هل يصح ان يقال الديانات السماوية؟
ـ[أم ديالى]ــــــــ[13 - 08 - 10, 03:25 م]ـ
اخواني الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح ان يقال الديانات السماوية الثلاث " اليهودية والنصرانية والاسلام "؟؟
اليس جميع الانبياء دينهم الاسلام؟ " إن الدين عند الله الاسلام " .. فكيف يقال ان اليهودية أو النصرانية دين سماوي؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[13 - 08 - 10, 03:28 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9649
ـ[أم ديالى]ــــــــ[13 - 08 - 10, 03:33 م]ـ
اذاً هي عبارة منكرة جزاكم الله خيرا على الافادة
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[13 - 08 - 10, 04:09 م]ـ
بل حسب فهمي هذا لايصح ان يقال الديانات السماوية الثلاث، بل الدين السماوي فقط الإسلام بعد بعثة النبي صلي الله عليه وسلم إلي يوم القيامة، وهذا صحيح بأن جميع الانبياء دينهم الاسلام، ولكن حرفت اديانهم ونسخت بعد بعثة النبي صلي عليه وسلم .... والصحيح بأن نقول كما قال القرآن الكريم ... اهل الكتاب ..
والله أعلم بالصواب
ونرجو من الإخوان التعليق هل أصبت أم اخطأت
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[13 - 08 - 10, 05:07 م]ـ
للشيخ أحمد شاكر رحمه الله بحث دقيق لهذه المسالة في آخر كتابه أباطيل وأسمار
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[13 - 08 - 10, 06:32 م]ـ
للشيخ أحمد شاكر رحمه الله بحث دقيق لهذه المسالة في آخر كتابه أباطيل وأسمار
عفوا ... الصواب محمود شاكر
ـ[أم ديالى]ــــــــ[13 - 08 - 10, 09:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 08 - 10, 02:00 ص]ـ
من فتاوب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
السؤال: هذه رسالة وردتنا من صلاح عبد الرحمن آل عبد الله من الرياض يقول كلمة الأديان السماوية هل يجوز إطلاق هذه الكلمة علماً أننا إذا أطلقناها فقد أقررنا بأن هناك أديان أرضية وهل تدخل هذه الكلمة في باب البدع لأنها لم تؤثر عن المصطفى عليه السلام؟
الجواب
الشيخ: نعم نقول الأديان السماوية لأن هناك أديان أرضية لأن الدين مادام به العبد ربه سواء كان من شريعة الله سبحانه وتعالى أم من شرائع البشر ومن المعلوم أن هناك أناس يدينون بغير دين شرعي يعتقدون ديانة أن يسجدوا للبقر وأن يسجدوا للصنم وغير ذلك والله تعالى لم يشرع هذا في أي كتاب كان ولا على لسان أي رسول كان وعلى هذا فهذه الديانة التي يدينون بها ليست من شريعة الله فليست سماوية وأما الأديان السماوية فهي التي شرعها الله عز وجل لأنها نزلت من السماء إلا أنه يجب أن يعلم السائل وغيره أن جميع الأديان السماوية منسوخة بالدين الإسلامي وأنها الآن ليست مما يدان به لله عز وجل لأن الذي شرعها ووضعها ديناً هو الذي نسخها بدين محمد صلى الله عليه وسلم وكما أن النصارى مقرون بأن دين المسيح قد نسخ شيئاً كثيراً من دين موسى عليه الصلاة والسلام وأنه يجب على أتباع موسى عليه الصلاة والسلام أن يتبعوا عيسى فإننا كذلك أيضاً نقول إن الإسلام ملزم للنصارى أن يدينوا به ولجميع الأمم أن يدينوا بالإسلام لأن العبرة للمتأخر فالمتأخر من شريعة الله وقد قال الله تعالى عن عيسى إنه قال لقومه (يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد) وهذه البشارة من عيسى عليه الصلاة والسلام لمحمد صلى الله عليه وسلم تدل على أنه يجب على بني إسرائيل من النصارى واليهود وغيرهم أن يتبعوه إذ أنه لو لم تكن الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لهم لم يكن لبشراهم بها فائدة فلولا أنهم ينتفعون من هذه الرسالة بإتباعها ما كان لهم فيها فائدة إطلاقاً والمهم أنني أقول يجب أن يعلم السائل وغيره أننا وإن عَبَّرنا بالأديان السماوية فليس معنى ذلك أننا نقر بأنها باقية بل نقول إنها منسوخة بدين واحد فقط هو دين الإسلام وأن الدين القائم الذي يرضى الله تعالى أن يدين به العباد له إنما هو دين الإسلام وحده فقط قال الله تعالى (ورضيت لكم الإسلام دينا) وقال تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) والله الموفق.
---
على هذه يجوز لنا أن نقول الأديان السماوية ??
الجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/356)
الشيخ: يجوز لنا أن نقول الأديان السماوية ولكن ليس على أنها الآن ثابتة إطلاق هذه الكلمة يجوز لكن إذا كان يفهم منها أن هذه الأديان باقية وأنها مرضية عند الله فإنه لا يجوز إطلاقها إلا مقرونة ببيان الحال بأن يقال معنى أنها سماوية يعني أنها مما أنزله الله تعالى على الرسل لكنه نسخ ماعدا الإسلام بالإسلام.
نور على الدرب
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_720.shtml
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 08 - 10, 02:05 ص]ـ
قال الشيخ الفاضل / أبوخالد السلمي وفقه الله هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=294569&postcount=3) :
الذي أراه أن هذا المصطلح لا حرج فيه، وذلك لأن الأصل في الألفاظ التي يعبر بها الناس عن المعاني الإباحة، فإذا كان اللفظ ليس منهيا عنه، وأراد به المتكلم معنى صحيحا، فمن التشدد في غير محله حظره بلا برهان، وجمع دين على (أديان) واستعمال هذا الجمع لا حرج فيه، لوروده في الأحاديث الآتية:
1 تصدقوا على أهل الأديان ذكر له شاهداً الألباني السلسلة الصحيحة 2766
2 أحب الأديان إلى الله تعالى الحنيفية السمحة حسن الألباني صحيح الجامع 160
4 أما إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم. ثم نزلت عليه {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قآئمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون} حسن الألباني صحيح الموارد 231
5 أخر رسول الله-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة قال: أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله في هذه الساعة غيركم قال وأنزل هؤلاء الآيات {ليسوا سوآء من أهل الكتب} حتى بلغ {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين}. حسن الوادعي الصحيح المسند 858
6 أخر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة قال: أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم قال: وأنزل الله هؤلاء الآيات: {ليسوا سواء من أهل الكتاب} حتى بلغ {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين}. حسن الوادعي أسباب النزول 54
وأما وصف اليهودية والنصرانية بأنها أديان سماوية، فمعناه أنها في أصلها ليست من إحداث البشر بل هي نازلة من السماء من عند الله، وإن كان البشر حرفوها وزادوا فيها ونقصوا، لكن باعتبار أصلها السماوي جاز وصفها بأنها أديان سماوية والمراد أصلها ومنشؤها.
ملاحظة: لو استعمل ضالٌّ مصطلح (الأديان السماوية) في سياق كلام يقر فيه اليهودية والنصرانية المحرفتين أو يصحح التعبد بهما أو يرى فيه أنهما طريق نجاة كالإسلام، فهنا يمنع من هذا لا لكون المصطلح في ذاته منهيا عنه، ولكن لأجل التلبيس به على الناس وإرادة المعنى الباطل به، والله أعلم
ـ[أم ديالى]ــــــــ[14 - 08 - 10, 04:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[14 - 08 - 10, 06:50 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو مهند العدناني]ــــــــ[14 - 08 - 10, 08:41 م]ـ
مما سبق يظهر أن المآخذ في المنع من إطلاق هذا اللفظ ثلاثة:
الأول: أن إطلاق هذا اللفظ يقتضي الإقرار بوجود أديان أرضية.
الثاني: أن ما أنزله الله على الرسل دين واحد هو الإسلام (إن الدين عند الله الإسلام) و (الأنبياء أولاد علّات، أمهاتهم شتَّى ودينهم واحد)، وجمعه يستلزم حصول التعدد.
الثالث: أن ما أنزله الله على رسله السابقين محرف ومنسوخ، فإطلاق هذا اللفظ يقتضي بقاء الاحتجاج بها أو عدم تحريفها.
والاول أضعفها لأن كل ما يتدين به الناس يسمى دينا ولو كان باطلا، كما قال: (لكم دينكم ولي دين)
ويجاب عن الثاني بأن الجمع باعتبار تعدد شرائعهم، والاتحاد باعتبار الوحدة في الاعتقاد، ويجوز حصول التغاير في الكلمة الواحدة لأجل التغاير في الاعتبار.
وعن الثالث: أن التسمية باعتبار إنزالها وأصلها، لا باعتبار الطارئ عليها.(130/357)
متى تبدأ صلاة التراويح
ـ[ياسين اسلام]ــــــــ[13 - 08 - 10, 03:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان فاتح رمضان عندنا هو يوم الخميس إلا أننا لم نصل صلاة التراويح حتى يوم الخميس بعد صلاة العشاء. فهل هذا هو الوقت الصحيح لبداية التراويح أم تبدأ في الليلة السابقة.
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[13 - 08 - 10, 03:58 م]ـ
بل تبدأ في الليلة السابقة بلاخلاف
ـ[ياسين اسلام]ــــــــ[13 - 08 - 10, 06:34 م]ـ
الأخ أبو أنس جزاك الله خيرا
لكني لما سألت الإمام عن سبب تأخير صلاة التراويج والليل يسبق النهار.
فقال إن هذا ما جرت به العادة في أقوال العامة أن الليل سابق النهار ولكن العكس هو الصحيح
واستدل بكون أول صلاة اليوم هي الصبح إذن فالصبح هو بداية اليوم.
فهل لديكم تفصيل في المسألة جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[13 - 08 - 10, 11:58 م]ـ
بل الصحيح أن الليل سابق النهار لاالعكس، تقرأ آيات القرآن تجد في كل مكان ذكر الله الليل قبل النهار، تبدي التروايح بعد روية الهلال لرمضان، وتوقف بعد روية هلال العيد، أليس نأكل السحور في الليل قبل النهار، وتسئل إذا تري الهلال للعيد 29 فإذن ليلة القدر 29 متي تكون؟
واريد ان اعرف في أي بلد حدثت هذه الواقعة وما أهلية العلمية لإمامكم، ممكن هو يعذر بالجهل، ولكن إذا هو عالم فنفصل القول بعد ما تعطينا المعلومات ... وشكرا
ـ[ياسين اسلام]ــــــــ[16 - 08 - 10, 01:41 م]ـ
نحن في المغرب يا أخي .... وكما يقال .. ما دمت في المغرب فلا تستغرب
أما بالنسبة للإمام فهو رجل ذو علم ... و هذا هو رابط موقعه المتوفر على جميع خطبه المنبرية
http://www.fath.be.ma/
ومما أتذكره أننا في السنة الماضية رغم رؤيتنا لهلال العيد فقد صلينا التراوح في تلك الليلة(130/358)
48 سؤال في الصيام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[13 - 08 - 10, 04:36 م]ـ
الرابط في هذه الصحفة:
http://www.ahldawa.com/showthread.php?p=713#post713
ـ[علاء ابراهيم]ــــــــ[14 - 08 - 10, 05:15 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 02:14 م]ـ
بارك الله فيك ..
وإياك أخي الكريم(130/359)
هل يوجد كتاب يجمع القصص التي لاتثبت في السيره
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[13 - 08 - 10, 11:59 م]ـ
اخواني الكرام قرات قبل فترة في هذا المنتدى المبارك عن كتاب يجمع هذه المسائل لكني اضعت اسمه ولم استطع الحصول على رابط المشاركه
فارجوا ممن لديه الرابط او اسم الكتاب ان يتحفنا به مشكورا ماجورا
ـ[أبو عمر السويدي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 12:33 ص]ـ
عنوان الكتاب: ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية
المؤلف: محمد بن عبد الله العوشن
حالة الفهرسة: مفهرس فهرسة كاملة
الناشر: دار طيبة
عدد المجلدات: 1
عدد الصفحات: 245
الحجم (بالميجا): 4
للتحميل
http://www.archive.org/download/waqmsysn/msysn.pdf
نبذة عن الكتاب: ويحتوي هذا الكتاب على:
المقدمة
تحديد ميلاده الشريف صلى الله عليه وسلم
الجمهور على أنه عام الفيل , في ربيع الأول
عدم ثبوت يوم الثاني عشر من ربيع الأول ميلاداً له صلى الله عليه وسلم
المحققون من الفلكين على أن ميلاد صلى الله عليه وسلم يوم التاسع , أو ليلة التاسع من ربيع الأول
وصف ينقله المؤرخ المقريزي لأحد الموالد , وما فيها من منكرات
جلوسه صلى الله عليه وسلم - وهو صغير - على فراش جده
الاستسقاء به صلى الله عليه وسلم وهو غلام
ثناء ابن كثير على قصيدة أبي طالب في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم , ووصفه لها بأنها أفحل من المعلقات السبع
اشتراكه صلى الله عليه وسلم في حرب الفجار
لم سميت بذلك؟ وعدد فجارات العرب في الجاهلية
عمر خديجة رضي الله عنها عند زواجه صلى الله عليه وسلم بها
لم يثبت أن عمرها كان الأربعين
انتظاره لرجل ثلاثة أيام
إعالته صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه
على أول الناس إيماناً بعد خديجة رضي الله عنهما
قصة سبي زيد بن حارثة
محاولة التردي من شواهق الجبال
وفيها علتان: الشذوذ , والإرسال
مجئ جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عند خديجة
تحديد الدعوة السرية بثلاث سنوات
لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري
عرض قريش على أبي طالب عمارة بن الوليد بدل محمد صلى الله عليه وسلم
ما قاله ابن كثير عن الحكمة من استمرار أبي طالب على دين قومه
وقوله: لولا النهي لاستغفرنا لأبي طالب
وقوله الجعل إلهك
من عظيم ما لقيه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أذى قريش
يا بني عبد مناف أي جوار هذا
دعوى ردة عبيد الله بن جحش
القصة رغم شهرتها لا تثبت
الكلام على مراسيل الزهري
الأحاديث الصحيحة في نكاحة صلى الله عليه وسلم بأم حبيبة ليس فيها لردة عبيد الله بن جحش
الأصل بقاء ما كان على ما كان
ابن جحش أوصى لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته
السكران بن عمرو هل تنصر
قصة الأراشي
الفحل الذي عرض لأبي جهل
قول البيهقي: ابن اسحاق إذا لم يذكر من حدث عنه لم يفرج به
ما أخرجه الشيخان من وعيده صلى الله عليه وسلم لأبي جهل
لم شدد الأمر في حق أبي جهل , ولم يفعل مثله لعقبة بن أبي معيط
عرض قريش أن يعبد رسول الله صلى الله عليه وسلم آلهتهم سنة , ويعبدوا إلهه سنة
قصة إسلام حمزة
قصة إسلام عمر
رغم شهرة القصة وتعدد طرقها إلا أنها لم تثبت
مراد ابن عبد البر بقوله عن قصة إسلام عمر: خبر حسن
من أول من لقب عمر الفاروق
اللهم أعز الإسلام بعمر
قصة الغرانيق
بطلان القصة
هل صح رجوع مهاجرة الحبشة لما بلغهم إسلام قريش
عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة
لم يثبت أن عثمان بن مظعون أول من دفن بالبقيع
دعاؤه صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من الطائف , ولقاؤه بعداس
أصل القصة في الصحيحين , دون الدعاء , واللقاء بعداس
عام الحزن
أول من أطلق التسمية
مر على النبي صلى الله عليه وسلم من الحوادث ما أشد من وفاة أبي طالب وخديجة
هجرة عمر بن الخطاب علانية
ضعف القصة لا ينافي شجاعة الفاروق
الصحيح أن عمر رضي الله عنه هاجر - مثل من الصحابة - سراً
مؤامرة دار الندوة
مجئ إبليس ومشاركته في المؤامرة لم يثبت
تساؤلات في حادث الهجرة
مجئ أسماء بالطعام إلى الغار
رواية ابن إسحاق مخالفة لما في الصحيح
من أين كان طعام الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار
نسيج العنكبوت وبيض الحمام على فم الغار
ما الذي صرف المشركين عن فم الغار
رأي الشيخ ابن عثمين في هذه القصة
حديث: اللهم إنك أخرجتني من أحب البلاد إلي فأسكني
من إنصاف الإمام ابن عبد البر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/360)
وعد سراقة بسواري كسرى
طلع البدر علينا
متى كان هذا النشيد - لو صح
النشيد على شهرته لم يصح سنده
بم استقبل أهل المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ابن إسحاق لم يورد النشيد في سيرته
ميثاق المدينة المعاهدة مع اليهود
هل هما وثيقتان أم واحدة
المعاهدة مع اليهود لم يذكرها النووي , ولا مؤرخ الإسلام الذهبي
صح أنه صلى الله عليه وسلم كتب مع اليهود كتاباً بعد مقتل كعب بن الأشرف
عداوته ما بقيت
عداوة يهود وحقدهم وحسدهم , ليست بحاجة إلى مثل هذا الأثر الضعيف
المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن اليهود
رؤيا صفية قبل زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم
سبب إجلاء يهود بني النضير
قصة محاولة اليهود إلقاء صخرة على النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت
ما صحة ابن حجر في سبب إجلائهم
رؤيا عاتكة
غزوة بدر الكبرى
نحن من ماء
هذه مكة ألقت إليكم أفلاذ أكبادها
أصل القصة أخرجها مسلم
استنتاجه صلى الله عليه وسلم عدد جيش قريش من عدد ما ينحرون من الإبل
إبليس في صورة سراقة
ما ذكر بعض المفسرين في قوله تعالى: وإذا زين لهم الشيطان أعمالهم .. من حضور إبليس في صورة سراقة بن مالك
مشورة الحباب
قول أبي حذيفة: أنقتل آباءنا .. ونترك العباس
مع ضعف السند , يبعد أن يرد أحد الصحابة رضوان الله عليهم برد كهذا
هذه فرعون هذه الأمة
أصل قصة مقتل أبي جهل في الصحيحين وغيرهما وليس فيها هذه الجملة
وهم الإمامين النووي وابن كثير في عزوهما هذه اللفظة إلى بعض كتب السنن
هل صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين يوم بشر بقتل أبي جهل
قول ابن تيمية: سجود الشكر لا يجب بالإجماع , وفي استحبابه نظر
قوله صلى الله عليه وسلم لأهل القليب: بئس العشيرة كذبتموني
سيف عكاشة بن محصن
طلب عمر نزع ثنيتي سهيل بن عمرو
مصعب بن عمير مع أخيه أبي عزيز
رده صلى الله عليه وسلم عين قتادة
آيات صلى الله عليه وسلم في إبراء بعض أصحابه بإذن الله - ثابت في عدة أحاديث
تنبيه على تعليق للشيخ عبد الرحمن الوكيل
قتل أبي عبيدة بن الجراح لأبيه
كلام شيخ الإسلام عن مسألة قتل الولد المسلم لأبيه المشرك
صح عن اثنين من الصحابة استئذانهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل أبويهما
كلام جميل للصالحي في ذلك
قتل النضر بن الحارث صبراً
محاولة عمير بن وهب قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم
سبب إجلاء يهود بني قينقاع
قصة الصائغ اليهودي مع المرأة المسلمة لم ثبت
مكيدة اليهود في الوقيعة بين الأوس والخزرج
في غزوة أحد
من ينظر ما فعل سعد بن الربيع
من مناقب سعد بن الربيع رضي الله عنه
فائدة مهمة نقلها الألباني عن ابن كثير , أن الإمام مالكاً يسقط بعض الرواة إذا جهل حالهم
دعوته صلى الله عليه وسلم على عتبة بن أبي وقاص
شرب مالك بن سنان دمه صلى الله عليه وسلم
دخول حلقتا المغفر في وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم
كلام مهم للإمام النووي في الحكمة من وقوع الإبتلاء بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم
قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله عليه وسلم
من شجاعة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
أكل هند من كبد حمزة
مع ضعف السند في المتن نكارة
هل صلى على حمزة سبعين صلاة
إنها مشية يبغضها الله إلا في هذه الموطن
أصل القصة في صحيح مسلم
حكم الاختيال في الحرب
خروج علي رضي الله عنه في آثار المشركين
قتل أبي عزة الجمحي
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين في الصحيحين لكن لم يصح أن سببه قصة أبي عزة
مخيريق خير يهود
الشهادة لعبد الله بن سلام بالجنة
مشاركة أم عمارة في القتال
سيف عبد الله بن جحش
قول أبي سفيان آخر الغزوة: موعدكم بدر العام المقبل
في غزوة الخندق
مشورة سلمان بحفر الخندق
آية (معجزة) لم تصح
آية عظيمة من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم
سلمان منا أهل البيت
تصحيح الألباني له موقوفاً على علي رضي الله عنه
اتهام حسان رضي الله عنه بالجبن
القصة ضعيفة السند
لو كان هذه ثابتاً عن حسان لهجي , فإنه كان يهاجي الشعراء
عمر حسان رضي الله عنه يوم الخندق فوق السبعين
تخذيل نعيم بن مسعود للأحزاب
الذي صرف الأحزاب يوم الخندق أمران: الريح , والجنود التي لم تر , كما بين الله تعالى ذلك
تنبيه على ما ذكر الحافظ في (الفتح) عن تخذيل الأحزاب
كلام جميل لمحمد الغزالي عن مسلك بني إسرائيل في عهودهم مع خصومهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/361)
قصة الزبير بن باطا يوم قريظة
وهم بعض المعاصرين في استدلاله لصحة هذه القصة
من الثابت أن من لم ينبت من قريظة لم يقتل
تعليق لصاحب الظلال عن حب اليهود للحياة
في بيعة الرضوان
سبب البيعة
تعليق جيد للغزالي عن قطع عمر للشجرة
لم يثبت أن إشاعة مقتل عثمان كان سبب البيعة
على أي شئ كانت بيعة الرضوان
في غزوة خيبر
تترس علي رضي الله عنه بباب الحصن
حكيم بن حزام ولد في جوف الكعبة
من مناقب علي رضي الله عنه
في غزوة مؤتة
سبب الغزوة
يا فرار
إنكار ابن كثير والألباني لهذا الخبر
ازورار سرير عبد الله بن رواحه عن صاحبيه
إخباره صلى الله عليه وسلم المسلمين بنتيجة المعركة ثابت في الصحيح
كلام نفيس للإمام ابن كثير عن يوم مؤتة
انسحاب خالد بالجيش
مهارة خالد وعقبريته ليس بجادة إلى مثل هذا الأثر الضعيف
في فتح مكة
قدوم أبي سفيان لتجديد الصلح
طي أم حبيبة الفراش عن أبيها ضعيفة السند
متى كان مجئ أبي سفيان لتجديد الصلح
اذهبوا فأنتم الطلقاء
لاريب أنه صلى الله عليه وسلم من على أهل مكة
لم يعرف التاريخ ولن يعرف مثيلاً لهذا العفو
الجمهور على أن مكة فتحت عنوة
لم يبق أحد من قريش بعد الفتح لم يسلم
محاولة فضالة بن عمير قتل الرسول صلى الله عليه وسلم
خذوها خالدة تالدة
مرحباً بالراكب المهاجر
ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عذقاً لأبي جهل في الجنة
تخييره صفوان بن أمية
استعارته صلى الله عليه وسلم السلاح والأدرع من صفوان صححه بعض العلماء بتعدد طرقه
اذهبوا فاقطعوا عني لسانه
أصل القصة في صحيح مسلم , وهذه اللفظة عند ابن إسحاق بدون سند
في غزوة حنين والطائف
إعطاء صفوان بن أمية ودٍ من النعم
القصة في صحيح مسلم , وفيها إعطاء أبي سفيان وصفوان وعيينة والأقرع كل واحد منهم مئة من الإبل
سخاؤه صلى الله عليه وسلم لا يدرك , ومن ذلك: إعطاؤه رجلاً غنماً بين جبلين
ما ذكره الواقدي من أن معاوية أعطي يوم حنين مئة من الإبل
نقد الإمام الذهبي لمتن الرواية
محاولة شيبة بن عثمان قتل الرسول صلى الله عليه وسلم
رمي أهل الطائف بالمنجنيق
محاصرة المسلمين للطائف أخرجها مسلم , وليس فيها رميهم بالمنجنيق
فائدة لغوية
قول نوفل الديلي عن أهل الطائف: ثعلب في جحر
قدوم أمه صلى الله عليه وسلم من الرضاعة
فائدة من ابن حجر: ابن حبان يذكر في كتاب الثقات كل مجهول روى عنه ثقة , ولم يجرح - في الحاشية
أول من أرضع النبي صلى الله عليه وسلم
قدوم أخته من الرضاعة
قصيدة كعب بن زهير
تضعيف الحافظين العراقي وابن جحر للقصة
في غزوة تبوك
سبب نزول قوله تعالى: ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني
هل كان جد بن قيس من المنافقين
وهل شهد بيعة العقبة الثانية
بنو مسلمة سودوا الجد .. على أنا نبخله , ولم يصفوه بالنفاق
يرحم الله أبا ذر يمشي وحده
أمره صلى الله عليه وسلم بتحريق مسجد الضرار
تضعيف الشيخ الألباني للقصة
اشتراط ثقيف أن يضع عنهم الصلاة
المصادر والمراجع
الفهرس
ـ[أبوعمرو الآثرى]ــــــــ[14 - 08 - 10, 01:06 ص]ـ
مجهود رائع
بارك الله فيكم
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 01:37 ص]ـ
ويفيد في هذا الباب إن شاء الله كتاب الشخ الألباني رحمه الله: صحيح السيرة
للتحميل:
http://www.archive.org/download/Albany/Sahihe_Sira.pdf
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[14 - 08 - 10, 07:04 ص]ـ
ابو عمر السويدي هذا ما كنت ابحث عنه
ابو عمرو
ابو انس
جزاكم الله خيرا(130/362)
وقوف الأزواج ما بين العزوبية والزواج
ـ[حامد الإدريسي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 01:20 ص]ـ
هذه الحالة، حالة عسيرة على الرجل، يسميها أخصائيو علم النّكاحولوجيا حالة البين بين، إلا أن الرجل قد تعود عليها في هذا الزمن التعيس، وفي هذه الليالي النحسات، حيث لا تعدد ولا تسري، إنما هي تلك التي يراها في الصباح يراها في المساء، والتي يجلس إليها يوم الاثنين هي التي يجلس إليها يوم الثلاثاء، وكأنها قدر محتوم، وأمر لازب، فلا ابتسامة إلا ابتسامتها، ولا تكشيرة إلا تكشيرتها، إن خيرا فخير وإن شرا فشر، تغضب عليه فكأن الأرض من تحته تهتز، وينتظر طهرها كما يتنظر الفرج، يبيت طاويا إن قالت له إلى حين، ولا يفرح بمولود إلا بشقاء الأربعين، فلا هو أعزب يتيه في بردته، ولا هو محصن بقضاء حاجته، فهو في برزخ بين الزواج والعزوبية، مرة في دفئ الصيف ومرة في برد الشتاء، عوان بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ...
تهجره فلا يجد غير التعايش، وتنهره فلا يقدر على التهارش، يسعى في إرضائها إذا غضبت، خوفا على نفسه إذا النجوم تشابكت، فهو إلى سعادتها بياض يومه يسعى، حتى لا يذوق من سواد ليله لفعا، ولا تلدغه من هجرانها أفعى، مضطر إليها بضرورته الفطرية، منحاش إليها بدوافعه الرجولية، كي لا يتلوى في سرير بارد ويبيت في أحضان الملحفة والوسائد.
تجده يتلمس لها الأعذار، ويسلك في الصفح والعفو مسلك الأخيار، وهو إنما يلتمس تلك الأعذار لنفسه، ويسعى في أن يكون يومه خيرا من أمسه، يخاف إن هو واجهها لتعاقبنه، وإن هو أغضبها لتهجرنه، فيصبر على ما كان من الممكن تقويمه من خلاقها، ويتهاون في ما كان يبغي أن لا يتهاون فيه، ولربما سكت عن أمور للشرع فيها مقال، وأعرض عن مساوئ الخصال، كل ذلك حرصا منه على السلامة، وطمعا في أن ينال منها الحنان والمحبة، ولو استمر على تلك الحال، واعتاد السكوت على ما يرى ويسمع، فإن ذلك سيغير في التركيبة الأسرية، ويجعل المرأة الآمرة الناهية، ويجعل الرجل متاعا من أمتعة البيت، لا سلطة ولا هيبة، إلا إن سلمه الله ووفقه، وأعانه على أهله وأصلحها له، وكانت هي امرأة طيعة لينة، راضية مرضية ...
إن حياة الرجل مع امرأة واحدة، ليست حياة متكافئة مع طبائعهما الفسيولوجية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، أيام الحيض عند المرأة التي تكون فيها بعيدة عن فراش الزوجية، فاسدة المزاج، سيئة الطباع، تجعل الزوج يعاني من انعكاس تلك النفسية عليه، وتغير الأحوال لديه، فلا هي باللباس الذي ألفه، ولا هي بالمتاع الذي عرفه، مهما حاول وابتكر، وأشد من ذلك وأخطر، دخوله سرداب الأربعين، الذي يطول في بعض الأحيان إلى الثلاثة أشهر حسب الأعراف والعادات، فتجد الزوج خرج من حصن الزوجية الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) إلى فلاة العزوبية، حيث أصبح معرضا للسهام والمنجنيقات، هذه تخطئه وهذه تكاد تصيبه، والشيطان يسابق الزمن حتى يكسب خروجه من حصنه، ويوقعه في شرك المعصية والعياذ بالله، هذا إن فرضنا أن هذا الحصن ما زال حصنا منيعا، وإلا فإنه يترهل في كثير من الأحيان، ويصبح لا أغض ولا أحصن، فتزيد معاناة هذا المسكين، كلما خرج إلى الشارع ورأى من خلق الله وبديع صنعه، ولا يزعمن زاعم أن هذا ومن يتحصن في أربعة حصون سواء، خصوصا من استجاد حصونه وأحسن اختيارها واحدا واحدا، فأنى يصل إليه إبليس وهو في حصونه الأربع، كلما خرج من حصن آوى إلى ركن آخر شديد، وحصن آخر منيع ...
كثير من الرجال لم يصل إلى هذه الصراحة مع نفسه، ولم يعرف خصائصه البشرية، وتركيبته الطينية، ولم يتنبّه لمقاصد الشرع في إباحة النكاح مما طاب من النساء، حتى إذا لم يستطع العدل وخاف الإضرار بهن فله والحالة تلك، أن يبقى بواحده مع ما ملكت يمينه، قال تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) ولم يقل واحدة، لأن العادة والفطرة أن ما يطيب لنا من النساء هو أكثر من واحدة ولا بد، وهذا من حكم الشرع البليغة في سد مجاري الشيطان ومداخل الهوى، فالنساء أول فتنة بني إسرائيل، وأقوى حبائل الشيطان، وسهامه التي لا تخطئ، كما جاء في الحديث، (إن المرأة إذا خرجت استشرفها الشيطان وقال أنت سهمي الذي إذا رميت به لا أخطئ)، فهي شباكه التي لا يفلت منها إلا من عصم الله، لذا فإن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/363)
وقوف الزوج في هذا البرزخ بين العزوبية والزواج، يجعله في معاناة نفسية، تزيد حدتها مع تقدم الزمن حين تزداد الفوارق الفيزيولوجية بين الرجل والمرأة شيئا فشيئا، حتى إذا ما انقطعت عن المرأة عادتها، وتغيرت حالتها، وأصبحت تنظر إليه بغير العين التي ينظر هو بها إليها، وأصبح يجد من نفسه ما لا تجد هي من نفسها، وخالفت الطبيعة بينهما اختلافا شديدا، فبقي يطمح فيما لم تعد هي تريده، ويتوق إلى ما لا تتوق إليه، وينظر إلى قطار التعدد قد ابتعد عنه في سكة الزمن، والصيف قد ضيع اللبن، إذ لا حيلة له اليوم بمواجهة العجوز وبناتها، ولا طاقة له بالشابة وطلباتها، فيعرف أنه أضاع الفرصة وقد كانت سانحة، وقد كان أحد أساتذتي الشيوخ، الذين مرّوا من هذه التجربة، يحدثني وهو في السبعين، عن أسفه على ما فرط في أمر الزواج.
أما من وقعوا فيما حرم الله، وابتغوا السبيل السيء، فهم كثير، وما زلنا نراهم في كل طائرة، وفي كل مطار، وفي كل فندق، لم يخرجهم من ديارهم ويقحمهم المخاطر، إلا تلك الحاجة التي لم يقضوها في بيوتهم ومساكنهم، فهجروا من أجلها الأوطان، وركبوا بسببها الأهوال، وصرفوا في سبيلها الأموال، وباعوا من أجلها الأديان، فصاروا أضحوكة كل من يراهم، وأمر مثل هذا، ودافع يجعل الإنسان يضحّي كل هذه التضحية، ويغامر كل هذه المغامرة، لهو أمر لا ينبغي أن نتهاون فيه، أو نقلل من خطره، وهو ما عالجه القرآن في ثلاث كلمات: (مثنى وثلاث ورباع) ...
وهذا جزاء من ترك الزواج مخافة أم فلان، وقد قال الله (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)، فترك التعدد لا خشية العدل والظلم والعاقبة والمآل، فهو لم يخطر له أمر العدل على بال، ولم يترك الزواج من أجل ذلك الخوف المذكور في القرآن، المحمود عند خالق الأكوان، إنما استحضر نظرتها الغاضبة، وجبينها المكشر، وصوتها المرعب، وتهديدها الذي يصب الماء في الركب، وتخويفها إياه بالأهل والأقارب، وتشتيت الأسرة وتفريق الأبناء، وتحطيم ما بني، وتهديم ما بقي، فوافقت من قلبه إيمانا ضعيفا، ومن عقله نظرا كفيفا، فظن أن بيدها نفعا وضرا، ونسي أن ربه قد أحاط بكل شيء قدرا، فانقاد إليها قسرا، وعاش في ظل سيطرتها دهرا، فخلّاه الله وما يخشى، وتركه وإياها، فزادته على رهقه رهقا، وهذا جزاء من يخشى غير الله، ويترك أمره لأمر امرأة، ويعرض عن شرعه لغيرة أنثى، ومن خاف من شيء سلطه الله عليه: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) ...
وأخيرا فلنعم أن الخوف من الزوجة وترك الزواج من أجلها، يجعل الرجل في معاناة هي لا تحس بها، ولا تعانيها، فهي بطبعها لا تطمع في غيره، ولا تحتاج إلى رجل سواه، وقد يصل هذا الخوف إلى المس بعقيدة التوكل لدى المؤمن والخوف من الله عز وجل وحده، فيصبح خوفه خوفا غير حميد، ومنقلبه منقلبا غير سعيد، والحمد لله المجيد، إنه على ما نقول شهيد.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[14 - 08 - 10, 02:16 ص]ـ
احمد الله يارجل فغيرك لا زوجة و لا ابتسامة ولا تكشيرة .... (ابتسامة)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[14 - 08 - 10, 03:09 ص]ـ
فمهت الآن لماذا صغّرت حجم الخط
لو ختمت بأبيات ابن القيم لكان أمتع
يا رب عذرا قد طغت أقلامنا ـــ يا رب معذرةً من الطغيانِ
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 05:51 ص]ـ
احمد الله يارجل فغيرك لا زوجة و لا ابتسامة ولا تكشيرة .... (ابتسامة)
صدقت يا أبا نصر (ابتسامة)
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[14 - 08 - 10, 10:15 ص]ـ
مقال في غاية الروعة والامتاع
لم أملك ابتسامتي و أنا أقرأه
نعوذ بالله من قهر الرجال (ابتسامة)
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 06:07 م]ـ
لافوض فوك، والله ماقلته حقا
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 07:24 م]ـ
الأخ حامد، أنا أم يزيد، أوافقك ولما لا أوافق.لأن هذا الحق، والحق مر كما يقال، لايرضى به إلا المنصفون. فكم من الرجال يعيشون في سيطرة زوجاتهم وهم لا يشعرون تذهب به يمينا ويسارا يوالي من توالي ويعادي من تعادي وغير ذلك، بل وكم من رجل مستقيم ذهب دينه مع زوجة غير متدينة ـ وللأسفـ ـ
الأخ الكريم:عندما تنادون بالتعدد من أجل راحتكم ـ وهو حق لكم ـ فيجب أن يقام التعدد على العدل ـ ترى أمر التعدد امر صعب لايستسهله الرجال، وأقول هذا لأن القصص مبكية في ذلك.
وللحديث بقية
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:07 ص]ـ
الموضوع طريف
لكنه حق لا يمكن انكاره
للرفع
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:37 ص]ـ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ,:)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:26 ص]ـ
ومن خاف من شيء سلطه الله عليه: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) ...
وأخيرا فلنعم أن الخوف من الزوجة وترك الزواج من أجلها، يجعل الرجل في معاناة هي لا تحس بها، ولا تعانيها، فهي بطبعها لا تطمع في غيره، ولا تحتاج إلى رجل سواه، وقد يصل هذا الخوف إلى المس بعقيدة التوكل لدى المؤمن والخوف من الله عز وجل وحده، فيصبح خوفه خوفا غير حميد، ومنقلبه منقلبا غير سعيد، والحمد لله المجيد، إنه على ما نقول شهيد.
كلام رجل فقه وخبر حياة الزوجية واخلاق النساء، لله درك يارجل هل تقبلني عندك تلميذا .... (ابتسامة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/364)
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:57 ص]ـ
سانظم مقالتك ببحر البسيط ان شاء الله اخي الحبيب و اتحفك بها(130/365)
لقاء مجلة الفرقان "الكويتية" مع الشيخ الدكتور منقذ السقار حول حوار الأديان
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[14 - 08 - 10, 12:25 م]ـ
لقاء مجلة الفرقان الكويتية مع الشيخ الدكتور منقذ السقار حول حوار الأديان
الدكتور منقذ السقار في حوار مع (الفرقان):
تقريب الأديان فكرة تهدف إلى إزالة الفوارق بين الأديان ويرفضها المسلمون
حوار الدعوة واجب وهو نهج الأنبياء .. وحوار التقريب والتلفيق كفر وردة
الفوارق بين المسلمين وغيرهم كثيرة وتختلف باختلاف الملل والنحل
لا يجوز أن نضع الناس كلهم في سلة واحدة فالقرآن علّمنا أنهم «ليسوا سواء»
من المهم أن نمتلك الحق ولكن الأهم أن نحسن عرضه والدعوة إليه
حاوره/ وليد دويدار
أكد الدكتور منقذ السقار أن فكرة تقريب الأديان فكرة تهدف إلى إزالة الفوارق بين الأديان وصهرها في بوتقة واحدة يخلط فيها الحق والباطل للوصول إلى صيغة توفيقية تلفيقية، وهو لون منكر في تلاقح الثقافات يرفضه المسلمون, وقال: إن الفوارق بين المسلمين وغيرهم كثيرة جداً، وتختلف باختلاف الملل والنحل، مشيراً إلى أن بعض الملل تنكر وجود الله، وغيرها تقر بوجوده ولكنها تنسب إليه ما لا يليق. وأشار إلى أنه يجب ألا نضع الناس في سلة واحدة، فهناك المنصف للإسلام والجاهل والجاحد وغيرهم.
< في البداية ما المقصود بقول البعض: «التقريب بين الأديان»؟
> (تقريب الأديان) فكرة تهدف إلى إزالة الفوارق بين الأديان، وصهرها في بوتقة واحدة، يخلط فيها الحق والباطل، يتنازل كل واحد عن شيء من دينه ومعتقده للوصول إلى صيغة توفيقية تلفيقية، وهو لون منكر من تلاقح الثقافات أو قل ذوبانها وتلاشيها، ويرفضه المسلمون، كما يرفضه غيرهم ممن ينتمون إلى أديان ويعتزون بانتمائهم إليها، وعليه فالجميع يرفض التماهي في أديان الآخرين، ويؤسفني أنه خلال تاريخ المسلمين ظهرت ولكن بصورة ضعيفة دعوات للتقريب بين الأديان، وفي ذلك يقول ابن تيمية رحمه الله عن بعض هؤلاء التقريبيين: «بل يجوّزون التهود والتنصر، وكل من كان من هؤلاء واصلاً إلى علمهم فهو سعيد، وهكذا تقول الاتحادية منهم, كابن سبعين وابن هود والتلمساني ونحوهم، ويدخلون مع النصارى بِيَعهم، ويصلون معهم إلى الشرق، ويشربون معهم ومع اليهود الخمر، ويميلون إلى دين النصارى أكثر من دين المسلمين»، وبالخلاصة فهذه الدعوة مرفوضة، ولمثل هؤلاء قال الله لكفار قريش: {لكم دينكم ولي دين}.
< ماذا يعني مصطلح (حوار الأديان)؟
> (حوار الأديان) يراد منه معنيان:
الأول: الحوار الدعوي بين أتباع الأديان حول مسائل المعتقد والشريعة بغية إثبات الحق والدعوة إليه، فهو حوار يتركز حول المختلف عليه، ومن هذا اللون حوار الأنبياء مع أقوامهم وما يجري من مناظرات بين المسلمين وغيرهم في إثبات صحة الإسلام ودحض معتقدات الآخرين.
والمعنى الثاني - وهو الأشهر - ما يجري اليوم من مؤتمرات حوارية بين أتباع الأديان، وأسميه حوار التعايش، وهو حوار يتجاوز نقاط الاختلاف الدينية، ليبحث في المشتركات الإنسانية التي تجمعنا؛ سعياً للوصول إلى تحقيق مصالحنا الإنسانية المشتركة، كوقف التلوث والقضاء على الجريمة والفقر والأمراض، ونحو ذلك مما يهم البشرية على اختلاف معتقداتها.
< هل الحوار مع الطرف الآخر غير مشروع بالمرة؟
> إذا تبين أن الحوار أنواع، فالجواب يتعدد بحسب أنواعه، أما حوار الدعوة فهو واجب، وهو نهج الأنبياء ووظيفة الدعاة، بينما حوار التقريب والتلفيق كفر وردة، وأما حوار التعايش فهو جائز إذا لم يتلبس بمنكرات، كتمييع الخلافات أو المداهنة أو التلفيق بين الأديان، وقد تطرقت لهذه الضوابط تفصيلا في كتابي (الحوار مع أتباع الأديان .. مشروعيته وآدابه).
< ما أهم نقاط الخلاف بين المسلمين وغيرهم غيرهم إجمالاً؟
> الفوارق بين المسلمين وغيرهم كثيرة جداً، وتختلف باختلاف الملل والنحل، فبعض الملل تنكر وجود الله، وغيرها تقر بوجوده، ولكنها تنسب إليه ما لا يليق من صفات البشر كالضعف والتجسد والبداء.
ومن الملل من ينكر النبوات تماماً، ومنهم من يؤمن ببعض ويكفر ببعض، وكذلك فمن الملل من يؤمن بالبعث والنشور، ومنهم من لا يؤمن باليوم الآخر، هكذا يطَّرد الموضوع في كل المعتقدات والشرائع.
< هل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة كتب الملل الأخرى؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/366)
> الأصل ألا يقرأ المسلم في كتب أهل الكتاب، فما من خير إلا دلنا عليه القرآن، وما من شر إلا حذرنا منه، فما الذي يبتغيه المسلم بقراءة هذه الكتب؟!
في مصنف ابن أبي شيبة أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أصبت كتاباً حسناً من بعض أهل الكتاب، قال: فغضب صلى الله عليه وسلم، وقال: «أمتهوكون فيها يا بن الخطاب؟! والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقية .. لو كان موسى حياً اليوم ما وسعه إلا أن يتبعني». وهكذا فلا يجوز قراءة هذه الكتب استهداء بما فيها، وقد أغنانا الله عنها ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأما قراءة هذه الكتب بقصد بيان باطلها وتناقضاتها، أو للرد على أهل الكتاب بما يعتقدون قدسيته، فهذا جائز، وهو خاص بأهل العلم دون غيرهم.
< ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأَمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» رواه مسلم؟
> ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم لزم كل إنسي وجني الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعد الإيمان بإخوانه من الأنبياء كافياً للخلوص من النار ودخول الجنة؛ فلا يصح الإيمان بموسى إذا لم يقترن بالإيمان بأخويه عيسى ومحمد وغيرهما من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وتقوم حجة الله على البشر عموماً وعلى أهل الكتاب خصوصاً بمجرد سماعهم بالنبي صلى الله عليه وسلم، فالواجب عليهم التفكر بما جاء به صلى الله عليه وسلم، والبحث في مكنون الدين الذي أرسل به، لاستكمال مرتبة الإيمان التي لا تتحقق ولا تقبل إلا بالإيمان به صلى الله عليه وسلم.
وهذا أمر يذكرنا بواجب الدعوة إلى الله وتعريف الخلق به وبدينه، وأن نبذل دون ذلك الغالي والرخيص استنقاذاً لهذه الأنفس الآدمية من أن تؤول إلى النار والعياذ بالله.
< ما موقف المسلم من الشرائع السماوية السابقة، وهل هناك فرق بينها وبين غير السماوية؟
> المسلم يؤمن بما أنزل الله على أنبيائه قبل محمد صلى الله عليه وسلم: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله}، وهذه الرسالات الإلهية مزج فيها الحق بالباطل، حين تعرضت للتحريف والضياع والعبث في قصة يطول شرحها؛ ولذلك فإن صحيحها منسوخ ببعثة نبينا صلى الله عليه وسلم، وباطلها مردود على أصحابه.
ورغم التحريف الذي طرأ على هذه الرسالات؛ فإن الشريعة تفرق بين (اليهودية والمسيحية) وبين غيرها من الديانات الوثنية، رغم اشتراكها في بعض صورها، لكن لما كان لليهودية والمسيحية أصل سماوي فقد خصت الشريعة الغراء أتباع هذين الدينين بما لا يكون لغيرهما، كحل الزواج من نسائهم، وكذا أكل ذبائحهم، ونحوه مما هو مقرر في كتب السادة الفقهاء.
< وهل الملل الأخرى فعلاً تحترم الإسلام؟
> احترامنا لأنبياء الله السابقين ليس موقفًا تكتيكيًا، نصانع به الآخرين أو نؤلف به قلوبهم، بل هو معتقد ندين الله به، وعليه فلا يؤثر في معتقدنا موقف الآخرين منا ومن نبينا صلى الله عليه وسلم.
لكن دعني أوضح أنه لا يجوز لنا أن نضع الناس كلهم في سلة واحدة، فالقرآن علمنا أنهم {ليسوا سواء}؛ لذا أقول: الآخرون في نظرتهم للإسلام فيهم الجاهل وهو الأغلب، الذي قصرنا في دعوته وتبيان الحق له.
وغير المسلمين بالجملة على أنواع، فمنهم الجاهل الذي قصرنا بتبيان الإسلام له، ومنهم العدو المكابر الذي يرى الإسلام عدوا، وفيهم المنصف الذي عرف الإسلام ويحترم ما يحمله من قيم ومعتقدات، من غير أن يدخل فيه، وباختصار فينبغي التفريق بين أبي طالب وأبي لهب.
< كلمة أخيرة يحب الشيخ أن يوجهها لمجلة (الفرقان) وقرائها.
> تحية ممهورة بالحب ممزوجة بصادق الدعاء لرواد الإعلام الإسلامي الذين بدأت بصماتهم في الظهور عبر هذه الصحوة الإسلامية الهادرة، فأسأل الله أن يبارك في جهودهم، وننتظر المزيد من الاحتراف الإعلامي الذي يؤهلنا لمقارعة الآخرين، فلا ريب أنه من المهم أن نمتلك الحق، لكن من المهم أيضاً أن نحسن عرضه والدعوة إليه.
الضيف في سطور
الاسم: د. منقذ بن محمود السقار.
• ماجستير من جامعة أم القرى في مجال الفرق والمذاهب الإسلامية.
• دكتوراه من جامعة أم القرى في مجال مقارنة الأديان.
الإنتاج العلمي:
1 - كتاب: هل العهد القديم كلمة الله؟ (عربي وفرنسي).
2 - كتاب: هل العهد الجديد كلمة الله؟
3 - كتاب: الله جل جلاله، واحد أم ثلاثة؟ (عربي وإنجليزي وفرنسي).
4 - كتاب: هل افتدانا المسيح على الصليب؟ (عربي وإنجليزي).
5 - كتاب: هل بشر الكتاب المقدس بمحمد [؟ (عربي وإنجليزي وفرنسي).
6 - كتاب: التكفير وضوابطه.
7 - كتاب: الحوار مع أتباع الأديان.
8 - كتاب: دلائل النبوة.
9 - كتاب: التعايش مع غير المسلمين في المجتمع المسلم.
10 - كتاب: تعرّف على الإسلام (عربي وإنجليزي وفرنسي).
11 - كتاب: الدين المعاملة (صفحات من هدي الأسوة الحسنة [).
12 - كتاب: تنزيه القرآن الكريم عن دعاوى المبطلين.
13 - سلسلة كتيبات بعنوان: (مناظرة مع قسيس).
نشرته مجلة الفرقان في عددها الصادر بتاريخ
9/ 8/2010(130/367)
حكم شرب الخشاف
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 01:55 م]ـ
هناك أحاديث ثابته عن النبي صلى الله عليه وسلم تنهى عن نبذ الخليطين:
1 - عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن ينبذ التمر والزبيب جميعا، ونهى أن ينبذ الرطب والبسر جميعا (رواه الجماعة إلا الترمذي)
2 - عن أبى سعيد أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن التمر والزبيب أن يخلط بينهما، وعن التمر والبسر أن يخلط بينهما، يعنى فى الانتباذ (رواه مسلم)
وفى لفظ: نهانا أن نخلط بسرا بتمر أو زبيبا بتمر أو زبيبا ببسر، وقال: (من شربه منكم فليشربه زبيبا فردا وتمرا فردا و بسرا فردا) رواه مسلم والنسائى.
3 - عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تنبذوا التمر والزبيب جميعا، ولا تنبذوا التمر والبسر جميعا، وانبذوا كل واحد منهن وحده). رواه مسلم، وأحمد فى المسند
4 - عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلط التمر والزبيب جميعا، وأن يخلط البسر والتمر جميعا.
وعنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخلط البلح بالزهو. رواهما مسلم
5 - عن أبى قتادة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (لا تنبذوا الزهو والرطب جميعا، ولا تنبذوا الزبيب والرطب جميعا، ولكن انبذوا كل واحد منهما على حدته). (متفق عليه)
قال النووي رحمه الله: في شرح مسلم
سبب الْكَراهَة فيهِ أَنَّ الْإِسكار يُسرِع إِلَيْهِ بِسَبَبِ الْخَلْط قَبْل أَنْ يَتَغَيَّر طَعْمه , فَيَظُنّ الشَّارِب أَنَّهُ لَيْسَ مُسْكِرًا , وَيَكُون مُسْكِرًا , وَمَذْهَبنَا وَمَذْهَب الْجُمْهُور أَنَّ هَذَا النَّهْي لِكَرَاهَةِ التَّنْزِيه , وَلَا يَحْرُم ذَلِكَ مَا لَمْ يَصِرْ مُسْكِرًا , وَبِهَذَا قَالَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء , وَقَالَ بَعْض الْمَالِكِيَّة: هُوَ حَرَام , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة وَأَبُو يُوسُف فِي رِوَايَة عَنْهُ: لَا كَرَاهَة فِيهِ , وَلَا بَأْس بِهِ ; لِأَنَّ مَا حَلَّ مُفْرَدًا حَلَّ مَخْلُوطًا , وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ الْجُمْهُور , وَقَالُوا: مُنَابَذَة لِصَاحِبِ الشَّرْع , فَقَدْ ثَبَتَتْ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة الصَّرِيحَة فِي النَّهْي عَنْهُ , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَرَامًا كَانَ مَكْرُوهًا. وَاخْتَلَفَ أَصْحَاب مَالِك فِي أَنَّ النَّهْي هَلْ يَخْتَصّ بِالشُّرْبِ أَمْ يَعُمّهُ وَغَيْره؟ وَالْأَصَحّ التَّعْمِيم , وَأَمَّا خَلْطهمَا فِي الِانْتِبَاذ بَلْ فِي مَعْجُون وَغَيْره فَلَا بَأْس بِهِ. وَاللَّهُ أَعْلَم
والسؤال: هل العلة الإسكار، ولماذ حمل الجمهور النهي على الكراهه مع أنه لا يوجد صارف للنهي من التحريم إلى الكراهه
وهل يقاس عليه خلط المشمشية مع قمر الدين
أرجو التفاعل بارك الله
ـ[الدسوقي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 04:11 م]ـ
* قال الخطابي: " ذهب إلى تحريم الخليطين وإن لم يكن الشراب منهما مسكرا جماعة عملا بظاهر الحديث وهو قول مالك وأحمد وإسحاق وظاهر مذهب الشافعي , وقالوا: من شرب الخليطين أثم من جهة واحدة , فإن كان بعد الشدة أثم من جهتين وخص النهي بما إذا انتبذا معا. وخص ابن حزم النهي بخمسة أشياء: التمر , والرطب , والزهو , والبسر , والزبيب. قال: سواء خلط أحدهما في الآخر منها أو في غيرها , فأما لو خلط واحد من غيرها في واحد من غيرها فلا منع كالتين والعسل مثلا. وحديث أنس المذكور في الباب يرد عليه. "
* وقال القرطبي: " النهي عن الخليطين ظاهر في التحريم وهو قول جمهور فقهاء الأمصار , وعن مالك يكره فقط , وشذ من قال: لا بأس به لأن كلا منهما يحل منفردا فلا يكره مجتمعا. قال: وهذه مخالفة للنص بقياس مع وجود الفارق فهو فاسد ثم هو منتقض بجواز كل واحدة من الأختين منفردة وتحريمهما مجتمعين."
* شرح سنن أبي داود [419]) للشيخ: (عبد المحسن العباد):
باب في الخليطين
شرح حديث: (نهى أن ينتبذ الزبيب والتمر جميعاً ... )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/368)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في الخليطين. حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنه نهى أن ينتبذ الزبيب والتمر جميعاً، ونهى أن ينتبذ البسر والرطب جميعاً) [. أورد الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى هذه الترجمة بعنوان: باب في الخليطين، والمقصود من ذلك في باب الأشربة هو: انتباذ نوعين من الأنواع كالتمر والبسر أو كالزبيب والعنب، أي: أنه لا يجمع بين اثنين فأكثر في وضعهما في وعاء وانتباذهما معاً أو انتباذ الأنواع المتعددة مع بعض، هذا هو المقصود من الترجمة وهو المقصود من الخليطين؛ لأن انتباذ شيء واحد سبق أن مر ما يدل عليه، وسيأتي ما يدل عليه، والترجمة معقودة لنوعين يخلطان وينبذان مع بعض، وقد ورد في الأحاديث النهي عن ذلك، وكثير من أهل العلم حمولها على التحريم، وعللوا ذلك بأنه يسرع إليه الإسكار، وقالوا: إن المنع جاء ولو لم يسكر؛ لأن النهي جاء عن خلطهما، ومعلوم أن الشيء الذي يسكر ممنوع حتى ولو كان من نوع واحد، والخلط ممنوع، والسبب: أنه يفضي إلى الإسكار أو يسرع إليه الإسكار، وقالوا: إن الإنسان يجب عليه أن يمتنع وألا يفعل ذلك، وإن فعل وشرب قبل أن يسكر فهو آثم، وإن شرب بعد الإسكار فهو آثم من الجهتين: من جهة أنه شرب خليطاً وقد منع من الخلط ونهي عن الخلط، ومن جهة أنه شرب مسكراً، ومن المعلوم أن المسكر حرام مطلقاً سواء كان من جنس واحد أو أكثر، ولكن الخلط هو الذي فيه التحريم ولو لم يكن معه الإسكار. وقد أورد أبو داود أحاديث عديدة تدل على منع الخلط والنهي عنه، أي: بين نوعين من أنواع ما ينتبذ، فيمنع من ذلك ولا يفعل. وبعض العلماء أجاز ذلك ما لم يصل إلى حد الإسكار،، لكن إن وجد شيء يدل على الجواز فيكون النهي محمولاً على التنزيه، وإن لم يوجد شيء فالأصل أنه يبقى على التحريم كما قاله الكثير من أهل العلم. وقد أورد أبو داود أولاً حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتبذ الزبيب والتمر جميعاً) أي: بأن ينبذ أو يطرح الزبيب والتمر مع بعض في وعاء ثم يتخذ نبيذاً قبل أن يسكر، فإن ذلك لا يجوز، ولو لم يحصل الإسكار، أما مع الإسكار فلا يسوغ لا من الواحد ولا من أكثر من واحد، فلا ينبذ التمر والزبيب جميعاً، وأما الزبيب ينبذ على حده والتمر ينبذ على حده فلا بأس. وقوله: (ونهى أن ينتبذ البسر والرطب جميعاً) الرطب هو: الذي استوى وطاب أكله وصار رطباً، والبسر هو: الذي لم يصل إلى كونه صار رطباً وإنما يكون زهواً أو يكون أخضر لم يصل إلى حد الاستواء ولم يصل إلى حد الاحمرار والاصفرار، فالجمع بينهما جمع بين نوعين وبين خليطين، وقد جاء النهي عن ذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
شرح حديث أبي قتادة: (نهى عن خليط الزبيب والتمر ... )
قال المصنف رحمه الله تعالى: [حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل حدثنا أبان حدثني يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه رضي الله عنه (أنه نهى عن خليط الزبيب والتمر، وعن خليط البسر والتمر، وعن خليط الزهو والرطب، وقال: انتبذوا في كل واحدة على حدة)]. أورد أبو داود حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه وفيه مثل الذي قبله من النهي عن انتباذ نوعين، أي: فأكثر؛ لأنه إذا لم يجز في نوعين فمن باب أولى ألا يجوز في أكثر من ذلك. وهذا موقوف على أبي قتادة، ولكن الذي بعده من الطريق الثانية مرفوع. وقوله: [(أنه نهى عن خليط الزبيب والتمر وعن خليط البسر والتمر، وعن خليط الزهو والرطب)]. (الزهو): الذي احمر واصفر، ومعنى ذلك: أنه لا يخلط الرطب بنوع آخر، وكذلك (الزهو) لا يخلط بنوع آخر و (البسر والبلح) لا يخلط بنوع آخر، وإنما كل واحد ينبذ على حدة دون أن يجمع مع نوع آخر. وقوله: [(وقال: انتبذوا كل واحدة على حدة)]. يعني: كل واحد ينبذ وحده ليس معه غيره.
