ومعلوم أنَّ كراهيتهم لعائشة رضي الله عنها، ولأبيها، ولحفصة رضي الله عنها ولأبيها، وإعتقادَهم البراءة منهم، أنَّه من أشهر عقائدهم، التي يعرفها العامة قبل الخاصة، وسبب ذلك أن تحريمهم التسمية بهذه الأسماء بينهم، أعظم عندهم من تحريم المحرمات القطعيّة، كشرب الخمر، وعمل قول لوط، والزنا، والربا،
ولهذا يعرف عامة الناس عقيدتهم في أخصِّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وزوجاته، وأنها البراءة منهم، وبغضهم، ولعنهم، كما تعلم العامّة أنَّ كلَّ ما يقولونه خلاف ذلك فهو من التقية.
وكلّ من خالطهم يعرف أنهم يتسامحون في تلك الموبقات العظيمة، وأنها تُغفر بحبِّ علي ـ رضي الله عنه ـ ما لايتسامحون بالتسمية بإسم عائشة، أو حفصه، أو عمر، أو أبو بكر، أو عثمان، رضي الله عنه أجمعين، فهذه عندهم لاتغفر أبدا حتى يغيّر الإسم!!
ويستحيل أن تجد في إيران كلّها _ إلاّ مدن السنة _ ولا في جنوب العراق _ إلاّ عشائر السنة _ ولا مناطقهم في بلاد الخليج، ولاغيرها، إسم عائشة قط، وإن هذا الإسم من أبغض الأسماء إليهم، قاتلهم الله، وقبحهم.
وكلُّ هؤلاء الذين يستعملون التقية في التبرؤ من كلام شاتم الرسول زنديق لندن، لايُسمِّي زنديقٌ منهم ابنته عائشة حتى يلج الجمل في سمِّ الخياط، بل يرى ذلك من أعظم المنكرات، وأشدّ المحرّمات، وهذا أعظم دليل على كذبهم، ونفاقهم، وأنهم يبطنون عقيدة هذا الخبيث، زنديق لندن شاتم النبوة.
ولهذا السبب أيضا لم يحرّك مراجعهم ساكناً للرد على شاتم الرسول زنديق لندن، كما فعلوا ضد الشيخ العريفي، عندما قال كلمتين فقط عن السستاني: (زنديق فاجر)، فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، بينما كانَّ الأمر لايعنيهم إذا شتمت أم المؤمنين رضي الله عنها.
ولولا إثارة أهل الإسلام الضجّة على هذه الجريمة، وخوف مبغضي عائشة _ غير المراجع _ من أن يتسبَّب سكوتهم بفقدان مكاسب تحصَّلوا عليها بالتقية السياسية تحت شعاراتهم الكاذبة عن (نبذ الطائفية) و (الحوار الوطني) لما نطلقوا ببنت شفة]
http://www.h-alali.cc/m_open.php?id=505e2e36-c1f4-11df-8083-45afa11ba1d5
صدق الشيخ حفظه الله
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[22 - 09 - 10, 12:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 01:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(132/16)
هل التزكية شرط في عدالة الداعية؟
ـ[عبد الباقي الجزائري]ــــــــ[19 - 09 - 10, 02:17 ص]ـ
يجيبك الشيخ الفاضل عبد الحليم توميات الجزائري -حفظه الله -
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فاعلم أخي الكريم أنّ السّؤال عن الدّعاة وترجمتهم ونشأتهم في طلب العلم شيء لا بأس به، ولكن أن يُجعل هذا الأمر هو المؤشِّر لسماع دروسهم والاستفادة من علمهم فهو خلاف الصّواب، بل هو من بدع العصر. وليس هذا موضع بسط هذه المسألة الّتي صارت سلاحا يُضرب به الدّعاة إلى الله تعالى، فلا ينطق الواحد منهم إلاّ قيل عنه: من زكّاه؟ وذلك لما يلي:
1 - الأصل أن الانسان يزكيه عمله وعلمه
فكم من إنسان زكّاه العلماء لما يعرفون عنه من ظاهر الحال، ولكنّك تراه لا يقدّم علما ينفع به الأمّة، بل وربّما جرّ عليها همّا وغُمّة .. أفترى تزكية العلماء له تنفعه؟!
2 - إن تزكية العلماء هي إحدى وسائل التعديل
وليست هي الوسيلة الوحيدة للتّعديل، فعندما قال محمّد بن سيرين وغيره رحمهم الله: (إنّ هذا العلم دين، فانظروا عمّن تأخذون دينكم)، لم يقصِد بالنّظر هو طلب من زكّاه، فإن كانوا حقّا يطبّقون قواعد الجرح والتّعديل على الدّعاة –والأمر ليس كذلك ونسلّم لهم بذلك-فليعلموا أنّ الثّقة يعرف بأمور:
أ) بالشّهرة والاستفاضة:
فلا يُسأل عن حالهم، كمن برزوا في العلم وصاروا من أعلام أهل السنّة، كالإمام مالك والشّافعي وأحمد وأبي حنيفة واللّيث والأوزاعيّ وغيرهم، كذلك علماء عصرنا ممّن شهد لهم القاصي والدّاني بالعلم والتبحّر في السنّة، أمثال الشّيخ المعلّمي وأحمد شاكر وعبد الرّزّاق عفيفي، والشّيخ ابن باز، وابن باديس، والعقبي، والإبراهيمي، والميلي، والتبسّي، والعثيمين، والألباني، والفوزان، وغيرهم, فلا يحسن أن يقال: من وثّق هؤلاء، فهم ثقات بالاستفاضة.
ب) بشهادة العلماء:
وهم المعروفون بالعلم والورع:
العلم الّذي يعصم الإنسان من (الجهل) ومن إصدار الأحكام الخاطئة، فلا بدّ أن يعرف ما الّذي يُجرّح به المرء وما لا يجرّح به، فيميّز المسائل الاجتهادية من غيرها، والمسائل الّتي لا تُخرج المخالف فيها عن دائرة أهل السنّة.
والورع الّذي يعصم المرء من (الظّلم) التعدّي والبغي، فيتكلّم في المخالف بقدر مخالفته للحقّ، ولا يجد في ذلك لذّة ولا تشهّيا، بل يتمنّى لو كفاه غيره من أهل العلم بيان الخطأ.
فإذا تحلّى المرء بهذين الأمرين كان عادلا عالما، لا ظلوما جهولا.
ج) - بتتبّع مرويّاته:
فمن أكثر من موافقة الثّقات قيل عنه: ثقة، ومن أكثر من مخالفتهم قيل عنه: ضعيف، ومن قارب أحد هذين الصّنفين وصف بما اقترب منه، فيقال في شخص: صدوق، صدوق يخطئ، ثقة ربّما أخطأ .. الخ.
فمن عُدِم الأمران الأوّلان (الشّهرة والتّزكية)، فلا يقال عنه: مجهول لا يؤخذ منه شيء!! بل يمكن تتبّع مقالاته وعلمه، فمن وافق الحقّ في معظم أحيانه فهو ثقة يؤخذ عنه العلم، ومن عُلِم منه أنّه فاحش الغلط، واقعا في البدع، ونحو ذلك، فهذا لا يُزكّى ولا كرامة.
وأدعو إخواني الكرام إلى أن ينظروا في علم دعاة بلدهم، أو تعرَضُ أقوالُهم وعلمُهم على من يثقون في حكمه، لينظر أين الغلط؟ أين البدع العمليّة؟ أين الانحراف العقديّ؟ أين الأحاديث الضّعيفة؟ أين خرافات الصّوفيّة؟ أين أقوال الشّيعة؟ أين أقوال جماعة التّكفير؟ أين وأين وأين؟
فإذا لم تستطع أن تضع داعية معيّنا ضمن طائفة من الطّوائف البدعيّة فاعلم أنّه صاحب سنّة، وأخطاءه-الّتي لا بدّ أن تكون بحكم البشريّة- لا تُخرجه عن دائرة أهل السنّة.
وأشرطتهم ولله الحمد متوفّرة، ولقد بلغت دروس بعضهم المسجّلة ما يفوق ألفا ومائتي درس!! أفلا يمكن أن يُوزن الشّخص بها؟!
3 - ثم أليس لو جعلنا هذا أصلا لكنا نعطل الجمع والدروس في سائر البلد بحجة أنه لابد من تزكية هؤلاء
السؤال
uestion
وهذا لا يقول به عاقل. فلا بدّ على حدّ قولهم: أن نمنع الدّروس والخطب في القطر كلّه بل في العالم كلّه حتّى في إندونيسيا وماليزيا وغيرها، حتّى تظهر تزكيتهم؟!!!!
وتذكّر ما قلته في بداية كلمتي هذه أنّ طلب التّزكية دون النّظر إلى علم الشّخص وعمله من البدع.
والله أعلم وأعزّ وأكرم.
هذه الفتوى منقولة من منتديات تبسة الاسلامية
http://www.tbessa.net/montada-f4/topic-t3277.htm(132/17)
الإكتشافات الفيزيائية الحديثة والموقف الشرعي منها
ـ[أبو البركات]ــــــــ[19 - 09 - 10, 04:41 ص]ـ
الإكتشافات الفيزيائية الحديثة والموقف الشرعي منها
قال الله تعالى: فسيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق
دخلت اوروبا في بداية القرن العشرين ميلادي في سباق علمي لمعرفة اسرار المادة وهي الذرة وتبع هذا السباق ماتبع من اكتشافات غير متوقعة حتى على مستوى علماء
لاغراض علمية واغراض نفعية بحته فحصل ماحصل من اكتشاف لبعض تفاصيل اصل المادة كالذرة وما هو دون الذرة واشتدت المسألة في العشرينات وحصلت خلافات علمية في كثير من التفسيرات والظواهر في مستوى الذرة ومادون ذلك ومن نافذة الذرة تم سباق التسلح الذري وكان كسب السبق لامريكا باعتبارها حاضنة لكبار علماء الفيزياء الذين كانوا يشكلون عملة نادرة لا تقدر بثمن لاي دولة تريد فرض سيطرتها على خريطة الارض
كان يصاحب هذا التوجه العلمي والإكتشافات الفيزيائية جانب فلسفي اعتقد انه سبب اشكالات كثيرة لدى الناس والعامة
فماهو دور العلماء في هذا
وخذ على سبيل المثال مسالة الانفجار العظيم وتكون ذرات الكون ومثله تعدد الاكوان وتولد الطاقة من الفراغ وغيرها من غوامض فيزياء الكون
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[19 - 09 - 10, 08:25 ص]ـ
حث الاسلام على السير في الارض واكتشاف أسرار الكون من الذرة المتناهية في الصغر الى الفضاء الخارجي الفسيح والمؤمنون هم أولى الناس بذلك لأن ذلك يزيدهم إيمانا ويزيد الحياة على الأرض ازدهارا وأمنا وسلاما لكن عندما تخلف أصحاب الحق وأصبحوا خلف الركب ببعيد حتى صاروا تبعا للأمم المتقدمة وسيطر الإنسان الغربي بكل ما تحمله نفسه من حب المادة وانتفاء عامل الإيمان بالله من حياته سيطر على زمام الإكتشافات العلمية والتكنلوجيه والذريه وبدل أن يستخدم ذلك فيما فيه مصلحة للإنسانية إسخدمها لنفع نفسه وإحكام سيطرته على العالم في ظل تخلف الأمة الإسلامية حتى جرت هذه الإكتشافات الويلات على الإنسانية أجمع(132/18)
أحاديث تنص على الأفضل (الطاعات، الصدقات، الإيمان ..... ) " رائع "
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 12:30 م]ـ
مطوية صغيرة بعنوان (أفضل الطاعات والصدقات) من كلام خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم.
جمع وترتيب خالد ابو صالح غفر الله لنا وله ووالدينا وجميع المسلمين. جمع وترتيب خالد ابو صالح غفر الله لنا وله ووالدينا وجميع المسلمين. فأحببت أن انقلها لكم واضيف ماتيسر مما ذكره أهل العلم في شرح بعض الأحاديث التي وردت والله أسأل ان يتقبل منا ومنكم صالح العمل وأن ينفعنا به في الدنيا والآخرة يوم نلقاه يوم لا ظل إلا ظله. فأحببت أن انقلها لكم واضيف ماتيسر مما ذكره أهل العلم في شرح بعض الأحاديث التي وردت والله أسأل ان يتقبل منا ومنكم صالح العمل وأن ينفعنا به في الدنيا والآخرة يوم نلقاه يوم لا ظل إلا ظله.
يقول المؤلف: يقول المؤلف:
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا بعده نبي، أما بعد:
فهذه جملة من الأحاديث الصحيحة والحسنة في بيان أفضل الأعمال والصدقات والعبادات، نسأل الله تعالى أن ينفعنا بها وأن يجعلنا من المستقيمين على طاعته. فهذه جملة من الأحاديث الصحيحة والحسنة في بيان أفضل الأعمال والصدقات والعبادات، نسأل الله تعالى أن ينفعنا بها وأن يجعلنا من المستقيمين على طاعته.
أفضل الإسلام والإيمان أفضل الإسلام والإيمان
-عن ابن عباس, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الإسلام: الحنيفية السمحة» [رواه الطبراني وحسنه الألباني]. -- عن ابن عباس، أن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الإسلام: الحنيفية السمحة» [رواه الطبراني وحسنه الألباني].
-وعن معقل بن يسار أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الإيمان: الصبر والسماحة» [رواه الديلمي وصححه الألباني]. -- وعن معقل بن يسار أن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الإيمان: الصبر والسماحة» [رواه الديلمي وصححه الألباني].
أفضل المؤمنين والمسلمين أفضل المؤمنين والمسلمين
-عن ابن عمر, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل المؤمنين, أحسنهم خلقاً» [رواه البيهقي والحاكم وصححه الألباني]. -- عن ابن عمر، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل المؤمنين، أحسنهم خلقا» [رواه البيهقي والحاكم وصححه الألباني].
وعن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل المؤمنين إسلامًا, من سلم المسلمون من لسانه ويده, وأفضل المؤمنين إيماناً, أحسنهم خلقاً, وأفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله تعالى عنه, وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل» [رواه الطبراني وصححه الألباني]. وعن عبد الله بن عمرو عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل المؤمنين إسلاما، من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأفضل المؤمنين إيمانا، أحسنهم خلقا، وأفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله تعالى عنه، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل» [رواه الطبراني وصححه الألباني].
-وعن أبي سعيد الخدري قال: قيل يا رسول الله! -- وعن أبي سعيد الخدري قال: قيل يا رسول الله! أي الناس أفضل؟ أي الناس أفضل؟ فقال: «مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله, ومؤمن قي شعب من الشعاب يتقي الله, ويدعُ الناس من شره» [متفق عليه]. فقال: «مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، ومؤمن قي شعب من الشعاب يتقي الله، ويدع الناس من شره» [متفق عليه].
أفضل الأعمال أفضل الأعمال
-عن ماعز, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الأعمال: الإيمان بالله وحده, ثم الجهاد, ثم حجة مبرورة, تفضل سائر الأعمال, كما بين مطلع الشمس إلى مغربها» [رواه أحمد وصححه الألباني]. -- عن ماعز، أن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الأعمال: الإيمان بالله وحده، الجهاد ثم، ثم مبرورة حجة، تفضل سائر الأعمال، كما بين مطلع الشمس إلى مغربها» [رواه أحمد وصححه الألباني].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/19)
-عن ابن مسعود, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الأعمال الصلاة لوقتها, وبر الوالدين» [رواه مسلم]. -- عن ابن مسعود، أن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الأعمال الصلاة لوقتها، وبر الوالدين» [رواه مسلم].
-وعن ابي هريرة, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الأعمال: أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً, أو تقضي عنه ديناً, أو تطعمه خبزاً» [متفق عليه]. -- وعن ابي هريرة، أن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الأعمال: أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا، أو تقضي عنه دينا، أو تطعمه خبزا» [متفق عليه].
-عن عائشة رضي الله عنها, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» [متفق عليه]. -- عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» [متفق عليه].
أفضل العبادة أفضل العبادة
عن ابن عباس, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل العبادة الدعاء» [رواه الحاكم وصححه الألباني]. عن ابن عباس، أن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل العبادة الدعاء» [رواه الحاكم وصححه الألباني].
-وعن عمرو بن عبسة, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الساعات جوف الليل الآخر» [رواه الطبراني وصححه الألباني]. -- وعن عمرو بن عبسة، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الساعات جوف الليل الآخر» [رواه الطبراني وصححه الألباني].
أفضل الصلاة أفضل الصلاة
-عن أبي هريرة, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة: الصلاة في جوف الليل, وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم» [رواه مسلم]. -- عن أبي هريرة، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة: الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم» [رواه مسلم].
-وعن زيد بن ثابت, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصلاة: صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» [متفق عليه]. -- وعن زيد بن ثابت، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الصلاة: صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» [متفق عليه].
-وعن جابر, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصلاة طول القنوت» [رواه مسلم]. -- وعن جابر، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الصلاة طول القنوت» [رواه مسلم].
-وعن ابن عمرو, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصلوات عند الله: صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة» [رواه البيهقي وصححه الألباني]. -- وعن ابن عمرو، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الصلوات عند الله: صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة» [رواه البيهقي وصححه الألباني].
أفضل الصيام أفضل الصيام
-عن عبدالله بن عمرو, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصوم صوم أخي داود, كان يصوم يوماً ويفطر يوماً» [البخاري ومسلم بنحوه]. -- عن عبدالله بن عمرو، أن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الصوم صوم أخي داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما» [البخاري ومسلم بنحوه].
-وعن جندب, أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصيام بعد رمضان, الشهر الذي تدعونه محرم» [رواه النسائي وصححه الألباني]. -- وعن جندب، أن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الصيام بعد رمضان، الشهر الذي تدعونه محرم» [رواه النسائي وصححه الألباني].
أفضل الحج أفضل الحج
-وعن ابن عمر, أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: «أفضل الحج, العج والثج». -- وعن ابن عمر، أن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال: «أفضل الحج، العج والثج».
*العج: رفع الصوت بالتلبية. * العج: رفع الصوت بالتلبية.
*الثج: إراقة دماء الهدايا والأضاحي. * الثج: إراقة دماء الهدايا والأضاحي.
أفضل الصدقة أفضل الصدقة
-عن الحكيم بن حزام, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصدقة عن ظهر غنى, واليد العليا خير من اليد السفلي, وابدأ بمن تعول» [رواه مسلم]. -- عن الحكيم بن حزام، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الصدقة عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلي، وابدأ بمن تعول» [رواه مسلم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/20)
-وعن أبي أيوب, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصدقة على ذي الرحم والكاشح» [رواه أحمد وصححه الألباني]. -- وعن أبي أيوب، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الصدقة على ذي الرحم والكاشح» [رواه أحمد وصححه الألباني].
-وعن سعد بن عبادة, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: قلت يا رسول الله! -- وعن سعد بن عبادة، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: قلت يا رسول الله! أي الصدقة أفضل؟ أي الصدقة أفضل؟ قال: «سقي الماء» [رواه أحمد والنسائي وحسنه الألباني]. قال: «سقي الماء» [رواه أحمد والنسائي وحسنه الألباني].
-وعن أبي هريرة, أن رجلاً قال: يا رسول الله! -- وعن أبي هريرة، أن قال رجلا: يا رسول الله! أي الصدقة أفضل؟ أي الصدقة أفضل؟ قال: «أن تصدق وأنت صحيح شحيح, تأمل العيش وتخشى الفقر» [متفق عليه واللفظ للنسائي]. قال: «أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل العيش وتخشى الفقر» [متفق عليه واللفظ للنسائي].
-وعن أبي أمامة, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الصدقات, ظل فسطاط في سبيل الله, أو منحة خادم في سبيل الله, أو طروقة فحل في سبيل الله» [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني]. -- وعن أبي أمامة، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الصدقات، ظل فسطاط في الله سبيل، أو منحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله» [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
أفضل الشهداء أفضل الشهداء
-عن نعيم بن همار, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الشهداء الذين يلتقون في الصف, فلا يقبلون وجوجهم حتى يقتلوا, أولئك يتلبطون في الغرف العليا من الجنة» [رواه أبو يعلى وصححه الألباني]. -- عن نعيم بن همار، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الشهداء الذين يلتقون في الصف، فلا يقبلون وجوجهم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف العليا من الجنة» [رواه أبو يعلى وصححه الألباني].
ومعنى يتلبطون: يتمرغون. ومعنى يتلبطون: يتمرغون.
أفضل الجهاد أفضل الجهاد
-عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل, أفلا نجاهد؟ -- عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: «لا؛ ولكن أفضل الجهاد حج مبرور» [رواه البخاري]. فقال -- صلى الله عليه وسلم --: «لا؛ ولكن أفضل الجهاد حج مبرور» [رواه البخاري].
-وعن أبي ذر, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه» [رواه أبو نعيم وصححه الألباني]. -- وعن أبي ذر، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه» [رواه أبو نعيم وصححه الألباني].
-وعن جابر, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الجهاد من عقر جواده, وأريق دمه» [رواه أحمد]. -- وعن جابر، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الجهاد من عقر جواده، وأريق دمه» [رواه أحمد].
-وعن أبي أمامة, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الجهاد: كلمة حق عند سلطان جائر» [رواه أحمد وصححه الألباني]. -- وعن أبي أمامة، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الجهاد: كلمة حق عند سلطان جائر» [رواه أحمد وصححه الألباني].
أفضل الكسب أفضل الكسب
-عن أبي بردة بن نيار, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الكسب: بيع مبرور, وعمل الرجل بيده» [رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني]. -- عن أبي بردة بن نيار، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الكسب: بيع مبرور، وعمل الرجل بيده» [رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني].
أفضل النفقة أفضل النفقة
-عن ثوبان, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الدنانير: دينار ينفقة الرجل على عياله, ودينار ينفقة الرجل على دابته في سبيل الله, ودينار ينفقة الرجل على أصحابه في سبيل الله» [رواه مسلم]. -- عن ثوبان، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الدنانير: دينار ينفقة الرجل على عياله، ودينار ينفقة الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقة الرجل على أصحابه في سبيل الله» [رواه مسلم].
أفضل الذكر والدعاء أفضل الذكر والدعاء
-عن جابر, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الذكر: لا إله إلا الله, وأفضل الدعاء: الحمد لله» [رواه الترمذي وحسنه الألباني]. -- عن جابر، عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله» [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
-وعن عبد الله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «خير الدعاء: دعاء يوم عرفة, وخير ماقلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد, وهو على كل شيء قدير» [رواه الترمذي وحسنه الألباني]. -- وعن عبد الله بن عمرو عن النبي -- صلى الله عليه وسلم -- قال: «خير الدعاء: دعاء يوم عرفة، وخير ماقلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده له شريك لا، الملك له، الحمد وله، وهو على كل شيء قدير» [رواه الترمذي وحسنه الألباني].
</ B></I>(132/21)
بيعت سياره لاحد الاشخاص قبل ايام اقساط وتم البيع ونقل الملكية وبعد ايام عرض المشتري
ـ[انس خالد]ــــــــ[19 - 09 - 10, 06:27 م]ـ
بيعت سياره لاحد الاشخاص قبل ايام اقساط وتم البيع ونقل الملكية وبعد ايام عرض المشتري
السياره للبيع نقدا ومن الذين عرضها عليهم الذي اشتراها منه
هل يجوز للبائع ان يشتريها مع العلم ان لم يتفق معه اولا على شرائها
لكنه كان يعلم انه يريد ان يبيعها ليحصل على النقد
وقد سالت بعض طلنة العلم فمنهم من اجاز ومنهم من منع(132/22)
ما حكم استقبال القبلة أو استدبارها عند قضاء الحاجة؟
ـ[شربتلي محمد]ــــــــ[19 - 09 - 10, 10:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن النهي استفبال القبلة او استدبارها من بو ل او غائط
هل هو نهي تحريم ام كراهة ومالضابط فيما اذا كان مكان الحاجة اتجاه القبلة هل يقوم بتغيير
المكان اذا كان للتحريم افيدونا وجزيتم خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[19 - 09 - 10, 10:22 م]ـ
قد يكون في هذا النقل بعض ما تريد
حكم استقبال واستدبار القبلة عند قضاء الحاجة في البيوت
حكم استقبال واستدبار القبلة عند قضاء الحاجة في البيوت السؤال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلَا بَوْلٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا .... ) الحديث. والسؤال: هناك بعض المراحيض والحمامات في البيوت والمنازل تجاه القبلة فما الحكم؟
الجواب:
الحمد لله
"الأحاديث الصحيحة في النهي عن استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة كثيرة تدل على تحريم استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة ببول أو غائط، وهذا في الصحراء أمر واضح، وهو الحق؛ لأن الأحاديث صريحة في ذلك، فلا ينبغي ولا يجوز أبداً استقبال القبلة واستدبارها في الصحراء ببول أو غائط.
أما في البنيان فاختلف العلماء في ذلك أكثر، فقال بعضهم: يجوز في البناء؛ لأنه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه في بيت حفصة قضى حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة كما رواه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، قالوا: هذا يدل على أنه لا بأس باستقبالها واستدبارها في البناء؛ لأن الإنسان مستور بالأبنية، والأصل أنه يفعل ذلك للتشريع ويُتأسى به عليه الصلاة والسلام في أفعاله، فلما فعل ذلك دل على جوازه؛ لأنه قضى حاجته على لبنتين مستقبل الشام مستدبر الكعبة، هذا يدل على جوازه في البناء.
وقال آخرون: هذا لعله خاص به صلى الله عليه وسلم لأنه فعله في البيت ولم يشتهر ولم يفعله في الصحراء فيدل على أنه خاص به، وأنه يجب على المسلمين عدم الاستقبال وعدم الاستدبار حتى في البناء، عملاً بالأحاديث العامة التي فيها التعميم وعدم التخصيص، وهذا قول أظهر أنه ينبغي عدم الاستقبال وعدم الاستدبار مطلقاً في البناء والصحراء.
لكن كونه محرماً في البناء محل نظر؛ لأن الأصل عدم التخصيص به صلى الله عليه وسلم، لكن يحتمل أن يكون هذا قبل النهي، ويحتمل أنه خاص به عليه الصلاة والسلام، فلهذا لا يكون التحريم فيه مثل التحريم في الصحراء، فالأولى للمؤمن ألا يستقبل في الصحراء ولا في البناء، ولا يستدبر.
لكن في البناء أسهل وأيسر، ولا سيما عند عدم تيسر ذلك لوجود المراحيض الكثيرة إلى القبلة، فحين إذن يكون الإنسان معذوراً لأمرين:
الأمر الأول: وجود المراحيض التي إلى القبلة ويشق عليه الانحراف عنها.
الأمر الثاني: ما عرفت من حديث ابن عمر في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم للشام واستدباره الكعبة في قضاء حاجته في بيت حفصة، هذا يدل على الجواز، والأصل عدم التخصيص له صلى الله عليه وسلم في ذلك، فيكون الفعل جائزاً مع أن الأولى ترك ذلك في البناء، ويكون في الصحراء محرماً لعدم ما يخص ذلك، هذا هو الأقرب في هذه المسألة. والله جل وعلا أعلم" انتهى.
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (2/ 574، 575).
http://www.islamqa.com/ar/ref/134238(132/23)
(التوكل) للشيخ د. خالد السبت
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 12:03 ص]ـ
(التوكل) للشيخ د. خالد السبت
جميعنا يحتاج إلى سماع هذا الموضوع لأهميته في هذا الزمان خاصة ولتقصيرنا فيه.
أسأل الله الكريم أن يجعلنا من المتوكلين عليه دائما.
http://www.khaledalsabt.com/ref/media/1027
ـ[أمين نواري]ــــــــ[20 - 09 - 10, 12:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا ... أتت في وقتها ... شكر الله سعيك
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 12:41 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم ونفع بك.
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 02:34 ص]ـ
وإياكم ...
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:07 ص]ـ
أنصح أخواني طلاب العلم بسماع محاضرات هذا الشيخ الجليل فهو ممن جمع بين العلم و العناية بأحوال القلوب أسأل الله ان ينفع به
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[20 - 09 - 10, 01:31 م]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:18 م]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 06:28 م]ـ
بارك الله فيكم ...
ـ[صهيب المصري]ــــــــ[20 - 09 - 10, 07:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:57 ص]ـ
وإياك.
أخي:
صهيب المصري
ـ[الزبيدي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
التوكل من أهم أعمال القلوب
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:21 ص]ـ
أشكرك
أخي الزبيدي(132/24)
سلسلة الفوائد (4) قال ابن العربي المالكي: سمعت فتاة ببغداد تقول لجارتها ....
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 02:05 ص]ـ
قال ابن العربي المالكي: سمعت فتاة ببغداد تقول لجارتها: لو كان مذهب ابن عباس صحيحاً في الاستثناء ما قال الله تعالى لأيوب: ((وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِهِ وَلاَ تَحْنَث)) بل يقول استثن بإن شاء الله انتهى منه بواسطة نقل صاحب نشر البنود / أضواء البيان (3/ 255)
زمانا كنت تسمع الحديث والفقه على هذه الهيأة.
أما اليوم فتسمع في بغداد شتم ولعن الصحابة من قبل الرافضة الانجاس.
أخبرني شخص يسكن بغداد في حي رافضي - والقصص كثيرة - منها:
كان هناك شخص في الزقاق الذي اسكنه رجل رافضي يلعن الصحابة من غير سبب ولا حد بقربه وعلى مقولة العرقيين ((عاجبه الوضع)) سبحان الله.
لا أقول بغداد عاصمة التشيعه إلأ انها حوت الكثير منهم لا ابقاهم الله.(132/25)
ما معنى هذه العبارة للشهرستاني
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:50 ص]ـ
"والمعارفُ التي تحصُل من تعريفاتِ أحوال الاضطرار أشدُّ رسوخاً في القلب من المعارف التي هي نتائج الأفكار في حال الاختيار"
الشهرستاني في نهاية الإقدام
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[20 - 09 - 10, 11:23 ص]ـ
الموضوع الاصلي لهذه العبارة هو ان العلم باثبات الخالق سبحانه ليس من النظريات بل هو من الضروريات
المقصود بالمعارف العلم الحاصل للشخص قد يكون في حال الاضطرار وقد يكون في حال الاختيار
فالعلم الحاصل في حال الاضطرار في مثل قوله تعالى
{وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه} سورة الإسراء 67
اقوى من العلم الحاصل في حال الاختيار عند البحث في وجود الخالق
ثم انظر كلام ابن تيمية في العقل والنقل
(
إلى أن قال وإذا كان لا طريق إلى المطلوب من المعرفة إلا الاستشهاد بالأفعال ولا شهادة للفعل إلا من حيث احتياج الفطرة واضطرار الخلقة فحيثما كان الاضطرار والعجز أشد كان اليقين أوفر وآكد {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه} سورة الإسراء 67 لا جرم {أم من يجيب المضطر إذا دعاه} سورة النمل 62
والمعارف التي تحصل من تعريفات أحوال الاضطرار أشد رسوخا في القلب من المعارف التي هي نتائج الأفكار في حال الاختيار
قلت فهذا كله كلام الشهرستاني وهو من أئمة المتأخرين من النظار وأخبرهم بالمقالات وقد صرح بأن معرفة الله ليست معدودة من النظريات التي يقام عليها البرهان وأن الفطرة تشهد بضرورتها وبديهة فكرتها بالصانع الحكيم إلى آخر ما ذكره وأن ما تنتهي إليه مقدمات الاستدلال بإمكان الممكنات أو حدوثها من القضايا الضرورية دون ما شهدت به الفطرة الإنسانية من احتياج الإنسان في ذاته إلى مدبر
وأما ما ذكره من أن إنكار الصانع ليس مقالة معروفة لصاحب مقالة فإنه وإن لم يكن مذهبا مشهورا عليه أمة من) ا. ه
لعل المقاله واضحه الان
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 11:36 م]ـ
واضح , بارك الله فيك وجزاك الله خيرا(132/26)
هل يجوز رسم الضاد ظاءً والعكس؟؟؟؟؟
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 11:06 ص]ـ
كثير من الإخوة يرسمون الضاد ظاءً، والظاء ضادًا
فهل يصح هذا الخلط
فإن كان الكاتب ينطق الضاد ظاءً .. أو ينطقها دالاً أو عينًا!! فهذا شأنه
أما الرسم فهذا أمر آخر غير النطق، فإن أراد ظاءً فليرسمها رسم الظاء الذي تعارف عليه الناس جميعا، ولينطقها كافًا إن شاء
وجزاكم الله خيرا(132/27)
إتقان أبواب الفقة
ـ[عبدالرحمن الشيخ]ــــــــ[20 - 09 - 10, 11:54 ص]ـ
السلام عليكم اخواني أعضاء ملتقى أهل الحديث،
أحببت في هذا الموضوع أن أتعرف على الطرق التي تستخدم إما منكم أو من من تعرفون في إتقان أبواب الفقة والفقة عموماً.
فمثلاً لو أراد طالب علم أن يتقن باب الطهارة أو الصلاة فما هي الطريقة المثلى التي يستطيع طالب العلم أن يحفظ هذا الباب ويتقنه؟
هل مثلاً يقرأ شرح أحد العلماء لهذا الباب مراراً وتكراراً حتى يحفظه؟
وهل هناك كتب خاصة تعين طالب العلم لإتقان أو فهم أبواب الفقة؟
نسأل الله أن ينفع بنا وأن ينتفع الجميع من خلال مشاركاتكم القيمة.
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 03:20 م]ـ
للتذكير
ـ[الحارثي ابوسهل]ــــــــ[20 - 09 - 10, 04:36 م]ـ
أفضل طريقة - في نظري القاصر - طريقة ابن بدران التي ذكرها في المدخل، وخلاصتها أن تأخذ جملة من المتن وتتفهمها، ثم بعد ذلك تختبر فهمك بقراءة الشرح، ثم تصحح ما أخطأت فيه، ثم تتفهم الشرح كما تفهمت .... وهكذا ولو بحثت في المنتدى لوجدتها فقد طرقت مرارا فيه،
أو ارجع للمدخل لابن بدران
ـ[عبدالرحمن الشيخ]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:08 م]ـ
أفضل طريقة - في نظري القاصر - طريقة ابن بدران التي ذكرها في المدخل، وخلاصتها أن تأخذ جملة من المتن وتتفهمها، ثم بعد ذلك تختبر فهمك بقراءة الشرح، ثم تصحح ما أخطأت فيه، ثم تتفهم الشرح كما تفهمت .... وهكذا ولو بحثت في المنتدى لوجدتها فقد طرقت مرارا فيه،
أو ارجع للمدخل لابن بدران
بارك الله فيك أخي الحارثي ولكن أليس الأفضل أن تأخذ كتاب مثل الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين وتقرأ الشرح؟ أو أن تسمعه من خلال الإنترنت؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:15 م]ـ
1_ التكرار
2_ المدارسة مع الأصحاب
3_ التدريس لمن هم أقل منك
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:45 م]ـ
أحسنتم جميعا وأضيف على أخي أبو الهمام حفظه الله وأقول أولا تقديم التوكل على الله عز وجل والاستعانة به وبحوله وقوته والتبري من أدنى قوة وحول لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله عز وجل، وكثرة الدعاء ثم:
1_ التكرار
2_ المدارسة مع الأصحاب
3_ التدريس لمن هم أقل منك
ـ[الزبيدي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 10:01 م]ـ
أخي الكريم
أنا طريقتي هي كالتالي:
1 - تلخيص مسائل الباب من الكتاب المعتمد في الفقه ثم حفظها
مثل كتاب الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله (منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين) أو كتاب الشيخ محمد بن صالح أبن عثيمين رحمه الله (الشرح الممتع)
2 - حفظ أدلة الباب
3 - التوسع و الأستزادة من الكتب الأخرى في اقوال العلماء ومذاهبهم وحججهم في هذا الباب
4 - كل اسبوع أسمعها مرة حتى تثبت
وفقك الله تعالى
ـ[الحارثي ابوسهل]ــــــــ[21 - 09 - 10, 02:16 ص]ـ
السلام عليكم اخواني أعضاء ملتقى أهل الحديث،
أحببت في هذا الموضوع أن أتعرف على الطرق التي تستخدم إما منكم أو من من تعرفون في إتقان أبواب الفقة والفقة عموماً.
فمثلاً لو أراد طالب علم أن يتقن باب الطهارة أو الصلاة فما هي الطريقة المثلى التي يستطيع طالب العلم أن يحفظ هذا الباب ويتقنه؟
هل مثلاً يقرأ شرح أحد العلماء لهذا الباب مراراً وتكراراً حتى يحفظه؟
وهل هناك كتب خاصة تعين طالب العلم لإتقان أو فهم أبواب الفقة؟
نسأل الله أن ينفع بنا وأن ينتفع الجميع من خلال مشاركاتكم القيمة.
كل ماذكر جميل لكن سرعان ما سينسى!!
تلخيص , وسماع ,التوسع, الاستزادة, كل هذه أمور حسنة، ولكن ثق أنك لن تثبته بمثل طريقة ابن بدران لأنك فيها تعمل ذهنك وتحرك قوة الفهم عندك وأنت أول الأمر تهيء الأرض لقبول الزرع بتفهمك لمتن مختصر، ثم تفهم شرحه، ثم تزين ما زرعت بـ (استماعك للشيخ) حضورا وهو الأفضل أو عن طريق الشريط
ثم تحفظ الإدلة مع أنها مرحلة ثانية لا أولى في دراسة الفقه
وأما الاستزادة من مراجعة الكتب المطولات ونحو ذلك فلا أنصحك بها إلا بعد إتمام متن كامل،
أما كتب الخلافيات فابتعد عنها في أول الطلب، واحذر مما قد يلقيه إليك بعضهم من أنه لا بد من معرفة الحق بالنظر في أدلة كل قول فإن عمرك سيضيع وما أنهيت العبادات!!
ولكن حسبك فهم المسألة ومعرفة دليلها في المرحلة الأول على الطريقة البدرانية!
و كثيرا ما ينصح بها الشيخ عبدالكريم الخضير وغيره، بل جرِبها مع باب واحد وسترى الفرق
ومما يحسن أن تطلع عليه طريقة ترتيب الفقه عند علماء المذهب تقرب لك التصوير، كتبها غير واحد من أهل العلم منهم ابن سعدي في كتاب مجموع الفوائد له
وتنبيه أخير: ليس الحفظ وحده هو المقصود،وإنما الفهم الفهم
تحفظ معانيها ثم تحفظ مبانيها
وعذرا على الإطالة
ـ[الحارثي ابوسهل]ــــــــ[21 - 09 - 10, 02:28 ص]ـ
1_ التكرار
2_ المدارسة مع الأصحاب
3_ التدريس لمن هم أقل منك
تصديقا لبعض قول أبي همام وفقه الله = هذه فائدة من عالم كبير جرب الكثير، وجالس الكثير من أهل العلم الكبار ألا وهو الوزير ابن هبيرة فقد جاء في ترجمته - في ذيل الطبقات لابن رجب -:
يُحصل العلم بثلاثة أشياء:
أحدها: العمل به .... ومن سأل عن المشكلات ليعمل فيها بمقتضى الشرع تعلم.
والثاني: التعليم، فإذا علّم الناس كان أدعى لتعلمه.
والثالث: التصنيف، فإنه يُخرج إلى البحث، ولا يتمكن من التصنيف من لم يدرك غور ذلك العلم الذي صنف فيه " أ. هـ
ولا تنسى الطريقة البدرانية في التعلم(132/28)
لا تنسوا الشيخ ابن عقيل من دعواتكم
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:24 ص]ـ
يرقد الشيخ العلامة عبدالله ابن عبدالعزيز العقيل من أول هذا الشهر في المستشفى، فلا تنسوه من دعواتكم ..
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:37 ص]ـ
أسأل الله الكريم أن يشفيه.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:42 ص]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
أسأل الله الكريم أن يشفيه
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:44 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ / ابن عقيل، وأن يكشف ما به من ضر، وأن يذهب ما به من بأس .. وأن يطيل في عمره على طاعته، وأن يقر أعين أهله وأبناءه وطلابه بعافيته .. عاجلا غير آجل.
وأشكر شيخنا / حلية الأولياء على تذكيرنا بواجب الشيخ .. وماذلك على أهل الفضل بغريب.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:56 ص]ـ
الله المستعان!
أسأل الله أن يشفي شيخنا ابن عقيل، وأن يمتع به، ويطيل عمره ويحسن عمله
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 03:50 ص]ـ
اللهم اشفه وعافه وبارك في سمعه وبصره وقوته وعمره وعلمه ..
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[21 - 09 - 10, 04:53 ص]ـ
لا إله إلا الله
يعلم الله عزوجل مدى الحزن الذي نزل بي
اللهم اشف شيخنا وعافه وبارك في عمره
ـ[سليمان العامر]ــــــــ[21 - 09 - 10, 06:38 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[21 - 09 - 10, 08:26 ص]ـ
شيخنا ابن عقيل ـ شفاه الله ـ قضى رمضان في مكة، وهي في هذا العام كأشد ما تكون في ارتفاع درجة الحرارة، التي أرهقت الشباب، فما ظنك بشيخ ناهز المائة؟ فدخوله للمستشفى بسبب نقص الأملاح عنده، فدخل ليستعيد نشاطه.
اللهم متع شيخنا متاع الصالحين، وبارك في حياته.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:38 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
ـ[أم سفيان المسلمة]ــــــــ[21 - 09 - 10, 10:08 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ / ابن عقيل، وأن يكشف ما به من ضر، وأن يذهب ما به من بأس .. وأن يطيل في عمره على طاعته، وأن يقر أعين أهله وأبناءه وطلابه بعافيته .. عاجلا غير آجل.
اللهم آمين
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[21 - 09 - 10, 10:24 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا.
ـ[مازن مالك]ــــــــ[21 - 09 - 10, 11:09 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي إمام الحنابلة في هذا العصر
ـ[أبو السها]ــــــــ[21 - 09 - 10, 02:14 م]ـ
اللهم اشف عبدك-ابن عقيل- يشهد لك صلاة وينكأ لك عدوا
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[21 - 09 - 10, 03:18 م]ـ
أسأل الله أن يطيل في عمر الشيخ على طاعته
ـ[عبد الله آل صالح]ــــــــ[21 - 09 - 10, 08:44 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ / ابن عقيل، وأن يكشف ما به من ضر، وأن يذهب ما به من بأس .. وأن يطيل في عمره على طاعته، وأن يقر أعين أهله وأبناءه وطلابه بعافيته .. عاجلا غير آجل.
وأشكر شيخنا / حلية الأولياء على تذكيرنا بواجب الشيخ .. وماذلك على أهل الفضل بغريب.
اللهم آمين
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[21 - 09 - 10, 10:56 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه عاجلا غير آجل ويطيل في عمره على طاعته
ـ[أبوالطيب]ــــــــ[22 - 09 - 10, 04:18 م]ـ
في أي مشفى يرقد شيخنا عبدالله بن عقيل
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[23 - 09 - 10, 02:59 ص]ـ
اسأل العظيم رب العرش العظيم ان يشفي الشيخ وان يذهب ما به من بأس
الله يشفي الشيخ اسأل الله ان يشفبه
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[23 - 09 - 10, 03:47 ص]ـ
الشيخ في مستشفى دله
ولكن الزيارة ممنوعة عن الشيخ لأن الزيارة تتعب الشيخ
ويقولون أنه في تحسن وإنما أراد أبناؤه أن يدخلون المستشفى ليطمئنوا عليه
ـ[أبوسعيد الزهيري]ــــــــ[23 - 09 - 10, 07:55 ص]ـ
خبر آلمني, ومن حق شيخنا علينا الدعاء له في ظهر الغيب.
اللهم اشفه يمشي إلى صلاة, وينكأ لك عدوا.
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[23 - 09 - 10, 10:46 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/29)
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[23 - 09 - 10, 11:33 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ / ابن عقيل، وأن يكشف ما به من ضر، وأن يذهب ما به من بأس .. وأن يطيل في عمره على طاعته، وأن يقر أعين أهله وأبناءه وطلابه بعافيته .. عاجلا غير آجل.
وأشكر شيخنا / حلية الأولياء على تذكيرنا بواجب الشيخ ...
ـ[أبو عبد الرحمن التميمي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:20 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
ـ[أبو عمر الحازمي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:27 م]ـ
أسأل الله أن يشفيه
ـ[ابراهيم النوبي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:50 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[فهد مبروك]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:14 م]ـ
أسأل الله أن يشفي شيخنا، وأن يمتع به، ويطيل عمره.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ما آخر الأخبار عن شيخنا ..
ـ[عثمان المكي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:23 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
ـ[أم عبد الله الليبية]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:21 م]ـ
شفاه الله وجعل ما أصابه في ميزان حسناته.
ـ[الفضلي النجدي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:34 م]ـ
قال أنه نقل للتخصصي
ـ[أبو بسام الدمشقي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 11:14 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:01 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا الجليل ابن عقيل
ـ[العازمي الكويتي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 01:39 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ / ابن عقيل، وأن يكشف ما به من ضر، وأن يذهب ما به من بأس .. وأن يطيل في عمره على طاعته، وأن يقر أعين أهله وأبناءه وطلابه بعافيته .. عاجلا غير آجل
ـ[أبو مالك الحويني]ــــــــ[16 - 10 - 10, 12:50 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
ـ[فهد الفارس]ــــــــ[16 - 10 - 10, 11:39 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ / ابن عقيل، وأن يكشف ما به من ضر، وأن يذهب ما به من بأس .. وأن يطيل في عمره على طاعته، وأن يقر أعين أهله وأبناءه وطلابه بعافيته .. عاجلا غير آجل
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:39 م]ـ
أسأل الله أن يشفيه
اللهم آمين
الأخ /أبو عمر الحازمى
هل أنت من فى بالى فقد ذهب تفكيرى لبعيد جدا؟!!!
ـ[الفضلي النجدي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 05:19 م]ـ
الحمد لله الشيخ خرج من المستشفى لكن توقفت دروسه نسأل الله له حسن الخاتمة
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[21 - 10 - 10, 05:45 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[21 - 10 - 10, 07:01 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي الشيخ ابن عقيل
وأسأله أن يكشف ما به من ضر، وأن يذهب ما به من بأس .. وأن يطيل في عمره على طاعته، وأن يقر أعين أهله وأبناءه وطلابه بعافيته .. عاجلا غير آجل(132/30)
إنها تربينا .. قبل أن نربيها، بقلم: ناصح
ـ[ابن مبارك النجدي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 08:32 ص]ـ
الإخوة الفضلاء، سلامُ اللهِ عليكمُ ورحمتهُ وبركاتهُ، أما بعدُ:
فقد طلب مني أحد الفضلاء نشرَ هذا المقال في هذا المنتدى الزاخر بثلة من طلاب العلم الكرام، ومثل هذا الملتقى مظنةٌ لأّن يُنتفع بهذا المقال، ويُقوّم فيه عثار الكاتب، وسقط بنانه، فإليكم إياه مشوباً بنفحاته الإيمانية، بقلم أخونا: ناصح.
إنها تربينا .. قبل أن نربيها
الحمد لله والصلاة والسلام على من والاه .. أما بعد:
كم أتألم كثيراً حين أشاهد مظاهر الإفراط أو التفريط في أبناء هذه الأمة .. التي قال الله لها "وكذلك جعلناكم أمة وسطا".
سأتحدث عن مثال واحد فقط يوضح ذلك:
كانت (اللحية) يوماً من الأيام عند كثير من شباب الصحوة (معياراً مفصلياً)، بها يصنف الناس، ومن خلالها يكون التعامل معهم، في صورة تعبر عن مدى (الإفراط).
وأصبحت عند بعضهم اليوم -مع كل أسف- مجرد (ديكور) يتبدل ويتغير مع تبدل ذوق صاحبها، في صورة معاكسة تعبر عن مدى (التفريط).
مسكينة أنتِ أيتها اللحية .. كان الشباب يجلونك ويعظمون فيك حتى الشعرة الواحدة، وإذا بهم الآن يتنازلون عنكِ بأرخص الأثمان تحت مظلة (الإيمان في القلب).
كان الشباب بحاجة إلى من يقول لهم "لا تشددوا في اللحية، ينبغي أن نعطيها قدرها الذي أعطاها الشرع" وأصبحوا اليوم بحاجة إلى من يقول لهم "إن اللحية من الدين! "
حقاً ما أصعب ضبط التراجعات، وردّات الفعل!
تجد الإنسان يغلو في اتجاه معين، ثم يجري به الزمن ويدرك أن ذلك كان غلواً وإفراطاً .. فيرجع باتجاه الوسط .. فإذا به يتجاوزه إلى التفريط!
أتساءل دوماً: لماذا أخذوا من لحاهم؟ هل بحثوا المسألة بحثاً علمياً فاطلعوا على أدلة رجحت لهم الجواز؟ فحينئذٍ هم على خير.
أم مروا بمراحل جديدة في حياتهم (جامعة، زواج، ... الخ) وضغط عليهم الواقع، وأثر فيهم كثرة المتساقطين، حتى انطبق عليهم قول حذيفة رضي الله عنه: "إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا؟ فلينظر: فإن كان رأى حلالاً كان يراه حراماً فقد أصابته الفتنة! "
حين أتأمل في كثير من الشباب الذين رق تدينهم، أجد أن قلعتهم الحصينة (اللحية) كان لها حضوراً قوياً.
كانت لحيته تزجره عن كثير من المعاصي، كان يستحي منها في خلواته، فتعطيه شجاعة وهيبة أمام الناس، فهي تربيه قبل أن يربيها!
ثم إذا ضحى بها يوما من الأيام .. هانت عليه الأمور، وبدأت سلسلة من التنازلات، لا يوقفها إلا يقظة شعورية، وفرار صادق إلى الله.
حتى أنه من كثرة التنازلات التي بدأت باللحية، أصبحنا نجعلها كحلقة الباب من حركها اتهمناه على ما فوقها.
ربما يقول البعض: ما أضيق أفق الكاتب! ألا يعلم بأن المسألة اجتهادية، والمسائل الاجتهادية لا إنكار فيها؟!
فأقول: إن كنت تقصد أخذ ما زاد عن القبضة فنعم المسألة اجتهادية، والخلاف فيها قوي، وكلامي السابق لا ينطبق عليها.
بل مرادي مما مضى: الذين يأخذون من لحاهم ما دون القبضة، فهذه من قال أن فيها خلاف؟!
الذي انتهى إليه علمي البسيط أنه لا يجوز أخذ ما دون القبضة باتفاق السلف إلا ما ندر.
ربما تستغرب من هذا .. لكني أدعوك لقراءة هذا البحث الرائع، وفي نفس الوقت مختصر وغير طويل، اقرأه ثم سأكمل حديثي.
http://www.dorar.net/art/276
إن كان الرابط معطوباً فجرب هذا:
http://www.hejrh.com/showthread.php%CD%DF%E3-%C7%E1%C3%CE%D0-%E3%E4-%C7%E1%E1%CD%ED%C9-%E6%CA%DE%D5%ED%D1%E5%C7-%E6%CA%E5%D0%ED%C8%E5%C7-3539.html
أهلا بك يا طالب العلم.
ربما تعجبت أن الشيخ علوي قال "لا أعلم أحداً قال بجواز أخذ ما دون القبضة".؟
إذن سيزداد تعجبك حين تقرأ ما كتبه الإمام الموسوعي ابن عابدين –وهو من علماء الحنفية- حين قال: "وأما الأخذ منها وهي دون القبضة، كما يفعله المغاربة ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد! "
أتريد أن أزيدك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/31)
(الموسوعة الفقهية الكويتية) من أقوى المشاريع التي أُنتجت في هذا العصر، وهي تقع في (45 مجلد)، ويستفيد منها كثير من المشايخ والباحثين لشموليتها وسعة مراجعها، رجعت إليها للنظر في مسألة الأخذ من اللحية فوجدت أنهم حكوا الخلاف في ما زاد عن القبضة وذكروا آراء المذاهب الأربعة، ثم قالوا في آخر المسألة: "وأما الأخذ من اللحية وهي دون القبضة لغير تشوه ففي حاشية ابن عابدين: لم يبحه أحد" ثم انتقلوا للمسألة التي تليها.
والسؤال المهم هنا: هل خفي على هذه الموسوعة الضخمة ذلك القول؟ أم أنه فعلا قول غريب وليس له وجود في كتب الفقه؟!
حسناً .. قد نقول (عدم العلم ليس علماً بالعدم) وهذا كلام صحيح، فلذلك لم أعتمد على كلامهم، فبحثت وبحثت كثيراً عمن أجاز الأخذ من اللحية وهي دون القبضة من السلف لا من الخلف.
أعلم أنه يوجد من المعاصرين من يفتي بالجواز، مع أنهم قلة، لكني الآن أناقش حجم الخلاف فيها في (عهد السلف).
بمعنى لو سمعت حجة من أفتى بالجواز ربما تقول فعلاً كلام مقنع، لكني لا أناقش هذا، بل أقول: حتى لو كان كلاماً مقنعاً .. هل له سلف؟! أم قول غريب؟
الذي توصلت إليه من بحثي المتواضع أني لم أجد نصاً صريحاً يجيز ذلك .. إلا ما جاء عن الأئمة (الحسن البصري، وعطاء، واختاره الطبري) ولكن بشرط "ألا يفحش الأخذ منها".
مع أنك حين تتأمل نصوصهم وتعليلاتهم .. تجد أن المسألة شائكة وليست واضحة.
فمثلاً .. نقل ابن بطال في شرح البخاري عن الطبري قوله" وقال عطاء: لا بأس أن يأخذ من لحيته الشيء القليل من طولها وعرضها إذا كثرت". ثم ذكر بعدها أنه في الحج والعمرة فقط.
لاحظ (الشيء القليل) و (إذا كثرت) و (في الحج والعمرة فقط).
ثم قال الطبري بعد حكاية قول الحسن وعطاء: "وعلة قائلي هذه المقالة كراهية الشهرة في اللبس وغيره، فكذلك الشهرة في شعر اللحية".
ألا يفهم من هذا أن مرادهم بقاء لحية كثيرة، لكن ليست كثيرة جداً توجب الشهرة؟
ويؤكد هذا ما نقله ابن حجر في "الفتح" عن الطبري أيضاً حين قال عن الحسن وعطاء: "وحمل هؤلاء النهي على منع ما كانت الأعاجم تفعله من قصها وتخفيفها".
ثم قال ابن حجر عن الطبري: "واختار قول عطاء وقال: إن الرجل لو ترك لحيته لا يتعرض لها حتى أفحش طولها وعرضها فعرّض نفسه لمن يسخر به".
على أي حال .. من يجيز الأخذ من اللحية وهي دون القبضة يستند في الغالب إلى هؤلاء الأئمة الثلاثة -رحمهم الله-، وإذا تأملت كلامهم أيقنت أن مرادهم ليس ما يفعله بعض الشباب الآن (التخفيف لللحية الخفيفة!).
ثم لو سلمنا أن هؤلاء الثلاثة أجازوا ذلك .. فكم نسبتهم من بين بقية السلف؟!
أنت بنفسك إذا رجعت لنصوص السلف ومن بعدهم في هذه المسألة، ستجدها بهذا المعنى (يحرم حلق اللحية، لكن يجوز أخذ ما زاد عن القبضة) وهذا مفهومه أنه لا يجوز ما دون ذلك، بل أحياناً لا يتعرضون لذكر المسألة لكونها بديهية ومعروفة، فابن عمر إنما أخذ ما زاد عن القبضة، ولذلك أفتى السلف بالجواز.
وأنا أجزم يقيناً بأن الكثير ممن يتذرعون بالخلاف في هذه المسألة .. يجهلون هذه الحقيقة.!
ولكنهم سمعوا عالماً أفتى بها .. فاتبعوه بناء على المقولة الخاطئة "حط بينك وبين النار مطوع! "
وإلا فالواجب على طلبة العلم منهم أن يبحثوها بأنفسهم، ويعرفوا حجم الخلاف فيها، لا أن يكونوا مقلدين كالعوام.!
فإن اشتبهت عليهم استفتوا قلوبهم!
ثم لو سلمنا -جدلا- أنها من المشتبهات، مع أننا علمنا الآن أن معظم السلف يحرمون ذلك، بل نقل ابن عابدين الإجماع، لكن سلمنا أنها مشتبهة، فحري بالمسلم -فضلاً عن الملتزم، فضلاً عن الداعية والقدوة- أن يتجنبها، فهو أسلم لعرضه من ألسن الناس وكثرة تساؤلاتهم.
وأسلم لدينه، لأنه يدور بين "التحريم" و "الجواز". فهو إما وقع في "الإثم" أو "لم يقع". لأن الحق –كما تعلم– لا يتعدد، فهو عند الله واحد، إما أنه لا يجوز الأخذ، أو أنه يجوز.
بل أن المسألة أخطر من ذلك لأنها متكررة طيلة عمر الإنسان، وبعض الذين يرون "التحريم" يقولون: (لا صغيرة مع إصرار) أي أن الإصرار على الصغيرة يحولها إلى كبيرة من كبائر الذنوب، ويسمى حينئذ فاسق!
يا الله! يقع في كبيرة من كبائر الذنوب!
يعني أنها لا تغفر إلا بالتوبة!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/32)
والله أنه من الغبن، أن يعرض نفسه الإنسان نفسه للفسوق، ولارتكاب كبيرة من كبائر الذنوب –عند معظم السلف وكثير من الخلف– من أجل شعيرات يقصها للتجمل والتزين!
اللهم لا تؤاخذنا بجهلنا يا رب ..
والله لو لم يحصل لمن ترك لحيته على حالها .. إلا جمال اتباع السنة لكفى .. فما بالك إن تحصلت له بذلك منافع كثيرة؟! منها ما ذكره الإمام ابن القيم -رحمه الله- حين قال: "وأمَّا شَعر اللحية ففيه منافع، منها: الزينة والوقار والهيبة، ولهذا لا يرى على الصبيان والنساء من الهيبة والوقار ما يُرى على ذوي اللحى".
- أما لك فيه أسوة؟!
عامة السلف الذين أجازوا أخذ ما زاد عن القبضة، يتفقون في الجملة على أن الأفضل والأكمل، هو الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو عدم الأخذ منها مطلقاً، فأين التأسي به معاشر المسلمين؟!
أرجوك أرجوك أخي اقرأ هذا المقال الرائع:
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-126460.htm
وأتذكر الآن كلاماً نفيساً للشيخ عبدالكريم الخضير -حفظه الله- حين قال: "والتجربة أثبتت أن المقص إذا دخل اللحية أفناها شيئاً فشيئاً! ".
صدق والله الشيخ! كم من أناس بدؤوا بأخذ ما زاد عن القبضة، ثم شيئاً فشيئاً مع أخطاء الحلاق -الذي يخطئ باستمرار هداه الله- إلى أن وصل الحال إلى حلقها المحرم بالإجماع، كما نقله ابن حزم وابن تيمية.
- "فردوه إلى الله والرسول":
نتفق على أن مرجعنا الكتاب والسنة، لا أقوال الرجال وإن كثروا.
حسناً .. دع عنك كل الأقوال والخلافات السابقة .. وتأمل معي هذا المشهد:
- النبي صلى الله عليه وسلم يأمر في أكثر من موضع بلفظ مختلف (أعفوا، أوفوا، أرخوا، وفروا، أرجوا) اللحى.
- النبي صلى الله عليه وسلم يطبق ما يقوله، فلم يقترب المقص من لحيته بتاتاً، بل كانت لحيته (كثة) ترى من خلفه، كما قال خباب -رضي الله عنه- حين سئل: كيف تعرفون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر؟ فقال: "باضطراب لحيته". والحديث في صحيح البخاري.
- أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبلغ عددهم مئات الآلاف، لم ينقل عن أحدهم أن المقص دخل لحيته إلا ما ابن عمر، وأسانيد غير ابن عمر لا يُجزم بصحتها.
- ابن عمر رضي الله عنه أخذ (ما زاد عن القبضة).
- ابن عمر رضي الله عنه أخذ ما زاد منها (في النسك فقط) تأولاً لقول الله تعالى "محلقين رؤوسكم ومقصرين".
والآن .. بعد هذا المشهد .. ألا ترى أن القول بتحريم أخذ ما زاد عن القبضة قول قوي من جهة الدليل وعمل الصحابة؟
لماذا لا يكون فعل ابن عمر اجتهاد منه، مثل اجتهاده بغسل عينيه في الوضوء، وغيرها من المسائل التي لم يُوافق عليها. أليس بشراً يصيب ويخطئ؟!
فما بالك إذن بما هو دون القبضة؟!
ختاما ..
اقرأ (بتأمل) هذا الكلام للعلامة فقيه العصر ابن عثيمين -رحمه الله- فإنه والله كلام مقنع، ومؤثر في نفس الوقت!
يقول السائل في أحد لقاءات الباب المفتوح:
كيف نرد على من استدل بفعل ابن عمر وأبي هريرة على الأخذ من اللحية مما زاد عن القبضة؟
الشيخ: أخذها ابن عمر متى؟
السائل: فيما ثبت عن ابن عمر أنه كان يأخذ من لحيته.
الشيخ: متى؟
السائل: في الحج.
الشيخ: الذين استدلوا بفعل ابن عمر مع الأسف توسعوا وقالوا: خذوا في الحج وغيره، والاستدلال يجب أن يكون مطابقاً للدليل.
السائل: وكيف بقية الصحابة؟
الشيخ: من بقيتهم؟
السائل: أبو هريرة.
الشيخ: تثبت هذا عنه؟
السائل: ورد في مصنف ابن أبي شيبة.
الشيخ: ومصنف ابن أبي شيبة ما أكثر الضعيف فيه. ولنتنزل معك إلى أبعد الحدود، نقول: صح عن ابن عمر أنه يأخذ من لحيته في الحج وغير الحج، وعن أبي هريرة وعن فلان وفلان من الصحابة. فعندنا قول إمامهم وهو الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (أعفوا اللحى) وهل قال: ولكم أن تأخذوا ما زاد على القبضة؟
السائل: لا.
الشيخ: بماذا تحاجج ربك يوم القيامة؟ والله يقول: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) بماذا تقول؟ تقول: والله أنا سمعت من ابن عمر أو غيره من الصحابة فعل هذا، ما تستطيع.
فمثل هذه المسائل إذا جاء فيها نص فلا تسأل، ابن عباس رضي الله عنه قال: [توشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله وتقولون: قال أبو بكر وعمر] وأين ابن عمر من عمر وأين أبو هريرة من أبي بكر، ومع ذلك أنكر ابن عباس على من يعارض قول الله وقول رسوله بقول هذين الإمامين اللذين قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيهما: (اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر) وقال: (إن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا).
خذ هذه قاعدة عندك: لا تعارض قول الرسول بقول أحد ولا بفعل أحد، لكن اعتذر عن ابن عمر و أبي هريرة في مخالفتهما ظاهر النص، اعتذر عنهما بأن هذا اجتهاد، فيعذران فيه كما عذر عثمان رضي الله عنه في إتمام الصلاة في منى، وهذه دعها قاعدة عندك: أي إنسان يخالف القرآن أو السنة فاعتذر عنه ولا تحتج بقوله ولا بفعله. انتهى كلام الشيخ -رحمه الله-.
تذكر أخي المبارك: قد يكون (ذنب واحد) أصريت عليه: هو الذي يحول بينك وبين فتوحات ربانية، وتوفيق إلهي، يجعل حياتك تنحى إلى منحى آخر!
أسأل الله أن ينفع بهذا المقال، وهو جهد المقل، فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..
ويعلم الله أن دافعي هو النصح للأحبة والأصحاب الذين تساهلوا في هذا الأمر، فأرجو أن تتسع صدورهم لما كتبت ..
وفق الله الجميع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/33)
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:06 ص]ـ
جزى الله صاحب هذا المقال الجنة
ـ[أبو عبدالرحمن الحر]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 09 - 10, 03:56 م]ـ
بارك الله في الأخ الناصح والناقل .. كلمات طيبة مباركة صادقة ..
أسأل الله أن ينفعنا بها.
ـ[أبو ريوف]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:27 ص]ـ
أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك وجزاك الله خير
ـ[سمير علي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 09:57 م]ـ
أحسنت أحسنت , ثبتك الله وزادك من فضله.
إي وربي , وكما قال أحدهم: (والله لقد أنكرنا قلوبنا بعد ما أخذنا من لحانا , وما أصبح للطاعة لذة).
ـ[سنا]ــــــــ[24 - 09 - 10, 10:31 م]ـ
أحسن الله إليكم ...
صدقت حينما قلت: " إنها تربينا قبل أن نربيها "
ـ[ابن مبارك النجدي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:00 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عبدالرحمن النجدي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الله بن سالم]ــــــــ[12 - 10 - 10, 04:36 م]ـ
الله أكبر ..
الله أكبر .. كلام عليه نور والله ..(132/34)
((صفاء القلوب .. وأثره في العمل الدعوي))
ـ[خالد الشبيلي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:01 م]ـ
((صفاء القلوب .. وأثره في العمل الدعوي))
الحمد لله رب المربين .. ثم الصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين .. مربّي البشرية وهاديها .. أحمد العدنان المستقيم .. وعلى آله وصحبه وإخوانه أجمعين.
كان في الخاطر بعضاً من الخلجات .. أبت نفسي إلا أن تسطرها رسائلاً لأولئك الدعاة .. من نذروا أنفسهم وأوقاتهم لخدمة دين الله تعالى وتبارك وتقدس .. دعوةً وتربية ً وتعليماً وتوجيهاً .. أولئك المعتزين بدينهم، المتحلين بأخلاق المؤمنين، دون الغافلين .. فضلاً عن المنحرفين.
هذا وإن مجتمعنا اليوم في حاجة ماسة إلى توعية العاملين والمتنفذين في المجاميع الدعوية، بخلاف حاجته إلى زج جمهور جديد من الغافلين والمنحرفين زرافاتٍ ووحدانا إلى تلك المجاميع الدعوية ودعوتهم إلى التمسك الكامل بتعاليم الشريعة، ولاننكر وجود بقية باقية من المؤمنين .. بعدوا عن الفتن .. وصبروا في المحن .. وتجردوا من حظوظ أنفسهم .. فأجادوا فن قيادة الأمة.
فهذه رسائل .. سطرها بنان القلب قبل يراع اليد .. إلى تلك القلوب التي داهمتها شوائب من بعض العيوب .. أسأل الله أن ينفع بها قارئها وكاتبها وملقيها وسامعها .. اللهم آمين .. اللهم آمين.
خالد بن سعود الشبيلي
رياض نجد العامرة
حي السليمانية
غرة ذي الحجة لعام 1429هـ
• مدخل ..
كيف أصلح الآخرين وأنا أحتاج إلى تربية نفسي؟!
من لايستطيع تصحيح أخطاء نفسه، فلا يصح أن يكون قيِّماً على أخطاء الآخرين .. يصحح لهم وينقد.
سبحان من خلق النفوس .. حساسة، متنوعة، ومتقلبة!!
بينما تضنها في بادئ الأمر .. في غاية الصفاء، وعندما تواجهها أول صدمة .. تطفوا وتظهر شوائبها للعيان.
من أهلها من تستفزه كلمة .. ينسى معها كل معاني الإخاء .. يتحول إلى عدواني .. ويجرد إخوانه من كل فضل وفضيلة .. كأن لم يكن بينهم مودة ورحمة.
ومن أهل تلك النفوس من إذا أُخطئ في حقه .. لم يحلم، ولا يعرف معنى العفو ولا الصبر على المعاشرة والخلطة، ولا يرجو ما عند الله .. ويجهل فوق جهل الجاهلينا!!
ومن أهلها .. من يكتم في ساعتها ويصبر صبرا ظاهرياً، من غير عفو الباطن، يكتم ويكتم ويظر لك الابتسام والمودة، وفي قلبه كثير من الركام .. حتى يبلغ السيل الزبى؛ فينهار سده، ويفاجئ من غرهم بسيل عرم!! ويحاسب إخوانه على كل صغيرة وكبيرة مرّت عليه في السابق .. ويعيد لهم كل مانسوه، وقد قيّد في دفتر قلبه كل الوثائق التي تثبت هفواتهم وزلاتهم ليستعملها أدلةً في تجريمهم .. فيكون عندها، وعندها فقط .. الألم!!
أمرنا يفهم من خلال قضيتين رئيسيتين: ((رؤية الحق .. وأن يرزقنا الله جل جلاله إتباع الحق)) وذلك دعاء النبي صلوات ربي وسلامه عليه: "اللهم أرني الحق حقاً .. وارزقني إتباعه".
يجب أ نعلم أن دارنا هذه دار عبادة، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، وتهذيب للأجيال وتربية وتعليم .. ماهيَ بدار تضاغن وتحاسد وفلاسفة يتجادلون.
إن تربيتنا تقوم على أسس مهمة في تعميق جذور الإيمان وترسيخ علاقة الأُخوّة بين الإخوة، وتعمير القلوب بالمحبة والإخاء، وصون اللسان.
"وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" وليس لتتنابزوا وتتدابروا وتتحاسدوا وتتباغضوا .. فتأمل!!
كم موسوعة ستخرج من فضول أقوالنا .. الذي قيل في سوء الظن، ومعرفة ماذا يقصد فلان بذلك القول، وماذا يريد بتلك الحركة، وفي استنباط ودراسة وتحليل الظنون وحملها على محمل السوء؟!!
كم ضاع من وقتنا في ذلك، وكم كبرت قلوبنا من ذلك على إخواننا، ونفخ فيها شياطين الأنس والجن حتى غدت كالحجارة بل أشد قسوة .. فلم تلين، ولم تقبل عدلاً ولا صرفاً .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومن العجب .. أنك تجد كل جديد في الصف الدعوي يتقبل منك كل عظة وعبرة، وإرشاد وتوجيه، وتربية وتعليم، وعندما تقوم بنفس الفعل لمن تخضرم ولو لفترة يسيرة .. رفض نصحك، وزمجر وحقد، واعتبرها تهمة له، كأن لم تكن توبة الرسول –عليه السلام-في اليوم أكثر من سبعين مرة آخر حياته!!
إنه الإخلاص!!
يجب أن نعترف بأن كثيراً من الأحداث التي وقعت بيننا؛ كدرت النفوس "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/35)
كلنا دعاة .. لكن ينقصنا زيادة في الحب.
ليس الدهاء من يوصلنا، بل التوكُّل، وأن ندعو ونردد: "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً".
من نحن حتى يصطفينا الله جل جلاله ويختارنا لخدمة دينه!!
وماذا سنكون لو لم نكن في هذا السبيل وهذا الطريق وهذا المعترك؛ بالفعل لنفكّر ...
وتأكد، أننا متى انتصرنا على أنفسنا وحظوظها؛ فقد انتصرنا بالفعل.
ومن محاسن إخواننا في التبليغ، أنه إذا وقف أخوهم ليعظ الناس، رفع أصحابه أكُفهم يدعون له أن يصيب القول وأن يسدده الله عز وجل.
ليت لنا من تلك الأُخوّة شيء .. لنراجع أنفسنا ماذا يدور في خلدها في حال نجح أحد أقرانك وإخوانك في الدعوة إلى الله عز وجل إما بقولٍ أو درسٍ أو دورةٍ يلقيها أو عملٍ يؤديه بسكينة يطرح الله فيه قبولاً كبيراً؟؟
الجنة: هدفنا، وطريقها: الإيمان، والوسيلة: الحب والتفاني.
لا تسكت عن خطأ وقع .. فإن المخطئ إن أمررت له ذلك الخطأ استمرأ وعاد في ذلك وقال: إنهم خافوه وهابوه!!
يقول الأستاذ مصطفى مشهور –رحمه الله-حين ميّز بين اثنين في حقل الدعوة فقال: "هناك داعية عامل، وهناك عامل نفسه داعية".
الرسائل
الرسالة الأولى:
من الإسراف إشراك كل المستويات الدعوية والتربوية في الشورى، وكثرة الآراء في التعليق واتخاذ القرار الشورِّي ولو كانت صغيرة، ومناقشة الخطط ومراجعة الأعمال والمهام مع منفذيها كل ذلك أدى ومازال يؤدي إلى وجود دعاة فضوليين!!
يكثر لغطهم ونخرهم، ويقل عملهم وبذلهم، وتصبغ مجالسهم بالغيبة حتى يتساهلونها، وتصبح من أساسيات اجتماعاتهم، وتُغتال الفضيلة من مجالسهم وتذهب كل قواعد التربية الإيمانية.
ويصبح الداعية المشارك في تلك المجالس: قليل الاحترام لعناصر الجيل الأول، كثير الجرأة عليهم، أقرب إلى سوء الظن بهم، والغمز واللمز لا تخلو منه حركاته، طويل النقاش، كثير الجدل، واسع المطالب، عرض التحدي!!
واقع بالفعل .. مرير.
تجده يبدأ يعطي الملاحظات ويستدرك بالانتقادات على من سبق وكان له الفضل في تربيته، وله باع طويل في ميدان الدعوة، ويجادله ويخاصمه، بل تجده لا يلقي بأي اهتمام لقراراته بل وينتقصها أحياناً.
وهذا ليس بعرف المؤمنين ولا هو من سمتهم، ولا هي من طباعهم ولا من طباع علمائهم ودعاتهم، بل الحياء وعفاف اللسان واحترام الكبير وتبجيل من سبقنا وحسن الظن وصدق النية والتماس العذر ومال وحسن اللفظ، والاستغفار للذين سبقونا بالإيمان، والدعاء للمربي والحادي، هذا ما ورثناه عن مربيا ودعاتنا وعلمائنا وسلفنا الصالح.
شورى المسلمين لا تمتُّ بأي صلة لديمقراطية الكافرين.
إنما القيادة لأهل الحل والعقد، مهما كان العمل في الإمامتين الصغرى والكبرى، وليست هي لكل من هبّ ودبّ، يدخل ويخرج كيف شاء منها.
نريد طاعة واعية .. لا طاعة عمياء، بالحوار وتقريب وجهات النظر، وحسن الظن، والحمل على المحمل الحسن، والأدب والرفق واللفظ الجميل الحييّ من قلبٍ سليم.
الرسالة الثانية:
القائد .. كتلة من المشاعر ومجموعة من العواطف، وذهنٌ يتأمل وقلبٌ يتجول.
يجب أن نفتح له المجال في الاجتهاد والتعبير ولا نقيده، وعلينا أن نترك لفراسته وذوقه مجالاً ودوراً.
الإمام علي –رضي الله تعالى عنه- لم يكن عاجزاً؛ بل هو قمةٌ في التقوى والعلم والشجاعة "رجل .. يحبه الله ورسوله" ولكن؛ خذله أصحابه!!
فاحذر أن تخذل قائدك في هذا العمل الدعوي والتربوي، أو أي عمل تؤديه حقاً لله، فتكون سببا في نكس راية الدعوة والخذلان و إسقاط المعنويات والهمم.
القائد بين نارين .. أم نور واحد؟!!
فهو مقيّد بشورته مع النخبة والقدماء المربين وأهل الحل والعقد من العاملين في الميدان الدعوي والتربوي معه، فهل نلزمه بنار الجُدد و ارتجالاتهم ورغبات المستعجلين وظنونهم، وأهواء العاطلين وأمانيهم؟!
يكفيه واحده وهي النور الأول، كفاه الله الثانية وهي النار الحارقة!!
الرسالة الثالثة:
إنها الرحمة!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/36)
حين أن ترى في مجموعتك الدعوية أناس أصحاب نزعة انفرادية، من طبيعتهم العصيان وعدم التقيد بالأوامر والتوجيهات والمناصحات، في أي ميدان في الدعوة تجده يفتن وينفِّر ويصدّع الكيان رغماً عنه، هنا تكون رحمة القائد بأن يعفيه من العمل والمسؤولية، ليحفظ عليه إيمانه فضلاً عن أن وجوده من أسباب انهيار البناء الدعوي الذي تعب على تشييده أجيال ممن قبلنا.
وهذه المعاني هي تربية لنا جميعاً، وهي مسألة تنظيمية أيضا؛ فتوقيف أحد العاملين أو تجميده أو نقله من حقل إلى حقل آخر هو: اختبار له من جهة ويفسر موقفه من هذا العمل، وتمحيص لنفسه بأن نعمل لله عز وجل في أي مكان وأي موطن نوضع فيه، ورحم الله أبا مدين حين قال: "ومتى رضيت نفسك بما قدمت لله فاعلم أن الله عنك غير راض".
الرسالة الرابعة:
هناك أمور لايعلم عنها سوى الكبار في الميدان الدعوي، وليس من اللازم إخبار الجميع بها، وهذه الأمور بعضها ذو طابعٍ قاسي ينعصر القلب منه مرارةً حين يُفهم خطأً، وخاصة عندما يكون طرح الموضوع سيسبب فتنة أكبر.
فلاتلزم القائد بأن يلجأ لقضاء سليمان –عليه السلام- بين الوالدتين (المزيفة والحقيقية) وضحّت به الأم الحقيقية رأفة أن يشق إلى نصفين!!
فتحمُل أسوء السيئ خيرٌ من أن تنشطر الدعوة إلى نصفين، واعلم أن (السر) يلجم المخلص أن يبوح به، ولو صرّح به لاقتنعت نفوس واضطربت قلوب.
يجب أن نعلم أن الجُدد لا يكثرون اللغط؛ لأنهم جدد إلا إذا لغط القدماء، لأن من طبائع النفوس التقليد وخاصة ممن هو قريب منهم ومن سنّ سنّةً سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
وقد قيل: إن حزن القلب إزاء الإساءة فطرة؛ وفي تعزية الله جل ثناؤه لرسوله الكريم –صلى الله عليه وسلم-عبرة، إذ قال: [قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لايكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون] الأنعام 33.
فكيف بمن هو أقل؛ نحن؟!!
وكيف إذا كانت الإساءة لم تصدر من عدوٍ كافر من طبيعته الإساءة، بل من مسلم بل عن أخٍ يشاطرك نفس الهم الذي تحمله، ويعمل في الصف نفسه!!
إنها التقوى؛ إذا فقدت .. فسد اللسان ولم يتحكم صاحبه في الإمساك به.
ويحدوا لنا الحادي أن: انسوا الإساءة وادعوا الله أن يمحو من ذاكرتكم كل حوادث الإساءة وسوء الظن، حتى تبرد القلوب، ولايستمر غليانها، وحقدها؛ هذه هي تصفية القلوب.
ويقول الإمام حسن البنا –رحمه الله-: "إن إساءة الكافر والمنافق لنا تقوينا، وإساءة المسلم تؤذينا".
الرسالة الخامسة:
إن من أشنع الظلم أن تتخذ أخاً لك تجعله هدفا، وتجمّع الناس والجموع ليرجموه معك!!
إننا دعاة مربون لم نجتمع ليكره بعضنا بعضا، وإنما اجتمعنا لنتعاون على مشقة هذا الطريق، ولنذيّل ونيسّر لبعضنا البعض السبل والمفاوز، ونحفظ زلة الكبير من أن تنشر بيننا.
كم من وقت يضيع ويهدر في الإصلاح بين أخوين متشاحنين؟ يضيع ويسلبه من إخوانه لإيجاد الحلول والتفكير بالعلاج، ولو صُرف في ميدان الدعوة لكان أفضل وأخير.
كثرة الأوجاع .. من كثرة الكلام ..
يكثر الهدم .. عندما يكثر الكلام والانتقاد الجارح الذي يثبت فيه عزة نفسه وصواب قوله وليس إلا أنا!!
وليس هذا دأب السلف .. ولا كانوا كذلك أبداً، بل كانوا يقلون الكلام حتى في المباح، وقد وصفهم الإمام عبدالرحمن بن مهدي –رحمه الله-فقال: "أدركت الناس وهم على الجُمَل" يقول الإمام أحمد –رحمه الله- معقباً على ذلك: "يعني لا يتكلمون ولا يتخاصمون".
فإنما هي جُمَل يسرة من الكلام بحروف معدودة، ليس وراءها إيذاء أو تخذيل أو تعكير قلوب.
ولكنها النفوس إذا بعدت عن الإخلاص وانتصرت لحظوظها!!
الرسالة السادسة:
أليس منا رجلٌ رشيد؟!!
يحكم ذلك اللسان .. الذي طالما أوجع وآذى، ونخر في البناء.
تراه يجتمع مع نديمه ويتحدثون في أمور الدعوة والقادة والمربين، ويحصون أخطائهم، ويبدأون في عد زلاتهم؛ كأن لم تكن لهم حسنة!!
ثم ينتقل ذلك الهَرْج إلى مجموعة أخرى تفسد أكثر مما تُصلِح، وليس فيهم من يقل حسبك!! إنهم إخواننا، ونحن عماد البيت فإن تآكلنا سقط!!
ورحم الله الإمام الشافعي حين قال: "من وعظ أخاه سراً فقد نَصَحَهُ وزانه، ومن وعظه علانيةً فقد فضحه وشانه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/37)
هذا الإيذاء إذا كان مجرد أن اللسان يلفظ الكلمات هذراً، فكيف به إذا حُسِّنت كلماته ودٌبّجت بفنون البلاغة، وأضيفت إليه الزوائد والعجائب .. عندها يستشري الألم.
وقد قيل:
ملأنا الجو بالجدل اصطخاباً ... وكنا قبل نملؤه هتافاً
ومازلنا نهيم بكل وادٍ ... من الأقوال نرسلها جزافاً
(الرصافي)
الرسالة السابعة:
إنه لُبُّ المشاكل!!
فساد الإخلاص .. يقول الإمام ابن الجوزي –رحمه الله-في صيد خاطره: "فمن أصلح سريرته: فاح عبير فضله وعبقت القلوب بنشر طيبه؛ فالله الله في السرائر فإنه ماينفع مع فساده صلاح ظاهر".
إنه الخلل في ركن الإخلاص .. سبب مشاكل العمل و كل الأعمال "فانظر ماذا خالط قلبك".
كان عمرو بن قيس يرى رؤوس التواضع في ثلاثة: "ألاّ تحب: الرياء، والسمعة، والمدحة في عمل لله".
وكانت وصية يحيى بن أبي كثير –رحمه الله-: "أن تعلموا النية؛ فإنها أبلغ من القول والعمل".
فلا تستغرب حين ينسى المربي والداعية ذلك الركن العظيم في ميدان العمل، فخذ برأس الأمر فإن الإخلاص يَلزَمك عند ابتداء الأمر وفي وسطه وفي نهايته، وقد قال التابعي الجليل ابن أبي لبابة –رحمه الله-: "أقرب الناس إلى الرياء: آمنهم له" وتذكر: [إلا عبادك منهم المخلصين].
فكن شديد التفكر والتفقد والمراقبة لذاتك، وإلا التحقت بأتباع الشياطين وأنت لاتشعر!!
فتأمل .. واحذر .. فقد تغري الداعية نفسه وقد يصل داء الحسد عنه إلى أعلى المراتب فيأخذ بالوشاية على أخيه الداعية المربي عند الكبار .. ولا غير الحسد وأمراض القلوب.
ويطرب قلبه فرحاً حين يرى أخاً له يقع في خطأ، وماهي إلا ثواني وتكون تلك الخطيئة قد انتشرت بين إخوانه كلهم مع زيادة في التهميش والتذييل، هذه القلوب السقيمة، ولكن الله يمهل ولا يهمل سبحانه.
أفشى عليّ مقالةً ماقلتها ** وسعى بأمرٍ كان غير سديد
والواجب علينا حين نسمع لتلك الوشاية من ذلك القلب السقيم الأسود، أن نقول له: حسبك بأخينا مآثره وخيره، ونسرد له ماضيه المشرق وكل خير سابق له، ونسد الباب أمامه حتى يصغر ولا عادَ يُرى، فإن أمررنا مقولته فسرعان ما ينهدم البناء بسبب اختلال صفوفنا التي هي أركانه.
وليس ملامي على من وشى ** ولكنّ ملامي على من وعى
أيجمُل بالعهد أن يستباح ** لواشٍ .. وللودّ أن يقطعا؟!!
(البارودي)
فليس الملام على الواشي، ولكن الملام كله على من منح الآذان الصاغية وأسلمها له.
وليست المنزلة والرفعة في أن تحقق نصراً لنفسك في ميدان الدعوة، وتنتشي رائحة النصر أمام إخوان لك سبق وأن شاركوك همّ هذا الطريق، ولكن المنزلة والرفعة في أن تحتل حيزاً في قلوب المؤمنين، وأن تنادي ملائكة السماء أهل الأرض أن الله تعالى أحب فلاناً فأحبوه.
نعم والله .. ماتحلو الحياة إلا بذلك الحب، عندما نجتمع في صفٍ واحد ولايحمل أحد على أخيه كدر أو يخالط قلوبهم حسد.
لانريد ابتسامة مصطنعة ولامواساة هامشية، لما يقابل أخاً له ويحمل عليه الشيء الكثير والقليل في حقه، فإن كانت نفسه فيها شيء من إيمان تحثه على أن يحملها ويغلق عليها أبواب قلبه ويدفنها بعد أن يحثوا عليها سبع حثيات ويختمها بقوله: "بسم الله وعلى ملة رسول الله"، ويكتفي عندما يقابله بابتسامه مصطنعة، ومواساة هامشية، سرعان ماتضمر عندما يولي هارباً منه.
وهذا أقل خطراً ممن يسعى بالنميمة عليه بين إخوانه بعد أن امتلئ قلبه الأجرد ببغض أخٍ له لا لشيء إنما لهوى في نفسه أو حسد أو غيرة.
نحتاج إلى نية خالصة، وعزم صادق على تحمّل مرارة المكاشفة الصريحة فهي الحل لمشاكل القلوب بين الإخوة والعاملين، نحتاج أن يكون شعارنا "المكاشفة بيننا .. قبل أن تنتقل لغيرنا" قبل أن يعكر صفو القلوب كلام اللسان وتداوله بين الإخوان، ولا يغلق هذا الباب إلا توجيه المصطفى –عليه الصلاة والسلام-"المؤمن مرآة أخيه".
الرسالة الثامنة:
مشاريع الضرار في الحقول الدعوية!!
المنفرد لايستطيع أن يبني وحده نادياً أو مجمعاً أو دار ضرار، مهما وصل في زعامته ورئاسته، ولكنه بشياطين الإنس والجن يستطيع، ولذلك يكون محشر الأتباع مع الذي علمهم الظلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/38)
عندما يبدأ الصف بالتصدع والانشقاق والانقسام، وعندما يصير الكيان الواحد إلى اثنين وعندما يكون القلب الواحد اثنين .. يبدأ الشق يتوسع والجيوب تكثُر.
عندها ننتبه أن هناك خلل ما!!
لما؟!!
والخلل من عهدٍ قديمٍ قد بدأ، ونحن لم ننتبه إلا بعد أن صار التفكك والانشطار ورأينا ذلك رأي العين.
لأننا لم ننتبه لذلك "الواحد" الرأس الفاسد المفسد، ولم يقف في وجهه رجل رشيد؛ لذا .. لابد أن نفهم أننا في عمل جماعي وليس في دكان، وكما نحب المخلصين في العمل لله، نكره المنغصين للعمل في الله.
ومن يقيم أبنية الضرار، ويحشد لها الجموع الموالية، ويُحدِث الثغرات في الصف الدعوي، ويهتك ويفرق القلوب، نقول له إما التوبة وإما الإقصاء والإبعاد [ولكم في القصاص حياة].
لانطلب طاعةً في إكراه، ولكن إن رغب أحدٌ بنيل شرف العمل الجماعي فعليه الالتزام، وإلا فليريح ويستريح.
الرسالة التاسعة:
لابد أن نعلم أننا مجموعة "قلوب" .. تقودها "قيم".
وكلنا يعلم مدى أهمية القائد في أي عمل، فما بالك بعملٍ دعوي يقوم عليه رجال نذروا أنفسهم وأوقاتهم وأمانيهم لخدمة دين الله تعالى.
لذلك فعقدنا رضائي .. بيننا وبين قائدنا في هذا العمل، ولا لابد أن تعلم رحمني الله وإياك بأننا ألزمنا أنفسنا بطاعته اختياراً لما قام في قلوبنا من ثقة في هذا الرجل، وذلك لإيجاد ربّانٍ يقود تلك السفينة في وسط أجواء تعكر صفوها بعض الأيام بعضاً من الأعاصير والأمواج (فلندع القيادة له ونستمتع بالرحلة).
إذاً .. تلزمنا طاعة، ولكن ليست عمياء، إنما واعية، من أصل تفسيرنا للجندية في خدمة دين الله تعالى، ومذهب تلك الطاعة: الرفق والأدب وحسن اللفظ وسلامة الصدر وحسن الظن والمقصد والحمل على المحمل الحسن، والتقويم بالتي هي أحسن.
وإن لم ترض نفسك بذلك فاحلل العقد، ولا تكن حجر عثرة في طريق الدعوة.
الرسالة العاشرة (والأخيرة):
فقد قيل: إن قائل الحكمة وسامعها شريكان، أولاهم بها من حققها بعمله.
لنبدأ بإصلاح أنفسنا؛ يُصلح الله ناشئة الدعوة الذين معك، فإنها وصية الإمام الشافعي –رحمه الله- لمؤدب أبناء هارون الرشيد حين قال له: [ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح أولاد أمير المؤمنين: إصلاحك لنفسك، فإن أعنَّتهم معقودةٌ بيدك، فالحسن عندهم ما استحسنته، والقبيح عندهم ماتركته].
وتأمل في قوله "ماتركته" ولم يقل: ماحذرتهم منه أو قبحته لهم؛ ولكنه العمل.
وهتف العلم بالعمل ** فإن أجابه وإلا ارتحل
والله الله في صفو القلوب .. فإنها أكبر عوامل البناء، وإلا كيف نبني بنائنا عالياً ونحن نغش بعضنا بعضاً.
أقول قولي هذا .. وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين من كل خطيئة وذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور البر الرحيم.
وهذا بنان آدميّ من خلق الله تعالى، كثيرٌ خطأه، وقليل صوابه، فما كان من صواب فمن الله وحده، وما كان من خطأ فمن نفسي المقصرة والشيطان.
والله تعالى أعلى وأحكم، ورد العلم إليه أسلم، وصلى الله على نبينا محمد الإمام الهادي والمربيّ الأول، وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين
وتمت ببنان فقير الدعوة إليه
خالد بن سعود الشبيلي
لسبعٍ خلون من شهر ذي الحجة
لعام تسعة وعشرين و أربعمئةٍ وألف
من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
((أنا فقير إلى ملاحظاتكم واستدراكاتكم أحبتي))
.
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 06:49 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[محمدالصغير]ــــــــ[22 - 09 - 10, 09:22 ص]ـ
أثابك الباري
ـ[خالد الشبيلي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 02:14 م]ـ
لاحرمتم الأجر من الرحمن أخويّ الكريمين ..
ومازلت فقيراً إلى ملاحظاتكم إخوتي الأكارم ...
ـ[ليث الدين القاسمي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 05:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
وأتحدث عن نقطة كنت أود أن لو استزدت من الحديث عنها، وهي قضية الرفق وأثره فى نجاح الدعوة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/39)
فإن كثيرا من المنشغلين بالدعوة اتخذوا الشدة مذهبا لا يحيدون عنه فى التعامل مع أفراد فريق العمل، ويشق عليهم وهو يظن بذلك أنه يخدم دعوته أعظم خدمة، فإن الناس همج -كما قالها لى أحد الإخوة- لا يستقيمون إلا بالعصا، وترى كثيرا من أهل ذلك المذهب لا تعرف الابتسامة طريقا إلى وجوههم، وتجد الشدة ديدنهم وسمتهم، فلا يُعجبهم الحسن ويزيدهم الخطأ غضبا وقسوة، فيصير الصواب والخطأ عندهم سيان ولا يشعر العامل بأي قيمة لإنجازه.
وأظن أن ذلك ناتج عن التشبع بالمفاهيم الإدارية الواردة إلينا من الغرب، والتى اعتنت فى الأساس بطرق إدارة العمل المؤسسي الدنيوي والذى يعتمد نظرية الثواب والعقاب كمحفز على العمل إلى حد كبير.
وفى الأعمال الدنيوية، فإن العلاقة بين الرئيس والمرؤوسين هى علاقة مادية مبناها على الجهد والناتج والمكسب والخسارة ولا كبير اهتمام بالعلاقات الإنسانية بين أطراف العلاقة، والشدة فى هذه العلاقة تكون متحملة لأن المراد هو راتب يسد لقمة العيش، ولا ضير إن أدت تلك الشدة إلى التنافر والتشاحن.
أما العمل الدعوي، فإن هدفه الأسمي هو التمكين لدين الله تعالى فى الأرض، ولا يكون ذلك إلا بإيجاد الطائفة المؤمنة التى تُحَكِّم شرع الله تعالى فى أنفسها وبين الناس، ولا يُمكن إيجاد تلك الطائفة إلا بوجود الحب والترابط بين أفرادها، وهذا ما تهدمه الشدة بين أفراد تلك الطائفة؛ فإن العامل فيه يواجه ضغوطا كبيرة عظيمة من العديد من الأطراف، فهناك ضغط المجتمع المحيط المتمثل فى رفض الوالدين ومعارضتهما الدائمة لذلك الأمر، وضغط العمل والدراسة اللذان يحتاجان إلى تفرغ إلى غير ذلك من الحقوق الواجبة التى أُمر العبد بأن يوفيها حقها، فأن يُطلب من الواحد بأن يهمل كل حق واجب عليه وأن يترك مراعاة الظروف المحيطة به والتى لا يستطيع تغييرها أو إحداث صدام مع أطرافها وإلا وقع فى حرج شرعي: كالعلاقة مع الوالدين، فالتشديد على الأفراد فى جانب من تلك الجوانب والمبالغة فى عقابهم يوقع المرء فى حرج كبير، فهو إما يترك حقا واجبا، أو يترك الدعوة بكليتها، أو يستمر إن كان ذا عقل لكنه يبقى قنبلة موقوتة صالحة للانفجار فى أي وقت محدثة جراحا شديدة بين أفراد الصف.
كما أن العمل فى الحقل الدعوي هو عبادة من جملة العبادات التى تتأثر بحالة العبد الإيمانية، فقد يكون العبد فى أعلى حالاته الإيمانية فينشط إلى العمل الدعوي بكل ما أوتي من جهد، وقد تأتى فترات تضعف فيها الحالة الإيمانية لأى سبب من الأسباب، فتكون الشدة حينها بابا من أبواب عون الشيطان على أخيه المسلم، الذى تتنازعه نوازع الدنيا ويؤزه الشيطان إلى ترك الطريق، فينتكب الطريق بالكلية والله المستعان.
والأعجب من ذلك أن تكون الشدة منهجا فى التعامل مع التقصير الناتج عن ظروف قهرية كمرض ونحوه، فإن هذا مما لا دخل للإنسان فيه، فتوغر الصدور بلا داع ويخسر العمل الدعوي أحد جنوده.
والنهج الصحيح، أن يكون الرفق هو أصل التعامل وأساس العلاقة بين أفراد فريق العمل، فيعذر بعضهم بعضا، ويحسنون الظن ببعضهم البعض، ويقيلون العثرات، ويقبلون عذر ذى التقصير، فإن الرفق منهج إسلامي ربي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يكون الرفق فى شئ إلا زانه ولا ينزع الرفق من شئ إلا شانه "، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب الرفق فى الأمور كلها، ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف ومالا يعطى على سواه"، ولم يغضب النبي صلى الله عليه وسلم إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى، وكان صلى الله عليه وسلم رفيقا بأصحابه مشفقا على أمته، سماه ربه رؤوفا رحيما
فالأصل يكون الرفق والتيسير وإقامة العلاقات الأخوية والترابط القوي بين الأفراد العاملين، أما الشدة فهى طارئة لتقويم خلل جسيم، أو منع خطإ متكرر، لكنها لا تصير أبدا منهجا متبعا يتعامل به المرء مع كافة الأفراد، فإن ذلك يهدم الدعوة ولو بعد حين.
ـ[خالد الشبيلي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 05:49 ص]ـ
((والنهج الصحيح، أن يكون الرفق هو أصل التعامل وأساس العلاقة بين أفراد فريق العمل، فيعذر بعضهم بعضا، ويحسنون الظن ببعضهم البعض، ويقيلون العثرات، ويقبلون عذر ذى التقصير، فإن الرفق منهج إسلامي ربي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يكون الرفق فى شئ إلا زانه ولا ينزع الرفق من شئ إلا شانه "، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب الرفق فى الأمور كلها، ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف ومالا يعطى على سواه"، ولم يغضب النبي صلى الله عليه وسلم إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى، وكان صلى الله عليه وسلم رفيقا بأصحابه مشفقا على أمته، سماه ربه رؤوفا رحيما))
من أجمل ماقلت .. وكلامك كله جميل ..
زادك الله من معينه الذي لاينضب أخي الحبيب: القاسمي ..
سلمت براجمك من الأوخاز ..(132/40)
إن أخاكم النجاشي قد مات
ـ[عليّ بن جعفر]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت فتاوى لابن العثيمين وابن باز - رحمهما الله - بتحريم قول "يا أخي" لغير المسلمين، أهل كتاب كانوا أم لم يكونوا، فيقول الشيخ ابن العثيمين: "لا يحل للمسلم أن يصف الكافر أيّاً كان نوع كفره سواء كان نصرانياً، أم يهودياً، أم مجوسياً، أم ملحداً لا يجوز له أن يصفه بالأخ أبداً، فاحذر يا أخي مثل هذا التعبير. فإنه لا أخوة بين المسلمين وبين الكفار أبداً"
لكن في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم يصف النجاشي النصراني بأنه أخ، وذلك في الحديث الذي صححه الألباني في صحيح الترمذي برقم 1039 وصحيح ابن ماجه برقم 1255: "إن أخاكم النجاشي قد مات فقوموا فصلوا عليه. قال: فقمنا فصففنا كما يصف على الميت، وصلينا عليه كما يصلى على الميت"
فما قولكم بارك الله فيكم؟
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"
لكن في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم يصف النجاشي النصراني بأنه أخ
أخي الحبيب لم يكن النجاشي كافرا و لا نصرانيا بل كان مسلم و لهذا صلى عليه النبي صلى الله عليه و سلم صلاة الجنازة
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:41 م]ـ
حسب علمي ومعرفتي الأخوة نوعين
اخوة الدين
اخوة النسب
بناءا علي اخوة النسب يجوز للمسلم للكافر ان يقول يا اخ ومثله من الألفاظ، وكل الناس من اب واحد هو آدم عليه السلام كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: - إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي والناس بنو آدم وآدم من تراب لينتهين أقوام فخرهم برجال أو ليكونن أهون عند الله من عدتهم من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن
الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - لصفحة أو الرقم: 16/ 300
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وأقوي دليلي علي هذا قول الله عزوجل: إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون الآية
نرجوا من الإخوان التعليق هل اصبت ام اخطأت؟ بل فضلا بالأدلة
ـ[أبو السها]ــــــــ[21 - 09 - 10, 02:01 م]ـ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
قد مات ملك الحبشة النجاشي الذي أسلم وأخبر الناس بموته يوم مات وخرج بأصحابه إلى ظاهر المدينة فصلى عليه بهم صلاة الجنازة كما كان يصلي على سائر موتى المسلمين وتولى بعد النجاشي آخر فأرسل إليه كما ذكره مسلم في صحيحه (الجواب الصحيح 5/ 69)
وقال في دقائق التفسير (1/ 316):
وفي حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال لما مات النجاشي قال النبي ص - استغفروا لأخيكم فقال بعض القوم تأمرنا أن نستغفر لهذا العلج يموت بأرض الحبشة فنزلت وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم ذكره ابن أبي حاتم وغيره باسانيدهم وذكر حماد بن سلمة عن ثابت عن الحسن البصري أن رسول الله ص - قال استغفروا لأخيكم النجاشي فذكر مثله
" وكذلك ذكر طائفة من المفسرين عن جابر وابن عباس وأنس وقتادة أنهم قالوا نزلت هذه الآية في النجاشي ملك الحبشة واسمه أصحمة وهو بالعربية عطية وذلك أنه لما مات نعاه جبريل للنبي ص - في اليوم الذي مات فيه فقال رسول الله ص - لأصحابه اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم فقالوا ومن هو قال النجاشي فخرج رسول الله ص - إلى البقيع وزاد بعضهم وكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه وكبر أربع تكبيرات واستغفر له وقال لأصحابه استغفروا له فقال المنافقون أبصروا الى هذا يصلي على علج حبشي نصراني لم يره قط وليس على دينه فأنزل الله تعالى وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب ... "
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[21 - 09 - 10, 10:06 م]ـ
http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=515
إن أخاكم النجاشي قد مات للشيخ محمد الشنقيطي حفظه الله(132/41)
هل هذا من الاستخارة أم من الشيطان؟
ـ[أديب بشير]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:16 م]ـ
لي صديق كلما أخبر فتاة برغبته في الزواج منها ما يلبث ان ينكص متذرعا بأنه عاد لا يراها جميلة، أو ... ، أو .... ، وكلها حجج ضعيفة، و أنا أقول له أن ذلك من الشيطان يزين له غيرها، أو يعظم له صغار معايبها (و ربما لم تكن أصلا معايب!) في ناظره ليستزله، لكنه يتمسك بأنه استخار، فالخير في الترك، ماذا ترون؟
(ربما بسبب التعليم الجامعي المختلط فالفتيات عندنا أملك لقرارهن)
ـ[أبو السها]ــــــــ[21 - 09 - 10, 02:11 م]ـ
إن من الأخطاء الشائعة في صلاة الاستخارة هو أن بعض الناس يعتمد بعد أن يستخير المولى عز وجل على ميلان القلب أو -حسب قولهم-ارتاح قلبه للأمر أو لم يرتح له- وهذا خطأ، فمسألة ارتياح القلب من عدمه لا مدخل لها في قرار الأصلح، لأنه قد يكون من الشيطان ليبعده عما فيه صلاحه، أو يزين له ما فيه هلاكه بدليل قوله تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
وإنما الأمر أن يستخير الله ثم يستشير ذوي الرأي من أهل الصلاح والدين ثم يمضي في أمره، وسيجعل الله فيما اختاره خيرا لدينه ودنياه، والله أعلم(132/42)
:: شكر الدعاة::
ـ[خالد الشبيلي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 12:47 م]ـ
:: شكر الدعاة::
إن أعظم نعمة يُنعم بها الرب على العبد بأن يستخدمه في الدعوة إليه "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا" ويعمل من أجل نصرة دين الله، ويتأكد فضل هذه النعمة عندما تكون في زمن قلّ فيه العاملون وكثُر فيه المستريحون.
أن يمتنّ الله عليك بنعمة الدعوة إليه وأن تكون من خدام دينه؛ فهذا فضل من الله واصطفاء منه سبحانه وتعالى حيث لم يتركك هملا مع الرعاع خدّام شهوات الدنيا، ولا مع العبّاد في صومعاتهم يترهبون، بل متعلمٌ عاملٌ بما تعلم، تبلغ ولو آية عن شريعة الله ودينه "قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة".
وبما أن هذه الدعوة التي منّ الله بها على عباده هي نعمة تستحق منا الشكر، حتى تدوم ولا نُحرم منها ولا من فضلها وبركتها؛ فإن للشكر أنواع ذكرها أهل العلم على عدة أوجه، وهي:
1. شكر اللسان:
بأن يداوم الدعاة وكل عامل في ميدان الدعوة بتذكر هذه النعمة التي منّ الله عليهم بها فيشكرون المنعم سبحانه وتعالى ولايفترون، والتي لولاها لكانوا من القاعدين خداماً لشهوات فكر منحرف أو عقيدة باطلة أو شهوة نازحة، وبذلك يضمنوا مع هذا الشكر بقاء النعمة ودوامها وزيادتها ونموها بأن يزيدهم الله من فضله بكثرة العمل و الجهد والتضحية في سبيله تبارك وتعالى.
2. شكر الجنان:
وذلك بأن يستشعر العامل لدين الله من أعماق قلبه أثر هذه النعمة عليه، والتي كانت سببا في خروجه من دائرة السكون والغفلة والعجز في هذه الحياة إلى دائرة العمل والتضحية والبذل، ثم يشكر الله بأن أنعم عليه بعد ذلك كله بـ (لذة البذل والعطاء لدين الله تعالى).
3. شكر الجوارح والأركان:
وذلك بأن يضاعف العمل والجهد في سبيل نصرة هذا الدين بالتبليغ والإصلاح وتربية النشء على كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم –صلى الله عليه وسلم- والسعي على الأرامل والمساكين، ثم تجده لايهدأ له بال إلا وقد ارتفع مشروعه الدعوي، وازدان وازدهر، وأصبح منارة يحتذي بها العاملون لدين الله.
وتراه وقد ضحى بالغالي والنفيس من وقته ودنياه وشهواته من أجل: أن يقدم شكراً لله تعالى بجوارحه، ومشروعاً وإرثاً دعوياً يورث من بعده يجري به نهره الوضاء إلى قيام الساعة.
• إنها بذلٌ وتضحيةٌ .. يعقبها لذة:
ببذل النفس والوقت والمال والدنيا بأسرها والتضحية بكل غالي محبب لي ونفيس مقرب إليّ، ومن أجل هذه الغاية بأن تكون راية الإسلام ومنارات الشريعة وجيل القرآن هم قادة هذه الأمة؛ فما أسمى غايات الدعاة.
ثم بعد ذلك تجد لذة البذل في قسمات وجوههم، وعلى فلتات لسانهم، ووالله إنهم ليقولون إننا في نعمة عظيمة لو علم عنها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف، إنها لذة البذل والعطاء والتضحية ... لدين الله.
ومما يربط على قلب المؤمن بعد علو كعبه في الإخلاص لله تعالى أن هذا العمل والتضحية والعطاء الذي قدمه في دعوته لدين الله تعالى لن يذهب هباءً منثورا بل يقابل بالجزاء وخير الإحسان من رب المحسنين "إن الله لايضيع أجر المحسنين"، "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا".
ومما يحسن ذكره في هذا المقام؛ مانُقل عن سماحة الإمام الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (أسبغ الله عليه حلة الغفران إلى يوم الدين وجمعنا الله به في مستقر رحمته .. اللهم آمين) حيث يقول: [من نذر نفسه لخدمة دين الله فسيعيش متعباً، ولكن سيحيا كبيراً، وسيموت كبيراً، وسيبعث كبيراً، والحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيله].
وقد صدق، وتمثل بذلك كلِّه فهو القدوة الرباني العالم العامل ويشهد بذلك كلُّ مسلم ومؤمن عاصره، ولا يحتاج مثله إلى سرد مكانته في قلوب الناس من العامة والخاصة، العرب والأعاجم، القريب والبعيد، لأنه بالفعل كان يعيش من أجل رفعة دين الله تعالى مع علو كعبه في الإخلاص لله جل جلاله (نحسبه كذلك والله تعالى حسيبه) ويكفي أنك ترى النور في كلماته وثقة الناس به حتى بعد مماته، وذلك لعمر الله لا يُتحصل إلا بالحياة في سبيل الله.
هذا؛ وإن لهذه اللذة في التضحية والبذل لدين الله تعالى لابد من تعب ونصب، وأذى وابتلاء، حتى يميز الله الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، والمؤمن من المنافق، وحتى يرفع الله عباده الصالحين المصلحين، ويزيدهم من فضله؛ ويكون حاديهم في ذلك قول المصطفى عليه الصلاة والسلام {من يرد الله به خيراً يُصب منه} أي يصيب منه ويبتليه.
لذلك كان ثمن البذل والتضحية غالياً، لايناله إلا من اصطفاه الله من عباده الصالحين.
وقد حدد الإمام حسن البنّا –رحمه الله-ملامح تلك الشخصية الباذلة لدين الله والمضحية في سبيل ذلك بكل شهوات وملذات الدنيا؛ فقال رحمه الله:
"لا أستطيع أن أتصور شخصاً قد سلك عليه الفكر فيما هو فيه نواحي نفسه وجوانب قلبه، فهو دائم التفكير عظيم الاهتمام، على قدر الاستعداد أبدً، إن دُعي أجاب، وإن نودي لبّى، غدوه ورواحه وحديثه وكلامه وجده ولعبه لايتعدى الميدان الذي أعدّ نفسه له، ولا يتناول سوى المهمة التي أوقف حياته وإرادته ليجاهد في سبيلها، تقرأ في قسمات وجهه وترى في بريق عينيه وتسمع في فلتات لسانه ما يدلك على ما يضطرم في قلبه من جوى لاصق وألم دفين، وماتفيض به نفسه من عزيمة صادقة وهمة عالية وغاية بعيدة".
ومن هنا؛ فإن على الدعاة العاملين أن يشمروا عن سواعدهم، وأن يتخففوا من أثقال هذه الدنيا، وأن يعيشوا حياتهم عزيزة كريمة، من أجل قضية كبيرة وغاية عظيمة، وان يداوموا شكر هذه النعم: قولاً باللسان، وتصديقاً بالجَنان، وعملاً بالجوارح والأركان، حتى يتم حفظها لهم، وتدوم عند ذلك لذة بذلهم، ويعلموا أن نجاحهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة مرهون بما قدموه لدينهم ودعوتهم، ويعلموا أنهم إن جعلوا الدعوة وتربية النشء ملئ قلوبهم بصدق توجه وحسن مقصد وعلو كعب في الإخلاص لله تعالى؛ فإن الله تعالى سيكفيهم شؤون دنياهم، وماذلك على الله بعزيز.
15/ 1/1431هـ(132/43)
دفاعا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[21 - 09 - 10, 05:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم
أما بعد:
فلا يخفاكم أيها الكرام الحملة الشرسة التي يواجهها المسلمون من أعداء الإسلام، وإن من ألد أعداء الإسلام والمسلمين، أولائك الرافضة المتسترون بلبوس الإسلام وهم أضر عليه من اليهود والنصارى، ولست أقصد هنا عوامهم فإنهم مخدوعون ومغرر بهم، نسأل الله عز وجل أن يهديهم سواء السبيل، وإنما أقصد المعممين منهم، من أضلهم الله على علم.
إن المتتبع لعلماء الرافضة، يجدهم لا شغل لهم ولا مشغلة سوى الخوض في أعراض الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الطاهرات المطهرات، خاصة منهم الخلفاء الكرام أبو بكر وعمر وعثمان، وأمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهم جميع. وليس معنى هذا أن عليا رضي الله عنه وباقي آل البيت قد سلموا منهم بل والله لقد نالهم أضعاف ما نال أولائك الصحابة الكرام، غير أنهم صدروه لهم في ثوب المدح والتشريف حتى وصلوا بهم التقديس والتأليه.
واليوم نرى الحملة الشعواء التي يخوضها أولائك الأنجاس من أبناء المتعة حول الطاهرة المطهرة من برأها الله عز وجل من فوق سبع سماوات، وقد كان تحت دائرة الضوء في الأيام الأخيرة من أبرز الأنجاس أحد الأدعياء نزيل معقل اليهود (إنجلترا) المحمي بظهورهم، ولن أذكر اسمه فهو أصغر من ذلك بكثير.
وكان حريا بنا التغاضي عن هذه الأراجيف فما أثير حول أم المؤمنين من بهتان أثير نحوه من رؤساء الرافضة، أقصد اليهودَ، حول مريم رضي الله عنها. ولكن لما صار الحديث بهذه الإفتراءات تسير به الركبان في كل واد حتى بلغ المشارق والمغارب وتحدثت به العوام ومن هم في طبقات دون العوام، في المنتديات وفي البالتولك وغير ذلك، كان ذلك بمثابة ناقوس خطر يشحذ الهمم للتصدي إلى هؤلاء الشرذمة من المنحطين وتفنيد افتراءاتهم بالدليل والبرهان.
وقد كنت عزمت الخوض في جمع تلك الشبهات ورد تلك الافتراءات، فبحثت عن الكتب التي ذكرت فضائل أم المؤمنين والأخرى التي ردت على الافتراءات حولها، فوجدت فيها الغنية، فقررت وضعها بين أياديكم عل الله ينفعنا جميعا بها.
وحبذا لو يقوم كل منا بنشر هذه الكتب في المنتديات، ليتعلم الجاهل، ويعود المغرَّرَ به، ويتسلح الأعزل حتى يكون وبنيه بإذن الله عز وجل في مأمن.
وإليكم الان عناوين الأكتب مع روابط تحميلها
الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ط الخانجي) مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_3149.html)
سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_5376.html)
عائشة رضي الله عنها معلمة الرجال والأجيال مصور pdf
(http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_1543.html)
السيدة عائشة أم المؤمنين وعالمة نساء الإسلام مصور pdf
(http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_6356.html)
حياة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها مصور pdf
(http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf-1418-1998-1-1-464-6-1-2.html)
قال ابن عباس حدثتنا عائشة مصور pdf
(http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_4728.html)
حبيبة الحبيب أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها مصور pdf
(http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_6175.html)
زواج السيدة عائشة ومشروعية الزواج المبكر والرد على منكري ذلك مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_7833.html)
الصاعقة في نسف أباطيل وإفتراءات الشيعة على أم المؤمنين عائشة مع دفع الكذب المبين عن أمهات المؤمنين مصور pdf
(http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_5855.html)
مسند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من جوامع الكبير في الحديث مصور pdf
(http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_9234.html)
مرويات أم المؤمنين عائشة في التفسير مصور pdf
(http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_6843.html)
تفسير أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأبي عبد الله أبي السعود مصور pdf
(http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_8198.html)
حمل كتاب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لابن تيمية مصور pdf
(http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_2236.html)
الفتح الأنعم في براءة عائشة ومريم مصور pdf
(http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_943.html)
السيدة عائشة وتوثيقها للسنة مصور pdf
(http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_1732.html)
موسوعة فقه عائشة أم المؤمنين حياتها وفقهها مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_9128.html)
تراجم سيدات بيت النبوة رضي الله عنهن pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_21.html)
الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ط المكتب الإسلامي) ( http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf.html)
الصاعقة في الرد على من سب ام المؤمنين عائشة مصور pdf (http://arabboook.blogspot.com/2010/09/pdf_8123.html)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/44)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[22 - 09 - 10, 12:40 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[22 - 09 - 10, 03:16 م]ـ
وأنت من أهل الجزاء أخي الكريم
ـ[أحمد سكر]ــــــــ[02 - 11 - 10, 04:04 ص]ـ
بارك الله لك أخي الحبيب، وجزاك ألف خير .... آمين.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 10:32 ص]ـ
سترون فيما بعدُ إن شاء الله فصلاً مفصلاً في جميع ما صنّف في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها , وهي تزيدع على (50) مؤلفاً.(132/45)
ما الحكم فى من سمى بالرحمن والعادل
ـ[محمد ابن عيسي]ــــــــ[21 - 09 - 10, 10:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيكم
هل يجوز التسمي باسم الرحمن والعادل
وسالت عن حكم تسمية محل باسم " الرحمن للدراجات"
فهل يجوز ام لا(132/46)
ما معنى حديث دواء عرق النسا
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[21 - 09 - 10, 11:55 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
أما بعد
فقد ورد في سنن ابن ماجة " دواء عرق النسا" حدثنا هشام بن عمار وراشد بن سعيد الرملي قالا حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا هشام بن حسان حدثنا أنس بن سيرين أنه سمع أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (شفاء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء).
وأخرجه الثعلبي في تفسيره أيضا من حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرق النسا: (تؤخذ ألية كبش عربي لا صغير ولا كبير فتقطع صغارا فتخرج إهالته فتقسم ثلاثة أقسام في كل يوم على ريق النفس ثلثا).
فأريد من طلبة العلم أن يشرحوا لي الحديث حيث بحثت في المنتدى فلم أجد إلاّ ثلاثة مواضيع غير شافية و لا كافية ,
مع أن الموضوع هذا مهم لمن ابتلي بمرض عرق النسا , أو ما يشابهه من الأمراض
فالأسئلة التي تطرح نفسها:
هل يأخذ الشخص إلية الشاة الأعرابية كلها (: () و يجزؤها إلى ثلاثة أثلاث كما ورد (بظاهر) الحديث , أم يأخذ فقط الجزء المحيط بالذنب (و هو حوالي ربع كيلو فقط)؟
هل هناك روايات أخرى للحديث؟
ورد في بعض الروايات أن الكبش أسود , هل هذا صحيح؟
ثبت في العلم الحديث أن إلية الشاة فيها مواد مهمة جداً لطرد أنواع من الجراثيم تسبب فتق الغضروف , و تعيد بناء الأعصاب , فإلية الشاة فيها إعجاز و الله أعلم
أفيدونا و انصحونا
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[22 - 09 - 10, 02:28 ص]ـ
إخوتي هناك أناس كثيرون يعانون من آلام في الظهر فساعدوهم بارك الله فيكم
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[23 - 09 - 10, 08:42 م]ـ
أخوتي الأحبة:
طيب سؤال أكثر تحديداً ...
هل هذا الحديث صحيح؟
ما هي الروايات الصحيحة منه؟
ما معنى كلمة إهالته (الواردة في الحديث الثاني)؟
أرجو التفاعل و شكراً
ـ[مبارك حسين]ــــــــ[23 - 09 - 10, 09:58 م]ـ
وأنا أيضا أرجو التفاعل من أهل العلم.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 10:54 م]ـ
أظن الشيخ شعيب الأرنؤوط صححه في تحقيق مسند امام أحمد
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[25 - 09 - 10, 05:02 م]ـ
جزاكم الله خيراً على الاهتمام
أخوتي الأحبة:
طيب سؤال أكثر تحديداً ...
هل هذا الحديث صحيح؟
ما هي الروايات الصحيحة منه؟
ما معنى كلمة إهالته (الواردة في الحديث الثاني)؟
أرجو التفاعل و شكراً
ـ[أبوخالد]ــــــــ[30 - 09 - 10, 12:49 ص]ـ
ما المقصود بعرق النسا؟
ـ[ابو الحسن المكي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 02:16 ص]ـ
ما هو عرق النسا؟
يقول ابن منظور في لسان العرب النِّسا: عرق من الورك إلى الكعب
و يسمى العصب الوركي " sciatic nerve "، وهو العصب الأكبر في الجسم، يبدأ من الفقرة الرابعة من الفقرات القطنية حتى أسفل القدم بسبب بروز الغضروف بين الفقرة الرابعة والخامسة من الفقرات القطنية وضغطه على العصب الوركي.
بتفصيل هنا
http://forum.egypt.com/arforum/%C7%E1%D8%C8-%C7%E1%D8%C8%ED%DA%ED-f427/%DA%DC%DC%D1%DE-%C7%E1%E4%DC%DC%D3%DC%DC%DC%C7-sciatica-62136.html
http://hlaaly.xlphp.net/arrg.htm
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[01 - 10 - 10, 11:45 ص]ـ
أرجو أن تجيبوا على السؤال أخوتي طلبة العلم
حيث أنني بحثت عن الموضوع فلم أجد له شرحاً يشفي الغليل
فبدلاً من انشغالكم بمواضيع مكررة فهذا موضوع مفيد عملياً و علمياً
و الله الموفق
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:34 ص]ـ
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم علاج عرق النسا
رَوَى ابْنُ مَاجَهْ فِي " سُنَنِهِ " مِنْ حَدِيثِ مُحَمّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ دَوَاءُ عِرْقِ النّسَا أَلْيَةُ شَاةٍ أَعْرَابِيّةٍ تُذَابُ ثُمّ تُجَزّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ ثُمّ يُشْرَبُ عَلَى الرّيقِ فِي كُلّ يَوْمٍ جُزْءٌ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/47)
<66> عِرْقُ النّسَاءِ وَجَعٌ يَبْتَدِئُ مِنْ مَفْصِلِ الْوَرِكِ وَيَنْزِلُ مِنْ خَلْفٍ عَلَى الْفَخِذِ وَرُبّمَا عَلَى الْكَعْبِ وَكُلّمَا طَالَتْ مُدّتُهُ زَادَ نُزُولُهُ وَتَهْزُلُ مَعَهُ الرّجْلُ وَالْفَخِذُ وَهَذَا الْحَدِيثُ فِيهِ مَعْنًى لُغَوِيّ وَمَعْنًى طِبّيّ. فَأَمّا الْمَعْنَى اللّغَوِيّ فَدَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ تَسْمِيَةِ هَذَا الْمَرَضِ بِعِرْقِ النّسَا خِلَافًا لِمَنْ مَنَعَ هَذِهِ التّسْمِيَةَ وَقَالَ النّسَا هُوَ الْعِرْقُ نَفْسُهُ فَيَكُونُ مِنْ بَابِ إضَافَةِ الشّيْءِ إلَى نَفْسِهِ وَهُوَ مُمْتَنِعٌ وَجَوَابُ هَذَا الْقَائِلِ مِنْ وَجْهَيْنِ
أَحَدُهُمَا: أَنّ الْعَرَقَ أَعَمّ مِنْ النّسَا فَهُوَ مِنْ بَابِ إضَافَةِ الْعَامّ إلَى الْخَاصّ نَحْوُ كُلّ الدّرَاهِمِ أَوْ بَعْضُهَا.
الثّانِي: أَنّ النّسَا: هُوَ الْمَرَضُ الْحَالُ بِالْعِرْقِ وَالْإِضَافَةِ فِيهِ مِنْ بَابِ إضَافَةِ الشّيْءِ إلَى مَحَلّهِ وَمَوْضِعِهِ. قِيلَ وَسُمّيَ بِذَلِكَ لِأَنّ أَلَمَهُ يُنْسِي مَا سِوَاهُ وَهَذَا الْعَرَقُ مُمْتَدّ مِنْ مَفْصِلِ الْوَرِكِ وَيَنْتَهِي إلَى آخِرِ الْقَدَمِ وَرَاءَ الْكَعْبِ مِنْ الْجَانِبِ الْوَحْشِيّ فِيمَا بَيْنَ عَظْمِ السّاقِ وَالْوَتَرِ.
وَأَمّا الْمَعْنَى الطّبّيّ فَقَدْ تَقَدّمَ أَنّ كَلَامَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَوْعَانِ
أَحَدُهُمَا: عَامّ بِحَسْبِ الْأَزْمَانِ وَالْأَمَاكِنِ وَالْأَشْخَاصِ وَالْأَحْوَالِ.وَقُوّتُهُ فِي الْحَرَارَةِ وَالْيُبُوسَةِ فِي الدّرَجَةِ الثّالِثَةِ وَهُوَ يُسَخّنُ وَيُلَيّنُ الْبَطْنَ وَيُخْرِجُ الدّودَ وَحَبّ الْقَرَعِ وَيُحَلّلُ أَوْرَامَ الطّحَالِ وَيُحَرّكُ شَهْوَةَ الْجِمَاعِ وَيَجْلُو الْجَرَبَ الْمُتَقَرّحَ وَالْقُوَبَاءَ.
وَإِذَا ضُمّدَ بِهِ مَعَ الْعَسَلِ حَلّلَ وَرَمَ الطّحَالِ وَإِذَا طُبِخَ مَعَ الْحِنّاءِ أَخْرَجَ الْفُضُولَ الّتِي فِي الصّدْرِ وَشُرْبُهُ يَنْفَعُ مِنْ نَهْشِ الْهَوَامّ وَلَسْعِهَا وَإِذَا دُخّنَ بِهِ فِي <276> مَوْضِعٍ طَرَدَ الْهَوَامّ عَنْهُ وَيُمْسِكُ الشّعْرَ الْمُتَسَاقِطَ وَإِذَا خُلِطَ بِسَوِيقِ الشّعِيرِ وَالْخَلّ وَتُضُمّدَ بِهِ نَفَعَ مِنْ عِرْقِ النّسَا وَحَلّلَ الْأَوْرَامَ الْحَارّةَ فِي آخِرِهَا.
وَإِذَا تُضُمّدَ بِهِ مَعَ الْمَاءِ وَالْمِلْحِ أَنْضَجَ الدّمَامِيلَ وَيَنْفَعُ مِنْ الِاسْتِرْخَاءِ فِي جَمِيعِ الْأَعْضَاءِ وَيَزِيدُ فِي الْبَاهِ وَيُشَهّي الطّعَامَ وَيَنْفَعُ الرّبْوَ وَعُسْرَ التّنَفّسِ وَغِلَظَ الطّحَالِ وَيُنَقّي الرّئَةَ وَيُدِرّ الطّمْثَ وَيَنْفَعُ مِنْ عِرْقِ النّسَا وَوَجَعِ حُقّ الْوَرِكِ مِمّا يَخْرُجُ مِنْ الْفُضُولِ إذَا شُرِبَ أَوْ احْتُقِنَ بِهِ وَيَجْلُو مَا فِي الصّدْرِ وَالرّئَةِ مِنْ الْبَلْغَمِ اللّزِجِ.
وَإِنْ شُرِبَ مِنْهُ بَعْدَ سَحْقِهِ وَزْنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ بِالْمَاءِ الْحَارّ أَسْهَلَ الطّبِيعَةَ وَحَلّلَ الرّيَاحَ وَنَفَعَ مِنْ وَجَعِ الْقُولَنْجِ الْبَارِدِ السّبَبِ وَإِذَا سُحِقَ وَشُرِبَ نَفَعَ مِنْ الْبَرَصِ.
ذكر عرق النسا
(60) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذي به عرق النسا أن يأخذ إلية كبش عربي ليس بالصغير ولا بالكبير فيقطعا قطعا صغارا ثم يجزئها ثلاثة أجزاء فيشرب كل يوم جزء.
ذكر توقي المواضع التي بها الوباء
(61) عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه.
-شفاء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم تشرب على الريق كل يوم جزء 0
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3713 في صحيح الجامع0
الشرح:
(شفاء عرق النسا) كالعصا عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ والأفصح النسا لا عرق النساء ذكره في النهاية وتعقبه ابن القيم بأن العرق أعم فهو من إضافة العام إلى الخاص سمي به لأن ألمه ينسى سواه (ألية شاة أعرابية) في رواية كبش عربي أسود ليس بالعظيم ولا بالصغير 0
تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الريق كل يوم جزء) قال أنس: وصفته لثلاثمائة نفس كلهم يعافى وهذا خطاب لأهل الحجاز ونحوهم فإن هذا العلاج ينفعهم إذ المرض يحدث من يبس وقد يحصل من مادّة غليظة لزجة وفي الألية إنضاج وتليين والمرض يحتاجها وخص الشاة الأعرابية لقلة فضولها ولطف جوهرها وطيب مرعاها.
راجع الطب النبوي للامام ابن القيم
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[02 - 10 - 10, 02:38 ص]ـ
هناك طرق مستعملة بكثرة عندنا بالجزائر لمعالجة " عرق النسا " ولا أدري عن مشروعيتها
ـ منها أن يأخذ الشخص المعالج شفرة حلاقة ويمرها بين إبهام رِجل المريض ووسطاها فيسيل بعض الدم ويكون ذلك يوم السبت ثم يعاود الكرة مرة أو مرتين دائما يوم السبت حتى يتعافى المريض.
ـ ومنها طريقة كي رجله فيسخن المعالج حافره بالنار ويضعه على رجل المريض.
ـ وهناك طريقة ثالثة سمعت عنها وهي أن يُذهب بالمرضى إلى البراري وقت طلوع الفجر ويطلب منهم أن يضعوا رجلهم على إحدى الأنواع من الأعشاب النادرة
الشيء المحير هو أن من مارس هذه الأشياء يشهد لها بالفعالية وأنه شفي من مرضه وزالت آلامه التي كان يجدها فما هي العقيدة الصحيحة والموقف الشرعي الصحيح الذي نقفه نحو مثل هذه العلاجات؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/48)
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:42 ص]ـ
أخوتي:
جزاكم الله خيراً على تفاعلكم
و أريد فقط أن أعرف معنى ((إهالته)) الواردة في الحديث ,
و أيضاً: هل تصح رواية أنه كبش أسود ...
و هل المعنى العام أن نأخذ إلية الخروف كاملة (إع) أم نأخذ فقط الجزء المحيط بعظمة الذنب كما يقولون؟
جزاكم الله خيراً
سؤال سهل:)
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 12:27 م]ـ
السلام عليكم
عرق النسا هو الوصف العامي لأعراض انضغاط العصب النسوي ( sciatic nerve) وهو العصب الذي يجهز العظلات والإحساس للقسم الخلفي للطرف السفلي، وقد ينضغط نتيجة لإنزلاق الغضروف بين الفقرات القطنية نتيجة لحركة خاطئة كرفع وزن ثقيل أو استدارة مفاجئة، وإحيانا ينتج عن تورم المفاصل الخلفية للفقرات ( facet joints) مما يؤدي لاختناق مخرج العصب.
السبب المعتاد هو الإنزلاق الغضروفي، ويعالج بنصح المريض بالبقاء مستلقياً في الفراش لمدة خمسة إلى سبعة أيام وإعطاء العقاقير كمضادات الإحتقان والمسكنات ( depomedrol-celecoxib- paramol) و90% من المرضى يتعافون بهذا العلاج. وفي حالات قليلة كعدم الإستجابة أو فقدان السيطرة على الإدرار أو ضعف الطرف السفلي والتنمل والخدر قد يحتاج المريض لإجراء جراحة لتحرير العصب واستئصال الغضروف وذلك بعد إجراء فحص الرنين المغناطيسي
نسأل الله العفو والعافية لنا وللمسلمين
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[04 - 10 - 10, 01:40 م]ـ
أخي الحبيب البغدادي:
أنت تتكلم عن الناحية الطبية الحديثة
أنا أريد معنى الحديث:)
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:16 م]ـ
و أريد فقط أن أعرف معنى ((إهالته)) الواردة في الحديث ,فقط
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 01:52 ص]ـ
أولا:
جاء في "الموسوعة العربية العالمية":
" عِرق النَّسَا: مرض يسبب ألمًا في العصب النَّسَوي الذي يمتد من الحوض بطول الساق من الخلف حتى القدم. ويتحكم هذا العصب الكبير في إحساس الساق والقدم وحركتهما. والمرض ليس له علاقة بالنِّساء كما يلتبس على بعض الناس نتيجة نطقهم الخاطئ للكلمة.
والسبب الشائع لعرق النَّسَا هو الضغط على أحد جذور العصب التي تشكل العصب النَّسَوي. فالضغط على القرص بين الفقاري المفتوق في أسفل العمود الفقري قد يسبب عرق النَّسَا. وفي هذه الحالة فإن جزءًا من النسيج الذي يكوّن الطبق ينتأ من إحدى فقرات العمود الفقري، ويضغط على جذر العصب. ويشعر الشخص بألم في كل من الساق والقدم والعمود الفقري.
وعلاج معظم الحالات، يتكون من المعالجة البارعة باليد والمسكِّنات، والراحة في السرير، وإجراء بعض التمرينات الرياضية المُعَيَّنة. وفي معظم الحالات يكون التدخل الجراحي مطلوبًا لتخفيف الضغط على العصب " انتهى.
ثانيا:
ورد في السنة النبوية وصفة علاج لعرق النسا، وذلك في حديث يرويه أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (شِفَاءُ عِرْقِ النَّسَا أَلْيَةُ شَاةٍ أَعْرَابِيَّةٍ، تُذَابُ، ثُمَّ تُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ يُشْرَبُ عَلَى الرِّيقِ فِي كُلِّ يَوْمٍ جُزْءٌ) زاد مسدد في مسنده - كما في "إتحاف الخيرة" (رقم/5300) -: قَالَ أَنَسٌ: وَقَدْ وَصَفْتُ ذَلِكَ لِثَلاَثِمِائَةٍ، كُلُّهم يُعَافِيهِ الله.
رواه ابن ماجه (حديث رقم/3463) وغيره، وصححه الحاكم في "المستدرك" (2/ 320)، والبوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/ 195)، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/1899)
والألية هي الشحمة المتدلية في مؤخرة الشاة، تُذَوَّبُ على النار، ويُشرَب على الريق في كل يوم جزءٌ من سائل شحمها.
ثالثا:
وقد ذكر العلماء المتقدمون بعض الفوائد الطبية لهذا العلاج النبوي، وكذلك يقرر أيضا بعض الأطباء المعاصرين.
يقول ابن القيم رحمه الله:
" كلام رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نوعان:
أحدهما: عامٌ بحسب الأزمان، والأماكن، والأشخاص، والأحوال.
والثانى: خاصٌ بحسب هذه الأُمور أو بعضها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/49)
وهذا - يعني العلاج النبوي لعرق النسا - من هذا القِسم - يعني من الثاني -، فإنَّ هذا خطابٌ للعرب وأهل الحجاز ومَن جاوَرَهم، ولا سيما أعراب البوادي، فإنَّ هذا العِلاجَ من أنفع العلاج لهم، فإنَّ هذا المرض يَحدث من يُبْس، وقد يحدث من مادة غليظة لَزِجَة، فعلاجُها بالإسهال، و" الألْيَةُ " فيها الخاصيَّتان: الإنضاج، والتليين، ففيها الإنضاج، والإخراج. وهذا المرضُ يَحتاج عِلاجُه إلى هذين الأمرين.
وفى تعيينِ الشاةِ الأعرابيةِ لقِلة فضولِها، وصِغر مقدارِها، ولُطف جوهرها، وخاصيَّة مرعاها؛ لأنها ترعى أعشابَ البَرِّ الحارةَ، كالشِّيحِ، والقَيْصُوم، ونحوهما، وهذه النباتاتُ إذا تغذَّى بها الحيوانُ، صار فى لحمه من طبعِها بعد أن يُلَطِّفَها تغذيةً بها، ويُكسبَها مزاجاً ألطَفَ منها، ولا سيما الألية، وظهورُ فعل هذه النباتاتِ فى اللَّبن أقوى منه فى اللَّحم، ولكنَّ الخاصيةَ التى فى الألية من الإنضاج والتَّلْيِين لا تُوجد فى اللَّبن " انتهى.
"زاد المعاد" (4/ 72 - 73)، وقد علق الشيخ ابن جبرين حفظه الله على كلام ابن القيم هذا بقوله:
" ويفهم من كلامه أن هذا العلاج خاص بأهل البلاد الحارة، وبالأعراب، كأهل الحجاز ونحوهم، فعلى هذا يعالج أهل كل بلد بما يناسبهم من الأدهان والعقاقير والأدوية المركبة، وكذا بالرقية والقراءة المأثورة، والله الشافي " انتهى. "الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية" (2/ 120). نقلا عن موقعه >
ويقول الطبيب الجراح عبد الرزاق الكيلاني:
" عرق النسا: هو ألم يحدث في العصب الوركي الكبير، الذي تبدأ جذوره بين الفقرات القطنية، ثم ينزل على الوجه الخلفي للطرف السفلي ... حتى ينتهي في القدم، وأكثر أنواع عرق النسا تحدث بسبب انضغاط جذور العصب، بفتق نواة القرص الغضروفي بين الفقرات (الديسك)، وأقلها يحدث بسبب الرثية (الروماتيزم) أو البرد، أو النقرس، أو السكري، أو الإنتانات، أو غيرها ... أما عرق النسا الناشئ عن فتق النواة (الديسك) فإذا كان الفتق خفيفا ... يمكن علاجه بالراحة، والعلاج الطبيعي، والنوم على فراش قاس، ولبس حزام خاص، وأما إذا كان الفتق كبيرا .. فلا يشفى إلا بعملية جراحية خاصة، أو بحقن مادة خاصة في القرص الغضروفي لإذابة النواة ثم مصها بعد ذلك بممص خاص، أو مصها بدون إذابة، أما عرق النسا الناشئ عن الأسباب الأخرى - غير فتق النواة - فيمكن معالجة بعضها - وبخاصة الرثوية والبردية منها - بشرب ألية شاة أعرابية، تقسم ثلاثة أجزاء ... تذاب، ويشرب كل يوم جزء منها.
وألية الشاة الأعرابية صغيرة عادة؛ لأنها تعيش على أعشاب البرية ... وهي قليلة في الصحراء العربية، والشاة الأعرابية تأكل الشيح والقيصوم اللذين يكثران في بلاد العرب، ولا بد أن يتمثل شيء من خصائص هذه النباتات في لحمها ودهنها، وقد قال ابن سينا عن الشيح: " ينفع من عسر النفس، يخرج الديدان وحب القرع، ويقتلها، ويدر الطمث والبول، دهنه ينفع من برد النافض، ينفع من لسع العقارب، والرتيلاء .. ومن السموم "
أما القيصوم، فيقول عنه الدكتور أمين رويحة في كتابه: (التداوي بالأعشاب): " فيه زيت ومادة الإينولين، ويستعمل مرهمه - الذي يصنع من مسحوق الأغصان المزهرة والشحم الحيواني - للتثليج واللطخ الحمراء، ويشرب 3 - 4 نقط من صبغته - ثلاث مرات يوميا - لتقوية الدم، وفتح الشهية، وطرد الديدان "
هذا عدا أن الدهن إذا ذوب وشرب فإنه يحدث إسهالا يكنس الأمعاء وينظفها من الإنتانات والفضلات، فيفيد بذلك في عرق النسا الناجم عن الإنتانات، والدهن يولد حرارة وطاقة زائدة في الجسم، فكل (1) غ منه يولد (9) سعرات في الجسم، بينما (1) غ من كل من البروتين أو السكر لا يولد إلا (4) سعرات فقط، وقد يفيد الدهن - من هذه الناحية - في طرد الرطوبة والبرد من الجسم، وشفاء عرق النسا الناجم عنهما، والله تعالى أعلم.
ولا يزال حتى الآن يذهب أناس من دولة الإمارات العربية - مصابون بعرق النسا - إلى الهند للمعالجة، فيعالجونهم بالدهن المذاهب شربا، ويشفى أكثرهم " انتهى كلام الطبيب الكيلاني. "الحقائق الطبية في الإسلام" (348 - 349)
ويقول الدكتور الطبيب محمود ناظم النسيمي:
" ولقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم لعرق النسا ألية شاة أعرابية بمناسبة إصابة أحدهم به. وربما كانت إصابته نتيجة الإنتان بالعصيات الكولونية، فيحدث الإسهال بالدهن، فتطرد تلك الجراثيم من الأمعاء التي تعد موئلا لها. هذا إلى جانب حكم أخرى الله أعلم بها لم يتوصل إليها العلم بعد " انتهى.
" الطب النبوي والعلم الحديث " (ص/289)
والله أعلم.
" منقول "
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:04 ص]ـ
وأما معنى الإهالة:
فقد قال ابن سيده:
والإهالةُ: ما أذبت من الشحم، وقيل: الإهالة: الشحم والزيت، وقيل: كل دُهْنٍ ائتدم به إهالةٌ.
" المحكم والمحيط الأعظم " (4/ 358).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/50)
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:05 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الحبيب
و الشيح و القيصوم متوفر بكثرة في الأردن و لله الحمد ....
وردت كلمة إهالته: ما معناها؟
ورد في رواية كبش أسود فهل يصح هذا الحديث؟
للفائدة و للعلم بارك الله فيك
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[06 - 10 - 10, 03:09 ص]ـ
بارك الله في الشيخ ورحم والديك
الآن , حتى نتذاكر و نستفيد أكثر (ونستغلك:)):
أرى كلام ابن القيم لا دليل عليه و إنما يجتهد من عنده عندما يقول أن هذا الدواء خاص بأهل البادية من نجد و الحجاز أو للعرب , أم هناك دليل استند عليه ,
في الحقيقة قرأت بعضاً من كلامه في الطب النبوي فتشتت ذهني في اليبوسة و الرطوبة و البرودة و و و وو إلخ من مصطلحاته رحمه الله و لا أدري من اين أتى بهذا الكلام
أما في الفقه و الرقائق فلا يعلى عليه (من أقرانه أهل العلم) ,,
و الله أعلم
ـ[أم محمد]ــــــــ[06 - 10 - 10, 03:58 ص]ـ
1 - الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم قال ونعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرق النسا ألية كبش تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يذاب فيشرب كل يوم جزءا على الريق
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - لصفحة أو الرقم: 5/ 91
خلاصة حكم المحدث: فيه مهدي بن جعفر الرملي وهو ثقة وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات
?
--------------------------------------------------------------------------------
2 - شفاء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - لصفحة أو الرقم: 2805
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
--------------------------------------------------------------------------------
3 - شفاء عرق النسا إلية شاة أعرابية، تذاب، ثم تقسم ثلاثة أجزاء، يشربه ثلاثة أيام على الريق، كل يو م جزءا
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - لصفحة أو الرقم: 1899
خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط الشيخين
?
--------------------------------------------------------------------------------
4 - شفاء عرق النسا إليه شاة أعرابية، تذاب، ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم تشرب على الريق، كل يوم جزء
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 3713
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
--------------------------------------------------------------------------------
5 - العجوة من الجنة، و فيها شفاء من السم، و الكمأة من المن و ماؤها شفاء للعين، و الكبش العربي الأسود شفاء من عرق النسا، يؤكل من لحمه، و يحسى من مرقه
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الجامع - لصفحة أو الرقم: 3850
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
?
--------------------------------------------------------------------------------
6 - العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والكبش العربي الأسود شفاء من عرق النسا، يؤكل لحمه، ويحسا من مرقه
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - لصفحة أو الرقم: 3935
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
?
--------------------------------------------------------------------------------
7 - شفاء عرق النسا آلية شاة أعرابية، تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء.
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - لصفحة أو الرقم: 117
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي،/ وقال أبو عبيد والإهالة كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به خاصة مثل الزيت ودهن السمسم والألية المذابة والشحم المذاب
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[06 - 10 - 10, 04:11 ص]ـ
جزاكم الله خيراً و بارك فيكم جميعاً
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 04:32 ص]ـ
زيادة الكبش الأسود جاءت في المسند، بسند صحيح من حديث أنس بن سيرين عن أنس بن مالك:
قال الإمام: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ " يَصِفُ مِنْ عِرْقِ النَّسَا أَلْيَةَ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ أَسْوَدَ، لَيْسَ بِالْعَظِيمِ وَلَا بِالصَّغِيرِ، يُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَيُذَابُ، فَيُشْرَبُ كُلَّ يَوْمٍ جُزْءًا ")
أما الذي ضعفه الشيخ ناصر فهو ما رواه الضياء في المختارة من حديث أنس، وعزاه السيوطي في الجامع الصغير لابن النجار، من حديث ابن عباس بلفظ (العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والكبش العربي الأسود شفاء من عرق النسا، يؤكل لحمه، ويحسا من مرقه)
وأصله في الصحيح، أما الزيادة من (الكبش العربي ... ) فلا تصح بهذه السياقة.
ويشهد لأصل المسألة الحديث الذي خرجه الترمذي وأحمد وغيرهما، وفيه (قَالُوا: صَدَقْتَ، فَأَخْبِرْنَا عَمَّا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: اشْتَكَى عِرْقَ النَّسَا فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلَائِمُهُ إِلَّا لُحُومَ الْإِبِلِ وَأَلْبَانَهَا فَلِذَلِكَ حَرَّمَهَا، قَالُوا: صَدَقْتَ)، وهو معنى قوله تعالى (كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة)
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/51)
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[06 - 10 - 10, 06:22 ص]ـ
أشكر كل الأخوة الأعزة الذين شاركوا في الموضوع:
مبارك حسين
فلاح البغدادي
أبو خالد
أبو الحسن المكي
أبو النصر المنصوري
أبو معاذ محمد رضا
إحسان العتيبي
عمرو بسيوني
الأخت:أم محمد
شكر الله لكم و بارك فيكم
ـ[أم محمد]ــــــــ[06 - 10 - 10, 05:12 م]ـ
زيادة الكبش الأسود جاءت في المسند، بسند صحيح من حديث أنس بن سيرين عن أنس بن مالك:
فعلا بارك الله فيك على التصويب و جزى الله الجميع خيرا(132/52)
الهروب الكبير
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[22 - 09 - 10, 12:26 ص]ـ
بينما يعد الكثيرون من أبناء الدنيا والمتعلقين بها تولي الولايات وتقلد المناصب العليا
مغنما يحرصون عليه أشد الحرص ويبذلون في سبيله كل ما يمكنهم من الوصول إليه، ولو كان فيه فساد دينه
نجد في المقابل أبناء الآخرة والراغبين فيها يفرون من ذلك كما يفر أحدنا من الأسد،
والقصص في تاريخنا كثير وهو من الأدلة التي تبين خيرية هذه الأمة وزهدها في الدنياوتعلقها بما يقربها من الله تعالى، وقد كان هذا من أسرار علو هذه الأمة وتسيدها على سائر الأمم، ولعل التعلق المقيت بالدنيا وإيثارها على الآخرة هو سبب ما نحن فيه تأخر
وعلو أمم الكفر وسيادتها على بقية الأمم
وهذه واقعة من عشرات الوقائع التي تبين ما ذكرته
فقد اضطر الأمير إبراهيم بن أحمد بن الأغلب اضطر
يحيى بن عمر إلى ولاية القضاء، فقال له: إن دللتك على من هو أفضل مني، في الوجه
الذي تحب، تعفيني؟ فقال له: نعم، فدله على عيسى بن مسكين فأرسل فيه إبراهيم إلى
كورة الساحل، وأوصله إلى نفسه وقال: تدري
لم بعثت لك؟ قال: لا، قال: لأشاورك في رجل قد جمع الله فيه خلال الخير، أردت أن
أوليه القضاء، وألم به شعث هذه الأمة؛ فامتنع قال: يلزمه أن يلي، قال: تمنع قال:
يجبر على ذلك قال: تمنع قال: يجلد، قال: قم فأنت هو، قال: ما أنا الذي وصفت وتمنع
فأخذ الأمير بمجامع ثيابه، وقرب السيف من نحره؛ فتقدم إليه بخنجره فلم يزل به حتى
ولي على شروط منها، قال له: أستعفيك في كل شهر، قال: نعم قال: وأجعلك، وبني عمك،
وجندك، وفقراء الناس، وأغنياءهم في درجة واحدة قال: نعم قال: ولم توجه ورائي، وكذا
وكذا، فمتى لم تف لي بشرط، عزلت نفسي قال: نعم وعرض عليه عند ذلك الكسوة والصلة
فامتنع.
والله
إن هذا لهو الشرف والعز والسؤدد-صورة للذين يجرون في كل واد ويغشون كل ناد ويقبلون الأرض بين يدي رؤسائهم من أجل الفوز بمنصب من مناصب الدنيا(132/53)
إلى الإخوة المغاربة سؤال بخصوص طلاق الشقاق
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[22 - 09 - 10, 02:46 ص]ـ
السلام عليكم
هل طلاق الشقاق طلاق شرعي ولا غبار عليه أم لابد أن تحقق فيه شروط معينة لأنه في المغرب نجد إحصائيات مرعبة عن ارتفاع نسبة الطلاق بالشقاق لتتجاوز 87 في 100 منذ تطبيق مدونة الأسرة
أرجو منكم التفاعل مع سؤالي وجزاكم الله خيرا
ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 09 - 10, 03:32 ص]ـ
2007 - 03 - 02
المفتي
أ. د. أحمد الحجي الكردي
خبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت
عنوان الفتوى
معنى الطلاق للشقاق
السؤال
السلام عليكم
ما معنى "الطلاق للشقاق"؟
الفتوى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
هو الطلاق الذي تلجأ إليه الزوجة أو الزوج إذا كان يشتكي من الآخر لأسباب معينة (عدم النفقة، الهجر، ... ) ولم تعد له رغبة في العيش معه.
والله تعالى أعلم.
.................................................. .
حكمه
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فطلب الطلاق الأصل فيه أنه لا يجوز بغير عذر، لقوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن وقال الترمذي حديث حسن.
وإذا كان الأمر كما ذكرت السائلة من ترك الزوج البيت وتقصيره في حق زوجته عليه، وتغييره للقفل بغية منعها من العودة إليه، فهذا عذر بيبح لها طلب الطلاق، وإن كنا لا ننصحها بذلك إلا عند اليأس من إصلاح ذات البين، فإن الطلاق هدم لأسرة قائمة وتضييع للأولاد فلا ينبغي المصير إليه مع إمكان إصلاح الحال.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=65477&Option=FatwaId
ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 09 - 10, 03:40 ص]ـ
و في الحقيقة أخي فإن أغلب الأسر التي وقعت في الطلاق تعاني مختلف الأسباب سواء دينيا أو ماديا أو ..... - خصوصا تعرض النساء للضرب المبرح .... -
نسأل الله العفو و العافية و أن يصلح أحوال المسلمين في مشارق الأرض و مغاربها
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[22 - 09 - 10, 04:19 م]ـ
المشكلة أن الزوجة تطلب الطلاق بالشقاق لأنها تعمل في مدينة ويطلب منها الزوج أن تلتحق به في مدينته فترفض وتطلب الطلاق بالشقاق و تكتب لها نقتها هي وأبناؤها بعد الطلاق هذا الأمر مصيبة تحل على رأس الزوج أرجو تفعيل المشاركة في الموضوع لأن مدونة الأسرة المغربية أصبحت كابوسا للعزاب الذين كلما تذكروها إلا وأعرضوا أكثر عن الزواج
ـ[أم محمد]ــــــــ[22 - 09 - 10, 07:16 م]ـ
لأنها تعمل في مدينة ويطلب منها الزوج أن تلتحق به في مدينته فترفض وتطلب الطلاق
هنا أخي يظهر جليا مدى غياب التشبت بالدين فالمرأة أولا لا يجوز لها الخروج من دارها إلا بإدن زوجها ثم النفقة واجب على الزوج و هو الذي يسافر إن اقتضى الحال للبحث عن لقمة العيش ...
و لا شك أن قانون مدونة الأسرة قانون وضعي لذلك و من المؤكد يحتوي أخطاء شتى سيكون على واضعيه الرجوع و تصحيحه.
لا بد و أن يرجع المسلم لأسس دينه إن كان يريد ثواب الدنيا و حسن ثواب الآخرة و طبعا الناس إلا من رحم ربي بعيدون
ـ[أم محمد]ــــــــ[24 - 09 - 10, 03:19 م]ـ
هذا و إن رأى الأخ أنه غير مقصر و لا يريد الطلاق أن يرفع عليها دعوى بيت الطاعة من المحكمة التي بمدينته.
أرجو الله أن يصلح من حالهما
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:57 م]ـ
لا وجود اليوم لبيت الطاعة هدا كان قديما،أما اليوم فيقع طلاق الشقلق شاء الزوج أم أبى وفي أجل لا يتعدى ستة أشهر
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[25 - 09 - 10, 02:01 ص]ـ
لا وجود اليوم لبيت الطاعة هدا كان قديما،أما اليوم فيقع طلاق الشقلق شاء الزوج أم أبى وفي أجل لا يتعدى ستة أشهر
وعلى الزوج النفقة طبقا لهذه الحالة؟؟؟
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:17 م]ـ
نعم وعلى الزوج النفقة بما تحدده المحكمة تبعا لأجرته .............
أما بيت الطاعة فلا وجود له اليوم في دنيا المغاربة.(132/54)
ولله الحمد قاموا بها الرجال: تم الانتهاء من موقع نصرة أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - 09 - 10, 12:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
بفضل الله وكرمه تم الانتهاء من موقع نصرة أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها
التابع لموقع نصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
جزى الله خيراً كل فرد شارك في بناء هذا الموقع المبارك
سائلين الله العظيم أن يكون له دور في الدفاع عن أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها
لزيارة الموقع:
[ http://Aiesha.net (http://Aiesha.net) ]
انشره على أوسع نطاق
ودافع عن عرض رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[22 - 09 - 10, 12:30 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
جزى الله خيراً كل فرد شارك في بناء هذا الموقع المبارك
سائلين الله العظيم أن يكون له دور في الدفاع عن أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[22 - 09 - 10, 09:49 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
جزى الله خيراً كل فرد شارك في بناء هذا الموقع المبارك
سائلين الله العظيم أن يكون له دور في الدفاع عن أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[22 - 09 - 10, 10:26 م]ـ
صلى الله على حبيبنا المصطفى وعلى زوجاته الطاهرات وعلى الصديقة بنت الصديق أفضل الصلاة واتم التسليم
بارك الله فيك
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[23 - 09 - 10, 08:34 ص]ـ
قال بعض الفضلاء في أحد المواقع معلقًا على هذه الحادثة التي قام بها هذا الفاجر الخبيث عاسر البغيض وليس ياسر الحبيب:
اهْتَدَى شِيْعِي بِسَبَب هَذَا الْمَلْعُوْن الْخَبِيْث .. و الْهِدَايَة سَبَبُهَا أَنَّه تَابِع قَنَاة صَدَى الْإِسْلَام بِالصُّدْفَة - وَكَمَا أَن الْصُدْفَة دَائِمَّا مَا تُنَبِّه الْإِنْسَان مِن غَفْلَتِه - بَرْنَامَج صَوْتِي يُقَدِّم الْسَّيِّد حَسَن الْحُسَيْنِي مِن عُلَمَاء أَهْل الْسُّنَّة فِي الْبَحْرَيْن يُرِد الْمَدْعُو الْمَلْعُوْن شُبُهَاتِه بِالْأَدِلَّة مِن كِتَاب الْلَّه .. فَكَان هَذَا أَثَر كَبِيْر عَلَى أَخِيْنَا الْمُهْتَدِي مُسْلِم (أَبُو فَهِد) مِن هَذَا الْتَشَيُّع الْبَاطِنِي وَأَنْتَقِل إِلَى مَذْهَب أَهْل الْسُّنَّة وَالْجَمَاعَة مَذْهَب أَهْل الإِيْمَان وَالْنُّوْر الْمُبِيْن.
فَأَقُوْل أَن الْهَجْمَة الْشَّرِسَة مِن قِبَل الْرَّافِضَة عَلَى أُم الْمُؤْمِنِيْن عَائِشَة بِنْت الْصِّدِّيق أَبِي بَكْر عَلَيْهِمَا الْسَّلَام إِنَّمَا هِي خَيْر لَنَا، وَالْلَّه سُبْحَانَه يَصِف حَالَة الْأَفْك بِالْخَيْر وَيُؤَكِّد عَلَيْهَا أَن خَيْر
أَسْأَل الْلَّه يُنَوِّر بَصَائِر عَوَام الْشِّيْعَة، وَيَهْدِيْهِم إِلَى مَا كَان عَلَيْه الْصَّحَابَة و أَزْوَاج نَبِيِّك وَآَل الْبَيْت رِضْوَان الْلَّه عَلَيْهِم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 08:35 ص]ـ
جزاك الله خير أخي أبا زارع ونفع بك، دائما أنت متألق ومسارع للأحداث التي تقع وتنقل لنا ما يفيد، بارك الله في عملك وعلمك ورزقك حسن الإخلاص، أسأل الله عز وجل أن ينتصر لنا من ذلك الخبيث عاجلا غير آجل ويذهب غيظ قلوبنا، والله المستعان وعليه التكلان.
ـ[أبو سالم الجامع]ــــــــ[23 - 09 - 10, 11:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
اسال الله ان يجعلها في موازين حسناتك
ـ[فواز الشريف]ــــــــ[23 - 09 - 10, 02:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابراهيم العنزي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:57 م]ـ
الحمدلله بارك الله في كل من ساهم فيه
من بركة ديننا ونبينا صلى الله عليه وسلم وأمنا رضي الله عنها أنه كل ما نيل منهم كانت دعوه في دخول الاسلام فيدخل الكثير ممن لايعلم عن الدين المبارك من حيث لايشعر الفجره فان الله ناصر الدين ولو بالرجل الفاجر فلله الحمد من قبل ومن بعد
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[04 - 10 - 10, 12:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهذا ملف متكامل جديد من موقع الألوكة عن نصرة أم المؤمنين " عائشة " الطاهرة رضي الله عنها وأرضاها:
[ http://www.alukah.net/LinkClick.aspx?id=1688 (http://www.alukah.net/LinkClick.aspx?id=1688) ]
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 01:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ووفقكم للدفاع عن الإسلام والمسلمين.(132/55)
فوائد في غاية الأهمية ودرر للشيخ السعدي عند قوله تعالى أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 04:08 م]ـ
{أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا * وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا * وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.
يأمر تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بإقامة الصلاة تامة، ظاهرًا وباطنًا، في أوقاتها. {لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} أي: ميلانها إلى الأفق الغربي بعد الزوال، فيدخل في ذلك صلاة الظهر وصلاة العصر.
{إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} أي: ظلمته، فدخل في ذلك صلاة المغرب وصلاة العشاء. {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} أي: صلاة الفجر، وسميت قرآنا، لمشروعية إطالة القرآن فيها أطول من غيرها، ولفضل القراءة فيها حيث شهدها الله، وملائكة، الليل وملائكة والنهار.
ففي هذه الآية، ذكر الأوقات الخمسة، للصلوات المكتوبات، وأن الصلوات الموقعة فيه فرائض لتخصيصها بالأمر.
وفيها: أن الوقت شرط لصحة الصلاة، وأنه سبب لوجوبها، لأن الله أمر بإقامتها لهذه الأوقات.
وأن الظهر والعصر يجمعان، والمغرب والعشاء كذلك، للعذر، لأن الله جمع وقتهما جميعًا.
وفيه: فضيلة صلاة الفجر، وفضيلة إطالة القراءة فيها، وأن القراءة فيها، ركن لأن العبادة إذا سميت ببعض أجزائها، دل على فرضية ذلك.
وقوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ} أي: صل به في سائر أوقاته. {نَافِلَةً لَكَ} أي: لتكون صلاة الليل زيادة لك في علو القدر، ورفع الدرجات، بخلاف غيرك، فإنها تكون كفارة لسيئاته.
ويحتمل أن يكون المعنى: أن الصلوات الخمس فرض عليك وعلى المؤمنين، بخلاف صلاة الليل، فإنها فرض عليك بالخصوص، ولكرامتك على الله، أن جعل وظيفتك أكثر من غيرك، وليكثر ثوابك، وتنال بذلك المقام المحمود، وهو المقام الذي يحمده فيه الأولون والآخرون، مقام الشفاعة العظمى، حين يتشفع الخلائق بآدم، ثم بنوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، وكلهم يعتذر ويتأخر عنها، حتى يستشفعوا بسيد ولد آدم، ليرحمهم الله من هول الموقف وكربه، فيشفع عند ربه فيشفعه، ويقيمه مقامًا يغبطه به الأولون والآخرون، وتكون له المنة على جميع الخلق.
وقوله: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} أي: اجعل مداخلي ومخارجي كلها في طاعتك وعلى مرضاتك، وذلك لتضمنها الإخلاص وموافقتها الأمر.
{وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} أي: حجة ظاهرة، وبرهانًا قاطعًا على جميع ما آتيه وما أذره.
وهذا أعلى حالة ينزلها الله العبد، أن تكون أحواله كلها خيرًا ومقربة له إلى ربه، وأن يكون له -على كل حالة من أحواله- دليلا ظاهرًا، وذلك متضمن للعلم النافع، والعمل الصالح، للعلم بالمسائل والدلائل.
وقوله: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} والحق هو ما أوحاه الله إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فأمره الله أن يقول ويعلن، قد جاء الحق الذي لا يقوم له شيء، وزهق الباطل أي: اضمحل وتلاشى.
{إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} أي: هذا وصف الباطل، ولكنه قد يكون له صولة وروجان إذا لم يقابله الحق فعند مجيء الحق يضمحل الباطل، فلا يبقى له حراك.
ولهذا لا يروج الباطل إلا في الأزمان والأمكنة الخالية من العلم بآيات الله وبيناته.(132/56)
إستفهام الصحابة من النبى عليه السلام لكلمة تدل على أنه هو أول من تكلم بها؟؟؟ نضرب مثالا؟؟
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[22 - 09 - 10, 07:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إستفهام الصحابة من النبى عليه السلام عن كلمة تدل على أنه هو أول من تكلم بها؟؟؟ نضرب مثالا؟؟
مثل قيل ومن الرويبضة فاجابهم المصطفى صلى الله عليه وسلم فهل هذا يدل على أنه أول من تكلم بها
قيل وما الهرج فقال القتل القتل ومثل هذا كثير والله أعلم
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[22 - 09 - 10, 09:21 م]ـ
هل من جواب بحول الملك الوهاب
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 11:55 ص]ـ
يا أهل اللغة ياأهل الحديث
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 12:16 ص]ـ
أليس منكم رجل رشيد
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[04 - 10 - 10, 10:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو تراب السلفي، وفقه الله
ما ذكرته لا يستدل به على التكلم بما لم تعرفه العرب، وإنما استفسار الصحابة كان للتحقق من المعنى المراد وإلا فالكلمات لها أصل في اللغة. وعليه يتضح لك أنّ جواب الرسول صلى الله عليه وسلم كان لتفسير المعنى، فالعرب تطلق الكلمة وتحمل في طياتها المعاني العديدة والتي تختلف حسب محلها من الكلام
والله أعلم
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 09:03 م]ـ
أصبت بارك الله فيك(132/57)
تنبيه الخاسر الزنديق إلى فضائل ابنة الصديق
ـ[أبو الحسنين السوري]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:18 ص]ـ
تنبيه الخاسر الزنديق إلى فضائل ابنة الصديق
أبو الحسنين السوري
قال أبو زرعة وهو أجل شيوخ الإمام مسلم: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من الصحابة فاعلم أنه زنديق"
المقدمة
الحمد لله رب العالمين , ولا عدوان إلا على الظالمين , نحمده أن جعل نبينا سيد المرسلين , واختار له عائشة أما للمؤمنين , فصانت عرضه وبيته , ولم تك من الخائنين , وعبدت ربها حتى أتاها اليقين ,
فضل قوم من الخائبين الخاسرين , فاتهموها بالبهتان المبين , وقد برأها ربها في قرآنه المبين , لتكون آية للموقنين , فتغافل عن كتابه هؤلاء المجرمين , فكم من مظلوم مطعون في عرضه حزين , وهو بريء شريف عفيف رصين,
وصلِّ اللهم على نبينا خاتم النبيين , وإمام المتقين - حبيب رب العالمين - وعلى آله الطيبين الطاهرين , وعلى صحابته الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا في هذا الدين.
وبعد:
فهذا غيض من فيض من فضائل تلك الطاهرة العفيفة الشريفة , أمنا أم المؤمنين عائشة الصديقة ابنة الصديق , حبيبة رسول الله على الله عليه وآله وسلم
أمي عائشة رض الله عنك أبشري فإن البحر طاهر لا ينجسه شيء.
نحنأبناؤكسنبقىدرعا , يصدتلكالرماحالمتكسرةالمتهتكةالتيتحاولالنيلمنعرضكال شريف
يقولسبحانه: إِنَّ الَّذِينَ جَاءوا بِالإفْكِ عُصْبَةٌ مّنْكُمْ لاَتَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَخَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلّ امْرِىء مّنْهُمْ مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإثْمِ وَالَّذِى تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور:11].
يكفي أم المؤمنين رضي الله عنها أنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم , اختارها الله تعالى لهوهوالقائل سبحانه:
"الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات "
وقد قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء.
ابن كثير 6/ 35
وهذه طائفة من الأحاديث الدالة على فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
1 - عن عائشة رضي الله عنها: أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بها أو يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه و سلم
متفق عليه
2 - عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لها (يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام). فقالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى تريد النبي صلى الله عليه و سلم
متفق عليه
3 - عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)
متفق عليه
4 - عمرو بن العاص رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه و سلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال (عائشة). فقلت من الرجال؟ فقال (أبوها). قلت ثم من؟ قال (عمر بن الخطاب). فعد رجالا
متفق عليه
5 - عن مسروق قال: دخلنا على عائشة رضي الله عنها وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا يشبب بأبيات له وقال
حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
متفق عليه
6 - عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول (أين أنا غدا أين أنا غدا). يريد يوم عائشة فأذن له أزواجه يكون حيث شاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها قالت عائشة فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي. ثم قالت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت له أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن فأعطانيه فقضمته ثم مضغته
فأعطيته رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستن به وهو مستند إلى صدري
متفق عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/58)
7 - عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة وكان النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث فقالت حفصة ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر؟ فقالت بلى فركبت فجاء النبي صلى الله عليه و سلم إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول يا رب سلط علي عقربا أو حية تلدغني ولا أستطيع أن أقول له شئيا
متفق عليه
8 - عن عائشة رضي الله عنها قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم (إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى) قالت فقلت من أين تعرف ذلك؟ فقال (أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت غضبى قلت لا ورب إبراهيم). قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك
متفق عليه
9 - عن عائشة قالت: جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا قالت الأولى زوجي لحم جمل غث على رأس جبل لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل. قالت الثانية زوجي لا أبث خبره إني أخاف أن لا أذره إن أذكره أذكر عجره وبجره. قالت الثالثة زوجي العشنق إن أنطق أطلق إن أسكت أعلق. قالت الرابعة زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة. قالت الخامسة زوجي إن دخل فهد إن خرج أسد ولا يسأل عما عهد. قالت السادسة زوجي إن أكل لف وإن شرب أشتف وإن اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث. قالت السابعة زوجي غياياء وعياياء طباقاء كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلا لك. قالت الثامنة زوجي المس مس أرنب والريح ريح زرنب. قالت التاسعة زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد. قالت العاشرة زوجي مالك وما مالك مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك. قالت الحادية عشرة زوجي أبو زرع فما أبو زرع أناس من حلي أذني وملأ من شحم عضدي وبجحني فبجحت إلي نفسي وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق فعنده أقول فلا أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح. أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها رداح وبيتها فساح. ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع مضجعه كمسل شطبة ويشبعه ذراع الجفرة. بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها. جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع لا تبث حديثها تبثيثا ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ولا تملأ بيتنا تعشيشا
قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا وأخذ خطيا وأراح علي نعم ثريا وأعطاني من كل رائحة زوجا وقال كلي أم زرع وميري أهلك قالت لو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر أنية أبي زرع
قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (كنت لك كأبي زرع لأم زرع)
متفق عليه
10 - عن الحكم سمعت أبا وائل قال
: لما بعث علي عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها
البخاري
11 - أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتْ أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ مَعِى فِى مِرْطِى فَأَذِنَ لَهَا فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِى إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِى ابْنَةِ أَبِى قُحَافَةَ وَأَنَا سَاكِتَةٌ - قَالَتْ - فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «أَىْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ مَا أُحِبُّ». فَقَالَتْ بَلَى. قَالَ «فَأَحِبِّى هَذِهِ». قَالَتْ فَقَامَتْ فَاطِمَةُ حِينَ سَمِعَتْ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَجَعَتْ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَتْهُنَّ بِالَّذِى قَالَتْ وَبِالَّذِى قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْنَ لَهَا مَا نُرَاكِ أَغْنَيْتِ عَنَّا مِنْ شَىْءٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/59)
فَارْجِعِى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُولِى لَهُ إِنَّ أَزْوَاجَكَ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِى ابْنَةِ أَبِى قُحَافَةَ. فَقَالَتْ فَاطِمَةُ وَاللَّهِ لاَ أُكَلِّمُهُ فِيهَا أَبَدًا. قَالَتْ عَائِشَةُ فَأَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهِىَ الَّتِى كَانَتْ تُسَامِينِى مِنْهُنَّ فِى الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِى الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ وَأَتْقَى لِلَّهِ وَأَصْدَقَ حَدِيثًا وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ وَأَعْظَمَ صَدَقَةً وَأَشَدَّ ابْتِذَالاً لِنَفْسِهَا فِى الْعَمَلِ الَّذِى تَصَدَّقُ بِهِ وَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ حَدٍّ كَانَتْ فِيهَا تُسْرِعُ مِنْهَا الْفَيْئَةَ قَالَتْ فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَعَ عَائِشَةَ فِى مِرْطِهَا عَلَى الْحَالَةِ الَّتِى دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا وَهُوَ بِهَا فَأَذِنَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِى إِلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ الْعَدْلَ فِى ابْنَةِ أَبِى قُحَافَةَ. قَالَتْ ثُمَّ وَقَعَتْ بِى فَاسْتَطَالَتْ عَلَىَّ وَأَنَا أَرْقُبُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَرْقُبُ طَرْفَهُ هَلْ يَأْذَنُ لِى فِيهَا - قَالَتْ - فَلَمْ تَبْرَحْ زَيْنَبُ حَتَّى عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لاَ يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ - قَالَتْ - فَلَمَّا وَقَعْتُ بِهَا لَمْ أَنْشَبْهَا حِينَ أَنْحَيْتُ عَلَيْهَا - قَالَتْ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَبَسَّمَ «إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِى بَكْرٍ».
مسلم
12 - عن عائشة: أن جبريل جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة
الترمذي
13 - عن أبي بردة عن أبي موسى قال: ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما
أخرجه الترمذي وقال: وهذا حديث حسن صحيح
وهذا غيض من فيض من فضائل تلك الطاهرة العفيفة الشريفة ولو أننا اقتصرنا على آيات التبرئة لكفى
فحسبك الله يا أم المؤمنين
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(132/60)
طلب صيغة شهادة إثبات الإسلام
ـ[سوس العالمة]ــــــــ[23 - 09 - 10, 09:05 ص]ـ
السلام عليكم
أريد من الإخوة صيغة قانونية وشرعية لكتابة شهادة إثبات الإسلام.
