
* أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: نَارٌ تَحْشُرُ الناسَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ (صحيح البخاري حديث:3938).
* أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من الوحيِ: الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ (صحيح البخاري حديث: 4956).
* أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ: فِي الدِّمَاءِ (صحيح البخاري حديث: 6864).
* أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الإِنْسَانِ: بَطْنُهُ ... (صحيح البخاري حديث: 7152).
* أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: زِيَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ (صحيح البخاري حديث: 3938).
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 - 10 - 10, 02:38 ص]ـ
طيب من هو أول من صنف في (الأوائل)؟! (ابتسامة)
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 07:26 م]ـ
طيب من هو أول من صنف في (الأوائل)؟! (ابتسامة)
لعله -والله أعلم- أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني المحدث (ابن النبيل) المتوفى سنة 287 هـ.
وكتب في ذلك الطبراني وابن أبي عروبة وهما في القرن الرابع.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 07:27 م]ـ
(صحيح مسلم)
· أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلاَةِ: مروان بن الحكم (صحيح مسلم: حديث 186)
· أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ: محمد عليه الصلاة والسلام (صحيح مسلم حديث: 505).
· أَوَّلُ مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ: قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ. (صحيح مسلم حديث: 2200).
· أَوَّلُ مَنْ كَوَى الْجَاعِرَتَيْنِ: محمد عليه الصلاة والسلام (صحيح مسلم حديث: 5675).الجاعرتان: هما من الحمار حرفا الورك المشرفان مما يلى الدبر.
· أَوَّلُ مَنْ يَتْبَعُ النبي صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ بيتهِ: فاطمة –رضي الله عنها- (صحيح مسلم حديث: 6466).
· أَوَّلُ مَنْ حَيَّا النبي -صلى الله عليه وسلم- بِتَحِيَّةِ الإِسْلاَمِ: أبو ذر الغفاري (صحيح مسلم حديث: 6513).
· قال الإمام مسلم: أَوَّلُ الإِيمَانِ قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ (صحيح مسلم الباب 11)
· عن يحيى بن يعمر قال كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني (صحيح مسلم حديث: 102).
· أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: بيت أبي سلمة (صحيح مسلم حديث: 2165).
· أَوَّلَ رَجُلٍ لاَعَنَ فِى الإِسْلاَمِ: أَخَا الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ لأُمِّهِ (صحيح مسلم حديث: 3830).
· أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: ذَاتُ الْعُسَيْرِ أَوِ الْعُشَيْرِ (صحيح مسلم حديث: 4795).
· أَوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَتْ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَوُجُوهَ أَصْحَابِهِ: صَدَقَةُ طَيِّئٍ (صحيح مسلم حديث: 6610).
· أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى (صحيح مسلم حديث: 7570).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/344)
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[13 - 10 - 10, 07:58 م]ـ
جعلنا الله وإياكم من أول من يدخل الجنة
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 08:28 م]ـ
أول فرقة ظهرت (الخوارج).
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:55 م]ـ
بارك الله فيكم
أوائل مالكية:
أول من أدخل فقه مالك وموطئه وقراءة نافع إلى الأندلس هو الغازي بن قيس
وأول من روى الموطأ كاملا شبطون (زياد بن عبد الرحمن)
وإلى القيروان علي بن زياد التونسي (183هـ)
وإلى المغرب درّاس بن إسماعيل وهو أيضا أول من أدخل مدونة سحنون
وأول من أدخل العقيدة الأشعرية إلى المغرب الأقصى موسى بن عيسى بن أبي حاج (430هـ) أبو عمران الفاسي منشأً القيرواني موطنا
وأول من أدخل الأشعرية إلى القيروان أبو إسحاق بن عبد الله القلانسي (351هـ) / ذكره البرزلي
وأول من روّج لها بالقيروان أبو عبد الله الأذري، وأبو طاهر البغدادي أواخر القرن الرابع
وأول من أدخل الفقه الحنفي إلى أفريقيا أبو أحمد الفارسي عبد الله بن فروخ (ت 176هـ) تلميذ الإمام مالك / قاله المقريزي في خططه
وأول من أدخل فقه ابن الماجشون إلى القيروان حماد بن يحيى السجلماسي تلميذ سحنون
وأول من أدخل رأي ابن القاسم إلى الأندلس عيسى بن دينار (212هـ)
وأول من خالف شرط صاحب الموضوع إبراهيم الجزائري ............
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 12:28 ص]ـ
وأول من خالف شرط صاحب الموضوع إبراهيم الجزائري ............
باركَ الله فيكَ أخي المبارك , من هذه الملحِ الفريدة طلبناها وقصدناها , فزدنا من أحاديث يا سعدُ , لم تخالف البتة , بل أتيت بالمراد وبما يُبسط الفؤاد , ولو اعتنيت بالمراجعِ لكان أكثر خيراً , وأنفع قولاً.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 01:44 ص]ـ
ولو اعتنيت بالمراجعِ لكان أكثر خيراً , وأنفع قولاً.
إنما خالفت في هذا أيها المبارك!
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:25 ص]ـ
لعله -والله أعلم- أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني المحدث (ابن النبيل) المتوفى سنة 287 هـ.
وكتب في ذلك الطبراني وابن أبي عروبة وهما في القرن الرابع.
أحسن الله إليك.
وهذا الرابط فيه فائدة: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120321
وقد ذُكِر فيه أن هناك مصنفاً لابن أبي شيبة - المتوفى سنة 235 هـ - في الأوائل.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:49 ص]ـ
(السنن)
* أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ (الجمعة) فِى هَزْمِ النَّبِيتِ مِنْ حَرَّةِ بَنِى بَيَاضَةَ فِى نَقِيعٍ -يُقَالُ لَهُ نَقِيعُ الْخَضِمَاتِ-: أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ. (سنن أبي داود) (حديث رقم: 1071).
* أَوَّلَ مَنْ أُنْزِلَتْ فِيهَا الْعِدَّةُ لِلْمُطَلَّقَاتِ: أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الأَنْصَارِيَّةِ (سنن أبي داود) (حديث رقم: 2283).
* أَوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ: كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهِ وَدَعْ مَا تَصْنَعُ فَإِنَّهُ لاَ يَحِلُّ لَكَ ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنَ الْغَدِ فَلاَ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ» (سنن أبي داود) (حديث رقم: (4338).
* أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّةِ محمدٍ: أبو بكرٍ الصديق. (ولعله بعد محمد عليه السلام) (سنن أبي داود) (حديث رقم: (4654).
*أَوَّلُ مَنْ جَاءَ بِالْمُصَافَحَةِ: أَهْلُ الْيَمَنِ. (سنن أبي داود) (حديث رقم: (5215).
* أول منازل الآخرة: القَبرُ (سنن الترمذي) (حديث رقم:2308).
* أول الناس ورودا على الحوضِ: فقراء المهاجرين الشعث رؤسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد (سنن الترمذي) (حديث رقم:2444).
* أول دم وضع من دماء الجاهلية: دم الحارث بن عبد المطلب (سنن الترمذي) (حديث رقم:3087).
* أول ما يسئل عنه يوم القيامة يعني العبد من النعيم أن يقال له ألم نصح لك جسمك ونرويك ونرويك من الماء البارد (سنن الترمذي) (حديث رقم:3358).
* أول آية نزلت في القتال: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} [قاله ابن عباس] (سنن الترمذي) (حديث رقم:3085).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/345)
* أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُهُ الْحَقُّ، وَأَوَّلُ مَنْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ: عُمَرُبن الخطاب (والحديث منكر) (سنن ابن ماجه) (حديث رقم: 104)
* أَوَّلُ مَنْ أَسْرَجَ فِي الْمَسَاجِدِ: تَمِيمٌ الدَّارِيُّ –رضي الله عنه- (سنن ابن ماجه) (حديث رقم:760)
* أول فتنة وقعت في الإسلام: فتنة عثمان رضي الله عنه (الحاشية على ابن ماجه) (حديث رقم:111).
* أَوَّلُ مَنْ بَطَحَ الْمَسْجِدَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ (سنن البيهقي) (حديث رقم: 4486).
* أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ الْقُعُودَ عَلَى الْمِنْبَرِ: مُعَاوِيَةُ بن أبي سفيان. قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ يُحْتَمَلُ أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ قَعَدَ لِضَعْفٍ لِكِبَرٍ أَوْ مَرَضٍ. (سنن البيهقي) (حديث رقم:5917)
* أول جدة أطعمت في الإسلام سهما أم أب وابنها حي (سنن الدارمي) (حديث رقم: 2932).
* أَوَّلُ شَىْءٍ يُنْتَزَعُ مِنْ أُمَّةِ محمد: علم الفرائض. (سنن الدار قطني) (حديث رقم: 4103).
* أَوَّلَ مَنْ أَذَّنَ فِى بَيْتِ الْمَقْدِسِ: أَبُو نُعَيْمٍ (سنن الدار قطني) (حديث رقم:1230).
* أَوَّلُ شَيْءٍ نَزَلَ مِنْ بَرَاءَةَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (سنن سعيد بن منصور) (حديث رقم: 2892).
* أَوَّلُ امْرَأَةٍ اسْتُشْهِدْتُ فِي الإِسْلاَمِ: أُمُّ عَمَّارٍ. (سنن سعيد بن منصور) (حديث رقم: 2882).
* أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ الْخَنْدَقَ عَلَى عَسْكَرِهِ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (سنن سعيد بن منصور) (حديث رقم: 2857).
* أَوَّلُ سَلَبٍ خُمِّسَ فِي الإِسْلاَمِ: سَلَبَ الْبَرَاءِ (سنن سعيد بن منصور) (حديث رقم: 2708).
* أَوَّلَ مَنْ عَقَدَ اللِّوَاءَ الأَبْيَضَ: مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ (سنن سعيد بن منصور) (حديث رقم: 2529).
* أَوَّلُ مَنْ عَالَ فِي الْفَرَائِضِ: زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (سنن سعيد بن منصور) (حديث رقم:33).
* أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ (سنن سعيد بن منصور) (حديث رقم: 97).
* أَوَّلُ مَنْ أَعْتَقَ أُمَّهَاتِ الأَوْلاَدَِ وَلاَ يُجْعَلْنَ فِى ثُلُثٍ وَلاَ يُبَعْنَ فِى دَيْنٍ: عمر بن الخطاب (السنن الكبرى) (حديث رقم:22295). قال سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنْ عِتْقِ أُمَّهَاتِ الأَوْلاَدَِ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَمَرَ بِعِتْقِ أُمَّهَاتِ الأَوْلاَدِ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:53 ص]ـ
أحسن الله إليك.
وهذا الرابط فيه فائدة: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120321
وقد ذُكِر فيه أن هناك مصنفاً لابن أبي شيبة - المتوفى سنة 235 هـ - في الأوائل.
بوركَ فيك ... قال مصطفى بن عبد الله كاتب جلبي القسطنطيني في "كشف الظنون":
علم الأوائل: علم يتعرف منه أوائل الوقائع والحوادث بحسب المواطن والنسب
وموضوعه وغايته: ظاهرة.
وهذا العلم: من فروع التواريخ والمحاضرات لكنه ليس بمذكور في كتب الموضوعات وقد ألحق بعض المتأخرين مباحث الأواخر إليه.
وفيه كتب كثيرة منها:
كتاب (الأوائل) لأبي هلال: حسن بن عبد الله العسكري.المتوفى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة , وهو أول من صنف فيه. وهو رسالة مختصرة
وملخصه: المسمى (بالوسائل).لجلال الدين السيوطي.
ومنها:
(إقامة الدلائل) لابن حجر.
و (محاسن الوسائل) للشبلي.
و (محاضرة الأوائل) لعلي دده.
و (أزهار الجمايل) لابن دوقة كين.
و (الوسائل) أرجوزة أيضا؟
وكتاب: (الأوائل) لمحمد بن أبي القاسم الراشدي.
وكتاب (الجلال) لابن خطيب داريا.
وكتاب: (الأوائل) للطبراني.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 04:48 م]ـ
(مسند الإمام أحمد بن حنبل)
* أَوَّلُ مَنْ أَتَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ: ابن عباس (مسند أحمد حديث رقم: 322)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/346)
* أََوَّلَ أَمِيرٍ أُمِّرَ فِي الإِِسْلامِ: عَبْدَ اللهِ بْنَ جَحْشٍ الأَسَدِيَّ (مسند أحمد حديث رقم: 1539)
* أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ: آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ (مسند أحمد حديث رقم: 2270)
* أَوَّلَ مَنْ نَهَى عَنْ المتعةِ: مُعَاوِيَةُ –رضي الله عنه- (مسند أحمد حديث رقم: 2664). والحديث ضعيف الإسنادِ.
* أول حد كان في الإسلام: السرقة. (مسند أحمد حديث رقم: 3977).
* أَوَّلَ ثَلاَثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الشَّهِيدُ، وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَفَقِيرٌ عَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ (مسند أحمد حديث رقم: 10208).
* أَوَّلَ ثَلاَثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ: سُلْطَانٌ مُتَسَلِّطٌ، وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ، وَفَقِيرٌ فَخُورٌ. (مسند أحمد حديث رقم: 10208).
* أَوَّلَ النَّاسِ هَلاَكًا الْعَرَبُ (مسند أحمد حديث رقم: 10664).
* أَوَّلَ نِسْوَةٍ وَرِثْنَ مِنْ أَبِيهِنَّ فِي الإِِسْلاَمِ: بَنَاتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ (مسند أحمد حديث رقم: 15084).
* أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ (مسند أحمد حديث رقم: 15891).
* أَوَّلُ مَا يَبْدَأُ بِهِ النبيُّ (عليه السلام) إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ: السِّوَاكَ (مسند أحمد حديث رقم: 25306).
* أَوَّلَ مَا يَتَكَلَّمُ مِنَ الآدَمِيِّ: فَخِذُهُ وَكَفُّهُ. (مسند أحمد حديث رقم: 20279).
* أول الأنبياءِ كان أول: آدم عليه السلام (مسند أحمد حديث رقم: 21879).
* أَوَّلَ مَا افْتُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاَةُ: رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ (مسند أحمد حديث رقم: 26869).
* أَوَّلَ مَا دَخَلَ فِي جَوْفِ ابن الزبير: رِيقُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مسند أحمد حديث رقم: 27477).
* أَوَّلَ مَصْلُوبَيْنِ: عبدا أم ورقة (مسند أحمد حديث رقم: 27825).
* أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي: بَيْتِ مَيْمُونَةَ (مسند أحمد حديث رقم: 28017).
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:12 م]ـ
أول من نسب " التفويض " إلى السلف، -الشهرستاني- في (الملل والنحل) زورًا وبهتاناً
الشيخ (عبد الله السعد)
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 09:55 م]ـ
(في علومِ العقيدةِ)
· أول من بنى على القبور المساجد: الرافضة قاتلهم الله. (تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد).
· أول من أنكر أن الله فوق عرشه: هو الجعد بن درهم. قاله الذهبي. (تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد).
· أول من عرف بالتشبيه: هشام بن الحكم الرافضي (القول المفيد على كتاب التوحيد)
· أَوَّلِ مَنْ أَظْهَرَ إِنْكَارَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَتَكَلَّمُ بِصَوْتٍ في أثناء المائة الثَّالِثَةِ: عبد اللهِ ابْنِ كُلَّابٍ. (قاله شيخ الإسلام) (معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول
· أول من أحدث الرفضَ وأظهرَ التشيع لعلي: هو عبد الله بن سبأ اليهودي الحميري من أهل اليمن. ((شرح العقيدة الطحاوية) صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.).
· أول من أظهر الاعتزال في عهد السلف: واصل بن عطاء .. وتبعه عمرو بن عبيد. (شرح العقيدة الطحاوية) لابن الجبرين.
· أول من قال أن الجنة تنقطع وإنها تفنى وإنها تزول: أبو الهذيل العلاف من رءوس المعتزلة. (شرح العقيدة الطحاوية) لابن الجبرين.
· أول من قال إن العباد ليس لهم قدرة، وليس لهم اختيار، بل هم مجبورون على الفعل: الجهم بن صفوان رئيس الجبرية. (شرح العقيدة الطحاوية) لابن الجبرين
· أول من أحدث التمثيل: همُ الروافض القدماء. (شرح العقيدة الطحاوية) للحوالي.
· أول من أسس المذهب "الكرَّامية": عبد الله بن كرام توفي في 250. (شرح العقيدة الطحاوية) للحوالي.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[11 - 11 - 10, 03:54 م]ـ
هذا بحث للأخ عبدالله نشمي - حفظه الله - من ضمن كتابه الأوائل
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 11:48 م]ـ
باركَ الله فيكَ أخي الكريم.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 02:40 م]ـ
تابعٌ = (في علومِ العقيدةِ) =
· أول من أسس المذهب "الكرَّامية": عبد الله بن كرام توفي في 250. (شرح العقيدة الطحاوية) للحوالي.
· أول من أسس المذهب "الأشعرية" قبل أن يرجع إِلَى السنة: أبو الحسن الأشعري. (شرح العقيدة الطحاوية) للحوالي.
· أول من اكتشف الحشيش: الصوفية (لذا يسمونها: حشيشة الفقراء) (شرح العقيدة الطحاوية) للحوالي.
· أول من توسع في التأويل من الأشاعرةِ: أبو المعالي الجويني. (شرح العقيدة الطحاوية) للحوالي.
· أول من أحدث وأحيا عبادة القبور وبنى الأضرحة والقباب في دين الإسلام: العبيديون. (شرح العقيدة الطحاوية) للحوالي.
· أول من عرف في الإسلام أنه أنكر أن الله يُحِبُّ ويُحَبُّ: الجهم بن صفوان ... وشيخه الجعد بن درهم. (شرح العقيدة الواسطية) للمصلح.
· أول من عرف أنه قال القرآن مخلوق: الجعد بن درهم. (شرح العقيدة الواسطية) للمصلح.
· أول من نادى بنفي الصفات الخبرية، التي جاءت في القرآن من الأشاعرة: أبو المعالي الجويني. (شرح الفتوى الحموية) للتويجري.
· أول من حرف الأناجيل: نسطور الحكيم. (شرح الفتوى الحموية) للتويجري.
· اول من وضع التعاليم المنطقية (معلم الحرف): أرسطو (شرح قصيدة ابن القيم - أحمد بن إبراهيم).(132/347)
ما هو الدعاء الذي يقال قبل النوم؟
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - 10 - 10, 03:18 ص]ـ
الدعاء قبل النوم فيه حديث البراء بن عازب قال:" كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا اضجع وضع يده اليمنى تحت خده ثم قال اللهم وجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك وفوضت أمري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت " وفي حديث:" اللهم إن أمسكت نفسي فاغفر لها وارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ بعه عبادك الصالحين " وفي حديث آخر" باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه "
الشيخ أبي إسحاق الحويني شفاه الله وعافاه(132/348)
حكم أخذ الأدوية لرفع دم حيض المرأة أثناء الحج؟
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - 10 - 10, 03:21 ص]ـ
ما حكم أخذ الأدوية لرفع دم حيض المرأة أثناء الحج؟
المرأة التي أخذت الحبوب لرفع دم الحيض في رمضان أو في الحج فكل هذا جائز بشرط ألا يتسبب في ضرر للمرأة.
من فتاوي الشيخ أبي إسحاق الحويني
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[07 - 10 - 10, 08:56 ص]ـ
حكم استعمال الحبوب لمنع الحيض
هل يجوز استعمال حبوب منع الحمل لتأخير الحيض عند المرأة في شهر رمضان؟
لا حرج في ذلك؛ لما فيه من المصلحة للمرأة في صومها مع الناس وعدم القضاء، مع مراعاة عدم الضرر منها لأن بعض النساء تضرهن الحبوب.
الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
المصدر http://www.binbaz.org.sa/mat/456
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[07 - 10 - 10, 06:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم(132/349)
عائشة وأثرها في حياة تلامذتها
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 03:07 م]ـ
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ السلام على مَن لا نبيَّ بعده.
وبعد:
فإنَّ السيِّدةَ عائشة - رضي الله عنها - حَفِظتْ لنا أحاديثَ كثيرة، وروتْ علمًا كثيرًا طيبًا، مباركًا فيه عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى غدَتْ مربيَّة، ومعلِّمة، ومحدِّثة، ومفسِّرة، وفقيهة.
ولا يشكُّ عاقلٌ أنَّ المرء إذا بارك الله له في عِلْمه، يُوفَّق لتلاميذ بَرَرة، ينشرون علمَه في المشرِق والمغرِب، حتى يكونَ مِلءَ السمع والبصر في الدنيا بأَسْرها، فيستفيد القاصي والداني بما كتَب وسطَّر، وشَرَح ووضَّح، وذلك يرجع إلى التلاميذ الأوفياء، الذين اعتنوا بذلك، وجعلوه محورَ ارتكازهم، وجُلَّ اهتمامهم، متأثِّرين مع ذلك بلَفْظ العالِم ولَحْظه.
والحُرُّ هو مَن يرْعى وداد لحظه، وإفادَة لفظه - كما قال الشافعي - رحمه الله.
وما جَعَل مالكًا يفوق اللَّيْثَ بن سعد، إلاَّ لأنَّ أصحابَه قاموا بعِلْمه ونشروه، وإلاَّ فقدْ قال الشافعي - وهو مَن هو في عُلُوِّ كَعْبِه في العِلم، وتلميذ مالك - إنَّ الليث أفقهُ من مالك، ولكن أصحابه لم يقوموا به؛ يعني: لم ينشروا علمَه، ولم يجوبوا البلادَ في نشْر مذهبه، كما كان حال مالك - رضي الله عن الجميع.
والسيِّدةُ عائشة - رضي الله عنها - حدَّث عنها أناسٌ كثيرون، وضمَّتْ مدرستُها عددًا كبيرًا من التلاميذ، وتخرَّج على يديها سادةُ العلماء مِن التابعين.
والمرْء يَصعُبُ عليه حصْرُ هؤلاء الأفاضل مِن التابعين الذين حمَلوا العلم عنها، ولكنَّ حسبَ القلادة ما أحاط بالعُنق، ومِن السوار ما أحاط بالمِعْصم، أنْ نقِفَ مع أشهر التلاميذ الذين حمَلوا العلم عنها، ونشَروه في الآفاق، وصاروا أئمَّةً يُقتدَى بهم في العِلم والعمل.
فمن أشهر هؤلاء:
1 - عروة بن الزبير - رحمه الله تعالى -:
الإمامُ الكبير، القُدوة، عالِم المدينة، وأحَدُ فقهائها السَّبعة، أبو عبدالله، القُرَشي الأسدي المدني، أبوه الزُّبَير بن العوَّام، حواري النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأُمُّه أسماء بنت أبي بكر - ذات النطاقين.
وُلِد في خِلافة عمر سَنَة ثلاث وعشرين للهِجرة، تفقَّه بالسيِّدة عائشة، وكان يدخل عليها كثيرًا.
أثْنَى عليه أهلُ العلم ثناءً عطرًا:
قال عمرُ بن عبدالعزيز: ما أجِدُ أعلمَ من عروة بن الزُّبَير، وما أعْلَمه يعلم شيئًا أجهله.
حدَّث الأصمعي عن مالك، عن الزهري، قال: سألتُ ابن صُعَير عن شيء من الفِقه، فقال: عليك بهذا، وأشار إلى ابنِ المسيّب، فجالستُه سبع سنين لا أرى أنَّ عالِمًا غيره، ثم تحوَّلتُ إلى عروة، ففجَّرْتُ به ثَبَجَ بَحْر.
وحدَّث ابنُ أبي الزناد: قال حدَّثني عبدالرحمن بن حُمَيد بن عبدالرحمن، قال: دخلتُ مع أبي المسجِدَ، فرأيتُ الناس قد اجتمعوا على رجل، فقال أبي: انظرْ مَن هذا، فنظرتُ فإذا هو عروة، فأخبرتُه وتعجبْت، فقال: يا بني، لا تعجبْ، لقد رأيت أصحابَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يسألونه؛ "سير أعلام النبلاء" (4/ 425).
قلت: وحديثُه في الكُتُب السِّتَّة.
وقال ابنُ شهاب: كان إذا حدَّثَني عُروةُ، ثم حدَّثتْني عمرة، صدَّق عندي حديث عمرة حديث عروة، فلمَّا بحرتهما إذا عروة بحْر لا ينزف؛ "تهذيب التهذيب" (7/ 164).
قال ابن سعد: كان فقيهًا عالِمًا، كثيرَ الحديث، ثبتًا مأمونًا؛ "الطبقات" (5/ 43).
وقال ابن حبَّان: "كان مِن أفاضل أهلِ المدينة وعُلمائهم"؛ "الثقات" (5/ 194، 195).
وقال سفيانُ بنُ عيينة، عن الزهري: كان عروة يتألَّف الناس على حديثه؛ "السير" (4/ 425، 431)، "تهذيب التهذيب" (7/ 164).
وكان يقول لأبنائه: "يا بَنِيَّ، تعلَّموا العِلم، فإنَّكم إنْ تكونوا صغارَ قوم، عسى أن تكونوا كبارَهم، واسوأتاه، ماذا أقبحُ مِن شيخ جاهل؟! "؛ "حلية الأولياء" (2/ 177).
وفي رواية أُخْرى عن مُبارك بن فَضالة، عن هشام، عن أبيه: "أنَّه كان يقول لنا ونحن شباب: ما لكم لا تَعلَّمون؟! إنْ تكونوا صِغارَ قوم يوشك أن تكونوا كبارَ قوم، وما خير الشَّيْخ أن يكون شيخًا وهو جاهِل؟! "؛ "السير" (4/ 424).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/350)
وكان يَرَى أنَّ على طالبِ العلم أن يَطلُبَ العلم، وأن يُزِلَّ نفسه في طلبه، حتى يورثَه ذلك عِزًّا طويلاً، فيقول: "رُبَّ كلمةِ ذُلٍّ احتملتُها أوْرَثتْني عزًّا طويلاً"؛ "صفة الصفوة" (1/ 293).
وأنت لو قلَّبْتَ أيَّ ديوان من دواوين السنَّة، لوجدتَ رواية عروة عن عائشة كثيرة جدًّا، وإن دلَّ على شيء، فإنَّما يدلُّ على كثرةِ ملازمته لها.
قال قبيصة بن ذؤيب: كان عروةُ يغلبنا بدخوله على عائشة، وكانتْ عائشةُ أعلمَ الناس، وكان عروةُ أعلمَ الناس بحديث عائشة؛ "تهذيب التهذيب" (7/ 164).
حَمَل عِلم عائشة؛ ذكر أبو نعيم في "الحلية" (2/ 176)، والذهبي في "السير" (4/ 431): "أنَّه كان جالسًا في فناء الكعبة ومعه عبدالله بن عمر، ومُصْعَب بن الزبير، وعبدالله بن الزبير، فقال لهم مُصْعَب: تَمنَّوا، فقالوا: "ابدأ أنت" ... قال عروة: وأتمنَّى الفِقه، وأن يُحمَل عني الحديث، فنال ذلك.
وصار عروةُ مِن أثبت الناس في عائشة، حتى قال: لقدْ رأيتُني قبل موْت عائشة بأربع حِجج، أو خمْس حجج، وأنا أقول: "لو ماتتِ اليومَ ما ندمتُ على حديث عندَها إلا وقد وَعَيْتُه"؛ "سير أعلام النبلاء" (4/ 424).
قال هشام، عن أبيه: ما ماتتْ عائشة حتى تركتُها قبل ذلك بثلاث سِنين؛ "سير أعلام النبلاء" (4/ 424).
ولم يقفْ تأثُّر عروة - رحمه الله - بالسيِّدة عائشة عندَ حدود العلم، فقد تعدَّى ذلك إلى التأثُّرِ بأخلاقها وشمائلها عامَّة، وعبادتها أيضًا.
فعن ضَمْرةَ بن ربيعة، عن ابن شوذب، قال: كان عروةُ بن الزبير يقرأ رُبُعَ القرآن كلَّ يوم نظرًا في المصحف، ويقوم به الليلَ، فما ترَكَه إلا ليلةَ قُطِعت رِجلُه، ثم عاود جروه من الليلة المُقْبِلة، وكان وقع في رجله الأَكَلة فنشَرها، وكان عروة إذا كان أيَّامُ الرطب ثَلَم حائطَه، فيدخل الناس فيأكلون ويحملون، وكان إذا دخَله، ردَّد هذه الآية: ? وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ? [الكهف: 39]، حتى يخرج؛ "السير" (4/ 426).
وذكر عليُّ بنُ المبارك الهنائي، عن هشام بن عُرْوة: أنَّ أباه كان يصوم الدهر كلَّه إلاَّ يوم الفطر ويوم النَّحْر، ومات وهو صائِم؛ "السير" (4/ 436).
تُوفِّي - رحمه الله ورضي عنه - سنة أربعٍ وتِسعين، ودُفِن يوم الجُمُعة.
من أقواله - رحمه الله -:
• إذا رأيتَ الرجل يعمل الحَسَنة، فاعلم أنَّ لها عندَه أخوات، وإذا رأيتَه يعمل السيئة، فاعلم أنَّ لها عندَه أخوات؛ فإنَّ الحسنة تدلُّ على أختها، وإنَّ السيئة تدلُّ على أختها؛ "تهذيب التهذيب" (7/ 165).
• ما حدثتَ أحدًا بشيء من العِلم قطُّ لا يبلغه عقلُه، إلاَّ كان ضلالةً عليه؛ "سير أعلام النبلاء" (4/ 437).
• لتكن كلمتُك طيبة، وليكن وجهُك بسطًا، تكُنْ أحبَّ إلى الناس ممَّن يُعطيهم العطاء؛ "الحلية" (2/ 178).
• إذا جعَل أحدُكم لله - عزَّ وجلَّ - شيئًا، فلا يجعلْ له ما يستحي أن يجعلَه لكريم، فإنَّ الله أكرمُ الكرماء، وأحقُّ مَن اختير له؛ "صفة الصفوة" (1/ 294).
2 - القاسم بن محمد بن أبي بكر - رحمه الله تعالى -:
هو الإمام القُدوة، أبو عبدالرحمن، التيمي المَدني، الفقيه، قُتِل أبوه وهو صغير، فتربَّى يتيمًا في حجْر عمَّته عائشة - رضي الله عنها - فتفَقَّه بها.
قال عنه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 183): "الفقيه الوَرِع، الشفيق الضَّرِع، نَجْل الصِّدِّيق، ذو الحَسَب العتيق، القاسِم بن محمد بن أبي بكرٍ الصِّدِّيق، كان لغوامضِ الأحكام فائقًا، وإلى محاسن الأخلاق سابقًا".
قال ابن سعد في "الطبقات" (5/ 193): "كان رفيعًا عاليًا فقيهًا، كثيرَ الحديث وَرِعًا".
قلت: وحديثه في الكتب الستَّة.
اهتمَّتْ به السيدةُ عائشة بعد مقْتل أبيه كثيرًا، وكان يَذكُر ذلك، فيقول: "كانت عائشةُ تَحلِق رؤوسنا عشيةَ عرَفَة، ثم تحلقنا وتبْعَثُنا إلى المسجد، ثم تُضحِّي عندنا مِنَ الغد"؛ "الطبقات" (5/ 187).
وَرِثَ عن عمَّته ومُعلِّمته عائشة - رضي الله عنها - روايةَ السنَّة، حتى قيل: "أعْلمُ الناس بحديثِ عائشةَ ثلاثة: (القاسم، وعروة، وعَمْرة بنت عبدالرحمن)؛ تهذيب التهذيب (12/ 389).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/351)
وأضاف إلى رِوايةِ السنَّة الفِقه؛ قال أبو الزناد: "ما رأيتُ فقيهًا أعلم من القاسم، وما رأيتُ أحدًا أعلم بالسُّنَّة منه، وكان الرجلُ لا يُعدُّ رجلاً حتى يعرفَ السُّنَّة"؛ "الحلية" (2/ 183).
وفي روايةٍ أخرى: "وما رأيتُ أحدَّ ذِهنًا من القاسِم، إنْ كان ليضحَك مِن أصحاب الشُّبَه كما يضحَك الفتَى"؛ "السير" (5/ 56).
وكان عفيفًا ورعًا، كريمًا متواضعًا، ناسيًا حظَّ نفسه، وكان السَّلَف يتشبَّهون به في عبادته؛ قال ابنُ وهب: ذكَر مالكٌ القاسمَ بن محمد، فقال: كان مِن فقهاء هذه الأمَّة، ثم حدَّثني مالك أنَّ ابن سيرين كان قد ثَقُل وتخلَّف عن الحجِّ، فكان يأمُر مَن يحجُّ أن ينظر إلى هدي القاسم ولُبوسِه وناحيته، فيبلغونه ذلك، فيقتدي بالقاسم؛ "السير" (5/ 57).
قال أيوبُ السختياني: ما رأيتُ رجلاً أفضل من القاسِم، لقد ترك مائةَ ألف، وهي له حلال؛ "تذكرة الحفاظ" (1/ 75).
ومِن وَرعِه في العِلم ما ذكَرَه أيوب السختياني، قال: سمعتُ القاسم يُسأل بمنًى، فيقول: لا أدْري، لا أعْلم، فلمَّا أكثروا عليه قال: والله لا نعلمُ كلَّ ما تسألونا عنه، ولو علمنا ما كتَمْناكم، ولا حلَّ لنا أن نكتمَكم؛ "صفة الصفوة" (1/ 295).
"وكان عمرُ بن عبدالعزيز متأثِّرًا به، علمًا وزهدًا وورعًا وأُخُوَّةً في الله، ويقول: لو كان لي مِن الأمر شيءٌ، لاستخلفتُ أُعَيْمش بني تيم؛ يعني: القاسم"، وروى الواقديُّ: أنَّها بلغتِ القاسم، فقال: إني لأضعُف عن أهلي، فكيف بأمْر الأمَّة؟! "تذكرة الحفاظ" (1/ 75)، "سير أعلام النبلاء" (5/ 59).
وبلغ مِن عدم تزكيته لنفسه أنَّ أعرابيًّا جاءه، فقال: أنت أعلمُ، أمْ سالم؟ قال: ذاك منزلُ سالِم، فلم يزدْه عليها حتى قام الأعرابي.
قال: محمَّد بن إسحاق معلقًا: كَرِه أن يقول: هو أعلمُ مني فيكذب، أو يقول: أنا أعلم منه فيزكي نفْسَه.
قال الذهبي معلقًا: وكان القاسمُ أعلمَهما؛ "سير أعلام النبلاء" (5/ 56).
مات القاسِم بن محمَّد بيْن مكة والمدينة حاجًّا أو معتمرًا، فقال لابنه: سُنَّ على التراب سنًّا، وسوِّ على قبري، والْحَقْ بأهلك، وإيَّاك أن تقول: كان وكان؛ "الحلية" (2/ 182).
وفي "السير" (5/ 60): إنَّه مات بقديد، وقال: كفِّنوني في ثيابي التي كنتُ أصلِّي فيها: قميصي، ورِدائي؛ هكذا كُفِّن أبو بكر.
وكان موته سَنَةَ ثمانٍ ومائة.
من أقواله - رحمه الله -:
• لأنْ يعيشَ الرجلُ جاهلاً بعدَ أن يعرِفَ حقَّ الله عليه خيرٌ له من أن يقول ما لا يَعْلم؛ "السير" (5/ 57).
• كان إذا سُئِل عن حُكْم مسألة، قال: أرَى، ولا أقول: إنَّه الحق؛ "الطبقات" (5/ 187).
• وقال لقومٍ يذكرون القَدَر: كفُّوا عمَّا كفَّ الله عنه؛ "الطبقات" (5/ 118).
3 - مسروق بن الأجدع - رحمه الله تعالى -:
الإمام، القُدوة، العَلَم، أبو عائشة الوادعي، الهَمْداني، الكوفي
مسروق بن الأجدع بن مالك بن أُميَّة بن عبدالله.
حديثُه في الكتب السِّتَّة، معدودٌ في كبار التابعين، وفي المخضْرمين الذين أسْلَموا في حياةِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.
سُمِّي مسروقًا؛ يقال: إنَّه سُرِق وهو صغير، ثم وُجِد فسُمِّي مسروقًا، وأسلم أبوه الأجدع؛ "تاريخ بغداد" (13/ 232).
كَفَلَتْه عائشةُ - رضي الله عنها - فلازَمَها، وحمَل عنها عِلمًا كثيرًا، وأحبَّها حُبًّا عظيمًا؛ إكرامًا لها، وتبجيلاً لقَدْرها.
روى سعيدُ بن عثمان التَّنُّوخيُّ الحِمصي: حدَّثَنا عليُّ بن الحسن السامي، حدَّثَنا الثوريُّ عن فطر بن خَليفة، عن الشَّعْبي، قال: غُشِي على مسروق في يوم صائِف، وكانتْ عائشة قد تبنتْه، فسَمَّى بِنْتَه عائشة، وكان لا يَعْصي ابنتَه شيئًا، قال: فنزلتْ إليه، فقالت: يا أبتاه، أفْطِر واشربْ، قال: ما أردتِ بي يا بُنَيَّة؟ قالت: الرِّفْق، قال: يا بنية، إنَّما طلبتُ الرفق لنفسي في يومٍ كان مقدارُه خمسين ألف سَنَة؛ "السير" (4/ 67، 68).
قال الشعبيُّ: عن مسروق، قالتْ عائشة: يا مسروقُ، إنَّك مِن ولدي، وإنَّك لَمِنْ أحبِّهم إلي، فهل لك علمٌ بالمُخْدَج؛ "السير" (4/ 66).
أخَذ عنها علمًا وعبادةً، وتقوى وورعًا، وخوفًا من الله - عزَّ وجلَّ.
كان حريصًا على طلب العلم، حتى قال فيه الشعبيُّ: "ما علمتُ أنَّ أحدًا كان أطلبَ للعِلم في أُفق من الآفاق مِن مسروق"؛ "السير" (4/ 65).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/352)
وقال أيضًا: كان مسروقٌ أعلمَ بالفتوى مِن شُرَيح، وكان شُريحٌ أعلمَ بالقضاء من مسروق، وكان شريح يستشير مسروقًا، وكان مسروقٌ لا يستشير شريحًا؛ "تاريخ بغداد" (13/ 233).
قال أنس بن سِيرين، عن امرأةِ مسروق: كان مسروقٌ يُصلِّي حتى تُورَّمت قدماه، فربَّما جلستُ خَلْفَه أبْكي ممَّا أراه يصْنع بنفسه؛ "صفة الصفوة" (2/ 508).
عن إسماعيلَ بن أمية قال: قيل لمسروق: لو أنَّك قصرتَ عن بعض ما تصنع؛ أي: مِن العبادة؟ فقال: والله لو أتاني آتٍ فأخبرني أنَّ الله لا يُعذِّبني، لاجتهدتُ في العبادة، قيل: وكيف ذلك؟! قال: حتى تَعذِرني نفسي إنْ دخلتُ جهنمَ لا ألومها، أمَا بلَغَك في قوله – عزَّ وجلَّ -: ? وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ? [القيامة: 2]، إنَّما لاموا أنفسَهم حين صاروا إلى جهنم، واعْتقبتْهم الزبانية، وحِيل بيْنهم وبيْن ما يَشْتَهون، وانقطعتْ عنهم الأمانيُّ، ورُفِعتْ عنهم الرحمة، وأقبل كلُّ امرئ منهم يلوم نفسَه؛ "صفة الصفوة" (2/ 508).
وكان يحزن على تفريطِه في السُّجود في حقِّ مولاه:
قال سعيدُ بن جُبَير: قال لي مسروق: ما بَقِي شيء يُرغَب فيه إلا أن نُعفِّر وجوهنا في التراب، وما آسَى على شيء إلا السُّجود لله تعالى؛ "السير" (4/ 66).
عن إبراهيم قال: كان مسروقٌ يُرْخِي السِّتر بيْنه وبيْن أهله، ثم يُقبِل على صلاته، ويُخلِّيهم ودُنياهم؛ "صفة الصفوة" (2/ 508).
وقال شُعْبةُ عن أبي إسحاق: حجَّ مسروقٌ، فلم ينمْ إلا ساجدًا على وجهه حتى رَجَع؛ "السير" (4/ 65).
وكان يحبُّ الجهادَ في سبيل الله، ويؤثره على ما يحب:
قال أبو إسحاق السَّبِيعي: زوَّج مسروقٌ بنته بالسائب بن الأقرع على عشرة آلاف لنَفْسه يجعلها في المجاهِدين والمساكين؛ "السير" (4/ 66).
مات - رحمه الله - سَنَة ثلاث وستِّين.
ومن أقواله - رحمه الله -:
• كفَى بالمرء علمًا أن يخشى الله - تعالى - وكَفَى بالمرء جهلاً أن يُعجَب بعمله؛ "السير" (4/ 68).
• إنَّ المرء لحقيقٌ أن يكونَ له مَجالسُ يخلو فيها، يَتذكَّرُ ذنوبَه ويستغفر منها؛ "صفة الصفوة" (2/ 509).
• بحسبِ المؤمن من الجهل أن يُعجَب بعمله، وبحسب المؤمِن من العلم أن يَخْشَى الله؛ "صفة الصفوة" (2/ 509).
4 - عمرة بنت عبدالرحمن الأنصاريَّة - رحمها الله تعالى -:
عَمْرة بنت عبدالرحمن بن سعْد بن زرارة بن عدس، الأنصاريَّة النجاريَّة المدنيَّة، الفقيهة، تَريبة عائشة وتلميذتها، قيل: لأبيها صُحْبة، وجدُّها سعدٌ من قدماء الصحابة، وهو أخو النقيب الكبير أسْعَد بن زُرارة.
ضمَّتْها عائشة - رضي الله عنها - مع إخوتها وأخواتها إلى حجْرِها بعدَ وفاة والدهم، وبعدَ وفاة رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فنشأتْ في بيْتِ التقوى والعِلم، والدِّيانة والوَرَع، وكانتْ ذَكيةَ الفؤاد، لمَّاحة، وقَّادَة الذِّهن، فوعَتْ عن عائشةَ كثيرًا من العِلم، وكانتْ عالِمَةً فقيهة، حُجَّة، كثيرة العلم، وحدَّثتْ بحديثها مِن بَعْدها، وكانتْ مِن أعلم الناس بحديثِ عائشة، وحديثها في الكتب الستَّة.
تزوَّجت عبدالرحمن بن حارثة بن النعمان، فولدتْ له محمَّدًا وهو أبو الرِّجال - وهو لَقب كان له؛ "الطبقات" (8/ 480).
روى أيوبُ بن سُوَيد، عن يونس، عن ابن شِهاب، عن القاسِم بن مُحمَّد: أنَّه قال لي: يا غلامُ، أراكَ تحرِص على طلب العلم، أفلاَ أدلُّك على وعائه؟ قلتُ: بلى، قال: عليك بعَمْرة؛ فإنَّها كانتْ في حجْرِ عائشة، قال: فأتيتُها فوجدتُها بحرًا لا ينزف؛ "السير" (4/ 508).
وقال محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المُقدَّمِي، عن أبيه: سمعتُ عليَّ بنَ المديني، وذكَر عَمْرَةَ بنت عبدالرحمن، ففخَّم من أمرها، وقال: عمرةُ أحدُ الثِّقات العلماء بعائشةَ، الأثبات فيها؛ "تهذيب التهذيب" (12/ 389).
قال ابنُ المديني عن سفيان: "أثبتُ حديثِ عائشة حديثُ عمرة، والقاسم، وعروة"؛ "تهذيب التهذيب" (12/ 389).
وقال شُعْبةُ عن محمَّد بن عبدالرحمن: قال لي عمرُ بنُ عبدالعزيز: ما بَقِي أحدٌ أعلم بحديث عائشة مِن عَمْرة؛ "تهذيب التهذيب" (12/ 389).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/353)
وأخْرَج ابنُ سعد في طبقاته (8/ 480) عن عبدالله بن دينار قال: كتب عمر بن عبدالعزيز إلى أبي بكْر بن محمَّد بن حزم: أنِ انظرْ ما كان من حديثِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أو سُنَّة ماضية، أو حديث عمْرة، فاكْتُبْه، فإنِّي خشيتُ دروسَ العلم، وذَهابَ أهله.
تُوفِّيت سَنَة ثمان وتسعين، وهي بنتُ سبع وسبعين سَنة.
وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (8/ 481): إنَّها قالت لبني أخٍ لها: أعْطوني قبْري في حائط، ولهم حائط (بستان) يلي (البقيع)، فإنِّي سمعتُ عائشة - رضي الله عنها - تقول: كسْر عَظْمِ الميِّت ككسره حيًّا.
5 - معاذة العدوية - رحمها الله تعالى -:
مُعاذَة بنت عبدالله العدوية، أم الصَّهْباء البصريَّة، امرأة صِلة بن أَشْيَم، وكانتْ مِن العابدات، وكان زوجُها من خيار التابعين، ديانةً وتقوى وورعًا، مات شهيدًا في كابول، في بعضِ المعارك في أوَّل إمْرة الحَجَّاج بن يوسف الثقفي على العِراق.
"لَمَّا استُشْهِد زوجُها صِلة وابنها في بعض الحروب، اجتمع النِّساء عندَها، فقالت: مرحبًا بكن، إن كنتُنَّ جئتنَّ للهناء، وإن كنتنَّ جئتنَّ لغير ذلك، فارجعْنَ، وكانت تقول: والله ما أُحِبُّ البقاءَ إلا لأتقرَّب إلى ربي بالوسائل، لعلَّه يجمع بيْني وبيْن أبي الشعثاء وابنه في الجنة"؛ "السير" (4/ 509)، "الطبقات" (7/ 137).
لقدْ وَرِثتْ عن عائشة - رضي الله عنها - كثرةَ العِلْم والعبادة، والتقْوى والزُّهْد، وقدِ اشتهرتْ بذلك، وحديثُها في الكُتُب السِّتَّة.
وقال محمَّد بن الحُسَين البرجلاني، عن محمَّد بن سنان الباهلي: حدَّثَني سلمةُ بن حبان العدويُّ، قال: حدَّثَنا الحَيُّ أنَّ معاذةَ العدويَّة لم توسدْ فراشًا بعدَ أبي الصَّهْباء حتى ماتتْ؛ "تهذيب الكمال" (35/ 309).
ذكَر ابنُ الجوزيِّ في "صفة الصفوة" (4/ 22): "كانتْ معاذة العدويَّة إذا جاء النهارُ قالت: هذا يومي الذي أموتُ فيه، فما تنام حتى تُمْسي، وإذا جاء الليلُ قالت: هذه ليلتي التي أموتُ فيها، فلا تنام حتى تُصْبح، وإذا جاء البَرْدُ لَبِسَتِ الثيابَ الرِّقاق؛ حتى يَمنعَها البردُ مِن النوم".
كانتْ معاذةُ العدوية تُصلِّي في كلِّ يوم وليلة سِتَّمائة رَكْعة، وتقرأ جُزْأَها من الليل تقوم به، وكانتْ تقول: عجبتُ لعين تنام وقد عَرَفتْ طول الرُّقاد في ظُلَمِ القبور! "صفة الصفوة" (4/ 22).
ومِن كرامتها على ربِّها - عزَّ وجلَّ - ما ذكَرَه الحافظ ابن حجر قال:
رُوينا في فوائدِ عبدالعزيز المشرقي بسندٍ له عن أبي بِشْر - شيْخ من أهل البصرة - قال: أتيتُ معاذة، فقالت: إني اشتكيتُ بطْني، فوُصِف لي نبيذ الجر، فأتيتها منه بقَدَح، فوضعتُه، فقالت: اللهمَّ إن كنتَ تعلم أنَّ عائشة حدَّثتني أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - نهى عن نبيذ الجر، فاكْفِنيه بما شِئت، قال: فانكفأ القَدَح، وأُهريق ما فيه، وأذْهَب الله - تعالى - ما كان بها؛ "تهذيب التهذيب" (12/ 401).
"لَمَّا احتضرَها الموت، بكَتْ ثم ضَحِكت، فقيل لها: ممَّ بكيتِ، ثم ضحكت؟ فمِمَّ البكاء؟ وممَّ الضحك؟! قالت: أمَّا البكاء الذي رأيتم، فإني ذكرتُ مفارقةَ الصيام والصلاة والذِّكْر، فكان البكاء لذلك، وأمَّا الذي رأيتُم من تبسُّمي وضَحِكي، فإني نظرتُ إلى أبي الصهباء قد أقْبَل في صحْن الدار، وعليه حُلَّتان خَضراوان، وهو في نفَر، واللهِ ما رأيتُ لهم في الدنيا شبهًا، فضحكتُ إليه، ولا أراني أُدْرِك بعدَ ذلك فرْضًا"؛ "صفة الصفوة" (4/ 22).
قال الراوي: فماتتْ قبل أن يدخُلَ وقت الصلاة.
ماتت في سَنَة ثلاث وثمانين.
ومن أقوالها - رحمها الله -:
ما ذَكَره ابنُ الجوزيِّ عن زُهَير السلولي، عن رجلٍ مِن بني عديٍّ عنِ امرأة منهم أرضعتْها معاذةُ ابنة عبدالله، قالت: قالت لي مُعاذة: يا بنيَّة، كُوني مِن لِقاء الله - عزَّ وجلَّ - على حذَر ورَجاء، وإنِّي رأيت الراجي له مَحقوقًا بحُسْن الزُّلْفَى لديه يومَ يَلْقاه، ورأيت الخائف له مؤمِّلاً للأمان يومَ يقوم الناسُ لربِّ العالمين، ثم بَكَتْ حتى غلبَها البكاءُ؛ "صفة الصفوة" (4/ 22).
وصَلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمَّد وآله(132/354)
رد الشبه والافتراءت عن السيدة عائشة
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 03:29 م]ـ
إنَّ أعداءَ الإسلام - من الشيعة الروافض - لا يفتؤون في نصْب شِباكهم الدنيَّة تجاه أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عمومًا، وأزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - خصوصًا؛ حتى يُشكِّكوا الناسَ في قُدواتهم، ويزعزِعوا عقيدتهم في أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيذْكُرون شُبهًا؛ حتى يُلبسوا على المسلمين، والناس في زمن الغُربة الثانية بعيدون عن دينهم؛ مِصداقًا لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بدأَ الإسلامُ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأَ؛ فطُوبَى للغُرباء))؛ رواه مسلم.
لذا يجبُ على المسلم أنْ يصونَ دينَه عن الشُّبهات فلا يستمع إليها؛ لأن الشبهة قد تستقرُّ في قلبه، ولا يستطيع دَفْعَها؛ لضَعف إيمانه، أو قِلَّة عِلمه، أو هما معًا، ولا شكَّ ولا ريبَ أنَّ المسلمَ مأمورٌ باجتباب مواقع الشُّبهات، ومواطن الفِتن، لماذا؟ لأنَّ الحُكماء من هذه الأُمَّة قالوا: "القلوبُ ضعيفة، والشُّبَه خَطَّافة"، ولا ينبغي لعاقلٍ أن يجعلَ قلبَه عُرضة للشُّبهات تستحكمُ قلبَه، ثم يقول: أدفعُها، وأدحضُها، وأكشفُ زيفَ القوم وباطلَهم.
ومَن نظَرَ للواقع عَلِم حقيقةَ الحال، فمن نَجَا من الشهوة، وقَعَ في الشُّبهة، والقليل مَن وفَّقه الله للاعتصام بالكتاب والسُّنة.
قال ابنُ القَيِّم في "مفتاح دار السعادة": وقوله - أي عَلِي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: "ينقدحُ الشكُّ في قلبه بأوَّلِ عارضٍ مِن شُبهة"؛ هذا لضَعف عِلْمه، وقِلَّة بصيرته، إذا وردتْ على قلبِه أدنى شُبهة قدحتْ فيه الشكَّ والريبَ، بخلاف الراسخ في العِلم، لو وردَ عليه من الشُّبَه عددُ أمواج البحر، ما أزالَ يقينَه، ولا قدحَ فيه شكًّا؛ لأنه قد رسَخَ في العِلم، فلا تستفزُّه الشُّبهات، بل إذا وردتْ عليه ردَّها حَرَسُ العلم وجيشُه؛ مغلولةً مغلوبةً.
والشُّبهة واردٌ يَرِدُ على القلب، يحول بينه وبين انكشافِ الحقِّ له، فمتى باشَرَ القلبُ حقيقةَ العلم، لم تؤثِّر تلك الشبهةُ فيه، بل يقوى عِلمُه ويقينه بردِّها ومعرفة بُطْلانها، ومتى لَمْ يُباشرْ حقيقةَ العلم بالحقِّ قلبُه، قدحتْ فيه الشكَّ بأوَّل وهْلة، فإنْ تداركَها وإلاَّ تتابعتْ على قلبه أمثالُها، حتى يصيرَ شاكًّا مُرتابًا.
والقلبُ يتواردُه جيشان من الباطل: جيشُ شهوات الغَي، وجيشُ شبهات الباطل، فأَيُّما قلبٍ صغَى إليها، وركَنَ إليها تشرَّبها، وامتلأ بها، فينضح لسانُه وجوارحُه بموجبها، فإنْ أُشْربَ شبهاتِ الباطل، تفجَّرتْ على لسانه الشكوكُ والشبهات والإيرادات، فيظن الجاهلُ أنَّ ذلك لسعة عِلمه، وإنَّما ذلك من عدمِ عِلمه ويقينه.
وقال لي شيخُ الاسلام - رضي الله عنه - وقد جعلتُ أُورِدُ عليه إيرادًا بعد إيراد: لا تجعلْ قلبَك للإيرادات والشُّبهات مثل السفنجة فيتشربَها، فلا ينضح إلا بِها، ولكنِ اجعلْه كالزجاجة المصمتة، تمرُّ الشبهات بظاهرِها ولا تستقرُّ فيها، فيراها بصفائه، ويدفعُها بصلابته، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْتَ قلبَك كُلَّ شُبهةٍ تمرُّ عليها، صارَ مُقرًّا للشُّبهات، أو كما قال.
فما أعلمُ أنِّي انتفعتُ بوصيَّة في دَفْع الشُّبهات كانتفاعي بذلك.
وإنما سُمِّيَت الشبهة شبهةً؛ لاشتباه الحقِّ بالباطل فيها؛ فإنَّها تَلْبِس ثوبَ الحقِّ على جِسم الباطل، وأكثرُ الناس أصحاب حُسنٍ ظاهر، فينظر الناظر فيما أُلْبِسَتْهُ من اللباس، فيعتقد صِحَّتَها.
وأمَّا صاحبُ العِلم واليقين، فإنَّه لا يغترُّ بذلك، بل يجاوزُ نظرَه إلى باطنها، وما تحتَ لباسِها، فينكشف له حقيقَتُها، ومثال هذا: الدرهم الزائف، فإنَّه يغترُّ به الجاهل بالنقْد؛ نظرًا لِمَا عليه مِن لباس الفضَّة، والناقد البصير يجاوزُ نظرَه إلى ما وراء ذلك، فيطَّلعُ على زَيفه"؛ اهـ، (1/ 140).
والله المرجو والمأمول أنْ يعصمَنا من الشهوات والشبهات، وأنْ يجعلَنا مُعتصمين بكتابه وبسُنة نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/355)
ثم اعْلم - أخي الكريم - أنَّ الروافضَ - قبَّحهم الله - أكثروا الطعْنَ في أُمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بأمورٍ ظنُّوها حقائقَ، وهي في الحقيقة شُبَه أوْهَى من خيوط العنكبوت، وتأثَّر بكلامهم بعضُ بَني جِلْدتنا من الكُتَّاب والصحفيين، بل حتى مَن يعملون في الساحة الإسلاميَّة؛ ممَّن ليس له نصيبٌ من العلم، اغتروا بكلامهم وَوَقَعُوا في شِباكهم بحُسن نيَّة، والله حسيبُهم، وهو المطلع على بواطن الأمور.
ولَمَّا كان كلامي دائرًا على دَفْع الشُّبهات عن أُمِّنا عائشة - رضي الله عنها - رأيتُ مِن واجبي أنْ أبدأَ بهذه المقدِّمة؛ تَبْصِرةً لذَوي العقول والألباب.
فمن هذه الشبه والمطاعن:
المطعْن الأول: قول الرافضة - قبَّحهم الله -: إنَّ عائشة وحَفْصة تآمَرَتا؛ لاغتيال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد وضَعَتا السُّمَّ في فَمِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنَّه ماتَ نتيجةً لذلك!
الجواب:
اعْلمْ أنَّ الرافضة أكذبُ الفِرَق المنتسبة إلى الإسلام، وأنَّ دينَهم بُني على ذلك الكَذب، وأنَّه ليس لهم أعداء يَحْقدون عليهم، ويسبُّونهم في الليل والنهار أكثر منَ الصحابة - رضي الله عنهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله: وقد اتَّفقَ أهْلُ العلم بالنقْل والرواية والإسناد على أنَّ الرافضة أكذبُ الطوائف، والكَذب فيهم قديمٌ؛ ولهذا كان أئمةُ الإسلام يعلمون امتيازَهم بكثرة الكَذب.
قال الشافعي: لم أرَ أحدًا أشْهَدَ بالزور من الرافضة.
وقال محمد بن سعيد الأصبهاني: سمعتُ شُرَيْكًا يقول: احْمِلِ العلمَ عن كلِّ مَن لقِيتَ إلاَّ الرافضة؛ فإنهم يضعون الحديثَ، ويتَّخِذونه دِينًا؛ "منهاج السُّنَّة" (1/ 59).
وهذا نص الرواية وكلام العلماء فيها، وأوجهُ الردِّ على الرافضة في زعمهم الكاذب:
عن عَائِشَة قالتْ: لَدَدْنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مَرضه، وجعَلَ يُشير إلينا: ((لا تَلُدُّوني))، قالت: فقلْنا: كراهية المريض بالدواء، فلمَّا أفاقَ، قال: ((ألَمْ أنْهَكم أن تَلُدُّوني))، قُلنا: كراهيةً للدواء، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَبقى منكم أحدٌ إلاَّ لُدَّ وأنا أنظر إلاَّ العبَّاس؛ فإنَّه لم يشهدْكم))؛ رواه البخاري، (6501)، ومسلم (2213).
عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحرث بن هشام، عن أسماء بنت عُميس، قالتْ: "أوَّل ما اشْتَكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت ميمونة، فاشتدَّ مرضُه؛ حتى أُغْمِي عليه، فتشاوَرَ نساؤه في لَدِّه، فلَدُّوه، فلمَّا أفاقَ، قال: ((ما هذا؟))، فقُلْنا: هذا فِعْل نساءٍ جِئْنَ مِن ها هنا، وأشار إلى أرض الحبشة، وكانتْ أسماء بنت عُميس فيهنَّ، قالوا: كنا نتَّهمُ فيك ذاتَ الْجَنْب يا رسول الله، قال: ((إنَّ ذلك لداءٌ ما كان الله - عز وجل - ليَقْرَفُني به؛ لا يَبْقَيَنَّ في هذا البيت أحدٌ إلاَّ الْتَدَّ، إلاَّ عَمُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَعنى: العبَّاس))، قال: فلقد الْتَدَّتْ ميمونة يومئذٍ وإنَّها لصائمةٌ، لعَزْمَة رسول الله - صلى الله عليه وسلم"؛ رواه أحمد، (45/ 460)، وصحَّحه الألباني في "السلسلة الصحيحة"، (3339).
اللَّدُود: هو الدواء الذي يُصبُّ في أحَدِ جانبي فمِ المريض، أو يُدْخَلُ فيه بأصبع وغيرها ويحنَّك به، وأمَّا الوُجُور: فهو إدخالُ الدواء في وسط الفم، والسَّعُوط: إدخالُه عن طريق الأنف.
وذات الجَنْب: ورمٌ حارٌّ يَعْرِضُ في نواحى الجَنْب في الغِشاء الْمُستبطِن للأضلاع، ويَلزم ذاتَ الْجَنْب الحقيقى خمسةُ أعراضٍ، وهى: الحُمَّى، والسُّعَال، والوَجَع الناخِس، وضِيق النَّفَس، والنبضُ الْمِنْشَاري؛ يُنظر: "زاد المعاد في هَدي خير العباد"، (4/ 81 - 83).
هناك ثَمَّة وقفات مع هاتين الروايتين:
1 - إنَّ مَن نقَلَ هذه الحادثة للعالَم هو عائشة - رضي الله عنها - فكيف تنقل للناس قتْلَها لنبيِّها، وزوجها، وحبيبها - صلَّى الله عليه وسلَّم؟! وكذلك رَوَتِ الحادثةَ أُمُّ سَلَمة، وأسماءُ بنت عُمَيس - رضي الله عنهما - وكلُّ أولئك مُتَّهَمات في دينهنَّ عند الرافضة، ومُشَارِكات في قَتْله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومع ذلك قَبِلوا روايتهنَّ لهذا الحديث؛ فاعْجَبوا أيُّها العُقلاء!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/356)
2 - كيف عَرَف الرافضة المجوس مكوِّنات الدواء الذي وضعَتْه عائشة للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم؟!
3 - النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمرَ بأنْ يُوضَعَ الدواء نفسُه في فمِ كلِّ مَن كان في الغُرفة، إلاَّ العبَّاس - رضي الله عنه - فلماذا ماتَ هو - صلَّى الله عليه وسلَّم - منه، وهنَّ لم يَمُتْنَ؟!
4 - لماذا لم يُخْبر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عمَّه العباس - رضي الله عنه - بما فعَلوه مِن وضْعِ السُّمِّ في فمه - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى يقتصَّ ممن قَتَلَه؟! إذا قُلْتُم أخبرَه: فأين الدَّليل على إخباره؟! وإنْ قُلتُم: لم يخبرْه، فكيف عَلِمتُم أنَّه سمٌّ وليس دواءً، والعباس نفسُه لم يعلم؟!
5 - السُّم الذي وضعتْه اليهوديَّة في الطعام الذي قُدِّم للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كُشِفَ أمرُه من الله - تعالى - وأخبرتِ الشاةُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّها مسمومةٌ، فلماذا لم يحصلْ معه - صلَّى الله عليه وسلَّم - الأمرُ نفسُه في السُّمِّ الذي وضعتْه عائشة في فمه؟!
6 - لم يُعطَ الدواءُ للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من غير عِلَّة، بل أُعْطِيَه مِن مَرضٍ ألَمَّ به.
7 - لم يُعطَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الدواءَ إلاَّ بعد أن تشاورَ نساؤه - رضي الله عنهنَّ - في ذلك الإعطاء.
8 - لا ننكر أنْ يكونَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ماتَ بأثَر السُّم! لكن أيُّ سُمٍّ هذا؟ إنَّه السُّم الذي وضعتْه اليهوديَّة للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في طعام دَعَتْه لأكْله عندها، وقد لفَظَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - اللُّقمة؛ لإخبار الله - تعالى - بوجود السُّم في الطعام، فأخبرَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في آخر أيَّامه أنَّه يجدُ أثَرَ تلك اللُّقمة على بَدَنه، ومِن هنا قال مَن قال مِن سَلف هذه الأُمة: إنَّ الله - تعالى - جمَعَ له بين النبوَّة والشهادة.
والعجيبُ أنَّ بعضَ الرافضة يُنكرون هذه الرواية، ويبرِّئون اليهود من تلك الفَعْلة الدنيئَة؛ مع تواتُر الرواية، وصحَّة أسانيدها، ومع إخبار الله - تعالى - أنَّ اليهودَ يَقتلون النبيِّين، ومع ذلك برَّأتْهم الرافضةُ! وغيرُ خافٍ على المطلع لسببِ ذلك الدفاع عن اليهود مِن قِبَل الرافضة - أنَّ مُؤسِّسَ هذا المذهب هو "عبدالله بن سبأ اليهودي"، فصارَ من الطبيعي أنْ يُبرَّأَ اليهود مع صحة الرواية، وتُلْصَق التهمة بأجِلاَّء الصحابة، مع عدم وجود مُستند صحيحٍ ولا ضعيف!
9 - من الواضح في الرواية أنَّ نساءَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يَفْهَمْنَ مِن نَهْي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعدم لَدِّه أنَّه نَهْيٌ شَرْعي، بل فَهِموا أنَّه من كراهية المريض للدواء، وفَهْمُهم هذا ليس بمستنكرٍ في الظاهر، وقد صرَّحوا بأنهم - وإنْ لم يكنْ لهم عذرٌ عند النبي، صلَّى الله عليه وسلَّم؛ لأنَّ الأصْلَ هو الاستجابة لأمرِه، صلَّى الله عليه وسلَّم - قد أخطؤوا في تشخيص دَائه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لذا فقد ناوَلوه دواءً لا يُناسب عِلَّته.
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله: "وإنَّما أنْكَرَ التداوي؛ لأنَّه كان غيرَ ملائمٍ لدائه؛ لأنهم ظنُّوا أنَّ به "ذات الْجَنْب"، فداووه بما يلائمها، ولم يكنْ به ذلك؛ كما هو ظاهر في سياق الخبر كما ترى"؛ "فتح الباري"، (8/ 147 - 148).
10 - وهل اقتصَّ منهم - صلَّى الله عليه وسلَّم - أو أرادَ تأديبَهم؟ الظاهرُ أنَّ ما فعَلَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - مِن إلزامهم بتناول ذلك اللَّدُود أنَّه مِن باب التأديب، ومما يدلُّ على أنَّه ليس مِن باب القِصاص، أنَّه لم يُلزمْهم بالكميَّة؛ وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله: "والذي يظهرُ أنَّه أرادَ بذلك تأديبهم؛ لئلا يعودوا، فكان ذلك تأديبًا، لا قِصاصًا، ولا انتقامًا"؛ "فتح الباري"، (8/ 147).
11 - الاشتباه بنوع مَرضه - صلَّى الله عليه وسلَّم - محتملٌ؛ لأنَّ كلاًّ منهما - أي ما كان فيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - مِن مرضٍ، وما ظنُّوه - له الاسم نفسه؛ فكلاهما يُطلق عليه: "ذات الْجَنْب"، وكلاهما له مكان الألم نفسه، وهو "الْجَنْب".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/357)
قال ابنُ القَيِّم - رحمه الله -: "وذاتُ الْجَنْب عند الأطبَّاء نوعان؛ حقيقي، وغير حقيقي، فالحقيقي: ورمٌ حارٌّ يَعْرِضُ في نواحي الجَنْب في الغِشاء المستبطن للأضلاع، وغير الحقيقي: ألَمٌ يُشْبِهه يَعْرِضُ في نواحي الْجَنْبِ عن رياحٍ غليظة، مُؤْذيةٍ، تحتقِن بين الصِّفاقات - وهي الأغشية التي تُغلِّف أعضاءَ البطن - فتُحْدِث وجَعًا قريبًا من وجَعِ ذات الْجَنْب الحقيقي، إلاَّ أنَّ الوجَعَ في هذا القسم ممدودٌ، وفي الحقيقي ناخسٌ".
وقال: "والعلاج الموجود في الحديث ليس هو لهذا القسم، لكن للقسم الثاني الكائن عن الريح الغليظة، فإنَّ القسطَ البحري - وهو العودُ الهندي على ما جاء مُفسَّرًا في أحاديث أُخَر - صِنفٌ من القُسْط، إذا دُقَّ دقًّا ناعِمًا، وخُلِط بالزيت المسخَّن، ودُلك به مكانُ الريح المذكور، أو لُعِقَ، كان دواءً موافِقًا لذلك، نافعًا له، مُحلِّلًا لمادته، مُذْهِبًا لها، مُقويًّا للأعضاء الباطنة، مفتِّحًا للسُّدد، والعودُ المذكور في منافعه كذلك"؛ "زاد المعاد في هَدي خير العباد"، (4/ 81 - 82).
فهنَّ - رضي الله عنهنَّ - اعتقدْنَ أن مرضَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو الأوَّل الحقيقي، وهو الذي استبعدَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يَبْتليه الله به، وقد نَاوَلْنَه دواءَ المرض الآخَر، وكان الدواء هو "القُسط الهندي"، وقد دَقَقْنَه وخَلْطْنَه بزيتٍ - كما في رواية الطبراني - وهو مُفيد لِمَن تناوله حتى لو لم يكنْ به مرضٌ؛ لذا فقد أمَرَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كلَّ مَن شارَك في إعطائه له، ومَن رَضِي به أمر أنْ يلَدَّ به! ولو كان فيه ضررٌ لَمَا أمَرَ بذلك - صلَّى الله عليه وسلَّم.
المطعن الثاني: ادِّعاء بعض الكتاب والصحفيين أنَّ العمر الحقيقي للسيدة عائشة - رضي الله عنها - حين بَنَى بها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان 18 سنة، وليس 9 سنين، واتَّهامها بعدم رشادها ورجَاحة عَقْلِها، فكيف يكون لها زواج؟!
الجواب:
جاءت الأحاديث الصحيحة بأنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عقَدَ على عائشة - رضي الله عنها - وهي بنت ستِّ سنين، ودخَلَ بها وهي بنت تسعِ سنين، ومن ذلك:
عن عائشة - رضي الله عنها - قالتْ: "تزوَّجني النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا بنتُ ستِّ سنين، فقَدِمْنا المدينة، فنزَلْنا في بني الحارث بن خزرج، فوُعِكْتُ؛ أي: أصابتْها حُمَّى، فأتتْني أُمِّي أُمُّ رُومان وإنِّي لفي أرجوحة ومعي صواحبُ لي، فصَرَخَتْ بي فأتيتُها لا أدري ما تريد بي، فأخذتْ بيدي حتى أوقفتْني على باب الدار وإني لأنْهَجُ حتى سَكَنَ بعضُ نفسي، ثم أخذتْ شيئًا من ماءٍ فمسحتْ به وجْهي ورأْسي، ثم أدْخَلتْني الدارَ، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقُلْنَ: على الخير والبركة وعلى خير طائر، فأسْلَمَتْني إليهنَّ، فأصْلَحْنَ مِن شأْني، فلم يَرُعْنِي إلاَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ضحًى، فأسْلَمَتْني إليه - وأنا يومئذٍ بنت تسع سنين"؛ رواه البخاري، (3894)، ومسلم (1422).
وعنها - رضي الله عنها - قالتْ: "كنتُ ألعبُ بالبنات عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان لي صواحبُ يَلْعَبْنَ معي، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخَلَ يَتَقَمَّعْنَ؛ أي: يَتَخَفَّيْنَ منه، فيُسَرِّبُهُنَّ إليّ، فيْلَعَبْنَ معي"؛ رواه البخاري (7130)، ومسلم (2440).
وروى أبو داود (4932) عنها - رضي الله عنها - قالتْ: "قَدِم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة "تبوك أو خيبر"، وفي سَهْوَتها سِتْرٌ، فهبَّتْ ريحٌ فكشفتْ ناحيةَ السِّتْر عن بنات - لعائشة - لُعَبٍ، فقال: ((ما هذا يا عائشة؟)) قالتْ: بناتي، ورأى بينهُنَّ فَرَسًا له جَناحان مِن رِقَاع، فقال: ((ما هذا الذي أرى وسطهُنَّ؟)) قالتْ: فَرَس، قال: ((وما هذا الذي عليه؟)) قالتْ: جَناحان، قال: ((فرس له جناحان؟)) قالتْ: أما سمعتَ أنَّ لسليمان خَيْلاً لها أجْنِحة؟ قالتْ: فضَحِك حتى رأيتُ نواجِذَه"؛ وصحَّحه الألباني في "آداب الزفاف"، (ص203).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/358)
قال الحافظ: "قال الخَطَّابي: وإنَّما أرْخَصَ لعائشة فيها؛ أي: اللُّعَب؛ لأنها إذْ ذاك كانت غيرَ بالغٍ، قلتُ: وفي الجزم به نظرٌ لكنَّه مُحتملٌ؛ لأن عائشة كانتْ في غزوة خيبر بنت أربع عشرة سنة؛ إمَّا أكملَتْها أو جاوزَتْها أو قاربَتْها، وأمَّا في غزوة تبوك فكانتْ قد بلغتْ قَطْعًا؛ فيترجَّح رواية مَن قال في خَيْبَر"؛ انتهى.
وخَيْبَر كانتْ سنة سبعٍ.
وروى مسلم (1422) عن عائشة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوَّجها وهي بنت سبعِ سنين، وزُفَّتْ إليه وهي بنت تسعِ سنين، ولُعَبُها معها، وماتَ عنها وهي بنت ثمان عشرة".
قال النووي: "المرادُ هذه اللُّعَب المسمَّاة بالبنات - العرائس - التي تلعبُ بها الجواري الصِّغار، ومعناه التنبيه على صِغَر سنِّها"؛ انتهى.
وفي هذه الرواية قالتْ: (وأنا بنت سبعِ سنين)، وفي أكثر الروايات: (بنت سِت)، والجمع بينهما أنَّه كان لها ستٌّ وكَسْر، فمرَّة اقتصرتْ على السنين، ومرة عَدَّتِ السنة التي دخلتْ فيها؛ أفادَه النووي في شرْح مسلم.
وقد نقَل ابنُ كثير - رحمه الله - أنَّ هذا أمرٌ مُتَّفقٌ عليه بين العلماء، ولم يُذكرْ عن أحدٍ منهم خلافُه، فقال - رحمه الله: "قوله: (تزوَّجَها وهي ابنة ست سنين، وبَنَى بها وهي ابنة تسع)، مما لا خِلافَ فيه بين الناس - وقد ثبتَ في الصِّحاح وغيرها - وكان بناؤه بها - عليه السلام - في السنة الثانية من الهجرة إلى المدينة"؛ انتهى من "البداية والنهاية"، (3/ 161).
ومن المعلوم أنَّ الإجماع معصومٌ من الخطأ؛ فإنَّ الأُمَّة لا تجتمعُ على ضَلالة؛ فقد روى الترمذي (2167) عن ابنِ عُمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ الله لا يجْمعُ أُمَّتِي على ضَلالة))، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع"، (1848).
أما مسألة صِغَر سنِّها - رضي الله عنها - واستشكالك لهذا، فاعْلم أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - نشأ في بلاد حارَّة - وهي أرض الجزيرة - وغالبُ البلاد الحارَّة يكون فيها البلوغ مُبكِّرًا، ويكونُ الزواج المبكِّر، وهكذا كانُ الناس في أرض الجزيرة إلى عهْد قريبٍ، كما أنَّ النساء يَخْتَلِفْنَ؛ من حيث البِنْيَة والاستعداد الجِسْمي لهذا الأمر، وبينهُنَّ تفاوتٌ كبيرٌ في ذلك.
المطعنالثالث: إنْ كانت عائشة خرجتْ تقاتِلُ عَليًّا، فلماذا لم يسبها في معركة الجَمَل؟
الجواب:
أولًا: إنَّ مُعتقَد أهْلِ السُّنة والجماعة الإمساكُ عمَّا جَرَى بين أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - والترضِّي عنهم جميعًا، واعتقادُ أنهم مجتهدون في طلب الحقِّ؛ للمصِيب منهم أجران، وللمُخْطِئ أجرٌ واحد.
ولَمَّا كانتْ كُتب التاريخ مَشحونة بكثيرٍ من الأخبار المكذوبة التي تحطُّ من قَدْر هؤلاء الأصحاب الأخيار، وتصوِّرُ ما جَرَى بينهم على أنَّه نزاعٌ شخصي أو دُنيوي، فإليك جُملة من الأخبار الصحيحة حول هذه المعركة، وبيان الدافع الذي أدَّى إلى اقْتِتال الصحابة الأخيار - رضي الله عنهم.
أولًا: بُويع عَلِي - رضي الله عنه - بالخلافة بعد مَقتل عثمان - رضي الله عنه - وكان كارهًا لهذه البيعة رافضًا لها، وما قَبِلَها إلاَّ لإلحاح الصحابة عليه، وفي ذلك يقول - رضي الله عنه -: "ولقد طاشَ عقْلِي يوم قُتِل عثمان، وأنكرت نفسي، وجاؤوني للبيعة فقلتُ: والله إني لأستحيي مِن الله أنْ أُبايعَ قومًا قتَلوا رجلاً قال له رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة))، وإنِّي لأستحيي مِن الله أنْ أُبايعَ وعثمانُ قتيلٌ على الأرض لم يُدْفَنْ بعدُ، فانْصِرفوا، فلمَّا دُفِن رجَعَ الناس فسألوني البيعةَ، فقلتُ: اللهمَّ إنِّي مُشفقٌ مما أقْدِم عليه، ثم جاءتْ عزيمة فبايعتُ، فلقد قالوا: يا أمير المؤمنين، فكأنَّما صُدِعَ قلبي، وقلتُ: اللهمَّ خُذْ منِّي لعثمان حتى ترضَى"؛ رواه الحاكم، وصحَّحه على شرْط الشيخين، ووافَقَه الذهبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/359)
ثانيًا: لم يكنْ عَلِي - رضي الله عنه - قادرًا على تنفيذ القِصاص في قَتَلة عثمان - رضي الله عنه - لعدم عِلْمه بأعيانهم، ولاختلاط هؤلاء الخوارج بجيشه، مع كثرتهم واستعدادِهم للقِتال، وقد بلَغَ عددُهم ألْفَي مقاتل كما في بعض الروايات؛ كما أنَّ بعضَهم ترَكَ المدينة إلى الأمصار عقب بيعة عَلِي.
وقد كان كثيرٌ من الصحابة خارج المدينة في ذلك الوقت، ومنهم أُمَّهات المؤمنين - رضي الله عنهنَّ - لانشغال الجميع بالحجِّ، وقد كان مَقتلُ عثمان - رضي الله عنه - يوم الجمعة لثمان عشرة خَلَتْ من ذي الحجة، سنة خمسة وثلاثين على المشهور.
ثالثًا: لَمَّا مَضَتْ أربعة أشهر على بيعة عَلِي دون أنْ ينفِّذَ القِصاصَ، خرَجَ طلحة والزبير إلى مكة، والْتَقوا بأُمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - واتَّفقَ رأيُهم على الخروج إلى البصرة؛ ليقفوا بِمَن فيها من الخيل والرجال - ليس لهم غرضٌ في القتال - وذلك تمهيدًا للقبْض على قَتَلة عثمان - رضي الله عنه - وإنفاذِ القِصاص فيهم.
ويدلُّ على ذلك ما أخرجَه أحمد في "المسند"، والحاكم في "المستدرك": أنَّ عائشة - رضي الله عنها - لما بلغَتْ مياه بَني عامر ليلًا، نبحتِ الكلاب، قالتْ: أيُّ ماء هذا؟ قالوا: ماء الحَوْأَب، قالتْ: ما أظنُّني إلا راجعة؛ إنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لنا: ((كيف بإحداكُنَّ تنبحُ عليها كلابُ الحَوْأَب))؛ فقال لها الزبير: ترجعينَ! عسى الله - عزَّ وجلَّ - أن يُصلحَ بكِ بين الناس.
قال الألباني: إسنادُه صحيح جدًّا، صحَّحه خمسة من كبار أئمة الحديث هم: ابن حِبَّان، والحاكم، والذهبي، وابن كَثير، وابن حَجر؛ "سلسلة الأحاديث الصحيحة"، رقم (474).
رابعًا: وقد اعتبرَ عَلِي - رضي الله عنه - خروجَهم إلى البصرة واستيلاءَهم عليها نوعًا من الخروج عن الطاعة، وخَشِي تمزُّق الدولة الإسلاميَّة، فسَارَ إليهم - رضي الله عنه - وكان أمرُ الله قدْرًا مَقْدورًا.
خامسًا: وقد أرَسَلَ علي - رضي الله عنه - القعقاع بن عمرو إلى طلحة والزبير يدعوهما إلى الأُلْفة والجماعة، فبدأ بعائشة - رضي الله عنها - فقال: أي أُمَّاه، ما أقْدَمَك هذا البلد؟ فقالتْ: أي بُنَي، الإصلاحُ بين الناس.
قال ابنُ كَثير - رحمه الله - في "البداية والنهاية": "فرجَعَ إلى علي فأخبرَه، فأعجبَه ذلك، وأشرفَ القومُ على الصُّلْح؛ كَرِه ذلك مَن كَرِهه، ورَضِيه مَن رَضِيه، وأَرْسَلتْ عائشة إلى علي تُعْلِمه أنَّها إنَّما جاءتْ للصلح، ففرِحَ هؤلاء وهؤلاء، وقامَ عَلِي في الناس خطيبًا، فذكَرَ الجاهليَّة وشقاءَها وأعمالَها، وذَكَر الإسلام وسعادة أهْله بالأُلفة والجماعة، وأنَّ الله جمعَهم بعد نبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - على الخليفة أبي بكر الصديق، ثم بعده على عمر بن الخطاب، ثم على عثمان، ثم حدَثَ هذا الحدَث الذي جرَّه على الأُمَّة أقوامٌ طلبوا الدنيا، وحسدوا مَن أنعمَ الله عليه بها، وعلى الفضيلة التي مَنَّ الله بها، وأرادوا ردَّ الإسلام والأشياء على أدْبارها، والله بالغُ أمرِه، ثم قال: ألا إنِّي مُرتحلٌ غدًا فارتحلوا، ولا يرتحلُ معي أحدٌ أعانَ على قتْلِ عثمان بشيءٍ من أمور الناس، فلمَّا قال هذا، اجتمَعَ مِن رؤوسهم جماعة كالأشتر النخعي، وشُريح بن أوْفى، وعبدالله بن سبأ المعروف بابن السوداء، وغيرهم في ألفين وخمسمائة، وليس فيهم صحابي ولله الحمد، فقالوا: ما هذا الرأْي؟ وعلي - والله - أعلمُ بكتاب الله مِمَّن يَطْلب قَتَلة عثمان، وأقربُ إلى العمل بذلك، وقد قال ما سمعتُم، غدًا يَجمع عليكم الناس، وإنَّما يريدُ القومُ كلُّهم أنتم، فكيف بكم وعددُكم قليلٌ في كثرتهم.
فقال الأشتر: قد عرَفْنا رأْي طلحةَ والزبير فينا، وأمَّا رأْي عَلِي، فلمْ نعرفْه إلاَّ اليوم، فإنْ كان قد اصْطَلحَ معهم، فإنَّما اصْطَلح على دمائِنا، ثم قال ابنُ السوداء - قبَّحه الله -: يا قوم، إنَّ عِيرَكم في خلطة الناس، فإذا الْتَقَى الناسُ، فانشبوا الحربَ والقتال بين الناس، ولا تدعوهم يجتمعون"؛ انتهى كلام ابن كثير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/360)
وذكَرَ ابنُ كثير أنَّ عَليًّا وصَلَ إلى البصرة، ومكَثَ ثلاثة أيَّامٍ، والرُّسل بينه وبين طلحةَ والزبير، وأشارَ بعضُ الناس على طلحةَ والزبير بانتهاز الفرصة مِن قتَلَة عثمان، فقالا: إنَّ عَليًّا أشارَ بتسكين هذا الأمرِ، وقد بعثْنا إليه بالمصالحة على ذلك.
ثم قال ابنُ كثير: "وباتَ الناسُ بخير ليلة، وباتَ قَتَلة عثمان بشرِّ ليلة، وباتوا يتشاورن، وأجمعوا على أنْ يُثيروا الحربَ من الغَلَس، فنَهَضُوا من قبل طلوع الفجر، وهم قريبٌ من ألْفَي رجلٍ، فانصرَفَ كلُّ فريقٍ إلى قَراباتهم، فهَجَمُوا عليهم بالسيوف، فثارتْ كلُّ طائفة إلى قومِهم ليمنعوهم، وقامَ الناس من مَنامهم إلى السلاح، فقالوا: طَرَقَتْنا أهْلُ الكوفة ليلًا، وبيَّتونا وغَدروا بنا، وظنُّوا أنَّ هذا عن ملأٍ من أصحاب عَلِي، فبلَغَ الأمر عَليًّا، فقال: ما للناس؟ فقالوا: بيَّتنا أهْلُ البصرة، فثارَ كلُّ فريقٍ إلى سلاحه، ولَبِسوا اللأمة، ورَكِبوا الخيول، ولا يَشْعر أحدٌ منهم بما وقَعَ الأمرَ عليه في نفْس الأمر، وكان أمرُ الله قدرًا مَقدَّرًا، وقامتْ الحربُ على ساق وقدم، وتبارَزَ الفرسان، وجالتِ الشُّجعان، فنشبتِ الحرب، وتواقَفَ الفريقان، وقد اجتمعَ مع عَلِي عشرون ألفًا، والتفَّ على عائشة ومَن معها نحو من ثلاثين ألفًا، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
والسابئة أصحاب ابن السوداء - قبَّحه الله - لا يفترون عن القتْل، ومنادي علي ينادي: ألا كُفُّوا ألا كُفُّوا، فلا يسمعُ أحدٌ"؛ انتهى كلام ابن كثير - رحمه الله.
سادسًا: وإنَّ أهمَّ ما ينبغي بيانُه هنا، ما كان عليه هؤلاء الصحابة الأخيار من الصِّدْق والوفاء والحبِّ لله - عزَّ وجلَّ - رغم اقتتالهم، وإليك بعضَ النماذج الدالَّة على ذلك:
1 - روى ابنُ أبي شيبة في مصنَّفه بسندٍ صحيح عن الحسن بن علي قال: "لقد رأيتُه - يَعني عَليًّا - حين اشتدَّ القتال يلوذُ بي ويقول: يا حَسن، لوَدِدْتُ أنِّي مِتُّ قبل هذا بعشرين حِجَّة أو سنة".
2 - وقد تركَ الزبير القتال ونزلَ واديًا، فتَبِعه عمرو بن جُرْمُوز، فقتلَه وهو نائم غِيلة، وحين جاء الخبرُ إلى عَلِي - رضي الله عنه - قال: بشِّرْ قاتلَ ابن صفيَّة بالنار، وجاء ابنُ جُرْمُوز معه سيف الزبير، فقال عَلِي: إنَّ هذا السيف طالَ ما فرَّجَ الكربَ عن وجْه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
3 - وأمَّا طلحة - رضي الله عنه - فقد أُصيبَ بسهْمٍ في رُكْبته فماتَ منه، وقد وقَفَ عليه علي - رضي الله عنه - فجعَلَ يمسحُ عن وجْهه التراب، وقال: "رحمة الله عليك أبا محمد، يعزُّ علي أن أراك مُجدولًا تحتَ نجوم السماء، ثم قال: إلى الله أشكو عُجَري وبُجَري، والله لوَدِدْتُ أنِّي كنتُ مِتُّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة".
وقد رُوي عن علي من غير وجْه أنَّه قال: إنِّي لأرجو أنْ أكونَ أنا وطلحة والزبير وعثمان ممن قال الله فيهم: ?وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ? [الحج: 47].
4 - وقيل لعَلي: إنَّ على الباب رَجُلين ينالان من عائشة، فأمَرَ القعقاع بن عمرو أن يَجْلِدَ كلَّ واحدٍ منهما مائةً، وأنْ يُخْرِجَهما من ثيابها.
5 - وقد سألتْ عائشة - رضي الله عنه - عمَّن قُتِل معها من المسلمين، ومِن قُتِل مِن عسكر علي، فجعلتْ كلَّما ذُكِر لها واحدٌ منهم، ترحَّمتْ عليه ودَعَتْ له.
6 - ولَمَّا أرادتِ الخروج من البصرة، بعثَ إليها عَلِي بكلِّ ما ينبغي من مَركبٍ وزادٍ ومَتاعٍ، واختارَ لها أرْبَعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات، وسيَّرَ معها أخاها محمد بن أبي بكر - وكان في جيش عَلِي - وسارَ عَلِي معها؛ مُودِّعًا، ومُشيِّعًا أميالًا، وسرَّحَ بَنِيه معها بقيَّة ذلك اليوم.
7 - وودَّعَتْ عائشة الناسَ وقالتْ: يا بَني لا يعتبْ بعضُنا على بعضٍ؛ إنَّه والله ما كان بيني وبين عَلِي في القِدَم إلاَّ ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنَّه على معتبتي لمن الأخْيَار، فقال عَلِي: صَدَقْتِ، والله ما كان بيني وبينها إلاَّ ذاك، وإنَّها لزوجة نبيِّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الدنيا والآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/361)
8 - ونادَى منادٍ لعلي: "لا يُقْتَل مُدْبر، ولا يُذَفف على جريح، ومَن أغلقَ باب داره فهو آمِن، ومَن طرَحَ السلاح فهو آمِن"، وأمَرَ علي بجمْعِ ما وجَدَ لأصحاب عائشة - رضي الله عنها - في العسكر، وأنْ يُحْملَ إلى مسجد البصرة، فمَن عَرَف شيئًا هو لأهْلهم، فليَأْخذه.
فهذا - وغيره - يدلُّ على فضْل هؤلاء الصحابة الأخيَار، ونُبلِهم واجتهادهم في طلب الحقِّ، وسلامة صدورِهم من الغِلِّ والحِقْد والهوى، فرَضِي الله عنهم أجمعين.
فعائشة - رضي الله عنه - ما خرجتْ إلاَّ للإصلاح بين الناس، وأنْ يراها الناس، فيكفُّوا عن القتال.
وأما وقوع عائشة - رضي الله عنها - في السَّبْي في هذه الموقِعة، فلم يحدثْ؛ فقد كان مما أخَذَ الخوارج على عَلِي - رضي الله عنه - أنَّه قاتَلَ ولم يأْخُذ السَّبْي أو الغنائم، فقد ذَكَر أهْلُ السِّيَر والتاريخ - في المناظرة التي جرتْ بين ابن عباس - رضي الله عنهما - والخوارج - أنَّهم قالوا عن عليٍّ - رضي الله عنه -: إنَّه قاتَلَ ولم يَسبِ ولم يَغْنم، فإنْ حلَّتْ له دماؤهم، فقد حلَّتْ له أموالُهم، وإنْ حَرُمتْ عليه أموالهُم، فقد حَرُمَتْ عليه دماؤهم، فقال لهم ابن عباس - رضي الله عنهما -: أفتَسْبون أُمَّكم؟ يَعني عائشة - رضي الله عنها - أم تستحلُّون منها ما تستحلُّون مِن غيرها؟! فإنْ قلتُم: ليستْ أُمَّكم فقد كفرْتُم، وإنْ قلتُم: إنَّها أُمُّكم واستحلَلْتُم سَبْيَها، فقد كفرْتُم، إلى آخر ما ورَدَ في هذه المناظرة.
المطعن الرابع: قول الراوفض - قبَّحهم الله - أنَّها - أي: عائشة - أذاعتْ سِرَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقال لها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّك تقاتلين عَلِيًّا وأنتِ ظالمة له، ثم إنَّها خالفتْ أمرَ الله في قوله - تعالى -: ?وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ? [الأحزاب: 33]، وخرجتْ في ملأ الناس؛ لتقاتِلَ عَليًّا على غير ذنبٍ؛ لأنَّ المسلمين أجمعوا على قتْل عثمان، وكانتْ هي في كلِّ وقتٍ تأمُرُ بقتْلِه، وتقول: اقتلوا نعثلًا، قتَلَ الله نعثلًا، ولما بلَغَها قتْلُه، فَرِحتْ بذلك، ثم سألتْ: مَن تولَّى الخلافة؟ فقالوا: عَلِي، فخرجَتْ لقتاله على دمِ عثمان، فأيُّ ذنبٍ كان لعليّ على ذلك؟!
الجواب:
يقول شيخُ الإسلام ابن تيميَّة: أمَّا أهل السُّنَّة، فإنَّهم في هذا الباب وغيره قائمون بالقِسْط شهداءُ لله، وقولُهم حقٌّ وعَدْلٌ لا يَتناقض، وأمَّا الرافضة وغيرُهم من أهْل البِدَع، أهْلُ كَذب وافتراءاتٍ وضلال.
وإذا كان هذا أصْلُهم، فنقول: إنَّ ما يُذكَرُ عن الصحابة من السيِّئات كثيرٌ منه كَذب، وكثيرٌ منه كانوا مجتهدين فيه، ولكنْ لم يعرفْ كثيرٌ من الناس وجْه اجتهادِهم، وما قُدِّر أنَّه كان فيه ذنبٌ من الذنوب لهم، فهو مغفور لهم؛ إمَّا بتوبة، وإمَّا بحسنات ماحِية، وإمَّا بمصائب مُكَفِّرة، وإمَّا بغير ذلك، فإنَّه قد قامَ الدليلُ الذي يجبُ القول بموجبه أنَّهم مِن أهْل الجنة، فامتنعَ أنْ يفعلوا ما يُوجبُ النارَ لا محالةَ، وإذا لم يمتْ أحدٌ منهم على موجبِ النار، لم يقدحْ ما سوى ذلك في استحقاقهم للجنة.
أما قوله: "وأذاعتْ سِرَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"، فلا ريبَ أنَّ الله - تعالى - يقول: ?وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ? [التحريم: 3]، وقد ثبتَ في الصحيح عن عُمر أنَّهما عائشة وحَفْصة.
فيُقال أولًا: هؤلاء يَعمدون إلى نصوص القرآن التي فيها ذِكْر ذنوبٍ ومعاصٍ بيِّنة لِمَن نصَّتْ عنه من المتقدِّمين يتأوَّلون النصوصَ بأنواع التأويلات، وأهْل السُّنة يقولون: بل أصحاب الذنوب تابوا منها، ورفعَ الله درجاتهم بالتوبة.
وهذه الآية ليستْ بأَوْلى في دَلالتها على الذنوب من تلك الآيات، فإنْ كان تأويل تلك سائغًا، كان تأويل هذه كذلك، وإنْ كان تأويلُ هذه باطلًا، فتأويل تلك أبْطل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/362)
ويُقال ثانيًا: بتقدير أنْ يكونَ هناك ذنبٌ لعائشة وحَفْصة، فيكونان قد تابتا منه، وهذا ظاهرٌ؛ لقوله - تعالى -: ?إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا? [التحريم: 4].
فدعاهما الله - تعالى - إلى التوبة، فلا يُظنُّ بهما أنَّهما لم يتوبا، مع ما ثبتَ من عُلوِّ درجتهما، وأنَّهما زوْجتا نبيِّنا في الجنة، وأنَّ الله خيَّرهُنَّ بين الحياة الدنيا وزينتها، وبين الله ورسوله والدارِ الآخرة، فاخْتَرْنَ الله ورسولَه والدارَ الآخرة؛ ولذلك حرَّم الله عليه أنْ يتبدَّلَ بهنَّ غيرهُنَّ، وحرَّم عليه أن يتزوَّج عليهنَّ، واختُلِفَ في إباحة ذلك له بعد ذلك، وماتَ عنهنَّ وهُنَّ أُمَّهات المؤمنين بنصِّ القرآن، ثم قد تقدَّمَ أنَّ الذنبَ يُغفر ويُعفى عنه؛ بالتوبة، وبالحسنات الماحية، وبالمصائب المكَفِّرة.
ويُقال ثالثًا: المذكورُ عن أزواجه كالمذكور عمَّن شَهِد له بالجنة من أهْل بيته وغيرهم من الصحابة، فإن عَليًّا لما خَطَبَ ابنة أبي جهْل عَلى فاطمة، وقامَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - خطيبًا، فقال: ((إنَّ بَنِي المغيرة استأذنوني أن يُنكِحوا عَلِيًّا ابنتهم، وإني لا آذنُ ثم لا آذنُ ثم لا آذن، إلاَّ أنْ يريدَ ابن أبي طالب أن يُطَلِّق ابنتي ويتزوَّج ابنتهم، إنما فاطمة بِضْعَةٌ منِّي يُريبُني ما أرابَها، ويُؤذيني ما آذاها))؛ رواه البخاري، (4829).
فلا يُظنُّ بعليٍّ - رضي الله عنه - أنه ترَكَ الخِطبة في الظاهر فقط، بل ترَكَها بقلبه وتابَ بقلبه عمَّا كان طلبَه وسَعَى فيه.
وأمَّا الحديث الذي رواه وهو قوله لها: (تُقاتلين عَلِيًّا وأنتِ ظالمة له)، فهذا لا يُعرف في شيءٍ من كتب العلم المعتمدَة، وليس له إسنادٌ معروف، وهو بالموضوعات المكذوبات أشبه منه بالأحاديث الصحيحة، بل هو كَذبٌ قَطعًا؛ فإنَّ عائشة لم تُقاتِلْ ولم تخرجْ لقتالٍ، وإنما خرجتْ لقصدِ الإصلاح بين المسلمين، وظنَّتْ أنَّ في خروجِها مصلحة للمسلمين، ثم تبيَّنَ لها فيما بعد أنَّ ترْكَ الخروج كان أَوْلَى، فكانتْ إذا ذَكَرتْ خروجَها، تَبكي حتى تَبُلَّ خِمارَها.
وهكذا عامَّة السابقين نَدِموا على ما دخلوا فيه من القتال، فنَدِم طلحةُ والزبير وعَلِيّ - رضي الله عنهم أجمعين - ولم يكنْ يومَ "الجَمَل" لهؤلاء قصْدٌ في الاقتتال، ولكنْ وقَعَ الاقْتتال بغير اختيارهم؛ فإنَّه لَمَّا تراسَلَ عليّ وطلحة والزبير، وقصدُوا الاتفاقَ على المصلحة، وأنهم إذا تمكَّنوا طلَبُوا قَتَلَة عثمان أهْل الفتنة، وكان عليّ غيرَ راضٍ بقتْل عثمان ولا مُعينًا عليه، كما كان يحلفُ، فيقول: والله ما قتلتُ عثمان، ولا مالأْتُ على قتْلِه، وهو الصادق البارُّ في يَمينه، فخَشِي القَتَلَة، فحملوا على عسكر طلحة والزبير، فظنَّ طلحة والزبير أنَّ عَلِيًّا حمَلَ عليهم، فحملوا دِفاعًا عن أنفسهم، فظنَّ عليّ أنَّهم حملوا عليه، فحمَلَ دِفاعًا عن نفسه، فوقعتِ الفتنة بغير اختيارهم، وعائشة - رضي الله عنها - راكبة؛ لا قاتلتْ، ولا أمرتْ بقتالٍ، هكذا ذَكَره غيرُ واحدٍ من أهْل المعرفة بالأخبار.
وأمَّا قولُه: "وخالفتْ أمرَ الله في قوله - تعالى -: ?وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى? [الأحزاب: 33]، فهي - رضي الله عنها - لم تتبرَّجْ تبرُّجَ الجاهلية الأولى، والأمرُ بالقَرار في البيوت لا يُنافي الخروج لمصلحة مأمورٍ بها، كما لو خرجتْ للحج والعُمرة، أو خرجتْ مع زوجها في سَفْرَة، فإنَّ هذه الآية قد نزلتْ في حياة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد سافَرَ بهنَّ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعد ذلك، كما سافرَ في حَجة الوداع بعائشة - رضي الله عنها - وغيرها، وأرْسَلَها مع عبدالرحمن أخيها، فأرْدَفَها خَلْفَه، وأعمرها من التنعيم، وحَجة الوداع كانتْ قبل وفاة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأقلِّ من ثلاثة أشهر بعد نزول هذه الآية، ولهذا كان أزواجُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَحْجُجْنَ - كما كنَّ يَحْجُجْنَ معه - في خِلافة عُمر - رضي الله عنه - وغيره، وكان عُمر يُوكِّلُ بقطارهنَّ عثمان أو عبدالرحمن بن عوف، وإذا كان سَفَرُهنَّ لمصلحة جائزًا، فعائشة اعتقدتْ أنَّ ذلك السفر مصلحةً للمسلمين، فتأوَّلتْ في ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/363)
وأما قوله: "إنها خرجتْ في ملأٍ من الناس تقاتِلُ عليًّا على غير ذنبٍ"، فهذا أولًا كذبٌ عليها؛ فإنَّها لم تخرجْ لقصْد القتال، ولا كان أيضًا طلحة والزبير قصْدهما قتال عليّ، ولو قُدِّرَ أنَّهم قَصَدوا القتال، فهذا القتال المذكور في قوله - تعالى -: ?وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ? [الحجرات: 9 - 10].
فجعَلَهم إخوةً مع الاقتتال، وإذا كان هذا ثابتًا لمن هو دون أولئك المؤمنين، فهم به أَوْلَى وأحْرَى!
وأمَّا قوله: "إنَّ المسلمين أجمعوا على قتْل عثمان".
فجوابه أنْ يُقالَ: هذا من أظهر الكذب وأبْيَنه؛ فإنَّ جماهير المسلمين لم يأمروا بقتْلِه، ولا شارَكوا في قتْلِه، ولا رَضوا بقتْلِه.
أمَّا أولًا؛ فلأنَّ أكثر المسلمين لم يكونوا في المدينة، بل كانوا بمكة واليمن والشام، والكوفة والبصرة وخُراسان، وأهلُ المدينة بعضُ المسلمين.
وأمَّا ثانيًا؛ فلأنَّ خيار المسلمين لم يدخلْ واحدٌ منهم في دَمِ عثمان؛ لا قَتَل ولا أمَرَ بقتْلِه، وإنما قتَلَه طائفة من المفْسِدين في الأرض مِن أوباش القبائل وأهْل الفِتَن، وكان عليّ - رضي الله عنه - يحلف دائمًا: "إنِّي ما قتلتُ عثمان، ولا مالأْتُ على قتْلِه"، ويقول: "اللهم الْعَنْ قتَلَة عثمان في البَرِّ والبحر، والسهل والجبل".
ثالثًا: مَن هو الذي نقَلَ هذا الإجماع من أهْل العلم؟ أم أنَّه يَكفي أنْ يأتي أحدُ الزنادقة ويخترعَ إجماعًا على أمرٍ يُدلل به على صِحَّة زَنْدَقَته وضَلاله، وما علينا إلا أن نُصدِّقَ ونتَّبِع؟
وأما قولُه: "إنَّ عائشة كانتْ في كلِّ وقتٍ تأمُرُ بقتْل عثمان، وتقولُ في كلِّ وقتٍ: اقتلوا نعثلًا، قتَلَ الله نعثلًا، ولَمَّا بلَغَها قتْلُه، فَرِحَتْ بذلك".
كان أعداءُ عثمان يسمُّونه: نعثلًا؛ تشبيهًا برجل من مصر، كان طويل اللِّحْية، اسمُه نَعْثَل، وقيل: النَّعْثَل: الشيخ الأحْمَقُ، وذَكَرُ الضِباع؛ "النهاية في غريب الحديث"، (5/ 177).
ثم يُقال للردِّ على هذا الكلام أولًا: أين النقلُ الثابت عن عائشة بذلك؟!
ويُقال ثانيًا: المنقول الثابت عنها يُكذِّب ذلك، ويُبيِّن أنَّها أنكرتْ قتْلَه، وذمَّتْ مَن قتَلَه، ودَعَتْ على أخيها محمد وغيره؛ لمشاركته في ذلك.
ويُقال ثالثًا: هبْ أنَّ أحدًا من الصحابة - عائشة أو غيرها - قال في ذلك على وجْه الغضب؛ لإنكاره بعضَ ما يُنكر، فليس قولُه حُجة، ولا يَقْدح ذلك في إيمان القائل ولا المقول له، بل قد يكون كلاهما وليًّا لله - تعالى - مِن أهْل الجنة، ويظنُّ أحدُهما جوازَ قتْلِ الآخر، بل يظنُّ كفْرَه، وهو مُخْطِئ في هذا الظنِّ.
ويُقال رابعًا: إنَّ هذا المنقول عن عائشة من القدْح في عثمان إنْ كان صحيحًا، فإمَّا أنْ يكون صوابًا أو خطَأً، فإنْ كان صوابًا، لم يُذْكرْ في مساوئ عائشة، وإنْ كان خطَأًلم يُذْكَر في مساوئ عثمان، والجمْعُ بين نقْص عائشة وعثمان باطلٌ قطعًا.
وأيضًا فعائشة ظهَرَ منها - مِن التألُّم لقتْل عثمان، والذمِّ لقَتَلَته، وطلبِ الانتقام منهم - ما يَقتضي الندمَ على ما يُنافي ذلك إنْ وجِد، كما ظهَرَ منها الندمُ على مَسيرها إلى "الجَمَل"، فإنْ كانَ نَدَمُها على ذلك يدلُّ على فضيلة عَلِيّ واعترافها له بالحقِّ، فكذلك هذا يدلُّ على فضيلة عثمان واعترافِها له بالحقِّ، وإلاَّ فلا.
وأيضًا فما ظهَرَ من عائشة وجمهور الصحابة، وجمهور المسلمين من الملام لعليّ أعظمُ مما ظهَرَ منهم من الملام لعثمان، فإنْ كان هذا حُجَّة في لوم عثمان، فهو حُجة في لوم عليّ، وإنْ لم يكنْ حُجةً في لوم عليّ، فليس حجةً في لوم عثمان، وإنْ كان المقصودُ بذلك القدْحَ في عائشة، لما لامتْ عثمان وعليًّا؛ فعائشة في ذلك مع جمهور الصحابة، وإنِ اختلفتْ درجات الملام.
وأمَّا قولُه: "إنْها سألتْ: مَن تولَّى الخلافة؟ فقالوا: عليّ، فخرجتْ لقِتاله على دمِ عثمان، فأيُّ ذنبٍ كان لعليّ في ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/364)
فيُقال له أولاً: قول القائل: إنَّ عائشة وطلحة والزبير اتَّهما عليًّا بأنَّه قتَلَ عثمان وقاتَلوه على ذلك - كذبٌ بيِّنٌ، بل إنَّما طلبوا القَتَلَة الذين كانوا تحيَّزوا إلى عليّ، وهم يعلمون أنَّ براءة عليّ من دمِ عثمان كبراءتهم وأعظم، لكنَّ القَتَلَة كانوا قد أَوَوْا إليه، فطلبوا قتْلَ القَتَلَة، ولكنْ كانوا عاجزين عن ذلك هم وعَلِيّ؛ لأنَّ القومَ كانتْ لهم قبائلُ يذبُّون عنهم.
والفِتنة إذا وقعتْ، عَجَزَ العقلاءُ فيها عن دَفْع السفهاء، فصار الأكابر - رضي الله عنهم - عاجزين عن إطفاء الفتنة وكفِّ أهْلِها، وهذا شأْنُ الفِتن كما قال - تعالى -: ?وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً? [الأنفال: 25].
وإذا وقعتِ الفتنة لم يسلمْ من التلوث بها إلاَّ مَن عصَمَه الله.
وأيضًا فقوله: "أيُّ ذنبٍ كان لعليّ في قتْلِه"، تناقُضٌ منه؛ لأنَّه يَزْعُم أنَّ عَليًّا كان ممن يستحِلُّ قتْلَه وقِتاله، وممن ألَّبَ عليه وقامَ في ذلك، فإنَّ عليًّا - رضي الله عنه - نسَبَه إلى قتْل عثمان كثيرٌ من شيعته ومِن شيعة عثمان؛ هؤلاء لبُغْضهم عثمانَ، وهؤلاء لبُغْضهم عَليًّا، وأمَّا جماهيرُ المسلمين، فيعلمون كَذِبَ الطائفتين على عليّ.
والرافضة تقول: إنَّ عليًّا كان ممن يستحِلُّ قتْلَ عثمان، بل وقتْلَ أبي بكر وعُمر، وترى أنَّ الإعانة على قتْله من الطاعات والقُربات، فكيف يقول مَن هذا اعتقادُه: أيُّ ذنبٍ كان لعليّ على ذلك؟! وإنَّما يَليق هذا التنزيه لعليّ بأقوال أهل السُّنة، لكنَّ الرافضة من أعظمِ الناس تناقُضًا؛ بتصرُّف من كتاب "أم المؤمنين عائشة"؛ لشيخ الإسلام، جمْع وتقديم وتحقيق محمد مال الله.
المطعن الخامس: زعَمَ بعضُ المؤرِّخين أنَّ الزبير بن العوَّام أكْرَه السيدة عائشة على الخروج في معركة "الجَمَل".
الجواب:
زعَمَ بعضُ المؤرِّخين - كابن قتيبة في "الإمامة والسياسة"، واليعقوبي في تاريخه وغيرهما - أنَّ الزبير بن العوام أكْرَه السيدة عائشة على الخروج في معركة "الجَمَل"، وهذا غيرُ صحيح؛ فقد قامتِ السيدة عائشة بالمطالبة بثَأْر عثمان منذ اللحظة التي عَلِمتْ فيها بمقْتِله - رضي الله عنه - وقبل أنْ يصِلَ الزبير وطلحة وغيرُهما من كبار الصحابة إلى مكة؛ ذلك أنَّه قد رُوِي أنَّها لَمَّا انصرفتْ راجعةً إلى مكة، أتاها عبدالله بن عامر الحضرمي، فقال: "ما ردَّكَ يا أُمَّ المؤمنين؟ قالتْ: ردَّني أنَّ عثمان قُتِل مظلومًا، وأنَّ الأمرَ لا يستقيمُ ولهذه الغوغاء أمرٌ، فاطلبوا دمَ عثمان تعزُّوا الإسلامَ، فكان عبدالله بن الزبير أوَّلَ مَن أجابَها"؛ كما في "تاريخ الطبري"، (5/ 475).
ولَم يكنْ طلحةُ والزبير قد خرجا من المدينة، وإنما خرجا منها بعدَما مرَّ على مقْتَل عثمان أربعةُ أشهر؛ انظر: "دور المرأة السياسي"، ص (383)، و"تاريخ الطبري"، (5/ 469)، و"سيرة علي بن أبي طالب"؛ للصلابي، ص (467).
المطعن السادس: زعَمَ بعضُ الكُتَّاب أنَّ السيدة عائشة كانتْ مُتسلِّطة على مَن معها ومُسْتبدَّة بقولها.
الجواب:
كان فيمن خرَجَ معها - رضي الله عنها- جمْعٌ من الصحابة، ولم تكنْ السيدة عائشة المرأة المتسلِّطة التي تحرِّكُ الناس حيثُ شاءَتْ - كما زعَمَ بروكلمان، ولقد أكَّدتْ روايات الطبري تأييدَ أُمَّهات المؤمنين لها، ولِمَن معها في السعي للإصلاح، بل وتأييد عددٍ غيرِ قليلٍ من أهْل البصرة لها، وكان هذا العددُ غيرُ القليل ممن لا يُستهان بهم، فلقد وصَفَهم طلحة والزبير بأنَّهم خيارُ أهْل البصرة ونجباؤهم، ووصَفَتْهم السيدة عائشة بأنهم الصالحون، وما كان خروجُ هذا العدد من الصالحين إلاَّ عن اعتقادٍ راسخٍ بجدْوَى هذا الخروج وصواب مَقْصِده، وكان أميرُ المؤمنين يعلمُ هذا، ويردُّ الزَّعْم الذي زعَمَه البعضُ مِن أنَّ الخارجين مع السيدة عائشة كانوا جموعًا من السُّفَهاء والغوغاء والأوباش، فلقد وقَفَ أميرُ المؤمنين - بعد معركة "الجَمَل" - بين القتْلى من فريق عائشة، يترحَّمُ عليهم ويذكُر فضْلَهم؛ انظر: "دور المرأة السياسي"، ص (385)، و"تاريخ الطبري"، (5/ 475)، و"سيرة علي بن أبي طالب"؛ للصلابي، ص (468).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/365)
المطعن السابع: مرور السيدة عائشة على ماء الحَوْأَب، وقد قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كيف بإحداكُنَّ تنبحُ عليها كلابُ الحَوْأَب)).
فمرورُها مخالفة لأمرِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونفْي صفة الاجتهاد عنها.
الجواب:
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - (4/ 316): فإنَّ عائشة لم تقاتِلْ، ولم تخرجْ لقتالٍ، وإنَّما خرجتْ لقصْد الإصلاح بين المسلمين، وظنَّتْ أنَّ في خروجها مصلحةً للمسلمين، ثم تبيَّنَ لها فيما بعد أنَّ ترْكَ الخروج كان أَوْلَى، فكانتْ إذا ذَكَرَتْ خروجَها تبكي حتى تبُلَّ خمارَها، وهكذا عامَّة السابقين نَدِموا على ما دَخَلوا فيه من القتال، فنَدِم طلحة والزبير وعلي - رضي الله عنهم أجمعين - ولم يكنْ "يوم الجَمَل" لهؤلاء قصدٌ في الاقتتال، ولكن وقَعَ الاقتتال بغير اختيارهم؛ ا. هـ.
فإنَّ الأمرَ الذي يتعلَّق بأُمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنَّها شاركتْ بالفعل غير صحيح، بل غاية ما في الأمرِ أنَّها خرجتْ ولم تباشرْ قتالًا، وكانت متأوِّلة في خروجها للبصرة؛ حيث ظنَّتْ أنَّ القضاء على قتَلَة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - هناك كفيلٌ في الإصلاح بين معاوية ومَن معه في الشام، وبين علي ومَن معه في المدينة، بل جاءَتْ على جَمَلِها وسط المعركة ظانَّةً أنَّهم سيوقِفون الحرب، لكنَّ الخوارجَ وأهْلَ الفتنة أَبَوْا ذلك واستمرُّوا في القتال، بل قد نالتْ سهامُهم جَمَلَها؛ حتى سقَطَ في أرض المعركة.
فكما ترى، فإنَّ عائشة - رضي الله عنها - قد صدَرَ منها مخالفة في خروجِها للبصرة، وليستْ هي بمعصومة حتى لا يقع منها مثلُ هذا الخطأ بذلك التأويل.
عن قيس بن أبي حازم، قال: لمَّا أقبلتْ عائشة - رضي الله عنها - بلغَتْ مياه "بني عامر" ليلًا، نبحتْ الكلابُ، قالت: أيُّ ماءٍ هذا؟ قالوا: ماء "الحَوْأَب" - ماء قريب من البصرة على طريق مكة - قالتْ: ما أظنُّني إلا أنَّني راجعةً، فقال بعضُ مَن كان معها: "بل تَقْدِمين فيراكِ المسلمون، فيصلح الله ذاتَ بينهم"، قالتْ: إنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لها ذات يومٍ: ((كيف بإحداكُنَّ تنبحُ عليها كلابُ الحَوْأَب؟)).
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -: ليس كلُّ ما يقعُ مِن الكُمَّل يكون لائقًا بهم؛ إذ المعصوم من عصَمَه الله، والسنيُّ لا ينبغي له أنْ يغالي فيمن يحترمُه؛ حتى يرفعه إلى مصافِّ الأئمة الشيعة المعصومين عندهم، ولا نشكُّ أنَّ خروجَ أمِّ المؤمنين كان خطأً مِن أصْله، ولذلك همَّتْ بالرجوع حين عَلِمتْ بتحقُّقِ نبوءة النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عند "الحَوْأَب"، لكنَّ الزبير - رضي الله عنه - أقْنَعَها بترْكِ الرجوع بقوله: "عسى الله أنْ يُصْلحَ بكِ النَّاس"، ولا نشكُّ أنَّه كان مُخْطِئًا في ذلك أيضًا، والعقْلُ يقطع بأنَّه لا مَناصَ مِن القول بتخْطِئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين اللَّتين وقَعَ فيهما مئات القَتْلَى، ولا شكَّ أنَّ عائشةَ - رضي الله عنها - هي المخْطِئة لأسبابٍ كثيرةٍ، وأدلَّةٍ واضحةٍ؛ منها: نَدَمُها على خروجها، وذلك هو اللائق بفضْلِها وكمالها، وذلك مما يدلُّ على أنَّ خطأها مِن الخطأ المغفور، بل المأجور؛ "السلسلة الصحيحة"، الحديث رقم (474).
قال الذهبي - رحمه الله -: "ولا ريبَ أنَّ عائشة نَدِمتْ ندامةً كليَّةً على مَسيرها إلى البصرة، وحضورها يوم "الجَمَل"، وما ظنَّتْ أنَّ الأمرَ يبلغُ ما بلَغَ"؛ "سِيَر أعلام النبلاء"، (2/ 177).
ومن العجب ما أورده القومُ من شُبَه مُتهافتة، وزعْمهم أنَّ خروجَها يَنفي عنها صفةَ الاجتهاد؛ فإنَّ العالم الفقيه لو أخطأ في مَسألة، أو تأوَّل، واستفرَغَ الوسع فيها، فإنَّه لا يخلو مِن أجْرٍ، أو أجْرَين، ولم يقلْ أحدٌ مِن الأُمَّة بسقوط مَرتبة الاجتهاديَّة، أو الحطِّ من قَدْره، والله أعلم.
المطعن الثامن: ادِّعاء الشيعة أنَّ عائشةَ مَنَعتْ من دَفْنِ الحسن بن علي عند جَدِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم.
الجواب:
مِن عادة الشيعة عند اختراعهم للأكاذيب، واختلاقهم للإفْك أنْ يجعَلوا مع الكلمات الكاذبة كلمةً واحدة صادقة؛ كي يُوهموا السُّذَّج بإنَّ ما اخترعوه ثابتٌ، وما اختلقوه صادقٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/366)
وهذه طريقة مَرَدة الجِنِّ مِن مُسترقي السمع، وأوليائهم من شياطين الإنس، يجعلون مع الكلمة الصادقة مائةَ كذبة؛ فقصة موت الحسن بن علي واستئذان أخيه الحسين من عائشة بأنْ يُدْفَنَ عند جَدِّه ثابتة في كُتب السُّنَّة، أما ممانعة الصِّدِّيقة، وركوبها على بغْلٍ، وخروجها إلى الناس، فكل ذلك من التُّرَّهات والأكاذيب، فلم تكنْ أُمُّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تمانِعُ من دَفْن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - عند جَدِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بل لقد وافقَتْ على ذلك، وقالتْ لأخيه الحسين - رضي الله عنه - لَمَّا استأذَنَها في دَفْن الحسن: "نَعَم، وكَرامة عين"؛ كما روى ذلك ابنُ عبدالبر من طُرق مُتعددة؛ انظر: "الاستعاب"، (1/ 376 - 378)، "سِيَر أعلام النبلاء"؛ للذهبي، (3/ 275 - 279).
ولكنَّ الذي منَعَ من دَفْنِ الحسن عند جَدِّه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو مروان بن الحَكَم الذي أقبَلَ لَمَّا بلَغَه ذلك، وقال: "كذب، كذبتَ، والله لا يُدْفَن هناك أبدًا، منعوا عثمان مِن دَفْنه بالمقبرة، ويريدون دَفْن الحسن في بيت عائشة؟! "؛ انظر: "الصاعقة في نسْفِ أباطيل وافتراءات الشيعة على أُمِّ المؤمنين عائشة"، ص (141 - 142).
المطعن التاسع: ادِّعاء الشيعة أنَّ عائشة - رضي الله عنها - هي أوَّل مَن رَكِب السروج.
الجواب:
هذا كذبٌ أصْلَعُ وله قَرنان، ورغم كذب هذه الدعوى من أصْلها، فإنه يوجَدُ ما يَنْقضُها في كتب القوم أنفسِهم؛ فقد رَوَوا أنَّ فاطمة - رضي الله عنها - رَكِبتْ بغلةً يومَ عُرْسها، وانظر: "كشف الغُمَّة"، للإربلي، (1/ 368).
وأنَّ عليًّا أرْكَبَها على حمارٍ ودارَ بها على بيوت المهاجرين والأنصار يدعوهم إلى نُصْرته لَمَّا بُويع لأبي بكر بالخلافة على حدِّ زعمهم؛ انظر: "السقيفة"؛ لسليم بن قيس، ص (81)، و"الاحتجاج"؛ للطبرسي، ص (81 - 82)، و"الصاعقة في نسْفِ أباطيل وافتراءات الشيعة"، ص (144).
المطعن العاشر: ادِّعاء الشيعة أنَّ عائشة لم تَتُبْ من مُعاداتها لعَلِي - رضي الله عنه - وحربِها له، وبكائها بعد المعركة لم يكنْ دليلًا على الندم، بل لأنها فَشِلتْ في المعركة، ولم تحقِّقْ مأربَها في النَّيْل مِن عَلِيّ والانتقامِ منه.
الجواب:
لقد تقدَّم أنَّ أُمَّ المؤمنين – رضي الله عنها - ومَن خَرَجَ إلى البصرة لم يكنْ مُرادُهم قتالَ عَلِي، وإلاَّ لكانتْ وِجْهتُهم المدينة بدلًا من البصرة، بل كان مرادُهم الإصلاح، والطلبُ بدمِ عثمان - رضي الله عنه - وكانتْ عائشة تَرى أنَّ في خروجِها مصلحةً للمسلمين، ثم تبيَّنَ لها فيما بعد أنَّ ترْكَ الخروج كان أَوْلَى، فكانتْ إذا ذكَرَتْ خروجَها تبكي؛ حتى تبُلَّ خمارَها، وتقول: والله لوَدِدْتُ أنْ مِتُّ قبلَ هذا اليوم بعشرين سنة"؛ انظر: "الطبقات"، (8/ 18)، و"السِّيَر"، (2/ 177)، و"منهاج السُّنة"، (4/ 316).
وكانتْ - رضي الله عنها - تتذكَّرُ أحداثَ "الجَمَل" وتبكي؛ فقد أخرَجَ الطبري عن عبدالرحمن بن جُنْدَب عن أبيه عن جَدِّه: "كان عمرو بن الأشرف قد أخَذَ بخُطام الجَمَل، لا يدنو منه أحدٌ إلا خبطه بسيفه، إذا أقْبَلَ الحارث بن زهير الأزدي وهو يقول يَعني (عمرو بن الأشرف):
يَا أُمَّنَا يَا خَيْرَ أُمٍّ نَعْلَمُ
أَمَا تَرَيْنَ كَمْ شُجَاعٍ يُكْلَمُ
وَتُخْتَلَى هَامَتُهُ وَالْمِعْصَمُ
فاختلفا ضرْبتين، فرأيتهما يفْحَصان الأرض بأرْجُلهما حتى ماتا، فدخلتُ على عائشة - رضي الله عنها - بالمدينة، فقالتْ: مَن أنت؟ قلتُ: رجلٌ من الأزد، أسْكُن الكوفة، قالتْ: أشَهِدْتَنا يومَ الجَمَل؟ قلتُ: نعم، قالتْ: ألَنَا أم عَلينا؟! قلتُ: بل عليكم؟ قالتْ: أتعرفُ الذي يقول:
يَا أُمَّنَا يَا خَيْرَ أُمٍّ نَعْلَمُ
قلتُ: نعم! ذاك ابنُ عمِّي، فبكتْ؛ حتى ظننْتُ أنَّها لا تَسْكُت؛ "تاريخ الطبري"، (5/ 211).
ومثلُ عائشة في اجتهادِها مثل عَلِي حين ترَكَ المدينة، وجعَلَ عاصمة خلافته الكوفة، ولم يقمْ فيها كما أقامَ الرسول والخلفاء مِن بعده، ولم يتركْ علي المدينة رغبةً عنها، بل اجتهدَ وأخطأ.
وإذا عَلِم هذا تبيَّنَ أنَّ عائشة كانتْ تبكي على ترْكِها الأَوْلَى، وعلى خطئِها المغفور لها في اجتهادها، لا على الهزيمة وفَوتِ النصر على عَلِي، كما زعَمَ الروافضُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/367)
"أمَّا ما زَعَمَ الروافض - قبَّحهم الله - من استمرار عَداوة عائشة - رضي الله عنها - لعَلِي، وعدم توْبَتها، واستدلاهم على ذلك بالكَذب والأباطيل وحكايات مَكْذوبة، فزعمٌ باطلٌ؛ لأنَّ كلَّ الأدلة التي استدلُّوا بها على استمرار العَدواة بين عائشة وعَلِي هم رُواتُها، ومعلوم أنَّ رواية المبْتَدِع لا تُقْبَل إذا رَوى ما يُوافق بِدْعَته، وما نسبوه إلى الطبري، فضعيفٌ، ورُوِي بصيغة التمريض.
ويَرُدُّ هذا الزعم أيضًا ما ثبَتَ عن أمير المؤمنين عَلِي - رضي الله عنه - من أنَّه أقرَّ عائشة على قولها إثْرَ معركة الجَمَل: "والله ما كان بيني وبين عَلِي في القديم، إلاَّ ما يكون بين المرأة وأحمائها" فقال علي - رضي الله عنه -: "صدقت والله وبَرَّتْ، ما كان بيني وبينها إلاَّ ذلك".
1 - إنَّ عائشة - رضي الله عنها - كانتْ علاقتُها بعَلِي علاقة طيِّبة فيها البرُّ والوفاء؛ إذ هي التي رَوت حديث الكِساء في فضْل عَلِي وفاطمة، والحسن والحسين، والحديث أخرجَه مسلم.
2 - وأخبرتْ عن مَحبَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - للحسن بن علي - رضي الله عنهما - والحديث أخرجَه مسلم.
3 - وكانتْ كثيرًا ما تُحيلُ السائل على عَلِي ليجيبَه، فقد أحالتْ "شُريح بن هانئ" - لَمَّا سألَها عن المسحِ على الخُفَّين - على عَلِي، وقالتْ له: "عليك بابن أبي طالب فسَلْه؛ فإنَّه كان يُسافر مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ رواه مسلم.
4 - ولقد طلبتْ من الناس بعد مَقْتل عثمان أنْ يلزموا عليًّا ويبايعوه، وبعضُ الشيعة يعترف بذلك؛ انظر: "فتح الباري"، (13/ 29 - 48)، وكتاب "الجمل"؛ لمؤلِّفه الشيعي المفيد، ص (73)، "الصاعقة في نسْف أباطيل وافترات الشيعة على أُمِّ المؤمنين عائشة"، ص (236 - 240).
اللهمَّ اعصمْنا بالتقوى، واحفظْ علينا حُبَّنا لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصحابته، وأزواجِه، وآلِ بيته كما ترضى؛ إنَّك جَوَاد كريمٌ.
http://www.alukah.net/Sharia/0/25899/(132/368)
الصلاة على الأموات .. المتوفى رجلان وثلاث نساء وطفل
ـ[مصلح]ــــــــ[07 - 10 - 10, 04:30 م]ـ
في مساجدنا التي يؤمها الناس للصلاة على الجنائز في الرياض، ستسمع هذه العبارة ونحوها بعد الفريضة وقبل الصلاة على الجنائز
أما قول الإمام بعد الانفلات من الصلاة: الصلاة على الأموات، فمعقول، ولعل المقصود منه تنبيه الناس أن ثمة جنائز أيها الناس فلا تنصرفوا
لكن الذي يستنكره بعض الغيورين هو تعداد الجنائز، فيقول الإمام قبل إن يكبر على الجنائز مثلا:
المتوفى رجلان وثلاث نساء وطفل، ولابد بعد ذلك أن تسمع حوقلة المصلين لا سيما إذا كان عدد الجنائز كبيراً ..
قد يقول قائل إن هذا معقول كذلك، وذلك لكي يدعو المصلي للرجل بصفة وللمرأة بصفة وللطفل بثالثة
لكن ذكر العدد غير معقول في نظري أبداً
فما قول الإخوة في ذلك؟؟
أثابكم الله
ـ[مصلح]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:08 م]ـ
مالي أراكم عنها معرضين؟
أم أن الأمر لا يستحق المناقشة؟؟
أما أنا ففي نفسي من التزام ذكر العدد شئ
وأَحَبُّ من شاركني في الإدلاء بالرأي أنتم
ـ[ابراهيم النوبي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 09:53 م]ـ
يكون الدعاء في صلاة الجنازة على حسب الميت، فالرجل كما سبق، ويؤنث الضمير مع الأنثى، ويجمع الضمير إذا تعددت الجنائز، وإن كن نساء قال: اللهم اغفر لهن وهكذا، وإن كان لا يعلم المقدم ذكراً أو أنثى، جاز أن يخاطب الميت أو الجنازة فيقول: اللهم اغفر له، أو اغفر لها.
ـ[أبو دجانة النجدي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:50 م]ـ
قد يقول قائل إن هذا معقول كذلك، وذلك لكي يدعو المصلي للرجل بصفة وللمرأة بصفة وللطفل بثالثة
وهذا هو الصحيح في ما أعتقد والله أعلم.
ـ[أبوسليم السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 11:20 م]ـ
أما اذا ذكر الإمام الرقم فهذا مما يحفزني على الذهاب للمسجد مع بعدة ولزوم ركوب السيارة وألوم نفسي حيت أتقاعس كثير وأقول لو لم آتي لفاتي الصلاة على عشر جنائز أوتسعة مثلا
وأي ضير في ذكر العدد والمسجد كبير جدا ولا تشاهد الجنائز بعينك ولا تراها غالبا الا اذا كنت في منطقة صغيرة امامها
عن نفس .. اتضايق اذا لم يفصل الإمام
ولك شكري على طرح الموضوع أخي الكريم
ـ[مصلح]ــــــــ[10 - 10 - 10, 02:03 ص]ـ
أما اذا ذكر الإمام الرقم فهذا مما يحفزني على الذهاب للمسجد مع بعدة ولزوم ركوب السيارة وألوم نفسي حيت أتقاعس كثير وأقول لو لم آتي لفاتي الصلاة على عشر جنائز أوتسعة مثلا
وأي ضير في ذكر العدد والمسجد كبير جدا ولا تشاهد الجنائز بعينك ولا تراها غالبا الا اذا كنت في منطقة صغيرة امامها
عن نفس .. اتضايق اذا لم يفصل الإمام
ولك شكري على طرح الموضوع أخي الكريم
أثابكم الله جميعاً ..
وكلامك سليم يا أبا سليم!!
وأنا -وغيري كثير- ممن يحفزهم كثرة الجنائز
لكن .. هل يكفي ذلك لاستحسان العمل؟
وهل يسلم التزامه من شبهة البدعة؟؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:27 م]ـ
يظهر أن المسألة فيها سعة.
وربما في ذكر العدد شيء من الموعظة أيضا.
لكن هل كثرة الجنائز يلزم منها كثرة الأجر؟ ليس بظاهر وإن قيل به، فالصلاة واحدة، وفضل الله واسع.
ـ[مصلح]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:19 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخ عبدالرحمن
وإن استطعت أن تعرض هذه المسألة على الشيخ عبدالرحمن البراك ولو على عجالة فافعل غير مأمور
فإني سمعت من طلبة العلم من ينكر هذا الأمر ويقول: إنها من بدع أهل الرياض!!(132/369)
ما التهجئة الصحيحة لكلمة الطبرسي والام ينسب؟
ـ[ابو بكر المغربي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 06:42 م]ـ
الاخوة الاكارم:
الام ينسب الطبرسي والطبري والطبراني .. ؟
ثم ما التجئة الصحيحة لكلمة الطبرسي.؟
بارك الله فيكم.
ـ[المضري]ــــــــ[07 - 10 - 10, 08:48 م]ـ
نسبة إلى طبرستان في شمال إيران على الساحل الجنوبي لبحر قزوين واسمها اليوم مازندران.
تنطق بإسكان الباء.
الطبراني نسبة إلى بحيرة طبرية في فلسطين.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 09:57 م]ـ
الطَّبَرْسِيّ، نسبة لطبرستان على قول الأكثرين ..
ومحققو مجمع البيان (تفسيره) ـ على ما أتذكر ـ ذكروا أن الصحيح (الطَّبِرْسي)، وقالوا ليس نسبة لطبرستان، وإلا لنسب على (طبري) كما المشهور، وإنما نسبه إلى تَفِرْش، التي أصلها (طَبِرْس)، وهو موضع بقم.(132/370)
مصطلحات محتملة للحق والباطل ... وخطرها على المجتمع
ـ[السليماني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 08:58 م]ـ
المصطلحات المحتمله للحق والباطل
الحمد لله على آلائه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد:
تعيش الأمة الإسلامية حرباً ثقافيه خطيرة,
هذه الحرب لها صور متعددة وأساليب متنوعة
كان من أخطرها أمران:
الأول: فهو حربهم على الألفاظ الشرعيةومحاولة إبعاد الأمة عن ألفاظ الكتاب والسنة والتنفير منها.
كما أن من أساليبهم ثانيا:
إيجاد ألفاظ ومصطلحات تحمل حقاً وباطل وتمريرها في المجتمعات الإسلامية.
فهي ألفاظ ومصطلحات لا تحمل حقا محضا ولا باطل بيناً وإنما تحمل حقاً وباطل
وحينما يُكسى الحق والباطل بلباس موحَّدولفظ وشعار واحد.
فإن الباطل قد اخُتصر له نصف الطريق ليصل إلى أذهان الناس.
لقد عمل التغريبيون على إيجاد مثل هذه المصطلحات الجديدة. التي لها إيحاءات ودلالات متعددة ..
مثل تجديد الخطاب الديني ... والأصولية ... وحرية التعبير بالرأي .... والإسلام دين المساواة ... وقبول الاخر ... وغيرها.
وإذا كنا نعيش اليوم ما يسمى بصراع الحضارات فأدوات هذا الصراع الألفاظ والمصطلحات.
ومن أسباب الضعف في هذا الصراع ضعف الألفاظ والمصطلحات وأخطر من ذلك حينما نعيش ما يسمى بصراع الحضارات فإذا بألفاظنا وشعاراتنا تتصدع من الداخل ...
ويتمكن العدو من الوصول إليها لتكون أداةً مساندةً له.
خي بارك الله فيك:
إذا قلت لك صلّ، زكِ, بربوالديك، فأنا أدعوك إلى حقٍ وإلى خير محض
وإذا قلت لك اشرب الخمر، كل الربا، فأنا أدعوك إلى شرً بين َّ. لكن اذاقلت لك عبارة محتملة لحق وباطل؟
مثل: نطالب و ندعو إلى الحرية الدينية فهذه عبارة غامضة مجملة محتملة للحق ومحتملة للباطل.
ففي قبولها قبول لحق وباطل .. وفي إنكارها إنكار حق وباطل.
أنا لا أقول أنها عبارة تحمل حقً محضاً، ولا تحمل معنىً باطل بين ولكن تحمل حقاً وباطل.
ولذلك فإن التعامل بها من أعظم أسباب ضلال بني آدم.
فقد ذكر ابن القيم رحمه الله:
(أن منشأ ضلال من ضل من الأمم قبلنا، ومنشأ البدع أيضاً الأقوال المشتبهة المحتملة التي تحمل عدة معاني.
ويكون ما فيها من الاشتباه في المعنى، والإجمال في اللفظ يوجب تناولها بحق وباطل.
قال رحمه الله: "قال تعالى) ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ([البقرة:24]
فنهى عن لبس الحق بالباطل وكتمانه. ولبسه به خلطه حتى يتلبس أحدهما بالآخر، ومنه التلبيس، وهو التدليس والغش الذي يكون باطنه خلاف ظاهره،
فكذلك الحق إذا لبس بالباطل يكون فاعله قد أظهر الباطل في صورة الحق،
وتكلم بلفظ له معنيان:
معنى صحيح ومعنى باطل، فيتوهم السامع أنه أراد المعنى الصحيح ومراده الباطل، فهذا من الإجمال في اللفظ"
ولا يتعامل في الغالب بمثل هذه الألفاظ والشعارات المحتملة إلا اصحاب التلون والفكر الغامض.
قال الإمام أحمد في خطبة كتابه في الرد على الجهمية واصفاً أهل البدع:"فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يُشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين ...
ثم قال ابن القيم رحمه الله معلقاً: فقوله يتكلمون بالمتشابه من الكلام هو الذي له وجهان:
يخدعون به جُهَال الناس كما ينفق أهل الزغل النقد المغشوش الذي له وجهان، يخدعون به من لم يعرفه من الناس، فلا إله إلا الله، كم قد ضل بذلك طوائف من بني آدم لا يحصيهم إلا الله
وحينما نُحدث لفظاً محتملاً لحق ولباطلٍ فإن هذا المصطلح واللفظ يرسل معلومات إلى الذهن تحمل حقاً وباطلاً فيحصل الالتباس. لأن اللفظ والمصطلح وسيلة مهمة من وسائل التعليم ونقل المعلومات. فبقدر ما يحصل من التلبيس في اللفظ يحصل التزييف في أذهان السامعين.
والكلمة لها أثرها في نفوس السامعين ... بل وفي نفس المتحدث فالحرب الثقافية تكون بالكلمة .. وخلط الحق بالباطل يكون بالكلمة .. وتغيير المعنى الصحيح إلى معنى فاسد يكون بالكلمة .. والعبد يتكلم بالكلمة يهوي بها في النار سبعين خريفاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/371)
فالكلمة لها شأن عظيم واختيار مصطلح يحمل حقاً وباطلاً وتسويقه بين المسلمين من أقوى الطرق لتغيير المعتقدات
ومن المصطلحات والشعارات الوافدة
لفظ " الحرية الدينية" والمناداة لها فهل يُفهم من هذا الشعار أن الإسلام يبيح سائر أنواع الممارسات الدينية؟
ويبيح التنقل بين الأديان كيفما شاء المرء!
هل حد الردة عائقاً أمام الحرية الدينية؟!
أم يُراد بذلك أن الكافر لا يُكره على الإسلام؟
وهكذا عبارة "قبول الآخر" "
وعدم قبول الآخر"
هي عبارة غامضة! فما معنى القبول؟
هل هو الإقرار بصحة قوله؟
أو الرضى بأن يطرح هذا القول؟
ومن هو الآخر؟ هل هو مسلم أو كافر؟
صاحب سنة أم مبتدع؟ مجتهد أم متلاعب؟
لقد كان المعيار في السابق (فلان يقبل الحق)؟
فلست ادري كيف تسلل هذا الشعار الجديد (قبول الآخر) وصار معياراً ودليلاً بدل قبول الحق.
وهكذا لفظ التسامح الديني
فهل يريدون به العدل مع الكفار والتعامل الحسن معهم في البيع والشراءونحو ذلك.
أم يريدون بهذه العبارة التنازل عن أحكام الإسلام والتساهل بأحكام العقيدة وتسوية المسلمين بالمجرمين وتهيئة عقول المسلمين لدعاة التنصير والإلحاد؟
ومن مصطلحاتهم الوافدة " حرية التعبير بالرأي"
فهل يُعقل أن يتعدى على الكتاب والسنة .. وينتقص منهما باسم" حرية التعبير بالرأي" وإذا تُعدي على القرآن والسنة باسم حرية التعبير بالرأي.
فهل الحكمُ الآن القرآن والسنة أم مصطلح وشعار من شعاراتهم الوافدة.
ومن تلك المصطلحات والشعارات الدخيلة
شعار " تجديد الخطاب الديني"
وهو شعار ومصطلح حادث يهيء المجتمع المسلم لتغيير ما عنده؟
فهل يراد بتجديد الخطاب الديني إظهار الأحكام الشرعية التي خفيت وطمس البدع التي ظهرت.
والقضاء على المنكرات التي فشت أم يراد بذلك تغيير النصوص وتبديلها وفهم الشريعة بفهم جديد لا يتوافق مع فهم السلف؟
فهو شعار ومصطلح له إيحاءات بتغيير النصوص.
حتى صار من يدعو إلى بعض الأحكام الشرعية الصحيحة يعارض الدعوة الى (تجديد الخطاب الديني) عندهم.
فانظر كيف جعلوا (تجديد الخطاب الديني) أصلاً محكماً.
وحينما يكون اللفظ والمصطلح له أكثر من وجهة.
وجهة لمعنى حق ووجهة لمعنى باطل.
ويرضى المجتمع المسلم بتداوله مع ضبابية المعنى.
فإن من يملك القوة الإعلامية سيكون الأقوى في تسويق المعنى والإيحاءات التي يريد من هذا المصطلح.
وهم يخرجون هذه الشعارات والمصطلحات. فمع أنها محتملة لحق ولباطل فإنهم يجعلونها حجة لهم لا عليهم حتى ينشروا الفساد.
كما أنهم في الإعلام يحاولون إغلاق عقول المستمعين والقراء عن المعاني الصحيحة حتى يعيشوا في المعاني الأخرى الفاسدة كما أنهم ينخرون في المعاني الصحيحة ويحاربونها بألفاظ أخرى.
كما أنهم هولوا هذه المصطلحات إعلاميا.
و أذاعوها ونشروها ويوشك أن لا يوجد بيت إلا ودخله لفظ" حرية التعبير بالرأي" و "قبول الآخر" وغيرها.
وذلك عبر القنوات والصحف وهولوا شأن هذه الألفاظ في قلوب الناس.
وعلقوا الفلاح والنجاح والرقي والتقدم بموافقة هذه المصطلحات فإذا ما اعترض معترض على مصطلحاتهم وشعاراتهم اتهموه بالجمود وعدم التطور ونسبوه إلى الجهل وقلة الثقافة فصارت ألفاظهم ومصطلحاتهم كالنصوص المحكمة والمرجعية للتطور والحضارة والرقي.
وهم بهذا الصنيع يسعون لزرع أمورٍ خطيرة منها:
أولاً: بناء العقول بناءً يتوافق مع تفكير الغرب وثقافته ومعتقده.
ثانياً: جعل هذه المصطلحات والشعارات كالأدلة والنصوص التي تحكم في كثير من القضايا ويرجع لها.
فإذا ما عارضت نصوص القرآن والسنة هذه الشعارات كثُر استشكال البعض في فهم النصوص التي تخالف هذة المصطلحات و الشعارات الحمَّالة؟
حتى إن البعض ليحاول لي النصوص بحسب ما تريده ثقافة الغرب ويعجز عن فهم بعض النصوص التي تعارض وتصادم الثقافة الغربية ويُخشى أن لا يفهمها حتى تسقط تلك الثقافة.
فإذا قلت لأحدهم يجب قتل المرتد قال صلى الله عليه وسلم" من بدل دينه فاقتلوه "
قال لك أين الحرية الدينية؟
وإذا قلت الذمي له أحكام تختلف عن أحكام المسلم قال أين التسامح الديني .... إلخ.
يقول الإمام أحمد رحمه الله من دفع كتاب الله ورده والأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واخترع مقالة من نفسه، وتأويل رأيه فقد خسر خسراناً مبينا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/372)
ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله (وهو يتحدث عن أهل السنة والجماعة) "فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه ... إلخ
فليس لأحد أن يدافع عن شعار أو مصطلح لأنه قرأه في صحيفة أو سمعه في إذاعة أو قناة أو لكون أصحابه تكلموا به. وإنما يدافع عن ذلك لأن الله أمر به أو رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن إحداث مثل هذه الشعارات والمصطلحات المحتملة والاعتراض بها على الكتاب والسنة، من الإختلاف في الكتاب قال تعالى: (وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد) وقال سبحانه: (أفتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون)
أحدثوا مصطلحات براقة جذابة وألفاظ تلبس ثياب الضأن على قلوب الذئاب، فكثيرا ما يكون لهذة الألفاظ والمصطلحات دلالات ترفض فيها الدين الإسلامي أو ترفض بعض أحكامه، أو تفرغ قضايا الساحة من المعنى الشرعي والرؤية الشرعية.
فتارة تهيأ الناس لتغيير دينهم ومعتقدهم، وتارة تعزل المتمسك بدينه عن مجتمعه، .. وتارة تغير المعالم والأحكام الشرعية .. وتارة تكون معادية للإسلام بوضوح.
يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله
(مصطلحات إفرنجية وعباراتٌ وافدة أعجمية، وأساليبٌ مولدةٌ لغة، مرفوضةٌ شرعاً، وحمّالةُ الحطب في هذا صاحبة الجلاّلة" الصحافة" فلجل الكاتبين من الصحفيين ولع شديد بها، ومن طريقهم استشرت بين المسلمين) ويقول الأستاذ علي القاضي: (لقد دعا الغربيون إلى استعمال اللغات العامية بدلاً من استعمال اللغة العربية بحجة أو بأخرى، ولم ينجحوا كثيراً في هذا الاتجاه، ثم بدأوا يغيرون التعبيرات التي لها حيوية إسلامية، ومدلولات تحرك المشاعر والسلوك، إلى تعبيرات أخرى لها مدلولات أخرى)
فهذه الألفاظ والمصطلحات الدخيله التي تحمل حق وباطل وتلبس الحق بالباطل لابد ان نقف في التعامل معها عدة وقفات
الوقفة الأولى: الشريعة جاءت بالنهي عن بعض الألفاظ
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم من أن يقال: ما شاء الله وشاء فلان
ونهى عن الحلف بغير الله ونهى عن سب الدهر وسب الريح إلى غير ذلك فالألفاظ تُضبط بالضوابط الشرعية
ومن الأدلة على النهي عن التعامل بالألفاظ المحتملة قوله تعالى) يا أيها الذين آمنوالاتقولوا راعنا (فقد كان اليهود ينادون النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون "راعنا" وهي كلمة يريدون بها سب النبيصلى الله عليه وسلم. وكان الصحابة يقولون " راعنا يا محمد" يريدون معنى صحيحاً يعني"راعنا يا رسول الله وأرعنا سمعك من المراعاة ". فأنزل الله) يا أيها الذين آمنوالاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا .. (فنهى الله المؤمنين عن هذه اللفظة.
قال ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى:
فقد نهى الله الصحابة أن يقولوا للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا مع قصدهم الصالح لئلا تتخذه اليهود ذريعة إلى سبه. ولا يتشبهوا بهم ولئلا يخُاطب بلفظ يحتمل معنىً فاسداً.
الوقفة الثانية:
استخدام مثل هذه المصطلحات التي تحمل حقاً وباطل له آثاره وأبعاده على الشريعة.
فباستخدام مثل هذه المصطلحات يكون بين الحق وبين الناس مسافة كبيرة. بخلاف الكلمات التي تحمل الحق وحده.
وباستخدامها يصعب إيصال الحكم الشرعي الصحيح إلى عقول الناس.
وتكثر أمامه العوائق وإذا اقتنع الناس بهذه الألفاظ والمصطلحات جعلوها مقدمة للبناء فبنوا عليهمااحكاماً شرعية.
كما أن هذه الألفاظ المحتملة تكسر حاجز النفرة بين الحق والباطل وبين الإسلام وغيره من الأديان والمذاهب الفكرية الفاسدة
وباستخدامها يضعف عند بعض المسلمين انكار ما تحمله من معنى باطل ويضعف القيام بالحق الذي تحمله هذه المصطلحات كما أنها شعارات توقع في الفتنة وتثير الجدل وهي من أسباب الاختلاف كما ذكر ابن تيمية.
الوقفة الثالثة:
ما نراه اليوم من استحداث مثل هذه المصطلحات مؤشر لوجود فكر دخيل على المجتمع كما أنه طريق لبناء فكر معين منحرف عن الشرع.
فالمصطلح حينما يُطرح للتداول لا بد أن يحمل معه رصيده وأفكاره وتاريخه ويلقي بضلاله وإيحاءاته وقيمه في هذا المجتمع المراد غزوه والمستهدف.
الوقفة الرابعة:
هذه المصطلحات المحتملة تظهر غالباً حينما يصطدم الفكر الفاسد والمعتقد الدخيل بالمعتقد الصحيح.
حتى إذا رأى قوة المعتقد الصحيح وأنه صخرة يصعب زحزحتها اتخذ أصحاب الفكر الفاسد طريقاً آخر ملتوياً بمثل هذه العبارات.
واستفاد منها ضعفاء النفوس الذين يتأثرون بكل موجة جديدة وبكل معتقد فاسد دخيل.) ا. هـ
منقول كتبه الشيخ فهد بن سعد أباحسين جزاه الله خيراً.
ـ[أبو حفصة المراكشي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا على النقل الموفق موضوع جدير بالتدبر والعناية به.
ـ[السليماني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 06:42 ص]ـ
وفقك الله لمرضاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/373)
ـ[السليماني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 04:54 م]ـ
http://fahad-abahussin.com/play-74.html
رابط المقال على موقع الشيخ وفقه الله(132/374)
هل يوجد تعارض بين هذه الآية وهذا الحديث لشيخنا أبي إسحاق الحويني
ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:54 ص]ـ
س: هل يوجد تعارض بين الآية (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وحديث ابن مسعود في الصحيحين (لا تُقتلُ نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن ادم الأول كِفلٌ منها لأنه أول من سن القتل).؟
الإنسان يموت ويبقى ذنبه بعده وهذا معني في كتاب الله عز وجل وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) [النحل:25] هذه الآية تفسر لنا قوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، لأن بعض الناس يحتج بهذه الآية إذا سمع مثلاً قوله _صلي الله عليه وسلم_ في حديث بن مسعود في الصحيحين (لا تُقتلُ نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن ادم الأول كِفلٌ منها لأنه أول من سن القتل).
هذا الكلام فعلاً بعض الناس رد هذا الحديث في الفوضى التي نعيش فيها يقول هذا حديث مكذوب لأنه يعارض القرءان، ابن آدم الأول قتل أخاه الحديث يقول كل إنسان قتل أي إنسان من بعد ولدي آدم إلى أن تقوم الساعة ابن آدم القاتل يوضع على كتفه ذنب كأنه هو الذي قتل، قال هذا الحديث باطل، ما سر بطلانه؟ قال قوله تعالي: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، هذا قتل أخاه فما ذنبي؟ لماذا يوضع عليه؟ {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21].
نحن نرد عليه بالقرءان نفسه أيضًا:
(لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ)، عندما يضل إنسان آخر أليس هذا الإضلال من كسب هذا الشخص الذي أضل، هذا من كسبه هو الذي أضله فصار من كسبه.
فلا ينفع أن تعارض الآية بالآية، هذا فهم قاصر لمعني قوله تعالي: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، هذا من جملة أوزاره، كما قال تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِم ْوَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [العنكبوت: 13].
الإنسان إذا عمل العمل أو سن سنة سيئة كما في حديث جرير بن عبدالله البجلي وهو في صحيح مسلم وهو (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص من أجور هؤلاء شيء، ولا ينقص من أوزار هؤلاء شيء).
لذلك العبد إذا مات ومات ذنبه معه كان خيرًا له بخلاف ما إذا ترك الذنب يسن سنة سيئة، يأتي لنا بعيد من أعياد الكافرين ويظل يكتب ليزين هذه الأعياد، بدأت الناس تنفعل وتعيد نفس هذه الأعياد فعليه وزر هذا، كل عمل سيء يتركه العبد خلفه يتوارثه العباد في صحائفه السود، وهذه اسمها السيئات الجارية، فإياك والسيئات الجارية تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
من الشريط التاسع فك الوثاق(132/375)
فساد الدنيا والدين كفيلٌ به أربعة نفر!
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام في الفتوى الحموية أن الناس كانت تقول: " ما أفسد الدنيا والدين إلا أربعة: نصف متكلم - نصف فقيه - نصف لغوي - نصف طبيب "
فقال الشيخ ابن عثيمين - أنزل الله على قبره شآبيب الرحمات - أما المتكلم: فإنه أفسد الأديان والعقائد , لأن أهل الكلام الذين نالوا من الكلام شيئاً ولم يصلوا إلى غايته إغتروا به. وأما أهل الكلام الذين وصلوا إلى غايته فقد عرفوا حقيقته ورجعوا إلى الحق.
ونصف فقيه: أفسد البُلدان , لأنه يقضي بغير الحق , فيفسد البلدان , فيعطي حق هذا لهذا , وهذا لهذا.
ونصف نحوي: لأنه يفسد اللسان , لأنه يظن أنه أدرك قواعد اللغة العربية فيلحن فيفسد اللسان.
ونصف طبيب: فيفسد الأبدان , لأنه لا يعرف , فربما يصف دواءً يكون داءِ , وربما لا يصف الدواء فيهلك المريض.
انظر شرح رياض الصالحين 260/ 4
المحصلة / أن المرء يجب عليه التورّع عن الفتيا في أي مجال إلا إن كان لها أهلاً.
من البريد
ـ[السليماني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:17 م]ـ
وليس عندنا نصف فقيه
ولاربعه
بل إما صحفي جاهل
او وراق مثقف
ثم صار شيخاً بدون طلب علم ولادراسة على المشايخ
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:23 ص]ـ
وسمعت كهذا أو ما يقرب منه من فم شيخنا / عبدالله ابن غديان رحمه الله
عبر برنامج " نور على الدرب ".
.(132/376)
هناك من عليه كفارة وهي ـ عتق رقبة فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:58 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك من عليه كفارة وهي ـ عتق رقبة فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكين، وأجد مَن لايجد عتق رقبة، ثم أنه يتهاون بالصيام وبدعوى أنه لايستطيع فيلجأ إلى الإطعام، والسؤال هنا: ماهو ضابط عدم الاستطاعة في تأدية الصيام لنعذر من يتركه ويلجأ إلى الإطعام؟ ثم ما رأيكم بمن يقول يشق علي الصيام أو أخشى أن يعرف من حولي بأني عاصٍ لله عزوجل في ذلك الشهر؟
في انتظار مشاركة الاخوة الأفاضل، وجزاهم الله خير الجزاء
ـ[عائشة السلفية]ــــــــ[08 - 10 - 10, 07:09 م]ـ
للرفع رفع الله قدر أهل التوحيد(132/377)
خطأ في كتاب "ما تلحن فيه العامة" على ما يبدو
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 02:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.m5zn.com/uploads/2010/10/8/photo/thumb/100810021052cgmmxdj88kdsloo4fc.bmp
خلال مطاعلتي لكتاب "ما تلحن فيه العامة" وجدت ما أثار حفيظتي، وقد أرفقت صورتين إحداهما لغلاف الكتاب المقصود وهو من مرفوعات أخينا المساهم جزاه الله خيراً والأخرى تحوي ما يظهر لي أنه خطأ (مسطّر بالأحمر)، الأمر الذي دفعني للبحث في الشاملة لعل ثمة قراءة "أعجرت" بالراء بدلا من "أعجزت" بالزاي، فلم أجد!
http://img96.imageshack.us/img96/6931/sanstitreyfx.png
ما أنتم قائلون؟
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[08 - 10 - 10, 04:24 م]ـ
يبدو لي أنه خطأ مطبعي والصواب {أعجزت} وهو قد أراد الاستشهاد بها على فتح الجيم، والعامة تنطقها بكسر الجيم والله أعلم
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:57 م]ـ
جزاك الله خيراً
لكن المدهش هو كيف اعتبر المحقق أدناه ما كتبه بروكلمان وهو الصحيح تحريفاً
جلّ من لا يسهو
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:00 ص]ـ
صحيح جل من لا يسهو وأعتقد أن هذا خطأ مطبعي والله تعالي أعلم
بوركت علي غيرتك علي هذا الدين(132/378)
الحرب على الألفاظ الشرعية أسباب وعلاج ...
ـ[السليماني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحرب على الألفاظ الشرعية أسباب وعلاج
الحمد لله على آلائه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه r وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
تمر الأمة الإسلامية بهجمة من هجمات التغريب على الألفاظ الشرعية.
والعدوان على الألفاظ الشرعية دعوة إلى فقدان القاعدة التي ينطلق منها أهل الإسلام حتى تكون أمة قابلة للتموجات الفكرية والعقدية وإذا كان الأمر كذلك فلا تسأل عن تفكك الأمة وتمزقها.
يقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله:
ومن أخطر ما تعيشه الأمة اليوم غياب طائفة كبيرة من لغة الشريعة تحل محلها مصطلحات أجنبية في دينها ولغتها في جوانب الحكم والقضاء والتعليم ولغة الحياة العامةوالسلوك وبذلك يستحكم الانفصام بين المسلم وتراثه ويكون رسما لا معنى له وصورة لا حقيقة لها. اهـ (1)
وحديثي إليكم إيها الأخوة عن خطورة غياب الألفاظ الشرعية وخطورة حرب الأعداء للألفاظ الشرعية فهذه الحرب قد تكون أخطر بكثير من الحرب العسكرية.
ومن أعظم أسباب الخسران أن يعيش المرأ في مثل هذة الفتن والأحداث بين مصطلحات ضبابية لا وضوح لها.
وهو بعيد عن ألفاظ القرآن والسنة بل يعيش في حرب على ألفاظ الكتاب والسنة.
ايها الاخوة ثم وقفات مهمة تجاه هذا الموضوع الخطير:
الوقفة الأولى:
لا بد أن نعلم أن خفاءوغياب الألفاظ الشرعية كلفظ الصلاة ولفظ الزكاة ولفظ الجهاد ولفظ المؤمن ولفظ الكافر وكل لفظ جاء في الشريعة غياب هذه الألفاظ وتغييبها عن الناس خفاء لآثار الرسالة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (لكن قد تخفى آثار الرسالة في بعض الأمكنة والأزمنة حتى لا يعرفون ماجاء به الرسولصلى الله عليه وسلم إما أن لا يعرفوا اللفظ وإما أن يعرفوا اللفظ ولا يعرفوا معناه فحينئذ يصيرون في جاهلية بسبب عدم نور النبوة ومن ها هنا يقع الشرك وتفريق الدين شيعاً كالفتن التي تحدث السيف فالفتن القولية والعملية من الجاهلية بسبب خفاء نور النبوة عنهم
كما قال مالك بن أنس رحمه الله: إذا قل العلم ظهر الجفاء وإذا قلت الآثار ظهرت الأهواء)
انتهى كلام هذا الإمام العالم الجليل. (2)
الوقفة الثانية:
أن تغيير ألفاظ المحرمات طريق إلى التجرؤ عليها وطريق إلى تغيير معانيها في النفوس
فشتان بين قولنا للخمر خمر وبين قولنا بأنه شراب روحي
وهكذا حينما تسمى الرشوة بالهدية
والربا بالفائدة وهكذا حينما يسمى سب الله جل وعلا والاعتراض عليه وعلى حكمه يسمى حرية فكرية
كل هذا من الخطورة بمكان.
قال ابن القيم رحمه الله:
ورأيت من يسجد لغير الله من الأحياء والأموات ويسمى ذلك وضع الرأس للشيخ وكما يسمى الديوث بالمصلح والموفق والمحسن وذكر تسميات كثيرة كتسمية المشركين أصنامهم آلهة وتسمية اتخاذ الطواغيت تعبد من دون الله يسمون ذلك تعظيما واحتراما والمنافقون يسمون نفاقهم عقلاً معيشياً وأهل البدع يسمون شبهاتهم عقليات وبراهين إلى أن قال هذا الإمام العالم الجليل: فهؤلاء كلهم حقيق أن يتلى عليهم] إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بهامن سلطان [اهـ (3)
وإذا كان تغيير أسماء المحرمات طريق إلى التجرؤ عليها (يسمونها بغير اسمها)
فإن تغيير الألفاظ الشرعية وأسماء الواجبات طريق إلى تركها وهجرها وجعلها كالعادات والتقاليد الموروثة وليست مستمدة من هذا الوحي العظيم.
أو أنها عمل ديني يعملها أهل الأديان كلهم مع اختلاف أديانهم فلا فرق بينهم في هذا العمل فكلهم مأجور إلى غير ذلك من الإيحاءات والدلالات في هذه الألفاظ الجديدة التي جاءت لتحل محل الألفاظ الشرعية المستمدة من الوحي العظيم.
فهي ألفاظ محدثة لا توصل إلى المعنى الشرعي الدقيق أو ألفاظ تمزج المعنى الشرعي بغيره وتجعل السامع لها في حيرة للوصول إلى المعنى المطلوب، حتى إذا قرَّت في الأذهان، وأُقِرت هذه الألفاظ، ورضي لها بأن تنازع اللفظ الشرعي، أو أن تكون بديلاً له حصلت الإشكالات في الفهم للشريعة، والعمل بها، وكانت هذه الألفاظ البديلة كالغشاوة والغبش امام الفهم الصحيح للحكم الشرعي،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/379)
بل قد يصل الأمر إلى رؤية المعروف منكراً والمنكر معروفا ويدخلُ في دين الله ما ليس منه ويُخرج من دين الله ما كان منه.
ومن تلك الألفاظ تسمية الدين بالتقاليد فالتعبير عن دين الإسلام بأنه تقاليد وعادات يجعل هذا الدين عرضة للتغيير والتبديل، لأنه مجرد تقاليد سار عليها المسلمون أخذوها عن آبائهم وليس دينا مستمد من هذا الوحي العظيم، وقد أنكرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء تسمية دين الإسلام بالتقاليد
وهكذا حينما يرفضون تسمية الكافر بالكافر ويُملُون علينا بأن نسميه بغير المسلم أو نسميه بالآخر فهذا الإملاء مع تنحية اللفظ الشرعي يدل على عدم القناعة بالألفاظ الشرعية والانغراق في المصطلحات المفروضة علينا من الغرب.
وهكذا حينما يزحزحون لفظ الزكاة فلا يرون تسميتها بالزكاة
وإنما يدعون إلى تسميتها بالمساعدات الإنسانية وهذه العبارة (العمل الإنساني)
يغرق فيها معنى الزكاة فالزكاة لها أهلها وتؤخذ من أهلها فهل لفظ العمل الإنساني موصل إلى معنى الزكاة بحقيقة،
ثم لفظ العمل الإنساني يشترك فيه المسلم والكافر اليهودي والنصراني وحينما يظهر هذا القصد.
وهو قصد الانسانية فقدزحزح القصدالشرعي المطلوب وهو العمل لله والإخلاص لله جل وعلا ولا خير في لفظ ينتزع منه الإخلاص لله جل وعلا ولذلك فإن من الخطأ أن تحارب الألفاظ الشرعية،
وأن تُستبدل بألفاظ تضيع فيها المعاني الشرعية.
فيجب على أهل الإسلام علماءً وحكام ودعاة مربين وإعلاميين أن يقفوا أمام هذه المصطلحات الحادثة الخطيرة التي تريد أن تزحزح اللفظ الشرعي، فغياب اللفظ الشرعي طريق إلى غياب معناه الصحيح.
الوقفة الثالثة:
ليس من العقل أن يزاح اللفظ الشرعي ويوضع بدله لفظ ملتبس اختلف الناس في معناه.
الوقفة الرابعة:
الألفاظ الشرعية لها حرمة كلفظ الصلاة والزكاة هذا اللفظ يختلف عن العمل فكما أن عمل هذه الشعيرة محترم فإن اللفظ الذي جاء في الشريعة لها محترم أيضاً وإحياء الألفاظ الشرعية وإخراجها من أقوى عوامل اتصال حاضر الأمة بماضيها، وأقوى في النهوض بالدعوة، وأدعى لبقاء هذا الدين في النفوس
يقول الشيخ بكرابوزيد رحمه الله:
(إن حفاوة الأمة والتزامها بمصطلحاتها عنوان لعزتها ومفتاح لاستغلالها وأداة بناءة في سبيل وحدتها وأصالتها وحصانة لكيانها تقاوم عوامل الانحلال والتفكك والتحدي لكل وافد عليها في هذا المجال من هجنة في اللسان وإبعاد في المعاني ومنابذة لشريعة الإسلام.)
انتهى كلامه. (5)
أيها الأحبة الألفاظ الشرعية لهاحرمة ومن تمام العلم البحث عن المراد بها، ومعرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو أصل العلم والإيمان والسعادة والنجاة، هو النور الذي يضيء في هذه الظلمات،
وقد كان السلف رحمهم الله تذهب أوقاتهم يحرصون فيها على تحديد الألفاظ وضبطها بالشكل، يجلسون الأوقات العديدة يضبطون الألفاظ بالشكل حتى لا تختلط المعاني ولا تتغير المفاهيم، لأن الألفاظ لها دلالاتها،
اما اليوم ففي سنوات قليلة عرف الغرب أن هذا هو المدخل الخطير إلى تغيير الأمة الإسلامية، فإذا بهم يحاربون هذه الألفاظ ويدعون إلى زحزحتها عن الأمة الإسلامية، بخلاف سلفنا الماضين الذين أمضوا أعمارهم لنقل هذه الألفاظ وضبطها بالشكل وبيان معانيها وفهمها وإفهامها للناس،
ومن المعلوم أيها الاخوة أن قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ،
وكل لفظ جاء في القرآن والسنة يجب التصديق به، وفي قول الله جل وعلا] واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا [
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: التلاوة هي الإتباع أي اتبع ما أوحى الله إليك بمعرفة معانيه وفهمها وتصديق أخباره وامتثال أوامره ونواهيه فإنه الكتاب الجليل الذي لا مبدل لكلماته أي لا تغير ولا تبدل لصدقها وعدلها وبلوغها من الحسن فوق كل غاية] وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا [
فلكمالها استحال عليها التغيير والتبديل فلو كانت ناقصة لعرض لها ذلك أو شيء منه انتهى كلامه رحمه الله. (6)
وقال ابن القيم رحمه الله:
(فتولد من هجران ألفاظ النصوص والإقبال على الألفاظ الحادثة وتعليق الأحكام بها على الأمة من الفساد مالايعلمه إلا الله فألفاظ النصوص عصمة وحجة بريئة من الخطأ والتناقض والتعقيد والاضطراب.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/380)
انتهى كلامه رحمه الله. (7)
أيها الإخوة: من حاول تغيير الألفاظ فليعلم أن ألفاظ الشريعة باقية ودين الله باقي، والسعيد من كان مدافعاً عن دين الله جل وعلا
] هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا [
الوقفة الخامسة:
الحرب المبطنة من أعداء هذه الأمة سارت لترفع سهامها على الألفاظ الشرعية، وذلك بإزالتها تارة،
وتغييبها تارة أخرى،
أو بتفريغ المعنى الصحيح عنها،
أو بإدخال المعاني الفاسدة فيها،
كما أنهم حاربوا هذه المصطلحات بتشويهها لدى الناس، مثل لفظ البراء والولاء، ولفظ الجهاد في سبيل الله وغير ذلك من الألفاظ.
حتى قال قائلهم لا تقولوا أن هناك ذمي ولا مستأمن هذه الألفاظ لا نريدها، الكافر مثل المسلم، هذا ما يقوله هذا المسكين،
والله جل وعلا يقول) أفنجعل المسلمين كالمجرمين (.
حاربوا من يدعوا إلى العلم بها، والعلم بمعانيها، وأحدثوا مصطلحات ترفض الدين الإسلامي أو بعض أحكامه،
وإحلال تعبيرات غربية محل التعبيرات الإسلامية حتى تزول المعاني الشرعية على المدى القريب أو على المدى البعيد،
امتحنوا الناس بهذه المصطلحات في الإعلام امتحنوهم بذلك في دينهم وامتحنوهم في عقولهم واتهموهم بعدم التطور والتقدم لأنهم يتعاملون بالألفاظ التي اختارها الله جل وعلا في القرآن يتعاملون بالألفاظ التي جاءت في القرآن والسنة،
كل ذلك من أعداءنا حتى ينتشر الباطل ويفصلوا بين المسلمين وبين الألفاظ الشرعية، والله جل وعلا يقول:
] ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم [
فنسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم وأن يجعل تدبيرهم تدميرا عليهم.
------------
هوامش
(1) هذا الكلام بتصرف من كلام الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله في كتابه (المواضعة) ص104
(2) انظر مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله (17/ 307)
(3) انظر النقل مطولاً في كتاب معجم المناهي اللفظية ص271
(4) أنظر كلام الشيخ بكر رحمه الله على لفظ (الإنسانية) في معجم المناهي اللفظية.
(5) معجم المناهي اللفظية ص258
(6) التفسير (3/ 957)
(7) إعلام الموقعين (4/ 216)
كتبه/عضوالدعوة بالرياض
فهد بن سعداباحسين.