حكم العصير المشكل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/369)
والعصير المشكل لا يدخل في هذا النهي؛ لأن العصير شيء يعصر ويشرب، وأما هذا فينتبذ ويخلط نوعان مع بعض، وهذا يكون سبباً لسرعة الإسكار. وبعض العصائر مكونة من قطع فواكه كثيرة: موز وبرتقال تقطع وتنقع في الماء مع السكر فيقال: مادام أنه ليس بنبيذ وإنما عصر وجمع مع بعض وشرب؛ فلا بأس به. وفي بعض البلدان يوضع التمر مع الزبيب والتين مع السكر في الماء لمدة ست ساعات تقريباً ثم يتناوله الصائم خصوصاً، وهذا من الخلط الذي نهي عنه. والفرق بين هذا وبين العصير المشكل أن العصير المشكل يعصر من عدة أشياء ثم تشرب مع بعض، وهذا لا بأس به، أما إذا كانت تقطع قطعاً ثم تنبذ وتترك مدة فإنها تكون من جنس النبيذ، يعني: إذا كان هناك أنواع جمعت وتركت حتى مضى عليها وقت فإن هذا يؤدي إلى أنها تكون نبيذاً، وقد تصل إلى حد الإسكار، لكن إذا عصرت هذه الأشياء ووجد شيء من القطع أو شيء من بقايا العصر وما إلى ذلك فهذا لا يؤثر؛ لأن هذا لا يقال له: نبيذ، بل هذا عصير.
حكم خلط الشرابين بعد الانتباذ
وإذا انتبذ كل واحد على حدة ثم خلطهما بعد الانتباذ فإن الاحتياط الابتعاد عن ذلك، لكنه إذا خلطهما معاً وشربهما في الحال فليسا خليطين من ناحية أنه يسرع إليهما الإسكار، وإنما إذا نبذا مع بعض أسرع اليهما الإسكار، وأما إذا جمع بينهما وصب بعضها على بعض وشربها في الحال فهذا لا يؤثر؛ لأنه ليس هذا انتباذ.
حكم غلي الزبيب والشعير والخلط بين أنواع من الفواكه
في بعض البلدان يجعل العصار زبيباً وشعيراً يغليهما على النار مع سكر من الليل، ويضعه في الثلاجة إلى اليوم الثاني، ثم يباع ويشتري الناس منه، وهذا خلط بين شيئين وقد جاء النهي عنه. وفي بعض البلدان يجعلون أنواعاً من الفواكه قطعاً صغيرة في ماء حلو وبعد ساعات يؤكل، وهذا إذا كان يترك ساعات وقد يسرع إليه الإسكار فليس خارجاً عما تقدم من الجمع بين الأنواع والخلط بينها في النبذ.
حكم الانتباذ في الحليب
وبعض الناس يسأل ويقول: ما حكم الانتباذ في الحليب وجمع خليطين في حليب أو غيره بحيث لا يكون ماءً؟ والجواب: أنه ممنوع حتى ولو كان حليباً؛ لأن النتيجة واحدة، فلو لم يكن ماءً فيمكن أن يصير الإسكار مع الحليب بل الحليب يتغير طعمه إلى الحموضة.)) اهـ
من شرح سنن أبي داود [419]) للشيخ: (عبد المحسن العباد):
(باب في الخليطين)
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 01:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وأحسن الله إليك
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[15 - 08 - 10, 08:50 م]ـ
اجعل كل واحد لحاله واذا نضجا وأردت شربهما امزجهما على بعض ومن ثم اشربه وهنيئا مريئا وبالصحة والعافية واخرج من الخلاف
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:35 ص]ـ
ينظر هنا للفائدة ففيها نقاش عن المسألة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213842
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ ياسر بن مصطفى
بارك الله فيك على هذا البحث القيم، لا فوض فوك،فلكم استفدت منه بارك الله فيك، ورفع الله قدرك.
والشكر موصول لأبي الفداء المصري على المرور.
جزاكم الله خيرا
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[18 - 08 - 10, 10:04 م]ـ
وفيك بارك الله يا اخي الكريم(130/370)
حكم المضطر للربا
ـ[وليد الطرابلسي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 08:29 م]ـ
وليد الطرابلسي.
--------------------------------
هل يجوز آتعمل بالربا فى حالت آنى مضطر كعمل آو تزديد دين
ـ[أحمد أبو علي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 08:56 م]ـ
قال الله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2 - 3] قد روي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لو أخذ الناس كلهم بهذه الآية لكفتهم"، وقوله: {مَخْرَجًا} عن بعض السلف: أي من كل ما ضاق علي الناس، وهذه الآية مطابقة لقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] الجامعة لعلم الكتب الإلهية كلها؛ وذلك أن التقوى هي العبادة المأمور بها، فإن تقوي الله وعبادته وطاعته أسماء متقاربة متكافئة متلازمة، والتوكل عليه هو الاستعانة به، فمن يتقي الله مثال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، ومن يتوكل علي الله مثال: {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، كما قال: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هود: 123]، وقال: {عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا} [الممتحنة: 4]، وقال: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [الشوري: 10].
ثم جعل للتقوى فائدتين: أن يجعل له مخرجا، وأن يرزقه من حيث لا يحتسب.
والمخرج هو موضع الخروج، وهو الخروج، وإنما يطلب الخروج من الضيق والشدة، وهذا هو الفرج والنصر والرزق، فَبَين أن فيها النصر والرزق، كما قال: {أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [قريش: 4]؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟ بدعائهم، وصلاتهم، واستغفارهم " هذا لجلب المنفعة، وهذا لدفع المضرة.
وأما التوكل فَبَين أن الله حسبه، أي: كافيه، وفي هذا بيان التوكل علي الله من حيث أن الله يكفي المتوكل عليه، كما قال: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36] خلافا لمن قال: ليس في التوكل إلا التفويض والرضا.
ثم إن الله بالغ أمره، ليس هو كالعاجز، {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3] وقد فسروا الآية بالمخرج من ضيق الشبهات بالشاهد الصحيح، والعلم الصريح، والذوق، كما قالوا: يعلمه من غير تعليم بَشَرٍ، ويفطنه من غير تجربة، ذكره أبو طالب المكي، كما قالوا في قوله: {إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29] أنه نور يفرق به بين الحق والباطل، كما قالوا: بصرًا، والآية تعم المخرج من الضيق الظاهر والضيق الباطن، قال تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام: 125]، وتعم ذوق الأجساد وذوق القلوب، من العلم والإيمان، كما قيل مثل ذلك في قوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [البقرة: 3]، وكما قال: {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء} [الأنعام: 99]، وهو القرآن والإيمان.
___________________
المجلد السادس عشر
مجموع الفتاوي لابن تيمية
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[15 - 08 - 10, 02:11 ص]ـ
الربا أمره عظيم جداً ولو لم يكن به الإ أن يحاربك الله لكفى
وأنت تبحث عن فتوى خاصة لذا أشير عليك بأن تفصل المسألة وتستفتي عالماً ربانياً فالموضوع يستحق العناء والتثبت جيداً
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[15 - 08 - 10, 02:15 ص]ـ
مكرر من ردي السابق:-)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[15 - 08 - 10, 02:32 ص]ـ
للمالكية تفصيل في الافتاء للمضطر في باب الربا لكن لا انقله لان باب الربا والاضطرار موكل للعلماء الربانيين كما قال الاخوة
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[19 - 08 - 10, 12:42 م]ـ
للمالكية تفصيل في الافتاء للمضطر في باب الربا لكن لا انقله لان باب الربا والاضطرار موكل للعلماء الربانيين كما قال الاخوة
بارك الله بك وزادك حرصا ....
لكن أخي العزيز, لو عرضته لستفندنا منه: وأنت في هذه الحالة ليس مفتيا ولا متكلما في الدين وإنما تعرض قول العلماء (ألمجمع على إمامتهم) مع ذكر المرجع بالجزء والصفحة -فيكون هكذا القول قولهم وليس قولك وانت تحصل إن شاء الله أجر الدلالة على الهدى ....(130/371)
ألست ركوسياً؟ ألست تسير في قومك بالمرباع؟
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[14 - 08 - 10, 10:06 م]ـ
قال عُدي: بُعِثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بُعث فكرهته أشدّ ما كرهت شيئاً قط، فانطلقتُ حتى إذا كنت في أقصى الأرض ممّا يلي الروم، فكرهتُ مكاني ذلك مثلما كرهته أو أشدّ، فقلتُ: (لو أتيتُ هذا الرجل، فإن كان كاذباً لم يخفَ عليّ، وإن كان صادقاً اتبعته) ... فأقبلتُ فلمّا قدمتُ المدينة استشرفني الناس وقالو: (عُدي بن حاتم! عُدي بن حاتم) ...
فأتيته فقال لي: (يا عديّ بن حاتم أسلمْ تسلمْ) ...
فقلتُ: (إنّ لي دين!) ...
قال: (أنا أعلم بدينك منك) ...
قلتُ: (أنت أعلم بديني مني؟!) ...
قال: (نعم) ... مرّتين أو ثلاثاً
قال: (ألست ترأس قومك؟) ...
قلتُ: (بلى) ...
قال: (ألستَ رُكوسيّاً -فرقة مترددة بين النصارى والصابئين- ألستَ تأكل المرباع؟) ...
قلتُ: (بلى) ...
قال: (فإن ذلك لا يحلّ في دينَك!) ... فنضنضتُ لذلك ...
ثم قال: (يا عديّ أسلمْ تسلمْ) ...
قلتُ: (قد أرى) ... قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنّه ما يمنعك أن تسلم إلا غضاضةً تراها ممّن حولي، وأنت ترى الناس علينا إلْباً واحد؟) ...
قال: (هل أتيتَ الحيرة؟) ...
فقلتُ: (لم آتِها وقد علمتُ مكانها) ...
قال: (يُوشك الظعينة أن ترحل من الحيرة بغير جوار، أو حتى تطوف بالبيت، ولتفتحنّ علينا كنوز كسرى بن هرمز) ...
قلتُ: (قلتَ كسرى بن هرمز!!) ...
قال: (كسرى بن هرمز) ... مرتين أو ثلاثة ... (وليفيضنّ المالُ حتى يهمَّ الرجل مِنْ يقبلُ صدقتَهُ) ... قال عدي: (فرأيتُ اثنتين: الظعينة -المرأة- في الهودج تأتي حاجةً لا تحتاج إلى جوار، وقد كنتُ في أول خيل أغارت على كنوز كسرى بن هرمز، وأحلف بالله لتجيئنّ الثالثة، إنّه قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم ..
ــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال بارك الله فيكم
هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك من عدي بخبرته بأحوال الدنيا وسير الملوك أم بوحي من الله؟
بعض المشايخ يقول أن ذلك من فطنة النبي صلى الله عليه وسلم ودرايته بما حوله
وبعض ألفاظ هذا الحديث فيها قول لعدي (فعلمت أنه نبي مرسل يعلم ما يجهل)
فما الصواب في ذلك؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[17 - 08 - 10, 07:55 ص]ـ
.........
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[17 - 08 - 10, 12:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا على المعلومة القيمة
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[06 - 10 - 10, 04:12 م]ـ
من يجيب؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[06 - 10 - 10, 04:56 م]ـ
سياق القصة كلها دال أن إخبار النبي بذلك من الإخبار بالمغيبات
لأنه لو قيل إنه علم حال عدي وكونه ركوسيا ويأكل المرباع من مجرد أخبار الناس أو الخبرة، فمن أين علم أنه حرام في دينه؟
ولا علم له بكتبهم ولا درسها
طبعا هذا عن الكلام مع عدي
أما الإخبار عن الظعينة و كسري فهذا من الإخبار بالغيب إجماعا، وخلاف ذلك ضلال.
والله أعلم
ـ[أبو السها]ــــــــ[06 - 10 - 10, 05:31 م]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الضعيفة (13/ 1106) رقم الحديث: (6488)
"أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2280 - موارد، 15/ 71 - 73 - الإحسان/
المؤسسة) - والسياق له -:أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ ... به.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (11/ 471 -
472) - ومن طريق البغوي أيضاً - قال: نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ ... به.
وأخرجه ابن الأثير بإسناده في "أسد الغابة" (3/ 505) عن البغوي ... به.
ومن "التاريخ" صححت بعض الأخطاء واستدركت بعض الزيادات على "الإحسان".
- تابعه ابن عون عن محمد ... به.
أخرجه الدارقطني (2/ 222 رقم 28)،وأحمد (4/ 258 و 378) عن أبن أبي
عدي ومحمد بن عبدالله الأنصاري عنه.
- وتابعه هشام بن حسان عن محمد بن سيرين ... به.
أخرجه الحاكم (4/ 518) من طريق موسى بن الحسن بن عباد: ثنا عبدالله
ابن بكر السهمي (الأصل: البيهقي) عنه.
- وقتادة عن محمد بن سيرين ... به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/372)
أخرجه ابن عساكر من طريق عبدالله بن هشام أبي الحسن: حدثني أبي عن محمد بن سيرين عن أبي عبيدة أو أبي عبيدة بن حذيفة - شك أبو الحسن - قال:
كنت أسأل ...
قلت: فهؤلاء أربعة من الثقات اتفقوا على روايته عن ابن سيرين عن أبي
عبيدة عن عدي، وهم أربعة:
أيوب السختياني، وعبدالله بن عون، وهشام بن حسان، وقتادة.
وهؤلاء كلهم ثقات؛ فالإسناد جيد، لولا أنه اختلف على الثلاثة الأولين في
إسناده، ووهاء السند بذلك إلى قتادة رابعهم، وإليم البيان:
أولاً: أيوب؛ فقال أحمد (4/ 258): ثنا يونس: ثنا حماد - يعني: ابن زيد -:
أنا أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة عن رجل قال - يعني -
كنت أسأل ... فأدخل (الرجل) بين أبي عبيدة وعدي.
ويونس هو: ابن محمد المؤدب.
وتابعه سليمان بن حرب: نا حماد بن زيد ... به.
أخرجه الدارقطني (رقم 26 و29)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/ 342).
فقد خالف هذا الثقتان: يونس المؤدب وسليمان بن حرب - إسحاق بن
إبراهيم المروزي - بزيادتهما عليه الرجل في الإسناد، وأنه هو الذي سأل عدياً،
وليس أبا عبيدة.
وإن مما لاشك فيه أن روايتهما مقدمة على روايته؛ لأنهما اثنان، وهو واحد،
وكل منهما أوثق منه احنج بهما الشيخان دونه، ومعهما زيادة، وزيادة الثقة
مقبولة، ولا سيما من اثنين على واحد! فكيف وقد توبعا من:
ثانياً: ابن عون. فقال عبدالرحمن بن حماد الشعيثي: ثنا ابن عون عن محمد
ابن سيرين ... به لكنه قال:
عن أبي عبيدة بن حذيفة عن رجل كان يسمى (اسمين)، أنه دخل على
عدي بن حاتم ... " فزاد (الرجل) وسماه!
أخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (4/ 472 - 473).
والشعيثي - هذا -: ثقة؛ فهو مرجوح عند مخالفته للثقتين المتقدمين اللذين
لم يذكرا (الرجل). إلا أنه من جهة أخرى روايته هي الأرجح؛ لما تقدم، ويأتي
من المتابعين له؛ فتنبه.
ثالثاً: هشام بن حسان. قال أحمد (4/ 257 و 379): ثنا يزيد: أنا هشام ...
به مثل رواية يونس وسليمان المتقدمة.
ويزيد - وهو: ابن هارون الواسطي - أحفظ من عبدالله بن بكر السهمي؛،وإن
كان ثقة - ولا سيما وفي الطريق إليه موسى بن الحسن بن عباد، وهو الملقب
بـ (الجلاجلي) - ليس مشهوراً بالحفظ، ولم يذكر الحافظ الذهبي في ترجمته من
"السير" غير قول الدارقطني فيه:
"لا بأس به".
رابعاً: مخالفة قتادة لا قيمة لها؛ لأنها لم تثبت عنه - كما سبقت الإشارة
إلى ذلك -؛ فإن في الطريق إليه عبدالله بن هشام أبا الحسن، وهو ضعيف جداً؛
قال ابن أبي حاتم (2/ 2/193):
"سألت أبي عنه؟ فقال: هو متروك الحديث ".
وشذ ابن حبان؛ فذكره في "الثقات" (8/ 347)!
إذا عرفت هذا؛ فمن المستغرب جداً قول الحافظ ابن عبدالبر في أول ترجمة
عدي من "الاستيعاب":
"وخبره في قدومه على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبر عجيب فِي حَدِيثِ حسن صحيح من
رواية قتادة عن ابن سيرين"!
إلا أن يقال: لعله وقف له على طريق أخرى صحيحة عن قتادة، فأقول:
وهذا وإن كان ممكناً بالنسبة لسعة حفظه؛ فإني مما أستبعده، ولئن ثبت؛ فالجواب
ما تقدم من أن الراجح من ذاك الاختلاف: ثبوت الرجل المجهول في الإسناد.
ويؤكده روايتان أخريان:
الأولى: قال ابن أبي شيبة في "المصنف" (14/ 324 - 325)، وأحمد في
"المسند" (4/ 379) حدثنا حسين بن محمد: أخبرنا جرير بن حازم عن محمد
عن أبي عبيدة: أن رجلاً قال: ...
والأخرى: عن سعيد بن عبدالرحمن عن محمد بن سيرين عن أبي عبيدة
ابن حذيفة بن اليمان عن رجل كان يسمى (اسمين) أنه دخل على عدي بن
حاتم ... فذكر الحديث بمعناه.
هكذا أخرجه البيهقي في "الدلائل" (5/ 343) - عقب حديث حماد بن زيد
المتقدم - من طريق أحمد بن عبدالجبار قال: ثنا يونس بن بكير عن سعيد بن
عبدالرحمن.
قلت: وهذا إسناد جيد إلى الرجل؛ سعيد بن عبدالرحمن هذا هو: البصري
أخو أبي حرة؛ ثقة، ومن دونه من رجال "التهذيب".
وتخلص مما سبق من التخريج والتحقيق أن مدار إسناد هذه القصة على
محمد بن سيرين عن أبي عبيدة عن رجل عن عدي.
وبذلك يتبين لنا بعض الأخطاء والتي لا بد لي من بيانها:
الخطأ الأول: ما وقع في "موارد الظمآن" (2280 - الطبعة السلفية) والطبعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/373)
الجديدة (7/ 255 - الثقافة العربية) من ذكر (الشعبي) بين أبي عبيدة وعدي.
وكذلك وقع في "الإحسان" (8/ 239/6644 - طبع بيروت)، ومن الغريب أن
الطابع وضعها بين معكوفتين [] ثم لم يبين من أين أخذها! ومن محاسن
طبعة المؤسسة للكتاب أنها لم تقع فيه. وليس اعتمادي عليها في الجزم بخطئها،
وإنما على ما تقدم من المصادر العديدة على اختلاف طرقها، وبخاصة على "تاريخ
ابن عساكر" الذي رواه من طريق أبي يعلى - شيخ ابن حبان -، وعلى رواية البغوي
الذي رواه عن شيخ أبي يعلى (إسحاق بن إبراهيم المروزي).
الخطأ الثاني: قول الحاكم: "حديث صحيح على شرط "الشيخين" وإن وافقه
الذهبي؛ فإن أبا عبيدة بن حذيفة ليس من رجال الشيخي أولاً.
ثم هو ليس بالمشهور بالثقة والعدالة ثانياً، ولم يوثقه غير ابن حبان وهو عندي
وسط؛ كما بينت في "تيسير الانتفاع" يسر الله لي إتمامه بمنِّه وكرمه (*).
وهذا بالنسبة لإسناد الحاكم نفسه. وأما بالنسبة للأسانيد الأخرى فقد
عرفت مما سبق أن بينه وبين عدي ذاك الرجل المجهول حتى اسمه (اسمين)!
الخطأ الثالث: تجاهل المعلق على "الإحسان" وجود هذا الرجل في بعض المصادر
التي ذكرها، وتبعه على ذلك المعلقان على "الموارد"، وزادا عليه أنهما ذكرا رواية أبي
نعيم والبيهقي التي فيها تسمية الرجل بـ (اسمين)! الذي لا وجود له في شيء من
كتب الرجال مما يؤكد جهالته، ولا بد أنهم وقفوا عنده وتساءلوا عنه - منا يقتضيه
البحث العلمي -، ولكنهم غضوا الطرف عنه وتجاهلوه، ولم يعلقوا عليه بشيء ينبئ القارئ عن اهتمامهم به أولاً، وعن رأيهم في وجوده في الإسناد وإعلاله إياه ثانياً.كل
ذلك لم يفعلوه، وتعاملوا مع الحديث كأن لا وجود له؛ فقووا إسناده! والله المستعان.
إن أخشى ما أخشاه أن يكونوا أخذوا بسوط شهرة القصة في كتب السيرة
والتاريخ والتراجم؛ فحال ذلك بينهم وبين الإفصاح عن العلة الظاهرة الجلية - كما
تقدم بيانه - حسب القواعد الحديثية. وليس بخاف على أحد من العارفين بهذا
العلم أنه لا تلازم بين الشهرة والصحة، فكم من أمور اشتهرت في بطون الكتب
وعلى ألسنة الناس هي غير ثابتة في النقد العلمي! والمرجع في ذلك كله إلى
العلم، ولا شيء بعد ذلك.
وقبل أن أمسك القلم عن جريانه ولا بد لي من التنبيه على أنه قد صح آخر
الحديث من قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لعدي:
"هل رأيت الحيرة ... " إلى آخر الحديث.
أخرجه البخاري في "صحيحه" (3595) من طريق أخرى عن عدي نحوه.(130/374)
ما هي الشروح التي أعاد الشيخ ابن عثيمين شرحها؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[14 - 08 - 10, 11:36 م]ـ
بارك الله فيكم.
على حد علمي اعاد الشيخ شرح البلوغ، وشرح الزاد، وشرح الالفية ..
فهل هذه الشروح شرحها كاملة في المرتين؟
وهل يوجد غيرها اعاد شرحه الشيخ؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[15 - 08 - 10, 08:53 م]ـ
خروجا عن سؤالك للاستفسار
هل شرح الالفية مطبوع بارك الله فيك؟
أطبعته المؤسسة؟
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[15 - 08 - 10, 09:02 م]ـ
لم يطبع من قِبل المؤسسة .. وأوصيك أخي الكريم بزيارة موقعهم للتعرف على مطبوعات الشيخ وماهو تحت الطبع http://www.ibnothaimeen.com/index.shtml
وأما عن المشاركة أصلها فلا أعلم عما كرره الشيخ غير زاد المستقنع .. والأربعين النويية
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[15 - 08 - 10, 11:58 م]ـ
وأما عن المشاركة أصلها فلا أعلم عما كرره الشيخ غير زاد المستقنع .. والأربعين النويية
بارك الله فيك،وهل الشرحان للزاد موجودان،وايهما الذي على موقع الشيخ؟
واما بالنسبة لسؤال أخانا أبا الفدا فشرح الالفية طبعته دار مصرية،واما المؤسسة فلا ادري.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[16 - 08 - 10, 01:29 ص]ـ
أما عن ما أعيد شرحه وسجل
فالأجرومية لها شرحان وكلاهما موجود مسجلاً في تسجيلات الإستقامة
القواعد المثلى لها شرحان وكلاهما موجود مسجلاً في تسجيلات الإستقامة
التدمرية لها شرحان وكلاهما موجود مسجلاً في تسجيلات الإستقامة
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:22 ص]ـ
البرهانية لها شرحان للشيخ محمد
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[16 - 08 - 10, 06:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(130/375)
سؤال في ثبوت ثواب ركعة لمن يقدر على الاتمام
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[15 - 08 - 10, 03:29 ص]ـ
السلام عليكم
اخواني الكرام اهل المنتدى المبارك
هل قال احد من علماء الامة على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم بان المسلم الذي صلى ركعة من نافلة مع الامام ثم سلم ولم يتم صلاته سواء منفردا او جماعة
هل قال احد بقبول هذه الركعة و هل يثاب عليها بقدر نيته وعمله او امره الى الله او لاشيء له
وفقكم الله(130/376)
حكم التهنئة بشهر رمضان ــ الشيخ عمر بن عبد الله المقبل
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[15 - 08 - 10, 04:21 ص]ـ
السؤال:
ما حكم التهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك، حيث سمعنا من ينكر ذلك، ويرى أنه من البدع؟ نرجو الإفادة مشكورين.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله ومصطفاه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا بحث مختصر حول: حكم التهنئة بدخول شهر رمضان، حاولت أن أجمع فيه أطرافه، راجياً من الله تعالى التوفيق والسداد.
وقبل البدء بذكر حكم المسألة لا بد من تأصيل موضوع التهنئة
فيقال: التهاني -من حيث الأصل- من باب العادات، والتي الأصل فيها الإباحة، حتى يأتي دليل يخصها، فينقل حكمها من الإباحة إلى حكم آخر.
ويدل لذلك -ما سيأتي- من تهنئة بعض الصحابة بعضاً في الأعياد، وأنهم كانوا يعتادون هذا في مثل تلك المناسبات.
يقول العلامة السعدي -رحمه الله- مبيناً هذا الأصل في جواب له عن حكم التهاني في المناسبات.؟ -كما في "الفتاوى" في المجموعة الكاملة لمؤلفاته (348) -:
"هذه المسائل وما أشبهها مبنية على أصل عظيم نافع، وهو أن الأصل في جميع العادات القولية والفعلية الإباحة والجواز، فلا يحرم منها ولا يكره إلا ما نهى عنه الشارع، أو تضمن مفسدة شرعية، وهذا الأصل الكبير قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضع، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره.
فهذه الصور المسؤول عنها وما أشبهها من هذا القبيل، فإن الناس لم يقصدوا التعبد بها، وإنما هي عوائد وخطابات وجوابات جرت بينهم في مناسبات لا محذور فيها، بل فيها مصلحة دعاء المؤمنين بعضهم لبعض بدعاء مناسب، وتآلف القلوب كما هو مشاهد.
أما الإجابة في هذه الأمور لمن ابتدأ بشيء من ذلك، فالذي نرى أنه يجب عليه أن يجيبه بالجواب المناسب مثل الأجوبة بينهم، لأنها من العدل، ولأن ترك الإجابة يوغر الصدور ويشوش الخواطر.
ثم اعلم أن هاهنا قاعدة حسنة، وهي: أن العادات والمباحات قد يقترن بها من المصالح والمنافع ما يلحقها بالأمور المحبوبة لله، بحسب ما ينتج عنها وما تثمره، كما أنه قد يقترن ببعض العادات من المفاسد والمضار ما يلحقها بالأمور الممنوعة، وأمثلة هذه القاعدة كثيرة جداً " ا هـ كلامه.
وقد طبق الشيخ -رحمه الله- هذا عملياً حينما أرسل تلميذه الشيخ عبد الله بن عقيل خطاباً له في أوائل شهر رمضان من عام 1370هـ، وضمنه التهنئة بالشهر الكريم، فرد الشيخ عبد الرحمن -رحمه الله- بهذا الجواب في أول رده على رسالة تلميذه: "في أسر الساعات وصلني كتابك رقم (19/ 9) فتلوته مسروراً، بما فيه من التهنئة بهذا الشهر، نرجو الله أن يجعل لنا ولكم من خيره أوفر الحظ والنصيب، وأن يعيده عليكم أعواماً عديدة مصحوبة بكل خير من الله وصلاح " اهـ. كما في الأجوبة النافعة (ص:280)، وفي صفحة (284) ضمن الشيخ رسالته المباركة في العشر الآواخر.
وللشيخ -رحمه الله- كلام في منظومة القواعد -كما في المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي (1/ 143) - يقرر فيه هذا المعنى، وللمزيد ينظر (الموافقات) للشاطبي (2/ 212 - 246) ففيه بحوث موسعة حول العادات وحكمها في الشريعة.
فإذا تقرر أن التهاني من باب العادات، فلا ينكر منها إلاّ ما أنكره الشرع، ولذا: مرّر الإسلام جملة من العادات التي كانت عند العرب، بل رغَّب في بعضها، وحرّم بعضها، كالسجود للتحية.
وبعد هذه التوطئة يمكن أن يقال عن التهنئة بدخول الشهر الكريم:
قد ورد في التهنئة بقدومه بعض الأحاديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أذكرها جملة منها، وهي أقوى ما وقفت عليه، وكلها لا تخلو من ضعف، وبعضها أشد ضعفا من الآخر:
1 - حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم". أخرجه النسائي (4/ 129) ح (2106)، وأحمد (2/ 230،385،425) من طرق عن أيوب، عن أبي قلابة -واسمه عبد الله بن زيد الجرمي- عن أبي هريرة –رضي الله عنه-.
والحديث رجاله رجال الشيخين، إلا أن رواية أبي قلابة عن أبي هريرة مرسلة، أي أن في الإسناد انقطاعاً ينظر: تحفة التحصيل لأبي زرعة العراقي (176).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/377)
والحديث أصله في الصحيحين -البخاري (2/ 30) ح (1899)، ومسلم (2/ 758) ح (1079) - ولفظ البخاري: "إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين "ولفظ مسلم: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة -وفي لفظ (الرحمة) - وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين".
قال ابن رجب (رحمه الله) في "اللطائف" (279): "وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان، .... ثم ساق هذا الحديث، ثم قال: قال العلماء: هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضاً في شهر رمضان".
2 - حديث أنس –رضي الله عنه- قال: دخل رمضان، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم".
أخرجه ابن ماجه ح (1644) من طريق محمد بن بلال، عن عمران القطان، عن قتادة، عن أنس –رضي الله عنه-.
وهذا الإسناد ضعيف لوجهين:
الوجه الأول: أن فيه محمد بن بلال البصري، التمار.
قال أبو داود: ما سمعت إلاَّ خيراً، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال العقيلي -في "الضعفاء" (4/ 37) ترجمة (1584) -: "بصري يهم في حديثه كثيراً"، وقال ابن عدي -في "الكامل" (6/ 134) -: "له غير ما ذكرت من الحديث، وهو يغرب عن عمران القطان، له عن غير عمران أحاديث غرائب، وليس حديثه بالكثير، وأرجو أنه لا بأس به".
وحديث الباب من روايته عن عمران، فلعله مما أغرب به على عمران.
وقد لخص الحافظ ابن حجر حاله بقوله في "التقريب" (5766): "صدوق يغرب".
الوجه الثاني: أن في سنده عمران بن داوَر، أبو العوام القطان، كان يحيى القطان لا يحدث عنه، وقد ذكره يوماً فأحسن الثناء عليه -ولعل ثناءه عليه كان بسبب صلاحه وديانته، جمعاً بين قوله وأقوال الأئمة الآتية-، لكن قال أحمد (أرجو أن يكون صالح الحديث)، وقال مرةً (ليس بذاك)، وضعفه ابن معين، وأبو داود، والنسائي، وقال الدار قطني: كثير الوهم والمخالفة، وقد ذكره ابن حبان في الثقات. ينظر:
"سؤالات الحاكم للدار قطني" (261رقم445)، "تهذيب الكمال" (22/ 329)، "الميزان" (3/ 236)، "موسوعة أقوال الإمام أحمد في الرجال" (3/ 121).
وقال الحافظ ابن حجر ملخصاً أقوال من سبق: "صدوق يهم، ورمي برأي الخوارج" كما في "التقريب": (5150).
وعمران هذا روى الحديث عن قتادة، ولم أقف له على متابع، فهذا مظنة الضعف والغرابة.
وذكر الإمام البرديجي كلاماً قوياً يبين فيه حكم الأحاديث التي يتفرد فيها أمثال هؤلاء الرواة عن الأئمة الحفاظ، فيمكن أن ينظر: "شرح العلل" (2/ 654،697) لابن رجب، ونحوه عن الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 7).
وقتادة -بلا ريب- من كبار الحفاظ في زمانه، روى عنه جمعٌ كبير من الأئمة، كما قال الذهبي في "السير" (5/ 270): "روى عنه أئمة الإسلام، أيوب السختياني، وابن أبي عروبة، ومعمر بن راشد، والأوزاعي، ومسعر بن كدام، وعمرو بن الحارث المصري وشعبة، ..... " ثم ذكر جملة منهم، فأين هؤلاء من هذا الحديث؟
3 - حديث سلمان –رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في آخر يومٍ من شعبان، فقال: "أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء".
قالوا ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم؟! فقال: "يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما اللتان لاغنى بكم عنها: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/378)
أخرجه الحاكم في صحيحه (3/ 191) ح (1887)، وهو حديث لا يصح، فقد سئل أبو حاتم عنه -"العلل" لابنه (1/ 249) - فقال: "هذا حديث منكر"، وقال ابن خزيمة -في الموضع السابق-: "إن صح الخبر"، وقال ابن حجر في إتحاف المهرة 5/ 561: "ومداره على علي بن زيد، وهو ضعيف".
وخلاصة تضعيف هؤلاء الأئمة لهذا الخبر تعود إلى أمرين:
- ضعف علي بن زيد.
- ومع ضعفه فقد تفرد به، كما قال الحافظ ابن حجر.
وبهاتين العلتين يتضح وجه استنكار أبي حاتم -رحمه الله-.
وقد ذهب الجمهور من الفقهاء إلى أن التهنئة بالعيد لا بأس بها، بل ذهب بعضهم إلى مشروعيتها، وفيها أربع روايات عن الإمام أحمد (رحمه الله)، ذكرها ابن مفلح (رحمه الله) في (الآداب الشرعية 3/ 219)، وذكر أن ما روي عنه من أنها لا بأس بها هي أشهر الروايات عنه.
وقال ابن قدامة في "المغني" (3/ 294): "قال الإمام أحمد (رحمه الله) قوله: ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد: تقبّل الله منا ومنك، وقال حرب: سئل أحمد عن قول الناس: تقبل الله منا ومنكم؟ قال: لا بأس، يرويه أهل الشام عن أبي أمامة، قيل: وواثلة بن الأسقع؟، قال: نعم، قيل: فلا تكره أن يقال: (هذا يوم العيد)؟، قال: لا .... ".
فيقال: إذا كانت التهنئة بالعيد هذا حكمها، فإن جوازها في دخول شهر رمضان الذي هو موسمٌ من أعظم مواسم الطاعات، وتنزل الرحمات، ومضاعفة الحسنات، والتجارة مع الله .. من باب أولى. والله أعلم.
ومما يُستدَل به على جواز ذلك أيضاً: قصة كعب بن مالك –رضي الله عنه- الثابتة في الصحيحين من البشارة له ولصاحبه بتوبة الله عليهما، وقيام طلحة (رضي الله تعالى عنه) إليه.
قال ابن القيم -رحمه الله- ضمن سياقه لفوائد تلك القصة في "زاد المعاد" (3/ 585):
"وفيه دليل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية، والقيام إليه إذا أقبل، ومصافحته، فهذه سنة مستحبة، وهو جائز لمن تجددت له نعمة دنيوية، وأن الأَوْلى أن يقال: يهنك بما أعطاك الله، وما منّ الله به عليك، ونحو هذا الكلام، فإن فيه تولية النعمة ربّها، والدعاء لمن نالها بالتهني بها".
ولا ريب أن بلوغ شهر رمضان وإدراكَه نعمةٌ دينية، فهي أولى وأحرى بأن يُهنّأ المسلم على بلوغها، كيف وقد أثر عن السلف أنهم كانوا يسألون الله عز وجل ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، وفي الستة الأخرى يسألونه القبول؟، ونحن نرى العشرات ونسمع عن أضعافهم ممن يموتون قبل بلوغهم الشهر.
وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "ويحتج لعموم التهنئة لما يحدث من نعمة، أو يندفع من نقمة: بمشروعية سجود الشكر، والتعزية -كذا في الموسوعة الفقهية التي نقلت عنها-، وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك ... ) نقلاً عن الموسوعة الفقهية الكويتية، (14/ 99ـ100)، وينظر: وصول الأماني، للسيوطي، وقد بحثت عن كلام الحافظ في مظنته ولم اهتد إليه، وينظر: وصول الأماني، (1/ 83) (ضمن الحاوي للفتاوى).
خلاصة المسألة:
وبعد هذا العرض الموجز يظهر أن الأمر واسع في التهنئة بدخول الشهر، لا يُمنع منها، ولا ينكر على من تركها. والله أعلم.
هذا، وقد سألت شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عنها فقال: "طيبة"، وكذلك سألت شيخنا العلامة (محمد بن صالح العثيمين) رحمه الله عن التهنئة بدخول شهر رمضان، فقال: (طيبة جدّاً)، وذلك في يوم الأحد 8/ 9/1416هـ، حال بحثي في هذه المسألة.
وقد سئل العلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- (صاحب الأضواء) عن الصفة الشرعية للتهنئة برمضان والمناسبات الأخرى كالعيدين؟ فأجاب رحمه الله بجواب مطول، خلاصته: أنه لا يعلم صفة معينة في هذا الشأن إلا ما ورد في العيدين -كما سبق نقله- وأن الإنسان إذا اقتصر على الوارد كان أفضل، لكن لو ابتدأه غيره فلا حرج أن يجيبه من باب رد التحية بخير منها، فلو اتصل الإنسان على أخيه، أو زاره وقال له: نسأل الله أن يجعل هذا الشهر عونا على طاعته، أو يعيننا وإياكم على صيامه وقيامه، فلا حرج إن شاء الله، لأن الدعاء كله خير وبركة، لكن لا يلتزم بذلك لفظاً مخصوصاً، ولا تهنئة مخصوصة. نقلاً من شريط: (آداب الاستئذان).
أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا البحث، وما كان فيه من صواب، فإن كان كذلك فمن الله وحده، وإن أخطأت فأنا أهلٌ لذلك، وأستغفر الله وأتوب إليه، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
كتب أصله في شهر شعبان عام 1417هـ، وأعيدت كتابته وصياغته بإضافات كثيرة في 27/ 8/1422هـ.(130/379)
سؤال في من حلف على غيره
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[15 - 08 - 10, 02:50 م]ـ
قرأت هذه الفتوى
لا كفارة على من حلف قاصدا الإكرام لا الإلزام ƒـ[هل تجب الكفارة على من يحلف يمينا حتى ولو كان شرعيا، مثل دعوة شخص على تناول أكلة معينة كمن يقول: والله العظيم يجب أن تأكل يا فلان. أفيدونا مأجورين]ـ ^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فتجب الكفارة على من حنث في يمين منعقدة، وقد فصلنا ذلك في الفتوى رقم: 34211. وأما من حلف على شخص أن يأكل، فلم يأكل، فإن كان قاصداً إلزامه بالأكل فلم يفعل، فقد وجبت على الحالف كفارة يمين، وأما إن كان قاصداً إكرامه، ففي وجوب الكفارة خلاف، والراجح -والله أعلم- عدم وجوبها، لأن الإكرام قد حصل بأمره بالأكل، فلم يقع حنث، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا حنث عليه إذا حلف على غيره لفعلته فخالفه إذا قصد إكرامه لا إلزامه ... وهذا الذي ذكره شيخ الإسلام هنا يقال له التخصيص بالنية، والتخصيص بها مذهب كثير من أهل العلم، بل إن هؤلاء يخصصون بما يعرف عند بعضهم بالبساط وهو السبب الحامل على اليمين، وإذا لم يقع حنث فلا تجب الكفارة، كما هو معلوم. والله أعلم سؤالي هو ما هو الفرق بين الإكرام والإلزام؟ حين أقول لصديقي واللعه لتأتين معي اليوم للإفطار .. أليست هذه محاولة مني لإلزامه بالإفطار عندي بقصد الإكرام ... وهكذا في جميع الأيمان المشابهة .. والله لا تدفع أنا سأدفع فيدفع هو، والله لتقعدن مكاني فيرفض ويجلس في مكان آخر .. هذه كلها أيمان يظهر منها الإلزام والإكرام .. فماذا تقولون؟
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[16 - 08 - 10, 08:01 ص]ـ
الحمد لله
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:11 ص]ـ
الحلف على نية الاكرام من اللغو الذي لا شيء فيه وهذه النية ياتي بها الحالف لا على جهة الالزام و التاكيد، انماعلى جهة البر و الاكرام والتنبيه، فان عقدها على العزم و التأكيد و الالزام فهنا يقع الحنث ان لم يجبه صاحبه الى طلبه
وفقك الله
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[17 - 08 - 10, 07:28 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على التجاوب
هل يلزم من كونها مع العزم والإلزام ألا تكون من باب الإكرام والبر .. ام أنها إن جمعتهما كانت منعقدة؟
وهل يمكن أن تقولوا لي مذاهب العلماء في هذه المسألة فقط؟
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[19 - 08 - 10, 07:16 م]ـ
سبحان الله والحمد لله
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:37 ص]ـ
الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[08 - 09 - 10, 11:21 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم
لعلنا نحظى بجواب بمناسبة العيد(130/380)
حلاوة الإيمان
ـ[أبو عبدالرحمن الحر]ــــــــ[15 - 08 - 10, 03:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى قول الرسول صل الله عليه وسلم: ( .. أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ... )؟
ـ[أبو عبدالرحمن الحر]ــــــــ[15 - 08 - 10, 03:15 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أن تكون محبة الله تبارك وتعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم فوق كل محبة، ومُقدَّمة على كل مَحبة، كما قال عليه الصلاة والسلام: لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. رواه البخاري ومسلم.
وأن يُحِبّ ما يُحبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويَكْرَه ما يكرهه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وعلامة هذه المحبة: أن يُقدِّم الْمُحِبّ طاعة الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على طاعة كلّ أحد.
وأن يُقدِّم رضا الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على رضا كلّ أحد.
قال ابن رجب: فمن أحبَّ الله ورسوله محبةً صادقة مِن قَلبه، أوجب له ذلك أنْ يُحبَّ بِقَلْبِه ما يُحبُّه الله ورسولُه، ويَكره ما يَكرهه الله ورسوله، ويَرضى بما يُرضى الله ورسوله، ويَسخط ما يَسْخَطُهُ الله ورسوله، وأنْ يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحبِّ والبغض، فإنْ عمل بجوارحه شيئاً يُخالِفُ ذلك، فإن ارتكبَ بعضَ ما يكرهه الله ورسولُه، أو ترك بعضَ ما يُحبه الله ورسوله، مع وجوبه والقدرة عليه، دلَّ ذلك على نقص محبَّته الواجبة، فعليه أنْ يتوبَ من ذلك، ويرجع إلى تكميل المحبة الواجبة.
قال أبو يعقوب النَّهْرُجُوريُّ: كلُّ مَنِ ادَّعى محبة الله عز وجل، ولم يُوافِقِ الله في أمره، فَدَعْوَاه باطلة، وكلُّ محبٍّ ليس يَخَاف الله، فهو مغرورٌ.
وقال يحيى بنُ معاذ: ليس بصادقٍ من ادّعى محبَّة الله - عز وجل - ولم يَحفظ حدودَه. اهـ.
والله تعالى أعلم.
الشيخ \ عبد الرحمن السحيم
ـ[أبو عبدالرحمن الحر]ــــــــ[15 - 08 - 10, 03:18 م]ـ
ونرجو المزيد
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[15 - 08 - 10, 04:26 م]ـ
سبحان الله
قبل قليل كنت أفكر في هذا الحديث العظيم ..
عن أنسٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، عن النَّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، قَالَ: ((ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاوَةَ الإيمانِ: أنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سَوَاهُمَا، وَأنْ يُحِبّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ للهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ أنْ أنْقَذَهُ الله مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ))
أخرجه: البخاري 1/ 10 (16)، ومسلم 1/ 48 (43) (67)
و وجدت أن أسهل طريقة للحصول على هذه الأشياء هي في الدعاء ... فلندعوا الله عز وجل أن يرزقنا إياهم وأنا جربت هذا بعدما قرأت مشاركة الأخ المسيطير حفظه الله تعالى في مشاركته عن سؤال الله عز وجل أن يكره إليه الكفر و الفسوق و العصيان و فعلت ذلك و من يومها وجدت فرقا بحمد الله في محبة بعض المعاصي التي كنت أحبها و الله المستعان وقد وجدت في نفسي الان كرها عجيبا لبعضها
وهذا باب عظيم دلنا عليه النبي صلى الله عليه و سلم أن نقوله و ندعو به (اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك)
واليوم فجرا وجدت تثاقلا من الخروج إلى المسجد وقلت أصلي الفجر جماعة عندي في البيت لأن الوجوب في الجماعة!! ثم حملت نفسي و ذهبت للمسجد بحمد الله و دعوت الله أن يعينني على الصلاة جماعة في المسجد ..
و الله يا أخي نحن كلنا ما فينا خير إلا مما وهبنا الله إياه (كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم) لذا فلنكثف الدعاء خصوصا في هذه الأيام
و وجدت في قول لا حول و لا قوة إلا بالله قوة عجيبة و دفعة قوية لعمل ما كنت أتكاسل عنه
وبعد الدعاء عليك أخي بكتب العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى لأن فيها كلام خطير يجب على المسلم قراءته خصوصا كتاب عدة الصابرين و ذخيرة الشاكرين و كتاب طريق الهجرتين و الفوائد أيضا
ـ[أبو عبدالرحمن الحر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 10:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا ,
أسأل الله سبحانه لنا ولكم إيمانا لايرتد ونعيما لاينفد ومرافقة نبينا محمد صل الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد(130/381)
لهذا أرفض النصرانية (1): كَذَبَةٌ مختلفون
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[15 - 08 - 10, 04:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
لهذا أرفض النصرانية (1): كَذَبَةٌ مختلفون
مدخل:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه؛ وبعد: ـ
اشتد إلينا دعاة النصرانية يطلبون منا أن نقرأ كتباهم وأن نتعرف على دينهم، يقولون: إن قرأتم كتابنا عظمتموه، وإن تعرفتم على المسيح قبلتموه؛ ويزعمون أن الأُولي كفروا بالله وبرسوله فعلوا ذلك لأنهم فقط قرءوا كتابهم، وتعرفوا على دينهم، ويُصدِّرون لنا نفراً من هؤلاء المرتدين عن دينهم يحدثوننا بأنهم فقط تعرفوا على المسيحية فتركوا الإسلام!!
كثر حديثهم وطالت مناشدتهم فتركتُ ما بيدي ورحت ألبي طلبهم.!!
ثلاثٌ: خبرٌ .. ومخبرٌ به .. وسياقُ الحالِ الذي يعرض فيه الخبر.
بالنظر في هذه الثلاث تستطيع أن تحصل على توصيف دقيق لما يعرض عليك.
الخبر بالمخبر. نعرف صدق هذا فنأخذ كل ما يأتينا منه وإن ناقشناه نناقش ماهية الخبر لا الخبر نفسه، بمعنى لا نعترض على الصدق وإنما على أمور أخرى ربما تداخلت فأضلت ناقلَ الخبر، ونعرف من هذا الكذب فلا نسمع له، ونرتاب من كل ما يتحدث به.
والخبر ـ أيضاً ـ بأمارات نجدها في ذات الخبر تجعلنا نغض الطرف عن المتحدث إن كان مجهولَ الحال أو معروفاً بالكذب أو التساهل في النقل.
وكذا سياق الحال الذي تعرض فيه المسائل لابد من أن نلتفت إليه لنحصل على توصيفٍ دقيق للمراد من تلك المسائل. إذ أحياناً يعرض الحق في سياقٍ باطل، كأن تعرض الشبهات المثارة حول بعض شرائع الإسلام في برنامج حواري ويأتي ضيف هزيل يدافع، وتكون النتيجية هو تسويق الشبهات وإعطاء جملة مفادها أن الرد الذي تواجهه الشبهات ليس بذاك الرد، وأن أولئك المتحدثون بالشبهات منصفون قد جاءوا بأحد المعارضين وأعطوه فرصة للتحدث عن ذاته والدفاع عن أفكاره. قد يكون المتحدث هذا مريداً للحق، ولكنه دخل في سياق باطل. فمرعاة سياق الحال مما ينبغي الالتفات إليه.
النظر في هذه الثلاث .. المتكلم .. والكلام .. وسياق الحال يجعلك تقف على حقيقة ما تواجه من أقوالٍ وأفعالٍ. وهذا الذي فَعَلْتُه حين عرض علي القائمون على النصرانية دينهم، نظرت في حالهم، ونظرتُ في مقالهم، ونظرتُ في سياق الحال الذي أفرزهم؛ وجئت أحدثك ـ أخي القارئ ـ بعد رحلةٍ من المطالعة والتأمل في حالهم وحال من قبلهم .. ومقالهم ومقال مَن قبلهم .. وسياق الحال الذي أفرزهم وأفرز الذين مِن قبلهم [1].
والله أسأل العون والسداد. وأن يبارك في هذه الكلمات بفضله وكرمه ومنته.
بدأ التصدي الفكري للإسلام في دير (مار سابا) جنوب شرق مدينة القدس على يد أحد الرهبان المواليين للدولة البيزنطية، واسمه (يوحنا الدمشقي)، أو (القديس يوحنا) أو (يوحنا ينبوع الذهب) أو (يوحنا ذهبي الفهم)، تعددت ألقابه لعظم مكانته بينهم، كان (يوحنا الدمشقي) عربي الأصل من نصارى الشام، واسمه الحقيقي منصور بن سرجون بن منصور التغلبي (52هـ ـ 132هـ)، كان يتحدث العربية، وكان يكتب بالإغريقية، وتوزع كتبه على الأديرة بالدولة البيزنطية، إذ كان هذا الراهب جزءاً من الكيان النصراني البيزنطي المحارب للإسلام.
كتب (يوحنا الدمشقي) بالإغريقية يتحدث للبيزنطيين عن الإسلام. فماذا كتب؟!
تحدث بالكذب .. بل لم يتحدث بغير الكذب.!! .. كان منعزلاً في مكانٍ وعرٍ في سفح جبل (دير مار سابا) فانفرد به الشيطان وأملى عليه ذات الأباطيل التي أملاها على المشركين في قريش وفي كل مكانٍ أُرسل فيه رسول من عند الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/382)
ادعى أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعلم على يد أحد قساوسة النصارى، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يخرج من مكة إلا مرة أو مرتين، واحدة وهو طفل صغير ورجع من الطريق، والثانية وهو شاب قبل أن يبعث بعقدٍ ونصف من الزمن، وفي المرتين كان مع أهل مكة لم يفارقهم، ولذا نزل القرآن يحتج على أهل مكة بأن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو صاحبهم الذي يعرفوه معرفة الصاحب لصاحبه، قال الله تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} النجم2، وقال تعالى: {وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ} التكوير22، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} سبأ46، وفي القرآن الكريم {قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} يونس16، وقد كان العقلاء من أعدائه يعرفون هذا ويعترفون به في مجالسهم، قال قائلهم: (يَا مَعْشَرَ قُرَيْش، قَدْ كَانَ مُحَمّدٌ فِيكُمْ غُلَامًا حَدَثًا أَرْضَاكُمْ فِيكُمْ وَأَصْدَقَكُمْ حَدِيثًا، وَأَعْظَمَكُمْ أَمَانَةً حَتّى إذَا رَأَيْتُمْ فِي صُدْغَيْهِ الشّيْبَ وَجَاءَكُمْ بِمَا جَاءَكُمْ بِهِ قُلْتُمْ: سَاحِرٌ، لَا وَاَللّهِ مَا هُوَ بِسَاحِرٍ. وَقُلْتُم: ْ كَاهِنٌ، لَا وَاَللّهِ مَا هُوَ بِكَاهِنٍ. وَقُلْتُم: ْ شَاعِرٌ، لَا وَاَللّهِ مَا هُوَ بِشَاعِرٍ. وَقُلْتُمْ: مَجْنُون، ٌ لَا وَاَللّهِ مَا هُوَ بِمَجْنُونٍ) [2].
فكل من تكلم بأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تكلم من عند نفسه، لا دليل له على ما يقول وإنما يتكلم من رأسه أو يتكلم بكلامٍ ينقله عن نصارى مثله [3]، فمَرَدُّ هذا الأمر إلى يوحنا الدمشقي، وتناقلوه فيما بينهم إلى أن جاء إلى بطرس ومرقص فتحدثوا به في الفضائيات.
إن كل المعادين للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بضاعتهم الكذب، قريش تكلمت بالكذب هي الأخرى قالت علمه بشر وسمت غلاماً أعجمياً لا يحسن التحدث بالعربية. وأسأل: هل رأت قريش هذا الغلام وهو يعلم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟!
أبداً. بل قول يقولونه من عند أنفسهم يدفعون به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قد كان هذا الغلام أعجمي لا يتحدث العربية والقرآن الكريم عربي مبين، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} النحل103.
ومرة قالوا أساطير الأولين {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} الفرقان5، وقال تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} القلم15. (ويوحنا الدمشقي)، والذين جاءوا بعده إلى بطرس ومرقص الموجودين في الفضائيات اليوم، قالوا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نقل عن كتابات الأولين، يعنون كتابهم بعهده القديم والحديث، ويعنون الديانات السابقة، وكأن القرآن خصوصاً والإسلام عموماً تجميع من هنا وهناك.!!
وكلهم كاذبون. . كلهم يقدمون الكذب.
النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يجلس لأحد ويتعلم منه، ولم يقع على صحفٍ مكتوبة أو كتبت له وقرأ منها، فقد كان أميَّاً ـ صلى لله عليه وسلم ـ وكان بينهم يعرفون حاله جيداً.
والقرآن الكريم لا علاقة له بما في كتاب النصارى بعهديه القديم والحديث، ولا بما في يد غيرهم من البوذيين والصابئة، ليس ثمة تشابه. فحديث القرآن عن الله ـ سبحانه وتعالى وعز وجل ليس كحديث هؤلاء عن الله سبحانه وتعالى وعز وجل، وحديث القرآن عن أنبياء الله ـ عليهم السلام ـ ليس كحديث كتاب النصارى عن أنبياء الله، إنهم يتكلمون بقبيح من القول عن أنبياء الله، والقرآن ينزههم، وحديث القرآن عن الجنة والنار .. دار الثواب ودار العقاب ليس كحديث هؤلاء عن دار الثواب والعقاب لا بكثير ولا بقليل، هذا من ناحية الموضوع، ولا تقاطع من ناحية الأسلوب أيضاً فالقرآن الكريم بلسانٍ عربي مبين، معجز في بيانه .. أعجز البلغاء من العرب،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/383)
وكتبهم ركيكة إن قرأتها بالعربية أو بالإنجليزية أو حتى باليونانية لغتها (الأصلية)، ونأتي على شيءٍ من هذا بعد قليل إن شاء الله.
ومن ينظر في سياق الدعوة على يد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلم أنها كانت تقف بوجه هؤلاء جميعهم، كانت تدعوهم كلهم إلى دين الله الإسلام، وتصفهم جميعاً بأنهم على خطئٍ عظيم.
فلم تكن حالة من الاقتباس والنقل، ولا حالة من الغش بل حالة من النقض للآخر، حالة شهد لها كل من عرفها بأنها لم تتصل بأحدٍ من البشر تتعلم منه.
والقرآن الكريم يحمل شواهداً على أنه تنزيل رب العالمين، على أنه من لدن حكيمٍ حميد، على أنه ما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون، على أنه من عند من يعلم السر وأخفى.
فيه حديث عن غيب، والبشر لا يعرفون الغيب، وفيه حديث عن أمورٍ علمية (ما يعرف بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم) لم يعرفها البشر إلا من قريب، وهو قبل ذلك معجز بلفظه، يحمل روحاً في كلماته تأخذ بمن يستمع إليه.
مقصودي أن الأولي يعادون الإسلام ويدعوننا إلى النصرانية كاذبون، ويتضح كذبهم أكثر حين تنظر إلى قولهم في شخص رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
قالوا مجنون!!
وأين دليلهم؟!