أنا قادم على الزواج من فتاة أجنبية مسلمة، وأريد كتابة شهادة إثبات إسلامها حتى يتم الموافقة عليها في إدارة المسجد ويتم بعدها رفع الشهادة إلى إدارة الدولة.
فأرجو منكم صيغة نص الشهادة
والسلام عليكم(132/61)
استشكالات حول ساعات التوقيت الموجودة داخل المساجد فمن يفيدني؟
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المشايخ والإخوة الفضلاء
سلام عليكم
موضوع الجرس الذي يوجد في كثير من ساعات التوقيت داخل المساجد والذي ينطلق مع دخول الوقت أشكل علي ووجدت منه في نفسي.
ألا يمكن أن يشبه من بعض الوجوه نواقيس النصارى التي يستخدمونها للتنبيه على أوقات شعائرهم؟
ألا يمكن أن يكون هذا الصوت من الأصوات الممنوعة خصوصا داخل المسجد؟
ألا يمكن أن يدخل هذا في صوت الجرس المنهي عنه؟
باختصار- يا مشايخ- هل في هذا الجرس محاذير؟
والسلام
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - 09 - 10, 03:07 م]ـ
هناك خاصية في الجهاز تمنع ظهور صوت الجرس
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 09 - 10, 03:21 م]ـ
ألا يمكن أن يدخل هذا في صوت الجرس المنهي عنه؟
ممكن تدلنا على النص الناهي؟
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 03:30 م]ـ
هناك خاصية في الجهاز تمنع ظهور صوت الجرس
جزاك الله خيرا على المعلومة.
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 03:32 م]ـ
ممكن تدلنا على النص الناهي؟
حديث (لا تصحب الملائكة رفقة فيهم كلب أو جرس).
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 03:36 م]ـ
- لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس
الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - لصفحة أو الرقم: 15/ 233
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
?
--------------------------------------------------------------------------------
28 - لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - لصفحة أو الرقم: 1703
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
--------------------------------------------------------------------------------
29 - أن مولاة لهم ذهبت بابنة الزبير إلى عمر بن الخطاب وفي رجلها أجراس فقطعها عمر ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن مع كل جرس شيطانا
الراوي: عامر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف أبي داود - لصفحة أو الرقم: 4230
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
?
--------------------------------------------------------------------------------
30 - لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس
الراوي: أم حبيبة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - لصفحة أو الرقم: 2554
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وهناك ملاحظة اخرى في المساجد غير الاجراس وهي التوقيت بالزوال في الايام الماضيةدخلت مسجدين وكل منهما فيه ثلاث ساعات او اكثر ليس فيها التوقيت بالغروب واذكر قديما رسالة لاحد العلماءفي فساد التوقيت بالزوال حبذا لويات لنا بها احد الفضلاء بارك الله في الجميع
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 06:20 م]ـ
أخي أبا محمد الغامدي.
شكرا على حضورك وما قدمت في الموضوع
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 08:55 م]ـ
اخي فرحان بن سميح العنزي
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا(132/62)
لَمْ أعرفْ لِنفسي رِبَاطاً خَالصاً في ثَغْرٍ!
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 09 - 10, 05:17 م]ـ
قَالَ أبَوْ زُرْعةَ الرازيّ –رَحِمَهُ اللهُ-:
لَمْ أعرفْ لِنفسي رِبَاطاً خَالصاً في ثَغْرٍ!؛
قَصدتُ قَزْوينَ مُرَابطاً، وَمِنْ هِمّتي أنْ أسْمعَ الحَدِيثَ مِنْ الطَّنَافِسيّ، وَمُحَمّدُ بنِ سَعيد بنِ سَابق،
وَدَخلتُ بَيْروتَ مُرَابطاً، وَمِنْ هِمّتي أنْ أسْمعَ مِنْ العباس بنِ الوليد،
ودَخلتُ رُهَا مُرَابطاً وَمِنْ هِمّتي أنْ أسْمعَ من أبي فَرْوةَ الرُّهَاويّ،
فَلا أعرفُ لِنفسي رِبَاطاً خَلَصَتْ نيتي فيهِ.! ثُمَّ بَكَى
الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي (2/ 469)
علق د. علي بن عبد الله الصّياح –حفظه الله-:
وهذا مِنْ شدّة ورعهم ومِنْ تدقيقهم في بابِ النيات
وَإلاّ فطلب العلم عبادةٌ ولا مانع من تداخل العبادات -طلب العلم والمُرابطة-، علماً أنّ من تأمل سيرة هذا الجهبذ عَرَفَ أّنه في رباطٍ وَجِهادٍ مُنذُ نشأتهِ -رحمه الله رحمة واسعةً-،
قال تعالى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (التوبة:122)
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[23 - 09 - 10, 07:40 م]ـ
أخي جهاد حلس
رضي الله عنك
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[24 - 09 - 10, 07:02 ص]ـ
ولك بمثله أخي الحبيب، بارك الله فيك.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[09 - 10 - 10, 06:06 ص]ـ
قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-:
لا يخلصُ لأصحابِ الحديثِ حجٌ، وَسفيانُ بنُ عُيينة حيٌّ!
(يقصد بأنهم يقصدون مكة للسماع من سفيان)
أجوبة أبي زرعة الرازي على سؤالات البرذعي (2/ 769)(132/63)
إجمال الإصابة في أقوال الصحابة للعلائي تحقيق محمد سليمان الأشقر
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[23 - 09 - 10, 07:11 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كان محمد سليمان الأشقر
قبل موته
غفر الله له
قد زل في أمر أبي بكرة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم
وكان قد حقق من قبل كتاب
إجمال الإصابة في أقوال الصحابة
للعلائي
فهل انتقد عليه أحد شيئا من تعليقاته على كتاب العلائي المذكور؟
وجزاكم الله خيرا أساله سبحانه أن يجمعنا و إياكم في الجنة آمين(132/64)
مقال للدكتور صنهات ((كلام ربي .. كلام ربي))
ـ[صقر أبو خالد]ــــــــ[23 - 09 - 10, 11:02 م]ـ
آمل قرأته الى النهايه
كلام ربي .. كلام ربي؟!!
يُذكر أن عكرمة ابن أبي جهل (رضي الله عنه) كان إذا جاء يقرأ القرآن يبكي ويقول "كلام ربي .. كلام ربي"!!
هذا وهو الفتى الذي تسري في شرايينه جينات أكبر أعداء الله في تاريخ الإسلام (المدعو أبو جهل)؟!
فما بال أبناء الشيوخ المؤمنين يخوضون في علوم القرآن ... أو يهملون القرآن ...
أو يستهزؤون بمن يدرس القرآن ... أو يقللون من شأن من يحفظ كلام ربه لعل ربه يحفظه؟! ...
يا لهذا الزمن الغريب الذي ظهر في آتونه من يقول أن تحفيظ القرآن أو تدريس العلوم الشرعية "سر" تخلفنا عن الأمم!!!
هكذا بدون رتوش وبدون مواربة؟! يا للجراءة على القرآن في ارض القرآن؟!!!
الغريب حقاً في زمن الغربة هذا أن التقليل من شأن القرآن لم يعد "فعلا" منقطعا أو "صدفة" حادثة ...
ولكنه فعل ضمن سلسلة مخطط لها من الأفعال والأقوال والتصريحات المتلفزة لتتوافق مع "شنشنة"
أعرفها من جوقة الليبراليين الفاسدة؟!
فقد ترددت الدعوات لمنع "ميكروفونات" الأذان لأنها قد تزعج بني رغال؟!!
ويطرح الآن استفتاء وراء استفتاء في صحف صفراء حول موضوع إغلاق المحلات وقت الصلاة!!!
(هل ضيقت عليهم ربع ساعة من ذكر الله)؟! ومازال الهجوم مستمرا على خطبة الجمعة وزيارة القبور
ومدارس التحفيظ والدعوة إلى الله وبطبيعة الحال ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!
هناك من يقول أن كل ذلك يأتي من باب "جس النبض"؟! ولكن اعتقد أنها تأتي من منطلق "تسجيل أهداف"
واستغلال فرصة الغوغاء التي حدثت في خضم الحرب العالمية على الإرهاب؟! إنها محاولات لتكسير "المقدس" تدريجياً ونزع القيم الإسلامية عروة عروة وفي ذلك مصداقا لحديث المصطفى صلى الله علية وسلم حول تغريب الإسلام حيث قال
(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) وزاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى: قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال (الذين يصلحون إذا فسد الناس (وفي لفظ آخر (الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي) وفي لفظ آخر (هم النزاع من القبائل) وفي لفظ آخر (هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير) رواه مسلم.
هذا القران هو "الحياة" لنا والفخر لأجيالنا وقد وصفه من لا ينطق عن الهوى فقال صلى الله عليه وسلم
(كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله،
ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم .. )
إلى أن قال (هو الذي من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم) أخرجه الدارمي.
القرآن هو معجزة الإسلام الأولى ... وسلاحه الأشد في الحرب والسلم ... به يُطلب العدو ...
وبه تدفع الغزاة ... وفي باطنه جل ثقافة الإسلام وتعاليمه ...
لذلك كان القرآن دائما المستهدف الأول في المعركة الأزلية بين الحق والباطل ...
فهذا كذاب اليمامة حاول تقليد القرآن والتقليل منه .... ثم تولى القساوسة زمام المبادرة في التهجم على القرآن
- بدءً من يوحنا الدمشقي والقس البيزنطي نيكيتاس- الذي فرغ حياته الكسيفه للطعن في القرآن
فخاب وخسر وسقطت بيزنطة في يد الأتراك العثمانيين ...
لأنهم كانوا يحملون القرآن ... وعندما بدلوه تبدلت حياتهم إلى فقر وتشرذم وتواضع في ميزان القوة الدولي ...
وهاهي أوروبا تضن عليهم من الدخول في الاتحاد الأوروبي؟!
وعمل المستشرقون عملتهم بالتشويش والتقليل من القرآن!!!
وعملت استخبارات الانجليز النون وما يعملون من اجل السيطرة على الهند المغولية المسلمة بفصل القرآن عن حياة الناس وتفكيرهم فغدوا مثل الهندوس لا يهشون ولا ينشون؟!
ولعل اكبر هجوم على القرآن نشاهده الآن من الهولندي البغيض >_< فيدلر والأمريكي المتعصب مايكل سافدج
ثم في صحف الفئة التغريبية الضالة حيث يتم التسويق لمفهوم "العقلانية"
وهي بلا شك تمثل المسمار الأول في نعش كل المفاهيم الإيمانية التي يحفل بها القرآن ويدعو إليها؟!
"العقلانية" منهج فاسد ينفي أول ما ينفي الوحي وفي ذلك هلاك الأول والتالي من قيمنا ومنهجنا الفكري ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/65)
فكيف يصعد مناصروا هذه الفلسفة الخائبة على المنابر الإعلامية ويحتلوا مساحة كان من الأفضل أن تُنشر فيها إعلانات الوفيات؟!
اليوم كما نرى في صحف الوطن المعطاء، شحذ كتّاب المارينز أقلامهم ورموا عن قوس واحدة يسعون لإبدال القرآن بالفلسفة والهرطقة و"كلام نواعم"؟!
وتقديم أقوال كانط وسارتر وروسو وغيرهم من حثالة الغرب على قال الله وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟!
وقد تجرأ دكتور اللسانيات (قطع الله لسانه) ليقلل من شأن الإعجاز العلمي في القرآن
في حين اعترف الباحثون والمتخصصون في الطب والعلوم والفلك بالإعجاز الرهيب والتحدي الكبير الموجود في كتاب الله؟!
ثم جاءت الطامة بمستوى متطور عندما كتب أحدهم يدعو إلي التخفيف:"" (من حصص أو دروس القرآن والعلوم الدينية على طلاب المدارس؟!
عندها تذكرت "كذاب اليمامة"؟! وعروسته الحمقاء سجاح التي امهرها بالتخفيف على الناس من الصلاة؟!
كما تهتز الأرض تحت العيص ... لابد وأن تهتز مشاعر المسلم وهو يستمع لمن يقترح التخفيف من تدريس القرآن للأجيال الصغيرة؟! ليت شعري، ماذا ندرسهم غير القرآن؟! إذا كانت الاقتراحات مقبولة وتأتي من أي كان؟
والصبيان باتوا يتحدثون عن مجتمعنا ومشاكله
(وحتى شواذ الإعلام اللبناني يناقشون حجابنا وقيمنا ومناهجنا التعليمية على الفزاء مباشرة>_<؟!)،
فأنا احمل دكتوراة الفلسفة في الإدارة الإستراتيجية من جامعة أمريكية معروفه
لذا اقترح أن نعود اليوم وليس غدا إلى "عصر الكتاتيب" ونركز على تحفيظ القرآن للأجيال الصغيرة ...
فذلك لهم شرف ولأمتهم رفعة ولن يأتي لهم إلا بالعزة والتمكين
(هيا بنا نقرأ "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون")؟!
على الأقل إذا لم يستفيدوا من النفط في بلاد الذهب الأسود فليغادروا هذه الدنيا وفي قلوبهم آيات بينات من كتاب عظيم؟!
{في عصر الكتاتيب اخترعنا الجبر ... وأدهشنا العالم بالخوارزميات ... وأرسلنا "ساعة" هدية إلى ملك ألمانيا فجمع رجاله وقال لهم "اخرجوا الجني من هذه الملعونة"؟! ... في عصر الكتاتيب أسر المصريون ملك فرنسا ولم يطلقوا سراحه إلا بفدية ثمينة- وليتهم والله علقوه كما عُلق صدام؟! -في عصر الكتاتيب دفع الروس الجزية لبيت مال المسلمين غصب (ن) عليهم ... وبقي الفرنسيون على وجل لأن جيوش الحافظين تعسكر على بعد 20 كيلومتر فقط من عاصمة النور؟!
ولم ينم الناس في روما قرونا عدة لأن جيوش التوحيد تسيطر على صقلية ويفصلهم معبر مائي صغير عن ارض الطليان؟!
وفي عصر الكتاتيب كتب زعيمنا هارون الرشيد لزعيم الروم يقول "من هارون الرشيد إلى نقفور كلب الروم: الجواب ما تراه لا ما تسمعه"؟!
أما اليوم فقد ولغت كلاب الروم في دماء أهل عاصمة الرشيد كما لم يفعل المغول من قبل؟!
في عصر الكتاتيب إذا صفعت امرأة عربية في أي بلدة من المعمورة أصبحت بلدة مطمورة ... حيث تستنفر الجيوش وتتحرك الكتائب فتدك القلاع والحصون (بلا أمم متحدة بلا هم)؟!
أما اليوم فقد بحت أفواه الصبايا اليتم في بلداتنا العربية ذاتها والمعتصم يتمشى في الشانزيليزية؟!
إذا أهملنا القرآن وآياته البينات أين سنذهب؟ وماذا سنحقق؟ هل سنصل إلى المريخ (لا نريده)؟! هل سنصنع صواريخ (لا نريدها)؟ هل سندخل نادي القوى النووية (لا نريدها)؟
نحن لا نريد إلاالقرآن فهو يوصلك إلى ما هو أبعد من المريخ (الله عز وجل يذكرك فيمن عنده)؟!
قال صلى الله عليه وسلم (إن القوم الذين يجتمعون يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم تنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده)، وأي شرف أكبر من هذا الشرف!!
هذه الحمر المستنفرة كأنها فرت من قسورة هل تضن علينا أن لا يذكرنا ربنا فيمن عنده؟!
وقد اثبت القران انه أقوى من الصواريخ والقنابل النووية؟!
فكل ما في مفاعل ديمونة من صواريخ وقنابل توازنت في الرعب والأثر مع شاب فلسطيني حافظ للقران على صدره يتجه إلى مطعم إسرائيلي يحمل لهم "هدية صغيرة" مربوطة على صدره؟ فأنسحب يهود شارون من غزة وهم صاغرون؟!
والقران أقوى من الحواسيب والتقنية فاليوم مثلا قد لا تستطيع أكثر نظم مساندة القرارات تطورا حساب قسمة الميراث ...
ولكن القرآن حسمها في آيات معدودات تتلى منذ أربعة عشر قرنا إلى يوم يبعثون؟!
سنظل نسمع كلامهم ونرفع اكفنا ونقول "اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، اللهم اجعله شفيعاً لنا، وشاهداً لنا لا شاهداً علينا، اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، اللهم حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، برحمتك يا أرحم الراحمين، سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/66)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:35 ص]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل.(132/67)
سلسلة الفوائد (5) ما حكم القول أن "المادة لا تفنى ولا تزول ولم تخلق من عدم"؟
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 11:43 م]ـ
حكم القول بأن المادة لا تفنى ولم تخلق من عدم
السؤال
: ما حكم القول أن "المادة لا تفنى ولا تزول ولم تخلق من عدم"؟
الجواب
:
الحمد لله
"
القول بأن المادة لا تفنى وأنها لم تخلق من عدم كفر، لا يمكن أن يقوله مؤمن، فكل شيء في السماوات والأرض سوى الله فهو مخلوق من عدم، كما قال الله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) الزمر/62، وليس هناك شيء أزلي أبدي سوى الله.
وأما كونها لا تفنى فإن عَنَى بذلك أن كل شيء لا يفنى لذاته فهذا أيضاً خطأ وليس بصواب؛ لأن كل شيء موجود فهو قابل للفناء، وإن أراد به أن من المخلوقات ما لا يفنى، بإرادة الله فهذا حق، فالجنة لا تفنى، وما فيها من نعيم لا يفنى، وأهل الجنة لا يفنون، وأهل النار لا يفنون
.
لكن هذه الكلمة المطلقة
"المادة ليس لها أصل في الوجود، وليس لها أصل في البقاء" هذه على إطلاقها كلمة إلحادية، فنقول: المادة مخلوقة من عدم، فكل شيء سوى الله فالأصل فيه هو العدم.
وأما مسألة الفناء فقد تقدم التفصيل فيها
. والله الموفق" انتهى.
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
.
"فتاوى العقيدة" (صـ 719).
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[25 - 09 - 10, 03:26 ص]ـ
السلام عليكم
هل من مزيد من التفصيل من كلام الشيخ العثيمين في هذه المسألة؟؟
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 02:35 م]ـ
قال الشيخ: مسألة الفناء فقد تقدم التفصيل فيها ...
إذاً تكلم الشيخ عنها وهذا أكيد، ولكن أين لا أعرف.
ممكن تبحث في المكتبة الشاملة.
لأن الحاسوب يحتضر هذه الأيام.
لعل أخا يسعفك.
لكن من المحقق أن المسألة فلسفية بحته تدور في مسألة العدم والجود والفناء.
أظن في شرحه لتدمرية.
والله أعلم واحكم.
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[25 - 09 - 10, 02:43 م]ـ
للأسف الشديد فنسختي من المكتبة الشاملة لا تعمل!
و الكتب المطبوعة عندي محدودة جدًا!!
حبذا لو تكرم احد الأخوة بمساعدتنا و البحث عنها .. جزاكم الله خيرًا
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 02:53 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
للأسف الشديد فنسختي من المكتبة الشاملة لا تعمل!
و أنا كذلك.
ربي أعن.
أن كنتت تبحث عن هذه المسألة تجدها في أي كتاب عقائدي، شيخ الإسلام له مباحث كثيرة فيها ممكن تتطلع عليها.
ولكن أنت أخي الفاضل خصصت الكلام من كلام العلامة أبن عثيمين - رحمه الله -
________________________________
على الذين لم يتم قبلوهم هذه السنة في الجامعة الاسلامية .... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=219525)
في خاطري كلمةٌ أحببتُ أنْ أبوحُ بهِ لكمْ في تجديدِ لون ملتقى الحديث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=182493) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/multipage.gif 1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=182493) 2 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=182493&page=2) )
سلسلة الفوائد (6) قال الشيخ الحازمي:هذه مع احترامي لأهل العلم وتقديرنا لهم؛ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=222517)
سلسلة الفوائد (4) قال ابن العربي المالكي: سمعت فتاة ببغداد تقول لجارتها .... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=222162)
كَيْف نثبت بَعَد رَمَضَان؟؟؟ يَلَمْلَم لِلرَّحِيلِ ونلَمْلَم للمَرَاجَعهِ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113663)
المقدمه المنطقية التي لايسع الطالب جهلها - قسم التصديقات - ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=174006)
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[25 - 09 - 10, 03:54 م]ـ
لا يقصد بالتخصيص عدم الرغبة في معرفة أقوال شيخ الإسلام في هذه المسألة
ولكن .. كما تعلم فكتب شيخ الإسلام فيها شيء من الصعوبة على العوام الجهال مثلي .. و كلام الشيخ ابن العثيمين ميسر على الفهم
ـ[عليّ بن جعفر]ــــــــ[25 - 09 - 10, 04:51 م]ـ
يا إخوة: تلك المقولة العلمية المشهورة (المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم) أصلها صحيح لكنها مصاغة بطريقة مادية إلحادية ..
للاستزادة عنها بتأصيل علمي، راجع كتاب (الفيزياء ووجود الخالق) للدكتور جعفر شيخ إدريس، من بداية فصل (الفيزياء وأصل الكون) من صفحة 69 حتى 82.
لتحميل الكتاب من هنا: http://www.4shared.com/document/x
السؤال
y4mVTY/___online.htm
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[25 - 09 - 10, 05:10 م]ـ
جزاك الله خيرًا .. و لكن إن كان أحد من الاخوة يستطيع أن يأتينا بقول الشيخ العثيمين .. فجزاه الله خيرًا(132/68)
سلسلة الفوائد (6) قال الشيخ الحازمي:هذه مع احترامي لأهل العلم وتقديرنا لهم؛ هذه ليست بلاغة العرب وإنما هي بلاغة العجم. لماذا؟
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 01:09 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،،، وبعد:
ذكر الشيخ أحمد عمر الحازمي في إحدى دروسه منهجية دراسة البلاغة فارتأيتُ تفريغ ما قال لتعم الفائدة وقد كان - ولله الحمد - وها هي بتصرف يسير جدا -:
" ... السلم أن يدرس مائة المعاني والبيان لابن الشحنة لكن بشرح متوسط أو موسع، ثم يشرع في عقود الجمان للسيوطي إن كان يريد أن يحفظ ألفية، وإن لم يرد يعتكف على التلخيص، ويأخذ شرحا أو شرحين، وثَمّ ما يسمى بشروحات التلخيص مطبوعة مع بعضها البعض ... التفتازاني ... المختصر والمطول ... هذه مع احترامي لأهل العلم وتقديرنا لهم؛ هذه ليست بلاغة العرب وإنما هي بلاغة العجم. لماذا؟ لأنهم أرادوا أن يشرحوا البلاغة التي تكون مفتاحا لفهم بلاغة القرآن وتدبر القرآن فإذا بهم قد دمجوا علم البلاغة بما لا يكاد يكون له نظير إلا في علم الأصول بالمنطق والكلام، فخرج العلم من حيث كونه علما موروثا عن العرب يفهم به دلالات نصوص الوحيين إلى كونه مسلمات ومقدسات يقينية ونظرية وشكل أول وشكل ثاني ... صارت هذه الشروحات كلها تعني بهذه.
لكن التلخيص مع الإيضاح للقزويني نفسه، لأنه لما ألّف التلخيص قيل له غمض الكتاب، يعني أن فيه اختصارا يحتاج إلى إيضاح فألف الكتاب الذي هو الإيضاح فجعله كالشرح، وهذا أنفس شرح للتلخيص وإن لم يكن مشروحا، عليه حاشية الدسوقي لكنها حاشية إذا أردت أن تطبق وتمارس علم المنطق فعليك بهذه الحاشية للدسوقي ودرستم معي فيما سبق المنطق والشكل الأول والثاني صورهما موجبة ... تطبقها في حاشية الدسوقي على الإيضاح، وكذلك تجدها في المطول وغيره لكن الدسوقي على جهة التعيين، وهي ليست ببلاغة العرب بل يكاد الكلام خرج عن لسان العرب وإنما هو لسان أعجمي ولُكنة وكلام فيه شيء من الصعوبة لكن الإيضاح على التلخيص مفيد جدا، ثم تنكب انكبابا تاما على كتب التفسير، وكتب التفسير هذا التفسير من العلوم التي طبقت ولم تحترق بعد يعني علم لم ينته بعد وكتب التفسير مشهورة.
إذن السلم هو مائة المعاني والبيان لابن الشحنة ثم عقود الجمان للسيوطي إذا أردت أن تحفظ ألفية ثم تنكب على كتب التفسير وإن لم ترد مائة المعاني والبيان لابن الشحنة فحينئذ نقول الجوهر المكنون وعليه حلية اللب المصون وقد شرحناه وانتهينا منه فيما مضى، وبعد ذلك تدخل في عقود الجمان للسيوطي، يعني يكفيك متنان في هذا الفن كله إما الجوهر مع العقود أو التلخيص مع الإيضاح وإما مائة المعاني والبيان مع العقود أو التلخيص مع الإيضاح ثم بعد ذلك تنتهي وما عدا ذلك كله خلاف وآراء رجال، يعني الذي صعب الفن أو استصعبه طلاب العلم في الفنون التي هي علوم آلة هو أنهم ينظرون إلى أن كثرة الكتب هذه معناه أنك لن تحيط بالعلم إلا إذا وقفت على جميع المصنفات هذا غلط. لا في النحو ولا في الصرف ولا في البيان. يمكن اختصارها في بضع كتب هذا من جهة ضبط الفن، نعم التأليف - أو المتخصص - لابد من النظر في كثير من المصنفات من أجل التوثيق فحسب، وأما من أجل إدراك العلم فهذا يكفيك في كل علم مختصر ومطول، ثم بعد ذلك إذا دخلت في صميم المقصود من هذه العلوم لأن هذه العلوم علوم آلة، يعني لا ينبغي لطالب العلم أن يعتكف عليها أكثر من وقتها، لها وقت معين فيتجاوزها وتبقى معه، ليس معنى يتجاوزها يتركها وإنما يتجاوزها وتبقى معه، فإن أشكل عليه شيء ما حينئذ رجع إلى كتب كل فن، النحاة في كتبهم والصرفيين في كتبهم وكذلك البيانيين لأنه لابد أن يقع لك إشكال ما في تفسير آية .. كناية .. استعارة .. مصرحة مرشحة .. قد يشكل عليك بعض الشيء فترجع وتبحث، وأما أنك تأخذ كل كبير وصغير عند دراسة الفن فليس الأمر كذلك لأنك لو بقيت عمرك كله ما انتهيت لو أردت أن تأخذ في علم البيان كل صغير وكبير جميع المصطلحات العامة في الفن والخاصة لكل عالم وما يرد عليه وما يعترض، إذن ستبقى عشر سنين في علم البيان وستبقى عشر سنين في علم النحو وعشر سنين في علم الصرف ثم إلى القبر ولم تدخل إلى علم المقاصد. لا. هذا لا يصلح وإنما هكذا ستبقى معك إلى ما شاء الله أن تبقى ... "
حفظ الله الشيخ وجزاه الله خيرا
وللعلم فإن دروسه يومية وتنقل على موقعه
وما أكبر المكتبة الصوتية لديه ( http://www.alhazmy.net/articles.aspx?article_no=16) ما شاء الله تبارك الله.
علما: منقول ....
ـ[محمد فهمي محمد شري]ــــــــ[24 - 09 - 10, 01:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حفظه الله، والله ما رأيت مثله.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:08 ص]ـ
وتبقى هذه كُلُّها - حتى المائة والعقود والتلخيص والإيضاح - مُعرِّفةً، ومنظِّمةً لضبطِ المسائل والحدود والأمثلة والتقسيمات.
وكُلُّ الصَّيدِ في جوفِ الفَرَا (القرآن المحكم)، وكلام بلغاءِ العرب، وأدبائهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/69)
ـ[الأبهيشي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:30 ص]ـ
و للشيخ عبدالعزيز الحربي كلام نفيس عن علم البلاغة .. تجده في أول درس له في البث الإسلامي .. و من ضمن ما ذكره = رحلته في طلب هذا العلم "البلاغة" و الفرق الذي وجده بين دراسته على الشناقطة و دراسته على المصريين في هذا العلم!
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 10:55 ص]ـ
اهلا بالاخوة:
محمد فهمي محمد شري.
خليل الفائدة.
الأبهيشي.
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:15 م]ـ
حاشية الدسوقي على الإيضاح .... هذا مال قاله الشيخ الحازمي.
هل الدسوقي له حاشية على الإيضاح؟؟؟
الذي أعرف حاشيته على مختصر المعاني للتفتازاني .....
تقع في اربع مجلدات ضخمة تحقيق: الدكتور خليل ابراهيم خليل
الا ان تحقيق ضبط نص لا اكثر ....
وترتيب المتن وشرح التفتازاني ثم الحاشية وهو تريب لا ارغب فيه.
طبته دار الكتب العلمية ...
وهوميدان رحب لطالب العلم منطق نحو مسائل صرفية قليل مع شرحه لعبارات التفتازاني بما فيها البلاغة .....
كذلك حاشيته على مغني اللبيب ...
والله اعلم واحكم.(132/70)
مسائل في صحيح البخاري
ـ[الضبيطي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 01:43 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أما بعد
فهناك مسائل ذكرها الشيخ خالد بن عبدالعزيز الهويسين في بعض المؤلفات يبين ما في المصنفات من ميزات وما لها من شروحات مما يفيد طالب العلم والفائدة ويختصر له أوقاتا قد ينفقها في قراءة كتب كثيرة تتحدث عن الكتاب أو مؤلفه وخصائصهما وشيخنا خالد الهويسين قل أن يلقي درسا علميا في كتاب ما إلا أعطى مسائل في المصنِّف والمصنَّف مما ييسر على الطالب الانتفاع من الكتاب في يسر وسهولة. وإن شاء الله سأكتب مسائل في الكتب الستة أولا ثم ما بعدها مما ألقاه الشيخ خالد في دروسه بعد عرضها عليه. والله ولي التوفيق، وهو المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المسائل الأولى: مسائل تتعلق بصحيح البخاري
1. اسم الكتاب: الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه.
2. اسم المؤلف: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة الجعفي، يكنى بأبي عبدالله.
3. صنف البخاري كتابه هذا في أربع عشرة سنة يتنقل به من بلد إلى أخرى.
4. أجمعت الأمة على أن هذا الكتاب أصح الكتب بعد كتاب الله إلا نزر يسير من أحاديث اختلف فيها.
5. أن سبب تصنيف البخاري لهذا الصحيح هو أنه سمع شيخه الإمام إسحاق بن راهويه يقول: لوددت أن تجمع سنة محمد صلى الله عليه وسلم الصحيحة، أو نحو ذلك.
6. أن البخاري انتقى أحاديثه من ست مئة ألف حديث.
7. حرص البخاري في صحيحه على تخريج الأحاديث التي ليست بطوال.
8. أن البخاري يكرر الحديث ويقطعه ليستنبط منه حكما فقهيا.
9. مما استفاد البخاري في تبويباته من شيخه إسحاق بن راهويه وغيره.
10. اختلف في عدد الأحاديث التي اشتمل عليها الصحيح، فقال جماعة: هي 4000 حديث من دون المكرر، و7000 حديث بالمكرر، وقال بعضهم: نيف وأربعة آلاف من دون المكرر، وسبعة آلاف ونيف بالمكرر.
11. أن الحفاظ الكبار أقروه على جمعه.
12. حدث البخاري عن نفسه أنه ليس كل حديث لم أورده في الصحيح أنه غير صحيح بل هناك أحاديث صحيحة أعرضت عنها، ولم أذكرها في صحيحي.
13. أن الحديث إذا لم يصح عند البخاري كأن يكون ضعيفا أو في سنده علة أو كلام، فإنه يجعله تبويبا، فتبويبه حديث لكنه لم يصح عنده.
14. لم يعرف أن البخاري ومسلما ذكرا شروطا لهما في الصحيحين، وإنما أخذها الحفاظ بالاستقراء.
15. استدرك الحاكم على البخاري ومسلم أحاديث جمعها في كتاب سماه المستدرك على الصحيحين يريد أنها وافقت شروطهما، ولم يروياها في صحيحيهما، وفي كثير منها ليس الصواب معه.
16. أن الدارقطني انتقد على البخاري ومسلم ما يقارب مئة وعشرين حديثا أكثرها جانب فيها الصواب.
17. شروح البخاري كثيرة تزيد على الخمسين أو المئة شرح، وهذه الشروح على ثلاث مراتب بالنسبة لوجودها فمنها المفقود ومنها المخطوط ومنها المطبوع، وهي قليل مثل: شرح ابن بطال، وليحذر منه في باب العقائد والأسماء والصفات، وشرح للحافظ ابن رجب لم يتمه وصل فيه إلى كتاب الجنائز، وشرح للحافظ ابن حجر ويحذر منه أيضا في باب العقائد والأسماء والصفات وإن كان أحسن الشروح. وشرح النووي جزءا منه، وشرح ابن التين جزءا منه أيضا، وشرح ابن كثير جزءا أيضا وشرح صديق حسن خان تجريده في ستة أجزاء كبار.
18. قال الذهبي: من تدبر كتاب الله ثم الصحيحين ثم سنن النسائي ثم الأذكار للنووي ورياض الصالحين له أيضا، فإنه يفلح وينجح.
19. أوذي البخاري في آخر حياته حتى دعا ربه أن يقبضه إليه، فما أتم شهرا حتى لحق بربه.
20. ساق الخطيب بإسناده إلى الطواويسي أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقوفا فقلت: ما سبب وقوفك يا رسول الله؟ قال: أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري. فاستيقظت، فوجدت أن البخاري مات في تلك الساعة.
21. أنه لما وضع البخاري في قبره فاحت من قبره رائحة المسك. ذكرها ابن حجر في آخر صحيفة من هدي الساري.
تمت المسائل ولله الحمد والمنة وصلى الله على نبينا محمد
ويتبعها مسائل في صحيح مسلم إن شاء الله [/ SIZE][/FONT][/CENTER]
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:23 م]ـ
جزاك الله وشيخنا خير الجزاء ............ ونحن بانتظارك
ـ[أبو سالم الجامع]ــــــــ[24 - 09 - 10, 04:11 م]ـ
جزاك الله خيرا
ننتظر المزيد
ـ[الضبيطي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 06:46 م]ـ
جزاك الله وشيخنا خير الجزاء ............ ونحن بانتظارك
وأنت كذلك أخي فرحان
شاكر لك مرورك
ـ[الضبيطي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 06:47 م]ـ
جزاك الله خيرا
ننتظر المزيد
وأنت كذلك أخي أبي سالم
شاكر لك مرورك(132/71)
(المُشْتغِلونَ بالحَديث ِ أقسام ٌ ثلاثة ٌ) -عبد الله السعد-!!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:20 ص]ـ
قال الشيخ المحدث / عبدُ الله بنُ عبد ِ الرحمن السعد.
وسُئل:
كيف يُحكم على الراوي؟
ج: يحكم عليه بتتبع حديثه ـ كما تتبع ابنُ حبان َ بقية َ بن الوليد وقال (دخلتُ الشام وكتبت حديثه العالي والنازل) ورجح أنه لا يُحتج به، وكذلك يفعله ابنُ عدي، فيقول (لم أجد له حديثا ً منكرا ً).
وبعض الأئمة –وهم القلة- لا يفعلون ذلك، كالعقيلي، فينقل عن البخاري وابن معين وغيرهما.
وفي هذا العصر الأمر غير موجود، وأقصد الذين يشتغلون بعلم الحديث وهم أقسام ثلاثة:
1_ الذين يأخذون بحكم الحافظ ابن حجر (وهم الغالب)
2_ من يتتبع أقوال العلماء في هذا الرواي، فيراجع تهذيب التهذيب، والميزان، والتاريخ الكبير، والجرح والتعديل، (وهم أقلاء)
3_ من يتتبعون أحاديث الرواي، ثم يحكمون، و (هم قلة القلة) ولا يوجد اناس يهتمون بعلم الجرح والتعديل، ولا أعلم في هذا العصر تقدم فيه إلا (عبد الرحمن المعلمي) فلا أعلم منه في الجرح والتعديل في هذا العصر، وهذا الشخص عنده تمكن في الحكم على الرجل وعنده قواعد.
مقال آخر (خمسُ قواعد َ في الحكم ِ على الرجال).
قال الشيخ:
وهي –تقريبا- خمس قواعد، من طبقها تستطع أن تحكم كلَّ عالم ٍ وميزته عن باقيه:
1_ أن تراجع كلام أهل ِ العلم فيه، وهذا الغالب على الناس، وأكثرهم يسلك هذا المسلك.
2_ دراسة آثار هذا العالم، وهو أهم شيء، فإذا أردت أن تعرف منزلة الدراقطني وقوة حفظه فارجع إلى كتاب العلل، فهو كما قال الذهبي (إذا قرأت كتاب العلل تندهش ويطول تعجبك) واقرأ كتابه (المؤتلف والمختلف)
فمثلا ً: كل شخص اسمه أجمد أتى به سواءً كان اسمَه أو اسم أبيه أو جده كل راو ٍ، حتى ولو لم يرو ِ الحديث، بل نقل عنه شيء من العلم أو اللغة.
أنت إذا أردت أن تبحث عنه، فلا بد أن تقرأ كتاب البخاري كاملا ً حتى تعرفه، لأنه غير موجود ٍ في الأحرف، وهذا يدل على قوة حافظه، وحتى مثلا ذكر الدارقطني من اسمه حصين أو اسم أبيه أو جده ذكره، حتى ذكر اسمَ المقبرة التي توفي فيها (حصين).
ومثلا ً الإمام محمد بن حزم، هو من أذكياء العالم، إذا قرأت كتابه " الإحكام " في المجلد الثاني أتى بقواعد جديدة لم يُسبق إليها وستترى العجب العجاب.
كذلك إذا أردت أن تعرف ذكاء أبي الوفاء ابن عقيل، فكما قال شيخ الإسلام (من أذكياء العالم)
وإذا أردت أن تعرف قوة ومنزلة شيخ الإسلام، فاقرأ كتابه (درء تعارض العقل والنقل)
يأتي بقول أبي الحسن وأبي المنصور والباقلاني والغزالي والآمدي والرازي وأبي بكر بن العربي المالكي، ثم يرد عليها ويفندها قولا ً قولا ً، بل كل قول يفنده - أحيانا ً -من عشرين وجها ً.
ولم يصب الذهبي حينما قال (ابن دقيق العيد أفقه من ابن تيمية) ونعرف هذا إن درسنا آثار شيخ الإسلام وآثار ابن تيمية وهو القسم الثالث.
3_ المقارنة، فتقارن كلام هذا العالم وهذا العالم، فسيتبين، ولم يتكلم ابنُ دقيق ٍ العيد في حضرة شيخ الإسلام، وقال (رأيت رجلاً كأن العلوم بين يديه يأخذ ما يريد ويدع ما يريد)
وكما قيل (لا تعلم منزلة معلمك حتى تجالس غيره) ويلجأ لهذا أهل الحديث فيقولون (مسعر بن كدام أحفظ من سفيان الثوري) وكلاهما من الكبار، لكن نعرف القوة بقول أبي حاتم! وكيف عرف أبو حاتم؟ بالمقارنة.
4_ يعرفُ الرجل من خلالِ شيوخه، فشيخ الإسلام خرَّج ابن عبد الهادي (من كبار الحفاظ) وابن مفلح (من كبار الفقهاء) والذهبي وابن كثير وشمس الدين ابن القيم.
والإمام أحمد خرّج أبا داود (من كبار علماء الأمة) وابنه عبد الله وابنه صالح.
5_ يعرف الرجل من خلال ِ تلاميذه، فابن القيم من كبار العلماء، وهذا يدل أن شيوخه من كبار العلماء، ومثله ابن عبد الهادي من الحفاظ، وهذا يدل على قوة شيخه الحافظ الحجاج المزي.
فإن أردت أن تعرف منزلة كل شخص، فطبق هذه القواعد.
مقال آخر (الناس على أقسام ٍ ثلاثة، وثناء السعد على شيخه محمد بن صالح العثيمين).
1_عامة، وهم (الغالب)
2_ حفاظ، فلا يأتي بزيادة، بل ناقل، وهذا الغالب على طلبة العلم، بل فيهم من هيئة كبار العلماء.
3_ يأتون بأشياء لم يُسبق إليها، وهذا يدل على قوة هذا الشخص.
فإن أردت أن تعرف قوة الشيخ محمد العثيمين، ترى يأتيك بأشياء لا توجد بالكتب، فكنا نراجع الدرس الذي سيتكلم به الشيخ محمد، فلا نشعر إلا أنه أتى بأشياء جديدة.
4_ جمع بين الحفظ والشيء الجديد، وجمع بينهما (ابن حزم) و (شيخ الإسلام)
بل قال الذهبي: كل حديث ٍ لا يعرفه شيخ الإسلام، فليس بحديث!!
اهـ شبه َ تفريغ ٍ منَ شرح (جامع الترمذي) في الشريط الثالث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/72)
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[24 - 09 - 10, 06:59 ص]ـ
كان محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله ممن يتتبعون أحاديث الراوي؛
وكان آية في الحفظ،
و ما أراه أوتيه إلا من تقواه
و الله حسيبه.
و ما أُرى - في ما أعلم - من ارتفع من حفاظ الحديث إلا بتورعه في أمور النساء و البصر،
و حفظ القلب و العقل عن الفكرة فيهن،
وأنّى للناس هذا إلا من أراد الله للمسلمين من قِبَلِه خيرا فرزقه الصبر عن الفكرة ابتغاء وجه ربه فأحب لنساء الناس ما يحب لنسائه!
اللهم اختم لنا و لإخواننا بخير و اجمعنا بهم في الجنة و نجنا من النار آمين
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 09:34 ص]ـ
تعقيب رائع ٌ، جزاك الله خيرا ً، وزوَّجكـ الفردوس.
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[24 - 09 - 10, 07:16 م]ـ
و ما أُرى - في ما أعلم - من ارتفع من حفاظ الحديث إلا بتورعه في أمور النساء و البصر،
و حفظ القلب و العقل عن الفكرة فيهن،
أحسنت لله درك
وفرج الله عن شيخنا
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:27 م]ـ
جزاكم الله خير، درر، نفع الله بكم،
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:47 م]ـ
وفرج الله عن شيخنا
امين .. امين
اللهم فك اسره
اللهم فك اسره
اللهم فك اسره
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 04:24 ص]ـ
وبمثله جزاكم.
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 09:00 م]ـ
كان محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله ممن يتتبعون أحاديث الراوي؛
وكان آية في الحفظ،
و ما أراه أوتيه إلا من تقواه
و الله حسيبه.
و ما أُرى - في ما أعلم - من ارتفع من حفاظ الحديث إلا بتورعه في أمور النساء و البصر،
و حفظ القلب و العقل عن الفكرة فيهن،
وأنّى للناس هذا إلا من أراد الله للمسلمين من قِبَلِه خيرا فرزقه الصبر عن الفكرة ابتغاء وجه ربه فأحب لنساء الناس ما يحب لنسائه!
اللهم اختم لنا و لإخواننا بخير و اجمعنا بهم في الجنة و نجنا من النار آمين
جميل ....
بارك الله فيك
ـ[محمد براء]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:36 ص]ـ
و ما أُرى - في ما أعلم - من ارتفع من حفاظ الحديث إلا بتورعه في أمور النساء و البصر،
و حفظ القلب و العقل عن الفكرة فيهن،
وأنّى للناس هذا إلا من أراد الله للمسلمين من قِبَلِه خيرا فرزقه الصبر عن الفكرة ابتغاء وجه ربه فأحب لنساء الناس ما يحب لنسائه!
اللهم اختم لنا و لإخواننا بخير و اجمعنا بهم في الجنة و نجنا من النار آمين
أكرمك الله
قال تلميذه الشيخ أبو حمزة الأزهري السلفي - نفع الله به - في ترجمته:
" بل إنني رأيت من حيائه ما تعجبت منه، فأذكر أنني صحبته يوما من عمله إلى بيته سيرا على الأقدام، وقبل البيت بقليل استأذن الشيخ يسبق على الدراجة إلى البيت وانصرف ..
وحين وصلت أنا وجدت الشيخ لا يزال واقفا تحت البيت فتعجبت!
فقال لي أنه يستحيي من الدخول، ففهمت أن نساء ما بالمدخل ..
وماهي إلا لحظات وخرجن من المدخل ..
وكانت أكبرهن في حدود الثانية عشرة من عمرها!! "
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124088
بالله عليك يا أخ عبد الرحمن إن كنت تعرف شيئاً من أخبار الشيخ في هذا الباب فأخبرنا بها ..
كَرِّرْ عليَّ حديثَهُم يا حادِي = فحديثُهُم يجلو الفُؤادَ الصَّادِي
((ليس في هذا الموضوع طبعاً وإنما في موضوع ترجمة الشيخ الذي في الرابط))
اللهم اختم لنا و لإخواننا بخير و اجمعنا بهم في الجنة و نجنا من النار آمين
آمين آمين
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 02:38 م]ـ
أخي (البوجليلي) و (محمد براء)
شرفتما المقال.(132/73)
هل يغني السواك عن معجون الأسنان والعكس؟؟؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 - 09 - 10, 11:51 ص]ـ
هل يغني السواك عن معجون الأسنان والعكس؟؟؟
هل المقصود إستخدام السواك بحد ذاته ام ان الغاية تنظيف الأسنان بأي وسيلة طيبة
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:26 م]ـ
التنظيف مطلقا هي عبادة مما لا شك فيه والجمالية للمسلم مطلوبة شرعا.
السواك (التسوك) عبادة ولا يتخلف بها اثنان ولا يتناطح بها كبشان (ابتسامة)
لو تلاحظ إلى كلام العلماء في مسألة التسوك:
بعضهم حوز الخرقة
بعضهم جوز الاستياك بالاصبع
بعضهم بعود غير مضر كعود الرمان لانه يجرح ويخرج الدم
وبعضهم اقتصر على السواك
وفيما تقدم قالوا فيمن أصاب السنة وفيمن لم يصب السنة بالنسبة للأجر والثواب على قدر التنظيف.
الحديث النبوي فيه جانبان:
1 - مرضاة للرب.
2 - مطهرة للفم.
لكن تقبى مسألة ما ثبت بالنص أولى من القياس على غيره، ولو كان الحكم مع علته كما في مسألة السواك.
لأن الصورة واقع من فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
فسؤالك اي شيء تحصل به مرضاة الرب بالعود ام بغيره.
تارة يضيع عود السواك مني فاستاك باصبعي قبيل الصلاة.
هذه مقدمة وإنارة لسؤاك ليس جوابا.
والله أعلم واحكم.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:29 م]ـ
من يقول إن التسوك " للتعبد " فإنه لا يجوِّز -أي لا يدخل ما جاء فيه على غيره-.
ومن يقول إن التسوك " معقول المعنى " وأن المقصود هو " التنظف والتطهر " فإنه يجوِّز كل ما كان فيه تنظيفاً , سواء (بالأصبع, بالمعجون والفرشاة, أو أي شيء يحصل به التنظف) وهذه هو القول السديد.
والله أعلم ...
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:31 م]ـ
من يقول إن التسوك " للتعبد " فإنه لا يجوِّز -أي لا يدخل ما جاء فيه على غيره-.
ومن يقول إن التسوك " معقول المعنى " وأن المقصود هو " التنظف والتطهر " فإنه يجوِّز كل ما كان فيه تنظيفاً , سواء (بالأصبع, بالمعجون والفرشاة, أو أي شيء يحصل به التنظف) وهذه هو القول السديد.
والله أعلم ... [/
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 03:23 م]ـ
للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1020082&postcount=26
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 - 09 - 10, 03:34 م]ـ
بارك الله فيكم على الإفادة
سؤال لاهل الطب
هل يغني السواك عن إستخدام المعجون من ناحية صحية
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[24 - 09 - 10, 04:24 م]ـ
كان أخي سأل طبيب أسنان أمامي عن ذلك بعدما قابلناه في المسجد بعد الصلاة، فأخبره بما يفيد أن السواك لا يغني في زماننا هذا عن غيره تماما؛ لأن الناس صارت تأكل من الأطعمة المعقدة ما لا ينظفه السواك جيدا، بل يرى أن يجمع في ذلك بين السواك والمعجون والخيط (الذي يباع في الصيدليات).
وعن نفسي أقول: لعل الأفضل استعمال السواك أصلا طول اليوم، وإذا احتيج بعد بعض الطعام الذي يعلق بين الأسنان كاللحم وغيره أن يستعمل الخيط، وأن تنظف الأسنان بالمعجون على الأقل مرة واحدة في اليوم مثلا قبل النوم. والله أعلم.
ـ[سمير علي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 04:35 م]ـ
لم يصب السنة من استاك بغير عود.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:04 م]ـ
يحتار الانسان كثيرا في اختيار السواك , فهل من فائدة حول اختيار سواك جيد؟
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:07 م]ـ
لم يصب السنة من استاك بغير عود.
الله أعلم.
المشكلة في السواك عن كثير منا أنه يضيعه بالسقوط منه سهوا في البيت أو في غيره.
اما نوعية السواك نتظر من الأخوة.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:39 م]ـ
الوطن س / أكدت أبحاث جديدة أن السواك أفضل من الفرشاة ومعجون الأسنان، حيث إنه غني بالفلورايد الذي يقوي الأسنان، ويساعد على إعادة بنائها وشفائها من التسوس، وقد عرفت الشعوب القديمة عادة تنظيف الأسنان بالسواك منذ أمد بعيد واختلفت الآراء حول الموطن الأصلي لهذه العادة، ورغم كل الاكتشافات التي تم تحقيقها والأبحاث التي أجريت في مجال وقاية الفم والأسنان تبقى عادة تنظيف الأسنان بالسواك متأصلة في مناطق كثيرة من العالم كالجزيرة العربية وإفريقيا جنوب الصحراء وآسيا الصغرى ولا تزال شعوب تلك المناطق مواظبة على استعمال السواك، وإذا كان السواك أكثر استعمالا في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/74)
المناطق القروية، فلا غرابة أن نجد القرويين يتمتعون بأسنان صحية بيضاء ولثة قوية وابتسامة رائعة، وهم نادرا ما يلجؤون إلى طبيب الأسنان.
ويتخذ السواك من الفروع الرفيعة أو الامتدادات الأرضية للعديد من الأنواع النباتية، وهناك أصناف كثيرة للمساويك أشهرها الأراك، الخولنجان، الخلاف، الطرفاء، الزيتون، الجوز، أما المساويك المستعملة في الجزيرة العربية فهي العتم، السُمر، الأراك، المسواك. والمستعملة في الهند وباكستان هي القثاء الهندي، السنا، ازادرخت، الأراك، أما المساويك المستعملة في إفريقيا فهي الزيتون، درج، التمر الهندي، كرشو، الأراك.
ويؤكد باحثون موريتانيون في جامعة نواكشوط أن أفضل أنواع المساويك ما اتخذ من شجر الأراك وهي شجيرة من الفصيلة الزيتونية، وينمو الأراك في الأماكن الحارة والاستوائية، ففي السعودية يكثر في منطقة عسير وأطراف مكة والمدينة، كذلك ينمو في اليمن وبلاد الشام وطور سيناء والسودان وموريتانيا وإيران وشرق الهند، ويقول أستاذ الكيمياء في جامعة نواكشوط محمد سعيد ولد الشيخ إن دراسات علمية متعددة الأغراض والأهداف أجريت على السواك، حيث أثبتت أهميته وفعاليته على صحة اللثة والأسنان.
ويلخص الباحث الموريتاني "نتائج هذه الأبحاث ويقول "أظهرت جميع أنواع المساويك بعض الخواص المضادة للمكروبات والبكتيريا اللاصقة بالأسنان، واعتبر المسواك فعالاً مثل الفرشاة، كما أظهرت تناقص اللويحة البكتيرية في المجاميع التي استعملت معجون أسنان حاويا خلاصة السواك بنسبة كبيرة، مقارنة بالذين استعملوا معاجين بدون خلاصة السواك، كما أن نسبة الأسنان المقلوعة والمحشوة والمتسوسة عند الذين يستعملون الفرشاة والمعجون أعلى بكثير من الذين يستعملون السواك".
ويشير ولد الشيخ إلى أن السواك يحتوي عددا من المواد الكيماوية المفيدة للجسم عامة والفم خاصة، فالفلورايد يقوي الأسنان، ويساعد على إعادة بنائها وشفائها من التسوس، كما يساعد على تقوية اللثة، كذلك تحتوي المساويك على القلويات المرة الطعم والقاتلة لميكروبات والقابضة للأوعية الدموية وذات الأثر المسكن، أما الأحماض والمواد الصمغية فتكون طبقة عازلة على ميناء السن تحفظها من التسوس، إضافة إلى احتوائها على مواد عطرية تخفي رائحة الفم الكريهة، ومادتي الكلوريد والسيليكات اللتين تضفيا بياضا على الأسنان".
ويفضل اختيار المسواك الرطب، لأنه يكون محتفظا بالمواد الحيوية، ويسهل مضغه فلا يسبب جروحا للأنسجة المحيطة بالأسنان، ويستحسن أن يكون طول المسواك 15 سنتمتراًوقطره سنتمتر واحد، وبعد تنظيفه تزال قشرته الخارجية عن أحد طرفيه ثم يدق بواسطة آلة حادة أو يمضغ بالأسنان، حتى تظهر الألياف المكونة له.
وأكد الباجث أن إحدى الدراسات أثبتت أن عملية مضغ السواك تعادل تماما التطبيق الموضعي للفلورايد على الأسنان، وبعد أن تبرز الألياف التي تشبه إلى حد كبير الفرشاة يصبح المسواك جاهزا لتنظيف الأسنان.
وعن الأسلوب الأمثل لاستعمال السواك قال ولد الشيخ " تتم عملية تنظيف الأسنان بتمرير المسواك على كل سن واحدة بعد الأخرى، والضغط بقوة بعض الشيء أثناء تمرير المسواك من أعلى السن إلى أسفلها، ثم العودة إلى الأعلى، ولا ضرر في إعادة العملية مرة واثنتين وثلاث، وبعد عملية التنظيف يفضل إبقاء المسواك داخل الفم فترة ومضغه عدة مرات للاستفادة من مكوناته المفيدة لأنسجة الفم والأسنان، ولزيادة إفراز اللعاب الذي يفيد في تنظيف الأسنان وفي التخفيف من الوسط الحمضي داخل الفم، بعد ذلك ينظف طرف السواك ويجفف ويوضع في غلاف نظيف خاص به، ويتكرر استعمال السواك حتى إذا ضعف وتآكلت أليافه يقطع هذا الجزء ويستعمل جزء آخر.
وللمسواك خصائص ومزايا تجعله يحافظ على الأسنان ويقويها ويطهر الفم ويقتل الميكروبات ويحمي اللثة من الأمراض، وطبقا لأحدث الآراء العلمية الخاصة بمتطلبات رعاية الفم والأسنان فإن له كذلك خصائص تجعله مفضلا أكثر من غيره في تنظيف الأسنان.
وقد ربط الرسول صلى الله عليه وسلم بين السواك والوضوء بقوله "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"، كما أن له خصائص نفسية واجتماعية حيث يمكن استعمال السواك في أي وقت وفي أي مكان باعتباره فعالا ومألوفا لدى الناس عكس الفرشاة والمعاجين، فبالنسبة للأشخاص الذين لا يتقبلون استعمال الفرشاة والمعجون يعد استعمال السواك خير وسيلة للحفاظ على سلامة اللثة والأسنان لديهم كما أن التعود على استعمال السواك عدة مرات بالنهار يساعد على الإقلاع عن بعض العادات السيئة كالتدخين وقضم الأظافر. فضلا عن أن الميزة الكبرى لاستخدام المساويك تكمن في توافرها ورخص ثمنها مقارنة بالفرشاة، كما أن استعمال السواك بطريقة سليمة يغني تماما عن استعمال المعاجين والمواد الطبية المستوردة والمستعملة في تنظيف الترسبات على الأسنان، إضافة إلى أن استعماله بشكل منتظم طوال العمر يغني عن عيادة الطبيب وتحمل التكاليف الباهظة لعلاج مختلف الأمراض الفم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/75)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:43 م]ـ
هل تقوم "فرشاة الأسنان" مقام عود السواك في الفضل .. ؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5234)(132/76)
عشرون سنة بين (فوائد من أعمال القلوب) و (صيانة الحياء) قارنه بحال من انتكس أو تساهل
ـ[معاذ الصالح]ــــــــ[24 - 09 - 10, 04:53 م]ـ
كنت قبل أيام أستمع لشريط (فوائد من أعمال القلوب) للشيخ محمد المنجد وكان تاريخ المحاضرة 1411هـ و عمر الشيخ آنذاك ثلاثون سنة، و كنت قد استمعت قبل ذلك بشهر لمحاضرة (صيانة الحياء) و التي ألقاها الشيخ عام 1431هـ وقد جاز الخمسين، فتعجبت و الله من حكمة و عقل شيخ و هو في الثلاثين و من نشاط و تجدد وثبات شيخ و هو في الخمسين، و قد لفت نظري فيما بيهما من دروس أن الشيخ كلما تقدم به العمر ازداد نقلا لكلام العلماء المتأخرين أمثال السعدي وابن باز والعثيمين و أكثر التعليق عليها و ازداد هضمه لنفسه مع أن الأمر عند كثير من العلماء خلاف ذلك، و قد بدا لي أمور أحب أن يشاركني فيها الأخوة لعل الله ينفع بها، منها:
1 - أهمية ثني الركب عند العلماء الكبار في العلم و السن و الاستبصار بآراءهم.
2 - تعظيم من هم أكبر منك سنا و علما.
3 - أهمية التواضع في أخذ العلم.
و لعل الإخوة يزيدون ....
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[25 - 09 - 10, 01:08 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يوفق و يثبت الشيخ المبارك المنجد حفظه الله تعالى على الحق و الدين و ييسر له الخير أينما كان ... اللهم آمين
و جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه اللفتة الطيبة منك
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
الشيخ في الـ 48 سنة , ولم يتعدى الخمسين.
وبالمناسبة فمركز النجاشي أخرج جل محاضرات ودروس الشيخ محمد صالح في سيديهات معدودة بسعر رمزي.
ـ[أبو حمزة الدمشقي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم ونفع بك.
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 11:28 ص]ـ
ثبّته الله على دينه ..
ـ[معاذ الصالح]ــــــــ[26 - 09 - 10, 08:46 م]ـ
الأستاذ أبا زارع أليست ولادة الشيخ عام 1380هـ.
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[26 - 09 - 10, 11:01 م]ـ
ما يعجبني في الشيخ المنجد أنه صاحبنظرة تجديدية
يتطرق لكثيرمن المسائل لم يتطرق لها غيره وهو امر جدمفيد
اللهم علمنا وانفعنا بما علمتنا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:11 ص]ـ
ولد الشيخ في 2/ 6/1962 وقد ذكر هذا بنفسه.
أخوك الصغير.(132/77)
مِنْ دُرَرِ المحدِّث ِ / عبدِ الله السَّعد ِ ... من / شرحه جامِعَ التَّرْمذيِّ!.!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 08:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ـ والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
وبعد.
حقيقة ً في شرح ِ جامع ِ الترمذي للمحدث / عبد الله بن عبد الرحمن السعد فوائدُ وفرائدُ وجواهرُ ودُرر.
وسأملئ الملتقى مواضيع َ له، إن أفردتُ كلَّ فائدة ٍ على حِدة ٍ.
فارتأيتُ أن أجمع كلِّ فائدة ٍ لطيفة ٍ وفريدة ٍ من الشرح هنا.
ولن أستطيع َ الصَّبر لمدة ِ شهرين ِ حبسا ً لمثل هذه النفائس.
فائدةٌ (1) / أهلُ الحديث (زنجُويَهْ) وأهلُ اللغَة ِ (زنجَوَيْهْ)
-1 - أبو بكر بن زنجُويه البغدادي: اسمه محمد بن عبد الملك الغزال وهو ثقة، من الطبقة الحادية العشرة، وتوفي -258 -
أهل الحديث يلفظونه: زُنْجُويَه. وأهل اللغة يلفظونه: زَنجَويْهْ
والسبب: أن إبراهيم النخعي قال: ويه شيطان.
ومثله مردويه وسيبويه ونفطويه. . .
تنبيهٌ / الشرحُ لكتابِ الطهارة -كما وعدناكم - ليلة َ عيد ِ الأضحى شبهَ مفرغةٍ ومفهرسة ً، إن شاء الله.
أخوكم المحب في الله / أبو الهُمام البَرقاوي.
وكلُّ محبة ٍ في الله ِ تبْقى * * * على الحالَيْن من فرج ٍ وضيق ِ
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[24 - 09 - 10, 09:09 م]ـ
هذه الفائدة ذكرها فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله في شرحه النفيس على مقدمة ابن الصلاح
وذكرها في راهويه
وأضاف أنه ورد حديث موضوع في أن ويه شيطان اهـ
ومن طرائف ما يذكر حول هذه المسألة ما
قال السُّيوطيُّ في «بغية الوعاة» (1/ 428):
(أبو عبد الله الملقَّب «نِفطويه»؛ لشبهه بالنِّفط؛ لدمامتِه وأُدمتِه، وجُعِلَ علَى مثال «سيبويه»؛ لانتسابِهِ في النَّحو إليهِ. قالَ ياقوت: وجَعَله ابنُ بسَّام بضمِّ الطَّاءِ، وتسكينِ الواوِ، وفتح الياءِ؛ فقالَ:
رأيتُ في النَّومِ أبي آدَمًا * صلَّى عليه اللهُ ذو الفَضْلِ
فقالَ: أبْلِغْ وَلَدي كُلَّهُمْ * مَن كانَ في حَزْنٍ وفي سَهْلِ
بأنَّ حَوَّا أمَّهُمْ طَالِقٌ * إن كانَ نِفْطُويَةَ مِن نَسْلِي
وهنا بحث في المسألة
اسم (سيبويه) بين أهل اللغة وأهل الحديث
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1773
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 09:12 م]ـ
(2) / معنى قول ِ الترمذي (حسن صحيح) والراجح في ذلك /
وقال أبو عيسى: حديث حسن صحيح.
وقد اختلفوا على اثني عشر قولا ً في معنى ذلك.
والراجح أن معناه: صحيح، وثبت ذلك بالتتبع ونادرا ً ما يقول حديث صحيح، وقارنَّا النادر بالكثير، فلم نجد فارقا ً وميّزاً عنهما!
لكنه يستعمل أحيانا أنه دون الصحيح، وقع في موضعين أو أكثر:
1_ محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة وقال:–حسن صحيح- ثم رواه
2_ أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، وقال:هو أصح من حديث ابن عجلان
واستعمله في موضع ٍ آخر.
لكن الغالب ما قلته، وإن قال الحافظ: معنى (حسن صحيح) أن تردد بين حسنه وصحته إذا كان للحديث إسناد واحد، وإن جمع فباعتبار الإسنادين فأحدهما صحيح والآخر حسن.
ورددنا على هذا القول!
وقال الترمذي في حديث " إنما الأعمال بالنيات " حسن صحيح وهو غريب، فمعنى ذلك أنه تردد! مع أن الأمة تلقته بالقبول!!
وكذلك في حديث " نهى النبي عن الولاء وهبته " رواه مالك عن ابن دينار عن ابن عمر
فقال الترمذي: حسن صحيح، فمنى قوله أنه تردد!! مع أن جميع رواته ثقات.
فالأقرب أن معنى: حسن صحيح " صحيح " وإن لم يكن –وهو نادر –فمعناه أنه أقل درجة من حسن صحيح. اهـ
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[24 - 09 - 10, 09:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
نصيحة:
لا تجعل في عنواين مواضيعك المفيدة والهادفة علامات ترقيم وغيرها حتى تساعد على انتشارها في محركات البحث العالمية
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 09:44 م]ـ
وجزيتم.
نصيحة طيبة، بارك الله فيكم.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[24 - 09 - 10, 10:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ـ والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
وبعد.
حقيقة ً في شرح ِ جامع ِ الترمذي للمحدث / عبد الله بن عبد الرحمن السعد فوائدُ وفرائدُ وجواهرُ ودُرر.
وسأملئ [[وسأملؤ]] الملتقى مواضيع َ له، إن أفردتُ كلَّ فائدة ٍ على حِدة ٍ.
فارتأيتُ أن أجمع كلِّ [[كلَّ]] فائدة ٍ لطيفة ٍ وفريدة ٍ من الشرح هنا.
ولن أستطيع َ الصَّبر لمدة ِ شهرين ِ حبسا ً لمثل هذه النفائس.
تنبيهٌ / الشرحُ لكتابِ الطهارة -كما وعدناكم - ليلة َ عيد ِ الأضحى شبهَ مفرغةٍ ومفهرسة ً، إن شاء الله.
أخوكم المحب في الله / أبو الهُمام البَرقاوي.
وكلُّ محبة ٍ في الله ِ تبْقى * * * على الحالَيْن من فرج ٍ وضيق ِ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أبا الهمام على هذه الفوائد ....
ولا تتأخر علينا بأمثالها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/78)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 11:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أبا الهمام على هذه الفوائد ....
ولا تتأخر علينا بأمثالها ..
وإياكم ...
أما الأول، فقد فاتت عليك، فلو كان ما قبل الهمزة مضموما ً لأصبت َ!
كـ تواطُؤ.
وأما الثانية فوقعت سهوا ً
ـ[النابلسي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 08:59 ص]ـ
بارك الله فيك -- سارع بمثل هذه الفوائد
وبانتظار التفريع يا بطل - وفقك ربي
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:46 ص]ـ
معنى قول الترمذي حسن صحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32048
ـ[أبو حمزة الدمشقي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 11:09 ص]ـ
رائعة هذه الفوائد.
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 01:29 م]ـ
(3) ما قيلَ في (محمَّد ِ بن إسحاق) وتخريج الشيخ لها، ودرجته!
والأشياء التي قيلت فيه سبعة أشياء:
1_ يحدث عن المجهولين، وهذا لا يختص به، ولا يؤثر فيه ذلك، وهذا ليس بجرح، طبعا من لا يحدث إلا عن الثقات –وهم لا يزيدون عن30 وأشدهم مالك والقطان-هو أفضل من غيره.
2_ ما قاله الإمامُ أحمد: يحدث عن الجماعة حديثاً واحدا ً ولا يميز كلام ذا عن كلام ذا، وأجاب ابن سيّد الناس في (المغازي والسير) وقال: يفعله الزهري.
والأقرب: أن ابنَ إسحاق لا يميزهم لأن حديثهم متقارب، والمعنى واحد، كما قال ابنُ سيرين: يحدثني العشرة من الثقات، وألفاظهم تختلف، والمعنى واحد.
والزهري معروف بهذا الشيء، وفعله في حديث الإفك، فقال: حدثني عروة بن الزبير وغيره.
3_ المكي بن إبراهيم يقول: جئت إلى ابن إسحاق فوجدته يذكر أحاديث في الصفات فنفرتُ منه وهذا ليس بجرح فيه، بل لعله جرحٌ في المكي! فلم ينفر؟
4_ قال أحمد: يقصد كتب الناس، فيضعها في كتبه، طبعا ً الذي يضعه ابنُ إسحاق دون صيغةِ التحمل، أما لو رواها بصيغة التحمل فيعتبر كذبا ً، أو يرويها بالإجازة وما شابه.
5_ كان لا يبالي ما يرويه عن الضعفاء كالكلبي، وهذا لا يختص به بل فعله أئمة كبار، فسفيان الثوري كان من المدلسين.
6_ أمسك الخطيب عنه لأنه كان يتشيع، وهذا –كما قلنا-لا يؤثر فلنا حديثه وعليه بدعته.
فابن إسحاق (صدوق حسن الحديث) وقال ابنُ المديني:جميع حديث ابن إسحاق صحيحة إلا حديثان ثم قال: لعل الخطأ ليس منه وقال البخاري: يستحق ابن إسحاق أن يتفرد بألف حديث.
وقال شعبة-وقد جالس ابنَ إسحاق-: ابن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث وهو صدوق.
ويزيد بن هارون وسفيان بن عيينة وابن حبان وثقوه.
فالأرجح أن حديثه ينقسم إلى أربعة:
1_ ما رواه في السيرة وصرح به بالتحديث، فهو أصح شيء.
2_ ما صرح به بالتحديث، ولم يكن في السيرة، فهو حسن.
3_ ما رواه بالعنعة، ولا يقبل حتى يصرح.
4_ ما رواه عن شيوخ تُكلم عنهم، كقتادة أو يحيى بن أبي كثير وكالزهري، فإن روى عنه متفرداً فلا يقبل منه، فأين أصحاب الزهري؟! فكما يقول الذهبي (تفرد الصدوق يُعتبر منكراً) إلا أن يكون تفرده عن الزهري بحديثٍ في السيرة ٍ فهو مقبولٌ، لأنه مختص بأحاديث الأغازي.
وكان الزهري يثني على ابن إسحاق، ويروي عنه في المغازي والسير.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 01:32 م]ـ
(4) الشيعة أقسام ٌ ثلاثة ٌ:
1_المؤلهة لعلي رضي الله عنه، وهو الذي أحرقهم.
2_ السبابة، وهم الذين يسبون الصحابة.
3_ المفضّلة، فيفضلُ –شيعة السلف- علياً عن الشيخين أو عثمان بن عفان.
ولم يكونوا يتكلمون على كتاب الشيْخيْن، بل قال الذهبي: لا نجد من الرواة ممن اتهم بهذا المذهب اهـ هذا غالبا ً.
وكان شريك القاضي-وهو إمام- يقدم علياً على عثمان رضي الله عنهما، وتوقف الإمام مالك في تقديم عثمان على علي، ونُسب إلى الثوري تقديمه، لكنه تراجع، وكذلك ابنُ خزيمة تراجع.
نقل شيخ الإسلام في-المجلد السادس-عن كتاب " تاريخ نيسابور " للحاكم وذكر عقيدة ابن خزيمة.
ومذهب أهل السنة والحديث: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان .. وهذا ثابت في عهد النبي.
وثبت عن علي رضي الله عنه من أكثر –ثمانين وجهاً- أنه قال: خير أمة بعد نبيها أبو بكر ٍ ثم عمر.
قلتُ: و-في ظني- أني قرأتُ مشاركة ً فيما اختلفَ فيه الصحابة، ثم اتفقوا عليه، ومنها هذه المسألة.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 09:37 م]ـ
(5) الأعمشُ وتدليسُه، وجهْل ُ بعض ِ المتأخرين!!!
الأرجح: أن عنعنة الأعمش محمول على السماع والاتصال، أما من يرد حديثه فهم المتأخرون، وقال أبو زرعة: الأعمش ربّما دلس!! وهذا يدل على قوته ....
وهناك تفصيل ثالث: فقال الذهبي (إذا روى الأعمش عن أبي وائل وأبي صالح والنخعي فمحمولة روايته على السماع والاتصال، اما غيره فيُحتمل)
ونفس الحافظ الذهبي لا يعمل بذلك. فإذا روى الإعمش عن شخص –سمعَ منه- فالجمهور أن حديثه يحمل على الاتصال
إلا إن خالف الأعمش، أو روى عن شيوخ حديثهم عنه قليلة، كـ مجاهد، فلم يرو ِ إلا أربعة أحاديث، هذا إذا عنعن، أو روى متنا فيه نكارة.
كما في حديث (إن الله خلق آدم على صورة الرحمن).
وهذا المتن –عند أهل السنة – غير مستنكر، لكن ابن خزيمة أنكره.
وقال (فيه الأعمش وقد عنعن) هذا إن لمْ يمْكن الجمع!!
وذكره الحافظ ابن حجر في القسم الثاني من (المدلسين)
فلا نعلم واحدا ً من المتقدمين يخالف ذلك في التطبيق، أما المتأخرون فهم لا يقبلون عنعنة الأعمش، وهذا -الأقرب- أنَّه جهلٌ!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/79)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 09:43 م]ـ
(6) كيف نعرف معاني ألفاظ ِ الأئمة ِ المبهمة؟ كـ -مقارب الحديث- فيه نظر-؟
اختلف أهل العلم في معنى " مقارب الحديث "
والأرجح:أنها من ألفاظ التعديل، ولم يستعمل البخاري –فيما أعلم-هذه اللفظة في كتابه " التاريخ الكبير والصغير " إلا في كتاب " الترمذي " وكتاب " العلل" وهو –تقريباً- ينفرد بهذه اللفظة كثيرا ً.
فحكم على تسعة عشر شخصا ً أنهم مقاربوا الحديث
ومعنى ذلك: أن أحاديثه تقارب أحاديث الثقات، ولهذا الترجيح ثلاثة أدلة.
ولا يعرف معنى هذه الألفاظ من الأئمة إلا بأربعة أشياء:
1 - أن ينصَّ صاحبُ اللفظة ِعلى مثل ِ هذه الأشياء، فيقول: أقصد كذا وكذا.
كما قال البخاري في معنى قوله – منكر الحديث – لا تحل الرواية عنه.
2_ تفسير أهل العلم لهذا الاصطلاح، تتبعوا أقواله، والإمام مسلم إذا قال: اكتب عن فهو ثقة فابن المبارك إذا قال: عرفته فقد أهلكه أي:ضعيف جداً
وأبو حاتم إذا قال عن شخص: شيخ فلا يحتج به كما قال الذهبي أو نحوه
3_ أن تفسر قول هذا الإمام بأقواله الأخرى، فيقول النسائي عن راو ٍ معين: ثقة وأحيانا ً: لا بأس به.
4_ أن نقارن قول هذا الإمام بأقوال غيره من الأئمة، فعندما يقول البخاري –فيه نظر-رأينا أنه يطلق ذلك على من تفرد بحديث منكر، وعرفنا ذلك: أننا قارنا قوله بأقوال الأئمة غيره في هذا الراوي.
ولا بد من معرفة منهج هذا الإمام ـ هل هو متشدد كأبي حاتم؟ فصدوق عند أبي حاتم، ثقة عند غيره، فتقارن قوله مع يحيى القطان والنسائي –وإن كان أقل تشددا-والبخاري مع الترمذي-وإن كان أقل اعتدالا ً-
فمحقق كتاب "العلل" الترمذي قال: إذا قال البخاري عن راو: صدوق أن فيه ضعفا فمعنى ذلك أن " صدوق " من الأقوال المجرِّحة عند الإمام البخاري ,وهذا غلط، وسبب غلطه أنه قارن أقوال البخاري مع أقوال المتشددين كأبي حاتم الرازي أو النسائي.
وحكم البخاريُّ على عمر بن إبراهيم: مقارب الحديث، وقال عنه في رواية أخرى: صدوق
وقال عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي: مقارب الحديث، وقد ضعفه أحمد، والترمذي يقول: ضعف الإفريقي القطان وقال أحمد: لا أكتب حديثه ورأي البخاري يقوي عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي.
وتلميذه أعلم بشيخه من غيره.
وقال عن يزيد بن سنان: ليس في حديثه بأس، وقال في رواية أخرى: مقارب الحديث, ونص الاشبيلي على ما قلناه ,واستعمل الإمام أحمد: مقارب الحديث لكن قليلا ً, واستعمله ابنُ عدي.
(اختلف الإمام أحمد في قول: عبد الله بن محمد بن عقيل)
فقال: منكر الحديث وقال في –مسنده-: ثقة.
ونحن نطبق عليها قواعد الجرح والتعديل، فنرجح بين القولين، فنُقل أن الإمام أحمد احتج ب حديث ابن عقيل:" أن المستحاضة تغتسل لكل صلاة ".
ومذهب أحمد أنه يحتج =أحيانا= بالأحاديث التي فيها ضعف ويقول: هو أحب إليَّ من الرأي ,وهذا صحيح لأن الحديث الضعيف يحتمل ثبوته.
وقال أحمد عن عمرو بن شعيب: ربَّما احتججنا به ,واحتج به الحميدي وإسحاق.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 09:47 م]ـ
(7) الفرقُ بينَ (الإرسال ِ) و (التدليس)!؟!
** سفيان بن عيينة لا يدلّس إلا عن ثقة **
وتقسيم ابنُ حجر لهم ليفرّق بين المقلين والمكثرين.
وسبقه الحافظ العلائي.
وخطأٌ أن يُجعلَ المدلسون بمنزلة ٍ واحدة ٍ، فلا بد من التمييز، ومما يعين على المعرفة (التتبع) فإن وُجد حديث أخطأ فيه الأعمش، فالخطأ –في الغالب- ممن فوقه أو دونه.
و (إسحاق السبيعي) في الطبقة الثانية، ليس كما ذكر الحافظ في الطبقة الثالثة، ومثله (هشيم وقتادة).
وهناك أناسٌ أكثروا من التدليس كـ (ابن جريج) فلا يقبل.
وهناك من دلسوا عن أشخاص معينين كـ (الوليد بن مسلم) فلا يدلّس إلا عن الأوزاعي، إما أن يسمع الحديث من ضعيف عن الأوزاعي فيسقط الضعيف، أو يسوي حديث الأوزاعي فيسقط شيخ الأوزاعي الضعيف، لكن ذكر في كتاب ابن حجر (مدلس فقط) وهذا غير صحيح فلا بد من التبيين والتفصيل.!!
وبعضهم يرسلون ولا يدلسون، وفي الكتب وجدوا أنهم يدلسون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/80)
فذكر الحافظ في (التقريب) أن نعيما بن عمير الكوفي (مدلس) وراجعنا كتاب (التهذيب) وغيره فوجدناه متهم بـ (الإرسال) دون (التدليس) والتفريق بينهما:
أن المدلس: إذا روى عن شخص أحاديث لم يسمعها منه –وقد سمع منه- فيسقط الواسطة بينه وبين الشخص وجعلها عن شيخ الشيخ مباشرةً، فهو التدليس.
والإرسال: إذا روى عن شخص ٍ لم يسمع منه أبدا ً، فهو الإرسال.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 09:52 م]ـ
(8) هل أقوال الصَّحابة ِ حجة ٌ مطلقا ً؟! وفائدة أخرى!!
قال الأعمش كان أبي حميلا وورثه مسروق
الحميل: من ولد في بلاد ِ الشِّرك ِ، ثم يحمل إلى بلاد الإسلام، وهنا يقول الأعمش: ولد أبي في بلاد الكفار، فورثه مسروق.
واختلفوا أهل العلم فيما لو أتت امرأة بولد من الكفار إلى بلاد الإسلام وادعت أنه ولدها، فهل تصدق؟
1_ لا يروث حتى تأتي ببينة، وهو قول عمر بن الخطاب
2_ تورَّثُ، وهو قول مسروق بن الأجدع الهمداني وهو ثقة عابد وتوفي -62 - ومن أصحاب ابن مسعود وعائشة وعمر بن الخطاب.
الراجح: قول عمر بن الخطاب، لأنه لم يُنقل لنا مخالف لعمر، فلا شك أن قول عمر مقدم
وأقوال الصحابة فيها أقوال ثلاثة:
1_ حجة مطلقا ً، وهم الجمهور.
2_ ليست بحجة، وهو قول الشافعي – ولم يصح أنه تراجع لهذا القول- وهو قول داود الظاهري وأبو محمد علي بن حزم.
3_ التفصيل: فإن كان الصحابي من العلماء فيُقبل، وإن لم يكن فلا يحتج به.
وهذا القول غير صحيح، لأن الفتاوى لم تُنقل إلا عن كبار الصحابة وأهل العلم، وذهب إليه شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ولا أدري تراجع عنه أم لا.
الراجح: القول الثاني، فالحجة الكتاب والسنة والإجماع، وثبت أن الصحابة من عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أخطؤوا، وقال شيخ الإسلام وتلميذه: لم ينقل عن أبي بكر قول خالف فيه النصوص.
هذا وإن كنا نرجح أن أقوالهم ليست حجة ً، لكن لا ينبغي الخروج عن أقوال الصحابة كما ذهب إليه كثير من أهل العلم، فإن كان لهم قولان أو ثلاثة، فنختار، ولا نخرج عنها.
وأما مسألة الصحابي إذا قال قولا ً ولم يعرف له مخالف فـ:
1_ هو حجة وإجماع، وذهب إليه ابن القيم.
2_ إجماع سكوتي.
3_ لا يحتج به.
والصحيح في هذه المسألة الأخذ بقوله، وخاصة هنا فعمر موصوف بالعلم، وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على ابتاع سنته والخلفاء الراشدين من بعده.
طبعا ً، لا يمكن أن يختلف الصحابة في مسألة، ويكون الراجح خلاف هذه الأقوال.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 09:57 م]ـ
(9) كيف يُميَّز الراوي؟! وبعض الأخطاء لمحقِّقي عصرنا!!
س 2: كيف يميَّز الراوي؟
1_ بالطبقة ووفاته
2_ مراجعة شيوخه وتلاميذه.
وهذا من أصعب علوم الحديث، فكثير من الناس من يقع فيه، في المتقدمين قليل، لكن عند المتأخرين كثر الوهم جدا ً!.
ومن ذلك: أحد المشتغلين بالحديث وله العشرات من التحقيقات قال في سند (عن عثمان الدرامي عن علي بن المديني عن سفيان) فقال هو: الثوري.
وهذا غلط لأن ابن المديني ولد في السنة التي توفي فيها سفيان، وسفيان هذا: ابن عيينة.
الشريط الرابع:
ومن ذلك: أحدهم حقق كتابا ً في العقيدة فوقع إسناد وهو (حماد بن زيد عن محمد بن ذكوان أنه سأل حمادا ً: هل كان إبراهيم النخعي على مذهبكم؟ -قول أنا مؤمن إن شاء الله- قال: لا بل كان شاكا ً مثلكم-أنه يقول أنا مؤمن إن شاء الله-!!)
فحماد يقول: إن إبراهيم كان يشك في إيمانه، وهذا مذهب اهل السلف.
وروي عن ابن مسعود أنه قال " من قال عن نفسه أنا مؤمن فليشهد لنفسه بالجنة "
وهذا الاستثناء في الإيمان يعود على العمل، والكلابية وبعض أهل السنة تبعا ً، قالوا: الاستثناء يعود بموت ِ الإنسان على الإيمان أو على الكفر؟
ولكن قال شيخ الإسلام أن أهل السنة يستثنون بعوده إلى العمل!!
فالمحقق قال: إن حمادا هذا هو ابنُ زيد،!!! فنسب الإرجاء إلى حماد ِ بن زيد، ومعروف أنه من كبار أهل السنة والجماعة ولكن الواقع أن حمادا ً هذا هو: ابن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة، وهو معروف بالإرجاء.
فالتمكن من هذا الفن، هو الإكثار من القراءة في كتب الحديث والرجال!!!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:00 م]ـ
الفائدة الأخيرة ُ، ثم أكمل بمثل ذلك، الاثنين أو الجمعة القادمان، إن شاء الله.
(10) ما حكم المراسيل؟
1_ حجة مطلقا، وهو قول أبي حنيفة، ومالك، ورواية عن الإمام أحمد
2 _ ليست بحجة، وهو قول أهل الحديث
3_ مراسيل سعيد والنخعي وابن الزبير والشعبي يحتج بها، لأنهم لا يروون إلا عن ثقة.
أما سعيد: فقال الشافعي وأحمد (مراسيله صحيحة)
وأما الشعبي:وصفه العجلي وغيره.
وأما عروة بن الزبير: وصفه ابن عبد البر.
وأما النخعي: وصفه ابن معين فقال (مراسيله صحيحة إلا حديث القهقهة تتقض الوضوء والبحرين؟!؟!) وقال شيخ الإسلام (مراسيل إبراهيم جياد)
4_ لا يصحح شيئا من المراسيل عموما ً، لكن إن لم يوجد في الباب إلا هذه المراسيل كمرسل عروة أو الشعبي أو النخعي أو ابن المسيب فهي صالحة للاحتجاج، لأنهم لا يروون إلا عن ثقة ٍ غالبا ً.
والشافعي نفسه لم يحتج ببعض مراسيل سعيد؟
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
ادعوا لنا إخواني الأفاضل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/81)
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[25 - 09 - 10, 11:49 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله , اسأل الله أن يُجزل لك المثوبة اخي ابو همام.
فوائد نفيسة , و أنا كنت أتوقع أن تُظهر لنا الشرح كاملاً مرة واحدة حسب ما وعدتنا .. و لكن يبدو أنك لم تتحمل أن تأجيل نشر هذه الفوائد.
بالنسبة لكلام الشيخ حول قول الترمذي "حسن صحيح" فزيادة على ما ذكره الشيخ يُراجَع كتاب "شرح حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي" للشيخ عبدالعزيز الطريفي فقد عقد فيه فصلاً بعنوان "منهج الترمذي في أحكامه في كتاب السنن".
سؤال جانبي / هل تستخدم برنامجاً معين في التفريغ أم ماذا؟ .. نود الافادة حتى لو كان عن طريق الرسائل الخاصة.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[26 - 09 - 10, 12:00 ص]ـ
هنا تجد بحث الشيخ الطريفي حول منهج الترمذي في احكامه في كتابه السنن
http://www.islamhouse.com/p/314982
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[26 - 09 - 10, 01:25 ص]ـ
أظن أن الأخ أبو الهمام حفظه الله - ظنا يقينيا -:) لا يستعمل أية برنامج بل هو: بجهد أنامله مما تسمعه أذناه كما رأيته غير مرة:) " ابتسامة "
وهي أثبت له من استعمال برامج تفرغ وحدها .. وفقه الله لما يحبه وبرضاه وزاده من علمه وأدبه وتقواه.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 01:36 ص]ـ
باركَ اللهُ فيكم إخوانيْ جميعا ً.
والأمر كما ذكر الأخ الفاضل / علي سلطان جلابنة.
جزاكم اللهُ خيرا ً.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[26 - 09 - 10, 06:45 ص]ـ
اسأل الله أن يرزقنا و اياكم الاخلاص في القول و العمل و أن يُحرّم على هذه الأنامل المباركة دخول النار.
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 11:18 ص]ـ
حبيبنا أبو الهُمام الرجل المقدام بارك الله فيك ونفع بك وأجزل لك المثوبة ..
واصل عطائك يا غالي ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:13 ص]ـ
أكرمك الله وأسكنك فسيح جنانه أخي الحبيب (عبد الرحمن السبيعي)
الدعاء الدعاء َ
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 06:08 م]ـ
وهذا من أصعب علوم الحديث، فكثير من الناس من يقع فيه، في المتقدمين قليل، لكن عند المتأخرين كثر الوهم جدا ً!.
ومن ذلك: أحد المشتغلين بالحديث وله العشرات من التحقيقات قال في سند (عن عثمان الدرامي عن علي بن المديني عن سفيان) فقال هو: الثوري.
وهذا غلط لأن ابن المديني ولد في السنة التي توفي فيها سفيان، وسفيان هذا: ابن عيينة.
الشريط الرابع:
ومن ذلك: أحدهم حقق كتابا ً في العقيدة فوقع إسناد وهو (حماد بن زيد عن محمد بن ذكوان أنه سأل حمادا ً: هل كان إبراهيم النخعي على مذهبكم؟ -قول أنا مؤمن إن شاء الله- قال: لا بل كان شاكا ً مثلكم-أنه يقول أنا مؤمن إن شاء الله-!!)
فحماد يقول: إن إبراهيم كان يشك في إيمانه، وهذا مذهب اهل السلف.
وروي عن ابن مسعود أنه قال " من قال عن نفسه أنا مؤمن فليشهد لنفسه بالجنة "
وهذا الاستثناء في الإيمان يعود على العمل، والكلابية وبعض أهل السنة تبعا ً، قالوا: الاستثناء يعود بموت ِ الإنسان على الإيمان أو على الكفر؟
ولكن قال شيخ الإسلام أن أهل السنة يستثنون بعوده إلى العمل!!
فالمحقق قال: إن حمادا هذا هو ابنُ زيد،!!! فنسب الإرجاء إلى حماد ِ بن زيد، ومعروف أنه من كبار أهل السنة والجماعة ولكن الواقع أن حمادا ً هذا هو: ابن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة، وهو معروف بالإرجاء.
فالتمكن من هذا الفن، هو الإكثار من القراءة في كتب الحديث والرجال!!!
نقل الأخ - جهاد حلس -:
أخرج الطبراني في مسند الشاميين (ص 298) بسند جيد
عن الخولاني: أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود، فتذاكروا الإيمان،
فقلت: أنا مؤمن.
فقال ابن مسعود: أتشهد أنك في الجنة؟
فقلت: لا أدري مما يحدث الليل والنهار.
فقال ابن مسعود: لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة.
قال أبو مسلم: فقلت: يا ابن مسعود! ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
على ثلاثة أصناف:
مؤمن السريرة مؤمن العلانية،
كافر السريرة كافر العلانية،
مؤمن العلانية كافر السريرة؟
قال: نعم.
قلت: فمن أيهم أنت؟
قال: أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية.
قال أبو مسلم: قلت: وقد أنزل الله عز وجل: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن
فمن أي الصنفين أنت؟
قال: أنا مؤمن.
قلت: صلى الله على معاذ.
قال: وما له؟
قلت: كان يقول: اتقوا زلة الحكيم وهذه منك زلة يا ابن مسعود!
فقال: أستغفر الله.
قال الشيخ الألباني –رحمه الله - معلقاً على هذا الخبر:
رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه، وأشد تواضعه، لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة، فابن مسعود نظر إلى المآل، ولذلك وافقه عليه أبو مسلم، وهذا نظر إلى الحال، ولهذا وافقه ابن مسعود، وأما استغفاره، فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كان عاما فيما يبدو من ظاهر كلامه. والله أعلم.
«السلسلة الضعيفة» (4/ 193)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/82)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:27 ص]ـ
(أحاديث أبي معاوية، ومراسيل إبراهيم، وسليمان المعمَّر)
قال أبو عيسى:
حدثنا أبو معاوية:
محمد بن خازم التميمي، من الطبقة التاسعة، وتوفي -195 - .
وحديثه ينقسم إلى ثلاثة:
1_ ما رواه عن الأعمش، والرواي عنه أحد الحفاظ الثقات، وهو في الدرجة العليا من الصحة.
2_ ما رواه عن غير الأعمش، وعن غير شيوخه.
3_ ما رواه عن هشام بن عروة وعبيد الله بن عمر، ففيها كلام، تكلم فيها أحمد وابن معين وغيرهما، ولكن الأصل فيها أنها من قسم " الحسن "
ووصف أبو معاوية بالتدليس، ووضعه ابنُ حجر ٍ في الطبقة الثانية، وحديثه محمول على الاتصال ما لم يدل الدليل!!
عن إبراهيم بن يزيد النخعي:
تابعي، من الطبقة الخامسة، توفي -96 - .
واختلف في مراسيله على أقوال ٍ ثلاثة:
1_ لا تقبل
2_ تقبل
3_ تقبل إن أرسلها عن عبد الله بن مسعود، وهو الأرجح، وإن كانت مراسيله مطلقاً قابلة للاحتجاج.
وهو –في الغالب- لا يروي إلا عن ثقة.
عن عبد الرحمن بن يزيد:
بن قيس النخعي، وأخرج له الجماعة، ومتفق على توثيقه، وهو من كبار الطبقة الثالثة، توفي – 83 - .
قيل لسلمان: -وهم المشركون-
الفارسي، وتوفي -34 - وبلغ عمرُه عند وفاته -300 - سنةً وهو المشهور، بل نقل النووي الاتفاق أنه بلغ من العمر -250 - لكن الذهبي خالف، وقال: لم يتجاوز -80 - وعقب ابن حجر: لم يثبت دليلٌ على ما قال.
ومن قرأ قصة سلمان وانتقاله من دين ٍ لدين ٍ، يعلم أنه عُمِّر، لأنه انتقل من شخص ٍ لشخص ٍ، وهذا يدل على طول ٍ في العمر.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[07 - 10 - 10, 09:53 ص]ـ
شكر الله سعيك أخونا الكريم الفاضل أبو الهمام البرقاوي ..
مشاركاتك أنارت الملتقى يالحبيب ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:17 م]ـ
(12) / الجهالة عند المتقدمين والمتأخرين /
قال أبو عيسى:
وفي الباب عن عائشة:
أخرجه أبو داود والنسائي والدارمي والدارقطني وفي إسناده " مسلم بن كرد " ولم يوثق توثيقا ً معتبرا ً لكن الدارقطني صححه، وجمهور أهل ِ الحديث كابن معين وأبي زرعة التساهل في الجهالة، لكن بالقرائن، كإن لمْ يكن له مناكير.
و ابن معين وابن المديني والفاسي وأبو حاتم، يتشددون في الجهالة، لكن لا يعني أنهم يردون أحاديثهم مطلقاً.
ففي حديث (اجتماع الجمعة مع العيد) فيه رجلٌ فيه جهالة، مع ذلك صححه (ابن المديني)
بل العلامة المعلمي بالغ في ذلك، واستنكر على ابن حجر حينما عقب على منهج ِ ابن حبان في توثيق المجاهيل وقال:هذا منهج عجيب
وقال المعلمي: لو تتبع ابن حجر لوجد الجمهور على كلام ابن حبان.
لكن في كلام المعلمي نظرٌ، فليس عندهم الاحتجاج بالمجهول مطلقا ً، أما المتأخرين فكلهم على تساهل في المجاهلين عموما ً.
فتجد شيخ الإسلام يحسن أحاديث المجاهيل مثل حديث " ثلاث من الطيرة: الخط ... " فالشاهد أن شيخ الإسلام حسنه وتلاميذُه ابن كثير وابن مفلح وابن عبد الهادي والذهبي متساهلون في الجهالة، وكذلك ابن عبد الهادي والحافظ الذهبي أحيانا والعراقي كثيرا ً وابن حجر والسيوطي كثيرا ً.
أما في عصرنا الحاضر: فيشتددون في الجهالة، ويردونها، وهو قول مبتدع ومفترى فلا هم ذهبوا لمنهج ابن حبان، ولا تساهلوا قليلا في الجهالة، وذكرنا الشروط في المجاهيل.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:21 م]ـ
(13) / حديثان ضعيفان /
وحديث أخرجه أبو داود وابن خزيمة وابن حبان " عن أبي هريرة أن النبي قال: من استجمر فليوتر ومن فعل فقد أحسن ومن لم يفعل فلا حرج "
ضعيف سندا ومتنا ً.
أما سندا ً: ففيه رجل يسمى الحصين الحُبراني، وشيخه أبو سعيد الحبراني كذلك، وهما مجهولان.
وأما متنا ً: زيادة " من فعل فقد ..... " منكرة لمخالفتها المتفق وعن أبي هريرة.
وإن قال الجمهور بـ " الاستحباب " أي: للإيتار، والراجح: خلافه.
س: ما صحة حديث (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)؟
ج: هذا الحديث ضعيف ٌ، فيه دراج بن أبي السمح، والجمهور على تضعيفه.
قلتُ (أبو الهُمام) وهذا الحديث كثيرًا ما يكرِّرُه جماعةُ الدعوة والتبليغ، في المساجد؛ لوجوده في رياض الصالحين، وكنتُ أحدهم (المخطئين)!
إلى أن نبهني عليها شيخنا إحسان.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:24 م]ـ
(14) تقسيم أحاديث أبي عوانة الواضاح اليشكري /
أبو عوانة:
الوضاح بن عبد الله اليشكري، من الطبقة السابعة، ثقة ثبت حافظ-176 -
وحديثه ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1_ ما حدث من كتابه، وهو من أصح الأحاديث، كما حكى الإجماع ابن عبد البر
2_ ما حدث من حفظه، ولا يكون شيخه قتادة، فهو " ثقة ثقة " وهو دون الأولى، لأنه وصف بالغلط، إن حدث من حفظه، فقال ابن عبد البر: إذا حدث من حفظه ربما غلط.
وقال الحافظ: في كتابه متقن، ومن حفظه بعض الأخطاء القليلة.
3_ ما حدث من حفظه، وشيخه قتادة، والأصل في هذا القسم " صحيح "
وتكلم علي بن المديني، في هذا القسم، وقال (لأن كتابه ذهب).
وقال ابنُ عوانة: لم أكن كتب عن قتادة، لأن قتادة كان ينهاه، فوقع بعض الأخطاء القليلة
وكلام ابن المديني مقابلةً لأصحاب قتادة كهشام وشعبة وسعيد بن أبي عروبة.
حتى وإن كان كلام ابن المديني على ظاهره، فقد خالف الجمهور، ولا يعرف لحديث أبي عوانة عن قتادة منكرات!! وكذلك الذهبي في " الميزان " لم يضع منكرات!
نحن لا ننكر وقوع أخطاء في رواية أبي عوانة عن قتادة، لكنها قليلة جدا ً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/83)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:25 م]ـ
(15) قتادة السدوسي: أبو الخطاب البصري، من أحفظ الناس.
حديثه ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1_ إذا صرّح بالتحديث، فحديثه من أصح الأسانيد على وجه الأرض.
2_إن لم يصرح بالتحديث، فهو حجة، لأن جميع من ألف في الصحيح أخرجوا له بالعنعنة والتدليس، وذكره الحافظ في الطبقة الثانية، ولكن لا بد من ثبوت السماع من شيخه، أو سمع من شيخه قليلا ً فلا بد من ثبوت السماع.
3_ إذا حدث عن " سعيد بن المسيب " والأصل في حديثه " صحيح " وتكلم الإمام أحمد في هذه الرواية، لكن لعل كلام الإمام في بعض الأخطاء التي وقعت من قتادة.
لأن سعيدا من كبار الحفاظ، وأخذ قتادة جميع أحاديث سعيد، حتى قال سعيد: لقد أنزلتني! لأن قتادة كان حافظا ً لأحاديثه.
عن معاذة:
بنت عبد الله البصرية، ثقة من الثالثة، وأخرج لها الجماعة، وعرفت بالرواية عن عائشة أم المؤمنين، وتوفيت عام -83 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: مرن أزواجكنّ أن يستطيبوا بالماء، فإني أستحييهم، فإن رسول الله كان يفعله.
قال القطان: لم يسمع قتادة من معاذة، وفي كلامه نظر، لأنه ثبت تصريح قتادة في مسند أحمد
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:38 م]ـ
شكر الله سعيك أخونا الكريم الفاضل أبو الهمام البرقاوي ..
مشاركاتك أنارت الملتقى يالحبيب ..
وشكر لك وبارك فيك أخي الحبيب / أبا راكان.
الملتقى منوَّرٌ بأهله من المشايخ، وطلبة العلم، وما أنا إلا محدَثٌ عليه.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:29 م]ـ
(16) أثبتُ الناس في (أبي إسحاق) و (الزهري) و (الأعمش)
قال أبو عيسى:
وأصح شيء في هذا عندي حديث اسرائيل و قيس عن أبي اسحق [عن [أبي عبيدة عن عبد الله لآن اسرائيل أثبت وأحفظ لحديث أبي اسحق] من هؤلاء.
قال (السعد):
وأثبت أصحاب أبي إسحاق ثلاثة (سفيان الثوري * شعبة بن الحجاج * إسرائيل بن يونس) وقريب منهم (يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق)
ثم (زهير بن معاوية * زائدة بن قدامة * معمر بن راشد)
ثم (سفيان بن عيينة).
والفائدة من هذا: أننا نرجح رواية أثبت الناس في هذا الشخص على باقي الروايات من أصحابه
و (أثبت الناس في الأعمش: معاوية بن خازم) وكذلك شعبة والثوري.
فأثبتهم في الزهريِّ (محمدُ بن الوليد الزبيدي * الإمام مالك * سفيان بن عيينة * زياد بن سعد).
وكذلك (عقيل خالد الأموي*معمر بن راشد * يونس بن زيد الأيلي *)
ثم (الأوزاعي).
ولا يرسل الزهريُّ إلا إنْ حدَّث عن ضعيف.
فجميع المرسلات يحتجُّ بها إن لم نجدْ في الباب غيرها.
لأن (ابن المسيب و النخعي وعروة) لا يحدثون إلا عن ثقات.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:36 م]ـ
(17) فائدة.
قول ابن عدي فيه (أرجو أن لا بأس به) فإنه يستعملها في الثقات والضعفاء والصدوقين!
(18) سعيد بن أبي عروبة، واختلاطه، وأقسام حديثه.
سعيد بن أبي عروبة:وأبو عروبة مهران اليشكري البصري أبو النضر، من الطبقة السادسة، توفي -157 -
وقيل:إنه إمام أهل البصرة، ومشهور بقوة الحافظة، وهو من أثبت الناس في (قتادة) والدستوائي مثله أو أرفع منه، لكنه اختلط بأخرة، وكان الاختلاطُ فاحشاً.
وقدْ لا يؤثر في الاختلاط، كما في (أبي إسحاق السبيعي) (وسعيد بن أبي سعيد المقبري) (وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي)
وقدْ يؤثر (وذلك إن نُقل أنه يقول قول المجانين) وهذا ما ثبت في بن أبي عروبة.
فإن سمعَ منه قبل التغير فهو صحيح، وإن سمع بعد التغير فيقبل في الشواهد والمتابعات.
وقد اختلفوا في بداية تغيره بن أبي عروبة:
فبعضهم قال بدأ من (132) وهو قول تلميذه زريق، وبعضهم قال (148) وهو بعيد.
وجمع الحافظ ابن حجر بجمعِ البزار، فبدأ الخلطُ (132) لكن لم يستحكم، إلا من (145) فاستحْكم، وهو قول أحمد والقطان شيخه وابن معين وأبو حاتم وابن حبان.
فعلى هذا يكون حديثه على ثلاثة أقسام (وهو في الأصل ستة أقسام، لكن ما نريد التوسع في التفاصيل):
1_ ما رواهُ عن قتادة (وهو من أصح الأسانيد) والرواي عنه قبل تغيره كيحيى القطان وزريق والبخاري اعتمد على سعيد بروايته عن قتادة فقط! إلا في حديث واحد، وقد توبع عليه سعيد! فالبخاري حذر جدًا، فيتجنب الراوي المتكلم فيه، أو ينتقي أحاديثه!! أما الإمام مسلم فأخرج له عن قتادة وغيره.
2_ ما رواه عن غير قتادة، (ولا بد في هذه الدرجة والتي قبلها أن يكون الراوي عن سعيد قبل الاختلاط)
3_ من سمعَ عنهُ بعد التغير، مثل (أبو نعيم الفضل بن دكين)، (ومحمد بن عبد الله الأنصاري)، إلا وكيع فقد أخذ من سعيد ما صحَّ من حديثه فقط! ويقاس على وكيع غيرُه من الحفاظ، قد ذكرنا ميزات الحفاظ، ومنها أخذ الحديث الصحيح من المختلط، وأخذ الحديث من كتابه لا من حفظه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/84)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:39 م]ـ
(19) عبد الرزاق الصنعاني، وأقسام حديثه.
عبد الرزاق: بن همام الصنعاني، من الطبقة التاسعة، توفي -211 - من كبار الحفاظ.
وحديثه ينقسم إلى خمسة أقسام:
1_ ما رواه المتقدمون الحفاظ عن عبد الرزاق، لأنه أصيب بالعمى، ثم أخذ يلقَّنْ، فهذه علة،مثل الإمام أحمد وابن معين وإسحاق بن راهويه، وكلًّ من سمع َ منه قبل (200) فهو متقدم، وهذا أصح شيء!
والتلقين قسمان:
(أ) مرفوض، (ب) مقبول، إن لُقِّن من كتابه، كأبي داود السجستاني، فكان ابنه يجلس تحت المنبر، فيمسك بكتاب أبيه ثم يذكر بداية الحديث ويكمل أبو داود.
2_ رواية الثقات المتقدمين، (صحيح)
3_ رواية الحفاظ المتأخرين، (صحيح)
4_ رواية الثقات المتأخرين، (صحيح)
5_ رواية الضعفاء عنه، ففيها أكثر من علة:
(1) ضعفهم (2) التلقين يعتبر جرحاً، فهو غير مقبول
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 03:43 م]ـ
الأحاديث هذه لا تتقوى (1)؛ لأن الثقات الأثبات الذين روَوْا وضوء النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروا تخليل اللحية، والمتأخرون قوَّوها، ومنهجهم يختلف عن منهج المتقدمين، وتكلمنا سابقاً.
وقد قلنا إن هناك خمس مناهج:
(1) المتقدمون وهم أهل الحديث
(2) المتأخرون
(3) الفقهاء
(4) الحنفية
(5) بين بين!
فينبغي أن يأخذ الإنسان منهج المتقدمين، ولا أعلم في هذا العصر على منهجهم إلا (المعلمي) وقدْ توفي!
فمنْ منهج المتأخرين:
(1) تضعييف الأحاديث الصحيحية، بل وصل بهم إلى تضعيف البخاري ومسلم.
(2) تصحيحُ الأحاديث الضعيفة، فحديثٌ يقول عنه أبو حاتم (منكر) والبخاري (باطل)
ثم تصحَّح! ولا شكَّ أن الشيخ ناصر الدين الألباني (من كبار علماء الحديث في هذا العصر) لكن يستعمل منهج المتأخرين –تقريباً-
فلذلك وضع عنده كثير من الأخطاء، ويخالف المتقدمين، معْ أنَّه من أحسنْ من تكلم في هذا العصر في علم الحديث.
والناس –للشيخ ناصر- ثلاثة (عله قصد كتبه):
(1) شخصُ مقلدٌ له تقليدا أعمى، وهو الغالب على طلابه، وتجدْه يقول عن حديثِ في البخاري (انظر السلسلة) وقد تكلمنا على هذه المسألة مرات، لكن ينبغي أن يستعمل الإنسان منهج المتقدمين، باستقراء كتبهم.
وأحسن ما ألف في ذلك (شرح علل ابن رجب) للترمذي، بل لعل الحافظ ابن حجر لا يستطيع أن يجيء بمثل هذا الكتاب، والثاني (النكت) لابن حجر، فقد أشار لمنهج المتقدمين، وكذلك (تنقيح التحقيق -والله أعلم-) لابن عبد الهادي
من أراد التمكَّنَ في الحديث فليقرأ كتباً ثلاثةً:
1_ كتاب البخاري 2_ الترمذي 3_ النسائي.
وذلك بالتعرفِ على مناهجهم، فإنهم تلاميذ الإمام أحمد والإمام علي بن المديني، وقد طبقوا قواعدهم تطبيقاً عملياً في كتبهم.
(3) عدم النظر إلى المتن، بل النظر إلى الإسناد، فتصحَّحُ أحاديث منكرة، مثل (التسمية من الفاتحة)
وليس هذا مجال الكلام على هذا الشيء، فقد تكلمنا عليه سابقاً عدة مرات، والله أعلم.
(1) يعني الشيخ (أحاديث تخليل اللحية، فلم يثبت منها حديث واحد، وهو قول أبي حاتم وأحمد وابن المنذر والعقيلي، لكن ثبت عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم في المصنف أنهما كان يخلِّلان اللحية، وشبه اتفاق على مشروعية تخليل اللحية).
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:10 م]ـ
(ناقشَ الشيخَ رجلٌ، فاستطرد الشيخ في كيفية المناقشة)
فقال:
لا بأس أن يناقش الإنسان، لكن مذهب أهل الحديث أن لا يناقشوا، بل كانوا ينكرون عليهم، ويسمونهم أهل النقاش، فمجالس الإمام مالك والثوري، كأن على رؤوسهم الطير، فنحن نذكر المسألة بأدلتها، فإنْ رأيتها صحيحة فخذْ بها، وإلا فاضرب بها عرض الحائط، والمسألة اجتهادية، والأمر واسع.
ونحن جربنا النقاش، فقد يسب أحدُنا الآخرنا، بل يصل إلى التكفير، والبغض!
فبعض الإخوان يظن أن النقاش هو الأولى، وليس بصحيح! بل من صفات طالب العالم أن لا يناقش كثيرًا وما نقل عن السلف قليلٌُ جدًا، وهذا يدلي بحجته، وهذا بحجته، لكن أحيانا نتناقش ساعتين أو ثلاثة، والكلام هو هو أنا أعيد الكلام وهو يعيد كلامه، ليس هذا كلامي، بل هو منهج أهل السلف.
فتجد مما يؤيد هذا الشيء، أنَّ الإمامَ أحمد لا يناقش، بل لا يذكر الدليل أحياناً! لأنه لا يقول شيئاً إلا بدليل، لكن مثلنا يجب أن نقول الدليل، ومسألة الاستحسان مذهب أهل الرأي.
لا أريد أن يكون عند الإخوان في نفسه شيء على هذا الكلام! أنا ذكرت الأدلة على ما قلت، ونستفيد من بعضنا.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:15 م]ـ
(22) عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، ومنكراته.
عبد الله بن محمد بن عقيل: تابعي من الطبقة الرابعة، توفي بعد -140 - ولا يحتجُّ به لثلاثة أدلة:
1_ الجمهور على تضعيفه 2_ الجرح المفسر –سوء الحفظ- 3_ له أحاديث منكرة.
فمنها (هذا الحديث وهو مخالف لما ثبت في الصحيح)
ومنها (أن النبي مسح رأسه بفضل ماءٍ بقي في يديه، وهو مخالف لما ثبت في حديث بن زيد وعلي أنه مسح بماء جديد، وسيأتي)
ومنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم كفّن في سبعة أثواب، وهو مخالف لحديث عائشة أنه كفن في ثلاثة)
وليس بمكثر ولا بالمقل! وأحاديثه تبلغ (60) والأحاديث المنكرة عليه (8) فإنْ تفرد بحديثٍ فلا يحتج به! وقد بحثناه سابقاً وذكرنا الأحاديث المنكرة عليه، بعد التتبع له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/85)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:18 م]ـ
(23) من اشتهر بالبغوي.
المشهور بـ " البغوي " ثلاثة:
1_ علي بن عبد العزيز بن البغوي، شيخ الطبراني وابن المنذر، المتوفى – 286 -
2_ أبو القاسم البغوي، عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، توفي-317 - آخر من روى عن الإمام أحمد
3_ الحسين بن مسعود بن محمد البغوي – المشهور- صاحب كتاب (شرح السنة) توفي-513 -
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:34 م]ـ
(24) هل الترمذي (متساهل)؟!
الجواب: أنه ليس بمتساهل، فإذا صحح حديثاً فتمسكْ به، فأقل علة في المتن، يتوقف عن تصحيحه إلى (حسن) بل يخالف شيخه البخاري أحياناً.
كما في حديث ابن مسعود (ائتِ بثلاثة أحجار) فقال الترمذي (مضطرب) وأخرجه البخاري في صحيحه.
فقول الذهبي وغيره أنه (متساهل) لأنه يحكم على بعض الأحاديث بـ (حسن)!!
لكن معنى قول أبي عيسى (حسن) أن فيه علةً! لا على بابه، فهذا الغالب.
وتصحيحه فوق تصحيح (ابن حبان * ابن خزيمة * الحاكم * الدراقطني * ضياء المقدسي) فهو أكثر نظرًا إلى المتن من الدارقطني، وقد يتساويان في السند.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:34 م]ـ
(25) عبد الله بن وهب، وما أخِذ عليه، وتقسيم حديثه.
عبد الله ِ بن وهب:بن مسلم القرشي، ثقة حافظ فقيه عابد، من الطبقة التاسعة، توفي - 197 - وأخرج له الجماعة وتكلم عليه في شيئين:
1_راويته عن ابن جريج ٍ، تكلم فيها الإمام أحمد وابن معين وأبو عوانة، والصحيح أن الأصل فيها (الصحة)
والجواب عن كلام الأئمة: عدم قصدهم تضعييف حديثه مطلقاً، بل يخطئ أحياناً في روايته عن ابن جريج، والجمهور على توثيقه، وقدْ ذكر ابن عدي في الكامل حديثاً واحدًا، مع أن العلة ليْستْ منه، لأن أبا عاصم قدْ تابعه وهو ثقة حافظ، فالعلة في (عنعنة ابن جريج، فلا يقبل حديثه إلا بالتصريح)
2_ تساهلُه في الرواية، وليس ذلك على إطلاقه، فتساهل –ابن وهب- في الإجازة، فقد جلس سفيان بن عيينة وقال ابنُ وهبٍ: أجزني رواية هذا الجزء، فأنكر ذلك يحيى بن معين وقال لابن وهب: أطلعْ سفيان هذا الجزء من حديثه، فلم يلتفتْ إليه ابنُ وهب! لأنه يعرف حديث سفيان، لأن كليهما من كبار الحفاظ.
وجاءت رواية أخرى لهذه القصة: أن ابن وهب قال لسفيان (أجزني ما عرضه عليك فلان بالأمس)!
لكن أهل الحديث يحتاطون ويتشددون، فلذا تكلموا فيه، والمخرج من التساهل ما ذكرناه.
وحديثه ينقسم إلى قسمين:
1_ ما رواه عن مالك والمدنين، فهو – ثقة حجة -.
2_ ما رواه عن ابن جريج، وهو – صحيح – مع أنه دون الأول.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:35 م]ـ
(26) شهرُ بن حوشب.
شَََََََهر بن حوشب: الأشعري الشامي، من الطبقة الثالثة –الوسطى من التابعين- وتوفي-112 - وفيه خلاف كثير وعريض، والجمهور على توثيقه كأحمد والعجلي وابن معين والبخاري، وتكلم فيه شعبة وابن عون والعقيلي وابن عدي وغيرهم.
والراجح أنه (صدوق حسن الحديث) لأن أحاديثه مستقيمة، والمنكَرة عليه لا تؤثر! وأخطاؤه تنزله إلى (صدوق).
وهناك قاعدة (أنّ َالشخص إن كانت الأقوال فيه متكافية في العدد فحديثه من قبيل الحسن) لأن الغالب في أهل الحديث التشدد، وهي قاعدة صحيحة.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:36 م]ـ
(27) س: كيف نرجح بين إتيان ابن مسعود للنبي صلى الله وعليه وسلم بحجرين، وبين الأمر بثلاثة أحجار؟!
الجواب: لا يعني ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستعمل ثالثا ً، ويكفي في هذا أنه أمر ابن مسعود أن يأتي بثلاثة أحجار! ويحتمل: أنه أخذ حجرا ً من الأرض، أو رواية معمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له " ائت بحجر ٍ ثالث ".
وتكلم بعضهم في هذه الرواية، لعدم سماع أبي إسحاق من علقمة بن قيس النخعي!
فإن لم تثبت هذه الرواية-وقد أثبتها ابن حجر- فيكفي قول النبي صلى الله عليه وسلم والأحاديث الثابتة.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:38 م]ـ
(28) س: هل السلف مفوضة؟!
الجواب: أول من نسب " التفويض " إلى السلف، -الشهرستاني- في (الملل والنحل) زورًا وبهتاناً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/86)
وهو مذهب باطل، والسلف بريئون منه، وهو مذهب كثير ٍ من المتأخرين، ويظنونه مذهب أهل السلف.
فنُسب إلى الترمذي، كما نسبه (نور الدين عتر) في كتابه (الموازنة)
وذكر شيخ الإسلام / أن المتكلمين في الأسماء والصفات ستة:
وذكر منهم المفوضة، وهم الذين لا يثبتون معاني الأسماء والصفات بل هم كما قال (شر المذاهب) لأن هذا يلزم كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يوضح هذه النصوص، وكذلك هو اتهام للسلف.
صفات الله لها كيفية، لكننا لا نعرفها! (والكيف مجهول).
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:39 م]ـ
(29) الوليد بن مسلم وتدليسه.
الوليد بن مسلم: الدمشقي، أبو العباس الأموي، توفي (195)
وحديثه على أربعة أقسام:
1_ ما حدث به عن الشاميين، كالأوزاعي أو ابن جابر أو الأيلي، وصرح فيه بالتحديث، عن شيخه أو شيخ ِ شيخه، والحديث يتعلق بالمغازي، فهو في الدرجة العليا من الصحة.
2_ ما حدث به كالشروط الأول، دون الشرط الثالث، فالحديث في (الأحكام) لا (المغازي) وهو دون الأول.
3_ إن كان شيخُه من الشاميين، ولم يصرّح فيه بالتحديث، خاصةً الأوزاعي، لأن تدليسه خاص به.
4_ إن لم يكنْ شيخُه من الشاميّين، ولم يصرِّح فيه بالتحديث، فهو ضعيف.
فالثلاث الأولى يحتجُّ به، والشرط الرابع لا يحتجُّ به.
ودليل القسم الثالث: ما قاله أبو مسفر الدمشقي (كان الوليد بن مسلم يحدث عن الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم)
والهيثمي قال: قلتُ للوليد (قد أفسدت حديث الأوزاعي، قال: كيف؟ فقلتُ: تروي عن الأوزاعي عن نافع، والأوزاعي عن الزهري، والأوزاعي عن يحيى بن سعيد وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع – عبد الله بن عامر الأسلمي وفيه ضعف – وبين الأوزاعي والزهري – عبد الله بن مرة ضعيف- فخصص الهيثمي بن خارجة (الأوزاعي)
وقال الدراقطني: كان الوليد يروي عن الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء أدركهم الأوزاعي، فيسقط أسماء الضعفاء، ويجعلها عن الأوزاعي.
وقال الذهبي والحافظ: لا يقبل تدليس الوليد مطلقاً، إلا ما صرح بالتحديث دون تخصيص.
وذكره الحافظ ابن حجر في (الطبقة الرابعة) من المدلسين.
وهذا خلافُ ما نُقل عن الأئمة، من تخصيصهم الأوزاعي، فلا بدَّ من الوليد أن يصرح بالتحديث بينه وبين الأوزاعي، وبين الأوزاعي وشيخه.
والمسألة تحتاج إلى تتبع، لا إلى كلام ِ الأئمة، لكن لا أذكر أني وقفت حديثاً أعله الدراقطني من حديثه، لكن المتأخرين يتشددون جدًا في التدليس، وهذا خلاف الجمهور، وقد سبق كثيرًا.
وكذلك الأعمش وأبو إسحاق وهشيم وقتادة: الأصل في روايتهم أنها محمولة على الاتصال.
فكل من كتب في الصحيح، روى عن الأعمش، صرح أو لم يصرح، وإن شهر ان الشيخين يروون عن صرحوا بالتحديث فقط.
لكن قال الحافظ ابنُ حبان البستي: في البخاري ومسلم أحاديث عن مدلسين لم يصرحوا فيه بالتحديث.
وأبو عيسى والدراقطني وابن حزم، نصوا على ذلك، فيصححون أحاديث دلس فيها الأعمش وغيره، فيقول (إسناد كالشمس).
وعكس المتأخرون في هذا الأمر، فأهل الحديث يتساهلون بالتدليس إن سمع الراوي من شيخه، فتجد أنهم يقولون (الحسن البصري مدلس وقد عنعن ولم يصرح فلا يقبل) وهو غير صحيح فعند أهل الحديث ِ إذا سمع من صحابيٍّ يُحمل أحاديثه على الاتصال والسماع، إلا إذا دل الدليل.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:39 م]ـ
(30) هل سمع الحسن البصري من سمرة؟!
القول الأول: أن الحسن البصري لم يسمعْ من سمُرة إلا حديثاً واحداً، وهو مذهب ابن حبان والقطان، فثبت أن ابن سيرين بعث رجلًا يسأل الحسن: هل سمعت حديث العقيقة من الحسن؟ فقال الحسن: نعم!
القول الثاني: أن رواية الحسن عن سمرة محمولة على السماع والاتصال، وهو قول البخاري.
القول الثالث: أن الحسن لم يسمعْ من سمرة، وهو قولٌ ضعيفٌ!
فما دام سمع ولو حديثاً فيحملُ على الاتصال، وإنْ لمْ يصرِّح بالتحديث.
والراجح: أن قول البخاري هو الصحيح وإنْ كان الأصل التتبعُ لأحاديث الحسن عن سمرة، ولعل أحد الإخوان يدرس حديث الحسن عن سمرة في الكتب الستة، ليُحكم بالفصل.
والأكثر أن الحسن: يرسل، ولا يدلس، وهو خاصٌّ بالصحابة.
وبذا تنتهي الدُّرر لهذا الأسبوع،والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 11:42 م]ـ
غدًا أوافيكم - بإذن الله - بجواهر ودرر(132/87)
أبحث عن ترجمة رزين
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[24 - 09 - 10, 11:17 م]ـ
اود السوال عن رُزبن صاحب المسند بحثت عن رترجمة له فلم أجده
قال ابن حجر: "عن حديث الْوُضُوءُ نُورٌ على نُورٍ من خَرَّجَهُ فَأَجَابَ بِقَوْلِهِ قال الْمُنْذِرِيُّ وَالزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ لم نَقِفْ على من خَرَّجَهُ وَاعْتُرِضَا بِأَنَّ رَزِينًا أَوْرَدَهُ في كِتَابِهِ"
الفتاوى الفقهية الكبرى ج 1 ص 59
قال الملا علي القاري: حديث الوضوء على الوضوء نور على نور في الإحياء وقال مخرجه لم أقف عليه وسبقه لذلك المنذري وأما الحافظ العسقلاني فقال إنه حديث ضعيف رواه رزين في مسنده
الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ج 1 ص 59
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:30 ص]ـ
اود السوال عن رُزبن صاحب المسند بحثت عن رترجمة له فلم أجده
قال ابن حجر: "عن حديث الْوُضُوءُ نُورٌ على نُورٍ من خَرَّجَهُ فَأَجَابَ بِقَوْلِهِ قال الْمُنْذِرِيُّ وَالزَّيْنُ الْعِرَاقِيُّ لم نَقِفْ على من خَرَّجَهُ وَاعْتُرِضَا بِأَنَّ رَزِينًا أَوْرَدَهُ في كِتَابِهِ"
الفتاوى الفقهية الكبرى ج 1 ص 59
قال الملا علي القاري: حديث الوضوء على الوضوء نور على نور في الإحياء وقال مخرجه لم أقف عليه وسبقه لذلك المنذري وأما الحافظ العسقلاني فقال إنه حديث ضعيف رواه رزين في مسنده
الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ج 1 ص 59
الظاهر أنه رزين بن معاوية بن عمار.
قال الذهبي في السير (204/ 20): رزين بن معاوية بن عمار، الامام المحدث الشهير، أبو الحسن العبدري الاندلسي السرقسطي، صاحب كتاب " تجريد الصحاح ".
جاور بمكة دهرا، وسمع بها " صحيح " البخاري من عيسى بن أبي ذر، و " صحيح " مسلم بن أبي عبد الله الطبري.
حدث عنه: قاضي الحرم أبو المظفر محمد بن علي الطبري، والزهد أحمد بن محمد بن قدامة والد الشيخ أبي عمر، والحافظ أبو موسى المديني، والحافظ ابن عساكر (2)، وقال: كان إمام المالكيين بالحرم.
قلت: أدخل كتابه زيادات واهية لو تنزه عنها لاجاد.
توفي بمكة في المحرم سنة خمس وثلاثين وخمس مئة وقد شاخ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:56 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=55110(132/88)
استفسار حول كسوة الكعبة
ـ[أبو رحاب]ــــــــ[25 - 09 - 10, 11:49 ص]ـ
السلام عليكم
سمعت من احد الاخوة ان ما ينفق على كسوة الكعبة من ملايين الريالات هو من مظاهر الترف وان الاولى انفاق هذه الاموال على فقراء المسلمين
وان ذلك ليس من هدى النبى صلى الله عليه وسلم او صحابته الكرام
فهل هذا يصح بارك الله فيكم؟(132/89)
الصلاة بين السواري
ـ[نصري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 01:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة في هذا المنتدى الكريم
لمجموع الاحاديث الواردة في الصلاة بين السواري فقد ثبت انه بين المكروه والمحرم
السؤال ليس في جواز الصلاة بين السواري ولكن
اذا اتيت الى الصلاة متأخرا ووجدت اناس يصلون بين السواري فهل التحق بهم ام اصلي منفردا خلفهم
مع العلم ما لهذا الامر من اثارة الفتنة في المسجد وتكلم الناس في هذا الشخص الذي صلى منفردا خلف الصف
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 01:49 م]ـ
" كنا ننهى أن نصف بين السواري على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، و نطرد
عنها طردا ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 590:
أخرجه ابن ماجه (1002) و ابن خزيمة (1 /) و ابن حبان (400) و الحاكم
(1/ 218) و البيهقي (3/ 104) و الطيالسي (1073) من طريق هارون أبي مسلم
حدثنا قتادة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: فذكره.
و قال الحاكم: " صحيح الإسناد ". و وافقه الذهبي.
قلت: هارون هذا مستور كما قال الحافظ، لكن له شاهد من حديث أنس ابن مالك
يتقوى به، يرويه عبد الحميد بن محمود قال:
" صليت مع أنس بن مالك يوم الجمعة، فدفعنا إلى السواري فتقدمنا و تأخرنا،
فقال أنس: كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
أخرجه أبو داود و النسائي و الترمذي و ابن حبان و الحاكم و غيرهم بسند صحيح كما
بينته في " صحيح أبي داود " (677).
قلت: و هذا الحديث نص صريح في ترك الصف بين السواري، و أن الواجب أن يتقدم
أو يتأخر.
و قد روى ابن القاسم في " المدونة " (1/ 106) و البيهقي (3/ 104) من طريق
أبي إسحاق عن معدي كرب عن ابن مسعود أنه قال:
" لا تصفوا بين السواري ".
و قال البيهقي:
" و هذا - و الله أعلم - لأن الأسطوانة تحول بينهم و بين وصل الصف ".
و قال مالك:
" لا بأس بالصفوف بين الأساطين إذا ضاق المسجد ".
و في " المغني " لابن قدامة (2/ 220):
" لا يكره للإمام أن يقف بين السواري، و يكره للمأمومين، لأنها تقطع صفوفهم،
و كرهه ابن مسعود و النخعي، و روي عن حذيفة و ابن عباس، و رخص فيه ابن سيرين
و مالك و أصحاب الرأي و بن المنذر، لأنه لا دليل على المنع.
و لنا ما روي عن معاوية بن قرة ... ، و لأنها تقطع الصف فإن كان الصف صغيرا،
قدر ما بين الساريتين لم يكره لا ينقطع بها ".
و في " فتح الباري " (1/ 477):
" قال المحب الطبري: كره قوم الصف بين السواري للنهي الوارد عن ذلك، و محل
الكراهة عند عدم الضيق، و الحكمة فيه إما لانقطاع الصف أو لأنه موضع النعال.
انتهى. و قال القرطبي: روي في سبب كراهة ذلك أنه مصلى الجن المؤمنين ".
قلت: و في حكم السارية، المنبر الطويل ذي الدرجات الكثيرة، فإنه يقطع الصف
الأول، و تارة الثاني أيضا، قال الغزالي في " الإحياء " (2/ 139):
" إن المنبر يقطع بعض الصفوف، و إنما الصف الأول الواحد المتصل الذي في فناء
المنبر، و ما على طرفيه مقطوع، و كان الثوري يقول: الصف الأول، هو الخارج
بين يدي المنبر، و هو متجه لأنه متصل، و لأن الجالس فيه يقابل الخطيب و يسمع
منه ".(132/90)
النصوص الواردة في البكاء في الصلاة وأقوال العلماء الأئمة الأربعة وغيرهم في ذلك
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[25 - 09 - 10, 03:08 م]ـ
النصوص الواردة في البكاء في الصلاة وأقوال العلماء الأئمة الأربعة وغيرهم في ذلك:
قال الله تعالى: (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) سورة الإسراء آية (109).
وقال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) سورة المؤمنون آيتا (1 – 2).
وقال: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)
سورة مريم آية (58).
وعن مطرف عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره " أزيز كأزيز الرحى من البكاء " وفي لفظ قال: " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء ".
أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب البكاء في الصلاة رقم (904) 1/ 238، وأحمد رقم (16369) 4/ 26، ورقم (16355) 4/ 25، والنسائي في السنن الصغرى في كتاب السهو، باب البكاء في الصلاة رقم (1214) 3/ 13، وفي السنن الكبرى رقم (544) 1/ 195، ورقم (1135) 1/ 360، ورقم (545) 1/ 195، وابن حبان في صحيحه رقم (753) 3/ 30، ورقم (665) 2/ 439، وابن خزيمة في صحيحه رقم (900) 2/ 52، وأبو يعلى رقم (1599) 3/ 174، وتمام الرازي في الفوائد رقم (1619 - 1620) 2/ 237، وابن المبارك في الزهد رقم (109) ص36، والترمذي في الشمائل المحمدية رقم (323) ص263، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 357، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة رقم (442 - 443) 9/ 464، ورقم (436 – 443) 9/ 462، والحاكم في المستدرك رقم (971) 1/ 396 وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، والهيثمي في موارد الظمآن للهيثمي رقم (522) 1/ 139، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (904) 1/ 238، وفي صحيح سنن النسائي رقم (1214) 3/ 13، وفي صحيح الترغيب والترهيب رقم (544)، ورقم (3329).
قال أبو حاتم ابن حبان رحمه الله: " في هذا الخبر بيان واضح أن التحزن الذي أذن الله جل وعلا فيه بالقرآن واستمع إليه هو التحزن بالصوت مع بدايته ونهايته لأن بداءته هو العزم الصحيح على الانقلاع عن المزجورات ونهايته وفور التشمير في أنواع العبادات فإذا اشتمل التحزن على البداية التي وصفتها والنهاية التي ذكرتها صار المتحزن بالقرآن كأنه قذف بنفسه في مقلاع القربة إلى مولاه ولم يتعلق بشيء دونه ".
صحيح ابن حبان رقم (753) 3/ 30.
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيراً ".
أخرجه البخاري في كتاب الإمامة والجماعة، باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة رقم (646 – 647) 1/ 240، وفي باب إذا بكى الإمام في الصلاة وقال عبد الله بن شداد سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) رقم (684) 1/ 252، وفي باب حد المريض أن يشهد الجماعة رقم (633) 1/ 236، وفي باب من أسمع الناس تكبير الإمام رقم (680 – 681) 1/ 251، وفي كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع لقوله تعالى يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق رقم (6873) 6/ 2663، ومسلم في كتاب الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما من يصلي بالناس وأن من صلى خلف إمام جالس لعجزه عن القيام لزمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/91)
القيام إذا قدر عليه ونسخ القعود خلف القاعد في حق من قدر على القيام رقم (418) 1/ 313، ومالك موطأ رقم (412) 1/ 170.
و عن علي رضي الله عنه قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ولقد رأيتنا " وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ".
أخرجه أحمد رقم (1023) 1/ 125، وابن حبان في صحيحه رقم (2257) 6/ 32، وابن خزيمة في صحيحه رقم (899) 2/ 52، والهيثمي في موارد الظمآن رقم (1690) 1/ 409، وأبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 25، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 60/ 163، والأصبهاني في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه رقم (571) 3/ 172وقال: بعد دراسة إسناد هذا الحديث تبين أنه بهذا الإسناد صحيح، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (545)، ورقم (3330).
وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت فيناديه بلال بالأذان فيقوم فيغتسل فأني لأرى الماء ينحدر على جلده وشعره ثم يخرج فيصلي فأسمع بكاءه ثم يظل صائماً " قال قلت للشعبي في رمضان قال سواء.
أخرجه أبو يعلى رقم (4709) 8/ 163، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 88 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، وأخرجه الذهبي في معجم المحدثين رقم (353) في ترجمة محمد أبي القاسم البغدادي ص275 وصححه بلفظ: " قالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت جنبا فيؤذن بلال بالأذان فيقوم فيغتسل وإني لأرى الماء ينحدر على جلده وشعره ثم يخرج فيصلي وأسمع قراءته هذا حديث صحيح غريب.
وعن عطاء قال دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير قد آن لك أن تزورنا فقال أقول يا أمه كما قال الأول زر غباً تزدد حباً قال فقالت دعونا من رطانتكم هذه قال ابن عمير أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسكتت ثم قالت لما كان ليلة من الليالي قال يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي قلت والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكوراً لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها إن في خلق السماوات والأرض الآية كلها.
أخرجه ابن حبان رقم (620) 2/ 386، والهيثمي في موارد الظمآن للهيثمي رقم (523) 1/ 139، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (1468).
وعن عبد الله بن شداد رحمه الله قال سمعت نشيج عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح وهو يقرأ سورة يوسف حتى انتهى إلى (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله).
أخرجه البخاري تعليقاً في كتاب الإمامة والجماعة، باب إذا بكى الإمام في الصلاة وقال عبد الله بن شداد سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) 1/ 252، وابن أبي شيبة رقم (3565) 1/ 312، ورقم (35527) 7/ 224، وعبد الرزاق في المصنف رقم (2716) 2/ 114، وسعيد بن منصور في سننه رقم (1138) 5/ 405، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (2057) 2/ 364، وذكره النووي في خلاصة الأحكام (1658) 1/ 497 وقال: سنده صحيح على شرط الشيخين، والنشيج بنون وشين معجمة وجيم ترديد البكاء.
قال أبو عبد الرحمن الأسدي مروان بن محمد لسعيد بن عبد العزيز: يا أبا محمد ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة فقال: يا ابن أخي وما سؤالك عن ذلك قلت لعل الله أن ينفعني به فقال سعيد: " ما قمت إلى صلاة إلا مثلت لي جهنم ". التخويف من النار لابن رجب ص23، وتاريخ الإسلام للذهبي 10/ 218، وسير أعلام النبلاء للذهبي 8/ 34، وتهذيب الكمال للمزي 10/ 543، وحلية الأولياء لأبي نعيم 8/ 274، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 21/ 203، 67/ 62، والكواكب النيرات لأبي البركات الشافعي ص 41.
المذهب المالكي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/92)
قال ابن عبد البر رحمه الله: قولها إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء ففيه دليل على أن البكاء في الصلاة لا يقطعها ولا يضرها إذا كان من خوف الله أو على مصيبة في دين الله، ذكر ابن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني من البكاء قال وفي هذا الحديث دليل على أن البكاء لا يقطع الصلاة وهذا ما لم يكن كلاماً تفهم حروفه ولم يكن ضعفاً وعبثاً وكان من خشية الله أو فيما أباحه الله تعالى وجل وبه التوفيق.
التمهيد لابن عبد البر 22/ 134، والاستذكار لابن عبد البر 2/ 355.
وقال المواق رحمه الله عند قول خليل (وبكاء تخشع):في الصحيح أن أبا بكر لا يستطيع أن يسمع الناس من البكاء عياض فيه دليل على أن البكاء في الصلاة جائز وغير مفسد لها قال الله سبحانه وتعالى: خروا سجداً وبكياً وإلا فكالكلام قال سند اتفق الناس أن البكاء بصوت مبطل وإن كان من مصيبة أو ووجع وإن كان من الخشوع فلا شيء عليه.
التاج والإكليل للمواق 2/ 33.
وقال القرطبي رحمه الله: الثانية قوله تعالى: يبكون دليل على جواز البكاء في الصلاة من خوف الله تعالى أو على معصيته في دين الله وأن ذلك لا يقطعها ولا يضرها ذكر بن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء وفي كتاب أبي داود وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء.
تفسير القرطبي 10/ 342.
المذهب الحنبلي
قال ابن قدامة رحمه الله: فصل فأما البكاء والتأوه ولأنين الذي ينتظم منه حرفان فما كان مغلوباً عليه لم يؤثر على ما ذكرنا من قبل وما كان من غير غلبة فإن كان لغير خوف الله أفسد الصلاة وإن كان من خشية الله فقال أبو عبد الله بن بطة في الرجل يتأوه في الصلاة إن تأوه من النار فلا بأس، وقال أبو الخطاب إذا تأوه أو أن أو بكى لخوف الله لم تبطل صلاته قال القاضي التأوه ذكر مدح الله تعالى به إبراهيم عليه الصلاة السلام فقال إن إبراهيم لأواه حليم والذكر لا يفسد الصلاة ومدح الباكين بقوله تعالى: خروا سجدا وبكيا وقال: ويخرون للأذقان يبكون وروي عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء رواه الخلال، وقال عبد الله بن شداد سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف ولم أر عن أحمد في التأوه شيئاً ولا في الأنين والأشبه بأصولنا أنه متى فعله مختارا أفسد صلاته فإنه قال في رواية مهنا في البكاء الذي لا يفسد الصلاة إنه ما كان عن غلبة ولأن الحكم لا يثبت إلا بنص أو قياس أو إجماع والنصوص العامة تمنع من الكلام كله ولم يرد في التأوه والأنين ما يخصهما ويخرجهما من العموم والمدح على التأوه لا يوجب تخصيصه كتشميت العاطس ورد السلام والكلمة الطيبة التي هي صدقة. المغني لابن قدامة 1/ 394.
المذهب الحنفي
قال الجصاص رحمه الله: باب البكاء في الصلاة قال الله تعالى ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ومثله قوله تعالى: خروا سجداً وبكياً وفيه الدلالة على أن البكاء في الصلاة من خوف الله لا يقطع الصلاة لأن الله تعالى قد مدحهم بالبكاء في السجود ولم يفرق بين سجود الصلاة وسجود التلاوة وسجدة الشكر وروى سفيان بن عيينة قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن سعد قال سمعت عبد الله بن شداد قال سمعت نشيج عمر رضي الله عنه وإني لفي آخر الصفوف وقرأ في صلاة الصبح سورة يوسف حتى إذا بلغ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله نشج ولم ينكر عليه أحد من الصحابة وقد كانوا خلفه فصار إجماعا وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء وقوله تعالى ويزيدهم خشوعا يعني به أن بكاءهم في حال السجود يزيدهم خشوعا إلى خشوعهم وفيه الدلالة على أن مخافتهم لله تعالى حتى تؤديهم إلى البكاء داعية إلى طاعة الله وإخلاص العبادة على ما يجب من القيام بحقوق نعمه والله الموفق، وقوله تعالى: إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً وفي هذه الآية دلالة على أن البكاء في الصلاة من خوف الله لا يفسدها. أحكام القرآن للجصاص 5
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/93)
/ 37 – 38، 47.
وقال الطحاوي رحمه الله: باب البكاء في الصلاة قال أبو حنيفة وأصحابه إن كان من خوف الله لم يقطعها وإن كان من وجع قطعها وقال عبيد الله بن الحسن إذا اشتد كأنه قد عمل في غير الصلاة ولما كان قليله إذا كان من خوف الله لا يقطع كذلك كثيره.
مختصر اختلاف العلماء للطحاوي 4/ 395.
وقال الكاساني رحمه الله:قال الله تعالى: (إن إبراهيم لحليم أواه منيب) لأنه كان كثير التأوه في الصلاة وكان لجوف رسول الله أزيز كأزيز المرجل في الصلاة وإذا كان كذلك فالصوت المنبعث عن مثل هذا الأنين لا يكون من كلام الناس فلا يكون مفسداً ولأن التأوه والبكاء من ذكر الجنة والنار يكون بمنزلة التصريح بمسألة الجنة والتعوذ من النار وذلك غير مفسد.
بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع للكاساني 1/ 235.
قال العيني رحمه الله: وهو يعدد فوائد حديث حديث عائشة رضي الله عنها في إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه العاشر: البكاء في الصلاة لا يبطلها وإن كثر وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم علم حال أبي بكر في رقة القلب وكثرة البكاء ولم يعدل عنه ولا نهاه عن البكاء وأما في هذا الزمان فقد قال أصحابنا إذا بكى في الصلاة فارتفع بكاؤه فإن كان من ذكر الجنة أو النار لم يقطع صلاته وإن كان من وجع في بدنه أو مصيبة في ماله أو أهله قطعها وبه قال مالك وأحمد. عمدة القاري للعيني 5/ 190.
قال: وقال السفاقسي: أجاز العلماء البكاء في الصلاة من خوف الله تعالى وخشيته. عمدة القاري للعيني 5/ 252.
المذهب الشافعي
قال النووي رحمه الله: باب لا تبطل الصلاة بالبكاء والنفخ إذا كان بالفم ولم يبن منه حرفان ولا بالسعال ونحو ذلك قال الله تعالى خروا سجداً وبكياً) وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قلت إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر يصلي بالناس فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس متفق عليه، وعن عبيد الله بن الشخير رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء صحيح رواه الثلاثة بأسانيد صحيحة لكن الترمذي إنما رواه في الشمائل وفي رواية أبي داود كأزيز الرحى، وعن علقمة بن وقاص قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ في العتمة سورة يوسف وأنا في آخر الصفوف حتى إذا جاء ذكر يوسف سمعت نشيجه رواه البيهقي بإسناد صحيح سنده صحيح على شرط الشيخين النشيج بنون وشين معجمة وجيم ترديد البكاء
خلاصة الأحكام للنووي (1654 – 1658) 1/ 497.
وقال النووي أيضاً: ويستحب البكاء عند القراءة وهي صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين قال الله تعالى ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا الإسراء 109 والأحاديث والآثار فيه كثيرة وفي الصحيحين مسعود رضي الله عنه أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن قال حسبك قال فرأيت عينيه تذرفان وطريقه في تحصيل البكاء أن يتأمل ما يقرؤه من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ثم يفكر في تقصيره فيها فإن لم يحضره عند ذلك حزن وبكاء فليبك على فقد ذلك فإنه من المصائب.
المجموع للنووي 2/ 187.
المذهب الظاهري
قال ابن حزم رحمه الله: مسألة ومن بكى في الصلاة من خشية الله تعالى يمكنه رد البكاء فلا شيء عليه ولا سجود سهو ولا غيره فلو تعمد البكاء عمداً بطلت صلاته، حدثنا عبد الله بن ربيع ثنا محمد بن معاوية ثنا أحمد بن شعيب أنا سويد بن نصر أنا عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن مطرف هو ابن الشخير عن أبيه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني يبكي، قال علي هكذا هو التفسير نصا في نفس الحديث وأما غلبة البكاء فقال تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وقال عليه السلام إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وأما تعمد البكاء فعمل لم يأت بإباحته نص وقال عليه السلام إن في الصلاة لشغلا فصح أن كل عمل فهو محرم في الصلاة إلا عملا جاء بإباحته نص أو إجماع وبالله تعالى التوفيق.المحلى لابن حزم 4/ 187.
قال الشوكاني رحمه الله: باب البكاء في الصلاة من خشية الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/94)
قال الله تعالى إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً، وعن عبد الله بن الشخير قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء رواه أحمد وأبو داود والنسائي الحديث أخرجه أيضا الترمذي وصححه وبن حبان وبن خزيمة قوله أزيز الأزيز بفتح الألف بعدها زاي مكسورة ثم تحتانية ساكنة ثم زاي أيضا وهو صوت القدر قال في النهاية هو أن يجيش جوفه ويغلي من البكاء قوله كأزيز المرجل المرجل بكسر الميم وسكون الراء وفتح الجيم قدر من نحاس وقد يطلق على كل قدر يطبخ فيها ولعله المراد في الحديث وفي رواية أبي داود كأزيز الرحا يعني الطاحون قوله من البكاء فيه دليل على أن البكاء لا يبطل الصلاة سواء ظهر منه حرفان أم لا وقد قيل إن كان البكاء من خشية الله لم يبطل وهذا الحديث يدل عليه ويدل عليه أيضا ما رواه بن حبان بسنده إلى علي بن أبي طالب قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن الأسود ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح وبوب عليه ذكر الإباحة للمرء أن يبكي من خشية الله وأخرج البخاري وسعيد بن منصور وبن المنذر أن عمر صلى الصلاة الصبح وقرأ سورة يوسف حتى بلغ إلى قوله تعالى إنما أشكو بثي وحزني إلى الله فسمع نشيجه واستدل المصنف على جواز البكاء في الصلاة بالآية التي ذكرها لأنها تشمل المصلي وغيره وعن بن عمر قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له الصلاة قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء فقال مروه فليصل فعاودته فقال مروه فليصل إنكن صواحب يوسف رواه البخاري ومعناه متفق عليه من حديث عائشة قوله رجل رقيق أي رقيق القلب وفي رواية للبخاري أنها قالت أبا بكر أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس قوله إنكن صواحب يوسف صواحب جمع صاحبة والمراد أنهن مثل صواحب يوسف في إظهار خلاف ما في الباطن وهذا الخطاب وإن كان بلفظ الجمع فالمراد به واحدة هي عائشة فقط كما أن المراد بصواحب يوسف زليخا فقط كذا قال الحافظ ووجه المشابهة بينهما في ذلك أن زليخا استدعت النسوة وأظهرت لهن الإكرام بالضيافة ومرادها زيادة على ذلك وهو أن ينظرن إلى حسن يوسف ويعذرنها في محبته إن عائشة أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن أبيها كونه لا يسمع المأمومين القراءة لبكائه ومرادها زيادة وهو أن لا يتشاءم الناس به كما صرحت بذلك في بعض طرق الحديث فقالت وما حملني على مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه والحديث له فوائد ليس هذا محل بسطها وقد استدل به المصنف ها هنا على جواز البكاء في الصلاة ووجه الاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صمم على استحلاف أبي بكر بعد أن أخبر أنه إذا قرأ غلبه البكاء دل ذلك على الجواز. نيل الأوطار للشوكاني 2/ 368 – 370.
قال محمد شمي الحق العظيم آبادي رحمه الله: باب البكاء في الصلاة عن مطرف عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء صلى الله عليه وسلم "
وفي صدره أزيز بفتح الألف بعدها زاي مكسورة ثم تحتانية ساكنة ثم زاي أيضا أي صوت كأزيز الرحى يعني الطاحون قال الخطابي أزيز الرحى صوتها وحرحرتها من البكاء أي من أجله .. وفي الحديث دليل على أن البكاء لا يبطل الصلاة سواء ظهر منه حرفان أم لا وقد قيل إن كان البكاء من خشية الله لم يبطل وهذا الحديث يدل عليه ويدل عليه أيضا ما رواه بن حبان بسنده إلى علي بن أبي طالب قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد بن الأسود ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح وبوب عليه ذكر الإباحة للمرء أن يبكي من خشية الله واستدل على جواز البكاء في الصلاة بقوله تعالى: إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً قال المنذري وأخرجه الترمذي والنسائي.
عون المعبود شرح سنن أبي داود لمحمد شمي الحق العظيم آبادي 3/ 121.(132/95)
بشرى لأول مرة في تاريخ بريطانيا .. مَدرسة كاثوليكية تتحول إلى إسلامية
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[25 - 09 - 10, 03:56 م]ـ
لأول مرة في تاريخ بريطانيا .. مدرسة كاثوليكية تتحول إلى إسلامية
بنا - لندن: تشهد بريطانيا للمرة الاولى في تاريخها تحول مدرسة كاثولكية الى مدرسة اسلامية نتيجة ارتفاع عدد الطلاب المسلمين في المدرسة الى سبعة وتسعين في المائة من اجمالي الطلبة.
ونقلت صحيفة "الاندبندنت" الصادرة اليوم عن ابرشية سالفورد التي تدير مدرسة القلب المقدس الابتدائية في مدينة بلاك بيرن بمقاطعة لانكشاير قولها: "انه من غير المناسب ان تتولى الابرشية بالكامل ادارة مدرسة لايتجاوز عدد الطلاب الكاثوليك فيها ثلاثة بالمائة من عدد الطلاب الذين يبلغ عددهم مائة وسبعة وتسعين طالبا".
أوضحت الصحيفة ان نسبة الطلبة الكاثوليكيين كانت واحدا وتسعين في المائة منذ نحو عشرة اعوام إلا أن اعداد الطلاب المسلمين في المدرسة تزايدت بشكل كبير مع نشوء مجتمع مسلم اسيوي بالمدينة حيث بلغت نسبة الطلاب المسلمين في المدرسة سبعة وتسعين في المائة.
واشارت الى ان المسجد المحلي في مدينة بلاك بيرن من ابرز المرشحين لتولي ادارة المدرسة بشكل مشترك مع الابرشية
المصدر: صحيفة سبق
ـ[أبوسليم السلفي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 01:48 ص]ـ
الله أكبر الله اكبر
شكرا لك اخي سررتنا
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:28 ص]ـ
ما شاء الله الله أكبر
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:41 ص]ـ
الله أكبر
ـ[الدهيسي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 05:28 ص]ـ
أسأل الله أن يجزيك خيرا على هذا الخبر
وأن يزيد أعدادهم
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[26 - 09 - 10, 09:13 ص]ـ
نحن نسمع كل يوم أخبار الجرحى و القتلى و نسمع اخبار اهل النفاق و العلمنة و الرفض .. فنحتاج لمثل هذه الأخبار المفرحة.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:01 م]ـ
مع وضوح انتشار الاسلام في بلاد أوربا وأمريكا وكندا إلا أنه يوازي ذلك الانتشار: الحرب على الإسلام والمسلمين والتضييق عليهم بشتى الطرق
ولعل هذه الحرب بسبب شعورهم أنهم في انقراض وأن مصير بلادهم إلى الإسلام إن شاء الله.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:13 م]ـ
بسبب شعورهم أنهم في انقراض وأن مصير بلادهم إلى الإسلام إن شاء الله.
ملاحظة جيدة أخي ياسر
نعم انقراض حقيقي ان شاء الله سيفنى الشباب منهم في العراق وغيرها ولن يبقى لهم إلا الهارمون ثم بعد ذلك ينقرضون بإذن الله فنساؤهم لا يلدن وإن ولدن فيلدنَ طفلاً واحداً فمن عادتهم تربية الكلاب لا الأولاد فما تجد في بيوتهم إلا ثلاثة أفراد ورابعهم كلبهم
أما المسلمون فيعملون بوصية نبيهم صلى الله عليه والسلم
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:15 م]ـ
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بعز عزيز أو ذل ذليل "
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[27 - 09 - 10, 11:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
فبذلك فليفرحوا هو خيرمما يجمعون
لكن الاصل خروج المسلمين من دول الكفر
يخرجون لانه لا يجوز لهم المكوث في بلد الكفار(132/96)
كيف تقسم هذه التركة. . .؟
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 04:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع للمدارسة والاستفادة لا أكثر جزاكم الله خيرا
المتوفى: رجل
الورثة: 6 أبناء ومعهم بنت / الأم "توفيت" / زوجتان / أختان " شقيقة حية وأخت لأب متوفاة".
_______
بصراحة يا إخوان أنا قسمتها بعد ما قرأت تفسير آيات المواريث للسعدي هكذا فأرجوا التصحيح والإفادة:
للأم المتوفية السدس
(نصفه لابنتها "الأخت الشقيقة ليس لأختها لأبيها شيء " والباقي لأبناء ابنها دون أختهم)
للزوجتان الثمن
وللأولاد الباقي للذكر مثل حظ الأنثيين
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 05:06 م]ـ
الأخ أبوسعد وفقه الله
إذا كانت الأم توفت في حياة ابنها فليس لها فرض وإنما الفرض للأم وأم الأم وإن علت إذا كانت حية وقد توفى ابنها
فالقسمة في هذه التركة ...
للزوجتان الثمن
وللأبناء والبنت الباقي تعصيباً للذكر مثل حظ الأنثيين
ولا شيء لمن ذكرت سوى هؤلاء ..
ولا بد الرجوع إلى القضاء وعرض القسمة عليه فإني لا أبيح لك ولا لأحد أن يأخذ ما قسمته من دون أن يعرضه وأصل المسألة على القاضي!
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 05:14 م]ـ
الأخ أبوسعد وفقه الله
إذا كانت الأم توفت في حياة ابنها فليس لها فرض وإنما الفرض للأم وأم الأم وإن علت إذا كانت حية وقد توفى ابنها
فالقسمة في هذه التركة ...
للزوجتان الثمن
وللأبناء والبنت الباقي تعصيباً للذكر مثل حظ الأنثيين
ولا شيء لمن ذكرت سوى هؤلاء ..
ولا بد الرجوع إلى القضاء وعرض القسمة عليه فإني لا أبيح لك ولا لأحد أن يأخذ ما قسمته من دون أن يعرضه وأصل المسألة على القاضي!
أخي الكريم جزاك الله خيرا على ردك ونصيحتك لا حرمنا الله إخوة ناصحين أمثالكم، أما الأم فقد توفيت بعد ابنها بسنين ولو كانت وفاتها في حياة ابنها لما ذكرتها مع الورثة، فهل فرضها وقسمته هنا صحيح؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 08:13 م]ـ
الام لها السدس
والزوجتان الثمن
والباقي للابناء الذكور والاناث للذكر مثل حظ الانثيين
ولا شي للاخت لان الفرع يحجبها
وبعد وفاة الام ننظر إلى ورثتها فنقسم تركتها (السدس هنا) على ورثتها ولم تذكر لنا من ورثتها إلا الاختين
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:56 م]ـ
الام لها السدس
ولا شي للاخت لان الفرع يحجبها
وبعد وفاة الام ننظر إلى ورثتها فنقسم تركتها (السدس هنا) على ورثتها ولم تذكر لنا من ورثتها إلا الاختين
شكرا لك أبا الفداء، الزوجتان والأولاد (بنون وبنات) وإرثهم من الرجل انتهينا منه بقي سدس الأم وهي متوفية وورثتها ابنتها فقط فهل صحيح تقسيم إرثها هكذا: النصف (نصف سدسها) لابنتها والباقي للأحفاد (أحفاد الأم من ابنها) دون أختهم؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 07:41 م]ـ
لو ذكرتَ أخي جميع الأحفاد من الذكور والإناث خصوصاً مَن يُدلي بذَكَر
حتى نَقسمَ لك التركة
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 08:11 م]ـ
لو ذكرتَ أخي جميع الأحفاد من الذكور والإناث خصوصاً مَن يُدلي بذَكَر
حتى نَقسمَ لك التركة
قد ذكرتهم، للأم ابن وبنت، والابن له ستة أبناء وبنت
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:03 م]ـ
قد ذكرتهم، للأم ابن وبنت، والابن له ستة أبناء وبنت
قد قلتَ وفّقك الله في المشاركة المتقدّمة
(بقي سدس الأم وهي متوفية وورثتها ابنتها فقط)
فلعلّك نسيتَ
عموماً
المال للابن الثلثان وللبنت الثلث
وليس للأحفاد شيئ من الإرث
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:47 م]ـ
بارك الله فيكم
المتوفى: رجل
الورثة: 6 أبناء ومعهم بنت / الأم "توفيت" / زوجتان / أختان " شقيقة حية وأخت لأب متوفاة".
هناك سؤال لابد أن يُسأل قبل الجواب، وهو هل الأم وأخت المتوفى لأب، ماتتا قبل توزيع التركة، أم بعده؟
فالأولى تسمى مسألة مناسخات، تحتوي على ثلاث مسائل، مسألة للمتوفى، وأخرى لأمه،،ثم الجامعة، ثم يُوزع نصيب كل وارث نسبة إلى الجامعة، ولا تأثير لوفاة أخته غير الشقيقة على التوزيع التركة لأنها لاترث.
،، وإن كانت الحالة الثانية، فالأم نصيبها السدس من تركة ابنها، ويوزع على ورثتها (مع مراعاة أن هذا السدس قد لا يكون كل مالها) وهم: بنتها وهي أخت الميت الشقيقة ولها نصف ميراثها، وأبناء ابنها وبنت ابنها النصف الآخر للذكر مثل حظ الأنثيين.
والله أعلى وأعلم
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:57 م]ـ
مسألة المناسخات صارت تتكرر بكثرة لتهاون الناس في تقسيم التركة
البعض ينتظر العقار حتي يرتفع سعره وآخر يري في بعض الورثة أنهم على مشارف الموت فلا داعي للعجلة
أذكر حالات كثيرة لا زالت لحد الآن لم تقسم فيها التركة لأسباب متعددة
وقدمات بعض الورثة
ونحذرمن ذالك في خطب الجمعة لكن لا حياة لمن تنادي
نسأل الله السلامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/97)
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:14 ص]ـ
أبو العز النجدي
وفقك الله لعلك لم تقرأ السؤال جيدا، الابن المذكور هو نفسه الرجل المتوفى
مصطفى رضوان
بارك الله فيك
لكن باقي سؤال عن أولاد الابن المتوفى كيف ورثت معهم أختهم مع أن ورثة أم الابن البنت فقط ولها النصف كما قلت، ألا يكون الباقي لأولى رجل ذكر وهم هؤلاء الأحفاد دون أختهم؟!
بالنسبة لمسألة المناسخات التي ذكرت لأول مرة أسمع بها وهذه فائدة أشكرك عليها
وكما قلت الموضوع للاستفادة والمدارسة وستبت فيه أيضا المحكمة قريبا بإذن الله
نعم الأم قد توفيت والتركة إلى الآن لم توزع ولم يفصل فيها
أرجو أن تفصل وتوضح في مسألة المناسخات هذه حتى نستفيد جزاك الله خيرا
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 02:04 ص]ـ
مسألة المناسخات صارت تتكرر بكثرة لتهاون الناس في تقسيم التركة
البعض ينتظر العقار حتي يرتفع سعره وآخر يري في بعض الورثة أنهم على مشارف الموت فلا داعي للعجلة
أذكر حالات كثيرة لا زالت لحد الآن لم تقسم فيها التركة لأسباب متعددة
وقدمات بعض الورثة
ونحذرمن ذالك في خطب الجمعة لكن لا حياة لمن تنادي
نسأل الله السلامة
أخي وذان أبو إيمان جزاك الله خيرا
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[27 - 09 - 10, 09:29 ص]ـ
مصطفى رضوان
بارك الله فيك
لكن باقي سؤال عن أولاد الابن المتوفى كيف ورثت معهم أختهم مع أن ورثة أم الابن البنت فقط ولها النصف كما قلت، ألا يكون الباقي لأولى رجل ذكر وهم هؤلاء الأحفاد دون أختهم؟!
بالنسبة لمسألة المناسخات التي ذكرت لأول مرة أسمع بها وهذه فائدة أشكرك عليها
وكما قلت الموضوع للاستفادة والمدارسة وستبت فيه أيضا المحكمة قريبا بإذن الله
نعم الأم قد توفيت والتركة إلى الآن لم توزع ولم يفصل فيها
أرجو أن تفصل وتوضح في مسألة المناسخات هذه حتى نستفيد جزاك الله خيرا
وفيك وجزاك خيرا
اعلم أخي الكريم أن أقوى جهة ميراث بالعصوبة هو الابن وابن الابن وإن نزل مالم يكن في نسبته للميت أنثى
، وبنت الابن ترث وإن نزل أبوها مالم تحجبها عمَّتاها فأكثر
وفي مثالنا السابق يرث أبناء وبنت الابن في جدتهم تعصيبا النصف الباقي من عمتهم، للذكر مثل حظ الأنثيين
،،،ثُم اعلم أخي الكريم أن تفصيل مسألة المناسخات غير ذي جدوى لمن لم يضبط هذا الباب، إذ أن خطوات الحل لن تكون مفهومة إلا لمن وعى قواعد حساب المسائل وعرف استعمال استخدام النسب الأربع في استخراج الجامعة
وباختصار شديد في المسألة السابقة:
نعطي كل وارث حقه من المتوفى الأول
فترث زوجتاه الثمن، وأمه السدس، وأبناءه وبنته الباقي للذكر مثل حظ الأنثيين
ثم نعطي كل وارث حقه من الأم بعد تعديل نسبة الورثة من المتوفى الأول إليها
فتأخذ البنت (الأخت الشقيقة) النصف، والباقي لأحفادها للذكر مثل حظ الأنثيين
، ثم نقارن بين أسهم الأم في المسألة الأولى وأصل مسألتها بالنسب الثلاث لا ستخراج الجامعة
، ثم ننسب سهام كل وارث إلى الجامعة ونضم ميراث الورثة الذين ورثوا في المسألتين
،، ولمزيد ضبط وبيان وإدراك، أحيلك على هذا الرابط في منتدى الدراسات الفقهية:
[ COLOR="Red"] درس في علم الفرائض ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=197419)
فقد جمع جل أبواب علم الفرائض، وهو بحق مفيد لمن طلب هذا العلم - أحسبه كذلك
وبالله التوفيق
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:51 م]ـ
، وبنت الابن ترث وإن نزل أبوها مالم تحجبها عمَّتاها فأكثر
وفي مثالنا السابق يرث أبناء وبنت الابن في جدتهم تعصيبا النصف الباقي من عمتهم، للذكر مثل حظ الأنثيين
أخوي مصطفى معليش فهمني أكثر، سأقول لك الطريقة التي فهمتها أنا حتى تضع يدك على الخطأ وتصحح لي:
الأم المتوفية ورثتها ابنتها فقط فلها النصف والباقي لأولى رجل ذكر وهم أبناء الابن دون أختهم، أنا كررت السؤال هذا ثلاث مرات ولم أجد إجابة؟
لماذا ترث بنت الابن مع إخوتها ورسول الله يقول: ((ألحقوا الفرائض بأهلها ومابقي فلأولى رجل ذكر))؟
طلب أخير:
لو تكرمت أن تقبل رسالة خاصة مني لأفصل لك موضوع التركة لأن الرجل المتوفى قد مات من ثلاثين عاما، وشيء من تركته تصرف به بعض الأبناء ذلك الوقت دون علم إخوتهم وقد كانوا حينها يتامى قصّر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/98)
فهل يسمح وقتك جزاك الله خيرا؟
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:45 ص]ـ
أخوي مصطفى معليش فهمني أكثر، سأقول لك الطريقة التي فهمتها أنا حتى تضع يدك على الخطأ وتصحح لي:
الأم المتوفية ورثتها ابنتها فقط فلها النصف والباقي لأولى رجل ذكر وهم أبناء الابن دون أختهم، أنا كررت السؤال هذا ثلاث مرات ولم أجد إجابة؟
لماذا ترث بنت الابن مع إخوتها ورسول الله يقول: ((ألحقوا الفرائض بأهلها ومابقي فلأولى رجل ذكر))؟
بارك الله فيك
بنت الابن وإن نزل أبوها من فروع الميت الوارثات لقوله عز وجل: {يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}، ولا يحجبهن عن الميراث إلا الابن،
وجميع أولاد أبناء الميت يرثون سواء كانوا ذكورا أو إناثا، مالم يحجبهم عم لأنهم من فرع الميت الوارث،
فإن انفردت بنت الابن أخذت النصف فرضا، وإن وجد معها ذكر في درجتها أو أسفل منها فإنه يعصبها فترث تعصيبا بأخيها أو بابن عمها أو بابن أخيها وإن نزل
وطالع شرح الشيخ هشام البسام في هذا الجزء:
الورثة
الورثة: جمع وارث، والوارث: الباقي، لأنه باقٍ بعد موت المورث. ومن أسمائه تعالى: الوارث. قال تعالى: ? وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ? [الحجر:23]. ومعناه: الباقي بعد فناء خلقه.
والورثة ثلاثة أقسام:
1 - ذو فرض.
2 - عاصب.
3 - ذو رحم.
وقد أجمع أهل العلم على توريث: خمسة وعشرين وارثًا، خمسة عشر من الذكور، وعشر من الإناث.
وللعلماء في عدِّهم طريقتان: خلطهما وتمييزهما، ولهم في كل منهما عبارتان: بسط وإيجاز، وسأسلك هنا طريقة التمييز، بعبارة البسط، إن شاء الله تعالى.
المجمع على إرثهم من الذكور
1 - الابن.
2 - ابن الابن، وإن سَفَل بمحض الذكور. وخرج به: ابن البنت، وابن بنت الابن، وكل ابن في نسبة إلى الميت أنثى.
3 - الأب.
4 - الجد من قبل الأب، وإنْ علا بمحض الذكور. وخرج به: الجد من قبل الأم كأبي الأم، وكل جد في نسبته إلى الميت أنثى كأبي أم الأب.
5 - الأخ الشقيق.
6 - الأخ لأب.
7 - الأخ لأم.
8 - ابن الأخ الشقيق، وإن نزل بمحض الذكور.
9 - ابن الأخ لأب، وإن نزل بمحض الذكور. وخرج بهما: ابن الأخ لأم.
10 - العم الشقيق.
11 - العم لأب. وخرج بهما: العم لأم.
12 - ابن العم الشقيق، وإن نزل بمحض الذكور.
13 - ابن العم لأب، وإن نزل بمحض الذكور. وخرج بهما: ابن العم لأم.
14 - الزوج.
15 - ذو الولاء، وهو: المعتِق، وعصبة المعتِق والمعتِقة بالنفس.
وهؤلاء الخمسة عشر، يرجعون بالاختصار إلى عشرة، والاختصار إنما هو في الحواشي: الإخوة وبنوهم، والأعمام وبنوهم.
وما عدا هؤلاء من الذكور: فمن ذوي الأرحام، كابن البنت، وأبي الأم، وابن الأخ لأم، والعم لأم، والخال، ونحوهم.
المجمع على إرثهن من الإناث
1 - البنت.
2 - بنت الابن، وإنْ سَفَل أبوها بمحض الذكور. وخرج بها: بنت البنت، وبنت بنت الابن، ونحوها.
3 - الأم.
4 - الجدة أم الأم، وإنْ علتْ بمحض الإناث.
5 - الجدة أم الأب، وإنْ علتْ بمحض الإناث.
6 - الأخت الشقيقة.
7 - الأخت لأب.
8 - الأخت لأم.
9 - الزوجة.
10 - ذات الولاء، وهي: المعتِقة.
وهؤلاء العشر يَرْجِعْنَ بالاختصار إلى سبع، والاختصار إنما هو في: الجدات، والأخوات.
وما عدا هؤلاء من الإناث: فمن ذوي الأرحام، كبنت البنت، وأم أبي الأم، والعمة، والخالة، وبنت الأخ، وبنت العم، ونحوهِنَّ.
فيكون مجموع الورثة المجمع على إرثهم: خمسة وعشرين وارثًا بالبسط، وسبعة عشر وارثًا بالاختصار.
فائدتان
الفائدة الأولى: اعلم أنه إذا أُطْلِقت النسبة فهي إلى الميت، فإن أريد غيره صُرِّحَ به، فإذا أُطلِق الابن مثلاً فالمراد به: ابن الميت، فإن أريد غيره، صُرِّح به، فيقال: ابن الابن أو ابن العم أو ابن المعتِق، ونحو ذلك.
والجد إذا أطلق فلا ينصرف إلا للجد الوارث وهو أبو الأب، وإن علا بمحض الذكور، فإن أريد به جدٌّ غير وارث، ويعبر عنه بالجد الفاسد، فلا بد من بيانه، فيقال مثلاً: الجد أبو لأم، أو الجد أبو أم الأب، ونحو ذلك.
الفائدة الثانية: (الزوجة) بالتاء لغة قلية، والأشهر والأفصح أن المرأة زوجٌ بلا تاء، وبه جاء القرآن، قال تعالى لآدم u: ? اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ? [البقرة:35]. وقال للنبي r: ? إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ ? [الأحزاب:50] وقال في حق زكريا u: ? وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ? [الأنبياء:90]. وقال في حق المؤمنين: ? وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ? [البقرة:25].
وقد جاءت بالتاء في الأحاديث الصحيحة، كقوله r في صفة أهل الجنة: ((لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ)) متفق عليه من حديث أبي هريرة. وفي صحيح البخاري أنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما حَضَرَ جِنَازَةَ مَيْمُوْنَة t فَقَالَ: هَذِهِ زَوْجَة النَّبِيِّ r. وعن عَمَّار t أنَّه ذَكَرَ عَائِشَةَ وَقَالَ: إِنَّهَا زَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ r فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. رواه البخاري. وأنشد أهل اللغة فيها أبياتًا كثيرة.
وتَحسُن هذه اللغة في علم الفرائض للفرق. والله تعالى أعلم.
،،، وعن طلبك وفقك الله
طلب أخير:
لو تكرمت أن تقبل رسالة خاصة مني لأفصل لك موضوع التركة لأن الرجل المتوفى قد مات من ثلاثين عاما، وشيء من تركته تصرف به بعض الأبناء ذلك الوقت دون علم إخوتهم وقد كانوا حينها يتامى قصّر
فهل يسمح وقتك جزاك الله خيرا؟
وإياك وأشكر لك حسن ظنك بي، وخاصية الرسائل مفتوحة عندي فارسل وقتما تشاء، فما أعلمه فلن أكتمه ولكنه بشرط التداول في الرأي وللمدارسة وليس للفتوى، ولا تعول كثيرا على كلامي أو تغتر برأيي فما أنا إلا طويلب علم ما زلت أحبو في طلبه، و بالله التوفيق والسداد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/99)
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 12:42 م]ـ
أخي مصطفى رضوان شاكر لك والله سعة صدرك
وعلى ما أفدتنا به
جزاك الله خيرا(132/100)
هل يكفي في الغسل صب الماء دون الدلك؟
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 05:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الإخوة الإفادة إما بإجابة مدللة أو بإحالتي على رابط فتوى
1 / هل يكفي في الغسل صب الماء (مثل من يغطس في بركة ويخرج منها بعد أن يتمضمض ويستشق) دون دلك لسائر بدنه، مع أن هناك أماكن لا يبلغ منها الماء مبلغه؟
2 / هل في نقض مس الذكر للوضوء حديث أو أثر صحيح؟ لأنني أكتفي بالغسل عن الوضوء حتى وإن مسست فرجيّ وأحيانا أدلكهما بالماء أولا ثم أعم جسدي به حتى لا أضطر للوضوء مرة أخرى كما يفعله كثير من الناس؟
وسلامتكم
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[25 - 09 - 10, 07:20 م]ـ
أما الأولى فدونك هذه:
رقم الفتوى 1432 الدلك غير واجب في الغسل.
تاريخ الفتوى: 16 صفر 1420
السؤال
كيفية الغسل في البحر .. هل الدلك ضروري أم لا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب في الغسل هو أن يعم الماء جميع البدن بما في ذلك أصول الشعر وغضون الجسم، سواء حصل ذلك بصب الماء على الأعضاء أو الانغماس فيه.