ـ[السليماني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 04:53 م]ـ
رابط المقال على موقع الشيخ ( http://fahad-abahussin.com/play-74.html)
http://fahad-abahussin.com/play-73.html
ـ[السليماني]ــــــــ[19 - 10 - 10, 07:26 م]ـ
وليت أحد طلبة العلم يزيد البحث فيها حتى يتضح الحق فيها(132/381)
(التفكر) د. خالد السبت
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:33 م]ـ
(التفكر) د. خالد السبت
- الكلام عن معناه وحقيقته.
- الفرق بينه وبين التذكر.
-بيان أهميته وفضله.
-ذكر بعض ماورد في الشرع عنه.
-مجالات التفكر وأبوابه.
-ذكر معوقاته.
-كيف نربي أنفسنا على التفكر.
-بيان آثاره وثمراته السلوكية.
-السلف والتفكر.
الرابط:
http://www.khaledalsabt.com/ref/media/118(132/382)
تفسير في نص المباهلة من فضلكم للتوضيح
ـ[محمد ابن عيسي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 06:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلكم باذاعه المباهله اليوم بين الشيخ محمد الكوس حفظه الله تعالي وياسر الحبيب الشيعي
كان من نص المباهله القول" بَرِئتُ من حول الله وقوّته، والتجأتُ إلى حولي وقوّتي"
فهل هذه عبارة صحيحه اليس المفروض اننا بنلجأ الي الله تعالي بالتضرع والدعاء ونصبح بحول الله وقوته
ارجوا التوضيح من فضلكم
ـ[أبو عزان]ــــــــ[08 - 10 - 10, 07:31 م]ـ
هذه المباهلة ما كان يجب أن تتم
والله المستعان
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:19 م]ـ
هذه المباهلة ما كان يجب أن تتم
والله المستعان
لا بأس فقد أحرقت قلوب الرافضة والمنافقين!
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فضلكم باذاعه المباهله اليوم بين الشيخ محمد الكوس حفظه الله تعالي وياسر الحبيب الشيعي
كان من نص المباهله القول" بَرِئتُ من حول الله وقوّته، والتجأتُ إلى حولي وقوّتي"
فهل هذه عبارة صحيحه اليس المفروض اننا بنلجأ الي الله تعالي بالتضرع والدعاء ونصبح بحول الله وقوته
ارجوا التوضيح من فضلكم
يبرأ كل منهما من حول الله ويلتجئ إلى حوله وقوته إن كان كاذبا
فلا تسل عن حال من كذب ومن لم يجد إلا حول نفسه والعياذ بالله
ووالله كأني أرى هلاك الخبيث
وهذه المباهلات مع المعاندين الروافض فتح عظيم
فحسن شحاته الملعون الآن أصابه الشلل في لسانه
والخرف في عقله فأصبح يهذي ولا يدري من هو ولا من يكلم
وهذا الخبيث الخاسر سترون بإذن الله ما يشفي صدور قوم مؤمنين
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:46 م]ـ
هذا النص من نصوص الروافض في المباهلات
وهو محل نظر
لأن حول الله وقوته أمر كوني، لا يمكن الإنسان ولا يجوز أن يخرج منه أو يدعو أن يخرج منه
وهو من جنس المغالطات التي يبحثها المتكلمون مثل مسألة (هل يقدر الله أن يخرج أحدا من ملكه؟)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:50 م]ـ
وكذلك فإن من آداب الدعاء الواجبة: ألا يكون السؤال بمستحيل عقلي أو شرعي
والخروج من حوله وقوته وطوله على خلقه ـ تبارك وتعالي ـ محال من الوجهين الشرعي والعقلي
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[08 - 10 - 10, 10:15 م]ـ
هذا النص من نصوص الروافض في المباهلات
وهو محل نظر
لأن حول الله وقوته أمر كوني، لا يمكن الإنسان ولا يجوز أن يخرج منه أو يدعو أن يخرج منه
هذا النص ذكره ابن كثير في البداية والنهاية
ودعاؤه هذا من جنس اللعن على نفسه!
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:14 م]ـ
كان من نص المباهله القول" بَرِئتُ من حول الله وقوّته، والتجأتُ إلى حولي وقوّتي"
فهل هذه عبارة صحيحه اليس المفروض اننا بنلجأ الي الله تعالي بالتضرع والدعاء ونصبح بحول الله وقوته
هذه وردت عن مباهلة بين سعد بن أبي وقاص و رافضي إن لم أكن ناسيا و هو في البداية و النهاية.
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:18 م]ـ
والمشكلة أن الشيخ الكوس قبل هذا اللفظ لما لقنوه إياه .. موقف ضعيف!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:27 م]ـ
كيف مباهلة بين سعد بن أبي وقاص ورافضي؟!!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:34 م]ـ
وجدت النص في البداية والنهاية في حوادث سنة ست وسبعين ومائة
بين يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، وكان خرج بالديلم واجتمع عليه الناس، في زمن هارون الرشيد ..
وهذا هو النص للذي دار في مجلس هارون: (وأنكر وشرع يحلف الايمان المغلظة إنه لكاذب في ذلك وتحير الرشيد ثم قال ليحيى الحفظ شيئا من المرثية قال نعم وانشده منها جانبا فازداد الزبير في الانكار فقال له يحيى بن عبدالله فقل إن كنت كاذبا فقد برئت من حول الله وقوته ووكلني الله إلى حولي وقوتي فامتنع من الحلف بذلك فعزم عليه الرشيد فحلف بذلك فما كان إلا أن خرج من عند الرشيد فرماه الله بالفالج فمات من ساعته ويقال إن امرأته غمت وجهه بمخدة فقتله الله)
فهذا ليس فيه حجة لأنه ليس من جنس الحجج الشرعية، والذي قاله والذي أرشد إليه ليس أحدا من أهل العلم، ممن يستأنس بكلامهم ..
وليس لإثباته بهذا اللفظ إمكان معتبر
كما أن لفظه مغاير للذي يقوله الروافض إذ فيه (و وكلني الله إلى حولي وقوتي) فكأنه رد فعل ذلك إلى الله، بخلاف قولهم (خرجت .. ، ودخلت)
ورغم ذلك يبقى مشكلا ..
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:49 م]ـ
نعم بلا شك الأفضل البعد عن ألفاظهم المشكلة والمحتملة وخاصة في الدعاء
لكن في المناظرة ألجأهم خاسر الخبيث إلى ذلك
وحتى في نص المباهلة قام يراوغ
فحتى لا يترك الشيخ الكوس له مجالا في ان يراوغ وافق على صيغته
والله أسأل أن يهلك الخبيث عاجلا غير آجل ويحفظ الشيخ بحفظه
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:16 ص]ـ
ارجوا أن لا يتوسع بالمباهلة مع كل من هب ودب كهذا الرويفضة الرويبضة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1375419&postcount=8
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/383)
ـ[محمد ابن عيسي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 04:41 ص]ـ
يبرأ كل منهما من حول الله ويلتجئ إلى حوله وقوته إن كان كاذبا
فلا تسل عن حال من كذب ومن لم يجد إلا حول نفسه والعياذ بالله
ووالله كأني أرى هلاك الخبيث
وهذه المباهلات مع المعاندين الروافض فتح عظيم
فحسن شحاته الملعون الآن أصابه الشلل في لسانه
والخرف في عقله فأصبح يهذي ولا يدري من هو ولا من يكلم
وهذا الخبيث الخاسر سترون بإذن الله ما يشفي صدور قوم مؤمنين
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[محمد ابن عيسي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 04:42 ص]ـ
هذا النص من نصوص الروافض في المباهلات
وهو محل نظر
لأن حول الله وقوته أمر كوني، لا يمكن الإنسان ولا يجوز أن يخرج منه أو يدعو أن يخرج منه
وهو من جنس المغالطات التي يبحثها المتكلمون مثل مسألة (هل يقدر الله أن يخرج أحدا من ملكه؟)
بارك الله فيك اخي الغالي الاستاذ عمرو
بالفعل لان الامر لفت نظري وكنت استغرب ترديد الشيخ الكوس حفظه الله تعالي فأري بان كل شيء بحول الله تعالي وقوته
ـ[محمد ابن عيسي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 04:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا وشاكر للاهتمامكم جعله الله تعالي بميزان حسناتكم يارب العالمين(132/384)
إذا كان الإنسان ينتظر دوره عند الحلاق وبعض من سبقه يجلس لحلق اللحية
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[08 - 10 - 10, 06:20 م]ـ
السلام عليكم
إذا كان الإنسان ينتظر دوره عند الحلاق وبعض من سبقه يجلس لحلق اللحية فهل يجب الانصراف في هذه الحالة؟ وهل يعتبر هذا الجلوس و الانتظار حضورا لمجالس المنكر؟
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:03 ص]ـ
هل من مجيب؟(132/385)
تَشَبُّهُ المخلوق بالخالق كمال،، وتشبيه الخالق بالمخلوق كفر؟!!!
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[08 - 10 - 10, 06:54 م]ـ
تَشَبُّهُ المخلوق بالخالق كمال، فمن صفات الله سبحانه وتعالى: العفو، والتجاوز، والستر، والكرم، والجود، والحنان، والرأفة، والرحمة، والحياء، والمحبة، والنصرة، والتأييد، إلى غيرها من صفات الكمال والجلال والجمال، والدليل على ذلك: الحديث المسلسل بالأولية الذي عند أحمد، وأبي داود، والترمذي وصححه، وصححه الحاكم و الألباني: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، وهكذا كل صفة في آية، أوحديث يَحُثُّ فيها الشارع العباد على أن يتصفوا ويتحلَّوا بها، وقد اتصف بها ربنا سبحانه وتعالى؛ أما تشبيه الخالق بالمخلوق، فكفر، فإنه سبحانه جلّ في علاه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 06:59 م]ـ
كلامك أخي بارك الله فيك فيه نظر ,
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 07:32 م]ـ
العُنوانُ موهِمٌ أنَّ شقَّي الكلامِ متضمِّنانِ معنى واحِداً (التشبيه)، وليسَ كذلِكَ، فإنَّ تشبيهَ الخالقِ بالمخلوقِ وتشبيه المخلوق بالخالقِ محرَّمانِ جميعاً.
أما التشبُّه فشيء آخر له دلالة مختلفة، ولا ينبغي صوغ مسائل الاعتقاد العظيمةِ بمثلِ هذه الأساليبِ المُلبِسَة.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[08 - 10 - 10, 07:58 م]ـ
لا إلباس ولا تلبيس أيها الأخ الكريم، الكلام من الوضوح بمكان، لمن كان يفرق بين التشبّه والتشبيه
على حد قول القائل:
فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاح
ولله المثل الأعلى ...
قال شيخ الإسلام في الصفدية رحمه الله:
فإن من أسمائه وصفاته ما يحمد العبد على الإتصاف به كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك، ومنها ما يذم العبد على الإتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبر. اهـ (2/ 238)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:55 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=221451(132/386)
ما أحب موضوعاتك إليك .. وما أفضل الموضوعات التي قرأتها؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 10 - 10, 09:35 م]ـ
الإخوة الفضلاء /
كنت أتأمل في عدد الموضوعات التي طُرحت في هذا الملتقى المبارك .. وأتفكر في عدد المشاركات والتعليقات على هذه الموضوعات .. فكان العدد كبيرا جدا .. إذ كان عدد الموضوعات يقارب الـ (206,748)، وعدد المشاركات يقارب الـ (1,293,364) ..
وهذه الموضوعات والمشاركات يصعب على بعضنا الاطلاع عليها كاملة، وقد يكتفي بقراءة العناوين فقط.
فبدا لصاحبكم فكرة .. أحسب أنها مناسبة .. وهي:
- طرح أفضل الموضوعات التي كتبها الفضلاء .. وطُرحت في هذا الملتقى المبارك (رابط فقط).
- طرح أحب الموضوعات التي كتبتها أنت .. ولها قدر خاص في نفسك؛ فتطرحها هنا (رابط فقط).
وهذه الفكرة قريبة جدا من مشروع الأخ المبارك / جهاد حلس وفقه الله .. في جمعه لموضوعات رمضات، وترتيبه لموضوعات الحج .. إذ أصبحت مرجعا سهلا لمن يريد البحث في مسائلهما.
وأيضا هو قريب من مشروع الأخ الحبيب / أبي عمر المدني1 .. والذي جمع فيه أبرز موضوعات الملتقى (لم أجد رابطه).
فمن أحب موضوعات صاحبكم له:
تجربة رائعة [للمحافظة على الصلاة] لشاب (عادي)!!. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=164527)
من غرائب الأسئلة والاستدلالات. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14008)
باب: (من أخذ مقلبا في نفسه). ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=142738)
فإن أعجبك موضوع وراق لك ما فيه .. فـ (كرما) انسخ رابطه، وضعه هنا .. ليستفيد منه الأفاضل.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 09:41 م]ـ
ليَ الشرف أن أكونَ المجيبَ الأول.
بارك الله فيك أخي الحبيب (المسيطير).
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=205494
فوائد مخْمخْت عليها .. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/ فوائد مخْمخْت عليها .. )
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=191324
ادخلْ لنتعلم الإعراب (للمبتدئين والمتوسطين). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/ ادخلْ لنتعلم الإعراب (للمبتدئين والمتوسطين).)
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=216143
وإني لفراقكم لمحزون!! (لما فيه من دورات الشيخ يحيى اليحيى). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/ وإني لفراقكم لمحزون!! (لما فيه من دورات الشيخ يحيى اليحيى).)
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=205007
بحيثٌ {ترجمةٌ لـ آل سِيرين} .. !.! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/ بحيثٌ {ترجمةٌ لـ آل سِيرين} .. !.!)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 10:06 م]ـ
بارك الله فيك أبا محمد ..
هذا أحب موضوعاتي إلي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=216334
أما أحب موضوعات الإخوة إلي فلا أضبط موضوعاً واحداً ولكني أدخل بغير مناقشة كل موضوعات:
المسيطير ..
المقري ..
عصام البشير ..
أبو مالك العوضي ..
محمد براء ..
خليل الفائدة ..
النقاد ..
أبو المظفر السناري ..
أبو عمر السمرقندي (عدنان البخاري) ..
عبد الباسط الغريب ..
بسام الغانم ..
وأحب مشاركات:
ابن وهب ..
الفهم الصحيح ..
العاصمي ..
بارك الله في الإخوة جميعاً ..
ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:59 ص]ـ
أخي المسيطر / أسألُ اللهَ ان يبارك فيك
أفكار رائعة ....
وأقدم لكم هذه المواضيع:
ما الذ ثناء الناس
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215938 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215938)
أوَ نؤجَرُ ويأثمونَ؟!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=197187
تصنيف الفوائد بعد تقييدها مما يعين على حفظ العلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1224584 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1224584)
حرف ٌ حُقّ لَه أن يكتَب َ بمَاء ِ العَينَين ... الشنقيطِي ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187492 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187492)
ما كان أصله فصيحاً من ألفاظ العامة!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...D1%DE%E4%CF%ED (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4417&highlight=%DB%D1%ED%C8+%C7%E1%C3%E1%DD%C7%D9+%C7%E 1%D3%E3%D1%DE%E4%CF%ED)
من عرف الله في الرخاء عرفهُ في الشدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=194928 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=194928)
لطيفة: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) ولم يقل: علينا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100373 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100373)
وأحب مواضيع الاخوة:
المسيطر
خليل الفائدة
ابوهمام السعدي
ابوهمام البرقاوي
ابو زيد الشنقيطي
موسى الغنامي
احسان العتيبي
وغيرهم لكن الذاكرة الان لا تسعفني ......(132/387)
اقتراح بانعقاد مباهلة بين الشيخ عدنان العرعور والسيستاني!!!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 10:48 م]ـ
فعسى أن يصل الاقتراح للشيخ عدنان
وعسى الله أن يقصم ظهر السيستاني
وعسى الله أن يهدي بهذه المباهلة الصادقين من أتباع السيستاني
وإذا كان لا يحسن الكلام فتُقبل منه المباهلة بالإشارة!!!
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:02 م]ـ
وإذا كان لا يحسن الكلام فتُقبل منه المباهلة بالإشارة!!!
أضحك الله سنك شيخنا الحبيب:)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:06 م]ـ
لا أظن السيستاني يقبل.
لأنه أعلم من ياسر الحبيب بعواقب الأمور.
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:12 م]ـ
السيستاني لا يظهر في وسائل الإعلام فكيف سيقبل؟!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:17 م]ـ
المطلوب:
الدعوة لشخصه
فإن أبى فليوكل أحد وكلائه
وما أكثرهم
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:41 م]ـ
لا أظن الشيخ عدنان سيسعى للمباهلة
لأن الرافضة يتمنون ذلك بل ويلحون على المباهلات من شدة حمقهم في كل مناظرة حتى تنقطع سياط الحجج عنهم
فإن كان ولابد فليكن الاقتراح بمناظرة السيستاني!
وليكن تأييدا معنويا مكتوبا للشيخ عدنان من الأزهر ومن هيئة كبار العلماء بتوكيله بالمناظرة
لأن عوام الرافضة واتباع اكبر مرجعية في العالم السيستاني!
يؤيدون المناظرة بقوة مع مرجعهم هذا ما أقرأه لهم بالنت وبقنواتهم لكن مع الأزهر او هيئة كبار العلماء بالسعودية ويحاولون تهميش الشيخ عدنان لعلمهم بعدم قيام الأزهر ولا الهيئة بذلك
فأظن المناظرة أجدى، ثم بعد السياط تكون المباهلة إن أراد واستعجلها كما يفعلها حمقى الرافضة
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:09 ص]ـ
السيستاني لن يقبل بمباهلتنا
لأننا عنده أنجاس كفرة
ما بيتنازل فهو قد أخذته العزة بالإثم هو وأتباعه ـ إن لم تكتب لهم هداية ـ فأخزاهم الله
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:46 ص]ـ
يا أحبابنا الأكارم:
ما الفائدة المرجوة من المباهلة؟ فهل إذا هلك مثلاً خاسر الخبيث ينتهي بهلاكه هذا الفكر المجوسي؟ ثم هل تحققت شروط المباهلة من حيث جمع الأولاد والذرية والخروج في صعيد واحد ثم الدعاء باللعنة والهلاك على الكاذب؟ فقد قال الله تعالى لنبيه في كتابه الكريم حين عرض على نصارى نجران المباهلة: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:06 ص]ـ
يا أحبابنا الأكارم:
ما الفائدة المرجوة من المباهلة؟ فهل إذا هلك مثلاً خاسر الخبيث ينتهي بهلاكه هذا الفكر المجوسي؟ ثم هل تحققت شروط المباهلة من حيث جمع الأولاد والذرية والخروج في صعيد واحد ثم الدعاء باللعنة والهلاك على الكاذب؟ فقد قال الله تعالى لنبيه في كتابه الكريم حين عرض على نصارى نجران المباهلة: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}
عجيب!
ألا تحب أن يهلك عدو الله وكفى بها فائدة!
والله جل وعلا لما أنزل المعجزات تأييدا لأنبيائه هلى انتهى فكرهم!
وتحور الموضوع إلى فقه المباهلة
طالما لم تجد فيها فائدة فلم البحث عن فقهها!
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[09 - 10 - 10, 04:34 م]ـ
التركيز على دعوة الشيعة إلى الإسلام والعمل ليلا ونهار على تبصرة العوام منهم بفظائع آياتهم ومعمميهم أفضل بكثير من المباهلة التي تعتبر السهم الأخير
والعمل على وضع خطط مستقبلية وتنظيم صفوف مشايخ السنة وقنواتهم والترتيب والتعاون فيما بينهم وتبصرة عوام المسلمين السنة بمخططات الرافضة من محاصرة المدن السنية التاريخية مثل دمشق وفضح الخطط لتحويل دمشق الأموية السنية دمشق التي دخلتها 10 آلاف عين رأت النبي دمشق العلماء وابن تيمية إلى قلعة رفضية كما جرى في بغداد وبيروت والعمل على دمشق وصنعاء الآن
وقد لجؤوا أخيرا إلى المسلسلات الدرامية والأفلام لبث مذهبهم لما يعلموا ما لها من تأثير على العوام
ومناظرتهم وبيان فساد عقيدتهم وطريقتهم
كل هذا أولى من المباهلة
ـ[عادل المامون]ــــــــ[10 - 10 - 10, 03:58 ص]ـ
من خمس سنوات في غرفة مصر والشيعة على البالتوك، كان عضو معنا كان قد حصل على تليفون المتحدث باسم مكتب السيستاني هذا، وكان العجب ألح عليه الأخ في مكالمة السيستاني نفسه فكان الرجل يرد بأنه مشغول وأنه لا يستطيع الكلام في هذا الوقت ومرة يقول بأن السيستاني أعطي له توكيل بالتحدث عنه
نسأل الله العافية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/388)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[10 - 10 - 10, 11:43 ص]ـ
والله هؤلاء المراجع الملاعين أضلوا كثيرا من الناس
ناقشت زميل مهندس عراقي شيعي يقلد السيستاني
وأوضحت له في دقائق بطلان أمور كثيرة في مذهبهم
وخلال دقائق يسيرة من الحوار قال لي:
إن كان مذهبنا هكذا فأنا بريء منه ووالله أنا غير مقتنع بسب عائشة ولا أبو بكر ولا عمر
وهنا علمت أن أدب الشيخ العرعور الزائد مع الشيعة كان في محله لأن كثير منهم مغرر بهم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
قد تألمت كثيرا لما علمت بمباهلة النجس ياسر الحبيب، فقد جلعت له قيمة وأسمعت الناس صوته مرة أخرى.
ثم ما الفائدة من المباهلة مع هؤلاء، فهل كان هناك دعوة بينهم وحوار؟
وهل هناك نص في أن من باهل وهو كاذب =عجل بهلاكه؟
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 06:19 م]ـ
هل تجوز مباهلة الكافر المرتد؟
أمثال الخائب الخبيث قبحه الله
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
قد تألمت كثيرا لما علمت بمباهلة النجس ياسر الحبيب، فقد جلعت له قيمة وأسمعت الناس صوته مرة أخرى.
وكذلك يقال للعلمانيين الذين جعلتم لهم قيمة في الكتابة عنهم!
أخي الكريم
هؤلاء أخطر واكثر سطوة واشد تحايلا من العلمانيين بل وهم من يستخدم العلمانيين
ولا يخفى على من هومثلكم أن لهم قنوات ومد شيعي سياسي
قد تحرك من سطوته حكام الحرمين وعلماؤهم ولا يخفى عليك أهمية هذا التحرك ولا ينبغي التهوين منه، والمقصود هو عقيدتهم الفاسدة لا الشخص بعينه
وقد كنت أقول سابقا لمَ يتكلم الشيخ العرعور وغيره عن تحريفهم لكتاب الله ليته سكت!
لكني أدركت فيما بعد أهمية زعزعة عقيدتهم وتبيانها على الأقل لعوامهم الذين لا يعلمون بالتحريف وهذا سيسقط عقيدتهم برمتها وسيظهرهم أكثر للناس
وكذلك طعنهم في عرض نبينا فلابد من عرض افكارهم فقنواتهم تجاوزت الأربعين وهي تتحدث بكل صراحة خاصة في فدك
لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم
ثم ما الفائدة من المباهلة مع هؤلاء، فهل كان هناك دعوة بينهم وحوار؟
نعم كانت حوارات وحوارات كثيرة لا أظنها تخفاك وإن قصدت الخبيث فكانت حوارات بالكويت وما زالت بالديوانيات خاصة وعامة بينهم
وممن أيد المباهلة ودعا للشيخ الكوس هو الشيخ عثمان الخميس وفقه الله و كذلك الشيخ مازن السرساوي وابواسحاق الحويني يحفظهما الله
وهل هناك نص في أن من باهل وهو كاذب =عجل بهلاكه؟
لا يدل عدم وجود نص أن لا يقوم بها من يرى أن هلاكه قد عرف بالتجربة وإلا لم عرضت المباهلة
من وقت نبينا صلى الله عليه وسلم مرورا بالصحابة إلى وقتنا
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:48 ص]ـ
والله هؤلاء المراجع الملاعين أضلوا كثيرا من الناس
ناقشت زميل مهندس عراقي شيعي يقلد السيستاني
وأوضحت له في دقائق بطلان أمور كثيرة في مذهبهم
وخلال دقائق يسيرة من الحوار قال لي:
إن كان مذهبنا هكذا فأنا بريء منه ووالله أنا غير مقتنع بسب عائشة ولا أبو بكر ولا عمر
وهنا علمت أن أدب الشيخ العرعور الزائد مع الشيعة كان في محله لأن كثير منهم مغرر بهم
سب ابي بكر وعمر ثابت من مرجع التقليد السيستاني غير الكفريات العظيمة التي لا نهاية لها
ولا بد أن تسايره رغبة في أن يهديه الله على يديك
لكن لتعلم أنهم يرضعونهم الكذب مع الحليب في طفولتهم
وهذا قاله كثير ممن اهتدوا أنهم يعلمونهم وهم صغار الحقد وسب الصحابة
ومع هذا التعليم يعلمونهم الكذب المسمى تقية عندهم فتخيل الصغير يعرف ذلك بل ويمارسه بكل احتراف في المدارس من الإبتدائية إلى الجامعة
فإذا علمت ذلك فحاول أن تحصره دائما فإذا قال لك أن لا اسب ووو ثم أخذ يعدد عقيدة اهل السنة في الواقع فقل له لم أنت شيعي إذن لابد أن تتبرأ من هذا المذهب ثم توضح طوام المذهب هكذا يكون النقاش معه وتحسن معاملته ولا تظلمه
ولا تبدأ النقاش معه أبدا حتى يبدأ هو فهي علامة خير قد تصل إلى نتيجة معه
أسأل الله أن يهديه الله على يديك
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[11 - 10 - 10, 04:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
قد تألمت كثيرا لما علمت بمباهلة النجس ياسر الحبيب، فقد جلعت له قيمة وأسمعت الناس صوته مرة أخرى.
ثم ما الفائدة من المباهلة مع هؤلاء، فهل كان هناك دعوة بينهم وحوار؟
وهل هناك نص في أن من باهل وهو كاذب =عجل بهلاكه؟
شيخنا الكريم
كانت بين الشيخ محمد الكوس وبين الخبيث رسائل مناصحة وتحذير وتخويف من الله وذلك قبل المباهلة لكن الخبيث كان يرد على رسائله بتكبر و استهزاء وسب فعندها أقدم على المباهلة
وأما سؤالك الأخير فلعلي أنقل هذا النصوص:
عاقبة المباهلة:
قال ابن حجر: «ومما عُرف بالتجربة أن من باهل وكان مبطلاً لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة، وقد وقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة فلم يقم بعدها غير شهرين».
وقد دلت السنة على ذلك؛ فقد أخرج الإمام أحمد عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: «ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون مالاً ولا أهلاً».
وقال صدِّيق حسن خان القنوجي: «أردت المباهلة في ذلك الباب ـ يعني باب صفات الله تعالى ـ مع بعضهم فلم يقم المخالف غير شهرين حتى مات».
ومما وقع أيضاً في هذا العصر: أن المتنبئ غلام أحمد القادياني الذي ظهر في شبه القارة الهندية في القرن المنصرم باهل أحد العلماء الذين ناقشوه وناظروه وأظهروا كذبه وبطلان دعوته، وهو الشيخ الجليل ثناء الله الأمرتسري، فأهلك الله ـ عز وجل ـ المتنبئ الكذاب بعد سنة من مباهلته، وبقي الشيخ ثناء الله بعده قريباً من أربعين سنة، يهدم بنيان القاديانية ويجتث جذورها».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/389)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:58 م]ـ
الفاضل عبد الظاهر وفقه الله
قلت: وكذلك يقال للعلمانيين الذين جعلتم لهم قيمة في الكتابة عنهم!
أقول: العلمانيون لهم شبهات كثيرة يبثونها بين الناس وانطلت على كثير منهم، وصار طائفة من الناس من العامة والخاصة يرددها كل حين.
أما هذا النجس فلم يكن له كبير ذكر قبل هذه الحادثة، وعامة المسلمين لا يعرفونه، وكلامه في أم المؤمنين رضي الله عنها على ما فيه من الكفر والضلال = لن يزيد سامعه إلا بغضا للرفض وأهله، وقد كان كلامه نقمة وفضيحة وخزيا على الروافض كلهم، وأصبح لعنه وشتمه والدعاء عليه على لسان كل مسلم، فهذا يكفي.
الأخ الفاضل المسلم الحر وفقه الله
لم يخف علي ما ذكرتَ، لكنه خارج عن سؤالي، وهو: هل هناك نص في ذلك؟
فإن لم يكن هناك نص؛ فلم الحرص عليها والمبالغة في ذلك، واعتقاد أن من باهل هلك لا محالة، ونحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع عامة من خالفه للمباهلة، وإنما هي حادثة واحدة في نصارى نجران.
وكذا الأئمة من بعده من الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام في القرون المفضلة لم يكن لطلب المباهلة عندهم ما نسمعه اليوم، وإنما هي وقائع بنحو بعدد أصابه اليد الواحدة دعى بعضهم فيها للمباهلة ولم يُجب.
ـ[أبو عزان]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:20 م]ـ
لا أؤيد المباهلة وخصوصا أنه يطلع عليها عوام الناس
الشيء الآخر ـ الذي ربما سيخالفني فيه الكثير ـ أرى أن أسلوب قنوات المجد والرحمة والناس أكثر فائدة وتأثيرا من القنوات الأخرى.
فمحاورة العوام من شتى المذاهب بالحسنى وتوضيح ما لديك من حق أفضل من مهاجمة علمائهم وزعمائهم والذي ربما يزيدهم إصرارا على ما هم عليه.
ـ[زياد الطائي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:01 م]ـ
الم تسمعوا بما حدث للقذر حسن شحاتة بعد مباهلتها لأخينا بومشاري الكويتي ايضا في مسألة أم المؤمنين عائشة؟؟ وهاهو مشلول طريح الفراش لايستطيع الحركة .. نسأل الله أن يعجل بهلاك طواغيت الرفض والزندقة والعلمانية والليبرالية ..
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:01 م]ـ
فعسى أن يصل الاقتراح للشيخ عدنان
وصل الاقتراح ويبدو أن الشيخ وافق
فقال لن تكون في عرض نبينا صلى الله عليه وسلم
بل ستكون مباهلة عظيمة وترقبوها فإذا أراد حسن نصر الله والخامنئي أن يكونا في االمباهلة فلا بأس ..
ا هـ ولم يفصل الشيخ
وأظن والله أعلم أن المناظرة مع السيستاني
لكن لا أدري هل ستكون مع المترجم
فلابد حينئذ أن نسمع صوته حتى لو كان بالفارسية
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[15 - 10 - 10, 06:53 ص]ـ
اتصور ان في المباهلة؛؛؛ إظهار الشر بين العوام المسلمين
لاسيما من لم يتعلم العقيدة الصحيحة , فليتأمل.
وأما قدوم الشيخ الفاضل محمد الكورس في مباهلة مع المدعو ياسر الحبيب؛؛ لا أظنها مثمرة
بل أعطت صدى لهدا الخبيث. ققد تأملت ما نقلته قناة فدك حول المباهلة, فرأيت أنه عقب على المباهلة بل وكر قضة مباهلة حسن شحاته مع ابو مشاري فدلس وحرف.
والرافضة كانوا في هود المسلمين من قرون وكا الخوارج ولم يرد عن أئمة الدعوة السلفية دلك, بل وقعت مناظرات مع شيخ الاسلام ابن تيمية وكثير من الصوفية والاشاعرة ولم يرد انه قام بالمباهلة.
كما أعطت صدى للمدعو على ال المحسن مع فضيلة الشيخ محمد البراك.
فالمشكلة ان عملت المباهلة مع مجهول فداع صيته, وعلا امره ,
فالله المستعان
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[15 - 10 - 10, 07:52 ص]ـ
والله وبالله وتالله إني على يقين تام بنصر الله وبأن الله سيهلك الخبيث
فالله جل وعلا في علاه الذي أنزل براءتها بقرآن يتلى إلى يوم الدين ولم يجعل تبرئتها عن
عن طريق رؤيا أو ملك من الملائكة أو عن طريق شهود من الناس
بل شرفها الله بكلامه عز وجل هل ترون الله يضيع من اختارها جل وعلا زوجة لنبيه ويجعل من يباهل بفجورها ولعنها سالما غانما
والله ثقة به جل وعلا أنه سيهلك هذا الملعون على رؤوس الأشهاد
ووالله إنه لخاسر
وأما ما ذكره الخبيث من تحريف فهو واضح لذي عينين
فحسن شحاته ساقه الله سوقا إلى مصر وشحاته يعلم علم اليقين أن مطلوب قضائيا في مصر
فلم لم يخرج شحاته من إيران إلى بريطانيا كمنا فعل الخبيث
وأما قوله أن شحاته تاثر بسبب التعذيب
شحاته الآن في بيته وخرج من السجن ولم يعذب أو يمس بسوء ولديه محام يعرف ذلك جيدا
والمحامي لو كان يعرف أنه عذب لهرب إلى ايران ونشر ذلك!
بل هو عذاب الله العاجل
ثم يقول الخبيث لابد نفرق بين قضاء الله وقدره وبين عقوبة الله بسبب المباهلة
وهذا تفريق بسبب خوفه الواضح الذي صرح في آخر كلامه ووضحه اكثر فقال لو أصابني شي
بقدر الله فهذا ليس بسبب المباهلة إنما المباهلة تأتي من الله مباشرة
واقول للخائف الرعديد
أين أنت من قول الله عز وجل قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين
وأما الخبيث فللعلم هو لا يؤمن بالقرآن اصلا ويمنعه ما تبقى لديه من تقية من ذلك
خشية نفرة العوام!
وهناك شريط مصور وهو يثبت التحريف بالقرآن صراحة غير ما كتبه في موقعه ورد عليه دمشقية
ثم تنصل الخبيث ودلس في العبارة!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/390)
ـ[الغواص]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:29 ص]ـ
المباهلة في سورة آل عمران
إنما وردت فيما يختص بأوضح الأمور وهو التوحيد ووأن الله ليس له شريك ولا ولد وأن عيسى عبدالله ورسوله
وهذه الأمور ذكرت في القرآن كثيرا حتى أصبحت معلومة من الدين والعقل والفطرة بالضرورة
ثم حصلت مسألة القياس عليها
ثم مسألة التوسع في هذا القياس
حتى شمل أمورا فرعية
فهنا نتمنى أن ينبري لها أحد الباحثين من أهل العلم فيجليها للمسلمين عاجلا غير آجل
ـ[أبو عبدالرحمن مصطفي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 10:37 ص]ـ
المباهلة في سورة آل عمران
إنما وردت فيما يختص بأوضح الأمور وهو التوحيد ووأن الله ليس له شريك ولا ولد وأن عيسى عبدالله ورسوله
وهذه الأمور ذكرت في القرآن كثيرا حتى أصبحت معلومة من الدين والعقل والفطرة بالضرورة
ثم حصلت مسألة القياس عليها
ثم مسألة التوسع في هذا القياس
حتى شمل أمورا فرعية
فهنا نتمنى أن ينبري لها أحد الباحثين من أهل العلم فيجليها للمسلمين عاجلا غير آجل
أخي الكريم لشيخنا مشهور بن حسن آل سلمان محاضرة - في موقعه - من قريب عن المباهلة وفصل فيها فقهها وضوابطها وشروطها فلتنظر ففيها فائدة , وفقنا الله وإياكم
ـ[الغواص]ــــــــ[21 - 10 - 10, 08:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم وقد استمعت إلى شيء من محاضرته جزاه الله خيرا
والتي أورد خلالها قصة الأوزاعي مع سفيان الثوري
ثم حفظت تعليق الشيخ على القصة وكان تعليقا لمدة (ربع دقيقة تقريبا) يؤكد فيها الشيخ أن المباهلة إنما تكون في الأمور الكلية والقطعية ... الخ، وهذا الذي أتمنى تأكيده
ثم رأيت أن يستفيد من هذا المقطع الصوتي القصير من شاء من الإخوة فرفعته إلى موقعي الخاص بايميلي
وهذا هو الرابط
http://cid-1b0b987a9d77198a.office.live.com/self.aspx/%d9%85%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%aa%20%d8%b5%d9%88%d8%a a%d9%8a%d8%a9%20%d9%88%d9%85%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8% a9%20%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9%20%d8%a7 %d9%84%d9%86%d8%aa/m-mubahala-onlyhere1.mp3
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:55 م]ـ
الم تسمعوا بما حدث للقذر حسن شحاتة بعد مباهلتها لأخينا بومشاري الكويتي ايضا في مسألة أم المؤمنين عائشة؟؟ وهاهو مشلول طريح الفراش لايستطيع الحركة .. نسأل الله أن يعجل بهلاك طواغيت الرفض والزندقة والعلمانية والليبرالية ..
كنت من الذين حضروا حديث هذا الخبيث حسن شحاته في آخر مجلس له على البالتولك (أو من آواخر مجالسه) ويومها تعرض لأم المؤمنين عائشة بشدة-قاتله الله. وتألمنا كثيرا لذلك وليتنا وجدنا دموعا!! ودعى أحد الأخوة على الشقي بشده واستغاث بالله أن يرينا فيه آية ويقتص منه!! ويا سبحان الله وله الحمد والمنة ... فوالله ما عاد بعدها أبدا حيث قبضت عليه المخابرات المصرية وأودعوه السجن ... ثم ها نحن نسمع أنه جلط ... وشل قاتله الله ...
قال تعالى:
(إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل مختال فخور) الحج.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[21 - 10 - 10, 01:06 م]ـ
فعسى أن يصل الاقتراح للشيخ عدنان
وعسى الله أن يقصم ظهر السيستاني
وعسى الله أن يهدي بهذه المباهلة الصادقين من أتباع السيستاني
وإذا كان لا يحسن الكلام فتُقبل منه المباهلة بالإشارة!!!
يا شيخنا العزيز:
إذا يباهلوا ... وإذا يحلفوا .... !!
وعند ذلك نفتح على أنفسنا أبوابا وذرائع لكثير من أهل الضلال ممن ينتسبون إلى السنة مثل الأحزاب الإسلامية ... وأيضا للعوام وعوام الرافضة!!
ونصارى نجران وعلى كفرهم أكثر ورعا من الرافضة ...
بارك الله بك شيخنا: أبو طارق ونفعنا الله بك ....(132/391)
الطلاق المعلق واستشارة
ـ[عبد الكريم المكي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:55 ص]ـ
منذ ما يقرب من عشر سنوات وقع على أختي من زوجها الطلقة الثالثة، وكانت كل طلقاته طلاقًا معلقًا يقع فيه، وحتى الثنتيين كان هو نفسه يؤمن أن الطلاق المعلق يقع، وكنت أنقل إليه فتاوي علماء السعودية بأدلتها على وقوع هذا الطلاق، وكان هو يؤمن بذلك، ويحزن على نفسه وعلى تسرعاته وأنه سريع الانفعال وأنه بقيت له طلقة، ثم وقعت.
المهم لما وقعت الثالثة، ولأن أخوالي من مصر فإنه عندهم سمع فتاوى بها حلل كل طلقاته السابقة فلم يعتد بأي واحدة منهن، إذا أصبح عنده الطلاق المعلق لا يقع، وأنا ما زلت على إيماني بمضمون أدلة الفتاوي ولست مقلدًا، وأصبحت أختي بين نارين مع استمرارها معه في الحياة حسب فتاوي بعض أهل مصر، ولعله حديثًا أصبح في السعودية من يفتي بهذا.
وسؤالي الآن أنني ابتعد عنهم قدر الإمكان لأنني إذا انبسطت إليهم كما كان انبساطي من قبل سأكون شريكًا معهم في كأنه لم يكن شيئًا، وإن ظللت هكذا قد أرمى بمخالفة في صلة الرحم. وأنني لا أقبل الرأي الآخر.
فهل أطمع في إجابة أحد ممن يؤمن بوقوع الطلاق المعلق، أما من عنده لا يقع لا داعي لإجابته هنا، لأنني أعرفها مسبقًا وسمعتها مرارًا.(132/392)
:: إتحاف الإخوان بجملة من الفوائد والأحكام::
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إتحاف الإخوان
بجملة من الفوائد والأحكام
من شرح المحدث سليمان العلوان
(لكتاب الطهارة من جامع أبي عيسى الترمذي)
جمع وترتيب:
أبو أسامة النجدي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه بعض الفوائد والأحكام استقيتها من معين الفقه ودرر المعرفة، وذلك من شرح فضيلة الشيخ المحدث / سليمان العلوان – ثبته الله على الحق- لجامع أبي عيسى الترمذي من كتاب الطهارة (رواية ودراية)، والذي يحتوي على تسع وعشرين شريطا أتممت سماعها والحمد لله، فأحببت أن أضعها بين أيديكم لتعم الفائدة، سائلا الله عز وجل أجر كتابتها ونشرها.
تنبيه: (بعض) الفوائد والأحكام ليست بالضرورة أن تكون نصا من كلام الشيخ وإنما أكتب معناها مما لا يؤثر على صحة النقل.
الشريط الأول:
· باب ما جاء لا تقبل صلاة بغير طهور.
· ولد الإمام الترمذي رحمه الله سنة 209 هـ، وتوفي سنة 279هـ.
· صحح الإمام الترمذي رحمه الله حديث عاصم بن عبيد الله في الأذان في أذن الصبي، وهذا خبر منكر، فعاصم بن عبيد الله ضعيف الحديث.
· الراجح سنية كتابة البسملة في الشعر ما لم يشب الشعر هجو أو غزل أو غير ذلك من المحرمات أو المكروهات.
· حديث (كل أمر ذي بال .. ) منكر، وحديث (الحمدله) ضعيف أيضا ولا يصح إلا مرسلا.
· في قوله تعالى: (إنما المشركون نجس) النجاسة هنا نجاسة الشرك معنوية وليست حسية كما يقول أهل الظاهر.
· قوله (باب ما جاء لا تقبل صلاة بغير طهور) طهور بالضم: المصدر. وطهور بالفتح: اسم الماء المتطهر به، ويجوز الفتح على المعنيين، قاله غير واحد من أهل اللغة.
· وقد قال الإمام أحمد رحمه الله في حديث رواه سماك عن عكرمة في حديث (إن الماء لا يجنب) فقال: اتقه! فإنه من رواية سماك.
· قوله (ح) أي إنتقال من إسناد الى إسناد آخر، وقيل: من التحويل.
· التعبد بتكرار الوضوء من غير سبب بدعة ولا أصل له.
· حديث (من توضأ على طهر فله عشر حسنات) حديث منكر.
· قوله (ولا صدقة من غلول) أي لا تقبل الصدقة من ما غله الإنسان، والغلول هو: الأخذ من الغنيمة قبل قسمتها، ويطلق الغلول على الخيانة وعلى السرقة وعلى الخداع وسرقة أموال الناس خفية.
· مسألة: ما الحكم إذا سرق مالا واشترى ثوبا ولبس هذا الثوب وصلى به؟ هل تصح صلاته مع الإثم أو تبطل صلاته؟ قولان للعلماء:
- صلاته باطلة. وهذا مذهب الإمام أحمد.
- صلاته صحيحة مع الإثم، وهذا هو الصحيح.
· حديث (الطواف بالبيت صلاة) ضعيف لا يصح رفعه.
· لا بأس بالطواف مع وجود الحدث الأصغر.
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:08 ص]ـ
الشريط الثاني:
• باب ما جاء في فضل الطهور.
• حديث سلمان (إن من بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده) منكر ولا يصح.
• القعنبي إمام مشهور ثقة ثبت.
• اختلف في اسم أبي هريرة على ثلاثين قولا، وأصح ما قيل في اسمه (عبدالرحمن بن صخر) وهو قول الأكثر من أهل الحديث.
• فقد يقول الجمهور بمسألة ويكون القول شاذا، فإن الجمهور مثلا يمنعون الحائض من قراءة القرآن حفظا، وأنا في الحقيقة أعتبر هذا القول من الأقوال الشاذة لأنه لا دليل عليه.
• (وإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه) بطشتها يشمل الصغائر والكبائر، وهذا دليل قوي على أن بعض الأعمال الصالحة تقوى على تكفير الكبائر.
• المقصود أن نقول في الجملة إن مسح الرأس فرض ولكن لم يرد في مسح الرأس تساقط الخطايا كما ورد في الأعضاء الأخرى.
• وقد احتج بهذا الحديث أكثر أهل العلم على أن المضمضة والاستنشاق سنة.
• قراءة القرآن عند القبر بدعة، سواء قرأ بقصد أن يجعل الثواب للأموات أو قرأ يتعبد لله جل وعلا بذلك بحيث يحصل له الثواب، كلا الأمرين بدعة ولا يجوز.
الشريط الثالث:
• باب ما جاء أن مفتاح الصلاة الطهور.
• سجود التلاوة لا يشترط له الوضوء لماذا؟ لأنه لا يسمى صلاة وهذا مذهب عبدالله بن عمر بن الخطاب لغير وضوء ولغير القبلة وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وحينئذ تسجد المرأة على أي حال كانت سواء حائضا أو غير حائض لأن هذا ليس بصلاة. (وكذلك سجود الشكر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/393)
• ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث أنه سلم تسليمة واحدة، على أن الإمام ابن المنذر نقل الإجماع على أن التسليمة الثانية ليست واجبة وقال لو أحدث بعد التسليمة الأولى صحت صلاته، ونقل الإتفاق على هذا (وفيه نظر) فإن الإتفاق لم ينعقد فقد قال بوجوب الثانية الإمام أحمد ..
• والصحيح في المسألة أن تحليل الصلاة التسليم ... وهل يخرج من الصلاة بتسليمة واحدة كما هو رأي الجمهور أم لابد من تسليمتين؟ (الأحوط) في هذه القضية أن لا يخرج من الصلاة إلا بتسليمتين، وحينئذ لو أحدث بعد التسليمة الأولى يعيد الصلاة.
• في الجملة نقول: أن المأموم لا يقوم ليأتي بما بقي من صلاته حتى يسلم الإمام التسليمة الثانية.
• حديث (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة) ضعيف.
• والتسليم: السلام عليكم ورحمة الله (بدون) زيادة وبركاته لأنها شاذة. ولو اقتصر على السلام عليكم أجزأ، ولكن الأكمل والأفضل السلام عليكم ورحمة الله. فلا ينص ولا يزيد.
• الإلتفات للسلام سنة ... فالأظهر والعلم عند الله أن يبدأ بالسلام ثم يشرع بعده بالإلتفات وهذا أولى من الجمع بينهما في آن واحد.
الشريط الرابع:
• باب ما يقول إذا دخل الخلاء.
• أي هذا باب الذكر الذي يشرع للمسلم والمسلمة أن يقولوه إذا دخلوا الخلاء أو أرادوا دخول الخلاء.
• الخلاء يطلق على المكان المعد لقضاء الحاجة.
• إذا أراد الدخول لقضاء الحاجة في المكان المعد لذلك فإنه يقول الذكر قبل الدخول، وإذا كان المكان غير معد لقضاء الحاجة كالبر يقول الذكر إذا أراد التكشف.
• معنى اللهم: أي يا الله، ولا تستعمل إلا في الطلب.
• قال الحسن البصري: (اللهم) مجمع الدعاء، وقال العطاردي: إن الميم في قوله: اللهم فيها تسعة وتسعون اسما من أسماء الله تعالى.
• العياذ لا يكون إلا لدفع المكروه بخلاف اللياذ، فإنه لطلب الخير والمحبوب.
• يجوز (الخبث) بسكون الباء وضمها.
• لا يصح في الذكر عند دخول الخلاء حديث غير حديث أنس، وليس فيه التسمية.
• التسمية عند بداية الأذان بدعة، وكذلك عند الصلاة.
• يشرع رفع الصوت بالذكر إذا قصد به التعليم.
الشريط الخامس:
• باب ما يقول إذا خرج من الخلاء.
• الأمر في حديث عائشة كالأمر في حديث أنس تفيد (كان) الدوام والاستمرار، فيشرع للمسلم كلما خرج من الخلاء أن يقول غفرانك، لأن هذا ليس من المواطن التي يمكن فعلها تارة وتركها تارة، فهذه من السنن التي يستحب المحافظة عليها والمثابرة على فعلها.
• قول (غفرانك) مصدر، كالكفران والخسران، .... ويحتمل أن يكون منصوبا على المفعولية أي أسألك غفرانك، والغفر: الستر.
• (غفرانك) فيها جميع أنواع التوحيد.
• ما مناسبة الذكر (غفرانك) بعد الخروج من الخلاء؟
- قيل: أنه لما كان الإنسان في هذه اللحظة مبتعدا عن الذكر تاركا لذلك شرع له أن يقول بعد الخروج (غفرانك) أي أطلب غفرانك لما وجد في هذه اللحظة ترك ذكرك. وبهذا القول يستقيم القول بكراهة الذكر في الخلاء.
- وقيل: أنه لما يسر للإنسان أكل الطعام والشراب وهضمه وإخراجه شرع له قول (غفرانك) لما كان مقصرا في حق الله جل وعلا.
• قيل الخبث: ذكور الشياطين. وقيل: كل شيء قبيح.
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:13 ص]ـ
الشريط السادس:
• باب النهي عن استقبال القبلة.
• الغائط: هو المكان المطمئن من الأرض، ويستعمل للخارج من السبيلين.
• الأصل في النهي إذا خلا من القرائن يفيد (التحريم)
• الأصل في الأمر إذا خلا من القرائن يفيد (الوجوب)
• (ظاهر الحديث) النهي عن استقبال القبلة بغائط أو بول في الفضاء والبنيان.
• قوله: (ولكن شرقوا أو غربوا) هذا بالنسبة لأهل المدينة.
• أبناء نوح عليه السلام هم: سام – حام – يافث – يام ويام مات كافرا.
• قوله: (فننحرف عنها ونستغفر الله) قيل أنها تحتمل معنيين:
الأول: نستغفر الله بعد أن ننحرف عن استقبال القبلة.
الثاني: نستغفر الله لمن وجه المراحيض إلى القبلة.
• أبو عيسى الترمذي لا يرى المنع مطلقا.
• النهي يقتضي التحريم.
• العمل بالعموم حتى يثبت المخصص.
• تحريم استقبال القبلة واستدبارها وهو عام في الصحراء وفي البنيان (ولكن جاء مخصص له).
• أن من يرى المنع فرأى المراحيض فإنه ينحرف عنها.
• النهي جاء لتكريم القبلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/394)
• لا يعني قول الراوي (وهذا أصح شيء في هذا الباب) أن يكون الخبر صحيحا.
• الذي يظهر أن النهي للتحريم سواء في الأحكام أو الآداب.
• لا حرج في استقبال بيت المقدس.
الشريط السابع:
• الرخصة: هي استباحة المحظور مع قيام الحاظر. يقال: أرخص الشارع وأرخص إرخاصا. والرخصة في هذا التيسير والتسهيل.
• قول الأحناف أنه من قال مسيجد أو مصيحف كفر (فيه نظر).
• جواز استقبال القبلة عند قضاء الحاجة وللمسلم الاحتياط في ذلك.
الشريط الثامن:
• اختلف في حكم البول قائما على ثلاثة مذاهب:
الأول: التحريم.
الثاني: الكراهية، يكره البول قائما بدون عذر (مذهب الشافعي)
الثالث: يجوز البول قائما إذا أمن التلويث (مذهب الإمام مالك)
• شَريك سيئ الحفظ في الجملة.
• المخضرم هو من أدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره.
• عائشة رضي الله عنها أفقه نساء الأمة، توفيت سنة 58هـ.
• حديث عائشة لا يدل على التحريم.
• قالت طائفة بكراهية البول قائما ولو أمن التلويث (وهو مرجوح).
• حديث الباب صحيح ولم يتفرد به شريك.
• والقدح ليس بغيبة في ستة متظلم ومعرف ومحذر
ولمظهر فسقا ومستفت ومن طلب الإعانة في إزالة منكر
• أبو المخارق ضعيف مطلقا.
• الأولى البول قاعدا، والبول قائما ليس بمحرم.
• وقوع العبد في معصية لا يمنع شهادته.
• جواز البول قائما بلا كراهة بشرط أن يأمن التلويث، وهذا الصحيح من مذهب الإمام مالك.
• يعفى عن يسير رشاش البول.
الشريط التاسع:
• باب ما جاء في الرخصة في ذلك.
• أي أن هذا الباب معقود في بيان التيسير والتسهيل في البول قائما.
• (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم) السباطة: الكناثة والمزبلة التي ترمى فيها الأوساخ.
• قوله (فبال عليها قائما) هذا هو الشاهد لترجمة الحديث، ودل ذلك على جواز البول قائما.
• الأصل في أفعاله صلى الله عليه وسلم (التشريع).
الشريط العاشر:
• باب الاستتار عند الحاجة.
• الاستتار عند قضاء الحاجة واجب إذا كان هناك من يراه، ويستحب إذا لم يكن يراه أحد.
• حديث جرهد (غط فخذك) لا يصح.
• أحكام كشف العورة:
- العورة المغلظة حيث لا يراه الناس بلا حاجة محرم بالإجماع.
- كشف العورة حيث لا يراه أحد أو تراه زوجته جائز.
- كشف العورة للحاجة (كالعلاج أو قضاء الحاجة) مباح.
- كشف العورة في الخلوة بلا حاجة محرم، قال ذلك أبو حنيفة والشافعي وأحمد.
• إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان.
• إذ: ظرف لما مضى من الزمان.
• الأعمش هو: سليمان بن مهران، ولم يسمع من أحد من الصحابة.
• وكيع بن الجراح ثقة.
الشريط الحادي عشر:
• باب كراهة الإستنجاء باليمين.
• (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمس الرجل ذكره بيمينه) وذلك أثناء البول.
• في النهي عن الإستنجاء باليمين قولان:
الأول: للتنزيه. وهو قول الجمهور لأنه أدب من الآداب.
الثاني: للتحريم. وهو قول الظاهرية.
• الصحيح هو القول بالتحريم لأنه الأصل ولم يثبت ما يصرفه.
• الصحيح أن الأكل بالشمال محرم.
• الصحيح أن الشرب قائما للتنزيه. لورود أدلة أخرى.
• تحريم الاستنجاء باليمين.
• تحريم مس الذكر باليمين أثناء البول.
• جواز مس الذكر باليمين دون البول.
• تكريم اليمين على الشمال.
• حديث (سبحن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات) لا يصح.
• الراجح أن مس الذكر ينقض الوضوء (وهو الأحوط).
• مس المرأة لذكر طفلها لا ينقض وضوءها.
الشريط الثاني عشر:
• باب الاستنجاء بالحجارة.
• الاستنجاء: إزالة النجئ.
• القول بأن الآداب خارجة عن أصل التحريم لا يصح.
• الصحيح في مسألة الإستنجاء بالحجارة وجوب الاستنجاء بثلاثة أحجار ولا يجوز الاقتصار على حجرين ويجزئ ذلك مع الإثم.
• رجيع مأكول اللحم طاهر في أصح قولي العلماء.
• الاستنجاء بالعظم لا يجوز، وهل يجزئ أو لا فيه قولان:
الأول: يجزئ.
الثاني: لا يجزئ.
• لا تلازم بين التحريم والفساد.
• القاعدة الفقهية تقول: الأصل في الأشياء الطهارة.
• الجمع بين الأحجار والماء أفضل.
• إذا لم تنق ثلاثة أحجار يضيف.
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:17 ص]ـ
الشريط الثالث عشر:
• باب في الاستنجاء بالحجرين.
• وأصح ما قيل في حد الكبيرة: أنه ما رتب عليه الشارع لعنة، أو غضب أو وعيد شديد أو رتب عليه حدا في الدنيا.
• الركس: النجس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/395)
• حديث الباب فيه اضطراب، ولا يصلح حجة في الاجتزاء بحجرين دون الثالث.
• يجب الاستنجاء بثلاثة أحجار.
• يحرم الاستنجاء بالأرواث مطلقا.
الشريط الرابع عشر:
• باب كراهية ما يستنجى به.
• الكراهية يراد بها التحريم غالبا.
• الكراهية: ما نهى عنه الشارع نهيا غير جازم.
• المقصود بالكراهية في هذا الباب هو التحريم.
• فإن قيل: كيف حملنا الكراهية هنا على التحريم والكراهية فيما سبق بالتنزيه؟ فالجواب: أن الأصل في اصطلاح الفقهاء وأئمة السلف في الكراهية الحمل على التحريم حتى يثبت ما يفيد خلاف ذلك.
الشريط الخامس عشر:
• باب الاستنجاء بالماء.
• صوت المرأة ليس بعورة.
• كلام المرأة مع الرجال بلا حاجة لا يجوز.
• يجوز الاستنجاء بالحجارة مع وجود الماء إذا أنقت.
• المياه نوعان: طهور ونجس. وقولهم وطاهر لا يصح.
• الماء لا ينجس إلا إذا تغير طعمه أو لونه أو رائحته، وإذا أصابته نجاسة ولم يتغير من ذلك شيء بقي على طهورته.
الشريط السادس عشر:
• باب ما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب.
• إن كان قضاء الحاجة في البول فيجوز البول بقرب الأصحاب لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وإن تباعد فهو أفضل.
• في الغائط لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا التباعد.
• الصحبة نوعان:
صحبة خاصة: وهي تقتضي الملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ...
صحبة عامة: لهم فضل الصحبة ولهم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أو سماع وليس لهم ملازمة خاصة.
• الحديث يدل على أفضلية البعد عند قضاء الحاجة وهذا في الغائط محل اتفاق، وفي البول يجوز الأمران في القرب والبعد، وفي الجملة التباعد في البول والغائط أفضل.
• أوسع المذاهب في العفو عن يسير البول هم أهل الكوفة، وأشد المذاهب في ذلك هم فقهاء الشافعية.
• حرص الصحابة على نقل أحكام
• التخلي والدقة في ذلك.
• وجوب ستر العورة.
• ارتياد المكان السهل في البول لئلا يصيبه رشاش البول.
• وجوب الاحتراز من البول وقد تقدم أن جماهير العلماء يجعلون تطهير البقعة والبدن من النجاسة شرط لصحة الصلاة.
الشريط السابع عشر:
• باب ما جاء في كراهية البول في المغتسل.
• هذا الباب معقود لبيان النهي عن البول في المغتسل لما يسببه من الأضرار كالوسواس وغيره وقد قيل إن هذه الكراهية للتنزيه وهو قول الأكثر من أهل العلم.
• المقصود بالنهي في هذا الباب هو التنزيه.
• المرأة نصف الرجل في خمسة مواطن: الدية – الميراث – الشهادة – العقيقة – التعق.
• الوسواس: بكسر الواو وسكون السين، وهو حديث النفس.
• الوسواس بفتح الواو هو الشيطان.
• نقل عن ابن سيرين أنه لا يكره البول في المغتسل سواء كان له مجرى أم لا، وإن قيل: كيف يقول بذلك والحديث جاء بالنهي؟ فالجواب من وجهين:
الأول: لعل ابن سيرين لا يعبأ بالأحاديث الواردة المرفوعة ولا يراها ثابتة.
الثاني: أن الأحاديث المرفوعة والأثر الموقوف لم تبلغه.
• لا مانع من البول في المغتسل إذا كان يجري.
• الأصل في الكراهية الحمل على التحريم.
• حديث الباب معلول بالوقف ولا يصح رفعه.
• اتقاء الأمور المؤدية إلى الأضرار.
الشريط الثامن عشر:
• باب ما جاء في السواك.
• السواك مسنون باتفاق أهل العلم، واختلف في وجوبه.
• حديث (فضل الصلاة التي يستاك لها ... ) حديث منكر ولا يصح.
• قال صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشق على أمتي) قوله: لولا: لو: تدل على انتفاء الشيء لثبوت غيره. ولا: نافيه.
• دل هذا الحديث على عدم وجوب السواك.
• قوله: (على أمتي) المقصود بالأمة هي أمة الإستجابة.
• قوله: (لأمرتهم بالسواك) تقرر من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر به وإنما حث عليه.
• قوله (عند كل صلاة) العندية هنا لا تقتضي المصاحبة.
• السواك مشروع قبل الصلاة ولا يشرع في أثناءها.
• استحباب السواك للصائم بعد الزوال والرد على من كره ذلك.
• دليل على استحباب السواك في المسجد وغيره والرد على من كره ذلك في المسجد.
• يطلق الزعم على القول يكون حقا ويكون باطلا، ويطلق الزعم على الظن ويطلق على الكذب.
• سنية السواك في كل الأوقات وتتأكد في بعض المواطن.
• استحباب السواك للصائم بعد الزوال.
الشريط التاسع عشر:
• باب ما جاء إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمسن يده في الإناء حتى يغسلها.
• يجب الغسل ثلاثا.
• قوله (إذا استيقظ أحدكم من الليل) الليل رواية شاذة.
• لا فرق بين نوم الليل والنهار.
• قوله (فلا يدخل يده) اختلف في علة النهي فقيل:
- العلة تعبدية، وفيها نظر، لقوله (فإنه لا يدري .. )
- العلة هي احتمال النجاسة. وفيه نظر أيضا.
- العلة هي خشية مبيت الشيطان على يده. اختاره ابن القيم.
• الصحيح أن الحكم عام في الليل والنهار.
• صحة رواية التثليث في الغَسل.
• النهي عن غمس اليد للتحريم أظهر أقاويل العلماء.
• ارتكاب النهي في غمس اليد لا يسلب الماء طهوريته.
• علة النهي في غمس اليد هي خشية مبيت الشيطان على اليد.
• غمس اليد لغير المستيقظ من النوم لا بأس به.
• إذا نسي غسل يديه ثلاثا ثم توضأ وصلى لا يعيد صلاته.
• يجب الغسل ثلاثا ولو كان الماء جاريا (في غير إناء).
الشريط العشرون:
• باب التسمية عند الوضوء.
• هذا الباب معقود لبيان حكم التسمية عند الوضوء.
• اختلف العلماء في حكم التسمية عند الوضوء على مذاهب:
- الأول: الإيجاب.
- الثاني: لا بأس في ترك التسمية عامدا.
- الثالث: انكار التسمية.
- الاحتياط لوجود الخلاف القوي.
• عبدالمهيمن متروك الحديث.
• كيف قال الإمام أحمد بوجوب التسمية وقد ضعف الأحاديث الواردة في ذلك؟ الجواب: يحتمل أنه قال بالوجوب قبل أن يتبين له ضعف الأحاديث الواردة في ذلك، ويحتمل أنه قال بالوجوب بناءا على تحسن الأحاديث بشواهدها.
• هل يمكن تحسين الأحاديث الواردة في الباب بالشواهد؟ الجواب: يمكن ذلك لولا أن من ذكر وضوء النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر التسمية.
• خلاصة البحث أنه لا يصح في التسمية شيء لا من قول النبي صلى الله عليه وسلم ولا من فعله.
• لا يصح القول بإيجاب التسمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/396)
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:24 ص]ـ
الشريط الحادي والعشرون:
• باب ما جاء في المضمضة والاستنشاق.
• المضمضة في اللغة: تحريك الماء في الفم. وفي الشرع: إدارة الماء في الفم ثم مجه بنية رفع الحدث أو تجديد الطهارة.
• الاستنشاق: إدخال الماء إلى الأنف وجذبه ويكون باليمنى. والاستنثار: إخراج الماء ويكون باليسرى.
• قالت طائفة بوجوب الاستنثار وطائفة أخرى تقول بالاستحباب.
• القائلون بوجوب المضمضة والاستنشاق يرون ذلك شرطا لصحة الوضوء والغسل.
• قالت طائفة بوجوب الاستنشاق دون المضمضة.
• الأمر بالمضمضة والاستنشاق والاستنثار أحاديث كثيرة على الاستحباب لا على الإيجاب وهو قول الجمهور وهو الأقرب للصواب.
• نحمل حديث (إذا توضأت .. ) على الاستحباب.
• من علم الأصول: أن مجرد الفعل لا يفيد الوجوب.
الشريط الثاني والعشرون:
• باب المضمضة والاستنشاق من كف واحد.
• تقدم حكم المضمضة والاستنشاق وما فيهما من الخلاف، وتقدم تقوية القول بأنها سنة مؤكدة.
• السنية في المضمضة والاستنشاق الوصل بينهما فيأخذ غرفة نصفها لفمه والآخر لأنفه، هذا الصحيح من أقاويل أهل العلم وهو أحد القولين عن الشافعي وبه قال أحمد.
• قوله: (مضمض واستنشق) فيه تقديم المضمضة على الاستنشاق وهذا متفق عليه بين أهل
العلم. وهل تقديم المضمضة على الاستنشاق للإيجاب أم للاستحباب؟ فيه قولان لأهل العلم:
الأول: أن هذا للإيجاب لاختلاف العضوين.
الثاني وهو قول الأكثر: أنه للاستحباب.
• نقل بعض العلماء الإجماع على جواز تقديم اليد اليمنى على اليسرى مع تركه للأفضلية.
• نقل غير واحد من أهل العلم الاتفاق على أن اختلاف الأئمة في الوصل والفصل هو في الأفضلية لا في الجواز وعدمه.
• تقدم أن الراجح سنية المضمضة والاستنشاق في الوضوء والغسل.
الشريط الثالث والعشرون:
• باب ما جاء في تخليل اللحية.
• وقد تقدم أنه يجب غسل ظاهر اللحية تبعا لغسل الوجه.
• فلو تعمد المسلم ترك ذلك (أي تخليل اللحية) صح وضوءه، وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد وعوام أهل العلم.
• لا يصح في الباب شيء.
• عامر بن شقيق ضعيف.
• سنية تخليل اللحية.
• التخليل مستحب في بعض الأحايين.
• يجب غسل ظاهر اللحية والباطن في غسل الجنابة.
الشريط الرابع والعشرون:
• باب ما جاء في مسح الرأس.
• هذا الباب معقود لبيان سنية المسح، لأن مسح الرأس في الجملة فرض من فروض الضوء.
• وإذا استوعبه (أي الرأس) بالإقبال باليدين كان الإدبار بهما مستحبا غير واجب.
• والسنة في مسح الرأس أخذ ماء جديد لصحة الأحاديث الواردة في ذلك، ولم يثبت ما يعارضها من وجه صحيح، وإن لم يأخذ ومسح رأسه بيديه من فضل الماء فيجزئ في أصح قولي العلماء.
• وفي رواية سليمان بن بلال في صحيح البخاري عن عمرو بن يحيى عن أبيه وفيه (ثم أخذ بيده ماء فمسح رأسه) ففيه استحباب أخذ ماء جديد لمسح الرأس فإن لم يفعل ومسح رأسه بما بقي من فضل يديه أجزأ ولكنه فوت على نفسه أجر السنة.
• فلو مسح رأسه بيد واحدة أجزأ، ولكنه مسح الرأس باليدين أفضل لأنه أقرب إلى تعميم الرأس.
• لا يجب على المرأة مسح الذوائب، إنما تمسح الشعر النابت على الرأس على الوجه المعتاد وكذلك الرجل.
• الأصل في المسح التخفيف، فلا يصح مسح الرأس لا مرتين ولا ثلاثا.
• ظاهر الكتاب والسنة وجوب مسح جميع الرأس.
• المرأة مثل الرجل في ذلك (أي في المسح).
• السنة البدء بمقدم الرأس في أصح قولي العلماء.
• الاجماع على وجوب مسح الرأس، واختلفوا في القدر الواجب في ذلك.
• يجب حلق الرأس أو تقصيره كله في التحلل من النسك، ولا يجوز الاقتصار على أخذ بعض الشعرات.
• لو أن المرأة وضعت الحناء على رأسها جاز أن تمسح عليه ولا يجب عليها إزالته.
الشريط الخامس والعشرون:
• باب ما جاء أنه يُبدأ بمؤخر الرأس.
• تقدم أن العلماء متفقون على أن من عمم رأسه بالمسح فقد أتى بما عليه سواء بدأ بمقدم الرأس أو بمؤخره أو من وسطه.
• أحاديث عثمان الصحاح كلها تدل على أن مسح الرأس مرة واحدة، وهذا قول أكثر أهل العلم.
• حديث الباب ضعيف ومضطرب.
• لم يثبت في مسح الرأس عدد.
• .. أن الأذنين من الرأس وهو قول الجمهور.
• السنة في مسح الرأس البدء من مقدمه.
الشريط السادس والعشرون:
• باب ما جاء أن مسح الرأس مرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/397)
• هذا الباب معقود لبيان الاقتصار في مسح الرأس على مرة لأن مسح الرأس مبني على التخفيف.
• الرأس: ما اشتملت عليه منابت الشعر المعتاد.
• حديث الباب لا يمكن الاعتماد عليه.
• قولها: (وصدغيه) الصدغ: هو ما بين العين وصِماخ الأذن.
• للمسح على الرأس ثلاثة مذاهب:
الأول: أنه يمسح مرة واحدة.
الثاني: أنه يمسح مرتين، وهو مذهب ابن سيرين.
الثالث: أنه يمسح ثلاثا، وهذا أكثر ما نقل.
• الأحاديث الواردة في تثليث مسح الرأس ضعيفة.
• يكفي مسح الرأس من مقدمه إلى مؤخره دون الرجوع إذا غلب على ظنه أنه التعميم، فإذا لم يحصل بهذا تعميم وجب عليه تعميمه، إما بالرجوع وهو السنة، أو يبدأ بالمقدم مرة أخرى فيكون قد أتى بالواجب ولكنه خالف السنة.
الشريط السابع والعشرون:
• باب ما جاء أنه يأخذ لرأسه ماء جديدا.
• أي باب ما جاء في الخبر الصحيح أنه (أي المتوضئ) سواء كان ذكرا أو أنثى يأخذ لرأسه ماء جديدا أي أنه يمسح رأسه بماء جديد وليس ببقية من ماء اليدين وهذا على الإستحباب في أصح أقوال العلماء وليس على الإيجاب.
• عن عبدالله بن زيد (أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم توضأ .. ) الحديث رواته كلهم ثقات وقد سمع بعضهم من بعض ولهذا حكم الإمام أبو عيسى رحمه الله تعالى بالصحة.
• .. غير أن رفع اليدين في الصلاة في أربعة مواطن فقط، والأحاديث الواردة في كل خفض ورفع كلها منكرة.
• الغُبْر: هو بقية الشيء.
• وقد أخذ الفقهاء من هذا الحديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ لرأسه ماء جديدا) أن الماء المستعمل لا تصح الطهارة به (وفيه نظر)، لأن تجديد الماء لتطهير الرأس لا يعني عدم طهورية بلل اليدين، فإن الماء المستعمل طهور في أصح أقاويل أهل العلم ولا دليل لمن كرهه أو حرمه، فإن بدن المسلم طاهر بالنص والإجماع.
• أما ذكر ماء ثالث وهو ما يسمى بطاهر غير مطهر فهذا لا أصل له إلا إذا خرج عن مسمى الماء فيمكن أن يقال عنه أنه طاهر غير مطهر كاللبن ونحوه، لأنه خرج عن مسمى الماء، أما ما بقي على مسماه ولو تلعق بوصف كماء الورد فإنه طاهر مطهر.
• لمسح الرأس أربعة مذاهب:
الأول: استحباب أخذ ماء جديد لمسح الرأس.
الثاني: لا يجزئ مسح الرأس بما فضل من اليدين.
الثالث: التفصيل على ما جاء من مذهب الأحناف (وقد تقدم).
الرابع: جواز مسح الرأس بما فضل من اليدين بدون كراهة.
• قال ابن المنذر: والذي أذهب إليه أن يأخذ لمسح رأسه ماء جديدا فإن لم يفعل رجوت أن يجزئه. (وهذا أقرب الأقوال).
• ابن لهيعة ضعيف مطلقا.
• عاصم بن عبيدالله ضعيف الحديث مطلقا.
• الماء المغصوب يجزئ مع الإثم، وكذلك الصلاة في الأرض المغصوبة تجزئ مع الإثم.
الشريط الثامن والعشرون:
• (باب ما جاء في مسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما)
• .. أن الأذنين من الرأس، ولا يشرع أخذ ماء جديد لهما.
• مشروعية مسح الأذنين مما يلي الرأس ومما يلي الوجه.
• المرأة في ذلك كالرجل، والأصل في ذلك التساوي ما لم يدل الدليل على التخصيص.
• ظاهر الأحاديث أن الأذنين تمسحان معا في آن واحد.
• .. أن مسح الأذنين مرة واحدة، ولا يشرع مسحهما أكثر من مرة.
الشريط التاسع والعشرون:
• باب ما جاء أن الأذنين من الرأس.
• والمعنى أن الأذنين من الرأس يمسحان مع الرأس وبماء الرأس.
• أول فروض الوضوء: غسل الوجه.
الثاني: غسل اليدين إلى المرفقين أي مع المرفقين.
الثالث: مسح الرأس، والراجح تعميمه.
الرابع: غسل الرجلين.
• شهر بن حوشب ضعيف.
• اتفق العلماء على مشروعية تطهير الأذنين واختلفوا في كيفية ذلك.
• نقل الإمام ابن جرير رحمه الله الاتفاق على أن من ترك مسح الأذنين فطهارته صحيحة.
هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،(132/398)
فوائد متنوعة لتحميلها على الجوال
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فقد كنت أجمع بعض الفوائد التي تعرض لي بين حين وآخر وأحولها إلى صيغة الجوال ثم أرسلها إلى جوالي لا ستذكرها بنفسي وأتذاكرها مع إخواني، وقد بدا لي أن استعين الله وأضعها تباعا في هذا الموقع المبارك رجاء برها وذخرها عند الله وهي فوائد متنوعة في أبواب شتى أسأل الله أن يتقبلها مني بقبول حسن وأن ينفع بها وأن يجعلنا من المبلغين الصادقين المقبولين.
تنبه مهم: أعلم أنه قد سبقني إلى هذا المضمار فضلاء كبار كأخي وحبيبي الكريم المفيد الشيخ جهاد حلس، وما صنعت هذا- والله يعلم- مجاراة لهؤلاء الكبار وإنما رأيت أن هذا باب خير فتح لي فلعل الله أن ينفع به.
المرفق الأول يحوي ثلاثين فائدة متنوعة.
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
ـ[العسري يونس]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ننتظر المزيد منها
ـ[أبو إقبال السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 04:13 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو دجانة النجدي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 05:41 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبد الرحمن التميمي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ننتظر المزيد منها
ـ[ابراهيم النوبي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ننتظر المزيد منها
وإياكم أخي الفاضل ... أسأل لكم التيسير.
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:34 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
وفيك بارك وجزاك الله خيرا .....
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:35 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا.
وفيك بارك وجزاك الله خيرا
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ننتظر المزيد منها
وإياك ..... نسأل الله التيسير
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وإياك .... وجزاك الله خيرا
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فالمرفق هو الجزء الثاني من فوائد الجوال، أسال الله أن يجعله خالصا لوجهه نافعا مباركا.
والسلام
ـ[أمال محمد]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:24 م]ـ
جزاكم الله كل خير,
وجعله في ميزان حسناتك. ونحن في غنتطار المزيد.
ـ[أمال محمد]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:30 م]ـ
جزاكم الله كل خير,
وجعله في ميزان حسناتك. ونحن في إنتطار المزيد.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 04:50 م]ـ
ننتظر الجزء الثالث
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فالمرفق هو الجزء الثالث من فوائد الجوال، أسال الله أن يجعله خالصا لوجهه نافعا مباركا.
والسلام
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:54 م]ـ
جزاكم الله كل خير,
وجعله في ميزان حسناتك. ونحن في إنتطار المزيد.
وإياك ........... اسأل الله للجميع التوفيق(132/399)
ما حكم الكاميرا الخفية
ـ[ابو ريمه]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:03 م]ـ
تقوم بعض القنوات الفضائيية بعمل موقف غير صحيح لشخصٍ ما ثم يخبروه ان العمل هذا هو كاميرا خفية ..
ما حكم الكاميرا الخفية، هل هو كذب أو لا؟؟
مثل ما يعرض في قنوات المجد
ـ[أبو عبد المهيمن السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 03:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن أن الحكم فيها ظاهر بين لما فيها في كثير من الأحيان الكذب والترويع وبغض النظر عن أمور أخرى والله المستعان.(132/400)
رفع اليدين في الدعاء على المنبر يوم الجمعة
ـ[أبو يوسف العباسي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:06 م]ـ
رفع اليدين في الدعاء على المنبر يوم الجمعة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد
الأصل أن يرفع الداعي يديه عند الدعاء. لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين)) وقال الألباني (صحيح)
قال صاحب تحفة الأحوذي: وَفِي الْحَدِيثِ دَلالَةٌ عَلَى اِسْتِحْبَابِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاءِ وَالْأَحَادِيثُ فِيهِ كَثِيرَةٌ اهـ. ((وهذا عام)).
إلا أنه ورد في شأن الخطيب يوم الجمعة إذا دعا على المنبر أنه يشير بسبابته فقط ولا يرفع يديه، بل أنكر بعض الصحابة على الخطيب الذي
يرفع يديه في الدعاء.
روى مسلم (874) وأبو داود (1104) عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ أنه رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ (زاد أبو داود: وَهُوَ يَدْعُو فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ) فَقَالَ: (قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ).
((وهذا خاص .. فيخرج من العام)) ........ وفي نفس الوقت هو عام في رفع الإمام يديه في الدعاء على المنبر يوم الجمعة
وهذا يدل على عدم مشروعية في رفع الإمام يديه في الدعاء على المنبر يوم الجمعة، وإلا ما كان لإنكار الصحابي معناً، فكيف ينكر الصحابي شيئاً مشروعاً!
وإذا لم يشرع رفع اليدين للخطيب فالمأمومون مثله لأنهم يقتدون به.
لكن إذا دعا الإمام للاستسقاء أو الاستصحاء يوم الجمعة وهو على المنبر (يعني إذا دعا خطيب الجمعة بالصحو وأن الله يبعد المطر عن البلد) فالسنة أن يرفع يديه، ويرفع المأمومون أيديهم ويدعون معه. (وهذا خاص من عام في رفع الإمام يديه في الدعاء على المنبر يوم الجمعة)
روى البخاري عن أنس عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة فقام الناس فصاحوا فقالوا يا رسول الله قحط المطر واحمرت الشجر وهلكت البهائم فادع الله أن يسقينا. فقال (اللهم اسقنا). مرتين وايم الله ما نرى في السماء قزعة من سحاب فنشأت سحابة وأمطرت ونزل عن المنبر فصلى فلما انصرف لم تزل تمطر إلى الجمعة التي تليها فلما قام النبي صلى الله عليه و سلم يخطب صاحوا إليه تهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله يحبسها عنا. فتبسم النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال (اللهم حولينا ولا علينا). فكشطت المدينة فجعلت تمطر حولها ولا تمطر بالمدينة قطرة فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل
وقال ابن العثيمين – في لقاء الباب المفتوح -اللقاء 51 - ((والقسم الثاني: ما ورد فيه عدم الرفع مثل: الدعاء في الصلاة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح في الصلاة ويدعو ويقول: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب) ويدعو بين السجدتين: (رب اغفر لي) ويدعو في التشهد الأخير، ولا يرفع يديه في ذلك كله، وكذلك في خطبة الجمعة يدعو ولا يرفع يديه إلا في الاستسقاء أو في الاستصحاء، ومن رفع يديه في هذه الأحوال وأشباهها قلنا: إنه بدعة، ونهيناه عن ذلك.))
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا نحمد –صلى الله عليه وآله وسلم-
أحمد خالد العباسي(132/401)
ما ورد عن النبي من القراءة في الصلاة
ـ[محمد البكيري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 11:07 م]ـ
P
ما كان يقرؤه النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته
نافلة الفجر
1 - الكافرون والإخلاص (مسلم)
2 - (قولوا آمنا بالله) 136 البقرة و (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء)
64 آل عمران (مسلم)
صلاة الفجر
1 - طوال المفصل (النسائي) *
2 - ق (مسلم)
3 - التكوير (مسلم)
4 - الطور (مسلم)
5 - المؤمنون (مسلم)
6 - الروم (النسائي)
7 - الواقعة (أحمد)
8 - المغوذتين (أبو داود)
9 - الصافات (أحمد)
10 - السجدة والإنسان في الجمعة
(متفق عليه)
11 - الزلزلة في الركعتين) (أبو داود)
صلاة الظهر
1 - سبح والغاشية (النسائي)
2 - البروج والطارق (أبو داود)
3 - الليل (أحمد)
صلاة المغرب
1 - قصار المفصل (النسائي) *
2 - الطور (متفق عليه)
3 - المرسلات (متفق عليه)
4 - الأعراف (البخاري)
5 - التين في الركعة الثانية (أحمد)
6 - محمد (الطبراني)
7 - الأنفال (الطبراني)
8 - الصافات (من زاد المعاد)
9 - الدخان (النسائي)
10 - الأعلى (النسائي)
صلاة العشاء
1 - أوساط المفصل (النسائي) *
2 - الانشقاق (متفق عليه)
3 - التين في الركعة الأولى في سفر (متفق عليه)
4 - اقرأ (متفق عليه)
5 - الليل (متفق عليه)
6 - الشمس (متفق عليه)
7 - الأعلى (متفق عليه)
عن أنس بن مالك قال" كان e يوجز في الصلاة ويتم " قال شيخ الإسلام: الإيجاز في القيام والتمام في الركوع والسجود. الاقتضاء 1/ 267
* طوال المفصل من ق حتى آخر المرسلات
* أوساط المفصل من النبأ حتى آخر الليل
* قصار المفصل من الضحى حتى الناس
المراحع:
- اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية
- زاد المعاد لابن القيم
- أصل صفة الصلاة للألباني
ـ[السوادي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:04 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا.(132/402)
ما الحكم في خطيب الجمعة يتلفظ بألفاظ نابية وبذيئة
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأكارم / كنت قد صليت بالأمس في أحد المساجد فإذا بخطيب الجمعة يتلفظ بألفاظ نابية وبذيئة الخطيب أراد أن ينقل لفظ ما شتمه أحد الآباء لإبنه وهذه الألفاظ لا تليق بالخطيب ولا يليق بأن تلفظ من فوق منبر رسول الله الألفاظ فما رأيكم بهذا؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[10 - 10 - 10, 02:09 ص]ـ
سبحان الله ذكرتني بخطيب تونسي ( ............ ) يعلم الناس أنه لا يجوز سب الله فأخذ يردد كلمة سب الجلالة بأنواعها حسب اللهجة التونسية علي المنبر , فحالك أهون من هذا؟؟؟؟؟
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:31 م]ـ
ذكرتموني بخطيب جمعة قال - لما كنت في أجازتي الأخيرة في مصر قبل 3 أشهر - قال على المنبر باللهجة المصرية العامية:
احنا عايزين واحد شارب من بز أمه ...
قلت: يقصد أن الناس يحتاجون إلى شخص قوي ...
لكن أردأ من هؤلاء عندي هم الذين يستخدمون المصطلحات المعاصرة في سرد السيرة النبوية من جنس المناورات التكتيكية و الحصار الإقتصادي و الحرب الإعلامية إلخ
و قد هممت أن أترك الخطبة و أنصرف لما بالغ الخطيب في ذلك في أحد مساجد جدة منذ أسبوعين أو ثلاثة.
ـ[لطفي بن هادي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 03:02 م]ـ
نسأل الله أن يصلح أحوالنا و أن يوفق علماءنا و شيوخنا
فعلا هذه طامة كبرى و لعل السبب الأول هو قلة البضاعة من العلم الشرعي و لعل أحد الاخوة ينقل لنا فتوى لأحد علماءنا حول حكم هذه المسألة الهامة.
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:50 م]ـ
المصيبة والطامة الكبري أن هذا الخطيب لا يسمع من أي أحد دائما يري أن رأيه هو الرأي السديد والصواب نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة
ـ[طه الخولى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:18 ص]ـ
من المشاهد المؤذية على المنابر والتى رأيتها أكثر من مرة: عندما يتعرض الخطيب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " العين تزنى وزناها النظر _ ويشير الخطيب الى العين _ والانف يزنى وزناه الشم _ ويشير الخطيب الى الانف -واليد تزنى وزناها البطش _ ويشير الخطيب الى اليد _ ...... ثم يصل _ فى النهاية _الى الفرج فتجده يشير بأصبعه الى فرجه اكثر من مرة بطريقة بشعة والاْنظار معلقة به وهو يقول: والفرج يصدق هذا أو يكذبه
ـ[محمود الحلبي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 04:07 ص]ـ
من الغرائب قبل ثلاث سنوات: جاءني رجل يشتكي من خطيب مسجدهم، وأنه يصف المصلين بعبارات مشينة ويرميهم بشتائم مقذعة منها على سبيل المثال: (ما عندكم شرف!). وقال لي الرجل: هل يجوز لي أن أضربه أو أمنعه من دخول مسجدنا؟! فقلت له: أظن عذر هذا الرجل جهله! وهو أراد أن ينبه على بعض المنكرات المنتشرة في المجتمع، فلم يحسن التعبير ولا الأسلوب ولا النصيحة، فمثل هذا يُنصح ويبين له الخطأ، والناصح له إما أن يكون من أهل العلم وهو أدعى للقبول، أو وجهاء الحي من المصلين، فإن لم يرعوي ويدع فعلته يرفع أمره إلى الشؤون الدينية المسؤولة عن المساجد ويبين حاله.
وجوابا على سؤال: فنصحيتي هي ما نصحت به الرجل (ثم هذا كلام عام قد يناسب بلد دون آخر فليتنبه).(132/403)
هل هذا الحديث ينطبق علي هذا الشخص أم لا؟؟؟
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:57 ص]ـ
أعمل إماما في وزارة الأوقاف وهذا من فضل الله علي لكني أتغيب عن الإمامة في بعض الأحيان وذلك لبعدي عن المسجد الذي سأصلي به ويصلي بالناس رجلا يخطئ في التلاوة وصوته ليس بالحسن بل الناس يتذمرون منه حتي أن بعضهم يترك المسجد إذا صلي هذا الرجل والحديث
عن أبي أمامة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون.
رواه الترمذي (360) وقال: حسن غريب، وابن أبي شيبة (3/ 558)، والطبراني في الكبير (8/ 284ح8090، 8098)، والبغوي في شرح السنة (3/ 404).
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 07:36 ص]ـ
لعل البعض سيقول لي عليك أن تنيب إماما في حال غيابي وللعلم أني أنيب أحد الأخوة إلا أنه لا يحترم أي أحد ويتقدم للصلاة غير أنه لا يجرؤ أن يتقدم حال وجودي في المسجد ...(132/404)
طالب علم يريد أن يحفظ 4 متون في المذاهب الأربعه فما توجيهكم؟
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[10 - 10 - 10, 02:01 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
و شكرا.
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:10 ص]ـ
أنصحك أخي الحبيب بحفظ صحيح أبي عبد الله البخاري؛ وقد قال ابن حزم رحمه الله: أعلم الناس من كان أجمعهم للسنن.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:32 ص]ـ
هذا متحمس
اذا حفظ متن واحد في كل فن فهو خير له
و ان اراد الاستزادة فلن يرده أحد
اما ان يبدا هكذا بحفظ متون في كل المذاهب فلا أظنها طريقة جيدة
والله اعلم
ـ[رياض بن احمد العراقي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:46 ص]ـ
حفظ الاحاديث خير من حفظ المتون التي وضعها البشر
ـ[محمد عبد الرحمن الفلسطيني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:49 ص]ـ
هل حفظ القران؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 10:55 ص]ـ
قال النووي في كتابه "تهذيب الأسماء "
(روى الإمام الحافظ أبو سعد السمعانى بإسناده عن الشيخ أبى زيد المروزى، قال: كنت نائمًا بين الركن والمقام، فرأيت النبى - صلى الله عليه وسلم - فى المنام، فقال: يا أبا زيد، إلى متى تدرس كتاب الشافعى ولا تدرس كتابى؟ فقلت: يا رسول الله، وما كتابك؟ قال: جامع محمد بن إسماعيل، يعنى صحيح البخارى، رضى الله عنه.)
ـ[لطفي بن هادي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 03:06 م]ـ
بارك الله في الأخ و نسأل الله أن يوفقنا و اياه الى الخير.
فالحفظ مسألة هامة جدا اذ ليس لنا حظ فيما تعلمناه الا بما حفظنا فهو العلم النافع الذي يظل معنا أينما كنا.
بالنسبة للأخ لن أضيف كثيرا على ما تفضل به الاخوة فان كنت تريد دراسة الفقه على المذاهب الأربعة فهذا لا سبيل اليه من أجل دراسته على كل المذاهب دفعة واحدة.
لذا فاواجب الذي عليك أن تدرس كل مذهب على حدة.
و الا و هو الأفضل حفظ كتب السنة و شرحها و الحمد لله متوفرة مثل كتاب بلوغ المرام للحافظ ابن حجر أو رياض الصالحين للامام النووي حتى تصل الى صحيح البخاري و غيره من كتب السنة.
و لا يفوتنا أن نؤكد على الأصل الأول ألا وهو حفظ القرآن الكريم.
و الله الموفق
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[10 - 10 - 10, 03:22 م]ـ
لا تفعل فانما تضيع عمرك لغيرما كبير فائدة وانصحك قبل ان تنظر في اي كتاب ان تقرا كتاب الامام مالك مرات عديدة وتنظر في منهج الامام مع عمل اهل المدينة ثم تفقه على اي مذهب تريد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:14 م]ـ
أرجو أن لا يتضايق أحد من كلامي، ولكن حقيقة تعجبت جدا من هذا الموضوع!
الرجل يسأل سؤالا محددا واضحا لا لبس فيه ولا إشكال.
فهل يجاب بأن يقال (احفظ صحيح البخاري)؟ طيب يا سيدي هب أنه يحفظ البخاري، فماذا تقول؟
وهل يجاب بأن يقال (هل حفظت القرآن)؟ طيب يا شيخنا هب أنه يحفظ القرآن، فهل هذا جواب؟
سبحان الله!
لماذا نفترض في السؤال ما لم يرد فيه ثم نجيب عما افترضناه من عند أنفسنا؟!
هل السائل ذكر أنه مبتدئ في الطلب؟
هل السائل ذكر أنه سوف يقتصر على هذه المتون من غير شرح وموازنة؟ أو أنه سيدخل إلى هذه المتون مباشرة من غير تمهيد؟
هناك جمع من العلماء يحفظون متونا في المذاهب الأربعة، وهناك جماعة من العلماء وضعوا متونا للحفظ في المذاهب مجتمعة، فلماذا نحجر واسعا؟ ولماذا نخرج عن الموضوع؟
إن كان المرء على علم بالجواب فليجب، وإلا فليترك المجال لغيره.
وأعتذر من التقدم بين يدي المشايخ الكرام، منتظرا منهم الجواب لنفسي وللسائل.
ـ[الأبهيشي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:40 م]ـ
أرجو أن لا يتضايق أحد من كلامي، ولكن حقيقة تعجبت جدا من هذا الموضوع!
الرجل يسأل سؤالا محددا واضحا لا لبس فيه ولا إشكال.
فهل يجاب بأن يقال (احفظ صحيح البخاري)؟ طيب يا سيدي هب أنه يحفظ البخاري، فماذا تقول؟
وهل يجاب بأن يقال (هل حفظت القرآن)؟ طيب يا شيخنا هب أنه يحفظ القرآن، فهل هذا جواب؟
سبحان الله!
لماذا نفترض في السؤال ما لم يرد فيه ثم نجيب عما افترضناه من عند أنفسنا؟!
هل السائل ذكر أنه مبتدئ في الطلب؟
هل السائل ذكر أنه سوف يقتصر على هذه المتون من غير شرح وموازنة؟ أو أنه سيدخل إلى هذه المتون مباشرة من غير تمهيد؟
هناك جمع من العلماء يحفظون متونا في المذاهب الأربعة، وهناك جماعة من العلماء وضعوا متونا للحفظ في المذاهب مجتمعة، فلماذا نحجر واسعا؟ ولماذا نخرج عن الموضوع؟
إن كان المرء على علم بالجواب فليجب، وإلا فليترك المجال لغيره.
وأعتذر من التقدم بين يدي المشايخ الكرام، منتظرا منهم الجواب لنفسي وللسائل.
عن أنس بن مالك أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: و ما أعددت لها؟ قال: حب الله ورسوله قال: أنت مع من أحببت.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:43 م]ـ
عن أنس بن مالك أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم متى الساعة؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: و ما أعددت؟ لها قال: حب الله ورسوله قال: أنت مع من أحببت.
جمعاً بين ذلك أقول:
لو قلتم: إنْ لم تحفظ ِ القرآن فعليك به، ثم بصحيح البخاري، ثم الإرشاد إلى المتون الفقهية.
فتجمعون بين النصيحة المنهجية، وبين الفائدة في حفظ المتون الفقهية.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/405)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:44 م]ـ
السؤال غير السؤال يا أخ البهيشي
كما أن معارضة العالم بحال السائل للسؤال، غير الذي يجهل حاله
فالقياس بعيد
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:40 م]ـ
احفظ المغنى
والمجموع
والتمهيد
وحاشية ابن عابدين
و جامع الأصول
وتفسير ابن جرير
و
أسعد الله أوقاتكم ................
ـ[الفضلي النجدي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:01 م]ـ
أنصحه أن يحفظ متناً واحداً رجح فيه مصنفه الراجح في كل مسألة من المذاهب الأربعة فيكون حفظ مسائل الفقه الراجحة من كل مذهب مثل السبل السوية في فقه السنن المروية للشيخ حافظ الحكمي
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[10 - 10 - 10, 10:21 م]ـ
إلى الأخ أبي مالك العوضي /
السلام عليكم /
وبعد
إني لما كتبت هذا السطر
كنت أعمد إلى صرف همة أخينا عن هذه ((المتون المذهبية))
التي لو دخلها ما خرج منها إلى يوم القيامة!
وسيظل من متن إلى آخر وهكذا ...
فقصدت إلى أن يشتغل بما هو خير له
و هو ((المتون الحديثية))؛
فمن أتعب نفسه في دواوين السنة الأمهات الأصول المصنفة على الأبواب الفقهية لا ريب لن يندم!
وأنّى لرجل الندامة و هو يطالع الصحيحين
وكتاب أبي داود و الترمذي و النسائي،
و ابن ماجة،
و الموطأ
و مصنفي عبد الرزاق و ابن أبي شيبة
وغيرها ..
وسيهديه هذا حتما إلى الاشتغال بكتب الرجال و العلل ...
كم من مسألة افتقر تحريرها إلى أثر مسندٍ من مصنف ابن أبي شيبة – مثلا – و باحثها عاجز عنها لتشبع نفسه بذلك النهج المذهبي المحض
وكم من رجل يسرد الرهط ... (( ... و به يقول الحسن و ابن سيرين و عطاء و إبراهيم ... )) ...
و هو لا يدري أثبت ذلك عنهم أم لا ... وعند مَنْ مخرّجٌ كلامهم ... وما لفظه ...
وكم من رجل أصّل و فرّع وحرر و نقح و رجح وبنى على لفظة وردت في إحدى طرق حديث بابٍ وهي شاذة لا تثبت ...
بل كم من أقوام بنوا على أحاديث برمتها .. و هي معلولة عند نقاد هذا الفن ...
أتذكر يا أخي آنَ ثارت مسألة الاعتكاف في المساجد الثلاثة! و كيف صار الإخوان آنذاك يتكبدون الأموال الطائلة إلى الحرم ليعتكفوا هناك! وقد أشار إليها عبقري المسلمين أبو عبد الله في إحدى تراجم كتابه فقال: ((بَاب الِاعْتِكَافِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَالِاعْتِكَافِ فِي الْمَسَاجِدِ كُلِّهَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى
وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ... ))
****************************
وأرجو من الإخوان الذين ينصحون بالتدرج المذهبي أن يجربوا ختمة لصحيح البخاري على مدى شهر أو شهرين مثلا فلعله يكون تجربة خير.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 10:58 م]ـ
بغض النظر عن كثير من الأشياء
وعن خلافي في التفكير على مستوى واسع مع الأخ عبد الرحمن يحيى
لكن لماذا لا يقرأ طلبة العلم كتب الحديث؟
نعم لو عُمل بنصيحة الأخ واستفيد بها سيشعر طالب العلم بلذة عجيبة
ـ[ابن المنير]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:01 ص]ـ
كنت في حداثة سني متحمساً لحفظ أحد المتون وبدأت في ذلك فأنكر علي أحد الفضلاء وقال أحفظ ما هو أهم فتركت حفظ ذلك المتن وما حفظت الذي هو أهم فإذا استشارك أحد ماذا يحفظ فأشر عليه بالأهم أما إن كان متحمساً لمفضول ولم يستشرك ماذا يقدم فلا تفت في عضده فيترك الفاضل والمفضول ولهذا أشير على هذا الأخ بأن يحفظ في المذهب الحنبلي زاد المستقنع وفي الذهب الشافعي المنهاج وفي المذهب المالكي مختصر خليل وفي المذهب الحنفي تنوير الأبصار والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 08:50 ص]ـ
ولهذا أشير على هذا الأخ بأن يحفظ في المذهب الحنبلي زاد المستقنع وفي الذهب الشافعي المنهاج وفي المذهب المالكي مختصر خليل وفي المذهب الحنفي تنوير الأبصار والله أعلم
وماذا عن المتون المنظومة؟
وجزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 08:59 ص]ـ
الحمد لله وحده ..
هذا مطلب حسن، ومن أطاقه = أعانه على ضبط المذاهب الأربعة ضبطاً أصيلاً بعيداً عن شؤم الوسائط ..
وقد جعل هذا الحفظ على هذه الصورة من مدارج الطلب = الشوكاني في أدب الطلب ..
ولكن عوائق الباب ليست قليلة ..
والمهم منها:
أنه لا تلازم بين صلاحية المتن للتدريس والحفظ وبين اعتماده في المذهب، والغاية من هذا الحفظ ينبغي أن تكون هي ضبط المعتمد في المذهب، فلا تصلح لهذه الغاية المتون المدرسية المنفكة عن الاعتماد في المذهب، والمتون المعتمدة في المذاهب الأربعة أكثرها طويل يشق حفظه مفرداً فضلاً عن جمعه لغيره ..
ومشاركة الأخ (ابن المنير) جمعت بالفعل أربعة كتب معتمدة في المذاهب الأربعة ولكنها طويلة جداً قل من يطيق الجمع بينها، وقل أن يوجد من أطاق هذا الجمع وقد استوفى ما هو أولى ليتفرغ لهذه الرتبة ..
فالباب يحتاج لفضل نظر من هذه الجهة ..
أما ما ذكر عن حفظ كتب الحديث ونحوه = فهو باب يضاف على أبواب غير البلاغة أن يقدم للسائل بين يدي جوابه مالم يسأل عنه للفائدة أو الإرشاد للأولى، ثم لا يجاب عن سؤاله!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/406)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 09:02 ص]ـ
كنت في حداثة سني متحمساً لحفظ أحد المتون وبدأت في ذلك فأنكر علي أحد الفضلاء وقال أحفظ ما هو أهم فتركت حفظ ذلك المتن وما حفظت الذي هو أهم فإذا استشارك أحد ماذا يحفظ فأشر عليه بالأهم أما إن كان متحمساً لمفضول ولم يستشرك ماذا يقدم فلا تفت في عضده فيترك الفاضل والمفضول ولهذا أشير على هذا الأخ بأن يحفظ في المذهب الحنبلي زاد المستقنع وفي الذهب الشافعي المنهاج وفي المذهب المالكي مختصر خليل وفي المذهب الحنفي تنوير الأبصار والله أعلم
كأن الأليق بمستوى المتون المذكورة فوق، أن يكون المتن المختار في فقه الحنفية هو الهداية.
وعلى سبيل التنويع، لو كان طالب العلم مستواه أقل شيئا ما من مستوى المتون المذكورة فوق، فلعل بعض المتون المدرسية تساعده ..
ففي الحنفي المختار للموصلي ـ وهو أفضل المتون المدرسية عندهم في نظري ـ وفي الشافعي أبا شجاع، وفي المالكي العشماوية ـ لكنها في العبادات فقط، فيمكن أن يستبدل بها أقرب المسالك للدردير لكن في ألفاظه صعوبة كأصله خليل ـ وفي الحنبلي دليل الطالب.
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:41 م]ـ
الحمد لله وحده ..
هذا مطلب حسن، ومن أطاقه = أعانه على ضبط المذاهب الأربعة ضبطاً أصيلاً بعيداً عن شؤم الوسائط ..
وقد جعل هذا الحفظ على هذه الصورة من مدارج الطلب = الشوكاني في أدب الطلب ..
ولكن عوائق الباب ليست قليلة ..
والمهم منها:
أنه لا تلازم بين صلاحية المتن للتدريس والحفظ وبين اعتماده في المذهب، والغاية من هذا الحفظ ينبغي أن تكون هي ضبط المعتمد في المذهب، فلا تصلح لهذه الغاية المتون المدرسية المنفكة عن الاعتماد في المذهب، والمتون المعتمدة في المذاهب الأربعة أكثرها طويل يشق حفظه مفرداً فضلاً عن جمعه لغيره ..
ومشاركة الأخ (ابن المنير) جمعت بالفعل أربعة كتب معتمدة في المذاهب الأربعة ولكنها طويلة جداً قل من يطيق الجمع بينها، وقل أن يوجد من أطاق هذا الجمع وقد استوفى ما هو أولى ليتفرغ لهذه الرتبة ..
فالباب يحتاج لفضل نظر من هذه الجهة ..
أما ما ذكر عن حفظ كتب الحديث ونحوه = فهو باب يضاف على أبواب غير البلاغة أن يقدم للسائل بين يدي جوابه مالم يسأل عنه للفائدة أو الإرشاد للأولى، ثم لا يجاب عن سؤاله!!
قطعت جهيزة قول كل خطيب
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:23 م]ـ
الأخ أبي فهر
قولك: ((أما ما ذكر عن حفظ كتب الحديث ونحوه = فهو باب يضاف على أبواب غير البلاغة أن يقدم للسائل بين يدي جوابه مالم يسأل عنه للفائدة أو الإرشاد للأولى، ثم لا يجاب عن سؤاله!!)) اهـ
أقول:
لقد كتبتُ بوضوح أنني كنت أعمد عمدًا إلى صرف همة أخينا عن هذه المتون المذهبية! و ما أظن مقصدي خفي عليك!
و إني لن أدخل في لجاج حول المتون الحديثية و المتون المذهبية؛ فما أُراه ينتهي!
ولكني ألقيها لك ناصعة ... ستعلم على الحوض ... عند رسول الله ... مَنْ مِنّا أتْبعُ! ... مَنْ دعا المسلمين لمختصر خليل و أضرابه ... أمّن دعاهم لصحيح أبي عبد الله البخاري ... و لن أزيدك على هذا ...
ـ[الأبهيشي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:51 م]ـ
أما ما ذكر عن حفظ كتب الحديث ونحوه = فهو باب يضاف على أبواب غير البلاغة أن يقدم للسائل بين يدي جوابه مالم يسأل عنه للفائدة أو الإرشاد للأولى، ثم لا يجاب عن سؤاله!!
إجابات الإخوة لصرف الأخ إلى ما هو أولى , و تركهم لعين سؤاله من باب التنفير عن ما سئل , و قد أصابوا إن شاء الله ..
و كم مرة سُئلتَ يا أبا فهر عن كتاب فأجبتَ عن غيره؟!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:06 م]ـ
الأخ أبي فهر
ولكني ألقيها لك ناصعة ... ستعلم على الحوض ... عند رسول الله ... مَنْ مِنّا أتْبعُ! ... مَنْ دعا المسلمين لمختصر خليل و أضرابه ... أمّن دعاهم لصحيح أبي عبد الله البخاري ... و لن أزيدك على هذا ...
حنانيك!
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:36 م]ـ
ترددت في المشاركة ولكن:
انقل فتوى للشيخ ابن عثيمين:
فضيلة الشيخ: أيهما أولى عند طالب العلم في بداية طلبه للعلم: حفظه كتاب الله عز وجل أم قراءته؟
الأفضل لطالب العلم أن يحفظ كتاب الله؛ لأنه أصل الكتب، وأنفع الكتب، فيحفظ القرآن أولاً، ولكن إذا أمكن أن يحفظ القرآن وما تيسر من متون الحديث النبوية كان هذا خيراً، ويحضر الجلسات العلمية أيضاً عند العلماء، لكن لو قُدر أن يقول: أنا لا أستطيع أن أحفظ القرآن أو أحضر عند العلماء قلنا: ابدأ بالقرآن؛ لأنه الأصل. أهـ
ومعلوم:
ان المحدثين دائماً يوصون بحفظ متون الحديث
وأن الفقهاء يوصون بحفظ متون الفقه
فلماذا هذا الخلاف كله؟
أخي عبد الرحمن يحيى يبدو أنه يحب علم الحديث العلل وينظر في كتب الرجال كثيراً هذا واضح من أكثر من مشاركة له وله وجهة نظر من دراسته فأدلى بدلوه ونصح أخاه السائل
فإن اعترض عليه أحد فلا بأس ولكن!!
اختيار الكلام يا إخواني بارك الله فيكم
والرفق الرفق
قال الله تعالى (إنما المؤمنون إخوة)
وقال النبي (الدين النصيحة ..... )
فكثير من المشاركات تجد الحوار شديد وقد يخلو من الحب بيننا لماذا؟
قال الله سبحانه وتعالى (وقولوا للناس حسنا)
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ... وخالق الناس بخلق حسن)
بارك الله في الجميع
وجمعنا دائماً على طاعته وسددنا ووفقنا لما يحبه ويرضاه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/407)
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 03:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أفضل ما ينصح به أئمة العلم في:
- المذهب المالكي:
* المرشد المعين إلى الضروري من علوم الدين لابن عاشر، وهو جيد في بابه إلا أن له مقدمة في الاعتقاد أشعرية فيها ما فيها ... إلا أنه عني به عناية كبيرة قديما وحديثا وأفضل شروحه وأدلته: العرف الناشر في شرح وأدلة فقه متن ابن عاشر للشيخ المختار بن العربي.
* أسهل المسالك منظومة فيها حوالي 1100 بيت، هي للشيخ محمد البشار رحمه الله، شرحها ابن بري في كتابٍ سماه: "إرشاد السالك شرح أسهل المسالك" في جزأين، وهذا أفضل وأجود، وهناك متونا أفضل منهما بكثير إلا أنها منثورة.
- المذهب الحنبلي:
* عمدة الطالب للبهوتي، وهو من هو في الفقه الحنبلي، وينصح به غير واحد من المشايخ، إلا أن:
* زاد المستقنع للحجاوي، أجمع وأحكم.
وهذان المتنان خدما بعناية كبيرة ولهما شروح عظيمة ومطولة ومفصلة قديمة ومعاصرة في المذهب.
- المذهب الحنفي:
* تحفة الطلاب للشيخ أبي بكر الملا الإحسائي، من علماء القرن الثالث عشر، وهي في حوالي ألفي بيت، لكنها غنية وجامعة.
* خلاصة التنوير وذخيرة المحتاج والفقير، لموسى بن أسعد بن يحيى المحاسني، وهي ايضا جامعة ومرتبة.
- المذهب الشافعي:
* ألفية العمريطي نهاية التدريب نظم متن غاية التقريب، نظم فيه الإمام العمريطي مختصر ابي شجاع، ومختصر أبي شجاع له منظومات أخرى مفيدة وعني بع عناية جيدة.
* ألفية منظومة صفوة الزُّبد، للعلامة الزاهد الفقيه أحمد بن حسين أرسلان الرملي، وهذه سارت بها الركبان، وحفظها كثير من طلبة العلم في شتى الأوطان ومختلف الأزمان، وهي أجود ما في الباب.
ولولا ضيق الوقت لعرضت الكثير من المنظومات وذكرت الفروق بينها. والله المستعان.
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[11 - 10 - 10, 04:03 م]ـ
ولكني ألقيها لك ناصعة ... ستعلم على الحوض ... عند رسول الله ... مَنْ مِنّا أتْبعُ! ... مَنْ دعا المسلمين لمختصر خليل و أضرابه ... أمّن دعاهم لصحيح أبي عبد الله البخاري ... و لن أزيدك على هذا ...
ما هذا الهراء والسطحية وعدم الفهم والوعى لما يقال ويكتب
مش بقولك يا شيخ /عمرو
فيه مشاركات تجيب الضغط
هو فيه ايه يا جدعان؟!!!!!!!!!!
هو خليل ابن اسحاق والحجاوى والبهوتى وأبو شجاع ينقلون أحكاما شرعية من الياسق أو الانجيل أو التوراة المحرفين؟
يا عم الشيخ /عبدالرحمن
المتون الفقهية جردها اصحابها من الدليل قصدا لتضبط وتحفظ بينما توجد أدلتها فى مظان أخرى كبعض الشروح الموسعة لهذه المتون!!!!!
وهذه المتون أصلا وفرعا مبنية على أدلة من الكتاب والسنة والقياس والاجماع وغيرها!!!!!!!!!!
للزيادة فى علم حضرتك بقه بقولك
بلوغ المرام لابن حجر الشافعى مذهبا (الى أن مات)
عمدة الحكام لعبد الغنى المقدسى الحنبلى (الى أن مات)
منتقى الأخبار للمجد بن تيمية الحنبلى (الى أن مات)
وأبو داوود السجستانى صاحب السنن كان من أكابر تلاميذ الامام أحمد بن حنبل وهو وابنه (أبوبكر) معدودان فى أكابر الحنابلة
والدار قطنى شافعى وكذلك الخطيب البغدادى والبيهقى
وغيرهم من أئمة الحديث وارجع الى كتب التراجم لتعرف!!!!!
ولعلم حضرتك بقه /أبو فهر السلفى مدرسة حديثية أصلا وفرعا
يعنى متبعشى الميه فى حارة السقايين
على فكرة /على من درست الفقه , وكيف تدرجت فيه؟!!!
ـ[الفضلي النجدي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 04:24 م]ـ
يا إخوان أخاف إننا ضيعنا الرجل ولم ندله لكن سأعطيكم طريق لشيخنا ابن غديان:
1 - احفظ المجمع عليه بين العلماء مثلاً كتاب الإجماع لابن المنذر و هو مختصر
2 - احفظ المتفق عليه بين الجمهور مثل رؤوس مسائل الأوسط لابن المنذر
3 - احفظ المتفق عليه بين الأئمة الأربعة و فيه كتاب لأحد الحنابلة البغداديين نسيت اسمه احفظ رؤوس المسائل
4 - احفظ ما اختلفوا فيه و هو في الكتاب السابق احفظ رؤوس المسائل
يمكنك مثلاً جمع رؤوس المسائل في مذكرة على أربعة الأقسام هذه طريقة
و هناك طريقة سبق أن قلتها لك تجمع مسائل الفقه على الراجح من كل مذهب و تترك المرجوح من كل مذهب و هي السبل السوية في فقه السنن المروية للشيخ حافظ الحكمي
ـ[ماهر المديني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 05:30 م]ـ
احفظ كتاب الله سبحانه
ـ[الأبهيشي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 09:05 م]ـ
ما هذا الهراء والسطحية وعدم الفهم والوعى لما يقال ويكتب
مش بقولك يا شيخ /عمرو
فيه مشاركات تجيب الضغط
هو فيه ايه يا جدعان؟!!!!!!!!!!
يا عم الشيخ /عبدالرحمن
للزيادة فى علم حضرتك بقه بقولك
يعنى متبعشى الميه فى حارة السقايين
على فكرة /على من درست الفقه , وكيف تدرجت فيه؟!!!
سنة سنها أبو فهر في الملتقى ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 09:23 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا المعالي ..
ولكن لا تزال المسألة بحالها؛فالمتون التي تفضلتَ بذكرها منها ما هو معتمد في ضبط المذهب ومنها هو مدرسي وإن لم يكن تام الضبط لمعتمد المذهب ..
وقدمنا أن الغرض من هذا الحفظ ليس التدرج في كل مذهب وإنما ضبط معتمد المذهب ..
فهل يفيدنا الخبراء في كل مذهب بمتن يجمع بين الصلاحية المدرسية -خاصة من جهة الحجم والعبارة- وبين الاعتماد في المذهب؟
والكلام عن الحفظ أما القراءة فما اخترته لنفسي هو تكرار القراءة في مختصر خليل ومنهاج النووي ولا اشتغال لي بالحنفي الآن ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/408)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 09:54 م]ـ
مما أراه يجمع بين الصلاحية المدرسية في وجازة وحسن عبارة ومعتمد مذهب = عمدة الطالب للبهوتي ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 09:55 م]ـ
وشرحه هداية الراغب من أجمل شروح كتب المذاهب ..
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:13 م]ـ
سنة سنها أبو فهر في الملتقى ..
أعد صياغتها أنت بالفصحى كما تحب, فحقوق النشر والتوزيع هنا مكفولة لكل مسلم بشرط الحفاظ على المعنى.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:21 م]ـ
أفضل ما ينصح به أئمة العلم في:
- المذهب المالكي:
* المرشد المعين إلى الضروري من علوم الدين لابن عاشر، وهو جيد في بابه إلا أن له مقدمة في الاعتقاد أشعرية فيها ما فيها ... إلا أنه عني به عناية كبيرة قديما وحديثا وأفضل شروحه وأدلته: العرف الناشر في شرح وأدلة فقه متن ابن عاشر للشيخ المختار بن العربي.
* أسهل المسالك منظومة فيها حوالي 1100 بيت، هي للشيخ محمد البشار رحمه الله، شرحها ابن بري في كتابٍ سماه: "إرشاد السالك شرح أسهل المسالك" في جزأين، وهذا أفضل وأجود، وهناك متونا أفضل منهما بكثير إلا أنها منثورة.
بارك الله فيكم.
المرشد المعين خاص بالأطفال والمبتدئين جدا. ونظم البشار غير مشتهر، وبالتالي فهو غير مخدوم بما يكفي.
ومن المعلوم أن المتن المعتمد في الفتوى عند المالكية إنما هو مختصر خليل. وهو لكثرة مسائله، وشدة اختصار عبارته، لا يكون نظمه إلا طويلا جدا. (لا يقل عن 10000 بيت).
وهنالك نظم نضار المختصر في نحو 6000 بيت، نظم فيه زبدة المختصر بحسب رأيه واجتهاده.
ولذلك فالرأي عندي أن يحفظ المختصر منثورا، فهو أولى.
أما قراءته قراءة مجردة فلا يفي بالمطلوب، لأن استخراج علمه، لا يكون إلا باستفراغ الوسع في مراجعة شروحه وحواشيه.
وهنالك المتن المبارك الموسوم بالرسالة لابن أبي زيد القيرواني رحمه الله. وهو متن معتمد مخدوم بما لا يحصى من الشروح.
وهو منظوم في نحو 1800 بيت، يمكن لمن حفظه أن يحيط بمذهب مالك.
وهذا النظم مطبوع متداول، لكن كل طبعاته سقيمة، مليئة بالتحريفات. وأنا الآن أعد نسخة مصححة منه، متى كملت وضعتها هنا إن شاء الله تعالى.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:27 م]ـ
مما أراه يجمع بين الصلاحية المدرسية في وجازة وحسن عبارة ومعتمد مذهب = عمدة الطالب للبهوتي ..
أحسنت َ
وهذا المتن إلى الغاية في التحرير، وقوة سبك العبارة، ودقتها العجيبة،ينضاف إلى ذلك جلالة مؤلفه وحجيته عند المتأخرين، واعتماده في المذهب
والعجيب أن كثيرا من الحنابلة يغفلون عنه ..
وقد سألت عنه الشيخ ابن عقيل ـ ألبسه الله ثوب العافية ـ سؤالا موحيا بالإجابة خوف أن يكون رأيي خطئا، فقال لي نعم هو أقوى متن!
ـ ويمكن أن يكون من هذا الباب عند الشافعية ـ أي الجمع بين المدرسية والاعتماد ـ تحرير تنقيح اللباب للشيخ زكريا، فإنه وإن كان دون المنهاج في الاعتماد في بعض المسائل ـ ليست كثيرة ـ لكنه فوق أبي شجاع بمراحل ...
وقريب منه المنهج لزكريا أيضا ..
بانتظار المزيد من المتخصصين ...
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:34 م]ـ
شيخنا عصام ما رأيكم في:
1 ـ المقدمة العزية، و على علمي أنها غير معتمدة في بعض المسائل، لكن هل تعتبر مفيدة لأنها دون مختصر الدردير وفويق العشماوية ـ بالنسبة للمنثورات ـ؟
2 ـ هل الدردير يحفظ، أم من قدر عليه فإن الأولى في حقه أن يقدم على خليل؟
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:35 م]ـ
أحسنت َ
وهذا المتن إلى الغاية في التحرير، وقوة سبك العبارة، ودقتها العجيبة،ينضاف إلى ذلك جلالة مؤلفه وحجيته عند المتأخرين، واعتماده في المذهب
والعجيب أن كثيرا من الحنابلة يغفلون عنه ..
وقد سألت عنه الشيخ ابن عقيل ـ ألبسه الله ثوب العافية ـ سؤالا موحيا بالإجابة خوف أن يكون رأيي خطئا، فقال لي نعم هو أقوى متن!
..
يعنى هل هو مرجح لديكم فى الحفظ والدراسة على الزاد والروض المربع أم ماذا؟
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:08 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
بارك الله فيكم الإخوه الكرام
بالنسبة لكتاب الله فالحمد لله سأتمه بإذن الله , لا شك أن قليل الخبرة أمام أمثالكم و أرجوا من الله أن يجمعنا تحت لواء الحق ...
تعلمت من المشايخ أن العلم قال الله ,قال الرسول, فالأولي إخواني كما أشار الشيخ يحيي و الشيخ النجدي بحفظ كتاب البخاري و غيره من كتب السنة و هذا الأولي لأن كما أشار العلامة ابن القيم في كتابه إعلام الموقعين عن رب العالمين في مقدمته.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:16 ص]ـ
الأفضل حفظ كتب السنة و شرحها و الحمد لله متوفرة مثل كتاب بلوغ المرام للحافظ ابن حجر أو رياض الصالحين للامام النووي حتى تصل الى صحيح البخاري و غيره من كتب السنة.
هذا ما أوصي به فحول الحديث في عصرنا و لا يخفي علي أمثالكم:
الأربعين نوويه (الحمد لله أحفظها)
عمد الأحكام (مازلت في البدايه)
بلوغ المرام
مختصر الزبيدي و المنذري
أحيانا يوصي بعضهم باللؤلؤ و المرجان فيما إتفق عليه الشيخان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/409)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:30 ص]ـ
لا تفعل فانما تضيع عمرك لغيرما كبير فائدة وانصحك قبل ان تنظر في اي كتاب ان تقرا كتاب الامام مالك مرات عديدة وتنظر في منهج الامام مع عمل اهل المدينة ثم تفقه على اي مذهب تريد
أخي الفاضل و رحم الله الإمام مالك إمام دار الهجرة لكن اخي لظروف خاصه و بالرغم أنني من تونس لكن إن شاء الله يأدرس الفقه الشافعي ثم أعمل فقه مقارن كما أوصي بذلك العلامه الألباني رحمه الله فالعودة إلي تونس لا أراها قريبة و فالشافعيه في مصر هي أبرز مذهب و أكثرها تدريسا فهذا معقلها إلي جانب أنه أكثر ميلا إلي مدرسة الحديث من مالك رحمه الله , هذا إلي جانب أن شيخي -حفظه الله -درس الفقه علي المذهب الشافعي في مصر و المذهب الحنبلي في بلاد الحرمين فالإستفادة منه ستكون أكثر لملازمتي إياه.
لا أخفي عليك أخي درسنا كتاب رسالة أبي زيد القيرواني و الحمد لله و الشيخ لا يدريس متن ابن عاشر أو مختصر الخليل بل يركز علي كتب الفقه الحنبلي فالأن ندرس المربع شرح زاد المستقنع و عمدة الفقه إلي جانب نيل الأوطار.
وفقنا الله و إياك أخي.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:43 ص]ـ
يعنى هل هو مرجح لديكم فى الحفظ والدراسة على الزاد والروض المربع أم ماذا؟
لست حنبليا كما لا يخفاك ...
لكن لي نوع مشاركة في المذهب.
أما الزاد وشرحه فلا شيء يعدله عندكم ...
لكن الكلام في المتن المدرسي الذي يمكن حفظه لمن يصعب عليه حفظ الزاد، وفي نفس الوقت يكون معتمدا أو قريبا من المعتمد ..
وعلى ذلك فلو كانت المفاضلة بين دليل الطالب وعمدة الطالب، فلا شك أنه العمدة ...
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:49 ص]ـ
أريد أن أعتذر من الإخوة للعدم التفصيل ...
لعل بعض الإخوة سينتقدني:
لما تحمست للمنهج السلفي حيث يغلب معرفة الدليل علي معرفة قول الرجل إستهواني منهج الشيوخ في عرض أقوال المذاهب الأربع و ذكر ترجيح المحققين من العلماء قديما و حديثا بدأت في جمع بعض الكتب في الفقه المقارن مثل:
الإجماع للمنذر و ابن هبيره رحمهما الله.
التمهيد و الإستذكار للعلامه الفقيه المالكي ابن عبد البر رحمه الله و أنا أحب هذا الصرح لسعة فقهه و علمه بالحديث و استعابه للفقه السلف و مذاهبهم.
بداية المجتهد و نهاية المقتصد لإبن رشد.
تصوروا لحماسي آثرت هذه الكتب علي الكتب الستهو مسند الإمام أحمد , هذا علي ما يبدوا حماسة غير موجهه.
فهدفي ليس الإستعجال فالعلماء كان بعضهم يحفظ الحديث أو الحديثين مع قدرته علي الإستزاده و كانوا يعللون ذاك منعا للنسيان , كذا في المتون يحفظون البيت أو الإثنين دونما إستعجال.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا كبيرا كثيرا أبا جاد , سؤالك أخرج لنا فوائد كثيرة وإشارات مفيدة ونصائح جيدة.
وشكر الله لمشايخنا الكرام.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:02 ص]ـ
وهنالك المتن المبارك الموسوم بالرسالة لابن أبي زيد القيرواني رحمه الله. وهو متن معتمد مخدوم بما لا يحصى من الشروح.
وهو منظوم في نحو 1800 بيت، يمكن لمن حفظه أن يحيط بمذهب مالك.
وهذا النظم مطبوع متداول، لكن كل طبعاته سقيمة، مليئة بالتحريفات. وأنا الآن أعد نسخة مصححة منه، متى كملت وضعتها هنا إن شاء الله تعالى.
وفقك الله شيخنا و نحن في إنتظارك أخي الفاضل.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:03 ص]ـ
احفظ المغنى
والمجموع
والتمهيد
وحاشية ابن عابدين
و جامع الأصول
وتفسير ابن جرير
و
أسعد الله أوقاتكم ................
لا يوجد احد في الدنيا حفظ هذه الكتب
ولم نسمع احدا حفظ هذه الكتب
ولا اظن سيأتي احد يحفظ هذه الكتب كلها!!
فكيف تنصح الأخ بحفظه
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:20 ص]ـ
قولك شيخنا أبو يحيى محمد الحنبلى: هو خليل ابن اسحاق والحجاوى والبهوتى وأبو شجاع ينقلون أحكاما شرعية من الياسق أو الانجيل أو التوراة المحرفين؟ يا عم الشيخ /عبدالرحمن المتون الفقهية جردها اصحابها من الدليل قصدا لتضبط وتحفظ بينما توجد أدلتها فى مظان أخرى كبعض الشروح الموسعة لهذه المتون!!!!!
لعل الأخ قصد أنه من تتبع نوادر المسائل أو أقوال الرجال أضاع وقته فيما لا ينبغي و لم يبلغ من العلم إلا قال زيد أو عمرو , اتذكر قصة رواها الألباني في بداية دعوته للكتاب و السنة أن رجلا دمشقيا أتي مفتي سوريا يستشيره هل يعين احد النصاري في حفظ لحم الخنزير في المبرد الذي يملكه فأمهله أسبوع فلم يجبه و هكذا أخذ هذا المقلد في البحث عن أقوال فلان في كتب الفقه دون أي نتيجه ناسيا أنه لا يجوز أن يفتي غيره بدون معرفة الدليل و له أن يقلد لنفسه كما أشار إلي ذالك الكثير من العلماء.
فأرشده أحدهم ــــأي التاجرـ إلي التكلم في هذه المسألة مع الشيخ الألباني رحمه الله فقال له دونما تكلف أن هذا تعاون علي الإثم و العدوان و أن هذا لا يجوز الأيه و هنا يستبان الفرق بين المقلد و صاحب الدليل و الحجة.
و لعله قصد المعني الذي يحمله توقعي:
العلمُ قالَ اللهُ قال رسولُه ** قالَ الصحابةُ ليسَ بالتمويهِ
ما العلمُ نَصْبَك للخلافِ سفاهةً ** بين الرسولِ وبين رأي فقيهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/410)
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:31 ص]ـ
لا يوجد احد في الدنيا حفظ هذه الكتب
ولم نسمع احدا حفظ هذه الكتب
ولا اظن سيأتي احد يحفظ هذه الكتب كلها!!
فكيف تنصح الأخ بحفظه
الفاضل /أبا حمزه
سرنى تعقيبك
طبعا لم اقصد حفظها فكلامى ليس على محمل الجد وانما هى زفرات مهموم من الذين ينفرون عن دراسة المذاهب الفقهية وينصبون العداء بينها وبين المتون الحديثية وحفظ السنة مع ان هذه تكمل تلك ولا بد للطالب أن يجمع بينهما والا لن يكون طالبا للعلم حقا.
دمت لمحبك
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[12 - 10 - 10, 04:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الإخوة ورضي عنهم على نصائحهم.
ولعلي أعلق على بعض المسائل وأورد بعضها إتماما للفائدة وطلبا للاستفادة:
فالسائل حدد السؤال بقوله (متون الفقه) وأطلقه إذ لم يبين أأجمعها أم أبسطها، أأيسرها أم أشدها، أو المعتمد منها من غيره، ولست أدري لم ينصح الإخوة السائل بما لم يسأل عنه، وكأنه يجهل أن كلام الله تعالى في مقام أولى، وأن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كذلك.
لذلك فإنه ينبغي أن يجاب السائل وفق ما سأل، أو يقدم له نصح بحفظ كلام الله وشيء من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم إذا ظن به التقصير فيهما ثم يجاب عن سؤله.
ومهما عرضت من المتون فإن لغيرك رأيا غير رأيك، ولذلك بعض أهل العلم ينصح بهذا وبعضهم ينصح بذاك، لكن بناؤهم يختلف، فهذا ينصح بالرسالة بناء على دراسته لها أو تدريسه إياها أو أنه رأى فيها ما لم ير غيره، والآخر يزجر عنها بدعوى أنه مر عليها، ومروره كان كمر السحاب، أو قد يكون على صواب.
وقد يختلف النظم من حيث طوله وقصره وجمعه وتقصيره، فقد يكون المتن طويلا لا فائدة ولا بركة فيه، وقد يبارك في الصغير إذ يكون جامعا.
فخذ على سبيل المثال (ألفية السيوطي - وألفية ابن مالك في النحو)، فالأولى (ألفية السيوطي) أخصر وأجمع، قد أدرج فيها صاحبها ما لم يدرجه ابن مالك، والدارسون لهما يعرفون هذا، وقد صرح بذلك السيوطي ذاته.
إلا أن الركبان لم تسر بها كما سارت بألفية ابن مالك، حيث بورك فيها وعني بها كثيرا، وحفظها الصغير والكبير، وانتفع بها البادي والحاضر.
ولا أرى من الحسن أن ينصح الطالب لمفتاح المذاهب بألفيات طوال، إذ معظمها لا يختلف عن سابقه إلا يسيرا، وما يتفق عليه أكثر.
وأرى أن قصير النظم في الغالب أجمع لما ينفرد به المذهب وما يشذ به من المسائل عن غيره، لذلك يختار الطالب ألفية في كل مذهب أو متنا قصيرا إن وجد نظما أو نثرا ولا يكثر إذ لكثرة الألفيات ينسي بعضها بعضا، ففي النحو أذكر نحو عشر ألفيات لا تكاد تميز بينها، اليوم تفضل هذه وغدا تنصح بتلك.
وقد تجد في النثر ما لا تجده في النظم، وأعظم المتون وأفضلها نثر، وحفظه أصعب كما هو معلوم، إلا أن على الطالب حفظ بعض المتون ثم يتدرج إلى القراءة والدراسة فإنهما دأب العلماء فقد كانوا يقرأون الكتاب الواحد عشرات المرات بل مئات، وكلما قرأت الكتاب وتدبرته وأعدته مرة بعد أخرى إلا وتستنبط منه ما لم تقع عينك عليه أول مرة، فليحفظ الطالب شيئا من المتون، ثم يختار أجمع الكتب في الباب فيعكف عليها دراسة، يحوي خلافها ويحرر مسائلها، ويقرر أصولها، ولا ينفك عن المسألة ولا يجاوزها إلى غيرها إلا إذا أحاط بها فهما.
ولذلك إذا أردت لب الفقه ومعقل الخلاف فعليك بأربعة:
- نيل الأوطار للشوكاني.
- المحلى لابن حزم.
- المغني لابن قدامة.
- التمهيد لابن عبد البر.
وقد يوجد بعض الكتب أجمع مما ذكرت كالحاوي الكبير والنوادر والزيادات وغير ذلك في مختلف المذاهب، لكن هذه الأربعة ينصح بها قراءة ودراسة فإن قارئها ينال بإذن الله بركة عظيمة وفائدة جزيلة، إذ بعضها يكمل الآخر.
والله المستعان
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:10 ص]ـ
الفاضل /أبا حمزه
سرنى تعقيبك
طبعا لم اقصد حفظها فكلامى ليس على محمل الجد وانما هى زفرات مهموم من الذين ينفرون عن دراسة المذاهب الفقهية وينصبون العداء بينها وبين المتون الحديثية وحفظ السنة مع ان هذه تكمل تلك ولا بد للطالب أن يجمع بينهما والا لن يكون طالبا للعلم حقا.
دمت لمحبك
ابتسامة بارك الله
عفوا لم اتفطن لذلك ان شاء الله
ما اعقل جوابك ... ان شاء الله سأعمل هذه الحيلة معهم
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
قولك" ولا بد للطالب أن يجمع بينهما والا لن يكون طالبا للعلم حقا."
صدقت ورب الكعبة ولا تهتم بهؤلاء
هؤلاء الذين ينفرون الناس عن المتون الفقهية وعن دراسة المذاهب الفقهية
قطاع الطرق حليف الجهل
جهلة لا يعرفون الفقه وفضله
علماء الفقه عيال علي المحدثين
كما ان علماء الفقه عيال علي المحدثين
هؤلاء الجهلة تجد احدهم يتكلم في الحديث
واذا سئلته في الفرائض والعبادات لا يعرفها
وكان احدهم يحاضر وسئل امام الناس
ما الفرق بين الحيض والإستحاضة
فقال الفرق بينهم التاء!!
والأخ الذي ذكر ما نقله النووي في التهذيب
لا يعني لا يعني لا تتفقه في كتب الفقه
بل تجمع بين دراسة كتب الحديث
ودراسة الفقه
وصاحب المنام لعله ترك الأحاديث ... فعوتب علي ذلك
والمنامات لا يستدل بها
صحيح البخاري كتاب رسول الله صليه عليه وسلم
وكتاب الشافعي كتاب رسول الله صليه عليه وسلم
ففيه قال الله وقال رسول الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/411)
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:54 ص]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو يحيى محمد الحنبلى
الفاضل /أبا حمزه
سرنى تعقيبك
طبعا لم اقصد حفظها فكلامى ليس على محمل الجد وانما هى زفرات مهموم من الذين ينفرون عن دراسة المذاهب الفقهية وينصبون العداء بينها وبين المتون الحديثية وحفظ السنة مع ان هذه تكمل تلك ولا بد للطالب أن يجمع بينهما والا لن يكون طالبا للعلم حقا.
قولك" ولا بد للطالب أن يجمع بينهما والا لن يكون طالبا للعلم حقا."
صدقت ورب الكعبة ولا تهتم بهؤلاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
إذن: أخبرني ماهو المتن الذي كان يحفظه الإمام أحمد أو الشافعي أو مالك أو أبو حنيفة
أم أنهم ليسوا علماء حقا
أو اسأل عن يمينك هذا هل تكفر عنه أو لا
ولا أظنك تنفك عن هذه الخيارات
أنا لا أهون من حفظ متن في الفقه لكن هذه جرأة تحتاج منك تأمل بارك الله فيك
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:56 ص]ـ
العبارات التي فاهها أبو يحيى محمد الحنبلي:
( ... الهراء والسطحية وعدم الفهم والوعى لما يقال ويكتب ... مش بقولك يا شيخ عمرو ... فيه مشاركات تجيب الضغط .... هو فيه ايه يا جدعان ... يا عم الشيخ ... للزيادة فى علم حضرتك بقه بقولك .... ولعلم حضرتك بقه .... يعنى متبعشى الميه فى حارة السقايين ... على فكرة على من درست الفقه , وكيف تدرجت فيه ... )
************************************************
العبارات التي فاهها أبو حمزة:
( ... قطاع الطرق ... حليف الجهل ... جهلة لا يعرفون الفقه ... هؤلاء الجهلة ... )
*************************************************
لقد كنت كتبت أن لن أزيد ...
ولكن المرء لا يكاد يتمالك نفسه أمام هذه الألسنة! ....
والله ما سَكَتَ مَنْ سَكَتَ إلا ابتغاء ما عند الله ...
فصبر جميل ... والله المستعان على ما تصفون ...
فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ....
وموعدكما ... الحوض ... عند رسول الله ...
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[12 - 10 - 10, 10:47 ص]ـ
فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ....
وموعدكما ... الحوض ... عند رسول الله ...
حنانيك فقد خاصمت كل من خالفك و زعمت أن الكل محجوج بك يوم العرض
هون عليك يا أخي فالإخوة إنما يتكلمون عن علم و عن سلف
جعلني الله و إياك ممن تتسع صدورهم للخلاف
و أوصي الإخوان بالانتباه للألفاظ الخارجة فكثير من الألفاظ و إن خرجت مخرج الهزل فيها ما يجر إلى المشاحنة
و السلام عليكم
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 11:24 ص]ـ
لو أنصفت يا محمد لوجهت هذه العبارات إلى الطرف الآخر ...
أنا خاصمت من خالفني و هم لم يخاصموا من خالفهم!
ثم هل أنا قلت أن الكل محجوج بي يوم العرض! سبحان الله!
إذا تنازع اثنان في أمر ولم يُقضَ بينهما ماذا يُقالُ سوى ((موعدنا الله))؟!
ألم يقل أبو هريرة: ((والله الموعد)) ..
أم أن قائلها يكون عندك قد قال: ((كل الخلق محجوجون بي يوم القيامة))؟!
أهذه الألفاظ التي يتفوهونها تقول إنها عن علم وسلف؟! بئس العلم و الله!
نريد أن لا نزيد ..
ولكن من يملك نفسه أمام هذه الألسنة!
رجل في ملتقى أهل الحديث ..
و يريد أن يرشد رجلا إلى كتب الحديث ..
أفيلاقي كل هذا الكبد و العناء و السخرية و الاستهزاء!
إنا لله و إنا إليه راجعون ..
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:00 م]ـ
أخي الحبيب عبد الرحمن
ليس الأمر كما تظن
أنا أخالف الإخوان في الألفاظ و كذلك أخالفك في تحجير واسع
مازلت أسمع من أهل العلم الكبار من يوصي طلابه بحفظ متن معين في مذهب معين لضبط المسائل و ما يصلح لبعض الناس قد لا يصلح لآخرين فبعض الناس قد يفهم الحديث على مراد غير مراد الشرع (وانظر موضوع من غرائب الاسئلة والاستدلالات) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14008
و لعلك تلاحظ أنك تختلف مع الإخوة في شيئين لن يخرج أحدهما على أن يكون فاضلا و الآخر مفضولا فالخلاف و لله الحمد يسعك و يسعهم و ليس فيه تنكيل على أحد منكم في الآخرة بإذن الله تعالى
بل الكل مأجور مجبور بإذن الله تعالى
فالحمد لله رب العالمين على هذه النعمة
و الذي يملك نفسه هو من سمع بوصية النبي صلى الله عليه و سلم (لا تغضب) و الكل يريد الخير
و لابد و أن تجدا عناءً و سخريةً من بعض المخالفين و لكن مع ذلك أظنه و الله أعلم من باب الترويح على النفس خاصة أن المسألة يسيرة فإذا درس الأخ على مذهب الفقهاء أو على مذهب المحدثين فهو لن يعدم الخير بإذن الله تعالى (و إن كنت أميل إلى طريقة الفقهاء لطالب مبتدىء مثلي)
وفقنا الله و إياك لمرضاته و نفعنا جميعا بالتشاور و الحوار الخالص لوجهه سبحانه و تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/412)
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:16 م]ـ
لا أراه فاضلا و مفضولا .. بل من أعرض عن حديث رسول الله و آثار صحبه و أقبل على هذه المتون المذهبية فليس على الأمر الأول و لا على الجادة ...
ثم تأمل ثانيةً في هذه الألفاظ التي خرجت من أفواههم لتعلم أهي من الترويح عن النفس أم لا ...
أعتذر الآن عن المواصلة
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:20 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو يحيى محمد الحنبلى
الفاضل /أبا حمزه
سرنى تعقيبك
طبعا لم اقصد حفظها فكلامى ليس على محمل الجد وانما هى زفرات مهموم من الذين ينفرون عن دراسة المذاهب الفقهية وينصبون العداء بينها وبين المتون الحديثية وحفظ السنة مع ان هذه تكمل تلك ولا بد للطالب أن يجمع بينهما والا لن يكون طالبا للعلم حقا.
قولك" ولا بد للطالب أن يجمع بينهما والا لن يكون طالبا للعلم حقا."
صدقت ورب الكعبة ولا تهتم بهؤلاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
إذن: أخبرني ماهو المتن الذي كان يحفظه الإمام أحمد أو الشافعي أو مالك أو أبو حنيفة
أم أنهم ليسوا علماء حقا
أو اسأل عن يمينك هذا هل تكفر عنه أو لا
ولا أظنك تنفك عن هذه الخيارات
أنا لا أهون من حفظ متن في الفقه لكن هذه جرأة تحتاج منك تأمل بارك الله فيك
لم يقل احد حفظ هذه المتون واجب
وانما نتكلم عمن ينفر الناس عن دراسة المتون الفقهية
وعندما نذكر المتون الفقهية كأننا نتكلم عن المنطق او علم السحر الفلسفة
اما حفظها فهو خيارك احفظ ان شئت او لا تحفظ
نعتب علي من يقلل من المتون الفقهية
ويحتقر جهد فقهاء المذاهب
اما الشافعي واحمد هؤلاء لا يحتاجون دراسة المتون الفقهية
كما ان الأعراب وجاهلية العرب لا يحتاجون حفظ ألفية ابن مالك
ولا دراسة النحو
لأن الشافعي واحمد وغيرهم اهل الأجتهاد
فإن وصلت الي مرتبتهم في استنباط الاحكام
فانت لا تحتاج الي هذه المتون الفقهية
يمكنك ان تاخذ مباشرة من الكتاب والسنة
لأنك مجتهد مطلق
ولا تحتاج الي الشافعي ومالك واحمد وغيرهم
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 02:50 م]ـ
لم يقل احد حفظ هذه المتون واجب
وانما نتكلم عمن ينفر الناس عن دراسة المتون الفقهية
وعندما نذكر المتون الفقهية كأننا نتكلم عن المنطق او علم السحر الفلسفة
اما حفظها فهو خيارك احفظ ان شئت او لا تحفظ
نعتب علي من يقلل من المتون الفقهية
ويحتقر جهد فقهاء المذاهب
اما الشافعي واحمد هؤلاء لا يحتاجون دراسة المتون الفقهية
كما ان الأعراب وجاهلية العرب لا يحتاجون حفظ ألفية ابن مالك
ولا دراسة النحو
لأن الشافعي واحمد وغيرهم اهل الأجتهاد
فإن وصلت الي مرتبتهم في استنباط الاحكام
فانت لا تحتاج الي هذه المتون الفقهية
يمكنك ان تاخذ مباشرة من الكتاب والسنة
لأنك مجتهد مطلق
ولا تحتاج الي الشافعي ومالك واحمد وغيرهم
لافض فوك
زادك الله علما وفهما
دمت لمحبك
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 02:57 م]ـ
لم يقل احد حفظ هذه المتون واجب ليس واجب عندك ولكن لن يكون طلب علم حقا ولا أدري ما مقابل حقا فيكون طالب علم .... ؟ أكملها لو سمحت
وانما نتكلم عمن ينفر الناس عن دراسة المتون الفقهية
هذه ليست موجهة لي وليست رد على كلامي
وعندما نذكر المتون الفقهية كأننا نتكلم عن المنطق او علم السحر الفلسفة يا أخي من قال هذا لا تقول أحدا ما لم يقل
اما حفظها فهو خيارك احفظ ان شئت او لا تحفظ
نعتب علي من يقلل من المتون الفقهية
ويحتقر جهد فقهاء المذاهب
اما الشافعي واحمد هؤلاء لا يحتاجون دراسة المتون الفقهية
هل ولدوا مجتهدين بارك الله فيك
كما ان الأعراب وجاهلية العرب لا يحتاجون حفظ ألفية ابن مالك
ولا دراسة النحو قياس مع الفارق
لأن الشافعي واحمد وغيرهم اهل الأجتهاد هل ولدوا مجتهدين بارك الله فيك
فإن وصلت الي مرتبتهم في استنباط الاحكام وكيف وصلوا إلى هذه الرتبة هذا ما نريده جوابه؟
فانت لا تحتاج الي هذه المتون الفقهية
يمكنك ان تاخذ مباشرة من الكتاب والسنة لا يأخذ من الكتاب والسنة مباشرة إلا المجتهد المطلق لقد حجرت واسعا أو أصبح الأصل المتون الفقهية وليس الكتاب والسنة
لأنك مجتهد مطلق
ولا تحتاج الي الشافعي ومالك واحمد وغيرهم
كلامي كله عن من أقسم بالله أنه لا يكون طالب علم حقا إلا بالمتون الفقهية
فهل قسمه حق أم باطل؟
هذا السؤال الثاني وأمنى أن أجد منك جوابا عليهما بوضوح ولا تدخلني مع نقاشك مع الإخوة الآخرين
بارك الله فيك أخي المبارك
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 04:27 م]ـ
الأخ /عبدالرحمن الوادى
أنت من الرياض ,اسأل الشيخ الخضير أو الشثرى أو الفوزان أو فضيلة المفتى أو غيرهم عن كلام أبى حمزة وهل أصاب أم أخطأ؟ وانقل لنا اجابتهم!!!!!!!
ملحوظه /بحمد الله أعلم اجابتهم وآرائهم فى هذا ولكنى أريدك أنت أن تسمعها بنفسك
وفقكم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/413)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[12 - 10 - 10, 10:33 م]ـ
شيخنا عصام ما رأيكم في:
1 ـ المقدمة العزية، و على علمي أنها غير معتمدة في بعض المسائل، لكن هل تعتبر مفيدة لأنها دون مختصر الدردير وفويق العشماوية ـ بالنسبة للمنثورات ـ؟
2 ـ هل الدردير يحفظ، أم من قدر عليه فإن الأولى في حقه أن يقدم على خليل؟
شيخنا الكريم
ينبغي أن يوضع السؤال لمتخصص في المذهب المالكي، ولست ذاك الرجل.
لكن الذي أعلمه في جواب سؤالكم:
1 - المقدمة العزية ليست متداولة عند كل المالكية، وإنما يقبل عليها أهل مصر - فيما أحسب. أما في بلاد المغرب فليست مشتهرة. وأيضا فشروحها ليست كثيرة (أعرف لها شرحا واحدا). وسمعت بعض المتخصصين يقول: إن فيها ما ليس معتمدا في المذهب. والله أعلم.
ولا يخفى عليك أن المنهج المتبع عند مالكية المغرب منذ زمن بعيد، وهو منهج خرج الآلاف من الفقهاء المالكيين، يدور على المرشد المعين فالرسالة فمختصر خليل. وهذه الثلاثة يمكن للطالب المجد أن يدرسها لوحده، لكثرة شروحها، فلا يخلو لفظ أو حرف فيها من ضبط وشرح وتعليق.
وقد جربت (في غير الفقه) أن أدرس لوحدي بعض المتون التي ليس عليها غير شرح واحد، فكنت أجلس أياما متدبرا في لفظة منها أشكلت علي. وقد لا أهتدي إلى الصواب فيها.
بخلاف المتون المخدومة (كألفية ابن مالك مثلا، وكالمتون الفقهية التي سبق ذكرها)، فدراستها ميسرة جدا.
2 - نعم بارك الله فيكم: حفظ المختصر الخليلي أولى، لاعتبارات كثيرة.
والله أعلم.
ـ[عماد الدين زيدان]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:04 ص]ـ
أخي عبدالرحمن اليحيى وأخي عبدالرحمن الوادي
لا تحجران واسعا .. والأمر أهون من ذلك
ونوصي باقي الإخوان بالرفق واللين
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[13 - 10 - 10, 10:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا عصام
وأنا لا أعرف عليها إلا شرح الأزهري الابي كذلك
وعليها شرح الزرقاني مخطوط(132/414)
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 02:22 ص]ـ
في بيان حول ما جرى لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
اللجنة الدائمة للإفتاء: سب صحابة رسول الله أو التعرض لعرضه بقذف أزواجه جرم عظيم
الرياض: واس
صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة البيان التالي دفاعاً عن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها:
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية على ما تناقلته وسائل الإعلام من القذف والسب والطعن في عرض زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مكذباً للكتاب والسنة المطهرة وإحقاقاً للحق ودفعاً عن عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي هو عرض النبي صلى الله عليه وسلم.
كتبت اللجنة البيان الآتي:
إن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وجوب محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم والترضي عنهم فهم الذين صحبوا خاتم الأنبياء والمرسلين وهم الذين عايشوا نزول الوحي وهم الذين مدحهم الله في كتابه وأثنى عليهم المصطفى عليه الصلاة والسلام في سنته وكفى بذلك منقبة وفضيلة:
قال الله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) التوبة (100) وقال تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) الفتح: (18) وقال تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الفتح (29).
وثبت عنه عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري ومسلم أنه قال // خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: " لاتسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " متفق عليه.
والأحاديث في تزكيتهم وذكر فضائلهم جماعة وأفراداً كثيرة جداً.
ومن أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة كذلك وجوب محبة آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة حقهم وتنزيلهم المنزلة اللائقة بهم فهم وصية رسول الله كما ثبت بذلك الخبر من قوله عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم " أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثاً " وقد روى البخاري ومسلم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال " والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي" وقال رضي الله عنه كذلك كما في صحيح البخاري ارقبوا محمداً في أهل بيته.
ولا شك أن أزواجه وذريته عليه الصلاة والسلام من أهل بيته ويدل لذلك قوله تعالى // يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا *وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) الأحزاب (32) - (33).
ومن معتقد أهل السنة والجماعة أن المرء لا يبرأ من النفاق إلا بسلامة المعتقد في الصحابة وآل البيت يقول الطحاوي (ومن أحسن القول في أصحاب النبي وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق) وقال (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/415)
وبهذا يتبين أن سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو التعرض لعرضه عليه الصلاة والسلام بقذف أزواجه جرم عظيم وخصوصاً الصديقة بنت الصديق وهي المبرأة من فوق سبع سماوات وكانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه وكانت أفقه نساء الأمة على الإطلاق فكان الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين إذا أشكل عليهم الأمر في الدين استفتوها.
ومناقبها رضي الله عنها كثيرة مشهورة فقد وردت أحاديث صحيحة بخصائص انفردت بها عن سواها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن ومنها:
1 - مجيء الملك بصورتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سرقة من حرير قبل زواجها به صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي فأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه.
2 - ومن مناقبها رضي الله عنها أنها كانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقد صرح بمحبتها لما سئل عن أحب الناس إليه فقد روى البخاري عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال عائشة قلت فمن الرجال قال أبوها.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله (وهذا خبر ثابت وما كان عليه الصلاة والسلام ليحب إلا طيبا وقد قال لو كنت متخذا خليلاً من هذه الأمة لا تخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام أفضل فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حري أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله وحبه عليه السلام لعائشة كان أمراً مستفيضاً).
3 - ومن مناقبها رضي الله عنها نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيرها من نسائه عليه الصلاة والسلام فقد روى البخاري عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيث ما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني.
فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي في لحاف امرأة منكن غيرها.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله (وهذا الجواب منه دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها).
4 - ومن مناقبها رضي الله عنها أن جبريل عليه السلام أرسل إليها سلامه مع النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى مالا أرى تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النووي وفيه فضيلة ظاهرة لعائشة رضي الله عنها.
5 - ومن مناقبها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بتخييرها عند نزول آية التخيير وقرن ذلك بإرشادها إلى استشارة أبويها في ذلك الشأن لعلمه أن أبويها لا يأمرانها بفراقه فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة فاستن بها بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال إني ذاكر لك أمراً فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بقراقه قالت ثم قال إن الله جل ثناؤه قال // يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا *وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا) الأحزاب (28) - (29).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/416)
قالت فقلت أفي هذا استأمر أبوي؟ فإني اريد الله ورسوله والدار الآخرة قالت ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت.
6 - ومن مناقبها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص على أن يمرض في بيتها فكانت وفاته صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها في يومها وجمع الله بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعاته في الدنيا وأول ساعة من الآخرة ودفن في بيتها فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول أين أنا غداً؟ حرصاً على بيت عائشة قالت فلما كان يومي سكن وعند مسلم عنها أيضاً قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفقد يقول أين أنا اليوم أين أنا غدا؟ استبطاء ليوم عائشة قالت فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري وروى البخاري أيضاً عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول أين أنا غداً أين أنا غدا؟ يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها قالت عائشة فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي ثم قالت دخل عبدالرحمن ابن ابي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له (اعطني هذا السواك يا عبدالرحمن فأعطانيه فقضمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مستند إلى صدري) وفي رواية أخرى بزيادة (فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة)
7 - ومن مناقبها رضي الله عنها إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها من أصحاب الجنة فقد روى الحاكم بإسناده إلى (عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله من من أزواجك في الجنة؟ قال اما إنك منهن؟ قالت فخيل إلي آن ذاك أنه لم يتزوج بكراً غيري) وروى البخاري عن القاسم ابن محمد أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وفي هذا فضيلة عظيمة لعائشة رضي الله عنها حيث قطع لها بدخول الجنة إذ لا يقول ذلك إلا بتوقيف.
8 - ومن مناقبها رضي الله عنها ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ففي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن فضل عائشة زائد على النساء كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة.
9 - ومن مناقبها رضي الله عنها نزول آيات من كتاب الله بسببها فمنها ما هو في شأنها خاصة ومنها ما هو على الأمة عامة فأما الآيات الخاصة بها والتي تدل على عظم شأنها ورفعة مكانتها شهادة الباري جل وعلا لها بالبراءة مما رميت به من الإفك والبهتان وهو قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النور 11 إلى قوله تعالى (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) النور (26).
وقد قال بعض المحققين فيها أيضاً (ومن خصائصها أن الله سبحانه وتعالى برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيراً لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شراً لها ولا خافضاً من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيالها من منقبة ما أجلها).
وبهذا وغيره يتبين فضلها ومنزلتها رضي الله عنها وأرضاها وأن قذفها بما هي بريئة منه تكذيب لصريح القرآن والسنة يخرج صاحبه من الملة كما أجمع على ذلك العلماء قاطبة ونقل هذا الإجماع عدد من أهل العلم.
فالواجب على كل مسلم محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والترضي عنهم أجمعين وتوقيرهم ونشر محاسنهم والذب عن أعراضهم والإمساك عما شجر بينهم فهم بشر غير معصومين ولكن نحفظ فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتأدب معهم بأدب القرآن فنقول (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) الحشر: (10)
هدى الله الجميع لصراطه المستقيم واتباع سيد المرسلين وصحابته الغر الميامين والحمد لله رب العالمين.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
الأعضاء
أحمد بن علي سير المباركي
صالح بن فوزان الفوزان
محمد بن حسن آل الشيخ
عبدالله بن محمد الخنين
عبدالله بن محمد المطلق
عبدالكريم بن عبدالله الخضير
المصدر: وكالة الأنباء السعودية
http://www.spa.gov.sa/cdetails.php?id=824837&catid=3&lite=
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/417)
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 03:49 ص]ـ
جزاهم الله خيرا(132/418)
اللجنة الدائمة للإفتاء: سب صحابة رسول الله أو التعرض لعرضه بقذف أزواجه جرم عظيم
ـ[همام النجدي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 05:08 ص]ـ
في بيان حول ما جرى لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
اللجنة الدائمة للإفتاء: سب صحابة رسول الله أو التعرض لعرضه بقذف أزواجه جرم عظيم
الرياض: واس
صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة البيان التالي دفاعاً عن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها: بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية في الدفاع عن أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية على ما تناقلته وسائل الإعلام من القذف والسب والطعن في عرض زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مكذباً للكتاب والسنة المطهرة وإحقاقاً للحق ودفعاً عن عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي هو عرض النبي صلى الله عليه وسلم.
كتبت اللجنة البيان الآتي:
إن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة وجوب محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم والترضي عنهم فهم الذين صحبوا خاتم الأنبياء والمرسلين وهم الذين عايشوا نزول الوحي وهم الذين مدحهم الله في كتابه وأثنى عليهم المصطفى عليه الصلاة والسلام في سنته وكفى بذلك منقبة وفضيلة:
قال الله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) التوبة (100) وقال تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) الفتح: (18) وقال تعالى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ? وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) الفتح (29).
وثبت عنه عليه الصلاة والسلام كما عند البخاري ومسلم أنه قال // خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: " لاتسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " متفق عليه.
والأحاديث في تزكيتهم وذكر فضائلهم جماعة وأفراداً كثيرة جداً.
ومن أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة كذلك وجوب محبة آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة حقهم وتنزيلهم المنزلة اللائقة بهم فهم وصية رسول الله كما ثبت بذلك الخبر من قوله عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم " أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثاً " وقد روى البخاري ومسلم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال " والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي" وقال رضي الله عنه كذلك كما في صحيح البخاري ارقبوا محمداً في أهل بيته.
ولا شك أن أزواجه وذريته عليه الصلاة والسلام من أهل بيته ويدل لذلك قوله تعالى // يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ? إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا *وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى? ? وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ? إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) الأحزاب (32) - (33).
ومن معتقد أهل السنة والجماعة أن المرء لا يبرأ من النفاق إلا بسلامة المعتقد في الصحابة وآل البيت يقول الطحاوي (ومن أحسن القول في أصحاب النبي وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق) وقال (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/419)
وبهذا يتبين أن سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو التعرض لعرضه عليه الصلاة والسلام بقذف أزواجه جرم عظيم وخصوصاً الصديقة بنت الصديق وهي المبرأة من فوق سبع سماوات وكانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه وكانت أفقه نساء الأمة على الإطلاق فكان الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين إذا أشكل عليهم الأمر في الدين استفتوها.
ومناقبها رضي الله عنها كثيرة مشهورة فقد وردت أحاديث صحيحة بخصائص انفردت بها عن سواها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن ومنها:
1 - مجيء الملك بصورتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سرقة من حرير قبل زواجها به صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت هي فأقول إن يكن هذا من عند الله يمضه.
2 - ومن مناقبها رضي الله عنها أنها كانت أحب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقد صرح بمحبتها لما سئل عن أحب الناس إليه فقد روى البخاري عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال عائشة قلت فمن الرجال قال أبوها.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله (وهذا خبر ثابت وما كان عليه الصلاة والسلام ليحب إلا طيبا وقد قال لو كنت متخذا خليلاً من هذه الأمة لا تخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام أفضل فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته فمن أبغض حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حري أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله وحبه عليه السلام لعائشة كان أمراً مستفيضاً).
3 - ومن مناقبها رضي الله عنها نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيرها من نسائه عليه الصلاة والسلام فقد روى البخاري عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيث ما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي صلى الله عليه وسلم قالت فأعرض عني فلما عاد إلي ذكرت له ذلك فأعرض عني. فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال يا أم سلمة لا توئذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي في لحاف امرأة منكن غيرها.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله (وهذا الجواب منه دال على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها وأن ذلك الأمر من أسباب حبه لها).
4 - ومن مناقبها رضي الله عنها أن جبريل عليه السلام أرسل إليها سلامه مع النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى مالا أرى تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النووي وفيه فضيلة ظاهرة لعائشة رضي الله عنها.
5 - ومن مناقبها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بتخييرها عند نزول آية التخيير وقرن ذلك بإرشادها إلى استشارة أبويها في ذلك الشأن لعلمه أن أبويها لا يأمرانها بفراقه فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة فاستن بها بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال إني ذاكر لك أمراً فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك قالت وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بقراقه قالت ثم قال إن الله جل ثناؤه قال // يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا *وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا) الأحزاب (28) - (29).قالت فقلت أفي هذا استأمر أبوي؟ فإني اريد الله ورسوله والدار الآخرة قالت ثم فعل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/420)
فعلت.
6 - ومن مناقبها رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص على أن يمرض في بيتها فكانت وفاته صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها في يومها وجمع الله بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعاته في الدنيا وأول ساعة من الآخرة ودفن في بيتها فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقول أين أنا غداً؟ حرصاً على بيت عائشة قالت فلما كان يومي سكن وعند مسلم عنها أيضاً قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفقد يقول أين أنا اليوم أين أنا غدا؟ استبطاء ليوم عائشة قالت فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري وروى البخاري أيضاً عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول أين أنا غداً أين أنا غدا؟ يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها قالت عائشة فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي ثم قالت دخل عبدالرحمن ابن ابي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له (اعطني هذا السواك يا عبدالرحمن فأعطانيه فقضمته ثم مضغته فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مستند إلى صدري) وفي رواية أخرى بزيادة (فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة)
7 - ومن مناقبها رضي الله عنها إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها من أصحاب الجنة فقد روى الحاكم بإسناده إلى (عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله من من أزواجك في الجنة؟ قال اما إنك منهن؟ قالت فخيل إلي آن ذاك أنه لم يتزوج بكراً غيري) وروى البخاري عن القاسم ابن محمد أن عائشة اشتكت فجاء ابن عباس فقال يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وفي هذا فضيلة عظيمة لعائشة رضي الله عنها حيث قطع لها بدخول الجنة إذ لا يقول ذلك إلا بتوقيف.
8 - ومن مناقبها رضي الله عنها ما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ففي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن فضل عائشة زائد على النساء كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة.
9 - ومن مناقبها رضي الله عنها نزول آيات من كتاب الله بسببها فمنها ما هو في شأنها خاصة ومنها ما هو على الأمة عامة فأما الآيات الخاصة بها والتي تدل على عظم شأنها ورفعة مكانتها شهادة الباري جل وعلا لها بالبراءة مما رميت به من الإفك والبهتان وهو قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ? لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ? بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ? لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ? وَالَّذِي تَوَلَّى? كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النور 11 إلى قوله تعالى (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ? وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ? أُولَ?ئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ? لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) النور (26).
وقد قال بعض المحققين فيها أيضاً (ومن خصائصها أن الله سبحانه وتعالى برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيراً لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شراً لها ولا خافضاً من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيالها من منقبة ما أجلها).
وبهذا وغيره يتبين فضلها ومنزلتها رضي الله عنها وأرضاها وأن قذفها بما هي بريئة منه تكذيب لصريح القرآن والسنة يخرج صاحبه من الملة كما أجمع على ذلك العلماء قاطبة ونقل هذا الإجماع عدد من أهل العلم.
فالواجب على كل مسلم محبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والترضي عنهم أجمعين وتوقيرهم ونشر محاسنهم والذب عن أعراضهم والإمساك عما شجر بينهم فهم بشر غير معصومين ولكن نحفظ فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتأدب معهم بأدب القرآن فنقول (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) الحشر: (10)
هدى الله الجميع لصراطه المستقيم واتباع سيد المرسلين وصحابته الغر الميامين والحمد لله رب العالمين.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
الأعضاء
أحمد بن علي سير المباركي
صالح بن فوزان الفوزان
محمد بن حسن آل الشيخ
عبدالله بن محمد الخنين
عبدالله بن محمد المطلق
عبدالكريم بن عبدالله الخضير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/421)
ـ[محمدالخالدي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 06:59 ص]ـ
بيان يشكرون عليه لكنه أتى بعد غروب الشمس.
للأسف أن لايكون هناك مبادرة فورية في مثل هذه المواقف, بدل أن يكون الشارع هو من يضغط ليخرج هذه الفتاوى.
بارك الله في علمائنا وحفظهم من كل سوء
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:37 ص]ـ
الشيخ همام النجدي نفع الله به وحفظه:
كان الأولى أن تجعل عنوان المبحث هو عبارة ((يخرج صاحبه من الملة)) التي بذيل الفتوى، لأنها واضحة صريحة قوية؛ أما عبارة ((جرم عظيم)) فهي موهمة لعوام المسلمين.
و قد ذكرني هذا بما يأتي به القرضاوي؛ يقول في الروافض: ((أفاكون .. سفهاء .. ضالون .. )) .. فإذا جئت به إلى المحك والقول الصراح بكفرهم: انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ.
وجزاك الله خيرا يا شيخ على ما نقلت نفع الله بك.
ـ[السليماني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 02:14 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[10 - 10 - 10, 02:47 م]ـ
جزاك الله خيرا على النقل
كان الأولى أن تجعل عنوان المبحث هو عبارة ((يخرج صاحبه من الملة)) التي بذيل الفتوى، لأنها واضحة صريحة قوية؛ أما عبارة ((جرم عظيم)) فهي موهمة لعوام المسلمين.
استدراك في محله
فمن رمى زوجات النبي صلى الله عليه و سلم بالزنا فهو خارج من الملة بلا شك لإنه مكذب للقرآن
و لو كان الأمر في سب الصحابة فقط لكان العنوان مقبولا نوعا ما
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 03:59 م]ـ
الله المستعان!(132/422)
هل هذه العبارة من زاد المعاد صحيحة؟
ـ[عبدالله يعقوب]ــــــــ[10 - 10 - 10, 06:28 ص]ـ
كتاب زاد المعاد من الكتب التي انتفعت بها نفعاً عظيماً منذ عشرين سنة.
وأثناء قراءتي مرَّت علي هذه العبارة للإمام ابن القيم رحمه الله، وهي في المطبوع (5/ 475) ط 14، مؤسسة الرسالة، 1410هـ.
فأرجو من المشايخ الكرام التبيان والإيضاح هل هذه الكلمة صحيحة أم خطأ مطبعي. والعبارة كالتالي:
"وَقَالَ الْحَسَنُ عَلّمُوهُمْ وَأَدّبُوهُمْ وَفَقّهُوهُمْ، فَإِذَا كَانَتْ الْأُمّ تَتْرُكُهُ فِي الْمَكْتَبِ، وَتُعَلّمُهُ الْقُرْآنَ، وَالصّبِيّ يُؤْثِرُ اللّعِبَ وَمُعَاشَرَةَ أَقْرَانِهِ، وَأَبُوهُ يُمَكّنُهُ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنّهُ (يعني الأب) أَحَقّ بِهِ بِلَا تَخْيِيرٍ وَلَا قُرْعَةٍ، وَكَذَلِكَ الْعَكْسُ، وَمَتَى أَخَلّ أَحَدُ الْأَبَوَيْنِ بِأَمْرِ اللّهِ وَرَسُولِهِ فِي الصّبِيّ وَعَطّلَهُ وَالْآخَرُ مُرَاعٍ لَهُ فَهُوَ أَحَقّ وَأَوْلَى بِهِ. اهـ
لا أعتقد أنها صحيحة لأن المعنى أصبح مقلوباً، وأظن أن المراد: فإنها (يعني الأم) وخاصة أن السياق بعده يؤيده. والله أعلم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 10:48 ص]ـ
لا أعتقد أنها صحيحة لأن المعنى أصبح مقلوباً، وأظن أن المراد: فإنها (يعني الأم) وخاصة أن السياق بعده يؤيده. والله أعلم
نعم اعتقادك صحيح واختيار ابن القيّم هذا نقله أهل العلم عنه(132/423)
هل فرغت أشرطة الشيخ يوسف الشبيلي
ـ[العازمي الكويتي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 07:53 ص]ـ
إخواني هل أجد تفريغ أشرطة الشيخ الشبيلي لبرنامج دين ودينار أو المعاملات المعاصرة
ـ[عبدالرحمن الشيخ]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:29 ص]ـ
السلام عليكم
نعم، تجد معظمها في موقعه http://www.shubily.com/index.php?news=92
ـ[العازمي الكويتي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي الغالي(132/424)
التَّعليقاتُ الجَليَّة والقَوَاعدُ العِلميَّة عَلَى "مسَائلِ الجَاهِليَّة" لأحْمدَ الحَازميُّ.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 04:16 م]ـ
التَّعليقاتُ الجليَّة والقَوَاعدُ العِلميَّة عَلَى "مسَائلِ الجَاهِليَّة" للشَّيخِ: أَحْمدَ بن عمرَ الحَازميُّ -حفظه الله-.
لأحد "طلبة العلم الفضلاء" -جزاه الله خيراً-
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأخ -حفظه الله-:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته , أما بعد:
فهذه بعض التعليقات والقواعد العلمية على مسائل الجاهلية للشيخ أحمد الحازمي - حفظه الله من كل شر وسوء وعدو -.
أسأل الله تعالى أن يحفظ الشيخ وأن يزده علما وعملا وإخلاصا وثباتا على الحق , وأن لايخشى ولايخاف في الله العظيم لومة لائم.
أشهد الله أني أحب الشيخ في الله.
مقدمة الشيخ:-
المغزى والمضمون هو التنصيص على المسائل التي خالف فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ الجاهلية وليس البحث والتفصيل في هذه المسائل , ولهذا يمكن جمع هذه المسائل في قاعدة وهي: (كل واجب تركه المكلف أو محظور فعله المكلف فهو من أمور الجاهلية).
المؤلف:-
هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي (1115 – 1226) هـ.
اسم الكتاب:-
مسائل الجاهلية أو المسائل التي خالف فيها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أهلَ الجاهلية " وهذا مأخوذ من بداية الكتاب ".
المؤلف لم يسم هذا الكتاب كعادته – رحمه الله – لأن غرضه هو التصنيف لأجل إيصال الفائدة , ولذلك اختلف في كتاب التوحيد والأصول الثلاثة والقواعد الأربع , لأنه إمام صاحب دعوة لا يهتم بالتأليف والتصنيف فيريد إيصال الفائدة لعموم المسلمين , ولذلك اعتنى بذكر الدليل والإيجاز والإيضاح.