ينقلون عن بعضهم. أو يحرفون الكلم من بعد مواضعه، يبترون النصوص ويعبثون بها بوضع كلمات تخرجها عن معناها الأصلي ثم يستشهدون بهذا المعنى الجديد. أو يستدلون بالضعيف والشاذ وغير الصحيح من الأحاديث وأقوال العلماء [4]. وكله إفك يفترونه من عند أنفسهم، كذب يكذبونه. فلم يتكلم أحد ممن عاصر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عقله أو في خلقه، حتى الأعداء الذين حاربوه، لم يتهمه أحد بشيء في خلقه أو عقله، إلا هؤلاء الكذبة.
أنى لمجنونٍ أن يأتي بمثل هذا؟!
قد كان أعقل الناس بأبي هو وأمي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، دانت له العرب والعجم وكل من قام له في زمانه، وأقام دولة لم تذهب إلى يومنا هذا. ووقف التاريخ عنده فصار ينسب إليه يقول: قبله وبعده.
مجنون هذا؟!
لا والله بل أعقل الناس.
دعوى الجنون من هؤلاء لا دليل عليها غير نصوصٍ مكذوبة، وتحريفات في نصوصٍ ثابتة، يأتون بالنص الثابت فيحرفون فيه حتى يخرجوه عن معناه الصحيح ثم بعد ذلك يستدلون به، وهو كذب ولا شك [5]
ومرة قالوا: بل تنزلت به الشياطين، {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ {210} وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} [الشعراء: 210 ـ 211]، وفي القرآن الكريم ذم للشيطان الرجيم وبيان أنه عدو مبين، {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} فاطر6، وقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً} الإسراء53
ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم إن قرأنا كتاب ربنا أو أكلنا أو شربنا، أو مشينا أو جلسنا، نسمي الله ونستعيذ به من الشيطان، فكيف يكون هذا حديث الشياطين؟!
وما دليل من يتكلم؟!
لا شيء غير كذب يلقي به علينا [6]
ولا يرجعون
أمارة أن القوم هنا فقط للكذب والتضليل أنهم يفتعلون الكذب، وقد تتبعت طرقهم ووقفت على كل الشبهات لا أحسب أن شيئاً فاتني وخرجت بأن ليس ثم شبهات وإنما عقلية مريضة هي التي افتعلت هذه الشبهات. فالشبهات التي يتحدثون بها عن الإسلام ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مفتعلة كلها بالكذب الصريح أو بالعبث في النص بزيادة أو نقصان أو تحريف للمعنى، أو بالاستدلال بما لا يصح الاستدلال به مثل الموضوع والمكذوب وأقوال من لا وزن لهم ممن كتبوا أو تحدثوا.
وإن أكبر آية على أن ليس ثم شبهات وإنما فقط فقط عقلية مريضة تبحث عن شيء تضل به قومها، أننا نرد عليهم ونسمعهم الرد ولا يستطيعون دفعه ثم يعودون لما قالوا. وقد قام أحد قساوستهم مرة يسأل الشيخ أحمد ديدات ـ رحمه الله ـ يقول له كيف تنكرون موت المسيح والقرآن يقول {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً} مريم33 فبين له الشيخ أن الآية تقول {وَيَوْمَ أَمُوتُ} بصيغة المضارع وليس بصيغة الماضي وهذا يعني أنه لم يمت. فبهت الذي كفر. ثم ماذا؟
عاد في مكانٍ آخر يردد ذات الكلمات!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/384)
القصة ليست بحث عن الحقيقة وإنما بحث عن شيء يضلون به الناس. ولولا ذاك لما افتعلوا الشبهات، ولما رددوها وقد طالعوا الرد عليها.
تآخي الكبائر:
الكبائر تتآخى، فلا تجد محترفاً للكذب فقط، وإنما إن تتبعت حال من اشتهر بكبيرة من الكبائر وجدت عنده أخواتٍ لها، فقوم لوط اشتهروا باللواط ولم تكن هذه مصيبتهم وحدها فقد كانوا قطاع طريق وأهل ظلم ومنكر قال تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ} العنكبوت29
ومثلهم أهل مدين ـ قوم شعيب عليه السلام ـ اشتهروا بتطفيف المكيال والميزان، ولم تكن هذه جريمتهم وحدها وإنما كانت لهم أخريات، قال تعالى على لسان نبيه شعيب: {وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} هود85
وحين النظر في حال هؤلاء الذين احترفوا الكذب نجد أنهم يقدمون أنفسهم كمبشرين بالنصرانية، وهم في تصوري كذبة لا يصدقون وخاصة حين يتكلمون على الإسلام ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وحين تتدق النظر في أحوالهم تجد أخريات من الكبائر بجوار الكذب على الله وعلى الناس. تجد النصب على الناس وأكل أموالهم بالباطل وصدق الله العظيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} التوبة34، و تجد انحرافات خلقية تصل للشذوذ الجنسي وهذا مشهور معروف عن زكريا بطرس وعن عامة من يعملون معه، وقد نشرت تسجيلات مصورة ووثائق مكتوبة.
والمقصود أننا أمام من يريدون صرفنا عن الحق، لا من يريدون هدايتنا لحق. إن الداعي إلى الحق لا يكون من كذبة، لا يكون كل حديثه بالكذب .. دعاة الحق لا يخطئون ثم حين يبين لهم الناس خطأهم يعودون لما قالوا.
إن الدعوة للحق تكون بالأفعال قبل الأقوال، فالدعاة للحق رأوه وعرفوه تماماً فأحبوه وامتثلوه ثم راحوا ـ من حبهم لهذا الحق ـ يدعون الناس إليه ليسعدوا به كما سعدوا. وإن هؤلاء ليسوا كذلك. إنهم فقط يصدون الناس عن دين الله {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} الأنعام144، {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ} العنكبوت68
كان علي أن أنظر في حال من يدعونني للنصرانية، وحين نظرت في حالهم رفضت مقالهم ودينهم. إنني لعلمي بحال الداعين للنصرانية رفضت النصرانية.
مختلفون
فيما يتحدثون به عن ديننا مختلفون.!!
وفيما يتحدثون به عن دينهم مختلفون!!
وإن هذا الاختلاف أمارة على كذبهم، أو نتاج ما اتصفوا به من الكذب وسبب كاف للنفرة منهم ورفض حديثهم. ولك مثلاً أن ترصد ما تحدثوا به في قضية النبوة .. في تفسير نبوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تجد أقوالاً متضاربة أيا منها لا يصح واثنان منها لا يجتمعان، وكلهم يقول بها جميعاً أو بأغلبها. يقولون ساحر، ويقولون مجنون، ويقولون ينقل عن كتابات الأولين، ويقولون علمه أصحابه، ويقولون بل تعلم من زوجاته، ويقولون ويقولون. . . وهذه أقوال كاذبة في ذاتها لا دليل عليها .. كل أدلتهم من أقوالهم هم ينقل بعضهم عن بعض، أو بنصوص تم العبث وأقول يكفي فقط لتكذيب أقوالهم في النبوة والشريعة عموماً أن تجمعها بجوار بعضها، تجد كل واحدةٍ منها تكذب أختها، وكل واحدةٍ منها تشهد على المتحدث بها أنه كاذب وقد فصلت ذلك في كتابي عن زكريا بطرس.
وفيما يتحدثون به عن دينهم مختلفون، اختلاف تضاد، وليس اختلاف تنوع، فبلا أي تكلف نستطيع أن نقول أن كل قضية يقف فيها النصارى وجهاً لوجه ولا يقبل أي منهما الآخر.
الفداء مختلفون فيه، يطال الجميع أم فقط من قبلوا المسيح؟!
ومن قالوا بأنه يطال كل من قبلوا المسيح مخلصاً مختلفون هل يطال هل طائفتهم فقط أم البقية من الطوائف الأخرى؟؟
والمسيح ـ عليه السلام ـ نفسه مختلفون فيه: هل هو الله متجسداً؟ أم ابن الله؟ أم غير ذلك؟! كل ذلك وأكثر من ذلك موجود عندهم، وكل واحدٍ منهم لا يقبل الآخر ولا يرضى بقوله.
والكتاب .. كتابهم .. بعضهم يزيد فيه أسفاراً بأكملها وبعضهم ينقص منه أسفاراً بأكملها، وداخل الأسفار كثر عبثهم.
وحديثهم عن كَتَبَةِ الكتاب ينفر منه القريب قبل البعيد، وسآتي على ذلك بشيء من التفصيل. ما يعنيني هنا هو أن أنقل لك ـ أخي القارئ المشهد الذي وجدته حال النظر في هؤلاء .. كذبة مختلفون. فكيف أقبل بضاعتهم وكيف لا أرفض دينهم؟!
أترضى بالكذابين؟؟!!
أترضى بالمختلفين المتحادين؟؟!!
محمد جلال القصاص
رمضان 1431هـ
===========الهوامش========================
[1] ندرج في البحث جزء يتحدث عن سياق العداوة للرسل.
[2] الرحيق المختوم / 85
[3] شرحت هذا وبينته في كتاب (الكذاب اللئيم زكريا بطرس) حال حديثي عن مصادر الاستدلال عند زكريا بطرس.
[4] ضربت أمثلة على ذلك في كتاب زكريا بطرس انظر من ص إلى ص
[5] شرحت هذا وفصلته في كتاب (الكذاب اللئيم زكريا بطرس) في بات (شواهد وهو منشور على الشبكة ومطبوع.
[6] رصدت قولهم وفصلت في الرد عليه في فصل (أينا يعبد الجن؟!) في كتاب الكذاب اللئيم زكريا بطرس.(130/385)
أخاها يحب أن يرى الناس عمله الصالح بحجة الثناء على الجنازة ..
ـ[أم ديالى]ــــــــ[15 - 08 - 10, 05:29 م]ـ
إحدى الأخوات تقول لي أخ على خير كثير وخلق عالٍ غير انه ليس طالب علم ولهذا يفهم الأمور بغير فهم صحيح .. فمثلا اذا عمل صالحا يحب ان يراه الناس بدعوى الجنازة التي مرت من امام الرسول صلى الله عليه وسلم فاثنى عليها خيرا .. ووجه ذلك عنده حتى إذا مات اثنى الناس عليه خيرا .. فتجده لا يقرأ القرآن إلا في المسجد .. ولا يصلي من النوافل مثل راتبة المغرب والظهر والعصر إلا في المسجد .. رغم انه يكون وقتها في البيت ..
وان حثته على قيام الليل يذكر لها القصة التي حصلت مع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنها والرجل من اهل الجنة لسلامة صدره ..
هي تعلم ان النبي -صلى الله عليه وسلم اوصانا - بالخبيئة الصالحة فقال: "من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل".
فكيف تشرح لأخيها ذلك؟ وكيف تجيب عن استدلاله بقصة عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما؟
وأتمنى ان يكون الرد بأسلوب واضح وبسيط ..
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[أم ديالى]ــــــــ[15 - 08 - 10, 05:31 م]ـ
سر العظماء
منذ ولادة هذه الأمة وقيامها على يد المؤسِّس العظيم مُنقذ البشريَّة - صلى الله عليه وسلم - وهي تنتج عظماء لا نظير لهم في باقي الأمم، حتى في زمن الضَّعف والعجز؛ وذلك لأنها تستند إلى منهج عظيم وتحمل رسالةً عظيمة.
عظمة هؤلاء تنبعث من عظمة دينهم، فلا غرابة أن يكونوا عظماء، ومما لا بد من قوله: أنه من الطبيعي أن يقلَّ عددُ العظماء، وينخفض مستواهم في زمن الضَّعف والبُعد عن الدِّين، وسيطرة الأعداء والأهواء.
وبالتتبُّع لسيرة عظماء الإسلام يلمس الباحث أن هناك سرًّا في حياتهم رفعهم إلى هذا المستوى، وكأنه قانون العظمة الذي لا بدَّ منه.
سرٌّ تجده في سيرة أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان، وعلي، وجملة الصحابة - رضي الله عنهم - وتجده عند سعيد بن المسيب، والزُّهري، وعمر بن عبدالعزيز، وأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وابن المبارك، والبخاري، ومسلم، وعماد الدين زنكي، وصلاح الدين الأيوبي، وقُطُز، وابن تيميَّة، وابن القَيِّم، إلى محمد بن عبدالوهاب، والشوكاني، وابن باديس، والبنَّا، والمودودي، وأحمد ياسين، والألباني، وابن باز، وإلى يوم الناس هذا - رحم الله الأولين والآخرين.
لو ذهبتَ تبحث عن هذا السرِّ، ستكون بمثابة مَن يبحث عن (إبرة في كوم قَش) في ليلٍ مظلم، ولكن من فضل الله أنك ستجد مَن سبقك واستطاع أن يعرف عن القوم - بعد أن انتقلت أرواحهم إلى باريها - من أقرب الناس إليهم، وممن عاشرهم وخالطهم وعاش معهم، فُدونت عنهم قرائن وعلامات قويَّة، والتي تدل على السرِّ وإن لم تصرِّح به.
والسرُّ لم يَعدْ سرًّا بعد أن امتلأت به الكتب وتناقلته الألسن، لكنه يبقى سرًّا بناءً على الأصل وعلى طبيعته؛ فهو عمل خفي، وجُهد لا يظهر للناس إلا في النادر، ولمن كان قريبًا من ساعة الحدث أو موقعه.
إن سرَّ أولئك العظماء أنه كان بينهم وبين الله - سبحانه وتعالى - خبيئةٌ وعملٌ خاص، وصلة لا يعرفها الآخرون: مِن صلاة أو قراءة أو صدقة أو ذِكْر أو خلوة أو دعاء أو مناجاة، أو معروف أو نفع للغير أو تقرُّب بقربة يحبها الله.
وأكثر سرٍّ يشترك فيه العظماء الحقيقيين، ويكاد أن يكون مُجمعًا عليه بينهم في هذه الأمة: هو قيام الليل، والعيش مع القرآن، تدبُّرًا وتأمُّلاً، وصلاةً وبكاءً.
إن العظمة كل العظمة أن تكون صلة المرء بالله قويَّة؛ فمنها يستمد قوته وحركته وتوفيقه، ومِن هنا كان الفرق بين كثير ممن يقومون بجهود متماثلة ومتساوية، فتجد القبول للبعض ولا تجده للبعض الآخر، والسرُّ أن المقبول لديه سر لا يعرفه الآخرون.
والروح لن تبقى منطلقة ولا فاعلة ما لم يكن لها تزوُّدٌ خاصٌّ بعيدًا عن أعين الخلق، تستقي منه حيويتها ورونقها وصفاءها، بل وقوَّتها ووقودها في ميدان الحياة.
فهل يفهم من يشنف أنفه نحو العظمة ويعرف الباب الصحيح للوصول؛ ? ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ? [المائدة: 54].
يقول إقبال - رحمه الله -: \"كُنْ مع مَن شئت في العلم والحكمة، ولكنك لا ترجع بطائل حتى تكون لك أنَّةٌ في السَّحَر\".
ـ[أم ديالى]ــــــــ[15 - 08 - 10, 05:33 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/386)
تصحيح العنوان:
أخوها يحب أن يرى الناس عمله الصالح بحجة الثناء على الجنازة ..
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[15 - 08 - 10, 08:18 م]ـ
روى البخاري (1367) ومسلم (949) في صحيحيهما عن أنس رضي الله عنه قال: مروا بجنازة فاثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"وجبت"، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: "وجبت"، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟، قال: "هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض".
إن كانت نيته خالصة لله سبحانه وحده فله أجر على أعماله الصالحة لكنه أجر العلانية
فصلاة النافلة في البيت أكثر أجرا من صلاتها في المسجد و صدقة السر خير من صدقة العلانية
ولتنصح صديقتك أخيها بأمرين:
1 - قال النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، إن الله تعالى يحب فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض)) متفق عليه (228).
وفي رواية لمسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا، فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، فيبغضه أهل السماء ثم توضع له البغضاء في السماء)) (229).
ورواه الترمذي (3161) وزاد: (فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدًّا).
قال النووي رحمه الله:
" وَمَعْنَى (يُوضَع لَهُ الْقَبُول فِي الْأَرْض) أَيْ الْحُبّ فِي قُلُوب النَّاس , وَرِضَاهُمْ عَنْهُ , فَتَمِيل إِلَيْهِ الْقُلُوب , وَتَرْضَى عَنْهُ. وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَة (فَتُوضَع لَهُ الْمَحَبَّة) " انتهى.
وقال ابن كثير رحمه الله:
" يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات في قلوب عباده الصالحين مودة، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه "
فليتطمن أخو صديقتك بأن أهم شيء في هذه الحياة هو أن يبحث و يعمل لنيل رضا الله تعالى و محبته فإذا حصلها فسيأتيه ثناء الناس و محبتهم و لو كره ذلك!
2 - هناك أعمال يجب على المسلم إظهارها ومن خلالها سيكون حكم الناس على أخو صديقتك:
أليس هو يصلي في المسجد جماعة؟
ألم يُخرج الزكاة؟ ألم يذهب للحج و العمرة؟
أليس هو طيب الأخلاق مع الناس؟
ألا يحسن للجيران؟ و يصل الرحم؟
أليس كلامه طيب؟ وهو يفشو السلام؟
هذه وغيرها أمور واجبة شرعا و هي كافية في تحصيل ثناء الناس الذي ينفعه في الآخرة وهو ما تقصدينه في الثناء عليه وقت الجنازة ...
وهذه الأمور يجب أن تكون نيته خالصة لله وحده ولا يُدخل فيها أحدا غير الله عز و جل.
ولا يجوز للمسلم فعل الأعمال الصالحة للحصول على ثناء الناس فقط الذي يشفع له لدخول الجنة لا فهذا لا يجوز أبدا بل هو شرك نسأل الله العافية ...
وأما خلط النية وهو أنه يعمل لله لكنه يُعلن الأعمال الصالحة التي حقها شرعا الإخفاء للحصول على ثناء الناس المذكور فهذا أمر خطير ... فالمؤمن يجب أن يكون عمله خالصا لوجه الله ومن كان خالصا لله وحده نشر الله له عمله الصالح بين الناس و كان ذلك من عاجل بشرى المؤمن كما قال النبي صلى الله عليه و سلم
أخو صديقتك فيما يبدو شاب صالح إن شاء الله لكن الشيطان لبس عليه في هذه المسألة
وأنصحه أولا وأخيرا أن يُشغل نفسه بإصلاح باطنه قبل ظاهره بالعلم الشرعي فأعمال القلوب أمرها خطير و مكانتها عاليه و في الحديث قدم النبي صلى الله عليه و سلم نظر الله تعالى إلى قلوبنا قبل أعمالنا فالأمرين عظيمين إذ العمل من أركان الإيمان لكن أعمال القلوب بها تتفاوت أعمال الجوارح ...
فرجلان يصليان جنب بعض أحدهما يحلق حول العرش بينما الآخر لا يدري كم صلى؟ وماذا يقول؟
و رجلان أحدهما تصدق بصدقة لله وحده وهو يراها قليلة في حق الله وأنه مقصر و أنه يحتسبها عند الله و يطلب من الله قبولها و يستحضر أن الله يقبلها بيمينه ويتفكر بتربية الله لصدقته هذه حتى تكون مثل الجبال
بينما رجل آخر تصدق بنفس المقدار لكن تفكيره على الدنيا ومتى سيخلف الله عليه ماله الذي أنفقه بمال أعظم؟
هذا ما لدي و ارجو من الأخوة التصحيح إن أخطأت
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:06 ص]ـ
قال النبي صلى الله عليه و سلم:
(إنّ أول الناس يقضى يوم القيامة عليه: رجل استشهد، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال: جريءٌ؛ فقد قيل. ثم أمربه؛ فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجلٌ تعلم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالمٌ، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئٌ، فقد قيل. ثم أمر به؛ فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل وسع الله عليه، وأعطاهُ من أصناف المال كله، فأُتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركتُ من سبيل تحبُّ أن يُنفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكئك فعلت ليقال: هو جوادٌ، فقد قيل. ثم اُمر به؛ فسحب على وجهه ثم ألقي في النار).
أقال الشيخ الألباني رحمه:
خرجه مسلم (6/ 47)،والنسائي (2/ 58)،والحاكم (1/ 107و2/ 110)، والبيهقي (9/ 168)، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 192)، والخطيب في "تقييد العلم " (197)، وأحمد (2/ 322) كلهم من طريق سليمان بن يسار
هذا الحديث قد لا ينطبق على أخو صديقتك إن شاء الله لكن من الأفضل نصحه و تذكيره بهذا الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/387)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:16 ص]ـ
إذا سلمت نيته وباطنه من الافات المحبطة للعمل، واذا سلم صدره فلا يحمل حقدا و لا حسدا فلا حرج على الاخ، بل ارى انه على خير كبير فوفقه الله لما يحبه ويرضاه، وقد عرفنا قوما كانوا يسرون اعمالهم ثم تركوها وصاروا الى العكس من ذلك فليس العبرة بالاسرار او الكتم إنما العبرة بسلام القلب والصدر
ولكن الدوام على هذا الحال متعسر فلا اظن الاخ سيطول به الزمان وهو على حاله هذا،
قال تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ}
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:45 ص]ـ
عن أبي أمامة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا شيء له فأعادها ثلاث مرار ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شيء له ثم قال إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي وجهه
رواه أبو داود والنسائي بإسناد جيد و حسنه الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[19 - 08 - 10, 01:33 ص]ـ
الممدوح من مدحه الله ورسول الله وليس من مدحه الناس
لتقنعه بهذا ولتخبره أن ثناء الناس عليه بعد موته لن يكون ثناء ممدوحا حقيقية إلا إذا كان عمله قبل الموت خالصا لله وحده وان الله لن يقبل عمل العبد حتى ولو كان على الوجه الصحيح المأمور به إلا إذا كان مخلصا لله راجيا رضاه وحده لا شريك له
مدح الناس له لذه ولكن هل يستحق أن يضيع العبد آخرته من أجل مدح العبيد ويترك مدح الله وثناءه على المخلصين
والموضوع يحتاج لمجاهدة ودعاء الله بقلب صادق أن ينجيه من الشرك وليعلم أن الشرك لا يغفره الله إلا لمن تاب منه أما باقي الذنوب فأمرها بيد الله إن شاء عذب بها وإن شاء غفر
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[19 - 08 - 10, 01:49 ص]ـ
دخول الرياء على العبادة
هل يثاب الإنسان على عمل فيه رياء ثم تغيرت النية أثناء العمل لتكون لله؟ مثلاً لقد أنهيت تلاوة القرآن وداخلني الرياء فإذا قاومت هذه الفكرة بالتفكير في الله هل أنال ثواباً على هذه التلاوة أم أنها تضيع بسبب الرياء؟ حتى لو جاء الرياء بعد انتهاء العمل؟.
الحمد لله
قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله:
اتصال الرياء بالعبادة على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس مِن الأصل؛ كمن قام يصلِّي مراءاة الناس، مِن أجل أن يمدحه الناس على صلاته، فهذا مبطل للعبادة.
الوجه الثاني: أن يكون مشاركاً للعبادة في أثنائها، بمعنى: أن يكون الحامل له في أول أمره الإخلاص لله، ثم طرأ الرياء في أثناء العبادة، فهذه العبادة لا تخلو من حالين:
الحال الأولى: أن لا يرتبط أول العبادة بآخرها، فأولُّها صحيح بكل حال، وآخرها باطل.
مثال ذلك: رجل عنده مائة ريال يريد أن يتصدق بها، فتصدق بخمسين منها صدقةً خالصةً، ثم طرأ عليه الرياء في الخمسين الباقية فالأُولى صدقة صحيحة مقبولة، والخمسون الباقية صدقة باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص.
الحال الثانية: أن يرتبط أول العبادة بآخرها: فلا يخلو الإنسان حينئذٍ مِن أمرين:
الأمر الأول: أن يُدافع الرياء ولا يسكن إليه، بل يعرض عنه ويكرهه: فإنه لا يؤثر شيئاً لقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ".
الأمر الثاني: أن يطمئنَّ إلى هذا الرياء ولا يدافعه: فحينئذٍ تبطل جميع العبادة؛ لأن أولها مرتبط بآخرها.
مثال ذلك: أن يبتدئ الصلاة مخلصاً بها لله تعالى، ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية، فتبطل الصلاة كلها لارتباط أولها بآخرها.
الوجه الثالث: أن يطرأ الرياء بعد انتهاء العبادة: فإنه لا يؤثر عليها ولا يبطلها؛ لأنها تمَّت صحيحة فلا تفسد بحدوث الرياء بعد ذلك.
وليس مِن الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته؛ لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة.
وليس مِن الرياء أن يُسرَّ الإنسان بفعل الطاعة؛ لأن ذلك دليل إيمانه، قال النبي صلى الله عليه وسلم " مَن سرَّته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن ".
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: " تلك عاجل بشرى المؤمن ".
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (2/ 29، 30).
الإسلام سؤال وجواب
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[19 - 08 - 10, 02:40 ص]ـ
رضي الله عن الشيخ ابن عثيمين و رحمه و غفر له و لك يا أخ سعد
ـ[أم ديالى]ــــــــ[20 - 08 - 10, 02:23 ص]ـ
جزاكم الله كل خير اخواني الفضلاء وجعل هذه الكلمات وعمل من انتفع بها في ميزان حسناتكم(130/388)
للصوم ثلاث مراتب
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 05:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للصوم ثلاث مراتب
قال الإمام الشيخ ابن قدامة المقدسي ـ رحمه الله ـ في ‘‘ مختصر منهاج القاصدين ’’ (ص 45 – 46):
((وللصوم ثلاث مراتب: صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص.
فأما صوم العموم: فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة.
وأما صوم الخصوص: فهو كف النظر، واللسان، والرجل، والسمع، والبصر، وسائر الجوارح عن الآثام.
وأما صوم خصوص الخصوص: فهو صوم القلب عن الهمم الدنية، والأفكار المبعدة عن الله ـ سبحانه وتعالى ـ، وكفه عما سوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ بالكلية ...
فمن آداب صوم الخصوص: غض البصر، وحفظ اللسان عما يؤذي من كلام محرم أو مكروه، أو مما لا يفيد، وحراسة باقي الجوارح. وفي الحديث من رواية البخاري؛ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ")) اهـ.
وقال الشيخ العلامة محمد الخضر حسين ـ رحمه الله ـ:
((وللصوم عند من تنبهوا لأسرار العبادات ثلاث دراجات:
صوم العامة؛ وهو كف البطن والفرج عن شهوتيهما.
وصوم الخاصة؛ وهو ما تقدم مع قصر الجوارح عن أفعال المخالفات.
وصوم خاصة الخاصة؛ وهو صوم القلب وترفعه عن الهمم الدنية والأفكار الدنيوية التي لا تراد للدين، وإلا فهي من زاد الآخرة ومطاياه، وهذه هي الدرجة الكاملة التي جمعت بين عمل الظاهر والباطن.
وينبئك على حطة الدرجة الأولى وقصور صاحبها عن الانخراط في زمرة الصائمين حقيقة، قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ")) اهـ.
نقلا عن ‘‘ مقالات لكبار كتاب العربية في العصر الحديث ’’ (2/ 225).(130/389)
هل تناوب الأئمة في صلاة التراويح مخالف لهدي النبي صلي الله عليه وسلم
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 05:57 م]ـ
هل تناوب الأئمة في صلاة التراويح مخالف لهدي النبي صلي الله عليه وسلم عملا بقوله (من قام مع الإمام حتي ينصرف ................ ) فاللفظ (الإمام) ولم يقل اثنان أو ثلاثة
سمعت كلاما من أحد الائمة يقول ذلك.
قلت له ا هذا لفظ أريد به الجنس.أي من يؤمه
فما رأيكم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[15 - 08 - 10, 08:31 م]ـ
وهل الثاني والثالث لايطلق عليه لفظ إمام؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[15 - 08 - 10, 08:34 م]ـ
النبي صلى الله عليه وسلم ما أمّ الناس للتراويح إلا ثلاثة أيام فأين تكون المخالفة لهديه صلى الله عليه وآله وسلم؟
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 07:55 ص]ـ
وهل الثاني والثالث لايطلق عليه لفظ إمام؟
هو يقول (لفظة الحديث) إمام واحد
أما التناوب ففي عذة الحالة لا تأخذ أجر قيام ليلة
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 09:07 م]ـ
هذا تعسف لا داعي له ولا ينبغي أن نضيق ما وسعه الله
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[16 - 08 - 10, 09:40 م]ـ
قال الالباني رحمه الله في تمام المنه
وأن الذي صح عن عمر رضي الله عنه بأصح إسناد مطابق لسنته صلى الله عليه وسلم التي روتها عائشة في حديثها المذكور في الكتاب فقد روى مالك في " الموطإ " عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: " أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة قال: وكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في بزوغ الفجر
وهذا فيه دلالة واضحه على ان عمر رضي الله عنه جعل للناس اكثر من امام في الصلاة وعمر صاحب سنة متبعة رضي الله تعالى عنه
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[16 - 08 - 10, 11:03 م]ـ
وهذا فيه دلالة واضحه على ان عمر رضي الله عنه جعل للناس اكثر من امام في الصلاة وعمر صاحب سنة متبعة رضي الله تعالى عنه
أخي الكريم محمد الرشدان وفقه الله،
أظنك وهمت! فليس في الحديث دلالة على تعدد الأئمة للصلاة الواحدة وتأمل مفردات الحديث، فعمر كان يأمرهما بصلاة 11 ركعة أي أن كلاً منهما كان يؤم قومه، ولو كان المعنى كما ظننت لكانت الصلاة 22 ركعة وهذا ليس الحال كما تعلم.
لا أظن المسألة على أي حال تستحق الخلاف، فالأمر فيه سعة وكلا القولين محتمل.
والله أعلم
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 04:17 ص]ـ
قلت له هذا تكلف
فقال لي هات الدليل
ويقول:لا يصح لكم قيام الليلة
قلت له في الحرم المكي والمدني يفعلون ذلك
قال لي: لا يكتب لهم قيام ليلة
والمصيبة أنه إمام مسجد
فكيف نفهمه هذا الامر حتي لا يلبس علي الناس
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[17 - 08 - 10, 04:44 ص]ـ
قلت له هذا تكلف
فقال لي هات الدليل
ويقول:لا يصح لكم قيام الليلة
قلت له في الحرم المكي والمدني يفعلون ذلك
قال لي: لا يكتب لهم قيام ليلة
والمصيبة أنه إمام مسجد
فكيف نفهمه هذا الامر حتي لا يلبس علي الناس
ماذا لو تعب الإمام الراسخ أو فسد وضوئه مثلاً و سحب غيره مكانه
هل يقول نفس الكلام أيضاً؟
بما أن الإمام قد تغير!
عملا بقوله (من قام مع الإمام حتي ينصرف ................ ) فاللفظ (الإمام) ولم يقل اثنان أو ثلاثة
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[17 - 08 - 10, 10:55 ص]ـ
ويقول:لا يصح لكم قيام الليلة
....... فكيف نفهمه هذا الامر حتي لا يلبس علي الناس
كلامه أصلاً يناقض نفسه!!
هو يقول: الحديث يقول بالإمام الواحد
نحن نقول: الإمام المستخلف له حكم الإمام الأصلي فلا فرق
هو يقول: تحصيل أجر قيام الليلة لا يكون إلا بإمام واحد
نحن نقول: فليكن لك ذلك جدلاً، وعليه متى ما انصرف الإمام الأول أو استخلف غيره كان للمصلي خلفة أجر قيام الليلة، لأنه صلى مع الأمام حتى انصرف، وهذا هو نص الحديث!!
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 11:22 ص]ـ
[مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين]
796سئل فضيلة الشيخ: بعض الناس في المسجد الحرام يصلون القيام دون التراويح بحجة المحافظة على السنة وعدم الزيادة على إحدى عشرة ركعة فما رأي فضيلتكم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/390)
فأجاب فضيلته بقوله: الذي أرى أنه ينبغي للإنسان أن يحافظ على التراويح والقيام جميعاً، فيصلي مع الإمام الأول حتى ينصرف ويصلي مع الإمام الثاني حتى ينصرف؛ لأن تعدد الأئمة في مكان واحد يجعل ذلك كأن الإمامين إمام واحد، كأن الثاني ناب عن الأول في الصلاة الأخيرة، فالذي أرى في هذه المسألة أن يحافظ الإنسان على الصلاة مع الأول والثاني ليشمله قول الرسول عليه الصلاة والسلام: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة".
فإن قيل: المحافظة على الإمامين تستلزم أن يوتر الإنسان مرتين.
فنقول: يزول هذا المحظور بأن تنوي مع الإمام الأول إذا قام إلى الوتر أنك تريد الصلاة ركعتين، فإذا سلم من وتره قمت فأتيت بالركعة الثانية، وتجعل الوتر مع الإمام الأخير، فيشفع الإنسان مع الإمام الأول ويوتر مع الثاني لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً" (2).
أما قولهم: السنة إحدى عشرة ركعة.
فنقول: نعم، إذا صليت وحدك فالسنة أن لا تزيد على إحدى عشرة ركعة، أو كنت إماماً فالسنة أن لا تزيد على إحدى عشرة ركعة، لكن إذا كنت مأموماً تابعاً لغيرك فصل كما يصلي هذا الإمام، ولو صلى ثلاثاً وعشرين، أو ثلاثاً وثلاثين، أو تسعاً وثلاثين هذا هو الأفضل وهو الموافق للشرع؛ لأن الشرع يحث على وحدة الأمة الإسلامية واتفاقها، وعدم تنافرها واختلافها، وعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" يشمل هذا. ولقد تابع الصحابة رضي الله عنهم أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - في إتمام الصلاة في منى مع إنكارهم ذلك (1)، كل هذا من أجل ائتلاف الكلمة وعدم التفرق.
--------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------
[مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين]
806سئل فضيلة الشيخ: من صلى مع الإمام الأول صلاة التراويح ثم انصرف، وقال: لي قيام ليلة بنص الحديث: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة"، فإنني بدأت مع الإمام وانصرفت معه؟
فأجاب فضيلته بقوله: أما قوله: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة". فهذا صحيح ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حين طلب منه الصحابة أن ينفلهم بقية الليل، وقد قطع الصلاة لنصف الليل فقالوا يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا، فقال: "إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" (1)، ولكن هل الإمامان في مسجد واحد يعتبر كل واحد منهم مستقلاً، أو أن كل واحد منهما نائب عن الثاني؟
الذي يظهر الاحتمال الثاني - أن كل واحد منهما نائب عن الثاني مكمل له، وعلى هذا فإن كان المسجد يصلي فيه إمامان فإن هذين الإمامين يعتبران بمنزلة إمام واحد، فيبقى الإنسان حتى ينصرف الإمام الثاني، لأننا نعلم أن الثانية مكملة لصلاة الأول.
وعلى هذا فالذي أنصح به إخواني أن يتابعوا الأئمة هنا في الحرم حتى ينصرفوا نهائياً، وإن كان بعض الإخوة ينصرف إذا صلى إحدى عشرة ركعة، ويقول: إن هذا هو العدد الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن معه في أن العدد الذي فعله الرسول صلى الله عليه وسلم واقتصر عليه هو الأفضل، ولا أحد يشك في هذا، ولكني أرى أنه لا مانع من الزيادة، لا على أساس الرغبة عن العدد الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن على أساس أن هذا من الخير الذي وسع فيه الشرع، حيث سئل صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال: "مثنى مثنى، فإذا خشيء أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما قد صلى" (2).
وإذا كان هذا الأمر مما يسوغ فيه الزيادة فإن الأولى بالإنسان أن لا يخرج عن الجماعة بل يتابع، فالصحابة - رضي الله عنهم - لما أتم عثمان - رضي الله عنه - الصلاة في منى، استرجع بعضهم لما بلغه ذلك (3)، ومع هذا كانوا يصلون خلفه أربعاً فيزيدون ركعتين في صلاة لا تتجاوز الركعتين من أجل موافقة الجماعة، وائتلاف الكلمة، وعدم التفرق.
والموافقة شأنها عظيم جداً، لا يذهب أحدكم مذهباً ينفرد به عن الجماعة، ويحزب الأمة ويقول: أنت معي أو مع فلان، فهذا خطأ.
وعلى هذا فمادام الأمر سائغاً وليس فيه محظور شرعي، فإن موافقة الجماعة لا يظهر فيها ضغائن ولا أحقاد، فمادام الأمر واسعاً، والسلف الصالح روي عنهم في ذلك أولان متعددة كما قال الإمام أحمد، وشيخ الإسلام ابن تيميه - رحمهما الله - فليسعنا ما وسع السلف، وقد سبقنا من السلف من سبقنا فلا ينبغي أن نشذ، وأنا أكرر الدعاء إلى الائتلاف، وعدم الاختلاف فيما يسوغ فيه الاجتهاد، ولكن الإشكال الوارد وهو حقيقة إشكال إن كان هناك وتران في ليلة واحدة، فماذا يصنع المأموم؟
نقول: إذا كنت تريد أن تصلي مع الإمام الثاني التهجد، فإذا أوتر الإمام الأول، فأت بركعة لتكون مثنى مثنى، وإذا كنت لا تريد التهجد آخر الليل، فأوتر مع الإمام الأول، ثم إن قدر لك بعد ذلك أن تتهجد فاشفع الوتر مع الإمام الثاني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/391)
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 11:31 ص]ـ
[شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد]
السؤال: جاء الحديث عن عائشة رضي الله عنها بأن صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم بالليل كانت إحدى عشرة ركعة، وجاء في حديث آخر: (من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)، فكيف نفعل بصلاة التراويح هنا في الحرم، هل نصلي مع الإمام ثلاثةً وعشرين ركعة كاملة حتى ينصرف، أم نصلي إحدى عشرة ونخرج من الصلاة، أرجو التوفيق بين الحديثين؟
الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم ما منع من الزيادة، وهذا الحديث حكاية لفعله صلى الله عليه وسلم، وأما الزيادة فلا يوجد دليل يدل على المنع منها، بل فيه ما يدل على الجواز، وهو حديث: (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة توتر له ما قد صلى) يعني: تصلي ثنتين .. ثنتين .. ثنتين .. وإذا خشيت طلوع الفجر ائت بركعة توتر ما مضى، فهذا يدل على أن الأمر في ذلك واسع، والإنسان عندما يصلي وراء إمام يصلي ثلاثاً وعشرين أو ثلاثين أو أقل أو أكثر فإنه يتابع الإمام، ويكون بذلك حقق ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة)، وكون الإنسان يصلي مع الإمام الأول ثم ينصرف لا يقال: إن الإمام قد انصرف، بل الناس يصلون ولم ينصرفوا، والإمام لم ينصرف، وإنما تحول من كونه إماماً إلى كونه مأموم، حتى يعقبه الآخر بالقراءة، ويكون هذا يبدأ بنشاط، وذاك يمكن يكون قد تعب، فيكون في ذلك مصلحة. وليس معنى ذلك أن الصلاة تنتهي بانتهاء صلاة الإمام الأول، فهو ما انصرف وذهب إلى بيته، وإنما تحول من كونه إماماً إلى كونه وراء الإمام. ثم لو فرضنا أن هذه العشرين ركعة صار فيها لكل ركعتين إمام، هل يصلي ركعتين مع الأول وينصرف؟! أولاً: الإمام ما انصرف، إنما تحول الإمام إلى كونه مأموماً فهذا للمصلحة، فأنت تصلي مع الناس وتستمر ولا تنصرف إلا إذا انصرف الإمام فهذا خير لك، ولم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على منع الزيادة إلا هذا الحديث، لكن ما قال: لا تزيدوا.
فلا شك أن فعله صلى الله عليه وسلم هو الأولى، لكن إذا صليت وراء إمام يصلي أكثر فلا تنصرف قبل انصرافه، بل كن معه وذلك خير لك.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[17 - 08 - 10, 05:54 م]ـ
صراحة إمامك هذا مجادل فدعك منه واشتغل بما ينفعك
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 08:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا عمر علي هذه النقولات الممتازة فعلا
لقد أثريت الموضوع حقا بهذه التفصيلات من الشيخ ابن عثيمين، والشيخ عبد المحسن العباد(130/392)
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
ـ[صبحي حيزان]ــــــــ[15 - 08 - 10, 08:23 م]ـ
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ
أخرجه البخاري في صحيحه ومسلم في صحيحه
اتوجه إلى كل أعضاء المنتدى وخاصة طلاب العلم الشرعي بعدد من الأسئلة ارجوا الإجابة عليها:
السؤال الأول: ما حكم وجود قبور الأولياء وما شابههم داخل المساجد بصورة عامة
السؤال الثاني: ما حكم الذهاب إلى القبور والوقوف عندها التوسل بها والتمسح بها والصلاة أمامها وما شابهه
السؤال الثالث: هل هذا اللعن الذي ورد في الحديث يشمل هذه القبور الموجودة في عدد من الدول العربية وهل الوزر على من أدخل القبر إلى داخل المسجد أم من وضع المسجد فوق القبر
السؤال الرابع: ما موقف وواجب طلاب العلم الشرعي بالتحديد من هذه القضية
السؤال الخامس: ما هو موقف العوام من الناس من هذه القبور الموجودة بكثرة ضمن مساجد عدد من الدول العربية
السؤال السادس: هل يجوز إن يوصى أحد من علماء المسلمين بدفنه داخل المسجد وهل في دفنه داخل المسجد فيه خير للميت
وفي القلب أسئلة كثيرة ولكن اكتفيت بهذه الأسئلة ارجوا من الأخوة طلاب العلم الشرعي الإجابة عليها
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 11:45 م]ـ
أخي الفاضل ...
أسئلتك هذه تعرف جوابها من رسالة الشيخ الألباني (تحذير الساجد من إتخاذ القبور مساجد).
حمل: من هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=55730&d=1207006186) .
ـ[صبحي حيزان]ــــــــ[16 - 08 - 10, 12:50 ص]ـ
جزاك الله كل خير أخي الحبيب(130/393)
اختلاف تواقيت الصلاة في البلد الواحد نتيجة اختلاف التضاريس
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 09:19 م]ـ
اثيرت هذه الأيام مسئلة اختلاف تواقيت الصلاة بين اهل الجبل و الوادي في البلد الواحد
لأعتبار رؤية الشمس ... ترتب على هذا افساد صوم من يتابع تواقيت اهل الهضاب و الوديان من اهل الجبال ...
فهل ما لفت اليه النظر الشيخ العبيكان ... له اعتبار
عادت مع أول يوم في غرة رمضان المبارك مشكلة عدم فصل مواقيت الغروب في السعودية بين منطقة وأخرى ومحافظة ومثيلتها، وكذلك بين المناطق المنخفضة وتلك المرتفعة، إلى الواجهة؛ وذلك بعد أن أكد الشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي أن هناك فارقاً زمنياً يصل في أقصاه إلى 6 دقائق، بين غياب الشمس في المناطق الجبلية، وغيرها من المنخفضات الواقعة في ذات المنطقة الإدارية.
وأوضح العبيكان أن تقويم أم القرى لم يشر في أي من مواقيته إلى المرتفعات الجبلية. وقال: "مثلاً مرتفعات الهدا في الطائف غرب السعودية (1700 متر عن سطح البحر)، لا تغيب الشمس عنها إلا بعد 6 دقائق من غروبها في عرفة (أسفل سفح الجبل)، والمؤسف أن أهل الهدا يؤذنون على التقويم، فيفطرون قبل غروب الشمس، وهذه كارثة".
ودعا العبيكان إلى تحديد مواقيت دقيقة لغروب الشمس في المرتفعات الجبلية، لتوخي وقت الإفطار الصحيح لسكان تلك المرتفعات، في وقت لا يشمل فيه تقويم أم القرى أي مواقيت غروب للمرتفعات الجبلية في البلاد، التي تغيب الشمس فيها عادة بعد فترة من غيابها في المدن التابعة لذات المنطقة الإدارية الواقعة فيها، والمدرجة في تقويم أم القرى.
وأضاف العبيكان الذي كان يتحدث لصحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير نشرته اليوم الأربعاء 11 - 8 - 2010، "ولا تقتصر المشكلة على سكان الهدا فقط، بل إن سكان السودة في المنطقة الجنوبية يقعون في ذات المشكلة باعتمادهم توقيت مدينة أبها في الإفطار في رمضان. فالسودة (منطقة جبلية ترتفع نحو 2500 متر عن سطح البحر) يختلف وقت غياب الشمس فيها لارتفاعها عن مدينة أبها (جنوب السعودية)، ومع ذلك نجد أن المساجد في السودة تؤذن حسب تقويم أم القرى بالنسبة إلى مدينة أبها، بينما أن الشمس لا تغيب عنهم إلا بعد 4 دقائق من أذان أبها".
وعن مدينة جدة أضاف: حتى مدينة جدة السعودية، يبدو أنها تؤذن لوقت المغرب قبل غياب الشمس عنها تماماً، حيث تعمد بعض مساجدها، بحسب معلوماته، لاعتماد الوقت المحدد لمكة المكرمة، بينما أن هناك فرقاً مقداره 4 دقائق بين مكة وجدة.
ويخلص الشيخ العبيكان إلى ضرورة مراجعة جميع المواقيت الواردة في تقويم أم القرى، حيث إن ما ينطبق على المرتفعات الجبلية في غياب الشمس، ينسحب على أخطاء أخرى في مواقيت مختلفة في التقويم. ويعتقد العبيكان وغيره من العلماء والفقهاء الشرعيين، أن وقت الفجر الوارد في تقويم أم القرى، خاطئ، وينبغي أن يؤذن للفجر بعد نحو ثلث ساعة من الوقت المدرج في تقويم أم القرى".
مؤكداً: "منذ سنوات ونحن نراقب أذان الفجر في كثير من مناطق السعودية فوجدنا أن هناك فرقاً بين طلوع الفجر الصادق وبين توقيت الأذان حسب تقويم أم القرى.
وتابع: "ونبهت أنا وغيري من طلبة العلم والفلكيين عن هذا الأمر، وقامت مدينة الملك عبد العزيز والمشرفون على تقويم أم القرى وأخروا منذ العام الماضي أذان الفجر 3 دقائق فقط، بينما الواجب ثلث ساعة"
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:17 ص]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
قال النبي صلى الله عليه و سلم:
(إن خيارَ عِباد اللهِ: الذين يراعُونَ الشّمسَ والقمرَ والنُّجومَ والأظلّة؛ لذكر الله عزّ وجل).
أخرجه ابن شاهين في "الأفراد" (ق 5/ 1)، والبزار في "مسنده" (1/ 186/366)،والطبراني في "الدعاء" (3/ 1637/1876)،والحاكم (1/ 51)، ومن طريقه:
البيهقي في "السنن" (1/ 379) من طريق سفيان بن عيينة عن مسعر عن إبراهيم السَّكْسَكِي عن ابن أبي أوفى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال البزار:
"لا نعلم رواه عن مسعر إلا سفيان، والصحيح أنه موقوف على أبي الدرداء".
وقال ابن شاهين:
"تفرد به سفيان عن مسعر، ما حدث به عنه غيره، وهو حديث غريب صحيح حسن "!
وقال الحاكم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/394)
"هذا إسناد صحيح، وقد احتج مسلم والبخاري بإبراهيم السكسكي، واذا صح مثل هذه الاستقامة؛ لم يضره توهين من أفسد إسناده ".
ثم ساقه من طريق عبدالله عن مسعر عن إبراهيم السكسكي قال حدثني أصحابنا عن أبي الدرداء أنه قال ... فذكر موقوفاً نحوه. وقال:
"هذا لا يفسد الأول، ولا يعلله؛ فإن ابن عيينة حافظ ثقة، وكذلك عبدالله ابن المبارك ".
قلت: وسكت عن الحديث الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 208)!
ولي هنا ملاحظات لا بد لي من ذكرها:
أولاً: قول البزار: "والصحيح موقوف "!
فأقول: لا وجه لهذا التصحيح؛ فقد رأيت أن مدار المرفوع والموقوف على (إبراهيم السكسكي)؛ فإن كان حجة؛ فالأمر كما قال الحاكم: الموقوف لا يفسد المرفوع؛ لأن الإسناد إليه بكل منهما صحيح. فتأمل!
ثانياً: تصحيح الحاكم والذهبي وابن شاهين لإسناده؛ فيه نظر قوي! ذلك؛ لأن (السكسكي) وإن أخرج له البخاري؛ ففيه كلام من قبل حفظه، يمنع من الحكم على إسناده بالصحة. أما الحسن فيمكن، قال الذهبي نفسه في "الميزان ":
"كوفي صدوق، لينه شعبة والنسائي، ولم يترك، قال النسائي: ليس بذاك القوي. وخرج له البخاري. وقال أحمد: ضعيف. وقال ابن عدي: لم أجد له حديثًًاً منكر المتن ".
وقال في "الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد" (ص 55):
"لينه شعبة، وضعفه أحمد، حديثه حسن ".
وقال الحافظ في "التقريب ":
"صدوق، ضعيف الحفظ "؛ وانظر "إرواء الغليل " (2/ 12)؛ فإن له فيه حديثًاً صححه ابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود.
ثالثاً: قول الحاكم: "وقد احتج به مسلم "! خطأ لعله من بعض النساخ؛ فإن المنقول عن الحاكم خلافه؛ فقد ذكر الحافظ في ترجمة (السكسكي) هذا من كتابه "مقدمة الفتح " (ص 388):
"قال الحاكم: قلت للدارقطني: لم ترك مسلم حديثه؟ قال: تكلم فيه يحيى
ابن سعيد. قلت: بحجة؟ قال: هو ضعيف ".
رابعاً: ومع هذا كله؛ فإن في سكوت الحافظ عن الحديث ما يشير إلى تقويته، وذلك في مرتبة الحسن، كما في عبارة ابن شاهين المتقدمة، وهذا عند الحافظ: لذاته، أو لغيره، وهو الأقرب عندي؛ فقد ذكر له البيهقي شاهداً من
رواية واصل بن أيوب الأسواري عن أبي هريرة موقوفاً عليه.
والأسواري هذا لم أجد من ذكره؛ ولا السمعاني في هذه النسبة.
وكذلك أشار إلى تقويته الحافظ المنذري أيضاً في "الترغيب " (1/ 109/14) بتصديره إياه بقوله: "وعن .. "، وسكوته أو إقراره لتصحيح الحاكم وابن شاهين، وذكر له شاهداً من حديث أنس رضي الله عنه، وقد خرجته في الكتاب الآخر برقم (5038)، مع بيان ضعفه، وإعلال الهيثمي إياه. وأما هذا فقد قال فيه (1/ 327):
"رواه الطبراني في " الكبير"، والبزار، ورجاله موثقون، لكنه معلول "!
قلت: يشير إلى الخلاف في رفعه ووقفه، وفي توثيق إبراهيم السكسكي، وقد حررت القول في ذلك كله، وتبيين- إن شاء الله تعالى- صوابه من خطئه.
ثم لا بد لي بهذه المناسبة من كلمة حول هذا الحديث وما فيه من الفقه، فأقول:
ليس يخفى على أهل العلم أن الأذان شعيرة من شعائر الإسلام، وأنه قد جاء في فضله أحاديث كثيرة معروفة في "الصحاح " و "السنن " وغيرها، وإنما قصدت هنا تخريج هذا من بينها لسببين اثنين:
أحدهما: تحقيق الكلام في إسناده، والنظر في الذين صححوه؛ هل أصابوا أم أخطؤوا؟! ثم الحكم عليه بما تقتضيه القواعد العلمية الحديثية من صحة، أو حسن، أو ضعف، وقد فعلت، راجياً من الله تعالى أن أكون قد وفقت للصواب الذي يرضيه عز وجل.
والآخر: التذكير بما أصاب هذه الشعيرة الإسلامية من الاستهانة بها، وإهمالها، وعدم الاهتمام بها، وتعطيلها في بعض المساجد التي يجب رفع الأذان فيها من
مؤذنيها، اكتفاءً بأذان إذاعة الدولة التي يذاع بواسطة الكهرباء من مكبرات الصوت المركبة على المآذن في بعض البلاد الإسلامية، وبناءً على التوقيت الفلكي، الذي لا يوافق التوقيت الشرعي في بعض الأوقات، وفي كثير من البلاد، فقد علمنا أن الفجر يذاع قبل الفجر الصادق بنحو ربع ساعة أو أكثر، يختلف ذلك باختلاف البلاد، والظهر قبل ربع ساعة، والمغرب بعد نحو عشر دقائق، والعشاء بعد نصف ساعة! وهذا كما ترى يجعل بعض الصلوات تصلى قبل الوقت الشرعي مما لا يخفى فساده، والسبب واضح، وهو الجهل بالشرع؛ والاعتماد على علم الفلك حساباته التي تخالف الشرع؛ الأمر الذي صيّر المؤذنين الذين قد يؤذنون في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/395)
مساجدهم، ولا يكتفون بالأذان المعلن من إذاعة الحكومة يجهلون كلّ الجهل المواقيت الشرعية المبنية على الرؤية البصرية، التي يسهل على كل مكلف أن يعرفها، لا فرق في ذلك بين أمي وغيره، بعد أن يكون قد عرفها من الشرع، فالفجر عند سطوع النور الأبيض وانتشاره في الأفق، والظهر عند زوال الشمس عن وسط السماء، والعصر عند صيرورة ظل الشيء مثله، بالإضافة إلى ظل الزوال، والمغرب عند غروب الشمس وسقوطها وراء الأفق، والعشاء عند غروب الشفق الأحمر.
وإن مما لا شك فيه: أن هذه المواقيت تختلف باختلاف الأقاليم والبلاد ومواقعها في الأرض؛ من حيث خطوط الطول والعرض من جهة، ومن حيث انخفاضها وارتفاعها من جهة أخرى، الأمر الذي يوجب على المؤذنين مراعاتها والانتباه لها، فمدينة كبيرة كالقاهرة مثلاً؛ يطلع الفجر في شرقها قبل مغربها، وهكذا يقال في سائر الأوقات، بل قد تكون البلدة ليست في اتساعها كالقاهرة، كدمشق مثلاً، فمن كان في جبل قاسيون مثلاً تختلف مواقيته عمن كان في وسطها، أو في مسجدها مسجد بني أمية، أو في الغوطة منها مثلاً، ومع ذلك
فأهلها جميعاً من كان في الأعلى أو الأدنى من مناطقها يصلون ويصومون ويفطرون على أذان مسجدها! وما لنا نذهب بعيداً؛ فقد شاهدت أنا وغيري في بعض قرى عمان؛ (الناعور) - لما ذهبنا إلى صلاة المغرب في مسجدها- الشمس لما تغرب بعد، والأذان يعلن من مكبر الصوت الذي على المنارة مذاعاً من إذاعة الدولة من بعض مناطق عمان! وتتكرر هذه المشاهد المخالفة في كثير من البلاد كما رأينا وسمعنا مثله من غيرنا؛ وقد بينت هذا في مكان آخر من التعليقات والتوجيهات. والمقصود: أن الثناء المذكور على المؤذنين في هذا الحديث؛ صاروا اليوم غير مستحقين له؛ بسبب أنهم لا يراعون الشمس و .. ولمعرفة أوقات الصلاة التي ائتمنوا عليها، ودعا لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بالمغفرة لو قاموا بها في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم! أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين " (1).
فلعل من كان يملك أذانه من المؤذنين، ومن كان من الحكام الغيورين على أحكام الدين يهتمون بالمؤذنين وتوجيههم أحكام دينهم وأذانهم، ويمكنونهم من أداء الأمانة التي أنيطت بهم، وهم يعلمون قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ".
{إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أوألقى السمع وهو شهيد}! *
__________
(1) "صحيح أبي داود" (530)، و"الإرواء " (217).(130/396)
يا ويلنا!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 08 - 10, 12:20 ص]ـ
نعوذ بالله أن يكون ما يُكتب هنا أو بعضه أو أحد حروفه .. لغير وجه الله تعالى ..
ونعوذ بالله أن يُقصد غير ما عند ربنا جلا وعلا ..
ونعوذ بالله أن نكون ممن خسر الدنيا والآخرة ..
ونعوذ بالله أن نكون من أول من تسعّر بهم النار ..
ويا حسرتنا إن كان ما كُتب حجة علينا لا لنا .. يوم أن نلقاه.
ويا ويلنا إن تسببنا في دخول الناس الجنة .. ودخلنا النار!!.
وما أحقر الدنيا .. وأحقر من طلبها بغضب الجبار!.
وماذا ينفعنا ثناء وشكر الناس .. وقد غضب رب الناس؟!.
وماذا ينفعنا قول: (الشيخ فلان) .. وقد أُعد مقعده من النار؟!.
وكيف يكون حالنا إن قيل: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء!!.
فالإخلاص عزيز ..
والنية شرود ..
والشيطان حريص ..
والهوى أخّاذ ..
والنفس أمارة بالسوء ..
ولا غنى لنا عن رحمة الله ومغفرته وعفوه وإعانته ..
والله المستعان.
أصلح الله أحوالنا.
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[16 - 08 - 10, 12:55 ص]ـ
أصلح الله أحوالنا.
اللهم آمين
جزاكم الله خيرا
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:35 ص]ـ
الله المستعان
نسأل الله صلاح الاحوال
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:52 ص]ـ
جزاك الله الجنة
.
.
.
هل من وسائل ونصائح تعين على الإخلاص؟!