وأما الدلك فليس واجباً في غير الرأس إذا مس الماء كل البدن، وهذا مذهب الجمهور مستدلين بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: "فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك" ولم يأمره بأكثر من ذلك، ولقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً لأسماء بنت يزيد بن السكن وهو يعلمها كيفية الغسل من الجنابة (ثم تصب الماء على رأسها فتدلكه دلكاً شديداً حتى يبلغ شوون رأسها ثم تصب الماء عليها).أخرجه مسلم وغيره فأمره بدلك رأسها ولم يأمر في بقية غسلها بذلك.
وقالوا أيضاً: إن المقصود هو إيصال الماء إلى البشرة، فبأي شيء حصل أجزأ.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
*****
وأيضا جاء في فتوى أخرى للشبكة الإسلامية
...... دلك الأعضاء في الغسل فرض عند المالكية والمزني من الشافعية، وذهب الجمهور إلى أن الدلك سنة .....
*****
وهذه فتوى أخرى من موقع " الإسلام سؤال وجواب "
صفة غسل اللحية في الوضوء والغسل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مطلق اللحية ولحيتي وسط في الطول أقرب للكثيف يوجد بها فراغات من الجوانب في العوارض، هل يلزم علي دلكها مع أن الدلك سنة في الوضوء والغسل؟ أم يكفي علي أن آخذ كفا من الماء وأغسلها مرة واحدة مع الوجه، وكذلك شعر الوجه (الحاجبان , الشارب , العنقفة)؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
الدلك مستحب في الوضوء والغسل عند أكثر العلماء خلافا للمالكية.
قال النووي رحمه الله في "المجموع" (2/ 214): " مذهبنا أن دلك الأعضاء في الغسل وفي الوضوء سنة ليس بواجب، فلو أفاض الماء عليه فوصل به ولم يمسه بيديه أو انغمس في ماء كثير أو وقف تحت ميزاب أو تحت المطر ناويا فوصل شعره وبشره أجزأه وضوؤه وغسله , وبه قال العلماء كافة إلا مالكا والمزني فإنهما شرطاه في صحة الغسل والوضوء " انتهى.
شعر الوجه من اللحية والشارب والعنفقة والحاجبين فيه تفصيل:
فما كان خفيفا يرى منه ظاهر البشرة وجب إيصال الماء إلى باطنه، وما كان كثيفا لا ترى منه البشرة وجب غسل ظاهره فقط، واستُحب تخليله، هذا في الوضوء، وأما في الغُسل فيجب غسل ظاهره وباطنه.
قال في "زاد المستقنع": " ويغسل وجهه من منابت شعر الرأس إلى ما انحدر من اللحين والذقن طولا، ومن الأذن إلى الأذن عرضا، وما فيه من شعر خفيف، والظاهرَ الكثيف مع ما استرسل منه " انتهى.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه: " قوله: " وما فيه من شعرٍ خفيف، والظَّاهرَ الكثيف " الخفيفُ: ما تُرى من ورائه البشرةُ، والكثيف: ما لا تُرى من ورائه.
فالخفيفُ: يجب غسله وما تحته؛ لأن ما تحته إذا كان يُرى فإنَّه تَحصُلُ به المواجهة، والكثيف يجب غسلُ ظاهرهِ دونَ باطنهِ؛ لأنَّ المواجهةَ لا تكون إلا في ظاهر الكثيف.
وكذلك يجب غسلُ ما في الوجه من شعر، كالشَّارب، والعَنْفَقَةِ، والأهداب، والحاجبين والعارضين.
ويُستَحبُّ تخليل الشَّعر الكثيف؛ لأنَّ الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كان يخلِّل لحيته في الوُضُوء.
قوله: " مع ما استرسل منه ": "استرسل" أي: نَزَلَ " انتهى من "الشرح الممتع" (1/ 212).
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (5/ 206): " يجب غسل ظاهر اللحية الكثيفة ولا يجب غسل باطنها ولا البشرة التي تحته ولكن يشرع تخليلها، قال النووي رحمه الله تعالى: " لا خلاف في وجوب غسل اللحية الكثيفة ولا يجب غسل باطنها ولا البشرة التي تحته اتفاقا، وهو مذهب جماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ". وقال ابن رشد: " هذا أمر لا أعلم فيه خلافا " انتهى. وأما اللحية الخفيفة التي تبين منها البشرة فإنه يجب غسل باطنها وظاهرها " انتهى.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب
أظن أن هكذا وضحت المسألة الأولى.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/101)
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[25 - 09 - 10, 07:38 م]ـ
وأما الثانية فاقرأ هذا الكلام المفيد:
جاء في الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى - (1/ 279):" واختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ في مسِّ الذَّكر والقُبُل، هل ينقضُ الوُضُوءَ أم لا؟ على أقوال:
الشرح الممتع على زاد المستقنع - (1/ 280)
القول الأول: وهو المذهب أنَّه ينقض الوُضُوءَ، واستدلُّوا بما يلي:
1 - حديث بُسْرَة بنت صفوان أنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «مَنْ مَسَّ ذكرَه فليتوضأ» (1).
2 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «إذا أفضى أحدُكُم بيده إلى ذكره؛ ليس دونها سِتْر فقد وجب عليه الوُضُوء».
وفي رواية: «إلى فرجه» (2).
3 - أن الإنسان قد يحصُل منه تحرُّكُ شهوةٍ عند مسِّ الذَّكر، أو القُبُل فيخرج منه شيء وهو لا يشعر، فما كان مظَّنة الحدث عُلِّق الحكم به كالنَّوم.
القول الثاني: أن مسَّ الذَّكَرِ لا ينقضُ الوضوءَ (3)، واستدلُّوا بما يلي:
1 - حديث طَلْقِ بْنِ عليٍّ أنه سأل النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم عن الرَّجُل يمسُّ ذَكَرَه في الصَّلاة: أعليه وُضُوءٌ؟ فقال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «لا، إِنَّما هو بَضْعة منك» (4).
2 - أنَّ الأصل بقاءُ الطَّهارة، وعدمُ النقض، فلا نخرج عن هذا الأصل إِلا بدليل متيقَّن. وحديث بُسرة وأبي هريرة ضعيفان، وإِذا كان فيه احتمالٌ؛ فالأصل بقاءُ الوُضُوء. قال صلّى الله عليه وسلّم: «لا ينصرف حتى يسمع صوتاً، أو يجد ريحاً» (5)، فإِذا كان هذا في السَّببِ الموجبِ حسًّا، فكذلك السَّببُ الموجبُ شرعاً، فلا يمكن أن نلتفت إليه حتى يكون معلوماً بيقين .....
القول الثَّالث: أنَّه إنْ مسَّهُ بشهوة انتقض الوُضُوء وإلا فلا (6)، وبهذا يحصُل الجمع بين حديث بُسرة، وحديث طَلْق بن عليٍّ، وإِذا أمكن الجمع وجب المصير إليه قبل التَّرجيح والنَّسخ؛ لأنَّ الجَمْعَ فيه إِعمال الدَّليلين، وترجيح أحدهما إِلغاء للآخر.
ويؤيد ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إِنمَّا هو بَضْعَة منك» (7)، لأنك إِذا مسَسْتَ ذَكَرَكَ بدون تحرُّكِ شهوة صار كأنما تمسُّ سائر أعضائك، وحينئذٍ لا ينتقض الوُضُوء، وإِذا مَسَسْتَه لشهوةٍ فإِنَّه ينتقض؛ لأن العِلَّة موجودة، وهي احتمال خروج شيء ناقض من غير شعور منك، فإِذا مسَّه لشهوةٍ وجب الوُضُوء، ولغير شهوة لا يجب الوُضُوءِ، ولأن مسَّه على هذا الوجه يخالف مسَّ بقية الأعضاء.
قالوا ـ وهم يحاجُّون الحنابلة ـ: لنا عليكم أصل، وهو أنكم قلتم: إِنَّ مسَّ المرأة لغير شهوة لا ينقض، ومسَّها لشهوة ينقض؛ لأنه مظنَّة الحدث.
وجمع بعض العلماء بينها بأنَّ الأمر بالوُضُوء في حديث بُسْرة للاستحباب، والنَّفيَ في حديث طَلْق لنفي الوجوب (9)؛ بدليل أنه سأل عن الوجوب فقال: «أعليه»، وكلمة: «على» ظاهرة في الوجوب.
القول الرَّابع: وهو اختيار شيخ الإسلام أن الوُضُوء من مسِّ الذَّكَر مستحبٌ مطلقاً، ولو بشهوةٍ (3).
وإذا قلنا: إِنه مستحبٌّ، فمعناه أنه مشروع وفيه أجر، واحتياط، وأما دعوى أنَّ حديث طَلْق بن عليٍّ منسوخ، لأنَّه قَدِمَ على النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم وهو يبني مسجده أول الهجرة (10)، ولم يَعُدْ إِليه بعدُ. فهذا غير صحيح لما يلي:
1 - أنه لا يُصار إلى النَّسخ إلا إِذا تعذَّر الجمع، والجمع هنا ممكن .....
2 - أن في حديث طَلْق عِلَّة لا يمكن أن تزول، وإِذا رُبط الحُكم بعلَّة لا يمكن أن تزولَ فإن الحكم لا يمكن أن يزولَ؛ لأن الحكم يدور مع عِلَّته، والعلَّة هي قوله: «إنما هو بَضْعَة منك»، ولا يمكن في يوم من الأيام أن يكون ذكرُ الإِنسان ليس بَضْعَةً منه، فلا يمكن النَّسخ.
3 - أن أهل العلم قالوا: إن التاريخ لا يُعلم بتقدُّم إِسلام الرَّاوي، أو تقدُّم أخذه؛ لجواز أن يكون الرَّاوي حَدَّث به عن غيره.
بمعنى: أنه إِذا روى صحابيَّان حديثين ظاهرهما التَّعارض، وكان أحدُهما متأخِّراً عن الآخر في الإِسلام، فلا نقول: إنَّ الذي تأخَّر إِسلامُه حديثُه يكون ناسخاً لمن تقدَّم إِسلامُه، لجواز أن يكون رواه عن غيره من الصَّحابة، أو أنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم حدَّث به بعد ذلك.
__________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/102)
(1) سخة دار الكتب، حيث أطال الكلام على هذا الحديث واستوفى طرقه بما لا يزيد عليه، «الخلاصة» رقم (266)، «التلخيص» رقم (165).
(2) هي رواية ابن حبان انظر ص (246).
(3) انظر: «الإنصاف» (2/ 26، 27).
(4) رواه أحمد (4/ 23) واللفظ له، وأبو داود، كتاب الطهارة: باب الرخصة في ذلك، رقم (182، 183)، والنسائي، كتاب الطهارة: باب ترك الوضوء من ذلك (1/ 101)،
رقم (165) والترمذي، أبواب الطهارة: باب ما جاء في ترك الوضوء من مسّ الذكر، رقم (85)، وابن ماجه كتاب الطهارة: باب الرخصة في ذلك، رقم (483). وغيرهم.
والحديث ضعَّفه: الشافعي، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والدارقطني، والبيهقي، والنووي، لأجل قيس بن طلق، وقد رجَّح الحافظ ابن حجر أنه «صدوق».
وصحَّحه بالمقابل: الفلاس، والطبراني، والطحاوي، وابن حزم.
وقال ابن المديني: «هو عندنا أحسن من حديث بُسرة».
وقال الطحاوي: «إسناده مستقيم غير مضطرب».
انظر: «علل الحديث» لابن أبي حاتم (1/ 48)، «سنن البيهقي» (1/ 135)، «الخلاصة» للنووي رقم (281)، «المحرر» رقم (83)، و «التلخيص» رقم (165).
(5) تقدَّم تخريجه، ص (59).
(6) انظر: «الإنصاف» (2/ 27).
(7) تقدم تخريجه، ص (281).
(8) انظر: «المجموع شرح المهذب» (2/ 42)، «نيل الأوطار» (1/ 251).
(9) انظر: «مجموع الفتاوى» (20/ 524)، (21/ 222)، «الاختيارات» (16).
(10) والطبراني (8/رقم 8242)، والدارقطني (1/ 149)، وابن حبان رقم (1122) عن ملازم بن عمرو، عن عبد
الله بن بدر، عن قيس بن طلق، عن أبيه به.
ورواه الدارقطني (1/ 148) من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، عن محمد بن جابر، عن قيس به.
قال الطحاوي: حديث ملازم صحيح، مستقيم الإسناد. «شرح المعاني» (1/ 76).
***************- الصفحة الأخيرة وفيها خلاصة ما بحثه الشيخ في المسألة [[الشرح الممتع على زاد المستقنع - (1/ 284)]]:
والخلاصة: أن الإنسان إِذا مسَّ ذكره استُحِبَّ له الوُضُوءَُ مطلقاً، سواء بشهوة أم بغير شهوة، وإِذا مسَّه لشهوة فالقول بالوجوب قويٌ جدًّا، لكنِّي لا أجزم به، والاحتياط أن يتوضَّأ.
وهكذا أحببت أن أضعه لك حتى نرى كيف وصل الشيخ إلى هذا الرأي وهل هو مسبوق به أم أنه من عنده والحمد لله رب العالمين
.
.
.
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 12:51 ص]ـ
أخي علي سلطان الجلابنة، الله يبارك فيك آمين
جزاك الله خيرا.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[26 - 09 - 10, 12:59 ص]ـ
وفيك أخي المبارك أبا سعيد القرتشائي ....
المهم أن تكون قد استفدت من النقولات ...
محبك
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[26 - 09 - 10, 01:05 ص]ـ
كنت ناقشت المسألة الأولى في كتابي: أنس البدوي والحضري، ومما ورد فيه:
ويعرف علماء اللغة الدلك بأنه المرس والعرك.
قال الشاعر: أبيت أسري وتبيتي تدلكي وجهك بالعنبر والمسك الذكي. ()
ويعرفه الفقهاء بأنه إمرار اليد على العضو مع إسالة الماء وربما قيده بعضهم بأنه إمرار باطن الكف على العضو حال صب الماء. ()
وقد اختلف العلماء في فرضيته، وهذه أقوالهم في ذلك، مع أدلتها، والمناقشة، ثم الترجيح:
القول الأول: أن الدلك ليس بفرض في الوضوء، ويصح بدونه، وهو مذهب جمهور العلماء، منهم: الحنفية ()
والشافعية () والحنابلة () وابن حزم () وبعض المالكية ()
القول الثاني: أنه فرض، ولا يصح الوضوء بدونه، وهو المشهور من مذهب المالكية () وبه قال المزني. ()
وخلاصة مذهب المالكية في الدلك أن لهم فيه ثلاثة أقوال، الأول: أنه فرض، الثاني: أنه ليس بفرض، والثالث: أنه مفروض لعلة إيصال الماء إلى البشرة، فإن وصل إليها بدونه لم يجب () وهناك قول رابع بالتفريق بين الغسل، والوضوء، وأنه واجب في الوضوء،
ومختلف فيه في الغسل وعزاه البعض لابن عبد البر. ()
الأدلة والمناقشة:
أدلة القول الأول: استدل هؤلاء بعدة أدلة منها:
الدليل الأول: قوله تعالى: (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ... )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/103)
قال الجصاص: (قوله تعالى "فاغسلوا وجوهكم" يقتضي إيجاب الغسل، والغسل اسم لإمرار الماء على الموضع إذا لم تكن هناك نجاسة، وإذا كانت هناك نجاسة فغسلها إزالتها بإمرار الماء، أو ما يقوم مقامه؛ فقوله تعالى: "فاغسلوا وجوهكم" إنما المقصد فيه إمرار الماء على الموضع؛ إذ ليس هناك نجاسة مشروط إزالتها؛ فإذن ليس عليه دلك ذلك الموضع بيده، وإنما عليه إمرار الماء حتى يجري على الموضع). ()
الدليل الثاني: استدلوا أيضا بالأحاديث الكثيرة في كيفية وضوئه صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر الدلك في شيء منها؛ فدل ذلك على عدم وجوبه، وقد تقدم كثير منها.
الدليل الثالث: ما رواه البخاري عن عمران بن حصين من حديث طويل وفيه: ( .. فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم قال ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم قال أصابتني جنابة ولا ماء قال عليك بالصعيد فإنه يكفيك ... ثم قال له بعد أن حضر الماء: اذهب فأفرغه عليك) الحديث. ()
قالوا: فلم يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بإفراغ الماء على جسده؛ ولو كان الدلك شرطا لأخبره به؛ فلا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة كما هو معروف.
الدليل الرابع: حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: (قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني امرأة أشد ضفر رأسي فأنقضه لغسل الجنابة؟ قال: لا إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين). ()
فقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما يكفيك" ساقه مساق الحصر فدل على أن الدلك ليس شرطا في الطهارة الكبرى، ولا في الطهارة الصغرى من باب أولى.
أدلة القول الثاني: استدل أصحاب هذا القول بعدة أدلة منها:
الدليل الأول: أنه شرط في حصول مسمى الغسل المأمور به في الآية، وقد فرق أهل اللغة بين الغسل والانغماس. ()
قال عطاء لما سئل عن الجنب يفيض عليه الماء؟ قال: لا؛ بل يغتسل غسلا؛ لأن الله تعالى قال: "حتى تغتسلوا" ولا يقال اغتسل إلا لمن دلك نفسه. ()
واعترض عليه الجصاص فقال: (والدليل على بطلان قول موجبي ذلك الموضع إن اسم الغسل يقع على إجراء الماء على الموضع من غير دلك، والدليل على ذلك أنه لو كان على بدنه نجاسة؛ فوالى بين صب الماء عليه حتى أزالها سمي بذلك غاسلا، وإن لم يدلكه بيده؛ فلما كان الاسم يقع عليه مع عدم الدلك لأجل إمرار الماء عليه وقال الله تعالى: "فاغسلوا" فهو متى أجرى الماء على الموضع فقد فعل مقتضى الآية وموجبها؛ فمن شرط فيه دلك الموضع بيده فقد زاد فيه ما ليس منه، وغير جائز الزيادة في النص إلا بمثل ما يجوز به النسخ، وأيضا فإنه لما لم يكن هناك شيء يزال بالدلك لم يكن لدلك الموضع وإمساسه بيده فائدة ولا حكم؛ فلم يختلف حكمه إذا دلكه بيده أو أمر الماء عليه من غير دلك). ()
الدليل الثاني: قوله عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله تعالى عنها ( .. وادلكي جسدك بيدك). ()
قالوا: والأمر للوجوب ما لم يصرفه صارف؛ ولا صارف هنا؛ فدل ذلك على وجوب الدلك. ()
واعترض الإمام ابن حزم – رحمه الله تعالى – على هذا الحديث من وجهين:
الوجه الأول: أنه من رواية عكرمة بن عمار، وقال: إنه ساقط.
قلت: وهذا الاعتراض وهم منه رحمه الله تعالى؛ لأن عكرمة هذا ثقة بلا شك؛ إلا أن روايته عن يحيى بن أبي كثير مضطربة ضعفها بعض المحدثين. ()
الوجه الثاني: أنه مرسل؛ لأنه من رواية عبد الله بن عبيد بن عمير عن عائشة. ()
قلت: وهذا الاعتراض مردود أيضا؛ لأنه أدرك عائشة، وروى عنها، وعن ابن عباس، وابن عمر، وغيرهم. ()
الدليل الثالث: حديث عبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بثلثي مد فجعل يدلك ذراعيه. ()
الدليل الرابع: حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: بت عند خالتي ميمونة ليلة، فلما كان في بعض الليل قام النبي صلى الله عليه وسلم؛ فتوضأ من شن معلق وضوءا خفيفا - يخففه عمرو ويقلله - وقام يصلي فتوضأت نحوا مما توضأ، ثم جئت فقمت عن يساره - وربما قال سفيان عن شماله - فحولني فجعلني عن يمينه، ثم صلى ما شاء الله، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، ثم أتاه المنادي فآذنه بالصلاة؛ فقام معه إلى الصلاة، فصلى ولم يتوضأ. ()
قال ابن حجر: (وقال ابن المنير: يخففه أي لا يكثر الدلك، ويقلله أي لا يزيد على مرة مرة، قال: وفيه دليل على إيجاب الدلك؛ لأنه لو كان يمكن اختصاره لاختصره، لكنه لم يختصره). ()
ورد ابن حجر استدلاله ودعواه فقال: (وهي دعوى مردودة؛ فإنه ليس في الخبر ما يقتضي ذلك؛ بل الاقتصار على سيلان الماء على العضو أخف من قليل الدلك). ()
وتلخيص المسألة هو كما قال الإمام الصنعاني – رحمه الله تعالى – حين قال: (والتحقيق أن المسألة لغوية؛ فإن الوارد في القرآن الغسل في أعضاء الوضوء؛ فيتوقف إثبات الدلك فيه على أنه من مسماه). ()
قلت: ولم أجد في كتب اللغة ما يدل على دخول الدلك في مسمى الغسل؛ فالواجب ما يصدق عليه اسم الغسل لغة، وهو: إفاضة الماء على الأعضاء من غير اشتراط لدلكها. والله تعالى أعلم.
الترجيح:
الراجح عندي في هذه المسألة هو ما ذهب إليه الجمهور من عدم وجوب الدلك، ولم يأت المالكيون بأدلة كافية لإيجابه؛ وأقوى ما عندهم إنما هي أفعال مجردة، وقد قدمنا أن الفعل المجرد لا يستقيم دليلا على الوجوب، وهو الصحيح من أقوال الأصوليين إن شاء الله تعالى.
ومع ذلك فقول بعض المالكيين أنه واجب لعلة إيصال الماء إلى البشرة له وجه قوي؛ لأن الجميع متفقون على وجوب إيصال الماء إلى البشرة، ومن المعلوم أنه يصعب القيام بهذا الواجب دون دلك. والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/104)
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[26 - 09 - 10, 01:09 ص]ـ
وناقشت المسألة الأخرى في نفس الكتاب ومما جاء فيه:
قال المؤلف رحمه الله تعالى: (ومس الذكر بباطن الكف، أو بباطن الأصابع).
أقول: مذهب المالكيين هو نقض الوضوء بمس الذكر إذا كان بباطن الكف، أو بجنبه، أو بباطن الأصبع أو بجنبه.
أما مس الدبر والأنثيين فليس بناقض عندهم، فإن مس ذكره بباطن الذراع أو بظاهره فلا ينتقض وضوؤه.
واختلفوا هل يشترط أن يكون لمسه للذكر عمدا أم لا؟ فروى ابن وهب أنه لا وضوء عليه إلا أن يتعمد. ()
واختلفوا فيمن مس ذكره وصلى على ثلاثة أقوال:
1 – يعيد في الوقت.
2 – لا يعيد.
3 – يعيد أبدا.
واختلفوا كذلك فيمن مس ذكر غيره، فقال جمهورهم هو كذكره، وقال المازري: إن مسه للذة نقض كاللمس.
وإن مست المرأة ذكر الرجل لغير شهوة فلا وضوء عليها.
ثم اختلفوا في الملموس ذكره، فقال بعضهم: ينتقض وضوؤه، وقال آخرون: لا ينتقض، قال ابن عرفة: وهذا الخلاف إذا لم يلتذ.
وكل هذا الذي ذكرنا من الخلافات والأقوال مشروط باتصال الذكر الملموس، أما إذا كان مقطوعا، ومنفصلا؛ فلا ينقض.
واختلفوا في مس المرأة فرجها: فمذهب المدونة عدم النقض، وقال بعضهم لا نقض إذا مست ظاهره، والنقض إذا قبضت عليه، أو ألطفت، والإلطاف: أن تدخل يديها بين شفريها، وقيل لا ينقض مطلقا. ()
وقد اختلف العلماء في نقض الوضوء من مس الذكر، وهذه أقوالهم مع أدلتها، والمناقشة، ثم الترجيح:
القول الأول: أن مس الذكر لا ينقض الوضوء، وهو قول علي، وعمار، وابن مسعود، وحذيفة، وعمران بن حصين، وأبي الدرداء رضي الله عنهم، وبه قال ربيعة، والثوري، وابن المنذر ()، وهو مذهب الحنفية () ورواية عند الحنابلة. ()
القول الثاني: أن مس الذكر ينقض الوضوء في الجملة، وهو قول سعد بن أبي وقاص، وابن عمر رضي الله تعالى عنهما، وعطاء، وسعيد بن المسيب، وأبان بن عثمان، وابن جريج والأوزاعي، والليث، وإسحاق بن راهويه وسليمان بن يسار والزهري () وهو مذهب المالكية () والشافعية () ورواية عند الحنابلة () وهو مذهب الظاهرية. ()
الأدلة والمناقشة:
أدلة القول الأول:
الدليل الأول: حديث قيس بن طلق عن أبيه قال: قدمنا على نبي الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل كأنه بدوي؛ فقال يا رسول الله ما ترى في مس الرجل ذكره بعد ما يتوضأ؟ فقال: وهل هو إلا بضعة منك، أو مضغة منك. ()
واعترض عليه ابن حزم فقال: (وهذا خبر صحيح، إلا أنهم لا حجة لهم فيه لوجوه، أحدها: أن هذا الخبر موافق لما كان الناس عليه قبل ورود الأمر بالوضوء من مس الفرج، هذا لا شك فيه؛ فإذ هو كذلك فحكمه منسوخ يقينا حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوضوء من مس الفرج، ولا يحل ترك ما تيقن أنه ناسخ، والأخذ بما تيقن أنه منسوخ.
وثانيهما: أن كلامه عليه السلام: "هل هو إلا بضعة منك" دليل بين على أنه كان قبل الأمر بالوضوء منه؛ لأنه لو كان بعده لم يقل عليه السلام هذا الكلام؛ بل كان يبين أن الأمر بذلك قد نسخ، وقوله هذا يدل على أنه لم يكن سلف فيه حكم أصلا، وأنه كسائر الأعضاء). ()
واعترض عليه ابن قدامة رحمه الله تعالى من وجهين:
الأول: أنه ضعيف: فقد قال ابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم: قيس مما لا تقوم بروايته حجة.
الثاني: أنه منسوخ بدليل أن أحاديث الوضوء من مس الفرج منها ما رواه أبو هريرة، وهو متأخر الإسلام، صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين، وأما إسلام طلق فقد كان مبكرا؛ فقد قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يؤسسون المسجد أول زمن الهجرة. ()
واعترض عليه النووي بالوجهين السابقين، وأضاف لهما ثالثا: وهو أنه محمول على المس فوق حائل؛ لأن راوي الحديث قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن مس الذكر في الصلاة.
قال النووي وغيره من العلماء: (والظاهر أن الإنسان لا يمس الذكر في الصلاة بلا حائل) ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/105)
وأجاب ابن نجيم من الحنفية عن معظم هذه الاعتراضات فقال: (وقول النووي أيضا ترجيحا لحديث بسرة بأن حديث طلق منسوخ؛ لأن قدومه على النبي كان في السنة الأولى من الهجرة ورسول الله يبني مسجده، وراوي حديث بسرة أبو هريرة، وإنما قدم أبو هريرة على النبي سنة سبع من الهجرة؛ فغير لازم؛ لأن ورود طلق إذ ذاك، ثم رجوعه لا ينفي عوده بعد ذلك، وهم قد رووا عنه حديثا ضعيفا من مس ذكره فليتوضأ، وقالوا سمع من النبي الناسخ والمنسوخ، ولأن حديث طلق غير قابل للنسخ؛ لأنه صدر على سبيل التعليل، فإنه عليه الصلاة والسلام ذكر أن الذكر قطعة لحم؛ فلا تأثير لمسه في الانتقاض، وهذا المعنى لا يقبل النسخ، كذا في معراج الدراية ...
وقول النووي أيضا إن حديث طلق محمول على المس فوق حائل؛ لأنه قال سألته عن مس الذكر في الصلاة، والظاهر أن الإنسان لا يمس ذكره في الصلاة بلا حائل، مردود بأن تعليله بقوله: "هل هو إلا بضعة منك" يأبى الحمل). ()
قلت: ولا شك أن حديث طلق هذا مما اختلف فيه الحفاظ اختلافا بينا، فمنهم من صححه، ومنهم من حسنه، ومنهم من ضعفه، وبعضهم ادعى فيه النسخ، وآخرون منعوا نسخه وأوجبوا العمل به، وجماعة رجحته على حديث بسرة، وأخرى جعلت الرجحان لحديث بسرة.
قال الحافظ ابن حجر معلقا على هذا الحديث: (رواه أحمد، وأصحاب السنن، والدارقطني، وصححه عمرو بن علي الفلاس، وقال: هو عندنا أثبت من حديث بسرة، وروي عن ابن المديني أنه قال: هو عندنا أحسن من حديث بسرة، والطحاوي، وقال: إسناده مستقيم غير مضطرب؛ بخلاف حديث بسرة، وصححه أيضا ابن حبان والطبراني وابن حزم، وضعفه الشافعي وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني والبيهقي وابن الجوزي، وادعى فيه النسخ ابن حبان والطبراني وابن العربي والحازمي وآخرون، وأوضح ابن حبان وغيره ذلك والله أعلم، وقال البيهقي: يكفي في ترجيح حديث بسرة على حديث طلق أن حديث طلق لم يخرجه الشيخان، ولم يحتجا بأحد من رواته، وحديث بسرة قد احتجا بجميع رواته إلا أنهما لم يخرجاه للاختلاف فيه على عروة وعلى هشام بن عروة، وقد بينا أن ذلك الاختلاف لا يمنع من الحكم بصحته وإن نزل عن شرط الشيخين، وتقدم أيضا عن الإسماعيلي أنه ألزم البخاري إخراجه لإخراجه نظيره في الصحيح). ()
قلت: ومما يوضح لك اختلاف المحدثين في حديث طلق هذا أنه قد تناظر في الوضوء من مس الذكر علي بن المديني، ويحيى بن معين؛ بحضرة أحمد بن حنبل؛ فاختلفوا في الحكم على هذا الحديث، حتى احتجوا بأقوال الصحابة وتركوا المرفوع، إما لعدم صحته عندهم، وإما للتعارض وعدم ظهور الراجح؛ فقد أخرج البيهقي بسنده عن رجاء بن مرجا الحافظ قال: (اجتمعنا في مسجد الخيف، أنا، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين؛ فتناظروا في مس الذكر؛ فقال يحيى بن معين: يتوضأ منه، وتقلد علي بن المديني قول الكوفيين، وقال به، واحتج ابن معين بحديث بسرة بنت صفوان، واحتج علي بن المديني بحديث قيس بن طلق، وقال ليحيى: كيف تتقلد إسناد بسرة ومروان بن الحكم أرسل شرطيا حتى رد جوابها إليه؟ فقال يحيى: ثم لم يقنع ذلك عروة حتى أتى بسرة؛ فسألها، وشافهته بالحديث، ثم قال يحيى: ولقد أكثر الناس في قيس بن طلق، وأنه لا يحتج بحديثه؛ فقال أحمد بن حنبل: كلا الأمرين على ما قلتما؛ فقال يحيى: عن مالك عن نافع عن ابن عمر: يتوضأ من مس الذكر؛ فقال علي: كان ابن مسعود يقول: لا يتوضأ منه، وإنما هو بضعة من جسدك؛ قال: فقال يحيى: هذا عمن؟ فقال: عن سفيان عن أبي قيس عن هزيل عن عبد الله، وإذا اجتمع ابن مسعود، وابن عمر، واختلفا؛ فابن مسعود أولى أن يتبع؛ فقال له أحمد بن حنبل: نعم، ولكن أبا قيس الأودي لا يحتج بحديثه؛ فقال علي: حدثني أبو نعيم ثنا مسعر عن عمير بن سعيد عن عمار قال: لا أبالي مسسته أو أنفي؛ فقال يحيى: بين عمير بن سعيد وعمار بن ياسر مفازة، أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ثنا علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن الحسن النقاش ثنا عبد الله بن يحيى القاضي السرخسي؛ فذكره بإسناده وبعض معناه، وقال في آخره في حديث عمير بن سعيد عن عمار؛ فقال أحمد: عمار وابن عمر استويا؛ فمن شاء أخذ بهذا ومن شاء أخذ بهذا، قال الشيخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/106)
: قد روينا عن علي بن المديني أنه قال: في حديث بسرة سماع عروة منها كما قال يحيى بن معين وكأنه رجع في ذلك إلى قول يحيى، وتقليد حديث بسرة). ()
الدليل الثاني: حديث أبي ليلى قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم؛ فأقبل الحسن يتمرغ عليه؛ فرفع عن قميصه، وقبل زبيبته. ()
واعترض من أوجه:
الأول: أنه ضعيف.
الثاني: احتمال أن تقبيله صلى الله عليه وسلم لزبيبة الحسن رضي الله تعالى عنه كان فوق حائل.
الثالث: أنه ليس في الحديث أنه مس زبيبته ببطن كفه، ولا ينقض غير بطن الكف عند أصحاب القول المعارض.
الرابع: أنه ليس فيه أنه صلى بعد مس زبيبته ببطن كفه ولم يتوضأ. ()
الدليل الثالث: القياس على بقية الأعضاء: وذلك أن الذكر إنما هو عضو كسائر أعضاء الإنسان؛ فيقاس عليها في عدم نقض الوضوء بمسها.
قال السرخسي: ( .. فإما أن يكون طاهرا أو نجسا، وليس في مس شيء من الطاهرات ولا من النجاسات وضوء، ولو مس ما يخرج منه لم ينتقض به وضوءه، وإقامة السبب الظاهر مقام المعنى الخفي عند تعذر الوقوف على الخفي، وذلك غير موجود هنا؛ فإن المني يرى ويشاهد). ()
واعترض عليه ابن قدامة رحمه الله تعالى فقال: (وقياس الذكر على سائر البدن لا يستقيم؛ لأنه تتعلق به أحكام ينفرد بها من وجوب الغسل بإيلاجه والحد، والمهر، وغير ذلك). ()
واعترض النووي على قياسهم هذا من وجهين:
الأول: أنه قياس ينابذ النص فلا يصح.
الثاني: أن الذكر تثور الشهوة بمسه غالبا، بخلاف غيره. ()
الدليل الرابع: أن هذا مما تعم به البلوى؛ فلو ثبت الأمر بالوضوء منه لاشتهر، ولما جهله ابن مسعود، ولا غيره من الصحابة، والتابعين، والعلماء. ()
واعترض عليه ابن حزم فقال: (وهذه حماقة، وقد غاب عن جمهور الصحابة رضي الله عنهم الغسل من الإيلاج الذي لا إنزال معه، وهو مما تكثر به البلوى ..
ورأى أبو حنيفة الوضوء من الرعاف، وهو مما تكثر به البلوى، ولم يعرف ذلك جمهور العلماء ...
ورأى الوضوء من ملء الفم من القلس، ولم يره من أقل من ذلك، وهذا تعظم به البلوى، ولم يعرف ذلك أحد من ولد آدم قبله، ومثل هذا لهم كثير جدا ...
ومثل هذا من التخليط لا يعارض به سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مخذول). ()
قلت: وهو كما قال رحمه الله تعالى؛ فإن عدم معرفة بعض الصحابة لبعض الأحاديث لا ينفي وجودها، ولا يُعترض على الحديث الصحيح بمثل هذه الأقاويل. والله تعالى أعلم.
أدلة القول الثاني:
الدليل الأول: حديث بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مس ذكره فليتوضأ. ()
قال ابن حزم: ولفظ هذا الحديث عام يقتضي كل ما ذكرناه. ()
وفي الباب عن جابر، وأم حبيبة، وأبي أيوب، وأبي هريرة، وزيد بن خالد، وأروى بنت أنيس.
لكن أحاديثهم لم تسلم من النقد، فقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: (فأما حديث أم حبيبة: فأخرجه ابن ماجة من طريق العلاء بن الحارث عن مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان عنها بلفظ: "من مس فرجه فليتوضأ" ورجاله ثقات حتى قال أبو زرعة فيما حكاه الترمذي: إنه أصح شيء في هذا الباب، ولكنه أعل بالانقطاع؛ فإن البخاري قال: لم يسمع مكحول من عنبسة، وكذا أسند الطحاوي عن أبي مسهر، وأما حديث أبي أيوب: فأخرجه ابن ماجة أيضا، وفي إسناده إسحاق بن أبي فروة، وهو ضعيف، وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه أحمد، والشافعي، والطبراني، وابن حبان واللفظ له، والحاكم، والدارقطني، من رواية يزيد النوفلي، زاد الشافعي ونافع بن أبي نعيم كلاهما عن المقبري عن أبي هريرة بلفظ: "إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه وليس بينهما ستر ولا حائل فليتوضأ" ويزيد ضعيف، ونافع فيه لين، وأما حديث أروى بنت أنيس: فأخرجه الدار قطني في العلل، وإسناده ضعيف ..
وأما حديث جابر فأخرجه الشافعي من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عنه بلفظ: "إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ" قال الشافعي: سمعت جماعة من الحفاظ يروونه لا يذكرون فيه جابرا انتهى وأخرجه ابن ماجة والطحاوي من هذا الوجه موصولا بلفظ: "إذا مس أحدكم ذكره فعليه الوضوء" ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/107)
وأما حديث زيد بن خالد: فأخرجه أحمد من طريق ابن إسحاق حدثني الزهري عن عروة عن زيد بن خالد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من مس فرجه فليتوضأ" وأخرجه الطحاوي وقال: هذا غلط؛ لأن عروة أنكر على مروان لما حدثه به عن بسرة، وذلك بعد موت زيد بن خالد بما شاء الله؛ فكيف ينكر على مروان شيئا سمعه من زيد بن خالد انتهى وأجيب باحتمال أن يكون ذلك قبل موت خالد؛ فإن القصة التي دارت بين عروة ومروان لم يجئ في خبر قط تعيين زمانها). ()
ومع ذلك فقد قال الإمام أحمد: حديث بسرة، وحديث أم حبيبة صحيحان. ()
وقال الترمذي حديث بسرة حسن صحيح. ()
وقال البخاري أصح شيء في هذا الباب حديث بسرة. ()
وقال أبو زرعة حديث أم حبيبة أيضا صحيح. ()
واعترض السرخسي على هذا الحديث فقال: (وحديث بسرة لا يكاد يصح؛ فقد قال يحيي بن معين: ثلاث لا يصح فيهن حديث عن رسول الله منها هذا، وما بال رسول الله لم يقل هذا بين يدي كبار الصحابة حتى لم ينقله أحد منهم، وإنما قاله بين يدي بسرة، وقد كان رسول الله أشد حياء من العذراء في خدرها، ولو ثبت فتأويله: من بال؛ فجعل مس الذكر كناية عن البول؛ لأن من يبول يمس ذكره عادة كقوله تعالى "أو جاء أحد منكم من الغائط" والغائط هو المطمئن من الأرض كنى به عن الحدث؛ لأنه يكون في مثل هذه المواضع عادة، أو المراد بالوضوء غسل اليد استحبابا كما في قوله: "الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر وبعده ينفي اللمم" () والمراد منه غسل اليد). ()
وأجاب النووي عن بعض هذه الاعتراضات فقال: (فإن قيل: قال يحيى بن معين: ثلاثة أحاديث لا تصح أحدها الوضوء من مس الذكر؛ فالجواب: أن الأكثرين على خلافه؛ فقد صححه الجماهير من الأئمة الحفاظ، واحتج به الأوزاعي، ومالك، والشافعي، وأحمد، وهم أعلام أهل الحديث والفقه، ولو كان باطلا لم يحتجوا به؛ فإن قالوا: حديث بسرة رواه شرطي لمروان عن بسرة وهو مجهول؛ فالجواب أن هذا وقع في بعض الروايات، وثبت من غير رواية الشرطي؛ فإن قالوا: الوضوء هنا غسل اليد، قلنا: هذا غلط؛ فإن الوضوء إذا أطلق في الشرع حمل على غسل الأعضاء المعروفة هذا حقيقته شرعا، ولا يعدل عن الحقيقة إلا بدليل). ()
قلت: وحاصل الكلام على حديث بسرة رضي الله تعالى عنها وأرضاها أنه صححه جماعة من المحدثين منهم: الإمام أحمد، والترمذي، والنووي، وقال البخاري: إنه أصح شيء في هذا الباب، واحتج به الأئمة الحفاظ من أهل الحديث والفقه، كالأوزاعي، ومالك، والشافعي، وغيرهم.
الدليل الثاني: حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ويل للذين يمسون فروجهم ثم يصلون ولا يتوضئون، قالت: بأبي وأمي هذا للرجال أفرأيت النساء؟ فقال: إذا مست إحداكن فرجها فلتتوضأ. ()
واعترض بأنه ضعيف. ()
قال الحافظ ابن حجر: (وأما حديث عائشة؛ فأخرجه الدارقطني بلفظ: ويل للذين يمسون فروجهم، ثم يصلون، ولا يتوضئون، وفي إسناده عبد الرحمن العمري، وهو واه جدا، ورواه عن هشام بن عروة عن أبيه عنها، ولكن له طريق أخرى أخرجها الطحاوي من طريق الزهري عن عروة، وفي إسناده عمرو بن شريح، وهو ضعيف). ()
قلت: فظهر بذلك أن جميع طرقه ضعيفة غير صالحة للاحتجاج. والله تعالى أعلم.
واستدل القائلون باشتراط أن يكون اللمس بباطن الكف بما يلي:
الدليل الأول: حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره، ليس بينهما شيء؛ فليتوضأ وضوءه للصلاة. ()
قال النووي: وفي إسناده ضعف لكنه يقوى بكثرة طرقه. ()
قلت: والذي يظهر من كلام المحدثين أنهم لم يقووا هذا الحديث بالطرق، وغالب كلامهم يوحي بتضعيفهم له، حتى مع كثرة طرقه، وكثرة شواهده مع ذلك. والله تعالى أعلم.
ووجه استدلالهم به أنهم قالوا: الإفضاء لا يكون إلا ببطن الكف. ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/108)
واعترض ابن حزم على هذا الاستدلال فقال: (وهذا لا يصح أصلا، ولو صح لما كان فيه دليل على ما يقولون؛ لأن الإفضاء باليد يكون بظاهر اليد كما يكون بباطنها، وحتى لو كان الإفضاء بباطن اليد لما كان في ذلك ما يسقط الوضوء عن غير الإفضاء إذا جاء أثر بزيادة على لفظ الإفضاء فكيف والإفضاء يكون بجميع الجسد قال الله تعالى: "وقد أفضى بعضكم إلى بعض" ()). ()
الدليل الثاني: أن ظهر الكف ليس بآلة لمسه؛ فهو كما لو أولج الذكر في غير الفرج. ()
قلت: وهو قياس بعيد، مخالف للنصوص التي لم تفرق بين باطن الكف، وظاهرها. والله تعالى أعلم.
الترجيح:
الراجح عندي في هذه المسألة هو نقض الوضوء بمس الذكر، وذلك أن الأدلة الدالة على النقض به أقوى من غيرها، وقد رجح العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى حديث بسرة على حديث طلق من أوجه:
أحدها: ضعفه.
قلت: وقد تقدم كلام المحدثين، واختلافهم في الحديثين، وتضعيف بعضهم لكل واحد منهما. والله تعالى أعلم.
والثاني: أن طلقا قد اختلف عنه؛ فروي عنه: "هل هو إلا بضعة منك" وروى أيوب بن عتبة عن قيس بن طلق عن أبيه مرفوعا: "من مس فرجه فليتوضأ" رواه الطبراني، وقال: "لم يروه عن أيوب بن عتبة إلا حماد بن محمد، وهما عندي صحيحان، يشبه أن يكون سمع الحديث الأول من النبي صلى الله عليه وسلم قبل هذا، ثم سمع هذا بعده؛ فسمع الناسخ والمنسوخ ".
الثالث: أن حديث طلق لو صح؛ لكان حديث أبي هريرة، ومن معه مقدما عليه؛ لأن طلقا قدم المدينة وهم يبنون المسجد فذكر الحديث، وفيه قصة مس الذكر، وأبو هريرة أسلم عام خيبر بعد ذلك بست سنين، وإنما يؤخذ بالأحدث فالأحدث من أمره صلى الله عليه وسلم.
قلت: وهذا الذي ذكر رحمه الله تعالى لا يثبت به النسخ.
قال ابن بدران: (وأما حداثة الصحابي، وتأخر إسلامه؛ فليس ذلك من دلائل النسخ). ()
الرابع: أن حديث طلق مبق على الأصل، وحديث بسرة ناقل، والناقل مقدم؛ لأن أحكام الشارع ناقلة عما كانوا عليه.
الخامس: أن رواة النقض أكثر، وأحاديثه أشهر.
السادس: أنه قد ثبت الفرق بين الذكر وسائر الجسد في النظر والمس؛ فثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يمس الرجل ذكره بيمينه؛ فدل أن الذكر لا يشبه سائر الجسد، ولهذا صان اليمين عن مسه؛ فدل على أنه ليس بمنزلة الأنف، والفخذ، والرجل؛ فلو كان كما قال المانعون إنه بمنزلة الإبهام، واليد، والرجل، لم ينه عن مسه باليمين.
قلت: هذا إنما يستقيم ردا على الذين قاسوه على بقية أعضاء الجسم، ومن المعلوم أنه إن صح أحد الحديثين فلا مجال للقياس؛ لأنه سيكون في مقابلة النص. والله تعالى أعلم.
السابع: أنه لو قدر تعارض الحديثين من كل وجه؛ لكان الترجيح لحديث النقض؛ لقول أكثر الصحابة، منهم: عمر بن الخطاب، وابنه، وأبو أيوب الأنصاري، وزيد بن خالد، وأبو هريرة، وعبد الله بن عمرو، وجابر، وعائشة، وأم حبيبة، وبسرة بنت صفوان رضي الله عنهم، وعن سعد بن أبي وقاص، وابن عباس رضي الله عنهم روايتان. ()
قلت: فاتضح بذلك أن أدلة النقض أقوى وأرجح. والله تعالى أعلم.
ملاحظة: أعتذر عن عدم ظهور الحواشي فلم أعرف كيفية إدراجها من الوورد.
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 06:56 ص]ـ
الأخ إبراهيم الحسني زادك الله علما وبارك فيك
جزاك الله عنا خيرا.(132/109)
جبهة علماء الأزهر تصدر منشورا لمقاطعة المصالح الاقتصادية للنصارى في مصر
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[25 - 09 - 10, 06:58 م]ـ
جبهة علماء الأزهر تصدر منشورا لمقاطعة المصالح الاقتصادية للنصارى في مصر
المصدر: موقع وذكر
http://www.wathakker.net/matwyat/view.php?id=1536
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 08:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
هذا أقل شيء نفعله
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:04 م]ـ
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف السلفى]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:10 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[25 - 09 - 10, 11:05 م]ـ
وجزاكم الله خيرا(132/110)
400 نصراني يشهرون إسلامهم في الأزهر خلال شهر واحد فقط أغسطس 2010
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[25 - 09 - 10, 07:11 م]ـ
سجل المسئولون بالأزهر- الجهة المعنية بتوثيق حالات إشهار الإسلام في مصر- ما يقرب من 400 حالة إشهار، خلال شهر أغسطس، في خضم الجدل المتصاعد جراء احتجاز كاميليا شحاتة، زوجة كاهن دير مواس (300 كم جنوب القاهرة) بأحد الأديرة التابعة للكنيسة منذ أن تسلمتها من أجهزة الأمن في أواخر يوليو.
وذكرت صحيفة "المصريون" الإلكترونية الأربعاء نقلاً عن مصادر بمشيخة الأزهر، إن غالبية حالات الإشهار هي لمواطنين مصريين يعتنقون الديانة المسيحية، وهو ما يكشف عن تنامي الإقبال على اعتناق الإسلام رغم الضغوط المتزايدة على المتحولين من المسيحية، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى القتل والتصفية الجسدية.
وقالت المصادر، إن إجراءات التوثيق بالأزهر لا يتم البدء فيها إلا بعد تأكد المسئولين المعنيين بالتوثيق في البداية من صدق الدوافع لدى الشخص الذي يريد الدخول في الإسلام، وأنه يرغب في ذلك عن اقتناع وإيمان بالدين الإسلامي وليس لأسباب أخرى.
وكشفت أنه في بعض الأحيان يتم رفض قبول إجراء عمليات الإشهار إذا شك الموظف المسئول في أن الشخص الذي يريد إشهار إسلامه له أغراض أخرى من وراء ذلك، أو أنه مذبذب ولم يصل لمرحلة اليقين بعد.
وألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على كاميليا شحاتة، بعد أقل من أسبوع من مغادرتها منزلها في 18 يوليو الماضي، وسلمتها إلى الكنيسة التي تحتجزها بدورها منذ ذلك الحين بأحد الأديرة رافضة السماح لها بالظهور، في الوقت الذي تقول فيه تقارير موثقة إنها كانت في طريقها لإشهار إسلامها بالأزهر عندما تم توقيفها.
وأثار ذلك اعتراضات واسعة في مصر من جانب الرافضين للنفوذ المتنامي للكنيسة، بعد سنوات من إثارة واحدة من أشهر قضايا التحول إلى الإسلام، وكانت بطلتها وفاء قسطنطين، زوجة كاهن أبو المطامير، والتي ضغطت الكنيسة لتسلمها وتقوم بالتحفظ عليها داخل أحد الأديرة دون أن تسمح لها بالظهور، فيما أثارت تقارير احتمالية أن تكون قد تعرضت للقتل إلا أن الكنيسة نفت ذلك.
وتظاهر ما يقرب من ألفي شخص أمام مسجد النور بالعباسية، بالقرب من المقر البابوي، مطالبين بالكشف عن مصير كاميليا، ومن المقرر أن يتم تنظيم مظاهرة مماثلة عقب صلاة الجمعة القادمة بمسجد الفتح برمسيس، للمطالبة بلإفراج عنها من مكان احتجازها بأحد الأماكن التابعة للكنيسة.
وأسس مجموعة من نشطاء الفيس بوك "جروبا" على الموقع يطالب بتغير اسم ميدان "العباسية" إلى ميدان "الأسيرة المسلمة كاميليا شحاتة" وانضم إلى الجروب ألف عضو طالبوا جميع المسلمين بالضغط حتى تحرير كاميليا شحاتة من قبضة الكنيسة.
الأربعاء 01 سبتمبر 2010 م
المصدر: موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=6477
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 07:19 م]ـ
سجل المسئولون بالأزهر- الجهة المعنية بتوثيق حالات إشهار الإسلام في مصر- ما يقرب من 400 حالة إشهار، خلال شهر أغسطس، في خضم الجدل المتصاعد جراء احتجاز كاميليا شحاتة، زوجة كاهن دير مواس (300 كم جنوب القاهرة) بأحد الأديرة التابعة للكنيسة منذ أن تسلمتها من أجهزة الأمن في أواخر يوليو.
وذكرت صحيفة "المصريون" الإلكترونية الأربعاء نقلاً عن مصادر بمشيخة الأزهر، إن غالبية حالات الإشهار هي لمواطنين مصريين يعتنقون الديانة المسيحية، وهو ما يكشف عن تنامي الإقبال على اعتناق الإسلام رغم الضغوط المتزايدة على المتحولين من المسيحية، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى القتل والتصفية الجسدية.
وقالت المصادر، إن إجراءات التوثيق بالأزهر لا يتم البدء فيها إلا بعد تأكد المسئولين المعنيين بالتوثيق في البداية من صدق الدوافع لدى الشخص الذي يريد الدخول في الإسلام، وأنه يرغب في ذلك عن اقتناع وإيمان بالدين الإسلامي وليس لأسباب أخرى.
وكشفت أنه في بعض الأحيان يتم رفض قبول إجراء عمليات الإشهار إذا شك الموظف المسئول في أن الشخص الذي يريد إشهار إسلامه له أغراض أخرى من وراء ذلك، أو أنه مذبذب ولم يصل لمرحلة اليقين بعد.
وألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على كاميليا شحاتة، بعد أقل من أسبوع من مغادرتها منزلها في 18 يوليو الماضي، وسلمتها إلى الكنيسة التي تحتجزها بدورها منذ ذلك الحين بأحد الأديرة رافضة السماح لها بالظهور، في الوقت الذي تقول فيه تقارير موثقة إنها كانت في طريقها لإشهار إسلامها بالأزهر عندما تم توقيفها.
وأثار ذلك اعتراضات واسعة في مصر من جانب الرافضين للنفوذ المتنامي للكنيسة، بعد سنوات من إثارة واحدة من أشهر قضايا التحول إلى الإسلام، وكانت بطلتها وفاء قسطنطين، زوجة كاهن أبو المطامير، والتي ضغطت الكنيسة لتسلمها وتقوم بالتحفظ عليها داخل أحد الأديرة دون أن تسمح لها بالظهور، فيما أثارت تقارير احتمالية أن تكون قد تعرضت للقتل إلا أن الكنيسة نفت ذلك.
وتظاهر ما يقرب من ألفي شخص أمام مسجد النور بالعباسية، بالقرب من المقر البابوي، مطالبين بالكشف عن مصير كاميليا، ومن المقرر أن يتم تنظيم مظاهرة مماثلة عقب صلاة الجمعة القادمة بمسجد الفتح برمسيس، للمطالبة بلإفراج عنها من مكان احتجازها بأحد الأماكن التابعة للكنيسة.
وأسس مجموعة من نشطاء الفيس بوك "جروبا" على الموقع يطالب بتغير اسم ميدان "العباسية" إلى ميدان "الأسيرة المسلمة كاميليا شحاتة" وانضم إلى الجروب ألف عضو طالبوا جميع المسلمين بالضغط حتى تحرير كاميليا شحاتة من قبضة الكنيسة.
الأربعاء 01 سبتمبر 2010 م
المصدر: موقع طريق الإسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=6477
ماشاء الله لاقوة الا بالله لو توثق كلامك من أحد العلماء مثل مقطع صوتى لكان أنت نعم أنت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/111)
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[25 - 09 - 10, 07:54 م]ـ
ماشاء الله لاقوة الا بالله لو توثق كلامك من أحد العلماء مثل مقطع صوتى لكان أنت نعم أنت
بالمرفقات صورة مأخوذة من فيديو بموقع يوتيوب تحت عنوان (اشهار اسلام منال رمزي مملوك) في الدقيقة 7:03
الصورة لدفتر قيد من اعتنقوا الإسلام أمام لجنة الفتوى بالأزهر
لو تلاحظ المسلسل وصل الى 387 بتاريخ 19 - 9 - 2010
بقي أن نتأكد هل هذا الدفتر شهري أم سنوي
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 08:04 م]ـ
الله أكبر الله أكبر
الله يزيدهم يا رب
وتتحول مصر كلها الى دولة مسلمة سنية 100%
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 08:57 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[25 - 09 - 10, 09:25 م]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[الدهيسي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 05:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ونفع بكم الاسلام والمسلمين(132/112)
بعض الناس يختم اسمه بـ (السلفي) أو (الأثري)، فهل هذا من تزكية النفس؟ أو هو موافق الشرع؟
ـ[أبو خبيب الجزائري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 07:18 م]ـ
سُئل الشيخ العلامة صالح الفوزان عضو هيئة كبار االعلماء حفظه الله:
يقول فضيلة الشيخ – وفقكم الله-:
بعض الناس يختم اسمه بـ (السلفي) أو (الأثري)، فهل هذا من تزكية النفس؟ أو هو موافق الشرع؟
فأجاب- حفظه الله-:
المطلوب أن الإنسان يتبع الحق .. المطلوب أن الإنسان يبحث عن الحق .. ويطلب الحق ويعمل به .. أما أنه يُسمى بـ (السلفي) أو (الأثري) أو ما أشبه ذلك فلا داعي لهذا ..
الله يعلم – سبحانه وتعالى- ((قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم)).
فالتسمي (سلفي) (أثري) أوما أشبه ذلك، هذا لا أصل له، نحن ننظر إلى الحقيقة، ولا ننظر إلى القول والتسمي والدعاوى ..
قد يقول إنه (سلفي) وما هو بسلفي،، (أثري) وما هو بأثري ..
وقد يكون سلفياً وأثرياً وهو ما قال أني أثري ولا سلفي ..
فالنظر إلى الحقائق، لا إلى المسميات، ولا إلى الدعاوى ..
وعلى المسلم أنه يلزم الأدب مع الله – سبحانه وتعالى-.
لما قالت الأعراب آمنا، أنكر الله عليهم: ((قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا))
.. الله أنكر عليهم أنهم يصفون أنفسهم بالإيمان، وهم ما بعد وصلوا إلى هالمرتبة، توهم داخلين في الإسلام ..
أعراب جايين من البادية .. وادعوا أنهم صاروا مؤمنين على طول! لا .. أسلَموا دخلوا في الإسلام،
وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في قلوبهم شيئاً فشيئاً: ((ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)) ..
وكلمة (لمّا) للشيء الذي يُتوقع، يعني سيدخل الإيمان، لكن أنك تدعيه من أول مرة تزكية للنفس ..
فلا حاجة إلى أنك تقول أنا (سلفي) .. أنا (أثري) أنا كذا .. أنا كذا ..
عليك أن تطلب الحق وتعمل به .. تُصلح النية .. والله هو الذي يعلم – سبحانه- الحقائق.
قلت: ومنه فالتسمي بالسلفي أو الأثري لا أصل له.
فإن قيل: فإن هناك من تسمى قديما بالسَلفي كالحافظ السَلفي فيجاب عن ذلك بأن يقال الحافظ السِلَفي بكسر السين لا نصبها والفرق واضح.
قال البدر الزركشي في النكت على مقدمة ابن الصلاح (1/ 381، 382):
السِلَفي - بكسر المهملة وفتح اللام وبعدها فاء مكسورة - منسوب إلى جد له يقال سِلَفه كان هذا الجد مشقوق الشفة فلقب بالفارسية شِلَفة - بكسر (الشين المعجمة) وفتح اللام - أي ذي ثلاث شفاه ثم عرب فقيل سلفة هكذا ذكره النووي في كتابه بستان العارفين.
ورأيت في فهرست القاضي أبي محمد عبد الله بن حوط الله أنه منسوب إلى سلفة قرية من قرى أصبهان والصواب الأول فقد رأيت في تعليق كتبه بخط السلفي ما نصه " بنو سلفة سلفي أبي وعمي وجدي وجد أبي [محمد بن إبراهيم أخو فاطمة بنت شعيب العالمة قدمت الصوفيات بأصبهان وعم أبي الفضل - رحمهم الله - يذكر مع سلفة بن داود في نسب طلحة بن مصرف " انتهى
ونقلت من خط الحافظ أبي المظفر منصور بن سليم الإسكندري في تاريخ الإسكندرية " أصل سلفة أنه كانت إحدى شفتيه عريضة مفروقة فكانت له ثلاث شفاه فقيل له بالفارسية شي لفه أي ذو ثلاث شفاه ثم عرب فقيل سلفة ثم نسب نفسه بعد قدومه مصر فقيل السِلفي؛ لئلا يشتبه بالسَلفي ".اهـ
وقد أحال محقق النكت على وفيات الأعيان (1/ 225)، وشرح ديباجة البخاري للكرماني (1/ 10)، والوافي بالوفيات (7/ 351)، والبداية والنهاية (12/ 307)، ونكت ابن حجر (1/ 489) = فلتنظر.
والله أعلم.
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:53 م]ـ
كثير عندنا منهم .......
يختم الأسم بهذه المسميات وهو لا شيء .....
سبحان الله ....
جزاك الله الخير على هذه النفائس من الشيخ العلامة بقية السلف " الفوزان" - حفظه الله -
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 11:17 م]ـ
جزا الله الشيخ صالح الفوزان حفظه الله خيرا وبارك في علمه ونفس السؤال تماما سئل للشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله ووسع له في قبره فأجاب بأنه لا بأس في ذلك إن كان من باب الإعتزاز بالسلف والإنتماء إليهم ولا بأس أيضا في إظهار ذلك بين الناس بل هو مستحب لأنه في هذا الزمن كثرت الملل وأهل البدع والكل يدعي أنه مسلم فوجب أن يظهر المسلم أنه على عقيدة السلف وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عليه شآبيب الرحمه أنه لا بأس في ذلك لأن مذهب السلف هو الصواب في كل شيء وما أحسن أن يظهر المسلم أن يظهر أنه سلفي أو أثري وإن لم يكن على شاكلتهم ولكن من أحب قوما حشر معهم أسأل الله أن يحشرنا معهم ومع سيد المرسلين محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو خبيب الجزائري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 12:02 ص]ـ
جزى الله أخي أبو يعقوب وأخي أبو تيمور على المشاركة.
دعوى أن شيخ الاسلام ابن تيمية أجاز ذلك عارية من الصحة.
لكن هناك فرق بين أن أكون متبعا للسلف على الجادة كما قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله وبين أن أسمي نفسي سلفيا أو أثريا أو غيرها من الألفاظ التي تتضمن تزكية ولا بد.
وبناء على فتوى الشيخ الألباني رحمه الله نجد الكثير من تلاميذ وأتباع الشيخ يسمون أنفسهم بهذه التسميات ولا تجد في الغالب من تلاميذ الشيخ العثيمين أو ابن باز أو ابن الجبرين أو أبو زيد وغيرهم رحمهم الله أو الفوزان أو كل أعضاء هيئة كبار العلماء وغيرهم من العلماء حفظهم الله، لا تكاد تجد منهم من يسمي نفسه كذلك.
ونتج عن ذلك أن الكثير من حاملي هذه الألقاب تطاولوا على العلماء والدعاة فكيف بالناس، وهذا كله يندرج تحت موضوع تزكية النفس، والمطلوب تزكيتها بمعنى تربيتها لا بمعنى مدحها.
للمناقشة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/113)
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 12:35 ص]ـ
علي
مشهور
سليم
نعم أخي الكريم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 12:42 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا النقل وهي فتوى فما أدري المناقشة للفتوى أو للقب فإن كانت الأولى فليس أمثالنا من يرد على إمام قوله وإن كانت للقب فنحن هنا في مثل هذا المنتدى منهم من سمى نفسه بأسماء بعض العلماء أو ألقاب فيها تزكية لصاحبها فلماذا التركيز على هذا اللقب بالذات؟!
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:08 ص]ـ
وبناء على فتوى الشيخ الألباني رحمه الله نجد الكثير من تلاميذ وأتباع الشيخ يسمون أنفسهم بهذه التسميات ولا تجد في الغالب من تلاميذ
ونتج عن ذلك أن الكثير من حاملي هذه الألقاب تطاولوا على العلماء والدعاة فكيف بالناس، وهذا كله يندرج تحت موضوع تزكية النفس، والمطلوب تزكيتها بمعنى تربيتها لا بمعنى مدحها.
للمناقشة
جزاك الله خيرا - هذا إن سلمنا أن للشيخ الألباني تلاميذ -!!
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:32 م]ـ
جزاك الله خيرا - هذا إن سلمنا أن للشيخ الألباني تلاميذ -!!
كان الشيخ الألباني رحمه الله يقول دائما (ليس لي تلاميذ) أي على طريقته ومنهجه في الحكم على الأحاديث والتخريج فقال له أحدهم ذات يوم (ها قد جئنا لك بتلميذ إنه الشيخ أبو إسحق الحويني) فقال الشيخ الألباني (نعم) ومن تلاميذه المشهورين الشيخ الحلبي حفظه الله والشيخ مشهور حفظه الله والشيخ مقبل الوادعي رحمه الله فتعميمك هذا أخي الكريم غير منصف
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:47 م]ـ
جزى الله أخي أبو يعقوب وأخي أبو تيمور على المشاركة.
دعوى أن شيخ الاسلام ابن تيمية أجاز ذلك عارية من الصحة.
لكن هناك فرق بين أن أكون متبعا للسلف على الجادة كما قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله وبين أن أسمي نفسي سلفيا أو أثريا أو غيرها من الألفاظ التي تتضمن تزكية ولا بد.
وبناء على فتوى الشيخ الألباني رحمه الله نجد الكثير من تلاميذ وأتباع الشيخ يسمون أنفسهم بهذه التسميات ولا تجد في الغالب من تلاميذ الشيخ العثيمين أو ابن باز أو ابن الجبرين أو أبو زيد وغيرهم رحمهم الله أو الفوزان أو كل أعضاء هيئة كبار العلماء وغيرهم من العلماء حفظهم الله، لا تكاد تجد منهم من يسمي نفسه كذلك.
ونتج عن ذلك أن الكثير من حاملي هذه الألقاب تطاولوا على العلماء والدعاة فكيف بالناس، وهذا كله يندرج تحت موضوع تزكية النفس، والمطلوب تزكيتها بمعنى تربيتها لا بمعنى مدحها.
للمناقشة
أخي الكريم قد يسمي المرء نفسه مسلما وما سجد لله سجده فعلى قولك يكون لفظ مسلم في حقه تزكيه ولو كان كل من يريد أن ينتسب إلى قوم يجب أن يكون على شاكلتهم لصعب الأمر جدا ولأنه لا يوجد أحد من طلاب الشيخ العثيمين أو ابن باز رحمهما الله تسمى بذلك لا يعني عدم الجواز كما لا يخفى والتطاول على العلماء لا يقتصر عليهم وهناك من المسلمين من ينفرون آلاف الأجانب من الدخول في الإسلام أفنضع اللوم على الإسلام بذاته؟ وكما أن هناك فرق بين أن أتبع السلف على الجاده وأن أتسمى بذلك, كذلك إذا سلمنا بهذا القول هناك فرق بين أن أتبع الإسلام على الجاده وبين أن أتسمى بذلك بدون أداء لأركانه فيكون قولي عن نفسي مسلم تزكيه في هذه الحالة فالأمر فيه سعة فمن تسمى بالسلف فهو حسن أما عن نيته فهذا بينه وبين ربه والله أعلم
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 11:40 م]ـ
أخي الاثري حفظك الله:
كلامك صحيح، ولكن إن الأخ يتكلم بما نقله عن العلامة " صالح الفوزان" وطبقه على بعض حاملي هذه التسمية الدعائية وهم خلاف التسمية.
ولم يعمم الكلام لحامليه ففي الأمة خير كثير.
ـ[أبو عمار السلفي المصري]ــــــــ[27 - 09 - 10, 03:59 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أما بعد:
أخي الفاضل أبو خبيب الجزائرى جزاك الله خيراً على هذا السؤال الطيب واجتهادك فى معرفة الحق،فالسلفية منهج وليست جماعة فإذا قال الإنسان أنا سلفي أو ختم اسمه بالسلفي أو الاثري فإنما يعرف بنفسه للأخرين بأنه المحب المتبع المتقفي اثر السلف ويدين لله بسبيلهم ومنهجهم وفهمهم حتى ولو بالحب والولاء،ولا نقول أنها من باب التزكية أو الدعاوى فالأصل فى المسلمين السلامة والله سبحانه وتعالى ينظر الى القلوب لا ينظر الى الصور والاجسام(132/114)
المسائل المتعلقة بصحيح مسلم
ـ[الضبيطي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 07:40 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد
أما بعد
فهناك مسائل ذكرها الشيخ خالد بن عبدالعزيز الهويسين في بعض المؤلفات يبين ما في المصنفات من ميزات وما لها من شروحات مما يفيد طالب العلم والفائدة ويختصر له أوقاتا قد ينفقها في قراءة كتب كثيرة تتحدث عن الكتاب أو مؤلفه وخصائصهما وشيخنا خالد الهويسين قل أن يلقي درسا علميا في كتاب ما إلا أعطى مسائل في المصنِّف والمصنَّف مما ييسر على الطالب الانتفاع من الكتاب في يسر وسهولة. وإن شاء الله سأكتب مسائل في الكتب الستة أولا ثم ما بعدها مما ألقاه الشيخ خالد في دروسه بعد عرضها عليه. والله ولي التوفيق، وهو المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المسائل الثانية: مسائل تتعلق بصحيح مسلم
1. مصنف الكتاب هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري أحد الحفاظ المكثرين من الرواية.
2. مسلم بن الحجاج ثقة ثبت بالإجماع.
3. ذهب بعض الحفاظ إلى أنه مدلس وهذا القول ليس بصحيح.
4. مسلم بن الحجاج أحد تلاميذ البخاري ومنه استفاد في تأليف كتابه هذا، فإنه عرضه عليه بعد تصنيفه.
5. قال مسلم بن الحجاج: لو كتب الناس الحديث مئتي سنة لكان مرجعهم إلى هذا الصحيح أو مدارهم عليه.
6. انتقى مسلم بن الحجاج صحيحه من أكثر من أربع مئة ألف حديث.
7. لا يوجد في هذا الصحيح حديث ثلاثي، وإنما رباعي فما فوق.
8. نستطيع القول أن الأحاديث التي في مسلم قد صححها البخاري؛ لأن مسلما قد عرضه عليه، فأقره إلا أحاديث اعترض عليها البخاري، فتركها مسلم، وأبقى مالا قدح فيه ولا علة ولا اعتراض.
9. انتقد بعض الحفاظ أحاديث في صحيح مسلم مثل الدارقطني وابن الشهيد وابن تيمية وابن القيم، وقد يكون معهم الصواب أحيانا.
10. ألف الحافظ ابن الشهيد جزءا في علل صحيح مسلم أورد فيه بضعا وثلاثين حديثا.
11. شرح صحيح مسلم جماعة منهم القاضي عياض والقرطبي والنووي وعليه ملاحظات والسيوطي والأُبِّي.
12. مما ينبغي التنبه له أن النسخ تختلف ففي بعضها قد تسقط بعض الأحاديث، وفي نسخ أخرى تثبت.
13. التبويبات التي على صحيح مسلم ليست من مسلم، وإنما من الشراح لذا نجدها مختلفة.
14. توفي الإمام مسلم عن بضعة وخمسين سنة. بسبب حديث أخذ يبحث عنه في مكتبته، وكانت عنده سلة فيها تمر، كلما قرأ حديثا أكل تمرة، حتى أتى على جميع ما في السلة من تمر، ووجد الحديث. ذكره الخطيب في التاريخ.
15. هناك أحاديث في مسلم ليست في البخاري.
16. ليس ما تركه مسلم أو البخاري من الأحاديث أنه ليس صحيحا. إنما انتقوا من الصحيحة وبقي كثير.
17. مسلم يميز بين حدثنا وأخبرنا كثيرا في صحيحه.
18. من أراد قراءة صحيح مسلم في السنة مرتين، فليقرأ كل يوم خمسين حديثا.
19. المعلقات في صحيح مسلم قليلة في نحو بضعة عشر معلقا بخلاف البخاري، فإن معلقاته أكثر.
20. فاق الإمام مسلم في صحيحه غيره في حسن ترتيبه للأحاديث مما يسهل وجود الحديث في مظانه لترتيبه ووضعه إياه في الموضع المناسب.
21. ينبغي الاعتناء بصحيح مسلم لما فيه من الميزات والزيادات والترتيب مع صحة الأسانيد في الجملة.
22. افتتح مسلم صحيحه بمقدمة حسنة ومفيدة يفاد منها في الحديث وأصوله والجرح والتعديل وغيرها.
23. إذا كان من الرواة رجل متكلم فيه، فإنه يخرج له متابعة مقرونا بغيره.
24. ما وجد في صحيح مسلم من الرجال المتكلم فيهم، فإنه ليس محل اتفاق على ضعفهم فمنهم ضعف ومنهم وثق، ولعل مسلما رجح التعديل على الجرح.
25. ما وجد من بعض الرواة أنه عنعن في روايته، ولم يصرح بالتحديث، مع أنه وسم بالتدليس، فمحمولة على الاتصال والتنقي والتوقي.
26. ما وجد في الإعلال في أحاديث صحيح مسلم أكثر منه مما في صحيح البخاري، ولذلك قدم صحيح البخاري عليه.
27. هذا الصحيح عليه مستخرجات وشروح من الحفاظ والشراح، وإن كانت ليست بأكثر من غيره لكن يستفاد منها وينتفع بها. [/ SIZE][/FONT]
تمت المسائل المتعلقة بصحيح مسلم، وتليها إن شاء الله المسائل المتعلقة بسنن النسائي [/ COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 11:23 ص]ـ
بورك فيك ..
ـ[الضبيطي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 12:38 ص]ـ
بورك فيك ..
وفيك الله بارك
أهلا بك عبدالرحمن السبيعي
سعيد بمرورك ومتابعتك
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 10:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الضبيطي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 09:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأنت كذلك أخي فرحان
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 11:34 م]ـ
ما شاء الله لا قوة الا بالله
جزيت خيرا
ـ[السوادي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 07:39 ص]ـ
جزيت خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/115)
ـ[الضبيطي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 10:56 م]ـ
ما شاء الله لا قوة الا بالله
جزيت خيرا
أهلا بك أستاذ محمود
سعيد بمرورك ومتابعتك
بارك الله فيك
ـ[الضبيطي]ــــــــ[03 - 11 - 10, 10:57 م]ـ
جزيت خيرا
أهلا بك السوادي
سعيد بمرورك ومتابعتك
بارك الله فيك
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[03 - 11 - 10, 11:52 م]ـ
أخي الكريم جزاك الله خيرا،
هذه فوائد جميلة،
هناك بعض النقاط بحاجة إلى بسط مثل النقطة رقم 9 فماهي الاحاديث فلو أنك بسطت مثل هذه النقطة لتمت الفائدة ان شاء الله،
ونقطة 8 _ لو أتيت بسند أو مصدر من كتب أهل العلم على هذا تعم فائدته للجميع ان شاء الله
بصراحة أخي النقاط هذه مختصرة جدا اختصار يخل بالمعنى وانت تعرف اخي ان المنتدى ملئ بالمبتدئين الذين لا يفهمون كثير من هذه العبارات والمفترض أن هذا الموضوع يفيدهم خصوصا لأنهم قد يأخذون فكرة منه قبل البدء بالقراءة في هذه الكتب بدلا من البحث هنا وهناك،
فلو جعلت الموضوع أوسع من هذا وجمعت فيه من مقدمات الشروحات لأهل العلم على هذه الكتب
هذه فكرة أطرحها عليك
وموضوعك ذو فائدة ان شاء الله جزاك الله خيرا
ـ[الضبيطي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 04:31 م]ـ
أهلا بك ابا المنذر
سعيد بمرورك ومتابعتك
بارك الله فيك
ويعرض اقتراحك على الشيخ خالد إن شاء الله
__________________
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 11 - 10, 06:53 م]ـ
بارك الله فيكم
هذان الرابطان فيهما فوائد حول الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=7269
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=22449
ـ[الضبيطي]ــــــــ[16 - 11 - 10, 12:57 م]ـ
بارك الله فيكم
هذان الرابطان فيهما فوائد حول الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=7269
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=22449
بارك الله فيك
شاكر ومقدر الاهتمام والمرور
أسعدك الله في دنياك وأخراك(132/116)
الحملة المليونية لنصرة الأخوات الأسيرات
ـ[معاوية بن علي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:29 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاده ثم أما بعد:
فإنه وبسبب ما يفعله نصارى مصر من محاربة الله ورسوله والصد عن سبيله وقهر المسلمات الجدد على ترك الإسلام فقد أعلن مجموعة من الناشطين على الأنترنت عن القيام بحملة مليونية لنصرة الأخوات المسلمات الأسيرات وهذه فعاليتها:
الحملة المليونية لنصرة الأخوات الأسيرات
الهدف من هذه الحملة يا اخوة فضح الكنيسة المصرية أمام الاتحاد الأوربي, وكشف أكاذيب أقباط المهجر, وإثارة قضية الأخوات الأسيرات في الكنائس دوليا, والضغط بذلك على الكنيسة, والمطلوب منك أخي أو أختي بسيط:-
- قم بنسخ هذه العناوين دفعة واحدة في عنوان المرسل إليه ببريدك الإلكتروني, وهي تحوي عناوين أهم منظمات حقوق الإنسان والمرأة في أوربا
womenwatch@un.org (womenwatch@un.org) info@amnesty.de (info@amnesty.de) daw@un.org (daw@un.org) mail@centerforhumanrights.org (mail@centerforhumanrights.org) dzavit.berisha@errc.org (dzavit.berisha@errc.org) pressanalysis2@un.org (pressanalysis2@un.org) webmaster@care.org (webmaster@care.org) womenpersecution@gmail.com (womenpersecution@gmail.com) berlin@hrw.org (berlin@hrw.org) ipi@freemedia.at (ipi@freemedia.at) commissioner@coe.int (commissioner@coe.int) hr-net@hri.org (hr-net@hri.org) hrwnyc@hrw.org (hrwnyc@hrw.org) petitions@ohchr.org (petitions@ohchr.org) asc@euromedrights.net (asc@euromedrights.net)
- ضع العنوان التالي
An important case
- ضع الرسالة التالية باللغة الإنجليزية
The Coptic Orthodox Church of Egypt has been detaining many civilian Egyptian women who have converted to Islam recently. Not only the Coptic church is detaining those who turned to Islam, but also Who seek to convert to Islam. For instance, civilians Wafa Costantine and Camelia Shehata Zakher were detained in one of the churches in Egypt and banned from getting out. Moreover, the Coptic Church of Egypt precludes the press from interviewing those detained civilian women. The Orthodox Church of Egypt deliberately exploits its authorities on other civilian wonem to prevent them from converting to Islam. Not to mention that those women who converted to Islam or just thinking to do so, are turning to Islam upon their own wills and not under any pressure. The severity of this behavior of the Coptic Church of Egypt violates the Human rights in Egypt and allover the world. Please attention to the case.
- قم بكتابة اسمك وجنسيتك
- بعد ذلك أرسل الرسالة لكل العناوين السابقة
- وهذه الرسالة تقول الآتي:
تقوم الكنيسة المصرية الأرثوزكسية باحتجاز كثير من النساء المصريات المسيحيات اللاتي تحولن للإسلام أو يرغبن في التحول للإسلام رغما عنهن, مثل المواطنة وفاء قسطنطين والمواطنة كاميليا شحاته زاخر, وترفض الكنيسة مجرد ظهورهن في وسائل الإعلام, وذلك لإرهاب النساء الأخرى اللاتي يرغبن في التحول للإسلام, الأمر الذي يخالف أبسط حقوق الإنسان في مصر وكل مكان.
- وأخير قاطع كل كل منتجات النصارى حتى لا يستعلوا علينا بأموالهم, و قم بنشر كل الكلام السابق ذكره وأرسله لكل أصدقائك, وجزاكم الله خيرا, ونصر بكم الاسلام.
http://up6.up-images.com/up/uploads/images/images-ca00a9ac37.jpg
http://up6.up-images.com/up/uploads/images/images-b7b8b52334.jpg
http://www5.0zz0.com/2010/09/25/18/269032660.jpg
http://img102.herosh.com/2010/09/25/483509119.jpg
http://img101.herosh.com/2010/09/25/617476908.jpg
نرجو التفاعل ونشر الأمر في المنتديات
ـ[بهاء الدين السماحي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 11:30 م]ـ
للرفع(132/117)
(قال المرداوي في الإنصاف: يستحب تغطية الرأس عند الجماع، وكذلك الوقاع وعند الخلاء) ما دليل ذلك؟
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 12:46 ص]ـ
(قال المرداوي في الإنصاف: يستحب تغطية الرأس عند الجماع، وكذلك الوقاع وعند الخلاء) ما دليل ذلك؟
http://www.islamweb.net/ver2/new_pages/logo/islamweb_small_logo.gif
www.islamweb.net
فتاوى إسلام ويب
عنوان الفتوى
:حكم لبس الطاقية
رقم الفتوى
:18850
تاريخ الفتوى
:25 ربيع الثاني 1423
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم لبس القبعة البيضاء؟ هل هو سنة أم شيء آخر؟
أفيدونا
الفتوى: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلبس القبعة ذات اللون الأبيض مباح، وكذا غيره من الألوان على خلاف في اللون الأحمر، وسواء في ذلك ما كان منها على هيئة القلنسوة (الطاقية) أو غيرها، لأن الأصل الإباحة بشرط أن لا تكون مما اختص الكفار بلبسه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خالفوا المشركين" رواه البخاري ومسلم.
وروى أبو داود في سننه وأحمد في مسنده عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تشبه بقوم فهو منهم".
وليعلم أن ما يختص به الكفار يختلف من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان، فينبغي عند إصدار الحكم مراعاة ذلك.
إلا أن لبس الطاقية قد يصل إلى درجة الندب، إذا احتاج إليها المسلم عند دخوله الخلاء، فقد نص كثير من العلماء على ندب تغطية الرأس في هذه الحالة بعمامة أو طاقية أو غيرها.
قال في الشرح الكبير عند ذكر مندوبات دخول الخلاء: وتغطية رأسه ولو بكمه أو طاقية، فالمراد أن لا يكون مكشوفاً وقت قضاء الحاجة. ا. هـ
وذهب الحنابلة إلى استحباب تغطية الرأس عند الجماع، وكذلك قال المرداوي في الإنصاف: يستحب تغطية الرأس عند الجماع، وكذلك الوقاع وعند الخلاء. ذكره جماعة ا. هـ
والحاصل أن الطاقية مباحة في الجملة، وقد يقترن بها وبغيرها من أغطية الرأس من الأحوال ما يجعلها تصل إلى درجة الاستحباب.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى ( http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=13045)
www.islamweb.net (http://www.islamweb.net)
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=18850
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[26 - 09 - 10, 01:03 ص]ـ
إستدل البعض ببعض الاحاديث التي لم تثبت انظر هذه الفتوى بارك الله فيك
وأما الأمرُ بتغطِيةِ الرأسِ عند الجماع فلم يَثْبُتْ؛ ففي حديثِ عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت {كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء غطَّى رأسَه، وإذا أتى أهلَه غطَّى رأسَه}. قال البيهقي: "وهذا الحديث أحد ما أُنْكِرَ على محمد بن يونس الكديمي" [السنن الكبرى للبيهقي1/ 96]. وضعفه الألباني [في السلسلة الضعيفة 9/ 193، ح 4192].
وكذلك لم تثبُتْ كراهةُ التَّجَرُّدِ عِنْدُ الْمُجَامَعَةِ من حديثِ عُتْبَةَ بْنُ عَبْدٍ قَال: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم {إذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ، وَلا يَتَجَرَّدْ تَجَرُّدَ الْعَيْرَيْن}، [سنن ابن مَاجَهْ، ح 1921]. قال العراقي: "أخرجَه ابن ماجه من حديث عتبة بن عبد بسند ضعيف" [تخريج أحاديث الإحياء للعراقي 4/ 10، ح 1510]. وضعَّفَه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجة 4/ 421. والإرواء (2009) وآداب الزفاف (33 - 34). ورواه النسائي في الكبرى بلفظ {إذا أتى أحدكم أهله فلْيُلْقِ على عَجُزِه وعَجُزِها شيئا ولا يتجردا تجرُّد العَيْرين}، وقال: هذا حديثٌ مُنْكَر وصدقة بن عبد الله ضعيف". [السنن الكبرى للنسائي 5/ 327]. وقد أفاض الزيلعي رحمه الله في نصب الراية في تضعيفِ أحاديث التعرِّي والنظر إلى فَرْج الزوجة. قال السندي: "قَوْله {تَجَرُّدَ الْعَيرَيْنِ} تَثْنِيَة عَيْر وَهُوَ حِمَار الْوَحْش وَفِي الزَّوَائِد: إِسْنَاده ضَعِيف، الأحْوَص بن حَكِيم ضَعَّفَهُ أَحْمَد وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيُّ وَغَيْرهمْ" [حاشية السندي على ابن ماجه 4/ 173، ح 1911].
ـ[أبو حوّاء]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:01 ص]ـ
أخي أحمد ..
أخي نضال ..
بورك فيكما، لدي سؤال:
ماهو الوقاع؟
..
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[27 - 09 - 10, 01:39 ص]ـ
أخي أحمد ..
أخي نضال ..
بورك فيكما، لدي سؤال:
ماهو الوقاع؟
..
الجماع والله اعلم
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:36 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[سعود الكابري]ــــــــ[28 - 09 - 10, 12:38 م]ـ
ذكر المشايخ الذين حققوا الروض المربع أن تغطية الرأس عند الخلاء مستحبة باتفاق المذاهب الأربعة.
وذكروا أن ذلك مروي عن أبي بكر -رضي الله عنه-
والكتاب ليس بين يدي الآن، وإلا لنقلت كلامهم بنصه.(132/118)
سؤال: بخصوص حديث عرق النسا ...
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:13 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
أما بعد
فقد ورد في سنن ابن ماجة " دواء عرق النسا" حدثنا هشام بن عمار وراشد بن سعيد الرملي قالا حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا هشام بن حسان حدثنا أنس بن سيرين أنه سمع أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (شفاء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء).
وأخرجه الثعلبي في تفسيره أيضا من حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرق النسا: (تؤخذ ألية كبش عربي لا صغير ولا كبير فتقطع صغارا فتخرج إهالته فتقسم ثلاثة أقسام في كل يوم على ريق النفس ثلثا).
فأريد من طلبة العلم أن يشرحوا لي الحديث حيث بحثت في المنتدى فلم أجد إلاّ ثلاثة مواضيع غير شافية و لا كافية ,
مع أن الموضوع هذا مهم لمن ابتلي بمرض عرق النسا , أو ما يشابهه من الأمراض
فالأسئلة التي تطرح نفسها:
هل يأخذ الشخص إلية الشاة الأعرابية كلها (: () و يجزؤها إلى ثلاثة أثلاث كما ورد (بظاهر) الحديث , أم يأخذ فقط الجزء المحيط بالذنب (و هو حوالي ربع كيلو فقط)؟
هل هناك روايات أخرى للحديث؟
ورد في بعض الروايات أن الكبش أسود , هل هذا صحيح؟
ثبت في العلم الحديث أن إلية الشاة فيها مواد مهمة جداً لطرد أنواع من الجراثيم تسبب فتق الغضروف , و تعيد بناء الأعصاب , فإلية الشاة فيها إعجاز و الله أعلم
أفيدونا و انصحونا(132/119)
لغزُ منتشر بين بعض طلبة العلم: قال عنه ابن عثيمين إنه خطأ.
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:36 ص]ـ
اللغز هو /
هناك بعض السنن أفضل من الواجبات [مثل ابتداء السلام وغيره] أذكر أنها ذُكرت في الملتقى في موضوعٍ مستقل .. المُهم ..
فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى [وهذا مما يُلغز به وهو خطأ أو كلاماً نحوه] تجدونه في الشريط الثامن من شرح زاد المستقنع في باب سنن الوضوء في آخره.
وذكر اللغز وأجاب عن مسائله وردَّ على من قال أن السنة أفضل من الواجب في هذه الحالات.
والله أعلم ..
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:44 ص]ـ
روى صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى:" .. وما تقرب إليَّ عبدي بشئٍ أحبُّ إليَّ مما افترضتُه عليْه .. "
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:57 ص]ـ
روى صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى:" .. وما تقرب إليَّ عبدي بشئٍ أحبُّ إليَّ مما افترضتُه عليْه .. "
بارك الله فيك أخي الكريم ماجد وهذا الحديث عمدة عند الشيخ في مناقشته للمسألة ..
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[26 - 09 - 10, 11:38 ص]ـ
وفيك بارك
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:37 م]ـ
كأني أذكر أن الشيخ ذكر اللغز في شرح رياض الصالحين، ولم يعقب وإنما كأن كلامه إقرار، فهل هذا تراجع أم أيهما المتأخر.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:58 م]ـ
الشيخ يعني مسألة غسل الوجه -مثلا- أكثر من مرة، فيذكر بعض العلماء أن غسل الوجه أو اليدين أكثر من مرة أفضل؛ مع أن الواجب مرة، والمستحب ما زاد على ذلك؛ فيكون المستحب أفضل من الواجب.
وقد رد الشيخ على هذا، فانظر: الشرح الممتع (1/ 180).
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[26 - 09 - 10, 06:11 م]ـ
الحمد لله وحده
ممن ذكر أن هناك بعض السنن تفضل بعض الواجبات قديما: الأئمة القرافي في فروقه، والسبكي والسيوطي في الأشباه والنظائر لهما، ولي بحث قصير في هذا كنت قد كتبته ردا على عمل بعض طلبة العلم بإسقاط النوافل بإطلاق لحظ الواجبات دونما تفصيل وتأصيل، لعلي أنشط وأضعه في الملتقي عن قريب إن شاء الله
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[27 - 09 - 10, 02:52 م]ـ
أذكر كلاماً للعلامة ابن عثيمين رحمه الله في شريطين لمحاظرة أظن اسمها: أصول الإيمان وقال رحمه الله: إن بعض الأعمال من المستحبات قد تجب على بعض طلاب العلم في بعض الأحوال ..
والله أعلم ...
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 05:34 م]ـ
أخي الفاضل:
هاك ما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بنفسه!! (فكيف نجمع بين قوليه إن تثبت ما ذكرت عنه)
حيث قال في رياض الصالحين:
607 - وعن أبي رفاعة تميم بن أسيد رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه؟ فأقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتي بكرسي، فقعد عليه، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته، فأتم آخرها رواه مسلم.
الشَّرْحُ
هذه الأحاديث ذكرها الحافظ النووي - رحمه الله تعالى - في بيان تواضع النبي صلى الله عليه وسلم منها أنه كان يسلم على الصبيان إذا مر عليهم، يسلم عليهم مع أنهم صبيان غير مكلفين، واقتدى به أصحابه رضي الله عنه فعن أنس رضي الله عنه أنه كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم، يمر بهم في السوق يلعبون فيسلم عليهم ويقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله أي يسلم على الصبيان إذا مر عليهم، وهذا من التواضع وحسن الخلق ومن التربية وحسن التعليم والإرشاد والتوجيه، لأن الصبيان إذا سلم الإنسان عليهم، فإنهم يعتادون ذلك ويكون ذلك كالغريزة في نفوسهم.
إن الإنسان إذا مر على أحد سلم عليه، وإذا كان هذا يقع من النبي صلى الله عليه وسلم على الصبيان، فإننا نأسف لقوم يمرون بالكبار البالغين ولا يسلمون عليهم والعياذ بالله، قد لا يكون ذلك هجرا أو كراهة، لكن عدم مبالاة، عدم اتباع للسنة جهل، غفلة، وهم وإن كانوا غير آثمين لأنهم لم يتخذوا ذلك هجرا، لكنهم قد فاتهم خير كثير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/120)
فالسنة أن تسلم على كل من لقيت، وأن تبدأه بالسلام، ولو كان أصغر منك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ من لقيه بالسلام، وهو عليه الصلاة والسلام أكبر الناس قدرا، ومع ذلك كان يبدأ من لقيه بالسلام.
وأنت إذا بدأت من لقيته بالسلام حصلت على خير كثير، منه اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ومنه أنك تكون سببا لنشر هذه السنة التي ماتت عند كثير من الناس، ومعلوم أن إحياء السنن يؤجر الإنسان عليه مرتين مرة على فعل السنة ومرة على إحياء السنة.
ومنه أنك تكون السبب في إجابة هذا الرجل وإجابته فرض كفاية، فتكون سببا في إيجاد فرض الكفاية من هذا الرجل.
ولهذا كان ابتداء السلام أفضل من الرد، وإن كان الرد فرضا وهذا سنة، لكن لما كان الفرض ينبني على هذه السنة، كانت السنة أفضل من هذا لفرض، لأنه مبني عليها.
وهذه من المسائل التي ألغز بها بعض العلماء وقال: عندنا سنة أفضل من الفريضة لأنه من المتفق عليه أن الفرض أفضل، مثلا صلاة الفجر وركعتان أفضل من راتبتها ركعتين لأنها فرض والراتبة سنة، لكن ابتداء السلام سنة، ومع ذلك صار أفضل من رده لأن رده مبني عليه.فالمهم أنه ينبغي لنا إحياء هذه السنة أعني إفشاء السلام، وهو من أسباب المحبة، ومن كمال الإيمان، ومن أسباب دخول الجنة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم.
ومن تواضع النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان في بيته في خدمة أهله يحلب الشاة يخصف النعل، يخدمهم في بيتهم، لأن عائشة سئلت ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله يعني في خدمتهم عليه الصلاة والسلام.
فمثلا الإنسان إذا كان في بيته فمن السنة أن يصنع الشاي مثلا لنفسه، ويطبخ إذا كان يعرف ويغسل ما يحتاج إلى غسله كل هذا من السنة أنت إذا فعلت ذلك تثاب عليه ثواب سنة، اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام وتواضعا لله عز وجل، ولأن هذا يوجد المحبة بينك وبين أهلك، إذا شعر أهلك أنك تساعدهم في مهنتهم أحبوك وازدادت قيمتك عندهم، فيكون في هذا مصلحة كبيرة.
ومن تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام أنه جاءه رجل وهو يخطب الناس فقال: رجل غريب جاء يسأل عن دينه فأقبل إليه النبي وقطع خطبته حتى انتهى إليه ثم جيء إليه بكرسي، فجعل يعلم هذا الرجل، لأن هذا الرجل جاء مشفقا محبا للعلم، يريد أن يعلم دينه حتى يعمل به فأقبل إليه النبي عليه الصلاة والسلام وقطع الخطبة ثم بعد ذلك أكمل خطبته، وهذا من تواضع الرسول عليه الصلاة والسلام وحسن رعايته.
فإن قال قائل أليست المصلحة العامة أولى بالمراعاة من المصلحة الخاصة؟ وحاجة هذا الرجل خاصة، وهو صلى الله عليه وسلم يخطب في الجماعة؟ قلنا: نعم لو كانت مصلحة العامة تفوت لكان مراعاة المصلحة العامة أولى، لكن مصلحة العامة لا تفوت بل إنهم سيستفيدون مما يعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل الغريب، والمصلحة العامة لا تفوت.
وهذا الغريب الذي جاء يسأل عن دينه إذا أقبل إليه الرسول عليه الصلاة والسلام وعلمه كان في تأليف لقلبه على الإسلام، ومحبة للإسلام، ومحبة للرسول صلى الله عليه وسلم وهذا من حكمة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
وفق الله الجميع بما يحبه ويرضى.
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:13 ص]ـ
الأخ الحبيب أبا البراء بارك الله فيك ..
ما كتبته بالأحمر .. ناقشه الشيخ بقوله (فإن قال قائل أو فإن قيل) ثم ذكر الإيراد الذي كتبته بالأحمر وأجاب عنه .. على العموم / الشيخ ذكر أن هذا اللغز خطأ .. وبإمكانك الرجوع للشريط الثامن من الشرح الممتع ..
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[02 - 10 - 10, 10:03 ص]ـ
أبو البراء وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه ..
عهدي بها قديم وكانت محطاً للنقاش مع بعض الإخوان .. ولكن يبقى أن التثبت والتثبيت هو الأصل ولعلي ءآتيك بكلامه نصاً من الشريط ..
والحمد لله
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[14 - 10 - 10, 04:00 م]ـ
بارك الله فيك ..(132/121)
ظاهرة التهاون في المواعيد بين "الوعد الشرقي" و "الوعد الغربي"
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:39 ص]ـ
وقال محمد كرد علي (ت 1953 م) رحمه الله في " أقوالنا وأفعالنا ":
من المستحيل ضبط المواعيد في هذا الشرق القريب، فالقوم ما عرفوا التوقيت، وربما كان ضبط المواعيد ممّا يستغربونه ويصعب على نفوسهم.
ومسألة المواعيد ممّا شغل جانباً من وقتي، وكنتُ آلم من الإخلال بها، وقد تغلّبتُ عليها إجمالاً، وغرستها في صدور بعض الناشئة بصعوبات كثيرة، ولقّنتُ من أحاط بي ورأستهم - وإن شقّ عليهم تحكّمي بادئ بدء - أن يراعوا المواعيد أبداً، لِمَا في فوضى الأوقات من الضرر لهم ولغيرهم،
وبالإخلال بالمواعيد يثبتون أنهم شعبٌ منحطٌّ. اهـ.
قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:
أليس عجيباً أن صار اسم "الوعد الشرقي" علماً على الوعود الكاذبة، واسم "الوعد الغربي" علماً على الوعد الصادق؟
ومَن عَلَّمَ الغربيين هذه الفضائل إلاّ نحن؟ من أين قبسوا هذه الأنوار التي سطعت بها حضارتهم؟ ألم يأخذوها منّا؟
من هنا أيام الحروب الصليبية، ومن هناك من الأندلس بعد ذلك، وهل في الدنيا دين إلاّ هذا الدين الذي يجعل للعبادات موعداً لا تصح العبادة إلاّ فيه، وإن أخلفه المتعبّد دقيقة واحدة بطلت العبادة؟
إن الصوم شُرِع لتقوية البدن، وإذاقة الغني مرارة الجوع حتى يشفق على الفقير الجائع، وكل ذلك يتحقق في صوم اثنتي عشرة ساعة إلاّ خمس دقائق، فلماذا يبطل الصوم إن أفطر الصائم قبل المغرب بخمس دقائق؟ أليس - والله أعلم - لتعليمه الدقة والضبط والوفاء بالوعد؟ ولماذا تبطل الصلاة إن صُلِّيَت قبل الوقت بخمس دقائق؟ لماذا يبطل الحج إن وصل الحاج إلى عرفات بعد فجر يوم النحر بخمس دقائق، أليس لأن الحاج قد أخلف الموعد؟
أولم يجعل الإسلام إخلاف الوعد من علامات النفاق، وجعل المخالف ثلث منافق؟ فكيف نرى بعد هذا كلّه كثيراً من المسلمين لا يكادون يفون بموعد، ولا يبالون بمن يخلف لهم وعداً أو يتأخّر عنه؛ حتى صار التقيُّد بالوعد والتدقيق فيه والحرص عليه، نادرة يتحدّث بها الناس، ويُعجبون بصاحبها ويَعجبون منه، وحتى صارت وعودنا مضطربة مترددة لا تعرف الضبط ولا التحديد.
وقال الشيخ الطنطاوي في مكانٍ آخر: صارت كلمة الوعد الشرقي رمزاً - مع الأسف - للوعد الذي لا يُوثَق به ولا يُطمأن إليه، وكلّما أوغلت في الشرق رأيت ذلك أظهر وأوضح. اهـ.
وفي الكتاب المذكور صور عجيبة من شدة التزام علمائنا المعاصرين - كالإمامين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله - بالمواعيد المضروبة وعدم الإخلال بها، فانظرها.
و أحياناً -أيها الأعضاء المكرمون- يطرق أسماعنا قول شخص لآخر "موعدنا عربي أو أجنبي؟ "، ويقصد هل موعدنا عربي أي لن تلتزم به أو أجنبي فستلتزم به، وهذا - للأسف - لأنه أصبح مشتهراً في العصر الحاضر؛ من شدّة التزام الغربيين بالمحافظة على المواعيد؛ ومن شدّة تهاون العرب وعدم التزامهم بالمواعيد، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون!!
.... ... ....
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:30 م]ـ
الله يرحم الشيخ علي ويسكنه فسيح جناته
وبارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 04:29 م]ـ
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
ومن الأسف فإن قوماً من السفهاء عندنا إذا وعدته بوعد يقول:" وعد انجليزي ام وعد عربي" يعني أن الإنجليز هم الذين يوفون بالوعد، فهذا بلا شك سفه وغرور بهؤلاء الكفرة، والإنجليز فيهم مسلمون ومؤمنون ولكن جملتهم كفار، ووفاؤهم بالوعد لا يبتغون به وجه الله، لكن يبتغون به أن يحسنوا صورتهم عند الناس ليغتر الناس بهم.
والمؤمن في الحقيقة هو الذي يفي تماماً فيمن أوفي بالوعد؛ فهو مؤمن، ومن أخلف الوعد؛ كان فيه من خصال النفاق.
نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من النفاق العملي والعقدي، أنه جواد كريمٌ.(132/122)
سؤال في الأضحية (اشتراك سبعة أفراد)؟
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 01:00 م]ـ
اشترك سبعة أفراد في أضحية (بقرة) ولكن ليس بالتساوي
بمعنى يكون نصيب أحدهم أقل من السبع
فهل يصح ان يضحى بأقل من السبع؟
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:50 م]ـ
للرفع
ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - 09 - 10, 08:35 م]ـ
رقم الفتوى: 103354
عنوان الفتوى: هل يلزم أن تتساوى حصص المشتركين في أضحية البقرة
تاريخ الفتوى: 30 ذو الحجة 1428/ 09 - 01 - 2008
السؤال
أنا متزوج ولله الحمد عندي بنت وقد ضحيت هذا العام، ولكن قد اشتركت في عجل بنصيب أنا بربع ووالدي بربع وخالي بنصف، فهل هذا يجزئ أم كان لا بد من التساوي بيننا في النصيب؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالبقرة تجزئ في الأضحية عن سبعة فأقل، ولا يلزم أن يتساوى المشتركون فيها، فلو اشترك ثلاثة أو أربعة وكانت أنصباؤهم فيها مختلفة جاز بشرط أن لا يقل نصيب أحدهم عن السبع،.
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 80049، والفتوى رقم: 70658.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=103354&Option=FatwaId
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[27 - 09 - 10, 08:48 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[27 - 09 - 10, 11:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أبا السها
رقم الفتوى: 103354
فالبقرة تجزئ في الأضحية عن سبعة فأقل، ولا يلزم أن يتساوى المشتركون فيها، فلو اشترك ثلاثة أو أربعة وكانت أنصباؤهم فيها مختلفة جاز بشرط أن لا يقل نصيب أحدهم عن السبع،.
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 80049، والفتوى رقم: 70658.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=103354&Option=FatwaId
و منه يعلم أنه لا يمكن لسبعة أن يشتركوا فيها و يكون واحد منهم مشتركا بنصيب أكبر من الآخر
وفقكم الله و بارك فيكم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:03 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[28 - 10 - 10, 12:23 م]ـ
للرفع
ـ[أبو السها]ــــــــ[28 - 10 - 10, 12:32 م]ـ
الحمد لله
يجوز أن يشترك سبعة في بقرة أو بعير في الأضحية، وسبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (45757).
ولا يجوز أن يشترك أحد المضحين بأقل من السبع، أما إذا كان يريد اللحم ولا يريد الأضحية فلا حرج عليه أن يشترك بما شاء.
قال الشيخ بن عثيمين في رسالة "أحكام الأضحية":
"وتجزئ الواحدة من الغنم عن الشخص الواحد، ويجزئ سُبع البعير أو البقرة عما تجزئ عنه الواحدة من الغنم ....
وإذا اشترك اثنان فأكثر في ملك أضحية يضحيان بها، فهذا لا يجوز، ولا يصح أضحية إلا في الإبل والبقر إلى سبعة فقط، وذلك لأن الأضحية عبادة وقربة إلى الله تعالى، فلا يجوز إيقاعها ولا التعبد بها إلا على الوجه المشروع زمناً وعددا وكيفية" انتهى باختصار من "رسائل فقهية" (ص 58، 59).
فإذا اشترك أحد المضحين بأقل من السبع لم تصح أضحيته، ولا يؤثر ذلك على سائر المشتركين، لأنه لا مانع من اشتراك سبعة في بقرة أضحية، وبعضهم يريد الأضحية، وبعضهم يريد اللحم.
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (45771).
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/111887
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[28 - 10 - 10, 01:03 م]ـ
جزاكم الله خير: أبا السها(132/123)
خواطر على نيأ وفاة الشيخ الفقيه أحمد محمد السالك
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:01 م]ـ
إخوتي الكرام قبل قليل وصل إلي نبأ جليل هزني وهو نبأ وفاة الشيخ الفقيه أحمد محمد السالك من فقهاء وعلماء الأردن وعلماء الأمة رحمه الله تعالى والصلاة عليه ستكون في المسجد الذي بناه والده وهو مسجد السالك في حينا حي الهاشمي الشمالي - عمان - الأردن.
فنسأل الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان وأن يرحمه ويرحمنا ونسأل الله إن أراد بقوم فتنة أن يقبضنا إليه غير مفتونين فإن نبينا صلوات ربي وسلامه عليه قال: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور العباد غنما يقبضه بقبض العلماء .. ) الحديث، فرحماك ربي رحماك .. فنسألك اللهم أن ترزق الامة من يسد هذا الخلل وأن تحفظ علماء الأمة فهم نجومنا ومناراتنا.
أخوكم:
أبو الحسن الرفاتي
الهاشمي الشمالي - عمان - الأردن(132/124)
ماهو القول الراجح في تغطية المرأة التي تلبس الحجاب، لا النقاب، لذقنها أي أسفل الوجه؟
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[26 - 09 - 10, 05:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ماهو القول الراجح في تغطية المرأة التي تلبس الحجاب، لا النقاب، لذقنها أي أسفل الوجه؟
أليس الذقن من الوجه؟ و القائل بكشف الوجه يُؤخذ من قوله كشف الذقن!
أليس في تغطية الذقن تشبه بحجاب الرافضيات؟
و جزاكم الله خيرا.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[26 - 09 - 10, 05:44 م]ـ
انظر لمواضع غسل الوجه في الوضوء فهذا هو الوجه الذي تسأل عنه
و الرافضيات يغطين الذقن وهو من الوجه فلعل عندهم روايات في دينهم
و على فكرة ليس غطاء الذقن محصور على الرافضيات بل نساء الشام كن إلى زمن قريب و ما زال بعضهن أيضا يغطي أكثر الوجه - يعني أكثر من غطاء الرافضيات- .. فبعضهن يغطين الفم كله و يظهرن الأنف و العينين فقط .. و أنا أعرف من نساء الشام من ما يزلن يغطين أفواههم ...
و الستر يا محب خير من الكشف
و دمت بخير
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[26 - 09 - 10, 06:38 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
و ننتظر من الاخوة بارك الله في علمهم تفاعلا مع الموضوع،
فالأمر هام
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 06:58 م]ـ
تغطية الوجه للمرأة واجب والادلة مستفيضة على ذلك
هذا هو القول الراجح في المسألة
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[26 - 09 - 10, 07:47 م]ـ
أخي أبا الفداء بارك الله فيك، أعلم أن تغطية الوجه للمرأة واجب
و الأدلة على ذلك كما قلت مستفيضة و معلومة،
و لكن نقطة البحث هي من تكشف وجهها لأي سبب كان (أخذها بالقول أن تغطية الوجه غير واجب عليها-استضعافها من قِبل البعض أصلحهم الله و اجبارها على كشف وجهها ... ) هل عليها أن تكشف عن ذقنها بما أن الذقن من الوجه و تخالف بذلك اللباس المشهور عن المبتدعات؟
أم تغطي ذقنها زيادة في الستر فيظهر من الوجه من الحواجب إلى ما تحت الشفة السفلى بقليل؟
و جزيتم خيرا.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[26 - 09 - 10, 08:52 م]ـ
السؤال:
ما هي صفات الخمار الشرعي؟
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالخمار ينبغي أن يغطي رأسَ المرأةِ ويكون مُلْتَفًّا على الرقبة بحيث يُغطِّي الجُيُوبَ
-وهي موضع القطع من الدرع والقميص- وكذا ما يتعلَّق بأسفل الذِّقْنِ لقوله تعالى: ?وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ? [النور: 31]،
ولَمَّا كانت الرقبة لا تتمُّ إلاّ بجزءٍ من الذقن وجب دخوله فيه عملاً بقاعدة: «مَا لاَ يَتِمُّ الوَاجِبُ إِلاَّ بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ»،
فإن أرادت الخروج والبروز من مسكنها فلا يكفي الدرع والخمار،
ولا بدَّ لها فوق الخمار من مُلاءة من فوق رأسها إلى ما أسفل سابغًا،
لقوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ? [الأحزاب: 59]،
وهذا كلّه في حالة بروزها من مَنْزِلها، وكذلك حال استقبالها لأقارب الزوج وغيرهم من الأجانب الذين لا يساكنونها في محلٍّ واحد،
أمّا في الصلاة فيسعها أن تصلي بالدرع والخمار، بدون أن يكون عليها زخرفة وزينة،
لكن الأفضل لها في صلاتها أن تكون بثلاث قطع: خمار ودرع وجلباب.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
موقع الشيخ فركوس حفظه الله(132/125)
هل تغيرت مشاعرك تجاه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[26 - 09 - 10, 07:33 م]ـ
سبحان الله يا أخوة ...
بعدما سمعت كلام الرافضي الخبيث في سب أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ثم استمعت لكلام علماء أهل السنة و الجماعة جزاهم الله خيرا في الذب عن أمنا رضي الله عنها و رأيت جهاد الأخوة أصحاب القنوات المباركة في الدفاع عن أم المؤمنين ... تفكرت كثيرا فيما حصل لهذه السيدة الجليلة سواء في حياتها في حادثة الإفك و حتى بعد وفاتها ب1400 عام سبحان الله تتجدد معاني الآيات في نفسي ((لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم))
وما رأيته هذه الأيام من بركات أم المؤمنين رضي الله عنها وآل أبي بكر رضي الله عنه كثير ولعلي أذكر بعضا منها:
1 - غضبة عارمة من أهل السنة نحمد الله عليها وحدت صفوفهم تجاه أعداء الدين
2 - فضيحة كبرى و انكشاف خطر التشيع و عقيدتهم لعوام أهل السنة
وقد حدثني عامل بناء يعمل صباغا عندي من مصر الإسلام عن خطر الشيعة و التشيع بكلام يكاد ينافس فيه الشيخ عدنان عرعور حفظه الله و قد أبهرني أنا هذا الأمر فأنا أعرفه منذ سنوات فهو رجل عامي يعمل مهنيا في مهنة الصبغ لكن الحدث هزه بقوة هو و غيره من العمال البسطاء.
3 - رجوع كثير من الشيعة و المتشعين إلى عقيدة أهل السنة و الجماعة وهذا أمر مشاهد و مؤكد بفضل الله عز و جل ..
4 - انكشاف و انفضاح منهج بعض المنتسبين لأهل السنة ممن لم نسمع لهم إلى اليوم صوتا و لا استنكارا لهذه الجريمة ...
و أنا و الله صرت أتتبع مواقف داعية كنت أحسن الظن به فوجدت في كلامه ميوعة تجاه هذا الحدث جعلتني أضع تحت اسمه خطوطا حمراء!
وقد صرح بالأمس الأستاذ الفاضل محمد صابر جزاه الله خيرا بأسماء بعض الدعاة و الجماعات الذين لم ير لهم دورا في هذه المصيبة ولا تصديا لخطر هذه الجريمة النكراء!
وفي الختام أقول:
هذه بعض الفوائد التي جنيناها بفضل الله عز و جل أولا و أخيرا من هذه الحادثة
و لعل من أبرز ما استفدته من ناحيتي فهو:
شعور بالحب و الود تجاه أمي المصونة عائشة رضي الله عنها يفوق ما كنت أشعر به في السابق بمراحل كثيرة فرضي الله عنها و أرضاها
ففي السابق كان حبي لها حب ابن لأمه لكن حبي الآن فاق ذلك و صار حبا تفصيليا يتعدى هذا الشعور فصرت أرى أمورا كنت أشاهدها بعيني فقط لكن الآن صرت أشاهدها بعيني و قلبي و وعيي فصرت أرى علمها الغزير و شرفها الكبير و مكانتها العالية واكتشفت لي أمورا في سيرتها الطيبة العطرة لم أكن أعلمها فرضي الله عن أمنا المصون ورفع الله درجتها في عليين
و أثرت بي بالأمس كلمة الشيخ الدكتور ناصر العمر حفظه الله في قناة صفا عندما قال:
ليحذر كل مسلم لا يهتم بهذه الجريمة أن يبتليه الله عز وجل في عرضه
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[26 - 09 - 10, 11:03 م]ـ
إي والله سمعت هذه الجملة من الدكتور ناصر العمر حفظه الله، وأثرت فيّ جدًا.
وقد والله تحركت مشاعري وغضبت لأمي، ووددت والله لو قُتلتُ في قتل هذا الخاسر الخسيس الخبيث، قاتله الله.
وقد أثر في جدًا الموقف التخاذلي لبعض المنتسبين لأهل السنة كما قلت، مع أنهم يغضبوا ويثوروا لأتفه الأسباب ويقيموا الدنيا ولا يقعدوها، أما أم المؤمنين فهي من المسائل الفرعية التي لا ينبغي أن ننشغل بها حتي لا نفرق بين صفوف الأمة. ألا لعنة الله علي الظالمين.
اللهم عليك بالشيعة الذين يؤذون نبيك، ويكذبون كلامك، ويحاربون أوليائك، اللهم عليك بالخبيث اللهم ألعنه لعنًا كبيرًا وأنزل عليه رجزك وعذابك إله الحق.
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:00 ص]ـ
أشكر الأخوين الكريمين على هذه الغضبة والحماسة؛ وأسأل الله أن تكون خالصة لله.
ولي تحفظ على عنوان المشاركة ((هل تغيرت مشاعرك تجاه أم المؤمنين))!!!
كما أن لي تحفظ أكبر على قول أخي محمد بن عمران ((وددت والله لو أقتل في قتل هذا الخاسر))
ما هكذا يكون العلاج وما هكذا تورد الإبل.
وجهة نظر
قد أكون مخطئاً
والسلام
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:20 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد بن عمران وجزاك خير الجزاء
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:25 ص]ـ
أشكر الأخوين الكريمين على هذه الغضبة والحماسة؛ وأسأل الله أن تكون خالصة لله.
ولي تحفظ على عنوان المشاركة ((هل تغيرت مشاعرك تجاه أم المؤمنين))!!!
وجهة نظر
قد أكون مخطئاً
والسلام
بارك الله فيك أخي الكريم و شكرا لك على تحفظك الكريم ...
أنا أقصد: هل ازداد حبك للسيدة الصديقة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟
هذا كان قصدي ... ولا بأس أن يكون العنوان: هل ازداد حبك لأمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد هذه الحادثة؟
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:03 ص]ـ
اللهم ان الامر قد وصل الى عرض حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم اللهم انتصر لامنا عائشة ام المؤمنين حبيبة رسول الله والصديقة بنت الصديق رغم انوف الحاقدين والروافض قبحهم الله وعاملهم بعدله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/126)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:30 ص]ـ
جزا الله الخير الكثير صاحب الموضوع، وتبارك الذي قال في كتابه (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)، مما يسعد القلب أن عددا من الاخوة الشيعة العوام انتبهوا ورجعوا للحق، أي دين يقوم على سب أصحاب وزوجات نبيه!!
صلى الله وسلم على نبينا محمد ورضي الله عن زوجاته وصحابته أجمعين.
وصادف أني كنت أقرأ في كتاب تاريخ المدينة المنورة، لعارف عبد الغني والذي أتيح لطلبة العلم في هذا الملتقى المبارك، وعند ترجمة الحسن بن جعفر بن علي بن أبي طالب: تـ 430 هـ:
" وروي عنه ... في سنة 395 هـ:
أرسل الحاكم بأمر الله له سجلا ينتقص به بعض الصحابة، وجرح به أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد هاج أهل مكة، ورموه بالحجارة وتحول المنبر إلى رميم، وكان يوما مشهودا، ولم يقدر بعد ذلك أحد أن يجهر بمثل ذلك."
وورد في الكتاب أيضا:
" ويروى أن الحاكم العبيدي طلب منه نقل ضريح النبي صلى الله عليه وسلم إلى القاهرة، وحاول ذلك بذهابه إلى المدينة فهاج الناس، وكادوا يقتلوا أبا الفتوح، ومن معه من الجنود، وقد استولى عليه الوسواس، وحدثت ريح شديدة حالت دون ذلك " أهـ(132/127)
........... أعرف شخصا كان يدخر مبلغا من المال منذ عام 2000 وأخبرني بأنه لم يكن يعلم أن هذا المال عليه زكاة
ـ[محمد حمادة]ــــــــ[26 - 09 - 10, 08:11 م]ـ
إخواني الفضلاء ............ أعرف شخصا كان يدخر مبلغا من المال منذ عام 2000 وأخبرني بأنه لم يكن يعلم أن هذا المال عليه زكاة لأنه كان يدخره لشراء مسكن المهم أنه يريد أن يخرج زكاة ماله عن هذه المدة لكنه يريد معرفة أسعار الذهب منذ عام 2000 حتى الآن حتى يخرج زكاته عن كل عام وقد بحثت له على الشبكة العنكبوتية عن أسعار الذهب طوال هذه المدة ولم أجد
فأرجوا منكم المساعدة في معرفة أسعار الذهب خلال العشر سنوات الأخيرة وطبعا بالجنيه المصري وليس بالدولار
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[26 - 09 - 10, 11:26 م]ـ
إخواني الفضلاء ............ أعرف شخصا كان يدخر مبلغا من المال منذ عام 2000 وأخبرني بأنه لم يكن يعلم أن هذا المال عليه زكاة لأنه كان يدخره لشراء مسكن المهم أنه يريد أن يخرج زكاة ماله عن هذه المدة لكنه يريد معرفة أسعار الذهب منذ عام 2000 حتى الآن حتى يخرج زكاته عن كل عام وقد بحثت له على الشبكة العنكبوتية عن أسعار الذهب طوال هذه المدة ولم أجد
فأرجوا منكم المساعدة في معرفة أسعار الذهب خلال العشر سنوات الأخيرة وطبعا بالجنيه المصري وليس بالدولار
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
بارك الله فيكم
هذا أمر عسر
والأحوط لصاحبك أن يُخرج زكاة ماله على نصاب الفضة كما قال بذلك معظم العلماء المعاصرين لأنه أحظ للفقير
،، ولن يفيده سعر الذهب كثيرا إلا لمجرد معرفة أن ماله المدخر قد بلغ نصابا في هذا الحول أو ذاك، فعليه أن يدفع زكاة ماله على كل المبلغ المدخر بقسمته على أربعين فهو قيمة زكاته لكل عام.
وهذا رابط مقال تستفيد منه أن سعر الذهب عام 2000، كان لا يتجاوز الستة وعشرين جنيها، مع مراعاة أنه عيار 21، والذهب الذي يُعتبر في النصاب هو عيار 24 - الذهب النقي الخالص.
http://www.ahram.org.eg/204/2010/06/21/5/25887/219.aspx
والله أعلى وأعلم(132/128)
كيف أكون عبداً موفقاً؟ (مقطع مؤثر مبكي للشيخ محمد المختار الشنقيطي رمضان 1431 هـ)
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 08:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا سؤال ورد ضمن دروس شرح باب الإعتكاف من صحيح البخاري بالمسجد النبوي الشريف
للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء
والمقطع مؤثر جدا ومهم لكل رجل يريد الله والدار الآخرة
نفعنا الله بما نسمع
وانشر أخي تؤجر
وفقنا الله وإياك لرضاه
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[26 - 09 - 10, 08:41 م]ـ
تحميل الملف من هنا ( http://www.m5zn.com/files-092610090923d0i7nyatpxlh2hgq9ltc- الموفق موعظة باكية (الشيخ المختار الشنقيطي). mp3)
ورابط آخر
http://www.7ammil.com/index.php/files/guest/c1dc5372d068e201316ecf812c4c2a37
ـ[أبو فيصل السعد]ــــــــ[26 - 09 - 10, 08:46 م]ـ
بارك الله فيك وحفظ الشيخ وثبته وسدده
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[27 - 09 - 10, 02:07 ص]ـ
المقطع رائع جدا.
وقد اشتقنا لك أخ مستور.
جزاك الله خيرا
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[27 - 09 - 10, 08:29 ص]ـ
المقطع رائع جدا.
وقد اشتقنا لك أخ مستور.
جزاك الله خيرا
وإياك جزاك الخير
ونحن أكثر اشتياقاً جمعنا الله بهذا الشوق والحب في دار كرامته
دمت بخير وعافية
ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[27 - 09 - 10, 09:01 ص]ـ
أسأل الله ان يجعلك عبداً موفقاً
أُريد أن أثقل عليك بطلب أن تجعل المقطع في
المرفقات لأن مواقع التحميل محجوبة عندي.
وأنا متشوق لسماع المقطع كثيراً
وجزاك الله الجنة
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[27 - 09 - 10, 01:22 م]ـ
حاولت اخي وضعه في المرفقات لكن لم يقبل معي
اعطني بريدك ارسله لك
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[28 - 09 - 10, 04:37 م]ـ
أخي رابط التحميل الأول به صور محرمة، يرجى تغييره.
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:17 م]ـ
http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=532
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:52 م]ـ
لم اقصد الصور المحرمة، ولعل الرابط الثاني يغني عنه .. وشكرا على غيرتك زادنا الله وإياكم حفظ حرمة الدين
ـ[عبد الرحمن بن أبي جمرة]ــــــــ[29 - 09 - 10, 01:39 ص]ـ
اللهم آمين.
ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[29 - 09 - 10, 09:08 ص]ـ
حاولت اخي وضعه في المرفقات لكن لم يقبل معي
اعطني بريدك ارسله لك
جزاكَ اللهُ كلَ الخير
ramzi_mherat@yahoo.com (ramzi_mherat@yahoo.com)
ـ[مشعل]ــــــــ[29 - 09 - 10, 04:08 م]ـ
جزاكَ اللهُ كلَ الخير
ـ[صيته بنت خالد]ــــــــ[15 - 11 - 10, 11:27 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ..
أَعظِم بها من موعظة!!!
أدعو الجميع لسماعها ..
و أسأل الله أن يجزي الشيخ و الناقل خير الجزاء.(132/129)
مقال رائع حول تحريم الاختلاط
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[26 - 09 - 10, 09:21 م]ـ
الصفحة الرئيسة ( http://www.ahlalhdeeth.com/) | التعريف بالموقع ( http://www.ahlalhdeeth.com/about)
إطلاق خدمة جديدة لأصحاب _ ( http://www.dorar.net/api-service)
الموسوعات ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/161) مكتبة الدرر السنية ( http://www.ahlalhdeeth.com/lib) مقالات وبحوث المشرف ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/1) مقالات وبحوث مميزة ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/3) نافذة على الواقع ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/5) كتب جديدة ( http://www.ahlalhdeeth.com/latest_books) كتاب الأسبوع ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/6) كتاب الشهر ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/21)
القلق الفكري ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/564) | محور دعوة الرسل والمزاحمات المعا ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/563) | بين (مقاصد الشريعة) و (مقاصد النفو ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/559) | حتى لا يتهاوى القدوات ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/550) | .. المزيد ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/3)
http://www.dorar.net/images/rss.gif (http://www.dorar.net/dorar_rss) http://www.dorar.net/images/facebook.png (http://www.facebook.com/pages/mwq-ldrr-lsny-Dorarnet/251615861901?ref=nf) http://www.dorar.net/images/twitter.png
محرك البحث العلمي
أخبرنا عن خطأ http://www.ahlalhdeeth.com/misc/print_icon.pnghttp://www.ahlalhdeeth.com/misc/save_icon.pnghttp://www.ahlalhdeeth.com/misc/favorite_icon.pnghttp://www.ahlalhdeeth.com/misc/send_icon.png (http://www.ahlalhdeeth.com/s2f&link=art/421)http://www.ahlalhdeeth.com/misc/help_icon.png (http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/17)
مقالات وبحوث مميزة ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/3)
كيف بني تحريم الاختلاط؟
لطف الله بن عبد العظيمخوجه
المقدمة:
الاختلاط موضوع كثر الكلام عنه، بكثرة من أباحه في الآونة الأخيرة، ممن له انتساب إلى العلم، ولن أكثر الجدل في هذه القضية، فأسردها على سبيل: فإن قالوا، قلنا. وهذا دليلهم، وهذا ردنا.
لكني سأقول كلمة مختصرة، يفهمها كل إنسان، يعرف ماذا أراد الله منه، وما نهاه عنه؟.
سأتجاوز ما لم يقل بتحريمه أحد من الناس، وهو ما كان عفويا غير مقصود لذاته، كالاختلاط في الطواف والأسواق والطرقات، وحضور المرأة للشهادة عند القاضي ونحو ذلك، وما كان له حكم الضرورة كخدمة النساء في الجيش وقت الحرب، حين يقل الرجال.
وسأتجه مباشرة إلى محل التحريم، ولا أقول الخلاف، فتسميته كذلك يعطي لقول المخالف قيمة، وهو لا قيمة له، فمحل التحريم هو: الاختلاط المنظَّم؛ المقصود لذاته.
وصورته جمع الطلاب والطالبات للدراسة في فصل واحد، والرجال والنساء للعمل في مكان واحد. بما يحدث به إزالة الحاجز؛ الذي هو الحجاب بين الجنسين، فيصبح هو زميلها، وهي زميلته. كصحبة الرجل للرجل، والمرأة للمرأة.
هذا النوع من الاختلاط محرم لا يشك في تحريمه عامي، فضلا عن العالم الصالح؛ فالأمر الذي لا يمكن التغاضي عنه: أن الغريزة الجنسية مسيطرة مهيمنة على هذه العلاقة.
فمن ذا الذي يدعي أنه لا يخف ويخفق حين يرى الشابة؟.
أما الذين يصفون هذا الرأي بالشهواني، ويشنعون على من ينبه إليه؛ أنه لا يرى في المرأة سوى موضع الشهوة والولد. فماذا كانوا يصنعون، وهم يتاجرون بأنوثة المرأة وإغرائها وجسدها في سوق الأفلام، والمسلسلات، والدعايات، والموضة: غير الضرب على وتر الشهوة والغريزة الجنسية؟!.
علينا بالحقائق التي لا تخفى على أحد، فموقع المرأة في نفس الرجل، وفتنته بها وإغراؤها، أمر أشهر من أن يستدل له. يكفي في ذلك ما نراه في المجتمع المختلط من افتتان يصل إلى السعار الجنسي، مع أن دعاة الاختلاط كانوا يقولون: الفصل والعزل يسبب السعار، والاختلاط يهذبه.
خلقت المرأة مهوى الرجل، وهو هواها .. هذه حقيقة .. بعد ذلك: لو جئت بهما، فجمعتهما جمعا، وخلطتهما خلطا، ثم أردت إليهما أن يكونا تقيين، محافظين، عفيفين. فأنت كمن يضع طعاما بين يدي جائع، ثم تقول له: صم ولا تفطر، وإياك إياك أن تبل يدك بالأدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/130)
نأتي إلى نصوص وردت، تسببت في اضطراب المبيحين؛ الذين كانوا يحرمون الاختلاط قبلا.
في تلك النصوص إخبار باختلاط الرجال والنساء، وأكثر من ذلك: أن تفلي المرأة شعر الرجل، وأن يردفها خلفه على الدابة، والمصافحة، والمجالسة، والخدمة، والأكل والوضوء معا .. إلى ما شئت.
نصوص أحدثت لبسا، حتى قيل: أين كانت قبل، لم بقيت حبيسة، لم نهتد بها إلى اليوم؟.
هي اليوم فتنة عمياء يعصم الله منها صاحب الدين، وصاحب العقل يعصمه عقله، لكن البلية إذا خلي منهما، فكان كمثل القائل: "فخر عليهم السقف من تحتهم". لا عقل ولا نقل.
إن علة خطأ المبيحين: أنهم لا يعرفون كيف تبنى الأحكام الشرعية. فالأحكام بناء كبناء البيت، لا يكفي جمع مواده ليصلح للسكنى، إنما بمعرفة وضع كل مادة مكانها، هنالك يكون مأوى وملاذا، وعند عامة الناس علم عام بمواضع البناء، من دون إحكام، لا يحكمه إلا المهندس الخبير. كذلك بناء الأحكام الشرعية لا يحكمه إلا العالم الراسخ.
والذين تكلموا في إباحة الاختلاط أبانوا عن جهل بطريق بناء الحكم، بظنهم أن مجرد وقوفهم على نص ظاهره أو حتى باطنه مبيح، يكفي في استخراج حكم بالجواز.
ولو صح ظنهم لكان لازمه الذي لا ينفك، إباحة الخمر، حيث إن فيه نصوصا ظاهرها وباطنها جواز شربه، كقصة حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم لما شرب الخمر وصار يقول للجمع، ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أنتم إلا عبيد أبي".
وإباحة أشياء أخرى فيها مثل ما في الخمر، ولأجله لا يصح – ديانة - لمن لم يعرف الطريق أن يتطفل عليه، حتى يتفقه ويعرف طرق التأويل والاستنباط والقياس، ويتعلم الأصول والقواعد الفقهية، ويحيط بالناسخ والمنسوخ وما كان أصلا أو استثناءً، وحال الضرورة والسعة، ومراتب الأوامر النبوية.
والاختلاط فيه نصوص متعارضة، وليس هو بدعة في هذا، بل لو نظرت في سائر الأحكام الشرعية لوجدت فيها من التعارض ما في الاختلاط بل أشد، فلو أعملت نصوص الإباحة، عطلت نصوص التحريم. ولو أعملت التحريم عطلت الإباحة. فكان لا بد من الجمع والدراسة. فكيف ذلك؟
بني تحريم الاختلاط وتأسس وتأصل وفق أنواع منوعة من النصوص، وهي نصوص في غاية الرسوخ والثبوت والقوة، محكمة قطعية: قولية، وفعلية مؤيدة بالقولية، متأخرة ناسخة، أصل وأساس وقاعدة، لا يملك أحد تبديلها ولا تحريفها.
وهي نصوص دالة على التحريم، إما بالمطابقة، أو التضمن، أو اللزوم، فقد احتوت على أنواع الدلالات الثلاث كلها.
فأما الإباحة فبنيت على نصوص متشابهة ظنية: فعلية لا قولية، استثناء، وحالة ضرورة، متقدمة منسوخة، وبعضها ليست مصدرا للتشريع؛ كونها ليست صادرة من صاحب الشريعة، بل ممن يؤخذ من قوله وفعله ويرد.
وسأعرض كيف بني التحريم، ثم الإباحة؛ ليتبين لمن اتسع إدراكه وخلي من التخبط والميل، فرق ما بين البنائين؛ بنيان تأسَّس على المحكمات القطعيات، وبنيان تأسَّس على المتشابهات الظنيات.
* * *
نصوص التحريم:
إن التحريم تأسَّس وفق:
نصوص القرار، والحجاب، وغض البصر، والتحذير من فتنة النساء، والمباعدة بين النساء والرجال.
فأما القرار، فدليله قوله تعالى: "وقرن في بيوتكن".
وحِكَمُ القرار متعددة، منها: التباعد عن الرجال.
يدل على هذه الحكمة قوله عليه الصلاة والسلام: (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان). أي زيَّنها في أعين الناظرين. وهذا ما يحصل حقا، فإذا قرّت فلم تخرج إلا لحاجة أو ضرورة قللت فُرَصَهُ لاستشرافها، فإذا ما خالطت لم يعد للقرار معنى؛ فإذا ما نسب للشارع إباحة الاختلاط، تبادر إلى الذهن، كيف يأمر بالقرار ثم يبيح الاختلاط؟!.
ولذا فمن أباح الاختلاط، ادعى أن الأمر بالقرار خاص بأزواج النبي عليه السلام ... هكذا؟!!.
نعم، قد ورد الخطاب موجَّها إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لكن حكمه عام، بدلالة نصوص السنة؛ ففي أحاديث كثيرة أمر للنساء بالقرار، كحديث أم حميد الساعدي، وفيه: (صلاتك في بيتك خير من صلاتك في مسجدي). قال القرطبي: "معنى الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى، هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/131)
ولم يرد عن أحد من المتقدمين مفسرين وغيرهم، قصر الحكم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال ذلك بعض المحدثين، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. ولو كان الحكم خاصا بالأزواج لكون الخطاب جاء لهن، لكانت الشريعة كلها خاصة بالصحابة، حيث كان الخطاب إليهم حينئذ.
وأما نصوص الحجاب. فقوله تعالى:
- "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب".
- "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن".
ومن المتفق عليه بلا خلاف: أن النساء مأمورات بالاستتار عن أعين الرجال؛ فالحجاب من الحجب وهو المنع والحجز، وذلك بستر البدن وتقاسيمه وتفاصيله، فيشترط فيه جلباب:
- سابغ لستر البشرة.
- وواسع لستر تقاسيم البدن.
فكيف يمكن الامتثال لهذا الحكم في بيئة مختلطة؟.
إن ذلك لمحال؛ لأن الحجاب مجرد خرقة وقماش ينسدل على بدن المرأة، يتحرك بحركتها، فانكشاف شيء من بشرتها، أو بدوّ تفاصيل وتقاسيم بدنها وارد بل حاصل، إنها لا تأمن ذلك وهي تمر في الطريق والسوق مرور الكرام، فإذا صارت في اختلاط منظم، فمن المحال أن تحترز، وهي المضطرة للقيام والقعود، والدخول والخروج، والانحناء والالتفات على الدوام؛ لطول المكث، وللحاجة إلى ذلك.
وهذه سمة في الاختلاط المنظم: طول المكث لساعات قرب الرجال.
فالتستر في الاختلاط تكليف بما لا يطاق، والله إذا حرم شيئا حرم وسائله؛ حرم الخمر فحرم بيعه وشراءه. وحرم الربا فحرم كتابته والشهادة عليه، كذلك حرم على المرأة إبداء زينتها، وحرم كل وسيلة وذريعة محققة إلى ذلك، كالاختلاط الطويل.
فتحقيق الحكمة من الحجاب (= ستر البشرة وتقاسيم البدن) في اختلاط منظم متعذر غاية التعذر، وما كان الشارع ليأمرها بالاستتار، ثم يبيح لها الاختلاط، إن هذا عين التناقض، ولا تناقض في الشريعة. قال تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا".
وأما نصوص غض البصر.
فقوله تعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن .. ".
غض البصر من الرجال عن محاسن المرأة؛ سواء البشرة إذا انكشفت، أو تقاسيم البدن إذا بدت من وراء الحجاب: مأمور به.
وسواء قيل بوجوب تغطية الوجه والكفين أم لا، فإن غض البصر واجب عن سائر البدن.
والشاهد من هذا الدليل: أن الغض متعذر بل ممتنع في الاختلاط المنظم؛ لطول المكث في مجلس واحد، فصرف البصر من كليهما غير ممكن، وتحوط المرأة في حجابها شاق؛ إذ طول المقام يلجئها إلى تغيير أوضاعها، مما سيبدي حتما ما يجب ستره.
فما كان الشارع ليأمر بغض البصر من كليهما، ثم يبيح اختلاطهما على هذه الصورة، فإن في الإباحة تحريضا وتيسيرا للنظر، وإتباعه بنظرة أخرى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا علي!، لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرة". رواه الترمذي، وصححه الألباني.
فالمختلط إذا قدر على الغض في الأولى، فهل سيصمد في الثانية، أو الثالثة إلى المائة، وهي كذلك، هما كل يوم في لقاءات مستمرة لساعات طويلة، قد تبلغ الثمان والعشر؟.
وعن نصوص التحذير من فتنة النساء. قال صلى الله عليه وسلم:
- (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). رواه البخاري.
- (واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء). رواه مسلم.
وصف المرأة بأنها فتنة؛ بمعنى أنها إغراء للرجل، تقوده إلى مواقعتها، بقصد منها أو حتى بدون قصد؛ إذ هي بذاتها مصدر إغراء له، حتى لو لم ترد إغراءه، وبهذا صار للنسل امتداد وبقاء، فإغراؤها ليس عيبا ولا نقصا، بل مطلب في المباح لتحقيق مصالح للرجل والمرأة من التمتع والرحمة والمودة والذرية.
وأمر باتقائها، والمعنى: اجتناب فتنتها وإغرائها، ليس المنهي مواقعتها بالفاحشة فحسب، بل باجتناب المقدمات أيضا، من: نظر، وكلام لين، وسماع بتلذذ، ولمس باليد إلى غير ذلك. فقد نهى عن كل هذه المقدمات، وأبلغ حين قال: (العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا). رواه مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/132)
فوصف مقدمات الزنا بأنها من الزنا، باعتبار أن مآلها إلى ذلك، أو المعنى كل عضو زناه بحسبه، فالعين لا تقدر على أكثر من النظر، والأذن لا تقدر على أكثر من السمع، وهكذا اللسان واليد والرجل، فكان كل تلذذ بالمرأة ليست حليلة هو كذلك.
وفي الاختلاط من ذا الذي يسلم من زنا العين، والأذن، لو سلم من اللسان واليد والرجل. فإن سلم فكم هو عدد السالمين مقابل المفتونين. ولم كل هذا العناء في فتح الأبواب على الفتنة، ولا مصلحة مرجوة من الاختلاط، وكل هدف وغاية يمكن الوصول إليها من غيره؟.
أَمْرُ النبي صلى الله عليه وسلم باتقاء النساء، ووصفه بأنهن فتنة، حكم ضمني بتحريم الاختلاط بهن؛ إذ الاتقاء فيه غير متحقق، والفتنة حاصلة، والحقائق يتعذر تكذيبها إلا من مغالط أو مطبق في جهالة.
وعن نصوص المباعدة بين الجنسين، وهي كثيرة، تنص وتتضمن منع الاختلاط المنظم وهي على قسمين:
- الأول: نصوص قولية، تتضمن الأمر بالمباعدة بينهما.
- الثاني: نصوص عملية، تتضمن تطبيق الفصل والمباعدة عمليا.
ففي الصلاة باعد بينهما، فجعل صفوفهن في المؤخرة، وقال مؤكدا وقاصدا ومرغبا في المباعدة بينهما فقال صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها). رواه مسلم.
فماذا يفهم من هذا القول، وهذا التطبيق العملي؟، هل يفهم منهما تسويغ الخلط بالقصد والعمد؟!.
هذا من الأدلة على تحريم الخلط المنظم، فالصلاة نظام، في كل يوم خمس مرات يجتمع الناس على هيئة واحدة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يباعد بينهما قولا وعملا، ويحذر حتى مما ليس في قدرة أحد تحاشيه، فالمتأخر ليس له إلا الصفوف الأخيرة، والمبكرة ليس لها إلا الصفوف الأولى، ومع ذلك جعلها عليهن شر الصفوف، وعليهم كذلك.
فمن فهم هذا تساءل: كيف يمكن أن ينسب إلى الشارع إباحة الاختلاط المنظم في تعليم أو عمل، وهو يرى هذا الحرص البالغ من رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفصل في الصلاة قولا وعملا؟.
ثم جعل لهن بابا، فقال: (لو تركنا هذا الباب للنساء). فما دخل منه الصحابة بعدها. رواه أبو داود،
وكان إذا انصرف من صلاته مكث قدر ما ينصرف به النساء من المسجد، ثم ينصرف إلى الناس، وهم لا ينصرفون إلا بانصرافه، حتى لا يختلطوا عند أبواب المسجد.
كذلك هذا منع للاختلاط المنظم؛ إذ الدخول والخروج من المسجد يتم في اليوم خمس مرات.
عن أم سلمة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيرا قبل أن يقوم). رواه البخاري.
قال الزهري: " نرى أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال".
وأكثر من ذلك، كان يأمرهن بالمشي في حواف الطريق، وأن يدعن الوسط للرجال، فيفصل بينهما حتى في الطرقات، فهذا الاختلاط عفوي غير المنظم، ثم مع ذلك حبذ لهن التجافي عنه وتحاشيه.
عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي للنساء: (استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق). "فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به". رواه أبو داود وصححه الألباني.
بعد ذلك، نأتي إلى الاختلاط في العلم، فقد كان مجلسه للعلم للرجال وحدهم، مما حدا بالنساء أن يطلبن يوما للتعلم، فخصهن بيوم، ولم يأت بهن في مجالس الرجال؛ لينهلا سويا في مجلس مشترك مختلط، أليس هذا دليلا صريحا في منع المنظم من الاختلاط؟.
ألم يكن في القدرة الجمع بينهما؛ لتنال المرأة القسط ذاته من العلم الذي يناله الرجل، وهي بين أطهر الناس وأعلاهم دينا وعلما؛ الذين زكاهم الله تعالى ورضي عنهم؟.
عن أبي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم، غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها، إلا كان لها حجابا من النار. فقالت امرأة: واثنين؟. فقال: واثنين). رواه البخاري.
* * *
هذه هي نصوص التحريم، أنواعا منوعة، كل نوع منها تحته أفراد كثيرة من الآثار محكمة الدلالة، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن له، من بيان تحريم الاختلاط المنظم المقصود بين الجنسين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/133)
وهي نصوص دالة على التحريم إما بالمطابقة، أو بالتضمن، أو باللزوم. فقد احتوت على أنواع الدلالات الثلاثة كلها.
فنصوص المباعدة والفصل بين الجنسين، دالة على تحريم الاختلاط بالمطابقة؛ أي طريق مباشرة، فهي نص في المسألة، فلم يكن منه صلى الله عليه وسلم سعي ولا حرص على خلط الرجال والنساء في مجلس واحد، فلم يكن في مجلسه إلا الرجال، إلا استثناءً وعرضا، كأن تأتي سائلة، أو شاكية، أو مستفتية، أو واهبة نفسها للنبي، لم يكن في مجلسه للشورى والعلم والتخطيط والمدارسة عائشة، ولا حفصة، ولا أم سليم، ولا صفية بنت عبد المطلب عمته، بل ولا ابنته فاطمة. وقد كنّ خيرة النساء مبشرات بالجنة. وهكذا مجالس أصحابه الخلفاء الراشدون من بعده خالية من العنصر النسائي.
ولم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم، دعوته تجار الصحابة توظيف بنات الصحابة الفقراء في تجارتهم لسد عوزهن، ولا إرسالهن إلى الآفاق وحدهن للدعوة أو التعليم أو العلم، بل لما خرجت امرأة إلى الحج وحدها، أمر زوجها - وكان قد اكتتب في غزوة - أن يدع الغزوة ويلحق بها.
ونصوص الحجاب تضمنت تحريم الاختلاط .. فإن الحجاب معناه الحجز والفصل والمنع، وفي الاختلاط ينتفي هذا المعنى، وإنما سمح بالاختلاط العفوي – بالرغم من أنه تقارب ينافي معنى الحجاب- للضرورة والحاجة ورفع الحرج عن الأمة، فهو استثناء وليس بأصل، فإذا لم يكن ثمة ضرورة .. فالتباعد والتجافي.
كذلك نصوص القرار، فقد تضمنت التحريم، فقد أمرت المرأة بالقرار للتباعد عن الرجال ..
وأما نصوص غض البصر، فهي دائرة بين التضمن واللزوم:
فيمكن القول: إنها تضمنت منع الاختلاط؛ لاستحالة غض البصر في الاختلاط.
ويمكن القول: إنه يلزم عنها عدم الاختلاط؛ لتعذر ومشقة غض البصر حينئذ.
وكلا الحالين يمثلها فئة من الناس، فمن الناس من يستحيل في حقه غض البصر؛ لولعه بالنساء، وهؤلاء كثيرون موجودون متعطشون. ومن الناس من يشق عليه جدا، فهذا في معاناة لا يعلم بها إلا الله تعالى. فلذلك للدلالتين في هذا النوع نصيب.
فأما نصوص الفتنة والاتقاء، فقد دلت على التحريم من طريق اللزوم، فيلزم لمن أراد أن يتقي فتنة النساء، التباعد عنهن وعدم التقارب إلا بقدر الضرورة والحاجة، وما كان بغير قصد.
كل هذه الأنواع من الأدلة تجاوزها المبيحون، ولم يقدروها حق قدرها وجلالتها وهيبتها، فإنه من العسير جدا ردها، أو إبطال دلالتها الظاهرة، وهي كافية في تأسيس الحكم، فلو أتى ما يشكل عليها، فالواجب طرحها أو تأويلها، كما تطرح النصوص التي أشكلت على عدالة الصحابة أو تُأَوّل.
هذه النصوص هي التي بني عليها حكم التحريم، فإنها صحيحة ثابتة، صريحة محكمة، وبمثلها تقوم الأحكام:
فهي آيات قرآنية، وأحاديث نبوية ثابتة، والطعن في صحة بعض منها لا يضر؛ فليست حديثا واحدا ولا حديثين، ليظن مبيح الاختلاط: أن بتضعيف بعضها يسقط تحريم الاختلاط.
كلا، بل أحاديث كثيرة منوعة، مروية في السنن والصحاح وفي البخاري ومسلم؛ أهم مصدرين للسنة تلقتهما الأمة بالقبول، إذا لم يقم بالحكم حديث قام به غيره، وأسندته أحاديث كثيرة ثابتة.
ثم إن تلك النصوص صريحة محكمة؛ لا تحتمل إلا معنى واحدا.
وإن أول سؤال يرد هنا بعد هذا التأسيس لتحريم الاختلاط، بمثل هذه النصوص الوفيرة المنوعة:
ما جواب المبيحين عنها، وما موقفهم منها، هل قبلوها، أم أعرضوا عنها، أم حرفوا معانيها؟.
الجواب: لما كانت من الوضوح بمكان، عمد مبيح الاختلاط إلى تأويلها، وصرف معانيها إلى ما يتوافق والاختلاط، أو الإعراض عنها!!؛ لأنه عسير الجمع بينهما.
- ادعوا أن حكم القرار خاص بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أتوا في هذا بالعجب، وأفصحوا عن قلة فقه وبصيرة بمعاني الأوامر الإلهية، فإن عمدتهم في هذا: أن الخطاب توجه إلى الأزواج.
ويرد على مذهبهم هذا من وجوه:
الأول: أنه يلزم عن قولهم هذا، أن كل خطاب توجه إلى أحد بعينه، فحكمه خاص به، وحينئذ فالشريعة كلها خاصة بالصحابة؛ لأن الأمر الإلهي نزل يخاطبهم حين نزل، فمن بعدهم لم يأت بعد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/134)
وما هكذا سبيل العلماء، سبيلهم أن الحكم يخص المخاطب بشرط هو: إذا ورد دليل آخر يدل على الخصوصية. وقد قال تعالى مخاطبا الأزواج: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى". فهل سيدّعون أن النهي عن التبرج أيضا خاص بالأزواج؛ لأن الخطاب توجه إليهن؟.
الثاني: دلت أدلة أخرى على: أن الحكم يعم جميع النساء. كحديث أم حميد الساعدي: (صلاتك في بيتك خير من صلاتك في مسجدي). فتأكد أن مخاطبة الأزواج لم يكن بغرض اختصاصهن بالحكم.
الثالث: لم ينقل أحد من المفسرين أن الحكم بالقرار خاص بأزواج النبي، بل قال القرطبي: "الشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة".
الرابع: قيل لهم: لم خص الأزواج بالقرار؟. قالوا: لحرمتهن ومنزلتهن.
فيقال لهم: هذه الحرمة والمنزلة تشمل فاطمة بنت رسول الله ولا شك. فيجب عليها القرار أم لا؟.
فإن قالوا: يجب عليها القرار. فهاهم أدخلوا من لم يتوجه الخطاب إليه، فبطل قولهم بالتخصيص.
وإن قالوا: لا يجب عليها القرار؛ لأنها لم تخاطب. بطل تعليلهم، وما بني عليه من التخصيص.
فكيفما قدرت، فقولهم باطل.
- لكن ماذا صنعوا بالحجاب، وهو أصرح الأدلة على منع الاختلاط؛ إذ لا معنى له ولا فائدة مع إباحة الاختلاط، فالحجاب هو الفصل والمباعدة، والاختلاط عكس ذلك؟.
لما كانوا في هذه الإباحة للاختلاط المنظم متناقضين مع معنى الحجاب والحكمة منه، صاروا إلى القول بالتخفف منه، حتى يتلاءموا مع هذا الوضع الجديد، المناقض للحجاب، فمن كان يقول بوجوب تغطية الوجه، رجع إلى القول بالكشف، ومن كان يقول بكشف الوجه، وأفضلية تغطيته، عاد يقول: الأحسن الكشف، حتى تقدر على أداء مهامها دون عائق بصري، قد ينتج عنه خطأ وكارثة.
حتى وصل بها الحال إلى حجاب يغطي الرأس فحسب، ثم تلبس ما تشاء من قميص وإزار حتى "البنطلون"، ولو بدا تفاصيل الجسد؛ أي جعلوا مجرد ستر البدن هو الفرض دون تقاسيمه وتفاصيله، وهذا بالاتفاق منكر، فانتشر هذا واشتهر، فأنكروه أولاً على خجل، ثم سكتوا، ثم قبلوه وأقروه؛ بأن الواقع الجديد يتطلب هذا النوع من الحجاب، وهكذا دخلوا في فكرة عصرنة الإسلام؛ أي تطويع أحكام الإسلام بما يناسب أحوال العصر .. صار العصر هو الإله؟!!.
ومن الدليل على هذا: تجويزهم - بل دعوتهم - للمرأة المشاركة في الأولمبياد الرياضية، وبالقطع لن تستطيع المشاركة بالحجاب الشرعي السابغ، إنما بحجابهم العصري المجسم المقسم للبدن.
وتجويزهم المشاركة في التمثيل، والغناء بين الرجال، إلى غير ذلك ..
صاروا إلى القول بأن للمرأة أن تمارس كافة النشاطات – بلا استثناء - بين الرجال .. "بحجابها".؟!!.
وهكذا هدموا الحجاب نفسه ونقضوه، بعدما هدموا معناه بإباحتهم الاختلاط، فما عاد حجاب هؤلاء النسوة والفتيات كحجاب الصحابيات والمؤمنات، وكما جاء الوصف في القرآن جلبابا يغطي من الرأس حتى القدم، واستقر عليه تفسير الصحابة، قال تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما".
قال ابن عباس: "أمر الله نساء المؤمنين، إذا خرجن من بيوتهن في حاجة، أن يغطين وجوههن، من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة".
فأين هذا من حجاب ليس إلا الخمار فحسب، لا يغطي إلا شعر الرأس والعنق، وبقية البدن خالٍ من الجلباب، ظاهر المفاتن لكل عين؟.
ولا عجب من الوصول إلى هذا الحال؛ فهو يؤكد ما تقدم: أن الحجاب والاختلاط المنظم يتنافيان.
- أما عن موقفهم من نصوص غض البصر. فلما علموا استحالة غض البصر في الاختلاط، حرفوا معنى الأمر الإلهي؛ ليتلاءم مع حياة الاختلاط.
فعندهم: يغض بصره إذا خشي الفتنة.
فانظر إلى هذا التحريف البيّن: أمرت الآية بغض البصر ابتداءً، منعا للفتنة ..
وهم يبيحون النظر والاسترسال، حتى إذا خشي الفتنة، أمروه بالكف.
فمن يتبعون: آلآية، أم أهواءهم؟.
- وعن نصوص الفتنة والاتقاء للنساء، هم يغضون البصر، ويكفون عن التأمل.
ونحن نتكلم عن المنتسبين للعلم والدعوة، أما غيرهم فيسخرون منها، وهم يعلمون أنها كلام نبوي شريف قاله ونطق به من لا ينطق عن الهوى، فيقولون: لا يزال فينا إلى اليوم من يعتقد أن المرأة عورة، وأنها فتنة؟؟!! ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/135)
- وإذ نأتي إلى نصوص المباعدة والفصل، فإنهم كانوا أشد إعراضا لها.
ألقوها خلفهم ظهريا، ولم يرفعوا رأسا بفصله صلوات الله وسلامه عليه بين النساء والرجال في المساجد، وعند أبوابها، والطرقات، وفي مجالس العلم، وفي المواعظ والدروس والشورى والسفر والحضر والتجارات والأعمال.
إنما عارضوها بما ظنوه مبيحا للاختلاط، في الطواف والأسواق والجهاد، ولم يتفكروا:
إذا كانت هذه تبيح وتلك تمنع، فكيف جاز لهم تقديم الإباحة وتعطيل المنع، فأيهما الأولى بالتقديم؟.
كان الأولى بهم النظر، لتحديد ما يكون هو الفرض والواجب تقديمه، فإن اعتاص عليهم، قلدوا الراسخين في العلم، وحينئذ لن يملكوا إلا تقديم النصوص القولية المؤيدة بالتطبيقات العلمية -وهذه حال ووصف النصوص المحرمة للاختلاط- على النصوص العملية غير المؤيدة بالقولية، وهذه حال ووصف المبيحة، والتي فوق ذلك هي محتملة متشابهة؛ لها أكثر من معنى.
قال الله تعالى: "يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا * فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما".
* * *
نصوص المبيحين:
أتينا إلى ما ظنوا حجة ورأيا سديدا .. وحين يكمل عقل المرء ودينه وفقهه، يكفيه ما مضى من تأصيل لتأسيس الحكم لديه، ومعرفة ماذا شرع الله تعالى في العلاقة بين الجنسين.
فإذا ما عرض له شيء ظاهره يخالف ما تقرر وتأصل وتأسس، فإنه يلجأ إلى تخريجه والجواب عنه بما يحفظ الأصل ويقره، فهذا حال الراسخين في العلم والمؤمنين، أما حال غيرهم ممن قصر فقهه أو ممن زاغ وابتغى الفتنة، فَيَدَعون الأصل؛ ليعتنوا بالعارض الطارئ، فيجعلوه هو الأصل، على شذوذه وضعفه، فيستنبطوا منه حكما أصليا ثابتا، ينقضون به الثابت المستقر الصادر بالأمر الإلهي.
فحالهم كحال الذي بلغه: أن الحاكم أصدر مرسوما بمنع البيع والشراء بعد الثانية عشرة ليلا، وأعلن ذلك على الجميع، وتأكد بمراسيم أخرى، ثم مر يوما فرأى صيدلية تفتح أبوابها في الواحدة صباحا، ثم تكرر منه رؤية ذلك، ومر فوجد دكانا كبيرا يبيع في الثالثة صباحا، إلى جانبه آخر صغير كذلك.
وفي الأثناء أخذ كتابا قديما، فقرأ فيه: أن الناس في هذه البلدة يتبايعون ليلا ونهارا.
فاستنبط من ذلك: أن المرسوم قد ألغي. والدليل: هذه المحَاَلّ المفتوحة، وما في الكتاب القديم من خبر. بل زاد على ذلك: عجبه من إحجام البقية عن استغلال هذا الإذن، والعودة لمنافع البيع والشراء.
وما درى هذا: أن تلك المحال مستثناة من المرسوم، لحاجة الناس الدائمة، والمرسوم على حاله من المنع. أما الدكان الصغير، فهو مخالف يستحق العقوبة، وما في الكتاب القديم، كان قبل الأمر.
والقصد: أنه ما من أمر سواءً كان إلهيا، أو بشريا. وإلا ويعتريه استثناءات للحاجة والضرورة، وهناك من يخرقه ويخالفه قصدا، ومن يخالفه سهوا ونسيانا. فلو كانت هذه الأحوال المخالفة -بعذر أو بدون عذر- سببا كافيا لإلغاء الأمر، لألغيت الأوامر كلها، وما ثبت أمر ألبتة.
وهكذا أحكام الشريعة، فيها أمر عام، يتأسس بالنصوص الصحيحة والصريحة في المعنى، كنصوص منع الاختلاط، ثم يطرأ عليها أحوال استثنائية، أو يوجد من يخالفها، لكنها لا ترقى أن تبطلها.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن استقبال القبلة أو استدبارها ببول أو غائط. ثم إن ابن عمر مرة ارتقى جدارا، فرأى النبي عليه السلام يقضي حاجته مستقبلا أو مستدبرا القبلة. فذهب العلماء إلى قولين في المسألة:
الأول: أن هذا الفعل تخصيص لعموم النهي. فإذا كان في فضاء منع، وإذا كان دون القبلة حاجز جاز.
الثاني: أن القول مقدم على الفعل؛ لأن القول مقصود لذاته، ونحن مأمورون بطاعة قوله، وأما الفعل فقد يكون سهوا، وقد يكون عمدا، فلما احتمل، وتعذر الترجيح، بقي النهي على عمومه.
وهكذا لم نجد بينهم من عارض وضرب قوله بفعله، فعطل الأمر بالفعل، فأجاز بين البنيان مطلقا، لكن الذين أباحوا الاختلاط خالفوا سبيل العلماء الراسخين، فضربوا قوله بفعله ..
* * *
وهذا يتبين بما يلي:
إن نصوص المبيحين لاختلاط الرجال بالنساء ضعيفة في دلالتها، وهي كذلك في غير محل النزاع ..
فأما كونها ضعيفة الدلالة، فلأمور أربعة هي: أنها عملية، متشابهة، مبيحة، على البراءة الأصلية.
الأول: أنها عملية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/136)
ليست بقولية، والمعلوم عن أهل الأصول والفقهاء والمحدثين، من حيث المبدأ والأصل:
أن القول مقدم على الفعل، وأن ما كان أمرا بالقول فهو مقصود لذاته؛ لأنه موضوع للدلالة على الأمر، بلا خلاف، وهو يدل على الوجوب بنفسه من غير واسطة.
والدليل يؤكد هذا، فإن الله تعالى يقول: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"، فقال: {عن أمره}، والأمر هو القول، قال تعالى: "ولكن حق القول مني: لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين".
فأما الفعل فإنه قد يكون مقصودا، وقد لا يكون مقصودا، وقد يكون عمدا، وقد يكون سهوا، كما تقدم في مثال استقبال القبلة في قضاء الحاجة، فلا يأخذ منه حكم ابتداءً، لكن القول يؤخذ منه. فقول النبي صلى الله عليه وسلم يتعدى إلى غيره بنفسه، بخلاف فعله، فلا يتعدى إلا بدليل. فإذا اجتمعا كان التمسك بقوله، وحمل فعله على التخصيص ونحوه هو الواجب.
قال الزركشي في البحر المحيط 6/ 177:
"أن يكون أحدهما قولا والآخر فعلا، فيقدم القول؛ لأن له صيغة، والفعل لا صيغة له".
والكلام نفسه بحروفه ذكره الشوكاني في إرشاد الفحول 2/ 393.
وقال الزركشي أيضا 4/ 198: "مذهب الجمهور: تقديم القول:
- لقوته بالصيغة.
- وأنه حجة بنفسه.
وظاهر كلام ابن برهان أنه المذهب.
وجزم به إلكيا. قال: لأن فعله لا يتعدى إلى غيره إلا بدليل، وحق قوله أن يتعداه، فإذا اجتمعا تمسكنا بقوله، وحملنا فعله على أنه مخصوص به.
وكذا جزم به الأستاذ أبو منصور، وصححه الشيخ في اللمع، والإمام في المحصول، والآمدي في الأحكام، والقرطبي وابن حزم".
قال في الكوكب المنير 2/ 202: " (وإن جهل) هل تقدم الفعل على القول، أو تأخر عنه (وجب العمل بالقول) دون الفعل؛ لأن القول أقوى دلالة على الفعل:
- لوضعه لها.
- ولعدم الاختلاف في كونه دالا.
- ولدلالته على الوجوب وغيره بلا واسطة.
- ولأن القول يدل على المعقول المحسوس، فيكون أعم فائدة".
الثاني: أنها متشابهة.
أي محتملة لأكثر من معنى، كما سنبين في المثال الآتي، والنصوص المتشابهة لا يؤخذ من معانيها إلا المعنى الموافق للمحكم، ويطرح ما عداه، لكن المبيحين أخذوا المعنى المعارض للمحكم، وطرحوا الموافق له، عكس سبيل المؤمنين العلماء الراسخين في العلم.
الثالث: أنها مبيحة.
تقابلها نصوص تقتضي الحظر، والحظر مقدم على الإباحة؛ لأن المحرمات يحتاط لإثباتها ما أمكن.
قال الرزكشي في البحر المحيط 6/ 170: "أن يكون أحدهما أقرب إلى الاحتياط؛ أن يقتضي الحظر، والآخر الإباحة، فيقدم مقتضى الحظر؛ لأن المحرمات يحتاط لإثباتها ما أمكن، ولحديث: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) ".
وفيه 6/ 171: "أن القاضي بكار سأل المزني: يا أبا إبراهيم!، جاء في الأحاديث تحريم النبيذ، وجاء تحليله، فلم قدمتم التحريم على التحليل؟. فقال المزني: لم يذهب أحد من العلماء إلى أن النبيذ كان حراما في الجاهلية ثم نسخ، ووقع الاتفاق على أنه كان حلالا، فهذا يعضد الأحاديث بالتحريم. فاستحسن ذلك منه".
وعلى النسق نفسه نقول: لم يذهب أحد من العلماء إلى أن الاختلاط كان حراما في الجاهلية ثم نسخ، ووقع الاتفاق على أنه كان حلالا أو مباحا غير محرم، فهذا يعضد الأحاديث بالتحريم؛ أي يدل على نسخ الإباحة.
الرابع: أنها على أصل البراءة.
والتحريم والحظر ناقل، والناقل عن الأصل مقدم؛ لأن فيه زيادة وهو الحكم بالتحريم، أما الأصل والبراءة فليس فيه حكم، بل مسكوت عنه، جارٍ على العادة.
قال الزركشي 6/ 169: "أن يكون أحد الخبرين مفيدا لحكم الأصل والبراءة، والثاني ناقلا، فالجمهور على أنه يجب ترجيح الناقل".
فدلالة نصوص الإباحة ضعيفة لواحد من هذه الأمور منفردا، فكيف بها مجتمعة؟.
أي لو فرض عدم معرفة تاريخ المتقدم والمتأخر والمنسوخ والناسخ، لكانت هذه الأمور الأربعة –منفردة أو مجتمعة- كافية في إبطال الإباحة وتقديم الحظر والتحريم، كيف وقد علم يقينا أن هذه النصوص لا تعارض التحريم، كونها في غير محل النزاع.
فكونها في غير محل النزاع، فلثلاثة أمور:
الأول: أنها نصوص كانت قبل الحجاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/137)
كحديث دخوله صلى الله عليه وسلم على أم حرام وأم سليم، وإضافة الرجل وزوجه للضيف وأكلهما معه، وخدمة أم أسيد الحضور من الرجال يوم عرسها، ودخول عائشة على أبيها وبلال لما قدما المدينة وبهما حمى يثرب، ووضوء الرجال والنساء جميعا وغير ذلك، فكل هذه عليها قرائن ثابتة تبين أنها كانت قبل نزول الحجاب في نهاية السنة الرابعة، فلا حجة فيها إذن.
فحديث أم سليم وأم حرام سيأتي تفصيله، وحديث الضيف يدل على فقر كان بالصحابة، حيث لم يتعرض لإضافته سوى هذا الرجل، ولم يكن معه شيء هو أيضا، إلا قوت أولاده، وكذلك الناس كانوا قبل نهاية السنة الرابعة (= سنة الحجاب)، حتى فتح عليهم من الرزق بعد ذلك.
وأم أسيد ولدت أسيدا، وهو معدود في الصحابة، فمن المقطوع به أنه ولد قبل الحجاب، وإلا كان عمره عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين.
وعائشة إنما دخلت على أبيها وبلالاً في أول مقدمهم إلى المدينة، حيث كان بها حمى يثرب، حتى دعا النبي صلى الله عليه وسلم، فنقل حماها إلى الجحفة.
ووضوء الرجال والنساء جميعا قطعا كان قبل الحجاب، لو كان معنى "جميعا": في آن واحد، من إناء واحد. لأنه بالاتفاق لا يجوز للمرأة تبدي للأجنبي قدمها، وساعدها حتى المرفق، ورأسها وشعرها وأذنها، وكل ذلك من مواضع الوضوء، فوضوءها عند الرجال يعني كشف كل ذلك. وكلام الشارع لا يتناقض، حيث أمرها بستر كل ذلك أمرا صريحا.
الثاني: أنها كانت مع محارم.
كما قد ذهب بعض العلماء في حق أم حرام وأم سليم أنهما كانتا خالتي النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع، حيث رضعن مع أمه آمنة، والتي كان أخوالها من الأنصار، وكذا في قصة المرأة التي كان تفلي شعر أبي موسى الأشعري في حجة الوداع، يحتمل أنها كانت من محارمه.
الثالث: أنها حالات استثنائية:
- فمنها ما كان ضرورة وحاجة، كخروج النساء للجهاد؛ لقلة الرجال، فلما كثروا قلَّ خروجهن، وحضورهن مجلس النبي صلى الله عليه وسلم للسؤال والشكوى ونحوه، وخروجهن للسوق والصلاة والطواف والحج، كل ذلك يقع فيه اختلاط، لكن لا بد منه، فتسامح فيه الشارع، ولم يؤاخذ به.
- ومنها أن المختلطة كبيرة، بالغة سن اليأس، في مقام الأم والجدة، كما قد يقال كذلك في قصة المرأة فَلَتْ شعر أبي موسى الأشعري، وهو وجه ثان في التخريج؛ فإذا لم يثبت محرميتها له، فيحتمل أنها كبيرة لا تشتهى، وحكمها بالقطع ليس كحكم الشابة، فإن لها أن تضع خمارها، فتكشف عن وجهها غير متبرجة بزينة، كما في الآية، فإن احتيج إليها في تطبيب ونحوه فلا بأس. وكذلك حديث سهل بن سعد في إطعام المرأة لهم يوم الجمعة، فإنها كانت كبيرة، وهم صبية، وفيه تخريج آخر: أنه لا يلزم من إطعامها جلوسها معهم، بل مجرد تقريب الطعام، وذلك لا مؤاخذة فيه.
- ومنها ما كان خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما في إرداف أسماء، وهكذا كان جواب بعض العلماء الذين لم يثبت عندهم قرابة أم سليم وأم حرام للنبي صلى الله عليه وسلم، فجنحوا إلى الخصوصية، وهو وارد، حيث عصمته من الإثم في هذا يقيني، وليس لغيره مثل هذه العصمة، ثم هو أب للمؤمنين، يزوجهن بغير ولي، كما أن أزواجه أمهاتهم. يدل عليه: أن أحدا من الصحابة لم يقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدخول على الأجنبيات.
وهكذا نكون قد أجبنا، ووضعنا ميزانا لحل كل ما يورده المبيحون من أدلة، لا يزالون يختلقونها اختلاقا بأدنى صلة، وبعضها لا صلة لها بمحل النزاع أصلا.
ومع كل ذلك، فهاك دليلا مما استدلوا به، نعرضه ونناقشه تفصيلا وفق الميزان، كأنموذج يقاس عليه غيره، وبه يتبين اختلال منهج المبيحين - ولا يتصور منهم غير ذلك - وأصالة منهج المحرمين.
روى البخاري في صحيحه في الاستئذان، باب: من زار قوما فقال عندهم. حديثين عن أنس:
- (أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعا، فيقيل عندها على ذلك النطع. قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة، ثم جمعته في سُكّ وهو نائم. قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة، أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السُكّ، فجعل في حنوطه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/138)
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب قباء، يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل يوما فأطمعته، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟. فقال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكا على الأسرة، أو قال: مثل الملوك على الأسرة – يشك إسحاق – قلت: ادع الله أن يجعلني منهم. فدعا). الحديث.
ظاهر الأثرين معارض، يخالف كافة نصوص تحريم الاختلاط، وأكثر من ذلك؛ فإنه يخالف صريح نهي النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء). رواه البخاري/ النكاح/ لا يخلون رجل.
فكيف يكون الجواب عنهما، فإنه من المحال الأخذ بهما وإباحة الدخول والاختلاط؛ لأنه هدر لنصوص كالجبال سبقت في المنع والتحريم؟.
للجواب سؤال: هل يمكن أن يكون لهذين الأثرين جواب غير أنهما يبيحان الاختلاط؟.
نعم، ثمة أجوبة كلها محتملة واردة، فمن ذلك: أنها حادثة قبل الحجاب، أو أنهن محارم، أو خصوصية.
فأما احتمال كونها قبل الحجاب؛ فذلك أن الرجال كانوا يدخلون على النساء بيوتهن، حتى تزوج عليه الصلاة والسلام بزينب، فدخل الناس للطعام، فأطالوا المكث وهم جلوس، وزينب جالسة، والرسول يدخل ويخرج، حتى نزلت الآية في سورة الأحزاب: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي .. "، إلى قوله: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب". فخرج الرجال وضرب الحجاب. (رواه البخاري)، ومنعوا من الدخول بعد ذلك على النساء، وقال: (إياكم والدخول على النساء).
فالحجاب والنهي عن الدخول ثبتا قولا، وبه تأسس الحكم بالمنع من هذا الاختلاط، وبعد ذلك، فكل ما أتى من خبر فيه: أنه دخل على امرأة أجنبية بيتها. فحمله على ما قبل الحجاب هو المتوجب. إذ النبي لا يخالف إلى ما نهى عنه عامدا قاصدا إلا بعذر شرعي، قال تعالى: "وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه .. ".
وبهذا الجواب نحفظ للنصوص وقدرها ودلالتها ومعانيها، ونكون قد أجبنا على ما أشكل جوابا معقولا ممكنا غير محال، ومهما أمكن الجواب عن المشكل بما لا يعطل المحكم الثابت، فهو الواجب، لا جواب معطل.
على أن له جوابا آخر هو: الخصوصية. فالنبي معصوم من الفواحش بالاتفاق والإجماع، فافتتانه محال شرعا، فلا ريبة من دخوله على النساء المؤمنات، ثم هو كذلك أب للمؤمنين والمؤمنات.
ومع ذلك، فمهما أمكن حمله على ما قبل الحجاب، فهو الأوجه والأحسن.
وقد ادعى بعضهم أن حادثة أم سليم كانت بعد حجة الوداع، بدليل ذكر الشعر، فزعم هذا أن الشعر كان مما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة في منى، فأخذته أم سليم فخلطته بعرقه في سك. الفتح 11/ 72.
لكن الروايات تفيد أنها كانت تفلي شعره، وهذا حال يمكن معه تساقط بعضه. وهكذا لا يلزم من ذكر الشعر، وقوع القصة بعد حجة الوداع.