وقد يكون سمى الكتاب مشافهة (جاء في بعض نسخ فتح المجيد (وهو ليس بمطبوع) قال عبد الرحمن بن حسن: ولشيخنا مصنف لطيف ذكر فيه ما خالف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية) ا. هـ.
وهذا يدل على:- -1 - صحة نسبة الكتاب للإمام لأن هذا كلام حفيده.
-2 - جمع ما خالف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية في هذه الرسالة القيمة.
· والألوسي لم يسمها في شرحه.
· سبب تأليف الرسائل القصيرة:- ليخاطب بها العوام أولا والخواص ثانيا.
أهمية الكتاب:-
هذا الكتاب قائم على أصل من أصول الدين وهو مخالفة الكفار , فهنا أراد المصنف أن يجمع كل كتاباته ومصنفاته , فهذه تعتبر رؤوس أقلام , فدل على أن المسائل التي خالف فيها النبي صلى الله عليه وسلم هي ما كانت النتائج من تلك المقدمات التي ذكرها في كتبه.
· هذا الكتاب خلاصة لكل ما أمر الله به ورسوله.
· قال الله تعالى: " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) " , وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ منْهُمْ " [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1).
· فهذا فيه مفاصلة بين صراط المنعوم عليهم وبين المغضوب عليهم والضالين.
· لفهم هذه الرسالة لا بد من:-
-1 - معرفة الجاهلية (لغة - اشتقاقا – اصطلاحا – ضدها وهو العلم).
-2 - أقسام الجاهلية.
-3 - الأصل التي بُنِيت عليها هذه المسائل.
منهج الرسالة:-
يخاطب فيه العوام وطلاب العلم والعلماء , ولهذا فإنه يبتدأ بما يريده (لفائدة استعجال الفائدة) حتى يسهل على العوام.
عدد المسائل:-
في الدرر السنية (2/ 131) 128 مسألة , وعند الألوسي 100 مسألة , قال الألوسي:" إني وقفت على رسالة صغيرة الحجم، كثيرة الفوائد، تشتمل على نحو مائة مسألة " [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2) .
وقال عبد الرحمن بن حسن في بعض نسخ الفتح في باب الاستسقاء بالأنواء: " ولشيخنا -رحمه الله- مصنف لطيف ذكر فيه ما خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أهل الجاهلية، بلغ مائة وعشرين مسألة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/425)
وسبب الاختلاف أن بعض النساخ يجعلون المسألة أو أكثر مسألةً واحدة , ذكر الشيخ صالح العبود في كتاب عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1/ 214): " وهو مطبوع متداول بتعداد مختلف لهذه المسائل اختلافا سهلا في الزيادة والنقص ولا يضر ذلك لأن الكتاب صحيح النسبة إلى الشيخ، والزيادة والنقص إنما هو في تعداد المسائل فبعض النساخ يجعل المسألتين والثلاث واحدة والبعض الآخر يجعل لكل مسألة عددآ خاصا كما يفعل الشيخ الألوسي في الرابعة والخمسين والخامسة والخمسين وهكذا ".
إذاً الجوهر واحد والاختلاف في التعداد وأفضل ما قيل فيها هو قول عبد الرحمن بن حسن لأنه ألصق بالشيخ رحم الله الجميع.
قال الألوسي " بيد أن مسائل تلك الرسالة في غاية الإيجاز، بل كادت تعد من قبيل الألغاز " [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3) .
· ليس مراد المصنف أن نشرح هذه المسائل في هذه الرسالة , وإنما التنصيص عليها فقط والتنبه لها.
هذه الرسالة مبنية على أصل من أصول الدين وهي مخالفة الكفار , فيجب أن نؤصل لهذه القاعدة ثم نشرع بالشرح.
كتابه هذا يدل على أن دعوته قائمة على الكتاب والسنة.
· لما ناظر المبتدعة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في العقيدة الواسطية قالوا له: " قل هذه عقيدتي " لأنهم لا يريدون أن يدوا عليه لأنها عقيدة السلف الصالح , فإذا ردوا عليه وقعوا في الكارثة.
· إذا وجّه الناظر نظره إلى قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم من غير فهم كلام أهل العلم السابقين فإنه يقع فيما وقع فيه المبتدعة من الخوارج والروافض والمرجئة , ولهذا اختلاف العلماء في أصول المعتقد إنما وقع في العلميات الغبية , ولكنها ليست كمسائل القدر وإثبات الأسماء والصفات على حقائقها فليس بين السلف خلاف في الأصول وإنما في الفقهيات , ولهذا فمن حاول الفصل بين الدليل وطريقة فهمه فأنه لا بد أن يقع في البدعة.
· لا يوجد مبتدع منتسب للإسلام إلا ويستدل بالكتاب والسنة.
شروح الكتاب:-
-1 - الألوسي:- محمود شكري أبو المعالي الألوسي البغدادي السلفي (1273 – 1342) هـ صاحب كتاب غاية الأماني في الرد على النبهاني وكتاب صب العذاب على من سب الأصحاب وكتاب بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب و ليس صاحب كتاب روح المعاني.
-2 - محمود السعيد: جمع وحقق وشرح الكتاب.
مسألة: هل المصنف قصد قصر المسائل؟
الجواب: أنه لم يقصد الاستيعاب والحصر وإنما أراد ذكر الأمثلة فيما جرى عليه أهل الشرك في زمانه , لأنه نص على ذلك , وهو نفسه رحمه الله في البداية قال " أمور – وفي بعض النسخ مسائل – " وهي ليست من ألفاظ العموم أو الحصر والقصر.
ثانيا: لأن الحال تشهد على ذلك , وقد قام الكتور محمود الدويش بكتابة (زوائد على مسائل الجاهلية) وزاد 211 مسألة على الكتاب.
الشروع في شرح الكتاب
مسائل " أمور " الجاهلية
- مسائل: جمع مسألة , مفعلة من السؤال , وقد يراد بهذا الوزن: -1 - مصدر -2 - اسم مكان -3 - اسم آلة.
والمسألة:- ما يبرهن عليه من العلم , يعني كل كلام يحتاج لدليل وبرهان. وفي المفردات " استدعاء معرفة أو ما يؤدي إلى معرفة ".
- أمور: الأمر هي ما يصدق على القول أو الفعل (وإليه يرجع الأمر كله) و (قل إن الأمر ..... ) و (أمره إلى الله).
- الجاهلية: المعنى اللغوي: مصدر صناعي (جاهلية) , والمصدر الصناعي اسم تلحقه ياء مشددة مكسور ما قبلها وبعدها تاء تأنيث مربوطة , فائدته ليدل على معنى لم يكن يدل عليه قبل الزيادة , وهذا معلوم من لغة العرب , أنهم لا يصيفون شيئا إلا لفائدة
*والياء والتاء هل هما حرفا معنى أم مبنى؟
الياء ياء النسبة:- حرف معنى ينفك عن الكلمة , وكذلك تاء التأنيث. (جاهل – جاهلي – جاهلية) , (إنسان , إنساني , إنسانية).
إنسان: حيوان ناطق , إنساني: هي الصفات التي يتصف بها الإنسان من محبة وعطف وحنان وغير ذلك.
فالجاهلية مأخوذة من الجهل , والجاهل: اسم فاعل وهو مأخوذ من الجهل , والجهل: هو عدم العلم أو فقده أو انتفاءه.
و الجهل جا في المذهب المحمود ***** هو انتفاء العلم بالمقصود
ويطلق ويراد به الخفة التي هي خلاف الطمأنينة. ويطلق ويراد به الطيش كما قال عمرو بن كلثوم:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/426)
ألا لا يجهلن أحد علينا ***** فيجهل فوق جهل الجاهلينا
مسألة: أنواع الجهل لغة:
-1 - خلو النفس من العلم , وهذا هو الأول (الجهل البسيط).
-2 - اعتقاد الشيء خلاف ما هو عليه (الجهل المركب).
-3 - فعل الشيء خلاف ما حقه أن يفعل (سواء اعتقد اعتقادا صحيحا أو فاسدا) الدليل على هذا (قالوا أتتخذنا هزوا* قال أعوذ بالله ..... ) (فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة).
الجهل يذكر على سبيل المدح تارة وعلى سبيل الذم تارة أخرى: الدليل (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف): فهذا ليس مذموما.
وتعريفه اصطلاحا:- قال النووي:" وَالْمُرَادُ بِالْجَاهِلِيَّةِ مَا كَانَ فِي الْفَتْرَة قَبْل الْإِسْلَام" [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4) .
وهنا ينتقد النووي مع جلالة قدره في هذا الباب على هذا التعريف , أين نذهب بحديث (إنك امرؤ فيك جاهلية)؟ نقول هذا التعريف غير جامع.
قال ابن حجر: " والجاهليه ما قبل الإسلام وقد يطلق في شخص معين أي في حال جاهليته ". وسنأتي لتفصيل في أقسامها.
فالأصل فيها أنها مطلقة وهي المرادة غالبا في نصوص الشرع , ولا تقبل أن تكون نسبية إلا إذا جاءت قرينة والدليل أنها وردت أربع مرات في القرآن الكريم:-
-1 - "َظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ" [آل عمران: 154]
-2 - أفحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة: 50]
-3 - و َلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب: 33]
-4 - إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ [الفتح: 26]
وهذه الأوصاف لا تدل على تخصيص الجاهلية بالجاهلية النسبية بل هي مطلقة وأحوالها (ظن – حكم – تبرج – حمية).
قال البخاري في باب المناقب (باب أيام الجاهلية) (القسامة في الجاهلية) (جاء في سيل الجاهلية) (كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية).
إطلاقات الجاهلية:-
-1 - ما قبل الإسلام مطلقا.
-2 - ما قبل إسلام الشخص إن كان كافرا.
لا توجد أمة تدرك رسول سابق ورسول لاحق.هذا لا وجود له عالإطلاق.
لا نستطيع إطلاق لفظ الجاهلية بعد الإسلام إلا بعد النظر إلى الجاهلية المطلقة , فحَدّها بعضهم إلى مولد النبي صلى الله عليه وسلم , وينتقد لافتقاده للدليل. وعَمَّمَ بعضهم وأطلقها إلى بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.
لا يكفر من اتصف بالجاهلية إلا إذا اقترنت معه قرينة تكفره , فالجاهل قد يكون كافرا أو فاسقا.
أقسام الجاهلية:-
-1 - عامة مطلقة (الجاهلية الأولى).
-2 - خاصة مقيدة (الجاهلية الأخرى).
و َلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب: 33]:- وصفها بالأولى لأنها سابقة عن الإسلام يقابلها النوع الثاني وهي ما أتت بعد الإسلام.
الجاهلية المطلقة ارتفعت: إلا عند ابن تيمية باعتبار النظر إلى بلد كل أهله كفر.
الجاهلية المقيدة:- هي التي يوصف بها أشخاص دون أشخاص و مكان دون مكان وزمان دون زمان.وقد تكون في ديار المسلمين أو كثير من الأشخاص (أَرْبَعٌ فِى أُمَّتِى مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ) [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5) , وحديث (يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ).
مسألة: هل يتصور غير الجاهلية المقيدة بعد ظهور الإسلام أو بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؟ الجواب: لا. فانتبه!
مسألة: ما الفرق بين أنت جاهلي و إنك فيك جاهلية؟
- أنت جاهلي:- كل صفاتك اتصفت بالجهل.
- إنك فيك جاهلية:- أنت مسلم اتصفت بصفة الجاهلية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/427)
· ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه:- هذا في غير مسائل الشرك والتوحيد أما مسائل الشرك التوحيد المناقض للتوحيد فكل من وقع بالشرك وقع الشرك عليه وأما ما عدا ذلك كمن أنكر معلوما من الدين بالضرورة وقد يكون يخفى عليه فهذا لا بد من إقامة الحجة , وما ورد من كلام السلف وغيرهم في إقامة الحجة فهو من هذا النوع وهو أن يكون الشيء قد يخفى على بعض الناس أو يكون الشخص الذي أنكر حديث عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة فحينئذ لا بد من إقامة الحجة ولا ينزل حكم الكفر عليه مباشرة , أما الشرك الأكبر والطواف والنذر والذبح لغير الله ونحو ذلك نقول هذا يعتبر كافرا منذ أن فعل الشرك ولا نحتاج إلى إقامة الحجة , والقول في إقامة الحجة في هذا النوع (قول محدث) لا أصل له عند السلف أي لا يعرف إلا من جهة كلام ابن تيمية ولم يسبق بهذا القول إن لم يوجد.
مسألة:- قال الله تعالى " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى " [الأحزاب:33] هذه جاهلية أولى فهل هناك ما يقابلها؟
قال ابن جرير: " عَنْ عَامِرٍ {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} قَالَ: الْجَاهِلِيَّةُ الأُولَى: مَا بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ. وَقَالَ آخَرُونَ: ذَلِكَ مَا بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ". وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ ذَلِكَ بَيْنَ نُوحٍ وَإِدْرِيسَ. وَأَوْلَى الأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي بِالصَّوَابِ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ نَهَى نِسَاءَ النَّبِيِّ أَنْ يَتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى. وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مَا بَيْنَ آدَمَ وَعِيسَى، فَيَكُونُ مَعْنَى ذَلِكَ: وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى الَّتِي قَبْلَ الإِسْلاَمِ, فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: أَوَ فِي الإِسْلاَمِ جَاهِلِيَّةٌ حَتَّى يُقَالُ: عَنَى بِقَوْلِهِ {الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} الَّتِي قَبْلَ الإِسْلاَمِ؟ قِيلَ: فِيهِ أَخْلاَقٌ مِنْ أَخْلاَقِ الْجَاهِلِيَّةِ. ا.ه بتصرف يسير. [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6)
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتصر المصنف على البسملة لأنها أوجز الذكر.
هذه: أمور , خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهل الجاهلية
- هذه:- اسم إشارة لشيء معنوي.
- خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية:- الاختلاف والمخالفة: هو أن يأخذ كل من الفريقين طريقا غير طريق الآخر , والخلاف أعم من الضد لأن كل ضد خلاف ولا عكس (النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان).
- ما:- سواء من القول والفعل أو الترك.
خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهل الجاهلية: الكتابيين ,و الأميين ,و مما لا غنى للمسلم عن معرفتها.
- الكتابيين والأميين:- بإسقاط (من) فإعرابه:- مفعول به لفعل محذوف تقديره: (أهل الجاهلية أعني).
· نص على الكتابيين لأن الجاهلية ليس وصفا يختص لمن لم ينزل عليهم الكتاب , لا , بل الوصف يشمل النوعين.
· إطلاقنا على أهل الكتاب - وهم النوع الأول من الجاهلية - هذا اللفظ ليس مراعاة لشعورهم كما يظنه بعض المعاصرين الجهلة , لا بل هو تنبيه وتجيه لهم أن يلتزموا الكتاب الذي أنزل عليهم ولم يؤمنوا به وإلا فنحن نعتقد أنهم كفار فهنا فيه نقص وعيب وذم لهم , أي أنكم أهل كتاب ومع ذلك فقد حرفتم وبدلتم ولم تستجيبوا للكتاب الذي تزعمون أنكم تنتسبون إليه ومن باب أولى كتاب الله جل وعلا الذي دعا كتابكم إليه.
· النوع الثاني هم من ليس لهم كتاب , وهم ما عدا اليهود والنصارى , ولهذا يقال لهم المشركين والكفار ويدخل فيهم المجوس وعبدة غير الله تعالى أيًّا كان معبودهم.
العهد القديم:- " الأسفار القديمة " هو كتاب موسى عليه السلام " التوراة ".
العهد الجديد:- الكتاب الذي أنزل على عيسى عليه السلام " الإنجيل ".
- الأميين: مفردها أميّ و هو الذي لا يقرأ من كتاب. قال الفراء:- الأمي: من نسب إلى أمة أمية (وهذا بعيد) ونسبة النبي إلى الأمية ليس بعيب , بل هي منقبة ومفخرة. ا. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/428)
· أما المجوس: فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ " [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7) .
وهذا الحديث كالنص , قال أبو عمر: في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجوس "سنوا بهم سنة أهل الكتاب" يعني في الجزية , دليل على أنهم ليسوا أهل كتاب وعلى ذلك جمهور الفقهاء. [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn8)
مما لاغنى للمسلم عن معرفتها
- مما لا غنى للمسلم عن معرفتها:- والسبب في ذلك أن نقول:- لما كانت المباعدة عن هذه الأقوال والأفعال الجاهلية واجبة , وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب , فدل على أنه يجب على المسلم أن يتعلم أمور الجاهلية حتى يجتنبها.
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ***** ومن لم يعرف الخير من الشر وقع فيه
قال حذيفة:" إن الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه" ,دل ذلك أن البحث عن الفرق والمذاهب ونحوها من بيان أفكارهم واعتقاداتهم من أهم أمور الدين , وهذا يبين أهمية هذا العلم.
فالضد يظهر حسنه الضد
وبضدها تتبن الأشياء
- هذان بيتان لا بيت واحد كما ظن بعض النساخ.
- العجز الأول مأخوذ من بيت: (ضدان لما استجمعا حسنا * فالضد يظهر حسنه الضد)
يعني معرفة الضد يجعل هذه المعرفة وهذه المعلومة حسنة , وكاملة , فمن كمال معرفة التوحيد معرفة الشرك , وكذلك السنة , لتكون علمك كاملا بها فإنك تتعرف على البدعة.
- أما العجر الثاني هو من بيت للمتنبي:- (ونذيمهم وبه عرفنا فضله أو فضلهم * وبضدها تتبين الأشياء).
فلا يجعل هذان البيتان كبيت واحد , فهذا من الأخطاء المطبعية.
فأهم ما فيها , وأشدها خطراً: عدم إيمان القلب , بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فإن انضاف إلي ذلك استحسان ما عليه أهل الجاهلية , تمت الخسارة؛ كما قال تعالى: (والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون) [العنكبوت: 52].
· عدم إيمان القلب:- هذا كفر أكبر فإن انضاف استحسان أعمال أهل الجاهلية فتمت الخسارة , وكما أن عدم إيمان القلب كفر أكبر وهو ركن كذلك عدم إيمان الجوارح هو كفر أكبر ولا نشترط قول اللسان أو القلب وفي ذلك إجماعا , ولو اشترطناه لوافقنا الجهمية والمرجئة , كقولهم " لا كفر إلا بالاعتقاد أو التكذيب أو الجحود ".
· أهم وأشد خطرا:هذا يدل على وجود غيرها وما هو دون ذلك وهذا يؤدي إلى الكفر كما سبق بيانه.
- انضاف: انجمع , على وزن انفعل.
- استحسان: أي عدّهُ حسنا لا قبيحا.
- " والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون ":- قال ابن كثير:" أي: يوم معادهم سيجزيهم على ما فعلوا، ويقابلهم على ما صنعوا، من تكذيبهم بالحق واتباعهم الباطل، كذبوا برسل الله مع قيام الأدلة على صدقهم، وآمنوا بالطواغيت والأوثان بلا دليل، سيجازيهم على ذلك، إنه حكيم عليم" [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn9) .
نعيد ونقول: هذه المسائل لا بد من تعلمها وتعليمها حتى لا يشكك المؤمن نفسه ويتردد بين الكفر والإيمان بين الشرك والتوحيد.
المسألة الاولى: أنهم يتعبدون بإشراك الصالحين , في دعاء الله , وعبادته , يريدون شفاعتهم عند الله , كما قال تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) [يونس: 18] وقال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفى) [الزمر: 3] وهذه: أعظم مسألة , خالفهم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأتى بالإخلاص , وأخبر أنه دين الله , الذي أرسل به جميع الرسل.
مضمون المسألة الأولى:- بيان دين المشركين المبني على أربعة أمور:-
-1 - يعبدون من دون الله أو يعبدون الله ويشركون معه غيره.
-2 - يريدون شفاعتهم.
-3 - ظنهم أن الله يحب ذلك.
-4 - ظنهم أن الصالحين يحبون ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/429)
(ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاءنا عند الله): أي أنهم يعبدون من دون الله عز وجل ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقرون بذلك , أنها لا تنفع ولا تضر , إذا هم يعتقدون بهذا و إذا هناك آلهة حقيقة مسؤولة عن ذلك , والسؤال:- لماذا يعبدون هذه الأصنام؟ يقولون: هؤلاء شفعاءنا عند الله , هذا هو دين المشركين هذه هي شبهتهم قديما وحديثا , يقولون نحن مذنبون والمذنب بعيد عن الله عز وجل , وهؤلاء الصالحون لهم جاه وولاية عبد الله فحينئذ يطلبون منهم أن يتوسطوا في دفع الضر وجلب النفع , ويسمونه شفاعة أو توسلا ولا يسمونه شركا , لأنهم لو أقروا بذلك لعلموا أنهم ليسوا على الجادة الحق. أهل السنة لا ينظرون إلى الاسم وإنما ينظرون إلى المسمى.
وقال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفى) [الزمر: 3]: أهم وصف لأهل الجاهلية أنهم جعلوا أولياءهم شركاء مع الله عز وجل وهذه أهم مسألة ولهذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم فخالفهم وناقضهم وجاء بالإخلاص (ألَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ) (قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي [الزمر: 14]) (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء).
المشركون عرفوا معنى التوحيد الذي جهله بعض المنتسبين إلى الإسلام (قالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ).
وأنه لا يقبل من الأعمال إلا الخالص؛ وأخبر؛ أن من فعل ما يستحسنونه , فقد حرم الله عليه الجنة , ومأواه النار؛ وهذه المسألة , هي: التي تفرق الناس لأجلها , بين مسلم , وكافر؛ وعندها وقعت العداوة , ولأجلها شرع الجهاد , كما قال تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) [الأنفال: 39].
(إنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ) أن يشرك به:- الشرك الأكبر.
هذه المسألة هي التي تفرق الناس لأجلها وهي التوحيد (َمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ) (ِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ [الصافات: 35) (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ).
· كل من ليس بمسلم كافر , والكفر يدخل فيه أهل الكتاب وغيرهم (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ يَهُودِيٍّ أَوْ نَصْرَانِيٍّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ) (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ).
· إذا وقعت العداوة فلا بد من الافتراق , لأنه من وافق الأنبياء وخالف أعدائهم يستحيل أن يجالس من خالفهم وهو أمر مدرك بالشرع والنظر والواقع (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ).
· وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة: الفتنة هي الشرك.وقاتلوهم هذا فعل أمر يدل على الوجوب ,وليس الجهاد فقط جهاد دفع , بل جهاد دفع وطلب وهذا لا شك فيه.
· مايجب علينا ضد المشركين:-
-1 - عداوتهم واعتقاد كفرهم , بالقلب واللسان والجوارح وإطلاق وصف الكفر عليهم.
-2 - دعوتهم للتوحيد.
-3 - جهادهم , إلا أهل الكتاب يؤمرون بالإسلام فإن أبوا فالجزية فإن أبوا فالجهاد.
· الواقع في الكفر: إما أكبر فهذا كافر خارج من الملة , ولاعذر بالجهل البتة , يسمى مشركا فالاسم والوصف واقع بإجماع السلف , ثم أمور الدنيا المترتبة عليه فبإجماع السلف ترتب عليه فمن وقع من أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالشرك الأكبر فهو مشرك نرتب عليه والحكم ولا نعذره في هذه المسألة , كمن قال من منافقي أيامنا أن الشريعة لا تصلح في هذا الزمن وأنه ثمة مباينة ومفارقة فلو سلكنا طريق اليهود والنصارى للحقناهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/430)
· وإما من جهة ما علم من الدين بالضرورة فهذه ينظر فيها , فإن كان الفاعل حديث عهد بإسلام , أو ناشئ في دار الكفر , أو في بادية بعيدة فهؤلاء الذين يعذرون بجهلهم إن كانوا مقصرين في البحث عن التوحيد , فلا يكفرون حتى تقان عليهم الحجة , فإن لم يقبل فحينئذ يكْفُر.
· سئل الشيخ بعد الدرس عن رجل يقول: إن السجود للصنم لا يكون كفرا. قال الشيخ: يخشى عليه هو أن يقع في الكفر. وضحك هنا.
· من لوازم صدق التوحيد الموالاة للإسلام والبراءة من الشرك والمشركين. وهذه مسألة عظيمة يجب التحدث عنها صباح مساء بمعرفة أحكامها ونواقضها وشروطها وغير ذلك.
المسألة الثانية: أنهم متفرقون في دينهم , كما قال تعالى: (كل حزب بما لديهم فرحون) [الروم: 32] وكذلك في دنياهم , ويرون ذلك هو الصواب , فأتى بالاجتماع في الدين بقوله: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) [الشورى: 13] وقال تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء) [الأنعام: 159] ونهانا عن مشابهتهم بقوله: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) [آل عمران: 105] ونهانا عن التفرق في الدين , بقوله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) [آل عمران: 103].
- متفرقون: مأخوذ من التفريق , على وزن تفعيل , وهي صيغة مبالغة تفيد التكثير وتستعمل لتشتيت الشمل والكلمة , ويكون بين شيئن أو أكثر (إن الذين فرقوا دينهم) لزم منه مفارقة الأبدان.
· قال شيخ الإسلام: " اعلم أن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الخلق على فترة من الرسل وقد مقت أهل الأرض: عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب ماتوا - أو أكثرهم - قبل مبعثه.
والناس إذ ذاك أحد رجلين: إما كتابي معتصم بكتاب: إما مبدل، وإما مبدل منسوخ ودين دارس، بعضه مجهول، وبعضه متروك، وإمّا أميّ من عربي وعجمي، مقبل على عبادة ما استحسنه، وظن أنه ينفعه: من نجم، أو وثن، أو قبر، أو تمثال، أو غير ذلك. والناس في جاهلية جهلاء، من مقالات يظنونها علما وهي جهل، وأعمال يحسبونها صلاحا وهي فساد. وغاية البارع منهم علما وعملا، أن يحصل قليلا من العلم الموروث عن الأنبياء المتقدمين، قد اشتبه عليهم حقه بباطله. "
العرب مختلفون في عباداتهم فمنهم من يعبد الشمس ومنهم من يعبد القمر ومنهم من يعبد الملائكة أو الأولياء أو الصالحين. وهذه القاعدة الرابعة من القواعد الأربع.
- كل حزب بما لديهم فرحون: - وهذا هو حقيقة التفرق أن كل حزب فرح بما لديه من عقائد باطلة.
- ويرون: الرؤيا القلبية.
- (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ... الآية): قال ابن كثير: " والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله وكان مخالفًا له، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق، فمن اختلف فيه {وَكَانُوا شِيَعًا} أي: فرقًا كأهل الملل والنحل -وهي الأهواء والضلالات -فالله (6) قد بَرَّأ رسوله مما هم فيه. وهذه الآية كقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ [وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ]} (7) الآية [الشورى:13]، وفي الحديث: "نحن معاشر الأنبياء أولاد عَلات، ديننا واحد , فهذا هو الصراط المستقيم، وهو ما جاءت به الرسل، من عبادة الله وحده لا شريك له، والتمسك بشريعة الرسول المتأخر، وما خالف ذلك فضلالات وجهالات وآراء وأهواء، الرسل بُرآء منها، كما قال: {لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} ". [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn10)
قال ابن عباس:- أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهى عن المراء والخصومات في دين الله.
- أن أقيموا الدين:- هذا هو المطلوب منا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/431)
- ونهانا عن مشابهتهم والدليل (ولا تكونوا كالذين فرقوا دينهم) الكاف كاف تشبيه , وهنا جاء بالصلة وموصولها ولم يأت بالمشتق مباشرة ليبين العلة وسبب النهي (أي لا تكونوا مثلهم متفرقون ومختلفون) قال ابن جرير:- " وَلاَ تَكُونُوا يَا مَعْشَرَ الَّذِينَ آمَنُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَاخْتَلَفُوا فِي دِينِ اللَّهِ وَأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ مِنْ حُجَجِ اللَّهِ، فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ، وَعَلِمُوا الْحَقَّ فِيهِ، فَتَعَمَّدُوا خِلاَفَهُ، وَخَالَفُوا أَمْرَ اللَّهِ، وَنَقَضُوا عَهْدَهُ وَمِيثَاقَهُ، جَرَاءَةً عَلَى اللَّهِ وَأُولَئِكَ لَهُمْ: يَعْنِي وَلِهَؤُلاَءِ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا، وَاخْتَلَفُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ عَذَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَظِيمٌ. ". [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn11)
- ونهانا عن التفرق في الدنيا (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) أي في الدنيا فحينئذ تقع العداوة والجدل وغيرها.
المسألة الثالثة: أن مخالفة ولي الأمر عندهم , وعدم الانقياد له , فضيلة , والسمع والطاعة ,ذل , ومهانة؛ فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بالصبر على جور الولاة وأمر بالسمع والطاعة لهم , والنصيحة , وغلظ في ذلك , وأبدى فيه وأعاد , وهذه الثلاث , التي جمع بينها فيما ذكر عنه , في الصحيحين أنه قال: " إن الله يرضى لكم ثلاثا , أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا , وأن تعتصموا بحبل الله جميعا , ولا تفرقوا , وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم " ولم يقع خلل في دين الناس , ودنياهم , إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث , أو بعضها.
أي أنهم كانوا أصحاب فوضى وذلك راجع إلى المسألة السابقة لأنهم متفرقون في دنياهم ولعدم إقرارهم لولي يحكمهم لأنهم يرون أن جعل السمع والطاعة لشخص واحد من الذلة الومهانة.
- الولي: كل من قام بأمر وحكم به.
- السمع: قوة في الأذن تُدْرك بها الأصوات , وتطلق ويراد بها الفهم أو الطاعة. (سمعنا وعصينا) أي: فهمنا أمرك , وضد السمع الكره , (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها).
- جور الولاة: الظلم.
- وأمر بالسمع: أمر إيجاب , وليس المأمور به هو السمع فحسب , لا , بل السمع وما أثمر عنه من طاعة وانقياد.
- أولوا الأمر: العلماء , وقيل: الأمراء.
· لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , إنما الطاعة في المعروف:- وهذا قيد في طاعة الأمراء وولاة الأمور , إنما هي في المعروف , مما جاء به الشرع , أو كان مباحا , فإن كان مما جاء به الشرع " مثل الصلاة أو الزكاة أو الجهاد " فهذه طاعة لله أولا ثم طاعة لهم ثانيا , وقد يكون من الأمور المباحة:- فتكون طاعة لهم , وتكون عند ذلك طاعة لله جل وعلا.
- النصيحة:- إرادة الخير للمنصوح , وأصل النصح في اللغة الخلوص , نصحت العسل إذا خلصته من الشمع.
· قال ابن رجب:- " والنصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتذكيرهم به وتنبيههم في رفق ولطف ومجانبة الوثوب عليهم والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك " [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn12).
· فكل ما يعين ولاة الأمور على إقامة الشرع فهو مأمور به.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاَثًا فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ» , قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (1/ 18):- " فَقَدْ جَمَعَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ بَيْنَ الْخِصَالِ الثَّلَاثِ؛ إخْلَاصِ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةِ أُولِي الْأَمْرِ وَلُزُومِ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَهَذِهِ الثَّلَاثُ تَجْمَعُ أُصُولَ الدِّينِ وَقَوَاعِدَهُ وَتَجْمَعُ الْحُقُوقَ الَّتِي لِلَّهِ وَلِعِبَادِهِ، وَتَنْتَظِمُ مَصَالِحَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/432)
وكذلك حديث العرباض بن سارية , (أُوصِيكمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا) , قال ابن رجب:- " فهاتان الكلمتان تجمعان سعادةَ الدُّنيا والآخرة. " ثم قال:- " وأمّا السَّمع والطاعة لوُلاة أُمور المسلمين، ففيها سعادةُ الدُّنيا، وبها تنتظِمُ مصالحُ العباد في معايشهم، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعةِ ربِّهم، كما قال عليٌّ - رضي الله عنه -: إنَّ الناسَ لا يُصلحهم إلاَّ إمامٌ بَرٌّ أو فاجر، إنْ كان فاجراً عبدَ المؤمنُ فيه ربَّه، وحمل الفاجر فيها إلى أجله. وقال الحسن في الأمراء: هم يلونَ من أمورنا خمساً: الجمعةَ والجماعة والعيد والثُّغور والحدود، والله ما يستقيم الدِّين إلاَّ بهم، وإنْ جاروا وظلموا، والله لَمَا يُصْلحُ الله بهم أكثرُ ممَّا يُفسدون، مع أنَّ - والله - إنَّ طاعتهم لغيظٌ، وإنَّ فرقتهم لكفرٌ ".
· ما يقع من الولاة أمران:-
-1 - مخرج من الملة:- ويشترط أن يقام عليهم من الله تعالى برهان , يعني يكون الكفر واضحا لا يختلف فيه اثنان.
-2 - يكون كفرا دون كفر , وهذا هو المقصود من الحديث (مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ) , هذا هو التوجيه الصحيح , ولم يأمره أن يغيره بيده لأنه منكر , فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل فليغيره بيده , أو يجب عليه أن يبين له مباشرة حتى لا يموت وهو كاتم للعلم وليبين للعوام.
قال النووي رحمه الله تعالى:- " قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَة مَاتَ مِيتَة جَاهِلِيَّة)
هِيَ بِكَسْرِ الْمِيم، أَيْ: عَلَى صِفَة مَوْتهمْ مِنْ حَيْثُ هُمْ فَوْضَى لَا إِمَام لَهُمْ. " شرح مسلم (6/ 322).
قال ابن حجر:- " والمراد بالميتة الجاهلية وهي بكسر الميم حالة الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له امام مطاع لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك ". (الفتح 13/ 7)
عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ «لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلاَ تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ».وهذا فيه توجيه مخصص للأحاديث الواردة التي جاءت من ناحية معاملة ولاة الأمور في إنكار المنكر وهي من جهة العموم.
المسألة الرابعة: أن دينهم مبني على أصول , أعظمها: التقليد؛ فهو: القاعدة الكبرى , لجميع الكفار , أولهم وآخرهم, كما قال تعالى: (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) [الزخرف: 23] وقال تعالى: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان الشيطان يدعوهم إلي عذاب السعير) [لقمان: 21] فأتاهم بقوله: (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة) [سبأ: 46] وقوله: (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون) [الأعراف: 3].
- أصول: جمع أصل , وهو ما يبنى عليه غيره , وهذه أصول مستمدة ليست من شرائع سابقة.
- التقليد: تفعيل من قلد الشيء , وفي اللغة: قلّده: ماثله وشابهه , وهو اتباع من لم يكن باتباعه حجة , وكان المتبوع لم يأذن الله تعالى باتباعه , أو قبول الغير بلا دليل أو حجة.
- لجميع الكفار:- أولهم وآخرهم , والدليل على ذلك (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (34)) , قال قرية وهي نكرة , ونذير وهي نكرة , والقاعدة أن النكرة تعم ز
- الرفاهة: رغد العيش , وسعة الرزق والخصب والنعم , فهم أهل الجاه والمال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/433)
أما التقليد في الحق فهو محمود , ولا يسمى تقليدا , بل هو ابتاع واقتداء , قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ) قال اتبعوا , وهذا فعل أمر والأمر يقتضي الوجوب فالاتباع واجب , وقال الله: (واتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْرَاهِيمَ) , (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ) فالاتباع بلا دليل هو التقليد , وهذا مذموم شرعا.
· قال الله تعالى في ذم التقليد (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ (170)) وقال قوم هود: (قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) وقال قوم صالح: (قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) وقال قوم شعيب: (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) وقال الله مخاطبا النبي: (فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ) (فَقَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لأَنزَلَ مَلائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ) وقال قوم موسى: (فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ) وقال الله: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ) وقال الله عن المنافقين: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ).
· أما علاج التقليد فهو التفكّر والتفكير , قال الله: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ).
المسألة الخامسة: أن من أكبر قواعدهم , الاغترار بالأكثر , ويحتجون به على صحة الشيء , ويستدلون على بطلان الشيء , بغربته , وقلة أهله , فأتاهم بضد ذلك , وأوضحه في غير موضع من القرآن.
· ملخصها: العبرة بالأكثرية , فما كان عليه الأكثر فهو حق , والقليل هو الباطل , دون النظر إلى الدليل , ولكن الحق والصواب أن الكثرة تكون حقا بدليلها وأن الباطل يكون حقا بدليله. قال الله تعالى: (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ) (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا) (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلادًا وَمَا نَحْنُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/434)
بِمُعَذَّبِينَ (35)) (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ) (وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ) وقال في مدح القلة التي معها الحق: (حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ) (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).
. السادسة: الاحتجاج بالمتقدمين , كقوله: (فما بال القرون الأولى: [طه: 51] (ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين) [المؤمنون: 24].
هذه المسألة قريبة من المسألة الرابعة , وهي الاحتجاج بما كان عليه المتقدمين من غير تحكيم للعقل ولا النظر في الدليل.
- قوله (فمال بال القرون الأولى): قال ابن كثير: "أصح الأقوال في معنى ذلك: أن فرعون لما أخبره موسى بأن ربه الذي أرسله هو الذي خلق ورزق وقدر فهدى، شرع يحتج بالقرون الأولى، أي: الذين لم يعبدوا الله، أي: فما بالهم إذا كان الأمر كما تقول، لم يعبدوا ربك (5) بل عبدوا غيره؟ فقال له موسى في جواب ذلك: هم وإن لم يعبدوه فإن عملهم (6) عند الله مضبوط عليهم، وسيجزيهم بعملهم في كتاب الله، وهو اللوح المحفوظ وكتاب الأعمال، {لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى} أي: لا يشذ عنه (7) شيء، ولا يفوته صغير ولا كبير، ولا ينسى شيئًا. يصف علمه تعالى بأنه بكل شيء محيط، وأنه لا ينسى شيئًا، تبارك وتعالى وتقدس، فإن علم المخلوق يعتريه نقصانان (8) أحدهما: عدم الإحاطة بالشيء، والآخر نسيانه بعد علمه، فنزه نفسه عن ذلك " [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn13).
قال قوم هود: " إن هذا إلا اختلاق " قال ابن عباس: دين الأولين , وقال كفار قريش: " ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق " الملة الآخرة: النصرانية , اختلاق: كذب.
المسألة السابعة: الاستدلال بقوم , أعطوا قوى في الأفهام والأعمال , وفي الملك , والمال , والجاه؛ فرد الله ذلك بقوله: (ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه) الآية [الأحقاف: 26] وقوله (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) [البقرة: 89] وقوله: (يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) الآية [البقرة: 146].
يحتجون بالأقوام السابقة بأن لهم ملك وجاه وسلطان وأموال , (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا).
- (ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه):- قال ابن جرير: " يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِكُفَّارِ قُرَيْشٍ: وَلَقَدْ مَكَّنَّا أَيُّهَا الْقَوْمُ عَادًا الَّذِينَ أَهْلَكْنَاهُمْ بِكُفْرِهِمْ فِيمَا لَمْ نُمَكِّنْكُمْ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَعْطَيْنَاهُمْ مِنْهَا الَّذِي لَمْ نُعْطِكُمْ مِنْهُمْ مِنْ كَثْرَةِ الأَمْوَالِ، وَبَسْطَةِ الأَجْسَامِ، وَشِدَّةِ الأَبْدَانِ. "ثم قال عن قتادة " قَوْلَهُ: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ}: أَنْبَأَكُمْ أَنَّهُ أَعْطَى الْقَوْمَ مَا لَمْ يُعْطِكُمْ.
- وَقَوْلُهُ: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا} يَسْمَعُونَ بِهِ مَوَاعِظَ رَبِّهِمْ، وَأَبْصَارًا يُبْصِرُونَ بِهَا حُجَجَ اللَّهِ، وَأَفْئِدَةً يَعْقِلُونَ بِهَا مَا يَضُرُّهُمْ وَيَنْفَعُهُمْ {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ} يَقُولُ: فَلَمْ يَنْفَعْهُمْ مَا أَعْطَاهُمْ مِنَ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْفُؤَادِ إِذْ لَمْ يَسْتَعْمِلُوهَا فِيمَا أُعْطُوهَا لَهُ، وَلَمْ يُعْمِلُوهَا فِيمَا يُنْجِيهِمْ مِنْ عِقَابِ اللَّهِ، وَلَكِنَّهُمُ اسْتَعْمَلُوهَا فِيمَا يُقَرِّبُهُمْ مِنْ سَخَطِهِ ". [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn14)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/435)
- وقوله (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به):قال ابن كثير: "أي: وقد كانوا من قبل مجيء هذا الرسول بهذا الكتاب يستنصرون بمجيئه على أعدائهم من المشركين إذا قاتلوهم، يقولون: إنه سيبعث نبي في آخر الزمان نقتلكم معه قتل عاد وإرم" ثم قال:" وقال أبو العالية: كانت اليهود تستنصر بمحمد صلى الله عليه وسلم على مشركي العرب، يقولون: اللهم ابعث هذا النبي الذي نجده مكتوبًا عندنا حتى نعذب المشركين ونقتلهم. فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم، ورأوا أنه من غيرهم، كفروا به حسدًا للعرب، وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الله: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} " [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn15).
- وقوله: (يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) الآية: قال القرطبي: " وروي أن عمر قال لعبد الله بن سلام: أتعرف محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما تعرف ابنك؟ فقال: نعم وأكثر، بعث الله أمينه في سمائه إلى أمينه في أرضه بنعته فعرفته، وابني لا أدري ما كان من أمه. " [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn16).
وجه الاستدلال: أن الله أخبر عن اليهود وأنهم يعرفون سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم و ولكن لما كان هذا العلم من غير ثمرة صار مردودا على صاحبه , ولهذا: ليس كل من أوتي علما انتفع به.قال بعض السلف: " القرآن حجة لك أو حجة عليك " , ولهذا فإنه لا يقتدى بمن أوتي علما ولم يكن علمه مصاحبا بعمل, وإنما يقتدى بأهل العلم والعمل.
· ولهذا فإن الله قسم الطوائف إلى ثلاث كما في سورة البقرة.
· قال الله تعال: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ... ):هذا الإتيان ليس قدحا حتى ننظر ما هي ثمرة هذا العلم , انتبه لهذا , فحينئذ ليس كل من أوتي فهما أو قوة حافظة أو علما لإانه ممدوح , لا , بل حتى ننظر إلى ثمرة هذا العلم ,وهو العمل , وإلا فإنه توجد فيك شبهة من شبه أهل الجاهلية.
نحن مأمورون بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم لا مخالفته (وما آتاكم الرسول فخذوه .... ) وقال صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد).ومنهيون عن متابعة العلماء من غير دليل.
الثامنة: الاستدلال على بطلان الشيء , بأنه لم يتبعه إلا الضعفاء , كقوله: (أنؤمن لك واتبعك الأرذلون) [الشعراء: 111] وقوله: (أهؤلاء من الله عليهم من بيننا) فرده الله بقوله: (أليس الله بأعلم بالشاكرين) [الأنعام: 53].
انتبه:- هذه المسائل موجودة في أمتنا الآن , فطبق عليها أولا عصرنا , كما بعد فهمنا لها على حالتها في الأمم السابقة.
- الأرذلون: سفة الناس.
التاسعة: الاقتداء بفسقة العلماء، فأتى بقوله: (يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله) [التوبة: 34] وبقوله: (لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل) [المائدة: 77].
الأحبار من اليهود , والرهبان من النصارى , (لولا ينهاهم الربانيون عن قولهم الإثم) , (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا) , قال ابن كثير:" والمقصود: التحذير من علماء السوء وعُبَّاد الضلال (1) كما قال سفيان بن عيينة: من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود، ومن فسد من عُبَّادنا كان فيه شبه من النصارى. وفي الحديث الصحيح: "لتركبنّ سَنَن من كان قبلكم حَذْو القُذّة بالقُذّة". قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: "فمن؟ ". وفي رواية: فارس والروم؟ قال: "وَمَن الناس إلا هؤلاء؟ والحاصل التحذير من التشبه بهم في أحوالهم وأقوالهم؛ ولهذا قال تعالى: {لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} وذلك أنهم يأكلون الدنيا بالدين ومناصبهم ورياستهم في الناس، يأكلون أموالهم بذلك، كما كان لأحبار اليهود على أهل الجاهلية شرف، ولهم عندهم خَرْج وهدايا وضرائب تجيء إليهم، فلما بعث الله رسوله، صلوات الله وسلامه عليه استمروا على ضلالهم وكفرهم وعنادهم، طمعا منهم أن تبقى لهم تلك الرياسات، فأطفأها الله بنور النبوة، وسلبهم إياها،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/436)
وعوضهم بالذلة والمسكنة، وباءوا بغضب من الله " [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn17). , التحذير من علماء السوء وهذا مما ينبغي التنبه له , وإن كانت النفوس لا تقدر على أن تصف عالما أنه عالم سوء أو أنه فاسق , لأنه قد يقع بنفسه أنه أوتي علما فيستدل بالعلم على الحق , لا , ليس كل من أوتي علما وحفظا وفهما وإن حفظ ما حفظ أو وصل إلى ما وصل إليه , لا يلزم من ذلك أن ينفى عنه وصف الضلال , أو الفسق , فمن توقف عن الاقتداء بالعلماء الربانيين واقتدى بعلماء السوء خشية من قوة حفظهم وفهمهم نقول هذا فيه شَبَه من أهل الجاهلية.
· لا يلزم من ثبوت العلم انتفاء الضلال أو الفسق عن ذلك العالم.
· الضال من العلماء فتنة لنفسه ولغيره من الناس لأنهم يقتدون به.
وجه الاستدلال أن الله تعالى نهى علماء الكفار عن الاقتداء بعلماءهم السابقين , والمسلمين من باب أولى.
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) أرباب: يحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله. (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا) (حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم آتهم عذابا ضعفا من النار) , (إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب).
- الذين يقتدى بهم: هم الأنبياء والرسل وأتباعهم من العلماء الراسخين الربانيين.
العاشرة: الاستدلال على بطلان الدين، بقلة أفهام، أهله، وعدم حفظهم – وفي نسخة: حذق -، كقوله: (بادي الرأي) [هود: 27].
ولهذا نجد ألفاظا وألقابا بنبز بها أهل الحق " رجعيون , متفلسفون , متزمتون , إلى غير ذلك " , قال تعالى:" وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي " ولم يتبعك الأشراف ولا الرؤساء منا , فهذا هو دليلهم , " إن الرسول الذي ألرسل إليكم لمجنون " ," أنؤمن كما آمن السفهاء "
- أفهام: هيئة للإنسان يتحقق بها معان ما يحصل.
- حذق: يقال حذق فلان في العمل:أي مهر فيه.
الحادية عشر: الاستدلال بالقياس الفاسد، كقوله: (إن أنتم إلا بشر مثلنا) [إبراهيم: 10] , الثانية عشر: إنكار القياس الصحيح؛ والجامع لهذا وما قبله: عدم فهم الجامع، والفارق.
- القياس: هو إلحاق جمع لأصل لحكم جامع بينهما " راجع كتب الأصول ".
· إذا اختل ركن بشرط من شروطه صار القياس باطلا فاسدا ,فلا يصح الاستدلال به.
والسبب في ذلك – أي أنهم يأخذون بالقياس الفاسد وينكرون القياس الصحيح – أنهم لم يفهموا الجامع والفارق , ففرقوا المجتمعات , وجمعوا المفترقات.
- الجامع والفارق: هي العلة.
- (إن أنتم إلا بشر مثلنا): جعلوا أنفسهم أصلا والأنبياء فرعا , والجامع البشرية , النتيجة: أنكم لا تكونون أنبياء ولا رسلا , لأن الله لو أراد بعث الرسل لأرسل ملائكة , وهذا قياس غير صحيح , وأول من قاس هذا القياس الفاسد هو إبليس.
- من أمثلة القياس الفاسد: (إنما البيع مثل الربا) , (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا .. ).
- (وضرب لنا مثلا): هذا قياس فاسد , (ونسي خلقه) قياس صحيح.
الثالث عشر: الغلو في العلماء، والصالحين، كقوله: (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق) [النساء: 171].
وهذه المسألة مهمة جدا , نذكرها مفصلة في شرح كتاب التوحيد.
- الغلو: هو مجاوزة الحد , فلا يجوز رفع أقدار الأنبياء والصالحين فوق حدهم الواجب , فاليهود رفعت قدر عزير , والنصارى رفعت قدر عيسى عليه السلام , والشيعة رفعت قدر علي رضي الله عليه والأئمة الاثنا عشرية , والصوفية رفعت قدر الأنبياء والأولياء.
- (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق): هذا النهي للتحريم ,لا تغلوا في دينكم: هذه عامة فتشمل جميع أمور الدين.
(وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ... ) (ولا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم).
الرابعة عشر: أن كل ما تقدم، مبني على قاعدة، وهي: النفي، والإثبات؛ فيتبعون الهوى، والظن، ويعرضون عما آتاهم الله.
- الهوى: ما تميل إليه النفس بشهوة , (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/437)
- الظن: اسم لما يحصل عن امارة , وما قويت ارفعت للعلم , وإن ضعفت نزلت للوهم ,
· القاعدة عندهم: إثبات ما نفاه الله (الشرك) ونفي ما أثبته الله (التوحيد الخالص) , والعياذ بالله , قال تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
· قال ابن تيمية: " وَأَضَلُّ الضَّلَالِ " اتِّبَاعُ الظَّنِّ وَالْهَوَى كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي حَقِّ مَنْ ذَمَّهُمْ " [18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn18).
الخامسة عشر: اعتذارهم عن اتباع الله، بعدم الفهم، كقوله: (قلوبنا غلف) [البقرة: 88] (يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول) [هود: 91] فأكذبهم الله، وبين أن ذلك بسبب الطبع على قلوبهم؛ والطبع: بسبب كفرهم.
- اعتذارهم: من العذر , وهو تحري الإنسان ما يمحو به ذنوبه , كقولهم " لم أفعل لأجل كذا).
- وهذه مجرد دعوى باطلة , (وقالوا قلوبنا غلف) , غلف: جمع أغلف , كأحمر: خمر , وهو الذي لا يفقه , وأصله أغلف وغلاف , ومعنى الآية: قلوبنا عليها غلاف فلا نفقه ما تريده , أو مملوءة بالعلم فلا نسمع كلامك.
قال ابن جرير الطبري: " عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: الْقُلُوبُ أَرْبَعَةٌ. ثُمَّ ذَكَرَهَا، فَقَالَ فِيمَا ذَكَرَ: وَقَلَبٌ أَغْلَفٌ: مَعْصُوبٌ عَلَيْهِ، فَذَلِكَ قَلْبُ الْكَافِرِ. " [19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn19) .
· وهذه المسألة قريبة لمن يحتج بالقدر.
- (قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول): وهو دعاهم للتوحيد , وهو رفضوه , فعاقيهم الله تعالى بالغلف. فعلة عدم الفهم , الطرد والابعاد عن رحمة الله , وهذه من أهم أسباب قلة وعدم الفهم , (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) فلما انحرفوا عن قبول الحق حرفهم الله عنه قلبا وقالبا.
وكذلك كفار قريش: (وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه).
- أكنة: أغطية , وغلف مغطاة , ولهذا فكفار قريش احتجوا وقالوا بثلاثة أشياء , القلوب والآذان والأبصار , (قلوبنا في أكنة) (وفي آذاننا وقر) (ومن بيننا وبينك حجاب) , وذكر الثلاث مجتمعة هي وسائل العلم , وأصله القلب , (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا).
السادسة عشر: اعتياضهم عما أتاهم من الله، بكتب السحر، كما ذكر الله ذلك، في قوله: (نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان) [البقرة: 101 – 102].
- اعتياضهم: من العيض , وهو البدل والخلف , وأخذ العوض , فالأصل أن يأخذوا الحق من الرسل , من عند الله تعالى , ولكنهم (نبذوه وراء ظهورهم) (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان).
قال ابن كثير: " أي: اطَّرَحَ طائفة منهم كتاب الله الذي بأيديهم، مما فيه البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم، أي: تركوها، كأنهم لا يعلمون ما فيها، وأقبلوا على تعلم السحر واتباعه. ولهذا أرادوا كيْدًا برسول الله صلى الله عليه وسلم وسَحَروه في مُشْط ومُشَاقة وجُفّ طَلْعَة ذَكر، تحت راعوثة بئر ذي أروان. وكان الذي تولى ذلك منهم رجل، يقال له: لبيد بن الأعصم، لعنه الله، فأطلع الله على ذلك رسوله صلى الله عليه وسلم، وشفاه منه وأنقذه، كما ثبت ذلك مبسوطًا في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها, قال (6) السدي: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ} قال: لما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم عارضوه بالتوراة فخاصموه بها، فاتفقت التوراة والقرآن، فنبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصف وسحر هاروت وماروت، فلم يوافق القرآن، فذلك قوله: {كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ} وقال قتادة في قوله: {كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ} قال: إن القوم كانوا يعلمون، ولكنهم نبذوا علمهم، وكتموه وجحدوا به. " [20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn20).
السابعة عشر: نسبة باطلهم إلى الأنبياء، كقوله: (وما كفر سليمان) [البقرة: 102] وقوله: (ما كان يهودياً ولا نصرانياً) [البقرة].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/438)
إذا أرادوا ترويج باطلهم نسبوه إلى الحق , (الأنبياء , العلماء , الصالحين) كمن يضع نصا وينسبه إلى الأحاديث ,حتى من يسمعهم يعتقده حقا.
(ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما .. ) قال ابن عباس:" اجتمعت أحبار اليهود والنصارى , فقالت الأحبار: والله ما كان إبراهيم إلا يهوديا , وقالت النصارى: والله ما كان إبراهيم إلا نصرانيا , فأنزل الله (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما .. ).
الثامنة عشر: تناقضهم في الانتساب، ينتسبون إلى إبراهيم مع إظهارهم ترك اتباعه.
يزعمون انتسابهم لإبراهيم , وإبراهيم عليه السلام دينه خالصا من الشرك و ودينهم خالصا من التوحيد , فكيف يكون هذا الانتساب؟.
تناقض: تفاعل , ناقض في قوله: هو المتكلم بما يخالف معنى ما يريد ,وخالفه وعارضه.
(واتخذ قوم موسى من حليهم عجلا جسدا له خوار) (وقالت اليهود عزير ابن الله) (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) وغير ذلك من الآيات التي تبين عقيدتهم ودينهم الفاسد , فكيف يكون هذا الانتساب المزعوم.
لما نظرنا إلى أعمالهم وأنها مخالفة لما جاءت به الرسل ظهر فساد اعتقادهم وقولهم (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فالاتباع هو دليل المحبة.
التاسعة عشر: قدحهم في بعض الصالحين، بفعل بعض المنتسبين، كقدح اليهود في عيسى، وقدح اليهود، والنصارى، في محمد صلى الله عليه وسلم.
- القدح: الطعن والعيب والنقص , فينسبون العيب والنقص إلى المتبوعين , وهذه هي حجتهم.
- كقدح اليهود في عيسى: (فيزعمون أن عيسى أمرهم بعبادته بدليل: " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ". , والرد عليهم أن القدح والقبح الذي يقع ينسب إلى الفاعلل لا إلى عقيدته ومنهجه لأنها لا تدعو إلى ذلك.
(فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإن الله غني عن العالمين).
العشرون: اعتقادهم في مخاريق السحرة، وأمثالهم، أنها من كرامات الصالحين، ونسبته إلى الأنبياء، كما نسبوه لسليمان.
حجتهم أن هذه الكرامات لا تخرج ولا تظهر إلا على يد الصالحين , وهذه كرامة (أي السحر) وهؤلاء من تدعونهم سحرة إنما هم صالحين , وهذا قياس فاسد باطل.
· والخلاصة في هذا أن الخوارق على حالات:-
1 - إجراءها على يد من يدعي النبوة الصحيحة الصادقة (معجزة).
2 - إجراءها على يد رجل صالح لا يدعي النبوة (كرامة).
3 - إجراءها على يد رجل فاجر طالح وإن أظهر الصلاح (سحر وشعوذة).
· وهذه المسألة مبسوطة في كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
قال شيخ الإسلام في الفرقان (136):" " كَرَامَاتُ الْأَوْلِيَاءِ " لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ سَبَبُهَا الْإِيمَانَ وَالتَّقْوَى فَمَا كَانَ سَبَبُهُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ فَهُوَ مِنْ خَوَارِقِ أَعْدَاءِ اللَّهِ لَا مِنْ كَرَامَاتِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ فَمَنْ كَانَتْ خَوَارِقُهُ لَا تَحْصُلُ بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَةِ وَالذِّكْرِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ وَالدُّعَاءِ وَإِنَّمَا تَحْصُلُ عِنْدَ الشِّرْكِ: مِثْلُ دُعَاءِ الْمَيِّتِ وَالْغَائِبِ أَوْ بِالْفِسْقِ وَالْعِصْيَانِ وَأَكْلِ الْمُحَرَّمَاتِ: كَالْحَيَّاتِ وَالزَّنَابِيرِ وَالْخَنَافِسِ وَالدَّمِ وَغَيْرِهِ مِنْ النَّجَاسَاتِ وَمِثْلِ الْغِنَاءِ وَالرَّقْصِ؛ لَا سِيَّمَا مَعَ النِّسْوَةِ الْأَجَانِبِ والمردان وَحَالَةُ خَوَارِقِهِ تَنْقُصُ عِنْدَ سَمَاعِ الْقُرْآنِ وَتَقْوَى عِنْدَ سَمَاعِ مَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ فَيَرْقُصُ لَيْلًا طَوِيلًا فَإِذَا جَاءَتْ الصَّلَاةُ صَلَّى قَاعِدًا أَوْ يَنْقُرُ الصَّلَاةَ نَقْرَ الدِّيكِ وَهُوَ يَبْغُضُ سَمَاعَ الْقُرْآنِ وَيَنْفِرُ عَنْهُ وَيَتَكَلَّفُهُ لَيْسَ لَهُ فِيهِ مَحَبَّةٌ وَلَا ذَوْقٌ وَلَا لَذَّةٌ عِنْدَ وَجْدِهِ وَيُحِبُّ سَمَاعَ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ وَيَجِدُ عِنْدَهُ مَوَاجِيدَ. فَهَذِهِ أَحْوَالٌ شَيْطَانِيَّةٌ "ا. هـ.
الحادية والعشرون: تعبدهم بالمكاء، والتصدية.
- المكاء: الصفير والتصفيق.
وهذا يعتبر من البدع , (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ... ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/439)
قال الحسن البصري: نزلت هذه الآية في المزامير.
قال تعالى: (وهم سامدون) قال ابن عباس وعكرمة: تقول العرب: اسمد لنا: أي غنِّ لنا.
· والدف مباح للنساء ولا يقاس عليه آلة أو جنس آخر وهم الرجال.
· التصفيق محرم على الجميع إلا على النساء في الصلاة.
الثانية والعشرون: أنهم اتخذوا دينهم لهواً ولعباً.
- أي صيروه لهوا ولعبا , (وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا ... ).
قال السعيدي -في شرحه على المسائل- ولها أربعة معان:-
1 - سخروا من الداعين إلى الحق.
2 - اتخذوا الدين لهوا ولعبا بسبب اتخاذهم الأصنام دينا لهم.
3 - ما يقومون به إلى اتخاذ الدين بما يهوونه من تشهي.
4 - ما يقومون به بجعل الدين وسيلة للدنيا.
وهذا الخلاف يعد اختلاف تنوع لا تضاد.
الثالثة والعشرون: أن الحياة الدنيا غرتهم؛ فظنوا: أن عطاء الله منها , يدل على رضاه , كقوله: (نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين) [سبأ: 35].
(إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب): حديث ضعيف.
(نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين) , (يحسبون أنما نمد به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون): الاستدراج يكون بالخير إذا استعمل في طاعة الله , وللشر إذا كان في غير ذلك.
الرابعة والعشرون: ترك الدخول في الحق , إذا سبقهم إليه الضعفاء , تكبراً , وأنفة , فأنزل الله: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم) [الأنعام: 52 –55].
- الكبر: العظمة والتجبر وترك الحق معاندة.
- الأنفة: التنزه عن الشيء وتركه.
الخامسة والعشرون: الاستدلال على بطلانه , بسبق الضعفاء , كقوله: (لو كان خيراً ما سبقونا إليه) [الأحقاف: 11].
ومثله مر معنا.
السادسة والعشرون: تحريف كتاب الله , من بعد ما عقلوه وهم يعلمون.
- حرف يحرف تحريفا: وهو إمالة الشيء كتحريف القلم ,وتحريف الكلام: هو جعله على حرف من الاحتمال , أي: يمكن حمله على وجهين.
· أنواع التحريف: -1 - لفظي , -2 - معنى.
- اللفظي: تبديل اللفظ بلفظ آخر , أو تغييره بحذف أو زيادة أو حركة إعرابية.
- المعنى: أن يفسر اللفظ بغير مراد الله تعالى عز وجل. فقد يكون التفسير مفردة بمفردة أو جملة مركبة بجملة مركبة. والثاني هو الأصل , (بل يداه مبسوطتان) هنا نثبت ما أثبته الله تعالى لنفسه: يدان مبسوطتان ليس كمثله شيء , فتعتقد أن له يدان حقيقيتان تليقان بجلاله. حرفهما المبتعدعة بالقوة أو بالنعمة , وهذا بعيد جدا لغة وشرعا.
· وكذلك قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) استوى في اللغة إذا تعدى بعلى فإنه يحمل على العلو , فإذا كان في حق الله تعالى يحمل على العلو المطلق.فله العلو المطلق الكامل على الخلق كلهم.ويشمل علوه الخاص وهو علوه على عرشه عز وجل.
· أما المحرفون قالوا: استوى أي: استولى ,وهذا تحريف بزيادة , والعرب لا تعرف هذا المعنى , وهذا التأويل لا يمنع بإنزال الحكم الشرعي عليهم , لأن الشبهة يصح اعتبارها إذا كان لم يكن دل دليل يمكن حمل اللفظ عليه , بمعنى أن هذا اللفظ جاء في لغة العرب , فيجب أن يكون له وجه في لسان العرب , فهذه الشبهة تمنع من تكفيرهم , ولكن الذي ينفي صفة لله تعالى جاءت في القرآن الكريم , في كلامه سبحانه وتعالى وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فإنه يعتبر من الإلحاد وهو ليس مقصورا على التكذيب والجحود لا, فاتنبه لها يا طالب العلم.
- كتاب الله: هذا لفظ عام , فيدخل فيها التوراة الإنجيل والزبور والقرآن.أما الكتب السابقة فواضح التحريف فيها لفظا ومعنى , أما القرآن فمعنى كما بينا من بعض أهل البدع وكذلك كانت بعض المحاولات اللفظية الفاشلة التي باءت بالخسران.
- عقلوه: معنى العقل:-
1 - القوة المتهيئة لقبول العلم , وهذه هي الميزة بين البهائم والبشر.
2 - العلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة. (وهذا هو مراد الله عز وجل في القرآن الكريم). (أفلا تعقلون) (من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) من بعد ما عقلوه: أي فهموه على الجلية , ومع هذا فهم (يعلمون).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/440)
- التحريف: التحريف الذي جاء في القرآن يحمل على النوعين إلا إذا جاءت قرينة (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ .. ) , روى البخاري قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ فَبَدَّلُوا فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ وَقَالُوا حَبَّةٌ فِي شَعْرَة.
· من أنواع التحريف في المعنى:- روى البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ زَنَيَا فَقَالَ لِلْيَهُودِ مَا تَصْنَعُونَ بِهِمَا قَالُوا نُسَخِّمُ وُجُوهَهُمَا وَنُخْزِيهِمَا قَالَ {فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} فَجَاؤُوا فَقَالُوا لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَرْضَوْنَ يَا أَعْوَرُ اقْرَأْ فَقَرَأَ حَتَّى انْتَهَى عَلَى مَوْضِعٍ مِنْهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ قَالَ ارْفَعْ يَدَكَ فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهِ آيَةُ الرَّجْمِ تَلُوحُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ عَلَيْهِمَا الرَّجْمَ وَلَكِنَّا نُكَاتِمُهُ بَيْنَنَا فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا فَرَأَيْتُهُ يُجَانِئُ عَلَيْهَا الْحِجَارَةَ.
السابعة والعشرون: تصنيف الكتب الباطلة , ونسبتها إلي الله , كقوله: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله) [البقرة: 79]
(فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله): قال ابن كثير في تفسيره (1/ 311): "هؤلاء صنف آخر من اليهود، وهم الدعاة إلى الضلال بالزور والكذب على الله، وأكل أموال الناس بالباطل".
الثامنة والعشرون: أنهم لا يعقلون من الحق , إلا الذي مع طائفتهم , كقوله: (نؤمن بما أنزل علينا) [البقرة: 91]
(وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه):أي يكفينا بما أنزل الله علينا من التوراة والإنجيل ويكفرون بما بعده.
التحزب على الباطل باطلٌ , والتحزب على الحق حقٌّ (أولئك حزب الله).
التاسعة والعشرون: أنهم مع ذلك لا يعلمون بما تقوله الطائفة , كما نبه الله عليه بقوله: (فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين) [البقرة: 91].
- (فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين): قال أبو جعفر بن جرير (1/ 923): قل يا محمد ليهود بني إسرائيل -[الذين] (1) إذا قلت لهم: آمنوا بما أنزل الله قالوا: {نُؤْمِنُ بِمَا أُنزلَ عَلَيْنَا} -: لم تقتلون (2) -إن كنتم يا معشر اليهود مؤمنين بما أنزل الله عليكم-أنبياءه وقد حرم الله في الكتاب الذي أنزل عليكم قتلهم، بل أمركم فيه باتباعهم وطاعتهم وتصديقهم، وذلك من الله تكذيب لهم في قولهم: {نُؤْمِنُ بِمَا أُنزلَ عَلَيْنَا} وتعيير لهم.
فهذا قول باطل لأنهم لا يعلمون الحق.
· (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله .... ): الأعمال القلبية لابد منها ظهور أثرها على الجوارح.
(ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم ... ): وذلك لعدم العمل بالشهادتين.
الثلاثون: - وهي من عجائب آيات الله –أنهم لما تركوا وصية الله بالاجتماع , وارتكبوا ما نهى الله عنه من الافتراق؛ صار: كل حزب بما لديهم فرحون.
· كل من لم يعمل بالحق وقع بالباطل.
· ذكر ابن القيم الجوزية: إن أعمال القلوب وبما يقابلها من المتناقضين (محبة الله ومحبة غيره من المتناقضين).
الحادية والثلاثون: - وهي من عجائب الله أيضا –معاداتهم الدين , الذي انتسبوا إليه , غاية العداوة , ومحبتهم دين الكفار , الذين عادوهم , وعادوا نبيهم , غاية المحبة , كما فعلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاهم بدين موسى , واتبعوا كتب السحر , وهي من دين آل فرعون.
الثانية والثلاثون: كفرهم بالحق , إذا كان مع من لا يهوونه , كما قال تعالى: (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء) [البقرة: 113].
الثلاثة والثلاثون: إنكارهم ما أقروا , أنه من دينهم , كما فعلوا في حج البيت , فقال تعالى: (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) [البقرة: 130].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/441)
الرابعة والثلاثون: أن كل فرقة تدعي أنها الناجية , فأكذبهم الله بقوله: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) [البقرة: 111] ثم بين الصواب بقوله: (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن) [البقرة: 112].
· وهذا حال كل فرقة , ولكن (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
· كل من يريد جمع الأمة على كلمة واحدة يريد تضعيف حديث الافتراق.
الخامسة والثلاثون: التعبد بكشف العورات , كقوله (وإذا فعلوا فاحشة) [الأعراف: 28].
- العورة: السَوْءَة, فهم يتقربون إلى الله تعالى بهذا , كما هو الحال في الطواف.
وتقول المرأة: اليوم يبدو بعضه أو كله * فما بدى منه فلا أحله
· لا يجوز كشف العورات إلا للضرورة.
السادسة والثلاثون: التعبد بتحريم الحلال , كما تعبدوا بالشرك.
- التعبد: القربة والطاعة والزلفى إلى الله تعالى عز وجل.
- الحلال: ضد الحرام , ويدخل فيه الواجب والمباح والمستحب.
(مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) [المائدة: 103] , (قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ) [يونس: 59].
السابعة والثلاثون: التعبد باتخاذ الأحبار , والرهبان ,أربابا من دون الله.
- الأحبار: العلماء.
- الرهبان: العباد.
عَنْ عَدِىِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَفِى عُنُقِى صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ. قَالَ: «أَجَلْ وَلَكِنْ يُحِلُّونَ لَهُمْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيَسْتَحِلُّونَهُ وَيُحَرِّمُونَ عَلَيْهِمْ مَا أَحَلَّ اللَّهُ فَيُحَرِّمُونَهُ فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ لَهُمْ».رواه البيهقي.
· لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق: نؤجله ونرجعه إلى شرح كتاب التوحيد.
الثامنة والثلاثون: الإلحاد في الصفات , كقوله تعالى: (ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا ما تعملون) [فصلت: 22].
التاسعة والثلاثون: الإلحاد في الأسماء , كقوله: (وهم يكفرون بالرحمن) [الرعد: 30].
- الإلحاد: ال: للعهد الذهني أو نائبة عن المضاف.
- الإلحاد: ألحد يلحد إلحادا , الْعَلَّامَةُ ابْنُ القيِّم رَحِمَهُ اللَّهُ: ((وَالْإِلْحَادُ فِي أَسْمَائِهِ هُوَ الْعُدُولُ بِهَا وَبِحَقَائِقِهَا وَمَعَانِيهَا عَنِ الْحَقِّ الثَّابِتِ لَهَا؛ مأخوذٌ مِنَ الْمَيْلِ؛ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مَادَّةُ (ل ح د)، فَمِنْهُ اللَّحْدُ، وَهُوَ الشَّقُّ فِي جَانِبِ الْقَبْرِ، الَّذِي قَدْ مَالَ عَنِ الْوَسَطِ، وَمِنْهُ المُلْحِد فِي الدِّينِ: الْمَائِلُ عَنِ الْحَقِّ، المُدْخِل فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ)). اهـ
قال في النونية:-
أسماؤه أوصاف مدح كلها ... مشتقة قد حملت لمعان
إياك والالحاد فيها أنه ... كفر معاذ الله من كفران
وحقيقة الالحاد فيها الميـ ... ـل بالاشراك والتعطيل والنكران
فالملحدون إذا ثلاث طوائف ... فعليهم غضب من الرحمن
(ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعلمون): ظاهر الآية أنهم أنكروا صفة العلم , والصحيح أنهم لم ينكروا مطلق الصفة , وإنما أطلقوا الصفة المطلقة أي صفة العلم المطلقة ,وهي الإحاطة والعموم , قال الشوكاني في الفتح (6/ 350): قال قتادة: الظنّ هنا بمعنى: العلم وقيل: أريد بالظنّ معنى مجازي يعمّ معناه الحقيقي، وما هو فوقه من العلم.
· من قال إن الله لا يعلم كثيرا مما يعملون ينزل الحكم عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/442)
قال الله تعالى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ} قال ابن كثير (7/ 172) أي: تقول لهم الأعضاء والجلود حين يلومونها على الشهادة عليهم: ما كنتم تتكتمون (7) منا الذي كنتم تفعلونه بل كنتم تجاهرون الله بالكفر والمعاصي، ولا تبالون منه في زعمكم؛ لأنكم كنتم لا تعتقدون أنه يعلم جميع أفعالكم؛ ولهذا قال: {وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} أي: هذا الظن الفاسد -وهو اعتقادكم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون-هو الذي أتلفكم وأرداكم عند ربكم، {فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} أي: في مواقف القيامة خسرتم أنفسكم وأهليكم.
في مسند الإمام أحمد: عن عبد الله بن مسعود قال: كنت مستترا بأستار الكعبة قال فجاء ثلاثة نفر كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم قرشي وختناه ثقفيان أو ثقفي وختناه قرشيان فتكلموا بكلام لم أفهمه فقال بعضهم أترون ان الله عز و جل يسمع كلامنا هذا فقال الآخران انا إذا رفعنا أصواتنا سمعه وإذا لم نرفع أصواتنا لم يسمعه قال وقال الآخران سمع منه شيئا سمعه كله قال فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم قال فأنزل الله عز و جل {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم} إلى قوله {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين.
قال البغوي في تفسيره (4/ 318): والمعروف أن الآية مكية، وسبب نزولها: أن أبا جهل سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الحِجْر يدعُو يا الله يا رَحمن، فرجع إلى المشركين فقال: إن محمداً يدعو إلهين؛ يدعو الله، ويدعو إلهاً آخر يسمى الرحمن، ولا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة فنزلت هذه الآية، ونزل قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى (4)} (الإسراء -110).
· أنواع الإلحاد:-
1 - أن يسمى الأصنام بها كتسمية اللات من الإله (اشتقاق أسماء الله لغير الله).
2 - تسميته سبحانه وتعالى بما لا يليق بجلاله (العلة الفاعلة).
3 - وصفه بصفة نقص وخاصة إذا كانت مناقضة لما وصف بها نفسه (يد الله مغلولة).
4 - تعطيل أسماءه سبحانه عن معانيها وعن حقيقتها (مثل المفوضة والجهمية).
· الصفات قدر زائد عن الذات.
الأربعون: التعطيل , كقول آل فرعون.
- التعطيل: الإخلاء والترك.
· أنواع التعطيل:-
1 - تعطيل المصنوع عن صانعه (لا خالق للكون).
2 - تعطيل الصانع عن كماله المقدس (كتعطيل الجهمية)
3 - تعطيل حق معاملته.
- كقول فرعون: وذلك في قوله: (ما علمت لكم من إله غيري).
الحادية والأربعون: نسبة النقائص إليه.
· وفي بعض نسخ مسائل الجاهلية (كالولد والتعب والحاجة).
كنسبة الولد إليه سبحانه: كقول اليهود: (عزير ابن الله) , وقول النصارى (المسيح ابن الله).وكذلك العرب ينسبون البنات إلى الله جل علا , (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا) (ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون) (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) (أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثا).
ومن النقائص التي يوصفون الله تعالى بها مع عدم وصف رهبانهم بها الحاجة والافتقار , (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) , قال ابن كثير في تفسيره (2/ 176): قال سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما نزل قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البقرة:245] قالت اليهود: يا محمد، افتَقَرَ ربّك. وعن ابن عباس، رضي الله عنه، قال: دخل أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، بيت المدراس، فوجد من يهود أناسا كثيرا قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له: فِنْحَاص وكان من علمائهم وأحبارهم، ومعه حَبْرٌ يقال له: أشيع. فقال أبو بكر: ويحك يا فِنْحَاص اتق الله وأسلم، فوالله إنك لتعلم أن محمدًا رسول الله، قد جاءكم بالحق من عنده، تجدونه مكتوبًا عندكم في التوراة والإنجيل، فقال فنحاص: والله -يا أبا بكر-ما بنا إلى الله من حاجة من فقر، وإنه إلينا لفقير. ما نتضرع إليه كما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/443)
يتضرع إلينا، وإنا عنه لأغنياء، ولو كان عنا غنيًا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم، ينهاكم عن الربا ويُعْطناه ولو كان غنيا ما أعطانا الربا فغضب أبو بكر، رضي الله عنه، فضرب وجه فِنْحَاص ضربًا شديدًا، وقال: والذي نفسي بيده، لولا الذي بيننا وبينك من العهد لضربت عنقك يا عدو الله، فَاكْذبونا ما استطعتم إن كنتم صادقين، فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبصر ما صنع بي صاحبك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: "ما حَمَلَكَ على ما صَنَعْت؟ " فقال: يا رسول الله، إن عَدُوَّ الله قد قال قولا عظيما، زعَم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء، فلما قال ذلك غَضبْتُ لله مما قال، فضربت وجهه فجَحَد ذلك فنحاص وقال: ما قلتُ ذلك فأنزل الله فيما قال فنحاص ردا عليه وتصديقًا لأبي بكر: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} الآية. رواه ابن أبي حاتم.
- العتب: (ولقد خلقنا السماوات والأرض في ستة أيام وما مسنا من لغوب) , قال ابن كثير في تفسيره (7/ 408): وقال قتادة: قالت اليهود -عليهم لعائن الله-: خلق الله السموات والأرض في ستة أيام، ثم استراح في اليوم السابع، وهو يوم السبت، وهم يسمونه يوم الراحة، فأنزل الله تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه: {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} أي: من إعياء ولا نصب ولا تعب.
· فالله سبحانه وتعالى نفى عن نفسه صفات النقص ووصف نفسه بصفات الكمال (ولله المثل الأعلى) (ليس كمثله شيء) , وسورة الإخلاص كاملة.
الثانية والأربعون: الشرك في الملك: كقول المجوس.
- الإسلام جوّز وشرّع وقرّر الملكية الفردية (فلكم رؤوس أموالكم) (للرجال نصيب مما ترك الوالدان ..... وللنساء نصيب .... ) (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن).
الثالثة والأربعون: جحود القدر.
الرابعة والأربعون: الاحتجاج على الله.
الخامسة والأربعون: معارضة شرع الله بقدره.
- القدر: قدّر الشيء قدره تقديرا وقدرا , وهو تعلق علم الله تعالى وإرادته أزلا للكائنات قبل وجودها , فلا حادث للكائنات إلا ما قدره الله أزلا , وهو من أركان الإسلام الست. قال ابن القيم طريق الهجرتين وباب السعادتين (1/ 151): "وتبين أن من لم يؤمن بالقدر فقد انسلخ من التوحيد ولبس جلباب الشرك بل لم يؤمن بالله ولم يعرفه وهذا في كل كتاب أنزله الله على رسله " ..
· مراتب القدر:
1 - علمه السابق.
2 - كتابته في اللوح المحفوظ (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد: 22]).
3 - المشيئة , (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها).
4 - خلقه وإيجاده. (ألا له الخلق والأمر) (وخلق كل شيء وقدره تقديرا).
· وهذه المراتب مجموعة في قول الشاعر: علم كتابة مولانا مشيئته * وخلقه وهو إيجاد وتكوين.
· أهل الجاهلية على مذاهب في القدر:
1 - جحد القدر. 2 - الاحتجاج به على الله – والعياذ بالله -. 3 - يعارضون شرع الله بقدر الله.
- في المسألة الثالثة والأربعون: جحد القدر: يصدق على كل من أنكر واحدة من مراتب القدر , فضلا عن جميعها , (إنا كل شيء خلقناه بقدر) قال ابن جرير في تفسيره (22/ 160): " إِنَّا خَلَقْنَا كُلَّ شَيْءٍ بِمِقْدَارٍ قَدَّرْنَاهُ وَقَضَيْنَاهُ، وَفِي هَذَا بَيَانٌ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ، تَوَعَّدَ هَؤُلاَءِ الْمُجْرِمِينَ عَلَى تَكْذِيبِهِمْ بِالْقَدَرِ مَعَ كُفْرِهِمْ بِهِ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي أَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ قَوْمًا يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وجُوهِهِمْ، يُقَالُ لَهُمْ: {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ، وَإِنِّي لاَ أَرَاهُمْ، فَلاَ أَدْرِي أَشَيْءٌ كَانَ قَبْلَنَا، أَمْ شَيْءٌ فِيمَا بَقِيَ؟ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/444)
قال القرطبي في تفسيره (17/ 148):" قال أبو ذر رضي الله عنه: قدم وفد نجران على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: الأعمال إلينا والآجال بيد غيرنا، فنزلت هذه الآيات إلى قوله: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) فقالوا: يا محمد يكتب علينا الذنب ويعذبنا؟ فقال: (أنتم خصماء الله يوم القيامة). ".
قال ابن كثير في تفسيره (7/ 482): " {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} [الأعلى:1 - 3] أي: قدر قدرا، وهدى الخلائق إليه؛ ولهذا يستدل بهذه الآية الكريمة أئمةُ السنة على إثبات قَدَر الله السابق لخلقه، وهو علمه الأشياء قبل كونها وكتابته لها قبل برئها، وردّوا بهذه الآية وبما (2) شاكلها من الآيات، وما ورد في معناها من الأحاديث الثابتات على الفرْقة القَدرية الذين نبغوا (3) في أواخر عصر الصحابة. ".
ومن ذلك قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ ... ).
· من نفي القدر: نسبة الأمور إلى الدهر مع نفيها أنها من خلق الله تعالى عز وجل.
المسألة الرابعة والأربعون: الاحتجاج على الله بالقدر.
قال تعالى:" سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم " , قال ابن كثير في تفسيره (3/ 357):" فإن الله مطلع على ما هم فيه من الشرك والتحريم لما حرموه، وهو قادر على تغييره بأن يلهمنا الإيمان، أو يحول بيننا وبين الكفر، فلم يغيره، فدل على أنه بمشيئته وإرادته ورضاه منا ذلك؛ ولهذا قال: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} كما في قوله: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ [مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ]} [الزخرف: 20]، وكذلك التي في "النحل" مثل هذه سواء قال الله تعالى: {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أي: بهذه الشبهة ضل من ضل قبل هؤلاء. وهي حجة داحضة باطلة؛ لأنها لو كانت صحيحة لما أذاقهم الله بأسه، ودمر عليهم، وأدال عليهم رسله الكرام، وأذاق المشركين من أليم الانتقام.".
قال ابن كثير (8/ 418): " عن علي بن أبي طالب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بَقِيع الغَرْقَد في جنازة، فقال: "ما منكم من أحد إلا وقد كُتب مقعده من الجنة ومقعده من النار". فقالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل؟ فقال: "اعملوا، فكل ميسر لما خلق له". قال: ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} إلى قوله: {لِلْعُسْرَى} ".
الخامسة والأربعون: معارضة شرع الله بقدره.
- اعترض: صار عارضا , كالخشبة المعترضة للنهر , اعترض الشيء دون الشيء: حال دونه , عاترض فلان فلانا: جانبه وذهب عنه.
فيقولون: كيف يقدر الله تعالى الكفر والإيمان ثم يشرع الله الشرائع من أوامر ونواهي , مع أنه لا فائدة فيها إذا كانت الأمور مقدرة ,ما الفائدة من الأمر بالإيمان الونهي عن الشرك وقد وقع كل منهما على وجه الأرض , كيف يقدر ويقع كيف ينهى ثم يقع وما ذاك إلا إذا كنت مجبوراً. (هذا مذهب باطل)
- الرد عليهم أن نقول: المخلوق له مشيئة وإرادة واختيار , وهذه الأمور تابعة لمشيئة الله من جهة الوجود , ولكن من جهة التحديد فهي من جهة توفيق الله للعبد بسبب أعماله الصالحة التي قدمها أو من جهة خسارة العبد التي جناها على نفسه , ولهذا فإنهم يعاقبون على فعل المعاصي , وكذلك فإن هذه المعصية تنسب إليهم لا إلى الشرع , وكذلك يثابون على فعل الحسنات والطاعات.
· والشبهة بين الشرع والقدر قديمة قبل النبي صلى الله عليه وسلم ثم سلك بعض المنتسبين مسلك أؤلئك , وهي أنهم لم يفرقوا بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية , فاعتقدوا أن كل ما شاءه أراده فهو محبوب مرضي عند الله , لا ولكن هذا بعيد بل وضلال , وهذا اعتقاد باطل يكفّر من اعتقده , وكذلك لا يمكن لأن يدل على أن الله متصف بالظلم والجور والعياذ بالله عن ذلك كله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/445)
فالإرادة الكونية هي المشيئة لما خلقه وجميع مخلوقاته داخلة في مشيئته وإرادته الكونية.
· قال الشيخ الفوزان في شرحه على المسائل:- أقسام الناس مع القدر:-
1 - يثبت القدر وينفي الشرع (الجبرية).
2 - يثبت الشرع وينفي القدر (القدرية).
3 - يثبت الشرع ويثبت القدر ويزعم أن بينهما تناقض (المشركون).
4 - يثبت القدر والشرع وليس بينهما أي تعارض أو تناقض (أهل السنة).
السادسة والأربعون: مسبة الدهر , كقولهم: (وما يهلكنا إلا الدهر) [الجاثية: 24].
- سبه سبا: شتمه: السُّبة العار.
- الدهر: الزمن الطويل , والأمد الممدود.
· يقال الدَّهري , وأما الدُّهري: فهذا خلاف القياس.
المراد بهذه المسألة: أنهم يسبون الدهر و فإذا وقع بهم سوء قالوا هذا زمن سوء , يا خيبة الدهر ,وكذلك فإنهم ينسبون الحوادث للدهر , وهو مخلوق لا يجوز نسب الحاودث له.
(وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ) قال ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى عن قول الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب في إنكار المعاد: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا} , أي: ما ثم إلا هذه الدار، يموت قوم ويعيش آخرون وما ثم معاد ولا قيامة وهذا يقوله مشركو العرب المنكرون للمعاد، ويقوله الفلاسفة الإلهيون منهم، وهم ينكرون البداءة والرجعة، ويقوله الفلاسفة الدهرية الدورية المنكرون للصانع المعتقدون أن في كل ستة وثلاثين ألف سنة يعود كل شيء إلى ما كان عليه. وزعموا أن هذا قد تكرر مرات لا تتناهى، فكابروا المعقول وكذبوا المنقول، ولهذا قالوا {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ} قال الله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ} أي: يتوهمون ويتخيلون.
قال القرطبي (16/ 171): " قوله تعالى:" وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا" هذا إنكار منهم للآخرة وتكذيب للبعث وإبطال للجزاء. ومعنى" نَمُوتُ وَنَحْيا" أي نموت نحن وتحيا أولادنا، قاله الكلبي. وقرى" وَنَحْيا" بضم النون. وقيل: يموت بعضنا ويحيا بعضنا. وقيل: فيه تقديم وتأخير، أي نحيا ونموت، وهي قراءة ابن مسعود." وما يهلكنا إلا الدهر" قال مجاهد: يعني السنين والأيام. وقال قتادة: إلا العمر، والمعنى واحد ".ا.هـ.
قال الشافعي: "لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر , كانت العرب في جاهليتها إذا أصابتهم شدة أو بلاء قالوا يا خيبة الدهر.
· غلط ابن حزم ومن نحى نحوه من الظاهرية لعدهم الدهر من أسماؤه سبحانه وتعالى.
· قال الشيخ بكر أبو زيد في المناهي الفظية (3/ 27):" وفي حديث آخر: ((لا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر)).
· في هذا ثلاث مفاسد عظيمة:
إحداها: سبه من ليس بأهل أن يُسب، فإن الدهر خَلْقٌ مسخر من خلق الله، منقاد لأمره، مذلل لتسخيره، فسابُّه أولى بالذم والسب منه.
الثانية: أن سبه متضمن للشرك، فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع، وأنه مع ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضرر، وأعطى من لا يستحق العطاء، ورفع من لا يستحق الرفعة، وحرم من لا يستحق الحرمان، وهو عند شاتميه من أظلم الظلمة، وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سبه كثيرة جداً. وكثير من الجهَّال يُصرح بلعنه وتقبيحه.
الثالثة: أن السب منهم إنما يقع على من فعل هذه الأفعال التي لو اتبع الحق فيها أهواءهم لفسدت السماوات والأرض، وإذا وقعت أهواؤهم، حمدوا الدهر، وأثنوا عليه. وفي حقيقة الأمر، فرب الدهر تعالى هو المعطي المانع، الخافض الرافع، المعز المذل، والدهر ليس له من الأمر شيء، فمسبتهم للدهر مسبة لله عز وجل، ولهذا كانت مؤذية للرب تعالى، كما في ((الصحيحين)) من حديث أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر)). فسابُّ الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما: إما سبه لله، أو الشرك به، فإنه إذا اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك وهو يسب من فعله، فقد سب الله. ".
فتوة الشيخ محمد إبراهيم آل الشيخ من الفتاوى (1/ 151) في قول القائل: لم تسمح لي الظروف:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/446)
ما جرى على أَلسنة بعض الناس من إضافة السماح إلى الدهر ونحو ذلك. فهو كاضافة المجيء والذهاب إلى الدهر ونحو ذلك لا فرق بينهما، وهو شيء شائع وموجود في الكتاب والسنة كقوله سبحانه: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ) (1) وكقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَاتِيْ عليْكمْ زمانٌ إلاَ وَالَّذِي بَعْده شرٌ مِنْه)) (2).
ومعلوم أَن المتكلم بهذه الكلمة لا يقصد أَن الدهر يتصرف بنفسه بل يعتقد أَن الدهر خلق مسخر لا يجيء ولا يذهب لا بمشيئة الله سبحانه - وإنما هذا من باب التجوز والتوسع في الكلام كقوله سبحانه (جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ) (3). على أَن الأَدب تركها وأَمثالها، أَما لو قصد أَن الدهر يفعل حقيقة فهذا لا شك أنه اشراك مع الله سبحانه.
وأَما وصف الدهر بالشدة والرخاء والخير والشر فلا بأس بذلك، كقوله سبحانه (سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا) (4) وقوله: (سَبْعٌ شِدَادٌ) (5) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لاَ يأْتِي زمانٌ إلاَّ الَّذي بعْده شر مِنْه)) والأَدلة على ذلك كثيرة جدًا.
وأما سب الدهر فهو الذي وردت الأَدلة بالنهي عنه والتحذير منه وتحريمه كما في الصحيح عن أَبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قالَ الله يؤذِيني ابْن آدَمَ يسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنا الدَّهْرُ أُقلِّبُ اللَّيْل وَالنَّهارَ)). وفي رواية ((لا تسُبُّوا الدَّهْرَ فإِنَّ الله هُوَ الدَّهْر)).ا. هـ.
السابعة والأربعون: إضافة نعم الله إلي غيره , كقوله (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) [النحل: 83].
- إضاف وأضاف: نسب وأسند.
- من عبد الله وعبد غيره لم يعبد الله , لأنه مشرك.
(وما بكم من نعمة فمن الله).
الثامنة والأربعون: الكفر بآيات الله.
التاسعة والأربعون: جحد بعضها.
· آيات الله: إما شرعية وإما المعجزات (آيات الأنبياء).
الشرعية كفروا بها " إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها ...... "" ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به " " إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد ". قال ابن جرير في تفسيره (10/ 600): " {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ}.
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِأَدِلَّتِنَا وَأَعْلاَمِنَا، فَجَحَدُوهَا وَلَمْ يَتَذَكَّرُوا بِهَا، سَنُمْهِلُهُ بِغِرَّتِهِ وَنُزَيِّنُ لَهُ سُوءَ عَمَلِهِ، حَتَّى يَحْسِبَ أَنَّهُ هُوَ فِيمَا عَلَيْهِ مِنْ تَكْذِيبِهِ بِآيَاتِ اللَّهِ إِلَى نَفْسِهِ مُحْسِنٌ، وَحَتَّى يَبْلُغَ الْغَايَةَ الَّتِي كُتِبَ لَهُ مِنَ الْمَهَلِ، ثُمَّ يَأْخُذَهُ بِأَعْمَالِهِ السَّيِّئَةِ، فَيُجَازِيَهُ بِهَا مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا قَدْ أَعَدَّ لَهُ. وَذَلِكَ اسْتِدْرَاجُ اللَّهِ إِيَّاهُ. وَأَصْلُ الاِسْتِدْرَاجِ اغْتِرَارُ الْمُسْتَدْرَجِ بِلُطْفٍ مِنْ حَيْثُ يَرَى الْمُسْتَدْرَجُ أَنَّ الْمُسْتَدْرِجَ إِلَيْهِ مُحْسِنٌ حَتَّى يُوَرِّطَهُ مَكْرُوهًا".
الخمسون: قولهم ما أنزل الله على بشر من شيء.
- ما: عامة , بشير: عامة , من: اسم موصول يعم , شيء: شيء ومن ألفاظ العموم.
الحادية والخمسون: قولهم في القرآن: (إن هذا إلا قول البشر) [المدثر: 25].
قال ابن كثير في تفسيره (8/ 267): " عن ابن عباس قال: دخل الوليد بن المغيرة على أبي بكر بن أبي قحافة فسأله (1) عن القرآن، فلما أخبره خرج على قريش فقال: يا عجبا لما يقول ابن أبي كبشة. فوالله ما هو بشعر ولا بسحر ولا بهذْي من الجنون، وإن قوله لمن كلام الله. فلما سمع بذلك النفرُ من قريش ائتمروا فقالوا: والله لئن صبا الوليد لتصْبُوَنَّ قريش. فلما سمع بذلك أبو جهل بن هشام قال: أنا والله أكفيكم شأنه. فانطلق حتى دخل عليه بيته فقال للوليد: ألم تر قومك قد جمعوا لك الصدقة؟ فقال: ألستُ أكثرهم مالا وولدا. فقال له أبو جهل: يتحدثون أنك إنما تدخل على ابن أبي قحافة لتصيب من طعامه. فقال الوليد: أقد (2) تحدث به عشيرتي؟! فلا والله لا أقرب ابن أبي قحافة، ولا عمر، ولا ابن أبي كبشة، وما قوله إلا سحر يؤثر. فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم: {ذَرْنِي وَمَنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/447)
خَلَقْتُ وَحِيدًا} إلى قوله: {لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ} ".
يقول مشركوا العرب: (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ [الأنعام: 25]) (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ [الأنفال: 31]).
الثانية والخمسون: القدح في حكمة الله تعالى.
- قدح: قدح في عرض أخيه: عابه ونقصه ,
- الحكمة: وضع الشيء بموضعه اللائق به.وفي المفردات: هي إصابة الحق بالعلم والعقل ا. هـ. وهذا وصف للمخلوق , وأما الحكمة للخالق " وهو الحكيم الخبير " معرفته بالأشياء وإيجادها على غاية الإحكام.
- حكمة الإنسان: معرفة الموجودات وفعل الخيرات (ولقد آتينا لقمان الحكمة).
· نفي الحكمة على مراتب:-
1 - نفيها مطلقا.مثل قولهم " يخلق لا لحكم , يأمر وينهى من غير حكمة ".
2 - إثباتها مع التنقص بها." كقولهم:" يساوي بين المختلفات ويفرق بين المتناقضات ".
" وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ [صـ: 27] ", قال ابن كثير في تفسيره (7/ 63):"يخبر تعالى أنه ما خلق الخلق عبثا وإنما خلقهم ليعبدوه ويوحدوه ثم يجمعهم ليوم الجمع فيثيب المطيع ويعذب الكافر ولهذا قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: الذين لا يرون بعثا ولا معادا وإنما يعتقدون هذه الدار فقط، {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} أي: ويل لهم يوم معادهم ونشورهم من النار المعدة لهم.".
قال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) [المؤمنون: 115] وقال: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف: 31]) (أيحسب الإنسان أن يترك سداً).
· لا يوجد شيء في الوجوه شر من كل الوجود.
الثالثة والخمسون: أعمال الحيل الظاهرة , والباطنة , في دفع ما جاءت به الرسل , كقوله: (ومكروا ومكر الله) [آل عمران: 54] وقوله تعالى: (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار) [آل عمران: 72].
- الحيل: جمع حيلة وحويلة , وهي ما يتوصل بها إلى حالة ما في خفية. وأكثر استعمالها يكون لما خبث وقد تكون لحمة (وهو شديد المحال).
- الظاهرة: من الظهور , البيان والوضوح والسطوح والإبداء والإعلان.
- من الحيل الظاهرة " الإخراج من الديار , الإيذاء من الأقوال , إلصاق التهم والأكذيب , الافتراء ".
- من الحيل الباطنة: الكيد , المكر , التدبير , المخادعة والإخفاء.
- (ومكروا ومكر الله): قال ابن كثير في تفسيره (2/ 46): " قال تعالى مخبرا عن [ملأ] بني إسرائيل فيما هَمُّوا به من الفتك بعيسى، عليه السلام، وإرادته بالسوء والصَّلب، حين تمالؤوا عليه وَوَشَوا به إلى ملك ذلك الزمان، وكان كافرًا، فأنْهَوا إليه أن هاهنا رجلا يضل الناس ويصدهم عن طاعة الملك، وَيُفَنِّد الرعايا، ويفرق بين الأب وابنه إلى غير ذلك مما تقلدوه في رقابهم ورموه به من الكذب، وأنه ولد زانية حتى استثاروا غضب الملك، فبعث في طلبه من يأخذه ويصلبه ويُنَكّل به، فلما أحاطوا بمنزله وظنوا أنهم قد ظَفروا به، نجاه الله من بينهم، ورفعه من رَوْزَنَة ذلك البيت إلى السماء، وألقى الله شبهه على رجل [ممن] كان عنده في المنزل، فلما دخل أولئك اعتقدوه في ظلمة الليل عيسى، عليه السلام، فأخذوه وأهانوه وصلبوه، ووضعوا على رأسه الشوك. وكان هذا من مكر الله بهم، فإنه نجى نبيه ورفعه من بين أظهرهم، وتركهم في ضلالهم يعمهون، يعتقدون أنهم قد ظفروا بطَلبتِهم، وأسكن الله في قلوبهم قسوة وعنادا للحق ملازما لهم، وأورثهم ذلة لا تفارقهم إلى يوم التناد؛ ولهذا قال تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/448)
الْمَاكِرِينَ} ".
الرابعة والخمسون: الإقرار بالحق , ليتوصلوا به إلي دفعه , كما قال في الآية.
- أقر: اعترف به وأثبته , شر طائفة ابتليت بها الأمة الإسلامية هي طائفة المنافقين ,وهذه المسألة قريبة للتي قبلها.
الخامسة والخمسون: التعصب للمذهب , كقوله فيها (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم) [آل عمران: 73].
- عصب: العصابة والعصبة , وهو التحمس للرأي , (لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم).
قال الشوكاني في الفتح (1/ 479):" هذا من كلام اليهود بعضهم لبعض، أي: قال ذلك الرؤساء للسلفة لا تصدّقوا تصديقاً صحيحاً إلا لمن تبع دينكم من أهل الملة التي أنتم عليها، وأما غيرهم ممن قد أسلم، فأظهروا لهم ذلك خداعاً {وَجْهَ النهار واكفروا ءاخِرَهُ} ليفتتنوا، ويكون قوله: {أَن يؤتى أَحَدٌ مّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ} على هذا متعلقاً بمحذوف، أي: فعلتم ذلك؛ لأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم: يعني أن ما بكم من الحسد، والبغي أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم من فضل العلم، والكتاب دعاكم إلى أن قلتم ما قلتم. وقوله: {أَوْ يُحَاجُّوكُمْ} معطوف على {أن يؤتى}، أي: لا تؤمنوا إيماناً صحيحاً، وتقرّوا بما في صدوركم إقراراً صادقاً لغير من تبع دينكم، فعلتم ذلك، ودبرتموه أن المسلمين يحاجوكم يوم القيامة عند الله بالحق ".
السادسة والخمسون: تسمية اتباع الإسلام شركاً , كما ذكره في قوله تعالى: (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباد لي من دون الله) [آل عمران: 79 –80].
· وهذا من قلب الحقائق وانتكاس الفطر (وهابية- تيمية- رجعية – متنطعون – إرهابيون).
قال ابن كثير (2/ 66):"عن ابن عباس قال: قال أبو رافع القُرَظِي، حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران، عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام: أتريد يا محمد أن نعبدكَ كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم؟ فقال رجل من أهل نجران نصراني يقال له الرئيس: أوَ ذاك تريد منا يا محمد، وإليه تدعوننا؟ أو كما قال. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَعَاذَ اللهِ أنْ نَعْبُدَ غَيْرَ اللهِ، أو أنْ نَأْمُرَ بِعِبَادَةِ غَيْرِه، مَا بِذَلِكَ بَعَثَنِي، ولا بِذَلِكَ أَمَرَنِي". أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهما: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} [الآية] (1) إلى قوله: {بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.".
السابعة والخمسون: تحريف الكلم عن مواضعه.
وهذا مر معنا سابقا أو قريبا منه.
الثامنة والخمسون: لي الألسنة بالكتاب.
- ليُّ: لوى رأسه أي أماله , (ليّا بألسنتهم وطعنا في الدين) (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب ... ).
· ويكون الّيّ بالفظ والمعنى.
التاسعة والخمسون: تلقيب أهل الهدى , بالصباة , والحشوية.
- الحَشَوية أو الحَشْوية:من الحشَىْ والحَشْيْ.
- الصابء: الكفار , وينادون بذلك على المسلمين للتنفير منهم.
وقالوا كذلك: (وقالوا مجنون وازدجر) (إنا لنراك في ضلال مبين) (إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين) (شاعر نتربص به ريب المنون).
· عقد ابن القيم رحمه الله في نونيته فصلا كاملا عن تلقيب أهل السنة بالحشوية: قال فيه:
ويظن جاهلهم بأنهم حشوا ... رب العباد بداخل الأكوان
إذ قولهم فوق العباد وفي السما ... ء الرب ذو الملكوت والسلطان
الستون: افتراء الكذب على الله.
- الفري:قطع الجلد للخرز والإصلاح , والإفراء: الفساد: وكذلك في الكفر والإشراك , (انظر كيف يفترون على الله الكذب) (قال النبي في الحديث المتواتر (من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
الحادية والستون: التكذيب بالحق.
- التكذيب:نسبة الكذب للغير , ولا يلزم أن يكون كذابا , (فكذبوا عبدنا).
· يلزم من كذب الحق أن يلتبس بالباطل.
· يطلق الحق على:-
1 - الموجِد: وهو الله (ذلكم الله ربكم الحق) سورة يونس.
2 - الموجَد: فعل الله كله حق , (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ). (إن وعد الله حق).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/449)
الثانية والستون: كونهم إذا غلبوا بالحجة فزعوا إلي الشكوى للملوك , كما قال: (أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض) [الأعراف: 127].
- الشكوى: نقل الكلام على سبيل الظلم (وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ [الأعراف: 127]).
الثالثة والستون: رميهم إياهم بالفساد في الأرض ,كما في الآية.
- رمى: ألقاه وقذفه من أعلى.
الرابعة والستون: رميهم إياهم بانتقاص دين الملك , كما قال تعالى: (ويذرك وآلهتك) [الأعراف: 127] وكما قال تعالى: (إني أخاف أن يبدل دينكم) [غافر: 26].
الخامسة والستون: رميهم إياهم بانتقاص آلهة الملك كما في الآية.
السادسة والستون: رميهم إياهم بتبديل الدين كما قال (إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) [غافر: 26].
السابعة والستون: رميهم إياهم بانتقاص الملك , كقولهم: (ويذرك وآلهتك) [الأعراف: 127].
الثامنة والستون: دعواهم العمل بما عندهم من الحق , كقوله: (نؤمن بما أنزل علينا) [البقرة: 91] مع تركهم إياه.
الدليل: (نؤمن بما أنزل علينا) قال ابن كثير في تفسيره (1/ 328):" يقول تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} أي: لليهود وأمثالهم من أهل الكتاب {آمِنُوا بِمَا أَنزلَ اللَّهُ} [أي] (5): على محمد صلى الله عليه وسلم وصدقوه واتبعوه {قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزلَ عَلَيْنَا} أي: يكفينا الإيمان بما أنزل علينا من التوراة والإنجيل ولا نقر إلا بذلك، {وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ} يعنى: بما بعده {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ} أي: وهم يعلمون أن ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم الحق (6) {مُصَدِّقًا} (7) منصوب على الحال، أي في حال تصديقه لما معهم من التوراة والإنجيل، فالحجة قائمة عليهم بذلك، كما قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة: 146] ثم قال تعالى: {[قُلْ] (8) فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} أي: إن كنتم صادقين في دعواكم الإيمان بما أنزل إليكم، فلم قتلتم الأنبياء الذين جاؤوكم بتصديق التوراة التي بأيديكم والحكم بها وعدم نسخها، وأنتم تعلمون صدقهم؟ قتلتموهم بغيًا [وحسدًا] (9) وعنادًا واستكبارًا على رسل الله، فلستم تتبعون إلا مجرد الأهواء، والآراء والتشهي (10) كما قال تعالى {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87]. ". قال ابن جرير (2/ 421):" إِنَّمَا أَخْبَرَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْهُمُ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُمْ وَدُّوا ذَلِكَ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ إِعْلاَمًا مِنْهُ لَهُمْ بِأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمَرُوا بِذَلِكَ فِي كِتَابِهِمْ، وَأَنَّهُمْ يَأْتُونَ مَا يَأْتُونَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْهُمْ بِنَهْيِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ عَنْهُ. ".
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً [النساء: 60])
خالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم بالقول والعمل , وإلا يعد القول كذبا لأنه مخالف للواقع.
(يآيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون .... ).
التاسعة والستون: الزيادة في العبادة , كفعلهم يوم عاشوراء.
السبعون: نقصهم منها , كتركهم الوقوف بعرفات.
- العبادة شرع من الله تعالى: فلا يجوز النقص أو الزيادة فيها.
- الزيادة: " الاحتفال بالمولد النبوي , اللباس والطعام المعين ليوم عاشوراء).
- النقصان:" تركهم الوقوف بيوم عرفة وترك التحاكم إلى الله ورسوله ".
· التشريع مع الله تعالى كفر , ولكن اختلفوا هل هو في الربوبية أم في الربوبية؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/450)
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الشورى: 21] , قال ابن كثير في تفسيره (7/ 198): " أي: هم لا يتبعون ما شرع الله لك من الدين القويم، بل يتبعون ما شرع لهم شياطينهم من الجن والإنس، من تحريم ما حرموا عليهم، من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام، وتحليل الميتة والدم والقمار، إلى نحو ذلك من الضلالات والجهالة (5) الباطلة، التي كانوا قد اخترعوها في جاهليتهم، من التحليل والتحريم، والعبادات الباطلة، والأقوال الفاسدة ".
الحادية والسبعون: تركهم الواجب ورعاً.
· يتركون الواجب لئلا يقعون في الإثم.
· ترك الواجب نوعان:
1 - تعبدا لله جل وعلا , وهذا بدعة وقد يصل بصاحبه للكفر كترك الصلاة.
2 - ترك الواجب كسلا. وهذه معصية إلا في ترك الصلاة ,كما إجماع الصحابة على ذلك.
قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (1/ 70): " كما رفعته النصارى فلا يوجبون الطهارة من الجنابة ولا الوضوء للصلاة ولا اجتناب النجاسة في الصلاة بل يعد كثير من عبادهم مباشرة النجاسات من أنواع القرب والطاعات حتى يقال في فضائل الراهب له أربعةن سنة ما مس الماء ولهذا تركوا الختان , مع أنه شرع إبراهيم الخليل عليه السلام وأتباعه واليهود إذا حاضت عندهم المرأة لا يؤاكلونها ولا يشاربونها ولا يقعدون معها في بيت واحد والنصارى لا يحرمون وطء الحائض وكان اليهود لا يرون إزالة النجاسة بل إذا أصاب ثوب أحدهم قرضه بالمقراض والنصارى ليس عندهم شيء نجس يحرم أكله أو تحرم الصلاة معه) ا هـ.
· مسألة: كثير من الناس يتركون الأعمال خشية الوقوع في الإثم أو الرياء؟ نقول هذا الأمر بدعة , ونقول: أنتم مأمورون بهذا العمل الواجب مع تصحيح النية والاعتقاد وجاهدة النفس على ذلك.
الثانية والسبعون: تعبدهم بترك الطيبات من الرزق.
الثالثة والسبعون: تعبدهم بترك زينة الله.
ولكن أمة محمد صلى الله عليه وسلم مأمورة بإظهار الزينة و الطيبات على نفسها (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعبادة والطيبات من الرزق ... ) قال اشوكاني في الفتح (3/ 30):" الزينة: ما يتزين به الإنسان، من ملبوس أو غيره من الأشياء المباحة، كالمعادن التي لم يرد نهي عن التزين بها، والجواهر ونحوها؛ وقيل الملبوس خاصة، ولا وجه له، بل هو من جملة ما تشمله الآية، فلا حرج على من لبس الثياب الجيدة الغالية القيمة إذا لم يكن مما حرّمه الله، ولا حرج على من تزين بشيء من الأشياء التي لها مدخل في الزينة، ولم يمنع منها مانع شرعي، ومن زعم أن ذلك يخالف الزهد فقد غلط غلطاً بيناً. وقد قدّمنا في هذا ما يكفي، وهكذا الطيبات من المطاعم والمشارب ونحوهما، مما يأكله الناس، فإنه لا زهد في ترك الطيب منها، ولهذا جاءت الآية هذه معنونة بالاستفهام المتضمن للإنكار على من حرّم ذلك على نفسه، أو حرّمه على غيره. وما أحسن ما قال ابن جرير الطبري: ولقد أخطأ من آثر لباس الشعر والصوف على لباس القطن والكتان، مع وجود السبيل إليه من حله، ومن أكل البقول والعدس، واختاره على خبز البرّ، ومن ترك أكل اللحم خوفاً من عارض الشهوة. وقد قدّمنا نقل مثل هذا عنه مطوّلاً. والطيبات المستلذات من الطعام؛ وقيل هو اسم عام لما طاب كسباً ومطعماً. قوله: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله التى أَخْرَجَ} أي: أنها لهم بالأصالة، وإن شاركهم الكفار فيها ما داموا في الحياة {خَالِصَةً يَوْمَ القيامة} أي: مختصة بهم يوم القيامة، لا يشاركهم فيها الكفار. ".
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله جميل يحب الجمال).
الرابعة والسبعون: دعاؤهم الناس إلى الضلال بغير علم.
لزم من ذلك الوقوع في الضلال , فهو ضال في نفسه مضل لغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/451)
قال تعالى:" وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ [الأنعام: 119] ". قال الشوكاني في الفتح (2/ 469):"هم الكفار الذين كانوا يحرّمون البحيرة والسائبة ونحوهما، فإنهم بهذه الأفعال المبنية على الجهل، كانوا يضلون الناس، فيتبعونهم، ولا يعلمون أن ذلك جهل وضلالة، لا يرجع إلى شيء من العلم، ثم أمرهم الله أن يتركوا ظاهر الإثم وباطنه. والظاهر: ما كان يظهر كأفعال الجوارح. والباطن: ما كان لا يظهر كأفعال القلب؛ وقيل ما أعلنتم وما أسررتم. وقيل: الزنا الظاهر، والزنا المكتوم وأضاف الظاهر والباطن إلى الإثم، لأنه يتسبب عنهما، ثم توعد الكاسبين للإثم بالجزاء بسبب افترائهم على الله سبحانه. ".
· من كان جاهلا لا يلزم عدم إنزال الوصف عليه وأما دخول الجنة والنار فمسألة أخرى (ليس لك فيها مطمع).
قال تعالى:" وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ [الحج: 3] " قال ابن كثير في تفسيره (5/ 394):" يقول تعالى ذامًا لمن كذب بالبعث، وأنكر قدرة الله على إحياء الموتى، معرضا عما أنزل الله على أنبيائه، متبعًا في قوله وإنكاره وكفره كل شيطان مريد، من الإنس والجن، وهذا حال أهل الضلال (2) والبدع، المعرضين عن الحق، المتبعين للباطل، يتركون ما أنزله الله على رسوله من الحق المبين، ويتبعون أقوال رءوس الضلالة، الدعاة إلى البدع بالأهواء والآراء، ولهذا قال في شأنهم وأشباههم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ}، أي: علم صحيح، {وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ. مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ} قال مجاهد: يعني الشيطان، يعني: كتب عليه كتابة قدرية {أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ} أي: اتبعه وقلده، {فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} أي: يضله في الدنيا ويقوده في الآخرة إلى عذاب السعير، وهو الحار المؤلم المزعج المقلق. ".
قال تعالى: (ود كثير من أهل لو يضلونكم من بعد إيمانكم كفارا ..... ): قال الشوكاني (1/ 161):" فيه إخبار المسلمين بحرص اليهود على فتنتهم، وردّهم عن الإسلام، والتشكيك عليهم في دينهم. ".وقال " عن ابن عباس، أنه قال: قال رافع بن حُريَمْلة، ووهب بن زيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا محمد ائتنا بكتاب يَنزَّل علينا من السماء نقرؤه، أو فجِّر لنا أنهاراً نتَّبعك، ونصدقك، فأنزل الله في ذلك: {أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْئَلُواْ رَسُولَكُمْ} الى قوله {سَوَاء السبيل} وكان حيي بن أخطب [وأبو ياسر بن أخطب] من أشدّ اليهود حسداً للعرب، إذ خصهم الله برسوله، وكانا جاهديْن في ردّ الناس عن الإسلام ما استطاعا، فأنزل الله فيهما: {وَدَّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الكتاب} الآية. ".
الخامسة والسبعون: دعواهم محبة الله، مع تركهم شرعه، فطالبهم الله بقوله: (إن كنتم تحبون الله) الآية [آل: عمران 31]
السادسة والسبعون: دعاؤهم إياهم إلى الكفر، مع العلم.
السابعة والسبعون: المكر الكبار، كفعل قوم نوح.
المكر: إيصال المكروه للغير , وهو نوعان: (حسن وسيء) , السيء: هي الحيل الخفية لإيصال الحيل لمن لا يستحقه.
- (ومكلاوا مكرا كبارا): أي عظيما كبيرا.
الثامنة والسبعون: أن أئمتهم إما عالم فاجر، وإما عابد جاهل، كما في قوله: (وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله) إلى قوله: (ومنهم أميون) [البقرة: 75 – 78].
- إمام: هو من يأتم به الناس , وهو إما حسن أو سيء.
- عالم فاجر: أحبار اليهود.
- عابد جاهل: رهبان النصارى.
(أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة: 75]): قال ابن كثير (1/ 307): " قول تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ} أيها المؤمنون {أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ} أي: ينقاد لكم بالطاعة، هؤلاء الفرقة الضالة من اليهود، الذين شاهد آباؤهم من الآيات البينات ما شاهدوه ثم قست قلوبهم من بعد ذلك {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} أي: يتأولونه على غير تأويله {مِنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/452)
بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} أي: فهموه على الجلية ومع هذا يخالفونه على بصيرة {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنهم مخطئون فيما ذهبوا إليه من تحريفه وتأويله؟ وهذا المقام شبيه بقوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 13]. ".
قال السدي: هي التوراة حرفوها.وهي أعم مما ذكره ابن عباس.
(ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب ..... ).
التاسعة والسبعون: تمنيهم الأماني الكاذبة، كقولهم: (لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة) [البقرة: 80] وقولهم: (لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى) [البقرة: 111].
- تمنى الشيء: قدره وأحبه أن يصير إليه , الأمنية: مايريده الإنسان. (أم للإنسان ما تمنى) (فتمنوا الموت).
- (وقالوا لن تمسنا النار إلا أيامام معدودات): قال اطبري (2/ 173):" قال ابن عباس: لن تمسنا النار إلا أربعين ليلة.".وهذا تخمين وظن وكذب و قال بعض أهل العلم ك وهذه مدة عبادتهم العجل.وقال الطبري " عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: اجْتَمَعَتْ يَهُودُ يَوْمًا تُخَاصِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَعْدُودَةً} أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَخْلُفُنَا أَوْ يَلْحَقُنَا فِيهَا أُنَاسٌ؛ فَأَشَارُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَبْتُمْ، بَلْ أَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ مُخَلَّدُونَ لاَ نَلْحَقُكُمْ أو نَخْلُفُكُمْ فِيهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَبَدًا. ".
- "وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ": قال ابن كثير في تفسيره (1/ 384):" يبين تعالى اغترار اليهود والنصارى بما هم فيه، حيث ادعت كل طائفة من اليهود والنصارى أنه لن يدخل الجنة إلا من كان على ملتها، كما أخبر الله عنهم في سورة المائدة أنهم قالوا: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18]. فأكذبهم الله تعالى بما أخبرهم أنه معذبهم بذنوبهم. ".
· لا يطالب النافي بالدليل , وهنا هم نفوا (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) فكما ظان الدليل للإثبات يكون للنفي نبه عليها شيخ الإسلام.
الدين ليس بالتمني ولا بالتحلي , ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.
الثمانون: دعواهم أنهم أولياء الله من دون الناس.
قال تعالى: (قل يأيها الذين آمنوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ....... ) ,وهذه دعوة للمباهلة. (وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ [الأنفال: 34]).
قال الشوكاني في الفتح (3/ 393):" الوليّ: في اللغة: القريب. والمراد بأولياء الله: خلص المؤمنين كأنهم قربوا من الله سبحانه بطاعته واجتناب معصيته. وقد فسر سبحانه، هؤلاء الأولياء بقوله: {الذين ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} أي: يؤمنون بما يجب الإيمان به، ويتقون ما يجب عليهم اتقاؤه من معاصي الله سبحانه ".
الحادية والثمانون: اتخاذ قبور أنبيائهم، وصالحيهم، مساجد
الثانية والثمانون: اتخاذ آثار أنبيائهم، مساجد، كما ذكر عن عمر.
- آثار: جمع أثر: وهو المكان الذي جلس فيه نبي أو رجل صالح.
· من صور الغلو:-
1 - اتخاذ قبور أنبياءهم مساجد (غلو في الأشخاص).
2 - اتخاذ آثارهم مساجد (غلو في الأماكن).
- معنى اتخاذ قبرهم مساجد:أي أماكن للتعبد إن لم يبنوا عليها.
(قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا): هل القائلون بهذا مسلمون أم مشركون " في القصة "؟ يحتمل هذا وهذا , ابن كثير وابن جرير أطلقا القولين , أما الشوكاني رجح أنهم مسلمون وذلك بدلالة لفظة مسجد وهو مكان للصلاة عند المسلمين , والصحيح أنه لا ينبني عليه أي شيء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله اليهود والنصارى: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.وفي رواية: قاتل الله اليهود ...... .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/453)
· في فتح المجيد: " قال البيضاوي: لما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما لشأنهم ويجعلنها قبلة يتوجهون في الصلاة نحوها واتخذوها أوثانا لعنهم النبي صلى الله عليه و سلم ".
- وكل موضع قصد الصلاة فيه صار مسجدا.
الثالثة والثمانون: اتخاذ السرج على القبور
- سرج: جمع سراج وهو المصباح الزاهر المنير , وهذه صورة من صور المسألتين السابقتين , وهذا محرم لأنه تهيئة للعبادة عندهم.
الرابعة والثمانون: اتخاذها أعياداً.
- أعياد: جمع عيد: وهو المتكرر الحدوث.
الخامسة والثمانون: الذبح عند القبور.
قال صلى الله عليه وسلم: لعن الله من ذبح لغير الله.رواه مسلم والنسائي وغيرهما.
السادسة والثمانون: التبرك بآثار المعظمين، كدار الندوة، وافتخار من كانت تحت يده، كما قيل لحكيم بن حزام: بعت مكرمة قريش؟ فقال: ذهبت المكارم إلا التقوى.
- التبرك: التيامن بالشيء. والأصل في التبرك المنع إلا إذا جاء دليل.
السابعة والثمانون: الاستسقاء بالأنواء.
الثامنة والثمانون: الفخر بالأحساب.
التاسعة والثمانون: الطعن في الأنساب.
التسعون: النياحة.
قال صلى الله عليه وسلم: (أَرْبَعٌ فِى أُمَّتِى مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِى الأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِى الأَنْسَابِ وَالاِسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ». وَقَالَ «النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ). رواه مسلم.
- الفخر: هي المباهاة في الأشياء الخارجة عن الإنسان مثل (المال والجاه والمنصب وغيرها).
كان الجاهليون يعقدون ما يسمونه بالمنافرات وهي مجالس يتبارى فيها الرجلانلذكر محاسنهم , وقد قال الله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
- الطعن: يقال: طعن فيه وعليه , أي نقّصه وعابه.
- الاستسقاء بالأنواء: طلب السقيا والمطر.
· نسبة المسبب إلى السبب مباشرة (شرك أصغر وقد يكون شركا أكبرا).
حديث:- (مطرنا بنوء كذا وكذا ......... ) فأنزل الله: (فتجعلون رزقكم أنكم تكذبون).
- النياحة: ناح ينوح نوحا ونياحة , قال الألوسي في شرحه على المسائل (423) " ومَعْنَى قوله في النَّائحَةِ: «وعليها سِرْبالٌ مِن قَطرانٍ»: أنَّ الله تَعالى يُجازيها بِلِباسٍ مِن قَطرانٍ لأنَّها كانت تَلْبَسُ الثيِّاب السُّودَ. وَقَولُهُ: «دِرْع مِن جَرَبٍ»، يعني: يُسلَّطُ على أعضائها الجَرَبُ والحكَّةُ، بحيثُ يُغَطِّي بَدَنَها تَغطيَةَ الدِّرعْ- وهو القميصُ-؛ لأنَّها كانت تَجْرَحُ بكلماتِها المُحْرِقَةِ قُلوبَ ذَوي المُصيباتِ. ".
الحادية والتسعون: أن أجل فضائلهم، الفخر بالأنساب، فذكر الله فيه ما ذكر.
الثانية والتسعون: أن أجل فضائلهم الفخر أيضاً، ولو بحق، فنهي عنه.
والأدلة كثيرة منها (أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا) , (وقالوا نحن أكثر منك أموالا وأولادا).
فنهيوا عنها ولو كان بحق , (ولا تمش في الأرض مرحا * إن الله لا يحب كل مختال فخور). (أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر).
الثالثة والتسعون: أن الذي لا بد منه عندهم، تعصب الإنسان لطائفته، ونصر من هو منها ظالماً، أو مظلوماً، فأنزل الله في ذلك ما أنزل.
- يهود بني القينقاع مع الخزرج " وهذا سابقا في أيام الجاهلية ".
- يهود بني النظير وبني قريظة مع الأوس.
عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ «مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِى يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلاَ يَفِى لِذِى عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّى وَلَسْتُ مِنْهُ». رواه مسلم.
(ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ............ ).
(أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ......... ).
الرابعة والتسعون: أن دينهم أخذ الرجل بجريمة غيره، فأنزل الله: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) [الإسراء: 15]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/454)
- أخذ الرجل: عقاب الرجل.
· والصحيح أن المذنب أو الآثم لا يؤاخذ بغيره.
الخامسة والتسعون: تعيير الرجل بما في غيره، فقال: " أعيرته بأمه؟ إنك امرء فيك جاهلية ".
الدليل واضح وصريح: أعيرته بأمه؟.
- إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على أبي ذر يدل على أنه مذموم شرعا , فهو محرم.
- تعيير الرجل بما ليس فيه من خصال الجاهلية , وهذه داخلة في مسألة الطعن في الأنساب.
السادسة والتسعون: الافتخار بولاية البيت، فذمهم الله بقوله: (مستكبرين به سامرا تهجرون) [المؤمنون: 67].
- الولي: كل من قام بأمر.
- الولاية: الإمارة.
الدليل: (مستكبرين به سامرا تهجرون) قال ابن كثير (5/ 483):"في تفسيره قولان، أحدهما: أن مستكبرين حال منهم حين نكوصهم عن الحق وإبائهم إياه، استكبارًا عليه واحتقارًا له ولأهله، فعلى هذا الضمير في {بِهِ} فيه ثلاثة أقوال:
أحدهما: أنه الحرم بمكة، ذموا لأنهم كانوا يسمرون بالهُجْر من الكلام.
والثاني: أنه ضمير القرآن، كانوا يسمرون ويذكرون القرآن بالهجر من الكلام: "إنه سحر، إنه شعر، إنه كهانة" إلى غير ذلك من الأقوال الباطلة.
والثالث: أنه محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا يذكرونه في سمرهم بالأقوال الفاسدة، ويضربون له الأمثال الباطلة، من أنه شاعر، أو كاهن، أو ساحر، أو كذاب، أو مجنون. وكل ذلك باطل، بل هو عبد الله ورسوله، الذي أظهره الله عليهم، وأخرجهم من الحرم صاغرين أذلاء. ".
عن النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ رَجُلٌ مَا أُبَالِى أَنْ لاَ أَعْمَلَ عَمَلاً بَعْدَ الإِسْلاَمِ إِلاَّ أَنْ أُسْقِىَ الْحَاجَّ. وَقَالَ آخَرُ مَا أُبَالِى أَنْ لاَ أَعْمَلَ عَمَلاً بَعْدَ الإِسْلاَمِ إِلاَّ أَنْ أَعْمُرَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ. وَقَالَ آخَرُ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِمَّا قُلْتُمْ. فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ وَقَالَ لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَلَكِنْ إِذَا صَلَّيْتُ الْجُمُعَةَ دَخَلْتُ فَاسْتَفْتَيْتُهُ فِيمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) الآيَةَ إِلَى آخِرِهَا." رواه مسلم.
السابعة والتسعون: الافتخار بكونهم ذرية الأنبياء، فأتى الله بقوله: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت) الآية [البقرة: 134].
- الافتخار: التعالي والتعاظم.
- صالح الآباء لا ينفع صالح الأبناء إلا إذا كانوا صالحين.
الدليل (تلك أمة قد خلت .......... ) قال ابن كثير (1/ 447):" أي: إن السلف الماضين من آبائكم من الأنبياء والصالحين لا ينفعكم انتسابكم إليهم إذا لم تفعلوا خيرًا يعود نفعهُ عليكم، فإن لهم أعمالهم التي عملوها ولكم أعمالكم: {وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} , وقال أبو العالية، والربيع، وقتادة: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} يعني: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط [ولهذا جاء، في الأثر: من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه] ".وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.
· لا يجوز الحج عن الآباء المقصرين أو الآباء الذين أدوا فريضة الحج. لأن الدليل خاص بالآباء الذين لم يحجوا.
قال تعالى: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ [المؤمنون: 101]) , وقال (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [البقرة: 124]).وقال (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة: 114]) وقال (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ [هود: 45] * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/455)
الْجَاهِلِينَ [هود: 46]).
الثامنة والتسعون: الافتخار بالصنائع، كفعل أهل الرحلتين، على أهل الحرث.
(لإيلاف قريش إيلافهم ........... ) سموا قريشا من القَرْش.
(إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليه ... ). (أنا أكثر منك مالا وولدا).
التاسعة والتسعون: عظمة الدنيا في قلوبهم، كقولهم: (لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) [الزخرف: 31].
(وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) أي مكة والطائف.
قال القرطبي (16/ 83):"والرجلان: الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم عم أبي جهل. والذي من الطائف أبو مسعود عروة بن مسعود الثقفي، قاله قتادة. وقيل: عمير بن عبد ياليل الثقفي من الطائف، وعتبة بن ربيعة من مكة، وهو قول مجاهد. وعن ابن عباس: أن عظيم الطائف حبيب بن عمرو الثقفي. وقال السدي: كنانة بن عبد بن عمرو. روي أن الوليد بن المغيرة- وكان يسمى ريحانة قريش- كان يقول: لو كان ما يقوله محمد حقا لنزل علي أو على أبي مسعود، فقال الله تعالى:" أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ" يعني النبوة فيضعونها حيث شاءوا."
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد: 20]) , (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ [فاطر: 5]) , روى الترمذي في سننه وصححه الألباني: (عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا من شربة ماء).
المائة: التحكم على الله، كما في الآية.
التحكم أو الاقتراح على الله تعالى , (وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ [الأنعام: 8]) , (وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) , (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً [الفرقان: 32]) , (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً [النساء: 153]) , (وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ [الأنعام: 37]). هذا كله من باب التحكم على الله تعالى.
والأصل في المسلم الموحد كما قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) , الأصل أن لفظ مؤمن يدخل فيها النساء.
· قال الله تعالى:" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ... ): فلا وربك: هذا أعلى درجات القسم.
· هذه الآية عظيمة , وأما المواثيق الدولية والدستور والقوانين الوضعية وكل هذا من .......... مباينة لهذه الآية الكريمة.
· (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) = حديث مختلف في ثبوته.
(فليحذر الذين يخالفون عن أمره ....... ).
الحادية بعد المائة: ازدراء الفقراء، فأتاهم بقوله: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي)، [الأنعام: 52].
- الفقراء: الذين هم متبوعين للأنبياء والرسل , (كما جاء في حديث معاوية مع هرقل).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/456)
(ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ........... ): قال ابن كثير (3/ 259):" أي: لا تبعد هؤلاء المتصفين بهذه الصفة عنك، بل اجعلهم جلساءك وأخصاءك، كما قال: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} ".
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم ... ).
الثانية بعد المائة: رميهم اتباع الرسل بعدم الإخلاص، وطلب الدنيا، فأجابهم بقوله: (ما عليك من حسابهم من شيء) الآية [الأنعام: 52] وأمثالها.
تابعة للمسألة السابقة.
الثالثة بعد المائة: الكفر بالملائكة.
· الدهريين ينكرون وجود الملائكة و وذلك تبع لإنكارهم لوجود الله تعالى والعياذ بالله.
الرابعة بعد المائة: الكفر بالرسل.
· (كذبت قوم نوح المرسلين): المرسلين: لأن التكذيب برسول واحد تكذيب بجميع الرسل.
(وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ [يونس: 13]). (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ [الأنعام: 34]). (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً [النساء: 136]).
الخامسة بعد المائة: الكفر بالكتب.
وذلك لما جاء في حديث جبريل المعروف المشهور (إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ [غافر: 71]).
السادسة بعد المائة: الإعراض عن ما جاء عن الله.
· وهذا يسمى كفر الإعراض , فتراه يقلد غيره في جميع أموره وهذا من النواقض و ونص على ذلك ابن القيم وجمهور كبير من أهل العلم وكذلك هي من نواقض الإسلام عند المجدد محمد بن عبد الوهاب.
(وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ [الأنعام: 4]). (مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً [طه: 100]).قال ابن كثير في تفسيره (أعرض عن اتباعه أمرا وطلبا).
السابعة بعد المائة: الكفر باليوم الآخر.
- الكفر: الجحود.
إنكار البعث يستلزم نفيه وإنكار ما بعده. (وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ [المؤمنون: 33]). (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ [المؤمنون: 35]). (قال من يحيي العظام وهي رميم).
قال ابن كثير في تفسيره (6/ 593):" قال مجاهد، وعِكْرِمَة، وعروة بن الزبير، والسُّدِّي. وقتادة: جاء أُبي بن خلف [لعنه الله] (4) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم وهو يُفَتِّتُه ويذريه (5) في الهواء، وهو يقول: يا محمد، أتزعم أن الله يبعث هذا؟ فقال: "نعم، يميتك الله تعالى ثم يبعثك، ثم يحشرك إلى النار". ونزلت هذه الآيات من آخر "يس": {أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ}، إلى آخرهن. ".
(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) والله تعالى أثبت اليوم الآخر بأدلة لا تعد ولا تحصى , منها (ويخركم إخراجا) (زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي) (ويستنبؤونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق) (حديث جبريل المعروف).
لا فرق بين من كذب باليوم الآخر كله أو شيئا جزئيا منه.
الثامنة بعد المائة: التكذيب بلقاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/457)
- لقاء الله: إما اليوم الآخر , وقيل رؤية الله تعالى عز وجل " وهذا فيه الرد على من أنكر صفة الرؤية ".
التاسعة بعد المائة: التكذيب ببعض ما أخبرت به الرسل عن اليوم الآخر، كما في قوله: (والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة) [الأعراف: 147] ومنها: التكذيب بقوله: (مالك يوم الدين) [الفاتحة: 4] وقوله: (لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة) [البقرة: 254] وقوله: (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) [الزخرف: 86].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة: 254]) , (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً [الكهف: 103] * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [الكهف: 104]).
مالك يوم الدين: مالك مأخوذ من الملك , (وإلينا ترجعون) (قل أعوذ برب الناس ملك الناس) , (وله الملك) (الملك يومئذ الحق للرحمن) (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون).
· في الأمور الغيبية: نثبت اللفظ ونثبت المعنى ونثبت الحقيقة من غير تكييف لأنه مجهول لدينا.
سواء كانت في توحيد الأسماء والصفات أو في أمور اليوم الآخر.ومن هنا نعلم أن تمثيل اليوم الآخر بالصور بالتماثيل مردود على أصحابه وإن كانت له ثمرة. فانتبه لها يا طالب العلم.
العاشرة بعد المائة: الكفر بالأنبياء.
القيد يكون للاحتراز أو لبيان الحالوالواقع.
(اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون) , الذي خلقكم: قيد لبيان الحال والواقع , لو قلنا للاحتراز: كأنا أثبتنا إلهً لم يخلقكم. (إن الذين يقتلون الأنبياء بغير حق و ...... ): بغير حق: قيد لبيان الحال والواقع , لأنه كذلك لا يجوز قتل الأنبياء بحق , وهو محال.
الحادية عشر بعد المائة: الإيمان بالجبت والطاغوت.
- الجبت: قيل السحر , وقيل كعب بن الأشرف وقيل الشيطان ,والصحيح أنها كلمة عامة فتعم كل ما قيل , الطاغوت: الشيطان و قيل الكهان , وقيل: كل ما يعبد من دون الله.
وهما اسمان لكل ما يعبد أو يطاع من غير الله تعالى عز وجل , سواء كان إنسانا أو حيوانا أحجرا أو غير ذلك.
· تقسيم الطواغيت: راجع آخر رسالة الأصول الثلاثة.
(فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى).
الثانية عشر بعد المائة: تفضيل دين المشركين.
الثالثة عشر بعد المائة: كتمان الحق مع العلم به.
الرابعة عشر بعد المائة: قاعدة الضلال، هي: القول على الله بلا علم.
قال تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) ,
· لبس الحق بالباطل من أنواع كتم العلم.
قال القرطبي (5/ 540) " عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ} الآيَةَ، هَذَا مِيثَاقٌ أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّينَ أَنْ يُصَدِّقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَأَنْ يُبَلِّغُوا كِتَابَ اللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ، فَبَلَّغَتِ الأَنْبِيَاءِ كِتَابَ اللَّهِ وَرِسَالاَتِهِ إِلَى قَوْمِهِمْ، وَأَخَذَ عَلَيْهِمْ فِيمَا بَلَّغَتْهُمْ رُسُلُهُمْ أَنْ يُؤْمِنُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُصَدِّقُوهُ وَيَنْصُروهُ.".
قال ابن كثير في تفسيره (1/ 472):" هذا وعيد شديد لمن كتم ما جاءت به الرسلُ من الدلالات البينة على المقاصد الصحيحة والهدى النافع للقلوب، من بعد ما بينه الله -تعالى -لعباده في كتبه، التي أنزلها على رسله.
قال أبو العالية: نزلت في أهل الكتاب، كتمُوا صفة محمد صلى الله عليه وسلم ثم أخبر أنهم. يلعنهم كلّ شيء على صنيعهم ذلك، فكما أن العالم يستغفر له كلّ شيء، حتى الحوت في الماء والطير في الهواء، فهؤلاء بخلاف العلماء [الذين يكتمون] فيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.".
الخامسة عشر بعد المائة: التناقض الواضح، لما كذبوا الحق، كما قال تعالى: (بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج) [ق: 5].
- التناقض: التخالف والتعارض.
- الواضح: البين الظاهر الذي لا يحتاج لبرهان أو دليل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/458)
فهم أقوام مخلتفون: منهم من يعبد اللات أو العزى أو الصنم الآخر أو التمر أو الفأر أو البقر أو غير ذلك. كل حزب بما لديهم فرحون.
وكذلك تناقضهم في وصف النبي صلى الله عليه وسلم.
السادسة عشر بعد المائة: الإيمان ببعض المنزل دون بعض.
وهذا كذلك من التناقض: لأن البعض الأول الذي آمنتم به هو من الجنس البعض الثاني الذي كفرتم به. (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ...... ) (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ [الرعد: 36]).قال مجاهد: هم أهل الكتاب.
السابعة عشر بعد المائة: التفريق بين الرسل.
وهذه موافقة لمسألة الكفر بالرسل.
قال ابن كثير (2/ 445):" يتوعد [تبارك و] تعالى الكافرين به وبرسله من اليهود والنصارى، حيث فَرّقوا بين الله ورسله في الإيمان، فآمنوا ببعض الأنبياء وكفروا ببعض، بمجرد التشهي والعادة، وما ألفوا عليه آباءهم، لا عن دليل قادهم إلى ذلك، فإنه لا سبيل لهم إلى ذلك بل بمجرد الهوى والعصبية. فاليهود -عليهم لعائن الله-آمنوا بالأنبياء إلا عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، والنصارى آمنوا بالأنبياء وكفروا بخاتمهم وأشرفهم محمد صلى الله عليه وسلم، والسامرة لا يؤمنون بنبي بعد يوشع خليفة موسى بن عمران، والمجوس يقال: إنهم كانوا يؤمنون بنبي لهم يقال له زرادشت، ثم كفروا بشرعه، فرفع من بين أظهرهم، والله أعلم.
والمقصود أن من كفر بنبي من الأنبياء، فقد كفر بسائر الأنبياء، فإن الإيمان واجب بكل نبي بعثه الله إلى أهل الأرض، فمن رد نبوته للحسد أو العصبية أو التشهي تبين أن إيمانه بمن آمن به من الأنبياء ليس إيمانًا شرعيًّا، إنما هو عن غرض وهوى وعصبية؛ ولهذا قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ} فوسمهم بأنهم كفار بالله ورسله {وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ} أي: في الإيمان {وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا} أي: طريقًا ومسلكًا. ".
· من كفر بني فقد كفر بجميع الأنبياء والرسل.
الثامنة عشر بعد المائة: مخالفتهم فيما ليس لهم به علم.
(مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [آل عمران: 67]).
· آية الجبابرة: القتل بغير حق.
التاسعة عشر بعد المائة؛ دعواهم اتباع السلف، مع التصريح بمخالفتهم.
العشرون بعد المائة: صدهم عن سبيل الله من آمن به.
- الصد: المنع والصرف. قال نوح " إنك إن تذرهم يضلوا عبادك " " ولا تقعدوا بكل صراط " " قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله " " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين* الذين يصدون عن سبيل الله ......... ".
· وهذا فيه دليل أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة.
الحادية والعشرون بعد المائة: مودتهم الكفر، والكافرين.
(ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا .... ) (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين). (يأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم .... ).
(وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ).
الثانية والعشرون بعد المائة، والثالثة، والرابعة، والخامسة، والسادسة، والسابعة والعشرون بعد المائة:
العيافة، والطرق، والطيرة، والكهانة، والتحاكم إلى الطاغوت، وكراهية التزويج بين العيدين؛
1 - العيافة: التفاؤل والتشاؤم بالطير (زجر الطير).
2 - الطرق: من أنواع الكهانة (ضرب الخط).
3 - الكهانة: (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ [الشعراء: 221]) (تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ [الشعراء: 222]).
4 - الطيرة: نفس معنى العيافة والتطير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/459)
5 - التحاكم إلى الطاغوت: مر معنا , قال تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً [النساء: 60] ".
6 - كراهة التزويج بين العيدين: بين عيد الفطر وعيد الأضحى.وقد جاء في الحديث الصحيح " عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ تَزَوَّجَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى شَوَّالٍ وَبَنَى بِى فِى شَوَّالٍ فَأَىُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّى. قَالَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا فِى شَوَّالٍ.".
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1) أخرجه أبو داود و أحمد والبزار و الطبراني.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) ص 34.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3) ص35.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref4) شرح النووي على مسلم (1/ 148).
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref5) رواه مسلم والترمذي وغيرهما.
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref6) تفسير الطبري (19/ 99).
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref7) رواه مالك والبيهقي والبزار.
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref8) التمهيد (2/ 119).
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref9) تفسير ابن كثير (6/ 288).
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref10) تفسير ابن كثير (3/ 377).
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref11) تفسير الطبري (5/ 662).
[12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref12) جامع العلوم والحكم: الحديث السابع.
[13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref13) تفسير ابن كثير (5/ 298).
[14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref14) تفسير ابن جرير (21/ 160).
[15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref15) تفسير ابن كثير (1/ 325) وما يليها.
[16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref16) تفسير القرطبي (2/ 163).
[17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref17) تفسير ابن كثير (4/ 138)
[18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref18) مجموع الفتاوى (3/ 384).
[19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref19) تفسير ابن جرير (2/ 227).
[20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref20) تفسير ابن كثير (1/ 345).
لمن أردا تحميل الملف:
http://sub3.rofof.com/010mazpq10/B3d_alt3lyqat.html
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:15 ص]ـ
جزاه الله خيرا وإياك أبا همام ....
لكن السؤال؟؟!!!
لماذا لم يضعها هو؟؟!!
على كل جزاكما الله خيرا
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:02 ص]ـ
جزاكَ الله ُ خيرًا أبا همام، وجزى الله الأخ الملخص للدروس، وبارك في الشيخ الكبير / أحمد الحازمي.
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:06 ص]ـ
أسأل الله أن يحفظ الشيخ ......
جزاك الله خيرا أبا همام السعدي ......
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:38 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً إخواني ...
أما كاتب التعليقات فهو ممن يكتب معنا في الملتقى يسألكم الدعاء له بالتيسير والتوفيق في المسير .... وكذا ناقل الكلم ... وجزيتم خيراً.
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 05:47 ص]ـ
لإتمام الفائدة , أنقل لكم " مسائل الجاهلية التي خالف فيها رسول الله أهل الجاهلية للشيخ المحدث عبد الله السعد - فك الله أسره وحفظه من كل سوء - لأخينا الفاضل: أبو الهمام البرقاوي ":-
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=6892
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[11 - 10 - 10, 09:16 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
بارك الله لك في وقتك وجهدك ونفع بك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/460)
ـ[زياد الطائي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:28 ص]ـ
بارك الله فيك يا اباهمام ونفع بك وجزى الله الشيخ الحازمي خيرا ..
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:55 م]ـ
بشرى من الشيخ أحمد الحازمي:-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=224778(132/461)
هل هذه الروايتين تطعن في معاوية رضي الله عنه
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 06:03 م]ـ
قال ابن الجوزي في الأذكياء: قال ثعلب نظر معاوية يوم صفيين إلى احدى جنبتي عسكره و قد مالت فلمحها فاستوت , ثم نظر إلى الجنبة الأخرى و قد مالت فحملها فاستوت , فقال له رجل من أصحابه:] أهكذا كنت دبرته من زمن عثمان [/ B] ن؟ فقال: هذا و الله دبرته منذ زمن عمر رضي الله عنه
و قال في موضع آخر
حدثانا ابراهيم قال لما أسن معاوية اعتراه ارق و كان إذا هو نام أيقظته النواقيس ...........
المرجو من الإخوة الإفادة
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 06:50 م]ـ
المرجو تصحيح فحملها ب فلمحها/ و الآن سأكمل الرواية الثانيةلما اسن معاوية اعتراه ارق و كان إذا نام أيقظته النواقيس , فلما أصبح قال يا معشر العرب هل فيكم من يفعل ما آمر به و أعطيه ثلاث ديات اعجلها له و دييتين إذا رجع فقام فتى من غسان فقال أنا يا أمير المؤمنين فقال تذهب بكتابي إلى ملك الروم, فإذا سرت على بساطه أذنت, قال: ثم ماذا قال فقط , فقال لقد كلفت صغيرا و أعطيت كثيرا, فلما خرج و صار على بساط قيصر أذن , فحارت البطارقة و اخترطوا سيوفهم , فسبق إليه ملك الروم فجتى عليه و جعل يسألهم بحق عيسى , و بحقه عليهم حتى كفوا, ثم ذهب إلى سريره حتى صعد به ثم جعله بين رجليه وقال يا معشر البطارق إن معاوية قد أسن , و من أسن أرق و قد آدته النواقيس فأراد أن يقتل هذا على الآذان فيقتل من ببلاده على ضرب النواقيس .........
ـ[مسدد2]ــــــــ[10 - 10 - 10, 07:57 م]ـ
أخي الكريم،
أثبِت العرش ثم انقش، كما يقولون ..
وهذه قد تكون من القصص الملفقة بغرض اثبات دهاء معاوية لا للطعن فيه .. لكن المختلق لها أساء من حيث أراد أن يحسن .. !
والله اعلم
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:02 ص]ـ
ربما تكون الثانية صحيحة لكن الأول لا أعتقد.(132/462)
إذا استيقظت بالليل فاعمل بهذا الحديث
ـ[العازمي الكويتي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 06:11 م]ـ
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ قبلت صلاته»
رواه البخاري
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:13 ص]ـ
بوركت أخي الكريم وجزاك الله كل خير علي هذه الفائدة .........
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:39 ص]ـ
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ قبلت صلاته»
رواه البخاري
جزاك الله خيرا
لكن قوله: اللهم اغفر لي أو دعا
على ما أذكر أنه شك من الرواي
وليس من قول الرسول
حبذا لو تم التثبت من هذا الأمر
لأنني على عجلة من أمري الآن
لكن احببت لفت الانتباه وفقكم الله
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 02:14 ص]ـ
فتح الباري شرح صحيح البخاري
باب فضل من تعار من الليل فصلى
1103
قوله: (ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا) كذا فيه بالشك ويحتمل أن تكون للتنويع، ويؤيد الأول ما عند الإسماعيلي بلفظ: " ثم قال: رب اغفر لي، غفر له. أو قال: فدعا استجيب له "، شك الوليد، وكذا عند أبي داود وابن ماجه بلفظ " غفر له "، قال الوليد: " أو قال: دعا استجيب له "، وفي رواية علي بن المديني: " ثم قال: رب اغفر لي، أو قال: ثم دعا " واقتصر في رواية النسائي على الشق الأول.
قوله: (استجيب) زاد الأصيلي " له " وكذا في الروايات الأخرى.(132/463)
لماذا لم يصل النبي على صاحب الدين؟؟؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[10 - 10 - 10, 11:17 م]ـ
كما جاء في البخاري
عن سلمة بن الأكوع ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بجنازة ليصلي عليها , فقال: هل عليه من دين؟ قالوا: لا , فصلى عليها. ثم أُتي بجنازة أخرى , فقال: هل عليه من دين؟ قالوا: نعم. قال: صلوا على صاحبكم. قال أبو قتادة: عليَّ دينه يا رسول الله , فصلى عليه)).
ما العلة في ذلك
وهل للمسلم أن لا يصلي على صاحب الدين إقتداء بالرسول عليه السلام
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:44 ص]ـ
العلة فيما أعلم هي زجر أهل المعاصي فإن كان شخص من أهل العلم يقتدى به فلا يصلي على فاعل الكبيرة و المبتدع أما باقي المسلمين فيصلون عليه راجع شرح الطحاوي للعز ابن عبد السلام/
مات عبد العزيز بن أبي رواد حتى وضع عند باب الصفا, فصف الناس وجاء الثوري فقال الناس جاء الثوري فجاء حتى خرق الصفوف و الناس ينظرون إليه فجاوز الجنازة ولم يصل عليه لأنه يرمى بالإرجاء
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:57 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم لكن صاحب الدين ليس صاحب كبيرة حتى لا يصلى عليه
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:10 ص]ـ
قال البخاري:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْمُتَوَفَّى عَلَيْهِ الدَّيْنُ فَيَسْأَلُ
هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ فَضْلًا
فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ لِدَيْنِهِ وَفَاءً صَلَّى
وَإِلَّا قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ
صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ
فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ قَالَ
أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ
فَمَنْ تُوُفِّيَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَتَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ
وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:16 ص]ـ
قال الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر (الْكَبِيرَةُ الْخَامِسَةُ وَالسَّادِسَةُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ: الِاسْتِدَانَةُ مَعَ نِيَّتِهِ عَدَمَ الْوَفَاءِ أَوْ عَدَمَ رَجَائِهِ بِأَنْ لَمْ يُضْطَرَّ وَلَا كَانَ لَهُ جِهَةٌ ظَاهِرَةٌ يَفِي مِنْهَا وَالدَّائِنُ جَاهِلٌ بِحَالِهِ).
أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ: {مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ إتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ}.
فراجع هذه الكبيرة في الكتاب المذكور ففيها عدة أحديث
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:23 ص]ـ
بارك الله فيكم لكن في الحديث لم يبين ان المتوفى كان ينوي سداد الدين او لا حتى نحكم عليه بإرتكاب الكبيرة
بالإضافة الى ان النبي عليه السلام ترك الصلاة عليه ولم يمنع أصحابه من الصلاة عليه
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:31 ص]ـ
هل تحسن الظن بالنبي أم بصاحب الدين ,فلو لم يكن الدين كبيرة لكفرت بالصلوات الخمس , والضابط في المسألة إن كان الذي لايصلي على صاحب الكبيرة او المبتدع ممن يقتدى به حتى ينزجر أصحاب المعاصي فلا يصلى أما عموم المسلمين فيصلون لأن فاعل الكبيرة ليس بكافر والله أعلم
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:09 ص]ـ
هل تحسن الظن بالنبي أم بصاحب الدين ,فلو لم يكن الدين كبيرة لكفرت بالصلوات الخمس , والضابط في المسألة إن كان الذي لايصلي على صاحب الكبيرة او المبتدع ممن يقتدى به حتى ينزجر أصحاب المعاصي فلا يصلى أما عموم المسلمين فيصلون لأن فاعل الكبيرة ليس بكافر والله أعلم
قطعا اخي الكريم نحسن الظن بالله وبرسوله الكريم
ولكن أنا ما أقصده أن الذي يموت وعليه دين لا يشترط أن يكون صاحب كبيرة خاصة إذا نوى السداد
والحديث كما قلت لم يسأل فيه النبي عليه السلام عن باطن الرجل هل ينوي السداد في حياته قبل مماته أم لا
فالمسألة ليست واضحة لدي
فسؤالي بشكل اوضح هل بمجرد وجود الدين على المتوفى لا يصلي عليه النبي عليه السلام سواء نوى السداد ام لم ينوي أم فقط في حالة عدم النية اما الثانية فواضحة انه إذا لم ينوي السداد فإنه من اصحاب الكبائر لأنه متعمد لأكل المال بالباطل وإما إن كانت الاولى فهنا الإشكال أي إذا كان المتوفى قد نوى سداد الدين فلم يصلي عليه النبي صلى الله عليه وسلم فما هو سبب ذلك
ـ[أم محمد]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:25 ص]ـ
لا يصلي عليه الرسول صلى الله عليه و سلم لأن صلاته عليه السلام تشفع للمتوفى الذي صلى عليه صلاة الجنازة
و سآتيك إن شاء الله حينما تتاح لي الفرصة صباحا بقول العلماء
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:25 ص]ـ
يا أخي في الله الأحكام تنبني على الظواهر أما السرائر فعلمها إلى الله
/ البخاري/ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ
إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالْوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمْ الْآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا أَمِنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ اللَّهُ يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ وَإِنْ قَالَ إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/464)
ـ[أم محمد]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:19 م]ـ
لم أجد ما كنت أخبرت به فقد أخطأت لذلك أعتذر
لكن المؤكد أن الدائن تبقى روحه معلقة حتى يقضى دينه و لو كان شهيدا(132/465)
إنما العلم العمل، والباقي أضغاث أحلام
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[10 - 10 - 10, 11:26 م]ـ
قال الله جل في علاه: {أمن هو قانت أنآء الليل ساجدا وقائما يحذرالآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب}، مع أن سياق الآية الكريمة يتحدث عن العمل الصالح، بل أشرف الأعمال الصالحة، فإن شرف العبد قيامه بالليل، وما فيها من إطالة للقيام والسجود، والذي تفرد به ثلة من عباد الله ـ الله يتجاوز عنايا إخوان بمنه وكرمه، ونسأله أن يهبنا قوة من عنده تعيننا على طاعته ومرضاته ـ إلا أنه ختم الآية بقوله تعالى: {قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لايعلمون}، ولم يقل: "قل هل يستوي الذين يعملون والذي لا يعملون"،ليعلم أولوا لألباب على الحقيقة أن العلم إنما هو العمل، والباقي إنما يستكثر به العبد الحجج على نفسه، فمستقل ومستكثراللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أدنى من ذلك برحمتك يا أرحم الراحمين ـ حسّان ـ(132/466)
القسمة خير وشر فقط
ـ[عبدالرحمن أبو عبدالله]ــــــــ[10 - 10 - 10, 11:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن تعبد وبعد،،،
اطلعت على كلامٍ لعالم فذ - يرحمه الله- وهو: عبد الرحمن بن حسن حبنكة الميداني في كتاب له بعنوان: " روائع من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم دراسات أدبية ولغوية وفكرية" وفي شرح له للحد يث التالي قيدت واختصرت لكم هذه الدرر من كتابه والتي تبين أن القسمة ثنائية خير وشر، مع أن الكاتب رجع لكلام النووي والسيوطي وبعض كتب التعريفات.
فلعلي أقف مع هذا الحديث البليغ وقفات دعتني أجعله في هذا القسم .. مع أني استسمحكم عذرا باختصاره لكن المقام يستدعي ذلك ... وأرجو أن تقرأ يا أخي قراءة المتأمل فهو قطعة نبوية أدبية بليغة مختصرة:
أولا الحديث: أن أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ يَقُولُ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ «لاَ وَاللَّهِ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ إِلاَّ مَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا». فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِى الْخَيْرُ بِالشَّرِّ فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- سَاعَةً ثُمَّ قَالَ «كَيْفَ قُلْتَ». قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِى الْخَيْرُ بِالشَّرِّ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ الْخَيْرَ لاَ يَأْتِى إِلاَّ بِخَيْرٍ أَوَ خَيْرٌ هُوَ إِنَّ كُلَّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ إِلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ ثَلَطَتْ أَوْ بَالَتْ ثُمَّ اجْتَرَّتْ فَعَادَتْ فَأَكَلَتْ فَمَنْ يَأْخُذْ مَالاً بِحَقِّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ وَمَنْ يَأْخُذْ مَالاً بِغَيْرِ حَقِّهِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِى يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ».
ثانيا معاني الكلمات: الْخَيْرُ: ضد الشر. الحبط: هو أن تأكل الماشية حتى تنتفخ ولا يخرج ما أكلته. يلم: يقارب القتل. الخضر: النبت الذي ليس هو من أحرار البقول وهو التي تكثر منه الماشية ولا يضرها. ثلطت:ألقت ما في بطنها. اجترت: مضغ الطعام.
ثالثا: دلائل هذا الحديث النبوي الشريف: إنها دلائل وأي دلائل:
أ/ يبشر الرسول الصحابة بأن الدنيا ستفتح عليهم ويخشى عليهم من هذا الانفتاح، وشبه الانفتاح بالزهرة لأنها سريعة الذبول وكذا الدنيا سريعة التغير.
ب/ قوله: " أيأتي الخير بالشر"، استشكل الصحابي هذا فقال كيف يأتي الخير بالشر وهذا الاستشكال نابع من تربيةٍ تربَّوْا عليها رضي الله عنهم وهو أنهم كانوا لا يستخدمون المال إلا في الخير لذا سموه خيرا ونطق القرآن بهذا العرف الصحابي فقال الحق: " وإنه لحب الخير لشديد"، وفي بعض الروايات أنه صمت الرسول وكرر عليه الصحابي ذلك ثلاثا ثم قال له الرسول كيف قلت وأعاد عليه السؤال ثم أجابه الرسول بقوله: "إن الخير لا يأتي إلا بخير أوَ خَيرٌ هو "، فبهذا الجواب المختصر نأخذ منه فلسفة دقيقة تشفي الغليل ويا سبحان من أعطاه البيان فبين أن القسمة الفلسفية للخير والشر تتلخص في هذه الاجابة:
1 - خير محض ونمثل له بالإسلام فكله خير.
2 - شر ونمثل له بالمحرمات فكلها شر.
3 - أمور لا توصف بالخير أو الشر بل هي وسيلة إما لهذا أو لهذا، من مثل زهرة الدنيا " المال " ونحوه.
ثم ضرب المثال للقسم الثالث في صورة تقرب للذهن المعنى وتثبته فيه، قال الأزهري موضحا ذلك:" فيه مثلان أحدهما: للمكثر من الجمع المانع من الحق، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ كُلَّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ)؛ لأن الربيع ينبت أحرار البقول فتستكثر منه الدابة حتى تهلك.
والثاني: للمقتصد، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: (إِلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ)؛ لأن الخضر ليس من أحرار البقول"ا. هـ
فزهرة الدنيا للناس تشبه الربيع للماشية فمن غفل عن الواجب واستحلى الدنيا وجمعها من غير ما حلله الله ولم يؤد ما افترضه الله عليه كان ذلك سبب هلاكه وقل عكس ذلك ينعكس لك الحكم تلقائيا!!!
ج/ النتيجة:" فَمَنْ يَأْخُذْ مَالاً بِحَقِّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ وَمَنْ يَأْخُذْ مَالاً بِغَيْرِ حَقِّهِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِى يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(132/467)
صاحب الفراش عقيم والقاضي يحكم له بالولد
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[11 - 10 - 10, 05:39 ص]ـ
احتج مواطن سوري على قرار القاضي الشرعي في محافظة حماة لإلزامه بالمولود الذي أنجبته زوجته من خلال عملية التزاني مع ثلاثة شبان من المدينة ذاتها.
وقال المواطن انه ظلم ظلما شديدا باعتباره قد قدم تقارير طبية موثقة بأنه عقيم، وأن زواجه استمر ما يقارب 9 سنوات ولم ينجبا خلالها أي طفل.
وبدأت المشكلة في الشهر الثالث من العام الماضي وانتهت بقرار المحكمة المذكورة، حيث أصدر القاضي قرار النسب للأب وكلفه بالمصاريف تحت بند وصفه القاضي بأنه 'لم تتوفر شروط اللعان'.
وجدد المواطن الزوج اتهامه لشخصين وآخر من أقاربه بأنهم قد أقاموا علاقة غير شرعية مع زوجته، وأن والد الطفل الذي أنجبته الزوجة هو لاحدهم باعترافها هي، وكذلك مشاهدته معها في بيت واحد.
وأكد المواطن الزوج اعتراضه على قرار القاضي وقال 'اتمنى أن يكون الطفل ابني، و لكنه ليس كذلك .. فأنا أجريت تحاليل مختلفة من أجل الإنجاب وأخبروني أني عقيم، وقدمت ذلك للقاضي الذي لم يأخذ ذلك في الحسبان'.
الأخوة الاكارم هل في هذه الحالة قرار القاضي صائب .. وكيف ستكون نظرة الزوج لهذا الطفل
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 09:26 ص]ـ
ينفيه باللعان
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 04:09 م]ـ
انما عليه الالتعان ويلحق الولد بالناكل وهي حتما ستنكل لان التحاليل الطبية تثبت دعواه ولانها اقرت
وبعد الالتعان يفرق الشرع بينهما و يلحق الولد بامه ان نكلت وتحرم عليه الزوجة حرمة ابدية فلينتبه
وفقك الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 10 - 10, 08:12 م]ـ
ينفيه باللعان
بارك الله فيك
لكنه نقل "وكلفه بالمصاريف تحت بند وصفه القاضي بأنه 'لم تتوفر شروط اللعان'."
وهذه مشكلة كبيرة حين يعرض القضاة عن العلوم الجديدة، ولا يلتفتون إلى ما فيها من بيان للحق، والبينة كل ما أبان الحق.
أعان الله هذا الرجل وأظهر الحق.
هناك رسالة دكتوراه نافعة في الباب عنوانها: النسب ومدى تأثير المستجدات العلمية في إثباته.
للشيخ سفيان أبو رقعة، ط: في دار كنوز أشبيليا.
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[11 - 10 - 10, 09:00 م]ـ
بارك الله بكم أخواي أبو العز وابو النصر ولكن الامر كما قال شيخنا عبد الرحمن السديس المشكلة ان القاضي لم يقضي باللعان لعدم توف الشروط على قوله ....
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:51 م]ـ
هل تقصد انه لا يمكنه فعل شيء الا بامرة القاضي؟
الرجل اذا لاعن حرمت عليه وحرم عليها زوجها،، فعليه بالملاعنة ثم يرفع امره لاي شيخ فقيه عالم باحكام الشرع ليوجهه كيف يفعل مع هذا القاضي الجاهل
وفقك الله(132/468)
معرض الكويت الدولي لللكتاب 13/ 10/2010
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:01 م]ـ
سيتم افتتاح المعرض الدولي للكتاب في 13/ 10/2010 القادم بإذن الله وفي نفس مكانه السنوي وهو أرض المعارض الدولية في منطقة مشرف
وبإذن الله سأنقل ما أرى من الكتب الجديدة وأتمنى من الإخوة أن يفعلوا ذلك فكم من كتاب يضيع وسط الركام تلتقطه عين بصير من طلبة العلم، فلا تبخلوا على إخونكم
ـ[راجح]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:12 م]ـ
يستمر إلى متى؟
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 08:19 ص]ـ
سيستمر 10 ايام
ـ[أبوعبدالله الكويتي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[12 - 10 - 10, 05:54 م]ـ
الله المستعان
موعد سيء جدا
بداية الدراسة (ولا توجد مصاريف)
والمرتب لم ينزل بعد فالوضع سيء كيف نشتري
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[12 - 10 - 10, 05:57 م]ـ
دار البشائر ودار عالم الكتب وأضواء السلف
هل ستشارك هذه الدور
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 07:32 ص]ـ
شاركت دار البشائر وهي بجوار دار النفائس التي أحضرت معها كتب مكتبة النوادر
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:18 ص]ـ
أضواء السلف غير موجودة
الصميعي والرشد موجودتان
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:19 ص]ـ
وأبرز ما كان ينتظر من النوادر الجزء الذي عملوه من تعليقة أبي يعلى في فقه الحنابلة في ثلاثة مجلدات
ثم لم يحضروه معهم، لأنه تأخر في المطبعة بحسب ما قالوا ..
ـ[ابن قانع]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:10 ص]ـ
المعرض من افشل المعارض التي رايت
لعدة أسباب:
1 - لا توجد عربات كما كان في السابق من أجل أن تحمل الكتب تتورط بالكميات الكبيرة تضعها عند بعض المكتبات وتخاف أن تنساها
2 - لا يوجد للمعرض فهرسا كما كان في السابق يوزع على الزوار بل يوجد الكمبيوتر وعليه أناس لا يفقهون ما يعملون
3 - لا يوجد في المعرض (ماهو جديد) الذي كنا نتوقعه بل اكثر المكتبات تركت الجديد خوفا من ثقل الأوزان ومصروفاتها
4 - الأسعار خيالية يكاد الزائر لا يصدق ما يسمع
وأقولها بكل صراحة هذا ليس معرضا للكتب بل هو مزاد للقرطاسية والكتب المكررة الزائدة
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:32 ص]ـ
عالم الكتب موجودة في صالة 5
والمعرض ضعيف إلى الغاية فعلا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:02 م]ـ
مركز دراسات الوحدة العربية، صالة 5، لبنان (58)
بها جميع كتب عابد الجابري
ورسالة هشام العوضي عن (صراع الشرعية في مصر بين الإخوان و ... )، الممنوعة في مصر.
وأسعارهم غالية جدا
مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية، صالة 6، الكويت (81)
عندهم مجموعة قيمة من كتب الجغرافيا العربية، المعاصرة والتراثية للمهتمين.
مكتبة دار العروبة، صالة 6، الكويت (84)
جميع مؤلفات عبد اللطيف الخطيب، ومنها المستقصى في التصريف جزآن، نفيس، منه ثلاث نسخ باقية تقريبا، بعد أن اشتريت نسختين!
وعندهم المنطق وفلسفة العلوم لفؤاد حسن زكريا، مهم.
أسعارهم متوسطة.
مبرة الآل والأصحاب، صالة 6، الكويت (39)
للمهتمين بالكتب المتعلقة بالآل وعلاقتهم بالأصحاب
أسعارهم زهيدة، ويعطون كتبا هدايا
وبعض كتبهم قيمة، مثل كتاب د خالد كبير علال في منهج النقد التاريخي، و قراءة راشدة لنهج البلاغة للجميعان، و لهم كتب في السير والتراجم.
هذه من أبرز الأشياء، والباقي عادي.
والأسعار من حيث العموم فوق المتوسطة.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 06:22 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:05 م]ـ
واياك جزى
ومن أبرز فوائد ذلك المعرض في الحقيقة:
1 ـ أنه يمكنك أن تفرغ منه في يوم، وأنا استغرقت فيه يومين لفرط التحري والدقة!
2 ـ أنه يمثل فرصة سانحة ومواتية للـ (غشمرة) على أصدقائك الكويتيين! (ابتسامة عريضة)
وإسماعهم طوال الوقت (بقى دي معارض؟) (إيه اللي انتو بتعملوه ده) (هو فبراير حييجي امتى؟!)
وهذا يعطيك فرصة ذهبية للتفاخر بشيء ما في مصر، وهي فرصة مهمة بالتأكيد!
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:34 م]ـ
المعرض من افشل المعارض التي رايت
لعدة أسباب:
1 - لا توجد عربات كما كان في السابق من أجل أن تحمل الكتب تتورط بالكميات الكبيرة تضعها عند بعض المكتبات وتخاف أن تنساها
2 - لا يوجد للمعرض فهرسا كما كان في السابق يوزع على الزوار بل يوجد الكمبيوتر وعليه أناس لا يفقهون ما يعملون
3 - لا يوجد في المعرض (ماهو جديد) الذي كنا نتوقعه بل اكثر المكتبات تركت الجديد خوفا من ثقل الأوزان ومصروفاتها
4 - الأسعار خيالية يكاد الزائر لا يصدق ما يسمع
وأقولها بكل صراحة هذا ليس معرضا للكتب بل هو مزاد للقرطاسية والكتب المكررة الزائدة
أبن قانع وفقه الله وسدده
1 - لا توجد عربات لكن يوجد حمالون تسطيع أن تأجرهم ويحمل كتب وبعد أن تنتهي تعطيه المقسوم
2 - يوجد فهرس للمعرض وهو موجود في قسم المجلس الوطني الذي في منتصف الصالة رقم 6 كما يوجد صالة عرض رئيسية فيها عينات من الكتب الجديدة.
أما بالنسبة للعناوين التي رأيت
- كنوز أشبيليا:
1/ لديهم قرارات وأحكام الهيئة الشرعية في بنك الراجحي
2/ تمويل الاستثمار في الأسهم
- دار أهل الأثر:
1/ عقيدة الراسخين
2/ ابن عربي عقيدته
- النوادر:
1/ مجموع رسائل الحاج حسين خضر
- الشروق:
مذكرات المسيري
الإسلام بين الشرق والغرب لعلي عزت بغفوييتش
موسوعة الصهيونية المسيري
- هيئة أبو ظبي للثقافة:
شرح اللمع لابن جني
سلسلة رواد الشرق (وهي عبارة عن ترجمة لأعمال المستشرقين الذي زاروا بلاد المسلمين)
هذه أشياء لفتت نظري وإن كان بعضها طبع قديماً ... ولي عودة بإذن الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/469)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:43 م]ـ
مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، صالة 5، لبنان (63)
مجموعة كتب شيعية تقليدية، لكن عندهم كتاب جديد عن الآراء الإصلاحية للسيستاني، و رسالة عملية صغيرة له في العبادات، لم أتأكد هل هي مستلة من منهاج الصالحين له أم لا، لكن المكتوب عليها أنها مزيدة بمسائل وفتاوى جديدة.