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[السوادي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 08:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:31 م]ـ
نفع الله بكم يا ابا محمد ..
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[16 - 08 - 10, 06:12 م]ـ
ياويلنا إن كنا منهم يا ويلنا .. والله المستعان
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 06:36 م]ـ
هكذا المؤمن لايزال بين الخوف والرجاء ... ولمن خاف مقام ربه جنتان الآيه، اللهم اجعلنا منهم
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[17 - 08 - 10, 01:28 م]ـ
الله المستعان
اللهم أصلح أحوالنا وأصلح نياتنا
جزاك الله خيرا
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:50 ص]ـ
وجدت هذه العبارة القوية فى توقيع أحد الأفاضل
قل للذي لايخلص لايُتعب نفسهُ
ـ[الشويكي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:57 ص]ـ
وجدت هذه العبارة القوية فى توقيع أحد الأفاضل
يا ضيعة العمر إن نجا السامع وهلك المسموع، ويا خيبة المسعى إن وصل التابع وهلك المتبوع. ابن رجب الحنبلى
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[19 - 08 - 10, 01:52 ص]ـ
كي لا يمنعنا الخوف من الرياء من العمل
هذا تفصيل جميل جدا للشيخ بن عثيمين
- دخول الرياء على العبادة -
هل يثاب الإنسان على عمل فيه رياء ثم تغيرت النية أثناء العمل لتكون لله؟ مثلاً لقد أنهيت تلاوة القرآن وداخلني الرياء فإذا قاومت هذه الفكرة بالتفكير في الله هل أنال ثواباً على هذه التلاوة أم أنها تضيع بسبب الرياء؟ حتى لو جاء الرياء بعد انتهاء العمل؟.
الحمد لله
قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله:
اتصال الرياء بالعبادة على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس مِن الأصل؛ كمن قام يصلِّي مراءاة الناس، مِن أجل أن يمدحه الناس على صلاته، فهذا مبطل للعبادة.
الوجه الثاني: أن يكون مشاركاً للعبادة في أثنائها، بمعنى: أن يكون الحامل له في أول أمره الإخلاص لله، ثم طرأ الرياء في أثناء العبادة، فهذه العبادة لا تخلو من حالين:
الحال الأولى: أن لا يرتبط أول العبادة بآخرها، فأولُّها صحيح بكل حال، وآخرها باطل.
مثال ذلك: رجل عنده مائة ريال يريد أن يتصدق بها، فتصدق بخمسين منها صدقةً خالصةً، ثم طرأ عليه الرياء في الخمسين الباقية فالأُولى صدقة صحيحة مقبولة، والخمسون الباقية صدقة باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص.
الحال الثانية: أن يرتبط أول العبادة بآخرها: فلا يخلو الإنسان حينئذٍ مِن أمرين:
الأمر الأول: أن يُدافع الرياء ولا يسكن إليه، بل يعرض عنه ويكرهه: فإنه لا يؤثر شيئاً لقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ".
الأمر الثاني: أن يطمئنَّ إلى هذا الرياء ولا يدافعه: فحينئذٍ تبطل جميع العبادة؛ لأن أولها مرتبط بآخرها.
مثال ذلك: أن يبتدئ الصلاة مخلصاً بها لله تعالى، ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية، فتبطل الصلاة كلها لارتباط أولها بآخرها.
الوجه الثالث: أن يطرأ الرياء بعد انتهاء العبادة: فإنه لا يؤثر عليها ولا يبطلها؛ لأنها تمَّت صحيحة فلا تفسد بحدوث الرياء بعد ذلك.
وليس مِن الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته؛ لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة.
وليس مِن الرياء أن يُسرَّ الإنسان بفعل الطاعة؛ لأن ذلك دليل إيمانه، قال النبي صلى الله عليه وسلم " مَن سرَّته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن ".
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: " تلك عاجل بشرى المؤمن ".
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (2/ 29، 30).
الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/397)
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 08 - 10, 04:38 ص]ـ
عجيبٌ أمننا!! .. أصلح الله أمرنا ..
الإخوة الأفاضل /
حنين السلفية
أبامالك المصري
حكيم بن عبدالله
أبامعاذ السلفي المصري
السوادي
أباحاتم المهاجر
أبازارع المدني
أبا أنس دريابادي الهندي
أباشعبة الأثري
الشويكي
سعد الحقباني
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، وأوفاه .. وأسأل الله أن يسعدكم في الدارين.
ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[21 - 08 - 10, 12:59 م]ـ
أحسن الله إليك أيها الفاضل
وجاء في تاريخ بغداد (14/ 318) قال أبو عبد الله الخنقاباذي:
حضرنا يوسف بن الحسين الرازي وهو يجود بنفسه فقيل له:
يا أبا يعقوب قل شيئا
فقال:
اللهم إنّي نصحت خلقك ظاهرا
وغششت نفسي باطنا
فهب لي غشي لنفسي لنصحي لخلقك
ثم خرجت روحه
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم تجاوز عن سيئاتنا وأصلح نياتنا وأعمالنا
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 09:43 م]ـ
لن يسألك الله كم أخذت من العلم!
بل كم أخلصت فيه!
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن لدي سؤال ..
إذا تاب المرائي توبة نصوحا هل تقبل منه أعماله السابقة؟
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:21 ص]ـ
سبحان الله
أوليس الرياء ذنبا يستحق أن يُكتب لمرتكبه السيئات
أوليس يبدل الله السيئات حسنات لمن تاب وآمن وعمل صالحا
فضل الله واسع سبحانه ولكننا مقصرون في التوبة والأوبة
يقول تعالى: (والذين لايدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً)
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 08 - 10, 08:49 م]ـ
رابط قد يفيد:
لماذا نكتب في ملتقى أهل الحديث؟. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149928)
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 10 - 10, 05:20 م]ـ
قال الإمام مسلم رحمه الله:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِىُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِى يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ:
«إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِىءٌ. فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ.
وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ. وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ. فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ.
وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ. فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِىَ فِى النَّارِ».
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:02 ص]ـ
إنا لله وإنا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الابالله
الأخلاص يحتاج الى إخلاص
نعوذ بالله ان نشرك به شيئا نعلمه ونستغفره لما لا نعلمه
ولهذا حديث الذي تسعر بهم نار جهنم كان ابوهريرة رضي الله عنه عندما يقرا الحديث يصرع
وكم للسلف من آثار تبكي القلوب لهولها ولخوفهم
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:25 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[صقر أبو خالد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 02:10 ص]ـ
أعوذ بالله من شر نفسي و الشيطان ..
أعوذ بالله من شر نفسي و الشيطان ..
أعوذ بالله من شر نفسي و الشيطان ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 11 - 10, 08:55 م]ـ
خشي عمر رضي الله عنه من النفاق فسأل حذيفة رضي الله عنه؛ وقال: (يا حذيفة نشدتك بالله هل ذكرني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين " ..
وخاف حنظلة رضي الله عنه ووجِلَ .. فقال (نافق حنظلة) ..
فماذا يقول من ساء أدبه مع ربه، وتخرق دينه بمعاصيه، وقصّر في حقوقه وواجباته .. ومع ذلك؛ فقد ضمن لنفسه الفردوس الأعلى.
أصلح الله أحوالنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/398)
ـ[صقر أبو خالد]ــــــــ[24 - 11 - 10, 04:04 م]ـ
بارك الله بالجميع ..
الحقيقه موضوع و مشاركات مميزه اعود إليها في بعض الاحيان لكي اتعض ..
آرجو أن يسمح لي الكاتب و الأخوة المشاركين فقد نقلت الموضوع و سوف أنقل بعض من المشاركات لأخوة آخرين عسى الله أن ينفعني و إياكم به ..
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[24 - 11 - 10, 08:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا أبا محمد على ما أبدعته أناملك من هذه الموعظة المؤثرة.
أصلح الله أحوالنا
اللهم اجعل أعمالنا صالحة، واجعلها لك خالصة، ولا تجعل لأحد فيها شيئا(130/399)
أفسدتم علينا أئمتنا، وأفسدتم علينا صلاتنا، شغلتمونا بما ليس بشغل ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:23 ص]ـ
منذ زمن، ونحن أسمع من بعض الشباب وغيرهم، من يقول عن صلاة ذاك الإمام الذي صلى معه، في الحرم، أوفي غيره: أبدع الإمام اليوم في قراءته، أو في دعاء الوتر، أو في قراءة السورة الفلانية.
أطربنا الإمام الفلاني اليوم.
ما أجمل قراءة الإمام الفلاني إذا مد المنفصل، أو المتصل .. .
الإمام الفلاني (مُرَوْق) على الآخر، أمتعنا اليوم بصوته، قرأ بعدد من المقامات، أجملها الحجازي.
ما أجمل صدى الصوت في مسجد فلان، انسجمنا على صوت الصدى فيه.
إلى غير ذلك من العبارات التي تنم عن حقيقة حضور هؤلاء لهذه الصلاة (صلاة التراويح، أو القيام) والتي أصبح الحضور إليها من أجل سماع الإصوات، والمدود، والصدى، التطريب، والإبداع، والتلحين، والمقامات، وصدى مكبرات الصوت، وتضخيم الأجهزة، ومزاجات الأئمة، وكأن الإمام يقرأ بمزاجه.
أين الاستماع إلى كلام الله؟
وأين الخشوع لكلام الله؟
وأين التأثر والتفكر والتدبر لكلام الله ومعانيه؟
أين التفهم لمعاني الدعاء والتضرع لله به، وبين يديه؟
نحن نحضر – أحبتي في لله – للصلاة في مساجد الله، لا إلى نوادي، أو مسارح، نبحث فيها عن الطرب، والإبداع، والمقامات، وجمال الأصوات، ولا ينبغي أيضاً هذا.
لنتق الله، نحن نحضر عبادة نتقرب بها، وفيها إلى الله تعالى في هذا الشهر الكريم، نسمع كلام الله، نتعلم من قراءة الإمام، نخشع ونتدبر، يكون لما يتلى علينا من هذا القرآن أثراً في حياتنا وواقعنا، وهدى في سلوكنا وسبيلنا إلى الله. (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة185].
لا يلام بعض الأئمة من الشباب خاصة، عندما يسمع مثل هذه الأقوال، وهذا المديح للصوت، أن يذهب إلى هذا، أعني إلى تحسين صوته، وتعلم المقامات، والتلحين، وعمل (البروفات) التمارين لذلك. وإذا وضعت آلة التسجيل أمامه خاصة، وحصلت مقايضة على ذلك! فالله المستعان!!.
أفسدتم علينا أئمتنا، وأفسدتم علينا صلاتنا، شغلتمونا بما ليس بشغل، نخرج من الصلاة وحديثنا عن هذه الأصوات، والتلحينات، والمقامات، وغيرها، سبحان الله!!
القليل منا من يخرج وهو يتحدث عن الآيات التي قرأها الإمام في صلاته، وما أثرها في نفسه، وواقع حياته؟
إن من أهم الأشياء التي تعرض عن تدبر كلام الله، هوالاشتغال بهذه الأمور، وهذا حقيقة.
صلوا أينما كنتم، في أي مسجد بالقرب منكم، أو في طريقكم، فأئمة المساجد اليوم على درجة عالية من الخير وقراءة كتاب الله، إلا ما ندر، ولا تحرموا أنفسكم الأجر فربما يفتح الواحد منكم على الإمام في خطأ اعتاده، أو لم يتنبه له، فيكسب أجر ذلك، كنوع من مدارسة القرآن.
أحث نفسي وإياكم على تدبر كلام الله عز وجل، وتفهم معناه ففيه الخير كل الخير، وسعادة الدنيا والآخرة.
وفي الختام: قال الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ، العَابِدُ، شَيْخُ الحَرَمِ، أَبُو القَاسِمِ سَعْدُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ الزَّنْجَانِيُّ:
تَدَبَّرْ كَلاَمَ اللهِ وَاعتَمِدِ الخَبَرْ ... وَدَعْ عَنْكَ رَأْياً لاَ يُلاَئِمُهُ أَثَرْ
وَنَهْجَ الهُدَى فَالْزَمْهُ وَاقْتَدِ بِالأُلَى ... هُمُ شَهِدُوا التَّنْزِيْلَ عَلَّكَ تَنْجَبِرْ
وَكُنْ مُوْقِناً أَنَّا وَكُلَّ مُكَلَّفٍ ... أُمِرْنَا بِقَفْوِ الحَقِّ وَالأَخْذِ بِالحَذَرْ
سير أعلام النبلاء (18/ 387).
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:49 ص]ـ
أفسدتم علينا أئمتنا، وأفسدتم علينا صلاتنا، شغلتمونا بما ليس بشغل، نخرج من الصلاة وحديثنا عن هذه الأصوات، والتلحينات، والمقامات، وغيرها، سبحان الله!!
القليل منا من يخرج وهو يتحدث عن الآيات التي قرأها الإمام في صلاته، وما أثرها في نفسه، وواقع حياته؟
أحسنت أخي الفاضل، فلله درك، ما أروع ما سطرت:
القليل منا من يخرج وهو يتحدث عن الآيات التي قرأها الإمام في صلاته، وما أثرها في نفسه، وواقع حياته؟
القليل منا من يخرج وهو يتحدث عن الآيات التي قرأها الإمام في صلاته، وما أثرها في نفسه، وواقع حياته؟
القليل منا من يخرج وهو يتحدث عن الآيات التي قرأها الإمام في صلاته، وما أثرها في نفسه، وواقع حياته؟
القليل منا من يخرج وهو يتحدث عن الآيات التي قرأها الإمام في صلاته، وما أثرها في نفسه، وواقع حياته؟
القليل منا من يخرج وهو يتحدث عن الآيات التي قرأها الإمام في صلاته، وما أثرها في نفسه، وواقع حياته؟
فهذا هو المطلوب (تدبر، وامتثال، وعمل) ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/400)
ـ[الفريحي السلفي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:24 ص]ـ
صدق الحسن البصري إذ قال -كما يروون عنه-: كلما جاء زمان بكيت منه فإذا ذهب بكيت عليه
ياصاحبي فتحت علي مواجعا ما كدت أريد البوح بها
كلما فتحت موضوعا جديدا مسحت ما كتبت حتى لا أزعجكم بفرحة قدوم شهر الخير والبركات
إن أردتني أن أتحدث عن أصحاب الحناجر فالكلام مني لهم لا يخلوا عن مجلدين على أقل تقدير
وإن أردتني التحدث عن طلبة العلم المشغولون بهجر مساجدهم والجري وراء الأصوات الحسنة لما سكتنا
أما كتاب الله فالران ياصاحبي سيطر علينا نسأله الله أن يعيننا على تدبره وفهمه
وجزاك الله خيرا ..
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:58 ص]ـ
شيخنا الحبيب ضيدان السلام عليكم أنا أتتبع الصوت الحسن النابع في البداية من الفهم الجيد للقرآن ومن إتقان القارئ للتجويد والعلم الشرعي
فهل هذا غير مستحب أيضًا؟
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[16 - 08 - 10, 04:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أخي ضيدان ونفع بك
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 05:56 ص]ـ
بارك الله فيك
فلقد والله وضعت يدك على الداء وأبنت عن الدواء
قليلة هي المقالات التي تشعر بتوفيق كاتبها
و أحسب هذا منها ولا أزكي على الله أحدا
ـ[السوادي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 08:19 ص]ـ
انا اوافقك في اشياء واختلف في اشياء بعد اذنكم لا ننسى قصه الرسول صلى الله عليه وسلم مع ابي موسى اؤتيت مزمار من مزامير ال داوود وقول ابي موسى رضي الله عنه حبرته تحبيرا وقوله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يقرأ القرآن جديدا غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد فلما كان الليل انقلب عمر إلى عبد الله بن مسعود يستمع قراءته فوجد أبا بكر قد سبقه فاستمعا فإذا هو يقرأ قراءة مفسرة حرفا حرفا وقوله خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد - فبدأ به - ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم، مولى أبي حذيفة
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[16 - 08 - 10, 12:07 م]ـ
لا عيب ان يتتبع الرجل الصوت الحسن فالصوت الحسن يزيد القران بهاءا وجمالا ورونقا ولكن المشكلة ان اقفاء اثر الائمة ذوي الصوات الحسنة الذين اجزم ان معظمهم لا يجاوز القران تراقيهم اتحدث عن واقعي ((تنبيه من المشرف: هذا الكلام لايجوز شرعا فلينتبه لذلك)) , صار هو الغاية والهدف ولا حول ولا قوة الا بالله , وكأن القران العظيم صار اداة للطرب فترى بعض العامة يقولون (يا سلااااااام) (اطربنا فلان)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:44 م]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:53 م]ـ
بوركت يا شيخ ضيدان
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:27 م]ـ
الشيخ ضيدان، لا يقصد مسألة تحسين الصوت والتغني بالقرآن والكلام عليها بالذات وإنما جاء بها لأن الناس انشغلوا عن ما هو أهم وهو التأمل والتدبر والامتثال والعمل، وتأثيرها على حياة الفرد والمجتمع، فلما كان قصده هذا ورأى أن الناس اهتموا بهذا وركزوا عليه وبالمقابل غضوا النظر بالكلية!! إلا من رحم عن الأهم الأعظم في الاستماع وهو التدبر وتأثيرها على الفرد والناس قال هذا الكلام، وإلا التغني وحسن الصوت لاشك أنه مطلب، والأدلة ظاهره ولا تخفاه، والله أعلم
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:45 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبوعمرو الآثرى]ــــــــ[16 - 08 - 10, 04:26 م]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك.
اللهم آمين .........
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 07:39 م]ـ
الشيخ ضيدان، لا يقصد مسألة تحسين الصوت والتغني بالقرآن والكلام عليها بالذات وإنما جاء بها لأن الناس انشغلوا عن ما هو أهم وهو التأمل والتدبر والامتثال والعمل، وتأثيرها على حياة الفرد والمجتمع، فلما كان قصده هذا ورأى أن الناس اهتموا بهذا وركزوا عليه وبالمقابل غضوا النظر بالكلية!! إلا من رحم عن الأهم الأعظم في الاستماع وهو التدبر وتأثيرها على الفرد والناس قال هذا الكلام، وإلا التغني وحسن الصوت لاشك أنه مطلب، والأدلة ظاهره ولا تخفاه، والله أعلم
بارك الله في جميع الإخوة ونفعنا بعلمهم:
ما قاله أخي أبو البراء هو الصحيح:
- أنا لا أنكر تحسين الصوت بالقرآن، ولا حتى تجويده، واتقان مخارج حروفه وترتيله، فهو مطلوب ومن محاسن التلاوة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/401)
- ولا على الذين يرغبون الحضور عند الأئمة الذين مَنَّ الله عليهم بذلك؛ إذا كانت صلاتهم لأجل الخشوع التدبر، والتلذذ بسماع القرآن.
- إنما عتبي وإنكار على الذين يتتبعون المساجد من أجل الأصوات فقط، من أجل التطريب والتلحين، من أجل المقامات والتنوع بها، من أجل مضخمات الصوت في المسجد، وكثرة السماعات فيه، ومؤثرات الصدى. فهذا هو عتبي وإنكار أن يكون المقصود من حضور الصلاة هذا الأمر، حتى بلغ بالبعض البحث والتنقيب عن أصوات جديد واكتشافها.
- الوقت يمضي وهذه الليالي المباركة جديرة بأن تستغل بالتقرب إلى الله لتدبر آياته، للتضرع والخشوع بين يديه سبحانه، فالعبادة تحتاج إلى صبر وتحمل، وإيمان بالله تعالى، واحتساب للأجر والثواب.
- هذا الأمر من أعظم مداخل الشيطان على العبد أن يفسد عليه عبادته بهذه الأمور حتى يخرج الشهر وما استفاد من لياليه إلا أن زيداً من الأئمة صوته حسن، والآخر مقامه في القراءة أحسن وهكذا.
- الأئمة بشر يؤثر فيهم المديح وكثرة المصلين خلفهم، فينبغي إعانتهم على أنفسهم بالنصح والتوجيه، وعدم إطرائهم ومدحهم من أجل الصوت.
- بعض الناس يبحث عن المساجد الحديثة، المساجد الجميلة المزخرفة، المساجد التي تفنن أصحابها في عمارتها، حتى هجرت مساجد الأحياء من المصلين ومن طلبة العلم خاصة.
- التجمهر وحبه لدى الكثير من الناس، تسأل أحدهم أين ستصلي التراويح أو القيام؟، فيقول: في المسجد الفلاني، والذي يبعد عن منزله عشرات الكيلوات، فتسأله، لماذا؟ فيجب هناك الكثير من الناس، الكثير من الأصدقاء، هناك أقابل فلاناً وفلاناً، نتحدث بعد الصلاة، نجتمع بعد الصلاة. إذن، الغرض من الحضور إلى هذا المسجد حب الناس، والتجمهر، ومقابلة الأصحاب.
- يجب أن نربي أنفسنا على غير ذلك، نربيها على أن ترغب في العبادة، وأن تصبر عليها، أن تؤمن بهذه العبادة التي شرعها الله على عباده، أن تحتسب الأجر من العبادة، وتحرص على ذلك، عند ذلك لا فرق حضر الناس، أم لم يحضروا، صلى الإمام حسن الصوت، أم لم يصل.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[17 - 08 - 10, 12:43 ص]ـ
مهلا يا مشرفنا العزيز لعلك حملت الكلام على غير محمله فلقد قصدت البلد الذي اقطن فيه ولكن للعجلة يبدو ان الكلام قد فهم على غير مراده
ـ[أبوعبدالرحمن القحطاني]ــــــــ[23 - 08 - 10, 01:33 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ ضيدان
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[23 - 08 - 10, 02:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الله يبارك فيك أخي
سبق و أن طرحت في هذا المنتدى سؤالا حول الصلاة خلف من يتكلف و يتقعر في قرائته إلى حد أن يذهب عنك الإشتغال بالقرآن إلى تتبع كيفية قرائته
إنها فتنة و بلية
نحن نحكم بالظاهر و الله يتولى السرائر
أنا أقول أن أصل البلية انتشار ظاهرة القراء و قنوات بث القرآن
حتى أني أقول أن للمغنين جمهور و مريدين
و كذلك صار للقراء و لا حول و لا قوة إلا بالله
إنه واقع لم يأتي من فراغ
قبل اطلاق قناة """ سمعنا أن برامجها ستحوي علوم القرآن و العقيدة و العربية من نحو و بلاغة
فإذا بها تبث القرآن صباحا مساءا، ليلا نهارا مع خلفيات للشلشة لمناظر طبيعية مفبركة
إنا لله و إنا إليه راجعون
ـ[ابو صالح حمود]ــــــــ[23 - 08 - 10, 06:46 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيحنا الكريم
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[18 - 09 - 10, 05:58 م]ـ
وصارت الرحال تشد إلى المساجد التي فيها إمام صاحب صوت جميل،
حتى في صلاة التهجد مثلا في رمضان في بعض المساجد في أحيائنا يفوق عدد المصلين عددهم في صلاة الجمعة (أما بقية المساجد فلا تتجاز الصفوف الثلاثة في الغالب) والناس إليه من كل حدب ينسلون بالسيارات.
قلت في نفسي ليتنا نحرص على العمل به كما نحرص على تخير من نصلي عنده التراويح
وهذه العبارة صارت شائعة عندنا، إذ صار السؤال " عند من صليت؟ " بدلا من " في أي مسجد صليت؟ "(130/402)
تساؤلات .. أرجو الإجابة عنها -وفقكم الله-
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهل العلم الكرام
لدي بعض الأسئلة أرجو أن تجيبوني عنها وجزاكم الله خيرا
1 - هل يجوز للمرأة الاعتكاف في الحرم بدون محرم؟؟ م هل يشترط في اعتكافها المحرم؟؟
2 - سمعت في محاضرة لداعية من الداعيات حديث لكن لا أعرف مدى صحته ولم أجده في الانترنت
الحديث بما معناه ما خاب من افتتح صلاته بالليل بالبقرة وآل عمران [لا أذكر نصه]
فهل الحديث صحيح؟ أو ما يدل على معناه؟
3 - كيف يعرف الانسان رأي الجمهور في مسألة من المسائل؟
حيث أني أريد معرفة رأي الجمهور في مسألة غطاء الوجه
وقد قرأت كتاب عودة حجاب وكتاب الرد المفحم .. وكل منهما أدلته مقنعة
واخترت بعد ذلك اتقاء الشبهات
لكن من كثرة النقاشات التي تدور معي من الأقارب أود معرفة رأي الجمهور في المسألة
ورأي المذاهب الأربعة
أرجو ممن يذكر رأي الجمهور أن يذكر لي المرجع ..
وجزاكم الله خير وأثابكم ونفع بعلمكم
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 02:20 ص]ـ
هل من مجيب؟
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[17 - 08 - 10, 02:25 ص]ـ
أختنا الكريمة
إذا لم تجدي إجابة هنا فضعي سؤالك في موقع الشيخ المنجد حفظه الله
الاسلام سؤال و جواب
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:11 ص]ـ
السؤال:
هل الأفضل للمرأة أن تعتكف في المسجد الحرام أم المسجد النبوي أو الأفضل عدم الاعتكاف؟
الجواب:
لا بأس أن تعتكف المرأة في المسجد الحرام أو المسجد النبوي أو أي مسجد آخر بشرط: أن لا يكون هناك فتنة، والمشاهد للمسجدين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي يرى أن الأفضل أن لا تعتكف المرأة في المسجد؛ لأنها لا يمكن أن تنفرد بمكانها بخلاف الأمر في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام فإنه يمكن أن تضرب المرأة خباءً لها في المسجد وتبقى فيه، لكن في الوقت الحاضر لا يمكن هذا، فيحصل في اعتكافها من الشر والبلاء والفتنة ما لا ينبغي أن يكون في المسجدين، ربما تنام المرأة في مكانها فيمر الناس منها ذاهبين وراجعين وربما تتكشف؛ لأن بعض الناس إذا نام لا يحس بنفسه بل أكثر الناس.
لذلك نرى أنه لا ينبغي للمرأة أن تعتكف في المساجد لكن لو فرض أن هناك مساجد غير الحرمين فيها أمكنة خاصة بالنساء وأرادت أن تعتكف المرأة فيها فلا بأس لكن بشرط أن لا تضيع شأن بيتها وزوجها وأولادها؛ لأن مراعاة بيتها وزوجها أولادها أهم من أن تعتكف في المسجد وهو أفضل لها؛ لأنها تؤدي واجباً والاعتكاف ليس بواجب.
أجاب عليه: العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:16 ص]ـ
رسالة الحجاب العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/cat_index_304.shtml
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[17 - 08 - 10, 01:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهل العلم الكرام
لست منهم لكن أنقل لكي كلامهم.
1 - هل يجوز للمرأة الاعتكاف في الحرم بدون محرم؟؟ م هل يشترط في اعتكافها المحرم؟؟
نقل غيري الجواب
2 - سمعت في محاضرة لداعية من الداعيات حديث لكن لا أعرف مدى صحته ولم أجده في الانترنت
الحديث بما معناه ما خاب من افتتح صلاته بالليل بالبقرة وآل عمران [لا أذكر نصه]
فهل الحديث صحيح؟ أو ما يدل على معناه؟
الحديث هو: ما خيب الله امرا قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران
وقد ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة 4440
3 - كيف يعرف الانسان رأي الجمهور في مسألة من المسائل؟
بالرجوع لأهل العلم أو كتبهم المعتمدة
حيث أني أريد معرفة رأي الجمهور في مسألة غطاء الوجه
رأي الجمهور أنّ تغطية الوجه ليست بواجب إلا في حال الفتنة، وهذه من الأمور المعلومة للجميع.
والله أعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:30 م]ـ
اقول: انظري اقوال المذاهب في كشف الوجه في هذا المقال للشيخ الفاضل
أحمد بن عبد العزيز الحمدان
مدير مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة جدة
ومشرف موقع نوافذ الدعوة قال وفقه الله
كتب من يرمز لاسمه بـ (( Another)) في 11/ 5/2005م، في الساحات المفتوحة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/403)
تعقيباً على الكاتبة ((أثيل)) وجاء في رده خطأ علمي أحببت التنبيه عليه؛ وهو قوله: ((سيدتي الفاضلة كشف الوجه ثلاثة مذاهب أباحته))
أقول: رغبة في بيان الحق في هذه المسألة التي كثر خوض من جَهِل كلام العلماء، وجَهِل مواطن وضعهم لهذا الكلام أبيّن لـ (( Another)) ولكل من ظن ظنه الآتي:
أولاً: كشف المرأة وجهها ليس مباحاً عند الأئمة الثلاثة أبي حنيفة ومالك والشافعي فقط، بل هو مباح، على الصحيح، عند الأئمة الأربعة، رحمهم الله، وهناك رواية عن الإمام أحمد بلزوم تغطيته ولكنها ليست الصحيح من مذهبه، وهذا أمر لا يجادل فيه إلا جاهل أو مكابر معاند، ولكن أين؟؟؟ هذا هو السؤال الذي يتهرب من الإجابة عليه من يجادل بعلم وبغير علم. إنه سؤال أشغلني أربع سنوات بحثاً ومناقشة وسؤالاً وتنقيباً في بطون كتب الفقه والحديث والتفسير والتأريخ، ومباحثة مع كبار العلماء والأكاديميين الفقهاء من السعوديين والمصريين والسوريين والباكستانيين، وفي النهاية تبين أنَّ أعداء الأمة استطاعوا خداع الأمة عقوداً من الزمن، أفسدوا النساء فيها، وأخرجوا المرأة من خدرها الذي صانت فيه عرضها وحافظت فيه على شرفها وأخرجت لنا ابن المسيب والليث بن سعد والأئمة الأربعة والقاضي أبا يعلى وابن الجوزي والنووي وابن تيمية والذهبي ومحمد بن عبد الوهاب
استطاعوا إخراجها من سبيل طهرها ومملكة عفتها إلى أن أصبحت تسير عارية، أو شبه عارية على الشاطيء في غضون بضع سنوات بعد إلقائها للحجاب، حتى لم تعد الأم التي تحترم ولا الزوجة التي يغار عليها ولا البنت التي يحنى عليها؛ لأنها تحولت من كل هذه المعاني الجميلة الرائعة العظيمة إلى قطعة لحم تغري الذئاب ثم تلفظ وترمى في مزبلة الزمن.
ونعود مرة أخرى يا (( Another)) ومن قال بقولك: متى يباح لها كشف وجهها؟
أنا لن أجيبك من كتب التاريخ، ولن أجيبك من كتب التفسير ولا الحديث، فهذا محله كتابي الذي خرج مؤخراً ((سبيل الطهر ومملكة العفاف)) ضمنته خلاصة بل عصارة بحثي أربع سنوات في أربع وستين صفحة، ولكن أجيبك من خلال استشهادك بكلام الفقهاء من المذاهب الأربعة، و ((اطمئن، اطمئن، اطمئن))، لن آتيك بقول ((عالم نجدي))، بل ولا ((عالم حنبلي))، بل بأقوال فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية الذين استشهدت بمذاهبهم أنت.
ونعود مرة أخرى يا (( Another)) ومن قال بقولك: متى يباح لمرأة كشف وجهها؟
يذكر الفقهاء مسألة كشف الوجه في مواطن من كتبهم الفقهية؛ وهي: 1 - كتاب الصلاة/باب شروط الصلاة/فصل عورة المرأة في الصلاة. 2 - وفي كتاب الحج/باب محظورات الإحرام/وباب ما يلبسه المحرم. 3 - وكتاب النكاح/باب الخطبة/فصل ما يرى الخاطب من المرأة. وبعضهم يذكره في كتاب البيع والشهادات ونحوهما.
وفي كل مرة يذكرون مسألة ((غطاء وجه المرأة وكشفه)) يكون لهم حديث مختلف عن غيره، ففي كتاب الصلاة يكون الحديث عن حكم كشف المرأة وجهها في صلاتها، هل هو عورة يجب ستره؟ هنا يقول الأئمة الأربعة رحمهم الله: الوجه ليس بعورة، ويجوز للمرأة كشفه، إلا رواية عن الإمام أحمد وليست هي مذهبه، أما في الحج فحكى الإجماع على أن المرأة تستر وجهها إذا خشيت نظر رجل أجنبي إليها جميع الأئمة؛ منهم: ابن عبد البر وابن رشد والنووي وغيرهم، وعمدتهم في ذلك حديث أم المؤمنين عائشة وأثر ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين، ومثله في كتاب البيوع والشهادات.
لذلك قال العلماء العورة عورتان عورة نظر وعورة صلاة، وهنا تزل أقدام من لا يعرف كلام الفقهاء، وكذا يجد مريض القلب بغيته، فيأخذ كلام الفقهاء من كتاب الصلاة ويعممه على جميع الأحوال، ويسكت، بل يتعامى عن كلامهم في كتاب الحج والبيع والنكاح والشهادات.
ولنشرع الآن في سرد أقوال الفقهاء من غير النجديين والحنابلة حتى لا يتحسس بعض الناس من ذكرهم، ويبدأ في اتهامهم بالتشدد والتنطع واتهام من يستشهد بأقوالهم بالإقليمية:
اتفق فقهاء المذاهب الثلاثة، رحمهم الله، على وجوب ستر المرأة وجهها إذا برزت أمام الرجال الأجانب، واختلفوا في سبب الوجوب؛ فبعضهم يرى أنَّ سببه كون الوجه عورة، وبعضهم يرى أنَّ سببه خوف الفتنة، وكلا الفريقين على اتفاق أنَّها ممنوعة من كشف الوجه، سواء كان الوجه عورة أم ليس بعورة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/404)
وفيما يلي عرض لأقوال بعضهم، وهي كافية، إن شاء الله، في بيان مذهبهم في هذه المسألة، وأنَّهم إذا قالوا: الوجه ليس بعورة، فإنَّما يعنون بذلك داخل الصلاة، أمَّا فيما يتعلق بنظر الأجنبيّ إليها فهو عورة مطلقاً، أو لخوف الفتنة:
ولمزيد من التفصيل، ومعرفة المصادر والمراجع، انظر كتابي ((سبيل الطهر ومملكة العفاف)).
الحنفية: يرى فقهاء الحنفية، رحمهم الله، أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرجال الأجانب، لا لكونه عورة، بل لأنَّ الكشف مظنة الفتنة، وبعضهم يراه عورة مطلقاً، لذلك ذكروا أنَّ المسلمين متفقون على منع النِّساء من الخروج سافرات عن وجوههنَّ، وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك:
قال أبو بكر الجصاص: المرأة الشابَّة مأمورة بستر وجهها من الأجنبي، وإظهار الستر والعفاف عند الخروج، لئلا يطمع أهل الرِّيب فيها.
وقال شمس الأئمة السرخسي: حرمة النَّظر لخوف الفتنة، وخوف الفتنة في النَّظر إلى وجهها، وعامة محاسنها في وجهها أكثر منه إلى سائر الأعضاء.
وقال علاء الدين: وتُمنع المرأة الشابَّة من كشف الوجه بين الرجال.
قال ابن عابدين: المعنى: تُمنع من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها فتقع الفتنة، لأنَّه مع الكشف قد يقع النَّظر إليها بشهوة.
وفسَّر الشهوة بقوله: أن يتحرك قلب الإنسان، ويميل بطبعه إلى اللَّذة.
ونصَّ على أنَّ الزوج يعزر زوجته على كشف وجهها لغير مَحْرَم.
وقال في كتاب الحجّ: وتستر وجهها عن الأجانب بإسدال شيءٍ متجافٍ لا يمسُّ الوجه، وحكى الإجماع عليه.
ونقل عن علماء الحنفيّة وجوب ستر المرأة وجهها، وهي محرمة، إذا كانت بحضرة رجال أجانب.
وقال الطحطاويُّ: تمنع المرأة الشابَّة من كشف الوجه بين رجال.
ونصَّ الإسبيجانيُّ والمرغينانيُّ والموصليُّ على أنَّ وجه المرأة داخل الصلاة ليس بعورة، وأنَّه عورة خارجها، ورجَّح في ((شرح المنية)) أنَّ الوجه عورة مطلقاً.
وقال: أمَّا عند وجود الأجانب فالإرخاء واجب على المحرمة عند الإمكان.
وألف شيخ الإسلام مصطفى صبري، مفتي الدَّولة العثمانية، كتابه المهم ((قولي في المرأة ومقارنته بأقوال مقلدة الغرب)) شنَّع فيه على دعاة سفور الوجه، وبيّن أنّ مقالتهم في أصلها تقليد غربي، وأنَّ الدَّعوة إلى السُّفور ليست قاصرة على كشف الوجه بل هو بداية لما سيأتي بعده من عري كامل كما هو حادث على بعض الشواطئ في زمنه.
وقال الشيخ ظفر التَّهانوي: المرأة منهيّة عن إبداء وجهها للأجانب بلا ضرورة.
وقال: المرأة تستر وجهها في غير حالة الإحرام.
وقال سماحة مفتي باكستان محمَّد شفيع العثمانيُّ: وبالجملة فقد اتفقت مذاهب الفقهاء، وجمهور الأمَّة على أنَّه لا يجوز للنِّساء الشوابّ كشف الوجوه والأكفّ بين الأجانب، ويُستثنى منه العجائز، لقوله تعالى [وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ].
وقال السهارنفوريُّ: ويدلُّ على تقييد كشف الوجه بالحاجة: اتفاق المسلمين على منع النِّساءأن يخرجن سافرات الوجوه لاسيما عند كثرة الفساد وظهوره.
وألف نائب شيخ الإسلام في الدولة العثمانية الشيخ محمد زاهد الكوثري: كتابه ((حجاب المسلمة)) أبان فيه عن مسألة غطاء الوجه، وأنّها مما انعقد إجماع علماء المسلمين العملي على وجوبه قبل أن تقع بلادهم بيد الكافر الذي روَّج السُّفور على يد أذنابه، ثمَّ قال: ولتلك النُّصوص الصريحة في وجوب احتجاب النِّساء، تجد نساء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في غاية المراعاة للحجاب منذ قديم، في البلاد الحجازيَّة واليمنيَّة، وبلاد فلسطين والشام، وحلب والعراقين، وبلاد المغرب الأقصى إلى المغرب الأدنى، وصعيد مصر والسودان، وبلاد جبرت والزيلع وزنجبار، وبلاد فارس والأفغان والسند والهند. بل كانت بلاد الوجه البحري بمصر وبلاد الروملي والأناضول وبلاد الألبان في عداد البلدان التي تراعي فيها نساؤها الاحتجاب البالغ.
إلى أن قال: وليس بقليل بمصر من أدرك ما كانت عليه نساء مصر كلّهن من ناحية الحجاب قبل عهد قاسم أمين داعية السُّفور في عهد الاحتلال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/405)
وألف الشيخ محمد سعيد البوطيُّ كتابه ((إلى كل فتاة تؤمن بالله)): ذكر فيه بعض أحكام الحجاب ومواطن إجماع العلماء فيه، وأن خلافهم في كشف الوجه واليدين خلاف صوري وهمي لا يتحقق في عالم الواقع؛ لأن تحقق المرأة من عدم وجود من يتعمد النظر إليها نظراً محرماً لا يمكن وقوعه؛ ولأن خروجها سافرة عن وجهها أمام الرجال الأجانب لابدَّ أن ينتج عنه نظر محرَّمٌ إليها، إمَّا بشهوة وإما بتكرار النَّظر، وكلاهما حرام؛ لذلك أجمع العلماء على منع النِّساء من الخروج سافرات.
وقال: ثبت الإجماع عند جميع الأئمَّة، سواء من يرى منهم أنَّ وجه المرأة عورة؛ كالحنابلة، ومن يرى منهم أنَّه غير عورة؛ كالحنفيَّة والمالكيَّة، أنَّه يجب على المرأة أن تستر وجهها عند خوف الفتنة، بأن كان من حولها من ينظر إليها بشهوة. ومن ذا الذي يستطيع أن يزعم بأنَّ الفتنة مأمونة اليوم، وأنه لا يوجد في الشَّوارع من ينظر إلى وجوه النِّساء بشهوة؟.
وقال الشيخ وهبي غاوجي الألباني: يجب على المرأة أن تستر جميع بدنها ووجهها وكفيها، سدّاً لذرائع الفساد وعوارض الفتن. فحكم وجه المرأة وكفيها في المذهب الحنفي، في مثل أيَّامنا هذه، كحكمه في باقي المذاهب الأربعة؛ وهو: حرمة كشف المرأة وجهها لغير ضرورة، .. إلى أن قال عن القول بجواز كشف الوجه: رأي شاذ، ليس هو رأي الحنفية، ولا رأي المذاهب الثلاثة الباقية، ولا جماهير الأئمة من السّلف الصالح.
وقال الشيخ الصابوني: يا هؤلاء كونوا عقلاء ولا تلبسوا على الناس أمر الدين. فإذا كان الإسلام لا يبيح للمرأة أن تدق برجلها الأرض لئلا يسمع صوت الخلخال وتتحرك قلوب الرجال أو يبدو شيء من زينتها، فهل يسمح لها أن تكشف عن الوجه الذي هو أصل الجمال ومنبع الفتنة ومكمن الخطر؟.
وألف الشيخ عبد الله علوان كتاباً بعنوان ((إلى كل أب غيور يؤمن بالله)) عقد فصلاً تحدث فيه عن غطاء وجه المرأة، وذكر فيه أقوال بعض المفسرين، وما جاء في ذلك من أحاديث، وأقوال العلماء فيها ومذاهبهم، وبيّن أنّ غطاء الوجه لا محيد عنه.
وبمثل ذلك نص ابن نجيم والزيلعي والكشميري وغيرهما من الحنفية.
فهذه بعض أقوال كبار فقهاء الحنفيَّة في القديم والحديث تبيّن أنَّ مذهبهم وجوب ستر المرأة وجهها إذا كانت بحضرة رجال أجانب.
المالكيّة: يرى فقهاء المالكيّة، رحمهم الله، أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرِّجال الأجانب، لا لكونه عورة، بل لأنَّ الكشف مظنَّة الفتنة، وبعضهم يراه عورة مطلقاً؛ لذلك فإنَّ النِّساء، في مذهبهم، ممنوعات من الخروج سافرات عن وجوههنَّ أمام الرجال الأجانب. وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك:
قال ابن العربيِّ، والقرطبيُّ: المرأة كلُّها عورة، بدنها وصوتها، فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة أو لحاجة، كالشهادة عليها، أو داء يكون ببدنها، أو سؤالها عمَّا يعنّ ويعرض عندها.
وقال الشيخ أبو عليٍّ المشداليُّ: إنَّ من كانت له زوجة تخرج وتتصرف في حوائجها بادية الوجه والأطراف، كما جرت بذلك عادة البوادي؛ ((لا تجوز إمامته))، و ((لا تقبل شهادته))، و ((لا يحلّ أن يُعطى له الزكاة إن احتاج إليها))، و ((إنَّه لم يزل في غضب الله ما دام مصرّاً على ذلك)).
وسئل الونشريسيُّ، عمن له زوجة تخرج بادية الوجه، وترعى، وتحضر الأعراس والولائم مع الرِّجال، والنِّساء يرقصن والرِّجال يكفون، هل يجرحه هذا الفعل؟
فأورد الفتوى السابقة، ثم قال: وقال أبو عبد الله الزواوي: إن كان قادراً على منعها ولم يفعل فما ذكر أبو عليٍّ (المشداليّ) صحيح. وقال سيدي عبد الله بن محمد بن مرزوق: إن قدر على حجبها ممن يرى منها ما لا يحلّ ولم يفعل فهي جرحة في حقه، وإن لم يقدر على ذلك بوجه فلا، ومسألة هؤلاء القوم أخفض رتبة مما سألتم عنه، فإنَّه ليس فيها أزيد من خروجها وتصرفها بادية الوجه والأطراف، فإذا أفتوا فيها بجرحة الزوج، فجرحته في هذه المسؤول عنها أولى وأحرى، لضميمة ما ذُكر في السؤال من الشطح والرقص بين يدي الرجال الأجانب، ولا يخفى ما يُنْتِجُ الاختلاط في هذه المواطن الرذلة من المفاسد.
ونصَّ ابن مرزوق على: أنَّ مشهور المذهب وجوب ستر الوجه والكفين إن خشيت فتنة من نظر أجنبي إليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/406)
وقال شيخ الأزهر سماحة الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي المالكي: التَّبرج قد نهى الله عنه بقوله سبحانه وتعالى] وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُوْلَى [الخطاب في هذه الآية الشَّريفة موجه إلى نساء النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ولكنَّ الحكم عامٌّ (لكلِّ النِّساء)، ومعناه ... أن تبدي محاسنها من وجهها وجسدها، أو أن تُخْرِج من محاسنها ما تستدعي به شهوة الرجال.
فما يُشَاهَد الآن من كشف المرأة من ساقيها وذراعيها، وصدرِها ووجهِها، وما تتكلَّفه من زينة تكشف عنها، وما تفعله في غدوها ورواحها؛ من تبختر في مشيها، وتكسر في قولها، وتخلعٍ يستلفت الأنظار ويقوي الأشرار، تبرجٌ منهي عنه بالإجماع، لا تقرُّه الشَّريعة الإسلاميَّة، ولا يتَّفق مع العفَّة والآداب؛ لما يؤدي إليه من إثارة الشَّهوات، وتلويث النفوس، وإفساد الأخلاق، وإطماع ذوي النفوس المريضة. وكثيراً ما جر ذلك إلى الجنايات على الشَّرف والعفَّة والاستقامة، حتى اشتدَّ الكرب، وعمَّ الخطبُ، وأصبحت البلاد ترزح تحت آثاره الضَّارَّة ونتائجه السَّيئة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وحيث كان الأمر كما ذُكر، فالواجب على زوج المرأة وأولياءِ أمرِها منعُها من ذلك، ويجب أيضاً على كلِّ مسلم قدر على هذا، وقد آن للنَّاس أن يتداركوا أمر الأخلاق فقد أوشك صرحُها أن ينهار، وأن يُقوِّموا منها ما اعوج، ويجدِّدوا ما درس قبل أن تصبح أثراً بعد عين، والله ولي التوفيق.
وقال الشيخ يوسف الدِّجْوِي الأزهري المالكي عن مسألة غطاء الوجه: المسألة إجماعيَّة، لايختص بها إمام دون آخر من أئمة المسلمين.
وذكر وزير العدل ثمَّ المعارف المغربيّ الشيخ محمَّد الحسن بن العربيِّ الفلالي الشهير بالحجوي: أنّه كان في مجلس ملك المغرب، فقام رجل يدعو إلى سفور المرأة عن وجهها، فأشار الملك بالردَّ عليه، قال: فقام من لم تأخذه حميَّة الحزبيَّة أو الملق، وقالوا بصوت واحد: اللَّهمَّ إنَّ هذا منكر؛ يعنون السُّفور، ومن ذلك اليوم أوحى شياطين الإنس إلى إخوانهم ممن يرى إباحة السُّفور، ولو مع خوف الفتنة، إلى الأخذ بما قاله هذا الرجل، وسموه فتوى؛ كفتوى عمرو بن لحي! وأعلنوا السُّفور في شهر جمادى 1362هـ. وعليه من ذلك ما حُمّل، فكانت هذه أول سُنَّة السُّفور بالمغرب.
وبمثل هذا نص الآبي والقرافي والحطاب والدسوقي والشيخ مبارك ومحمد الكافي.
فهذه بعض أقوال كبار فقهاء المالكيَّة في القديم والحديث تبيّن أنَّ مذهبهم وجوب ستر المرأة وجهها إذا كانت بحضرة رجال أجانب.
الشافعيَّة: يرى فقهاء الشافعيَّة، رحمهم الله، أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرِّجال، سواء خُشيت الفتنة أم لا؛ لأنَّ الكشف مظنَّة الفتنة، ويرى بعضهم أنَّ وجهها عورة مطلقاً. وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك:
قال إمام الحرمين الجوينيُّ: اتفق المسلمون على منع النِّساء من الخروج سافرات الوجوه؛ لأنَّ النَّظر مظنَّة الفتنة، وهو محرك للشهوة، فاللائق بمحاسن الشرع سدُّ الباب فيه، والإعراض عن تفاصيل الأحوال، كالخلوة بالأجنبية.
ونقل ابن حجر الهيتمي: عن الزياديّ، وأقرَّه عليه: أنَّ عورة المرأة أمام الأجنبي جميع بدنها حتى الوجه والكفين على المعتمد.
وقال: قال صاحب النِّهاية: تَعَيَّنَ سترُ المرأة وجهها، وهي مُحْرِمَة، حيث كان طريقاً لدفع نظرٍ مُحَرَّم.
وقال ابن رسلان: اتفق المسلمون على منع النِّساء أن يخرجن سافرات عن الوجوه، لاسيما عند كثرة الفساق.
وقال شيخ الأزهر ورئيس القضاة عبد الله بن حجازي الشرقاويُّ الشافعي: عورة الحرَّة خارج الصلاة لنظر الأجنبيِّ إليها جميع بدنها حتَّى الوجه والكفين، ولو عند أمن الفتنة.
وقال النَّوويُّ: لا يجوز للمسلمة أن تكشف وجهها ونحوه من بدنها ليهوديَّة أو نصرانيَّة وغيرهما من الكافرات إلاَّ أن تكون الكافرة مملوكة لها، هذا هو الصحيح في مذهب الشافعيِّ.
وقال ابن حجر العسقلاني: استمر العمل على جواز خروج النِّساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات؛ لئلا يراهنَّ الرِّجال.
وقال الغزَّاليُّ: لم تزل الرجال على مرِّ الزمان مكشوفي الوجوه، والنِّساء يخرجن منتقبات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/407)
وقال الموزعيُّ: لم يزل عمل النَّاس على هذا، قديماً وحديثاً، في جميع الأمصار والأقطار، فيتسامحون للعجوز في كشف وجهها، ولا يتسامحون للشابَّة، ويرونه عورة ومنكراً، وقد تبين لك وجه الجمع بين الآيتين، ووجه الغلط لمن أباح النَّظر إلى وجه المرأة لغير حاجة، والسلف والأئمة؛ كمالكٍ والشافعيِّ وأبي حنيفةَ وغيرِهم لم يتكلموا إلا في عورة الصلاة، فقال الشافعيُّ ومالكٌ: ما عدا الوجه والكفين، وزاد أبو حنيفة: القدمين، وما أظنُّ أحداً منهم يُبيح للشابَّة أن تكشف وجهها لغير حاجة، ولا يبيح للشابِّ أن ينظر إليها لغير حاجة.
وبمثل هذا نص البغوي والجرداني والجمل والسقاف والقليوبي من الشافعية.
فهذه بعض أقوال كبار فقهاء الشافعيَّة في القديم والحديث تبيّن أنَّ مذهبهم وجوب ستر المرأة وجهها إذا كانت بحضرة رجال أجانب.
ونزيد من غير الحنابلة والنجديين:
قال الشوكاني: وأما تغطية وجه المرأة، في الإحرام، فكنّ يكشفن وجوههن عند عدم وجود من يجب سترها منه، ويسترنها عند وجود من يجب سترها منه.
وألف الأمير الصنعاني كتاباً بعنوان ((الأدلة الجلية في تحريم نظر الأجنبية))، بيّن فيه وجوب غطاء الوجه.
وقال الشيخ محمد بن سالم البيحاني اليمني: وأما خارج الصلاة فتستر بدنها كله حتى الوجه والكفين، ولم يستثن إلا ما كان للضرورة كالشهادة ونحوها.
وقال الشنقيطيُّ: إنَّ المنصف يعلم أنَّه يبعد كل البعد أن يأذن الشارع للنِّساء في الكشف عن الوجه أمام الرِّجال الأجانب، مع أنَّ الوجه هو أصل الجمال، والنَّظر إليه من الشابَّة الجميلة هو أعظم مثير للغرائز البشريَّة، وداع إلى الفتنة، والوقوع فيما لا ينبغي.
ورد الشيخ محمَّد سعيد البوطي على القائلين بأنَّ يسر الشَّريعة يقتضي السُّفور حيث قال: من عجيب أمر بعض النَّاس أنَّهم يتعلقون بهذا الَّذي يسمُّونه ((تبدّل الأحكام بتبدّل الأزمان))، في مجال التَّخفيف والتَّسهيل والسير مع مقتضيات التَّحلل من الواجبات فقط، ولكنَّهم لا يتذكرون هذه القاعدة إطلاقاً عندما يقتضيهم الأمر عكس ذلك.
وأمَّا أنا فلست أجد مثالاً تتجلى فيه ضرورة ((تبدل الأحكام بتبدل الأزمان)) مثل ضرورة القول بوجوب ستر المرأة وجهها، نظراً لمقتضيات الزمن الذي نحن فيه، ونظراً لما تكاثر فيه.
وممَّن ردَّ على هذه الدَّعوة، وعلى قاسم أمين الأستاذ محمد طلعت حرب في رسالة ((تربية المرأة والحجاب)) نصر فيها وجوب ستر المرأة وجهها عن الرجال الأجانب.
قال محمد فريد وجدي: إذا أشرنا اليومَ بوجوبِ كشفِ الوجهِ واليدين؛ فإنَّ سنةَ التدرجِ سوفَ تدفعُ المرأةَ إلى خلعِ العذار للنهايةِ في الغدِ القريب، كما فعلتِ المرأةُ الأُوربية، التي بلغتْ بها حالةُ التبذلِ درجةً ضجَّ منها الأُوربيونَ أنفسُهم. والسعيد من اتعظ بغيره!.
وقال الشيخ صالح محمَّد جمال: ما عليه الجمهور: منع كشف الوجه ووجوب تغطيته، وما كنَّا عليه نحن في هذه البلاد المقدَّسة قروناً طويلة حتى أواخر القرن الماضي الهجري، حتى منينا بهذا التقليد الأعمى الذي حذرنا منه الإسلام، وخرج منَّا ((مجتهدو آخر زمن)) لينبشوا عن آراء فقهيَّة مرجوحة؛ ليستبيحوا بها كشف وجه المرأة، ويفتوا بذلك تشجيعاً على السُّفور، وإيقاظاً للفتنة النائمة، وفرح بها بعض الشباب وتمسَّكوا بها دون التَّفكير في عواقبها الوخيمة العاجلة والآجلة؛ من إفساد وخطف وجرائم، لولا السُّفور والاختلاط لم تقع.
وألف الشيخ أحمد محمَّد جمال: رسالة بعنوان ((نساؤنا ونساؤهم)) ذكر فيها اتفاق العلماء على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه.
وقال الشيخ حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر، بعد أن ساق جملة من الآيات والأحاديث الموجبة للحجاب: وليس بعد هذا البيان بيان، ومنه يُعلم أنَّ ما نحن عليه ليس من الإسلام في شيءٍ… إنَّ الإسلام يحرم على المرأة أن تكشف عن بدنها، وأن تخلو بغيرها، وأن تخالط سواها.
وعلق على قوله هذا د. محمد المقدّم، فقال: فإنَّ الأدلَّة تؤيد القول بوجوب النِّقاب كما هو ظاهر كلام فضيلة الأستاذ حسن البنا رحمه الله، وأنزله منازل الشُّهداء!!!
وقال شيخ الأزهر الشيخ عبدالحليم محمود: يجب عليها ستر الوجه والكفين سداً للذَّرائع إلى المفاسد.
ونصَّ شيخ الأزهر ومفتي مصر د. سيد طنطاوي على وجوب تغطية المرأة وجهها أمام الرِّجال الأجانب في تفسيره الوسيط عند كلامه على آية الجلباب.
ولو قال قائل: إذا كان هذا كلام أئمة الفقهاء في القديم والحديث، وحال المسلمات في جميع بلاد الإسلام كما ذكر العلماء قبل قليل، فمتى تغير الحال؟ وكيف أصبح السفور هو الأصل عند أكثر نساء المسلمين؟
الجواب: لكوني التزمت أن أرد على قدر الخطأ العلمي في كلام الكاتب (( Another)) فإني أحيل على كتابي ((سبيل الطهر ومملكة العفاف)) والله الموفق.
أخوكم أحمد بن عبد العزيز الحمدان
مدير مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة جدة
ومشرف موقع نوافذ الدعوة: www.dawahwin.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/408)
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 12:15 م]ـ
أثابكم الله
وأحسن إليكم
وجزاكم خيرا
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[18 - 08 - 10, 12:53 م]ـ
ذكر صلاة النبي بالبقرة وآل عمرن والنساء
جاء في صحيح مسلم:
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ح وَحَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعًا عَنْ جَرِيرٍ كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ الأَحْنَفِ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ. ثُمَّ مَضَى فَقُلْتُ يُصَلِّى بِهَا فِى رَكْعَةٍ فَمَضَى فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا. ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا يَقْرَأُ مُتَرَسِّلاً إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ ثُمَّ رَكَعَ فَجَعَلَ يَقُولُ «سُبْحَانَ رَبِّىَ الْعَظِيمِ». فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ ثُمَّ قَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ». ثُمَّ قَامَ طَوِيلاً قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ «سُبْحَانَ رَبِّىَ الأَعْلَى». فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ. قَالَ وَفِى حَدِيثِ جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ فَقَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ».
* بخصوص رأي الجمهور
ليس بحجة
والحق عند النتازع
(فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:36 م]ـ
* بخصوص رأي الجمهور
ليس بحجة
والحق عند النتازع
(فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)
أخي الكريم،
أعذر شدتي فلكل مقام مقال، وهذا مقام عتاب تنبغي الشدة فيه!