بل في حادثة أم حرام ما يدل على أنها كانت قبل الحجاب؛ إذ فيها بشارة بالفتح ناحية البحر، وهذا دليل على امتداد الفتوحات إلى أمكنة بعيدة، ثم وصفهم بالملوك على الأسرة، وصف عزة وقوة. وقد كانت المبشرات في أوائل العهد النبوي، حيث كان النبي ومن معه يحتاجون إليها للتثبيت واليقين. أما بعد السنة الرابعة، فقد تحول الأمر جذريا من الضعف إلى القوة، حتى فتحت سائر جزيرة العرب، فحمل الحادثة على ما بعد حجة الوداع لا وجه له؛ فلا حاجة إلى المبشرات، وهم يفتحون البلدان.
وهناك ما يدل على هذا أيضا، فقد قال ابن حجر في الفتح 11/ 78:
" ثم قال: وإذا تقرر هذا، فقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه، إلا على أم سليم، فقيل له. فقال: أرحمها. قتل أخوها معي. يعني حرام بن ملحان، وكان قد قتل يوم بئر معونة".
أما حادثة بئر معونة، فكانت شهر صفر سنة أربع، والحجاب كان في ذي القعدة من السنة نفسها، فبين الحدثين تسعة أشهر، فدخوله بعد حادثة البئر، قبل الحجاب، هو المتعين لقرب المصيبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/139)
وأما احتمال المحرمية، فإن الرميصاء أم سليم، أخت للغميصاء أم حرام بنت ملحان، وقد قال بعض الحفاظ: "كانت أم سليم أخت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة". الفتح 11/ 78، وقد رد الدمياطي هذا فقال: "ذهل كل من زعم أن أم حرام إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أو من النسب، وكل من أثبت لها خؤولة محرمية؛ لأن أمهاته من النسب واللاتي أرضعنه معلومات، ليس فيهن أحد من الأنصار ألبتة". المرجع نفسه.
لكنه هو الذاهل، فإن الزاعمين – بحسب تعبيره - قالوا: إحدى خالاته. ولم يقولوا: أمهاته.
والمقصود: أن أمه آمنة رضعت مع أم سليم، وليس هو الذي رضع، فتكون بذلك خالته من الرضاع.
ورضاعتهما معا متصور، فأخوالها من بني النجار في المدينة، وهي كذلك.
هكذا تدرس هذه النصوص والآثار المعارضة في ظاهرها لحكم أصيل محكم، وما من أثر إلا وله جواب كجواب ما سبق، ثم يبقى الاختلاط غير المقصود العفوي غير المنظم، فذلك مما وسع الله به على عباده، غير مكلف لهم ما لا يطيقون، من دون أن يكون ذريعة للتهاون.
فإن الشارع معه إباحته للاختلاط العفوي، إلا أنه استحب التجافي عنه قدر الإمكان من غير إيجاب، وذلك تبين في مواطن عديدة، منها:
- أمره النساء لزوم حواف الطريق في مشيهن، وترك الوسط للرجال.
- ترغيبهن في الصلاة في بيوتهن، مع نهيه عن منعهن المساجد.
- في إشارته أن يطفن من وراء الرجال.
فحاجات المرأة كحاجات الرجل، وانفصالها التام عن الرجال، بحيث لا تراه ولا يراها ألبتة، يفوت عليه وعليها منافع شتى، ويجلب الحرج والعسر، ويمنع من التيسير، وقواعد الشريعة وأصولها تقوم على اتساع الأمر إذا ضاق، والتيسير إذا حلت المشقة.
وعليه: فقد أجاز لها الخروج والمخالطة بما يحقق حاجاتها، من غير أن يكون ذريعة إلى المنظم أو اختلاط لا حاجة له شرعية.
برامج مفيدة ( http://www.ahlalhdeeth.com/files_progs) شريط الأدوات ( http://www.ahlalhdeeth.com/tool_bar) أخبر صديقاً ( http://www.ahlalhdeeth.com/s2f&link=art/421) نافذة البحث في الموسوعة الحديثية ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/84) أضفنا لمفضلتك (**********:******** external.addFavorite('http://www.dorar.net', ' الدرر السنية') ;) كيف تبحث؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/17) راسلنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/contact_us)http://www.dorar.net/images/up.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#)
جميع الحقوق محفوظة لموقع الدرر السنية (للتفاصيل اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/111))
http://www.ahlalhdeeth.com/misc/closelabel.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#)
الصفحة الرئيسة ( http://www.ahlalhdeeth.com/) | التعريف بالموقع ( http://www.ahlalhdeeth.com/about)
إطلاق خدمة جديدة لأصحاب _ ( http://www.dorar.net/api-service)
الموسوعات ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/161) مكتبة الدرر السنية ( http://www.ahlalhdeeth.com/lib) مقالات وبحوث المشرف ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/1) مقالات وبحوث مميزة ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/3) نافذة على الواقع ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/5) كتب جديدة ( http://www.ahlalhdeeth.com/latest_books) كتاب الأسبوع ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/6) كتاب الشهر ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/21)
القلق الفكري ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/564) | محور دعوة الرسل والمزاحمات المعا ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/563) | بين (مقاصد الشريعة) و (مقاصد النفو ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/559) | حتى لا يتهاوى القدوات ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/550) | .. المزيد ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/3)
http://www.dorar.net/images/rss.gif (http://www.dorar.net/dorar_rss) http://www.dorar.net/images/facebook.png (http://www.facebook.com/pages/mwq-ldrr-lsny-Dorarnet/251615861901?ref=nf) http://www.dorar.net/images/twitter.png
محرك البحث العلمي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/140)
أخبرنا عن خطأ http://www.ahlalhdeeth.com/misc/print_icon.pnghttp://www.ahlalhdeeth.com/misc/save_icon.pnghttp://www.ahlalhdeeth.com/misc/favorite_icon.pnghttp://www.ahlalhdeeth.com/misc/send_icon.png (http://www.ahlalhdeeth.com/s2f&link=art/421)http://www.ahlalhdeeth.com/misc/help_icon.png (http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/17)
مقالات وبحوث مميزة ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/3)
كيف بني تحريم الاختلاط؟
لطف الله بن عبد العظيمخوجه
المقدمة:
الاختلاط موضوع كثر الكلام عنه، بكثرة من أباحه في الآونة الأخيرة، ممن له انتساب إلى العلم، ولن أكثر الجدل في هذه القضية، فأسردها على سبيل: فإن قالوا، قلنا. وهذا دليلهم، وهذا ردنا.
لكني سأقول كلمة مختصرة، يفهمها كل إنسان، يعرف ماذا أراد الله منه، وما نهاه عنه؟.
سأتجاوز ما لم يقل بتحريمه أحد من الناس، وهو ما كان عفويا غير مقصود لذاته، كالاختلاط في الطواف والأسواق والطرقات، وحضور المرأة للشهادة عند القاضي ونحو ذلك، وما كان له حكم الضرورة كخدمة النساء في الجيش وقت الحرب، حين يقل الرجال.
وسأتجه مباشرة إلى محل التحريم، ولا أقول الخلاف، فتسميته كذلك يعطي لقول المخالف قيمة، وهو لا قيمة له، فمحل التحريم هو: الاختلاط المنظَّم؛ المقصود لذاته.
وصورته جمع الطلاب والطالبات للدراسة في فصل واحد، والرجال والنساء للعمل في مكان واحد. بما يحدث به إزالة الحاجز؛ الذي هو الحجاب بين الجنسين، فيصبح هو زميلها، وهي زميلته. كصحبة الرجل للرجل، والمرأة للمرأة.
هذا النوع من الاختلاط محرم لا يشك في تحريمه عامي، فضلا عن العالم الصالح؛ فالأمر الذي لا يمكن التغاضي عنه: أن الغريزة الجنسية مسيطرة مهيمنة على هذه العلاقة.
فمن ذا الذي يدعي أنه لا يخف ويخفق حين يرى الشابة؟.
أما الذين يصفون هذا الرأي بالشهواني، ويشنعون على من ينبه إليه؛ أنه لا يرى في المرأة سوى موضع الشهوة والولد. فماذا كانوا يصنعون، وهم يتاجرون بأنوثة المرأة وإغرائها وجسدها في سوق الأفلام، والمسلسلات، والدعايات، والموضة: غير الضرب على وتر الشهوة والغريزة الجنسية؟!.
علينا بالحقائق التي لا تخفى على أحد، فموقع المرأة في نفس الرجل، وفتنته بها وإغراؤها، أمر أشهر من أن يستدل له. يكفي في ذلك ما نراه في المجتمع المختلط من افتتان يصل إلى السعار الجنسي، مع أن دعاة الاختلاط كانوا يقولون: الفصل والعزل يسبب السعار، والاختلاط يهذبه.
خلقت المرأة مهوى الرجل، وهو هواها .. هذه حقيقة .. بعد ذلك: لو جئت بهما، فجمعتهما جمعا، وخلطتهما خلطا، ثم أردت إليهما أن يكونا تقيين، محافظين، عفيفين. فأنت كمن يضع طعاما بين يدي جائع، ثم تقول له: صم ولا تفطر، وإياك إياك أن تبل يدك بالأدم.
نأتي إلى نصوص وردت، تسببت في اضطراب المبيحين؛ الذين كانوا يحرمون الاختلاط قبلا.
في تلك النصوص إخبار باختلاط الرجال والنساء، وأكثر من ذلك: أن تفلي المرأة شعر الرجل، وأن يردفها خلفه على الدابة، والمصافحة، والمجالسة، والخدمة، والأكل والوضوء معا .. إلى ما شئت.
نصوص أحدثت لبسا، حتى قيل: أين كانت قبل، لم بقيت حبيسة، لم نهتد بها إلى اليوم؟.
هي اليوم فتنة عمياء يعصم الله منها صاحب الدين، وصاحب العقل يعصمه عقله، لكن البلية إذا خلي منهما، فكان كمثل القائل: "فخر عليهم السقف من تحتهم". لا عقل ولا نقل.
إن علة خطأ المبيحين: أنهم لا يعرفون كيف تبنى الأحكام الشرعية. فالأحكام بناء كبناء البيت، لا يكفي جمع مواده ليصلح للسكنى، إنما بمعرفة وضع كل مادة مكانها، هنالك يكون مأوى وملاذا، وعند عامة الناس علم عام بمواضع البناء، من دون إحكام، لا يحكمه إلا المهندس الخبير. كذلك بناء الأحكام الشرعية لا يحكمه إلا العالم الراسخ.
والذين تكلموا في إباحة الاختلاط أبانوا عن جهل بطريق بناء الحكم، بظنهم أن مجرد وقوفهم على نص ظاهره أو حتى باطنه مبيح، يكفي في استخراج حكم بالجواز.
ولو صح ظنهم لكان لازمه الذي لا ينفك، إباحة الخمر، حيث إن فيه نصوصا ظاهرها وباطنها جواز شربه، كقصة حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم لما شرب الخمر وصار يقول للجمع، ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أنتم إلا عبيد أبي".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/141)
وإباحة أشياء أخرى فيها مثل ما في الخمر، ولأجله لا يصح – ديانة - لمن لم يعرف الطريق أن يتطفل عليه، حتى يتفقه ويعرف طرق التأويل والاستنباط والقياس، ويتعلم الأصول والقواعد الفقهية، ويحيط بالناسخ والمنسوخ وما كان أصلا أو استثناءً، وحال الضرورة والسعة، ومراتب الأوامر النبوية.
والاختلاط فيه نصوص متعارضة، وليس هو بدعة في هذا، بل لو نظرت في سائر الأحكام الشرعية لوجدت فيها من التعارض ما في الاختلاط بل أشد، فلو أعملت نصوص الإباحة، عطلت نصوص التحريم. ولو أعملت التحريم عطلت الإباحة. فكان لا بد من الجمع والدراسة. فكيف ذلك؟
بني تحريم الاختلاط وتأسس وتأصل وفق أنواع منوعة من النصوص، وهي نصوص في غاية الرسوخ والثبوت والقوة، محكمة قطعية: قولية، وفعلية مؤيدة بالقولية، متأخرة ناسخة، أصل وأساس وقاعدة، لا يملك أحد تبديلها ولا تحريفها.
وهي نصوص دالة على التحريم، إما بالمطابقة، أو التضمن، أو اللزوم، فقد احتوت على أنواع الدلالات الثلاث كلها.
فأما الإباحة فبنيت على نصوص متشابهة ظنية: فعلية لا قولية، استثناء، وحالة ضرورة، متقدمة منسوخة، وبعضها ليست مصدرا للتشريع؛ كونها ليست صادرة من صاحب الشريعة، بل ممن يؤخذ من قوله وفعله ويرد.
وسأعرض كيف بني التحريم، ثم الإباحة؛ ليتبين لمن اتسع إدراكه وخلي من التخبط والميل، فرق ما بين البنائين؛ بنيان تأسَّس على المحكمات القطعيات، وبنيان تأسَّس على المتشابهات الظنيات.
* * *
نصوص التحريم:
إن التحريم تأسَّس وفق:
نصوص القرار، والحجاب، وغض البصر، والتحذير من فتنة النساء، والمباعدة بين النساء والرجال.
فأما القرار، فدليله قوله تعالى: "وقرن في بيوتكن".
وحِكَمُ القرار متعددة، منها: التباعد عن الرجال.
يدل على هذه الحكمة قوله عليه الصلاة والسلام: (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان). أي زيَّنها في أعين الناظرين. وهذا ما يحصل حقا، فإذا قرّت فلم تخرج إلا لحاجة أو ضرورة قللت فُرَصَهُ لاستشرافها، فإذا ما خالطت لم يعد للقرار معنى؛ فإذا ما نسب للشارع إباحة الاختلاط، تبادر إلى الذهن، كيف يأمر بالقرار ثم يبيح الاختلاط؟!.
ولذا فمن أباح الاختلاط، ادعى أن الأمر بالقرار خاص بأزواج النبي عليه السلام ... هكذا؟!!.
نعم، قد ورد الخطاب موجَّها إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لكن حكمه عام، بدلالة نصوص السنة؛ ففي أحاديث كثيرة أمر للنساء بالقرار، كحديث أم حميد الساعدي، وفيه: (صلاتك في بيتك خير من صلاتك في مسجدي). قال القرطبي: "معنى الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى، هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة".
ولم يرد عن أحد من المتقدمين مفسرين وغيرهم، قصر الحكم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال ذلك بعض المحدثين، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. ولو كان الحكم خاصا بالأزواج لكون الخطاب جاء لهن، لكانت الشريعة كلها خاصة بالصحابة، حيث كان الخطاب إليهم حينئذ.
وأما نصوص الحجاب. فقوله تعالى:
- "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب".
- "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن".
ومن المتفق عليه بلا خلاف: أن النساء مأمورات بالاستتار عن أعين الرجال؛ فالحجاب من الحجب وهو المنع والحجز، وذلك بستر البدن وتقاسيمه وتفاصيله، فيشترط فيه جلباب:
- سابغ لستر البشرة.
- وواسع لستر تقاسيم البدن.
فكيف يمكن الامتثال لهذا الحكم في بيئة مختلطة؟.
إن ذلك لمحال؛ لأن الحجاب مجرد خرقة وقماش ينسدل على بدن المرأة، يتحرك بحركتها، فانكشاف شيء من بشرتها، أو بدوّ تفاصيل وتقاسيم بدنها وارد بل حاصل، إنها لا تأمن ذلك وهي تمر في الطريق والسوق مرور الكرام، فإذا صارت في اختلاط منظم، فمن المحال أن تحترز، وهي المضطرة للقيام والقعود، والدخول والخروج، والانحناء والالتفات على الدوام؛ لطول المكث، وللحاجة إلى ذلك.
وهذه سمة في الاختلاط المنظم: طول المكث لساعات قرب الرجال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/142)
فالتستر في الاختلاط تكليف بما لا يطاق، والله إذا حرم شيئا حرم وسائله؛ حرم الخمر فحرم بيعه وشراءه. وحرم الربا فحرم كتابته والشهادة عليه، كذلك حرم على المرأة إبداء زينتها، وحرم كل وسيلة وذريعة محققة إلى ذلك، كالاختلاط الطويل.
فتحقيق الحكمة من الحجاب (= ستر البشرة وتقاسيم البدن) في اختلاط منظم متعذر غاية التعذر، وما كان الشارع ليأمرها بالاستتار، ثم يبيح لها الاختلاط، إن هذا عين التناقض، ولا تناقض في الشريعة. قال تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا".
وأما نصوص غض البصر.
فقوله تعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن .. ".
غض البصر من الرجال عن محاسن المرأة؛ سواء البشرة إذا انكشفت، أو تقاسيم البدن إذا بدت من وراء الحجاب: مأمور به.
وسواء قيل بوجوب تغطية الوجه والكفين أم لا، فإن غض البصر واجب عن سائر البدن.
والشاهد من هذا الدليل: أن الغض متعذر بل ممتنع في الاختلاط المنظم؛ لطول المكث في مجلس واحد، فصرف البصر من كليهما غير ممكن، وتحوط المرأة في حجابها شاق؛ إذ طول المقام يلجئها إلى تغيير أوضاعها، مما سيبدي حتما ما يجب ستره.
فما كان الشارع ليأمر بغض البصر من كليهما، ثم يبيح اختلاطهما على هذه الصورة، فإن في الإباحة تحريضا وتيسيرا للنظر، وإتباعه بنظرة أخرى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا علي!، لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرة". رواه الترمذي، وصححه الألباني.
فالمختلط إذا قدر على الغض في الأولى، فهل سيصمد في الثانية، أو الثالثة إلى المائة، وهي كذلك، هما كل يوم في لقاءات مستمرة لساعات طويلة، قد تبلغ الثمان والعشر؟.
وعن نصوص التحذير من فتنة النساء. قال صلى الله عليه وسلم:
- (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). رواه البخاري.
- (واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء). رواه مسلم.
وصف المرأة بأنها فتنة؛ بمعنى أنها إغراء للرجل، تقوده إلى مواقعتها، بقصد منها أو حتى بدون قصد؛ إذ هي بذاتها مصدر إغراء له، حتى لو لم ترد إغراءه، وبهذا صار للنسل امتداد وبقاء، فإغراؤها ليس عيبا ولا نقصا، بل مطلب في المباح لتحقيق مصالح للرجل والمرأة من التمتع والرحمة والمودة والذرية.
وأمر باتقائها، والمعنى: اجتناب فتنتها وإغرائها، ليس المنهي مواقعتها بالفاحشة فحسب، بل باجتناب المقدمات أيضا، من: نظر، وكلام لين، وسماع بتلذذ، ولمس باليد إلى غير ذلك. فقد نهى عن كل هذه المقدمات، وأبلغ حين قال: (العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا). رواه مسلم.
فوصف مقدمات الزنا بأنها من الزنا، باعتبار أن مآلها إلى ذلك، أو المعنى كل عضو زناه بحسبه، فالعين لا تقدر على أكثر من النظر، والأذن لا تقدر على أكثر من السمع، وهكذا اللسان واليد والرجل، فكان كل تلذذ بالمرأة ليست حليلة هو كذلك.
وفي الاختلاط من ذا الذي يسلم من زنا العين، والأذن، لو سلم من اللسان واليد والرجل. فإن سلم فكم هو عدد السالمين مقابل المفتونين. ولم كل هذا العناء في فتح الأبواب على الفتنة، ولا مصلحة مرجوة من الاختلاط، وكل هدف وغاية يمكن الوصول إليها من غيره؟.
أَمْرُ النبي صلى الله عليه وسلم باتقاء النساء، ووصفه بأنهن فتنة، حكم ضمني بتحريم الاختلاط بهن؛ إذ الاتقاء فيه غير متحقق، والفتنة حاصلة، والحقائق يتعذر تكذيبها إلا من مغالط أو مطبق في جهالة.
وعن نصوص المباعدة بين الجنسين، وهي كثيرة، تنص وتتضمن منع الاختلاط المنظم وهي على قسمين:
- الأول: نصوص قولية، تتضمن الأمر بالمباعدة بينهما.
- الثاني: نصوص عملية، تتضمن تطبيق الفصل والمباعدة عمليا.
ففي الصلاة باعد بينهما، فجعل صفوفهن في المؤخرة، وقال مؤكدا وقاصدا ومرغبا في المباعدة بينهما فقال صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها). رواه مسلم.
فماذا يفهم من هذا القول، وهذا التطبيق العملي؟، هل يفهم منهما تسويغ الخلط بالقصد والعمد؟!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/143)
هذا من الأدلة على تحريم الخلط المنظم، فالصلاة نظام، في كل يوم خمس مرات يجتمع الناس على هيئة واحدة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يباعد بينهما قولا وعملا، ويحذر حتى مما ليس في قدرة أحد تحاشيه، فالمتأخر ليس له إلا الصفوف الأخيرة، والمبكرة ليس لها إلا الصفوف الأولى، ومع ذلك جعلها عليهن شر الصفوف، وعليهم كذلك.
فمن فهم هذا تساءل: كيف يمكن أن ينسب إلى الشارع إباحة الاختلاط المنظم في تعليم أو عمل، وهو يرى هذا الحرص البالغ من رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفصل في الصلاة قولا وعملا؟.
ثم جعل لهن بابا، فقال: (لو تركنا هذا الباب للنساء). فما دخل منه الصحابة بعدها. رواه أبو داود،
وكان إذا انصرف من صلاته مكث قدر ما ينصرف به النساء من المسجد، ثم ينصرف إلى الناس، وهم لا ينصرفون إلا بانصرافه، حتى لا يختلطوا عند أبواب المسجد.
كذلك هذا منع للاختلاط المنظم؛ إذ الدخول والخروج من المسجد يتم في اليوم خمس مرات.
عن أم سلمة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيرا قبل أن يقوم). رواه البخاري.
قال الزهري: " نرى أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال".
وأكثر من ذلك، كان يأمرهن بالمشي في حواف الطريق، وأن يدعن الوسط للرجال، فيفصل بينهما حتى في الطرقات، فهذا الاختلاط عفوي غير المنظم، ثم مع ذلك حبذ لهن التجافي عنه وتحاشيه.
عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي للنساء: (استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق). "فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به". رواه أبو داود وصححه الألباني.
بعد ذلك، نأتي إلى الاختلاط في العلم، فقد كان مجلسه للعلم للرجال وحدهم، مما حدا بالنساء أن يطلبن يوما للتعلم، فخصهن بيوم، ولم يأت بهن في مجالس الرجال؛ لينهلا سويا في مجلس مشترك مختلط، أليس هذا دليلا صريحا في منع المنظم من الاختلاط؟.
ألم يكن في القدرة الجمع بينهما؛ لتنال المرأة القسط ذاته من العلم الذي يناله الرجل، وهي بين أطهر الناس وأعلاهم دينا وعلما؛ الذين زكاهم الله تعالى ورضي عنهم؟.
عن أبي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم، غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها، إلا كان لها حجابا من النار. فقالت امرأة: واثنين؟. فقال: واثنين). رواه البخاري.
* * *
هذه هي نصوص التحريم، أنواعا منوعة، كل نوع منها تحته أفراد كثيرة من الآثار محكمة الدلالة، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن له، من بيان تحريم الاختلاط المنظم المقصود بين الجنسين.
وهي نصوص دالة على التحريم إما بالمطابقة، أو بالتضمن، أو باللزوم. فقد احتوت على أنواع الدلالات الثلاثة كلها.
فنصوص المباعدة والفصل بين الجنسين، دالة على تحريم الاختلاط بالمطابقة؛ أي طريق مباشرة، فهي نص في المسألة، فلم يكن منه صلى الله عليه وسلم سعي ولا حرص على خلط الرجال والنساء في مجلس واحد، فلم يكن في مجلسه إلا الرجال، إلا استثناءً وعرضا، كأن تأتي سائلة، أو شاكية، أو مستفتية، أو واهبة نفسها للنبي، لم يكن في مجلسه للشورى والعلم والتخطيط والمدارسة عائشة، ولا حفصة، ولا أم سليم، ولا صفية بنت عبد المطلب عمته، بل ولا ابنته فاطمة. وقد كنّ خيرة النساء مبشرات بالجنة. وهكذا مجالس أصحابه الخلفاء الراشدون من بعده خالية من العنصر النسائي.
ولم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم، دعوته تجار الصحابة توظيف بنات الصحابة الفقراء في تجارتهم لسد عوزهن، ولا إرسالهن إلى الآفاق وحدهن للدعوة أو التعليم أو العلم، بل لما خرجت امرأة إلى الحج وحدها، أمر زوجها - وكان قد اكتتب في غزوة - أن يدع الغزوة ويلحق بها.
ونصوص الحجاب تضمنت تحريم الاختلاط .. فإن الحجاب معناه الحجز والفصل والمنع، وفي الاختلاط ينتفي هذا المعنى، وإنما سمح بالاختلاط العفوي – بالرغم من أنه تقارب ينافي معنى الحجاب- للضرورة والحاجة ورفع الحرج عن الأمة، فهو استثناء وليس بأصل، فإذا لم يكن ثمة ضرورة .. فالتباعد والتجافي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/144)
كذلك نصوص القرار، فقد تضمنت التحريم، فقد أمرت المرأة بالقرار للتباعد عن الرجال ..
وأما نصوص غض البصر، فهي دائرة بين التضمن واللزوم:
فيمكن القول: إنها تضمنت منع الاختلاط؛ لاستحالة غض البصر في الاختلاط.
ويمكن القول: إنه يلزم عنها عدم الاختلاط؛ لتعذر ومشقة غض البصر حينئذ.
وكلا الحالين يمثلها فئة من الناس، فمن الناس من يستحيل في حقه غض البصر؛ لولعه بالنساء، وهؤلاء كثيرون موجودون متعطشون. ومن الناس من يشق عليه جدا، فهذا في معاناة لا يعلم بها إلا الله تعالى. فلذلك للدلالتين في هذا النوع نصيب.
فأما نصوص الفتنة والاتقاء، فقد دلت على التحريم من طريق اللزوم، فيلزم لمن أراد أن يتقي فتنة النساء، التباعد عنهن وعدم التقارب إلا بقدر الضرورة والحاجة، وما كان بغير قصد.
كل هذه الأنواع من الأدلة تجاوزها المبيحون، ولم يقدروها حق قدرها وجلالتها وهيبتها، فإنه من العسير جدا ردها، أو إبطال دلالتها الظاهرة، وهي كافية في تأسيس الحكم، فلو أتى ما يشكل عليها، فالواجب طرحها أو تأويلها، كما تطرح النصوص التي أشكلت على عدالة الصحابة أو تُأَوّل.
هذه النصوص هي التي بني عليها حكم التحريم، فإنها صحيحة ثابتة، صريحة محكمة، وبمثلها تقوم الأحكام:
فهي آيات قرآنية، وأحاديث نبوية ثابتة، والطعن في صحة بعض منها لا يضر؛ فليست حديثا واحدا ولا حديثين، ليظن مبيح الاختلاط: أن بتضعيف بعضها يسقط تحريم الاختلاط.
كلا، بل أحاديث كثيرة منوعة، مروية في السنن والصحاح وفي البخاري ومسلم؛ أهم مصدرين للسنة تلقتهما الأمة بالقبول، إذا لم يقم بالحكم حديث قام به غيره، وأسندته أحاديث كثيرة ثابتة.
ثم إن تلك النصوص صريحة محكمة؛ لا تحتمل إلا معنى واحدا.
وإن أول سؤال يرد هنا بعد هذا التأسيس لتحريم الاختلاط، بمثل هذه النصوص الوفيرة المنوعة:
ما جواب المبيحين عنها، وما موقفهم منها، هل قبلوها، أم أعرضوا عنها، أم حرفوا معانيها؟.
الجواب: لما كانت من الوضوح بمكان، عمد مبيح الاختلاط إلى تأويلها، وصرف معانيها إلى ما يتوافق والاختلاط، أو الإعراض عنها!!؛ لأنه عسير الجمع بينهما.
- ادعوا أن حكم القرار خاص بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أتوا في هذا بالعجب، وأفصحوا عن قلة فقه وبصيرة بمعاني الأوامر الإلهية، فإن عمدتهم في هذا: أن الخطاب توجه إلى الأزواج.
ويرد على مذهبهم هذا من وجوه:
الأول: أنه يلزم عن قولهم هذا، أن كل خطاب توجه إلى أحد بعينه، فحكمه خاص به، وحينئذ فالشريعة كلها خاصة بالصحابة؛ لأن الأمر الإلهي نزل يخاطبهم حين نزل، فمن بعدهم لم يأت بعد.
وما هكذا سبيل العلماء، سبيلهم أن الحكم يخص المخاطب بشرط هو: إذا ورد دليل آخر يدل على الخصوصية. وقد قال تعالى مخاطبا الأزواج: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى". فهل سيدّعون أن النهي عن التبرج أيضا خاص بالأزواج؛ لأن الخطاب توجه إليهن؟.
الثاني: دلت أدلة أخرى على: أن الحكم يعم جميع النساء. كحديث أم حميد الساعدي: (صلاتك في بيتك خير من صلاتك في مسجدي). فتأكد أن مخاطبة الأزواج لم يكن بغرض اختصاصهن بالحكم.
الثالث: لم ينقل أحد من المفسرين أن الحكم بالقرار خاص بأزواج النبي، بل قال القرطبي: "الشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة".
الرابع: قيل لهم: لم خص الأزواج بالقرار؟. قالوا: لحرمتهن ومنزلتهن.
فيقال لهم: هذه الحرمة والمنزلة تشمل فاطمة بنت رسول الله ولا شك. فيجب عليها القرار أم لا؟.
فإن قالوا: يجب عليها القرار. فهاهم أدخلوا من لم يتوجه الخطاب إليه، فبطل قولهم بالتخصيص.
وإن قالوا: لا يجب عليها القرار؛ لأنها لم تخاطب. بطل تعليلهم، وما بني عليه من التخصيص.
فكيفما قدرت، فقولهم باطل.
- لكن ماذا صنعوا بالحجاب، وهو أصرح الأدلة على منع الاختلاط؛ إذ لا معنى له ولا فائدة مع إباحة الاختلاط، فالحجاب هو الفصل والمباعدة، والاختلاط عكس ذلك؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/145)
لما كانوا في هذه الإباحة للاختلاط المنظم متناقضين مع معنى الحجاب والحكمة منه، صاروا إلى القول بالتخفف منه، حتى يتلاءموا مع هذا الوضع الجديد، المناقض للحجاب، فمن كان يقول بوجوب تغطية الوجه، رجع إلى القول بالكشف، ومن كان يقول بكشف الوجه، وأفضلية تغطيته، عاد يقول: الأحسن الكشف، حتى تقدر على أداء مهامها دون عائق بصري، قد ينتج عنه خطأ وكارثة.
حتى وصل بها الحال إلى حجاب يغطي الرأس فحسب، ثم تلبس ما تشاء من قميص وإزار حتى "البنطلون"، ولو بدا تفاصيل الجسد؛ أي جعلوا مجرد ستر البدن هو الفرض دون تقاسيمه وتفاصيله، وهذا بالاتفاق منكر، فانتشر هذا واشتهر، فأنكروه أولاً على خجل، ثم سكتوا، ثم قبلوه وأقروه؛ بأن الواقع الجديد يتطلب هذا النوع من الحجاب، وهكذا دخلوا في فكرة عصرنة الإسلام؛ أي تطويع أحكام الإسلام بما يناسب أحوال العصر .. صار العصر هو الإله؟!!.
ومن الدليل على هذا: تجويزهم - بل دعوتهم - للمرأة المشاركة في الأولمبياد الرياضية، وبالقطع لن تستطيع المشاركة بالحجاب الشرعي السابغ، إنما بحجابهم العصري المجسم المقسم للبدن.
وتجويزهم المشاركة في التمثيل، والغناء بين الرجال، إلى غير ذلك ..
صاروا إلى القول بأن للمرأة أن تمارس كافة النشاطات – بلا استثناء - بين الرجال .. "بحجابها".؟!!.
وهكذا هدموا الحجاب نفسه ونقضوه، بعدما هدموا معناه بإباحتهم الاختلاط، فما عاد حجاب هؤلاء النسوة والفتيات كحجاب الصحابيات والمؤمنات، وكما جاء الوصف في القرآن جلبابا يغطي من الرأس حتى القدم، واستقر عليه تفسير الصحابة، قال تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما".
قال ابن عباس: "أمر الله نساء المؤمنين، إذا خرجن من بيوتهن في حاجة، أن يغطين وجوههن، من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة".
فأين هذا من حجاب ليس إلا الخمار فحسب، لا يغطي إلا شعر الرأس والعنق، وبقية البدن خالٍ من الجلباب، ظاهر المفاتن لكل عين؟.
ولا عجب من الوصول إلى هذا الحال؛ فهو يؤكد ما تقدم: أن الحجاب والاختلاط المنظم يتنافيان.
- أما عن موقفهم من نصوص غض البصر. فلما علموا استحالة غض البصر في الاختلاط، حرفوا معنى الأمر الإلهي؛ ليتلاءم مع حياة الاختلاط.
فعندهم: يغض بصره إذا خشي الفتنة.
فانظر إلى هذا التحريف البيّن: أمرت الآية بغض البصر ابتداءً، منعا للفتنة ..
وهم يبيحون النظر والاسترسال، حتى إذا خشي الفتنة، أمروه بالكف.
فمن يتبعون: آلآية، أم أهواءهم؟.
- وعن نصوص الفتنة والاتقاء للنساء، هم يغضون البصر، ويكفون عن التأمل.
ونحن نتكلم عن المنتسبين للعلم والدعوة، أما غيرهم فيسخرون منها، وهم يعلمون أنها كلام نبوي شريف قاله ونطق به من لا ينطق عن الهوى، فيقولون: لا يزال فينا إلى اليوم من يعتقد أن المرأة عورة، وأنها فتنة؟؟!! ..
- وإذ نأتي إلى نصوص المباعدة والفصل، فإنهم كانوا أشد إعراضا لها.
ألقوها خلفهم ظهريا، ولم يرفعوا رأسا بفصله صلوات الله وسلامه عليه بين النساء والرجال في المساجد، وعند أبوابها، والطرقات، وفي مجالس العلم، وفي المواعظ والدروس والشورى والسفر والحضر والتجارات والأعمال.
إنما عارضوها بما ظنوه مبيحا للاختلاط، في الطواف والأسواق والجهاد، ولم يتفكروا:
إذا كانت هذه تبيح وتلك تمنع، فكيف جاز لهم تقديم الإباحة وتعطيل المنع، فأيهما الأولى بالتقديم؟.
كان الأولى بهم النظر، لتحديد ما يكون هو الفرض والواجب تقديمه، فإن اعتاص عليهم، قلدوا الراسخين في العلم، وحينئذ لن يملكوا إلا تقديم النصوص القولية المؤيدة بالتطبيقات العلمية -وهذه حال ووصف النصوص المحرمة للاختلاط- على النصوص العملية غير المؤيدة بالقولية، وهذه حال ووصف المبيحة، والتي فوق ذلك هي محتملة متشابهة؛ لها أكثر من معنى.
قال الله تعالى: "يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا * فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما".
* * *
نصوص المبيحين:
أتينا إلى ما ظنوا حجة ورأيا سديدا .. وحين يكمل عقل المرء ودينه وفقهه، يكفيه ما مضى من تأصيل لتأسيس الحكم لديه، ومعرفة ماذا شرع الله تعالى في العلاقة بين الجنسين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/146)
فإذا ما عرض له شيء ظاهره يخالف ما تقرر وتأصل وتأسس، فإنه يلجأ إلى تخريجه والجواب عنه بما يحفظ الأصل ويقره، فهذا حال الراسخين في العلم والمؤمنين، أما حال غيرهم ممن قصر فقهه أو ممن زاغ وابتغى الفتنة، فَيَدَعون الأصل؛ ليعتنوا بالعارض الطارئ، فيجعلوه هو الأصل، على شذوذه وضعفه، فيستنبطوا منه حكما أصليا ثابتا، ينقضون به الثابت المستقر الصادر بالأمر الإلهي.
فحالهم كحال الذي بلغه: أن الحاكم أصدر مرسوما بمنع البيع والشراء بعد الثانية عشرة ليلا، وأعلن ذلك على الجميع، وتأكد بمراسيم أخرى، ثم مر يوما فرأى صيدلية تفتح أبوابها في الواحدة صباحا، ثم تكرر منه رؤية ذلك، ومر فوجد دكانا كبيرا يبيع في الثالثة صباحا، إلى جانبه آخر صغير كذلك.
وفي الأثناء أخذ كتابا قديما، فقرأ فيه: أن الناس في هذه البلدة يتبايعون ليلا ونهارا.
فاستنبط من ذلك: أن المرسوم قد ألغي. والدليل: هذه المحَاَلّ المفتوحة، وما في الكتاب القديم من خبر. بل زاد على ذلك: عجبه من إحجام البقية عن استغلال هذا الإذن، والعودة لمنافع البيع والشراء.
وما درى هذا: أن تلك المحال مستثناة من المرسوم، لحاجة الناس الدائمة، والمرسوم على حاله من المنع. أما الدكان الصغير، فهو مخالف يستحق العقوبة، وما في الكتاب القديم، كان قبل الأمر.
والقصد: أنه ما من أمر سواءً كان إلهيا، أو بشريا. وإلا ويعتريه استثناءات للحاجة والضرورة، وهناك من يخرقه ويخالفه قصدا، ومن يخالفه سهوا ونسيانا. فلو كانت هذه الأحوال المخالفة -بعذر أو بدون عذر- سببا كافيا لإلغاء الأمر، لألغيت الأوامر كلها، وما ثبت أمر ألبتة.
وهكذا أحكام الشريعة، فيها أمر عام، يتأسس بالنصوص الصحيحة والصريحة في المعنى، كنصوص منع الاختلاط، ثم يطرأ عليها أحوال استثنائية، أو يوجد من يخالفها، لكنها لا ترقى أن تبطلها.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن استقبال القبلة أو استدبارها ببول أو غائط. ثم إن ابن عمر مرة ارتقى جدارا، فرأى النبي عليه السلام يقضي حاجته مستقبلا أو مستدبرا القبلة. فذهب العلماء إلى قولين في المسألة:
الأول: أن هذا الفعل تخصيص لعموم النهي. فإذا كان في فضاء منع، وإذا كان دون القبلة حاجز جاز.
الثاني: أن القول مقدم على الفعل؛ لأن القول مقصود لذاته، ونحن مأمورون بطاعة قوله، وأما الفعل فقد يكون سهوا، وقد يكون عمدا، فلما احتمل، وتعذر الترجيح، بقي النهي على عمومه.
وهكذا لم نجد بينهم من عارض وضرب قوله بفعله، فعطل الأمر بالفعل، فأجاز بين البنيان مطلقا، لكن الذين أباحوا الاختلاط خالفوا سبيل العلماء الراسخين، فضربوا قوله بفعله ..
* * *
وهذا يتبين بما يلي:
إن نصوص المبيحين لاختلاط الرجال بالنساء ضعيفة في دلالتها، وهي كذلك في غير محل النزاع ..
فأما كونها ضعيفة الدلالة، فلأمور أربعة هي: أنها عملية، متشابهة، مبيحة، على البراءة الأصلية.
الأول: أنها عملية.
ليست بقولية، والمعلوم عن أهل الأصول والفقهاء والمحدثين، من حيث المبدأ والأصل:
أن القول مقدم على الفعل، وأن ما كان أمرا بالقول فهو مقصود لذاته؛ لأنه موضوع للدلالة على الأمر، بلا خلاف، وهو يدل على الوجوب بنفسه من غير واسطة.
والدليل يؤكد هذا، فإن الله تعالى يقول: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"، فقال: {عن أمره}، والأمر هو القول، قال تعالى: "ولكن حق القول مني: لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين".
فأما الفعل فإنه قد يكون مقصودا، وقد لا يكون مقصودا، وقد يكون عمدا، وقد يكون سهوا، كما تقدم في مثال استقبال القبلة في قضاء الحاجة، فلا يأخذ منه حكم ابتداءً، لكن القول يؤخذ منه. فقول النبي صلى الله عليه وسلم يتعدى إلى غيره بنفسه، بخلاف فعله، فلا يتعدى إلا بدليل. فإذا اجتمعا كان التمسك بقوله، وحمل فعله على التخصيص ونحوه هو الواجب.
قال الزركشي في البحر المحيط 6/ 177:
"أن يكون أحدهما قولا والآخر فعلا، فيقدم القول؛ لأن له صيغة، والفعل لا صيغة له".
والكلام نفسه بحروفه ذكره الشوكاني في إرشاد الفحول 2/ 393.
وقال الزركشي أيضا 4/ 198: "مذهب الجمهور: تقديم القول:
- لقوته بالصيغة.
- وأنه حجة بنفسه.
وظاهر كلام ابن برهان أنه المذهب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/147)
وجزم به إلكيا. قال: لأن فعله لا يتعدى إلى غيره إلا بدليل، وحق قوله أن يتعداه، فإذا اجتمعا تمسكنا بقوله، وحملنا فعله على أنه مخصوص به.
وكذا جزم به الأستاذ أبو منصور، وصححه الشيخ في اللمع، والإمام في المحصول، والآمدي في الأحكام، والقرطبي وابن حزم".
قال في الكوكب المنير 2/ 202: " (وإن جهل) هل تقدم الفعل على القول، أو تأخر عنه (وجب العمل بالقول) دون الفعل؛ لأن القول أقوى دلالة على الفعل:
- لوضعه لها.
- ولعدم الاختلاف في كونه دالا.
- ولدلالته على الوجوب وغيره بلا واسطة.
- ولأن القول يدل على المعقول المحسوس، فيكون أعم فائدة".
الثاني: أنها متشابهة.
أي محتملة لأكثر من معنى، كما سنبين في المثال الآتي، والنصوص المتشابهة لا يؤخذ من معانيها إلا المعنى الموافق للمحكم، ويطرح ما عداه، لكن المبيحين أخذوا المعنى المعارض للمحكم، وطرحوا الموافق له، عكس سبيل المؤمنين العلماء الراسخين في العلم.
الثالث: أنها مبيحة.
تقابلها نصوص تقتضي الحظر، والحظر مقدم على الإباحة؛ لأن المحرمات يحتاط لإثباتها ما أمكن.
قال الرزكشي في البحر المحيط 6/ 170: "أن يكون أحدهما أقرب إلى الاحتياط؛ أن يقتضي الحظر، والآخر الإباحة، فيقدم مقتضى الحظر؛ لأن المحرمات يحتاط لإثباتها ما أمكن، ولحديث: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) ".
وفيه 6/ 171: "أن القاضي بكار سأل المزني: يا أبا إبراهيم!، جاء في الأحاديث تحريم النبيذ، وجاء تحليله، فلم قدمتم التحريم على التحليل؟. فقال المزني: لم يذهب أحد من العلماء إلى أن النبيذ كان حراما في الجاهلية ثم نسخ، ووقع الاتفاق على أنه كان حلالا، فهذا يعضد الأحاديث بالتحريم. فاستحسن ذلك منه".
وعلى النسق نفسه نقول: لم يذهب أحد من العلماء إلى أن الاختلاط كان حراما في الجاهلية ثم نسخ، ووقع الاتفاق على أنه كان حلالا أو مباحا غير محرم، فهذا يعضد الأحاديث بالتحريم؛ أي يدل على نسخ الإباحة.
الرابع: أنها على أصل البراءة.
والتحريم والحظر ناقل، والناقل عن الأصل مقدم؛ لأن فيه زيادة وهو الحكم بالتحريم، أما الأصل والبراءة فليس فيه حكم، بل مسكوت عنه، جارٍ على العادة.
قال الزركشي 6/ 169: "أن يكون أحد الخبرين مفيدا لحكم الأصل والبراءة، والثاني ناقلا، فالجمهور على أنه يجب ترجيح الناقل".
فدلالة نصوص الإباحة ضعيفة لواحد من هذه الأمور منفردا، فكيف بها مجتمعة؟.
أي لو فرض عدم معرفة تاريخ المتقدم والمتأخر والمنسوخ والناسخ، لكانت هذه الأمور الأربعة –منفردة أو مجتمعة- كافية في إبطال الإباحة وتقديم الحظر والتحريم، كيف وقد علم يقينا أن هذه النصوص لا تعارض التحريم، كونها في غير محل النزاع.
فكونها في غير محل النزاع، فلثلاثة أمور:
الأول: أنها نصوص كانت قبل الحجاب.
كحديث دخوله صلى الله عليه وسلم على أم حرام وأم سليم، وإضافة الرجل وزوجه للضيف وأكلهما معه، وخدمة أم أسيد الحضور من الرجال يوم عرسها، ودخول عائشة على أبيها وبلال لما قدما المدينة وبهما حمى يثرب، ووضوء الرجال والنساء جميعا وغير ذلك، فكل هذه عليها قرائن ثابتة تبين أنها كانت قبل نزول الحجاب في نهاية السنة الرابعة، فلا حجة فيها إذن.
فحديث أم سليم وأم حرام سيأتي تفصيله، وحديث الضيف يدل على فقر كان بالصحابة، حيث لم يتعرض لإضافته سوى هذا الرجل، ولم يكن معه شيء هو أيضا، إلا قوت أولاده، وكذلك الناس كانوا قبل نهاية السنة الرابعة (= سنة الحجاب)، حتى فتح عليهم من الرزق بعد ذلك.
وأم أسيد ولدت أسيدا، وهو معدود في الصحابة، فمن المقطوع به أنه ولد قبل الحجاب، وإلا كان عمره عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين.
وعائشة إنما دخلت على أبيها وبلالاً في أول مقدمهم إلى المدينة، حيث كان بها حمى يثرب، حتى دعا النبي صلى الله عليه وسلم، فنقل حماها إلى الجحفة.
ووضوء الرجال والنساء جميعا قطعا كان قبل الحجاب، لو كان معنى "جميعا": في آن واحد، من إناء واحد. لأنه بالاتفاق لا يجوز للمرأة تبدي للأجنبي قدمها، وساعدها حتى المرفق، ورأسها وشعرها وأذنها، وكل ذلك من مواضع الوضوء، فوضوءها عند الرجال يعني كشف كل ذلك. وكلام الشارع لا يتناقض، حيث أمرها بستر كل ذلك أمرا صريحا.
الثاني: أنها كانت مع محارم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/148)
كما قد ذهب بعض العلماء في حق أم حرام وأم سليم أنهما كانتا خالتي النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع، حيث رضعن مع أمه آمنة، والتي كان أخوالها من الأنصار، وكذا في قصة المرأة التي كان تفلي شعر أبي موسى الأشعري في حجة الوداع، يحتمل أنها كانت من محارمه.
الثالث: أنها حالات استثنائية:
- فمنها ما كان ضرورة وحاجة، كخروج النساء للجهاد؛ لقلة الرجال، فلما كثروا قلَّ خروجهن، وحضورهن مجلس النبي صلى الله عليه وسلم للسؤال والشكوى ونحوه، وخروجهن للسوق والصلاة والطواف والحج، كل ذلك يقع فيه اختلاط، لكن لا بد منه، فتسامح فيه الشارع، ولم يؤاخذ به.
- ومنها أن المختلطة كبيرة، بالغة سن اليأس، في مقام الأم والجدة، كما قد يقال كذلك في قصة المرأة فَلَتْ شعر أبي موسى الأشعري، وهو وجه ثان في التخريج؛ فإذا لم يثبت محرميتها له، فيحتمل أنها كبيرة لا تشتهى، وحكمها بالقطع ليس كحكم الشابة، فإن لها أن تضع خمارها، فتكشف عن وجهها غير متبرجة بزينة، كما في الآية، فإن احتيج إليها في تطبيب ونحوه فلا بأس. وكذلك حديث سهل بن سعد في إطعام المرأة لهم يوم الجمعة، فإنها كانت كبيرة، وهم صبية، وفيه تخريج آخر: أنه لا يلزم من إطعامها جلوسها معهم، بل مجرد تقريب الطعام، وذلك لا مؤاخذة فيه.
- ومنها ما كان خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما في إرداف أسماء، وهكذا كان جواب بعض العلماء الذين لم يثبت عندهم قرابة أم سليم وأم حرام للنبي صلى الله عليه وسلم، فجنحوا إلى الخصوصية، وهو وارد، حيث عصمته من الإثم في هذا يقيني، وليس لغيره مثل هذه العصمة، ثم هو أب للمؤمنين، يزوجهن بغير ولي، كما أن أزواجه أمهاتهم. يدل عليه: أن أحدا من الصحابة لم يقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدخول على الأجنبيات.
وهكذا نكون قد أجبنا، ووضعنا ميزانا لحل كل ما يورده المبيحون من أدلة، لا يزالون يختلقونها اختلاقا بأدنى صلة، وبعضها لا صلة لها بمحل النزاع أصلا.
ومع كل ذلك، فهاك دليلا مما استدلوا به، نعرضه ونناقشه تفصيلا وفق الميزان، كأنموذج يقاس عليه غيره، وبه يتبين اختلال منهج المبيحين - ولا يتصور منهم غير ذلك - وأصالة منهج المحرمين.
روى البخاري في صحيحه في الاستئذان، باب: من زار قوما فقال عندهم. حديثين عن أنس:
- (أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعا، فيقيل عندها على ذلك النطع. قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة، ثم جمعته في سُكّ وهو نائم. قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة، أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السُكّ، فجعل في حنوطه).
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب قباء، يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل يوما فأطمعته، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟. فقال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكا على الأسرة، أو قال: مثل الملوك على الأسرة – يشك إسحاق – قلت: ادع الله أن يجعلني منهم. فدعا). الحديث.
ظاهر الأثرين معارض، يخالف كافة نصوص تحريم الاختلاط، وأكثر من ذلك؛ فإنه يخالف صريح نهي النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء). رواه البخاري/ النكاح/ لا يخلون رجل.
فكيف يكون الجواب عنهما، فإنه من المحال الأخذ بهما وإباحة الدخول والاختلاط؛ لأنه هدر لنصوص كالجبال سبقت في المنع والتحريم؟.
للجواب سؤال: هل يمكن أن يكون لهذين الأثرين جواب غير أنهما يبيحان الاختلاط؟.
نعم، ثمة أجوبة كلها محتملة واردة، فمن ذلك: أنها حادثة قبل الحجاب، أو أنهن محارم، أو خصوصية.
فأما احتمال كونها قبل الحجاب؛ فذلك أن الرجال كانوا يدخلون على النساء بيوتهن، حتى تزوج عليه الصلاة والسلام بزينب، فدخل الناس للطعام، فأطالوا المكث وهم جلوس، وزينب جالسة، والرسول يدخل ويخرج، حتى نزلت الآية في سورة الأحزاب: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي .. "، إلى قوله: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب". فخرج الرجال وضرب الحجاب. (رواه البخاري)، ومنعوا من الدخول بعد ذلك على النساء، وقال: (إياكم والدخول على النساء).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/149)
فالحجاب والنهي عن الدخول ثبتا قولا، وبه تأسس الحكم بالمنع من هذا الاختلاط، وبعد ذلك، فكل ما أتى من خبر فيه: أنه دخل على امرأة أجنبية بيتها. فحمله على ما قبل الحجاب هو المتوجب. إذ النبي لا يخالف إلى ما نهى عنه عامدا قاصدا إلا بعذر شرعي، قال تعالى: "وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه .. ".
وبهذا الجواب نحفظ للنصوص وقدرها ودلالتها ومعانيها، ونكون قد أجبنا على ما أشكل جوابا معقولا ممكنا غير محال، ومهما أمكن الجواب عن المشكل بما لا يعطل المحكم الثابت، فهو الواجب، لا جواب معطل.
على أن له جوابا آخر هو: الخصوصية. فالنبي معصوم من الفواحش بالاتفاق والإجماع، فافتتانه محال شرعا، فلا ريبة من دخوله على النساء المؤمنات، ثم هو كذلك أب للمؤمنين والمؤمنات.
ومع ذلك، فمهما أمكن حمله على ما قبل الحجاب، فهو الأوجه والأحسن.
وقد ادعى بعضهم أن حادثة أم سليم كانت بعد حجة الوداع، بدليل ذكر الشعر، فزعم هذا أن الشعر كان مما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة في منى، فأخذته أم سليم فخلطته بعرقه في سك. الفتح 11/ 72.
لكن الروايات تفيد أنها كانت تفلي شعره، وهذا حال يمكن معه تساقط بعضه. وهكذا لا يلزم من ذكر الشعر، وقوع القصة بعد حجة الوداع.
بل في حادثة أم حرام ما يدل على أنها كانت قبل الحجاب؛ إذ فيها بشارة بالفتح ناحية البحر، وهذا دليل على امتداد الفتوحات إلى أمكنة بعيدة، ثم وصفهم بالملوك على الأسرة، وصف عزة وقوة. وقد كانت المبشرات في أوائل العهد النبوي، حيث كان النبي ومن معه يحتاجون إليها للتثبيت واليقين. أما بعد السنة الرابعة، فقد تحول الأمر جذريا من الضعف إلى القوة، حتى فتحت سائر جزيرة العرب، فحمل الحادثة على ما بعد حجة الوداع لا وجه له؛ فلا حاجة إلى المبشرات، وهم يفتحون البلدان.
وهناك ما يدل على هذا أيضا، فقد قال ابن حجر في الفتح 11/ 78:
" ثم قال: وإذا تقرر هذا، فقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه، إلا على أم سليم، فقيل له. فقال: أرحمها. قتل أخوها معي. يعني حرام بن ملحان، وكان قد قتل يوم بئر معونة".
أما حادثة بئر معونة، فكانت شهر صفر سنة أربع، والحجاب كان في ذي القعدة من السنة نفسها، فبين الحدثين تسعة أشهر، فدخوله بعد حادثة البئر، قبل الحجاب، هو المتعين لقرب المصيبة.
وأما احتمال المحرمية، فإن الرميصاء أم سليم، أخت للغميصاء أم حرام بنت ملحان، وقد قال بعض الحفاظ: "كانت أم سليم أخت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة". الفتح 11/ 78، وقد رد الدمياطي هذا فقال: "ذهل كل من زعم أن أم حرام إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أو من النسب، وكل من أثبت لها خؤولة محرمية؛ لأن أمهاته من النسب واللاتي أرضعنه معلومات، ليس فيهن أحد من الأنصار ألبتة". المرجع نفسه.
لكنه هو الذاهل، فإن الزاعمين – بحسب تعبيره - قالوا: إحدى خالاته. ولم يقولوا: أمهاته.
والمقصود: أن أمه آمنة رضعت مع أم سليم، وليس هو الذي رضع، فتكون بذلك خالته من الرضاع.
ورضاعتهما معا متصور، فأخوالها من بني النجار في المدينة، وهي كذلك.
هكذا تدرس هذه النصوص والآثار المعارضة في ظاهرها لحكم أصيل محكم، وما من أثر إلا وله جواب كجواب ما سبق، ثم يبقى الاختلاط غير المقصود العفوي غير المنظم، فذلك مما وسع الله به على عباده، غير مكلف لهم ما لا يطيقون، من دون أن يكون ذريعة للتهاون.
فإن الشارع معه إباحته للاختلاط العفوي، إلا أنه استحب التجافي عنه قدر الإمكان من غير إيجاب، وذلك تبين في مواطن عديدة، منها:
- أمره النساء لزوم حواف الطريق في مشيهن، وترك الوسط للرجال.
- ترغيبهن في الصلاة في بيوتهن، مع نهيه عن منعهن المساجد.
- في إشارته أن يطفن من وراء الرجال.
فحاجات المرأة كحاجات الرجل، وانفصالها التام عن الرجال، بحيث لا تراه ولا يراها ألبتة، يفوت عليه وعليها منافع شتى، ويجلب الحرج والعسر، ويمنع من التيسير، وقواعد الشريعة وأصولها تقوم على اتساع الأمر إذا ضاق، والتيسير إذا حلت المشقة.
وعليه: فقد أجاز لها الخروج والمخالطة بما يحقق حاجاتها، من غير أن يكون ذريعة إلى المنظم أو اختلاط لا حاجة له شرعية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/150)
برامج مفيدة ( http://www.ahlalhdeeth.com/files_progs) شريط الأدوات ( http://www.ahlalhdeeth.com/tool_bar) أخبر صديقاً ( http://www.ahlalhdeeth.com/s2f&link=art/421) نافذة البحث في الموسوعة الحديثية ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/84) أضفنا لمفضلتك (**********:******** external.addFavorite('http://www.dorar.net', ' الدرر السنية') ;) كيف تبحث؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/17) راسلنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/contact_us)http://www.dorar.net/images/up.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#)
جميع الحقوق محفوظة لموقع الدرر السنية (للتفاصيل اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/111))
http://www.ahlalhdeeth.com/misc/closelabel.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#)
الصفحة الرئيسة ( http://www.ahlalhdeeth.com/) | التعريف بالموقع ( http://www.ahlalhdeeth.com/about)
إطلاق خدمة جديدة لأصحاب _ ( http://www.dorar.net/api-service)
الموسوعات ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/161) مكتبة الدرر السنية ( http://www.ahlalhdeeth.com/lib) مقالات وبحوث المشرف ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/1) مقالات وبحوث مميزة ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/3) نافذة على الواقع ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/5) كتب جديدة ( http://www.ahlalhdeeth.com/latest_books) كتاب الأسبوع ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/6) كتاب الشهر ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/21)
القلق الفكري ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/564) | محور دعوة الرسل والمزاحمات المعا ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/563) | بين (مقاصد الشريعة) و (مقاصد النفو ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/559) | حتى لا يتهاوى القدوات ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/550) | .. المزيد ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/3)
http://www.dorar.net/images/rss.gif (http://www.dorar.net/dorar_rss) http://www.dorar.net/images/facebook.png (http://www.facebook.com/pages/mwq-ldrr-lsny-Dorarnet/251615861901?ref=nf) http://www.dorar.net/images/twitter.png
محرك البحث العلمي
أخبرنا عن خطأ http://www.ahlalhdeeth.com/misc/print_icon.pnghttp://www.ahlalhdeeth.com/misc/save_icon.pnghttp://www.ahlalhdeeth.com/misc/favorite_icon.pnghttp://www.ahlalhdeeth.com/misc/send_icon.png (http://www.ahlalhdeeth.com/s2f&link=art/421)http://www.ahlalhdeeth.com/misc/help_icon.png (http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/17)
مقالات وبحوث مميزة ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/3)
كيف بني تحريم الاختلاط؟
لطف الله بن عبد العظيمخوجه
المقدمة:
الاختلاط موضوع كثر الكلام عنه، بكثرة من أباحه في الآونة الأخيرة، ممن له انتساب إلى العلم، ولن أكثر الجدل في هذه القضية، فأسردها على سبيل: فإن قالوا، قلنا. وهذا دليلهم، وهذا ردنا.
لكني سأقول كلمة مختصرة، يفهمها كل إنسان، يعرف ماذا أراد الله منه، وما نهاه عنه؟.
سأتجاوز ما لم يقل بتحريمه أحد من الناس، وهو ما كان عفويا غير مقصود لذاته، كالاختلاط في الطواف والأسواق والطرقات، وحضور المرأة للشهادة عند القاضي ونحو ذلك، وما كان له حكم الضرورة كخدمة النساء في الجيش وقت الحرب، حين يقل الرجال.
وسأتجه مباشرة إلى محل التحريم، ولا أقول الخلاف، فتسميته كذلك يعطي لقول المخالف قيمة، وهو لا قيمة له، فمحل التحريم هو: الاختلاط المنظَّم؛ المقصود لذاته.
وصورته جمع الطلاب والطالبات للدراسة في فصل واحد، والرجال والنساء للعمل في مكان واحد. بما يحدث به إزالة الحاجز؛ الذي هو الحجاب بين الجنسين، فيصبح هو زميلها، وهي زميلته. كصحبة الرجل للرجل، والمرأة للمرأة.
هذا النوع من الاختلاط محرم لا يشك في تحريمه عامي، فضلا عن العالم الصالح؛ فالأمر الذي لا يمكن التغاضي عنه: أن الغريزة الجنسية مسيطرة مهيمنة على هذه العلاقة.
فمن ذا الذي يدعي أنه لا يخف ويخفق حين يرى الشابة؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/151)
أما الذين يصفون هذا الرأي بالشهواني، ويشنعون على من ينبه إليه؛ أنه لا يرى في المرأة سوى موضع الشهوة والولد. فماذا كانوا يصنعون، وهم يتاجرون بأنوثة المرأة وإغرائها وجسدها في سوق الأفلام، والمسلسلات، والدعايات، والموضة: غير الضرب على وتر الشهوة والغريزة الجنسية؟!.
علينا بالحقائق التي لا تخفى على أحد، فموقع المرأة في نفس الرجل، وفتنته بها وإغراؤها، أمر أشهر من أن يستدل له. يكفي في ذلك ما نراه في المجتمع المختلط من افتتان يصل إلى السعار الجنسي، مع أن دعاة الاختلاط كانوا يقولون: الفصل والعزل يسبب السعار، والاختلاط يهذبه.
خلقت المرأة مهوى الرجل، وهو هواها .. هذه حقيقة .. بعد ذلك: لو جئت بهما، فجمعتهما جمعا، وخلطتهما خلطا، ثم أردت إليهما أن يكونا تقيين، محافظين، عفيفين. فأنت كمن يضع طعاما بين يدي جائع، ثم تقول له: صم ولا تفطر، وإياك إياك أن تبل يدك بالأدم.
نأتي إلى نصوص وردت، تسببت في اضطراب المبيحين؛ الذين كانوا يحرمون الاختلاط قبلا.
في تلك النصوص إخبار باختلاط الرجال والنساء، وأكثر من ذلك: أن تفلي المرأة شعر الرجل، وأن يردفها خلفه على الدابة، والمصافحة، والمجالسة، والخدمة، والأكل والوضوء معا .. إلى ما شئت.
نصوص أحدثت لبسا، حتى قيل: أين كانت قبل، لم بقيت حبيسة، لم نهتد بها إلى اليوم؟.
هي اليوم فتنة عمياء يعصم الله منها صاحب الدين، وصاحب العقل يعصمه عقله، لكن البلية إذا خلي منهما، فكان كمثل القائل: "فخر عليهم السقف من تحتهم". لا عقل ولا نقل.
إن علة خطأ المبيحين: أنهم لا يعرفون كيف تبنى الأحكام الشرعية. فالأحكام بناء كبناء البيت، لا يكفي جمع مواده ليصلح للسكنى، إنما بمعرفة وضع كل مادة مكانها، هنالك يكون مأوى وملاذا، وعند عامة الناس علم عام بمواضع البناء، من دون إحكام، لا يحكمه إلا المهندس الخبير. كذلك بناء الأحكام الشرعية لا يحكمه إلا العالم الراسخ.
والذين تكلموا في إباحة الاختلاط أبانوا عن جهل بطريق بناء الحكم، بظنهم أن مجرد وقوفهم على نص ظاهره أو حتى باطنه مبيح، يكفي في استخراج حكم بالجواز.
ولو صح ظنهم لكان لازمه الذي لا ينفك، إباحة الخمر، حيث إن فيه نصوصا ظاهرها وباطنها جواز شربه، كقصة حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم لما شرب الخمر وصار يقول للجمع، ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أنتم إلا عبيد أبي".
وإباحة أشياء أخرى فيها مثل ما في الخمر، ولأجله لا يصح – ديانة - لمن لم يعرف الطريق أن يتطفل عليه، حتى يتفقه ويعرف طرق التأويل والاستنباط والقياس، ويتعلم الأصول والقواعد الفقهية، ويحيط بالناسخ والمنسوخ وما كان أصلا أو استثناءً، وحال الضرورة والسعة، ومراتب الأوامر النبوية.
والاختلاط فيه نصوص متعارضة، وليس هو بدعة في هذا، بل لو نظرت في سائر الأحكام الشرعية لوجدت فيها من التعارض ما في الاختلاط بل أشد، فلو أعملت نصوص الإباحة، عطلت نصوص التحريم. ولو أعملت التحريم عطلت الإباحة. فكان لا بد من الجمع والدراسة. فكيف ذلك؟
بني تحريم الاختلاط وتأسس وتأصل وفق أنواع منوعة من النصوص، وهي نصوص في غاية الرسوخ والثبوت والقوة، محكمة قطعية: قولية، وفعلية مؤيدة بالقولية، متأخرة ناسخة، أصل وأساس وقاعدة، لا يملك أحد تبديلها ولا تحريفها.
وهي نصوص دالة على التحريم، إما بالمطابقة، أو التضمن، أو اللزوم، فقد احتوت على أنواع الدلالات الثلاث كلها.
فأما الإباحة فبنيت على نصوص متشابهة ظنية: فعلية لا قولية، استثناء، وحالة ضرورة، متقدمة منسوخة، وبعضها ليست مصدرا للتشريع؛ كونها ليست صادرة من صاحب الشريعة، بل ممن يؤخذ من قوله وفعله ويرد.
وسأعرض كيف بني التحريم، ثم الإباحة؛ ليتبين لمن اتسع إدراكه وخلي من التخبط والميل، فرق ما بين البنائين؛ بنيان تأسَّس على المحكمات القطعيات، وبنيان تأسَّس على المتشابهات الظنيات.
* * *
نصوص التحريم:
إن التحريم تأسَّس وفق:
نصوص القرار، والحجاب، وغض البصر، والتحذير من فتنة النساء، والمباعدة بين النساء والرجال.
فأما القرار، فدليله قوله تعالى: "وقرن في بيوتكن".
وحِكَمُ القرار متعددة، منها: التباعد عن الرجال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/152)
يدل على هذه الحكمة قوله عليه الصلاة والسلام: (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان). أي زيَّنها في أعين الناظرين. وهذا ما يحصل حقا، فإذا قرّت فلم تخرج إلا لحاجة أو ضرورة قللت فُرَصَهُ لاستشرافها، فإذا ما خالطت لم يعد للقرار معنى؛ فإذا ما نسب للشارع إباحة الاختلاط، تبادر إلى الذهن، كيف يأمر بالقرار ثم يبيح الاختلاط؟!.
ولذا فمن أباح الاختلاط، ادعى أن الأمر بالقرار خاص بأزواج النبي عليه السلام ... هكذا؟!!.
نعم، قد ورد الخطاب موجَّها إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لكن حكمه عام، بدلالة نصوص السنة؛ ففي أحاديث كثيرة أمر للنساء بالقرار، كحديث أم حميد الساعدي، وفيه: (صلاتك في بيتك خير من صلاتك في مسجدي). قال القرطبي: "معنى الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى، هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة".
ولم يرد عن أحد من المتقدمين مفسرين وغيرهم، قصر الحكم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال ذلك بعض المحدثين، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. ولو كان الحكم خاصا بالأزواج لكون الخطاب جاء لهن، لكانت الشريعة كلها خاصة بالصحابة، حيث كان الخطاب إليهم حينئذ.
وأما نصوص الحجاب. فقوله تعالى:
- "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب".
- "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن".
ومن المتفق عليه بلا خلاف: أن النساء مأمورات بالاستتار عن أعين الرجال؛ فالحجاب من الحجب وهو المنع والحجز، وذلك بستر البدن وتقاسيمه وتفاصيله، فيشترط فيه جلباب:
- سابغ لستر البشرة.
- وواسع لستر تقاسيم البدن.
فكيف يمكن الامتثال لهذا الحكم في بيئة مختلطة؟.
إن ذلك لمحال؛ لأن الحجاب مجرد خرقة وقماش ينسدل على بدن المرأة، يتحرك بحركتها، فانكشاف شيء من بشرتها، أو بدوّ تفاصيل وتقاسيم بدنها وارد بل حاصل، إنها لا تأمن ذلك وهي تمر في الطريق والسوق مرور الكرام، فإذا صارت في اختلاط منظم، فمن المحال أن تحترز، وهي المضطرة للقيام والقعود، والدخول والخروج، والانحناء والالتفات على الدوام؛ لطول المكث، وللحاجة إلى ذلك.
وهذه سمة في الاختلاط المنظم: طول المكث لساعات قرب الرجال.
فالتستر في الاختلاط تكليف بما لا يطاق، والله إذا حرم شيئا حرم وسائله؛ حرم الخمر فحرم بيعه وشراءه. وحرم الربا فحرم كتابته والشهادة عليه، كذلك حرم على المرأة إبداء زينتها، وحرم كل وسيلة وذريعة محققة إلى ذلك، كالاختلاط الطويل.
فتحقيق الحكمة من الحجاب (= ستر البشرة وتقاسيم البدن) في اختلاط منظم متعذر غاية التعذر، وما كان الشارع ليأمرها بالاستتار، ثم يبيح لها الاختلاط، إن هذا عين التناقض، ولا تناقض في الشريعة. قال تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا".
وأما نصوص غض البصر.
فقوله تعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن .. ".
غض البصر من الرجال عن محاسن المرأة؛ سواء البشرة إذا انكشفت، أو تقاسيم البدن إذا بدت من وراء الحجاب: مأمور به.
وسواء قيل بوجوب تغطية الوجه والكفين أم لا، فإن غض البصر واجب عن سائر البدن.
والشاهد من هذا الدليل: أن الغض متعذر بل ممتنع في الاختلاط المنظم؛ لطول المكث في مجلس واحد، فصرف البصر من كليهما غير ممكن، وتحوط المرأة في حجابها شاق؛ إذ طول المقام يلجئها إلى تغيير أوضاعها، مما سيبدي حتما ما يجب ستره.
فما كان الشارع ليأمر بغض البصر من كليهما، ثم يبيح اختلاطهما على هذه الصورة، فإن في الإباحة تحريضا وتيسيرا للنظر، وإتباعه بنظرة أخرى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا علي!، لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرة". رواه الترمذي، وصححه الألباني.
فالمختلط إذا قدر على الغض في الأولى، فهل سيصمد في الثانية، أو الثالثة إلى المائة، وهي كذلك، هما كل يوم في لقاءات مستمرة لساعات طويلة، قد تبلغ الثمان والعشر؟.
وعن نصوص التحذير من فتنة النساء. قال صلى الله عليه وسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/153)
- (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). رواه البخاري.
- (واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء). رواه مسلم.
وصف المرأة بأنها فتنة؛ بمعنى أنها إغراء للرجل، تقوده إلى مواقعتها، بقصد منها أو حتى بدون قصد؛ إذ هي بذاتها مصدر إغراء له، حتى لو لم ترد إغراءه، وبهذا صار للنسل امتداد وبقاء، فإغراؤها ليس عيبا ولا نقصا، بل مطلب في المباح لتحقيق مصالح للرجل والمرأة من التمتع والرحمة والمودة والذرية.
وأمر باتقائها، والمعنى: اجتناب فتنتها وإغرائها، ليس المنهي مواقعتها بالفاحشة فحسب، بل باجتناب المقدمات أيضا، من: نظر، وكلام لين، وسماع بتلذذ، ولمس باليد إلى غير ذلك. فقد نهى عن كل هذه المقدمات، وأبلغ حين قال: (العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا). رواه مسلم.
فوصف مقدمات الزنا بأنها من الزنا، باعتبار أن مآلها إلى ذلك، أو المعنى كل عضو زناه بحسبه، فالعين لا تقدر على أكثر من النظر، والأذن لا تقدر على أكثر من السمع، وهكذا اللسان واليد والرجل، فكان كل تلذذ بالمرأة ليست حليلة هو كذلك.
وفي الاختلاط من ذا الذي يسلم من زنا العين، والأذن، لو سلم من اللسان واليد والرجل. فإن سلم فكم هو عدد السالمين مقابل المفتونين. ولم كل هذا العناء في فتح الأبواب على الفتنة، ولا مصلحة مرجوة من الاختلاط، وكل هدف وغاية يمكن الوصول إليها من غيره؟.
أَمْرُ النبي صلى الله عليه وسلم باتقاء النساء، ووصفه بأنهن فتنة، حكم ضمني بتحريم الاختلاط بهن؛ إذ الاتقاء فيه غير متحقق، والفتنة حاصلة، والحقائق يتعذر تكذيبها إلا من مغالط أو مطبق في جهالة.
وعن نصوص المباعدة بين الجنسين، وهي كثيرة، تنص وتتضمن منع الاختلاط المنظم وهي على قسمين:
- الأول: نصوص قولية، تتضمن الأمر بالمباعدة بينهما.
- الثاني: نصوص عملية، تتضمن تطبيق الفصل والمباعدة عمليا.
ففي الصلاة باعد بينهما، فجعل صفوفهن في المؤخرة، وقال مؤكدا وقاصدا ومرغبا في المباعدة بينهما فقال صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها). رواه مسلم.
فماذا يفهم من هذا القول، وهذا التطبيق العملي؟، هل يفهم منهما تسويغ الخلط بالقصد والعمد؟!.
هذا من الأدلة على تحريم الخلط المنظم، فالصلاة نظام، في كل يوم خمس مرات يجتمع الناس على هيئة واحدة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يباعد بينهما قولا وعملا، ويحذر حتى مما ليس في قدرة أحد تحاشيه، فالمتأخر ليس له إلا الصفوف الأخيرة، والمبكرة ليس لها إلا الصفوف الأولى، ومع ذلك جعلها عليهن شر الصفوف، وعليهم كذلك.
فمن فهم هذا تساءل: كيف يمكن أن ينسب إلى الشارع إباحة الاختلاط المنظم في تعليم أو عمل، وهو يرى هذا الحرص البالغ من رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفصل في الصلاة قولا وعملا؟.
ثم جعل لهن بابا، فقال: (لو تركنا هذا الباب للنساء). فما دخل منه الصحابة بعدها. رواه أبو داود،
وكان إذا انصرف من صلاته مكث قدر ما ينصرف به النساء من المسجد، ثم ينصرف إلى الناس، وهم لا ينصرفون إلا بانصرافه، حتى لا يختلطوا عند أبواب المسجد.
كذلك هذا منع للاختلاط المنظم؛ إذ الدخول والخروج من المسجد يتم في اليوم خمس مرات.
عن أم سلمة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيرا قبل أن يقوم). رواه البخاري.
قال الزهري: " نرى أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال".
وأكثر من ذلك، كان يأمرهن بالمشي في حواف الطريق، وأن يدعن الوسط للرجال، فيفصل بينهما حتى في الطرقات، فهذا الاختلاط عفوي غير المنظم، ثم مع ذلك حبذ لهن التجافي عنه وتحاشيه.
عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي للنساء: (استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق). "فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به". رواه أبو داود وصححه الألباني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/154)
بعد ذلك، نأتي إلى الاختلاط في العلم، فقد كان مجلسه للعلم للرجال وحدهم، مما حدا بالنساء أن يطلبن يوما للتعلم، فخصهن بيوم، ولم يأت بهن في مجالس الرجال؛ لينهلا سويا في مجلس مشترك مختلط، أليس هذا دليلا صريحا في منع المنظم من الاختلاط؟.
ألم يكن في القدرة الجمع بينهما؛ لتنال المرأة القسط ذاته من العلم الذي يناله الرجل، وهي بين أطهر الناس وأعلاهم دينا وعلما؛ الذين زكاهم الله تعالى ورضي عنهم؟.
عن أبي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم، غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها، إلا كان لها حجابا من النار. فقالت امرأة: واثنين؟. فقال: واثنين). رواه البخاري.
* * *
هذه هي نصوص التحريم، أنواعا منوعة، كل نوع منها تحته أفراد كثيرة من الآثار محكمة الدلالة، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن له، من بيان تحريم الاختلاط المنظم المقصود بين الجنسين.
وهي نصوص دالة على التحريم إما بالمطابقة، أو بالتضمن، أو باللزوم. فقد احتوت على أنواع الدلالات الثلاثة كلها.
فنصوص المباعدة والفصل بين الجنسين، دالة على تحريم الاختلاط بالمطابقة؛ أي طريق مباشرة، فهي نص في المسألة، فلم يكن منه صلى الله عليه وسلم سعي ولا حرص على خلط الرجال والنساء في مجلس واحد، فلم يكن في مجلسه إلا الرجال، إلا استثناءً وعرضا، كأن تأتي سائلة، أو شاكية، أو مستفتية، أو واهبة نفسها للنبي، لم يكن في مجلسه للشورى والعلم والتخطيط والمدارسة عائشة، ولا حفصة، ولا أم سليم، ولا صفية بنت عبد المطلب عمته، بل ولا ابنته فاطمة. وقد كنّ خيرة النساء مبشرات بالجنة. وهكذا مجالس أصحابه الخلفاء الراشدون من بعده خالية من العنصر النسائي.
ولم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم، دعوته تجار الصحابة توظيف بنات الصحابة الفقراء في تجارتهم لسد عوزهن، ولا إرسالهن إلى الآفاق وحدهن للدعوة أو التعليم أو العلم، بل لما خرجت امرأة إلى الحج وحدها، أمر زوجها - وكان قد اكتتب في غزوة - أن يدع الغزوة ويلحق بها.
ونصوص الحجاب تضمنت تحريم الاختلاط .. فإن الحجاب معناه الحجز والفصل والمنع، وفي الاختلاط ينتفي هذا المعنى، وإنما سمح بالاختلاط العفوي – بالرغم من أنه تقارب ينافي معنى الحجاب- للضرورة والحاجة ورفع الحرج عن الأمة، فهو استثناء وليس بأصل، فإذا لم يكن ثمة ضرورة .. فالتباعد والتجافي.
كذلك نصوص القرار، فقد تضمنت التحريم، فقد أمرت المرأة بالقرار للتباعد عن الرجال ..
وأما نصوص غض البصر، فهي دائرة بين التضمن واللزوم:
فيمكن القول: إنها تضمنت منع الاختلاط؛ لاستحالة غض البصر في الاختلاط.
ويمكن القول: إنه يلزم عنها عدم الاختلاط؛ لتعذر ومشقة غض البصر حينئذ.
وكلا الحالين يمثلها فئة من الناس، فمن الناس من يستحيل في حقه غض البصر؛ لولعه بالنساء، وهؤلاء كثيرون موجودون متعطشون. ومن الناس من يشق عليه جدا، فهذا في معاناة لا يعلم بها إلا الله تعالى. فلذلك للدلالتين في هذا النوع نصيب.
فأما نصوص الفتنة والاتقاء، فقد دلت على التحريم من طريق اللزوم، فيلزم لمن أراد أن يتقي فتنة النساء، التباعد عنهن وعدم التقارب إلا بقدر الضرورة والحاجة، وما كان بغير قصد.
كل هذه الأنواع من الأدلة تجاوزها المبيحون، ولم يقدروها حق قدرها وجلالتها وهيبتها، فإنه من العسير جدا ردها، أو إبطال دلالتها الظاهرة، وهي كافية في تأسيس الحكم، فلو أتى ما يشكل عليها، فالواجب طرحها أو تأويلها، كما تطرح النصوص التي أشكلت على عدالة الصحابة أو تُأَوّل.
هذه النصوص هي التي بني عليها حكم التحريم، فإنها صحيحة ثابتة، صريحة محكمة، وبمثلها تقوم الأحكام:
فهي آيات قرآنية، وأحاديث نبوية ثابتة، والطعن في صحة بعض منها لا يضر؛ فليست حديثا واحدا ولا حديثين، ليظن مبيح الاختلاط: أن بتضعيف بعضها يسقط تحريم الاختلاط.
كلا، بل أحاديث كثيرة منوعة، مروية في السنن والصحاح وفي البخاري ومسلم؛ أهم مصدرين للسنة تلقتهما الأمة بالقبول، إذا لم يقم بالحكم حديث قام به غيره، وأسندته أحاديث كثيرة ثابتة.
ثم إن تلك النصوص صريحة محكمة؛ لا تحتمل إلا معنى واحدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/155)
وإن أول سؤال يرد هنا بعد هذا التأسيس لتحريم الاختلاط، بمثل هذه النصوص الوفيرة المنوعة:
ما جواب المبيحين عنها، وما موقفهم منها، هل قبلوها، أم أعرضوا عنها، أم حرفوا معانيها؟.
الجواب: لما كانت من الوضوح بمكان، عمد مبيح الاختلاط إلى تأويلها، وصرف معانيها إلى ما يتوافق والاختلاط، أو الإعراض عنها!!؛ لأنه عسير الجمع بينهما.
- ادعوا أن حكم القرار خاص بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أتوا في هذا بالعجب، وأفصحوا عن قلة فقه وبصيرة بمعاني الأوامر الإلهية، فإن عمدتهم في هذا: أن الخطاب توجه إلى الأزواج.
ويرد على مذهبهم هذا من وجوه:
الأول: أنه يلزم عن قولهم هذا، أن كل خطاب توجه إلى أحد بعينه، فحكمه خاص به، وحينئذ فالشريعة كلها خاصة بالصحابة؛ لأن الأمر الإلهي نزل يخاطبهم حين نزل، فمن بعدهم لم يأت بعد.
وما هكذا سبيل العلماء، سبيلهم أن الحكم يخص المخاطب بشرط هو: إذا ورد دليل آخر يدل على الخصوصية. وقد قال تعالى مخاطبا الأزواج: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى". فهل سيدّعون أن النهي عن التبرج أيضا خاص بالأزواج؛ لأن الخطاب توجه إليهن؟.
الثاني: دلت أدلة أخرى على: أن الحكم يعم جميع النساء. كحديث أم حميد الساعدي: (صلاتك في بيتك خير من صلاتك في مسجدي). فتأكد أن مخاطبة الأزواج لم يكن بغرض اختصاصهن بالحكم.
الثالث: لم ينقل أحد من المفسرين أن الحكم بالقرار خاص بأزواج النبي، بل قال القرطبي: "الشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة".
الرابع: قيل لهم: لم خص الأزواج بالقرار؟. قالوا: لحرمتهن ومنزلتهن.
فيقال لهم: هذه الحرمة والمنزلة تشمل فاطمة بنت رسول الله ولا شك. فيجب عليها القرار أم لا؟.
فإن قالوا: يجب عليها القرار. فهاهم أدخلوا من لم يتوجه الخطاب إليه، فبطل قولهم بالتخصيص.
وإن قالوا: لا يجب عليها القرار؛ لأنها لم تخاطب. بطل تعليلهم، وما بني عليه من التخصيص.
فكيفما قدرت، فقولهم باطل.
- لكن ماذا صنعوا بالحجاب، وهو أصرح الأدلة على منع الاختلاط؛ إذ لا معنى له ولا فائدة مع إباحة الاختلاط، فالحجاب هو الفصل والمباعدة، والاختلاط عكس ذلك؟.
لما كانوا في هذه الإباحة للاختلاط المنظم متناقضين مع معنى الحجاب والحكمة منه، صاروا إلى القول بالتخفف منه، حتى يتلاءموا مع هذا الوضع الجديد، المناقض للحجاب، فمن كان يقول بوجوب تغطية الوجه، رجع إلى القول بالكشف، ومن كان يقول بكشف الوجه، وأفضلية تغطيته، عاد يقول: الأحسن الكشف، حتى تقدر على أداء مهامها دون عائق بصري، قد ينتج عنه خطأ وكارثة.
حتى وصل بها الحال إلى حجاب يغطي الرأس فحسب، ثم تلبس ما تشاء من قميص وإزار حتى "البنطلون"، ولو بدا تفاصيل الجسد؛ أي جعلوا مجرد ستر البدن هو الفرض دون تقاسيمه وتفاصيله، وهذا بالاتفاق منكر، فانتشر هذا واشتهر، فأنكروه أولاً على خجل، ثم سكتوا، ثم قبلوه وأقروه؛ بأن الواقع الجديد يتطلب هذا النوع من الحجاب، وهكذا دخلوا في فكرة عصرنة الإسلام؛ أي تطويع أحكام الإسلام بما يناسب أحوال العصر .. صار العصر هو الإله؟!!.
ومن الدليل على هذا: تجويزهم - بل دعوتهم - للمرأة المشاركة في الأولمبياد الرياضية، وبالقطع لن تستطيع المشاركة بالحجاب الشرعي السابغ، إنما بحجابهم العصري المجسم المقسم للبدن.
وتجويزهم المشاركة في التمثيل، والغناء بين الرجال، إلى غير ذلك ..
صاروا إلى القول بأن للمرأة أن تمارس كافة النشاطات – بلا استثناء - بين الرجال .. "بحجابها".؟!!.
وهكذا هدموا الحجاب نفسه ونقضوه، بعدما هدموا معناه بإباحتهم الاختلاط، فما عاد حجاب هؤلاء النسوة والفتيات كحجاب الصحابيات والمؤمنات، وكما جاء الوصف في القرآن جلبابا يغطي من الرأس حتى القدم، واستقر عليه تفسير الصحابة، قال تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما".
قال ابن عباس: "أمر الله نساء المؤمنين، إذا خرجن من بيوتهن في حاجة، أن يغطين وجوههن، من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة".
فأين هذا من حجاب ليس إلا الخمار فحسب، لا يغطي إلا شعر الرأس والعنق، وبقية البدن خالٍ من الجلباب، ظاهر المفاتن لكل عين؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/156)
ولا عجب من الوصول إلى هذا الحال؛ فهو يؤكد ما تقدم: أن الحجاب والاختلاط المنظم يتنافيان.
- أما عن موقفهم من نصوص غض البصر. فلما علموا استحالة غض البصر في الاختلاط، حرفوا معنى الأمر الإلهي؛ ليتلاءم مع حياة الاختلاط.
فعندهم: يغض بصره إذا خشي الفتنة.
فانظر إلى هذا التحريف البيّن: أمرت الآية بغض البصر ابتداءً، منعا للفتنة ..
وهم يبيحون النظر والاسترسال، حتى إذا خشي الفتنة، أمروه بالكف.
فمن يتبعون: آلآية، أم أهواءهم؟.
- وعن نصوص الفتنة والاتقاء للنساء، هم يغضون البصر، ويكفون عن التأمل.
ونحن نتكلم عن المنتسبين للعلم والدعوة، أما غيرهم فيسخرون منها، وهم يعلمون أنها كلام نبوي شريف قاله ونطق به من لا ينطق عن الهوى، فيقولون: لا يزال فينا إلى اليوم من يعتقد أن المرأة عورة، وأنها فتنة؟؟!! ..
- وإذ نأتي إلى نصوص المباعدة والفصل، فإنهم كانوا أشد إعراضا لها.
ألقوها خلفهم ظهريا، ولم يرفعوا رأسا بفصله صلوات الله وسلامه عليه بين النساء والرجال في المساجد، وعند أبوابها، والطرقات، وفي مجالس العلم، وفي المواعظ والدروس والشورى والسفر والحضر والتجارات والأعمال.
إنما عارضوها بما ظنوه مبيحا للاختلاط، في الطواف والأسواق والجهاد، ولم يتفكروا:
إذا كانت هذه تبيح وتلك تمنع، فكيف جاز لهم تقديم الإباحة وتعطيل المنع، فأيهما الأولى بالتقديم؟.
كان الأولى بهم النظر، لتحديد ما يكون هو الفرض والواجب تقديمه، فإن اعتاص عليهم، قلدوا الراسخين في العلم، وحينئذ لن يملكوا إلا تقديم النصوص القولية المؤيدة بالتطبيقات العلمية -وهذه حال ووصف النصوص المحرمة للاختلاط- على النصوص العملية غير المؤيدة بالقولية، وهذه حال ووصف المبيحة، والتي فوق ذلك هي محتملة متشابهة؛ لها أكثر من معنى.
قال الله تعالى: "يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا * فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما".
* * *
نصوص المبيحين:
أتينا إلى ما ظنوا حجة ورأيا سديدا .. وحين يكمل عقل المرء ودينه وفقهه، يكفيه ما مضى من تأصيل لتأسيس الحكم لديه، ومعرفة ماذا شرع الله تعالى في العلاقة بين الجنسين.
فإذا ما عرض له شيء ظاهره يخالف ما تقرر وتأصل وتأسس، فإنه يلجأ إلى تخريجه والجواب عنه بما يحفظ الأصل ويقره، فهذا حال الراسخين في العلم والمؤمنين، أما حال غيرهم ممن قصر فقهه أو ممن زاغ وابتغى الفتنة، فَيَدَعون الأصل؛ ليعتنوا بالعارض الطارئ، فيجعلوه هو الأصل، على شذوذه وضعفه، فيستنبطوا منه حكما أصليا ثابتا، ينقضون به الثابت المستقر الصادر بالأمر الإلهي.
فحالهم كحال الذي بلغه: أن الحاكم أصدر مرسوما بمنع البيع والشراء بعد الثانية عشرة ليلا، وأعلن ذلك على الجميع، وتأكد بمراسيم أخرى، ثم مر يوما فرأى صيدلية تفتح أبوابها في الواحدة صباحا، ثم تكرر منه رؤية ذلك، ومر فوجد دكانا كبيرا يبيع في الثالثة صباحا، إلى جانبه آخر صغير كذلك.
وفي الأثناء أخذ كتابا قديما، فقرأ فيه: أن الناس في هذه البلدة يتبايعون ليلا ونهارا.
فاستنبط من ذلك: أن المرسوم قد ألغي. والدليل: هذه المحَاَلّ المفتوحة، وما في الكتاب القديم من خبر. بل زاد على ذلك: عجبه من إحجام البقية عن استغلال هذا الإذن، والعودة لمنافع البيع والشراء.
وما درى هذا: أن تلك المحال مستثناة من المرسوم، لحاجة الناس الدائمة، والمرسوم على حاله من المنع. أما الدكان الصغير، فهو مخالف يستحق العقوبة، وما في الكتاب القديم، كان قبل الأمر.
والقصد: أنه ما من أمر سواءً كان إلهيا، أو بشريا. وإلا ويعتريه استثناءات للحاجة والضرورة، وهناك من يخرقه ويخالفه قصدا، ومن يخالفه سهوا ونسيانا. فلو كانت هذه الأحوال المخالفة -بعذر أو بدون عذر- سببا كافيا لإلغاء الأمر، لألغيت الأوامر كلها، وما ثبت أمر ألبتة.
وهكذا أحكام الشريعة، فيها أمر عام، يتأسس بالنصوص الصحيحة والصريحة في المعنى، كنصوص منع الاختلاط، ثم يطرأ عليها أحوال استثنائية، أو يوجد من يخالفها، لكنها لا ترقى أن تبطلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/157)
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن استقبال القبلة أو استدبارها ببول أو غائط. ثم إن ابن عمر مرة ارتقى جدارا، فرأى النبي عليه السلام يقضي حاجته مستقبلا أو مستدبرا القبلة. فذهب العلماء إلى قولين في المسألة:
الأول: أن هذا الفعل تخصيص لعموم النهي. فإذا كان في فضاء منع، وإذا كان دون القبلة حاجز جاز.
الثاني: أن القول مقدم على الفعل؛ لأن القول مقصود لذاته، ونحن مأمورون بطاعة قوله، وأما الفعل فقد يكون سهوا، وقد يكون عمدا، فلما احتمل، وتعذر الترجيح، بقي النهي على عمومه.
وهكذا لم نجد بينهم من عارض وضرب قوله بفعله، فعطل الأمر بالفعل، فأجاز بين البنيان مطلقا، لكن الذين أباحوا الاختلاط خالفوا سبيل العلماء الراسخين، فضربوا قوله بفعله ..
* * *
وهذا يتبين بما يلي:
إن نصوص المبيحين لاختلاط الرجال بالنساء ضعيفة في دلالتها، وهي كذلك في غير محل النزاع ..
فأما كونها ضعيفة الدلالة، فلأمور أربعة هي: أنها عملية، متشابهة، مبيحة، على البراءة الأصلية.
الأول: أنها عملية.
ليست بقولية، والمعلوم عن أهل الأصول والفقهاء والمحدثين، من حيث المبدأ والأصل:
أن القول مقدم على الفعل، وأن ما كان أمرا بالقول فهو مقصود لذاته؛ لأنه موضوع للدلالة على الأمر، بلا خلاف، وهو يدل على الوجوب بنفسه من غير واسطة.
والدليل يؤكد هذا، فإن الله تعالى يقول: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"، فقال: {عن أمره}، والأمر هو القول، قال تعالى: "ولكن حق القول مني: لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين".
فأما الفعل فإنه قد يكون مقصودا، وقد لا يكون مقصودا، وقد يكون عمدا، وقد يكون سهوا، كما تقدم في مثال استقبال القبلة في قضاء الحاجة، فلا يأخذ منه حكم ابتداءً، لكن القول يؤخذ منه. فقول النبي صلى الله عليه وسلم يتعدى إلى غيره بنفسه، بخلاف فعله، فلا يتعدى إلا بدليل. فإذا اجتمعا كان التمسك بقوله، وحمل فعله على التخصيص ونحوه هو الواجب.
قال الزركشي في البحر المحيط 6/ 177:
"أن يكون أحدهما قولا والآخر فعلا، فيقدم القول؛ لأن له صيغة، والفعل لا صيغة له".
والكلام نفسه بحروفه ذكره الشوكاني في إرشاد الفحول 2/ 393.
وقال الزركشي أيضا 4/ 198: "مذهب الجمهور: تقديم القول:
- لقوته بالصيغة.
- وأنه حجة بنفسه.
وظاهر كلام ابن برهان أنه المذهب.
وجزم به إلكيا. قال: لأن فعله لا يتعدى إلى غيره إلا بدليل، وحق قوله أن يتعداه، فإذا اجتمعا تمسكنا بقوله، وحملنا فعله على أنه مخصوص به.
وكذا جزم به الأستاذ أبو منصور، وصححه الشيخ في اللمع، والإمام في المحصول، والآمدي في الأحكام، والقرطبي وابن حزم".
قال في الكوكب المنير 2/ 202: " (وإن جهل) هل تقدم الفعل على القول، أو تأخر عنه (وجب العمل بالقول) دون الفعل؛ لأن القول أقوى دلالة على الفعل:
- لوضعه لها.
- ولعدم الاختلاف في كونه دالا.
- ولدلالته على الوجوب وغيره بلا واسطة.
- ولأن القول يدل على المعقول المحسوس، فيكون أعم فائدة".
الثاني: أنها متشابهة.
أي محتملة لأكثر من معنى، كما سنبين في المثال الآتي، والنصوص المتشابهة لا يؤخذ من معانيها إلا المعنى الموافق للمحكم، ويطرح ما عداه، لكن المبيحين أخذوا المعنى المعارض للمحكم، وطرحوا الموافق له، عكس سبيل المؤمنين العلماء الراسخين في العلم.
الثالث: أنها مبيحة.
تقابلها نصوص تقتضي الحظر، والحظر مقدم على الإباحة؛ لأن المحرمات يحتاط لإثباتها ما أمكن.
قال الرزكشي في البحر المحيط 6/ 170: "أن يكون أحدهما أقرب إلى الاحتياط؛ أن يقتضي الحظر، والآخر الإباحة، فيقدم مقتضى الحظر؛ لأن المحرمات يحتاط لإثباتها ما أمكن، ولحديث: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) ".
وفيه 6/ 171: "أن القاضي بكار سأل المزني: يا أبا إبراهيم!، جاء في الأحاديث تحريم النبيذ، وجاء تحليله، فلم قدمتم التحريم على التحليل؟. فقال المزني: لم يذهب أحد من العلماء إلى أن النبيذ كان حراما في الجاهلية ثم نسخ، ووقع الاتفاق على أنه كان حلالا، فهذا يعضد الأحاديث بالتحريم. فاستحسن ذلك منه".
وعلى النسق نفسه نقول: لم يذهب أحد من العلماء إلى أن الاختلاط كان حراما في الجاهلية ثم نسخ، ووقع الاتفاق على أنه كان حلالا أو مباحا غير محرم، فهذا يعضد الأحاديث بالتحريم؛ أي يدل على نسخ الإباحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/158)
الرابع: أنها على أصل البراءة.
والتحريم والحظر ناقل، والناقل عن الأصل مقدم؛ لأن فيه زيادة وهو الحكم بالتحريم، أما الأصل والبراءة فليس فيه حكم، بل مسكوت عنه، جارٍ على العادة.
قال الزركشي 6/ 169: "أن يكون أحد الخبرين مفيدا لحكم الأصل والبراءة، والثاني ناقلا، فالجمهور على أنه يجب ترجيح الناقل".
فدلالة نصوص الإباحة ضعيفة لواحد من هذه الأمور منفردا، فكيف بها مجتمعة؟.
أي لو فرض عدم معرفة تاريخ المتقدم والمتأخر والمنسوخ والناسخ، لكانت هذه الأمور الأربعة –منفردة أو مجتمعة- كافية في إبطال الإباحة وتقديم الحظر والتحريم، كيف وقد علم يقينا أن هذه النصوص لا تعارض التحريم، كونها في غير محل النزاع.
فكونها في غير محل النزاع، فلثلاثة أمور:
الأول: أنها نصوص كانت قبل الحجاب.
كحديث دخوله صلى الله عليه وسلم على أم حرام وأم سليم، وإضافة الرجل وزوجه للضيف وأكلهما معه، وخدمة أم أسيد الحضور من الرجال يوم عرسها، ودخول عائشة على أبيها وبلال لما قدما المدينة وبهما حمى يثرب، ووضوء الرجال والنساء جميعا وغير ذلك، فكل هذه عليها قرائن ثابتة تبين أنها كانت قبل نزول الحجاب في نهاية السنة الرابعة، فلا حجة فيها إذن.
فحديث أم سليم وأم حرام سيأتي تفصيله، وحديث الضيف يدل على فقر كان بالصحابة، حيث لم يتعرض لإضافته سوى هذا الرجل، ولم يكن معه شيء هو أيضا، إلا قوت أولاده، وكذلك الناس كانوا قبل نهاية السنة الرابعة (= سنة الحجاب)، حتى فتح عليهم من الرزق بعد ذلك.
وأم أسيد ولدت أسيدا، وهو معدود في الصحابة، فمن المقطوع به أنه ولد قبل الحجاب، وإلا كان عمره عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين.
وعائشة إنما دخلت على أبيها وبلالاً في أول مقدمهم إلى المدينة، حيث كان بها حمى يثرب، حتى دعا النبي صلى الله عليه وسلم، فنقل حماها إلى الجحفة.
ووضوء الرجال والنساء جميعا قطعا كان قبل الحجاب، لو كان معنى "جميعا": في آن واحد، من إناء واحد. لأنه بالاتفاق لا يجوز للمرأة تبدي للأجنبي قدمها، وساعدها حتى المرفق، ورأسها وشعرها وأذنها، وكل ذلك من مواضع الوضوء، فوضوءها عند الرجال يعني كشف كل ذلك. وكلام الشارع لا يتناقض، حيث أمرها بستر كل ذلك أمرا صريحا.
الثاني: أنها كانت مع محارم.
كما قد ذهب بعض العلماء في حق أم حرام وأم سليم أنهما كانتا خالتي النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع، حيث رضعن مع أمه آمنة، والتي كان أخوالها من الأنصار، وكذا في قصة المرأة التي كان تفلي شعر أبي موسى الأشعري في حجة الوداع، يحتمل أنها كانت من محارمه.
الثالث: أنها حالات استثنائية:
- فمنها ما كان ضرورة وحاجة، كخروج النساء للجهاد؛ لقلة الرجال، فلما كثروا قلَّ خروجهن، وحضورهن مجلس النبي صلى الله عليه وسلم للسؤال والشكوى ونحوه، وخروجهن للسوق والصلاة والطواف والحج، كل ذلك يقع فيه اختلاط، لكن لا بد منه، فتسامح فيه الشارع، ولم يؤاخذ به.
- ومنها أن المختلطة كبيرة، بالغة سن اليأس، في مقام الأم والجدة، كما قد يقال كذلك في قصة المرأة فَلَتْ شعر أبي موسى الأشعري، وهو وجه ثان في التخريج؛ فإذا لم يثبت محرميتها له، فيحتمل أنها كبيرة لا تشتهى، وحكمها بالقطع ليس كحكم الشابة، فإن لها أن تضع خمارها، فتكشف عن وجهها غير متبرجة بزينة، كما في الآية، فإن احتيج إليها في تطبيب ونحوه فلا بأس. وكذلك حديث سهل بن سعد في إطعام المرأة لهم يوم الجمعة، فإنها كانت كبيرة، وهم صبية، وفيه تخريج آخر: أنه لا يلزم من إطعامها جلوسها معهم، بل مجرد تقريب الطعام، وذلك لا مؤاخذة فيه.
- ومنها ما كان خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما في إرداف أسماء، وهكذا كان جواب بعض العلماء الذين لم يثبت عندهم قرابة أم سليم وأم حرام للنبي صلى الله عليه وسلم، فجنحوا إلى الخصوصية، وهو وارد، حيث عصمته من الإثم في هذا يقيني، وليس لغيره مثل هذه العصمة، ثم هو أب للمؤمنين، يزوجهن بغير ولي، كما أن أزواجه أمهاتهم. يدل عليه: أن أحدا من الصحابة لم يقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدخول على الأجنبيات.
وهكذا نكون قد أجبنا، ووضعنا ميزانا لحل كل ما يورده المبيحون من أدلة، لا يزالون يختلقونها اختلاقا بأدنى صلة، وبعضها لا صلة لها بمحل النزاع أصلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/159)
ومع كل ذلك، فهاك دليلا مما استدلوا به، نعرضه ونناقشه تفصيلا وفق الميزان، كأنموذج يقاس عليه غيره، وبه يتبين اختلال منهج المبيحين - ولا يتصور منهم غير ذلك - وأصالة منهج المحرمين.
روى البخاري في صحيحه في الاستئذان، باب: من زار قوما فقال عندهم. حديثين عن أنس:
- (أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعا، فيقيل عندها على ذلك النطع. قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة، ثم جمعته في سُكّ وهو نائم. قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة، أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السُكّ، فجعل في حنوطه).
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب قباء، يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل يوما فأطمعته، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟. فقال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكا على الأسرة، أو قال: مثل الملوك على الأسرة – يشك إسحاق – قلت: ادع الله أن يجعلني منهم. فدعا). الحديث.
ظاهر الأثرين معارض، يخالف كافة نصوص تحريم الاختلاط، وأكثر من ذلك؛ فإنه يخالف صريح نهي النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء). رواه البخاري/ النكاح/ لا يخلون رجل.
فكيف يكون الجواب عنهما، فإنه من المحال الأخذ بهما وإباحة الدخول والاختلاط؛ لأنه هدر لنصوص كالجبال سبقت في المنع والتحريم؟.
للجواب سؤال: هل يمكن أن يكون لهذين الأثرين جواب غير أنهما يبيحان الاختلاط؟.
نعم، ثمة أجوبة كلها محتملة واردة، فمن ذلك: أنها حادثة قبل الحجاب، أو أنهن محارم، أو خصوصية.
فأما احتمال كونها قبل الحجاب؛ فذلك أن الرجال كانوا يدخلون على النساء بيوتهن، حتى تزوج عليه الصلاة والسلام بزينب، فدخل الناس للطعام، فأطالوا المكث وهم جلوس، وزينب جالسة، والرسول يدخل ويخرج، حتى نزلت الآية في سورة الأحزاب: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي .. "، إلى قوله: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب". فخرج الرجال وضرب الحجاب. (رواه البخاري)، ومنعوا من الدخول بعد ذلك على النساء، وقال: (إياكم والدخول على النساء).
فالحجاب والنهي عن الدخول ثبتا قولا، وبه تأسس الحكم بالمنع من هذا الاختلاط، وبعد ذلك، فكل ما أتى من خبر فيه: أنه دخل على امرأة أجنبية بيتها. فحمله على ما قبل الحجاب هو المتوجب. إذ النبي لا يخالف إلى ما نهى عنه عامدا قاصدا إلا بعذر شرعي، قال تعالى: "وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه .. ".
وبهذا الجواب نحفظ للنصوص وقدرها ودلالتها ومعانيها، ونكون قد أجبنا على ما أشكل جوابا معقولا ممكنا غير محال، ومهما أمكن الجواب عن المشكل بما لا يعطل المحكم الثابت، فهو الواجب، لا جواب معطل.
على أن له جوابا آخر هو: الخصوصية. فالنبي معصوم من الفواحش بالاتفاق والإجماع، فافتتانه محال شرعا، فلا ريبة من دخوله على النساء المؤمنات، ثم هو كذلك أب للمؤمنين والمؤمنات.
ومع ذلك، فمهما أمكن حمله على ما قبل الحجاب، فهو الأوجه والأحسن.
وقد ادعى بعضهم أن حادثة أم سليم كانت بعد حجة الوداع، بدليل ذكر الشعر، فزعم هذا أن الشعر كان مما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة في منى، فأخذته أم سليم فخلطته بعرقه في سك. الفتح 11/ 72.
لكن الروايات تفيد أنها كانت تفلي شعره، وهذا حال يمكن معه تساقط بعضه. وهكذا لا يلزم من ذكر الشعر، وقوع القصة بعد حجة الوداع.
بل في حادثة أم حرام ما يدل على أنها كانت قبل الحجاب؛ إذ فيها بشارة بالفتح ناحية البحر، وهذا دليل على امتداد الفتوحات إلى أمكنة بعيدة، ثم وصفهم بالملوك على الأسرة، وصف عزة وقوة. وقد كانت المبشرات في أوائل العهد النبوي، حيث كان النبي ومن معه يحتاجون إليها للتثبيت واليقين. أما بعد السنة الرابعة، فقد تحول الأمر جذريا من الضعف إلى القوة، حتى فتحت سائر جزيرة العرب، فحمل الحادثة على ما بعد حجة الوداع لا وجه له؛ فلا حاجة إلى المبشرات، وهم يفتحون البلدان.
وهناك ما يدل على هذا أيضا، فقد قال ابن حجر في الفتح 11/ 78:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/160)
" ثم قال: وإذا تقرر هذا، فقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه، إلا على أم سليم، فقيل له. فقال: أرحمها. قتل أخوها معي. يعني حرام بن ملحان، وكان قد قتل يوم بئر معونة".
أما حادثة بئر معونة، فكانت شهر صفر سنة أربع، والحجاب كان في ذي القعدة من السنة نفسها، فبين الحدثين تسعة أشهر، فدخوله بعد حادثة البئر، قبل الحجاب، هو المتعين لقرب المصيبة.
وأما احتمال المحرمية، فإن الرميصاء أم سليم، أخت للغميصاء أم حرام بنت ملحان، وقد قال بعض الحفاظ: "كانت أم سليم أخت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة". الفتح 11/ 78، وقد رد الدمياطي هذا فقال: "ذهل كل من زعم أن أم حرام إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أو من النسب، وكل من أثبت لها خؤولة محرمية؛ لأن أمهاته من النسب واللاتي أرضعنه معلومات، ليس فيهن أحد من الأنصار ألبتة". المرجع نفسه.
لكنه هو الذاهل، فإن الزاعمين – بحسب تعبيره - قالوا: إحدى خالاته. ولم يقولوا: أمهاته.
والمقصود: أن أمه آمنة رضعت مع أم سليم، وليس هو الذي رضع، فتكون بذلك خالته من الرضاع.
ورضاعتهما معا متصور، فأخوالها من بني النجار في المدينة، وهي كذلك.
هكذا تدرس هذه النصوص والآثار المعارضة في ظاهرها لحكم أصيل محكم، وما من أثر إلا وله جواب كجواب ما سبق، ثم يبقى الاختلاط غير المقصود العفوي غير المنظم، فذلك مما وسع الله به على عباده، غير مكلف لهم ما لا يطيقون، من دون أن يكون ذريعة للتهاون.
فإن الشارع معه إباحته للاختلاط العفوي، إلا أنه استحب التجافي عنه قدر الإمكان من غير إيجاب، وذلك تبين في مواطن عديدة، منها:
- أمره النساء لزوم حواف الطريق في مشيهن، وترك الوسط للرجال.
- ترغيبهن في الصلاة في بيوتهن، مع نهيه عن منعهن المساجد.
- في إشارته أن يطفن من وراء الرجال.
فحاجات المرأة كحاجات الرجل، وانفصالها التام عن الرجال، بحيث لا تراه ولا يراها ألبتة، يفوت عليه وعليها منافع شتى، ويجلب الحرج والعسر، ويمنع من التيسير، وقواعد الشريعة وأصولها تقوم على اتساع الأمر إذا ضاق، والتيسير إذا حلت المشقة.
وعليه: فقد أجاز لها الخروج والمخالطة بما يحقق حاجاتها، من غير أن يكون ذريعة إلى المنظم أو اختلاط لا حاجة له شرعية.
برامج مفيدة ( http://www.ahlalhdeeth.com/files_progs) شريط الأدوات ( http://www.ahlalhdeeth.com/tool_bar) أخبر صديقاً ( http://www.ahlalhdeeth.com/s2f&link=art/421) نافذة البحث في الموسوعة الحديثية ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/84) أضفنا لمفضلتك (**********:******** external.addFavorite('http://www.dorar.net', ' الدرر السنية') ;) كيف تبحث؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/cat/17) راسلنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/contact_us)http://www.dorar.net/images/up.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#)
جميع الحقوق محفوظة لموقع الدرر السنية (للتفاصيل اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/art/111))
http://www.ahlalhdeeth.com/misc/closelabel.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#)
كيف بني تحريم الاختلاط؟
لطف الله بن عبد العظيمخوجه
المقدمة:
الاختلاط موضوع كثر الكلام عنه، بكثرة من أباحه في الآونة الأخيرة، ممن له انتساب إلى العلم، ولن أكثر الجدل في هذه القضية، فأسردها على سبيل: فإن قالوا، قلنا. وهذا دليلهم، وهذا ردنا.
لكني سأقول كلمة مختصرة، يفهمها كل إنسان، يعرف ماذا أراد الله منه، وما نهاه عنه؟.
سأتجاوز ما لم يقل بتحريمه أحد من الناس، وهو ما كان عفويا غير مقصود لذاته، كالاختلاط في الطواف والأسواق والطرقات، وحضور المرأة للشهادة عند القاضي ونحو ذلك، وما كان له حكم الضرورة كخدمة النساء في الجيش وقت الحرب، حين يقل الرجال.
وسأتجه مباشرة إلى محل التحريم، ولا أقول الخلاف، فتسميته كذلك يعطي لقول المخالف قيمة، وهو لا قيمة له، فمحل التحريم هو: الاختلاط المنظَّم؛ المقصود لذاته.
وصورته جمع الطلاب والطالبات للدراسة في فصل واحد، والرجال والنساء للعمل في مكان واحد. بما يحدث به إزالة الحاجز؛ الذي هو الحجاب بين الجنسين، فيصبح هو زميلها، وهي زميلته. كصحبة الرجل للرجل، والمرأة للمرأة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/161)
هذا النوع من الاختلاط محرم لا يشك في تحريمه عامي، فضلا عن العالم الصالح؛ فالأمر الذي لا يمكن التغاضي عنه: أن الغريزة الجنسية مسيطرة مهيمنة على هذه العلاقة.
فمن ذا الذي يدعي أنه لا يخف ويخفق حين يرى الشابة؟.
أما الذين يصفون هذا الرأي بالشهواني، ويشنعون على من ينبه إليه؛ أنه لا يرى في المرأة سوى موضع الشهوة والولد. فماذا كانوا يصنعون، وهم يتاجرون بأنوثة المرأة وإغرائها وجسدها في سوق الأفلام، والمسلسلات، والدعايات، والموضة: غير الضرب على وتر الشهوة والغريزة الجنسية؟!.
علينا بالحقائق التي لا تخفى على أحد، فموقع المرأة في نفس الرجل، وفتنته بها وإغراؤها، أمر أشهر من أن يستدل له. يكفي في ذلك ما نراه في المجتمع المختلط من افتتان يصل إلى السعار الجنسي، مع أن دعاة الاختلاط كانوا يقولون: الفصل والعزل يسبب السعار، والاختلاط يهذبه.
خلقت المرأة مهوى الرجل، وهو هواها .. هذه حقيقة .. بعد ذلك: لو جئت بهما، فجمعتهما جمعا، وخلطتهما خلطا، ثم أردت إليهما أن يكونا تقيين، محافظين، عفيفين. فأنت كمن يضع طعاما بين يدي جائع، ثم تقول له: صم ولا تفطر، وإياك إياك أن تبل يدك بالأدم.
نأتي إلى نصوص وردت، تسببت في اضطراب المبيحين؛ الذين كانوا يحرمون الاختلاط قبلا.
في تلك النصوص إخبار باختلاط الرجال والنساء، وأكثر من ذلك: أن تفلي المرأة شعر الرجل، وأن يردفها خلفه على الدابة، والمصافحة، والمجالسة، والخدمة، والأكل والوضوء معا .. إلى ما شئت.
نصوص أحدثت لبسا، حتى قيل: أين كانت قبل، لم بقيت حبيسة، لم نهتد بها إلى اليوم؟.
هي اليوم فتنة عمياء يعصم الله منها صاحب الدين، وصاحب العقل يعصمه عقله، لكن البلية إذا خلي منهما، فكان كمثل القائل: "فخر عليهم السقف من تحتهم". لا عقل ولا نقل.
إن علة خطأ المبيحين: أنهم لا يعرفون كيف تبنى الأحكام الشرعية. فالأحكام بناء كبناء البيت، لا يكفي جمع مواده ليصلح للسكنى، إنما بمعرفة وضع كل مادة مكانها، هنالك يكون مأوى وملاذا، وعند عامة الناس علم عام بمواضع البناء، من دون إحكام، لا يحكمه إلا المهندس الخبير. كذلك بناء الأحكام الشرعية لا يحكمه إلا العالم الراسخ.
والذين تكلموا في إباحة الاختلاط أبانوا عن جهل بطريق بناء الحكم، بظنهم أن مجرد وقوفهم على نص ظاهره أو حتى باطنه مبيح، يكفي في استخراج حكم بالجواز.
ولو صح ظنهم لكان لازمه الذي لا ينفك، إباحة الخمر، حيث إن فيه نصوصا ظاهرها وباطنها جواز شربه، كقصة حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم لما شرب الخمر وصار يقول للجمع، ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أنتم إلا عبيد أبي".
وإباحة أشياء أخرى فيها مثل ما في الخمر، ولأجله لا يصح – ديانة - لمن لم يعرف الطريق أن يتطفل عليه، حتى يتفقه ويعرف طرق التأويل والاستنباط والقياس، ويتعلم الأصول والقواعد الفقهية، ويحيط بالناسخ والمنسوخ وما كان أصلا أو استثناءً، وحال الضرورة والسعة، ومراتب الأوامر النبوية.
والاختلاط فيه نصوص متعارضة، وليس هو بدعة في هذا، بل لو نظرت في سائر الأحكام الشرعية لوجدت فيها من التعارض ما في الاختلاط بل أشد، فلو أعملت نصوص الإباحة، عطلت نصوص التحريم. ولو أعملت التحريم عطلت الإباحة. فكان لا بد من الجمع والدراسة. فكيف ذلك؟
بني تحريم الاختلاط وتأسس وتأصل وفق أنواع منوعة من النصوص، وهي نصوص في غاية الرسوخ والثبوت والقوة، محكمة قطعية: قولية، وفعلية مؤيدة بالقولية، متأخرة ناسخة، أصل وأساس وقاعدة، لا يملك أحد تبديلها ولا تحريفها.
وهي نصوص دالة على التحريم، إما بالمطابقة، أو التضمن، أو اللزوم، فقد احتوت على أنواع الدلالات الثلاث كلها.
فأما الإباحة فبنيت على نصوص متشابهة ظنية: فعلية لا قولية، استثناء، وحالة ضرورة، متقدمة منسوخة، وبعضها ليست مصدرا للتشريع؛ كونها ليست صادرة من صاحب الشريعة، بل ممن يؤخذ من قوله وفعله ويرد.
وسأعرض كيف بني التحريم، ثم الإباحة؛ ليتبين لمن اتسع إدراكه وخلي من التخبط والميل، فرق ما بين البنائين؛ بنيان تأسَّس على المحكمات القطعيات، وبنيان تأسَّس على المتشابهات الظنيات.
* * *
نصوص التحريم:
إن التحريم تأسَّس وفق:
نصوص القرار، والحجاب، وغض البصر، والتحذير من فتنة النساء، والمباعدة بين النساء والرجال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/162)
فأما القرار، فدليله قوله تعالى: "وقرن في بيوتكن".
وحِكَمُ القرار متعددة، منها: التباعد عن الرجال.
يدل على هذه الحكمة قوله عليه الصلاة والسلام: (المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان). أي زيَّنها في أعين الناظرين. وهذا ما يحصل حقا، فإذا قرّت فلم تخرج إلا لحاجة أو ضرورة قللت فُرَصَهُ لاستشرافها، فإذا ما خالطت لم يعد للقرار معنى؛ فإذا ما نسب للشارع إباحة الاختلاط، تبادر إلى الذهن، كيف يأمر بالقرار ثم يبيح الاختلاط؟!.
ولذا فمن أباح الاختلاط، ادعى أن الأمر بالقرار خاص بأزواج النبي عليه السلام ... هكذا؟!!.
نعم، قد ورد الخطاب موجَّها إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لكن حكمه عام، بدلالة نصوص السنة؛ ففي أحاديث كثيرة أمر للنساء بالقرار، كحديث أم حميد الساعدي، وفيه: (صلاتك في بيتك خير من صلاتك في مسجدي). قال القرطبي: "معنى الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى، هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة".
ولم يرد عن أحد من المتقدمين مفسرين وغيرهم، قصر الحكم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال ذلك بعض المحدثين، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. ولو كان الحكم خاصا بالأزواج لكون الخطاب جاء لهن، لكانت الشريعة كلها خاصة بالصحابة، حيث كان الخطاب إليهم حينئذ.
وأما نصوص الحجاب. فقوله تعالى:
- "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب".
- "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن".
ومن المتفق عليه بلا خلاف: أن النساء مأمورات بالاستتار عن أعين الرجال؛ فالحجاب من الحجب وهو المنع والحجز، وذلك بستر البدن وتقاسيمه وتفاصيله، فيشترط فيه جلباب:
- سابغ لستر البشرة.
- وواسع لستر تقاسيم البدن.
فكيف يمكن الامتثال لهذا الحكم في بيئة مختلطة؟.
إن ذلك لمحال؛ لأن الحجاب مجرد خرقة وقماش ينسدل على بدن المرأة، يتحرك بحركتها، فانكشاف شيء من بشرتها، أو بدوّ تفاصيل وتقاسيم بدنها وارد بل حاصل، إنها لا تأمن ذلك وهي تمر في الطريق والسوق مرور الكرام، فإذا صارت في اختلاط منظم، فمن المحال أن تحترز، وهي المضطرة للقيام والقعود، والدخول والخروج، والانحناء والالتفات على الدوام؛ لطول المكث، وللحاجة إلى ذلك.
وهذه سمة في الاختلاط المنظم: طول المكث لساعات قرب الرجال.
فالتستر في الاختلاط تكليف بما لا يطاق، والله إذا حرم شيئا حرم وسائله؛ حرم الخمر فحرم بيعه وشراءه. وحرم الربا فحرم كتابته والشهادة عليه، كذلك حرم على المرأة إبداء زينتها، وحرم كل وسيلة وذريعة محققة إلى ذلك، كالاختلاط الطويل.
فتحقيق الحكمة من الحجاب (= ستر البشرة وتقاسيم البدن) في اختلاط منظم متعذر غاية التعذر، وما كان الشارع ليأمرها بالاستتار، ثم يبيح لها الاختلاط، إن هذا عين التناقض، ولا تناقض في الشريعة. قال تعالى: "أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا".
وأما نصوص غض البصر.
فقوله تعالى: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن .. ".
غض البصر من الرجال عن محاسن المرأة؛ سواء البشرة إذا انكشفت، أو تقاسيم البدن إذا بدت من وراء الحجاب: مأمور به.
وسواء قيل بوجوب تغطية الوجه والكفين أم لا، فإن غض البصر واجب عن سائر البدن.
والشاهد من هذا الدليل: أن الغض متعذر بل ممتنع في الاختلاط المنظم؛ لطول المكث في مجلس واحد، فصرف البصر من كليهما غير ممكن، وتحوط المرأة في حجابها شاق؛ إذ طول المقام يلجئها إلى تغيير أوضاعها، مما سيبدي حتما ما يجب ستره.
فما كان الشارع ليأمر بغض البصر من كليهما، ثم يبيح اختلاطهما على هذه الصورة، فإن في الإباحة تحريضا وتيسيرا للنظر، وإتباعه بنظرة أخرى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا علي!، لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرة". رواه الترمذي، وصححه الألباني.
فالمختلط إذا قدر على الغض في الأولى، فهل سيصمد في الثانية، أو الثالثة إلى المائة، وهي كذلك، هما كل يوم في لقاءات مستمرة لساعات طويلة، قد تبلغ الثمان والعشر؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/163)
وعن نصوص التحذير من فتنة النساء. قال صلى الله عليه وسلم:
- (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). رواه البخاري.
- (واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء). رواه مسلم.
وصف المرأة بأنها فتنة؛ بمعنى أنها إغراء للرجل، تقوده إلى مواقعتها، بقصد منها أو حتى بدون قصد؛ إذ هي بذاتها مصدر إغراء له، حتى لو لم ترد إغراءه، وبهذا صار للنسل امتداد وبقاء، فإغراؤها ليس عيبا ولا نقصا، بل مطلب في المباح لتحقيق مصالح للرجل والمرأة من التمتع والرحمة والمودة والذرية.
وأمر باتقائها، والمعنى: اجتناب فتنتها وإغرائها، ليس المنهي مواقعتها بالفاحشة فحسب، بل باجتناب المقدمات أيضا، من: نظر، وكلام لين، وسماع بتلذذ، ولمس باليد إلى غير ذلك. فقد نهى عن كل هذه المقدمات، وأبلغ حين قال: (العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا). رواه مسلم.
فوصف مقدمات الزنا بأنها من الزنا، باعتبار أن مآلها إلى ذلك، أو المعنى كل عضو زناه بحسبه، فالعين لا تقدر على أكثر من النظر، والأذن لا تقدر على أكثر من السمع، وهكذا اللسان واليد والرجل، فكان كل تلذذ بالمرأة ليست حليلة هو كذلك.
وفي الاختلاط من ذا الذي يسلم من زنا العين، والأذن، لو سلم من اللسان واليد والرجل. فإن سلم فكم هو عدد السالمين مقابل المفتونين. ولم كل هذا العناء في فتح الأبواب على الفتنة، ولا مصلحة مرجوة من الاختلاط، وكل هدف وغاية يمكن الوصول إليها من غيره؟.
أَمْرُ النبي صلى الله عليه وسلم باتقاء النساء، ووصفه بأنهن فتنة، حكم ضمني بتحريم الاختلاط بهن؛ إذ الاتقاء فيه غير متحقق، والفتنة حاصلة، والحقائق يتعذر تكذيبها إلا من مغالط أو مطبق في جهالة.
وعن نصوص المباعدة بين الجنسين، وهي كثيرة، تنص وتتضمن منع الاختلاط المنظم وهي على قسمين:
- الأول: نصوص قولية، تتضمن الأمر بالمباعدة بينهما.
- الثاني: نصوص عملية، تتضمن تطبيق الفصل والمباعدة عمليا.
ففي الصلاة باعد بينهما، فجعل صفوفهن في المؤخرة، وقال مؤكدا وقاصدا ومرغبا في المباعدة بينهما فقال صلى الله عليه وسلم: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها). رواه مسلم.
فماذا يفهم من هذا القول، وهذا التطبيق العملي؟، هل يفهم منهما تسويغ الخلط بالقصد والعمد؟!.
هذا من الأدلة على تحريم الخلط المنظم، فالصلاة نظام، في كل يوم خمس مرات يجتمع الناس على هيئة واحدة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يباعد بينهما قولا وعملا، ويحذر حتى مما ليس في قدرة أحد تحاشيه، فالمتأخر ليس له إلا الصفوف الأخيرة، والمبكرة ليس لها إلا الصفوف الأولى، ومع ذلك جعلها عليهن شر الصفوف، وعليهم كذلك.
فمن فهم هذا تساءل: كيف يمكن أن ينسب إلى الشارع إباحة الاختلاط المنظم في تعليم أو عمل، وهو يرى هذا الحرص البالغ من رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفصل في الصلاة قولا وعملا؟.
ثم جعل لهن بابا، فقال: (لو تركنا هذا الباب للنساء). فما دخل منه الصحابة بعدها. رواه أبو داود،
وكان إذا انصرف من صلاته مكث قدر ما ينصرف به النساء من المسجد، ثم ينصرف إلى الناس، وهم لا ينصرفون إلا بانصرافه، حتى لا يختلطوا عند أبواب المسجد.
كذلك هذا منع للاختلاط المنظم؛ إذ الدخول والخروج من المسجد يتم في اليوم خمس مرات.
عن أم سلمة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه، وهو يمكث في مقامه يسيرا قبل أن يقوم). رواه البخاري.
قال الزهري: " نرى أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال".
وأكثر من ذلك، كان يأمرهن بالمشي في حواف الطريق، وأن يدعن الوسط للرجال، فيفصل بينهما حتى في الطرقات، فهذا الاختلاط عفوي غير المنظم، ثم مع ذلك حبذ لهن التجافي عنه وتحاشيه.
عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي للنساء: (استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق). "فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به". رواه أبو داود وصححه الألباني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/164)
بعد ذلك، نأتي إلى الاختلاط في العلم، فقد كان مجلسه للعلم للرجال وحدهم، مما حدا بالنساء أن يطلبن يوما للتعلم، فخصهن بيوم، ولم يأت بهن في مجالس الرجال؛ لينهلا سويا في مجلس مشترك مختلط، أليس هذا دليلا صريحا في منع المنظم من الاختلاط؟.
ألم يكن في القدرة الجمع بينهما؛ لتنال المرأة القسط ذاته من العلم الذي يناله الرجل، وهي بين أطهر الناس وأعلاهم دينا وعلما؛ الذين زكاهم الله تعالى ورضي عنهم؟.
عن أبي سعيد الخدري: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم، غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: (ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها، إلا كان لها حجابا من النار. فقالت امرأة: واثنين؟. فقال: واثنين). رواه البخاري.
* * *
هذه هي نصوص التحريم، أنواعا منوعة، كل نوع منها تحته أفراد كثيرة من الآثار محكمة الدلالة، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن له، من بيان تحريم الاختلاط المنظم المقصود بين الجنسين.
وهي نصوص دالة على التحريم إما بالمطابقة، أو بالتضمن، أو باللزوم. فقد احتوت على أنواع الدلالات الثلاثة كلها.
فنصوص المباعدة والفصل بين الجنسين، دالة على تحريم الاختلاط بالمطابقة؛ أي طريق مباشرة، فهي نص في المسألة، فلم يكن منه صلى الله عليه وسلم سعي ولا حرص على خلط الرجال والنساء في مجلس واحد، فلم يكن في مجلسه إلا الرجال، إلا استثناءً وعرضا، كأن تأتي سائلة، أو شاكية، أو مستفتية، أو واهبة نفسها للنبي، لم يكن في مجلسه للشورى والعلم والتخطيط والمدارسة عائشة، ولا حفصة، ولا أم سليم، ولا صفية بنت عبد المطلب عمته، بل ولا ابنته فاطمة. وقد كنّ خيرة النساء مبشرات بالجنة. وهكذا مجالس أصحابه الخلفاء الراشدون من بعده خالية من العنصر النسائي.
ولم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم، دعوته تجار الصحابة توظيف بنات الصحابة الفقراء في تجارتهم لسد عوزهن، ولا إرسالهن إلى الآفاق وحدهن للدعوة أو التعليم أو العلم، بل لما خرجت امرأة إلى الحج وحدها، أمر زوجها - وكان قد اكتتب في غزوة - أن يدع الغزوة ويلحق بها.
ونصوص الحجاب تضمنت تحريم الاختلاط .. فإن الحجاب معناه الحجز والفصل والمنع، وفي الاختلاط ينتفي هذا المعنى، وإنما سمح بالاختلاط العفوي – بالرغم من أنه تقارب ينافي معنى الحجاب- للضرورة والحاجة ورفع الحرج عن الأمة، فهو استثناء وليس بأصل، فإذا لم يكن ثمة ضرورة .. فالتباعد والتجافي.
كذلك نصوص القرار، فقد تضمنت التحريم، فقد أمرت المرأة بالقرار للتباعد عن الرجال ..
وأما نصوص غض البصر، فهي دائرة بين التضمن واللزوم:
فيمكن القول: إنها تضمنت منع الاختلاط؛ لاستحالة غض البصر في الاختلاط.
ويمكن القول: إنه يلزم عنها عدم الاختلاط؛ لتعذر ومشقة غض البصر حينئذ.
وكلا الحالين يمثلها فئة من الناس، فمن الناس من يستحيل في حقه غض البصر؛ لولعه بالنساء، وهؤلاء كثيرون موجودون متعطشون. ومن الناس من يشق عليه جدا، فهذا في معاناة لا يعلم بها إلا الله تعالى. فلذلك للدلالتين في هذا النوع نصيب.
فأما نصوص الفتنة والاتقاء، فقد دلت على التحريم من طريق اللزوم، فيلزم لمن أراد أن يتقي فتنة النساء، التباعد عنهن وعدم التقارب إلا بقدر الضرورة والحاجة، وما كان بغير قصد.
كل هذه الأنواع من الأدلة تجاوزها المبيحون، ولم يقدروها حق قدرها وجلالتها وهيبتها، فإنه من العسير جدا ردها، أو إبطال دلالتها الظاهرة، وهي كافية في تأسيس الحكم، فلو أتى ما يشكل عليها، فالواجب طرحها أو تأويلها، كما تطرح النصوص التي أشكلت على عدالة الصحابة أو تُأَوّل.
هذه النصوص هي التي بني عليها حكم التحريم، فإنها صحيحة ثابتة، صريحة محكمة، وبمثلها تقوم الأحكام:
فهي آيات قرآنية، وأحاديث نبوية ثابتة، والطعن في صحة بعض منها لا يضر؛ فليست حديثا واحدا ولا حديثين، ليظن مبيح الاختلاط: أن بتضعيف بعضها يسقط تحريم الاختلاط.
كلا، بل أحاديث كثيرة منوعة، مروية في السنن والصحاح وفي البخاري ومسلم؛ أهم مصدرين للسنة تلقتهما الأمة بالقبول، إذا لم يقم بالحكم حديث قام به غيره، وأسندته أحاديث كثيرة ثابتة.
ثم إن تلك النصوص صريحة محكمة؛ لا تحتمل إلا معنى واحدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/165)
وإن أول سؤال يرد هنا بعد هذا التأسيس لتحريم الاختلاط، بمثل هذه النصوص الوفيرة المنوعة:
ما جواب المبيحين عنها، وما موقفهم منها، هل قبلوها، أم أعرضوا عنها، أم حرفوا معانيها؟.
الجواب: لما كانت من الوضوح بمكان، عمد مبيح الاختلاط إلى تأويلها، وصرف معانيها إلى ما يتوافق والاختلاط، أو الإعراض عنها!!؛ لأنه عسير الجمع بينهما.
- ادعوا أن حكم القرار خاص بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أتوا في هذا بالعجب، وأفصحوا عن قلة فقه وبصيرة بمعاني الأوامر الإلهية، فإن عمدتهم في هذا: أن الخطاب توجه إلى الأزواج.
ويرد على مذهبهم هذا من وجوه:
الأول: أنه يلزم عن قولهم هذا، أن كل خطاب توجه إلى أحد بعينه، فحكمه خاص به، وحينئذ فالشريعة كلها خاصة بالصحابة؛ لأن الأمر الإلهي نزل يخاطبهم حين نزل، فمن بعدهم لم يأت بعد.
وما هكذا سبيل العلماء، سبيلهم أن الحكم يخص المخاطب بشرط هو: إذا ورد دليل آخر يدل على الخصوصية. وقد قال تعالى مخاطبا الأزواج: "وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى". فهل سيدّعون أن النهي عن التبرج أيضا خاص بالأزواج؛ لأن الخطاب توجه إليهن؟.
الثاني: دلت أدلة أخرى على: أن الحكم يعم جميع النساء. كحديث أم حميد الساعدي: (صلاتك في بيتك خير من صلاتك في مسجدي). فتأكد أن مخاطبة الأزواج لم يكن بغرض اختصاصهن بالحكم.
الثالث: لم ينقل أحد من المفسرين أن الحكم بالقرار خاص بأزواج النبي، بل قال القرطبي: "الشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة".
الرابع: قيل لهم: لم خص الأزواج بالقرار؟. قالوا: لحرمتهن ومنزلتهن.
فيقال لهم: هذه الحرمة والمنزلة تشمل فاطمة بنت رسول الله ولا شك. فيجب عليها القرار أم لا؟.
فإن قالوا: يجب عليها القرار. فهاهم أدخلوا من لم يتوجه الخطاب إليه، فبطل قولهم بالتخصيص.
وإن قالوا: لا يجب عليها القرار؛ لأنها لم تخاطب. بطل تعليلهم، وما بني عليه من التخصيص.
فكيفما قدرت، فقولهم باطل.
- لكن ماذا صنعوا بالحجاب، وهو أصرح الأدلة على منع الاختلاط؛ إذ لا معنى له ولا فائدة مع إباحة الاختلاط، فالحجاب هو الفصل والمباعدة، والاختلاط عكس ذلك؟.
لما كانوا في هذه الإباحة للاختلاط المنظم متناقضين مع معنى الحجاب والحكمة منه، صاروا إلى القول بالتخفف منه، حتى يتلاءموا مع هذا الوضع الجديد، المناقض للحجاب، فمن كان يقول بوجوب تغطية الوجه، رجع إلى القول بالكشف، ومن كان يقول بكشف الوجه، وأفضلية تغطيته، عاد يقول: الأحسن الكشف، حتى تقدر على أداء مهامها دون عائق بصري، قد ينتج عنه خطأ وكارثة.
حتى وصل بها الحال إلى حجاب يغطي الرأس فحسب، ثم تلبس ما تشاء من قميص وإزار حتى "البنطلون"، ولو بدا تفاصيل الجسد؛ أي جعلوا مجرد ستر البدن هو الفرض دون تقاسيمه وتفاصيله، وهذا بالاتفاق منكر، فانتشر هذا واشتهر، فأنكروه أولاً على خجل، ثم سكتوا، ثم قبلوه وأقروه؛ بأن الواقع الجديد يتطلب هذا النوع من الحجاب، وهكذا دخلوا في فكرة عصرنة الإسلام؛ أي تطويع أحكام الإسلام بما يناسب أحوال العصر .. صار العصر هو الإله؟!!.
ومن الدليل على هذا: تجويزهم - بل دعوتهم - للمرأة المشاركة في الأولمبياد الرياضية، وبالقطع لن تستطيع المشاركة بالحجاب الشرعي السابغ، إنما بحجابهم العصري المجسم المقسم للبدن.
وتجويزهم المشاركة في التمثيل، والغناء بين الرجال، إلى غير ذلك ..
صاروا إلى القول بأن للمرأة أن تمارس كافة النشاطات – بلا استثناء - بين الرجال .. "بحجابها".؟!!.
وهكذا هدموا الحجاب نفسه ونقضوه، بعدما هدموا معناه بإباحتهم الاختلاط، فما عاد حجاب هؤلاء النسوة والفتيات كحجاب الصحابيات والمؤمنات، وكما جاء الوصف في القرآن جلبابا يغطي من الرأس حتى القدم، واستقر عليه تفسير الصحابة، قال تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما".
قال ابن عباس: "أمر الله نساء المؤمنين، إذا خرجن من بيوتهن في حاجة، أن يغطين وجوههن، من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عينا واحدة".
فأين هذا من حجاب ليس إلا الخمار فحسب، لا يغطي إلا شعر الرأس والعنق، وبقية البدن خالٍ من الجلباب، ظاهر المفاتن لكل عين؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/166)
ولا عجب من الوصول إلى هذا الحال؛ فهو يؤكد ما تقدم: أن الحجاب والاختلاط المنظم يتنافيان.
- أما عن موقفهم من نصوص غض البصر. فلما علموا استحالة غض البصر في الاختلاط، حرفوا معنى الأمر الإلهي؛ ليتلاءم مع حياة الاختلاط.
فعندهم: يغض بصره إذا خشي الفتنة.
فانظر إلى هذا التحريف البيّن: أمرت الآية بغض البصر ابتداءً، منعا للفتنة ..
وهم يبيحون النظر والاسترسال، حتى إذا خشي الفتنة، أمروه بالكف.
فمن يتبعون: آلآية، أم أهواءهم؟.
- وعن نصوص الفتنة والاتقاء للنساء، هم يغضون البصر، ويكفون عن التأمل.
ونحن نتكلم عن المنتسبين للعلم والدعوة، أما غيرهم فيسخرون منها، وهم يعلمون أنها كلام نبوي شريف قاله ونطق به من لا ينطق عن الهوى، فيقولون: لا يزال فينا إلى اليوم من يعتقد أن المرأة عورة، وأنها فتنة؟؟!! ..
- وإذ نأتي إلى نصوص المباعدة والفصل، فإنهم كانوا أشد إعراضا لها.
ألقوها خلفهم ظهريا، ولم يرفعوا رأسا بفصله صلوات الله وسلامه عليه بين النساء والرجال في المساجد، وعند أبوابها، والطرقات، وفي مجالس العلم، وفي المواعظ والدروس والشورى والسفر والحضر والتجارات والأعمال.
إنما عارضوها بما ظنوه مبيحا للاختلاط، في الطواف والأسواق والجهاد، ولم يتفكروا:
إذا كانت هذه تبيح وتلك تمنع، فكيف جاز لهم تقديم الإباحة وتعطيل المنع، فأيهما الأولى بالتقديم؟.
كان الأولى بهم النظر، لتحديد ما يكون هو الفرض والواجب تقديمه، فإن اعتاص عليهم، قلدوا الراسخين في العلم، وحينئذ لن يملكوا إلا تقديم النصوص القولية المؤيدة بالتطبيقات العلمية -وهذه حال ووصف النصوص المحرمة للاختلاط- على النصوص العملية غير المؤيدة بالقولية، وهذه حال ووصف المبيحة، والتي فوق ذلك هي محتملة متشابهة؛ لها أكثر من معنى.
قال الله تعالى: "يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا * فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما".
* * *
نصوص المبيحين:
أتينا إلى ما ظنوا حجة ورأيا سديدا .. وحين يكمل عقل المرء ودينه وفقهه، يكفيه ما مضى من تأصيل لتأسيس الحكم لديه، ومعرفة ماذا شرع الله تعالى في العلاقة بين الجنسين.
فإذا ما عرض له شيء ظاهره يخالف ما تقرر وتأصل وتأسس، فإنه يلجأ إلى تخريجه والجواب عنه بما يحفظ الأصل ويقره، فهذا حال الراسخين في العلم والمؤمنين، أما حال غيرهم ممن قصر فقهه أو ممن زاغ وابتغى الفتنة، فَيَدَعون الأصل؛ ليعتنوا بالعارض الطارئ، فيجعلوه هو الأصل، على شذوذه وضعفه، فيستنبطوا منه حكما أصليا ثابتا، ينقضون به الثابت المستقر الصادر بالأمر الإلهي.
فحالهم كحال الذي بلغه: أن الحاكم أصدر مرسوما بمنع البيع والشراء بعد الثانية عشرة ليلا، وأعلن ذلك على الجميع، وتأكد بمراسيم أخرى، ثم مر يوما فرأى صيدلية تفتح أبوابها في الواحدة صباحا، ثم تكرر منه رؤية ذلك، ومر فوجد دكانا كبيرا يبيع في الثالثة صباحا، إلى جانبه آخر صغير كذلك.
وفي الأثناء أخذ كتابا قديما، فقرأ فيه: أن الناس في هذه البلدة يتبايعون ليلا ونهارا.
فاستنبط من ذلك: أن المرسوم قد ألغي. والدليل: هذه المحَاَلّ المفتوحة، وما في الكتاب القديم من خبر. بل زاد على ذلك: عجبه من إحجام البقية عن استغلال هذا الإذن، والعودة لمنافع البيع والشراء.
وما درى هذا: أن تلك المحال مستثناة من المرسوم، لحاجة الناس الدائمة، والمرسوم على حاله من المنع. أما الدكان الصغير، فهو مخالف يستحق العقوبة، وما في الكتاب القديم، كان قبل الأمر.
والقصد: أنه ما من أمر سواءً كان إلهيا، أو بشريا. وإلا ويعتريه استثناءات للحاجة والضرورة، وهناك من يخرقه ويخالفه قصدا، ومن يخالفه سهوا ونسيانا. فلو كانت هذه الأحوال المخالفة -بعذر أو بدون عذر- سببا كافيا لإلغاء الأمر، لألغيت الأوامر كلها، وما ثبت أمر ألبتة.
وهكذا أحكام الشريعة، فيها أمر عام، يتأسس بالنصوص الصحيحة والصريحة في المعنى، كنصوص منع الاختلاط، ثم يطرأ عليها أحوال استثنائية، أو يوجد من يخالفها، لكنها لا ترقى أن تبطلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/167)
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن استقبال القبلة أو استدبارها ببول أو غائط. ثم إن ابن عمر مرة ارتقى جدارا، فرأى النبي عليه السلام يقضي حاجته مستقبلا أو مستدبرا القبلة. فذهب العلماء إلى قولين في المسألة:
الأول: أن هذا الفعل تخصيص لعموم النهي. فإذا كان في فضاء منع، وإذا كان دون القبلة حاجز جاز.
الثاني: أن القول مقدم على الفعل؛ لأن القول مقصود لذاته، ونحن مأمورون بطاعة قوله، وأما الفعل فقد يكون سهوا، وقد يكون عمدا، فلما احتمل، وتعذر الترجيح، بقي النهي على عمومه.
وهكذا لم نجد بينهم من عارض وضرب قوله بفعله، فعطل الأمر بالفعل، فأجاز بين البنيان مطلقا، لكن الذين أباحوا الاختلاط خالفوا سبيل العلماء الراسخين، فضربوا قوله بفعله ..
* * *
وهذا يتبين بما يلي:
إن نصوص المبيحين لاختلاط الرجال بالنساء ضعيفة في دلالتها، وهي كذلك في غير محل النزاع ..
فأما كونها ضعيفة الدلالة، فلأمور أربعة هي: أنها عملية، متشابهة، مبيحة، على البراءة الأصلية.
الأول: أنها عملية.
ليست بقولية، والمعلوم عن أهل الأصول والفقهاء والمحدثين، من حيث المبدأ والأصل:
أن القول مقدم على الفعل، وأن ما كان أمرا بالقول فهو مقصود لذاته؛ لأنه موضوع للدلالة على الأمر، بلا خلاف، وهو يدل على الوجوب بنفسه من غير واسطة.
والدليل يؤكد هذا، فإن الله تعالى يقول: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم"، فقال: {عن أمره}، والأمر هو القول، قال تعالى: "ولكن حق القول مني: لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين".
فأما الفعل فإنه قد يكون مقصودا، وقد لا يكون مقصودا، وقد يكون عمدا، وقد يكون سهوا، كما تقدم في مثال استقبال القبلة في قضاء الحاجة، فلا يأخذ منه حكم ابتداءً، لكن القول يؤخذ منه. فقول النبي صلى الله عليه وسلم يتعدى إلى غيره بنفسه، بخلاف فعله، فلا يتعدى إلا بدليل. فإذا اجتمعا كان التمسك بقوله، وحمل فعله على التخصيص ونحوه هو الواجب.
قال الزركشي في البحر المحيط 6/ 177:
"أن يكون أحدهما قولا والآخر فعلا، فيقدم القول؛ لأن له صيغة، والفعل لا صيغة له".
والكلام نفسه بحروفه ذكره الشوكاني في إرشاد الفحول 2/ 393.
وقال الزركشي أيضا 4/ 198: "مذهب الجمهور: تقديم القول:
- لقوته بالصيغة.
- وأنه حجة بنفسه.
وظاهر كلام ابن برهان أنه المذهب.
وجزم به إلكيا. قال: لأن فعله لا يتعدى إلى غيره إلا بدليل، وحق قوله أن يتعداه، فإذا اجتمعا تمسكنا بقوله، وحملنا فعله على أنه مخصوص به.
وكذا جزم به الأستاذ أبو منصور، وصححه الشيخ في اللمع، والإمام في المحصول، والآمدي في الأحكام، والقرطبي وابن حزم".
قال في الكوكب المنير 2/ 202: " (وإن جهل) هل تقدم الفعل على القول، أو تأخر عنه (وجب العمل بالقول) دون الفعل؛ لأن القول أقوى دلالة على الفعل:
- لوضعه لها.
- ولعدم الاختلاف في كونه دالا.
- ولدلالته على الوجوب وغيره بلا واسطة.
- ولأن القول يدل على المعقول المحسوس، فيكون أعم فائدة".
الثاني: أنها متشابهة.
أي محتملة لأكثر من معنى، كما سنبين في المثال الآتي، والنصوص المتشابهة لا يؤخذ من معانيها إلا المعنى الموافق للمحكم، ويطرح ما عداه، لكن المبيحين أخذوا المعنى المعارض للمحكم، وطرحوا الموافق له، عكس سبيل المؤمنين العلماء الراسخين في العلم.
الثالث: أنها مبيحة.
تقابلها نصوص تقتضي الحظر، والحظر مقدم على الإباحة؛ لأن المحرمات يحتاط لإثباتها ما أمكن.
قال الرزكشي في البحر المحيط 6/ 170: "أن يكون أحدهما أقرب إلى الاحتياط؛ أن يقتضي الحظر، والآخر الإباحة، فيقدم مقتضى الحظر؛ لأن المحرمات يحتاط لإثباتها ما أمكن، ولحديث: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) ".
وفيه 6/ 171: "أن القاضي بكار سأل المزني: يا أبا إبراهيم!، جاء في الأحاديث تحريم النبيذ، وجاء تحليله، فلم قدمتم التحريم على التحليل؟. فقال المزني: لم يذهب أحد من العلماء إلى أن النبيذ كان حراما في الجاهلية ثم نسخ، ووقع الاتفاق على أنه كان حلالا، فهذا يعضد الأحاديث بالتحريم. فاستحسن ذلك منه".
وعلى النسق نفسه نقول: لم يذهب أحد من العلماء إلى أن الاختلاط كان حراما في الجاهلية ثم نسخ، ووقع الاتفاق على أنه كان حلالا أو مباحا غير محرم، فهذا يعضد الأحاديث بالتحريم؛ أي يدل على نسخ الإباحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/168)
الرابع: أنها على أصل البراءة.
والتحريم والحظر ناقل، والناقل عن الأصل مقدم؛ لأن فيه زيادة وهو الحكم بالتحريم، أما الأصل والبراءة فليس فيه حكم، بل مسكوت عنه، جارٍ على العادة.
قال الزركشي 6/ 169: "أن يكون أحد الخبرين مفيدا لحكم الأصل والبراءة، والثاني ناقلا، فالجمهور على أنه يجب ترجيح الناقل".
فدلالة نصوص الإباحة ضعيفة لواحد من هذه الأمور منفردا، فكيف بها مجتمعة؟.
أي لو فرض عدم معرفة تاريخ المتقدم والمتأخر والمنسوخ والناسخ، لكانت هذه الأمور الأربعة –منفردة أو مجتمعة- كافية في إبطال الإباحة وتقديم الحظر والتحريم، كيف وقد علم يقينا أن هذه النصوص لا تعارض التحريم، كونها في غير محل النزاع.
فكونها في غير محل النزاع، فلثلاثة أمور:
الأول: أنها نصوص كانت قبل الحجاب.
كحديث دخوله صلى الله عليه وسلم على أم حرام وأم سليم، وإضافة الرجل وزوجه للضيف وأكلهما معه، وخدمة أم أسيد الحضور من الرجال يوم عرسها، ودخول عائشة على أبيها وبلال لما قدما المدينة وبهما حمى يثرب، ووضوء الرجال والنساء جميعا وغير ذلك، فكل هذه عليها قرائن ثابتة تبين أنها كانت قبل نزول الحجاب في نهاية السنة الرابعة، فلا حجة فيها إذن.
فحديث أم سليم وأم حرام سيأتي تفصيله، وحديث الضيف يدل على فقر كان بالصحابة، حيث لم يتعرض لإضافته سوى هذا الرجل، ولم يكن معه شيء هو أيضا، إلا قوت أولاده، وكذلك الناس كانوا قبل نهاية السنة الرابعة (= سنة الحجاب)، حتى فتح عليهم من الرزق بعد ذلك.
وأم أسيد ولدت أسيدا، وهو معدود في الصحابة، فمن المقطوع به أنه ولد قبل الحجاب، وإلا كان عمره عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أربع سنين.
وعائشة إنما دخلت على أبيها وبلالاً في أول مقدمهم إلى المدينة، حيث كان بها حمى يثرب، حتى دعا النبي صلى الله عليه وسلم، فنقل حماها إلى الجحفة.
ووضوء الرجال والنساء جميعا قطعا كان قبل الحجاب، لو كان معنى "جميعا": في آن واحد، من إناء واحد. لأنه بالاتفاق لا يجوز للمرأة تبدي للأجنبي قدمها، وساعدها حتى المرفق، ورأسها وشعرها وأذنها، وكل ذلك من مواضع الوضوء، فوضوءها عند الرجال يعني كشف كل ذلك. وكلام الشارع لا يتناقض، حيث أمرها بستر كل ذلك أمرا صريحا.
الثاني: أنها كانت مع محارم.
كما قد ذهب بعض العلماء في حق أم حرام وأم سليم أنهما كانتا خالتي النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع، حيث رضعن مع أمه آمنة، والتي كان أخوالها من الأنصار، وكذا في قصة المرأة التي كان تفلي شعر أبي موسى الأشعري في حجة الوداع، يحتمل أنها كانت من محارمه.
الثالث: أنها حالات استثنائية:
- فمنها ما كان ضرورة وحاجة، كخروج النساء للجهاد؛ لقلة الرجال، فلما كثروا قلَّ خروجهن، وحضورهن مجلس النبي صلى الله عليه وسلم للسؤال والشكوى ونحوه، وخروجهن للسوق والصلاة والطواف والحج، كل ذلك يقع فيه اختلاط، لكن لا بد منه، فتسامح فيه الشارع، ولم يؤاخذ به.
- ومنها أن المختلطة كبيرة، بالغة سن اليأس، في مقام الأم والجدة، كما قد يقال كذلك في قصة المرأة فَلَتْ شعر أبي موسى الأشعري، وهو وجه ثان في التخريج؛ فإذا لم يثبت محرميتها له، فيحتمل أنها كبيرة لا تشتهى، وحكمها بالقطع ليس كحكم الشابة، فإن لها أن تضع خمارها، فتكشف عن وجهها غير متبرجة بزينة، كما في الآية، فإن احتيج إليها في تطبيب ونحوه فلا بأس. وكذلك حديث سهل بن سعد في إطعام المرأة لهم يوم الجمعة، فإنها كانت كبيرة، وهم صبية، وفيه تخريج آخر: أنه لا يلزم من إطعامها جلوسها معهم، بل مجرد تقريب الطعام، وذلك لا مؤاخذة فيه.
- ومنها ما كان خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما في إرداف أسماء، وهكذا كان جواب بعض العلماء الذين لم يثبت عندهم قرابة أم سليم وأم حرام للنبي صلى الله عليه وسلم، فجنحوا إلى الخصوصية، وهو وارد، حيث عصمته من الإثم في هذا يقيني، وليس لغيره مثل هذه العصمة، ثم هو أب للمؤمنين، يزوجهن بغير ولي، كما أن أزواجه أمهاتهم. يدل عليه: أن أحدا من الصحابة لم يقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدخول على الأجنبيات.
وهكذا نكون قد أجبنا، ووضعنا ميزانا لحل كل ما يورده المبيحون من أدلة، لا يزالون يختلقونها اختلاقا بأدنى صلة، وبعضها لا صلة لها بمحل النزاع أصلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/169)
ومع كل ذلك، فهاك دليلا مما استدلوا به، نعرضه ونناقشه تفصيلا وفق الميزان، كأنموذج يقاس عليه غيره، وبه يتبين اختلال منهج المبيحين - ولا يتصور منهم غير ذلك - وأصالة منهج المحرمين.
روى البخاري في صحيحه في الاستئذان، باب: من زار قوما فقال عندهم. حديثين عن أنس:
- (أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعا، فيقيل عندها على ذلك النطع. قال: فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة، ثم جمعته في سُكّ وهو نائم. قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة، أوصى أن يجعل في حنوطه من ذلك السُكّ، فجعل في حنوطه).
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب قباء، يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل يوما فأطمعته، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟. فقال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكا على الأسرة، أو قال: مثل الملوك على الأسرة – يشك إسحاق – قلت: ادع الله أن يجعلني منهم. فدعا). الحديث.
ظاهر الأثرين معارض، يخالف كافة نصوص تحريم الاختلاط، وأكثر من ذلك؛ فإنه يخالف صريح نهي النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء). رواه البخاري/ النكاح/ لا يخلون رجل.
فكيف يكون الجواب عنهما، فإنه من المحال الأخذ بهما وإباحة الدخول والاختلاط؛ لأنه هدر لنصوص كالجبال سبقت في المنع والتحريم؟.
للجواب سؤال: هل يمكن أن يكون لهذين الأثرين جواب غير أنهما يبيحان الاختلاط؟.
نعم، ثمة أجوبة كلها محتملة واردة، فمن ذلك: أنها حادثة قبل الحجاب، أو أنهن محارم، أو خصوصية.
فأما احتمال كونها قبل الحجاب؛ فذلك أن الرجال كانوا يدخلون على النساء بيوتهن، حتى تزوج عليه الصلاة والسلام بزينب، فدخل الناس للطعام، فأطالوا المكث وهم جلوس، وزينب جالسة، والرسول يدخل ويخرج، حتى نزلت الآية في سورة الأحزاب: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي .. "، إلى قوله: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب". فخرج الرجال وضرب الحجاب. (رواه البخاري)، ومنعوا من الدخول بعد ذلك على النساء، وقال: (إياكم والدخول على النساء).
فالحجاب والنهي عن الدخول ثبتا قولا، وبه تأسس الحكم بالمنع من هذا الاختلاط، وبعد ذلك، فكل ما أتى من خبر فيه: أنه دخل على امرأة أجنبية بيتها. فحمله على ما قبل الحجاب هو المتوجب. إذ النبي لا يخالف إلى ما نهى عنه عامدا قاصدا إلا بعذر شرعي، قال تعالى: "وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه .. ".
وبهذا الجواب نحفظ للنصوص وقدرها ودلالتها ومعانيها، ونكون قد أجبنا على ما أشكل جوابا معقولا ممكنا غير محال، ومهما أمكن الجواب عن المشكل بما لا يعطل المحكم الثابت، فهو الواجب، لا جواب معطل.
على أن له جوابا آخر هو: الخصوصية. فالنبي معصوم من الفواحش بالاتفاق والإجماع، فافتتانه محال شرعا، فلا ريبة من دخوله على النساء المؤمنات، ثم هو كذلك أب للمؤمنين والمؤمنات.
ومع ذلك، فمهما أمكن حمله على ما قبل الحجاب، فهو الأوجه والأحسن.
وقد ادعى بعضهم أن حادثة أم سليم كانت بعد حجة الوداع، بدليل ذكر الشعر، فزعم هذا أن الشعر كان مما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة في منى، فأخذته أم سليم فخلطته بعرقه في سك. الفتح 11/ 72.
لكن الروايات تفيد أنها كانت تفلي شعره، وهذا حال يمكن معه تساقط بعضه. وهكذا لا يلزم من ذكر الشعر، وقوع القصة بعد حجة الوداع.
بل في حادثة أم حرام ما يدل على أنها كانت قبل الحجاب؛ إذ فيها بشارة بالفتح ناحية البحر، وهذا دليل على امتداد الفتوحات إلى أمكنة بعيدة، ثم وصفهم بالملوك على الأسرة، وصف عزة وقوة. وقد كانت المبشرات في أوائل العهد النبوي، حيث كان النبي ومن معه يحتاجون إليها للتثبيت واليقين. أما بعد السنة الرابعة، فقد تحول الأمر جذريا من الضعف إلى القوة، حتى فتحت سائر جزيرة العرب، فحمل الحادثة على ما بعد حجة الوداع لا وجه له؛ فلا حاجة إلى المبشرات، وهم يفتحون البلدان.
وهناك ما يدل على هذا أيضا، فقد قال ابن حجر في الفتح 11/ 78:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/170)
" ثم قال: وإذا تقرر هذا، فقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه، إلا على أم سليم، فقيل له. فقال: أرحمها. قتل أخوها معي. يعني حرام بن ملحان، وكان قد قتل يوم بئر معونة".
أما حادثة بئر معونة، فكانت شهر صفر سنة أربع، والحجاب كان في ذي القعدة من السنة نفسها، فبين الحدثين تسعة أشهر، فدخوله بعد حادثة البئر، قبل الحجاب، هو المتعين لقرب المصيبة.
وأما احتمال المحرمية، فإن الرميصاء أم سليم، أخت للغميصاء أم حرام بنت ملحان، وقد قال بعض الحفاظ: "كانت أم سليم أخت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة". الفتح 11/ 78، وقد رد الدمياطي هذا فقال: "ذهل كل من زعم أن أم حرام إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أو من النسب، وكل من أثبت لها خؤولة محرمية؛ لأن أمهاته من النسب واللاتي أرضعنه معلومات، ليس فيهن أحد من الأنصار ألبتة". المرجع نفسه.
لكنه هو الذاهل، فإن الزاعمين – بحسب تعبيره - قالوا: إحدى خالاته. ولم يقولوا: أمهاته.
والمقصود: أن أمه آمنة رضعت مع أم سليم، وليس هو الذي رضع، فتكون بذلك خالته من الرضاع.
ورضاعتهما معا متصور، فأخوالها من بني النجار في المدينة، وهي كذلك.
هكذا تدرس هذه النصوص والآثار المعارضة في ظاهرها لحكم أصيل محكم، وما من أثر إلا وله جواب كجواب ما سبق، ثم يبقى الاختلاط غير المقصود العفوي غير المنظم، فذلك مما وسع الله به على عباده، غير مكلف لهم ما لا يطيقون، من دون أن يكون ذريعة للتهاون.
فإن الشارع معه إباحته للاختلاط العفوي، إلا أنه استحب التجافي عنه قدر الإمكان من غير إيجاب، وذلك تبين في مواطن عديدة، منها:
- أمره النساء لزوم حواف الطريق في مشيهن، وترك الوسط للرجال.
- ترغيبهن في الصلاة في بيوتهن، مع نهيه عن منعهن المساجد.
- في إشارته أن يطفن من وراء الرجال.
فحاجات المرأة كحاجات الرجل، وانفصالها التام عن الرجال، بحيث لا تراه ولا يراها ألبتة، يفوت عليه وعليها منافع شتى، ويجلب الحرج والعسر، ويمنع من التيسير، وقواعد الشريعة وأصولها تقوم على اتساع الأمر إذا ضاق، والتيسير إذا حلت المشقة.
وعليه: فقد أجاز لها الخروج والمخالطة بما يحقق حاجاتها، من غير أن يكون ذريعة إلى المنظم أو اختلاط لا حاجة له شرعية.
http://www.dorar.net/art/421(132/171)
جنازة الشيخ أحمد بن محمد السالك الشنقيطي
ـ[أكرم بن محمد زيادة]ــــــــ[26 - 09 - 10, 09:53 م]ـ
الشيخ أحمد بن محمد السالك في رحاب الله إن شاء الله
كلما سمعنا بوفاة عالمٍ من علمائنا تنتابنا مشاعر شتى من الحزن والحسرةِ والألمِ والأسى.
وكلما ودعنا عالماً من علمائنا إلى رحاب ربه تنتابنا مشاعر شتى من الحزن المشوب بالغبطة والسرور والبشرى بما هو مقبل عليه.
ذلك أن جنازات علمائنا وأئمتنا تؤكد لنا سلامة منهجنا السلفي وسلامة عقيدتنا السلفية التي تعلمناها منهم، والتي رَبَوْنَا عليها.
كانت تتدافع إلى رأسي وأنا أودع شيخي وأستاذي ورئيسي في العمل ـ في فترة الشباب ـ فضيلة الشيخ المربي:
أبا منير أحمد بن محمد السالك الشنقيطي
آيات الله، وأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وآثار السلف الصالح ..
كان يتدافع إلى رأسي قول الله تعالى:
چ ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ النحل: 32
وقول الله تعالى:
چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ فصلت: 30
وقول الله تعالى:
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ الأحقاف: 13
كان يتدافع إلى رأسي قول النبي صلى الله تعالى وعلى آله وصحبه أجمعين الذي رواه عنه جَابِرٍ بن عبد الله قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ:
«يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ».
رواه مسلم (7413) وغيره
كان يتدافع إلى رأسي قول النبي صلى الله تعالى وعلى آله وصحبه أجمعين الذي رواه عنه عبد الله بن عباس قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وآله وسلم- يَقُولُ:
«مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلاً لاَ يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ».
رواه مسلم (2242) وغيره
وقد قام على جنازته وصلى عليه وشيعه الآلاف حتى إن جنازته ـ رحمه الله تعالى ـ حُمِلَتْ على أكتاف المشيعين من مسجد والده الشيخ محمد السالك في الهاشمي الشمالي إلى مقبرة حي الهملان في ماركا الجنوبية حيث دفن بجوار شيخنا الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ وبقرب شيخنا وشيخه في القراءة الشيخ خالد أبو زيتون، رغم أنني حاولت أكثر من مرة أن أنال شرف حمله في سيارتي إلى مثواه الأخير ولكن المشيعين رفضوا إلا أن يبقوا حامليه على أكتافهم وعواتقهم مما زاد حسرتي على فوات ذلك الشرف لي وغبطتي لحامليه.
كان يتدافع إلى رأسي قول الإمامِ أحمدَ بنِ حنبلَ ـ رحمه الله تعالى وأعلى اللهُ درجتهُ في الجنّةِ ـ:
«قولوا لأهلِ البدعِ: بيننا وبينكم الجنائزُ»
وصورة جنازة الإمامِ أحمدَ بنِ حنبلَ وجنازة الإمام وشيخ الإسلام أحمد ابن عبد السلام ابن تيمية تبشر بأن تكون جنازة الشيخ أحمد بن محمد السالك الشنقيطي مثل جنازتيهما
رحم الله أبا منير فقد علمنا والله الكثير من السنن، وأرشدنا إلى العديد من صحيح العقائد، وحبب إلينا الأسانيد وعلم الحديث، وكان لنا أسوة حسنة، وقدوة صالحة في حياته، ومماته، وقد سمعنا بأنه ـ رحمه الله ـ توفي على وضوء ختم الله له به حياته.
ـ[محمود بن محمد حمدان]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:23 م]ـ
رحمهُ اللهُ رحمةً واسعة، وأسكنهُ فسيحَ جنَّاتِه. اللهم آمين
حبذا لو أتحفتمُونا شيخنا أبا محمَّد بترجمة عن الفقيد -رحمهُ اللهُ-.
ـ[أكرم بن محمد زيادة]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:32 م]ـ
نعم إن شاء الله سنكتبها قريبا
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:28 ص]ـ
أحسن الله عزائكم شيخنا الحبيب والحمد لله على تفريج كربتكم
ونسأل الله أن يحفظكم وجميع علماء المسلمين ووالله إنني لما سمعت بنبأ وفاة الشيخ صعقت.
والله كان الشيخ قمة في التواضع والأدب والاخلاق واليشاشة ودماثة الأخلاق وكم وكم جالسته فلا أسمع منه إلا طيباً ولا أرى منه إلا الابتسامة والمزاح الطيب الذي ينم عن أصل طيب ولم يكن يمنعه علمه الجم أن يترفع عن ممازحة صغار طلبة العلم مثلي أو حتى من هو اصغر مني فوالله لو جلست أعدد محاسن الشيخ التي رأيتها مرات ومرات لا تعد ولا تحصى فلن أنتهي وأسأل الله أن يعوض الامة خيراً وألا يكون هذا الأمر نذير شر بقبض علماء الأمة ونسأل الله أن يرحم الشيخ رحمة واسعة ... اللهم آمييين
أخوكم:
أبو الحسن الرفاتي
الهاشمي الشمالي - عمان - الأردن
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[27 - 09 - 10, 02:43 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
رحم الله فقيه عمّان .... رحم الله الشيخ المفضال ... فقيه النفس ... فقيه البدن
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلا خيرًا من أهله.
اللهم ألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
اللهم عوضنا فيه خيرًا.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/172)
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[27 - 09 - 10, 04:09 ص]ـ
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلا خيرًا من أهله.
اللهم ألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
اللهم عوضنا فيه خيرًا.
آمين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=78490&stc=1&d=1285546054
ـ[ابن سالم]ــــــــ[27 - 09 - 10, 09:13 ص]ـ
رحم الله شيخنا العلامة الفقيه المتواضع: علم عمان، ودرة في تاج الأردن، مربي الأجيال، مؤدب الرجال.
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[27 - 09 - 10, 10:37 ص]ـ
اللهم ألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 04:04 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[ابن سالم]ــــــــ[27 - 09 - 10, 07:15 م]ـ
في هذا الرابط شيء عن الشيخ أحمد السالك رحمه الله
http://www.shahhal.eb2a.com/vb/showthread.php?t=119
ـ[عمر بن إحسان]ــــــــ[28 - 09 - 10, 06:35 م]ـ
رحم الله الشيخ أحمد السالك وأسكنه فسيح جنانه
وماندمت يوما في حياتي كندمي اليوم على عدم اللقاء بالشيخ رحمه الله
وقدر الله أننا سمعنا بالخبر متأخرين وأقل القليل نحضر جنازته تخفيفاً لنار اللهيب
الذي في قلوبنا للقاء بعلمائنا ومن لهم فضل علينا
ولمن زكاه من أكابر شيوخنا رحمهم الله
وما أقول إلا قدر الله وما شاء فعل
وإنا لله وإنا إليه راجعون
والسلام
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:15 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون ... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
رحم الله فقيه عمّان .... رحم الله الشيخ المفضال ... فقيه النفس ... فقيه البدن
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلا خيرًا من أهله.
اللهم ألهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
اللهم عوضنا فيه خيرًا.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا.
اللهم آمين.(132/173)
العلامة صالح الفوزان في مقال جديد: لا اعتزاز إلا بالإسلام و «الانسانية» من أمور الجاهليّة
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:14 ص]ـ
صحيفة المسك - العلامة صالح بن فوزان الفوزان:
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن أمة أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله. فلا اعتزاز إلا بالإسلام ولا انتماء إلا إلى الإسلام. قال أبو بكرة رضي الله عنه:
أبي الإسلام لا أب لي سواه * * * إذا افتخروا بقيس أو تميم
فالانتماء والاعتزاز بغير الإسلام من أمور الجاهلية. لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم من يقول: يا للأنصار ومن يقول: يا للمهاجرين قال صلى الله عليه وسلم: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم". وقال: "دعوها فإنها منتنه".
فالاعتزاز بالقبيلة أو بالقومية أو بالعروبة أو بالإنسانية اعتزاز وانتماء بأمور الجاهلية ولما ظهر قبل فترة قريبة من يدعوا إلى القومية العربية أنكر عليه العلماء أشد الإنكار ورد عليهم الشيخ عبدالعزيز بن باز برد مطول قوي سماه: نقد القومية العربية. وهو مطبوع ومتداول.
وذلك لأن الإسلام دين الرحمة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ودين البشرية: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً) والإنسانية بدون دين الإسلام لا تغني شيئا فقبل الإسلام كانت الإنسانية في وحشية وخصام وقتال ونهب وسلب وتناحر: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) فكل رحمة وكل إحسان إلى الناس فذلك في دين الإسلام: (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) حتى البهائم عند ذبحها ومن يستحون القتل من بني آدم أمر الإسلام بالإحسان إليهم عن الذبح والقتل قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"، وغفر الله لبغي سقت كلباً وعذب امرأة حبست هرة حتى ماتت.
إن الإنسانية وحدها بدون الإسلام لا تغني شيئا ولا تجلب خيرا ولا تدفع ضرا وما سفكت الدماء ولا استبيحت الأعراض ولا استحلت الأموال إلا من بني الإنسانية ولا حفظت هذه الحرمات إلا بالإسلام وإننا نسمع في هذا الوقت من يعتز بالإنسانية وينسب إليها كل إحسان ومعروف ناسياً أو متناسياً أو قاصداً جحود فضل الإسلام. والله سبحانه قال: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً) ولم يقل: وما كان لإنسان إن يقتل إنساناً وما خالف الإسلام فهو من أمور الجاهلية التي أمرنا بتركها والاعتزاز بديننا والانتماء إليه وإظهار فضله والدعوة إليه.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح والإصلاح للإسلام والمسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 12:31 ص]ـ
أحسنت، أحسنت أخي الكريم (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)(132/174)
استشارة عاجلة عن ترشيح متن فقه حنبلي.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 09:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في إطار العمل الدعوي وخدمة كتب الحنابلة بشكل خاص والفقه المقارن بشكل عام بدا لي شرح متن فقه حنبلي مراعيا - بإذن الله - الآتي:
1 - شرح عبارة الكتاب.
2 - تحرير المذهب.
3 - بيان الراجح.
4 - التطبيقات الفقهية المعاصرة - ما استطعت إلى ذلك سبيلا -.
وقد تحيرت في اختيار متنا مناسبا تتحق فيه الشروط التالية:
1 - أن يكون جامعا.