في صالة 5، دار الفارابي لبنان (69)، و المكتية الشرقية لبنان (85)
عندهم مجموعة كتب فلسفية، لكن لم أر فيها المميز.
صادر والعلم للملايين موجودتان، لكن بلا جديد.
بجانب وكالة الأنباء الكويتية في صالة (5) كويت (128)
توجد طاولة عليها المجموعة الكاملة لأجاثا كريستي، لكن نسيت اسم الدار، لكنها طاولة واضحة في هذا الركن.
لكن حتى روايات مصرية للجيب غير موجودة!
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 12:44 ص]ـ
للفائدة لم يتبقى على انتهاء المعرض سوى ثلاثة أيام
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[20 - 10 - 10, 01:04 ص]ـ
مسند الإمام أحمد 16 مجلدًا تقريبًا بتحقيق الدكتور أحمد معبد عند دار البيان بـ 50 أو 60 دينارًا.
وهي طبعة جديدة.
ومن أبرز ما رأيتُ في المعرض كتابُ (عقيدة الراسخين) لشيخنا أبي إبراهيم سعود العثمان -وفقه الله- وهو في غاية الجودة والنفاسة، وقد أهداني منه نسخةً جزاه الله خيرًا.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 10 - 10, 09:35 ص]ـ
من العناوين الجيدة بمكتبة الرشد:
1 ـ عبد الرحمن بدوي ومذهبه الفلسفي ومنهجه في دراسة المذاهب ـ د عبد القادر الغامدي (ليس جديدا ـ لكنه نفيس جدا جدا)
2 ـ جهود الشيخ الألباني في الحديث (عبد الرحمن بن محمد العيزري) (ليس جديدا)
3 ـ المسائل النحوية من فتح الباري (مجلدان) ـ ناهد العتيق (جديد)
4 ـ استدراكات الصحابة في الرواية ـ مجلدان ـ نوال الغنام (جديد)
ـ من عناوين مكتبة المعارف بالرياض
1 ـ أخلاقيات الحرب في السيرة النبوية ـ د صالح الشمراني ـ (جديد وجيد)
2 ـ الآثار الواردة عن السلف في العقيدة من خلال كتب المسائل المروية عن أحمد ـ محلدان ـ أسعد بن فتحي الزعتري (جديد)
3 ـ الألباني ومنهج الأئمة المتقدمين في علم الحديث ـ زكريا بن غلام قادر (جديد ونفيس)
4 ـ تراجم البخاري المسمى مناسبات أبواب البخاري بعضها لبعض للبلقيني، تحقيق ودراسة د أحمد بن فارس السلوم.
ـ عناوين جامعة أم القرى
معهد البحوث اعلمية وإحياء التراث الإسلامي
وعندهم مجموعة رسائل ماجستير ودكتوراه متوسطة الثمن و بعضها نفيس، من تلك العناوين:
1 ـ معرفة زوائد الرجال ـ يحيى بن عبد الله الشهري
2 ـ مرويات عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه في كتب السنة.
3 ـ مراسلات الباب العالي إلى ولاية الحجاز.
4 ـ أبو صالح باذام مولى أم هانئ ـ د ناصر المنيع
5 ـ الحياة العلمية في نيسابور خلال 290 ـ 548 هـ ـ محمد الفجالو
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 10 - 10, 09:43 ص]ـ
ليلا إن شاء الله أضع بعض العناوين في موضوعات مختلفة من صالة لبنان ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 10:39 ص]ـ
[(ليس جديدا ـ لكنه نفيس جدا جدا)]
لا علاقة له بالنفاسة ..
ورسالة العوضي كانت موجودة في معرض القاهرة الماضي ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 10 - 10, 10:49 ص]ـ
لم أحضر معرض القاهرة الماضي ...
لكن لما سألت عنها بعض من أعرف من المكتبات قالوا إنها ممنوعة ..
أما رسالة عبد الرحمن بدوي فأرى أنها نفيسة، لا سيما المبحث الخاص بدفاعه عن الإسلام وإثبات عودته إليه قبل موته ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 03:23 م]ـ
إيه النفاسة إللي في المبحث تجعل الكتاب نفيساً وهو أصلاً مبني على كتابات غيره في نفس الموضوع،وهل نقل حوارات الصحف بيخلي الكتب نفيسة:)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[20 - 10 - 10, 09:41 م]ـ
الذي أراه أن الكتاب عموما نفيس، وجرد فيه المؤلف أغلب مؤلفات بدوي، واستخرج شواهد لمطلوباته، وقدم و أصل لتلك المباحث تفسيرا و نقدا لآراء بدوي فيها ..
أما المبحث الذي أشرت إليه، فالحوار الذي نقله عندي من أسباب نفاسته (ابتسامة)، لأن الدراسات التي تقوم على (الشخصية) من معايير تقييم جودتها: مدى إلمام الباحث بالأدبيات التى قدمتها الشخصية والتي قدمت عن الشخصية، فكلما كانت أجمع وأشمل وأوثق كان بحثه مستوفيا ..
ومن ذلك الصنف في البحوث التي تتناول شخصيات معاصرة (الحوارات الصحفية وبعض الدراسات التي تنشر في المجلات والدوريات الموثوقة علميا)، فهذه تدل على إحاطة الدارس بشخصه وموضوعه، والحوار الذي نقله الباحث حوار مهم جدا، ونص في الدعوى لا تقبل النزاع، وإني وإن كنت قد اطلعت عليه سابقا، ولكن عثوري عليه في البحث ـ على سوء الظن الغالب في المؤلفين والباحثين في ظل فيضان الكتب والتأليف ـ أعطاني شعورا بجدية الباحث وتحريه ...
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/470)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 05:48 ص]ـ
لك وجهة نظرك ولاشك ..
ولكن نقل الحوارات لا صلة له بالحكم على نفاسة الكتب، خاصة إذا كان حواراً مشهوراً متداولاً لا يحتاج لتحري، وليس مثل ذلك من معايير الجودة فضلاً عن أن يكون نصاً في محل النزاع ..
والمؤلف لم يتحر كتب بدوي،بل فاته شطر عظيم منها، وهذا هو النص حقاً في محل نزاع جودة الكتاب ..
وقدرته على تحليلها وتوفيتها حقها ضعيفة ..
أما قدرته على نقدها فشيء أستغرب منك أن تقوله!!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 10 - 10, 08:50 ص]ـ
راجعت النظر إلى أوجه نقده ـ لاسيما في مبحث إشكالية الموت عند الوجودية ـ فوجدتها مش ولابد فعلا ... (ابتسامة)
وبعض أوجه نقده في بعض المباحث طيبة، وإن كانت (خفيفة) ..
لكن بالنظر إلى المؤلف وخلفيته فهو قدر معقول ...
أما بالنسبة لجمعه وتحريه فحكمي نسبي، ولعل الباحث اهتم أكثر بكتابات بدوي الشخصية، أكثر من ترجماته والتي تحفل بتعليقات مهمة ومقدمات أهم ..
ملاحظة: قولي عن الحوار إنه نص في محل الدعوى لم أقصد بالدعوى نفاسة الكتاب، وإنما رجوعه للإسلام ..
جزاك الله خيرا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 10 - 10, 10:46 ص]ـ
صالة لبنان
ـ الدور الشيعية:
للمهتمين بالكتب الشيعية
1 ـ دار الأمير:
يهتمون بكتب الفلسفة الإمامية وكتب الشخصيات
1 ـ النظام الفلسفي للحكمة المتعالية (يعتبر تقريبا وشرحا وترتيبا لمباحث الأسفار) 1/ 3
2 ـ التجديد الكلامي عند صدر المتألهين
3 ـ فلسفة صدر المتألهين
4 ـ حكمة الإشراق عند السهروردي
5 ـ العقلانية الاجتهادية عند محمد حسين فضل الله (هذا العنوان تقريبي بحسب ما أتذكر، ربما عندما أراجعه أصوبه أو لا!)
6 ـ كتاب عن عبد الهادي فضلي ومنهجه
2 ـ مكتبة الأندلس:
1 ـ لباب النقول في موافقات جامع الأصول 1/ 4 (من مطبوعات مركز التقريب) وهو مقابلة لجامع الأصول لابن الأثير، باستخراج الأحاديث المناظرة من كتب الشيعة، وهو مفيد.
2 ـ تهذيب الأصول 1/ 2 للسبزواري المعاصر المتوفي منذ سنوات (وهو كتاب مهم)
3 ـ بغية الراغبين 1/ 2 لعبد الحسين شرف الدين (صاحب المراجعات)
4 ـ سياحة حوزوية
5 ـ ثلاثة يشكون (وهذا والذي قبله مهمان للمهتمين بشؤون الحوزات المعاضرة والنقد الذاتي لها وأهم مخازيها، و الأهم منهما كتاب جعفر الباقري " ثوابت ومتغيرات الحوزة العلمية " ولكنه قليل الوجود حسب علمي بعد إغلاق دار الهادي الشيعية)
6 ـ الشفاء الإلهي (مهم لأنه حافل بالخرافات والطلاسم ومتوسع في النقول من الأمهات)
7 ـ دروس في المنطق للمظفر (وهو كتاب حوزوي)
أما العناوين غير الشيعية عندهم فمن أهمها في تقديري:
بعض الكتب لعبد الرحمن بدوي مثل (أفلاطون في الإسلام) ـ (رسائل فلسفية لابن باجه وابن رشد .. )، كتاب جميل صليبا (من أفلاطون إلى ابن سينا).
ضرائر الشعر لابن عصفور، تفسير ابن عربي بتحقيق مصطفى غالب مجلدان، تاريخ العرب لأطلس 1/ 2
3 ـ مركز آل البيت:
1 ـ النصوص الصادرة عن السيستاني في المسألة العراقية (وهو أرشفة مفيدة)
2 ـ القول المبين في وجوب المسح على الرجلين للكراجكي (نادر وهذه أول طبعة حديثة غير الحجرية له وغير المنشورة في دورية تراثنا الشيعية و هو صغير دون العشرين صفحة)
ثم مجموعة من الكتب التقليدية منها (نهاية الدراية شرح كفاية الأصول للأصفهاني 1/ 6) (لا أراه كثيرا)
الطليعة من شعراء الشيعة في مجلدين او ثلاثة (نفيس)
تكملة أمل الآمل في تراجم جبل عامل للصدر ستة أو سبعة مجلدات، مهم لمن عنده أمل الآمل فقط.
معجم أعلام جبل عامل
الرافد في علم الأصول للسيستاني (من بحوثه للخارج للمهتمين بشأنه)
أما غير الشيعة فيوجد العديد من الدور العلمانية
(صفحات للدراسات)
1 ـ الحركات الدينية المعارضة للإسلام في إيران في القرنين الأول والثاني
2 ـ مجموعة الوحدة الوجود (اربعة كتب منفصلة متصلة) (نظرية الحب والاتحاد ـ، وحدة الوجود من الغزالي إلى ابن عربي ـ مسارات وحدة الوجود ـ إشكاليات وحدة الوجود) أربعتهم للدكتور محمد الراشد
(دار الساقي)
1 ـ الغزالي والإسماعيليون (نقاش حول العقل والسلطة في عصور الاسلام الوسيط) لفاروق ميثا (وهو مؤلف مريض نفسيا تقريبا، حاول جهده الدفاع عن الإسماعيلية وتفنيد كتب الغزالي فضائح الباطنية والمستظهري، لكنه لا يخلو من فوائد للمتخصص، لاسيما بعض نقوله من كتب الإسماعيلية)
2 ـ محمد حسين فضل الله (مسيرة قائد)
جميع كتب (بيبليون) المصورة القديمة الباهظة في فرع (دار المناهل)، ومن أبرز العناوين (جوابات ابن سينا على الأسئلة البيرونية)، (مجموع مؤلفات الفارابي جمع ودراسة د عبد الكريم آل ياسين) مكتوب عليه الجزء الأول لكن ليس له جزء ثان ولن يكون بحسب الناشر، (جزء السماع الطبيعي بتحقيق عبد الكريم ياسين) استدرك فيه كثيرا على تحقيق مدكور ويبدو أنه أجود لكن لم أنظر فيه مليا، (المبدأ والمعاد لابن سينا) وأغلب كتبه، و مجموعة كبيرة من كتب الفلسفة والديانات المصورة عن القديمة.
جميع كتب طه عبد الرحمن الفيلسوف المغربي المهم في دار الطليعة.(132/471)
نداء الصَيِّت بما جاء في ورقة مصحف البحر الميت
ـ[عبدالله الموسى]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:32 م]ـ
نداء الصَيِّت بما جاء في ورقة مصحف البحر الميت
مات (أركون) ناقد الفكر و العقل الإسلامي!!
مات محقق التاريخ و التراث
مات ففقدت الأمة بموته حكيما من حكمائها و أستاذا من أساتيذها!!
مات ليترك وراءه فراغا لا يُسَد
مات و بقي مشروعه الذي نادى به حلما لم يتحقق
مسكينة هذه الأمة ما أشد تفجعها و أعظم مصابها
ها هي ودعت (أركون) و لما يرقأ دمعها بعد على (الجابري) و (أبو زيد)
حقيق أن نسمي هذا العام بـ (عام الحزن)
هذه الرثائيات و المدائح التي كالتها صحفنا بسخاء لـ (أركون) كانت داعية للمصلحين أن يبينوا حقيقة هذا الـ (أركون) و يكشفوا غاية دعواه، و إظهار مدى التضليل الذي يمارسه قطاع كبير من الإعلاميين لهذه الأمة. و كان قصب السبق فيما أظن للشيخ إبراهيم السكران – ثبتنا الله و إياه على الحق – و ذلك في ورقته الرائعة (مصحف البحر الميت).
و رغبة في تقريب هذه الورقة للجميع فإني أستخلصت ما ورد فيها من نقولات ذكرها الشيخ _ سدده الله_ عن أركون و بعض أهل الصحافة يحصل بها بيان قدر كبير و جوهري في فكر أركون و دعوته، و أضفت إليها بعض ما اجتمع لدي من قراءة كتبه أو ما كتب عنه.
و لعل هذه النقولات من الوضوح بمكان يدع نقلها كافٍ عن تكلف الرد عليها و بيان بطلانها،على أن في الأصل من اللفتات و القضايا المنهجية ما توجب الرجوع إليه، و إنما غايتي هو نقل ما يعرف به حقيقة أركون من كلامه _ نفسه_.
و هذه القضايا التي ستراها أخي الكريم ليست أمورا هامشية في دعوة أركون و مشروعه بل هي جلية واضحة في مؤلفاته و حواراته.
و رغبت أن أعرض شيئا مما جاء في الصحف بجانب ما أنقله عن أركون. ليصل القارئ بعد ذلك إلى أحد أمرين:
الأول: أن هؤلاء الكتاب لا يعرفون حقيقة أركون و لم يقرؤوا له شيئا , ثم هم بعد ذلك يمجدونه كل ذلك التمجيد و هذه مصيبة.
الثاني: أنهم قرؤوا له و اقتنعوا بما يقول، حينها تكون المصيبة أعظم.
فإلى المقصود ...
قال أركون:
(المعركة التي جرت من أجل تقديم طبعة نقدية محققة عن النص القرآني؛ لم يعد الباحثون يواصلونها اليوم بنفس الجرأة كما كان عليه الحال في زمن نولدكة الألماني وبلاشير الفرنسي) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 44]
(نحن نعلم كيف أنهم راحوا يشذبون "قراءات القرآن" تدريجياً، لكي تصبح متشابهة أو منسجمة مع بعضها بعضاً، لكي يتم التوصل إلى إجماع أرثوذكسي) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 111].
(الفرضية الأولى: أن الصحة التاريخية للمصحف قد تأكدت منذ الجمع الذي تم في خلافة عثمان، وكل تشكيك بظروف هذا التشكيل يعتبر زندقة)
ثم انتقد هذه التي يسميها فرضية وقال (إن طراز وجود الإسلام في التاريخ مرتبط بالحفاظ على هذه الفرضيات، على الرغم من التكذيب القاطع الذي تلقاه من جهة الواقع والنقد العلمي الحديث معاً) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 66]
(الخطاب القرآني-وهو- البلاغ الشفهي من الرسول في مواقف استدعت الخطاب، ولن تنقل جميعها بأمانة إلى المدونة الرسمية المغلقة) [نافذة على الإسلام، أركون، 65].
(نحن نجد أنفسنا اليوم عاجزين أكثر من أي وقت مضى عن فتح الإضبارات التي أغلقت منذ القرنين الثالث والرابع الهجريين والتي تخص المصحف وتشكله) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 30].
(إن أساطير غلغامش، والاسكندر الكبير، والسبعة النائمين في الكهف؛ تجد لها أصداء واضحة في القرآن) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، 84].
(ينبغي القيام بتحليل بنيوي لتبيين كيف أن القرآن ينجز أو يبلور بنفس طريقة الفكر الأسطوري الذي يشتغل على أساطير قديمة متبعثرة) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 203].
(مهمة التحليل التاريخي لا تتركز في الكشف عن المؤثرات التي أتت من مصدر موثوق وصحيح وهو التوراة، وبالتالي إدانة الأخطاء والتشويهات والإلغاءات والإضافات التي يمكن أن توجد في النسخة القرآنية بالقياس إلى النسخة التوراتية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 130].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/472)
(ينبغي القيام بنقد تاريخي لتحديد أنواع الخلط، والحذف، والإضافة، والمغالطات التاريخية؛ التي أحدثتها الروايات القرآنية بالقياس إلى معطيات التاريخ الواقعي المحسوس) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 203]
(نلاحظ أن وصف المعارضين يختزل إلى كلمة واحدة هي "المشركون" لقد رُمُوا كلياً ونهائياً وبشكل عنيف، في ساحة الشر والسلب والموت، دون أن يقدم النص القرآني أي تفسير أو تعليل لهذا الرفض والطرد) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 96].
(إن الأرثوذكسيات الحالية، أقصد الحركات الاسلاموية الناشطة حالياً، إذ تغلب دكتاتورية الغاية السياسية؛ هي في الواقع مخلصة لسورة التوبة، شكلاً ومضموناً، روحاً ولفظاً) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 96]
(إن الحركات الإسلاموية المعاصرة، بدأً من الإخوان المسلمين، وانتهاءً بالمحاربين الإيرانيين، مروراً بالتنظيمات الأكثر هيجاناً وعنفاً كالتكفير والهجرة؛ تشهد كلها بشكل ساطع على ديمومة النموذج القرآني وفعاليته، على الأقل من الناحية التعبوية والتجييشية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 106].
(لقد اخترت الانطلاق من هذه الآية لأنها تشكل بالنسبة لسورة التوبة؛ الذروة القصوى للعنف الموجه لخدمة المطلق، الله المطلق) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 93]
(لقد ذهب النقد الفيلولوجي إلى حد التقاط وكشف النواقص الأسلوبية في القرآن) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 201].
استراحة (1) مع صحفنا
(وكأن شجرة العقل العربي يبست غصونها واصفرت في لحظة واحدة! ها هو واحد من «حكماء» المسلمين الكبار يذوي ويرحل عن عالمنا. المفكر الجزائري الفرنسي محمد أركون، أستاذ الإسلاميات، وأحد من أخضع «عقلنا» للتشريح والدرس ... أركون لا يُلخّص ببضعة أسطر، إنه مسيرة عمر، وملحمة فكر)
[مشاري الذايدي – الشرق الأوسط - الجمعة 08 - 10 - 1431 هـ]
لقد فتح أركون بمشروع "الأنسنة"آفاقاً معرفية أتاحها للنقاش المفتوح، ودعا بمصداقية إلى تنمية الجزء الأكثر إنسانية في الإنسان من أجل حمايته من نفسه.
[زكي الصدير-جريدة اليوم - الأثنين 1431 - 10 - 11هـ]
عودة إلى أركون، حيث يقول:
(بالنسبة لعقولنا الحديثة المعتادة على منهجية معينة في التأليف والإنشاء والعرض القائم على المحاجّة المنطقية؛ فإن نص المصحف وطريقة ترتيبه تدهشنا بفوضاها) [الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، أركون، 86].
(أصبحوا يقدمون الخطاب القرآني، لكي يُتلى ويُقرأ ويُعاش، وكأنه الكلام الأبدي الموحى به من قبل إله متعالٍ) [الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، أركون، 146]
(معضلة عويصة مشتركة لدى المسيحية والإسلام، أقصد تاريخية بعث يسوع المسيح، والصحة الإلهية للقرآن) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 45].
(لكي أفتتح حقلاً جديداً من التفكير تصبح فيه المزاعم التقليدية للمسيحية والإسلام معاً مُتَجاوزة، عن طريق دراسة مشاكل ماقبل البعث، والصحة الإلهية للقرآن) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 46]
(نلاحظ أن كل نظرية الإعجاز، أو الأصل الإلهي للقرآن؛ تشهد على الانتقال السري الخفي من مشكلة فكرية مثارة في الحالتين، أي حالة البعث وحالة القرآن؛ إلى حلول تبريرية وتبجيلية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 47]
(وبسبب أن القرآن قد أصبح حقيقة معاشة من قبل المسلمين، على كل مستويات الوجود الفردي والجماعي، فإن أي تساؤل يتعلق بمدى صحته كوثيقة تاريخية يصبح مسألة ثانوية أوهامشية) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 129].
(السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف حصل أن اقتنع ملايين البشر أن الشريعة ذات أصل إلهي؟) [تاريخية الفكر العربي الإسلامي، أركون، 296].
(ينبغي التمييز بين الصحة التاريخية للمصحف، والصحة الإلهية) [الفكر الإسلامي قراءة علمة، أركون، 83]
(على عكس ما تظن المسلمة التقليدية التي تفترض وجود إله حي ومتعالٍ وثابت لا يتغير؛ فإن مفهوم "الله" لا ينجوا من ضغط التاريخية وتأثيرها، أقصد أنه خاضع للتحول والتغير بتغير العصور والأزمان) [الفكر الإسلامي قراءة علمية، أركون، 102].
(الله نفسه ينخرط مباشرة، حتى في المعارك السياسية، ضد أعدائه) [الفكر الاسلامي قراءة علمية، أركون، 147]
استراحة (2) مع صحفنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/473)
) قد يكون هذا العام، وبامتياز، عام خسارة الفكر والثقافة العربيين لأبرز رموزهما، الذين يرحلون واحدا واحدا ... وتوجت هذه الخسارات الكبيرة برحيل المعلم الأكبر محمد أركون ... هل اتفقوا على الرحيل معا بعدما شبعوا عقوقا وهجرا ونبذا؟ هل تعبوا من الكلام الضائع في الهواء العربي؟ هل شعروا فجأة باللا جدوى، فانسحبوا، كلٌ على طريقته، من العشائر والطوائف، وأصحاب السياط، وشرطة المنع، وشيوخ التكفير، ومن الولائم الثقافية العربية، والجهلة الثقافيين النشيطين، الذين ملأوا آذاننا زعيقا، فلم نعد نسمع غيرهم، ولم نعد نقرأ لغيرهم. هل تعبوا فجأة، مطلقين صرخة واحدة في وجه الجميع: أية أمة هذه يا إلهي؟)
[فاضل السلطاني -الشرق الأوسط - الخميس 07 شوال 1431 هـ]
عودة إلى أركون:
وصف أركون مقولة: ((الإسلام صالح لكل زمان و مكان))، بأنها صرامة عقائدية جامدة للتصورات القديمة الموروثة عن الإسلام، الأمر الذي جعله مستعصيا على التاريخ، لأنه فوق الزمن و الواقع التاريخي [الإسلام، أوروبا،الغرب ص: 13]
عندما تكلم أركون عن الآية الخامسة [1] ( http://mail.google.com/mail/?ui=2&view=js&name=main,tlist&ver=B0YhjO3vx0M.en.&am=!iMxkIOjHSP6xhZwC2vD2TmCLS3uxKecBkwb6GhHnB
السؤال
kywi IGAhj4&fri#_ftn1) من سورة التوبة، قال: ((نلاحظ أن وصف المعارضين يُختزل إلى اسم واحد: المشركين، فقد جرى رميهم جميعا و بكل قسوة في ساحة الشر و السلب و الموت، من دون تقديم أي مبرر لهذه الإدانة في السياق المباشر على الأقل)) [أركون: القرآن، 64]
(القرآن كالأناجيل ليست إلا مجازات عالية تتكلم عن الوضع البشري. إن هذه المجازات لا يمكن أن تكون قانونا واضحا). و أن الوهم الكبير هو اعتقاد (الناس بإمكانية تحويل هذه التعابير المجازية إلى قانون شغال و فعال، و مبادئ محددة، تُطبق على كل الحالات و في كل الظروف) [تاريخية الفكر، ص: 299]
(قد يبدو من غير المعقول أو المحتمل أن يكون الخطاب القرآني متجانسا و منسجما، خاصة إذا ما علمنا أنه استمر على مدى عشرين عاما) [تاريخية الفكر، ص: 114] و (طالما عاب عليه الباحثون فوضاه) [الفكر الأصولي، ص: 86].
بنظرة أركون إلي العلاقة بين القرآن و التوراة فيما يخص القصص القرآني فإنه ادعى بأنه توجد مؤثرات خارجية في القصص القرآني، أتته من مصدر موثوق و صحيح هو التوراة و بالتالي (إدانة الأخطاء و التشويهات،و الإلغاءات و الإضافات، التي يُمكن أن توجد في النسخة القرآنية بالقياس إلى النسخة التوراتية) [الفكر الإسلامي، ص: 143].
عندما سُئل أركون: (هل زار النبي إبراهيم –عليه السلام- مكة، مع أن القرآن يؤكد ذلك، و الواقع التاريخي ينفيه؟، أجاب بقوله: إن زيارة إبراهيم إلى مكة تُعتبر حقيقة لا تُناقش بالنسبة للوعي الأسطوري، أو المنغمس في الخيال الأسطوري، لكن ذلك (لا يعني شيئا يُذكر بالنسبة للوعي التاريخي الحديث الذي يضبط الوقائع ضبطا تاريخيا محققا) [الإسلام،أوروبا،الغرب ص: 75].
و يقول أركون (أعود إلى التُّراثِ لأنَّ المُجْتَمَعات العربيَّة تعود إليه وتطالب به. إذن الأمر لا يتعلق بي شَخْصِيًّا ولكنه يتعلق بالمجتمع العَرَبي. أسمع في جميع البيئات العربيَّة جميع الناس يطالبون بالرجوع إلى التُّراث ويستخدمون التُّراث؛ كوسيلة إيديولوجية ووسيلة للكفاح، ويزعمون أنهم يستخدمونه؛ كوسيلة ثقافية علميَّة من أجل مُكَافَحَة الغرب الذي تَغَلَّب ثقافيًّا على المجتَمَعَات العَربيَّة)
مجلة "مواقف"، عدد 40، شتاء 1981، حوار مع محمد أركون بعنوان: "التراث والموقف النقدي التساؤلي"، ص40.
و يقول (راح الخليفة الثالث عثمان _ أحد أعضاء العائلة المعادية لعائلة النبي _ يتخذ قراراً نهائياً بتجميع مختلف الأجزاء المكتوبة سابقاً والشهادات الشفهية التي أمكن التقاطها من أفواه الصحابة الأُوَل. أدى هذا التجميع عام 656م إلى تشكيل نص متكامل فرض نهائياً بصفته المصحف الحقيقي لكل كلام الله كما قد أوحي إلى محمد.رفض الخلفاء اللاحقون كل الشهادات الأخرى التي ترى تأكيد نفسها (مصداقيتها)؛مما أدى إلى استحالة أي تعديل ممكن للنص المشكل في ظل عثمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/474)
هذه هي رواية التراث و هذه هي الرواية التي تمثل اليوم الموقف الإسلامي العام و التي لها قوة المسلمة التي لا تناقش و لا تمس. لنعد صياغة هذه الرواية مرة أخرى: كل كلام الله الموحى به إلى محمد كان قد نقل بصدق و إخلاص كامل ثم حفظ كتابة في المصحف المشكل زمن عثمان أي خمسة و عشرين عاما بعد وفاة النبي.
هذه هي المقولة الرسمية التي لا يسمح لأحد من البشر أن يوجه إليها أدنى ذرة من الشك ... هنا تكمن المشكلة القصوى هنا الأمر العظيم المحير. إن المسألة ليست مسألة حرية أو دوغمائية خاصة بالإسلام كإسلام، أبدا، أبدا. و إنما هي مشكلة كيفية اشتغال آلية مجتمع بأسره. و حتى القادة السياسيون لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا على فرض أنهم يعون المسألة. لأنهم إذا ما تعرضوا بالشك لهذه المقولات المطلقة فسوف ينالهم عقاب الجمهور مهما تكن رتبهم القيادية) [تاريخية الفكر الإسلامي، ص 288].
(إن الحكايات التوراتية والخطاب القرآني هما نموذجان رائعان من نماذج التعبير الميثي
_ الأسطوري _) [تاريخية الفكر الإسلامي، ص 210].
استراحة (3) مع صحفنا
أطلق البعض على هذا العام، الذي لم تنقض شهوره وأيامه بعد، مسمى «عام الحزن» بسبب رحيل أسماء مهمة وذات وزن ثقيل في عالم الكتابة والإبداع والفكر خلاله مثل محمد عابد الجابري ونصر حامد أبوزيد والطاهر وطار وأحمد البغدادي ومحي الدين اللباد ومحمود السيد وغازي القصيبي ومحمد أركون.
[عبدالوهاب أبو زيد _ جريدة اليوم _ الأحد 1431 - 10 - 17هـ]
أما مشروع أركون فقد كان معنيا بالتفتيش عن الأنسنة في التراث العربي والإسلامي، وكانت أفكاره ورؤاه شديدة القوة في نقد تراثنا المليء بالخطل المعرفي والانحراف الفكري، والتشابكات المعقدة دينيا وسياسيا وغيرها، كما أنه نقد طال بسياطه العلمية واقعنا الفكري والثقافي والاجتماعي والسياسي.
[عبدالله بن بجاد العتيبي ( http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=522) – جريدة عكاظ - الإثنين 18/ 10/1431 هـ]
عودة إلى أركون:
مما يعيبه أركون على المستشرقين (تقديمهم للقصص القرآني والحديث النبوي والسيرة على أنها تشكيلات استدلالية وعقلانية في حين أنها مدينة للمخيال الذي يبلور الأساطيرالخاصة بأصول كل فئة أو ذات جماعية، وتساهم في تأسيسها وإنجاز هويتها) [تاريخية الفكر الإسلامي، ص 15].
(أن القرآن كما هي الأناجيل ليس إلا مجازات عالية تتكلم عن الوضع البشري، إن هذه المجازات لا يمكن أن تكون قانوناً واضحاً) [تاريخية الفكر الإسلامي، ص 154]
(إن القرآن يتكلم عن الدين المثالي الذي يتجاوز التاريخ، أو إذا ماشئنا يشير إلى التعالي) [الوحدة، ع13، ص31]
و يقول أركون (إن التفكير بشروط إمكانية الخروج من نطاق هذا السياج الدوغماتي يشكل اليوم المرحلة الأولى من بحث علمي و عمل تاريخي يتمان على المدى الطويل و هما يتجاوزان في أهميتهما و ابعادهما الحالة الخاصة للمثقف المسلم و الاسلام , كما سنرى فيما بعد.
ثانيا: الخروج من السياج الدوغماتي المغلق
لا ينحصر السياج الدوغماتي المغلق الموصوف باختصار في الصفحات السابقة بالدائرة الإيديولوجية التي افتتحها القرآن و عمل النبي ثم وسعت و ضخمت في ما بعد من قبل العلماء و الفقهاء) [الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص10]
(و أما الفكر النقدي، فعلى العكس، يصاب بالشلل من جراء "القيم" المعنوية و الدلالية و البلاغية و التقديسية للغة الوحي .. فالدراسة النقدية هي وحدها القادرة على كشف جوانبه الإيجابية و تبيان قيمته الحقيقية و فتح الطريق لتجاوز سلبياته التي لا تزال تعيق نهضة العرب و المسلمين عموما) [الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص16]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/475)
(يضاف إلى ذلك كل المشاكل التي طمست أو رميت في ساحة المستحيل التفكير فيه من قبل الإسلام الرسمي منذ الأمويين ز نقصد بذلك: مسألة تاريخ النص القرآني و تشكله، و تاريخ مجموعات الحديث النبوي، ثم الشروط التاريخية و الثقافية لتشكل الشريعة ثم مسألة الوحي، ثم مسألة تحريف الكتابات المقدسة السابقة على القرآن ثم مسألة التعالي الخاص بالآيات التشريعية في القرآن ثم مسألة القرآن مخلوق هو أم معاد خلقه (أي غير مخلوق) ... و كل هذه المسائل و التساؤلات الكبرى تعتبر لاغية و لا معنى لها من قبل الفكر الإسلامي " الأرثوذكسي".
[الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص17]
استراحة (4) مع صحفنا
في متوالية جنائزية، حفت بالكثير من الدمع والحزن والفقدان .. هكذا دفعة واحدة رحل هؤلاء، بعد صولات وجولات وأحافير عميقة في الذاكرة .. والوجدان ... أما أركون فهو حالة أخرى، فبدايات حفرياته التي صدرت بالفرنسية، لو استمرت في سياقها الفرنسي دون ترجمة لكانت مرت بسلام، ولكن ترجمتها هي لفتت الانتباه له من قبل الذين يرفضون التجديد، وخاصة عندما يمس الفكر الإسلامي، ويكاد يصيبهم الرعب عندما يسمعون عن إعادة قراءة.
[هاشم الجحدلي – عكاظ – الثلاثاء 12/ 10/1431هـ]
في هذا العالم العربي الغارق في مأساويته الحضارية ومآزقه السياسية ومشكلاته الاقتصادية والاجتماعية والذي هو في حالة تيه .. يظل في أمس الحاجة إلى من ينير له الطريق ويشعل الضوء في دروب العتمة وسط هذا الأفق المغلق .. والذين يعملون على ذلك هم قلة وحالات استثنائية لايجود الزمن بمثلها ولايمكن أن تتحقق أو أن تخرج للوجود في ظل ثقافة ظلامية قامت بتسييس الدين وجعلته سلطة في حين الدين هو أكبر وأعظم من كل الممارسات الخاطئة ... ولعل من أكبر العقول العربية ــ ماضيا وحاضرا ــ التي عملت على تأسيس خطاب عقلاني و فكري و هو المفكر الجزائري محمد أركون.
[أحمد عائل فقيهي- عكاظ - الخميس 21/ 10/1431 هـ]
عودة إلى أركون:
قال (فقد كان العقل اللاهوتي يعترف، على الأقل، بذله و تواضعه أمام معطى الوحي وكان ينحني أمامه. أما العقل الديكارتي الذي نفتخر به كثيرا فإنه يرسخ سيادة الذات التي تستبعد ما عداها) [العلمنة و الدين، ص27]
(بعد كل ما قلناه سابقا يبدو لنا حجم الصعوبة في التوصل إلى كلام المسيح الذي تحدث باللغة الآرمية، و ليس بالإغريقية. كما تبدو لنا ضخامة الصعوبة في التوصل إلى اللحظة الأولى للخطاب القرآني: أي كما لفظ لأول مرة بعبارات شفهية في مجتمعة دون كتابة أو لا يكتب إلى قليلا)
[العلمنة و الدين، ص 28]
(وهنا يرى أركون ومترجمه هاشم صالح أن تحقيق الإسلام لمهمته الروحية قد يحصل دون أن تؤدى الطقوس والشعائر بالضرورة (1)، ولذلك يجب تحرير الناس من العقلية الشعائرية (2)، "" فليس من الضروري أن يحتشد الناس جماعات في مسجد لإقامة الصلاة، ذلك أن الصلاة مسألة شخصية في الإسلام كما في الديانات الأخرى) (3).
(1) انظر: أركون " قضايا في نقد العقل الديني "ص 36. (2) انظر: السابق ص 329. (3) نقلاً عن عبد الرزاق هوماس " القراءة الجديدة في ضوء ضوابط التفسير " ص 169 ويحيل إلى مصدر لأركون باللغة الفرنسية.
وقد سئل أركون مرةً: (هل أنت مستعدٌّ لأن تضع موضعَ الشك، ولو آيةً واحدةً من القرآن؟ "، فجاء جوابُه برفض الجواب بنعم، أو لا، بحجة أنَّ هذا منطقٌ قديم، وأنه لا يهتم بما إذا كانت تلك آية قرآنية أو لا، إذ المشكلة في نظره هي مشكلة "التقديس" كما يعبِّر، وعندما تُحَلُّ هذه المشكلة، فإنه يرى أننا سوف "نكتشفُ أن مشاكلَ الصحة والموثوقية، أو الاختراع والتحريف، الذي لحق بالنصوص؛ المتلقاة على أنها مقدسة، أقول - القائل أركون -: نكتشف بأن هذه المشاكل ثانوية في الحقيقة. إن منطق الثالث المرفوع - منطق الصحة أو اللاصحة - يبدو عندئذٍ تافهاً لا قيمة له) [الفكر الإسلامي؛ لمحمد أركون (57 - 58)].
الاستراحة الأخيرة مع صحفنا
خلال الأيام الثلاثة الأخيرة اشتغلت بكل ما كان متاحاً، ورقياً أو إلكترونياً، بتوديع ثقافتنا لرمز عالمي مثل الراحل الأخير محمد أركون ... وحتى رحيله فإن المؤسف بمكان ليس إلا بواعث الهجوم المخيف التي طالت لا إرثه الفكري فحسب، بل حتى الشخصاني من حياته
[علي الموسى – جريدة الوطن]
(الذي يُعد علامة مهمة جدا في ساحة التفكير العربي المعاصر بما أنجزه من أطروحات فكرية عربية إسلامية، وإن كانت في كثير منها مسائل مصادمة لثوابت العقول المدجنة بتاريخها المشخصن)
[حليمة مظفر – جريدة الوطن]
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه، و الله أعلم
عبدالله العمري
alolaa@gmail.com (alolaa@gmail.com)
[1] (http://mail.google.com/mail/?ui=2&view=js&name=main,tlist&ver=B0YhjO3vx0M.en.&am=!iMxkIOjHSP6xhZwC2vD2TmCLS3uxKecBkwb6GhHnB
السؤال
kywi IGAhj4&fri#_ftnref1) هي قوله تعالى: ((فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين ... )).(132/476)
اتقوا الله في ياسر
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 03:55 م]ـ
منقول
اتقوا الله في ياسر الحبيب
تركي بن خضير المحمد
سمعتك بأذني ورأيتك بعيني, وبعدها قرأت لهم اتهامك بأنك لا تمثل خط مدرسة أهل البيت عليهم السلام, وأنك قد احتفلت شامتا بأم المؤمنين, وأنك من ابتلاءات و فتن هذا الزمان التي يجب إخماد نارها ... وأن ما ذكرته هو محض أكاذيب, وأنك من الجهلة المضلين ممن ينتسبون للإسلام ... وأن ما قلته هو خروج عن معتقد الشيعة الاثنى عشرية, وأنك معتوه نفسيا أو أن خلفك دوائر مشبوهة, وأنك آثم وقد أسأت للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وأسأت للشيعة, وأن ما قمت به محرم لأنه قد يؤدي في المستقبل لإراقة دماء المؤمنين أو هتك أعراضهم أو نهب أموالهم, وأنه مشروع المخابرات الصهيوأمريكية ضد الإسلام المحمدي, وأنك مشكوك في قواك النفسية وإدراكاتك العقلية, وأن ما ذكرته يعد من قبيل الإنحراف الفكري, وأنه عمل مشبوه ورذيل, وأن ما جئت به يا ياسر لا يمثل بأي شكل ووجه ما تقول به الطائفة الشيعية الكريمة منذ القدم, وأن ما جئت به ليس سوى آراء ميتة وأقوال مقبورة لم يقل بها أحد من الشيعة, وأنك منحرف فاسق, وأن الشيعة بريئون منك, وأنك نكرة ترتدي زي رجال الدين وقد صرحت بتصريحات جهولة, كما أن ما صرحت به مخالف للعقلانية والسياسة, وأن جذور تصريحاتك تعود للمستعمرين والساسة المعادين للإسلام.
إنها تهم وتصريحات خرجت من علماء وطلبة علم ومثقفون شيعة اثني عشرية يا ياسر!!!!!!!!!
يا الله ... ما أحقدهم عليك يا ياسر ..
لم قالوا عنك كل ذلك؟؟؟
لم وصفوك بتلك النعوت القبيحة؟؟؟
لا يخطر ببالي يا ياسر إلا أحد أمرين فقط قد يكون أحدهما مبررا لهم في قولهم فيك ونعتهم لك
الأول: إما أنهم يحبون عائشة رضي الله عنها, ويجلّونها ويقولون بأنها مؤمنة بل أم المؤمنين جميعا, فتكون أمهم أيضا, وزوج النبي عليه الصلاة والسلام في الدنيا والآخرة.
الثاني: أنهم يستخدمون التقية التي لم تدم معك طويلا فنزعتها طوعا أو كرها.
وكلى الأمرين محتمل الوقوع وإن كان الأول صعب علي تقبله, ولكنني قد وجدت الحل لكي لا نظلمهم , فالإنصاف عزيز يا ياسر.
وقد قال المولى عز وجل ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ? [المائدة: 8].
وهو الحل الوحيد برأيي والذي سيكون سريعا وكاشفا لحقيقة هذا الفعل الشنيع الذي قاموا به تجاهك يا ياسر.
فما رأيك أن نحصُر تلك الصفات والاتهامات التي نسبوها لك وهي التالية:
(شامت – بلاء – فتنة – كاذب – منحرف فاسق – جاهل – مُضِل – منتسب للإسلام – خارج عن معتقد الإمامية – معتوه نفسي – خلفك دوائر مشبوهة – أسأت للنبي عليه الصلاة والسلام – مشروع المخابرات الصهيوأمريكية – مشكوك في قواك النفسية و إدراكاتك العقلية – ما ذكرته هو انحراف فكري – عمل مشبوه ورذيل – لا يمثل الشيعة –الشيعة بريئون منك – ما صرحت به مخالف للعقلانية والسياسة – جذور ما قلته تعود للمستعمرين).
فنقوم أنا وأنت بإنزالها على أصحاب بعض الكتب التي استقيت منها عقيدتك في أم المؤمنين رضي الله عنها أو من قال بمثل ما قلت وصرحت به ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:
محمد بن يعقوب الكليني-محمد باقر المجلسي-نعمة الله الجزائري-الشيخ الصدوق -علي بن ابراهيم القمي-رجب البرسي -هاشم البحراني -الحسين بن حمدان الخصيبي -أبو القاسم الخوئي- مصطفى الخميني -محمد جميل حمود العاملي.
وغيرهم ... فهل سيقبل من أطلق عليك تلك الصفات والنعوت بأن يطلق على أولئك نفس الصفات؟؟
فإن قالوا: نعم, فهذا والله هو الإنصاف والعدل يا ياسر, وبعدها سنطلب منهم أن يحذِّروا عوام الشيعة من أولئك الجهلة الكذبة المضلين الفسقة المنحرفين فكريا والمشبوهين الذين يعملون لصالح المشروع الصهيوأمريكي المعاتيه والمشكوك في قواهم النفسية وإدراكاتهم العقلية وأنت معهم.
وأن يحرقوا كتبهم ويتبرأوا من كل من يعظمهم أو يأخذ الدين منهم فلا تؤخذ دنيا فضلا عن دين من تلك المسوخ وأنت على رأسهم بالطبع.
وبهذا يكونوا قد أثبتوا أنهم فعلا يحبون أم المؤمنين عليها السلام ويعظمون حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام.
وإن قالوا: لا, لا يمكن أن يوصف أولئك بمثل تلك الأوصاف.
فأقولها وبأعلى صوتي:
اتقوا الله في ياسر فقد فضحكم أيها الكذبة المتخبطين, يا من لم تفلحوا بسكوتكم ولن تفلحوا بهراءكم.
فإن كان حبل الكذب قصيرا, فقد تقاسمتموه وأصبحتم لا حبل لكم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أزواجه وذريته إلى يوم الدين.
تركي بن خضير المحمد
========================
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/477)
ـ[أبو راشد التواتي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 05:00 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو معاوية علي هذا النقل
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:12 م]ـ
وإياك يا أبا راشد.
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:29 م]ـ
اتقوا الله في ياسر الحبيب
تركي بن خضير المحمد
... وأن ما قلته هو خروج عن معتقد الشيعة الاثنى عشرية, وأنك معتوه نفسيا أو أن خلفك دوائر مشبوهة ... الخ
جزاكـ الله خير يا أبو معاوية على النقل:
الموضوع واضح من عنوانه! والكاتب عليه أن يتقي الله في ياسر ولا يقوله ما لم يقل؛ فياسر لم يخرج قيد أنملة عما في كتاب الكافي وبحار الظلمات.
ـ[زياد الطائي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:19 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابومعاوية .. ولعن الله سادات وكبراء الرافضة ..(132/478)
هل عدم الكلام والحركة بعد صلاة الفجر لنيل أجر العمرة سنة؟
ـ[محمد لبيب]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:34 م]ـ
صليت الفجر مرة مع أحد الإخوان فقال لى قبل اقامة الصلاة سنجلس بعد الصلاة الى الشروق ثم نصلى ركعتين حتى نأخذ أجر العمرة تامة تامة تامة كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال لى انه لن يقوم من مكانه فى الموضع الذى صلى فيه حتى الشروق ثم يصلى ركعتين اى مقصده ان من السنة ألا تغير الموضع الذى انت جالس فيه والا تكلم أحدا الا للضرورة الشديدة كرد السلام وألا يتخلل ذلك أيضا اكلا او شرابا فإن كل هذا ينافى الحديث الذى قاله النبى وقال ان النبى صلى الله عليه وسلم لما قال من جلس فى مصلاه حتى تشرق الشمس ثم صلى ركعتين كان له كأجر عمرة تامة تامة تامة أو كما قال صلى الله عليه وسلم وقال ان هذا الشرط بأجر العمرة لا يتحقق الا اذا فعلت ما قلته لك
فمقصده الا تقوم من مكانك ولا تغيره ولاتتكلم مع أحد الا لرد السلام حتى اننى عندما نسيت وكلمته بعد الصلاة فرد على بالإشارة حتى اننى اعطيته أكلا بسيطا فلم يأخذه
فهل هذا الفعل من السنة؟ أرجوا التفصيل فى ذلك مع ذكر الأدلة؟ وأقوال السلف فى ذلك
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابنة عبد الرحمن]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:54 م]ـ
لدي نفس الاستفسار ...
وهل المرأة تدخل في ذلك - أي أنها لا تقوم من مصلاها في بيتها ولا تُكلّم أحد -؟
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[سيد النجدي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 12:56 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=90513
ـ[سيد النجدي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:07 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=90513
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:12 ص]ـ
من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله أي استمر في مكانه ومسجده الذي صلى فيه فلا ينافيه القيام لطواف أو لطلب علم أو مجلس وعظ في المسجد بل وكذا لو رجع إلى بيته واستمر على الذكر حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين قال الطيبي أي ثم صلى بعد أن ترتفع الشمس قد رمح حتى يخرج وقت الكراهة وهذه الصلاة تسمى صلاة الاشراق وهي أول صلاة الضحى كانت أي المثوبة وأبعد ابن حجر فقال أي هذه الحالة المركبة من تلك الأوصاف كلها له كأجر حجة وعمرة قال أي أنس قال رسول الله تامة تامة تامة صفة لحجة وعمرة كررها ثلاثا للتأكيد
المصدر/ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح
هل من قول آخر لعالم آخر
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 08:15 ص]ـ
أخرج الطبراني في المعجم الكبير [8/ 180]:
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَابِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ يَثْبُتُ فِيهِ حَتَّى يُصَلِّيَ سُبْحَةَ الضُّحَى، كَانَ كَأَجْرِ حَاجٍّ، أَوْ مُعْتَمِرٍ تَامًّا حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ.
وفي المطالب العالية (4/ 580):
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ ثنا الْمُحَارِبِيُّ ثنا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن غَابِرٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ لَبِثَ فِي مَجْلِسِهِ حَتَّى صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى فَلَهُ أَجْرُ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ حَجَّتِهِ وَعُمْرَتِهِ ")
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20281(132/479)
الشيخ عبد الكريم الخضير (مسخ القلوب أعظم من مسخ الأبدان، مسخ القلوب يقرر أهل العلم أنه أعظم من مسخ الأبدان، ولذلك تجد الإنسان .. )
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:45 م]ـ
من درر الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله عند حديث:
((أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله صورته صورة حمار)) هذا مسخ بلا شك، ووعيد على ارتكاب هذا المحرم، وأيهما أسهل عقوبة الدنيا أو عقوبة الآخرة؟ إذاً أسهل على الإنسان أن تتحول صورته صورة حمار وإلا تدخر له العقوبة في الآخرة؟ يعني المنصوص عليه في حديث: المتلاعنين نعم أن عذاب الدنيا أسهل من عذاب الآخرة بلا شك،.
إذا مُسخ؟ إذا مسخ عوقب في الدنيا ولن يجمع الله له بين عقوبتين، لكن إذا لم يمسخ؟ ما في شك أن الإنسان يستعظم وجود مثل هذا الأمر، وشيء فوق ما يتصوره الإنسان أو يتخيله أنه يصلي مع الناس ويطلع رأسه رأس حمار، لكن مع ذلك لا يرتدع بعض الناس، والأمر ليس بالسهل وعقوبة الآخرة أعظم من عقوبة الدنيا، ومسخ القلوب أعظم من مسخ الأبدان، مسخ القلوب يقرر أهل العلم أنه أعظم من مسخ الأبدان، ولذلك تجد الإنسان تمر عليه الأوامر والنواهي ولا كأنها شيء، والله المستعان.
http://www.khudheir.com/audio/1646
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:49 م]ـ
هذا الكلام سبقه به الشيخ الجليل ابن الحاج المالكي في المدخل وله فيه كلام جيد
بارك الله فيكم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:54 م]ـ
هذا الكلام سبقه به الشيخ الجليل ابن الحاج المالكي في المدخل وله فيه كلام جيد
بارك الله فيكم
جزاك الله خير أخي الكريم أنظر ما قاله الشيخ أعلاه حيث قال (مسخ القلوب يقرر أهل العلم أنه أعظم من مسخ الأبدان)
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[12 - 10 - 10, 11:57 م]ـ
سبحان الله مااعظمه من كلام فأين المتعظون
جزاك الله خيرا ابا البراء على هذا النقل النادر الذي لا يخرج الا عن مجتهد
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[12 - 10 - 10, 11:57 م]ـ
سبحان الله مااعظمه من كلام فأين المتعظون
جزاك الله خيرا ابا البراء على هذا النقل النادر الذي لا يخرج الا عن مجتهد
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:43 م]ـ
بوركت أخي الحبيب أبو البراء ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 06:00 م]ـ
جزاكم الله خير، إخوتي الأفاضل، ونفع بكم ..(132/480)
مع ابن قرناس في كتابه "القرآن والحديث"
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:01 ص]ـ
مع ابن قرناس في كتابه "القرآن والحديث"
في بعض الأحيان ألقي باللوم على "يوهان جوتنبرج" لاختراعه الآلة الطابعة ... فلقد أدت هذه "البدعة" إلى فتح المطابع التجارية أذرعها و أرجلها و أبوابها على مصراعيها ... وصاحت في المريدين بأعلى صوتها هيت لكم ... فطبعت الكتب الرزينة الموزونة ... وطبعت الكتب السوسفطائية المعدومة ... وطبعت كتب بين هذه الدرجة وتلك الدرجة .. ومنها من يزيد!
لكنني إن آمنت بهذا الوسواس السوفسطائي الذي يراودني بسبب ضيق صدري وغشاوة أفقي ومرارة واقعي وقلة اطلاعي ... فسأتحول من دون أن اشعر إلى "ابن قرناس "!
لا يجب أن أنسى أن السلاح يدين بدين حامله لا صانعه ... وكذلك الكتب والأوراق الصفراء التي تخرج علينا من الحين للأخر وتقذفها علينا المطابع - ذوات "العروض المغرية " من فئات المئة والألف والمليون - تدين بدين طابعها ... ولكل ساقط لاقط.
المشكلة أن ابن قرناس يكتب في الدين ... ولا نعرف له دينا ... كمن يكتب في الطب ولا تعلم له طبا! فلو أنه تجرأ وكتب بحثا طبيا – كمستوى بحثه هذا - في اثبات أن الدخان لا يؤدي إلى سرطان الرئة وطرحه على صفحات الانترنت بصفته رئيس قسم أمراض الرئة والتنفس في "جمهورية الشبكة الكرتونية" ... فسيكون نسيا منسيا بمجرد اغلاق الصفحة أو الانتقال إلى غيرها ... ولو كتب بحثه علنا وباسمه الحقيقي فسيكون قد أسقط أوراق التوت عن عورته ... وسيشنق على باب جمعية نقابة الأطباء ... وسيرجمه الممرضون ... وسيشرب من دمه الصيدلانيون ... ولن يترحم عليه إلا المدخنون!
أما الدين فقصة أخرى ... لأن الدين للجميع والعلوم الأخرى للمتخصصين .... كل من قرأ كتابين وظن أنه قد بلغ الجبال طولا ... أصبح مفكرا اسلاميا بين ليلة وضحاها ... و كل من قرأ ثلاثة بحوث في المكتبة الأهلية أصبح باحثا في العلوم الاسلامية بين شروق الشمس و بين غروبها ... ليهنك العلم يا ابن قرناس!
كنت أتجاذب أطراف الحديث مع صديق ذو ثقافة عالية ... والذي أشار علي بكتاب ابن قرناس هذا ... و قال لي أن كتبه جديرة بالقراءة ... فحمسني لقراءة الكتاب ... واستعرت منه كتاب "الحديث والقرآن" ... ووعدني أن يأتيني بأخوي هذا الكتاب من البجاحة "سنة الأولين " و "الخلافة والحكم "!
قرأت المقدمة التي لا تتجاوز العشرين صفحة والكتاب نفسه يزيد عن 500 صفحة ... وبلمحة سريعة ظهرت لي سقطات تنم عن قصور علمي وذهني ومنهجي .... ولا أدري لو سردت أغلاط الكتاب كله كم مئة غلطة سأجد؟
قد ضاق وقتي .. و كل قلمي عن المتابعة ... لأن الكتاب لا يجاريه أحد في اسلوبه ومنهجه ... وأعترف مسبقا إنني فشلت في ذلك لأنهم يقولون الاعتراف بالحق فضيلة ... فالمؤلف:
1 - سطحي وساذج في تناول وفهم النصوص لدرجة الغثيان حيث شعرت أنني أقرأ لغر في العاشرة عنده تأخر دراسي!
2 - متناقض في أفكاره لدرجة الغرابة حيث ينقض الشيء وبعد صفحتين يستدل به على أنه دينه
3 - يظن أن الحصافة كل الحصافة في جمع النصوص واثبات قراءته لها ... فوسوس له شيطانه أنه قد أتى بمجامع العلوم ودرتها ... وفي عالم العقلاء لا يؤخذ علم الفن من كتاب واحد أو برنامج إذاعي ك "صباح الخير يا بلادي" ... لكن يبدو أن المنطقة التي يعيش فيها ابن قرناس تعاني شحا ثقافيا واضحا ولا تتوفر فيها المراجع العلمية ... فكان ابن قرناس ضحية هذه البيئة التي لم تساعده على التوسع في المصادر قليلا ... فظهر ذلك في كتابه على شكل ضسق في المدارك وشح في المصادر ... ولا ننسى أن من كان شيخه كتابه فقد ضل وأضل!
علاوة على ذلك كله فهو قرآني جلد ينكر السنة ويعتبرها تاريخا مشوقا مثل قصص ألف ليلة وليلة يروى ويطوى ... على حسب مزاج "شهر-قرناس"! بل ويختم الكتاب بخاتمة الأحزان ... ويقول أنه لا يمكن أن يؤخذ الدين إلا من القرآن .. حتى لو ثبت يقينا أن رسول الله قد قال هذه الأحاديث! فهل يرجى من مثل هكذا كاتب زيادة علم أو بعض منطق؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/481)
القرآنيون دركات ... فمنهم من رد السنة – لأنها مشكوك في طريقة روايتها وحفظها ... وليس لأنها من كلام رسول الله ... وهذا أهون دركاتهم ... أما صاحبنا فيقول حتى لو ثبت الحديث يقينا عن رسول الله فنحن غير ملزومين بالأخذ به ... لأننا غير ملزومين بغير القرآن ... ولا أدري من سبقه لهذه الكياسة!
وسأعرض بعض "لطائفه" على وجه السرعة:
أولا: ذكر حديث "إن رحمتي غلبت غضبي " وأنها مكتوبة عند الله فوق العرش ... ويتساءل - وبكل حصافة - ما الفائدة المرجوة من كتابة هذه الجملة حيث لا أحد من خلقه يستطيع أن يصل إليها؟
يبدو أن المؤلف لم يتم بعد ختمة القرآن عند شيخ الكتاتيب مع أنه قرآني مغالي ... يقول الله تعالى:
"و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
"وترى الملائكة حافين من حول العرش"
فقد نسي أن العرش مخلوق من مخلوقات الله ... ولأنه ربما أصابته "حمى النشبيه" فظن أن الله جالس على العرش مماس له كما يجلس ولي أمره على عرش بلاده ... ونسي أن الملائكة تحمله ... فهل يعقل أن الملائكة تحمل الله عزوجل؟ وهل يعقل أن هذا العرش المحمول لا يرى ما كتب عليه أحد من الملائكة؟
وصاحبنا هنا يقول ما الفائدة من كتابة هذا الكلام ولا أحد سيصل إليه؟ فماذا عن الملائكة؟ وماذا عن الذي بلغ رسول الله هذه الجملة؟ ربما ابن قرناس مذهبه الفقهي "قرآني ظاهري" في ديانة القرآنيين ... و يظن أن العلة من ذكر هذا الحديث أمام الصحابة هو اثبات أن العرش مزخرف بالكتابات العربية الأصيلة ... ولا يعرف أن الغرض هو الاعلام بعلامات رحمة الله بخلقه لدرجة أنه سبحانه كتب هذه العبارة فوق عرشه!
ضيع قرناس على القراء حلاوة هذا الحديث بالتحدث عن أمور تصلح أن تناقش بحضرة قساوسة المدينة الفاضلة وليس أمامنا نحن الغلابة.
ثانيا: ذكر حديث أن رسول الله أتى سوق بني قينقاع فجلس بفناء بيت فاطمة ..... الخ قال سفيان: قال عبيدالله أخبرني أنه رأى نافع بن جبير أوتر بركعة ..... فيستاءل ابن قرناس هل من المعقول أن بيت فاطمة في سوق بني قينقاع؟؟؟ وما مناسبة قول سفيان المذكور أعلاه؟
لم يذكر ابن قرناس مصدر الحديث سوى أن قال " كتاب البيوع " ولعله يقصد البخاري ... فرجعت للبخاري ومسلم ... ووجدت أنه سرد رواية البخاري ... وهنا سأورد رواية مسلم:
حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبي هريرة قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى جاء سوق بني قينقاع ثم انصرف حتى أتى خباء فاطمة فقال أثم لكع أثم لكع .... الخ
وطبعا هذه رواية مسلم تنسف عقدة ابن فرناس التي لم يفهمها لأنه ينظر إلى مربع طوله 2 سم من البحر ... وعندما رجعت لشراح الحديث فوجدتهم قد قالوا - وبأعلى صوتهم - أن الرواية التي يتشدق بها ابن قرناس مبتورة ... أي أخطا من رواها بهذا الشكل ... حتى لو كان أمير المؤمنين في الحديث ... والراوي قد نسي بعض الرواية ... ومن حفظ حجة على من لم يحفظ .... فمثلا لو جاءك رجلان يرويان لك قصة زيد ... فقال أحدهما أن زيدا هذا زارهما ثم تجاذب أطراف الحديث معهما ثم شرب من كأس ماء ثم انصرف إلى بيته ... وقال الثاني أن زيدا زارهما وتجاذب أطراف الحديث معهما ثم انصرف إلى بيته .... هل نقول أن الثاني كذاب أشر وأن القصة مختلقة ومزورة بسبب أن الثاني نسي بعض تفاصيلها كتفصيل شرب زيد للماء!! طبعا لا ... وهذا مسلم به عند العقلاء؟
ثم مادام المحدثون قد حلوا إشكال هذه الرواية فيما بينهم ... فلماذا يحشر ابن قرناس أنفه في موضوع قد أغلق بحثا ولا فائدة من ذكره سوى أنه يريد أن يثبت أنه قد اقتنى كتاب صحيح البخاري طبعة "هيئة الإفتاء" في السعودية! ... تماما كمن يضيع وقته في بحث مسألة هل أدوية "البنادول" و"الأسبرين" مسكنة للآلام أم لا؟
ولا يدري المسكين أن ما ذكرته آنفا يعد منقبة للمحدثين حيث أنهم لا يسكتون على خطأ حتى لو كان في أصح كتاب حديث عندهم ... فلا أحد فوق النقد ... ولكن من يوجه النقد يجب أن يكون مؤهلا لتوجيه النقد ... فلا ينتقد سلامة الأبنية إلا مهندس ... ولا ينتقد سلامة الأدوية إلا صيدلاني ... ولا ينتقد سلامة الأحاديث إلا محدث!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/482)
ثم تعرض للزيادة التي نقلها البخاري: قال سفيان: قال عبيدالله أخبرني أنه رأى نافع بن جبير أوتر بركعة.
مرة ثانية حشر نفسه في أمر لا ناقة له فيه ولا جمل ... كالدرويش يرى الطبيب الجراح يبتر رجلا مصابة بالغرغرينة ويصيح "يا ويلك من الله يا سفاح؟ لماذا قمت بهذا العمل الشنيع؟ "
هل سيلوم أحد الطبيب لو رد عليه بابتسامة ... أو ركله بحذائه الناصع السواد ... أو حتى لو نفاه من المدينة كلها بتهمة السذاجة العظمى؟
لا أظن!
كان المحدثون قد اختلفوا في لقاء "عبيدالله" أحد رجال السند لشيخه نافع ... فقال بعضهم لقيه ... وبعضهم قال لم يلقه .. فبناء على القول بعدم اللقيا تكون أي رواية يرويها عبيدالله عن نافع فهي غير موصولة ... جاء البخاري وحل هذا الإشكال بعد أن روى رواية بهذا السند المختلف فيه ... وذكر هذه الزيادة ... كأنه يقول لمن حوله من المتخصصين يا جماعة ثبت أن عبيدالله رأى نافعا يوتر بركعة ... وهذا يعني أنه قد لقيه ... فلا يوجد داعي للطعن في روايته هذه ... وهكذا رفع الخلاف!
سامحك الله يا البخاري ... ألم تكن تعلم أن هناك متلبسين بغير أثوابهم سيقرؤون هذا الكلام ولم يعلم لهم لا حديث ولا فقه ولا لغة ... وسيصيب أفهامهم بالاضطراب!
لما الطبيب يكتب وصفة للمريض لا يتجرأ المريض أن يسأل الطبيب كيف يعمل هذا الدواء في الجسم ... ما يهم المريض كون الدواء يعالج شكواه ... ولا يسأل الطبيب إلا طبيب مثله يعرف عن ماذا يسأل ولماذا يسأل! ... لكن لما يكون موضوع الدردشة وشاي الضحى "الدين والحديث" ... فالدين ليس حكرا على المعممين وكلنا مسلمين يا جماعة!
ثالثا: اعتبر حديث رسول الله أن الفئران مسخ من بني إسرائيل من قبيل الخيالات والأساطير
ومرة أخرى أصيب بمتلازمة "الجهل المركب الوبائي" .. كان رسول الله ظن أن من مسخ من بني إسرائيل لهم عقب ... فلذلك ثبت أنه امتنع عن أكل الضب وقال إن أمة مسخت فلا أدري لعل هذا منها ... وقال أيضا: أمة من الأمم فقدت فالله أعلم الفأر هي أم لا .... ثم لما أوحي إليه وتيقن قال "ما مسخ الله تعالى من شيء وكان له عقب و لا نسل" وتشبث ابن قرناس بظن رسول الله عليه السلام الأول ... ولو سمع القصة كاملة قبل أن ينام ... أو لو كلف نفسه شراء كتاب حديث آخر ... لعلم أن الوحي قد بلغ الرسول الأعظم أنه "لا يولد لمسخ" وهكذا صحح الله ذلك الظن لرسول الله!
وأنت يا قرناس قرآني ولا فخر ... فهل نسيت أن الله قد صحح بعض تصرفات وأفعال الرسول عليه السلام كقوله تعالى " عفا الله عنك لما أذنت لهم " ... فلا أظنك ستطعن أيضا في هذا التصحيح لأنه يوافق أصول "مذهبك القرآني" ... أما إذا كنت تنكر وقوع المسخ وتستحيله بعقلك .... فيكفينا في الرد عليك قوله تعالى " كونوا قردة خاسئين " وقوله تعالى "وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير"
رابعا:نسب - ابن قرناس - على طريق الاستهزاء لابن عمر الجلوس على القبر ... واعتبرها سنة مؤكدة لمواظبة ابن عمر عليها!
وليته ينورنا من قال بأن الجلوس على القبر سنة مؤكدة ... والعلماء بين تحريمه وكراهته وتأويله على تفصيلات أخرى فرعية!
علاوة على أن فعل الصحابي ليس حجة في الدين فالعبرة بما روى لا بما رأى. أضف على ذلك أن نصوصا أخرى نهت عن الجلوس على القبر!
على العموم لا أظن أن ذلك يهمك لأن الانتقائية داء بحوث عصر السرعة ... وقد دخل عليك حتى في نقولاتك يا استاذ قرناس!
خامسا: ذكر حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله أمر بمحو ما سوى القرآن .... ليجعله جسرا لدعوة الناس لمحو السنة!
عجبت - وأنت تشن الغارات على الحديث - كيف قبلت بهذا الحديث وهو حديث ربما من وضع بني أمية أو من حكايا القصاص والوعاظ أو من ألاعيب الأحزاب السياسية؟
وتغاضيت عن حديث "اكتبوا لابن أبي شاة" وهو حديث مثله مثل حديث أبي سعيد الخدري وثبتت صحته بنفس منهج أهل الحديث؟
أم أنه قد وافق شن طبقه؟
ثم أليس القرآن قد ثبت بنفس الطريقة التي ثبتت بها الأحاديث ألا وهو الاسناد المتواتر ... وأيضا في السنة يوجد متواتر تضرب حضرتك به عرض الحائط ولا تؤمن به! فكيف تفرق بين المجتمعات بدون دليل سوى أنك اعتقدت ثم استدللت!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/483)
سادسا: يزعم أن الأحاديث لم تكتب لا في زمن رسول الله ولا في زمن الخلفاء وبقي يتناقله الناس مشافهة أكثر من 150 سنة إلى أن أقدم مالك على جمعه في عام 179 هجري
وهذا جهل آخر يضاف لبنك جهالاتك وخصوصا في تاريخ التدوين .... ثبت أن بعض الصحابة كانت لهم صحف خاصة يدونون فيها بعض ما سمعوه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كصحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص التي كان يسميها بالصادقة وأخرج أحمد في مسنده قطعة كبيرة منها، وكانت عند علي رضي الله عنه صحيفة فيها أحكام الدية وفكاك الأسير كما ثبت في البخاري، وهناك كتب أخرى لسعد بن عبادة وحكيم بن حزام وغيرهم من الصحابة ... كما ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب لبعض أمرائه وعمَّاله كتبًا حددَّ لهم فيها الأنصبة ومقادير الزكاة والجزية والديات، إلى غير ذلك من القضايا المتعددة التي تدل على وقوع الكتابة في عهده عليه الصلاة والسلام ... أما قولك أن مالكا هو أول من أقدم على جمع الأحاديث فهذه سقطة أخرى يسامح عليها من هو مثلك ... فقد سبق مالكا الزهري و الربيع بن صبيح وسعيد بن أبي عروبة!!! .... هذا من جهة اللغط التاريخي الذي سردته
من جهة أخرى ... من المعلوم بديهة أن المشافهة كانت هي الوسيلة الأبرز –وليس الوحيدة- التي استخدمها المسلمون الأوائل في نقل الأخبار ... ولقد نقلت لنا معلقات من عصور الجاهلية تماما كما هي عذبة طرية من أفواه قائليها ... وهذا دليل على قريحة كانت عند العرب في نقل الأخبار ... ولم يعتمدوا على الكتابة لأن الذاكرة كان وسيلة الحفظ ... وهذا يتغير من عصر لعصر ... وقد لاحظ التابعين هذا التغير وخصوصا بعد التداخل الاجتماعي والثقافي مع الأمم الأخرى ... فعمدوا إلى الكتابة لمن عجز عن الحفظ ... ثم استقر الأمر على جعل الكتابة هي الوسيلة الآمنة للنقل ... تماما كما كان الطب ينقل من جيل لجيل بالتجربة و المشاهدة ... والآن ينقل إلينا بالكتب والأبحاث والتطبيق العملي في المستشفيات ... فلكل زمان أدواته ... فحاكم زمانهم بمعيارهم لا بمعيار زمانك ... وإلا لا تستغرب أن يغشى على رجل من القرن الخامس عشر وهو يراك تركب "الحمامة الطائرة" وهو ما زال يركب بغلا أملحا أغبرا يهش الذباب بذيله!
سابعا: يقول لو كان "ما يسمى الحديث" من الدين الله فلن يضير القرآن لو اختلط به لأنهما كل من عند الله؟
سؤال هامشي: هل عدد ركعات الصلاة من دين الله أم لا؟
أو أنك تقوم بواجب الصلاة عن طريق المعنى اللغوي وتدعو الله وأنت تتناول "الفطور الانجليزي" على أنغام الموسيقى الكلاسيكية المؤثرة!!؟
ولا أدري كيف تمارس الاسلام في حياتك؟ ولا أدري كيف تعلم أبناءك ممارسة الصيام والزكاة والحج وغيرها من الأمور التعبدية التي ذكرت إجمالا في القرآن ولم تفصلها إلا السنة النبوية؟ وعدد ركعات الصلاة وأوقاتها قد ثبت بنفس الطريقة التي ثبت بها القرآن ... ألا وهي الرواية! فهل تؤمن ببعض السنة وتكفر ببعض؟
فإن كنت باحثا منهجيا فأنت أمام أمران: إما أن تؤمن بالجميع ... وإما أن تكفر بالجميع ... وإذا اخترت الطريق الثالث وآمنت ببعض وكفرت ببعض ... فأنت كمن يؤمن أن أعلى كيس الملح مالح وأدناه حلو ... فحينها أقول حيا هلا بالسفسطة في أجمل حلتها وزينتها!
أما باقي الكتاب – كأوله - فغثاء وعواء ومكاء وتصدية. فمثلا - ومعذرة لذوق القراء- الأخ ابن قرناس يتساءل كيف عرف رسول الله بآخر أهل النار خروجا منها .. ويستدل لذلك بما أخجل من عرضه هنا!
لكن لي أن أهمس في أذنه ... هل كان الله يعلم بآخر أهل النار خروجا منها؟
فإن قال لا .... فقد قد نفضت يدي منه وقطعني في حجته
وإن قال نعم ... فأنت تقول أن الرسول ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ... إذا هو وحي.فلا داعي للمكابرة
وما أضحكني أكثر أن ابن قرناس يتساءل كيف يليق بالرسول عليه السلام أن يسأل الصحابة "ألغازا" وهو ما ينطق عن الهوى!! وكأن الرسول الأعظم جلس 23 سنة لا يتحدث إلا بالقرآن مع أهله وأصحابه وأعدائه ... والدليل قوله تعالى ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى!!؟ وأنت بعظمة لسانك تقول أن الحديث حتى لو ثبت عن رسول الله فلا يؤخذ منه حكم؟ أم أن الفصول الأخيرة من كتابك مكتوبة بقلم صديق آخر؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/484)
لطيفة أخرى: يذكر حديث "من قال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله " فاستنبط أوحد زمانه – وهو يستهجن - أنه يجوز الحلف باللات والعزى شريطة أن يقول الحالف لا إله إلا الله بعد الحلف؟ فلذلك وجب رد الأحاديث برمتها بسبب مثل هذه الأحاديث التي تدعو إلى الشرك بالله!!!
سؤال برئ: من سبقك لهذا الفهم الرائع يا ابن قرناس؟
بل هل هناك على وجه الأرض – طبعا غيرك أنت – من فهم أن الحلف بالعزى يجوز إذا قال الحالف بعدها لا إله إلا الله!
طبعا - للقراء الطبيعين - واضح أن الحديث يأمر بتدارك التوحيد لمن حلف باللات والعزى! ويدل على ذلك رواية أخرى في كتب السنة – التي لم ربما لم يسمع بأسمائها ابن قرناس بعد – عن سعد أنه قال " كنا حديث عهد بجاهلية، فحلفت باللات والعزى، فقال لي أصحابي: بئس ما قلت، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له "
لفتة كريمة أخرى: يستنكر حديث "لا تقتل نفس إلا كان على ابن آدم الأول كفلها "
ويكفي للرد عليه آية واحدة تنسف عقيدته الهشة ... يقول الله تعالى "من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها" ... ثم إن الرسول عليه السلام يعلل هذا القول بقوله " لأنه سن القتل " .... وفي هذا تحذير للناس من ابتداع الجرائم المضرة بالمجتمع ... ثم نشرها بين الناس ... و هذا النشر يعود على المبتدع الأول بالعقاب ولن يكون في مأمن من العقاب ... وواضح أن الضرر هنا أصبح متعديا على كل المجتمع ... فلزم أن يكون العقاب مضاعفا! وفي الدول المحترمة تكون هناك عقوبات مغلظة وعقوبات مخففة للجريمة نفسها ... وذلك على حسب وقع وتأثير كل جريمة على المجتمع ... مع أنها في النهاية نفس الجريمة! فياليتك تقود حملة انترنتية كبرى في دولتك على هذه "القوانين الظالمة" قبل أن تسول لك نفسك الطعن في الأحاديث!
فمثلا - لو رجعنا لفترة الحرب الباردة بين أمريكا والسوفييت- من يقوم بتأسيس خلية شيوعية في أمريكا لا يكون عقابه مثل عقاب من انتسب للخلية كمؤيد ... مع أنه في النهاية هذا شيوعي وهذا شيوعي؟
فلابد عقلا ومنطقا أن يكون هناك عقوبات رادعة لمؤسسي المخالفات حتى يفكر مرتين من تسول له نفسه أن ينشر أفكارا أو أفعالا تخالف قوانين الدولة أو تشريعاتها حتى لا ينخرم نسيج المجتمع ... وطبعا – ومن العدل – أن لا تكون العقوبة على المنتسب المسكين المغلوب على أمره والذي قلد من فوقه مثل عقوبة المؤسس الأول؟
أيضا .... يقول ابن قرناس أن ............ !
بصراحة قلمي يلهج بأعلى صوته إن الله لا يحب المسرفين ... وحرام إسراف الجهد و الطاقات في الرد على هكذا شبهات لا ترقى لكونها وساوس وأوهام "سقيزوفرينية" مسطرة في كتاب ... مسكين ابن قرناس ... أضاع حبره وورقه وهو يحسب أنه يحسن صنعا ... وكلامه بمجمله غثاء سينساه التاريخ كما نسي غيره ... وأعتذر عن إكمال المباراة ... لأن مجاراة ابن قرناس بحاجة إلى طاقة مضاعفة للنزول إلى مستوى تفكيره الذهني وفهمه للأمور والحقائق من حوله ... وأنا لا أطيق ذلك!
أنت تتحمل المسؤؤولية يا "يوهان جوتنبرج"!؟
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[12 - 10 - 10, 08:30 م]ـ
تمخض الجبل فولد فأرا. هذا المثل يصف واقع الهجمة المعاصرة على الصحيحين؛ فالإعلام المعاصر ينفخ في هؤلاء حتى يظن الناس أن الطعن في الصحيحين له مسوغ علمي، فإذا سلطت أضواء النقد العلمي على طعوناتهم تبين أنها سراب. وقد ذكر بعض الإخوة أن كتاب سنة الأولين فيه بيان طريقة المؤلف في رد السنة المتفقة مع رؤية القرآنيين، ولكني عجزت عن الحصول عليه. فإذا استطعت أخي الوقوف عليه فأعلمني لغايات البحث العلمي وخدمة السنة.
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:36 م]ـ
يوجد رد مثبت على هذا النكرة في منتدى الدرسات الحديثية
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:04 م]ـ
أخي أبوأويس
الكتاب منتشر في منتديات العلمانيين والليبراليين
وهاك رابط تحميل مباشر لكتاب سنة الأولين
###
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[14 - 11 - 10, 07:21 ص]ـ
شكر الله لك أخي الحمادي، تحميل الكتاب جار؛ فجزاك الله خيرا. وهذا رابط الرد على ابن قرناس الذي أشار إليه الأخ الدلمي وفقه الله تعالى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=220724(132/485)
وانه لهدى ورحمة للمؤمنين
ـ[عمر الريسوني]ــــــــ[12 - 10 - 10, 02:01 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مبعوث الرحمة للعالمين وآله الأطهار وصحبه ومن تبعهم باحسان
قال تعالى (وانه لهدى ورحمة للمؤمنين) الآية، وقال عز من قائل
(ذلك بأن الله هو الحق) الآية، فعبد موقوف مع الحق بالحق للحق
يعني موقوف مع الله بالله ولله، فالحق كل ما فرض على العبد من جانب الله تعالى وكل ما أوجبه الله على نفسه.
والحكمة الالهية العلم بحقائق الأشياء وأحوال الموجودات الخارجية
والحكمة تنطق في قلوب العارفين بلسان التصديق، والحكمة المجهولة هي
ما خفي من وجوه الحكمة في ايجاده حتى يفتح الله بالحق، وليس بعد النبوة الا الحكمة
والحكمة من جنود الله يرسلها الى قلوب العارفين حتى تروح عنهم وهج الدنيا
والروح نسيم تتنسم به قلوب أهل الحقائق فتتروح من تعب ما حملت من
الرعاية بحسن العناية (فروح وريحان وجنة نعيم) الآية.
ولله تعالى أولياء اصطفاهم من بين الخلق انقطعت همتهم عن المتعلقات وفتح عليهم
بابا من المعاني وكشف لهم معاني القرآن برحمة منه فاذا كان العبد مجموعا على الله تعالى
بدا له من المعاني على قدر قربه وحضوره وحبه وله مشرب وفهم من بشارات الله العظيمة
وهنا تتراءى الحكمة بالعلم والحق، ولا شيء أرق للقلوب أشد استجلابا للحزن
من تلاوة القرآن وتدبره وهذه حكمة رب العالمين الذي يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل) الآية، والقرآن الكريم سماه الله تعالى القرآن الحكيم بتنزل حقائقه وعروج العبد الى التحقق من معانيه العلية شيئا فشيئا على مقتضى الحكمة الالهية التي يترتب عليها علم الله المطلق
فيتحقق العبد برحمة من الله وما ينكشف له من ذلك شيئا بعد شيء وهذا الحكم لا ينقطع
ولا ينقضي بل لا يزال العبد في ترق ولا يزال الحق في تجل اذ لا سبيل الى استيفاء ما لا يتناهى
لأن الحق في نفسه لا يتناهى قال تعالى (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) الآية
فالقرآن العظيم هنا عبارة عن الجملة الذاتية، لا باعتبار النزول ولا باعتبار المكانة بل مطلق الأحدية الذاتية الجامعة لجميع المراتب والصفات الكمالية ولذا قرن القرآن بلفظ العظيم وصفا لهذه العظمة، أما قوله تعالى (انه لقرآن كريم) الآية، أنه يدل على مكارم الأخلاق من رب كريم على رسول كريم على لسان ملك كريم لا يجد طعمه وبركته الا من آمن به، وقوله تعالى (بل هو قرآن مجيد) الآية، يعني أنه شريف يدعو الى الخير وفيه المأثور من المكارم واسم المجيد من أسماء الله الحسنى، أي الوافر المجد
أما التأويل وهو ما يهمنا من هذا القول أنه يعتمد على الاجتهاد ويتوصل اليه معرفة مفردات الألفاظ
ومدلولاتها واستنباط معانيها ويقابله التفسير ويخص الآيات المحكمات لتفصيل مجملها وشرح
غامضها ونقل صحيح السنة النبوية المطهرة، والله يفتح لعبده من علوم القرآن ظاهره وباطنه والاستنباط على قدر التقوى والفتح والتمكين لعبده بالحق.(132/486)
فوائد مختصرة من كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح 2
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 02:47 ص]ـ
فوائد من الآداب الشرعية (2)
فصل في المكر والخديعة والسخرية والاستهزاء
أورد الإمام رحمه الله تعالى قوله تعالى (يا أيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالإلقاب)
قال ابن الجوزي (لا يسخر قوم من قوم): أي لا يسخر غني من فقير ولا مستور عليه ذنبه بمن لم يستر عليه ولا ذو حسب بلئيم حسب
قال ابن عباس ولا تلمزوا أنفسكم: أي يطعن بعضكم على بعض
والمراد بأنفسكم أي إخوانكم والمعنى كما قال ابن الجوزي لا تعيبوا إخوانكم من المسلمين لأنهم كأنفسكم
ولا تنابزوا بالالقاب: أي لا تداعوا بالالقاب
قال تعالى (ويل لكل همزة لمزة)
قال بعض المفسرين: الهمز بالفعل واللمز باللسان
ثم ذكر رحمه الله تعالى الحالات التي يجوز فيها الكذب
قال ابن حمدان (أحد ائمة الحنابلة) ويحرم الكذب لغير إصلاح وحرب وزوجة ويحرم المدح والذم بالباطل
فيفهم من هذا أن الكذب يجوز في ثلاث حالات:-
1) إصلاح ذات البين
2) الحرب
3) على الزوجة اي في مدحها
قال ابن الجوزي: وضابطه أن كل مقصود محمود لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب فهو مباح إن كان ذلك المقصود مباحا وإن كان واجبا فهو واجب وهو مراد الأصحاب (يعني الحنابلة) ومرادهم هنا لغير حاجة وضرورة , (يقصد في الكلام الذي سبق) فإنه يجب الكذب إذا كان فيه عصمة مسلم من القتل وقد قيل أنه يحرم ولكن يجب إرتكاب أدنى المفسدتين (الكذب مفسدته أقل من قتل المسلم)
ولو أمكن المعاريض (وهو ما يسميه البعض (التورية) حَرُم (اي الكذب لمصلحة) لعدم الحاجة إليه
فخلاصة ما ذكر أن الخلاف وقع فيما إذا كان الكذب جائزا في تلك الحالات كما ذكر ابن الجوزي رحمه الله أو كان محرما كما يرى بعض الفقهاء ولكنه يرتكب لدفع أعلى المفسدتين كقتل المسلم وإيذائه فإنهما أعلى من الكذب والقاعدة تقول إذا ازدحمت المفاسد ارتكب ادناها
ولو احتاج إلى اليمين في انجاء معصوم من هلكة وجب عليه أن يحلف قال ابن قدامة في المغني: لأن إنجاء المعصوم واجب وقد تعين في اليمين فيجب.
لأن الذي لا يتم الواجب إلا به فهو واجب كمن يسأل عن مسلم ويعلم أن السائل يريد ضره فيحلف أنه لا يعلم مكانه
ثم ذكر حالة يجوز فيها الكذب فقال رحمه الله: وقال بعض أصحابنا المتأخرين (اي فقهاء الحنابلة) إنه يجوز كذب الإنسان إذا لم يتضمن ضرر على الغير إذا كان يتوصل بالكذب إلى حقه أي عنده حق لا يستطيع أخذه إلا بالكذب بشرط أن لا يؤدي هذا الكذب إلى الإضرار بغيره واستدل بقصة الحجاج بن جلاط عندما كذب على المشركين حتى أخذ ماله وهذه قصته كما أوردها ابن إسحاق رحمه الله
قال ابن إسحاق: ولما فتحت خيبر كلم رسول الله الحجاج بن علاط السلمي، ثم البهزي فقال: يا رسول الله إن لي بمكة مالا عند صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة - وكانت عنده، له منها معوض بن الحجاج - ومالا متفرقا في تجار أهل مكة، فائذن لي يا رسول الله.
فأذن له، فقال: إنه لا بد لي يا رسول الله أن أقول.
قال: «قل».
قال الحجاج: فخرجت حتى إذا قدمت مكة، وجدت بثنية البيضاء رجالا من قريش يستمعون الأخبار، ويسألون عن أمر رسول الله، وقد بلغهم أنه قد سار إلى خيبر، وقد عرفوا أنها قرية الحجاز ريفا ومنعة ورجالا، وهم يتجسسون الأخبار من الركبان.
فلما رأوني قالوا: الحجاج بن علاط - قال ولم يكونوا علموا بإسلامي - عنده والله الخبر.
أخبرنا يا أبا محمد فإنه قد بلغنا أن القاطع قد سار إلى خيبر، وهي بلد يهود وريف الحجاز؟
قال: قلت: قد بلغني ذلك وعندي من الخبر ما يسركم.
قال: فالتبطوا بجنبي ناقتي يقولون: إيه يا حجاج؟
قال: قلت: هُزم هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط.
وقد قتل أصحابه قتلا لم يسمعوا بمثله قط، وأسر محمد أسرا وقالوا: لا نقتله حتى نبعث به إلى مكة فيقتلوه بين أظهرهم بمن كان أصاب من رجالهم.
قال: فقاموا وصاحوا بمكة وقالوا: قد جاءكم الخبر، وهذا محمد إنما تنتظرون أن يُقدم به عليكم فيُقتل بين أظهركم.
قال: قلت: أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي، فإني أريد أن أقدم خيبر، فأصيب من فل محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى ما هنالك.
قال: فقاموا فجمعوا لي ما كان لي كأحث جمع سمعت به.
قال: وجئت صاحبتي فقلت: مالي، وكان عندها مال موضوع، فلعلي ألحق بخيبر فأصيب من فرص البيع قبل أن يسبقني التجار.
قال: فلما سمع العباس بن عبد المطلب الخبر وما جاءه عني، أقبل حتى وقف إلى جنبي وأنا في خيمة من خيم التجار، فقال: يا حجاج ما هذا الذي جئت به؟
قال: قلت: وهل عندك حفظ لما وضعت عندك؟
قال: نعم!
قال: قلت: فاستأخر حتى ألقاك على خلاء، فإني في جمع مالي كما ترى فانصرف حتى أفرغ.
قال: حتى إذا فرغت من جمع كل شيء كان لي بمكة وأجمعت الخروج لقيت العباس، فقلت: احفظ علي حديثي يا أبا الفضل فإني أخشى الطلب ثلاثا، ثم قل: ما شئت.
قال: أفعل.
قلت: فإني والله تركت ابن أخيك عروسا على بنت ملكهم - يعني: صفية بنت حيي - وقد افتتح خيبر وانتثل ما فيها وصارت له ولأصحابه.
قال: ما تقول يا حجاج؟
قال: قلت: أي والله فاكتم عني ولقد أسلمت، وما جئت إلا لآخذ مالي فرقا عليه من أن أغلب عليه، فإذا مضت ثلاث فأظهر أمرك فهو والله على ما تحب.
قال: حتى إذا كان اليوم الثالث لبس العباس حلة له، وتخلق وأخذ عصاه ثم خرج حتى أتى الكعبة فطاف بها، فلما رأوه قالوا: يا أبا الفضل هذا والله التجلد لحر المصيبة!
قال: كلا والله الذي حلفتم به، لقد افتتح محمد خيبر، ونزل عروسا على بنت ملكهم، وأحرز أموالهم وما فيها وأصبحت له ولأصحابه.
قالوا: من جاءك بهذا الخبر؟
قال: الذي جاءكم بما جاءكم به، ولقد دخل عليكم مسلما وأخذ أمواله فانطلق ليلحق بمحمد وأصحابه فيكون معه.
فقالوا: يا لعباد الله انفلت عدو الله، أما والله لو علمنا لكان لنا وله شأن.
قال: ولم ينشبوا أن جاءهم الخبر بذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/487)
ـ[السوادي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 08:07 ص]ـ
جزاك الله خير(132/488)
شخصٌ يذنب ويتوب ويرجع
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[12 - 10 - 10, 07:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي سؤال يا اهل الملتقى بارك الله فيكم
شخصٌ يذنب ويتوب ويعاهد الله على ألا يعود لهذا الذنب مرة أخرى ثم يذنب و يتوب ويعاهد الله ألا يعود وهكذا مرات ومرات
ثم عاهد الله أن يصوم ثلاثة أيام إن عاد لهذا الذنب مرة أخرى وبالفعل بدأ في تنفيذ هذا العهد لأنه عاد للذنب
فهل هذا فيه شيء غير موافق للشرع؟
ـ[أبوعزام المصرى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 08:55 ص]ـ
هذه توبة صحيحة إن شاء الله
وعليه كثرة الذكر ومراقبة أحوال القلب ففيها العون فى البعد عن المعاصى
وليحذر حديث النفس الذى يدور حول شهوات الذنب فهذا يوهن العزم ويضعفه
ويجعله أقرب للوقوع فيه لأن حديث النفس بالمعصية ولذتها يغرى بالوقوع فيه
والله أعلم
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:41 ص]ـ
طب وبالنسبة للصيام أخي الكريم؟
ـ[أبوعزام المصرى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:57 ص]ـ
طب وبالنسبة للصيام أخي الكريم؟
هو عبادة يتوسل بها إلى الله ليرفع عنه الوقوع فى الذنب
أو هو نذر يلزمه الوفاء به
وفى كلا الحالين سيكون سبيلا بإذن الله للتخلص من الذنب والعودة إليه
وليحذر التعلق بما يدعو لتعلق النفس بالذنب
والله أعلم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 10:24 ص]ـ
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يحكي عن ربه عز و جل
(قال أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك)
أخرجه مسلم في صحيحه
قوله (اعمل ما شئت فقد غفرتُ لك) معناه ما دمت تذنب ثم تتوب غفرت لك
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[12 - 10 - 10, 04:49 م]ـ
جزاكم الله خيراً(132/489)
من روائع شيخ الإسلام: أصناف الناس في السياسة الشرعية
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:05 م]ـ
قال، رحمه الله، في كتابه السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية:
"ولكن افترق الناس هنا ثلاث فرق:
فريق غلب عليهم حب العلو فى الأرض والفساد، فلم ينظروا فى عاقبة المعاد، ورأوا أن السلطان لا يقوم إلا بعطاء، وقد لا يتأتى العطاء إلا باستخراج أموال من غير حلها، فصاروا نهابين وهابين. وهؤلاء يقولون: لا يمكن أن يتولى على الناس إلا من يأكل ويطعم، فإنه اذا تولى العفيف الذى لا يأكل ولا يطعم سخط عليه الرؤساء وعزلوه، إن لم يضروه فى نفسه وماله. وهؤلاء نظروا فى عاجل دنياهم، وأهملوا الآجل من دنياهم وآخرتهم، فعاقبتهم عاقبة رديئة فى الدنيا والآخرة، إن لم يحصل لهم ما يصلح عاقبتهم من توبة ونحوها.
وفريق عندهم خوف من اللّه تعالى، ودين يمنعهم عما يعتقدونه قبيحاً من ظلم الخلق، وفعل المحارم. فهذا حسن واجب؛ ولكن قد يعتقدون مع ذلك أن السياسة لا تتم إلا بما يفعله أولئك من الحرام، فيمتنعون عنها مطلقا، وربما لأن فى نفوسهم جبن أو بخل أو ضيق خلق، ينضم إلى ما معهم من الدين، فيقعون أحياناً فى ترك واجب، يكون تركه أضر عليهم من بعض المحرمات، أو يقعون فى النهى عن واجب، يكون النهى عنه من الصد عن سبيل اللّه. وقد يكونون متأولين. وربما اعتقدوا أن إنكار ذلك واجب ولا يتم إلا بالقتال، فيقاتلون المسلمين كما فعلت الخوارج، وهؤلاء لا تصلح بهم الدنيا ولا الدين الكامل، لكن قد يصلح بهم كثير من أنواع الدين وبعض أمور الدنيا. وقد يعفى عنهم فيما اجتهدوا فيه فأخطؤوا، ويغفر لهم قصورهم. وقد يكونون من الأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. وهذه طريقة من لا يأخذ لنفسه، ولا يعطى غيره، ولا يرى أنه يتألف الناس من الكفار والفجار، لا بمال ولا بنفع، ويرى أن إعطاء المؤلفة قلوبهم من نوع الجور والعطاء المحرم.
الفريق الثالث: الأمة الوسط، وهم أهل دين محمد صلى الله عليه وسلم، وخلفاؤه على عامة الناس وخاصتهم إلى يوم القيامة، وهو إنفاق المال والمنافع للناس، وإن كانوا رؤساء، بحسب الحاجة، إلى صلاح الأحوال، ولإقامة الدين، والدنيا التى يحتاج إليها الدين، وعفته فى نفسه، فلا يأخذ ما لا يستحقه. فيجمعون بين التقوى والإحسان {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل: 128].
ولا تتم السياسة الدينية إلا بهذا، ولا يصلح الدين والدنيا إلا بهذه الطريقة.
وهذا هو الذى يطعم الناس ما يحتاجون إلى طعامه، ولا يأكل هو إلا الحلال الطيب، ثم هذا يكفيه من الإنفاق أقل مما يحتاج إليه الأول، فإن الذى يأخذ لنفسه، تطمع فيه النفوس، ما لا تطمع فى العفيف، ويصلح به الناس فى دينهم ما لا يصلحون بالثانى، فإن العفة مع القدرة تقوي حرمة الدين، وفى الصحيحين عن أبى سفيان بن حرب: أن هرقل ملك الروم سأله عن النبى صلى الله عليه وسلم: بماذا يأمركم؟ قال: يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. وفى الأثر: أن اللّه أوحى إلى إبراهيم الخليل، عليه السلام: يا إبراهيم، أتدرى لم اتخذتك خليلا؟ لأنى رأيت العطاء أحب إليك من الأخذ ".
انتهى كلامه عليه الرحمة والرضوان.
ـ[عبد الله عبد الفتاح الشامي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 01:51 م]ـ
قال الشيخ عبد الله الموصلي -حفظه الله- -معلقًا على كلامه في تزاحم المصالح والمفاسد-: ما شاء الله. لما لما انفطم على غذاء الوحي صغيرًا، وشب على العمل به ولم ينزع إلى غيره في علمه وعمله ودعوته؛ مع عمق وسعة اطلاعه على جميع أجناس مع يحتج به الناس، أُلهم من المدارك ما يُرى كأن الحق يجري على لسانه وبنانه، ويجد صاحب العلم والحكمة في نفسه ضرورة لقبول كلامه؛ لا يمكنه دفعها، وعلمنا بصبره لدينه علماً وعملاً وجهادًا دائبًا، ويقينه -نحسبه- بعواقب ما دل الشرع عليه في أمر الدنيا والدين؛ يجعلنا لا نتعجب من ظهور ذلك جليًا منه، ويطلب أحدنا ما في أقواله وترجيحاته من يجد فيه سكينه ورفع تردد في المسائل والأزمات مما تختلف فيه أنظار أهل العلم في نصوص الوحي، فياله من عالم رباني ومُرَبٍّ عالمي (انتهى.
وهذا الرابط:
http://almousely.com/home/node/130(132/490)
كيف نواجه الفتن والأزمات؟؟
ـ[أبو عبد المولى الجلاد]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نواجه الفتن والأزمات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:
فهذه وقفات تتضمن توجيه أفراد المجتمع بالدور الذي يمكن أن يقوموا به عند حدوث الفتن والأزمات – لاسمح الله – سواء المواقف الشرعية أو المواقف التنفيذية.
الوقفة الأولى
ماذا تفعل في وقت الفتن
أولاً: الحرص على العبادة: روى مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " العبادة في الهرج – أي في الفتنة – كهجرة إليّ ".
ثانياً: الإلحاح على الله بالدعاء: قال صلى الله عليه وسلم: " تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن " رواه مسلم، وأن يحفظ الإنسان الأذكار المتعلقة بالفتن وينشرها كما في حديث: كان إذا خاف قوماً قال: " اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم " [رواه أبو داود وصححه الألباني]، وما جاء في المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الكرب: " لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ".
ثالثاً: حسن التأمل للواقع والوعي بالحال، والبعد عن العاطفة الزائدة التي تؤدي إلى الغفلة والسذاجة.
رابعاً: الصبر وعدم الاستعجال يقول الله تعالى: ((فاصبر إن وعد الله حقٌ واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار)) قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله: (فأمره بالصبر وأخبره أن وعد الله حق وأمره أن يستغفر لذنبه ولا تقع فتنة إلا من ترك ما أمر الله به، فإنه سبحانه أمر بالحق، وأمر بالصبر، فالفتنة إما من ترك الحق وإما من ترك الصبر فالمظلوم المحق الذي لايقصرفي علمه يؤمر بالصبر، فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور).
خامساً: الحلم والأناة: لأن ذلك يجعل المسلم يبصر حقائق الأمور بحكمة، ويقف على خفاياها وأبعادها وعواقبها، كما قال عمرو بن العاص في وصف الروم: (إنهم لأحلم الناس عند فتنة).
سادساً: الرجوع إلى أهل العلم العاملين الصادقين، والدعاة المخلصين لمعرفة المواقف الشرعية.
سابعاً: عدم تطبيق ما ورد في الفتن - من نصوص – على الواقع المعاصر ..
لأن منهج أهل السنة والجماعة إبّان حلول الفتن هو عدم تنزيلها على واقع حاضر .. وإنما يتبين ويظهر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أنبأ وحدث به أمته من حدوث الفتن عقب حدوثها واندثارها، مع تنبيه الناس من الفتن عامة، ومن تطبيقها على الواقع الحالي خاصة.
ثامناً: بذل السبب لخلاص الأمة ورفعتها .. بدلاً من الاشتغال بفضول الكلام.
تاسعاً: الحذر من السير في ركاب المنكر (لأن الكبار رضوا به): روى مسلم في صحيحه عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف فقد برئ ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ما صلوا " .. قال النووي: (قوله: "من عرف فقد برئ " معناه: من عرف المنكر ولم يشتبه عليه قد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده أو لسانه، فإن عجز فليكرهه بقلبه .. وقوله: " ولكن من رضي وتابع " ولكن العقوبة والإثم على من رضي وتابع).
عاشراً: الوحدة والإتلاف وترك التنازع والاختلاف لقوله تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)).
الحادي عشر: أهمية التأصيل العلمي القائم على منهج شرعي، وهذا لابد منه وقت الفتن لأن كثيرين يخوضون بغير علم فيؤدي خوضهم إلى أنواع من البلاء والتفرق والتصرفات الطائشة .. وليحرص المسلم أن يتعلم المسائل العقدية المهمة والتي يخشى من الوقوع فيها بالخطأ مثل مسائل الولاء والبراء ونواقض الإسلام ونحوها من المسائل.
الثاني عشر: الحذر من الشائعات والروايات الواهية ونقل الأخبار المكذوبة: يقول ابن عمر – كما رواه ابن حبان – " لم يكن يُقصّ في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولاعمر ولا عثمان إنما كان القصص زمن الفتنة "، ومما يعين على ذلك لزوم الرفقة الصالحة الناضجة سلوكياً وفكرياً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/491)
الثالث عشر: عدم الاعتماد على الرؤى في وقت الفتن لأنها في الغالب تكون أحاديث نفس.
الوقفة الثانية
كيف ندفع الأزمة عنّا
أولاً: تحقيق الإيمان في القلوب .. وترجمته في الواقع العملي .. والله تعالى خرق سننه الكونية من أجل عباده المؤمنين الصادقين .. فهو سبحانه فلق البحر لموسى .. وأوقف الشمس ليوشع .. وصدق الله تعالى: ((إن الله يدافع عن الذين آمنوا)).
ثانياً: التوبة والرجوع إلى الله تعالى، قال بعض السلف: (لما فقد قوم يونس نبيهم وظنوا أن العذاب قد دنا منهم قذف الله في قلوبهم التوبة ولبسوا المسوح وألهوا بين كل بهيمة وولدها ثم عجوا إلى الله أربعين ليلة .. فلما عرف الله الصدق من قلوبهم .. والتوبة والندامة على ما مضى منهم .. كشف الله عنهم العذاب .. يقول الله تعالى ((فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين)) ولذا قال بعض السلف: ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة).
ثالثاً: كثرة الاستغفار لقوله تعالى: ((وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)).
رابعاً: كثرة الأعمال الصالحة، كما قالت خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتقرئ الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق ".
خامساً: التواصي على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لقول الله تعالى: ((وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون)) ولم يقل صالحون .. ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده " صحيح الجامع 1970.
سادساً: الإكثار من الصدقة، لقوله صلى الله عليه وسلم: " أكثروا من الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا " رواه ابن ماجه، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفيء غضب الرب .. " رواه الطبراني – صحيح الجامع 3797، وقال ابن أبي الجعد: (إن الصدقة لتدفع سبعين باباً من السوء).
سابعاً: اجتناب الظلم، وهو التعدي على الناس في دمائهم أو أموالهم أو أعرضهم بغير حق .. يقول الله تعالى: ((وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً)).
الوقفة الثالثة
توجيهات شرعية
أولاً: أن تعلم أن هذه الأزمة إنما أصبنا بها من قبل ذنوبنا وتفريطنا في جنب الله تعالى، كما قال تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)) ومن تلك الذنوب التي نمارسها أكل الربا، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، وترك الجهاد في سبيل الله تعالى وغيرها.
ثانياً: الاعتماد على الله تعالى والتوكل عليه، قال سبحانه ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه)) مع فعل الأسباب الشرعية.
ثالثاً: أن نثق بنصر الله وأن المستقبل للإسلام، وأن هذا التحدي الذي تواجهه أمة الإسلام إنما هو نوع أذى ذكره الله تعالى بقوله: ((لن يضروكم إلا أذى)) وإلا فإن العاقبة للمتقين، ولكن علينا أن نحقق قول الله تعالى: ((إن تنصروا الله ينصركم)).
رابعاً: تذكر فضل بذل الخير في سبيل الله، وتفريج الكربات، وإطعام الطعام، والتعاون على البر والتقوى.
خامساً: استحضر حرمة الاحتكار واستغلال حاجة الناس وخطورة هذا المسلك.
سادساً: اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
سابعاً: كن متفائلاً وبشر الناس بالخير، لأن النبي صلى الله عليه وسلم من هديه في وقت الأزمات أن يكون متفائلاً كما حصل منه عندما حاصره أهل الأحزاب، فقد بشر أصحابه بأنهم سيحوزون على كنوز كسرى وقيصر وقصور صنعاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/492)
ثامناً: الحذر من الهزيمة النفسية والمعنوية، ومن محاولة عرض أحكام الشريعة عرضاً اعتذارياً منهزماً ومكافحة البعض للتنازل والمداهنة باسم المصلحة أو الضرورة أو الحالة الراهنة، وأن ندرك أن النصر الحقيقي هو في الثبات على الدين خاصة في أوقات الفتن والمحن، والحذر من الوقوع فريسة للحرب الإعلامية والنفسية الضخمة التي تدور رحاها هذه الأيام.
الوقفة الرابعة
خطوات عملية للأستعداد للأزمة
أولاً: على نطاق الأسرة:
1. البعد عن حياة الترف والتعود على حياة الخشونة ولو لفترات زمنية محددة، لقول عمر رضي الله عنه: (اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم).
2. البعد عن الإسراف والتبذير، لقول الله تعالى: ((ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)).
3. الاستغناء عن الخدم والسائقين، خاصة إذا كانوا كفاراً لأنهم يشكلون خطراً على البلد.
4. تجهيز البيت بخزان ماء إضافي لا يستخدم إلا عند الحاجة، أو حفر بئر في حديقة المنزل أو الاستراحة، كما يمكن اقتناء أجهزة إعادة تدوير المياه وترشيد الاستهلاك.
5. وضع كمية مناسبة من المواد الغذائية، خاصة التمر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " بيت لا تمر فيه جياع أهله " ولا تنسى حليب الأطفال لمن لديهم أطفال صغار.
6. تجهيز المنزل بعدد كافي من الشموع، وعدد مناسب من البطاريات والمصابيح اليدوية وجهاز راديو صغير.
7. الحصول على جهاز إرسال واستقبال لاسلكي يعمل بالبطاريات، والهواتف الفضائية قد تكون الأفضل لمواجهة انقطاع شبكة الاتصالات.
8. وضع مكان آمن في المنزل وحدده للجميع مع مراعاة قربه للنساء والكبار.
9. وضع حقيبة إسعافات أولية، وطفاية حريق، وأقنعة واقية، ولا تنسى توفير بعض الأدوية التي يحتاجها أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر ونحوه.
10. وضع دليل للاتصال السريع بالجهات الرسمية كالهلال الأحمر والدفاع المدني .. والشخصيات التي ربما تحتاج إليها عند الضرورة.
11. الاهتمام برفع اللياقة البدنية وتطوير المهارات المختلفة – كالدفاع عن النفس – لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ".
12. تأمين السلاح الشخصي للحاجة، وتعلم الرماية عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً ".
13. تدريب المنزل على طاعة الأمير لأهميتها وقت الفتن، كما يجدر تعليم الأبناء على الحراسة الليلية ويمكن إجراء ذلك بإقامة مخيم للأهل والأقارب في البرية.
14. تعلم التعامل مع الصحراء، وكيفية الحصول على الموارد الأساسية للحياة، وإحداثيات الآبار، وطرق التعامل مع الأجهزة المهمة في الصحراء، وكيفية التصرف في أماكن الكثبان والسبخات، والتعرف على بعض نباتات الصحراء المهمة، والتعرف على أنواع الدواب وهوام الأرض.
15. المبادرة إلى الاستفادة من الدورات المختلفة التي تتيحها الأجهزة الرسمية سواء في الدفاع المدني أو الإسعافات الأولية.
ثانياً: على نطاق الحي والمجتمع:
أ - التجمع حول طلبة العلم وأئمة الجوامع والمساجد والتعاون معهم والصدور عن رأيهم.
ب - تكوين فرق عمل لخدمة الحي، ففرقة لحماية الحي، وأخرى للتموين، وثالثة للإسعافات الأولية، ورابعة لتوفير الماء .. وهكذا.
ت - عمل كشوفات بأسماء من لديهم حرف يدوية وقدرات خاصة من الأهالي وتصنيفها، ومن ثم الاستفادة منها.
ث - مهام هذه اللجان يكون كالتالي:
1) لم شمل المسلمين قدر الاستطاعة، وبث روح التكافل والتعاون.
2) الإطلاع على خطة الطوارئ للدولة والمشاركة في تنفيذها.
3) التنسيق مع الجهات المعنية الرسمية كالصحة والأمن والدفاع المدني والهيئة .. ، وكذا مع المؤسسات الخيرية والإغاثية في توفير الخدمات الضرورية عند الحاجة، وكذا الاتصال بذوي الفضل واليسار وحثهم على الإنفاق، وكذلك الاتصال بأصحاب الخبرات والخدمات للاستفادة منهم عند الحاجة.
4) توفير الأدوية الأساسية الخاصة بالأزمات – يستفاد من قائمة منظمة الصحة العالمية -.
5) وضع دليل للاتصال السريع بالجهات الرسمية، يشمل: هواتف الجهات الأمنية والصحية والدفاع المدني والهيئات وبعض الشخصيات المهمة في الحي، كما يحتوي على تحديد المواقع الرسمية التي يحتاجها الناس في الأزمة.
6) إقامة دورات لعامة الناس في الإسعافات الأولية، الأمن والسلامة ووسائلها، كيفية الاستعداد للأزمات ومواجهة النوازل.
7) القيام بواجب التهدئة للمجتمع، وتثبيت الناس في محنتهم ونشر التفاؤل بينهم، وربطهم بالله، ومحاربة الشائعات، والتركيز على امتصاص الأثر النفسي للأزمات والحروب لدى أفراد المجتمع، وخصوصاً بعض الفئات مثل الصغار والنساء.
8) حصر الآبار ومراكز توزيع الماء في الحي، وضبط وحماية مصادر الماء من الفوضى والتلويث.
9) تأمين وحماية الطرق للتموين الغذائي والتنقل، توظيف شباب الحي أو غيرهم في حفظ الأمن.
10) رفع درجة الوعي للحفاظ على الموارد كالمياه والمحافظة على البيئة عند تعطل الخدمة والاستغناء عن الكماليات.
11) وضع خطط عملية للتخلص من النفايات البيئية.
12) رعاية الأسر التي فقدت عائلها.
13) المشاركة في دعم مخيمات اللاجئين التي قد تعد من قبل الجهات الرسمية إغاثياً وأمنياً ودعوياً.
14) مخاطبة أصحاب الشقق المفروشة أو قصور الأفراح لاحتساب الأجر في إيواء الناس مجاناً أو بأسعار رمزية.
www.hesba.org (http://www.hesba.org/)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/493)
ـ[أبو عبد المولى الجلاد]ــــــــ[14 - 10 - 10, 01:26 ص]ـ
يٌرفع لعموم النّفع.(132/494)
مامعنى حديث/مد رجله اليمنى ووضع يده عليها وأثبت اليسرى ثم قام
ـ[محمدالخالدي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 02:17 م]ـ
عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خطوتان إحداهما أحب الخطا إلى الله والأخرى أبغض الخطا إلى الله فأما التي يحبها الله عز وجل فرجل نظر إلى خلل في الصف فسده وأما التي يبغضها الله فإذا أراد الرجل أن يقوم مد رجله اليمنى ووضع يده عليها وأثبت اليسرى ثم قام
رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
إخوتي من يتكرم بشرح توصيفي لمد الرجل اليمنى ووضع اليد عليها وإثبات اليسرى.؟؟
ـ[محمدالخالدي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 07:57 م]ـ
لطلب الفائدة ممن يعلمها(132/495)
استفسار آمل من الفرضيين أن يجيبوا عليه حول الأخوة لأم
ـ[أبو الهيجاء العاصمي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة والله زبركاته:
من المعلوم أن الأخ لأم إذا انفرد فله السدس فرضا وإذا كانوا أكثر فهم شركاء في الثلث
وأنه يستوي ذكرهم وأنثاهم إالا على رواية شاذة عن ابن عباس رضي الله عنه ...
*والسؤال ماقصد ابن حزم رحمه الله عندما قال في كتابه مراتب الإجماع:
(واتفقوا أن الأخ الشقيق إذا انفرد هو أو الأخ للأم أحاط بالمال)
وكذالك قول ابن المنذر رحمه الله (وأجمعوا أن للأخ من الأب والأم جميع المال إذا لم يكن معه من له سهم معلوم)
هل حكاية الإجماع صحيحة؟؟؟
آمل ممن لديه علم أن يفتيني في هذا وله جزيل الشكر والتقدير
ـ[عبد الله عبد الفتاح الشامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 12:27 ص]ـ
هذا نص ابن حزم: (واتفقوا أن الاخ الشقيق اذا انفرد هو أو الاخ للام أحاط بالمال فاذا كانت معه أخت مساوية له فالمال بينهما للذكر مثل حظ الانثيين وهكذا ان كثروا وانما هذا ما لم يكن هنالك أب أو جد أو ابن ذكر أو أنثى وان سفلوا) انتهى من (مراتب الإجماع) (ص183). وأقره ابن تيمية على ذكر الإجماع فلم يتعقبه في (نقده) له.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:07 ص]ـ
لست على شرطك لكن لا أظن أن المسألة تحتاج إلى فرضيين ... بل هي مذاكرة بين الإخوة لعل الله يلقي فيما يكتبون البركة ..
- إذا انفرد أحد العصبة ورث المال كله .. والأخ الشقيق منهم .. ولا أدري إن كنت وفقك الله يعرف من خالف في هذا! وهذا ليس فيه إشكال وإن نقل فيه الإجماع لا أظنه ببعيد فيما أعلم وفوق كل ذي علمٍ عليم
- أما بالنسبة لسؤالك عن الإخ لأم وأظن هذا موضع الإشكال لديك وفقك الله وهو نقل الاتفاق في هذه المسألة مع أن ورث الأخ لأم بالفرض وهو السدس عند إنفراده وما يبقى إن لم يكن غيره يدخل في باب الرد وباب الرد فيه خلاف فلعل هذا الموضع مما خالف فيه ابن حزم رحمه الله شرطه في مراتب الإجماع والله أعلم
ـ[أبو الهيجاء العاصمي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:19 ص]ـ
عبدالله الشامي وأبي الحسن الأثري
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا(132/496)
مقال جديد ((لا اعتزاز إلا بالإسلام)) للشيخ صالح الفوزان
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:53 م]ـ
لا اعتزاز إلا بالإسلام
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن أمة أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. فلا اعتزاز إلا بالإسلام ولا انتماء إلا إلى الإسلام. قال أبو بكرة رضي الله عنه:
أبي الإسلام لا أب لي سواه * * * إذا افتخروا بقيس أو تميم
فالانتماء والاعتزاز بغير الإسلام من أمور الجاهلية. لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم من يقول: يا للأنصار ومن يقول: يا للمهاجرين قال صلى الله عليه وسلم: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم". وقال: "دعوها فإنها منتنه".
فالاعتزاز بالقبيلة أو بالقومية أو بالعروبة أو بالإنسانية اعتزاز وانتماء بأمور الجاهلية ولما ظهر قبل فترة قريبة من يدعوا إلى القومية العربية أنكر عليه العلماء أشد الإنكار ورد عليهم الشيخ عبدالعزيز بن باز برد مطول قوي سماه: نقد القومية العربية. وهو مطبوع ومتداول.
وذلك لأن الإسلام دين الرحمة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ودين البشرية: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) والإنسانية بدون دين الإسلام لا تغني شيئا فقبل الإسلام كانت الإنسانية في وحشية وخصام وقتال ونهب وسلب وتناحر: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) فكل رحمة وكل إحسان إلى الناس فذلك في دين الإسلام: (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) حتى البهائم عند ذبحها ومن يستحون القتل من بني آدم أمر الإسلام بالإحسان إليهم عن الذبح والقتل قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"، وغفر الله لبغي سقت كلباً وعذب امرأة حبست هرة حتى ماتت.
إن الإنسانية وحدها بدون الإسلام لا تغني شيئا ولا تجلب خيرا ولا تدفع ضرا وما سفكت الدماء ولا استبيحت الأعراض ولا استحلت الأموال إلا من بني الإنسانية ولا حفظت هذه الحرمات إلا بالإسلام وإننا نسمع في هذا الوقت من يعتز بالإنسانية وينسب إليها كل إحسان ومعروف ناسياً أو متناسياً أو قاصداً جحود فضل الإسلام. والله سبحانه قال: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً) ولم يقل: وما كان لإنسان إن يقتل إنساناً وما خالف الإسلام فهو من أمور الجاهلية التي أمرنا بتركها والاعتزاز بديننا والانتماء إليه وإظهار فضله والدعوة إليه.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح والإصلاح للإسلام والمسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
صالح الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
ـ[محمد لمين الجزائر]ــــــــ[12 - 10 - 10, 05:03 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبدالله بن عمر العتيبي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 05:25 م]ـ
بارك الله في القائل والناقل
ـ[السليماني]ــــــــ[12 - 10 - 10, 06:04 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[محمد بن أحمد السني]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:05 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم على نقلك الطيب
ورفع الله قدر الشيخ الفوزان وجعله غصة في حلوق التغريبيين والليبراليين
ـ[نصر الدين الرصاص]ــــــــ[13 - 10 - 10, 03:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 02:17 م]ـ
حفظه الله العلامة الفوزان، وبارك الله فيك أخي الحبيب.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[17 - 10 - 10, 09:12 ص]ـ
التعليم ومناهجه في المملكة العربية السعودية
الحمد لله، علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم. والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي قال له ربه ممتنا عليه: {وعلمك ما لم تكن تعلم} [النساء: 113]. وعلى آله وأصحابه خير من تعلم وعلم. وبعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/497)
فإن أول مُعلِّم في الإسلام هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول طلبة علم هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين صاروا من بعده معلمي العالم، كما قال صلى الله عليه وسلم "وإن العلماء هم ورثة الأنبياء"؛ فكانوا يعلمون الناس أمور دينهم عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاقاً متدرجين معهم في التعليم شيئاً فشيئاً عملاً بقول الله تعالى {ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون} [آل عمران: 79]، ومن بعدهم التابعون لهم بإحسان ومن تبعهم ممن جاء بعدهم ساروا على هذا المنهج الرباني القرآني، كل جيل يتحمل العلم ويحمله من يأتي بعده، كما روي عنه صلى الله عليه وسلم: "يحمل هذا العلم من كل خلق عدوله"، ففتحوا البلاد بالجهاد، وفتحوا القلوب بالتعليم حتى نشروا ذلك في المشارق والمغارب مما لم يُعرف نظيره في أمة من الأمم قبلهم. وكان هذا العلم الغزير تحمله اللغة العربية التي نزل القرآن بها، فتعلمها الناس عرباً وعجماً؛ فصارت هي اللغة العالمية، وتخصص بها وبعلومها ألوف من العجم بحُكْم أنها لغة القرآن ولغة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن فَهْم هذا الدين إلا بفهمها وفَهْم مشتقاتها؛ فتفجرت من الكتاب والسنة بحور العلم، وامتلأت مكتبات العالم من كتب الإسلام مما لم يعرف في ديانة من الديانات، وذلك معجزة لهذا الرسول ورحمة للعالم كما قال تعالى: {ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء: 107]، وكان مهمة هذا الخير ومنبع هذا النور من بلاد الحرمين مكة والمدينة وما جاورهما من بلاد الجزيرة العربية التي هي مهد الرسالة ومهبط الوحي وجزيرة الإسلام التي قال فيها النبي: "لا يبقى فيها دينان"، ومنها انطلقت جحافل المجاهدين وقوافل الدعاة والمعلمين، وكانت هذه المملكة العربية السعودية هي الوارثة لهذا الخير والقائمة عليه، تتجه لها القلوب والأبدان، وتقصدها الوفود الغزيرة كل عام، آمين البيت الحرام ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً، وتتسابق إلى جامعاتها أفواج الدارسين من كل صقع في العالم، يتفقهون في الدين، ويحملونه إلى من خلفهم عملاً بقوله تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} [التوبة: 122].
إنَّ كل دولة تضع مناهج التدريس فيها حسب النظام الذي تسير عليه في سياستها، ولما كان النظام لدينا وفق تعاليم الإسلام، ولا يمكن تعلم الإسلام ولا تعليمه إلا بتعلم لغته التي هي اللغة العربية، فلا يبقى مسلم أعجمياً، فترجمة علوم الإسلام إلى اللغات الأجنبية عجزٌ من العرب وتعجيز للغتهم التي اختارها الله لحمل هذه الرسالة إلى العالم، وتمويتٌ لها.
ولما كانت الجزيرة العربية عموماً والبلاد السعودية خصوصاً بصفتها مهبط الرسالة وبلاد الحرمين الشريفين هي قلب العالم الإسلامي ومهوى أفئدة المسلمين فإن جامعاتها ومناهجها يجب أن تكون هي التي تصدر الإسلام وعلومه إلى العالم؛ ومن ثم لما مكّن الله للملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - في هذه البلاد المباركة قام بفتح المدارس والمعاهد التي هي نواة الجامعات، ووكّل إلى العلماء وضع مناهجها المتضمنة علوم القرآن والسُّنة والفقه واللغة العربية وعلومها، وواصل أبناؤه من بعده دعم هذه المؤسسات العلمية لتؤتي ثمارها لا للمملكة فحسب وإنما للعالم الإسلامي كله.
فالتعليم مربوط بالعلماء من حيث وضع خططه ومناهجه ومتابعته وتنميته، ومتى انفك التعليم عن العلماء ضاع وتغير وحل محله الجهل وفساد العقائد، وهذا ما يريده الأعداء حينما دسوا على الإسلام فرقتَيْ الخوارج والمعتزلة اللتين اعتزل أصحابهما العلماء ووضعوا لأنفسهم مناهج خاصة نتج منها الضلال والانحلال، وتعددت الفرق الضالة التي ما زال المسلمون يعانون منها ويحاربون أفكارها. وإننا نسمع في هذا الوقت أصواتاً تنعق بالمطالبة بتغيير المناهج التعليمية ونزعها من أيدي العلماء وجعلها بيد الجهلة المسمين بالتربويين حتى تصبح المناهج الإسلامية اسماً بلا مسمى، وحتى يكون الإسلام إسلاماً علمانياً لا إسلاماً مُحمدياً، ومنهجاً لا يفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال، ولا يفرق بين المسلم والكافر والمؤمن والمنافق والبَرّ والفاجر على ما جاء به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/498)
الإسلام الذي جاء لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وترك الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، وأظهره الله على الدين كله.
يُراد له أن يكون كغيره من الأديان المحرفة والمنحرفة. إنه بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لا دين إلا الدين الذي جاء به {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} [آل عمران: 85]. ولا يُعرف هذا الدين على الوجه الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إلا إذا درست أحكامه وتعاليمه ضمن المناهج الدراسية في مختلف المراحل، ولن يقوم بهذا إلا العلماء تعليماً وإشرافاً ومتابعة، وإذا كانوا يقولون إن الناس بحاجة إلى الدراسات العصرية وعلوم التقنية الحديثة فنقول هذا لا يتعارض مع ذاك، بل هو يحث عليه، لكن بعد العناية بتدريس علوم الإسلام بأن يتعلم المسلم قبل ذلك ما يستقيم به دينه، فهناك قدر مشترك من العلوم الدينية لا بد أن يعرفه كل مسلم، وما زاد عليه من علوم الشريعة فهو تخصصي يقوم به من عنده أهلية لتلقيه؛ لأن الأمة بحاجة إليه فيكون تعلمه فرض كفاية، كما قال تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} [التوبة: 122].
والنوع الأول تعلمه فرض عَيْن على كل مسلم، وهذا ما تسير عليه مناهجنا الدراسية منذ أن تأسست المدارس باختلاف مراحلها. والتعليم عندنا شامل - ولله الحمد - لكل ما يحتاج إليه المجتمع المسلم مما يجب على الفرد، وبخاصة نفسه، وما يجب على المجتمع تعلمه وتعليمه، وما تدعو الحاجة إلى تعلمه من علوم التقنية، فلا يُعتنى بجانب ويُترك الجانب الآخر حتى تقوم على ذلك مصالح العباد في المعاش والمعاد، ولا نكون كمن قال الله تعالى فيهم: {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} [الروم: 7]، فنقبل على العلوم الدنيوية ونترك العلوم الأخروية، وكما في الأثر: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً".
ولذلك كان من أعظم اهتمامات المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الاهتمام بجانب التعليم؛ حيث أولاه عناية خاصة، وأسنده إلى علماء البلاد، وسار على نهجه أبناؤه، ولن تبقى هذه الدولة إلا ببقاء الأساس الذي قامت عليه، وهو الاهتمام بالتعليم بجميع تخصصاته، وأن يتولاه أهله من علماء البلاد فيقوموا بوضع مناهجه الدراسية واختيار المدرسين الأكفاء واختيار الكتب المناسبة مما أُلِّف قديماً أو ما يؤلف حديثاً. ولا أعرف وجهاً للضجة الصحفية حينما ظهر اسم بعض أهل العلم على غلاف بعض المقررات الفقهية إلا أن تكون هذه الضجة ناشئة عن فكرة نزع التعليم من أهل العلم وإسناده إلى غيرهم، وهذه فكرة يأباها ولاة الأمور ويأباها المسلمون؛ لأنها فكرة نشاز ليست في صالح المسلمين. والدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله أن يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ويصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، ويصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=15533
ـ[شاهين]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[السليماني]ــــــــ[17 - 10 - 10, 05:33 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:56 ص]ـ
ولا أعرف وجهاً للضجة الصحفية حينما ظهر اسم بعض أهل العلم على غلاف بعض المقررات الفقهية إلا أن تكون هذه الضجة ناشئة عن فكرة نزع التعليم من أهل العلم وإسناده إلى غيرهم، وهذه فكرة يأباها ولاة الأمور ويأباها المسلمون
أي: الشيخ الفاضل: يوسف الأحمد سدده الله وحفظه، وإنما ضجوا؛ لأنهم يريدون الإفساد في البلد، والشيخ واقفٌ لهم في الطريق، فهو كما سماه بعض الصحفيين: (كبير المحتسبين).
وفق الله شيخنا العلامة صالح ابن فوزان لكل خير.
ـ[سراج الأفغاني]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:45 ص]ـ
رفع الله قدر الشيخ صالح الفوازن, الجاهد المجاهد, كثر الله في الأمة من أمثاله. ا
اللهم آمين.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[22 - 10 - 10, 10:37 ص]ـ
لا اعتزاز إلا بالإسلام
فالاعتزاز بالقبيلة أو بالقومية أو بالعروبة أو بالإنسانية اعتزاز وانتماء بأمور الجاهلية
ولا تنسوا: الوطنية!
اللهم احفظ العلامة الفوزان سدا منيعا في وجه العلمانيين والديمقراطيين والوطنيين.
ـ[سعد يحياوي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 12:59 م]ـ
صح لا اعتزاز الا بالاسلام
الحمد لله على نعمة الاسلام(132/499)
قصص في المناظرات (للمشاركة)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:52 م]ـ
السلا م عليكم و رحمة الله و بركاته , أما بعد فهذه قصص تنفع طالب العلم في مناظراته
فمن كانت عنده قصة فليتفضل بكتابتها بشرط ذكر المصدر.
القصة 1
قال ابن الجوزي:قال حدثني أبو الحسن علي بن نظيف المتكلم قال:
كان يحضر معنا ببغداد شيخ الامامية يعرف بأبي بكر بن الفلاس فحدثنا أنه دخل على بعض من كان يعرفه بالتشيع ثم صار يقول بمذهب التناسخ قال: فوجدته بين يديه سنور أسود وهو يمسحها ويحك بين عينيها ورأيتها وعينها تدمع كما جرت عادة السنانير بذلك وهو يبكي بكاءا شديدا فقلت له لم تبك فقال ويحك أما ترى هذه السنور تبكي كلما مسحتها ,هذه أمي لا شك وإنما تبكي من رؤيتها إلي حسرة ,قال وأخذ يخاطبها خطاب من عنده أنها تفهم منه ,وجعلت السنور تصيح قليلا قليلا فقلت له فهي تفهم عنك ما تخاطبها به فقال نعم فقلت أتفهم أنت صياحها قال لا ,قلت فأنت المنسوخ وهي الإنسان
القصة2
روينا عن السفاح أنه خطب يوما فقام رجل من آل علي رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين أعدني على من ظلمني قال ومن ظلمك قال أنا من أولاد علي رضي الله عنه والذي ظلمني أبو بكر رضي الله عنه حين أخذ فدك (أرض) من فاطمة قال ودام على ظلمكم, قال نعم ,قال ومن قام بعده قال عمر رضي الله عنه قال ودام على ظلمكم قال نعم ومن قام بعده قال عثمان رضي الله عنه قال ودام على ظلمكم قال نعم قال ومن قام بعده ,فجعل يلتفت كذا وكذا ينظر مكانا يهرب إليه
ذكر القصتين ابن الجوزي في تلبيس ابليس
القصة 3
قال رجل لأحد السلف ما تقول في الماء , قال حلال , قال فالثمر , قال حلال , قال فالنبيذ ماء و ثمر , فكيف تحرمه
فقال له لو ضربتك بكوم من تراب أكنت أقتلك, قال لا, فإن ضربتك بكف من تبن أكنت أقتلك, قال لا , قال فإن ضربتك بكف من ماء أكنت أقتلك, قال لا, فإن أخذت الماء و التبن و التراب فجعلته صلبا و تركته يجف وضربتك به أكنت أقتلك
,قال نعم , قال كذلك النبيذ
ذكرها الألباني في تحريم آلات الطلب
القصة 4
وذكر محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمذاني حضر مجلس الأستاذ أبي المعالي الجويني المعروف بإمام الحرمين، وهو يتكلم في نفي صفة العلو، ويقول: كان الله ولا عرش وهو الآن على ما كان! فقال الشيخ أبو جعفر: أخبرنا يا أستاذ عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا؟ فإنه ما قال عارف قط: يا الله، إلا وجد في قلبه ضرورة تطلب العلو، لا يلتفت يمنة ولا يسرة، فكيف ندفعهذه الضرورة عن أنفسنا؟ قال: فلطم أبو المعالي على رأسه ونزل، وأظنه قال: وبكى! وقال: حيرني الهمذاني حيرني! أراد الشيخ: أن هذا أمر فطر الله عليه عباده، من غير أن يتلقوه من المرسلين، يجدون في قلوبهم طلبا ضروريا يتوجه إلى الله ويطلبه في العلو.
شرح الطحاوية
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[12 - 10 - 10, 10:51 م]ـ
ما شاء الله كلام طيب جداً
بارك الله فيكم
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 11:45 م]ـ
جزاك الله خيرا ننتظر المزيد.
ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[12 - 10 - 10, 11:52 م]ـ
أقرأوا هذا الحوار مع نصراني على الفيس بوك ينتهي باسلامه على هذا الرابط:
http://www.albshara.com/showthread.php?t=15370
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 12:28 ص]ـ
قال ابن الجوزي في الأذكياء:
قال يموت بن المزرع قال لنا الجاحظ ما غلبني أحد قط إلا رجل وامرأة فأما الرجل فإني كنت مجتازاً في بعض الطرق فإذا أنا برجل قصير بطين كبير الهامة طويل اللحية منزر بمئزر وبيده مشط يسقي به شقه ويمشطها به فقلت في نفسي رجل قصير بطين الحي فاستزريته فقلت أيها الشيخ قد قلت فيك شعراً فترك المشط من يده وقال: قل، فقلت:
كأنك صعوة في أصل حش ... أصاب الحش طش بعد رش
فقال لي اسمع جواب ما قلت فقلت هات فقال:
كأنك كندر في ذنب كبش ... يدلدل هكذا والكبش يمشي
وأما المرأة فكنت مجتازاً ببعض الطرقات فإذا أنا بامرأتين وكنت راكباً على حمارة فضرطت الحمارة فقالت إحداهما للأخرى وي حمارة الشيخ تضرط فغاظني قولها فاحندت ثم قلت لها إنه ما حملتني أنثى قط إلا وضرطت فضربت بيدها على كتف الأخرى وقالت كانت أم هذا منه تسعة أشهر على جهد جهيد.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 02:34 ص]ـ
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس:
كان رجل رزق ولدا أحول فلا يزال يرى القمر بصورة قمرين حتى إنه لم يشك أن في السماء قمرين, فقال له أبوه القمر واحد وإنما السوء في عينيك غض عينك الحولاء وأنظر, فلما فعل قال أرى قمرا واحدا لأني عصبت إحدى عيني ,فقال له أبوه إن كان ذلك كما ذكرت فغض الصحيحة, ففعل فرأى قمرين فعلم صحة ما قال أبوه
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 10:16 ص]ـ
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس
أنبأنا نا محمد بن ناصر نا الحسن بن أحمد بن البنا ثنا ابن دودان نا أبو عبد الله المرزناني ثني أبو عبد الله الحكيمي ثني يموت بن المزرع ثني محمد بن عيسى النظام قال مات ابن لصالح بن عبد القدوس فمضى إليه أبو الهذيل ومعه النظام وهو غلام حدث كالمتوجع له فرآه منحرفا فقال له أبو الهذيل لا أعرف لجزعك وجها إذا كان الناس عندك كالزرع.
فقال له صالح يا أبا الهذيل إنما أجزع عليه لأنه لم يقرأ كتاب الشكوك.
فقال له أبو الهذيل وما كتاب الشكوك
قال هو كتاب وضعته من قرأه يشك فيما قد كان حتى يتوهم أنه لم يكن وفيما لم يكن حتى يظن أنه قد كان.
فقال له النظام فشك أنت في موت ابنك واعمل على أنه لم يمت وإن كان قد مات فشك أيضا في أنه قد قرأ الكتاب وإن كان لم يقرأه.
القصة2
وحكى أبو القاسم البلخي أن رجلا من السوفسطائية كان يختلف إلى بعض المتكلمين فأتاه مرة فناظره, فأمر المتكلم بأخذ دابته ,فلما خرج لم يرها فرجع فقال سرقت دابتي
فقال ويحك لعلك لم تأت راكبا
قال بلى.
قال فكر.
قال هذا أمر أتيقنه.
فجعل يقول له تذكر.
فقال ويحك ويحك ما هذا موضع تذكر أنا لا أشك أنني جئت راكبا
قال فكيف تدعي أنه لا حقيقة لشيء وإن حال اليقظان كحال النائم
فوجم السوفسطائي ورجع عن مذهبه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/500)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 12:49 م]ـ
. . لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحسن الحلل ونزل. {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} [الأعراف: 32] قالوا: فما جاء بك؟ قلت: أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وختنه، وأوّل من آمن به، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه؟ قالوا: ننقم عليه ثلاثاً. قلت ما هن؟ قالوا: أولهن أنه حكم الرجال في دين الله وقد قال الله تعالى {إن الحكم إلا لله} [الأنعام: 57] قلت: وماذا؟ قالوا: وقاتل ولم يسب ولم يغنم، لئن كانوا كفاراً لقد حلت له أموالهم، ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم. قلت: وماذا؟ قالوا: ومحا اسمه من أمير المؤمنين فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين.
قلت: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم، وحدثتكم من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما لا تشكون أترجعون؟ قالوا: نعم. قلت: أما قولكم أنه حكم الرجال في دين الله، فإن الله تعالى يقول {يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم} [المائدة: 95] إلى قوله {يحكم به ذوا عدل منكم} [المائدة: 95] وقال في المرأة وزوجها {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها} أنشدكم الله أفحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب فيها ربع درهم؟ قالوا اللهم في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم. قال: أخرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم. وأما قولكم أنه قاتل ولم يسب ولم يغنم، أتسبون أمكم أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها فقد كفرتم، وإن زعمتم أنها ليست بأمكم فقد كفرتم وخرجتم من الإسلام، إن الله تعالى يقول {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب: 6] وأنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيتهما شئتم، أخرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم. وأما قولكم محا اسمه من أمير المؤمنين، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشاً يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتاباً فقال: اكتب. هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال: والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب يا علي محمد بن عبد الله ورسول الله كان أفضل من علي، أخرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم. فرجع منهم عشرون ألفاً وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا(133/1)
ترجمة ابن التركماني
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:59 م]ـ
ابن التركماني أورده الزيلعي في نصب الراية
ووجدت ترجمه للتركماني: "هو علي بن عثمان بن إبراهيم المارديني، أبو الحسن، علاء الدين، الشهير بابن التركماني. من أهل مصر. قاض حنفي. كان إمام عصره، عالما محققا مدققا فقيها بارعا أصوليا. أفتى ودرس وصنف. تولى قضاء الحنفية بالديار المصرية.
من تصانيفه: " الكفاية في مختصر الهداية "؛ و " مقدمة في أصول الفقه " و " تخريج أحاديث الهداية "
[الفوائد البهية ص 123؛ والنجوم الزاهرة 10/ 246؛ والأعلام للزركلي 5/ 125]
فهل هو(133/2)
فائدة: معنى الحولقة, و الفذلكة و الكذلكة.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 12:14 ص]ـ
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه تصحيح الدعاء
سوف يمر في هذا الكتاب جملة من الكلمات المختصرة التي يعبر بها عن جمل مطولة وهي على نوعين كلمات منحوتة بضم بعض حروف من كلمات الجملة إلى بعض, ثم التعبير بها اختصارا مثل: البسملة لقولهم بسم الله الرحمان الرحيم , و مثل الحوقلة و يقال الحولقة, و البرقلة لكلام لا يتبعه فعل , مأخوذ من البرق الذي لا يتبعه مطر, و الحيعلة , و الهيللة, و الحسبلة و الحمدلة ............... و منها الفنقلة لقولهم: فإن قال قلت له, و يقال المقاولة كما في (تاريخ ابن كثير) و الفذلكة و الكذلكة.
النوع الثاني: كلمات مختصرة من قبيل المصادر مثل: التسبيح , و التقديس, و التحميد, و التنزيل, و التهليل و منه الإستعاذة, وهكذا من باب المصادر المصنوعة: من باب الفعللة مثل: الهيللة, أو التفعيل , مثل التهليل و غيرهما. و الله أعلم
تصحيح الدعاء/ بكر أبوزيد/ ص 273/ الحاشية 1/ طبعةالعاصمة
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[13 - 10 - 10, 02:07 ص]ـ
بارك الله فيكم
لكن كلمة (فذلكة) نحتت من ماذا؟
هذه الكلمة تستخدم عند أهل مصر ولا أعلم هل لها المعنى نفسه أو لا!
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 02:28 ص]ـ
أتصحك بالرجوع للرابط:
http://http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-89209.html
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(133/3)
هل يحصل على الأجر من صلى قيام الليل بدون وضوء ناسيا؟
ـ[أحمد السلفي العربي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 12:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني فيه أخ صلى قيام الليل ولمافرغ تبين له انه صلى طيلة هذه المدة بدون وضوء فهو يسأل إخواننا من طلبة العلم في هذا المنتدى الطيب هل يحصل له الأجر؟ وإذا كان نعم هل يكون هذا الأجر في درجة لو انه صلاها بوضوء؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[سيد النجدي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:20 ص]ـ
روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لاََ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:40 ص]ـ
روى الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لاََ يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ.
هذا قبول صحة وإجزاء وليس قبول أجر (ذكرها البسام في شرحه لعمدة الأحكام وكذا ابن دقيق العيد)
وللأخ السائل لا تخشى أن ينقص لك عند الكريم سبحانه وتعالى أجر بل وفوق ذلك والله أعلم بمن أتقى وإن كان صلاتك التي صليت صلاة فريضة وجب عليك الإعادة لأنها باقية في ذمتك أما الأجر من عدمه!!
فأمّل بالكريم سبحانه ما هو أهله غفر لنا ولك ورزقنا العفو و العافية الدائمة في الدنيا والآخرة
ـ[أحمد السلفي العربي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 10:07 ص]ـ
أكرمكما المولى أخويا الكريمين
ربي يحفظكما ويجزيكما خيرا
ـ[سيد النجدي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 01:31 م]ـ
هذا قبول صحة وإجزاء وليس قبول أجر (ذكرها البسام في شرحه لعمدة الأحكام وكذا ابن دقيق العيد)
وللأخ السائل لا تخشى أن ينقص لك عند الكريم سبحانه وتعالى أجر بل وفوق ذلك والله أعلم بمن أتقى وإن كان صلاتك التي صليت صلاة فريضة وجب عليك الإعادة لأنها باقية في ذمتك أما الأجر من عدمه!!
فأمّل بالكريم سبحانه ما هو أهله غفر لنا ولك ورزقنا العفو و العافية الدائمة في الدنيا والآخرة
أي نعم وهو قصدي .. ولم أنتبه أن الأخ يسأل عن الأجر فقط .. وهذا في علمه سبحانه.(133/4)
ما الأفضل السجود من قيام أم قعود لسجود التلاوة
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 03:12 ص]ـ
223 - 223 - 139 - مَسْأَلَةٌ: فِي الرَّجُلِ إذَا كَانَ يَتْلُو الْكِتَابَ الْعَزِيزَ بَيْنَ جَمَاعَةٍ، فَقَرَأَ سَجْدَةً، فَقَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ وَسَجَدَ فَهَلْ قِيَامُهُ أَفْضَلُ مِنْ سُجُودِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ؟ أَمْ لَا؟ وَهَلْ فِعْلُهُ ذَلِكَ رِيَاءٌ وَنِفَاقٌ؟
الْجَوَابُ: بَلْ سُجُودُ التِّلَاوَةِ قَائِمًا أَفْضَلُ مِنْهُ قَاعِدًا، كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ مَنْ ذَكَرَهُ مِنْ الْعُلَمَاءِ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِمَا، وَكَمَا نُقِلَ عَنْ عَائِشَةَ، بَلْ وَكَذَلِكَ سُجُودُ الشُّكْرِ، كَمَا رَوَى أَبُو دَاوُد فِي سُنَنِهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سُجُودِهِ لِلشُّكْرِ قَائِمًا، وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي الِاعْتِبَارِ، فَإِنَّ صَلَاةَ الْقَائِمِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْقَاعِدِ.
وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ أَحْيَانًا يُصَلِّي قَاعِدًا فَإِذَا قَرُبَ مِنْ الرُّكُوعِ فَإِنَّهُ يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ وَهُوَ قَائِمٌ، وَأَحْيَانًا يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَهَذَا قَدْ يَكُونُ لِلْعُذْرِ، أَوْ لِلْجَوَازِ، وَلَكِنْ تَحَرِّيهِ مَعَ قُعُودِهِ أَنْ يَقُومَ لِيَرْكَعَ وَيَسْجُدَ وَهُوَ قَائِمٌ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ أَفْضَلُ.
إذْ هُوَ أَكْمَلُ وَأَعْظَمُ خُشُوعًا لِمَا فِيهِ مِنْ هُبُوطِ رَأْسِهِ وَأَعْضَائِهِ السَّاجِدَةِ لِلَّهِ مِنْ الْقِيَامِ.
وَمَنْ كَانَ لَهُ وِرْدٌ مَشْرُوعٌ مِنْ صَلَاةِ الضُّحَى، أَوْ قِيَامِ لَيْلٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ يُصَلِّيهِ حَيْثُ كَانَ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَدَعَ وِرْدَهُ الْمَشْرُوعَ لِأَجْلِ كَوْنِهِ بَيْنَ النَّاسِ، إذَا عَلِمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنَّهُ يَفْعَلُهُ سِرًّا لِلَّهِ مَعَ اجْتِهَادِهِ فِي سَلَامَتِهِ مِنْ الرِّيَاءِ، وَمُفْسِدَاتِ الْإِخْلَاصِ، وَلِهَذَا قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: تَرْكُ الْعَمَلِ لِأَجْلِ النَّاسِ رِيَاءٌ، وَالْعَمَلُ لِأَجْلِ النَّاسِ شِرْكٌ.
وَفِعْلُهُ فِي مَكَانِهِ الَّذِي تَكُونُ فِيهِ مَعِيشَتُهُ الَّتِي يَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى عِبَادَةِ اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَفْعَلَهُ حَيْثُ تَتَعَطَّلُ مَعِيشَتُهُ، وَيَشْتَغِلُ قَلْبُهُ بِسَبَبِ ذَلِكَ .................. فتاوى شيخ الإسلام
المرجو من عنده زيادة علم أن يفيدنا(133/5)
من فاته الوتر من الليل، هل يقضيه من النهار؟
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[13 - 10 - 10, 07:25 ص]ـ
السلام عليكم
من فاته الوتر من الليل، هل يقضيه من النهار؟
ومتى يكون وقت القضاء؟
وشكر الله لكم.
ـ[أبو سليمان الهاشمي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 08:14 ص]ـ
نعم يقضيه في النهار فيما بين شروق الشمس الى قبل الظهر، ولكن يقضيه شفعا لا وترا، أي يزيد ركعة على وتره المعتاد في الليل، وقد وردت بذلك أحاديث والله اعلم
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 03:37 م]ـ
(هذه بقية الأحاديث التي نقلها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في: باب فضل صلاة الليل، وتدل على أمور، الأمر الأول أن الإنسان إذا فاته قيام الليل فإنه يقضيه من النهار، ولكنه لا يوتر، لأن الوتر تختم به صلاة الليل وقد انتهت كما دل على ذلك حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا غلبه وجع أو غيره، يعني كالنوم فلم يصل في الليل، صلى في النهار ثنتي عشرة ركعة، لأنه عليه الصلاة والسلام، كان يواظب في أكثر أحيانه على إحدى عشرة ركعة، فكان يقضي ما هو الأكمل والأكثر، يقضي ثنتي عشرة ركعة، وعلى هذا فإذا كان من عادة الإنسان أنه يوتر بثلاث، ولم يقم، فإنه يقضي بالنهار أربعا، ولا يقضي ثلاثا، وإذا كان من عادته أن يوتر بخمس يقضي ستا وهلم جرا، ولكن متي يقضي؟ يقضيه فيما بين طلوع الشمس وارتفاعها إلى زوال الشمس، كما يدل على ذلك حديث عمر رضي الله عنه فيمن فاته ورده أو حزبه في الليل، أو شيء منه، أنه يقضيه في النهار بالضحى، فيقضي ذلك في الضحى، فإن نسي ولم يتذكر إلا بعد الظهر قضاه بعد الظهر، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها.
ومما دلت عليه هذه الأحاديث أن الإنسان إذا غلبه النوم وجاءه النعاس وهو يصلي فلا يصلي، وذلك لأنه ربما يذهب يستغفر لنفسه فيسب نفسه لأنه ينعس، وأيضا ربما يستعجم القرآن على لسانه، فيتكلم بالكلمة من القرآن على غير وجهها فيحرف القرآن، فأنت إذا كان من عادتك أن تصلي بالليل وجاءك النوم، فلا تجهد نفسك، نم حتى يزول عنك النعاس ثم استأنف القيام، فإن طلع الفجر فاقض الوتر في الضحى ولكن شفعا.
ومما تدل عليه هذه الأحاديث أنه ينبغي للإنسان إذا كان له أهل وقام من الليل أن يوقظ أهله، لكن حسن نشاط الأهل، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فإذا لم يبق إلا الوتر أيقظ عائشة فأوترت، يعني ليس من اللازم أن توقظ أهلك معك، قد يكون أهلك ليسوا مثلك في النشاط البدني أو في النشاط النفسي، فلا توقظهم معك، ليس بلازم إلا إذا رأيت أنهم يرغبون، ولكن لا تنسهم من آخر الليل، يقومون ولو للوتر، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يقوم الليل ويصوم النهار ويعبد ربه حق عبادته.) (شرح رياض الصالحين لابن عثيمين رحمه الله).
ـ[اثير]ــــــــ[13 - 10 - 10, 06:35 م]ـ
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها، وكان إذا شغله عن قيام الليل نوم أو وجع أو مرض صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة"
قال الشيخ ابن باز رحمه الله يصلي 12 ركعه قبل الزوال وبعده.
نقلا عن كتاب ((مسائل ابن باز))
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[13 - 10 - 10, 09:54 م]ـ
أثابكم الله جميعاً، ونفع بكم ..
كاد المفتي وفقه الله أن يشككني في ذلكم، فقد سمعته في برنامج "سؤال على الهاتف "
يقول: (الوتر لا يقضى)
..(133/6)
أرجو مساعدتي في توضيح بعض عناصر البحث
ـ[خالد الكناني]ــــــــ[13 - 10 - 10, 10:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد كلفت ببحث في السياسة الشرعية وعنوانه الولاية القضائية وقد أشكل علي بعض عناصر هذا البحث مثل معنى ولاية القضاء و أصل ولاية القضاء العموم والشمول وتخصيص القضاء وسنده فماذا يقصد منها وشكر الله لكم
ـ[خالد الكناني]ــــــــ[13 - 10 - 10, 07:16 م]ـ
لا يزال الطلب قائم بارك الله فيكم
ـ[خالد الكناني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:39 م]ـ
هل من مساعدة(133/7)
القول المسدد ** في حكم لبث الحائض والجنب في المسجد
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[13 - 10 - 10, 02:44 م]ـ
القول المسدد **
في حكم لبث الحائض والجنب في المسجد
تأليف أبي عبد الله محمد بن
محمد المصطفى الأنصاري
المدينة النبوية،
1425 هـ
gs
?
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموت والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) (1). قال الله تعالى
? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ? (سورة النساء: آية 1) وقال تعالى ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ? (سورة الأحزاب: آيتا 70 - 71).
أسأل الله عز وجل أن يفقهنا في دينه، وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه على كل شيء قدير.
وبعد فإن مسألة مكث الحائض، والجنب في المسجد من المسائل المهمة، ويكثر السؤال عنها، وهي من مشكلات المسائل، التي تمسك الجمهور فيها بالمنع مع ضعف الأدلة التي يستدل بها، لأن النصوص الواردة الصريحة ليست صحيحة، والصحيحة ليست صريحة، ولا شك أن التمسك بالأصل المعتضد بالبراءة الأصلية حتى يجد النص الصحيح الصريح هو الواجب على المسلم.
وقد اختلف العلماء فيها على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنهما ممنوعان من اللبث في المسجد:
وهو مذهب أبي حنيفة وأصحابه، وسفيان الثوري إلا أنهم منعوا لهما العبور ()، ومذهب الشافعي () والمشهور من مذهب مالك () وأحمد وجوزوا لهما العبور من غير مكث، وهو قول ابن مسعود وابن عباس، وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب والحسن البصري وعمرو بن دينار ().
القول الثاني: يجوز لهما اللبث في المسجد مطلقاً:
وهو قول زيد بن ثابت وزيد بن أسلم وابن المنذر والمزني وداوود الظاهري (). قال الشوكاني:وحكاه الخطابي عن مالك والشافعي وأحمد ().
القول الثالث: يجوز للجنب اللبث في المسجد إذا توضأ وهو قول إسحاق، ورواية عن أحمد بن حنبل، وقال بعض الحنابلة: أن الحائض مثل الجنب إذا توضأت جاز لها اللبث ().
استدل أصحاب القول الأول بما يأتي:
الدليل الأول:
قول الله سبحانه وتعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ ?
(النساء: من الآية43).
وجه الدلالة:
أن الله سبحانه وتعالى نهى عن إتيان مواضع الصلاة وهي المساجد إذا كان الشخص جنباً إلاَّ إذا كان عابر سبيل وهو المجتاز وإذا كان هذا في الجنب ففي الحائض أولى لأن حدثها آكد ().
الدليل الثاني:
وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: أمرنا تعني النبي ? أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور وأمر الحيض أن يعتزلن المصلى قالت حفصة فقلت الحيض فقالت أليس تشهد عرفة وكذا، وكذا " ().
وفي لفظ لمسلم وغيره: فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال" لتلبسها أختها من جلبابها" ().
وجه الدلالة: دل هذا الحديث على أن النساء يخرجن في العيدين إلى المصلى، وأن الحيض يعتزلن الصلاة ومصلى المسلمين ويشهدن الخير ودعوة المسلمين.
قال ابن رجب: الأظهر أن أمر الحيض باعتزال المصلى إنما هو حال الصلاة ليتسع للنساء الطاهرات مكان صلاتهن ثم يختلطن بهن في سماع الخطبة، وقد صرح أصحابنا بأن مصلى العيد ليس حكمه حكم المسجد ولا في يوم العيد حتى قالوا لو وصل إلى المصلى يوم العيد والإمام يخطب بعد الصلاة فإنه يجلس من غير صلاة لأنه لا تحية له " ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/8)
قال النووي: واختلف أصحابنا في هذا المنع فقال الجمهور: هو منع تنزيه لا تحريم وسببه الصيانة والاحتراز من مقارنة النساء للرجال من غير حاجة ولا صلاة وإنما لم يحرم لأنه ليس مسجداً وحكى أبو الفرج الدارمي من أصحابنا عن بعض أصحابنا أنه قال يحرم المكث في المصلى على الحائض كما يحرم مكثها في المسجد لأنه موضع للصلاة فأشبه المسجد والصواب الأول ().
قال الحافظ ابن حجر: وحمل الجمهور الأمر المذكور على الندب لأن المصلى ليس بمسجد فيمتنع الِحيضُ من دخوله، وأغرب الكرماني فقال: الاعتزال واجب والخروج والشهود مندوب مع كونه نقل عن النووي تصويب عدم وجوبه وقال بن المنير: الحكمة في اعتزالهن أن في وقوفهن وهن لا يصلين مع المصليات إظهار استهانة بالحال فاستحب لهن اجتناب ذلك ().
قال النووي: في الكلام على قوله ? إن حيضتك ليست في يدك معناه: أن النجاسة التي يصان المسجد عنها هي الدم فقط ().
الدليل الثالث:
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: جاء رسول الله ? ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد فقال: وجهوا هذه البيوت عن المسجد، ثم دخل النبي? ولم يصنع القوم شيئاً رجاءَ أن تنزل فيهم رخصة، فخرج إليهم بعد فقال: وجهوا هذه البيوت عن المسجد فإني لا أحلّ المسجد لحائض ولا جنب ().
الدليل الرابع:
عن أم سلمة رضي الله عنها قال: دخل رسول الله ? صرحة هذا المسجد فنادى بأعلى صوته: إن المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وأزواجه وعلي وفاطمة بنت محمد ? ألا هل بينت لكم الأسماء أن لا تضلوا ().
الدليل الخامس:
عن أبي سعيد الخدري ? قال: قال رسول الله ? لعلي: يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك، قال علي بن المنذر: قلت لضرار بن صرد: ما معنى هذا الحديث قال لا يحل لأحد يستطرقه جنباً غيري وغيرك قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وسمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث فاستغربه ().
وجه الدلالة:
دلت هذه الأحاديث على منع الجنب والحائض من دخول المسجد، قال الشوكاني: وهي تدل على عدم حل اللبث في المسجد للجنب والحائض ().
استدل أصحاب القول الثاني: بما يأتي:
الدليل الأول:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال لي رسول الله ?: ناوليني الخمرة من المسجد فقلت إني حائض فقال: إن حيضتك ليست في يدك ().
الدليل الثاني:
عن أبي هريرة ? أن النبي ? لقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب فانخنست منه فذهب فاغتسل ثم جاء فقال: أين كنت يا أبا هريرة قال:كنت جنباً فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة فقال:سبحان الله إن المسلم لا ينجس ().
الدليل الثالث:
عن أبي هريرة ? قال: بعث رسول الله ? خيلاً قِبَل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن آثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله ? فقال: ماذا عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي يا محمد خير إن تقتل، تقتل ذا دم وإن تنعم، تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله ? حتى كان بعد الغد فقال: ما عندك يا ثمامة؟ قال ما قلت لك إن تنعم، تنعم على شاكر وإن تقتل، تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله ? حتى كان من الغد فقال: ماذا عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي ما قلت لك إن تنعم، تنعم على شاكر، وإن تقتل، تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فقال رسول الله ? أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله ?، وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ فقال: لا ولكني أسلمت مع رسول الله ? ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله ? ().
الدليل الرابع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/9)
عن عائشة رضي الله عنها قالت اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه مستحاضة فكانت ترى الحمرة والصفرة فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي " ().
الدليل الخامس:
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن " ().
الدليل السادس:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " ().
الدليل السابع:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن " ().
الدليل الثامن:
عن جابر ? قال: كنا نمشي في المسجد جنباً لا نرى به بأساً ().
الدليل التاسع:
عن زيد بن أسلم قال كان أصحاب رسول الله ? يمشون في المسجد وهم جنب، وهذا إشارة إلى جميعهم فيكون إجماعاً ().
الدليل العاشر:
لأن المشرك يجوز له المكث في المسجد فالمسلم الجنب من باب أولى ().
وجه الدلالة:
دلت هذه الأحاديث على جواز دخول الحائض المسجد إذا أمنت التلويث، وأن المحظور من دخولها المسجد مخافة التلويث فقط، وأن المسلم لا ينجس بحال من الأحوال فلا يمنع من دخول المسجد إلا بدليل شرعي ثابت، وأن المشرك يجوز له المكث في المسجد، فالمسلم الجنب أو الحائض من باب أولى، وجواز مكث المستحاضه في المسجد وصحة اعتكافها وصلاتها وجواز حدثها في المسجد عند أمن التلويث ويلتحق بها دائم الحدث ومن به جرح يسيل بشرط عدم التلويث، وجواز دخول الجنب المسجد، والمشي فيه، وكان ذلك شبه إجماع من الصحابة " ().
قال الحافظ ابن حجر: وفي الحديث جواز مكث المستحاضه في المسجد وصحة اعتكافها وصلاتها وجواز حدثها في المسجد عند أمن التلويث ويلتحق بها دائم الحدث ومن به جرح يسيل " ().
قال الشوكاني: الحديث يدل على جواز مكث المستحاضة في المسجد وصحة اعتكافها وصلاتها وجواز حدثها في المسجد عند أمن التلويث ويلحق بها دائم الحدث ومن به جرح يسيل " ().
قال العيني: ومما يستنبط منه جواز اعتكاف المستحاضة وجواز صلاتها لأن حالها حال الطاهرات وأنها تضع الطست لئلا يصيب ثوبها أو المسجد وأن دم الاستحاضة رقيق ليس كدم الحيض ويلحق بالمستحاضة ما في معناها كمن به سلس البول والمذي والودي ومن به جرح يسيل، ومما يستنبط منه جواز الحدث في المسجد بشرط عدم التلويث " ().
قال ابن قدامة: فصل فأما الاستحاضة فلا تمنع الاعتكاف لأنها لا تمنع الصلاة ولا الطواف وقد قالت عائشة اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه مستحاضة فكانت ترى الحمرة والصفرة وربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي أخرجه البخاري، وإذا ثبت هذا فإنها تتحفظ وتتلجم لئلا تلوث المسجد فإن لم يمكن صيانته منها خرجت من المسجد لأنه عذر وخروج لحفظ المسجد من نجاستها فأشبه الخروج لقضاء حاجة الإنسان " ().
قال النووي: قوله ? إن حيضتك ليست في يدك معناه: أن النجاسة التي يصان المسجد عنها هي الدم فقط ().
قال ابن كثير في تفسيره: وفيه دلالة على جواز مرور الحائض في المسجد والنفساء في معناها ().
وقال ابن عبد البر: لا خلاف بين العلماء في طهارة عرق الجنب وعرق الحائض وفي قوله ? إن حيضتك ليست في يدك دلالة على أن كل عضو منها ليست فيه الحيضة فهو في الطهارة: بمعنى أنه يبقى على ما كان ذلك العضو عليه قبل الحيضة، ودل على أن الحيض لا حكم له في غير موضعه الذي أمرنا بالاجتناب له من أجله، وفيه دليل على طهارة الحائض وأنه ليس منها شيء نجس غير موضع الحيض ().
وقال أبو جعفر الطحاوي: دل هذا الحديث على أن كل عضو منها طاهر على ما كان عليه قبل الحيض وأن الحيض لا تأثير له إلا في موضعه فقط ().
قال الشوكاني: والحديث يدل على جواز دخول الحائض المسجد للحاجة ولكنه يتوقف على تعلق الجار والمجرور أعني قوله من المسجد بقوله ناوليني وقد قال بذلك طائفة من العلماء واستدلوا به على جواز دخول الحائض المسجد للحاجة تعرض لها إذا لم يكن على جسدها نجاسة وأنها لا تمنع من المسجد إلا مخافة ما يكون منها ().
استدل أصحاب القول الثالث:
بما روى عطاء بن يسار قال: رأيت رجالاً من أصحاب رسول الله ? يجلسون في المسجد وهم مجنبون إذا توضؤا وضوء الصلاة ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/10)
وجه الدلالة:
دل هذا الأثر على جواز دخول الجنب المسجد، وأن الجنابة تخفف بالوضوء فيخف بعض حدثه بالوضوء ().
المناقشة والترجيح:
بعد النظر في أدلة أصحاب هذه الأقوال تبين لي أنما استدل به أصحاب القول الأول لا ينتهض للإحتجاج: لأن الآية التي استدلوا بها وهي قوله تعالى ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ ? (النساء: من الآية43).
وقد اختلف السلف في المراد بها على قولين:
الأول: أن المعنى لا تقربوا الصلاة وأنتم جنب إلا أن تكونوا مسافرين غير واجدين للماء فتتيمموا وتصلوا، وهذا المعنى مروى عن علي وابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير، ومجاهد، والحكم، وقتادة، وابن زيد، ومقاتل، والفراء، والزجاج ().
والثاني: لا تقربوا مواضع الصلاة وهي المساجد وأنتم جنب إلا مجتازين ولا تقعدوا وهذا المعنى مروى عن ابن مسعود، وأنس بن مالك، وابن عباس رضي الله عنهم، والحسن وسعيد بن المسيب، وعكرمة وعطاء الخراساني، والزهري، وعمرو بن دينار، وأبي الضحى وأحمد والشافعي وابن قتيبة، فعلى القول الأول عابر السبيل المسافر وقربان الصلاة فعلها وعلى الثاني عابر السبيل المجتاز في المسجد وقربان الصلاة دخول المسجد الذي تفعل فيه الصلاة ().
قلت: سياق الآية يقوي ما ذهب إليه أصحاب القول الأول الذين قالوا: بأن المراد بها المسافرون الذين لم يجدوا الماء أنهم يتيممون ويصلون، ولا علاقة لها بمكان الصلاة، لأن الأرض لا تنجس بممر الجنب ولا الحائض، ولا المشرك.
قال الشافعي: ولا بأس أن يبيت المشرك في كل مسجد إلا المسجد الحرام فإن الله عز وجل يقول إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا فلا ينبغي لمشرك أن يدخل الحرم بحال قال: وإذا بات المشرك في المساجد غير المسجد الحرام فكذلك المسلم فإن ابن عمر يروي أنه كان يبيت في المسجد زمان رسول الله ? وهو أعزب، ومساكين الصفة قال: ولا تنجس الأرض بممر حائض ولا جنب ولا مشرك ولا ميتته لأنه ليس في الأحياء من الآدميين نجاسة وأكره للحائض تمر في المسجد وإن مرت به لم تنجسه ().
قال النووي: وأجاب أصحابنا عن احتجاجهم بحديث المسلم لا ينجس بأنه لا يلزم من عدم نجاسته جواز لبثه في المسجد، وأما القياس على المشرك فجوابه من وجهين أحدهما أن الشرع فرق بينهما فقام دليل تحريم مكث الجنب وثبت أن النبي ? حبس بعض المشركين في المسجد فإذا فرق الشرع لم يجز التسوية، والثاني أن الكافر لا يعتقد حرمة المسجد فلا يكلف بها بخلاف المسلم، وهذا كما أن الحربي لو أتلف على المسلم شيئاً لم يلزمه ضمانه لأنه لم يلتزم الضمان بخلاف المسلم والذمي إذا أتلفا ().
قلت: ولا شك أن المشرك نجس قذر، سواء قلنا إنه مكلف بالشرع أو غير مكلف، أو أنه لا يعتقد حرمة المسجد، وهل العلة في نهي الجنب والحائض عن اللبث في المسجد إن صح: اعتقاد حرمة المسجد، أم النجاسة؟.
لا شك أن قوله ? لعائشة (إن حيضتك ليست في يدك) يدل على أن المنهي عنه هو تلويث المسجد بالنجاسة العينية لا الحكمية، فالمشرك نجس بنص القرآن سواء قلنا نجاسة حسية أو معنوية، فإذا جاز له اللبث في المسجد كما هو نص حديث ثمامة بن آثال السابق حين ربطه النبي ? في سارية من سوار المسجد، فجوازه للمسلم الجنب، أو المرأة الحائض من باب أولى إن لم يمنعه نص من ذلك، لأن المسلم لا ينجس بحال من الأحوال كما ثبت ذلك عن النبي ? من حديث أبي هريرة ? السابق، وأما الأحاديث التي استدلوا بها فالصريح منها غير صحيح، والصحيح غير صريح، كحديث عائشة، وأم سلمة صريحين غير صحيحين، كما سبق ذلك في تخريجهما، وأما حديث أم عطية المتفق عليه غير صريح وفي لفظ لمسلم وغيره: " فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال" لتلبسها أختها من جلبابها" ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/11)
فرواية مسلم هذه التي تنص على اعتزال الصلاة تبين المراد من الرواية الأخرى، ولا شك أن الحائض ممنوعة من الصلاة بالإجماع فيكون ذلك إخباراً عن واقع معروف، ويمكن حمل رواية فيعتزلن المصلى هنا على رواية فيعتزلن الصلاة وبهذا يرتفع الإشكال، والمصلى ليس كالمسجد في الأحكام من تحية المسجد للداخل أو إقامة الحدود أو البيع والشراء وغيرها.
قال ابن رجب: الأظهر أن أمر الحيض باعتزال المصلى إنما هو حال الصلاة ليتسع للنساء الطاهرات مكان صلاتهن ثم يختلطن بهن في سماع الخطبة، وقد صرح أصحابنا بأن مصلى العيد ليس حكمه حكم المسجد ولا في يوم العيد حتى قالوا لو وصل إلى المصلى يوم العيد والإمام يخطب بعد الصلاة فإنه يجلس من غير صلاة لأنه لا تحية له " ().
قال ابن دقيق العيد: اعتزال الحيض للمصلي ليس لتحريم حضورهن فيه إذا لم يكن مسجدا بل إما مبالغة في التنزيه لمحل العبادة في وقتها على سبيل الاستحسان أو لكراهة جلوس من لا يصلي مع المصلين في محل واحد في حال إقامة الصلاة كَمَا جَاءَ " مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ النَّاسِ أَلَسْت بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ؟ " ().
قال ابن الملقن في شرحه لعمدة الأحكام: " أُمر الحيّض باعتزال مصلى المسلمين ليس للتحريم، بل إما مبالغة في التنزيه لمحل العبادة، أو لكراهة جلوس من لا يصلي مع المصلين في محل واحد في حال إقامة الصلاة، أو هو للاحتراز وصيانتهن من مقاربة الرجال من غير حاجة ولا صلاة" ().
قال الشوكاني: فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين والأمر بالخروج يقتضي الأمر بالصلاة لمن لا عذر لها بفحوى الخطاب والرجال بذلك أولى من النساء " ().
قال العيني: الأمر بالاعتزال إما لئلا يلزم الاختلاف بين الناس من صلاة بعضهم وترك الصلاة لبعضهم أو لئلا تنجس المواضع أو لئلا تؤذي جارتها إن حصل أذى منها ()
قال النووي: واختلف أصحابنا في هذا المنع فقال الجمهور: هو منع تنزيه لا تحريم وسببه الصيانة والاحتراز من مقارنة النساء للرجال من غير حاجة ولا صلاة وإنما لم يحرم لأنه ليس مسجداً وحكى أبو الفرج الدارمي من أصحابنا عن بعض أصحابنا أنه قال يحرم المكث في المصلى على الحائض كما يحرم مكثها في المسجد لأنه موضع للصلاة فأشبه المسجد والصواب الأول ().
قال الحافظ ابن حجر: وحمل الجمهور الأمر المذكور على الندب لأن المصلى ليس بمسجد فيمتنع الِحيضُ من دخوله، وأغرب الكرماني فقال: الاعتزال واجب والخروج والشهود مندوب مع كونه نقل عن النووي تصويب عدم وجوبه وقال بن المنير: الحكمة في اعتزالهن أن في وقوفهن وهن لا يصلين مع المصليات إظهار استهانة بالحال فاستحب لهن اجتناب ذلك ().