لطالما سمعت هذه المقولة تتردد على ألسنة بعض المتطولبة في عصرنا هذ، ومن أخذ بها ممن قلدوهم لحسن ظنهم بهم، وأنا على يقين أنّ من يدندن حولها لا يدرك أو يفقه معناها!! بل قول الجمهور حجة، كما أنّ قول المفتى به في المذهب حجة لمتبع المذهب وكل المذاهب ترجع في حال النزاع إلى الله ورسوله وإنما الخلاف بين أهل العلم معتبر لإنّ أصولهم معتبرة كما أنّ أسباب الخلاف معتبرة أيضاً فمنهم من يرجح ومنهم من يصحح ويضعف ومنهم من يفقه من الحديث ما لا يفقهه غيره وما إلى ذلك.
وقول الجمهور قرينة تطمأن لها النفس على صحة ما ذهبوا إليه، فلا يصار إلى غيره إلا بحجة قوية دامغة ترجح قول غيرهم، وهذا فيه أيضاً نظر فما يبدوا راجحاً لك هو مرجوح لدى غيرك، فتأمل
بارك الله بكم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:56 م]ـ
قلت أخي الفاضل:
أخي الكريم،
أعذر شدتي فلكل مقام مقال، وهذا مقام عتاب تنبغي الشدة فيه!
لطالما سمعت هذه المقولة تتردد على ألسنة بعض المتطولبة في عصرنا هذ، ومن أخذ بها ممن قلدوهم لحسن ظنهم بهم، وأنا على يقين أنّ من يدندن حولها لا يدرك أو يفقه معناها!! بل قول الجمهور حجة، كما أنّ قول المفتى به في المذهب حجة لمتبع المذهب وكل المذاهب ترجع في حال النزاع إلى الله ورسوله وإنما الخلاف بين أهل العلم معتبر لإنّ أصولهم معتبرة كما أنّ أسباب الخلاف معتبرة أيضاً فمنهم من يرجح ومنهم من يصحح ويضعف ومنهم من يفقه من الحديث ما لا يفقهه غيره وما إلى ذلك.
وقول الجمهور قرينة تطمأن لها النفس على صحة ما ذهبوا إليه، فلا يصار إلى غيره إلا بحجة قوية دامغة ترجح قول غيرهم، وهذا فيه أيضاً نظر فما يبدوا راجحاً لك هو مرجوح لدى غيرك، فتأمل
بارك الله بكم أهـ كلامك
بارك الله فيك:
أظن الكلام فيه تناقض
مرة حجة واخرى قرينة!
ثم إنك تتحدث عن قول جمهور المذاهب وتقول حجة!
لو قلت جمهور الصحابة والتابعين لكان خيراً ..
وجزاكم الله خيراً على هذه الشدة
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[19 - 08 - 10, 09:54 ص]ـ
ثم بارك الله فيك:
أين أجد أن قول جمهور (المذاهب) حجة على حد قولك ومن قال به؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/409)
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[22 - 08 - 10, 04:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم أبا فاطمة المصري، وفقه الله
قلت رحمك الله:
أظن الكلام فيه تناقض
مرة حجة واخرى قرينة
لا تناقض في قولي إن تمعنت في ما قلته! لذا دعني أذكر لك بعض الحقائق التي يتفق على صحتها الجميع"
أولاً: لا يخفى على أحد أنّ المذاهب الأربعة تتفق في أصولها على القرآن والسنة كأول مصادر استنباط الأحكام الشرعية.
ثانياً: الخلاف الفقهي بين المذاهب الأربعة في المسائل التي اعتمد فيها على القرآن والسنة دون الحاجة للرجوع فيها إلى القياس والإجماع، يغود لاختلافهم في فقه النصوص أو الخلاف في تصحيح أو تضعيف الأحاديث أو ترجيح المعاني من كلام العرب.
ثالثاً: الخلاف الفقهي يكون إما شاذاً ضعيفاً وهذا عادة يكون أحد الأقوال في المذهب ولا يفتى به أو سائغاً وجيهاً وهذا يكون إما المفتى به في المذهب أو مما يسوغ للمجتهد الجزئي الإفتاء به إن ترجح له.
رابعاً: الناس أما عامي مقلد، أو عالم أو طالب علم مقلد لكنه يملك من الأدوات ما يمكنه من الترجيح بين الأدلة والأقوال (وهذا مجتهد جزئي) أو مجتهد مطلق وهو نادر الحدوث إن لم يكن مستحيلاً وإلا لظهر لنا مذهب خامس بأصول جديدة. وعليه فالنس في عصرنا إما عامي أو مجتهد جزئي.
إذا علمت ذلك، وفقك الله، لعلمت أنّ استدلالك بالآية الكريمة ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) لا محل له في هذا المقام لإنّك إن قصدت في خطابك العامي فأنت تكلفه ما لا طاقة به والأصل في العامي أن يجتهد في معرفة من يفتيه بتخير الأعلم والأتقى حسب ظنه، وعليه قول المفتى له حجة تبرأ بها ذمته. وإن قصدت المجتهد الجزئي لعلمت أنّ أصل النزاع يكون إما لخلاف في فهم وفقه الأدلة أو لترجيح الأدلة أو لانعدام الدليل فكان القياس واعتبار القرائن والمقاصد مصدر استنباط الحكم.
تستطيع الان أن تستنج أنّ محل الآية في مواطن الخلاف الشاذ الذي لا يعتبر به فحينها تطلب من المخالف الرجوع لمصادر التشريع: القرآن والسنة. ولو اعتبرنا الأمر في الخلاف السائغ لقلت لك أنّ ما تراه راجحاً يراه غيرك مرجوحاً، فهو حجة عليك أنت فقط لا حجة على غيرك.
إذن قول المذهب حجة لمتبعه، وقو الجمهور حجة لمتبعه وقرينة تدل على صحة الفتوى ومما تطمأن به النفس على صحة الفتوى.
ثم إنك تتحدث عن قول جمهور المذاهب وتقول حجة!
لو قلت جمهور الصحابة والتابعين لكان خيراً ..
هذا التفريق مغلوط وكأن جمهور المذاهب الأربع على خلاف مذاهب الصحابة والتابعين!! فتنبه.
والله الموفق وهو أعلم وأحكم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[23 - 08 - 10, 10:34 ص]ـ
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.(130/410)
(فائدة) فرق بين فضيلة من مات صائما ابتغاء وجه الله، وبين الموت في رمضان
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:20 ص]ـ
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي فَقَالَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ حَسَنٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. رواه أحمد وقال الأرنؤوط صحيح لغيره، وصححه الألباني أنظر صحيح الترغيب والترهيب.
فرقٌ بين فضيلة من مات وهو صائم ابتغاء وجه الله، وبين الموت في رمضان، فالأول دل عليه الدليل والثاني لا يُعلم له دليل إلا إن مات صائما فيشمله الدليل، كما نُقل "بنحوه " عن بعض أهل العلم.
إذاً الفضيلة دلت على فضيلة الموت صائما ابتغاء وجه الله في رمضان أو غيره من الأيام التي يُستحب فيها الصيام.
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 09:10 م]ـ
أحسن الله إليك على هذه الفائدة الجميلة
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[17 - 08 - 10, 02:09 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[17 - 08 - 10, 02:34 ص]ـ
رحمك الله و أسأل الله تعالى أن يختم لنا و لك بهذه الميتات مجتمعة(130/411)
سلسلة الفوائد (3) قال شيخ الاسلام ابن تيمية: فالمترجم لا بد أن يعرف اللغتين التي يترجمها والتي يترجم بها
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 05:14 ص]ـ
الترجمة وأحكامها
فالمترجم لا بد أن يعرف اللغتين التي يترجمها والتي يترجم بها وإذا عرف أن المعنى الذي يقصد بهذا الاسم في هذه اللغة هو المعنى الذي يقصد به في اللغة الأخرى ترجمه كما يترجم اسم الخبز والماء والأكل والشرب والسماء والأرض والليل والنهار والشمس والقمر ونحو ذلك من أسماء الأعيان والأجناس وما تضمنته من الأشخاص سواء كانت مسمياتها أعيانا أو معاني
والترجمة تكون ل المفردات ول الكلام المؤلف التام
وإن كان كثير من الترجمة لا يأتي بحقيقة المعنى التي في تلك اللغة بل بما يقاربه لأن تلك المعاني قد لا تكون لها في اللغة الأخرى ألفاظ تطابقها على الحقيقة لا سيما لغة العرب فان ترجمتها في الغالب تقريب
ومن هذا الباب ذكر غريب القرآن والحديث وغيرهما بل وتفسير القرآن وغيره من سائر أنواع الكلام وهو في أول درجاته من هذا الباب فان المقصود ذكر مراد المتكلم بتلك الأسماء أو بذلك الكلام
وهذا الحد هم متفقون على أنه من الحدود اللفظية مع أن هذا هو الذي يحتاج إليه في إقراء العلوم المصنفة بل في قراءة جميع الكتب بل في جميع أنواع المخاطبات بتلك فان من قرأ كتب النحو والطب أو غيرهما لا بد أن يعرف مراد أصحابها بتلك الأسماء ويعرف مرادهم بالكلام المؤلف وكذلك من قرأكتب الفقه والكلام والفلسفة وغير ذلك
المصدر: الرد على المنطقيين - (ج 1 / ص 48)
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[16 - 08 - 10, 01:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أنا أشكرك شكرا جزيلا على هذه الفائدة العظيمة أخي أبا يعقوب وفقك الله
فنحن في دار السيد للنشر نعمل على ترجمة معاني القرآن وقد وجدنا أن غالب من قام بترجمة معاني القرآن كانت ترجمتهم حرفية وليست ترجمة تفسير كما أشار لذلك ابن تيمية وقد وضعنا منهجا في الترجمة التي ستخرج بحول الله أنها ترجمة تفسيرية لمعاني القرآن حيث يستحيل ترجمة القرآن حرفيا وهذا محرم أو نصيا وهذا مستحيل
وأضرب لكم مثلا واحدا على ذلك مما وقع فيه غالب المترجمين حينما ترجموا قوله تعالى وأيدناه بروح القدس ترجموها كما هي عند النصارى هولي سبيرت وهذا إقرار من المترجمين دون علم منهم لعقيدة التثليث النصرانية الباطلة ولو وضعوا بدلا منها جبريل لما كان فيها إشكال
والأمثلة كثيرة جدا
والحمد لله أن جاء كلام شيخ الإسلام يوضح هذه المسألة توضيحاً شافيا فهو يقول: (ومن هذا الباب ذكر غريب القرآن والحديث وغيرهما بل وتفسير القرآن وغيره من سائر أنواع الكلام وهو في أول درجاته من هذا الباب فان المقصود ذكر مراد المتكلم بتلك الأسماء أو بذلك الكلام)
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:34 م]ـ
ابا صهيب - حفظك المولى-:
من خلال دراستي للادب على مر الصعور من جاهلي واسلامي واموي و عباسي و معاصر وحديث رايت ان الترجمة حتى في الدرسات الادبية كانت هناك مشكلة فيها من حيث؟
هل الترجمة للقصة والمسرحيات والروايات تكون حرفية او بالمعنى؟
طبعا لهم تعليلا في النوع الاول وتعليلا للنوع الثاني:
1 - الترحمة الحرفية قالوا لا بد منها وعابوا على من ترجم بالمعنى لان هناك باب مهم لابد التقيد به وهو او هي الامانة العلمية والفكرة التي يريدها الكاتب فالتحريف والتبديل شيء غير محل صدق المترجم وكذا وكذا من الموانع ...
2 - الترجمة بالمعنى: لهم تعليلا وان كانت فيها ضعيف الا انها مقنعة وهو ان الشرق الاوسط له الحشمة والحياء خلاف الغرب واوربا ...
مع اختلاف الديانة والتقاليد والاعراف.
منهم المنفلوطيعلى سبيل المثال لم يتعلم اللغات وكانت له قصص مترجمة تحسب له كما يقولون لانه يخلقها خلقا جديدا مع التغير والتصفية مراعاة لمن ينشر لهم.
لاحظ كذلك ترجمات:
1 - الشيخ رافع الرافعي الطهطاوي.
2 - الشيخ صادق الرافعي.
تجد هذه المعاني ......
والله اعلم واحكم.(130/412)
مآخذ على ما يفعله بعض الأئمة في دعاء القنوت
ـ[همام النجدي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 09:53 ص]ـ
مآخذ على ما يفعله بعض الأئمة في دعاء القنوت
بقلم المشرف العام على موقع الدرر السنية
الشيخ علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين. أمَّا بعد
فإن مما يُفرح قلوب المؤمنين ويُثلج صدورهم ويغيظ قلوب أعدائهم ما نراه اليوم من كثرة المساجد التي تُقام فيها صلاة التراويح مع أئمة نحسبهم والله حسيبهم من خيرة شباب الأمة حرصاً ونصحاً لها، وتزداد هذه الفرحة حينما يرون أن كثيراً من هؤلاء الأئمة من حملة المنهج السلفي الصحيح علماً وعملاً، لكن مما يؤسف له أن البعض منهم لا يسلم من أخطاء يرتكبها أثناء صلاته، ومن هذه الأخطاء ما هو متعلق بقنوت الوتر في صلاة التراويح، الأمر الذي يوجب التنبيه عليها لكثرة الوقوع فيها، وقلة المنبهين عليها، حتى أصبحت تلك الأخطاء سنة متبعة، مع أنها مما لا أعلم فيه خلافاً بين السلف في النهي عنه وكراهته، أمَّا ما فيه خلاف قديم مثل: كون دعاء القنوت في رمضان كله أم في النصف الأخير منه، وهل يكون قبل الركوع أم بعده؟ ونحو هذا فلن أتعرض إليه هنا.
فمن هذه الأخطاء:
1 - المبالغة في رفع الإمام صوته في الدعاء، حتى يصل –أحياناً- إلى حد الصياح والصراخ.
هذا يحدث مع أن الله عزَّ وجلَّ يقول: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} فسمَّى الله سبحانه وتعالى رفع الصوت في الدعاء إعتداء، ويقول سبحانه: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيْلاً} ْوفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: ((اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمّاً ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً بصيراً ... ))، ورفع الصوت بالدعاء بالإضافة إلى مخالفته للسنة، فهو مُذهبٌ للخشوع مجلبٌ للرياء والعياذ بالله.
2 - المبالغة في رفع الصوت بالبكاء.
ينبغي للإمام إذا تأثر بالقرآن أو بالدعاء أن يدافع البكاء، فلم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يبكي في الصلاة بصوت عالٍ ليبكي من خلفه، كما يفعله بعض الأئمة- هداهم الله- اليوم فيستدعون ببكائهم بكاء غيرهم، ناهيك أنهم يبكون بنحيب وعويل وشهيق، بل كان – صلى الله عليه وسلم - يكتم بكاءه في صدره حتى يصبح له أزيز كأزيز المرجل- أي كغلي القدر -، قال ابن القيم رحمه الله عن هديه صلى الله عليه وسلم في البكاء: ((وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت))، ولم يشعر ابن مسعود رضي الله عنه ببكاء النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ عليه طرفًا من سورة النساء، إلا بعد أن نظر إليه فوجد عينيه تذرفان، والقصة في صحيح البخاري، فمدافعة البكاء إتباعٌ للسنة ومدعاة للإخلاص.
3 - الإطالة المفرطة في الدعاء.
بعض الأئمة ربما جعل دعاء قنوته أطول من صلاته، وهذا خلاف هديه صلى الله عليه وسلم إذ كان يدعو بجوامع الكلم، بخلاف ما عليه كثير من الأئمة في هذه الأيام، فمنهم من يجعل الدعاء موعظة يذكر فيها الجنة وصفاتها، والنار وما فيها من أهوال، وعذاب القبر وما فيه من وحشة وظلمة، في سجع متكَلفٍ يستثير به عواطف الناس ويستدعي بكاءهم لا تجد معشاره أثناء قراءة القرآن، كل هذا مع أنه لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت إلا حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما: ((اللهم أهدنا فيمن هديت ... )) على خلاف في صحة ثبوت ذكر الوتر فيه، وقد ورد الدعاء على الكفرة بعد النصف من رمضان من فعل أبيّ بن كعب في عهد عمر رضي الله عنهما، ولست بمحرِّج على مَن دعا بغير ذلك لكنّ الكلام هنا في الإطالة المفرطة في الدعاء بصورة تشق على كثير من المصلين مع أن الغالب أن فيهم المريض والكبير والمرأة.
4 - الاعتداء في الدعاء وتكلف السجع فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/413)
من الآثار السيئة لترك السنة و الاكتفاء بالدعاء بالمأثور والعدول عن ذلك باستعمال غرائب الأدعية المسجوعة والمتكلفة، ما يقع فيه بعض الأئمة من عبارات تُعد اعتداء في الدعاء، فمن ذلك قول بعضهم: ((يا من لا تراه العيون ولا يصفه الواصفون)) وإن كان هذا اللفظ قد ورد عند الطبراني في الأوسط، إلا أن إسناده ضعيف وهو مخالف لما أجمعت عليه الأمة من وصف الله جل وعلا بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أيضًا قول بعضهم: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، فهذا معارِض لما في الحديث الحسن: ((لا يرد القضاء إلا الدعاء)) فكيف لا ندعو الله برد القضاء؟!، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ((فانظر السجع من الدعاء، فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب)).
وقد يدخل التشقيق والتفصيل في الدعاء والذي يفعله كثير من الأئمة في هذه الأيام في هذا الاعتداء ففي سنن أبي داود أن ابناً لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان يدعو، فسمعه سعد وهو يقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها فقال: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء فإياك أن تكون منهم، وإنك إن دخلت الجنة نلت ما فيها من الخير، وإن أُعذت من النار نجوت مما فيها من الشر)) حسنه الحافظ ابن حجر والألباني، فسمى التفصيل في الدعاء اعتداءً.
5 - المبالغة في التلحين والتطريب والتغني في الدعاء.
إن مما يبعث على الأسى والحزن لجوءُ كثيرٍ ممن يُظن أنهم من مقتفي الأثر إلى المبالغة في الترنيم والتلحين والتطريب بل والتجويد أحياناً حتى كأن أحدهم يقرأ السورة من القرآن، فتجده يطبق أحكام التجويد كالإدغام والإخفاء والمدّ حتى يظن الظان أنه يتلوا آيات من الكتاب العزيز، وما هو من الكتاب، ويزداد الطين بله إذا ضمن دعاءه آياتٍ من كلام الله بحيث يعسر على العوام التفريق بينهما، ونتيجة لذلك فإن بعض الناس يتأثر بتلحين الإمام أكثر من تأثره بالدعاء نفسه، ولا يفهم من هذا أن لا يحسن الداعي صوته، فهذا لا بأس به، لكن الذي نراه اليوم من كثير من الأئمة مبالغة في التلحين والتطريب، بصورة إذا جمعت معها رفع الصوت وخفضه، واعتداء مذموم، ثم أخطاء قد تكون عقدية،، ذكرك ذلك بدعاء بعض أهل البدع في مناسباتهم.
6 - مواظبة بعض الأئمة على دعاء معين في كل قنوت.
ومن ذلك تجد أن كثيراً منهم يُلحق دعاء ((اللهم اهدنا فيمن هديت ... )) بدعاء ((اللهم اقسم لنا من خشيتك .. )) لا يكاد يترك ذلك ليلة واحدة، و لا يختم دعاءه إلا بقوله: ((اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك .... )) حتى ظنَّ كثيرٌ من العامة -بل من الأخيار- أن هذا من السنة، وهذا البدء والختم بهذه الطريقة والمواظبة عليها أول من ابتدأه أحد أئمة المسجد الحرام الفضلاء –رحمه الله- فتتابع الناس عليه، فالدعاء الأول سبق الكلام عليه والثاني لم يصح مطلقاً أنه من أدعية القنوت، والثالث ثبت من حديث عائشة عند مسلم أنه كان يقوله في سجوده، فقالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان -عند النسائي وأبي داود والترمذي: وهو ساجد- وهو يقول اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)) وورد عند أحمد وغيره من أصحاب السنن أنه كان يقوله في آخر وتره ومعلوم أن القنوت في أول الوتر وليس في آخره، وعند النسائي وغيره: إذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه، لذلك قال بعض العلماء في آخر وتره أي بعد السلام منه واستبعد ابن تيميه أنه كان يقوله في الوتر فقال في الفتاوى (17/ 91): ((وروى الترمذي أنه كان يقول ذلك في و تره لكن هذا فيه نظر))، فإذا كانت المواظبة على القنوت كل ليلة فيها إيهامٌ للعامة أنها السُّنَّة المستقرة، مع أن تركه أحياناً أفضل، فكيف بالمواظبة على دعاء معين في أوله وآخره؟!
7 - تخصيص بعضهم ليلة السابع أو التاسع والعشرين بدعاء مخصوص ربما سماه البعض دعاء ختم القرآن.
وهذا مما أحدثه الناس، وليس عليه في داخل الصلاة سواء في القنوت أو غيره، دليل صحيح لا من فعله صلى الله عليه وسلم ولا من فعل أصحابه رضي الله عنهم أجمعين، ولعل ذهاب بعض كبار العلماء إلى جوازه دون دليل صحيح فيه اختبار وامتحان لمقتفي الأثر ومتبعي السنة؛ أيتبعون صاحبها أم يقلدون علماءهم؟ أمَّا العوام فحدِّث ولا حرج عن حرصهم على هذا الدعاء فهو يفوق حرصهم على فريضة العشاء نفسها والله المستعان.
وختاماً أدعو الأئمة الذين وفقهم الله فهيأ لهم إمامة صلاة التراويح، أن يقتفوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم حتى نرى المساجد وقد اكتظت بالمصلين والإمام يدعو لهم بدعاء مأثور لا يطيل فيه ولا يعتدي؛ يدعوه بقراءته المعتادة دون تلحين ولا تطريب ولا تجويد كتجويد القرآن، وإن تأثر فبكى وذرفت عيناه كتم بكاءه أو أخفاه فغلبه حتى خرج منه كأزيز المرجل بلا نحيب ولا شهيق لا يكاد يشعر به إلا القريبون منه، كما أدعوهم أن لا يغفلوا عن الدعاء على الكفرة من أهل الكتاب وأن ينصر الله المسلمين عليهم، وخاصة في النصف الأخير من رمضان، كما ثبت عن الصحابة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/414)
ـ[أحمد سكر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 10:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وشرح الله صدرك، وأنار قلبك .... آمين.(130/415)
أرجو من الإخوة أن يتحفونا بفوائد ودرر و قصص صحيحة حول الصلاة على النبي
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 11:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله صيامكم وقيامكم.
أرجو من الإخوة أن يتحفونا بفوائد ودرر و قصص صحيحة حول الصلاة على النبي
صلى الله عليه وسلم.
فلقد بحثت فلم أجد الشيء الكثير.
في انتظار مشاركاتكم وبارك الله فيكم.
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[16 - 08 - 10, 11:42 ص]ـ
معنى الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم:
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
قال ابن كثير رحمه الله: (المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه
عنده في الملأ الأعلى بأنه تصلي عليه الملائكة ثم أمر الله تعالى العالم السفلي بالصلاة والسلام
عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً) أ. هـ
ـ[الحريص بن محمد]ــــــــ[17 - 08 - 10, 06:45 ص]ـ
ولو مما وقع لنا!!
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:27 م]ـ
نحن في الانتظار أخي محمد
نعم ولو مما وقع لكم.
في انتظار مشاركات الإخوة.
و السلام عليكم ورحمة الله
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 04:55 م]ـ
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "
المخاطب: الذين آمنوا ..
الأصل أن نقول: صلينا على نبينا محمد ولكننا نقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ...
وهنا نكتة شريفة وكأننا نقول:
ربنا أمرتنا بالصلاة عليه
وليس في وسعنا أن نصلي صلاة تليق بجنابه
لأنّا لانقدر قدر ماأنت عالم بقدره صلى الله عليه وسلم
فأنت ياربنا تقدر أن تصلي عليه صلاة تليق بجنابه ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت في زمن مضى قد قرأت حديث:" من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا " فكنت أتساءل فيما بيني وبين نفسي: هو بأبي وأمي واحدة وأنا عشر .. !!!!!! لالا لا هناك سوء فهم مني .. !!!
وأثناء تبحري في أمهات الكتب في وقت السحر أعلنت بملء في: وجدتها وجدتها ... فقال لي أهلي: من هي التي وجدتها .. ؟؟
قلت: وجدتها الصلاة على النبي .. ؟؟ أنا أصلي عليه وهذا يصلي عليه وآخر يصلي عليه وهكذا فلربما في اليوم الواحد صلى عليه أكثر من مليار مسلم وكأن لسان حالهم يقول ياربنا عبدك وحبيبك وصفيك وخليلك محمد بن عبدالله صل عليه صلاة تليق بجنابه فنحن لانقدر على مثل ذلك ... حينها الله يعطي كل واحد منا عشر صلوات والحسنة بعشرة أمثالها .. هذه مئة .. لي مئة ولك مئة فهذا هو مقامنا ... بينما هو بأبي وأمي يصلي عليه الملايين من البشر ...
ففهمت معنى الحديث بعد أن أعياني التفكير عدة سنوات.
وبالله التوفيق .. ،،،
ـ[الحريص بن محمد]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:21 ص]ـ
كنت في رمضان قبل الماضي أذكر في عدد من مساجد صنعاء .. فإذا كان التذكير في ليلة الجمعة تكلمت في فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
فكنت أذكر من ضمن ذلك قول السيوطي - رحمه الله -: كثرة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تكثر الأرزق والبركات، وتقضى الحوائج، وتكشف الهموم والغموم و الكروب؛ كلها بالمشاهدة و التجربة بين السلف والخلف.
فكان أن شكى لي بعضهم تأخر مستحقات شهرين، واحتمال ضياعها إن تأخرت أكثر، وأنه يذهب ويتصل بلا فائدة .. فنصحته بالاكثار من الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
فقال لي كم أصلي عليه؟
فقلت له عند الشافعية أقل الكثير ثلاثمائة، ولا أعلم له إلى الآن دليلاً على ذلك، ولكن أكثر ما استطعت ..
فصلى تلك الليلة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أكثر من الثلاثمائة باستحضار معناها كما شرحتُها له ولغيره، وباستحضار أن الله تعالى يصلي ويسلم عليه [كما ذكر ابن القيم في المدارج في منزلة الذكر]
فأخبرني أن الأشخاص الذين كان يتابعهم ويتصل لهم ويتهربوا منه؛ هم الذين اتصلوا له، وطلبوا من المجيء ليأخذ مستحقاته في اليوم التالي مباشرة ..
فكان ما حصل له محفزاً أكبر لي ..
فحصل لي بعد رمضان أن كان معي موعد هام فأخذت ظرفاً فيه أوراق هامة جداً وكلها أصول ومنها شهادتي الجامعية الأصلية، وأخذت تاكسي وجلست بجوار السواق ووضعت المظروف أمامي أقرب إلى زجاج النافذة الأمامي، و ..
كعادة العباقرة (ابتسامة) نزلت من التاكسي ناسياً الأوراق.
وقفت في الشارع منتظراً ابن خالتي يأتي بسيارته .. فلم يلبث أن يربت على كتفي مسلماً قائلا: هيا ..
وما إن هممت بالتحرك حتى تذكرت المظروف .. والمظروف فوق التاكسي .. وصنعاء كبيرة .. و .. و ..
فسألني ابن خالتي ما نوع التاكسي؟ كيف شكل السيارة؟
وكعادة العباقرة أيضاً (ابتسامة أعرض) لم أكن أدري ..
فأستئذنت من ابن خالتي أن ينتظرني على سيارته، ووقفت في مكاني وليس لي سبب مادي يرجع لي المظروف ..
وقفت مستعطفاً من بيده كل شيء .. وأردت منه سبحانه أن يسلم على سلاماً خاصاً، ويقضي لي حاجتي .. فكان مفتاح ذلك أن أصلي على حبيبه وخليله ومصطفاه - صلى الله عليه وآله وسلم -
فوقفت في الشارع أصلي عليه باستحضار ما بين عشر دقائق إلى ربع ساعة ..
وفجأة ظهرت السيارة في الاتجاه الآخر من الشارع فميزت السواق ولكن سرعة السيارة لم تكن لتمكنني من ادراكه .. فخرجت سيارة كانت مركونة فأوقفته ..
ابتسمت ابتسامة خفيفة، ومشيت إليه وربت على كتفه فتفاجأ وقال بعد أن ميزني: أهلاً.
فقلت له: المظروف .. فقال: أي مظروف؟ فأشرت له إلى الزجاج الموازي للكرسي المجاور له، فقال وهو يناولني: سبحان الله!!
بعد أن أنزلتك أتاني مشوار إلى كذا، وبعد إنزال الراكب أشار لي من الجهة المقابلة شخص آخر، فانتظرني حتى درت إليه فطلب مني مشوار إلى هذا الشارع، وعندما وازيت المكان الذي وضعتك فيه خرج راكب فأخرني وبينما أنا أتمتم بعبارات ساخطة ظهرت لي.
فقلت: الحمد لله، وانصرفت ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/416)
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 06:41 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
درر ما شاء الله
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 05:34 م]ـ
في انتظار إضافات الإخوة و الأخوات
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 10:33 م]ـ
إليك هذه القصة العجيبة يحدثك بها من وقعت له بنفسه وهو خطيب مسجد قباء الشيخ صالح المغامسي:
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=0aa7322c6f2f7eb59751&ss=1
اضغط هنا ( http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=0aa7322c6f2f7eb59751&ss=1)
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[06 - 10 - 10, 09:00 ص]ـ
الحمد لله و أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله اللهم لك الشكر و بعد /
أكتبه إن شاء الله ابتغاء وجهه محتسبا الأجر عنده أدخره ليوم الفزع فأقول:
قد صحب الناس المعصوم صلى الله عليه و سلم و أحبوه كما لم يحب أحد أحدا وفقهوا عنه ما بلّغه و دروه و عقلوه كما لم يعقله أحد؛ فما علمنا أحدا منهم كان إذا نزلت به كربة أخذ في الصلاة على النبي.
اللهم تقبل و انفع به ولو بعد حين آمين
ـ[أم ديالى]ــــــــ[06 - 10 - 10, 05:22 م]ـ
هناك محاضرة في موقع المداد رائعة جدا
بعنوان الصلاة على خير الانبياء عوضا عن الدعاء للشيخ ابو ذر القلموني
ذكر فيها قصص عجيبة جدا
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[06 - 10 - 10, 08:25 م]ـ
قال أبو داود في المسائل: سمعت أحمد يقول: ليس أحد إلا و يؤخذ من رأيه و يترك ما خلا النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[06 - 10 - 10, 08:36 م]ـ
الأخ عبد الرحمن يحي و الأخت أم ديالى، شكر الله لكما
الأخ عبد الرحمن يحي و ما قولك في حديث أبيّ بن كعب: (كم أجعل لك من صلاتي قال: ما شئت
قال: الثلث. قال: ما شئت و إن زدت فهو أفضل. قال: النصف. قال: ما شئت و إن زدت فهو
أفضل. قال: اجعل لك صلاتي كلها قال: إذاً يكفيك الله همك و يغفر لك ذنبك.)
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[06 - 10 - 10, 09:19 م]ـ
الشيخ أمين حفظه الله ونفع به
قال أخونا أحمد ابن أبي العينين في تخريجه لأحاديث (المنتخب من مسند عبد بن حميد) تحت هذا الحديث: ((إسناده ضعيف؛ فيه عبد الله بن محمد بن عقيل)) اهـ (1 / ص 234 / ح 170)
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 08:43 ص]ـ
* * مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم * *
أبو همام السعدي
بسم الله الرحمن الرحيم
معنى الصلاة من الله: عن أبي العالية قال: صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة
(1) الصلاة عليه-عليه السلام- في التشهد الأول والأخير: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلنا: يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: «قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم».
(2) عند الآذان والإقامة: ((قال –عليه السلام- إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوامِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّصَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا .. )).
(3) يوم الجمعة وليلتها: ((قال النبي –عليه السلام-: أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً)).
(4) في الصباح والمساء: ((قال النبي –عليه السلام-: من صلى على حين يصبح عشرًا و حين يمسيعشرًا، أدركته شفاعتي يوم القيامة)).
(5) في المجالس وعند اجتماع القوم قبل تفرقهم: ((قال النبي –عليه السلام-: مَا جَلَسَ قَوْمٌمَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلاكَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ)).
ترة: يعني نقصانًا وحسرة وندامة، وقيل: تبعةومعاتبة.
(6) عند ذكر اسْمه صلى الله عليه وسلم: ((قال النبي –عليه السلام-: رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/417)
(7) في كل وقت وحين أول النهار وآخره: ((قال النبي –عليه السلام-: أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَالْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاةً)). قال –عليه السلام-: ((من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة))
(8) عند الدعاء: عن فَضَالَة بْنَ عُبَيْدٍ قال: ((سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً يَدْعُو فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يُصَلِّعَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَجِلَ هَذَا، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْلِغَيْرِهِ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِوَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ، ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ)).
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: ((إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌحَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)). وعن عبد الله بن مسعود قال: إذا أراد أحدكم أن يسأل فليبدأ بالمدحة والثناء على الله بما هو أهله، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليسأل بعد فإنه أجدر أن ينجح.
وقال احمد بن أبي الحواري سمعت أباسليمان الداراني يقول: من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي وليسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي فإنالصلاة على النبي مقبولة والله أكرم أن يرد ما بينهما.ا. هـ.
(9) عند دُخُول المسجد وعند الخروج منه: عَنْ أَبَى هُرَيْرَة أَنَّرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا دَخَلَ أَحَدكُمْالْمَسْجِد فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَوَلِيَقُلْ: اللَّهُمَّ اِفْتَحْ لِي أَبْوَاب رَحْمَتك. وَإِذَا خَرَجَفَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيم)).
وَعند التِّرْمِذِيّ " كَانَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدصَلَّى عَلَى مُحَمَّد وَسَلَّمَ)) اِنْتَهَى كَلامه.
(10) عند الصفا والمروة: قال عمر بن الخطاب: إذا قدمتم فطوفوا بالبيت سبعا وصلوا عند المقام ركعتين ثم أتوا الصفا فقوموا من حيث ترونالبيت فكبروا سبع تكبيرات بين كل تكبيرتين حمد لله وثناءعليه وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومسألة لنفسك وعلى المروة مثل ذلك.
(11) بعد التكبيرة الثانية من صلاة الجنازة: عن الشعبي قال: أول تكبيرة من الصلاةعلى الجنازة ثناء علىالله عز وجل والثانية صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والثالثة دعاء للميت والرابعة السلام
ـ عن ابن عمر: أنه يكبر على الجنازة ويصلي علىالنبي صلىالله عليه وسلمثم يقول: اللهم بارك فيه وصل عليه واغفر له وأورده حوض نبيك صلى الله عليه وسلم.
(12) عند الوُقُوف على قبره صلىاللهعليهوسلم: عن عبدالله بن دينار أنه قال: رأيت عبدالله بن عمر يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
(13) عندَ القُنُوت:عن قتادة عن عبدالله بن الحارث: أن أبا حليمة معاذ كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت.
(14) أثناء صلاة العيد: عن علقمة أن ابن مسعود وأبا موسى وحذيفة خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل العيد يوما فقال لهم إن هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه قال عبد الله تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة وتحمد ربك وتصلي على النبي ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تقرأ ثم تكبر وتكرع ثم تقوم وتقرأ وتحمد ربك وتصلي على النبي محمد ثم تدعو وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل مثل ذلك ثم تكبر وتفعل ذلك ثم تركع فقال حذيفة وابو موسى صدق أبو عبد الرحمن.
(15) عند القيام من المجلس: عن عثمان بن عمر قال سمعت سفيان بن سعيد ما لا احصي إذا اراد القيام يقول صلى الله وملائكته على محمد وعلى انبياء الله وملائكته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/418)
فَائِدَةٌ / لمَاذا أمرنا بالصلاةِ على النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- مع إبراهيم, ومعلوم أنَّ محمداً أفضل الأنبياءِ, وأن اتشبيه الشيء بالشيء يقتضي أن يكونَ أعلى منه؟ الجوابُ: أن يقال محمد هو من آل إبراهيم بل هو خير آل إبراهيم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: محمد من آل إبراهيم. فإنه إذا دخل غيره من الأنبياء الذين هم من ذرية إبراهيم في آله فدخول رسول الله اولى فيكون قولنا كما صليت على آل إبراهيم متناولا للصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم ولا ريب أن الصلاة الحاصلة لآل إبراهيم ورسول الله معهم اكمل من الصلاة الحاصلة له دونهم فيطلب له من الصلاة هذا الأمر العظيم الذي هو افضل مما لابراهيم قطعا وتظهر حينئذ فائدة التشبيه وجريه على اصله وان المطلوب له من الصلاة بهذا اللفظ اعظم من المطلوب له بغيره. هذا أحسنُ ما رآه ابن القيم –رحمه الله-.
فائدةٌ /عامة الأحاديث في الصحاح والسنن ذكر محمد بالاقتران دون الاقتصار على أحدهما, وجاء الاقتصار على إبراهيم أو آله في عامتها فما السر؟ الجواب: أن الصلاة على النبي وعلى آله ذكرت في مقام الطلب والدعاء وأما الصلاة على إبراهيم فإنما جاءت في مقام الخبر وذكر الواقع, لأن قوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد "جملة طلبية" وقوله كما صليت على آل إبراهيم "جملة خبرية" والجملة الطلبية: إذا وقعت موقع الدعاء والسؤال كان بسطها وتطويلها انسب من اختصارها وحذفها. ولهذا يشرع تكرارها وإبداؤها وإعادتها فإنها دعاء والله يحب الملحين في الدعاء ... فالمطلوب يزيد بزيادة الطلب وينقص بنقصانه , وأما الخبر فهو خبر عن أمر قد وقع وانقضى لا يحتمل الزيادة والنقصان فلم يكن في زيادة اللفظ فيه كبير فائدة ولا سيما ليس المقام مقام إيضاح وتفهيم للمخاطب ليحسن معه البسط والإطناب فكان الإيجاز فيه والاختصار أكمل وأحسن. قاله ابن القيم –رحمه الله- في "جلاء الأفهام".
{وصلّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين}
http://www.saaid.net/bahoth/124.htm
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[07 - 10 - 10, 09:24 ص]ـ
فائدة:
أثر بن مسعود:
((إذا أراد أحدكم أن يسأل فليبدأ بالمدحة والثناء على الله بما هو أهله، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليسأل بعد فإنه أجدر أن ينجح)):
هو من رواية ابنه أبي عبيدة عنه؛
و لا يصح سماعه منه.
أخرجه عبد الرزاق و من طريقه الطبراني في الكبير.
لعله يتبع إن شاء الله
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 09:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 12:22 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن
ـ[أم ديالى]ــــــــ[07 - 10 - 10, 12:52 م]ـ
الصلاة على خير الأنبياء - صلى الله عليه وسلم - عوضًا عن الدعاء
http://www.islamway.net/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=62973
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 07:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أم ديالى
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[08 - 10 - 10, 03:14 م]ـ
أخي محمد ابن الشنقيطي بارك الله فيك(130/419)
د/ هاني الجبير (توحيد الفتوى وأد لاجتهاد فقهاء سلف الأمة)
ـ[عبدالله الجداوي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:17 م]ـ
اسم الباحث / د/ هاني بن عبد الله بن محمدالجبير
المصدر / من بحوث أعضاء الرابطة الفقهية بالموقع
التحكيم / محكم
-حذرت دراسة بحثية من وخيم الآثار الناتجة من جراء توحيد الفتوى، ويأتي على رأسها: ضرب اجتهاد فقهاء سلف الأمة في مقتل، وتنحيته بغية نصب من لم يتأهل للإفتاء لسهولة توجيه الناس على فتاوى مخالفة للكتاب، والسنة، بفهم سلف الأمة، ناهيك عن أن يكون المفتي آلة صماء ينقل الفتاوى دون مراعاة اختلاف الظروف والأحوال والأشخاص.
- ولقد بيّنت الدراسة ماهية توحيد الفتوى بأنه: إلزام – أو التزام – المفتين الإخبار عن حكم المسائل الخلافية بقول واحد منها هو قول مفتٍ أو جهة فتوى معينة في جميع المسائل الخلافية.
- وقبل تبيان الحكم في توحيد الفتوى- ذكرت الدراسة إرهاصة أساسية مبينة فيها ثلاثة إجماعات رئيسة في هذا الصدد، أما الأول فهو إجماع المسلمين- غير العامة؛ إذ العامة لا بد لها من تقليد علمائها- على أن من استبان له وجه الحق فعليه أيفتي به ولا يخالفه، وأما الثاني فهو الإجماع على أنه لا تثريب على من قال بقول قد سبق إليه في مسألة خلافية، والإجماع الثالث هو أنه يجوز للعامي سؤال من شاء من المفتين دون أن يتقيد ذلك بمذهب بعينه.
- وفي معرض بيان حكم توحيد الفتوى، فرّقت الدراسة بين غير مفتٍ في هذا الصدد:
الأول: المفتي الناقل: ويأتي استفتاء هذا على خلاف الأصل، وهو إنما يسوغ عند عدم وجود المفتي المجتهد، ولا يسع المفتي الناقل إلا التقيد بالإخبار عن قول عالم، أو جهة معينة إذا اعتقد أن صاحب الفتوى هو الأفضل في علمه والأوثق في دينه – كما يفعل المقلد -،أما لو لم يعتقد كونه الأفضل والأوثق، وأن غير صاحب الفتوى أوثق وأفضل منه لم يجز له التزام الإخبار عن قوله؛ لأنه يدل المستفتي على ما يعتقده أنه غير رشيد، وهذه خيانة له.
الثاني: المفتي الذي تعارضت لديه الأدلة ولم يتمكن من الترجيح:
وقد تباينت أقوال أهل العلم في الواجب عليه، على أن الدراسة ذكرت ما اختاره ابن القيم من التوقف عن الإفتاء حتى يتبين له الراجح منها، بَيْدَ أن هذاخاص بما لو وجد المستفتي مفتياً آخر، وإلا لو لم يوجد غيره فلا يسوغ له التوقف كما في المفتي الناقل لفتوى غيره، بل هذا آكد؛ لأنه عجز، ولا تكليف إلا بمقدور، وعليه فلا سبيل أمامه إلا أن يرشد إلى رأي من يعتقده أهلاً للاجتهاد، أما لو لم يعتقد أهليته للاجتهاد فليس له أن يلتزم رأيه فيما عجز عن إدراك الراجح فيه، ويفتي بقول من يعتقده أقرب إلى إصابة الحق.
الثالث: المفتي المجتهد:
وإزاء ما ذكر من الإجماعات الثلاثة؛ فإن إلزام المفتين المجتهدين أو التزامهم عدم الخروج عن رأي أو قول واحد في المسألة الشرعية الخلافية لهو محرم وفاعله ظالم لنفسه، وكان هذا ديدن السلف الصالح، ألا ترى قول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه: لو كنت أردك إلى كتاب الله -عز وجل – أو إلى سنة نبيه لفعلت، ولكني أردك إلى رأيي والرأي مشترك؟ واختلاف الصحابة ومن بعدهم في مسائل كثيرة من مسائل العلم قد استفاضت به الآثار والأخبار.
-وحذرت الدراسة إلى جملة من المفاسد من جراء آثار توحيد الفتوى، منها: تضييع اجتهاد فقهاء سلف الأمة، ونصب من لم يتأهل للإفتاء لما يريد لسهولة توجيه الناس، وترك الناس الواجب عليهم، واعتقاد ما لا قناعة لهم به من الرأي، وأن يكون المفتي آلة صماء ينقل فتوى من سبقه ولا يراعي اختلاف الظروف والأحوال والأشخاص.
- وشددت الدراسة على أن الواجب على المجتهد إذا ألزم توحيد الفتوى أن ينظر في الآراء التي ألزم الإفتاء بها فما كان راجحاً منها لديه أفتى به وهو مطمئن الصدر، وما كان مرجوحاً لديه فإنه لا يفتي إلا بما يعتقده صواباً ما دام مسؤولاً عن الحكم الشرعي وليس عن رأي الجهة الملزم بها، فإن خاف ضرراً على نفسه امتنع عن الإفتاء، وليس له أن يفتي بغير ما يعتقده وإن وسعه السكوت.
- وإزاء آفة التساهل في الفتوى، ومشكلة اختلاف الفتاوى ضمنت الدراسة ثمة أمور أساسية تحد من غلواء ذلك، بدايةً بنشر ثقافة التعامل مع الخلاف، وأنه كان- وسيظل إلى قيام الساعة- لكنه لم يكن البتة سبباً لفرقة ولا اضطراب، ألا ترى الصحابة وقد اختلفوا في تأويل قوله صلى الله عليه وسلم " لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة " ومع ذلك لم يترك واحد منهم ما أداه إليه اجتهاده، ولم يكن ذلك سبباً للفرقة، وكانوا في حال قتال، ومرورًا بتعليم الناس التعامل مع اختلاف المفتين فيأخذ بقول الأورع الأعلم صاحب الخبرة في مجاله الذي تطمئن النفس إلى فتواه لكمال أحواله بالنسبة لغيره، ناهيك عن الحجر على المفتي الجاهل والماجن؛ لأنه يحرم على المفتي الإفتاء فيما لا يعلم؛ لقوله تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [الأعراف: 33]، فمن أفتى الناس وليس بأهل للفتوى فهو آثم عاص – وكما قال ابن القيم- ومن أقره من ولاة الأمر على ذلك فهو آثم أيضاً، ويجب الحجر عليه تطبيقاً لقاعدة (دفع الضرر الأعلى بالأدنى) لأنه لا يبالي بتحريم الحلال وتحليل الحرام؛ فهذا ضرره متعد إلى العامة.
- وشددت الدراسة على ضرورة احتساب العلماء على المفتي الجاهل والماجن بالإنكار
والمناصحة، بالأسلوب المحقق للغرض، حسبما يراه أهل العلم، وهذا لاشك من إنكار المنكر المأمور به، وإلا كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: يكون على الخبازين والطباخين محتسب، ولا يكون على الفتوى محتسب؟!!.
المصدر هنا ( http://www.islamfeqh.com/News/NewsItem.aspx?NewsItemID=3607)(130/420)
كيف نقرأ سور القرآن؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 08 - 10, 05:24 م]ـ
كيف نقرأ سُوَرَ القرآن؟
د. عصام بن صالح العويد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
القرآن حدائق ذات بهجة، فإذا أتممت سورة وبدأت بأخرى فقد انتقلت من شجرة يانعة الثمرة إلى شجرة تشبهها بثمرة تختلف عنها، وإذا انتقلت من حزب إلى حزب فمِن حديقة غنّاء إلى روضة أخرى، فـ (السبع الطوال) و (ذوات الراء) (المسبحات السبع) و (الطواسيم) و (ذوات الم) و (الحواميم) و (المفصل) لكل حزب لونه الخاص به، ولكل سورة طعمها الذي يميزها عن غيرها، فتذوقها برفق وحاذر الهرس! والجرش! فهو سبب التخمة والملل.
وهذا التنزيل العظيم هو مأدبة الله في الأرض، والناس حولها ثلاثة أصناف: جائع محروم منها، وسقيم يأكل وقد فقد حاسة الذوق فلم يتهنَّ بها، ومعافى رأى على مأدبة الكريم (114) مختلفاً ألوانها فأصبح يطعم برفق وأدب كاملين، وفي فمه مع كل (سورة) منها طعم وذوق وعِطر هو لها، ولأختها من سور القرآن غيرها،
فكيف نتذوق لذة القرآن ونميز حلاوة كل سورة في القرآن عن حلاوة أختها؟.
أولاً / ليكن بين يديك دائماً عند القراءة تفسير مختصر كالتفسير الميسر أو زبدة التفسير أو الجلالين أو المصباح المنير أو السراج في غريب القرآن لـ د. الخضيري ونحوها.
طالعه إذا استغلق المعنى عليك أو شككت فيه أو عنّ في ذهنك لطيفة تبغي التحقق من سلامة موردها.
ثانياً / أحضر قلبك وحركه بالقرآن، فإن شرد فقف والحق به، ستتعب في البداية وسيذعن لك في النهاية، وقد أطلت في بيان ضرورة ذلك في رسالة (فن التدبر) فلا اُطيل عليك هنا، لكنْ لتكن على يقين أنه ضرورة كضرورة الروح للجسد.
ثالثاً / اجعل نفسك طَرَفاً ثم ظرْفاً لخطاب ربك، اجعل القرآن مرآة نورانية ترى فيها أقوالك وأفعالك، فهذا يُعطّر وهذا يُغسّل وهذا يُقص وهذا يُصفّف وهذا يُعالج وهذا يُبتر إن لزم الأمر، وهكذا.
مرتّ بك آية البقرة (وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) 27
فعندئذٍ تتذكر الرحم هل وصلتها أو قطعتها؟
مرة بك آيات التوحيد والإخلاص والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والكلام الحسن وغض البصر وتحريم الزنا والربا والعقوق والكذب والهمز والغيبة ... ،
فتقف هنا لتعرض نفسك عليها آية آية وكأنك تتهيأ للحساب والعرض الأكبر يوم القيامة.
رابعاً / قبل أن تبدأ بالسورة تأمل في اسمها أو أسمائها فهو مفتاحها الذي تدخل به إليها، وقد قال ابن القيم في زاد المعاد (2/ 307): لَمّا كَانَتْ الْأَسْمَاءُ قَوَالِبَ لِلْمَعَانِي، وَدَالّةً عَلَيْهَا، اقْتَضَتْ الْحِكْمَةُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهَا ارْتِبَاطٌ وَتَنَاسُبٌ وَأَنْ لَا يَكُونَ الْمَعْنَى مَعَهَا بِمَنْزِلَةِ الْأَجْنَبِيّ الْمَحْضِ الّذِي لَا تَعَلّقَ لَهُ بِهَا، فَإِنّ حِكْمَةَ الْحَكِيمِ تَأْبَى ذَلِكَ وَالْوَاقِعُ يَشْهَدُ بِخِلَافِهِ بَلْ لِلْأَسْمَاءِ تَأْثِيرٌ فِي الْمُسَمّيَاتِ وَلِلْمُسَمّيَاتِ تَأَثّرٌ عَنْ أَسْمَائِهَا فِي الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ وَالْخِفّةِ وَالثّقَلِ وَاللّطَافَةِ وَالْكَثَافَةِ كَمَا قِيلَ:
وَقَلّمَا أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ ذَا لَقَب ... إلّا وَمَعْنَاهُ إنْ فَكّرْتَ فِي لَقَبِهِ
وَلَمّا كَانَ بَيْنَ الْأَسْمَاءِ وَالْمُسَمّيَاتِ مِنْ الِارْتِبَاطِ وَالتّنَاسُبِ وَالْقَرَابَةِ مَا بَيْنَ قَوَالِبِ الْأَشْيَاءِ وَحَقَائِقِهَا، وَمَا بَيْنَ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَامِ عَبَرَ الْعَقْلُ مِنْ كُلّ مِنْهُمَا إلَى الْآخَرِ كَمَا كَانَ إيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُ يَرَى الشّخْصَ فَيَقُولُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ اسْمُهُ كَيْتَ وَكَيْتَ فَلَا يَكَادُ يُخْطِئُ .. . الخ كلامه رحمه الله،
وهذا إن كان في غير القرآن فما بالك بالقرآن العظيم الذي أسماء سورة إما بنص كتابٍ أو سنةٍ معصومة أو إجماعِ صحابةٍ أو استفاضةٍ في الأمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/421)
وكان الصحابة خصوصاً ابن عباس رضوان الله عليهم يعتنون بأسماء السور أو أوصافها التي تدل على مقصودها ورحاها الذي تدور حوله، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر الفاروق رضي الله عنه قيل له: سورة التوبة؟ قال: هي إلى العذاب أقرب ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا.
وعن حذيفة رضي الله عنه في براءة: يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب. وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: سورة التوبة؟ قال: التوبة بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم حتى ظننا أن لن يبقى منا أحد إلا ذكر فيها. وعن قتادة قال: كانت تسمَّى هذه السورة: (الفَاضِحَةَ)، فاضحة المنافقين.
وعن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر.
وفي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس سورة الحشر. قال: قل بني النضير. أي سورة بني النضير.
وفي البخاري أيضاً عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما: جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت له وما المحكم؟ قال المفصل.
قال سعيد بن جبير: إن الذي تدعونه المفصل هو المحكم.
إذا تقرر هذا فأعود لأقف مع بعض أسماء السور:
1 - سورة الفاتحة: هذا هو اسمها الأشهر وهو محل إجماعٍ يقيني في أمة القرآن، قال ابن عاشور رحمه الله في التحرير: وفاتحة مشتقة من الفتح وهو إزالة حاجز عن مكانٍ مقصودٍ وُلُوجه فصيغتها تقتضي أن موصوفها شيء يزيل حاجزا.
فهي المفتاح الأعظم الذي يفتح لك كل باب للخير، فهي مفتاحك لعلم الكتاب، وهي مفتاح الحُجُب بينك وبين الله، تأمل قول ابن كثير رحمه الله: وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب هو المناسب؛ لأنه لما أثنى على الله فكأنه اقترب وحضر بين يدي الله تعالى؛ فلهذا قال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). ويقول ابن عاشور: وما هنا التفات بديع، فإن الحامد لما حمد الله تعالى ووصفه بعظيم الصفات بلغت به الفكرة منتهاها فتخيل نفسه في حضرة الربوبية، فخاطب ربه بالإقبال.
هي أبواب تُفتح شيئاً فشيئاً لمن وفقه الله فتعلَّم كيف يَفتحُ بالفاتحة تلك الأبواب المغلقة.
2 - سورة البقرة: سُميت بهذا الاسم في صحيح السنة المطهرة وتواتر ذلك في الأمة عالمها وعامتها، ولها أسماء أخرى هي أوصاف لها، وليس سديدا أن يُقال بأنها سميت بهذا الاسم لذكر البقرة فيها، فاسم (البقرة) جاء أيضاً في غير هذه السورة كالأنعام ويوسف، وقد ذُكر فيها (طالوت) عليه السلام والذي لم يأت ذكره إلا في سورة البقرة فكان الأولى التسمية به لأسباب لا تخفى لو كان هذا التعليل صحيحاً.
فما دلالة الاسم هنا؟ "سورة البقرة" سورة أوامر ونواهي وهي مليئة بها حتى قال ابن العربي رحمه الله: سمعت بعض أشياخي يقول: فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر. واسم (البقرة) ورد في سياق تعنت بني اسرائيل في الاستجابة لأمر موسى عليه السلام (أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا) ثم (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ .. فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ) (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا) ... ، ولا يوجد في السورة قصة كهذه في شدة تلجلج قوم مع أوامر نبيهم (وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ)، وكانت العاقبة (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ... ).
فناسب تنبيه أمة محمد صلى الله عليه وسلم ألا يكونوا في موقفهم من أوامر "سورة البقرة" كأصحاب البقرة؟
فكلما مرّ بك أمر أو نهي فيها فتذكر أصحاب البقرة.
3 - سورة الكهف: هي كهفك من الفتن، وهي المنجية من أعظم فتنة فتنة المسيح الدجال وفي ذلك أحاديث مشهورة صحيحة، وقد ذكرت أصول الفتن الأربع وكيفية النجاة منها.
4 - سورة الحج: يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: سورة الحج تضمنت منازلَ المسير إلى الله، بحيث لا قاطعٌ يقطع عنها.
وكلام هذا الإمام يحققه أن السورة سميت باسم الحج، والحج في اللغة: هو القصد إلى معظم، وأعظم مقصود هو العظيم سبحانه، والناس كلهم سائرون إلى هذا العظيم في جلاله وجماله ورحمته وعذابه جل في علاه، فالسورة إنما هي علامات ومنازل لهؤلاء السائرين، من استدل بها بلغ، ومن أعرض عنها انقطع.
وهكذا دواليك،، فإن استغلق دونك هذا المفتاح الأخير، وحار ذهنك في أسماء السور فدعه إلى حينه فهو مع عظيم أثره مِن مِلَح العلم لا من صُلبه، وعُضّ بالثلاث الأول.
لا حرمني الكريم وإياك لذة مأدبته التي أنزلها زادا لا غنى عنه لي ولك،،
ـ[أبوالحسين الدوسري]ــــــــ[17 - 08 - 10, 10:52 ص]ـ
أسأل الله أن يجزيك والشيخ عصام خير الجزاء، كلام يحرك الهمم لتلاوة القرآن بتدبر، وعلى ذكر سورة البقرة فإن قوله تعالى: (وإن منها لما يهبط من خسية الله) فيه معنى جميل فالخشية كما فال الراغب*:خوف يشوبه تغظيم، وأكثرمايكون ذلك عن علم بما يخشى منه.
قال أحد الإخوة: فما أقسى قلب من كانت الحجارةأعلم بالله منه.