2 - أن يكون مختصرا.
3 - ألا يكون قد سبق خدمته بالشرح والتحشية مما يجعل العمل عليه تحصيل حاصل.
وكان قد وقع اختيار ي على اختصار للهداية المسمى بإدراك الغاية.
فهل من مشورة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 03:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في إطار العمل الدعوي وخدمة كتب الحنابلة بشكل خاص والفقه المقارن بشكل عام بدا لي شرح متن فقه حنبلي مراعيا - بإذن الله - الآتي:
1 - شرح عبارة الكتاب.
2 - تحرير المذهب.
3 - بيان الراجح.
4 - التطبيقات الفقهية المعاصرة - ما استطعت إلى ذلك سبيلا -.
وقد تحيرت في اختيار متنا مناسبا تتحق فيه الشروط التالية:
1 - أن يكون جامعا.
2 - أن يكون مختصرا.
3 - ألا يكون قد سبق خدمته بالشرح والتحشية مما يجعل العمل عليه تحصيل حاصل.
وكان قد وقع اختيار ي على اختصار للهداية المسمى بإدراك الغاية.
فهل من مشورة، وجزاكم الله خيرا.
فكرة رائعة شبيهة بطريقة الشيخ عبدالله عبدالعزيز الجبرين -حفظه الله- في شرحه لعمدة الفقه للموفق.
هناك مختصر خوقير .. يحتاج لعناية، وهو قريب من شرطك، وهو من المتون الحنبلية التي تحتاج لخدمة ..
وسددك الله
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[27 - 09 - 10, 03:45 م]ـ
............ حذفتُ المشاركة ..........
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:35 ص]ـ
مختصر الخرقي ..
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 02:00 م]ـ
شيء جميل و مفيد. و لكن هناك ما هو أهم في نظري، و هو تبسيط الفقه، و الحرص على المواضيع المُحتاج إليها في حياة الناس، و عدم التركيز على المسائل التي لا حاجة إليها كثيراً، مع إضافة المسائل المعاصرة في مظانِّها. فبما أنك ستشرح، و الشرح تأليف، فكن سابقا لا تابعاً، و اكتب كتابا مختصراً على حسب رؤيتك و هدفك. و الله مولى التوفيق و التسديد
ـ[محمد الفردي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 03:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أشر عليكم أن يكون الشرح للهداية نفسه
ولعلها فرصة أن
نستأذنك في رفع الشرح علي الشبكة عند البدء
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:00 م]ـ
فكن سابقا لا تابعاً
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، إنني لا أحب التقليد بل اجتهد قدر طاقتي للوصول للقول الراجح، والحمد لله الوصول للحكم على الحديث في ضوء كلام الأئمة النقاد وحسب القواعد المتعارف عليها بين علماء هذا الشأن، وقد قمت بشرح كتاب الشيخ العثيمين (الأصول من علم الأصول) فيما يزيد على السبعمائة صفحة، ولم أخرج عن مسائله، ولعلي أرفع هذا الشرح قريبا بإذن الله على الشبكة، وذلك بعد أن استشير جماعة من مشايخي حول المصالح والمفاسد المترتبة على نشر هذا الشرح على الشبكة.
و اكتب كتابا مختصراً على حسب رؤيتك و هدفك. و الله مولى التوفيق و التسديد
إنني أريد أن أتقيد بمتن حنبلي خدمة للمذهب الحنبلي، وكنت أريد أن أختصر الفروع لابن مفلح كمتن على القول الراجح عندي كمتن، ثم أشرحه، ولكنني توقفت عن هذا الأمر لأمرين أنني على علم بأن هناك رسالة عن اختيارات ابن مفلح، ولا احب أن أكرر الجهود، والثاني أن تحرير المذهب عند الشرح يقتضي ذكر الروايات، فيعود ذلك على الإختصار بالبطلان.
وقد فكرت في اختصار المستوعب، ثم شرح المختصر، ولعلي أستخير في ذلك، والآن قد راسلت بعض الأفاضل ليرسل لي نسخة من اختصار الهداية للكلوذاني.
والله المستعان.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:07 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
أشر عليكم أن يكون الشرح للهداية نفسه
ولعلها فرصة أن
نستأذنك في رفع الشرح علي الشبكة عند البدء
الهداية كبير، وشرحه يطول ومن عادتي التفريع واستخراج المسائل من العبارة، وتطبيق هذا على الهداية قد تتقاصر عنه الأعمار.
وأما رفع الشرح على الشبكة فمما يسعدني فالعلم رحم بين أهلها.
والله المستعان.،(132/175)
كيف يعاملك الله؟؟؟
ـ[أمة الله الرحمن]ــــــــ[27 - 09 - 10, 01:22 م]ـ
الحمد لله
الحمد لله أن ربى الله
الله الذى خلقنى ورزقنى ولم يتركنى هملا
بل هدانى من الضلالة وعلمنى من الجهل وأغنانى من الفقر
الحمد لله الذى كفانى وأعزنى ورفعنى ومن عليا بما لم أستحق
الحمد لله الذى عصيته فسترنى واستغفرته فغفر لى ودعوته فأجابنى وسألته فأعطانى
الحمد لله الذى لم تنقطع عنى نعمه فى لحظة من ليل أو نهار
قل شكرى وكثر ذنبى فلم يحرمنى
الحمد لله
هل رأيتم من يعامل أحد كما يعامل الله عباده؟؟؟
العبد يعصاه والذى يمد عينه بالبصر وهو ينظر الى الحرام الله
ولو شاء لسلب بصره فما نظر
العبد يعصاه والذى يسمعه هو الله ولو شاء لسلبه السمع فما سمع شيئا
العبد يعصاه والذى ينطق لسانه هو الله ولو شاء لأخرصه فما نطق حرفا
ثم إن هو عاد اليه وتاب
وعمل أعمالا صالحة
بدل الله سيئاته حسنات
وهو الغنى عنا ونحن المحتاجون إليه فى كل نفس من أنفاسنا
فلو أمسك نفس الهواء عنا لمتنا
سبحان الله
كيف لا يحب إلها هذا شأنه؟؟؟
أبعد كل هذا تبعد عنه وتعصيه وتغضبه
ألا تستحى منه؟؟؟
والنهاية أهديكم هذا الدرس من أروع ما سمعت لا تبخل على نفسك بسماعه
قصص لا أنساها
الشيخ عبد المحسن الأحمد
يقول الشيخ:
شهدت 24 حالة احتضار
ما ختمت الصحيفة فيها ب
"لا إله إلا الله "
إلا مرة واحدة فقط
!!!
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=16353
أو
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=85133
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[27 - 09 - 10, 05:55 م]ـ
اللهم إنا نسألك حبك
وحب من يحبك
وحب كل عمل يقربنا لحبك
وارزقنا ياربنا حسن الخاتمة ..
جزاكِ الله خيراً(132/176)
واستدل بهذا الحديث على تعديل أهل القرون الثلاثة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 04:34 م]ـ
الحديث:
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا النَّضْرُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ عِمْرَانُ فَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ وَيَنْذُرُونَ وَلَا يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ
قال الحافظ ابنحجر رحمه الله في الشرح:
قوله: (حدثنا إسحاق) هو ابن راهويه وبذلك جزم ابن السكن وأبو نعيم في " المستخرج " والنضر هو ابن شميل، وأبو جمرة بالجيم والراء صاحب ابن عباس وحدث هنا عن تابعي مثله.
قوله: (خير أمتي قرني) أي أهل قرني، والقرن أهل زمان واحد متقارب اشتركوا في أمر من الأمور المقصودة، ويقال إن ذلك مخصوص بما إذا اجتمعوا في زمن نبي أو رئيس يجمعهم على ملة أو مذهب أو عمل، ويطلق القرن على مدة من الزمان، واختلفوا في تحديدها من عشرة أعوام إلى مائة وعشرين لكن لم أر من صرح بالسبعين ولا بمائة وعشرة، وما عدا ذلك فقد قال به قائل.
وذكر الجوهري بين الثلاثين والثمانين،
وقد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم ما يدل على أن القرن مائة وهو المشهور.
وقال صاحب المطالع: القرن أمة هلكت فلم يبق منهم أحد، وثبتت المائة في حديث عبد الله بن بسر وهي ما عند أكثر أهل العراق، ولم يذكر صاحب " المحكم " الخمسين وذكر من عشر إلى سبعين ثم قال: هذا هو القدر المتوسط من أعمار أهل كل زمن،
وهذا أعدل الأقوال وبه صرح ابن الأعرابي وقال: إنه مأخوذ من الأقران، ويمكن أن يحمل عليه المختلف من الأقوال المتقدمة ممن قال إن القرن أربعون فصاعدا، أما من قال إنه دون ذلك فلا يلتئم على هذا القول والله أعلم.
والمراد بقرن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحابة، وقد سبق في صفة النبي صلى الله عليه وسلم قوله: " وبعثت في خير قرون بني آدم " وفي رواية بريدة عند أحمد " خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم " وقد ظهر أن الذي بين البعثة وآخر من مات من الصحابة مائة سنة وعشرون سنة أو دونها أو فوقها بقليل على الاختلاف في وفاة أبي الطفيل، وإن اعتبر ذلك من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فيكون مائة سنة أو تسعين أو سبعا وتسعين، وأما قرن التابعين فإن اعتبر من سنة مائة كان نحو سبعين أو ثمانين، وأما الذين بعدهم فإن اعتبر منها كان نحوا من خمسين، فظهر بذلك أن مدة القرن تختلف باختلاف أعمار أهل كل زمان والله أعلم.
واتفقوا أن آخر من كان من أتباع التابعين ممن يقبل قوله من عاش إلى حدود العشرين ومائتين، وفي هذا الوقت ظهرت البدع ظهورا فاشيا، وأطلقت المعتزلة ألسنتها، ورفعت الفلاسفة رءوسها، وامتحن أهل العلم ليقولوا بخلق القرآن، وتغيرت الأحوال تغيرا شديدا، ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن.
وظهر قوله صلى الله عليه وسلم " ثم يفشو الكذب " ظهورا بينا حتى يشمل الأقوال والأفعال والمعتقدات والله المستعان.
قوله: (ثم الذين يلونهم) أي القرن الذي بعدهم وهم التابعون (ثم الذين يلونهم) وهم أتباع التابعين، واقتضى هذا الحديث أن تكون الصحابة أفضل من التابعين والتابعون أفضل من أتباع التابعين،
لكن هل هذه الأفضلية بالنسبة إلى المجموع أو الأفراد؟
محل بحث، وإلى الثاني نحا الجمهور، والأول قول ابن عبد البر، والذي يظهر أن من قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم أو في زمانه بأمره أو أنفق شيئا من ماله بسببه لا يعدله في الفضل أحد بعده كائنا من كان،
وأما من لم يقع له ذلك فهو محل البحث، والأصل في ذلك قوله تعالى: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل، أولئك أعظم درجه من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا) الآية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/177)
واحتج ابن عبد البر بحديث " مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره " وهو حديث حسن له طرق قد يرتقى بها إلى الصحة، وأغرب النووي فعزاه في فتاويه إلى مسند أبي يعلى من حديث أنس بإسناد ضعيف، مع أنه عند الترمذي بإسناد أقوى منه من حديث أنس، وصححه ابن حبان من حديث عمار،
وأجاب عنه النووي بما حاصله: أن المراد من يشتبه عليه الحال في ذلك من أهل الزمان الذين يدركون عيسى ابن مريم عليه السلام ويرون في زمانه من الخير والبركة وانتظام كلمة الإسلام ودحض كلمة الكفر، فيشتبه الحال على من شاهد ذلك أي الزمانين خير، وهذا الاشتباه مندفع بصريح قوله صلى الله عليه وسلم: " خير القرون قرني " والله أعلم.
وقد روى ابن أبي شيبة من حديث عبد الرحمن بن جبير بن نفير أحد التابعين بإسناد حسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليدركن المسيح أقواما إنهم لمثلكم أو خير - ثلاثا - ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها "
وروى أبو داود والترمذي من حديث أبي ثعلبة رفعه " تأتي أيام للعامل فيهن أجر خمسين، قيل: منهم أو منا يا رسول الله؟ قال: بل منكم " وهو شاهد لحديث " مثل أمتي مثل المطر "،
واحتج ابن عبد البر أيضا بحديث عمر رفعه " أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني " الحديث أخرجه الطيالسي وغيره، لكن إسناده ضعيف فلا حجة فيه.
وروى أحمد والدارمي والطبراني من حديث أبي جمعة قال: " قال أبو عبيدة: يا رسول الله، أأحد خير منا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك.
قال: قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني " وإسناده حسن وقد صححه الحاكم.
واحتج بأن السبب في كون القرن الأول خير القرون أنهم كانوا غرباء في إيمانهم لكثرة الكفار حينئذ وصبرهم على أذاهم وتمسكهم بدينهم، قال: فكذلك أواخرهم إذا أقاموا الدين وتمسكوا به وصبروا على الطاعة حين ظهور المعاصي والفتن كانوا أيضا عند ذلك غرباء، وزكت أعمالهم في ذلك الزمان كما زكت أعمال أولئك.
ويشهد له ما رواه مسلم عن أبي هريرة رفعه " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء "
وقد تعقب كلام ابن عبد البر بأن مقتضى كلامه أن يكون فيمن يأتي بعد الصحابة من يكون أفضل من بعض الصحابة، وبذلك صرح القرطبي، لكن كلام ابن عبد البر ليس على الإطلاق في حق جميع الصحابة، فإنه صرح في كلامه باستثناء أهل بدر والحديبية.
نعم والذي ذهب إليه الجمهور أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل لمشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما من اتفق له الذب عنه والسبق إليه بالهجرة أو النصرة وضبط الشرع المتلقى عنه وتبليغه لمن بعده فإنه لا يعدله أحد ممن يأتي بعده، لأنه ما من خصلة من الخصال المذكورة إلا وللذي سبق بها مثل أجر من عمل بها من بعده، فظهر فضلهم.
ومحصل النزاع يتمحض فيمن لم يحصل له إلا مجرد المشاهدة كما تقدم،
فإن جمع بين مختلف الأحاديث المذكورة كان متجها، على أن حديث " للعامل منهم أجر خمسين منكم " لا يدل على أفضلية غير الصحابة على الصحابة، لأن مجرد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة، وأيضا فالأجر إنما يقع تفاضله بالنسبة إلى ما يماثله في ذلك العمل فأما ما فاز به من شاهد النبي صلى الله عليه وسلم من زيادة فضيلة المشاهدة فلا يعدله فيها أحد، فبهذه الطريق يمكن تأويل الأحاديث المتقدمة،
وأما حديث أبي جمعة فلم تتفق الرواة على لفظه، فقد رواه بعضهم بلفظ الخيرية كما تقدم، ورواه بعضهم بلفظ " قلنا يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا "؟ الحديث أخرجه الطبراني وإسناد هذه الرواية أقوى من إسناد الرواية المتقدمة، وهي توافق حديث أبي ثعلبة، وقد تقدم الجواب عنه والله أعلم.
قوله: (فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة) وقع مثل هذا الشك في حديث ابن مسعود وأبي هريرة عند مسلم، وفي حديث بريدة عند أحمد،
وجاء في أكثر الطرق بغير شك،
منها عن النعمان بن بشير عند أحمد، وعن مالك عند مسلم عن عائشة " قال رجل: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، ثم الثالث " ووقع في رواية الطبراني وسمويه ما يفسر به هذا السؤال،
وهو ما أخرجاه من طريق بلال بن سعد بن تميم عن أبيه قال قلت: يا رسول الله أي الناس خير؟ فقال: " أنا وقرني " فذكر مثله.
وللطيالسي من حديث عمر رفعه " خير أمتي القرن الذي أنا منهم، ثم الثاني، ثم الثالث "
ووقع في حديث جعدة بن هبيرة عند ابن أبي شيبة والطبراني إثبات القرن الرابع ولفظه " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الآخرون أردأ " ورجاله ثقات، إلا أن جعدة مختلف في صحبته والله أعلم.
قوله: (ثم إن بعدهم قوما) كذا للأكثر، ولبعضهم " قوم " فيحتمل أن يكون من الناسخ على طريقة من لا يكتب الألف في المنصوب، ويحتمل أن تكون " إن " تقريرية بمعنى نعم وفيه بعد وتكلف.
واستدل بهذا الحديث على تعديل أهل القرون الثلاثة وإن تفاوتت منازلهم في الفضل، وهذا محمول على الغالب والأكثرية، فقد وجد فيمن بعد الصحابة من القرنين من وجدت فيه الصفات المذكورة المذمومة لكن بقلة، بخلاف من بعد القرون الثلاثة فإن ذلك كثر فيهم واشتهر،
وفيه بيان من ترد شهادتهم وهم من اتصف بالصفات المذكورة، وإلى ذلك الإشارة بقوله: " ثم يفشو الكذب " أي يكثر. واستدل به على جواز المفاضلة بين الصحابة قاله المازري،
وقد تقدم باقي شرحه في الشهادات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/178)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 03:38 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[12 - 10 - 10, 02:26 م]ـ
هذا اللفظ هل يوجد في شيء من كتب الحديث:
خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم قوم يشهدون قبل أن يستشهدوا.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 05:41 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
1 - خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا - ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن
الراوي: عمران بن حصين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 3650
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
?
--------------------------------------------------------------------------------
2 - خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - قال عمران: فما أدري: قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد قوله مرتين أو ثلاثا - ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن
الراوي: عمران بن حصين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 6428
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
?
--------------------------------------------------------------------------------
3 - إن خيركم قرني. ثم الذين يلونهم. ثم الذين يلونهم. ثم الذين يلونهم. قال عمران: فلا أدري أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه، مرتين أو ثلاثة. ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون. ويخونون ولا يتمنون. وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن. وفي رواية: قال: لا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة. وفي حديث شبابة قال: سمعت زهدم بن مضرب، وجاءني في حاجة على فرس، فحدثني؛ أنه سمع عمران بن حصين. وفي حديث يحيى وشبابة " ينذرون ولا يفون ". وفي حديث بهز " يوفون " كما قال ابن جعفر. وفي رواية: خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم. ثم الذين يلونهم. زاد في حديث أبي عوانة قال: والله أعلم. أذكر الثالث أم لا. بمثل حديث زهدم عن عمران. وزاد في حديث هشام عن قتادة " ويحلفون ولا يستحلفون ".
الراوي: عمران بن حصين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - لصفحة أو الرقم: 2535
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
--------------------------------------------------------------------------------
4 - خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. والله أعلم أذكر الثالث أم لا؟ ثم يظهر قوم يشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويخونون ولا يؤتمنون، ويفشو فيهم السمن
الراوي: عمران بن حصين المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - لصفحة أو الرقم: 4657
خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
?
--------------------------------------------------------------------------------
5 - خير الناس أو خير هذه الأمة القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم ينشأ قوم يشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويفشو بينهم السمن
الراوي: عمران بن حصين المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - لصفحة أو الرقم: 9/ 74
خلاصة حكم المحدث: روي من وجوه بألفاظ مختلفة، وهذا الإسناد أحسن إسناد يروى لهذا الكلام
?
--------------------------------------------------------------------------------
6 - خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، والله أعلم ذكر الثالث أم قال: وينشأ قوم يشهدون ولا يستشهدون، يفشو فيهم السمن
الراوي: عمران بن حصين المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - لصفحة أو الرقم: 9/ 18
خلاصة حكم المحدث: روي من غير وجه، وهذا الإسناد أحسن إسناد يروى في ذلك
?
--------------------------------------------------------------------------------
7 - خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم، ثم يظهر قوم يشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويحربون ولا يؤتمنون ويفشو فيهم السمن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/179)
الراوي: عمران بن حصين المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - لصفحة أو الرقم: 1/ 28
خلاصة حكم المحدث: احتج به، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)
?
--------------------------------------------------------------------------------
8 - قلنا يا رسول الله أي أمتك خير قال أنا وأقراني قال ثم ماذا قال ثم القرن الثاني قال ثم ماذا قال ثم القرن الثالث قال ثم ماذا قال ثم يأتون قوم يشهدون ولا يستشهدون ويحلفون ولا يستحلفون ويؤتمنون ولا يؤدون
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: ابن عساكر - المصدر: معجم الشيوخ - لصفحة أو الرقم: 2/ 907
خلاصة حكم المحدث: حسن غريب
?
--------------------------------------------------------------------------------
9 - خير القرون قرني, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم, ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون, وينذرون ولا يوفون, ويظهر فيهم السمن.
الراوي: - المحدث: ابن رجب - المصدر: جامع العلوم والحكم - لصفحة أو الرقم: 2/ 477
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
--------------------------------------------------------------------------------
10 - خير الناس قرني الذين أنا منهم ثم الذين يلونهم ثم ينشأ أقوام يفشوا فيهم السمن يشهدون ولا يستشهدون ولهم لغط في أسواقهم
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - لصفحة أو الرقم: 10/ 22
خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات
?
--------------------------------------------------------------------------------
11 - عن سعد بن تميم رضي الله تعالى عنه قال قلنا يا رسول الله أي أمتك خير؟ قال أنا وأقراني قلنا ثم ماذا؟ قال ثم القرن الثاني قلنا ثم ماذا؟ قال ثم القرن الثالث قلنا ثم ماذا؟ قال ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون ويحلفون ولا يستحلفون ويؤتمنون ولا يؤدون
الراوي: سعد بن تميم الأشعري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي المطلقة - لصفحة أو الرقم: 64
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
?
--------------------------------------------------------------------------------
12 - خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم. قال: ولا أعلم أذكر الثالث أم لا. ثم ينشأ أقوام يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، ويفشو فيهم السمن
الراوي: عمران بن حصين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - لصفحة أو الرقم: 2222
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
--------------------------------------------------------------------------------
13 - خير الناس قرني الذي أنا منهم، ثم الذين يلونهم، [ثم الذين يلونهم]، ثم ينشأ أقوام يفشو فيهم السمن، يشهدون ولا يستشهدون، ولهم لغط في أسواقهم
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - لصفحة أو الرقم: 3431
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد رجاله ثقات
?
--------------------------------------------------------------------------------
14 - خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم. والله أعلم أذكر الثالث أم لا؟ ثم يظهر قوم يشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويخونون ولا يؤتمنون، ويفشو فيهم السمن
الراوي: عمران بن حصين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - لصفحة أو الرقم: 4657
خلاصة حكم المحدث: صحيح
1 - خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري ( http://www.dorar.net/mhd/256)- المصدر: صحيح البخاري ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 3651
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
?
2 - خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء من بعدهم قوم: تسبق شهادتهم أيمانهم، وأيمانهم شهادتهم
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري ( http://www.dorar.net/mhd/256)- المصدر: صحيح البخاري ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 6429
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
?
3 - خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام: تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/180)
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري ( http://www.dorar.net/mhd/256)- المصدر: صحيح البخاري ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 2652
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
?
4 - خير الناس قرني. ثم الذين يلونهم. ثم الذين يلونهم. فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: ثم يتخلف من بعدهم خلف. تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم ( http://www.dorar.net/mhd/261)- المصدر: صحيح مسلم ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 2533
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
5 - خير الناس قرني منهم , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم , ثم الرابع أرذل إلى أن تقوم الساعة
الراوي: أبو هريرة المحدث: أبو زرعة الرازي ( http://www.dorar.net/mhd/264)- المصدر: العلل لابن أبي حاتم ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 4/ 49
خلاصة حكم المحدث: رواه أبو نعيم عن جعدة بن هبيرة ولم يذكر: ثم الرابع أرذل ... وأبو نعيم أحفظ من يونس , وليس لجعدة صحبة
?
6 - خير الناس قرني الذين أخبرنا منهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الرابع أرذل إلى أن تقوم الساعة
الراوي: جعدة بن هبيرة المحدث: أبو حاتم الرازي ( http://www.dorar.net/mhd/277)- المصدر: المراسيل ابن أبي حاتم ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 24
خلاصة حكم المحدث: جعدة بن هبيرة تابعي
?
7 - خير الناس قرني. . .
الراوي: عمران بن حصين المحدث: أبو حاتم الرازي ( http://www.dorar.net/mhd/277)- المصدر: العلل لابن أبي حاتم ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 4/ 28
خلاصة حكم المحدث: [فيه الأعمش عن هلال] عن الأعمش , عن علي بن مدرك , عن هلال هو الصحيح
?
8 - خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثلاثا، ثم يجيء قوم من بعدهم يتسمنون ويحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يسألوها
الراوي: عمران بن حصين المحدث: الترمذي ( http://www.dorar.net/mhd/279)- المصدر: سنن الترمذي ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 2302
خلاصة حكم المحدث: غريب من حديث الأعمش عن علي بن مدرك
?
9 - خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، والله أعلم ذكر الثالث أم قال: وينشأ قوم يشهدون ولا يستشهدون، يفشو فيهم السمن
الراوي: عمران بن حصين المحدث: البزار ( http://www.dorar.net/mhd/292)- المصدر: البحر الزخار ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 9/ 18
خلاصة حكم المحدث: روي من غير وجه، وهذا الإسناد أحسن إسناد يروى في ذلك
?
10 - خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فلا أدري أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة
الراوي: عبدالله المحدث: الحاكم ( http://www.dorar.net/mhd/405)- المصدر: معرفة علوم الحديث ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 87
خلاصة حكم المحدث: له علة عجيبة
?
11 - إن خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق أحدهم يمينه، ويمينه شهادته. قال إبراهيم: كانوا يضربون على العهد والشهادة ونحن صغار
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أبو نعيم ( http://www.dorar.net/mhd/430)- المصدر: حلية الأولياء ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 7/ 141
خلاصة حكم المحدث: متفق عليه [أي: بين العلماء]
?
12 - خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم سمان، يعطون الشهادة ولا يسألونها
الراوي: رجل من أصحاب النبي المحدث: ابن عبدالبر ( http://www.dorar.net/mhd/464)- المصدر: التمهيد ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 17/ 300
خلاصة حكم المحدث: في إسناده اضطراب
?
13 - خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
الراوي: - المحدث: ابن عبدالبر ( http://www.dorar.net/mhd/464)- المصدر: التمهيد ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 20/ 250
خلاصة حكم المحدث: حسن المخرج جيد الإسناد
?
14 - خير الناس قرني
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن القيسراني ( http://www.dorar.net/mhd/508)- المصدر: ذخيرة الحفاظ ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 3/ 1310
خلاصة حكم المحدث: [فيه] يوسف الصفار متروك
?
15 - خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي من بعدهم قرن يتسمنون ويحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يسألوها
الراوي: عمران بن حصين المحدث: ابن العربي ( http://www.dorar.net/mhd/543)- المصدر: عارضة الأحوذي ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 5/ 65
خلاصة حكم المحدث: مختلف
والرواية التي ذكرت وجدتها في غير المصادر الاصلية ومنها مايلي:
9 - خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
الراوي: عبدالله بن مسعود و عمران بن حصين و أبو هريرة و عائشة المحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420)- المصدر: تصحيح العقائد ( http://www.dorar.net/book/$r->source_id&ajax=1) - لصفحة أو الرقم: 36
خلاصة حكم المحدث: أخرجاه في "الصحيحين" خير الناس قرني" خير أمتي قرني"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/181)
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[12 - 10 - 10, 06:42 م]ـ
شكراً لك أبا محمد، كأن اللفظ لَم يثبت. ونقل ابنُ رجب كأنه بالمَعنَى.(132/182)
هل ورد الاجماع في الوضوء من لمس النساء
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[27 - 09 - 10, 09:54 م]ـ
واقصد بذلك من غير شهوة او نت شهوة.
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فأما تعليق النقض بمجرد اللمس فهذا خلاف الأصول وخلاف إجماع الصحابة وخلاف الآثار وليس مع قائله نص ولا قياس ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[28 - 09 - 10, 09:39 ص]ـ
أظن أن سؤالك يناقض ما سقته عن شيخ الإسلام
فأنت تسأل عن الإجماع في نقض الوضوء من لمس المرأة
و الشيخ يقول في عبارته أن مجرد اللمس لا يعني نقض الوضوء فلا نص عليه و هو مخالف لإجماع الصحابة
فمعنى ذلك أن الصحابة مجمعون على ان من لمس المرأة فلا يلزمه الوضوء بمجرد اللمس
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:23 ص]ـ
المسألة خلافية؛ وأقوى الأقوال فيها دليلا أن مجرد اللمس لا ينقض، وأقوى تفاسير الآية الكريمة أن المراد بالملامسة فيها هو الجماع، لا مجرد اللمس.
ويلي هذا القول في القوة أن اللمس بشهوة ينقض وبدونها لا ينقض.
وأضعفها دليلا أن اللمس ينقض مطلقا بشهوة أو بغيرها.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 03:09 م]ـ
أخي الفاضل، فعلا سؤالك عكس ما كتبت هل هذا خطأ ..
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:40 م]ـ
اذن سق لى ما ورد من اجماع غير ما ذكرته عن ابن تيمية
واما النقل الذي نقلته عن ابن تيمية فقصده النهى عن من قال بالوجوب في لمس لمراة من غير شهوة وهذا رد منه عليهم
ومرادي هل ورد اجماع غير ما ذكره ابن تيمية
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[28 - 09 - 10, 05:42 م]ـ
يا اخوان قصد الرجل هل نقل احدهم الاجماع على الوضوء من لمس المرأة؟!!
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:23 م]ـ
أحسنت ياشيخ يوسف.
واقصد بذلك من غير شهوة او نت شهوة.
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فأما تعليق النقض بمجرد اللمس فهذا خلاف الأصول وخلاف إجماع الصحابة وخلاف الآثار وليس مع قائله نص ولا قياس
قصدي بذلك العموم وسؤالى مخصص عن الاجماع اطلا قا في هذه المسألة.
ولا أظن أن هناك تناقض , وأن سلمت جدلًا بالتناقص فلعله توضح, ونسيت أن أضع محترزات لسلامة المعنى والمبنى كما يفعل الفقهاء فأرجوا المعذرة على عدم وضعها لكي يخرج الاشكال في الفهم عفا الله عن الجميع(132/183)
لم أفهم هذه الآية في سورة الواقعة؟
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 11:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فلولا إن كنتم غير مدينين، ترجعونها إن كنتم صادقين
السؤال: ماهي علاقة تكذيب الكفار بالبعث، بعدم قدرتهم على إرجاع الروح؟
قرأت في أكثر من تفسير فلم أجد جوابا شافيا، بل أذكر قبل سنوات أني كنت استمع لإذاعة القرآن الكريم لبرنامج نور على الدرب وكان الضيف المفتي عبدالعزيز آل الشيخ وفقه الله وسأل سائل عن هذه الآية بعينها وتفسيرها ولا أدري هل لم يفهم الشيخ السؤال أم قصر فهمي أنا
بصراحة كنت قبل فترة أحفظ المعلقات فقرأت بيتا في معلقة عمرو بن كلثوم:
وأيام لنا غر طوال،،، عصينا المَلْكَ فيها أن ندينا
وبيت آخر:
ورثنا مجدَ علقمة بن سيف،،، أباح لنا حصون المجد دينا
فالدين في كلا البيتن بمعنى القهر والغلبة
فهل هذا هو معنى الآية، أي: فلولا إن كنتم غير مقهورين مغلوبين فارجعوا روح الميت إن كنتم صادقين.
فإذا كان هذا معنى الآية، فكيف والكفار يؤمنون بتوحيد الربوبية؟
ولا أظن أن أحدا يكفر بأن الله غالب قاهر إلا الملحدين الذين لا يؤمنون بحياته أبدا
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سفيان الأزدي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 12:57 ص]ـ
وإياك أخي الكريم ولعل في هذا النقل جواب لسؤالك:
" {فلولا إن كنتم} أيها المكذبون بالبعث وغيره {غير مدينين} أي مقهورين مملوكين مجربين محاسبين بما عملتم في دار البلاء التي أقامكم فيها أحكم الحاكمين بامتناعكم بأنفسكم عن أن يجازيكم أو يمنع غيركم لكم منه , وأصل تركيب (دان) للذل والانقياد - قاله البيضاوي {ترجعونها} أي الروح إلى ما كانت عليه {إن كنتم} أي كوناً ثابتاً {صدقين} أي في أنكم غير مقهورين على الإحضار على الملك الجبار الذي أقامكم في هذه الدار للابتلاء والاختبار , وأنه ليس لغيركم أمركم , وفي تكذيبكم لما يخبر به من الأمور الدنيوية بذل شكركم , وهذا دليل على أنه لا حياة لمن بلغت روحه الحلقوم أصلاً وهذا إلزام لهم بالبعث حاصله أنه سبحانه إن كان لا يعيدكم فليس هو الذي قدر الموت عليكم , وإن كان لم يقدره فما لكم لا ترفعونه عنه لأنه من الفوادح التي لا يدرك علاجها , وأنتم تعالجون مقدماته.
وإن قلتم: إنه مقدر لا يمكن علاجه , لزمكم الإقرار بأن البعث مقدر لا يمكن علاجه , فإن أنكرتم أحدهما فأنكروا الآخر , وإن أقررتم بأحدهما فأقروا بالآخر , وإلا فليس إلا العناد , فإن قلتم: نحن لا نعلم أنه قدره فاعلموا أنه لو لم يكن بتقديره لأمكنت مقاومته وقتاً ما لا سيما والنفوس مجبولة على كراهته , وفي الموتى الحكماء والملوك , وتقريبه أنكم قد بالغتم في الجحود بآيات الله تعالى وأفعاله في كل شيء إن أرسل إليكم رسولاً قلتم: ساحر كذاب , وإن صدقه مرسله بكتاب معجز قلتم: سحر وافتراء وأمر عجاب , وإن رزقكم من الماء الذي به حياة كل شيء مطراً ينعشكم به قلتم: صدق نوء كذا , على حال مؤد إلى التعطيل والإهمال والعبث , فما لكم لا ترجعون الروح إلى البدن عند بلوغه الحلقوم
إن لم يكن ثم مدبر لهذا الكون بالإرسال والإنزال وإفاضة الأرواح وقبضها وبعث العباد لدينونتهم على ما فعلوا فيما أقامهم فيه , تمثيل بأفعال الملوك على ما يعهد , فكما أن ملوك الدنيا لا يرسل أحد منهم إلى أحد من رعيته فيأخذه قهراً إلا للدينونة فكيف يظن بملك الملوك غير ذلك , فتكون ملوك الدنيا أحكم منه , فإن كان ليس بتمام القدرة فافعلوا برسله كما تفعلون برسل الملوك , فإنه ربما خلص المطلوب منهم بنوع من أنواع الخلاص بعد بلوغه إلى باب الملك فإرساله سبحانه هو مثل إرسال الملوك غير أنه لتمام ولا ليخفف عنه شيئاً مما هو فيه بغير ما أمر به سبحانه على ألسنة رسله من الدعاء ولاصدقة ولا ليعلم حاله بوجه من الوجوه بل الأمر كما قيل:
إذا غيب المرء استسر حديثه ولم يخبر الأفكار عنه بما يغني
لما كان التقدير: لا يقدر أحد أصلاً على ردها بعد بلوغها إلى ذلك المحل لأنا نريد جمع الخلائق للدينونة بما فعلوا فيما أقمناهم فيه وأمرناهم به ولا يكون إلا ما تريد , فكما انكم مقرون بأنه خلقكم من تراب وبأنه يعيدكم قهراً إلى التراب {يلزمكم حتماً أن تقروا بأنه قادر على أن يعيدكم من التراب فإن أنكرتم هذا نعيد الخلائق إلى التراب لنجمعهم فيه ثم نبعثهم منه لنجازي كلاًّ بما يستحق .... "
كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور لبرهان الدين البقاعى من المكتبة الشاملة.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:00 ص]ـ
قال الامام البغوي رحمه الله في تفسيره:
{إن كنتم غير مدينين} مملوكين
وقال أكثرهم: محاسبين ومجزيين.
{ترجعونها إن كنتم صادقين} أي تردون نفس هذا الميت إلى جسده بعدما بلغت الحلقوم فأجاب عن قوله: "فلولا إذا بلغت الحلقوم" وعن قوله: "فلولا إن كنتم غير مدينين" بجواب واحد.
ومثله قوله عز وجل: "فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم" (البقرة -38) أجيبا بجواب واحد،
معناه: إن كان الأمر كما تقولون -أنه لا بعث ولا حساب ولا إله يجازي -فهلا تردون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم،
وإذا لم يمكنكم ذلك فاعلموا أن الأمر إلى غيركم وهو الله عز وجل فآمنوا به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/184)
ـ[أبو سعيد القرتشائي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:07 م]ـ
وإن قلتم: إنه مقدر لا يمكن علاجه , لزمكم الإقرار بأن البعث مقدر لا يمكن علاجه , فإن أنكرتم أحدهما فأنكروا الآخر , وإن أقررتم بأحدهما فأقروا بالآخر , وإلا فليس إلا العناد
أبو سفيان الأزدي ابو محمد الغامدي شكرا لكما وجزاكما الله خيرا
لم افهم إلى الآن، ماعلاقة إنكارهم للبعث بعدم قدرتهم على إرجاع الروح؟
أنا إذا طبقت الآية على الملحدين ففهم الآية يكون واضح جدا لي
أما على كفار قريش الذين يؤمنون بالربوبية لا يتضح لي شيء فيها
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[01 - 10 - 10, 08:23 ص]ـ
لعل المقصود، هو:
التأكيد على أن الجزاء ملازم للموت ..
فمن مات فلا بد أن يُدان.
((فلولا إن كنتم غير مدينين)): كما تدّعون ((ترجعونها إن كنتم صادقين)): فتمنعون أنفسكم من الجزاء الذي هو ملازم للموت لا محالة.
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[01 - 10 - 10, 01:20 م]ـ
و لكنهم كانوا يقولون: "أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ " ((الصافات53))
فهم كانوا يستكبرون عن الحق البين و كانوا يستهزؤون بالنبي صلى الله عليه و سلم لما يخبرهم انهم مبعوثون و محاسبون , ففي هذه الآية يخبرهم أنهم مدينون (من معانيها كما قال أهل التفسير: محاسبون) , و ضرب لهم مثلاً ليقذف بالحق على الباطل فيدمغه , و ليضرب مثلهم الباطل بالمثل الحق , أنهم إن كانوا غير محاسبين و منكرين ليوم الحساب و النشور - كبراً و جحوداً - فليرجعوا هذه الروح التي خلقها الله (كما يقرون) إلى الجسد و ليحيوه مرة أخرى , طبعاً هذا طلب تعجيز لهم , ليعلموا أن الذي أحياهم أول مرة قادر على أن يعيدهم خلقاً آخر فتبارك الله رب العالمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 03:45 م]ـ
تقول اخي: ان كفار قريش الذين يؤمنون بالربوبية
اقول: هل ايمانهم بالربوبية يعني ايمانهم باليوم الآخر؟؟؟؟(132/185)
قبل أن تنشر عن نبيك شيئا .. اقرأ هذه
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[28 - 09 - 10, 01:50 ص]ـ
قبل أن تنشر عن نبيك شيئا .. اقرأ هذه
?عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ((بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)). رواه البخاري
?وعن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - قال: قلت لأبي: «ما لي لا أسمعُكَ تحدِّثُ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما يُحدِّث فلان وفلان؟ قال: أمَا إِنّى لم أُفَارِقهُ منذُ أسلمتُ، ولكني سمعتُهُ يقول: مَنّ كذبَ عليَّ مُتَعَمِّدا فليتبوأ مقعده من النار». رواه البخاري
?وقال أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «إني ليَمْنَعُني أن أحدِّثكم حديثا كثيرا: أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنّ تعمَّد عليَّ كذبِا فليتبوأ مقعده من النار» أخرجه مسلم.
أي: أخشى أن يجرني كثرة الحديث إلى الكذب
?وقال مجاهد - رحمه الله -: «جاء بشير العدويّ إلى ابن عباس -رضي الله عنه- فجعل يحدِّث ويقول: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعل ابن عباس لا يأذَن لحديثه، ولا ينظر إليه، فقال بُشير: يا ابن عباس ما لي لا أراك تسمعُ لحديثي، أُحدِّثكَ عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا تسمع؟ فقال ابن عباس: إنّا كنا مرَّة إذا سمعنا رجلا يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ابتدرتْه أبصَارُنا، وأصغينا إليه بأسماعنا، فلما ركب الناسُ الصَّعْبَةَ والذَّلول لم نأخذ من الناس إلا ما نَعْرِفُ». وفي رواية: «فأمَّا إذْ ركبتم كلَّ صعبة وذَلُولِ، فهيهات» أخرجه مسلم.
والمراد بالصعبة والذلول: ترك المبالاة بالأمور والاحتراز في القول والفعل.
وهذا في عصر الصحابة فما بالك بهذه العصور المتأخرة.
?وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لا تكّذِبُوا عَلَيَّ، فإنَّهُ مَن كَذَبَ عليَّ يلج النَّارَ». أخرجه البخاري ومسلم
وفي رواية: «مَنْ تَقَوَّلَ عليَّ ما لم أقُلْ، فليتبؤأ مقْعدَه من النَّار» رواه البخاري
تقول، تقولت على فلان: إذا قلت عنه ما لم يقله.
شبهة: قد يقول قائل: إني عندما نشرت هذه الأحاديث الضعيفة لم أكن متعمداً، فلا يلحقني إثم.
?ويرد على هذه الشبهة محدث العصر الألباني فيقول في مقدمة السلسلة الضعيفة:
((فإنهم - أي ناشري الأحاديث الضعيفة - وإن لم يتعمدوا الكذب مباشرة، فقد ارتكبوه تبعاً؛ لنقلهم الأحاديث التي يقفون عليها جميعها، وهم يعلمون أن فيها ما هو ضعيف وما هو مكذوب قطعاً، وقد أشار إلى هذا المعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كَفى بالمرء كَذِباً أنْ يُحَدِّثَ بكل ما سمعَ ".
وقال في مقدمة تمام المنة:
"فله حظ من إثم الكاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قد أشار صلى الله عليه وسلم أن من حدث بكل ما سمعه - ومثله من كتبه - أنه واقع في الكذب عليه صلى الله عليه وسلم لا محالة، فكان بسبب ذلك أحد الكاذِبَيْن: الأول: الذي افتراه. والآخر: هذا الذي نشره!.
قال ابن حبان أيضا (1/ 9): " في هذا الخبر زجر للمرء أن يحدث بكل ما سمع حتى يعلم علم اليقين صحته".
وقد صرح النووي بأن من لا يعرف ضعف الحديث لا يحل له أن يهجم على الاحتجاج به من غير بحث عليه بالتفتيش عنه إن كان عارفا، أو بسؤال أهل العلم إن لم يكن عارفا ". انتهى النقل عن الألباني.
? وقال الحافظ الدار قطني في مقدمة كتاب "الضعفاء والمتروكين":
"توعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالنار من كذب عليه بعد أمره بالتبليغ عنه، ففي ذلك دليل على أنه إنما أمرَ أن يُبلَّغ عنه الصحيح دون السقيم، والحق دون الباطل، لا أن يُبلَّغ عنه جميع ما رُوي، لأنه قال -صلى الله عليه وسلم-: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/186)
فمن حدث بجميع ما سمع من الأخبار المروية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يميز صحيحها وسقيمها، وحقها من باطلها؛ باء بالإثم، وخيف عليه أن يدخل في جملة الكاذبين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بحكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه منهم في قوله: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَديثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبينَ» فظاهر هذا الخبر دال على أن كل من روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثاً وهو شاك فيه أصحيح أو غير صحيح يكون كأحد الكاذبين لأنه -صلى الله عليه وسلم- قال:" مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَديثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ .. » ولم يقل: يستيقن أنه كذب". اهـ
? قال الحافظ زين الدين العراقي في كتابه المسمى "الباعث على الخلاص من حوادث القصاص":
"وإن اتفق -أي القاص الذين لا علم له في الحديث- أنه نقل حديثاً صحيحاً كان آثماً في ذلك لأنه ينقل ما لا علم له به، وإن صادف الواقع كان آثماً بإقدامه على ما لا يعلم". ا. هـ
? وقال الإمام النووي في شرح مسلم (1/ 70)
"أنه لا فرق في تحريم الكذب عليه صلى الله عليه وسلم بين ما كان في الأحكام وما لا حكم فيه كالترغيب والترهيب والمواعظ وغير ذلك فكله حرام من أكبر الكبائر، وأقبح القبائح بإجماع المسلمين الذين يعتد بهم في الإجماع".
? وقال العلامة أحمد شاكر في "الباعث الحثيت" ص 101:
"وأما ما قاله أحمد بن حنيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن المبارك: "إذا روينا في الحلال والحرام شددنا، وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا"، فإنما يريدون به - فيما أرجح، والله أعلم - أن التساهل إنما هو في الأخذ بالحديث الحسن الذي لم يصل إلى درجة الصحة، فإن الإصطلاح في التفرقة بين الصحيح والحسن، لم يكن في عصرهم مستقراً واضحاً، بل كان أكثر المتقدمين لا يصف الحديث إلا بالصحة أو بالضعف فقط".
? وعقب الألباني فقال: "وعندي وجه آخر في ذلك: وهو أن يحمل تساهلهم المذكور على روايتهم إياها مقرونة بأسانيدها – كما هي عادتهم – هذه الأسانيد التي بها يمكن معرفة ضعف أحاديثها، فيكون ذكر السند مغنياً عن التصريح بالضعف، وأما أن يرووها بدون أسانيدها، كما هي طريقة الخلف، ودون بيان ضعفها، كما هو صنيع جمهورهم، فهم أجلّ وأتقى لله عز وجل من أن يفعلوا ذلك، والله أعلم". اهـ من "صحيح الجامع" ص 52
? وقال الحافظ السخاوي في القول البديع ص 195:
سمعت شيخنا مراراً يقول: (يعني الحافظ ابن حجر العسقلاني) – وكتبه لي بخطه - إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة:
الأول: متفق عليه، أن يكون الضعف غير شديد فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه.
الثاني: أن يكون مندرجاً تحت أصل عام، فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل أصلاً.
الثالث: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله. قال: الأخيران عن ابن عبد السلام وعن صاحبه ابن دقيق العيد والأول نقل العلائي الاتفاق عليه ا. هـ
وهذه الشروط تدل على وجوب معرفة حال الحديث وأن له أصل صحيح وهو مما يصعب الوقوف عليه من جماهير الناس.
? قال الألباني: "قال الحافظ ابن رجب في شرح الترمذي ق112/ 2
"وظاهر ما ذكره مسلم في مقدمة كتابه (يعني "الصحيح") يقتضي أنه لا تروى أحاديث الترغيب والترهيب إلا عمن تروى عنه الأحكام"
قلت: -أي الألباني- وهذا الذي أدين الله به، وأدعو الناس إليه، أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقا لا في الفضائل والمستحبات ولا غيرهما.
ذلك لأن الحديث الضعيف، إنما يفيد الظن المرجوح بلا خلاف أعرفه بين العلماء، وإذا كان كذلك فكيف يقال بجواز العمل به، والله عز وجل قد ذمه في غير ما آية من كتابه فقال تعالى: {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} وقال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ» أخرجه البخاري ومسلم".اهـ من "صحيح الجامع" ص 50
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/187)
? قال ابن تيمية: «المنقولات فيها كثير من الصدق وكثير من الكذب، والمرجع في التمييز بين هذا وهذا إلى أهل علم الحديث، كما نرجع إلى النحاة في الفرق بين نحو العرب ونحو غير العرب، ونرجع إلى علماء اللغة فيما هو من اللغة وما ليس من اللغة، وكذلك علماء الشعر والطب وغير ذلك، فلكل علم رجالٌ يعرفون به، والعلماء بالحديث أجلّ هؤلاء قدراً، وأعظمهم صدقاً، وأعلاهم منزلة، وأكثرهم ديناً، وهم من أعظم الناس صدقاً و أمانة وعلماً وخبرة فيما يذكرونه من الجرح والتعديل، مثل: مالك وشعبة وسفيان ... » منهاج السنة النبوية (7/ 35).
? وهذه أربع طرق للبحث عن صحة الحديث:
1 - سؤال أهل العلم بهذا الفن، فإن لم تجد فاستعن بطالب علم.
2 - البحث في كتب الحديث مثل كتب محدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ومن أهمها:
أ – صحيح وضعيف الجامع الصغير وزيادته
ب – سلسلة الأحاديث الصحيحة وسلسلة الأحاديث الضعيفة
ج – إرواء الغليل
ومن قبل الألباني مؤلفات كثيرة ومن أهمها:
أ – نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للزيلعي
ب - التلخيص الحبير للحافظ ابن حجر العسقلاني
ج – البدر المنير لابن الملقن
د – المغني في حمل الأسفار للعراقي
3 - البحث عن طريق برامج الحاسب الآلي ومن أهمها:
أ – برنامج مكتبة الألباني الإصدار الثاني (52 ميقا) 70 كتاب
http://www.alalbany.net/albany_mawsoa.php (http://www.alalbany.net/albany_mawsoa.php)
ب – برنامج منظومة التحقيقات الحديثية (23 ميقا)
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=33&book=2274 (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=33&book=2274)
يحتوي على أهم كتب الألباني، كما يحتوي – أيضاً - على المغني عن حمل الأسفار للعراقي، ومجمع الزوائد، وروضة المحدثين.
4 - البحث مباشرة في الإنترنت ومن أهم المواقع:
أ – الموسوعة الحديثية من موقع الدرر السنية
http://www.dorar.net/enc/hadith (http://www.dorar.net/enc/hadith)
ب- صفحة البحث في كتب الألباني من موقع الشبكة الإسلامية
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp (http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp)
ج – موقع الموسوعة الشاملة
http://islamport.com/ (http://islamport.com/)
اختر من مجال البحث: كتب الألباني أو كتب التخريج.
هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر:
http://www.aborashed.com/2008/11/blog-post_19.html (http://www.aborashed.com/2008/11/blog-post_19.html)(132/188)
هل الدم اليسير معفو عنه
ـ[مشرف عبدالرحمن]ــــــــ[28 - 09 - 10, 06:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي باختصار: (الراجح عند كثير من أهل العلم أن الدم - الإنسان- اليسير معفو عنه
فهل معنى ذلك:
1 - لا تجب إزالته
2 - وهل المقصود باليسير إذا كان على الثوب فقط أم البدن معه؟
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:33 م]ـ
دم الإنسان باختصار أخي مشرف لم يختلف العلماء القدامى على نجاسته- طبعا الخارج من الجروح وغيره - وهؤلاء قالوا بالعفو عن يسيره أي أنه لا تجب إزالته سواء كان على البدن أو على الثوب، لكن إن أزاله فهو حسن.
أما على قول بعض المتأخرين وهو طهارة دم الإنسان- إلا ما خرج من السبيلين - فعند هؤلاء لا يضر وجود الدم قلّ أم كثر.
والله أعلم.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:27 م]ـ
لم يختلف العلماء القدامى على نجاسته
غفر الله لك يا أخي علي ..
لو غيرك قالها ..
إذن من أين أتى من بعدهم من المتأخرين بهذا القول؟!
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:55 م]ـ
ولك أخي الفاضل غفر الله ...
أما قرأت هذا الكلام:
1 - قال النووي رحمه الله في المجموع شرح المهذب - (2/ 557):" ... والدلائل على نجاسة الدم متظاهرة ولا أعلم فيه خلافا عن أحد من المسلمين الا ما حكاه صاحب الحاوي عن بعض المتكلمين انه قال: هو طاهر ولكن المتكلمين لا يعتد بهم في الاجماع. ا ه
2 - وقال أيضاً في " شرح مسلم " (3/ 200):" وفيه أن الدم نجس وهو بإجماع المسلمين " اهـ
3 - وقال الحافظ في " الفتح " (1/ 352):" والدم نجس اتفاقاً " اهـ.
4 - وسئل الإمام أحمد رحمه الله: الدم والقيح عندك سواء؟ فقال: ((لا، الدم لم يختلف الناس فيه، والقيح قد اختلف الناس فيه)).
5 - وقال ابن العربي المالكي كما في " حاشية الرهوني " (1/ 73):" اتفق العلماء على أن الدم حرام لا يؤكل نجس " اهـ.
6 - وقال القرطبي في " تفسيره " (2/ 222):" اتفق العلماء على أن الدم حرام نجس " اهـ.
وقال: ذكر الله سبحانه وتعالى الدم ها هنا مطلقاً، وقيده في الأنعام بقوله " مسفوحاً " وحمل العلماء ها هنا المطلق على المقيد إجماعاً. اهـ.
7 - وقال ابن حزم " الظاهري ": " اتفقوا على أن الكثير من الدم أي دم كان حاشا دم السمك، وما لا يسيل دمه نجس " اهـ. كما في " مراتب الإجماع " (صـ 19).
8 - وقال ابن عبد البر رحمه الله: " ولا خلاف أن الدم المسفوح رجس نجس " اهـ. كما في " الاستذكار " (2/ 36).
وأنا يا أخي الفاضل المبارك كنت في بداية الأمر مقتنع برأي بعض مشايخي وهو طهارة الدم لكن لما قرأت هذه الأقوال توقفت عما كنت أقول به سابقاً .... وإن أردت الاستزادة فهنا تجد بغيتك فإن الإخوة لم يقصروا ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=175086
محبك(132/189)
أخ لي نذر نذرا إن نجحه الله في امتحانه أن يهب مالا لبعض المساجد
ـ[وليد]ــــــــ[28 - 09 - 10, 06:43 م]ـ
سؤال إخوتي
أخ لي نذر نذرا إن نجحه الله في امتحانه أن يهب مالا لبعض المساجد فلما أن أراد أن يفي بنذره نصحه أحدهم أن يعطي المال لفقير محتاج فالمسجد لا يحتاج ماله
فهل يجوز تغيير النذر والتبرع بالمال لهذا الفقير؟
ـ[مسلم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:26 م]ـ
هل يجوز تغيير جهة النذر إلى ما هو أفضل؟
هل يجوز في النذر الذي نذرته لله تغيير جهته ومكانه إلى جهة أخرى ومكان آخر؟ رأيت بعد النذر أن الجهة والمكان الأخير أولى وأحق من الأول؟.
الحمد لله
نعم. يجوز تغيير جهة النذر إلى ما هو أولى وأفضل.
قال شيخ الإسلام في الاختيارات ص329:
" ومن نذر صوماً معيناً فله الانتقال إلى زمن أفضل منه " اهـ
ومثال ذلك: من نذر أن يصوم يوم الثلاثاء، فله أن يصوم يوم الاثنين لأنه أفضل.
سئلت اللجنة الدائمة عن تغيير جهة النذر إلى ما هو أحق وأولى من الجهة الأولى، فأجابت:
" الأصل إذا عين الإنسان لنذره مكانا معينا بأن نذر صدقة أو بناء مسجد في مكان معين لزم الوفاء بالنذر في المكان والجهة المعينة ما لم يمنع من ذلك مانع شرعي إلا أن ينقله إلى مكان أفضل منه مثل الحرمين الشريفين، فلا بأس بذلك ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي نذر أن ينحر إبلاً ببوانة: (هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟) قال: لا. قال: (هل فيها عيد من أعيادهم؟) قال: لا. قال: (فأوف بنذرك)
فأمره بالوفاء بنذره في المكان الذي عينه لما خلا من الموانع ويدل على نقل النذر من المكان المفضول إلى المكان الأفضل، قوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي نذر أن يصلي ببيت المقدس: (صل هاهنا)، ثم أعاد عليه فقال: (صل هاهنا)، ثم أعاد عليه فقال: (شأنك إذا) رواه أبو داوود وأحمد.
وبالله التوفيق " اهـ
من فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء 23/ 318.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/21350
ـ[وليد]ــــــــ[28 - 09 - 10, 09:10 م]ـ
شكر الله لك أخي مسلم(132/190)
بحثٌ رائعٌ رائقٌ في الاختصار: أغراضه .. وفوائده .. وعيوبه .. وضوابطه .. للدكتور: عبد الغني أحمد جبر مزهر ....
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:04 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد:
فلقد وقعت على بحثٍ جميل لفضيلة الدكتور: عبد الغني أحمد جبر مزهر، أستاذ الحديث المساعد بكلية التربية للبنات بالرياض- الأقسام الأدبية واسمه: قواعد الاختصار المنهجي في التأليف، وهو منشورٌ في مجلة البحوث الإسلامية - (59/ 337)، وهذا الذي أضعه هو جزء من بحث الدكتور حفظه الله:
الاختصار:
من أنواع التأليف المنهجي (الاختصار)، وقد ولع به كثير من المؤلفين المتقدمين، والمتأخرين، وربما كان التأليف فيه وفي نحوه من أنواع التأليف من مظاهر ضعف الحياة العلمية، فإنه لا يدل على الإبداع والتجديد، وإن كانت الحاجة تدعو إليه في بعض الأحيان.
قال العلامة محمد كرد علي في كتابه (خطط الشام): ((ضعفت الحياة العلمية في دمشق في عهد الدولة الجركسية، وكثر الجماعون، والمختصرون، والشارحون من المؤلفين، والسبب أن حكومة المماليك كانت تشدد على من خالف أصول المذاهب الأربعة، وهي الحنفي، والشافعي، والمالكي، والحنبلي ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)) قال في (كشف الظنون) في بيان أنواع المؤلفات من جهة مقدارها: ((وهي تنحصر من جهة المقدار في ثلاثة أصناف:
الأول: مختصرات تجعل تذكرة لرءوس مسائل ينتفع بها المنتهي للاستحضار، وربما أفادت بعض المبتدئين الأذكياء بسرعة هجومهم على المعاني من العبارات الدقيقة.
الثاني: مبسوطات تقابل المختصرات، وهذه ينتفع بها للمطالعة.
الثالث: متوسطات، وهذه نفعها عام)) ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2)) معنى الاختصار لغة: قال في اللسان: " اختصار الكلام إيجازه، والاختصار في الكلام أن تدع الفضول، وتستوجز الذي يأتي على المعنى.
والاختصار: حذف الفضول من كل شيء)) ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)) وفي القاموس: اختصر الكلام: أوجزه، وحذف الفضول من كل شيء ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4))
والاختصار في اصطلاح العلماء لا يبعد عن معناه في اللغة.
قال الشيخ الموفق بن قدامة في شرحه على مختصر الخرقي: (اختصرت هذا الكتاب) يعني قربته، وقللت ألفاظه، وأوجزته.
والاختصار: تقليل الشيء، فقد يكون اختصار الكتاب بتقليل مسائله، وقد يكون بتقليل ألفاظه مع تأدية المعنى، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5): « أوتيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصارا» ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6)) وقال البهوتي (1051هـ): ((هو ما قل لفظه وكثرت معانيه)) ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7)) وقال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: ((والمختصرات فيه -أي الفقه- وهي ما قل لفظها، وكثر معناها))، وقال: ((والاختصار إيجاز اللفظ مع استيفاء المعنى))، وقيل: ما دل قليله على كثيره ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn8)) وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم (1392 هـ) في حاشية الروض المربع: ((الاختصار تجريد اللفظ اليسير مع بقاء المعنى)) ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn9))
أغراض الاختصار وفوائده:
إن الكثير من أصحاب المختصرات يبين في خطبة كتابه غرضه من تأليف ذلك المختصر، وما دعاه إلى تأليفه، ويضمن ذلك الفوائد التي تنجم عن هذا الاختصار، وأجمل هذه الفوائد والأغراض فيما يلي:
1 - تيسير الحفظ، واستحضار مسائله، فإن المطولات يصعب حفظها أو يتعذر.
2 - تقريبه للفهم، والتذكير بأهم مسائله، فالمختصر أشبه بالتذكرة الموجزة، تخلو من الاستطرادات، والتفريعات الكثيرة التي من شأنها أن تنسي المسائل المهمة، والقضايا الكبيرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/191)
3 - اجتناب التكرار، والتطويل الممل، والاقتصار على ما لا بد من معرفته.
4 - تصغير حجم الكتاب ليسهل حمله واصطحابه في السفر ونحوه، فقد يكون أصل الكتاب مجلدات يختصر في مجلد لطيف سهل المحمل.
5 - الاقتصاد في الوقت، حيث يطرح من أصل الكتاب ما لا أهمية كبيرة لقراءته، والعمر أعز وأقصر من أن يتسع لذلك، ومن يقدر أهمية الوقت يدرك أهمية المختصرات في العلم.
6 - حذف الموضوعات الواهيات، وطرح العقائد الفاسدة، والأقوال الشاذة، أو التنبيه إليها، وكذلك تصحيح وتقويم النقول، وهذه من أهم فوائد الاختصار، وأجل أغراضه، حيث يؤدي إلى تهذيب الكتاب الأصلي، وتقويم مادته، ولا يعني هذا أن المختصر طليق اليد، حر القلم يغير ما شاء، ويطرح ما شاء، ويزيد أو ينقص ما شاء، فإن للاختصار ضوابط لا بد من مراعاتها، وقواعد لا بد من اتباعها، وإلا فقد خلا من الأمانة العلمية، وسيأتي بيان هذه القواعد قريبا بإذن الله تعالى.
7 - قد يكون المختصر في بعض الأحيان أعلم من مصنف الكتاب الأصلي، فيأتي المختصر أعظم نفعا وأجل فائدة من الكتاب الأصلي.
ومن ذلك تفسير البغوي المتقدم المسمى (معالم التنزيل)، فإنه وإن كان مختصرا من تفسير الثعلبي -كما تقدم- إلا أنه أجل منه شأنا، وأرفع مكانة، فإنه صانه عن الحكايات الواهية، والأخبار الموضوعة، والثعلبي لم يكن له كبير علم بالحديث، فحشا تفسيره بالقصص الباطلة، والأخبار المصنوعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((والبغوي تفسيره وسط، مختصر من الثعلبي، لكنه صانه عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة)) ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn10))
عيوب الاختصار:
مع ما ذكرنا من فوائد للاختصار، فإنه لا يخلو من عيوب في الجملة، ولا سيما إذا وقع ممن لا يحسنه، وتصدى له من لا نأتمنه.
ومن عيوب الاختصار وبعض المختصرات ما يلي:
أ- حذف الكثير من المحسنات اللفظية، والتراكيب والجمل، والاستغناء عن صور التشبيه، والأمثال التي تثري الكتاب، وتوضح مسائله، وتزيد الملكة الأدبية والعلمية لدى قارئه.
ب- حذف طرق الأحاديث وأسانيدها من الكتب المسندة، مما يفقد الكتاب قدرا كبيرا من قيمته العلمية، وأحيانا فإن الكتاب الأصلي يفقد، ويبقى المختصر، فإذا كان خاليا من الأسانيد فإن الحكم على أسانيد المصنف وعلى الأحاديث التي أوردها يكون غير ممكن.
ج- صعوبة فهمه، وحل ألفاظه في بعض الأحيان، فإن بعض المختصرات لا يكاد يفهم إلا مع شرح يوضحه، ومن المعلوم أن الفهم يعين على الحفظ، وأنه أهم من الحفظ المجرد عنه، وإذا عسر فهمه وعسر حفظه فقد الغرض الأهم من تصنيفه.
د- تأثر المختصر بتخصص المختصر، ومدار اهتمامه، فإذا كان لغويا تركز اهتمامه على الجوانب اللغوية أكثر من غيرها، وأعمل الحذف فيما عداها، وإذا كان المختصر فقيها دار اهتمامه على النواحي الفقهية في الكتاب، وربما اصطبغ الكتاب بميوله المذهبية، وترجيحاته الفقهية.
هـ- حذف النكت، واللطائف العلمية، والوقائع التاريخية الصغيرة، والاقتصار على الوقائع الكبيرة وحسب، وذكر الأسماء مختصرة، وربما مقطوعة عن الأنساب والأخبار.
و- لا تخلو مادة المختصر من الغموض، وهذا يؤدي إلى تخليط وتشويش خاصة على القارئ المبتدئ.
ز- بروز شخصية المختصر، وفرضها على القارئ، وفرض فهمه وحكمه على الكتاب ومسائله، مما يؤدي بصورة غير مباشرة إلى إهمال أو تذويب شخصية القارئ، ومن هنا كانت المطولات من الكتب القيمة أقوى في تربية الملكة لدى القارئ، وتنمية مداركه، وقدرته على الاستنباط والتحليل، والنظر والترجيح، وهذا له أثره في تكوين ملكة الإبداع والتجديد، وعكسه أدعى إلى الرضا بشخصية المتلقي المتلقن الذي يؤدي به إلى التقليد، وخاصة عند حذف آراء العلماء وأدلتهم وأصولهم.
ح- قد يؤدي الاختصار وكثرة الرجوع إلى المختصرات إلى قطع الصلة بالأمهات والمبسوطات، وهذا ما يعاني منه كثير من طلبة العلم في عصرنا، فإن الكثير منهم إذا رجع إلى أصول الكتب مل وسئم، وضاق صدره بعباراتها، وخفي عليه كثير من مصطلحاتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/192)
والأنكى عندما يغدو التعليم مقتصرا على المذكرات التي تتصف غالبا بقلة مادتها، وركاكة أسلوبها، وضحالة موضوعاتها، فلن يعود المتعلم إلى الأمهات أبدا، اللهم إلا في اقتطاف المعلومة على وجه السرعة في البحوث والرسائل العلمية.
ط- ومن العيوب إضاعة الوقت، فإنه لو بذل مثل هذا الوقت أو نحوه في التأليف والابتكار لكان أولى وأكثر نفعا.
ي- قد يؤدي الاختصار إلى أن يدمج الكتاب المختصر مع الأصل، فيصيران شيئا واحدا، ويضيع جهد المصنف للأصل، ويهمل ذكره، وهذه جناية علمية، ونكران للجميل، ونسبة للفضل إلى غير أهله،
والواجب المحافظة على الأصل، ونسبته إلى مصنفه لا إلى من اختصره.
وأكتفي بضرب مثال واحد على هذا الدمج بذكر كتاب مشهور متداول، وهو كتاب (سبل السلام شرح بلوغ المرام) حيث إن أصل هذا الكتاب ليس للصنعاني، وإنما هو للقاضي شرف الدين الحسين بن محمد المغربي اليماني، والصنعاني قام باختصار هذا الأصل الذي هو (البدر التمام شرح بلوغ المرام)، فهل من الإنصاف أن يقال: (سبل السلام شرح بلوغ المرام) أو يقال: (سبل السلام في اختصار البدر التمام شرح بلوغ المرام).
إن جل طلبة العلم الذين يدرسون هذا الكتاب لم يسمعوا بأصله، ولا بمؤلف الأصل، أليس هذا نكرانا لحقه؟
ضوابط الاختصار:
إن المقصود الأول بهذا البحث هو بيان ضوابط الاختصار في التأليف المنهجي، والتنبيه على قواعده.
إن كتب العلماء ومؤلفاتهم حمى، وعملهم حق محفوظ لهم، فليس لأحد أن يعتدي على هذا الحق، أو يصادره لنفسه، أو يعتسف في استغلاله، وإن الأمانة العلمية -وهي جزء من الأمانة الواجبة- تقتضي رد الحق إلى أهله، والاعتراف للفاضل بفضله، ونسبة العمل إلى عامله.
وهناك فئة من المختصرين لكتب العلماء هجموا على ما لا يحسنون، وتكلفوا ما لا يتقنون، يريد أحدهم أن يضرب بسيف غيره، ويستدفئ بثوبي زور، فيصدق عليهم القول: أراد أن يصل إلى داره فتسلق جدار جاره، والمثل: طار قبل أن يحوصل، أو تزبب وهو حصرم.
وأمثال هؤلاء لا يسمى عملهم اختصارا، ولا يعد من العلم في قبيل ولا دبير، بل هو تشويه وتمويه، فإن أحدهم يتصرف في مصنف غيره تصرف الجزار في أضحيته، فهم يضعفون الأقوال الراجحة، ويطمسون الحقائق الواضحة، ويدسون في المختصرات ما لا نسب بينه وبين الأصل، ونرى أحدهم يجعل كتاب غيره ميدانا للانتصار لرأيه، والانتقام لنفسه، فيستبدل عقيدة السلف بالتعطيل، وربما ضعف الصحيح، وصحح الضعيف، ولم يرغ للمؤلف حرمة، ولم يحفظ له حقا، ولم يقم للأمانة العلمية وزنا، فهل هذا اختصار؟
إن ثمة ضوابط وأسسا منهجية للاختصار دون مراعاتها، فإنه يفقد قيمته، وتضيع فائدته، ويصبح ضرره أكبر من نفعه.
وهذه هي أهم القواعد التي توصلت إليها بعد البحث والنظر: -يقصد قواعد وضوابط للاختصار - والله أعلم
1 - تحري حسن القصد، وسلامة النية في عمله، ورجاء نفع الأمة.
2 - الاستقصاء لمسائل الكتاب (الأصل) وفوائده، والاقتصار على حذف ما يغني مذكوره عن محذوفه، من التكرار، وتوضيح الواضح الجلي.
3 - المحافظة على المعاني التي قصدها المصنف، وصبها في قالب لغوي سهل، وحذف عويص اللغة وتعقيداتها إن وجدت.
4 - توضيح الأمور المشكلة والوجوه المحتملة، بإرجاع الضمائر إلى مراجعها، وإزالة الإشكال والإبهام بالمجاز بين، كأن تكون الكلمة اسما لأكثر من موضع، أو يكون الاسم يشترك فيه أكثر من راو. . . إلخ.
5 - عدم الإخلال بأدلة الكتاب (الأصل) وأفكاره الأساسية، مع حذف ما يبعد أو يندر وقوعه من الافتراضات البعيدة.
6 - حذف الأقوال الشاذة البين شذوذها، والآراء المبتدعة الواضح خطرها، وهذا ليس من العبث بالكتاب، بل من الإصلاح فيه، ومن تغيير المنكر، والنصح للمسلمين.
7 - عدم التحريف في أقوال المصنف، أو نسبة رأي أو مذهب إليه لم يقل به، ولو كان المذهب الحق، والرأي الصواب؛ فإن العدل يقتضي أن لا يقول قولا لم يقله، أو ينسب إليه مذهب لم يذهب إليه، إذ قد يذهب إلى ذلك بعض المختصرين، لتكثير سواد أهل الحق، وتأييد مذهبهم، غير أن هذه الغاية النبيلة لا تسوغ مثل هذا العمل القبيح الذي لا يعدو أن يكون كذبا، ولا يجوز أن نداوي الحمى بالطاعون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/193)
وليطمئن المشفقون على الحق وأهله فإن الله تعالى جاعل قلتهم كثرة، ولله الحجة البالغة.
8 - عدم المبالغة في الإيجاز بحيث ينتهي إلى الإغلاق والغموض، فينافي الغرض الذي قصده، فيفر من بشاعة التطويل إلي شناعة التعقيد.
9 - قصد الكتب المهمة بالاختصار التي تعظم الفائدة باختصارها، ويعم النفع بها، فليس كل كتاب حريا ببذل الوقت في تقريبه للناس، وتيسير انتشاره بينهم.
10 - مراعاة نوعية الكتاب الذي يروم اختصاره، ليحدد ما هو من مباحثه الأصلية، ومقاصده الأساسية، وما ليس كذلك، حتى لا يقع في المحذور، وهو حذف الضروري؛ فيخل بقصد المؤلف الأول، وغايته الأساسية من تأليفه، ويخلط بين فضول الكتاب وأصوله.
فإذا كان الكتاب من كتب الحديث المسندة مثلا، فإنه لا يحسن أن يحذف أسانيده، ويبقي على المتون فقط، إذا لم يكن الكتاب مشتهرا ونسخه كثيرة منتشرة.
وإذا كان الكتاب في الرجال، الرواة فلا يحسن أن يبقي شيئا من سيرة الراوي الذاتية، ونسبه، وصنعته، ولقبه، ويحذف الحكم عليه وبيان حاله في الرواية.
وهكذا ينبغي أن يكون نظره دقيقا للكتاب الذي يتصدى لاختصاره، فليس المقصود من الاختصار تقليل الصفحات، والتخلص من المجلدات.
11 - نسبة الكتاب إلى مصنفه، والتنويه به في عنوان المختصر، أو في مقدمته، أو فيهما؛ حتى لا يؤدي عدم التنويه به إلى طمس ذكره ونسيان أمره، في حين أن الجهد الأساسي هو له، لا للمختصر.
12 - عدم التغيير في ترتيب الكتاب الأصلي، وفي سياقه دون الحاجة إلى ذلك، لأن هذا وسيلة بل حيلة تؤدي إلى انتحال تأليف غيره، ونسبته إلى نفسه، وليس له فيه إلا تقديم المتأخر، أو تأخير المتقدم، أو العبث في سياقه، وهذا التغيير لا مسوغ له، فإن رام التسهيل، وتيسير الوصول إلى مسائله ومباحثه، فليجعل ذلك في فهارس مفصلة في آخر الكتاب.
13 - أن يبين عمله في الكتاب بيانا واضحا، وطريقته في الاختصار، ومنهجه في ذلك، حتى يمكن الحكم على عمله بالصواب أو بالخطأ، ليبرأ صاحب الأصل من خطئه، ويخرج من عهدته، وكذلك ينبغي أن يبين مسوغات عمله واختصاره لهذا الكتاب.
14 - مراعاة الإيجاز والتحقيق في تكميل نقص الأصل، وتتميم مباحثه: من ذكر الساقط، وملء البياض، وإكمال العبارات الناقصة، وغير ذلك.
15 - المحافظة على مزايا الكتاب الأصلي التي تميز بها عن المؤلفات الأخرى، وما يعد من خصائصه، فإن الاختصار إذا طمس هذه المزايا والخصائص فإنه يكون قد سلب الكتاب أكرم نفائسه.
16 - عدم التصدي لهذا العمل إن لم يكن قد تأهل له، فإن التأليف ليس تسويد الصحائف، وصرم الأوقات، وما كل رامي غرض يصيبه، وما كل دام جبينه عابد.
17 - عدم الوقيعة بالمصنف، أو الغض من قدره، أو غمزه، أو غمز كتابه، أو عيب طريقته، والاستخفاف بمنهجه، فإنه لا يعيب إلا معيب، ولا يغتاب إلا عاجز.
وأجرأ من رأيت بظهر غيب ... على عيب الرجال ذوو العيوب
وكل اغتياب جهد من لا له جهد.
إن من حق المصنف الدعاء له، والترحم عليه، وبيان خصائص كتابه، والتماس العذر له إن وقع له تقصير، مع الإنصاف وعدم الاعتساف.
18 - دراسة منهج المصنف دراسة عميقة؛ للتوصل إلى معرفة المقاصد الأساسية من تأليفه.
19 - تحقيق الأصل عند اختصاره، سواء أكان مخطوطا أم مطبوعا، ومقابلة نسخه إن كان له أكثر من نسخة، وذلك أن الاختصار لا يعني الإيجاز والحذف من الكتاب وحسب، به من تمامه إكمال الكتاب، وتتميم النقص فيه.
والله تعالى أعلم.
نقل أخوكم المحب
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1)- خطط الشام (4\ 49). وممن ولع به ابن منظور صاحب لسان العرب فقد ذكر في ترجمته أن الكتب التي علقها بخطه من مختصراته خمسمائة مجلدة، فلا يعرف كتاب مطول في الأدب وغيره إلا وقد اختصره.
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) - كشف الظنون (1\ 35).
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3) - اللسان (خصر) (4\ 243).
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref4) - القاموس المحيط (خصر) (2\ 21).
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref5) - صحيح البخاري الجهاد والسير (2815) ,صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (523) ,سنن الترمذي السير (1553) ,سنن النسائي الجهاد (3089) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 250).
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref6) - مقدمة المغني مع الشرح الكبير ص (13). والحديث أخرجه الدارقطني بهذا اللفظ (4\ 144) وأصله في الصحيحين، أخرجه البخاري (9\ 75)، ومسلم (2\ 64) دون قوله: (واختصر).
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref7) - الروض المربع ص (11).
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref8) - مغني المحتاج (1\ 9، 11).
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref9) - حاشية الروض المربع (1\ 45).
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref10) - مجموع الفتاوى (13\ 354).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/194)
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:10 م]ـ
بحيث ٌ نافع رائع!
بوركم فيكم / أبا أنس.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:21 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا همام السعدي! وبارك فيك ....
هو جزء من بحثه وهذا هو البحث كاملا لمن أراد مزيدا من الفائدة ...
هو في المرفقات.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:23 م]ـ
أحسنت أخي الفاضل / علي سطان جلابنة.
نقل موفق، ومميز، لأهل الاختصار.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:11 ص]ـ
أخي أبو الهمام .. جزاك الله خيرا على مرورك
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:35 ص]ـ
يتميز أستاذنا الدكتور عبد الغني بجودة كتاباته، و هو الخبير في الحرف و معناه. و له عدة كتب أتمنى لو يتم نشرها.
شكرا لك أيها الكريم.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[29 - 09 - 10, 09:15 ص]ـ
ولك أخي ذو المعالي شكر الله ...
لعلك تكون أول من يطلعنا على كتب الشيخ حفظه الله ..
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 11:25 ص]ـ
ولك أخي ذو المعالي شكر الله ...
لعلك تكون أول من يطلعنا على كتب الشيخ حفظه الله ..
المطبوع منها لا أظنه كثيرا، بل ربما بعدد أصابع اليد، أو يجاوزها بعدد. ومنها ما منحني إياه كأوراق مصورة "مذكرات". منها أدب المشيب، و أدب الطبيب. طبع. و كتاب عن الزراعة طبع. و مناهج المحدثين. طبعته جامعة الملك سعود. و قواعد التصحيح (أو التضعيف). و تخريج الحديث النبوي. طبع. و ديوان عن الأقصى. طبع. هذا ما أستحضره من كتبه. رعى الله حاله بالتوفيق، و إيايَ و إياك و كلٍّ.
ـ[خالد الشبيلي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 02:41 م]ـ
شكر الله لك أخي الحبيب
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[30 - 09 - 10, 11:04 م]ـ
الأخوين الفاضلين:
خالد الشبيلي
و
أبو زيد محمد بن علي
بارك الله فيكما على مروركما ...(132/195)
حكم شرب الزوج حليب زوجته
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:18 م]ـ
سألني صديق لي بأن زوجته ولدت بنتا وبعد شهر ماتت بنته، وبعد وفات بنته جعل يشرب حليب زوجته .... هل فيه حرج شرعي أو عليه شئ، اريد منكم المناقشة علي هذا الموضوع لكي اجيبه جوابا شافيا، ولكن نريد منكم ألا يكون جوابكم إندفاعيا أو عاطفيا.
قيل: علي الزوج ان يتجنب الشرب من حليبها لأنه لا يجوز الانتفاع بجزء الآدمي، ما هو الدليل علي ذلك من الكتاب والسنة
قيل: هذا للمولود، ولكن لو المولود ماتت، كما في سؤال الصديق لي
قيل: بأنه مكروه، نريد ما هو وجه الكراهة
قيل: الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات: هل هذا من أمور المشتبهات: ما هو الدليل علي ذلك
قيل: إذا كان يجوز مص ثدي الزوجة فإذن يجوز شرب لبنها أيضا، لأن مصه يستلزم شربه
قيل: فلبن الأنثى طاهر باتفاق الفقهاء
قيل: لابأس بالتداوي به
قيل: مشروع الرضاعة في الحولين
قيل: فهو داخل في الاستمتاع المباح، ولا يقال بتأثير اللبن عليه؛ لأن رضاع الكبير غيرمؤثر في التحريم، وإنما الرضاع المؤثر هو ما كان في الحولين
ـ[مسلم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:28 م]ـ
هذا الرابط سيفيدك بإذن الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101279
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:35 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي مسلم بن عبدالرحمن
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 05:28 م]ـ
هل يستفاد من هذه الرابطة بأنه يجوز بلاكراهة؟(132/196)
هل فرح العبد بعمله الصالح يناقض إخلاصه لربه جلّ في علاه؟!!!
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:00 م]ـ
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه بادئ ذي بدء أقول لإخواني وأخواتي في الله تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنت بخير وعافية: خاطرة وردت على ذهني وأنا أتأمل في حديث من أحاديث الصحيحين، أحببت أن أذكرها لإخواني وأخواتي عسى الله أن ينفعني بها وإياهم، خاصة في هذا الباب الشائك الذي كثيرا ما يقلق النفوس المطمئنة التوّاقة لمرضاة ربّها: جُبل العبد على الفرح بإتمامه العمل الصالح ـ فرح إنجاز وإتمام لا فرح بطر وأشر ـ وهذا الفرح لا ينافي ولا يناقض إخلاصه لربه سبحانه جلّ في علاه، لذلك جمع له صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرحتي الدنيا والآخرة كما في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله عز و جل: الصوم لي وأنا أجزي به يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك).قلت: ولو كان هناك تعارض بين الفرحتين لكانت الأولى منهما مانعا من الثانية، ولَمَا اجتمعا ألبته، بل نستشف هذاالتوافق والاجتماع وعدم التعارض من نفس الجبلة، والفطرة التي فطر العبد عليها من محبته لإنجازه للعمل الصالح، ولو كان العكس لكان تكليفا بما لا يطاق. والصوم مثال ونموذج تُقاس عليه سائر الأعمال، وليس الحكم محصورا عليه ودمتم سالمين محبكم أبو وائل غندر
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:57 م]ـ
قال السعدي رحمه الله عند تفسير قوله تعالى (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا .... ) الآية.
ودلت الآية بمفهومها على أن من أحب أن يحمد ويثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق، إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة، أنه غير مذموم، بل هذا من الأمور المطلوبة التي أخبر الله أنه يجزيء بها المحسنين له الأعمال والأقوال، وأنه جازى بها خواص خلقه، وسألوها منه، كما قال إبراهيم عليه السلام (واجعل لسان صدق في الآخرين) وقال: (سلام على نوح في العالمين، إن كذلك نجزيء المحسنين) وقد قال عباد الرحمن: (واجعلنا للمتقين إماما) وهي من نعم الباريء على عبده، ومننه التي تحتاج إلى الشكر. (تفسير السعدي ص161).
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:23 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ فرحان أجدت وأفدت، وزدت الموضوع ثراء وفائدة، لا حرمك ربّي الأجر والمثوبة
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[28 - 09 - 10, 11:34 م]ـ
بيد وأنا أعيد قراءة إضافتك الكريمة تبيّن لي أن ثمّت قرقا بين ما أوردته أنا وما أضفته أنت، فأنا كلامي عن الفرح الذي يجده العبد في نفسه، وكلامك فيمن أحب أن يحمد على فعله لله جل وعلا، وهناك فرق واضح ولا شك، فإذا كان من أحب أن يُحمد على عمل عمله خالصا لله جل وعلا جاز له ذلك وليس مذموما شرعا، فمن باب أولى مجرد الفرح الذي يجده العبد داخل نفسه، فتأمّل، ومع ذلك فالأول أسهل بكثير من الثاني، ففرح العبد بإنجاز العمل الصالح جبلة لا ينفك عنها الإنسان، لذلك فهي أسهل عليه، بخلاف أن يحب أن يحمد ويثنى عليه بما فعله من الخير واتباع الحق، إذا لم يكن قصده بذلك الرياء والسمعة، فهو أصعب من الذي قبله، ومع ذلك هو جائز بنص كلام الشيخ ابن سعدي رحمه الله، فجزاك الله خيرا على هذه الفائدة العظيمة، والحمد لله الذي شرع فيسّر وملك فدبر،
ـ[صالح بن حسن]ــــــــ[29 - 09 - 10, 02:21 ص]ـ
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا النضر بن إسمعيل أبو المغيرة عن محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال خطبنا عمر بالجابية فقال يا أيها الناس إني قمت فيكم كمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فقال أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد الشاهد ولا يستشهد ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقة وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ الألباني في إرواء الغليل في مقطع كلامه استشهادا لصحة حديث آخر بصحة هذا الحديث ما نصه:
عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه , رواه عنه ابنه عبد الله قال: " خطبنا عمر بالجابية , فقال: يا أيها الناس إنى قمت فيكم كمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا , فقال: أوصيكم (يا صحابى) [1] ثم الذين يلونهم , ثم يفشو الكذب , حتى يحلف الرجل ولا يستحلف , ويشهد الشاهد ولا يستشهد , ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان , عليكم بالجماعة , وإياكم والفرقة , فإن الشيطان مع الواحد , وهو مع الاثنين أبعد , من أراد بحبوحة الجنة , فليلزم الجماعة , من سرته حسنته , وساءته سيئته , فذلكم المؤمن ".
أخرجه الترمذى (2/ 25) والحاكم (1/ 114) والبيهقى (1/ 91) من طريق محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عنه , وقال الترمذى: " حديث حسن صحيح غريب " , وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين " , ووافقه الذهبى.
قلت: وهو كما قالا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/197)
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:31 م]ـ
ولعل هنا فائدة:
روى الترمذي:
بَابُ عَمَلِ السِّرِّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ الرَّجُلُ يَعْمَلُ العَمَلَ فَيُسِرُّهُ فَإِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ أَعْجَبَهُ ذَلِكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَهُ أَجْرَانِ، أَجْرُ السِّرِّ وَأَجْرُ العَلاَنِيَةِ.(132/198)
أين السعادة؟ - د. عمر سليمان الأشقر
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:02 ص]ـ
1. باحث عن السعادة:
قلتُ لصاحبي – وقد آسفني ما يرتسم على قسمات وجهه من ظلال الكآبة والحزن توحي بما يعانيه في دخلية نفسه من شقوة – قلت له: عجيب أمرك! إن الحزن يكاد يعصف بك، ويبلي شبابك الناضر، مع أنك أُعْطِيت من الدنيا زهرتها: المال الكثير، والبيوت الملأى بحاجات الإنسان، والمراكب الفارهة من أحدث طراز، والأولاد يمرحون بين يديك، فما الذي يجلب لك الهم والنكد وهذه حالك؟!
فنظر إلَيَّ نظرة مهموم حائر فاقد لشيء ليس يدريه، وقال: لست أدري، إن في النفس لفراغاً، وفيها جوعة أحس بها، ولا أعرف حقيقتها. إن ما بين يدي من مال وما عندي مما يصبو إليه الكثير لا يفيء علَيَّ ظِلال السعادة، بل قد أتمنى أن أكون فقيراً كأولئك الذين أرى السعادة ترتسم على وُجوههم رغم قِلة ما يملكون مِن زينة الدنيا.
2. أمنية الإنسان:
وألقيتُ النظر بعيداً، وسابَق الخيال النظر فسبقه، وحّلَّق في حياة الناس يستشف الغاية التي يريدون مِن وراء سعيهم في الحياة، فإذا بهم يطلبون ما يطلب صاحبي على اختلاف أشكالهم وألوانهم وسعيهم. إن ما يطلبون هو: هناء الروح، وطمأنينة القلب، ونعيم الخاطر، وسعادة النفس في عالمهم المشهود.
3. طريقان وصِنفان:
قد يرى بعضُهم أنهم يَصِلون إلى تحقيق أمانيهم بالوصول إلى مُتَع الدنيا وزينتها، ولكنهم يدركون بعد حين، كما أدرك صاحبي أن ما حَصَّلوه لم يُحقق لهم السعادة المرجوة، وقد يظن بعضهم أنهم سعداء بما لديهم، ولكنهم كالمريض الذي يتغلغل المرض في أحشائه، وهو يظن نفسه يتمتع بالصحة والعافية.
وعندما يُدرِك الناس ما أدرك صاحبي يحاول بعضهم أن ينغمس في دنياه أكثر وأكثر عَلَّهُ يَرْوي نفسه الظمأى على طريقة القائل: "وداوني بالتي كانت هي الداء"، وقد يهرب بعضهم من دنياهم ويهجرونها، ويبحثون عن السعادة في قمم الجبال بعيداً عن الحياة، يُعذِبون أجسادهم، ويحرمونها من مُتَع الدنيا، وهؤلاء وهؤلاء يحملون السُلُّم من أحد طرفيه، ويعيشون في دنيا الإنسان ويخرجون منها وقد شقوا بدنياهم.
4. أدعياء:
وإلى كِلا الفكرتين المتضادتين يقوم دُعاة يُغلَّفون أفكارهم بمعسول القول، وينقسم المُنادون إلى كل من السبيلين على أنفسهم، فإذا هُم مذاهب شتى، وتطغى الدعوات المادية على غيرها، ويَدَّعِي كل داعية أنه يملك إكسير السعادة، وأنه يهدي البشرية الحائرة إلى شاطيء الأمن والسلام، ويقيها لواعج الأحزان ومرارة الآلام.
5. الإنسان لا يصنع السعادة:
ولكن التجارب المتكررة قديماً وحديثاً في الشرق والغرب تُثبت أن سبيل السعادة الحقَّة لا يصنعه بنو الإنسان لأنفسهم لأنهم غير مؤهلين لصنعه.
6. عِلَّة ذلك:
ذلك أن السبيل الصحيح أن يتصدى للمنهج الذي يُسعِد الإنسان مَن يكون على معرفة كاملة بأسرار النفس البشرية، والعلاقة الحقة التي تقوم بين الإنسان وهذا الكون الذي يعيش فيه، لأن الحُكم على الشيء فرع تصوره، والإنسان في كِلا الأمرين – رغم تقدمه – يقع على أبواب مجاهيل، ولذلك كانت أحكامه ومناهجه التي يضعها على اختلافها وتَبَايُنْها تسير في خَط مُتعرِّج، وهي مناهج تحتاج دائماً إلى تطوير وتحوير وتغيير، لذلك كان لزاماً أن يتوفر فيمن يهدي الإنسان إلى ما يُسعِده أن يكون عليماً بأسرار النفس البشرية، عليماً بعلاقته بالكون وما وراء الكون، لا تخفى عليه خافية، ليأتي المنهج مُتكاملاً شاملاً، ونحن لا نجد هذه الصفات في بني البشر، ولا في أحد من الخليقة.
والمُتَّصِف بذلك هو خالق البشر الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، الذي يعلم الإنسان جهره وسره، وهو أعلم به من نفسه، ذلك أنه هو الذي أنشأ هذه النفس من تراب، ونفخ فيها الروح، فكانت بشراً سوياً، وجعل نسلها من سلالة من ماء مهين، وخلقها في أحسن تقويم، فَمِن الواحد الأحد الخالق الباريء السميع العليم نستمد السبيل السليم، والنور الكاشف، والسُبُل مِن غيره لا تخلو من عوار، وهي تؤدي بصاحبها إلى هاوية سحيقة الغور ليس لها قرار.
7. بداية الطريق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/199)
ولقد أخبرنا الله بعد أن قص علينا قصة إهباط آدم من الجنة الآمنة الخالية من التعب والنصب: أنه أعطى آدم عهداً له ولذريته أن يعطيهم السعادة والهناء في دنياهم وأخراهم إن هم اتبعوا منهجه وهداه الذي ينزله لهم، فإن هم تولوا وأعرضوا عن سبيله فالشقوة نصيبهم في دنياهم وأخراهم؛ قال الله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [سورة طه – الآيات 123 - 126].
8. السعادة تقوم على أساسين:
قال صاحبي وكأنه قد أفاق من رؤيا، وكأنه بدأ يحس بما يريد: كأنك تدعوني إلى أن أترك دنياي لأجد سعادتي؟! قلت: كلا. ولكنني أدعوك لتأخذ المنهج الذي يتلاءم مع فطرتك، ويُعَرِّفك بنفسك وبالكون وبخالقك وخالق الكون، بالحق الذي يرسم لك معالم الطريق، وستجد أنه منهج يدعوك أن تأخذ نصيبك من الدنيا ولا يحرمك منها، ولكنه يُوَجِّه هَمَّك الأكبر إلى تفضيل ما عند الله وإيثار الآجل على العاجل. إنه يدعوك لتطهير نفسك وتزكيتها وتخليصها من قيود ثقيلة تشدها إلى الأرض، وتهبط بها إلى الحضيض.
انظر يا صاحبي إلى بني البشر وقد بلغوا ما بلغوا من تقدم في عالمهم المشهود، انظر إليهم إذ أعرضوا عن ذِكر الله، هل حققوا السعادة في الحياة؟! الدول الراقية والمتقدمة، الدول التي جاوزت الأرض إلى القمر، والتي تملك من أسباب الرفاهية ما يعجز عنه الحصر، هذه الدول تعيش في فراغ نفسي كبير: جوعة روحية، قلق وضياع، ظلم وجبروت، في الأفراد والأُسَر والدُوَل، وفي الأطفال والشباب والشيب، وما حديثهم بِسر، وأخبارهم تَتْرى تحكي أن القوم على شفى هاوية.
وتركت صاحبي يفكر على أن أعود إليه بعد حين، وكل أملي أن يجد سعادته التي يبحث عنها.
كتبه: أ. د. عُمَر سُلَيمان الأَشْقَر
كلية الشريعة، الجامعة الأردنية
من كتاب "مواقف ذات عِبَر".
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:31 م]ـ
جزاك الله خيراً
كلية الشريعة، الجامعة الأردنية
((سابقاً))
ـ[سائرة بعزم]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا وحبورا,,
أن السعادة الحقة في طاعة الله فسوف يحيه الله حياة طيبة في الدنيا ويجزه أجره في الآخرة.(132/200)
تشريك النية في العبادات!!
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:45 م]ـ
إخوتي الأفاضل:
مسألة تشريك النية مسألة مهمة جداً والملاحظ أنها مسألة تحتاج إلى بحث.
سأعرض عليكم ما يلي:
روى البيهقي:
عن زينب امرأة بن مسعود أنها قالت: يا رسول الله أيجزىء عنا أن نجعل الصدقة في زوج فقير وبني أخ أيتام في حجورنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لك أجر الصدقة وأجر الصلة رواه البخاري في الصحيح عن عمر بن حفص ورواه مسلم عن أحمد بن يوسف عن عمر بن حفص في حديث طويل أهـ
الملاحظ هنا:
فرق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين الإجزاء وبين الأجرين
السؤال: هل المسائل التي يصح فيها تشريك النية يكون الأجر مضاعف (أجرين) أم الإجزاء هنا يكون بإسقاط الفعل فقط
أي من صلى تحية المسجد وسنة الظهر مثلاً - ركعتين فقط-
له أجرين؟ أم أن صلاة سنة الظهر تسقط عنه تحية المسجد فقط؟!
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[29 - 09 - 10, 10:17 م]ـ
للرفع والمشاركة(132/201)
مداخلة سماحة المفتي في الذب عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ـ[د. محمد بن عدنان السمان]ــــــــ[29 - 09 - 10, 02:24 م]ـ
http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?selected_article_no=4555(132/202)
9 علامات صغرى للساعة لم تظهر بعد وهي:
ـ[خالد سالم ابة الهيال]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:10 م]ـ
. العلامَات التي لم تقع بَعدُ:
1. عودَة جزيرة العَرب جنَّات وَأنهاراً:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) رواه مسلم (157).
وعودتها جنات وأنهاراً إما بسبب ما يقوم أهلها به من حفر الآبار، وزراعة الأرض ونحو ذلك مما هو حاصل في زماننا، وإما بسبب تغير المناخ، فيتحول مناخها الحار إلى جو لطيف جميل، ويفجر خالقها فيها من الأنهار والعيون ما يحول جدبها خصباً، ويحيل سهولها الجرداء إلى سهول مخضرة فيحاء، وهذا هو الأظهر، فإنه يحكي حالة ترجع فيها الجزيرة إلى ما كانت عليه من قبل.
2. انتفَاخ الأهلّة:
من الأدلة على اقتراب الساعة أن يرى الهلال عند بدو ظهوره كبيراً حتى يقال ساعة خروجه إنه لليلتين أو ثلاثة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مِن اقْتِرابِ السَّاعَةِ انتِفَاخُ الأهِلَّةِ) – رواه الطبراني في " الكبير " (10/ 198)، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (5898).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ: لِلَيْلَتَيْنِ، وَأَنْ تُتخذَ المَسَاجِدُ طُرُقاً) - رواه الطبراني في " الأوسط " (9/ 147) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " (5899).
3. تكليم السّبَاع والجمَاد الإنسَ:
روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: " عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ، قَالَ:: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ فَقَالَ الذِّئْبُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي: (أَخْبِرْهُمْ)، فَأَخْبَرَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ) رواه أحمد (18/ 315) وصححه محققو المسند.
4. انحسَار الفرات عَن جَبل من ذهَب:
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا)، وفي رواية: (يَحْسِرُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ).
وفي رواية عند مسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو).
ورواه مسلم عن أبي بن كعب بلفظ: (يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ فَيَقُولُ مَنْ عِنْدَهُ لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ لَيُذْهَبَنَّ بِهِ كُلِّهِ قَالَ فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/203)
ومعنى انحساره: انكشافه لذهاب مائه، كما يقول النووي، وقد يكون ذلك بسبب تحول مجراه، فإن هذا الكنز أو هذا الجبل مطمور بالتراب وهو غير معروف، فإذا ما تحول مجرى النهر لسبب من الأسباب ومرّ قريباً من هذا الجبل كشفه، والله أعلم بالصواب.
والسبب في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم من حضره عن الأخذ منه لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والاقتتال وسفك الدماء.
5. إخراجُ الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة:
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا).
وهذه آية من آيات الله، حيث يأمر الحقُّ الأرض أن تخرج كنوزها المخبوءة في جوفها، وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الكنوز (بأفلاذ الكبد)، وأصل الفلذ: " القطعة من كبد البعير "، وقال غيره: هي القطعة من اللحم، ومعنى الحديث: التشبيه، أي: تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها، والأسطوان جمع أسطوانة، وهي السارية والعمود، وشبهه بالأسطوان لعظمته وكثرته ".
وعندما يرى الناس كثرة الذهب والفضة يزهدون فيه، ويألمون لأنهم ارتكبوا الذنوب والمعاصي في سبيل الحصول على هذا العرض التافه.
6. محاصَرة المسلمين إلى المدينَة:
من أشراط الساعة أن يهزم المسلمون، وينحسر ظلهم، ويحيط بهم أعداؤهم ويحاصروهم في المدينة المنورة.
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلَاحِ) – رواه أبو داود (4250) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " -.
والمسالح، جمع مَسْلَحة، وهي الثغر، والمراد أبعد مواضع المخافة من العدو.
وسَلاَح، موضع قريبٌ من خيبر.
7. إحراز " الجهجَاه " الملك:
الجهجاه رجل من قحطان سيصير إليه الملك، وهو شديد القوة والبطش، ففي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ) رواه البخاري (3329) ومسلم (2910).
وفي رواية لمسلم (2911): (لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِى حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ " الْجَهْجَاهُ ").
ويحتمل أن يكون هذا الذي في الرواية الأخيرة غير الأول، فقد صَحَّ في سنن الترمذي عن أبي هريرة أن هذا الجهجاه من الموالي، ففي سنن الترمذي (2228) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ " جَهْجَاهُ ").
والمراد بكونه يسوق الناس بعصاه أنه يغلب الناس فينقادون له ويطيعونه، والتعبير بالسوق بالعصا للدلالة على غلظته وشدته، وأصل الجهجاه الصيَّاح، وهي صفة تناسب العصا كما يقول ابن حجر، وهل يسوق هذا الرجل الناس إلى الخير أم الشر؟ ليس عندنا بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك.
8. فتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء، وفتنَة الدهيماء:
عن عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟ قَالَ: (هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ، دَخَلُهَا - أَوْ: دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/204)
وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ) – رواه أبو داود (4242) وأحمد (10/ 309) – واللفظ له -، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " -.
والأحلاس: جمع حلس، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير، وقد قال الخطابي: يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها.
والحَرَب بفتح الراء: ذهاب المال والأهل، يقال: حَرِب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله.
والسراء النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية، وأضيفت الفتنة إليها لأن النعمة سببها، إذ إن الإنسان يرتكب الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له من الخير.
وقوله: " كورك على ضلع " هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت، لأن الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه.
والدهيماء: الداهية التي تدهم الناس بشرها.
9. خروُج المَهدي:
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله تبارك وتعالى يبعث في آخر الزمان خليفة يكون حكماً عدلاً، يلي أمر هذه الأمة من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من سلالة فاطمة، يوافق اسمه اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، واسم أبيه اسم أبي الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد وصفته الأحاديث بأنه أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض عدلاً، بعد أن ملئت جوراً وظلماً، ومن الأحاديث التي وردت في هذا:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي) رواه الترمذي (2230) وأبو داود، وفي رواية لأبي داود (4282) قال: (لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّى - أَوْ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِى - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِى وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِى يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا).
" القيامة الصغرى " (137 – 206) باختصار، وتهذيب.
وبه يتبين أنه ثمة تسع علامات للساعة الصغرى لم تظهر بعدُ، ويتبين أن ما يتكرر من كلام كثير من الناس أن علامات الساعة الصغرى قد ظهرت كلها ولم يبق إلا " المهدي " قول عارٍ عن الصحة.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 12:15 م]ـ
جزاك الله خير أخي خالد ونفع بك على هذا النقل الطيب ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 02:37 م]ـ
بورك فيك أخي الحبيب / خالد الهيال
ـ[أبو شريف]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض هذه العلامات قد يظهر بعد خروج المهدي
ويمكن مراجعة هذين الكتابين للمزيد:
عمر أمة الإسلام وقرب ظهور المهدي عليه السلام ( http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=016690.pdf)
القول المبين في الاشراط الصغرى ليوم الدين ( http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=006328.pdf)
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[10 - 10 - 10, 10:15 م]ـ
. العلامَات التي لم تقع بَعدُ:
2. انتفَاخ الأهلّة:
من الأدلة على اقتراب الساعة أن يرى الهلال عند بدو ظهوره كبيراً حتى يقال ساعة خروجه إنه لليلتين أو ثلاثة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مِن اقْتِرابِ السَّاعَةِ انتِفَاخُ الأهِلَّةِ) – رواه الطبراني في " الكبير " (10/ 198)، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (5898).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ: لِلَيْلَتَيْنِ، وَأَنْ تُتخذَ المَسَاجِدُ طُرُقاً) - رواه الطبراني في " الأوسط " (9/ 147) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " (5899).
8. فتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء، وفتنَة الدهيماء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/205)
عن عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟ قَالَ: (هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ، دَخَلُهَا - أَوْ: دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ) – رواه أبو داود (4242) وأحمد (10/ 309) – واللفظ له -، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " -.
والأحلاس: جمع حلس، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير، وقد قال الخطابي: يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها.
والحَرَب بفتح الراء: ذهاب المال والأهل، يقال: حَرِب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله.
والسراء النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية، وأضيفت الفتنة إليها لأن النعمة سببها، إذ إن الإنسان يرتكب الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له من الخير.
وقوله: " كورك على ضلع " هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت، لأن الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه.
والدهيماء: الداهية التي تدهم الناس بشرها.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=191585 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=191585)
ـ[عبد المحسن الأثري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:09 ص]ـ
انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=191585 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=191585)
أجزل الله لك المثوبة أخانا عبد القادر،
فقد بينت على هذا الرابط،
أن حديثي: انتفاخ الأهلة،
وفتنة الأحلاس والدهيماء،
لا يصحان،
فجزاك الله خيرًا على ذلك.
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي في الله , ولكن هل هذه 9 آيات على سبيل الحصر أي هل قمت باستقراء جميع الأحاديث الواردة في الباب ثم لاحظت أن جميعها قد ظهر إلا هذه الآيات, و كيف يمكننا أن نفرق بين آية كبرى وأخرى صغرى
المرجو من الأخ الفاضل الإفادة
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض هذه العلامات قد يظهر بعد خروج المهدي
ويمكن مراجعة هذين الكتابين للمزيد:
عمر أمة الإسلام وقرب ظهور المهدي عليه السلام ( http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=016690.pdf)
القول المبين في الاشراط الصغرى ليوم الدين ( http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=006328.pdf)
قلت (القائل: عبد القادر مطهر):
مؤلف هذين الكتابين هو: أمين محمد جمال الدين؛
الذي هو مُخَبِّطٌ من المُخَبِّطِين؛
والذي يعتمد في كتبه على الأحاديث الضعيفة والموضوعة،
وعلى المخطوطات الموضوعة المدعاة للمفتري الكذاب: محمد عيسى داود.
وهو ليس وحده في هذا الباب، بل شاركه غيره،
حيث أنه ما يكاد يمر يوم، إلا وتقذف فيه المطابع بعشرات الكتب،
لمؤلفين ركبوا موجة الإثارة، وعزفوا على مخاوف الناس،
وخاصة بعد غزو الكويت، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا،
همهم الإثراء والكسب السريع، مستفيدين من هذه الأحداث،
التي فتحت لهم أسواقًا، وأوجدت لهم رواجًا عند الناس.
فمن هذه الكتب:
كتاب: "حمى سنة 2000"، لمؤلفه عبد العزيز مصطفى كامل.
وكتاب: "هل ينتهي العالم سنة2000؟ "، لمؤلفه د. سليمان المدني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/206)
وكتاب: "المسيح المنتظر ونهاية العالم"، لمؤلفه عبد الوهاب عبد السلام طويلة.
وكتاب: "الأشراط الصغرى"،
وكتاب: "عمر أمة الإسلام وقرب ظهور المهدي عليه السلام"،
وكتاب: "رد السهام عن كتاب عمر أمة الإسلام"،
وكتاب: "هرمجدون، آخر بيان يا أمة الإسلام"؛
الجميع لأمين محمد جمال الدين.
وكتاب: "القيامة الصغرى على الأبواب"،
وكتاب: "البيان النبوي بانتصار العراقيين على الروم والترك وتدمير إسرائيل"؛
الكتابان: لفاروق الدسوقي.
وكتاب: "أسرار الساعة"،
وكتاب: "أشراط الساعة وهجوم الغرب"؛
الكتابان: لفهد سالم.
وكتاب: "المسيح الدجال قراءة سياسية في أصول الديانات الكبرى" لسعيد أيوب.
وكتاب: "اقترب خروج المسيح الدجال"،
وكتاب: "الحرب العالمية القادمة في الشرق الأوسط"،
وكتاب: "المهدي المنتظر في الإسلام والتوراة والإنجيل"،
وكتاب: "هلاك ودمار أمريكا المنتظر"؛
الجميع: لهشام كمال عبد الحميد.
وكتاب: "المفاجئة بشراك يا قدس"،
وكتاب: "المهدي المنتظر على الأبواب "؛
الكتابان: لمحمد عيسى داود.
وكتاب: "الثمر الداني في ذكر المهدي والقحطاني – الدر المكنون في بيان حقيقة هرمجدون"، لمجدي منصور الشوري.
وكتاب: "المهدي المنتظر في روايات أهل السنة والشيعة الإمامية – دراسة حديثية نقدية"، لعداب محمود الحمش.
فما لبثت أن انهالت عليهم ردود أهل العلم، ومنها:
كتاب: "المهدي وفقه أشراط الساعة"،
وكتاب: "خدعة هرمجدون"؛
الكتابان: للشيخ د. محمد بن إسماعيل المقدم.
وكتاب: "معالم ومنارات في تنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث"، للشيخ عبد الله بن صالح العجيري.
وكتاب: "تحذير ذوي الفطن، من عبث الخائضين، في أشراط الساعة، والملاحم والفتن، ومعه سل الهندي، على تعسف من ضعف أحاديث المهدي"، للشيخ أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين.
وكتاب: "تخريج الأحاديث والآثار الواردة في كتاب هرمجدون"، للشيخ د. موسى البسيط.
وكتاب: "الحقائق المطموسة في كتاب هرمجدون"، للشيخ مجدي بن سعد بن أحمد.
وكتاب: "العلماء يردون على أسطورة هرمجدون هل انتهى عمر أمة الإسلام؟ "، لحمدي شفيق.
وكتاب: "الضعيف والموضوع في أشراط الساعة وأخبار الفتن والملاحم"، للشيخ مبارك البراك.
وكتاب: "الإفحام لمن زعم انقضاء عمر أمة الإسلام"، للشيخ د. عبد الحميد هنداوي.
وكتاب: "نبوءات النبي r في فتن آخر الزمان، والرد على كتاب هرمجدون"، للشيخ محمد بيومي.
وكتاب: "القول الفصل في هرمجدون وأشراط الساعة"، للشيخ محمد الأزهري.
وكتاب "كشف المكنون في الرد على كتاب هرمجدون"، للشيخ مازن بن محمد السرساوي.
وكتاب: "تنبيه الأنام على ما في كتاب هرمجدون من ضلالات وآثام"، للشيخ عادل بن يوسف العزازي.
وقد قال الشيخ أحمد بن أبي العينين عن أحدها؛ وهو كتاب هرمجدون، آخر بيان يا أمة الإسلام:
لقد انتشر انتشارًا، ما أظن أن كتابًا ضاهاه في الانتشار، في الفترة الأخيرة، فقد سمعت أنه طُبع منه مليونا نسخة ...
والعجيب أن طائفة كثيرة من الناس اقتنعوا بما فيه،
والأعجب أن بعض هؤلاء، ممن ينسبون أنفسهم إلى الإلتزام بالكتاب والسنة، بل وطلب العلم. اهـ.
تحذير ذوي الفطن ص13 و ص223.
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 11:44 م]ـ
سواء بقي منها شيء أو لم يبق
المهم [ماذا أعددنا لها]
وجزاك خيراً أخي الفاضل
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قلت (القائل: عبد القادر مطهر):
فمن هذه الكتب:
كتاب: "حمى سنة 2000"، لمؤلفه عبد العزيز مصطفى كامل.
أما هذا الكتاب فليس مما ذكرت بشيء فلعلك لم تطلع عليه واما كاتبه فمعروف بكتاباته الرصينة والمهمة في كشف سياسات أعداء الامة ومخططاتهم ومن اراد الاطلاع عليها فهي منثورة في مجلة البيان وقد قرأت هذا الكتاب أكثر من مرتين وخبرته فما وجدته حاد عن منهج اهل السنة و الجماعة ولعلي انشط فانقل منه نقولات تدل على ما ذكرت
والسلام
ـ[محمد خاطر]ــــــــ[12 - 10 - 10, 04:48 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[12 - 10 - 10, 02:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما هذا الكتاب فليس مما ذكرت بشيء فلعلك لم تطلع عليه واما كاتبه فمعروف بكتاباته الرصينة والمهمة في كشف سياسات أعداء الامة ومخططاتهم ومن اراد الاطلاع عليها فهي منثورة في مجلة البيان وقد قرأت هذا الكتاب أكثر من مرتين وخبرته فما وجدته حاد عن منهج اهل السنة و الجماعة ولعلي انشط فانقل منه نقولات تدل على ما ذكرت
والسلام
جزاك الله خيرًا أخي الكريم على التنبيه،
وفعلا فأنا لم أقرأ الكتاب،
وربما خدعني أولا: عنوانه،
وثانيًا: اعتمادي على أحد الكتَّاب الذي أورده مقرونًا مع ما ذكرت من الكتب،
وقد قمت الآن بتحميله من موقع مجلة البيان،
وقد تصفحته؛ إذ أن مشاغلي لا تسمح بقراءته كاملا في الوقت الحاضر؛
وقد وجدت من القليل الذي اطلعت عليه فيه،
ما يدل على أنه يختلف كل الإختلاف عن بقية الكتب التي قُرن بها،
ولهذا أعتذر للكاتب وللإخوان في الملتقى،
وعلى رأسهم صاحب التنبيه: الأخ محمود الرشيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/207)
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[12 - 10 - 10, 05:35 م]ـ
10 - المسخ و القذف و الخسف:
أخرج الترمذي في "كتاب الفتن"، وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" وغيرهما وهو الحديث السادس في "تحريم آلات الطرب" (ص: 63) عن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "يكون في أمتي قذف، ومسخ، وخسف " قيل: يا رسول الله! ومتى ذاك؟ قال: "إذا ظهرت المعازف، وكثرت القيان، وشربت الخمور".
وله شاهد أخرجه ابن أبي الدنيا وهو في "الصحيحة" (2203) عن أنس مرفوعاً: "ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف".
11 - خسف البصرة:
وأخرج أبو داود في "سننه" في كتاب الملاحم (باب في ذكر البصرة) (4285 – عون المعبود) عن أنس بن مالك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "يا أنس! إن الناس يمصِّرون أمصاراً، وإن مصراً منها يقال لها البصرة أو البصيرة، فإن مررت بها، أو دخلتها، فإياك وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها، وعليك بضواحيها فإنه يكون بها خسف، وقذف، ورجف، وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير". والحديث في "الجامع الصحيح" (7859) وفي "صحيح سنن أبي داود" (4307)، وأورده الشيخ مشهور ـ حفظه الله ـ في كتابه "العراق في أحاديث وآثار الفتن" (1/ 333) وقال: إسناده صحيح، وأطال في تخريجه والتعليق عليه.
12 - عمران بيت المقدس و 13 - خراب المدينة و 14 - فتح القسطنطينة (إستانبول):
عمران بيت القدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبيه ثم قال: إن هذا الحق كما أنك هاهنا
الراوي: معاذ بن جبل المحدث: ابن كثير - المصدر: إرشاد الفقيه - الصفحة أو الرقم: 2/ 204
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
15 - كثرة القتل:
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني بن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل القتل "صحيح الإمام مسلم
16 - كثرة النساء نسبة للرجال:
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل والزنا وشرب الخمر وتقل الرجال وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد))
17 - قلة العرب:
ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن جريح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أم شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لينفرن الناس من الدجال حتى يلحقوا برؤوس الجبال قلت يا رسول الله: أين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل "
18 - غزو جيش من المسلمين الكعبة و الخسف بهم:
عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم)) قالت: يا رسول الله، كيف تخسف بأولهم وآخرهم وفيهم اسوافهم، ومن ليس منهم؟ قال: ((يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم)) (12) (متفق عليه) هذا لفظ البخاري.
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[13 - 10 - 10, 08:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
15 - كثرة القتل:
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني بن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل القتل "صحيح الإمام مسلم
أما هذه - أخي الفاضل - فقد ظهرت ظهورا بينا فما نراه من قصف الطائرات والصواريخ الذكية لملاجئ المدنيين واعراسهم وتجمعاتهم حيث يقتل في هذا القصف المئات الا من هذه العلامة وكذلك ما نشاهده من تفجيرات في الاسواق اسواق الابرياء ومن أن امرأة احرقت الفسطاط والخيمة بمن فيها لان زوجها تزوج بأخرى و ... و ... و ... كل ذلك من هذه العلامة والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/208)
ثم أنبه على خطأ يقع فيه كثير من الاخوة حيث انه يورد سند الحديث مبتدئا بلفظ الامام صاحب الكتاب الذي نقل عنه (حدثنا أو أخبرنا) ونحوه دون أن يسبق بما يدل على ان هذا اللفظ من قول ذلك الامام ثم يورد بعد انتهاء الحدبث مصدر الحديث وهذا غلط الصواب ان يقول-مثلا- قال مسلم حدثنا او قال البخاري اخبرنا وأما ان يحذف قال البخاري او قال مسلم او قال أحمد , ويبتدأ ب أخبرنا أو حدثنا فهذا لا يصح ولا ينبغي والله اعلم
والسلام
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[14 - 10 - 10, 03:49 م]ـ
شكرا امين محمد جمال هذا رد عليه اخرون ايضا شكرا لك اخى عبدالقادر
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 10:49 م]ـ
. العلامَات التي لم تقع بَعدُ:
1. عودَة جزيرة العَرب جنَّات وَأنهاراً:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) رواه مسلم (157).
وعودتها جنات وأنهاراً إما بسبب ما يقوم أهلها به من حفر الآبار، وزراعة الأرض ونحو ذلك مما هو حاصل في زماننا، وإما بسبب تغير المناخ، فيتحول مناخها الحار إلى جو لطيف جميل، ويفجر خالقها فيها من الأنهار والعيون ما يحول جدبها خصباً، ويحيل سهولها الجرداء إلى سهول مخضرة فيحاء، وهذا هو الأظهر، فإنه يحكي حالة ترجع فيها الجزيرة إلى ما كانت عليه من قبل.
2. انتفَاخ الأهلّة:
من الأدلة على اقتراب الساعة أن يرى الهلال عند بدو ظهوره كبيراً حتى يقال ساعة خروجه إنه لليلتين أو ثلاثة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مِن اقْتِرابِ السَّاعَةِ انتِفَاخُ الأهِلَّةِ) – رواه الطبراني في " الكبير " (10/ 198)، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (5898).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ: لِلَيْلَتَيْنِ، وَأَنْ تُتخذَ المَسَاجِدُ طُرُقاً) - رواه الطبراني في " الأوسط " (9/ 147) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " (5899).
3. تكليم السّبَاع والجمَاد الإنسَ:
روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: " عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ، قَالَ:: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ فَقَالَ الذِّئْبُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي: (أَخْبِرْهُمْ)، فَأَخْبَرَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ) رواه أحمد (18/ 315) وصححه محققو المسند.
4. انحسَار الفرات عَن جَبل من ذهَب:
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا)، وفي رواية: (يَحْسِرُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/209)
وفي رواية عند مسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو).
ورواه مسلم عن أبي بن كعب بلفظ: (يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ فَيَقُولُ مَنْ عِنْدَهُ لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ لَيُذْهَبَنَّ بِهِ كُلِّهِ قَالَ فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ).
ومعنى انحساره: انكشافه لذهاب مائه، كما يقول النووي، وقد يكون ذلك بسبب تحول مجراه، فإن هذا الكنز أو هذا الجبل مطمور بالتراب وهو غير معروف، فإذا ما تحول مجرى النهر لسبب من الأسباب ومرّ قريباً من هذا الجبل كشفه، والله أعلم بالصواب.
والسبب في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم من حضره عن الأخذ منه لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والاقتتال وسفك الدماء.
5. إخراجُ الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة:
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي، وَيَجِيءُ السَّارِقُ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا).
وهذه آية من آيات الله، حيث يأمر الحقُّ الأرض أن تخرج كنوزها المخبوءة في جوفها، وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الكنوز (بأفلاذ الكبد)، وأصل الفلذ: " القطعة من كبد البعير "، وقال غيره: هي القطعة من اللحم، ومعنى الحديث: التشبيه، أي: تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها، والأسطوان جمع أسطوانة، وهي السارية والعمود، وشبهه بالأسطوان لعظمته وكثرته ".
وعندما يرى الناس كثرة الذهب والفضة يزهدون فيه، ويألمون لأنهم ارتكبوا الذنوب والمعاصي في سبيل الحصول على هذا العرض التافه.
6. محاصَرة المسلمين إلى المدينَة:
من أشراط الساعة أن يهزم المسلمون، وينحسر ظلهم، ويحيط بهم أعداؤهم ويحاصروهم في المدينة المنورة.
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلَاحِ) – رواه أبو داود (4250) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " -.
والمسالح، جمع مَسْلَحة، وهي الثغر، والمراد أبعد مواضع المخافة من العدو.
وسَلاَح، موضع قريبٌ من خيبر.
7. إحراز " الجهجَاه " الملك:
الجهجاه رجل من قحطان سيصير إليه الملك، وهو شديد القوة والبطش، ففي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ) رواه البخاري (3329) ومسلم (2910).
وفي رواية لمسلم (2911): (لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِى حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ " الْجَهْجَاهُ ").
ويحتمل أن يكون هذا الذي في الرواية الأخيرة غير الأول، فقد صَحَّ في سنن الترمذي عن أبي هريرة أن هذا الجهجاه من الموالي، ففي سنن الترمذي (2228) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ " جَهْجَاهُ ").
والمراد بكونه يسوق الناس بعصاه أنه يغلب الناس فينقادون له ويطيعونه، والتعبير بالسوق بالعصا للدلالة على غلظته وشدته، وأصل الجهجاه الصيَّاح، وهي صفة تناسب العصا كما يقول ابن حجر، وهل يسوق هذا الرجل الناس إلى الخير أم الشر؟ ليس عندنا بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك.
8. فتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء، وفتنَة الدهيماء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/210)
عن عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟ قَالَ: (هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ، دَخَلُهَا - أَوْ: دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ) – رواه أبو داود (4242) وأحمد (10/ 309) – واللفظ له -، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " -.
والأحلاس: جمع حلس، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير، وقد قال الخطابي: يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها.
والحَرَب بفتح الراء: ذهاب المال والأهل، يقال: حَرِب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله.
والسراء النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية، وأضيفت الفتنة إليها لأن النعمة سببها، إذ إن الإنسان يرتكب الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له من الخير.
وقوله: " كورك على ضلع " هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت، لأن الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه.
والدهيماء: الداهية التي تدهم الناس بشرها.
9. خروُج المَهدي:
ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله تبارك وتعالى يبعث في آخر الزمان خليفة يكون حكماً عدلاً، يلي أمر هذه الأمة من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من سلالة فاطمة، يوافق اسمه اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، واسم أبيه اسم أبي الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد وصفته الأحاديث بأنه أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض عدلاً، بعد أن ملئت جوراً وظلماً، ومن الأحاديث التي وردت في هذا:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي) رواه الترمذي (2230) وأبو داود، وفي رواية لأبي داود (4282) قال: (لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّى - أَوْ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِى - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِى وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِى يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا).
" القيامة الصغرى " (137 – 206) باختصار، وتهذيب.
وبه يتبين أنه ثمة تسع علامات للساعة الصغرى لم تظهر بعدُ، ويتبين أن ما يتكرر من كلام كثير من الناس أن علامات الساعة الصغرى قد ظهرت كلها ولم يبق إلا " المهدي " قول عارٍ عن الصحة.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
جزاك الله خيرا اخانا خالدا على هذا
لكن بعض اهل العلم يقولون ان بعض العلامات الصغرى تخرج في اثناء العلامات الكبرى والله اعلم
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[15 - 10 - 10, 09:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما هذه - أخي الفاضل - فقد ظهرت ظهورا بينا فما نراه من قصف الطائرات والصواريخ الذكية لملاجئ المدنيين واعراسهم وتجمعاتهم حيث يقتل في هذا القصف المئات الا من هذه العلامة وكذلك ما نشاهده من تفجيرات في الاسواق اسواق الابرياء ومن أن امرأة احرقت الفسطاط والخيمة بمن فيها لان زوجها تزوج بأخرى و ... و ... و ... كل ذلك من هذه العلامة والله اعلم
ثم أنبه على خطأ يقع فيه كثير من الاخوة حيث انه يورد سند الحديث مبتدئا بلفظ الامام صاحب الكتاب الذي نقل عنه (حدثنا أو أخبرنا) ونحوه دون أن يسبق بما يدل على ان هذا اللفظ من قول ذلك الامام ثم يورد بعد انتهاء الحدبث مصدر الحديث وهذا غلط الصواب ان يقول-مثلا- قال مسلم حدثنا او قال البخاري اخبرنا وأما ان يحذف قال البخاري او قال مسلم او قال أحمد , ويبتدأ ب أخبرنا أو حدثنا فهذا لا يصح ولا ينبغي والله اعلم
والسلام
جزاك الله خيراً على التنبيه أخي الكريم
بالنسبة لكثرة القتل: فقد قال بعض أهل العلم عندنا في الأردن أن الفتن التي تموج موجاً و القتل الذي يصير إلى درجة الاّ يعلم القاتل فيم قَتل و المقتول فيم قُتل: هذه لم تأتِ بعد!
و قد ذكرت متعمداً أن العرب سيقلون في آخر الزمان و أن النساء سيكثرن و يتضاعف عددهن أكثر من الرجال: لأدلل على أن القتل الذي سوف يحدث سيكون شديداً و كثيراً ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/211)
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[15 - 10 - 10, 08:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً على التنبيه أخي الكريم
بالنسبة لكثرة القتل: فقد قال بعض أهل العلم عندنا في الأردن أن الفتن التي تموج موجاً و القتل الذي يصير إلى درجة الاّ يعلم القاتل فيم قَتل و المقتول فيم قُتل: هذه لم تأتِ بعد!
و قد ذكرت متعمداً أن العرب سيقلون في آخر الزمان و أن النساء سيكثرن و يتضاعف عددهن أكثر من الرجال: لأدلل على أن القتل الذي سوف يحدث سيكون شديداً و كثيراً ,
وانت جزاك الله خيرا واحسن اليك
أخي العزيز والان أغلب الاغلب ممن يقتل ويُقتل لا يعلم فيما قتل او قتل وخاصة المقتولين والله المستعان نسأل الله السلامة من الفتن
واما بالنسبة للعرب فهم قليل فكثير وكثير جدا من مواطني الدول العربية ليسوا عربا بل تركمان واكراد واقباط حتى الجزيرة العربية كثير ممن يحملون جنسيات دولها ليست اصولهم عربية والمقصود ان العرب قليل وليس بالضرورة ان تكون قلتهم بسبب كثرة القتل وقد يكون احد الاسباب وكذلك بالنسبة لكثرة النساء وقلة الرجال فليس القتل هو السبب الوحيد ومن اطلع على التقارير والاحصائيات الطبية تبين له بما لا يدع مجالا للشك زيادة نسبة اعداد المواليد الاناث على المواليد الذكور بنسبة كبيرة جدا واماالهرج فيعم الجنسين والله اعلم وقد تكون نسبته زائدة في الذكور على الاناث والمقصود - والله اعلم - أن هذه العلامة قد ظهرت أليس قتل سبعين الف شخص باقل منيوم وبواسطة قنبلة ذرية من الهرج اليس قتل 700 بملجئ باقل من نصف ساعة من الهرج و ... و ... و ...
والسلام
والسلام
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[01 - 11 - 10, 11:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرًا أخي الكريم على التنبيه،
وفعلا فأنا لم أقرأ الكتاب،
وربما خدعني أولا: عنوانه،
وثانيًا: اعتمادي على أحد الكتَّاب الذي أورده مقرونًا مع ما ذكرت من الكتب،
وقد قمت الآن بتحميله من موقع مجلة البيان،
وقد تصفحته؛ إذ أن مشاغلي لا تسمح بقراءته كاملا في الوقت الحاضر؛
وقد وجدت من القليل الذي اطلعت عليه فيه،
ما يدل على أنه يختلف كل الإختلاف عن بقية الكتب التي قُرن بها،
ولهذا أعتذر للكاتب وللإخوان في الملتقى،
وعلى رأسهم صاحب التنبيه: الأخ محمود الرشيد.
بارك الله فيك ونفع بك وزادك تقوى وعلما وصلاحا فالحق هو غاية المسلم
والسلام
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 12:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[03 - 11 - 10, 01:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[17 - 11 - 10, 11:53 م]ـ
شكرا امين محمد جمال هذا رد عليه اخرون ايضا شكرا لك اخى عبدالقادر
وأنت جُزيت خيرًا أخي الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك ونفع بك وزادك تقوى وعلما وصلاحا فالحق هو غاية المسلم
والسلام
وفيك بارك أخي الكريم.(132/212)
تحية المسجد وسنة الظهر؟ أجران
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[29 - 09 - 10, 06:52 م]ـ
الأخوة الأفاضل:
هل من صلى سنة الظهر ونوى معها تحية المسجد أجزأته؟
وهل له أجر على تشريك النية؟
وهل أجره مثل الذي صلى تحية المسجد ركعتين ثم سنة الظهر ركعتين؟
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:21 م]ـ
للتكرم بالمشاركة
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[30 - 09 - 10, 06:12 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4423&highlight=%CA%CF%C7%CE%E1+%C7%E1%E4%ED%C7%CA
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[30 - 09 - 10, 06:18 م]ـ
وهذا كتاب مقاصد المكلفين للاشقر
وهو كتاب قيم عليك بقراءته
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=586
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[30 - 09 - 10, 06:26 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل
فقد قرأت جل المشاركة
ولكن أرجو ان تقرأ سؤالي بتمهل حيث لم أجد له جواب في المشاركة الا السؤال الأول فقط وهو:
هل من صلى سنة الظهر ونوى معها تحية المسجد أجزأته؟
أما الثاني:
وهل له أجر على تشريك النية؟
والثالث:
وهل أجره مثل الذي صلى تحية المسجد ركعتين ثم سنة الظهر ركعتين؟
لان الملاحظ أن الإجزاء بمعنى الاكتفاء أي أنه يسقط فقط وليس مضاعفة الأجر!!
بارك الله فيك لحسن اهتمامك
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[01 - 10 - 10, 01:03 ص]ـ
لم تقرأ الكتاب اخى ابو فاطمه
اقرا كتاب الاشقر ص 255
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[01 - 10 - 10, 04:51 م]ـ
هل من صلى سنة الظهر ونوى معها تحية المسجد أجزأته؟
وهل له أجر على تشريك النية؟
وهل أجره مثل الذي صلى تحية المسجد ركعتين ثم سنة الظهر ركعتين؟
نعم، صلاة سنة الظهر تجزأه عن تحية المسجد لأنّ تحية المسجد لا تحتاج إلى نية تخصه بخلاف سنة الظهر، وعليه فصلاة أي ركعتين سواء بنية أو بلا نية تجزأك عن تحية المسجد، ومتى ما صاحبت النية صلاتك كان لك أجرها أيضاً.
أما من ناحية الأجر، فلا يستوي الأمر فالإجزاء لا يعني استواء الأجر، وذلك لأنّ:
أولاً: من صلى تحية المسجد ثم أتبعهما بسنة الظهر أتى بنفل وزيادة خير
ثانياً: على قاعدة الأجر على قدر النصب يكون لمن صلاهما أجر النصب الذي تعناه في صلاته.
والله أعلم وأحكم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[01 - 10 - 10, 05:01 م]ـ
نعم، صلاة سنة الظهر تجزأه عن تحية المسجد لأنّ تحية المسجد لا تحتاج إلى نية تخصه بخلاف سنة الظهر، وعليه فصلاة أي ركعتين سواء بنية أو بلا نية تجزأك عن تحية المسجد، ومتى ما صاحبت النية صلاتك كان لك أجرها أيضاً.
ارجو توضيح هذه العبارة (باللون الأحمر)؟
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[01 - 10 - 10, 05:05 م]ـ
ارجو توضيح هذه العبارة (باللون الأحمر)؟
يعني لو صليت ركعتين فقط دون اي نية، كان لك أجر نافلة وتعتبر تحية المسجد. أما إن صليتها بنية سنة الظهر كان لك أجر صلاة السنة الراتبة.
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[01 - 10 - 10, 05:11 م]ـ
اخي الفاضل أفهم من كلامك:
أن من أشرك النية له:
أجران (أجر الصلاة الواحدة وأجر النية)
الذي صلى صلاتين له
أجر الصلاتين
فأجره أعظم من أجر صاحب النية
هل فهمت مرادك؟
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[01 - 10 - 10, 05:40 م]ـ
هل فهمت مرادك؟
نعم لقد فهمته، زادك الله من خيره.
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[01 - 10 - 10, 06:36 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل:
أبا قتيبة:
لم تقرأ الكتاب اخى ابو فاطمه
اقرا كتاب الاشقر ص 255
نعم لم استطع فتح الكتاب حتى الان يبدو أن عندي عطل في شيء
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[01 - 10 - 10, 06:40 م]ـ
اخي الحبيب: أيمن خالد
نعم، صلاة سنة الظهر تجزأه عن تحية المسجد لأنّ تحية المسجد لا تحتاج إلى نية تخصه بخلاف سنة الظهر، وعليه فصلاة أي ركعتين سواء بنية أو بلا نية تجزأك عن تحية المسجد، ومتى ما صاحبت النية صلاتك كان لك أجرها أيضاً.
هل من دليل على الأجر بالنيه؟
فكل من قرأت له قال انه يجزئ ولم يقل له أجر على نيته خاصاً من تقدم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[01 - 10 - 10, 06:44 م]ـ
اخي الحبيب: أيمن خالد
هل من دليل على الأجر بالنيه؟
فكل من قرأت له قال انه يجزئ ولم يقل له أجر على نيته خاصاً من تقدم
لا أدري إن فهمت سؤالك، فإن كنت تقصد أجر صلاة ركعتين (تحية المسجد) بلا نية مصاحبة لخصوصها، فنعم فهي صلاة نافلة لك أجرها، والنوافل لا تحتاج إلى نية مخصوصة. أما إن كان سؤالك خلاف ما ظننت فلعلك توضح الأمر بعض الشئ
بارك الله بك
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[01 - 10 - 10, 07:15 م]ـ
لا أدري إن فهمت سؤالك، فإن كنت تقصد أجر صلاة ركعتين (تحية المسجد) بلا نية مصاحبة لخصوصها، فنعم فهي صلاة نافلة لك أجرها، والنوافل لا تحتاج إلى نية مخصوصة. أما إن كان سؤالك خلاف ما ظننت فلعلك توضح الأمر بعض الشئ
بارك الله بك
أقصد:
اين دليل الأجر للرجل الذي صلى سنة الظهر مع إدخال نية اخرى لتحية المسجد
فهو صلى ركعتين فقط
ونقول له أجر على الصلاة وأجر اخر على النية
** فكل من قرأت لهم قالوا تجزئ ولم يتعرضوا للأجر
إنما النقاش للاستفادة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/213)
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[01 - 10 - 10, 08:22 م]ـ
أقصد:
اين دليل الأجر للرجل الذي صلى سنة الظهر مع إدخال نية اخرى لتحية المسجد
فهو صلى ركعتين فقط
ونقول له أجر على الصلاة وأجر اخر على النية
** فكل من قرأت لهم قالوا تجزئ ولم يتعرضوا للأجر
إنما النقاش للاستفادة
الأجر متحصل من جهة الإتباع، لا لأنها نفل أضيف لسنة راتبة، فذلك لا يستقيم. بمعنى، أنّ الرجل له أجر صلاة السنة الراتبة وله أجر الإتباع في عدم الجلوس في المسجد قبل صلاة ركعتين بغض النظر عن النية المصاحبة لصلاته (فرضاً كانت أم نفلاً). فصلاته الركعتين قبل جلوسه يؤجر عليها.
والله أعلم وأحكم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[01 - 10 - 10, 10:19 م]ـ
الأجر متحصل من جهة الإتباع، لا لأنها نفل أضيف لسنة راتبة، فذلك لا يستقيم. بمعنى، أنّ الرجل له أجر صلاة السنة الراتبة وله أجر الإتباع في عدم الجلوس في المسجد قبل صلاة ركعتين بغض النظر عن النية المصاحبة لصلاته (فرضاً كانت أم نفلاً). فصلاته الركعتين قبل جلوسه يؤجر عليها.
والله أعلم وأحكم
أحسنت بارك الله فيك:
أي أن أجره في اتباع (لا يجلس حتى يصلي ركعتين)
وليس كأنه صلى صلاتين فيأخذ أجر على صلاتين
لعلي فهمت مرادك؟
ولكن هل تعلم لمن قال بالأجرين أدلة؟
جزاكم الله خيراً(132/214)
فائدة أحيط قبر النبي ب3جدر للشيخ صال آل الشيخ
ـ[بنت المدينة]ــــــــ[29 - 09 - 10, 07:15 م]ـ
) بسم الله الرحمن الرحيم (
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقبره
توفي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين (على الصحيح) وتوفي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين حين اشتد الضحى لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول وقيل لليلتين خلتا منه وقيل لاستهلال شهر ربيع الأول ودفن ليلة الأربعاء وقيل ليلة الثلاثاء وكانت مدة علته اثني عشر يوما وقيل أربعة عشر يوما.
غسله علي بن أبي طالب وعمه العباس والفضل بن العباس وقُثم بن العباس وأسامة بن زيد وشُقران مولياه وحضرهم أوس بن خولى الأنصاري.
وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحوليه من ثياب سحول – بلدة باليمن- ليس فيها قميص ولا عمامة وصلى عليه المسلمون أفذاذا لم يؤمهم عليها أحد وفرش تحته قطيفة حمراء كان يتغطى بها ودخل قبره العباس وعلي والفضل وقثم وشقران واغلق عليه تسع لبنات ودفن في موضع الذي توفاه –الله- فيه حول فراشه وحفر له وألحد في بيته الذي كان بيت عائشة ثم دفن معه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)
- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: " لما نزل (أي نزل به الموت) برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال - وهو كذلك -: "لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما صنعوا، لولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا "أخرجه البخاري ومسلم.
(قالت عائشة: يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا) يعني ما سبب اللعن؟ لماذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى في ذلك المقام العظيم -وهو أنه في سكرات الموت-؟ السبب أنه يريد أن يحذر الصحابة من ذلك، قالت (يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا) وقد قبل الصحابة رضوان الله عليهم تحذيره وعملوا بوصيته.
قالت: (وَلَوُلاَ ذَلكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ)، (أُبْرِزَ قَبْرُهُ) يعني أُظهر وجعل قبره مع سائر القبور في البقيع أو نحو ذلك.
ولكن كان من العلل التي جعلتهم لا ينقلونه صلى الله عليه وسلم من مكانه الذي يُتوفى فيه:
· قوله هنا صلى الله عليه وسلم ("لَعْنَة اللّهُ على الْيَهُودَ وَالنّصَارىَ. اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ" يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا، ولَوُلاَ ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ) فهذه أحد العلتين.
· والعلة الثانية قول أبي بكر - رضي الله عنه - إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الأنبياء يُقبرون حيث يُقبضون".
قالت (غَيْرَ أَنّهُ خَشِي) هنا أو (خُشي) تُروى بالوجهين، (غَيْرَ أَنّهُ خَشِي) يعني صلى الله عليه وسلم (أَنّ يُتّخَذَ مَسْجِداً) يعني أن يتخذ قبره مسجدا، ويجوز أن ويجوز أن تقرأها (غَيْرَ أَنّهُ خُشِي أَنّ يُتّخَذَ مَسْجِداً) يعني خشي الصحابة أن يتخذ قبره مسجدا، وهذا تنبيه على إحدى العلتين.
الصحابة رضوان الله عليهم قبلوا هذه الوصية، وجعلوا دفنه صلى الله عليه وسلم في مكانه.
وحجرة عائشة التي دُفن فيها صلى الله عليه وسلم انت عائشة تقيم أو أقامت جدارا بينها وبين القبور، فكانت غرفة عائشة فيها قسمان قسم فيه القبر وقسم هي فيه.
كذلك لما توفي أبو بكر - رضي الله عنه - ودُفن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم -من جهة الشمال-، كانت أيضا في ذلك المقام في جزء من الغرفة من الحجرة.
ثم بعد ذلك لما دفن عمر تركت الحجرة رضي الله عنها.
1. ثم أغلقت الحجرة، فلم يكن ثم باب فيها يدخل وإنما كان فيها نافذة صغيرة، وكانت الحجرة -كما تعلمون- من بناء ليس حَجَر ولا من بناء مُجَصّص وإنما كانت من البناء الذي كان في عهده صلى الله عليه وسلم من خشب ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/215)
2. ثم بعد ذلك لما جاءت الزيادة في المسجد النبوي في عهد الوليد بن عبد الملك، وكان أمير المدينة يوم ذاك عمر بن عبد العزيز رحمه الله، وأخذوا شيئا من حُجَر زوجات النبي عليه الصلاة والسلام، بقيت حجرة النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، فأخذوا من الروضة -روضة المسجد- أخذوا منها شيئا وجعلوا عليه بناء، فبنوه من ثلاث جهات، جدار آخر غير الجدار الأول، بنوه من ثلاث جهات، وجعلوا الجهة التي تكون شمالا -يعني من جهة الشمال- جعلوها مسنمة؛ جعلوها مثلثة قائمة هكذا، وصار عندنا الآن جداران:
- الجدار الأول مغلق تماما، وهو جدار حجرة عائشة.
- والجدار الثاني الذي عُمِل في زمن عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه في زمن الوليد بن عبد الملك، جعلوا جهة الشمال -وهي عكس جهة القبلة- جعلوها مسنمة؛ لأنه في تلك الجهة جاءت التوسعة وسعوها من جهة الشمال، فخشوا أن يكون ذلك الجدار مربعا يعني مسامتا للمستقبِل؛ فيكون إذا استقبله أحد استقبال للقبر، فجعلوه مثلثا يبعد كثيرا عن الجدار الأول وهو جدار حجرة عائشة؛ لأجل أن لا يمكن أحد أن يستقبل لبعد المسافة؛ ولأجل أن الجدار صار مثلثا.
3. ثم بعد ذلك بأزمان جاء جدار ثالث أيضا وبُني حول ذينك الجدارين، وهو الذي قال فيه ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية في وصف دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في قوله "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد" قال:
فأجاب رب العالمين دعاءه ... وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى غدت أرجاءه بدعائه ... في عزة وحماية وصيان [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2)
فالنبي صلى الله عليه وسلم صار قبره في ثلاثة جدران، وكل جدار ليس فيه باب، ولا يمكن لأحد حتى في زمن الصحابة أن -يعني في زمن المتأخرين منهم في عهد الوليد وما قبله- لا يمكن أن يدخل ويقف على القبر بنفسه؛ لأنه صار ثَم جداران وكل جدار ليس له باب.
ثم بعد ذلك وضع الجدار الثالث وهذا الجدار أيضا كبير مرتفع إلى فوق، وُضعت عليه القبة فيما بعد، وهذا الجدار أيضا ليس له باب.
فلا يستطيع الآن أحد أن يدخل إلى القبر أو أن يصل القبر أو أن يتمسح بالقبر أو أن يرى قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
4. ثم بعد ذلك وضع السور الحديدي هذا، وهذا السور الحديدي بينه وبين الجدار الثالث -الذي ذكرتُ لكم- بينه نحو متر ونصف في بعض المناطق ونحو متر في بعضها وبعضها نحو متر وثمانين إلى مترين في بعضها، يضيق ويزداد؛ لكن من مشى فإنه يمشي بين ذلك الجدار الحديدي وذلك الجدار الثالث.
فقبر النبي صلى الله عليه وسلم عمل المسلمون بوصيته صلى الله عليه وسلم، وأُبعد تماما فلا يمكن أن يصل أحد إلى القبر، ولا يمكن أيضا أن يُتخذ ذلك القبر مسجدا.
ولهذا لمّا جاء الخرافيون في الدولة العثمانية جعلوا التوسعة التي هي من جهة الشرق جعلوا فيها ممر لكي يمكن من يريد أن يطوف بالقبر أو أن يصلي في تلك الجهة، ذلك الممر الشرقي -الذي هو قدر مترين أو نحو ذلك أو يزيد قليلا-، ذلك الممر الشرقي في عهد الدولة السعودية الأولى وما بعدها مُنع من الصلاة فيه، فكأنه أُخرج من كونه مسجدا؛ لأنه إذا كان من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز أن يمنعوا أحدا من الصلاة فيه، فلما منعوا أحدا من الصلاة فيه جعلوا له حكم المقبرة ولم يجعلوا له حكم المسجد، فلا يمكن لأحد أن يصلي فيه بل يغلقونه وقت الصلاة أمّا وقت السلام أو وقت الزيارة فإنهم يفتحونه للمرور. فإذن تبين بذلك أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لم يُتخذ مسجدا، وإنما دخلت الغرف في التوسعة في عهد التابعين في المسجد؛ ولكن جهتُها الشرقية خارجة عن المسجد فصارت كالشيء الذي دخل في المسجد؛ ولكن حيطان متعددة تمنع أن يكون القبر في داخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أربع جدارات تفصل بين المسجد وبين قبر النبي صلى الله عليه وسلم يعني مكان الدفن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/216)
وأعظم من ذلك مما يدل على أخذ الصحابة والتابعين ومن بعدهم بوصية النبي صلى الله عليه وسلم هذه، وسد الطرق الموصلة إلى الشرك به صلى الله عليه وسلم، وباتخاذ قبره مسجدا: أنهم أخذوا من الروضة الشريفة أخذوا من الروضة التي هي روضة من رياض الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" أخذوا منها قدر ثلاثة أمتار لكي يقوم الجدار الثاني ثم يقوم الجدار الثالث ثم يقوم السور الحديدي وأكثر من ثلاثة أمتار، فهذا من أعظم التطبيب وهو أنهم أخذوا من الروضة وأجازوا أن يأخذوا من المسجد لأجل أن يحمى قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أن يتخذ مسجدا.
وهذا ولا شك من أعظم الفقه فيمن فعل ذلك، ومن رحمة الله جل وعلا في هذه الأمة، ومن إجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فيما سيأتي بعد هذا الباب "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد".
إذن فقوله صلى الله عليه وسلم ("لَعْنَة اللّهُ على الْيَهُودَ وَالنّصَارىَ اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ" يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا) فإنه صلى الله عليه وسلم لم يتَّخذ قبره مسجدا. واليوم الموجود قد يكون صورته عند غير المتأمل وغير الفقيه صورته صورة قبر في داخل مسجد، وفي الحقيقة ليست صورته وليست حقيقته قبر في داخل المسجد؛ لوجود الجدران المختلفة التي تفصل بين المسجد وبين القبر؛ ولأن الجهة الشرقية منه ليست من المسجد، وهذا لمّا جاءت التوسعة الأخيرة كان مبتدؤها من جهة الشمال بعد نهاية الحجرة بكثير حتى لا تكون الحجرة في وسط المسجد من جهة أنه يكون ثمة توسعة من جهة الشرق وثم الروضة من جهة الغرب فتكون وسط المسجد فيكون ذلك من اتخاذ قبره مسجدا صلى الله عليه وسلم.
المقصود من هذا البيان المهم -الذي ينبغي أن تعيه جيدا- أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم ما أتخذ مسجدا ولكن وصيته صلى الله عليه وسلم من التحذير قد أتخذ بها في مسجده وفي قبره؛ ولكن خالفتها الأمة في قبور الصالحين من هذه الأمة فاتخذوا قبور بعض آل البيت مساجد وعظموها كما تُعظم الأوثان. فالمقصود من هذا البيان: أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم ما اتخذ مسجدا، وأن وصيته صلى الله عليه وسلم في التحذير قد أخذ بها في مسجده وفي قبره، ولكن خالفتها بعض الأمة في قبور بعض الصالحين من هذه الأمة، فاتخذوا قبور بعض آل البيت مساجد وعظموها، كما تعظم الأوثان. [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)
( وذكر كلام مثله في كتاب قرة عيون الموحدين لعبد الرحمن بن حسن آل الشيخ) أسأل الله أن ينفعنا ويزدنا علما ..
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1) مختصر سيرة النبي وسيرة أصحابه العشرة للإمام الحافظ عبد الغني المقدسي\وفاتهصلى الله عليه وسلمص663من الجامع للمتون العلمية لعبد الله الشمراني
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية لابن القيم رحمه الله ج2ص41
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3) كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ" باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده؟ "ج1ص233
ـ[أم ديالى]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(132/217)
أين ترجمة أمحمد بن محمد الورزازي
ـ[غير مسجل]ــــــــ[29 - 09 - 10, 11:57 م]ـ
محمد عريبي.
--------------------------------
السلام عليكم ترجمةأمحمد بن محمد بن عبد الله الورزازي
ـ[عبد الله عبد الفتاح الشامي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 11:36 م]ـ
وعليكم السلام
جاء في (الأعلام) للزركلي (1/ 243)
الورزازي (000 - 1179 هـ = 000 - 1766 م)
أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو العباس الورزازي الدرعي التطواني: محدث، فاسي الاصل، عرفه صاحب فهرس الفهارس بحبر تطوان وفخرها.
وقال تلميذه ابن عجيبة: كان شديد الشكيمة على أهل البدع لا يبالي بولاة زمانه.
اتهم بالاعتزال وسجن وأطلق فازداد شأنه وحج وجاء من الحرم المكي وحده على رجليه إلى بيت المقدس. توفي بتطوان.
ويعرف بالورزازي الكبير تمييزا له من محمد بن علي (1214) الآتية ترجمته.
له (فهرسة - خ) في خزانة الكتاني جمع فيها مروياته.
ولكن من كان له معرفة بشيء آخر مختلف فليتحفنا مشكورا
والسلام عليكم
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 12:47 ص]ـ
وعليكم السلام
جاء في (الأعلام) للزركلي (1/ 243)
الورزازي (000 - 1179 هـ = 000 - 1766 م)
أحمد بن محمد بن عبد الله، أبو العباس الورزازي الدرعي التطواني: محدث، فاسي الاصل، عرفه صاحب فهرس الفهارس بحبر تطوان وفخرها.
وقال تلميذه ابن عجيبة: كان شديد الشكيمة على أهل البدع لا يبالي بولاة زمانه.
اتهم بالاعتزال وسجن وأطلق فازداد شأنه وحج وجاء من الحرم المكي وحده على رجليه إلى بيت المقدس. توفي بتطوان.
ويعرف بالورزازي الكبير تمييزا له من محمد بن علي (1214) الآتية ترجمته.
له (فهرسة - خ) في خزانة الكتاني جمع فيها مروياته.
ولكن من كان له معرفة بشيء آخر مختلف فليتحفنا مشكورا
والسلام عليكم
قال عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني في فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات:
624 - الورزازي الكبير (1): نسبة إلى ورزازة بناحية سوس، وهم بيت علم، وأشهرهم الاخوة محمد فتحاً بن محمد ضماً شارح لامية الزقاق المتوفى بمكة عام 1166، وأحمد المتوفى بتطوان عام 1169، وابن عمهما وشيخهما محمد بن أحمد المعروف بالصغير المتوفى بمصر سنة 1137، ودفن بمقابر المالكية بمصر. وقد كان هؤلاء بنو الورزازي من أصهار الشيخ ابن ناصر حتى قال أبو عمران موسى بن المكي الناصر في تائيته:
وللورزازيين الأجلة صحبة ... لنا ثم صهر في تمام مودة والمسند منهم هو الثاني، وهو حبر تطوان وفخرها، العلامة المحدث الأثري الصاعقة أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الورزازي الدرعي التطواني المتوفى بها سنة 1179، حلاه أبو الربيع الحوات ب " الشيخ العلامة الحافظ الصالح القائل بالحق العامل به " حج مرتين وزار بيت المقدس، ووقعت له مع علماء مصر مناظرة ثم أجازوه، قال تلميذه أبو عجيبة عنه: " كان شديد الشكيمة على أهل البدع، لا يبالي بولاة زمانه، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا يخاف منهم، وإذا قيل له في ذلك يقول لم يبلغ قدري أن أموت على كلمة الحق. وكان اتهم بالاعتزال وامتحن بذلك حتى دخل السجن ثم خلصه الله منه، فزاد عزه وبعد صيته واتفق الناس على تعظيمه "، اه. (انظر ترجمته في طبقات الحضيكي وازاهر البستان لابن عجيبة وتاريخ أبي عبد الضعيف الرباطي في حوادث عام 1177).
يروي رحمه الله عامة عن أبي العباس أحمد بن ناصر الدرعي وأبي العباس أحمد بن مبارك اللمطي وأبي طاهر الكوراني ومحمد بن محمد بن شرف الدين الخليلي وعبد الرحمن بن محيي الدين بن سليمان السليمي الحنفي الدمشقي وعبد القادر الصديقي المكي الحنفي والتاج القلعي، أجاز له ولاخوته محمد الكبير وعبد الله ومحمد الصغير. وله فهرسة جمع فيها مروياته عمن ذكر وهي عندي، أرويها بأسانيدنا إلى الحضيكي وابن عبد الصادق الريسوني، كلاهما عن محمد بن الحسن الجنوي عنه".
ـ[عبد الله عبد الفتاح الشامي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 12:56 ص]ـ
بورك فيك. واستمرار الإسناد والحرص عليه في هذا الزمان مما أحب قراءتة وسماعه.(132/218)
المبالغة في الغنة عند بعض القراء والأئمة .. !
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
يقاس المد عند أهل التجويد بالحركات ..
وهم يعرّفون الحركة بأنها مقدار قبض أو بسط الإصبع، وقياس القبض والبسط يكون موافقاً لسرعة القارئ ..
وكل حرف متحرك حركته حركة واحدة إما بالكسر أو الفتح أو الضم ..
وبناء على هذا المقياس المدّي رتبوا مقدار المدود بحركتين أو أربع أو خمس أو ست ..
والغنة الملازمة للنون والميم المشددتين وبعض أحكام النون والميم الساكنتين .. جعلوا لها حركتين ..
وخطّؤوا من قصر عن الحركتين ..
وبصرف النظر عن هذه القواعد وحكم التزامها ..
فإن ما أريده هنا أن من يستمع إلى تلاوات بعض القراء _ومنهم مشاهير_ ويقيس مدودهم في الغنة يجدها تصل إلى أربع حركات أو أكثر بالقياس المذكور ..
أتساءل كثيراً لِم لا يُنكَر على من بالغ في المد في الغنة وغيرها كما يُنكر على من قصر عن الحركتين؟
قارن فقط بين مدّ بعضهم في الغنة وبين المد الطبيعي _الذي هو حركتان بالاتفاق ويأتي به صاحب اللسان المستقيم سليقة حتى في غير القرآن_ ستجد أن مدهم بالغنة ربما كان ضِعف المد الطبيعي أو أكثر، مع أنه مثله حكماً لا يصح أن يمد بأكثر من حركتين ..
مثال: في قوله تعالى: "وأَنّا لَمّا سمعنا الهدى" قارن بين النون والميم المشددتين وبين المدين الطبيعيين بعد كل منهما .. هما متساويان في مقدار المد _كلاهما حركتان_ لكنه _أي مقدار الغنة_ في تطبيق كثير من القراء أطول من مقدار المد الطبيعي .. فلم؟
وكذا قارن بين المد الطبيعي في الهاء والياء وبين ومد الغنة في نحو قوله تعالى: "كهيعص" ..
رأيت بعض الأئمة _في صلاة التراويح_ وغيرها يبالغ في الغنة جداً في تلاوته، ولكثرة ما يمر به من الغنات ينقطع نفسه فيحتاج إلى إعادة بعض الآية، ويتكرر منه ذلك كثيراً حتى يبرم من خلفه ..
أليس هذا من التكلف؟
ألا يُخشى أن يكون ذلك من الزيادة في القرآن، وهي مذمومة كحال النقصان .. ؟
وكذلك الشأن في المد المتصل والمنفصل واللازم .. تجد مد بعضهم لها يزيد عن الحد المقدر في قواعد التجويد ..
فالألف في (جاء) _مثلاً_ لا ينبغي أن يزيد مدها عن ضعفي المد في (قال)، ومثلها (ن) و (الضالين) .. لكن في تطبيق بعض المجودين يزيد كثيراً ..
وعذراً إن كنت تطفّلت على موائد قرائنا الفضلاء ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:29 ص]ـ
إمام مسجدنا - وفقه الله - كان يمد الغنة العادية -أحيانا - ثلاث حركات، وربما أربع!
والمتصل ثمان حركات، وربما عشر!
خاصة إذا كان (متجلية معاه):)
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 02:46 م]ـ
حياك الله يا أبا الهمام ..
نعم .. ما أشرتم إليه قسم آخر: من يطوّع التجويد للحنه أو مقامه، فتجده يطيل الغنة وغيرها من المدود، أو يزيد مده في موضع أكثر من مده في موضع مشابه ..(132/219)
الرحلة الثانية - الشيخ عبدالعزيز السدحان - مع معالي الشيخ صالح الفوزان إلى شقراء
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 02:06 ص]ـ
الرحلة الثانية - الشيخ عبدالعزيز السدحان - مع معالي الشيخ صالح الفوزان إلى شقراء
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:09 ص]ـ
أجاب الشيخ صالح عن رأيه في شعر خلف بن هذال
وقال شعره جيد وفيه توحيد وفطرة!!
ولم يعرف الناس شعره في نصرة الدين
بل غالب شعره في كيل المديح للملوك والزعماء!
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 09:11 ص]ـ
أجاب الشيخ صالح عن رأيه في شعر خلف بن هذال
وقال شعره جيد وفيه توحيد وفطرة!!
ولم يعرف الناس شعره في نصرة الدين
بل غالب شعره في كيل المديح للملوك والزعماء!
ماذا تريد أن تصل إليه!!
عبدالظاهر
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:59 ص]ـ
أين التوحيد والفطرة في مدح زعماء الدول العربية
ولعل الشيخ الفوزان رأى بعض الأبيات التي لم يطلع عليها الناس فبنى قوله عليها
وإن كان قصد الشيخ هو شعره العام -كما هو ظاهر السؤال والجواب- ومديحه للملوك ولرؤساء الجمهوريات ولغيرهم
فقد أخطأ وأسأل الله أن يعفو عنا وعنه
ـ[الأبهيشي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 02:17 م]ـ
جزى الله الشيخ عبدالعزيز خيرا ..
لكن هذه الرحلة لم أر موجبا لتوثيقها؟! فلا فائدة فيها تُذكر!(132/220)
حكم التعاون مع أهل البدع و الفساق المجاهرين بفسقهم؟
ـ[أبو الأشبال الحنبلي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 07:07 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أريد من مشايخنا الاكارم أن يؤصلوا هذه المسأله هل يجوز التعاون مع أهل البدع و المجاهرين بفسقهم و موالتهم للفساق فى أعمال الخير؟
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 09 - 10, 07:11 م]ـ
عن عائشة، أنها قالت: كان لا يخطىء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي أبي بكر أحد طرفي النهار: إما بكرة، وإما عشيا، حتى إذا كان اليوم الذي أذن الله فيه لرسوله في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهري قومه، أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها. قالت: فلما رآه أبو بكر قال: ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الساعة إلا لأمر حدث. فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس عند رسول الله أحد إلا أنا وأختي أسماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرج عني من عندك، قال: يا رسول الله، إنما هما ابنتاي. وما ذاك – فداك أبي وأمي _ قال: إن الله أذن لي بالخروج والهجرة. فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله؟ قال: الصحبة. قالت عائشة: فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكي!!. ثم قال: يانبي الله إن هاتين الراحلتين كنتا أعددتهما لهذا، فاستأجرا عبد الله ابن أريقط – وهو مشرك – يدلهما على الطريق. ودفعا إليه راحلتيهما فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما.
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - لصفحة أو الرقم: 160
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح، وأخرجه البخاري مع شيء من الاختصار
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 09 - 10, 07:17 م]ـ
قال سبحانه: (وتعاونوا على البر والتقوى) هذا الخطاب للمؤمنين صالحهم وفاسقهم
ـ[أبو الأشبال الحنبلي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 04:10 ص]ـ
اخى أفهم من كلامك انى من الممكن ان اشارك مغنى او راقصه مثلا فى أنشاء دار تحفيظ؟
ـ[الغواص]ــــــــ[02 - 10 - 10, 04:23 م]ـ
هذا من فوائد الحوار فقد فصل الإجمال الموجود في استفسارك عن حكم تعاون فاسق في عمل خيري
فالتعاون بالمال المحرم موضوع لوحده
والتعاون بغير المال المحرم موضوع لوحده
وكل له حكمه
أما أمثلة ما أعنيه:
لو جاء أحد الفاسقين وقال أريد أن أشارك معكم لإصلاح ذات البين بين فلان وفلان
أو أريد أن أشارك معكم لأتعلم الخير وأعلمه للناس
أو أريد أن أتعاون معكم في تنظيم حفل خيري
أو أريد أن أتعاون معكم على أي خير
لرحبنا فيه وقلنا له أهلا وسهلا فديننا يأمرنا أن نتعاون معك على البر والتقوى
أما لو قال لنا أريد أن أتعاون معكم بأموالي المحرمة في عمل خيري
فهذه مسألة أخرى طويلة الذيول وفيها أخذ ورد ... الخ
لكن اختصارا فهناك ما يصل إلى عشر فتاوى للجنة الدائمة يوصون فيها أن تصرف الأموال المحرمة في أعمال البر
لكن بنية التخلص منها أو الصدقة بها عن أصحابها الذين أخذت منهم بغير حق ونحو ذلك.
والله أعلم
ـ[أبو الأشبال الحنبلي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 09:43 ص]ـ
حتى و ان كان هذا الرجل يساند من يحاربون الدين كالعلمانين أو صدرت ضد ما يعتقد فتاوى تبين ضلال ما يعتقد فهل هذا يتعامل معه و أمكن له منبر يعظ فيه الناس و أظهره على انه مصلح؟ أعتقد أتضح مقالى وما أريد السؤال عنه(132/221)
هل يسقط وجوب المحرمية للمرأة في هذه الحالة؟
ـ[أبو مجاهد العوفي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 07:28 ص]ـ
إذا كانت المسافة بين محافظة الخرج ومدينة الرياض لا تأخذ أحكام السفر, لأن المسافة قرابة الأربعين كيلو تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً. وقد أفتت اللجنة الدائمة في آخر فتوى لها على أيام الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى بأن المسافة بين الخرج والرياض لاتأخذ أحكام السفر, فلايكون فطر ولاقصر.
السؤال هنا: هل تسقط المحرمية للمرأة طالما أن المسافة ليست سفراً, إن كانت بصحبة نساء, كالمعلمات مثلاً. اللاتي يسكنّ الرياض ويعملن في الخرج.
المراد أيها المشايخ الفضلاء والأخوة الأعزاء, مدارسة علمية.
فأحد الأقارب, ممن يسكن الرياض وتدرّ سزوجته في الخرج. يقول: سألت عدد من المشايخ وطلبة العلم. فكانوا فريقين.
أما المحرّمون, فحججهم:
1. السفر: وهذه الحجة تسقط بفتوى اللجنة الدائمة.
2. عدم الأمن: وقد كان مدار الحجة حول ما إذا تعرض باص المعلمات لحادث. فسيباشر اسعافها أجنبي عنها, وهذا مايجعل المحرم واجباً. قال صاحبنا: حتى لو كان معها محارمها كلهم, ثم تعرضوا لحادث ولم يستطع احد منهم الحراك, فسيباشر اسعافها أجنبي عنها (وهو متحيّر هل تسقط بهذا هذه الحجة أم لا).
والمحللون, يقولون:
1. أنه ليس بسفر, ولكن يشترط الأمن وصحبة النساء.
هذه هي تساؤلات قريبي نقلتها كما هي من فِيهِ إلى هنا. الرجل لايريد أن يلوي الحجج ليلقى فتوى يميل إليها. بل يريد فتوى مدللة ومعتبرة لاتشديد فيها على المسلمين ولاتراخي بنفس الوقت. لأنه سينقلها لمجتمع نسائي يبحثن عن الحق, وأشكل عليهن عملهن كثيراً, بسبب تباين فتاوى من سئلوا.
ـ[أبو مجاهد العوفي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 03:57 م]ـ
بالانتظار ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:31 م]ـ
من باب المدارسة العلمية.
السفر مع المحرم
لما روى البخاري (1729) ومسلم (2391) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ)
فاذا انتفى السفر بقيت قضية الخلوة
والخلوة مع المحرم
ولقوله صلى الله عليه وسلم: " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم،
والمراة ليست محرما للمراة وانما
المحرم هو زوجها، أي: من عقد عليها النكاح عقداً صحيحاً وإن لم يحصل وطء ولا خلوة,
وكذا المَحْرَم هو الأب، والابن، والأخ، والعم، وابن الأخ، وابن الأُخت، والخال، هؤلاء سبعة محارم بالنسب، وهؤلاء تحرم عليهم المرأة على التأبيد.
والمحرم من الرضاع كالمحرم من النسب سواء، فيكون محرمها من الرضاع أباها من الرضاع، وابنها من الرضاع، وأخاها من الرضاع، وعمها من الرضاع، وخالها من الرضاع، وابن أخيها من الرضاع، وابن أختها من الرضاع، سبعة من الرضاع، وسبعة من النسب، هؤلاء أربعة عشر.
ـ[أبو مجاهد العوفي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:38 م]ـ
أحسن الله إليك, وبارك فيك وغفر ذنبك ورحم والديك وأسعدك في الدارين ورزقنا وإياك صحبة رسولنا صلى الله عليه وسلم في الجنة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 10:14 م]ـ
آمين ولك بمثل أحسن الله إليك
ـ[أبو مجاهد العوفي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 03:04 ص]ـ
هل نقل الطالبات في المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية داخل الأحياء عن طريق الباصات الحكومية, يدخل في الخلوة المحرمة؟(132/222)
هل هناك فرق بين حدود الحرم وحدود مكة
ـ[غير مسجل]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:53 م]ـ
هل هناك فرق بين حدود الحرم وحدود مكة
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الله عبد الفتاح الشامي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 12:31 ص]ـ
وجزاكم خيرًا
الحمد لله بلا شك هناك فرق؛ فمكة قد تزيد حدودها باختلاف التحديد الرسمي وغيره، ولا مانع من الزيادة فيها باعتبارها محافظة من المحافظات؛ تتوسع بحسب الحاجة، ولذلك يختلف تحديد أبعادها بين زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبين زماننا.
بينما حدود الحرم لا يزاد فيها ولا ينقص. ولا يجوز ذلك لأحد؛ فهو أمر توقيفي؛ تتعلق به أحكام شرعية نفيًا وإثباتًا.
وحدوده: من جهة الشمال باتجاه المدينة عند مسجد التنعيم وهي ثلاثة أميال من الكعبة.
وسبعة أميال من جهة الشرق.
وعشرة أميال غربًا عند الحديبية وكان صلى الله عليه وسلم في الصلح إذا أراد الصلاة تقدم فصلى داخل الحرم ثم رجع. وهذا لمثل الذاهب إلى جدة.
وتسعة أميال من جهة الجعرانة في الشمال الشرقي من مكة.