وقال النووي: في الكلام على قوله ? إن حيضتك ليست في يدك معناه: أن النجاسة التي يصان المسجد عنها هي الدم فقط ().
وأما ما استدل به أصحاب القول الثاني فهي أدلة صحيحة، والبراءة الأصلية قاضية بالجواز مطلقاً، إذ الأصل عدم منع المسلم من دخول المسجد إلا أن يترتب على دخوله مفسدة من تلويث المسجد أو آذية لمن كان بالمسجد كآكل الثوم أو البصل كما جاء بذلك النص أنه يجتنب المسجد.
وأما ما استدل به أصحاب القول الثالث فليس فيه شيء مرفوع إلى النبي ?، وكونهم كانوا يتوضئون تخفيفاً للجنابة هذا لا يدل على منع الجنب الذي لم يتوضأ من المسجد، بل يحمل ذلك على الاستحباب والفضيلة، مثل وضوء الجنب إذا أراد النوم، فعن عمر بن الخطاب ? أنه سأل النبي ? فقال: أيرقد أحدنا وهو جنب؟ قال: نعم، إذا توضأ أحدكم فليرقد وهو جنب ().
قال النووي: قوله ? إن حيضتك ليست في يدك معناه: أن النجاسة التي يصان المسجد عنها هي الدم فقط ().
وقد سبق كلام الشوكاني: على حديث ناوليني الخمر من المسجد أنه يدل على جواز دخول الحائض المسجد للحاجة ولكنه يتوقف على تعلق الجار والمجرور أعني قوله من المسجد بقوله ناوليني وقد قال بذلك طائفة من العلماء واستدلوا به على جواز دخول الحائض المسجد للحاجة تعرض لها إذا لم يكن على جسدها نجاسة وأنها لا تمنع من المسجد إلا مخافة ما يكون منها ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/12)
والحاصل أن الأصل الحل فلا تثبت الحرمة إلا بدليل يسلمه الخصم ولا دليل في المقام صحيح صريح، بل أدلة القائلين بالمنع صحيحها غير صريح وصريحها غير صحيح، والتمسك بالأصل المعتضد بالبراءة الأصلية هو وظيفة المنصف الذي لم يخبط بسوط هيبة الجمهور لاسيما وقد أيد هذا الأصل حديث عائشة المتقدم بلفظ: (إن حيضتك ليست في يدك) وحديث عمر السابق المتفق عليه بأن المسلم لا ينجس، وسبق كلام ابن كثير في تفسيره حيث قال: وفيه دلالة على جواز مرور الحائض في المسجد والنفساء في معناها ().
وكذلك ابن عبد البر قال: لا خلاف بين العلماء في طهارة عرق الجنب وعرق الحائض وفي قوله ? إن حيضتك ليست في يدك دلالة على أن كل عضو منها ليست فيه الحيضة فهو في الطهارة بمعنى أنه يبقى على ما كان ذلك العضو عليه قبل الحيضة، ودل على أن الحيض لا حكم له في غير موضعه الذي أمرنا بالاجتناب له، وفيه دليل على طهارة الحائض وأنه ليس منها شيء نجس غير موضع الحيض ().
قال الألباني: والقول عندنا في هذه المسألة من الناحية الفقهية كالقول في مس القرآن من الجنب للبراءة الأصلية وعدم وجود ما ينهض على التحريم ().
ومن ذلك جواز اعتكاف المستحاضة في المسجد فعن عائشة رضي الله عنها قالت اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه مستحاضة فكانت ترى الحمرة والصفرة فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي " ().
قال العيني: ومما يستنبط منه جواز اعتكاف المستحاضة وجواز صلاتها لأن حالها حال الطاهرات وأنها تضع الطست لئلا يصيب ثوبها أو المسجد وأن دم الاستحاضة رقيق ليس كدم الحيض ويلحق بالمستحاضة ما في معناها كمن به سلس البول والمذي والودي ومن به جرح يسيل، ومما يستنبط منه جواز الحدث في المسجد بشرط عدم التلويث " ().
قال النووي:وأحسن ما يوجه به هذا المذهب أن الأصل عدم التحريم وليس لمن حرم دليل صحيح صريح ().
قال د. سعود بن عبد الله الفنيسان عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً: إن منع الحيض من حضور مثل هذه الدروس والحلقات العلمية لا يتفق مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات" أي بثياب العادة دون زينة أو طيب، بل في بعض روايات حديث أم عطية السابقة أنها سألت عن مثل هذا الخروج أهو عزيمة أو رخصة، حين قالت (أعلى إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب ألا تخرج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم- مشيراً إلى أن الخروج في مثل هذه الحال هو أشبه بالعزيمة قال" لتلبسها صاحبتها من جلبابها" والنهي عن تلويث المسجد بدم الحيض أو دم الاستحاضة على السواء، ولهذا قال الحافظ ابن حجر في الفتح في شرح حديث المستحاضة التي اعتكفت مع الرسول صلى الله عليه وسلم: " فيه جواز مكث المستحاضة في المسجد، وصحة اعتكافها وصلاتها وجواز حدثها في المسجد إلى أن قال: الخلاصة بعد النظر والتأمل في النصوص وأقوال أهل العلم فيظهر لي والله أعلم جواز دخول الجنب والحائض المساجد كلها إذا أمن التلويث لأرض المسجد وفرشه، ودعت حاجة غير الصلاة في المساجد أو الطواف بالبيت ولا حاجة أكبر وأهم من حضور مجالس الذكر وحلق العلم تعلماً وتعليماً التي تعقد بين الحين والآخر في عموم مساجد المسلمين، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد ().
وبهذا يتبين لي رجحان ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني من جواز دخول الجنب والحائض المسجد ولبثهما فيه إن أمنت الحائض تلويثه، وأن الأفضل لمن أراد منهما اللبث في المسجد أن يتوضأ، كما نقل ذلك عن بعض الصحابة وهو قول أصحاب القول الثالث وذلك من باب الاستحباب والفضيلة فقط، وليس من باب الوجوب، وبذلك يتم الجمع بين القولين: الثاني، والثالث، للأدلة التي استدلوا بها والله تعالى أعلم.
جمعه وكتبه: أبو عبد الله
محمد بن محمد المصطفى
المدينة النبوية
1425 هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
الحواشي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/13)
(1) صحيح: أخرجه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها في كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه رقم (770) 1/ 534، وأبو داوود في كتاب الصلاة باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء رقم (767) 1/ 487، والنسائي في كتاب قيام الليل باب بأي شيء يستفتح صلاة الليل رقم (1624) 3/ 234 ـ 235، والترمذي في كتاب الدعوات باب ما جاء في الدعاء عند استفتاح الصلاة بالليل رقم (342) 5/ 451 ـ 452، وابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل رقم (1357) 1/ 431 ـ 432، و أحمد 6/ 156، وابن حبان رقم (2600) 6/ 335 ـ 336، وأبو عوانة 2/ 304 ـ 305، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم رقم (1760) 2/ 367، والبغوي في شرح السنة رقم (952) 4/ 70 ـ 71، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 5.
() انظر: المبسوط 1/ 118، وفتح القدير 1/ 165، وبدائع الصنائع 1/ 179، والمجموع للنووي 2/ 181.
() انظر: المجموع 2/ 181، وروضة الطالبين 1/ 135.
() انظر: منح الجليل 1/ 104، ومواهب الجليل للحطاب 1/ 274.
() انظر: المغني 1/ 145، والإنصاف 1/ 347، والمجموع للنووي 2/ 181، و الدرر السنية في الأجوبة النجدية 3/ 96، ومجموعة الرسائل والمسائل النجدية 1/ 88.
() انظر: المجموع للنووي 2/ 182، والمحلى لابن حزم 2/ 184، ونيل الأوطار للشوكاني 1/ 288.
() نيل الأوطار للشوكاني 1/ 286.
() انظر: المغني 1/ 96 - 98، والإنصاف 1/ 347، ونيل الأوطار 1/ 288.
() انظر: الأم 1/ 54، والمغني 1/ 144.
() أخرجه البخاري في كتاب الحيض، باب شهود الحائض العيدين، ودعوة المسلمين، ويعتزلن المصلى رقم (324) 1/ 121، وفي كتاب العيدين، باب خروج النساء والحيض إلى المصلى رقم (974) 1/ 308، وفي باب إذا لم يكن لها جلباب في العيد رقم (980 – 981) 1/ 310، وفي كتاب الحج، باب تقضي المناسك كلها إلا الطواف بالبيت رقم (1652) 1/ 506 – 507، ومسلم كتاب الجمعة، باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال رقم (890) 2/ 605.
() أخرجه مسلم في كتاب صلاة العيدين، باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال رقم (890) 2/ 606، والطبراني في المعجم الكبير رقم (127) 25/ 57، وابن حزم في المحلى5/ 87.
() انظر: المجموع 2/ 181.
() انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 6/ 179.
() فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 1/ 424.
() شرح النووي على صحيح مسلم 3/ 210.
() ضعيف: أخرجه أبو داوود في كتاب الطهارة، باب في الجنب يدخل المسجد رقم (232) 1/ 60، وابن خزيمة في صحيحه رقم (1327) 2/ 284، وإسحاق في مسنده رقم (1783) 3/ 1032، والبخاري في التاريخ الكبير في ترجمة أفلت بن خليفة رقم (1710) 2/ 67، والطبراني في الأوسط 2/ 110، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 442 - 443، وابن حزم في المحلى 2/ 185، والذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة جسرة بنت دجاجة رقم (2522) 2/ 125، وابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة أفلت بن خليفة رقم (668) 1/ 320، وحسنه الزيلعي في نصب الراية 1/ 194، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داوود رقم (232) 1/ 60، وفي ضعيف الجامع رقم (6117) ص 883، وفي إرواء الغليل رقم (193) 1/ 210 – 212، ورقم (968) 4/ 141.
() ضعيف: رواه ابن ماجة في كتاب الطهارة، باب ما جاء في اجتناب الحائض المسجد رقم (645) 1/ 212، دون قوله إلا لمحمد وأزواجه إلى آخره، وأخرجه الطبراني بتمامه في الكبير رقم (883) 23/ 373، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 65، وابن مهران الأصبهاني في تاريخ أصبهان رقم (625) 1/ 344، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42/ 141، وابن حزم في المحلى 2/ 185، والمزي في تهذيب الكمال 27/ 271، وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجة رقم (137) ص 48 - 49، وانظر: التلخيص الحبير 1/ 148، وإرواء الغليل 1/ 211.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/14)
() ضعيف: أخرجه الترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب ? رقم (3727) 5/ 639 وقال حسن غريب، والبزار رقم (1197) 4/ 36، والبيهقي في السنن الكبرى 7/ 65، وأبو يعلى رقم (1042) 2/ 311، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 42/ 140، والخطيب البغدادي في التقييد ص 98، وأخرجه الطبراني في الكبير من حديث أم سلمة رقم (881) 23/ 373، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 115 وقال: فيه خارجة لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم (3727) 5/ 639، وفي مشكاة المصابيح رقم (6089)، وذكره النووي في المجموع 2/ 183.
() نيل الأوطار للشوكاني 1/ 270.
() أخرجه مسلم في كتاب الحيض، باب الاضطجاع مع الحائض في لحاف واحد رقم (298) 1/ 244، وأبو داوود في كتاب الطهارة، باب الحائض تناول من المسجد رقم (261) 1/ 68، والترمذي في كتاب الطهارة، باب ما جاء في الحائض تتناول الشيء من المسجد رقم (134) 1/ 242، وأحمد 6/ 45، 111، 114، 214، 229، 245، والطيالسي رقم (1510) ص 211، وابن أبي شيبة رقم (7412) 2/ 139، والدارمي رقم (1074) 1/ 265، وابن حبان رقم (1357) 4/ 191، وأبو نعيم في المسند المستخرج رقم (685 – 687) 1/ 355 – 356، وإسحاق في مسنده رقم (1433) 3/ 799، ورقم (1717) 3/ 990، ورقم (1787) 3/ 1035، ورقم (2275) 5/ 155، والطبراني في الكبير رقم (224) 25/ 87، وفي الأوسط رقم (1294) 2/ 75، وأبو يعلى رقم (4485) 7/ 458، ورقم (4488) 7/ 460، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 186، 2/ 409، وابن حزم في المحلى 2/ 184، وابن عبد البر في التمهيد 3/ 172، 8/ 324، 22/ 137، وابن حجر فغي المطالب العالية رقم (199) 2/ 517.
() صحيح: أخرجه البخاري في كتاب الغسل، باب عرق الجنب وأن المسلم لا ينجس
رقم (283) 1/ 109، وفي باب الجنب يخرج ويمشي في السوق وغيره رقم (285) 1/ 110، ومسلم في كتاب الحيض، باب الدليل على أن المسلم لا ينجس رقم (371) 1/ 282
() أخرجه البخاري مختصراً في كتاب الصلاة، باب دخول المشرك المسجد رقم (469) 1/ 168، وفي باب الاغتسال إذا أسلم، وربط الأسير أيضاً في المسجد رقم (462) 1/ 165، ومسلم مطولاً في كتاب الجهاد، باب ربط الأسير وحبسه، وجواز المن عليه رقم (1764) 3/ 1386.
() أخرجه البخاري في كتاب الاعتكاف، باب اعتكاف المستحاضة رقم (1932) 2/ 716، وأحمد رقم (25042) 6/ 131،والنسائي في السنن الكبرى رقم (3346) 2/ 260.
() أخرجه البخاري في كتاب الحيض، باب قراءة الرجل في حجر امرأته وهي حائض رقم (293) 1/ 114، وأحمد رقم (24906) 6/ 117
() أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل من النساء والصبيان وغيرهم رقم (858) 1/ 305، ومسلم في كتاب الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة وأنها لا تخرج مطيبة رقم (442) 1/ 326.
() أخرجه البخاري في كتاب صفة الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس رقم (827) 1/ 295، ومسلم في كتاب الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة وأنها لا تخرج مطيبة رقم (442) 1/ 326.
() ضعيف: أخرجه الدارمي رقم (1174) 1/ 281، وذكره النووي في المجموع 2/ 184 وضعفه، وذكره ابن قدامة في المغني 1/ 96 - 98، والمرداوي في الإنصاف 1/ 347، والشوكاني في نيل الأوطار 1/ 288.
() المغني لابن قدامة 1/ 96 - 98، والإنصاف للمرداوي 1/ 347، ونيل الأوطار للشوكاني 1/ 288.
() المجموع للنووي 2/ 182.
() المجموع للنووي 2/ 182، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني 3/ 280، والكافي لابن قدامة لابن قدامة 1/ 59، والمغني لابن قدامة 1/ 96 - 98، ونيل الأوطار للشوكاني 1/ 288.
() فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 1/ 412.
() نيل الأوطار للشوكاني 4/ 361.
() عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني 3/ 280.
() المغني لابن قدامة 3/ 79.
() شرح النووي على صحيح مسلم 3/ 210.
() تفسير ابن كثير 1/ 502.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/15)
() الاستذكار لابن عبد البر 1/ 299، 321، 321، والمحلى لابن حزم 2/ 184.
() انظر: التمهيد لابن عبد البر 3/ 173، 8/ 324.
() نيل الأوطار للشوكاني 1/ 286، و الثمر المستطاب للألباني 2/ 472.
() صحيح: أخرجه سعيد بن منصور في سننه رقم (646) 2 4/ 1278 وقال: سنده حسن لذاته، وأخرجه عنه ابن كثير في تفسيره 1/ 503 وقال: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
() الكافي لابن قدامة 1/ 59، والمغني لابن قدامة 1/ 96 - 98، ونيل الأوطار للشوكاني 1/ 288.
() انظر: تفسير الطبري 5/ 95 – 113، وزاد المسير 2/ 90 – 91، والمجموع للنووي 2/ 181.
() تفسير الطبري 5/ 95 – 113، وزاد المسير 2/ 90 – 91، والمجموع للنووي 2/ 181.
() الأم للشافعي 1/ 54.
() المجموع للنووي 2/ 183.
() أخرجه مسلم في كتاب صلاة العيدين، باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال رقم (890) 2/ 606، والطبراني في المعجم الكبير رقم (127) 25/ 57، وابن حزم في المحلى5/ 87.
() المجموع للنووي 2/ 181.
() إحكام الأحكام شرح عمد الأحكام لابن دقيق العيد 2/ 133.
() موسوعة البحوث والمقالات العلمية لعلي بن نايف الشحود ص 2.
() الدراري المضية للشوكاني 1/، 158.
() عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني 6/ 297.
() شرح النووي على صحيح مسلم 6/ 179.
() فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 1/ 424.
() شرح النووي على صحيح مسلم 3/ 210.
() أخرجه البخاري في كتاب الغسل، باب نوم الجنب رقم (287) 1/ 110، وفي باب الجنب يتوضأ ثم ينام رقم (289 - 290) 1/ 110 - 111، ومن حديث عائشة رضي الله عنها رقم (286، 288) 1/ 110، ومسلم في كتاب الحيض، باب جواز نوم الجنب واستحباب الوضوء له، وغسل الفرج إذا أراد أن يأكل، أو يشرب، أو ينام، أو يجامع رقم (306) 1/ 248 – 249.
() شرح النووي على صحيح مسلم 3/ 210.
() نيل الأوطار للشوكاني 1/ 286، و الثمر المستطاب للألباني 2/ 472.
() تفسير ابن كثير 1/ 502.
() الاستذكار لابن عبد البر 1/ 299، 321، 321، والمحلى لابن حزم 2/ 184.
() فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن رجب 1/ 507 – 508.
() أخرجه البخاري في كتاب الاعتكاف، باب اعتكاف المستحاضة رقم (1932) 2/ 716، وأحمد رقم (25042) 6/ 131، والنسائي في الكبرى رقم (3346) 2/ 260.
() عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني 3/ 280.
() المجموع للنووي 2/ 181.
() حكم دخول الحائض والجنب المسجد لسماع الدروس والمحاضرات للدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان ص 7.(133/16)
الرد على القائلين بأن اختلاف العلماء رحمة وبيان الواجب عند اختلاف العلماء
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[13 - 10 - 10, 03:56 م]ـ
من شروح كتاب الأصول الستة للشيخ محمد بن عبد الوهاب
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب
الأصل الثاني:
أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفرق فيه، فيبين الله هذا بيانًا شافيًا تفهمه العوام، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا، وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه، ويزيده وضوحًا ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك، ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين، وصار الاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون.
شرح الشيخ ابن عثيمين:
قوله: " أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفرق فيه. . إلخ "
الأصل الثاني من الأصول التي ساقها الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ الاجتماع في الدين والنهي عن التفرق فيه، وهذا الأصل العظيم قد دل عليه كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعمل الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح رحمهم الله تعالى:
....
أما عمل السلف الصالح: فإن من أصول السنة والجماعة في المسائل الخلافية أن ما كان الخلاف فيه صادرًا عن اجتهاد وكان مما يسوغ فيه الاجتهاد فإن بعضهم يعذر بعضًا بالخلاف ولا يحمل بعضهم على بعض حقدًا، ولا عداوة، ولا بغضاء بل يعتقدون أنهم إخوة حتى وإن حصل بينهم هذا الخلاف، حتى إن الواحد منهم ليصلي خلف من يرى أنه ليس على وضوء ويرى الإمام أنه على وضوء، مثل أن يصلي خلف شخص أكل لحم إبل وهذا الإمام يرى أنه لا ينقض الوضوء، والمأموم يرى أنه ينقض الوضوء فيرى أن الصلاة خلف ذلك الإمام صحيحة وإن كان هو لو صلاها بنفسه لرأى أن صلاته غير صحيحة، كل هذا لأنهم يرون أن الخلاف الناشئ عن اجتهاد فيما يسوغ فيه الاجتهاد ليس في الحقيقة بخلاف، لأن كل واحد من المختلفين قد تبع ما يجب الحقيقة بخلاف، لأن كل واحد من المختلفين قد تبع ما يجب عليه إتباعه من الدليل الذي لا يجوز له العدول عنه، فهم يرون أن أخاهم إذا خالفهم في عمل ما إتباعًا للدليل هو في الحقيقة قد وافقهم، لأنهم يدعون إلى إتباع الدليل أينما كان، فإذا خالفهم موافقة لدليل عنده فهو في الحقيقة قد وافقهم، لأنه تمشى على ما يدعون إليه ويهدون إليه من تحكيم كتاب الله تعالى وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
أما ما لا يسوغ فيه الخلاف فهو ما كان مخالفًا لما كان عليه الصحابة والتابعون، كمسائل العقائد التي ضل فيها من ضل من الناس، ولم يحصل فيها الخلاف إلا بعد القرون المفضلة .. فالقرون المفضلة انقرضت ولم يوجد فيها هذا الخلاف الذي انتشر بعدهم في العقائد، فمن خالف ما كان عليه الصحابة والتابعون فإنه عليه ولا يقبل خلافه.
أما المسائل التي وجد فيها الخلاف في عهد الصحابة وكان فيها مساغ للاجتهاد فلا بد من أن يكون الخلاف فيها باقيًا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر) فهذا هو الضابط.
هذا الشاهد من شرح الشيخ ابن عثيمين
وأما ما أورده الشيخ الفوزان فهو التالي:
شرح الشيخ الفوزان
لا يجوز لأمة محمد أن تتفرق في عقيدتها وفي عبادتها وفي أحكام دينها هذا يقول حلال وهذا يقول حرام بغير دليل , لا يجوز هذا. لا شك أن الاختلاف من طبيعة البشر كما قال الله سبحانه: (وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) هود
لكن الاختلاف يحسم بالرجوع إلى الكتاب والسنة فإذا اختلفت أنا وأنت فإنه يجب علينا أن نرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) النساء
أما ما يقال: كل يبقى على مذهبه وكل يبقى على عقيدته والناس أحرار في آرائهم ويطالبون بحرية العقيدة وحرية الكلمة هذا هو الباطل الذي نهى الله عنه فقال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) آل عمران
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/17)
فيجب أن نجتمع في عرض اختلافنا على كتاب الله حتى في مسائل الفقه إذا اختلفنا في شيء نعرضه على الأدلة فمن شهد له الدليل صرنا معه ومن أخطأ الدليل فإننا لا نأخذ بالخطأ
إن الله – جل وعلا – لم يتركنا نختلف ونتفرق دون أن يضع لنا ميزانا بين الصحيح من الخطأ بل وضع لنا القرآن والسنة (فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ) يعني القرآن (وَالرَّسُولِ) يعني السنة , والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي
فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم موجود بيننا بوجود السنة مدونة ومصححة وموضحة وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة أنه لم يتركها في متاهة بل تركها وعندها ما يدلها على الله سبحانه وتعالى ويدلها على الصواب أما الذي لا يريد الحق ويريد أن كل واحد يبقى على مذهبه وعلى نحلته ويقول: نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه. هذا لا شك أنه كلام باطل
فالواجب أن نجتمع على كتاب الله وسنة رسوله وما اختلفنا فيه نرده إلى كتاب الله وسنة رسوله , لا يعذر بعضنا بعضا ونبقى على الاختلاف بل نرده إلى كتاب الله وسنة رسوله وما وافق الحق أخذنا به وما وافق الخطأ نرجع عنه هذا هو الواجب علينا فلا تبقى الأمة مختلفة وربما يذكر الذين يدعون إلى البقاء على الاختلاف حديث اختلاف أمتي رحمة وهذا الحديث يروى ولكنه ليس صحيحا
الاختلاف ليس رحمة الاختلاف عذاب
قال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) فالاختلاف يشتت القلوب ويفرق الأمة ولا يمكن للناس إذا صاروا مختلفين أن يتناصروا ويتعاونوا أبدا بل يكون بينهم عداوة وعصبية لفرقم وأحزابهم ولا يتعاونون أبدا
إنما يتعاونون إذا اجتمعوا واعتصموا بحبل الله جميعا وهذا هو الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثا و يكره لكم ثلاثا فيرضى لكم: أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا و أن تعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و أن تناصحوا من ولاه الله أمركم. هذه الثلاث يرضاها الله لنا والشاهد منها قوله: وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وليس معنى هذا أنه لا يوجد اختلاف ولا يوجد تفرق
طبيعة البشر وجود الاختلاف ولكن معنى هذا أنه إذا حصل اختلاف أو تفرق يحسم بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وينتهي النزاع وينتهي الاختلاف , هذا هو الحق
وليس تحكيم القرآن أو تحكيم السنة مقتصرا على مسألة النزاع في الخصومات بين الناس في الأموال حيث يسمون الحكم بما أنزل الله أنه الحكم بين الناس في أموالهم ونزاعاتهم في أمور الدنيا فقط
لا بل هو الحكم بينهم في كل اختلاف وكل نزاع والنزاع في العقيدة أشد من النزاع في الأموال والنزاع في أمور العبادات وأمور الحلال والحرام أشد من النزاع في الخصومات في الأموال إنما الخصومات في الأموال جزء أو جزئية من الاختلاف الذي يجب حسمه بكتاب الله عز وجل
والصحابة رضي الله عنهم كان يحصل بينهم خلاف لكن سرعان ما يرجعون إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فينتهي اختلافهم ......
" إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " النور ....
فلا يسع المؤمنين أن يبقوا على اختلافهم في جميع الاختلافات لا في الأصول ولا في الفروع كلها تحسم بالكتاب والسنة وإذا لم يتبين الدليل مع أحد المجتهدين وصار لا مرجح لقول أحدهم على الآخر ففي هذه الحالة لا ينكر من أخذ بقول إمام معين ومن ثم قال العلماء لا إنكار في مسائل الاجتهاد أي المسائل التي لم يظهر الدليل فيها مع أحد الطرفين ......
قوله: " وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه .. "
قال تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) الشورى
أي لا يصير كل واحد له دين لأن الدين واحد ليس فيه تفرق
قوله: " ويزيده وضوحًا ما وردت به السنة .. "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/18)
نعم ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأحاديث ما يحث على الاجتماع وينهى عن التفرق والاختلاف مثل حديث: فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
قوله: " ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه .. "
صار الأمر مع السلف عند المتأخرين أن الاختلاف في الأصول والفروع هو الفقه مع أن الواجب العكس أن الاجتماع هو الفقه في الدين
هم يقولون إن التفرق وإعطاء الحرية للناس وعدم الحجر عليهم هذا هو الفقه
ونحن نقول الفقه هو الاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبعضهم يقول هذا سعة من سعة الإسلام أنه إذا حرم علينا أحد شيئا نجد من يفتي بحله
اتخذوا الناس هم المشرعين فعلى رأي هؤلاء إذا قال فلان هذا حلال صار حلالا لنا ولو كان حراما في كتاب الله وسنة رسوله
فنقول نرجع إلى كتاب الله فمن شهد له بالحق أخذنا به ومن شهد عليه بالخطأ تركناه , هذا هو الواجب. اهـ
وملخص الكلام:
أن من قال بأن اختلاف العلماء رحمة فقوله مردود عليه إذ أن كل اختلاف صغيرا كان أم كبيرا في أصل أو في فرع فإنه يحسم بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فمن كان معه الدليل أخذنا بقوله وإلا فنتركه ونأخذ بما وافق الدليل
وهذا الاختلاف يكون في أمور يسوغ فيها الاجتهاد فليس من العقل أن يأتي أحد فيجتهد في حكم واضح البيان في الكتاب أو السنة كمن يجتهد في حكم الموسيقى ويحاول إيجاد أسباب ومسوغات لتحليلها للناس كقوله سبيل للدعوة أو غيرها – ونحن لا ندعوا إلى الله بمعصية - ولسنا هنا بصدد التكلم عن حكمها أو الاستفاضة فيه
ولكن الناس يظنون أن الحرام إذا سُوّغ له سبب صار حلالا كمن تنمص تزينا لزوجها أو لمجرد أنها تراه ثخينا وحكم النمص ظاهر واضح جلي في حديث رسول الله وفاعلته ملعونة
ولكن ظهر علينا من يقول يجوز إذا كان تزينا للزوج أو إذا كان كثيرا أو إذا كان للتنظيف فتأخذ القليل فقط أو أو أو
حتى صار حاجب المرأة أرق من الشعرة وتتعنت وتقول (هذا تنظيف فقط والعلماء قالوا ومنهم من أحل ومنهم من قال ومنهم ومنهم .. )
والله لا أدري ما هو التنظيف الذي يجعل الحاجب مثل الشعرة وإلى الله المشتكى
ولا أدري ما هذه الأقوال والاجتهادات التي لا تمت للاجتهاد الشرعي بصلة
وأما ما يسوّغ فيه الاجتهاد أي حين لا يكون هناك دليل واضح على الشيء بحيث إذا عدنا للكتاب والسنة لم يبدو لنا رجحان قول على قول أو بمعنى آخر لم نجد دليلا ينفي قولا أو يؤيد قولا - إن صح التعبير - فإن بعضنا لا ينكر على بعض في الأخذ بشيء منه كما فعل الصحابة في فهم حديث لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة فمنهم من فهمه على أنه أمر فعلي عليهم أن يقوموا به ومنهم من فهمه على أنه الحث على التعجيل والإسراع في الوصول وكلا الفريقين لم ينكر على الأخر.
فالواجب على المسلم أن يتبع الدليل حيث هو ونضيف من الكلام فنقول بما قال الإمام الشافعي في كتاب "الأم " - وحق لكلامه أن يسطر بماء الذهب:
" مَا كَانَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مَوْجُودَيْنِ فَالْعُذْرُ عَلَى مَنْ سَمِعَهُمَا مَقْطُوعٌ إلَّا بِاتِّبَاعِهِمَا، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ صِرْنَا إلَى أَقَأوِيلِ أَصْحَابِ الرَّسُولِ أَوْ وَاحِدِهِمْ، وَكَانَ قَوْلُ الْأَئِمَّةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - أَحَبَّ إلَيْنَا إذَا صِرْنَا إلَى التَّقْلِيدِ، وَلَكِنْ إذَا لَمْ نَجِدْ دَلَالَةً فِي الِاخْتِلَافِ تَدُلُّ عَلَى أَقْرَبِ الِاخْتِلَافِ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَنَتَّبِعُ الْقَوْلَ الَّذِي مَعَهُ الدَّلَالَةُ، لِأَنَّ قَوْلَ الْإِمَامِ مَشْهُورٌ فَإِنَّهُ يَلْزَمُ النَّاسَ وَمِنْ لَزِمَ قَوْلُهُ النَّاسَ كَانَ أَظْهَرُ مِمَّنْ يُفْتِي الرَّجُلَ وَالنَّفَرَ، وَقَدْ يَأْخُذُ بِفُتْيَاهُ وَقَدْ يَدَعُهَا، وَأَكْثَرُ الْمُفْتِينَ يُفْتُونَ الْخَاصَّةَ فِي بُيُوتِهِمْ وَمَجَالِسِهِمْ، وَلَا يَعْنِي الْخَاصَّةَ بِمَا قَالُوا: عِنَايَتُهُمْ بِمَا قَالَ الْإِمَامُ. ثُمَّ قَالَ: فَإِذَا لَمْ يُوجَدْ عَنْ الْأَئِمَّةِ فَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدِّينِ فِي مَوْضِعِ الْأَمَانَةِ أَخَذْنَا بِقَوْلِهِمْ، وَكَانَ اتِّبَاعُهُمْ أَوْلَى بِنَا مِنْ اتِّبَاعِ مَنْ بَعْدِهِمْ "
وبقوله رحمه الله نختم وسدد الله خطانا وخطاكم
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 04:28 م]ـ
جزاكِ الله خيرا موضوع ممتاز ويحتاج الناس أن يفهموه جيدا وفي كلام للألباني رحمه الله تجدينه في موضع حديث (اختلاف أمتي رحمة) في الضعيفة أرجو إكمال الفائدة به وكذا كلامه رحمه الله في مقدمة صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، سأترك لكِ شرف وضعها لأنك ِ صاحبة الموضوع ولكِ أجره إن شاء الله،
وعندي زيادة بسيطة:- وهي هناك اختلاف واحد فقط يكون فيه رحمه وتوسعة وهو ما سماه العلماء اختلاف التنوع، مثل أذكار الإستفتاح هناك 10 أو أكثر صحيحة فمن أخذ بأحدها فهو على خير ومن أخذ بغيره فهو أيضا على خير ومثله أذكار الركوع والسجود وغير ذلك مما صحت به الأدلة ولم يكن هناك تعارض في الإتيان بأحدها بحيث يمكن أن يكون بعضها حق وبعضها باطل والله أعلم.
ملاحظة: للأسف لم استطع أن أقرأ مقالك كله لضعف نظري وصغر الخط فسامحيني إذا وجدت أني كررت الكلام وأنا لا أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/19)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 04:35 م]ـ
عرفنا أن حديث: «اخْتِلَافُ أُمَّتِي رَحْمَةٌ» لا يثبت عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فهل للعبارة معنى صحيح تحمل عليه؟
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ ..
نعم. لها معنى صحيح استعمله بعض السلف والأئمة ..
قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: ((وَلِهَذَا لَمَّا اسْتَشَارَ الرَّشِيدُ مَالِكًا أَنْ يَحْمِل َالنَّاسَ عَلَى «مُوَطَّئِهِ» فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَسَائِلِ مَنَعَهُ مِنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: إنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ تَفَرَّقُوا فِي الْأَمْصَارِ، وَقَدْ أَخَذَ كُلُّ قَوْمٍ مِنَ الْعِلْمِ مَا بَلَغَهُمْ، وَصَنَّفَ رَجُلٌ كِتَابًا فِي الِاخْتِلَافِ فَقَال َأَحْمَدُ: لَا تُسَمِّهِ «كِتَابَ الِاخْتِلَافِ» وَلَكِنْ سَمِّهِ «كِتَابَ السِعة)).
وَلِهَذَاكَانَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ يَقُولُ: «إجْمَاعُهُمْ حُجَّةٌ قَاطِعَةٌ، وَاخْتِلَافُهُمْ رَحْمَةٌوَاسِعَةٌ».
وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: «مَايَسُرُّنِي أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لَمْ يَخْتَلِفُوا؛ لِأَنَّهُمْ إذَا اجْتَمَعُوا عَلَى قَوْلٍ فَخَالَفَهُمْ رَجُلٌ كَانَ ضَالًّا، وَإِذَا اخْتَلَفُوا فَأَخَذَ رَجُلٌ بِقَوْلِ هَذَا، وَرَجُلٌ بِقَوْلِ هَذَا كَانَ فِي الْأَمْرِ سَعَةٌ».
وهذا نص في معنى الرحمة ووجودها في الاختلاف وحسبك بقائله من إمام ..
وَثَم َّاعتراضٌ مشهورٌ أذكره مع جوابه للخطابي ـ رحمه الله ـ: «وَقَالَ هُوَ وَالْجَاحِظ: لَوْ كَانَ الِاخْتِلَاف رَحْمَةٌ لَكَانَ الِاتِّفَاقُ عَذَابًا، ثُمَّ زَعَمَ أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ اِخْتِلَافُ الْأُمَّةِ رَحْمَةٌ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ خَاصَّةً؛ فَإِذَا اِخْتَلَفُوا سَأَلُوهُ، فَبَيَّنَ لَهُمْ».
وَالْجَوَاب عَنْ هَذَا الِاعْتِرَاضِ الْفَاسِدِ: أَنَّهُ لَايَلْزَمُ مِنْ كَوْنِ الشَّيْءِ رَحْمَةٌ أَنْ يَكُونَ ضِدُّهُ عَذَابًا،وَلَا يَلْتَزِمُ هَذَا وَيَذْكُرُهُ إِلَّا جَاهِلٌ أَوْ مُتَجَاهِلٌ.
وَقَدْقَالَ اللَّه تَعَالَى: ((وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)).
فَسَمَّى اللَّيْلَ رَحْمَةً، وَلَمْ يَلْزَمْ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ النَّهَارُ عَذَابًا، وَهُوَ ظَاهِرٌ لَا شَكَّ فِيهِ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَالِاخْتِلَافُ فِي الدِّينِ ثَلَاثَةُأَقْسَامٍ:
أَحَدُهَا: فِي إِثْبَاتِ الصَّانِعِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ، وَإِنْكَارُ ذَلِكَكُفْرٌ.
وَالثَّانِي: فِي صِفَاتِهِ وَمَشِيئَتِهِ، وَإِنْكَارُهَابِدْعَة.
وَالثَّالِث: فِي أَحْكَامِ الْفُرُوعِ الْمُحْتَمَلَةِ وُجُوهًا، فَهَذَا جَعَلَهُ اللَّه تَعَالَى رَحْمَةً وَكَرَامَةًلِلْعُلَمَاءِ، وَهُوَ الْمُرَادُ بِحَدِيثِ: «اِخْتِلَافُ أُمَّتِي رَحْمَةٌ».
قال الشيخ في «مختصر الفتاوى المصرية» (1/ 119): «وَأَمَّا أَنْ يَقُولُ قَائِلٌ: إِنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْأُمَّةِ تَقْلِيدَ فُلَانٍ أَوْ فُلَانٍ، فَهَذَا لَايَقُولُهُ مُسْلِمٌ، وَمَنْ كَانَ مُوَالِيًا لِلْأَئِمَّةِ، مُحِبًّا لَهُمْ، يُقَلِّدُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِيمَا يَظْهَرُ لَهُ أَنَّهُ مُوَافِقٌ لِلسُّنَّةِ، فَهُوَ مُحْسِنٌ فِي ذَلِكَ، بَلْ هُوَ أَحْسَنُ حَالًا مِنْ غَيْرِهِ، فَالْأَئِمَةُ اجْتِمَاعُهُمْ حُجَّةٌقَاطِعَةٌ، وَاخْتِلَافُهُمْ رَحْمَةٌ وَاسِعَةٌ».
فَإِنْ قِيلَ: «إِنَّما قالوه لتصحيحهم للحديثِ».
قلنا: لو كان يرى شيخ الإسلام صحة الحديث لاستدل به، ولَمَا قال: «قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ .. ».
نَعَمْ. كَانَ الْخَطَّابِيُّ يَظُنُّ صِحَّتَهُ، فَكَانَ مَاذَا؟
ذَهَبَتْ صِحَّةُ الْإِسْنَادِ، وَبَقِيَتْ صِحَّةُ الْمَعْنَى الْمُدَلَّلِ عَلَيْهِ بِالْحُجَّةِوَالْبُرْهَانِ ..
وليسَ النِّزاعُ فِي صحةِ الحديثِ وعدمِهِ؛ فضعفُ الحديثِ أمرٌ مفروغٌ منهُ، وإنَّماالنزاعُ:
هلِ لهذَا الحديثِ معنًى حسنٌ قالَ بهِ بعضُ أئمةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/20)
والجوابُ: نعمْ. وقدْ نقلنَاهُ ..
وإنماينفي وجودَ معنى صحيح لهذا الخبرِ الضعيفِ إسنادًا مَنْ لم يكنْ فقهُهُ وعلمُهُ تامينِ بهذا البابِ، وكثيرٌ مما يبطلُهُ الناسُ من معاني الألفاظِ يكونُ إنكارهُمْ راجعًا لنقصِ الفقهِ، لالخلوِّ اللَّفظِ من هذا المعنى ..
أماالخلافُ وما يترتبُ عليهِ من مفاسدَ، فقد نقلنا فيه كلامَ أهلِ الْعلمِ مرارًا وحتى صار ينادي الكلام الذي نقلناه عمن يعمل به فلا يكاديجد ..
والنزاعُ السائغُ مشروعٌ لا يُوجِبُ فرقةً، وإنَّما الذي يُوجِبُ الْفُرْقَةَ هو كماقال الشيخ: «سَبَبُ الْفُرْقَةِ: تَرْكُ حَظٍّ مِمَّا أُمِرَ الْعَبْدُ بِهِ، وَالْبَغْيُ بَيْنَهُمْ».
أمَّا مجردُ الخلافِ منْ غيرِ بغيٍ،ومع حدبِ النفسِ على طلبِ الحقِّ، فهو مشروعٌ بلانزاعٍ، وإنَّما يدخلُ الذمُّ إلى الخلافِ السائغِ إذا بغَى بعضُ المختلفين علىبعضٍ، أو أعرضَ بعضُ المختلفين عنِ الْبينةِ بعدَ ظهورِهَالَهُ ..
أمَّا نفسُ الخلافِ والتنازعِ والردِّ في مسائلَ الخلافِ السائغِ فقدْ وقعَ بينَالصحابةِ، فرجعُوا للوحْيِ فاختلفُوا في فهمِهِ، فردَّ بعضهُمْ على بعضٍ، وقضَى بعضهُمْ على بعضٍبالخطأِ، والجميعُ مأجورٌ، ولوْ كانَ ذلكَ حرامًا مذمومًا في نفسِهِ لَوَجَبَ أنْ يبينَ اللهُ لخيرِ القرونِ، وأنْ يبينَ خيرُ القرونِ لنَا ما هو طريقُ إعدامِ الخلافِ السائِغِ ..
وسبحانَ اللهِ عنْ أنْ يجعلَ ما هوَ شرٌّ مذمومٌ حالًا لازمًا للصحابَةِ، والتابعينَ، ومنْ بعدهُمْ لا فِكَاكَ لهُمْمنْهُ ..
ومعاذَ اللهِ أنْ يقولَ منْ هوَ في مثْلِ جلالَةِ عمرَ بْنِ عَبْدِ العزيزِ عمَّا هوشرٌّ: «مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِاخْتِلَافِهِمْ حُمْرِالنَّعَمِ».
ومعاذَ اللهِ أنْ يحبَ القاسمُ بنُ محمدٍ، وعمرُ بنُ عبدِالعزيزِ الشَّرَّ، ويفضلونَهُ، قال القاسمُ: «لَقَدْ أَعْجَبَنِي قَوْلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ:مَا أُحِبُّ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لَمْيَخْتَلِفُوا؛ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ قَوْلًا وَاحِدًا كَانَ النَّاسُ فِي ضِيقٍ، وَإِنَّهُمْ أَئِمَّةٌ يُقْتَدَى بِهِمْ، وَلَوْ أَخَذَرَجُلٌ بِقَوْلِ أَحَدِهِمْ كَانَ فِي سَعَةٍ».
ومعاذَ اللهِ أنْ يُعْرَضَ علَى مالكٍ قطعُ بابِ الشَّرِّفيرفضُ ويقولُ: «فَإِنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ اخْتَلَفُوا فِي الْفَرْعِ، وَتَفَرَّقُوا فِي الْآفَاقِ، وَكُلٌّ عِنْدَ نَفْسِهِ مُصِيبٌ».
ومعاذَ اللهِ أنْ يؤلِّفَ رجلٌ كتابًا فِي الِاخْتِلَافِ ـ أيْفِي الشَّرِّ ـ فيسميه الإمامُ أحمدُ بْنُ حنبلٍ: «كِتَابَالسَّعَةِ».
وقالَ القاسمُ بْنُ محمدٍ أحدُ الفقهاءِ السبعةِ: «لَقَدْ نَفَعَ اللهُ بِاخْتِلَافِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، لَا يَعْمَلُ الْعَامِلُ بِعَمَلِ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَّا رَأَى أَنَّهُ سَعَةٌ، وَرَأَى خَيْرًا مِنْهُ قَدْعَمِلَهُ».
وقالَ عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ الماجشون: «فَإِذَا دَخَلَ الْحَرَمَ، فَإِنَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا، وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَا كَانَ مِنِ اخْتِلَافِهِمْ سَعَةً لِمَنْ بَعْدَهُمْ».
هَذَا فِقْهُ الصَّدْرِ الْأَوَّلِ وَخَيْرِالْقُرُونِ، ثُمَّ خَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ ضَيَّقُوا فَيُخْشَى أَنْ يُضَيِّقَ اللهُ عَلَيْهِمْ ..
والمعنَى إذَا كانَ حقًّا وَجَبَ الحكمُ بكونِهِ منَ الْحَقِّ سواءٌ ثبتَ بلفظِهِ فِي الوحْيِ أَمْ لَا، مادَامَ ليسَ فِي الوحْيِ ما يُبطلُهُ، وقالَ بِهِ بعضُ السَّلفِ، وإنَّما ينفعُ ثبوتُ المعنَى في الوحْيِ فِي كونِهِ لا يحتاجُ لإثباتٍ آخرٍ.
أمَّا في مسألتِنَا، فإسنادُ الخبرِ باطلٌ، لكنَّ معنَاهُ لهُ وجْهٌ صحيحٌ يُعرفُ باستقراءِ وجوهِ الشَّرعِ، وتصرفاتِ السَّلفِ، و هذا المعنى منصوصٌ في كلامِب عضِ السَّلفِ، وكلامِ بعضِ مَنْ بَعْدَهُمْ ..
وَأَخْتِمُ بِهَذَا:
قَالَ النَّوَوِيُّ: «وَالْأَمْرُ بِالْقِيَامِ عِنْدَالِاخْتِلَافِ فِي الْقُرْآنِ مَحْمُولٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ عَلَى اِخْتِلَافٍ لَايَجُوزُ، أَوِ اخْتِلَافٍ يُوقِعُ فِيمَا لَا يَجُوزُ كَاخْتِلَافٍ فِي نَفْسِ الْقُرْآنِ، أَوْ فِي مَعْنًى مِنْهُ لَا يُسَوَّغُ فِيهِ الِاجْتِهَادُ، أَوِ اخْتِلَافٍ يُوقِعُ فِي شَكٍّ أَوْ شُبْهَةٍ، أَوْ فِتْنَةٍ وَخُصُومَةٍ، أَوْ شِجَارٍوَنَحْوِ ذَلِكَ، وَأَمَّا الِاخْتِلَافُ فِي اِسْتِنْبَاطِ فُرُوعِ الدِّينِ مِنْهُ، وَمُنَاظَرَةُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ عَلَى سَبِيل ِالْفَائِدَةِ وَإِظْهَارِ الْحَقِّ وَاخْتِلَافِهِمْ فِيذَلِكَ، فَلَيْسَ مَنْهِيًّا عَنْهُ، بَلْ هُوَ مَأْمُورٌ بِهِ، وَفَضِيلَةٌظَاهِرَةٌ، وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى هَذَا مِنْ عَهْدِ الصَّحَابَةِإِلَى الْآنَ ـوَاَللهُ أَعْلَمُ ـ.».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/21)
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 05:40 م]ـ
بل الخلاف شر كله
قال الشيخ العلامة ناصر الدين الألباني في مقدمة كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
قال بعضهم: لا شك أن الرجوع إلى هدي نبينا صلى الله عليه وسلم في شؤون ديننا أمر واجب لا سيما فيما كان منها عبادة محضة لا مجال للرأي والاجتهاد فيها لأنها توقيفية كالصلاة مثلا ولكننا لا نكاد نسمع أحدا من المشايخ المقلدين يأمر بذلك بل نجدهم يقرون الاختلاف ويزعمون أنها توسعة على الأمة ويحتجون على ذلك بحديث - طالما كرروه في مثل هذه المناسبة رادين به على أنصار السنة -: (اختلاف أمتي رحمة) فيبدو لنا أن هذا الحديث يخالف المنهج الذي تدعو إليه وألفت كتابك هذا وغيره عليه فما قولك في هذا الحديث؟
والجواب من وجهين:
الأول: أن الحديث لا يصح بل هو باطل لا أصل له قال العلامة السبكي:
(لم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع)
قلت: وإنما روي بلفظ:
(. . . اختلاف أصحابي لكم رحمة)
و (أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم)
وكلاهما لا يصح: الأول واه جدا والآخر موضوع وقد حققت القول في ذلك كله في (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة) (رقم 58 و59 و61)
الثاني: أن الحديث مع ضعفه مخالف للقرآن الكريم فإن الآيات الواردة فيه - في النهي عن الاختلاف في الدين والأمر بالاتفاق فيه - أشهر من أن تذكر ولكن لا بأس من أن نسوق بعضها على سبيل المثال قال تعالى: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم [الأنفال 46]. وقال: ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون [الروم 31 - 32]. وقال: ولا يزالون مختلفين. إلا من رحم ربك [هود 118 - 119] فإذا كان من رحم ربك لا يختلفون وإنما يختلف أهل الباطل فكيف يعقل أن يكون الاختلاف رحمة
فثبت أن هذا الحديث لا يصح لا سندا ولا متنا وحينئذ يتبين بوضوح أنه لا يجوز اتخاذه شبهة للتوقف عن العمل بالكتاب والسنة الذي أمر به الأئمة
وأما استلالك برواية عن مالك رحمه الله فاليك أصلها
ثم قال رحمه الله (الألباني) في نفس الكتاب (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم "المقدمة": -
فإن قال قائل: يخالف ما ذكرته عن الإمام مالك أن الحق واحد لا يتعدد ما جاء في كتاب (المدخل الفقهي) للأستاذ الزرقا (1/ 89):
(ولقد هم أبو جعفر المنصور ثم الرشيد من بعده أن يختارا مذهب
الإمام مالك وكتابه (الموطأ) قانونا قضائيا للدولة العباسية فنهاهما مالك عن ذلك وقال:
(إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في الفروع وتفرقوا في البلدان وكل مصيب)
وأقول: إن هذه القصة معروفة مشهورة عن الإمام مالك رحمه الله لكن قوله في آخرها: (وكل مصيب) ما لا أعلم له أصلا في شيء من الروايات والمصادر التي وقفت عليها اللهم إلا رواية واحدة أخرجها أبو نعيم في (الحلية) (6/ 332) بإسناد فيه المقدام بن داود وهو ممن أوردهم الذهبي في (الضعفاء) ومع ذلك فإن لفظها: (وكل عند نفسه مصيب) فقوله: (عند نفسه) يدل على أن رواية (المدخل) مدخولة وكيف لا تكون كذلك وهي مخالفة لما رواه الثقات عن الإمام مالك أن الحق واحد لا يتعدد كما سبق بيانه وعلى هذا كل الأئمة من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة المجتهدين وغيرهم .................................................. .......................
فإن قيل: إذا ثبت أن هذه الرواية باطلة عن الإمام فلماذا أبى الإمام على المنصور أن يجمع الناس على كتابه (الموطأ) ولم يجبه إلى ذلك
فأقول: أحسن ما وقفت عيه من الرواية ما ذكره الحافظ ابن كثير في (شرح اختصار علوم الحديث) (ص 31) وهو أن الإمام قال:
(إن الناس قد جمعوا واطلعوا على أشياء لم نطلع عليها)
وذلك من تمام علمه وإنصافه كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى
(((((وقال أشهب:
(سئل مالك عمن أخذ بحديث حدثه ثقة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أتراه من ذلك في سعة
فقال: لا والله حتى يصيب الحق ما الحق إلا واحد قولان مختلفان يكونان صوابا جميعا ما الحق والصواب إلا واحد)))))))
فثبت أن الخلاف شر كله وليس رحمة ولكن منه ما يؤاخذ عليه الإنسان كخلاف المتعصبة للمذاهب ومنه ما لا يؤاخذ عليه كخلاف الصحابة ومن تابعهم من الأئمة حشرنا الله في زمرتهم ووفقنا لاتباعهم
فظهر أن اختلاف الصحابة هو غير اختلاف المقلدة
وخلاصته:
أن الصحابة اختلفوا اضطرارا ولكنهم كانوا ينكرون الاختلاف ويفرون منه ما وجدوا إلى ذلك سبيلا
وأما المقلدة - فمع إمكانهم الخلاص منه ولو في قسم كبير منهم - فلا يتفقون ولا يسعون إليه بل يقرونه فشتان إذن بين الاختلافين
ذلك هو الفرق من جهة السبب
وأما الفرق من جهة الأثر فهو أوضح وذلك أن الصحابة رضي الله عنهم - مع اختلافهم المعروف في الفروع - كانوا محافظين أشد المحافظة على مظهر الوحدة بعيدين كل البعد عما يفرق الكلمة ويصدع الصفوف.أهـ
ــــــــــــــــــــــــ
وأرجو منك أخي الكريم أن تعزو كلام الأئمة إلى مصادره ليتسنى لنا الرجوع إليه وإلا هكذا ما أدراني أن هذا الكلام صحيح (مع احترامي لشخصكم الكريم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/22)
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[14 - 10 - 10, 08:41 ص]ـ
بارك الله فيمن مر
جزاكم الله خيرا ولنا عودة للقراءة لأننا الآن في عجالة
هذا المقال بخط كبير:
من شروح كتاب الأصول الستة للشيخ محمد بن عبد الوهاب
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب
الأصل الثاني:
أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفرق فيه، فيبين الله هذا بيانًا شافيًا تفهمه العوام، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا، وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه، ويزيده وضوحًا ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك، ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين، وصار الاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون.
شرح الشيخ ابن عثيمين:
قوله: " أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفرق فيه. . إلخ "
الأصل الثاني من الأصول التي ساقها الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ الاجتماع في الدين والنهي عن التفرق فيه، وهذا الأصل العظيم قد دل عليه كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعمل الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح رحمهم الله تعالى:
....
أما عمل السلف الصالح: فإن من أصول السنة والجماعة في المسائل الخلافية أن ما كان الخلاف فيه صادرًا عن اجتهاد وكان مما يسوغ فيه الاجتهاد فإن بعضهم يعذر بعضًا بالخلاف ولا يحمل بعضهم على بعض حقدًا، ولا عداوة، ولا بغضاء بل يعتقدون أنهم إخوة حتى وإن حصل بينهم هذا الخلاف، حتى إن الواحد منهم ليصلي خلف من يرى أنه ليس على وضوء ويرى الإمام أنه على وضوء، مثل أن يصلي خلف شخص أكل لحم إبل وهذا الإمام يرى أنه لا ينقض الوضوء، والمأموم يرى أنه ينقض الوضوء فيرى أن الصلاة خلف ذلك الإمام صحيحة وإن كان هو لو صلاها بنفسه لرأى أن صلاته غير صحيحة، كل هذا لأنهم يرون أن الخلاف الناشئ عن اجتهاد فيما يسوغ فيه الاجتهاد ليس في الحقيقة بخلاف، لأن كل واحد من المختلفين قد تبع ما يجب الحقيقة بخلاف، لأن كل واحد من المختلفين قد تبع ما يجب عليه إتباعه من الدليل الذي لا يجوز له العدول عنه، فهم يرون أن أخاهم إذا خالفهم في عمل ما إتباعًا للدليل هو في الحقيقة قد وافقهم، لأنهم يدعون إلى إتباع الدليل أينما كان، فإذا خالفهم موافقة لدليل عنده فهو في الحقيقة قد وافقهم، لأنه تمشى على ما يدعون إليه ويهدون إليه من تحكيم كتاب الله تعالى وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
أما ما لا يسوغ فيه الخلاف فهو ما كان مخالفًا لما كان عليه الصحابة والتابعون، كمسائل العقائد التي ضل فيها من ضل من الناس، ولم يحصل فيها الخلاف إلا بعد القرون المفضلة .. فالقرون المفضلة انقرضت ولم يوجد فيها هذا الخلاف الذي انتشر بعدهم في العقائد، فمن خالف ما كان عليه الصحابة والتابعون فإنه عليه ولا يقبل خلافه.
أما المسائل التي وجد فيها الخلاف في عهد الصحابة وكان فيها مساغ للاجتهاد فلا بد من أن يكون الخلاف فيها باقيًا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر) فهذا هو الضابط.
هذا الشاهد من شرح الشيخ ابن عثيمين
وأما ما أورده الشيخ الفوزان فهو التالي:
شرح الشيخ الفوزان
لا يجوز لأمة محمد أن تتفرق في عقيدتها وفي عبادتها وفي أحكام دينها هذا يقول حلال وهذا يقول حرام بغير دليل , لا يجوز هذا. لا شك أن الاختلاف من طبيعة البشر كما قال الله سبحانه: (وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) هود
لكن الاختلاف يحسم بالرجوع إلى الكتاب والسنة فإذا اختلفت أنا وأنت فإنه يجب علينا أن نرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) النساء
أما ما يقال: كل يبقى على مذهبه وكل يبقى على عقيدته والناس أحرار في آرائهم ويطالبون بحرية العقيدة وحرية الكلمة هذا هو الباطل الذي نهى الله عنه فقال: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) آل عمران
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/23)
فيجب أن نجتمع في عرض اختلافنا على كتاب الله حتى في مسائل الفقه إذا اختلفنا في شيء نعرضه على الأدلة فمن شهد له الدليل صرنا معه ومن أخطأ الدليل فإننا لا نأخذ بالخطأ
إن الله – جل وعلا – لم يتركنا نختلف ونتفرق دون أن يضع لنا ميزانا بين الصحيح من الخطأ بل وضع لنا القرآن والسنة (فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ) يعني القرآن (وَالرَّسُولِ) يعني السنة , والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي
فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم موجود بيننا بوجود السنة مدونة ومصححة وموضحة وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة أنه لم يتركها في متاهة بل تركها وعندها ما يدلها على الله سبحانه وتعالى ويدلها على الصواب أما الذي لا يريد الحق ويريد أن كل واحد يبقى على مذهبه وعلى نحلته ويقول: نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه. هذا لا شك أنه كلام باطل
فالواجب أن نجتمع على كتاب الله وسنة رسوله وما اختلفنا فيه نرده إلى كتاب الله وسنة رسوله , لا يعذر بعضنا بعضا ونبقى على الاختلاف بل نرده إلى كتاب الله وسنة رسوله وما وافق الحق أخذنا به وما وافق الخطأ نرجع عنه هذا هو الواجب علينا فلا تبقى الأمة مختلفة وربما يذكر الذين يدعون إلى البقاء على الاختلاف حديث اختلاف أمتي رحمة وهذا الحديث يروى ولكنه ليس صحيحا
الاختلاف ليس رحمة الاختلاف عذاب
قال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) فالاختلاف يشتت القلوب ويفرق الأمة ولا يمكن للناس إذا صاروا مختلفين أن يتناصروا ويتعاونوا أبدا بل يكون بينهم عداوة وعصبية لفرقم وأحزابهم ولا يتعاونون أبدا
إنما يتعاونون إذا اجتمعوا واعتصموا بحبل الله جميعا وهذا هو الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثا و يكره لكم ثلاثا فيرضى لكم: أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا و أن تعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و أن تناصحوا من ولاه الله أمركم. هذه الثلاث يرضاها الله لنا والشاهد منها قوله: وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وليس معنى هذا أنه لا يوجد اختلاف ولا يوجد تفرق
طبيعة البشر وجود الاختلاف ولكن معنى هذا أنه إذا حصل اختلاف أو تفرق يحسم بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وينتهي النزاع وينتهي الاختلاف , هذا هو الحق
وليس تحكيم القرآن أو تحكيم السنة مقتصرا على مسألة النزاع في الخصومات بين الناس في الأموال حيث يسمون الحكم بما أنزل الله أنه الحكم بين الناس في أموالهم ونزاعاتهم في أمور الدنيا فقط
لا بل هو الحكم بينهم في كل اختلاف وكل نزاع والنزاع في العقيدة أشد من النزاع في الأموال والنزاع في أمور العبادات وأمور الحلال والحرام أشد من النزاع في الخصومات في الأموال إنما الخصومات في الأموال جزء أو جزئية من الاختلاف الذي يجب حسمه بكتاب الله عز وجل
والصحابة رضي الله عنهم كان يحصل بينهم خلاف لكن سرعان ما يرجعون إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فينتهي اختلافهم ......
" إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " النور ....
فلا يسع المؤمنين أن يبقوا على اختلافهم في جميع الاختلافات لا في الأصول ولا في الفروع كلها تحسم بالكتاب والسنة وإذا لم يتبين الدليل مع أحد المجتهدين وصار لا مرجح لقول أحدهم على الآخر ففي هذه الحالة لا ينكر من أخذ بقول إمام معين ومن ثم قال العلماء لا إنكار في مسائل الاجتهاد أي المسائل التي لم يظهر الدليل فيها مع أحد الطرفين ......
قوله: " وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه .. "
قال تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) الشورى
أي لا يصير كل واحد له دين لأن الدين واحد ليس فيه تفرق
قوله: " ويزيده وضوحًا ما وردت به السنة .. "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/24)
نعم ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم من الأحاديث ما يحث على الاجتماع وينهى عن التفرق والاختلاف مثل حديث: فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
قوله: " ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه .. "
صار الأمر مع السلف عند المتأخرين أن الاختلاف في الأصول والفروع هو الفقه مع أن الواجب العكس أن الاجتماع هو الفقه في الدين
هم يقولون إن التفرق وإعطاء الحرية للناس وعدم الحجر عليهم هذا هو الفقه
ونحن نقول الفقه هو الاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وبعضهم يقول هذا سعة من سعة الإسلام أنه إذا حرم علينا أحد شيئا نجد من يفتي بحله
اتخذوا الناس هم المشرعين فعلى رأي هؤلاء إذا قال فلان هذا حلال صار حلالا لنا ولو كان حراما في كتاب الله وسنة رسوله
فنقول نرجع إلى كتاب الله فمن شهد له بالحق أخذنا به ومن شهد عليه بالخطأ تركناه , هذا هو الواجب. اهـ
وملخص الكلام:
أن من قال بأن اختلاف العلماء رحمة فقوله مردود عليه إذ أن كل اختلاف صغيرا كان أم كبيرا في أصل أو في فرع فإنه يحسم بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فمن كان معه الدليل أخذنا بقوله وإلا فنتركه ونأخذ بما وافق الدليل
وهذا الاختلاف يكون في أمور يسوغ فيها الاجتهاد فليس من العقل أن يأتي أحد فيجتهد في حكم واضح البيان في الكتاب أو السنة كمن يجتهد في حكم الموسيقى ويحاول إيجاد أسباب ومسوغات لتحليلها للناس كقوله سبيل للدعوة أو غيرها – ونحن لا ندعوا إلى الله بمعصية - ولسنا هنا بصدد التكلم عن حكمها أو الاستفاضة فيه
ولكن الناس يظنون أن الحرام إذا سُوّغ له سبب صار حلالا كمن تنمص تزينا لزوجها أو لمجرد أنها تراه ثخينا وحكم النمص ظاهر واضح جلي في حديث رسول الله وفاعلته ملعونة
ولكن ظهر علينا من يقول يجوز إذا كان تزينا للزوج أو إذا كان كثيرا أو إذا كان للتنظيف فتأخذ القليل فقط أو أو أو
حتى صار حاجب المرأة أرق من الشعرة وتتعنت وتقول (هذا تنظيف فقط والعلماء قالوا ومنهم من أحل ومنهم من قال ومنهم ومنهم .. )
والله لا أدري ما هو التنظيف الذي يجعل الحاجب مثل الشعرة وإلى الله المشتكى
ولا أدري ما هذه الأقوال والاجتهادات التي لا تمت للاجتهاد الشرعي بصلة
وأما ما يسوّغ فيه الاجتهاد أي حين لا يكون هناك دليل واضح على الشيء بحيث إذا عدنا للكتاب والسنة لم يبدو لنا رجحان قول على قول أو بمعنى آخر لم نجد دليلا ينفي قولا أو يؤيد قولا - إن صح التعبير - فإن بعضنا لا ينكر على بعض في الأخذ بشيء منه كما فعل الصحابة في فهم حديث لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة فمنهم من فهمه على أنه أمر فعلي عليهم أن يقوموا به ومنهم من فهمه على أنه الحث على التعجيل والإسراع في الوصول وكلا الفريقين لم ينكر على الأخر.
فالواجب على المسلم أن يتبع الدليل حيث هو ونضيف من الكلام فنقول بما قال الإمام الشافعي في كتاب "الأم " - وحق لكلامه أن يسطر بماء الذهب:
" مَا كَانَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ مَوْجُودَيْنِ فَالْعُذْرُ عَلَى مَنْ سَمِعَهُمَا مَقْطُوعٌ إلَّا بِاتِّبَاعِهِمَا، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ صِرْنَا إلَى أَقَأوِيلِ أَصْحَابِ الرَّسُولِ أَوْ وَاحِدِهِمْ، وَكَانَ قَوْلُ الْأَئِمَّةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ - أَحَبَّ إلَيْنَا إذَا صِرْنَا إلَى التَّقْلِيدِ، وَلَكِنْ إذَا لَمْ نَجِدْ دَلَالَةً فِي الِاخْتِلَافِ تَدُلُّ عَلَى أَقْرَبِ الِاخْتِلَافِ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَنَتَّبِعُ الْقَوْلَ الَّذِي مَعَهُ الدَّلَالَةُ، لِأَنَّ قَوْلَ الْإِمَامِ مَشْهُورٌ فَإِنَّهُ يَلْزَمُ النَّاسَ وَمِنْ لَزِمَ قَوْلُهُ النَّاسَ كَانَ أَظْهَرُ مِمَّنْ يُفْتِي الرَّجُلَ وَالنَّفَرَ، وَقَدْ يَأْخُذُ بِفُتْيَاهُ وَقَدْ يَدَعُهَا، وَأَكْثَرُ الْمُفْتِينَ يُفْتُونَ الْخَاصَّةَ فِي بُيُوتِهِمْ وَمَجَالِسِهِمْ، وَلَا يَعْنِي الْخَاصَّةَ بِمَا قَالُوا: عِنَايَتُهُمْ بِمَا قَالَ الْإِمَامُ. ثُمَّ قَالَ: فَإِذَا لَمْ يُوجَدْ عَنْ الْأَئِمَّةِ فَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدِّينِ فِي مَوْضِعِ الْأَمَانَةِ أَخَذْنَا بِقَوْلِهِمْ، وَكَانَ اتِّبَاعُهُمْ أَوْلَى بِنَا مِنْ اتِّبَاعِ مَنْ بَعْدِهِمْ "
وبقوله رحمه الله نختم وسدد الله خطانا وخطاكم
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:25 ص]ـ
الأخ أبي فهر:
ما سقتَه:
وَصَنَّفَ رَجُلٌ كِتَابًا فِي الِاخْتِلَافِ فَقَال أَحْمَدُ: لَا تُسَمِّه «كِتَابَ الِاخْتِلَافِ» وَلَكِنْ سَمِّه «كِتَابَ السعة)).
هل تعلم لها إسنادا إلى أحمد؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:49 ص]ـ
في ترجمة إسحق بن بهلول تلميذ الإمام، كما في طبقات الحنابلة 1/ 110، جزما بلا إسناد ..
ويذكره شيخ الإسلام وغيره استئناسا بلا نكير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/25)
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:54 ص]ـ
أين الإسناد؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:15 ص]ـ
في ترجمة إسحق بن بهلول تلميذ الإمام، كما في طبقات الحنابلة 1/ 110، جزما بلا إسناد ..
ويذكره شيخ الإسلام وغيره استئناسا بلا نكير.
.....
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:25 ص]ـ
ما من أحد كائنا من كان إلا وجب عليه أن يُسنِدَ في ما ينقله
فلا يُهَوِّلَنَّ أحدٌ على أحدٍ بأحد!
فإن كنت لا تعلم له إسنادا فلا حرج ..
ربما يجيب غيرك
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:27 ص]ـ
كمان مرة
في ترجمة إسحق بن بهلول تلميذ الإمام، كما في طبقات الحنابلة 1/ 110، جزما بلا إسناد ..
ويذكره شيخ الإسلام وغيره استئناسا بلا نكير.
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:31 ص]ـ
أنت و ما شئت َ!
لعل غيرك يجيب!
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:41 ص]ـ
القائل "الاختلاف ليس رحمة الاختلاف عذاب"
او " الخلاف شر كله"
هذا الكلام يخالف ما قرره فقهاءُ المذاهب وعلماء الأصول
وجزي الله أبا فهر خيرا
علي ما سطرت يده
وقد قال شيخ الإسلام الإمام العلامة الفقيه الكبير ابن قدامة رحمه الله في لمعة الإعتقاد
"وأما بالنسبة إلي إمام في فروع الدين كالطوائف الأربع فليس بمذموم
فإن الاختلاف في الفروع رحمة والمختلفون فيه محمودون في اختلافهم
مثابون في اجتهادهم واختلافهم رحمة واسعة
واتفاقهم حجة قاطعة " انتهي
وكل من يكتب في هذا الموضوع تمعن ما كتبه الفاضل أبو فهر
فقد لخص الموضوع
وحرر فيه ..........
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:48 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[14 - 10 - 10, 07:15 م]ـ
كلام رب العزة أحب إلينا مما سواه
وكما قال الشافعي: مادام الكتاب والسنة موجودين فالعذر على من سمعهما مقطوع إلا بهما
وقوله: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} قال مجاهد وغير واحد من السلف: أي: إلى كتاب الله وسنة رسوله.
وهذا أمر من الله، عز وجل، بأن كل شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى الكتاب والسنة، كما قال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشورى:10] فما حكم به كتاب الله وسنة رسوله وشهدا له بالصحة فهو الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال، ولهذا قال تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} أي: ردوا الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله، فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}
فدل على أن من لم يتحاكم في مجال النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك، فليس مؤمنا بالله ولا باليوم الآخر.
وقوله: {ذَلِكَ خَيْرٌ} أي: التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله. والرجوع في فصل النزاع إليهما خير {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} أي: وأحسن عاقبة ومآلا كما قاله السدي وغير واحد. وقال مجاهد: وأحسن جزاء. وهو قريب. اهـ
تفسير ابن كثير
ثم يا إخوان نحن فرقنا بين ما يسوغ فيه الاجتهاد وبين ما لا يسوغ فيه الاجتهاد
وبين اختلاف التنوع واختلاف التضاد
ولو قلنا بكلام من دعى للاختلاف في الفروع فإذن النمص حلال بالاجتهاد والموسيقى حلال بالاجتهاد والمشروبات التي يسكر كثيرها حلال بالاجتهاد
وأذكر مرة أن الدكتور صالح الرقب - أستاذ في كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة
كان يتكلم عن حكم الموسيقى وحرمتها والأدلة على ذلك
فصاروا يقولون أن اختلاف العلماء رحمة وأن الاجتهاد له دور وأن اختلاف الزمان والمكان يجعل الحكم مختلفا!
فرد الشيخ عليهم وقال إذا كان صيام رمضان على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين يوما فهل يتغير الحكم اليوم؟
فقلت: نصوم نصفه بالاجتهاد - هازئةً بمن ادعى اختلاف الحكم باختلاف الزمان
الشاهد من القصة: ما ثبت نصه صريحا في الكتاب أو السنة فلا مسوغ للاجتهاد فيه ولو بعد ألف عام أصلا كان أو فرعا , ومن قال فيه خلاف ما في الكتاب والسنة فكلامه مردود عليه أيا كان
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[16 - 10 - 10, 03:08 ص]ـ
الأخ أبي فهر
اشتهر عن أحمد رحمه الله أنه كان لا يرى التصنيف و وضع الكتب؛
فهلا نقلت إسنادا لما سقتَه عنه(133/26)
من الذي أصابته الفتنة؟
ـ[سامي الواكد]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد:
إن الكثير قد يفتن في دينه وهو لا يشعر وهذا هو الخطر الكبير، قال تعالى (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا) وقد كان من أكثر الصحابة علما بالفتن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما حيث كان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشر والفتن كثيرا، فلنقف في هذه العجالة مع أثر عظيم عنه رضي الله عنه،
قال الحاكم في المستدرك:
8443 أخبرنا أبو عبد الله الصفار ثنا محمد بن إبراهيم بن أرومة ثنا الحسين بن حفص ثنا سفيان عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عمار عن حذيفة رضي الله عنه قال إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا فلينظر فإن كان رأى حلالا ما كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة وإن كان يرى حراما ما كان يراه حلالا فقد أصابته، هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، قال الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم،،
وجاء في مصنف ابن أبي شيبة
37343 حدثنا محمد بن عبيد عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عمار قال قال حذيفة إن الفتنة لتعرض على القلوب فأي قلب أشربها نقط على قلبه نقط سود وأي قلب أنكرها نقط على قلبه نقطة بيضاء فمن أحب منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا فلينظر فإن رأى حراما ما كان يراه حلالا أو يرى حلالا ما كان يراه حراما فقد أصابته،
فالله المستعان كيف أصبح الكثير من المسلمين يحرم ويجرم ما كان يراه حلالا بل ما كان يراه مشروعا وواجبا، وأصبح الكثير يحلل ما كان يراه حراما و باطلا، بل أصبح ينادي به ولم يقف عند كونه حلالا،
فإنا لله وإنا إليه راجعون ونعوذ بالله العظيم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، فليراجع كل منا نفسه وليعرضها على الكتاب والسنة فإن في موافقتهما الحق والرشاد وفي مخالفتهما الباطل والضلال،
وإني أدعو نفسي وكل إخواني إلى العودة الصادقة إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وألا نقلد ديننا الرجال فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة،
قال تعالى (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا)، وقال تعالى (ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} سبأ 31 - 32 - 33
وقد جاء في الموطأ و مصنف عبدالرزاق وغيرهما عن أبي عبد الله الصنابحي أنه صلى وراء أبي بكر المغرب وقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورتين من قصار المفصل ثم قرأ في الثالثة قال فدنوت منه حتى أن ثيابي لتكاد أن تمس ثيابه فسمعته قرأ بأم القرآن وهذه الآية ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (آل عمران 8)، وقد استحب قراءتها الإمام أحمد رحمه الله في رواية عنه،
والله أعلم
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:39 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا سامي نصيحة موفّقة ..
استفسار: هل أنت الشيخ سامي البقعاوي ..
ـ[سامي الواكد]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:00 م]ـ
حياك الله أخي الكريم أبا راكان
نعم أنا أخوك سامي الواكد (البقعاوي) هذه نسبة لبقعاء محافظة من محافظات منطقة حائل، وأما العائلة فهي الواكد نسبة للجد واكد رحمه الله
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[15 - 10 - 10, 07:49 ص]ـ
حياكم الله شيخنا الكريم ونفع الله بكم وبعلمكم ..
الملتقى بحاجة إلى أمثالكم وننتظر منكم المزيد زادكم الله علماً وعملاً ..(133/27)
نصائح غالية جدا من العلاَّمة الألباني لِمَنْ يكتُبُ في التَّصحيح والتَّضعيف
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:07 م]ـ
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أنَّ محمدا رسول الله،
وبعد،
نصائح العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ، يقدِّمهما لطلبة العلم المشتغلين بالحديث النبوي، سيَّما من يكتب في مجال التصحيح والتضعيف، وقد كنت نقلتهما في بعض التعقبات، ثم ظهر لي أن أنشرهما في موضوع مستقل لتعم الفائدة، ولمسيس الحاجة.
والله الموفق.
النصيحة الأولى:-
قال العلامة الألباني: في مقدمة "السلسلة الضعيفة" (4/ 8):
((أَنْصَحُ لِكُلِّ مَنْ يكتُبُ في مجال التَّصحيح والتَّضعيف أنْ يَتَّئِدَ، ولا يسْتَعْجِلَ في إصْدَارِ أحكامه على الأحاديث؛ إلاَّ بعدَ أنْ يَمْضِيَ عليه دَهْرٌ طويلٌ في دراسة هذا العلم؛ في أُصوله، وتَرَاجِم رِجاله، ومعرِفَةِ عِلَلِه؛ حتَّى يَشْعُرَ مِنْ نفسِهِ أنَّه تمكَّنَ من ذلك كُلِّهِ؛ نَظَراً وتطبيقاً، بحيْثُ يجَدُ أنَّ تحقيقَاتِهِ - ولو على الغالب - توافِقُ تحقيقاتِ الحُفَّاظِ المبرِّزِين في هذا العلم؛ كالذهبي، والزيلعي، والعسقلاني، وغيرهم.
أنصحُ بهذا لكل إخواننا المشتغلين بهذا العلم، حتَّى لا يقعوا في مخالفة قول الله تبارك وتعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً).
ولكي لا يَصْدُقَ عليهم المثل المعروف: «تَزَبَّبَ قبلَ أنْ يَتَحَصْرَمَ»!
ولا يصيبُهُم ما جاء في بعضِ الحِكَمِ: «مَنِ استعجلَ الشَّيْءَ قَبْلَ أوانِهِ؛ ابْتُليَ بِحِرْمَانِه».
ذاكراً مع هذا ما صح من قول بعض السلف: «ليس أحَدٌ بَعْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ إلاَّ ويُؤخذُ من قوله وُيترك إلاَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم»)).
- النصيحة الثانية
2 - وقال أيضا في المصدر السابق (11/ 697):
((ولهذا أنْصَحُ دائماً إخوانَنَا النَّاشئين في هذا العلم أنْ لا يتسرَّعُوا بنشْرِ ما يُخَرِِّجُونَهُ أو يُحَقِّقُونَه، وإنمَّا يحتفظون بذلك لأنْفُسِهِم إلى أنْ يَنْضُجُوا فيه.
والحقُّ والحقَّ أقولُ: إنَّ من فِتَنِ هذا الزَّمان حُبُّ الظُّهور، وحَشْرُ النَّفْسِ في زُمْرَةِ المؤلِّفين، وخاصَّة في علم الحديث الذي عرَفَ النَّاسُ قَدْرَهُ أخِيراً بعد أنْ أهمَلُوه قُروناً؛ ولكنَّهم لم يَقْدُرُوه حَقَّ قَدْرِهِ، وتوهَّمُوا أنَّ المرءَ بمجُرَّد أنْ يُحْسِنَ الرُّجُوعَ إلى بعض المصادر من مصادره والنَّقْلَ منها؛ صارَ بإمْكَانِه أنْ يُعَلِّق وأنْ يُؤَلِّفَ!
نسألُ اللهَ السلامةَ من العُجْبِ والغُرُور!!)).
النصيحة الثالثة:
قال الشيخ الألباني في نهاية المجلد الثاني من "السلسلة الصحيحة" قسم الاستدراكات:
((هذا؛ وبمناسبة ما ابْتُلِينَا به من كثرة الشَّبَاب ـ وغيرهم ـ الَّذين يكتبون في هذا العلم، وهُم عنه غُرَبَاءُ مُفْلِسُون ـ كما يَقْطَعُ بذلك كل منصف وقف على النماذج الكثيرة من الأوهام، بل والجهالات المتقَدِّمَة على هذه الاستدراكات، وفي المقدمة أيضا في هذا المجلد وغيره ـ؛ فإنِّي أرى لِزَامًا عَلَيَّ أنْ أُذَكِّرَ و (الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) فأقول:
إنِّي أنصحُ أولئك الكاتبين والنَّاقدين، ألاَّ يتسرَّعُوا بالكتابة ـ إنْ كانوا مُخْلِصين ـ لمُجَرَّد أنَّهم ظنُّوا أنَّهُم أهلٌ لذلك، بَلْ علَيْهِم أنْ يتريَّثُوا، ويتَمَرَّسُوا فيه زَمَنًا طويلا، حتَّى يَشْعُروا في قَرَارَة أنْفُسِهِم أنَّهُم صَارُوا عُلَمَاءَ فيه، وذلك بأَنْ يُقَابِلُوا نَتَائِجَ كِتَابَاتِهِم وتَحْقِيقَاتِهِم بِأَحْكَامِ مَنْ سَبَقَنَا من الحُفَّاظ والنُّقَّاد في هذا العِلْمِ، فإذا غَلَبَ عليها مُوَافَقَتُهُم؛ كان ذلك مُؤَشِّرًا على أنَّهم قد سَلَكُوا سَبِيلَ المعرفة بهذا العلم.
هذا أوَّلاً.
وثانيا: أنْ يَشْهَدَ لهُم بذلك بعْضُ أهْلِ العِلْمِ الصَّالحين المُعًاصِرين، بَعْدَ أنْ يَطَّلِعُوا على شَيْء ٍمِنْ كِتَابَاتِهم وتحقيقاتهم، ذاكرين نصيحة الشاطبي المتقدمة (ص 713) فإنَّها صريحةٌ في أنَّه من اتِّبَاعِ الهَوَى أنْ يَشْهَدَ المَرْءُ لِنَفْسِه بأنَّه عَالِمٌ!
وأنا ُأَقِّرُب هذا لِكُلِّ مُخْلِصٍ من طُلاَّبِ العِلْمِ بِلَفْتِ نَظَرِهِ إلى مثل قوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)؛ فإنَّه يَدُلُّ بِفَحْوَى الخِطَاب على أنَّ المجتمعَ الإسلاميَّ مِنْ حَيْثُ العِلْمُ والجَهْلُ قسمان:
- أهْلُ الذِّكْرِ، وهم العلماء بالقرآن والسنة، وهم الأقَلُّون.
- والذين لا يعلمون، وهم الأكثرون، بنصِّ القرآن، وحُكْمِ المُشَاهدة، والواقع.
فإذا عُلِمَ هذا، فَلْيَنْظُرْ أولئك المُشَارُ إليهم: هل هم من الأقَلِّين، أم مِنَ الأكْثَرين؟
وحِينئذٍ عَلَيْهِم أنْ يَعُودوا إلى رُشْدِهم، ويَتُوبوا إلى ربِّهِم مِنْ حَشْرِهِمْ أنْفُسَهُمْ في زُمْرَةِ أهْلِ الذِّكْرِ.
فإذا بدا لهم أنَّهم من هؤلاء، فعَلَيْهِم أنْ يَحْتَاطوا لِدِينِهِم، وأنْ يَسْأَلُوا أهْلَ الذِّكْرِ حَقًّا، فَإِنْ شَهِدُوا لَهُمْ بذلك؛ حَمِدُوا اللهَ، وسَأَلُوه المَزِيدَ مِنْ عِلْمِه؛ وإلاَّ فَهُمْ مِن المَغْرُورِين المُعْجَبِين بِأَنْفُسِهِم، الهَالِكِينَ بِشَهَادة نبيهم صلى الله عليه وسلم القائل: «ثَلاَثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ»، وهو القائل: «لَوْ لَمِْ تُذْنِبُوا لَخِفْتُ عَلَيْكُمْ ما هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ: العُجْبُ، العُجْبُ»!!
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).)) اهـ(133/28)
الوضوء من الضحك أو القهقهة
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:09 م]ـ
احبتي
أحيانا تتضارب المسائل من حيث الاشتهار والندرة؛ فقد تكون المسألة مشتهرة وهي ذاتها نادرة كمسألة الوضوء من الضحك
هل هي من المسائل المشتهرة؟
وما اعتبار الشهرة؟
وما الذي يقاس على هذه المسألة
وهل لها ثمرة خلاف.
من لديه نبع من العلم لعله أن يسقى ضامئ
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:39 م]ـ
مسألة نقض الوضوء بالضحك الخفيف لا أعلم أحدا قال به؛ وأما الضحك المسموع والمسمى بالقهقهة فقد اختلف فيه أهل العلم؛ فجمهور العلماء لا يرى نقض الوضوء به؛ ومذهب الحنفية نقض الوضوء به إذا كانت القهقهة في الصلاة.
ولا تنس أن القاعدة التي ذكرت في موضوع سابق أنها مطردة؛ أعني أنه يستحب عند الجميع الوضوء منها خروجا من خلاف العلماء.
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:58 م]ـ
قلت بارك الله فيك:
ولا تنس أن القاعدة التي ذكرت في موضوع سابق أنها مطردة؛ أعني أنه يستحب عند الجميع الوضوء منها خروجا من خلاف العلماء.
وهل هذا الخلاف معتبر وعليه الدليل؟
للاستفادة لانك قلت يستحب عند جميع العلماء
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 12:42 ص]ـ
لا يحكم على انتقاض الوضوء إلا بدليل شرعي .. عليك بالدليل فالعبرة به وإليه المنتهى ..
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[14 - 10 - 10, 01:35 ص]ـ
لا يحكم على انتقاض الوضوء إلا بدليل شرعي .. عليك بالدليل فالعبرة به وإليه المنتهى ..
أحسنت بارك الله فيك
ـ[أبو اسحاق المنياوي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:52 ص]ـ
هذه مشاركة مني في هذه المسألة نقلتها من (كتاب كشف الغوامض في أحكام الوضوء والنواقض) للشيخ أبي اسحاق الدمياطي.
قال:-
سادسًا: القهقهة في الصلاة:
أولًا:
= قال الإمام النووي: في «المجموع» (2/ 61): «وأجمعوا أن الضحك إذا لم يكن فيه قهقهة لا يبطل الوضوء، وعلى أن القهقهة خارج الصلاة لا تنقض الوضوء».
ثانيًا:
اختلف العلماء في الضحك في الصلاة ـ إن كان بقهقهة ـ.
فذهب جمهور العلماء إلى أنه لا ينقض، وهو قول مالك، والشافعي وأحمد.
= قال النووي: «وبه قال ابن مسعود، وجابر، وأبو موسى الأشعري، وهو قول جمهور التابعين فمن بعدهم، وروى البيهقي عن أبي الزناد قال: «أدركت من فقهائنا الذين ينتهى إلى قولهم ـ سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وأبا بكر بن عبدالرَّحمن، وخارجه بن زيد بن ثابت، وعبيد اللَّه بن عبداللَّه بن عقبة، وسليمان بن يسار، ومشيخةٍ جِلَّةٍ سواهم ـ، يقولون: الضحك في الصلاة ينقضها ولا ينقض الوضوء».
قال البيهقي: وروينا نحوه عن عطاء، والشعبي، والزهري، وحكاه أصحابنا عن مكحول، ومالك، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثور، وداود».
القول الثاني: قول أبي حنيفة أن القهقهة في الصلاة تنقض الوضوء، وروي ذلك عن الحسن، والنخعي، والثوري.
واحتج للقائلين بالنقض في الصلاة:
بما رواه أبو العالية أن رسول اللَّه @ كان يُصلِّي، فجاء ضرير، فتردى في بئر، فضحك طوائف، فأمر @ الذين ضحكوا أن يعيدوا الوضوء والصلاة.
وعن عمران بن حصين، عن النبي @: «الضحك في الصلاة قرقرةً، يُبطل الصلاة والوضوء».
ولأنها عبادة يبطلها الحدث، فأبطلها الضحك ـ كالصلاة ـ.
وأجاب الجمهور:
أولًا: بضعف الأحاديث الواردة في الضحك في الصلاة.
= قال الحافظ ابن حجر في «التلخيص الحبير» (1/ 115): «قال ابن الجوزي: قال أحمد: ليس في الضحك حديث صحيح. وكذا قال الذهلي: لم يثبت عن النبي @ في الضحك في الصلاة خبر.
وروى ابن عدي عن أحمد بن حنبل قال: ليس في الضحك حديث صحيح».
وحديث الأعمى الذي وقع في البئر مداره على أبي العالية، وقد اضطرب عليه فيه، وقد استوفى البيهقي الكلام عليه في «الخلافيات»، وجمع أبو يعلى الخليلي طرقه في جزء مفرد.
= وفي «المجموع» (2/ 61)، قال النووي: «وأما ما نقوله عن أبي العالية ورفقته وعن عمران وغير ذلك مما رووه، فكلها ضعيفة واهية باتفاق أهل الحديث، قالوا: ولم يصح في هذه المسألة حديث.
وقد بين البيهقي وغيره وجوه ضعفها بيانًا شافيًا، فلا حاجة إلى الإفاضة بتفصيله مع الاتفاق على ضعفها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/29)
وأما قياسهم، فلا يصح، لأن الأحداث لا تثبت قياسًا، لأنها غير معقولة العلة ـ كما سبق ـ، ولو صح لكن منتقضًا بغسل الجنابة، فإنه يبطله خروج المني، ولا يبطله الضحك في الصلاة بالإجماع.
قال ابن المنذر ـ بعد أن ذكر اختلف العلماء فيه: وبقول من قال: «لا وضوء»، نقول؛ لأنا لا نعلم لمن أوجب الوضوء حجة. قال: والقذف في الصلاة عند من خالفنا لا يوجب الوضوء، فالضحك أولى، واللَّهُ أعلم».
= وقال أبو بكر بن المنذر في «الأوسط» (1/ 228): «إذا تطهر المرء، فهو على طهارته، ولا يجوز نقض طهارة مجمع عليها إلَّا بسنةٍ أو إجماع، ولا حجة مع من نقض طهارته لمَّا ضحك في الصلاة، وحديث أبي العالية مرسل، والمرسل من الحديث لا تقوم به الحجة، وإذا كانت الأحداث التي لا اختلاف فيها مثل الغائط والبول والنوم وخروج المذي والريح تنقض الطهارة في الصلاة وفي غير الصلاة، فالضحك لا يخول في نفسه أن يكون حدثًا كسائر الأحداث، فاللازم لمن جعل ذلك حدثًا أن ينقض طهارة المرء إذا ضحك في الصلاة أو في غير الصلاة، أو لا يكون حدثًا، فغير جائز إيجاب الطهارة منه، فأما أن يجعله مرة حدثًا ومرة ليس بحدث، فذلك تحكم من فاعله، ومن قول أصحاب الرأي أن المحدث في صلاته يتوضأ ويبني عليها ولا تفسد صلاته، ومن تكلم في الصلاة بطلت صلاته وعليه أن يستأنفها.
وأوجبوا على الضاحك في الصلاة حكمًا ثالثًا، جعلوا عليه إعادة الوضوء، وإعادة الصلاة، فلا هم جعلوه كحكم الذي هو به أشبه، ولا كحكم سائر الأحداث التي من أصاب ذلك بنى إذا تطهر على صلاته، وقالوا: إذا جلس في آخر صلاته مقدار التشهد قبل أن يسلم ثم ضحك من قبل أن يسلم، فقد تمت صلاته هذه، وعليه أن يتوضأ لصلاة أخرى، وليس يخلو الضاحك في هذه الحال أن يكون في صلاته، فعليه أن يعيدها أو لا يكون في صلاة، فلا وضوء عليه في مذهبهم، فأما أن يكون في صلاة وعليه أن يتوضأ، وليس في صلاة لأنه لا إعادة عليه، فهذا غير معقول، وقد أجمع أهل العلم على أن من قذف في صلاته، فلا وضوء عليه، فجعلوا حكم الضحك أعظم من حكم القذف، ولا يجوز أن يوصف أصحاب رسول اللَّه @ ـ الذين وصفهم اللَّهُ بالرحمة في كتابه، فقال: ?? ??? [الفتح: 29]، وخبر النبي بأن «خير الناس القرن الذي هو فيهم» ـ بأنهم ضحكوا بين يدي اللَّه تعالى خلف رسول اللَّه @ في صلاتهم، ولو وصفوهم بضد ما وصفوهم به، كان أولى بهم، واللَّهُ أعلم» اه.
أقول: وما ذهب إليه الجمهور ـ وهو أن الضحك لا ينقض الوضوء ـ هو الراجح، واللَّهُ أعلم.
* * *
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 04:25 ص]ـ
يا اخي هذه مسألة من المسائل التي تعاب على الحنفية واستندوا فيها إلى حديث لا يثبت
والخلاف غير معتبر فيها ولا يجوز لأحد عرف ان هذا خلاف الحق ان يتبعه، فكيف نقول أنه خلاف معتبر،
أخيرا قولهم توضأ خروجا من الخلاف ليس بصحيح لأنه ليس خلاف قوي يصعب فيه معرفة الحق بحيث نقول احتط وتوضأ.
قال ابن رشد: _ في بداية المجتهد
شذ أبو حنيفة فأوجب الوضوء من الضحك في الصلاة لمرسل أبي العالية، وهو أن قوما ضحكوا في الصلاة فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعادة الوضوء والصلاة. ورد الجمهور هذا الحديث لكونه مرسلا ولمخالفته للأصول، وهو أن يكون شيء ما ينقض الطهارة في الصلاة ولا ينقضها في غير الصلاة.
قال العلاّمة الألباني:-
قلت: وللحديث طرق كثيرة أخرى وكلها معلولة ليس فيها ما يحتج به , وقد ساقها الدارقطنى فى سننه (59 ـ 64) والزيلعى فى " نصب الراية لأحاديث الهداية " (1/ 47 ـ 54) وبينا عللها
الإرواء:- وفى " التلخيص " لابن حجر (ص 42): " وروى ابن عدى عن أحمد بن حنبل قال: ليس فى الضحك حديث صحيح , وحديث الأعمى الذى وقع فى البئر مداره على أبى العالية وقد اضطرب عليه فيه.
(فائدة) روى ابن عدي في ترجمة الحسن بن زياد اللؤلؤي (ق 89/ 1 - 2) بسند صحيح عن الشافعي قال: (قال لي الفضل بن الربيع: أنا اشتهي أن أسمع مناظرتك مع اللؤلؤي قال: فقلت له: ليس هناك قال: فقال: أنا أشتهي ذلك قال: فقلت له: متى شئت قال: فأرسل إلي فحضرني رجل ممن كان يقول بقولهم ثم رجع إلى قولي فاستتبعته وأرسل إلى اللؤلؤي فجاء فأتينا بالطعام فكألنا ولم يأكل اللؤلوي فلما غسلنا أيدينا قال له الرجل الذي كان معي: ما تقول في رجل قذف محصنة في الصلاة؟ قال: بطلت صلاته قال: فما بال الطهارة؟ قال: بحالها قال: فقال له: فما تقول فيمن ضحك في الصلاة؟ قال بطلت صلاته وطهارته قال: فقال له: فقذف المحصنات أيسر من الضحك في الصلاة؟! قال: فأخذ اللؤلؤي نعله وقام: قال: فقلت للفضل: قد قلت لك انه ليس هناك! أهـ (الإرواء)
قال صاحب المجموع: وأجمعوا أن الضحك إذا لم يكن فيه قهقهة لا يبطل الوضوء، وعلى أن القهقهة خارج الصلاة لا تنقض الوضوء. واحتج للقائلين بالنقض في الصلاة بما روى عن أبي العالية والحسن البصري ومعبد الجهني وإبراهيم النخعي والزهري: أن رجلا أعمى جاء والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فتردى بماء في بئر فضحك طوائف من الصحابة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من ضحك أن يعيد الوضوء والصلاة. وعن عمران بن الحصين عن النبي صلى الله عليه وسلم الضحك في الصلاة قرقرة تبطل الصلاة والوضوء ولأنها عبادة يبطلها الحدث فأبطلها الضحك كالصلاة واحتج أصحابنا بحديث جابر المذكور في الكتاب وقد بيناه، وبأن الضحك لو كان ناقضا لنقض في الصلاة وغيرها كالحدث، لأنها صلاة شرعية فلم ينقض الضحك فيها الوضوء، كصلاة الجنازة فقد وافقوا عليها. وذكر الأصحاب أقيسة كثيرة ومعاني، والمعتمد أن الطهارة صحيحة ونواقض الوضوء محصورة، فمن ادعى زيادة فليثبتها ولم يثبت في النقض بالضحك شيء أصلا. وأما ما نقلوه عن أبي العالية ورفقته وعن عمران وغير ذلك مما رووه فكلها ضعيفة واهية بإتفاق أهل الحديث. قالوا: ولم يصح في هذه المسألة حديث. وقد بين البيهقي وغيره وجوه ضعفها بيانا شافيا، فلا حاجة إلى الإطالة بتفصيله مع الإتفاق على ضعفها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/30)
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:15 م]ـ
قلت بارك الله فيك:
وهل هذا الخلاف معتبر وعليه الدليل؟
للاستفادة لانك قلت يستحب عند جميع العلماء
اعتبار هذا الخلاف محل خلاف، وأرجح القولين فيه أنه غير معتبر؛ والقاعدة عامة في كل خلاف، وهي من باب الورع لا من باب التشريع؛ وقد وضحت ذلك في مشاركة سابقة في موضوع آخر للأخ ابن العنبر.
ولا ألومك على هذا التساؤل فهو وجيه؛ ولكن فاتك بعض ما في القصعة؛ ولو حضرته لتبين لك ما أعنيه.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[15 - 10 - 10, 02:16 ص]ـ
هذه مشاركة مني في هذه المسألة نقلتها من (كتاب كشف الغوامض في أحكام الوضوء والنواقض) للشيخ أبي اسحاق الدمياطي.
* * *
جزاك الله خير
وأما قياسهم، فلا يصح، لأن الأحداث لا تثبت قياسًا، لأنها غير معقولة العلة ـ كما سبق ـ، ولو صح لكن منتقضًا بغسل الجنابة، فإنه يبطله خروج المني، ولا يبطله الضحك في الصلاة بالإجماع.
* * *
جميل هذا القياس هل غي رالشيخ أبي اسحاق الدمياطي أورده
وقد أجمع أهل العلم على أن من قذف في صلاته، فلا وضوء عليه، فجعلوا حكم الضحك أعظم من حكم القذف،
هل لهذا أحد قال بهذا الاجماع - عفا الله عنا وعنك -؟
* * *
أليست هذه شبية بقضصة الشافعي مع الحسن بن زياد
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[15 - 10 - 10, 02:25 ص]ـ
يا اخي هذه مسألة من المسائل التي تعاب على الحنفية واستندوا فيها إلى حديث لا يثبت
والخلاف غير معتبر فيها ولا يجوز لأحد عرف ان هذا خلاف الحق ان يتبعه، فكيف نقول أنه خلاف معتبر،.
جزاك الله خير
فهل الاعتبار في الخلاف الشهرة أم الدليل.
الذي فهمته منك بأن الاعتبار الدليل ومصداقا لهذا ما نقلته من اجماع وقول ابن رشد:
أخيرا قولهم توضأ خروجا من الخلاف ليس بصحيح لأنه ليس خلاف قوي يصعب فيه معرفة الحق بحيث نقول احتط وتوضأ.
قال ابن رشد: _ في بداية المجتهد
شذ أبو حنيفة فأوجب الوضوء من الضحك في الصلاة لمرسل أبي العالية، وهو أن قوما ضحكوا في الصلاة فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بإعادة الوضوء والصلاة. ورد الجمهور هذا الحديث لكونه مرسلا ولمخالفته للأصول، وهو أن يكون شيء ما ينقض الطهارة في الصلاة ولا ينقضها في غير الصلاة. .
جميل بل ورائع نقلك عن ابن رشد
و سؤالي يا شيخ ابا المنذر هل احد قال بان هذه المسألة شاذة غير ابن رشد.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[15 - 10 - 10, 02:30 ص]ـ
مسألة نقض الوضوء بالضحك الخفيف لا أعلم أحدا قال به؛ وأما الضحك المسموع والمسمى بالقهقهة.
عفا الله عنك هل تقصد الابتسامة في الصلاة, وهل هي محل اجماع
ولا تنس أن القاعدة التي ذكرت في موضوع سابق أنها مطردة؛ أعني أنه يستحب عند الجميع الوضوء منها خروجا من خلاف العلماء.
اي قاعدة - غفر الله للجميع -
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[15 - 10 - 10, 03:43 م]ـ
عفا الله عنك هل تقصد الابتسامة في الصلاة, وهل هي محل اجماع
اي قاعدة - غفر الله للجميع -
أين قلت لك إن الابتسامة محل إجماع؛ الذي قلت إن الضحك الذي لا يصل حد القهقهة لا أعلم أجدا قال إنه ينقض الوضوء.
وأما القاعدة فيبدو أنك نسيتها؛ وهي أن الخروج من خلاف أهل العلم مستحب؛ وأنت الذي ذكرتها في موضوع سابق، وذكرتك بها حتى لا تنسى.
غفر الله لي ولك ولجميع المسلمين.(133/31)
ما توجيه هذه الرواية عن الامام مالك .. هل بالاباحة او الكراهة
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:44 م]ـ
مَالِكٌ: إذَا أَذَّنُوا فَحَسَنٌ، وَمَرَّةً لَا أُحِبُّهُ، فَقَالَ اللَّخْمِيُّ وَالْمَازِرِيُّ خِلَافٌ وَرَدَّهُ ابْنُ بَشِيرٍ بِحَمْلِ نَفْيِهِ عَلَى نَفْيِ تَأَكُّدِهِ كَالْجَمَاعَةِ لَا عَلَى نَفْيِ حُسْنِهِ؛ لِأَنَّهُ ذِكْرٌ
قال الشيخ الحطاب
(تَنْبِيهٌ) فُهِمَ مِنْ كَلَامِ الْمُصَنِّفِ: أَنَّ الْأَذَانَ لَا يُسْتَحَبُّ لِلْفَذِّ فِي غَيْرِ السَّفَرِ وَلَا لِلْجَمَاعَةِ الَّتِي لَمْ تَطْلُبْ غَيْرَهَا وَإِذَا قُلْنَا لَا يُسْتَحَبُّ فَهَلْ هُوَ مَكْرُوهٌ أَوْ مُبَاحٌ؟
اللَّخْمِيِّ مِنْ قَوْلِ الْإِمَامِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِقَوْلِهِ فِي قَوْلِ الْإِمَامِ: لَا أُحِبُّ الْأَذَانَ لِلْفَذِّ الْحَاضِرِ وَالْجَمَاعَةِ الْمُنْفَرِدَةِ هَذَا هُوَ الصَّوَابُ وَمُقَابِلُهُ الِاسْتِحْبَابُ لِقَوْلِ الْإِمَامِ مَرَّةً أُخْرَى: وَإِنْ أَذَّنُوا فَحَسَنٌ وَاخْتَارَهُ ابْنُ بَشِيرٍ لِأَنَّهُ ذِكْرٌ وَلَا يُنْهَى عَنْهُ مَنْ أَرَادَهُ وَحُمِلَ قَوْلُهُ لَا أُحِبُّ عَلَى مَعْنَى لَا يُؤْمَرُونَ بِهِ كَمَا يُؤْمَرُ بِهِ الْأَئِمَّةُ فِي مَسَاجِدِ الْجَمَاعَاتِ عَلَى جِهَةِ السُّنِّيَّةِ.
فكيف نعهم نفهم الرواية التي جاء فيها لا احبه
نرجو مشاركة الاخوة(133/32)
لماذا وضع بين قوسين ()
ـ[عبدالله محمد سعيد]ــــــــ[14 - 10 - 10, 01:28 ص]ـ
عن أي هرية رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في البحر: {هو الطهور ماؤه الحل ميتته}
أخرجه (مالك واللفظ له و) الأربعة وابن أبي شيبة وصححه الترمذيوابن خزيمة (وابن حبان والحاكم)
لماذا وضع بين قوسين1 - (مالك واللفظ له و)
2 - (وابن حبان والحاكم)
جزاكم الله خيرا(133/33)
إلى طلبة العلم:كيف نوجه هذا الكلام في حد الزنا؟
ـ[أسامة بن محمد]ــــــــ[14 - 10 - 10, 04:23 ص]ـ
اجتمع النصارى والملاحدة والروافض على تشويه الفقه الإسلامي من خلال التلبيس على العوام، ولأن الله أمر بالرد إلى أهل العلم، أتمنى أن أجد توجيها لهذا الكلام وردا على تلك الأسئلة:
1.هل القول المعتمد في المذاهب الأربعة هو عدم حد الزاني بالصغيرة التي لا تشتهى؟
2.هل الحكمة واضحة في حد الزاني أو الزانية إذا زنا بفرج مشتهى طبعا وتعزيره فقط إذا زنا بالصغيرة التي لا تشتهى؟
3.هل من الممكن أن تكون التعزير في هذه الحالة مجرد التوبيخ أو الحبس لفترة صغيرة؟
4.كيف تصدت شريعتنا لأمثال الشواذ مغتصبي الأطفال وممارسي الزنا معهم؟
الكتاب: شرح مختصر خليل للخرشي / باب حد الزنا وحكمه وما يتعلق به:
وأما الزوج إذا أتى زوجته بعد موتها في قبلها، أو دبرها، فإنه لا حد عليه، ومثله السيد مع أمته، ولا صداق على واطئ الميتة بمنزلة من جنى على عضو منها، ومنه يؤخذ أن من وطئ زوجته الميتة في نكاح التفويض لا يجب عليه الصداق، وكذلك يحد من زنى بصغيرة يمكن وطؤها في قبلها، أو في دبرها، وأما من لا يمكن وطؤها إذا وطئها المكلف، فلا حد عليه، قوله: يمكن وطؤها أي: للواطئ لها، وإن لم يمكن لغيره، فقوله: أو صغيرة إلخ معطوف على أجنبية.
********************************************
الكتاب: الإنصاف/ كتاب الديات / باب حد الزنا
قوله (أو زنى بصغيرة).
إن كان يوطأ مثلها: فعليه الحد بلا نزاع.
ونقله الجماعة عن الإمام أحمد رحمه الله.
وإن كان لا يوطأ مثلها، فظاهر كلامه هنا: أنه يحد.
وهو أحد الوجوه.
وقيل: لا يحد.
وهو المذهب، جزم به في الوجيز، وقدمه في الفروع.
وأطلقهما في المغني، والشرح.
وقال القاضي: لا حد على من وطئ صغيرة لم تبلغ تسعا.
كذلك لو استدخلت المرأة ذكر صبي لم يبلغ عشرا: فلا حد عليها.
*********************************************
الكتاب: المبسوط للسرخسي - كتاب الحدود:
(قال) وإن زنى بصبية لا يجامع مثلها فأفضاها فلا حد عليه؛ لأن وجوب حد الزنا يعتمد كمال الفعل، وكمال الفعل لا يتحقق بدون كمال المحل، فقد تبين أن المحل لم يكن محلا لهذا الفعل حين أفضاها بخلاف ما إذا زنى بها ولم يفضها؛ لأنه تبين أنها كانت محلا لذلك الفعل حين احتملت الجماع، ولأن الحد مشروع للزجر، وإنما يشرع الزجر فيما يميل الطبع إليه، وطبع العقلاء لا يميل إلى وطء الصغيرة التي لا تشتهى ولا تحتمل الجماع فلهذا لا حد عليه ولكنه يعزر لارتكابه ما لا يحل له شرعا ثم إن كانت تستمسك البول فعليه ثلث الدية والمهر.
********************************************
الكتاب: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق / كتاب الحدود / باب الوطء الذي يوجب الحد والذي لا يوجبه:
فتح (قوله وهو ما إذا زنى العاقل البالغ بصبية) أي يجامع مثلها قال الأتقاني وإنما قيد بقوله يجامع مثلها لأنها إذا لم تكن يجامع مثلها فوطئها لا يجب عليه الحد لأنه كإتيان البهيمة لأن الطباع السليمة لا ترغب في مثلها ألا ترى إلى ما قال صاحب الأجناس في كتاب الصوم ولو وطئ الرجل جارية لها خمس سنين وأفضاها* ولا تحتمل الوطء لصغرها لا كفارة عليه ولا يفطره إذا لم ينزل وهو كالإيلاج في البهيمة ونقل أيضا صاحب الأجناس عن نوادر ابن رستم قال أبو حنيفة إذا جامع ابنة امرأته وهي صغيرة لا يجامع مثلها فأفضاها وأفسدها لا تحرم عليه أمها لأن هذه ممن لا يجامع وقال أبو يوسف أكره له الأم والابنة وقال محمد التنزه أحب إلي لكن لا أفرق بينه وبين أمها ا هـ (قوله يجب الحد على الرجل) أي دون المرأة(133/34)
خواطر القاهرة العلمية والأدبية ........ بجوار النيل العظيم ....
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[14 - 10 - 10, 05:17 ص]ـ
جلسة على ضفاف نهر النيل العظيم
ربما لا يحس المرء بحياته إلا في لحظات الصفاء , وربما غابت الروح في عالمها حين تخرج من الجسد المضرج بجراح الأيام , ربما جلس الأعرابي يناجي ليل الصحراء ونجومها حتى تغدوا سعادته ونعيمه بين تلال الرمال وتحت أضواء النجوم الحنونة في ليل بارد ولطيف.
بين المدينتين المقدستين (مكة والمدينة) مشت أقدامي وأنا طفل صغير.
كنت أتعرف على المجهول في هذين المسجدين (المسجد الحرام والمسجد النبوي) , فأدور وأنا في ميعة الطفولة على الأبواب الكثيرة أحفظ أسمائها , اقف بجرم صغير واتأمل أو أتعرف على أعمدة المسجدين المقدسين , كان البنيان الكبير دافعاً لفضول الطفل الصغير ليعرف سر اهتمام الناس بهما , هل يحبهما الناس للبنيان وروعته؟؟ , أم لشيء معنوي فيهما؟؟ أم للأمرين معاً؟؟.
كنت عشقتهما كما اعشق الماء البارد , ولذلك لم أفارقهما إلا لأعود إليهما محملاً بالمعرفة والفائدة لأهلها , فمن القدر الجميل أن أكبر أنا وأتغير , وتكبر المساجد المقدسة بفضل التوسعات الهائلة التي لم يكن يعرف التاريخ لها مثيلاً!! , فتغيرت أنا وتغير كثير من معالمها وأحيائها , فهل نحن ننمو سوياً؟.
قطعاً لا .. ولكني لا زلت عاشقاً للمسجدين.
وإنسان مثلي تقلب بين جبال الأزد الهائلة الارتفاع , ثم قضى ما تبقى بجوار البحر الأحمر الجميل الفاتن , مثل هذا الإنسان لن يجد ما يسلي نفسه إلا بجوار جبال عالية خضراء , أو بجوار بحر ناعم وصافي.
في زيارة سابقة لي للقاهرة الجميلة في أشدّ أشهر البرد , ناجيت النيل وناجاني , وأصبحت عنده طفل يتحدث لقلب حنون , أخبرته بهمومي , واخبرني وهو يسليني عن الأمم العظيمة التي عاشت على ضفافه.
ولكني بصراحة لم أجد لذة (الفناء الغير صوفي) إلا على سفح المقطم , عندما صعدته , كان الشتاء قارصاً , ولكني وجدت دفئ القاهرة , وكانت الحافة الصخرية عميقة , ولكني جلست عليها وغمست قدماي في هواء القاهرة البارد.
وإذا أنا أمام حضارة القاهرة وتألق القاهرة , كانت الأضواء في الليل الشاتي أشبه ما تكون بشراب مسكر يتغلغل في عروق مستهام , كنت أسبح بروحي مع كل ذرات الهواء , السلام على كل سكان القاهرة , السلام على مصر , السلام على الأنبياء الكرام الذين سارت أقدامهم في مصر , السلام على الصحابة الكرام فاتحي مصر , السلام على التاريخ والحضارة , السلام على الفقراء والمعدمين , السلام على كل معنى في القاهرة , وكنت لا أتوقف عن النظر حتى بلغت نفسي من الصفاء ما لو بقي معها حتى الممات لجعلها اسعد أهل الأرض ..
وبعد ذلك الموقف الجميل , عادت الأيام لأجد نفسي مضطراً أنطرح بين أحضان القاهرة , عدت إلى الصخب المصري , والتلوث السمعي والبيئي , عدت للمدينة التي تحوي خمسة عشر مليون شخص , تعيش بصخبها أربعة وعشرين ساعة متواصلة , تعيش في حراك دنيوي وعلمي وتقني وثقافي دائم , المدينة الصاخبة حاملة الآثار وخازنة الأسرار ...
عدت لمصر , ابحث عن المعرفة , أقابل العلماء والمفكرين , اقبل تراب الأرض الطاهرة , أتأمل في المراكب الشراعية في النيل الجميل , أقابل الفلاحين والمزارعين , أتنقل بين المساجد والمكتبات.
(حوش حوش الحلوين وصلو , حاسب ياله , بص يا حج أنا حائلك حاجة , اهلاً بأهل مكة دول أجدع ناس , عاوز حاجة معينة يا باشا دا أحنا خدامينك , يا محمد شوف عم الحج عاوز إيه ....... ) وكثيييير من الكلمات التي تسمعها وأنت عابر بسرعة قبل ما تصل لهدفك في أسواق القاهرة ومناطقها التاريخية , الباعة المصريون يخترعون أجمل الحيل والألفاظ لكسب الزبائن .....
وهكذا العلماء والكتاب المصريون .... يتنمقون في الألفاظ الجميلة الرشيقة والعناوين المغرية والعجيبة حتى يجذبوا القراء للقراءة والتزود من العلوم , فالعالم والكاتب والبائع كلهم أصحاب سلع ينفقونها , ولكن سلعة العالم لا تقدر بثمن ولا يعرف قيمتها إلا القلة من الناس , والعالم الحق لايكذب ولا يبالغ في الحقائق ,لكن العالم الجيد هو الذي يعرف الطرق الصحيحة والجذابة لنشر معلومته , وهكذا أهل مصر من قديم الزمن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/35)
تتقاطع الطرق في زحمة القاهرة كما تتقاطع الأفكار والتوجهات , يجذبك المصري بكلامه , تستعذب كلام كثير منهم لخفته وسهولته فهو من القلب إلى القلب , لا يستعمل المصري الحروف الصوتية المعقدة , ولا يبحث عن الكلمات الوحشية ولا يجعل الكلام ممططاً وممجوجاً , كلامهم سهل ولذيذ مثلهم تماماً.
ولذلك أصبحت اللهجة المصرية الدراجة لغة مألوفة عند جميع العرب , فهي لغة النكتة والطرفة ولغة العلم , ولغة (البكش البريء) , وعموماً لن أعقد مقارنة بين اللهجات وأقربها للعربية , وأبعد عن العربية القديمة , فحديثي عن سهولة اللغة وبسطاتها وانسيابيتها على اللسان وهذا رأيي الخاص , ولك أن تضرب به عرض حائط المبكى.
في زيارتي الأخيرة هذه للقاهرة كنت أبحث عن الصفاء الذهني , فوجدته في شرفة فندق يقع على النيل , كان الفندق عالياً جداً ومتعدد الطوابق جداً , فاخترت أن أكون في أعلاه (طبعاً يا حسرة .. ليس على حسابي بل رحلة عمل سريعة) (يعني حاجة على ما تفرج) , في شرفة الفندق العالي جداً جعلت القاهرة في عيني طوال الوقت , فأبت بكل كبريائها إلا أن تكون في قلبي قبل عيني فكان لها ما أرادت.
كتبت في الحجاز بين الحرمين عن القاهرة كتاباً , ومن جوار النيل دفعته للطابع ....
كتبت فيه نتفاً عن تاريخ مصر وشيئاً من الحضارة المجهولة , تحدثت عن الأنبياء والعظماء الذين عاشوا حول النيل , تحدثت عن النساء الصالحات والسيئات من نساء مصر الذين خلدّ الله ذكرهن, تحدثت عن تاريخ الأهرام , ومسجد الحسين وزينب , وخان الخليلي , وصلاح الدين , تحدثت عن الفلاسفة وابن تيمية , تكلمت عن غرائب ابن حجر العسقلاني , والقبائل العربية بمصر , وخواطر عن الحضارة , وغير ذلك كثير , تركت لقلمي حرية التفكير والخط مع وجازة العبارة وسرعتها , صغتها بين الحزن والسرور , والضحك والبكاء , والألم والأمل.
رجوت من الطابع أن يكون الكتاب (على صغره) بين يديه كطفل مدلل , فانا أخاف على أوراقي القاهرية أن تمسها الأشواك فتدميها , أو أن تعيش وحيدة بدون قلب يحميها.
ربما تكون الكلمات التي في الأوراق بعضاً من الوفاء , وربما تكون تعبيراً عن الصفاء , وربما تكون ثرثرة فوق جبال الحجاز , أو مسامرة على ضفاف النيل , وربما غير ذلك.
المهم أنني قررت أخيراً أن أبدأ في إخراجها من الظلمة لكي ترى النور.
والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين .....
خضر بن صالح بن سند
جدة حرسها الله 5/ 11/1431
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 06:25 ص]ـ
حفظك الله ولا عدمتَ القاهرة ولا عدمتك ..
مصر كانت منورة يا باشا ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:30 ص]ـ
ربما لو زرت الإسكندرية، أو زرتها ومكثت فيها لغيرت رأيك فوق (ابتسامة)
لكن على العموم أهلا وسهلا ...
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:12 ص]ـ
يا سعدَ من تزورهم ..
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[14 - 10 - 10, 01:55 م]ـ
شيخنا ابو فهر ....
بقي من ذكريات القاهرة الجميلة مكالماتك الهاتفية الجميلة ...
في المرة القادمة بإذن الله سأزورك أنا ولن أن أتركك تتحمل مشاق اللقاء ... وسيكون لي الشرف ..
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:00 م]ـ
أخي عمرو بسيوني ...
عندما ذكرت القاهرة إنما هو الجزء وقد ذكرت في الكتاب الكل ... الإسكندرية هي زينة المدن الساحلية العربية .... وهي تاريخ للعالم قبل العرب ...
وقد تكلمت عن شيئ من خبرها في الكتاب لأنني أنوي إن نسأ الله في العمر أن تكون محطة خاصة ....
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:01 م]ـ
أستاذنا بلال الشاويش ..
تشرفني دائماً تعليقاتك , دمت أنت وشيخنا والدك الكريم بخير وصحة وعافية ....
ـ[مكتب الحسام للصف]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:27 م]ـ
بارك الله في حبيبنا الشيخ الفاضل/ خضر بن سند(133/36)
من يعطيني بديلاً صحيحاً عن حديث "سيد القوم خادمهم " الضعيف؟
ـ[راشد]ــــــــ[14 - 10 - 10, 08:15 ص]ـ
سيد القوم خادمهم. [ضعيف الجامع (3323)] [الضعيفة (1502)] [المقاصد الحسنة (579)]
هل يوجد حديث صحيح يؤدي نفس المعنى؟
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:20 ص]ـ
" خير الناس أنفعهم للناس " [الصحيحة 426].
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:10 م]ـ
من تواضع لله رفعه الله
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6162
خلاصة حكم المحدث: صحيح
التواضع أعم من الخدمة، والرفعة أعم من السيادة.
لعلي أفدتك وأصبت مرادك ..
ـ[أبو عبدالجبار]ــــــــ[14 - 10 - 10, 07:40 م]ـ
ساق القوم آخرهم. في الصحيح.
ـ[راشد]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
المطلوب حديث يشير إلى فضيلة التواضع عند القائد أو الأمير.(133/37)
ما معنى التغافل؟
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:54 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الحسن البصري رحمه الله:" ما زال التغافل من فعل الكرام "
ويقول الإمام أحمد رحمه الله:" تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل "
فما معنى التغافل؟ وكيف يمكن تطبيقه؟ وما هو دليله من القرآن والسنة؟
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:46 م]ـ
اخي الحيب معاذ كيف حالكم اين انت يارجل
التغافل هو اعراضك عن امر صدر من عدو او صديق وانت تتيقن غرضه السيء منه، وتطبيقه بالتحلم او التسامح في التعامل معه
قال أبو علي الدقاق: جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت،فقال حاتم: ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت فلقّب بحاتم الأصم. انتهى. [مدارج السالكين ج2ص344].
هذا الأدب الذي وقع من حاتم الأصم يمكن أن نسميه " أدب التغافل "، وهو من أدب السادة، أما السوقة فلا يعرفون مثل هذا الآداب، ولذلك تراهم لدنو همتهم يحصون الصغيرة، ويجعلون من الحبة قبة، ومن القبة مزاراً، وهؤلاء وإن أظهروا في الإحصاء على الآخرين فنون متنوعة من ضروب الذكاء والخداع، ولكنه ذكاء أشبه بإمارات أهل الحمق والترق الذين تستفزهم الصغائر عند غيرهم، ولا يلقون بالا للكبائر عند أنفسهم، و أمثال هؤلاء لا يكونون من السادة في أقوامهم الذين عناهم الشاعر بقوله:
ليس الغبي بسيد في قومه **** لكن سيد قومه المتغابي
: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} [التحريم:3].
وقال الحسن: "ما استقصى كريم قط قال الله تعالى عرف بعضه وأعرض عن بعض " [تفسير القرطبي ج18 ص188].
وقال الشاعر:
أحب من الأخوان كل مواتي **** وكل غضيض الطرف عن هفوات
ومن هذه المواقف الجلية في أدب التغافل، ما ذكره ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال: إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأن لم أسمعه قط وقد سمعته قبل أن يولد. [تاريخ مدينة دمشق ج:40 ص:401].
ولقد دخل رجل على الأمير المجاهد قتيبة بن مسلم الباهلي، فكلمه في حاجة له، ووضع نصل سيفه على الأرض فجاء على أُصبع رجلِ الأمير، وجعل يكلمه في حاجته وقد أدمى النصلُ أُصبعه، والرجل لا يشعر، والأمير لا يظهر ما أصابه وجلساء الأمير لا يتكلمون هيبة له، فلما فرغ الرجل من حاجته وانصرف دعا قتيبة بن مسلم بمنديل فنمسح الدم من أُصبعه وغسله، فقيل له: ألا نحَّيت رجلك أصلحك الله، أو أمرت الرجل برفع سيفه عنها فقال: خشيت أن أقطع عنه حاجته.
فلقد كان في قدرة الأمير أن يأمره بإبعاد نصل سيفه عن قدمه، وليس هنالك من ملامة عليه، أو على الأقل أن يبعد الأمير قدمه عن نصل سيفه، ولكنه أدب التغافل حتى لا يقطع على الرجل حديثه، وبمثل هذه الأخلاق ساد أولئك الرجال.
من كان يرجو أن يسود عشيرة **** فعليه بالتقوى ولين الجانب
ويغض طرفا عن إساءة من أساء **** ويحلم عند جهل الصاحب
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:54 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
الذي أعرفه والله أعلم أن التغافل هو تصنع الغفلة والتظاهر بها، والمقصود فيما ذكرت التغافل عن الزلات وعدم الالتفات إليها والاهتمام بها، فمهما بلغك من إساءة تراها أو تنقل إليك من شخص ما فتغافل عنها كأنك لم تعلم بها .. وكذلك ما يقع من المواقف المحرجة للبعض فمن حسن الخلق التغافل عن ذلك وعدم إشعار صاحب الموقف بأنه شوهد أو شُعِر به .. وهذا من حسن الخلق كما ذكرت ..
هذا ما أعرفه فإن كان صوابا فالحمد لله، وإن كان غير ذلك فتغافل عنه وتابع بقية الردود (ابتسامة)!
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:55 م]ـ
صدقت فكم يكثر الخيثاء والذى يتصيدون الخطا لاهل العفة ويؤلونه على اهوائهم الفاسدة
ومن التغافل ما ذكره الشيخ المحدث ابواسحق الحوينى ان الرجل الحكيم قد يتغافل عن بعض تصرفاته امراته
فى بيت الزوجية
كما فى شرحه لحديث ام زرع فى شريط ليلة فى بيت النبى صلى الله عليه وسلم
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:07 م]ـ
وللشخ المنجد حلقة بعنوان التغافل خلق فاضل ممكن تحملها من على الشبكة ...
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[14 - 10 - 10, 08:47 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعا لإزالة اللبس والغموض فمنكم نستفيد وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[14 - 10 - 10, 08:54 م]ـ
أخي الحبيب أبا نصر المازري اعذرني لأنني ابتعدت مدة ولم تتح لي الفرصة للاتصال بك فأنت تستحق مني كل خير وإكرام أدام الله المحبة التي بيننا وجعلها خالصة لوجهه الكريم ثقيلة في موازين حسناتنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/38)
ـ[أبو سليمان الهاشمي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 09:10 م]ـ
وقد قال الامام ابن الوردي في لاميته:
وتغافل عن أمور إنه ************ ليس يسعد بالخيرات الا من غفل(133/39)
فائدةٌ: ما سَببُ دُخول نفرٍ منْ بنِي هاشمٍ على أسْمَاء بنتِ عميسٍ؟
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:57 م]ـ
أخرج مسلم في صحيحه، كتاب السلام (4/ 1711رقم2173):
حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - وَهِيَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ - فَرَآهُمْ فَكَرِهَ ذَلِكَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَالَ: لَمْ أَرَ إِلا خَيْرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ)) ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: ((لا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ -التي غاب عنها زوجها سفراً أو حضرا- إِلا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوْ اثْنَانِ)).
قال الشيخ المُحدّث عبد الله السعد-وفقه الله-: (لعل السبب في دخولهم عليها-والعلم عند الله عز وجل- أنها كانت زوجاً لجعفر بن أبي طالب حتى استشهد، فلعل هؤلاء النفر من بني هاشم أقارب لجعفر أرادوا صلة أولاد جعفر من أجل قرابتهم لجعفر، وعلاقة أسماء بنت عميس ببني هاشم وثيقة فقد كانت أخت ميمونة بنت الحارث - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمها، وأخت لبابة أم الفضل زوج العباس بن عبد المطلب لأمها أيضاً، وقد جاء في خبر مرسل أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - زوّج أبا بكر - رضي الله عنه - أسماء بنت عميس يوم حنين، وقد تزوجها علي - رضي الله عنه - بعد أبي بكر، وهذا كله يدل على علاقة أسماء بنت عميس ببني هاشم، ومع هذه العلاقة الوثيقة أنكر أبو بكر - رضي الله عنه - دخولهم وأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فخطب الناس)).
قال القرطبيُّ في المفهم (5/ 502): (كان هذا الدخول في غيبة أبي بكر - رضي الله عنه - لكنه كان في الحضر لا في السفر، وكان على وجه ما يعرف من أهل الخير والصلاح، مع ما كانوا عليه قبل الإسلام مما تقتضيه مكارم الأخلاق من نفي التهمة والرّيب، غير أنَّ أبا بكر - رضي الله عنه - أنكر ذلك بمقتضى الغَيْرة الجِبِلّيّة، والدّينية .. ولمّا ذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما يعلمه من حال الداخلين والمدخول لها - قال: لم أر إلاّ خيراً، يعني: على الفريقين، فإنه علم أعيان الجميع؛ لأنهم كانوا من مسلمي بني هاشم، ثمّ خصّ أسماء بالشهادة لها فقال:" إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ" أي: مما وقع في نفس أبي بكر، فكان ذلك فضيلةً عظيمةً من أعظم فضائلها .. ومع ذلك فلم يكتف بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جمع الناسَ، وصعد المنبر، فنهاهم عن ذلك، وعلمهم ما يجوز منه فقال:"لا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ عَلَى مُغِيبَةٍ إِلا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوْ اثْنَانِ"، سداً لذريعة الخلوة، ودفعاً لما يؤدي إلى التهمة، وإنما اقتصر على ذكر الرجل والرجلين لصلاحية أولئك القوم؛ لأنَّ التهمة كانت ترتفع بذلك القدر، فأمّا اليوم فلا يكتفى بذلك القدر، بل بالجماعة الكثيرة لعموم المفاسد، وخبث المقاصد، ورحم الله مالكاً لقد بالغ في هذا الباب ... )).
قال الشيخ الدكتور علي الصياح عن قول القرطبي المذكور آنفاً: (فأمّا اليوم فلا يكتفى بذلك القدر، بل بالجماعة الكثيرة لعموم المفاسد ... ).
قال: الإمامُ القرطبيُّ-أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم المولود سنة 578 - مات سنة 656 ويقول هذا عن زمانه!، فماذا تُرانا نقول ونحن نعيش في القرن الخامس عشر!، والذي أصبح للعريّ فيه ثقافة!، وأصبحت أجساد النساء سلعا لتجار الشهوات يتفنون في تسويقها عن طريق وسائل الأعلام المتنوعة التي يشاهدها ملايين البشر، رُحماكَ ربِّ. اهـ.
انتهى من كتاب " إشكال وجوابه في حديث أم حرام بنت ملحان " للدكتور علي الصياح المطيري.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:07 م]ـ
فائدة طيبة.
طيب الله ثراك، وفك أسر شيخنا المحدث / عبد الله السعد.
وجزى تلميذه الشيخ / علي الصياح خيرًا.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:11 م]ـ
موضوع عائلي يعني (ابتسامة)
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 08:40 م]ـ
وفيك بارك أخي البرقاوي (لكن ما فهمت أخي الشيخ عمرو كلامك).(133/40)
أيهما أفضل في ترقيم صفحات الكتاب ذي المجلدات: أن يكون لكل مجلد ترقيم من البداية أم استمرار العد؟
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 02:57 م]ـ
أيهما أفضل في ترقيم صفحات الكتاب ذي المجلدات: أن يكون لكل مجلد ترقيم من البداية أم استمرار العد؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:33 م]ـ
الأفضل لكل مجلدٍ ترقيمٌ خاصٌ لأمرين
الأول = سهولة الرجوع للمجلد عند البحث في الفهارس النهائية للكتاب فإذا أحالك لحديث في صفحة 1230 مثلاً
لا تدري في أي مجلدٍ هو!! وهذا ما وقع لي البارحة مع أحد الكتب!!
بخلاف الإحالة للمجلد والصفحة مثل (2/ 45) فهو أيسر للقارئ
الثاني = أن كثرة الأرقام التسلسلية عُرضةً للخطأ في الكتابة
والله يحفظك
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[15 - 10 - 10, 02:23 م]ـ
أعتقد أن الترقيم لكل مجلد على حدة أفضل وأيسر
وما قال الفاضل أبا العز النجدي صحيح
وأضيف إليه أن الذاكرة تستيطع أن تحفظ بسهولة رقما من ثلاث خانات، لكن كلما زاد الحدد زادت الصعوبة ... إلا أن تحفظه مجزءاً
مثلاً تحفظ 15 ... 45
للصفحة 1545
ولكنك في غنية عن هذا لو كان الترقيم غير مسلسل.(133/41)
سؤال عن المبلغ المدفوع كمقدم لعقد الإيجار القديم ...
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 04:34 م]ـ
كثير من الناس عندما نكلمهم عن تحريم عقد الإيجار القديم في مصر يقول: أنا دفعت له مبلغا عند التعاقد كان يساوي حينها ما يقارب مثلا ربع ثمن العين المستأجرة وربما أكثر خلاف ثمن الإيجار الشهري فلماذا تطالبونني الآن بفسخ العقد دون أن يُرجع لي ما يساوي هذا المبلغ المقدم الزائد على قيمة الإيجار الشهري ...
فماذا يكون الرد؟
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:40 ص]ـ
???????
ـ[عبدالرحمن الشيخ]ــــــــ[15 - 10 - 10, 02:20 م]ـ
السلام عليكم
ما هو القانون المصري القدبم؟
هل ماقدمته كمقدم تم خصمه من الإيجار؟
الرجاء توضيح السؤال أكثر.
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[15 - 10 - 10, 11:09 م]ـ
قانون الإيجار القديم يكون بين المؤجِّر والمستأجر على وجه الإلزام للمؤجر فلا يستطيع فسخ العقد من طرف المؤجر لكن لا يحدد مدة الإيجار فهي مدى الحياة مما ترتب عليه ضرر بالغ بالمؤجر لأنه مع مرور الزمن صارت قيمة الإيجار ضئيلة جدا فحتى الآن هناك من يدفع 25 جنيها في ما يساوي الآن ألف أو أكثر أو أقل قليلا ...
هم اخترعوا هذا القانون أيام عبد الناصر حماية للمستأجر فأهلكوا المؤجر ...
ولأن العقد مدى حياة المستأجر وربما انتقل بعد مماته للورثة فكان لابد من شيء يرضون به المؤجر فقرروا أن يكون هناك مبلغ من المال يدفع كمقدم لهذا العقد الذي ظلم المؤجر هذا المبلغ كان يصل إلى ربع ثمن العين أو أكثر ولا علاقة له بقيمة الإيجار فهو مجرد تعويض للمؤجر الذي سيضحي بعقاره مدى الحياة مقابل مبلغ ثابت لا يزيد ...
أرجو أن يكون الكلام واضحا ...
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 02:05 ص]ـ
بعثت السؤال بنصه لموقع الشبكة الإسلامية وجاءني الجواب ...
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Id=2277033&Option=
السؤال
uestionId&lang=A
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/islamweb_small_logo.gif
www.islamweb.net (http://www.islamweb.net)
فتاوى إسلام ويب
عنوان الفتوى
:المبلغ المدفوع كمقدم لعقد الإيجار القديم
رقم الفتوى
:141361
تاريخ الفتوى
:25 - 10 - 2010
السؤال:
سؤال عن المبلغ المدفوع كمقدم لعقد الإيجار القديم: الكثير من الناس عندما نكلمهم عن تحريم عقد الإيجار القديم في مصر يقول: أنا دفعت له مبلغا عند التعاقد يساوي حينها ما يقارب مثلا ربع ثمن العين المستأجرة وربما أكثر غير الإيجار الشهري، فلماذا تطالبونني الآن بفسخ العقد دون أن يُرجع لي ما يساوي هذا المبلغ المقدم الزائد على الإيجار الشهري؟ فما هو الرد على مثل هذا؟.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في عشرات الفتاوى أن عقد الإيجار القديم المعمول به في بعض البلدان، والقائم على تأبيد الإجارة عقد باطل شرعا، وراجع على سبيل المثال الفتاوى التالية أرقامها: 116630 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=116630)، 116712 (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=116712)، 115215 (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=115215).
والحجة التي ذكرها السائل إنما هي إحدى ثمرات هذا القانون الباطل، فالمالك عندما يجد نفسه محكوما بقانون يصادر حقه في ملك عقاره يعطي المستأجر الحق في البقاء في العقار أبدا وبأجرة زهيدة لا تساوي شيئا، فإنه يلجأ إلى مثل هذا.
ومع هذا فالعقد المذكور عقد باطل، وعلى المستأجر تسليم العين إلى المالك ويرد المالك ما أخذ من المستأجر، وله عليه أجرة المثل فيما سبق من المدة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 51413 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=51413)
ثم ننبه على أن الواقع المشاهد في مثل هذه الإيجارات المؤبدة، أن الأجرة فيها بعد طول المدة لا تتناسب أبدا مع القيمة السوقية للعين المستأجرة، وهذا يعرف بأقل مقارنة بين قيمة الإيجارات القديمة والإيجارات الجديدة التي تتعدى في بعض الأحيان مائة ضعف للإيجارات القديمة، ولذلك سبق أن نبهنا في الفتوى رقم: 104061 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=104061)، على أن المالك لو حاسب المستأجر على ما مضى من المدة لترتب في ذمة المستأجر مال عظيم يفوق ذلك المبلغ الذي دفعه عند بدء الإجارة بكثير. وللفائدة يمكن للسائل أن يراجع الصور الجائزة والممنوعة في بدل الخلو في الفتوى رقم: 9528 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=9528). والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى ( http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=13045)
www.islamweb.net
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/42)
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[26 - 10 - 10, 04:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا
تقريبا الآن نظام الإيجار القديم يحدد بمدة معينة 25 سنة أو 30 سنة تقريبا
يعنى ليس عقداً مؤبداً
يتم دفع قيمة يتفق عليها الطرفان وتكون قيمة كبيرة كمقدم ثم تدفع قيمة قليلة شهرياً بعقد محدد بوقت ولكنه طويل نوعاً ما حوالى ال 30 عام تقريبا
فهل ينسحب عليه نفس الحكم؟؟
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[27 - 10 - 10, 01:05 ص]ـ
الله أعلم ...(133/43)
ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:31 م]ـ
ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين
.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى،
يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى. فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه! وكم من ضال تائه قد هدوه! فما أحسن أثرهم على الناس،
وأقبح أثر الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.
وقد كان شيخنا (محمد بن صالح العثيمين) رحمه الله، من أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، والأبدال المجددين الذين علا نجمهم،
واشتهر فضلهم وذكرهم على رأس القرن الخامس عشر الهجري. وظل مناراً شامخاً للعلم، والدعوة، والفتيا، والتصنيف والنفع العام والخاص،
وظل كذلك مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر، حتى وافاه الأجل المحتوم في منتصف شهر شوال من عام واحد وعشرين و أربعمائة وألف،
رحمه الله رحمة واسعة. وقد ترك من بعده تراثاً علمياً واسعاً من المصنفات، والمسموعات، لا يزال صداها يتردد في جوانب المعمورة.
وكان من فضل الله عليَّ أن اتصلت أسبابي بأسبابه، بحكم المنشأ، في مدينتنا (عنيزة)، ثم شرعت في ملازمة دروسه عام ألف وأربعمائة.
ولم أزل على صلة بها إلى وفاته، رحمه الله. إضافةً إلى تدريسه لدفعتنا في كلية الشريعة وأصول الدين، مادة الفقه، أربع سنين متصلة.
وإلى جانب الدروس العامة، كانت تجمعني بفضيلته لقاءات متعددة؛ راتبة، وطارئة، من أهمها:
1.اجتماع مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية بعنيزة، ليلة الاثنين، من كل أسبوعين، فقد كنت عضواً، ثم نائباً له بضع سنين.
2.الدرس الخاص بنخبة من طلبته، نحو العشرة، كل ليلة سبت، حيث استقر بنا الحال على قراءة كتاب الكافي في فقه الإمام أحمد،
لموفق الدين، ابن قدامة. وظل الدرس قائماً إلى قرب وفاته، رحمه الله.
وكنت أسأله، خلال هذه السنوات، عما يعِنُّ لي من مسائل، وما يُحمِّلني بعض الناس من استفتاءات لفضيلته.
ثم بدا لي أن أدوِّن ما أسمع منه من أجوبة، لأرجع إليها عند الحاجة، فشرعت في التقييد في النصف من سنة سبع عشرة، وأربعمائة وألف،
وليتني تقدمت! ولم يدر بخلدي، حينذاك، إلا أني أكتبها لنفسي. فاجتمع لي على مر السنوات الأربع الأخيرة من عمره المبارك
جملة طيبة من المسائل، بلغت نحواً من ستمائة مسألة.
وأما طريقتي في التدوين، فهي أن أهيئ جملةً من المسائل التي أشكلت علي، أو أوصاني بعض الناس بسؤاله إياها، فأطرحها عليه في المجلس الواحد،
ثم أكتب الجواب؛ إذ الغالب أنها أجوبة مختصرة، بعبارات محددة. وربما سمعت في ذات المجلس أسئلةً من إخواني طلبة العلم،
فأقيد السؤال والجواب.
وأما الإجابات الطويلة، فإني أقوم بتسجيلها صوتياً. فإذا عدت إلى المنزل، بادرت بفتح صفحة جديدة، وجعلت أعلاها البسملة،
ثم في يمين السطر العلوي ذكر الزمان، وفي يساره ذكر المكان، ثم بيضت ما قيدت في المجلس، وأسندت كل سؤال إلى ملقيه،
إن وجد، كما في النموذج المرفق، لأول صفحة من هذه المدونات، وآخر صفحة. فبلغ مجموع الصفحات مائتين وعشر صفحات في الأصل.
وقد ظللتُ أرجع إلى هذه الأجوبة المفيدة، أستنير بفقه شيخنا في مختلف النوازل المماثلة، والمشابهة، في حياته، وبعد وفاته.
ولما اطلع عليها بعض إخواني من طلبة العلم، دعاني إلى إخراجها، ونشرها، لتعم بها الفائدة. فاستخرت الله تعالى في ذلك، نشراً للعلم، وتعميماً للنفع.
فقمت بمراجعتها، وتخريج أحاديثها، والتعليق على بعض المواضع، وتصنيفها على أبواب الفقه المعروفة، ليسهل الرجوع إليها، والبحث فيها، وسميتها:
(ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين)
وقد انتدب لها بعض الأفاضل من طلابي، وعلى رأسهم الأستاذ الأديب: عبدالرحمن بن صالح المذن، وفقه الله، فاعتنى بكتابتها على الحاسوب،
وإخراجها بالشكل اللائق، فجزاه الله خيراً على ما بذل من جهد، ووقت، وسائر إخوانه، وجعلهم شركاء في الأجر والمثوبة.
وأحسب أن في هذه الضميمة من المسائل العلمية المزايا التالية:
أولاً: إحياء طريقة السلف المتقدمين في إلقاء المسائل القصيرة، على العالم مشافهة، وتقييدها كتابةً، كما صنع ذلك جمع من المتقدمين.
ومن أمثلة ذلك: مسائل عبدالله بن الإمام أحمد لأبيه، ومسائل إسحاق بن منصور، الكوسج، للإمام أحمد، و إسحاق بن راهويه،
وغيرها من المرويات في الفقه، والاعتقاد، والحديث، ورجاله. وهي الطريقة التي تم بها ضبط أصول المذاهب الفقهية، ونقد المرويات الحديثية.
ثانياً: تناول هذه المسائل لكثير من النوازل التي جدَّت، وحدثت للناس في السنوات الأخيرة، ومعرفة رأي عالم معتبر،
وفقيه مدقق مواكب للمستجدات، حيالها.
ثالثاً: كونها شغلت الفترة الأخيرة من عمر شيخنا المبارك، مما يكشف عن آخر قوليه فيما يحفظ عنه فيه قولان.
رابعاً: تضمنها لمناقشات علمية، وحوارات مع خاصة طلبته، تكشف عن مسائل دقيقة، ومباحث علمية،
لا تتأتى في بعض الفتاوى العامة،
وتبرز عمق فقهه، وسرعة بديهته، حيال الإيرادات المتنوعة التي تلقى عليه.
فدونك، أيها القارئ الكريم، ويا طالب العلم اللبيب، غنيمةً باردة، من فتاوى محررة، ومسائل مرتبة، مرقمة، مؤرخة، إلا ما ندر،
في موضوعات شتى، ونوازل يعرض لك أمثالها صباح، مساء. أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، نافعاً لعباده،
وبراً، وصلةً، ووفاءً، لشيخي الكريم، جمعني الله به، ووالدي، وذريتي، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين، والصديقين،
والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. والحمد لله رب العالمين.
كتبه: د. أحمد بن عبدالرحمن بن عثمان القاضي
عنيزة. في غرة رجب 1426
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/44)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:35 م]ـ
العقيدة
` مسألة (1) (27/ 7/1417هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:هل يوصف الله بـ (العارف)؟ وما توجيه الحديث (تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) (1)؟
فأجاب: لا يوصف الله بـ (العارف)، لأن المعرفة لا تكون إلا بعد جهل، وأما الحديث فالمراد بمعرفة الله بالعبد اللطف به.
` مسألة (2) (29/ 8/1418هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم التعبيد بأسماء لم يثبت كونها من أسماء الله الحسنى، مثل: (عبد الستار)، (عبد المغني)، (عبد الهادي)، (عبد المنعم) ... ونحوها؟
وهل يلزم تغييرها؟
فأجاب: الصحيح أن ما دل من الأسماء بإطلاق على الله تعالى جاز التعبيد به، كالمذكورة، ولا يلزم تغييره، ومثلها: عبد الناصر.
` مسألة (3) (15/ 6/1420هـ)
سألت شيخنا رحمه الله: ما حكم إطلاق (السيد) على غير الله تعالى، غير مقيد بالإضافة؟
فأجاب: الظاهر أن لا بأس به، لأنهم يقصدون به العَلَم لا الصفة، ولهذا يطلق على كل أحد، حتى ضعفاء الناس.
` مسألة (4) (22/ 6/1420هـ)
</ SPAN> سألت شيخنا رحمه الله:يضمِّن بعض الوعاظ مواعظهم وقصائدهم مقولات ينسبونها إلى الله تعالى، صحيحة المعنى، لكنها من إنشائهم، كقولهم:
كيف بك يا عبد الله إذا قال لك ربك كذا وكذا،
ومثل الأبيات في القصة المشهورة عن الإمام أحمد، وفيها: إذا ما قال لي ربي: أما استحييت تعصيني .. إلخ. فهل هذا من القول على الله بغير علم؟
فأجاب:بعض العلماء يفعل ذلك، ولكنهم لا يقولون: قال الله تعالى. فلا بأس بذلك، إلا إذا خشي أن يفهم السامع أن ذلك من كلام الله تعالى.
` مسألة (5) (10/ 3/1419هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ذكرتم في خطبة الجمعة اليوم أن (آدم) عليه السلام نبي، فكيف يتفق ذلك مع التعريف الذي اختاره شيخ الإسلام في التفريق بين النبي والرسول؟
فأجاب:الصحيح في التفريق بين النبي والرسول ما مشى عليه الجمهور، لا ما ذهب إليه شيخ الإسلام.
كما أنه قد ورد حديث عند ابن حبان (2) يدل على أنه عليه السلام نبي.
فسألته: كيف يستقيم على تعريف الجمهور للنبي أن يوحى إليه بشرع ثم لا يؤمر بتبليغه؟
فأجاب:المقصود حفظ الشرع، وليس المراد أنه منهي عن تبليغه، بل لا يجب عليه.
` مسألة (6) (16/ 2/1421هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:يقول بعض الخطباء: (صلوا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة نبينا محمد .. ) ما حكم هذا التعبير؟
فأجاب:غير صحيح، وقد حملهم عليه السجع، وليس النبي - صلى الله عليه وسلم - هو ذات الرحمة في الآية: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)،
بل المراد: لنرحم العالمين بإرسالك إليهم.
` مسألة (7) (26/ 2/1419هـ)
سئل شيخنا رحمه الله: هل يوصف النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه "أفضل الخلق"؟
</ SPAN> فأجاب: لا نعلم بذلك. ولم يثبت بدليل حتى نقول به. والثابت أنه - صلى الله عليه وسلم - "سيد ولد آدم" (3) فهو أفضل بني آدم ولا ريب.
قد قال الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلا" ولم يقل: على الجميع.
` مسألة (8) (26/ 3/1420هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم الصلاة خلف إمام من طائفة البريلوية، الذين يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم حي حاضر ناظر؟
فأجاب: إذا كانوا يعتقدون ذلك، فقد خالفوا الإجماع، أو كانوا يستغيثون به فهو شرك، فلا تجوز الصلاة خلفهم.
` مسألة (9) (5/ 8/1420هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم الصلاة في مساجد بعض الدول الإسلامية التي يغلب على من يتولى فيها الإمامة من أخذ الاعتقاد على المذهب الأشعري؟
فأجاب: جائز. ولا يلزم السؤال عن عقيدة الإمام.
فسألته: فإن علم أنه أشعري المعتقد؟
فأجاب: الصلاة خلفه جائزة. ولا أعلم أحداً كفر الأشاعرة
` مسألة (10) (15/ 5/1418 هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ذكر بعض الناس عنكم أنكم تمنعون أن يقال في حق (إحدى الكافرات) أنها كافرة، وأنه لا يجوز تكفير المعين، فما حقيقة ذلك؟
فأجاب:هذا غير صحيح، بل إني أشهد أنها كافرة، ولكن بعض الناس لجهلهم يخلط بين الحكم الشرعي الدنيوي، وبين ما يقضي الله في الآخرة.
ودعوى أنه لا يجوز تكفير المعين غير صحيحة؛ فهذا تارك الصلاة، والساجد للصنم، يقتل ردة ونحكم بكفره، وهو معين.
وزعْم بعض الصحفيين أن هذه الكافرة كانت تنوي أن تسلم لا فائدة من ورائه،
فهذا أبو طالب قد صدر عنه من الأقوال ما هو أولى أن يظن فيه أن يسلم، ولم ينفعه ذلك (4).
` مسألة (11) (12/ 3/1420هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم مؤاكلة الكافر، كالعمال من النصارى والهندوس؟
فأجاب: جائز.
` مسألة (12) (29/ 6/1420هـ)
</ SPAN> سألت شيخنا رحمه الله:يوجد في بعض مدارس البنات معلمات (مبتدعات) يعاملن زميلاتهن من السنيات معاملة حسنة، فكيف ينبغي أن يعاملن؟
فأجاب: أرى أن يعاملن بالمثل.
` مسألة (13) (20/ 6/1419هـ)
سئل شيخنا رحمه الله:جرى قبل أيام ما يسمى بيوم المعلم، فما حكم الاحتفال به والتهادي؟
فأجاب:ما دام لم يتخذ عيداً فلا بأس به، ولأنه أيضاً لم يقع على سبيل التعبد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/45)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:39 م]ـ
الرُّقى والسحر والعين
` مسألة (14) (16/ 2/1418هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما هي صفة "الورد" على الأطفال؟
فأجاب: يجمع كفيه ويقرأ وينفث فيهما، ويمسح على الطفل. أما إن لم يكن الطفل عنده، فيكون دعاءً لا قراءة.
` مسألة (15) (23/ 2/1418هـ)
سئل شيخنا رحمه الله:ما حكم أن يرقى الكافر؟ وهل يعارض ذلك قوله تعالى: "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين".
فأجاب: لا مانع من رقية المؤمن للكافر. ولعله إن شُفي يكون سبباً في إسلامه. والآية تدل على أنه ينتفع به المؤمنون دون غيرهم.
` مسألة (16) (19/ 7/1417هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم الكتابة على " الحزاة " (5) آيات قرآنية، وما يترتب على ذلك من دخول المراحيض؟
فأجاب: كتابة آية (أَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ) يقضي على الحزاة قضاءً تاماً، كما ثبت بالتجربة، وأما ما يترتب على ذلك فضرورة يعفى عنها إن شاء الله.
` مسألة (17) (27/ 11/1417هـ)
سئل شيخنا رحمه الله:امرأة لم تلد، وقد مضى على زواجها خمس سنوات، فذهبت إلى قارئ يقرأ عليها القرآن عدة مرات، وأعطاها أوراقاً فيها كتابات ذكر أنه
ا من القرآن قد خيط عليها، وطلب منها أن تجعلها تحت وسادتها طول عمرها، وطلب منها إذا حملت ألا تأكل اللحم، ولا يجامعها زوجها،
وطلب مالاً لقاء عمله، ولم يطلب سوى ما ذكر، فما الحكم؟
فأجاب: عليها ألا تستجيب له، لعدم المناسبة بين أكل اللحم والجماع والحمل. كما أننا لو قدرنا أن المكتوب من القرآن فلا تحل إهانته بوضعه تحت الوسادة.
فالظاهر أن الرجل مشعوذ.
` مسألة (18) (7/ 2/1420هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم الاغتسال بالماء المقروء فيه للاستشفاء؟
فأجاب: يذكر بعض الناس أنه جرب فنفع. وعليه، فلا بأس بذلك من باب إثباته بالتجربة، لا بالشرع.
` مسألة (19) (17/ 6/1418هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:بعض المبتلين بالسحر ونحوه، يُذكر لهم شخص من المعالجين، و يخفى أمره عليهم؛ هل هو ممن يستخدم الجن على وجهٍ شركي أم لا؟
ولا يطلب منهم أمراً محرماً كما يفعل بعض المشعوذين، سوى المال، ويسأل عن اسم المريض، وربما طلب "أثراً" ثوباً ونحوه. فما حكم قصدهم؟
فأجاب: لا يجوز إلا لمن عُلم أنه من أهل الاستقامة. أما إن كان ممن يقع في بعض المحرمات الظاهرة، كحلق اللحى، والإسبال فلا.
وكذلك لو سأل عن اسم أم المريض، فهذا خلاف الشرع، لأن الله تعالى يقول:
(ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ).
فسئل: ألسنا نقبل في الشهادات شهادة الحليق والمسبل ... إلخ؟
فأجاب: إن الله تعالى يقول: (ممن ترضون من الشهداء) والحليق والمسبل في هذا الوقت ممن يرضى الناس شهادتهم.
لكن بالنسبة للراقي لا يرضى الناس أن يكون كذلك.
` مسألة (20) (28/ 5/1419هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم حل السحر عن المسحور باستخدام الجن؟
فأجاب: يجوز، لأنه لا يلزم أن يكون الاستخدام على وجه شركي. ولكننا لا نفتي بذلك لأنه يترتب عليه مفسدة وهي: أن يقبل الناس على تعلم ذلك،
وقد قال الله:
(َيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ) وللشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله في تفسيره، كلام على جواز ذلك أخذاً من هذه الآية.
` مسألة (21) (10/ 1/1421هـ)
</ SPAN></SPAN>
سُئل شيخنا رحمه الله:ما حكم إتيان بعض الذين يستخدمون الجن للاستشفاء من السحر ونحوه، ممن يظهر عليه الصلاح؟
فأجاب: ذكر شيخ الإسلام، رحمه الله، في مواضع عدة جواز استخدام الإنس للجن بشرطين:
أحدهما: أن لا تكون استعانته بهم بطريق محرم، كالذبح لغير الله.
والثاني: ألا يستعين بهم على شيء محرم.
هذا ما نراه، لكن لا نفتي به لئلا يروج سوق المشعوذين والسحرة و المشركين.
` مسألة (22) (26/ 2/1419هـ)
سئل شيخنا رحمه الله: ما حكم قول (زارتنا البركة) عند قدوم زائر؟
فأجاب: إن كان يقصد البركة المعنوية، لكون الزائر من أهل العلم والفضل، فيحصل بزيارته نفع، فجائز. وإن كان يقصد بركة حسية فمحرم.
</ SPAN>
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:55 م]ـ
الوضوء
` مسألة (41) (25/ 11/1418هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم تخليل الأصابع؟ وهل يشمل أصابع اليدين والرجلين؟
وأين موضع تخليل أصابع اليدين؛ أعند غسل الكفين، أم عند غسل اليدين إلى المرافق؟
فأجاب: تخليل أصابع اليدين والرجلين مشروع لكل وضوء لحديث لقيط: (وخلل بين الأصابع) (1).
ويكون عند غسل اليدين إلى المرفقين. ويتأكد التخليل في الرجلين لمزيد الحاجة إلى غسلهما.
` مسألة (42) (20/ 1/1419هـ)
سألت شيخنا رحمه الله: ما القدر الذي يعفى عنه مما يلتصق بالبشرة، ويمنع وصول الماء عند الوضوء، كأثر العجين،
وما يعلق ببشرة الدهانين ورؤوسهم؟
فأجاب: الفقهاء لا يرون العفو عن أي شيء، سوى ما كان تحت الأظافر. وشيخ الإسلام يرى العفو عن اليسير
في هذا وفي النجاسات.
ولكن تقدير اليسير لا ينضبط عند الناس. فالذي نرى أخذ الناس بالحزم في هذه الأمور، وعدم التساهل،
حتى لا يفرطوا.
ولكن لو قدرنا أن سائلاً سأل عن حصول ذلك منذ مدة طويلة فربما يفتى بالعفو.
أما ما يعلق بشعر الرأس فالأمر فيه أهون،
لوقوع "التلبيد" منه - صلى الله عليه وسلم - والمسح عليه. كما أن المسح عبادة مبناها على التخفيف،
فالأمر فيه أوسع.
` مسألة (43) (29/ 10/1417هـ)
سألت شيخنا رحمه الله: هل الكحل مانع من وصول الماء في الوضوء؟
فأجاب: ما كان مثل الحبر ونحوه من الألوان فليس بمانع، حتى وإن جرى إذا أصابه ماء.
وما كان له جرم أو طبقة كثيفة فلا بد من إزالته عند الوضوء.
` مسألة (44) (9/ 10/1420هـ)
سئل شيخنا رحمه الله:هل الدهون " الكريمات" تمنع وصول الماء؟
فأجاب: لا. إلا أن تكون جامدة.
فسئل:ولكن الماء يتجمع على هيئة دوائر على البشرة؟
فأجاب:لأن الماء يَزِلُّ بسبب الدهن. هذا لا يضر، ما لم يكن جامداً.
</ SPAN>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/46)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:56 م]ـ
المسح على الخفين
` مسألة (45) (15/ 3/1418هـ)
سألت شيخنا رحمه الله: إذا لبس الكنادر فوق الجوارب وهو على طهارة، يرى فضيلتكم جواز المسح على الكنادر،
كيف يصح ذلك، والغالب أنها لا تستر محل الفرض؟
فأجاب: عن ذلك جوابان:
1. أنهما، الكنادر والجوارب، صارا كشيء واحد.
2. أن ضابط الخف عند شيخ الإسلام ليس ستر محل الفرض، وإنما المشقة في النزع؛
بأن يحتاج في نزعه إلى الاستعانة في بيده أو برجله الثانية.
ثم سئل: إذاً لو لبس على الجورب نعلاً فهل يمسح على الجميع؟
فأجاب: نعم. وشيخ الإسلام يرى أن النعل يكفي فيه الرش لو لبسه دون جورب. فهو حال متوسطة.
` مسألة (46) (13/ 8/1418هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:قلتم ـ حفظكم الله ـ في بعض مسائل المسح على الخفين إنه:
(إذا لبس جورباً أو خفاً ثم أحدث، ومسحه، ثم لبس عليه آخر،
فله مسح الثاني على القول الصحيح، ويكون ابتداء المدة من المسح الأول)،
فهل له لو نزع الثاني أن يمسح على الأول في نفس المدة؟
فأجاب: لا. بل لابد من نزعه والوضوء. لأن الأول حينئذ لم يكن لبس على طهارة مسح
و لا غسل في هذه الصورة.
بخلاف الثاني فقد جَوَّزْنَا المسح عليه لكونه لبس على طهارة مسح.
` مسألة (47) (2/ 8/1419هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:لو لبس المرء فوق الجبيرة " الجبس " جورباً أو كنادر، فهل له أن يمسح عليه،
علماً أن الجبيرة لا تغطي الأصابع؟
فأجاب: نعم له أن يمسح على ما فوق الجبيرة من جورب أو كندرة كبيرة. ويصبح حكمها بالنسبة إلى الجبيرة
كحكم الجورب أو الكنادر إلى القدم،
من حيث توقيت مدة المسح وخلافه. فإذا انتهت مدة المسح، وأراد التطهر نزع الجورب،
ومسح على الجبيرة من جميع جهاتها ثم لبس فوقها الجورب.
ثم سألته: هل ينطبق عليهما أحكام الجورب الفوقاني والتحتاني؟
فأجاب: لا، فالجورب إنما يمسح ظاهره الأعلى، أما الجبيرة فلا بد من مسح الكل.
</ SPAN>
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:59 م]ـ
نواقض الوضوء
` مسألة (48) (20/ 1/1418هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:هل ينقض الوضوء مرق الإبل باعتبار أن أجزاءه قد تحللت فيه؟
فأجاب: لا ينقض الوضوء، لأنه ليس بلحم. والمتحلل هو الطعم فقط. ولكن يستحب الوضوء منه ومن ألبان الإبل.
` مسألة (49) (20/ 1/1418هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم شحم الإبل، سيما أنه يستعمل في إعداد "الكليجا" (2)؟
فأجاب: الشحم إذا كان له جرم فحكمه حكم اللحم. أما إذا كان ذائباً في المرق، أو داخلاً في تركيب الكليجا ونحوه فليس بناقض،
لأنه لا جرم له، بل هو كالزيت.
` مسألة (50) (20/ 1/1418هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:هل مس المرأة ذكر صبيها ينقض الوضوء؟
فأجاب: كلا، لا ينقض الوضوء.
` مسألة (51) (20/ 4/1421هـ)
سئل شيخنا رحمه الله: عن رجل يخرج منه قطرات من البول إثر الوضوء، فهل يعفى عنه؟
فاستفصل: هل ينقطع بعد ذلك؟ فقال السائل: نعم. فقال:
عليه أن ينتظر حتى تنقطع القطرات، ثم يتوضأ. وإنما يعفى في حالتين:
1. أن يكون مستمراً، لا ينقطع.
2. أن لا يكون له وقت معلوم ينقطع به. فيعفى عنه للمشقة.
أما إن كان قد اعتاد على انقطاعه بعد وقتٍ معلوم، أو إذا مشى خطوات فعليه أن ينتظر.
` مسألة (52) (20/ 1/1418)
سألت شيخنا رحمه الله:ما حكم ما تسميه النساء بـ" الطهارة "؟
فأجاب: يسميها الفقهاء "رطوبات فرج المرأة". والذي ترجح عندي أنها تنقض الوضوء، وليست بنجسة.
ولم أجد من قال بعدم نقضها إلا ابن حزم رحمه الله. وهي تخرج من مخرج الولد.
وإما إن كان شيءٌ يخرج من مخرج البول بصفةٍ مستمرة فهو سلس.
` فائدة (53) (7/ 7/1420هـ)
جرى بحثُُ واسع هذه الليلة في مسألة المستحاضة، وحكم رطوبات فرج المرأة، ومن به سلس بول ...
إثر ما أفتى به فضيلته في الأسبوع المنصرم في برنامج " نور على الدرب"، وتكلم فيه في درس الجامع الكبير،
وقرأنا في بعض كتب الحديث، حول زيادة "توضئي لكل صلاة" (3) وكانت خلاصة البحث:
</ SPAN>
ـ يرى فضيلته أنه لا يلزم المستحاضة أن تتوضأ لكل صلاة مادامت باقية على طهارة وضوءٍ سابق.
وأن الزيادة في الحديث غير محفوظة.
ـ كذلك من به سلس بول، أو استطلاق الريح.
ـ أن رطوبات فرج المرأة التي تسميها النساء عندنا "طهارة" غير نجسة وفضيلته يفتي بذلك منذ مدة،
وغير ناقضة للوضوء،
وهوما جزم على الفتيا به هذه الأيام، وفاقاً لابن حزم، وأن ذلك بمنزلة الريق في الفم، والدمع في العين.
ـ أن التعبير بـ "الخارج من السبيلين" في نواقض الوضوء، ليس نصاً شرعياً، وبالتالي فليس على إطلاقه.
فالخارج من الرحم من الرطوبات ليس نجساً، إلا الدم.(133/47)
مذهبي الفقهي: مجتهد!!!!
ـ[أبو العباس ياسين علوين المالكي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 01:09 ص]ـ
الحمد لله
و الله إن العجب لا ينقضي من " المتعلمين" في هذا العصر الذي تناثرت فيه الفتن، و لم تترك مكانا إلا ووقعت عليه، حتى العلم و أهله لم يسلموا منها و الله المستعان.
إن المعضلات في مجال "التعلم" هي من أولى الأولويات التي يجب على العلماء الاتجاه لها، و إعطاءها الوقت الكافي حتى تعرف الحلول إن شاء الله تعالى.
و من أبرز هذه المعضلات،" التعالم" و "التنمر بالعلم" كما نبه على ذلك الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله.
فتجد أن كثيرا ممن يريدون" طلب العلم" لم يسلكوا فيه المسلك الصحيح و لا تربوا على العلماء الراسخين، تجد الواحد منهم لم يتقن العلم و لم يتمرس به، لكنه قرأ فتيا هنا و هناك، و كتيبا و بحثا،فيعتقد نفسه قد بلغ رتبة الاجتهاد خصوصا إذا كان ممن قرأ شرح الورقات!!!! و ختم الآجرومية!!!! و قرأ مبحثا للشيخ ابن تيمية رحمه الله و تلميذه الفذ ابن القيم رحمه الله.
فعند ذاك لا يقف أحد أمامه إلا أسقطه بحجة أن قوله غير معصوم و يستدل بقول الإمام مالك رحمه الله- و لو أدرك مالك أمثاله لجلده حد المفتري- كل يؤخذ من قولهو يرد إلا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.
فكثير من هؤلاء " المتمجهدين" لم يشتغل حتى بمذهب واحد من المذاهب المتبعة و لم يتقن قواعده و أصوله و فرائده، ثم يجعل نفسه حكما على الأئمة و الأعلام الذين أفنوا أعمارهم و وقتهم في حفظ هذا العلم الذي وصلنا.
و الغريب أن أغلب هؤلاء"المتمجهدين" أحداث الأسنان ... نسأل الله السلامة و العافية.
و ما دعاني لكتابة هذه الكلمات في ارتجال هو ما قرأته لأحد هؤلاء "الأحداث المتمجهدين" أن مذهبه الفقهي: مجتهد ... دون استحياء أو خجل، و "إن لم تستح فاصنع ما شئت"!!
و ما ستغربت له أكثر أن البعض يناديه بالشيخ و هو لما يتم الأربعين في تعلم العلم الشرعي و ثني الركب ... بل و الطامة أن مؤهله الأكاديمي لا يخجله من الكلام في مسائل العلم.
و هذا حال من تنكب طريق الأئمة الأعلام و رغب عنها.
و الله المستعان
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
هؤلاء العلماء الذين ينكرون علم مثل الشعراوى
....
أهؤلاء أقبل منهم فتوى؟
إتفاقهم على الرأى أولى أم رأى "الشعراوى " وحده؟
رحم الله العلماء حقا
راجع بارك الله عليك قول الشيخين: الألباني و الحويني عن الشعراوي رحمه الله(133/48)
مسألة في الفرائض .. مات وله أم وأخ وأختان ولا زوجة ولا ولد
ـ[حسين العربي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 04:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الشيوخ الكرام
مسألة في الفرائض , وجزاكم الله خيرا
مات رجل وله أم وأخ ذكر وأختان
ولا زوجة له ولا ولد
فما القسمة
وجزاكم الله خيرا
ـ[المتولى]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:16 ص]ـ
هذه مسألة كلالة
الام لها السدس لوجود الاخوة والباقى للذكر مثل حظ الانثيين والله تعالى اعلى واعلم
ـ[أم ديالى]ــــــــ[15 - 10 - 10, 04:08 م]ـ
كما قال الأخ المتولي
ـ[حسين العربي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 08:21 م]ـ
أحسن الله إليكم ,وجزاكم الله خيرا(133/49)
الحج لعام 1431هـ .. ارشادي لافضل حملة في المدينة المنورة
ـ[الفارة إلى ربها]ــــــــ[15 - 10 - 10, 10:55 ص]ـ
الأخوة والأخوات الأكارم
السلام غليكم ورحمة الله وبركاته
ارغب بالحج لهذا العام بإذن المولى
واتمنى منكم ارشادي لافضل حملة في المدينة المنورة مع مراعاة السعر
وتزويدي بخير زاد ((التقوى))
فمن يحمل منكم فائدة نظرية او عملية
دينية او دنيوية
جربها او لم يجربها
اتمنى ان يكرمني بها
ولكم بالغ الدعاء
جزيتم خيرا
ـ[خالد الفارسي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 11:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقه كم كنت اتمنى افادتك ولكن للأسف سجلت في الملتقى بعدت اسماء ولم تفعل عضويتي
ولا اعلم سبب الرفض ولم اتلقى حتى مبرر في عدم قبول عضويتي وحسيت كاني مقدم على وظيفة ولم يقبل ملفي والحكاية كلها ملتقى لطرح المشاركات والافادة والاستفادة
واليوم في هذا التاريخ تفاجئت بقبول عضويتي بعد مرور ما يقارب شهر من المحاولات
كان هنا حملة في المدينة المنورة اسمها حملة الزايدي واللحياني ولكن للأسف اغلق التسجيل فيها يوم امس لأكتمال العدد ووالله حز في نفسي ذلك ولاني لم اجد اي رد من اعضاء الملتقى
فأعتذر كثيراً
وللاسف القائمين على الملتقى وبكل صراحه فيهم شي من عدم الجديه في استقطاب اعضاء مما يجعل العضو الذي يرغب التسجيل يمل من كثرة الأنتظار(133/50)
الإنترنت امتحان الإيمان والأخلاق والعقول
ـ[أبو سارة و محمد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 04:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع منقول من موقع الألوكة من مشاركة الأخ (آل عامر) وفقه الله وقد أشار في آخره أنه من كلام فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد وفقه الله
الإنترنت امتحان الإيمان والأخلاق والعقول
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن الإنترنت ثورة كبرى في عالم المعلومات، وميدان فسيح لامتحان الإيمان والأخلاق بل والعقول.
فالخير مفتوح الأبواب، والشر معروض بشتى الأساليب، وبإمكان الذي يتعامل مع الإنترنت أن يطلق لسانه بما شاء، وأن يُسَرِّحَ بصرَه كما يريد، وأن يخط بيده ما يرغب؛ فلا حسيب عليه، ولا رادع له، ولا مُوْقِف له عند حد.