__________________________________________________ _____________-
*المفردات للراغب رحمه الله من الكتب النفيسة المعينة على التدبر مع الحذر من بعض ما فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/422)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[17 - 08 - 10, 05:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا وتقبل الله منكم وجزى الله الشيخ عصام على فوائده خير الجزاء.
رجاء من المشرف تعديل الاية التي أخطأ فيها أخونا أبو الحسين (وإن منها لما يهبط من خشية الله) الشين مكان السين
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[19 - 08 - 10, 08:41 م]ـ
للتذكير والفائدة
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[20 - 08 - 10, 12:18 ص]ـ
جزاك الله خير
القرآن من أهم ما يهتم به
كيف لا وهو كلام الله
ـ[السوادي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 12:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 06:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا، و بارك فيك.(130/423)
موقع القرآن الكريم
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 05:57 م]ـ
http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=001
مع
1 - تفسير ابن كثير
2 - الجلالين
3 - الطبري
4 - القرطبي
ومع ميزة اخري(130/424)
مآخذ على ما يفعله بعض الأئمة في دعاء القنوت
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 06:56 م]ـ
مآخذ على ما يفعله بعض الأئمة في دعاء القنوت
بقلم المشرف العام على موقع الدرر السنية
الشيخ علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
saggaf@dorar.net (saggaf@dorar.net)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين. أمَّا بعد
فإن مما يُفرح قلوب المؤمنين ويُثلج صدورهم ويغيظ قلوب أعدائهم ما نراه اليوم من كثرة المساجد التي تُقام فيها صلاة التراويح مع أئمة نحسبهم والله حسيبهم من خيرة شباب الأمة حرصاً ونصحاً لها، وتزداد هذه الفرحة حينما يرون أن كثيراً من هؤلاء الأئمة من حملة المنهج السلفي الصحيح علماً وعملاً، لكن مما يؤسف له أن البعض منهم لا يسلم من أخطاء يرتكبها أثناء صلاته، ومن هذه الأخطاء ما هو متعلق بقنوت الوتر في صلاة التراويح، الأمر الذي يوجب التنبيه عليها لكثرة الوقوع فيها، وقلة المنبهين عليها، حتى أصبحت تلك الأخطاء سنة متبعة، مع أنها مما لا أعلم فيه خلافاً بين السلف في النهي عنه وكراهته، أمَّا ما فيه خلاف قديم مثل: كون دعاء القنوت في رمضان كله أم في النصف الأخير منه، وهل يكون قبل الركوع أم بعده؟ ونحو هذا فلن أتعرض إليه هنا.
فمن هذه الأخطاء:
1 - المبالغة في رفع الإمام صوته في الدعاء، حتى يصل –أحياناً- إلى حد الصياح والصراخ.
هذا يحدث مع أن الله عزَّ وجلَّ يقول: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} فسمَّى الله سبحانه وتعالى رفع الصوت في الدعاء إعتداء، ويقول سبحانه: ** وَلا تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيْلاً} ْوفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: ((اربعوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصمّاً ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً بصيراً ... ))، ورفع الصوت بالدعاء بالإضافة إلى مخالفته للسنة، فهو مُذهبٌ للخشوع مجلبٌ للرياء والعياذ بالله.
2 - المبالغة في رفع الصوت بالبكاء.
ينبغي للإمام إذا تأثر بالقرآن أو بالدعاء أن يدافع البكاء، فلم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يبكي في الصلاة بصوت عالٍ ليبكي من خلفه، كما يفعله بعض الأئمة- هداهم الله- اليوم فيستدعون ببكائهم بكاء غيرهم، ناهيك أنهم يبكون بنحيب وعويل وشهيق، بل كان – صلى الله عليه وسلم - يكتم بكاءه في صدره حتى يصبح له أزيز كأزيز المرجل- أي كغلي القدر -، قال ابن القيم رحمه الله عن هديه صلى الله عليه وسلم في البكاء: ((وأما بكاؤه صلى الله عليه وسلم فكان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت))، ولم يشعر ابن مسعود رضي الله عنه ببكاء النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ عليه طرفًا من سورة النساء، إلا بعد أن نظر إليه فوجد عينيه تذرفان، والقصة في صحيح البخاري، فمدافعة البكاء إتباعٌ للسنة ومدعاة للإخلاص.
3 - الإطالة المفرطة في الدعاء.
بعض الأئمة ربما جعل دعاء قنوته أطول من صلاته، وهذا خلاف هديه صلى الله عليه وسلم إذ كان يدعو بجوامع الكلم، بخلاف ما عليه كثير من الأئمة في هذه الأيام، فمنهم من يجعل الدعاء موعظة يذكر فيها الجنة وصفاتها، والنار وما فيها من أهوال، وعذاب القبر وما فيه من وحشة وظلمة، في سجع متكَلفٍ يستثير به عواطف الناس ويستدعي بكاءهم لا تجد معشاره أثناء قراءة القرآن، كل هذا مع أنه لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت إلا حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما: ((اللهم أهدنا فيمن هديت ... )) على خلاف في صحة ثبوت ذكر الوتر فيه، وقد ورد الدعاء على الكفرة بعد النصف من رمضان من فعل أبيّ بن كعب في عهد عمر رضي الله عنهما، ولست بمحرِّج على مَن دعا بغير ذلك لكنّ الكلام هنا في الإطالة المفرطة في الدعاء بصورة تشق على كثير من المصلين مع أن الغالب أن فيهم المريض والكبير والمرأة.
4 - الاعتداء في الدعاء وتكلف السجع فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/425)
من الآثار السيئة لترك السنة و الاكتفاء بالدعاء بالمأثور والعدول عن ذلك باستعمال غرائب الأدعية المسجوعة والمتكلفة، ما يقع فيه بعض الأئمة من عبارات تُعد اعتداء في الدعاء، فمن ذلك قول بعضهم: ((يا من لا تراه العيون ولا يصفه الواصفون)) وإن كان هذا اللفظ قد ورد عند الطبراني في الأوسط، إلا أن إسناده ضعيف وهو مخالف لما أجمعت عليه الأمة من وصف الله جل وعلا بما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أيضًا قول بعضهم: اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، فهذا معارِض لما في الحديث الحسن: ((لا يرد القضاء إلا الدعاء)) فكيف لا ندعو الله برد القضاء؟!، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ((فانظر السجع من الدعاء، فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب)).
وقد يدخل التشقيق والتفصيل في الدعاء والذي يفعله كثير من الأئمة في هذه الأيام في هذا الاعتداء ففي سنن أبي داود أن ابناً لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان يدعو، فسمعه سعد وهو يقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها فقال: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء فإياك أن تكون منهم، وإنك إن دخلت الجنة نلت ما فيها من الخير، وإن أُعذت من النار نجوت مما فيها من الشر)) حسنه الحافظ ابن حجر والألباني، فسمى التفصيل في الدعاء اعتداءً.
5 - المبالغة في التلحين والتطريب والتغني في الدعاء.
إن مما يبعث على الأسى والحزن لجوءُ كثيرٍ ممن يُظن أنهم من مقتفي الأثر إلى المبالغة في الترنيم والتلحين والتطريب بل والتجويد أحياناً حتى كأن أحدهم يقرأ السورة من القرآن، فتجده يطبق أحكام التجويد كالإدغام والإخفاء والمدّ حتى يظن الظان أنه يتلوا آيات من الكتاب العزيز، وما هو من الكتاب، ويزداد الطين بله إذا ضمن دعاءه آياتٍ من كلام الله بحيث يعسر على العوام التفريق بينهما، ونتيجة لذلك فإن بعض الناس يتأثر بتلحين الإمام أكثر من تأثره بالدعاء نفسه، ولا يفهم من هذا أن لا يحسن الداعي صوته، فهذا لا بأس به، لكن الذي نراه اليوم من كثير من الأئمة مبالغة في التلحين والتطريب، بصورة إذا جمعت معها رفع الصوت وخفضه، واعتداء مذموم، ثم أخطاء قد تكون عقدية،، ذكرك ذلك بدعاء بعض أهل البدع في مناسباتهم.
6 - مواظبة بعض الأئمة على دعاء معين في كل قنوت.
ومن ذلك تجد أن كثيراً منهم يُلحق دعاء ((اللهم اهدنا فيمن هديت ... )) بدعاء ((اللهم اقسم لنا من خشيتك .. )) لا يكاد يترك ذلك ليلة واحدة، و لا يختم دعاءه إلا بقوله: ((اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك .... )) حتى ظنَّ كثيرٌ من العامة -بل من الأخيار- أن هذا من السنة، وهذا البدء والختم بهذه الطريقة والمواظبة عليها أول من ابتدأه أحد أئمة المسجد الحرام الفضلاء –رحمه الله- فتتابع الناس عليه، فالدعاء الأول سبق الكلام عليه والثاني لم يصح مطلقاً أنه من أدعية القنوت، والثالث ثبت من حديث عائشة عند مسلم أنه كان يقوله في سجوده، فقالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان -عند النسائي وأبي داود والترمذي: وهو ساجد- وهو يقول اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)) وورد عند أحمد وغيره من أصحاب السنن أنه كان يقوله في آخر وتره ومعلوم أن القنوت في أول الوتر وليس في آخره، وعند النسائي وغيره: إذا فرغ من صلاته وتبوأ مضجعه، لذلك قال بعض العلماء في آخر وتره أي بعد السلام منه واستبعد ابن تيميه أنه كان يقوله في الوتر فقال في الفتاوى (17/ 91): ((وروى الترمذي أنه كان يقول ذلك في و تره لكن هذا فيه نظر))، فإذا كانت المواظبة على القنوت كل ليلة فيها إيهامٌ للعامة أنها السُّنَّة المستقرة، مع أن تركه أحياناً أفضل، فكيف بالمواظبة على دعاء معين في أوله وآخره؟!
7 - تخصيص بعضهم ليلة السابع أو التاسع والعشرين بدعاء مخصوص ربما سماه البعض دعاء ختم القرآن.
وهذا مما أحدثه الناس، وليس عليه في داخل الصلاة سواء في القنوت أو غيره، دليل صحيح لا من فعله صلى الله عليه وسلم ولا من فعل أصحابه رضي الله عنهم أجمعين، ولعل ذهاب بعض كبار العلماء إلى جوازه دون دليل صحيح فيه اختبار وامتحان لمقتفي الأثر ومتبعي السنة؛ أيتبعون صاحبها أم يقلدون علماءهم؟ أمَّا العوام فحدِّث ولا حرج عن حرصهم على هذا الدعاء فهو يفوق حرصهم على فريضة العشاء نفسها والله المستعان.
وختاماً أدعو الأئمة الذين وفقهم الله فهيأ لهم إمامة صلاة التراويح، أن يقتفوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم حتى نرى المساجد وقد اكتظت بالمصلين والإمام يدعو لهم بدعاء مأثور لا يطيل فيه ولا يعتدي؛ يدعوه بقراءته المعتادة دون تلحين ولا تطريب ولا تجويد كتجويد القرآن، وإن تأثر فبكى وذرفت عيناه كتم بكاءه أو أخفاه فغلبه حتى خرج منه كأزيز المرجل بلا نحيب ولا شهيق لا يكاد يشعر به إلا القريبون منه، كما أدعوهم أن لا يغفلوا عن الدعاء على الكفرة من أهل الكتاب وأن ينصر الله المسلمين عليهم، وخاصة في النصف الأخير من رمضان، كما ثبت عن الصحابة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين. والله أعلم.
المصدر ( http://www.dorar.net/art/11)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/426)
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 07:17 م]ـ
جزاك الله خير، وقد احسنت ...
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 03:34 ص]ـ
قد تركت ليلتين دعاء القنوت للطول المفرطة ولعدم الإهتمام لجوامع الكلم من الدعاء، وافكر هدي النبي صلي الله عليه وسلم كيف يختم النبي صلي الله عليه وسلم الوتر بأخف ركعات حتي يقرأ فيها سورة الأعلي والكافرون والإخلاص .... لماذا اصبحت الآن الوتر أطول ركعات؟
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:06 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا على مروركم
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:33 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي الحبيب
سبقك إلى الموضوع أحد الأخوة قديماً.
مآخذُ على بعضِ أئمةِ المساجدِ في دعاء القنوتِ بقلم الشيخ علوي السقاف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39720)
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[19 - 08 - 10, 06:25 ص]ـ
طالع كلام ابن عثيمين هنا لتعرف لماذا كانت ركعة الوتر هي أطول الركعات -حسب ماتوصل إليه علمك-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-39333.html
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 03:19 م]ـ
سبقك إلى الموضوع أحد الأخوة قديماً.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39720)
سبقه بالخير ولك مثله ان شاء الله.
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 05:30 م]ـ
شكرا لأخ ماجد المطرود لفتوي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله علي اطالة الوتر ... ذكره رحمه الله عدة اسباب لإطالة الدعاء في الوتر منهم:أن إطالة الدعاء تدل على محبة الداعي
فأقول: فإذن لماذا لاتطول الإمام السجود وتكثر الدعاء فيه مع ذلك يعرف كل منا هذا أفضل موضع للدعاء،
لماذا لاتطول التشهد وتكثر الدعاء فيه مع ذلك ان النبي صلي الله عليه وسلم يدعو فيه ماشاء
لماذا لاتطول في الركوع وتدعو فيه، كما هو معروف دعاء الركوع: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفرلي
لماذا لاتطول بين السجدتين وتدعو فيه، مع ذلك الدعاء فيه مشروع
لماذا لاتطول في صلاة الجنازه وتكثر فيه الدعاء، مع ذلك صلاة الجنازة كلها دعا، والميت يحتاج اكثر واكثر
لماذا لاتطول في الدعا في صلاة الكسوف والخسوف، بل تطول ركوعه وسجوده وركعاته والقرأة فيه
لماذا خفف النبي صلي الله عليه وسلم الوتر، وقرأ فيه سورة الأعلي والكافرون والإخلاص
لماذا ماورد عن النبي صلي مايقرأ في القنوت
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 06:50 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي الحبيب
سبقك إلى الموضوع أحد الأخوة قديماً.
مآخذُ على بعضِ أئمةِ المساجدِ في دعاء القنوتِ بقلم الشيخ علوي السقاف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39720)
ابو يعقوب العراقي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن شبيب http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1351080#post1351080)
سبقك إلى الموضوع أحد الأخوة قديماً.
سبقه بالخير ولك مثله ان شاء الله.
جزاكما الله خيرًا وأسأل الله لي ولكما التوفيق والفلاح
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 06:52 ص]ـ
شكرا لأخ ماجد المطرود لفتوي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله علي اطالة الوتر ... ذكره رحمه الله عدة اسباب لإطالة الدعاء في الوتر منهم:أن إطالة الدعاء تدل على محبة الداعي
فأقول: فإذن لماذا لاتطول الإمام السجود وتكثر الدعاء فيه مع ذلك يعرف كل منا هذا أفضل موضع للدعاء،
لماذا لاتطول التشهد وتكثر الدعاء فيه مع ذلك ان النبي صلي الله عليه وسلم يدعو فيه ماشاء
لماذا لاتطول في الركوع وتدعو فيه، كما هو معروف دعاء الركوع: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفرلي
لماذا لاتطول بين السجدتين وتدعو فيه، مع ذلك الدعاء فيه مشروع
لماذا لاتطول في صلاة الجنازه وتكثر فيه الدعاء، مع ذلك صلاة الجنازة كلها دعا، والميت يحتاج اكثر واكثر
لماذا لاتطول في الدعا في صلاة الكسوف والخسوف، بل تطول ركوعه وسجوده وركعاته والقرأة فيه
لماذا خفف النبي صلي الله عليه وسلم الوتر، وقرأ فيه سورة الأعلي والكافرون والإخلاص
لماذا ماورد عن النبي صلي مايقرأ في القنوت
رحم الله الشيخ ابن عثيمين رحمة واسعة .. وجزاك الله خيرًا على لفتاتك الرائعة
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 08:57 ص]ـ
مما يستأنس به في دعاء القنوت:
قال ابن سعد في الطبقات الكبرى (6/ 260):
أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا أبو شهاب، قال:
«كان سعيد بن جبير يصلي بنا العتمة في رمضان، ثم يرجع فيمكث هنيهة، ثم يرجع فيصلي بنا ست ترويحات، ويوتر بثلاث، ويقنت بقدر خمسين آية».
وأبو شهاب: موسى بن نافع الاسدي ويقال المدني أبو شهاب الحناط الكوفي ويقال البصري هو أبو شهاب الاكبر. قال في التقريب: " صدوق ".
وسَعِيْدُ بنُ جُبَيْرِ هو ابنِ هِشَامٍ الوَالِبِيُّ مَوْلاَهُم، الإِمَامُ، الحَافِظُ، المُقْرِئُ، المُفَسِّرُ، الأَسَدِيُّ، الكُوْفِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ - فَأَكْثَرَ وَجَوَّدَ - وقَرَأَ عليه القُرْآنَ.(130/427)
القول المنسوب لابن عباس أن الكاتب نعس وهو يكتب ييأس
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 08 - 10, 11:02 م]ـ
السلام عليكم
موضوع فتحه أحد الإخوة في منتدى أهل التفسير لكن لم يحصل على رد كاف، وأرى أن الموضوع يحتاج لمزيد من المراجعة، وهذه خلاصته: http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=61013
هل عند أحد من الإخوة الأفاضل، توجيه لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد صححه ابن حجر-رحمه الله- في الفتح (13/ 156) من أنه كان رضي الله عنه يقرأ قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} [سورة الرعد: 31] "أفلم يتبين" بدل "أفلم ييئس" () ويقول: (كتبها الكاتب وهو ناعس)
الجواب أن الأثر المذكور ينتقد من جهة المتن ومن جهة السند. فمن جهة المتن:
الأول: إذا كان الكاتب نعس وهو يكتب مصحفًا، فما بال المصاحف الباقية التي فيها الحرف نفسه (ييأس). فلو كان يقرئها " أفلم ييأس " لما أنكرها ولما ادعى أن الكاتب قد نعس ... وهو ادعاء سخيف فلا يمكن ادعاء حدوث مثل هذا الخطأ في كل المصاحف ثم يخطئ القراء جميعا
الثاني: هل خفي على غير ابن عباس، وظهر له فقط، مع حرصهم على تدوين كتاب الله، وقراءتهم لهذا المرسوم مرة بعد مرة، وتصحيحهم له على زيد بن ثابت في المدينة؟
الثالث: قال الأنباري: وَهُوَ بَاطِل عَنْ ابْن عَبَّاس , لِأَنَّ مُجَاهِدًا وَسَعِيد بْن جُبَيْر حَكَيَا الْحَرْف عَنْ اِبْن عَبَّاس , عَلَى مَا هُوَ فِي الْمُصْحَف بِقِرَاءَةِ أَبِي عَمْرو وَرِوَايَته عَنْ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس.
الرابع: وردت هذه اللفظة في مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس .. ولو كانت هذه الرواية ثابتة لاستنكر ابن عباس اللفظة .. ولما كان فسرها ولا استشهد لها بأشعار العرب.
قال الزمخشري: وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتا بين دفتي الإمام؟ وكان متقلبا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله المهيمنين عليه لا يغفلون عن جلائله ودقائقه خصوصا عن القانون الذي إليه المرجع والقاعدة التي عليها البناء. وهذه والله فرية ما فيها مرية.
بالنسبة للنقد الحديثي وهو المهم فلم يعلق عليه إلا الأخ الفاضل ابن وهب:
قال ابن حجر في فتح الباري (8/ 474): (وروى الطبري وعبد بن حميد ـ بإسناده صحيح كلّهم من رجال البخاري ـ عن ابن عبّاس: أنّه كان يقرؤها: أفلم يتبيّن: ويقول: كتبها الكاتب وهو ناعس. ومن طريق ابن جريح، قال: زعم ابن كثير وغيره أنّها القراءة الاولى ... وقد جاء عن بن عبّاس نحو ذلك في قوله تعالى: (وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه) قال: (ووصّى) التزقت الواو في الصاد. أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيّد عنه.)
تخريج الأثر:
قال أبو عبيد في فضائل القرآن: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ «أفلم يتبين الذين آمنوا»
بينما هو عند ابن جرير الطبري: حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم (أبو عبيد) قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت= أو يعلى بن حكيم=، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا"؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس
أي الطبري زاد ابن الخرّيت بالإسناد وزاد الزيادة المنكرة في المتن، ولا وجود لهذه الزيادة في كتاب أبي عبيد. فقد تكون هذه الزيادة أدرجها الراوي وهو نعس! لكن يعكر على ذلك ما جاء في الإتقان: (وما أخرجه ابن الأنباري من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ - أفلم يتبين الذين آمنوا أن لويشاء الله لهدى الناس جميعاً - فقيل له إنها في المصحف: أفلم ييأس، فقال: أظن الكاتب كتبها وهوناعس) وكتاب ابن الأنباري مفقود فلا نعرف سنده.
وبالنظر إلى أسانيد الخبر فهي تدور على يزيد بن هارون وقد روى عنه:
1 - أبو عبيد (القاسم بن سلام) وليس في كتابه زيادة وإنما هي من رواية الطبري عنه
2 - عبد بن حميد (روى الزيادة لكن إسناده مفقود)
3 - يحتمل: سعيد بن منصور ومن طريقه -على الأغلب- ابن المنذر، ولم يرو الزيادة. وقد روى سعيد في سننه هذا الحديث بغير هذا اللفظ (بدون الزيادة) من طريق آخر ضعف
4 - يحتمل: عيسى بن أبان (ليس فيه توثيق وإسناده مجهول) وقد روى الزيادة
هذا ملخص النقاش وأترك لكم التعليق عليه
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 01:58 ص]ـ
وأما قول الأنباري: وَهُوَ بَاطِل عَنْ ابْن عَبَّاس , لِأَنَّ مُجَاهِدًا وَسَعِيد بْن جُبَيْر حَكَيَا الْحَرْف عَنْ اِبْن عَبَّاس , عَلَى مَا هُوَ فِي الْمُصْحَف بِقِرَاءَةِ أَبِي عَمْرو وَرِوَايَته عَنْ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس.
أقول: مادام أن ذلك ثبت بالتواتر عن ابن عباس ــ في قراءة أبي عمرو ــ، وقد صحّ عنه قوله السابق من نعاس الكاتب، فطريقة الجمع أن نقول: قد رجع ابن عباس عن إنكاره لقراءة {أفلم ييأس} ووافق الجماعة، لِعلمٍ ظهر له بعد خفاء، إحسانًا للظن به 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - والله تعالى أعلم.
وهذا الجمع خير من إنكار ما صحّ سنده وجزم بثبوته علماء الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/428)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 08 - 10, 09:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أولا لا أعلم أي دليل صحيح على أن ابن مسعود رضي الله عنه قد رجع عن إنكاره للمعوذتين، وقراءة عاصم هي مزيج من قراءة ابن مسعود الهذلي وقراءة علي القرشي، فليست دليلا على رجوعه. وكذلك قراءة أبي عمرو جمعية لا تثبت رجوع ابن عباس. أما عن أبي بن كعب ففي ثبوت ما ذكرت عنه نظر.
ثانياً النقد ليس لعدم معرفة ابن عباس رضي الله عنه بالقراءة الأخرى، بل طريقة إنكاره وتعليله للأمر بأنه تصحيف من الكاتب. ويراجع النقاط الأربعة السابقة في تبيين نكارة المتن. ولذلك قال ابن حيان: وأما قول من قال: إنما كتبه الكاتب وهو ناعس، فسوى أسنان السين فقول زنديق ملحد"
والله أعلم
ـ[أبوزكريا المهاجر]ــــــــ[13 - 09 - 10, 11:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وبعد
فقد كان لي بحث في هذا الأثر وخلاصة البحث هي
فخلاصة الامر في هذا الأثر وأمثاله و طريقة التعامل معه كالأتي:
أولا: النظر فى صحة الاثر وضعفه والعبرة بما صح فقط
ثانيا: هذا الأثر صحيح على التحقيق وصححه الامام أحمد كما في مسائل الامام لإسحاق بن ابن ابراهيم ص 110 والحافظ ابن حجر في الفتح والشيخ شاكر في تحقيقه للطبري
ثالثا: جمهور المفسرين الذين ليس لهم إعتناء بالحديث طعنوا فيه وحكموا عليه بالوضع كالزمخشري والقرطبي وغيرهم
رابعا:لفظة يتبين قراءة صحيحة عن ابن عباس ورويت عن غيره من الصحابة والتابعين وهي شاذة لمخالفتها الرسم وكذلك عدم تواترها كما هو مذهب الجمهور
خامسا: بهذا الأثر وأمثاله يثبت صحة قول ابن قتيبة و ابن الجزري والسيوطي وغيرهم فى تعريف الأحرف السبعة ألا و هو: الأنواع التي يقع بها التغاير والاختلاف في الكلمات القرآنية وهي سبعة أوجه:
1 - الاختلاف في أوجه الإعراب مثل (فتلقى آدمُ) و (فتلقى آدمَِِ) بالرفع والنصب
2 - الاختلاف في التصريف مثل (يعلمون) وقرأ (تعلمون) في نفس الموضع لدى بعض القراءات في بعض الآيات.
3 - الاختلاف بالزيادة والنقصان مثل (جنات تجري تحتها الأنهار) وقرأ (جنات تجري من تحتها الأنهار).
4 - التقديم والتأخير مثل (فيُقتَلون ويَِقتُلون) وقرأ (فيَقتُلون ويُقتَلون).
5 - الإبدال مثل (ننشزها) وقرأ (ننشرها).
6 - الاختلاف بالجمع والإفراد مثل (أماناتهم) وقرأ (أمانتهم).
7 - الاختلاف في اللهجات كالإمالة والتقليل والإدغام مثل إمالة (مجريها) لدى حفص.
سادسا: وبهذا الأثر وأمثاله مما صح يثبت صحة قول من قال من أهل العلم أن مصحف عثمان قد احتوى على ما احتمله الرسم من أحرف وللعلماء في هذه المسئلة أقوال ثلاثة وهى
1 - أن مصحف عثمان يحتوى على الأحرف السبعة
2 - انه يحتوي على حرف واحد فقط
3 - أنه يحتوي على ما احتمله الرسم من أحرف
والثالث هو الصواب واختيار ابن الجزري وغيره
سابعا: ما صح عن بعض الصحابة في هذا الباب هو من باب الخطأ المعفو عنه إجماعا قال شيخ الاسلام رحمه الله في جامع الرسائل: (وقد وقع الخطأ كثيرا لخلق من هذه الأمة واتفقوا على عدم تكفير من أخطأ، مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحي، وأنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة، ولبعضهم في الخلافة والتفضيل كلام، وكذلك لبعضهم في قتال بعض وتكفير بعض أقوال معروفة، وكان القاضي شريح ينكر قراءة من قرأ " بل عجبت " ويقول: أن الله لا يعجب، فبلغ ذلك إبراهيم النخعي فقال: إنما شريح شاعر يعجبه علمه، كان عبد الله أفقه منه وكان يقرأ " بل عجبت ". فهذا قد أنكر قراءة ثابتة، وأنكر صفة لله دل عليها الكتاب والسنة، واتفقت الأمة على أن شريحا إمام من الأئمة، وكذلك بعض العلماء أنكر حروفا من القرآن كما أنكر بعضهم: " أفلم ييأس الذين آمنوا " فقال: إنما هي " أو لم يتبين الذين آمنوا "، وآخر أنكر " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " فقال: إنما هي " ووصى ربك "، وبعضهم كان حذف المعوذتين، وآخر يكتب سورتي القنوت. وهذا الخطأ معفو عنه بالإجماع)
ولهذا أمثلة في السنة الصحيحة كقصة هشام بن حكيم مع عمر وهي في الصحيح وخطأ عمر فيها ظاهر لما أنكر الحرف الذي قرأ به هشام رضي الله عنه وهذا الخطأ هو الخطأ في القصد وهو = الجهل وهو كما قال شيخ الاسلام معفو اعنه اجماعا
ثامنا: ثبت بطرق قاطعة تثبت أن ابن عباس ثبت تراجعه عن هذه التخطئة لما بان له ثبوت الحرف الآخر منها:
1 - قراءة أبو عمرو ثابتة متواترة من طريق ابن عباس وهي موافقة لقراءة الجماعة موافقة للرسم ييأس
2 - وردت هذه اللفظة في مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس ولم ينكر ابن عباس هذه اللفظة
تنبيه: في بعض طرق هذا الأثر عن ابن عباس قال أظن الكاتب وهذا يدل على عدم جزم ابن عباس بالتخطئة للحرف الآخر ولو جزم بالتخطئة فهو كما قال شيخ الاسلام من باب الخطأ المعفو عنه إجماعا
هذا ما اسعفتني به الذاكرة الان على وجه الاجمال
وأخيرا: تبقى فائدة وهي الإستفادة بقراءة ابن عباس الشاذة هذه في التفسير وهذا يقوي قول من فسر اليأس في الاية هنا بمعنى اليقين وهذا له اشباه كثيرة في اللغة
دمتم بود
أخوكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/429)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:05 م]ـ
قولكم "ثبت بطرق قاطعة تثبت أن ابن عباس ثبت تراجعه عن هذه التخطئة لما بان له ثبوت الحرف الآخر منها:
1 - قراءة أبو عمرو ثابتة متواترة من طريق ابن عباس وهي موافقة لقراءة الجماعة موافقة للرسم ييأس"
أقول: قراءة أبي عمرو جمعية لا تثبت رجوع ابن عباس.
أيضا لم تجيب على شيء مما ذكرته حول نكارة الزيادة متنا وإسناداً
وحبذا لو تذكروا نص الإمام أحمد
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 04:18 م]ـ
خامسا: بهذا الأثر وأمثاله يثبت صحة قول ابن قتيبة و ابن الجزري والسيوطي وغيرهم فى تعريف الأحرف السبعة
كيف ذلك أخي الفاضل أبا زكرياء؟
سابعا: ما صح عن بعض الصحابة في هذا الباب هو من باب الخطأ المعفو عنه إجماعا قال شيخ الاسلام رحمه الله في جامع الرسائل: (وقد وقع الخطأ كثيرا لخلق من هذه الأمة واتفقوا على عدم تكفير من أخطأ، مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحي، وأنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة، ولبعضهم في الخلافة والتفضيل كلام، وكذلك لبعضهم في قتال بعض وتكفير بعض أقوال معروفة، وكان القاضي شريح ينكر قراءة من قرأ " بل عجبت " ويقول: أن الله لا يعجب، فبلغ ذلك إبراهيم النخعي فقال: إنما شريح شاعر يعجبه علمه، كان عبد الله أفقه منه وكان يقرأ " بل عجبت ". فهذا قد أنكر قراءة ثابتة، وأنكر صفة لله دل عليها الكتاب والسنة، واتفقت الأمة على أن شريحا إمام من الأئمة، وكذلك بعض العلماء أنكر حروفا من القرآن كما أنكر بعضهم: " أفلم ييأس الذين آمنوا " فقال: إنما هي " أو لم يتبين الذين آمنوا "، وآخر أنكر " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " فقال: إنما هي " ووصى ربك "، وبعضهم كان حذف المعوذتين، وآخر يكتب سورتي القنوت. وهذا الخطأ معفو عنه بالإجماع)
كلام نفيس، فالواجب عدم التساهل في رد كل أثر قد يضر بسور القرآن الحصين، وتخطئة القائل به أهون.
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 04:26 م]ـ
الأستاذ محمد الأمين،
ما رأيك في معنى الأحرف السبعة؟ وهل قول ابن قتيبة وابن الجزري شاف في نظرك؟
ـ[أبوزكريا المهاجر]ــــــــ[22 - 09 - 10, 01:03 م]ـ
أخي محمد الأمين أما كلام الإمام أحمد فها هو
المسئلة رقم 505 من مسائل اسحاق بن ابراهيم النيسابوري قال: سألت أبا عبد الله عن عذه الأية أفلم ييأس الذين أمنوا الأية فقال أما ابن عباس فكان يقول أخطأ الكاتب إنما هي أفلم يتبين الذين أمنو ثم قال لاأعلم لها معني في كتاب الله عزوجل: ييأس)
وأما نكارة المتن فترجع الى إنكار ابن عباس لقراءة ييأس وهذا يرجع الى جهله بها وبالتالي فتخطئته للرسم شىء منطقي و هذا في أول الامر وهذا ليس بغريب أن يغيب على بعض الصحابة بعض الأحرف التي نزل بها القرأن وقد ضربنا مثالا على ذلك بقصة عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم وهناك قصص غيرها في الباب، فقول من قال فما بال المصاحف الباقية التي فيها الحرف نفسه (ييأس)
فيقال هذا غير وارد لأن الظاهر أن قول ابن عباس كان في أول الامر كما دل عليه جوابه هو على نافع بن الازرق أو على الاقل يحمل تخطئتة للنسخة التي وقعت في يده فقط ظنا منه أن كاتبها أخطأ
بل هذا مما لو تمسكنا به على رجوع ابن عباس عن هذه التخطئة لكان حسننا ذلك لأن انتشار هذا الحرف ييأس ادعي لرجوع ابن عباس عن تخطئته، وأيضا لإجماع الامة على عصمة القرأن من التحريف والخطأ
وأما قولك أن قرأءة أبي عمرو جمعية فيحتاج مني مراجعة
وأما ادعاء النكارة فى الاسناد فغير واردة وذلك لسببين:
الاول: أن الذي زادها ثقة من أصحاب أبي عبيد أبي عبيد وهو أحمد بن يوسف
الثاني:تصحيح الامام أحمد وابن حجر وغيرهم لها
بالمناسبة كنت اتناقش مع بعض اصحابي في هذا الأثر فقال: أرى أن معني قول ابن عباس كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس أى قصر الكاتب وأكسل عن أن يكتب القرأءة الاولى فما رأيكم في هذا القول؟
أما سؤالك أخي لطفي فأقول: يتضح من التعريف المختار للأحرف السبعة و وهو تعريف ابن الجزري وغيره
أن من الأوجه التي يقع بها التغاير والاختلاف في الكلمات القرآنية وهي سبعة
منها الوجه الخامس وهو الإبدال أى:إبدال كلمة مكان أخرى مثل: ننشرها وننشزها وكما في حالتنا هذه: ييأس ويتبين وكما في: فتبيتو وفتثبتوا وغيرها
فهذا يثبت صحة قول من عرف الأحرف السبع بهذا التعريف لأنه هو القول الذي تجتمع عليه هذه الأوجه من التغاير ويجاب به عن كل هذه الإشكالات بخلاف غيره من التعاريف فكثير من هذه الإشكالات لاجواب لها عند اصحابها وغالبها إجابات متكلفة
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[22 - 09 - 10, 04:22 م]ـ
3 - الاختلاف بالزيادة والنقصان مثل (جنات تجري تحتها الأنهار) وقرأ (جنات تجري من تحتها الأنهار).
4 - التقديم والتأخير مثل (فيُقتَلون ويَِقتُلون) وقرأ (فيَقتُلون ويُقتَلون).
5 - الإبدال مثل (ننشزها) وقرأ (ننشرها).
إذا أردنا أن نحصي الاختلافات التي مردها هذه الأوجه التي اقتبستها وجدناها قليلة جدا إلى حد يصعب معه أن تعتبر حرفا بحد ذاتها بحيث يقال: إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دعا الله أن يزيده حرفا للتخفيف فزيد بحرف تنطبق عليه حالات محصورة جدا. مثلا:
3 - الاختلاف بالزيادة والنقصان: ينطبق عليها المثال، ولفظة "هو" في الحديد، و واو "سارعوا" في آل عمران، وواو "قالوا اتخذ الله ولدا" في البقرة." منها-منهما منقلبا" في الكهف
4 - التقديم والتأخير: وهذا له مثال وحيد هو المذكور، ومثال آخر شاذ " وجاءت سكرة الحق بالموت" ولا يمكن أن يصح بقلب الكلمات لأنه سيخالف الرسم، فلم يسعفنا إلا مثال التشكيل لكلمتين متطابقتين في الرسم.
5 - الإبدال: زيادة على المثل المذكور فتبينوا-فتثبتوا، نشرا-بشرا، كبير-كثير، والأمثلة هنا مما يحتفظ بالرسم وإلا شذت القراءة (فامضوا-فاسعوا)
لا يحضرني غير هذه الأمثلة الآن وهي غير مستوفاة ولكنها قد تفي بالمقصود إثباته، وأرجو ممن حضرته أشياء أخرى أن يزيدها لأن التمثيل والحصر يعين على تصور المسألة فالحكم عليها.
والله أعلم، فما رأيكم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/430)
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[22 - 09 - 10, 05:20 م]ـ
1 - الاختلاف في أوجه الإعراب مثل (فتلقى آدمُ) و (فتلقى آدمَِِ) بالرفع والنصب
2 - الاختلاف في التصريف مثل (يعلمون) وقرأ (تعلمون) في نفس الموضع لدى بعض القراءات في بعض الآيات.
3 - الاختلاف بالزيادة والنقصان مثل (جنات تجري تحتها الأنهار) وقرأ (جنات تجري من تحتها الأنهار).
4 - التقديم والتأخير مثل (فيُقتَلون ويَِقتُلون) وقرأ (فيَقتُلون ويُقتَلون).
5 - الإبدال مثل (ننشزها) وقرأ (ننشرها).
6 - الاختلاف بالجمع والإفراد مثل (أماناتهم) وقرأ (أمانتهم).
7 - الاختلاف في اللهجات كالإمالة والتقليل والإدغام مثل إمالة (مجريها) لدى حفص.
تأمل أخي لو أننا انطلقنا من المصلحة أو الغاية التي لأجلها جعلت الأحرف سبعة، وجدنا من أهمها التخفيف ورفع الحرج على العرب حتى يقرأوا بما يتيسر عليهم، فلو نظرنا إلى الأوجه السبعة هذه لم نعثر على هذا الاعتبار في أغلبها، إذا استثنينا الوجه السابع الإمالة والهمز ...
- هل الاختلاف في أوجه الإعراب مثل (فتلقى آدمُ) و (فتلقى آدمَِِ) بالرفع والنصب له علاقة بالتخفيف؟
- هل الاختلاف في التصريف مثل (يعلمون) وقرأ (تعلمون) بمعنى ييسر على جماعة استعمال الغائب ويعسر عليهم استعمال المخاطب؟
- هل الاختلاف بالزيادة والنقصان متعلق بالمعنى المراد أداؤه أم حسب الميسور؟
- قل مثل ذلك في التقديم والتأخير واختلاف الجمع والإفراد،
- يبقى الإبدال إذا وسعنا دائرته لتشمل الشاذة ربما لمسنا معنى التخفيف وهو الممثل له بقولهم " هلم وأقبل وتعال" أما ما وافق الرسم فاختلاف معان إذ فرق بين بشرا ونشرا ... والله أعلم. أرجو الإفادة بارك الله فيكم(130/431)
هل يصح أن نقول: لا تنفع قربى مع هذه الأعمال
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[17 - 08 - 10, 02:31 ص]ـ
ابحث بارك الله فيكم عن شروحات هذا الحديث!
قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: " ثَلاثَةٌ لا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُمْ صَرْفًا وَلا عَدْلا: عَاقٌّ، وَمَنَّانٌ، وَمُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ "
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[17 - 08 - 10, 01:58 م]ـ
هل من مجيب
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[17 - 08 - 10, 05:45 م]ـ
أجيبوا يا اخوان(130/432)
فائدة: جواز تسمية المخلوق ببعض أسماء الخالق
ـ[سمير زمال]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:00 ص]ـ
جاء في مقالة للشيخ عبد المجيد جمعة - حفظه الله - عنوانها:
كشف الوجه الصّبيح في فوائد قصّة الذبيح ( http://www.tbessa.net/montada-f10/topic-t9108.htm#40306)
هذه الفائدة
الفائدة السابعة عشر
وفيه جواز تسمية المخلوق ببعض أسماء الخالق، لقوله: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ)، وقوله: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)، ومن أسمائه سبحانه «الحليم» و «العظيم»، قال تعالى: (وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [البقرة: 263]، وقال سبحانه: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [البقرة 255]؛ ومثله: أنّ الله عز وجل سمَّى نفسه عليما كما في قوله: (وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الأنعام115]، وسمَّى بعض عباده عليمًا كما في قوله تعالى: (وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) [الذاريات 28]، ووصف نفسه بأنَّه رؤوف رحيم، قال: (إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [النّحل7]، ووصف نبيَّنا عليه الصلاة و السلام بذلك فقال: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التّوبة 128]، ونحو ذلك كثير، ومعلوم أنَّ الاسم في حقِّ الخالق يقصد به إطلاق الوصف، أمَّا في حقِّ المخلوق فهو على سبيل التَّقييد وما يناسب وصفه، فالاشتراك في الأسماء لا يستلزم التَّشبيه، فليس المسمَّى كالمسمَّى، فليس الحليم كالحليم، وليس العظيم كالعظيم، وليس العليم كالعليم وهكذا في سائر الأسماء، والحاصل أنَّ من أسمائه تعالى ما يسمَّى به غيرُه، ومنها مالا يسمَّى به غيره كاسم «الله» و «الرَّحمن» و «الخالق» و «الرَّازق» ونحو ذلك .........
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 04:33 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم على الإفادة، نفع الله بك
فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ الْكَرِيمُ ابْنُ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمْ السَّلَام
.......................
والكريم من أسماء الله عز وجل ....
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[17 - 08 - 10, 06:40 م]ـ
أليس الكريم هنا صفة؟ ليس اسما
نعم الكريم من أسماء الله ولكن هل يجوز التسمي به مع وجود أل
فالمعروف جواز التسمي به بدون أل (كريم فقط دون الكريم)
أرجو الافادة(130/433)
طريق النجاة من الفتن
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[17 - 08 - 10, 06:48 ص]ـ
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (بادروابالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم .. ) صحيح مسلم.
فلا نجاة من هذه الفتن الحالكة إلا بالعمل الصالح.
وفي صحيح مسلم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضها. وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي. ثم تنكشف. وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه. فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر. وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه .. )
بين النبي صلى الله عليه وسلم الواجب في هذه الفتن هو تحقيق الإيمان، و أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه وبذلك لن يؤذي أحد، فهناك حق لله وحق للخلق.
وفي صحيح البخاري حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: ( ... قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعةالمسلمين وإمامهم). قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
قال تعالى: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} في زمن الفتن بين النبي صلى الله عليه وسلم طريق النجاة بأن نلزم جماعة المسلمين لقوله عليه الصلاة والسلام لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه: (تلزم جماعةالمسلمين وإمامهم)، فلا حزبيه ولا عصبية.
ثم قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
وفي صحيح مسلم النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا. فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء. وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء. حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا. فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض. والآخر أسود مربادا، كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا. إلا ما أشرب من هواه). فأي قلب تشرب الفتنة فإنها تترك في القلب أثر أسود (وأي قلب أنكرها) لأنه مليء بالخير فلا تجد الفتنة مكان لها بهذا القلب فتخرج.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 02:06 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:08 ص]ـ
بارك فيك الله
فالفتن تنقسم إلى:1 - فتن الشهوات. 2 - فتن الشبهات.
* فتن الشهوات: فهي كثيرة منها قوله تعالى: ((زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ)) [آل عمران:14]. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان من قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم) صحيح البخاري.
* فتن الشبهات: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: الجماعة). صحيح ابن ماجه.
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح: (وهل أوقع القدرية والمرجئة والخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة وسائر طوائف أهل البدع إلا سوء الفهم عن الله ورسوله).
ـ[مارية الجزائرية]ــــــــ[18 - 08 - 10, 12:47 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أم علي طويلبة علم]ــــــــ[19 - 08 - 10, 03:01 ص]ـ
بارك فيك الله أختي مارية الجزائرية(130/434)
ما هو علاج الكسل والخمول؟
ـ[عمر بن عبد الواحد]ــــــــ[17 - 08 - 10, 09:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما هي الأشياء التي تعين المرء على التخلص من هذا الداء فقد حجز "الظالم لنفسه" عن كثير من مصالح دينه ودنياه.
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 10:57 ص]ـ
ما هو علاج الكسل و الخمول وكثرة النوم؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1245348
علاج الخمول والكسل (شارك برأيك)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=152584
أنا كسول!!!!
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71313
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 02:48 م]ـ
جزاكم الله خير
من العلاج أن تضع هذه العبارة نصب عينيك دائما وأبدا وهي قول الرسول صلى الله عليه وسلم (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)، فابذل الجهد في جهاد نفسك في سبيل تحقيقها في كل مكان وزمان لا حظ أن رسولنا قال (احرص)، فهذه كلمة عظيمة لها معنى عجيب!! فلم يقل هنا اعمل فقط، بل أمر زائد أيضا وهو الحرص، (احرص) (احرص) (احرص)، فلا تضيع الفرص التي تكون في سببا نفعك صغيرة كانت أو كبيرة، وإن تزاحمت المنافع وكان لاسبيل إلى تداركها جميعا، فقدم الأكثر نفعا، وهكذا، بارك الله فيك.
ضع هذا الحديث في جيبك العلوي، وفي بيتك وفي سيارتك بحيث يكون أمام عينيك:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَىْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. رواه مسلم
ـ[عبدالرحيم العلالي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 05:42 م]ـ
السلام عليكم كيف حالكم أيها الإخوة الأعزاء، بارك الله فيكم، أشكرك يا أبا البراء على هذا الحديث الذي اتيت به فقد كنت احفظه مند زمان لكن لم أنتبه إلى ما نبهتنا إليه بتحليلك الجيد للحديث وباستشهادك به في هذا الموضع بارك الله فيك والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[الشويكي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:55 ص]ـ
لا أعلم أنفع من قراءة السير وقصص السلف في العبادة و الدعوة و طلب العلم
فهي ترفع الهمة وخاصة قصص الصالحين المعاصرين
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:19 م]ـ
علاج الكسل يكون بأمرين:
1 - الدعاء و الإلحاح على الله تعالى أن يعيذك من الكسل و قد وردت في ذلك أحاديث كثيرة
2 - النظر في سبب كسلك و عمل فحص دم خصوصا مستوى فيتامين (د) فإنه سبب لكثير من الأمراض و منها الخمول و الكسل
و الله أعلم
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[19 - 08 - 10, 01:07 ص]ـ
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ((هذا الحديث موجود في صحيح البخاري بهذا اللفظ)).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94600
ـ[ابو زينب البغدادي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 01:20 ص]ـ
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ((هذا الحديث موجود في صحيح البخاري بهذا اللفظ)).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94600
بارك الله فيك اخي
ـ[عمر بن عبد الواحد]ــــــــ[19 - 08 - 10, 01:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا وأحسن إليكم وأسأل الله أن ينفعني بما قلتم(130/435)
الفصل بين الركعات في التراويح
ـ[محمد بن هاني]ــــــــ[17 - 08 - 10, 12:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
والحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
إذا صلى المصلي صلاة التراويح في بيته، فصلى ركعتين وسلم، ثم جلس فقرأ ما تيسر له من المصحف ثم قام فصلى ركعتين وسلم، ثم جلس فقرأ القرآن ثم قام ... وهكذا دواليك.
فهل في هذا من حرج؟ أم ان الركعات يلزم ان تكون متتالية لا فصل بينها؟
وجزاكم الله خيرا
اللهم اغفر لي خطئي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم والمؤخر وأنت على كل شيء قدير
ـ[محمد بن هاني]ــــــــ[17 - 08 - 10, 12:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
والحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
إذا صلى المصلي صلاة التراويح في بيته، فصلى ركعتين وسلم، ثم جلس فقرأ ما تيسر له من المصحف ثم قام فصلى ركعتين وسلم، ثم جلس فقرأ القرآن ثم قام ... وهكذا دواليك.
فهل في هذا من حرج؟ أم ان الركعات يلزم ان تكون متتالية لا فصل بينها؟
وجزاكم الله خيرا
اللهم اغفر لي خطئي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم والمؤخر وأنت على كل شيء قدير
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[17 - 08 - 10, 12:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يلزم التتابع، والأفضل لك أن تجعل حظم من القراءة في الصلاة فأجرها أعظم من قراءتها خارج الصلاة.
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 02:16 م]ـ
النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " متفق عليه.
فأطلق القيام ولم يشترط التتابع وعدم الفصل باستراحة.
ثم صلاة التراويح في رمضان إنما سميت تراويحًا بسبب الإستراحة بين الركعات:
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) (4/ 250):" والتراويح جمع ترويحة وهي المرة الواحدة من الراحة كتسليمة من السلام. سميت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان التراويح لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين ".
ـ[أبوعمرو الآثرى]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:49 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد بن هاني]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:26 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن هاني]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:28 م]ـ
في بيته .. !!!!!!!!!!!!
ـ[محمد بن هاني]ــــــــ[18 - 08 - 10, 05:59 م]ـ
في بيته .. !!!!!!!!!!!!
نعم في بيته. وما المانع ان يصلي المرء التراويح في بيته؟!(130/436)
القول الفصل فى الدم
ـ[حنفى شعبان]ــــــــ[17 - 08 - 10, 12:49 م]ـ
السلام عليكم قرأت فى الحكمة من ان خلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك وانه افضل من دم الشهيد اللون لون الدم والريح ريح المسك؟ السبب لطهارة اضل الخلوف ونجاسة الدم؟ فما القول الفصل فى حكم الدم الادمى؟ افتونا ماجورين
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 02:00 م]ـ
لا يوجد دليل صحيح صريح على نجاسة دم الآدمي. وقد علّق البخاري في (صحيحه) عن الْحَسَن البصري قال: مَا زَالَ الْمُسْلِمُونَ يُصَلُّونَ فِي جِرَاحَاتِهِمْ.
اللهم إلا دم الحيض ــ ومثله النفاس ــ عند المرأة فقد ورد ما يدلّ على نجاسته: فعَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ دَمِ الْحَيْضِ يُصِيبُ الثَّوْبَ، فَقَالَ: " اغْسِلِيهِ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَحُكِّيهِ بِضِلَعٍ " رواه أحمد (27002) وابن ماجة (628) وابن حبان (1395) وابن خزيمة (277) وصححه الألباني والأرناؤوط.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:18 م]ـ
القول الذي عليه عامة علماء المسلمين هو أن الدم نجس، ولا يعرف قائل -تعييناً وتصريحاً- بطهارة الدم من أهل العلم قبل الإمام الشوكاني، وعليه فلا يجوز الخروج عن عما عليه أئمة الدين وعلماء المسلمين.
وقد ناقشنا هذه المسألة مراراً بهذا الملتقى المبارك، فلعل الإخوة يراجعون الكلام في ذلك.
وهذا أحد الحوارات في الموضوع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26591&highlight=%E4%CC%C7%D3%C9+%C7%E1%CF%E3
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:33 م]ـ
وبداخل هذا عدة روابط في الموضوع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73395&highlight=%E4%CC%C7%D3%C9+%C7%E1%CF%E3
وأذكر أن أحد الفضلاء جمع شتات الموضوعات المتعلقة بهذه المسألة في جنبات الملتقى، وقام بوضع روابطها في موضوع واحد .. ولم أصل إليه في هذه العجالة.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:48 م]ـ
إليك أفضل من قرأت عنه في هذه المسألة وهو الشيخ العلامة وليد السعيدان حفظه الله.
قال الشيخ الفاضل وليد السعيدان في رسالتة فقة الدليل والتعليل والتأصيل
مسألة:- واختلف أهل العلم رحمهم الله تعالى في الدم، والراجح عندي التفصيل فيه فأما دم الحيض فقد قدمنا اتفاق أهل العلم رحمهم الله تعالى على نجاسته مع بيان الأدلة على ذلك، وأما الدم المسفوح فكذلك أيضا هو نجس على القول الصحيح، وهو قول عامة أهل العلم إلا ما ندر، وبرهان ذلك قوله تعالى} قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ {والرجس:- النجس، وقوله} أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا {هذا قيد للإطلاق في قوله تعالى} حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ {فالدم أطلق هنا في سورة المائدة وقيد هناك في سورة الأنعام، والمتقرر في الأصول أن المطلق يبنى على المقيد إذا اتفقا في الحكم، وهنا قد اتفقا في الحكم والسبب، فإن قلت:- وكيف يبنى المطلق على المقيد والمطلق هو المتأخر، فإن سورة المائدة من أواخر ما نزل من القرآن، فهي مدنية بالاتفاق، وأما سورة الأنعام فهي مكية بالاتفاق؟ فأقول:- لقد تقرر في الأصول:- أنه لا يضر في بناء المطلق على المقيد تقدم أحدهما على الآخر، أو تأخره عنه، كما قلناه في العموم والخصوص، فإن العام يبنى على الخاص ولو كان العام هو المتأخر فتأخره لا يضر عند جمهور الأصوليين، خلافا للحنفية، فكذلك المطلق والمقيد، فإن المطلق يبنى على المقيد وإن كان المطلق هو المتأخر، فالدم المطلق في سورة المائدة إنما يراد به الدم المسفوح، على القيد الوارد في سورة الأنعام، وقد تقرر في القواعد أن العموم المطلق بدلي لا شمولي، يعني أنه المطلق بعد التقييد لا يصدق إلا على ما يصدق عليه المقيد فقط، فلا يبقى منه شيء بعد التقييد، بخلاف العام بعد التخصيص، وهذه مسألة أصولية ذكرتها في كتابي (تعريف الطلاب بأصول الفقه في سؤال وجواب) والمهم أن قوله " أو دما مسفوحا " يفيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/437)
أن الدم المسفوح نجس، ولأن الدم المسفوح أصلا هو علة تنجيس الميتة حتف أنفها، فكيف يكون هو العلة في نجاستها ولا يكون هو في ذاته نجسا؟ هذا بعيد، وأما ما عدا هذين من الدماء، فإنني لا أعلم دليلا صريحا صحيحا يفيد أنها نجسة، وإنما الدليل فقط قام على نجاسة دم الحيض، والدم المسفوح ولكن بقية الدماء، أين الدليل على القول بنجاستها؟ بل إنه قد ورد الدليل على أنه طاهر وليس بنجس، فمن الأدلة حديث عائشة رضي الله عنها قالت:- أصيب سعد يوم الخندق في الأكحل، فضرب النبي عليه الصلاة والسلام خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلم يرعهم - وفي المسجد خيمة من بني غفار - إلا الدم يسيل إليهم فقالوا:- يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد يغذو جرحه دما فمات فيها. متفق عليه، ومن أصيب في أكحله فإن نزيف الدم منه متوقع في أي لحظة ومع ذلك فقد أدخله النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، وهو عالم بأن دمه قد ينزف ويلوث المسجد في أي لحظة، فإدخاله في المسجد والحال كذلك دليل على أن الدم ليس بنجس، إذ لو كان نجسا لتحفظ من ذلك، مع قوله ((إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من هذا البول ولا القذر)) ومن الأدلة أيضا:- حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف معه بعض نسائه، وهي مستحاضة ترى الدم، فربما وضعت الطست تحتها من الدم. والحديث في صحيح البخاري، فانظر بالله عليك، كيف أذن لها النبي صلى الله عليه وسلم بالاعتكاف الذي تطول مدته في الغالب، وهي على هذه الحال من خروج الدم منها، مع أنهم يضعون الطست تحتها أحيانا من كثرة ما تثج الدم، فلو كان نجسا لنزه النبي صلى الله عليه وسلم المسجد عن مثل ذلك، مع قوله ((إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من هذا البول ولا القذر)) فانظر بعين الإنصاف، تجد الأمر واضحا فيما رجحناه ومن الأدلة أيضا القول الصحيح، جواز وطء المستحاضة، ولو كان دمها ينزل، بأدلة ستأتينا في باب الحيض إن شاء الله تعالى، فلو كان دمها نجسا لما جاز ذلك، ولكن لما جاز وطؤها أفاد ذلك أن دمها طاهر وليس بنجس، ومن الأدلة أيضا أن الصحابة في الحروب لم يزالوا يصلون بجراحاتهم، والدم على ثيابهم وسيوفهم، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهم بالتحرز من شيء من ذلك مما يفيد أن الدم طاهر، لا سيما من بني آدم، لأنه لو كان نجسا لأمرهم بغسله، لأن التطهر من النجاسة شرط من شروط صحة الصلاة، فلما لم يأمرهم دل على أنه طاهر، وأن الصلاة معه صحيحة، والمتقرر أن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم حجة على الجواز، والمتقرر أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، ومن الأدلة أيضا حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما وهو حديث طويل في قصة الحارسين، المهاجري والأنصاري، اللذين بعثهما النبي صلى الله عليه وسلم لحراسة الجيش، فنام المهاجري وقام الأنصاري يصلي، وجاء مشرك فرمى الأنصاري بثلاثة أسهم، كل ذلك ينزعها وهو لا يقطع صلاته ... الحديث. وهو حديث حسن إن شاء الله تعالى، ووجه الاستشهاد به أن هذا الأنصاري قد استمر في صلاته والدماء تنزف منه، ومن المعلوم أن مثل هذا الفعل لا يخفى على النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قائد الجيش، وهو الذي بعثهم بنفسه، فلا جرم أنه سيعلم الحادثة بكل تفاصيلها، ومع ذلك فلم ينكر على الأنصاري استمراره في الصلاة مع خروج الدم، مما يفيد أن خروج الدم لا يضر من جهتين:- من جهة أنه لا ينقض الوضوء ومن جهة أنه طاهر وليس بنجس، والله أعلم، ومن الأدلة أيضا ثبوت طهارته عن جمع من الصحابة بحسب أفعالهم، فابن عمر عصر بثرة في وجهه فخرج شيء من دمه فحكه بين أصبعيه، وصلى ولم يتوضأ، وسنده صحيح، وبزق عبدالله بن أبي أوفى دما ثم قام فصلى، وسنده حسن، وعمر حين طعن، بقي في صلاته، ولم يخرج منها إلا لما أثقلته الجراح، وأدخل أبو هريرة أصبعه في أنفه فخرج وفيها دم، ففته بأصبعه، ثم صلى ولم يتوضأ، وابن مسعود صلى وعلى بطنه فرث ودم، فلم يعد الصلاة، وسنده صحيح، ومن الأدلة أيضا أن المتقرر شرعا أن الشهيد في المعركة يدفن بثيابه وكلومه ودمائه، ولا يمسح عنه شيء منها، فلو كان الدم نجسا لأمر بغسله عنه، ولكن لما أمر بدفنه بدمه أفاد ذلك أنه طاهر، ومن الأدلة أيضا أن المتقرر أن ما عمت به البلوى وكثر، فإنه يجب على النبي صلى الله عليه وسلم أن يبينه للناس بيانا شافيا قاطعا للعذر وخروج الدم من المسائل التي تعم بها البلوى، ومما يحتاج الناس إلى معرفة الحال فيه ومع ذلك فليس في السنة فيما أعلم دليلا صحيحا صريحا يفيد وجوب غسله، إلا في الدمين اللذين ذكرتهما لك سابقا، وأعني الدم المسفوح ودم الحيض، فقط، وأما غيرهما من الدماء، فلا دليل فيها، بل الأدلة فيها تقضي أنه طاهر، ومن الأدلة أيضا حديث عائشة أنهم كانوا يأكلون اللحم والدم خطوط على القدر، وهو الدم الباقي في العروق بعد ذبح الحيوان وخروج الدم المسفوح، مما يفيد أن المحرم إنما هو الدم المسفوح، وأما النهي عن بيعه وشربه فإن النهي عن الشيء لا يستلزم أنه نجس، لأن المتقرر أنه ليس كل حرام نجس، فإن قلت:- فقد ادعى بعض أهل العلم رحمهم الله تعالى الإجماع على نجاسة الدم، والإجماع من حجج الشرع، فأقول:- نعم، هذا صحيح، ولكن حكاية الإجماع فيها نظر، وذلك لثبوت الخلاف، وما ذكرناه من الآثار عن بعض الصحابة، كاف في نقض هذه الدعوى، والله أعلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=190077
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/438)
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 05:50 م]ـ
قد لاحظت بأن كثير من العلماء والباحثين إذا لم يجدوا طريقا لجواب النص بالنص يلجئون إلي الإجماع والقياس والجمهور ويريدون ان يسيطرو بهذا علي مخالفيه، ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية ماخاف من هؤلاء الالقاب الكبار بل خالف كثير من المسائل الذي عليه الجمهور ويدعي الإجماع مثلا الطلاق الثلاثة وغيره ..