وسبعة أميال من جهة اليمن جنوباً.(132/223)
صور .. نباتات .. فواكه .. خضروات .. وردت في القرآن و السنة
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 09 - 10, 02:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الموضوع سأحاول إحضار ما تيسر من صور النباتات التي ورد ذكرها في القرآن أو السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام
أرجو المساعدة بارك الله فيكم
(وتعاونوا على البر والتقوى)
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 09 - 10, 03:07 م]ـ
السدر (النبق)
قال سبحانه: وشيء من سدر قليل
وقال سبحانه: في سدر مخضود
http://qsjq8g.blu.livefilestore.com/y1pfr15VMzxow
السؤال
PH1l2tMqtv4hVZA2GJFzc
السؤال
G6t9e1I5R1Uk6r FP6VlYioD8PjDtL7t2Z80BctfEEJHzg60bda-16
السؤال
MmE9dZy7-/%D8%B3%D8%AF%D8%B13.jpg?psid=1
http://qsjq8g.blu.livefilestore.com/y1pGol4N9
السؤال
07xE1r3KkgdNSnIpTIUzzZnTSgXKiv8Yry-yhSk0tobx0SZHxiRIvGRlmEXHAUEGssRa
السؤال
السؤال
Zm_qtvdyH5XxBac UDdL/%D8%B3%D8%AF%D8%B12.jpg?psid=1
http://qsjq8g.blu.livefilestore.com/y1pfcy-ydf0u
السؤال
L1sS3fDgLry4J6e1hXwXaRp8YqEKX8btwKchtvxUGxx
السؤال
ZiTjOSDmCvRfechC
السؤال
DohnONZ
السؤال
gvrAAAmDaG7svARFb/%D8%B3%D8%AF%D8%B11.jpg?psid=1
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 09 - 10, 03:45 م]ـ
بالمناسبة فإن الذي جعلني أفتح هذا الموضوع أني كنت أبحث عن صور لأنواع السنابل
قمح ذرة رز ... الخ
لكني لم أجد موضوعا مستقلا يتحدث عن هذا الأمر ففتحت هذا الموضوع
وهذه صور بعض السنابل
أولا: سنابل القمح
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1pwMW4-kno9Jo
السؤال
O1wXePHypU3-0ptgeABO7pYJ5gZOsGb0klFtABkX_Hob9JOmCLI6I
السؤال
9v
السؤال
Ptkx7 6PacmpY
السؤال
ShRTwTSO9t1Vy8/%D9%82%D9%85%D8%AD%202.jpg?psid=1
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1prEkNLSgN5uoweRJ_DmaYbwZ-WqHqFv
السؤال
xbPtDFxUgN0JoGobzbg9j35v
السؤال
HP3PPJTqZYS
السؤال
BAahPH yH4C66maTGD8V-BmM7wdeO/%D9%82%D9%85%D8%AD4.jpg?psid=1
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1pMj1Wvmaok
السؤال
السؤال
oRN3zTx00hNEhnOGntKZBeG5w-flwzSfDOKmVAAwnZE
السؤال
mxrTYk
السؤال
jzeT2baGdJ8OfxKtS-BkkHU3heXJyxnNnx/%D9%82%D9%85%D8%AD6.jpg?psid=1
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1p7jV6zaNjx4R98SAT_gdOxieo-Y1aFk7257Hqkhh3qlmh14EYALBss68-Krz9G2RICmhhvuIFj05e-fB3S0Utr3vjX71BeF1f/%D9%82%D9%85%D8%AD%201.jpg?psid=1
http://public.blu.livefilestore.com/y1pj_fU3x8uh1LMWLLiE4mnOsr802By3-deyiou4wc5ha
السؤال
Pfc9O3G59LldrJ_0Net2OIb-2yPcZZ03ZHKlGEaNZC
السؤال
/%D9%82%D9%85%D8%AD9.jpg?psid=1
http://public.blu.livefilestore.com/y1paf6S5bD_Pka0SwmRoXrn09d-6z
السؤال
3Dtt8c2A10qLYDf2FCVDhURBvM-fjlLJIj6p73AYa1El50OtiJOo8pN8w-g/%D9%82%D9%85%D8%AD%2012.jpg?psid=1
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:04 م]ـ
أيضا صور سنابل للقمح ولكن الأخضر
http://public.blu.livefilestore.com/y1pmBvOCqamBneIanvT
السؤال
2a4uBBm2xs5h17XPVIrcoGZBvTAMgX fyiwCLVN_386M790c76_k
السؤال
iD6FRM9Pla7L
السؤال
mvFw/%D8%B3%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%20%D9%82%D9%85%D8%A D%20%D8%A7%D8%AE%D8%B6%D8%B1.jpg?psid=1
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1pZOprj
السؤال
j
السؤال
CFREB2RTIus0ucJU4WeyEevan0hIwy_oApokLCw ZmGlffhpgXZde5SM1f3Luw
السؤال
F8qU35bzzwFe6zZBZjw9i9WsO8/%D9%82%D9%85%D8%AD%20%D8%A7%D8%AE%D8%B6%D8%B12.jpg ?psid=1
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1pgRiUlTP2ax2iZ1RbE4wlkH3-T5KVSmeML6JuRt
السؤال
ltAepBz2DD4Fe6SXqP
السؤال
teNH6zIfdLJR1-tJ6nPc_iVMwzw2yqz_M4drMB/%D9%82%D9%85%D8%AD%20%D8%A7%D8%AE%D8%B6%D8%B1%203. jpg?psid=1
وهذه صورة عامة علمية
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1pcG3KZwLOo2LitRNukgvMvm5Lp3jeFVZ8SYLXtHgezBIyVmx vKIDmWa4o9tsWsXVtmfPgPI3nOeRq8ElgI4tpONVbPj4tTovq/%D9%82%D9%85%D8%AD%20%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9.jpg? psid=1
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:17 م]ـ
صور سنابل رز
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1pFmfro0d0f7NsmaehzucO
السؤال
3qqbUpd3hfCD8-4kFVq8oY_EW4KWLxGU
السؤال
3SXtzENOT0JHd4cbLLJr4w3O5a783g8 hAA3kwh-v
السؤال
7/%D8%B1%D8%B21.jpg?psid=1
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1p_v6ugdlbYpf_qc1vku61j
السؤال
ZinggMi5qO3mpI5NxLU8cA7G3 koVbOFe
السؤال
KSmsiCw57
السؤال
oTCIde29
السؤال
V1NnP_rJuCiCCYZ4NNUT5H/%D8%B1%D8%B22.jpg?psid=1
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1pzgIGPSd4qew
السؤال
DbjGa
السؤال
AyDh-YMkyEm_a76DdyWgHVm7fgsnhfVeu38c
السؤال
7I-fV35dx5XJ1zYj-o9ISMk0RsrzTaRABrqOquSbr/%D8%B1%D8%B23.jpg?psid=1
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:41 م]ـ
سنابل الذرة
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1pc98c8c6ffnOjsbe8-RuxIgL-PRFeRWb2YIb3_MeHhZCaDX9iqpUZ2KsJyLhyF_9H60RyZFJR4i u_oeiYoBgeIjolFYEbq2Tu/%D8%B0%D8%B1%D8%A91.jpg?psid=1
ـ[أبو سارة السبيعي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:51 م]ـ
سنابل الشعير
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1pAZ5Z5ZrnOJ95W16ay97v3WpUpbyMAtlseAcPaO9enoAqc3x J5
السؤال
28HwmnFBLW__KlC9ziYcMaxy6Pk9W-EdJbXqKC9BIuZxoZ/%D8%B4%D8%B9%D9%8A%D8%B12.jpg?psid=1
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1pgeR_n
السؤال
sd9DSupTc2kiqezzHAO_x1Bju37X
السؤال
VOwHGO_X91k6 5O0IDZ9ljq3s_3V88A02CjO8HNR_iWFh9cJNiB3F07DeR7An9/%D8%B4%D8%B9%D9%8A%D8%B1.jpg?psid=1
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1pgnzNNbqPpxVF
السؤال
FtguLx9H9BGgak4zmYT7BBE8bG7pXxlKDI 0pgPD7U3dN2pxyXF0tWXpDhiGeHoUICl
السؤال
zgFIf
السؤال
e9tZY_vf8W/%D8%B4%D8%B9%D9%8A%D8%B14.bmp?psid=1
http://qsjr8g.blu.livefilestore.com/y1p8pBp
السؤال
Fyqjt0rizEUwn
السؤال
1OHx04wykIIroLn-WGFzaOXwdfwu
السؤال
VjwG53DWUhbKOH67_7IMPEVOjf1VaNZnDX1-6kp2t2RiJ_7i/%D8%B4%D8%B9%D9%8A%D8%B15.jpg?psid=1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/224)
ـ[الغواص]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:59 ص]ـ
الزقوم
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66)
إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ
http://qsjd8g.blu.livefilestore.com/y1pG-
السؤال
wr4tEu58sX0RwGcRJWKtpwOChP7lqWJNuXjeddWZmL3zBZCo8 rbNlKRXTHMdd9Xg
السؤال
K_F8USgvdu2v6By7A
السؤال
oB8T7iWFt8/%D8%B2%D9%82%D9%88%D9%85.bmp?psid=1
http://qsjd8g.blu.livefilestore.com/y1pxBc1orym11c0INmvChbU_HDH_egBsumRAjUzV8qEjkaT2aH USvZ8TpL
السؤال
vV7UqYRFw-9q_7H6ZXAxViNApmaIOlwcixP
السؤال
XoL4/%D8%B2%D9%87%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%8 2%D9%88%D9%85.bmp?psid=1
http://qsjd8g.blu.livefilestore.com/y1pJv
السؤال
l-rfbuZRpYP1XoegBllwhq-D6CA5jkFUfr058jRIR9P7mV1vu1OwGFbqXEnMK0DkCiDn4BRhq 02iN8r_RmOB9yZ093U12/%D8%B2%D9%82%D9%88%D9%852.bmp?psid=1
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[02 - 10 - 10, 02:52 ص]ـ
بارك الله فيك
العنب
قال تعالى (إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا ( http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=40f20789c6f1c6f7) )
وقال تعالى (وعنبا وقضبا)
http://www.lovely0smile.com/2009/mix/06/Grapes-scotland.jpg (http://www.souqaldoha.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.lovely0smile.c om%2FMsg-3136.html)
http://www.lovely0smile.com/2009/mix/06/Grapes-serbia.jpg (http://www.souqaldoha.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.lovely0smile.c om%2FMsg-3136.html)
http://www.lovely0smile.com/2009/mix/06/Grapes-switzerland.jpg (http://www.souqaldoha.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.lovely0smile.c om%2FMsg-3136.html)
(http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=40f20789c6f1c6f7)
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[03 - 10 - 10, 12:10 ص]ـ
الرماااااااااااااااااااان
قال تعالى: (فيهما فاكهةٌ و نخلٌ و رمان. فبأي آلاء ربكما تُكذبان)
http://n4hr.com/up/uploads/38597aaef5.jpg
http://n4hr.com/up/uploads/dca73649ed.jpg
http://n4hr.com/up/uploads/55e0ea5b06.jpg
http://n4hr.com/up/uploads/3fffc4a5c3.jpg
http://n4hr.com/up/uploads/03fc2b1cd7.jpg
http://n4hr.com/up/uploads/252dce83f3.jpg
http://n4hr.com/up/uploads/f68469eff4.jpg
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[03 - 10 - 10, 07:34 ص]ـ
الرطب
قال تعالى: (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليكي رطباً جنيا) سورة مريم
http://ahsaweb.net/ahsaupload/download.php?img=196 (http://ahsaweb.net/ahsaupload/download.php?img=196)
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[03 - 10 - 10, 07:35 ص]ـ
واصل يالغواص بارك الله فيك
ـ[الغواص]ــــــــ[03 - 10 - 10, 08:15 ص]ـ
أخي ناصر قليل حقيقة لا أدري كيف أشكرك ... فعلا لا أدري ولكن جزاك رب العرش خيرا على هذا التعاون
أما عني فما زلت أبحث في بعض النباتات وأود فقط أن أتأكد منها وذلك بسبب الاشتباه الكبير بينها وبين المستورد
فأكمل عني وانطلق حتى أتأكد منها وأنشرها
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[05 - 10 - 10, 02:18 ص]ـ
النخل
قوله تعالى:
{وزيتونا ونخلا}
ايه 29 عبس
.
قوله تعالى:
{فيهما فاكهة ونخل ورمان}
ايه 68 الرحمن
http://www.alrams.net/up/uploads/images/alrams-b179eef33a.jpg
http://www.alhsa.com/pics/nakheel/6.jpg
http://www.alhsa.com/pics/nakheel/8.jpg
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[05 - 10 - 10, 02:29 ص]ـ
الزيتون
قال تعالى (والتين والزيتون)
http://up.4pnc.com/pnc/4pnc_fFcwUHtfdx.jpg
http://up.4pnc.com/pnc/4pnc_i1DM5wxw3.jpg
http://i226.photobucket.com/albums/dd298/Yousif_aliraqi/oliveoil.jpg (http://forums.jraaa7.com/t8347.html)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 09:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 12:02 م]ـ
شجرة الزقوم التي أرفقتم صورتها فوق ..
هل من معلومات عنها؟
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[06 - 10 - 10, 01:15 ص]ـ
شجرة الزقوم التي أرفقتم صورتها فوق ..
هل من معلومات عنها؟
للتأكيد
ـ[الغواص]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:26 ص]ـ
إن شاء الله سأوافيكم بصور لشجرة الزقوم غير موجودة على النت ومن أهم أوصافها رائحتها النتنة
أما المعلومات عنها فتجدون في قوقل الكثير عنها بمجرد كتابة شجرة الزقوم
أخي ناصر ليتك تكمل بارك الله فيك وبيض الله وجهك وجمل الله حالك
ـ[أبا المنذرالسلفي]ــــــــ[14 - 10 - 10, 12:32 م]ـ
الزنجبيل في قوله تعالى:
(ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلا، عيناً فيها تسمى سلسبيلا)) في سورة الانسان
http://thejewishstar.files.wordpress.com/2009/10/ginger.jpg
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/225)
ـ[سليلة المجد]ــــــــ[23 - 10 - 10, 12:21 م]ـ
قال تعالى:"والتين والزيتون"
هذي صور التين ولاشك في فائدته لأن الله تعالى أقسم به في القران
http://www.m3rof.com/up/files/20598.jpg
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/a/ab/Fig_tree.jpg
http://img185.imageshack.us/img185/7914/021fx.jpg
http://www.alhsa.com/forum/imgcache/126465.imgcache
http://img185.imageshack.us/img185/5024/011ds.jpg
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/9c/Common_fig_-_leaves_and_green_figs.jpg.jpg/90px-Common_fig_-_leaves_and_green_figs.jpg.jpg
http://img185.imageshack.us/img185/1328/06py.jpg
http://img286.imageshack.us/img286/5415/0939bm.jpg
ـ[عبدالحميد الجزائري]ــــــــ[23 - 10 - 10, 01:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, جزا الله كل المشاركين خيرا على هذه الفوائد.(132/226)
لا تحقر الشهادة!
ـ[عصام البشير]ــــــــ[30 - 09 - 10, 03:14 م]ـ
المقال منشور في موقع الألوكة
(الرابط من موقع الألوكة) ( http://www.alukah.net/Culture/0/25736/)
بين يديَّ الآن كتابٌ أتسلَّى بقراءته، وأريح ذِهْني من الكلال الذي يُصيبه كثيرًا، بعد شيء من المجهود في مُطالعة كُتب العِلم الشرعي المختصَّة، أو الكتب الأدبيَّة الدَّسِمة، وهو كتاب "ما بعد الأيام"؛ لصاحبه الدكتور أحمد حسن الزيَّات، خَتَن الدكتور طه حُسين على ابنته.
وهذا الكتاب أرادَ له مؤلِّفُه أن يكونَ تَتِمَّة للسيرة الشخصيَّة التي عقَدَها طه حُسين لنفسه في كتابه "الأيام"، ويقول المؤلِّف: إن التلفاز المصري طلَبَ منه أن يعدَّ فصولاً في سيرة عميد الأدب العربي، يعتمد عليها في إخراج سلسلة تلفازيَّة جديدة عنه، فكان هذا الكتاب استجابة لرغبة مسؤولي التلفاز.
وأنا أتركُ جانبَ ما يُمكن أنَّ يُقال عن دِقَّة المؤلِّف في خَلْطه بين الأحداث الواقعيَّة، والمواقف المفترضة المتخيَّلة؛ وأترك التشكيكَ في موضوعيَّة المؤلِّف، حين يَعْرض لمواقف المترجم السياسيَّة، أو مساجلاته الفكريَّة والأدبيَّة، وأترك التعليقَ على أسلوب الكاتب، الذي سارَ فيه على طريقة كُتَّاب "السيناريو"، فتتوالَى فيه الأفعال المضارعة على صورة ترهقُ صاحب الذوق الأدبي السليم.
أترك هذا كلَّه؛ فليس مما يهمني في قبيلٍ ولا دَبير، والكتاب - قبل كلِّ شيء - ليس مما يُحتفى بنقْده، وتَتَبُّع مواطن الخَلل فيه؛ إذ هو أقلُّ من ذلك بكثير، ولا يخرج إجمالاً عن طرائق أهْل الصحافة المكتوبة في مؤلَّفاتهم.
لكنَّ بعضَ المواضع من الكتاب استثارتني، ورمتْ بِيَ بين أحضان الحاسب؛ لأُرَقِّمَ هذه السطور.
تأمَّلتُ في حالة هذا الرجل الذي يُقال عنه عميد الأدب العربي، وعدْتُ بذاكرتي إلى ما قرأتُه له من مؤلَّفات، وأنا بعدُ في سنِّ المراهقة، ككتابه عن الأدب الجاهلي، ومجموعة مقالاته التي كان يصدرُها يوم الأربعاء في بعض المجلات، ثم جمَعَها في سِفْرٍ واحدٍ من ثلاثة أجزاء، وأضفتُ إلى ذلك ما قرأتُه له بعد ذلك؛ من الروايات والكُتب.
وتدبَّرتُ ذلك كلَّه بميزان النقْد الذي اصطنعتُه لنفسي بعد أن عرَفْتُ من الأدباء القُدامى والمحدَثين - من أهْل العربيَّة وأربابِ الأدب الأوروبي الحديث - ما صِرْتُ به أعلم بمصادر الأدب وموارده منِّي أيَّام كنتُ مُراهقًا حَدَثَ السنِّ، تستهويني الدعاوى، وتغرُّني الألقابُ.
ولم ألبثْ بعد يسيرٍ من التدبُّر أن انبعثتْ من أعماقي صَرخةٌ فيها كثيرٌ من الألم والمرارة: ما الذي جعلَ هذا الرجل يتربَّع على عرْشِ عمادة الأدب العربي في العصر الحديث؛ حتى صارَ أولادُنا في المدارس يعرفون اسْمه قبل أن يعرفوا أسماء الرافعي، والزيَّات، ومحمود شاكر، والطنطاوي؟ أستغفر الله، بل هم يعرفون اسمه وكُتبه وشيئًا غيرَ قليل من سيرته، ثم هم لا يعرفون أسماءَ الآخرين أصْلاً، فضْلاً عن أن يكونَ لهم بعضُ اطلاعٍ على كتاباتهم!
أيكون ذلك لأجْل أسلوبه الفني، الذي يسحر الألباب، ويأْسِر القلوب؟ كلاَّ والله! ليس لطه حسين من ذلك شيءٌ كبير ولا صغير، بل أسلوبه إنْ يرتفعْ قليلاً عن أساليب عامَّة طلبة الأدب وكُتَّاب الجرائد، فإنَّه لا يرتقي إلى مراتب الأدباء المبرزين من أهْل العصر، عربيِّهم وعجميِّهم، فليس هو من أهْل الصناعة والتكلُّف اللفظي، ولا هو من أهْل السلاسة وتوليد المعاني، وليس فيما يكتبُ تشبيهاتٌ رائقة، ولا تراكيب مُتناسِقة، ولا خيال أخَّاذ، ولا وصْف دقيقٌ، هذا مع تَكرارٍ كثير تَمَلُّ منه الأسماعُ، وتكلُّ من ثِقَله العيون؛ وحَوَمان طويل حول المعنى المقصود، فلا يصيبُه إلاَّ بعد أنْ تتفطَّرَ كبدُ القارئ، أو تكاد.
أم لعلَّ ذلك لدِقَّته في البحث، وإبداعه في النقْد الأدبي، وتجديده في أصول المناهج العلميَّة؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/227)
وهذا أيضًا كسابقه؛ فإنَّ اقتباسات طه حسين قد سارتْ بذكْرها الرُّكْبان، واشْتُهر عنه أنَّه ممن يجحدُ العارية، لكنَّ جريمته في الفِكْر لا في حُلي الناس، وهذا كتابه عن الشعر الجاهلي، الذي يَعده أنصارُه مَفْخَرته العُظْمى، بل مَفخرة الأدب العربي في هذا العصر، ما زادَ فيه على أنْ أحيا من أقوال بعض المستشرقين ما ماتَ، وحرَّك من راكده ما سَكَن، ثم نسَبَ لنفسه الفضلَ كلَّه، ويأبَى الله إلا أن يكونَ - في واقع الأمر - قد نسَبَ لنفسه الجُرمَ كلَّه.
فماذا بَقِي للأديب، إنْ لم يكنْ له من هَذَين نصيبٌ؟!
بَقِي الضجيجُ والعجيج، واصطناعُ هيئة المجدِّد المظلوم في عصره، عصر الظُّلمات والجهالات فيما يزعم أنصاره، وارتداءُ مسوح شهيد الفِكر الذي يقدِّم نفسه - صباح مساء - قُربانًا في مذبح الحريَّة والتنوير!
والرجل - بلا شكٍّ - ليس مدفوعًا على حِرفة الأدب، ولا هو بالذي يُنكرُ اطلاعُه ومعرفته، ولكنَّ غاية أمرِه أن يكونَ أديبًا كعامَّة أُدباء عصره، أمَّا أنْ يكون عميد الأدب العربي الذي يُقام له ويُقعَد، فلا والله، إلاَّ أن تكونَ صُمُّ الجنادل نجومًا، وحبَّات الرمْل أقمارًا، والعيون الناضبة بحارًا، وطه للأدب العربي عميدًا!
قرأتُ في كتاب الدكتور الزيَّات: كيف كان طه حسين يَسعى وهو بعدُ أستاذ في الجامعة - عن طريق رفع تقرير إلى اللجنة المكلَّفة بوضْع برامج التعليم - إلى إدخال تعليم لغتين في كليَّة الآداب؛ اللغة اليونانيَّة لأهميَّتها لدارسي التاريخ والأدب والحضارة العالميَّة، واللغة القِبطيَّة لأهميَّتها لدارسي التاريخ والأدب والحضارة المصريَّة!
وقرأتُ فيه أيضًا: كيف كان حريصًا - وهو عميد لكلية الآداب في جامعة القاهرة - على التحكُّم في المقرَّرات التعليميَّة للجامعة، وعلى إدخال تعليم اللغات الأجنبيَّة، والأساطير والخُرافات الوثنيَّة، التي يسمُّونها ثقافة يونانيَّة، وعلى ولوج النساء إلى الجامعة، ومخالطتهنَّ الرجالَ فيها، وعلى غير ذلك؛ مما كان له أثرُه العميق في المجتمع المصري فيما بعدُ.
وقرأتُ في الكتاب أيضًا: كيف كان الرجل حريصًا على منصب المراقب العام للثقافة العامَّة في وزارة المعارف؛ لأنَّه كما يقول: "عَملٌ مُهِم وخطير، وفيه فرصة لتحقيق أفكارٍ في التعليم سجَّلتُ بعضها في كتاب: "مستقبل الثقافة في مصر"، هذا إنْ صحَّ ما نقلَه الزيَّات، وما إخاله إلاَّ صحيحًا.
ثم قرأتُ: كيف سَعَى إلى إنشاء جامعات ومعاهد خارج مصر، تُبَشِّر بأفكاره التغريبيَّة في الثقافة والتعليم، وكيف ربَّى أجيالاً من الطَّلبَة - نسجوا على منواله من بعده - على مبادئه الهدَّامة، التي مُلخَّصها: أنَّ نجاتنا في الالتحاق بالغرب، وإغذاذ السير وراءَه، إلى أن نصِلَ إلى ما وصَلَ إليه من حضارة ماديَّة عصريَّة، أو تنقطع أديانُنا وثقافتُنا وتميُّزُنا الحضاري دون ذلك.
وتساءلتُ بعد أنْ قرأتُ هذا كلَّه، وزدتُ عليه بعضَ ما كنتُ أعرفُ عن الرجل من قبلُ: لو لم يكنْ طه حسين دكتورًا متخرِّجًا من جامعة كبرى مشهود لها عند أهْل الشأن الأكاديمي، أكان يقدرُ على إنجاز نصف ما أنجزه، أو ثُلُثه أو عُشْره، أو أقل من ذلك؟!
نعم، كان يُمْكنه أن يكتبَ في الجرائد، وينشرَ في المجلات، ويبثَّ في الناس مؤلَّفاتٍ يعرضُ فيها عصارة ذِهْنه، ولُباب فِكْره، وكان الناس سيصفقون له في عَصْره - إن أعجبَهم إبداعَه.
ولكنَّه على كلِّ حال لن يكونَ إلا أديبًا من الأدباء، وناقدًا من النُّقَّاد، يتكلمُ كثيرًا كما يتكلَّم أصحاب المعارضة في المجالس النيابيَّة، ثم لا يكون إلا ما يقرِّره مَن لهم مقاليد الحُكْم، وإليهم المرجِع في وضْع المناهج، وصَقْل عقول الناشئة.
لستُ أدَّعي أنَّ الشهادة الأكاديميَّة عصًا سِحْريَّة تجعلُ الأسوار التي توقفُ السَّيْرَ خرابًا، وتحوِّل التلالَ التي تقطع الطريقَ رمْلاً وتُرابًا.
ولستُ أزعمُ أنَّ طه حسين اتَّكأ في صعوده على الشهادة وحدَها، وأنه لم يكنْ له - من المواقف السياسيَّة، والعلائق الاجتماعيَّة، والإسناد الأجنبي - ما يجعلُه في أنظار المتصرِّفين رجلاً ملائمًا؛ لتطبيق ما يريدون تطبيقَه في الأُمَّة؛ من أفكار ومناهجَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/228)
لستُ أدَّعي ذلك، ولكنَّني أعلمُ أنَّ الشهادة الأكاديميَّة صارتْ - في عُرْف القوم - التزكيةَ الوحيدة التي يقرون بها؛ للتمييز بين المحقِّ والمبْطِل، وبين المبتدئ والمنتهي، وبين الشادي والمختص.
ولطالما تساءلتُ: ما الذي يجعلُ الدعوات الحَدَاثيَّة الهَدَّامَة - في اللغة والأدب والدِّين - تنتشرُ في الأُمة منذ أكثر من قرن من الزمان كما تنتشرُ النار في الهشيم، على الرغم من كثرة الأقْلام التي حذَّرتْ من خطرِها، وكثرة المنابر التي هزَّتها حناجرُ الخطباء؛ إذ يبيِّنون حقيقةَ أمرِها؟!
لِمَ تنتشر هذه الدعوات والقائمون عليها ليسوا من فطاحلِ الفكْر، ولا جَهابذة الرأْي، وليسوا إذا قيسوا بمن يردُّ على باطلهم من العلماء والمفكَّرين، إلاَّ كالبقل في أصول النخْل، وحبَّات الرمْل إن قِيستْ بنجوم السماء؟!
ستقول أيُّها القارئ: ما أيسرَ الجواب عن سؤالك هذا! إنما انتشرتْ بقوة الحديد والنار! بثَّتْها في الأُمة قوى الاستعمار الغربي، ثم سَارَ على نهْجه في نشْرِها وحمايتها والمنافحة عنها بقوة السلطان أقوامٌ تركَهم الغرب بيننا ساهرين على حِفْظ تُراثه، وحماية مبادئه.
وأنا لستُ أنكِرُ هذا الجانب، ولا أبخسُه حقَّه، وهو عندي أول الأسباب وأعظمُها، ولكن للحديث عليه مجال من القول غير هذا الذي نحن فيه.
ولكنني تأمَّلتُ أصحابَ هذه الدعوات، فمنذ بداية العصر الحديث إلى يومنا هذا الذي نتلظَّى بأُوار فِتَنه، فوجدتُ أكثرَهم من أهْل الشهادات الجامعيَّة العُليا، يدخل أحدُهم الجامعة خَلْوًا من كلِّ عِلمٍ يعصمُه، صِفْرًا من كلِّ فِكرٍ يحميه ويحصِّنه، فيجد عند أساتذة الكلية مناهج مُسطرة، وتوجُّهات فكريَّة مُقرَّرة، تكتنفُها دعاوى عريضة، وتبجُّحات تنهدُّ الجبال من هولها، فلا يلبثُ المسكين أن ينساقَ وراء القوم فيما هم فيه، وإذا هو بعد سنوات قليلة قد تخرَّج من الجامعة، وأمسكَ بين أناملِه تلك الورقة السحريَّة، التي تؤهِّله للتأليف والنشر والخطابة، وتمكِّنه من أنْ يعتليَ مِنَصَّة التدريس، يبثُّ في طَلَبته ما أفعمه به أساتذتُه، فتكتمل الحلقة، ويستدير الزمان بأهْله.
وتأمَّلتُ حال العلماء والأدباء الذين وقفوا في وجْه هذه الدعوات الحَدَاثيَّة والإلحاديَّة؛ قديمًا وحديثًا، فرأيتُهم شموسًا وأقمارًا، يضيء فكرُهم سُدْفة الجَهل البهيم، ورأيتُهم بحارًا وأنهارًا، يطمُّ علمُهم فيافي البلاد، فيستنبت كلَّ غضٍّ من الحِكْمة، وكلَّ مُونقٍ من معاني الإيمان، ولكنَّهم - إلاَّ ما لا حُكم له من النادر - ليسوا من حَمَلة الشهادات، ولا هم ممن اكْتحَلتْ أعينُهم برؤية فصول الدراسة الجامعيَّة أصْلاً.
لقد جاء الغرب - منذ أكثر من قرن - بجَحافله إلى بلاد الإسلام، وعَلِمَ أنَّ المعركة ليستْ مقصورةً على ميادين الوغَى، وساحات الهيجاء، بل هي في الأفكار والمفاهيم والتصوُّرات، وقد تيقَّنَ حقَّ اليقين أنَّه ما أخرجَه من هذه البلاد أيَّام الحروب الصليبيَّة، إلاَّ أنَّه حين دخَلَ مزهوًّا بانتصاراته العسكريَّة، لم يَأْبه لصراع الأفكار، ولم يحفلْ أنْ يغيرَ مبادئ الناس، ويدجن أذهانَهم، ويستهوي قلوبَهم، فما عَتَّمَ أنْ خرَجَ مهزومًا، لا يلوي على شيء، حين تحوَّلتْ أفكارُ المسلمين ومبادئهم إلى عساكر وسلاح تدكُّ معاقِلَ الاحتلال الصليبي.
تيقَّن الغربُ ذلك وعَلِمَه، ولكنَّه وجَدَ أمامَه جامعاتٍ إسلاميَّة عريقَة، مُوغِلة في القِدَم، متجَذِّرة في حضارة الأُمة ودينِها وثقافتِها، وجَدَ الأزهر والزيتونة، والقرويين وابن يوسف، فحاوَلَ أن يطوِّعَها لمآربه، ويسخِّرَ شيوخَها وعلماءَها لأغراضه وخُططه، ولكنَّه وجَدَ أمامَه سدًّا منيعًا من المقاومة، وعَلِمَ أنَّه لن ينالَ مِن تلك الجامعات وأهْلها، إلاَّ بعد جُهْد جهيدٍ، ووقتٍ مديدٍ، وليس يملِكُ هذا، ولا تسمح نفسُه بذاك.
وقد استقرَّ في أذهان الغربيين أنَّ الذي يخطُّ طريقًا، أو ينشِئ سكَّة حديدٍ، فيواجهه جبلٌ قائمٌ، ولا يقْدِر على دَكِّ الصخور، وحفْرِ الأَصْلاد، ما عليه إلا أنْ يُغيرَ مَسْلَك الطريق، فيلتف حولَ الجبل، ويُكمل بناءَه بين السهول المنبسطة، التي لا تكلِّفه حَفْرًا ولا هَدمًا، وهذا الذي كان في أغلب بلاد الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/229)
ترَكَ الكفَّار المحتلون هذه الجامعات على حالها، ولم يتعرَّضوا لها بغارة في رابعة النهار، ولكنَّهم الْتفّوا، فبنوا جامعات عصريَّة فيها من العِلم والأدب الأسماءُ دون الحقائق، كما أنَّ في الدنيا خمْرًا وعَسَلاً، وفي الجنة خمْرًا وعسلاً، وليس الخمْر كالخمر، ولا العسلُ كالعسل.
وبدأتْ هذه الجامعات تُفَرِّخُ العلماء والأدباء، وفتحتْ أمامَهم أبوابَ الحُكم على مِصْراعيها، فتسلموا أزِمَّة الثقافة، وخُطُمَ الحضارة، وأنشأ هؤلاء أجيالاً من الناس، تسيرُ على هَدْيهم، وتتبَّع خُطاهم؛ حُذو القُذَّة بالقُذَّة، إلى أنْ صارَ زمانٌ انقطعَ فيه إنتاج العلماء والمفكِّرين بشكلٍ رسْمي ومنظَّم في أغلب بلاد الإسلام، إلاَّ أنْ يكونَ عن طريق الجامعات العصريَّة، وصار إسهامُ الجامعات العتيقة في الفِكْر والحضارة، على الأطْراف والحواشي، بعد أنْ كانتْ تحلُّ من جسد الأُمَّة محلَّ القلب النابض، والضمير الواعي، فأُغْلِق بعضُها بعد أن اضمحلَّ دورُه في الحياة، وبَقِي بعضُها الآخر صورة هامِدَة، وبدنًا لا رُوحَ فيه.
ولولا أنَّ الله - تعالى - تداركَ هذه الأُمة بصحوة إسلاميَّة جارفة أحْيَتِ المساجد والبيوت بالعِلْم والفِكْر، لانْقَرَضَ العلماء الربَّانيُّون من الأُمَّة، وما بَقِي فيها غيرُ نسْلِ الجامعة.
لقد صارَ العَوَام في كثيرٍ من بلادنا لا يقتنعون بكلام الشخص ما لم يكنْ حاملاً لشهادةٍ أكاديميَّة من إحدى هذه الجامعات العصريَّة.
وصارتْ هذه الشهادة تفتحُ لصاحبها أبوابًا دعويَّة هامَّة؛ في المحاضرات العامَّة، والدورات الثقافيَّة، والجرائد والمجلات، وإصدار الفتاوى، وغير ذلك.
وإنني - والله - لأعْرفُ من العلماء مَن شاب رأْسُه في تحقيق فنون العلم، لو أرسَلَ مقالاً أو فتوى لمجلة أو جريدة سائرة لم تَأْبه له، وأعرف - بالمقابل - من حَمَلة الشهادة الجامعيَّة مَن لا يفرِّق في العلم بين الكوع والبوع، ولكنَّه لو تكلَّم في مسألة ما، لقالَ أهلُ الجهل، وسَدَنة الإعلام الذي يُؤَطِّر العَوَام: "هذا رجلٌ من أهْل الاختصاص؛ فاسمعوا لقوله، ولا تلغوا فيه".
الجامعة إذًا أداة طَيِّعَة في أيدي المتحكِّمين في ثقافة الأُمة، وما علينا إلا أنْ نقفَ من شهاداتها أحدَ موقفين لا ثالثَ لهما:
إمَّا أن نرفضَها رفْضًا قاطعًا؛ لأنها تنشرُ الفكرَ المنحَلَّ، وتبثُّ الجهلَ في صورة العِلم، وتبني جحافلَ من أنصاف العلماء [1] ( http://www.alukah.net/Culture/0/25736/1/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1%20%D8%B9%D8%B 5%D8%A7%D9%85/#_ftn1) تتصدَّرُ قبل أن تتأهَّلَ، فتُفْسد أكثر مما تُصْلح، وهذا صوابٌ في أغلبه، حقٌّ في مُجمله، وقد بُليتُ من ذلك - أيَّام إعداد شهاداتي الأكاديميَّة - ما أيقنتُ معه أنَّ الجامعة [2] ( http://www.alukah.net/Culture/0/25736/1/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1%20%D8%B9%D8%B 5%D8%A7%D9%85/#_ftn2) فسادٌ كبيرٌ، وصلاح يسيرٌ، وغرورٌ خطير!
ولا نملكُ بعد هذا الرَّفْض إلا أنْ نضجَّ بألوان التهكُّم على الشهادة الجامعيَّة، ونُلْحِقَها بشهادة الزور في الحقيقة والمعنى، أو نرفعَ عقيرتنا بالشكوى من اختلال المفاهيم، وتطفيف موازين الحُكم على الرجال [3] ( http://www.alukah.net/Culture/0/25736/1/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1%20%D8%B9%D8%B 5%D8%A7%D9%85/#_ftn3).
وإمَّا أنْ نزاحمَ القوم على كَراسي الجامعة، وقد تحصَّنا من قبل ذلك بدرعٍ سابغة؛ من الاعتقاد السليم، والفِكر الصافي، والعلمِ الشرعي النافع.
فإذا تمكَّنا من تلك الورقة العجيبة التي يسمُّونها شهادة أكاديميَّة، انطلقنا إلى ميادين النضال الفِكري، وقد فُتحتْ أبوابٌ كانتْ من قبل مُغْلقة، وانجلتْ آفاقٌ كانتْ من قبلُ بالغيوم مُلبَّدَة.
إنني لأَجُدني أميلُ كلَّ الميل إلى هذا الموقف الثاني، وأرى أنَّ مصلحة الأُمَّة في ذلك، وإنْ لم يخلُ الأمرُ من بعض المفاسد، ولكنَّها في جَنْب المصالح المرجوَّة قليلة ضئيلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/230)
ويتأكَّد مَيلي هذا كلَّما رأيتُ خطيبًا على منبر، أو داعية في وسيلة إعلاميَّة، وهو يخبط في العلم خَبْط عشواء، ولا يشفع له أمامَ الناس إلاَّ الدال [4] ( http://www.alukah.net/Culture/0/25736/1/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1%20%D8%B9%D8%B 5%D8%A7%D9%85/#_ftn4) التي يقدِّمها أمامَ اسمِه، فتُعطيه من الحَصَانة ما لم يكنْ ليدَّعيه دونها، وأتحسَّر حينئذٍ؛ لأنَّ مَن هم أفضل منه؛ سَعة علمٍ، وحِدَّة ذكاءٍ، ونصاعة بيانٍ، لا يستطيعون ارتقاءَ ذلك المنبر؛ لأنهم محجوبون عنه بِعلمهم وفَهمهم؛ عذرًا! أقصد: بانقطاع الوشائج بينهم وبين الجامعة.
إن من رأْيي أنَّ طَلَبةَ العلم المتقدِّمين، والممارسين للشعر والأدب - من الذين لم يتلطَّخوا بأدرانِ التغريب الحضاري، والتميُّع الثقافي، ولم يتشبَّعوا بوساوس الحَدَاثة الفكريَّة المتجرِّدة من كلِّ ضابط، والمتحرِّرة من كلِّ قيدٍ - عليهم أنْ يقتحموا على أهْل الجامعة جامعاتهم، ويحصِّلوا ما أمْكَنَهم من هذه الشهادات الأكاديميَّة العجيبة؛ فإنهم بذلك يسدون الطريقَ أمامَ كثيرٍ من العابثين بتُراث الأُمة، والوالغين في وعْيها وإدراكها الثقافي.
إنَّ كثيرًا من أصحاب الاتجاهات الفكريَّة الهَدَامَّة قد تفطَّنوا إلى هذا المعنى، فكوَّنوا داخِلَ الجامعات العربيَّة مجموعاتِ ضغطٍ - لوبيات بلغة الفرنج - تمتلِك مناصبَ حسَّاسة، يتوارثونها، ويدفعون عن مُزاحمتهم فيها كلَّ مَن ليس على شَاكِلَتهم في المنهج الفكري العام.
فلِمَ نُقصِّر نحن في هذا الْمَيدان، ونكتفي بالشكوى والنقْد؟ أمَا آنَ لنا أن نسعَى إلى تخريج أجيال جديدة من حمَلَة الشهادات الجامعيَّة، هم في الوقت نفسِه علماء راسخون، وأدباء متمكِّنون، فنكون قد رَدَمْنا الهُوَّة بين العلم والشهادة، ومَحَونا أثرَ الفصام بين العلماء وحاملي الشهادات.
هذا رأْيي في هذه المسألة، ومُلخَّصه: ألاَّ تحقرَ الشهادة!
[1] ( http://www.alukah.net/Culture/0/25736/1/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1%20%D8%B9%D8%B 5%D8%A7%D9%85/#_ftnref1) وقد قِيل قديمًا: "إنَّما يُفْسد الدنيا ثلاثة؛ نصف فقيه، ونصف طبيب، ونصف نحْوي؛ فالأول: يُفسد الأدْيانَ، والثاني: يفسد الأبْدانَ، والثالث: يفسد اللِّسانَ".
[2] ( http://www.alukah.net/Culture/0/25736/1/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1%20%D8%B9%D8%B 5%D8%A7%D9%85/#_ftnref2) إلاَّ النادر الذي لا حُكْم له، وما في الجامعة من خير فأصلُه من خارجها؛ مِن حِلَق العلم، ومجالس الذِّكْر التي لم تنقطعْ قطُّ، وما يكون لها أن تنقطعَ - بإذن الله تعالى.
[3] ( http://www.alukah.net/Culture/0/25736/1/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1%20%D8%B9%D8%B 5%D8%A7%D9%85/#_ftnref3) كقول الأديب علي الطنطاوي - رحمه الله - في مقال له بعنوان: (زفرة أخرى) ضمن كتابه "من حديث النفس"، ص (125): "فلماذا درستَ الحقوق إذا كانت الوزارة لا تعرفُ أقدارَ الرجال إلاَّ بما يحملون من شهادات الاختصاص، وكان صاحبُ الليسانس في الحقوق لا يُعد أديبًا في نظرِها ولو كان شوقي زمانه، أو رافعي أوانه، وترى صاحبَ الليسانس في الأدبِ أديبًا ولو كان أعيا من باقلٍ، وأجهلَ مِن جاهل؟! ".
[4] ( http://www.alukah.net/Culture/0/25736/1/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1%20%D8%B9%D8%B 5%D8%A7%D9%85/#_ftnref4) أو حتى الذال؛ فالأولى لدرجة الدكتوراه، والثانية لدرجة الأستاذية، وقد يجمع بعضُهم بين الحرفين، فذاك - عند القوم - العَلَم الأوْحَد الذي لا يناقَش ولا يُنْتَقَد!
ـ[أم الفضل السلفية]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:04 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:11 م]ـ
مقال جيمل شيخنا الكريم / عصام البشير.
إلا أنه في بعض الأحيان، يتحتَّمُ عليك تحقيرُ الشَّهادات!!
وهذا إن كانت مثل الدبور، لا تنفع، وتضر!
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[05 - 10 - 10, 04:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
وإمَّا أنْ نزاحمَ القوم على كَراسي الجامعة، وقد تحصَّنا من قبل ذلك بدرعٍ سابغة؛ من الاعتقاد السليم، والفِكر الصافي، والعلمِ الشرعي النافع.
فإذا تمكَّنا من تلك الورقة العجيبة التي يسمُّونها شهادة أكاديميَّة، انطلقنا إلى ميادين النضال الفِكري، وقد فُتحتْ أبوابٌ كانتْ من قبل مُغْلقة، وانجلتْ آفاقٌ كانتْ من قبلُ بالغيوم مُلبَّدَة.
فكرة سديدة، فمثلا فى مصر البعض يرى أن الأزهر ومن ينتسب له من دكاترة وأساتذة حتى ولو خريجين هم فقط لهم حق الفتوى أو كلامهم مقدم على غيره، وبعد خروج فتاوى من الأزهر تخالف الإسلام وافتنان الناس بها
ظهرت فكرة جيدة وهى عبارة عن كتاب لأراء بعض علماء الأزهر توافق حكم الإسلام وتخالف هذه الفتاوى
فخرجت مجموعة كتب مثل فتاوى علماء الأزهر فى النقاب، وفتاوى فى الأضرحة والموالد،وفتوى الشيخ جاد الحق-رحمه الله- فى الختان
والآن الأزهر به مجموعة لا بأس بها من العلماء وطلبة العلم السلفيين،نسأل الله فى يبارك فيهم
وأرى أن يحرص كل طالب علم أن يلتحق بالأزهر وإن فاته ذلك فليحرص على أن يدخل أبنائه الأزهر، مع حرصه على أن يعلمهم العلم الشرعى خاصة العقيدة الصحيحة ليكونوا على بصيرة من دينهم
وإن شاء الله سيأتى الزمان الذى تدرس فى الأزهر العقيدة الواسطية و الطحاوية و كتاب التوحيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/231)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 06:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
وإن شاء الله سيأتى الزمان الذى تدرس فى الأزهر العقيدة الواسطية و الطحاوية و كتاب التوحيد
نسأل الله ذلك
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:14 م]ـ
بارك الله فيكم أجمعين.
إلا أنه في بعض الأحيان، يتحتَّمُ عليك تحقيرُ الشَّهادات!!
وهذا إن كانت مثل الدبور، لا تنفع، وتضر!
لا يخفى عليك أخي أبا الهمام أنني أقصد بعدم تحقير الشهادة: السعيَ إلى تحصيلها متى أمكن، إذا كانت المصالح المتوقعة من وراء ذلك أعظم من المفاسد.
والمقصود الأعظم عندي هو مزاحمة أهل العقيدة السنية السليمة أهل البدع والضلالات على هذه المناصب التعليمية والدعوية التي تفتح الشهادةُ أبوابها.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - 10 - 10, 08:20 م]ـ
بعد خروج فتاوى من الأزهر تخالف الإسلام وافتنان الناس بها ظهرت فكرة جيدة وهى عبارة عن كتاب لأراء بعض علماء الأزهر توافق حكم الإسلام وتخالف هذه الفتاوى
فخرجت مجموعة كتب مثل فتاوى علماء الأزهر فى النقاب، وفتاوى فى الأضرحة والموالد،وفتوى الشيخ جاد الحق-رحمه الله- فى الختان
بارك الله فيكم.
ونظير هذا عندنا خروج بعض الأبحاث التي تظهر المواقف الشرعية السليمة التي وقفها علماء المالكية العظام، تنبيها على الفرق بين المذهب المالكي من حيث هو وبين هؤلاء المائعين المنتسبين إلى المذهب من أهل العصر. وفي ذلك تحذير من الخلط بين المذهب المالكي وبين الخرافة والانحراف الفقهي - كما صار كثير من العوام عندنا يظنون.(132/232)
فهل يجوز صرف زكاة الفطر فى مصاريف نقل هذه الكراتين لتوصيلها الى البلد وتوزيعها؟؟
ـ[علاء أحمد رضوان]ــــــــ[30 - 09 - 10, 04:57 م]ـ
الاخوة والأخوات رواد المنتدى الكرام:
أخذتنى الحيرة أمام استفسار أحدهم الأتى: قام بنك ناصر الاجتماعى بمصر بعمل كرتونة رمضانية بها العديد من مكونات الطعام المختلفة لتوزع على الفقراء , فقام رجل بجمع صدقة الفطر من قريته وأحضر بها هذه الكراتين ليوزعها على الفقراء.
فهل يجوز صرف زكاة الفطر فى مصاريف نقل هذه الكراتين لتوصيلها الى البلد وتوزيعها؟؟
البنك جعل هذه المكونات الكثيرة بسعر رمزى لمن يريد شرائها لتوزيعها على الفقراء , فهل يجوز أيضا شرائها بمال زكاة الفطر لتوزيعها؟؟؟
فقد علمت أن أحد الأئمة اشترط اخراجها من جنس طعام البلد, وقياسا تم معايرتها بالمال فى فتاوى عدة. أفيدونى أفادكم الله ....(132/233)
قسوه الاب مع بر الابن
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[30 - 09 - 10, 05:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
من الله على ابناء بالهدايه الصبر على قسوه ابائهم لهم مع ذلك يقابلون تلك القسوه بالبر والاحسان اليهم والصبر على الاذى لما عند الله الاجر والمثوبه .. والدعاء لهم بالهدايه
ولدى بحث وعظى عن هذا الامر
فمن يتحفنا بقصص فى قسوه الوالد مقابل بر الابن او الابنه له ..
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[01 - 10 - 10, 09:07 م]ـ
للرفع
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 05:34 م]ـ
للشيخ خالد الجبير قصة مؤثرة جدا، ابحث عنها في محرك البحث (الدكتور الجبير، بر الوالدين)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[03 - 10 - 10, 12:22 ص]ـ
بارك الله فيك اخى
فعلا قصه مؤثرا جدا .... سبحان الله هذا والله من الدرجات العاليه فى البر .... اراد الله بهذا الشخص خيرا ... ولا نزكى على الله احدا ....
جزاك الله خيرا
نحتاج المزيد من القصص
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[03 - 10 - 10, 04:19 ص]ـ
قصة نبي الله إبراهيم
قصة الشيخ أحمد القطان
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[04 - 10 - 10, 12:07 ص]ـ
فعلا غفلنا عن قصه ابراهيم عليه السلام ....
اما قصه الشيخ القطان ... فياليت تقصها علينا
بارك الله فيك اخى اسلام
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[04 - 10 - 10, 05:45 ص]ـ
تفضل أخي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162758
وفيك بارك الله(132/234)
طريقتك في القراءة
ـ[سالم أبو محمد]ــــــــ[30 - 09 - 10, 06:07 م]ـ
مساء الخير
أخواني دعونا نستفيد من بعض فأنا أتمنى أن أجد الفائدة لآني أتمنى أن أكون طالب عالم لكن مشكلتي أجلس شوي وأمسك الكتاب ثم أدخل في التفكير" الهواجيس"
اريد طريقة مجربة تنفع وتجعلني أحب القراءة وأكثر منها
علما بأني خريج كلية شرعية قبل فترة طويلة من الزمن وكانت قرائتي أفضل من كذا بكثير ولا أدري هل تقدم السن ومشاغل الحياة
فأخي الحبيب هل طريقتك تجلس بالوقت يعني فترة من الزمن ساعة أو ساعتين؟
أو أنك بعدد الصفحات تقراء يوميا مثلا 200 صفحة؟(132/235)
كنز ثمين: تجارب العلامة د. عبدالكريم الخضير، بقلم: سلامة بن مسلط السبيعي
ـ[ابن مبارك النجدي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:02 م]ـ
منقول
أيها الإخوة الفضلاء:
منّ الله عليّ بسماع بعض أشرطة العلامة د. عبدالكريم الخضير –حفظه الله-، بالإضافة إلى متابعة يسيرة للأشرطة المفرغة في موقعه الإلكتروني.
ولقد لاحظت مراراً حرص الشيخ على ربط كلامه بالتجارب الشخصية، أو الشواهد الحية.
فقررت حينها الغوص في بحر الشيخ الذي لا ساحل له، بغية استخراج شيء من تلك الدرر، وجمعها في سلة واحدة، ليتسنى الانتفاع منها أضعاف ما لو كانت مبثوثة.
وها أنا أقدمها لك أخي الكريم على طبق من ذهب، لك غنمها وعليّ غرمها.
ويجدر التنبيه هنا بأن المادة كلها مفرغة من الأشرطة، فستلاحظ ربما كلمات عامية، أو تكراراً لبعض الكلمات.
وتحرياً للدقة؛ أوردت نص كلام الشيخ من الموقع كما هو دون أدنى تصرف، إلا أني اجتهدت فقط في كتابة عنوان مناسب لكل تجربة.
والله أسأل أن ينفع بالقائل والجامع، والشكر موصول للقائمين على الموقع المبارك، فقد أضافوا كنزاً هائلاً .. ليس هذا فحسب؛ بل انتخبوا أجمل درره في حلة قشيبة، ودونك إياها لتحكم بنفسك:
http://www.khudheir.com/dorr
ثروة ثمينة .. تنتظر مشروعات رصينة.
أخوكم/ سلامة بن مسلط السبيعي
17/ 10/ 1431ه
---------------------------------
- الانشغال بعيوب الناس:
"والتَّجربة والواقع يشهد أنَّ من كان هذا دَيْدَنُهُ الانشغال بالنَّاس بفلان وعلاَّن والغفلة عن عُيُوبِهِ، وعن تكميل ما ينقُصُهُ من علمٍ وعمل، التَّجربة أثبتت أنَّهُ سببٌ مُباشر لحرمان العلم والعمل معاً".
- التهاون في الأخذ من اللحية:
"والتجربة أثبتت أن المقص إذا دخل اللحية أفناها شيئاً فشيئاً".
- العلاقة العكسية بين مدح وذم الناس.
"والتجربة والواقع يشهد بأن من مدح بما فيه وأقر وسكت لا بد أن يسمع من الذم بما فيه، جزاء وفاقاً، أما إذا مدح بما ليس فيه وسكت لا بد أن يسمع من الذم ما ليس فيه، هذا مجرب".
- التسويف في الحضور للصلاة:
"بعض الناس إذا كان له مشوار والصلاة قريب الإقامة، تقول له: صلِ وبعدين روح المشوار، يقول: لا قدام، هذا كثير، وغالباً الذي يقول قدام: تفوته الصلاة! هذا في الغالب، هذا مجرب".
- طريقة حفظ القرآن:
"الذي يحفظ القرآن سراً لا يستطيع أن يجهر به، قد يقرأه سراً لكن لا يستطيع أن يقرأه في الصلاة مثلاً حتى تتظافر عليه جميع الحواس، النظر في المصحف مع تكريره باللسان والشفتين مع استماع الأذنين له، وهذا أمر مجرب من حفظ سراً لا يستطيع أن يجهر به".
- قصص السلف ليست خيالية:
"بعض الناس إذا سمع ما يذكر عن السلف، عن سلف هذه الأمة من عبادة وتلاوة لا يصدق، ويقول: هذا ضرب من الخيال، هذا ليس بصحيح، هذه مبالغات؛ لكن لو جربه مرة لنفسه وجد الأمر ميسور، ويوجد الآن -ولله الحمد- من يعان على ذلك ويقرأ القرآن في ثلاث في الأيام العادية، فضلاً عن أيام المواسم، موجود، مع أنه يؤدي جميع ما عليه، ما هو إنسان عاطل، المسألة مسألة توفيق، وتعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة، لا أكثر ولا أقل، ومن التجأ إلى الله بصدق أعانه، أعانه على أمور دينه ودنياه".
- حلاوة ذكر الله عز وجل:
"ومن أشق الأمور على النفس الانتظار؛ لكن إذا كان يذكر الله وهو ينتظر لا يضيره أن يتأخر صاحبه ساعة أو أكثر أو أقل؛ بل إذا جرب الذكر وأنس بالله -جل وعلا- يتمنى أن صاحبه لا يحضر، يتمنى أن يتأخر صاحبه، وفي الذكر أكثر من مائة فائدة، ذكرها العلامة ابن القيم في الوابل الصيب".
- سعة فضل الله تعالى:
"الذِّكر لا يُكلِّف يعني سُبحان الله وبحمدِهِ مئة مرَّة حُطَّت عنهُ خطاياهُ وإنْ كانت مثل زبد البحر، سُبحان الله وبحمدِهِ بالتَّجربة تحتاج إلى دقيقة ونصف، ما يحتاج مثل الآصار والأغلال التِّي كانت على من قبلنا أنْ يأخذ الإنسان سيف ويقتل نفسه لِيتُوب اللهُ عليه، ما يلزم هذا، دقيقة ونصف سُبحان الله وبحمدِهِ حُطَّت عنهُ خطاياه وإنْ كانت مثل زبد البحر".
- الذي يتعامل مع الله هو القلب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/236)
"وثبت من خلال التجربة -من أهل العلم والعمل- أن الذي يتعامل مع الله -جل وعلا- هو القلب، فشخصٌ يناهز المائة، يصلي خلف شخصٍ قراءته عادية، يقرأ في كل تسليمة بجزء من القرآن، ويلوم الإمام لما استعجل في التسليمة الأخيرة، وشباب في العشرين والخمسة والعشرين والثلاثين ممن يطلب العلم، ويحرص على طلب العلم، تجده إذا صلى الإمام التسليمة من التراويح بعشر دقائق ضاق به ذرعاً، وبحث عن مسجدٍ آخر، والمساجد تمتلئ من طلاب العلم إذا كان الإمام لا يطيل القراءة، والله المستعان".
- الإنصاف في الألقاب:
"ويلاحظ أن طلاب العلم في هذه العصور، بل وفيما تقدم من عصور، الذي يحدد عندهم المقدار الذي يسمى به فلان عالم، أو طالب علم، وقد يزيدون، ويقولون: علامة، كل هذا مثاره في كثير من الأحيان الإعجاب، يعجب بشخص من الأشخاص، ثم يضفي عليه من الألقاب ما لا يستحقها، هذا شيء مجرب، ومشاهد بينما يبخل على من هو أفضل من هذا الشخص بأدنى لقب؛ لأنه لا يعجبه، والله المستعان، فالمسألة مسألة إنصاف، لو زل الإنسان، أو أخطأ، أو هفا، أو شذ في مسألة، أو في مسائل يسيرة، هذا يبقى عالماً، يعني إذا كان قصده في ذلك نصر الحق، ولا يسلب اسمه".
- تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة:
- "وبعضكم جرب الإنسان يذهب في الأوقات الفاضلة وفي الأماكن الفاضلة ليتفرغ للعبادة لكنه لا يعان لماذا؟ لأنه لم يتعرف على الله في الرخاء، يهجر القرآن طول العام، وإذا ذهب إلى الأماكن الفاضلة يريد أن يقرأ القرآن في يوم كما كان عليه السلف أو في ثلاث، كلا، لا يمكن، ويسمع الحديث الصحيح (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) ويقول: المسألة أربعة أيام، لن أتكلم بكلمة؛ ولكن هل يستطيع أن يسكت؟ هل يعان على السكوت؟ لا يمكن، وقد فرط في أوقات الرخاء. إن لم يجد أحداً وما تيسر له أحد يذهب إليه، ولو بالجوال، ورأيت شخصاً في العشر الأواخر من رمضان بعد صلاة الصبح، وظاهره الصلاح قبل أن يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، شغل الجوال وتكلم إلى أن انتشرت الشمس، هذا الحاصل يا إخوة، انقطع ثم عاد ثم انقطع ثم عاد إلى أن انتشرت الشمس، فهل مثل هذا يليق بمسلم هجر أهله ووطنه وتعرض لنفحات الله أن يكون بهذه الصفة، وعلى هذه الحالة؟ ".
- النوم بعد صلاة الصبح:
"فالنوم بعد صلاة الصبح تركه شاق على كثير من الناس، يحتاج إلى جهاد في أول الأمر، ثم بعد ذلك يتلذذ به، بحيث لو مرض في يوم من الأيام، وصلى الصبح وخرج لينام ما نام، ما جاءه النوم إلا في وقته، هذا شيء مجرب، فإذا جلس في مصلاه لمدة ساعة استطاع أن يقرأ القرآن في سبع".
- ساعة تحتاج إلى همة:
"بالتجربة من جلس بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس قرأ القرآن في سبع، يعني في كل جمعة يختم القرآن، ما تكلف شيئاً، المسألة تحتاج إلى ساعة، لكن مع ذلكم تحتاج إلى همة تحتاج إلى همة، أما من يقول: إذا جاء الصيف والله الآن الليل قصير، فإذا طال الليل أجلس بعد صلاة الصبح -إن شاء الله- وإذا جاء الشتاء قال: والله براد إذا دفينا شوية جلسنا، الفجر برد في الشتاء معروف، لكن إذا قال مثل هذا لن يصنع شيئاً".
- سبب الحرمان من العبادات السهلة:
"يجلس الإخوة من الأخيار الساعات من الليل ثم إذا بقي ساعة يجاهد نفسه هل يوتر أو لا يوتر؟ ثم تأتي له التأويلات، وإن كانت السهرة كما هو الغالب ليلة جمعة يأتيه الشيطان ويقول له: إن الجمعة لا تخص بقيام ولا نهارها بصيام، وينام ويترك الوتر، وإن كان بغير ليلة الجمعة يقول: المداومة على النوافل يشبهها بالفرائض أرتاح، كل هذه عقوبة لما فرط فيه من وقته، هذا شيء ملاحظ ومشاهد، من أثقل الأمور على النفس الوتر ما هو بالنسبة للنائم، بالنسبة للقائم الذي أضاع وقته في القيل والقال، وما يتعرض له الإنسان من صوارف وصواد عن العبادات السهلة الميسرة كلها عقوبات لما يرتكبه".
- أنسب الأوقات والأماكن للحفظ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/237)
"أنسب وقت للحفظ وقت الهدوء، والفراغ من المشاغل، وبعد الراحة التامة؛ لأن الذهن يحتاج إلى راحة كالجسم، وليكن في أخر الليل، أو أول الصباح الباكر، وإذا أراد أن يحفظ يجهر؛ يرفع صوته، بخلاف ما إذا أراد أن يفهم يخفض صوته، والمكان المناسب للحفظ المكان المحصور الضيق، بخلاف المكان المطلوب للفهم يحتاج إلى شيء واسع، والتجربة تدل على هذا، والذي يعاني من ضعف الحفظ عليه بكثرة الترديد".
- الزواج باب من أبواب الغنى:
" (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله)، وجرب هذا الباب فكثير من الناس عاش فقيراً ثم تزوج ففتح الله عليه".
- من تواضع لله رفعه:
"كلما تواضع الإنسان يرتفع، وكل ما عرف قدر نفسه رفعه الله -جل وعلا-، وهذا أمرٌ مجرب، يعني الإنسان يعتريه في بعض الأحيان أنه في موقف من المواقف يحب أن يقدم، ويكون له شيءٌ من هذا، فيبتلى بضد ذلك، هذه أمور مجربة، جربها الناس كلهم، ومع ذلك إذا تواضع رفعه الله -جل وعلا-، يقول الناظم أو الشاعر:
تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ ... على صفحات الماء وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدخان يعلو بنفسه ... على طبقات الجو وهو وضيعُ".
- من كثر كلامه كثر سقطه:
"من كثر كلامه كثر سقطه، وقد يتحرى في المجلس الأول ولا يقول إلا المباح، لكنه قد يضطر بعد ذلك إلى المفضول والفضول من الكلام، ثم إلى المحرم منه، وهذا شيء مشاهد".
- مراقبة الله توجب لذة العبادة:
إذا حقق المسلم منزلة المراقبة واستحضر قرب الله منه واستحيا منه وترك ما يسخطه وما لا يقرب إليه واهتم بما يقرب منه حتى تقر عينه بعبادته ويأنس بمناجاة ربه ويستوحش من غيره كما حصل ذلك لسلف هذه الأمة، بخلاف من غفل عن مراقبة الله -جل وعلا- فإنه لا يتلذذ بالعبادة، بل تثقل عليه ويأنس بغيره وهذا أمر مشاهد ومجرب".
- يسر السفر في الليل:
" (وعليكم بسير الليل) هذا إغراء بسير الليل (فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار) هذا مشاهد، يعني أن سير النهار فيه شيء من الكلفة، لاسيما في الأيام الشديدة الحر، وأما بالنسبة للليل فلا شك أنها كما جاء في الحديث هذا الصحيح: (تطوى الأرض بالليل ما لا تطوى بالنهار) وهذا مجرب، يعني لو سافرت بعد صلاة الصبح، أو منتصف النهار إلى المغرب، وجدت أنك تحتاج إلى راحة يومين، لكن لو سافرت بالليل إلى الفجر، تنام إلى صلاة الظهر، خلاص انتهى ما يتعلق بالسفر ارتحت".
- الصدق منجاة:
"الصِّدْق مَنْجاة، منْ صَدَق ولو في أَحْلَك الظُّرُوف نجا، وهذا شيءٌ مُجرَّب، قصة كعب بن مالك، الثَّلاثة الذِّين خُلِّفُوا صريحة في هذا".
- إطلاق اللسان:
"وهذا أمر مجرب؛ الذي وظيفته القيل والقال لا يستطيع أن يملك لسانه في المواطن التي جاء الحث فيها على حفظ اللسان، وتجده لا يطيق الجلوس مع الأخيار الذين يحفظون أنفسهم من القيل والقال، تجد أثقل مجلس عنده شخص فيه عنده تحري بحيث يحسب حسابه لو تكلم في شخص قال له هذا الشخص المتحري: اتق الله ترى هذه غيبة، والغيبة محرمة، هذه ثقيلة على النفس، فتجده يكره الأخيار من أجل هذا، وينبسط لمن على شاكلته ممن وظيفته القيل والقال".
- أزهد الناس بالعالم:
"هناك كلام لأهل العلم، وله نصيب من الواقع، قالوا: أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه، وهذا مشاهد تجد العالم الكبير أولاده إن كان فيهم خير وفيهم حرص وفيهم طلب علم يحضرون دروس مشايخ آخرين، وهذا لا شك أنه خير؛ لكن تجدهم زاهدين في آبائهم، فأزهد الناس في العالم أهله وجيرانه، ولعل السبب في ذلك أن الهيبة والتعظيم والقدر في النفوس إنما يكون مع تمام الحشمة، فالعالم من بعيد تجده محتشم، يعني في الغالب عليه السمت، وعليه اللباس الكامل، وقد يكون عليه البشت، والأب تراه على هيئات فيها شيء من ترك الحشمة، أحياناً ما يكون عليه ثوب وهو بين أولاده وزوجته، فمثل هذه الحالة لا شك أنه هيبته تقل في نفوسهم، أيضاً كثرة الإمساس وجوده بينهم في كل وقت وفي كل حين، ويشاهدون تصرفاته وأن تصرفاته تصرفات بشرية، لا شك أن التصرفات بشرية يعتريها ما يعتريها من النقص، فإذا اطلع عليها الأهل والأولاد يعني نزلت قيمته عندهم فبحثوا عن غيره، بينما غيره من أهل العلم باستمرار على الحشمة، ما يرونه على خلاف هذا، فتجدهم يتعلقون به أكثر من تعلقهم بأبيهم أو أخيهم من أهل العلم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/238)
- بين موت العالم والمبتدع:
"هذا كلام الإمام أحمد -رحمه الله-: بيننا وبينكم الجنائز، وهذا شي مشاهد، إذا مات شخص من أهل العلم اجتمع الناس الجموع الغفيرة للصلاة عليه، وإذا مات مبتدع ما يجد من يصلى عليه".
- كثرة الأولاد يعين على التربية:
"الأولاد إذا كثروا لا شك أنهم يعينون على التربية، وبعضهم يعين على بعض، وما يصرف للواحد يصرف للجمع، فكون الإنسان يربي أكثر من واحد في آن واحد يعين بعضهم بعضاً على التربية، ويوضح بعضهم لبعض، والكبير يكون قدوة لمن هو أصغر منه، وهكذا والتجربة شاهدة بذلك".
- طريقة نافعة للحفظ:
"إذا حفظ القدر المحدد هذا اليوم وكرره حتى يحفظه، من الغد ينظر في المقدار، هل هو قليل وإلا كثير؟ اختبار أول يوم، فإن كان كثيراً قلل، وإن كان قليلاً زاد، يعيد ما حفظه بالأمس خمس مرات، قبل أن يبدأ بحصة اليوم، فإذا ضمن أنه حفظه بدأ بحصة اليوم، وقد تكون أكثر مما حفظه بالأمس، وقد تكون أقل، وقد تكون مساوية، فيحفظها على الطريقة السابقة.
فإذا كان في اليوم الثالث يعيد ما حفظه في اليوم الأول أربع مرات، وما حفظه في اليوم الثاني خمس مرات، ثم يشرع في حفظ النصيب الثالث لليوم الثالث، وفي اليوم الرابع يعيد ما حفظه في اليوم الأول ثلاث مرات وما حفظه في اليوم الثاني أربع مرات، وما حفظه في اليوم الثالث خمس مرات وهكذا، وهذه طريقة مجربة، وقد ذكرها بعض المتقدمين، وطبقت ووجدت نافعة".
- الكتابة تضعف الحفظ:
"الذي يعتمد على الكتابة لا يثبت في ذهنه شيء؛ لأنه اعتمد على غيره، الذي يعتمد على الكتابة لا يثبت في ذهنه المحفوظ، ..... ولذلك تجدون على مر العصور الحافظة في ضعف؛ لوجود الوسائل التي يعتمد عليها، الحافظة ضعفت لما كثرت الكتابة وانتشرت، ..... والتجربة تثبت أن الكتابة أفضل من القراءة عشر مرات".
- مشكلة عدم الاستذكار:
"بعض الناس يحاول يستعيد في ذاكرته ما تسعفه الذاكرة! هذا حال كثير من طلاب العلم! وهذا جربناه وجربه غيرنا؛ لكن إذا بحثت مسألة في مجلس وأنت حاضر، وقد مرت عليك هذه المسألة في فتح الباري أو في شرح النووي، أو في تفسير ابن كثير؛ عندك عنها تصور، تعرف إن هذه المسألة بحثت في الكتاب الفلاني، وتعرف إن رأي فلانٍ كذا، ولو لم تستحضرها أنت ابتداء؛ لكن إذا أثيرت؛ صار عندك بها علم أفضل من بقية الحاضرين! وهذا شيء مجرب، فالإنسان قد يستدر الحافظة؛ فلا تسعفه؛ لكن هي مخزن، العلم مخزن فيها، فيخرج تدريجيا عند الحاجة إليه، ولا شك أن الناس يتفاوتون".
- التعامل مع الكتب العلمية:
"يوصي بعضهم وهذا شيء مجرب عند القراءة عند قراءة الكتب ومسحها الكتب المطولة من التفاسير وشروح الأحاديث وغيرها في الفنون أن يصحب الطالب الذي يريد أن يقرأ هذا الكتاب الكبير أقلام ملونة فيها الأسود والأحمر والأزرق والأخضر، ويضع اصطلاح في طرة الكتاب يقول: الأحمر لما يراد حفظه مثلاً، الأسود لما يطلب تكراره، الأخضر لما يراد فهمه، الأزرق لما يراد نقله، وهكذا، ثم بعد ذلك وهو يقرأ هذه فائدة مهمة جداً يضع عليها أحمر من أجل أن يرجع إليها ويحفظها، كلام أقل في الأهمية لكنه بحاجة إلى تكرار يضع عليه اللون المناسب، كلام يمكن أن يفيد منه وينفع به الآخرين ويلقيه في مجالس الناس وفي محافلهم ليستفيدوا منه فينقله إلى مذكراته فيضع عليه لوناً مميزاً، هذه طريقة نافعة مجربة".
- جمع الكتب قد يكون عائق عن التحصيل:
"جامع الكتب الذي يجمع من الكتب يملأ الدور بالكتب، لكنه لا يفيد منها، ولا يبذل منها، هذا لا شك أنه ككانز الذهب والفضة. وابن خلدون يقول: (أن كثرة التصانيف من عوائق التحصيل). وهذا شيء مجرب، جربانه وجربه غيرنا، يعني يحتار الإنسان إذا أراد أن يختار تفسير آية من بين خمسين تفسير، أو ينظر شرح حديث من بين عشرات الشروح، يحتار قبل أن يبدأ، فإذا بدأ قال: لعل فلان تكلم أكثر، ولعل علان تكلم أكثر، ثم يضيع الوقت بمثل هذا، وحدث ولا حرج عما يضيع من الأوقات في ترتيبها، ترتيب هذه الكتب، وتنظيفها، ونقلها من مكان إلى مكان، هذا لا شك أنه شيء عائق عن التحصيل. وأدركنا شيوخنا ممن ليس لديهم من الكتب إلا الأصول المهمة في ثلاثة دواليب لا تزيد عن ثلاثمائة مجلد، أربعمائة مجلد، ومع ذلكم إذا فُتح أي مجلد وجد عليه أثر، أثر قراءة، وأثر في العلم وأثر في العمل، فليس جمع الكتب مما يمدح به الشخص إذا لم يكن ممن يستفيد من هذه الكتب، ويعمل بما علم".
انتهت بحمد الله ..
ـ[ابو عبد الله نبيل بن سعد]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
فكرة رائعة و مفيدة احسن الله اليك
ـ[إبراهيم توفيق]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:42 م]ـ
مجهود طيب
ـ[الحارثي ابوسهل]ــــــــ[01 - 10 - 10, 01:21 ص]ـ
أحسنت أحسن الله إليك وإلى الكاتب وإلى الشيخ
إن جد جديد فانقله
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 02:18 م]ـ
بارك الله فيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/239)
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[01 - 10 - 10, 03:04 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب!!!
ـ[الزبيدي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 06:07 م]ـ
درر خضيرية
بارك الله في الشيخ عبد الكريم الخضير
وفي الشيخ سلامة بن مسلط السبيعي
وفي الناقل
شكراً لك
ـ[عبدالرحيم الجيزاني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 07:04 م]ـ
ما شاء الله،،، وصايا مفيده
ـ[رائد باجوري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 11:40 م]ـ
شكر الله جهدكم ووفقكم
حقا إنها كنز.
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 12:33 ص]ـ
أسأل الله أن يبارك في الشيخ و يجزيه خير الجزاء
ـ[الفضيل]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:36 ص]ـ
بورك فيكم
ونفع الله بكم
ـ[أبو عبد الرحمن الخولاني]ــــــــ[04 - 10 - 10, 01:16 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه الجواهر الثمينه
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 01:37 م]ـ
بارك الله في الشيخ فما أروع كلامه وما أحسنه.
وجزى الله الجامع خير الجزاء.
ـ[أيمن صارم]ــــــــ[04 - 10 - 10, 05:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
و رزق الله الشيخ خيري الدنيا و الآخرة
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 04:46 م]ـ
شكر الله لك
ـ[السوادي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 09:08 ص]ـ
ومما ذكره الشيخ ان شرب ماء زمزم ليس كشرب الماء العادي من ناحيه الذهاب للخلاء فمن اكثر من شرب زمزم لم يكثر الذهب للخلاء كالماء العادي
ـ[أبو عبدالرحمن النجدي]ــــــــ[12 - 10 - 10, 03:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الزبيدي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 11:25 م]ـ
قمت بتنسيقها على ملف وورد
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 04:04 م]ـ
جزاك الله خيراً(132/240)
حكم أولاد من صار يصلي ومن لا يصلي
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ...
الإخوة الفضلاء أشكل علي منذ وقت قريب هذا الحكم، ففي أصح أقوال العلماء أن تارك الصلاة كافر بناء على الأدلة القوية التي يستدلون بها ...
طيب
بناء على هذا القول يصبح تارك الصلاة كافر وتبين منه زوجته ولا يرث وغير ذلك من الأحكام
الأن لو فرضنا أنه كان لا يصلي وأنجب أولادا قبل أن تبين منه زوجته فما حكم هؤلاء الأولاد؟؟؟
ولكي نضيق الأمر أكثر لو فرضنا أن هذا الشخص يقر بوجوب الصلاة يعني غير جاهل بالحكم ويصر على تركها تكاسلا فما حكم أولاد هذا؟؟؟
ولو فرضنا أنه تاب وصار يصلي ورجعت له زوجته فما الحكم كذلك؟؟؟
وكما يظهر فالأسئلة متشابهة وحكمها واحد وهي مبنية على كفر تارك الصلاة فلا يرد هذا السؤال على من يفسقه ويحكم بإسلامه،ولهذا إخوتي هل يعد هذا الحكم من قبيل زواج الشبهة ويلحق به الأبناء بناء على هذه الشبهة أم كيف؟؟؟
ما توجيهكم حفظكم الله ....
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:19 ص]ـ
يرفع للأهمية
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:26 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الخلاف في مسألة كفر تارك الصلاة معروف قديما بين أهل السنة أهل الحديث و لعلك تجد ذكره في كتاب عقيدة اهل الحديث للصابوني رحمه الله و المعلوم أن بين أصحاب المذهب الحنبلي من يقول بعدم كفره مثل إبن قدامه وابن بطه رحمهما الله.
نصيحتي لك أن تراجع رساله صغيره للشيخ ابن عثيمين في مسألة حكم تارك الصلاة و ما يترتب عليها كبدايه في بحثك.
وفقك الله لما يحب و يرضي.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:45 ص]ـ
الله يرحمك ...
هل قرأت سؤالي بارك الله فيك؟؟؟
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم عاطف،
أولاً: اعلم رحمك الله أنّ مسألة الترجيح بين الأدلة هي من مهام أهل العلم لا العامة، لذا ترجيحك لا يعتبر به فأنت مقلد لمن يقول بمذهب كفر تارك الصلاة كسلاً، وعليه لا عبرة بقولك "أصح أقوال ... "
ثانياً: لو كنت على مذهب الجمهور لما حصل عند مثل هذا الإشكال.
ثالثاً: إن كانت الحالة قد وقعت فليس هذا مكان طرحها، ولكن تعرض من قبل صاحب العلاقة على أهل العلم في مكان إقامته أو على من يثق في علمه ودينه. وإن كانت مسألة افتراضية فالسؤال عن ما لم يقع مذموم.
حفظكم الله ونفع بكم
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم عاطف،
أولاً: اعلم رحمك الله أنّ مسألة الترجيح بين الأدلة هي من مهام أهل العلم لا العامة، لذا ترجيحك لا يعتبر به فأنت مقلد لمن يقول بمذهب كفر تارك الصلاة كسلاً، وعليه لا عبرة بقولك "أصح أقوال ... "
ثانياً: لو كنت على مذهب الجمهور لما حصل عند مثل هذا الإشكال.
ثالثاً: إن كانت الحالة قد وقعت فليس هذا مكان طرحها، ولكن تعرض من قبل صاحب العلاقة على أهل العلم في مكان إقامته أو على من يثق في علمه ودينه. وإن كانت مسألة افتراضية فالسؤال عن ما لم يقع مذموم.
حفظكم الله ونفع بكم
وعليك السلام ورحمة الله
أولا أنا لست من أهل العلم بل على شفا أن أكون طويلب علم ...
ثانيا أنا لم ألزم أحد بما أدين به إلى الله وعذرا فقد حصل سبق قلم فالكلمات أعلاه كتبتها بدون أن أنتبه إلى إنعكاساتها وهي تعبر عن ما أدين به فقط ... فجزاك الله خيرا وأقر بالخطأ كما تفضلتم به
ثالثا قولك أنت مقلد هذا حق لا غبار عليه ولكن هل يمكنني أن أعرف بارك الله فيك الفرق بين المقلد الذي يتبع أقوال أهل العلم وبين من يتبع الدليل؟؟؟
فهل يقال لمن يتبع قولا عليه دليل من السنة مقلد؟؟؟؟
رابعا قولك إن كانت الحالة وقعت فأقول وقعت كثيرا بل ومن أقرب الناس إلي ممن أعرفهم ويعرفونني
فالإشكال الحاصل ليس له علاقة بحادثة إفتراضية أسأل عنها، وأرجو منك التلطف في الخطاب فأنت تخاطب إنسان مرهف الحس جدا ولم يبادر بالسؤال المذموم بل ويلوم عليه غيره:)
جزاك الله خيرا
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 05:45 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/241)
ثالثا قولك أنت مقلد هذا حق لا غبار عليه ولكن هل يمكنني أن أعرف بارك الله فيك الفرق بين المقلد الذي يتبع أقوال أهل العلم وبين من يتبع الدليل؟؟؟
أخي الكريم عاطف جميل، عطف الله عليك وأجملك بفضله،
الفرق واضح وبين:
اتباع قول في مسألة ما بناءاً على ترجيح الأدلة أو الأدلة هو من مهام أهل العلم، وهذا هو اجتهاد أهل العلم، أما اتباع مسألة قال بها أهل العلم فهذا هو اجتهاد العامي والمقلد حيث ينحصر اجتهادهم فقط في اختيار الأكثر ديانة وعلماً من أهل العلم ومن ثم يتبع أقوالهم.
هذا مع التأكيد أنّ فتاوى أهل العلم وإن اختلفت كلها مبنية على أدلة معتبرة. وأنا أدري أنك لا تلزم أحداً بما تتبع ولكن رأيت أن أوضح هذا اللبس لإنه موجود بكثرة بين طلاب العلم والعامة.
فهل يقال لمن يتبع قولا عليه دليل من السنة مقلد؟؟؟؟
نعم، وما الضير في ذاك؟ فأنت لم تأتي بالحكم من عندك بل اتبعت قول عالم أطهر لك أدلته ولو رجعت لقول مخالفه لوجدت عنده دليل من القرأن والسنة أيضاً.
رابعا قولك إن كانت الحالة وقعت فأقول وقعت كثيرا بل ومن أقرب الناس إلي ممن أعرفهم ويعرفونني. فالإشكال الحاصل ليس له علاقة بحادثة إفتراضية أسأل عنها،
أخي الفاضل،
في ردي السابق نصحتك بما يتوجب عليك فعله إن كانت الحالة واقعة عين، لذلك ينصح صاحب العلاقة نفسه أو من وقع في ذلك أن يستشير من يثق فيه من أهل العلم ويعمل بناءاً على ما يفتى له به. ولا تنسى أنّ من تناقش أمره قد يكون مقلد لمذهب الجمهور (عدم كفر تارك الصلاة كسلاً مع اعتقاد وجوبها) وعليه ينتفي الإستشكال الذي أثرته بالنسبة له. كما أنّ الفتاوى تتغير وقد يفتى له بالمرجوح أو الراجح حسب المصلحة والمفسدة المتحققة أو المتوقعة.
وأرجو منك التلطف في الخطاب فأنت تخاطب إنسان مرهف الحس جدا ولم يبادر بالسؤال المذموم بل ويلوم عليه غيره:)
عذراً فلم أقصد الشدة ولك مني المحبة التي أمرنا الله بها وحث عليها نبينا.
بارك الله بك
والله الموفق.
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[02 - 10 - 10, 06:10 م]ـ
وفقك الله أخي الحبيب
لكن انتبه فإطلاق الكفر على تارك الصلاة حكم عام لمن يحكم به أما إنزال الحكم من قبلنا على بعض الناس فليس بصحيح و له أهله الذين يقومون به
و الحمد لله عز و جل أن لم يتعبدنا بهذا
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 06:17 م]ـ
وما قولك في هذا الكلام
قد يظن الناظر بادئ ذي بدء أن التقليد والاتباع شيء واحد، ولكن المتأمل يجد بينهما فرقًا واضحًا.
فالتقليد: هو أن تأخذ أو تعمل بقول أو عمل لغيرك لم يوجبه الدليل عليك، ولم يجزه لك، كأخذ العامي أو المجتهد عن العامي مثلاً؛ فإن الدليل لا يوجب ذلك ولا يجيزه، ما عدا أخذ العامي عن المجتهد، وأخذ المجتهد بقول غيره في حالات خاصة -كما سيأتي بيان ذلك في التقليد الواجب والتقليد الجائز.
والاتباع: هو أن تأخذ أو تعمل بقول أو عمل أوجبه الدليل عليك، وذلك كأن تأخذ بما جاء في القرآن الكريم، أو عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكأن يأخذ القاضي بقول الشهود العدول؛ فإن الدليل أوجب العمل والأخذ بذلك.
فالتقليد والاتباع يتفقان في أن كل منهما أخذ وعمل بقول الغير، ويفترقان في أن التقليد أخذ وعمل بغير حجة ودليل، والاتباع أخذ وعمل بالحجة والدليل.
وفي شرح أخر
هو العمل بقول الغير من غير حجة. وما عليه إلا أن يقول: يا شيخ! المسألة الفلانية ماذا فيها؟ فيقول له: هذه المسألة حلال أو هذه المسألة حرام، وامرأتك طالق أو غير طالق، ما عليه إلا أن يسأل فيأخذ الجواب فيعمل به،
بارك الله فيك أخ أيمن أن أتفق معك أننا مقلدون لا قيمة لنا أمام أهل العلم، ولكن بارك الله فيك أخي الذي يتبع مسألة ما في التحريم والتحليل عليها دليل من القرأن والسنة الصحيحة فهذا لا يقال عنه مقلد في المسألة وأطلب منك نقل ما أشرت إليه أعلاه بخصوص كلامك فأنا والله غير مكابر وأحب التثبت ما أمكن وإلا فالجدال العقيم يجيده جميع الناس ...
أرجو منك نقل ما يمكن نقله وجزاك الله خيرا
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 06:42 م]ـ
أخي الكريم لا أدري ما وجه اللبس عند في كلامي!
قلت في السابق: كل فتاوى أهل العلم متصدرة عن دليل علمه من علمه وجهله من جهله، فتقليد أهل العلم في فتوى معتبرة هو تقليد والدليل قائم عليها سواء أعلمه العامي أم جهله. ولا يتغير الحال إن علم العامي الدليل في المسألة التي قلد فيها. وعليه تعلم أنّ العامي عمل بالدليل مرة من جهة علمه بنص الدليل ومن جهة أخرى من حيث تقليده أهل العلم، فما تقليده لهم أصلاً كان إلا لعلمه أنهم لا يقولون بشئ إلا ولهم فيه دليل.
والله الموفق
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 07:16 م]ـ
أخي الفاضل أبو أيمن أرجو منك النظر فيما تقوله فالذين أقرأ لهم يخالفون كلامك بالنسبة لما ذكرته أعلاه ما عدا ما نبهتني عليه ...
أخي الفاضل الرجاء ثم الرجاء أن تعيد النظر فيما قلت وتبحث وبعدها أنا معك إن شاء الله .....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/242)
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 07:23 م]ـ
فالنقاش مع الأخ الفاضل هو حول لفظة التقليد هل تدخل فيما ذكرته لك ...
ثانيا أخي الفاضل أنا مغترب وليس حولي أهل علم أسألهم ..............
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 07:39 م]ـ
والمقلد فريقان: متبع وعامي، والفرق بين المتبع والعامي أن المتبع يأخذ الحكم الذي استنبطه أحد المجتهدين بعد اقتناعه بالدليل الذي استند إليه ولا يتبعه دون أن يعرف دليله، وأما العامي فهو الذي يقلد المجتهد بالحكم الشرعي دون أن يبحث عن الدليل. والمتبع أحسن حالا من العامي وقد كان المتقدمون أكثرهم من المتبعين لعنايتهم بالأدلة، ولما جاء العصر الهابط وتعسر على الناس الاتباع صاروا يقلدون الأئمة والمجتهدين بالأحكام من غير بحث عن الدليل ..........
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 08:27 م]ـ
إذا تزوجت امرأة برجل لا يصلي، أو تزوج رجل بامرأة لا سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: تصلي فما الحكم؟
نص الفتوى
إذا تزوجت امرأة برجل لا يصلي، أو تزوج رجل بامرأة لا تصلي فإن النكاح بينهما باطل لا تحل به المرأة.
لأن تارك الصلاة كافر كما دل على ذلك كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة - رضي الله عنهم - وعلى هذا فلا يحل للمسلمة أن تتزوج بشخص لا يصلي ولا يحل للمسلم أن يتزوج بامرأة لا تصلي.
لقوله تعالى في المهاجرات: (فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار، لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن) [سورة الممتحنة، الآية: 10].
فمن تزوجت برجل لا يصلي فهي حرام عليها، ويجب عليها أن تمنعه من نفسها وتحاول التخلص منه بقدر ما تستطيع، فإن تاب وصلى وجب إعادة العقد من جديد إن رضيت الزوجة بذلك.
أما إذا تزوجت برجل يصلي ثم ترك الصلاة فإن النكاح ينفسخ ولا يحل لها أن تبقى معه ولو كان لها أولاد منه؛ لأن أولادها في هذه الحال يتبعونها ولا حق لأبيهم في حضانتهم؛ لأنه كافر، ولا حضانة لكافر على مسلم
فإن هداه الله تعالى وصلى عادت إليه زوجته على حسب التفصيل المعروف عند أهل العلم.
وإني أحث جميع إخواني المسلمين على تقوى الله - عز وجل - فيمن ولاهم الله عليهن من النساء، وأن لا يخاطروا فيهن كما يفعله بعض الناس الآن، يزوج ابنته أو نحوها بشخص لا يصلي ويقول لعل الله يهديه في المستقبل فإن هذا حرام عليه، والمستقبل غير معلوم، وربما يكون الأمر بالعكس فيجرها إلى التهاون بالصلاة وإضاعتها. أسأل الله لي ولإخواني المسلمين التوفيق لما يحب ويرضي.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 08:33 م]ـ
الإفتاء في حكم تارك الصلاة تكاسلا؛
فمن المعروف أن هذه المسألة محل اختلاف بين أهل العلم، فمنهم من قال فاسق ويستتاب، ومنهم من قال يكفر بظاهر النصوص، والذي قال بالقول الأخير ورجحه وروج له، لم يتوقف عند هذا الحد - لأن تكفير المتكاسل عن الصلاة له تبعات - بل صاحب ذلك الترويج لتوابع هذا الحكم بالكفر على تارك الصلاة تكاسلا، فصدرت الفتوى بالتفريق بينه وبين زوجه و إلا كان زنى، وعدم دفنه في مقابر المسلمين، ولا يرث ولا يورث ... وهذا نص الفتوى من أحد مشايخنا رحمهم الله: " تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة، وأنه يحكم عليه بما يحكم على المرتدين عن الإسلام من الأحكام الدنيوية والأخروية فلا تحل ذبيحته ولا يحل له أن يدخل مكة ولا حرمها ولا يحل له أن يتزوج بمسلمة وينفسخ نكاحه منها إن ترك الصلاة بعد العقد فتكون زوجته إذا كان لا يصلي حرما عليه ولا يغسل بعد موته ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين ولا يدعى له بالمغفرة والرحمة ولا يتصدق عنه ولا يكون مع المسلمين يوم القيامة ولا يدخل الجنة معهم نعوذ بالله من ذلك ولا يحل لأهله الذين يعلمون أنه مات على ترك الصلاة ولم يتب أن يقدموه للمسلمين ليصلوا عليه لأنهم بذلك يكونون قد قدموا كافرا يصلي عليه المسلمون ".
صحيح أن القول بكفر تارك الصلاة قول موجود في الفقه، وهو في مذهب الإمام أحمد، ولكن الأئمة الثلاث الآخرين على خلاف ذلك، وقد قال النووي في شرحه لصحيح مسلم أن لفظ الكفر الوارد في ترك الصلاة: " وتأولوا قوله عليه الصلاة والسلام " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة " على معنى أنه يستحق بترك الصلاة عقوبة الكافر ... أو أنه محمول على المستحل أو على أنه قد يؤول به إلى الكفر أو أن فعله فعل الكفار " وقد ساق الإمام النووي أدلة من تأولوا الأحاديث التي ظاهرها كفر تارك الصلاة، وهي مسألة قديمة على أي حال، لكن الذي يهمنا؛ مَن هو الأولى بالإفتاء به في عصرنا، وما هي المصلحة في أن نطبق تبعات الحكم بكفر تارك الصلاة على المسلمين اليوم، وهل سيؤدي ذلك إلى مزيد تماسك لنا، ومزيد نهضة وإعمار وبناء!، والأمر فيه خلاف بين كبار أهل العلم، بل وبين الصحابة الكرام!؟ ولنا أن نتخيل كم هي أعداد المسلمين اليوم التي ينطبق عليها هذا الكلام، وكم من أزواج لا يصليان أو لا يصلي أحدهما و لهم أولاد، أولادهم - بحكم هذه الفتوى - أولاد زنا، ولقاء الأزواج زنا، وكم من كافر - بحكم هذه الفتوى قد ورث مسلما، أو دفن بين ظهراني المسلمين، ترك الصلاة من أكبر الكبائر، وعلينا محاربة هذا الترك، ولكن ليس بهذا الفقه والاحتكار، بل والتكفير!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/243)
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 08:35 م]ـ
نسأل الله السلامة والعافية ....
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 08:57 م]ـ
والمقلد فريقان: متبع وعامي، والفرق بين المتبع والعامي أن المتبع يأخذ الحكم الذي استنبطه أحد المجتهدين بعد اقتناعه بالدليل الذي استند إليه ولا يتبعه دون أن يعرف دليله، وأما العامي فهو الذي يقلد المجتهد بالحكم الشرعي دون أن يبحث عن الدليل. والمتبع أحسن حالا من العامي وقد كان المتقدمون أكثرهم من المتبعين لعنايتهم بالأدلة، ولما جاء العصر الهابط وتعسر على الناس الاتباع صاروا يقلدون الأئمة والمجتهدين بالأحكام من غير بحث عن الدليل ..........
أخي الكريم
أسأل الله أن يرزقك الفهم والفقه في وقت حرم منه الكثير وأسأل الله أن يثيبك على تحريك وسؤالك.
وقتي ضيق فمعذرة، لكن أضع بين يديك ما قد يعينك على فهم المسألة بإذن الله:
لذلك في البداية سأضع لك القاعدة ثم أبدأ منها:
(1) كل عامي مقلد وليس كل مقلد عامي.
فالمقلد قد يكون مجتهداً جزئياً (يستنبط الحكم من الأدلة أو يرجح بين أقوال الأئمة) أو رجلٌ ملك الأدوات والآلات الازمة للتريجح بين الأدلة، مما يجعل عمله محصوراً فيالترجيح بين أقوال أهل العلم لعدم اكتمال أهليته لاستنباط الأحكام من الأدلة.
(2) هل كل عامي متبع وهل المجتهد والمجتهد الجزئي ومن ملك الأدوات متبع؟
الجواب نعم، لماذا؟
العامي متبع لإنه مأمور بسؤال أهل العلم بنص الآية، والمجتهد بكل أنواعه عمل بالنصوص حتى استنبط الحكم.
إذن: هل يستلزم معرفة العامي بالدليل ليكون متبعاً؟
كلا، بل لم يقل أحد من أهل العلم من المتقدمين كان أو من المتأخرين بهذاّ!! بل إنّ التفريق بين العامي والمتبع كلام نظري لا يسمن ولا يغني من الجوع، والتفضيل بينهم بدعة أحدثها هذا الزمان وسوء فهم الناس لشعار "متى ما صح الحديث فهو مذهبي". والله المستعان. بل كيف يقال لعامي عمل بنص الآية لست متبعاً لإنك لم تسأل عن الدليل؟!!
ألم يغنه الله عن معنة تحري الدليل بسؤال من علم الدليل وفقهه؟! أليست البضاعة واحدة عند العامي ومن سأله، فكلاهما علما الحكم؟ ولا يخفى عليك أنّ هنالك العديد ممن يطلق عليهم صاحب "دليل" وفتواه شاذة لا يعتبر بها أحد من أهل العلم!!
(3) هل كان عوام القرون الأولى يسألون الدليل أم الفتوى؟
كانوا يسألون الفتوى، وما كان يذكر الدليل إلا لمصلحة أو لإسهاب أو لتعليم، وهذا نهج التابعين ومن بعدهم، بينما كان الغالب في فتاوى الصحابة ذكر الدليل فقط كفتوى (أي أنه إن سأل - بضم السين - عن مسألة أجاب بالآية أو الحديث الذي يحوي في طياته الجواب للمستفتي)، وهذا من فقههم وملكة اللغة عندهم.
إذا علمت ذاك، توضحت لك الصورة فالله سبحانه وتعالى لم يطالب الجاهل بتحري الدليل بل طالبه بتحري من يثق في دينه وعلمه من أهل العلم، ولو كان في تحري الدليل فضيلة للعامي لما غفل عن ذكر هذه الفضيلة وحيُ منزل أو كتب أهل العلم. بل لعمري كيف يكون التفاضل في امتلاك ما لا يعلم كنهه! فالفضيلة في فقه الدليل لا جمعه وإن كان كلاهما لا غنى لأحدهما عن الآخر، ولكن يكفيك أن تعلم أنّ استنباط الأحكام معقد جداً وليس متعلق فقط بجمع الأدلة فأي شخص في وقتنا الحالي يستطيع جمع كل الأدلة بكبسة زر، ولكن استنباط الأحكام يتطلب فقه وملكة، وأصول وقواعد، وقراءة وتهذيب، فتأمل حفظك الله.
ما قلته هو على وجه العموم وأطني قد أجبت على سؤالك ووضحت مقصدي ومعنى كلامي.
والله أحكم وأعلم
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 09:36 م]ـ
أخي الفاضل أنا أتفق معك بكل كلمة سطرتها يدك وأقر بكلامك هذا حتى قبل كتابة هذا الموضوع فجزاك الله خيرا
ولكن أخي لفت نظري في موضوعك هذا الكلام فإن كنت أخطأت فالمرجو تصحيح الخطأ ما أمكن وهذا ظني بكم ..
قلت حفظك الله
إذن: هل يستلزم معرفة العامي بالدليل ليكون متبعاً؟
كلا، بل لم يقل أحد من أهل العلم من المتقدمين كان أو من المتأخرين بهذاّ!! بل إنّ التفريق بين العامي والمتبع كلام نظري لا يسمن ولا يغني من الجوع، والتفضيل بينهم بدعة أحدثها هذا الزمان وسوء فهم الناس لشعار "متى ما صح الحديث فهو مذهبي". والله المستعان. بل كيف يقال لعامي عمل بنص الآية لست متبعاً لإنك لم تسأل عن الدليل؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/244)
فما توجيهك لكلام الألباني رحمه الله أدناه؟؟؟؟
على هذا نحن يجب أن نفهم هذه المسألة حتى لا نقع -كما ذكرنا- في إفراط وتفريط، فليس كل مسلم بملزم أن يجتهد؛ ولكن الذي يلزمه الاجتهاد هو المستطيع؛ ولكن هنا مرتبة وسطى ما بين التقليد والاجتهاد، ذلك لأننا ذكرنا آنفاً أن كل مسلم يجب أن يكون على بصيرة من دينه بنص الآية السابقة العامة، لكن البصيرة بالدين يمكن تحصيلها بطريقة لا هي اجتهاد، ولا هي تقليد محرم في الأصل، لا هي بطريقة الاجتهاد التي لا يستطيعها كل الناس إلا الخواص منهم، ولا هي بطريقة التقليد التي يكون الأصل فيها التحريم، هناك طريقة وسط بين الطريقتين -الاجتهاد والتقليد- ألا وهي طريقة الاتباع، وهذا اصطلاح علمي جرى عليه كثير من المحققين، القدامى والمحدثين، كمثل حافظ الأندلس أبو عمر بن عبد البر، فقد جعل العلم ثلاث طبقات: اجتهاد، واتباع، وتقليد، وعلى ذلك جرى من بعده من أهل التحقيق كابن تيمية، و ابن القيم وغيرهما.
أعلى الصفحة
الفرق بين الاتباع والاجتهاد
فطريقة الاتباع فيها حل للمشكلة، وقضاء على التقليد الذي عم وطم في بلاد الإسلام، وليست طريقة الاجتهاد كما يظن الظانون والباغون المفترون اليوم. يمكن القضاء على التقليد الذي هو في الأصل حرام، ليس فقط بطريقة الاجتهاد، وإنما بطريقة أخرى دون ذلك، وهي طريقة الاتباع، والفرق بين طريقة الاجتهاد والاتباع فرقٌ سهل وواضحٌ جداً، ألا وهو: أن الاجتهاد يعني أن يكون المسلم العالم على علمٍ باللغة العربية، وآدابها، وعلوم الشريعة؛ كعلم الحديث، والتفسير، وأصول الفقه، ونحو ذلك، وهذا فعلاً لا يستطيعه حتى الذين درسوا هذه العلوم، لا يستطيعون تحقيقها وتطبيقها عملياً في واقع حياتهم العلمية. لكن الاتباع هو: أنك حينما لا تستطيع الاجتهاد تسأل، فعليك أن تسأل أهل الاجتهاد -أهل العلم والفقه في الدين- عن المسألة التي يقدمونها إليك جازمين بحرمتها، أو جازمين بإباحتها، أو جازمين بوجوبها، أو باستحبابها، أو غير ذلك من الأحكام الشرعية، تستطيع أن تسألهم عن الدليل، فإذا قدّموا إليك الدليل اطمأن قلبك إلى هذا الحكم؛ لأنه قدم مقروناً بدليلٍ شرعي، بخلاف ما لو قال لك: هذا حرام، أو هذا حلال؛ فإنما قدم لك رأيه عارياً ومجرداً عن الدليل الشرعي، فالذي يأخذ هذا الرأي، التحريم، أو غيره، غير مقرون بدليل، فهذا هو التقليد، وهو الذي ينبغي أن نتخلص منه بقدر الإمكان، والذي يأخذ المسألة مقرونةً بدليلها الشرعي، من كتابٍ، أو سنة، أو اجتهاد عالم مجتهدٍ ما، فهو المتبع، والذي يقدم الدليل متفقهاً فيه من الكتاب والسنة فهو المجتهد. لذلك فليس من الطبيعي أن نظل نوجه مثل هذا السؤال، هل كل مسلم ملزم بالاجتهاد؟ نقول: كل مسلم ملزم بأن يكون على بصيرة من دينه، أما الملزم بالاجتهاد فهم أهل العلم، وأهل العلم اليوم إن وجدوا فالمنصفون منهم في هذه المسألة يصرحون بأنهم ليسوا من أهل العلم، وهذا تصريح لا يبوحون به إلا حينما تضطرهم المجادلات العلمية إلى أن يقولوا بصراحة: إننا لسنا بعلماء، فأين هؤلاء العلماء؟ أصبحوا باعترافهم في خبر كان، ولذلك يعترفون بأن باب الاجتهاد أغلق، ومعنى هذا: أن العالم الإسلامي كله، أو على الأقل جله، يعيش في جهل، لا يعيش في حالة اجتهاد، وهذا أمر بدهي؛ لأنه في الزمن الأول ما كان كل أفراد المسلمين مجتهدين
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 06:18 ص]ـ
وما قولك بكلام الددو الشنقيطي سامحك الله:
والتقليد هو: الأخذ بقول غير المعصوم من غير معرفة دليله. فالأخذ بقول المعصوم مطلقاً، لا يكون تقليداً، والأخذ بقول غير المعصوم مع معرفة دليله لا يكون تقليداً له، وإنما هو اتباع للدليل. فغير المعصوم - حينئذ - مبلغ لذلك الدليل، وأنت أخذتَ بما بلغك. والتقليد لا يكون إلا عن جهل، ولهذا قال أبو عبادة البحتري: عَرَفَ العالِمُون فضلَك بالعلـ ـم وقال الجُهَّال بالتقليدِ فالعالمون مَن كان مِن أهل العلم عرفوا فضلك بالعلم، وقال الجهال بالتقليد فقلدوهم في ذلك، فالتقليد لا يكون إلا عن جهل.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 07:56 ص]ـ
تقول سامحك الله
بل إنّ التفريق بين العامي والمتبع كلام نظري لا يسمن ولا يغني من الجوع، والتفضيل بينهم بدعة أحدثها هذا الزمان وسوء فهم الناس لشعار "متى ما صح الحديث فهو مذهبي". والله المستعان. بل كيف يقال لعامي عمل بنص الآية لست متبعاً لإنك لم تسأل عن الدليل؟!!
ويقول الألباني رحمه الله
هناك طريقة وسط بين الطريقتين -الاجتهاد والتقليد- ألا وهي طريقة الاتباع، وهذا اصطلاح علمي جرى عليه كثير من المحققين، القدامى والمحدثين، كمثل حافظ الأندلس أبو عمر بن عبد البر، فقد جعل العلم ثلاث طبقات: اجتهاد، واتباع، وتقليد، وعلى ذلك جرى من بعده من أهل التحقيق كابن تيمية، و ابن القيم وغيرهما.
فهل قوله بدعة!!!!!
وهل قول غيره من المحدثين القدامى كذلك!!!
إن كنت أخطأت الفهم كما تدعي فأرجو منك التوضيح بارك الله فيك .....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/245)
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[03 - 10 - 10, 09:49 ص]ـ
تقول سامحك الله
ويقول الألباني رحمه الله
فهل قوله بدعة!!!!!
وهل قول غيره من المحدثين القدامى كذلك!!!
إن كنت أخطأت الفهم كما تدعي فأرجو منك التوضيح بارك الله فيك .....
أخي الكريم،
لا بد من تنزيل كلام أهل العلم في محله وأظن ظاهر كلام الشيخ الألباني رحمه الله - الذي نقلته - خلاف ما قال به ابن عبد البر. فالحافظ الأندلسي فرّق بين التقليد والإتباع فذم التقليد ومدح الإتباع وساق الأدلة والبراهين على ذلك، لكن سياق كلامه كان مختصاً بمن ملك الأدوات والالات والعلم الكافي ليرجح ويمحص الأدلة. لذلك تراه بعد انتهائه من هذا الكلام، قال:
"وهذا كله لغير العامة فإن العامة لا بد لها من تقليد عملائها عند النازلة تنزل بها لأنها لا تتبين موقع الحجة ولا تصل بعدم الفهم إلى علم ذلك لأن العلم درجات لا سبيل منها إلى أعلاها إلا بنيل أسفلها وهذا هو الحائل بين العامة وبين طلب الحجة والله أعلم ولم تختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها وإنهم المرادون بقول الله عز جل فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"
وكما ترى فما قلت به لا يخرج عن ما قال به ابن عبد البر نفسه، أسأل الله أن تكون الصورة قد وضحت لك الان.
والله الموفق
ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[13 - 11 - 10, 03:13 ص]ـ
وكما ترى فما قلت به لا يخرج عن ما قال به ابن عبد البر نفسه، أسأل الله أن تكون الصورة قد وضحت لك الان.
لم تضح! ولن تضح! لأن كلام ابن عبد البر كله مقصود به العامي الذي لا يحسن شيئا سوى استفتاء المجتهد فيما دهمه من نوازل مسائل الشريعة.
وهذا هو الواضح من قوله:
وهذا كله لغير العامة فإن العامة لا بد لها من تقليد عملائها عند النازلة تنزل بها لأنها لا تتبين موقع الحجة ولا تصل بعدم الفهم إلى علم ذلك لأن العلم درجات لا سبيل منها إلى أعلاها إلا بنيل أسفلها وهذا هو الحائل بين العامة وبين طلب الحجة والله أعلم ولم تختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها وإنهم المرادون بقول الله عز جل فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
أما تفريقه السافر بين بين التقليد والاتباع: فهو قوله في (جامع بيان العلم): [2/ 37/الطبعة العلمية]:
والتقليد عند جماعة العلماء غير الاتباع لأن الاتباع هو ان تتبع القائل على ما بان لك من فضل قوله وصحة مذهبه والتقليد أن تقول بقوله وأنت لا تعرفه ولا وجه القول ولا معناه وتأبى من سواه أو أن يتبين لك خطأوه فتتبعه مهابة خلافه وأنت قد بان لك فساد قوله وهذا محرم القول به في دين الله سبحانه
فكيف بعد هذا الكلام تكون المرتبتان عند هذا الإمام متفقتين!؟
وكيف يستوي من يفقه الدليل ومسالك الترجيح بين كلام المجتهدين مع إدراكه لمآخذهم، بحيث يستطيع أن يختار من أقوالهم ما يرى أنه أقرب إلى إصابة النص الشرعي، وبين ذلك العامي الذي لا يعرف كوعه من بوعه؟ أو بوعه من كرسوعه؟
والحقيقة: أن منزلة الاتباع هذه قد وقع فيها جدال بين أئمة المسلمين قديمًا وحديثًا!
وليستْ كما يقول الأخ الفاضل:
بل إنّ التفريق بين العامي والمتبع كلام نظري لا يسمن ولا يغني من الجوع، والتفضيل بينهم بدعة أحدثها هذا الزمان وسوء فهم الناس لشعار "متى ما صح الحديث فهو مذهبي". والله المستعان
فهذا كلام غريب يدل على قلة اطلاع في تلك البابة جدًا!
فقد تكلم في تلك القضية: أمثال ابن خويز منداد المالكي وابن عبد البر وابن تيمية وابن القيم والشاطبي وابن أبي العز الحنفي والشوكاني، والصنعاني وصديق حسن خان والدهلوي وجماعة غيرهم.
ويكفي أن نذكر هنا: قول الشاطبي في الاعتصام [1/ 858 - 859/طبع دار ابن عفان]: حيث قال:
(فَإِذًا؛ الْمُكَلَّفُ بِأَحْكَامِهَا لَا يَخْلُو مِنْ أَحَدِ أُمُورٍ ثَلَاثَةٍ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/246)
أَحَدُهَا: أَنْ يَكُونَ مُجْتَهِدًا فِيهَا، فَحُكْمُهُ مَا أَدَّاهُ إِلَيْهِ اجْتِهَادُهُ فِيهَا، لِأَنَّ اجْتِهَادَهُ فِي الْأُمُورِ الَّتِي لَيْسَتْ دَلَالَتُهَا وَاضِحَةً إِنَّمَا يَقَعُ مَوْقِعَهُ عَلَى فَرْضِ أَنْ يَكُونَ مَا ظَهَرَ لَهُ هُوَ الْأَقْرَبُ إِلَى قَصْدِ الشَّارِعِ وَالْأَوْلَى بِأَدِلَّةِ الشَّرِيعَةِ؛ دُونَ مَا ظَهَرَ لِغَيْرِهِ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ. فَيَجِبُ عَلَيْهِ اتِّبَاعُ مَا هُوَ الْأَقْرَبُ. بِدَلِيلِ أَنَّهُ لَا يَسَعُهُ فِيمَا اتَّضَحَ فِيهِ الدَّلِيلُ إِلَّا اتِّبَاعُ الدَّلِيلِ، دُونَ مَا دَّاهُ إِلَيْهِ اجْتِهَادُهُ. وَيُعَدُّ مَا ظَهَرَ لَهُ لَغْوًا كَالْعَدَمِ؛ لِأَنَّهُ عَلَى غَيْرِ صَوْبِ الشَّرِيعَةِ الْحَاكِمَةِ. فَإِذًا؛ لَيْسَ قَوْلُهُ بِشَيْءٍ يُعْتَدُّ بِهِ فِي الْحُكْمِ.
وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ مُقَلِّدًا صِرْفًا خَلِيًّا مِنَ الْعِلْمِ الْحَاكِمِ جُمْلَةً. فَلَابُدَّ لَهُ مِنْ قَائِدٍ يَقُودُهُ. وَحَاكِمٍ يَحْكُمُ عَلَيْهِ. وَعَالِمٍ يَقْتَدِي بِهِ. وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَا يُقْتَدَى بِهِ إِلَّا مِنْ حَيْثُ هُوَ عَالِمٌ بِالْعِلْمِ الْحَاكِمِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ عَلِمَ أَوْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْعِلْمِ لَمْ يَحِلَّ لَهُ اتِّبَاعُهُ وَلَا الِانْقِيَادُ لِحُكْمِهِ. بَلْ لَا يَصِحُّ أَنْ يَخْطُرَ بِخَاطِرِ الْعَامِّيِّ وَلَا غَيْرِهِ تَقْلِيدُ الْغَيْرِ فِي أَمْرٍ مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْأَمْرِ. كَمَا أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُسَلِّمَ الْمَرِيضُ نَفْسَهُ إِلَى أَحَدٍ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ بِطَبِيبٍ إِلَّا أَنْ يَكُونَ فَاقِدَ الْعَقْلِ. وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَإِنَّمَا يَنْقَادُ إِلَى الْمُفْتِي مِنْ جِهَةِ مَا هُوَ عَالِمٌ بِالْعِلْمِ الَّذِي يَجِبُ الِانْقِيَادُ إِلَيْهِ. لَا مِنْ جِهَةِ كَوْنِهِ فُلَانًا أَيْضًا. وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ أَيْضًا لَا يَسْعُ الْخِلَافُ فِيهَا عَقْلًا وَلَا شَرْعًا.
وَالثَّالِثُ: أَنْ يَكُونَ غَيْرَ بَالِغٍ مَبْلَغَ الْمُجْتَهِدِينَ. لَكِنَّهُ يَفْهَمُ الدَّلِيلَ وَمَوْقِعَهُ. وَيَصْلُحُ فَهْمُهُ لِلتَّرْجِيحِ بِالْمُرَجِّحَاتِ الْمُعْتَبَرَةِ فِي تَحْقِيقِ الْمَنَاطِ وَنَحْوِهِ. فَلَا يَخْلُو: إِمَّا أَنْ يُعْتَبَرَ تَرْجِيحُهُ أَوْ نَظَرُهُ، أَوْ لَا فَإِنِ اعْتَبَرْنَاهُ صَارَ مِثْلَ الْمُجْتَهِدِ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ. وَالْمُجْتَهِدُ إِنَّمَا هُوَ تَابِعٌ لِلْعِلْمِ الْحَاكِمِ نَاظِرٌ نَحْوَهُ. مُتَوَجِّهٌ شَطْرَهُ: فَالَّذِي يُشْبِهُهُ كَذَلِكَ وَإِنْ لَمْ نَعْتَبِرْهُ فَلَا بُدَّ مِنْ رُجُوعِهِ إِلَى دَرَجَةِ الْعَامِّيِّ. وَالْعَامِّيُّ إِنَّمَا اتَّبَعَ الْمُجْتَهِدَ مِنْ جِهَةِ تَوَجُّهِهِ إِلَى صَوْبِ الْعِلْمِ الْحَاكِمِ. فَكَذَلِكَ مَنْ نَزَلَ مَنْزِلَتَهُ).قلت: والحق أن المتبع أقرب إلى المجتهد منه إلى المقلد! بل ولا يُقْعِدُه عن رتبة الاجتهاد المطلق سوى الفسولة والرضاء بما دونه! أو يكون يرى نفسه في رتبة لا تؤهله إلى ارتقاء ذلك المقام العالي بعد؟
ولذلك قال الشاطبي آنفًا في حق المتبع:
فَلَا يَخْلُو: إِمَّا أَنْ يُعْتَبَرَ تَرْجِيحُهُ أَوْ نَظَرُهُ، أَوْ لَا؟ فَإِنِ اعْتَبَرْنَاهُ صَارَ مِثْلَ الْمُجْتَهِدِ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ. وَالْمُجْتَهِدُ إِنَّمَا هُوَ تَابِعٌ لِلْعِلْمِ الْحَاكِمِ نَاظِرٌ نَحْوَهُ. مُتَوَجِّهٌ شَطْرَهُ: فَالَّذِي يُشْبِهُهُ كَذَلِكَ
واعتباره أشبه بالمجتهد أقرب من غيره كما سبق.(132/247)
هل يجوز قص الشعيرات المتنافرة والمتطايرة والغير متناسقة مع اللحية
ـ[السلفي العنزي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
سألني أحدهم ..
أنه لاخلاف في حرمة حلق اللحية وكذلك جواز الأخذ قص ما زاد عن القبضة ..
لكن هل يجوز قص الشعيرات المتنافرة والمتطايرة والغير متناسقة مع اللحية سواء من أسفل أو من جوانب اللحية؟ وليس قص اللحية عموماً.
؟
ـ[السلفي العنزي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 06:30 ص]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[السلفي العنزي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:32 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[02 - 10 - 10, 02:40 ص]ـ
هذا رأي بعض العلماء أنه يجوز قص ما تطاير وتناثر منها http://www.ghyoom.com/ib/index.php?showtopic=36549&st=0&p=378652entry378652
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=136611&Option=FatwaId
ـ[الغواص]ــــــــ[02 - 10 - 10, 03:26 م]ـ
وهذا رابط آخر
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=3539
ومما استدل به:
( ... وقد ذكر بعض العلماء - رحمهم الله - أن حكمة النهي عن القزع في شعر الرأس، والانتعال بنعل واحدة أن كلاً منهما مثلة تشوه الخلقة، وتعافها الأنفس (3)، وبقاء اللحية بهذا المنظر أشد مثلة وتشويهاً من الانتعال بنعل واحدة، ومن بعض صور القزع.
----
(3) ينظر: المنتقى للباجي (7/ 227)، طرح التثريب للعراقي (8/ 136)، دليل الفالحين لابن علان (4/ 489)، حجة الله البالغة للدهلوي (2/ 1152).
وايضا قول ابن تيمية في شرح العمدة:
(وأما إعفاء اللحية فإنه يُترك, ولو أخذ ما زاد على القبضة لم يُكره نص, كما تقدم عن ابن عمر, وكذلك أخذ ما تطاير منها)
وقول مالك رحمه الله:
(لا بأس أن يؤخذ ما تطايل –أي: طال- من اللحية وشذَّ)
وغيرهم ..(132/248)
البعد الغائب في الطرح المتطرف
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[01 - 10 - 10, 12:53 ص]ـ
الطرح المتطرف والبعد الغائب ـ محمد جلال القصاص
محمد جلال القصاص | 30 - 09 - 2010 00:45
تغيير المجتمعات لا يأتي بين عشية وضحاها، تبدأ معركة فكرية ميدانها المفاهيم والتصورات، ثم يشكل الغالبُ في المعركة الفكرية واقعَ الناس، فكل ما تراه عينك الآن ثمرةُ سجالٍ وكفاحٍ (نظري) لقرون أو لعقود؛ فما شبت العلمانية واشتدت في يوم وليلة، ولا خرج هؤلاء الذين نراهم من متطرفي الكنيسة المصرية في يوم وليلة، وإنما يحكون عن عددٍ من المتطرفين تجمعوا في كيان حاقد متعصب يدعى (جماعة الأمة القبطية)، جماعة غواها الشيطان فكدت واجتهدت عقوداً حتى أفرزت هؤلاء، وبالمقابل غفلة تامة أو تكاد من الجانب الإسلامي عن هؤلاء ومكرهم.
والمتدبر في حال الصراعات الفكرية والتغيرات التي تحدث على إثرها يجد أن التغيير يأتي دائماً من الوسط. يحتدم الخلاف بين طرفين ثم ينبثق ثالث بعد أن يطول العراك كوسط بين هذين الطرفين ـ وقد يُفْتَعل هذا الوسط ـ، ويختار عامة الناس الخيار الوسط، فالتغيير دائماً يأتي من الوسط.
وعلى سبيل المثال: اشتد الخلاف في مسألة الإيمان بين التابعين من ناحية والجهم وشيخه الجعد بن درهم ومن وافقهم من ناحية أخرى فجاء "علم الكلام" وسطاً فتقبله الناس واستقر مذهبهم إلى اليوم، واشتد الخلاف بين أتباع المسيح ـ عليه السلام ـ والوثنيين فنبشوا عن (بولس) وأخرجوه من تحت ركام الأيام، واجتمعوا فيما عرف بـ "المجاميع المقدسة" التي كانت بعد المسيح عليه السلام بقرونٍ من الزمن وبحثوا عن حلٍ وسط، وأصبحت مخرجات هذه المجامع هي الدين!!
وما نشاهده الآن من أطروحات متطرفة كدعوى المساواة التامة بين (القلة) و (الكثرة)، ودعوى أننا (ضيوف)، وأن (الأقباط الأرثوذكس) هم الأصل، هذا الخطاب المتشدد .. المتطرف لا يراد لذاته في الغالب، وإنما يراد لإعطاء (وسطية) لطرحٍ آخر أقل منه حدة كالمساواة بين المسلمين والأقباط. فإن رفضنا الرحيل إلى الجزيرة العربية لأننا (ضيوف) قادمون منها، ورفضنا أن تتحكم الأقلية في الأكثرية بدعوى أنهم (أصحاب البلد الأصليين) فعلينا أن نقبل بالمساواة، أو إن تشددنا فعلينا أن نقبل بما هو أقل من ذلك وهو أن تبقى الكنيسة مستقلة، تحكم "شعبها" بما تشاء ولا يتدخل أحد في أمرها. هذا أهون الخيارات الآن.
وهذا الخيار الذي يبدو هيناً ليناً لو عرض من خمسين سنة فقط لما وجد من يسمعه، بل ما سكتوا عمن تكلم به، ولكنه الآن صار مقبولاً عند كثيرين لوجود مطالب أخرى متشددة بجواره.!!
هذا هو البعد الغائب في الأطروحات المتطرفة: شرعنة الأطروحات الأقل تطرفاً، أو إحكام دائرة الحصر الوهمي، وإجبارنا على خيارات كلها مرفوضة.
والعاقل لا يختار من كل ما يعرض عليه، بل يناقش ما يعرض عليه، وينظر في حال المتكلم، وكلامه، وسياق الحال، ويتدبر المآلات، ثم يقبل أو يرفض .. ويقول ويفعل.
إن كل ما يريدون لا يحق لهم. فلا كانت مصر يحكمها الأقباط يوماً ما، إذ أن المسلمين الأُول (عمرو بن العاص والصحابة رضوان الله عليهم) قاتلوا الرومان وصالحوا الرومان وأخرجوا الرومان، وحرروا الأقباط الأرثوذكس تحديداً من ظلم مخالفيهم في الملة من الرومان. فما كان لهؤلاء يوماً دولة ليطالبوا بها، ولا عرف هؤلاء الأمن إلا حين قدم الإسلام لأرض مصر، ولا كل المسلمين على ظهر مصر من أصل عربي جاءوا مع الفاتحين. ولا يحق للقلة تتحكم في الأكثرية. ودعوى أحقية القدماء بالأرض دعوى كذبوة، ولو طبقت لخرج الأمريكان من بلادهم، بل لخرجت كل الشعوب ووقفت بقارعة الطريق لا تدري أين تسير؟!، هذا منطقنا وهو منطق عاقل جداً وعادل جداً.
المقصود هو بيان أن الطرح المتطرف لا يراد منه السيطرة على الواقع تبعاً لنظريته فهذا بعيد. وإنما يراد منه زحزحة فكرية على مستوى الجيل، أو على مستوى الحدث، فالموقف المتطرف المتشنج المستعد للسجن والقتل (الاستشهاد) الذي يقفه اليوم بيشوى ويدعمه فيه نظير جيد (شنودة الثالث) وعصبة المتطرفين في الكنيسة يراد منه زحزحة فكرية على مستوى التعامل مع الكنيسة ككل بإجبارنا على خيارات كانت مرفوضة بالأمس، ويراد منه زحزحة على مستوى الحدث الصغير أيضاً، وها هو قد نجح جزئيا في إلهاء الناس عن قضية كامليا شحاته وأخواتها، ونجح في نقل الصراع إلى دائرة أخرى هي ثوابت الدين ومحكماته: يعترف الدين بالصلب أو لا يعترف؟!، القرآن الكريم به ما يحتاج لشطب وتعديل أم لا؟!!
إننا في حلبة صراع فكري تحتاج لعقلاء، وإن هؤلاء خاسرون قد فتحوا على أنفسهم ميادين لا يتحملونها، وهذه القفزات التي قفزها بيشوى قفزات انتحارية أو تصابي فكري بكل المقاييس، فقد فتح على نفسه باباً لن ينسد بخير، وسيكون هو أول من يحاول سده.
فالآن تثار قضية أصل الأقباط، وكيف كان حالهم قبل مجيء المسلمين، وتاريخ الأقباط الفكري، ويعلم هو قبل غيره أن الأقباط لا موروث لهم فكري، فتاريخهم الفكري ورصيدهم (تراثهم) الفكري منقطع،والسرد والأدلة عند أستاذ اللاهوت الدكتور جورج حبيب بباوي في كتابه (اثناسيوس الرسولي).
وأثار قضية عصمة القرآن الكريم من التحريف، وهي قضية خسر فيها بطرس وذاب ولا تسمع له أو به الآن، ولابد أن الناس سيتساءلون عن القرآن الكريم ويعلمون الحقيقة، ويتساءلون عن الكتاب (المقدس) ويعلمون الحقيقة، فما زاد بيشوى على أن عقد مقارنة بين صالح وطالح، ما زاد على أن فتح على نفسه أبواباً لإحداث هزيمة نفسية عند الحاقدين منهم.
التحدي الآن في إدارة صراع فكري، والإفادة من هذا الطرح المتطرف.فأين العقلاء؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/249)
ـ[أبو سفيان الأزدي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 10:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[06 - 10 - 10, 09:50 ص]ـ
وجزاك الله خيرا، وبارك لك وفيك(132/250)
الصلاة و القرآن يتلى
ـ[اليزن آل حمد]ــــــــ[01 - 10 - 10, 02:41 ص]ـ
السلام عليكم
اليوم عرض لي عارض .. فقد قمت توضئت لأصلي العشاء و كنت أشغل على الحاسب سورة من القرآن الكريم و بصوت مسموع
و بينما كنت أصلي قلت لنفسي: "هل يجوز أن أصلي و مقطع التسجيل الصوتي لتلاوة القرآن يعمل؟؟؟ "
فأفيدوني جزاكم الله خيرًا(132/251)
ما مدى صحه هذا الحديث؟؟!! (آرجو المساعدة)
ـ[صقر أبو خالد]ــــــــ[01 - 10 - 10, 03:52 ص]ـ
عن أنس بن مالك: قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-:" إن الله اختارني و اختار لي أصحابي و جعل لي أصحابًا و إخوانًا و أصهارًا، و سيجيء قوم بعدهم يعيبونهم و ينقصونهم فلا تواكلوهم و لا تشاربوهم و لا تناكحوهم و لا تصلوا عليهم و لا تصلوا معهم ".
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 08:21 ص]ـ
اهلا بك اخي الكريم ....
قال شيخ الاسلام رحمه الله في الصارم المسلول 3/ 1099
وروى ابن بطة بأسناده عن انس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ان الله اختارني و اختار لي اصحابي فجعلهم انصاري و جعلهم اصهاري وانه سيجيء في آخر الزمان قوم يتنقصونهم الا فلاتواكلوهم ولا تشاربوهم الا فلا تناكحوهم الا فلا تصلوا معهم ولا تصلوا عليهم عليهم حلت اللعنة)
قال ابن تيمية (وفيه نظر)
و قال محققا الكتاب - با ختصار - روى عن انس بألفاظ مختلفة ورواه الخلال في كتابه السنة و قال المحقق هذا الحديث لا يصح ... و ذكره القاضي ابو يعلى في المعتمد ورواه الخطيب في الكفاية و ذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال قال ابن حبان خبر باطل لا اصل له ... و ضعفه الالباني في ضعيف الجامع ...
جعل الله مؤشراتك كلها ايجابية:)
ـ[صقر أبو خالد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:47 ص]ـ
جزاااك الله كل خير أخوي محمد ..
كما تعلم تجري بعض الحوارات و النقاشات في المجالس أو المنتديات و حتى لا يلحقني ذنب هل أستطيع أن أقول بهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم أو السكوت عنه أفضل؟؟(132/252)
مسلسل عمر بن الخطاب!!
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[01 - 10 - 10, 07:38 ص]ـ
طالعتنا الصحف بخبر تعاون بين قناة ام بي سي والتلفزيون القطري
لإنتاج مسلسل يتناول سيرة الفاروق رضي الله عنه
وليس العجب من هذا الخبر فهذه قنوات معروفة تخلط الحق بالباطل وأكثر ما فيها هو الباطل
و غزو فكري يهدف لهدم العقائد والأخلاق ويحاولون فيه أن يلبسوا على الناس في أديانهم
بعمل بعض البرامج او بعض المسلسلات الدرامية لإستمرار المشاهدة من المسلمين وللتلبيس عليهم
كل هذا لا عجب ولا غرابة منه فهم أصل كل شر دخل في البيوت في هذا القرن
لكن العجب كل العجب
أن تأتي أسماء دكاترة ومشايخ تمثل هيئة علمية! لهذا الإنتاج
هزلت والله حتى بدا من هزالها ... كلاها وحتى سامها كل مفلس
ألا يعلمون هؤلاء المشايخ عن مشاركة تلكم النساء المتبرجات
ألا يعلمون عن أحوال من يمثل أشرف جيل مشى على وجه الأرض
ألا يعلمون هؤلاء عن تمثيل دور الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وحكمه الشرعي
ألا يعلم هؤلاء عن مدى الخلط والتلبيس الذي سيحدث للناس بسببهم
هل لهم طاقة بتحمل ذلك في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم بلغت اللهم فاشهد
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[01 - 10 - 10, 08:06 ص]ـ
قطر و mbc ينتجان أضخم مسلسل عن عمر بن الخطاب
الدوحة - الراية:
وقعت المؤسسة القطرية للإعلام ممثلة بالسيد محمد عبدالرحمن الكواري مدير التليفزيون مع مجموعة mbc ممثلة بالسيد علي الحديثي المدير التنفيذي على مذكرة تفاهم للإنتاج المشترك بين الطرفين لإنتاج المسلسل التاريخي الفاروق عمر بن الخطاب في مدينة دبي على أن يبث العمل في شهر رمضان المقبل 2011.
وسوف يتم عمل لجنة تضم كلا من الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ سلمان العودة لمراجعة نص العمل بجانب عدد من علماء الدين والتاريخ الإسلامي.
ويعد العمل من أضخم الأعمال الدرامية التاريخية التي تتناول حقبة مهمة من تاريخنا الإسلامي.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[01 - 10 - 10, 08:08 ص]ـ
ومن باب إحسان الظن بالشيخين و هذا هو الظن بهم يقينا إن شاء الله أنهم قالوا:
هذا العمل سيصدر بنا أو بدوننا و بالتالي مراجعته والتدقيق به خير من ترك أهل الإعلام أو المفسدين يعبثون بتاريخنا ...
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[01 - 10 - 10, 11:39 ص]ـ
أخي الكريم
هذه ليست حجة لهم
فلو كانوا ضد المنكرات التي به فأقل درجات إنكار المنكر هي مقاطعتهم و تبيين هذا المنكر للناس
أما المشاركة في المنكر ثم يقولون العمل جار بنا و بدوننا!!
فما رأيك أن نشارك في الملاهي الليلية و نقوم بتفهيمهم آداب الشراب و أنه يشرب باليمين و أنت جالس ,,,,إلخ
نحن نعلم رأيك الشيخين القرضاوي و العودة في الفن ((الإسلامي)) و السينما و رأيهم المشهور في الموسيقى ((المعازف)) وكل ما نراه منكراً لا يرونه كذلك ((كفانا تعامياً!!))
نسأل الله الهداية لنا و لهم
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[01 - 10 - 10, 03:08 م]ـ
هذا العمل سيصدر بنا أو بدوننا و بالتالي مراجعته والتدقيق به خير من ترك أهل الإعلام أو المفسدين يعبثون بتاريخنا ...
هذه حيلة من حيل الشيطان الرجيم وخطوة أولى من خطواته
فهل ستكون الهيئة العلمية! كما ستدقق في الناحية التاريخية هل ستحذر من المنكرات سواءا بسواء
أم أن الثمن الذي سيُقبض هو مقابل الإيمان ببعض الكتاب والسكوت عن بعض!
عجبا هل ترك الإعلام وأهله شيئا لم يعبث به! حتى يأتي الخوف من العبث الآن! بل وصلوا
إلى العقيدة وقد كانوا من قبل لم يتجاوزوا حد بث الشهوات إلا قليلا أما في السنوات الأخيرة
فقد روجوا لأهل البدع والسحرة ولأهل الصليب حتى وصلوا بتشكيكهم بالعقيدة إلى عقول
الأطفال
ثم
لما رأوا العلماء قد وقفوا لهم بالمرصاد وألبوا عليهم الناس
ذهبوا إلى من تزي بزي العلماء منهم ومن يريد الدنيا على حساب الدين
ووجدوا ضالتهم فيه
ثم
أصبح من جعل العلم مطية له في دنياه، قدوة لمن أراد الشهرة من الدكاترة الجدد
والمشايخ حديثوا التخرج، حتى كان التنافس هو في التملق لأذناب النفاق وأهله
والحل والله أعلم ليس في التحذير من القنوات فحسب
بل هو التحذير الرئيسي من هؤلاء الرهبان
وأما القنوات فلو سألت عاميا لا يحسن قراءة فاتحة الكتاب
لأجابك عن خبثها الظاهر وعبثها الواضح
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[01 - 10 - 10, 03:10 م]ـ
هذا العمل مرفوض من أساسه وحجة أن العمل سيتم سواء بهؤلاء المشايخ أو بغيرهم حجة مرفوضة ويجب عليهم ألا يشاركوا في مثل هذا واسأل الله لنا الهداية جميعاً
ـ[أبوالبراء الأزدي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 03:29 م]ـ
ومن باب إحسان الظن بالشيخين و هذا هو الظن بهم يقينا إن شاء الله أنهم قالوا:
هذا العًمل سيصدر بنا أو بدوننا و بالتالي مراجعته والتدقيق به خير من ترك أهل الإعلام أو المفسدين يعبثون بتاريخنا ...
نسأل الله أن يرزقنا حسن الظن في كل موطن و بكل مسلم
و جزاك ربي خيراً ..
لكن!
لا بد و أن تعلم أن الإنكار باللسان خيراً عند الله من أن أجعل أهل الفسق بتمثيل
صحابي جليل ..
فبالله عليك
صحح الأفكار و الروايات و أخرج الضعيف و الكذوبات ..
ثم ماذا!
أعطاء المخرج السيناريوا و يبدأ التمثيل
ألم يفكروا و يستوعبوا ما سيجري من منكرات ..
ممثل يخالط النساء يختلي بهن ربما قبل أحدهن أو صافحهن ..
هذه كلها منكرات و الإنكار على هؤلاء خير من التعاون معهم ..
و أكرر شكري لك على حسن الظن ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/253)
ـ[أبو عبيدة الحربي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 04:30 م]ـ
هكذا نرى استدراج الشيطان واتباع خطواته
فمسلسل خالد بن الوليد ومن ثم مسلسل القعقاع مع عدم إظهار كبار الصحابة
واليوم إظهار الخلفاء الراشدين وغداً تصوير الأنبياء والمرسلين والله المستعان
وحكم تمثيل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعظم المنكرات حيث أن الممثلين فساق ناهيك عن بعضهم من النصارى وغيرهم من الكفار , وقد أفتى هئية كبار العلماء بتحريم تمثيل الصحابة وكذلك المجمع الفقهي
ليس العجب في تمثيل هولاء ولكن العجب في شرعنت هذه المسلسلات من مدعين المشيخة
نسأل الله السلامة والعافية
ـ[المعلمي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 05:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لعله أتى في الوقت المناسب!!
فالروافض يدقون الأرض ويحرقونها للنيل من الصحابة، مستخدمين كل طاقاتهم المالية والإنتاجية لهدم أيقوناتهم من قلوب المسلمين.
وقد بدأ البعض يترنح تحت وطأة الآلة الإعلامية الرافضية من مسلسلات وقنوات ومنتديات ومواقع وغرف شات.
وهذا المسلسل سيعمل على تحسين صورتهم في قلوب المسلمين وإبقاءها على حالها، ولو أنه بطريقة غير مرضية عند صاحب الشرع المقدس، لكنّه يشبه التصدق بمال الربا، فالمرابي خير له أن يتصدق من هذا المال بدلا من حرمان الفقراء والمساكين منه بحجة أنّ اكتسابه من طريق الربا.
فلابد أن يدرس المسلسل من حيثيتين:
الأولى: مشروعية تمثيل الصحابة الكرام بطريق المحاكاة والتقليد لتقريب صورهم المعنوية والصفتية.
الثانية: صحة الوقائع والمشاهد ومدى موافقتها لعقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة.
فلعل الحيثية الثانية هي التي تدخّل العلماء لتصحيحها وإبداء وجهات النظر حولها وأما الحيثية الأولى فكلام أهل العلم فيها واضح وبيّن، وفي الصحابة على وجه التنصيص والتخصيص.
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[01 - 10 - 10, 05:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لعله أتى في الوقت المناسب!!
فالروافض يدقون الأرض ويحرقونها للنيل من الصحابة، مستخدمين كل طاقاتهم المالية والإنتاجية لهدم أيقوناتهم من قلوب المسلمين.
وقد بدأ البعض يترنح تحت وطأة الآلة الإعلامية الرافضية من مسلسلات وقنوات ومنتديات ومواقع وغرف شات.
وهذا المسلسل سيعمل على تحسين صورتهم في قلوب المسلمين وإبقاءها على حالها، ولو أنه بطريقة غير مرضية عند صاحب الشرع المقدس، لكنّه يشبه التصدق بمال الربا، فالمرابي خير له أن يتصدق من هذا المال بدلا من حرمان الفقراء والمساكين منه بحجة أنّ اكتسابه من طريق الربا.
فلابد أن يدرس المسلسل من حيثيتين:
الأولى: مشروعية تمثيل الصحابة الكرام بطريق المحاكاة والتقليد لتقريب صورهم المعنوية والصفتية.
الثانية: صحة الوقائع والمشاهد ومدى موافقتها لعقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة.
فلعل الحيثية الثانية هي التي تدخّل العلماء لتصحيحها وإبداء وجهات النظر حولها وأما الحيثية الأولى فكلام أهل العلم فيها واضح وبيّن، وفي الصحابة على وجه التنصيص والتخصيص.
أخي الحبيب:
هل هذا قياس أم ماذا؟
ثم أليس من الواجب ان ننكر المنكر؟
أنسيت أم تناسيت أخي الحبيب أن المسلسل يعج بالموسيقى و الاختلاط و النساء و و و و؟
هل الغاية تبرر الوسيلة؟
ألا يمكن الوصول لهذه الغاية الشريفة إلاّ بهذه الوسيلة الوضيعة بكل ما فيها من مفاسد؟
حسبنا الله و نعم الوكيل
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[01 - 10 - 10, 07:26 م]ـ
أي حسن ظن هذا (إن كانوا فعلوا)
وأي وقت مناسب هذا
حتى نجوز فعل الحرام من الدفاع عن صحابة رسول الله صلى الع عليه وسلم ورضي عنهم
ومن هذا الذي سيدافع؟
حقا ً:
لو سكت من لا يلعم ............
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[01 - 10 - 10, 07:38 م]ـ
ومن باب إحسان الظن بالشيخين و هذا هو الظن بهم يقينا إن شاء الله أنهم قالوا:
هذا العمل سيصدر بنا أو بدوننا و بالتالي مراجعته والتدقيق به خير من ترك أهل الإعلام أو المفسدين يعبثون بتاريخنا ...
من يتنازل مرة حتما سيتنازل مليون ألف مرة , نسأل الله السلامة من الاهواء و العافية من كل داء , و الله المستعان.
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[01 - 10 - 10, 08:03 م]ـ
وقد بدأ البعض يترنح تحت وطأة الآلة الإعلامية الرافضية من مسلسلات وقنوات ومنتديات ومواقع وغرف شات.
تقول لعله اتى في الوقت المناسب، سبحان الله هذه انهزامية وبعد عن منهج القرآن والسنة
بل ويدل على قلة الوعي!
الترنح هو بسبب شركات الأقمار الصناعية الفضائية التي يملك وليد البراهيم وغيره من اهل السنة والذين ينافحون عنها الآن! حصص أسهم فيها
وهذه الشركات تنطلق منها القنوات الرافضية
نايل سات يبث منه 34 قناة رافضية
عرب سات يبث منه 13 قناة رافضية
المجموع 47 قناة يبثها أهل السنة لمحاربة السنة!
ثم يأتي الحمقى ويصدقون كذب المنافقين عندما يظهرون انفسهم بأنهم ينصرون السنة!
ولا أستبعد أن بعض النوكى من المتعالمين هو من أظهر الفكرة تزلفا لهم
وهذا المسلسل سيعمل على تحسين صورتهم في قلوب المسلمين وإبقاءها على حالها، ولو أنه بطريقة غير مرضية عند صاحب الشرع المقدس
تحسين الصورة باتباع شرع الله واتباع هدي رسوله صلى الله عليه وسلم
وإبقاء الصورة على حالها هي في كشف الرافضة وبث فضائل الصحابة وامهات المؤمنين من القرآن والسنة
فالناس تأخذ دينها من القرآن والسنة
والمسلمون ممن يشاهد لن يجدوا أعظم أثرا منهما
وأما من رأى أن المسلسلات اكثر أثرا فليراجع دينه
وصدق عليه الصلاة والسلام إذ يقول فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/254)
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[01 - 10 - 10, 11:51 م]ـ
اخواني في الله:)
و الله لست أنا الذي أنتج هذا المسلسل
و لست أنا سلمان العودة ولا القرضاوي
لكني حقيقة لما رأيت الأخ الفاضل عبد الظاهر حفظه الله أخفى أسماء القائمين على هذه اللجنة قمت أنا بنشر أسماء بعض القائمين على اللجنة ثم نشرت مشاركتي
و بعد ذلك بدقيقة شعرت كأني أخطأت في ذكر أسماء الشيخين لأن السهام ستتوجه إليهم و أنا السبب!
فلذلك نشرت هذا الاعتذار عنهم ولست مقتنعا به لكني قلت: لعل هذه وجهة نظرهم واعتذرت لهم بما ذكرت ...
و جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:33 ص]ـ
أخي المسلم الحر
إن الخبر موجود على معظم المواقع الإخبارية كاملاً بأسماء الشيخين بكافة التفاصيل
لذا لا تقلق ولست أنت السبب
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا عبدالظاهر على هذا الموضوع المهم الي تساهل الناس فيه
ولا حول ولاقوة ال بالله وإنا لله وإنا اليه راجعون
اصبح الخطيب اذا القى الخطبة او المحاضرة وذكر بعض الصحابة رضي الله عنهم ورضوا عنه مثل حمزة بن عبدالمطلب او هند بنت عتبة او مصعب بن عمير وغيرهم تبادر الى الذهن مباشرة صور اولئك الفسقة ولا حول ولا قوة الابالله
ويكفي سو~ء بهذا الامر في اسقاط المشروع {اقصد التمثيل} اضافة الى الموسيقى والنساء المتبرجة وغير وغير
بالله عليكم هل يصلح ان يمثل حمزة رجل من هؤلاء؟ ثم يأتي يمثل مجرم او سارق نصاب او يأتي في فلم آخر يمثل برجل كافر
لا حول ولا قوة ال بالله من الخذلان
ـ[صقر أبو خالد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:58 ص]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله ..
سرد سيرة أفضل الخلق الذين اختارهم سبحانه و تعالى لكي يكونوا صحبه لنبيه عليه أفضل الصلاة و السلام من خلال مسلسلات فاسدة تعج بممثلين ذو ملل منحرفة و اخلاق منحطه و فيهم إيضاً ممثلين كفره!!!!
فماذا نفعل بالصحاح و كتب الصالحين الثقات؟؟!!
حسبنا الله و نعم الوكيل ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 02:30 ص]ـ
سمعت الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله وقد سئل في مقره بمنى ايام الحج
عن حكم التمثيل واستخدامه في الدعوة الى الله ???
فقال رحمه الله:انه لايجوز لانه مبني على الكذب
تقول انك ابوبكر وعمر واينك من ابي بكر وعمر
وفعلا كلامه صحيح رحمه الله فالممثل يقول:انا فلان وهوليس اسمه الحقيقي
ويقول: انا مريض او مسافر
وهو كاذب ويقول هذه زوجتي وهو كاذب في ذلك كله
وتاتي الخطورة من تمثيل الصحابةرضي الله عنهم من قبل اناس عرفوا بالشر والفجورفترسخ صورهم في اذهان الناشئة
ان فلانا الصحابي صاحب تلك الصورة
يقول بعض الزملا ء من الدعاة الى الله: اتصل بي شخص فقال من هي هند بنت عتبة قلت لماذا؟؟
فقال لاني سبيتها ولعنتها بسبب مسلسل فقال له الداعية هذه صحابية رضي الله عنها
فجلس الرجل يستغفر الله مما حصل منه بسبب التمثيليات والمسلسلات
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[02 - 10 - 10, 03:34 ص]ـ
اللهم ارض عمن ذب عن دينك من إخواننا ها هنا وبارك لهم في أزواجهم و ذراريهم و دنياهم و أخراهم وانفع بهم يارب و اختم لهم أجمعين بخير واجمعنا معهم في الجنة آمين
ـ[عبد الجواد ابن مختار]ــــــــ[02 - 10 - 10, 06:13 ص]ـ
ومن باب إحسان الظن بالشيخين و هذا هو الظن بهم يقينا إن شاء الله أنهم قالوا:
هذا العمل سيصدر بنا أو بدوننا و بالتالي مراجعته والتدقيق به خير من ترك أهل الإعلام أو المفسدين يعبثون بتاريخنا ...
كيف نحسن الظن في هذا الموقف الخطير بل كان لزاما على العلماء تبين فساد هذا العمل و أنه هدم للإسلام، و أنه لا مداهنة في دين الله.
كونك تحب شيخا ليس معناه أن تسكت عن خطأه أو تواري عليه انتبه وفقك الله.
ـ[عبد الجواد ابن مختار]ــــــــ[02 - 10 - 10, 06:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لعله أتى في الوقت المناسب!!
فالروافض يدقون الأرض ويحرقونها للنيل من الصحابة، مستخدمين كل طاقاتهم المالية والإنتاجية لهدم أيقوناتهم من قلوب المسلمين.
وقد بدأ البعض يترنح تحت وطأة الآلة الإعلامية الرافضية من مسلسلات وقنوات ومنتديات ومواقع وغرف شات.
وهذا المسلسل سيعمل على تحسين صورتهم في قلوب المسلمين وإبقاءها على حالها، ولو أنه بطريقة غير مرضية عند صاحب الشرع المقدس، لكنّه يشبه التصدق بمال الربا، فالمرابي خير له أن يتصدق من هذا المال بدلا من حرمان الفقراء والمساكين منه بحجة أنّ اكتسابه من طريق الربا.
فلابد أن يدرس المسلسل من حيثيتين:
الأولى: مشروعية تمثيل الصحابة الكرام بطريق المحاكاة والتقليد لتقريب صورهم المعنوية والصفتية.
الثانية: صحة الوقائع والمشاهد ومدى موافقتها لعقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة.
فلعل الحيثية الثانية هي التي تدخّل العلماء لتصحيحها وإبداء وجهات النظر حولها وأما الحيثية الأولى فكلام أهل العلم فيها واضح وبيّن، وفي الصحابة على وجه التنصيص والتخصيص.
أخي الكريم يجب عليك أن تفهم حيدا أن كل خطوة يخطوها المسلم يجب أن تكون مبنية على قواعد شرعية.
و بهذا أقول لك هل التمثليات و الأغاني هي من و سائل الدعوة إلى الله و تعليم الناس دينهم. أم هي مما أحدث في زماننا من طرق النصارى و اليهود.
- و هل هناك قاعدة تسمى الغاية تبرر الوسيلة؟
لا توجد في شرعنا هذه القاعدة اللعينة بل هي من شرع اليهود المحرف.
أرجو أن لا نكون ممن يجري وراء كل ناعق هداني الله و إياك.
بدل كلمة لا بد أن يدرس المسلسل هي كلمة لا بد أن يدرس التوحيد الصحيح و أن يدرس حب الني صلى الله عليه و سلم و يدرس حب الصحابة رضي الله عنهم لا أن نمثلهم ليت الذي مثلهم رجل صالح بل أغلبهم فسقة مارقين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/255)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 09:21 ص]ـ
ومن باب إحسان الظن بالشيخين و هذا هو الظن بهم يقينا إن شاء الله أنهم قالوا:
هذا العمل سيصدر بنا أو بدوننا و بالتالي مراجعته والتدقيق به خير من ترك أهل الإعلام أو المفسدين يعبثون بتاريخنا ...
الخمر يُباع؛ بنا أو بدوننا؛ فلعلنا نفتح حانة خمرٍ، ونحاول أن نقدم نصيحة أخوية مع الخمر!!!! لعلها تنفع؛ خير من أن يُقدِّم الأشرارُ خمرًا صِرْفًا!!!!!!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 08:25 م]ـ
يُعرض بكل اللغات الإسلامية ويترجم إلى الأجنبية
إنتاج مسلسل عن عمر بن الخطاب مشاركة بين mbc وقطر
دبي - العربية. نت
أعلنت "مجموعة MBC" عن تعاون مشترك مع "المؤسسة القطرية للإعلام" لإنتاج وعرض أضخم عمل درامي تلفزيوني تاريخي يتطرّق لإحدى أهم حقب التاريخ الإسلامي، إذ يجسّد سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك حضره رئيس مجلس إدارة "مجموعة MBC" الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، والشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني والسيد محمد عبدالرحمن الكواري - مدير تلفزيون قطر، بالإضافة إلى المشرف العام على "مجموعة MBC" علي الحديثي، وكبار المسؤولين لدى الطرفيْن.
وتكمن أهمية هذا العمل الدرامي في تجسيده لسيرة الخليفة عمر بن الخطاب ولشخصيته المركزية التي يدور حولها، وللدور الاستثنائي الذي يلعبه في تاريخ الدعوة وتأسيس دولة الإسلام، فضلاً عن مزايا تلك الشخصية وفضائلها الخاصة التي جعلت منها مرجعاً وأنموذجاً هادياً للمسلمين حتى وقتنا الحاضر.
أما الأسباب الموجبة الكامنة وراء التصميم على إنتاج هذا العمل، فتتمثل في عدة عوامل أهمها السعي لإعادة عرض التاريخ وتصحيحه وحفظه قدر الإمكان عبر الدراما، وذلك بحسب الروايات الأكثر دقةً وتدقيقاً لتلك المرحلة، ودحض تعدد الروايات من قِبل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع؛ والعمل لاستلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي كشخصية الخليفة عمر بن الخطاب، ليبقى مرجعاً مرشداً وهادياً في عصرنا هذا، وكذلك أُنموذجاً سامياً للحاكم المتواضع والحكم الرشيد، والعدل الشامل، والرعاية الاجتماعية، ومفهوم المواطَنَة، والوسطية في الإسلام دون تطرّفٍ أو عنف.
الشيخ وليد: أسباب التصميم على إنتاج العمل
وفي كلمته، رحّب رئيس مجموعة mbc الشيخ وليد بن إبراهيم آل ابراهيم "بالإعلان عن إنتاج وعرضِ أضخمِ عملِ دراميٍّ تلفزيونيٍّ تاريخيٍّ يتطرّق لأهم حُقبةٍ في التاريخ الإسلامي، ويعود لسيرة ثاني الخلفاء الراشدين الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ".
وأضاف في المؤتمر الصحافي: "تكمُنُ أهميةُ هذا العمل الدرامي التلفزيوني التاريخي الإسلامي الضخم في رمزيّته والأسباب الموجبة التي أدّت إلى التصميم على إنتاجه وعرضه، إذ إنه يُقدّم مثالاً رائعاً للمسلم المؤمن، ساعياً في الوقت نفسه لإعادة عرض التاريخ وتصحيحهِ وحفظِهِ قدْرَ الإمكان عبر الدراما، وذلك بحسب الروايات الأكثر دقةً وتدقيقاً لتلك المرحلة، داحضاً تعدد الروايات من قِبل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع، عن قصد أو غير قصد، ومن مختلف الأطراف، في وقتٍ يدور فيه الجدل لدى بعضهِم حولَ القضايا أو المفاهيم المتعلقة بالإسلامِ أو حاضرهِ ومستقبلهِ ودورِه في الحياة العامة".
وأكمل بالقول "تكمن الأهمية المُضافة لهذا العمل في توقيته ودَلالاته، إذ إنه يُبرز الأهمية القصوى لاستلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي كشخصية الخليفة العادل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، ليكون مرجعاً مرشداً وهادياً في عصرِنا هذا، وكذلك أُنموذجاً سامياً للحاكم المتواضع والحُكم الرشيد، والعدل الشامل، والرعاية الاجتماعية، ومفهوم المواطَنَة، والوسطية في الإسلام دون تطرّفٍ أو عنف ... تلك الشخصية التي تحتاج إليها الأمة الإسلامية في يومنا هذا، أكثرَ مِن أي وقتٍ مضى، لاستلهامِها واقتفاءِ أثَرِها".
القرضاوي والعودة ضمن لجنة لمراجعة النص
وتايع الشيخ وليد بن إبراهيم آل ابراهيم بالقول إن الهدف هو عرض المسلسل خلال شهر رمضان المقبل، "دون أن يعني ذلك بالضرورة أننا سنضحّي بعامل الجودة الإنتاجية العالية على حساب الالتزام بوقت العرض، بل على العكس .. إذ إننا لن نوفّر جهداً أو وقتاً أو إمكانات كي يأتي هذا العمل الضخم على قدر الطموحات، ويَفي بالرسالة السامية التي يحملها".
وختم بالإشارة إلى أن هذا العمل الضخم "يأتي بالتعاون مع الإخوة في قطر، الذين أخص منهم الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، وكذلك كلاً من الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني والأستاذ محمد عبدالرحمن الكواري، الذين لمسنا لديهم جميعاً اهتماماً بالأعمال الدرامية التلفزيونية التاريخية الإسلامية، وتوافقت الرؤى في ما بيننا للمُضيّ قُدُماً في مبادرتنا هذه. كما يأتي العمل بالتعاون مع الدكتور وليد سيف، الكاتب المُلهَم صاحب التجربة الدرامية العريقة، والمخرج حاتم علي، بخبرته الواسعة في الأعمال الدرامية التاريخية؛ وكذلك مع الهيئة الكريمة القائمة بمُراجعة النص التاريخي والتي تتألفُ من السادة الأجلاَء: الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، والشيخ الدكتور سلمان العودة، والدكتور عبدالوهاب الطريري، والدكتور علي الصلابي، والدكتور سعد مطر العتيبي، والدكتور أكرم ضياء العمري؛ وهم أستاذة متخصّصون في الشريعة والتاريخ الإسلامي. وستتم دبلجة المسلسل باللغات الإسلامية المختلفة كالفارسية والاوردوية والمالاوية وغيرها، وكذلك باللغات الحيّة كالإنجليزية والفرنسية وغيرها".
رابط مشاهدة الخبر من قناة العربية http://www.alarabiya.net/articles/2010/09/30/120804.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/256)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 08:32 م]ـ
إظهار وجه الشخصية في أول عمل درامي عن عمر بن الخطاب في رمضان القادم
غزة - دنيا الوطن
تعتزم الدراما السورية إنتاجَ أول مسلسل تاريخي ضخم يتناول سيرة الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه؛ سيعرض خلال موسم رمضان المقبل.
وحتى الآن لم يتحدد بشكل نهائي الممثل الذي سيجسد لأول مرة شخصية ثاني الخلفاء الراشدين على الشاشة الصغيرة؛ حيث سيعتمد المسلسل إظهار وجه الشخصية المركزية في العمل الدرامي التاريخي بعد أن حصل القائمون على العمل على فتاوى تجيز ذلك من أكثر من مرجعية إسلامية. بحسب صحيفة "الرياض" السعودية 20 سبتمبر/أيلول.
ومن المرجح أن تظهر شخصيات أخرى من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك في خطوة متقدمة على مستوى إنتاج مثل هذا النوع من أعمال السير التاريخية والدينية العربية.
ومن المرجح أن يخرج المسلسل المخرج السوري حاتم علي، من خلال نص درامي كتبه وليد سيف في شراكة تتجدد بين الثنائي بعد عدة مسلسلات قدماها معا، وهي: "التغريبة الفلسطينية" و"صقر قريش" و"صلاح الدين الأيوبي".
ولم يكشف حتى الآن عن الجهة المنتجة، أو بقية شخصيات المسلسل الذي لا يزال في طور الإعداد.
جدير بالذكر أن الإعلام العربي شهد مؤخرا جدلا واسعا بسبب عرض مسلسلات إيرانية تظهر على التلفزيون وجوه شخصيات ذات قداسة لدى المسلمين، مثل شخصية النبي يوسف، وعيسى، عليهما السلام، وآخرين.
وكان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قد رفض تجسيد شخصية ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب في مسلسل تلفزيوني، بعد طلب تقدم به اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري لحسم مصيره، وإبداء الرأي الشرعي.
وقال الشيخ علي عبد الباقي -الأمين العام للمجمع- في تصريحات خاصة لـ mbc.net: إن القرار صدر بالإجماع؛ إذ إن ظهور الأنبياء وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة على الشاشة حرام شرعا، وبالتالي فظهور شخصية عمر بن الخطاب في أيّ عمل مرئي ممنوع.
وأكد عبد الباقي أن المجمع يرفض الأعمال الإيرانية التي تجسد الأنبياء والصحابة، وأنه يرى عرضها حراما، مشيرا إلى أن هناك عديدا من الفتاوى في العالم الإسلامي ترفض تجسيد الصحابة والأنبياء.
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[03 - 10 - 10, 02:52 ص]ـ
اللهم دمر عليهم
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 10 - 10, 10:38 ص]ـ
لا ينبغي أن تكون الفتوى منفصلة عن الواقع
وهنا ما يسمى خير الخيرين وشر الشرين وهذا هو الفقيه كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
و مثال ذلك لو أراد أحد الأشخاص فتح خانة خمر في وسط البلد و لم يستطع أحد منعه من ذلك، و استطاع أحدهم
أن يجعل هذه الحانة تفتح خارج البلد لا داخله لكان هذا مساهما في تقليل الشر
و من ذلك مسلسل عمر بن الخطاب فهو سيمثل و سيقع و لا مناص من ذلك لأن القائمين به أصحاب سلطة و مال
فلابد من تخفيف الشر فيه قدر الإمكان و أقل ما في ذلك أن لا يأتوا بروايات مكذوبة و مدسوسة على الإسلام و المسلمين
فالإعلام جهاز مؤثر على عامة الناس وهذه حقيقة لا يمكن انكارها
و اضرب لكم مثالا عندما قاموا بصنع فلم عن (عمر المختار) لا يستطيع أحد أن يوجه نقدا لعمر المختار أمام عامة الناس بل الكل يحب عمر المختار بل كثر من طلاب العلم لم يعرف عمر المختار إلا من فلم عمر المختار، و لو قاموا بفلم عن شيخ الإسلام ابن تيمية كما فعلوا بعمر المختار لما استطع أهل البدع أن يطعنوا في شيخ الإسلام ابن تيمية أمام عامة الناس
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 10:49 ص]ـ
هذا من تلبيس الشيطان؛ بل دخول هؤلاء في مراجعة الفيلم (الإسلامي)!!! الذي تُصاحبه عادةً موسيقى (إسلامية)!!! ونساء متزيناتٌ ومتبرجات تبرجا على الطريقة (الإسلامية المعاصرة التي انبثقت من بوتقة، ولا تتحجر في إيديولوجية ضيقة)!!!! يُكسب الفيلم (الإسلامي)!!! إسلامية إضافيةً.
ولو أنكروه وشاع إنكارُه لبقي (فيلمهم) كاسدًا؛ ولما فعلوا مثلَه مرة أخرى.
أما إذا كانوا يُصدرون، وسماحة المشايخ (العلماء!!) يُراجعون؛ فالآن: فيلم عمر، وغدا: فيلم أبي بكر، وبعد عد: فيلم عائشة، وبعده: فيلم محمد صلى الله عليه وسلم ......
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 11:28 ص]ـ
لا ينبغي أن تكون الفتوى منفصلة عن الواقع
وهنا ما يسمى خير الخيرين وشر الشرين وهذا هو الفقيه كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
و مثال ذلك لو أراد أحد الأشخاص فتح خانة خمر في وسط البلد و لم يستطع أحد منعه من ذلك، و استطاع أحدهم
أن يجعل هذه الحانة تفتح خارج البلد لا داخله لكان هذا مساهما في تقليل الشر
و من ذلك مسلسل عمر بن الخطاب فهو سيمثل و سيقع و لا مناص من ذلك لأن القائمين به أصحاب سلطة و مال
................................................ أم ام عامة الناس
حسبنا الله ونعم الوكيل
نسأل الله الثبات
ماذا لو كان من يفتي الناس يفكر بطريقتك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/257)
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 11:35 ص]ـ
هزلت والله حتى بدا من هزالها ... كلاها وحتى سامها كل مفلس
صدقت.
لا , والمشكلة يقولون: حتى يعلم أطفالنا الصغار من هو عمر بن الخطاب - والعياذ بالله -.
عذر قبيح , نسأل الله العفو والعافية.
ـ[محمودالجندى]ــــــــ[03 - 10 - 10, 12:10 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[03 - 10 - 10, 01:01 م]ـ
حسنا الله ونعم الوكيل
أسأل الله الا يوفقهم وان يجعل كيدهم في سفال
بالنسبة للتبرج والموسيقى فهي تعتبر (حسنات) بالنسبة للمقصود من المسلسل وهو
تشويه تاريخ الفاروق عمر رضي الله عنه وأن يصوروه بما يوافق اهواء التغريبيين
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 10 - 10, 01:40 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
نسأل الله الثبات
ماذا لو كان من يفتي الناس يفكر بطريقتك؟
بارك الله فيكم أخي الكريم
لا نختلف أنا و أنت في أنه منكر، وإن قدرنا على منعه فيتعين ذلك علينا أو علي غيرنا إن قدر
لكن إن كان واقعا لا محالة، فهل نخفف شره إن استطعنا أو نترك التخفيف؟
ومن هذا الباب إنكار شيخ الإسلام على من أنكر شرب الخمر على التتار
أرجو أن تكون فقهت ما أريد بيانه
ـ[عصام البشير]ــــــــ[03 - 10 - 10, 02:14 م]ـ
لكن إن كان واقعا لا محالة، فهل نخفف شره إن استطعنا أو نترك التخفيف؟
إن كان المقصود بهذا الكلام هؤلاء الشيوخ المشاركون، فهم قادرون على المنع بلا ريب.
إذ المقرر عند كل علماء العصر تحريم تصوير الخلفاء الراشدين والعشرة المبشرين وأمهات المؤمنين (ونحن نقول بتحريم تصوير غيرهم أيضا)، فلا يمكن للقناة المذكورة أن تصور عمر رضي الله عنه، إلا إذا استندوا إلى موافقة ومباركة هؤلاء المشايخ.
فإن سحب هؤلاء موافقتهم، وأنكروا الفعل، فلن يكون التصوير أبدا، إذ سيجدون أنفسهم أمام مصادمة شرعية صريحة، سيتلوها إنكار شعبي واضح.
أما إن كان المقصود غيرهم، فواجبهم الإنكار وبيان الحكم الشرعي.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 03:00 م]ـ
الخوف من القادم بعد تمثيل عمر ...
والله وحده المستعان
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 04:46 م]ـ
هكذا نرى استدراج الشيطان واتباع خطواته
فمسلسل خالد بن الوليد ومن ثم مسلسل القعقاع مع عدم إظهار كبار الصحابة
واليوم إظهار الخلفاء الراشدين وغداً تصوير الأنبياء والمرسلين والله المستعان
وحكم تمثيل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعظم المنكرات حيث أن الممثلين فساق ناهيك عن بعضهم من النصارى وغيرهم من الكفار , وقد أفتى هئية كبار العلماء بتحريم تمثيل الصحابة وكذلك المجمع الفقهي
ليس العجب في تمثيل هولاء ولكن العجب في شرعنت هذه المسلسلات من مدعين المشيخة
نسأل الله السلامة والعافية
لا مزيد على هذا الكلام المتزن شرعا وعقلا وتاريخا وواقعا ..
ونظرة خاطفة على هذه النبأ يعلم من خلالها أن هذه حيل الإعلام والإعلاميين إلا من رحم الله ..
وهل يرجى خير قادم من هاتين وهؤلاء وهذين وأولئك؟
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 04:51 م]ـ
لا ينبغي أن تكون الفتوى منفصلة عن الواقع
وهنا ما يسمى خير الخيرين وشر الشرين وهذا هو الفقيه كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
و مثال ذلك لو أراد أحد الأشخاص فتح خانة خمر في وسط البلد و لم يستطع أحد منعه من ذلك، و استطاع أحدهم
أن يجعل هذه الحانة تفتح خارج البلد لا داخله لكان هذا مساهما في تقليل الشر
و من ذلك مسلسل عمر بن الخطاب فهو سيمثل و سيقع و لا مناص من ذلك لأن القائمين به أصحاب سلطة و مال
فلابد من تخفيف الشر فيه قدر الإمكان و أقل ما في ذلك أن لا يأتوا بروايات مكذوبة و مدسوسة على الإسلام و المسلمين
فالإعلام جهاز مؤثر على عامة الناس وهذه حقيقة لا يمكن انكارها
و اضرب لكم مثالا عندما قاموا بصنع فلم عن (عمر المختار) لا يستطيع أحد أن يوجه نقدا لعمر المختار أمام عامة الناس بل الكل يحب عمر المختار بل كثر من طلاب العلم لم يعرف عمر المختار إلا من فلم عمر المختار، و لو قاموا بفلم عن شيخ الإسلام ابن تيمية كما فعلوا بعمر المختار لما استطع أهل البدع أن يطعنوا في شيخ الإسلام ابن تيمية أمام عامة الناس
لن يعدم أهل الباطل حيلا وشبها يتسترون وراءها؛ ولن يعدموا قولا لعالم يفهم في غير إطاره الشرعي، ولن يعجزوا عن تحميل نص ما لا يحتمل ..
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 10 - 10, 05:39 م]ـ
إن كان المقصود بهذا الكلام هؤلاء الشيوخ المشاركون، فهم قادرون على المنع بلا ريب.
إذ المقرر عند كل علماء العصر تحريم تصوير الخلفاء الراشدين والعشرة المبشرين وأمهات المؤمنين (ونحن نقول بتحريم تصوير غيرهم أيضا)، فلا يمكن للقناة المذكورة أن تصور عمر رضي الله عنه، إلا إذا استندوا إلى موافقة ومباركة هؤلاء المشايخ.
فإن سحب هؤلاء موافقتهم، وأنكروا الفعل، فلن يكون التصوير أبدا، إذ سيجدون أنفسهم أمام مصادمة شرعية صريحة، سيتلوها إنكار شعبي واضح.
أما إن كان المقصود غيرهم، فواجبهم الإنكار وبيان الحكم الشرعي.
بارك الله فيكم ونفع بكم
إذا كان الأمر كما ذكرتم، فأنا مؤيد لك في ما تفضلتم به
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/258)
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[04 - 10 - 10, 12:30 ص]ـ
و مثال ذلك لو أراد أحد الأشخاص فتح خانة خمر في وسط البلد و لم يستطع أحد منعه من ذلك، و استطاع أحدهم
أن يجعل هذه الحانة تفتح خارج البلد لا داخله لكان هذا مساهما في تقليل الشر
و من ذلك مسلسل عمر بن الخطاب فهو سيمثل و سيقع و لا مناص
كما استطاع أن يجعلها خارج البلد يجب عليه أن ينكر فتح الحانة داخل البلد وخارجه لئلا تستمرئها عقول الحمقى والمغفلين! ويظنون أنها جائزة في خارج البلدة!
وهذا مع الفارق الواضح البين في موضوعنا
فموضوعنا لا يتعلق فقهه على الفقيه بنفسه وفعله كما فعل شيخ الإسلام
بل يتعلق بالمشاهدين المسلمين فلابد من التبيان والتوضيح التام
وإنكار جميع المنكرات في القناة وفي المسلسل نصحا للأمة ولا أظنهم سيفعلوا
فهم لجنة علمية وضعت لهذه الشأن أي تبرير المنكرات وهذا سأوضحه في آخر كلامي
وينبغي علينا أن لا نحصر المنكر في تصوير شخصية الفاروق فحسب!
بل هناك منكرات كثيرة منها تصوير اخته فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها وهذه لا يرضاها
مسلم على نفسه فضلا عن صحابي ومن اكابرهم
ايضا النساء والتبرج والاختلاط والسفور وقلة الحياء من أن هذه المرأة زوجته وليست بزوجته وربما نام معها نومة بريئة! ابعد هذا الفجور الذي يشاهد المسلم والمسلمة تبقى مصالح خبيثة مزعومة
وأما قولك سيمثل ولا مناص! أطلعت الغيب
هلا اطلعت على موقع القناة حتى تعرف الواقع بدلا من أن تبني تخرصات وتوهمات هي من صنع الشيطان
يا أيها الفاضل
المخرج السوري المرشح للعمل حاتم علي يقول العمل مناط بالشرع والمرجعيات الدينية!
والمسلسل لن يخالف اللجنة الدينية http://www.mbc.net/portal/site/mbc/menuitem.cec41c4faec6734497b11b101f10a0a0/?vgnextoid=de8eb1c1e586b210VgnVCM1000008420010aRCR D&vgnextchannel=380ee30e61801110VgnVCM100000f1010a0a RCRD&vgnextfmt=default
وتقول القناة ايضا في موضع آخر:
وحتى الآن لم يتحدد بشكل نهائي الممثل الذي سيجسد لأول مرة شخصية ثاني الخلفاء الراشدين على الشاشة الصغيرة؛ حيث سيعتمد المسلسل إظهار وجه الشخصية المركزية في العمل الدرامي التاريخي بعد أن حصل القائمون على العمل على فتاوى تجيز ذلك من أكثر من مرجعية إسلامية. بحسب صحيفة "الرياض" السعودية 20 سبتمبر/أيلول.
http://www.mbc.net/portal/site/mbc/menuitem.ff2c047b71869fec9318c4cd480210a0/?vgnextoid=6fc6573c1ce2b210VgnVCM1000008420010aRCR D&vgnextchannel=380ee30e61801110VgnVCM100000f1010a0a RCRD&vgnextfmt=mbcArticle
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[04 - 10 - 10, 05:43 ص]ـ
وما الفرق بيننا وبين النصارى حينها؟!!!
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[04 - 10 - 10, 06:19 ص]ـ
كما استطاع أن يجعلها خارج البلد يجب عليه أن ينكر فتح الحانة داخل البلد وخارجه لئلا تستمرئها عقول الحمقى والمغفلين! ويظنون أنها جائزة في خارج البلدة!
وهذا مع الفارق الواضح البين في موضوعنا
فموضوعنا لا يتعلق فقهه على الفقيه بنفسه وفعله كما فعل شيخ الإسلام
بل يتعلق بالمشاهدين المسلمين فلابد من التبيان والتوضيح التام
وإنكار جميع المنكرات في القناة وفي المسلسل نصحا للأمة ولا أظنهم سيفعلوا
فهم لجنة علمية وضعت لهذه الشأن أي تبرير المنكرات وهذا سأوضحه في آخر كلامي
وينبغي علينا أن لا نحصر المنكر في تصوير شخصية الفاروق فحسب!
بل هناك منكرات كثيرة منها تصوير اخته فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها وهذه لا يرضاها
مسلم على نفسه فضلا عن صحابي ومن اكابرهم
ايضا النساء والتبرج والاختلاط والسفور وقلة الحياء من أن هذه المرأة زوجته وليست بزوجته وربما نام معها نومة بريئة! ابعد هذا الفجور الذي يشاهد المسلم والمسلمة تبقى مصالح خبيثة مزعومة
وأما قولك سيمثل ولا مناص! أطلعت الغيب
هلا اطلعت على موقع القناة حتى تعرف الواقع بدلا من أن تبني تخرصات وتوهمات هي من صنع الشيطان
يا أيها الفاضل
المخرج السوري المرشح للعمل حاتم علي يقول العمل مناط بالشرع والمرجعيات الدينية!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/259)
والمسلسل لن يخالف اللجنة الدينية http://www.mbc.net/portal/site/mbc/menuitem.cec41c4faec6734497b11b101f10a0a0/?vgnextoid=de8eb1c1e586b210VgnVCM1000008420010aRCR D&vgnextchannel=380ee30e61801110VgnVCM100000f1010a0a RCRD&vgnextfmt=default
وتقول القناة ايضا في موضع آخر:
وحتى الآن لم يتحدد بشكل نهائي الممثل الذي سيجسد لأول مرة شخصية ثاني الخلفاء الراشدين على الشاشة الصغيرة؛ حيث سيعتمد المسلسل إظهار وجه الشخصية المركزية في العمل الدرامي التاريخي بعد أن حصل القائمون على العمل على فتاوى تجيز ذلك من أكثر من مرجعية إسلامية. بحسب صحيفة "الرياض" السعودية 20 سبتمبر/أيلول.
http://www.mbc.net/portal/site/mbc/menuitem.ff2c047b71869fec9318c4cd480210a0/?vgnextoid=6fc6573c1ce2b210VgnVCM1000008420010aRCR D&vgnextchannel=380ee30e61801110VgnVCM100000f1010a0a RCRD&vgnextfmt=mbcArticle
الأمر لم يكن الأمر على سبيل الفتيا، و إنما مداخلة لاثراء النقاش و قد حصل المقصود في مداخلة الشيخ عصام البشير
*لاشك أنه يجب انكار فتح خانة الخمر سواء كانت داخل البلد أو خارجها، لكن الكلام فيما عن عجز عن اغلاقها بالكلية وقادر على نقلها إلى مكان بعيد
*حقيقة لم اتصور أنهم سيظهرون شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولأنني رأيت في أسماء المراجعين اسم الشيخ عبدالوهاب الطريري و علي الصلابي، فظننت بهذين الإسمين خيرا
حتى الشيخ سلمان العودة لم اتصور أن تصل به الفتيا إلى هذا الأمر أما الشيخ القرضاوي أصلحه الله وختم لنا وله بخير، فلا استبعد مثل عنه، فهو قد أعاد ممثلات تائبات إلى حظيرة العفن الفني
و أتمنى أن يراجع المشايخ سلمان و الطريري والصلابي، وأن يبينوا حجتهم فإن تمثيل الخلفاء الأربعة لا أعلم أحدا من الهيئات المعتبرة أجازته، بل حتى الأزهر التي لا يأخذون الآن إلا منها أفتت بتحريم ذلك
وهذه فتوى الشيخ جاد الحق - رحمه الله - شيخ الأزهر السابق (فتاوى الأزهر - (7/ 209)
(من أجل ذلك - يجب أن ينقى هذا المسلسل وغيره من المناظر المصورة التى يمثل الأنبياء فيها بأشخاص ظاهرين، أو يمثل فيها أصولهم كالأم أو زوجاتهم وأولادهم، بل إن هذا الحظر يمتد إلى الأصحاب الذين عاصروا الرسالة وأسهموا فى إبلاغها، لأن القدوة من بعد النبى فى هؤلاء الأصحاب ومن ثم كان لزاما صونهم عن التمثيل والتشخيص، ويكفى أن نسمع أقوالهم مرددة من خلال الأصوات التالية لها.وإنى لأهيب بالمسئولين عن الإذاعة والتليفزيون أن يبادروا إلى تصحيح ما وقع من تجاوز فى هذا المسلسل وغيره، إن كان ما ألمحت إليه (الأهرام) فيما نشرت صحيحا.