فإن تسامى واستعلى، ونظر في العاقبة، واستحضر رقابة ربه، وشهوده عليه - أفلح وأنجح، واقتحم تلك العقبة.
وإنْ هو أطلق لنفسه العنان، ومال حيث يميل الهوى، وغاب عنه رادع الإيمان ووازع التقوى - أوشك أن يرتكس في حمأة الرذيلة، ويسقط على أم رأسه في الحضيض، فلا يكون من رواء ذلك إلا إذلال النفس، وموت الشرف، والضعة والتسفُّل.
ولهذا كان حرياً بالعاقل أن يحسن التعامل مع الإنترنت، وأن لا يْفْرِطَ في الثقة في نفسه، فيوقعها في الفتنة، ثم يصعب عليه الخلاص منها.
وجديراً به إذا أراد أن يقدم أية مشاركة، أو مداخلة، أو ما جرى مجرى ذلك أن ينظر في جدوى ما يقدم، وأن يحذر من أذية المؤمنين، وإشاعة الفاحشة فيهم، وأن ينأى بنفسه عن القيل والقال، واستفزاز المشاعر، وكيل التهم، وتسليط الناس بعضهم على بعض.
وإذا أراد أن يعقب أو يرد فليكن ذلك بعلم، وعدل، ورحمة، وأدب، وسمو عبارة.
وإذا أراد أن يشارك فليشارك باسمه الصريح، وإن خشي على نفسه إن صرح باسمه، أو رغب في إخلاص عمله، فليحذر من كتابة ما لا يجوز ولا يليق، وليستحضر وقوفه بين يدي الله يوم تبلى السرائر.
وعلى العاقل كذلك أن يحذر خطوات الشيطان؛ فهو متربص ببني آدم، وقاعد لهم بكل سبيل؛ فهو عدوهم الذي يسعى سعيه في سبيل إغوائهم.
قال ربنا - تبارك وتعالى - في غير موطن في القرآن الكريم: ((وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)).
فالعاقل اللبيب لا يثق بعدوه أبداً، ولا يلقي نفسه في براثن الفتن، ولا يفرط في الثقة مهما بلغ من العقل، والدين، والعلم.
ومن هنا تجده ينأى عن الفتن، ولا يستشرف لها؛ فإذا تعرضت له أُعِين عليها، وصاحبه اللطف الإلهي.
وإنْ هو وثق بنفسه، وسعى إلى حتفه بظلفه وُكِلَ إلى نفسه، وزال عنه اللطف.
فهذا يوسف - عليه السلام - لم يتعرض للفتنة، بل هي التي تعرضت له.
ومع ذلك لم يثق بإيمانه، وعلمه، وشرفه المُعْرِق، بل فر من الفتنة، واستعاذ بالله من شرها، واعترف بأنه إن لم يصرف الله عنه كيد النسوة صبا إليهن وكان من الجاهلين.
ولما كانت هذه هي حالَه صاحَبَهُ اللطف، وأُعِين على الخلاص من ذلك البلاء العظيم.
ومما يعين على تعدي هذه البلايا أن يخصص الإنسان وقتاً محدداً، وعملاً معيناً، وأن يكون له هدف واضح، ويتعامل من خلال ذلك مع الإنترنت.
أما إذا استرسل مع تصفُّح الأوراق، والانتقال من موقع إلى موقع دون هدف أو غاية - ضاع وقته، وقلَّت فائدته، وإفادته.
ومما يعين على ذلك - أيضاً - أن ينظر العاقل في العواقب، وأن يقهر نفسه، ويلجمها بلجام التقوى.
قال ابن الجوزي - رحمه الله -: " بالله عليك يا مرفوع القدر بالتقوى لا تبع عزها بذل المعاصي، وصابر عطش الهوى في هجير المشتهى وإن أمضَّ وأرمض ".
يعني وإن آلم وأحرق.
وقال - رحمه الله -: " وفي قوة قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة؛ ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً؛ لأنه قُهِر، بخلاف غالب الهوى؛ فإنه يكون قوياً لأنه قَهَر ".
ومما يعين على ذلك أن يتجنب المتعامل مع الإنترنت المثيراتِ؛ فيبتعد عن المواقع المنحطة، وعن المنتديات التي يثار فيها الكلام الفاحش، وعن المقالات التي تثير الغرائز، وتحرك الكوامن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/51)
وينأى بنفسه عن الصور الفاضحة، واللقطات المثيرة؛ فإن مَثَلَ النفوسِ - بما جُبِلَتْ عليه من ميل للشهوات، وما أودع فيها من غرائز تميل مع الهوى حيث مال - كمثل البارود، والوقود، وسائر المواد القابلة للاشتعال؛ فإن هذه المواد، وما جرى مجراها متى كانت بعيدة عما يشعل فتيلها، ويذكي أوارها - بقيت ساكنة وادعة، لا يخشى خطرها، والعكس.
وكذلك النفوس؛ فإنها تظل وادعة ساكنة هادئة؛ فإذا اقتربت مما يثيرها، ويحرك نوازعها إلى الشرور من مسموع، أو مقروء، أو منظور، أو مشموم - ثارت كوامنها، وهاجت شرورها، وتحرك داؤها، وطغت أهواؤها.
قال ابن حزم - رحمه الله -:
لا تلُم مَنْ عَرَّضْ النفسَ لما * ليس يُرضي غيرَه عند المحنْ
لا تُقَرِّبْ عرفجاً من لهبٍ * ومتى قَرَّبْتَهُ ثارتْ دُخنْ
وقال:
لا تُتْبِعِ النفسَ الهوى * ودَعِ التعرضَ للفتن
إبليسُ حيٌّ لم يمت * والعينُ بابٌ للفتن
وقال أبو الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني - رحمه الله -:
من قارفَ الفتنةَ ثم ادعى ال * عصمة قد نافقَ في أمره
ولا يجيز الشرعُ أسباب ما * يورط المسلمَ في حظره
فانجُ ودعْ عنك صُداعَ الهوى * عساك أن تسلمَ من شَرِّه
ومما يعين على النجاة من فتنة الإنترنت غض البصر، لأن الصورة القبيحة تعرض للإنسان ولو بدون قصد؛ فإذا غض بصره أرضى ربه، وأراح قلبه؛ فالعين مرآة القلب، وإطلاق البصر يورث المعاطب، وغض البصر يورث الراحة؛ فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته.
قال ربنا - عز وجل -: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في هذه الآية: " فجعل - سبحانه - غض البصر، وحفظ الفرج هو أقوى تزكيةٍ للنفوس.
وزكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشر ور من الفواحش، والظلم، والشرك، والكذب، وغير ذلك ".
ومما يجب على الإنسان حال تعامله مع الإنترنت أن يتثبت مما يقوله، ويسمعه، ويقرؤه، ويرويه.
وبذلك يُعْلَمُ عقلُ الإنسان، ورزانته، وإيمانه.
كيف والإنترنت يُكْتَبُ فيه الغث في السمين، ويَكْتُبُ كل من هب ودب، وبأسماء مجهولة مستعارة؟
فعلى العاقل أن ينظر في هذا الأمر؛ فإذا اطلع على خبر أو أمر من الأمور تَثَبَّتَ في شأنه، وإذا ثبت له نظر في جدوى نشره، فإن كان في ذلك حفز للخير، واجتماع عليه نشره، وأظهره، وإن كان خلاف ذلك طواه وأعرض عنه.
وكم حصل من جراء التفريط في هذا الأمر من الشر والخلل.
وكم من الناس من يلغي عقله، ويتعامل مع ما ينشر في الإنترنت وكأنه وحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وإلا فإن العاقل اللبيب يتثبت، ويتأنى حتى ولو اطلع على كلام لشخص معروف موثوق، فضلاً عن مجهول، أو غير موثوق.
ولقد جاء النهي الصريح عن أن يحدث المرء بكل ما سمع.
قال صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء كذباً أن يحدِّث بكل ما سمع ". رواه مسلم.
ويتعين هذا الأدب في وقت الفتن والملمات، فيجب على الناصح لنفسه أن يتحرى هذا الأدب؛ حتى يقرب من السلامة، وينأى عن العطب.
قال الله - تعالى -: ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)) النساء: 83.
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: " هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق، وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة، والمصالح العامة مما يتعلق بالأمن، وسرور المؤمنين أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم - أن يتثبتوا، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم: أهل الرأي، والعلم، والنصح، والعقل، والرزانة، الذين يعرفون الأمور، ويعرفون المصالح وضدها.
فإذا رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطاً للمؤمنين، وسروراً لهم، وتحرزاً من أعدائهم - فعلوا ذلك، وإن رأوا ما ليس فيه مصلحة، أو فيه مصلحة، ولكن مضرته تزيد على مصلحته لم يذيعوه.
ولهذا قال: ((لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/52)
أي يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة، وعلومهم الرشيدة.
وفي هذا دليل لقاعدة أدبية، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يُوَلَّى من هو أهل لذلك، ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم؛ فإنه أقرب إلى الصواب، وأحرى للسلامة من الخطأ.
وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمرُ بالتأمل قبل الكلام، والنظر فيه هل هو مصلحة فيقدم عليه الإنسان أم لا فيحجم عنه ".
وقال - رحمه الله - في موضع آخر حاثاً على التَّثبُّت، والتدبر، والتأمل قال: " وفي قوله - تعالى -:
((وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)) طه: 114 أدبُ طالب العلم، وأنه ينبغي له أن يتأنى في تدبره للعلم، ولا يستعجل بالحكم على الأشياء، ولا يعجب بنفسه، ويسأل ربه العلم النافع والتسهيل ".
وقال - رحمه الله -: " قوله - تعالى -: ((لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ)) النور: 12 هذا إرشاد منه لعباده إذا سمعوا الأقوال القادحة في إخوانهم المؤمنين رجعوا إلى ما علموا من إيمانهم، وإلى ظاهر أحوالهم، ولم يلتفتوا إلى أقوال القادحين، بل رجعوا إلى الأصل، وأنكروا ما ينافيه ".
قال ابن حبان - رحمه الله -: " أنشدني منصور بن محمد الكريزي:
الرفقُ أيمنُ شيءٍ أنت تَتْبَعُه * والخُرقُ أشأمُ شيء يُقْدِم الرَّجُلا
وذو التثبت من حمد إلى ظفرٍ * من يركبِ الرفقَ لا يستحقبِ الزللا
ومما ينبغي للعاقل في هذا الشأن ألا يحرص في إبداء رأيه في كل أمر، وألا يقول كل ما يعلم بل اللائق به أن يراعي المصالح؛ فلا يحسن به أن يبدي رأيه في كل صغيرة وكبيرة، ولا يلزمه أن يتكلم بكل نازلة؛ لأنه ربما لم يتصور الأمر كما ينبغي، وربما أخطأ التقدير، وجانب الصواب، والعرب تقول في أمثالها: " الخطأ زاد العَجُول ".
بخلاف ما إذا تريث وتأنى؛ فإن ذلك أدعى لصفاء القريحة، وأحرى لأنْ يختمر الرأي في الذهن، وأخلق بالسلامة من الخطأ.
والعرب تمدح من يتريث، ويتأنى ويقلب الأمور ظهراً لبطن، وتقول فيه: " إنه لحُوَّلٌ قُلَّب ".
بل ليس من الحكمة أن يبدي الإنسان رأيه في كل ما يعلم حتى ولو كان متأنياً في حكمه، مصيباً في رأيه؛ فما كل رأي يجهر به، ولا كل ما يعلم يقال.
بل الحكمة تقتضي أن يحتفظ الإنسان بآرائه إلا إذا استدعى المقام ذلك، واقتضته الحكمة والمصلحة، وكان دأبه في ذلك المشاورة خصوصاً في الأمور الكبار.
وزن الكلام إذا نطقت فإنما * يبدي العقولَ أو العيوبَ المنطقُ
قال أحد الحكماء: " إن لابتداء الكلام فتنةً تروق وجدَّةً تعجب؛ فإذا سكنت القريحة، وعدل التأمل، وصفت النفس - فليعدِ النظر، وليكن فرحُه بإحسانه مساوياً لغمِّه بإساءته ".
وقال ابن حبان - رحمه الله -: " الرافق لا يكاد يُسْبَق كما أن العَجِل لا يكاد يَلْحَق، وكما أن من سكت لا يكاد يندم كذلك من نطق لا يكاد يسلم.
والعَجِل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يجرب، ويذم بعد ما يحمد، ويعزم قبل أن يفكر، ويمضي قبل أن يعزم.
والعَجِل تصحبه الندامة، وتعتزله السلامة، وكانت العرب تُكَنِّي العجلة: أمَّ الندامات ".
وذكر بسنده عن عمر بن حبيب قال: " كان يقال: لا يوجد العجول محموداً، ولا الغضوب مسروراً، ولا الحر حريصاً، ولا الكريم حسوداً، ولا الشَّرِه غنياً، ولا الملول ذا إخوان ".
ولهذا تتابعت نصائح الحكماء على التريث خصوصاً عند إرادة الإقدام على مواقع الخطر، قال المتنبي:
الرأي قبل شجاعة الشجعان * هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفسٍ مِرَّةٍ * بلغت من العلياء كل مكان
وقال:
وكل شجاعة في المرء تغني * ولا مثل الشجاعة في الحكيم
ومما ينبغي للعاقل: أن يعتدل في طرحه، وأن يحذر من المبالغة، وتضخيم الأمور؛ لأن الحقيقة تضيع بين التهويل والتهوين.
والعرب تقول في أمثالها: " خير الناس هذا النمط الأوسط ".
وأعظم زاجر وواعظ للمرء، ومعين له على الإفادة من الإنترنت، والسلامة من شروره وغوائله - لزوم المراقبة لله - عز وجل - واستشعار اطلاعه - تبارك وتعالى -.
وما أبصرت عيناي أجمل من فتى * يخاف مقام الله في الخلوات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/53)
فحري بالعاقل أن يستحضر هذا المعنى جيداً، وأن يتذكر دائماً أن الغيب عند الله علانية، فكيف يليق بالمرء أن يجعل الله - عز وجل - أهون الناظرين إليه؟! وحقيق عليه أن يدرك أنه من أخفى خبيئة ألبسه الله ثوبها، ومن أضمر شيئاً أظهره الله عليه سواء كان ذلك خيراً أو شراً؛ فالجزاء من جنس العمل، و ((مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ)).
وإليك أخي القارئ الكريم هذه الكلماتِ النورانيَة في هذا الشأن من بعض أئمة السلف - رحمهم الله ورضي عنهم -:
قال أبو حازم سلمة بن دينار - رحمه الله -: " لا يُحْسِن عبد فيما بينه وبين الله - تعالى - إلا أحسن الله فيما بينه وبين العباد، ولا يُعَوِّر - يفسد - فيما بينه وبين الله - تعالى - إلا عوَّر الله فيما بينه وبين العباد، ولَمُصَانَعَةُ وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها؛ إنك إذا صانعت الله مالت الوجوه كلُّها إليك، وإذا أفسدت ما بينك وبينه شنأتك - أبغضتك - الوجوه كلها ".
وقال المعتمر بن سليمان - رحمه الله -: " إن الرجل يصيب الذنب في السر، فيصبح وعليه مذلته ".
قال ابن الجوزي - رحمه الله -: " نظرت في الأدلة على الحق - سبحانه وتعالى - فوجدتها أكثر من الرمل، ورأيت من أعجبها: أن الإنسان قد يخفي ما لا يرضاه الله - عز وجل - فيظهره الله - سبحانه - عليه ولو بعد حين، وينطق الألسنة به، وإن لم يشاهده الناس.
وربما أوقع صاحبَه في آفة يفضحه بها بين الخلق؛ فيكون جواباً لكل ما أخفى من الذنوب، وذلك؛ ليعلم الناس أن هنالك من يجازي على الزلل، ولا ينفع مِنْ قَدَره وقدرته حجاب ولا استتار، ولا يضاع لديه عمل.
وكذلك يخفي الإنسان الطاعة، فتظهر عليه، ويتحدث الناس بها، وبأكثر منها، حتى إنهم لا يعرفون له ذنباً، ولا يذكرونه إلا بالمحاسن؛ لِيُعْلَمَ أن هنالك ربَّاً لا يُضيع عَمَلَ عامل.
وإن قلوب الناس لَتَعْرِفُ حال الشخص، وتحبه، أو تأباه، وتذمه، أو تمدحه وفْقَ ما يتحقق بينه وبين الله - تعالى - فإنه يكفيه كلَّ همٍّ، ويدفع عنه كل شر.
وما أصلح عبد ما بينه وبين الخلق دون أن ينظر إلى الحق إلا انعكس مقصوده، وعاد حامده ذامَّاً ".
وقال - رحمه الله -: " إن للخلوة تأثيراتٍ تَبيْنُ في الجلوة؛ كم من مؤمن بالله - عز وجل - يحترمه عند الخلوات، فيترك ما يشتهي؛ حذراً من عقابه، أو رجاءً لثوابه، أو إجلالاً له؛ فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هنديَّاً على مجمر، فيفوح طيبه، فيستنشقه الخلائق، ولا يدرون أين هو.
وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبتُه، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوتَ العود.
فترى عيون الخلق تعظِّم هذا الشخص، وألسنتهم تمدحه، ولا يعرفون لِمَ، ولا يقدرون على وصفه؛ لبعدهم عن حقيقة معرفته.
وقد تمتد هذه الأراييح - يعني الروائح - بعد الموت على قدرها؛ فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة ثم ينسى، ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفى ذكره، وقبره، ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً.
وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق فإنه على قدر مبارزته بالذنوب، وعلى مقادير تلك الذنوب - يفوح منه ريح الكراهة، فتمقته القلوب.
فإن قلَّ مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير، وبقي مجرد تعظيمه.
وإن كثر كان قصارى الأمر سكوت الناس عنه لا يمدحونه، ولا يذمونه.
وربَّ خالٍ بذنب كان سبب وقوعه في هُوَّة شِقْوة في عيش الدنيا والآخرة، وكأنه قيل له: ابق بما آثرت؛ فيبقى أبداً في التخبيط.
فانظروا إخواني إلى المعاصي أثَّرت، وعَثَّرت.
قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: إن العبد ليخلو بمعصية الله - تعالى - فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر.
فتلمحوا ما سطرته، واعرفوا ما ذكرته، ولا تهملوا خلواتكم ولا سرائركم؛ فإن الأعمال بالنية، والجزاء على مقدار الإخلاص ".
وقال ابن الجوزي - رحمه الله -: " إنه بقدر إجلالكم لله - عز وجل - يجلكم، وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم وحرمتكم.
ولقد رأيت - والله - من أنفق عمره في العلم إلى أن كَبِرت سنُّه، ثم تعدى الحدود، فهان عند الخلق، وكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوة مجاهدته.
ولقد رأيت من كان يراقب الله - عز وجل - في صبوته - مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم - فَعَظَّم اللهُ قدره في القلوب، حتى عَلِقَتْهُ، ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير.
ورأيت من كان يرى الاستقامة إذا استقام، وإذا زاغ مال عنه اللطف.
ولولا عموم الستر، وشمول رحمة الكريم لافتضح هؤلاء المذكورون، غير أنه في الأغلب تأديب، أو تلطف في العقاب ".
وكما أنه يجب على المسلم أن ينأى بنفسه عن شر الإنترنت فكذلك ينبغي له أو يجب عليه ألا يحرم نفسه من خيره، خصوصاً إذا كان ذا دراية، وتخصص فيه؛ فلا يحسن به أن يكون قصاراه ألا يقع في المحذور.
بل عليه أن يقدم النافع المفيد، من المشاركات الهادفة، والاقتراحات النافعة، والدلالة على المواقع الإسلامية الموثوقة.
كما عليه ألا يحقر نفسه في إنكار ما يراه من منكر أو قبيح في الإنترنت كل ذلك بحسب قدرته واستطاعته.
وأخيراً إليك أيها الأخ الكريم هذه التساؤلات:
ألا تشعر - وأنت تقلب بصرك في الصور الخليعة - بظلمة في قلبك، ووهن في بدنك، وزهد بالفضيلة ورغبة في الرذيلة؟!
ألا تحسُّ - وأنت تطالع المهاترات، وتصيخ سمعك لما يقال في فلان وفلان - بقسوة في قلبك، وإساءة في ظنك، وتشاؤمٍ في نظرتك.
ألا تشعر - إذا قضيت الساعات الطوال أمام الإنترنت بلا فائدة - بضيق في صدوك، وتكسُّرٍ لحاجاتك؟ حتى إنك لا تطيق من بجانبك، ولا تحرص على الرد بمن يتصل بك عبر الهاتف؟
وفي مقابل ذلك ألا تشعر بنشاط، وأنس، وسرور وقوةٍ إذا قدمت الخير، وغضضت البصر عن الحرام، واتقيت الله في الخلوة؟!.
أسأل الله - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى - أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلنا مفاتيح للخير، مغاليق للشر، مباركين أينما كنا.
والحمد لله رب العالمين.
محمد بن إبراهيم الحمد
موقع دعوة الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/54)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:42 م]ـ
أحسنت، جزاك الله خير ونفع بن، نحن في هذه النعمة (في اختبار وأي اختبار) أسال الله أن يجعلنا من الفائزين المتبعين لرضوان الله على هوى النفس الأمارة بالسوء،والله المستعان وعليه التكلان.(133/55)
كل خياراتهم خاسرة
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[15 - 10 - 10, 04:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
كل خيارات الكنيسة حالياً خاسرة
كنا في غفلة عن النصارى في مصر، فلم يكن ضمن مفردات العمل الإسلامي الدعوي أو الحركي شيء يتعلق بالنصارى، ولك أن ترصد ما كتب عن النصارى في مصر منذ الفتح الإسلامي حتى عشر سنوات فقط، ويقينًا لن تجد ما يلفت نظرك أو يستوقفك، ولك أن ترصد الحراك الصحوي في القرن الماضي ـ وقد كان قويًّا منتشراً ـ ويقيناً لن تجده خارج إطار المسلمين، ثم صحونا على ما لم يكن يتوقعه أسوء الناس ظنًّا.
صحونا على النصارى بقيادة نظير جيد، يسبُّون ديننا ورسول ربنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمهاتنا .. أمهات المؤمنين، بلغة قبيحة لا تنطق بها بغيّ، ويجاهروننا بالعدواة والبغضاء، وأن لا تعايش بيننا وبينهم، ولابد من رحيلنا؛ وخاضوا بكل ما هو مستطاع؛ فانتشروا في القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية والمحافل العلمية، بكل الوسائل المكتوبة والمسموعة والمرئية؛ فقدموا "تطاولهم" في كتابٍ، ومحاضرةٍ، ومقال، وبرنامجٍ، ورسم، أحدثوا ضجيجاً، كأنهم موتورون ... كأننا نشرب من دمائهم ونأكل من لحومهم.!!
ووقف الحليم حيران ينادي أصحابه: لم كل هذا؟! مَن أجج تلك الصدور؟!
فكانت الإجابة تأتي من كل مكان بأنها "جماعة الأمة القبطية" التي سيطرت على الكنيسة في خمسينيات القرن الماضي، وراحت تنفخ الشر في الصدور حتى ملأتها فجيشت الناس حرباً على الله ورسوله وجيرانهم في الوطن الواحد.
إن ما تراه أعيننا الآن هو حراكٌ نصراني جماعي وُضعت بذرته قبل تسعين عاماً، وإن هذه العصبة الآثمة التي تولت مقاليد الكنيسة في نهاية خمسينيات القرن الماضي قد جيشت شعب الكنيسة ضد الإسلام والمسلمين بما تمليه عليهم في (مدارس الأحد) والكليات الإكليريكية، وفي الدوريات والمطويات و (العظات) ثم القنوات الفضائية، نحن أمام حالة من الحشد للنصارى الأرثوذكس في مصر، حالة ترفض تماماً الإسلام والمسلمين، حالة تستعد للقتال والقتل فداءً لما يمليه عليهم الشيطان. ليس للمشهد توصيف إلا هذا.
وما تفلّت من لسان (بيشوى) من أننا ضيوف وهم أصل البلد ـ وهو كاذب ـ تحدث هو به عدة مرات قبل ذلك، وبأسوء مما قال، ورابط التسجيل منتشر على الشبكة العنكبوتية.
وما تطاول به بيشوى عن القرآن الكريم وحاول "نظير جيد" إثارة الغبار عليه حتى يظن الناس أنه مؤدب مع كتاب الله وعقيدة المسلمين يُدرَّس في الكلية الإكليركية، فهم يُدرسون لطلابهم أن القرآن الكريم يقر بعقيدة الصلب والفداء ومن ثم ألوهية السيد المسيح ـ المكذوبة ـ وهم يناظرون في هذا الموضوع، وهناك عدد من المناظرات منشورة موضوعها (ألوهية المسيح في القرآن)، فالقوم بعيدون تماماً عن احترام ديننا وتاريخنا ومقدساتنا، ويكذبون على رعيتهم بنقل حديث مشوه عن القرآن الكريم والشريعة الإسلامية عموماً بشكل رسمي وغير رسمي.
وقيادة الكنيسة متمثلة في شخص الأستاذ "نظير جيد"، ومن يظهرون متحدثين باسم الكنيسة أو فيما يتعلق بعقيدة الكنيسة كبيشوي وعبد المسيح بسيط ومرقص عزيز ومكاري يونان، يتبنون أشد الأطروحات تطرفاً، بأنفسهم وبدعمهم للمتطرفين من أمثال زكريا بطرس وأقباط المهجر.
ولا أحسب أن أولئك الذين يقفون بوجه الكنيسة اليوم يتحدثون من منطلق المهزوم الخائف،؛ بل بدا بوضوح أن الدوائر دارت على مشروع (جماعة الأمة القبطية) في مصر، وعمليًّا قد فشلت الجماعة المتطرفة المتشددة في تحقيق أي من أهدافها.
فالكنيسة الأرثوذكسية تعاني من مشاكل داخلية تهدد بنيانها وتنذر بزلزالٍ يأتي بعاليها سافلها، فمئات الآلاف من الأسر النصرانية الأرثوذكسية التابعة لكنيسة "نظير جيد" ـ حسب كتابات المختصين من النصارى الأرثوذكس أنفسهم ـ يعانون من مشاكل اجتماعية، تحديداً الطلاق، وكثير منهم تجرأ على الكنيسة ويقاضيها أمام المحاكم؛ بل تجرأ نفر منهم على شخص بطريك الكنيسة وأخذ حكماً عليه بدفع غرامة مالية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/56)
وكذا الموتورون من القساوسة أولئك المحبوسون في الأديرة قد كثروا، والبقية المتحكمة في مقاليد الكنيسة مختلفة فيما بينها، وتظهر البغضاء بينهم من وقت لآخر مع حرصهم على كتمان الشر بينهم، وقد تناثر شيء من هذه حين رأى أحدهم في المنام أن العذراء سمت له فلاناً خلفاً لنظير جيد، ونمتلك عدداً من التسجيلات لبيشوي يتوعد فيها من يسميهم بالبروتستانت المندسين.
والصدام الفكري مع هؤلاء، والذي مضى عليه قرابة عقد من الزمان، وضع الدين الإسلامي بجوار ملة النصارى الأقباط، وقارن الناس بين هذا وذاك، وبعد المقارنة تبدّت الحقيقة بحلتها الجميلة فرآها غير قليل فأحبوها وعانقوها واستطابوا تعذيب الجسد.
وقد شهد الذين يتولون كبر التصدي لنا من طرف الكنيسة ـ أعني عبد المسيح بسيط تحديداً ـ أن مئات من النصارى يسلمون شهريًّا، وسجلات الأزهر تشهد؛ بل وغير قليلٍ يرحلون من الأرثوذكسية إلى الكاثوليكية والإنجيلية، ومن قريب انتشر خبر تحول كنيسة كاملة إلى الكاثوليكية؛ فالجسد الأرثوذكسي تقطع أوصالاً، وما بقي فيه مهترئ لا يصمد.
وفي المقابل الصف الإسلامي المتصدي لسفلة الكنيسة المصرية يزداد عدداً وخبرة، فنحن أمام حركة هدم (في الجانب النصراني) وحركة (بناء) في الجانب الإسلامي، فريق يتجمع وفريق يتشتت.
وما تراه عينك الآن يا "نظير" حركة عشوائية تماماً، ولكنها تُرَشَّد وتعلو وتشتد وتسير إليك بقوة، وبدا جيداً أن رأس الكنيسة المصرية "نظير جيد" خفيف، طاش عقله من هتافات ومظاهرات سلمية!!
وعصى النصارى في مصر التي يتوكؤون عليها قد أكلتها دابة الأرض فلم تعد تصلح للضرب أو الدفع، فرد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً، وخرجوا من العراق تحت جنح الظلام، وشغل الأمريكان في بلاد الأفغان، وفسدت معيشتهم فقد ابتلاهم الله بنقص من الأموال بانهيار اقتصادهم ولا زالت الأخبار تأتي بمزيد من الانهيار.
و"أقباط المهجر" قد بدت عليهم تحولات عقدية تخرجهم من ملتك، وقد سمنوا من مهجرهم، وصار الشر تجارتهم، فلن يكفوا عن تأجيج الشر وإن وجدوا مراسنا صلباً استداروا عليك وأكلوك، فلم يعد لك أو لمن يأتي من بعدك فيهم خيراً.
ونعي جيداً أن الداخل مهترئ ولم يعد يصلح للاستمرار، ولذا لن يبقى طويلاً بحول ربي وقوته، وأن "نظير جيد" ومن وافقه مع الخيار الخاسر، ولن ينفعه بحول ربي وقوته.
فلا ينتظر "نظير جيد" أن نخدع بكلماته الملتوية، فإنه يضحك على نفسه لا علينا، وليعي "نظير جيد" أنه من استدعانا لمنازلته حين تطاول على دين الله الإسلام وكتاب الله القرآن ورسول الله محمد بن عبد الله ـ عليه وآله الصلاة والسلام ـ وحين تجرأ بحبس المؤمنات والتعدي عليهن، هو الذي استفز المسلمين واستعداهم، وإن الكلمات لا تغني؛ بل لابد من فعال، لابد من محو التطاول على دين الله الإسلام ورسوله وعباد الله المؤمنين، والتزام القلة بحجمها الحقيقي. فحتى تعود الأمور لمجاريها لابد من أن:
ـ يتوقف السب والتطاول على الدين ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمهات المؤمنين في الفضائيات النصرانية القبطية والمواقع العنكبوتية، واعتذرا عما قد سبق؛ وكلهم تحت سلطان الكنيسة.
ـ تخرج المسلمات ويقتص ممن آذاهن بغير حق.
ـ تعود الكنيسة إلى حيث كانت قبل مجيء "جماعة الأمة القبطة" تهتم بأتباعها وتترك الحياة العامة كما يوصيها كتابها.
محمد جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
4 / 10 / 2010 م(133/57)
فواغوثاه ثم واغوثاه بالله الذى يغيث ولا يغاث
ـ[محمد الغصن]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:27 م]ـ
قال ابن القيم:
غالب الخلق يطلبون إِدراك حاجتهم بك وإِن كان ذلك ضرراً عليك، فإِن صاحب الحاجة أعمى لا يرى إلا قضاءَها، فهم لا يبالون بمضرتك إِذا أَدركوا منك حاجتهم، بل لو كان فيها هلاك دنياك وآخرتك لم يبالوا بذلك. وهذا إِذا تدبره العاقل علم أَنه عداوة فى صورة صداقة، وأَنه لا أَعدى للعاقل اللبيب من هذه العداوة، فهم يريدون أن يصيروك كالكير ينفخ بطنك ويعصر أَضلاعك فى نفعهم ومصالحهم، بل لو أَبيح لهم أَكلك لجزروك كما يجزرون الشاة، وكم يذبحونك كل وقت بغير سكين [لمصالحهم]، وكم اتخذوك جسراً ومعبراً لهم إِلى أَوطارهم وأَنت لا تشعر، وكم بعت آخرتك بدنياهم وأَنت لا تعلم، وربما علمت. وكم بعت حظك من الله بحظوظهم منك ورحت صفر اليدين، وكم فَوَّتُوا عليك من مصالح الدارين وقطعوك عنها وحالوا بينك وبينها، وقطعوا طريق سفرك إِلى منازلك الأُولى ودارك التى دعيت إِليها وقالوا: نحن أَحبابك وخدمك، وشيعتك وأَعوانك، والساعون فى مصالحك. وكذبوا والله إِنهم لأَعداءٌ فى صورة أَولياءَ وحرب فى صورة مسالمين، وقطاع طريق فى صورة أَعوان. فواغوثاه ثم واغوثاه بالله الذى يغيث ولا يغاث {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِنّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} * [التغابن: 14]، {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} * [المنافقون: 9].
طريق الهجرتين (1/ 130)
دار عالم الفوائد
ـ[تركي سعيد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 05:54 م]ـ
بارك الله في علمك ونفع بك ...
كم يؤثر كلام هذا العالم الرباني في نفسي .. وفي سلوكي وسيري الى الله.
وكما قيل ما خرج من القلب وصل الى القلب وما خرج من اللسان لم يجاوز الأذان
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 10:13 م]ـ
جزاك الله خير، ونفع بك على هذا النقل، سأنقله إن شاء الله إلى منتديات أخرى ..
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا(133/58)
ما معنى الكمال في الحديث
ـ[طالبة الخير]ــــــــ[15 - 10 - 10, 07:12 م]ـ
{بسم الله الرحمن الرحيم}
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه
وسلم .. أما بعد:
حديث {كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام}
ماهو معنى الكمال في هذا الحديث هل المعنى
كمال الإيمان أي أنه ليس هناك كاملات إيمان
غيرهن، أم أن المقصود كمال الفضل والشرف
؟
أفتونا جزاكم الله خيرا(133/59)
الأم والأب
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:31 م]ـ
مواعظ، أقوال، أشعار، قصص، فوائد
الرجاء من الإخوة المشاركة والإفادة
(?) أمي الحبيبة (?)
هذه كلمات أكتبها إليك بمداد قلبي
وأبعثها إليك مع عبير الورد وأريج الفل والياسمين ...
يا قمراً أضاء ظلام عقلي
وأضاء لي طريقي في الحياة ..
ويا شمساً أذابت جمود قلبي
وفجرت ينابيع الأمل ..
يا من غرّست حُبّ الله في فؤادي
ورسّخت عقيدة التوحيد في أعماقي ..
يا من كنت لي أُماً في الحنان
ومعلمةً في الأخلاق
وأختاً في النصح والإرشاد ..
نصائحك نورٌ أسير عليه في حياتي
وابتسامتك ثلجٌ يُطفئ خوفي وألمي
بحر قلبي الواسع أنتِ
وموج عقلي الدافئ أنتِ
وبياض قلبك بدرٌ في سماء نفسي
ومهما وصفتك فلن أستطيع أن أكمل ... ليس تهاوناً
ولكن شيء أعمق من ذلك.
أمي
أهدي هذه الخاطرة إلى الغالية على قلبي أمي
........
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:34 م]ـ
ليت لي أبًا
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)
رحاب العوبثاني
اشتقتُ إليْه هذا الصَّباح.
أفَقْتُ على صورته البشوشة.
على تلك الابتسامة التي ارتَسَمت في مخيّلتي.
ولا تغيب عني أبدًا.
أفَقْت على كل كلِمةٍ همَسَ بِها لي.
أفَقْت على كل حِضْنٍ من أحْضانِه.
اشتقْت إليه.
تَمنَّيت أن يعود الآن وأسمع قصصه التي كان يرويها.
وأشعاره الَّتي كان يلقيها.
ودروس الحياة التي كان يعلمني إيَّاها.
اشتقتُ إلى مزحاتِه وضحِكاتِه وكلِماتِه.
اشتقْتُ إلى أفْعالِه الَّتي تعلَّمْتُها منه.
اشتقْتُ إلى لَمسات يديْه النَّاعمة الحنون.
اشتقت إليْه.
اشتقْت إليْه.
اشتقْتُ إليْه.
اشتقْتُ إلى حَبيبي.
اشتقْت إلى أبي.
اشتقْتُ إليْه، بصوتٍ عالٍ أقولُها، وعيناي تدمعان.
فيا ليت لي أبًا.
أغفو في أحْضانِه.
وأستيقِظ على همساته.
ليت لي أبًا.
يَحميني من غدْر البَشَر.
ليت لي أبًا.
يَرْعاني في كلِّ حين.
ليت لي أبًا.
لأمحوَ كلَّ طعنات السنين.
ليت لي أبًا.
يُنسيني الأنين.
ليت لي أبًا.
يُلَمْلِم جروحي وآلامي.
ليت لي أبًا.
وليت لي أبًا.
وليت لي أبًا.
ولكِنْ لا أمل.
فقَدْ رحل.
وترَكَ مكانَه خاليًا.
ترَكَني وحيدةً بين قسْوة البشر.
بين آهات الزَّمن.
وبين متاهات الحياة.
فمَن يَشْفِي جروحي وآلامي؟
ومَن يطبِّب قلبي، ويحقق أحلامي؟
مَن يسمعني حين أشكو؟
ومَن يَحضنُني حين أضعُف؟
ومَن يُسْكتني حين أبكي؟
أبي:
لقد عدتُ طفلةً من بعدك.
تنتظِر عودة أبيها كلَّ حين.
ترتقِب ذلك الباب، متى يُفْتَح؟
مَتَى يطلُّ عليْها بتلك الضَّحِكات؟
بتِلْك المداعبات.
أبي:
أُهْديك قبلة على ذلك الجبين.
وقُبْلَتين على تلك الوجْنَتَين.
أهديك قلبي، وأهْديك عرفانًا وشكرًا.
لن أنساهُ يومًا.
شكرًا على كلِّ شيءٍ علَّمْتني إيَّاه.
فهو الآن مصْدر قوَّتي.
وهو مَن يقِفُ بِجانبي.
وهُو مَن يدفَعُني دائمًا إلى الأمام.
أبي:
أُهْديك كلَّ نجاحٍ في حياتي.
أُهْدِيك كلَّ هدفٍ في حياتي حقَّقته.
وأُهديك كلَّ حبٍّ أراهُ في أعْيُن النَّاس لي.
فقد كان لك ومن أجلِك دومًا.
سأَبْقى دومًا لأجلك.
وسَأُبْدِع دومًا لأجلك.
وسَأَبْقى دائمًا أنا ابنتك، ودائمًا لأجلك.
.........
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:40 م]ـ
إنها الأم
الشيخ إبراهيم بن صالح العجلان
يسير في الفلاة، يقطع الفيافي والقفار، قد اغبرَّ وجهه، وشعث شعره، وتتابعت أنفاسه، وبلغ به الجهد مبلغه.
إذا سار مفازةً وقف وألقى الحمل عن ظهره، وجعل يلتقط أنفاسه مليًّا، حتى إذا ما استردَّ إليه نَفَسُه، وهدأت نَفْسُه - حمل حمله على ظهره، وسار ميمِّمًا بيت الله الحرام.
لعله يزداد عجبك يا عبد الله إذا عرفت أن هذا الحمل ليس زادًا ولا طعامًا، ولا مالاً ولا متاعًا، وإنما كان هذا المحمول هي أمه التي ربَّته فأحسنت تربيته، حتى غدا رجلاً، بلغ من برِّه ما ترى! وقليل ما هم!!
سار الرجل البارُّ تمتطيه أمه نحو البيت الحرام، فطاف بالبيت سبعًا وهو يقول:
إِنِّي لَهَا مَطِيَّةٌ لا تَذْعِرُ إِذَا الرِّكَابُ نَفَرَتْ لا تَنْفِرُ
مَا حَمَلَتْ وَأَرْضَعَتْنِي أَكْثَرُ اللَّهُ رَبِّي ذُو الجَلالِ الأَكْبَرُ
وبينما هو يطوف؛ إذ رأى الصحابي الجليل عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما – فقال: "أتراني جازيتها؟ "، قال: "لا، ولا زفرة واحدة! ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/60)
إنها الأم ... وما أدراك ما الأم؟!
عطرٌ يفوح شذاه، وعبير يسمو في علاه، العيش في كنفها حياة، وعين لا تكتحل برؤيتها حسرة وأسى.
الأم: هي قسيمة الحياة، وموطن الشكوى، وعتاد البيت، ومصدر الأنس، وأساس الهناء، يطيب الحديث بذكراها, ويرقص القلب طربًا بلقياها.
حنانها فيضٌ لا ينضب, ونبعها زلال لا ينضب، فنعم الجليس الأم، وخير الأنيس والنديم الأم.
لطيفة المعشر، طيبة المخبر, تعطي بسخاء، ولا تمل العطاء.
الأم: لا توفيها الكلمات، ولا ترفعها العبارات, وإنما محلها سويداء القلب، وكفى به مستقرًّا.
لأُمِّكَ حَقٌّ لَوْ عَلِمْتَ كَثِيرُ كَثِيرُكَ يَا هَذَا لَدَيْهِ يَسِيرُ
إنها الأم التي وصى بها المولى جل جلاله, وجعل حقها فوق كل حق: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].
أمك, ثم أمك, ثم أمك؛ قالها المصطفى صلى الله عليه وسلم ثلاثاً لمن سأله: مَنْ أحق الناس بحسن صحبتي؟
إنها الأم ... يا مَنْ تريد مغفرة الذنوب وستر العيوب, يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فيقول: أذنبتُ ذنبًا كبيرًا؛ فهل لي من توبة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هل لك من أمٍّ؟)، قال: لا، قال: (فهل له من خالةٍ؟)، قال: نعم، قال: ((فبرَّها))؛ رواه الإمام أحمد وغيره، وصحَّحه ابن حبَّان.
يا مَنْ تريد رضى رب البريَّات، وتطلب جنة عرضها الأرض والسموات: دونك مفاتيحها؛ بإحسانك لأمك ورضاها عنك.
رجلٌ من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يحدوه شوقه إلى جنات ونَهَر، وتتعالى همَّته لاسترضاء مليكٍ مقتدر؛ فيمشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله، ائذن لي بالجهاد؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (هل لك من أم؟)، قال: نعم؛ فقال: (الزم رِجْلَها؛ فثمَّ الجنة).
الإحسان إلى الأم سببٌ لقبول الأعمال؛ قال سبحانه عن عبده الشاكر لنعمته، البارِّ بوالديه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف: 16].
الإحسان إلى الأم سببٌ للبركة في الرزق وطول العمر؛ ففي الحديث المتَّفَق على صحَّته يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ أحبَّ أن يُبْسَط له في رزقه، ويُنسَأ له في أَثَرِه؛ فليَصِل رَحِمَه).
وأعظم الصِّلة صِلَة الوالدَيْن، وأتمُّ الإحسان الإحسانُ إلى الأم.
عباد الله:
تُفتح أبواب السماوات، وتُجاب الدعوات، لمن كان بارًّا بوالدته، حانيًا عليها، محسنًا إليها.
أطبقت الصخرة على ثلاثة نفر؛ فدعا كل منهم وتوسَّل إلى الله بأرجى عملٍ عمله، ومنهم رجل كان بارًّا بوالدته، ففرج الله عنهم الصخرة، ونجوا من الهلاك!
وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أويس القرني - رجل من أهل اليمن - أنه كان مجاب الدعاء، وكان من أبرِّ الناس بوالدته.
قف يا عبد الله، تأمل معي عظم قدر الأم وجميل إحسانها إليك:
حملتك في أحشائها تسعة أشهر, ذاقت فيها المر، وتغيرت عليها دنياها، فما المذاق هو المذاق، ولا المعاشرة هي المعاشرة! فكم من أنَّةٍ خالجتها، وزفرة دافعتها من ثقلك بين جنبيها, لا يزداد جسمك نموًّا إلا وتزداد معه ضعفًا!!
تُسَرُّ إذا أحسَّت بِحركتك داخل جوفها، ولا يزيدها تعاقب الأيام وكرُّ الليالي إلا شوقًا لرؤيتك واشتياقًا لطلَّتك!
ثم تأتي ساعة خروجك؛ فتعاني ما تعاني من خروجك!!
فلا تَسَلْ عن طَلْقِها الذي يُعتصر له الفؤاد، وآلامها التي تُعجزها عن البكاء!
حتى إذا ما خرجت من أحشائِها، وشمَّت عبق رائحتك؛ نسيت آلامها، وتناستْ أوجاعها، وعلقت فيك جميع آمالها، فكنت أنت المخدوم في ليلها ونهارها، كنت أنت رهين قلبها، ونديم فكرها, تغذيك بصحتها، وتدثرك بحنانها، وتُميط عنك الأذى بيمينها، تخاف عليك من اللمسة، وتشفق عليك من الهمسة.
إذا صرخت فزَّ قلبها إليك، وإذا جعت تلهفت من أجل سد جوعتك، سرورها أن ترى ابتسامتك، راحتها أن تضمك إلى صدرها، إذا مسَّك ضرٌّ لم يرقأ لها دمع, ولم تكتحل بنوم, تفديك بروحها وعافيتها!!
فكم ليلة سهرتها من أجل راحتك، وكم دمعات رقرقتها من أجل صحتك، ولسان حالها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/61)
فَنَمْ وَلَدِي بِمَهْدِكَ فِي هَنَاءٍ وَدَاعِبْ طَيْفَ أَحْلامِ الرُّقَادِ
وَإِنْ حَلَّ الظَّلامُ بِجَانِحَيْهِ وَأَرْخَى ظِلَّهُ فِي كُلِّ وَادِ
وَنَامَ الْخَلْقُ فِي أَمْنٍ جَمِيعًا فَقَلْبِي سَاهِرٌ عِنْدَ الْمِهَادِ
ويا ليت عناءها ينتهي عند هذا؛ بل ما تزيدها الأيام إلا لك حبًّا، وعليك حرصًا؛ فما إن يتم فصالك عامين، وتبدأ خطواتك الصغيرة بالثبات - إلا وترمقك بنظراتها، وتحيطك بعنايتها.
أوامرك مطاعة, وطلباتك مُجابة, تغتمُّ لحزنك، وتضيق لغضبك، تشقى لك أنت, تسعد وتتعب حتى تهنأ أنت!
فكم من دموع عنك أزالتها، وهموم عن صدرك أزاحتها, حتى إذا صلب عودك، وزهر شبابك - كنت أنت عنوان فخرها، ورمز مباهاتها، تسر بسماع أخبارك، وتسعد برؤية آثارك، إذا غبت عن عينها رافقتك دعواتها، فكم من دعوات لك تلجلجت وأنت لا تدري، وكم من ابتهالات سالَتْ معها الدموع على المآقي من أجلك وأنت لا تشعر! مناها أن يرفرف السرور في سمائك, غايتها أن توفَّق في حياتك وبناء أسرتك.
تعطيك كل شيء ولا تطلب منك أجرًا, وتبذل لك كل وسعها ولا تنتظر منك شكرًا! أحسنت إليك إحسانًا لا تَراه، وقدَّمت إليك معروفًا لن تُجازاه.
أَطِعِ الإلَهَ كَمَا أَمَرْ وَامْلأْ فُؤادَكَ بِالحَذَرْ
وَأَطِعْ أَبَاكَ فَإِنَّهُ رَبَّاكَ فِي عَهْدِ الصِّغَرْ
وَاخْضَعْ لأُمِّكَ وَارْضِهَا فَعُقُوقُهَا إِحْدَى الكُبَرْ
البر بالأم - عباد الله – مفخرة الرجال وشيمة الشرفاء، وقبل ذلك كله: هو خُلُقٌ من خُلُق الأنبياء؛ قال تعالى عن يحيى - عليه السلام -: {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا} [مريم: 14]، وقال عيسى - عليه السلام -: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 32].
البرُّ بالام - إخوة الإيمان - برهانٌ على صدق الإيمان وحسن الإسلام، وعملٌ بالتقوى.
البرُّ بالأم يتأكَّد يوم يتأكد إذا تقضَّى شبابها، وعلا مشيبها، ورقَّ عظمها، واحدودب ظهرها، وارتعشت أطرافها، وزارتها أسقامها، في هذه الحال من العمر لا تنتظر صاحبة المعروف والجميل من ولدها إلا قلبًا رحيمًا، ولسانًا رقيقًا، ويدًا حانيةً.
فطوبى لمَنْ أحسن إلى أمِّه في كبرها، طوبى لمن شمَّر عن ساعد الجدِّ في رضاها؛ فلم تخرج من الدنيا إلا وهي عنه راضية مرضية.
يا أيها البارُّ بأمه - وكلنا نطمع أن نكون ذاك الرجل -:
تمثَّل قول المولى - جل جلاله -: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء: 24]، تخلَّق بالذل بين يديها بقولك وفعلك، لا تَدْعُها باسمها؛ بل نادها بلفظ الأم؛ فهو أحبُّ إلى قلبها، لا تجلس قبلها، ولا تمشِ أمامها، قابلها بوجه طلق وابتسامة وبشاشة، تشرف بخدمتها، وتحسس حاجاتها، إن طلبت فبادر أمرها، وإن سقمت فقُمْ عند رأسها، أَبْهِجْ خاطرها بكثرة الدعاء لها، لا تفتأ أن تدخل السرور على قلبها؛ قدم لها الهدية، وزفَّ إليها البشائر, واستشعر وأنت تقبل وتعطف على أبنائك عطف أمك وحنانها بك, وردِّد في صبحٍ ومساءٍ: {رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24].
أيها البارُّ بأمه:
إن كانت غاليتك ممن قضَتْ نَحْبَها ومضت إلى ربها؛ فأكثر من الدعاء والاستغفار لها، وجدِّد برَّك بها بكثرة الصدقة عنها, وصلة أقاربك من جهتها.
جاء رجلٌ إلى النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، هل بقي من برِّ أبويَّ شيءٌ أبرُّهُما به بعد موتِهما؟ قال: ((نعم؛ الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدِهِما من بعدهما، وصلة الرَّحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].
..........(133/62)
مسلسل / القعقاع بن عمرو الذي أقره بعض المشايخ وما فيه من مخالفات!! (د/خالد الغيث)
ـ[عبدالرحيم الجيزاني]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان عن مسلسل القعقاع بن عمرو
بقلم د. خالد الغيث
الحمد لله العزيز الحكيم والصلاة والسلام على الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين،، وبعد:
فقد كثر الحديث عن مسلسل القعقاع بن عمرو التميمي، سلباً وإيجاباً، في شهر رمضان المبارك، مما دعاني بحكم التخصص، لمشاهدة جميع حلقات المسلسل وهي (32 حلقة) للحكم عليه، مع ما لشهر رمضان من الخصوصية، ولكن للضرورة حكمها. هذا وقد وقفت على جملة من الأخطاء في مسلسل القعقاع، تطلبت مني إصدار بيان علمي بخصوصه، نصحاً للأمة، وإبراءً للذمة - وقد أرفقت به ملحقاً عن (البعد التبشيري للدراما الإيرانية) للمفكر البحريني د. عادل عبد الله - وفي ما يلي بيان بعض من أخطاء المسلسل:
القسم الأول: المخالفات الشرعية العامة:
أولاً: تمثيل شخص أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بجوار والدها الصديق، رضي الله عنه، وهو يحتضر على فراشه، وحديثها معه [ح 9، 10].
وكذلك إظهار من يمثل شخوص الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، في جميع حلقات المسلسل.
ثانياً: ظهور أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والخلفاء الراشدين، بسمت، وهيئة، وحال، من بنات أفكار المخرج، وهذا يعد رجماً بالغيب، والله سبحانه وتعالى يقول:
(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء -36 -
ثالثاً: عندما خلت المدينة من الجند، بعد خروج بعث أسامة بن زيد رضي الله عنهما، إلى الشام، وترصد الأعراب، خارج المدينة بالمسلمين، يأتي المشهد داخل المدينة ليظهر حواراً بين رجلين، عن خطورة الوضع، حيث يقول أحدهما مطمئناً الآخر: (الأقدار تساندنا ... !) [ح 5].
رابعاً: وجود العنصر النسائي في المسلسل، بهيئة، وسمت، بعيدين كل البعد عن حال المرأة المسلمة، في عصر الرسالة، وعصر الخلفاء الراشدين.
خامساً: وجود الموسيقى في المسلسل، مع أن البديل الصوتي، أثبت نجاحه في العديد من الأعمال.
سادساً: أكل بعض الممثلين باليد اليسرى، وكأن المسلسل يحكي سيرة شخصية أوروبية، أو أمريكية، وليس سيرة علم من أعلام المسلمين.
القسم الثاني: البعد الفارسي الرافضي في المسلسل:
أولاً: عندما قرأ الراوي خطبة حجة الوداع، وذكر تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمته من الربا، تجاهل الراوي تصريح رسول الله بوضع ربا عمه العباس، في الجاهلية. [ح 2]
مع أن رسول الله قد نص على وضع ربا العباس، وذلك أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا أمر بأمر أو نهى بنهي كان أول الممتثلين على خاصة نفسه وأهل بيته وعشيرته، قال تعالى:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب – 21 -
هذا وجه، ووجه آخر لكي لا يستدرك عليه مستدرك، أو يقول قائل: وماذا عن ربا عمك العباس!
ثانياً: الإصرار على بتر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، المتعلق بفضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه:
(أنت مني بمنزلة هارون من موسى ... ) [ح 17، 31].
وفي هذا البتر المتعمد، محاولة قديمة متجددة، للتأسيس لعقيدة الوصي، كما تزعم الرافضة، أي أن علياً رضي الله عنه وصي رسول الله و أحق الناس بخلافته.
في حين أن النص الكامل للشاهد في الحديث: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبيبعدي) صحيح مسلم
وهذا القيد، والتنبيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
(إلا أنه لا نبي بعدي) جاء لحسم مادة الغلو بسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/63)
(قال القاضي: هذا الحديث مما تعلقت به الروافض والإمامية وسائر فرق الشيعة في أن الخلافة كانت حقا لعلي، وانه وصى له بها. قال: ثم اختلف هؤلاء فكفرت الروافض سائر الصحابة في تقديمهم غيره، وزاد بعضهم فكفر علياً لأنه لم يقم في طلب حقه بزعمهم. وهؤلاء أسخف مذهبا وافسد عقلا من أن يرد قولهم أو يناظر.
وقال القاضي: ولا شك في كفر من قال هذا لأن من كفر الأمة كلها والصدر الأول فقد أبطل نقل الشريعة وهدم الإسلام .. )
شرح صحيح مسلم 15/ 174.
وعن شرح هذا الحديث يقول الإمام بدر الدين العيني رحمه الله:
(ومعناه أنت متصل بي، ونازل مني منزلة هارون من موسى، وفيه تشبيه، ووجه التشبيه مبهم، وبينه بقوله: إلا أنه لا نبي بعدي. يعني أن اتصاله ليس من جهة النبوة، فبقي الاتصال من جهة الخلافة، لأنها تلي النبوة في المرتبة، ثم أنها إما أن تكون في حياته أو بعد مماته، فخرج بعد مماته، لأن هارون مات قبل موسى عليهما السلام، فتبين أن يكون في حياته عند مسيره إلى غزوة تبوك، لأن هذا القول من النبي كان مخرجه إلى غزوة تبوك، وقد خلف علياً على أهله وأمره بالإقامة فيهم) عمدة القارئ شرح صحيح البخاري 24/ 331.
وعن هذا الحديث أيضاً يقول الإمام القرطبي رحمه الله:
(فلا خلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد بمنزلة هارون من موسى الخلافة بعده، ولا خلاف أن هارون مات قبل موسى عليهما السلام، وما كان خليفة بعده، وإنما كان الخليفة يوشع بن نون، فلو أراد بقوله: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" الخلافة، لقال: أنت مني بمنزلة يوشع من موسى، فلما لم يقل هذا، دل على أنه لم يرد هذا، وإنما أراد أني استخلفتك على أهلي في حياتي وغيبوبتي عن أهلي، كما كان هارون خليفة موسى على قومه لما خرج إلى مناجاة ربه) الجامع لأحكام القرآن 1/ 267.
ثالثاً: التنقص من موقف الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة، في أثناء حوار القعقاع بن عمرو مع أسرته [ح 27].
وعن بطلان هذا الزعم يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله، عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه:
(كان يقول ليالي صفين: يا حسن، يا حسن، ما ظن أبوك أن الأمر يبلغ هذا، لله در مقام قامه سعد بن مالك [بن أبي وقاص]، وعبد الله بن عمر، إن كان برا، إن أجره لعظيم، وإن كان إثما إن خطره ليسير ... وتواتر عنه أنه .. ما كان يظن أن الأمر يبلغ ما بلغ، وكان الحسن من رأيه ترك القتال، وقد جاء النص الصحيح بتصويب الحسن، وفي البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين))
فمدح الحسن، على الإصلاح بين الطائفتين، وسائر الأحاديث الصحيحة، تدل على أن القعود عن القتال، والإمساك عن الفتنة، كان أحب إلى الله ورسوله.
هذا قول أئمة السنة، وأكثر أئمة الإسلام .. ) ابن تيمية: منهاج السنة 8/ 99
رابعاً: تخصيص علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بلقب (الإمام) دون إخوته من الخلفاء الراشدين الذين سبقوه [ح 26].
و هذا القول يتضمن - لمن له أدنى دراية بدلالة المصطلحات - إنكار لشرعية خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان، رضوان الله عليهم.
خامساً: إهمال دور ابن سبأ في الفتنة [ح 26].
مع أن شخصية ابن سبأ مجمع عليها في المصادر السنية والشيعية القديمة، وتعليل ذلك أن الحديث عن ابن سبأ يعد خطاً أحمر، في الخطاب الفارسي، والأطياف التي تدور في فلكه.
ومما يؤيد ذلك، أن الأخ الحبيب الشيخ حسن الحسيني، وفقه الله، منع من التصوير في أكثر من مكان يصل إليه التومان الإيراني، بسبب، عدم انصياعه للخطوط الحمراء، التي فرض مثلها على مسلسل القعقاع بن عمرو .. !
وللتوسع عن دور ابن سبأ انظر رسالتي للماجستير (استشهاد عثمان رضي الله عنه ووقعة الجمل ... ) وهي موجودة على الشبكة العنكبوتية.
سادساً: الانحناء لعلي رضي الله عنه، انحناءً كاملاً من قبل اثنين من رجالاته [ح 27].
وهذه عادة من عادات عبودية الفرس، لأسيادهم الأكاسرة، وهي من الأمور التي نبذها الإسلام، وحذر منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/64)
سابعاً: عندما تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، حقناً لدماء المسلمين، أظهرت اللقطة وجه الممثل الذي يقوم بدور معاوية، وقد ارتسمت عليه ملامح التشفي، والشماتة، جراء صنيع الحسن رضي الله عنه [ح 32].
وهذه رسالة رمزية للنيل من معاوية رضي الله عنه، تغني عن عشرات المؤلفات، والمحاضرات التي ألفها الرافضة للطعن في معاوية رضي لله عنه.
وحقيقة الأمر مبسوطة في رسالتي للدكتوراه: مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه (وهي منشورة على الشبكة العنكبوتية).
القسم الثالث: التنقص من معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما:
أولاً: أن الممثلين اللذين قاما بدور، الصحابيين الكريمين، معاوية، وعمرو بن العاص، رضي الله عنهما، كانا أقرب سمتاً وهيئةً لقراصنة الكاريبي، أو زعماء المافيا. وليس إلى صحابيين كريمين تربيا وتخرجا من مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يبدو أن المخرج لا يفرق بين الدهاء، من جهة، وبين الغدر والخيانة من جهة أخرى، وهذه بصمة فارسية جلية.
وللتوسع في شأن معاوية رضي الله عنه، انظر رسالتي للدكتوراه (مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه .. ) وهي موجودة على الشبكة العنكبوتية.
ثانياً: عدم ذكر اشتراك معاوية رضي الله عنه، في قتل مسيلمة الكذاب، عند الحديث عن ردة بني حنيفة [ح 7].
مع أن معاوية رضي الله عنه قد اشترك في قتل مسيلمة الكذاب، عندما اقتحم الصحابة رضوان الله عليهم، حديقة الموت، التي يسميها بنو حنيفة، حديقة الرحمن.
ثالثاً: إظهارمعاوية رضي الله عنه، بالشخص المغرور، المنعم، المترف، الحريص على الدنيا، من خلال لبسه، ومشيته، ومجلسه.
مع أنه رضوان الله عليه، كان متأثراً بشخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما أنه كان أقرب إلى الزهد منه إلى الترف، وفي ذلك يقول التابعي الثقة يونس بن ميسرة:
(رأيت معاوية في سوق دمشق على بغلة له، وخلفه وصيف قد أردفه، عليه قميص مرقوع الجيب، وهو يسير في أسواق دمشق) ابن منظور: مختصر تاريخ دمشق 25/ 53.
رابعاً: إظهار معاوية رضي الله عنه، بمظهر الرعديد، الجبان، الذي طار قلبه، عند محاولة اغتياله، من قبل الخارجي البرك بن عبد الله [ح 30].
وهذه رسالة رافضية، رمزية أخرى، هدفها الحط من منزلة معاوية رضي الله عنه. ذلك الصحابي الكريم، الذي دوخ الأرمن، والروم، قبل الخلافة وبعدها. إنه الرجل الذي أسس البحرية الإسلامية، وحاصر القسطنطينية عاصمة الروم. ولكن هذه الفرية ينطبق عليها المثل القائل: رمتني بدائها، وانسلت!.
القسم الرابع: التنقص من خالد بن الوليد رضي الله عنه:
أولاً: التعريضبخالد بن الوليد رضي الله عنه، عند مسيره من العراقإلى الشام، عبر بادية السماوة، وأنه عرض جيش المسلمين للتهلكة بسبب ندرة الماء في الطريق [ح 9].
وهذا افتراء على خالد رض الله عنه، حيث إنه طبق في مسيره من العراق إلى الشام عبر بادية السماوة، خطة في غاية الذكاء، ذلك أنه حول الإبل التي معه إلى خزانات للمياه، بعد أن أعطشها ثم جعلها تشرب الماء حتى تضلعت، فتحولت إلى خزانات وصهاريج ماء متنقلة ... الخ تفاصيل هذه الخطة المشهورة في المصادر التاريخية.
ثانياً: التعريض بخالدبن الوليد رضي الله عنه من جهةاتهامه بوضع السيف في أهل دمشق، وأن أبا عبيدة بشق الأنفس أقنعه بالصفح عنهم [ح 11].
وهذه مغالطة لأن قسماً من مدينة دمشق قاوم الجيش المسلم، وهو المواجه لجيش خالد بن الوليد، فقاتلهم رضي الله عنه. والقسم الآخر استسلم لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه دون قتال. وهذا من الأمور المشهورة في فتح دمشق.
القسم الخامس: الأخطاء التاريخية العامة:
وتتراوح بين الأخطاء البدائية، والساذجة، التي أخرجها مخرج المسلسل من كيسه، مثل قول مسيلمة الكذاب عن نفسه: (من مسيلمة رسول الله إلى ... ) في حين أنه من المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو الذي صغر اسم هذا الكذاب، لكن اسمه الذي يناديه به أنصاره هو (مسلمة الحنفي)، ثم أصبحوا ينادونه (مسلمة رسول الله) بعد ادعائه النبوة ... !
هذا وقد تركت بقية الأخطاء منعاً للإطالة .. والله تعالى أعلم.
بقلم د. خالد الغيث
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
قسم التاريخ والحضارة الإسلامية(133/65)
هذا الصحابي كان شيخاً أم صغيراً .. ؟؟
ـ[سعيد آل مسفر]ــــــــ[15 - 10 - 10, 10:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
بينما كُنت أقرأ في كتاب ابن حجر "الإصابة في تمييز الصحابة" قرأت ترجمة أشكل علي فهمها .. !!
وهي ترجمة للصحابي "عثمان بن أبي العاص" رضي الله عنه .. ففي الإصابة يذكر بأن عثمان رضي الله عنه شهد مولد النبي صلى الله عليه وسلم .. !!
وذلك يعني أنه عندما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم عام 9 هـ وجعله أمير قومه يكون قد جاوز الـ 60 .. !!
بينما أحاديث أخرى تذكر أنه عندما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم كان أصغر قومه فأمّره النبي صلى الله عليه وسلم عليهم .. !!
وهنا سأنقل ترجمة ابن حجر رحمه الله كاملة:
[5445] عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان بن عبد الله بن همام الثقفي أبو عبد الله نزيل البصرة أسلم في وفد ثقيف فاستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على الطائف وأقره أبو بكر ثم عمر ثم استعمله عمر على عمان والبحرين سنة خمس عشرة ثم سكن البصرة حتى مات بها في خلافة معاوية قيل سنة خمسين وقيل سنة إحدى وخمسين وكان هو الذي منع ثقيفا عن الردة خطبهم فقال كنتم آخر الناس إسلاما فلا تكونوا أولهم ارتدادا وجاء عنه أنه شهد آمنة لما ولدت النبي صلى الله عليه وسلم وهي قصة أخرجها البيهقي في الدلائل والطبراني من طريق محمد بن أبي سويد الثقفي عنه قال حدثتني أمي فعلى هذا يكون عاش نحوا من مائة وعشرين سنة روى عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في صحيح مسلم وفي السنن روى عنه بن أخيه يزيد بن الحكم بن أبي العاص ومولاه أبو الحكم وسعيد بن المسيب وموسى بن طلحة ونافع بن جبير بن مطعم وأبو العلاء ومطرف ابنا عبد الله بن الشخير وآخرون وذكر المرزباني في معجم الشعراء أن عثمان بن بشر بن عبد بن دهمان كان قد شد في الجاهلية على عمرو بن معد يكرب فهرب عمرو فقال عثمان:
لعمرك لولا الليل قامت مآتم ** حواسر يخمشن الوجوه على عمرو
فأفلتنا فوت الأسنة بعدما ** رأى الموت والخطى أقرب من شعري
فما أدري أهو هذا نسب إلى جده أو عمه.
×××
وهنا ترجمة عثمان رضي الله عنه من كتاب "معرفة الصحابة" لأبي نعيم المتوفي عام 430 هـ:
عثمان بن أبي العاص الثقفي وهو عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبيد بن دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن غيلان بن مضر، وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع وعشرين في أناس من ثقيف، فسأله مصحفا فأعطاه، وأمره على الطائف، وأمره بالتجوز في الصلاة، شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسواسا يعرض له في صلاته، فضرب صدره، وتفل في فيه فلم يحس به بعده، كان ذا مال كثير الصدقة والصلة، يختار العزلة والخلوة، سكن البصرة، وإليه ينسب سوق عثمان، داره دار البيضاء، وله بالبصرة غير دار توفي سنة إحدى وخمسين بالبصرة، أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل مسجدهم بالطائف حيث كانت طاغيتهم حدث عنه سعيد بن المسيب، وموسى بن طلحة، ونافع بن جبير، ومطرف ويزيد ابنا عبد الله بن الشخير، والحسن، ومحمد بن سيرين، وغيرهم
وكذلك في سير أعلام النبلاء بأنه كان أصغر الوفد سناً ..
فما أظنه والله أعلم أن ذلك هو خطأ وقع فيه ابن حجر رحمه الله لأنه لا يمكن الجمع بأي حال من الأحوال بين الترجمتين المتضاربتين ..
لأن التراجم الأُخرى تذكر بأن أمه هي من شهدت مولد النبي صلى الله عليه وسلم وليس عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه .. وإذا كان هذا هو الخطأ فعند ذلك تستقيم الترجمة ويكون الخطأ في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة فحتى ابن حجر رحمه الله ذكر في رواية البيهقي والطبراني بأن عثمان رضي الله عنه عندما ذكر مولد النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدثتني أمي فيكون بذلك أخطأ في الإستدلال والله أعلم.(133/66)
يا له من ثواب ما أعظمه!
ـ[سامي الواكد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 11:59 م]ـ
قال محمد بن نصر رحمه الله في كتابه تعظيم قدر الصلاة ص172، 173
293: حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنا عيسى بن يونس ثنا ثور بن يزيد عن أبي المنيب قال رأى ابن عمر فتى قد أطال الصلاة وأطنب فقال أيكم يعرف هذا فقال رجل أنا أعرفه فقال أما إني لو عرفته لأمرته بكثرة الركوع والسجود فإني سمعت رسول الله e يقول إن العبد إذا قام إلى الصلاة أتي بذنوبه كلها فوضعت على عاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه
294: حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح عن أبي وهب العلاء بن الحارث عن زيد بن أرطاة عن جبير بن نفير أن عبدالله بن عمر رأى فتى وهو قائم يصلي قد أطال صلاته وأطنب فيها فقال من يعرف هذا فقال رجل أنا فقال عبدالله بن عمر لوكنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع والسجود فإني سمعت رسول الله e يقول إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه فجعلت على رأسه وعاتقه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه،
ورواه ابن حبان في صحيحه وصححه، ورواه الطبراني في الأوسط والبغوي وأبونعيم في الحلية،
و صححه الألباني في الصحيحة ح 1398و صحيح الجامع 1671،،
والله أعلم،
ـ[شاهين أحمد]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:02 ص]ـ
أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
قال ابن قُتَيْبة رحمه الله: «قد كنَّا زمانًا نعتذر من الجهل، فقد صِرْنا الآن نحتاج إلى الاعتذار من العلم! وكنَّا نؤمِّل شكر النَّاس بالتَّنبيه والدِّلالة، فصِرْنا نرضَى بالسَّلامة .. وفي الله خَلَفٌ، وهو المستعان».
وخير جليس في الأنام كتاب من علامات الخير وأدلة النبل وحسن الطالع محبة كتب العلم والمعرفة، وعلى الخصوص الكتاب المبارك كتاب الله عز وجل، ففيه سر سعادة الإنسان، وحياته، ونوره، وهداه، ثم الكتب النافعة التي تجلو الران عن القلب، وتزيل الغشاوة عن الضمير، وتفتح الآفاق، وتكسر الأغلال، وتنسف أركان الجهل.
قال القاضي الجرجاني: ما تطعمت لذة العيش حتى صرت للبيت والكتاب جليسا ليس شيء عندي أعز من العلم فما أبتغي سواه أنيسا إنما الذل في مخالطة الناس فدعهم وعش عزيزاً رئيسا إن الجلسة مع الكتاب هي اللذة في منتهاها، والعزة في أجمل صورها، إنها صيانة العرض مع الكتاب من خدوش المخالطة، وقد نصحتك لو كنت تقبل النصح. فأكثر من لزوم البيت، ومحادثة الكتب، ومطالعة الصحف، والتأمل في بطون الأسفار، وتذكر وصيته صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر: (كف عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك) (1).
تخريج الحديث وشرحه
حدثنا صالح بن عبد الله حدثنا ابن المبارك ح و حدثنا سويد أخبرنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال
قلت يا رسول الله ما النجاة قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك
قال أبو عيسى هذا حديث حسن
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
قوله: (عن عقبة بن عامر)
الجهني صحابي مشهور اختلف في كنيته على سبعة أقوال أشهرها أبو حماد ولي إمرة مصر لمعاوية ثلاث سنين وكان فقيها فاضلا
قوله: (ما النجاة)
أي ما سببها
(قال أملك عليك لسانك)
أمر من الملك. قال في القاموس: ملكه يملكه ملكا مثلثة احتواه قادرا على الاستبداد به وأملكه الشيء وملكه إياه تمليكا بمعنى انتهى. قال الطيبي أي احفظه عما لا خير فيه. وقال صاحب النهاية: أي لا تجره إلا بما يكون لك لا عليك. وقال القاري في المرقاة: وقع في النسخ المصححة يعني من المشكاة أملك بصيغة المزيدة مضبوطة انتهى. قلت: الظاهر من حيث المعنى هو أملك من الثلاثي المجرد , وأما أملك من باب الأفعال فلا يستقيم معناه هنا إلا بتكلف
(وليسعك)
بكسر اللام أمر من وسع يسع قال الطيبي: الأمر في الظاهر وارد على البيت وفي الحقيقة على المخاطب أي تعرض لما هو سبب للزوم البيت من الاشتعال بالله والمؤانسة بطاعته والخلوة عن الأغيار
(وابك على خطيئتك)
قال الطيبي من بكى معنى الندامة وعداه بعلى أي اندم على خطيئتك باكيا.
قوله: (هذا حديث حسن)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/67)
قال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث رواه أبو داود والترمذي وابن أبي الدنيا في العزلة وفي الصمت والبيهقي في كتاب الزهد وغيره كلهم من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عنه. وقال الترمذي: حديث حسن غريب انتهى
قال العلامة الفقيه اللغوي الشاعر أحمد بن فارس صاحب الكتب الذائعة الماتعة في النحو واللغة: وقالوا كيف حالك؟ قلت خير تقضى حاجة وتفوت حاج إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا عسى يوماً يكون لها انفراج نديمي هرتي وأنيس نفسي قراطيسي ومعشوقي السراج إن محادثة الكتب الساعات الطويلة تزرع دمعاً كبيراً متألقاً، تتفجر منه أنهار الحكمة، ويتشقق فيخرج منه ماء البيان، وتهبط منه كنوز الألمعية وقبسات العبقرية، فالكتب بوابة الديانة، ودروازة التثقيف الأصيل، للعقل السوي الواعي. أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الأنام كتاب الكتاب حيث لا غيبة ولا رياء ولا حسد ولا كبر. الكتاب حيث لا ملل ولا ضجر ولا سآمة ولا تبرم. الكتاب حيث الحكمة الساطعة، والموعظة البارعة، والخطاب الفصيح، والنهج السديد، والطرفة العذبة، والخبر المستطرف، والتجربة الحية كان العلماء يضنون ببيع الكتب، ولا يرخصون ثمنها، فهي عندهم أغلى من القصور والدور والذهب والفضة والسلاح والمزارع. هذا أبو الحسن الفالي يعضه الفقر فيضطر لبيع كتاب الجمهرة لابن دريد بخط أبي الحسن الفالي الجميل فيشتريه منه الشريف المرتضى بستين ديناراً، ويجد في آخر النسخة أبياتاً لبائعها أبي الحسن يقول فيها: أنست بها عشرين حولاً وبعتها لقد طال وجدي بعدها وحنيني ما كان ظني أنني سأبيعها ولو خلدتني في السجون ديوني ولكن لضعف وافتقار وصبية صغار عليهم تستهل شؤوني فقلت ولم أملك سوابق عبرتي مقالة مكوي الفؤاد حزين وقد تخرج الحاجات يا أم مالك كرائم من رب بهن ضنين فلما قرأ الأبيات أرجع
النسخة إليه وترك الدنانير. إن من همة الطالب حرصه على كتابه، وصرفه لماله في العلم؛ لأن المال خادم والعلم مخدوم، وأبو الحسن الفالي صاحب الأبيات المتقدمة محدث أديب شاعر، توفي سنة (448هـ) وله أشعار جميلة لها صلة بالهمة العالية والعلم وأهله، منها:
لما تبدلت المجالس أوجهاً غير الذين عهدت من علمائها
ورأيتها محفوفة بسوى الأولى كانوا ولاة صدورها وفنائها
أنشدت بيتاً سائراً متقدماً والعين قد شرقت بجاري مائها
أما الخيام فإنها كخيامهم وأرى نساء الحي غير نسائها
وحقَّ لهم أن يتمثلوا بقول من قال:
لما تبدلت المنازل أوجهاً ×××××× غير الذين عهدتُ من علمائها
ورأيتها محفوفة بسوى الألى ×× ×× كانوا ولاة صدورها وفِنائها
أنشدت بيتاً سائراً متقدماً ××××× والعين قد شرقت بجاري مائها
أما الخيام فإنها كخيامهم ×××××× وأرى نساء الحي غير نسائها(133/68)
الدرر الحسان من مجالس العلامة ابن غديّان
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:52 ص]ـ
الحمد لله، اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعدُ.
فهذا الموضوع: القصد منه جمعُ ما تيسّر من علوم شيخنا العلامة/ عبدالله بن غديان رحمه الله،
وسأذكر إن شاء الله مقدمةً، ثم أعقبها بذكر الفوائد المنقولة عن الشيخ مما وجدته في هذا الملتقى المبارك إن شاء الله،
ثم بالفوائد التي سمعتها منه -وجلُّها من درس الموافقات وقواعد الأحكام والفروق بجامع الراجحي،
ومن درسه يوم الاثنين:
وكان يُقرأ عليه فيه: بداية المجتهد (شرح قطعةً من أوله)
والفروق
وأعلام الموقعين (شرح قطعةً من أوله)
والموافقات (شُرح كاملا فيما أظن)
والاعتصام
وشرح الكوكب المنير [يقرأه عليه الشيخ سعد العتيبي] (وصل إلى أبواب الاجتهاد والتقليد)
والقواعد الكبرى لأبي محمد بن عبد السلام (شرح قطعةً كبيرة)
والتحبير شرح التحرير للمرداوي (شرح قطعةً يسيرة من أوله)
والإشارات الإلهية للطوفي [يقرأه عليه الشيخ الفاضل عبد العزيز بن قاسم، القاضي بالمحكمة العامة]
وغيرها ... كإرشاد الفحول وقواعد ابن رجب ... إلخ.
وللتنبيه: فلم تكن تُقرأ عليه كل هذه الكتب في كل جلسة؛ بل: ما تيسر منها، سيما أن بعض القراء كانوا يتغيبون.
وكذلك: فإن الشيخ -طيب الله ثراه- لم يكن يُكْثر من التعليق، بل هو مقلٌ منه جدا.
وهذا الدرس لم يكن يحضره إلا (15) طالبا أو أقل بقليل!!.
ثم إن العبد الفقير لم ينتظم في حلْقة الشيخ هذه إلا آخر سنتين من وفاته رحمه الله، مع ما تخلّل هذه المدة من فوت يسير، أقول هذا: ليجتهد كلٌ منا في وضع ما لديه من فوائد سمعها من الشيخ= (فالموضوعَ تفاعلي، كلٌ يدلي بدلوه).
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:03 ص]ـ
وفقك الله وبارك فيك ...
بانتظار نقلك للفوائد ..
ورحم الله الشيخ العلامة عبد الله الغديان واسكنه الفردوس الأعلى .. آمين ..
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:11 ص]ـ
الحمد لله وحده.
- - شيء من آثار الشيخ العلمية:
مِن نتاج الشيخ: مذكرة قيدها بعض تلاميذه بخطٍ جميلٍ واضحٍ من شرحه مادة (المقاصد) في المعهد العالي للقضاء سنة (1417)، وأخرى في مادة (القواعد الفقهية)، وهما موجودتان في مركز الصواب بالرياض، ومركز الأنصاري بمكة، فلو رفعهما بعض الاخوان= لكان حَسَنا.
وله شرح على الموافقات، شرحه في جامع الراجحي، وانقطع عن الدرس لمّا أُصيب بحادث، والشرح في (26)، ولما وصل للدرس رقم (14) بدأ يشرح معه قواعد الأحكام للعز بن عبدالسلام (والشيخ رحمه الله يُقدِّر هذا الكتابَ كثيرا؛ فيما ظهر لي)، ثم بدأ يشرح (الفروق) [ولم يشرح منه إلا ثلاثة فروق]، وهذا الشرح موجود على البث الإسلامي، وعلى موقع جامع الراجحي
وشرح القواعد الصغرى للعز بن عبدالسلام، والقواعد والأصول الجامعة لابن سعدي، وقواعد ابن اللحام، وكلُّ هذه مسجلةٌ.
وعلى الرابط التالي: جمَع الاخوان المُسجّل من دروس ومحاضرات الشيخ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=212944
وانظر أيضا:
http://g-olamaa.com/catplay.php?catsmktba=32
وقد شرح في الحرم المكي: شيئاً من قواعدِ ابن رجب، وكتاب السبكي في الأصول، والفروقِ، والموافقاتِ، وفسّر شيئاً من القرآن، وهذه الصوتيات موجودة في مكتبة الحرم. (والاخوة في المكتبة لهم مدة، وهم يقومون بتحويل ما لديهم من أشرطة صوتية إلى سيديات)، ولو رفع بعض الاخوان هذه الدروس= لكان خيرا عظيما.
وله شريطان (لقاء مفتوح)، في التسجيلات التي بجوار دار الصميعي بحي السويدي بالرياض. (وقد نسيت اسمها).
وجلُّ شروحه لمْ تُسجّل؛ لأن الشيخ –رحمه الله- كان يمنع من ذلك.
- - وانظر في بيان بعضٍ مِن المواقف مع الشيخ الروابطَ التالية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=212661
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1304522
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=212717
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:24 ص]ـ
- 1 -
مُشكل الحديث، هذا يرجع إلى ثلاثة موارد:
1 - من جهة الطريق
2 - من جهة المتن
3 - بقاء الدلالة.
الأول: يتلخص في أمرين: 1 - مشكل الحديث من جهة الرجال. 2 - من جهة السند.
الثاني: جميع ما يتعلق بمشكلات المتن ترجع إلى أمرين: 1 – من جهة رواية الحديث وسلامة لفظه من العلة والشذوذ. 2 – وما يتعلق به من جهة الدراية. (ما يعرض للمتن من ناحية دلالته الأصلية).
الثالث: تتركز على ما يتعلق بخلاف العلماء على الحديث من كونه منسوخا أو ليس كذلك.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:35 ص]ـ
- 2 -
عندنا:
1 - حكم.
2 - محكوم فيه [1].
3 - محكوم عليه [2].
وعندنا:
4 - حكمة تشريع؛ لأن الله تعالى: "حكيم عليم".
= الحكمة تقع كثيراً في القرآن والسنة بعد (الحكم والمحكوم عليه والمحكوم فيه)، وقد تكون متقدمةً، لكن ما ذكرنا هو الغالب. وكثير من آيات القرآن منصوص فيه على الحكمة. فعلى طالب العلم أن يكون معتنيا بذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] قلت: يحتمل أن المراد: ذات المسألة أو قل: صورتها، ويحتمل: أنه يريد مقتضى الخطاب، فالواجب –مثلا- مقتضى الإيجاب، ويحتمل أنه رحمه الله لم يرد أحد المعنيين!! (ابتسامة) فلعل الاخوان يصححون لي ما أخطأت فيه.
[2] قلت: يحتمل -واللهُ أعلم- أن المراد: المتلبس بها، ويحتمل أن المراد: ذات المسألة أو قل: صورتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/69)
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:38 ص]ـ
(فالموضوعَ تفاعلي، كلٌ يدلي بدلوه).
الصواب: فالموضوعُ ...
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 06:55 ص]ـ
- 3 -
طريقة دراسة التفسير تتكون من عشرة خطوات:
الأولى: إذا تأملت في القرآن، وجدت كلَّ مجموعة من الآيات لها موضوع معيّنٌ،
وهذا مُبينٌ في بعض طبعات المصحف؛ فمثلا: (الطبعة الهندية) يُفرق المصحف إلى خطوط [؛للدلالة على بداية الموضوع وانتهاءه] , وكذلك (الطبعة التركية) تُفرّق المواضيع بـ (ع) صغيرة بجانب كل صفحة.
فمثلا: في البقرة: ذكر الله المؤمنين في أربع آيات, والكافرين في آيتين وبعدها (ع). وبعد ذلك ثلاث عشرة آية للمنافقين, ثم بعدها موضوع آخر ... وهو الدعوة إلى الله, ثم قصة خلق آدم – عليه السلام – ,ثم الحديث مع اليهود (يا بني إسرائيل) كلٌ مفصول عن الآخر بـ (ع).
وهناك تفاسير أيضا تحدد الآيات ذات الموضوع الواحد: كـ (تفسير ابن كثير, والتحرير والتنوير لابن عاشور, وتفسير د. وهبة الزحيلي ... ).
الثانية: هذه الآيات على ثلاثة أنواع: 1) منها ما يكون ابتداء من غير سبب, 2) ومنها ما يكون سببه مقرون به, 3) ومنها ما يكون له سبب لم يُذكر. المهم في هذين الأخيرين: معرفة سبب النزول.
ومن صور النوع الأول: الآيات المشتملة على أسئلة كـ (يسألونك عن المحيض)، هذه الأسئلة هي سبب النزول.
ومن الكتب في هذا الباب: المحرر في أسباب النزول (وهو أفضل الكتب في الباب).
الثالثة: القرآن عَرض له النسخ –كما هو معلوم-، فيُنظر في هذه الآيات أهي ناسخة أم منسوخة أم ليست واحدا من هذين الأمرين.
وقد اعتنى العلماء بالناسخ والمنسوخ من القرآن, فمن المصنفات في الباب: الناسخ والمنسوخ لابن النحاس، وأخبار أهل الرسوخ بالناسخ والمنسوخ.
الرابعة: هذه الآيات التي حددتها: فيها مفردات لغوية، تحتاج لمعرفة معانيها من كتب غريب القرآن, ومن أحسن الكتب وأوسعها في هذا الباب: مفردات غريب القرآن للراغب الأصفهاني.
الخامسة: معرفة معاني الجمل حسب علامات الوقف، فإن المصاحف الموجودة الآن فيها علامات وقف، وضعت بحسب تحديد معاني الجُمل، هذه العلامات كثيرة جداً, حوالي اثني عشرة علامة, ترجع لها في آخر المصحف.
(على هذا الأساس تُفهم معاني الجُمل حسب علامات الوقف).
وأحسن كتاب مشى على هذه الطريقة: تفسير ابن جرير الطبري, فيأخذ كل مقطع ويتكلم فيه.
السادسة: هذه الجُمل بينها علاقة تُسمى مناسبة, وأحسن كتاب في ذلك: نظم الدرر في تناسب السور في ثلاثة وعشرين مجلداً.
السابعة: معرفة المعنى العام لهذه الآيات, ويمكن الاستعانة في تحقيق هذا المطلب بتفسير السعدي.
الثامنة: ترجع إلى الآيات: وتفهم وتستنبط منها ما اشتملت عليه من أحكام, ومن الكتب التي تعينك في هذا الباب: أحكام القرآن لابن العربي المالكي, والجامع لأحكام القرآن للقرطبي, وتفسير ممتاز جداً وقديم لابن عادل الحنبلي (20 مجلداً) , واسمه [اللباب في علوم الكتاب] من أقدم وأوسع وأجمع ما كُتب في التفسير.
(المهم المشي على هذ المنهج، وليس الكتب المذكورة).
التاسعة: معرفة مُتشابهات القرآن (من جهة التلاوة) (أي: المتشابه اللفظي)، مثل: (وما أهِلّ به لغير الله) البقرة, و (وما أهِلّ لغير الله به) في بقية المواضِع.
ومن الكتب في هذا: دليل الآيات المتشابهات، وكتاب آيات متشابهات الألفاظ وكيف التمييز بينها للشيخ عبدالمحسن العباد البدر.
العاشرة: معرفة مشكلات القرآن، مثل: قوله تعالى (فيومئذ لا يُسأل عن ذنبه إنس ولا جان) وقوله (وقفوهم إنهم مسئولون) = لماذا نُفي السؤال في موضع وأثبته في موضع آخر؟
وفي الباب من المصنفاتِ: تأويل مُشكل القرآن، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، وباهر البرهان في متشابه القرآن، وغيرها, وهذه الكتب مرتبة على ترتيب سور القرآن, وهذا فنٌ لا بد أن يتنبه له طالب العلم.
وقد ذكر هذه الخطوات قريبا مما ذكرتُ (صوتيا على هذا الرابط):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81867
وقد أملاها رحمه الله في الرابط التالي ست عشرة خطوةً:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215698
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 06:59 ص]ـ
-4 -
هذا الكتاب (عمدة الأحكام) شروحه كثيرة، لكن فيه شرح متميز على سائر الشروح: وهو الإحكام بشرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد؛ الميزة التي لهذا الكتاب: هي أنه يتكلم على الحديث من الناحية الفقهية ومن الناحية اللغوية،
فعندما يتكلم من الناحية الفقهية ويستنبط المسائل أو الفروع من الحديث= يكون هذا الاستنباط مبنياً على القاعدة الأصولية التي هي مرجع لهذا الفرع، ويندر هذا المنهج في كتب الشروح.
وإن كان الفرع يرجع إلى القاعدة الفقهية= فإنه ينبّه على هذه القاعدة، ويبيّن ارتباط هذا النوع المستنبط بهذه القاعدة.
فهو يبني الفروع على القواعد الأصولية والفقهية وعلى قواعد الشريعة، وهذا هو المنهج العلمي الصحيح، هذا من الجانب الفقهي.
أما من الجانب اللغوي: فإن الحديث إذا كان يشتمل على مسألة لغوية= فإنه يربط هذا الفرع بهذه القاعدة اللغوية.
ومن الكتب الحسنة أيضا في الاستنباط حسب القواعد: شرح ابن بطّال على البخاري. ومن الكتب الحسنة في الاستنباط من الاحاديث: عمدة القاري، وطرح التثريب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/70)
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 07:03 ص]ـ
-5 -
قال –رحمه الله- في شرحه على قواعد العز بن عبدالسلام بجامع الراجحي: عندما تتعارض المصلحة والمفسدة:فإن كانت المصلحة هي الراجحة فالمفسدة بمنزلة المعدومة، وإن كانت المفسدة هي الراجحة فالمصلحة بمنزلة المعدومة وعند التساوي يقال دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح (فقط في هذه الحالة: حالة التساوي= تنزل هذه القاعدة؛ خلافا لمن فهم غير ذلك) وعند تعارض المصلحتان يقدم الأرجح وعند تعارض المفسدتان تقدم الأقل مفسدة إذا لم يمكن تجنبهما وعند تساوي المفسدتان ولا يمكن اجتنابهما فهو بالخيار (وعند تساوي المصلحتان ولا يمكن فعلهما جميعا فهو بالخيار (إلى آخر كلامه).
قلت: ومقصوده بـ (حالة التساوي) أي: في نظر المجتهد، لا في نفس الأمر.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 07:11 ص]ـ
-6 -
وذكر بعض الاخوان هنا في الملتقى طريقةً ذكرها الشيخ لدراسة الفقه، قال فيها:
1 - احفظ المجمع عليه بين العلماء، مثلاً: كتاب الإجماع لابن المنذر، وهو مختصر.
2 - احفظ المتفق عليه بين الجمهور، مثل: رؤوس مسائل الأوسط لابن المنذر.
3 - احفظ المتفق عليه بين الأئمة الأربعة، [قلت: لعله يريد كتابَ ابن هبيرة، وقد استل بعض المعاصرين منه (المسائل المتفق عليها بينهم دون المختلف فيها)، وطبعته مكتبةُ العبيكان في مجيليد].
4 - احفظ ما اختلفوا فيه، ويستعان بالكتاب السابق.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 07:14 ص]ـ
-7 -
سأل أخونا رياض السعيد (عضو الملتقى) الشيخَ عن كتاب (فتح الحميد، لابن منصور)، فقال: أنا عندي أن هذا الشرح هو أفضل شروح كتاب التوحيد على الإطلاق، فقلت له (رياض): وكتاب تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبدالله، وكتاب فتح المجيد للشيخ عبدالرحمن بن حسن؟! فقال: لا؛ فتح الحميد أفضل منهما.
فقلت لماذا؟! فقال: تيسير العزيز الحميد وفتح المجيد، كلاهما ينقلان من شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم= فهي شروح تقليديه، أما فتح الحميد للشيخ عثمان بن منصور= فهو يحلل ويشرح ويفصّل ويتنوع في النقل فتقرأ لعالم محقّق وتجده فيه علماً.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:36 م]ـ
سئل الشيخ رحمه الله عن أفضل كتابٍ في أصول الفقه؟
فقال: أفضل كتاب في أصول الفقه: كتابٌ رأيته، وطبع مؤخراً في ثمانية أجزاء، وهو كتاب التحبير شرح التحرير.
ثم قال الشيخ للسائلِ:
فإذا قرأته مع زملاء لك، وجرّدتم المتن منه= فإنكم تستفيدون بذلك فائدة عظيمة.
[قلت: وقد كان الكتاب يقرأ عليه في درس عشاء الاثنين، ولم يشرح منه إلا جملةً يسيرة].
قال السائل (وهو من أعضاء الملتقى):
الشيخ يقصد أن من وسائل تحصيل العلم التجريد.
ليرتبط المتن في رأسك بالقوة، ويكون شرحه معك بالاستحضار.
وما أظن أن أحداً الآن يجرّد إلا أفرادا.
فهذا هو مقصد الشيخ.
[سأترك ترقيم الفوائد؛ لقلة فائدته، وتسهيلا على الاخوان -ممن أراد إضافة ما لديه من الفوائد-].
ـ[أبو بتال]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:47 م]ـ
شكر الله لك
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:59 م]ـ
وقال الشيخ الطريري –في مقالٍ له-: كان من وصاته لي وأنْ أبلغها للشيخ سلمان [العودة] العناية بعلم المآلات، وأوصاني برسالة: (مآلات الأفعال) للدكتور وليد الحسين، وأخبر أنها رسالة متميزة أو حسب تعبيره: (زينة بالحيل).
[قلت: وأظن أنّ وصية الشيخ -رحمه الله- للشيخ سلمان العودة -حفظه الله- بالكتاب = له معنى، وهذا من حكمة الشيخ، والله أعلم، وقد قال الطريري قبلها: سألني عن شيخي الشيخ سلمان العودة فأخبرته أنه في سفر فقال: أقرئه مني السلام، ثم وضع يده على صدره وقال: هو سلام من هنا، ثم رفع يده إلى فمه وقال: وليس من هنا].
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:05 ص]ـ
وكان يقول إنَّ المجتهد لا بد له من أمور ثلاثة:
1 - معرفة الأدلة. [وهذه تشمل الكتاب والسنة غيرها].
2 - معرفة دلالة الأدلة.
3 - معرفة مقاصد الشريعة. (وقال: إن من طرق معرفة مقاصد الشريعة استنباطَ الصحابة للمقاصد الشرعية، لأنَّ بعض المقاصد جاءت في القرآن, وبعضها في السنة, وبعضها من أقوال الصحابة).
ثم عقَّب وقال (وهذه قل من تجتمع لديه).
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:08 ص]ـ
وقال: كلما ازداد جانب التعبُّد في الإنسان ازداد الصفاء، وكلما قلّ جانبُ العبادة قل الصفاء في النفس.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:10 ص]ـ
ويقول: إنَّ أبواب الفقه جميعاً لا بدَّ لها من أربعة أركانٍ، وهي في الأصل أركانٌ عقلية:
1 - العلةُ الغائية.
2 - العلة الفاعلية.
3 - العلة الصورية.
4 - العلة المادية.
ومثّل في باب الطهارة لهذه الأركان فقال إنَ:
1 - العلة الغائية في الطهارة هي (استحلال ما تُشترط له الطهارة).
2 - والعلة الفاعلية في الطهارة هي (المُتطهِّر).
3 - والعلة الصورية في الطهارة هي (صفة الوضوء الصحيحة).
4 - العلة المادية في الطهارة هي (المُتَطَهَّرُ به).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/71)
ـ[أبو سفيان الأزدي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
و نتمنى منك المزيد
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 07:28 م]ـ
وقال رحمه الله: لا بد من الاعتناء بمعرفة: ما الأصل في ترتيب الجملة في القرآن؟، (وبعبارةٍ أخرى: معرفة أساليب القرآن في ترتيب الجملة).
فمثلا: العقوبات في الشريعة هل تكون سابقة أم متأخرة؟ تكون متأخرة؛ وهو ما يسمى بالترتيب التطبيقي, كآية قطع يد السارق وجلد الزاني.
ثم ذكر أمثلةً.
وقال أيضا: أحسن كتاب رأيته من ناحية تنظيم الكلام في الحديث: عمدة القاري شرح البخاري.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 07:33 م]ـ
ملاحظة: جميع الفوائد السابقة جمعته من مواضع متفرقة من هذا الملتقى المبارك.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 07:44 م]ـ
ونقل أخونا (محمود المدني) عن الشيخ رحمه الله أنه قال:
إنَّ من أهم الأشياء في طلب العلم:
1 - معرفة مصطلحات الأئمة (1).
2 - معرفة أسباب الخلاف (2).
3 - معرفة منهج الأئمة القدماء في مناقشة الأدلة (3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1) قلت (أبو عبدالله): وهذا يشمل: المصطلحات الحديثية + المذهبية + مصطلحات الأئمة من السلف (كاصْطلاحهم في القياس واصطلاحهم في النسخ) + مصطلحات أهل الفنون (فالمتواتر -مثلا- له معنى عند الأصوليين، وآخر عند القراء، وآخر عند المحدثين، وهكذا)
(2) قلت: ويستفاد في هذا الباب من: كتاب الإنصاف للدهلوي وللبطليوسي (والشيخ يحيل إلى كتاب البطليوسي هذا كثيراً)، وشرحِ الغفيص على رفع الملام= (هذه كدراسة عامة). (أما كدراسة خاصة-مسألةً مسألةً-) =فيعلم هذا بالنظر في بعض الكتب التي تعتني بهذا، ككتاب بداية المجتهد ومناهج التحصيل للرجراجي.
(3) قلت: ويستفاد هذا: بإطالة النظر في بعض أجوبة الإمام أحمد، وكتاب الأم للشافعي و كتاب الحجة على أهل المدينة لمحمد بن الحسن وغيرها.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 01:46 م]ـ
للفهم البشري مع النصِّ خمسة أحوال:
1) أن يكون الفهم مطابقا لمراد الشارع.
2) أن يكون الفهم أخص من مراد الشارع.
3) أن يكون الفهم أعم من مراد الشارع.
4) أن يكون الفهم مبايناً لمراد الشارع.
5) أن يكون بينهما عموم وخصوص وجهيٌ.
فالحال الأولى تدخل في قوله صلى الله عليه وسلم "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران".
وما عداها يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم "وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد".
(وهذه الفائدة سمعتها أكثر من مرة من الشيخ، ويغلب على ظني أنه قال في أحدها: وقلّما يصيب الإنسان الحال الأولى منها).
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 01:48 م]ـ
قولهم: أحاديث الآحاد ظنية: صحيح من وجه، وباطل من وجهٍ؛
فهو صحيح من جهة الأفراد،
باطل من جهة النظر الكلي:
فأحاديث الآحاد بالنظر الكلي قطعية؛ إذ إن أحاديث الآحاد قاعدة للشريعة. وأحسن من تكلم عن هذه المسألة الشافعيُّ في الرسالة.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 01:53 م]ـ
الأمور التي تجعل الدليل ظنياً ترجع إلى (3 موارد):
1] الدليل من جهة الطريق.
2] من جهة [أظن أنه قال: الدلالة].
3] من جهة البقاء.
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:07 م]ـ
فقال: أقرئه مني السلام، ثم وضع يده على صدره وقال: هو سلام من هنا، ثم رفع يده إلى فمه وقال: وليس من هنا].
أعجبتني كثيراً .. رحم الله الشيخ وجعل مثواه الجنة ..
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:21 م]ـ
بارك الله فيك أخانا الشيخ التميمي , وزدنا من هذه الحسان الغرر , زادك الله إحسانا ....
ولا أجمل من الفائدة النيرة في كيفية "دراسة الفقه" فجزاك الله خيراً.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[22 - 10 - 10, 11:11 ص]ـ
-4 -
هذا الكتاب (عمدة الأحكام) شروحه كثيرة، لكن فيه شرح متميز على سائر الشروح: وهو الإحكام بشرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد؛ الميزة التي لهذا الكتاب: هي أنه يتكلم على الحديث من الناحية الفقهية ومن الناحية اللغوية،
فعندما يتكلم من الناحية الفقهية ويستنبط المسائل أو الفروع من الحديث= يكون هذا الاستنباط مبنياً على القاعدة الأصولية التي هي مرجع لهذا الفرع، ويندر هذا المنهج في كتب الشروح.
وإن كان الفرع يرجع إلى القاعدة الفقهية= فإنه ينبّه على هذه القاعدة، ويبيّن ارتباط هذا النوع المستنبط بهذه القاعدة.
فهو يبني الفروع على القواعد الأصولية والفقهية وعلى قواعد الشريعة، وهذا هو المنهج العلمي الصحيح، هذا من الجانب الفقهي.
أما من الجانب اللغوي: فإن الحديث إذا كان يشتمل على مسألة لغوية= فإنه يربط هذا الفرع بهذه القاعدة اللغوية.
ومن الكتب الحسنة أيضا في الاستنباط حسب القواعد: شرح ابن بطّال على البخاري. ومن الكتب الحسنة في الاستنباط من الاحاديث: عمدة القاري، وطرح التثريب.
وللفائدة: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
[أنا أذكر في زمن الطلب أني كنت أتتبع شرح ابن دقيق العيد على عمدة الأحكام , لأن هذا الشرح من أعظم الشروح في مسألة الرجوع إلى القواعد الأصولية , و إن من جهة الأحكام , و من جهة الكلام على الألفاظ ليس بذاك الواسع , لكنه في الحقيقة من جهة القواعد الأصولية و الفقهية يعتبر مرجعاً. كنت أتتبع هذا الشرح كلما و جدت فيه قاعدة كتبتها و استفدت من ذلك. كذلك بعض طلبة العلم تتبع الروض المربع شرح زاد المستقنع و كلما ذكر تعليلاً قيّده فصار يستفيد من هذا ... المهم أن القواعد مفيدة لطالب العلم , وهناك من طلبة العلم من يحفظ المسائل فقط دون القواعد , فتجد أن عنده قصوراً عظيماً , إذا جاءته مسألة خارج عما كان يحفظ توقّف , لا يعرف كيف يصرفها , لأنه ليس عنده قاعدة , لكن الذي عنده قاعدة يرد جزئيات المسائل إلى أصولها , و ينتفع انتفاعاً كثيراً].
ذكر ذلك في كتابه: [شرح منظومة أصول الفقه و قواعده ص 43 , دار ابن الجوزي].
(نقل الفائدةَ: أخونا أبو راكان الوضاح وفقه الله).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/72)
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 02:14 م]ـ
قال الشيخ رحمه الله:
العقل: نور يقذفه الله في قلب العبد، ويوجد خلاف في موضعه: أفي القلب أم الرأس ... لكن إذا تتبعت القرآن وجدت أن الخطاب للقلوب، ما يأتي الخطاب للرؤوس إطلاقا؛ (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يعقلون بها) الآية.
وهذا النور يتفاوت في قلوب العباد.
وهم يجعلون العقل أربعة أنواع؛ لكن هذا هو أصل العقل، والمرتبة الثانية: [الضروري]؛ كالعلم بأن الواحد نصف الاثنين، والثالثة: التجريبي؛ ما يستفيده من التجارب، والرابعة: (وهو يوجد عند نوع من الناس) وهو النظر في مآلات الأمور. (فبعض الناس مدى تفكيره عشرون أو ثلاثون سنة، وبعضهم لا يتجاوز عقله جلدة رأسه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 02:20 م]ـ
وقال أيضا رحمه الله:
في قوله تعالى: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم)، هذا الآية؛ -من تأمل في [لغتها]- علم أن الكفار لا يؤدون خيرا للمسلمين مطلقا.
وقال:
في تعريف الأحكام التعبدية الخمسة (أي: التكليفية)، ينبغي عليك أن تقول: (قصدا مطلقا)
فمثلا الفرض (الواجب): ما يثاب فاعله امتثالا، ويستحق العقاب تاركه، قصدا مطلقا.
؛ لأن بعض الواجبات تكون على التخيير.
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 02:24 م]ـ
وأنا ألتمس من الاخوان (سيما: ابن لهاوة والمدني) الإفادة بما لديهم من فوائد الشيخ؛ علّه أن يكون من العلم الذي ينتفع به.
ومن رأى ضعفا في الفوائد السابقة= فهي من سوء اختيار العبد الفقير؛ فإنه ما زال في مبادي الطلب.(133/73)
حديث عظيم يجب على كل أحد أن يعقله [ ... ولكنهم أقوامٌ إذا خلوا بمحارم الله، انتهكوها]
ـ[سامي الواكد]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:04 ص]ـ
حديث عظيم يجب على كل أحد أن يعقله
عن أبي عامر الألهاني، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباءً منثوراً». قال ثوبان: يا رسول الله! صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: «أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوامٌ إذا خلوا بمحارم الله، انتهكوها». رواه ابن ماجه
قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وأبو عامر الألهاني اسمه عبد الله بن غابر،
الفوائد
1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب إلا ما علمه الله إياه، قال تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) الأعراف 188
2 - أن كثرة العمل الصالح لا تدل على صحة العمل وقبوله، إنما صحة العمل وقبوله يدور مع الإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم،
3 - أن السيئات قد تكون سببا لحبوط الحسنات كما في الحديث وله شواهد من السنة،
4 - خوف الصحابة وحرصهم على البعد عن المعاصي والذنوب (صفهم لنا أي اذكر أوصافهم، جلهم وضح أمرهم لنا بجلاء)
5 - عظم الذنوب التي فيها انتهاك لحرمات الله تعالى وخاصة مع الخلوة،
6 - أرجو الله تعالى أن نقف مع أنفسنا وقفة صدق ونسألها ونحاسبها هل نحن ممن إذا خلا بمحارم الله انتهكها؟ أم أننا ممن إذا خلا بمحارم الله اجتنبها ولم يقربها، و لن نجد أحدا من الخلق يعرف الإجابة أكثر من أنفسنا (بل الإنسان على نفسه بصيرة) القيامة 14
والله أعلم
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 11:22 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:30 م]ـ
فائدة:
قال المزي: كل ما انفرد به ابن ماجة عن الخمسة فهو ضعيف. (التدريب 1/ 102)
ـ[ابوسفر هيلات]ــــــــ[16 - 10 - 10, 04:36 م]ـ
من هو البوصيري هل هو صاحب القصيدة الشركية
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 04:58 م]ـ
فائدة:
قال المزي: كل ما انفرد به ابن ماجة عن الخمسة فهو ضعيف. (التدريب 1/ 102)
ليس على الاطلاق اخي في الله, وإنما غالبا _أي أكثرها_
فلينتبه
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 05:01 م]ـ
من هو البوصيري هل هو صاحب القصيدة الشركية
من تلاميذ الامام بن حجر, اما علم في الحديث
صاحب اتهاق المهرة بزوائد المسانيد العشرة ((كتاب مشهور معلوم))
وله كتاب في زوائد سنن ابن ماجه_لا اتذكر اسمه الان_ فالكلام المذكور بالأعلى من هذا الكتاب ..
ـ[أيو عبد الرحمن النوبى]ــــــــ[16 - 10 - 10, 05:06 م]ـ
فائدة:
قال المزي: كل ما انفرد به ابن ماجة عن الخمسة فهو ضعيف. (التدريب 1/ 102)
سمعت ىاليخ السعد يقول أن ها ليس على إطلاقه واكنه الغالب
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 05:15 م]ـ
سمعت ىاليخ السعد يقول أن ها ليس على إطلاقه واكنه الغالب
نعم أخي حفظك وحفظ الله الشيخ, انقل لك كلا الحاقظ ((تهذيب التقريب)):
قلت: كتابه في السنن جامع جيد كثير الأبواب والغرائب وفيه أحاديث ضعيفة جدا حتى بلغني أن السري كان يقول مهما انفرد بخبر فيه هو ضعيف غالبا وليس الأمر في ذلك على إطلاقه باستقرائي
وفي الجملة ففيه أحاديث منكرة والله تعالى المستعان
ثم وجدت بخط الحافظ شمس الدين محمد بن علي الحسيني مالفظه سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول كل ما انفرد به بن ماجة فهو ضعيف يعني بذلك ما انفرد به من الحديث عن الأئمة الخمسة انتهى ما وجدته بخطه وله القائل يعني وكلامه هو ظاهر كلام شيخه لكن حمله على الرجال أولى وأما حمله على أحاديث فلا يصح كما قدمت ذكره من وجوه الأحاديث الصحيحة والحسان مما انفرد به من الخمسة فمن أمثلة الصحاح .... الخ كلامه رحم الله الجميع
ـ[صالح العمودي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:04 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي سامي ونفع بكم على هذه الموعظة الحسنة
ـ[سامي الواكد]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:17 م]ـ
الإخوة الكرام أشكر لكم مروركم المبارك،
قد نقل ابن القيم عن شيخ الإسلام ابن تيمية عليهما رحمة الله (كما في زاد المعاد) أن غالب ما تفرد به ابن ماجه عن الصحيحين وأهل السنن ضعيف، وهذا الذي سمعته من شيخنا ابن عثيمين رحمه الله إبان أيام الدراسة لديه،
وقد وجدت كلاما حسنا للحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة (زهير بن محمد بن قمير بن شعبة المروزي نزيل بغداد أبو محمد ويقال أبو عبد الرحمن)
قال الذهبي عنه:
روى عن أحمد بن حنبل وأبي توبة الربيع بن نافع وروح بن عبادة وزكريا بن عدي والقعنبي وعبد الرزاق وعنه ابن ماجه وأبو بكر البزار والحسين المحاملي وعبد الله بن أحمد ابن حنبل وأبو القاسم البغوي قال محمد بن إسحاق الثقفي ثقة مأمون وقال ابن المنادي من أفاضل الناس كتب عنه الناس حديثا كثيرا وذكره ابن حبان في الثقات وقال الخطيب كان ثقة صادقا ورعا زاهدا انتقل في آخر عمره عن بغداد إلى طرسوس فرابط بها إلى أن مات وقال البغوي ما رأيت بعد أحمد بن حنبل أفضل من زهير بن قمير وسمعته يقول أشتهي لحما من أربعين سنة ولا آكله حتى أدخل الروم فآكله من مغانم الروم وكان يختم في رمضان تسعين ختمة مات سنة ثمان وخمسين ومائتين
قلت (الذهبي): بهذا ينتقض قول من قال كل ما تفرد به ابن ماجه من الرجال ضعيف، انتهى كلامه.
ولو رجعنا إلى صحيح سنن ابن ماجه للشيخ الألباني لوجدنا عدة أحاديث انفرد بها ابن ماجه ومنها الحسن والصحيح،
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/74)
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:19 م]ـ
بارك الله فيك كلام جيد وفائدة تضاف
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:52 ص]ـ
لو أن أحد إخواننا حفظهم الله جمع ما انفرد به ابن ماجة عن الخمسة و غربله يكون نافعا إن شاء الله ..
ولكن لا يُدرى .. هل أخونا هذا سيكون على نهج المتقدمين من أئمة هذا الشأن
أم سيكون على تساهلات المتأخرين في التصحيح و التحسين و نحوه ...
فالمتأخرون - مثلا - يعمدون إلى مرويات من قيل فيه ((له أوهام ... يهم ... يخطىء ... )) فيحكمون عليها بالحُسن ...
و غالبا يكون هذا الحديث الذي حكموا عليه بالحسن هو عين! عين! إحدى مرويات هذا الراوي التي من أجلها تكلم النقاد فيه فقالوا .. يخطىء .. يهم ..
فعلى أخينا هذا بارك الله فيه أن ينبري للمبحث على طريقة المتقدمين ... في الزيادات و المخالفات ... بل و في التفردات أصلا ...
و نحوها ...
بارك الله في إخواننا جميعا و ذب بهم عن دينه آمين
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:10 ص]ـ
أولم يصحح العلامة الألباني رحمه الله هذا الحديث؟!
ـ[بسام الحربي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:18 ص]ـ
لو أن أحد إخواننا حفظهم الله جمع ما انفرد به ابن ماجة عن الخمسة و غربله يكون نافعا إن شاء الله ..
ولكن لا يُدرى .. هل أخونا هذا سيكون على نهج المتقدمين من أئمة هذا الشأن
أم سيكون على تساهلات المتأخرين في التصحيح و التحسين و نحوه ...
فالمتأخرون - مثلا - يعمدون إلى مرويات من قيل فيه ((له أوهام ... يهم ... يخطىء ... )) فيحكمون عليها بالحُسن ...
و غالبا يكون هذا الحديث الذي حكموا عليه بالحسن هو عين! عين! إحدى مرويات هذا الراوي التي من أجلها تكلم النقاد فيه فقالوا .. يخطىء .. يهم ..
فعلى أخينا هذا بارك الله فيه أن ينبري للمبحث على طريقة المتقدمين ... في الزيادات و المخالفات ... بل و في التفردات أصلا ...
و نحوها ...
بارك الله في إخواننا جميعا و ذب بهم عن دينه آمين
قلت: كلام دقيق جدا, فأنت في ظني تقصد ((التقريب)) و ((الكاشف)) ,
فلاينفع الاعتماد عليها لا اولا ولا اخرا إلا بعد جمع المرويات والوقوف على كل طريق
ولذلك"
((وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم))
اللهم اجعلنا من اهلنا يا ارحم الراحمين
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:34 ص]ـ
للفائدة، سألتُ الشيخَ عبدالعزيز الطريفيَّ عن هذا الحديث عام (1425 هـ)، فقال: لا بأس به، أو جيِّد.
الشكُّ مني.
ـ[سلطان الوقيت]ــــــــ[20 - 10 - 10, 09:09 م]ـ
غفر الله لكم حديث عظيم لوتفكرت فيه قلوبنا وعملت به جوارحنا لوجدنا لذة الإتباع
ـ[معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[20 - 10 - 10, 11:21 م]ـ
السلام عليكم
هذا الحديث اشكل على فارجو ان ازيل هذا الاشكال
والاشكال مع قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)
وقوله" وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)
وقوله:وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)
وقوله:وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
فكيف مع مجاهدته وصبره على الطاعات يحبط عمله لعدم قدرته على الصبر عن المعاصى
وكيف وقد ستره الله فى الدنيا لا يستره فى الاخرة وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لاَ يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا، إِلاَّ سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ." اخرجه مسلم
وقوله عليه الصلاة والسلام
"أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا و لا تسرقوا و لا تزنوا و لا تقتلوا أولادكم و لا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم و أرجلكم و لا تعصوني في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله و من أصاب من ذلك شيئا فأخذ به في الدنيا فهو له كفارة و طهور و من ستره الله فذلك إلى الله عز و جل إن شاء عذبه و إن شاء غفر له "
(حم ق ت ن) عن عبادة بن الصامت.
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 26 فى صحيح الجامع
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:49 ص]ـ
هذا الحديث اشكل على فارجو ان ازيل هذا الاشكال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=250600&postcount=3
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:55 ص]ـ
هذا الحديث اشكل على فارجو ان ازيل هذا الاشكال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=250600&postcount=3
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:45 م]ـ
شيخنا سامي بارك الله فيك مقال مؤثر والله المستعان ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/75)
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[25 - 10 - 10, 03:14 ص]ـ
فائدة:
قال المزي: كل ما انفرد به ابن ماجة عن الخمسة فهو ضعيف. (التدريب 1/ 102)
فائدة!
قال محمد عمرو رحمه الله:
((ابن ماجة أضعف الستة أحاديثَ و أبعدهم عن التحري.)) انتهى - من شرائط شرح العلل.
ـ[أيمن خليل أبو ملال البلوي]ــــــــ[25 - 10 - 10, 03:53 ص]ـ
لا أرى مطعنا في متن الحديث، وقد صححه الألباني وحسنه الوادعي، ووثق رواته المنذري.
ودفعا للتعارض الظاهري بين الحديث وبين غيره من نصوص الشريعة أقول:
إن الحديث يتكلم عن فئة من الناس لا يمنعها من المعصية إلا أعين الناس وهيبتهم، ومن كانت هذه حاله فالراجح أن طاعته لله مشوبة بالرياء وهو محبط للعمل.
وعليه فإن الحديث لا يشمل من يعصي الله سرا وهو كاره للمعصية، ومقاوم لها، وإنما غلبته نفسه نفسه وشهوته، ومن كانت هذه حالته فأرجو الله أن تشمله كرامة "كل أمتي معافى إلا المجاهرين" وهو حديث متفق على صحته،
وقد وجدت كلاما للشيخ الشنقيطي شارح الزاد يؤيد ما ذكرت، وكذلك كانت فتوى الشبكة الإسلامية.
ـ[أيمن خليل أبو ملال البلوي]ــــــــ[25 - 10 - 10, 03:56 ص]ـ
وهذا كلام الشيخ الشنقيطي كاملا أنقله بتمامه لحسنه ورحابته:
"السؤال
كيف يمكن الجمع بين حديث: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين)، وحديث: (إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها).
الجواب
لا تعارض بين الحديثين، والحمد لله؛ كلاهما خرج من مشكاة واحدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله: (كل أمتي معافى إلا المجاهرون)، على رواية الرفع، المراد به: أن الإنسان إذا ألم بمعصية ثم ستره الله بستره، وذهب وتكلم جهاراً بما ألمَّ به، فقد هتك ستر الله، وهذا يقع من بعض أهل الضلال، والفسوق والفجور، يفعلون المعاصي، ثم يأتي إلى صديقه ويقول: فعلت وفعلت وحدث وحصل، فيتفاخر ويتباهى.
فهذا -نسأل الله السلامة والعافية- سلب الله منه العافية؛ لأن من العافية أن يصرف الله عن عبده الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فإذا أذنب وألَمَّ بخطيئة وستر الله عليه؛ عوفي في علانيته.
أما إذا أصبح يهتك ستر الله، ويأتي يفاخر ويباهي بذنبه ويقول: فعلت وفعلت، فهذا عافاه الله علانية فلم يرضَ عافية الله؛ فجمع بين بلاء السر وبلاء الظاهر والعلانية.
أما بالنسبة لحديث: (إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها).
فدل الحديث الأول على أن من ستر فهو معافى، فكيف يجمع بينه وبين هذا الحديث فيمن فعل المعصية في الخلوة؟ الجواب: أنه في حديث ثوبان رضي الله عنه: (أعرف أقواماً من أمتي يأتون بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباءً منثوراً، قالوا: يا رسول الله! صفهم لنا، جلهم لنا، لئلا نكون منهم ونحن لا ندري، قال: أما إنهم منكم يصلون كما تصلون، ويأخذون من الليل كما تأخذون، إلا أنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) أي: أن عندهم استهتاراً واستخفافاً بالله عز وجل، فهناك فرق بين المعصية التي تأتي مع الانكسار، والمعصية التي تأتي بغير انكسار، بين شخص يعصي الله في ستر، وبين شخص عنده جرأة على الله عز وجل، فصارت حسناته في العلانية أشبه بالرياء وإن كانت أمثال الجبال، فإذا كان بين الصالحين أَحْسَنَ أيما إحسانٍ؛ لأنه يرجو الناس ولا يرجو الله، فيأتي بحسنات كأمثال الجبال، فظاهرها حسنات، (لكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) فهم في السر لا يرجون لله وقاراً، ولا يخافون من الله سبحانه وتعالى، بخلاف من يفعل المعصية في السر وقلبه منكسر، ويكره هذه المعصية، ويمقتها ويرزقه الله الندم، فالشخص الذي يفعل المعصية في السر، وعنده الندم والحرقة ويتألم، فهذا ليس ممن ينتهك محارم الله عز وجل؛ لأنه -في الأصل- معظم لشعائر الله، لكن غلبته شهوته فينكسر لها، أما الآخر فيتسم بالوقاحة والجرأة على الله؛ لأن الشرع لا يتحدث عن شخص أو شخصين، ولا يتحدث عن نص محدد، إنما يعطي الأوصاف كاملة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/76)
من الناس من إذا خلا بالمعصية خلا بها جريئاً على الله، ومنهم من يخلو بالمعصية وهو تحت قهر الشهوة وسلطان الشهوة، ولو أنه أمعن النظر وتريث، ربما غلب إيمانُه شهوته وحال بينه وبين المعصية، لكن الشهوة أعمته، والشهوة قد تعمي وتصم، فلا يسمع نصيحة ولا يرعوي، فيهجم على المعصية فيستزله الشيطان، قال تعالى: {إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [آل عمران:155]، فإذا حصل الاستزلال من الشيطان، فزلت قدم العبد، لكن في قرارة قلبه الاعتراف بالمعصية، والله يعلم أنه لما وقع في المعصية أنه نادم، وأنه كاره لها، حتى إن بعضهم يفعل المعصية وهو في قرارة قلبه يتمنى أنه مات قبل أن يفعلها، فهذا معظم لله عز وجل، ولكنه لم يرزق من الإيمان ما يحول بينه وبين المعصية، وقد يكون سبب ابتلاء الله له أنه عير أحداً أو أنه عق والداً أو قطع رحمه، فحجب الله عنه رحمته، أو آذى عالماً أو وقع في أذية ولي من أولياء الله؛ فآذنه الله بحرب، فأصبح حاله حال المخذول، مع أنه في قرارة قلبه لا يرضى بهذا الشيء، فيخذل عند التعرض للمعاصي.
ومحاربة الله للعبد على صفات، منها -والعياذ بالله- أن يأكل الربا فيأذن بحرب من الله عز وجل، فيأتي إلى المعاصي فيسلب التوفيق، ويأتي إلى المظالم فتجده في بعض الأحيان يقع في ظلم أخيه فيستغرب كيف وقع هذا؟! لأن الله خذله، ويكون الخذلان لأسباب: إما أنه عير مبتلى فعاقبه الله، أو أصابه غرور بطاعته فعاقبه الله ووكل إلى حوله، وأشياء أخرى كثيرة، {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [البقرة:216]، فهذه الأمور لا ينظر الإنسان فيها إلى شخص معين، وإنما ينظر إلى أحوال الناس، فمن الناس من يكون عنده حسنات في الظاهر كأمثال الجبال، ولذلك تجد بعضهم إذا وقف مع الناس فهو ذلك الرجل اللين اللسان، الطيب الجنان، فإذا غاب عنهم حقد عليهم وسبهم وشتمهم، وربما يجلس في مجالس الخير والذكر، وكأنه واحد من أصحابهم، فإذا غاب عنهم أخذ يغتابهم ويذمهم ويلومهم، ولا يعظم الله ولا يرعوي عن حرمات المسلمين، فعنده جرأة -والعياذ بالله- على معصية الله، ولكن إذا وقع العبد في معصية وهو في قرارة قلبه يكره أن يقع في هذا الشيء ولو أنه أُعطي التوفيق من الله تعالى بتعاطي الأسباب لما ابتلي بهذا، وإذا وقع في الذنب صحبه الندم والألم، فهذا ممن رجا رحمة الله عز وجل، ومن هذا الذي رجا رحمة الله وخيبه الله؟ وكيف يكون العبد تائباً إلا من ذنب? فهناك مراتب وأحوال ينبغي مراعاتها، ومنها: أنه لا ينبغي أن نأتي ونضع منزلة المحسن للمسيء، ومنزلة المسيء -الذي هو بالغ الإساءة- للمحسن، والمسيء ظاهراً وباطناً ليس كمن يسيء ظاهراً لا باطناً، فإذا جئت تنظر إلى معصية السر، فالذي يعصي في السر على مراتب: منهم من يعصي مع وجود الاستخفاف، فبعض العُصاة تجده لما يأتي إلى معصية لا يراه فيها أحد يذهب الزاجر عنه، ويمارسها بكل تهكم وبكل وقاحة، وبكل سخرية ويقول كلمات، ويفعل أفعالاً، ولربما نصحه الناصح، فيرد عليه بكلمات كلها وقاحة، وإذا به يستخف بعظمة الله عز وجل ودينه وشرعه، لكنه إذا خرج إلى الظاهر صلى وصام، وإذا خلا بالمعصية لا يرجو لله وقاراً -والعياذ بالله- فليس هذا مثل من يضعف أمام شهوة أو يفتن بفتنةٍ يراها ويحس أن فيها بلاء وشقاء، ويقدم عليها، وقلبه يتمعر من داخله ويتألم من قرارة قلبه، ثم إذا أصاب المعصية ندم، ولذلك الشيطان تجده يلبس على بعض الأخيار، فتجد بعض الأخيار -وهو نادر- مبتلى بالعادة السرية، فيأتيه الشيطان ويقول له: أنت ممن يصدق عليهم: (إذا خلو بمحارم الله انتهكوها)، فأنت منافق.
أبداً، هذا ليس بصحيح، وإن كان لا ينبغي للإنسان أن يفعل هذه المعاصي في السر، وعليه أن يتقي الله عز وجل في السر، حتى يتبوأ الدرجات العلى في الأولى والآخرة، لكن {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت:46].
فالله لا يظلم العباد، ولا ينزل عبداً جريئاً على حدود الله ومحارمه منزلة عبد يخاف الله ويرجو رحمته، ولذلك جاء في الأثر أن الله يوقف العالم بين يديه، أو يوقف الرجل الصالح بين يديه، فيقول: (عبدي! فعلت وفعلت حتى إذا رأى أنه هالك لا محالة قال: عبدي! قد كنت ترجو رحمتي؛ قد غفرت لك)، أي: مع كل هذه الذنوب ومع هذه الإساءة ترجو رحمتي، وقد علمت منك أنك كنت مشفقاً على نفسك وتخاف الله عز وجل، فإني لا أخيبك، وهذا شأنه وهو الكريم سبحانه وتعالى، وهو الذي يبتدئ بالإحسان ويتفضل بالنعم، ولا يستحق أحد ذلك؛ لأنه كله فضل الله وكرمه، لا منتهى لكرمه ولا منتهى لجوده، والحمد لله على حلمه، والحمد لله على كرمه وجوده وإحسانه ورحمته، وسع العباد جوداً ورحمة وإحساناً وبراً، فهذا الحديث ليس على إطلاقه، وإنما المراد به من كانت عنده الجرأة -والعياذ بالله- والاستخفاف بحدود الله، ونسأل الله بعزته وجلاله كما أنعم علينا بنعمة الإسلام وتوحيده والإخلاص لوجهه، والخوف منه سبحانه، أن لا يسلبنا هذه النعمة، وأن لا ينقصنا منها، اللهم زدنا ولا تنقصنا، اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا بطاعتك، ولا تهنا بمعصيتك، وأنت أرحم الراحمين، والله تعالى أعلم."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/77)
ـ[أيمن خليل أبو ملال البلوي]ــــــــ[25 - 10 - 10, 03:57 ص]ـ
أعتذر عن التكرار
ـ[صالح ابو مجاهد]ــــــــ[25 - 10 - 10, 03:59 ص]ـ
أذكر سمعت الشيخ العلوان يضعف هذا الحديث .. لكن نسيت في اي درس
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[25 - 10 - 10, 04:18 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[25 - 10 - 10, 02:00 م]ـ
جزاك الله خيرا د ايمن ونفع بك(133/78)
قف يا أخي وتأمل هذا الكلام جيدا؛ قاله ابن الفيم في مدارج السالكين ح 1ص10
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:27 ص]ـ
قف يا أخي وتأمل هذا الكلام جيدا؛ قاله ابن الفيم في مدارج السالكين ح 1ص10
- وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط فمنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الركاب ومنهم من يسعى سعيا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يحبوا حبوا ومنهم المخدوش المسلم ومنهم المكردس في النار فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا حذو القذة بالقذة جزاء وفاقا {هل تجزون إلا ما كنتم تعملون}
ولينظر الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم فإنها الكلاليب التي بجنبتي ذاك الصراط تخطفه وتعوقه عن المرور عليه فإن كثرت هنا وقويت فكذلك هي هناك {وما ربك بظلام للعبيد}
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[16 - 10 - 10, 09:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا حسرة على العباد
ليت أمي لم تلدني
والسلام
ـ[أبو أنس الاسنوى]ــــــــ[16 - 10 - 10, 09:48 ص]ـ
سل الله حسن الخاتمة؛ وأنصحك الا تفتح علي نفسك ابواب الفتن والسلام عليكم يا اخي
ـ[العازمي الكويتي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 11:45 م]ـ
بارك الله فيك كلام متين من عالم جليل
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا الله يبارك فيك
كلام جميل فنسأل انفسنا ونحاسب انفسنا كيف نحن في هذا الطريق وفي الدعوة الى الله(133/79)
جعل باطن الكف إلى الأرض في دعاء القنوت!
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[16 - 10 - 10, 11:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كنت أصلي في جامع الإيمان في دمشق وقنت الإمام في صلاة المغرب ودعا على المستهزئين بكتاب الله عزوجل, ولكن لفت انتباهي أن اللذين بجانبي رفعا اليدين وجعلا باطن الكفين إلى الأرض وظاهرهما إلى السماء, فما دليل ذلك إن كان ذلك عمل شرعي؟
وشكرا(133/80)
حلقة النقاش السابعة (التوظيفات الحداثية لنظرية المقاصد)
ـ[مركز التأصيل للدراسات والبحوث]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:49 م]ـ
أقام مركز التأصيل للدراسات والبحوث حلقة النقاش السابعة يوم الأربعاء 27/ 10/1431هـ، وكانت بعنوان: "التوظيفات الحداثية لنظرية المقاصد" وقدم الورقة الأساسية الدكتور أحمد بن عبد السلام الريسوني، الخبير الأول بمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة.
وابتدأ ورقته باستعراض خلاصة نظرية المقاصد وإعمالها، وذكر أن خلاصة نظرية المقاصد ما تقرر عند جماهير العلماء من كون الشريعة إنما جاءت لجلب المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها، وذكر أن الشرائع إنما وضِعَتْ لمصالح العباد في العاجل والآجل معاً، مستصحباً في ذلك نص الشاطبي.
ثم ذكر الدكتور الريسوني أهم مظاهر الإعمال لنظرية المقاصد الذي يمر من خلالها كالتحقق من مقصود النص الشرعي، وتحري معرفة الحكمة والمصلحة المقصودة من وراء الحكم المنصوص لمراعاتها في الاستنباط والقياس والتنزيل، والنظر فيما يُظن مقصداً وليس بمقصد لنفيه واستبعاد تأثيره، والتمييز بين ما هو مقصود لذاته وما هو مقصود لغيره ...
وذكر أن الحداثيين الذين اشتغلوا بقضايا الدين والتراث أشكال وألوان، يختلفون في موقفهم من الشريعة وأصولها، وبين أن طائفة منهم صرفوا كل طاقتهم وجهدهم لنقد الإسلام في أصوله العقدية والمرجعية، والعملِ على تسفيهها ونسفها، لبناء الحداثة على أنقاضها.
واعتمد في ذلك على كلام المفكر الحداثي د. محمد الطالبي (مؤسس الجامعة التونسية) حينما وصف الصنفَ السابق من الحداثيين بـ "الانسلاخسلاميين "، أي المنسلخون عن الإسلام مع أنهم قد يتظاهرون به، وهذه " الانسلاخسلامية " اختيار لتأسيس الحداثة على أساس الانسلاخ من الإسلام وهي في أسلوبها ومنهجها ونتائجها امتداد للنقد المسيحي الاستشراقي للقرآن خاصة، وللإسلام عموما، ومن أبرز هؤلاء: مالك شبال، ومحمد أركون، وعبدالمجيد الشرْفي.
وأوضح الدكتور الريسوني العنصرَ الجامع الذي هو العمدة والأساس في موقف المفكرين الحداثيين من الشريعة ومقاصدها، وهو: المصلحة أولا وأخيرا، والمصلحة تعلو ولا يُعلى عليها، وذكر نماذج من هؤلاء وردَّ عليهم.
ثم أوضح أهم الاختلالات المنهجية في مواقف الحداثيين من الشريعة ومقاصدها كاتخاذهم الحداثة الغربية ومنجزاتها مثلا أعلى ومعيارا تقاس به الأمور، وضعف التكوين الإسلامي وسطحيته لدى بعضهم، والإقبال المتأخر عليه لدى آخرين بعد تمكن الثقافة الغربية من تكوينهم وعقولهم وقلوبهم، و المفهوم الضبابي والمضيق للمصلحة.
واختتم ورقته بأسفه على تحقيق هذا التيار اختراقات نخبوية بينة في معظم الأقطار الإسلامية وله في بعضها غلبة وتفوق، كما في تونس وتركيا وإندونيسيا، لاستفادة هذا التيار من الفراغ الذي يتركه العلماء والشرعيون المتخصصون في الاهتمام بمقاصد الشريعة وقضايا العصر.
وطالب الدكتور الريسوني العلماء والشرعيين بتدارك الفراغ والاجتهاد في سده.
تلى ذلك تعقيب على الورقة من الدكتور محمد سعد اليوبي عضو هيئة التدريس بقسم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية، بين في تعقيبه تعريف الحداثة، وأنه لا فرق بين الحداثة الغربية والعربية، موضحا منافاتها للإسلام، وأنه لا يمكن محاولة " أسلمتها "، وأوضح كيفية سعي الحداثيين لهدم الدين باسم الدين ولهدم المقاصد باسم المقاصد، وأن توظيفهم للمقاصد حصل بدون ضوابط ولا معايير.
بعد ذلك أضاف الدكتور عبدالرحيم السلمي عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والمذاهب الفكرية المعاصرة بجامعة أم القرى المقارنةَ بين موقف الحداثيين من الإمام الشاطبي وبين موقفهم من الإمام الشافعي، وذكر أنهم قاموا بإبراز الإمام الشاطبي وفي نفس الوقت قاموا بالتشنيع على الإمام الشافعي، وأوضح أن نصوص الشاطبي والشافعي تتظافر ويؤكد بعضها على بعض في نفس القضايا التي شهدت التشنيع على الشافعي فيها، واستغربَ من شدة تباين الحداثيين في موقفهم هذا.
وبين الدكتور السلمي أن المصلحة عند الحداثيين تعلو ولا يُعلى عليها ولو في سبيل إلغاء النصوص الشرعية التي لم تتكون مقاصد الشريعة إلا بهذه النصوص الشرعية الجزئية التي يتعدى كثير من الحداثيين عليها دون فقه ولا دين.
من جانبه حذر الدكتور علي بادحدح - في مداخلة له - من استغلال الحداثيين للفراغات التي يمكن أن ينفذوا من خلالها لنشر مفاهيمهم عن بعض القضايا التي قد ينخدع بها بعض الناس كالنهضة والحرية والتقدم وغيرها، وأوصى بضرورة التأصيل الشرعي لذلك لملء تلك الفراغات،كما طالب بتبسيط المقاصد لعموم المسلمين وألا تكون محصورة في الإطار النخبوي.
وقد حضر الحلقة عددٌ من النخب العلمية والفكرية وطلاب الدراسات العليا.
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[16 - 10 - 10, 10:56 م]ـ
هل يمكن رفع نصوص هذه الحلقة النقاشية على الملتقى للفائدة؟
وهل يمكن إطلاعنا على الجهود العلمية والحلقات النقاشية السابقة التي أقامها هذا المركز؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/81)
ـ[مركز التأصيل للدراسات والبحوث]ــــــــ[16 - 10 - 10, 11:08 م]ـ
نشكرك أخي الكريم على تفاعلك.
قريباً إن شاء الله تبث هذه الحلقة على اليوتيوب ..
وإليك رابط المركز على اليوتيوب، وستجد فيه فعاليات المركز السابقة: http://www.youtube.com/user/altaseel
ـ[مركز التأصيل للدراسات والبحوث]ــــــــ[16 - 10 - 10, 11:10 م]ـ
وهنا موقع المركز على شبكة الانترنت: http://www.taseel.org/
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[17 - 10 - 10, 06:03 م]ـ
دخلت على الموقع وسررت به؛ فجزاكم اللخ خير الجزاء، وجعلكم سببا لنصرة الإسلام. وقد حاولت الاتصل بالموقع عن طريق أيقونة اتصل بنا فلم أفلح حيث كان يعطي رسالة خطأ " كود التحقق غير صحيح". وقد لاحظت أن الموقع هو تعريف بالدراسات والأبحاث فقط، فكيف يمكن الحصول على هذه الدراسات؟ وهل الحلقات النقاشية الموجودة على اليوتيوب مفرغة على شكل ملفات نصية؟
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 06:11 م]ـ
شكرا الله لكم جهدكم ...
كنت قد تابعت بعض حلقات النقاش المبثوثة على اليوتيوب من قبل .... ولكن ازعجني تدني جودة التسجيل لمثل هذا الطرح العلمي الرفيع و النافع ... فأرجو الاستعانة ببعض العارفين لرفع الجودة .... كما اتمنى لو وجد لها تسجيل صوتي بصيغة الـ mp3 حتى يسهل تداولها و نشرها و يحقق المركز هدفه من اقامة امثال هذه الحلقات
ـ[مركز التأصيل للدراسات والبحوث]ــــــــ[24 - 10 - 10, 09:36 ص]ـ
دخلت على الموقع وسررت به؛ فجزاكم اللخ خير الجزاء، وجعلكم سببا لنصرة الإسلام. وقد حاولت الاتصل بالموقع عن طريق أيقونة اتصل بنا فلم أفلح حيث كان يعطي رسالة خطأ " كود التحقق غير صحيح". وقد لاحظت أن الموقع هو تعريف بالدراسات والأبحاث فقط، فكيف يمكن الحصول على هذه الدراسات؟ وهل الحلقات النقاشية الموجودة على اليوتيوب مفرغة على شكل ملفات نصية؟
نشكرك لك حرصك، ونفيدك - أخي الكريم - بأنه سيُدشن الموقع الذي سيكون بإذن الله نافذة إعلامية للمركز على الشبكة العالمية (الإنترنت)، توضح الحقائق الشرعية وتنقد المذاهب الفكرية وتعتمد على الأسلوب المهني الإعلامي والمنهج العلمي في التقرير والنقد، من خلال نشر المقالات والدراسات والحوارات والوثائق والتقارير إلى جانب المتابعات.
وسيبدأ تدشين الموقع التجريبي في هذا الاسبوع بإذن الله تعالى.
وستُنشَر قريباً الأوراق والبحوث التي قدمت في حلقات النقاش أو الندوات التي أقامها المركز، سواء بطباعتها في كتب ضمن إصدارات المركز، أو بنشرها في الموقع الجديد.
تابعونا وستجدون ما يسركم.
ـ[مركز التأصيل للدراسات والبحوث]ــــــــ[24 - 10 - 10, 09:45 ص]ـ
شكرا الله لكم جهدكم ...
كنت قد تابعت بعض حلقات النقاش المبثوثة على اليوتيوب من قبل .... ولكن ازعجني تدني جودة التسجيل لمثل هذا الطرح العلمي الرفيع و النافع ... فأرجو الاستعانة ببعض العارفين لرفع الجودة .... كما اتمنى لو وجد لها تسجيل صوتي بصيغة الـ mp3 حتى يسهل تداولها و نشرها و يحقق المركز هدفه من اقامة امثال هذه الحلقات
شكرا لك أخي الكريم.
وما تفضلتَ به فإنه حصل في حلقة واحدة تقريبا لخلل فني.
وأما فعاليات المركز الأخرى من حلقات نقاش وندوات فقد نُشِرَ بعضها في قنوات فضائية كقناة " دليل " وقناة " مكة " ..
ونشكر لك حرصك أخي الكريم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 09:59 ص]ـ
شاهدتها في دليل وفيها فوائد نفيسة ..
ـ[أبو أويس علي الخطيب]ــــــــ[24 - 10 - 10, 03:57 م]ـ
وفقكم الله تعالى لخدمة دينه ... كيف يمكنني مشاركتكم هذا الجهاد؟
ـ[مركز التأصيل للدراسات والبحوث]ــــــــ[25 - 10 - 10, 12:14 م]ـ
للتواصل مع المركز: taseel@taseel.com(133/82)
حملة بنات عائشة لأجل أمنا أقمناها
ـ[التيميّة]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:08 م]ـ
{السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
\
اليوم حبنا مختلف .. ووفائنا يتناغم ..
اليوم ولاؤنا يتعاظم
وإيماننا ينطق ..
حملة بنات عائشة للنصرة
والذود عن أمنا الحبيبية أم المؤمنين وحبيبة
حبيب رب العالمين
تحت مظلة صدى الأخوات الإسلامية
تنبت على صدر هذه الصفحات
شجرة طهر زرعتها في قلوبنا العفيفية
عائشة (رضي الله عنها)
وهنا يا أحبتي يثمر الزرع
التصاميم
http://b66q.com/uploads/images/B-5b50d51b15.gif[/URL (http://b66q.com/uploads/images/B-5b50d51b15.gif)]
http://upload.7bna.com/uploads/b8385a53d0.jpg (http://upload.7bna.com)
http://dc10.arabsh.com/i/02023/eobciqn0iz31.gif[/SIZE][/FONT]
http://upload.7bna.com/uploads/325e18ca25.gif (http://upload.7bna.com)
http://upload.7bna.com/uploads/c4dfe351db.gif (http://upload.7bna.com)
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/14/photo/091410160957az9379o78w.jpg ([URL]http://games.m5zn.com/cooking_games.html)
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/15/photo/gif/091510010933765h6l0gd8gx.gif (http://games.m5zn.com/cooking_games.html)
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/15/photo/gif/091510010933ejskoous9xmoozi134mt.gif (http://games.m5zn.com/cooking_games.html)
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/15/photo/gif/0915100109338em4dur.gif (http://games.m5zn.com/cooking_games.html)
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/15/photo/gif/091510010933zqbo8gqqathwdemqyun.gif (http://games.m5zn.com/cooking_games.html)
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/15/photo/gif/0915100109331efqlvumwhvi.gif (http://games.m5zn.com/cooking_games.html)[/COLOR][/SIZE][/FONT]
http://im1.gulfup.com/2010-09/12845430761.png[/IMG
http://im1.gulfup.com/2010-09/12845432181.png[/IMG
[IMG]http://im1.gulfup.com/2010-09/12845436271.png[/IMG
[IMG]http://sub3.rofof.com/img4/09bpjmv16.jpg
http://sub3.rofof.com/img4/09dsynw16.jpg
http://sub3.rofof.com/img4/09glsmn16.jpg
http://sub3.rofof.com/img4/09sgqda16.jpg
http://sub3.rofof.com/img4/09ucfyp16.jpg
http://sub3.rofof.com/img4/09wuyst16.jpg
http://sub3.rofof.com/img4/09ygmcp16.jpg
http://upload.7bna.com/uploads/4b49839c7c.gif (http://upload.7bna.com)
http://sub3.rofof.com/img4/09ncoht16.gif
http://dc05.arabsh.com/i/02033/cjwnkruwvjga.gif (http://arabsh.com/cjwnkruwvjga.html)
http://dc05.arabsh.com/i/02033/5lq823j9xt73.gif (http://arabsh.com/5lq823j9xt73.html)
http://dc05.arabsh.com/i/02033/4xhrhmkcob7v.gif (http://arabsh.com/4xhrhmkcob7v.html)
http://www.m5zn.com/uploads/2010/9/16/photo/091610160946na5bnilaz7u69whls.jpg[/URL ([URL]http://games.m5zn.com/cooking_games.html)]
http://www.brg8.org/upfiles/w
السؤال
I02243.gif (http://www.brg8.org/)
http://img103.herosh.com/2010/09/17/944290531.gif (http://www.herosh.com)
http://img102.herosh.com/2010/09/17/459918865.gif (http://www.herosh.com)
http://dc07.arabsh.com/i/02040/jgqsk2e6tx7x.gif (http://arabsh.com/jgqsk2e6tx7x.html)
http://dc07.arabsh.com/i/02040/iubmplb8tvod.gif (http://arabsh.com/iubmplb8tvod.html)
http://dc10.arabsh.com/i/02041/tkhzvkpe262k.gif (http://arabsh.com/tkhzvkpe262k.html)
http://dc10.arabsh.com/i/02041/h41li2wkr2rp.gif (http://arabsh.com/h41li2wkr2rp.html)
http://dc07.arabsh.com/i/02040/tqk6nn62kbtr.gif (http://arabsh.com/tqk6nn62kbtr.html)
http://www.brg8.org/upfiles/lmz07741.gif (http://www.brg8.org/)
http://sub3.rofof.com/img4/09qdyor19.gif
http://sub5.rofof.com/img3/09xcdjt18.gif
http://sub3.rofof.com/img4/09gzxnp19.gif
http://sub5.rofof.com/img3/09wnghz18.gif
http://sub5.rofof.com/img3/09wnghz18.gif
http://sub5.rofof.com/img3/09qshdc18.gif
http://sub3.rofof.com/img4/09qohcr19.gif
http://upload.7bna.com/uploads/826734fbd0.gif (http://upload.7bna.com)
http://upload.7bna.com/uploads/c614cefb30.gif (http://upload.7bna.com)
http://sub3.rofof.com/img4/09vpzyi20.png (http://www.rofof.com)
http://sub3.rofof.com/img4/09rkfat20.png (http://www.rofof.com)
http://sub3.rofof.com/img4/09mxjzt20.png (http://www.rofof.com)
http://sub3.rofof.com/img4/09gdasz20.gif
http://sub3.rofof.com/img4/09exiqu20.gif
http://sub5.rofof.com/img3/09nscjy20.gif
http://b66q.com/uploads/images/B-b864a27a36.jpg[/URL ([URL]http://b66q.com/uploads/images/B-b864a27a36.jpg)]
http://b66q.com/uploads/images/B-b13a812f39.jpg[/URL ([URL]http://b66q.com/uploads/images/B-b13a812f39.jpg)]
http://b66q.com/uploads/images/B-9a632150a5.jpg[/URL ([URL]http://b66q.com/uploads/images/B-9a632150a5.jpg)]
http://b66q.com/uploads/images/B-f7c54eb842.jpg (http://b66q.com/uploads/images/B-f7c54eb842.jpg)
http://upload.7bna.com/uploads/6d34143cef.jpg (http://upload.7bna.com)
http://upload.7bna.com/uploads/a9a50208c9.gif (http://upload.7bna.com)
http://upload.7bna.com/uploads/2d1be31ffc.gif (http://upload.7bna.com)
[IMG]http://sub3.rofof.com/img4/09barwz21.gif
http://upload.7bna.com/uploads/74caf7f5d7.gif[/URL
[url=http://b66q.com/uploads/images/B-1c77ec8d6f.gif]http://b66q.com/uploads/images/B-1c77ec8d6f.gif (http://upload.7bna.com)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/83)
ـ[التيميّة]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:08 م]ـ
الفلاشات
http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-841a471796.swf
width=500 height=400
http://dc10.arabsh.com/i/02034/e1hncp1j4ccz.swf
عرض بوربوينت
http://www.rofof.com/dw.png (http://sub3.rofof.com/09wslmv17/Al-fkhwrh_Bhjabha.html)
http://www.rofof.com/dw.png (http://sub3.rofof.com/09pxfti26/12849066821.html)
http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-e0a4927f15.swf
width=501 height=120
رابط الحفظ كليك يمين الماوس ثم حفظ باسم
http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-885e0d675d.swf (http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-885e0d675d.swf)
width=501 height=120
رابط الحفظ كليك يمين الماوس ثم حفظ باسم
http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-4de4be9d83.swf
http://www.alhnuf.com/gallery/albums/dir/welcome/Photos_welcome_thank_you%20%28154%29.gif
width=501 height=120
رابط الحفظ كليك يمين الماوس ثم حفظ باسم
http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-5bb4c7c426.swf (http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-5bb4c7c426.swf)
width=501 height=120
رابط الحفظ كليك يمين الماوس ثم حفظ باسم
http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-b2c246b1db.swf
http://www.alhnuf.com/gallery/albums/dir/welcome/Photos_welcome_thank_you%20%28154%29.gif
width=501 height=120
رابط الحفظ كليك يمين الماوس ثم حفظ باسم
http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-386ddd6ce1.swf
width=501 height=120
رابط الحفظ كليك يمين الماوس ثم حفظ باسم
http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-3f052890ab.swf (http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-3f052890ab.swf)
http://www.alhnuf.com/gallery/albums/dir/welcome/Photos_welcome_thank_you%20%28154%29.gif
width=440 height=122
رابط الحفظ كليك يمين الماوس ثم حفظ باسم
http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-b77e779319.swf
width=440 height=122
رابط الحفظ كليك يمين الماوس ثم حفظ باسم
http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-873847e8b4.swf
http://www.alhnuf.com/gallery/albums/dir/welcome/Photos_welcome_thank_you%20%28154%29.gif
width=432 height=121
رابط الحفظ كليك يمين الماوس ثم حفظ باسم
http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-b97b7a3894.swf (http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-b97b7a3894.swf)
width=432 height=121
رابط الحفظ كليك يمين الماوس ثم حفظ باسم
http://mizou5.com/uploads/files/z3ol.com-33dba46f2c.swf
width=400 height=300
http://www.rofof.com/dw.png (http://sub5.rofof.com/09fntiz22/Aa'ishh_Tab3.html)
الفيديوهات
http://www.zshare.net/download/806455739cda8f82/
http://www.rofof.com/dw.png (http://sub3.rofof.com/09jncdz27/Sda_Al-akhwat.html)
ـ[التيميّة]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
فوائد حادثة الافك بصوت الشيخ ابن باز-رحمه الله-و هو يبكي
هنا ( http://sub3.rofof.com/09blrnu18/Fwa'id_mn.html)
(2)
ذوداً عن أمنا
هنا ( http://www.rofof.com/9rwnlx12/Dow.html)
(3)
الذود عن امنا نبيل العوضي
هنا ( http://arabsh.com/i55mqworl2kc.html)
(4)
الصديقة بنت الصديق
هنا ( http://sub3.rofof.com/09tumcy14/Shbk'h_alswt.html)
(5)
هذي محاضره رائعه بكل ماتعنيه الكلمه من معنى 35 دقيقه
هنا ( http://media.rasoulallah.net/sound/l...ghem_Anfoh.mp3)
(6)
أمنا رغم انفه
هنا ( http://www.khaled-alrashed.com/play.php?catsmktba=385)
(7)
نشيد اماه لا تحزنى
هنا ( http://sub3.rofof.com/09bzyrd5/Amah_ya.html)
(8)
نشيد حصان رزان
هنا ( http://forums.way2allah.com/showthread.php?t=99618)
(9)
محاضرة للشيخ محمد حسان
هنا ( http://ia360707.us.archive.org/9/ite...3-15-09-10.mp3)
(10)
هي الحبيبة
هنا ( http://sub3.rofof.com/09eiubx24/291d1b71e7.html)
ـ[التيميّة]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:11 م]ـ
أقلام كتبت لنصرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
-----------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/84)
بسم الله الرحمن الرحيم
هنا أقلام سطرت .. وقلوب اصحابها حرقة تأججت
لنصرة الحبيبة هبت ووثبت .. فإليكم نتاجها ..
..............
الأمس ثار بركان الحقد الدفين الذي سطره التاريخ لهؤلاء الأنجاس
قف ياتاريخ وحدث عنهم فما هم إلا وصمة عار على صفحاتك.
يتلاعب الغل في أفواههم
وبدل النسيم العذب حقد يتنفسون
وكل صفات المنافقين يظهرون
آماه مازادك حقدهم إلا علوا ورفعه
فهنا قلوبنا تلتقى لترتقى وعنك آماه تدب
لتخرس أفوه نجسه هنا سنطلقها صرخه مدويه
اخسئوا ياآحفاد الشيطان
لن يزدها نباحكم إلا علوا ورفعه
بقلم: كل من عليها فان
امنا عائشه فداك عرضي وعرض كل اقربائي امي عائشه عذراً فموعدنا يوم الخصوم
اللهم أهلم الروافض احفاد المجوس واليهود اللهم قد طغوا وبغوا وتعدوا
على عرض رسول الله وصحابته وزوجاته
اللهم شل اركانهم واخرس افواههم ودمرهم واجعلهم ايه وعبره لمن يعتبر
حسبي الله ونعم الوكيل
بقلم أخلاق
يقول ابن الجوزي رحمه الله:
ذكر أهل التفسير أن أبرهة لما سار بجنوده إلى الكعبة ليهدمها خرج معه بالفيل،
فلما دنا من مكة أمر أصحابه بالغارة على نعم الناس، فأصابوا إبلا لعبد المطلب، وبعث بعض جنوده، فقال:
سل عن شريف مكة، وأخبره أني لم آت لقتال، وإنما جئت لأهدم هذا البيت
، فانطلق حتى دخل مكة، فلقي عبد المطلب بن هاشم، فقال:
إن الملك أرسلني إليك لأخبرك أنه لم يأت لقتال إلا أن تقاتلوه، إنما جاء لهدم
هذا البيت، ثم ينصرف عنكم، فقال عبد المطلب:
ما له عندنا قتال، وما لنا به يد، إنا سنخلي بينه وبين ما جاء له، فإن هذا بيت الله الحرام، وبيت خليله إبراهيم عليه السلام،
فإن يمنعه، فهو بيته وحرمه، وإن يخل بينه وبين ذلك، فوالله ما لنا به قوة.
قال: فانطلق معي إلى الملك، فلما دخل عبد المطلب على أبرهة أعظمه،
وأكرمه، ثم قال لترجمانه: قل له: ما حاجتك إلى الملك؟ فقال له الترجمان
، فقال:
حاجتي أن يرد علي مائتي بعير أصابها، فقال أبرهة لترجمانه: قل له: لقد
كنت أعجبتني حين رأيتك، ولقد زهدت الآن فيك، حين جئت إلى بيت هو دينك ودين آبائك لأهدمنه،
فلم تكلمني فيه، وكلمتني لإبل أصبتها، فقال عبد المطلب:
أنا رب هذه الإبل، ولهذا البيت رب سيمنعه، فأمر بإبله فردت عليه، فخرج،
وأخبر قريشاً، وأمرهم أن يتفرقوا في الشعاب ورؤوس الجبال تخوفاً من معرة الجيش إذا دخل، ففعلوا
، فأتى عبد المطلب الكعبة، فأخذ بحلقه الباب، وجعل يقول:
يا رب لا أرجو لهم سواكا * يا رب فامنع منهم حماكا
إن عدو البيت من عاداكا * إمنعهم أن يخربوا قراكا
وقال أيضا:
لا هم إن المرء يمنع * رحله وحلاله فامنع حلالك
لا يغلبن صليبهم * ومحالهم عدوا محالك
جروا جميع بلادهم * والفيل كي يسبوا عيالك
عمدوا حماك بكيدهم * جهلاً وما رقبوا جلالك
(((وكان لهم طير الابابيل)))
نسأل الله أن يهلك من تأخروا كما اهلم من تقدموا
بإبتسامة الثقه ياأمنا أقول كما قال عبدالمطلب لأبرهه حينما أقبل ببلاهته هائجا لهدم بيت الله ... حيث قال للبيت رب يحميه ....
وللحبيب وآله وصحبه من يحمي عرضهم
أحياء وأموت ...
أمنا (إنهم كلاب تنبح وقافلة الدعوة ومن أسسها تسير)
بقلم أم منار
هم بكلامهم يوحون لناا عن مدى حقدهم الدفين ..
هم اعلنوهاا حرباا .. ووالله انهم هم الخااسرون ..
اماااه .. انهم كلاب تنبح ..
ومن يهتم لهاا سوى كلب مثلهاا ..
فليقولوا ما اردوا .. فلن يزيدوناا الا ثباتاا على الحق ..
ويل لهم .. خسئوا .. كما خسء الذين من قبلهم ..
عذااب اليم ينتظرهم .. ونيراان ملتهبة تلتهمهم ..
تباا لهم .. الا يعلمون ان من يمسوهاا بكلامهم هى ام المؤمنين؟؟ ..
الا يعلموا انها افضل نسااء العالمين؟؟
الا يعلموا انهم احقر المخلوقاات على الارض ..
وانهم اقلهاا عقلاا واحترااماا ..
اماااه .. انتى ترقدين بجانب ربك مطمئنة هادئة ..
وهم .. حقدهم لا يجعلهم يهدئون ..
فكما تكفل رب العزة بتبرئتك من قبل ..
فوالله لن يترك هؤلاء الثلة الكفرة بدون عقااب ..
فلتطمئنى امااه ..
ولينبحوا كما يشاؤوا ..
فورب العزة انهم نادمون ...
بقلم: أنين الرحيل
لن يزيدنا هذا ألا حب واتباع لها ...........
واقتداء بها ...........
اما هم فهم يقولون ماليعلمون .......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/85)
ويتحدثون بمايجهلون ........
بقلم: بحر الأمل
لن يضروك بشيء إبنة الصديق
فأنت العفيفة الطاهرة
ولن يضرونا نحن بالقيل والقال
فنحن نتقيد بمثل
((ياجبل لن يهزك ريح))
المشتاقة لرؤية الحمن
أماه يا أماه لا لا تحزني ...
عرضي وعرض أبي وكل الأقربين ...
جعلت فداك فأنتي عنوان التقى ...
والطهر والإيمان والعقل الرزين ...
بقلم: همسة حنين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
مهما قالوآ فأنتي امنآ ومهمآ فعلوآ فأنتي تاج رؤسينا،، ولا زالت قلوبنا
تنبض بحبك،، ولا يضرالقمر نبح الكلاب،،
أمنآ الغآليه لا نصمد صمود الجبآل،، من أجل ألسنتهم
فإن صمدنآ فقلوبنآ تحترق غيرتا عليكِ،،
مهمآ قألوآ فأنتي مبرئتآ من فوق سبع سموآإآت،،
مرسال السلام
الله أكبر يا حميراء
يا أسطورة الطهر يا كل الصفاء يا نبع النقاء يا كل الولاء
ما أنت يا كبيرة المقام إلا كنخلة حين تهاجمها الذباب كالنجم حين تحاصره الشهاب
ياروح العفة يا رزان يا فيض الود يا حصان .. اليوم أحبك أكثر يا حميراء
اليوم اعتنقت الوفاء لك ولم أكن أعلم والله أن لكِ بداخلي كل هذا الحب يا عفيفة
لم أكن أدرك أنك جوهرة بداخلي تلتمع فتحل محل الجمال بعيني وقلبي
حتى تجرأ نكرة قد تعرى من المبادئ والقيم
فمال لكي يضمك إلى عظيم قبحه ودنائه معتقده
لكنه ومن نبحوا معه سقطوا في قليل طهرك يا عفة!
لأنه عوى بفم أسود وروح شيطان ووحي من الهوى
وقلب مريض وعقل مجذوم وصوت أخرق ومنطق أهبل
فتهايل الشرذمة البغيض في هوة سحيقة ..
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا لأصبح الصخر .. مثقالٌ بدينار!
والله أكبر يا حميراء يأبى الله إلا أن يتم نوره (ونزداد في حبك تقربا لله)
وكيف أجرؤ على نصرتك بقلمي البسيط بحرفه والعميق بمعناه
والرب الجليل قد أنزل فيك قرآنا يتلى مع كل ظهيرة شمس
وفي غسق الدجى يرتل ..
لأنك يا أماه امرأة أحبها الخالق البارئ المصور فكنتِ ولازلت شامة مجد وعلم وفضل مطبوعة في قلوبنا
ومن يحاول النيل منك فهو المخذول من الله ..
ولو تمخضت جبالهم فلن تلد إلا بفأره
العزة لله .. ومن ثم لك يا حميراء
ووالله ما زادتني سفسطاتهم إلا حب عظيما لك يا جميلة ..
بقلم: جافي
.. لا يُهِمْني أَنْ أَبْرَع فِي كُل الأمور المُهم أَنَّ أَنْهَل مِنْ البَحْرِ قَطْرَة فَتُزِيح جَهْلِي. .. .
نعم لست ممن يجيدون تناسق الحرف .. ولفت العبارات ..
وقلمي نادراً مايبوح فلديه بخلً وشح إلا في هذا الأمر فليسمح لي قلمي ..
فلسان الفتى عن عقله ترجمان
.. ولم امدحك تفخيما بشعري ... ولكني مدحت بك المديح ..
نحن نتحدث عن سيرة عظيمه .. ليست شخصيه عاديه .. تنهال بين جنبات الصحف .. لسيرتها حلاوة .. ولحديثها طراوه .. اذا اخذت في سيرتها تجد عبقً يفوح شذاه .. وقمر انار الكون .. هي كالورد لا بل كالشهد .. ماذا اقول وقلمي يريد التحدث عن تلميذة في مدرسةالنبوة‘
كان للحبيبةِ عائشة من العلم و الفقه الشيء الكثير فقد ألَّف الإمام بدر الدين الزركشي رسالةً اسماها: الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ..
* فقال عنها الإمام الزهري:
لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي وعلم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل
* كما قال الإمام الذهبي:
كانت أفقه النساء، واعتبرها العلماء من السبعة المكثرين للرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأضحت معلمة للناس جميعهم رجالاً و نساءً، لِمَ لا وهي تلقت مختلف العلوم وأفضلها مباشرة من فم المعلم الأكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لِمَ لا يحق لها أن ترقى في المراتب العليا في العلم، وتفوق الرجال في الشهادة والخبرة والفقه ..
وهذا فيض من غيض .. ارأيتم التي في القمة يكون مستهدف .. لن نصمت .. السنا من أمة تغار على محارمها .. اليست هي من نقلت الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ..
اليست هي زوجة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .. نقول لكم اهنتم أنفسكم يامن تعرضتم لام المؤمنين*فكلنآ لعرض ام المؤمنين درع. .
.. نحبك يا أمنا ..
بقلم: درة القلوب
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها قلت ثم من قال ثم عمر بن الخطاب فعد رجالا
وهي من النساء اللواتي لن تتكرر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/86)
فكيف تقدحون بهاا ....
وصدق الامام القحطاني عندما قال ...
إنالرواففض شر من وطئ الحصى من كل إنس ناطق أو جان
مدحوا النبي وخونوا أصحابه ورموهم بالظلم والعدوان
حبوا قرابته وسبوا صحبه جدلان عند الله منتقضان
فكأنما آل النبي وصحبه روح يضم جميعها جسدان
بقلم: السعيدة بربها
أماه انت امنا الطاهرة وان كذب العداة
بقلم: لمى
لست من صاحابات الأقلام المتميزة
لكن هي محاولة بسيطة ...
لأول مرة احط رحالي واكتب في هذا القسم
وذلك من اجل أمنا أم المؤمنين
رضي الله عنها وارضاها
أيا صاحبة الطهر
أطهر نساء العالم
أمنا أم المؤمنين
هي الطهر والعفاف
الصديقة بنت الصديق
أحب الناس إلى نبينا صلى الله عليه وسلم
وابنة أحب الرجال إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ورفيقه
أول من آمن برسولنا صلوات ربي وسلامه عليه
أهكذا يقال عنها؟؟؟
ويعاود الأوغاد للنيل من عرضها وعرض نبينا صلى الله عليه وسلم
ماذا أرادوا بذلك؟؟؟
إنهم أرادوا مثل مأراده قبلهم من المنافقين
أرادوا النيل من رسول الله والطعن فيه
هم بذلك يريدوا أن يطعنوا في نبينا صلوات ربي وسلامه عليه
ألا يكفي ...
أن تزويجه بها كان بأمر من الله سبحانه وتعالى
ألا يكفي ...
أن الله برأها من فوق سبع سماوات بآيات تتلى إلى يوم القيامه
فلينظر هؤلاء في التاريخ ليعرفوا مآثر أمنا ...
ليعرفوا فضلها ...
ليتعلموا منها فهي معلمة الرجال ...
إن مايفعله الأوغاد وتتفوه به ألسنتهم إنما ينبع من حقد وغل في قلوبهم ...
وسيرينا الله فيهم عقابه في الدنيا قبل الاخرة
أماااااه
مهما فعل مافعله هؤلاء الأوغاد
فستبقي أنت الشريفة العفيفة
رضي الله عنك وأرضاك
بقلم: عالية الهمة
(إنها ابنة أبي بكر)
قالها صلى الله عليه وسلم فرحا ً مستبشراً
إنها ابنة أبي بكر
زوجة أفضل الأنبياء , وفُضلت على خير النساء.
إنها ابنة أبي يكر
مليكة الطهر , وقمة في العلم ولا فخر.
إنها ابنة ابي بكر
صاحبه في الغار , وناصره يوم تطاول عليه الأشرار
إنها ابنة أبي بكر
تملك حبها قلبه , واختار حجرها حين لبى نداء ربه.
إنها ابنة أبي بكر
عائش , المدللة , الفقيهة المتهجدة.
إنها ابنة أبي بكر
لم يُحب ُ أحدا َ مثلها , ولم يحوز بالفضل غيرها.
إنها ابنة أبي بكر
طُبب في بيتها , ودُفن في حجرتها.
إنها ابنة أبي بكر
حبها في القلب كالجبل , لا يزحزحه هراء وهبل.
إنها ابنة أبي بكر
يا من استطال في عرضها , ونهش من لحمها
تحتاج لعلاج فوري , لأنك تعاني من مرض نفسي
قبح الله وجهك , وأعمى بصرك , وأخرس نطقك.
إنها ابنة أبي بكر
لايضرها تطاول الأقزام
فهي ابنة أثقل الناس إيمان
يكفيها براءة من رب الأنام
حين أنزل فيها آيات تتلى إلى يوم ٍ يشيب فيه الولدان
ونسألك ياربنا جمعاً بها في رحاب الجنان
بقلم: عقد الأخوة
أماااااااهـ
أماهـ انتي مبرأة من فوق سبع سموات
ياأم المؤمنين ياحميراء يازوجة رسول الله
لاتبالي في من هم ليسوا منا
اماهـ انتي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
اماهـ انتي قلوبنا وعرضكِ اشرف عرض
انتي التي أنزل الله فيك قرآناَ يتلى الى يوم القيامة
لاتحزني أماهـ ستجدي من ينصركِ
سأخفي مشاعري وسأكتمها في قلبي
ياااأم المؤمنين
*****
تواضعت أقلامنا بل عجزت ان تأتي بشيء عن ام المؤمنين
خاصة وقد أنزل الله فيها قرآن يتلى الى يوم القيامة
فهل بعد كلام الله كلمات .. !!!!!
حسبي الله ونعم الوكيل
في كل من تطاول على عرض محمد صلى الله عليه وسلم
(الشدائد لاتخلوا من فوائد)
(تم نقله من المجلة بقلم همسة)
بقلم: همسة
............
أمنا .. أحقا هذا ما حصل؟!
هل مصيرنا السكوت ... هل هذا فضلك علينا ...
فشعوري لايمكن أن يسكب على صفحة بيضاء .. أو أرض خضراء ...
شعوري يتخلله قبض للقلب من شدة الألم ... دموع بللت المحاجر ...
آيات نزلت في براءتك ياأمنا .... ابشري ...
وهنا أقف عاجزة عن الكلام ...
بقلم: هدوء الكون
تبا لكم
تبا
كيف يطيب لكم ان تحتفلوا بيومكم الوطنـ .... !