هذا صحيح كما ذكر الأخ أبو عبدالله "لا يوجد دليل صحيح صريح على نجاسة دم الآدمي. وقد علّق البخاري في (صحيحه) عن الْحَسَن البصري قال: مَا زَالَ الْمُسْلِمُونَ يُصَلُّونَ فِي جِرَاحَاتِهِمْ "
أليس الإجماع بان الصلاة في حالة النجاسة لايجوز، فكيف حصل التعارض بين الإجماعين؟
وكيف يدفن الشهيد في نجاسته (نعوذبالله) وهل من المعقول بأن الله يبدل هذا النجاسة بريح المسك يوم القيامة .. استغفر الله
وأما دم المسفوح، ليس في الآية الدلالة بأنه نجس بل فيه دلالة لايجوز أكله، كما لايجوز أكل الميته مع ذلك كل ميتة من البقر أو الغنم ليس بنجس ولكن لايجوز أكله.
وأما دم الحيض فأحكامه مختلفة وهو دم خاص ورائحته كريه، وليس دم خالص الذي ليس له ريح، بل نص الله تبارك وتعالي بأنه أذي ونجس كما قال سبحانه وتعالي: ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولاتقربوهن حتى يطهرن الآية، فلايجوز القياس علي غيره
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 08 - 10, 06:59 م]ـ
قد لاحظت بأن كثير من العلماء والباحثين إذا لم يجدوا طريقا لجواب النص بالنص يلجئون إلي الإجماع والقياس والجمهور ويريدون ان يسيطرو بهذا علي مخالفيه، ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية ماخاف من هؤلاء الالقاب الكبار بل خالف كثير من المسائل الذي عليه الجمهور ويدعي الإجماع مثلا الطلاق الثلاثة وغيره ..
هذا صحيح كما ذكر الأخ أبو عبدالله "لا يوجد دليل صحيح صريح على نجاسة دم الآدمي. وقد علّق البخاري في (صحيحه) عن الْحَسَن البصري قال: مَا زَالَ الْمُسْلِمُونَ يُصَلُّونَ فِي جِرَاحَاتِهِمْ "
أليس الإجماع بان الصلاة في حالة النجاسة لايجوز، فكيف حصل التعارض بين الإجماعين؟
وكيف يدفن الشهيد في نجاسته (نعوذبالله) وهل من المعقول بأن الله يبدل هذا النجاسة بريح المسك يوم القيامة .. استغفر الله
وأما دم المسفوح، ليس في الآية الدلالة بأنه نجس بل فيه دلالة لايجوز أكله، كما لايجوز أكل الميته مع ذلك كل ميتة من البقر أو الغنم ليس بنجس ولكن لايجوز أكله.
وأما دم الحيض فأحكامه مختلفة وهو دم خاص ورائحته كريه، وليس دم خالص الذي ليس له ريح، بل نص الله تبارك وتعالي بأنه أذي ونجس كما قال سبحانه وتعالي: ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولاتقربوهن حتى يطهرن الآية، فلايجوز القياس علي غيره
بل العجيب -أخي الفاضل- أن يتطاول الصغار على الأئمة، وأن يظنوا أن الأئمة قد صدروا عن غير دليل، بل ادعوا الإجماع لأنهم لم يجدوا طريقاً لجواب النص بالنص!.
أولاً: الإمام أحمد -رحمه الله- احتج بالإجماع في المسألة حيث قال: (وأما الدم فلم يختلف الناس فيه). وهو من هو في التشدد في باب الإجماع.
ثانياً: تبويب الإمام البخاري -رحمه الله- لا يفيد بأن الدم طاهر؛ لأن حال النزيف والجرح الذي لا يرقأ حال لا يقول الأئمة فيها إلا أنها حال ضرورة، فهي خارج محل النزاع.
فأي تعارض؟!
ثالثاً: هناك أدلة نصية على نجاسته، وإن كان بعض المتأخرين لا يسلمون بها، وليتك قرأت الحوارات السابقة قبل كتابة هذه المشاركة لتقف على نصوص في الباب.
ثم ها أنت تستدل على نجاسة دم الحيض بقول الله تعالى: ((قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض)) .. فأين النص على نجاسته هنا؟!
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 08 - 10, 07:09 م]ـ
الأخ الفاضل أبو البراء
فيما يتعلق بفتوى الشيخ وليد السعيدان فلي عليها ملاحظات:
أولها: الاستدلال بكون الصحابة يصلون في جراحاتهم خارج محل النزاع؛ لأن الحال حال ضرورة، والضرورة تبيح المحظور.
ثانيها: جميل جداً أن الفتوى تنص على نجاسة الدم المسفوح، وهذا مهم، ولكن ما الدم المسفوح عند الشيخ؟
ثالثها: أين الخلاف الثابت في نجاسة الدم؟! ائتونا بقول ثابت صريح في نجاسته في القرون الأولى لينخرم هذا الإجماع المدعى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/439)
وكل ما جاء عن الصحابة إما غير صحيح، وإما غير صريح، فلا تقوم به الحجة على خرم إجماع ينقله أكثر من عشرين عالماً في الأمة.
بورك فيكم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 11:33 م]ـ
جزاك الله خير أخي أبو يوسف على فوائدك ودررك
لكن ما تقول في وطء المستحاضة؟
وما نقلته عن الإمام أحمد هل هو ثابت عنه يقيناً؟ أم هو متداول في الكتب، من غير إسناد صحيح عنه؟
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 02:13 ص]ـ
1 - لماذا ذهب الإمام الشوكاني والألباني وابن العثيمين رحمهم الله إلي طهارة الدم، وخارق الإجماع، والسبب ذلك عندي، لأن الدليل وافق علي طهارته، ولكن ماذا تقول أنتم عن هؤلاء الإئمه العظام، كيف خالف الإجماع
2 - لازم ان يقرأ كل منا:ضوابط الضرورة .. في الشريعة الإسلامية
بقلم: د. عبد الله التهامي http://fatehforums.com/showthread.php?t=152943
ويزيد مع هذا القاعدة، القاعدة الثاني الأهم: ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها: http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=60&idto=60&bk_no=36&ID=41
ما هو الضرورة بأن يصلي الرجل النوافل وهو في حالة الدم (النجاسة)، صحابي يحرس بالليل جيش المسلمين ويصلي وجاء العدو وجرحه لماذا لم يقطع الصحابي صلاته، وما هوالضرورة هناك؟
3 - نطلب منكم بأن تنقل لنا قول الإمام أحمد مع السند الصحيح والكتب الذي فيه موجود قوله.
4 - كل ما حكي عليه الإجماع، هل كل صحيح وماخالف العلماء والمحدثين لأي أجماع؟
5 - لوهناك أدلة نصية على نجاسته من الكتاب والسنة فتذكر لنا، احترازا عن القياس وعن دلائل غير مستقلة
6 - وأما ماقلت بأن الآية لايدل بأن الدم المفسوح نجس، سكت عن ذلك
7 - واما ماذكرت الآية مستدلا علي نجاسة دم الحيض، سألتني: فأين النص على نجاسته هنا؟ أليس في الآية "قل هو اذي وحتي يطهرن .. أليس هذا يدل علي نجاسته
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 08 - 10, 02:23 ص]ـ
جزاك الله خير أخي أبو يوسف على فوائدك ودررك
لكن ما تقول في وطء المستحاضة؟
وما نقلته عن الإمام أحمد هل هو ثابت عنه يقيناً؟ أم هو متداول في الكتب، من غير إسناد صحيح عنه؟
من أعجب الكلام إيراد مسألة وطء المستحاضة في خضم الاحتجاج على طهارة الدم، وضربت عنه الكلام صفحاً لوهاء هذا المذكور؛ إذ نلحظ الآتي:
1 - الجماهير على أن المذي نجس .. ومع ذلك لا يمنعون من الوطء حال وجود هذه النجاسة ولا يوجبون شيئاً حيالها، والقائلون بنجاسة رطوبة الفرج لا يمنعون من الوطء أيضاً.
2 - وطء المستحاضة مختلف فيه، فالمشهور من مذهب أحمد أنه يحرم إلا إذا خيف العنت، وقول بعض الصحابة والتابعين.
وأما المنقول عن الإمام أحمد فقد نقله جماعة على أنها من مسائله، ومنهم: شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة، وتلميذه ابن القيم في إغاثة اللهفان.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 08 - 10, 02:27 ص]ـ
[
السؤال
UOTE= أبو أنس دريابادي الهندي;1350407] 1 - لماذا ذهب الإمام الشوكاني والألباني وابن العثيمين رحمهم الله إلي طهارة الدم، وخارق الإجماع، والسبب ذلك عندي، لأن الدليل وافق علي طهارته، ولكن ماذا تقول أنتم عن هؤلاء الإئمه العظام، كيف خالف الإجماع
أخي الفاضل
المطلوب: أن تأتينا بمجتهد واحد من هذه الأمة قبل الشوكاني .. (صَرَّح) بطهارة الدم
وعندئذ نسلم لك بأن الإجماع لا يثبت.
أما أن نقول: كيف يكون فلان خرق الإجماع؟! .. فهذه مضيعة وقت أربأ بك عنها؛ فهؤلاء العلماء ليسوا معصومين، ولا ادعوا ذلك لأنفسهم، كما هو الشأن في كل عالم سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 08 - 10, 02:31 ص]ـ
ما هو الضرورة بأن يصلي الرجل النوافل وهو في حالة الدم (النجاسة)، صحابي يحرس بالليل جيش المسلمين ويصلي وجاء العدو وجرحه لماذا لم يقطع الصحابي صلاته، وما هوالضرورة هناك؟
الضرورة -أخي الكريم- في أنه يعجز عن إيقافه
وها هو شيخ الإسلام ابن تيمية سيبين لك الضرورة في مسألتنا، وأنه يجوز لك أن تصلي في مثل هذه الحالات والدم يثعب.
جاء في مجموع الفتاوى ج21:
(وسئلَ ـ أيضًا ـ رحمَه الله ـ عن رجل كلما شرع في الصلاة يحدث له رياح كثيرة؛ حتى [إنه] في الصلاة يتوضأ أربع مرات أو أكثر، إلى حين يقضى الصلاة يزول عنه العارض، ثم لا يعود إليه إلا في أوقات الصلاة، وهو لا يعلم ما سبب ذلك؟: هل هو من شدة حرصه على الطهارة؟ وقد يشق عليه كثرة الوضوء، وما يعلم هل حكمه حكم صاحب الأعذار أم لا لسبب أنه لا يعاوده إلا في وقت الصلاة؟ وما تطيب نفسه أن يصلي بوضوء واحد؟
/فأجاب ـ رضي الله عنه:
نعم، حكمه حكم أهل الأعذار: مثل الاستحاضة وسلس البول، والمذى، والجرح الذي لا يرقأ، ونحو ذلك. فمن لم يمكنه حفظ الطهارة مقدار الصلاة، فإنه يتوضأ ويصلي ولا يضره ما خرج منه في الصلاة، ولا ينتقض وضوؤه بذلك باتفاق الأئمة، وأكثر ما عليه أن يتوضأ لكل صلاة) ... إلخ
وقال أيضاً:
(ومع هذا إن كان الجرح لا يرقأ مثل ما أصاب عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فإنه يصلي باتفاقهم؛
سواء قيل: إنه ينقض الوضوء، أو قيل: لا ينقض، سواء كان كثيرًا أو قليلًا؛ لأن الله ـ تعالى ـ يقول: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/440)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:42 ص]ـ
من أعجب الكلام إيراد مسألة وطء المستحاضة في خضم الاحتجاج على طهارة الدم، وضربت عنه الكلام صفحاً لوهاء هذا المذكور؛ إذ نلحظ الآتي:
1 - الجماهير على أن المذي نجس .. ومع ذلك لا يمنعون من الوطء حال وجود هذه النجاسة ولا يوجبون شيئاً حيالها، والقائلون بنجاسة رطوبة الفرج لا يمنعون من الوطء أيضاً.
2 - وطء المستحاضة مختلف فيه، فالمشهور من مذهب أحمد أنه يحرم إلا إذا خيف العنت، وقول بعض الصحابة والتابعين.
وأما المنقول عن الإمام أحمد فقد نقله جماعة على أنها من مسائله، ومنهم: شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة، وتلميذه ابن القيم في إغاثة اللهفان.
جزاك الله خير أخي الكريم ونفع بك:
بل مسألة المستحاضة لا وهاء فيها حفظك الله وهذا رأيك، فالمذي وهو نجس بلا شك والرطوبة على من يرى نجاستها ليست أمرا عارضا، وهي من لوازم الجماع!، فكيف نشبهها بمسألة عارضة كالاستحاضة.
أما ما ينقل عن الإمام أحمد رحمه الله، ويحتج به، فلم تثبته بإسناد صحيح عنه، ولم أراك أتيت بجديد!!، فأفدنا بصحة ذلك عنه، حفظك الله
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 08 - 10, 06:57 ص]ـ
أجبني -بارك الله فيك أخي الفاضل- عن أمر
1 - القائلون بجواز إتيان المستحاضة كالحنفية والمالكية والشافعية .. كيف خفي عليهم هذا الاستنباط العجيب؟!
كلهم يقولون بنجاسة الدم .. أتراهم فاتتهم هذه وكونها من اللوازم لقولهم؟!
وشراح الأحاديث والفقهاء الذين يسوقون الخلاف العالي لم ينصوا على مثل هذا، ولا فهموه!
إن هذا الاستدلال عندي واهٍ جداً. بل لأقل لك: إنه استدلال مخترع .. لأنه لا يلزم من إباحة الوطء أن يكون الدم طاهراً.
ولو أن أحداً استدل على طهارة المذي ورطوبة الفرج بأنه يكون حال الجماع .. ما قبلتم حجته.
ولك أن تخرج منها بالقول بأن المذي ورطوبة الفرج لا ينفك عنها الجماع.
2 - تقولون بنجاسة دم الحيض للأمر بغسله في السنة، وجاء في الصحيح أمر المستحاضة أن تغسل الدم.
فلمَ لم تحكموا في دم الاستحاضة بحكم دم الحيض، والدليل النصي متماثل؟!
3 - المسألة ليس فيها جديد حتى آتي به، إلا القول بطهارة الدم، فهو القول الحادث الجديد!
والمطلوب لنقض الإجماع الذي نقله الإمام أحمد والنووي وابن حزم وابن رشد وجمهرة غفيرة: أن تأتونا باسم مجتهد (واحد) من هذه الأمة قبل الشوكاني (صَرَّح) بطهارة الدم.
ومهما ذكرتَ من نصوص وآثار فإن ذلك لا يغني شيئاً؛ لأنها ليست قطعية الدلالة، ففهمك أنها تفيد طهارة الدم ظني لا قطعي، فلو أتيت بالمطلوب هنا لانتهى الأمر، وسقطت دعوى الإجماع.
ـ[حنفى شعبان]ــــــــ[18 - 08 - 10, 01:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنى لمل اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدى من تشاء الى صراط مستقيم(130/441)
هل هناك فرق بين القراءة التعبدية للقرآن ابتغاء الأجر والقراءة للحاجه لمن ليس على طهارة؟؟
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:09 م]ـ
أجاز كثير من أهل العلم قراءة القرآن على غير وضوء، بل وأجاز كثير منهم أيضا قراءة الحائض للقرآن بدون مس للمصحف
ولكن سؤالي هنا ليس عن حكم المس أو عن حكم القراءة
السؤال هنا بالنسبة للمحدث أو للحائض بدون مس للمصحف .. هل هناك فرق بين تلاوة القرآن تلاوة تعبدية ابتغاء الأجر و بين القراءة للحاجه كاستحضار آية معينة أو لتذكر حكم ما أو للمراجعه لعدم ضياع الحفظ او غيره؟؟
يعنى هل يلزم للقراءة التعبدية أن يكون المرء على طهاره وعلى وضوء؟؟ وهل نص أحد من أهل العلم على التفريق؟؟ أم أنه لا فرق بينها وبين القراءة للحاجه ولا دليل على التفريق؟؟
وجزاكم الله خيرا(130/442)
أخت تسأل عن الطهارة من الحيض أثناء النهار و الصوم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:45 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله،
أخت كريمة تسأل عن طهارتها بعد طلوع الفجر و حكم صومها، و لقد علمت قول العلماء في ذلك و أن مالك و الشافعي رحمة الله عليهما قالا بعدم صحة صيام إذا كان الطهر بعد طلوع الفجر الصادق، بخلاف الإمام أحمد رحمه الله. و قد رجح العلماء مذهب مالك و الشافعي في ذلك.
لكن تساؤلها، أنها ليست لها علامة طهر بعد الحيض، فهي تنظر إن فتر الدم مدة معينة و غالبا تكون في اليوم السابع، فتتطهر ثم تصلي. فماذا تفعل في مسألة الصوم؟ هل تصوم اليوم الذي ستتحرى فيه دم الحيض؟
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 04:02 م]ـ
الإمام أحمد جلس ثمان سنوات في باب الحيض كما نقله الشيخ د. عبدالعزيز السدحان في كتابه (معالم في طريق طالب العلم) وعزاه إلى كتاب نسيته الآن .. .. ... .. .. فاليتق الله من أراد أن يتكلم في هذه المسألة، وليعرف لنفسه حقها ومقدارها .. ولأن المسألة مشكلة لا يستطيع أحد أن يجزم بأن عليها صوم ذلك اليوم أو عدمه.
ثم إليك أخي محمد الإدريسي بحكم أنك في دولة المغرب الشقيق وكلفت قيمة الإتصال عليك غاليه، إليك رابط لموقع فضيلة الشيخ د. محمد صالح المنجد " الإسلام سؤال وجواب www.islam-qa.com (http://www.islam-qa.com/) " راسله عليه وسوف يفيدكم بإذن الله .. علماً بأن موعد فتح التسجيل للسؤال .. كالتالي:-
زوار الموقع الكرام مواعيد فتح استقبال الأسئلة في الأوقات التالية (بتوقيت مكة المكرمة):
السبت 01.00 ص
الأحد 19.00
الاثنين 01.00 ص
الثلاثاء 19.00
الأربعاء 01.00 ص
الجمعة 19.00
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 08 - 10, 04:17 م]ـ
الأخ المجمعي
قال الإمام أحمد -كما في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى-: كنت في كتاب الحيض تسع سنين حتى فهمته.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 04:23 م]ـ
وجدتُ كلاما للشيخ ابن العثيمين رحمه الله حول امرأة صامت وهي شاكة في الطهر من الحيض، فلما أصبحت فإذا هي طاهرة هل ينعقد صومها وهي لم تتيقن الطهر؟
فأجاب: "صيامها غير منعقد، ويلزمها قضاء ذلك اليوم، و ذلك لأن الأصل بقاء الحيض و دخولها في الصوم مع عدم تيقن الطهر دخول في العبادة مع الشك في شرط صحتها، وهذا يمنع انعقادها"
"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (19/ 107).
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:39 م]ـ
الأخ المجمعي
قال الإمام أحمد -كما في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى-: كنت في كتاب الحيض تسع سنين حتى فهمته.
جزاك الله خير ..
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 08 - 10, 06:33 م]ـ
وإياك
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[18 - 08 - 10, 08:25 م]ـ
الأخ المجمعي
قال الإمام أحمد -كما في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى-: كنت في كتاب الحيض تسع سنين حتى فهمته.
بارك الله بك شيخنا المفضال أبي يوسف التواب ...
الصوم الفرض لا ينعقد إلا بانعقاد النية من الليل .. وطالما أنها لم تبيت النية لأنه لم تكن تعلم يالطهر يقينا أنه سيكون في اليوم التالي فلا ينعقد صومها إذا ....
الأخوة الكرام الإعزاء:
نعم لا يجوز الحديث في الدين بغير علم وليتق الله من يفعل ذلك ....
وأيضا لا يجوز قمع طلبة العلم والنيل منهم بتلك الدعوى .... فمن كان حافظا لنصوص الكتاب والسنة وفهم الصحابة والتابعين لهما وتوجيه بحور العلم (مثل الأئمة الأربعة ومن تبعهم) ويعلم المسائل بحفظه إياها من أولئك العلماء ومن هو مثلهم بشهادة العلماء وطلبة العلم ..............
فلماذا لا يتكلم؟؟ وهل يجوز إسكاته؟ وهل يجوز النيل منه؟؟
لا والله لا يجوز ... بل وأمر قبيح للغاية من فعل ذلك .... وهو من مشاققة الله والرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -!! عياذا بالله ....
وقال شمس الدين الذهبي رحمه الله ... لو ما تكلم أصحاب العلم ... لقامت الزنادقة على المنابر ..
والله أعلم والله ولي التوفيق.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[19 - 08 - 10, 12:44 ص]ـ
ولا يمكن أن تنوي صوما مشروطا في حال الطهارة أثناء النهار لأن معنى ذلك أن جانبا من النهار ستكون مفطرة فيه بسبب الحيض ولو لم تأكل ولم تشرب ......... الخ, وبهذا يمتنع صحة الصوم الفرض (والنفل أيضا) والله أعلم ..
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[19 - 08 - 10, 03:04 ص]ـ
نعم تصوم ذلك اليوم لان علامة الطهر غير متيقنة، وهي اما ان ترى قبل الفجر او معه القصة البيضاء او تنظر الجفوف على المعتاد من امرها ثم هي بعد ذلك تنظر الى عادتها اذا كانت تطهر قبل الفجر فلا تقضي هذا اليوم وان كانت عادتها الطهر بعد الفجر فعليها القضاء عند ائمتنا المالكيين رضوان الله عليهم
لكن قولك عن فتور الدم يحتاج منك الى تفصيل لعلك توضحي الامر فلا حرج في الشرع
وفقك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/443)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 01:30 م]ـ
قصدتُ أن ليس عندها علامة طهر، بل تنظر إن انقطع الدم فتتطهر ...
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 07:33 م]ـ
كيف ليس لها علامة طهر، فما تقول هي في الجفوف الذي يجده النساء بعد انتهاء الحيض؟؟
فان كان لها جفوف فبه تعتد والا تصوم وتقضي لانها غير مستيقنة
وفقكم الله(130/444)
إثم مانع الزكاة ...
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[17 - 08 - 10, 04:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْإِبِلُ قَالَ: "وَلَا صَاحِبُ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ لَا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلًا وَاحِدًا تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ قَالَ: "وَلَا صَاحِبُ بَقَرٍ وَلَا غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ لَا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ وَلَا جَلْحَاءُ وَلَا عَضْبَاءُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ... " وفي رواية البخاري: قَالَ: "وَلَا يَأْتِي أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِشَاةٍ يَحْمِلُهَا عَلَى رَقَبَتِهِ لَهَا يُعَارٌ فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ وَلَا يَأْتِي بِبَعِيرٍ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ لَهُ رُغَاءٌ فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ". أخرجه أحمد (2/ 383، رقم 8965)، ومسلم (2/ 680، رقم 987)، وأبو داود (2/ 124، رقم 1658)، والنسائي (5/ 12، رقم 2442). ورواية البخاري: البخاري (4/ 1711، رقم 4382). لا يؤدي منها حقها: أي لا يخرج زكاتها.(130/445)
سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) في السحور والفطور. لوحة للمسجد
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[17 - 08 - 10, 04:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقدم لكم لوحة للمسجد بخصوص تأخير السحور وتعجيل الفطور
أرجو ان تعم الفائدة بالطبع والنشر وشكرا
حملها بارك الله فيك من المرفقات
ـ[ياسين اسلام]ــــــــ[17 - 08 - 10, 06:24 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي الكريم
أسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك
هل من لوحات أخرى تتعلق بفضل الصيام و القيام و العشر الأواخر.؟
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[18 - 08 - 10, 01:15 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل
هذه عدة لوحات للمسجدخاصة بشهر رمضان وليلة القدر والقيام عسى الله ان ينفع بها وان تكون خالصة لوجهه الكريم
وبارك الله فيك
حمل من المرفقات
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم.
الحديث الذي رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه فيه أن الله عز و جل قال: "أحب عبادي إلي، أعجلهم فطرا" رواه الترمذي و ضعفه العلامة الألباني رحمه الله في كثير من كتبه.
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:45 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
لم اعرف ان الشيخ الالباني ضعفه لكني نقله من بلوغ المرام.
ملاحظة:
والحديث مندرج تحت اصل معمول به وهو تعجيل الفطور , وتعجيل الفطور ثابت في حديث (لَا يَزَالُ اَلنَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا اَلْفِطْرَ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. فيكون ايراد الحديث من باب فضائل الاعمال.
والله اعلم.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 10:27 م]ـ
نعم أخي الكريم، لكن العلماء الذي تكلموا بالأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ذكروا شرطا آخر و هو يسر ضعف السند، و هذا لا يعلمه إلا علماء الحديث. لكن الأولى عدم الأخذ بالأحاديث الضعيفة مطلقا، لانه كما في هذا الحديث فيه نسبة إلى الله تبارك و تعالى، و هذا أمر ليس بالهين.
أمر آخر في ذلك الحديث إخبار بحب الله تعالى للذين يعجلون الفطور و هذا أمر عظيم فالتثبت في ذلك أولى و الله أعلم.
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[21 - 08 - 10, 06:57 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد عبدالله السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:45 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا(130/446)
قرأت في بعض الفتاوى أن تارك الصلاة لايقبل منه الصيام وذلك لأنه كافر بتركه للصلاة
ـ[ياسين اسلام]ــــــــ[17 - 08 - 10, 06:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قرأت في بعض الفتاوى أن تارك الصلاة لايقبل منه الصيام
وذلك لأنه كافر بتركه للصلاة و الكافر عمله مردود
فهل هذا هو القول الصحيح؟
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[17 - 08 - 10, 07:58 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هو قول بعض أهل العلم الذين يعتبرون ترك الصلاة كفرٌ أكبر! لكن الذي عليه جمهور أهل العلم أنّ تارك الصلاة كسلاً مع الإقرار بوجوبها أتى بمعصية وكبيرة، فهو مسلم بالجملة.
إن بحثت في الملتقى ستجد العديد من المواضيع ذات الصلة التي تتحدث عن حكم تارك الصلاة
والله أعلم
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[17 - 08 - 10, 10:11 م]ـ
قال الله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.الآية.
ووصف النبي -صلى الله عليه وسلم- تارك الصلاة بالكفر والشرك كما ثبت في الأحاديث الصحيحة الكثيرة .. وآثار الصحابة من الخلافاء الراشدين إلى من بعدهم من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .. ونقل الإجماع عبد الله بن شقيق على ذلك .. والأدلة واضحة في كفره وأنه مشرك.
فهل يقبل الصيام من مشرك؟!
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 12:24 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هو قول بعض أهل العلم الذين يعتبرون ترك الصلاة كفرٌ أكبر! لكن الذي عليه جمهور أهل العلم أنّ تارك الصلاة كسلاً مع الإقرار بوجوبها أتى بمعصية وكبيرة، فهو مسلم بالجملة.
إن بحثت في الملتقى ستجد العديد من المواضيع ذات الصلة التي تتحدث عن حكم تارك الصلاة
والله أعلم
أخي الفاضل كلامك هذا فيه مغالطة علمية واضحة فجمهور العلماء يختلفون عن جمهور الأئمة الأربعة فإن قصدت الأئمة الأربعة فقد يكون قولك أقرب وإن كان لايسلم لك ذلك
أما جمهور العلماء فهم على تكفير تارك الصلاة
وأنصحك أخي أيمن أن تراجع كتاب الصلاة لابن القيم وتقرأه بتمهل حتى تتبين لك هذه المسألة
…قال عبد الله بن شقيق: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة". رواه الترمذي والحاكم وصححه على شرطهما.
…وقال إسحاق بن راهويه الإمام المعروف: "صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يخرج وقتها كافر".
…وذكر ابن حزم أنه قد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة، قال: "ولا نعلم لهؤلاء مخالفاً من الصحابة". نقله عنه المنذري في (الترغيب والترهيب) (1) وزاد من الصحابة: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبا الدرداء رضي الله عنهم. قال: "ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن المبارك، والنخعي، والحكم بن عتيبة، وأيوب السختياني، وأبو داود الطيالسي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب وغيرهم". أ. هـ.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[18 - 08 - 10, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم أخي الفاضل
بالنسبة للإمام أحمد فلديه روايتين إحداهما بكفره.
و لا شك أن فيه إختلاف حتي بين المعاصرين فالشيخ الألباني قال بعدم كفره و إحتج بحديث عبادة ابن الصامت
هذا الحديث رواه أبو داود (425)، وأحمد (22196) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ، وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ، كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ)، وصححه الألباني رحمه الله في "صحيح سنن أبي داود " و قدح العلامة الألباني في قولة ابن شقيق و قال هذا ليس إجماعا.
و إحتجوا بما هو باللون الأحمر
راجع رسالة ابن عثيمين في كفر تارك الصلاة
هنا:
http://www.imanway1.com/taebeen/showthread.php?t=137
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 08 - 10, 01:59 ص]ـ
أخي الفاضل كلامك هذا فيه مغالطة علمية واضحة فجمهور العلماء يختلفون عن جمهور الأئمة الأربعة فإن قصدت الأئمة الأربعة فقد يكون قولك أقرب وإن كان لايسلم لك ذلك
أما جمهور العلماء فهم على تكفير تارك الصلاة
وأنصحك أخي أيمن أن تراجع كتاب الصلاة لابن القيم وتقرأه بتمهل حتى تتبين لك هذه المسألة
…قال عبد الله بن شقيق: "كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة". رواه الترمذي والحاكم وصححه على شرطهما.
…وقال إسحاق بن راهويه الإمام المعروف: "صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر، وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يخرج وقتها كافر".
…وذكر ابن حزم أنه قد جاء عن عمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة، قال: "ولا نعلم لهؤلاء مخالفاً من الصحابة". نقله عنه المنذري في (الترغيب والترهيب) (1) وزاد من الصحابة: عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبا الدرداء رضي الله عنهم. قال: "ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وعبد الله بن المبارك، والنخعي، والحكم بن عتيبة، وأيوب السختياني، وأبو داود الطيالسي، وأبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب وغيرهم". أ. هـ.
الأخ الفاضل
مهلاً مهلاً .. فلا مغالطة علمية في كلام الأخ الكريم أيمن
وكثيراً ما تطلق لفظة جمهور العلماء على جمهور الأربعة، بل والصواب أن أكثر العلماء على عدم الكفر، والترجيح أمر آخر، والمسألة خلافية، فلا داعي لهذا التشنج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/447)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:22 ص]ـ
بل والصواب أن أكثر العلماء على عدم الكفر، والترجيح.
أخي الفاضل:
منهم أكثر العلماء!! فلو قيدتها بعلماء الأئمة الأربعة لكان لك ذلك
لا كلام لأحد عند حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) ناهيك أنه لا يعلم لأحد من الصحابة خلاف ذلك!!! فأثبت لصحابي واحد خلاف ذلك، والأدلة لا يضرب بعضها ببعض بل يجمع بينها، ولا يخفاك الجمع بينها، نفع الله بكم
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:33 ص]ـ
السلام عليكم أخي الفاضل
بالنسبة للإمام أحمد فلديه روايتين إحداهما بكفره.
و لا شك أن فيه إختلاف حتي بين المعاصرين فالشيخ الألباني قال بعدم كفره و إحتج بحديث عبادة ابن الصامت
هذا الحديث رواه أبو داود (425)، وأحمد (22196) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ، وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ، كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ)، وصححه الألباني رحمه الله في "صحيح سنن أبي داود " و قدح العلامة الألباني في قولة ابن شقيق و قال هذا ليس إجماعا.
و إحتجوا بما هو باللون الأحمر
راجع رسالة ابن عثيمين في كفر تارك الصلاة
هنا:
http://www.imanway1.com/taebeen/showthread.php?t=137
الأخ الكريم/ ما قيّدته باللون الأحمر ليس فيه حجة على عدم تكفير تارك الصلاة بل قوله (ومن لم يفعل) راجع إلى إحسان الوضوء والصلاة وكذا إتمام الركوع والخشوع كما هو مميز باللون الأزرق، وليس إلى أصل الفعل، أي بمعنى: من لم يتم الركوع والخشوع ويحسن في الوضوء والصلاة فهو تحت المشيئة .. وهذا بما يتوافق والنصوص الأخرى .. والله أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:43 ص]ـ
أخي الفاضل:
منهم أكثر العلماء!! فلو قيدتها بعلماء الأئمة الأربعة لكان لك ذلك
لا كلام لأحد عند حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) ناهيك أنه لا يعلم لأحد من الصحابة خلاف ذلك!!! فأثبت لصحابي واحد خلاف ذلك، والأدلة لا يضرب بعضها ببعض بل يجمع بينها، ولا يخفاك الجمع بينها، نفع الله بكم
أخي الكريم
قضية أنه لا كلام لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يختلف فيها مسلمان، ومعاذ الله أن أنازع فيها.
ولكنَّ المكابرة في كون هذا القول هو قول أكثر العلماء في الأمة غلط، فلو عددنا العلماء الذين يرون أنه لا يكفر لوجدناهم السواد الأعظم، وأقول هذا وقد أكون ممن يرجح القول بكفره، ولكنَّ الإنصاف واجب.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 05:13 ص]ـ
أخي الكريم
ولكنَّ المكابرة في كون هذا القول هو قول أكثر العلماء في الأمة غلط، فلو عددنا العلماء الذين يرون أنه لا يكفر لوجدناهم السواد الأعظم،.
أخي الفاضل حفظك الله:
أثبت هذا بالدليل والبرهان، من أين جئت بأنهم الأكثر؟
حتى الآن لم أجد لصحابي واحد خلاف ذلك، وإذا قلت لمن لا يرى التكفير لتارك الصلاة هات صحابي واحد ولو بغير إسناد!! (تنزلا)، لم ولن تجد أدنى إجابة، بينما المكفرين يستدلون بكلام الصحابة بكل يسر كيفما شاؤا وبأسانيد صحيحة!!، فبان الفرق بينهما.
فريق يستند بكلام ظاهر للرسول صلى الله عليه وسلم، وكلام الصحابة وبأسانيد صحيحة، ويجمع بين الأدلة ويؤلف بينها
والفريق الآخر إما أدلة عامة أو تأويلات لا تغني، ولن تجد عندهم صحابي واحد يستدلون بقوله حتى ينقضوا الإجماع المنقول عن الصحابة رضي الله عنهم، فبان الفرق.
والله المستعان.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[18 - 08 - 10, 06:50 ص]ـ
أخي الكريم
الكلام على (علماء الأمة) .. وأصل النزاع سببه اعتراض الأخ حامد على الأخ أيمن.
فلماذا تجنح إلى حصر النقاش في (الصحابة)؟!
من الصحابة من حكي عنه الخلاف، كحذيفة وابن مسعود .. ولكن ليست هذه نقطة البحث.
أما كونهم أكثر العلماء فإن شئت سردت لك ثلاثين عالما يقولون بعدم التكفير، لكنها مضيعة وقت؛ لأن دارس الفقه لا ينبغي أن يجهل مثل هذه الحقيقة.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:29 م]ـ
أما كونهم أكثر العلماء فإن شئت سردت لك ثلاثين عالما يقولون بعدم التكفير، لكنها مضيعة وقت؛ لأن دارس الفقه لا ينبغي أن يجهل مثل هذه الحقيقة.
هذه ليست حجة!!، وهل القائلين بتكفيره لا يستطيعون أن يأتوا بمائة عالم يرون تكفير تارك الصلاة!!، طبعا من غير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نقل إجماعهم على ذلك وهم بالآلاف!! وأنت لا تستطيع أن تنقل بالآلاف، فبان لك أن أكثر الأمة هم المكفرين لتارك الصلاة.
..............
هات لي نص واحد صريح عن صحابي يقول أن تارك الصلاة ليس بكافر!!، أما أن تؤول كلام الصحابة فهذا لا نقبله، بينما المكفرين يأتوك بكلام صريح عنهم، أليس هذا فرق، فلا نريد نقل غير صريح فُهم خطأً لأنه مجمل أو عام غير مقصود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/448)
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:01 م]ـ
هذه ليست حجة!!، وهل القائلين بتكفيره لا يستطيعون أن يأتوا بمائة عالم يرون تكفير تارك الصلاة!!، طبعا من غير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نقل إجماعهم على ذلك وهم بالآلاف!! وأنت لا تستطيع أن تنقل بالآلاف، فبان لك أن أكثر الأمة هم المكفرين لتارك الصلاة
أخي الكريم، أبو البراء القصيمي وفقه الله
شيخنا أبا يوسف التواب ذكر لك ما لا يسع طالب العلم جهله وأنت لا تزال مصراً على ما أنت عليه! لا بأس إن كنت ترى بقول من يرى كفر تارك الصلاة عمداً بلا عذر، لكن أن تقلل من مكانة أهل العلم وقولهم وهم جمهور أهل العلم هو تعنت أعيذك بالله منه. وإن شأت اذهب واسأل من تشاء من أهل العلم الذين يقولون بالقول الذي أنت عليه ليعلموك بصحة ما نقول.
أما استنادك لأقوال الصحابة فهذا ليس بحجة اصلاً، فلا يصار إلى قولهم إلا عند انعدام الدليل والمسألة مرد دليلها إلى السنة، وفيه من الأحاديث ما يغني. لذا إن شأت نصر مذهبك، فافعل مستنداً على أصول معتبرة ولا تأتي بأقوال الصحابة أولاً ثم تستدل بها.
..............
هات لي نص واحد صريح عن صحابي يقول أن تارك الصلاة ليس بكافر!!، أما أن تؤول كلام الصحابة فهذا لا نقبله، بينما المكفرين يأتوك بكلام صريح عنهم، أليس هذا فرق، فلا نريد نقل غير صريح فُهم خطأً لأنه مجمل أو عام غير مقصود
أظنك تعلم علم اليقين أنك لست بأفقه ولا أعلم من الشافعي ومالك وأبو حنيفة رضي الله عنهم حتى تأتي بمثل هذا الكلام! فليس هكذا تناقش مسائل الفقه.
أنت قلت: حتى الآن لم أجد لصحابي واحد خلاف ذلك، وإذا قلت لمن لا يرى التكفير لتارك الصلاة هات صحابي واحد ولو بغير إسناد!! (تنزلا)، لم ولن تجد أدنى إجابة، بينما المكفرين يستدلون بكلام الصحابة بكل يسر كيفما شاؤا وبأسانيد صحيحة!!، فبان الفرق بينهما.
أولاً ذكر لك الشيخ أبو يوسف التواب الخلاف عن حذيفة وابن مسعود.
ثانياً: استدل أهل العلم الذين أنت على قولهم بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ثم فهموا أقوال الصحابة كقرينة تؤيد ما ذهبو اليه. فتأمل الفرق.
والفريق الآخر إما أدلة عامة أو تأويلات لا تغني، ولن تجد عندهم صحابي واحد يستدلون بقوله حتى ينقضوا الإجماع المنقول عن الصحابة رضي الله عنهم، فبان الفرق
أنظر ما سبق!
منهم أكثر العلماء!! فلو قيدتها بعلماء الأئمة الأربعة لكان لك ذلك
وهل هناك علماء لا ينتمون لمذهب أو على الأقل أصوله حتى تنفي التبعية لأهل العلم! اللهم إلا إن كنت تقصد أهل الظاهر!!
لا كلام لأحد عند حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)
ناهيك أنه لا يعلم لأحد من الصحابة خلاف ذلك!!! فأثبت لصحابي واحد خلاف ذلك،
بل أثبت لي أنّ الصحابة أجمعوا صراحة أنّ هذا الكفر هو كفر أكبر مخرج من الملة لا كفرٌ على وجه التغليظ!
والأدلة لا يضرب بعضها ببعض بل يجمع بينها، ولا يخفاك الجمع بينها، نفع الله بكم
وددت لو أنك عملت بهذا الأصل وإلا لما اضطررتنا لكتابة كل هذه السطور! ونعود نقول لك حجمع بين الأدلة من هو أعلم منك وأفقه منك ومشهود لهم بالتقوى والصلاح فلا تشنع على ما لا لم تعلم. ولو كان عندي الوقت لأريتك كيف استنبط أهل العلم الحكم وتفاصيل المسألة ولكن ضيق وقتي لا يسمح.
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[20 - 08 - 10, 02:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول من الأولى – في نظري القاصر – عند بحث مسألة كفر تارك الصلاة أن يقدم بالمعلومات التالية أو نحوها:
1 - اتفق العلماء على وجوب عقوبة تارك الصلاة وإنما اختلفوا في كيفية عقوبته
2 - قال ابن القيم رحمه الله: لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من اعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن اثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة ثم اختلفوا في قتله وفي كيفية قتله وفي كفره.
3 - أجمع العلماء على تكفير جاحد الصلاة الذي نشأ بين المسلمين ولم يكن حديث عهد بإسلام
ثم بعد ذلك نذكر خلاف العلماء في كفره من عدمه فأقول مستعيناً بالله العظيم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/449)
اختلف أهل العلم في تكفير تارك الصلاة المفروضة عمدا بغير عذر مع إقراره بوجوبها وفرضيتها على قولين:
سبق بيان من قال بهما في بعض المشاركات
ويدل لكفر تارك الصلاة أدلة كثيرة منها ما يلي:
قال تعالى (فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى {القيامة/31} وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى) {القيامة/32} قال ابن القيم: لما كان الإسلام تصديق الخبر والانقياد للأمر جعل سبحانه له ضدين عدم التصديق وعدم الصلاة وقابل التصديق بالتكذيب والصلاة بالتولي فكما أن المكذب كافر فالمتولي عن الصلاة كافر فكما يزول الإسلام بالتكذيب يزول بالتولي عن الصلاة.
أما الأحاديث فمنها ما يلي:
1. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح و أنجح و إن فسدت فقد خاب و خسر) رواه الترمذي والنسائي و صححه الألباني
2. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ فَلاَ تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ. رواه البخاري قال ابن القيم: ووجه الدلالة فيه من وجهين: أنه إنما جعله مسلما بهذه الثلاثة فلا يكون مسلما بدونها
الثاني أنه إذا صلى إلى الشرق لم يكن مسلما حتى يصلي إلى قبلة المسلمين فكيف إذا ترك الصلاة بالكلية.
3. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِئَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا) رواه البخاري
4. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة ثلاثة أثلاث الطهور ثلث والركوع ثلث والسجود ثلث فمن أداها بحقها قبلت منه وقبل منه سائر عمله ومن ردت عليه صلاته رد عليه سائر عمله رواه البزار و قال الألباني: حسن صحيح وقال: قال الحافظ إسناده حسن.
5. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم: أنه ذكر الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف صححه ابن حبان و الألباني وشعيب وقد ضعفه الألباني في بعض كتبه. وقال صاحب كتاب تراجعات الألباني أنه آخر قوليه. انتهى بتصرف
قال ابن القيم: وإنما خص هؤلاء الاربعة بالذكر لأنهم من رؤوس الكفرة وفيه نكتة بديعة وهو أن تارك المحافظة على الصلاة إما أن يشغله ماله أو ملكه أو رياسته أو تجارته فمن شغله عنها ماله فهو مع قارون ومن شغله عنها ملكه فهو مع فرعون ومن شغله عنها رياسة ووزارة فهو مع هامان ومن شغله عنها تجارته فهو مع أبي بن خلف. اهـ
6. عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " بَيْنَ الرَّجُلِ، وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ، تَرْكُ الصَّلَاةِ " رواه مسلم ولفظ النسائي (ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة) وصححه ابن حبان و الألباني وشعيب وعند أبي يعلى (ليس بين العبد وبين تركه الإيمان إلا تركه الصلاة) وعند ابن ماجة من حديث أنس بن مالك (ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة. فإذا تركها فقد أشرك) وصححه الألباني
7. عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه أحمد وابن ماجة والترمذي وقال حسن صحيح غريب وصححه الألباني وشعيب وعند ابن حبان عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بكروا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك الصلاة فقد كفر" وصححه شعيب وضعفه الألباني
8. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مفتاح الجنة الصلاة و مفتاح الصلاة الوضوء رواه أحمد الترمذي وصححه الألباني وضعفه شعيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/450)
9. عن محجن أنه: كان في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأذن بالصلاة فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم رجع ومحجن في مجلسه فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم ما منعك أن تصلي ألست برجل مسلم؟ قال بلى ولكني كنت قد صليت في أهلي فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا جئت فصل مع الناس وان كنت قد صليت) صحيحه الألباني وحسنه شعيب وهذا كقولك: ما لك لا تتكلم ألست بناطق؟ ما لك لا تتحرك ألست بحي؟ ونحوه.
10. عن أنس قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل من أجابه إلى الإسلام إلا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانتا فريضتين على من أقر بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالإسلام وذلك قول الله: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} رواه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة
11. عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: جَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حِينَ طُعِنَ، فَقَالَ: الصَّلاةُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: " إِنَّهُ لا حَظَّ فِي الإِسْلامِ لأَحَدٍ أَضَاعَ الصَّلاةَ "، فَصَلَّى عُمَرُ وَجُرْحُهُ يَثعَبُ دَمًا) أخرجه عبد الرزاق وابن أبي شيبة و الدارقطني وغيرهم وهو حديث صحيح وفي لفظ عند عبد الرزاق عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ احْتَمَلْتُهُ أَنَا وَنَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ حَتَّى أَدْخَلْنَاهُ مَنْزِلَهُ، فَلَمْ يَزَلْ فِي غَشْيَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى أَسْفَرَ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّكُمْ لَنْ تُفْزِعُوهُ بِشَيْءٍ، إِلا بِالصَّلاةِ، قَالَ: فَقُلْنَا: الصَّلاةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قَالَ: فَفَتَحَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَصَلَّى النَّاسُ؟ "، قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لا حَظَّ فِي الإِسْلامِ لأَحَدٍ تَرَكَ الصَّلاةَ "، فَصَلَّى وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ دَمًا) قال ابن القيم: وقد قال هذا بمحضر من الصحابة ولم ينكر. اهـ قلت: ومثل هذا يعد إجماعاً.
12. عَنْ زِرٍّ عن عبد الله بن مسعود "َمَنْ لَمْ يُصَلِّ فَلَا دِينَ لَهُ " أخرجه ابن أبي شيبة وفي سند شريك وأخرجه الطبراني في الكبير وعبد الله بن أحمد في السنة وغيرهم بإسناد صحيح وحسنه شعيب
13. عَنْ مَعْقِلٍ الْخَثْعَمِيِّ، قَالَ: أَتَى عَلِيًّا رَجُلٌ وَهُوَ فِي الرَّحْبَةِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَرَى فِي امْرَأَةٍ لَا تُصَلِّي؟، قَالَ: " مَنْ لَمْ يُصَلِّ فَهُوَ كَافِرٌ. قلت: سنده لا بأس به في الشواهد والمتابعات من أجل معقل الخثعمي.
14. عن عبد الله بن شقيق العقيلي – المتفق على جلالته كما قال النووي -: قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة رواه الترمذي وصححه النووي و الألباني.
قال المكفرون لتارك الصلاة: الصحابة الذين رووا الأحاديث التي قد تفيد عدم كفر تارك الصلاة هم الذين حفظ عنهم أن تاركها يكفر وهم أفهم للنصوص منا.
وأثر عبد الله بن شقيق دليل قوي على كفر تاركها وخروجه من الملة ووجه ذلك أننا لا يمكننا حمله على الكفر العملي لأننا لو قلنا بذلك لكان معناه أن الصحابة لا يرون شيئاً من الأعمال كفراً غير مخرج من الملة غير الصلاة وهذا باطل قطعاً لأن فيه نسبة الجهل للصحابة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم إذا قد ورد عنه صلى الله علي وسلم أنه قال (اثنتان بالناس هما بهم كفر) وقال (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) (من ادعى إلى غير ابيه وهو يعلمه فقد كفر) وغيرها من الأحاديث الكثيرة فتعين حمله على الكفر المخرج من الملة
فالصحابة يرون قتال المسلم والنياحة والطعن في الأنساب وغيره كفراً ولكن غير مخرج من الملة وإنما المخرج من الملة من الأعمال عندهم الصلاة فقط. فتأمل هذا
15. أخرج محمد بن نصر عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: " تَرْكُ الصَّلاةِ كُفْرٌ، لا يُخْتَلَفُ فِيهِ "
16. وأخرج عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكٍ قَالَ: " مَنْ أَخَّرَ صَلاةً حَتَّى يَفُوتَ وَقْتُهَا مُتَعَمِّدًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، كَفَرَ "وعنه في رواية " مَنْ قَالَ: إِنِّي لا أُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ الْيَوْمَ فَهُوَ أَكْفَرُ مِنَ الْحِمَارِ " وعنه في رواية (مَنْ تَرَكَ الصَّلاةَ مُتَعَمِّدًا مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ، حَتَّى أَدْخَلَ وَقْتًا فِي وَقْتٍ فَهُوَ كَافِرٌ) قال محمد بن نصر المروزي سمعت إسحاق يقول صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر
17. وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال (سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل {لذين هم عن صلاتهم ساهون} [الماعون] قال هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها) رواه البيهقي وأبو يعلى وضعفه الألباني وغيره
والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/451)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - 08 - 10, 04:59 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو عزام وفقه الله
مرة أخيرة: ليست نقطة بحثنا ومحل نزاعنا في الترجيح، ولسنا نبحث حكم تارك الصلاة.
النزاع في: هل القول بعدم كفره هو قول أكثر العلماء أم لا؟
وبناء عليه أترك بين أيديكم هذا الموضوع: http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=4538
وأستودعكم الله
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[20 - 08 - 10, 05:42 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو عزام وفقه الله
مرة أخيرة: ليست نقطة بحثنا ومحل نزاعنا في الترجيح، ولسنا نبحث حكم تارك الصلاة.
النزاع في: هل القول بعدم كفره هو قول أكثر العلماء أم لا؟
وبناء عليه أترك بين أيديكم هذا الموضوع: http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=4538
وأستودعكم الله
أخي الحبيب أبا يوسف التواب وفقك الله
لقد فهمت كلامك جيداً ومشاركتي ليست تعقيباً عليك وإنما هي تعود على السؤال الأول وهو: هل يقبل صوم من ترك الصلاة؟
فبينت بالأدلة كفره وهذا ينبني عليه عدم قبل أعماله الأخرى
وأفيدك أني موافق لك في نسبة عدم كفر تارك الصلاة إلى الجمهور، إلا أن الأدلة تدل على خلافه
وفقني الله وإياك لكل خير(130/452)
صحة حديث " " ثَلاثَةٌ لا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُمْ صَرْفًا وَلا عَدْلا ..
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[17 - 08 - 10, 08:06 م]ـ
ما صحة حديث " ثَلاثَةٌ لا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُمْ صَرْفًا وَلا عَدْلا: عَاقٌّ، وَمَنَّانٌ، وَمُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ " رواه الطبراني في الكبير.
بارك الله فيكم ... لو تفضلتم بنقل شرح من شروحاته إن صح.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:18 م]ـ
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 390 رقم (1785): " رواه ابن أبي عاصم في " السنة " برقم (323 - بتحقيقي) و الطبراني (7547) و أبو القاسم الصفار في " الأربعين في شعب الدين " كما في " المنتقى منه " (50/ 2) للضياء المقدسي و " المنتخب منه " لأبي الفتح الجويني (74/ 2) و ابن عساكر (11/ 423 / 1 و 13/ 193 / 2 و 17/ 97 / 1) من طريق عمر بن
يزيد النصري عن أبي سلام عن أبي أمامة مرفوعا.
قلت: و هذا إسناد حسن، رجاله ثقات غير عمر بن يزيد النصري، و هو مختلف فيه كما شرحته في " الأحاديث الضعيفة " (3398). و الذي يتبين لي من مجموع ما قيل فيه أنه حسن الحديث، فقد وثقه دحيم و أبو زرعة الدمشقيان. و الحديث قال الهيثمي (7/ 206): " رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما بشر بن نمير و هو
متروك، و في الآخر عمر بن يزيد و هو ضعيف ".
قلت: و في إطلاقه الضعف على عمر بن يزيد مع توثيق من ذكرنا نظر ظاهر. ثم رأيت المنذري في " الترغيب " (3/ 221) يقول: " رواه ابن أبي عاصم في " كتاب السنة " بإسناد حسن ". و الإسناد الآخر عند الطبراني (7938) عن بشر بن نمير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ: " أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة
... " فذكر الثلاثة، و زاد: " و مدمن خمر " إهـ.
وأما معناه: فقال المناوي في (التيسير شرح الجامع الصغير):" (ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفا) توبة أو نافلة (ولا عدلا) أي فريضة، يعني: لا يقبل منهم فريضة قبولا يكفر به هذه الخطيئة وإن كان يكفر بها ما شاء من الخطايا. (عاق) لأصْلَيْةِ (ومنان) بما يعطيه (ومكذب بالقدر) بالتحريك أي بأن جميع الأمور بتقدير الله تعالى وإرادته " إهـ.
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[19 - 08 - 10, 03:17 م]ـ
بارك الله فيك(130/453)
حكم قراءة الآية الواحدة في ركعتين ...
ـ[أبو معاذ المقاطي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 09:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أما بعد:
لإاحب أنأستفيد من الأخوة طلاب العلم عن هذه المسألة
مسألة / قراءة الآية الطويلة في ركعتين وفصلها عن بعضها ...
وأود تأصيلها علمياً ...
مع العلم أني قد سمعت قديماً شيخنا ابن باز ... في عام 1419 في مسجد سارة ... حينما سأل عن قسمة آية الدين على ركعتين ...
فسكت الشيخ سكوتاً طويلاً .... ثم قال لأول مرة أسمع عن هذه المسألة ... ولكن يجوز والله أعلم ولكن الأولى اتمام الآية في ركعة واحدة ..