وأهيب بالمسئولين عن الثقافة فى المسارح أن يعيدوا النظر فيما لديهم من قصص مستقاة من القرآن أو السيرة النبوية الشريفة، وأن يرفعوا منها كل ما كان فيه تشخيص لأحد الأنبياء أو زوجه أو ولده ووالده ووالدته أو أحد أصحابه، فإنه إذا كانت المصلحة فى تقريب هذه القصص تمثيلا وتصويرا للناس إلا أن المفسدة فى تجسيد النبى أو أحد هؤلاء الأقربين إليه عظيمة والخطر منها أفدح، ولاشك أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح كما تقضى قواعد الشريعة الغراء.
وأهيب بمن بيدهم الرقابة على هذه المصنفات أن يتابعوا مراحل إعدادها وإخراجها، وأن يقولوا للناس ما انتهوا إليه من رأى فيها فإنهم إن سكتوا عما فيها من تجاوزات كانوا مقرين لها وهم فى هذا آثمون مخالفين للحديث الشريف (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الإيمان).
إن شريعة الإسلام هى قانوننا بمقتضى نصوص القرآن والسنة وتنظيما بمقتضى المادة الثانية من دستورنا.
ومن أجل هذا أهيب المختصين فى مجمع البحوث أن يتخذوا الإجراءات القانونية فى حال ثبوت مخالفة النصوص المعتمدة للقصص القرآنية، أو المستمدة من السيرة النبوية لوقف إذاعتها أو إخراجها تمثيلا أو تصويرا)
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:27 ص]ـ
*لاشك أنه يجب انكار فتح خانة الخمر سواء كانت داخل البلد أو خارجها، لكن الكلام فيما عن عجز عن اغلاقها بالكلية وقادر على نقلها إلى مكان بعيد
وكلامي هو عمن عجز عن اغلاقها بالكلية وقدر على نقلها إلى مكان بعيد أن يبين للناس
أن مجرد النقل هو أهون الشرين وأخف الضررين، لا أن يسكت ويعمي على الناس بأن الحرمة
هي في وجودها في البلد فحسب
وحقيقة اللجنة فعلت أعظم من ذلك وللأسف
هي لم تسكت فقط بل وافقت على كل ما جاء في المؤتمر ولم تعترض عليها من قريب او بعيد
فتنظر إلى الخبر من زوايا عدة فتجد أن الذي يعلق وينشر الخبر بل ويقيم مؤتمرات صحفية
هو أعلى مسئول في القناة ومالكها إلى المستشارين والمخرج وغيرهم
بل وينصون على اسماء اللجنة العلمية في كل مقال ومؤتمر!
واللجنة صامتة منكسة رأسها! لا تجد تعليقا ولا وضوابطا ولا أي شئ
بل وقد نقل الخبر موقع الإسلام اليوم ولم يعلق عليه أبدا وهو موافقة واضحة
ولن يجرؤ مالك القناة أو غيره أن يزج بأسمائهم هكذا
لكن هذه ظلمة المعصية سلمنا الله وإياكم منها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/260)
ـ[رائد باجوري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 04:14 م]ـ
أقول الا توجد بنود في القوانين والأنظمة الإعلامية تمنع من تمثيل وتجسيد الأنبياء عليهم السلام والصحابة الكرام رضي الله عنهم
ولم يكن مثل هؤلاء يتسارعون لبث مسلسلات كهذه فما الذي جرأهم في هذا الزمان؟
لكن إلى الله المشتكى!
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 11:47 ص]ـ
الموضوع خطير بلا ريب و قد أنتج التليفزيون المصري - قديماً - مسلسلاً بعنوان أبي عبيدة بن الجراح و قد كان يقوم بتجسيده رضي الله عنه أحد الممثلين الفاسقين و قد قام هذا الممثل قبل تجسيد هذا العمل بفترة بتمثيل فيلماً إباحياً جنسياً خالصاً مع أحد الممثلات الساقطات فانظر - رحمك الله - أمين الأمة يجسده من يمثل فيلماً جنسياً فإلى الله المشتكى و قد عرض هذا المسلسل على شاشة التليفزيون المصري لكن الأزهر تدخل و أوقف عرضه في الحلقة الثامنة!!!!
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:52 م]ـ
الشيخ سلمان العودة الذي قال: بأن هذه المسألة مختلف فيها بين الفقهاء، وبالنسبة له فهو يعتبر أنه إذا تم تجسيد دور الصحابي بشكل مقبول وحسن ودون تزوير أو إساءة له ودون وجود مشاهد فاضحة، فإنه أمر حسن، أما إذا كان المسلسل يسيء للصحابي المراد تمثيله وفيه تزوير للتاريخ فإنه أمر مذموم ينبغي الابتعاد عنه، وعلى المنتجين وأصحاب الفضائيات والممثلين والمخرجين أن يتقوا الله! ويسعوا لإظهار هذه الشخصيات كما هي دون زيادة أو نقصان، حتى تتحقق الفائدة المرجوة من العمل.
http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=6&id=408
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[17 - 10 - 10, 08:28 م]ـ
وبالطبع ((اختلاف العلماء رحمة للأمة))!
و عليك أن تجتث من صدرك أيَّ نابتةِ غضبةٍ لله و لرسوله و لدينه؛
فالمسألة خلافية أيها الأحمق المعرِض عن علوم الآلة؛
فاسكت ... لا أمَّ لك ...
و افغر فاهك عن ابتسامة عريضة!
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[28 - 11 - 10, 06:41 م]ـ
الشيخ سلمان العودة الذي قال: بأن هذه المسألة مختلف فيها بين الفقهاء، وبالنسبة له فهو يعتبر أنه إذا تم تجسيد دور الصحابي بشكل مقبول وحسن ودون تزوير أو إساءة له ودون وجود مشاهد فاضحة، فإنه أمر حسن، أما إذا كان المسلسل يسيء للصحابي المراد تمثيله وفيه تزوير للتاريخ فإنه أمر مذموم ينبغي الابتعاد عنه، وعلى المنتجين وأصحاب الفضائيات والممثلين والمخرجين أن يتقوا الله! ويسعوا لإظهار هذه الشخصيات كما هي دون زيادة أو نقصان، حتى تتحقق الفائدة المرجوة من العمل.
http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=6&id=408
نعوذ بالله من التلبيس!!!!
هل قال أحد من الفقهاء بجواز تمثيل الصحابة؟؟
وذكر من الشروط الا يوجد مشاهد فاضحة، هل يفهم منه اذا كان هناك منكر غير فاضح من تبرج واختلاط وموسيقى أنه سائغ؟
لا أدري إلى أين تسير يا دكتور سلمان
الله يهدينا وإياك!
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[28 - 11 - 10, 06:54 م]ـ
و قد قرأت منذ أيام قلائل في جريدة " عكاظ " اقتراحاً عبقرياً! من أحد الكتاب الذي ظن بأنه قد أتى بحل جهنمي للموضوع هذا قد عجز الأوائل و الأواخر عنه فقال هذا المعثَّر:
لماذا لا يحدث في هذا المسلسل كما حدث في مسلسل عبد الحليم حافظ؟
قال هذا الأريب الألمعي - فض فوه -: الحل أن يحدث في هذا المسلسل كما حدث عند تمثيل مسلسل عبد الحليم حافظ من أن يتم التعاقد مع البطل الذي سيجسد الشخصية على بطولة هذا المسلسل فقط ثم يختفي نهائياً و لا يقدم أي أدوار أخرى حتى لا يقع في أداوار ينتقده عليها الناس و من ثم تظل صورة الشخصية التي قام بها مصورة في أذهان الناس بشكل جيد و طلب الكاتب أن يُشترَط على من يؤدي دور عمر بن الخطاب نفس الشرط الذي طُبق في مسلسل عبد الحليم حافظ.
قلت: واغوثاه بالله اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم.
ـ[طويلبة شنقيطية]ــــــــ[28 - 11 - 10, 07:10 م]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
..........(132/261)
اللغة التي يسأل بها أهل القبور في قبورهم
ـ[خالد سالم ابة الهيال]ــــــــ[01 - 10 - 10, 09:05 ص]ـ
الصحيح من أقوال أهل العلم أنهم يسألون بلغة يفهمونها
وبه تفتي اللجنة الدائمة، والشيخ ابن عثيمين رحمهم الله جميعا.
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 450): " إذا مات الإنسان ودفن جاءه ملكان وسألاه عن ربه ونبيه ودينه بلغة يفهمها " انتهى.
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" قال بعض العلماء: يُسأل بالسريانية، سبحان الله! السريانية لغة النصارى، والظاهر - والله أعلم - أن هذا القول مأخوذٌ من النصارى؛ لأجل أن يفتخروا ويقولوا لغتنا لغة السؤال في القبر لكل ميت.
والذي يظهر أنه يُسأل بما يفهم: إن كان من العرب فباللغة العربية، إن كان من غير العرب فبلغته " انتهى.
"شرح العقيدة السفارينية" (ص/435) دار الوطن.
والأولى في نظرنا السكوت عن ذلك كله حيث لم يرد فيه نص صحيح، والاشتغال بمثل هذه التفاصيل مما لا منفعة فيه للسائل في أمر دينه ودنياه، ويكفيه من ذلك أن يؤمن أنه يُسأل في قبره، وأن يسأل الله أن يوفقه للعمل بطاعته، وأن يلهمه الجواب، ويثبته عند السؤال.
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله السؤال الآتي:
" بماذا يخاطب الناس يوم البعث؟ وهل يخاطبهم اللّه تعالى بلسان العرب؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية , وأن لسان أهل الجنة العربية؟
فأجاب رحمه الله:
لا يعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ , ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا؛ لأن اللّه تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك , ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهَنَّمِيِّين، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي , ولا نعلم نزاعًا في ذلك بين الصحابة رضي اللّه عنهم، بل كلهم يكفون عن ذلك؛ لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول , .. ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين.
فقال ناس: يتخاطبون بالعربية. وقال آخرون: إلا أهل النار , فإنهم يجيبون بالفارسية , وهي لغتهم في النار. وقال آخرون: يتخاطبون بالسريانية؛ لأنها لغة آدم , وعنها تفرعت اللغات. وقال آخرون: إلا أهل الجنة , فإنهم يتكلمون بالعربية.
وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها , لا من طريق عقل ولا نقل , بل هي دعاوى عارية عن الأدلة , واللّه سبحانه وتعالى أعلم وأحكم " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (4/ 300).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب(132/262)
افتتاح موقع فضيلة الشيخ / أحمد بن أحمد العيسوي.
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:24 ص]ـ
تم بحمد الله تعالي وتوفيقه افتتاح موقع فضيلة الشيخ الفقيه الأصولي ((الرباني)) ـ كذلك أحسبه ـ؛
أحمد بن أحمد العيسوي المصري.
وهذا هو رابط الموقع؛
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / أحمد العيسوي ( http://www.alessawy.com/index.php)
وللشيخ غرفة صوتية، تبث دروسه المباشرة عليها.
ويستقبل الفتاوي علي نفس الموقع.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..... ،
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[02 - 10 - 10, 12:39 ص]ـ
بارك الله في الشيخ ونفع به.
والشيخ حفظه الله كما وصفته وزيادة, والحمد لله على هذا الموقع.(132/263)
أريد رأيكم في هذا الموضوع عاجلا
ـ[أبو ريوف]ــــــــ[02 - 10 - 10, 02:24 م]ـ
إخواني في هذى المنتدى المبارك أريد إبداء رأيكم بخصوص ابني الذي في الروضة حيث أن عندهم غدا الأحد احتفال اليوم الوطني والمشكلة أنهم طلبوا مبلغا ماليا (وهو اختياري) لإلباس الأطفال لبسا خاصا لهذا الإحتفال لمن أراد أهله ذلك
وتعلمون غيرة الأطفال بعضهم من بعض
سؤالي هل يجوز لي أن ألبي طلبهم وأدفع المبلغ أم لا؟(132/264)
يوصي لي إن ماتَ وأوصي له إن متُ.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[02 - 10 - 10, 04:30 م]ـ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
إخوتي الأحبة,
هل تعلمون بأسا في أن يقول أحد الاخوة لغيره: " أوصي لي بكذا"؟
كأن يقول لي: "أوصي لي بكتب شيخ الإسلام" أو أقول له: "أوصي لي بكتب الشيخ بن عثيمين رحمه الله"
لو اتفقت أنا وأحد الاخوة على أن يوصي لي بمكتبته - أو بعضا منها-بعد موته , وأنا بدوري أوصي له بمكتبتي - أو بعضا منها- بعد موتي.
هل في هذا حرج؟
وهل يدخل هذا في باب الرقبى أم في باب الوصية؟
وبارك الله فيكم.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:57 م]ـ
تعديل:
يوصي لي إن ماتَ وأوصي له إن متُّ.
(مع أن الضمة فوقها شدة على حرف الثاء (على لوحة المفاتيح))
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[24 - 10 - 10, 02:54 م]ـ
للدفـ (والرفع) ـــــع.(132/265)
بعض الأطباء ينصحون بشرب الماء على الريق
ـ[أبو محمد سيلاني]ــــــــ[02 - 10 - 10, 08:03 م]ـ
إخوة الملتقى - رعاكم الله -،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد،
فإنني أوافيكم اليوم باستفسار عن شيئ من هدي النبي – صلى الله عليه وسلم -، وأرجو منكم إفادتي بجواب سريع – لو سمحتم-، و السؤال أن بعض الأطباء ينصحون بشرب الماء على الريق فور الاستيقاظ من النوم صباحا مباشرة قبل تطهير الفم بالسواك و يقولون إن فيه فوائد صحية للجسم، وما هو هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذاا لأمر هل كان يشرب أو يأكل شيئا قبل السواك عقب النوم أو بالعكس؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 01:07 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=141587(132/266)
فتوى في شبهات
ـ[أبو عبد الرحمن الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 10, 03:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحتاج فتوى في شبهات شخص. قد اثارت بعض الكلام. وقد افتتن بها بعض الناس فهل من طالب للخير يعرضها على احد العلماء الاجلاء مثل الخضير او محمد المختار الشنقيطي حفظهم الله وباقي علمائنا الافاضل. حتى نكون على بينة من امر هذا الرجل.
كنت قد وضعت عنوان موقعه سهوا. ارجو ممن يريد ان يعرضها على احد العلماء ان يراسلني على الخاص(132/267)
أخيرا حلقة برنامج مداد
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 01:30 م]ـ
بعد بحث لمدة اسبوع
رفعها اخ جزاه الله خيرا من منتدى فرسان السنة
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=183573
ولا تنسونا من صالح الدعاء(132/268)
الأصل في جواز نقل ماء زمزم خارج مكة
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[03 - 10 - 10, 03:52 م]ـ
كنت أبحث عن الأصل في جواز نقل ماء زمزم خارج الحرم فوجدت هذا الأثر في مصنف عبدالرزاق وأخبار مكة للأزرقي، وأخبار مكة للفاكهي:
عبدالرزاق: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو: " إِنْ جَاءَكَ كِتَابِي لَيْلًا فَلَا تُصْبِحَنَّ، أَوْ نَهَارًا فَلَا تُمْسِيَنَّ، حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَاءً مِنْ زَمْزَمَ " فَاسْتعَانَتِ امْرَأَةُ سُهَيْلٍ أُثَيْلَةَ الْخُزَاعِيَّةَ جَدَّةَ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهَيْرٍ، فَأَدْلَجَتَا وَجَوَارٍ مَعَهُمَا، فَلَمْ تُصْبِحَا حَتَّى فَرَتَا مُزَادَتَيْنِ فَزَعَبَتَاهُمَا، وَجَعَلَتَاهُمَا فِي كُرَّيْنِ غُوطِيَّيْنِ، ثُمَّ مَلَأَتْهُمَا مَاءً، فَبَعَثَتْ بِهِمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ولست أدري إن كان الأثر صحيحا أم لا.
والله أعلم(132/269)
إلى من يعرف الدكتور أحمد عبدالكريم نجيب
ـ[جمعة العيد]ــــــــ[03 - 10 - 10, 06:18 م]ـ
السلام عليكم
هل من أحد يعرف الدكتور أحمد عبدالكريم نجيب وأين يقيم الآن؟ ومن يعرف رقم هاتفه الرجاء أن يرسله لي على الخاص.(132/270)
رأيكم في ترميم بيوت الطين
ـ[أبو ريوف]ــــــــ[03 - 10 - 10, 08:19 م]ـ
تعلمون أيها الإخوة أنه في بعض المحافظات ظهرت ظاهرة ترميم بيوت الطين وبذل الأموال الطائلة فيها إن لم تصل إلى الملايين أريد أن تنوروا متصفحي بأرائكم في هذا الموضوع(132/271)
طلب مخطوط في أصول الفقه
ـ[عبدالكريم العبود]ــــــــ[03 - 10 - 10, 10:26 م]ـ
السلام عليكم
أتمنى أن أجد مخطوط بعنوان نهاية مقصد الراغب لمحمود بن علي القونوي {الجزء الأول} حيث يتوفر لدي الجزء الثاني وهذا رابطه:
http://www.mediafire.com/file/jjjmfjjemnk/ نهاية ( http://www.mediafire.com/file/jjjmfjjemnk/%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9) مقصد الراغب لمحمود بن علي القونوي. pdf
أرجو ممن له دراية فيه أن يفيدني وشكراً(132/272)
الشيخان حافظ حكمي و السعدي.
ـ[معاذ الصالح]ــــــــ[03 - 10 - 10, 11:54 م]ـ
من يقرأ مقدمة الشيخ حافظ حكمي لمعارج القبول التي فيها ذكر لأسماء الله الحسنى مع شرحها يكاد يجزم أنها من كلام السعدي، فهل استفاد الشيخ من تفسير السعدي أم لا؟
قد يكون الموضوع غير مهم للبعض لكن من عنده علم فلا يبخل علينا.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[04 - 10 - 10, 06:04 ص]ـ
نعم ذكروا ذلك في ترجمة الشيخ حافظ الحكمي و أنه وقع له اشكال في صفة الكلام لله هي ذاتية أو فعلية حتى وقف على كلام الشيخ ابن سعدي و ارتضاه هو و أخوه الأكبر ونقله في كتابه أعلام السنة المنشورة
ـ[معاذ الصالح]ــــــــ[05 - 10 - 10, 12:09 ص]ـ
أحسن الله إليك أبا عبد الرحمن.(132/273)
دراسة علمية شرعية
ـ[همام النجدي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 07:24 ص]ـ
دراسة علمية شرعية
مجموعة من الباحثين الشرعيين
5 شوال 1431هـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد:
طالعتنا الصحف يوم الاثنين الرابع من شهر شوال لعام 1431هـ بإدانة من عدد قليل من الفعاليات الشيعية لما يقوم به المدعو ياسر الحبيب وصهره مجتبى الشيرازي من كفريات في حق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها, وطالعتنا الصحف بعدد من المباركات والتشكرات من عدد من الكتاب السعوديين لأولئك.
وقد قرأنا جميع ما نقل عنهم فلم نجد فيه ما يحملنا على شكرهم أو الزعم بأن ما صدر عنهم يصب في خانة الوحدة الوطنية والسعي إليها, وذلك للأمور التالية:
أولاً: موقف ياسر الحبيب ليس موقفاً معزولاً عن التراث المعتمد عند مراجع الشيعة, فكتبهم المعتمدة في مذهبهم تقول في عائشة الأقوال الخبيثة نفسها التي تفوه بها ياسر الحبيب وصهره الشيرازي، ومن قبلهم محمد العاملي مؤلف كتاب "خيانة عائشة".
ومن هذه الكتب "الكافي" للكليني, و "الأنوار النعمانية", و "من لا يحضره الفقيه", و "بحار الأنوار", و "تفسير القمي" و "مشارق أنوار اليقين" و "البرهان في تفسير القرآن" و "الهداية الكبرى" وغيرها من المصادر القديمة. وأيضاً توجد هذه العقيدة في المراجع المعاصرة كـ "مصباح الفقاهة" و "حق اليقين في معرفة أصول الدين"، وكتاب (خيانة عائشة) للعاملي, وغيرها.
ومع هذا فإن هؤلاء المثقفين الشيعة ينصّون بأن ما يقوله ياسر الحبيب لا يمت للمذهب بصلة، وهذا ما يجعلنا نشعر بأن ما صدر عنهم هو نوع من أنواع الاستغفال, إذ كيف تُجمع مصادر الشيعة على هذه العقيدة العفنة ثم يقول هؤلاء: إنها لا تمت للمذهب بصلة. لذلك فإن المنتظر منهم أن يتبرأوا من القول أياً كان قائله، والرد على هذه المصادر، والنقد الصريح لما فيها والبراءة منها كما تبرأوا من الحبيب وصهره. ولذلك فبراءة هؤلاء المثقفين من ياسر الحبيب ليست كافية في تبرئة الشيعة من هذا المعتقد الخبيث ما لم تتم البراءة من القول نفسه وممن قاله أياً كان، كل ذلك فضلاً عن قلة عدد المتبرئين إذا ما قورن بعدد من أعلن غضبه حينما صدرت بعض التصريحات ضد السيستاني.
ثانياً: كل ما قرأناه ليس فيه حديث عن تبرئة عائشة رضي الله عنها من الكفر أو الفسق, وكل ما وجدناه إنما هو البراءة من ياسر الحبيب ومن صهره ومن قولهم هذا. ولم يأت عنهم نص على براءة عائشة رضي الله عنها مما ينسبه هؤلاء إليها. ولم يتحدث أحد من هؤلاء عن طهارتها وعفتها إلا بطريق التلميح، كاستنكارهم لأن يتعرض أحد للحديث عن عرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعدم تجويزهم إيذاءه صلى الله عليه وآله وسلم, والحقيقة أن المسألة أكبر من ذلك.
ثالثا: الشيعة الاثني عشرية يؤمنون بالمرجعية, وكل فرد منهم له مرجعه العظيم، كما يسمونهم, ولهذا فإن أي بيان من طلبة علم ومثقفين لا يعبر في نظر الشيعة عن المذهب. وفي كل ما قرأناه لم نقرأ نقلا من أحد هؤلاء المثقفين عن أحد هؤلاء المراجع, وكلهم -أي المراجع- مع الأسف لا يوجد بينهم سعودي واحد.
رابعاً: المصرّحون بالطعن على عائشة رضي الله عنها، منهم من يحمل لقب آية الله وهو مجتبى الشيرازي، وهذا اللقب لا يحمله أحد ممن تبرأ من ياسر الحبيب, ولا يخفى أن التدرج اللقبي له وزنه الكبير لدى الشيعة.
خامساً: لا شك أن ما يتفوه به ياسر الحبيب ومن لف لفه تكذيب للقرآن الكريم الذي برأ عائشة رضي الله عنها وحكم على متهميها بالنفاق. لهذا فإن مجرد استنكار قول ياسر الحبيب غير كاف في إدانته بل المطلوب النص على حكم مكذب القرآن أو آية منه عند الشيعة وتطبيقه على ياسر الحبيب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/274)
سادساً: قرأنا ما صدر عن المجمع العالمي لأهل البيت في أواخر شهر رمضان من استنكار لما يدلي به ياسر الحبيب من تصريحات، فلاحظنا أنه يعتمد على التلبيس على الأمة واستغلال جهلها بمصادر الشيعة لتمرير بعض المغالطات, من ذلك عدم ذكرهم لاسم عائشة رضي الله عنها ولا وصفها رضي الله عنها بأم المؤمنين, وهذا الوصف اكتسبته رضي الله عنها بقطعي القرآن (وأزواجه أمهاتهم) , كما أن البيان ينفي نسبة الطعن فيها إلى المذهب الشيعي بل ينسبها إلى الاستعمار, وهذا تلبيس عظيم لما قدمناه من عراقة هذه العقيدة في مصادر التشيع, وكذلك تأكيد البيان أن سبب صدوره هو منطلقات مصلحية وليس غضبة لأم المؤمنين وللقرآن الكريم الذي ثبتت فيه براءتها رضي الله عنها. كما أن البيان ينسب لأئمة الشيعة بشكل إجمالي تحريم التطاول على عرض الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم ينقل البيان نصاً واحداً يحرم قذف عائشة رضي الله عنها أو تكفيرها أو تفسيقها.
سابعاً: استشهدوا بالخميني في مقام المدح له على تصدّيه لسلمان رشدي مع أن عقيدة الخميني في أم المؤمنين رضي الله عنها هي خلاف ما حاولوا إيهام الناس به، حيث وصفها في كتابه المسمى (كتاب الطهارة) بأنها أخبث من الكلاب والخنازير!
وأخيرا فإننا على يقين بأن كثيراً ممن سيقرأ ما كتبناه، سيصنفونه من باب ترسيخ العداوة والحقد والانفصام بين مكونات الوطن, والحقيقة أن ما نقوله يصب في خدمة التوافق والتعايش على أسس صحيحة ومتينة، وليس على أسس هشة وموهومة, ولو سكت هؤلاء المثقفون الشيعة عن البراءة أصلاً لما طالبهم أحد بها, أما وقد بادروا من تلقاء أنفسهم، فمن حقنا أن نطالبهم ببناء براءتهم هذه على أسس متينة قوية لها صفة الديمومة والبقاء, لا على أسس هشة تتغير بتغير الأحوال والأزمان والأمكنة.
دراسة علمية شرعية كتبها ودققها:
- د/ محمد بن إبراهيم السعيدي (عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى).
- د/ خالد بن محمد الغيث (عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى بمكة المكرمة).
- الشيخ توفيق مصيري (عضو الهيئة العالمية للسنة النبوية) ..
- الشيخ خالد بن أحمد الزهراني (عضو الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب بالجامعة الإسلامية).
- د فاروق الشمري (كاتب ومفكر إسلامي).
- د/ محمد بن سليمان البراك (أستاذ مشارك بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى).
- الشيخ عبدالله بن سليمان الشايع (عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود بالرياض).
- الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الحمد (رئيس قسم التوعية بإدارة الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني).
- الشيخ عبدالله بن محمد الزقيل (كاتب ومفكر إسلامي).
- د/ عبدالعزيز بن عبدالله المبدل (الأستاذ بكلية التربية بجامعة الملك سعود).
- د/ عبدالرحمن بن جميل القصاص (أستاذ مشارك بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى).
- د إبراهيم بن علي الحذيفي (أستاذ مشارك بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى).
- الشيخ خالد بن إبراهيم الصقعبي (المستشار الأسري).
- د/ صالح بن عبدالله الملحم (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالأحساء).
- الشيخ جازع بن عبدالعزيز الدوسري (نائب مكتب الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني بالمدينة السكنية).
- د/ عبدالله بن محمد الحكمي (عضو متقاعد بهيئة التدريس بجامعة الإمام بالرياض).
- الشيخ منذر النابلسي (الأمين العام بلجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة بفلسطين).
- د/ محمد بن إبراهيم النعيم (عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل بالإحساء).
- الشيخ عبدالله حيدري (باحث إيراني).
- الشيخ صالح بن محمد الحمودي (الداعية الإسلامي المعروف).
- الشيخ عمر بن عبدالعزيز بالطيور (القاضي بديوان المظالم بجدة).
- د/ إبراهيم عباس (استشاري).
- الشيخ تركي بن علي اللطيف (باحث في شؤون الفرق).(132/275)
تسويق الفتاوى الشاذة
ـ[همام النجدي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 09:09 ص]ـ
تسويق الفتاوى الشاذة
بقلم
يوسف بن احمد القاسم
الرأي الشاذ هو: (كل رأي فقهي مخالف لصريح النص، أو الإجماع، أو القياس الجليّ)، كما ألمح إليه الإمام القرافي في الفروق، ثم قال: "يجب على أهل العصر تفقّد مذاهبهم، فكل ما وجدوه من هذا النوع، يحرم عليهم الفتيا به".أهـ. فصرَّح رحمه الله بأهمية تفقد الفقيه للآراء الشاذة في المذاهب الفقهية؛ لئلا يقع المفتي في ورطة الفتيا بهذه الآراء المخالفة صراحة للنص أو الإجماع أو القياس الجليّ وهو لا يشعر، كما أبان بوضوح تحريم الفتيا بهذه الآراء الشاذة. وقد تكلم الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين عن الموضوع بتوسع، وذكر الرأي الباطل وأنواعه، ومنها الرأي المخالف للنص، ثم قال: (وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام فساده وبطلانه، ولا تحلّ الفتيا به ولا القضاء، وإن وقع فيه من وقع بنوع تأويل وتقليد!!)، ثم قال: (وكل من له مسكة من عقل، يعلم أن فساد العالم وخرابه إنما نشأ من تقديم الرأي على الوحي، والهوى على العقل، وما استحكم هذان الأصلان الفاسدان في قلب إلاّ استحكم هلاكه، ولا في أمة إلاّ فسد أمرها أتم الفساد، فلا إله إلاّ الله كم نُفي بهذه الآراء من حق، وأُثبت بها من باطل، وأُميت بها من هدى، وأُحيي بها من ضلالة!! وكم هُدم بها من معقل الإيمان، وعُمر بها من دين الشيطان!!).
وفي وقتنا الحاضر أصبحت الآراء الباطلة والفتاوى الشاذة إما مصدراً من مصادر الرزق لبعض وسائل الإعلام وغيرها، وإما مصدراً من مصادر الشهرة، وإما مصدراً من مصادر التسويق لفكر ما، وقد ظهر في عصرنا من يروّج لبعض هذه الآراء؛ لمجرد أن هناك من أخذ بهذا الرأي من العلماء، وبهذا يكتسي رأي العالم صفة القداسة كالنص عياذاً بالله .. ! وأقرب مثال على هذا، ما أثير قبل سنة أو أكثر، حول إمامة المرأة للرجال في الصلاة، ودعوة الرجال المسلمين في إحدى الولايات الأمريكية للائتمام بامرأة في إحدى الأماكن الدينية .. ! ثم أعيد إحياء هذا القول قبل أسبوعين أو ثلاثة تحت رعاية إمامة أخرى، متلفعة بمرطها .. ! وقد أوجد مثل هذا التصرف صدمة قوية في الأوساط العلمية، بل وفي أوساط العامة، ومع هذا الرأي النشاز والشاذّ، فإنه لم يعدم من يقف في صفه، ويصفق له .. ! كما هو الحال في فتوى الاختلاط المثيرة للسخرية ونحوها من الفتاوى المفخّخة، وقد غدت هذه الآراء الشاذة قريبة المنال بسبب تيسر محركات وأدوات البحث الإلكتروني، فلم يعد إصدار مثل هذه الفتاوى منهكاً لمن أراد أن يتبناها، ناهيك عن بعض الكتب المطبوعة التي تروّج لبعض هذه الآراء، فيأتي متصدّر الفتوى، ويتصفح الأقوال في المسألة عبر الكتاب المطبوع أو الممغنط، ويقرأ أدلة كل قائل، ثم يطلق الفتوى من العيار الثقيل، وآخرها فتوى إباحة المعازف، مع وجود نص صحيح صريح في "صحيح البخاري" (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر، والحرير، والخمر، والمعازف)، والذي يحاول البعض عبثاً التشكيك في صحته بتتبع أقوال لعلماء بالطعن فيه، وربما نشهد هذه الأيام القادمة تنافساً محموماً وتسابقاً غير مسبوق لنشر هذه الفتاوى ليكون للمفتي قصب السبق في إطلاق الفتوى، وبالتالي يحظى بما يتطلع إليه من أهداف، وأتحدث هنا عن مصدري الفتاوى من غير المتخصصين، ممن لا يحق لهم الفتوى أصلاً، لمجرد أنه إمام مسجد أو خطيب جامع، أو قارئ مشهور، أو رجل هيئة، أو ذو مشلح ولحية كثّة، ممن هم خارج دائرة الاجتهاد، وداخل دائرة العوام في باب الفتوى، ولا ريب أن الحاجة ماسّة اليوم لبيان خطورة ترويج مثل هذه الآراء الشاذّة، وعدم جواز التعويل عليها؛ حتى لا يغترّ بها العامة. والعالم المجتهد حين يصدر منه رأي شاذّ، فإنه يردّ عليه خطؤه، وله أجر اجتهاده، أما إن صدر الرأي الشاذّ من عامي متمشيخ فهذا يرد عليه خطؤه، وعليه إثم اجتهاده؛ لأنه جاهل، والجاهل لا ضير أن يجتهد في شراء سيارته أو تأثيث منزله أو اختيار شريكة حياته، لا أن يزاحم العلماء، ويتسلق على النصوص ..
ومن الآراء الشاذة قديماً:
1 - القول بأن ماء البحر غير مطهر، ولا رافع للحدث.
2 - القول بوجوب غسل العينين في غسل الجنابة.
3 - القول بأن التيمم يكون بمسح اليدين إلى الإبطين.
4 - القول بأن لبن الرجل محرم في الرضاع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/276)
5 - القول بأن الرجل لا يُقتل بالأنثى.
6 - القول بأن القتل بالمثقل وبالسمّ لا يوجب القصاص.
إذن على هذه الأقوال الشاذة، لا تتطهروا أيها القرّاء من مياه البحر؛ لأنه غير مطهّر، واغسلوا أعينكم من الداخل عندما تجنبون، وتيمّموا إلى الآباط عند فقدكم للماء أو عجزكم عن استعماله، وأرضعوا أيها الرجال من تشاؤون لتكونوا محارم لمن شئتم، وتجرّؤوا على دماء النساء فإنها غير موجبة للقصاص، وليبحث القتلة عن أدوات للقتل كالمثقل والسم ليفرطوا من العدالة. . لا، بل احذروا- أيها القرّاء- استعمال البرقية فإنها من الجن، ولا تستخدموا السيارة ولا تركبوا الطائرة فإنها من السحر، واقترضوا بالربا عبر الأوراق النقدية فإنه لا يجري فيها الربا، ولتتأخر أوطان المسلمين بهذه الفتاوى الشاذة، ولتشتغل شعوبنا بآراء مهترئة من الداخل، لتتطاحن حولها لشهور وسنوات، ولتتقدم الدول الأخرى بما هو أصلح لشعوبها.
وفي الواقع أن وباء الشذوذ لم يطلِ الآراء الفقهية فحسب؛ فهناك الآراء الشاذة في أصول الفقه، والتفسير، والنحو. . الخ، وهذه كلها آراء يجب أن تُطرح، ولا يرفع لها العالم رأساً، وخطورة تبني الآراء الشاذة في العلوم الشرعية أشد من تبنيها في غيرها من العلوم.
وأنبه هنا إلى خطورة تبني وسائل الإعلام في بلادنا لنشر الآراء الشاذة؛ لأن تبنيها لا يثير البلبلة في صفوف العامة، ويقوّض وحدة الصف فحسب، بل إنه يمهد لتبني آراء شاذة تقوض مؤسسات الدولة واحدة بعد أخرى، فتبني آراء شاذة في باب الزكاة يهدم ما تبنيه مصلحة الزكاة منذ سنين، وتبني آراء شاذة في باب الصلاة والصيام يهدم ما تبنيه هيئات الأمر بالمعروف منذ تأسيسها، وتبني آراء شاذة في باب الحج يهدم ما تبنيه وزارة الحج من خطط واستراتيجيات في المشاعر وغيرها، وتبني آراء شاذة في باب الإنكار على الحكام يهدم الدولة برمتها، ويسمح بالخروج على الولاة بمجرد وقوعهم في المعاصي، فهل ترضى وسائل الإعلام المقروءة وغيرها أن تخلق حججاً للمتطرفين، ولمن يتبني رأي الخوارج مثلاً؟
إنني أرى أن هناك خطاً أحمر لوسائل الإعلام يمنع الاقتراب منه؛ لأن الاقتراب منه يعني اللعب بالنار.
وهذا الخط الأحمر هو عدم المساس بالدين باسم الرأي الحر؛ لأن الرأي إذا كان مصادماً لصريح النص أو الإجماع أو القياس الجليّ، فإنه يكون رأياً شاذاً، والرأي الشاذ يجب أن يُكبّر عليه أربعاً، ثم يُقبر، لا أن يمهّد له الطريق، تحت شعار: "دعه يعمل، دعه يمر .. ! " وهذه العبارة ثبت فشلها في باب الاقتصاد، ولكن بعد فوات الأوان، فهل نسمح بعبورها في باب الفتوى، لنكتشف ضررها بعد فوات الأوان؟!
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 11:15 م]ـ
جزاك الله خيرا.(132/277)
هل يجوز أن أعمل عن موظف مقابل أجر بدون إذن صاحب العمل؟
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[04 - 10 - 10, 01:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
هل يجوز أن أعمل عن موظف مقابل أجر بدون إذن صاحب العمل؟
علماً أنني موظف في الحكومة و هناك موظفين يعملون عملاً يتعارض مع وظيفتنا و يطلبون مني أن أعمل عنهم مقابل أجر معين ....
سألت أحد طلبة الألباني قال: يجوز ... ما لم تتعرض لمساءلة
لكن أريد رأي يفصل الأدلة جزاكم الله خيراً
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[04 - 10 - 10, 02:05 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
للمدراسة و ليس للفتوى
هذا الموظف مطلوب عليه أن يعمل عملاً معيّن في وقت معيّن مقابل أجر معيّن .. لنقل مثلاً: مائة ريال .. و يُريد أن يكلفك بالعمل مكانه مقابل أجر.
أعتقد أن هناك فرق بين أن يعطيك الأجر كامل "مائة ريال" و بين أن يعطيك جزء منه.
لأنه إذا أخذ جزء من المبلغ فسيأخذه بناءً على عقده مع صاحب العمل و ليس لأنه يعمل فستكون عوناً له على أن يأخذ هذا المبلغ من غير عمل .. بل لأنه يخدع صاحب العمل!!.
أما إن كان يعطيك الأجر كاملاً .. فأظنها أسهل
و مثل هذه المسائل التي تتعلق بمصدر الرزق و ما إلى ذلك يجب تسأل الشيخ الثقة الورع و يجب عليك تصوير المسألة له تصويراً جيداً.
و أكرر كلامي مجرد مدارسة لا فتوى.
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[04 - 10 - 10, 02:34 م]ـ
شكراً شيخنا الحبيب على ورعك في الرد
و بارك الله فيك
هل من مجيب؟
انتظر الشيخ الحبيب إحسان العتيبي فأنا أثق به أو أي طالب علم مرت عليه مثل هذه المسألة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 06:49 م]ـ
= أخي أحمد جزاك الله خيرا على حسن ظنك، وجزى الله خيرا أخانا يوسف القرون
= السؤال غير واضح ومحتمل لأمور كثيرة:
1. الموظف الذي ستعمل عنه هل سيكتب نفسه أو يكتب عنه أحد أنه حضر إلى الدوام؟
إن كان كذلك: فهو أمر محرَّم وغش وشهادة زور.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
أحيانا يطلب مني زميلي في المحاضرة أن أقوم بتحضيره مع أنه غائب، حيث تمر ورقة التحضير فأكتب اسمه. فهل هذه الخدمة إنسانية، أم أنه نوع من الغش والخداع؟
فأجاب رحمه الله:
هي خدمة، ولكنها خدمة شيطانية، يمليها الشيطان على هذا الذي فعل وحضَّر من ليس بحاضر، وفي ذلك ثلاثة محاذير: المحذور الأول الكذب، والمحذور الثاني خيانة المسئولية في هذه المصلحة، والمحذور الثالث أنه يجعل هذا الغائب مستحقاً للراتب المرتب على الحضور، فيأخذه ويأكله بالباطل، وواحد من هذه المحاذير يكفي بالقول في تحريم هذا التصرف الذي ظاهر سؤال السائل أنه من الأمور الإنسانية، والأمور الإنسانية ليست محمودة على الإطلاق، بل ما وافق الشرع منها فهو محمود، وما خالف الشرع فهو مذموم، والحقيقة أن ما خالف الشرع مما يقال عنه عمل إنساني فإنه اسم على غير مسماه، لأن ما خالف الشرع فهو عمل بهيمي، ولهذا وصف الله الكفار والمشركين بأنهم كالأنعام (يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام، والنار مثوى لهم) وقال (إن هم إلا كالأنعام. بل هم أضل سبيلاً) فكل ما خالف الشرع فهو عمل بهيمي لا إنساني.
" فتاوى علماء البلد الحرام " (ص 396).
2. إن كنتَ موظفا فأنت محبوس في وقت دوامك كله لصالح صاحب العمل، ولا يحل لك عمل أي شيء خاص بك يأخذ من وقت دوامك الذي تستوفي مقابله مالاً، إلا أن يكون هذا في وقت ضائع لا عمل فيه فيجوز حتى لو كان مقابل أجر كمن يحضر جهاز الحاسوب خاصته ويطبع أو يبحث من خلاله.
وفي جواب السؤال رقم (72833) من موقع الشيخ المنجد:
ما حكم القيام بعمل خاص بي أثناء الدوام مع العلم أنه لا يوجد ما أعمله؟.
الحمد لله
إن كان عمله الآخر يتطلب منه الخروج من عمله الأول فهذا يظهر أنه لا يجوز؛ لأنه يخالف شرط العمل الأول، والعمل الأول اشترط عليه أن يداوم من كذا إلى كذا، والمسلمون على شروطهم، وإن كان عمله الثاني لا يقتضي مفارقة العمل الأول ولا يزاحمه ولا يؤخره، وإنما يشتغل بعمل إذا وجد فسحة في أثناء عمله فيظهر أن هذا لا يضر؛ لأن الوقت ما دام ليس مشغولاً فهو ضائع غير مستفاد منه.
فضيلة الشيخ أ. د. خالد بن علي المشيقح.
انتهى
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/278)
إذا قام الموظف بأداء عمله المكلف به وأراد أن يستفيد من وقت الدوام بقراءة القرآن، أو قراءة شيء مفيد، أو
حتى أراد أن ينعس ليرتاح قليلا، فهل عليه شيء من ذلك؟
فأجاب: " ليس عليه شيء مادام قائما بالعمل الذي وكل إليه، أما إذا كان يفرط أو ينقص من أداء عمله، فإن ذلك حرام عليه ولا يجوز، وأما النعاس فلا رخصة له فيه لأنه لا يملك نفسه فقد ينام عن عمله من حيث لا يشعر " انتهى
نقلا عن "فتاوى الحقوق" جمع خالد الجريسي ص 59.
وفي جواب (132563) من الموقع نفسه:
لا يجوز للموظف أن يخرج من عمله قبل نهاية وقت الدوام الرسمي، لأن الراتب الذي يتقاضاه من الدولة هو مقابل بقائه في العمل المدة المتفق عليها، سواء كان هناك عمل أم لم يكن.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: النظام الذي هو الدوام الرسمي للدولة تجد البعض يأتي متأخراً نصف ساعة أو ينصرف من العمل قبل انتهاء الدوام بنصف ساعة، وأحياناً يتأخر ساعة أو أكثر، فما الحكم في ذلك؟
فأجاب: " الظاهر أن هذا لا يحتاج إلى جواب؛ لأن العوض يجب أن يكون في مقابل المعوض، فكما أن الموظف لا يرضى أن تنقص الدولة من راتبه شيئاً، فكذلك يجب ألا ينقص من حق الدولة شيئاً، فلا يجوز للإنسان أن يتأخر عن الدوام الرسمي، ولا أن يتقدم قبل انتهائه.
السائل: ولكن البعض يتحجج أنه لا يوجد عمل أصلاً؛ لأن العمل قليل؟
فأجاب الشيخ: المهم أنت مربوط بزمن لا بعمل، يعني: قيل لك: هذا الراتب على أن تحضر من كذا إلى كذا، سواء كان هناك عمل، أو لم يكن هناك عمل، فما دامت المكافأة مربوطة بزمن، فلا بد أن يستوفى هذا الزمن، يعني: أن يوفي هذا الزمن، وإلا كان أكلنا لما لم نحضر فيه باطلاً " انتهى.
"لقاء الباب المفتوح" (9/ 14).
وسئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله: هل يجوز للعامل أن يخرج وقت دوامه بصفة دورية بحجة أنه لا يوجد عمل يؤديه , برغم أن راتبه كبير نسبة للعمل القليل الذي يؤديه؟
فأجاب:
" لا يخرج الموظف من مقر عمله حتى ينتهي وقت الدوام ولو كان فارغاً وسواء كان راتبه كثيراً أو قليلاً , لكن إن عرض له عارض وحدث له أمر يضطره إلى الخروج كمرض أو شغل ضروري لا يجد من الخروج له بداً فله ذلك ثم يرجع بعد انتهائه من شغله؛ وذلك لأن وقته مملوك عليه للدولة أو للشركة التي يعمل فيها، إلا إن كان عمله ميداناً محدداً فله أن ينهى ذلك العمل المحدد ثم يذهب حيث يشاء " انتهى.
"فتاوى مهمة لموظفي الأمة" (ص 60).
وعلى هذا، فيكون الوقت الذي خرجته قبل نهاية الدوام لا يحل لك أخذ ما يقابله من الراتب، لأنك لم تلتزم بما اتفقت مع الدولة عليه.
وأما تصفح بعض المواقع المفيدة عبر الإنترنت أو قراءة الصحف، فإن كان ذلك بعد إنهائك الأعمال المطلوبة منك، وكان استعمالك للأجهزة لا يعطل العمل فلا حرج من ذلك.
3. والعمل عن الآخرين فيه تفصيل بحسب عقد ذلك الموظف فإن كان المراد بالعقد ذات الموظف - كإمام حسن الصوت - فلا يجوز له انتداب غيره له، وإن كان المراد العمل ذاته فيجوز كما تفعله الشركات بما يسمى " عقد الباطن ".
وفي "لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم/75، سؤال رقم/20):
" السؤال:
فضيلة الشيخ! بعض المساجد مسجلة في الأوقاف ولا تؤدى الصلاة فيها، ولكن مؤذن المسجد ساكن في مكان آخر، ويقوم بتنظيف المسجد فقط، ولا يؤذن فيه، ووظيفته مؤذن، فما حكم الراتب الذي يستلمه مع علم الأوقاف بذلك؟
الجواب:
الواجب على المؤذن إذا كانت وظيفته الأذان أن يؤذن بنفسه، ولا يحل له أن يوكل غيره ويأخذ الراتب، إلا في بعض الأحيان، لو غاب لنزهة يوماً من الشهر أو ما أشبه ذلك مما جرت العادة به فلا بأس، وأما أن يكون منزله بعيداً ويقول: أنا سأقيم من يؤذن وآخذ الراتب فهذا لا يجوز، حتى لو قدر أن مدير الأوقاف المباشر وافق على ذلك فإنه لا يجوز، لأنك لو رجعت إلى ديوان الخدمة أو ديوان الموظفين لرأيتهم يقولون: لا يجوز ولا نسمح بهذا.
وفي مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (14/باب صلاة الجماعة/سؤال رقم 1035):
" سئل فضيلة الشيخ: بعض الأوقات يصلي عني المؤذن، فأعطيه مبلغاً معيناً فيرضى به , هل ذلك جائز؟ أو أعطيه مبلغاً عن كل صلاة صلاها عني؟
فأجاب فضيلته بقوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/279)
أولاً: نسأل هذا الإمام لماذا يتخلف وقد التزم أمام ولي الأمر ,أو نائب ولي الأمر , وهو مدير الأوقاف , أن يكون في هذا المسجد؟
فلا يحل للإمام أن يتخلف فرضاً واحداً إلا بما جرت به العادة , كفرض أو فرضين في الأسبوع , أو إذا كان موظفاً ولا بد أن يغيب في صلاة الظهر فيخبر مدير الأوقاف ويرضى بذلك الجماعة , فلا بأس.
يعني لا بد من ثلاثة أمور , إذا كان يتخلف تخلفاً معتاداً كصلاة الظهر للموظف:
لا بد أن يستأذن من مدير الأوقاف.
ولا بد أن يستأذن من أهل الحي - الجماعة -.
ولا بد أن يقيم من تكون به الكفاية سواء المؤذن , أو غير المؤذن , أما أن يهملهم ولا يحضر , ولا يوكل، ويبقى الناس صل يا فلان , صل يا فلان , وربما يتقدم من ليس أهلاً للإمامة فهذا إضاعة للأمانة.
فنخاطب من؟ نخاطب أول من نخاطب الإمام، لماذا تخلف؟، فإذا كان يتخلف لعذر شرعي , أو بشيء معتاد كاليومين أو اليوم أو الثلاثة أيام في الأسبوع في فرض واحد , فلا بأس أما أن يبقى يتخلف أكثر الأوقات , ويقول أنا أوكل المؤذن , أو فلاناً، فهذا غلط , فليترك المسجد، ويبري ذمته، ويدعه لمن يتشوف له " انتهى.
وفي جواب السؤال رقم (126093) من موقع الشيخ المنجد:
لا يجوز للمؤذن أن يأخذ راتبا على الأذان وهو لا يؤذن، كما لا يجوز للفراش أن يأخذ راتبا وهو لا يعمل، ولا يكفي أن يستأجر من يقوم بعمله، ما لم يراجع الجهة المسئولة في ذلك وتأذن له.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وقد كان بعض الناس المعينين على وظيفة "فراش المسجد" يستأجر مستخدماً أجنبياً بربع ما يقبض من مرتب، ويأكل الباقي بلا مقابل، والعياذ بالله، وقد ذكر شيخ لإسلام ابن تيمية رحمه الله أن مثل هذا من أكل المال بالباطل. وكان بعض مديري دوائر الأوقاف يقول: نحن لا يعنينا من يقوم بالعمل، المهم أن يحصل العمل. فسألت وكيل الوزارة إذْ ذَاك فأنكر هذا، وأن الوزارة لا تقره. لكن ينبغي أن يفرق بين أن يكون العامل المستأجر على كفالة هذا الفراش، فيجوز له تشغيله بهذا العمل، أو لا يكون، فلا يجوز " انتهى من "ثمرات التدوين".
= هذه بعض محتملات السؤال وشيء من فروعها أرجو أن يكون أحدها هو المقصود في السؤال فإن لم يكن كذلك فبيِّن لي وفقك الله.
والله أعلم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 06:38 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا إحسان وبارك فيك
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:12 ص]ـ
شيخنا إحسان أكرمك الله
أظن أن هناك إحتمالا آخر و أريد رأيكم فيه
و هو أن يكون موعد الدوام بالنسبة للسائل هو نفس الموعد بالنسبة للآخر و بما أنهما في مصلحة واحدة فيؤدي عمل الأخ الآخر مع عمله هو؟
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[05 - 10 - 10, 06:29 م]ـ
أشكر مشايخنا الكرام على تفاعلهم و أريد أن أوضح كما طلب شيخنا إحسان العتيبي أبو طارق
شيخنا الحبيب:
أنا موظف حكومة و أعمل بنظام الشفتات (الورديات بالمصري) , و أداوم ليلة في الأسبوع و ثلاثة ايام صباحي فقط ...
وبما أنه لدينا وقت فراغ فإن بعض الموظفين يعملون أعمالاً إضافية لتحسين مستوى معيشتهم ...
هؤلاء الموظفين أحياناً يريدون أن يرتاحوا أو يتفرغوا لعملهم الآخر فيعرضوا على الموظفين المتفرغين مبالغ ليسدوا بعض الأيام أو اليالي , بحيث يداوم الواحد منهم يوم مثلاً و يعطل يومين أو يداوم يومين و يعطل يوم و هكذا ...
طبعاً لو استأذنّا (أو استئذنّا؟) صاحب العمل أو مدير الدائرة = سيرفض و يضيع علينا العشرين ليرة (:))
لكنني متأكد أن المدير يعلم بهذا و ساكت عليه بسبب مراعاة ظروف الموظفين ,فقد سمعته يتكلم عن هذا الأمر و أنه يعلم ويطنش ... بل حتى أن الأخبار تصله أولاً بأول من خلال السائقين (الله يسامحهم:))
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:04 م]ـ
هل من مجيب إخوتي في الله؟
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[09 - 10 - 10, 07:42 ص]ـ
وسئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله: هل يجوز للعامل أن يخرج وقت دوامه بصفة دورية بحجة أنه لا يوجد عمل يؤديه , برغم أن راتبه كبير نسبة للعمل القليل الذي يؤديه؟
فأجاب:
" لا يخرج الموظف من مقر عمله حتى ينتهي وقت الدوام ولو كان فارغاً وسواء كان راتبه كثيراً أو قليلاً , لكن إن عرض له عارض وحدث له أمر يضطره إلى الخروج كمرض أو شغل ضروري لا يجد من الخروج له بداً فله ذلك ثم يرجع بعد انتهائه من شغله؛ وذلك لأن وقته مملوك عليه للدولة أو للشركة التي يعمل فيها، إلا إن كان عمله ميداناً محدداً فله أن ينهى ذلك العمل المحدد ثم يذهب حيث يشاء " انتهى.
"فتاوى مهمة لموظفي الأمة" (ص 60).
وعلى هذا، فيكون الوقت الذي خرجته قبل نهاية الدوام لا يحل لك أخذ ما يقابله من الراتب، لأنك لم تلتزم بما اتفقت مع الدولة عليه.
سئل مفتي المملكة السعودية سؤالاً مشابهاً لهذا الذي سألتُه , فأجاب بعدم الجواز ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/280)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 08:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
إذا كان أصحاب العمل يرفضون: فلا يجوز
ومعهم حق في الرفض؛ لأن دوام الشفتات متعب ويحتاج صاحبه لراحة بعده فإذا عمل بعده فإنه لن يؤدي عمله على الوجه المطلوب
ومنه منع بعض أصحاب العمل المدرس من العمل بعد الدوام؛ لأنه إن عمل سهر وإن سهر تعب وإن تعب فلن يؤدي عمله في اليوم الثاني على الوجه المطلوب
ونرجع لكم
فالمنع معناه أنه لا يراد العمل ذاته بغض النظر بل يراد العمل من عامل بعينه، وسبق الفتوى فيه
ووضع التوقيع وبصمة العين في كثير من أماكن العمل يدل على أن الشخص ذاته هو المطلوب لا العمل مع قطع النظر عن عامله
والله أعلم
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[09 - 10 - 10, 09:30 ص]ـ
بارك الله فيكم مشايخنا الكرام
و قد أرسل لي الشيخ أبو فهر رسالة يذهب إلى آراء أهل العلم الذين منعوا ذلك ... و هذا ما ترتاح النفس له
لكن السؤال الملح الآن:
هل المال الذي أخذه الشخص الذي داوم عن الموظف: يحل له أم لا؟
يعني ماذا يفعل من أخذ مالاً بهذه الطريقة , هل يتصدق به؟ أم هو حلال عليه:) بسبب أنه اشتغل و تعب مقابل هذا العمل و الجهد , فيكون من باب لك "لك ما نويت يا يزيد، ولك ما أخذت يا معن" ...
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا و أن يرزقنا الرزق الحلال و ألاّ يجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا ...(132/281)
استفتاء: مسألة في تزوير الطلاق!!
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[04 - 10 - 10, 06:20 م]ـ
السلام عليكم جميعا ورحمة الله
1 - رجل متزوج في مصر ويعيش في أمريكا من دون زوجته؛ لأنها لا ترتضي العيش هنالك، ولا ينزل مصر سوى شهر واحد كل عام، وهو يريد أن يتزوج في أمريكا من مسلمة عربية تحمل الجنسية الأمريكية، وشرط زواجه هنالك قانونا أن يطلق زوجته المصرية؛ لأن التعدد مخالف للقانون الأمريكي.
ماذا فعل؟
استخرج شهادة طلاق من المحكمة المدنية هنالك .. وتفيد الشهادة أن المحكمة تقر أن الشخص صاحب الشهادة قد طلق زوجته .. وهذا إقرار منا بذلك.
لكنه لم يطلق زوجته لا لفظا ولا كتابة .. فهل تحتسب طلقة.
2 - رجل آخر استخرج له محاميه من مصر شهادة مزورة غير قانونية أنه طلق زوجته، يعني شهادة لم يتم توثيقها، ولم تأخذ الشكل القانوني، وقدمها الرجل في المحكمة الأمريكية على أنه طلق زوجته، فهل تحتسب طلقة .. غير أن المحكمة الأمريكية ثبت لديها أن الشهادة مزورة ورفضتها وطالبته بتقديم شهادة موثقة.
ملحوظة: لم يقل الشخص أمام القاضي أنه طلق زوجته، ولم يكتب ذلك بيده، وإنما الذي قام بالإجراءات كلها هو المحامي دون لفظ أو خط، ليصبح من حق الرجل أن يتزوج من أخرى.
وفي المرتين: مكتوب في الشهادة أن المحكمة تشهد أن الشخص فلان الفلاني طلق زوجته، فهل هذا تزوير وكذب فحسب، أو يترتب عليه أحكام الطلاق؟
أفيدونا .. وجزاكم الله خيرا،،،(132/282)
ماصحة هذا القول؟ (علاج لعدم التركيز)
ـ[أم ثابت]ــــــــ[04 - 10 - 10, 09:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الكرام وفقكم الله
ماصحة هذا العلاج كما ذكر:
(أقصد من الناحية الشرعية هل يجوز)؟؟
طريقة علاج عدم التركيز
عدم التركيز يعني ان الانسان ينادى فلا يسمع، يقرأ فلا يحفظ، سريع السرحان، لا يعرف ماذا يريد، ينسى في حينه ما كان قبل دقائق وما الى ذلك، وهذا المرض موجود وسندخل بطريقة علاجه مباشرة، ويقوم بالعلاج صاحب المرض واذا كان صغيرا يقوم به امه او اباه وهو على مسمع.
طريقة علاج عدم التركيز
يستمر العلاج من مرض عدم التركيز لمدة خمس ايام وهي على النحو التالي:
في اليوم الاول: الاغتسال بماء الوضوء غسلا شرعيا بعد صلاة الفجر وقبل بزوغ الشمس على نية الطهارة من الخبث والخبائث ثم قراءة مجموعة التسبيح، وبعد صلاة الظهر قراءة سورة " يس "، وبعد صلاة العصر قراءة مجموعة المعوذات، وبعد صلاة المغرب قراءة دعاء التحصين وهو موجود على صفحة روحانيات، وبعد صلاة العشاء قراءة سورة " الرحمن " ثم قراءة مجموعة الاستغفار.
وفي اليوم الثاني: وبعد صلاة الفجر قراءة سورة " هود "، وفي وقت الضحى قراءة مجموعة الاستغفار، وبعد صلاة الظهر قراءة مجموعة المعوذات، وبعد صلاة العصر قراءة سورة " النجم "، وبعد صلاة المغرب قراءة مجموعة المعوذات، وبعد صلاة العشاء قراءة مجموعة الاستغفار ثم قراءة دعاء التحصين.
وفي اليوم الثالث: الاغتسال بماء الوضوء بعد صلاة الفجر وقبل بزوغ الشمس ثم قراءة سورة " الشورى "، وفي وقث الضحى قراءة مجموعة الاستغفار، وبعد صلاة الظهر قراءة سورة " الكهف "، وبعد صلاة العصر قراءة مجموعة المعوذات، وبعد صلاة المغرب قراءة مجموعة التسبيح، وبعد صلاة العشاء قراءة سورة " الملك " ثم قراءة دعاء التحصين.
وفي اليوم الرابع: وبعد صلاة الفجر قراءة سورة " البقرة "، وبعد صلات الظهر قراءة سورة " يس "، وبعد صلاة العصر قراءة مجموعة المعوذات، وبعد صلاة المغرب قراءة سورة " هود "، وبعد صلاة العشاء قراءة سورة " الحديد " ثم قراءة مجموعة الاستغفار.
وفي اليوم الخامس: الاغتسال بماء الوضوء غسلا شرعيا بعد صلاة الفجر وقبل بزوغ الشمس على نية الطهارة من الخبث والخبائث ثم قراءة سورة " الواقعة "، وبعد صلاة الظهر قراءة سورة " البقرة " وبعد صلاة العصر قراءة مجموعة المعوذات، وبعد صلاة المغرب قراءة دعاء التحصين، وبعد صلاة العشاء قراءة سورة " الدخان " ثم قراءة مجموعة الاستغفار.
تنويه
اخي الكريم اختي الكريمة ان طرق العلاج المذكورة اعلاه اعددناها من اجل معالجة الحالات البسيطة ليتمكن العدد الاكبر بالاستفادة منها وننصح الذين لم يتمكنو من تطبيق التعليمات العلاجية المذكورة بسبب ضروفهم او ما شابه ذلك نعلمهم بان هناك طريقة بديلة للعلاج وننوه ايضا بان الحالات الغير بسيطة توجد لها طريقة علاجية خاصة
بورك في علمكم.(132/283)
إعلامُ الموحّد بأن الأصلَ في النكاح التعدد
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 11:31 م]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه ,,,, أما بعد
" إن نظرية عدم التعدد وهي النظرية المأخوذة في المسيحية , ظاهرة تنطوي تحتها سيئات عديدة , ظهرت على الأخص في ثلاث نتائج واقعية شديدة الخطر جسيمة البلاء وهي:.
1 - الدعارة , 2 - العوانس من النساء , 3 - الأبناء غير الشرعيين ".
توقيع
المفكر الفرنسي (أتيين دينيه).
إن الله تبارك وتقدس لما خَلَقَ الخليقة , وأوجد البَرِيّة , جَبَلهم على أمور لا تنفك عنهم بحال , وركّب فيهم غرائز وميولات لا يستطيعون الإنبتات عنها , ولكنه سبحانه وتعالى جعل لهذه الأمور طُرق شرعية لتجريها في مجراها , وتوقعها في نصابها الصحيح الذي وُجدتْ له , وحذر وتوعّد من خالف أمره وأرتكب نهيه بأشد العقوبات وأقساها في الدنيا والآخرة.
" وإن مما يتفق عليه الناس أن رغبة الذكر للنكاح والوقاع أشد من رغبة الأنثى , وأن حاجته للوطء أكبر من حاجتها , وفي ذلك نص من المنقول حيث قال جل ذكره وتقدس أسمه: " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ... " الآية , وأيضا جاء تشويق الرجال للجنة وحثهم على العمل لنيل رضى الله عز وجل أولا ثم دخولهم إياه لينالوا ما وعدوا فيها ومما وعدوا فيها تزويجهم بالحور العين مع زوجاتهم في الدنيا بل جاء الأثر كما في الصحيحين " أن لكل امرئ زوجتان من الحور العين " البخاري 3/ 1187 , ومسلم 4/ 2178 , بل جاء أعظم من ذلك في فضل الشهيد فإنه يزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين.
أخرجه أحمد 28/ 419 , والترمذي 4/ 187 ثم قال هذا حديث حسن صحيح غريب وسند الإمام أحمد صحيح.
هذه المقدمة جعلتها بين يدي موضوعي كالبنة التي يرتكز عليها.
وما أريدُ طرْقهُ مسلكٌ شائك , وطريق وعر , خصوصا أن نقول العلماء المتقدمين فيه عزيزة جدا , بل لا أبالغ إن قلتُ أنها أندر من الكبريت الأحمر!!!
فقد قلّبتُ أسفار الإسلام ودواوين السنة (في مظانها طبعا) , فلم أجد تصريحا فيما أريد بحثه , هذا حسب جهدي القليل (ومن عَلِمَ حجةٌ على من لم يعلم) , نعم تكلم بعض المعاصرين في هذه المسألة ولكن أعوزهم النقل عن أساطين أهل العلم من المتقدمين كما أعوزني ذلك , فَعَرَضْتُ القرآن كاملا عدة مرات وفي كل عرضة أجد قرينة وإشارة لما أردتُ بحثه!!!
فأستعنتُ بالله لأجمع شتات هذه المسألة الشرعية والتي لا يُتحاكم فيها إلا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم , خاصة وأن هذا الوقت وقتها , وقد خالطها شيء من اللبس , وتشبّث بها من يريد لمز الدين باسم المساواة أو الحقوق.
فأقول معتصما بالله متوكلا عليه , صائلا بقلمي بحول الله وقوته متبرأ من حولي وقوتي:
إن مما يقرره علماء الأصول أن الأحكام الشرعية تُأخذ من النصوص الثابتة وهي على نوعين:
*أحكام واضحة الدلالة.
*أحكام استنباطية الدلالة.
ومسألتنا (هل الأصل في النكاح التعدد أو الإفراد) من النوع الثاني , إذ لو كانت من النوع الأول , لقُضي الأمر , وحَكَمَ الشرع , وحينئذٍ لا كلام لأحد معه.
وسأطرح ما أستدللتُ به من أن الأصل في النكاح التعدد إذ أن القائل بالإفراد لا دليل عنده على مذهبه سوى قوله تعالى: " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ... " الآية.
والعدل شرط من شروط التعدد وهو منتفي , لذا يقول بالإباحة لمحتاجها فقط!!!
وفي هذه المسألة عمومات من الكتاب والسنة لمن تأملها وصل إلى أن الأصل التعدد لا الإفراد , ولا بد أن تُحمل ألفاظ الشرع على أن لها معان ٍ دقيقة ولم تأتي عبثا حاشا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وسياقاتها تبين هذه المعاني.
الأدلة من القرآن:
1 - يقول الله تعالى: " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا "
وفي هذه الآية عدة قرائن على أن الأصل في النكاح التعدد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/284)
• ففي الآية جاءت الصيغة في الخطاب بصيغة الأمر " فَانْكِحُوا " ومعلوم أن الأمر محمول على الوجوب فإن صرفه صارف أحاله للسُنّية وقليلا ما ينقله الصارف إلى الإباحة.
• وفيها قال الله تعالى " ما طاب لكم " ومعلومٌ قطعا أن أي رجلٍ في العالم يطيب له تعداد النساء إلا من في تركيبه نقص وهذا في حكم النادر (والنادر لا حكم له) , وفي هذا يقول الله تبارك وتقدس: " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ... " الآية.
• وكذلك ابتدأ الله عز وجل بعد الأمر بذكر المثنى ولم يبدأ بالواحدة وهذه قرينة على أن الأصل التعدد إذ لو كان الأصل الإفراد لبدأ بالواحدة ثم ذكر بقية المباح.
• اختص الحق جل جلاله من عموم الحكم من له حالة خاصة وهي الخوف من عدم العدل , فمن كان حاله كذلك فله أن يقتصر على الواحدة , ومعلوم أن من له حكم خاص أو خصيصة لا يكون حكمه كحكم العموم.
وما تقدم من أقوى القرائن على أن الأصل في النكاح التعدد.
2 - ويقول الحق تبارك وتعالى: " وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ... " الآية.
في هذه الآية الكريمة جعل الله عز وجل صيغة الخِطَاب للرجال بالتبعيض " منكم " , وفي المقابل جعل صيغة الخطاب للنساء بالجمع " المحصنات المؤمنات " , وفي هذا دليل على أن الأصل في النكاح التعدد.
3 - وقال سبحانه وتعالى: " وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ... " الآية.
فالآية هنا عامة لجميع الناس ومع ذلك سمّى الله تعالى الزوج هنا " بعل " ولم يسمه " زوج " , والبعل أعم من الزوج فقد لا يكون " زوجا " بالمعنى اللغوي (أي اثنين) , ويكون بعلا لها ولغيرها فالبعل يكون عاما لها ولغيرها لكن الزوج لا يكون إلا لها وحدها , وفي ذلك شواهد من القرآن , قالت امرأة إبراهيم عليه السلام (سارّة) حينما بُشّرت بالابن " ... يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ " , ومعلوم أنها في وقت البشارة كان إبراهيم عليه السلام متزوج من هاجر ومعه منها إسماعيل , فلم تقل " زوجي " , بخلاف حواء عليها السلام فإنها كانت زوجة آدم الوحيدة لذا قال جل جلاله: " وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ... " الآية
وأيضا جاءت هذه الإشارة في أمر خولة بنت ثعلبة عندما ظاهرها زوجها أوس بن الصامت – رضي الله عنهما – ولم يكن متزوجا من غيرها فقال جل ذكره: " قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا. . ." الآية.
لذا يُستنبط من الآية أن الأصل في النكاح التعدد إذ لو كان الأصل الإفراد لجاء الخطاب بصيغة الزوجية لا البعولة , لكن الخطاب أتى بصيغة البعولة ليثبت الأصل وهو التعدد في النكاح.
4 - وقال تقدس وتعالى بعد أن ساق المحرمات من النساء في النكاح: " ... وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ .... " الآية.
وفي هذه الآية إشارة إلى أن التعدد هو الأصل في النكاح لأن ما وراء ما حرّمه ربنا تبارك وتعالى لا يكون مفردا بل لا يكون إلا جمعا.
5 - وقال جل ذكره وتقدس أسمه: " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ... " الآية.
في الآية إشارة على أن الأصل في النكاح التعدد لجعله تعالى الأزواج وهو جمع في مقابل التبعيض " منكم " , ومعلوم أن لفظ الوفاة لا يكون عاما فالذي يُتوفى غالبا يكون واحدا , بخلاف القتل مثلا فهي غالبا لا تكون إلا في الحرب فيكون إنقضاء الأجل لمجموعة منهم , ومع ذلك قال الحق تبارك وتعالى " وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ " , مع أن الوفاة لواحد (في الغالب) جاء في المقابل الجمع (أزواجا).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/285)
6 - وقال سبحانه وتعالى " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا "
وهي الآية التي تمسلك بها القائل بأن الأصل الإفراد لا التعدد , وفي الآية دليل (عليه) بأن الأصل التعدد , فالعدل المطالب به في الآية هو العدل بين الضرات بإتفاق أهل العلم , والله تعالى يقول " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا " والخطاب هنا عام ولم يخصص به المعدد دون غيره , فلو كان الأصل الإفراد لأتى الخطاب لهم دون غيرهم إذ لا مجال لمخاطبة المُفرد بالعدل بين الزوجات وليس لديه إلا واحدة , ولكن الخطاب أتى بالعموم لأن الأصل في النكاح التعدد.
وأما القائل بأن الإفراد هو الأصل والأبرأ للذمة , لأن الله نفى الإستطاعة بالعدل بين النساء ولو حرص الإنسان على ذلك , فيُرد عليه بأنه نحى بعيدا بمعنى العدل فقد قال ترجمان القرآن وحبر الأمة ابن عباس – رضي الله عنهما -: " (أي لن تستطيعوا العدل) في المحبة والشهوة والجماع " تفسير ابن كثير 2/ 430 , وهذا لا يستطيعه كل أحد مهما بذل وفعل.
قال ابن القيم – رحمه الله -: " لا تجب التسوية بين النساء في المحبة فإنها لا تمُلك , وكانت عائشة رضي الله عنها أحب نسائه إليه (صلى الله عليه وسلم) , ومن هذا أنه لا تجب التسوية بينهن في الوطء لأنه موقوف على المحبة والميل وهي بيد مقلب القلوب " زاد المعاد 5/ 138.
أما الأدلة من السنة فهي عموميات وقرائن تدل على الحكم.
1 - فقد جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم , فلما أخبروا كأنهم تقالّوها , فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم! قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا , وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر , وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا , فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم , فقال: " أنتم الذين قلتم كذا وكذا! أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له , لكني أصوم وأفطر , وأصلي وأرقد , وأتزوج النساء , فمن رغب عن سنتي فليس مني "
البخاري 5/ 1949 , ومسلم 2/ 1020.
فمن سنته صلى الله عليه وسلم أن يعدد الإنسان لأنه قال صلى الله عليه وسلم: " وأتزوج النساء " وهو بأبي وأمي واحد , ثم قال: " فمن رغب عن سنتي فليس مني " أي أن هذا من سنته صلى الله عليه وسلم , وهذا من التأسي به لعموم قوله تبارك وتعالى " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ... " الآية
ولا يُقال أن هذا من التأسي العام كالتأسي بإطالة الشعر أو الإدهان غبا وغيرها , بل يقال بالسُنّية على الإطلاق بشرط المقدرة لأن الأصل في المسألة موجود وهو الزواج لقوله صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ... ".
كما جاء في الصحيحين , البخاري 5/ 1950 , ومسلم 2/ 1018. فما زاد عن الواحد فهو مسنون لما تقدم.
قال ابن قدامة – رحمه الله – في معرض كلامه عن النكاح: " والنبي صلى الله عليه وسلم تزوج وبالغ في العدد وفعل ذلك أصحابه ولا يشتغل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا بالأفضل ولا تجتمع الصحابة على ترك الأفضل والاشتغال بالأدنى "
المغني 7/ 334.
2 - وقد جاء عند أبي داود 2/ 175 والنسائي 6/ 65 انه صلى الله عليه وسلم قال: " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم "
وفي هذا الحديث مستلم بن سعيد الثقفي وهو صالح الحديث وبقية إسناده ثقات فالسند مقبول.
ومعلوم أن هذه الصفة (الودود الولود) ليست حكرا على نساء هذه الأمة أو بعض نسائها ففي الأمم الأخرى شيء كثير منها , فلو كان الأصل الإفراد لستوت الصفة عندنا وعند غيرنا من الأمم ولم يكن لهذه الأمة مزية في الكثرة , لكن يقال هنا أن الأصل في النكاح التعدد لأنه من ميزات هذه الأمة ولا أقول بأن غيرها يحرمه لكن هو في المسلمين أظهر من غيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/286)
ومما يؤيد هذا الإستنباط ما جاء في البخاري عن سعيد بن جبير – رحمه الله – قال: قال لي ابن عباس – رضي الله عنهما: " هل تزوجت؟ قلت: لا , قال: فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء " البخاري 5/ 1951.
قال ابن بطال – رحمه الله – في شرحه لهذا الأثر: " قال المهلب: لم يرد ابن عباس أنه من كثر نساؤه من المسلمين أنه خيرهم، وإنما قاله على معنى الحض والندب إلى النكاح، وترك الرهبانية في الإسلام، وأن النبي، عليه (الصلاة و) السلام، الذي يجب علينا الاقتداء به واتباع سنته كان أكثر أمته نساء ".
شرح البخاري 7/ 164.
ومما تقدم نخلُص في هذه المسألة بأن الأصل في النكاح التعدد وأنه سنة ماضية إلى قيام الساعة , فعلها صلى الله عليه وسلم وفعلها غالب صحابته – رضي الله عنهم – وعامة علماء الإسلام – رحمهم الله تعالى – على ذلك , ومن تبعهم في ذلك فهو مأجور بإذن الله مثاب يوم الدين.
لفتة:
ذكر الله عز وجل بعد أحكام النكاح في سورة النساء من قوله تعالى: " وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا ..... " وبعدها قوله " وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ..... " وبعدها قوله " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ ..... " وبعدها قوله " وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ ..... "
جاء مباشرة بعد هذه الآيات قوله تعالى ذكره وتقدس أسمه " وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا "!!!
فالله تبارك وتعالى خلق الرجل بتركيبته وغريزته قادر على تعدد الزوجات وهو من أصل خِلقَته , ولكن الذين يتبعون الشهوات لا يريدون له ذلك , وهم يعلمون أنه مجبول عليه , وإنما أرادوا له ذلك بالحرام , لذا تجد بعض هؤلاء عنده زوجة واحدة وعشر خليلات وهذا والله من الميل العظيم.
جنبنا الله وجميع المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن , وعصمنا مما يُغضبه ويُسخطه , وجعلنا ممن يلزم غرز نبيه صلى الله عليه وسلم.
أخوكم / موسى الغنامي.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 11:32 م]ـ
ملحق
إن أسباب قلة تطبيق هذه السُنة , في نظري ترجع لأمرين:
1 - من جهة الزوج.
2 - من جهة الزوجة.
فالتي من جهة الزوج أهمها:
• عدم المقدرة المالية:
وهذا مانع شرعي لقوله صلى الله عليه وسلم " من أستطاع منكم الباءة فليتزوج " , لكن ما ضابط عدم المقدرة؟
كثير من الأخوة يرى أنه إذا لم يملك بيتا خاصا يتسع لزوجاته فهذا من عدم المقدرة!!!
وهذا من الجهل.
وفي المقابل يُقدِمُ بعضهم على تطبيق هذه السُنّة وهو مَدِينٌ بعدد شعر رأسه!!!
وهذا من إنعدام الحكمة.
والأمر وسط , فمن قدر على النفقة على الزوجات ولو بترك بعض الكماليات أو حتى كلها لأجل المصلحة الأكبر المتمثلة في التعدد سُن له التعديد ومن لم يقدر لم يُسن له ذلك.
• الخوف من عدم العدل:
وهذا أيضا مانع شرعي مُعتبر لقوله تعالى: " ... فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ... " لكن ما هو مفهوم العدل هنا؟
لأن بعض الأخوة يظن أن العدل لابد أن يكون في كل شيء حتى في المحبة أو الوطء أو دواعيهما!!!
وهذا خطأ بيّن.
وفي المقابل تجد بعضهم يَحْسب أنه ما دام قد كفاها المال فإنه عادل وإن جفاها أو مال لضرتها أو هجرها في الفراش!!!
وهذا ظلمٌ بيّن.
والأمر وسط , فيقسم بينهن فيما يقدر عليه مما في يده , ويقسم لهن في الأيام والمبيت برضاهن , ويبسط وجهه , ويُجمّل أخلاقه , ويُلين كلامه , ويغض طرفه عن بعض الأمور لجميعهن , فهذا هو العدل , وقد مرّ بنا لمحة من ذلك في ثنايا البحث.
• عدم رضى الزوجة:
وهذا ليس بمانع لا شرعا ولا عقلا , فشرعا لم يأتي أنه يستأذن زوجته ليتم زواجه من غيرها , وعقلا فتركيبة المرأة وجِبِلتها يرفض هذا الأمر إلا بعض من منّ الله عليها باليقين التام والقبول المطلق لأحكام الشرعية , أما الغالب فلا.
والمُريد للتعديد ثم يمنعه هذا العذر فعنده شيء من النقص في قوامته , إذ أن الأمر بيده وهو مريدٌ له , ثم يتّبع مرضات زوجته التي جُبلت على كراهية ذلك!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/287)
• خشية نشوب المشاكل:
وهذا من أعظم الأسباب التي تجعل كثيرا من الأخوة يُحجم عن تطبيق هذه السُنة.
ولو فَقِهَ من هذا حاله وعذره , لعلم أن شرع الله عز وجل كامل لا يطرُقُهُ نقصٌ في باب من أبوابه , ولا يلتبس فيه حكم من أحكامه , فلو كان التعدد فيه إيجاد للمشاكل لما شرعه الله عز وجل لنا , فالشريعة أتت (لجلب المصالح وتكثيرها , ودرء المفاسد وتقليلها) , فكيف يقال هذا؟؟؟
وأما ما يراه الناس من المشاكل الحادثة والخلافات الناشبة بين الزوج وبين الضرات فهو راجع لعدة أمور ليس في الشريعة منها شيء:
فإما أن يكون الزوج ظالما , أو يكون قليل دين وفقه وولج بابا لا علم له به فصار يخبط فيه خبط عشواء , أو يحسب أن الرجولة لا تتم إلا بالسيطرة المطلقة والتعسف الجبري لزوجاته , وإما أن تكون الزوجة رقيقة دين سيئة أدب , أو تكون سليطة لسان شمّاته فإن فعل خيرا لم تشكره وإن فعل غير ذلك نشرته , أو تكون متأثرة ببعض الأطروحات والأفكار في إشغاله بالمشاكل حتى يطلق من تزوجها عليها.
• الحرب الإعلامية لهذه السُنّة:
وهذا السبب ليس بكثير في الناس لكنه واقع ولا أقصد بالحرب الإعلامية (الصحف والقنوات والشبكة العنكبوتية) وإن كانت جزءٌ من كُل , ولكن الحرب الإعلامية من المجتمع و فتجد أحدهم يريد التعديد فيقال له: (لا تدخل نفسك في أمور أنت في غنى عنها) أو (أشكر ربك على النعمة واسترح) أو (لا تضع يدك في النار وأنت في سعة من أمرك) وغيرها من الكلمات التي تعتبر حربا على قليل العزيمة أو المتردد في أمره!!!
بل العجيب أن أغلب من يتسلم دفة هذه الحرب الإعلامية إما أن يكون ممن عنده زوجة واحدة ويحاول أن يبرر موقفه بالصد عن التعدد أو يكون أعزبا لم يتزوج قط وهذا من العجائب الغرائب , وأغرب من ذلك من يطرح مثل هذه الأمور عليه!!!
وأما الأسباب التي من جهة الزوجة فهي كثيرة ومن أهمها:
• دعوى الغيرة وعدم تحمّل الضرة:
وهذا عذر واهي جدا فلا يوجد امرأة على وجه الأرض ليس عندها غيرة وإن صغرت , ومع ذلك فالرجال يعددون في كل مصر وعصر ولم يأتي هذا العذر إلا من سنوات بتأثير الإعلام ووسائله من أفلام ومسلسلات وغيرها , وإلا حتى وقت قريب لا يُسمع لهذا العذر بأذن!!!
ودعوى كراهية الزواج من أخرى لا يسمى غيرة أصلا ففي المسند 6/ 313 والنسائي 3/ 286 , أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: " أني امرأة غيرى ... " فقال لها صلى الله عليه وسلم: " أما قولك أني امرأة غيرى فسأدعو الله لك فيذهب غيرتك ... "
والحديث فيه محمد بن عمر بن أبي سلمة فيه نوع جهالة لكن صحح الإسناد ابن حجر – رحمه الله – فالأقرب أنه صالح.
فهنا لم ترد أم سلمة – رضي الله عنها - خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بدعوى الغيرة بل أخبرته بأمرها و بشيء فيها وأنها تغار , بل قد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها بعدة زوجات , ولم يردنا ذِكرٌ من أن الغيرة كانت سببا في المنع , بل على العكس فقد جاء في الصحيحين أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن يقلن له بعد بناءه بزوجة جديدة: " كيف وجدت أهلك بارك الله لك "!!!
البخاري 4/ 1799 , ومسلم 4/ 148.
فأين دعوى الغيرة , وهن زوجات خير الخليقة صلى الله عليه وسلم والغيرة في مثلهن آكد!!!
وهذا يُسمى أنانية وليست غيرة , والعجيب أن بعض الأخوات يتقدم بها السن عن تريباتها ثم تتخوف من العنوسة وتتمنى الزوج ولو كان معددا , فما إن تتزوج حتى تكون حربا ضروسا على أخواتها العوانس بدعوى الغيرة!!!
بل وصل ببعضهن الجنون بأن تراه يفعل الحرام ويقع فيه بعلمها , ثم لا تحرك ساكنا فإذا أشار للحلال ولو بإشارة , أقامت الدنيا ولم تقعدها وهذا والله من التعاون على الإثم والعدوان نسأل الله السلامة والعافية.
• الخوف من ميل زوجها مع الضرة:
وغالبا ما تُطرح هذه المسألة قبل الزواج وكأن الزوجة تستشف الغيب من حجاب رقيق!!!
إلا أن تكون تعلم من زوجها رقة في دينه , وخللا في شهامته ومرؤته , فالخطأ خطأها إبتداءً فكيف قبلت به؟
مع ذلك فالتعامل الحسن يُلين الصخر ولو كان معددا بأربع نسوة.
• الخوف من كلام الناس وشماتتهم:
وهذا من الهالة الكلامية التي تسوّقها بعض النسوة , فلم نسمع أن امرأة شُمت بها بأن زوجها تزوج عليها , بل على العكس حينما ترضى بذلك تجد الحظوة عند الزوج وعند أهله ويُعرف لها رجاحة عقلها وتمام دينها وتسليمها لأمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وبعد هذا كله فإن حُكم الله عدل , وقضاءه خير , وكم رأينا من مشايخنا وعلمائنا وطلبة العلم بل من العوام (الكثرة الكاثرة) من يعيش مع زوجاته في راحة وحب وطمأنينة , لا يكدرها مكدر , ولا ينغصها شيء , والسبب أنه أعطى الحق الواجب فأُعطي الحق الواجب فأراح واستراح.
وإن أذكّر كل امرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: " لا يحل لامرأة تسأل طلاق أختها لتستفرغ صحفتها فإنما لها ما قدر لها "
أخرجه البخاري 5/ 1978 , ومسلم 2/ 1028.
قال ابن عبد البر – رحمه الله -: " وذكر الصحفة في هذا الحديث كناية عن خير الزوج "
الإستذكار 8/ 269.
فكيف بمن تحول بين زوجها وبين ما أحل الله له بحجج واهية وكلام مردود وهي ترى الفتن والمغريات التي لا يصبر عنها إلا من عصمه الله , وترى بنات جنسها قد ملأن البيوت متعففات لا يردن إلا ما أحله الله لهن.
ختاما:
نقل ابن القيم – رحمه الله – عن الفضل بن زياد قال سمعت أبا عبد الله (الإمام أحمد) قيل له: ما تقول في التزويج في هذا الزمان؟ فقال: مثل هذا الزمان ينبغي للرجل أن يتزوج ليت أن الرجل إذا تزوج اليوم ثنتين فيفلت ما يأمن أحدكم أن ينظر النظرة فيحبط عمله!!! قلت له: كيف يصنع؟ من أين يطعمهم؟ فقال: أرزاقهم على الله عز وجل ".
بدائع الفوائد 2/ 48.
همسة:
- من أراد أن يعدد فيعدد وهو في شبابه وقوته كي لا يبتلي بنت الناس ولا يبلو نفسه.
- إن إكرام الزوج لزوجته الأولى بشيء من المال دليل على طيب أصله وكرامة محتده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/288)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 12:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا إن ما كتبته رائع ننتظر المزيد.
ـ[نايف الرقاص]ــــــــ[05 - 10 - 10, 12:22 ص]ـ
بورك فيك جمع مبارك والجهد فيه واضح لا حرمت الأجر.
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[05 - 10 - 10, 01:25 ص]ـ
موضوع حساس جدا فجزاك الله خيرا على طرحه
احصائيات
نسبة العنوسة في دول الخليج واليمن 35% ممن بلغن سن الزواج وتجاوزوا عمر 35
نسبة العنوسة في الاردن 5% ممن بلغن سنة الزواج وتجاوزوا عمر 35 وتقول الاحصائيات إن حوالي 71 الف فتاة تجاوزن سن الثلاثين و85 الف شاب تجاوزا 30 من عمرهم دون زواج
نسبة العازفين عن الزواج في لبنان من الجنسين 90% ممن هم بين 25 - 30 عاماً
نسبة العنوسة في فلسطين 1% ممن بلغن سن الزواج وتجاوزا عمر 35
اعلى نسبة عنوسة في العراق حيث بلغت 85% ممن بلغن سنة الزواج وتجاوزا عمر 35
يبلغ عدد العوانس في سورية 700 الف مرأة وتقول الدراسات إن 50% من الشباب السوري اعزب و60% من الفتيات السوريات عازبات
يبلغ عدد العوانس في مصر 6.5 مليون ممن تجاوزت اعمارهن 35 عاما (والآن وصلوا تقريبا 10 مليون)
ثلث سكان الجزائر عوانس وعزاب ممن بلغوا سن الزواج وتجاوزه
نسبة العزاب 20% في كلٍّ من السودان والصومال، ممن بلغوا سن الزواج و تجاوزه
منقول
وقد أعرضت عن نقل بعض التقارير والإحصاءات المتعلقة برفع أكثر من 15 ألف! دعوى اثبات بنوة من زواج عرفي! وزنا في بعض البلاد العربية وأيضا ارتفاع اعداد اللقطاء الذين يعثر عليهم إما بصناديق القمامة او بقرب المساجد
وأعرضت ايضا عن ظاهرة تفشي قتل المواليد من سفاح وايضا تفشي الانحلال الخلقي
خصوصا في الجامعات والمدن الكبرى لكافة الدول العربية
فليتق الله من كان له أدنى قدرة مالية او جسدية في أخواته المسلمات
وليبادر وليحتسب الأجر
ولعل التعدد ودعمه ماليا وحكوميا وإعلاميا من قبل الولاة والعلماء وطلاب العلم
هو أعظم سبب لحل هذه المعضلة العظيمة
وأيضا الناس يحتاجون لتفشي ظاهرة التعدد من قبل العلماء وطلاب العلم الذين يقتدى بهم
فهذا سيساهم في إقدامهم بإذن الله
ـ[الحارثي ابوسهل]ــــــــ[05 - 10 - 10, 01:35 ص]ـ
أحسنت أخي بارك الله فيك.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 01:50 م]ـ
أخي الكريم أبو سليمان الجسمي نفع الله بك
أروع من المقال مرورك العاطر عليه , شرفتني شرفك الله بطاعته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 10 - 10, 04:13 م]ـ
بارك الله فيك وشكر لك وأحسن إليك
تأملت ما كتبت من الآيات وغيرها = فلم أر أنك أصبت في عامة ما استنبطت.
ولا أجد وقتا يكفي لأطارحك بيان ذلك كله ولعله يتيسر بعد، أو ينبري من هو أفرغ مني من الإخوة الفضلاء.
وفي البخاري من طريق الزهري قال كان عروة بن الزبير يحدث أنه سأل عائشة رضي الله عنها {وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى = فانكحوا ما طاب لكم من النساء}؟
قالت: هي اليتيمة في حجر وليها فيرغب في جمالها ومالها ويريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها = فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق، وأمروا بنكاح من سواهن من النساء، قالت عائشة: ثم استفتى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد = فأنزل الله عز وجل {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن} قالت: فبين الله في هذه الآية أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال = رغبوا في نكاحها ولم يلحقوها بسنتها بإكمال الصداق، فإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال = تركوها والتمسوا غيرها من النساء، قال فكما يتركونها حين يرغبون عنها = فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها؛ إلا أن يقسطوا لها الأوفى من الصداق ويعطوها حقها".
لا حظ هنا أن الأمر بنكاح من شاء من النساء جاء في حال الخوف من القسط في اليتيمات وليس أمرا مبتدأ مطلقا.
وقولك: "ومعلومٌ قطعا أن أي رجلٍ في العالم يطيب له تعداد النساء إلا من في تركيبه نقص "
وهذه منك دعوى كبيرة لا تستطيع إثباتها أبدا، ويجب أن يكون تعداد النساء في هذا الحال غير منفك عن الواقع، أي: أنه يطيب له التعداد واقعا، بأعبائه ومسؤلياته، لا مجرد التعدد الخيالي.
وقوله عليه الصلاة والسلام: "وأتزوج النساء" .. إلخ
فيقال: "أل" في "النساء"، "جنسية" تفيد "الحقيقة" لا الاستغراق؛ إذ لا يصح أن يخلفها "كل"، فلو قال قائل: والله لا أتزوج النساء = لحنث بزواجه من واحدة، فلا تعلق لك بها.
وهذه لطيفة كنت قد كتبها في موضوع آخر:
قال في السخاوي «الضوء اللامع» 4/ 18: [في ترجمة عبادة بن علي الزرزاري المالكي]
... ويقول ـ مشيراً لشدة أعباء التزويج على سبيل المماجنة ـ: لو كانت الشركة تصح في الزوجات لشاركت في جزء من أربعة وعشرين جزءاً!
وهو مسبوق بنحوه من الأوزاعي فإنه قال لصديق له: «إن استطعت أن تكتفي في هذا الزمان بنصف امرأة فافعل». رويناه في «معاشرة الأهلين» لأبي عمر النوقاتي.اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/289)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 04:47 م]ـ
جزى الله الكاتب خيرا
وسبحان الله كدت أكتب ما أريد فوجدت كلام الشيخ عبد الرحمن السديس
أغلب الاستنباطات أصعب خروجا من صدئ الحديد من الصوف!
طبعا التعدد جائز ومستحب وقد يجب ..
لكن دعوى أنه الأصل، مع احترامي لكل القائلين به، لا أعرف عليه دليلا إلى الساعة
وربما أعقب ببعض ملاحظ تفصيلية على وجوه الاستنباط
والله المستعان
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 09:47 م]ـ
أخي المسدد نايف الرقاص حياك ربي
شرفني مرورك العاطر الكريم.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:00 م]ـ
أخي الكريم عبد الظاهر نفع الله بك
حياك الله , ووالله إن هذه الإحصائيات تدمي القلب والله المستعان.
شرفني مرورك العاطر الكريم.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:09 م]ـ
لا يجدي الكلام الان ربما بعد عدة سنوات عندها لا ينفع النساء المنكرات للتعدد ندم ولاحسرة، والاهم من ذلك البحث عن زوجة صالحة وانى لنا هذا في هذا الزمان
والله الموفق
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 12:58 ص]ـ
أخي المسدد الحارثي أبو سهل حياك ربي
شرفني مرورك العاطر الكريم , وأسلم لأخيك.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:24 ص]ـ
أخي المفضال عبد الرحمن السديس سددك الله ونفع بك
أولا: أشرف بمرورك الكريم.
ثانيا: لا يخفى على علمك أن أهل العلم إذا أرادوا بحث مسألة حشدوا لها النصوص التي يقرب ظاهرها والتي يبعد ظاهرها (بقرائنها طبعا)
كشواهد ومقرّبات للمسألة وغالب ذلك للإستئناس لا غير.
وهذا ما فعلتُه هنا ولم أكثر من ذلك وغالب ذلك صالح ذكره في الباب.
ثم تقول وفقك الله لكل خير
" لا حظ هنا أن الأمر بنكاح من شاء من النساء جاء في حال الخوف من القسط في اليتيمات وليس أمرا مبتدأ مطلقا "
الآية التي سقتَها أنت , وأخرجتُ أنا منها القرائن على أن الأصل في النكاح التعدد آية عامة , ولا يخفى عليكم القاعدة القائلة
" العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب "
ودليل على عموميتها سياقها الواضح في ذلك!!!
ثم قلتَ سددك الباري:
وقولك: "ومعلومٌ قطعا أن أي رجلٍ في العالم يطيب له تعداد النساء إلا من في تركيبه نقص "
" وهذه منك دعوى كبيرة لا تستطيع إثباتها أبدا، ويجب أن يكون تعداد النساء في هذا الحال غير منفك عن الواقع، أي: أنه يطيب له التعداد واقعا، بأعبائه ومسؤلياته، لا مجرد التعدد الخيالي "
ولو تأملت كلامي رحمك الله لما قلتَ ما قلتْ!!!
لأني لم أتطرّق لمسألة الأعباء والمسؤليات , بل قلتُ بأن كل رجل في العالم يحب تعديد النساء ويميل للأثنتين أكثر من الواحدة والثلاث أكثر من الإثنتين وهكذا.
وكلامي لتركيبة الإنسان نفسه بدليل الآية التي أوردتها , لا حبه لتحمل الأعباء والمسؤليات التابعة للتعدد!!!
وتعقيبك أخي المسدد على قوله صلى الله عليه وسلم " وأتزوج النساء " , في محله لكن هذا لا ينفي الحكم
والإستئناس بابه أوسع من الإستنباط وأخذ الأحكام , ومع ذلك ففي القول بأن النص يصح حمله على التعدد حظ من النظر.
بقرينة واقعه صلى الله عليه وسلم فقد مات بأبي وأمي صلى الله عليه وسلم عن تسع نسوة.
بارك الله فيك ووفقك لكل خير وصلاح وتقى.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 11:39 ص]ـ
الذي ظهر لي بعد القراءة ثانيا، أن الشيخ الكاتب ـ وفقه الله ـ لم يفرق بين الأصل، والمستحب، أو الأكمل، حسبما هو اختيار الكاتب الفقهي لحكم التعدد.
فالأصل عند الشرعيين كما هو معلوم يدور على معان أربعة أو خمسة، المراد منها في مثل هذا المبحث يكون القاعدة المطردة كقولنا يجوز أكل لحم الميتة على خلاف الأصل، يعني القاعدة المستمرة،فكذلك يمكن صياغة المبحث هاهنا بعنوانة (الناكح الواحدة على خلاف الأصل!)، ويدخل فيه معنى الاستصحاب كقولهم الأصل بقاء ما كان على ماكان، أما إطلاقه هنا على الدليل أو الرجحان فلا يظهر لي أنه سليم لأنه لا نزاع في مشروعيته، ولا نزاع في عدم وجوبه من حيث الجملة، أما بحث استحبابه من عدمه فليس غرض الموضوع.
وهنا محلان: القول بأن الأصل هو التعدد لا يخلو ذلك الأصل أن يكون إما طبعيا أو شرعيا.
1 ـ أما طبعيا فلا أظن مخالفا يقول إن التعدد مقدم بالطبع، لوجوه كثيرة عقلية وعرفية، أقربها أن الواحد مقدم على الاثنين فصاعدا من حيث الطبع، وأن الناس الغالب فيها منذ القديم والجديد هو البدء بالمرأة الواحدة، ولا يعرف إلا في النادر أن يبدأ الإنسان نكاحا باثنتين أو ثلاث.
2 ـ أما وضعيا (بمعنى الوضع الشرعي) فلا يعرف في الشرع حث على البدء بالتعدد أصلا، بل نرى في فروعيات الفقهاء خلافهم في نكاح الأربع دفعة، وخلافهم في كيف الدخول بهن والحالة هكذا، وكيف التقديم والترتيب، وكل ذلك دال بوضوح على كونه خلاف الأصل!، وقصارى ما يستدل به على استحباب التعدد، لا يفيد كونه الأصل، بالاعتبار الذي ذكرناه، ومن هنا نشأ الخلط عند القائلين باستحبابه من المعاصرين، في التفريق بين مفهوم الحكم، ومفهوم الأصل.
يتبع بإذن الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/290)
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 11:47 ص]ـ
أخي المسدد أبو نصر المازري حياك ربي وبياك
المشكلة الآن ليست في المرأة الصالحة فهن كثر ولله الحمد , المشكلة من يقنع الناس بالتعدد خاصة طلبة العلم
فتجد أكثرهم يجادلك لا لأجل الحكم بل لأجل أنه لا يستطيع ذلك بأمر أو بآخر.
شرفني مرورك العاطر الجميل.
لي عودة بإذن الله على تعقيب أخينا المفضال عمرو بسيوني وفقه الله وسدده.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 04:20 م]ـ
فقد قلّبتُ أسفار الإسلام ودواوين السنة (في مظانها طبعا) , فلم أجد تصريحا فيما أريد بحثه , هذا حسب جهدي القليل (ومن عَلِمَ حجةٌ على من لم يعلم) , نعم تكلم بعض المعاصرين في هذه المسألة ولكن أعوزهم النقل عن أساطين أهل العلم من المتقدمين كما أعوزني ذلك , فَعَرَضْتُ القرآن كاملا عدة مرات وفي كل عرضة أجد قرينة وإشارة لما أردتُ بحثه!!!
جزاك الله خيرا على إنصافك
وهذا لأنها من أقوال المعاصرين المحضة
وإنما وصفت فعلك بالإنصاف ـ وهو به حقيق ـ لأننا نجد من بعض المعاصرين من يقول قولا هو رأيه ـ وهذا لا إشكال فيه عندي إذا كان من أهله وبشرطه ـ لكنه يزعم ويصر أن هذا قول السلف السالفين، وهو آيات الذكر الحكيم ..
وكان يكفيه ـ إذ لم يجد من صرح بقوله، أو احتملته عبارته ولو إشارة أو اقتضاء ـ أن يقول هذا قولي وتلك أدلتي، ويعرضها.
- يقول الله تعالى: " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا "
وفي هذه الآية عدة قرائن على أن الأصل في النكاح التعدد:
• ففي الآية جاءت الصيغة في الخطاب بصيغة الأمر " فَانْكِحُوا " ومعلوم أن الأمر محمول على الوجوب فإن صرفه صارف أحاله للسُنّية وقليلا ما ينقله الصارف إلى الإباحة.
هذا مبني على مقدمات عديدة ..
ومن المعلوم في علم الجدل أن المقدمات يجب أن تكون محل اتفاق بين الطرفين
فكون الأمر محمولا على الوجوب ما لم تصرفه القرينة مسألة خلافية
ثم القائلون بكونه للوجوب ما لم تصرفه القرينة لا يتفقون في أفراد من الأمر التي يكون متعلقها العاديات و الآداب هل الأصل فيها الوجوب أم الندب أم مجرد المشروعية
وعلى كل التقادير، لو سلم كل ما سبق، فإن حكم النكاح ـ المجرد عن الحاجة وخوف العنت ـ ليس اتفاقيا إنه الوجوب، لأن هذا فرع على القول بانعدام القرينة، و أين هذا في مسألتنا، إذ المخالف ـ وهم الجمهور ـ يرون قرائن تصرف عن الوجوب إلى الندبية.
ثم وعلى كل التقادير كذلك، لو سلم مسلم بكل ما سبق جملة، من أول الأصل في الأمر، إلى وجوب النكاح ..
فما تعلق ذلك بالتعدد فيه
بل الخطاب المتعلق بوجوب الشيء يكفي في تحصيله والخروج من العهدة وبراءة الذمة أن يحصل أقل قدر مجزئ منه ..
فالناكح واحدة ـ على التسليم بكل مقدماتك ـ حصل المطلوب المجزئ، على وجه القطع = فالمجزئ المطلوب هو الأصل ..
وما زاد (سواء أكان مشروعا أو مندوبا) = فليس من الأصل
وفيها قال الله تعالى " ما طاب لكم " ومعلومٌ قطعا أن أي رجلٍ في العالم يطيب له تعداد النساء إلا من في تركيبه نقص وهذا في حكم النادر (والنادر لا حكم له) , وفي هذا يقول الله تبارك وتقدس: " زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ... " الآية.
وهنا وجوه:
1 ـ قوله (ما طاب لكم من النساء)، لا تخلو (من) إما أن تكون (للجنس) كالتي في قوله تعالى (فاجتنبوا الرجس من الأوثان)، أو تكون للتبعيض، فعلى الأول الناكح واحدة هو (ناكح ما طاب له من جنس النساء)، وعلى الثانية (فالناكح واحدة ناكح ما طاب له من بعض النساء)، فدخول الناكح واحدة في الآية على التقديرين هو (دخول أولي)، وهو الأصل، وليس في دلالة الاية من حيث اللغة ما يدل على تمكن (الناكح فوق الواحدة) من الدخول في الآية ما يجعله الأصل، ويجعل الناكح واحدة الفرع.
2 ـ كون كل رجل يطيب له تعداد النساء لا يسلم
بل الذي يسلم أن الرجال من حيث الجملة يطيب لهم نكاح النساء
أما التعدد فقدر زائد
3 ـ طِيب تعدد النساء لو سلم، فهل المراد به جماعهن والاستمتاع بهن؟ أم النكاح الذي هو قدر زائد على ذلك؟
إن كان الأول فهو أقرب، لكنه ليس محل النزاع
وإن كان الثاني، فإن عكس الدعوى أسهل من دعواك، بل فيه من التكاليف والمشقات، واستلزام الحقوق والواجبات، ما يثقل عن مجرد حب التلذذ بالنسوة.
4 ـ القول إن الذي لا يطيب له تعدد النساء = في تركيبه نقص
لا يسلم، بل منهم الأنبياء والأولياء والعلماء والصالحون
5 ـ القول إن الذي يطيب له تعدد النساء = نادر والنادر لا حكم له
لا يسلم، بل الذين لم ينكحوا بمرة، والمفردون جملة ليست قليلة، فضلا عن أن تكون نادرة، نعم تختلف باختلاف الأزمان والأقطار.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/291)
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 09:29 م]ـ
أخي المسدد الموفق عمرو بسيوني نفع الله بك وزادك من فضله العميم
لعلك أخي الكريم أن تقتصر على نقطة واحدة , يكون عليها مدار النقاش ثم ننتقل لما بعدها.
لأن التأييد (بالكوم) والإعتراض (بالكوم) والفائدة ستضيع في أكوام النقد والتأييد.
فإن ارتأيت أن يكون النقاش على نقطة واحدة يكون لك فيها إعتراض ثم يكون الرد عليه , ثم ننتقل لإعتراضك الثاني وهكذا
والأخوة من طلبة العلم الحكم بيننا في ذلك.
ومن بان له الحكم رجع إليه.
فما رأيك سدد الله قلمك؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 11:02 م]ـ
سؤال لأخي الفاضل الغنامي:
هل معنى لفظة " الموحد " في العنوان من " الموحِّد " ضد المشرك، أم " الموحِّد " ضد المعدِّد؟؟!!
وكنت كتبت مشاركة يسيرة وهنَّق الجهاز وراحت
ملخصها:
لا يمكن القول إن الأصل في الزواج التعدد لأن معنى ذلك أن يتزوج الرجل أكثر من واحدة دفعة واحدة!!
بل لا يمكن إلا أن يقال إن الأصل في الزواج " الإفراد "، والتعدد مباح لمن أراد الزيادة
والأخ عمرو بسيوني كتب أكثر من الذي كنت كتبته بكثير فأترك الأمر بينه وبين أخي الغنامي وفقهما الله
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:39 ص]ـ
حياك ربي أخي الكريم الشيخ إحسان العتيبي ونفع بك
وأقصد بالموحد " ما كان ضد المعدد ".
ذهبت بعيدا شيخنا الغالي في تفسير " أن الأصل في النكاح التعدد "!!!
لأنه عقلا لا يقال: بأنك تُعدد مباشرة فتتزوج إثنتين أو ثلاث!!!
ومثال ما أردتُ كما يقال " الأصل في العلم العمل " , فلا يصح عقلا ولا شرعا أن تعمل بلا علم!!!
فالإنسان يبدأ بالعلم ليعمل به فالعمل أصل والعلم وسيلة له.
فكذلك يقال الزواج من واحدة وسيلة للوصول لتطبيق هذه السُنة (التعدد).
شرفك الله بتشريفه وحياك ربي , أخي الشيخ إحسان العتيبي.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:44 ص]ـ
حياك الله
طيب
هل الأصل اثنتين أم ثلاث أم أربع؟
وكيف استنبطت الحكم؟
وهذا آخر سؤال
ومعذرة لأخي عمرو ولك طبعاً
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:13 ص]ـ
أهلا بك أخي الغالي الشيخ إحسان العتيبي
" الأصل التعدد سواء كان مثنى أو ثلاث أو رباع كما في الآية الكريمة
والجميع يُطلق عليه معدد بخلاف من تزوج واحدة فيطلق عليه مُفرد!!!
فمن خاف أن لا يعدل فيقتصر على واحدة أو حتى بملك اليمين "
وأما القرائن فقد ذكرتها في أول البحث على هذه الآية , ولا يلزم أن يوافق من يرى أن الأصل الإفراد
ولكن بذلتُ الجهد في هذه المسألة وبان أن الأصل التعدد لا الإفراد.
وإن أذنت لي شيخي الكريم بسؤال وحيد فقط:
إن كان الأصل الإفراد , فلما الصحابة أكثروا من التعدد وكذلك علماء الإسلام , مع أن بعضهم كان يعدد على كبر في سنه , وقلة في ذات يده , فهل تراه يترك الأصل وهو الإفراد إلى المفضول وهو التعدد مع أن الدواعي عليه قليلة أو شبه معدومة!!!؟؟؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:19 ص]ـ
ومن قال إن الأصل مفضول و الزائد فاضل أو العكس؟
المفضولية والأفضلية لا علاقة لها بالأصل، كما ذكرت فوق يا أخي الحبيب
عفوا يا شيخ إحسان على الافتيات
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:40 م]ـ
أخي المسدد عمرو بسيوني أهلا بك مرة أخرى
الغالب العام أن الأصل مع الزيادة من جنسه أفضل من الأصل لوحده
ما لم يدل الدليل على عدم مشروعية الزيادة.
مثال ذلك أخي الموفق
ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: " إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز و جل انظروا هل لعبدي من تطوع؟ .... " الحديث
وإن كان في السند مقال , لكن سقتُه كشاهد والسنة مليئة بهذا.
فأنظر أخي الغالي كيف أن جنس الفريضة بالنافلة أفضل من جنس الفريضة لوحدها.
ونعود لمسألتنا ونقرنها بردك الأخير:
فهل نقول أن الأفضل التعدد أو الإفراد؟
فإن قلتَ الإفراد أفضل , قلنا وهل يفعله صلى الله عليه وسلم وكبار صحابته بل عامة أصحابه والأكثرية الكاثرة من علماء الإسلام , ويكون مع ذلك " عمل مفضول "!!!
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ".
وإن قلتَ فاضل أجبتَ على نفسك في هذه المسألة.
وفقنا الله وإياك لكل خير وصلاح وتقى.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:53 م]ـ
هكذا تحرر عندي مفهوم كلامك
لذلك لو قرأت أولى مداخلاتي رقم 15 ـ وهو ما فهمه الشيخ إحسان كذلك ـ أنك تريد الأصل بمعناه عند أهل العلم ..
أما الأصل بمعنى المستحب فلا يعرف في كلامهم
الأصل لغة ما بني عليه غيره، واصطلاحا ماذكرنا من معانيه، وفي الحالين لا ينطبق عليه عبارة (الأصل في النكاح التعدد)
وليس شيء منها يصح تنزيل عنوانك عليه
وعلى ذلك يكون مرادك بالعنوان (إعلام الموحد أن المستحب أو السنة في النكاح التعدد)
وهذا أخف من سابقه، وأخف من دعوى المعاصرين.
ولعلي كذلك أعود بملاحظ وفق ذلك الحكم.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/292)
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 02:59 م]ـ
أخي المسدد عمرو بسيوني نفع الله بك
أقصد بـ (الأصل في النكاح التعدد) ما يقصده القائل بـ (الأصل في النكاح الإفراد)!!!
وهذه اللفظة أقتبستها وعنونت بها من كلام العلامة ابن باز - رحمه الله - , فلم آتي ببدع من القول.
فالأصل يطلق ويراد به عدة إعتبارات كما بينتَ وفقك الله في إحدى مداخلاتك.
والمقصد هنا أن يكون الأصل في المسلمين أن يعددوا في النكاح , ومن أفرد بزوجة واحدة فهو خلاف الأصل أو لنقل الأولى
إلا لعذر كعدم المقدرة البدنية أو المالية أو الخوف من عدم العدل أو غيرها من الأعذار ولا يقال له إنه يأثم بتركه للتعدد إن لم يكن له عذر!!!
لكن يقال له تركتَ السُنة إلى المباح , والأمر في ذلك سهل إن شاء الله تعالى.
أرجو أن يكون إتضح لك أخي الكريم مقصدي من العنوان , فإن كان كذلك فآمل أن تبدأ بالنقطة الأولى التي أستشكلتها لعلك تفيدنا جميعا
وفقك الله لكل خير وصلاح وتقى.
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[10 - 10 - 10, 03:46 م]ـ
أقصد بـ (الأصل في النكاح التعدد) ما يقصده القائل بـ (الأصل في النكاح الإفراد)!!!
وهذه اللفظة أقتبستها وعنونت بها من كلام العلامة ابن باز - رحمه الله - , فلم آتي ببدع من القول.
اخي الفاضل
لو تكرمت علي بذكر الموضع الذي قال فيه الشيخ / ابن باز رحمه الله
(الأصل في النكاح التعدد)
بارك الله فيك وجزاكم الله خيراً
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[10 - 10 - 10, 03:47 م]ـ
أقصد بـ (الأصل في النكاح التعدد) ما يقصده القائل بـ (الأصل في النكاح الإفراد)!!!
وهذه اللفظة أقتبستها وعنونت بها من كلام العلامة ابن باز - رحمه الله - , فلم آتي ببدع من القول.
اخي الفاضل
لو تكرمت علي بذكر الموضع الذي فيه الشيخ / ابن باز رحمه الله
الأصل في النكاح التعدد)
بارك الله فيك وجزاكم الله خيراً
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 09:27 م]ـ
أخي الموفق أبو فاطمة المصري نفع الله بك
دونكها:
سئل الشيخ بن باز رحمه الله: هل الأصل في الزواج التعدد أم الواحدة؟
فأجاب صب الله على ضريحه شآبيب الرحمة والرضوان: " الأصل في ذلك شرعية التعدد لمن استطاع ذلك ولم يخف الجور لما في ذلك من المصالح الكثيرة في عفة فرجه وعفة من يتزوجن والإحسان إليهن، وتكثير النسل الذي به تكثر الأمة، ويكثر من يعبد الله وحده. ويدل على ذلك قوله تعالى:
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا) النساء/3،
ولأنه صلى الله عليه وسلم تزوج أكثر من واحدة , وقد قال الله سبحانه وتعالى:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب/21،
وقال صلى الله عليه وسلم لما قال بعض الصحابة: أما أنا فلا آكل اللحم وقال آخر: أما أنا فأصلي ولا أنام، وقال آخر: أما أنا فأصوم ولا أفطر وقال آخر: أما أنا فلا أتزوج النساء، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
(أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) وهذا اللفظ العظيم منه صلى الله عليه وسلم يعم الواحدة والعدد ".
مجلة البلاغ العدد 1015، فتاوى علماء البلد الحرام ص 386.
وآمل من الأخوة المعارضين أن ينظروا بعين الإنصاف لما تقدم , ويقرأوا رسالة بسيطة للعلامة بن باز - رحمه الله - موسومة بـ " إظهار البينات في محاسن تعدد الزوجات " , قبل أن يبروا أقلامهم في الرد على الموضوع.
وأنا لا أقول هذا تنصلا من المناقشة (وأنا قد أبديتُ هذا وجمعتُ أدلتي التي أظنُ أن لا يقوم لما يعارضها قائم) بل حتى لا ندور في حلقة مفرغة , وأوقاتنا كطلبة علم ثمينة نحتاج فيها إلى بحث مسائل كثيرة تهم الناس وهذه المسألة من أهمها خاصة في هذه الأيام.
والله المستعان وحده.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 08:56 ص]ـ
بما أن الشيخ إحسان العتيبي وفقه الله داخلا مجددا
فآمل أن يجيبني على هذا السؤال الذي طرحتُه له مسبقا:
إن كان الأصل الإفراد , فلما الصحابة أكثروا من التعدد وكذلك علماء الإسلام , مع أن بعضهم كان يعدد على كبر في سنه , وقلة في ذات يده , فهل تراه يترك الأصل وهو الإفراد إلى المفضول وهو التعدد مع أن الدواعي عليه قليلة أو شبه معدومة!!!؟؟؟
ـ[محمد بن أحمد السني]ــــــــ[12 - 10 - 10, 09:11 م]ـ
موسى الغنامى جزاكم الله خيرا على هدا البحث الطيب والمفيد
جعله في موزاين حسناتك يوم تعز الحسنات,,,,, آمين(132/293)
فوائد من الآداب الشرعية (1)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 12:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله لإتمام الدين، و نشر الأخلاق الفاضلة بين الناس أجمعين، و صلى الله و سلم على سيد المرسلين، وخاتم النبيين، نبيينا محمد صلى الله عليه و على آله و أصحابه أجمعين، وعلى التابعين و تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،
فقد قام أحد الأخوة جزاهم الله خيرا بعمل موضوع عن الآداب الشرعية و انتقاها من كتاب ابن مفلح الحنبلي، فلما رأيت فائدتها استأذنته في نشرها في المواقع و المنتديات الإسلامية فأذن لي بذلك
و كان الموضوع الأول بعنوان فصل في البهت و الغيبة و النميمة و كلام ذي الوجهين
فدونكم إياها:
وذكر الإمام رحمه الله حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم , فقلت يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)) رواه الإمام أحمد
والمقصود بيخمشون كما قال صاحب عون المعبود - يخدشون
وقد قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله (الغيبة مرعى اللئام)
وعن همام قال (كان رجل يرفع إلى عثمان حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((لا يدخل الجنة قتات)) أخرجه أحمد والبخاري ومسلم
والقتات النمام وقد قال ابن حجر في الفتح (وقيل الفرق بين القتات والنمام أن النمام الذي يحضر فينقلها والقتات الذي يتسمع من حيث لا يعلم به ثم ينقل ما سمعه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا (إن شر الناس يوم القيامة ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)) أخرجه أحمد والبخاري ومسلم
قال ابن مفلح تعليقا على حديث ابي هريرة ((وهذا لانه نفاق وذب وتحيل على اطلاعه على أسرار الطائفتين لأنه يأتي كل طائفة ما يرضيها ويظُهر أنه معها وهي مداهنة محرمة
قال ابن عقيل (الحنبلي) في الفنون قال تعالى " عن المنافقين " (كأنهم خشب مسندة) قال:أعني ابن عقيل أي مقطوعة ممالة إلى الحائط لا تقوم بنفسها ولا هي ثابته إنما كانوا يستندون إلى من ينصرهم وإلى من يتظاهرون به.
قيل لإبن عمر: إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول فإذا خرجنا قلنا غيره , قال كنا نعد ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من النفاق
((وقفه حديثية))
إذا قال الصحابي قولا ونسبه إلى عهدا النبي صلى الله عليه وسلم أو قال أمرنا فإن له حكم الرفع عند المحدثين كما نص على ذلك العراقي في ألفيته
وعن عبد الله بن عمرو مرفوعا (أربع من كن فيه كان منافقا وكن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وغذا خاصم فجر)) رواه البخاري ومسلم وقال الترمذي: معناه عند أهل العلم نفاق العمل , وإنما كان نفاق التكذيب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وعن عقبة بن عامر مرفوعا ((أكثر منافقي أمتي قراؤها)) رواه أحمد
قال موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: يا رب إن الناس يقولون في ما ليس في فأوحى الله إليه: يا موسى لم أجعل ذلك لنفسي فكيف أجعله لك) أي أن يجعل الناس لا يتكلمون فيه
قال ابن حزم رحمه الله تعالى اتفقوا على تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة
قال محمد بن يحيى الكحال لأبي عبد الله (أحمد بن حنبل رحمه الله) الغيبة ان تقول في الرجل ما فيه؟ قال نعم , قال يعني الإمام أحمد وإن قال ما ليس فيه فهذا بهت
ثم ذكر الإمام ابن مفلح رحمه الله تعالى بعض الأحاديث والآثار في السباب والفحش فقال رحمه الله تعالى:/-
روى أبو داود والترمذي عن ابن عباس أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم قال (يعني ابن عباس) فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تلعن الريح فإنها مأموره وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه)
والمقصود بقوله ليس له بأهل (أي أن الشيء الملعون ليس أهلا للعنة) فترجع اللعنة حينها على صاحبها اللاعن
وعن ابن مسعود مرفوعا ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء
وعن ابن مسعود مرفوعا سباب المسلم فسوق وقتاله كفر
ثم ذكر الإمام رحمه الله اثرا للإمام أحمد رحمه الله تعالى يبين فيه جواز ذكر لقب الرجل الذي لا يعرف إلا به حيث نقل عن الأثرم (أحد رواة مسائل الإمام أحمد رحمه الله) قال سئل (اي الإمام أحمد) عن الرجل يعرف بلقبه إذا لم يعرف إلا به؟ فقال أحمد: الأعمش -يعني المحدث - إنما يعرفه الناس هكذا فسهل في مثل هذا إن كان قد شهر
قال في خطبة شرح مسلم: قال العلماء من أصحاب الحديث والفقه وغيرهم: يجوز ذكر الراوي بلقبه وصفته ونسبه الذي يكرهه إذا كان المراد تعريفه لا تنقصه للحاجة , كما يجوز الجرح للحاجة
وروى الخلال عن الإمام مالك أنه سئل عن الرجل يصف بالعور أو العرج لا يريد بذلك شينة إلا إرادة أن يعرف؟ قال لا أدري ذلك غيبة. (أي لا يعلم أنه من الغيبة)
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/294)
ـ[السوادي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 08:04 ص]ـ
بارك الله فيك(132/295)
رفع القرآن من الأرض
ـ[سمير محمود]ــــــــ[05 - 10 - 10, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
من معتقدات الشيعة القبيحة ادعائهم بأن القرآن ناقص ولا يزال هكذا ما لم يظهر المهدي. وأنكر أهل السنة عليهم هذا القول الباطل بأن الله تعالى رؤوف بعباده فكيف يترك عباده محرومين من هدايته؟! وقد يأتي شيعي ويسأل: "ألا تقولون أن الله يرفع الكتاب من صدور الناس آخر الزمان؟ فأنتم ايضا تعتقدون بإمكانية غياب القرآن في زمان من الأزمنة ...
كيف نرد على هذه الشبهة؟ أفيدونا وفقكم الله!
ـ[سمير محمود]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:14 م]ـ
المشكلة التي ذكرتها في سؤالي ما زالت عالقة أيها الإخوة الكرام! لما بحثت عن المسالة وقفت على بعض الإجابات من العلماء وهؤلاء العلماء تكلموا في هذه القضية بشكل عام وحملوا الأحادث الواردة في هذا الباب على فترة لاحقة العلامات الكبرى ليوم القيامة أي ذلك يقع بعد تحقق كل العلامات الكبرى وعلى سبيل المثال يقول السيوطي:
طلوع شمسنا ومعها القمر ... من مغرب بعد ثلاث تنظر.
ويخرج الدجال ثم ينزل ... عيسى وفي رملة لد يقتل.
والخسف والدابة والدخان ... وبعد هذا يرفع القران.
ومع ذلك كيف نفهم حديث حذيفة: يدرس الإسلام حتى لا يدرى ما صيام، ولا صلاة، ولا نسك، ولا صدقة، ويسرى على كتاب الله تعالى في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ويبقى طوائف من الناس الشيخ، والعجوز ويقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها.؟
المسألة شقّ علىّ فهمها ويبدو أن هناك تعارض فكيف تكون النجاة بعد رفع القرآن؟ أفلم نقلْ إن رفعَ القرآن يحدث حين لا يبقى على الأرض إلا شرار الناس فعليهم تقوم الساعة؟ كما جاء في صحيح مسلم وغيره: ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة.
ـ[سمير محمود]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:57 م]ـ
للرفع
ـ[سمير محمود]ــــــــ[07 - 11 - 10, 02:09 م]ـ
للرفع
ـ[محمد ابن الجميلي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 12:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وجدت هذه الفتوى في موقع الاسلام سؤال وجواب لعله يغني الموضوع جزاكم الله خيرا.
هل يرفع القرآن في آخر الزمان؟
السؤال:
جاء في افتتاحية مجلة المستقبل الإسلامي الصادرة في السعودية أن إحدى علامات آخر الزمان أن القرآن يختفي، ولم أسمع بذلك من قبل، وكيف يمكن أن يكون هذا الكلام صحيحا ونحن نعلم أن هناك الكثير الكثير من الحفاظ للقرآن، أرجو أن توضحوا لي المسألة، جزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من وقت. أخوكم في الإسلام.
الجواب:
الحمد لله
جاءت عدة أحاديث تدل على رفع القرآن الكريم في آخر الزمان، ومن هذه الأحاديث:
عَنْ عبد الله بن مَسْعُودٍ قَالَ: " لَيُسْرَيَنَّ عَلَى الْقُرْآنِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلا يُتْرَكُ آيَةٌ فِي مُصْحَفٍ وَلا فِي قَلْبِ أَحَدٍ إِلا رُفِعَتْ " أخرجه الدارمي بسند صحيح برقم 3209.
وأخرج الدارمي برقم 3207 بإسناد حسن لغيره: عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: " أَكْثِرُوا تِلاوَةَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ " قَالُوا: هَذِهِ الْمَصَاحِفُ تُرْفَعُ! فَكَيْفَ بِمَا فِي صُدُورِ الرِّجَالِ؟ قَالَ: " يُسْرَى عَلَيْهِ لَيْلا فَيُصْبِحُونَ مِنْهُ فُقَرَاءَ، وَيَنْسَوْنَ قَوْلَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَيَقَعُونَ فِي قَوْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَشْعَارِهِمْ، وَذَلِكَ حِينَ يَقَعُ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ " والمراد بالقول: ماجاء في الآية الكريمة: (وَإِذَا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجَنا لَهُمْ دَابَةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوْقِنُون) النمل / 82. قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: (هذه الدابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس، وتركهم أوامر الله، وتبديلهم الدين الحق يخرج الله لهم دابة من الأرض، قيل من مكة وقيل من غيرها .. فتكلم الناس على ذلك؛ قال ابن عباس والحسن وقتادة - ويروى عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم: " تكلمهم كلاماً " أي تخاطبهم مخاطبة، وقال عطاء الخراساني - ويروى عن علي واختاره ابن جرير -: " تكلمهم فتقول لهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " وفي هذا القول نظر لا يخفى والله أعلم، وقال ابن عباس في رواية: " تجرحهم " وعنه رواية قال: " كُلاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/296)
تفعل " يعنى هذا وهذا، وهو قول حسن ولا منافاة والله أعلم) تفسير القرآن العظيم (3/ 375 - 378).
وقد ورد في ذكر الدابة أحاديث وآثار كثيرة؛ منها:
ما روي عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: " أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفة ونحن نتذاكر أمر الساعة؛ فقال: لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج عيسى بن مريم عليه السلام، والدجال، وثلاثة خسوف خسف بالمغرب وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن تسوق - أو تحشر- الناس، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا " رواه الإمام أحمد برقم 46 واللفظ له، ورواه مسلم برقم2901، وأبوداود برقم 4311، والترمذي برقم 2183 وقال: حسن صحيح، والنسائي برقم 11380، وابن ماجه برقم 4055.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من المغرب - أو من مغربها - " رواه الترمذي برقم 3072 وقال: حديث حسن صحيح.
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم أو أمر العامة " رواه مسلم برقم 2947 وابن ماجه برقم 4056 وغيرهما. وهناك أحاديث كثيرة يطول ذكرها تدل على أن الدابة ستخرج في آخر الزمان، والله المستعان.
ومما جاء أيضاً في رفع القرآن آخر الزمان ما رواه الطبراني في المعجم الكبير برقم 8698 عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
" لَيُنْتَزَعَنَّ هذا القرآن من بين أظهركم، قيل له: يا أبا عبد الرحمن: كيف يُنتزع وقد أثبتناه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا؟ قال: يُسْرَى عليه في ليلة فلا يبقى في قلب عبد ولا مصحف منه شيء، ويصبح الناس كالبهائم " ثم قرأ قول الله تعالى: (ولئن شئنا لَنَذْهَبَنَّ بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلاً) الإسراء / 86. قال ابن حجر في فتح الباري (13/ 16): سنده صحيح ولكنه موقوف. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 329): رجاله رجال الصحيح، غير شداد بن معقل وهو ثقة. وصححه الألباني.
وهذا الحديث حكمه حكم المرفوع، لأنه لا يُقال بالرأي.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (3/ 198): " فإنه يسرى به فى آخر الزمان من المصاحف والصدور فلا يبقى فى الصدور منه كلمة، ولا فى المصاحف منه حرف ".
وقد أنزل الله القرآن هدى للناس وتكفّل بحفظه وهو المعجزة الخالدة للنبي صلى الله عليه وسلم وسيبقى يتعلّم منه ويهتدي عليه الأولون والآخرون ولكن في آخر الزمان قبل قيام الساعة مباشرة يقبض الله أرواح المؤمنين ولا يبقى في الأرض إلا شرار الخلق ولا تكون صلاة ولا صيام ولا حجّ ولا صدقة، ولا تكون هناك فائدة من وجود الكعبة ولا بقاء القرآن فيقدِّر الله عزّ وجلّ خراب الكعبة على يد كافر من الحبشة (روى البخاري في صحيحه برقم 1519 أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ")، ويرفع الله عزّ وجلّ القرآن من الأرض فلا تبقى منه آية في المصاحف والصدور، والله يغار أن يبقى كتابه في الأرض بلا فائدة لا يُعمل به فيحدث هذا الأمر.
وهذا الحدث المُخيف والخطير يدفع المسلم الصادق إلى المسارعة بالاهتمام بكتاب الله تعلما وحفظا وتلاوة وتدبّرا قبل أن يُرفع الكتاب.
وهذا من فتن آخر الزمان التي قال عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم: (بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا) رواه مسلم برقم 169. نسأل الله أن يثبتنا على دينه، ويرد عنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
ـ[سمير محمود]ــــــــ[09 - 11 - 10, 12:53 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد! ولكني لا أرى حلّ الإشكال في ما قدّمتَ , جزيتَ خيرا! إجابة الشيخ صالح تتعلق بكيفية رفع القرآن من صدور الناس ولا تشمل سؤالي مع الأسف ...
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[09 - 11 - 10, 02:17 ص]ـ
هذا حفظ للقران في اخر الزمان وبعد طلوع الشمس من مغربها وانقطاع التوبة مثل قبض ارواح المؤمنين قبل قيام الساعة
وهذا ليس مثل ادعاء الروافض ان القران الذي بين ايدينا محرف وناقص وان القران الكامل مع مهديهم في السرداب
ومليارات المسلمين حرموا منه ولن يستفيد منه احد الا في مدة سبع سنوات فقط التي يخرج بها وغير ذلك من الادعاءات الفارغه(132/297)
مسجد الأنبياء وقتلة الأنبياء
ـ[أكرم بن محمد زيادة]ــــــــ[05 - 10 - 10, 09:09 ص]ـ
مسجد الأنبياء وقتلة الأنبياء
چ ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ چ [البقرة: 114]
چ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? چ چ چ چ? ? ? ? ? ? چ [الحج: 40]
چ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھے ے ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ [البقرة: 87]
چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ چ [آل عمران: 181]
چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ٹ ٹ ٹ چ [النساء: 155]
تناقلت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية نبأ اعتداء المغتصبين (المستوطنين) الصهاينة اليهود على مسجد الأنبياء في قرية بيت فجار جنوب مدينة بيت لحم في فلسطيننا المحتلة المغتصبة.
ومع أن هذا المسجد هو المسجد الثامن عشر الذي يتعرض للاعتداء والحرق والتخريب ـ بحسب اعتراف المجرمين الفاعلين بكتابة اعترافاتهم على جدرانه ـ إلا أنه ربما لن يكون الأخير في ذلك.
فضلاً عن منعهم الأذان مئات المرات في المسجد الإبراهيمي في الخليل المحتلة خلال الشهر الحالي (شوال 1431هـ) وهذا يعني منع المسجد من الأذان كلياً تقريباً.
فهل بعد هذا المنع وذاك التخريب والتحريق وإتلاف المصاحف التي تحوي بين سطورها كلام الله تعالى من إفساد؟!
ملكنا مساجدهم ومعابدهم وكنائسهم في كل مكان فتحناه بكلمة التوحيد وشعار الاتباع فماذا فعلنا بها؟!
والله ما زدناها إلا تطهيراً وتقديساً وجعلنا منها مساجد يذكر اسم الله فيها بكرة وأصيلاً؛ بل في كل ساعة من ساعات الليل والنهار.
فهذا المسجد الأموي في دمشق جعلوا منه كنيسة ومقبرة تعبد فيها الأوثان والصلبان وجعلنا منه مسجدا يذكر فيه اسم الله كثيراً.
وهذه كنائس الروم في القسطنطينية وغيرها جعلها المسلمون مساجد يُعْبَدُ الله فيها صبح مساء.
وهذه معابد الهندوس والمجوس طهرها المسلمون بعد فتحها تطهيراً وجعلوها مساجد يُذكرُ اله فيها كثيراً.
وأما هم فيجعلون من المساجد مزابل ومحارق ومواخير واصطبلات وفي احسن الحوال متاحف سياحية.
وماذا نلوم عليهم وقد قتل أجدادهم الأنبياء من قبل! فهل نعتب أن خربوا مسجد الأنبياء؟!
فليس لهؤلاء القوم إلا الدفع الذي تصان به بيوت الله ومساجده كما قال سبحانه في آية الحج السابقة.
چ ٹ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? چ چ چ چ? ? ? ? ? ? چ [الحج: 40]
فهلا نصرنا الله لينصرنا؟!
وهلا دفعنا عن ديننا ليدفع عنا؟!
أم هو الاستسلام تلو الاستسلام؟!
والتنازل تلو التنازل؟!
والمرحلة تلو المرحلة؟!
نعم نحن مع التعقل ومراعاة الظروف، ولكننا مع الإعداد والاستعداد، ولسنا مع الخور والضعف والهوان.
ولن ننسى وعد الله تعالى بالتمكين لدينه:
چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ژ ژڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ چ [النور: 55]
ولن ننسى وعد النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
«لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِىُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ! يَا عَبْدَ اللَّهِ! هَذَا يَهُودِىٌّ خَلْفِى فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ».
وإن غداً لناظره قريب
چ ? ? ? ? ? ?? ? ? ?? ? ? ? ? چ [الروم: 4 ـ 5](132/298)
حكم أخذ الرسوم على هذه العملية المصرفية ..
ـ[بسام العقلا]ــــــــ[05 - 10 - 10, 06:47 م]ـ
خالد يعمل مدرس في قرية ليس فيها صراف آلي إطلاقا
فذهب إلى أقرب مدينة وتبعد عنه مائة كم ولقي شخص اسمه محمد يتردد بين المدينة وبين القرية التي فيها خالد
فأعطى خالد مبلغ وقدره 20 ألف ريال لمحمد على أن خالد متى ما أراد من المال شيء فيتصل على محمد يسحب له وهو قادم إلى القرية، ويأخذ 20 ريال على كل عملية سحب آلي
ما حكم هذه العملية المصرفية، وفقكم الله لك خير
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 10 - 10, 03:44 م]ـ
مباحة، لأنه يأخذ هذا مقابل عمله له.
والله أعلم.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[06 - 10 - 10, 11:25 م]ـ
بارك الله فيكم
لم أعطى خالد محمدا العشرين ألفا إذا كان مجمد يسحب من رصيد خالد؟
فإن كان محمد يسحب من رصيده هو ويعطيه لخالد، فما التكييف الفقهي للعشرين ألفا التي أخذها محمد، هل هي على سبيل القرض أم وديعة يسترد منها متى شاء؟؟
المسألة تحتاج مزيد بيان
والله أعلى وأعلم
ـ[بسام العقلا]ــــــــ[07 - 10 - 10, 12:46 م]ـ
لم أعطى خالد محمدا العشرين ألفا إذا كان مجمد يسحب من رصيد خالد؟
لا. لا يسحب من رصيد خالد، بل من رصيده هو، إذ أن خالد فقط أعطاه العشرين وقال أودعها في حسابك الشخصي يا محمد، وأنا إذا أردت مبلغ من المال تأتيني به وأنت قادم
فقال محمد: (كل شي بحسابه، كل عملية مصرفية عليها أجرة)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 07:42 م]ـ
هذه من صور السفتجة ...
واختلفوا في تخريجها هل هي قرض أم حوالة
والجمهور أنها قرض ..
ثم استشكلوا كونها قرضا جر نفعا، فاللازم حرمته، بينما حكمها يدور عند الجمهور بين الإباحة والكراهة ..
ومروي كراهتها عن غير صحابي ..
وأجابوا ـ ولعله كلام للإمام أحمد لا أذكر تحديدا ـ أنه لم يحرم لكون القرض المحظور هو الذي يجر نفعا لطرف، أما هذا فيجر النفع للطرفين، الساعي بالأجرة، والمستلم بالأمن من الطريق و وصول المال إليه على سبيل السلامة، فملا جر النفع للطرفين فارق صورة القرض الربوي ..
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[07 - 10 - 10, 08:26 م]ـ
لا. لا يسحب من رصيد خالد، بل من رصيده هو، إذ أن خالد فقط أعطاه العشرين وقال أودعها في حسابك الشخصي يا محمد، وأنا إذا أردت مبلغ من المال تأتيني به وأنت قادم
فقال محمد: (كل شي بحسابه، كل عملية مصرفية عليها أجرة)
وفقك الله
هذه المعاملة لا تخلو أن تكون أحدى الحالتين:-
إما أن محمدا يتصرف في هذه العشرين ألفا في الانتفاع ببعضها أو كلها ويردها مرة أخرى بدليل وضعها في حسابه الخاص، وفي هذه الحالة تُعتبر قرضا ويده عليه يد ضامن، ولا يحل له الانتفاع بشئ وراءه، وكل مبلغ يتحصل عليه من خالد فهو ربا إلا أصل المال - بقاعدة كل قرض جر نفعا فهو ربا.
والحالة الأخرى: هي وديعة عند محمد ولكنها وديعة بأجر مقابل حفظها في المحل المحفوظة به
وفضلا انظر الفتوى التالية:-
الفهرس» فقه المعاملات» الوديعة والأمانة» أحكام الوديعة والأمانة (309)
رقم الفتوى: 67994
عنوان الفتوى: الأجرة على الوديعة
تاريخ الفتوى: 06 رمضان 1426/ 09 - 10 - 2005
السؤال
شخص يحتاج لتحويل مبلغ من المال خارج بلده التي يعيش فيها لظروف سياسية وأمنية ويحتاج مساعدتي بأن ينقل المبلغ كاملاً إلى حسابي في البنك على أن أعطيه المال بعد أن يتمكن هو من مغادرة بلاده. ثم يمنحني حصة أو نسبة من ذلك المال .... هل هذا جائز بالنسبة لي؟
أفتونا وجزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من أخذ أجرة على المعاملة المذكورة لأنها بمثابة الأجرة على الوديعة وهي مشروعة في الجملة سواء كانت الأجرة مقابل حفظها أو مقابل المحل الذي يحفظها فيه المودع لديه في الراجح. لكن يشترط أن تكون الأجرة معلومة، وذلك بأن يتفق المتعاقدان عند العقد على مبلغ مقطوع كمائة أو ألف، فإذا اتفقا على نسبة من المبلغ المودع، وكان المبلغ المودع معلوماً فلا مانع أيضاً لأن معلومية المبلغ المودع تفيد معلومية النسبة المتفق عليها، لكن إذا علمت أنه سيستعين بهذا المال على معصية الله فلا يجوز لك إعانته على ما ذكرت. وراجع الفتوى رقم:39974.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
****************************
وهناك معاملة أخرى للخروج من هذه التخبط، وهو أن يضع خالد المبلغ في حساب له خاص به، ويكون بحيث يسمح لمحمد التصرف فيه سواء بالفيزا أو بالشيك أو بأي وسيلة حسب معاملات البنك - فبعض البنوك يكفيها عقد التوكيل، ثم يوكل خالد محمدا في الصرف منه متى أراد خالد على أجر معلوم.
والله أعلى وأعلم(132/299)
يا من حملت المطلق على المقيد في الاسبال .. أجب عن هذا المثال
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 07:12 م]ـ
قرأت في كتاب عن الاسبال:
مثالاً في (حمل المطلق على المقيد)
1 - حديث (من اتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليله)
2 - حديث (من اتى عرافاً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)
فقال: هل هذان الحديثان ممكن أن نحمل فيهما المطلق على المقيد؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 07:52 م]ـ
جزاك الله خير، يظهر لي أن حمل أحدهما على الآخر فيه نظر، إذ كل منهما متعلق بمسألة مختلفة عن الأخرى:
فإتيان العراف وسؤاله من غير تصديق لا تقبل له صلاة أربعين ليلة
وإتيان العراف وسؤاله وتصديقه فيما يدعيه من علم الغيب كفر أكبر، لأنه مكذب للقرآن.
فهاتان مسألتان لا تعارض بينهما فكل واحدة مستقلة عن الأخرى فهذه بتصديق لادعاء علم الغيب والأخرى بلا تصديق مجرد إتيان وسؤال؟ فكيف يقال يحمل أحدهما على الآخر، والحمد لله.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:36 م]ـ
لأنه من الصورة التي يتحد فيها السبب ويختلف الحكم، وهي من المسائل الخلافية في صور حمل المطلق على المقيد، بل حكى الشوكاني الإجماع على عدم الحمل في مثل تلك الحالة، وابن الحاجب قبله حكى الاتفاق على عدم الحمل في تلك الصورة، وإن كان الصواب وجود الخلاف في تلك الصورة كذلك.
ومن تطبيقاتها ذكر الأيدي مقيدة في الوضوء ومطلقة في التيمم، فالجمهور لا يجرون التقييد بالمرافق في التيمم، وأجراه بعض أهل العلم كالشافعية.
أما في مسألة الإسبال فالحال جار في تحقيق الصورة، من رأى السبب متحدا والحكم مختلفا لم يحمل مطلقا على مقيد، وقال صورتان اتحد سببهما واختلف حكمهما فلكل حكمه.
ومن رأى أنها من الصورة الأولى للحمل التي فيها اتحاد السبب والحكم وهم الجمهور، فإنه يحمل المطلق على المقيد.
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:36 م]ـ
حزاكم الله خيراً / أخي ابا البراء
فهل من معترض على المثال؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:44 م]ـ
المثال السابق اتحد السبب (المجئ للساحر)، و اختلف الحكم (عدم قبول الصلاة أربعين يوما وهذا من جنس المعاصي) و (الكفر)
لذا لم يدخل في صور الحمل عند الجمهور كما ذكرت
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:55 م]ـ
أما في مسألة الإسبال فالحال جار في تحقيق الصورة، من رأى السبب متحدا والحكم مختلفا لم يحمل مطلقا على مقيد، وقال صورتان اتحد سببهما واختلف حكمهما فلكل حكمه.
ومن رأى أنها من الصورة الأولى للحمل التي فيها اتحاد السبب والحكم وهم الجمهور، فإنه يحمل المطلق على المقيد.
أليس الحكم مختلف فى الحديثين؟
اذا من قال بعدم تقييد الحرمة بالخيلاء =قوله معتبر
أليس كذلك؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:03 م]ـ
عند الجمهور ليس الحكم مختلفا ...
بلى الخلاف معتبر طبعا
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:07 م]ـ
بارك الله فيكم:
من اتى عرافاً -فقط - لم تقبل له صلاة اربعين ليلة
ما اسفل الكعبين من الازار - فقط- بدون خيلاء في النار
من اتى عرافاً - صدق الكاهن - كفر بما انزل على محمد
من جر ثوبه - خيلاء - لا ينظر الله اليه ولا يزكيه وله عذاب اليم
هل هناك تشابه بين المثالين؟
كما بيّن صاحب الكتاب!
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:08 م]ـ
عند الجمهور ليس الحكم مختلفا ...
كيف ذلك؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:08 م]ـ
مسألة الإسبال الحكم فيها مختلف، وقد قرأت لبعض أهل العلم حينما أرادوا الجمع بين الأدلة وخصوا التحريم بالخيلاء، وهذا بعيد والنصوص ظاهرة في أن مطلق الإسبال محرم، فإن كان جرا فأشد
هذا ما ظهر لي فالمخيلة لكلاهما " المسبل من غير جر " " الجار إزاره " إلا أن الثاني أشد بلا شك فلا ينظر الله إليه يوم القيامة
فالأول قال عنه مَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ مِنْ الْإِزَارِ فَفِي النَّارِ.
والثاني قال عنه (مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
والدليل على أنه كلاهما خيلاء وليس الثاني فقط حتى نحمله عليه كما قال بعضهم!:
قوله صلى الله عليه وسلم (وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ وَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ) صححه الألباني
فجعل الإسبال مخيلة فاستحق النار إلا أن الذي يزيد على ذلك ويجره فمع استحقاقه النار زاد في أن الله لا ينظر إليه فكان أشد عقوبة من المسبل من غير جر.
وحمل أحدهما على الأخر فيه نظر ظاهر، إذ المخيلة واقعة بمجرد الإسبال فقط أما العقوبة الخاصة بعدم نظر الله له يوم القيامة فقد خصصها الدليل بمن جر
والله تعالى أعلم (مدارسة فقط).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/300)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:12 م]ـ
لأن عدم النظر إلى العبد يقتضي تعذيبه = في النار
فإن من ينظر إليه الله لم يعذبه
وهذا وجه عدم اعتبارهم الحكم مختلفا
أما لم يقبل له صلاة أربعين يوما (لا تساوي) كفر
أما الكراهة عندهم فمستفادة من مخالفة النصوص التي تبين موضع الإزار أو حقه
أما التي فيها العقوبة فهي عندهم من معنى عدم النظر نفسه، فتندرج في صورة الإطلاق والتقييد، فيقع الحمل
وبالله التوفيق
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:15 م]ـ
يبدو أننا نكتب في وقت متقارب جداً فلا تظهر ردودنا!!
بارك اله فيكم ايها الأفاضل:
الذي نقل عن الجمهور:
أقصد أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد رحمهم الله
أما الإمام مالك: ليس هناك نص صريح في حمله المطلق على المقيد هنا
وكذلك الشافعي
وللإمام أحمد رويات في المسألة
أما جمهور أهل العلم من المتأخرين فنعم حملوا المطلق على المقيد هنا
أما المثال فهل يحمل أم لا؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:17 م]ـ
وحديث (إياك من الإسبال) هو من الوارد عندهم على سبب، والصواب من كلام الأصوليين أن اللفظ يعتبر فيه سببه، من حيث اعتبار الصورة، لا التخصيص بالعين فهذا هو المذموم والذي ينسب للزنادقة.
ومنه قول الأعرابي للرسول: (إنا معشر أهل البادية قوم منا الجفاء فعلمني كلاما ينفعني الله به قال: اتق الله ولا تحقرن من المعروف أو الخير شيئا وإياك وإسبال الازار فإنه من المخيلة و إن الله عز و جل لا يحب المختال)
فقالوا: وكان ذلك فيهم معروفا، يعني الجر والتبختر به والخيلاء، ويذكرون على ذلك شواهد من سيرهم وشعرهم، فقالوا لم يخل من الحمل على ما ذكرنا من معنى الخيلاء.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:22 م]ـ
ردودك تظهر وأراها ..
وكلامي السابق عنها، وعن كلام الأخ أبي يحيى
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:29 م]ـ
فإن من ينظر إليه الله لم يعذبه
أخي الفاضل الكريم، ما دليلك على هذا، هل هناك نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:31 م]ـ
ثم قال:
هل من اتى عرافاً فسأله ليس عليه شيء (مكروه)؟ لا بل حرام لأنه لم تقبل منه صلاة اربعين ليله إذاً هو اثم أليس كذلك؟ بلى
هل من اتى عرافاً فصدقه (كفر بما أنزل على محمد)؟ نعم هكذا حكم النبي صلى الله عليه وسلم
إن قلت بحمل المطلق على المقيد هنا لم تجعل حكماً لقوله صلى الله عليه وسلم (لم تقبل له صلاةة اربعين ليله) وهذا قول لم يقل به أحد
* هذا ما فعله من قال بالمكروه في الاسبال لغير الخيلاء في قوله صلى الله عليه وسلم (في النار)
فاريدك أن تجمع بين هذين الحديثين
فهل يصح حمل المطلق على المقيد هنا؟؟
انتهى كلامه
القضية ليست قضية الجمهور!
القضية قضية الوصول!!
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:45 م]ـ
الوارد في الشرع أن من لم ينظر إليه الله، ليس معناه لم يبصره، ولكن معناه لا ينظر إليه نظر الرحمة والإحسان
كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [آل عمران: 77])
ومثله من ينظر إليه الله يعني نظر رحمة وإحسان، فإنه يرحمه ولا يعذبه
فمن لم ينظر إليه الله = كان عدم النظر من جنس الوعيد المطلق
وما أسفل الكعبين في النار = كذلك من جنس الوعيد المطلق
فلم يتغايرا
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:51 م]ـ
أخي أبا فاطمة بارك الله فيك اقرأ كلامي مرة أخرى
من أتي العراف وسأله، فقد أتي حراما، والذي يدل على ذلك (عدم قبول صلاة أربعين)
ومن أتاه فصدقه، فقد أتي مكفرا.
السبب متحد (إتيان العراف)
والحكم مختلف (معصية) و (كفر)
فلما اختلف الحكم = لم يمكن الحمل
من جر ثوبه من خيلاء (لم ينظر إليه الله)، و (ما أسفل الكعبين ففي النار)
فالسبب متحد، والحكم غير متغاير عندهما، بل هو واحد.
عندنا حديثان، كلاهما في سبب واحد، أحدهما فيه عقوبة (لم ينظر) والثاني فيه (في النار)، الذي يرى العقوبتين متحدتين، فالحديثان يدخلان عنده مباشرة في (السبب المتحد) الذي هو الإسبال، و الحكم المتحد الذي هو (الوعيد)، فلما اتحد السبب والحكم، حمل الذي فيه الإسبال مطلقا، على الذي فيه الإسبال مقيدا.
من أجل ذلك يحمل هذا على ذاك.
والتفريق بين المثالين ظاهر جدا.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 12:28 ص]ـ
جزاكم الله خير، لو استخدمنا قاعدة البقاء على الأصل لاتضح لمن لديه شك بالتحريم الصواب، فالأصل البقاء على الأصل حتى يرد الناقل والأصل أن ما أسفل من الكعبين ففي النار، وأنه لا حق للكعبين من الإزار، والأصل أن الإسبال من المخيلة، فلا ننتقل من هذا اليقين الذي ورد به أدلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى نفي هذا الأصل إلا بيقين مثله ولا يقين فيمن يقول ليس بحرام إلا شبهات لا تقوى على نقلنا عن هذا الأصل، فمن كان عنده شك أن يبقى على التحريم لصراحة الأدلة بأن أسفل الكعبين إسبال قد ورد النهي عنه بأدلة صريحة!! والله تعالى أعلم، (مدارسة فقط) نفع الله بكم جميعا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/301)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 12:36 ص]ـ
الفاضل الكريم القصيمي
المراد من تلك المدراسة، تفقه وجهة نظر الجمهور
والتي هي ـ على سبيل الجزم والقطع ـ ضرب معتبر من التفقه في النصوص الشرعية، وليست إعراضا عن الحديث النبوي، ولا معارضة له ..
إذا كان ذلك كذلك متفقا عليه،،
فإن للمخالف أن يدعي عليك مثل دعواك
ويجيبك بما يعرف عند المصنفين في الجدل بـ (قلب الدعوى)
ويقول بل الأصل الإباحة، والناقل الحاظر
والأصل في اللباس والزينة أنه عرفي مباح، والحاظر هو الذي يطلب منه الدليل
ويقول لك: والآتي على الأصل لا يسئل عن دليله.
والأدلة الناقلة للحظر عندك، ليست أصلا باتفاق
وهي عندي مخصوصة بلفظها
وعندي غيرها في الإباحة ما يفهم منه استصحاب إباحة الأصل في غير المحل المنصوص على ذمه ..
ونحو ذلك كثير
والله أعلم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 01:48 ص]ـ
الذي يظهر:
الحكم مختلف، المقيد من جر ثوبه خيلاء الحكم لا ينظر الله اليه ....
المطلق ما اسفل
الحكم في النار
فيكون الجر حكمه اشد
ثم هناك تننبه:
من حمل المطلق على المقيد:
كيف يقول بالكراهة؟
إنما يقول بالإجازة لماذا؟
لأنه حمل حديث ما اسفل الى من جر
فتكون النتيجة إجازة الجر بدون خيلاء وليس الكراهة
من اتت الكراهة وقد حملتم المطلق على المقيد فلابد من تجنب المطلق!!
والله اعلم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 01:55 ص]ـ
ثم دائماً يسأل من يقول بالكراهة ويقول من من المتقدمين قال بالتحريم لغير الخيلاء؟
ويرد نفس السؤال هنا من من المتقدمين صرح بالكراهة - التنزيهية- لاسبال الثوب لغير الخيلاء
بل المنقول عن المتقدمين القائلين بالكراهية (الكراهية فقط) كمالك وغيره ولم يفصلوا فلم حمل كلامهم على التنزيه وليس التحريم وأولهم عمر وابنه - ابن عمر رضي الله عنهما
الشافعي نفسه لم يقل بالكراهة تصريحاً
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:12 ص]ـ
ثم شيخنا الفاضل قلتم:
لأن عدم النظر إلى العبد يقتضي تعذيبه = في النار
فإن من ينظر إليه الله لم يعذبه
وهذا وجه عدم اعتبارهم الحكم مختلفا
أما لم يقبل له صلاة أربعين يوما (لا تساوي) كفر
عدم النظر إلى العبد يقتضي تعذيبه = في النار (وأين لا يزكيه، وله عذاب عظيم)
أهذا كله ====== في النار للمسبل
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:28 ص]ـ
قلت حفظك الله:
أخي أبا فاطمة بارك الله فيك اقرأ كلامي مرة أخرى
من أتي العراف وسأله، فقد أتي حراما، والذي يدل على ذلك (عدم قبول صلاة أربعين)
ومن أتاه فصدقه، فقد أتي مكفرا.
السبب متحد (إتيان العراف)
والحكم مختلف (معصية) و (كفر)
فلما اختلف الحكم = لم يمكن الحملأما عن:
السبب متحد (اتيان العراف) السبب والله اعلم ليس متحداً:
اتيان العراف للأول أما الثاني (فصدق العراف) فهنا زيادة
كذلك عندنا الأول اسبل (تحت الكعبين) والثاني جر هنا زيادة ايضا
أما عن (الحكم مختلف (معصية) و (كفر)
فهنا الحكم مختلف ايضاً الأول معصية (في النار)
الثاني لا ينظر الله اليه لا يزكيه له عذاب اليم
فالحكم اختلف
وعن (فلما اختلف الحكم = لم يمكن الحمل)
فهي هي
وجزاكم الله خيراً
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 03:12 ص]ـ
الذي يظهر:
الحكم مختلف، المقيد من جر ثوبه خيلاء الحكم لا ينظر الله اليه ....
المطلق ما اسفل
الحكم في النار
فيكون الجر حكمه اشد
ثم هناك تننبه:
من حمل المطلق على المقيد:
كيف يقول بالكراهة؟
إنما يقول بالإجازة لماذا؟
لأنه حمل حديث ما اسفل الى من جر
فتكون النتيجة إجازة الجر بدون خيلاء وليس الكراهة
من اتت الكراهة وقد حملتم المطلق على المقيد فلابد من تجنب المطلق!!
والله اعلم
أخي أبا فاطمة بارك الله فيك
اسمح لي أن أقول لك أنك ترد دون قراءة المكتوب جيدا، والعجلة لا خير فيها ـ أرجو ألا تغضب من هذا
فقولك (يجب أن يقولوا بالجواز وأين الكراهة)، هناك من يقول بالجواز فعلا، أما قول الجمهور في كراهة الجر، فقد ذكرت منزعهم فيه فوق، لكنك لم تنتبه إليه.
فإنهم لما وجدوا من النصوص ما يدل على إزار المؤمن وموضعه وحقه، ونحو ذلك، فإنها تفيد الاستحباب، ومخالفة المستحب خلاف الأولى. وعكسه المكروه وفعله مكروه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/302)
ثانيا على طريقتك في التفريق بين (لم ينظر)، وفي (النار)، فأقول الذي لا ينظر إليه الله، فلا يرحمه، إيش حكمه؟
الذي نعلمه أن العبد لا يخلو إما أن يكون مرحوما أو مغضوبا عليه
فإن كان الثانية فالنار
فالعلاقة بين عدم النظر و النار ليست علاقة تباين أصلا، تبني عليها تفريقا.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 03:16 ص]ـ
ثم دائماً يسأل من يقول بالكراهة ويقول من من المتقدمين قال بالتحريم لغير الخيلاء؟
ويرد نفس السؤال هنا من من المتقدمين صرح بالكراهة - التنزيهية- لاسبال الثوب لغير الخيلاء
بل المنقول عن المتقدمين القائلين بالكراهية (الكراهية فقط) كمالك وغيره ولم يفصلوا فلم حمل كلامهم على التنزيه وليس التحريم وأولهم عمر وابنه - ابن عمر رضي الله عنهما
الشافعي نفسه لم يقل بالكراهة تصريحاً
لم يكن مبحثنا عمن قال بالكراهة التنزيهية، وإلا فالآثار ومواطنها معروفة.
لكن كان المراد فقه تعامل الجمهور مع تلك الأدلة، و مدى اعتباره.
أما عن الشافعي، فكيف لم يقل تصريحا؟
قال النووي: (أما حكم المسالة فمذهبنا أن السدل في الصلاة وفى غيرها سواء فان سدل للخيلاء فهو حرام وان كان لغير الخيلاء فمكروه وليس بحرام قال البيهقى قال الشافعي في البويطى لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء فأما السدل لغير الخيلاء في الصلاة فهو خفيف لقوله صلى الله عليه وسلم لابي بكر رضى الله عنه وقال له ان ازارى يسقط من أحد شقى فقال له " لست منهم " هذا نصه في البويطي وكذا رأيته أنا في البويطي وحديث أبى بكر رضي الله عنه هذا رواه البخاري قال البيهقي وروينا عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم نهي عن السدل في الصلاة وفى حديث آخر " لا يقبل الله صلاة رجل مسبل ازاره " قال وحديث أبى بكر دليل علي خفة الامر فيه إذا كان لغير الخيلاء)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 03:25 ص]ـ
ثم شيخنا الفاضل قلتم:
عدم النظر إلى العبد يقتضي تعذيبه = في النار (وأين لا يزكيه، وله عذاب عظيم)
أهذا كله ====== في النار للمسبل
إذا لم ينظر إليه، لم يزكه، وإذا لم يزكه كان له عذاب عظيم
لا ينفك شيء من هذا عما بعده
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 03:31 ص]ـ
قلت حفظك الله:
أما عن:
السبب متحد (اتيان العراف) السبب والله اعلم ليس متحداً:
اتيان العراف للأول أما الثاني (فصدق العراف) فهنا زيادة
كذلك عندنا الأول اسبل (تحت الكعبين) والثاني جر هنا زيادة ايضا
أما عن (الحكم مختلف (معصية) و (كفر)
فهنا الحكم مختلف ايضاً الأول معصية (في النار)
الثاني لا ينظر الله اليه لا يزكيه له عذاب اليم
فالحكم اختلف
وعن (فلما اختلف الحكم = لم يمكن الحمل)
فهي هي
وجزاكم الله خيراً
بل السبب متحد وهو (إتيان العراف مطلقا)، وإنما ورد في أحدهما بإطلاق، و ورد في أحدهما بتقييد (وهو التصديق)، فلما اختلف الحكم، لم يحملوا مطلقهما على مقيدهما.
أما الحكم في الثانية فلم يختلف، وإنما هو من بابة واحدة (عدم نظره = واستحقاق النار)
أما زيادة الجر = فنعم في هذا نوع فقه
ولعل هذا منزع الجمهور كذلك إلى التغليظ أكثر في كراهة الجر، لاسيما وأنه ينضاف إليه معى السرف، لذلك يقول الحافظ: (فأما لغير الخيلاء فيختلف الحال فإن كان الثوب على قدر لابسه لكنه يسدله فهذا لا يظهر فيه تحريم ولا سيما إن كان عن غير قصد كالذي وقع لأبي بكر وان كان الثوب زائدا على قدر لابسه فهذا قد يتجه المنع فيه من جهة الإسراف فينتهي إلى التحريم وقد يتجه المنع فيه من جهة التشبه بالنساء وهو أمكن فيه من الأول)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 03:43 ص]ـ
ثم هنا محاققة في معنى جر الذيل أصلا ...
في الحقيقة، و وفق كلام العرب ومألوفهم، ما يتكلم عنه الفقهاء المعاصرون، من إدخال صورة السنتيمترات التي تلي السروال تحت الخف، وتدوسها رجله غالبا، أن هذا يساوي (جر الذيل)
لا أستسيغ هذا ـ وفق نظري القاصر ـ
بل جر الذيل معناه أن يلبس اللابس لباسا واسعا فضفاضا له ذيل ينبسط خلفه على الأرض فيجره إذا مشى ويسحبه، وهذا الذي يقال فيه إن نفس فعله مخيلة، لا يكون لغيرها، وكذا هو من فعل النساء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/303)
قال ابن حجر: (قال: ولو قيل بتحريم ما زاد على المعتاد لم يكن بعيدا، ولكن حدث للناس اصطلاح بتطويلها، وصار لكل نوع من الناس شعار يعرفون به، ومهما كان من ذلك على سبيل الخيلاء فلا شك في تحريمه، وما كان على طريق العادة فلا تحريم فيه ما لم يصل إلى جر الذيل الممنوع.)
ويقول: (وَقَدْ يُتَّجَه الْمَنْع فِيهِ مِنْ جِهَة التَّشَبُّه بِالنِّسَاءِ وَهُوَ أَمْكَن فِيهِ مِنْ الْأَوَّل، وَقَدْ صَحَّحَ الْحَاكِم مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الرَّجُل يَلْبَس لِبْسَة الْمَرْأَة ")
أما من جهة تعلق النجاسة، فصحيح، لكن الكلام في علة الخيلاء: (وَقَدْ يُتَّجَه الْمَنْع فِيهِ مِنْ جِهَة أَنَّ لَابِسه لَا يَأْمَن مِنْ تَعَلُّق النَّجَاسَة بِهِ، وَإِلَى ذَلِكَ يُشِير الْحَدِيث الَّذِي أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ فِي " الشَّمَائِل " وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق أَشْعَث بْن أَبِي الشَّعْثَاء - وَاسْم أَبِيهِ سُلَيْم - الْمُحَارِبِيّ عَنْ عَمَّته وَاسْمهَا رُهْم بِضَمِّ الرَّاء وَسُكُون الْهَاء وَهِيَ بِنْت الْأَسْوَد بْن حَنْظَلَة عَنْ عَمّهَا وَاسْمه عُبَيْد بْن خَالِد قَالَ: " كُنْت أَمْشِي وَعَلَيَّ بُرْد أَجُرّهُ، فَقَالَ لِي رَجُل: اِرْفَعْ ثَوْبك فَإِنَّهُ أَنْقَى وَأَبْقَى، فَنَظَرْت فَإِذَا هُوَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْت: إِنَّمَا هِيَ بُرْدَة مَلْحَاء، فَقَالَ: أَمَا لَك فِيَّ أُسْوَة؟ قَالَ: فَنَظَرْت فَإِذَا إِزَاره إِلَى أَنْصَاف سَاقَيْهِ " وَسَنَده قَبْلهَا جَيِّد)
فمعنى الجر في ذلك الحديث واضح ...
أما ما يدوسه النعل من فضل الإزار، وهل يشترك مع معنى جر الذيل في مظنة التلبس بالنجاسة = فهذا محل نظر وفقه يتسع
لكن قد يرد عليه أن مثله في ذلك مثل أسفل النعل ..
فيبقى في الجر معنى زائد.
والله أعلم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 06:54 م]ـ
قلت حفظك الله ردأ:
أما عن الشافعي، فكيف لم يقل تصريحا؟
قال النووي: (أما حكم المسالة فمذهبنا أن السدل في الصلاة وفى غيرها سواء فان سدل للخيلاء فهو حرام وان كان لغير الخيلاء فمكروه وليس بحرام قال البيهقى قال الشافعي في البويطى لا يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء فأما السدل لغير الخيلاء في الصلاة فهو خفيف لقوله صلى الله عليه وسلم لابي بكر رضى الله عنه وقال له ان ازارى يسقط من أحد شقى فقال له " لست منهم " هذا نصه في البويطي وكذا رأيته أنا في البويطي وحديث أبى بكر رضي الله عنه هذا رواه البخاري قال البيهقي وروينا عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم نهي عن السدل في الصلاة وفى حديث آخر " لا يقبل الله صلاة رجل مسبل ازاره " قال وحديث أبى بكر دليل علي خفة الامر فيه إذا كان لغير الخيلاء)
لقد وجه ابن حجر ذلك قائلاً:
.... وقوله خفيف ليس صريحاً في نفي التحريم بل هو محمول على أن ذلك بالنسبة للجر خيلاء فأما لغير الخيلاء فيخلتف الحال ......
اما عن الامام مالك:
... لأكره للرجل سعة الثوب في نفسه واكره طوله عليه
وهنا سؤال:
هل كراهة مالك كراهة تنزيه
أي يقول الجر خيلاء وغير خيلاء مكروه وليس حراماً
ام كراهة تحريم
إذاً نعود للسؤال مرة ثانية
من قال بحمل المطلق على المقيد من المتقدمين؟
وهل من قال مكروه = كان حاملاً للمطلق على المقيد؟
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[07 - 10 - 10, 10:13 ص]ـ
ثم كيف يحمل المطلق على المقيد هنا:
روى مالك:
عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه انه قال سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار فقال انا أخبرك بعلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:إزرة المؤمن إلى إنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ما أسفل من ذلك ففي النار ما أسفل من ذلك ففي النار لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا
وهما في حديث واحد؟! وما معنى لا جناح عليه؟
جزاكم الله خيراً وزادكم اللع علماً ووفقكم لما يحبه ويرضاه
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 01:59 م]ـ
تعقب ابن حجر في الفتح في فهم نص البويطي معروف ..
ولكنه معارض من وجوه، أقواها أن النووي ومن بعده وهم أعلم من ابن حجر بمتن الشافعي والمذهب، لم ينازعوا في الفهم كما نازعه، ومنها أن قوله (الخفيف ليس صريحا في نفي التحريم) فيه نظر ظاهر، إذ يسلم كلام الحافظ ـ رحمة الله عليه ـ لو كان لفظ الشافعي (أخف) فإنه يكون نسبيا، أما لفظ (خفيف) فلا يستعمل في التحريم أصلا، ولا يعرف من كلام الشافعي ولا غيره من السلف أنه يعبرون عن الحرام بالخفبف، بل الخفيف في مقام كهذا لا يراد به إلا المكروه أو دووه يعني خلاف الأولى.
بل كيف يكون ما أسفلهما في النار ـ وفق الفاهمين الحرمة في الحالتين وأن ما دون الكعبين في النار إن لم يقصد الخيلاء ـ خفيفا؟ ـ نعوذ بالله من النار!
أما قول مالك فمحتمل إما للكراهة الاصطلاحية أو بمعنى الحرمة،فإن قيل بأنها بمعنى الحرمة، فهو محمول على السرف أو الخيلاء كذلك، إذ لا يعرف من الفقهاء من يقول بحرمة وسع الثوب بلا خيلاء، بل ذلك لا يكون منهم إلا بضميمة السرف أو المخيلة أو كليهما.
وإن كان معنى كلامه الكراهة فكلامه مطلق لم يتعرض فيه للخيلاء ليقال بناء عليه فإنه يقول بالكراهة في الحالين، فأما الحرمة للخيلاء فحكمها إجماعي لا تتوقف معرفته على تلك العبارة.
أما من قال بالحمل من المتقدمين، فكل من قال الحرمة مختصة بالخيلاء.
وكذلك من قال بالكراهة فهو حامل للمطلق على المقيد، كما وضحته فوق مرارا من تبيين منشأ الحكم بالكراهة بعد الحمل.
وقد تقدمت الإجابة على ذلك فوق أكثر من مرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/304)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 02:12 م]ـ
ثم كيف يحمل المطلق على المقيد هنا:
روى مالك:
عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه انه قال سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار فقال انا أخبرك بعلم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:إزرة المؤمن إلى إنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ما أسفل من ذلك ففي النار ما أسفل من ذلك ففي النار لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا
وهما في حديث واحد؟! وما معنى لا جناح عليه؟
جزاكم الله خيراً وزادكم اللع علماً ووفقكم لما يحبه ويرضاه
وهذا للجمهور لا عليهم ..
والإشكال في كل ما سبق والذي يجب أن يعيه الإخوة، أن المتقدمين الذين يتكلمون في المسألة لا يفرقون اصلا بين (الجر) و (ما اسفل الكعبين)، كلاهما إسبال.
والتفريق بينهما كل بسبب وحكم هو من كلام المعاصرين، فسواء المحرمون أو المبيحون من المتقدمين لا أحد منهم يفرق بين (ما أسفل الكعبين) و بين (جر ثوبه)، بل الأول محمول على الثاني، فلا في كلام ابن عبد البر يوجد التفريق ولا في كلام ابن العربي، ولا في كلام المبيحين لغير الخيلاء أو القائلين بالكراهة، ليس في كلاهم أن المسألة مسألتان، بل هي مسألة واحدة والحكم فيها حكمان بحسب الخيلاء وعدمها.
فحديث مالك السابق لهم في ذلك الفهم، فإنه جمع بينهما، ما أسفل الكعبين ففي النار، وفسرها وأكدها بأن من جر لم ينظر إليه الله، فالسبب واحد والحكم واحد.
ومن نفس الباب حديث المسند: (ارفع الإزار فإن ما مست الأرض من الإزار إلى ما أسفل من الكعبين في النار).
فما نزل عن الكعبين = الإسبال = يجر ثوبه،،، إن كان خيلاء (لم ينظر إليه الله) و كان (في النار).
و تشقيق المسألة مسألتين لم أره إلا في كلام المعاصرين كالشيخ ابن العثيمين رحمه الله.
وإلا فهذا كلام المحرمين والقائلين بالتفصيل لا يشقون المسألة مسألتين.
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[07 - 10 - 10, 02:47 م]ـ
قلت حفظك الله:
فلا في كلام ابن عبد البر يوجد التفريق ولا في كلام ابن العربي، ولا في كلام المبيحين لغير الخيلاء أو القائلين بالكراهة، ليس في كلاهم أن المسألة مسألتان، بل هي مسألة واحدة والحكم فيها حكمان بحسب الخيلاء وعدمها.