وأمنا اذاها الجاهلون
سحقا
اولم يكن من الاولى بدل الاحتفال المبتدع هذا ان تنصروا امنا
بكل الوسائل وبشتى الطرق
لماذا الاعداد واالتجهيز المبالغ في التوافه والملهيات
وعندما تكون الامور العظيمة
يكون الصمت العارم
الى متى يا انتم لا تفيقون
الى متى؟(133/87)
كيف النصح لمن يتبع الطريقة التيجانية
ـ[عبد الله العتيق]ــــــــ[16 - 10 - 10, 02:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله ايها الاخوة الفضلاء
انا طالب ادرس في المانيا واهلي في موريتانيا وللاسف يتبعون الطريقة التيجانية
فلقد سمعت علي ان هذه الطريقة بدعية ولاتصح
فاحاولت مراسلة ابي عن طريق البريد الالكتروني واخبرته بما سمعت
فقال لي لا ان الطريقة التيجانيه ماخوذه من الكتاب والسنه والذين ينكرون هذه الطريقة انما يكرهون الاولياء وكتب لي ايضا احذر من ان تتبع هؤلاء الذين ينكرون هذه الطريقة فتصير عاق لوالديك وتموت علي سوء الخاتمة
فانا والحمد لله لايراودني اي شك بضلال هذه الطريقة
لكن لااعرف هل اكتب لابي مرة اخري عن هذه الطريقة لاني اخاف ان يغضب ولايكلمني بعدها
فاريد النصح والارشاد ممن هو ملم باخبار هذه الطريقة
وهل هناك طريقة ترونها مناسبة اكثر استطيع من خلالها اقناع ابي بالعدول عن هذه الطريقة
كما اريد معرفة هل المتبع لهذه الطريقة هو كافر كفر مخرج من الملة ام فقط من مبتدع؟؟
افيدونا جزاكم الله خير
ـ[أبو هند محمد الجزائرى]ــــــــ[16 - 10 - 10, 02:57 م]ـ
التجانية اخطر مذاهب التصوف واشدها كفرا وضلالا فكل الصوفية دونهم لانهم يزعمون انهم يرون النبي يقظة لا مناما بل كل تيجاني له ان يرى النبي يقظة لا مناما ويساله ويفسر له القرءان ويحل له اشياء ويحرم له اخرى وهذا كله اخذوه من علم الخضر يقولون ان علماء الشريعة لا ينكرون علينا كما لم ينكر موسى على الخضر ويقولون انهم يفعلون بوحي من الله ويعلمون ما في اللوح المحفوظ
وكل مجلس للتجانية لابد ان يحضره النبي والخلفاء الاربعة من مثل قرائتهم لجوهرة الكمال وصلاة الفاتح لما اغلق وهو افضل من القرءان بي 6000 مرة مع ان فيه سطر او سطرين
يقول علي حرازن وهو تلميذ التجاني في كتاب جوهر المعاني وكتابه هو اعظم كتاب في المذهب وهو ينقل مباشرة عن سيد الاكوان التجاني وكذالك الشيخ عمر الفوتي في رماح حزب الرحيم ينقل ان التجاني جلس مع النبي ويعلم ما في اللوح المحفوظ وعرج به الى السماء وراى الانبياء
والمعراج ليس خاص بالنبي
وقال له النبي من راك فهو امن ومن امن بك دخل الجنة بلا حساب ولا عقاب مهما عمل من الكبائر
واصل التجانية مدسوس على الاسلام والمسلمين فزوجة التجاني نصرانية ماتت على دين النصارى كانت من نساء الكنيسة توسط لهما الكاردينال lavegre عن طريق جينرال بيجو لتتزوج به لتسير الزاوية ولما مات زوجها تزوجها شقيقه ولم تعمل شيئا الا باذن من فرنسا
والتجاني طلب المدد من فرنسا ليقاتل الامير عبد القادر وكلاهما صوفي
قال الشيخ العلامة ابن باديس الغرض من التجانية لهدم الاسلام في الجزائر فهو صنع فرنسي
وانصحك يا اخي تتعلم ما لهذه الطريقة من كفر وظلال وماذكرت فيض من غيض اي ان تكون في نصحك له على علم وبينة وهدى لكي تسفه احلام هذه الطريقة ثم تذهب اليه الى موريتانيا لتنصحه مشافهة لان الامر جلل ولا تنفع المراسلات غالبا لمن اشرب قلبه هذه الطرق
اسال الله ان يهديه ويرده الى الحق ردا جميلا
ـ[عبد الله العتيق]ــــــــ[16 - 10 - 10, 03:08 م]ـ
جزاك الله خير
قد سمعت هذ من قبل عن التيجانيه نسال الله ان يهدي ضلال المسلمين
نصيحة قيمة اسال الله ان يجعل ماكتبت في ميزان حسناتك انه ولي ذلك والقادر عليه(133/88)
سؤال من طالب علم في بلاد الرافدين
ـ[أبو عبد الجليل الأنصاري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 05:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
طلب مني أحد الإخوة أن أطرح سؤاله على طلبة العلم في المنتدى , ووافقت , وها أنا ذا أفي بوعدي للأخ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة طلبة العلم في ملتقى أهل الحديث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب ماجستير وأبحث عن عنوان بحث في اصول الفقه.
وقد تعبت كثيراً من البحث عن عنوان بحث أو مخطوطة غير محققة في اصول الفقه.
ولمن يقترح مخطوطة أرجوا أن يذكر لي مكانها وطريقة الحصول عليها أو تصويرها كي أقوم باللازم.
إن كانت في بلاد الحرمين فعندي من له علاقة ببعض أهلها ويستطيع إيصالها لي و وإن كانت في بلد آخر فأسأل الله تعالى التيسير.
وجزاكم الله خيراً(133/89)
سوء خاتمة الروافض
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[16 - 10 - 10, 07:12 م]ـ
قال تعالى (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) الزمر47
اعلم آخى في الله أن لسوء الخاتمة أسباب منها فساد الاعتقاد و اى فساد في العقيدة اكبر من فساد الرافضة الذين كفرو الصحابة رضي الله عنهم و لعنوهم و ذكر مثالبهم بل و لعنوا أمهات المؤمنين الطاهرات العفيفات خاصة حفصة وعائشة المبرأة من فوق سبع سموات، اى فساد اكبر من الاعتقاد بان القران محرفا كما يزعم الرافضة لعنهم الله، اى فساد اكبر من سب ابوبكر و عمر و لعنهم ليلا و نهارا حتى انك تكاد لا تسمع الرافضة يلعنون إبليس و لا اليهود و النصارى كما يلعنون خير هذه الأمة ووزيري رسول الله ابوبكر و عمر رضي الله عنهما و لعن الله من لعنهم وانه لمن سنة الله عزوجل ان يختم للروافض أعداء الصحابة خاتمة سوء وذلك لسوء عقيدتهم فمنهم من يسود وجهه عند الموت ومنهم من تخرج منه رائحة كريهه
و منهم من مسخه الله قردة وخنازيرا والعياذ بالله وقد ذكر شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه بن القيم شيء من ذلك
قال شيخ الإسلام - رحمه الله
(وهذا الحسنُ والجمالُ الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه، كما تقدم.
ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة، فكلما كثر البر والتقوى قوي الحسن والجمال، وكلما قوي اللثم والعدوان قوي القبح والشين، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح.
فكم ممن لم تكن صورته حسنة، ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه، حتى ظهر ذلك على صورته.
ولهذا يظهر ذلك ظهورا بينا عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت، فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره، ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها، حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهرا بها في حال الصغر لجمال صورتها.
وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره، مثل الرافضة وأهل المظالم والفواحش من الترك ونحوهم، فإن الرافضي كلما كبر قَبُحَ وجهه وعظم شينه، حتى يقوى شبهه بالخنزير، وربما مُسِخ خنزيرا وقردا، كما قد تواتر ذلك عنهم).
الاستقامة (1/ 364 - 366)
وقال رحمه الله تعالى - في موطن آخر (والرافضة فيهم من لعنة الله وعقوبته بالشرك ما يشبهونهم به من بعض الوجوه، فإنه قد ثبت بالنقول المتواترة أن فيهم من يمسخ كما مسخ أولئك [يعني اليهود]، وقد صنف الحافظ أبوعبدالله محمد بن عبدالواحد المقدسي كتاباً سماه (النهي عن سب الأصحاب، وما ورد فيه من الذم والعقاب) وذكر فيه حكايات معروفة في ذلك، وأعرف أنا حكايات أخرى لم يذكرها هو.)
منهاج السنة النبوية (1/ 486)
أما ابن القيم رحمه الله - فيقول: (وتأمل حكمته تبارك وتعالى:"وعاداً وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم" إلى قوله: "يظلمون" وتأمل حكمته تعالى في مسخ من مسخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم فإنها لما مسخت قلوبهم وصارت على قلوب تلك الحيوانات وطباعهم اقتضت الحكمة البالغة أن جعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشبه وهذا غاية الحكمة.
واعتبر هذا بمن مسخوا قردة وخنازير كيف غلبت عليهم صفات هذه الحيوانات وأخلاقها وأعمالها ثم إن كنت من المتوسمين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم كيف تراها بادية عليها وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية فاقرأ نسخة القردة من صور أهل المكر والخديعة والفسق الذين لا عقول لهم بل هم أخف الناس عقولاً وأعظمهم مكرا وخداعا وفسقا فإن لم تقرأ نسخة القردة من وجوههم لست من المتوسمين
واقرأ نسخة الخنازير من صور أشباههم ولاسيما أعداء خيار خلق الله بعد الرسل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب
وهي تظهر وتخفى بحسب خنزيرية القلب وخبثه، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ومن خاصيته أنه يدع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رجيعه فيبادر إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/90)
فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده منطقبًا عليهم فإنهم عمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم تبرؤوا منهم ثم والوا كل عدو لهم من النصارى واليهود والمشركين فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار وصرحوا بأنهم خير منهم فأي شبه ومناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين. وأما الأخبار التي تكاد تبلغ حد التوتر بمسخ من مسخ منهم عند الموت خنزيرا فأكثر من أن تذكر هاهنا)
عقوبات الأمم الخالية من كتابه القيم مفتاح دار السعادة (1/ 446)
قال الشيخ إبراهيم العبيدي المالكي في عمدة التحقيق المطبوع بمصر في هامش روض الرياحين ص 133: سمعت خالي العالم الشيخ عليا المالكي يقول: إن الرافضي إذا أشرف على الموت يقلب الله صورة وجهه وجه خنزير فلا يموت إلا إذا مسخ وجهه وجه خنزير، ويكون ذلك علامة على أنه مات على الرفض، فيستبشرون بذلك الروافض، وإن لم يقلب وجهه عند الموت يحزنون ويقولون: إنه مات سنيا، انتهى.
اخيرا بعد ان ذكرنا أقوال شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه القيم بن القيم والشيخ المالكي أليك بعض القصص الواقعية التي وفقني الله لجمع بعضها من كتب التاريخ الإسلامي عن سوء خاتمة الرافضة لعنهم الله (لقد كان في قصصهم عبرة).
1 - ابن منير الشاعر الرافضي
قال أبو طالب القيم و كان شيخا مسنا عندنا بحلب كان أولا قيما بالمسجد الجامع بحلب ثم صار قيما لمدرسة شاذبخت النورية رحمه الله و العهدة عليه، قال:
لما مات بن منير خرجنا جماعة من الإحداث نتفرج عليه بمشهد الحلف، فقال بعضنا لبعض " قد سمعنا انه لا يموت من كان يسب أبا بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم الا و يمسخه الله فى قبره خنزيرا، و لا نشك في ان بن منير كان يسب ابابكر و عمر رضي الله عنهما و اجمع رأينا على ان نمضي إلى قبره و ننبشه لنشاهد، فنبشناه فوجدنا صورته صورة خنزير ووجهه منحرف عن القبلة الى جهة الشمال، و كان معنا ضوء فأخرجناه على شفير قبره ليشاهده الناس، ثم أحرقناه ووضعناه فى القبر و أعدنا التراب عليه "
المصدر: كتاب بغية الطلب فى تاريخ حلب.
قال الخطيب السديدى ابومحمد عبد القاهر بن عبد العزيز خطيب حماه "رأيت أبا الحسين بن المنير الشاعر في النوم بعد موته و أنا على قرنة بستان مرتفعة، فسألته عن حاله و قلت اصعد إلى عندي، فقال ما اقدر من رائحتي، فقلت تشرب الخمر؟؟ قال شر من شرب الخمر يا خطيب.
فقلت ما هو؟
فقال: ما تدرى ما جرى على من هذه القصائد التي قلتها فى مثالب الناس " الصحابة "
فقلت له ما جرى عليك منها؟
فقال لساني قد طال و ثخن و صار مد البصر، و كلما قرأت قصيده منها صار كلابا يتعلق في لساني، و أبصرته حافيا على ثياب رثه إلى الغاية و سمعت قارا يقرا من فوقه " لهم من فوقهم ظلل من النار و من تحتهم ظلل "
المصدر: بغية الطلب في تاريخ حلب.
2 - الشاعر الرافضي إسماعيل بن محمد
قال بن الكثير في البداية و النهاية:
في سنة 179 مات الشاعر الرافضي إسماعيل بن محمد الحميرى، و كان لعنه الله يسب الصحابة في شعره، فعندما مات اسود وجهه و أصابه كرب شديد جدا، و قد امتنع المسلمون من دفنه لسبه الصحابة رضي الله عنهم
3 - قائد الشرطة الرافضي
قال بن كثير في البداية و النهاية:
في سنة 657هـ مات سيف الدين بن صبره متولي شرطة دمشق، ذكر أبو شامة انه حين مات جاءت حية فنهشت أفخاذه و قيل أنها التفت في أكفانه و أعيا الناس دفعها، و قال: لأنه كان نصيريا رافضيا خبيثا.
4 - الشريف المرتضى
قال أبا القاسم بن برهان: دخلت على الشريف المرتضى،و إذ هو قد حول وجهه إلى الجدار و هو يقول " ابوبكر و عمر وليا فعدلا و استرحما فرحما، و أنا أقول: ارتدا بعد
اسلامهما؟؟ "
قال أبا القاسم: فقمت عنه، فما بلغت عتبة داره حتى سمعت الزعقة عليه " اى مات "
سير أعلام النبلاء
5 - القائد جيش الرافضي
قال الذهبي فى سير أعلام النبلاء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/91)
كان القائد جيش بن محمد الرافضي الخبيث قد أعطى أهل دمشق الأمان، ثم غدر بهم و قتل منهم ثلاثة آلاف مسلم، و كان لعنه الله من قواد العبيدية الرافضة، فدعي عليه الشيخ أبى بكر الحرمى الزاهد، فابتلى جيش بما لا مزيد عليه حتى ألقى ما في بطنه و كان يقول لأصحابه " اقتلوني، ويحكم أريحوني من الحياة "ثم مات لا رحمه الله.
المصدر: سير أعلام النبلاء جـ13
6 - سوء خاتمة شمس بن الحشيش الرافضي
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء:
حدثني الإمام محمد بم منتاب: ان عز الدين يوسف الموصلي كتب إليه و أراني كتابه،
قال: كان لنا رفيق معنا في سوق الطعام يقال له شمس بن الحشيش، و كان يسب أبا بكر و عمر رضي الله عنهما، و يبالغ، فلما صدر شأن تغيير الخطبة، إذ ترفض القان خربندا " ملك التتار "، افترى شمس و سب فقلت له: قبح عليك أن تسب و قد شبت، مالك و لهم و قد درجوا من سبعمائة سنه، و الله يقول " تلك امة قد خلت ".
فكان جوابه أن قال: و الله إن ابابكر و عمر في النار، قال ذلك في ملا من الناس، فقام شعر جسدي فرفعت يدي إلى السماء و قلت " اللهم يا قاهر فوق عباده، يا من لا يخفى عليه شئ، اللهم إن كان هذا الكلب على الحق فأنزل بي ايه، و إن كان ظالما فانزل به ما يعلم هو و الجماعة انه على الباطل، فورمت عيناه حتى كادت تخرج، و اسود جسمه حتى بقى كالقير و انتفخ، و خرج من حلقه شيء يصرع الطيور، فحمل الى بيته فما جاوز ثلاثة أيام حتى مات، و لم يتمكن احد من غسلة مما يجرى من جسمه و عينه
و دفن لا رحمه الله "
ثم قال بن منتاب: جاء الي بغداد أصحابنا من الموصل و حدثوا بهذه الواقعة و هي صحيحة و ذلك سنة 710 هـ
سير أعلام النبلاء
7 - أبو دلف الخبيث الرافضي
كان أبو دلف فيه تشيع و كان يقول: من لم يكن متغاليا في التشيع فهو ولد زنى، فقال له ابنه دلف: أنا لست كذلك أنا لست على مذهبك يا أبه
فقال أبو دلف: و الله لقد وطئتك أمك قبل أن اشتريها فهذا من ذاك.
و قد ذكر بن خلكان أن ولده رأى فى المنام بعد وفاة أبيه، أن آتيا أتاه فقال له اجب الأمير
قال: فقمت معه فأدخلني دار وحشه وعره سوداء الحيطان مغلقة السقوف و الأبواب، ثم أصعدني فى درج منها، ثم أدخلني غرفة، و إذا في حيطانها اثر النيران، و في ارضها اثر الدمار و إذ بابي فيها و هو عريان و أضع رأسه بين ركبتيه
فقال لي كالمستفهم: ادلف؟ فقلت دلف
فأنشأ يقول:
ابلغن أهلنا و لا تخف عنهم ما لقينا في البرزخ الخناق
قد سئلنا عن كل ما فعلنا فارحموا وحشتي و ما قد ألاقي
ثم قال أفهمت؟ قلت نعم
ثم انشأ يقول:
فلو إنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي
و لكن إذا متنا بعثنا و نسال بعدها عن كل شيء
المصدر: البداية و النهاية.
7 - المقلد بن المسيب الرافضي لعنه الله
في سنة 391 قتل حسام الدولة المقلد بن المسيب بن رافع الرافضي الخبيث، قتله غلام له تركي من اهل السنة، و كان سبب قتله ان الغلام سمعه و هو يوصي رجلا من الحاج ان يسلم على رسول الله صلى الله عليه و سلم و يقول له " لولا صاحباك لزرتك " اى أبي بكر و عمر بجوارك لزرتك.
قال الذهبي: قال الرجل الحاج الذي قال له المقلد هذا السلام انه قال: فأتيت المدينة و لم اقل ذلك أجلالا لرسول الله صلى الله عليى و سلم، فنمت فرأيت النبي صلى الله علية و سلم في منامي فقال: يا فلان لما لم تؤدى الرسالة؟؟ فقلت يا رسول الله أجللتك فرفع رأسه الى رجل قائم بجواره فقال له: خذ هذا الموسى و اذبحه به يعنى المقلد.
ثم رجعنا فوافينا العراق فسمعت أن الأمير المقلد ذبح على فراشه ووجد الموس عند رأسه فذكرت للناس الرؤيا، فشاعت فأحضرني ابنه " يعني ابن المقلد " الذي ولى بعد أبيه و اسمه قروش فحدثته فقال: أتعرف الموس فقلت نعم.
فأحضر طبقا مملؤا مواسى فأخرجته منها فقال صدقت، هذا وجدته عند رأسه و هو مذبوح.
قلت: هذا ما جوزي به في الدنيا أما في الاخره فجهنم و بئس المصير هو و كل من يعتقد معتقده أن شاء الله.
المصدر: كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة.
8 - أن كنت كاذبا فأعمى الله بصرك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/92)
أمر المنصور المستهل بن الكميت بن زيد أن يخطب على منابر الشام، و يذكر فضل بني هاشم و مثالب بني أميه، فرقى المستهل منبر مدينة حلب فذكر فضائل بني هاشم و مثالب بني أمية رجلا رجلا، حتى انتهى إلى التابعي عمر بن عبد العزيز، فقال عنه أن مثله مثل بغى بني إسرائيل التي كانت تزني بحب رمان و تتصدق على المرضى.
فقام إليه اسلم بن كرب الشامي فقال: أن كنت كاذبا فأعمى الله بصرك، فعمى في موضعه و انحدر من المنبر يقاد، فكان اسلم بن كرب يطرح التراب إلى فيه و يقول تبا له سمع دعاؤه، يذرى على نفسه
المصدر: بغية الطلب في تاريخ حلب.
9 - اعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء الجزء 11:
قال ابن قانع: سمعت عيسى بن محمد الطهماني سمعت الأمير إسماعيل صاحب خرسان يقول " جاءنا أبونا بمؤدب رافضي، فعلمنا المؤدب الرافضي سب الصحابة، فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه و سلم و معه أبو بكر و عمر رضي الله عنهما.
فقال لى: لم تسب صاحبي؟؟
فوقفت، فقال لي بيده فنفضها فى وجهي، فانتفضت فزعا، ارتعد من الحمى،ـ فكنت على الفراش سبعة اشهر و سقط شعري
فدخل آخى فقال: ايش قصتك؟
فأخبرته فقال: اعتذر لرسول الله صلى الله عليه و سلم، فأعتذرت و تبت فما مر بي جمعة حتى نبت شعري.
10 - قاتل الحسين
عن عماره بن عمير قال " لما جيئ براس عبيد الله بن زياد " قاتل الحسين " و أصحابه، نضرت " اى صفت " في المسجد فى الرحبة.
يقول فانتهيت أليهم و هم يقولون قد جاءت قد جاءت، فإذا حية قد جاءت تتخل الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيد الله بن زياد، فمكثت هنية ثم خرجت فذهبت، حتى تغيبت، ثم قالوا قد جاءت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثا "
قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
جامع الترمذي (3780)
11 - لا تسبوا عليا
عن أبي رجاء العطاردى قال " لا تسبوا عليا و لا أهل هذا البيت، فأن جار لنا من بلهجين قال " الم ترو إلى هذا الفاسق الحسين بن على قتله الله، فرماه الله بكوكبين في عينه، فطمس الله بصره "
المعجم الكبير 3/ 12 رقم 2830 و سنده صحيح
12 - ابن الحجاج الشاعر الرافضي
جاء في ترجمة أبي عبدالله الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجاج المعروف بابن الحجاج الشاعر .. في كتاب [وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان] .. لابن خلكان .. قال ابن خلكان ..
" .. كانت وفاة ابن الحجاج يوم الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وحمل إلى بغداد , ودفن عند مشهد موسى بن جعفر - رضي الله عنه - , وأوصى أن يدفن عند رجليه وأن يكتب على قبره [وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ] ..
وكان من كبار علماء الشيعة .. ورآه بعد موته بعض أصحابه في المنام ..
- وفي بعض النسخ رآه أبو الفضل ابن الخازن في النوم -فسأله عن حاله , فأنشد: ــ
أفسد َ سوء ُ مذهبي:::: في الشعر ِ حسنَ مذهبي
وحملي الجد َّ على:::: ظهر ِ حصان ِ اللعب
لم يرض َ مولاي على:::: سبي لأصحاب النبي
وقال ويحك يا:::: أحمق لِم لم تتب ِ
من سبَّ قوم ٍ من:::: رجا آلاهم لم يخب ِ
رمت الرضي جهلاً بما:::: أصلاك َ نار َاللهب
و الله المستعان .. و عليه التكلان ..
13 - السيد الحميرى الشاعر الرافضي
السيد الحميرى الشاعر الرافضي الخبيث
كان من الشعراء المشهورين المفوهين ولكنه كان رافضيا خبيثا
وكان ممن يشرب الخمر ويقول بالرجعة. وكان لعنه الله. يسب الصحابة
في شعره. فأظهر الله شيئا من غضبه على وجهه قبل موته
فقد اسود وجهه قبل موته. لعنه الله. وأصابه كرب شديد
ولما مات لم يدفنوه وذلك لأنه كان يسب الصحابة. فكتب الله له الخزي في الدنيا
قبل الموت وبعد الموت.وأما فى الآخرة فله من الخزي والعذاب ما الله به عليم.
(منتديات إسلامية)
14 - الشيخ الضال محمود أبو َريّه"
ُولد-ويا ليته لم يولد- في سنة 1889مدينة كفر المندرة مركز أجا محافظة الدقهلية وجمع بين الدراسة المدنية والدراسة الأزهرية ومن آثاره:
1 - عليّ وما لقيه من أصحاب الرسول-مخطوط ... سبحان الله .. ماذا لاقي من أصحابه؟؟؟ وعمر رضي الله عنه زوج ابنته"أم كلثوم" وسمي بنيه بأسماء الصحابة:؟؟ وكان من أحب الناس إلي الصحابة؟
2 - أضواء علي السنة المحمدية
3 - حياة القرى 4 - السيد البدوي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/93)
5 - أبو هريرة ...... " شيخ المضرة" .. !!!!!!! قاتله الله بقوله هذا الذي تطاولت فيه علي القمم الشامخة العالية علّو الّسحاب!!!
هذا ولم يبق وصف من أوصاف السوء والدناءة إلا حطه علي أبي هريرة-رضي الله عنه- وكان من جملتها اتهامه بالكذب صراحة وبوضع الحديث واختلاقه .. !!!
سوء الخاتمة
وعلي موقع "صيد الفوائد" كتب احد الإخوان مقالا باسم: فتي الأدغال قال:
سمعت من شيخي العلامة"محمد بن محمد المختار الشنقيطي-متعه الله بالعافية- إن أبا رية عندما كان في وقت النزع الأخير وساعة الاحتضار .. حضره نفر من الناس .. ورأوه وقد اسود وجهه-والعياذ بالله- وكان يصرخ مرعوبا فزعا بصوت عال وهو يقول: آه .. آه .. آه .. من أبي هريرة .. ابوهريرة .. أبو هريرة.!!!!! .. حتى مات علي تلك الحال.!!!!!
(كتاب الشيعة الروافض الأشرار وأطماعهم في مصر .. إلي أين؟؟؟؟ بتصرف)
15 - الملا عبد علي بن عبد الله المحيسن في عام 1407
اقسم أن الجنة محرمه على عمر بن الخطاب كحرمتها على الشيطان؟!
الملا عبد علي بن عبد الله المحيسن في عام 1407في يوم السابع من محرم كان يحدث في حسينية العطيه في قرية الجرن في الاحساء
وكان يحدث عن مقتل العباس بن علي بن أبي طالب رحمه الله وكان يقسم وهو يحدث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه محرمه عليه الجنة كحرمتها على الشيطان وانه أول من يدخل النار!!
واخذ يقسم على نفسه انه إذا كان كاذباً أن يأخذ الله روحه
قبل وصوله إلى حسينية المرفوعي بقرية المطيرفي وبعد انتهاء من حديثه ركب سيارته متوجهاً إلى قرية المطيرفي
وعند مدخل قرية الشقيق قبل نصف كيلوا من قرية المطيرفي
اصطدمت سيارته بسيارة شحن (تريله) المخصصة لنقل الاتربه
وقد اختلط لحمه بحديد السيارة والعياذ بالله حتى شوهدت أشلاء من مخه متناثرة على الأرض مختلطة بالتراب والزيت وتوقف الرافضة بعدها ثلاث سنوات عن سب الصحابة. نعوذ بالله من سوء المنقلب ....
(منتديات فكسر الإماراتية)
16 - السيد محمد سيد احمد سيد عبدالله الحسن
السيد محمد سيد احمد سيد عبدالله الحسن من سكان الشعبة بالمبرز بالإحساء وكان هذا السيد يقرأ بعد انتهاء قرأة الملا الذي كان يبكيهم ويذكرهم بمصائب أهل البيت وما حصل لهم – ثم يقوم هذا السيد ويقرأ لهم عكس الأول ويمثل ويسخر بأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم أجمعين واستمر هذا الرجل طول حياته يسخر ويستهزئ بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يوم الأربعاء 26/ 8/ 1416 هـ كان متوجها من منزله إلى مكتبة القيروان وأثناء وقوفه عند الإشارة خرجت روحه وهو ينتظر الإشارة ثم نقل إلى مستشفى ابن جلوي بالمبرز وثبتت وفاته طبيا وفي صباح يوم الخميس وبعد غسله وتكفينه ذهبوا به الى المقبرة لدفنه وحصل مالم يكن في الحسبان حيث أنهم كلما وضعوا الجنازة في القبر ير فضة القبر ويخرجه من مكانه ثلاث مرات ثم استدعي السيد عدنان بن محمد العالم واخبروه بما حدث فقال السيد احضروا زوجته الأولى ربما انه كان يظلمها فقيل لها ماحصل لزوجها فقالت أنني قد سامحته وحللته .. ثم استدعى أبناء المتوفى وسألوهم هل كان والدكم ظالم لأحد منكم أو مديون لأحد؟ فقالوا لا .. ثم تكلم الملا ناصر الخميس فقال إن هذا الرجل كان يسخر ويستهزئ بابي بكر وعمر وعثمان طوال حياته في الحسينيات , ثم وضع في قبره المرة الرابعة كما يوضع الميت ولم يخرج منه
17 - الملا طاهر محمد البحراني
في حسينية الشواف بمنطقة الأندلس بالإحساء عام 1414هـ كان الملا طاهر محمد البحراني يقرأ في ليلة وفاة الإمام علي بن أبى طالب وكان يقول بأن علي بن أبى طالب قاتل عمر بن ود العامري الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (برز الأيمان كله للشرك كله) وان هذا الذي يسمى بالشرك كله لا يساوي ذرة من ظلم الخلفاء الثلاثة للإسلام والذين يتوارثونه جيلا بعد جيل .. أنا الآن أبنائي ذاهبين للقطيف جعلني أفقدهم كلهم إذا كنت افتريت على الخلفاء الثلاثة بأنهم هم من خذل الإسلام وتسببوا في قتل علي بن أبى طالب وان عبدالرحمن بن ملجم تلقى عرض من عائشة لقتل علي ابن أبى طالب وأثناء ذلك جاء أليه أحد الحاضرين ويدعى يحيى بن شداد الحواج وقال يا شيخ طاهر لحظه من فضلك لقد حصل أمر أريد أن أخبرك به فقام أليه واخبره أن أبناءه الاثنين حصل لهم حادث عند مفرق شاطئ نصف القمر بالدمام وقد ماتوا ثم استأذن وخرج من الحسينية بعد ذلك
المصدر كتاب جزاء من سب الصحابة
منتدى الطريق إلى الله
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 07:26 م]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم، وسأنقله لملتقى أهل الدعوة إلى الله عز وجل، ولك مثل أجورنا، نفع الله بك.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[16 - 10 - 10, 07:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وقبَّح اللهُ الرافضةَ.(133/94)
هل دعاء الإمام لمن خلفه في الصلاة واجبة؟؟؟
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 08:03 م]ـ
كنت قد سمعت أن إمام الصلاة إذا لم يدعو لمن خلفه في الصلاة يعتبر خائنا؟؟؟؟؟؟؟
هل هذا صحيح وبوركتم ........
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:23 ص]ـ
أفيدونا أفادكم الله
ـ[أم هانئ]ــــــــ[17 - 10 - 10, 06:34 ص]ـ
كنت قد سمعت أن إمام الصلاة إذا لم يدعو لمن خلفه في الصلاة يعتبر خائنا؟؟؟؟؟؟؟
هل هذا صحيح وبوركتم ........
ولا يؤم قوما فيخص نفسه بالدعوة دونهم، فإن فعل فقد خانهم
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420)- المصدر: تمام المنة ( http://www.dorar.net/book/2605&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 279
خلاصة حكم المحدث: زيادة لا تصح، بل هي منكرة
http://www.dorar.net/enc/hadith/ خانهم/+ p&page=1 (http://www.dorar.net/enc/hadith/ خانهم/+ p&page=1)
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 07:37 ص]ـ
جزاك ربي خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتك(133/95)
ما السبيل للحصول على القرآن الكريم مع ترجمة معانيه إلى اللغة الصينية؟
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[16 - 10 - 10, 08:10 م]ـ
الإخوة الأفاضل في ملتقى أهل الحديث المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما السبيل للحصول على نسخة من القرآن الكريم مع ترجمة معانيه إلى اللغة الصينية؟؟
وما هي الجهات التي يمكن أن تساعدنا للحصول عليه؟
أغلب الظن أن ذلك سيكون متوفراً في المملكة العربية السعودية، لكن ما هي الجهة التي يجب أن نراسلها أو نتصل بها لأجل ذلك؟
فقد وفدت إلى بلادنا فتاة صينية مع أخيها أسلمت عائلتهما كاملةً، جاءا بقصد تعلم اللغة العربية، ليتعلما القرآن وأحكام الإسلام ... المشكلة أنهما لا يتقنان الإنجليزية، فلن تنفعهما الترجمة بالانجليزية ... وقد حاولت إحدى الأخوات العثور على الترجمة الصينية فلم تفلح محاولاتها ...
نريد على الأقل اسم جهة أو عنوانها أو رقم هاتفها
والدال على الخير كفاعله
ولئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ... فما بالكم بأسرة كاملة
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:55 م]ـ
للرفع
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 10 - 10, 05:04 ص]ـ
وقد حاولت إحدى الأخوات العثور على الترجمة الصينية فلم تفلح محاولاتها ...
لعل في هذا الرابط إفادة
http://www.islamhouse.com/p/156634
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[08 - 11 - 10, 07:43 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وجعلكم سبباً للدلالة والهداية إلى سبيل الحق
وأبشركم بأن هناك مسلمة جديدة من الصين ستنتفع به بإذن الله، غير تلك الأولى
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[08 - 11 - 10, 08:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يمكن مراسلة مكتب جاليات عنيزة على هذا البريد:
jo3644@hotmail.com
نفع الله بكم.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[08 - 11 - 10, 08:21 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=79777&stc=1&d=1289229636
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[08 - 11 - 10, 10:56 ص]ـ
إن كنت خارج السعودية فعليكي بالتصال بقسم الدعوة والإرشاد التابع للسفارة السعودية في بلدك، فهم يملكون نسخ القران المترجمة بأكثر من لغة. أو يمكنك الحصول على نسخة الكترونية عبر الانترنت.
نفع الله بكم
ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 11:26 ص]ـ
سبق أن زرت مكتب دعوة الجاليات بالصناعية القديمة بالرياض
ووجدت عندهم تفسير العشر الأخير مترجماً إلى اللغة الصينية
وهنا نبذه عن هذا المشروع الرائد http://www.tafseer.info/
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[09 - 11 - 10, 07:47 ص]ـ
الإخوة الأفاضل:
جهاد حلِّس.
رمضان أبو مالك.
أيمن بن خالد.
سلطان الأحمري.
جزاكم الله خيراً.
نفع الله بكم في الدنيا والآخرة.
أسأل الله العلي القدير أن يورثكم الفردوس الأعلى.
ـ[أبو عبيدة الحربي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 05:09 م]ـ
إن شاء الله غداً سأبحث هل يباع في مجمع الملك فهد أم لا
إذا يباع اشتريت نسخة وأرسلتها لكم(133/96)
تبصرة القاصد إلى علم المقاصد
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 08:43 م]ـ
(تبصرة القاصد إلى علم المقاصد)
هذه منظومة في علم المقاصد للشيخ / صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي حفظه الله ونفع بعلمه نظمها في رحلة له إلى الأحساء.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 09:51 ص]ـ
للرفع
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:18 م]ـ
بارك الله فيك وانعم عليك واسعدك في الدارين
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 12:33 ص]ـ
بارك الله فيك وانعم عليك واسعدك في الدارين
وفيك بارك الله(133/97)
[ستة أمور مختصرة تُعين العبد على ترك الرياء أو البُعد عنه مع تنبيه مهم]
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[16 - 10 - 10, 10:51 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد ..
أحبتي الأفاضل:
مما لا شكَّ فيه أن الرياء أمره خطير و بما أنه خطير .. ثمّة أمور تعين العبد على تركه والبعد عنه .. قرأتها فاقتطفتها وأحببت نقلها بُغية الإستفادة منها .. وهاكم إياها .. أسأل الله أن يتقبّلها:
الأمر الأول: تقوية الإيمان في القلب ليعظم رجاء العبد لربه ولأن قوة الإيمان في القلب من أعظم الأسباب التي يعصم الله بها العبد من الإنقياد لشهوات النفس.
الأمر الثاني: التزود من العلم الشرعي وبالأخص علم العقيدة الإسلامية ليكون ذلك حرزاً له من فتن الشبهات وليعرف عظمة ربه جلَّ وعلا وضعف المخلوقين وفقرهم فيحمله ذلك على مقت الرياء واحتقاره والبعد عنه وليعرف أيضاً مداخل الشيطان فيحذرها.
الأمر الثالث: الإكثار من الإلتجاء إلى الله تعالى ودعائه أن يعيذه من شر نفسه ومن شرور الشيطان ووساسه وأن يرزقه الإخلاص فيما يأتي وفيما يذر.
الأمر الرابع: تذكّر العقوبات الأخروية العظيمة التي تحصل للمرائي ومن أعظمها أنه أول من تسعّر بهم النار يوم القيامة.
الأمر الخامس: التفكّر في حقارة المرائي وأنه من السفهاء والسّفَلة لأنه يبحث عن رضا المخلوق بمعصية الخالق ولهذا لما سُئل الإمام مالك رحمه الله: من السّفَلة؟ قال: من أكل بدينه.
الأمر السادس: الحرص على كل ما هو سبب في عدم الوقوع في الرياء , وذلك بالحرص على إخفاء العبادات المستحبّة .. وبالبعد عن مجالسة المدّاحين وأهل الرياء ونحو ذلك.
(تنبيه مهم):
يحسن التنبيه على أنه لا يجوز للمسلم أن يرمي مسلماً آخر بالرياء , فإن الرياء من أعمال القلوب ولا يعلمه إلا علاّم الغيوب واتّهام المسلمين بالرياء هو من أعمال المنافقين والأصل في المسلم السلامة.
وصلى الله وسلّم على نبينا محمد ..
انتقيتها من كتاب [مختصر تسهيل العقيدة الإسلامية ص130 بتصرف يسير لا يضر] الكتاب للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الجبرين نفع الله به.
ـ[السوادي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 08:09 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو فاطمه و مريم]ــــــــ[17 - 10 - 10, 10:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[صالح العمودي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أبوراكان على هذه الدرر النفيسة والنصائح الثمينة
ويقول لمن خاف الرياء كما جاء في مسند أبي يعلى من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل)) ثم قال: ((ألا أدلك على ما يذهب عنك صغير ذلك وكبيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما لا أعلم)) وصححه المحدث الألباني رحمه الله في صحيح الجامع رقم (3730).
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:04 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الوضاح
قال ابن القيم في الفوائد
الاخلاص ومحبة المدح لا يجتمعان في قلب
لا يجتمع الاخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس الا كما يجتمع الماء والنار والنصب والحوت. فاذا حدثتك نفسك بطلب الاخلاص فأقبل على الطمع أولا فاذبحه بسكين اليأس, وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشّاق الدنيا في الآخرة, فاذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الاخلاص
فان قلت: وما الذي يسهّل علي ذبح الطمع والزهد في المدح والثناء؟ قلت: أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقينا أنه ليس من شيء يطمع فيه الا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره, ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه. وأما الزهد في المدح والثناء فيسهله عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين, ويضر ذمه ويشين الا الله وحده, كما قال ذلك الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم: ان مدحي زين وشتمي شين, فقال:" ذاك الله عز وجل" الترمذي في السنن رقم 3263, وأحمد في المسند. فازهد في مدح من لا يزينك مدحه, وفي ذم من لا يشينك ذمه, وارغب في مدح من كل الزين في مدحه, وكل الشين في ذمه, ولن يقدر على ذلك الا بالصبر واليقين, فمتى فقدت البصر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب, قال الله تعالى: {فاصبر انّ وعد الله حق ولا يستخفّنّك الذين لا يوقنون} الروم60, وقال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} السجدة24.
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:07 ص]ـ
بارك الله فيك ووفقك على ما تفضلت به
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:17 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الجبار القرعاوي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:24 ص]ـ
بارك الله فيك، وعندي سؤال: ما معنى اسم (راكان)؟ وهل هو عربي؟
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:26 ص]ـ
أين وجدت هذا الإسم يعني راكان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/98)
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:50 م]ـ
الأخوة الأفاضل:
السوادي , أبو فاطمة , صالح العمودي , أبو حجاج , أبو عبدالبر , المجمّعي , القرعاوي.
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم وفي أوقاتكم ..
ـ[أبوأحمدالغالى]ــــــــ[21 - 10 - 10, 04:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
جزاكم الله خيراً؛ أخنا في الله.
بيان حقيقة الرياء وجوامع ما يراءى له:
الرياء مشتق من الرؤية، وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس بإرائهم خصال الخير، والمراد به كثير ويجمعه خمسة أقسام وهي جوامع ما يتزين به العبد للناس وهي: للبدن والزي والقول والعمل ولاتباع والأشياء الخارجة.
فأما الرياء في الدين بالبدن فبإظهار النحول والصفار ليوهم بذلك شدة الاجتهاد وعظم الحزن على أمر الدين وغلبة خوف الآخرة.
وأما الرياء بالهيئة والزي فمثل تشعيث الشعر، وإطراق الرأس في المشي، والهدوء في الحركة، وإبقاء أثر السجود على الوجه، كل ذلك يراءى به.
وأما الرياء بالقول فرياء أهل الدين بالوعظ والتذكير والنطق بالحكمة والآثار لإظهار شدة العناية بأحوال الصالحين وتحريك الشفتين بالذكر في محضر الناس.
وأما الرياء في العمل فكمراءاة المصلى بطول القيام وطول السجود والركوع وإطراق الرأس وترك الالتفات.
وأما المراءاة بالأصحاب والزائرين كالذي يتكلف أن يستزير عالما لمن العلماء ليقال: إن فلانا قد زار فلانا.
بيان المراءى لأجله:
اعلم أن للمرائي مقصودا لا محالة وإنما يرائي لإدراك حال أو جاه أو غرض من الأعراض، وله درجات أحدها أن يكون مقصوده التمكن من معصيته كالذي يرائي بعبادته ويظهر التقوى والورع وغرضه أن يعرف بالأمانة فيولى منصبا أو يسلم إليه تفرقة مال ليستأثر بما قدر عليه منه، وهؤلاء أبغض المرائين إلى الله تعالى، لأنهم جعلوا طاعة ربهم سلما إلى معصيته ثانيها أن يكون غرضه نيل حظ
من حظوظ الدنيا من مال أو نكاح كالذي يظهر العلم والعبادة ليرغب في تزويجه أو إعطائه؛ فهذا رياء محظور لأنه طلب بطاعة الله متاع الحياة الدنيا ولكنه دون الأول.
الثالث: أن لا يقصد نيل حظ وإدراك مال أو نكاح، ولكنه يظهر عبادته خوفا من أن ينظر إليه بعين النقص ولا يعد من الخاصة والزهاد ويعتقد أنه من جملة العامة.
بيان الرياء الخفي:
الرياء جلى وخفي: فالجلي هو الذي يبعث على العمل يحمل عليه ولو قصد الثواب وهو أجلاه، وأخفى منه قليلا الذي لا يحمل على العمل بمجردة إلا أنه يخفف العمل الذي يريد به وجه الله كالذي يعتاد التهجد كل ليلة ويثقل عليه فإذا نزل عنده ضيف تنشط له وخف عليه، ومن الرياء الخفي كذلك أن يخفي العبد طاععاته ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يقابلوه بالبشاشة والتوفير، وأن يثنوا عليه، وأن ينشطوا في قضاء حوائجه، وأن يسامحوه في البيع والشراء وأن يثنوا عليه،، وأن ينشطوا في قضاء حوائجه، وأن يسامحوه في البيع والشراء، وأن يوسعوا له المكان فإن قصر فيه مقصر ثقل ذلك على قلبه، ولم يزل المخلصون خائفين من الرياء الخفي يجتهدون في إخفاء طاعاتهم أعظم مما يحرص الناس عل إخفاء فواحشهم، كل ذلك رجاء أن يخلص أعمالهم الصالحة فيجازيهم الله يوم القيامة بإخلاصهم إذ علموا أنه لا يقبل يوم القيامة إلا الخالص، وعلموا شدة حاجتهم وفاقتهم في القيامة.
دواء الرياء وطريق معالجة القلب منه:
عرفت أن الرياء محبط للأعمال، وسبب للمقت عند الكبير المتعال، وأنه من كبائر المهلكات، وما هذا وصفه فجدير التشمير عن ساق الجد في إزالته و علاجه، وها هنا مقامان:.
أحدهما: قطع عروقه وأصوله وهي حب لذة المحمدة والفرار من ألم الذم والطمع فيما أيدي الناس، فهذه الثلاثة هي التي تحرك المرائى إلى الرياء وعلاجه أن يعلم مضرة الرياء وما يفوته صلاح قلبه وما يحرك عليه في الحال من التوفيق وفي الآخرة من المنزلة عند الله تعالى، وما يتعرض له من العقاب والمقت الشديد والخزي الظاهر، كما فمهما تفكر العبد في هذا الخزي وقابل ما يحصل له من العباد والتزين الهم ف الدنيا بما يفوته في الآخر وبما يحبط عليه من ثواب الأعمال فإنه يسهل عليه قطع الرغبة عنه كمن يعلم أن العسل لذيد ولكنه إذا بان له أن فيه سما أعرض عنه.
المقام الثاني: دفع العارض منه أثناء العبادة وذلك لابد أيضا من تعلمه فإنه من جاهد نفسه بقطع مغارس الرياء وقطع واستحقار مدح المخلوقين وذمهم فقد لا يتركه الشيطان في أثناء العبادة بل يعارضه بخطرات الرياء فإذا خطر له معرفة إطلاع الخلق دفع ذلك بأن قال لنفسه مالك وللخلق علموا أو لم يعلموا والله عالم بحالك فأى فائدة في علم غيره، فإذا هاجت الرغبة إلى لذة الحمد ذكر ما رسخ في قلبه آفة الرياء وتعرضه للمقت الإلهي والخسران الأخرى.
بيان الخطأ في ترك الطاعات خوفا من الرياء:
من الناس من يترك العمل خوفا من أن يكون مرائيا به، وذلك غلط ومواقفه للشيطان وجر إلى البطالة وترك للخير، فما دام الباعث على العمل صحيحا وهو في ذاته موافق للشرع الحنيف فلا يترك العمل لوجود خاطر الرياء، بل على العبد أن يجاهد خاطر الرياء ويلزم قلبه الحياء من الله وأن يستبدل بحمده حمد المخلوقين.
قال الفضل بن عياض: العمل من أجل الناس شرك، وترك العمل من أجل الناس رياء، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.
وقال غيره: من ترك العمل خوفا من الرياء فقد ترك الإخلاص والعمل.
هذا ماعرفتة عنه حفظكم الله وإيانا منه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/99)
ـ[إبراهيم العثمان]ــــــــ[22 - 10 - 10, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيراً(133/100)
الانبياء خط احمر
ـ[بلال سعيد]ــــــــ[16 - 10 - 10, 11:05 م]ـ
الأنبياء خطٌ أحمر
حول مسلسل "يوسف الصديق"
بقلم الداعية/ أحمد المنزلاوي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ..
الإيمان بالأنبياء والرسل – عليهم الصلاة والسلام – ركن من أركان الإيمان كما بينه ربنا في القرآن، فقال r: ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) [البقرة: 285].
وجاء جبريل الأمين إلى النبي الكريم r فقال أخبرني عن الإيمان، قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره) [رواه مسلم].
فلا يستقيم إيمان إنسان حتى يؤمن بالأنبياء جميعاً، وتصديقهم ومحبتهم وتوقيرهم وتعظيمهم التعظيم اللائق بهم دون الغلو في إطرائهم، إذ هم أفضل عباد الله، وصفوة خلقه، وهم رسله السفراء بينه وبين خلقه في تبليغ أوامره ونواهيه وأخباره إليهم.
فنحن نؤمن بآدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف ويونس وداود وسليمان وموسى وعيسى وغيرهم من أنبياء الله، ما علمنا منهم وما لم نعلم، نؤمن بهم جميعاً ولا نفرق بين أحدٍ منهم أبداً ..
وهذا الإيمان يقتضي أن نوقرهم ونكرمهم ولا نؤذيهم أحياءً كانوا أو أمواتاً.
قال الله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ .. ) [الفتح: 8 - 9].
الله يأمرنا بتوقير النبي r وتعظيمه وتقديسه، وهكذا الحال مع كل الأنبياء، (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ).
ولا يجوز أبداً أن نؤذي نبياً من أنبياء الله حياً كان أو ميتاً، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا) [الأحزاب: 69].
هذا تحذير واضح وصريح من الله - جل وعلا - أن نسير على خطوات بني إسرائيل في إيذائهم لأنبيائهم وعلى رئسهم موسى u، وذلك وضحه النبي r في الحديث المتفق عليه، عن أبي هريرة t أن النبي r قال: (إن موسى كان رجلاً حيياً ستيراً، لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا: ما يستتر هذا التستر، إلا من عيب بجلده: إما برص وإما أدرة، وإما آفة، وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى، فخلا يوماً وحده، فوضع ثيابه على الحجر، ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل، فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله، وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر، فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضرباً بعصاه، فوالله إن بالحجر لندباً من أثر ضربه، ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً، فذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا).
الأنبياء خط أحمر، فأنتبه!!
لا يجوز المساس بهم، وتوقيرهم أمر لازم على كل مسلم، وإيذاؤهم شرٌ كبير، وإثمٌ عظيم، وهو هدي بني إسرائيل من اليهود والنصارى.
يدّعون تعظيم الأنبياء وتقديسهم، وهم الذين يحقرونهم وينتقصون منهم ويؤذونهم ويتهمونهم بالتهم البشعة. والعياذ بالله.
فهذا كتابهم المقدس ممتلئ باتهامات بشعة، وسب صريح لأنبياء الله – عليهم السلام – اقرءوا العهد القديم والعهد الجديد، التوراة والإنجيل، ستجدون ما يدمي القلب.
ومن ذلك:
أن نبيّ الله هارون u صنع عجلاً، وعبده مع بني إسرائيل.
أن لوطاً u شرب خمراً حتى سكر، ثمّ قام على ابنتيه فزنى بهما الواحدة بعد الأخرى.
وأن يعقوب u سرق مواشٍ من حميّه، وخرج بأهله خلسة دون أن يُعلمه.
وأن زوجة يعقوب u زنت مع أبنه، وعلم يعقوب بهذا الفعل القبيح وسكت.
وأن داود u زنى بزوجة رجل من قواد جيشه، ثم دبر حيلة لقتل الرجل، فقُتل، وبعدئذ أخذ داود الزوجة وضمها إلى نسائه، فولدت له سليمان.
وأن سليمان ارتد في آخر عمره، وعبد الأصنام، وبنى لها المعابد.
وقولهم في موسى .. وقولهم في عيسى وأمه .. وغيرهم من الأنبياء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/101)
بل تطاول الأمر مع بني إسرائيل إلى قتل أنبيائهم!! لم يكتفوا بالإيذاء والسب والشتم والافتراء عليهم بالكذب والبهتان، بل وصل الأمر إلى قتل النبيين، وسب رب العالمين، قال تعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) [آل عمران: 181].
فالأنبياء معصومون مكرمون شرفهم الله وفضلهم، وحفظ عليهم أعراضهم، حتى أنه سبحانه حرم على الأرض أن تأكل أجسامهم، كما قال r: ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) [رواه النسائي وابن ماجه، وصححه الألباني].
فأجساد الأنبياء محفوظة مصونة لا تجرؤ الديدان على تغير ملامحها، ولا تستطيع الأرض أن تُذهب تفاصيلها، ولكن تجرأ بنو البشر، فغيروا الملامح، وبدلوا الأجسام، وشوهوا الأشكال، وانتقصوا من أنبياء الله، وسخروا منهم، وآذوهم على مرأى ومسمع من الناس. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إذا بالشيعة الرافضة تبث عقائدها المزيفة من خلال قاعدة إعلامية ضخمة، فبدئوا بإنتاج المسلسلات الدينية التي تحكي قصص الأنبياء .. وكانت الصاعقة أن جاءوا بالمثلين والممثلات ليجسدوا أدوار الأنبياء .. مسلسلات كثيرة عن الأنبياء .. مريم المقدسة .. إبراهيم u.. وأخيراً: "يوسف الصديق" الذي أبهر العالم الإسلامي.
مسلسلات إيرانية إذا بها تدبلج باللغة العربية .. لا من أجل سواد عيون العرب، ولكن لهدف معين .. تخريب العقائد الإسلامية!
"يوسف الصديق" مسلسل بلغت مدة تصويره 4 سنوات من 2004م إلى 2008م.
مسلسل يحكي قصة يوسف u لا من منطلق قرآني، ولكن من منظور إيراني.
في هذا المسلسل يجسدون شخصيات الأنبياء .. ممثل ينتحل شخصية يعقوب u، وآخر يحاكي يوسف u، ووصل الأمر إلى أن جسدوا أمين السماء جبريل u!!
نهيك عن التزوير والتلفيق والتدليس في سيناريو القصة .. أتوا بالإسرائيليات والعجائب والغرائب، وبدئوا يبثون معتقدهم الفاسد.
فيوسف يأمر بالخمس للنجاة من القحط!! وكأنه يوسف (الخميني) لا يوسف النبي!!!
ويوسف يضع القميص على وجه امرأة العزيز (زليخاء) ليرتد إليها بصرها، وتعود شابة مرة أخرى فيتزوجها!!
من أين أتوا بهذا الكلام؟ إن النص القرآني قطع العلاقة بإمرة العزيز بعد أن اعترفت للملك ببراءة يوسف u، ( قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) [يوسف: 51].
وجاء المسلسل بهدية لليهود والصهاينة عندما أطلق على عائلة يعقوب اسم الكنعانيين، وهذه شهادة سيفرح بها ويهلل لها الصهاينة!!
والصحيح أنهم عبرانيون سكنوا أرض كنعان بعد أن ارتحل جدهم إبراهيم u.
ثم جاءت المفاجأة في الحلقة الأخيرة، وهي التبشير بالمهدي الذي يدعونه المخلص!!
من أين جاءوا بهذا الكلام؟ هذه بعض المغالطات التي وقفت عليها، وإلا أنا لم أشهاد المسلسل حتى أعلق على ما فيه من أخطاء، إذ هو بمجمله خطأ.
الله يقول عن نفسه: (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ) [الأعراف: 7]، وهؤلاء من الغائبين الذين لم يحضروا هذه القصة، لماذا يقصون على الناس بجهل وافتراء وكذب وتزوير؟
قصص الأنبياء لابد أن يكون كله حقاً، كما قال تعالى: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) [آل عمران: 62].
وقصة يوسف لا تحتاج إلى مزايدة في السيناريو .. أو ربط أحداث .. أو توضيح وقائع، فهي القصة الوحيدة التي نزلت كاملة مترابطة مسلسلة في سورة واحدة على عكس باقي القصص.
فبعد سب الشيعة للصحابة وتطاولهم على أمهات المؤمنين، إذ بالحلقة الثانية من مسلسل الشيعة القذر (سب الأنبياء) ولكن سب دبلوماسي! وانتقاص مقنع! وسخرية مهذبة! حتى إذا لامهم البعض، قالوا: نحن ندافع عن الأنبياء .. نجلي قصصهم للمسلمين .. المسلمون لا يقرئون وهم أحوج لهذه الأعمال الدرامية!! وكأن الغاية نبيلة، والهدف شريف، وليس عليهم ذنب في ذلك!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/102)
ولكن الهدف أثيم، والغاية دنيئة .. هدفهم إزالة قدسية الأنبياء من نفوس المسلمين .. يأتوا برجل عادي يحاكي شخصية نبياً .. رجل ربما في فيلم أو مسلسل قبله كان زنديقاً عربيداً فاسداً، واليوم هو نبي طاهر مكرم، وغداً سيكون سكيراً إباحياً فاسقاً!! والولد الصغير يشاهد هذا بأم عينه .. مرة يرى النبي في حضن امرأة! ومرة يراه يشرب الخمر! ومرة يلعب بالنردشير.
فلا شك أن تسقط قدسية هذا النبي عنده، حتى لو افترضنا جدلاً أن هذا الممثل أتقى الأتقياء، فمن هذا الذي يحاكي نبي من أنبياء الله اصطفاه الله من خلقه وفضله واعتنى به؟ ومن هذا الذي يحاكي مَلك من الملائكة فضلاً عن جبريل u؟ وهل رءوا يوسف u حتى يحاكوه؟ وهل رءوا جبريل u حتى يمثلوه؟
النبي r رأى جبريل u له ستمائة جناح قد سد الآفاق، ويوسف قد أوتيَّ شطر الجمال، فمهما بلغ الممثل من جمال، مع ما يضيفونه من مساحيق التجميل، والإكسسوارات الفاخرة؛ لن يبلغ عُشر معشار جمال يوسف u.
لماذا نريد تشويه صورة الأنبياء في مجتمعنا الإسلامي؟!
وكأني بمخطط الشيوعية القديم حينما قالوا في وثيقتهم السرية: (يجب علينا خداع الجماهير بأن نزعم للمسحيين أن المسيح اشتراكي، وإمام الاشتراكية، فهو فقير، ومن أسرة فقيرة، وأتباعه فقراء كادحون، ودعا إلى محاربة الأغنياء .. ونقول عن محمد: إنه إمام الاشتراكيين، فهو فقير، وتبعه فقراء، وحارب الأغنياء المحتكرين، والإقطاعيين، والمرابين، وثار عليهم، وعلى هذا النحو يجب أن نصور الأنبياء والرسل، ونبعد القداسات الروحية، والوحي، والمعجزات عنهم بقدر الإمكان لنجعلهم بشراً عاديين حتى نبعد عنهم الهالة التي أوجدها أتباعهم المهوسون) [مجلة كلمة الحق، 4/ 1967م].
هذا ما تريده دولة إيران من بث هذه المسلسلات، فبعد أن كانت البلاد متباعدة متفارقة أصبحت الكرة الأرضية كقرية واحدة عن طريق وسائل الإعلام، فبضغطة زر على ريموت الكنترول تنطلق من مصر إلى لبنان ومن لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى إيران إلى أمريكا إلى فرنسا إلى المنيا .... وكل ذلك وأنت في مكانك!.
بل تعدى الأمر إلى أن اشترت هذا المسلسل إحدى القنوات المصرية على قمر نايل سات لتبثه ليل نهار داخل بيوت المسلمين المصريين!
فالأمر جد خطير .. كيف يجرئون على تجسيد الأنبياء والمرسلين والملائكة، إذا كان تجسيد الأشخاص العادين أمر محظور في الشرع، فهذه عائشة - رضي الله عنها - حاكت عند رسول الله r إنساناً، فقال r: ( ما أحب أني حكيت إنساناً، و أن لي كذا وكذا) [رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني].
هذا لا يجوز في حق الإنسان العادي، فكيف بأنبياء الله؟
عندما يصنعون فيلماً أو مسلسلاً عن كوكب الشرق أو العندليب الأسود لزاماً عليهم أن يستأذنوا أهلهم وذويهم، وإلا هذا اعتداء على شخصياتهم المرموقة، فما بالك بالأنبياء والمرسلين؟!
الله حرم على الشيطان أن يجسد شخصية الأنبياء في الرؤى والأحلام، قال r: ( من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي) [متفق عليه]، الشيطان لا يقدر أن يُمثل أو يُحاكي النبي r، وكذلك كل الأنبياء، (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ)، فكيف بالبشر يتمثلوا بالأنبياء ويحاكوهم ويجسدوهم، ويسيرون على خطى الغرب الكافر، كما قال r: ( لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه) قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن!) [متفق عليه].
الغرب يصنع مثل هذه الأفلام والمسلسلات، عندهم (آلام المسيح) و (شفرة دافنشي) .. وغيرها، فما المانع من صناعة مسلسل عن يوسف وموسى ومريم؟
بل تطور الأمر عند الشيعة أن صنعوا فيلماً كرتونياً للأطفال يجسدون فيه صوت النبي محمد r، وصوت جبريل وميكائيل، بل وصوت رب العالمين، والعياذ بالله!!
كرتون أطفال يعرض على قناة المنار الشيعية يبث فيه مثل هذا الكلام، لا يريدون شيئاً مقدساً أبداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/103)
ذكروني بما قدمته شركة ألعاب دنماركية مجرمة بتسويق لعبة جديدة تظهر رسول الرحمة r على هيئة مجسم ثلاثي الأبعاد لرجل بلحية، يطأ مجسماً آخر يُجسِّد أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله عنها - ونشرت الشركة إعلاناً لهذه اللعبة بصورة المشهد المذكور، كُتب عليه باللغة الإنجليزية: (العب وكأنك النبي محمد الذي لديه 23 امرأة، من بينها عائشة ابنة الست سنوات)، كما ظهر في الإعلان كلمة " HALAL" أي أن هذه اللعبة حلال على نفس قاعدة: (ذبحت على الشريعة الإسلامية) زيادة منهم في الاستهزاء والسخرية.
وأنظر يا أخي إلى التباين الغريب لدى الشيعة، في نفس الوقت الذي يجسدون فيه الأنبياء والمرسلين، ينتجون مسلسلات لأئمتهم دون تجسيد لهم، بل يضعون طاقة النور عليهم!
ولا تعجب فالأئمة عندهم معصومون مكرمون موقرون، يجلونهم أكثر من الأنبياء والملائكة، فهذا الخميني يقول في كتابه الحكومة الإسلامية: (إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه مَلك مقرب ولا نبي مرسل) ا. هـ.
خلاصة القول: أنه لا يجوز تجسيد الأنبياء والصحابة في الدرامة، ويحرم مشاهدة هذه المسلسلات، بل أقول: إن من يشاهد هذه المسلسلات أثمه وذنبه أعظم عند الله من ذنب وأثم من يشاهد مسلسلات الخلاعة والإباحية؛ لأن الخطر على العقيدة.
ولله الحمد والمنة تصدى الأزهر الشريف ذو العلم المنيف لهذه المؤامرة من بدايتها منذ عام 1926م عندما شرع يوسف وهبي في تمثيل شخصية النبي r في أحد الأفلام، مروراً بفيلم الرسالة لمصطفى العقاد.
وموقف الأزهر صريح وواضح أنه يحرم تمثيل الأنبياء والصحابة أو تصويرُهم أو التعْبِير عنهم بأية وسيلة من الوسائل؛ لأن درءَ المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح، فإذا كانت الثقافة تحتاج إلى خروج على الآداب فإن الضرر من ذلك يفوق المصلحة.
وفتاوى الأزهر متاحة للجميع، مثل: فتوى الشيخ حسنين مخلوف في شهر مايو 1950م، وفتوى لجنة الفتوى بالأزهر في شهر يونيه 1968م، وقرار مجمع البحوث الإسلامية في فبراير 1972م، والمؤتمر الثامن للمجمع في أكتوبر 1977م، ومجلس المجمع في ابريل 1978م، وفتوى دار الإفتاء في أغسطس 1980م للشيخ جاد الحق.
هذا غير فتاوى هيئة كبار العلماء بالسعودية، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، ولجنة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية، وفتاوى العلماء الثقات ... إلخ.
ولكن الذي أثلج صدري حقيقة، قرار مجمع البحوث الإسلامية برئاسة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب برفض هذا المسلسل (يوسف الصديق) وطالب بإلغاء بثه من هذه القناة الفضائية المصرية.
ولكن القناة ضربت بالفتوى عُرض الحائط، مما دعا الدكتور/ محمد فضل - النائب البرلماني - لتقديم طلب إحاطة إلى وزير الإعلام يطالب فيه بوقف هذا المسلسل .. ولكن لا يزال الوضع على ما هو عليه، وفي المقابل تُغلق القنوات الإسلامية الهادفة!!
فإن شئت فأضرب كفاً بكف، وكبر على الأمة أربعاً.
والله ولي التوفيق، والحمد لله رب العالمين ..
كتبه/
أحمد بن طاهر المنزلاوي
almanzalawy@gmail.com
ـ[احمد بن جمال بن علام]ــــــــ[23 - 10 - 10, 03:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا علي هذا التنويه ولكن يا اخواني وجب علينا ان نكون حرس حدود لهذا الدين والله المستعان
ـ[احمد بن جمال بن علام]ــــــــ[23 - 10 - 10, 03:23 ص]ـ
والشي بالشي يذكر مسلسل "الجماعه "الذي عرض في رمضان شوهوا فيه الشخصيات الاسلاميه والله المستعان
ـ[بلال سعيد]ــــــــ[30 - 10 - 10, 11:53 م]ـ
سبحان الله فالشيعة الروافض لديهم همة عالية فى نشر معتقداتهم الفاسدة
فليس صعبا ان نواجه هذه الهمة بهمة أكبر منها
من خلال نشر مثل هذه المقالات الجيدة ولا ادل على هذا من شهادة الشيخ محمد الصاوى
شاهدها من هنا ( http://www.m5zn.com/play-102210151053d3o69qt9y886tukuzg-sh_alsawy.wmv)(133/104)
سؤال: عن الحيض والصلاة
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[17 - 10 - 10, 12:01 ص]ـ
السلام عليكم
إمرأة دخل عليها وقت الصلاة فتشاغلت عنها مدة 30 دقيقة تقريبا, فأتاها موعد حيضها في هذا الوقت, هل تأثم لأنها لم تصلّ الصلاة بعد الأذان؟ وهل يجب عليها شيء؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:03 ص]ـ
السلام عليكم
إمرأة دخل عليها وقت الصلاة فتشاغلت عنها مدة 30 دقيقة تقريبا, فأتاها موعد حيضها في هذا الوقت, هل تأثم لأنها لم تصلّ الصلاة بعد الأذان؟ وهل يجب عليها شيء؟
وجزاكم الله خيرا
قال ابن قدامة في المغني (440/ 1):
فصل: متى يأثم من أخر الصلاة عن أول وقتها؟
فصل: ولا يأثم بتعجيل الصلاة التي يستحب تأخيرها ولا بتأخير ما يستحب تعجيله إذا أخره عازما على فعله ما لم يخرج الوقت أو يضيق عن فعل العبادة جميعها لأن جبريل صلاها بالنبي صلى الله عليه و سلم في أول الوقت وآخره وصلاها النبي صلى الله عليه و سلم في أول الوقت وآخره وقالا: الوقت ما بين هذين ولأن الوجوب موسع فهو كالتكفير يجب موسعا بين الاعيان فإن أخر غير عازم على الفعل أثم بذلك التأخير المقترن بالعزم فأن أخرها بحيث لم يبق من الوقت ما يتسع لجميع الصلاة أثم أيضا لأن الركعة الأخيرة من جملة الصلاة فلا يجوز تأخيرها عن الوقت كالأولى.
ـ[أم هانئ]ــــــــ[17 - 10 - 10, 06:39 ص]ـ
السلام عليكم
إمرأة دخل عليها وقت الصلاة فتشاغلت عنها مدة 30 دقيقة تقريبا, فأتاها موعد حيضها في هذا الوقت, هل تأثم لأنها لم تصلّ الصلاة بعد الأذان؟ وهل يجب عليها شيء؟
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخرت الصلاة لآخر الوقت فحاضت السؤالس: ما حكم تأخير المرأة للصلاة عند أول وقتها إلى آخر الوقت، فلما جاء آخر الوقت حاضت؟ وهل تقضي هذه الصلاة؟ الاجابةورد الترغيب في الصلاة أول الوقت وأنه أفضل الأعمال، ولأن فيه المبادرة إلى الخير، فيدخل في قوله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=23&nAya=61)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif وقوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=35&nAya=32)http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif ما عدا صلاة العشاء فتأخيرها أفضل إن سهل، وكذا صلاة الظهر وقت اشتداد الحر، ف على المرأة المبادرة إلى الصلاة سيما إذا خشيت فواتها بالحيض أما إذا دخل الوقت -وهي طاهر- ثم حاضت قبل الصلاة فإن تلك الصلاة تبقى في ذمتها حتى تطهر، فإذا زالت الشمس دخل وقت الظهر، فإن حاضت قبل أن تُصليها لزمها أن تقضيها إذا طهرت، وكذا لو غابت الشمس فحاضت قبل صلاة المغرب بقيت في ذمتها فتقضيها بعد الطهر. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
http://ibn-jebreen.com/images/body_bottom.gif
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=7124&parent=786 (http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=7124&parent=786)
س12: إذا حاضت المرأة الساعة الواحدة ظهرًا مثلًا، وهي لم تصلّ بعد صلاة الظهر، هل يلزمها تلك الصلاة بعد الظُّهر؟
ج: في هذا خلافٌ بين العلماء؛ فمنهم من قال: إنه لا يلزمها أن تقضي هذه الصلاة؛ لأنها لم تفرّط، ولم تأثم حيث إنه يجوز لها أن تؤخّر الصلاة إلى آخر وقتها.
ومنهم من قال: إنه يلزمها القضاء، أي: قضاء تلك الصلاة؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة".
والاحتياط لها أن تقضيها؛ لأنها صلاةٌ واحدةٌ، لا مشقّة في قضائها.
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16919.shtml (http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16919.shtml)
س 31: تقول السائلة: ما الحكم إذا حاضت المرأة بعد دخول وقت الصلاة؟ وهل يجب عليها أن تقضيها إذا طهرت؟ وكذلك إذا طهرت قبل خروج وقت الصلاة؟
جـ: أولًا: المرأة إذا حاضت بعد دخول الوقت أي بعد دخول وقت الصلاة فإنه يجب عليها إذا طهرت أن تقضي تلك الصلاة التي حاضت في وقتها إذا لم تصلها قبل أن يأتيها الحيض وذلك لقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلّم ـ: (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة) فإذا أدركت المرأة من وقت الصلاة مقدار ركعة ثم حاضت قبل أن تصلي فإنها إذا طهرت يلزمها القضاء. ثانيًا: إذا طهرت من الحيض قبل خروج وقت الصلاة فإنه يجب عليها قضاء تلك الصلاة، فلو طهرت قبل أن تطلع الشمس بمقدار ركعة وجب عليها قضاء صلاة الفجر، ولو طهرت قبل غروب الشمس بمقدار ركعة وجبت عليها صلاة العصر، ولو طهرت قبل منتصف الليل بمقدار ركعة وجب عليها قضاء صلاة العشاء، فإن طهرت بعد منتصف الليل لم يجب عليها صلاة العشاء، وعليها أن تصلي الفجر إذا جاء وقتها، قال الله ـ سبحانه وتعالى ـ: {فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} ( http://**********:openquran(3,103,103)) [ النساء: 103] أي فرضًا مؤقتًا بوقت محدود لا يجوز للإنسان أن يخرج الصلاة عن وقتها، ولا أن يبدأ بها قبل وقتها.
( http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=334&CID=4)http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16919.shtml
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/105)
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[17 - 10 - 10, 09:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...(133/106)
هل قول ربي إغفرلي ولوالدي في الجلوس بين السجدتين بدعة؟
ـ[أبوالبراء الأزدي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشائخنا الكرام/
هل قول ربي إغفرلي ولوالدي في الجلوس بين السجدتين بدعة؟؟
بورك بكم و أنتظر مشاركتكم ..
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 08:03 ص]ـ
قال الشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي حفظه الله:
( .. وإن كرر (رب اغفر لي) أكثر من ذلك، أو دعا بأدعية أخرى فلا حرج في ذلك .. ) (كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص135)
ـ[أبو القاسم السلفي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 11:41 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=185601
ـ[شاهين]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 08:03 ص]ـ
كلام الشيخ الطريفي هنا:اودعا بأدعية أخرى فلا حرج في ذلك
اقول كلامه هنا فيه نظر
فمواطن مطلق الدعاء في الصلاة هي في السجود وقد ورد الأمرُ بالدعاء في السجود في حديث أبي هريرة مرفوعاً: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا من الدعاء)،
وبعد التشهد فقد ورد في حديث التشهد لفظ: (فليتخير من الدعاء ما شاء)،
ومابين السجدتين ذكر مقيد لم نؤمر فيه بمطلق الدعاء والله اعلم
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 10:11 ص]ـ
الأخ / أبو محمد الغامدي،
قلت بارك الله فيك (ومابين السجدتين ذكر مقيد لم نؤمر فيه بمطلق الدعاء والله اعلم)
كأنك تقصد بالذكر المقيد قول: (رب اغفر لي)، فإذا كان كذلك؛ فما هو الحكم إذا تبين أنه لم يصح شيء من الدعاء في هذا الموطن؟
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشائخنا الكرام/
هل قول ربي إغفرلي ولوالدي في الجلوس بين السجدتين بدعة؟؟
بورك بكم و أنتظر مشاركتكم ..
أخي الفاضل: أبو البراء الأزدي ..
قال العلّامة المحدث الراحل ابن باز رحمه الله في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وعند ذكر صفة الجلوس بين السجدتين وما يقال فيها ..
الجلوس بين السجدتين
ثم يرفع من السجدة قائلا الله أكبر ويجلس مفترشا يسراه ناصبا يمناه ويضع يده اليمنى على فخذه اليمنى أو على الركبة باسط الأصابع على ركبته ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرى أو على ركبته اليسرى ويبسط أصابعه عليها هكذا السنة ويقول رب اغفر لي، رب اغفر لي، رب اغفر لي، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوله، ويستحب أن يقول مع هذا: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني، لثبوت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم، وإذا قال زيادة فلا بأس كأن يقول اللهم اغفر لي ولوالدي اللهم أدخلني الجنة وأنجني من النار اللهم أصلح قلبي وعملي ونحو ذلك، ولكن يكثر من الدعاء بالمغفرة فيما بين السجدتين كما ورد عن النبي
المصدر: موقع الشيخ على الشبكة http://www.binbaz.org.sa/mat/8473
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:25 م]ـ
الشيخ الطريفي ذكر بما بمعناه: (لا حرج أن يدعي بغير الوارد لأن النبي كان يطيل ما بين السجدتين و هو من مواضع الدعاء)
و تعليل الشيخ هو طول جلوس النبي عليه الصلاة و السلام
ـ[أبوالبراء الأزدي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 05:58 م]ـ
جزيتم خيراً أيها المباركون ..
إذاً بما أنه لم يثبت أن النبي عليه الصلاة و السلام أمرنا بقول معين في الجلسه بين السجدتين
فلاحرج في زيادة الأدعية و الألفاظ مالم يكن هناك نص؟؟
ألا تتفقون معي في ذا؟
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 07:42 م]ـ
جزيتم خيراً أيها المباركون ..
إذاً بما أنه لم يثبت أن النبي عليه الصلاة و السلام أمرنا بقول معين في الجلسه بين السجدتين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) وكان مما نقل عنه قوله بين السجدتين " ربي اغفر لي ثلاثاً " وكذلك مما نقل عنه " اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني " فالزيادة على ذلك مما لم يرد لا بأس به كأن تدعو لنفسك ولزوجك ولوالديك ولأولادك وللمسلمين بما شئت، والأقتصار على ما ورد أفضل كونه أتباع للسنه ولو زدت لا تبدع. والله أعلم ولو ركزت على ما نقلته لك من كلام ابن باز رحمة الله لما أشكل عليك شيء.
تنبيه: شاهد مشاركتي رقم 7
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:20 ص]ـ
يا ابا البراء بارك الله فيك وفي الاخوة الكرام
تقول: إذاً بما أنه لم يثبت أن النبي عليه الصلاة و السلام أمرنا بقول معين في الجلسه بين السجدتين
فلاحرج في زيادة الأدعية و الألفاظ مالم يكن هناك نص؟؟
ألا تتفقون معي في ذا؟
اقول: لااتفق معك في هذا لان الأصل فى العبادات التوقيف
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (29/ 17):
((ولهذا كان أحمد وغيره من فقهاء أهل الحديث يقولون: إن الأصل فى العبادات التوقيف فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله تعالى)).
وفي فتح الباري (3/ 54): ((الأصل في العبادة التوقف))
وبناء عليه هل ثبت عنه عليه الصلاة و السلام انه امر بمطلق الدعاء في هذا الموطن ام لا؟؟
الجواب كلا لم يثبت عنه ذلك ولوثبت لقلنابه والله اعلم(133/107)
مسألة في الزكاة والميراث، فمن لها؟.
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:04 ص]ـ
توفيت امرأة، وتركت حليها عند ابنتها، ووصتها إن تختص به وأختها دون سائر أبناء المتوفاة.
فأمسكت البنت ذهب أمها (خمسة عشر عاما)، منعته فيها عن أبيها -زوج المتوفاة- وقد طلبه منها، حتى مات ولم يأخذ منه شيئا.
بعد خمسة عشر عاما، بينت البنت ما كان منها ومن أمها، فماذا في هذا الذهب؟.
فتح الله لكم.
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:03 م]ـ
للضرورة(133/108)
أربعون خصلة
ـ[السوادي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 08:06 ص]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربعون خصلة، أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها، وتصديق موعودها، إلا أدخله الله بها الجنة). قال حسان: فعددنا ما دون منيحة العنز، من رد السلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه، فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة.
هل من جامع لهذه الخصال بارك الله فكيم
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 03:33 م]ـ
ومنكم نستفيد
ـ[السوادي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 03:26 م]ـ
هل من جامع لهذه الخصال بارك الله فكيم
ـ[السوادي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 09:43 ص]ـ
شرح حديث: (أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ... )
ما هو شرح الحديث الصحيح التالي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها، إلا أدخله الله بها الجنة) قال حسان: فعددنا ما دون منيحة العنز، من رد السلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه، فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة. الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2631 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الجواب:
الحمد لله
الحديث المقصود في السؤال يرويه الإمام البخاري في " صحيحه " (رقم/2631)، وقد بوَّب عليه رحمه الله بقوله: باب فضل المنيحة، وهذا نصه:
عنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(أَرْبَعُونَ خَصْلَةً - أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ - مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ)
قَالَ حَسَّانُ: فَعَدَدْنَا مَا دُونَ مَنِيحَةِ الْعَنْزِ مِنْ رَدِّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِمَاطَةِ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَنَحْوِهِ، فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً.
ومعنى قوله: (منيحة العنز): أي: عطية لبن الشاة. كما في " فتح الباري " (1/ 160)
قال الإمام النووي رحمه الله:
" تستحب المنيحة، وهي أن تكون له ناقة أو بقرة أو شاة ذات لبن، فيدفعها إلى من يشرب لبنها مدة، ثم يردها إليه، لحديث ابن عمرو بن العاص – ذكر الحديث السابق –، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " نعم المنيحة اللقحة الصفي منحة أو الشاة الصفى تغدو بإناء وتروح بإناء " رواه البخاري وعنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال " من منح منيحة غدت بصدقة صبوحها وغبوقها " رواه مسلم وفى المسألة أحاديث أخر صحيحة " انتهى من " المجموع " (6/ 243)
وقد بين العلماء شراح الحديث أن مقصود هذا الحديث بيان كثرة طرق الخير، وأن الأعمال الصالحة كثيرة جدا، من عمل بها رجاء ثوابها مخلصا بها قلبه دخل الجنة.
يقول ابن بطال رحمه الله:
" وأما قوله عَلَيْهِ السَّلام: (أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ) ولم يذكر الأربعين خصلة في الحديث - ومعلوم أنه كان عالمًا بها كلها لا محالة - إلا لمعنى هو أنفع لنا من ذكرها، وذلك ـ والله أعلم ـ خشية أن يكون التعيين لها، والترغيب فيها، زهدًا في غيرها من أبواب المعروف وسبل الخير، وقد جاء عنه عَلَيْهِ السَّلام من الحض على أبواب من أبواب الخير والبر ما لا يحصى كثرة.
وليس قول حسان بن عطية: (فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق، فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة) بمانع أن يجدها غيره، وقد بلغني عن بعض أهل عصرنا أنه طلبها في الأحاديث، فوجد حسابها يبلغ أزيد من أربعين خصلة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/109)
فمنها: - منحة الركوب، إطعام الجائع، وسقاية الظمآن –، ومنها: السلام على من لقيت، وتشميت العاطس، وإعانة الصانع، والصنعة للأخرق، وإعطاء صلة الحبل، وإعطاء شسع النعل، وأن يؤنس الوحشان، وكشف الكربة عن مسلم، وكون المرء في حاجة أخيه، وستر المسلم، والتفسح لأخيك في المجلس، وإدخال السرور على المسلم، ونصر المظلوم، والأخذ على يدي الظالم، والدلالة على الخير، والأمر بالمعروف، والإصلاح بين الناس، وقول طيب ترد به المسكين، وأن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، وغرس المسلم وزرعه، والهدية إلى الجار، والشفاعة للمسلم، ورحمة عزيز ذل، وغني افتقر، وعالم بين جهال، وعيادة المرضى، والرد على من يغتاب أخاك المسلم، ومصافحة المسلم، والتحاب في الله، والتجالس في الله، والتزاور في الله، والتبادل في الله، وعون الرجل الرجلَ في دابته يحمله عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والنصح لكل مسلم " انتهى باختصار
" شرح ابن بطال " (7/ 151 - 154).
وقد نازع بعضُ أهل العلم ابنَ بطال فيما نقله من محاولة لتعداد بعض الخصال المقصودة في الحديث، ولكن لا تضر هذه المنازعة، فمرادنا من النقل السابق أن هذه الخصال هي من خصال الخير، من الأعمال الصالحة، والأخلاق الحسنة، وأما تعيينها كاملة فلا يمكن الجزم به.
وقد نقل الكرماني كلام ابن بطال السابق، ثم علق عليه بقوله:
" هذا الكلام رجم بالغيب لاحتمال أن يكون المراد غير المذكورات من سائر الأعمال الخيرية، ثم إنه من أين عرف أن هذه أدنى من المنحة، لجواز أن تكون مثلها، أو أعلى منها، ثم فيه تحكم، حيث جعل السلام منه، ولم يجعل رد السلام منه، مع أنه صرح في هذا الحديث الذي نحن فيه به، وكذا جعل الأمر بالمعروف منه، بخلاف النهي عن المنكر، وفيه أيضا تكرار، لدخول الأخير – وهو الأربعون – تحت ما تقدم، فتأمل " انتهى.
" الكواكب الدراري شرح صحيح البخاري " (11/ 153)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله – بعد أن نقل كلام ابن بطال السابق واختصره -:
" وكلها في الأحاديث الصحيحة، وفيها ما قد يُنازَع في كونه دون منيحة العنز، وحذفت مما ذكره أشياء قد تعقب ابن المنير بعضها.
وقال الكرماني: جميع ما ذكره رجم بالغيب، ثم من أين عرف أنها أدنى من المنيحة؟
قلت – يعني الحافظ ابن حجر -: وإنما أردت بما ذكرته منها تقريب الخمس عشرة التي عدها حسان بن عطية، وهي إن شاء الله تعالى لا تخرج عما ذكرته، ومع ذلك فأنا موافق لابن بطال في إمكان تتبع أربعين خصلة من خصال الخير أدناها منيحة العنز، وموافق لابن المنير في رد كثير مما ذكره ابن بطال مما هو ظاهر أنه فوق المنيحة. والله أعلم " انتهى.
" فتح الباري " (5/ 245)
والله أعلم.(133/110)
هل ثبت في الطب أن الإتكاء على اليسرى وانتصاب اليمنى صحيا أسهل لخروج الخارج؟
ـ[محمد بن عبدالله الشنو]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:40 م]ـ
يستحب "اعتماده" أي اتكاؤه أثناء قضاء الحاجة "عليها" أي على يسرى رجليه حال كونه "جالسا" وينصب اليمنى فيضع أصابعها على الأرض و يرفع قدمها. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1))
و هذا باتفاق الأئمة الأربعه ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2)) كما في حديث سراقة بن مالك قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتوكأ على اليسرى و أن ننصب اليمنى ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)) و عللوا بأنه أسهل لخروج الخارج ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4)).
فيعمل به إذا كان هناك فائدة صحية لا على وجه التعبد فالحديث لا يثبت" 5
([1]) كشاف القناع ج 1 ص74
([2]) الفروع 1/ 114.
([3]) أخرجه الطبراني الكبير (6605)، والبيهقي (1/ 96) وهو ضعيف انظر السلسلة الضعيفة 5616.
([4]) كشاف القناع ج1 ص74.(133/111)
قراءة في ظاهرة التطاول على «النِّقاب» ـ صلاح بن فتحي هَلَل
ـ[عمرو صلاح الدين]ــــــــ[17 - 10 - 10, 02:58 م]ـ
<! --[ if gte mso 9]><xml> <w:WordDocument> <w:View>Normal</w:View> <w:Zoom>0</w:Zoom> <w:DoNotOptimizeForBrowser/> </w:WordDocument> </xml><![endif]-->
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة في ظاهرة التطاول على «النِّقاب»
صلاح بن فتحي هَلَل
19/ 1/ 1431
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على المبعوث رحمة للعالمين، ورضي الله عن آله وصَحْبِه أجمعين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين، أما بعد:
فقد رجعت من جديدٍ "معركة النِّقاب"، التي يخوضها ضد معارضيه ومخالفيه، الذين اعتادوا إشعال فتيل الحرب ضده؛ كلما سنحتْ لهم الفرصة.
وعاد المعارضون إلى تطاولاتهم على "النِّقاب" ووصمه بما قدروا عليه مِن اتهامات "التخلُّف" و"منع التواصل بين فئات المجتمع" وغير ذلك مما هو معلومٌ في كلامهم الذي تجري به "وسائل الإعلام" في أيامنا هذه.
وقَوَّى المعارضون ما فاهوا به ببعض الزلَّات الصادرة عن شخصياتٍ إسلاميةٍ لها "رمزيّتها" في العالم الإسلامي، فلبس المعارضون لباس المفتين والعلماء، وخاضوا في صياغة حكم النقاب الشرعي بما يوافق أغراضهم، فبدأ كلامهم بالتهوين مِن شأنه وانتهى إلى القطع بعدم إسلاميَّته.
فكأَنَّ المَعَرِّي قصدَهم بقوله (1):
هلْ صَحَّ قولٌ مِن الحاكي فَنَقْبَلَهُ ... أَمْ كلُّ ذاكَ أَباطِيلٌ وأَسْمَارُ؟
أَمَّا العقولُ فَآلَتْ أنَّهُ كَذِبٌ ... والعقلُ غَرْسٌ له بالصِّدْقِ إِثْمارُ
وبقوله (2):
قَدْ بالَغُوا في كلامٍ بَانَ زُخْرُفُهُ ... يُوهِي العُيونَ، ولم تَثْبُتْ له عَمَدُ
وما يَزالونَ، في شَامٍ وفي يَمَنٍ ... يَسْتَنْبِطُونَ قياسًا مَا لَهُ أمَدُ
فَذَرْهُمُ ودَنَايَاهُمْ، فقدْ شُغِلُوا ... بها، ويَكْفِيكَ منها القادرُ الصَّمَدُ
وكأَنَّ "النقاب" يُردِّد مع المعرِّي قوله (3):
بأيِّ لسانٍ ذَامَنِي (4) مُتَجَاهِل ... عَلَيَّ، وخَفْقُ الرِّيحِ (5) فِيَّ ثَنَاءُ
تكلَّمَ بالقولِ المُضَلِّلِ حاسِدٌ ... وكلُّ كلامِ الحاسدين هُرَاءُ
ومَنْ هُوَ، حَتَّى يُحْمَلَ النُّطْقُ عن فَمِي ... إِليه، وتَمْشِي بيننا السُّفَرَاءُ؟
وكأَنَّ المنتقبة تردِّد مع المعرِّي قوله (6):
تُعَدُّ ذُنوبي عند قومٍ كثيرةً ... ولا ذنبَ لي إِلَّا العُلَى والفَواضِلُ
وقد سارَ ذِكْرِي في البلادِ، فَمَن لهمْ ... بإِخْفَاءِ شمْسٍ، ضَوْؤُها مُتَكَامِلُ؟
وأَغْدو، ولو أَنَّ الصَّباحَ صَوَارِمٌ (7) ... وأَسْرِي (8)، ولو أَنَّ الظلامَ جَحَافِلُ
ولَمَّا رأَيتُ الجهلَ في النَّاسِ فاشِيًا ... تَجَاهَلْتُ، حتى ظُنَّ أَنِّيَ جَاهِلُ إِذا أَنتَ أُعْطِيتَ السعادةَ لَمْ تُبَلْ (9) ... وإِنْ نظرَتْ، شَزْرًا، إليكَ القَبَائِلُ
فلندَع المَعَرِّيَّ ولنرجع إلى ما نحن فيه حيثُ الأمر لم يعُد مقتصِرًا على بلدٍ دون أخرى، وإنما أصبح التطاول على النِّقاب ظاهرةً عالميَّة، تستدعي إعادة قراءة المسألة مرةً أخرى، للوقوف على أبعادها الحقيقية.
وهذا يستلزم الكلام في أكثر مِن جهةٍ أقتصر منها الآن على أمرين؛ أحدهما: مِن جهة الدليل على شرعية النِّقاب، والثاني: مِن جهة حقيقة الخلاف بين النقاب ومعارضيه.
فأما مِن جهة الدليل على شرعية النِّقاب:
فالنقاب كغيره مِن شئون المسلمين، لا يمكن الوقوف على حُكْمِ شيءٍ منها بمعزلٍ عن الإسلام بشموليته وترابط أركانه وتشريعاته، فكان لزامًا على مَن أراد الوقوف على حكم النقاب مِن جهة الشرع أنْ يضعه في مكانه بين النصوص والشرائع الإسلامية، ويُعيد قراءة الصورة مِن كلِّ زواياها وأطرافها؛ لتظهر له المسألة بوضوحها وكمالها؛ كما هي في حقيقتها، لا كما يُرَاد لها أن تكون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/112)
وأول ما يقابلنا في أركان هذه الصورة هو اتِّفاق المسلمين جميعًا قديمًا وحديثًا على ستر المرأة لوجهها أمام الرجال الأجانب عنها، مهما كان الخلاف الفقهي المتوارث لدى المسلمين ما بين وجوب النقاب أو استحبابه، فهذا الخلاف الفقهي بين الوجوب والاستحباب لم يتجاوز حدَّ الخلاف الفقهي على الثواب والعقاب المترتِّبِ، ولم ينتقل هذا الخلاف إلى الشارع فيصبح ظاهرةً عامة، وبعبارةٍ أخرى فإِنَّ اختيار فريقٍ مِن أهل العلم لاستحباب النِّقاب لم يترتَّب عليه أنْ يصبح كشف الوجه ظاهرةً عامةً في الأمة على مدار تاريخها مثلًا، وإِنَّما جَرَتْ عادة النساء على ستْر الوجه، بغض النظر عن الحكم الشرعي الذي يتبناه هذا العالم أو ذاك، ما بين وجوبٍ أو استحبابٍ.
وقد نقل إمام الحرمين الجويني اتفاقَ المسلمين على منع النساء من الخروج كاشفات الوجوه؛ وذكر عددٌ مِن أهل العلم ذلك نقلا عن الجويني ولم يتعقَّبه بشيءٍ.
فعلى سبيل المثال يقول الإمام تقي الدين الحصني: "ثم إن النظر قد لا تدعو إليه الحاجة (10)؛ وقد تدعو إليه الحاجة؛ الضرب الأول: أنْ لا تمسّ إليه الحاجة؛ فحينئذ يحرُم نظر الرجل إلى عورة المرأة الأجنبية مطلقًا، وكذا يحرُم إلى وجهها وكفَّيْها إِنْ خاف فتنة، فإِنْ لَمْ يخفْ ففيه خلافٌ؛ الصحيح: التحريم؛ قاله الاصطخري، وأبو علي الطبري، واختاره الشيخ أبو محمد، وبه قطع الشيخ أبو إسحق الشيرازي، والروياني، ووَجَّهَهُ الإمامُ (11) باتِّفاق المسلمين على منع النساء مِن الخروج حاسِرَاتٍ سَافِرَاتٍ (12) وبأنَّ النظر مظنّة الفتنة وهو محرِّك الشهوة فالأليق بمحاسن الشرع سد الباب والإعراض عن تفاصيل الأحوال كما تحرُم الخلوة بالأجنبية. ويحتجّ له بعموم قوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} [النور: 30]. وهل للمراهق النظر؟ وجهان؛ أصحهما أنَّ نَظَرَهُ كنظرِ البالغ؛ لظهوره فيه على عورات النساء، فعلى هذا المعنى أنه كالبالغ، ويجب على المرأة أَنْ تحتجبَ عنه، كما أَنَّه أيضًا يلزمها الاحتجاب مِن المجنون قطعًا، ويلزم الولي أَنْ يمنعه مِن النظر كما يلزمه أنْ يمنعه مِن الزنا وسائر المحرّمات" أهـ (13).
ويقول الإمامُ ابنُ حجرٍ العسقلاني: "ولَمْ تَزَلْ عادة النساء قديمًا وحديثًا يَسْتُرْنَ وجوههنَّ عن الأجانب" أهـ (14).
وقال الإمام ابن حجر في موضعٍ آخر: "قوله (15): (باب نظر المرأة إلى الحبشة ونحوهم مِن غير رِيبةٍ): وظاهر الترجمة أَنَّ المصنِّف (16) كان يذهب إلى جواز نظر المرأة إلى الأجنبي بخلاف عكسه، وهي مسألة مشهورة"؛ إلى أَنْ قال ابن حجر: "ويقوِّي الجواز: استمرار العمل على جواز خروج النساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات لئلا يراهن الرجال، ولم يؤمر الرجال قط بالانتقاب لئلا يراهم النساء، فدلّ على تغاير الحكم بين الطائفتين، وبهذا احتج الغزالي على الجواز فقال: لسنا نقول أنَّ وجه الرجل في حقّها عورة كوجه المرأة في حقّه بل هو كوجه الأمرد في حقّ الرجل فيحرم النظر عند خوف الفتنة فقط وإنْ لم تكن فتنة فلا إِذْ لم تزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن منتقبات (17) فلو استووا لأُمِرَ الرجال بالتنقّب أو مُنِعْنَ (18) مِن الخروج" انتهى (19).
ونقل الشوكاني وغيره عن ابن رسلان قوله بـ: "اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه؛ لا سيما عند كثرة الفُسَّاق" أهـ (20).
وهذه الأقوال وما يجري مجراها يدل على استمرار عمل المسلمين بالنقاب، وخروج النساء منتقبات، ومنعهنَّ مِن الخروج كاشفات الوجوه، بغض النظر عن الاختيار الفقهي الخاص بوجه المرأة، وهل هو مِن العورة أم لا؟ وهل يجب عليها تغطيته أم يستحب لها ذلك؟ فهذا الخلاف الفقهي ظلَّ محصورًا في نطاق الآراء، ولم ينتقل إلى عملٍ.
وهذه العادة المضطردة للمسلمين على مَرِّ الزمان لا يجوز لأحدٍ خرقها، خاصةً بعد الفساد الذي حَلَّ بالناس في هذه الأزمان، ولو لم تدل النصوص الشرعية على العمل بالنقاب لكان مشروعًا بناء على العُرف والعادة الجارية المستمرة، والقاعدة في ذلك أَنَّ "العادة مُحَكَّمة" (21)، وما كان الله عز وجل ليجمع المسلمين عبر هذه الأزمان المتتالية على ضلالةٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/113)
فمَنْ ذا الذي يُجَوِّز لنفسه اليوم مخالفة سبيل المؤمنين على مَمَرِّ الأزمان؟، خاصة وقد نزلت النصوص المُشَرِّعة للنقاب أول ما نزلتْ على أطهر القلوب وأصفاها، فقالت: سمعنا وأطعنا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم بينهم، يُربِّيهم ويصنعهم على عينه، وتحت سَمْعِه وبصره صلى الله عليه وسلم، والناس تنتشر فيهم خصال النخوة والغيرة والمروءة، ونحوها مِن خصال الخير.
فالرجال والنساء حينئذٍ أَغْيَر الرجال، وأطهر الرجال، وأعظم الرجال، وأعف الرجال، ومع ذلك كله يأمرهم الله عز وجل جميعًا، رجالًا ونساءً؛ بغض النظر، فيقول سبحانه لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30 - 31]، وأمرَ عز وجل نساءَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم (ونساء المؤمنين لهُنَّ تبع) بعدم الخضوع بالقول في حديثهنَّ؛ فقال سبحانه: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32]، فجعل سبحانه هذه التدابير الاحترازية حاجزًا يحول بينهُنَّ وبين طمع مَن في قلبه مرض.
وفي سياق هذه التدابير الاحترازية نجد تدبيرًا احترازيًّا آخر يتمثل في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59]، وقد كان ذِكْر أزواجه وبناته صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة كافيًا في تأكيد الأمر لعموم نساء الأمة؛ لأنه إذا أُمِرَتْ أمهات المؤمنين، وبنات النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؛ كان غيرهنَّ أولى وآكد بالأمر؛ لكن في ذِكْر {وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ} في الآية الكريمة زيادة تأكيد لأمر نساء المؤمنين بما أُمِرَتْ به أمهات المؤمنين وبنات النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه أيضًا ردٌّ على مَن قد يزعم تخصيص الأمر بأمهات المؤمنين وبنات النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا منافاة بين هذا كله وبين قوله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}؛ لأنَّ الراجح في تفسير ما ظهر منها هو الثياب الظاهرة التي تظهر ضرورة، خلافًا لمن فسَّر {إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} بالوجه والكفين؛ لأنّ الاستثناء هنا من الزينة، وهي أقرب مذكور في السياق، وليس من الجسد، فلزِمَ مِن ذلك أن يكون ما ظهر منها هو الثياب أو الخمار أو النقاب، فهذا كله يظهر ضرورة، وهو من الزينة؛ كما قال الله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: 31]، وقد صحَّ تفسير {ما ظهر منها} بالثياب عن جماعة مِن السلف؛ منهم ابن مسعود رضي الله عنه، من الصحابة، وإبراهيم النَّخَعِيِّ، مِن أئمة التابعين (22).
والثياب المقصودة هنا هي الزينة الظاهرة؛ لأن الآية تتكلم حول {ما ظهر منها}، ويُلْتَقَط هذا المعنى مِن مثل قول الطبري (23): "وهما زينتان؛ إحداهما: ما خَفِي، وذلك كالخلخالين والسوارين والقرطين والقلائد، والأخرى: ما ظَهَرَ منها ... " أهـ، وروى الطبري والطحاوي (24) وغيرهما؛ نحو هذا التفسير عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه.
ويُؤَكِّد ذلك أيضًا: قوله تعالى: {يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}، وقوله سبحانه: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ}، وأمثال هذه الآيات التي تدلّ على أَنَّ الخطاب متوجِّهٌ إلى تشريعٍ خاصٍّ بشيءٍ (عضوٍ) من المرأة، بخلاف آية الزينة، فالخطاب فيها متوجِّه إلى زينة المرأة لا إلى شيءٍ منها، وسياق الآيات صريحٌ في ذلك حيثُ تكلم عن تشريعات خاصة بأعضاء مِن المرأة ثم انتقل للكلام عن تشريع خاصٍّ بزينتها؛ فقال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/114)
إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]، فذكرت الآية الكريمة نوعين مِن الزينة، الأول: لا يُبْدِينه إلا ما ظهر منها، والثاني لا يُبْدِينه إلَّا للأصناف المحدَّدة في الآية؛ فدلَّ ذلك على أَنَّ الزينة المعهودة للنساء لا تظهر إلا لمن حدَّدتْهم الآية، وأَنَّ الثياب الظاهرة هي المقصودة بالزينة الأولى في الآية، أو تكون الزينة التي أُجْمِلَت في أول الآية قد فُسِّرَتْ في آخرها، وفُسِّر الأصناف الجائز ظهور الزينة لهم دون غيرهم، وهم الذين ذكرتهم الآية الكريمة، فيكون المراد إلا ما ظهر من الزينة لأصناف بعينهم مِن الناس، وليس لمطلق الناس، ويؤيد ذلك أيضًا أَنَّ المرأة مأمورة بعدم التَّبَرُّج؛ فعُلِمَ بذلك أَنَّ الآية الكريمة إما أنها قد استثنتْ نوعًا بعينة مِن الزينة وهو اللباس الظاهر ضرورة، أو أَنَّها استثنت ما ظهر مِن الزينة لفئاتٍ بأعيانهم حددتهم الآية، دون بقية الناس، وقد يكون الاستثناء هنا يعني عند الضرورة والاضطرار؛ أي: ولا يبدين زينتهنّ إلَّا ما ظهر منها رغمًا واضطرارًا وضرورة مِن تمريضٍ ونحوه.
ولا أريد أن أستطردَ في الكلام على هذه المسائل، فلم أقصد هنا استيعاب النصوص الواردة في مشروعية النقاب أو استحبابه أو وجوبه، وإنما المقصود الإشارة إلى أصله الشرعي الإسلامي، وكينونته أحد التشريعات التي وردتْ بها النصوص الشرعية، ومَن أراد الاستزادة في أدلة مشروعيته والوقوف على حكمه وآراء العلماء فيه؛ فعليه الرجوع للمؤلَّفات المشهورة في هذا الباب.
وأَمَّا مِن جهة حقيقة الخلاف بين النقاب ومعارضيه:
فتظهر حقيقة هذا الخلاف بوضوح عند الربط بين العداء للنقاب والعداء لعددٍ من الشرائع الإسلامية الأخرى كالحج والآذان وصلاة الجمعة، فهناك عداء مستمرٌّ ومتجدِّد لهذه الشعائر وأمثالها، والرابط بين هذه التشريعات وما يجري مجراها: هو كينونتها من شعائر الإسلام المميِّزة لشخصيته عن غيره، فهي إذن ليست مجرَّد تشريعات إسلامية فقط؛ لكنها إلى جوار ذلك شعائر مُمَيِّزة للشخصية الإسلامية؛ إِذ هي الإعلان الظاهر والواضح عن الهوية الإسلامية والانتماء للإسلام، فالأمر في هذه الشعائر يتعدَّى مجرَّد العبادات إلى كونه علامة مُمَيِّزة للهوية الإسلامية، وإعلانًا ظاهرًا عن الإسلام، وإذا كان الكتاب يتضح من عنوانه؛ فإِنَّ هذه الشعائر وأمثالها هي مِن عنوان الإسلام الظاهر والدالّ عليه، ومِن هنا تأتي أهمية مثل هذه العبادات والتشريعات من الجهتين الإسلامية وغير الإسلامية على السواء.
فالعراك هنا ليس واقعًا مع عبادات أو تشريعات لها طابع الخفاء أو نحوه، وإنما العراك بين دينين وهويّتين، يُعْلن كلٌّ منهما عن نفسه بوسائل خاصة به، فيُعْلن الإسلام عن هويَّته بشعائره المُمَيِّزة لشخصيته، والتي تتجاوز حدّ الاستجابة والإذعان في خاصَّةِ الشخص، بخلاف العبادات العامة أو الظاهرة التي تتسم بالعموم والظهور، بحيث يراها المسلم وغير المسلم، ومنها النقاب الظاهر الواضح، الذي يراه الناس بأكملهم عندما تخرج المسلمة من بيتها لقضاء بعض حوائجها فتمرُّ على الناس، تخبرهم في صمتٍ، وتدعوهم في سكونٍ، وتُعلن بغير كلام وعبارات عن هويتها الإسلامية، وانتمائها الأصيل للشعائر الإسلامية، حينئذٍ يُخْرِج المخالفُ أضغانَه، مستخدِمًا في ذلك ما قَدَرَ عليه من ترغيبٍ وترهيب للمرأة المسلمة من جهة، ولمَن يتعاطف مع قضيتها من جهة أخرى (25)، والمخالفُ في عدائه للنِّقاب خاصة أو لشعائر الإسلام عامة قد يتزيَّن ليصل إلى مراميه بأقصر الطرق وأقلّها ثمنًا؛ فتراه يختفي خلف "اللافتات" التي فرَّغها من محتواها؛ كالحرية الشخصية وحقوق الإنسان، ونحو ذلك مما يتذرَّع به لتنفيذ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/115)
أغراضه، لكنه حين يتزيَّن بهذه "اللافتات" يضع لها من الضوابط والقيود ما يجعلها قاصرة عليه، فلا يسمح لأحدٍ غيره باستخدام تلك اللافتات لنصرة حقٍّ أو إبطال باطلٍ؛ إلَّا فيما يُمَكّنه هو مِن أداء دوره والوصول لأهدافه، فالحرية الشخصية مقصورة على أصحاب "اللافتات" المزيفة، وحقوق الإنسان عندهم وحدهم؛ ولذا تراهم ينعون كلبًا أو قطة ماتت عندهم، بينما لا يكترث هؤلاء لعشرات الأرواح المسلمة البريئة.
وينسى هؤلاء جميع خلافاتهم ويتحدون في وجه امرأة منتقبةٍ هنا أو هناك، نظرًا لما يثيره نقابها في نفوسهم مِن زلازل عميقة لاتصال الأمر بالهوية، ولذا يتحدثون عن الهوية بجوار حديثهم عن النقاب ومحاربتهم له، ويجمعون بين الأمرين في كثيرٍ من أحاديثهم بعبارة أو بأخرى.
وقد كان الشيخ علي محفوظ رحمه الله مُلْهَمًا عندما قال (26): "ومن العادات المحرمة: تقليد الأجانب في الملابس والأزياء حتى انتشر ذلك في النساء والأطفال، فإذا وقع بصرك على امرأة أو ابنة مثلًا رأيتها إفرنجية في كل شيء وهي زوجة أو ابنة مَن يَعُدُّ نفسه من جماعة المسلمين، وهذا ضلالٌ يفضي بالأمة إلى تلاشي قوميتها وعاداتها و شعارها حتى تندمج في غيرها" إلى آخر كلامه الذي يدلّ على العلاقة الوثيقة بين قضية الثياب والمظهر وبين قضية الدين والهوية الإسلامية لهذه الأمة.
ومما يؤكد هذا أَنَّ المسألة في عيون المعارضين للنقاب لا تقف عند منعه أو تشويه صورته، وإنما تتجاوز ذلك إلى منع كل أشكال الاحتشام أو تغطية الرأس بأي غطاء كان؛ والإلحاح الواضح على نشر كل ألوان التبرُّج وتوابعه من انفلاتٍ أخلاقيٍّ، فيصبح الناس وقد صارت المتبرِّجة نجمة مشهورة، في حين يتم التنفير من الطبيبة والباحثة والأستاذة الفاضلة لمجرد كونها ممن يرتدين النقاب، فالمسألة هنا تتجاوز حدَّ الخلاف الفقهي في حكم النقاب لدى علماء المسلمين، لتصبح دعوات منظمة ومتكررة إلى الانفلات، ثم يحاربون النقاب مِن جهةٍ لضمان نجاح سعيهم إلى الانفلات دون عوائق، ومِن جهةٍ ثانية: حتى ينغمس الجميع فيما هم فيه فيستوي الجميع في الفساد، فلا يفضلهم أحد، حسدًا مِن عند أنفسهم.
وأيضًا ممَّا يؤكد وقوف قضية الهوية وراء هذه التصرُّفات كلها: إصرار المخالف على تشويه صور بعض المشاهير ممن ارتدَيْنَ النقاب ودافَعْنَ عنه ودَعَوْن إليه؛ بخلاف عشرات المنتقبات غير المشهورات؛ واللاتي لا يُؤَثِّرْن في توجُّه الناس أو لفت انتباههم إلى النقاب والفضيلة، وهذا التمييز في التصرُّف تجاه المشهورة وغير المشهورة يؤكِّد أيضًا صلة النقاب بقضية التميُّز والهوية، وأن المسألة ليست خلافًا مع عبادة خفية، أو سلوكٍ شخصيٍّ؛ وإنما خلافهم مع المظهر الإسلامي المُمَيِّز للهوية الإسلامية، مهما تنوَّعَتْ أغراضهم ودوافعهم.
وهذا يُعطي قضية النقاب بُعْدًا آخر ينبغي أن لا يغيب عن أذهان المعالجين لقضيته؛ لأن الذي سيبدأ بالتنازل اليوم عن واجب أو مستحبٍّ؛ سيتنازل غدا عن معلومٍ مِن الدين بالضرورة؛ لأن معارضة النقاب إنما هي مظهرٌ ومقدِّمة لمعارضة الهوية الإسلامية كلها، ولن تقف المسألة عند النقاب؛ لأنها ليست خلافًا مع النقاب؛ وإنما هي خلاف مع الإسلام بكل شعائره وأشكاله.
وقد كان خلافهم قبل فترة قصيرةٍ مع اللحية أيضًا ثم هدأ الخلاف كثيرًا بعدما انتشرت اللحية في الأمم الأخرى بشكلٍ أو بآخر، وصار شكلها مألوفًا غير مختصٍّ بالمسلمين في نظر هؤلاء المعارضين، فهدأ الخلاف مع اللحية مقارنةً بما كان عليه سابقًا، وبقي الخلاف مع النقاب المختصّ بالمسلمين مستمرًّا، كما ثار الخلاف أيضًا مع الحجارة والجدران، عندما تشير هذه الحجارة إلى شيءٍ من شعائر الإسلام، فالخلاف ليس مع الطوب والجدران وإنما هو خلافٌ مع ما تشير إليه هذه الحجارة من المساجد في طول أوروبا وعرضها، أو مع المآذن كما حصل مؤخَّرًا في سويسرا التي أجرت الاستفتاء على حظر المآذن، ثم خطى بعض وزراء إيطاليا خطوة أخرى فقال بضرورة إجراء استفتاء استشاري قبل المضي في بناء المزيد مِن المساجد (27)، فانتقلت المسألة للمساجد بعدما كانت في المآذن، والحجارة هي الحجارة، تُبْنى بها الملاهي فلا تثور لهم ثائرة، فإذا بُنِيَتْ بها المآذن والمساجد ثارت الدنيا؛ لما تشير إليه حينئذٍ من الهوية الإسلامية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/116)
فالخلاف كما هو واضح مع الهوية الإسلامية لا مع النقاب أو المآذن أو غيرها من شعائر الإسلام وخصوصيَّاته، ويتأكَّد هذا أكثر وأكثر عندما يصل اعتراضهم إلى لعبة أطفال يتم تصنيعها مرتدية الحجاب، لما في ذلك من إشارة إلى شعيرة إسلامية حتى وإنْ جاء ذلك عرضًا بدون قصدٍ من الصانع!، فما وجه الخلاف مع لعبة أطفال؟ وهل تملك لعبة الأطفال قوة يخشى منها هذا أو ذاك؟ لكن لما كانت المسألة تشير إلى شيء من شعائر الإسلام ثارت الثائرة على لعبة الأطفال أيضًا، واستدعَت المسألة عندهم سَنّ الترتيبات الصارمة في وجه هذه اللعبة.
وهذه الوقائع جميعها لا يسع أحدًا التعامي عنها وهو يتناول ظاهرة التطاول على النقاب التي تدور رحاها هذه الأيام، والتي لا يمكن معالجتها اقتصارًا على بيان حكم الإسلام في النقاب وجوبًا أو استحبابًا؛ فالمسألة أعمق مِن هذا بكثير، سواء في نظر الإسلام أو في نظر المعارضين له.
وفَّق الله الجميع إلى ما فيه صالح الإسلام والمسلمين.
-----------------------------
(1) «شرح اللزوميَّات» نظم أبي العلاء المعرِّي (2/ 77).
(2) المصدر السابق (1/ 403).
(3) والأبيات في «سقط الزّند» (ص/189) ضمن قصيدة «أمراء القوافي».
(4) ذَامَ فلانٌ فلانًا: عَابَه وحَقَّرَهُ. انظر: «تهذيب اللغة» للأزهريِّ (15/ 25).
(5) صوتها أو حركتها.
(6) المصدر السابق (ص/193 - 194) ضمن قصيدة "ألا في سبيل المجد".
(7) الصَّارِمُ: السَّيف القاطع، والجمع صوارم، ومعنى البيت أَنَّه سيظل يسير إلى غايته مهما كانت التحدّيات التي يلاقيها، حتى لو كان الصباح سيوفٌ قاطعة والليل جيوشٌ مهلكة.
(8) يعني يسير بالليل.
(9) لم تُبالِ.
(10) الضرورة.
(11) إمام الحرمين: الجويني.
(12) كا شفات لوجوههن.
(13) «كفاية الأخيار في حَلِّ غاية الاختصار» للإمام تقي الدين الحصني (ص/466 - 467)، وانظر أيضًا: «روضة الطالبين» للإمام النووي (7/ 21)، و «مغني المحتاج» (3/ 128).
(14) «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لابن حجر العسقلاني (9/ 235 - 236، شرح الحديث رقم 5224).
(15) يعني الإمام البخاري في «صحيحه».
(16) الإمام البخاري.
(17) فالغزالي أيضًا مِمَّن يحكى خروج النساء منتقبات على مَمَرِّ الأزمان.
(18) يعني النساء.
(19) «فتح الباري» لابن حجر (9/ 248، شرح الحديث رقم 5236).
(20) «نيل الأوطار» للشوكاني (6/ 174)، أثناء الكلام على حكم نظر الرجل للمرأة، «عون المعبود شرح سنن أبي داود» لأبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي (11/ 162 ح4086) باب: «فيم تُبْدِي المرأة مِن زينتها».
(21) ينظر لهذه القاعدة: «القواعد الفقهية بين الأصالة والتوجيه» د. محمد بكر إسماعيل (ص/152)، «القواعد الفقهية المستخرجة من كتاب إعلام الموقعين» لعبد المجيد الجزائري (ص/347)، «القواعد الفقهية الكبرى» د. صالح السدلان (ص/325).
(22) روى الآثار بذلك عنهم: ابن أبي شيبة في «المُصَنَّف» (9/ 280 - 281)، والطبري في «تفسيره» (17/ 256 - 258)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (4/ 332)، والطبراني في «المعجم الكبير» (9/ 260) وغيرهم. وقال أبو حيان في «تفسيره» (6/ 412): «ونص على ذلك أحمد قال: الزينة الظاهرة الثياب»؛ يريد: الإمام أحمد بن حنبل رحم الله الجميع.
(23) في «تفسيره» (17/ 256).
(24) في المواضع المذكورة لهما آنفًا.
(25) نشرت جريدة «المصريون» الإلكترونية بتاريخ 12/ 12/2009م خبرًا بعنوان «فرنسا تمنع أزواج المنتقبات من الحصول على الجنسية»، وقالت فيه: «أعلنت وزيرة العدل الفرنسية ميشيل أليوت ماري أن الحكومة الفرنسية ستمنع إعطاء الجنسية الفرنسية للرجال الذين ترتدي زوجاتهم النقاب، وحاولت ماري تبرير قرارها قائلة: إن هؤلاء الرجال لا يؤمنون بما أسمتها القيم الفرنسية» إلى أنْ قال الخبر: «واعتبرت ماري، والتي كانت تشغل من قبل منصب وزيرة الداخلية والمسئولة أيضًا عن الأديان، أن المشكلة الحقيقية للنقاب هو أنه يمسّ حياة الفرنسيين ويمسّ أيضًا قيم فرنسا، وبالتالي فإن من يطلب الحصول على الجنسية الفرنسية بينما زوجته ترتدي النقاب، فإنه يكون بذلك شخصًا لا يشارك فرنسا قيمها وبالتالي فإنه يتعين رفض منحه الجنسية، على حد قولها».
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=21969 (http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=21969)
(26) في كتابه «الإبداع في مضار الابتداع» (ص/413).
(27) نشرت جريدة «المصريون» الإلكترونية في يوم 2/ 1/ 2010م خبرًا تحت عنوان «وزير إيطالي متطرف يعلن الحرب ضد المساجد»، وقال الخبر: «قال وزير الداخلية الإيطالي، روبرتو ماروني، أنه من الضروري إجراء استفتاء استشاري قبل المضي في بناء مزيد من المساجد. واستنكر ماروني قرار مجلس بلدية جنوة، شمال غربي إيطاليا، القيام بتخصيص قطعة أرض للمسلمين لبناء مسجد. وقال: (أعتقد أن قرار بلدية جنوة قرار خاطئ ويجب اللجوء إلى استفتاء استشاري كما فعلت بلديات أخرى مهمة مثل بلدية بولونيا)، على حد ادعائه» أهـ. إلى أن قال الخبر: «يشار الى أن (روبيرتو ماروني) أحد قادة حزب رابطة الشمال المعروف بخطابه العنصري العلني المعادي للعرب والمسلمين» أهـ إلى آخر الخبر.
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22886 (http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=22886)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/117)
ـ[عمرو صلاح الدين]ــــــــ[17 - 10 - 10, 06:33 م]ـ
اندمج بيتان في سطر واحد أعلاه
وها هما مرة أخرى
ولَمَّا رأَيتُ الجهلَ في النَّاسِ فاشِيًا ... تَجَاهَلْتُ، حتى ظُنَّ أَنِّيَ جَاهِلُ
إِذا أَنتَ أُعْطِيتَ السعادةَ لَمْ تُبَلْ (9) ... وإِنْ نظرَتْ، شَزْرًا، إليكَ القَبَائِلُ
ـ[عمرو صلاح الدين]ــــــــ[17 - 10 - 10, 10:19 م]ـ
والمقال في المرفقات على هيئة وورد
.
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:30 م]ـ
بارك الله فيك لكن اخي أريدان اسألك سؤال لاني في حيرة هل النقاب واجب ام مستحب(133/118)
أريد كتب في كفالة الاستقدام ... مهم جدا
ـ[سحر الكيلاني]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......
أعزائي أعضاء ملتقى أهل الحديث .. أرجو أن تتكرموا علي بتحميل كتب ورسالات علمية
تناولت كفالة الاستقدام في الفقة الإسلامي، فأنا بحاجة ماسة لها لإعداد رسالة الماجستير
الخاصة بي ...
وجزاكم الله عني خير الجزاء(133/119)
من الكفر والإباحية إلى عقوبات العدميَّة (2 - 10)
ـ[مبارك]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:42 م]ـ
قال أبو عبدالرحمن: بعد أن ألممت بشيئ من ظواهر العدمية الجبرية والاختيارية أرى أنه من اللازم الالتفات إلى مقارنة تاريخية عظيمة الأهمية، ومركز المعادلة بقاع العالم المسيحي التي كانت مهجورة في عدد من القرون منذ أيام نوح عليه السلام وعاد وثمود، وقد قلت في معادلات في خرائط الأطلس:
*والأرض في بطء تدور.
ونصفها المعمور أدنى الأرض غرة الحضارة.
طرس السماء العبقري (1).
وسفرها المضيئ.
لها من الشمس الوضوح والألق.
ووقدة الوهج.
ومنبع الضياء.
تفتحت لها مصاريع السماء.
بالوحي والإعجاز والذكر الحكيم.
نادى بها موسى وثنَّى بعده يسوع.
وبعده توحدت ديانة الخليقة.
بالمصطفى محمد (2).
ثلاثة وعشرة من القرون.
قرون رهبان الدجى.
والفارس الملثم.
والقائد المعمم (3).
يندى جبينه الأغر بالعبير.
والأرض في بطء تدور.
ونصفها المهجور منفى عابدي الصليب.
ضاقت بهم هداية السماء.
مادت برجسهم بلاد الأنبياء.
لكنهم حنوا إلى طبع الجدود والقرود.
والأرض في بطء تدور.
ونصفها المهجور حالك الظلام.
عبر القرون.
ليلاتها طويلة.
والشمس في بحارها مذعورة.
عبورها لمام.
سماؤها غيوم.
وصحوها ثلوج.
وكل من فيها علوج.
وتقرع الأجراس في صبح الأحد.
يدق ناقوس الوصايا والخطب.
وحكمة أبقى عليها سهو أرباب المجامع:
((لا تبتئس من لطمة.
وثنها بخدِّك الثاني وسامح.
والمجد للرب الكريم في السماء)) (4).
وحكمة المسيح في تشنج القديس والعجائز.
أو مومس شمطاء أقلعت.
عنها الخطيئةُ.
مرادها صكُّ البراءة.
مقاعد الكنيسة.
خشوعها لحن وموسيقى طرب.
وهينمات مطربي الكنائس.
في بحة الجوق الهزيلة:
((المجد للرب الكريم في السماء)).
ترنيمة تقال في الكنيسة (5).
وكل عبء للخليقة التعيسة.
كفارة دُقَّت بمسمار الصليب (6).
والأرض في بطء تدور.
ونصفها المهجور عنفوان لحظة.
مسعورة البريق.
يضج بالروائح الكريهة.
روائح الغليون والنَّخْب (7).
حضارة سوداء ناعبة.
تسير في عمق الفشل.
حضارة البنوك والربا.
حضارة كأنها.
كمنجة الأعمى فلحنها ضرير (8).
حضارة وقودها الطغيان والغرور.
يقودها التلمود صانع البوار.
على الخليقة.
يعلو ((يهوذا)) فوق أنات العوالم.
قال أبو عبدالرحمن: زعم ذلك شاعر الصهيونية شاؤول تشرنيخوفسكي .. وفي معتقد متديني اليهود أن أهل الأرض آخر الزمان يفسدون فينزل المسيح المنتظر؛ فتقوم الدولة العالمية الواحدة، والديانة الواحدة وهي اليهودية، ويكون مَنْ سوى اليهود عبداً لليهود .. ثم جاء الصهاينة فقالوا: هذا وعد الرب، ولكنه لا يحقِّقه لنا إلا بفعلنا؛ فلا بد أن نفسد الناس بالصد عن الإيمان والحثِّ على الإلحاد، وإنهاك العقل بخبال وخيال الفلسفات، وإنهاك الجسم بالمخدرات وشهوات الجسد غير المنضبطة؛ فجعلوا ربهم -عليهم لعائن الله- يأمر بالفحشاء والمنكر؟! .. وفي سياق الأبيات:
*هم يخنقون الطفل في الرحم.
ويعصرون القمل والذباب (9).
وضُيِّعت ترنيمة الكنيسة:
((المجد للرب الكريم في السماء.
لا تبتئس من لطمة.
وثنِّها بخدك الثاني وسامح)).
وتقرع الأجراس كل يوم.
في قاعة المؤامرات.
تحاك للشعوب والمستضعفين:
توصيكمُ ((البيشوف)) أعداء السلام.
توصيكم فظائع ((الشيكا)) والرفاق (10).
أن تخنقوا الوئام.
بالقوة البلهاء والدولار يقبر الضمير.
هات العصا الغليظة.
يا روزفلت (11).
تلهو بسوط القهرمان.
أن تسرقوا الدواء والغذاء.
تسترحلوا مبادئ المسيح.
كما تشاء رقة العصر الكذوبة.
لباقة عصرية.
لكنها صديد حقد غابر.
كأنها غلالة لعاهرة.
تخفي دمامة الضغائن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/120)
* أن الجنون في صلب العقل والحقيقة!! .. ومن الربط بالأديان أن فتنة عيسى عليه السلام بناءً على عقيدة الصلب عندهم مرتبطة بتضحية إبراهيم الخليل عليه السلام، والذبيح عندهم افتراءً إسحاق عليه السلام؛ ولهذا يجعلون بين العهد القديم الذي هو التوراة وتوابعها وبين العهد الجديد الذي هو الأناجيل والرسائل والرُّؤَى علاقات خيالية تُثري آدابهم، وتُرسِّخ الجنون الاختياري؛ ليكون الجنون إرادة حُرَّة تسخر بآلام البشرية الواقعية وآمالهم التي هي أحلام .. واخترعوا حيوانات أسطورية ترمز إلى (حقيقة المعرفة) بأنها أيضاً من الآمال التي هي أحلام؛ فالغرابيل (الغيتمنِش) حيوان كبير يزداد طولاً كما نزداد عن الحقيقة بُعْداً .. وهناك حيوان آخر عجائبي يلتفُّ عنقه الطويل جداً ألف مرة حول نفسه؛ وذلك أيضاً رمز البُعْدِ عن الحقيقة .. إن الجنون الاختياري إرادة حرة للسخرية والعبثية والعدمية، وهو سياج صفيق دون العلم بمعرفة حقيقية؛ ولهذا حكى فوكو جنونية اختيارية عن (كاردان)، ونصها: ((إن الحكمة مثل المواد الثمينة يجب أن تُنزع من قلب الأرض)) .. أي لا حكمة ولا معرفة في هذه الحياة على وجه الأرض، وهذا أوسع باب لهيبية الإباحية وفلسفات اللامعقول .. وربطوا حقائق الدين غير مُتَأَثِّمين ولا مُتورِّعين بخيالاتهم المنتجة للإلحاد والإباحية وعقوبات العدمية .. ومع الربط حَرَّفوها؛ فجعلوا شجرة الخلد (التي قص الله سبحانه وتعالى وسوسة إبليس لعنه الله بها إلى آدم عليه السلام) شجرةَ معرفةٍ وهداية مغروسة في الجنة الأرضية فانتزعت من مكانها؛ فأصبحت الأرض ومن عليها بلا هداية؛ فهم يتحدَّثون بلغة إبليس!! .. وبهذا كان الجنون الاختياري عندهم معرفة حقيقية بأن الوجود عبث؛ فجعلوا ربي جل وعلا وتقدس خالقاً للإنسان سُدى، وخالقاً للموجودات بلا حقٍّ ولا حكمة؛ فليحذر أدباء الحداثة الاحتواء السريع بلا محاكمة عقلية، وهداية شرعية .. وفي رمزيات الجنون في آدابهم عما سَمَّوه (شجرة نسب الرذائل) ما لا يقوى قلمي على حكايته .. إن الجنون الاختياريَّ عندهم معرفة قلبية، وفي نفس الوقت هو عقاب بالممارسة لمعرفة غير ذات قيمة، ويعنون بها إرثهم؛ وهذا يعني التبديل والتحريف والإسقاط الذي دخل كتبهم؛ فجعل إرثهم عدماً، وجعل الجنون الاختياريَّ معرفة قلبية هي حقيقة المعرفة .. أي العلم بأن كل شيئ عبث .. قال شاعرهم:
*أنتم أيها العلماء الذين تتمتعون بِصِيت كبير.
التفتوا وراءكم لتتأملوا ميراث الأقدمين وقانونهم.
كتب للفكر لا تتغذى من ضيق الذهن.
ومعنى البيتين الأخيرين أن العلم لا يحصل من الفكر وهو ضِيقٌ ذهني، بل من القلب الذي هو المعرفة الجنونية الاختيارية، وسوء الترجمة فيما يظهر لي جعل المعنى متلعثماً مخالفاً للسياق النثري الذي كان مقدمة لهذه القصيدة .. و (برانت) من ذوي الغَيرة على الكتاب المقدس الذي يعبث به العابثون، ومع هذا لا يرى الشرور بما كسبت أيدي البشر عقاباً، ولا أنه سبيل النهاية؛ وإنما هو خطأ وعيب؟!! .. ومن ذوي الغيرة أيضاً (رونسار) في نقده مُعَذِّبي المجانين، ولكنه حمَّل المسؤوليةَ العقلَ في فراغه الكبير، ونسي أن الفراغ في المأثور لديهم .. قال:
*لقد طار العقل والعدالة إلى السماء.
ومكانها تربَّع اللصوص.
على أن هذه النغمة هي فلسفة الجنون الاختياري، وكالفين مِن صُنَّاع البروتستانتية التي أصبحت في العالم المسيحي ديانة سبتية، وقد جعل لله سبحانه عقلاً -وعلم الله جل جلاله مباشر بلا وسائط-؛ فقاس العالَم بالخالق جلَّ وعلا؛ ليخلص إلا أن العوالم جنون؛ فهذا مفتاح للعدمية، وترويج للوثنية اليهودية التي بلورها اسْبينوزا اليهودي في رسالة السياسة واللاهوت؛ فجعل نعيم الآخرة مشاركةَ الله في صفاته، وهي وثنية متأصِّلة في لاهوتهم الطبيعي؛ إذ جعلوا الرب سبحانه إنساناً كبيراً، والإنسانَ إلهاً صغيراً .. عليهم اللعنة من الله تترى إلى ما لا نهاية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/121)
قال أبو عبدالرحمن: كتاب فوكو أكبر وأوسع من إيحاء عنوانه: (تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي)، بل هو زخم أدبي مضغوط؛ فاشتد غموضه لهذا الضغط؛ لأن مصادره التحليلية كتب كثيرة من الآداب الغربية ولا سيما المسرحيات؛ فهي إشارات لأشخاصٍ مسرحية ومواقف ثرية الدلالة جداً لا يستوعبها إلا مَن قرأ المسرحيات أو تفرغ لقراءتها؛ ولهذا فهو مصدر أدبي ثري؛ وإنما المهم الواقع العلمي والعملي في حياة العقلاء، كتفسيرهم الظواهر الكونية المتعلقة بالبشر، ولست أحصي ذلك؛ وإنما أذكر نماذج كحجز الفقراء والمجانين، وخلطهم في الحجز، وتفسير حالاتهم بأنها رمزُ أخلاق رديئة قابلة للإصلاح بالتوبة، وهو إصلاح لا شُمامة فيه للرحمة .. ومن ذلك انتشار الجمعيات السرية لتعاطي السحر، وكذلك الأزمات الاقتصادية كانخفاض الأجور وتفشِّي البطالة وقلة السُّيولة، وكل محجوز لأي سبب يُكلَّف بأعمال تحقِّق رفاهية المجتمع ولكن بأرخص الأجور؛ فكانت أماكن الحجز الغاصَّة مصادر اقتصادية، وكل فاجعة يُعالجها العقلاء (بسبب الفراغ من دين صحيح) بوحشية تُبكي القلوب؛ فالإصابات التناسلية قذارة لا أمراض؛ ولهذا تخفُّ المسؤولية الطبية وتبدأ الوحشية بحجزهم مع المتخلفين عقلياً؛ ليتلقَّوا العدوى!! .. والدين الصحيح عندنا أولاً الوقاية بالتربية الصالحة من الصغر، ومعانقة الفرد في تأرجحات عمره برقابة مجتمع معصوم العلن يعظ برفق، وينتقد برفق، ويكون الحياء من المجتمع سبباً في تغلُّب الفرد على نزواته .. وفي الدين الصحيح عقوبات محددة وإصلاح، ولا تتعدَّى العقوبة إلى مَن لا ذنب له كضعاف العقول في دور الحجز .. ويكون للقيام بذلك هيئات للحسبة تنظِّم الأمر بمقتضى الشرع في مرحمته وفي حكمته إذا استأصل العنصر الفاسد لدى القوم .. ويسبق ذلك تنظيم أُسري يُحَمِّل الرجال مسؤولية القوامة، ويحقِّق للمستضعفين والنساء حق الكفاية .. وشجرة الأسرة مباركة ممتدة الأغصان، وتسع بظلها فِئاماً من الخلق، وتوجد العاقلة، ولا يسقط ضعيفهم، وكل هذا معدوم أيضاً .. وأصبحت دور الحجز التي لا ترحم فوهة مدفع لقذائف الإلحاد من المحتجزين الساخطين وفيهم ذوو جنون اختياري بسبب الفراغ الديني، وصاحَب الإلحاد والإباحية أنواعٌ من العدمية كالسحر والشعوذة والتنجيم والاعتقاد في الأبراج، وانتشرت الجرائم البشعة، ورجل الدين عندهم يُظهر إصلاحه بالنبوءات الميتافيزيقية؛ فهذا البؤس تهديد بقرب يوم القيامة .. أي أن هذا قدر من الله كوني فارغٌ من تدبير شرعي يؤلف بين الإنسان والطبيعة، وبين الإنسان في امتداده الزمني بين حاضره وناظره!.
إن معظم جنون القوم ليس علاجه رُقْيةَ تَقيٍّ، ولا تجربة طبيب ماهر؛ لأنه سلوك حيواني اختياري منغمس في كل الرذائل، كما أن ابن ستة عشر عاماً وابنة هذا السن أيضاً كاللقيطين يُطردان من عشهما، وكمن كبر من فراخ الدجاجة تنقره أمه وتُنفِّره .. وعلاج هذا الانفلات بوقاية شرعية صالحة، وتربية مصلحين يكونون قدوة في سيرتهم، ومجتمع في الشارع يصون علنَه الحياءُ، ووعظ فكري مأذون به، وحسبة مأذون بها، وكفاية من الأسرة والمجتمع بحافز الدين ووازعه .. وهذا الانفلات في نفسه عقوبة عدمية؛ لأنه مسخ للخصائص الإنسانية؛ ولكون هذا الجنون الاختياري انفلاتاً يعني المسخ قال (ماتوران لوريكار) عن الفرد من أفرادهم: ((إنه ذئب باعتبار ضراوته، وأسد باعتبار لباقته، وثعلب باعتبار مكره وخداعه، وقرد وكلب باعتبار نميمته وسبابه وتشنيعه، وثعبان باعتبار بُخله، ولبؤة باعتبار تقلباتها، وفهد باعتبار بِدَعِه، وحية باعتبار شهوانية عينيها، وتنِّين يتحرَّق عطشاً باعتبار إدمانه، وخنزير باعتبار دعارته))، ولو كان الحجز والترحيل والقمع والخلط بذوي الأمراض المعدية مقتصراً على هؤلاء دون غيرهم من ذوي الجنون الجبري: لرأى ذو العقل الذي لا يحمل ديناً صحيحاً أن ذلك عقاب لائق .. إلا أن كثيراً من ذوي العقول تلك يرون ذا المرض العقلي الجبري محبوراً إذا خُلط في الحجز بالمنحلِّين ذوي الأدناس القذرة جداً، والحجة أنهم أسندوا إلى (اللاعقل) كامل حقوقه!! .. ولست والله أعرف في أي دين رباني، ولا في أي تفكير نيِّر فلسفة لكامل الحقوق هذه .. إن المجنون الجبري يعالج، ويُحمى بإذن الله من خطره على نفسه، ولا يُجعل جنونُه غير الاختياري شريعةً لممارسة الانحلال.
وأما الجنون الاختياري في الفلسفات بوعي تضليلي فله شأن آخر لا يسوِّغه الفراغ الديني، ولذلك حديث يأتي إن شاء الله، وفلسفته أنه نقد للواقع المريض .. قال شاعرهم:
*بقدر ما أصقل نفسي وأنحتها
وهذا هو مفتاح الحسبانية، وإلى لقاء بحول الله وقوته، والله المستعان.
(1) قال أبو عبدالرحمن: لأنه بعث فيه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ونزلت عليهم الكتب الإلهية.
(2) قال أبو عبدالرحمن: لأن الله نسخ بشرعه جميع الشرائع، ولم يقبل الله غير دين الإسلام ديناً.
(3) قال أبو عبدالرحمن: التلثم شعار فرسان العرب، والعمائم تيجانهم.
(4) قال أبو عبدالرحمن: المأثور عن عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا محمد وعلى جميع أنبياء الله ورسله أفضل الصلاة والسلام: إذا ضربك أحد على خدك الأيسر فأدر له خدك الأيمن.
(5) قال أبو عبدالرحمن: أما في الواقع العملي فلم ترفع الظلم عن البوسنة والهرسك وعشرات من الأمم المستضعفة.
(6) قال أبو عبدرالحمن: يرون في دعوى الصليب أن تضحية عيسى بن مريم عليهما السلام كفارة لأخطاء أمته.
(7) قال أبو عبدرالحمن: النخب الخمرة والنبيذ.
(8) قال أبو عبدالرحمن: ويستثنى نوادر كسيد مكاوي.
(9) قال أبو عبدالرحمن: كناية عن جشعهم واحتكارهم ودعوتهم للجنس الحرام والإجهاض وتحطيم بناء الأسرة.
(10) قال أبو عبدالرحمن: هذا إلى مكايد اليهود المتقنعة بالشيوعية العالمية قبل سقوطها.
(11) قال أبو عبدالرحمن: عصا روزفلت الوجه الآخر لسياسة الغرب، والوجه الأول سياسة الدولار لشراء العملاء.
(12) قال أبو عبدالرحمن: وهذا ما حصل في البوسنة والهرسك.
وكتبه لكم:
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
ـ عفا الله عنه ـ
الجزيرة: السبت 08 ذو القعدة 1431 العدد 13897
http://www.al-jazirah.com.sa/20101016/ar9d.htm(133/122)
من الكفر والإباحية إلى عقوبات العدميَّة (1 - 10)
ـ[مبارك]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:46 م]ـ
إذا قلتَ: (كفر اللهَ) فعدَّيت الفِعْل بلا حرف جر فالمعنى جحد الله نهائياً؛ وذلك هو الدين الماركسي الذي أبدعته الصهيونية العالمية، ثم بعد ذلك ما تقيَّأتْهُ من الدين العلماني، وهو دين الدَّهريين قديماً، وهم قلة تغلب عليهم الأُميَّة، ولا دولة لهم، ولكنهم ورثوا دين الهالكين كعاد الذين قال الله عنهم: {أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ} (سورة هود 60)، وثمود الذين قال الله عنهم: {أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ} (سورة هود 68) .. وإذا قلت: (كفر بربه) فعديت الفِعْل بحرف الجر فمعنى ذلك أنه جحد شيئاً أو أشياء من حق ربه على وجه الكمال المطلق، ويدخل في هذا الجحدِ جحدُ شيئ أو أشياء مما صدر عن كماله المطلق كشرعه المعصوم، وأنبيائه المعصومين، وما أخبر به من الغيب، وما شرعه لسعادة البشر في دنياهم وآخرتهم .. وهذا هو كفر أكثر أهل الفترة الذين آمنوا بالله رباً وأشركوا به، وهو الغالب عند أهل الكتب المنزَّلة التي جنوا عليها بالتحريف والتبديل والإسقاط والإضافة .. وقد قضى تدبير الله جل جلاله أن لا يستأصلهم بالهلاك كما استأصل مَن جحدوا ربهم كعاد وثمود؛ ولكن عقوبات الله تترى لعلهم يرجعون؛ وبالاستقراء التاريخي لم نجد بقاع السبق للعلم المادي الحديث من القسم المعمور من المعمورة، ولم نجد الرسالات الإلهية إلا في بلاد الشرق، ووجدنا هذه البقاع هجراتٍ من الشرق، وهجرات من بلدان هاجر إليها أهل الشرق.
قال أبو عبدالرحمن: ولقد جُبلتُ على فضولٍ من حبِّ الاستطلاع حال بيني وبين التفرُّغ التخصصي لحقل أو أكثر من حقل .. لا تفرُّغ استقراء، ولكن تفرُّغ ذي الأرشيف المحصي لأرقام أضابيره، المحصي لمحتوياتها إجمالاً، الصارف عمره في هذه الدائرة الأبديَّة .. كنت أحب أن أعرف ما أقدر على معرفته وإن كان غريباً على تكويني وبيئتي وما دُرِّبت عليه من العلوم؛ ولهذا أثقلتُ مكتبتي بتأليفات وبكتب مترجمة عن الأعباء التي بين الكفر والإباحية وبين العدمية؛ فعنيت بالدادية والسريالية واللامعقول وكل ما في الوجودية من الغثيان والهيبية والعدمية، وما كُتِبَ في التلذُّذ بممارسة المحرمات التي جعلها أمثال اسْبينوزا اليهودي حقاً طبيعياً مشروعاً، وتابعت عقوبات من الله لا تزال تترى أحصاها المؤرخون من أمثال ول ديورانت في قصة الحضارة، وأحصاها المتخصصون في إحضار الوقائع السيئة من سلوك البشر أمثال (ميشيل فوكو) في كتابه (تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي) وما هو إلا جنون القوم الراهن الآن، وقد نقله من الفرنسية سعيد بنگراد بأسلوب أعجمي .. ومن الكوارث التي أحصاها (وهي التي استأصلت كثيراً منهم) الجذامُ، ثم الأمراض التناسلية كالزهري وقد تأصلت اليوم في الإيدز، والأعاصير في الأعوام الأخيرة المسلَّطة على جزيرة جمهور سكانها من المفسدين في الأرض الصهاينة الأرذال .. ولا تنسَ ما هو موت بطيئ من الكوارث الراهنة؛ فينشأ أحدهم على مبدإ (كُلْ بذراعك أو مُتْ)؛ لارتفاع أواصر الرحم وذوي القربى، والإيثار، والضمان الاجتماعي .. وكل هذا تكوَّن فطرة وديانة من غير تنظيم إداري لدى المسلمين، وهو فطرة عند العرب في جاهليتهم، ثم عَمَرَه اللهُ بالشرع الإسلامي .. وليس هناك علاج شرعي معصوم عند القوم لم يدخله خلل؛ فكانت الوحدة ظاهرة أغلبية، وكان الشح والعبودية للمال بأي طريق ديانة، وكان لا يقوى الفرد على العيش إلا بالربا المضاعَف من بنوك الصهيونية؛ فيظل تحت وطأة الدين مدى عمره، وليس هناك صلة بالرب في جوف الليل وأطراف الليل والنهار تشرح الصدر وتزيل الكرب عن دين صحيح؛ وإنما التداوي بالإباحية، وليس كل واحد قادر على الغرق فيها؛ لشحِّ الموارد؛ فتولَّد من ذلك القلق والأمراض النفسية والجنون والانتحار والعدمية؛ لأن القادر على استهلاك الإباحية أنهك جسده وروحه وعقله، وغير القادر أنهكه الغبن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/123)
*، وكتاب فوكو مليئ بالرموز والأقنعة لأدباء الحداثة - إن كانوا لا يزالون معلقين برموز الخواجات - بعد أن مللنا صخرة سيزيف وخصب تموز، وأصبحت مسكوكات شرقية بعد أن كانت ابتكاراً خواجياً؛ فعزفنا عنها بدافع الملل .. لقد استشرى مرض الجذام (ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمنا التعوذ من الجذام والجنون وسيِّئ الأسقام) في بلاد أوربا إلى نهاية ما يسمونه بالقرون الوسطى، ولم تنسف الصهيونية بعدُ الكنيسةَ بما فيها من أثارة بعد التحريف والتبديل، وإن كانت ضعيفة الأثر؛ لأن الأثر الناجع لا يكون إلا مع إخلاص الإيمان بالله على الكمال المطلق، والرضا بأحكامه الشرعية والقدرية، والتصديق بأخباره عن الغيب، وقد أحصى فوكو تسعة عشر ألف مستشفى للجذام في كل بقاع العالم المسيحي نقلاً عن (ماتيو بريز) .. وكان شكرُ القوم لنعمة الله بزوال هذا المرض بنشاط الدروس العَلمانية، وأما ذوو الأثارة الدينية الضعيفة فكان لهم طقس ديني يُسمُّونه (التَّطواف المقدَّس) حمداً لله سبحانه .. ولكن السلوك غير شرعي؛ فالإرث المالي الذي فرضه الله مُلغى؛ لهذا أخذوا الثروات الهائلة للهالكين بالجذام لتعمير المستشفيات لأمراض أخرى، ولمساعدة الجنود المصابين، ومساعدة الفقراء .. مع أن فريضة الزكاة الدائمة، والصدقات المستحبة كفيلة بسعادة المجتمع، وما طرأ من مصائب ففي المال حق غير الزكاة والصدقة، وميشيل فوكو (وهو كاتب قدير مستوعب) يدور في فلك إرثه البيئي؛ فهو يُعيد اختفاء مرض الجذام إلى ثلاثة عوامل: أولها ممارسات غير طبية مشبوهة، وثانيها فصل عفوي بين المرضى وغير المرضى، وثالثها القطيعة مع البؤر الشرقية للداء بعد الحروب الصليبية.
قال أبو عبدالرحمن: من ظواهر النقص البشري ظهور التفاهات من العقول الكبيرة المحرومة من الزكاء (بالزاي) الشرعي؛ فالممارسات غير الطبية ليست من أسباب الشفاء، والفصل العفوي قليل، والذي حدث ظلم صارخ وهو ترحيل المصابين بالآلاف ونفيهم، واختلاطهم بآخرين غير مصابين .. وأما بؤر الداء الشرقية فلا يؤثر تاريخياً استشراء جذام جماعي في الشرق خلال الحروب الصليبية، والتاريخ لا يهمل مثل هذا الحدث الكوني العظيم المتعلِّق بالبشر، بل هو داء بدأ وانتهى في أوربا .. وأستدرك ههنا أن اليهود مواطنون قلة في كل بلد أوربي، وأهل الكتاب الآخرون حريصون على شفاء أبناء ملتهم؛ فيهود بلا ريب وراء الممارسات الطبية المشبوهة التي تطوَّرت بعد ذلك بشكلٍ مُروِّع؛ فعلى سبيل المثال مستشفى (بيساتر) قال عنه (فوكو): ((أعرف كما يعرف الجميع أنه في الوقت ذاته سجن، ولكنني أجهل أن المستشفى بني لكي يُولِّد الأمراض، وبني السجن لكي يُفرخ الجرائم)) .. ولا يمل فوكو من الحديث عن سوء دور الحجز، وخلط المجنون الذي لم يكن جنونه اختيارياً بالانحلاليين والمجرمين وذوي الأمراض المعدية كداء الحَفَر (فساد الدم) والجذام مع محاولات إخفاء ما يستجدُّ من داءٍ مُعْدٍ .. وبراعة القوم العلمية والعقلية في أمورهم الدنيوية تمنع من هذه الإجراءات لولا أيادٍ خفية تعمل في الظلام؛ فنشرت الرعب في المدن خارج دور الحجز؛ لسريان العدوى؛ فتولَّد الخوف والقلق اللذان كانا مرحلتين لعقوبات عدمية .. ولو كان الدين عندهم صافياً لاعتبروا بقوم موسى عليه السلام سلط الله عليهم الوباء لعلهم يرجعون، ثم كشفه عنهم لما طلبوا من موسى عليه السلام دعاء ربه بأن يكشفه عنهم، وأمثال هذا كثير في الأديان الإلهية .. والله سبحانه قبل بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- مقت أهل الأرض إلا بقايا من أهل الكتاب، و أَمَر ديننا الإسلامي بترك الرهبان ومتعبِّدة اليهود على ما نذروا أنفسهم له وإن كان الدين عندهم غير صاف؛ فالله سبحانه يستجيب للكافر في الضراء إذا لجأ إليه؛ فما بالك بمن عنده أثارة من دين الله المنسوخ شرعاً لا مِلَّة؟! .. ومن أثارتهم المشوبة غير الخالصة قول القديس في كنيسة فيينا وقد أصبحت فيما بعد وكراً للمفسدين في الأرض من صهاينة يهود: ((يا صديقي إنه ليرضى الله أن تكون مصاباً بهذا المرض؛ وإنها لعناية منه أن يعذِّبك على الشرور التي ارتكبتها في هذا العالم)) .. والتخلِّي عن المريض في معتقدهم إقصاء له يُعَدُّ خلاصاً، ويمنحه شكلاً آخر من الانتماء إلى الجماعة!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/124)
قال أبو عبدالرحمن: كون الإنسان ممن إذا أُعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر: شريعةَ الرسل والأنبياء كافة عليهم صلاة الله وسلامه وبركاته بالضرورة الشرعية؛ لأن ذلك استسلام إيماني عن عقيدة مكينة بوحدانية الله على صفات الكمال، وهذا مما لا يدخله النسخ ألبتة؛ فلا يكون الابتلاء رحمة إلا إذا كان تكفيراً يصحبه الصبر والشكر على كل حال والاستغفار، والعافية خير لنا وأوسع؛ فأهملوا جانب الاستغفار والشكر والإنابة عقيدة وقولاً وعملاً .. ومع هذه الأثارة الضعيفة فقد استخفَّ فوكو بعناية الله وحكمته؛ فجعل الخلاص في أثارتهم الشرعية لعبة؛ وللفراغ من دين صحيح أصبح الجذام عقوبة عاجلة لا تكفيراً؛ لأن تكفير الله تعقبه عافية الله بعد إنابة المخلوق، وأما هؤلاء فكانت عاقبة الجذام عندهم عقوبات متلاحمة؛ فانتشر بين القوم الجنون فزعاً من ذلك الداء الهائل العارم، وانتشرت الأمراض التناسلية ابتداء بالزهري؛ ذلك أن القوم لم ينيبوا، وهم مغلوبون على أمرهم ممن يكيد لهم في الخفاء منذ بولس اليهودي (شاؤول المكرِّز) الذي غيَّر دينه إلى أن أصبحت الصهيونية عقيدة إلا عند قلة من يهود مغلوبين على أمرهم أيضاً .. وكان استعمال الزئبق للأمراض التناسلية مما أخذوه عن الأطباء العرب، وذكر فوكو أيضاً العلاج المُعْرِق، وهو عملية تُجبِر الجسد على إفراز العرق، وذكر في القرن السابع عشر ظاهرة حجز ذوي الأمراض التناسلية هم والأصحاء مع كثرة المصابين؛ فماذا كانت النتيجة؟ .. إنها انتشار جنون كجنون الفزع من الجذام، ووصفه بأنه (فضاء أخلاقي للإقصاء).
قال أبو عبدالرحمن: كلا .. ليس الحجز ههنا إقصاء ترفضه الأخلاق، وإنما الفضاء الأخلاقي بتخلُّف عنصر الإنابة للفراغ من دين صحيح .. وضَرْبُ المجانين، وترحيلهم، ونفيهم في السفن إلى جزر مهجورة وأماكن غريبة عليهم، والرمي ببعضهم في البحر: حقيقةٌ تاريخية واقعية، ولكن لقبحها وعِظَمِها وتخلِّيها عن المرحمة أنتجت فيما بعد أدباً خيالياً أسطورياً في آنِهِ لا في ماضيه؛ فوجدت ظاهرة (سفينة الحمقى) في آدابهم، وجعلوها مستعارة من (الأرغنوت) في أساطيرهم الوثنية عن مغامرة آلهة اليونان، وليست كرحلة السندباد التي هي للتسلية بالعجائب، وليست ترويعاً بالجرائم الآثمة؛ ولكثرة هذه الرحلات البحرية في الخيال الأوربي سموها الألحان الشائعة، وعَدُّوا من ذلك سفينة الأمراء من خيال سيمغوريون شامبيي، ومعارك النُّبل، وسفينة السيدات الفاضلات، وسفينة الصحة .. ومن خيال جاكوب فان أو ستفورن رحلة (بلوي شوت)، ويعرف ترجمتها حاذقو اللغة الفرنسية .. ومن خيال برانت سفينة الحمقى، ومن خيال جوسي باد سفينة الحمقى وزورق المجنونات .. والحُمق ليس جنوناً، ولكنه داء لدى بعض العقلاء؛ ولهذا قال الإمام الفحل أبو محمد ابن حزم رحمه الله في كتابه الإحكام في بحثه عن الإجماع منتقداً بعض العلماء العقلاء: ((أصناف الحمق أكثر من أصناف التمر)).
*، وهذا رأي توما الأكويني، ولكنهم يُعَمِّدونه دون غفران؛ لأنه لا يشكل تهديداً!! .. ألا ما أكثر أصناف التمر في إشارة الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى!! .. ثم جاء العقاب الرابع لتخلُّف الإنابة عن دين صحيح بمشروعية الجنون الاختياري بعد فلسفتهم للجنون الاضطراري، وجاءت هذه الفلسفة بعد أدبيات (سفينة الحمقى)!! .. لماذا؟ .. لا تعجلوا بطلب الجواب.
*، وهذا عند عقلائهم صرح لضميرهم بدلاً من قلعة النظام المرئية!!؟ .. ومن القيم الناتجة عن طرد المجانين: أن المجنون سلَّم نفسه إلى عالم اللايقين *غير اليقين* الرهيب الموجود خارج كل شيئ، وأن سجنه في بحرٍ أكثرُ حريةً وانفتاحاً، ونتيجة هذه الحرية أنه مُوْثَق بشدة بالملتقيات اللانهائية *غير النهائية* .. وهو سيخرج من البحر إلى امتداد خصيب بين أرض لا ينتمي إليها .. وهذه الخيالات يسمونها (ثيمات) وذكروا من نماذجها طفلاً مطروداً في زورق تلعب به الأمواج ثم يعود جديداً على الحقيقة، وخلص فوكو إلى ارتباط بين الماء والجنون في ذاكرة الأوربي، ومهَّدوا للجنون الاختياري بأسطورة (تريستان)، وهو طفل يتيم أُطيح بأبيه الملك منذ ولادته؛ فقد تنكَّر كريستان في ثوب مجنون، وسلَّم نفسه للبحارة الذين يُرحِّلون المجانين، وانتهى به المطاف إلى قصر الملك (مارك)؛ ولغربته عليهم حكموا بأنه آت من القلق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/125)
المتزايد للبحر الذي يُخفي كثيراً من المعارف، وعلى المدى نشأت قصة الحب الأسطورية بين كريستان (وإيسوت) .. ويشير بإجمال إلى أدبيات متصوِّفة القرن الخامس عشر الميلادي؛ فالنفس التي تخلَّى عنها المجتمع تقذفها الأمواج في أعماق بحر مَقرٍّ لرغبات غير متناهية فراراً من عالم أرضي عقيم مثقل بالهموم والجهل؛ وما ذلك سوى انعكاس مُزَيَّف للمعرفة، وهذه المعرفة تتعلق بالإيمان .. وبعد جنون البحر الكبير سيمد القارب أشرعته الروحية كي تجره عناية الله *عبَّر عن ذلك بنفَس الله - بفتح الفاء - تعالى ربي وتبارك* إلى الميناء .. وفي القرن السادس عشر رأى (دولانكر) أن البحر مصدر لدعوة شيطانية لشعب بأكمله؛ ولهذا أَفْقد السهل الكبيرُ الإنسانَ الإيمانَ بالله؛ وإنما الثقة بالنجوم .. وهذه نقلة أخرى من الجنون إلى السحر والتنجيم .. وفسَّر الكآبة الإنكليزية في المرحلة الكلاسيكية بأن أصبحت كل قطرة من الماء تنساب فوق مسامِّ جسم الإنسان وَهْناً؛ فيعود ذلك إلى الجنون، وفي أدبيات متأخرة أصبح الجنون تجلياً لعنصر مائي في الإنسان غامض.
قال أبو عبدالرحمن: واعمراه إن قدر عبث العقول الكبيرة أن يغبنني في عقلي؟! .. وأنَّى لعقل المسلم المتزكِّي بشرع ربه أن يُغبن!! .. وقبل المداخلة التي لا تخلو من عبث كعبثهم فلا حجر على الخيال الأدبي أن يبتكر عوالم من البحر واليابسة والنجوم بشرط السلامة من التجديف والمجون الصارخ؛ وإنما عقوبات العدمية في العالم الإلحادي الإباحي أن يتحول الخيال الأدبي الماجن المجدِّف إلى سلوك واقعي هيبي حُرٍّ .. وأما المداخلة فالذي أعيه من العلاقة بين البحر والجنون شيئ يتعلق بتعبير الرؤيا، وهو تعبير مَن يسبح في البحر اللُجي بأنه يصاب بجنون، والرمز في ذلك أن البحر اللجي لا يُرى له سواحل؛ فالسابح يتموَّج إلى غير غاية، وهذه صفة السلوك للمجنون الذي يتصرف بغير هدى إلى غاية كريمة، وقد رأى والدي عمر رحمه الله تعالى هذه الرؤيا لاثنين من أقاربي بوجلٍ منه ومرارة وعَبَرها لي بالجنون وذلك بعد وقوعها فوقعت لهما كفلق الصبح .. وما عدا ذلك فأعجب أولاً من علاقة الماء بالتطهير في السياق الجنوني؛ فأيُّ حوبٍ يؤاخذ الله به المجنون حتى نتَّجهَ إلى تطهيره بالماء تمهيداً لتوبته؟!! .. والماء إذا جرى بعمق وكثافة يكتسح كل ما أمامه طولاً، وكل ما انتهى إليه فيضانه عرضاً؛ فهل سيكتسح الماء جنون المجنون فيعود سَوِيَّاً؟! .. وتسكُّع المجنون في أطراف المدينة قد يحدث خطراً منه هو، ولكن الخطر عليه أقل؛ لأنه مَحُوط بجدران، وبين أفراد من المجتمع عقلاء يفترض فيهم أن يَتَّقوه ولا يؤذوه، وأما طرده إلى البر فيجعله فريسة الوحوش والحيَّات والعقارب والبرد والشمس والظمإ أو الجوع .. وإلقاؤه في البحر يجعله فريسة الغرق أو الهوامير؛ فأيُّ قيمٍ في كل ذلك؟! .. وبعد هذا فأي مسؤولية للمجنون حتى يكون مسؤولاً عن ترحيله لا رحيله!! .. ومن ههنا وُجدت أدبيات سفينة الحمقى، ولقد أنتجت رموزاً ثقافية أصبحت سلوكاً جنونياً هيبياً اختيارياً؛ فالسفينة رمز القلق، والمجنون شخصية عظيمة غامضة فيها سخرية بالعالم لاذعة .. حتى القمر زعموا أنه أكثر الكواكب مائية، فجعلوا الجنون من آثاره على البشر، ويسمون هذا باللوناتية، وهي هوس يزعم أن القمر في دورانه يؤثر على الروح؛ وإنما جعله الله نوراً وهداية ودلالة على أزمنه موسمية ومناخات جوية سنوية؛ وبما أن الجن مخلوقات من نار فالأحرى أن يكون الربط بين الجنون ونارية الشمس أعرق في المخيال الأدبي، ولكن أدبيات (سفينة الحمقى) غيَّبت هذه العلاقة إلى أمد .. إن ما أُضْفيَ على الجنون من العظمة والعبقرية جعله مصدراً لأدب ساخر مُندِّداً بعيوب المجتمعات ذات القوة المادية الظالمة غير ملتفت لغياب الأخلاق والأَثارة الإيمانية الضحلة في العالم المسيحي .. وهو جنون اختياري حر تمثل في مثل الأدب السُّريالي والممارسات الوجودية الشاذة .. والمجنون اختياراً يجعل نفسه اللبنة الرابعة في المجتمع كله المكوَّن من النبيل في اصطلاحهم، والتاجر، والفلاح ويدخل في حكمه كل عاملٍ مُحترف .. والمجنون ذو الشخصية العظيمة العبقرية ذو معرفة تخبر بسيادة الشيطان، ونهاية العالم، وهذه النهاية سعادة؛ لأنها عقاب أقصى، وقوة عظمى على الأرض حيث السقوط الجهنمي!! .. وسيادة الشيطان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/126)
هي انتصار الدجال في زعمهم، وهو الذي تولدت عنه أسطورة هرمجدون (آخر معركة في العالم) بمضغٍ صهيوني استحوذ على عقلية العالم المسيحي.
ومن عقوبات العدمية القلق من الموت المتمثل جماعياً في الحروب ونهايات الأزمنة، وهذا أيضاً دافع لجنون اختياري ساخر؛ فأي عُقبى حميدة لمجتمع ضيَّع عقله ودينه؟! .. ومن الجنون الساخر الكلام على الحياة بأنها عبث تافه وصخب؛ ومن ههنا جاء الجمع بين النقيضين في هذه الجملة (عدمية الوجود)؛ فالمراد أن الوجود عدم، لا أن العدم يعقب الوجود زمنياً، ومن هذا تولَّد الأدب التشاؤمي الأسود كقول (أوستاش دوشان):
*نحن أنذالٌ هَزلٌ ومرتخون.
شيوخ حاسدون وبذيئو اللسان.
لا أرى سوى الحمقاوات والحمقى.
إن النهاية في واقع الأمر قد اقتربت.
فهذا جنون القلق من الموت يسخر بالجنون الاختياري المتولِّد من أدبيات سُفن الحمقى.
قال أبو عبدالرحمن: بدأت العدمية عند القوم من هموم الموت؛ لأنهم مستمتعون بالحياة الدنيا، ولا يحملون شيئاً من هموم الآخرة؛ فالموت مُخيف لهم سواء أكان موتاً فردياً طبيعياً، أم كان موتاً جماعياً بمثل الحربين العالميتين الكونيتين، ويلي ذلك ضياع الفرد في المجتمع من أواصر الرحم والعاقلة، والأخوَّة ذات التكافل، وغياب شيئ اسمه زكاة أو صدقة، والغرق بالديون الربوية، وما ولَّده ذلك من عبادة المادة والبخل، {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (سورة الحشر 9)، والسلوك إلى العدمية بالموت العاجل وهو الانتحار، وبالموت البطيئ بالانغماس في الإباحية الموهنة للجسد المعطلة للقوى النفسية والعقلية، وبالغياب الاختياري في السحر والشعوذة، والجنون الاختياري، والهيبية .. وتحقيقُ هذا السلوك ممهَّد غاية التمهيد من أبالسة الصهيونية الذين سرقوا دين القوم، وأخضعوهم فكرياً وبضغوط خفية لخدمة مآربهم، وغيَّبوا الدين والحسبة، وفرضوا القانون الوضعي الذي هو ثمرة الحق الطبيعي البهيمي الشهواني، والتفنن في إحضار مُخدِّرات الإباحية، وهالة التسويل والترويج والدعاية إلى المحرمات بعد أن كانت الحسبة سخرية {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {78} كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} (سورة المائدة 78 - 79)، ثم أبدعت لهم العقلية الصهيونية كل الفلسفات المريضة، وإلى لقاء، والله المستعان.
وكتبه لكم:
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
ـ عفا الله عنه ـ
الجزيرة: الجمعة 07 ذو القعدة 1431 العدد 13896
http://www.al-jazirah.com.sa/20101015/ar1d.htm(133/127)
من الكفر والإباحية إلى عقوبات العدميَّة (3 - 10)
ـ[مبارك]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:53 م]ـ
قال أبو عبدالرحمن: أهل الكتاب غير أهل الإسلام الناسخ للأديان قسمان: يهود، ومنهم أهل العمل الظلامي، وهم أهل التضليل العبقري، وهم أهل الفساد في الأرض، وهم أهل العصبية العرقية مع أن بني إسرائيل قلة مغمورون بينهم من أهل المشرق، وهم في المرتبة الدونية عندهم، والنفوذ ليهود الأجناس البشرية الأخرى كيهود الخزر، وهم أعدى عدوٍّ للنصارى والمسلمين، ولم يعبؤوا بالمسلمين، ونابذوهم العداءَ والعدوان علناً أمام الضمير العالمي الميِّت .. والنصارى يعلمون شدة عداوة يهود لهم، ولمسوا آثار عدوانهم منذ تحريفهم وتبديلهم وإسقاطهم الأحكام والأخبار من دينهم التي هي مِن تصرُّفاتهم في كتبهم .. ولكن يهود أذكياء جداً - وذكاؤهم مما يخزيهم عند الله -؛ فرأوا ما منحه الله النصارى من العلم المادي، وكثرة العدد، وسعة الممالك (ويهود قلة شذاذ آفاق بينهم)؛ فأعلنوا خدمتهم للنصارى، والولاء لهم بحق المواطنة، وشاركوا في العلم المادي؛ ولكنهم جدُّوا في تحصيل مقوِّماتٍ تعوِّض عن قلة عددهم، وتحقِّق لهم النفوذ والقوة؛ فكانوا ماهرين في جمع المال وتنميته بالربا والقمار، ماهرين في الأخذ بزمام الإعلام، ورأوا ما انتهى إليه دين النصارى من تحريف وتبديل وإسقاط وما هو غير معقول يأباه ما بلغوا من عبقرية في اكتشافهم ما أذن الله به من اكتشاف قوانين كونية جزَّؤوها إلى عناصر كيميائية أعانتهم بعد الله على الاختراع العبقري، والصنع الذي حقق القوة، وضرورات الحياة وكمالياتها، والمتعة؛ فكانت الرِّدة عن الدين، والشك في المعرفة هما قَدَرُ النصراني الذي أتقن العلم المادي، وعجز عقله عن التصور الديني؛ فكان ذلك فرصة في التضليل بعقولهم العبقرية .. على أن العقل الذي يُسعد دنياً وينفع آخرة لا يكون إلا بهداية دين صحيح؛ فأعملوا حِيلهم الذكية على هذا النحو:
1 - العمل الظلامي المحوط بسرية جهنمية يعجز عنها شياطين الجن، ومن هذا العمل الظلامي اتَّحد الهدف لدى كل يهود في منفى الشتات.
2 - ميلاد الصهيونية العالمية التي تستبيح كل وسيلة محرمة في الأديان والعقول لتحقيق مآربهم، وتلك المآرب غاية رَذْلة ظالمة ليست مما أنزله الله على موسى ومَنْ جاء بعده من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
3 - ومن العمل الظلامي أحكموا التدبير لجمع ذوي العبقرية منهم (وفيهم كثير من ذوي العلم المادي) لشغل العالم بفلسفات تتجدد بأسماء مذاهب، وتوليد مصطلحات، وتوليد فروق وعلاقات تنقضي الأعمار في فهمها ومحاكمتها، وينبهر الحُواة بمجرد فهمهم لها .. ولكن هدف هذا الفكر الفلسفي واحد هو الكفر والإباحية وجنون المعرفة الذي رسَّخ الحسبانية، وقد استغلوا التنافي المتناقض المعترِفَ به أهل الكتاب الآخرون بين الدين والعلم والعقل؛ فكانت فلسفتهم حرباً على الكنيسة، وعلى بقايا من المتمسكين بها نصروا الدين والمعرفة مثل أوغسطين صاحب (مدينة الله)، وتوماس الأكويني صاحب (الخلاصة اللاهوتية) وهو في ثلاثة مجلدات مطبوعة عام 1891م باللغة العربية، وهو صاحب الرد على إلحاد ابن رشد الذي ترجمته على حسابي، والله يعينني على إتمام تحقيقه - وكان ابن رشد وفلاسفة الشرق من بلاد المسلمين رُوَّاد النهضة الأوربية في القرون الوسطى - .. ومثل أنسلم الأنطولوجي، وكُتب رينيه ديكارت أب الفلسفة الحديثة مع الوَشب في كل تلك الأعمال؛ ومن هذا العمل الظلامي حصل التآخي الحميم مع عباقرة أهل الكتاب الآخرين؛ فكانوا صهاينةً غيرَ يهود.
4 - لا جدوى لهذا العمل الظلامي بدون سلوك عملي مؤثِّر، ولا ضمان لبقاء الأثر الفعَّال لذلك الفعل مع بقاء الهيمنة للكاثوليكية التي كانت روحانيتها في روما وسلطتها في فرنسا، وهكذا هيمنة الأرثوذكس في الشمال الشرقي من أوربا، وهكذا الخلافة الإسلامية في تركيا؛ فباسم التصحيح المعرفي للتناقض بين دين غير صحيح وبين العقل والعلم منذ بدأ ظهور مُنْجزاتهم: بدأ التعاطف مع مَن بطشت بهم الكنيسة باسم الهرطقة، ثم أُحكم الإخاءُ الصهيوني غير اليهودي الخالص القبضةَ بعملهم الظلامي؛ فكانت كارثة سقوط الكاثوليكية في فرنسا وإفناء ملايين البشر، وكارثة إسقاط دولة الأرثوذكس بأيدي قوم كفروا الله مطلقاً، وحكموا بأن كل دين هو أفيون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/128)
الشعوب، وكان المتنفِّذون من ذوي الإخاء الصهيوني، وفيهم وفي منظِّريهم صهاينة يهود خُلَّص؛ فكان من كفرَ اللهَ من الماركسيين، ومن كفر بالله من أهل الكتاب حلفاء (وهذا أمر لا يقبله دين صحيح)، ثم أسقطوا خلافة المسلمين، وإنك لتقرأ مذكرات الأسد الجريح عبد الحميد العثماني -رحمه الله- مكتوبة بنزيف قلبه، وإنك لتعجب من أناس جعلوهم رموزاً إسلامية كابن صفدر (جمال الدين الأفغاني البهائي) وهم من قادة العمل الظلامي، ومن دعاة التناقض في تصحيح كل الأديان بالواقع الراهن في تحريفه وتبديله وإسقاطه بمقولة: (كل الطرق توصِّل إلى روما) لا بقوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} (19) سورة آل عمران، وقوله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} (85) سورة آل عمران .. وكارثة تركيا المسلمة أخف من كارثة روما؛ لعنف هتلر، ولكن القبضة شديدة على تركيا المسلمة بنفوذ يهود الدونمة القادمين من الأندلس؛ فعُلْمِنَتْ تركيا، وعُزلت عن أشقائها المسلمين، ولكن الإسلام اليوم ينمو فيها يقيناً بِجدٍّ ورجولة معاً .. ولا شأن لهم بامتداد الدولة الصفوية؛ لأنهم عسكرياً العدو الألد للخلافة الإسلامية، وقد ناصروهم في بعض البقاع عند تجزئة بلدان الخلافة الإسلامية وابتداع الحدود السود، ولهم أكثر مِن ماضٍ غيرِ مُشَرِّف كفاجعة التتار، وكهيضة البرتغال على شرق جزيرة العرب .. ولا شأن لهم بدينهم؛ لأنه يندرج في (الإخاء الصهيوني التضليلي)، ولا شأن لهم بذوي الأديان الوثنية، ولا يريدون منهم أن يخرجوا من دينهم؛ لأنه سند لذلك الإخاء؛ وإنما أحكموا عليهم القبضة عسكرياً بمنطق تحليلي نفعي غير أيديولوجي، وكان الاهتمام الأيديولوجي جزئياً: إما بدعوة تبشيرية من القلة المتمسِّكة بدينها من النصارى - وإما بتشويه صورة الإسلام إذا رأوا نموَّه .. وأما يهود فلا تبشر بدينها؛ لأن دينها عرقي ولا عرقية لهم على أرض الواقع، بل هم خليط جمهوره غير ساميِّ الأصل .. ناهيك عن أن يكون إسرائيلياً من ذرية يعقوب عليه السلام .. ومن العمل الأيديولوجي ابتداع مذاهب في دائرة ذلك الإخاء كالبابيَّة والبهائيَّة؛ للتنغيص على الأمة المسلمة المجاورة، أو التنغيص بابتداع ظلامي من داخلها .. ولولا أن اليابان حليفة هتلر ما كانت كارثة هيروشيما .. وأما الدولة الأرثوذكسية فلاقت أعظم ظلم على وجه الأرض على أيدي الماركسيين؛ فكانت ضحايا مجزرة المجر وحدها فوق مليونين .. وبعد ذلك سيطر الإخاء الصهيوني على وجه المعمورة، وسقطت الدول التي تحمي الإسلام والنصرانية، وليس لليهود يومها دولة؛ فبدأت تستفحل أعمال الإخاء الصهيوني بالتدريج.