كلام ابن عبد البر هل فيه تفصيل؟
1 - كراهية ابن عمر لجر الإنسان ثوبه على كل حال لأن عبد الله بن واقد أخبره أن في رجليه قروحا
2 - وأما المستكبر الذي يجر ثوبه فهو الذي ورد فيه ذلك الوعيد الشديد - أقول قد فرق بين الحكمين
هل يقصد أي للخيلاء الوعيد الشديد، تحت الكعبين بدون خيلاء العقاب أخف
ثم هناك قبل ابن عثيمين:
قالالذهبي:
... ويبرئ نفسه الحمقاء، ويعمد إلى نص مستقل عام، فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء، ويترخص بقول الصديق: إنه يا رسول الله يسترخي إزاري، فقال: " لست يا أبا بكر ممن يفعله خيلاء " فقلنا: أبو بكر رضي الله عنه لم يكن يشد إزاره مسدولا على كعبيه أولا، بل كان يشده فوق الكعب، ثم فيما بعد يسترخي. وقد قال عليه السلام: " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين "
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 02:55 م]ـ
ليس في كلامهما تفريق بين المسألتين ...
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[07 - 10 - 10, 03:01 م]ـ
لو تكرمت وضح لي ماذا يقصد الذهبي بهذه العبارة:
وأرجو أن لا أكون اثقلت عليكم:
ويعمد إلى نص مستقل عام، فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء،
ماذا يقصد بنص مستقل الأولى، ونص مستقل الثانية
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[07 - 10 - 10, 03:10 م]ـ
ثم شيخنا الفاضل:
تبويب المتقدمين ألا يدل على التفريق؟
ابن ابي شيبة،والنسائي،والترمذي، وابو عوانه وو ....
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 04:36 م]ـ
كلام الذهبي أن النص المستقل العام هو حرمة الإسبال مطلقا (ما اسفل الكعبين)
والحديث المستقل الخاص هو حرمة الإسبال بخيلاء (من جر ثوبه)
وهذا قول الذهبي وهو مسبوق إليه، ملحوق عليه
فلا إشكال في هذا عندي، وليس مطلوبي
أنا اقول: من من المحرمين بإطلاق أو القائلين بتفصيل جعل هناك مسألتين هما 1 ـ (من نزل ثوبه إلى كعبه فقط)، 2 ـ من جر ثوبه على الأرض؟
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[07 - 10 - 10, 04:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً:
قد سبق قول ابن عبد البر:
وأما المستكبر الذي يجر ثوبه فهو الذي ورد قيه الوعيد الشديد
شيخنا هذا الكلام واضح في الجر والخيلاء (المستكبر، يجر) جزاءه الوعيد الشديد
أما غيره ماذا عقابه؟ وكما تعلمون أنه يحرم للخيلاء ولغير الخيلاء
ثم تبويب المتقدمين ألا يدل على التفريق؟
ابن ابي شيبة،والنسائي،والترمذي، وابو عوانه وو ....
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 05:16 م]ـ
وكلام ابن عبد البر أبعد في الدلالة لما تطمع إليه من كلام الذهبي ..
لا خلاف أن العلماء يذكرون صورتين (إسبال بخيلاء) ـ (إسبال من غير خيلاء)، سواء أكانوا يحرمونهما أم يحرمون واحدة ويكرهون الأخرى، أو يكرهون واحدة ويبيحون الأخرى إلخ.
كلام ابن عبد البر أن الذي يفعل بخيلاء أشد وأعظم من الذي لا يفعل خيلاء، وكلاهما حرام عنده
طيب، هذا مذهب ابن عبد البر وهو مفهوم
الحاصل إن مناط الحكم عنده الإسبال مطلقا، والأغلظية مناطها الخيلاء من عدمه
وأنا مطلوبي كما ذكرت مرارا
من فرق بين المسألتين من حيث المناط التالي (ما اسفل الكعبين فقط له حكم)، و (الجر) له حكم؟
أما تبويبات المتقدمين فلا تدل على التفريق بالمناط المذكور
بل تدل على التفريق بين الخيلاء وعدمها، كما هو مذهب الجمهور
وكما أسلفت في الموضوع الآخر عن صنيع البخاري في الترجمة
وسأكمل هذا الموضوع هناك إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/305)
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[07 - 10 - 10, 06:04 م]ـ
قلت حفظك الله:
وأنا مطلوبي كما ذكرت مرارا
من فرق بين المسألتين من حيث المناط التالي (ما اسفل الكعبين فقط له حكم)، و (الجر) له حكم؟ أرجو أن اتيك بقول واضح لا احتمال فيه لأكثر من فهم
اشكر لكم اهتمامكم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 08:06 م]ـ
يقول ابن العربي رحمه الله في فتح الباري في التعليق على هذا الحديث الذي رواه ابن عمر في الصحيح: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار) قال: وأي إنسان يقول: أنا لا يوجد في نفسي خيلاء، لا نقبل كلامه، لأن معناه أننا فتحنا الباب أمام كل أحد أن يقول: أنا لا أقصد الخيلاء: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم:32] ما يدريك أن ما في نفسك خيلاء، أي: لو لم يكن هذا الحكم إلا من باب سد الذرائع لكفى ..
قلت وهذا استنباط عظيم ومفيد ويكفي طالب العلم أن يفقهه.
قال بعض طلاب العلم:
وقول الرجل (لا أريد به الخيلاء) تزكية غير مقبولة والحديث عام يشمل كل من جرّ ثوبه سواء خيلاء أم غير خيلاء.
قال ابن باز رحمه الله:
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل على تحريم الإسبال مطلقا، ولو زعم صاحبه أنه لم يرد التكبر والخيلاء؛ لأن ذلك وسيلة للتكبر، ولما في ذلك من الإسراف وتعريض الملابس للنجاسات والأوساخ، أما إن قصد بذلك التكبر فالأمر أشد والإثم أكبر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "، والحد في ذلك هو الكعبان فلا يجوز للمسلم الذكر أن تنزل ملابسه عن الكعبين للأحاديث المذكورة،
أما الأنثى فيشرع لها أن تكون ملابسها ضافية تغطي قدميها.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (5/ 380).
والله أعلم.
قال ابن عثيمين رحمه الله:
وأما من لم يقصد الخيلاء ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أسفل من الكعبين من ا لإزار ففي
النار" [219] ولم يقيد ذلك بالخيلاء، ولا يصح أن يقيد بها بناء على
الحديث الذي قبله، لأن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "أزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج -أو
قال-: لا جناح عليه فيها بينه وبين الكعبين، وما كان أسفل من ذلك فهو
في النار، ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة" [220].
رواه مالك، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه ذكره
في كتاب الترغيب والترهيب في الترغيب في القميص ص88 ج3.
ولأن المعلين مختلفان، والعقوبتين مختلفتان، ومتى اختلف الحكم والسبب
امتنع حمل المطلق على المقيد، لما يلزم على ذلك من التناقض.
وأما من احتج علينا بحديث أبي بكر -رضي الله عنه- فنقول له: ليس لك حجة
فيه من وجهين:
الوجه الأول: أن أبا بكر رضي الله عنه قال: "إن أحد شقي ثوبي يسترخي
إلا أن أتعاهد ذلك منه .. " [221] فهو -رضي الله عنه- لم يرخ ثوبه
اختياراً منه، بل كان ذلك يسترخي، ومع ذلك فهو يتعاهده، والذي يسبلون
ويزعمون أنهم لم يقصدوا الخيلاء يرخون ثيابهم عن قصد، فنقول لهم: إن
قصدتم إنزال ثيابكم إلى أسفل من الكعبين بدون قصد الخيلاء عذبتم على ما
نزل فقط بالنار، وإن جررتم ثيابكم خيلاء عذبتم بما هو أعظم من ذلك، لا
يكلمكم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليكم، ولا يزكيكم، ولكم عذاب أليم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[07 - 10 - 10, 10:58 م]ـ
وأنا مطلوبي كما ذكرت مرارا
من فرق بين المسألتين من حيث المناط التالي (ما اسفل الكعبين فقط له حكم)، و (الجر) له حكم؟
قال الحاقظ ابن حجر:
(وهذا الاطلاق محمول على ما ورد من قيد الخيلاء، فهو الذي ورد فيه الوعيد بالاتفاق، وأما مجرد الاسبال فسيأتي البحث فيه في الباب الذي يليه ..... ) وماذا قال الحافظ بعد ذلك؟ هل حمل المطلق على المقيد؟
ألم يفرق الحافظ هنا؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[07 - 10 - 10, 11:15 م]ـ
يفرق بين قيد الخيلاء وبين عدمه، وهذا كل كلام العلماء كما ذكرت مرارا يا أخي مع اختلاف مذاهبهم في المسألة ..
أين التفريق بين الإسبال من غير جر، والجر؟
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:00 ص]ـ
كتبت مشاركة منذ عدة دقائق ولم استطع ارسالها يبدو أن الوصلة عندي فيها مشكلة
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 12:54 ص]ـ
يفرق بين قيد الخيلاء وبين عدمه، وهذا كل كلام العلماء كما ذكرت مرارا يا أخي مع اختلاف مذاهبهم في المسألة ..
أين التفريق بين الإسبال من غير جر، والجر؟
.
قال ابن حجر رحمه الله: (وحاصله أن الإسبال يستلزم جر الثوب، وجر الثوب يستلزم الخيلاء، ولو لم يقصد اللابس الخيلاء، ويؤيده ما أخرجه أحمد بن منيع من وجه آخر عن ابن عمر في أثناء حديث رفعه: "وإياك وجر الإزار فإن جر الإزار من المخيلة"
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:36 ص]ـ
هذا ما ذكرناه سابقا، أنهم لا يفرقون بين الإسبال و الجر و أسفل الكعبين
لا شيء يترتب على هذا عندهم
ليس مناطا للتفريق في الحكم كما يقول المعاصرون
إنما المناط الخيلاء من عدمها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/306)
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[08 - 10 - 10, 08:08 ص]ـ
قال الحاقظ ابن حجر:
(وهذا الاطلاق محمول على ما ورد من قيد الخيلاء،
فهو الذي ورد فيه الوعيد بالاتفاق، وأما مجرد الاسبال فسيأتي البحث فيه في الباب الذي يليه ..... )
ما الذي اتى في بابه؟
إذاً:
لابد من جمع كلامه حتى يتضح مراده:
قال:
وفي هذه الاحاديث أن إسبال الازار للخيلاء كبيرة واما لغير الخيلاء فظاهر الاحاديث تحريمه أيضاً لكن اُستُدل في هذه الاحاديث بالخيلاء على أن الاطلاق الوارد في ذم الاسبال محمول على المقيد هنا، فلا يحرم الجر والاسبال إذا سلم من الخيلاء
وقال:
التعقب على من قال: إن الاحاديث المطلقه في الزجر عن الاسبال مقيدة بالاحاديث الاخرى المصرحة بمن فعله خيلاء
قال:
في العبارة (قيد الخيلاء) الوعيد بالاتفاق (لا ينظر الله اليه)
مجرد الاسبال = فسيأتي وما الذي اتى؟
ثم تعقب النووي لحمله المطلق على المقيد
وما الحكم لمن اسبل التحريم هذا قوله!
الا يقل بعد كل هذا خيلاء وغير خيلاء ... اسبال وغير اسبال
ثم قلي بالله عليك:
ما معنى قول ابي عوانه:
باب (بيان الاخبار الناهية عن جر الرجل ازاره بطرا وخيلاء والتشديد فيه والدليل على ان من لم يرد به خيلاء لم تكت عليه تلك الشدة)
ذكر الجر بطرا وخيلاء
ما هو التشديد (حديث لا ينظر الله اليه)
ثم الذي لم يرد الخيلاء لم يعرض لهذه الشدة -العذاب-
ثم بوب (بيان الخبر الموجب رفع الرجل ازاره الى انصاف الساقين والتشديد على من يجعل دون الكعبين)
من اسبل بدون خيلاء = التشديد = في النار = لانه استدل بحديث مااسفل الكعبين
ثم حتى لو لم يفرقوا هناك اشكال:
ان من فرق من المعاصرين ليس له سلف وهذه خطيرة!
يتبع
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 01:56 م]ـ
أخي أبا فاطمة بارك الله فيك
أنا لا أحب من الإخوة تضييع أوقاتهم ..
وباختصار كي أوفر عليك المجهود في قراءة كلامهم مرارا واعتصاره: كلام ابن عبد البر وابن العربي والقرطبي و الذهبي وابن حجر، ليس فيه مطلوبي
وقد أمعنت النظر فيه من سنين
وبالمناسبة تلك المسألة برمتها قد قرأت ما يكفيني فيها منذ سنين أيضا، وحصلت قناعتي المعينة فيها، وانتهى الأمر فيها بالنسبة لي، مالم يجد جديد ..
ولولا أنني رأيت أن الاستشكال الذي ذكره مؤلف الكتاب المذكور، والذي طرحته فوق، ـ رأيته استشكالا دالا على قصور في فهم مسألة (المطلق والمقيد)، وعلى قصور في استيعاب فقه الجمهور في فهم المسألة، لما رددت ..
أما أنه يلزم أن من أهل العلم المعاصرين من ليس لهم سلف في هذا التفريق ـ ولا أقول في حكمهم الإجمالي بالحرمة ـ فنعم!
وذلك لأنها بمنتهى اليسر: هي عين الدعوى التي أقول، فلا يكون ردها شيئا من قبيل (مش معقول).
المهم: أنني لا أدعي أنني حصلت الكفاية والتمام الذي ليس فوقه تمام في هذه المسألة، لكنني فقط أحببت أن أشير عليك في هذا الأمر، لتوفر وقتك وجهدك ..
وأنا مستعد لأتعلم جديدا في هذه المسألة في أي وقت
لذلك يكفي ما سطرته هنا ليبين وجهة نظري
وإذا ما جد جديد ـ من غير من ذكرت لك كلامهم ـ فلتحلني عليه.
والله المستعان
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:26 م]ـ
شيخنا الفاضل:
لو سلمنا ان التفريق من صنع المعاصرين في الاسبال والجر والعقوبة
الظاهر انه لا يضر في الحكم النهائي
بمعنى
ان من قال بأن الاسبال للخيلاء ولغيره حرام من المتقدمن قد اتفق معه الشيخ ابن عثيمين وغيره في الحكم فهل ترى ان هناك ضرر في تفريق المعاصرين؟
وهناك عبارة لعلي اعرضها عليك بعد قليل للصنعاني رحمه الله من كتاب الاستيفاء له
ولكن هل كلامي واضح في التفريق لا يضر في الحكم النهائي؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 10:45 ص]ـ
بارك الله فيك
أرجو منك التدقيق فيما يلي:
ليس محل البحث هاهنا الحكم النهائي أصلا للمسألة ..
وإنما نبحث عن وجه الفقاهة في طرائق الاستدلال بالنص الشرعي، واستيلاد الحكم منه
وأنا ـ نفسي ـ نبهت قبل عدة مشاركات أن المعاصرين لا يخالفون سلفهم في الحكم النهائي الذي هو التحريم
انظر إلى التفصيل التالي:
1 ـ تحريم (الإسبال) للخيلاء ـ القول إنه مكروه أو مباح لغير خيلاء
2 ـ تحريم (الإسبال) للخيلاء وغيره والقول إنه محرم لأنه في نفسه خيلاء
3 ـ تحريم (جر الثوب) وعده كبيرة، تحريم (ما نزل عن الكعبين ولم يمس الأرض)
القول الأول والثاني ـ دون دخول في التفاصيل ـ هي الأقوال المحفوظة في المسألة، الأول قول جلة أهل العلم وجمهورهم، والثاني اختيار بعض أهل العلم، والقول الثالث هو قول بعض المعاصرين.
القولان الأولان ـ على اختلافهما في الحكم النهائي ـ مطردان من حيث الفقاهة
فمن يرى العلة (الخيلاء)، جعلها المناط، فنوَّع الحكم عليها.
ومن يرى نفس الإسبال خيلاء، جعله المناط، فوحد الحكم فيه.
مع اتفاقهم على أن العقوبة (واحدة) و (الإسبال واحد)، ولم يقل أحدهم إن العقوبة (متعددة)، ولا أن (الإسبال) في نفسه نوعان ..
ولكي يتضح تأثير ذلك التأصيل في الحكم:
القائل بالتفريق على حسب نوع الإسبال يخالف القولين جميعا، فلا هو اعتبر الخيلاء مناطا فعلق عليه الحكم ..
ولا هو جعل الإسبال واحدا محرما ..
بل علق ذلك على أن الإسبال فيه نوعان، وهو ما لم يفهمه الفريقان السابقان ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/307)
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[10 - 10 - 10, 01:55 م]ـ
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيراً
وكم استفدت من الحديث معكم
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[10 - 10 - 10, 02:34 م]ـ
بارك الله فيك
واستفدت من المذاكرة معك ..(132/308)
هل علاج السحر بالملح له أصل شرعي؟
ـ[أبو لجين السلفي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الأفاضل:
هل علاج السحر بالملح له أصل شرعي؟
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[05 - 10 - 10, 10:46 م]ـ
- الأخ الكريم/" أبا لجين السلفي"-حفظك الله وسدد خطاك-: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ...
- أمَّا بخصوص سؤالك الموجه للمشايخ الأفاضل -وإن كنت لست منهم- لكن أردت الإفادة بأن الرقية بالملح لها أصل شرعي من فعل النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث علي رضي الله عنه قال: لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقربٌ وهو يصلي، فلما فرغ قال: ((لعن الله العقرب لا تدع مصليا ولا غيره، ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح عليها ويقرأ: {قل يا أيها الكافرون، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس})).الحديث حديث صحيح ينظر: السلسلة الصحيحة للعلامة الألباني رحمه الله برقم (548). ومحل الشاهد قوله (دعا بماء وملح فجعل يمسح عليها ويقرأ). وللعلامة ابن القيم -رحمه الله-استدلال بأثر في كتابه الكلم الطيب أظنه في جواز الرقية بالملح، والله أعلم.
ـ[أبو لجين السلفي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 09:35 م]ـ
- الأخ الكريم/" أبا لجين السلفي"-حفظك الله وسدد خطاك-: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ...
وإياكم أخي الفاضل وجزاكم الله خيرا على إجابتكم.
وفقكم المولى.
ـ[احمد حمدى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 05:48 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى
وهل لرش الملح خوفا من الحسد اصل؟
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدالله اما بعد
كثير ممن ابتلاهم الله تعالى بالمس والسحر أو سكنوا في البيوت التي تسكنها الجن يلجؤون الى رش الملح على الزوايا باعتقاد أن ذلك يطرد الجن وهم يقولون أن الجن تكره الملح بطبيعتها وأن هذا الأمر مشاهد ومجرب لاأدري هل من الجائز في الرقية الشرعية استخدام الملح وهل لهذا الأمر أصل في الشرع؟
سُئِلَ سَمَاحَةُ شَيْخِنا العَلاَّمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ ـ رحمه الله
عن حكم استخدام رش الماء والملح في زوايا المنازل المسكونة بالجن والشياطين واعتبار ذلك من الأسباب الحسية للاحتراز من أذاهم بأذن الله تعالى، حيث يكثر تواجدهم في الزوايا وهم يكرهون الملح ولا يستسيغونه؟
فأجاب:
لا بأس بطرح الملح في الماء حتى يذوب ثم يرش به زوايا المنزل من الداخل والخارج فقد جرب ذلك فوجد مفيدا في حراسة المنازل وطرد المتمردين من الجن والسلامة من أذاهم، فإنهم قد يتسلطون على بعض القراء والمعالجين فيجوز استعمال ما ينفع في التحرز من شرهم وأذاهم، وكذا يشرع قراءة بعض الأذكار والأوراد والتعوذات في ماء ثم يرش به المنزل الذي يتواجد فيه الجن والشياطين فإنه يبعدهم بإذن الله تعالى والله الشافي.
28) الرقية في الملح ...
جاء إلي شخص بملح وقال لي: انفث فيه فنفثت ثم سألت شيخنا فأجاب:
هذا ليس فيه بأْس، والناس توسعوا فيها من جهات:
الأولى: البطىْ، فإنها كلما كانت أَنفع، وما دام لها أَثر فإنها تصلح.
وأَيضًا الاستعمال وإلا فليس من شرطها أَن تكون على معين فإنها قراءة.
وإذا كانت ليست من التراب الذي في حائل فإنه قيل إنه مشى فيه بعض الصحابة. (تقرير)
المصدر: [فَتاوى ورسَائل سماحةِ الشَّيخ الإمام مُحمَّد بن إبراهيم آل الشَّيخ، (ج 1)].
سُئلَ شيخنا الفاضل أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني حفظه الله
أما بخصوص استخدام الملح ورشه في أركان المنزل، فاعلمي يا رعاك الله أن هذه الطريقة مشروعة في العلاج والاستشفاء كأسباب حسية، حيث يعمد بعض المعالجين بعد الانتهاء من الرقية الشرعية في البيوت المسكونة من رش ماء في الزايا العلوية ثم يقومون برش الملح في الزوايا السفلية وبنفس طريقة رش الماء، ويفضل استخدام النوع الصخري من أنواع الملح، ولا بد للمعالِج من مراعاة الأمور التالية:
أ- أن يوضح لعمار المنزل أن قيامه بفعل ذلك لا يعتبر تعديا أو تقصدا للإيذاء؛ بقدر ما هو رفع للظلم والبغي، والجزاء إنما يكون من جنس العمل 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/309)
ب- أن يوضح لأهل البيت بأن استخدام الماء والملح المقروء عليه بهذه الكيفية، إنما هو من قبيل اتخاذ الأسباب المباحة للعلاج، خاصة أن تلك الأرواح أكثر ما تتواجد في الزوايا والأركان بناء على ما ثبت تواترا لدى أهل الخبرة والدراية والممارسة، وأن يوضح أيضا أن فعله ذلك ورشه الماء على هذا النحو يؤدي لطردهم من المنزل بإذن الله تعالى،
لا سيما أن تلك الأرواح تتأذى من الملح ولا تحبه من قريب أو بعيد،
وقد سألت فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين بخصوص تلك المسألة واستخدام الماء والملح على النحو السابق فأشار - حفظه الله - بجواز ذلك وأنه لا يرى بأسا باستخدامه دون الاعتقاد فيه، إنما هو من قبيل الأسباب الداعية للطرد والشفاء بإذن الله تعالى، هذا وسوف أعرج على تلك الفتوى لاحقا 0
وقد وقفت على كلام لأبي النضر هاشم بن القاسم حول مسألة رش الماء في الزوايا والأركان حيث يتكلم عن بعض الجن ممن كانوا يسكنون داره قال:
(فأخذت تورا من ماء، ثم تكلمت فيه بهذا الكلام: بسم الله، أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام، وبسلطان الله المنيع نحتجب، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة، ومن شر شياطين الإنس والجن، ومن شر كل معلن أو مسر، ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر إبليس وجنوده، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم، أعوذ بالله: بما استعاذ به موسى، وعيسى، وإبراهيم الذي وفى، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر إبليس وجنوده، ومن شر ما يبغي 0 أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، (بسم الله الرحمن الرحيم - سورة الصافات - الآية - 1 - 10 - ثم تتبعت به زوايا الدار فرششته، فصاحوا بي: أحرقتنا نحن نتحول عنك)،
(وهذا الدعاء المذكور في الوابل الصيب من الكلم الطيب لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الجوزية قرأ بعضا منه سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله-بحضرة سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- وغيره
وقال ـ حفظه الله ـ: الذي ذكره ابن القيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب ... ولما وصل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- إلى قول:
" أحرقتنا أحرقتنا يا أبا النضر نحن نتحول من جوارك " .. قال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله-: " الحمد لله طيب، إذا نفع هذا طيب " ..
ثم أكمل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -
ثم بعد ذلك قال: سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله-: في الوابل الصيب؟.
فقال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -: في الوابل الصيب.
ثم قال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله-:
" يُجرب، نفع الله به، الحمد لله، الأصل في الأدوية كلها الإباحة؛ إلا ما حرمه الشرع."
ثم قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله-: " جربه بعض الإخوان، يقول: سقيته امرأة مجنونة، ويقول في لحظة خرج الجان أو مات."
قال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله-: " كل ما يحصل به الدواء وليس فيه محذور شرعا فالأصل الإباحة، في الأدعية والأدوية؛ إلا ما حرمه الشارع ... " أهـ.)،
(الشريط الرابع " لقاء مع أخوة في الله " من مجموعة أشرطة وهي (10) لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -).
قلت: ومع عدم ثبوت الكلام آنف الذكر إلا أن لي وقفات ألخصها بالآتي:
1) - لا يرى بأسا باستخدام الذكر الوارد أعلاه لطرد الجن والشياطين من البيوت المسكونة، لعدم تعارضه مع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم " اعرضوا علي رقاكم 000 " مع أن الأولى تركه والاعتماد في ذلك على النصوص الثابتة كقراءة سورة البقرة وآية الكرسي والمعوذتين ونحوه 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/310)
2) - يستأنس من خلال الكلام آنف الذكر استخدام رش الماء في الزوايا والأركان مع الأخذ بعين الاعتبار بأن تلك الأسباب أسباب حسية للعلاج دون الاعتقاد بأنها تضر أو تنفع بذاتها إنما بإرادة الله سبحانه وتعالى 0
يقول الأستاذ مختار محمد كامل: (ومن الأمور الهامة أيضاً شرب الماء المقروء عليه والاغتسال به ورشه في أركان المنزل، وهذا يؤذي الجن المعتدي على الإنسان) (طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 11) 0
3) - بالنسبة لأول عشر آيات من سورة الصافات تبين أنها تؤثر تأثيرا قويا ونافعا بإذن الله تعالى على الجن والشياطين فقراءتها تضعفهم وتنال منهم لما تحتويه من آيات ترهيب وتقريع، ومع ذلك فلا يجوز الاعتقاد بها دون سواها من آيات وسور القرآن العظيم، فالقرآن كله خير وشفاء والله تعالى أعلم 0
سئل الشيخ محمد بن إبراهيم عن الرقية في الملح؟
فأجاب - رحمه الله -: (هذا ليس فيه بأس 0 والناس توسعوا فيها - أي في جنس الرقية - من جهات الأولى البطيء فإنها كلما كانت أجد كانت أنفع، وما دام لها أثر فإنها تصلح 0 وأيضا الاستعمال وإلا فليس من شرطها أن تكون على معين فإنها قراءة) (فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم - 1/ 94) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم استخدام رش الماء والملح في زوايا المنازل المسكونة بالجن والشياطين واعتبار ذلك من الأسباب الحسية للاحتراز من أذاهم بإذن الله تعالى، حيث أنه يكثر تواجدهم في الزوايا وهم يكرهون الملح ولا يستسيغونه؟
فأجاب – حفظه الله -: (لا بأس بطرح الملح في الماء حتى يذوب ثم يرش به زوايا المنزل من الداخل والخارج فقد جرب ذلك فوجد مفيدا في حراسة المنازل وطرد المتمردين من الجن والسلامة من أذاهم، فإنهم قد يتسلطون على بعض القراء والمعالِجين فيجوز استعمال ما ينفع في التحرز من شرهم وأذاهم، وكذا يشرع قراءة بعض الأذكار والأوراد والتعوذات في ماء ثم يرش به المنزل الذي يتواجد فيه الجن والشياطين فإنه يبعدهم بإذن الله تعالى والله الشافي) (منهج الشرع في علاج المس والصرع) 0
جمع واعداد
المشرف العام
أبومعاذ شاكر الرويلي
بارك الله فيكم أخي الحبيب (الوهم والحقيقة)، من المعلوم أن يثبت للسبب الحسي نتيجة فعالة على علاج المرض الروحي، فإن كان له أثر بين مع توفر الضوابط الخاصة باستخدامه فلا تثريب 0
ولكن لم أعهد بأن في استخدام الملح أثر في علاج العين بخلاف استخدامه لعلاج السحر، فهو بين واضح يعلمه أثبات المعالجين في العالم الاسلامي، والله تعالى أعلم وأحكم 0
أما مسألة الوقاية من العين باستخدام الملح فيدخل ذلك في باب التمائم المحرمة، ولا يجوز فعله بأي حال من الأحوال 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية:
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
http://www.google.com.sa/url?q=http://ruqya.net/forum/showthread.php%3Ft%3D33646&sa=X&ei=9HjVTLiRK6SU4gbarumoBw&ved=0CAg
السؤال
rAIoADAA&usg=AF
السؤال
jCNHYm1XAsfyS37ZZi1pCXZSW7SfUPg
http://www.google.com.sa/url?q=http://ruqya.net/forum/showthread.php%3Ft%3D16619&sa=X&ei=9HjVTLiRK6SU4gbarumoBw&ved=0CAo
السؤال
rAIoAjAA&usg=AF
السؤال
jCNFzJnAgRRZTpbZOitXbHmzae-xIYg(132/311)
هل ورد اجماع في ان النوم القليل \او النعاس لا ينقض الوضوء
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:29 م]ـ
هل ورد اجماع في ان النوم القليل \او النعاس لا ينقض الوضوء
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:46 م]ـ
لعل في هذا ما يفيدك في الموضوع وإن كان ليس جوابا كافيا على سؤالك.
فقد قلت في كتابي أنس البدوي والحضري تعليق على متن الإمام الأخضري ما يلي:
قال المؤلف رحمه الله تعالى: (والأسباب: النوم الثقيل).
التعليق: النوم: حالة تعرض للحيوان؛ فتسترخي أعصاب دماغه، قيل من رطوبات الأبخرة المتصاعدة، وقيل بسبب ريح إذا شمها أذهبت حواسه، وقيل إنما النوم انعكاس الحواس الظاهرة إلى الباطنة حتى يصح أن يرى الرؤيا. ()
والنوم الثقيل هو الذي يغيب فيه العقل، وله علامات كثيرة منها: سيلان الريق، وانقطاع الأصوات عن النائم، وسقوط ما بيده، ونحو ذلك، وهو ينقض الوضوء عند المالكية سواء قصرت مدته أو طالت، وسواء كان النائم مضطجعا أو ساجدا أو جالسا أو قائما. ()
أما النوم الخفيف؛ فلا ينقض عند المالكية، لكن يستحب الوضوء منه إذا طالت مدته. ()
وقال بعضهم: يجب الوضوء من النوم في الاضطجاع والسجود، ولا يجب في القيام والجلوس. ()
وقال ابن بشير: يجب منه إذا طال على أي حال. ()
وقد اختلف العلماء في نقض الوضوء بالنوم، وهذه أقوالهم مع أدلتها والمناقشة، ثم الترجيح:
القول الأول: أن كثيره ينقض بكل حال، ولا ينقض قليله، وهو مذهب المالكية () والحنابلة. ()
القول الثاني: أن النائم الممكن مقعده من الأرض أو نحوها لا ينتقض وضوءه وغيره ينتقض، سواء كان في صلاة أو غيرها، وسواء طال نومه أم لا، وهو مذهب الشافعية. ()
القول الثالث: أنه إن نام على هيئة من هيئات المصلي، كالراكع، والساجد، والقائم، والقاعد؛ لم ينتقض، سواء كان في الصلاة أم لا، وإن نام مستلقيا أو مضطجعا انتقض، وهو مذهب الحنفية. ()
القول الرابع: أن النوم لا ينقض الوضوء مطلقا، وحكي عن أبي موسى الأشعري، وعن ابن عمر، ومكحول، وعبيدة السلماني، وسعيد بن المسيب، وأبي مجلز، وحميد الأعرج، والأوزاعي. ()
قال ابن حزم: وهو قول صحيح عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم. ()
القول الخامس: أنه ينقض الوضوء مطلقا بأي حال كان، وهو مذهب أبي هريرة، وعروة بن الزبير رضي الله تعالى عنهم، وعطاء، وعكرمة، وإسحاق بن راهوية، وأبي عبيد القاسم بن سلام، والمزني، والحسن البصري، وسعيد بن المسيب، والزهري، والإمام ابن حزم، وابن المنذر. ()
القول السادس: أن النوم لا ينقض الوضوء إلا نوم المضطجع فقط، وهو مذهب ابن عمر رضي الله تعالى عنه، وإبراهيم النخعي، والليث بن سعد، وسفيان الثوري، والحسن بن حي، وداود بن علي. ()
الأدلة والمناقشة:
أدلة القول الأول:
الدليل الأول: حديث أنس كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون ثم يصلون ولا يتوضؤون. ()
قالوا: وهذا يكون في النوم القليل. ()
واعترض الاستدلال بهذا الحديث من وجهين:
الوجه الأول: أنه ليس فيه تفريق بين قليل النوم وكثيره، ودعواهم أن خفق الرءوس إنما يكون في القليل لا يقبل. ()
الوجه الثاني: أنه ليس فيه بيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرهم على ذلك، ولا رآهم؛ فهو فعل صحابي لا يدرى كيف وقع، والحجة إنما هي في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وتقريراته. ()
وأجيب بأنه لو كان ناقضا لما أقرهم الله عليه، وأوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك، كما أوحي إليه في شأن نجاسة نعله، وبالأولى صحة صلاة من خلفه. ()
الدليل الثاني: حديث صفوان بن عسال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنا مسافرين أو سفرا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة؛ لكن من غائط، وبول، ونوم). ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/312)
قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى: (فسوى بين البول والغائط والنوم في هذا الحديث، والنوم كالحدث؛ ولكنه لا يقوى قوة الحدث؛ لأن الحدث قليله وكثيره وصغيره وكبيره سواء في نقض الطهارة، وقليل النوم متجاوز عنه لا حكم له، والدليل على الفرق بينهما قوله صلى الله عليه وسلم: "وكاء السه العينان فإذا نامت العينان استطلق الوكاء فمن نام فليتوضأ" () فدلنا بقوله عليه السلام على أن النوم إذا استحكم، ونامت العينان؛ لم يؤمن الحدث في الأغلب، والنادر لا يراعي، ومن لم يستثقل نوما وإنما اعتراه النعاس؛ فقد أمن منه الحدث، وأقل أحوال النائم المستثقل أن يدخله الشك في الوضوء؛ فلا يجوز له أن يستفتح الصلاة بغير وضوء مستيقن). ()
ولا يعترض على هذا الحديث بالإمام عاصم بن أبي النجود فقد قال فيه شمس الدين بن عبد الهادي الحنبلي: (روى له البخاري ومسلم مقرونا بغيره، ووثقه الإمام أحمد، وأبو زرعة، ومحمد بن سعد، وأحمد بن عبد الله العجلي وغيرهم، وكان صاحب سنة وقراءة للقرآن، وقال ابن معين: لا بأس به، وقال أبو حاتم: محله الصدق لم يكن بذاك الحافظ، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن خراش: في حديثه نكارة، وقال العقيلي: لم يكن فيه إلا سوء الحفظ، وقال الدارقطني: في حفظه شيء). ()
قلت: فأقل ما يمكن أن يقال عن حديثه إنه حسن.
ولكن الاستدلال بهذا الحديث يسقط من ناحية أخرى وهي أن غاية ما فيه الاستدلال بدلالة الاقتران، وهي ضعيفة عند الأصوليين كما هو معروف. والله تعالى أعلم.
الدليل الثالث: حديث علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ). ()
قال ابن قدامة رحمه الله تعالى: (ولنا عموم الحديثين الأولين – يقصد حديث صفوان وعلي رضي الله تعالى عنهما - وإنما خصصناهما في اليسير لحديث أنس وليس فيه بيان كثرة ولا قلة؛ فإن النائم يخفق رأسه من يسير النوم؛ فهو يقين في اليسير؛ فيعمل به، وما زاد عليه فهو محتمل؛ لا يترك له العموم المتيقن). ()
وضعف حديث علي هذا من وجهين:
الوجه الأول: أن فيه بقية بن الوليد () وقد عنعنه.
قلت: وكلام العلماء في بقية كثير؛ فبعضهم ضعفه، والبعض وثقه، ولعل أعدل الأقوال فيه أنه صدوق في نفسه، لكنه مشهور بالتدليس مكثر له عن الضعفاء؛ فتقبل أحاديثه إذا صرح بالتحديث عن الثقات. والله تعالى أعلم.
الوجه الثاني: أن فيه الوضين بن عطاء () وهو ضعيف.
ومع ذلك فقد قال النووي رحمه الله تعالى: (وهو حديث حسن). ()
وقال ابن حجر رحمه الله تعالى: (وحسن المنذري، وابن الصلاح، والنووي حديث علي، وقال الحاكم في علوم الحديث:لم يقل فيه: "ومن نام فليتوضأ" غير إبراهيم بن موسى الرازي، وهو ثقة كذا قال). ()
قلت: وتحسين هؤلاء الأئمة رحمهم الله تعالى لهذا الحديث غريب جدا؛ وقد قدمنا الكلام على بقية بن الوليد والوضين بن عطاء.
أما بقية فإنه وإن وثقه بعض العلماء إلا أنه مدلس مشهور بذلك، وقد عنعن هذا الحديث.
وأما الوضين بن عطاء، فإن من جمع كلام أهل العلم فيه يتضح له أن فيه ضعفا. فاجتمعت علتان في هذا الحديث كل واحدة منهما تكفي للحكم عليه بالضعف.
وهناك علة ثالثة، وهي أن عبد الرحمن بن عائذ راوي الحديث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وإن كان ثقة بلا شك؛ إلا أن أبا زرعة قال: إنه لم يسمع من علي.
وتعقبه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى وقال إن نفيه هذا فيه نظر؛ لأن عبد الرحمن بن عائذ يروي عن عمر كما جزم بذلك البخاري.
قلت: وروايته عن عمر لا تستلزم سماعه من علي، كما هو واضح؛ اللهم إلا أن يكون قصده أنه أدرك عمر؛ فيكون أدرك عليا لا محالة. والله تعالى أعلم.
لكن هذا الحديث روي من طريق أخرى عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: (العينان وكاء السه؛ فإذا نامت العين استطلق الوكاء).
وضعفه ابن حزم رحمه الله تعالى بأنه من طريق بقية وهو ضعيف، عن أبي بكر بن أبي مريم وهو مذكور بالكذب، عن عطية بن قيس وهو مجهول. ()
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/313)
قلت: وكل هذه الأدلة التي ذكرها أصحاب هذا القول على تسليم الاحتجاج بها؛ فإنها لا تصح دليلا على قولهم؛ لأنه ليس فيها تفريق بين ثقيل وخفيف، أو قليل وكثير؛ وأولى أن يحتج بها من جعل النوم ناقضا للوضوء بصفة مطلقة. والله تعالى أعلم.
الدليل الرابع: أنه مع الاستثقال يغلب خروج الخارج؛ بخلاف النوم الخفيف.
واعترض الإمام النووي على هذا فقال: (وأما المعنى الذي ذكروه؛ فلا نسلمه؛ لأن النوم إما أن يجعل حدثا في عينه كالإغماء، وهم لا يقولون به، وإما دليلا على الخارج، وحينئذ إنما تظهر دلالته إذا لم يكن المحل ممكنا، وأما المتمكن فيبعد خروجه منه ولا يحس به؛ فلا ينتقض بالوهم). ()
أدلة القول الثاني:
الدليل الأول: حديث علي رضي الله عنه: (العينان وكاء السه؛ فمن نام فليتوضأ).
وسبق الكلام عليه بما فيه الكفاية.
الدليل الثاني: حديث صفوان: (لكن من غائط، أو بول، أو نوم).
وسبق الاعتراض عليه بأن دلالة الاقتران ضعيفة.
الدليل الثالث: حديث أنس أنهم كانوا ينامون فتخفق رؤوسهم. ()
وحملوه على أنهم كانوا ينامون جلوسا منتظرين للصلاة.
قلت: وتقدم الاعتراض عليه بأنه فعل صحابي لا تقوم به الحجة، وتقدم أيضا الجواب عن هذا الاعتراض.والله تعالى أعلم.
الدليل الرابع: حديث أنس رضي الله عنه قال أقيمت صلاة العشاء؛ فقال رجل لي حاجة؛ فقام النبي صلى الله عليه وسلم يناجيه حتى نام القوم، أو بعض القوم، ثم صلوا، وفي رواية حتى نام أصحابه، ثم جاء فصلى بهم. ()
وحمله أصحاب هذا القول على ما حملوا عليه الحديث المتقدم.
الدليل الخامس: حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم شغل ليلة عن العشاء فأخرها حتى رقدنا في المسجد، ثم استيقظنا، ثم خرج علينا. ()
الدليل السادس: حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعشاء، حتى رقد الناس، واستيقظوا، ورقدوا، واستيقظوا). ()
قال النووي: (وظاهرهما أنهم صلوا بذلك الوضوء). ()
قلت: وهذه الأدلة ينطبق عليها ما تقدم من أنها لم يذكر فيها تفريق بين الممكن مقعده، وغير الممكن، فالأولى أن يحتج بها أصحاب القول الخامس. والله تعالى أعلم وأحكم.
الدليل السابع: أن النائم غير الممكن يخرج منه الريح غالبا؛ فأقام الشرع هذا الظاهر مقام اليقين، كما أقام شهادة الشاهدين التي تفيد الظن مقام اليقين في شغل الذمة. ()
قلت: وهو قياس مردود؛ لأنه في مقابلة النصوص الكثيرة الصحيحة الصريحة، فلا يلتفت إليه. والله تعالى أعلم.
أدلة القول الثالث:
الدليل الأول: حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا وضوء على من نام قائما أو راكعا أو ساجدا، إنما الوضوء على من نام مضطجعا؛ فإنه إذا نام مضطجعا استرخت مفاصله). ()
قال السرخسي: (وهو المعنى، فإن الاستمساك باق مع النوم في هذه الأحوال؛ بدليل أنه لم يسقط، وبقاء الاستمساك يؤمنه من خروج شيء منه؛ فهو كالقاعد بخلاف المضطجع). ()
قلت: هذا الحديث فيه ألفاظ منكرة، وباقي ألفاظه معلول.
قال أبو داود: (قوله الوضوء على من نام مضطجعا هو حديث منكر، لم يروه إلا يزيد أبو خالد الدالاني عن قتادة، وروى أوله جماعة عن ابن عباس، ولم يذكروا شيئا من هذا، وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم محفوظا، وقالت عائشة رضي الله عنها: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تنام عيناي ولا ينام قلبي" وقال شعبة: إنما سمع قتادة من أبي العالية أربعة أحاديث: حديث يونس بن متى، وحديث ابن عمر في الصلاة، وحديث القضاة ثلاثة، وحديث ابن عباس: حدثني رجال مرضيون منهم عمر، وأرضاهم عندي عمر، قال أبو داود: وذكرت حديث يزيد الدالاني لأحمد بن حنبل فانتهرني استعظاما له، وقال ما ليزيد الدالاني يدخل على أصحاب قتادة، ولم يعبأ بالحديث). ()
قلت: ويزيد الدالاني () لا يحتج بحديثه، فكيف ومعه عنعنة قتادة رحمه الله تعالى؛ فقد كان مدلسا معروفا بذلك، وقد عنعن عن أبي العالية، وصرح شعبة بأن قتادة لم يسمع من أبي العالية إلا أربعة أحاديث ليس هذا الحديث منها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/314)
ضف إلى ذلك أن البخاري ذكر أن أبا خالد لا يعرف له سماع من قتادة؛ فسقط الاستدلال بهذا الحديث جملة وتفصيلا. والله تعالى أعلم.
الدليل الثاني: حديث: (إذا نام العبد في سجوده يباهي الله تعالى به ملائكته؛ فيقول انظروا إلى عبدي، روحه عندي، وجسده في طاعتي). ()
قال الكاساني: (ولو كان النوم في الصلاة حدثا لما كان جسده في طاعة الله تعالى). ()
واعترض عليه ابن حزم من وجهين:
الوجه الأول: أنه مرسل لم يخبر الحسن ممن سمعه.
الوجه الثاني: أنه لو صح لم يكن فيه إسقاط الوضوء عنه. ()
قلت: وهو كما قال رحمه الله تعالى؛ فإن استدلال الحنفيين بقول الحسن البصري رحمه الله تعالى في مثل هذا لمن الغرائب؛ لأن قول الصحابي إذا لم يكن مرفوعا أو كان له حكم الرفع؛ فإنه لا يعتبر دليلا؛ فما بالك بغيره.
وكل الروايات التي روي فيها رفع هذا الحديث اتفق الحفاظ على تضعيفها؛ فقد رواه البيهقي عن أنس، وقال ليس إسناده بالقوي، ورواه الدارقطني في علله من رواية الحسن عن أبي هريرة، وقال: لا يثبت سماع الحسن من أبي هريرة، ورواه ابن شاهين من رواية عطية عن أبي سعيد، وعطية تالف. ()
أدلة القول الرابع:
الدليل الأول: قوله تعالى: (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم).
فقد ذكر سبحانه نواقض الوضوء ولم يذكر النوم. ()
واعترض الاستدلال بهذه الآية من وجهين:
الوجه الأول: أن جماعة من المفسرين قالوا: وردت الآية في النوم أي إذا قمتم إلى الصلاة من النوم فاغسلوا وجوهكم. ()
قال النووي: ( .. وكذا حكاه الشافعي في الأم عن بعض أهل العلم بالقرآن، قال: ولا أراه إلا كما قال). ()
الوجه الثاني: أن الآية ذكر فيها بعض النواقض، وبينت السنة الباقي، ولهذا لم يذكر البول، وهو حدث بالإجماع. ()
الدليل الثاني: حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: لا وضوء إلا من صوت أو ريح. ()
قال البيهقي: هذا حديث ثابت قد اتفق الشيخان على إخراج معناه من حديث عبد الله بن زيد.
قلت: في هذا الحديث علة دقيقة بينها ابن أبي حاتم فقال: (سمعت أبي وذكر حديث شعبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا: "لا وضوء إلا من صوت أو ريح" فقال أبي: هذا وهم، اختصر شعبة متن الحديث؛ فقال: لا وضوء إلا من صوت أو ريح، ورواه أصحاب سهيل بلفظ: "إذا كان أحدكم في الصلاة؛ فوجد ريحا من نفسه؛ فلا يخرج حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا"). ()
فاتضح بهذا أنه لا دليل فيه على أن النوم ليس بناقض.
واعترض الاستدلال بهذا الحديث من حيث المعنى: بأنه ورد في دفع الشك لا في بيان أعيان الأحداث وحصرها، ولهذا لم يذكر فيه البول، والغائط، وزوال العقل، وهي أحداث بالإجماع. ()
الدليل الثالث: حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ميمونة فنام عندها حتى سمعنا غطيطه، ثم صلى ولم يتوضأ. ()
واعترض عليه ابن حزم رحمه الله تعالى فقال: (وهذا لا حجة لهم فيه؛ لأن عائشة رضي الله عنها ذكرت أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتنام قبل أن توتر قال: "إن عيني تنامان ولا ينام قلبي" () فصح أنه عليه السلام بخلاف الناس في ذلك، وصح أن نوم القلب الموجود من كل من دونه هو النوم الموجب للوضوء؛ فسقط هذا القول ولله الحمد) ()
قلت: ولا شك أن قوله صلى الله عليه وسلم: "إن عيناي" يدل دلالة واضحة لا لبس فيها على أن ذلك من خصوصياته صلى الله عليه وسلم، فلا يصلح دليلا في محل النزاع. والله تعالى أعلم.
الدليل الرابع: حديث: (إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإنه لعله يذهب يستغفر ربه فيسب نفسه) ()
الدليل الخامس: حديث أنس: (إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يدري ما يقرأ) ()
واعترض ابن حزم على الاستدلال بهذين الحديثين فقال: (هذان صحيحان، وهما حجة لنا؛ لأن فيهما أن الناعس لا يدري ما يقرأ، ولا ما يقول، والنهي عن الصلاة على تلك الحال جملة؛ فإذ الناعس لا يدري ما يقول فهو في حال ذهاب العقل بلا شك، ولا يختلفون أن من ذهب عقله بطلت طهارته؛ فيلزمهم أن يكون النوم كذلك). ()
الدليل السادس: حديث شعبة عن قتادة قال سمعت أنسا يقول: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينامون، ثم يصلون ولا يتوضؤون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/315)
فقلت لقتادة: سمعته من أنس، قال: إي والله. ()
قال العلامة الصنعاني رحمه الله تعالى: (ولما كان مطلق ورود حديث أنس بنوم الصحابة، وأنهم كانوا لا يتوضؤون، ولو غطوا غطيطا، وبأنهم كانوا يضعون جنوبهم، وبأنهم كانوا يوقظون، والأصل جلالة قدرهم، وأنهم لا يجهلون ما ينقض الوضوء؛ سيما وقد حكاه أنس عن الصحابة مطلقا، ومعلوم أن فيهم العلماء العارفين بأمور الدين، خصوصا الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام، وسيما الذين كانوا منهم ينتظرون الصلاة معه صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإنهم أعيان الصحابة، وإذا كانوا كذلك، فيقيد مطلق حديث صفوان بالنوم المستغرق الذي لا يبقى معه إدراك، ويؤول ما ذكره أنس من الغطيط، ووضع الجنوب، والإيقاظ؛ بعدم الاستغراق؛ فقد يغط من هو في مبادئ نومه قبل استغراقه.
ووضع الجنب لا يستلزم الاستغراق؛ فقد كان صلى الله عليه وله وسلم يضع جنبه بعد ركعتي الفجر ولا ينام؛ فإنه كان يقوم لصلاة الفجر بعد وضع جنبه، وإن كان قيل إنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه لا ينقض نومه وضوءه؛ فعدم ملازمة النوم لوضع الجنب معلومة، والإيقاظ قد يكون لمن هو في مبادئ النوم؛ فينبه لئلا يستغرقه النوم). ()
الدليل السابع: أن النوم ليس حدثا في نفسه بالإجماع، والمخالفون أوجبوا الوضوء لاحتمال خروج الريح، والأصل عدمه؛ فلا يجب الوضوء بالشك. ()
واعترض: بأن الشرع قد جعل الظاهر كاليقين كما جعل شهادة شاهدين كاليقين. ()
أدلة القول الخامس:
الدليل الأول: عموم حديثي علي وصفوان رضي الله عنهما. ()
قال ابن حزم تعليقا على حديث صفوان بن عسال: (فعم عليه السلام كل نوم، ولم يخص قليله من كثيره، ولا حالا من حال، وسوى بينه وبين الغائط والبول). ()
واعترضا بأنهما محمولين على نوم غير الممكن، جمعا بين الأحاديث الصحيحة. ()
الدليل الثاني: القياس على الإغماء.
واعترض: بأنه قياس مع الفارق؛ فإن المغمى عليه ذاهب العقل لا يحس بشيء أصلا، والنائم يحس، ولهذا إذا صيح به تنبه. ()
أدلة القول السادس:
الدليل الأول: حديث ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الوضوء على من نام مضطجعا؛ فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله). ()
واعترض عليه النووي فقال: (حديث ضعيف باتفاق أهل الحديث، وممن صرح بضعفه من المتقدمين: أحمد بن حنبل، والبخاري، وأبو داود، قال أبو داود: وحديث إبراهيم الحربي هو حديث منكر، ونقل إمام الحرمين في كتابه الأساليب إجماع أهل الحديث على ضعفه، وهو كما قال، والضعف عليه بين، وأجاب أصحابنا عنه بأجوبة، وتأولوه تأويلات لا حاجة إليها مع الاتفاق على ضعفه؛ فإنه لا يلزم الجواب عما ليس بدليل). ()
قلت: وهو كما قال رحمه الله تعالى؛ فإن الحديث إذا كان ضعيفا؛ فإنه لا يحتاج إلى أن يجاب عنه؛ بل يكفي تبيين ضعفه، وتوضيح السبب الذي من أجله ضعف؛ فإذا ثبت بالدليل القطعي ضعفه فإنه يسقط الاستدلال به في الأحكام بالاتفاق.
أما في فضائل الأعمال؛ فإنه جوز بعض أهل العلم العمل به فيها، ولكن بشروط وضوابط. والله تعالى أعلم.
الدليل الثاني: حديث حذيفة: أنه نام جالسا فقال: يا رسول الله أمن هذا وضوء؟ قال: لا حتى تضع جنبك على الأرض. ()
واعترض من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن معناه أنه نام غير ممكن مقعده من الأرض؛ فأشبه المضطجع.
الوجه الثاني: قال النووي: ( ... ولأننا اتفقنا نحن وهم على أن النوم ليس حدثا في عينه، وإنما هو دليل للخارج؛ فضبطناه نحن بضابط صحيح جاءت به السنة، ومناسبته ظاهرة، وضبطوه بما لا أصل له ولا معنى يقتضيه؛ فإن الساجد والراكع كالمضطجع، ولا فرق بينهما في خروج الخارج). ()
الوجه الثالث: أنه ضعيف.
قلت: ويكفي من كل هذه التأويلات توضيح ضعفه كما قدمنا.
واتضاح ضعفه بين؛ لأن فيه بحر بن كنيز السقاء، قال يحيى بن معين: ليس بشيء كل الناس أحب إلي منه، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال البيهقي: ضعيف لا يحتج بحديثه. ()
الترجيح:
الراجح عندي في هذه المسألة هو قول المالكية والحنابلة، ولعله أقرب الأقوال إلى الحق، وأجمعها للأدلة؛ لأن كل الأقوال الأخرى إما أن أدلتها ضعفت، أو أجيب عنها، ما عدا قول ابن حزم ومن وافقه من أن النوم ينقض الوضوء مطلقا، وهو قول لا يخفى على فطن قوة أدلته، وصحتها، وصراحتها في الدلالة، ولولا حديث أنس أن الصحابة كانوا ينامون، وفي بعض رواياته يغطون غطيطا، ثم يصلون بذلك الوضوء؛ لكان هذا القول هو أرجح الأقوال.والله تعالى أعلم.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[06 - 10 - 10, 07:40 م]ـ
[
السؤال
UOTE= إ
القول الثاني: أن النائم الممكن مقعده من الأرض أو نحوها لا ينتقض وضوءه وغيره ينتقض، سواء كان في صلاة أو غيرها، وسواء طال نومه أم لا، وهو مذهب الشافعية. ()
أعلم. [/
السؤال
UOTE]
فضيلة الشيخ / إبراهيم محمد عبد الله الحسني حفظه الله
أشكل علي بعض الامور في بحثكم الفاضل
الأول: هل هذا هو مذهب الشافعية.
الثاني: ياليتك تكرما تورد المصادر لهذا البحث, لتكمل الفائدة , لأني وجدت عن الشافعية قولهم:
قال الشربيني " ويسن الوضوء من النوم ممكنا خروجا من الخلاف "
الإقناع للشربيني ج 1 ص 61
والذي يظهر لى من هذا النص أنه كلام الشافعي لا الاصحاب , وذلك لأن جميع من ذكرها أتفق على الاستحباب و السنية
قال النووي:قال الشافعي والأصحاب يستحب الوضوء من النوم ممكنا للخروج من الخلاف
روضة الطالبين ج 1 ص 74
يُسْتَحَبُّ الْوُضُوءُ من النَّوْمِ مُمَكِّنًا لِلْخُرُوجِ من الْخِلَافِ
أسنى المطالب في شرح روض الطالب ج 1 ص 56
ويعلم الله أنني أستفدت من بحثك وأشفيت وأورد منك تكرما وضع المصادر أن كان ليس فس حرج لاكمال الفائدة
زالله يرعاكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/316)
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[06 - 10 - 10, 07:44 م]ـ
فضيلة الشيخ أبراهيم
الذي يظهر أن سبب الخلاف:
من أعتبر ان النوم حدث فقد أوجب الوضوء من قليله وكثيره.
ومن اعتبره انه ليس بحدث لم يوجب منه الوضوء إلا إذا تيقن بالحدث.
ومن اعتبر التفريق بين النوم القليل الخفيف والكثير الثقيل, فأوجب الوضوء من النوم الكثير الثقيل دون القليل الخفيف. () انظر: بداية المجتهد ج 1 ص 26, المحلى ج 1 ص 229, أحكام القرآن للجصاص ج 3 ص 332.
قال أبن حزم: " وأما من طَرِيقِ النَّظَرِ فإنه لاَ يَخْلُو النَّوْمُ من أَحَدِ وَجْهَيْنِ لاَ ثَالِثَ لَهُمَا إمَّا أَنْ يَكُونَ النَّوْمُ حَدَثًا وإما أَنْ لاَ يَكُونَ حَدَثًا فَإِنْ كان ليس حَدَثًا فَقَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ كَيْفَ كان لاَ يَنْقُضُ الْوُضُوءَ وَهَذَا خِلاَفُ قَوْلِهِمْ وَإِنْ كان حَدَثًا فَقَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ كَيْف كان يَنْقُضُ الْوُضُوءَ وَهَذَا قَوْلُنَا فَصَحَّ أَنَّ الْحُكْمَ بِالتَّفْرِيقِ بين أَحْوَالِ النَّوْمِ خَطَأٌ وَتَحَكُّمٌ بِلاَ دَلِيلٍ وَدَعْوَى لاَ بُرْهَانَ عليها. () انظر: المحلى ج 1 ص 229
أصل اختلافهم في هذه المسألة:
اختلاف في الاثار الواردة , لأن في هذه الاثار المروية ما يوجب ظاهرها انه ليس في النوم وضوء اصلا, وآثار واحاديث يوجب ظاهرها ان في النوم وضوء, فلما تعارضت ظواهر هذه الاثار ذهب العلماء فيها مذهبين مذهب الترجيح ومذهب الجمع كما سيأتي توضيحه. () انظر: بداية المجتهد ج 1 ص 26, المحلى ج 1 ص 229.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[06 - 10 - 10, 07:45 م]ـ
ولعلي أبحث عمن أورد الاجماع عفا الله عنك
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:14 م]ـ
أخي الكريم ابن العنبر حفظك الله تعالى ورعاك.
أولا: أعتذر لك عن التأخر في الرد فقد انشغلت لظروف خاصة.
ثانيا: مذهب الشافعية في نقض الوضوء بالنوم أشهر من أن نختلف عليه؛ وهو كما نقلت لك، ومعاذ الله أن أنقل مذهبا فقهيا قبل التدقيق فيه.
قال النووي في المجموع ما نصه: (التاسعة) في مذاهب العلماء في النوم قد سبق ان الصحيح في مذهبنا ان النائم الممكن مقعده من الارض أو نحوها لا ينتقض وضوءه وغيره ينتقض سواء كان في صلاة أو غيرها وسواء طال نومه أم لا. المجموع [2/ 17]
وجاء في الإقناع للشربيني ما نصه: " (و) الثاني من نواقض الوضوء (النوم)
وهو استرخاء أعصاب الدماغ بسبب رطوبات الأبخرة الصاعدة من المعدة
وإنما ينقض إذا كان (على غير هيئة المتمكن) من الأرض مقعده أي ألييه.
الإقناع للشربيني [1/ 61]
وإن شئت النص على ذلك من جميع كتب الشافعية أعدك به حتى تتأكد منه.
وأما ما نقلت عنهم في سنية الوضوء منه فهي في غير موضوعنا؛ فالوضوء عند الشافعية لا ينتقض قطعا بالنسبة للنائم الممكن مقعده؛ لكنهم يستحبون ذلك خروجا من خلاف أهل العلم؛ وهذه قاعدة ليس خاصة بالشافعية؛ بل نص عليها كثير من أهل العلم من باب الورع لا من باب التشريع.
وأما سبب اختلاف أهل العلم في انتقاض الوضوء بالنوم؛ فمنه ما ذكرت لكن جمهور أهل العلم على أن النوم ليس حدثا وإنما هو سبب للحدث؛ ويعبر عن ذلك بعضهم بأنه مظنة خروج الخارج.
ومن هنا بنى الشافعية مذهبهم على ذلك.
ثالثا: أما المصادر فالملف موجود عندي بصيغة وورد لكن خبرتي بالحاسب ضعيفة نوعا ما وعندما أنقله لك في الملتقى لا تأتي معه الهوامش، ولا أعرف السبب، وربما أستشير بعض الإخوان في الأمر إن شاء الله تعالى.
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.(132/317)
هل للأخ قوامة على أخته؟
ـ[أبو إسماعيل الأنصارى]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:08 ص]ـ
و إن كانت الإجابة بنعم فما هي حدود هذه القوامة؟
ـ[أبو إسماعيل الأنصارى]ــــــــ[06 - 10 - 10, 01:41 م]ـ
للرفع///////(132/318)
ما رأيكم بهذا الكلام للدكتور محمد المقدم في (فلسفة الزواج)؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 - 10 - 10, 03:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
استمعت إلى كلمة ألقاها الدكتور محمد إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى في حفل زفاف ابنة الشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله تعالى، وقد استوقفني فيها ما ذكره الشيخ في فلسلفة الزواج - إن صح التعبير -.
وقد فرغت كلامه طلباً للمباحثة في ما ذكره، فهذه المسألة من المسائل المهمة للشاب المسلم (متى أتزوج؟ لماذا أتزوج؟ هل أصلح للزواج؟ هل أنا قادر عليه؟ هل هو مقدم على غيره؟ .... إلخ)، طالما طرحت في المجالس الشبابية ..
قال حفظه الله:
" " من الأمور المهمة جداً في قضية الزواج، والتي يلفت نظرنا إليها قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من استطاع منكم الباءة فليتزوج "، إذا تأملنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من استطاع "، ولم يقل: " من احتاج "، وإنما قال: " من استطاع "؛ فهمنا من ذلك أن الزواج لا يمكن أن يتعامل معه كحل لمشكلة معينة .. يعني .. من الخطأ أن ينظر إلى مشكلة (تأجج الشهوة) – مثلاً – للشباب بأن الحل هو الزواج، الزواج لا يصلح أن يُتَعامل معه كَحَلّ، وإنما الزواج (دالَّة): يدل على اكتمال النضج الشخصي والنضج الاجتماعي والكفاءة المادية ونحو ذلك من حقوق الباءة المعروفة.
فالزواج مثل رسالة الدكتوراة، لا تمنح إكراماً لشخص، وإنما تمنح لمن يستحقها، فبما أنه أقدم على الزواج إذاً: هو قادر على الزواج.
ولذلك لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: " من احتاج منكم إلى الزواج فليتزوج "، وإنما قال: " من استطاع منكم الباءة فليتزوج ".
وقال تبارك وتعالى: " وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله ".
ولذلك الزواج لا يقدم عليه الإنسان كحل، وإنما هو علامة على اكتمال النضج لتحمل المسؤولية وأداء ما عليه من واجبات تجاه زوجه .. يعني .. وتجاه أسرته ".
رابط ( http://v8.lscache2.c.youtube.com/videoplayback?ip=0.0.0.0&sparams=id%2Cexpire%2Cip%2Cipbits%2Citag%2Calgorit hm%2Cburst%2Cfactor%2Coc%3AU0dXS1NOVV9FSkNNN19LSFl H&fexp=901307&algorithm=throttle-factor&itag=34&ipbits=0&burst=40&sver=3&expire=1286337600&key=yt1&signature=28536527E7B15F33370EA0D88B332B7F52BA09D6 .641ED05836993F92D4F31A398C20140887A92A18&factor=1.25&id=a3447a6d575c95c4&)
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 04:08 ص]ـ
كلام الشيخ العلامة طبعا عذب سلس جميل، تشم فيه الحكمة والعقل ...
هذا بالنسبة للتوجيه السيكولوجي لمفهوم الزواج، وارتباطه الدلالي مع النضج النفسي و المعرفي والمادي ..
لكن بالنسبة لاستدلال الشيخ أن لفظ الحديث (من استطاع)، وليس (من احتاج)، وطبعا هذا مرتبط بمسألة (حكم النكاح) عند أهل العلم ..
ألا يرد عليه: أن تتمة الحديث (ومن لم يستطع فعليه بالصوم)، فدل أن الاستطاعة المرادة هنا لمعنى الحث على النكاح، مصاحبة ـ إن لم نقل تابعة ـ للحاجة ..
ـ[السليماني]ــــــــ[08 - 10 - 10, 06:46 ص]ـ
بل الزواج حل لتأجج الشهوة
وسبب للغنى
وقوله: " إن يكونوا فقراء " أي: الأزواج والمتزوجين
" يغنهم الله من فضله "
قال ابن عباس: رغبهم اللّه في التزويج وأمر به الأحرار والعبيد، ووعدهم عليه الغنى، فقال: {إن يكونوا فقراء يغنهم اللّه من فضله}،
وقال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه: أطيعوا اللّه فيما أمركم به من النكاح، ينجز لكم ما وعدكم من الغنى، قال تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنهم اللّه من فضله}،
وعن ابن مسعود التمسوا الغنى في النكاح، يقول اللّه تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنيهم اللّه من فضله}،
وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ثلاثة حق على اللّه عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل اللّه" (رواه أحمد والترمذي والنسائي)
فلا يمنعكم ما تتوهمون، من أنه إذا تزوج، افتقر بسبب كثرة العائلة ونحوه. وفيه حث على التزوج، ووعد للمتزوج بالغنى بعد الفقر، فالله كثير الخير عظيم الفضل سبحانه.
وهو " عليم " بمن يستحق فضله الديني والدنيوي، أو أحدهما، ممن لا يستحق، فيعطي كلا، ما علمه واقتضاه حكمه.
والله تعالى أعلم
ـ[محمد براء]ــــــــ[09 - 10 - 10, 01:31 ص]ـ
أحسن الله إليك.
هذا ما كنت أود قوله.
فإذا لم يكن الزواج حلاً لتأجج الشهوة فما هو الحل؟! ممارسة الرياضة أم الصوم أم الانشغال بالأمور النافعة أم غض البصر؟ كل هذه - والله أعلم - جزء من الحل وليست الحل كله، إذ الحل التام لا يكون إلا بالزواج!
وطالع إن شئت مقالاً رائعاً للأديب الشيخ علي الطنطاوي الدمشقي رحمه الله تعالى بعنوان ((يا ابني))، فيه فهم راق لهذه المسألة، وهو مطبوع في كتابه ((صور وخواطر)) ص205، ومطبوع مفرداً.
هذا هو كتاب ((صور وخواطر)):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=138611
والمقال في المرفقات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/319)
ـ[أبو دجانة النجدي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 07:31 ص]ـ
ولذلك الزواج لا يقدم عليه الإنسان كحل، وإنما هو علامة على اكتمال النضج لتحمل المسؤولية وأداء ما عليه من واجبات تجاه زوجه .. يعني .. وتجاه أسرته ".
كلام الشيخ جميل وفي محله. لكن إن لم يكن الزواج حلاً ما الحل إذاً؟ إذا كان الصوم من الحلول وكذلك غض البصر. من باب أولى الزواج أكبر الحلول.
ـ[أبو يوسف العباسي]ــــــــ[09 - 10 - 10, 12:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله –صلى الله عيه وسلم-: ((من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء))
فالزواج ليس حلاً لغض البصر أو تحصين الفرج! إنما هو فإنه ((أغض للبصر وأحصن للفرج)) فيسهل علينا هذه المهام التي طلب الله عز وجل منا أن نفعلها.
والصوم ليس حلاً أيضا (كما فهمت من الآيات والأحاديث) .. بل فهمت أنه يُصَبِّر ويزيد الإنسان تقوى ويقلل الشهوة! ولكن هل يصوم الإنسان الدهر كله! ومن لا يستطيع الصيام فماذا يفعل! وماذا يفعل الصائم بعد أن يفطر!
فالذي فهمته: أن الزواج والصيام: أغض للبصر وأحصن للفرج.
وليعلم الناس أن الصيام صعب على البعض! فلا تعتقد لأنك تستطيع الصيام بسهولة أن الناس كلهم سهل عليهم الصيامّ
وأما الزواج ... فوالله لولا أن قال تعالى ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) الروم 21
لكنت قلت عنه شيء أخر ولكن وجب علينا أن نؤمن بهذا .. فأقول أن العيب في رجال هذا الزمن (وأنا منهم) ونسائه –إلا من رحم ربي-
وقد أمرنا أن نتزوج لأسباب عديدة كلنا نعرفها وأهما طلب العفة وطلب الولد وغير ذلك الكثير.
تأمل معي:
- فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنكبي فقال (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك.
- وقال تعالى: ((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)) الحجر (99)
فالحل كما فهمته:
أن تسأل الله أن يخرجنا من الدنيا على خير، وأن يحسن خاتمتا، ودائما تدعو ربك كما حكا القرآن عن يوسف عليه السلام: ((تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)) يوسف 101
والله المستعان
ـ[أبوالتراب الأثري]ــــــــ[07 - 11 - 10, 08:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أخي ان مقصد الشيخ ان الزواج ليس علاقة جنسية فقط ولا يجب النظر إليه على انه حل لمشكلة جنسية لأن بعض الشباب يقدمون على الزواج ويظنون ان الحياة الزوجية هي فقط الحياة داخل غرفة النوم. فأعتقد ان مقصد الشيخ ان الزواج يترتب عليه مسئوليات أجتماعية وتربوية وإقتصادية.(132/320)
وأربعة يا شيخ إبراهيم السكران
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[06 - 10 - 10, 10:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وأربعة يا شيخ إبراهيم السكران
استعرض الشيخ إبراهيم السكران ـ حفظه الله ـ أركون وفكر أركون، يبين للناس أن الرجل تربى في كنيسة على أيدي (مبشرين)، شرب من مائهم وأكل من طعامهم وتأدب "بأدبهم" وحين شبَّ قال بقولهم. فلم يكن يوماً من داخل الفكر الإسلامي بل من أعداء الفكر الإسلامي. وكان الطرح موفقاً ثميناً جميلاً عالياً بهياً يأخذ القلب والعين.
وأقبلت استضيء بنور الشيخ إبراهيم السكران أقدم أسطراً على هامش هذا المهرجان الفكري الرائع.
بيدي أربعة:
أولها: الصورة أعم وأشمل في القضايا والأشخاص.
فليست أفكار أركون فقط هي التي بدأت من النصارى. . . إرساليات التبشير (الآباء البيض)، وإنما عامة الأفكار المتداولة الآن بيننا بدأت من إرساليات التبشير، أو المتدينين من المستشرقين يهود أو نصارى، وعلى سبيل المثال ما يسمى بـ (قضايا المرأة)، بدات في مدارس الإرساليات، وبدأت بنصارى الشام، وظلت القضية بين النصارى فقط قرناً كاملاً من الزمان، ثم جاء جاء المنافقون والغافلون في مرحلة متأخرة ونقلوا عن هؤلاء نقلاً مباشراً تماماً كما فعل أركون، غرفوا من النصارى ... رددوا أقوالهم.
فلم يأت قاسم أمين بجديد بل كل أفكاره في هذه القضية ترجع لـ (الاعتراضات الأوروبية على الرحلة الأصمعية) وما كتبه النصراني (مرقص فهمي)، ثم جاء عامة المنافقين فنقلوا عن قاسم أمين.
وحين كثر اللغط وطال الجدال على الناس واحترف المنافقون عالجوا الغافلين ولبسوا عليهم، فخرج قوم من الغافلين، يشرعنون باطل هؤلاء ويقولون: كشف الوجه من الإسلام، ويقولون الاختلاط به محذور ومسموح، ويقولون .. ويقولون، ووقعوا حين تعاملوا مع النصوص دون سياقها العملي، ـ وهي آفة الإرجاء أيضاً ـ. وحين ازداد النفاق احترافاً صار لا يمر إلا على ظهر هؤلاء.
فأصلها من الكافر نقلها للمنافق، وتفاعل معها الغافل. أو نقول: الكافر فَعَّلَ المنافق، والمنافق فعَّل الغافل. وأهل الحق يواجهون هذه الصفوف الثلاثة.
نعم كل بضاعة المنافقين المعادين لله ورسوله، أولئك الذين يريدونها على هوى الغرب الكافر أو الشرق الملحد من عند الكافرين، ولا أقول أن جميعهم جلسوا كما جلس أركون بل يغرفون منهم مباشرة أو بواسطة، وتتبع الأفكار الموجودة على الساحة ستجدها في النهاية ترجع للمستشرقين.
جدَّ الاستشراق في تقديم قراءة مغلوطة للشريعة الإسلامية، ثم جدَّ ثانية في تسريب هذه القراءة المغلوطة للمسلمين، ثم نقل هو عن المسلمين لقومه ليقول لهم أن هذا هو الإسلام بلسان قومه. ثم وقف يدعم هؤلاء المتأثرين به سياسياً ومادياً.كما بين الشيخ إبراهيم السكران في حديثه عن أركون، وهو واضح جدا في "طه حسين" و"علي عبد الرازق" وغيره. ويتضح بعرض نماذج مضادة كعبد اللطيف الطيباوي.
وفي الأشخاص تجد نفس (الفيلم) المعروض في الجزائر هو هو بأم عينه قد عرض من قبل في مصر وتركيا وتونس، وهو هو بأم عينه لازال يعرض إلى الآن في أكثر من مكان.
عامة الفاعلين في المشهد الثقافي كأركون اتصلوا بهؤلاء، ومكنوا من مناصب تنفيذية فقد كان طه حسين وزيراً للمعارف، رغماً عن الملك فاروق، وإن تجولت بعينك في الصحافة والإعلام ومن يتحكم فيها علمت أن النصارى خوصاً والآخر عموماً يدعم نفراً من قومنا ويمكن لهم. وفوق ذلك "توصيات " المؤتمرات الدولية التي هي قرارات تنفذ ولو بعد حين، وعلى سبيل المثال مؤتمرات السكان. وشواهد حضور الآخر في المشهد الفكري (العقدي) الإسلامي كثيرة.
ثانيها: آخيتهم هي نفي النبوة والقول بأنها أرضية وليست سماوية.
بعد استعراض شبهات النصارى، وبعد التأمل فيها وفيمن يرددها، واستعراض تاريخ هؤلاء الفكري وتطوره من (يوحنا الدمشقي 52هـ ـ 132هـ) حتى لحظتنا الحالية وجدت أن:
ـ قطب رحى القوم هو نفي سماوية هذا الدين، يختلفون في الطريقة ولكنهم يجتمعون على هذا الشيء: القول بأنها أرضية وليست سماوية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/321)
وكما هو شأن الكذابين أقوالهم متضاربة ويكفي في تكذيبها أن تجمعها متجاورة، ويكفي في تكذيب القائلين بها تضاربهم في أطروحاتهم. وحين كنت أرصد شبهات زكريا بطرس (وهو قليب عفن تجتمع فيه نتنهم كله) على نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جمعت شبهاته ثم وجدت أن أفضل طريقة للرد عليه هو أن أعرض على القارئ أقواله في تفسير النبوة، فقلت أحضرها متجاورة ليرى القارئ كيف أنه ـ وأنهم ـ يكذب نفسه، وكيف أن شبهاته عرجاء صلعاء عوراء سوداء دميمية لا يرضى به سوي. ولذا النظرة الشاملة التي تأتي بعد استعراض توضح الصورة أكثر.
ـ محاورهم الرئيسية الرامية لنفي النبوة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جميعها موجودة بيننا .. تردد بألسنة نفرٍ من بني جلدتنا، ممن يسمون بالمفكرين الإسلاميين.كل المحاور المتطرف منها و"المعتدل"، فنجد على سبيل المثال من يتطاول على القرآن بشكل سافر كأركون ومن يدعي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صنعته إمرأة (خديجةرضي الله عنها) وقسيس (ورقة بن نوفل)، أعني خليل عبد الكريم ومجموعة كتبه التي هي نقل حرفي عن (جوزيف قذى ـ أبو موسى الحريري)، ومن يدعي أنها كانت دعوة حزبية لإقامة مملكة دنيوية (الحزب الهاشمي)، ومن راح يدرس الكهانة في الجزيرة العربية قبل الإسلام ويتحدث ـ كذباً ـ أن النبوة كالكهانة أو شيء متطور منها.
وكالذين ادعوا مشاركة (شعراء النصرانية) في "التراث" الإسلامي، وقد أكثر هؤلاء ووجدوا من يسمع ومن يردد قولهم.
ولم يخرج صاحب العبقريات عن درب هؤلاء، فهو في دربهم وإن ورمت أنوف قوم ممن لا يقرؤون أو ممن لا يتدبرون، فـ (العبقرية) فكرة غربية، تبدو مغرية، وتبدو مدحاً، وفي الحقيقة أنها تستقر عند ذات الهدف .. نفي النبوة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقديم النبي صلى الله عليه وسلم على أنه عبقري من العباقرة كما كان نابليون وكما كان عبد البقرة غاندي الهندي ـ أو نبي الهند كما يسميه صاحب العبقريات ـ، وكما كان صن ست (نبي الصين) كما يسميه صاحب العبقريات.
وهذا التفكير منقود بأمرين:
الأول: الكذب، وقد تتبعت طرق استنباط الشبهات فوجدتها ترجع للكذب المباشر، والكذب المباشر عن طريق بتر النص من سياقه العام ثم تفسيره بمقدمات تخرجه عن معناه الأصلي، أو عن طريق العبث بالنص الأصلي بالإضافة والحذف، أو عن طريق اعتماد الضعيف والشاذ ومالايصح. وكله كذب.
الثاني: ذات النص القرآني. النص القرآني والنبوي يحمل دلالات على صدقه، منها إعجازه البياني، ومنها الإخبار عن غيبيات. وكذا التشريعات الإسلامية تحاج بنفسها وتبرهن على أنها هي الأمثل لصلاح حال الناس والواقع والتاريخ يشهد لها.
ثالثها: حقق المستشرقون أو السياسيون في الغرب من تفعيل المنافقين أمور:
منها: اربكاك الداخل الإسلامي، فقد أشعل هؤلاء معارك داخلية بيننا، ولك أن تلاحظ أن عامة المطروح في الداخل الإسلامي من منتصف القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا في إطار التصدي لهؤلاء وآثارهم. أو قضايا داخلية كلها.
ومنها: تقديم قراءة مغلوطة عن الإسلام للنصارى، فقد نشط الغرب للنقل (الترجمة) عن هؤلاء، يقولون لقومهم هذا هو الإسلام كما يعرضه المسلمون، أو ينقلون كتابات هؤلاء للبلاد الإسلامية النائية كالهند ممن ينظرون لعلماء الدول العربية في الأزهر على أنهم شيوخ الإسلام، وقد حدث هذا مع ما خرج باسم قاسم أمين، وظهر مع بعض كتابات عباس العقاد.
فمع أن بضاعة هؤلاء منهم إلا أن هناك حرص من هؤلاء على ترجمة كتبهم إلى لغاتهم ليكون هذا "هو الإسلام بلسان المسلمين"، وبعض المنافقين يكتب بلغة القوم كما أركون وكما توفيق فهد في "الكهانة العربية قبل الإسلام". ويحدث العكس أيضاً بمعنى أن بعض أذناب الاستشراق يترجمون أبحاث المستشرقين للعربية، ويحضر على طرف خاطري الآن كتابات المستشرقين عن التاريخ الإسلامي كما (فلهوزن).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/322)
ومنها: اذابة العدواة للغرب، وهذا مربط شُد إليه كلهم، فلا تجد أحد المتأثرين بالغرب إلا ويدافع عنهم أو لا يرى عداوتهم، حتى أن صغيراً رتبته تلميذ لتلاميذ هؤلاء أو دون ذلك، وقد تعلم في أحضان السلفية خرج يقول أنه سلفي ولا ينقم على السلفية التقليدية إلا أموراً "بسيطة" أولها: موقف السلفية "التقليدية من الآخر.!!
ولا يحتاج هذا الأمر إلا استدلال ولا استقصاء فقط لفت نظر.
رابعها: الخروج من دائرة الرد على هؤلاء وتتبعهم.
بالنظر في أطروحات التغريب وجدت أن أكبر مكسب حققه هؤلاء هو شغل الداخل الإسلامي وإبطال مفعول المسلمين كدعاة إلى الله ـ وكل المسلمين دعاة إلى الله، قال الله تعالى" قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني" ـ.
وبالنظر في حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجدتُ أن حرب الشبهات أو قل التعامل الفكري مع الدعوة لم يكن أقل ضراورة من التعامل بالسلاح، فقد سبق التصدي الفكري للدعوة القتال وكان معه، أي لم يتوقف أبداً، فالمواجهة مع المسلمين وغيرهم فكرية وقتالية، وذات الطرف المجادل هو هو المقاتل قال تعالى "وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق" وقال تعالى " وكفى بربك هادياً ونصيراً" وشرحت ذلك في مقال بعنوان "جدال وقتال"
وبالنظر في تعامل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو الخطاب الدعوي عموماً مع المخالف وجدت أن الجهد صرف للطرح الإيجابي، المتمثل في تعريف الناس بربهم ليعظموه ويوقروه ويسبحوه بكرة وأصيلاً، وتعريفهم بما أعد الله للطائعين وما توعد به العاصين، ثم بيان حال من أطاع ومن عصى في القرون الأولى .. تقديم نماذج.
ولم يقف الخطاب الدعوي طويلاً مع المخالفين، بل أخذهم في طريقه وهو يشرح التوحيد.
وعلى سبيل المثال قصة تحويل القبلة، كانت المعالجة لها ببيان حال المنتقدين لتحويل القبلة من المنافقين ومن يهود، وبيان حال القبلة الجديدة (الكعبة) وكيف أن قد بناها إبراهيم عليه السلام، وملة إبراهيم وأبناء إبراهيم كيف كانوا مسلمين. ثم بيان أن الله لا يضيع إيمان المؤمنين. سياق كامل.
ولم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم مع يهود في تفاصيل. مع أنها بدأت من أول يوم بإلقاء الشبهات، وبقيت حتى بعد خيبر تثير المشاكل (الفكرية) وتحاول جاهدة تفعيل المنافقين (أستدل بما ورد من خبرهم في غزوة تبوك وقد كانت بعد خيبر). ولكنك حين تقرأ القرآن الكريم لا يكاد يلفت نظرك وجود يهود مع النبي صلى الله عليه وسلم في نفس البلد؛بل كأنهم تحت طيات الأيام فقط. لم يكن من أهداف الدعوة ثبر غور يهود ومعرفة ما عندهم والرد عليهم من كتاباتهم وبيان عوار مذهبهم. فقط كان تعريف للناس بربهم ثم بيان ما أراد منهم بكلمات قليلة والنفوس التي تعرف ربها وتعظمه تقف عند أمره ونهيه.
إن الحقيقة الكبرى التي تواجه كل متأمل لحركة الفكر الإسلامي وتأثره بالآخر هي أن الكافر لا يعمل إلا من خلال المنافق، أو من خلال أصحاب القلوب المريضة عموما، ولذا كانت الدعوة للمنافقين بالمرصاد ولم تقبلهم بين الصفوف.
وبالنظر في حال الناس نجد أن الناس فريقان: عامة وملأ.الملأ يعرفون الحق وهم له منكرون، ولذا يأتي وصفهم بالأفاكين (والإفك نوع خاص من الكذب يريد به صحابه صرف الناس عن الحق)، والعامة لا يهمها هذا الركام، فقط تأخذ الخلاصة وتنقاد للغالب، وهي ميدان للسباق بين الملأ من أهل الخير والشر، ولا تسابق العامة، ولكن تستدعى مؤقتاً.
أريد أن اقول أننا نحتاج إعادة نظر في التعاطي مع هؤلاء. وعلى أولئك الذين ولوا وجوههم شطر البحث والتنقيب والدراسة والتأصيل أن يعيدو النظر، وأن لا يكون هذا أصل .. أن لا يكون جهدنا في إخراج أبحاث علمية (تأصيلية) (متعوب) عليها تتعاطى هؤلاء.
لو كان هذا فعل قليل منا فلا بأس، ولو توجهت النخبة لتدبر القرآن الكريم والسنة النبوية وعرض التوحيد على الناس ومعالجتهم برفق؟
محمد بن جلال القصاص
ظهر الاثنين 24شوال 1431هـ
4/ 10/2010م(132/323)
هل تصح العمره ان احرمت من وادى محرم وانا من اهل الرياض؟
ـ[أبو رحاب]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:25 م]ـ
يا أخوة بارك الله فيكم
هل يصح ان احرم من وادى محرم وانا اسكن بالرياض؟
فقد اعتمرت فى شهر رمضان واحرمت من وادى محرم بالطائف
فهل تصح العمره؟
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:29 م]ـ
أين يقع هذا الوادي؟
ـ[أبو رحاب]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:34 م]ـ
فى الطائف بمنطقة الهدا
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:36 م]ـ
هل هو بعد الميقات؟ أو قبله؟
فتاوى الإمام ابن باز رحمه الله تعالى
http://www.binbaz.org.sa/mat/706
و هذا هو رأي جمهور أهل العلم
ـ[أبو رحاب]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:40 م]ـ
لا اعلم
ولكن اعتقد انه قبل ميقات السيل الكبير
فاهل الطائف يحرمون منه على حد علمى
ـ[أبو رحاب]ــــــــ[06 - 10 - 10, 02:48 م]ـ
وجدت هذه الفتوى للشيخ عبدالله الجبرين
السؤال 7:-
شخص مقيم بالرياض، هل يمكن له الإحرام من جدة لأداء العمرة؟
الجواب:-
ميقات أهل الرياض وأهل نجد وأهل الطائف ونحوهم من قرن المنازل أي من السيل أو من وادي محرم فمن تجاوز وأحرم من جدة لاداء العمرة أو الحج فعليه دم يفرق على مساكين الحرم والله أعلم.
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 10 - 10, 03:38 م]ـ
وادي محرم الذي يحرم منه من جاء من طريق الهدى .. المحرم منه كأنه محرم من السيل لأنه على سمته ومحاذاته.
والله أعلم.(132/324)
هل نصح الشيخ ابن باز بعض الناس مائة مرة؟
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 03:43 م]ـ
السلام عليكم
أذكر أنني قرأت منذ مدة عن الشيخ ابن باز - رحمه الله - أنه نصح بعض الناس مائة مرة، ولم يستجب له إلا في المرة هذه - رقم مائة أعني -.
فهل ثبت ذلك، وما التفاصيل، حبذا لو أحلتموني إلى المصدر.
وفقكم الله
ـ[احمد المسلم]ــــــــ[06 - 10 - 10, 05:56 م]ـ
يا اخي الفاضل وما الفائدة من احالتك علي مصدرها
ربما القصد الاكثار من النصح وربما يكرمك الله بنفس طويل في الدعوة فتنصح 150 مرة
وهذا ليس مستبعدا كأن يكون احد من يقابله الشيخ يوميا مدخنا مثلا فينصحه كلما رآه يدخن
وهذا مثال للتوضيح ليس اكثر
بارك الله فيك وثبتك علي الخير
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[06 - 10 - 10, 06:10 م]ـ
رحم الله الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى رحمة واسعة
نعم هو رحمه الله لم يكن يمل من النصيحة و لا يكتفي بنصح الإنسان مرة واحدة بل كلما رآه نصحه و ذكره خصوصا إذا كان عمله في فتنة للناس و أذكر هنا ما كتبه الشيخ أبوعبدالرحمن الظاهري حفظه الله عندما كان يوما من الأيام يفتي بحل الغناء والمعازف تبعا لما اشتهر من قول للظاهرية فأنكر عليه الشيخ ابن باز مرارا بل في إحداها يبكي رحمه الله شفقة على الظاهري ويقول الشيخ حفظه الله و الله ما تأثرت بشيء مثل تأثري ببكاء الشيخ شفقة علي و خوفا من عذاب الله لي ورحمة بي فرحمه الله رحمة واسعة
أما أن نصح أحدهم 100 مرة فلا أعرف و الله أعلم
ـ[أبو مالك الأثري السلفي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 07:18 م]ـ
يا اخي الفاضل وما الفائدة من احالتك علي مصدرها
ربما القصد الاكثار من النصح وربما يكرمك الله بنفس طويل في الدعوة فتنصح 150 مرة
وهذا ليس مستبعدا كأن يكون احد من يقابله الشيخ يوميا مدخنا مثلا فينصحه كلما رآه يدخن
وهذا مثال للتوضيح ليس اكثر
بارك الله فيك وثبتك علي الخير
جزاك الله خيرًا، وبارك فيك
أما عن طلبي للمصدر، فقد خشيت أن يجيب أحد الإخوة بـ " نعم " وفقط، أو ما أشبهها، وأنا أريد القصة كاملة، لأني أظن أن إيرادها كاملة أنفع - في حال وجودها -.
وجزاكم الله خيرًا على النصيحة، وقد حدث أن نصح نبي الله نوح قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، وليس مائة مرة، ولا مائة عام!
رحم الله الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى رحمة واسعة
نعم هو رحمه الله لم يكن يمل من النصيحة و لا يكتفي بنصح الإنسان مرة واحدة بل كلما رآه نصحه و ذكره خصوصا إذا كان عمله في فتنة للناس و أذكر هنا ما كتبه الشيخ أبوعبدالرحمن الظاهري حفظه الله عندما كان يوما من الأيام يفتي بحل الغناء والمعازف تبعا لما اشتهر من قول للظاهرية فأنكر عليه الشيخ ابن باز مرارا بل في إحداها يبكي رحمه الله شفقة على الظاهري ويقول الشيخ حفظه الله و الله ما تأثرت بشيء مثل تأثري ببكاء الشيخ شفقة علي و خوفا من عذاب الله لي ورحمة بي فرحمه الله رحمة واسعة
أما أن نصح أحدهم 100 مرة فلا أعرف و الله أعلم
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم
تقريبًا قرأت هذه القصة مع سابقتها التي تحدثتُ عنها، سأبحث الأمر بإذن الله
وفقكم الله، وأصلح بالكم(132/325)
السراج المشرق في رواة كتاب الموطأ من المغرب والمشرق
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 06:55 م]ـ
السراج المشرق في رواة كتاب الموطأ من المغرب والمشرق
الأستاذ محمد الصادق عبد اللطيف
تونس
منقول
1) التعريف بالإمام مالك بن أنس (94 – 179 هـ/ 712 – 796 م)
الإمام مالك هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبعي المدني إمام الأئمة، فقيه الأمة، عالم المدينة، أمير المؤمنين في الحديث الشريف. ولد سنة 93 هـ - وقيل سنة 94 هـ - بالمدينة المنورة، مركز الخلافة، ومنشإ الأخيار من الأئمة وموطن الشيعة الأخيار المشهورين من الفقهاء، أهل الفتوى والعلم، أهلها يروون السنة خلفاً عن سلف، وجيلاً بعد جيل. فورث مالك علم هؤلاء العلماء ونشأ مُجِدّاً في التحصيل والرواية، وأخذ العلم عن نحو من مائتي شيخ.
أشهر هؤلاء وأشدهم أثراً في تكوين عقلية مالك العلمية هو عبد الله بن يزيد المعروف بابن هرمز المتوفى سنة 148 هـ، لازمه مالك نحو سبع سنوات أو ثمان؛ وابن شهاب الزهري المتوفى سنة 120 هـ، الملقب بفقيه المدينة وكان مالك – رحمه الله – يقول:» كنت إذا سمعت حديث نافع عن ابن عمر لا أبالي ألا أسمعه من أحد غيره «، وأهل الحديث يقولون:» رواية مالك «، لجلالة كل واحد من هؤلاء الرواة.
كذلك الإمام جعفر الصادق المتوفى سنة 148 هـ. وكان من علماء المدينة المعروفين بالدين والعلم. ويروي الشيعة عن طريقه أحاديث كثيرة، وقد أخرج له مالك في "الموطإ" تسعة أحاديث. وروى عنه من أقرانه كثيراً أيضاً، منهم سفيان الثوري وابن جريج والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان بن عيينة وحماد بن سلمة.
وقد أوصل القاضي عياض من روى عنه إلى نيف وثلاثمئة تقريباً. انتصب مالك للإفتاء والرواية نحواً من سبعين سنة، وكان لا يروي إلا عن الثقاة. قال ابن عيينة:» ما كان أشد انتقاء مالك للرجال وأعلمه بشأنهم «؛ وقال ابن أبي حاتم:» قلت لابن معين: مالك قلَّ حديثه! فقال: بكثرة تمييزه «. وقال الذهبي في "طبقات الحفاظ":» وقد اتفق لمالك مناقب ما لغيره، إحداها: طول العمر وعلو الرواية؛ وثانيتها: الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم؛ وثالثتها: اتفاق الأئمة على أنه حجة، صحيح الرواية؛ ورابعتها: تجمعهم على دينه وعد الله واتباعه السنن؛ وخامستها: تقدمه في الفقه والفتوى وصحة قواعده «([1]). توفي - رحمه الله - يوم الحادي عشر ربيع الأول سنة 179 هـ. ودفن في البقيع بالمدينة المنورة. وقبره يزار ويتبرك به ([2]).
- بيئته وعصره
نشأ الإمام في أسرة امتازت بانصراف معظم أفرادها إلى طلب العلم ورواية الحديث. فجده مالك الأصبحي يعدُّ من أكبر علماء التابعين. روى عن عمر بن الخطاب وعثمان وغيرهما، وتلقى عليه العلم أبناؤه، ومنهم أنس والد مالك، ونافع عمه، والنضر أخوه الأكبر الذي نال مرتبة عالية في الفقه ورواية الحديث. فلا غرابة حينئذ أن ينجب هذا البيت شخصية تواقة إلى طلب العلم، حريصة على التفقه في الدين، كشخصية الأمام مالك.
عاش الإمام مالك في عصر عرف فيه العالم الإسلامي تطورات سياسية هامة. فقد ولد في عهد الوليد بن عبد الملك الأموي، وتوفي في عهد الرشيد العباسي. وبذلك يكون مالك عاصر انحدار الأمويين واستيلاء العباسيين على زمام الخلافة الإسلامية. وتبعاً لهذا الانقلاب، يكون مالك قد شاهد ألواناً من الاضطرابات نشأت عنها بلبلة في الأفكار وضروب من الفوضى بلغت المدينة، مقر مالك. وكان ذلك في مناسبات، أهمها:
1) استيلاء دواد بن علي عم السفاح على المدينة، وقيامه بقتل من ظفر به من الأمويين.
2) فتنة الخوارج، والمعركة الدامية التي جرت بينهم وبين أهل المدينة المنورة.
3) خروج عبد الله بن الحسن العلوي على الخليفة العباسي المنصور.
وقد بدرت من مالك بعض الظواهر التي تنبئ عن عطفه على الثائر العلوي، فسببت له بعض المحن من طرف الوالي العباسي بالمدينة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/326)
وبالرغم مما ساد هذا العصر من اضطرابات سياسية، فقد شهدت فيه الأمة الإسلامية تطوراً حضارياً ونمواً اقتصادياً وازدهاراً في الحركة العلمية. إذ نشطت الدراسات الإسلامية نشاطاً ملحوظاً، فظهرت علوم القرآن كالتفسير والقراءات؛ وعني المسلمون بحديث الرسول وآثار الصحابة والتابعين، وجمعوا الفتاوى التي صدرت منهم عن اجتهاد شخصي حينما كانوا يستفتون في أمر لم يبينه القرآن أو السنة.
وبالإضافة إلى هذه الحركة العلمية النشيطة التي عمت معظم الأقطار الإسلامية، فإن المدينة - مقر مالك الذي قضى فيه حياته - قد امتازت عنها بأن كانت مهبط الوحي وموطن العلماء من أصحاب الرسول ومن خلفهم من التابعين، وهم الذين كان يرجع إليهم المسلمون من كل مكان إذا حزبهم أمر، أو تشابهت عليهم وجوه الرأي في مسألة من المسائل. وبذلك أصبحت للمدينة شهرة خاصة بالعلوم الإسلامية، من تفسير ومدارسة للحديث واستنباط للأحكام الشرعية؛ وتكونت مدرسة فقهية عرفت في التاريخ بـ» مدرسة المدينة «أو» الحجاز «كان الإمام مالك خير وارث لثقافتها في عصره وأحسن مبلِّغ لها فيما بعد إلى الأجيال المتتابعة.
- ثقافته وطريقة تلقيه للعلوم
بدأ مالك تعلمه مبكراً، فحفظ القرآن في صباه على عادة أكثر الأسر الإسلامية، وأحكم أداءه على نافع أحد القراء السبعة وإمام أهل المدينة. ثم أقبل على مجالس العلماء، فدرس كل ما يستعان به على فهم القرآن من "لسان العرب"، ومن ناسخ القرآن ومنسوخه، وأحكامه، ثم السنن المأثورة عن الرسول وسيرته ومغازيه؛ كما تلقى فتاوى الصحابة والتابعين، وهي من أهم الدعائم التي بني عليها مذهبه فيما بعد.
ولم يكتف مالك بما حصل عليه من هذه الفنون، بل تراه يحرص على أن يتلقَّى عن بعض شيوخه آراء الفرق المختلفة التي ظهرت في عصره، ووجوه الرد على أصحاب الأهواء على اختلافهم، وفقه الرأي. وهكذا ألم مالك أثناء تعلمه بثقافة إسلامية جامعة تكون الأسس التي ساعدته فيما بعد لأن يتبوأ مكانة الإمامة بالمدينة.
اعتمد مالك في تعلمه على طريقة الأخذ عن الأساتذة مشافهة، لأن العلوم لم يكتمل بعد تدوينها، باذلاً الجهد في الطلب متحمِّلاً في سبيله كل مشقة حتى أنه باع متاع بيته ليستمر في الطلب؛ كما غالب حدة بعض الشيوخ ليتلقى عنهم. قال مرة:» كنت آتي نافعاً نصف النهار وما تظلني شجرة من الشمس أتحين خروجه. فإذا خرج، أدعه ساعة كأني لم أره. ثم أتعرض له، فأسلم عليه وأدعه حتى إذا دخل أقول له: كيف قال ابن عمر في كذا؟ فيجيبني، وكان فيه حدَّة «. وبمثل هذا الجد ومواصلة الدرس والدأب على الطلب، تسنى لمالك أن يبلغ الذروة في السنة وفي الفقه. فعد فقيه الحجاز ونال من ثناء شيوخه والعلماء حظاً عظيماً، فقيل:» أيفتى ومالك في المدينة؟ «. ولم يؤثر عن مالك أنه رحل عن المدينة في سبيل ملاقاة علماء الأقطار الإسلامية والأخذ عنهم، بل اقتصر على التلقي عن علماء المدينة أو عمن وفد على الحجاز للحج، مع أن الرحلة كانت في ذلك الوقت من أهم وسائل العالم ولا سيما المحدِّث. وربما دفعه إلى ذلك اعتقاده أن مدينة الرسول هي مهد العلم وموطن عدد كبير من التابعين وقبلة علماء المسلمين. وفعلاً، فقد وجد مالك في هؤلاء المعين الذي لا ينضب والمنهل العذب الذي لا كدرة فيه وإيمانه بأن أولى العلماء بالإجماع هم أهل المدينة. وذلك أمر يشاطره فيه بعض معاصريه من العلماء أمثال الليث بن سعد الذي كتب إليه يقول:» ... وأما ما ذكرت من مقام الرسول بالمدينة ونزول القرآن بها عليه بين أصحابه، وما علمهم الله منه، وأن الناس صاروا تبعاً لهم فيه، فكما ذكرت كنت آتي ابن هرمز بكرة، فما أخرج من بيته حتى الليل «. وقد أخذ عنه الفقه واختلاف الناس في الفتية وطرق الرد على أهل الأهواء، وبذلك كان ابن هرمز أشد الناس أثراً في علم مالك الاعتقادي ومنهجه الكلامي.
- أخلاقه ومواهبه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/327)
كان مالك كريم الخلق، رقيق الشمائل، حسن السمت، ذا هبة ووقار، متواضعاً، مقتدياً بأجلاء الصحابة والتابعين، ممتازاً بمواهب فكرية وعلمية ساعدته على تبوء مكانة الإمامة في الدين، وبحافظة كان يعتمدها في طلبه للعلم. حكى عن نفسه في هذا الصدد، فقال:» كنت آتي سعيد بن المسيب وعروة والقاسم وأبا سلمة وحمّاداً وسالماً. فأدور عليهم، فأسمع من كل واحد من الخمسين حديثاً إلى المئة، ثم أنصرف وقد حفظته كله من غير أن أخلط حديث هذا بحديث هذا «. وكان إلى كل ذلك صحيح التحري في مروياته فلا يقبل شيئاً منها إلا بعد التروي والنقد لأصحابها. قال:» لقد أدركت سبعين ممن يقولون: قال رسول الله عند هذه الأساطين، مشيراً إلى مسجد الرسول. فما أخذت عنهم شيئاً وإن أحدهم لو اؤتمن على بيت مال، لكان أميناً؛ إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن «.
وقد أخلص مالك في طلب العلم؛ إذ طلبه لله لا يبغي به علواً ولا مراءاة، والتزم السنة والجادة الواضحة البينة؛ كما التزم التريث والأناة عند الإفتاء في ما يعرض له من المسائل. فكان يطيل التفكير ويردد النظر في المسألة قبل أن يجيب عنها، ولربما سهر من أجلها عامة ليلته كما ذكر عن نفسه. ولقد دفعه إلى هذا التثبت خشيته من أن يضل، واعتقاده أن ما يطلبه شديد الصلة بالدين.
- انتصاب مالك للتدريس والإفتاء
لم يمض طويل مدة على انكباب مالك على الطلب حتى أخذ مكانه بين علماء عصره وانتصب للتدريس والإفتاء بمجلس عمر بن الخطاب من مسجد رسول الله كأنما يرمز بذلك إلى متابعة هذا الصحابي الجليل في طريقته الاجتهادية. وكان موزعاً أوقاته بين رواية الحديث والإفتاء في ما يجدّ من المشاكل للمسلمين متباعداً كل البعد عن إبداء رأيه في ما يفترضه المفترضون. ولما ألح عليه المرض وانقطع عن الخروج إلى المسجد، توافد عليه الطلبة في بيته للتعلم والرواية. وكان مالك أثناء تصديه للتدريس والإفتاء ملتزماً الوقار متجنباً لغو القول تأدباً مع العلم والحديث، ناصحاً تلاميذه بذلك قائلاً لهم:» حق لمن طلب الحديث أن يكون فيه وقار وسكينة وخشية «.
وما زال الإمام مخلصاً في بث العلم كما كان عند تلقيه له، يؤمه الطلبة من كل جهات العالم الإسلامي مكرماً مهاباً حتى اشتد به المرض ووافته المنية في ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة هجرية. ودفن بالبقيع في يوم مشهود.
* كتاب "الموطإ" (الغرض من تأليفه)
عمد مالك - رحمه الله - إلى تأليف كتابه "الموطإ" ليجمع فيه ما صح عنده عن رسول الله وأقوال صحابته والتابعين وما عليه عمل أهل المدينة، ويودع فيه ما أخذه من مروياته من أحكام شرعية.
وقد اشتهر بين أكثر العلماء أنه ألفه بطلب من الخليفة أبي جعفر المنصور. قال عياض:» إن أبا جعفر المنصور قال لمالك: ضم هذا العلم يا أبا عبد الله ودونه كتباً، وتجنب فيها شدائد عبد الله بن عمر، ورخص ابن عباس، وشواذ ابن مسعود، واقصد أواسط الأمور وما اجتمع عليه الأئمة والصحابة «([3]).
روى مالك في كتابه ما سلم عنده في معيار النقد وجرب من جهات الصحة. ولذلك كله اتفق أئمة الدين والحديث على أن "الموطأ" هو أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى. وفي هذا عبارات مأثورة. قال ابن مهدي:» ما كتاب بعد كتاب الله أنفع للناس من "الموطإ" «؛ قال الشافعي:» ما في الأرض كتاب من العلم أكثر صواباً من كتاب مالك «.
وقال أيضاً:» ما كتب الناس بعد القرآن شيئاً هو أنفع من "موطإ" مالك «؛ وقال أبو بكر بن العربي:» اعلموا - أنار الله أفئدتكم - أن "الموطأ" هو الأول و"اللباب" و"كتاب الجعفي" ([4]) هو الثاني في هذا الباب، وعليهما بناء الجميع كالقشيري والترمذي «([5]).
جمع الإمام مالك - رحمه الله - كتابه في نحو أربعين سنة ([6]). فقد أخرج ابن عبد البر عن عمر بن الواحد صاحب الأوزاعي أنه قال:» عرضنا على مالك "الموطأ" في أربعين يوماً، فقال: كتاب ألفته في أربعين سنة، أخذتموه في أربعين يوماً! ما أقل ما تفقهون فيه «! ([7]). وقد اشتمل في أول تأليفه على تسعة آلاف حديث، فلم يزل ينظر فيه في كل سنة، ويسقط منه حتى بقي منه هذا.
* تسميته بـ"الموطإ"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/328)
قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني:» قلت لأبي حاتم الرازي "موطأ" مالك بن أنس لِمَ يسمى "الموطأ"؟ قال: شيء قد صنفه، ووطأ للناس حتى قيل "موطأّ مالك «؛ وقال ابن فهر:» بعض المشائخ يقول: قال مالك: عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهاً من فقهاء المدينة، فكلهم وطأوني، فسميته "الموطأ" «([8]).
* اصطلاح "الموطإ"
قال إسماعيل بن أبي أويس المخزومي:
قيل لمالك: قولك: الأمر المجتمع عليه عندنا، وببلدنا وأدركت عليه أهل العلم، أو سمعت أهل العلم. فقال: ما أكثر ما في الكتاب برأي. فلعمري ما هو رأي، ولكن سماع غير واحد من أهل العلم والفضل والأئمة المقتدى بهم الذين أخذت عنهم، وهم الذين كانوا يتقون الله فكثر علي، فقلت رأيي وذلك إذا كان رأيهم مثل رأي الصحابة أدركوهم عليه، وأدركتهم على ذلك. فهذه وراثة توارثوها قرناً عن قرن، إلى زماننا وما كان - أرى - فهو رأي جماعة ممن تقدم من الأئمة.
وما كان فيه - الأمر المجتمع عليه- فهو ما اجتمع عليه من قول أهل الفقه والعلم، لم يختلفوا فيه وما قلت - الأمر عندنا - فهو ما عمل الناس به عندنا وجرت به الأحكام وعرفه الجاهل والعالم، وكذلك ما قلت فيه:» ببلدنا - وما قلت فيه - بعض أهل العلم - فهو شيء أستحسنه من قول العلماء. وأما ما لم أسمعه منهم، فاجتهدت ونظرت على مذهب من لقيته، حتى وقع ذلك موقع الحق، أو قريباً منه، حتى لا يخرج عنه مذهب أهل المدينة وآرائهم «.
وإن لم أسمع ذلك بعينه، فنسبت الرأي إلى بعد الاجتهاد مع السنة، وما مضى عليه أهل العلم المقتدى بهم، والأمر المعمول به عندنا من لدن رسول الله والأئمة الراشدين مع من لقيت، فذلك رأيهم ما خرجت إلى غيرهم.
وذكر أحمد بن عبد الله الكوفي تاريخه ([9]):» إن كل ما قال فيها مالك في موطئه: الأمر المجتمع عليه عندنا فهو من قضاء سليمان بن بلال ([10]) وهذا لا يصح «.
2) منهج الإمام مالك في تأليف "الموطإ" وخصائصه
* منهج مالك في تأليف ّ"الموطإ"
تولى الإمام مالك توضيح منهجه في تأليف كتابه "الموطإ" وبيان ما اشتمل عليه من الأحاديث والآثار، قائلاً:» فيه حديث رسول الله، وقول الصحابة والتابعين ورأيي. وقد تكلمت برأيي وعلى الاجتهاد، وعلى ما أدركت عليه العلماء ببلدنا، ولم أخرج من حلبتهم إلى غيره «.
لقد اعتمد مالك في بناء مذهبه على الروايات المرفوعة للنبي منقولة أو مرسلة، وعن قضايا عمر بن الخطاب وفتاوى عبد الله بن عمر، ثم على أقوال الفقهاء السبعة، وهم: سعد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن أبي بكر الصديق، وأبو بكر بن عبد الرحمان، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار. وهم جميعاً من فقهاء التابعين وفقهاء المدينة. وبوبه على أبواب، حسب ما يحتاج إليه المسلمون في عباداتهم ومعاملاتهم وآدابهم من معرفة العمل فيها الذي يكون جارياً لهم على السند المرضيِّ شرعاً. يقول القاضي أبو بكر بن العربي:» إن مالكاً بوب "الموطأ" بحسب ما يراه من الحكم، وهو أقدم أثر إسلامي بعد القرآن «.
* خصائصه
لم يسلك الإمام مالك في التأليف منهجاً مضبواطاً من حيث التبويب والترتيب، ولكنه اعتمد:
1) ذكر الأحاديث المتعلقة بالموضوع الواحد في المسألة الفقهية التي
يبحثها ويجتهد فيها.
2) ذكر إجماع أهل المدينة المجمع عليه.
3) رأي من التقى بهم بالمدينة من أهل الفقه والرأي من التابعين.
4) الاجتهاد إذا ظهر له إشكال في موضوع ما.
5) التدليل على رأيه بمروياته من الأحاديث وأقوال الصحابة وفتاوى
التابعين.
6) الاتجاه رأساً للمسألة وبيان الحكم فيها والتدليل على ذلك.
7) نقل حكم علماء أهل المدينة، إذ يقول:» الأمر الذي لا اختلاف
فيه عندنا «.
8) كان الإمام مالك يعقب الحديث» بأنه سئل عن كذا، فأجاب بكذا «، مستشهداً بالآية أو الحديث أو القياس، لأنه يتبع أحياناً تفريع المسائل، ثم يذكر حكمها. لقد انفرد المذهب المالكي بخصائص ومزايا زودت الفقه الإسلامي بطاقة حركية متجددة، وجعلته مرناً صالحاً للتلاؤم والتكيف مع الزمن وقادراً على حكم الشعوب بالرغم من اختلاف أجناسها وألوانها وبيئاتها ولغاتها دون أن ينحرف قيد أنملة عن مبادئه وأصوله العامة المتفق عليها بالإجماع. وتتمثل هذه الخصائص في استعمال مبادئ السياسات الشرعية التالية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/329)
أ - المصالح المرسلة: أي التي لم ينص الشاعر على أنها مصالح أو مفاسد، ولكن تلقتها العقول بالعقول.
ب - سد الذرائع، ونعني إعطاء الوسائل أحكام الغايات.
ج - العرف وهو ما استقر في النفوس من جهة العقول وتلقته الطباع السليمة بالقول، حيث تخضع ألفاظ النصوص للمفاهيم التي يشرحها» عرف «العصر الذي قيلت فيه تلك النصوص.
د - عمل أهل المدينة، ويعني أن إجماعهم على نقل سنة قولية أو فعلية أو نقل مشاهدة أو إقراره يعتبر حجة على من خالفهم.
هـ - مراعاة الخلاف، أي خلاف المجتهدين من أئمة الفقه، وذلك عن إصدار الفتوى والنطق بالحكم فلا تعامل المسائل المختلف فيها، معاملة المتفق عليه.
قال:» وما أرسله فيه عن ابن مسعود، فرواه عبد الله بن إدريس الأودي ([11])؛ وما أرسله عن غيره، فعن ابن مهدي «([12]). قال الداروري ([13]):» إذا قال مالك: على هذا أدركت أمل العلم ببلدنا، والأمر عندنا، فإنه يريد ربيعة وابن هرمز الأعرج «([14]).
قال أبو بكر الأبهري:» جملة ما في "الموطإ" من الآثار عن النبي وعن الصحابة والتابعين ألف وسبعمئة وعشرون حديثاً؛ والموقوف ستمئة وثلاثة عشر؛ ومن التابعين مئتان وخمسة وثلاثون «. وقال ابن حزم في كتاب "مراتب الديانة":» أحصيت ما في "الموطإ"؛ فوجدت فيه من المسند خمسمئة ونيف، وفيه ثلاثمئة ونيف مرسلاً، وفيه نيف وسبعون حديثاً قد ترك مالك لنفسه العمل بها، وفيه أحاديث ضعيفة وهَّنها جمهور العلماء «([15]).
3) رواة "الموطإ"
روى "الموطأ" عن مالك عددٌ كبيرٌ من مختلف الأمصار الإسلامية، واختلف العلماء في تحديد عددهم وضبطه. فقد ذكر القاضي عياض في كتابه "ترتيب المدارك" أن رواة "الموطإ" بلغ نيفاً وستين رجلاً.
قال السيوطي في كتابه "تزيين الممالك" ([16]):
ثم وقفت على كتاب ألفه الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي في رواة "الموطأ" سماه "إيجاب السلك برواة "الموطإ" عن الإمام مالك". فرأيته ذكر فيه أن الحافظ ثقة الدين أبا القاسم بن عساكر بلغ برواة "الموطإ" عن مالك واحداً وعشرين رجلاً ونظمهم في أبيات، أولها: رواة "موطإ" مالك إن عددتهم: فعشرون عد الضابطون وواحد قال الحافظ بن ناصر الدين فتتبعت زيادة زيادة على ما ذكره فوقع لي ثمانية وخمسون سواهم من الرواة فبلغوا تسعاً وسبعين ([17]).
كذلك نجد محمد فؤاد عبد الباقي محقق "الموطإ" ذكر أن رواة "الموطإ" بلغوا تسعاً وسبعين رجلاً. وقد رتبهم حسب البيان التالي:
* رواة "الموطإ" من أهل المدينة
بلغ عدد الرواة من المدينة المنورة سبعة عشر رجلاً هم:
1 - معز بن عيسى القزاز: هو أبو يحيى معز بن عيسى بن دينار المدني الأشجعي مولاهم ومعز القزاز نسبة إلى بيع القز. كان يلقب بـ» عكاز مالك «، لكثرة استناد مالك عليه. وكان من كبار أصحاب مالك ومحققيهم ملازماً له. وإنما قيل له» عكاز مالك «، لأن مالكاً بعدما كبر وأسنَّ كان يستند عليه، حين خروجه إلى المسجد كثيراً. توفي بالمدينة سنة ثمان وتسعين ومئة في شهر شوال ([18]).
2 - عبد الله بن مسلمة بن قعين أبو عبد الرحمان المديني الحارثي: ولد بعد الثلاثين والمئة بالمدينة. ينسب إلى جده (ابن قعنب). سكن البصرة، فعده بعض العلماء من البصريين. سمع من مالك بن أنس نصف "الموطإ"، وقرأ هو عليه النصف الآخر. وروى عن شعبة وأبي ذئب وقرفة بن بكير وأفلح.
قال القاضي عياض:» عبد الله بن مسلمة بن قعنب التميمي الحارثي القعنبي، أبو عبد الرحمان. أصله مدني سكن البصرة، فهو في عداد البصريين. روى عن مالك وابن أبي ذئب وابنه، ومحزمة بن بكير، وشعبة، والليث، والداروري، والعمري، والحمادين، وسليمان بن بلال «.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وعلي بن عبد العزيز، والذهلي، وأحمد بن سنان، ومحمد بن سهل بن عسكر، وأبو داود السجستاني. وروى عنه البخاري 123 حديث، ومسلم 70 حديثاً. قال ابن معين:» ما رأينا من يحدث الله إلا وكيعاً والقعنبي «.
حدثنا عبد الرحمان قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/330)
قلت لأبي: القعنبي أحب إليك في "الموطأ"، أو إسماعيل بن أبي أويس؟ قال: القعنبي أحب إلي لمرار أخشع منه، سألناه أن يقرأ علينا "الموطأ" فقال: تعالوا بالغداة، فقلنا له: مجلس عند الحجاج، قال: فإذا فرغتم من الحجاج، قلنا: فأبي مسلم بن إبراهيم، قال: فإذا فرغتم، قلنا: يكون وقت الظهر، ويأتي أبا حذيفة، قال: فبعد العصر، قلنا: نأتي عاماً. قال: فبعد المغرب. قلنا: نأتيه بالليل، فيخرج علينا وعليه ليد ما تحته شيء في الصيف في الحر الشديد. فكان يقرأ علينا وعليه كساؤه، ولو أراد لأعطى الكثير.
حدثنا عبد الرحمان قال: سئل أبو زرعة بن مسلمة القعنبي فقال:» ما كتبت عن أحد أجل في عيني منه «.
حدثنا عبد الرحمان قال:» سئل أبي عبد الله بن مسلمة القعنبي فقال بصري ثقة صحة «. قال ابن شاهين فيما يحكى عن الحسيني:» كنا عند مالك - رحمه الله تعالى - فجاءه رجل فأخبره بقدوم القعنبي، فقال: متى يقرب قدومه؟ فقال: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض نسلم عليه، فقام فسلم عليه «.
قال هارون بن إسحاق:» ما رأيت أحداً يريد بعلمه الله إلا القعنبي «.
قال أحمد بن الهيثم:» كنا إذا أتينا القعنبي خرج إلينا كأنه مشرف على جهنم «. توفي - رحمه الله - بمكة لست خلون من محرم سنة 221 هـ ([19]).
3 - أبو مصعب أحمد بن أبي بكر بن القاسم بن الحارث الزهري: اشتهر بكنيته واسمه أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمان بن عوف الزهري العوفي، قاضي المدينة وأحد شيوخها. لازم مالكاً وتفقه عليه وروى عنه "موطأ"ه. أخرج عنه أصحاب الكتب الستة، إلا أن النسائي روى عنه بواسطة. توفي - رحمه الله - في رمضان سنة 142 هـ عن اثنتين وتسعين سنة. وقد قالوا إن "موطأ"ه آخر الموطآت التي عرضت على مالك. ويوجد في "موطئـ"ـه زيادة نحو مئة حديث على سائر الموطآت الأخرى؛ وكذلك "موطأ" أبي حذافة السهمي ([20]).
4 - بكار بن عبد الله الزبيري: هو الزبير بن بكار بن عبد الله أبي مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام. مدني. يروي عن مالك وأبيه وعمه، وهو من أهل العلم. قال عمه مصعب بن عبد الله:» لي بالمدينة ابن أخ إن بلغ أحد منا فسيبلغ يعينه «.
كان الزبير علامة قريش في وقته في الحديث والفقه والأدب والشعر والخبر والنسب. وهذا الباب هو الغالب عليه. وله في هذا الباب كتاب "جمهرة أنساب قريش" وغير ذلك. ولي قضاء مكة، وبها توفي في ذي الحجة سنة 256 هـ ([21]).
5 - مصعب بن عبد الله الزبيري.
6 - عتيق بن يعقوب: عتيق بن يعقوب بن صديق بن موسى بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي (الأسدي) أبو بكر، وأمه حفصة ابنة عتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير من المختصين بمالك والقائلين بقوله، المكثرين عنه المحافظين لسيرته وشمائله.
قال:» سمعت مالكاً يقول: ينبغي للرجل أن يؤدب أهله وولده، ومن يجب عليه فرضه. وقد قال عليه الصلاة والسلام: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فأدب أهلك أو من وليت أمره على أدبك وخلقك حتى يتأدبوا على الذي أنت عليه ليكونوا لك عوناً على طاعة الله «.
قال محمد بن سعيد كاتب الواقدي في "تاريخـ"ـه:» كان ملازماً مالكاً، كتب عنه "الموطأ" وغيره، ولزم أيضاً عبد الله العمري. واعتزل، ثم رجع إلى المدينة. ولم يزل من خيار المسلمين «. توفي سنة 227 هـ أو سنة 228 هـ. عد من المكيين من أهل الحجاز ([22]).
7 - مطرف بن عبد الله: بن مطرف بن سليمان بن يسار اليساري الهلالي أبو مصعب، ويقال أبو عبد الله. مولى ميمونة أم المؤمنين زوج النبي. كان جد أبيه، سليمان، مشهوراً مقدماً ([23]).
8 - إسماعيل بن أبي أويس عبد الله: إسماعيل بن أبي أويس أبو عبد الله بن عم الإمام مالك بن أنس وابن أخته وزوج ابنته. سمع أباه وأخاه وخاله مالكاً وجماعة - روى عنه جماعة منهم إسماعيل القاضي وابن حبيب وابن وضاح. خرج عنه البخاري ومسلم محله الصدق لا بأس به وكان مغفلاً ([24]). توفي إسماعيل سنة 226 هـ. وقيل سنة 227 هـ ([25]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/331)
9 - عبد الحميد بن أبي أوس عبد الله:» أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس المعروف بالأعمش. يروي عن أبيه وأخيه وخاله، وابن عجلان وابن أبي. أخرج له البخاري ومسلم وروى عنه أحمد بن صالح المصري وأخوه إسماعيل وإبراهيم بن المنذر وإسحاق بن موسى وسليمان بن بلال، وعبد الرحمان بن عبد الملك بن شيبة ومحمد بن عبد الحكم «.
قال يحيى:» هو ثقة في ما حكاه ابن أبي حاتم والعقيلي وغيرهما «.
قال ابن شعبان:» له ولأخيه عن مالك ما لا يحمل "الموطأ" وغيره «.
وروي عن مالك أنه قال لهما:» أراكما تحبان هذا الشأن، فإن أردتما أن ينفعكما الله به فأقلا منه وتفقها فيه «. وذكر يحيى بن بكير، فقال:» ما بلغني الأخير كان كثير العلم «.
قال أحمد التميمي في كتاب "المحن" عن موسى بن الحسن، قال:» سمعت أبا بكر بن أبي أويس ومطرف بن عبد الله وقد دعيا إلى المحنة في القرآن بالمدينة. فلما قرئ عليه الكتاب، قال أبو بكر: الكفر بالله بعد نيف وتسعين سنة ومجالسة مالك نافعاً القارئ أربعاً وعشرين سنة لا أفارقه إلا في منزله «.
وكان الغالب عليه الحديث، ولكن ابن شاهين حكى أن ابن معين كان يضعف بيت آل أبي أويس كلهم جداً. توفي سنة 202 هـ. اختلف العلماء في تحديد سنة وفاته: فهناك من يذكر أنه توفي سنة 203 هـ أو سنة 204 هـ ([26]).
10 - أيوب بن صالح ([27]).
11 - سعيد بن داود ([28]): سعيد بن إبراهيم بن عيسى بن داود الخميري، من أهل مالقة. يكنى أبا عثمان، ويعرف بابن عيسى. كان من جلة العلماء وسراة الفضلاء حافظ الفقه والحديث مشارك في العربية والأدب صدوق متحر، حجة في ما ينقله، حسن التعليم، مهيب وقور مبرز في المعرفة لطرق الحديث، مضطلع بالرواية والمسندين وأحوالهم.
تفقه على أبي محمد الباهلي في كتب الفروع والأصول والعربية، وروى عن أبي عبد الله بن عياش المصري القرطبي. روى عنه الخطيب أبو جعفر الطنجالي وأبو محمد الحضرمي وأبو القاسم بن فرتون وغيرهم. توفي بمالقة سنة تسع وسبعمئة.
12 - محرز المدني: محرز بن سلمة بن يزداد المكي المدني.
روى عن مالك ونافع بن عمر والدراوردي وابن أبي حازم والمغيرة بن عبد الرحمان وغيرهم؛ وروى عنه ابن ماجة وابن أبي عاصم ومطين وموسى بن إسحاق ومحمد بن إدريس وراق الحميدي وغيرهم.
قال ابن أبي عاصم:» مات سنة أربع وثلاثين ومئتين «.
وقال ابن حبان في الثقاة محرز بن سلمة البغدادي أصله من مكة.
قال المزي:» لم يذكره الخطيب في تاريخه: قلت الظاهر أنه تصحيف من ناسخ الثقاة وكأنها كانت العدني «. وقال محمد بن وضاح:» لقيته في سفرتي الثانية وقال لي: بهذه الحجة يتم لي ثمانون حجة «([29]).
13 - يحيى بن الإمام مالك بن أنس ([30]).
14 - فاطمة بنت الإمام مالك ([31]).
15 - إسحاق إبراهيم الحنيفي: أبو يعقوب المدني، نزيل طرسوس. روى عن كثيرين: عبد الله بن عمرو بن عوف والثوري ومالك وغيرهم. وروى عنه الحسن في الصباح البزار، وعلي بن ميمون الرقي ومحمد بن النضر بن ساور وغيرهم.
قال أبو حاتم:» رأيت أحمد بن صالح لا يرضاه «. وقال البخاري:» في حديثه نظر «. وقال النسائي:» ليس بثقة «.
وقد اختلف العلماء في سنة وفاته. قال مطين:» مات سنة 216 هـ «. وقال ابن حجر:» في "وفيات ابن قانع" سنة 217 هـ «([32]).
16 - عبد الله بن نافع: مولى بني مخزوم المعروف بالصائغ، كنيته أبو محمد.
روى عن مالك وتفقه به وبنظائره. كان صاحب رأي مالك ومفتي المدينة بعده. اختلف العلماء في تضعيفه وتثبيته. فقال البخاري:» تعرف حديثه وتنكر «. وقال ابن معين:» هو ثقة تثبت «. قال ابن غانم:» قلت لمالك: من لهذا الأمر بعدك؟ «.
قال ابن نافع:» وكان أصم أمّيّاً لا يكتب «. وقال:» صحبت مالكاً أربعين سنة ما كتبت منه شيئاً، وإنما كان حفظاً أتحفظه «. وهو الذي سمع منه سحنون وكبار أتباع أصحاب مالك والذي سماعه مقرون بسماع أشهب في "العتبية"، وهو الذي ذكره وروايته في "المدونة".
وقال أشهب:» ما حضرت لمالك مجلساً إلا وابن نافع حاضره، ولا سمعت إلا وقد سمع، لأنه كان لا يكتب فكان يكتب أشهب لنفسه وله «.
وجلس مجلس مالك بعد ابن كنانة، وكان أبوه صائغاً وله تفسير في "الموطإ". وراه عنه يحيى بن يحيى. توفي بالمدينة في رمضان سنة 186 هـ ([33]).
17 - سعد بن عبد الحميد الأنصاري: سعد بن عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الأنصاري أبو معاذ المدني. سكن بغداد. روى عن ابن أبي الزناد وفليح بن سليمان وعلي بن زياد اليمامي وغيرهم.
روى عنه إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين:» ليس به بأس «، وقد كتب عنه.
وقال ابن أبي خيثمة:» سألت أحمد وابن معين وأبي عنه، فقالوا: كان ها هنا في ربض الأنصار يدعي أنه سمع عرض كتب مالك «.
قال أحمد:» والناس ينكرون عليه ذلك «. وقال صالح جزرة:» لا بأس به «. وقال مرة:» هو أثبت من أبيه «. قيل إنه مات سنة 219 هـ ([34]).
الموضوع الأصلي: السراج المشرق في رواة كتاب الموطأ من المغرب والمشرق(132/332)
رواة الموطأ و تفاوتهم في التثبت
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[06 - 10 - 10, 06:57 م]ـ
رواة كتاب الموطأ وتفاوتهم في التثبت
الأستاذ محمد الصادق عبد اللطيف
منقول
1 - الإطار العام
عمد الإمام مالك رحمه الله إلى تأليف كتابه "الموطأ" ليجمع فيه ما صحّ عنده عن رسول الله وأقوال الصحابة والتابعين وما عليه أهل المدينة ويولع فيه ما أخذه من مروياته من الأحكام الشرعية، وتسميته "بالموطأ" أنه (صنفه ووطّأه للناس) ويقول الإمام مالك «عرضت كتابي هذا على سبعين فقيهاً من فقهاء المدينة وعلماءها كلهم واطأني عليه فسميته "الموطأ"».
لقد اختص الإمام مالك بشيوخ أجلاء أخذ عنهم وهم:
1 - ربيع الرأي بن عبد الرحمان: أخذ عنه الحديث (له في "الموطأ" اثني عشر حديثاً) وتلقى عنه فقه الرأي.
2 - أبو بكر بن عبد الله بن هرمز: أخذ عنه الفقه واختلاف الناس في الفتيا وطرق الرد على أهل الأهواء حيث نلاحظ أثره في علم الإمام مالك الاعتقاد ومنهجه الكلامي.
3 - ابن شهاب الزهري: روى عنه الحديث الشريف أسند إليه في "الموطأ" اثنين وثلاثين ومائتي حديث.
4 - نافع مولى عبد الله بن عمر: انتفع مالك بمنقولاته، روى له في "الموطأ" ثمانين حديثاً تعرف عند المحدثين (بالسلسلة الذهبية).
5 - جعفر الصادق: أخذ عنه مالك الحديث وأخرج له في "الموطأ" سبعة أحاديث.
لم يكن رواد "الموطأ" على مستوى واحد من الثقة والصدق والتثبت في رواية "الموطأ"، إنما وقع بينهم اختلاف وتباين وذلك يرجع إلى عوامل عدة من أهمها:
أ - طريقة الأخذ عن مالك وغيره.
ب - العامل التربوي العقلي.
ج - العامل الاجتماعي.
ه - العامل الزماني والمكاني اللذان يلعبان دوراً مهماً في تحديد هذه المكانة وتقييم الرواية وتمييزها.
لقد عمد السيوطي في كتابه "تزيين الممالك" بيّن في مراتب رواد "الموطأ" وتفاوت في التثبت.
وقبل عقد المقارنة نضبط الرواد حسب تواجدهم المكاني فنجد:
- من أهل المدينة 17.
- من أهل مكة 02.
- من أهل مصر 10.
- من أهل العراق 28.
- من أهل الشام 07.
- من أهل المغرب والأندلس 13.
- من أهل القيروان 02.
- من أهل تونس 04.
2 - أصحاب مالك وهم تلاميذه
أ - بإفريقية والأندلس
1 - أبو الحسن علي بن زياد التونسي: أخذ "الموطأ" مباشرة عن مالك وأدل من رواد بإفريقية في حياة الإمام بتونس.
2 - أسد بن فرات: سمع من مالك "الموطأ" ثم رحل العراق فأخذ عن أصحاب بن حنيفة الفقه الحنفي وأخذوا عنهم "الموطأ" ثم رجع للقيروان ومعه كتاب "الأسدية".
3 - سحنون التنوخي: تفقه بالقيروان أخذ عن أسد وغيره رحل إلى الحجاز وإلى مصر فتتلمذ عن علمائها.
4 - يحيى بن يحيى الليثي المعموري: عالم الأندلسيين وناشر مذهب مالك بها، روايته للموطأ" هي من أهم الروايات وأجدرها بالقبول.
ب - من مصر
1 - عبد الرحمان بن قاسم: مفتي اختص بمالك وانقطع له وعنه أخذ سحنون مسائل "المدونة".
2 - عبد الله بن وهب: أصاب منزلة رفيعة عند أستاذه الإمام حتى كان يلقبه (مفتي مصر).
3 - أشهب بن عبد العزيز: انتهت إليه رئاسة المدرسة المالكية بمصر بعد بن القاسم.
3 - المقارنة
قبل أن نبدأ في المقارنة يجدر بنا أن نقدم تعريفاً موجزاً لهذه الروايات الثلاث:
أ - التعريف المادي لرواية بن يحيى الليثي
يحتوي "الموطأ" برواية الليثي على واحد وستين كتاباً سمعها من الإمام مالك ما عدا ثلاثة أبواب من كتاب "الاعتكاف"، وكان سماعه "للموطأ" سنة 179 ه أي السنة التي توفي فيها مالك. وهذه الرواية تنطبق تماماً على "الموطأ" الذي استقر عليه مالك في آخر حياته ([1]).
ب - التعريف المادي لرواية القعنبي
يقول عبد الحفيظ منصور: «قطعة مفردة من مكتبة حسن حسني عبد الوهاب بدار الكتب الوطنية بتونس تشتمل على الأجزاء الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، وتضم الكتب التالية: كتاب "الطهارة" و"الصلاة" و"الصيام" و"الاعتكاف" و"الحج" وباب من كتاب "البيوع"» ([2]).
وقد قام بتقديم هذه الرواية وتحقيقها الأستاذ عبد الحفيظ منصور في 28 أبريل سنة 1972 وقامت بطباعتها ونشرها الدار التونسية للنشر ([3]).
ج - التعريف المادي لرواية علي بن زياد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/333)
إن المذهب المالكي وإن نشأ في المدينة المنورة على يد الإمام مالك فإنه لم يقتصر عليها بل تلقاه الرواة ومن أوائلهم: علي بن زياد التونسي الذي نشر هذا المذهب في تونس وعرّفه للناس حتى إن القاضي عياض في "المدارك" يقول ناقلاً عن ابن يونس، قال سعيد بن يونس: «هو - أي علي بن زياد - أول من أدخل "الموطأ" وجامع سفيان إلى المغرب وفسر لهم قول مالك ولم يكونوا يعرفونه».
ويرى الشيخ محمد الشاذلي النيفر أن "موطأ" ابن زياد هو أول تأليف إسلامي ثم أول تأليف وأول رواية "الموطأ" ظهرت على وجه الأرض.
ولكن هذا "الموطأ" الزيادي يا للأسف قد ضاع عبر مرور الزمن وأتلفه الدهر كما أتلف الكثير من التراث الإسلامي والآثار الدينية الهامة، ولم يبق من هذا "الموطأ" سوى قطعة احتفظت بها مكتبة القيروان وهي عتيقة جداً ومكتوبة بخط قيرواني عتيق من القرن الثالث الهجري وهي تعد من أثمن ما تحتفظ به مكتبة القيروان هذه.
وتحتوي هذه القطعة على خمسة عشر عنواناً وهي:
1 - الضحايا.
2 - الحقيقة.
3 - الذكاة.
4 - ذكاة الجنين.
5 - ما يندّمن الانسية.
6 - باب ذبح أهل الكتاب.
7 - طعام المجوس.
8 - الاستمتاع بجلود الميتة والسباع وشعرالخنزير.
9 - أكل المضطر الميتة.
10 - أكل السباع والطيور وغيرها.
11 - أكل الدواب والبغال والحمير.
12 - ما تموت فيه الفأرة.
13 - صيد البحر.
14 - الصيد.
15 - الذبائح.
ويقابلها أربعة كتب من "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي وهي:
— 23 كتاب الضحايا.
— 24 كتاب الذبائح.
— 25 كتاب الصيد.
— 26 كتاب الحقيقة.
وتحت الكتاب الثالث والعشرين ستة أبواب.
وتحت الكتاب الرابع والعشرين أربعة أبواب.
وتحت الكتاب الخامس والعشرين سبعة أبواب.
وتحت الكتاب السادس والعشرين بابان.
فهذه القطعة من "الموطأ" الزيادي تمثل جزءاً ضئيلاً من "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي إذ إنها تعد أربعة كتب من واحد وستين كتاباً يشتمل عليها "الموطأ" الليثي.
لكن نزارة هذه القطعة فإنها ثمينة لما يستنتجه منها الباحث من فائدة في إبراز الخطوات التي سار عليها الإمام مالك رضي الله عنه في "الموطأ" الذي التزمه بالرواية لتلاميذه المغاربة والمشارقة سنين عديدة فجاء نسخه متعددة على خلاف غيره من الكتب.
وهذه القطعة المتبقاة من "موطأ" ابن زياد مخطوطة إلى أن حققها الشيخ محمد الشاذلي النيفر مؤخراً في كتاب متوسط الحجم تحت عنوان "قطعة من موطأ ابن زياد التونسي".
مقارنة بين رواية الليثي وبين رواية القعنبي
لقد روى الليثي والقعنبي "الموطأ" عن الإمام مالك مباشرة، وهذا الاتفاق بين الليثي والقعنبي في الرواية عن مالك بدون واسطة ربما ييسر لنا المقارنة بين الروايتين. والمثال الذي اعتمدناه من الروايتين للمقارنة هو "كتاب وقوت الصلاة" وهو أول كتاب من القطعة المتبقاة من "الموطأ" برواية القعنبي وهو يستهله بقوله:
بسم الله الرحمان الرحيم
كتاب وقوت الصلاة
غير أننا نجد نقصاً في أول حديث بحيث يبدأ بـ «صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة»، قال عروة: وكذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه، قال عروة ولقد حدثتني عائشة رضي الله عنها زوج النبي كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر.
ونحن إذا ما عدنا إلى نسخة يحيى بن يحيى الليثي التي شرحها وعلّق عليها أحمد راتب عرموش أو النسخة التجارية الموجودة في مكتبة الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين تحت رقم 10797، نجد النقص الموجود في الحديث الأول من نسخة القعنبي غير موجود في نسخة الليثي، كما نجد إضافة لفظ "الأنصاري" لأبي مسعود.
كما نلاحظ أن النسخة التجارية من "موطأ" يحيى استهلت بـ «بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم، وقوت الصلاة».
أما النسخة التي علق عليها أحمد راتب عرموش: «إن هذا العنوان غير موجود في الأصل وقد أضفت لشمولة المراجعة والتصنيف». ومن هنا نفهم أن هذا الخلاف الجزئي لم يكن من الإمام مالك بل مرده إلى اجتهاد الراوين عنه والشارحين لروايته يزيدون أو ينقصون الأشياء، إما لزيادة التوضيح أو للتسهيل على الدارس بشرط أن لا يدخل هذا النقصان أو هذه الزيادة بالمعنى واللفظ المراد تبليغهما إلى الناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/334)
ثم إن نسخة الليثي ونسخة القعنبي تكاد تتفق في طريقة تبويب الكتب إلى أبواب فقهية تسهل للباحث البحث في المواضيع التي يريد درسها.
كذلك تتفق النسختان في عدد الأحاديث الواردة في كتاب "وقوت الصلاة". فقد بلغت اثنتا عشر حديثاً (باب وقوت الصلاة).
وهذه الأحاديث قد وقع فيها نقص أو زيادة بعض الألفاظ التي لا تأثير لها على المسائل الفقهية الحقيقية والمراد تبليغها. فعدد الأحاديث التي لم يقع فيها نقص ولا زيادة هي: اثنان. أما الأحاديث التي وقعت فيها الزيادة في نسخة القعنبي على نسخة الليثي فهي واحد. والأحاديث التي وقعت فيها زيادة في نسخة الليثي على نسخة العقنبي هي: سبعة.
كذلك هناك أحاديث طرأ فيها نقص في نسخة القعنبي على نسخة الليثي وعدد واحد، كما أن هناك حديث واحد وقع فيه تغيير كلمة بكلمة أخرى رغم اتفاقهما في المعنى.
هذا هو باختصار وجهة الاتفاق ووجهة الاختلاف ([4]) الذي حصل بين نسخة الليثي ونسخة القعنبي.
وكل ما يمكن أن نختم به هو الإشارة إلى كون روايتي الليثي والقعنبي متقاربتان في المنهج رغم ما طرأ بينهما من زيادة أو نقص - سبق أن أشرنا - إلى كونها لم تؤثر في فحوى الأحاديث.
وهذا التقارب والاتفاق بين النسختين يرجع إلى أن كلاًّ من القعنبي والليثي قد سمعا "الموطأ" من مالك مباشرة من ناحية، ثم إن سماعهما يكاد يكون في نفس الفترة الزمنية من ناحية أخرى، بحيث أن القعنبي توفي سنة 221 ه، أي بعد وفاة الإمام مالك رضي الله عنه بفترة طويلة وكان قد اطلع على ما استقر عليه الإمام مالك في "الموطأ". ويؤيد هذا الرأي الذي ذهبنا إليه قول أبي الحسن الميمون الذي يقول: «سمعت القعنبي يقول: اختلفت إلى مالك ثلاثين سنة ما من حديث في "الموطأ" إلا لو شئت قلت سمعته مراراً ولكن اقتصرت في قراءتي عليه لأن مالك كان يذهب إلى أنّ قراءة الرجل على العالم أثبت من قراءة العالم عليه» ([5]).
كذلك الليثي قد سنحت له الفرصة أن يأخذ "الموطأ" عن مالك في أخريات أيامه فكان بذلك ملماً بما استقر عليه مالك في المذهب إلا أن الفرق الوحيد الذي جعل العلماء يعتمدون رواية الليثي دون غيرها من الروايات بما فيها رواية القعنبي هو كمالها فهي مشتملة على كل كتب "الموطأ" في حين أن رواية القعنبي تنقصها كتب كثيرة هامة.
مقارنة بين رواية الليثي ورواية ابن زياد
لقد روى علي ابن زياد التونسي ويحيى بن يحيى الليثي "الموطأ" عن الإمام مالك مباشرة وهذا الاتفاق بين ابن زياد والليثي في الرواية عن مالك بدون واسطة، ربما ييسر لنا المقارنة بين روايتيهما، ويقول الشيخ محمد الشاذلي النيفر في هذا الشأن: «فلهذا ما ظفرنا به من "موطأ" ابن زياد يعطينا الصورة الأولى "للموطأ"، وبمقابلته على "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي ندرك كيف تطور تأليف هذا من حال إلى أخرى، والنسبة بينهما، وهذا الشيء له قيمته في التأليف المعدود أقدم تأليف في الحديث النبوي وصلنا بهذا الصورة المتواترة الحافظة لنا الشيء الكثير من حديث الرسول والآثار القوية» ([6]).
والمثال الذي اعتمدناه للمقارنة بين الروايتين هو "كتاب الضحايا".
1. أول كتاب من القطعة المتبقاة من "موطأ" ابن زياد ويستهله صاحبه بقوله:
بسم الله الرحمان الرحيم
الضحايا
حدثنا علي بن زياد ... (الحديث الأول)
وإذا عدنا إلى نسخة يحيى بن يحيى الليثي المشهورة نجده يعنون بقوله:
كتاب الضحايا
بسم الله الرحمان الرحيم
كما جاء في النسخ الصحيحة المطبوعة في تونس ([7])، وتختلف هذه النسخة عن نسخة ابن زياد في إضافة لفظة كتاب إلى الضحايا وفي إيراد البسملة بعد عنوان "كتاب الضحايا". أما النسخة المعتمدة في شرح "الموطأ" للباجي ([8])، من رواية يحيى بن يحيى الليثي فإنها تخالف النسخة التي طبعت في تونس وتتفق مع نسخة ابن زياد في تقديم البسملة على العنوان.
وهذا الاختلاف الجزئي لا يرد إلى الإمام مالك بل يرد إلى اجتهاد الراوين عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/335)
2. إن المتأمل في نسخة ابن زياد يجدها خالية من الكثير من الأبواب التي وردت في نسخة الليثي وهذا يعود إلى العامل الزمني أي أن الإمام بعد التفصيل بالكتب (الضحايا - الحقيقة - الذكاة ... ) في المدة التي أخذ عنه فيها ابن زياد زاد تفصيلاً بالأبواب في مدة لاحقة لكي ييسر على الباحث حيث يرى المواضيع مفصلة. وهنا يظهر تطور تأليف الإمام مالك من حال إلى أحسن منها. ففي فترة ما قبل 170 ه التي أخذ عنه ابن زياد، كان مالك رضي الله عنه يقتصر على الكتب ثم تطور أسلوبه فيما بعد إلى أن بلغه الليثي قبل وفاته بقليل فوجده يعنون بالكتب والأبواب معاً، وفي ذلك تطور ملحوظ ومفيد للدارس. وعبارة القاضي عياض في المدارك تؤكد ما ذهبنا إليه من كون الليثي لقي مالك في أواخر حياته إذ يقول: «وكان لقاؤه لمالك سنة تسع وسبعين السنة التي مات فيها مالك» ([9]).
إن المتضح من الفروق التي ذكرناها بين نسخة ابن زياد ونسخة الليثي هو أن هذه الأخيرة تمتاز عن الأولى بالتبويب الذي يدلنا على فقه الحديث من العنوان. وهذه الطريقة في نسخة يحيى من جعل فقه المسألة في العنوان هي التي تبرز قيمة الربط بين نصوص المذهب المالكي قديمها وحديثها.
فالفقه المالكي كما يذكر الشيخ محمد الشاذلي النيفر: «من لدنّ الإمام إلى ما بعد عصره يقرون كما يتغير وجهه وإنما قصارى ما وقع إثراؤه وجمعه بصورة تلم ما وزع في أمهات بتبسط وذلك بالنظر إلى ما استنبطه الإمام من الكتاب الكريم والسنة النبوية وكذلك ما ضمه تلاميذه السائرون على خطاه فكان عمل المتأخرين هو لَمّ المتفرق والتنسيق بين مسائله». إلا أن ما بينهما من هذه القولة هو عبارة «لم يتغير وجهة - أي الفقه المالكي - وإنما قصارى ما وقع هو إثراؤه وجمعه بصورة تلمّ ما وزع في الأمهات بتبسط». فابن زياد في "موطئه" يذكر الأمهات يقول مثلاً: «الضحايا ويستغني حتى عن كلمة كتاب، وللبحث أن يجهد نفسه ويطلع على الأحاديث ويستنتج فقهها ويلمّ ما وزع منها في الموضوع الواحد».
أما في نسخة يحيى فإن الباحث يسهل عليه البحث لأن يحيى لما وزع في الأمهات وإن كان في الحقيقة ليس هو الذي لَمّه بل الإمام مالك نفسه - كما أشرنا من قبل - كما أن الطريقة التي نراها في نسخة يحيى بن يحيى الليثي من جعل فقه المسألة في العنوان هي التي توسع فيها البخاري في "جامعه الصحيح"، فجعل هذا التوضيح يظهر أن "موطأ" ابن زياد من الخطوات الأولى للإمام مالك في تدريس "الموطأ". في "الضحايا" مثلاً يدرج ابن زياد أحاديثاً وآثار مختلفة المسائل تحت عنوان كبير "الضحايا" بدون تفصيل، وهذه القطعة الغير المفصلة في نسخة ابن زياد نجدها مفصلة إلى الأبواب الآتية في نسخة يحيى:
? باب ما ينهى عنه من الضحايا.
? باب ما يستحب من الضحايا.
? باب النهي عن ذبح الضحية قبل انصراف الإمام.
? باب ادخار لحوم الأضاحي.
? المشاركة في الضحية وعن كم تذبح البقرة والبدنة.
3. ثم إننا إذا ما تفحصنا "كتاب الضحايا" في رواية ابن زياد ورواية يحيى بن يحيى الليثي نجد أن عدد الأحاديث والآثار في الرواية الأولى بلغ الثلاثة والثلاثين بينما في رواية يحيى تقلص العدد إلى ثلاثة عشر، ونتساءل ما السبب في هذا التقليص وهل يرجع إلى الإمام مالك نفسه أم هو من اجتهاد الرواة؟ والإجابة على هذا السؤال تقتضي هنا أن نعود فنتبين سنة الإمام مالك رضي الله عنه في التأليف أي أنه رضي الله عنه كان بعيد النظر في "موطئه" طيلة حياته فيضيف ما يراه صالحاً ويزيل ما لا يرى فائدة فيه بدون الإخلال بالغاية التي من أجلها ألّف "الموطأ"، وسنورد مثلاً لذلك - إن شاء الله - وهذه الطريقة التي توخاها الإمام مالك في الانتقاء المستمر جعلت الروايات تختلف لأن الرواة لم يأخذوا عن مالك في زمن واحد، ويبرز الشيخ محمد الشاذلي النيفر هذا بالإشارة إلى ما قاله الحافظ صلاح الدين العلائي ([10]) في "الدرر الكامنة": «روى "الموطأ" عن مالك جماعات كثيرة وبين رواياتهم اختلاف من تقديم وتأخير وزيادة ونقصان. وأكبرها رواية القعنبي، ومن أكبرها وأكثرها زيادات رواية أبي مصعب، فقد قال ابن حزم في "موطأ" أبي مصعب زيادة على سائر الموطآت نحو مائة حديث» ([11]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/336)
كما قال القطّان: «كل علم الناس في زيادة وعلم مالك في نقصان، لو عاش مالك لأسقط علمه كله، يحني تحرّياً».
لكن الشيخ محمد الشاذلي النيفر نفى أن يكون هذا متصلاً باختلاف الموطآت لأن قصارى ما كان من اختلاف بين الموطآت هو أن بينهما اختلافاً في التقديم والتأخير والزيادة والنقص أما بعضها يزيد على البعض بأضعاف مضاعفة، فذلك مما غيرها وهنا يمكن إدراج المثال الذي وعدنا بإدراجه سابقاً - لعله يوضح لنا ما ذهب إليه الشيخ محمد الشاذلي النيفر، وهذا ما أراه بدوري، أي أن النقص ليس في الأحاديث وإنما في الآثار كما في هذا المثال: تذكر نسخة ابن زياد بعد الحديث المصدر في "كتاب الضحايا"، الأثر الذي رواه مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول: «في الضحايا والبدن والثني، فما فوقه وهذه الرواية عن ابن عمر لا تجد لها ذكراً في "موطأ" الليثي». ثم جاء في "موطأ" ابن زياد أثر ثان عن ابن عمر وهو: «وحدثنا عن مالك عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقول: اتق من الضحايا والبدن التي لم تسنّ والتي نقص من خلقها». ومثل هذه الرواية ورد في "موطأ" يحيى ونصها: «وحدثني عن مالك عن نافع عن عبد الله ابن عمر: كان يتقي من الضحايا والبدن التي لم تسنّ والتي نقص من خلقها». قال مالك: «وهذا أحبّ ما سمعت إلي». وتتبع هذا الأثر زيادة لم تذكر في نسخة ابن زياد وهي قول مالك: «وهذا أحبّ ما سمعت إلي».
ويقول الشيخ محمد الشاذلي النيفر: «وإنما لم يذكر مالك حين إسماعه ليحيى أثر الأول المروي عن ابن عمر لأن الأثر الثاني فيه ما في الأول وزيادة وذلك لأن فيه اشتراط السنّ في الضحايا والهدايا مع اشتراط عدم النقص فيها لأن قوله: "لم تسنّ"، يفيد أنه بلغت سناً مخصوصة».
4. من هذا المثال السابق يتضح لنا كذلك أن نسخة الليثي فيها جمالاً توضحه نسخة بن زياد يذكرها فيما يستحب من الضحايا نقلين عن ابن عمر لأن انتقاء التي لم تسنّ الذي ورد في النقل الثاني الذي اقتصر عليه يحيى يفيد أنها كبرت لكن لا يحدد السن بخلاف اشتراط الثني في الضحايا والبدن الذي ورد في النقل الأول عن ابن عمر في نسخة ابن زياد، يفيد السن المطلوبة في كل منها لأن الثني من الإبل: ما له خمس سنين وطعن في السادسة، ومن البقر: ما له ثلاث سنين وطعن في الرابعة، ومن الغنم: ما له سنة وطعن في الثانية، وهذا ما لاحظه الشيخ محمد الشاذلي النيفر ([12]). إذ يؤكد على تطور تأليف "الموطأ" من حالته التحليلية إلى ما هو عليه من إجمال في نسخة يحيى بقوله: «وهذا يدلنا على أن الإمام التزم "الموطأ" في روايته ولكنه لم يكن في كل الروايات يلتزم طريقة واحدة، بل كان ينقع ويهذب». والتنقيع يقتضي الإجمال، ومن هنا نستنتج أن الموطأ لم تقتصر على ما هو موجود في رواياتها الأخيرة لأن نسخة يحيى مثلاً وهو الذي أخذ عن مالك سنة وفاته لا تشتمل إلا على قواعد التي استقر عليها الإمام في تأليفه هذا الكتاب وهي كما ذكرها المحقق "موطأ" ابن زياد:
أولاً: إنه بنى كتابه على أحاديث رسول الله فإنه اعتمد أقوى ما ثبت من الصحيح. فبذلك كان كتابه الأساس الأول للأحاديث الصحيحة.
ثانياً: اعتماده على القضايا العمرية لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد طالت مدته في الخلافة وأمكن للنقلة أن ينقلوا قضاياه، ثم إن هذه القضايا قد تلقاها الصحابة بالإجماع فهي من الأمر المجمع عليه من أصحاب النبي فهي الحرية بالاعتماد. وما أخذ المسلمون بالقضايا العمرية التي اعتمدها مالك إلا لأنهم علموا علم اليقين أن عمر ابن الخطاب موفق في ذلك لتحريه البالغ وسداد رأيه.
ثالثاً: ارتكاز "الموطأ" على ما رواه ابن عمر وما اختاره وعمل به. ونجد ذلك في "الموطأ" واضحاً جلياً لأن ابن عمر كان من أشد الناس تمسكاً بما ثبت عن النبي مع اعتنائه بتتبع النبي حتى يقتدى به في كل أعماله. وهذا ما قاله ابن شهاب كما رواه عنه مالك ونصه: «لا تعدلنّ عن رأي ابن عمر فإنه قام بعد رسول الله ستين سنة فلم يخف عليه شيء من أمر رسول الله وأصحابه».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/337)
رابعاً: اعتماده على تابعي المدينة فإنها العاصمة الإسلامية التي استقرت بها آثار رسول الله وتلقاها الجمّ الغفير عن مثلهم، فقد تلقى التابعون وهم وفرة عن الكثير من أصحاب رسول الله وهذه الارتكازات هي التي نراها ماثلة في "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي وأظن أن المثال الذي أوردناه عن العنصر الثالث من المقارنة وألمحنا إليها في هذا العنصر من كون يحيى بن يحيى الليثي جمع في نقل واحد لابن عمر ما أورده ابن زياد في نقلين يؤكد ما ذهب إليه الشيخ محمد الشاذلي النيفر وغيره من العلماء القدامى والمحدثين من أن الصورة الأخيرة "للموطأ" لا تشتمل إلا على القواعد.
أما "موطأ" ابن زياد فقد ذكرنا من قبل أنه يحتوي في "كتاب الضحايا" وحتى في غيره من الكتب أحاديثاً وآثاراً، ويزيد على "موطأ" الليثي بالأجوبة عن المسائل التي سئل عنها مالك. ومن هنا نستنتج أن "موطأ" ابن زياد ذا طابع خاص نقل فيها آراء ابن مالك تمثل مذهبه واجتهاده، بينما "موطأ" يحيى وإن احتوت على بعض آراء مالك فإن هذه الآراء لا تتعدى حد الاختيار للآثار وتقديم بعضها على بعض ولنا في "باب ما ينهى عنه من الضحايا" من "كتاب الضحايا" من "موطأ" يحيى مثال على ذلك: «عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يتقي من الضحايا والبدن التي لم تسن والتي نقص من خلقها». بعد هذه الرواية يذكر قولة مالك: «قال مالك وهذا أحب ما سمعت إليّ». فهذا الرأي ليس من باب الاجتهاد بل هو ما استقر عليه مالك وما اختار من الخلاف كما ذكر الشيخ محمد الشاذلي النيفر.
5. ولزيادة الربط بين نصوص المذهب المالكي قديمها ويمثلها "موطأ" ابن زياد وحديثها ويمثلها "موطأ" الليثي فإننا سنذكر أمثلة لأحاديث اختلفا في روايتها من حيث اللفظ.
أمثلة من الأحاديث المتفقة في الروايتين
أ - الأثر الخامس في "موطأ" ابن زياد من "كتاب الضحايا" حدثنا عن نافع «أن ابن عمر لم يكن يضحي عمّا في بطن امرأته».
جاء هذا الحديث في "موطأ" يحيى بنفس الألفاظ تحت عنوان "الضحية عما في بطن المرأة وذكر أيام الأضحى" ([13]).
ب - الحديث التاسع من "موطأ" ابن زياد: «عن مالك عن أبي الزبير المكي عن جابر بن عبد الله أنه قال: نحرنا مع رسول الله عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة». ورد هذا الحديث في "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي كما هنا تحت باب "الشركة وعن كم تذبح البقرة والبدنة" ([14]).
ج - الحديث الثاني عشر من "موطأ" ابن زياد: عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم: أن عويمر بن الأشقر ذبح ضحيته قبل أن يغدو يوم الضحى وأنه ذكر ذلك لرسول الله فأمره أن يعود بضحية أخرى. أتى هذا الحديث في "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي تحت عنوان "النهي عن ذبح الضحية قبل انصراف الإمام" ([15]).
أمثلة من الأحاديث التي اختلف الكثير من ألفاظها في الروايتين
1. الحديث الخامس عشر من "موطأ" ابن زياد: «عن مالك عن عبد الله ابن أبي بكر بن عبد الله أنه قال: نهى رسول عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث. قال عبد الله ابن أبي بكر: فذكرت ذلك لعمرة ابنة عبد الرحمان فقالت: صدق سمعت عائشة زوج رسول الله تقول: دفّ ([16]) من أهل البادية حضر الأضحى في زمان رسول الله فقال رسول الله: ادخروا الثلاث وتصدقوا بما بقي. قالت: فلما كان بعد ذلك قيل: يا رسول الله لقد كان الناس ينتفعون بضحاياهم ويجملون منه الودك ([17]) ويتخذون منها الاسقية، فقال رسول الله: وما ذاك أو كما قال، قالوا: يا رسول الله نهيت عن إمساك لحوم الضحايا بعد ثلاث، فقال رسول الله: إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفّت عليكم فكلوا وتصدقوا وأخروا». جاء هذا الحديث في "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي تحت عنوان "ادخار لحوم الأضاحي" ([18]).
وهناك اختلاف بين النصين: نشير أولاً إلى ما جاء في "الموطأ" الزيادي ثم إلى ما جاء في "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي:
"موطأ" ابن زياد
"موطأ" يحيى بن يحيى الليثي
بعد ثلاث
بعد ثلاثة أيام
ابنة عبد الرحمان
بنت عبد الرحمان
يا رسول الله
لرسول الله
وما ذاك
وما ذلك
نهيت عن إمساك لحوم الضحايا
نهيت عن لحوم الضحايا
كما توجد زيادة في "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي وهي: يعني بالدافة قوماً مساكين قدموا المدينة. ونص الحديث كما ورد في "الموطأ" رواية الليثي هو كالآتي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/338)
«عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن واقد بن عبد الله أنه قال: نهي رسول الله عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاثة أيام. قال عبد الله بن أبي بكر: فذكرت لعمرة بنت عبد الرحمان، فقالت: صدق، سمعت عائشة زوج رسول الله تقول: دفّ من أهل البادية حضر الأضحى في زمان رسول الله فقال رسول الله: ادخروا لثلاث وتصدقوا بما بقي. قالت: فلما كان بعد ذلك قيل: لرسول الله لقد كان الناس ينتفعون بضحاياهم ويجملون منها الودك ويتخذون منها الأسقية، فقال رسول الله: وما ذلك أو كما قال، قالوا: نهيت عن لحوم الضحايا بعد ثلاث، فقال رسول الله: إنما نهيتكم من أجل الدافة ([19]) التي دفّت عليكم فكلوا وتصدقوا وأخروا».
2. الحديث السادس عشر من "كتاب الضحايا" في "موطأ" ابن زياد: «عن مالك بن أبي عبد الرحمان عن أبي سعيد الخدري أنه قدم من سفر فقرب إليه أهله لحماً فقال: انظروا أن يكون هذا من لحوم الضحايا فقالوا: هو منها فقال أبو سعيد: ألم يكن رسول الله نهى عنها: قالوا: إنه قد كان من رسول الله عليه السلام وفيها بعدك أمر، فخرج أبو سعيد فسأل عن ذلك فأخبر أن رسول الله قال: نهيتكم عن لحوم الضحايا بعد ثلاث فكلوا وادخروا، أو نهيتكم عن الانتباذ فانتبذوا وكل مسكر حرام ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا مُجْرا يعني سوءاً.
ورد هذا الحديث من "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي تحت عنوان "ادخار لحوم الأضاحي" ([20]). لكن بعض الاختلاف نشير إليه:
"موطأ" ابن زياد
"موطأ" يحيى بن يحيى الليثي
فقرّب
فقدم
من لحوم الضحايا
من لحوم الأضاحي
فيها بعدك
بعدك
نهيتكم عن لحوم الضحايا
نهيتكم عن لحوم الأضحى
فكلوا وادخروا
فكلوا وتصدقوا وادخروا
يعني سوءاً
يعني لا تقولوا سوءاً
وهذا نص الحديث كما جاء في "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي:
«عن مالك عن ربيعة عن أبي عبد الرحمان عن أبي سعيد الخدري أنه قدم من سفر فقدم إليه أهله لحماً فقال: انظروا أن يكون هذا من لحوم الأضحى فقالوا: هو منها فقال أبو سعيد: ألم يكن رسول الله نهى عنها: فقالوا: إنه قد كان من رسول الله عليه السلام بعد أمر، فخرج أبو سعيد فسأل عن ذلك فأخبر أن رسول الله قال: نهيتكم عن لحوم الأضحى بعد ثلاث فكلوا وتصدقوا وادخروا، ونهيتكم عن الانتباذ فانتبذوا وكل مسكر حرام ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا مُجْرا يعني لا تقولوا سوءاً».
خاتمة
بعد هذه المقارنة الموجزة بين "كتاب الضحايا" من "موطأ" ابن زياد وبين نفس الكتاب من "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي يمكن استنتاج قيمة الربط بين نصوص المذهب المالكي القديمة والحديثة والغرض الذي من أجله تقارن الروايات بعضها ببعض وأول غرض يتمثل في إبراز مدى استقرار الفقه المالكي حتى أنه رغم مرور القرون الموالية عليه لم يفقد خصائصه ومبادئه التي وضعها الإمام مالك له.
وحتى وإن قال البعض إن فقه مالك قد تغير فإن هذا فيه نظر لأن الفقه المالكي من لدنّ الإمام حتى القرن الثاني عشر لم يقع فيه تغيير وبعد هذا القرن ضعفت العناية بالفقه وانعدم التأليف الفقهي.
إذن ففقه مالك لم يتغير لكن وقع إثراؤه وجمعه كما يذكر الشيخ محمد الشاذلي النيفر: «إنما قصارى ما وقع هو إثراؤه وجمعه بصورة تلمّ ما وزع في الأمهات بتبسط. وذلك بالنظر إلى ما استنبطه الإمام من الكتاب الكريم والسنة النبوية، وكذلك ما ضمنه تلاميذه السائرون على خطاه فكان عمل المتأخرين هو لَمّ المتفرق والتنسيق بين مسائله».
والغرض الثاني هو تتبع تدرج المسائل الفقهية من الكتاب الكريم والسنة النبوية باستنباط مالك رضي الله عنه إلى هذه القرون المتوالية مع الاهتمام بطريقة كل راو في روايته.
وهكذا يتجلى لنا أن رواية ابن زياد هي مرحلة أولى من مراحل "الموطأ" التي مر بها مالك مرحلة الجمع والتأليف بين هذه الآثار من القرآن والسنة وأعمال الصحابة وأهل المدينة وغيرها.
ورواية القعنبي ورواية الليثي هما المرحلة الثانية التي بلغها مالك وانتهى إليها بعد التنقيح والتنسيق بين هذه المسائل الفقهية وبعد إثرائها باستنباطاته واجتهاده الخاص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(132/339)
لكن اشتراك روايتي القعنبي والليثي في المرحلة الثانية لا يدل على كونهما في نفس المكانة ولهما نفس القيمة، ذلك لأن رواية الليثي أكثر اكتمالاً من رواية القعنبي التي ينقصها عدد لا بأس به من الكتب التي تبرز الخطوات بل الأسس والقواعد الهامة التي يرتكز عليهاالمذهب المالكي.
فرواية الليثي تحتل المرتبة الأولى، بينما رواية القعنبي يمكن إدراجها في المرتبة الثانية ورواية ابن زياد في المرتبة الثالثة. وهذا الترتيب ليس فيه انتقاص من شأن أي رواية إذ نحن نقرّ بأهميتها وقيمتها العلمية والتاريخية بل هدف هذا الترتيب هو تحديد المسار الذي سلكه المذهب المالكي من أول رواية "للموطأ" إلى آخر رواية له.
المراجع
الاجتهاد والتجديد في الإسلام، مجموعة من الأساتذة، تونس، الطبعة الأولى.
تجويد التمهيد لما في موطأ من المعاني والأسانيد، لابن عبد البر.
تنوير الحوالك، شرح على موطأ مالك، للسيوطي.
حوالك الإمام مالك، محمد بن محمد المعروف بالحاكم الكبير، تحقيق وتقديم الشيخ محمد الشاذلي النيفر، 1986.
طبقات علماء إفريقية وتونس، أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم القيرواني.
قطعة من موطأ ابن زياد تقديم وتحقيق الشيخ محمد الشاذلي النيفر (خمس طبعات 1978 إلى 1984).
موطأ ابن زياد، الأمهات (دراسة) الشيخ محمد الشاذلي النيفر، (النشرة الزيتونية، 1377 ه).
موطأ الإمام مالك رواية يحيى بن يحيى الليثي، نسخة تجارية.
الموطأ، رواية عبد الله بن مسلمة القعنبي، تقديم وتحقيق عبد الحفيظ منصور.
الموطأ، رواية يحيى بن يحيى الليثي، شرح وتعليق أحمد راتب مرموش.
([1]) موطأ الإمام مالك، رواية يحيى بن يحيى الليثي، شرح وتعليق أحمد راتب عرموش، الطبعة الأولى، بيروت، المقدمة، ص. 7.
([2]) الموطأ، برواية عبد الله بن مسلمة القعني، تقديم وتحقيق عبد الحفيظ منصور.
([3]) المصدر نفسه.
([4]) الاختلاف هنا ليس اختلاف تضادّ بل اختلاف تنوّع.
([5]) جلال الدين السيوطي، تزيين الممالك.
([6]) "موطأ" بن زياد، تقديم وتحقيق محمد الشاذلي النيفر.
([7]) الموطأ، طبع بتونس، ص. 178.
([8]) الباجي بن الوليد بن خلف توفي سنة 494 ه.
([9]) "موطأ" ابن زياد، تقديم وتحقيق الشيخ محمد الشاذلي النيفر، ص. 82.
([10]) صلاح الدين العلائي هو الخليل بن كينليدي بن عبد الله الدمشقي القدسي توفي سنة 761 ه. (الدرر الكامنة، ج 2، ص. 50).
([11]) نقله السيوطي في "تنوير الحوالك"، ج 1، ص. 7.
([12]) "موطأ" ابن زياد، تقديم وتحقيق محمد الشاذلي النيفر.
([13]) "موطأ" يحيى الليثي، ج 2، ص. 437، النسخة التجارية.
([14]) "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي، ج 2، ص. 186.
([15]) المصدر نفسه، ج 2، ص. 483.
([16]) دفّ: أتوا يسيرون سيراً بطيئاً.
([17]) الودك: الشحم المذاب.
([18]) "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي، ج 2، ص. 484.
([19]) الدافّة: القوم المساكين قدموا المدينة.
([20]) "موطأ" يحيى بن يحيى الليثي، ج 2، ص. 485.(132/340)
الأمه السياسيه والفرد السياسي [مقارنه بين العصر الجاهلي وعصرنا]
ـ[سعود]ــــــــ[06 - 10 - 10, 08:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ,
في بالي أن أكتب عن هذا الموضوع المهم الذي أسعى من خلاله إلى الوحده في جميع الأمور , وفيه مقارنه بين العصر الجاهلي وعصرنا هذا , ولعل ماسوف أتطرق إليه هنا هو السياسه بنوعيها , الفرديه والجماعيه.
السياسه: بالإجمال مشتقه من الأساس , أي: أساس الشي.
إن المتأمل في التاريخ , وفي تاريخ الحضاره الإسلاميه وكيفية نشأتها , يجد أنها بدأت في زمن يسوده التفكك , والعمل الفردي , فكل إنسان يعمل لمصلحته , لا لمصلحه الغير , فهو منتج لنفسه لا لغيره ,
فتجد العرب متفرقون في دويلات وتحالفات وقبائل , فهناك الغساسنه في شق , وعملهم فردي يختص بمصلحتهم هم , وتجد دوله المناذره , ودوله كنده , تجد القبائل العربيه جميعا تعمل هذا العمل , لم يكن هناك رابط يجمعهم , ولا مصالح تجعلهم منتجين في مجتمعاتهم , لذلك كانت الحضاره العربيه في القدم من أضعف الحضارات وكانوا يعيشون على غيرهم , فالغساسنه موالون للدوله الرومانيه وكذا المناذره فهم موالون للدوله الفارسيه وكذا كنده فهم موالون لدوله سبأ.
ولم تكن تجمعهم أي وحده , سواء وحده عقديه , أو غيرها من المصالح المشتركه.
حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائدهم ورأس السياسه في زمانه , فوحد العقيده , وجعل بينهم مصالح مشتركه يعيشون من أجلها ويسعون لنصرتها , فتحول العمل الفردي إلى جماعي , وصار الفرد يعمل لأجل دولته ودينه أولا , بإختصار نمت الحضاره الإسلاميه على هذا المنوال , وصار الشخص ينتج لغيره ويعمل وفق مصالح مشتركه بعيد عن الأنانيه والأعمال الفرديه , فكثر التطوع في الأعمال , حتى صارت الدوله الإسلاميه أساس العلم ومنبعه.
وفي زماننا هذا , وخصوصا عندنا نحن المسلمون العرب , ما أشبه حالنا هذا بحالنا في السابق أيام العصر الجاهلي , فكل شخص منا يعمل لنفسه فقط , حتى وإن كانت الهويه واحده , فلم تعد هناك أي وحده تربطنا إلا وحده إسميه فقط لا أكثر ولا أقل.
لابد للفرد أن يكون سياسي ويحمل هم السياسه , ويرعاها , ويعمل لأجلها , وسياستنا الأولى بلا شك هي حمايه الدين ثم الوطن.
أصبحنا أحزابا متفرقين , لا نبالي بوحدتنا , ولا نرعى مصالحنا المشتركه مما أدى إلى ضعف الأمه وضعف البلاد والعباد , لكي نستعيد حضارتنا وعلمنا لابد لنا أن نعمل على الوحده , والعمل للغير لا للنفس فقط ,
إذا أصبح الفرد سياسيا محنكا أصبح المجتمع قويا , لا تفككه السياسات الأخرى.
فالسياسي هو الشخص الذي يشارك في التأثير على الجمهور من خلال التأثير على صنع القرار السياسي أو الشخص الذي يؤثر على الطريقة التي تحكم المجتمع من خلال فهم السلطة السياسية وديناميات الجماعة
هذا كل ما أردت أن أقوله بإختصار , وأسأل الله لنا التوفيق ,(132/341)