5 - أول عمل وأظهره وأخطره إسقاط حق الله الشرعي في حكم المعمورة؛ فساد عند المتدينين القلة - بعد إفناء دولتهم وأقطابهم، وتملُّك مُقوِّماتهم المادية - مقولة: (الدين لله والوطن للجميع)، وحل محل الجهاد الاستعمار بالمنطق التحليلي النفعي .. وساد عند الأكثرية الذين كفروا الله بإطلاق مقولة نيتشه: (مات الإله)، تبارك ربي وتقدس وله الحمد والتقديس أبد الأبد بلا نهاية.
6 - ترتب على سيادة الإخاء الصهيوني - ويهود يضحكون مِلء أفواههم - ابتداع دين وضعي أساسه ظاهرة طبيعية في البشر وليست حتمية في حياتهم، وهي شهوانية الإباحية، وشبهات الحسبانية .. بينما غرائز الحق والجمال والخير أكثر، وهداية الشرع والعقل وتعويضات الشرع توازن بين الغرائز وتُوجِّهها للتي هي أقوم؛ فجعلوا ظاهرة الشهوة الحيوانية والحسبانية الجنونية (وهما ظاهرتان جزئيتان لا حتميتان) حقاً طبيعياً بنوا عليه الدين الوضعي دستوراً وقانوناً بنظرية (الحق القانوني)، ونفذوه بنظرية العَقْد الاجتماعي الذي فلسفه أمثال جان جوك رسو؛ وبهذا العَقْد أصبحت السيادة للقانون لا أحد يستطيع الخروج عنه، وأصبحت مخالفة القانون جريمة كبرى بإجماع قسري فرضه التصويت غير الصادق على مُقتضَى العقد الاجتماعي، وأصبحت الحرية قيمة مع أنها موضوع تحكم فيه القيمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/129)
7 - حيل بين القوم وبين الهداية إلا في ظواهر من أفرادٍ نزعوا إلى الحق؛ لأنه من المحرم إنشاء (هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، والدعوة إلى الله بدين صحيح، وإنما يُلقى على العجائز مواعظ في الكنيسة بمنطق (الدين لله والوطن للجميع)، وحل محل ذلك ممارساتٌ قذرة.
8 - لم يبق لضرورات العقل بعد القانون الطبيعي البهيمي إلا التنظيم الفكري عن طريق السلطة لما هو غير معقول سلوكاً ومعتقداً .. وبقي أيضاً التنظيم العبقري (حسب مرادهم لا حسب مراد الله الشرعي) لإدارة الأعمال، وعبور المارة، وتنظيم الحروب العدوانية، والمراوغة في سياسة لا أخلاق لها تبيح العدوان ونهب الموارد، وفرض سوق التصدير المجحفة.
9 - الانصراف الكلي من قبل الإخاء الصهيوني إلى الإبداع الغزير في فلسفات الإلحاد والإباحية والحسبانية وفتح الباب على مصراعيه للعدمية، وإبداع مرادفات الرجعية لكل صوت ولو كان مبحوحاً يريد أن يهدي إلى فلسفة سوية.
10 - تحمَّل صهاينةٌ يهودٌ خُلَّص العبءَ الأكبر في تحقيق النَّقْلة الأخيرة بالديانة النصرانية إلى ديانة بروتستانتية أبدعها يهوديان من مُعطيات لاهوتهم الذي يزعمون أنه إلهي ولاهوتهم الطبيعي، وأحكموا اللقاء بينه وبين العهد الجديد؛ فدان بذلك معظم العالم النصراني ولا سيما الولايات المتحدة.
11 - ظلت المعمورة محكومة بسلطتين إحداهما كتابية، وأخرى علمانية من صُنع الصهيونية،، ومُنحتْ فلسطين ليهود باسم إسرائيل الدولة التي مُنحتْ لهم من الدولة الكتابية، وبالرضى الباطني من الدولة العلمانية وإن كان هذر التضليل الإعلامي خلاف ذلك.
12 - لا نزاع في وجود التنافس على المعمورة من الدولتين، وبعد التجزئة لبلاد العرب والمسلمين وحصول التحرر الشكلي مع بقاء الضغط الخفي وإعداد الزعامات وزرع العملاء ووجود جيشين سريين متسلطين مفسدين في طرفي الشرق والغرب: وُجِد زعماء ذوو غيرة قومية وطنية - وبعضهم ذو خير لا يستطيع إعلان التوحُّد على دين الإسلام، ولا على إنشاء جامعة للعالم الإسلامي - مع طموح للوحدة قبل اتِّحاد الهدف؛ فكانت جامعتهم العربية المدخولة بمن نعدُّه شقيقاً وهو غير مؤتمن .. فهبَّ هؤلاء الزعماء يحاولون أن تعتدل الكفة بالاستنجاد بالقوة العظمى العلمانية المظهرة تعاطفها معهم، وعلى الرغم من كل تلك الأعباء كان وضعنا أحسن نوعاً ما، وظللنا في حدود احتلال عام 1948م.
13 - توالت أحداث في أمتنا أكثرها صراع بين الأشقاء حتى كانت كارثة 1967م بتواطؤ الحليفين، واتسعت رقعة الاحتلال اليهودي، ودُفنتْ سُمعة العرب في التراب، ونزع الله من قلوب أعدائهم المهابة.
14 - ههنا اتجه الإخاء الصهيوني إلى عمل إيجابي مشهود الأثر عِياناً، مقروءة أدبياته بكل وضوح، مجهولة تدابيره الظلامية؛ فسقطت الماركسية (الدولة العظمى)، واختفت (الماوية)، وعادت الأرثوذكسية بقناعات بروتستانتية .. وتلك الأدبيات إنباءات لا نبوءات بما سيحدث في شرقنا، والتقى العهد القديم والعهد الجديد - بعد عداوة شديدة بينهما - حتى حصل عند كل زعيم من الدول العظمى المتنفِّذة قناعة بأن أصل الديانة العهد القديم، والعهد الجديد مصدر ثانوي يُؤَوَّل بالعهد القديم، وكانت الدولة العظمى سبتية بلا مواربة، وكان الجميع على عقيدة واحدة هي الإيمان بالمعركة العالمية النهائية الفاصلة التي يظنون أنها لسيادة شريعة عيسى عليه السلام بمضغٍ صهيوني، وتُضمر يهود سيادة الملك الداودي - وأين ذرية داوود عليه السلام من يهود الخزر؟! -، وعقد الجميع العزم على أن إقامة دولة إسرائيل دَين شرعي ربَّاني يتحمل وزر الإخلال به الزعيم ودولته معاً .. وكان العرب يحلمون بخارطة الطريق الهشَّة، ولم يحصل لهم ما دون الخارطة .. ومهما كانت ثعلبية السياسة وتحذلق المحللين فالعزم ماض على جعل فلسطين كلها دولة إسرائيلية، وكل زعيم ممن ذكرتهم يعلم أن هذا الحلم الميتافيزيقي مشروط بمظالم مروِّعة، والذي وقع منها على فظاعته نزر، ولا يهمهم أن يكون السبيل النهائي حرباً كونية ثالثة مُبيدة، وهم مُصرِّحون بأن ذلك مشيئة الرب سبحانه، وأنهم أمناء على تنفيذها .. وقد سقط في وقت مبكر ما عرف بدول عدم الانحياز، وسقط في وقت متأخِّر الدعوة إلى الحد من الأسلحة النووية .. ولم تحتج إسرائيل إلى ما اعتادته من ضغوط أهل المال والبنوك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/130)
والشركات الجوهرية والأضابير السرية والترويع بمثل الموساد، ولا يهمهم من يلي الأمر في الولايات المتحدة؛ فليكن مَن يكن فهو عندهم في عنق الزجاجة، والسياسة إنما هي عقيدة توراتية محرفة وتلمودية مخترعة .. وقد نجحت إسرائيل في الاستضعاف والابتزاز للمال والأسلحة حتى أصبحت اليوم ترسانة تهدد أمريكا وأوربا معاً.
15 - هم يؤمنون بميتافيزيقا تاريخية لم تصدر عن دين صحيح، ونحن أشد إيماناً بما هو عن دين صحيح بأن المشيئة في كون الله لله وحده، وأن القوة الظالمة مهما عظمت إنما هي مُقْتضِيات مروِّعة ولكن ما عند الله فوق ذلك كمقتضيات مضادَّة وموانع مفاجئة، ولا مساومة في عقيدتنا وديننا، وفي ديننا الصحيح أن الدين بدأ غريباً وسيعود غريباً، وأن هناك طائفة منصورة ظاهرة وهي على الحق لا يضرها من خذلها، وذلك بدفعٍ من الله لا بقوة مادية تملكها، وقد رأيت بأم عيني في أطراف بعض البلدان الإسلامية باديةً في حِرفتهم وهم حاضرة في زِيِّهم فرَّوا بنسائهم ودينهم إلى البر يرعون أنعامهم، ويحرثون الأرض من المطر والآبار، وقناعتهم بنظافة اللباس لا تزويقاته المدنيَّة، وفرشهم وأوانيهم من الخوص وصناعة الجذوع والخشب، وأصواف الأنعام وأوبارها وجلودها، ويُعلِّمون بنيهم وبناتهم ما نتعلَّمه لدى أصحاب الكتاتيب، ويتهجَّون القرآن حتى يمهروا في تلاوته، وهم من جهة الرزق أسعد حالاً مِن أهل المدن، وأكثر تحمُّلاً للشدائد .. فعلوا ذلك لأنهم بُلوا بأكفر وأظلم قانون في البلاد الإسلامية يسلب من الأبوين قَوامتهما على ذريتهما .. وعندهم شيئ قليل من البدع التي بُلي بها أهل القبلة، ولا يعدمون بعض أنصاف من العلماء يهدونهم إلى الحق بالتدريج، ومع هذا فهم مصدر ثروة للقُطر؛ فعسى أن يكونوا من الذين قال فيهم رسول الله: (فطوبى للغرباء) .. ونؤمن بأن الجهاد حق لم يُنسخ، وأعظم جهاد اليوم إنما هو صَدُّ الظلم عن أنفسنا .. ولكن لما أذن الله بالجهاد حال القدرة، وعاد الدين غريباً كما بدأ، وكان عندنا اليقين من دين ربنا أن العقبى للمسلمين حتى تقوم الساعة على شرار الخلق: كان نتيجة ذلك في الجهاد أن يكون كما كان حال غربة الإسلام الأولى ثم حال القدرة والإذن بالجهاد .. وما دخل في أمتنا من عمليات انتحارية، وعنف باسم الجهاد تضرَّر منه المسلمون أنفسهم وممتلكاتهم فإنه لم يغير من الواقع شيئاً، ولن يدفع من القوة المتغطرسة شيئاً، وطال ليل من يرون هذا العمل الذي ليس من الدين في شيئ وهم يعدُّونه جهاداً، والجهاد الذي ألفناه في شرع الله لا يطول؛ وإنما هو نصر يتبعه نصر، وتراجع قليل يتبعه نصر أكبر وأكبر .. والذي بيد المسلمين اليوم الحكمة في السياسة، ودفع الأضرِّ بما هو دونه، واللوذ بالطائفة المنصورة، وإحكام إعلامنا بالدعوة برزانةٍ ومنطق ووعظ فكري ودعوة إلى وحدة الهدف ليتحد الصف، ولا سيما بين دول المواجهة، وإشاعة ما كان عليه رسول الله والشيخان رضي الله عنهما، ومن ضمن الله له الجنة من المهاجرين والأنصار؛ لأن الشعوب إذا اتَّحد هدفُها اتَّحد هدف القيادة؛ فكانت وحدة الصف حتمية .. وتُشِيع الغيرةُ القومية مفهومَ الوطنية؛ لأن الظلم اليوم واقع على أوطان المسلمين، والمواجهة مع أعداء الله حاصلة، وتتميم المسيرة مضمون؛ لأن النصوص قاطعة على أن العقبى للمسلمين، وسيذوق يهود البأس من حلفائهم قبل أن يُسلط الله عليهم المسلمين؛ فيا إلهي هل ستكون ميتافيزيقاهم الخرافية تقدمية، ويكون إيماننا بديننا الصحيح الناسخ رجعية؟! .. والحسبانية التي ولَّدت الإلحاد الحديث بما أسلفته لكم من إحالات دينية مفتراة على الله لم يقبلها الدين والعقل؛ وبهذا السبب كان طموح العقل الغربي إلى لمس الحقيقة ما غاب منها وما حضر .. كيف لا وهو ذو الإنجاز الباهر في الكشف الكوني والعلم المادي؟! .. إن غيب الله أكثر وأعظم مما أذن الله بمعرفته مشاهدةً، وهم يريدون علماً حسياً فيه التكييف والتحديد، وأنى لهم ذلك وفي أنفسهم التي يعونها ما لا يُحيطون بكنهه، وكثير مما يشاهدونه في صيرورة وتغيُّر لا يدركون أكثره إلا بعد استقرار الصيرورة إن كان ذلك سيحصل في أعمارهم المحدودة، وهذا معنى أن البشر يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا .. وهذا الغبن المعرفي يعني عندهم التخلي عن الإيمان الذي هو إرادة الله؛ ولهذا قال (القديس بول):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/131)
(أتحدث باعتباري مجنوناً أكثر من أي شخص آخر)؛ فلما عجز طموحه الأرعن عن مشاركة الله في علمه - تقدس ربي، وله الحمد بالكمال المطلق - عدَّ نفسه مجنوناً؛ لأن المجنون لا يعرف بعض الظواهر التي يلمسها .. ورسائل هذا القديس عُرفت بالكرونتية أوَّل بها بعقله القاصر مأثوره الديني تأويلاً لم يرتضه أهل الدين أنفسهم .. وما دام العقل عندهم لا يعرف المعرفة التي يطمحون إليها وجب عندهم تعطيل العقل، وأن يكون البديل هو (اللامعقول)، وهذا اللامعقول تمجيد لجهود العقل الذي لم يعرف المعرفة التي يطمح إليها؛ ولهذا قالوا: (لا وجود لذهن كبير لا يمتزج معه الجنون)!! .. وهذه الظاهرة عند مَن نسميهم العقلاء هي المصدر لكل فلسفات (اللامعقول)، و (آداب اللامعقول) .. إنهم يقرؤون الفحش والرذائل منسوبة إلى المصطفين الأخيار من الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ فكيف لا يعتور عقولهم التناقض في أخبار وأحكام دينهم؟! .. ويرون نسبة النقص إلى الرب الجليل ذي الكمال المطلق فكيف يثقون بعدله ورحمته؟!.
وعقيدة المسلمين وشريعتهم تقوم على أنهم على دين صحيح شاهد لما بين يديه من الأديان السابقة قبل أن يتلاعب بصفائها مَن استُحفِظوا كتاب الله فضيَّعوه، ولو نشأ العلم المادي بين أمتنا لكان الدين في سلام مع العلم والعقل؛ وإنما قد يعارض ذي علم غير متمكِّن في فنه كما نسب بعض مطاوعتنا بعض المنجزات العلمية إلى السحر، ولكن الأمر سيستقر بالإجماع الجزئي للعلماء الربانيين المجتهدين الذين فقهوا دينهم الصحيح، وعلموا أن العقل مخلوق يتربى بالتعليم والتعلم، ثم يتوقف: إما بِهِجِّيرَى أرذل العمر، وإما بانتهاء الأجل .. ويعلمون أن المغيب يُعرف وجوده بأثره ووصفه الصادر عن تواتر أو خبر معصوم، ولا ينسبون إلى الدين إلا بعد التمحيص الثبوتي والدلالي .. ولا سبيل إلى العلم بالمغيَّب علم تحديد وتقدير، وهذا علم تجريبي؛ لأن ما عرفنا وجوده بالوصف بالتواتر (والتواتر تجريبي) لا نعرف منه إلا ما دلَّ عليه الوصف؛ فإذا شاهدناه عرفناه كيفية وتحديداً بأكثر من دلالة الوصف وإن كان الوصف مطابقاً، وكل مجهول أصبح معلوماً إنما انطلقنا إليه بدلالة من علم لنا مُسْبق شهدناه بالحسِّ، وبراهين الله الكونية في الآفاق والأنفس، وهي كافية في الإيمان بالمغيَّب على الوصف الشرعي .. ومع الوصف الشرعي نعلم وجود ربنا بصفة الوحدانية بالكمال المطلق والتقدُّس المطلق من آثار صنعه عظمة ولطفاً وقدرة وواحديةَ قصدٍ وتدبير؛ ومن ههنا يحصل الاصطفاء والعصمة لمن ثبت بالبرهان أنه رسول من ربه، ومن ههنا ثبتتْ العصمة للشرع في أحكامه وأخباره .. كل هذا ببراهين العقل التي وعاها من المشاهدة بالتفصيل؛ فلا دور للعقل بعد ذلك إلا التمسُّك بالإيمان المُسبق؛ لأن العقل رياضيُّ الترتيب، ثم التمحيص الثبوتي والدلالي للشرع، ودقة الفهم والتمييز .. وما جعله الشرع لمواهب البشر في عقولهم ومهاراتهم لعمارة الأرض، وتنظيم الوقائع المستجدة التي لم يرد بها شرع لا بالنص على الاسم ولا بالنص على المعنى .. وكذلك المحاولة لاكتشاف ما يمكن اكتشافه من قوانين الكون، وكذلك اختراع وصُنْع ما ينفع الناس: فالشرع يبارك ذلك ولا يمنع منه؛ وإنما يمنع الشرع مما هو مُحرَّم ضار من أجل استمتاع مؤقت، ويتدخل في توظيف ما أنجزه العقل والمهارة من اكتشاف وصنع لما يرضي الله ويسعد الإنسان في دنياه وآخرته؛ فلا يبيح من الصنع للمتعة إلا ما كان متعة مباحة، ويمنع من استخدام مصنوعات الدمار في حرب تتعدى سياسة الحرب الرحيمة التي شرعها الله لعباده؛ فما بالك بتدبير القنبلة التي يتعدى ضررها غير المعتدي، وما بالك بالإشعاعات النووية التي يتبرأ منها القوي ويُهلِك بها الضعيف؟! .. وتغيير الفطرة مما جعل الله للبشر القدرة عليه لا يرضاه الله، وأعظم تغيير للفطرة ظهور الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس .. وهداية العقل الذي خلقه الله، وهداية الشرع الذي نزَّله الله أن يتلاءم الإنسان مع فطرته ولا يحيف عليها .. والأرض مِنَّةٌ علينا من خالقها ربنا سبحانه ننتفع بها، ولكن ليس ذلك على الإباحة المطلقة؛ فلا نأكل منها ما يَقْتُل أو يُمرض، ومباح للفرد ما أحياه من الأرض ولكن بشرط أن لا يكون مسبوقاً بحق عام أو خاص؛ إذْ ليس لِعِرْق ظالم حق، وبشرط أن لا يفتات على إمامٍ مسلم جعل الله من أمور ولايته تنظيم الإحياء بالعدل، وفي النهاية فالعقل المسلم مُعافى؛ لأنه يعلم أنه مخلوق مرهون بأجله؛ فلا يطمح إلى تكييف وتحديد ما هو مغيَّب عنه مدى عمره، وهو يعلم أن الله جعل له من إدراك العقل الكفاية للمعيشة وعمارة الأرض، والكفاية لعبادة الله عن بصيرة، وإلى لقاء، والله المستعان.
وكتبه لكم:
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
ـ عفا الله عنه ـ
الجزيرة: الأحد 09 ذو القعدة 1431 العدد 13898
http://www.al-jazirah.com.sa/20101017/ar1d.htm(133/132)
آداب وحكم ..
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:51 م]ـ
من كلام ابن المعتز بالله في الآداب والمواعظ والحكم:
الأدب صورة العقل فحسن أدبك كيف شئت.
إعادة الاعتذار تذكير بالذنب.
في العواقب شافٍ أو مريح.
إذا كثر الناعي إليك قام الناعي بك.
العقل غريزة تربيها التجارب.
العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم.
النصح بين الملأ تقريع.
إذا تم العقل نقص الكلام.
الأمل رفيق مؤنس
إن لم يبلغك فقد استمعت به.
لا يقوم عز الغضب بذل الاعتذار.
نفاق المرء من ذله وعقوبة الحاسد من نفسه.
من أحب البقاء فليعد للمصائب قلباً صبوراً.
علامة الكذاب جوده باليمن لغير مستحلف.
من زاد أدبه على عقله كان كالراعي الضعيف مع نعمٍ كثيرة.
افرح بما لم تنطق به من الخطأ مثل فرحك بما لم تسكت عنه من الصواب.
إذا علمت فلا تفكر في كثرة من دونك من الجهال ولكن اذكر من فوقك من العلماء.
المرض سجن البدن والهم سجن الروح.
الدار الضيقة العمى الأصغر.
إذا هرب الزاهد من الناس فاطلبه إذا طلب الناس فاهرب منه.
البشر دالٌ على السخاء كما يدل النور على الثمر.
من تملقك فقد استغمر فطنتك.
الشيب أول مواعيد الفناء.
لا تشن وجه العفو بالتقريع.
إنما أهل الدنيا كصور في صفيحة كلما نشر بعضها طوي بعضها.
العاقل لا يدعه ما ستر الله من عيوبه يفرح ما يظهر من محاسنه.
أن تذم بالعطاء خيرٌ من أن تذم بالمنع.
العجز نائم والحزم يقظان.
من تجرى لك تجرى عليك
ما عفى عن الذنب من قرع به.
الحسد والنفاق والكذب أثافي الذل.
أمر المكاره ما لم يحتسب.
عبد الشهوة أذل من عبد الرق.
لا تستبطئ الإجابة للدعاء وقد سددت طريقة بالذنوب.
الناس اثنان واحدٌ لا يكتفي وطالبٌ لا يجد.
كلما كثر خزان الأسرار ازدادت ضياعاً.
ما أدري أيما أمرّ موت الغنى أم حياة الفقر.
أفقرك الوالد وعاداك. الحاسد مغتاظٌ على من لا ذنب له.
من كثر تملقه لم يعرف بشره.
من أكثر المشورة لم يعدم عند الصواب مادحاً وعند الخطأ عاذراً.
شكرك نعمةً سالفة تقتضي نعمةً مستأنفه.
كلما حسنت نعمة الجاهل ازداد قبحاً فيها.
من قبل عطاءك فقد أعانك على الكرم ولولا من يقبل الجود لم يكن من يجود.
العالم يعرف الجاهل لأنه قد كان جاهلاً والجاهل لا يعرف العارف لأنه لم يكن عارفاً.
كفى بالظفر للمذنب إلى الحليم.
من ترفع بعلمه وضعه الله بعلمه.
زلة العالم كانكسار السفينة يغرق معها خلقٌ كثير.
من كتم علماً فكأنه جاهله.
علم المنافق في قوله وعلم المؤمن في عمله.
إنما يحبك من لا يتملقك ويثني عليك من لا يسمعك.
من مدحك بما لا يليق فحقيق أن يذمك بما ليس فيك
أبق لرضاك من غضبك.
لا يرضى عنك الحسود حتى تموت.
إذا قدمت الرحمة شبهت بالقرابة.
لا تسرع إلى أرفع موضع في المجلس فالموضع الذي ترفع إليه خير من الموضع الذي تحط عنه.
إذا زادك السلطان تأنيساً فزده إجلالاً.
أصغر الأعداء أخفاهم مكيدةً وأمضهم على المغلوب ظفراً.
لو تميزت الأشياء كان الكذب مع الجبن والصدق مع الشجاعة والتعب مع الطمع والراحة مع اليأس والحرمان مع الحرص والذل مع الدَّيْن.
المعروف إليك غل لا يفكه إلا شكرٌ أو مكافأة.
إذا حضر الأجل افتضح الأمل.
رأس السخاء أداء الأمانة.
الصبر على المصيبة مصيبةٌ على الشامت بها.
من كثر مزاحه لم يخل من استخفافٍ به أو حقدٍ عليه.
كثرة الدَّيْن تضطر الصادق إلى الكذب والمنجز إلى الإخلاف.
الوعد أول العطاء وآخره إنجازه.
رب صديق تؤتى من جهله لا من نيته.
أول الغضب جنون وآخره ندم.
انفرد بسرك لا تودعه حازماً فيزل ولا جاهلاً فيخون.
علم الإنسان ولده المخلد. المعروف رق والمكافأة عتق.
من لم يقدم الامتحان قبل الثقة والثقة قبل الأمن أثمرت مودته ندماً.
الجاهل صغير وإن كان شيخاً والعالم كبيرٌ وإن كان حدثاً.
الميت يقل الحسد له ويكثر الكذب عليه.
أبخل الناس بماله أجودهم بعرضه.
اذكر عند الظلم عدل الله فيك وعند القدرة قدرة الله عليك.
أعرف الناس بالله أرضاهم عن أقداره
الملك بالدين يبقى والدين بالملك يقوى.
العجب شر آفات العقل.
الخضاب من شهود الزور.
الزهد في الدنيا الراحة العظمى.
الظلم من اللؤم والإنصاف من الكرم.
غضب الجاهل في قوله وغضبُ العاقل في فعله.
طلاق الدنيا مهر الجنة.
من: الوافي بالوفيات.
ـ[السوادي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 09:32 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[السليماني]ــــــــ[20 - 10 - 10, 03:22 م]ـ
جزاك الله خيراً(133/133)
أسماء قد تلتبس عليك (للمشاركة)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 06:10 م]ـ
السلام عليكم و رحمة اله وبركاته أما بعد
فهذه أسماء مؤلفين قد تلتبس على طلبة العلم فضلا عن عامة الناس مما يؤذي إلى شراءأو قراءة كتاب لا ترغبه:
ابن الأثير
*ابن الاثير صاحب الغريب
*ابن الأثير صاحب الكامل
*ابن الأثير الجزري صاحب جامع الأصول
[/ CENTER] الأعظمي
*محمد ضياء الرحمان الأعظمي كان مجوسيا فأسلم
*محمد مصطفى الأعظمي صاحب دراسات في الحديث النبوي
*حبيب الرحمان الأعظمي حنفي
الأنصاري
*حماد الانصاري
*اسماعيل الأنصاري كان يهاجم الألباني في كتاباته
الأخفش
إحدى عشر نحويا لقبوا بالأخفش ذكرهم السيوطي
[ CENTER] المرجو من عنده علم أن يشارك.
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 09:19 م]ـ
ابن العربي
*ابن العربي الإمام العلامة الحافظ القاضي أبو بكر، محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، ابن العربي الأندلسي الإشبيلي المالكي.
*ابن عربي المتصوف الضال محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي وقد كفره جمع من العلماء.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 09:23 م]ـ
جزاك الله خيرا
الجبائي
*أبو علي الجياني سني أثري
*أبو علي الجبائي معتزلي
ـ[خالد سالم ابة الهيال]ــــــــ[17 - 10 - 10, 09:38 م]ـ
هناك السدي رجلان
الاول: السدي الكبير من ثقات اهل السنة
الثاني السدي الصغير وهو رافضي غال
وهناك عبدالله بن قتيبة رافضي غال
وهناك عبدالله بن مسلم بن قتيبة من ثقات اهل السنة
ومما يرجح ان كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة الرافضي وليس لابن قتيبة السني
ذكره علي الصلابي في كتاب "حقيقة الخلاف بين الصحابة "
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:37 م]ـ
أبو علي الفارسي
الحسن
*الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان بن أبان. أبو علي الفارسي الفسوي.
*الحسن بن الخطير/ الحظيري/الخضر النعماني أبو علي الفارسي.
وكلاهما نحوي مفسر
وأزيدكم من الشعر بيتاً ...
*الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الله أبو علي الفارسي.
*الحسن بن مسلم بن الحسن أبو علي الفارسي.
*الحسن بن علي أبو علي الفارسي.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:16 ص]ـ
ابن العربي
*ابن العربي الإمام العلامة الحافظ القاضي أبو بكر، محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، ابن العربي الأندلسي الإشبيلي المالكي.
*ابن عربي المتصوف الضال محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي وقد كفره جمع من العلماء.
المعرَّف هو المالكي المعروف بعقيدته.
والمنكر هو الذي لا يعرف، بل نكرة لا تتعرف.
(23) من اشتهر بالبغوي.
المشهور بـ " البغوي " ثلاثة:
1_ علي بن عبد العزيز بن البغوي، شيخ الطبراني وابن المنذر، المتوفى – 286 -
2_ أبو القاسم البغوي، عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، توفي-317 - آخر من روى عن الإمام أحمد
3_ الحسين بن مسعود بن محمد البغوي – المشهور- صاحب كتاب (شرح السنة) توفي-513 -
ـ[محمد العوض]ــــــــ[19 - 10 - 10, 07:38 ص]ـ
نريد من يذكر لنا الفرق بين محمد نجيب المطيعي
و محمد بخيت المطيعي
جزيتم خيرا
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[20 - 10 - 10, 05:07 ص]ـ
ابن * القيِّم أو ابن قيِّم الجوزيَّة - ت 751 هـ -: هو الإمام العلاّمة أبو عبد الله محمّد بن أبي بكر الزّرعي الدّمشقي رحمه الله،
تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية , و كان والده قيّماً على المدرسة الجوزيَّة - التي أنشأها ابن الجوزيّ -
أمّا * ابن الجوزيّ - ت 592 هـ -: فهو الحافظ أبو الفرج عبد الرّحمن الجوزيّ، صاحبُ كتاب " صيد الخاطر " ... و غيره.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 07:53 ص]ـ
ابن حجر
الاول: الحافظ المشهور أحمد بن علي بن حجر العسقلاني صاحب الفتح و التهذيب ...
الثاني: الفقيه احمد بن محمد بن على بن حجر الهيتمى صاحب "تحفة المحتاج بشرح المنهاج", و كتاب (الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة) وهو أشعري متصوف محترق , وكان يحمل على شيخ الاسلام ابن تيمية, وهذا كقول القائل:
((ومن ينطح الصخر الصلاب بقرنه ......... فلاقرنه أبقى ولا حطم الصخرا))
وهذا الثاني غير الهيثمي (بالثاء ث) الحافظ صاحب الزوائد و الكتب الفريدة ولا أعلم أنه يسمى بابن حجر ومع ذلك فقد رأيت من يقول (ابن حجر الهيثمي صاحب الزوائد) و الله أعلم.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:33 ص]ـ
الغزالي
أبو حامد الغزالي صاحب الإحياء
محمد الغزالي معاصر
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:10 ص]ـ
بن كثير
- الإمام بن كثير المفسر 701هـ \774هـ
وهو إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن زرع، الشيخ الإمام العلامة عماد الدين أبو الفداء ابن الشيخ شهاب الدين أبي حفص القرشي البصروي الدمشقي الشافعي.
صاحب كتاب (تفسير القرآن العظيم)، و (البداية والنهاية)، وكتاب (التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل) وجامع المسانيد و (الباعث الحثيث) و (قصص الأنبياء) وغيرها.
- الإمام ابن كثير المقرئ 45هـ \ 120هـ
وهو أبو معبد عبد الله بن كثير الطائي مولاهم، الفارسي الأَصل، الداري العطّار، مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداري العطار، نسبة إلى دارين. وراوياه: (البزي): أحمد بن محمد بن بزة المكي و (قنبل): محمد بن عبد الرحمن المكي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/134)
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:25 ص]ـ
مقال للشيخ عبدالله زقيل حفظه الله - والشيخ من أعضاء هذا الملتقى المبارك - لا حرمنا الله فوائده:
أَيِّهَا السُنِّيُّ ... احْذَرْ وَلا تَغْتَرْ بِتَشَابُهِ الأَسْمَاءِ ( http://www.saaid.net/Doat/Zugail/287.htm)
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:26 ص]ـ
أَيِّهَا السُنِّيُّ ... احْذَرْ وَلا تَغْتَرْ بِتَشَابُهِ الأَسْمَاءِ
الحمد لله وبعد.
قال تعالى: " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ " [الأنعام: 55].
قال ابن كثير: " أَيْ وَلِتَظْهَر طَرِيقُ الْمُجْرِمِينَ الْمُخَالِفِينَ لِلرُّسُلِ وَقُرِئَ " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ " أَيْ وَلِتَسْتَبِينَ يَا مُحَمَّد أَوْ يَا مُخَاطَب سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ.ا. هـ.
إن من الأمورِ المهمةِ لأهلِ السنةِ أن يحذروا من طرقِ أهلِ البدعِ في التلبيسِ والتدليسِ عليهم.
وفي هذا الموضوع أود أن أبينَ لأهلِ السنةِ طريقةً من طرقِ المبتدعةِ عموماً، والرافضةِ خصوصاً في تلبيسهم وتدليسهم على أهلِ السنةِ.
والمتابعُ للمناظرةِ التي حصلت في " قناة المستقلة " يجدُ أن المتناظرين من الرافضةِ استخدموا هذا الأسلوبَ.
أما المكيدةُ التي يتبعها الرافضةُ في التدليسِ والتلبيسِ على أهلِ السنةِ هي أنهم يدخلون علينا عن طريقِ السنةِ ويقولون: قال العالمُ الفلاني كذا، وقال العالمُ الآخرُ كذا ... " ويضعون أسماءً تشابه أسماءَ علماءٍ معتبرين عند أهلِ السنةِ، وهم في الأصلِ رافضةٌ.
قال الألوسي في " مختصر التحفة الإثنى عشرية " (ص 32): " ومن مكايدهم أنهم ينظرون في أسماءِ المعتبرين عند أهلِ السنةِ فمن وجدوهُ موافقاً لأحدٍ منهم في الاسمِ واللقبِ أسندوا روايةَ حديثِ ذلك الشيعي إليه، فمن لا وقوف له من أهلِ السنةِ يعتقدُ أنهُ إمامٌ من أئمتهم فيعتبرُ بقولهِ ويعتدُ بروايتهِ ... ".ا. هـ. ثم ذكر أمثلةً لذلك نأتي عليها بشيءٍ من التفصيلِ.
1 - السُّدِّي:
هناك رجلان يقالُ لهم السدي.
الأول: السدي الكبير، والثاني: السدي الصغير.
ولنقف على شيءٍ من ترجمةِ كلِ واحدٍ منهما لكي يميز أهلُ السنةِ بينهما، وتتضحُ لهم الحقائقُ، ولا يغتروا بكذبِ الرافضةِ.
قال المزي في " تهذيب الكمال " (3/ 132) عند ترجمة السدي الكبير: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة، وقيل: مولى بني هاشم، أصله من حجازي، سكن الكوفة، وكان يقعد في سُدةِ باب الجامع بالكوفة فسمي السُّدِّي، وهو السدي الكبير.ا. هـ.
ومما جاء في ترجمته: قال عبدان الأهوازي: كان إذا قعد غطى لحيته صدره. وقال محمد بن أبان الجُعفي، عن السدي: أدركت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم: أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة، وابن عمر. كانوا يرون أنه ليس أحدٌ منهم على الحال الذي فارق عليه محمداً صلى الله عليه وسلم، إلا عبد الله بن عمر.
أما السدي الصغير قال عند المزي أيضا (26/ 392): محمد بن مروان السدي الصغير، وهو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي، مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.ا. هـ.
والسدي الصغير من الوضاعين الكذابين عند أهل السنة، وهو رافضي غال، وله ترجمة في كتب الرافضة مثل " الكنى والألقاب " للقمي (2/ 311 – 312) فقال في ترجمة السدي الكبير والصغير: أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي المفسر المعروفة أقواله في كتاب " التبيان " وغيره، كان نظير مجاهد وقتادة والكلبي والشعبي ومقاتل ممن يفسرون القرآن الكريم بآرائهم عده الشيخ (يعني الطوسي) في أصحاب السجاد والباقر، وعن ابن حجر أنه صدوق متهم رمي بالتشيع من الرابعة، وعن السيوطي أنه قال في الإتقان: أمثل التفاسير تفسير إسماعيل السدي، روى عنه الأئمة مثل الثوري وشعبة انتهى. حكي أنه أدرك أنس بن مالك ورأى الحسين بن علي، وقال الترمذي: وثقه سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم. توفي في حدود سنة 128، وهو السدي الكبير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/135)
والسدي الصغير حفيده محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي، روى عن محمد بن السائب الكلبي كتاب التفسير ذكره الخطيب البغدادي وقال: قدم بغداد وحدث بها، وقال انه ضعيف متروك الحديث، والسدي بضم السين وتشديد الدال المهملتين منسوب إلى منسوب سدة مسجده الكوفة، وهي ما يبقى من الطاق المسدود.ا. هـ.
2 – الطبري:
ومن ذلك محمد بن جرير الطبري رجلان أحدهما سني والآخر رافضي.
أما السني فهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الآملي الطبري أبو جعفر المؤرخ المفسر الإمام، ولد في آمل طبرستان، واستوطن ببغداد وتوفي بها في 310 هـ، له عدة مصنفات من أشهرها: " جامع البيان عن تأويل آي القرآن "، وقد أثنى على تفسيره كثير من العلماء منهم الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (2/ 163) حيث قال: " لم يصنف أحد مثله ". وقال الخطيب أيضا (12/ 163) عن أبي حامد الإسفراييني: " لو سافر رجل إلى الصين في تحصيل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا ". وصنف أيضا " تهذيب الآثار "، و " تاريخ الرسل والملوك "، و " اختلاف الفقهاء "، وقد كان الإمام الطبري صاحب مذهب مستقل كالمذاهب الأربعة المعروفة، وله أنصار وأتباع، ودرس مذهبه في الفقه كثير من العلماء، ومن أشهرهم أبو الفرج المُعافي بن زكريا النهرواني المعروف بالجريري نسبة إلى مذهب أبي جعفر.
فائدةٌ:
الإمام ابن جرير الطبري لم يتزوج ولم يكن له ولد يكنى به فقد حل ضيفا على الربيع بن سليمان في مصر عندما جاءه أصحاب الربيع في مكان سكناه وقالوا له: تحتاج قَصْرِيِّة وزير – وعاء يعمل فيه الماء -، وحمارين، فقال لهم: أما القصرية فأنا لا ولد لي وما حللت سراويلي على حرام ولا حلال قط.
أما الطبري الرافضي فقد ترجم له الإمام الذهبي في " الميزان " (3/ 499) فقال: " رافضي له تواليف، منها كتاب " الرواة عن أهل البيت "، رماه بالرفض عبد العزيز الكناني.ا. هـ.
وترجم له أيضا في " السير " (14/ 282) فقال: " قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيّ: هُوَ مِنَ الرَّوَافض، صَنّف كتباً كَثِيْرَة فِي ضلاَلتهِم، لَهُ كِتَاب: " الرُّوَاة عَنْ أَهْلِ البَيْت "، وَكِتَاب: " المسترشد فِي الإِمَامَة ".ا. هـ.
وقد خلط بعض علماء التراجم بينه وبين طبري أهل السنة كما ذكر ذلك الحافظ الذهبي في " الميزان " (3/ 499) فقال عند ترجمة طبري أهل السنة: " أقذع أحمدُ بنُ علي السليماني الحافظَ فقال: " كان يضع للروافض، كذا قال السليماني، وهذا رجم بالظن الكاذب، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين، وما ندعي عصمته عن الخطأ، ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى؛ فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يُتَأنى فيه، ولا سيما في مثل إمام كبير، فلعل السليماني أراد الآتي.ا. هـ.
والآتي هو محمد بن جرير بن رستم الرافضي.
وقال الحافظ ابن حجر في " اللسان " (5/ 115) عن أحد شيوخه ممن اغتر بكلام السليماني فقال: ولو حلفت أن السليماني ما أراد إلا الآتي – يقصد محمد بن جرير بن رستم الرافضي – لبررت ... وقد اغتر شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني فقال في الكلام على الصراط في أوائل تفسيره: وقال أبو جعفر الطبري وهو إمام أئمة الإمامية: الصراط بحرف الصاد من لغة قريش ... إلى آخر المسألة، ونبهت عليه لئلا يغتر به، فقد ترجمه – أي الإمام ابن جرير – أئمة النقل في عصره وبعده، فلم يصفوه بذلك، وإنما ضره الاشتراك في اسمه واسم لقبه ونسبته وكنيته ومعاصرته وكثرة تصانيفه، والعلم عند الله تعالى، قاله الخطيب.ا. هـ.
وقد نسبت كتب إلى ابن جرير أهل السنة كتبا صنفها الروافض من ذلك كتاب " بشارة المصطفى "، وهو كتاب في منزلة التشيع، ودرجات الشيعة، وكرامات الأولياء كما ذكر ذلك سزكين في " تاريخ التراث العربي " (1/ 291)، والكتاب لأبي جعفر محمد بن علي الطبري ثالث من فقهاء الشيعة ترجم له أغابزرك الطهراني في " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " (3/ 117).
والإمام ابن جرير قد ابتلي بتهمة الرفض لأسباب ذكرها الدكتور محمد أمحزون في كتاب " تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الطبري والمحدثين " (1/ 187 – 201) فليرجع إليه فهو مبحث نفيس جدا.
3 – ابنُ قتيبة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/136)
وابن قتيبة اثنان سني وشيعي، أما السني فقد ترجم له الحافظ الذهبي في " السير " (13/ 298) فقال: " العَلاَّمَةُ، الكَبِيْرُ، ذُو الفُنُوْنِ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمِ بنِ قُتَيْبَةَ الدِّيْنَوَرِيُّ ... ذِكْرُ تَصَانِيْفِهِ: " غَرِيْبُ القُرْآنِ "، " غَرِيْبُ الحَدِيْثِ "، كِتَابُ " المعَارِفِ "، كِتَابُ " مُشْكِلِ القُرْآنِ "، كِتَابُ " مُشْكِلِ الحَدِيْثِ "، كِتَابُ " أَدَبِ الكَاتِبِ "، كِتَابُ " عُيُوْنِ الأَخْبَارِ "، كِتَابُ " طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ "، كِتَابُ " إِصْلاَحِ الغَلَطِ "، كِتَابُ " الفَرَسِ "، كِتَابُ " الهَجْو "، كِتَابُ " المَسَائِلِ "، كِتَابُ " أَعْلاَمِ النُّبُوَّةِ "، كِتَابُ " المَيْسِرِ"، كِتَابُ " الإِبلِ "، كِتَابُ " الوَحْشِ "، كِتَابُ " الرُّؤيَا "، كِتَابُ " الفِقْهِ "، كِتَابُ " معَانِي الشِّعْرِ "، كِتَابُ " جَامِعِ النَّحْوِ "، كِتَابُ " الصِّيَامِ "، كِتَابُ " أَدَبِ القَاضِي "، كِتَابُ " الرَّدِ عَلَى مَنْ يَقُوْلُ بِخَلْقِ القُرْآنِ "، كِتَابُ " إِعْرَابِ القُرْآنِ "، كِتَابُ " القِرَاءاتِ "، كِتَابُ " الأَنوَاءِ "، كِتَابُ " التَّسْوِيَةِ بَيْنَ العَرَبِ وَالعَجَمِ "، كِتَابُ " الأَشرِبَةِ ".ا. هـ.
وقال الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية " (ص 32): " وعبد الله بن قتيبة رافضي غالٍ وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة، وقد صنف كتابا سماه بـ " المعارف "، فصنف ذلك الرافضي كتابا، وسماه بالمعارف أيضا قصداً للإضلال.ا. هـ.
4 – ابنُ بَطة وابنُ بُطة:
وابن بَطة وابن بُطة أحدهما سني والآخر رافضي، فابن بَطة – بفتح الباء – هو السني ترجم له الذهبي في " السير " (16/ 529) فقال: " الإِمَامُ، القُدْوَةُ، العَابِدُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، شَيْخُ العِرَاقِ، أَبُو عَبْدِ اللهِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْدَانَ العُكْبَرِيُّ الحَنْبَلِيُّ، ابْنُ بَطَّةَ، مُصَنِّفُ كِتَابِ " الإِبَانةِ الكُبْرَى " فِي ثَلاَثِ مُجَلَّدَاتٍ.ا. هـ.
أما ابن بُطة الرافضي فقد ترجم له القمي في " الكنى والألقاب " (1/ 227) فقال: عند العامة – يقصد أهل السنة – أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي صاحب " الإبانة " الذي مدحه جمع من علمائهم، وقدحه خطيب بغداد، توفي سنة 387 هـ. وعندنا – يعني الشيعة – أبو جعفر محمد بن جعفر بن بُطة القمي المؤدب الذي ذكره " جش " وقال: كان كبير المنزلة بـ " قم "، كثير الأدب والفضل والعلم الخ. وعن ابن شهر أشوب: الحنبلي بالفتح والشيعي بالضم.ا. هـ.
5 – ابنُ حَجر:
رأينا في مناظرات المستقلة كيف دلس ولبس الرافضة في أسماء العلماء، فتجدهم يقولون: " قال ابن حجر "، ولكن مشايخ أهل السنة وخاصة الشيخ عثمان الخميس – حفظه الله – يرد عليهم بسؤال: " من ابن حجر؟ ". فيقول: " صاحب الصواعق المحرقة ". فيرد الشيخ عثمان: " صاحب الصواعق المحرقة هو ابن حجر الهيتمي وليس ابن حجر العسقلاني، وعند إطلاقك لاسم ابن حجر فإنه يتبادر إلى الأذهان ابن حجر العسقلاني، وليس ابن حجر الهيتمي. فلا بد من إيضاح من تقصد بكلامك.
وبعد هذا؛ نجد أن مكائد الرافضة كثيرة جداً في حق أهل السنة، والكذب دين يدينون به، وهذه أحدها، وقد عد صاحب " التحفة الاثنى عشرية " جملة من مكائدهم ضد أهل السنة، واختصرها الألوسي في " مختصر التحفة الاثنى عشرية "، فذكر عشرين مكيدة من مكائدهم، ورُد على كل مكيدة بما يناسبها.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي فقد أبليت بلاء حسنا ننتظر منك المزيد
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:45 ص]ـ
السبكي
- السبكي (تقي الدين)
علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري الخزرجي، أبو الحسن تقي الدين، لقب بشيخ الإسلام، وهو والد التاج السبكي صاحب الطبقات، وتميز ببغضه لشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم. فكتب في الرد على شيخ الإسلام كتاب «شفاء السقام في زيارة خير الأنام»، والذي سماه في أول الأمر «شن الغارة على من أنكر الزيارة»، ورد عليه ابن عبد الهاديفي «الصارم المنكي في الرد على البكي»، وألف رسالة في الرد على شيخ الإسلام، وتلميذه ابن القيم في قضية فناء الجنة والنار. وكذا رد على نونية ابن القيم بكتاب سماه «السيف الصقيل». ولد سنة (683) في «سُبك» من أعمال المنوفية في مصر، وتفصيل حياته ذكرها ابنه صاحب الطبقات. توفي سنة (756).
- السبكي (تاج الدين)
عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي أبو نصر قاضي القضاة، لقب بتاج الدين، مؤرخ، باحث، ولد في القاهرة وانتقل إلى دمشق. ولادته سنة (727) من مؤلفاته «طبقات الشافعية»، و «معيد النعم»، و «جمع الجوامع» في أصول الفقه، كلها مطبوعة. توفي سنة (771).
- السبكي (بهاء الدين)
أحمد بن علي بن الكافي السبكي، أبو حامد الملقب ببهاء الدين. ولد سنة (719)، وولى قضاء الشام سنة (762)، ثم قضاء العسكر في الشام، مات مجاورًا لمكة سنة (763). من مؤلفاته المطبوعة «عروس الأفراح» شرح تلخيص المفتاح.
- السبكي (المعاصر)
محمود بن محمد بن أحمد بن خطاب السبكي فقيه مالكي معاصر، تعلم بالأزهر ودرس فيه. أسس الجمعية الشرعية، ولد سنة (1274). وتوفي سنة (1352)، الموافق (1933) ميلادي. من كتاباته «الدين الخالص» في ستة أجزاء مطبوعة، وله شرح سنن أبي داود مطبوع منه أجزاء.
المصدر: {الأوهام الواقعة في أسماء العلماء والأعلام-- لمصطفى بن قحطان الحبيب}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/137)
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي فقد أبليت بلاء حسنا ننتظر منك المزيد
وجزاك الله بالمثل وزيادة أخي الحبيب,
وبارك الله فيك على هذا الموضوع النافع.
كتب أجرك ورفع لك قدرك.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:56 ص]ـ
ابن تيمية
- ابن تيمية (أبو عبد الله)
محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن تيمية الحراني الحنبلي، أبو عبد الله فخر الدين، مفسر، خطيب، واعظ، كان شيخ حران وخطيبها، ولد سنة (542) من مؤلفاته «التفسير الكبير» في عدة مجلدات، و «ترغيب القاصد» في الفقه، وابن تيمية شيخ الإسلام يتصل نسبه مع والد هذا العالم الخضر بن محمد. فيكون هذا الإمام من أعمامه. توفي سنة (622).
- ابن تيمية (أبو البركات)، الجد
عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن تيمية الحراني، أبو البركات مجد الدين، فقيه حنبلي، محدث، مفسر، ولد بحران سنة (590). وحدث بالحجاز، والعراق، والشام إضافة إلى بلده حران كان فرد زمانه في معرفة المذهب الحنبلي. من كتبه «المنتقى في أحاديث الأحكام»، شرحه الشوكاني بكتابه المشهور «نيل الأوطار»، ومن كتبه أيضًا «المحرر في الفقه»، وهو في الفقه الحنبلي، ولشيخ الإسلام تعليقات جليلة عليه لم تصلنا، ووصل بعضها عن طريق حاشية ابن مفلح على المحرر المسمات بـ «النكت»، وهو جد الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام.
- ابن تيمية (شهاب الدين)، الوالد
عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن تيمية الحراني، شهاب الدين شيخ حران، وحاكمها، وخطيبها. ولد سنة (628)، كانت له فضائل حسنة ودرَّس الحديث. قرأ عليه ابنه في الفقه والأصول، وروى عنه بعض كتب الحديث. توفي سنة (682)، من مؤلفاته المطبوعة «تعليقاته على المسودة» التي اشترك ثلاثة من آل تيمية: شيخ الإسلام، وأبوه، وجده.
- ابن تيمية (شيخ الإسلام)
أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر النميري الحراني الدمشقي الحنبلي، أبو العباس تقي الدين بن تيمية. الإمام شيخ الإسلام ولد في حران سنة (661)، وتحول به أبوه إلى دمشق فنبغ، واشتهر، وطلب إلى مصر من أجل فتوى أفتى بها فقصدها. سجن عدة مرات في دمشق، والقاهرة، والإسكندرية. مات معتقلًا بقلعة دمشق سنة (728). وجنازته تعد بعد جنازة أحمد بن حنبل من حيث الحضور. جمعت له كل العلوم: الحديث، والفقه، والتفسير، وعلم الكلام، والعقائد، والفلسفة. كان من الدعاة المصلحين. أفتى وهو دون العشرين من عمره. مؤلفاته بلغت ثلاثمائة مجلد، أو أكثر. طبع منها قرابة مائة مجلد، أو أقل.
المصدر: {الأوهام الواقعة في أسماء العلماء والأعلام-- لمصطفى بن قحطان الحبيب}
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:03 ص]ـ
الشاطبي
- الشاطبي
إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي، أصولي حافظ. من أهل غرناطة. كان من أئمة المالكية. توفي سنة (790). من كتبه «الموافقات في أصول الفقه» أربع مجلدات، و «الاعتصام» مجلدين.
- الشاطبي
محمد بن سليمان بم محمد المعافري، أبو عبد الله الشاطبي، ويقال له ابن أبي الربيع، عالم بالقراءات. مولده بشاطبه سنة (585). تفقه وروي الحديث في الأندلس، والشام، والحجاز، ومصر. وانقطع للعبادة في الإسكندرية، وتوفي بها سنة (672).
من كتبه «اللمعة الجامعة» في تفسير القرآن، و «شرف المراتب والمنازل» في القراءات، و «النبذ الجلية في ألفاظ اصطلح عليها الصوفية».
- الشاطبي
محمد بن علي بن يوسف، أبو عبد الله رضي الدين الأنصاري الشاطبي، عالم باللغة ولد في بلنسية سنة (601)، وتوفي بالقاهرة سنة (684). له تصانيف، منها «حواش» على صحاح الجوهري، وغيره.
المصدر: {الأوهام الواقعة في أسماء العلماء والأعلام-- لمصطفى بن قحطان الحبيب}
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:08 ص]ـ
البيهقي
- البيهقي
أحمد بن الحسين بن علي، أبو بكر، من أئمة الحديث. ولد في خسروجرد، من قرى بيهق بنيسابور، فلم يزل فيها إلى أن مات سنة (458)، ونقل جثمانه إلى بلده. قال إمام الحرمين: ما من شافعي إلا وللشافعي فضل عليه غير البيهقي، فإن له المنة والفضل على الشافعي؛ لكثرة تصانيفه في نصرة مذهبه، وتأييد آرائه. صاحب «السنن الكبرى»، وغيرها من المؤلفات المشهورة.
- البيهقي
محمد بن الحسين البيهقي، أبو الفضل، مؤرخ توفي سنة (470). له كتاب في تاريخ ناصر الدين محمود بن سبكتكين، سماه «الناصري» ذكر فيه دولته يومًا يومًا من أولها إلى آخر أيامه، وهو في ثلاثين مجلدًا، و «تاريخ البيهقي».
- البيهقي
علي بن زيد بن محمد بن الحسين أبو الحسن، ظهر الدين البيهقي، من سلالة خزيمة بن ثابت الأنصاري، ويقال له ابن فندق، باحث، مؤرخ ولد في قصبة السابزوار، من نواحي بيهق سنة (499)، وتوفي سنة (565).
وصنف 74 كتابًا. منها «تاريخ حكماء الإسلام»، وكان قد سماه «تتمة صوان الحكمة».
- البيهقي
إسماعيل بن الحسين بن عبد الله البيهقي، أبو القاسم، أو أبو محمد، فقيه حنفي زاهد كان إمام وقته في الفروع والأصول.
المصدر: {الأوهام الواقعة في أسماء العلماء والأعلام-- لمصطفى بن قحطان الحبيب}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/138)
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:12 ص]ـ
ومن أراد الإستزادة والمراجع والتفصيلات فعليه بالمرفقات.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:30 ص]ـ
ولعل أحد الاخوة ينشط , فيرفع لنا بعض أسماء المشايخ المعاصرين حفظهم الله.
أمثال:
- الشيخ السعد و السعدي حفظهم الله.
- الفوزانيون (صالح بن فوزان الفوزان) (عبدالعزيز بن فوزان الفوزان) (عبدالله بن صالح الفوزان) (عبدالله بن فوزان الفوزان) (صالح بن محمد الفوزان) ...
- الشناقطة كالشيخ محمد بن المختار الشنقيطي والمختار والشيخ محمود بن المختار ....
- آل الشيخ (الشيخ صالح) (الشيخ عبد العزيز) ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:52 ص]ـ
3_ الحسين بن مسعود بن محمد البغوي – المشهور- صاحب كتاب (شرح السنة) توفي-513 -
المشهور أنه توفي سنة 516
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:53 ص]ـ
أمّا * ابن الجوزيّ - ت 592 هـ -: فهو الحافظ أبو الفرج عبد الرّحمن الجوزيّ، صاحبُ كتاب " صيد الخاطر " ... و غيره.
المعروف أنه توفي سنة 597 (سنة مولد ابن عصفور)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:54 ص]ـ
الشاطبي
- الشاطبي
إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي، أصولي حافظ. من أهل غرناطة. كان من أئمة المالكية. توفي سنة (790). من كتبه «الموافقات في أصول الفقه» أربع مجلدات، و «الاعتصام» مجلدين.
- الشاطبي
محمد بن سليمان بم محمد المعافري، أبو عبد الله الشاطبي، ويقال له ابن أبي الربيع، عالم بالقراءات. مولده بشاطبه سنة (585). تفقه وروي الحديث في الأندلس، والشام، والحجاز، ومصر. وانقطع للعبادة في الإسكندرية، وتوفي بها سنة (672).
من كتبه «اللمعة الجامعة» في تفسير القرآن، و «شرف المراتب والمنازل» في القراءات، و «النبذ الجلية في ألفاظ اصطلح عليها الصوفية».
- الشاطبي
محمد بن علي بن يوسف، أبو عبد الله رضي الدين الأنصاري الشاطبي، عالم باللغة ولد في بلنسية سنة (601)، وتوفي بالقاهرة سنة (684). له تصانيف، منها «حواش» على صحاح الجوهري، وغيره.
المصدر: {الأوهام الواقعة في أسماء العلماء والأعلام-- لمصطفى بن قحطان الحبيب}
جزاك الله خيرا، لكن فاتك من لعله أشهر من هؤلاء جميعا، وأقدمهم أيضا، وهو الإمام المقرئ القاسم بن فيره الشاطبي صاحب حرز الأماني (الشاطبية) المتوفى سنة 590 (قبل صاحب الموافقات بقرنين)
ـ[مصلح]ــــــــ[21 - 10 - 10, 04:18 ص]ـ
موضوع قديم عن الفوزانيين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107361&highlight=%C7%E1%DD%E6%D2%C7%E4%ED%E6%E4
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 06:18 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء على مُداخلاتك الطيبة شيخنا العوضي.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 07:51 ص]ـ
روابط سابقة فيها فوائد جميلة ساحقة:
فائدة من أجل التمييز بين الحمادين والسفيانين ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3411)
الفرق بين الحمادين والسفيانين، وفائدة حول تمييز الأساحقة في صحيح البخاري ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=34307)
بعض القرائن للتفريق بين السفيانين عند إطلاق أحدهما ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72544)
كيف أميز بين السفيانين؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89622)
ـ[أحمد الغريب]ــــــــ[21 - 10 - 10, 08:37 ص]ـ
أبو القاسم عبدالعزيز: غلام الزجاج ,عبد العزيز بن احمد بن يعقوب أبو القاسم الحربي الواعظ الحنبلي ويعرف بغلام الزجاج حدث عن محمد بن الحسين الآجري المقيم كان بمكة حدثني عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه وأبو محمد الخلال وذكر لي أبو طالب أنه سمع منه في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وسألت عنه الخلال فقال كان أميا لا يكتب وكان قد جالس أهل العلم ولقي الشيوخ فحفظ عنهم.
أبو بكر عبدالعزيز: غلام الخلال, عبد العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد بن معروف البغدادي توفي سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
ملحوظة: كلا الرجلين من علماء الحنابلة وأبو بكر عبدالعزيز علم غني عن التعريف وقدره معلوم عندهم وجهوده في تأسيس المذهب مباركة رحمه الله.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 11:46 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا مالك.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 08:05 م]ـ
اابن جماعة
محمد إبراهيم و لقبه بدر الدين
عبد العزيز بن محمد ابن إبراهيم و لقبه عز الدين
محمد بن أبى بكر بن عبد العزيز(133/139)
فوائد انتقيتها من كتاب مدارج السالكين منذ سنوات
ـ[العازمي الكويتي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:42 ص]ـ
اخواني خذوها هذه فوائد كنت قيدتها وأنا في بداية الطلب،قبل أن تفتح علينا الدنيا الله المستعان، أيام صفاء العيش، أيام كنا نزور شيخ الإسلام (بن عثيمين) رحمه الله، لأ أستغني عن تعليقاتكم ..............
قال رحمه الله:
1 - واتفقت كلمة القوم على أن دوام الإفتقار إلى الله عزوجل مع التخليط خير من دوام الصفاء مع رؤية النفس والعجب مع أنه لاصفاء معهما.
2 - الأنس بالله حالة وجدانية وهي من مقامات الإحسان تقوى بثلاثة أشياء:أ-دوام الذكر ب-صدق المحبة ج-إحسان العمل.
سآتيكم بالكثير إن شاء الله عن قريب شكراااا
ـ[العازمي الكويتي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:25 ص]ـ
3 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية إذالم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا،فاتهمه فإن الرب شكور، يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه وقوة انشراح.
ـ[العازمي الكويتي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:45 ص]ـ
4 - لولا الرجاء ماسار أحد فإن الخوف وحده لايحرك العبد، وإنما يحركه الحب ويزعجه الخوف ويحدوه الرجاء.
5 - لاأشرح للصدر ولا أوسع له من ثقته بالله ورجائه وحسن ظنه به.
6 - من الإيثار المذموووووووووووم أن تؤثر جليسك على ذكرك وتوجهك على الله عزوجل.
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:49 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذه الفوائد
ـ[العازمي الكويتي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:52 ص]ـ
7 - فإن الحق جل جلاله غيور لايرضى ممن عرفه ووجد حلاوة معرفته واتصل بمحبته والأنس به وتعلقت روحه بإرادة وجهه الأعلى - أن يكون له لإلتفات إلى غيره البتة.
ـ[العازمي الكويتي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:56 ص]ـ
8 - إياك إياك أن تطلع من باسطته على سرك مع الله عزوجل، ولكن اجذبه وشوقه، واحفظ وديعة الله عندك، لاتعرضها للإسترجاع.
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:37 م]ـ
ثبتنا الله واياك على الحق ورحم الله شيخنا ابن العثيمين
ـ[أم ديالى]ــــــــ[18 - 10 - 10, 03:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الدرر
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[19 - 10 - 10, 08:27 ص]ـ
الحمد لله و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله. اللهم لك الشكر. و بعد فإني أكتبه ابتغاء ماعند الله أدخره ليوم الفزع؛ أقول:
قال الذهبي في النبلاء في ترجمة شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري الهروي (18/ 509):
(( ... ولقد بالغ أبو إسماعيل في " ذم الكلام " على الاتباع فأجاد،
ولكنه له نَفَسٌ عجيبٌ لا يشبه نَفَسَ أئمة السلف في كتابه منازل السائرين ... ))
و قال الذهبي أيضا ص 510:
((و في منازل السائرين إشارات إلى المحو والفناء، وإنما مراده بذلك الفناء هو الغيبة عن شهود السوى، ولم يرد محو السوى في الخارج، ويا ليته لا صنف ذلك، فما أحلى تصوف الصحابة والتابعين! ما خاضوا في هذه الخطرات والوساوس ... ))
***************************************
وقال الذهبي أيضا في النبلاء:
((قال سعيد بن عمرو البرذعي:
شهدت أبا زرعة
وسئل عن الحارث المحاسبي وكتبه فقال للسائل:
إياك وهذه الكتب
هذه كتب بدع وضلالات
عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب
قيل له: في هذه الكتب عبرة!
قال من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة
بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقدمين صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟!
هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم ...
ما أسرع الناس إلى البدع ... )) اهـ من النبلاء و الزيادة من تأريخ الخطيب رحمه الله.
ـ[العازمي الكويتي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 10:51 م]ـ
9 - قال عمر رضي الله عنه (إن لهذة القلوب إقبالا وإدبارا،فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل،وإذاأدبرت فألزموها الفرائض) وفي هذة الفترات والغيوم والحجب التي تعرض للسالكين من الحكم مالا يعلمه إلا الله عزوجل وبهذا يتبين الصادق من الكاذب، فالكاذب ينقلب على عقبيه ويعود إلى رسوم طبيعته وهواه، والصادق ينتظر الفرج ولاييأس من روح الله، ويلقي نفسه بالباب طريحا ذليلا مستكينا،وهذا الإفتقار من أعظم الأسباب وليس هذا منك بل الذي من عليك به، وهو الذي يحول بين المء وقلبه
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[20 - 10 - 10, 12:20 ص]ـ
الأخ العازمي الكويتي سدده الله و رعاه آمين:
أثر عمر الذي ذكرته في الفقرة التاسعة:
أرجو أن تذكر إسناده إلى عمر(133/140)
أثر وقع حديث "حادثة الإفك" علىى محدّث!
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:56 ص]ـ
أثر وقع حديث "حادثة الإفك" علىى محدّث!
قبل عشر سنوات من الزمن وفي مسجد "سارة بالبديعة " .. كان هناك شيخ جليل وعالم مبارك كتب له القبول الحسن والثناء العاطر من الناس ...
هناك كان في صدر حلقة وحوله كوكبة من أهل العلم وطلابه يستمعون إليه ويصدرون عن قوله .. ينظرون إليه بإجلال ويستمعون له بشغف ..
قريء عليه من "زاد المعاد" طعن أهل الإفك في أم المؤمنين العفيفة الطاهرة،،وما كان من شأنها وحالها .. وبكائها حتى قلص دمعها ... وأنها كانت ترى من نفسها أنها أحقر من ينزل الوحي ببراءتها .. فأنزل الله فيها عشر آيات من سورة النور تتلى في محاريب المسلمين في بيان براءتها وعفتها والوعيد في حق من قذفها ..
حتى قال الزمخشري في تفسير الكشاف (3/ 227):"ولو فليت القرآن كله وفتشت عما أوعد به من العصاة لم تر الله تعالى قد غلظ في شيء تغليظه في إفك عائشة رضوان الله عليها، ولا أنزل من الآيات القوارع، المشحونة بالوعيد الشديد والعتاب البليغ والزجر العنيف، واستعظام ما ركب من ذلك، واستفظاع ما أقدم عليه، ما أنزل فيه على طرق مختلفة وأساليب مفتنة".
وفي مسند أحمد (3/ 389) بسند قوي عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، اسْتَأْذَنَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا بَنُو أَخِيهَا، قَالَتْ: أَخَافُ أَنْ يُزَكِّيَنِي، فَلَمَّا أَذِنَتْ لَهُ، قَالَ: " مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيِ الْأَحِبَّةَ إِلا أَنْ يُفَارِقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ كُنْتِ أَحَبَّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا طَيِّبًا، وَسَقَطَتْ قِلادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ، فَنَزَلَتْ فِيكِ آيَاتٌ مِنَ القُرْآنِ، فَلَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ إِلا يُتْلَى فِيهِ عُذْرُكِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ".
فلم تتحمل ذلك نفس الشيخ فعلى نحيبه وأجهش بالبكاء وهو يردد "تلك سنة الله في أوليائه""تلك سنة الله في أوليائه"
سقا الله تلك الأيام أيام دروس شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز ووسع الله عليه قبراً هو ساكنه
في تلك الحلق في "الجامع الكبير في الديرة" وفي مسجد "سارة بالبديعة" تسمع فقه الكتاب والسنة وكلام أهل الحديث والملة ... أنت بين حدثنا وأخبرنا وفقه السنة وتفسير الكتاب وبيانه أنت بين (سم .... وبركة)!
كتب التفسير والحديث والسنة والفقه والتوحيد والمصطلح تقرأ مع بركة في الوقت وسداد في القول على قلته!
حتى ليصدق فيه قول الحافظ الدارقطني في أبي القاسم بن منيع البغوي:
" قلما يتكلم على الحديث فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج". الأنساب للسمعاني (1/ 376).
وهذا جلي في دروسة وتعليقاته كما في تعليقه على فتح الباري للحافظ ابن حجر رحمه الله
استفد علماً أو حسن سمت وأدب أو اجمع بينهما ... وهذا الذي جعل الماضون من طلاب العلم وأهله يحضرون من أجله مجلس الحديث!
ففي سير أعلام النبلاء (11/ 316) كان يجتمع في مجلس أحمد بن حنبل زهاء خمسة آلاف أو يزيدون نحو خمس مئة يكتبون، والباقون يتعلمون منه حسن الأدب والسمت!
أنت هناك بين ترنم الشيخ فهد الحمين رحمه الله في قراءته لإغاثة اللهفان لابن القيم، أو بين بهاء صوت الشيخ عبد العزيز بن قاسم وجماله في تلاوته للبخاري وزاد المعاد ...
يتخللها مواقف مؤثرة حينما تسمع نحيبه وبكائه أو استرجاعه وترديده لقول الحق تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ"
فتحس بالرهبة وتغشاك السكينة وتخرج بغير ما دخلت به من قوة في إيمانك وزيادة في علمك ..
وهناك يعلوك الخجل من نفسك وتعرف قدرها حينما تراه يتأنى في فتواه وفي قوله على الله بقوله "المسألة محل بحث ... محل نظر""فلان موجود ... ابحث المسألة"وفي هذا رسالة لكل متعالم متزبب قبل أن يحصرم وطائر قبل أن يريش!
استمع لمقطع من ذلك الدرس في حادثة الإفك وانظر وقع تلك الكلمات على مسمع من سمعها أو قرأها ..
http://www.rofof.com/9gnfao19/Abn_baz.html
اللهم اغفر لشيخنا ورفع درجة في المهديين وحشرنا في زمرته مع النبيين يا الله ..
اللهم قيض للرافضة يداً من الحق حاصدة تقتلع جذورهم وتقطع شرورهم ..
أخرس ألسنتهم وكف أيديهم عن الطعن في عرض نبينا عليه الصلاة والسلام ...
سعد بن ضيدان السبيعي
الداعية بوزارة الشؤن الإسلامية
29/ 10/1431هـ
s-subaei@hotmail.com
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[20 - 10 - 10, 07:34 م]ـ
بارك الله فيك و رحم الله الشيخ ابن باز رحمة واسعة
و جزاكما الله خيرا(133/141)
** فيروس الإدمان ونقص العبادة عند المستقيمين **
ـ[سليلة المجد]ــــــــ[18 - 10 - 10, 05:36 ص]ـ
http://alnebras.com/pic/img/montda-b//a5u11511.gif
لا يزال المؤمن في حرب ضروس مع الشيطان ولا تضع هذه الحرب أوزاها حتى
يُوسد المؤمن في قبره .. ولا يفتأ الشيطان في حربه أن يُعمل كل سلاح في القضاء
على النور الذي يحمله المؤمنون ..
وكان من طرائقه أن يفتح باب المباح على مصراعيه ليسقط المؤمن في وحل الحرام
وأن ينفخ بجذوة النور لتحترق في دهاليز الغلو ..
وإن مما يعانيه الكثير اليوم إدمانهم على المباح وغلوهم فيه مع نقص من فيتامين
العبادة الذي يُسيّره ويحميه في طريقه إلى الله تعالى ..
فلو أخذنا مثالا واحدا نجد أن الشبكة العنكبوتية يقضي فيها البعض ربع يومه زاد أو
نقص بينما في صلاته في فرضه ونفله لا تصل إلى ربع الربع من المباح .. فلماذا
هذا الشئ؟؟!
دعونا نحث السير قليلا ونجول دقائق في فضل الصلاة حتى نستفيق ..
(مهذبة للأخلاق)
قال تعالى ((إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا،
إلا المصلين))
فالصلاة والمحافظة عليها مزكية للنفس مفلترة للأخلاق فبينما تجد الإنسان جزوعا ضيقا
من كل شر شحيحا منوعا لكل خير تجد المصلين حقيقة فيهم من كرم النفس وانشراح
الصدر ما فيهم ..
(مغناطيس البشارات)
قال تعالى ((فنادته الملائكة وهو قائم يُصلي في المحراب أن الله يُبشرك بيحيى))
فزكريا عليه السلام في محرابه مناجيا لمولاه راجيا ثوابه طالبا مسعاه إذ به يأتيه
مطلوبه ويتحقق مرغوبه بأجمل نداء وأكرم منادي وكان ذلك وهو قائم يُصلي ..
أرأيت فضل الصلاة يا أدمنت المباح وتركت أبواب الفتاح ومطالبك لا يحلها إلا
هو سبحانه وتعالى؟؟
(شارحة للصدر مزيلة للهم)
قال تعالى ((ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون، فسبح بحمد ربك وكن من
الساجدين))
وحين ترى حال الخليل عليه صلاة الجليل وحاله في الدعوة إليه تجده يُرمى من هنا
ويُتهم من هناك ويُطرد ويجوع ويُتهم في عرضه وينال من جنابه كل هذه الهموم
والغموم التي تتوافده يأتيه الحل بكثرة التسبيح والسجود الذي هو سبب رباني لانشراح
النفس والتنفيس عنه ..
فكأنه قيل له يا محمد إن أبعد الناس عنك وجفوك ونالوا منك فاعلم أنك بكثرة السجود
فالله قريب منك وأنت قريب منه وبكثرة التسبيح فالله يذكرك ويثني عليك ..
فإذا سبك البشر فرب البشر يذكرك وإن نالوا منك فالله يحفظك ..
(جلابة للأرزاق)
قال تعالى ((ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من
الثمرات لعلهم يشكرون))
فاقتران الصلاة بالرزق دليل على أن الصلاة جالبة له فاتحة لأبوابه .. وهمّ الرزق
يكاد يطغى على جميع الخلق ويسري في دمائهم لكن تجده عند المصلين والدائمين
عليها من حزمة هم الدنيا التي لا تساوي عندهم شيئا ..
ولو تأملت لو أقحطت الأرض وقل عذب الماء وهلكت دواب البسيطة بم نطلب الله تعالى
عرفت أهمية الصلاة في جلب الرزق ..
قال تعالى ((كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عند رزقا قال يا مريم أنى لك هذا
قالت هو من عند الله))
(حافظة من الشيطان)
قال تعالى ((إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا))
وأخص أنواع العبادة الصلاة .. وبقدر نصيبك من الصلاة وتذوق حقيقتها بقدر قلة
حظ الشيطان منك ..
وإذا كان الشيطان يُدبر وله حصاص وضراط حين النداء وهي وسيلة للصلاة فما
بالك بالصلاة نفسها .. أليست حصنا حصينا من سلطان الشيطان؟!
(مضخة ربانية لعبادة الصبر)
قال تعالى ((قم الليل إلا قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا، أو زد عليه ورتل القرآن
ترتيلا، إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا))
مهد الله تعالى لنبيه لحمل الثقل العظيم بكثرة الصلاة وطرق الباب ليلا بمناجاته والأنس
به .. والنفس إن تحملت ما يشق عليها ويؤلمها مع غياب العين التي يطمئن إليها
ويستزيد منها سرعان ما يخفق في مطلوبه ومرغوبه ..
وجاءت هذه الصلاة التي هي في حقيقتها صلة بين العبد وربه لضخ الوريد الإيماني
في السلوك إليه ولزوم طريقه ..
(حرز من الشرك)
قال صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن
في التحريش بينهم) رواه مسلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/142)
وإياس الشيطان هنا من المصلين حقيقة لا حكما فمن كان يُصلي بخشوع وخضوع
دائما على ذلك كانت صلاته بإذن الله تعالى حرزا من الشرك والكفر ..
ولما كان الأنبياء والمرسلون أكمل الناس في صلاتهم كان لهم من الحزر النصيب
الأكبر في ذلك كما قال تعالى على لسان يوسف عليه والسلام ((وما كان لنا أن نشرك
بالله من شئ ذلك من فضل الله علينا))
و (شئ) هنا نكرة في سياق النفي فيعم كل أنواع الشرك والكفر الأكبر والأصغر وكذلك
الصحابة لهم في هذا الباب النصيب الأوفر فلم يُعهد عن احد من الصحابة الذين أثنى الله
عليهم أن تولغ بشئ من رجس الشرك والكفر وذلك لتمام صلاتهم وعبادتهم ..
(سياج أمني من المصائب)
قال صلى الله عليه وسلم (بينا هو (ابراهيم عليه السلام) ذات يوم وسارة إذ أتى على
جبار من الجبابرة ..
فقيل له: إن ههنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها فقال:
من هذه؟
قال: أختي .. فأتى سارة .. قال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري
وغيرك وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني .. فأرسل إليها فلما دخلت
عليه ذهب يتناولها بيده فأُخذ ..
فقال: ادعي الله لي ولا أضرك ..
فدعت الله فأطلق ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد ..
فقال: ادعي الله لي ولا أضرك .. فدعت فأطلق ..
فدعا بعض حجبته فقال:
إنكم لم تأتوني بإنسان إنما اتيتوني بشيطان .. فأخدمها هاجر فأتته وهو قائم يصلي
فأومأ بيده مهيا ..
قالت: رد الله كيد الكافر في نحره وأخدم هاجر)) رواه الشيخان ..
فتأمل كيف كان حال ابرهيم عليه السلام حين ذُهب بامرأته وعرضه وكيف رد الله
المصيبة إلى فضل ومنة بركيعات من قلب أواه حليم ..
هذه الصلاة أحد العبادات من حزمة عبادات أخر فرط فيها كثير من المستقيمين بانهماكهم
في المباح والرتع فيه وما هي إلا حبال الشيطان ومكايده ..
فليحذر العاقل من إدمان هذه الشبكة خاصة وليقبل على شأنه ولينظر يومه الذي فيه
يُكشف عن صحيفته وليضرب بسهم من العبادات التي بها يرتفع عند ربه وخاصة
عبادة الصلاة ففيها من جملة الفوائد ما جعلها بعض أهل العلم خير العبادات كلها ..
منقوووووووووووووول
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:26 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 01:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
فهذا مضاد جيد لهذا الفيروس
ـ[أبو عبد الله رشيد]ــــــــ[18 - 10 - 10, 02:24 م]ـ
أحسن الله إليك نصيحة غالية
ـ[محمد بن لحسن ابو اسحاق]ــــــــ[20 - 10 - 10, 04:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 04:06 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبوأحمدالغالى]ــــــــ[21 - 10 - 10, 05:00 م]ـ
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاتة
بارك اللهم فيكم ونفعنا به(133/143)
أثران عن عمر أصلان عظيمان في استنباط الأحكام
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[18 - 10 - 10, 12:11 م]ـ
1 - قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ:
َأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ:
أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا
قَالَ بَلَى
قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ
قَالَ بَلَى
قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا
قَالَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهُوَ نَاصِرِي
قُلْتُ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ
قَالَ بَلَى؛ فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ؟!
قَالَ قُلْتُ لَا
قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ!
قَالَ فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ
فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَيْسَ هَذَا نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا
قَالَ بَلَى
قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ
قَالَ بَلَى
قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا
قَالَ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ وَهُوَ نَاصِرُهُ فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ
قُلْتُ أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ؟
قَالَ بَلَى أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ؟!
قُلْتُ لَا
قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ
*******************************************
2 - قَالَ عمر بن الخطاب:
مَا لَنَا وَلِلرَّمَلِ
إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ أَهْلَكَهُمْ اللَّهُ!
ثُمَّ قَالَ:
شَيْءٌ صَنَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ
اللهم تقبل و انفع به و لو بعد حين آمين
ـ[عبدالله بن ذيب]ــــــــ[18 - 10 - 10, 05:50 م]ـ
جزاك الله خيرا، ما هما الأصلان المستفادان من الحديثين؟
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:05 م]ـ
حفظك الله و رعاك و سددك؛ فهذان الأثران أصلان في بابَيْهما؛
أما الأول ففي وجوب شدة التحري لِلَفْظة رسول الله صلى الله عليه و سلم عند الاستنباط منها
و أما الآخر فعمّا يصيحون به من زوال الحكم بزوال العلة
ـ[سيد النجدي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:19 م]ـ
بارك الله فيك ..
وفي الأول أيضا مناقب لأبي بكر رضي الله عنه.
ـ[سيد النجدي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:38 م]ـ
بارك الله فيك ..
وفي الأول أيضا مناقب لأبي بكر رضي الله عنه.
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 12:11 ص]ـ
حفظك الله و رعاك و سددك؛ فهذان الأثران أصلان في بابَيْهما؛
أما الأول ففي وجوب شدة التحري لِلَفْظة رسول الله صلى الله عليه و سلم عند الاستنباط منها
و أما الآخر فعمّا يصيحون به من زوال الحكم بزوال العلة
ليسَوا يقولون هذا في العباداتِ - غفر الله لك-.
وشدّة التحري وطلب التفهم، ينبغي أن يَّكون في كل مسائل الشريعة.
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[19 - 10 - 10, 12:52 ص]ـ
حفظك الله و رعاك
ففيمَ يقولونها(133/144)
من الكفر والإباحية إلى عقوبات العدميَّة (4 - 10)
ـ[مبارك]ــــــــ[18 - 10 - 10, 03:20 م]ـ
قال أبو عبدالرحمن: لم أرَ في فلسفات القوم وَفْق مذاهبها المستقرَّة أيَّ رجعة لاحترام نظرية المعرفة التي تبحث بأناة وطمأنينة عن الدين الصحيح، وتُعيد للفكر ونوازع الخير رسالتهما أمام غرائز الشهوات والشبهات التي بُني عليها القانون الطبيعي؛ وإنما يوجد خارج نطاق الفلسفات من يحنُّ إلى شيئ ساد فباد عن الظِّلال الهانئة للأسرة كما في قول (بوشاسن): «تعالين أيتها (الصواب أيها) النساء اللطيفات والشَّبقات (من صنوف الشبق الاغتلام) .. ابتعدن منذ الآن عن أخطار اللذات المُزيَّفة .. عن تلك الأهواء المندفعة .. ابتعدن عن الخمول والرخاوة .. اتبعن أزواجكنَّ الشبان في البوادي وفي الأسفار .. تحدَّينهم في التسابق فوق الحشائش الليِّنة والمحاطة (الصواب بدون واو عطف) بالورود .. عدن إلى باريس، وقدِّمن لأزواجكن المَثل (أي المثل النافع الذي يُقتدى به) في أعمال المنزل التي تناسب جنسكن .. أحببن تربية أبنائكن؛ فستعرفن كم هذا الأمر ممتع فوق كل المُتَع؟! .. إن الطبيعة (بل الله سبحانه) وهبتكن السعادة .. ستشِخن بطيئاً عندما تكون حياتكن خالصة»؛ فهذا ذو حِسٍّ إصلاحي تقزَّز من فراغ البيت، ودناسة الأعراق، وضياع الهُويَّات، ونتن الدعارة، ورخاوة المدينة، والوحدة الخانقة للمتزوج والأعزب؛ لمخالفة شرع الله الذي جعل لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها، ونقوم لهن بالكفاية بمقتضى القَوامة، ويمنحننا السعادة أُنْساً في البيت، وحِفظاً للطرف أن يتذبذب ذات اليمين وذات الشمال، ونسعد معاً بالنسل منذ لُثغة الطفل في شبابنا نحن إلى حِياطتهم لنا بعد الله بالمرحمة والبذل في شيخوختنا.
. إن (بوشاسن) مدرك الثمار اللذيذة المغذِّية من شجرة الأسرة المباركة؛ فمع الطهارة من الدنس يكون العطف الصادق، والهُويَّة الخالصة، ويتكوَّن من الأسرة الواحدة أُسَرٌ كثيرة يجمعها أب واحد؛ فتوجد عاقلة في النوائب، ويوجد التكافل الاجتماعي الذي يُقَدِّم ذوي القربى، وتنمو نزعة المرحمة للجار والفقير والمبتلى؛ وهكذا ينقاد نظام المجتمع كله؛ فلا يسقط فيهم عاجز، ولا يستوحش بينهم مقطوعُ الشجرة، ويرتفع شُحُّ الأنفس والأنانية، ويحل مكان ذوي تلك الصفات العَفنة المذكورة آنفاً مَن يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن ثَمَّ تَحُفُّ رحمةُ الله بالجميع .. ودعك من بضعة دولارات تدفعها الدول للعاجزين؛ فهذه لا تكفي دواء ولا غذاء ولا سكناً .. ودعك من رَيْعِ التأمينات التي أنهكت الفرد مدى عمره؛ فذلك الريع لا يمنحه نعمة الأسرة والمجتمع المتكافل، ولا يزيل عنه وحشة الوحدة وشبح العدمية اللازم الملازِم.
قال أبو عبدالرحمن: ميَّز الله العالم المسيحي بالتحذير من إضلال مَن قَبلهم وهم اليهود، وأشركهما معاً في إلغاء الحسبة الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر، وهذا هو الواقع اليوم؛ فإنهم أسقطوا الحسبة، وكان البديل الإغراء والتضليل لسلوك ما ينافي الحق والخير والجمال .. وميَّز الله العالم المسيحي بقرب مودتهم لنا؛ فلما لم يتَّعظوا بالحذر من يهود وإضلالهم، وابتلعتهم الصهيونية تضليلاً وابتزازاً وسيطرة وتخويفاً: صاروا منفذين لإرادتها؛ فذهبت تلك المودة، وتلاشى ذلك السماح، وورثوا عملهم الإرهابي بنشر الإلحاد والإباحية على وجه المعمورة، وظُلْمِ الشعوب، ونهب مواردها اغتصاباً أو بثمن الملح .. وجعلوا الدول الضعيفة المنهوبة قبل العولمة وبعدها سوقاً حتمياً لترويج صادراتهم بأغلى الأثمان؛ فكان ذلك الذي يدير خده الأيمن لمن ضربه على خدِّه الأيسر لا يبكي بقلبه ومشاعره على الأقل لمآسي العالم من جَرَّائهم كمآسي فلسطين والعراق، وتحقَّق مفهومُ (السياسة لا أخلاق لها) بكل عُرْيٍ ووقاحة .. وأمتنا يأبى دينها، وتأبى مروءتها ومَرْحمتها أن تُسوِّق الأوبئة للأمم الأخرى، وتاريخها شاهد على ذلك بخلاف يهود الأندلس الذين سمَّموا الآبار في بقاع العالم المسيحي فتساقط ملايين القتلى، ولم يكتشفوا الأمر إلا بعد الفوات، ولم يُوقِعوا بهم عقوبة القصاص المساوية لشناعة جرمهم .. وأمتنا يأبى دينها، وتأبى مروؤتها ومَرْحمتها أن يكون لها باطن خلاف الظاهر، أو أن يكون لها أوكار تعمل في الظلام لمكيدة البشر .. بل رسالتهم إسعاد البشرية،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/145)
وباطنهم مثل علنهم ومثل شعائرهم على المنابر يؤديها المؤذن والإمام بأعلى صوت وأوضح إبانة؛ وإنما يكتمون خططهم الحربية ضد أعدائهم، ويأخذون بالمبدإ الشرعي (الحرب خَدْعة)؛ إذْ يُعَمُّون عن وِجْهتهم بعد إعلان البراءة من كل عهد أو ميثاق نقضه الأعداء (والخدعة بفتح الخاء المعجمة، وسكون الدال المهملة .. هذا هو الفصيح، وأجازوا ضم الخاء وكسرها، وضم الخاء وضم الدال)، ويمنحونهم المُهْلة بعد البراءة .. وسِرِّية المسلمين في مواجهة من يريد إيذاءهم وصدَّهم عن دينهم مبدأ رباني في كل الأديان، وهو مقتضى العقل الإنساني المشترك .. وبقيت أمور عن أمتنا في السابق واللاحق فيها مدخل للتضليل وكيد الشيطان، فيجب فضح جوانب الأغلوطات فيها .. وتكدير صفاء أمتنا آتٍ من العناصر التالية حسب تصوُّرهم هم:
1 - أن التاريخ الإسلامي ليس على هذه المثالية التي أسلفتها؛ فقد حدث القتال بين الصحابة رضي الله عنهم من أجل الحكم، ومن أجل ذُحول تاريخية، وتبلور الأمرُ باغتصاب معاوية الحكم من صاحب الولاية الشرعية علي رضي الله عنهما.
2 - أن حكام المسلمين حدث منهم استبداد، وحصل تجاوز كتأخير الصلاة عن وقتها.
3 - أن المسلمين ورثوا ديار الأمم وأموالهم، وفتحوا بلدانهم عنوة، وحكموها قهراً، وكانت غنائم الحرب مما امتنَّ الله به على المسلمين.
4 - أن الإسلام استباح الرق، وأخذ الجزية من الأمم.
5 - أن المسلمين افترقوا في العقيدة الإيمانية، وتصدى بعض الخُلفاء لفرض وحماية أفكار اعتزالية.
6 - أن ظاهرة التجاوز عند بعض الحكام وضحت بجلاء بخلاف سِيَر حكام آخرين ساروا على منهج أعدل من منهج أسلافهم كعمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى.
7 - وجدت في تاريخ المسلمين أعمال ظلامية من حركات سياسية ناتجة عن أهواء عرقية ومذهبية، وهكذا بعض الأعمال الفكرية التي كشف عنها أبو حامد الغزَّالي في كتابه فضائح الباطنية، وكما في كتاب (إخوان الصفا)، وهو تأليف قوم لم يذكروا أسماءهم.
8 - أن الحركيين من المسلمين اليوم قاموا بعمليات إرهابية فاجعة، واستباحوا العمليات الانتحارية التي تزعمون أن الإسلام لا يبيحها.
قال أبو عبدالرحمن: بعض العناصر التاريخية القديمة تصدَّى لها بعض المعاصرين الذين هُزموا روحياً وفكرياً بالتأويل كالزعم أن حروب المسلمين دفاعية .. والذي أدين لله به أنه ليس في ديننا شيئ نستحيي منه فنحاول كتمه أو تأويله، بل هو واقع على الصواب والحق الذي سأشرحه إن شاء الله، وفي تاريخنا ما يؤلمنا؛ ولهذا أعود لما وعدتُ به من بيان المِحَكِّ لما هو إسلامي محض، وهو شريعة الله المعروفة في مصادرها التوثيقية ثبوتاً ودلالة، وإنما نلتمس المِحَكَّ في تطبيق المسلمين لهذه الشريعة في سلكوهم (السيرة العملية)؛ فوجدناه عقيدةً محدَّداً موصوفاً حاملها بأنه ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي الله عنهم؛ ففحصنا تاريخهم؛ فوجدنا ما عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على العصمة مِن الله الذي اختاره ربه لتبليغ الرسالة الربانية بيضاء لم تُشب، وبحثنا تاريخ الصحابة رضي الله عنهم فلم نجد عندهم شيئاً من الأفكار الضلالية التي افترقت عليها الأمة المنتسبة إلى قبلتنا .. ووجدنا سلوكاً عقدياً وسلوكاً عملياً معاً مردوداً إلى (الأمر الأول)، وهو ما عند (السلف الأول) الذين توزن بسيرتهم سِيَر إخوانهم من الصحابة رضي الله عنهم، ويعرف واقع الخلاف بينهم، وهم (أي السلف الأول) هم الذين على البراءة في تحرِّي الحق، والدينونة لله بذلك دون ميل للهوى .. والسلف الأول الذين هم الميزان هم الموصوفون بما هو اسم للجماعة كاسم القبيلة، وذلك في قول تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {سورة التوبة: 100}، فالصفة المحدَّدة هي أوَّليَّة السبق بالإيمان والجهاد والتميُّز بصفة المهاجرين والأنصار؛ فهو عرف عليهما يدل دلالة اسم القبيلة كقولك: التميميون والعامريون .. إلخ .. وَوَعْدُ الله لهم موجب بدون أي احتمال أنهم القدوة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الله قال عنهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/146)
{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {سورة التوبة:100}، وما دام هذا خبراً لا يدخله النسخ بإطلاق فالمقتدي إنما يريد هذا الوعد الكريم؛ فلا يجده إلا في مثل سيرة من ضمن الله له هذا الوعد .. ويُعْرف التابع لهم بإحسان بأن يكون إحسانه سلامةَ اتِّباع دون خلل مقصودٍ بالمقارنة بين سيرته وعقيدته وبين سيرتهم وعقيدتهم .. ومعلوم تاريخياً أن سبقهم الأول سَبْقَ إيمانٍ وهجرة وإيواء ومناصرة للدين بالنفس والمال ولو فقد الدار والأهل والعشيرة .. ثم ألحق الله سبحانه وتعالى بهم مَن لحق بهم على مثل ما هم عليه من الإيمان والهجرة والمناصرة؛ فقال تعالى: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (3) سورة الجمعة، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {سورة الحشر: 10}، وقال تعالى عن السلف الأول ولاحقيهم: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {74} وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {75} (سورة الأنفال)، والذين حُفِظَتْ سيرتُهم وفتاواهم ورواياتهم من هؤلاء رضي الله عنهم معروفون بأعيانهم، ولا يدخل فيهم مثل عبيد الله بن جحش الذي هاجر إلى الحبشة وارتد ومات نصرانياً (وهو أخو عبدالله رضي الله عنه)؛ فهذا هلك ليس له سيرة محفوظة، وليس داخلاً في السابقين الأولين أهل هجرة الجهاد والمناصرة؛ فقد كانت هجرته قبل ذلك للحبشة فراراً من الأذى، وله أجره لو ثبت على دينه وعاد مع من عاد في واقعة خيبر، والسابقون الأولون المعنيون هم المُمَهِّدون الأمن لمن سيعود من الحبشة مؤمناً، وهم القدوة، وصحةُ الاتباع تُوزن بهم.
وأما القتال بين الصحابة رضوان الله عليهم الذي وصفوه بأنه من أجل الحكم، ومن أجل ذحولٍ تاريخية .. إلى ما ذكروه من انتهاء السلطة إلى معاوية رضي الله عنه اغتصاباً: فالحق في ذلك أن الخلافة بدأت بالإشارات الضرورية من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي حَكَم جِلَّةٌ من العلماء على أنها نصٌّ على أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه الخليفة بعده، والحق قول الإمام أبي محمد ابن حزم رضي الله عنه: إن خلافة أبي بكر رضي الله عنه ثابتة بالنص .. وقد بايعوه وهم مجمعون على أنه الأولى، وعهد بها رضي الله عنه لعمر رضي الله عنه؛ لأنه وزير رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولأنهما الإمامان اللذان أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالاقتداء بهما، ثم عهد عمر رضي الله عنه بالأمر شورى لا تخرج عن ستة مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راضٍ، وهم مع أبي بكر وعمر من العشرة المشهود لهم بالجنة جميعاً رضي الله عنهم، ولم يعهد لابنه عبدالله الورِع بشيئ من الأمر سوى أن يكون مشرفاً شاهداً منظماً لأمر الشورى؛ فتم الاختيار لعثمان رضي الله عنه .. وههنا استراحة ضرورية، وهي أن الخلافة الاختيارية لا تكون بأصوات غوغائية مِن الأمة مَن غاب منهم ومَن حضر؛ وإنما تكون البيعة ممن حضر في دار الخلافة من عدول الأمة وعلمائها ومقدَّميها كزعماء العشائر والقرى، وإذا أُوجِبتْ البيعة وتم القبول لزمت كل من حضر ومن لم يحضر .. وتولى الأمر عثمان رضي الله عنه على مشارف فتنة أدركها عمر رضي الله عنه في آخر عهده عندما رأى شَغَب أهل الكوفة، وتعنُّتَهم بطلبهم عزل الولاة، وقد اشتكى عمر رضي الله عنه بذور هذه الفتنة، ولكن لا مجال لهذه البذور أن تظهر على المسرح الهمجي؛ لأن عمر رضي الله عنه فوق مستوى الشبهة؛ لعدالته وحنكته التي لا تعرف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/147)
الحدود .. ومحقِّقو التاريخ وذوو الحسِّ التاريخي يعلمون علم اليقين أن الأجناد في البلدان المفتوحة مدخولون بكائدين من الشعوب المغلوبة يحنُّون إلى ملكهم السليب، وفيهم من هو على دين قومه الوثني أو الكتابي، وقد شدَّ عضدهم أكثرُ من سبعين يهودياً تسربوا من نجران بزعامة عبدالله بن سبإٍ ابن السوداء، وكلُّهم عقول مدبِّرة؛ فلما وليها عثمان رضي الله عنه على ضعفه وكبر سنه؛ إذ هو أكبر من صاحبيه رضي الله عنهم.
وقد أناف على ثمانين عاماً لما لقي ربه؛ فكانت له حسنات كبرى على سيرة صاحبيه كتوحيد المصحف على آخر عرضة مما هو مجموع قبله عند حفصة وغيرها رضي الله عنهم، وأما القراءات - متواترها، وغير متواترها فهي في صدور الصحابة والتابعين ومصاحفهم -، وكان رحيماً ودوداً كريماً .. وحصل منه اجتهاد ليس على منهج مَن قبله وهو تولية أقاربه، وإبقاؤهم في مناصبهم إلا في النادر، ومحلُّ اجتهاده أن الأمور اضطربت بعد الدخيل من الأمم المغلوبة، وتشوَّف للحكم من هم دون مستوى السابقين الأولين من المهاجرين؛ فرأى باجتهاده رضي الله عنه أن حماية الخلافة لن تكون إلا بحماية الثغور بعصابة من عشيرته، ولم يفرِّط في حق أحد، ولم يُغْضِ عن مظلمة متظلِّم .. والذين ألِفوا سيرة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كطلحة والزبير رضي الله عنهما كان في نفوسهم شيئ من هذا الاجتهاد، وأما سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فكان منعزلاً، واشتد روعه رضي الله عنه بعد قتل عثمان فمات منعزلاً في مكان ناءٍ عن الحجاز رضي الله عنهما .. ولما جاءت الهيجة الأولى من الأجناد التي ضلَّل بها ابن سبإٍ ورفاقه وزنادقة الأمم - وهم يريدون شرا بعثمان والمدينة والصحابة رضي الله عنهم -: ندب عثمانُ عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنهما، وبحجته البليغة فنَّد كل مأخذٍ أوْردوه على عثمان، وأظهر جانب العذر لعثمان رضي الله عنه في كل مسألة؛ فانصرفوا خائبين .. ومع هذا فلم يسكت عليٌّ رضي الله عنه، بل طالب عثمانَ رضي الله عنه بأن يسير سيرة الشيخين رضي الله عنهما؛ فتعهد عثمان بذلك؛ فلما جاءت الهيجة الثانية وانضمَّ إليها الأجناد من مصر رجعوا بعد أخذٍ وردٍّ خائبين، ولو صح أن مروان بن الحكم رضي الله عنه تجرَّأ على الكتاب الذي سيرد ذِكره - وهو لا يصح - لكان ليس من السابقين الأولين الذين هم السلف؛ فلا يُقبل من سيرته إلا ما كان اتِّباعاً لهم بإحسان؛ فقد زعموا أنه أرسل كتاباً لأمير عثمان في مصر رضي الله عنهم بقتل وصلب الأجناد العائدين ليُثبِّت خلافة عثمان رضي الله عنه حسب نظره؛ فعادوا وكانت الكارثة بقتل عثمان رضي الله عنه، وما قصَّر الصحابة في حمايته (وعلى رأسهم عَلِيٌّ رضي الله عنهم) لولا أنه عزم عليهم عثمان رضي الله عنه بلزوم بيوتهم موقناً بما أخبره به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفتنة التي ستناله فيموت شهيداً رضي الله عنه، ومع هذا ترك عليٌّ ابنه الحسن للدفاع عن عثمان رضي الله عنهم حتى وُجِدت يداه جامدتين من الدَّم، وهذه الهيجة فوق قدرة الصحابة رضي الله عنهم، ولقد دخل في الفتنة قوم صلحاء غُرِّر بهم؛ لأنهم حملوا مثل اجتهاد عثمان رضي الله عنه في التَّقَوِّي بعشيرته على مخالفة الشيخين والاستئثار بالأمر كمحمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد جرَّ لحية عثمان رضي الله عنه؛ فقال يا ابن أخي: هذه اللحية التي تجرها طالما أكرمها أبوك .. فاستحيى محمد عفا الله عنه، ولا يصح أبداً أنه شارك مباشرة في قَتْل عثمان، وإنما ضُلِّل به فشارك في الهيجة والفتنة، والمؤكَّد أن قاتليه من الأجناد الطارئين على الإسلام .. ليسوا سلفاً ولا أتباعاً ولا كرامة، والمؤرخون على كثرتهم حائرون في تقصِّي أحوال الفتنة، وتعيين كل ذي جنايةٍ باسمه؛ وإنما قُتل مظلوماً، وكان قد تحرَّى الخير والمصلحة باجتهاده، كما أنه من السابقين الأولين الذين ضمن الله لهم الجنة .. وسرُّ الاختلاف أن العمل عمل ظلاميٌّ مبرمج له، وقد أظهر الأثبات أمثال الدكتور يوسف العش الخيوط الخفية بلا ريب للفتنة وإن لم تتعين كيفية إدارتها، وانظر كلامه في كتابه الدولة الأموية ص 44 - 46؛ فسترى أن الأمر سِرِّيُّ التدبير من الأجناد بتحليل ذكي ثاقب .. ثم هذا الذي حصل في عهد عثمان رضي الله عنه ليس صراعاً على الحكم من السلف، ولكنه مواجهة مِن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/148)
السلف لضلال الأجناد ما بين كائدٍ للإسلام ومضلَّلٍ به بصيغة اسم المفعول، ولسماحة عثمان رضي الله عنه، وثقته بإخوانه من الصحابة رضي الله عنهم؛ إذْ لم يأخذ بشدة عمر رضي الله عنه: سمح لهم بمغادرة المدينة المنورة؛ فازداد حبهم له، ولكن وقع التأثير عليهم من الأجناد الخاسئة.
قال أبو عبدالرحمن: الله غالب على أمره؛ فإن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه لما تخلَّى عن الأمر وهو من أهل الشورى كان دأبه اختيار مَن هو أولى بعد أخذ العهد عليه أن يسير سيرة الشيخين رضي الله عنهم؛ فبدأ بعليٍّ رضي الله عنه فأبى عليُّ التعهد بما طُلب منه تورُّعاً منه أن يقع في التقصير؛ فما وجد أفضل من عثمان رضي الله عنه على كِبر سنه وضعفه، وقدر الله نافذ، وأخبار الشرع الصحيحة وردت بما سيحدث ابتلاء لإيمان الأمة، ولو تقلَّد عليٌّ رضي الله عنه الأمرَ أولاً، ووعد بالتزام سيرة الشيخين حسب قدرته لاختلف الوضع كثيراً؛ لأن جنده خيار الأمة في الحجاز، ولم يوجد بعد استفحال للتضليل؛ فينقل الخلافة إلى الكوفة .. ولكان يُغيِّر الأمراء بالتدريج، وينقل بعضهم كمعاوية رضي الله عنه إلى جهة أخرى؛ فلا يُعْرِق بالأعوان والاستقلال بالسلطة، ولن يوجد لديه أو لدى غيره إباء؛ لأنه لم ترد شُبَهٌ تقتضي التذرع، ولَحَسَمَ الأمر مع الأجناد ومَن في صفهم من الكائدين بحرب أو سلم .. وأما طمع معاوية رضي الله عنه في السلطة اغتصاباً؛ فهو غير لاحق بالسلف من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار إلا بما عنده من حُسْنِ الاتباع؛ لتأخر إسلامه؛ وإذن فهو إنما يوافَق بما كان منه اتباعاً بإحسان، وأهل بيته هم أهل السيادة على قريش في الجاهلية، وأبوه أبو سفيان رضي الله عنه زعيمها، وعلي رضي الله عنه ذو البلاء الباهر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فواجَه محاربة كفار قريش مبارزة وشقَّاً للصفوف بالإطاحة برؤوس صناديدهم، وفيهم زعماء الكفر من بني عبد مناف قوم معاوية؛ فمعاوية رضي الله عنه لكل هذه الأمور طامع في الأمر بلا ريب، مضمر أن يسير في الأمة بالعدل والحلم؛ فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حكمَه مُلْكَ رحمة لا خلافةً راشدة، وجعل جيشه الفئة الباغية؛ فهو رضي الله عنه على الدين والإيمان وعلى القصور عن درجة الخلافة الراشدة، وما حصل منه من معصية في سبيل حماية ملكه فإن الله يكفِّره بمحاسنه التي هي أكثر؛ فقد استمرت الفتوح، وبقي للفتوى والقضاء كلمتهما، ومخالفةُ من خالف عن تقصير لا عن تشريع يُخالف الحق، وحمى بالله ثم بدهائه دولة المسلمين من التمزق بين الأحزاب؛ فيكون لكل قطر أمير مؤمنين، وإلى لقاء، والله المستعان.
وكتبها لكم:
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
ـ عفا الله عنه ـ
الجزيرة: الأثنين 10 ذو القعدة 1431 العدد 13899
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26(133/149)
وقفة
ـ[عبدالعزيز السريهيد]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:11 م]ـ
وقفة:
المنافقون جرثومة الشر؛ يحاربون كل فضيلة، ويسعون لنشر الرذيلة. قالهم ومقالهم: نريد الخير للأمة، ونسعى لنشره ونريد الرقي لأمتنا! ودائما وأبدا مدخلهم لهذا الرقي المزعوم المرأة! فإذا ارتقينا بالمرأة ارتقت أمتنا، وإذا حررنا المرأة من قيود الذل و المهانة حررنا أمتنا من قيود التخلف والرجعية.
وأول ما يبدؤون به هذا الرقي المزعوم الدعوة إلى نزع الحجاب، فهو أول دعواتهم الهدامة وأول مطالبهم الخبيثة.
تأمل رعاك الله هاتين الآيتين من سورة الأحزاب:
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ? ذَ?لِكَ أَدْنَى? أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ? وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)) الأحزاب: (59)
فماذا قال سبحانه بعدها: ((لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا) الأحزاب: (60)
انظر بعد أن أمر بالحجاب والستر تكلم عن المنافقين وليس هذا بموضوع مستقل لا علاقة له بالآية السابقة بل له علاقة وثيقة وصلة مترابطة بالآية قبلها؛ وهي أن المنافقين هم أعداء الحجاب والستر و الداعين إلى نزعه وإخراج المرأة من سترها وحصنها الحصين.
وهذا ديدنهم في كل عصر وفي كل مصر همهم الأول نزع الحجاب لأنه متى حصل ذلك تحصل لهم نشر الفساد والإفساد.
فسبحان من خلق الخلق وعلم خباياه.
عبدالعزيز بن محمد السريهيد(133/150)
هل يجوز تحويل الصدقة في هذه الحالة؟
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:21 م]ـ
السلام عليكم إخواني
أنا مؤتمن على توصيل مبلغ من الصدقة لتفريج كربة أخ محبوس لكن قدر الله تعالى ألا يتم الإفراج عن المحبوس رغم توفر المال المطلوب لظروف أخرى، فهل يجوز للمتصدق صاحب هذا المال أن يسترد المال لإخراج أخ آخر محبوس؟
جزاكم الله خيرا(133/151)
معنى الكمال في الحديث
ـ[طالبة الخير]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:36 م]ـ
{بسم الله الرحمن الرحيم}
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه
وسلم .. أما بعد:
حديث {كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا: مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام}
ماهو معنى الكمال في هذا الحديث هل المعنى
كمال الإيمان أي أنه ليس هناك كاملات إيمان
غيرهن، أم أن المقصود كمال الفضل والشرف
؟
أفتونا جزاكم الله خيرا
ـ[هشام الحميري]ــــــــ[19 - 10 - 10, 09:35 م]ـ
الذي اعرفه والله اعلم انا المقصود كمال الدين
ذلك ان من الرجال كثير من الانبياء ودينهم كامل تام
والله اعلم(133/152)
طلب صور للملابس المحظورة على المحرم وخاصة البرانس؟
ـ[عبدالله بن ذيب]ــــــــ[18 - 10 - 10, 05:47 م]ـ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنْ الثِّيَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَلْبَسُ الْقُمُصَ وَلَا الْعَمَائِمَ وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ وَلَا الْبَرَانِسَ وَلَا الْخِفَافَ إِلَّا أَحَدٌ لَا يَجِدُ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ وَلَا تَلْبَسُوا مِنْ الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ أَوْ وَرْسٌ
صحيح البخاري [5/ 434]
-----
جزاكم الله خيرا، هل من الممكن الحصول على صورٍ لكل ما ذكر خاصة البرانس _قلنسوة_؟
ـ[الغواص]ــــــــ[21 - 10 - 10, 07:14 ص]ـ
إن شاء الله
ـ[الغواص]ــــــــ[25 - 10 - 10, 05:14 م]ـ
http://qcskha.blu.livefilestore.com/y1pwLDj4cqx07oJThGIcyDGYR
السؤال
y_yAgv9yK-chjHKha9NZsCmueoMMbCq
السؤال
cvdkMc3G0RmqA7PF8o7HTvETIJ-LTfEiiVg4eTJpK/ff21.jpg?psid=1
( نهي المحرم عن لبس البرانس) جزء من محاضرة: (كتاب الحج - باب الإحرام وما يتعلق به [2]) للشيخ: (عطية محمد سالم)
نهي المحرم عن لبس البرانس
قال صلى الله عليه وسلم: (ولا البرانس)، البرانس: جمع برنس، ويكثر وجوده في المدينة أثناء الحج إذا كان الوقت شتاءً، وأكثر من يلبسه هم المغاربة والليبيون، وهو كما قالوا: كل لباس خيط به غطاء للرأس؛ لأن البرنس معه مثل المثلث يغطى به الرأس، وهو مخيط من عند رقبة اللباس، والبرنس شبيه بالعباية والجبة ونحوها، ولكن غطاء الرأس مخيط فيه، فإذا كان وقت الشتاء غطى رأسه، وإذا لم يرد تغطية رأسه خلعها ورماها وراء ظهره، فهذه البرانس سواء غطى رأسه بالغطاء الموجود معها أو لم يغطِّ رأسه، فإنها ممنوعة. والفرق بين القمص والبرانس: أن القمص محدودة، فالقميص يصدق على الفنيلة، ويصدق على القميص القصير، لكن البرانس واسعة، يدخل فيها الدراعة، ويدخل فيها المشالح، ويدخل فيها اللباس الفضفاض كما يوجد في لباس البادية، وهو الثوب ذو الأكمام الواسعة الطويلة. إذاً هذه البرانس رمز لكل لباس فضفاض على الجسم.
ـ[ابنة عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 10 - 10, 07:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
لو تكرمتم أريد صورة للجبّة ..
//
ـ[أبو عمر الروقي]ــــــــ[25 - 10 - 10, 07:50 م]ـ
البرانس: جمع بُرنس.
والبُرنس ليس له صورة واحدة؛ بل متعددة.
والتعريف الصحيح له: كل لباس رأسه ملتصق به، سواء كان قميصًا، أو مشلحًا، أو رداءً وما شابه ذلك.
قال ابن منظور في اللسان: (كل ثوب رأْسه منه مُلْتَزِقٌ به دُرَاعَةً كان أَو مِمْطَراً أَو جُبَّة).
وقال الإمام النووي في شرح مسلم: (قَالَ أَهْل اللُّغَة: هُوَ كُلّ ثَوْب رَأْسه مُلْتَصِق بِهِ، دُرَاعَة كَانَتْ أَوَجُبَة أَوْ غَيْرهمَا).
والمِمطر: لباس المطر الذي يغطي الجسد والرأس.
والجُبة: الذي نسميه الآن الكوت، وهو لباس يلبس على الثياب مفتوح من الأمام.
والدراعة: مثل الجبة لكن لا تكون إلا من الصوف.
ـ[الغواص]ــــــــ[26 - 10 - 10, 06:48 م]ـ
أخي الكريم (أبو عمر الروقي) حفظه الله
1 - هل هناك دليل شرعي على أن البرانس يجب أن يكون لها رأس؟ أم أن البرانس لباس شامل حتى ما له رأس مثل المشالح وخاصة التي تلبس في الخليج وليس لها رأس مثل هذا:
http://qcskha.blu.livefilestore.com/y1pWAXEn33Bbcv6lMs231ikhqZyt2re1g_P2Sesdt8toGUPMPO NMvdaZ56mGXJbXdyiAKfDpF2Hqykj7eWFNMLSqh-K7a1T
السؤال
XG8/b.jpg?psid=1
2- الرسول صلى الله عليه وسلم فرق بين البرانس والقميص بالعطف الذي يدل على التغاير، فما الدليل الذي جعلك تجعلهما شيئا واحدا؟
ـ[الغواص]ــــــــ[29 - 10 - 10, 11:20 ص]ـ
الأخت ابنة عبد الرحمن
اولا هذه بعض الأحاديث من البخاري ومسلم والتي تخص الجبة .. علما بأن أحاديث الجبة كثيرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/153)
أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَرِنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يُوحَى إِلَيْهِ قَالَ فَبَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَهُوَ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً فَجَاءَهُ الْوَحْيُ فَأَشَارَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى يَعْلَى فَجَاءَ يَعْلَى وَعَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْمَرُّ الْوَجْهِ وَهُوَ يَغِطُّ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقَالَ أَيْنَ الَّذِي سَأَلَ عَنْ الْعُمْرَةِ فَأُتِيَ بِرَجُلٍ فَقَالَ اغْسِلْ الطِّيبَ الَّذِي بِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَانْزِعْ عَنْكَ الْجُبَّةَ وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِكَ كَمَا تَصْنَعُ فِي حَجَّتِكَ قُلْتُ لِعَطَاءٍ أَرَادَ الْإِنْقَاءَ حِينَ أَمَرَهُ أَنْ يَغْسِلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ نَعَمْ
صحيح البخاري [5/ 425]
عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَالَ
انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ فَلَقِيتُهُ بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَأْمِيَّةٌ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ فَذَهَبَ يُخْرِجُ يَدَيْهِ مِنْ كُمَّيْهِ فَكَانَا ضَيِّقَيْنِ فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتُ فَغَسَلَهُمَا وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَعَلَى خُفَّيْهِ
صحيح البخاري [10/ 60]
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ قَالَ أَمَعَكَ مَاءٌ فَأَتَيْتُهُ بِمِطْهَرَةٍ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ كُمُّ الْجُبَّةِ فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ وَأَلْقَى الْجُبَّةَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَعَلَى الْعِمَامَةِ وَعَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ رَكِبَ وَرَكِبْتُ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ وَقَدْ قَامُوا فِي الصَّلَاةِ يُصَلِّي بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَقَدْ رَكَعَ بِهِمْ رَكْعَةً فَلَمَّا أَحَسَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ فَصَلَّى بِهِمْ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُمْتُ فَرَكَعْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي سَبَقَتْنَا
صحيح مسلم [2/ 107]
أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلَا يُنْفِقُ إِلَّا سَبَغَتْ أَوْ وَفَرَتْ عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ وَأَمَّا الْبَخِيلُ فَلَا يُرِيدُ أَنْ يُنْفِقَ شَيْئًا إِلَّا لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا فَهُوَ يُوَسِّعُهَا وَلَا تَتَّسِعُ
صحيح البخاري [5/ 272]
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/154)
أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فَلَبِثَ عُمَرُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجُبَّةِ دِيبَاجٍ فَأَقْبَلَ بِهَا عُمَرُ فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ وَأَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْجُبَّةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِيعُهَا أَوْ تُصِيبُ بِهَا حَاجَتَكَ
صحيح البخاري [4/ 4]
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَكَانَ خَالَ وَلَدِ عَطَاءٍ قَالَ أَرْسَلَتْنِي أَسْمَاءُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَتْ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَرِّمُ أَشْيَاءَ ثَلَاثَةً الْعَلَمَ فِي الثَّوْبِ وَمِيثَرَةَ الْأُرْجُوَانِ وَصَوْمَ رَجَبٍ كُلِّهِ فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ رَجَبٍ فَكَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الْأَبَدَ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ الْعَلَمِ فِي الثَّوْبِ
فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فَخِفْتُ أَنْ يَكُونَ الْعَلَمُ مِنْهُ وَأَمَّا مِيثَرَةُ الْأُرْجُوَانِ فَهَذِهِ مِيثَرَةُ عَبْدِ اللَّهِ فَإِذَا هِيَ أُرْجُوَانٌ فَرَجَعْتُ إِلَى أَسْمَاءَ فَخَبَّرْتُهَا فَقَالَتْ هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ كِسْرَوَانِيَّةٍ لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ فَقَالَتْ هَذِهِ كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ حَتَّى قُبِضَتْ فَلَمَّا قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى يُسْتَشْفَى بِهَا
صحيح مسلم [10/ 411]
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ
أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّةٌ مِنْ سُنْدُسٍ وَكَانَ يَنْهَى عَنْ الْحَرِيرِ فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْهَا فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَنَادِيلَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا
صحيح مسلم [12/ 244]
ثانيا أتمنى أن يتبرع شخص ويحضر لنا صورا للجبة حسب طلب الأخت خاصة إذا كانت مستخدمة بكثرة في بلده
وبالنسبة لي فقد وجدت هذه الصورة
http://qcskha.blu.livefilestore.com/y1p5wu_UVmcIzRC
السؤال
SmC3UEFriRritsustsBmADP0AXXM4s-roxRg
السؤال
CoxOw4xoC1giWSWlgc2ITp7jwLY_0EYb8jLbIDO
السؤال
B-33-v/f1.jpg?psid=1
لكني لا أدري عن مدى صحة نسبة هذه الجبة لسيدة نساء أهل الجنة
فربما كانت النسبة صحيحة فهذا الأمر يجعل المؤمن ينتفض زهدا عندما يعلم أن سيدة نساء أهل الجنة تلبس مثل هذا اللباس والذي ربما تمزق في حياتها فرضي الله عنها وأرضاها
وربما كان نسبة الجبة للسيدة فاطمة غير صحيحة وتم قطع ورقة صغيرة معلقة على الجبة كان مكتوب عليها
made in turkey
بالتعاون مع شركات متحدة شيعية أو صوفية ونحوها لجلب المزيد من الزبائن(133/155)
ما معنى قول العلماء
ـ[عبد الحميد احمد]ــــــــ[18 - 10 - 10, 08:38 م]ـ
فلان اخذ القراءة عرضا على فلان - واجد كثيرا فى كتب اهل العلم فى تعريف امام من الائمة يقولون [فلان بن فلان بن فلان ثم يقولون مولاهم الكوفى مثلا] فما معنى مولاهم هنا
ـ[عبدالملك محمد]ــــــــ[18 - 10 - 10, 09:13 م]ـ
http://www.google.ae/url?sa=t&source=web&cd=2&ved=0CA4
السؤال
FjAB&url=http%3A%2F%2Fwww.ahlalhdeeth.com%2Fvb%2Fshowth read.php%3Ft%3D141528&ei=sH28TKC
السؤال
IY7_4AbL_4zVDA&usg=AF
السؤال
jCNHm4NDTgo6_8Jfh5D_mobmkAb4ylA
لاتنساني من صالح دعائك
ـ[عبد الحميد احمد]ــــــــ[18 - 10 - 10, 10:35 م]ـ
جزاك الله عنى خير الجزاء ونفع الله بك ايها الشيخ الفاضل(133/156)
لِمَ كان القول بخلَق القرآن كفراً؟
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:07 ص]ـ
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد؛ أحبتي متصفحي " ملتقى أهل الحديث " طرح أحد الأعضاء سؤالاً بعنوان: هل القرآن مخلوق أم لا؟ ولم يجب عليه أحداً بإجابة شافية كافية رادعه مزيله للإشكال والشبه، فوعدت الأخوة بإضافة ما يشبع حول مسألة خلق القرآن من عدمها، ومما دفعني أكثر لنقل ما كتب حول المسألة لفضيلة الشيخ آل عبداللطيف، هو رسالة جاءتني على الخاص من محب للخير أحسبه كذلك، لكنه خالف الصواب في نصيحته لي ونصها [إحذر: بخصوص خلق القرءان؛ فلا هو مخلوق و لا هو غير مخلوق!! و لا تصح فيه المسألة أصلا .. هل أسأل الفتاة هل أديتى الخدمة العسكريه الإلزامية؟ أو هل أسأل الرجل أتاك الحيض أم لا؟ مسأله لا يجوز طرحها أصلا]
قلت بسم الله مستعيناً بالله
(*) د عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
حكى الإمام اللالكائي (ت418) مقالة السلف الصالح: أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن من قال بخلقه فهو كافر، وأسندها إلى خمس مائة وخمسين إماماً [انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي: 2/ 312،2/ 216 - 316]، سوى الصحابة الأخيار ـ رضي الله عنهم ـ ثم قال: " ولو اشتغلت بنقل قول المحدِّثين لبلغتْ أسماؤهم ألوفاً كثيرة، لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار، ونُقلَتْ عن هؤلاء عصراً بعد عصر لا ينكِر عليهم مُنكِر، ومن أنكر قولهم استتابوه، أو أمروا بقتله، أو نفيه، أو صلبه [المرجع السابق 312]
والأدلة على كون القرآن كلام الله غير مخلوق أكثر من أن تُحصَر، ومن ذلك أن الله ـ تعالى ـ فرق بين الخلق والأمر في قوله {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف:54] فالخلق خلق الله، والأمر: القرآن.
كما فرَّق ـ سبحانه ـ بين عِلمه وخَلقه، فقال ـ عز وجل ـ {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ} [الرحمن: 1ـ3] فالقرآن عِلمُه، والإنسان خلفُه؛ فعلمه ـ تعالى ـ غير مخلوق. قال تعالى {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعَدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} [آل عمران: 61] فالعلم هاهنا القرآن.
وفي حديث خولة بنت حكيم ـ رضي الله عنها ـ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق، لم يضرَّه شيء حتى يرحل من منزله ذلك " [أخرجه مسلم].
فكلمات الله غير مخلوقة؛ إذ لا يُشرَع الاستعاذة بمخلوق، وإنما يستعاذ بالله ـ تعالى ـ وبأسمائه وصفاته.
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه " [أخرجه أحمد:3/ 390، وأبو داود (4734) والترمذي (2925) وصححه]
فلو كان كلام الله مخلوقاً لم يكن فضل ما بينه وبين سائر الكلام كفضل الله على خلقه، وليس شيء من المخلوقين من التفاوت في فضل ما بينهما كما بين الله وبين خَلقِه [انظر: الرد على الجهمية لعثمان الدارمي: ص 162]
فالقول بخلق القرآن كفر ظاهر؛ إذ هو تكذيب لنصوص الوحيين، وإلحاد في أسماء الله وصفاته، وتعطيل لما يحب الله ـ عز وجل ـ من الكمال، أفيقال بعد هذا: إن هذه المسألة ليست من أصول الدين؟ [قالها بعض الذين أُشربوا البدعة كالمقبلي في العلم الشامخ، وأبي غدة في مسألة خلق القرآن، وتبعهم بعض متسننة هذا العصر، أرباب الترنح والتلفيق ... انظر في الرد عليهم: رسالة تنبيه الإخوان، لحمود التويجري، والمحنه وأثرها في منهج الإمام أحمد، لعبد الله الفوزان]
أيُظَن أن السلف الصالح يكفَّرون ويغلظون على من خالفهم في مسألة فرعية؟
أيُظََن أن الإمام أحمد بن حنبل يُعرَّض نفسه للتلف لأجل مسألة يسوغ فيها الخلاف؟
فلقد كابد الإمام أحمد السجن أكثر من عامين، وتخلى عنه الناس، وتوالت عليه السياط، وعانى الضرب الشديد حتى تخلَّعت يداه، وتفاقمت جروحه، ومُنِعَ من صلاة الجمعة والجماعة ...
أفيكون ذلك كله لأجل أمر أجتهادي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/157)
رحم الله الإمام علياً بنَ المدني؛ إذ يقول: (أعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنه) [طبقات الحنابلة لإبن أبي يعلى: 1/ 28] بل قال: بشر الحافي بشأن الذين أجابوا في المحنة: (وددت أن رؤوسهم خُضِّبت بدمائهم، وإنهم لم يُجِبوا).
والمقصود أن القول بخلق القرآن من أشنع الزندقه وأخبثها، وقد أدرك سلفنا الصالح فداحت هذه الزندقة ومآلاتها، وبينوا مُناقضتها لأصول الإسلام؛ سواءً في الدلائل أو المسائل: فأمّا الدلال: فإن القول بخلق القرآن باعثه القياس الفاسد والعقل المُريح؛ فهو تحاكم وتسليم لعلم الكلام والإبتداع، وإعراض واعتراض على نصوص الوحيين (أصدق الكلام وخير الهدي) [انظر: الأشاعرة عرض ونقد لسفر الحوالي: ص 64 - 66]
لقد أكمل الله ـ تعالى ـ لأمة الإسلام الدين وأتم عليهم النعمة: (فنحن نعلم أن كل حق يحتاج الناس إليه في أصول دينهم لابد أن يكون مما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكيف يجوز أن يترك الرسول أصول الدين التي لا يتم الإيمان إلا بها لا يُبينها للناس؟
وهذا مما أحتج به علماء السنة على من دعاهم إلى قول الجهمية القائلين بخلق القرآن، وقالوا: إن هذا لو كان من الدين الذي يجب الدعاء إليه لعرَّفة الرسول صلى الله عليه وسلم، ودعا أمته إليه .... فكل من دعا إلى شيء من الدين بلا أصل من كتاب الله وسُنة رسوله لقد دعا إلى بدعته وضلالته) [الدرء لابن تيمية 1/ 233ـ 234= باختصار]
وأما مناقضتها لأصول الإسلام في مسائلة: فهي تنقض أصلَي شهادة لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فالقول بخلق القرآن تعطيل لرب العالمين ـ عز وجل ـ وطعن في الرسالة وإبطال للشرائع ... وهذا قد جاء مبيَّناً في آثار السلف الصالح؛ فقد قال الإمام عبدالله بن إدريس: من قال القرآن مخلوق فقد أمات من الله شيئاً [أخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية):2/ 44]
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل: إذا زعموا أن القرآن مخلوق فقد زعموا أن أسماء الله مخلوقة.
فأجاب أحمد بأنهم وإن لم يقولوا بخلق أسمائه فقولهم يتضمن دلك، ونحن لا نشك في ذلك حتى نقف فيه [التسعينية:2/ 577 - 581]
وقال عبدالله بن أيوب المخرمي: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: إنه مخلوق فقد أبطل الصوم والحج والجهاد وفرائض الله [أخرجه ابن بطة في الإبانة (الرد على الجهمية):1/ 352]
وقد أوجز ابن تيمية هذا الطعن في الشهادتين لدى القائلين بخلق القرآن؛ فقال: وكان أهل العلم والإيمان قد عرفوا باطن زندقتهم ونفاقَهم، وأن المقصود بقولهم: إن القرآن مخلوق أن الله لا يكلم ولا يتكلَّم، ولا قال ولا يقول، وبهذا تتعطل سائر الصفات: من العلم والسمع والبصر وسائر ما جاءت به الكتب الإلهية، وفيه أيضاً قدح في نفس الرسالة؛ فإن الرسل إنما جاءت بتبليغ كلام الله، فإذا قُدِح في أن الله يتكلم كان ذلك قدحاً في رسالة المرسلين، فعلموا أن في باطن ما جاؤوا به قدحاً عظيماً في كثير من أصلَي الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسوله الله [بيان تلبيس الجهمية:3/ 518 - 519، وانظر: شرح الأصفهانية (ت: مخلوف) ص60، ومجموع الفتاوى: 12/ 7]
لقد كانت مقالة الأشاعرة في القرآن أقلَّ انحرافاً من مقالة المعتزلة؛ فإن المعتزلة يزعمون أن القرآن مخلوق لفظاً ومعنىً، وأما الأشاعرة فيجعلون القرآن هو المعنى القائم بذات الله، وأما الحروف والأصوات فهي دالة عليه، وهي مخلوقة.
ومع ذلك فإن مقالة الأشاعرة قد آلت بالمتأخرين منهم إلى القول بأن المصحف ليس فيه إلا المداد والورق، فامتهنوا القرآن وداسوه بأرجلهم [انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية:8/ 425]
و أخيراً فإن المتعين الرسوخ في فقه هذه المسألة الجليلة، وإضهارها بين الخلائق، وبيان عمق علم السلف، وحدَّة أفهامهم، ودرايتهم بمآلات الأقوال ولوازمها، خلافاً لمن تنكَّب سبيلهم فهوّن من شأن هذه المسألة، وخاص فيها بالباطل، وانتقص أهل السنة، فجمع بين الجهل والظلم، فلا عِلم مصدَّق ولا عدل محقّق. وبالله التوفيق (*)
(*) أستاذ مشارك في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ الرياض.
(*) المصدر: مجلة البيان عدد شوال 1431هـ رقم العدد 278 ص 94 - 95.
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[19 - 10 - 10, 02:44 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموضوع، لديّ سؤال من فضلكم
هل هناك من يقول بخلق القرآن في أيامنا هذه؟
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 10:27 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموضوع، لديّ سؤال من فضلكم
هل هناك من يقول بخلق القرآن في أيامنا هذه؟
آمين؛ ونفع الله بك وبارك فيك .. لو زكزتِ القراءة أكثر لما أشكل عليك ما طرحتيه من سؤال ..
فسوف أحيلك إلى جزءاً مما نقلت أعلاه حول المسألة ..
فالقول بخلق القرآن كفر ظاهر؛ إذ هو تكذيب لنصوص الوحيين، وإلحاد في أسماء الله وصفاته، وتعطيل لما يحب الله ـ عز وجل ـ من الكمال، أفيقال بعد هذا: إن هذه المسألة ليست من أصول الدين؟ [قالها بعض الذين أُشربواالبدعة كالمقبلي في العلم الشامخ، وأبي غدة في مسألة خلق القرآن، وتبعهم بعض متسننة هذا العصر، أرباب الترنح والتلفيق ... انظر في الرد عليهم: رسالة تنبيه الإخوان، لحمود التويجري، والمحنه وأثرها في منهج الإمام أحمد، لعبد الله الفوزان]
قلت: فمن يهّون من شأن هذه السألة ويقول بأنها ليست من أصول الدين، ليس عنده فرق بين القول بخلق القرآن من عدمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/158)
ـ[عبدالله عمر الخطيب]ــــــــ[19 - 10 - 10, 11:16 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم وأجزل لك المثوبة
أسأل بارك الله فيك
هل يمكن تكفير الأشاعرة استنادا إلى قولهم بخلق الأصوات والحروف؟
وهل الأشاعرة اليوم متفقون على هذا القول أم هم على أقوال في هذا؟
حبذا أن تبين لنا بارك الله فيك
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 12:23 م]ـ
رحم الله أمرءاً عرف قدر نفسه ..
فيقول تعالى {فأسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} وأنا لست منهم .. فلست ممن يكفر أحد بعينه وصفته ولست ممن يقرر هل هم متفقون أم متفرقون في هذه المسألة ..
فمن أراد بحث المسألة أكثر فليرجع لأهل العلم والفضل الموثوق بهم وفي علمهم وورعهم ليسألهم عن ما يترتب على هذه المشكلة وما يهم السؤال حولها وغيرها من أمور الشرع العظام ..
وأخيرا أقول: آمين على دعوتك ولك بمثل ما دعوة لنا وتقبل الله منا ومنك كل عمل صالح ..
ـ[سالم السمعاني]ــــــــ[09 - 11 - 10, 03:39 م]ـ
يرفع بمناسبة مشاغبة الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل - عفا الله عنه- ....
ـ[محمد الشنقيطي السلفي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 06:17 م]ـ
أظن والله اعلم ان سبب تكفير القائل بخلق القران لأننا نتعبد به ولو كان مخلوقا لأصبحنا مشركين لأننا نتعبد بالمخلوقات.(133/159)
فقه الحق ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 07:59 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فهذه عصارة اختيار سنوات جمعتها بعمل يدي من تقريرات الشيخ في فقه الحق،أضعها بين يدي إخواني؛ لينتفعوا بها، رزقني الله وإياهم العلم النافع والعمل الصالح، ووقانا الله شر الغثاء، و لم يجعل أعمالنا من الزبد الذي يذهب جفاء ..
[ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ]
• قال الشيخ: ((من كان مطلوبه الحق من حيث هو حق، غير متبع لهواه المخالف للحق، فإنما مقصوده في الحقيقة هو الله؛ فإنه الحق المحض)) [جامع 6/ 141].
[الحق والإيمان]
• قال الشيخ: ((الأمة الوسط تصدق بالحق الموجود،وتؤمن بالإله الواحد المعبود)) [(19/ 62)].
[الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَّا يَتَّبِعُونَ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ]
• قال الشيخ: ((صلاحَ العبد في أن يعلمِ الحقَّ ويَعمَلَ به، فمن لم يَعلمِ الحقَّ فهو ضالٌّ عنه، ومَن عَلِمَه فخالفَه واتبَعَ هَواه فهو غاوٍ، ومَن علمه وعَمِل به كان من أولي الأيدي عملاً ومن أولي الأبصار علمًا. وهو الصراط المستقيم الذي أمرنا الله سبحانه في كلِ صلاة أن نقول: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) فالمغضوب عليهم: الذين يعرفون الحق ولا يتبعونه كاليهود، والضالّون: الذين يعملون أعمالَ القلوب والجوارح بلا علمٍ كالنصارى)) [جامع 3/ 85].
• وقال: ((والتصديقُ بالحقّ وحبُّه هو أصلُ العلم النافع والعمل الصالح، والتكذيبُ به وبُغْضُه هو من الجهل والظلم. فالإنسان إذا لم يعلم من الحق ما يحتاج إليه أو لم يُقِرَّ به أو لم يُحِبَّه كان ظالمًا لنفسه، وإن أقرَّ بباطل أو أحبَّه واتَّبَع هواه كان ظالما لنفسه، فظلمُ النفسِ يعود إلى اتباعَّ الظن وما تهوى الأنفس، وهذا يكون في اتباع الآراء والأهواء، فأصلُ الشرِّ البدَعُ، وهو تقديمُ الرأي على النصِّ واختيارُ الهَوَى على امتثالِ الأمر، وأصلُ الخير اتباعُ الهُدَى)) [جامع 4/ 49].
[طريق الهداية والنجاة من اتباع الظن والهوى]
• قال الشيخ: ((ومن تمام الهداية أن يَنظُر المستهديْ في كتاب الله، وفيما تواتَر من سنةِ نبيه وسنةِ الخلفاء، وما نقلَه الثقاتُ الأثباتُ، ويُميِّزَ بين ذلك وبين ما نقلَه مَن لا يَحفظ الحديثَ، أو يُتَّهَم فيه بكذب لغرضٍ من الأغراض، فإنّ المحدِّثَ بالباطل إمَّا أن يتعمد الكذبَ، أو يَكذِبَ خطأً لسوءِ حفظِه أو نسيانِه أو لقلَّةِ فهمِه وضبطِه. ثمَّ إذا حَصَلَتِ، المعرفةُ بذلك تدبَّر ذلك، وجَمَعَ بين المتفق منه، وتَدبَّر المختلفَ منه حتى يتبيَّنَ له أنه مُتّفق في الحقيقة وإن كان الظاهرُ مختلفًا، أو أن بعضَه راجحٌ يَجِبُ اتباعُه، والآخر مرجوحٌ ليس بدليلٍ في الحقيقة وإن كان في الظاهرِ دليلاً. أما غَلَطُ الناس فلعدمِ التمييز بين ما يُعقَلِ من النصوصِ والآثار، أو يُعقَل بمجردِ القياس والاعتبار، ثمَّ إذا خالط الظنَّ والغلط في العلم هَوَى النفوس ومُنَاها في العمل صارَ لصاحبِها نصيبٌ من قوله تعالى: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى)؛وهذا سبب ما خُلِقَ الإنسانُ عليه من الجهلِ في نوع العلم، والظلمِ في نوع العمل، فبجهلهِ يتبع الظن، وبظلمِه يتبع ما تَهوَى الأنفسُ. ولمّا بعثَ اللهُ رسلَه وأنزلَ كُتبه لهدى الناسِ وإرشادهم، صارَ أشدُّهم اتباعًا للرسلِ أبعدَهم عن ذلك، كما قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/160)
ولهذا صار ما وصفَ الله به الإنسانَ لا يَخصُّ غيرَ المسلمين دونَهم، ولا يَخصُّ طائفة من الأمة، لكن غير المسلمين أصابَهم ذلك في أصولِ الإيمان التي صارَ جهلُهم وظلمُهم فيها كفرانًا وخسرانًا مبينًا، ولذلك من ابتدعَ في أصولِ الدين بدعة جليلةً أصابَه من ذلك أشدُّ ممّا يُصيبُ مَن أخطأَ في أمرٍ دقيقٍ أو أذنبَ فيه، والنفوسُ لَهِجَة بمعرفةِ محاسنِها ومساوئ غيرِها. وأما العالم العادل فلا يقول إلا الحقَّ، ولا يتّبعُ إلا إيَّاه)).
• قال الشيخ: ((إذا قوى العلم والتذكر دفع الهوى وإذا اندفع الهوى بالخشية أبصر القلب وعلم،وهاتان هما الطريقة العلمية والعملية كل منهما إذا صحت تستلزم ما تحتاج إليه من الأخرى وصلاح العبد ما يحتاج إليه ويجب عليه منهما جميعا ولهذا كان فساده بانتفاء كل منهما فإذا انتفى العلم الحق كان ضالا غير مهتد وإذا انتفى اتباعه كان غاويا مغضوبا عليه)) [(15/ 244)].
• وقال: ((فالهدى يتضمنُ كمالَ القوة العلمية، ودينُ الحق يتضمنُ كمالَ القوةِ العملية.)) [جامع 5/ 283]
• وقال: ((وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز: لَا تكن مِمَّن يتبع الْحق إِذا وَافق هَوَاهُ وَيُخَالِفهُ إِذا خَالف هَوَاهُ فَإِذا أَنْت لَا تثاب على مَا اتبعته من الْحق وتعاقب على مَا خالفته. وَهُوَ كَمَا قَالَ - رَضِي الله عَنهُ - لِأَنَّهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ إِنَّمَا قصد اتِّبَاع هَوَاهُ لم يعْمل لله)).
[بَلْ يتواصون بِالْحَقِّ وَالصَّبْر]
• قال الشيخ: ((لا تقع الفتنة إلا من ترك ما أمر الله به، فهو سبحانه - أمر بالحق وأمر بالصبر؛ فالفتنة إما من تَرْك الحق، وإما من ترك الصبر)) [الاستقامة (1/ 39)].
• وقال: ((فَلَا بُد من التواصي بِالْحَقِّ وَالصَّبْر إِذْ أَن أهل الْفساد وَالْبَاطِل لَا يقوم باطلهم إِلَّا بصبر عَلَيْهِ أَيْضا لَكِن الْمُؤْمِنُونَ يتواصون بِالْحَقِّ وَالصَّبْر وَأُولَئِكَ يتواصون بِالصبرِ على باطلهم كَمَا قَالَ قَائِلهمْ: ((أَن امشوا واصبروا على آلِهَتكُم إِن هَذَا لشَيْء يُرَاد))،فالتواصي بِالْحَقِّ بِدُونِ الصَّبْر كَمَا يَفْعَله الَّذين يَقُولُونَ آمنا بِاللَّه ((فَإِذا أوذي أحدهم فِي الله جعل فتْنَة النَّاس كعذاب الله وَالَّذين يعْبدُونَ الله على حرف فَإِن أصَاب أحدهم خير اطْمَأَن بِهِ وَإِن أَصَابَته فتْنَة انْقَلب على وَجهه خسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة))،والتواصي بِالصبرِ بِدُونِ الْحق كَقَوْل الَّذين قَالُوا: ((أَن امشوا واصبروا على آلِهَتكُم)) كِلَاهُمَا مُوجب للخسران وَإِنَّمَا نجا من الخسران الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصبرِ)).
[بَطرُ الحقَّ]
• وقال: ((إن ضلال بني آدم وخطأهم في أصول دينهم وفروعه - إذا تأملته - تجد أكثره من عدم التصديق بالحق؛ لا من التصديق بالباطل)) [(20/ 105)].
• قال الشيخ: ((اليهود من شأنهم التكذيب بالحق، والنصارى من شأنهم التصديق بالباطل)) [الجواب الصحيح (1/ 260)].
• وقال: ((ومَن بَطِرَ الحقَّ فجحَدَه فإنه يضطرُّ إلى أن يُقِرَّ بالباطل، ومَن غمطَ الناسَ فاحتقرهم وازدراهم بغير حق فإنه يضطرّ إلى أن يُعظّم آخرين بالباطل، وهذا من الشرك)) [جامع 6/ 228]
[امتحان الحق يرفعه]
• قال الشيخ: ((فالحق كالذهب الخالص كلما امتحن = ازداد جودة والباطل كالمغشوش المضيء إذا امتحن = ظهر فساده؛ فالدين الحق كلما نظر فيه الناظر وناظر عنه المناظر = ظهرت له البراهين وقوي به اليقين وازداد به إيمان المؤمنين وأشرق نوره في صدور العالمين والدين الباطل إذا جادل عنه المجادل ورام أن يقيم عوده المائل = أقام الله تبارك وتعالى من يقدف بالحق على الباطل)) [((الجواب)) (1/ 88)].
[الأمثل فالأمثل لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا]
• قال الشيخ: ((إذا أمكن العلم بمقدار الحق كان هو الواجب، وإذا تعذر ذلك شَرَع الشارع ما هو أمثلُ الطرق، وأقربها إلى الحق)) [(4/ 538)].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/161)
• وقال: ((أن يَعلم المسلمُ بما دلَّ عليه كتابُ الله وسنةُ رسوله وإجماعُ المؤمنين نصًّا واستنباطًا. ويَعلم الواقعَ من ذلك في الولاةِ والرعيَّهِ، ليعلمَ الحق من الباطل، ويعلمَ مراتبَ الحقِّ ومراتبَ الباطلِ، ليستعملَ الحق بحسب الإمكان، ويَدَعَ الباطلَ بحسب الإمكان، ويُرجِّحَ عند التعارضِ أحقَّ الحقَّينِ، ويَدفعَ أبطلَ الباطلَيْنِ)) [جامع 5/ 383].
[فكيف يصبر أهل الأهواء إذاً؟]
• قال الشيخ: ((وَمَنْ صَبَرَ مِنْ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ عَلَى قَوْلِهِ فَذَاكَ لِمَا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ إذْ لَا بُدَّ فِي كُلِّ بِدْعَةٍ - عَلَيْهَا طَائِفَةٌ كَبِيرَةٌ - مِنْ الْحَقِّ الَّذِي جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُوَافِقُ عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ: مَا يُوجِبُ قَبُولَهَا إذْ الْبَاطِلُ الْمَحْضُ لَا يُقْبَلُ بِحَالِ.
وَبِالْجُمْلَةِ: فَالثَّبَاتُ وَالِاسْتِقْرَارُ فِي أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالسُّنَّةِ أَضْعَافُ أَضْعَافِ أَضْعَافِ مَا هُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالْفَلْسَفَةِ)) [4/ 51].
• ويقول: ((وَهَذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِي مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ فِي هَذَا الْبَابِ - بَابِ الْحِيرَةِ وَالشَّكِّ وَالِاضْطِرَابِ - لَكِنْ هُوَ مُسْرِفٌ فِي هَذَا الْبَابِ؛ بِحَيْثُ لَهُ نَهْمَةٌ فِي التَّشْكِيكِ دُونَ التَّحْقِيقِ بِخِلَافِ غَيْرِهِ؛ فَإِنَّهُ يُحَقِّقُ شَيْئًا وَيَثْبُتُ عَلَى نَوْعٍ مِنْ الْحَقِّ لَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ [لا] يَثْبُتُ عَلَى بَاطِلٍ مَحْضٍ بَلْ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ نَوْعٍ مِنْ الْحَقِّ)) [4/ 28]
[لا تطل الطريق]
• قال الشيخ: ((التطويل يبعد الطريق على الطالب المستدل فلا يخلو عن خطأ يصد عن الحق أو طريق طويل يتعب صاحبه حتى يصل إلى الحق مع إمكان وصوله بطريق قريب كما كان يمثله بعض سلفنا بمنزلة من قيل له أين أذنك فرفع يده فوق رأسه رفعا شديدا ثم أدارها إلى أذنه اليسرى)) [الرد على المنطقيين (1/ 162)].
• قال الشيخ: ((أحق الناس بالحق: من علّق الأحكام بالمعاني التي علقها بها الشارع)) [(22/ 331)].
[بينهما يضيع الحق]
• قال الشيخ: ((كثيراً ما يضيع الحق بين الجهال الأُمِّيين، وبين المحرفين للكلم الذين فيهم شعبة نفاق)). [(25/ 129)].
[رحمة أهل الحق]
• قال الشيخ: ((أهل العلم والسنة: يتَّبعون الحق الذي جاء به الكتاب والسنة، ويعذرون من خالفهم إذا كان مجتهداً أو مخطئاً أو مقلِّداً له)) [جامع (5/ 122)].
• قال الشيخ: ((أئمة السنة والجماعة وأهل العلم والإيمان فيهم العدل والإيمان والرحمة؛ فيعلمون الحق الذين يكونون به موافقين للسنة، سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم .. ويرحمون الخلق فيريدون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشر ابتداءً؛ بل إذا عاقبوهم وبيَّنوا خطأهم وجهلَهم وظلمَهم كان قصدُهم بذلك بيانَ الحق ورحمةَ الخلق)) [الرد على البكري (2/ 490)].
[لا يُكتم الحق إلا بظهور الباطل]
• يقول الشيخ: ((وَقَوْلُهُ: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ} هُمَا مُتَلَازِمَانِ فَإِنَّ مَنْ لَبَّسَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ فَجَعَلَهُ مَلْبُوسًا بِهِ خَفَى مِنْ الْحَقِّ بِقَدْرِ مَا ظَهَرَ مِنْ الْبَاطِلِ فَصَارَ مَلْبُوسًا وَمَنْ كَتَمَ الْحَقَّ احْتَاجَ أَنْ يُقِيمَ مَوْضِعَهُ بَاطِلًا فَيُلْبِسُ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَلِهَذَا كَانَ كُلُّ مَنْ كَتَمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَلَا بُدَّ أَنْ يُظْهِرَ بَاطِلًا. وَهَكَذَا " أَهْلُ الْبِدَعِ " لَا تَجِدُ أَحَدًا تَرَكَ بَعْضَ السُّنَّةِ الَّتِي يَجِبُ التَّصْدِيقُ بِهَا وَالْعَمَلُ إلَّا وَقَعَ فِي بِدْعَةٍ وَلَا تَجِدُ صَاحِبَ بِدْعَةٍ إلَّا تَرَكَ شَيْئًا مِنْ السُّنَّةِ)) [7/ 172]
[الباطل المحض نادر لا يكاد ينفق]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/162)
• قال الشيخ: ((وَلَا يُنْفَقُ الْبَاطِلِ فِي الْوُجُودِ إلَّا بِشَوْبِ مِنْ الْحَقِّ؛ كَمَا أَنَّ أَهْل الْكِتَابِ لَبَّسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ بِسَبَبِ الْحَقِّ الْيَسِيرِ الَّذِي مَعَهُمْ يُضِلُّونَ خَلْقًا كَثِيرًا عَنْ الْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ وَيَدَّعُونَهُ إلَى الْبَاطِلِ الْكَثِيرِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ. وَكَثِيرًا مَا يُعَارِضُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ مَنْ لَا يُحْسِنُ التَّمْيِيزَ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَلَا يُقِيمُ الْحُجَّةَ الَّتِي تُدَحِّضُ بَاطِلَهُمْ وَلَا يُبَيِّنُ حُجَّةَ اللَّهِ الَّتِي أَقَامَهَا بِرُسُلِهِ فَيَحْصُلُ بِسَبَبِ ذَلِكَ فِتْنَةٌ)) [35/ 190].
• وقال: ((وَهَكَذَا عَامَّةُ مَا تَنَازَعَ فِيهِ النَّاسُ يَكُونُ مَعَ هَؤُلَاءِ بَعْضُ الْحَقِّ؛ وَقَدْ تَرَكُوا بَعْضَهُ كَذَلِكَ مَعَ الْآخَرِينَ. وَلَا يَشْتَبِهُ عَلَى النَّاسِ الْبَاطِلُ الْمَحْضُ؛ بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يُشَابَ بِشَيْءِ مِنْ الْحَقِّ؛ فَلِهَذَا لَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّك؛ فَإِنَّهُمْ هُمْ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْحَقِّ كُلِّهِ؛ وَصَدَّقُوا كُلَّ طَائِفَةٍ فِيمَا قَالُوهُ مِنْ الْحَقِّ؛ فَهُمْ جَاءُوا بِالصِّدْقِ وَصَدَّقُوا بِهِ فَلَا يَخْتَلِفُونَ)) [8/ 37]
• قال الشيخ: ((كل ذي مقالة فلا بد أن تكون في مقالته شبهة من الحق، ولولا ذلك لما راجَتْ واشتبهت)) [قاعدة في المحبة (289)].
[ولذلك كان من عَدم فقه الباطل = دخل الباطل حماه في إزار من الحق مشتبه]
• قال شيخ الإسلام: ((مَنْ عَرَفَ الشَّرَّ وَذَاقَهُ ثُمَّ عَرَفَ الْخَيْرَوَذَاقَهُ = فَقَدْتَكُونُ مَعْرِفَتُهُ بِالْخَيْرِ وَمَحَبَّتُهُ لَهُ وَمَعْرِفَتُهُ بِالشَّرِّوَبُغْضُهُ لَهُ = أَكْمَلَ مِمَّنْ لَمْ يَعْرِفْ الْخَيْرَ وَالشَّرَّوَيَذُقْهُمَا كَمَا ذَاقَهُمَا؛ بَلْ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ إلَّا الْخَيْرَ فَقَدْيَأْتِيهِ الشَّرُّ فَلَا يَعْرِفُ أَنَّهُ شَرٌّ فَإِمَّا أَنْ يَقَعَ فِيهِوَإِمَّا أَنْ لَا يُنْكِرَهُ كَمَا أَنْكَرَهُ الَّذِي عَرَفَهُ.
وَلِهَذَا قَالَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ((إنَّمَا تُنْقَضُ عُرَىالْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً إذَا نَشَأَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْ لَمْ يَعْرِفْالْجَاهِلِيَّة)).
وَهُوَ كَمَا قَالَ عُمَرُ؛ فَإِنَّ كَمَالَ الْإِسْلَامِ هُوَبِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَتَمَامُ ذَلِكَ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَنْ نَشَأَ فِي الْمَعْرُوفِ لَمْ يَعْرِفْغَيْرَهُ= فَقَدْ لَا يَكُونُ عِنْدَهُ مِنْ الْعِلْمِ بِالْمُنْكَرِ وَضَرَرِهِ مَاعِنْدَ مَنْ عَلِمَهُ وَلَا يَكُونُ عِنْدَهُ مِنْ الْجِهَادِ لِأَهْلِهِ مَاعِنْدَ الْخَبِيرِ بِهِمْ؛ وَلِهَذَا يُوجَدُ الْخَبِيرُ بِالشَّرِّ وَأَسْبَابِهِإذَا كَانَ حَسَنَ الْقَصْدِ عِنْدَهُ مِنْ الِاحْتِرَازِ عَنْهُ وَمَنْعِ أَهْلِهِ وَالْجِهَادِ لَهُمْ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِهِ.
وَلِهَذَا كَانَ الصَّحَابَةُرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَعْظَمَ إيمَانًا وَجِهَادًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ؛ لِكَمَالِ مَعْرِفَتِهِمْ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَكَمَالِ مَحَبَّتِهِمْ لِلْخَيْرِ وَبُغْضِهِمْ لِلشَّرِّ لِمَا عَلِمُوهُ مِنْ حُسْنِ حَالِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَقُبْحِ حَالِ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي؛ وَلِهَذَا يُوجَدُ مَنْ ذَاقَ الْفَقْرَ وَالْمَرَضَ وَالْخَوْفَ أَحْرَصَ عَلَى الْغِنَى وَالصِّحَّةِ وَالْأَمْنِ مِمَّنْ لَمْ يَذُقْ ذَلِكَ.
وَلِهَذَا يُقَالُ: وَالضِّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ، وَيُقَالُ: وَبِضِدِّهَاتَتَبَيَّنُ الْأَشْيَاءُ. وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: ((لَسْتُ بِخِبِّ وَلَا يَخْدَعُنِي الْخِبُّ)).
فَالْقَلْبُ السَّلِيمُ الْمَحْمُودُ هُوَ الَّذِي يُرِيدُ الْخَيْرَ لَا الشَّرَّ وَكَمَالُ ذَلِكَ بِأَنْ يَعْرِفَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَأَمَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ الشَّرَّ فَذَاكَ نَقْصٌ فِيهِ لَا يُمْدَحُ بِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/163)
وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ كُلَّ مَنْ ذَاقَ طَعْمَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي يَكُونُ أَعْلَمَ بِذَلِكَ وَأَكْرَهُ لَهُ مِمَّنْ لَمْ يَذُقْهُ مُطْلَقًا؛ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمُطَّرِدِ بَلْ قَدْ يَكُونُ الطَّبِيبُ أَعْلَمَ بِالْأَمْرَاضِ مِنْ الْمَرْضَى،وَالْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمْالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَطِبَّاءُ الْأَدْيَانِ فَهُمْ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَايُصْلِحُ الْقُلُوبَ وَيُفْسِدُهَا وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَمْ يَذُقْ مِنْ الشَّرِّ مَا ذَاقَهُ النَّاسُ. وَلَكِنَّ الْمُرَادَ أَنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَحْصُلُ لَهُ بِذَوْقِهِ الشَّرَّ مِنْ الْمَعْرِفَةِ بِهِ وَالنُّفُورِ عَنْهُوَالْمَحَبَّةِ لِلْخَيْرِ إذَا ذَاقَهُ مَا لَا يَحْصُلُ لِبَعْضِالنَّاسِ ((. [10/ 300 - 301].
• وقال: ((ونحن - ولله الحمد - قد تبين لنا بيانا لا يحتمل النقيض= فساد الحججالمعروفة للفلاسفة والجهمية والقدرية ونحوهم التي يعارضون بها كتاب الله،وعلمنابالعقل الصريح فساد أعظم ما يعتمدون عليه من ذلك وهذا - ولله الحمد - مما زادناالله به هدى وإيمانا؛ فإن فساد المعارض مما يؤيد معرفة الحق ويقويه،وكل من كان أعرفبفساد الباطل كان أعرف بصحة الحق، ويروي عن عمر بن الخطاب رضيالله عنه انه قال: ((إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرفالجاهلية)).
وهذا حال كثير ممن نشأ في عافية الإسلام وما عرف ما يعارضه ليتبين لهفساده فإن لا يكون في قلبه من تعظيم الإسلام مثل ما في قلب من عرف الضدين)).
• وقال: ((وَالْآخَرُونَ يَخْرُجُونَ إلى الْغَفْلَةِ الْمَذْمُومَةِ، فَيُبَالِغُونَ فِي سَلَامَةِالْبَاطِنِ حَتَّى يَجْعَلُونَ الْجَهْلَ بِمَا تَجِبُ مَعْرِفَتُهُ مِنْ الشَّرِّ - الَّذِي يَجِبُ اتِّقَاؤُهُ - مِنْ سَلَامَةِ الْبَاطِنِ،وَلَا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ سَلَامَةِ الْبَاطِنِ مِنْ إرَادَةِالشَّرِّ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ، وَبَيْنَ سَلَامَةِ الْقَلْبِ مِنْ مَعْرِفَةِالشَّرِّ الْمَعْرِفَةَ الْمَأْمُورَ بِهَا)) [1/ 16].
• ويقول: ((فَإِذَا افْتَقَرَ الْعَبْدُ إلَى اللَّهِ وَدَعَاهُ وَأَدْمَنَ النَّظَرَ فِي كَلَامِ اللَّهِ وَكَلَامِ رَسُولِهِ وَكَلَامِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ = انْفَتَحَ لَهُ طَرِيقُ الْهُدَى؛ ثُمَّ إنْ كَانَ قَدْ خُبِّرَ نِهَايَاتِ أَقْدَامِ الْمُتَفَلْسِفَةِ وَالْمُتَكَلِّمِين فِي هَذَا الْبَابِ؛ وَعَرَفَ أَنَّ غَالِبَ مَا يَزْعُمُونَهُ بُرْهَانًا هُوَ شُبْهَةٌ وَرَأَى أَنَّ غَالِبَ مَا يَعْتَمِدُونَهُ يُؤَوَّلُ إلَى دَعْوَى لَا حَقِيقَةَ لَهَا؛ أَوْ شُبْهَةٍ مُرَكَّبَةٍ مِنْ قِيَاسٍ فَاسِدٍ؛ أَوْ قَضِيَّةٍ كُلِّيَّةٍ لَا تَصِحُّ إلَّا جُزْئِيَّةً؛ أَوْ دَعْوَى إجْمَاعٍ لَا حَقِيقَةَ لَهُ؛ أَوْ التَّمَسُّكِ فِي الْمَذْهَبِ وَالدَّلِيلِ بِالْأَلْفَاظِ الْمُشْتَرَكَةِ. ثُمَّ إنَّ ذَلِكَ إذَا رُكِّبَ بِأَلْفَاظِ كَثِيرَةٍ طَوِيلَةٍ غَرِيبَةٍ عَمَّنْ لَمْ يَعْرِفُ اصْطِلَاحَهُمْ أَوْهَمَتْ الْغِرَّ مَا يُوهِمُهُ السَّرَابُ لِلْعَطْشَانِ = ازْدَادَ إيمَانًا وَعِلْمًا بِمَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَإِنَّ الضِّدَّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ وَكُلُّ مَنْ كَانَ بِالْبَاطِلِ أَعْلَمُ كَانَ لِلْحَقِّ أَشَدَّ تَعْظِيمًا وَبِقَدْرِهِ أَعْرَفَ إذَا هُدِيَ إلَيْهِ)) [5/ 118].
• قال ابن القيم: ((فالعالمون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية فاستبانت لهم السبيلان كما يستيبين للسالك الطريق الموصل إلى مقصوده والطريق الموصل إلى الهلكةفهؤلاء أعلم الخلق وأنفعهم للناس وأنصحهم لهم وهم الأدلاء الهداة [وبهذا] برز الصحابة عليجميع من أتي بعدهم إلى يومالقيامة؛ فإنهم نشأوا في سبيلالضلال والكفر والشرك والسبل الموصلة إلى الهلاك وعرفوها مفصلة ثم جاءهم الرسولفأخرجهم من تلك الظلمات إلى سبيل الهدى وصراط الله المستقيم فخرجوا من الظلمةالشديدة إلى النور التام ومن الشرك إلى التوحيد ومن الجهل إلى العلم ومن الغي إلى الرشاد ومن الظلم إلى العدل ومن الحيرة والعمى إلى الهدى والبصائر فعرفوا مقدار مانالوه وظفروا به ومقدار ما كانوا فيه فان الضد يظهر حسنه الضد وإنما تتبين الأشياءبأضدادها فازدادوا رغبة ومحبة فيما انتقلوا إليه ونفرة وبغضاً لما انتقلوا عنهوكانوا أحب الناس في التوحيد والإيمان والإسلام وأبغض الناس في ضده عالمين بالسبيل على التفصيل
وأما من جاء بعد الصحابة فمنهم من نشأ في الإسلام غير عالمتفصيل ضده فالتبس عليه بعض تفاصيل سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين فان اللبس إنما يقع إذا ضعف العلم بالسبيلين أو أحدهما كما قال عمر بن الخطاب إنما تنقض عري الإسلام عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية وهذا من كمال علم عمر رضي الله عنه؛فانه إذا لم يعرف الجاهلية وحكمها وهو كل ما خالف ما جاء به الرسول فانه من الجاهلية فإنها منسوبة إلى الجهل وكل ما خالف الرسول فهو من الجهل فمن لم يعرف سبيل المجرمين ولم تستبن له أوشك أن يظن في بعض سبيلهم أنها من سبيل المؤمنين كما وقع في هذه الأمة من أمور كثيرة في باب الاعتقاد والعلم والعمل هي من سبيل المجرمين والكفار وأعداء الرسل أدخلها من لم يعرف أنها من سبيلهم فيسبيل المؤمنين ودعا إليها وكفر من خالفها واستحل منه ما حرمه الله ورسوله كما وقع لأكثر أهل البدع من الجهمية والقدرية والخوارج والروافض وأشباههم ممن ابتدع بدعةودعا إليها وكفر من خالفها))
والحمد لله رب العالمين ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/164)
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[19 - 10 - 10, 08:19 ص]ـ
بارك الله فيك أبا فهر.
وبمثل هذه الأقاويل نغتبطُ، ونستفيد.
وتاللهِ؛ إنَّ هذا لمن أنفعِ العلم وأزكاه، وطالبُ العلمِ إن حوى هذه ووعاها وامتثلها = فقمنٌ أن يفلح.
وللهِ دَرُّ هذا الإمامِ، ما أنفع أقواله وأصدقها.
عجيبٌ إملاءُ عقلِهِ عليه!
· قال الشيخ: ((لا تقع الفتنة إلا من ترك ما أمر الله به، فهو سبحانه - أمر بالحق وأمر بالصبر؛ فالفتنة إما من تَرْك الحق، وإما من ترك الصبر)) [الاستقامة (1/ 39)].
ـ[أبو العباس أحمد]ــــــــ[19 - 10 - 10, 12:06 م]ـ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا إجتنابه.
جزاكم الله خيراً أبا فهر , ونفع بك.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:13 م]ـ
لقد طار قلبي فرحاً لحسن تلك الأقوال.
أحسن الله إليك، و بارك فيك، و جزاك خيرا.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[19 - 10 - 10, 05:00 م]ـ
قال الشيخ: ((من كان مطلوبه الحق من حيث هو حق، غير متبع لهواه المخالف للحق، فإنما مقصوده في الحقيقة هو الله؛ فإنه الحق المحض)) [جامع 6/ 141].
جزاك الله خيرا
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[20 - 10 - 10, 06:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك شيخنا الحبيب
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 03:21 م]ـ
الأخوة الكرام:
خليل الفائدة ..
أبا العباس أحمد ..
جهاد حلس ..
عمرو بسيوني ..
أبا الفداء المصري ..
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم وأتم الله لنا ولكم سعادة العلم والعمل ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 03:41 م]ـ
من إضافات أخينا الدكتور محمد يسري سلامة:
[الحق الخالص قولاً وعملاً .. اعتقاداً وحالاً]
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
((والقولُ الحقُّ هو القرآن، والحالُ الحقُّ هو الإيمان؛ كما قال جُنْدَبُ وابنُ عمر: «تَعَلَّمْنا الإيمان، ثم تَعَلَّمْنا القرآنَ فازْدَدْنا إيمانًا».
وفي (الصحيحين) عن أبي موسى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَثَلُ المؤمنِ الذي يَقْرأُ القرآنَ كمَثَلِ الأُتْرُجَّة: طعمُها طيِّبٌ، وريحُها طيِّبٌ. ومَثَلُ المؤمن الذي لا يقرأ القرآنَ كمَثَلِ التَّمْرة: طعمُها طيِّبٌ، ولا ريحَ لها. ومَثَلُ المُنافقِ الذي يَقرأ القرآنَ كمَثَلِ الرَّيْحانَة: ريحُها طيِّبٌ، وطعمُها مُرٌّ. ومَثَلُ المنافقِ الذي لا يقرأ القرآنَ كمَثَلِ الحَنْظَلَة: طعمُها مُرٌّ، ولا ريحَ لها».
فالناسُ أربعةُ أصناف: صاحبُ قولٍ قرآنيٍّ وحالٍ إيمانيّ؛ فهُم أفضلُ الخَلْق.
وصاحبُ قولٍ قرآنيٍّ وحالٍ ليس بإيمانيّ.
وصاحبُ حالٍ إيمانيٍّ وليس له قَول.
ومَنْ ليس له لا قولٌ قرآنيٌّ ولا حالٌ إيمانيّ.
وكثيرٌ مِنَ المُنتَسِبين إلى القولِ والكلامِ والعلمِ والنَّظَرِ والفقهِ والاستدلالِ ابْتَدَعوا أقوالاً تُخالِفُ القرآن، وكثيرٌ مِنَ المُنتَسِبين إلى العملِ والعبادةِ والإرادة والمحبَّةِ وحُسنِ الخُلُقِ والمُجاهَدَةِ ابْتَدَعوا أحوالاً وأعمالاً تُخالِفُ الإيمان.
وصارَ مع كلِّ طائفةٍ نوعٌ مِنَ الحقِّ الذي جاء به الرسول؛ لكنْ مَلبوسٌ بغيرِه.
وصارَ كثيرٌ مِنَ الطائفتين يُنْكِرُ ما عليه الأخرى مُطلقًَا؛ كما: (قَالَتِ اليهودُ ليست النَّصارى على شَيءٍ وقالتِ النَّصارى ليستِ اليهودُ على شَيء)] البقرة: 113 [.
وفي كلٍّ مِنَ الطائفتين شَبَهٌ مِنْ إحدى الأُمَّتَين؛ ففي المُنتَسِبين إلى العلمِ إذا لم يُوافِقوا العِلْمَ النبويَّ ويَعمَلوا به شَبَهٌ مِنَ اليهود، وفي أهلِ العَمَلِ إذا لم يُوافِقوا العَمَلَ الشرعيَّ ويَعمَلوا بعلمٍ شَبَهٌ مِنَ النصارى)).
_______________________________________________
[جيلُ الحق وميزانه]
وقال: ((وخيرُ القرونِ القرن الذي شاهَدوه مؤمنين به وبما يقول؛ إذ كانوا أعرَفَ الناسِ بالفرقِ بين الحقِّ الذي جاء به وبين ما يُخالِفه، وأعظَمَ محبَّةً لِمَا جاء به، وبُغضًا لِمَا خالَفَه، وأعظَمَ جهادًا عليه؛ فكانوا أفضَلَ ممن بعدهم في العلمِ والدِّينِ والجهاد: أكملَ علمًا بالحقِّ والباطل، وأعظَمَ محبَّةً للحقِّ وبُغضًا للباطل، وأصبَرَ على مُتابَعَةِ الحقّ، واحتمالِ الأذى فيه، وموالاةِ أهله، ومُعاداةِ أعدائه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(133/165)