... فمن كان حاضراً فليؤكد المعلومة ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 08 - 10, 01:54 ص]ـ
رابط قد يفيد:
سؤال قال عنه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: أول مرة يمر عليّ! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=53218)
ـ[أبو معاذ المقاطي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:25 ص]ـ
جزاك الله خير يالمسيطير على تلك الزيادة المهمة ...(130/454)
صورة من غدر الرجال!!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 12:29 ص]ـ
الغدر يعني نكث العهد، وهو من الكبائر؛ لحديث: {لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته}، والقاعدة أن كل ذنب ورد فيه وعيد بخصوصه فهو كبيرة! وكلام العلماء يدل على أن الغدر خيانة في مقام الائتمان، ولعل في ذلك دلالة على أن الفتك ضرب من الغدر، والفتك هو القتل بغرة وغفلة، أو كما قال أبوعبيد: (أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل حتى يشد عليه فيقتله وإن لم يكن أعطاه أمانا قبل ذلك)، وفي الحديث {الإيمان قيد الفتك لايفتك مؤمن} رواه أحمد وغيره بسند صحيح. والصورة التي ذكرها أبو عبيد تمثيل ولاشك وإلا فأي صورة يؤخذ فيه القتيل غرة فهي ضرب من الفتك، كما يفعل كثير ممن أعماهم الحقد والحسد بمن يريدون التخلص منه وفي التاريخ أمثلة كثيرة لهذا الفتك والغدر،أذكر منها ماوقع لشاعر زمانه ابن الرومي؛ فقد تميز شعره بحلاوة السبك وتوليد المعاني والتمكن من أبواب الشعر؛ فكان رأسا في الوصف والمدح والرثاء والهجاء ‘ وكان يخشى هجاءه بعض الوجهاء، فدعاه إلى طعام ودس له السم في قطعة من الخبز المملوء بالسكر واللوز، فلما أحس بالسم وثب، فقال له هذا الوجيه:إلى أين؟ فقال: إلى الموضع الذي بعثتني إليه! قال: فسلم على أبي قال: ماطريقي على النار!! فبقي أياما ثم مات.
ولازال أصحاب النفوس المريضة يمارسون هذا الفتك والغدر للتخلص ممن لايريحهم وجوده فيدسون له في الطعام أو الشراب مايهلكه أويمرضه ويفسد عليه حياته وكثيرا مايكون ذلك عن طريق السحر الذي يصعب إدانة صاحبه حكما وماعلموا أن الله يؤاخذ المجرمين إما قدرا بالمصائب وغيرها أوجزاء ونكالا في الآخرة، وهو الأعظم والأشد {ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار} {إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته}.
ـ[نايف محمد علي القطاع]ــــــــ[19 - 08 - 10, 12:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[19 - 08 - 10, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خير ورزقنا وإياك الإخلاص
موضوع مميز فعلا وزبدة في مجاله(130/455)
من أخطاء الأئمة في التراويح ... شاركونا
ـ[أبو معاذ المقاطي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 12:31 ص]ـ
أحبتي رواد هذا المنتدى المبارك ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بمناسبه حلول شهر الخيرات شهر رمضان الكريم .. ولان جميع المسلمين خلال هذا الشهر يؤدون صلاه التراويح ... اريد ان اقدم لكم هذا الموضوع الذي نجمع فيه عدد من اخطاء المسلمين في صلاه التراويح ... اتمنى ان تستفيدوا منه ...
ولا نقصد تتبع الأخطاء ... بل نقصد الفائدة والعلم والتعلم ...
فمن كان يعرف الخطأ فليكتبه مؤصلا ومقيدا بالدليل؟ ..
انتظر التفاعل(130/456)
حول مسألة الرضاء قصد التبني
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[18 - 08 - 10, 12:50 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
موضوع: حول الرضاع
هل إذا كان لأحد النسوة حليب في صدرها و أرادت أن تتبني رضيعا هل هذا اللبن يحرم أم لا؟
و هل اللبن الذي يكون عقب الولادة هو المحرم؟
و ما الدليل بارك الله فيكم.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:13 م]ـ
الحليب الذي يحرّم في الرضاع هو حليب صدر المرأة في أيّ وقت كان، بدون تقييد بما يكون عقب الولادة، فالأحاديث مطلقة، ولا يجوز تقييدها إلا بدليل صحيح صريح، وهذا ما لم يوجد.
فيبقى الحكم على إطلاقه وعمومه، فالعبرة بوجود الحليب في صدر المرضعة سواءً أنجبت طفلها قبل عامين أم قبل يومين فحليبها إذا رضع منه صبي قبل الفطام خمس رضعات مشبعات أصبحت أمًّا له من الرضاع، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 05:02 م]ـ
ثم أسألك: ما المراد بـ (التبنّي)؟!!
إن أردت أن تصبح أمًّا له من الرضاع فهذا صحيح، لا بأس فيه.
وإن أردت بالتبنّي أن ينسب إليها وإلى زوجها ــ أبوه من الرضاعة ــ، فيتسمّى باسمهم، ويتوارثون، كما هو الشأن عند الغرب الكافر؟!! فهذا محرّم في شرعنا وديننا.
وإنما فائدة الرضاع في شرعنا هو التحريم فقط.
وأما التسمي بأسماء المتبنّين، وموارثتهم، فهذا محرّم في ديننا.
قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5)} من سورة الأحزاب.(130/457)
حديث: اذكر الله عز وجل عند حجر و شجر
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[18 - 08 - 10, 01:50 ص]ـ
أخرج أحمد في "الزهد" (ص 26)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 159/331) من طرق عن شريك بن عبدالله عن عطاء بن يسار:
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذاً إلى اليمن، فقال: يا رسول الله! أوصني، قال:
(عليك بتقوى الله ما استطعت، واذكر الله عز وجل عند
كل حجر وشجر
إذا عملت سيئةً فأحدثْ عندها توبةً؛ السرُّ بالسرِّ، والعلانيةُ بالعلانيةِ).
حسنه الألباني رحمه الله بمجموع طرقه في السلسلة الصحيحة برقم 3320
عندي سؤال:
ما الحكمة من ذكر الله عز وجل عند كل حجر و شجر؟
هل هي من باب (و نكتب ما قدموا و آثارهم)
و كما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (يا بني سلمه دياركم تكتب آثاركم)
و جزاكم الله خيرا
ـ[السوادي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 02:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(130/458)
ما هو الفرق بين هذا ليس من هدي السلف و هذا ليس من عمل السلف
ـ[أبو صلاح الدرويش]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:12 ص]ـ
ما هو الفرق بين هذا ليس من هدي السلف و هذا ليس من عمل السلف
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:08 م]ـ
الظاهر أن التعبيرين مترادفان.
وقد يقال: أن (الهدي) آكد من (العمل)، لأن الهدي يفهم منه المداومة بخلاف العمل.
والله أعلم.(130/459)
من اول من ابتدع بدعه الامساك قبل اذان الفجر الثانى؟؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:13 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/ 199):
من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان، وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب على من يريد الصيام زعما ممن أحدثه أنه للاحتياط في العبادة اهـ
فمن اول من ابتدعها؟؟(130/460)
ما حكم تحليل الشخصية من خلال اللون المفضل او ماشابه ذلك؟
ـ[أبو عبيدة الزعبي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 05:17 ص]ـ
ما حكم تحليل الشخصية من خلال اللون المفضل او ماشابه ذلك؟
أكرمكم الله ..
ـ[أم سلمة]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:10 م]ـ
السؤال: أحسن الله إليكم، كثر الحديث في المجالس وفي المنتديات بين مؤيد وبين رافض وأقيمت بعض الدورات التدريبية لتعلم علم الخط – تحليل الشخصية - المسمى بالجرافولوجي هل هو من الدجل والشعوذة أو ليس كذالك؟ وهل يجوز تعلمه؟ وأيضاً أحسن الله إليكم هل البرمجة اللغوية العصبية فيها دجل وشعوذة؟ وهل تنصحون بتعلمها؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
إن أحوج ما يكون إليه المسلمون في كل زمان: تعلم العقيدة الصحيحة، التي ينجيهم اعتقادها من سخط الله وعذابه، ويميزون من خلالها بين المبتدع والسنِّي، والصادق والكاذب، ومع حفظهم لدينهم فإنهم يحفظون أموالهم من أن يسلبها منهم أهل الفساد من أهل الكهانة، والعرافة، والشعوذة.
ولا يزال هؤلاء يتفنون في إفساد عقائد الناس، وسلب أموالهم، بطوق ملتوية، ويتبرؤون فيها من كونهم على صفة الكهانة، أو الشعوذة، والعرافة.
وانظر فيما نحن بصدده، فهذا " العرَّاف " و " الكاهن " يستطيع إخبارك بقائمة طويلة من صفاتك الخلْقية، والخلُقية، وشعورك، والأمراض الجسمية، والنفسية، وغير ذلك بأشياء منها: توقيعك!، أو كلمات تخطها بيدك! أو رسماتك على الورق!، ويسمون كهانتهم هذه: " الجرافولوجي ".
فأي شيء جعله الله تعالى في تلك الحروف والكتابات والرسوم حتى يستدل ذلك الكاهن من خلالها على أمور غائبة عنه، وهي غيبية في واقع الحال؟! ثم يزعمون أنه لا يعلم الغيب إلا الله!
وهكذا يستمر مسلسل الكذب، والكهانة، بأسماء مختلفة، وتسمى " علوماً " و " فنوناً "، وتُعقد لها الدورات القصيرة، بأثمان باهظة.
وكل ما جاء في " الكهانة " و " العرافة " و " التنجيم " فهو ينطبق على أولئك الذي يزعمون تلك المعارف بكتابات الشخص، أو توقيعه، أو رسوماته.
ثانياً:
قالت الدكتورة فوز كردي - حفظها الله - وهي من أوائل من تنبه لطاغوت البرمجة العصبية وأخواتها، ولها ردود منتشرة عليهم، بل حازت على رسالتي الماجستير والدكتوراة في العقيدة وضمنتهما الرد على تلك البرامج والادعاءات والعلاجات -:
من أنواع الوافدات الفكرية الباطنية أنواع من ما يسمى كذباً " تحليل الشخصية "، ففي استخدام مصطلح " تحليل الشخصية " تلبيس، يلبس به المبطلون على الناس إذ يظن طلاب هذه التحليلات أنها أداة علمية صحيحة، لذا أود التنويه بأن ما ينشر تحت هذا المصطلح، ويتداول بين الناس أنواع: منه ما هو شرك، ومنه ما هو علم، ومنه ما هو جهل:
أولاً: تحليل الشخصية الباطل:
وهو التحليل المدَّعى بحسب خصائص سرية، كشخصيتك من خلال لونك المفضل، أو حيوانك المفضل، أو حروف اسمك، وهذه في حقيقتها: كهانة، وعرافة، بثوب جديد لا تختلف عن القول بأن من ولد في نجم كذا فهو كذا، وحظه كذا.
فهذه النماذج للتحليل تقوم على روابط فلسفية، وأسرار مدعاة، مأخوذة من الكتب الدينية للوثنيات الشرقية، وتنبؤات الكهان، ودعاواهم كخصائص الحروف، ومن ثم يكون مَن يبدأ اسمه بحرف كذا: شخصيته كذا، أو من يحب اللون كذا: فهو كذا، ومن يحب الحيوان كذا: فهو ميال إلى كذا، وغير ذلك مما قد يظن من يسمعه لأول وهلة بوجود أسس منطقية ينبني عليها مثل هذه الأنواع من التحليل، وحقيقة الأمر عقائد فلسفية يؤمن معتقدوها بما وراء هذه الأشياء (الألوان، الحيوانات، الحروف، النجوم .... ) من رموز! وأقلها ضرراً ما تبنى على مجرد القول بالظن الذي نهينا عنه لأنه يصرف عن الحق الذي تدل عليه العقول السليمة والمتوافق مع هدى النقل الصحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/461)
وكذا " تحليل الشخصية " من خلال الخط، أو التوقيع، يلحق بهذا النوع الباطل من وجه الكهانة والعرافة إذا تضمن ادعاء معرفة أمور تتعلق بأحداث الماضي، أو المستقبل، أو مكنونات الصدر دون قرينة صحيحة صريحة، إذ لا اعتبار للخصائص السرية المدعاة للانحناءات، أو الاستقامة، أو الميل، أو التشابك للحروف، والخطوط، ولا تعتبر بحال قرائن صحيحة في ميزان العقل السليم، فهذه النماذج ما هي إلا كهانة، وإن اتخذت من " تحليل الشخصية " ستاراً لها، قال الدكتور إبراهيم الحمد - معلقًا على الاعتقاد بتأثير تاريخ الميلاد، أو الاسم، أو الحرف -: " كل ذلك شرك في الربوبية؛ لأنه ادعاء لعلم الغيب ".
ثانياً: " تحليل الشخصية " أو بعض سماتها العلمي الصحيح:
وهو الذي يقوم به المختصون النفسانيون، ويعتمد على المقاييس العلمية، وطرق الاختبار الاستقرائية الرامية للكشف عن سمات أو ميول إيجابية في الشخصية خلال مقابلة الشخص، أو ملاحظة بعض فعاله، أو تصريحاته، أو سلوكه ومشاعره في المواقف المختلفة، بحيث تشكل نتائج هذه الملاحظة دلالات تدل على خفايا شخصية الإنسان يمكن إخباره بها، ودلالته على طريق تعديلها، وتنميتها.
فهذه النماذج تختلف عن ذلك الهراء، والظن المحض، أو الرجم، والكذب، وتعتمد على معطيات حقيقية، وأسس سلوكية، يستشف من خلالها بعض الأمور، وتتضمن الدلالة على طريقة تعديل السيء منها، وتعزيز الجيد، ومن ثم تغيير الشخصية للأفضل، أو تزكية النفس، ولا تقف عند حد وصف الشخصية بوصف.
ثالثاً: نماذج التحليل التي هي من قبيل الجهل والتعميم غير الصحيح:
مثل شخصيتك من طريقة نومك، أو من طريقة مشيتك، أو طريقة استخدامك للمعجون! أو ... أو ....
ومثلها شخصيتك من طريقة من حركات عينك، ونظراتك، إذا كانت للأعلى: فأنت كذا، وإذا كانت ....
فهذه النماذج اعتمادها جهل محض، وإذا تبعها حديث عن الماضي، والحاضر، ومكنونات النفس: دخلت في الكهانة، والرجم بالغيب ....
وخلاصة الأمر:
أن في العلم الصحيح ما يغنينا عن الباطل، والجهل ففي الثابت المنقول ما يدلنا على سمات مهمة نكتشف بها أنفسنا، ومن نتعامل معهم، كقوله صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث ..... )، وفي الثابت المعقول كثير من الدلالات الصحيحة مثل القول بأن خوف الشخص من دخول مكان واسع مزدحم يدل على خجل، وبوادر انطواء في شخصيته، ويحتاج صاحبه لتذكير بمعاني، وتدريب على سلوكيات ليتخطى هذا الحاجز، ويزكي شخصيته.
انتهى
مقال بعنوان " أنواع تحليل الشخصية [شرك، علم، جهل] " من موقعها:
http://www.alfowz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=143&Itemid=2
والله أعلم
الشيخ محمد المنجد
الإسلام سؤال وجواب(130/462)
أحاديث فضل ذكر الله تعالى
ـ[أسامة صافي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 07:49 ص]ـ
http://img200.imageshack.us/img200/5260/95123949.gif
http://img213.imageshack.us/img213/5379/26040133.gif
فضل الذكر والأمر به
قال الله تعالى: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF فاذكروني أذكركم http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF وقال تعالى: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF ولذكر الله أكبر http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF وقال تعالى: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIFhttp://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF وسبحوه بكرة وأصيلا http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
وقال تعالى: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
وقال تعالى: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
وقال تعالى: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
وقال تعالى: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
وقال تعالى: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
وقال تعالى: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
وقال تعالى: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B2.GIF واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-B1.GIF
1 - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF . متفق عليه.
البخاري الدعوات (6044)، مسلم صلاة المسافرين وقصرها (779).
ولفظ مسلم: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF . البخاري (6407)، ومسلم (779).
2 - وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF . رواه مسلم (2700).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/463)
مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2700)، الترمذي القراءات (2945)، أبو داود الصلاة (1455)، ابن ماجه المقدمة (225)، أحمد (2/ 252)، الدارمي المقدمة (344).
3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال: سيروا هذا جمدان، سبق المفردون. قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF . رواه مسلم (2676).
البخاري أحاديث الأنبياء (3184)، أحمد (1/ 253، 1/ 348، 1/ 360).
4 - وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF إن لله ملائكة، يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم عز وجل وهو أعلم منهم: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول عز وجل: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك، قال: فيقول: كيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدا، وأكثر لك تسبيحا، قال: فيقول: فما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلبا، وأعظم فيهارغبة، قال: فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: كانوا أشد منها فرارا، وأشد لها مخافة، قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال: فيقول الله تعالى: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF . رواه البخاري (6458)، ومسلم (2686).
البخاري الدعوات (6045)، مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2689)، الترمذي الدعوات (3600)، أحمد (2/ 252).
5 - وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF أن رجلا قال: يا رسول الله! إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF . رواه الترمذي (3375)، وابن ماجه (3793).
أتشبث به: أي أستمسك به.
الترمذي الدعوات (3375)، ابن ماجه الأدب (3793).
6 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله. قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: " ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا. فقال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF . رواه مسلم (2701).
قوله: " تهمة لكم " أي: شكا في صدقكم.
مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2701)، الترمذي الدعوات (3379)، النسائي آداب القضاة (5426)، أحمد (4/ 92).
7 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF . رواه البخاري (7455)، ومسلم (2675).
البخاري التوحيد (6970)، مسلم التوبة (2675)، الترمذي الدعوات (3603)، ابن ماجه الأدب (3822)، أحمد (2/ 251).
8 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H1.GIF ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى http://hadith.al-islam.com/App_Themes/Blue.ar/Images/Tree/MEDIA-H2.GIF . رواه الترمذي (3377)، وابن ماجه (3790).
الورق: الفضة.
الترمذي الدعوات (3377)، ابن ماجه الأدب (3790)، أحمد (5/ 195)، مالك النداء للصلاة (490).
منقول عن موقع الإسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/464)
ـ[السوادي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 02:12 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[19 - 08 - 10, 02:33 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خير
سبحان الله يجازيهم إذا ذكروه وهو الغني عنهم وهم المستفيدون
فما أحلمك وأكرمك يا الله
ـ[أسامة صافي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 08:21 ص]ـ
اخوتي السوادي وسعد الحقباني اسعدني مروركما(130/465)
اهتبال الفرصة
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[18 - 08 - 10, 02:41 م]ـ
شائع محمد الغبيشي ( http://www.ahlalhdeeth.com/Authors/View/Sharia/1808/)
لو أنَّ رجلاً أرهقتْه الديون، وكَثُرَ عليه الغُرماء، وهو لا يملك من حُطام الدنيا شيئًا، فتوالتْ عليه الهمومُ، وأصابَه من الغَمِّ ما نغَّص عليه عيشَه، فتوارَى عن أعْين الغُرماء، واختبأ في بيته، وإذا بالزوجة والأولاد يطالبونه بالنفقة والطعام والشراب، فخرجَ من بيته هاربًا لا يدري إلى أين يتَّجِه وبمَن يلوذ، فلقِيَه رجلٌ، فقال له: إلى أين؟ مالي أراك مهمومًا؟ فبثَّ إليه شكواه، فقال له: لا عليك، اذهبْ إلى التاجر الفلاني؛ فإنه يعطي عطاءَ مَن لا يخْشى الفقرَ، سيسدِّد ديونَك كلَّها، ويُعطيك من المال ما يسدُّ حاجتك وزيادة، وهو مع ذلك يفرحُ بمن يقدمُ عليه، بل يبادره بالعَطيَّة، هل تتوقعون - عباد الله - أنه يتأخَّر أو يتردَّد في الذهاب إلى ذلك التاجر، كلاَّ، كلاَّ.
ولله المثَلُ الأعلى: نحن أشبه ما نكون حالاً بذلك الرجل، أحاطتْ بنا الذنوب إحاطةَ السوار بالمعْصم؛ ذنوبٌ جَنَتْها العينُ، وذنوب جنَتْها الأُذن، وذنوب جناها اللسان، وذنوب مشتْ إليها الرِّجْل، وذنوب، وذنوب، وذنوب، أوْقَعَتْنا في الهموم والغموم والضيق، إن توارينا عن الناس واعتزلناهم وفررْنا إلى البيوت خوفًا من تلك الذنوب، لاحَقَتْنا حتى في غرفة النوم، فإلى أين المفرُّ؟ وأين المخرَج؟ لا ملاذَ لنا ولا مفرَّ إلا إلى الله؛ ? فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ? [الذاريات: 50].
الله الذي هو أرحمُ بالواحد منَّا مِن أُمِّه وأبيه، بل أرحم به من نفسه، يفرح بإقبال عبده إليه، مَن فرَّ إليه، فرَّتْ إليه الخيرات، مَن تقرَّب إليه، توالتْ عليه المسرَّات؛ عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مَن تقرَّب إلى الله - عز وجل - شبرًا، تقرَّب إليه ذراعًا، ومَن تقرَّب إلى الله ذراعًا، تقرَّب إليه باعًا، ومَن أقبلَ على الله - عزَّ وجلَّ - ماشيًا، أقبلَ الله إليه مُهَرولاً، والله أعلى وأجلُّ، والله أعلى وأجلُّ، والله أعلى وأجلُّ))؛ رواه الإمام أحمد بسندٍ صحيح.
وفي سُنن الترمذي بسند صحيح، يقول الله - عز وجل -: ((وإنْ اقتربَ إليّ شبرًا، اقتربتُ منه ذراعًا، وإنْ اقترب منِّي ذراعًا، اقتربتُ إليه باعًا، وإنْ أتاني يمشي، أتيتُه هَرْولة)).
ومِن رحمة ربِّنا بنا أنه يبادرُ إلينا بالخيرات، ويعطينا الفرصة تلو الفرصة لا لشيءٍ إلا لأنه رحيمٌ بعباده، يريد بهم اليُسْرَ والسعادة والهناء، ينظر إلينا - سبحانه - من فوق سبع سموات وهو مستوٍ على عرْشه، فيرانا غَرْقَى في الذنوب، فيسبغ علينا رحمتَه، ويَعْرِض علينا توبتَه؛ ? وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ? [النساء: 27 - 28].
ومِن رحمته بنا - سبحانه - أنْ جعلَ لنا مواسمَ يفيض علينا فيها مِن وابل المغفرة ما لا يتخيَّله عقلُ مسلمٍ، فمِن فضل الله ومَنِّه على عباده أنْ جعلَ لهم في أيام الدهر نفحات يتعرَّضون لها، ويتاجرون فيها مع الله، ويفيض عليهم ربُّهم من فضْله، وعظيم جُوده وكرمه، وبِرِّه وإحسانه، فيحصل لهم من الأجْر الجزيل والخير العميم ما لا يحصيه إلا هو - سبحانه - فطُوبَى ثم طوبَى لمَن تعرَّض لهذه النفحات وتلك الهبات، واهْتبل تلك الفرصة؛ فعن محمد بن مسلمة مرفوعًا: ((إنَّ لربِّكم في أيام الدهْر نفحاتٍ، فتعرَّضوا لها، فلعلَّ أحدَكم أن تصيبَه نفحة، فلا يشقَى بعدَها أبدًا))؛ رواه الطبراني؛ صحيح الجامع.
ومن أعظم تلك الفرَص أن يبلغَ العبدُ شهر رمضان؛ قال - تعالى ? -: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ? [البقرة: 185].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/466)
قال السعدي: أي: الصوم المفروض عليكم، هو شهر رمضان، الشهر العظيم، الذي قد حصلَ لكم فيه مِن الله الفضل العظيم، وهو القرآن الكريم، المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينيَّة والدنيويَّة، وتبيين الحقِّ بأوضح بيانٍ، والفرقان بين الحقِّ والباطل، والهُدَى والضلال، وأهْل السعادة وأهل الشقاوة، فحقيقٌ بشهرٍ هذا فضلُه، وهذا إحسانُ الله عليكم فيه أن يكونَ موسمًا للعباد.
إنها الفرصة الذهبيَّة؛ فلا تضيِّعها، فشمِّر عن ساعد الجِدِّ، وابْذلْ كلَّ ما تستطيع من جُهْد؛ لتفوز بالأجور الوفيرة والحسنات الغزيرة، والله لا يضيع أجْرَ مَن أحسنَ عملاً، بادِرْ ما دامَ في العمر بَقيَّة، بادِرْ ما دُمْتَ في زمن الإمكان واهتبل الفُرصة.
فَبَادِرْ إِذَا مَا دَامَ فِي الْعُمْرِ فُسْحَةٌ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَعَدْلُكَ مَقْبُولٌ وَصَرْفُكَ قَيِّمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَجِدَّ وَسَارِعْ وَاغْتَنِمْ زَمَنَ الصِّبَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَفَي زَمَنِ الإِمْكَانِ تَسْعَى وَتَغْنَمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَسِرْ مُسْرِعًا فَالسَّيْرُ خَلْفَكَ مُسْرِعٌ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَهَيْهَاتَ مَا مِنْهُ مَفَرٌّ وَمَهْزَمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَهُنَّ الْمَنَايَا أَيَّ وَادٍ نَزَلْتَهُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
عَلَيْهَا الْقُدُومُ أَمْ عَلَيْكَ سَتَقْدمُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
أخي المبارك، تدارَكِ الفرصة قبل أن تندمَ على فواتها، وإيَّاك ثم إيَّاك من التسويف؛ قال الماوردي - رحمه الله -: "فينبغي لمن قدرَ على ابتداء المعروف أن يعجِّلَه؛ حذرًا مِن فواته، ويبادر به خيفة عجزه، ويعتقد أنه من فُرصِ زمانه وغنائم إمكانه، ولا يمهله ثقةً بالقدرة عليه؛ فكَم مِن واثقٍ بقدرة فاتتْ فأعقبتْ ندمًا، ومُعَوِّل على مُكْنة زالتْ فأورثتْ خَجلاً، ولو فَطنَ لنوائب دهْره وتحفَّظَ من عواقب فكره، لكانتْ مغارمه مدحورة، ومغانمه مَحْبورة، وقيل: مَن أضاعَ الفرصة عن وقتها، فليكنْ على ثقة من فوتها [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1).
وقال ابنُ القَيِّم - رحمه الله -: والله - سبحانه - يعاقب من فتحَ له بابًا من الخير، فلم ينتهزْه بأن يحولَ بين قلبه وإرادته، فلا يمكنه بعدُ من إرادته عقوبةً له [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2).
إِذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَعُقْبَى كُلّ خَافِقَةٍ سُكُونُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وَلاَ تَغْفلْ عَنِ الإِحْسَانِ فِيهَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فَلاَ تَدْرِي السُّكُونُ مَتَى يَكُونُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تُرى مَن يهْتَبِل هذه الفرصة؟
تأمَّل أخي كيف حفَّز النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه لاهْتبال هذه الفرصة العظيمة؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبشِّر أصحابه: ((قد جاءَكم شهرُ رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامَه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغْلق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرها، فقدْ حُرِمَ))؛ رواه الإمام أحمد، وقال شعيب الأرناؤوط: صحيح.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دخلَ شهر رمضان، فُتحت أبواب السماء، وغلِّقتْ أبواب جهنم، وسُلسلتِ الشياطين))؛ رواه البخاري.
إنها فرصة في طيَّاتها فرصٌ، تعالَ معي - أخي المبارك - نستعرض بعضَ تلك الفرَص:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/467)
1 - عطاء ربَّاني لا حدود له؛ عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كلُّ عمل ابن آدمَ له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضِعف، قال الله: "إلاَّ الصيام، فهو لي وأنا أجزي به، يدع الطعام من أجْلي، ويدع الشراب مِن أجْلي، ويدع لذَّته من أجْلي ويدع زوجته من أجْلي، ولخلوفُ فم الصائم أطْيبُ عند الله من رِيح المسك، وللصائم فرحتان؛ فرحة حين يُفْطر، وفرحة عند لقاء ربِّه))؛ رواه الإمام أحمد، وابن خُزيمة، وصحَّحه الألباني.
قال القرطبي: معناه أنَّ الأعمال قد كشفتْ مقادير ثوابها للناس، وأنها تُضَاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله، إلاَّ الصيام؛ فإنَّ الله يثيبُ عليه بغير تقدير.
قال ابن حجر: ويؤيِّده أيضًا العُرْف المستفاد من قوله: "أنا أجزي به؛ لأنَّ الكريمَ إذا قال: أنا أتولَّى الإعطاء بنفسي، كان في ذلك إشارة إلى تعظيم ذلك العطاء وتفخيمه" [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3).
2- الفرح في الدنيا والآخرة؛ عن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ عمل ابن آدمَ يُضَاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضِعف؛ قال الله - عز وجل -: إلاَّ الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجْلي، للصائم فرحتان؛ فرحة عند فِطْره، وفرحة عند لقاء ربِّه، ولخلوف فيه أطيبُ عند الله من ريح المسك))؛ رواه مسلم.
قال الإمام النووي: قال العلماء: أمَّا فرحتُه عند لقاء ربِّه، فبما يراه من جزائه، وتذكُّر نعمة الله - تعالى - عليه بتوفيقه لذلك، وأمَّا عند فِطْره، فسببُها تمامُ عبادته وسلامتها من المفسدات، وما يرجوه من ثوابها [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4).
3- اللِّحاق بركْب الصِّدِّيقين والشهداء؛ عن عمرو بن مُرَّة الجُهَني، قال: جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ من قُضَاعة، فقال له: يا رسول الله، أرأيتَ إنْ شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنَّك رسول الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وصمْتُ الشهر، وقمْتُ رمضان، وآتيتُ الزكاة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن ماتَ على هذا، كان من الصِّدِّيقين والشهداء))؛ رواه ابن خُزيمة، وابن حِبَّان، وصحَّحه الألباني.
4 - العِتْق من النار؛ عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ لله - عز وجل - عند كلِّ فِطْرٍ عُتقاء، وذلك في كل ليلة))؛ رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
5 - إجابة الدعاء:
تأمَّل أخي قولَ الله - تعالى - وهو يتحدَّث عن شهر رمضان وأحْكام الصيام: ? وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ? [البقرة: 186].
قال الإمام السَّعدي: فمَن دعا ربَّه بقلْبٍ حاضر، ودعاء مشروع، ولم يمنعْ مانعٌ من إجابة الدعاء، كأكْل الحرام ونحوه، فإنَّ الله قد وعدَه بالإجابة، وخصوصًا إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء، وهي الاستجابة لله - تعالى - بالانقياد لأوامره ونواهيه؛ القوليَّة والفِعْليَّة، والإيمان به الموجِب للاستجابة؛ فلهذا قال:? فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ?؛ أي: يحصلُ لهم الرشد الذي هو الهداية للإيمان والأعمال الصالحة، ويزول عنهم الغَي المنافي للإيمان والأعمال الصالحة [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5).
وعن أبي هريرة أو أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ لله عُتقاء في كلِّ يوم وليلة، لكلِّ عبدٍ منهم دعوة مستجابة))؛ رواه الإمام أحمد، وصحَّحه الألباني.
6 - مَغْفرة الذنوب؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أتاني جبريل، فقال: يا محمد، مَن أدركَ رمضان فماتَ فلم يُغفرْ له، فأُدخل النارَ فأبعده الله، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين ... ))؛ رواه الحاكم، وصحَّحه الألباني.
يقول الإمام ابن القَيِّم: والله - عزَّ وجل - إذا أرادَ بعبده خيرًا، فَتَحَ له أبوابَ التوبة والندم، والانكسار والذل، والافتِقار والاستعانة به وصِدْق اللجوء إليه، ودوام التضرُّع والدعاء والتقرُّب إليه بما أمكنَ من الحسنات.
فدونك - أخي المبارَك - هذه الفُرَص والغنائم، دونك هذه التجارة الرابحة مع ربٍّ كريمٍ جَوَاد، وتأمَّل قولَه - تبارك وتعالى وتقدَّس - والغَني عن كلِّ خلقٍ: "يدع الطعام من أجْلي، ويدَع الشراب من أجْلي، ويدع لذَّته من أجْلي، ويدع زوجته من أجْلي"، تأمَّل وبادِرْ بالمرابحة واهتبلِ الفُرَص قبل فوَاتها.
اللهمَّ كما بلَّغْتنا شهرَ رمضان، فأتمَّه لنا بالبرِّ والإحسان، ووفِّقْنا فيه للصيام والقيام، وتلاوة القرآن، واعْتقْ رقابنا ورقاب آبائنا وأُمَّهاتنا، وزوجاتنا وذُريتنا، وإخواننا وأخواتنا وأقاربنا من النيران.
اللهمَّ خُذْ بِنَواصينا إلى البِرِّ والتقوى، وارْزقنا الفرحَ في الآخرة والأُولى، وارْزقنا خشيتَك في الشهادة والنجوى.
اللهمَّ ارْزقنا حُبَّك وحُبَّ مَن يُحبك، وحُبَّ عملٍ يقرِّبنا إلى حُبِّك.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1) " فيْض القدير" (4/ 282).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2) " زاد المعاد" (3/ 501).
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref3) " فتح الباري"، (4/ 108).
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref4) " شرح صحيح مسلم"، (4/ 154).
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref5) " تيسير الكريم الرحمن"، ص (87).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/468)
ـ[ياسين اسلام]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:13 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك أخي الكريم و نفع بك ووفقك لكل خير
ـ[السوادي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 02:38 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[19 - 08 - 10, 01:11 م]ـ
بارك الله بك(130/469)
ما الذكر بعد صلاة الفجر؟
ـ[محمد بن هاني]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
والحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ " قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ "
رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6346)
ما هو الذكر هنا؟ هل هو الحمد والتسبيح والتكبير والتهليل والدعاء؟ أم هو قراءة القرآن؟
وإذا كان هو الأول، فهل قراءة القرآن تجزيء؟
وجزاكم الله خيرا
اللهم اغفر لي خطئي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم والمؤخر وأنت على كل شيء قدير
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:09 م]ـ
التسبيح والتحميد والتهليل وقراءة القرآن؛ كل ذلك من ذكر الله تعالى.
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[19 - 08 - 10, 12:54 ص]ـ
نعم وأذكار الصباح كذلك أظنها تدخل أليس كذلك؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 01:43 ص]ـ
الذي في الحديث: {ثم قعد يذكر الله}، فكل ما يسمى ذكر الله فهو داخل في الحديث.
أما أذكار الصباح فلا شك في دخولها؛ لأنها ذكر.
وأما القرآن فهو الذكر الحكيم؛ {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} و {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ}.
ولا يستثنى من الذكر شيء إلا أن يدل دليل على المنع منه، ولذلك منعنا من الصلاة مع أنها من الذكر لوجود دليل خاص بها:
- أما كونها من ذكر الله تعالى فلقوله سبحانه {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} وقوله عن المنافقين {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}
- وأما استثناؤها فللأحاديث الواردة في ذلك ومنها حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ. رواه البخاري (584) ومسلم (1957).
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والهدى.
ـ[محمد بن هاني]ــــــــ[19 - 08 - 10, 06:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله.
ـ[ياسين اسلام]ــــــــ[19 - 08 - 10, 01:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ " قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ "
--هل بالضرورة القعود في المسجد الذي صليت فيه الصبح؟ ماذا عن القعود في البيت إن تعذر الأمر لأن معظم المساجد تغلق 15 دقيقة بعد الصلاة؟
وأما استثناؤها فللأحاديث الواردة في ذلك ومنها حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ. رواه البخاري (584) ومسلم (1957)
-- هل يدخل في هذا النهي صلاة تحية المسجد و سجود التلاوة؟(130/470)
معرفة آراؤكم حول حكم السماح بالرسائل الخاصة بين الجنسين في منتديات الإنترنيت
ـ[أعراب ياسين]ــــــــ[18 - 08 - 10, 04:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ضبط:
- كلامنا عن منتديات الإنترنيت الحوارية، كهذا المنتدى.
- الرسائل الخاصة: هي ما لا يطّلع عليها إلا المرسل و المرسل إليه، و لا تطلع إدارة المنتدى عليها.
- شبه الرسائل الخاصة: هي ما يطّلع عليه إلا المرسل و المرسل إليه، و إدارة المنتدى.
و أسئلتي:
-- السؤال الأول: من كانت عنده أي فائدة سواء فتوى أو تجارب أو اقتراحات فأرجو أن يفيدنا بها؟
-- السؤال الثاني: هل يجوز للإدارة أن تطّلع على محتوى ما تسميه الرسائل الخاصة من غير أن تُعلم أعضاءها بذلك؟
-- السؤال الثالث: و أود معرفة رأيكم في هذا التأصيل:
حاجة النصح بين الأعضاء و العضوات في منتديات الإنترنيت المحترمة تستدعي أن لا تُغَلَقَ خاصية المراسلة بين الجنسين لأن التناصح بين الأعضاء لا ينتهي طالما المواضيع التي يشتركون فيها لا تنتهي:
فيحتاج العضو لنصيحة عضوة عبر الخاص و العكس، لكي لا يستبب لها في الإحراج أمام الملىء,
. و طالما لا يوجد خلوة حقيقية،
و لكن بشرط:
. أن لا يشتهر استخدام هاته الخاصية في ذلك المنتدى في الحرام،
. و بشرط إضافة كود: التذكير الآلي المتكرر و المستمر بفتاوى أهل العلم من التخذير من التوسع في الحديث مع المراة من غير حاجة و سرد آيات قرآنية و أحاديث نبوية على ذلك هذا التذكير يكون قبل كل تمكن من استخدام خاصية المراسلة:.
. و مع اشتراط الموافقة على تلك الفتاوى عند كل رغبة في استخدام خاصية المراسلية للتمكين منها.
. و مع غلبة الظن أنّه يبعد الوقوع في الحرام بعد الإطلاع على كل تلك الفتاوى قبل كل إرسال
و هناك قاعدة فقهية: ما حرُم تحريم وسيلة أبيح للحاجة إذا توفرت بعض الشروط و الضوابط:
أ- و النصح بين الأعضاء و إن كانوا من جنسين مختلفين مما تدعو إليه الحاجة دائما و من التكلف استخدام الوساطة في النصح دائما هذا التكلف الذي قد يُضعف من النصيحة.
ب- و شروط و ضوابط هاته القاعدة ترجع في مجملها إلى مراعاة: العرف العام السائد في المنتدى من حيث نسبة أمن الفتنة و في حالة المنتديات المحترمة ظاهر أغلب الأعضاء فيها إن لم يكن كلهم:
(1) أنّهم طيبين،
(2) و رجاعين للحق إن تبين لهم الخطأ بدليله،
(3) و الظاهر أنّه لا يوجد من يسعى لنشر الفساد فيها.
ج- ثم و بعد ذلك (الكود المتقرح و الذي فيه اشتراط قبل كل إرسال أنّ يطلع و يوافق؛ من يود الإرسال، على الفتاوى و النصوص الشرعية) فغالب الظن أنّه لن تكون هناك أخطاء و إن وُجدت فالظن أنّه ستكون نادرة و قليلة و العبرة بالأغلب في ظل المصلحة من ترك خاصية المراسلة بين الجنسين و ذلك خير من إلغائها و بالتالي تفويت مصالحها كتصعيب النصيحة.
-- السؤال الرابع: أيهم أفضل:
- تطبيق ما ورد في السؤال الثالث و جعل الإطلاع على الرسائل الخاصة من طرف الإدارة عند الشكاوى أو عند ظهور قرائن واضحة لإستغلال خاصية الرسائل الخاصة في الحرام و لا يكون هذا إلا الإطلاع من الإدارة بعد إعلام المتراسلين، (أو)
- إلغاء الرسائل الخاصة تماما، (أو)
- إلغاء الرسائل الخاصة و تعويضها برسائل شبه خاصة بين أهل الجنس الواحد و مع المراقبة الدائمة من طرف الإدارة ولو في غير حالة الضرورة مع الإعلام بذلك.
و شكرا مسبقا.
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[19 - 08 - 10, 12:44 ص]ـ
السلام عليكم
أما الرسائل الخاصة بين الجنسين فلا أنصحك بها أبدا أبدا
هل ترضى أن يناصح أحدهم أهلك على الخاص؟
لا أقصد الإثارة ولكن هذا باب إذا فتحته أتاك منه من الفتن ما الله به عليم فلا تفتح الباب على نفسك يا أخي الحبيب(130/471)
ما حكم المعانقة بدخول شهر رمضان؟
ـ[عبد العزيز ناصر السلفي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 07:12 م]ـ
المعروف أن التهنئة بدخول رمضان لا بأس بها كما ذكر ذلك أهل العلم ولكن ما حكم المعانقة والتقبيل على الخدود بدخول شهر رمضان؟؟؟؟؟
ولكم جزيل الشكر
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[18 - 08 - 10, 09:31 م]ـ
ما وجه الإعتراض؟ فالمعانقة والتقبيل في المناسبات هو من عرف الناس في التهنئة!!(130/472)
إحساس الطفل وعقله في بطن أمه .. حقيقة أم فلسفة وهمية ..
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[18 - 08 - 10, 08:34 م]ـ
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
فقد دار بيني وبين أحد الإخوان كلاماً عن قوله تعالى {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئاً ... }
فقال - وهو طبيب-: الجنين وهو في بطن أمه في الأسبوع الأربع والعشرين تكون خلايا المخ نشيطة حتى يبلغ بالطفل أنه يسمع من حول أمه وكلام أمه ويحس ببعض الأحاسيس وقد
وكلامه هذا مبنيٌ على دراسة عالمية .. وقد اطلعت عليها .. وقد تكلمت هذه الدراسة على مراحل الجنين كلها كل أسبوع من أسابيع الجنين في بطن أمه له دراسة ونتيجة معينة ومن ضمنها هذا الذي ذكرت لك ..
وقد سميت -والله تعالى أعلم بهذا-عندهم أنها ((علم)) فأشكل عليه هذا مع الآية ..
فقلت له: أن العلم له حد .. وإذا طبقته على الجنين وهو في بطن أمه فإن هذا غير مستقيم عقلاً في الجنين .. وحد العلم على اختلاف عند أهل العلم: هو إدراك الشئ على ماهو عليه إدراكاً جازماً .. وله مراتب ...
فلا تحرمونا أيها الإخوة الكرام من مشارتكم ..
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[18 - 08 - 10, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أظن الأمر اختلط على صاحبك، فالأبحاث تشير إلى تأثر الجنين بما يسمع من حوله والإستجابة له، وهذا صحيح والله أعلم، وإلا لنزل الجنين من بطن أمه يتكلم لغات!! (ابتسامة)
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[19 - 08 - 10, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم
إستجابة الجنين وهو في بطن أمه إستجابة فطرية غريزية يتساوى فيها مع الحيوانات والمجانين وكل نفس حيه أما بعد ولادته وبفضل الله وما ركبه في الإنسان من عقل وفكر وقلب وجوارح يبدأ بالتعلم وتكوين الذاكرة ويبدأ بالعقل وتكوين شخصية خاصة به وهو في ذلك يتأثر ببيئته وبالأخص والديه اللذان يهودانه أو ينصرانه كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إذا وفقه الله بقي على الفطرة السليمة مسلما وجهه لخالقه
كما أن العلم ليس هو المعرفة فالطفل يولد جاهلا كما قال الله ولكن عنده من المعرفة الفطرية ما يجعله مثلا يلتقم ثدي أمه من دون تعليم ويبكي عندما يجوع فمن عرفه أن البكاء وسيلة إتصال؟
هذا ما تيسر لي بعد توفيق الله وقراءة بعض المواضيع في الشبكة
والموضوع متعلق بشكل مباشر بالفطرة وتعريفها على ما أعتقد ولعل الإخوة المشايخ يفيدونا بما عندهم ويصححون لي ما ذكرت إن كان فيه أخطاء
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:59 ص]ـ
كما أن العلم ليس هو المعرفة فالطفل يولد جاهلا كما قال الله ولكن عنده من المعرفة الفطرية ما يجعله مثلا يلتقم ثدي أمه من دون تعليم ويبكي عندما يجوع فمن عرفه أن البكاء وسيلة إتصال؟
كلام ٌ جميل في الحقيقة ولعل الإختلاف فيما يظهر لي بيني وبينه إنما هو من قبيل اختلاف المصطلحات أو المسميات ..
وننتظر إفادة الإخوان ..
ـ[الدسوقي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 06:01 م]ـ
* قال الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، رحمه الله، في كتاب التفسير من سننه، قوله: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}:
حديث الفتون
حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أصبغ بن زيد، حدثنا القاسم بن أبي أيوب، أخبرني سعيد بن جبير، قال: سألت عبد الله بن عباس عن قول الله، عز وجل، لموسى، عليه السلام: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} فسألته عن الفتون ما هو؟ فقال: استأنف النهار يا بن جبير، فإن لها حديثًا طويلا. فلما أصبحت غدوت إلى ابن عباس لأنتجز منه ما وعدني من حديث الفتون، فقال:
" ... فحملت أم موسى بهارون في العام الذي لا يذبح فيه الغلمان، فولدته علانية آمنة. فلما كان من قابل حملت بموسى، عليه السلام، فوقع في قلبها الهَمّ والحزن، وذلك من الفتون - يا بن جبير - ما دخل عليه في بطن أمه، مما يراد به، فأوحى الله [جل ذكره] إليها أن {لا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7] "
رفع ابن عباس هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وصَدَّقَ ذلك عندي أن معاوية سمع ابن عباس يحدث هذا الحديث، فأنكر عليه أن يكون الفرعوني الذي أفشى على موسى أمر القتيل الذي قتل، فقال: كيف يُفْشي عليه ولم يكن علم به ولا ظهر عليه إلا الإسرائيلي الذي حضر ذلك؟. فغضب ابن عباس، فأخذ بيد معاوية فانطلق به إلى سعد بن مالك الزهري، فقال له: يا أبا إسحاق، هل تذكر يوم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتيل موسى الذي قتل من آل فرعون؟ الإسرائيلي الذي أفشى عليه أم الفرعوني؟ قال: إنما أفشى عليه الفرعوني، بما سمع من الإسرائيلي الذي شهد على ذلك وحضره.
قال ابن كثير: " هكذا رواه الإمام النسائي في السنن الكبرى، وأخرجه أبو جعفر بن جرير وابن أبي حاتم في تفسيريهما كلهم من حديث يزيد بن هارون به وهو موقوف من كلام ابن عباس، وليس فيه مرفوع إلا قليل منه، وكأنه تلقاه ابن عباس، رضي الله عنه مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره، والله أعلم. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك أيضًا"ا. هـ
* قال ابن أبي حاتم:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:"حَمَلَتْ أُمُّ مُوسَى بموسى، فَوَقَعَ فِي قَلْبِهَا الْهَمُّ وَالْحُزْنُ مِمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ مِمَّا يُرَادُ به، وَأَمَرَهَا إِذَا وَلَدَتْهُ أَنْ تَجْعَلَهُ فِي تَابُوتٍ، ثُمَّ تُلْقِيهِ فِي الْيَمِّ، فَلَمَّا وَلَدَتْ فَعَلَتْ ذَلِكَ بِهِ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/473)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[19 - 08 - 10, 07:02 م]ـ
أعتقد الجنين يتأثر بالمشاعر مثل حزن أمه
وهذا من تأثر الأرواح ببعضها
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:41 ص]ـ
ما وجه الإستشهاد بخبر ابن عباس عند ابي حاتم وغيره
يا أخي الدسوقي
ـ[الدسوقي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 08:41 ص]ـ
وجه الاستشهاد: حزن موسى عليه السلام وهو جنين في بطن أمه بسبب حزنها وخوفها.
" فوقع في قلبها الهَمّ والحزن، وذلك من الفتون - يا بن جبير - ما دخل عليه في بطن أمه، مما يراد به "(130/474)
الدخول مع الإمام بنية صلاة العشاء وهو يصلي التراويح وهو في التشهد
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[19 - 08 - 10, 02:27 ص]ـ
دخلت مع الإمام وكان جالس للتشهد وظننته يصلي العشاء وأنه في التشهد الأول , ودخلت معه بنية صلاة العشاء , وجلست ولكنه سلّم فعرفت أنه يصلي التراويح , فقمت وأكملت صلاتي (صلاة العشاء) وأنا لم أدرك معه شيء غير الجلوس للتشهد الذي كنت أظنه التشهد الأول , فهل الصلاة صحيحة وجزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:44 ص]ـ
صلاتك صحيحة إن شاء الله
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:01 م]ـ
صلاتك صحيحة إن شاء الله
أحسن الله إليكم وزادكم علما ونفع بكم الإسلام والمسلمين!!
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[19 - 08 - 10, 05:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 06:21 م]ـ
http://www.islamqa.com/ar/ref/79136
هذه فتوى قريبة من الموضوع كثيرا حتى لا يتعجب أخانا من قولي إن الصلاة صحيحة إن شاء الله(130/475)
هل يجوز تحويل جزء من الصدقة لغير جهتها الأصلية؟
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[19 - 08 - 10, 02:53 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
تقبل الله منكم الصيام و القيام و جعلكم من عتقاء النار
____
يأتي الناس بكميات من التمر إلى المسجد لأجل أن يوزعها القائمون على المسجد على الصائمين قبل الإفطار
يأتي شخص ينتمي للحزب الحاكم فيأخذ منه جزء ليقدمه في موائد إفطار تقوم تشرف عليها مؤسسات حزبية
فهل يجوز هل الفعل؟
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[20 - 08 - 10, 05:46 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أرجو من الإخوة إعانتي على معرفة الحكم الشرعي
بارك الله فيكم و تقبل الله مني و منكم الصيام و القيام
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[21 - 08 - 10, 03:28 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
وفى حديثه إلى شبكة "إسلام أون لاين. نت" قال الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق: إذا تَصَدَّق رجل بصدقة جارية لجهة محددة، سواء أكانت حكومية أو خاصة، لينتفع المواطنون بها، فإنه لا يجوز شرعًا تحويلها من الغرض الذي خُصِّصَتْ له؛ لأن الأصل الفقهيَّ وجوب تنفيذ كل شروط المُتَصَدِّق. مقتطف من مقالة تتناول موضوع كفالة اليتامى من موقع
http://www.insanonline.net/news_details.php?id=803
هذا جهدي، فهل من معين؟
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[23 - 08 - 10, 02:30 ص]ـ
لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له، له الملك ز له الحمد، وهو على كل شيء قدير(130/476)
حكم مشاهدة البرامج الوثائقية المصحوبة بالموسيقى
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[19 - 08 - 10, 08:14 ص]ـ
السؤال:
ما حكم مشاهدة برامج وثائقية، أو تقارير إخبارية، أو برامج علمية وطبية خصوصاً قد يتخللها بعض الموسيقى، علماً بأن الموسيقى قد تكون في الخلفية، وغير منفصلة عن صوت المتحدث؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
مشاهدة هذه البرامج مشروط بأن يخفض الصوت عند الموسيقى، لأن هناك عشرات الطرق التي يمكن أن يطلع فيها على الأخبار والتقارير دون موسيقى.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
ـ[الحريص بن محمد]ــــــــ[20 - 08 - 10, 07:00 ص]ـ
الأصل في الموسيقى التحريم بالإجماع كما هو معلوم، ولكن القاعدة الفقهية تقول: (إذا ضاق الأمر اتسع)
ومع هذا السماع يشترط عدم الاستماع
وهو قول بعض مشايخنا - والله تعالى أعلم -(130/477)
من من المشايخ بارك الله فيكم .. يسعى في القديم
ـ[ابو ناصر الحنبلي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 08:24 ص]ـ
السلام عليكم
من من المشايخ بارك الله فيكم .. يسعى في القديم(130/478)
معنى حديث:وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟ للشيخ ابن عثيمين
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 11:51 ص]ـ
كلام نفيس غاية في النفاسة للعلامة الفقيه ابن عثيمين:
ذكره عند رواية مسلم في تعليقه على صحيح مسلم:
والرواية:
(وليصدنّ عنّي طائفة منكم فلا يصلون،فأقول: يا رب هؤلاء من أصحابي، فيجيبني مَلَك فيقول:
وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟!).
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين-رحمه الله تعالى-:
((يقول:"طائفة منكم"،والطائفة أقلها ثلاثة،بل قيل: إن أقلها واحد، حتى قال بعض العلماء في قوله تعالى: {وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين}، بأنه يكفي واحد في شهود إقامة حد الزنا على الزاني.
وقالوا: إنّ طائفة اسم فاعل من طاف يطوف إذا تردد، وهو صفة لموصوف محذوف تقديره: نفْسٌ طائفة،وعلى هذا فالواحد يكون طائفة؛ وإذا لم نسلم هذا القول فإن الثلاثة بلا شك تُسمّى طائفة؛ وهذه الثلاثة التي تُسمّى طائفة أخذ منها الرافضة أنّ جميع الصحابة هم الطائفة!،وأنهم كلهم يُصدُّون عن حوض النبي-صلى الله عليه الصلاة والسلام- -قاتلهم الله- إلا نفرا قليلا من آل البيت!!، ومن يرون أنهم يستحقون أن يكونوا من آل البيت حكما!
فيقال: لا شك أنه بعد موت النبي-صلى الله عليه وسلم- ارتدت طائفة من المؤمنين، ومنهم من مات على الردة،ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- لا يعلم الغيب، وهؤلاء سوف يُصدُّون يوم القيامة عن حوض الرسول –عليه الصلاة والسلام- لأنهم ماتوا على الكفر، وقال الله تعالى: {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}.
ولكن أتدرون ماذا يحصل من هذا القول الباطل الكذب من أن الصحابة كلهم ارتدوا إلا نفرا قليلا؟!!
إنه يستلزم ردَّ جميع الشريعة إلا ما جاءت عن طريق هؤلاء المستثنين،وإلا فكلها مردودة! لأنهم يقولون: كلهم ارتدوا عن دينهم –والعياذ بالله- والمرتد لا يقبل خبره، وفي هذا بيان لخطورة هذا المذهب وأنه لو قيل بلوازمه –وهي لازمة سواء قيل بها أم لم يقل بها- إذا قيل بذلك معناه: إبطال كل الشريعة التي جاءت من غير طرق هؤلاء!!
والحاصل:
أن هذا الحديث ليس فيه دليل على أن أكثر الصحابة مرتدون،وإنما فيه طائفة، وإذا قلنا: بأنّ أقلهم واحد فهو واحد؛ وإن قلنا: إن أقلهم ثلاثة فهم ثلاثة؛ وليكونوا عشرة! لكن هل الذين ارتدوا-أيضا- هل هم ممّن رسخوا في الإسلام؟!
أبدا، إن الذين رسخوا في الإسلام لم يرتدوا، بل الذين بايعوا تحت الشجرة ألف وأربعمائة كلهم لن يدخلوا النار، لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-:
(إنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة)،ولقول الله تعالى:
{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}.
وكل الذين حضروا بدْرا فإنهم لن يدخلوا النار،لأن الله تعالى اطلع إلى أهل بدر وقال:
(اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).
ومن هؤلاء الخلفاء الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي –رضي الله عنهم-،ومعلوم أنّ من الرافضة من يقول: إنّ أبا بكر وعمر ماتا على النفاق!! وإنهما مخلدان في نار جهنم-والعياذ بالله-.
فالحاصل: أنّ هذا الحديث ليس فيه متمسك للرافضة الذين يقولون: إنّ أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- ماتوا على الكفر إلا نفرا قليلا!!
بل نقول:
الطائفة معروفة في اللغة العربية، ونحن نخرج باليقين من بايعوا تحت الشجرة، ومن كانوا من أهل بدر، لأن خبر الله تعالى لا يدخله النسخ {لقد رضي الله عن المؤمنين}
وخبر النبي-صلى الله عليه وسلم- لا يدخله النسخ: (لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة).
وخبر النبي-صلى الله عليه وسلم- لا يدخله النسخ: (إن الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم).
وقد نفذ ذلك النبي-صلى الله عليه وسلم- تطبيقا عمليا في قصة حاطب بن أبي بلتعة-رضي الله عنه- حين جسّ على رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لصالح قريش، فاستأذن عمر-رضي الله عنه- أو غيره من الصحابة، أن يضرب عنقه، فقال: لا، إن الله اطّلع إلى أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)) اهـ.(130/479)
تنبه مهم من العلامة الشنقيطي
ـ[العويشز]ــــــــ[19 - 08 - 10, 02:37 م]ـ
قال العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى في تفسيره لسورة هود عن قول الله تعالى:
(ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون .. )
تنبيه مهم
اعلم أن الله تبارك وتعالى ما أنزل من السماء إلى الأرض واعظاً أكبر، ولا زاجراً أعظم مما تضمنته هذه الآيات الكريمة وأمثالها في القرآن، من أنه تعالى عالم بكل ما يعمله خلقه، رقيب عليهم، ليس بغائب عما يفعلون. وضرب العلماء لهذا الواعظ الأكبر. والزاجر الأعظم مثلاً ليصير به كالمحسوس، فقالوا: لو فرضنا أن ملكاً قتّالا للرجال،سفّاكاً للدماء شديد البطش والنكال على من انتهك حرمته ظلماً، وسيافه قائم على رأسه، والنطع مبسوط للقتل، والسيف يقطر دماً، وحول هذا الملك الذي هذه صفته جواريه وأزواجه وبناته، فهل ترى أن أحداً من الحاضرين يهتم بريبة أو بحرام يناله من بنات ذلك الملك وأزواجه، وهو ينظر إليه، عالم بأنه مطلع عليه؟ ا لا، وكلاا بل جميع الحاضرين يكونون خائفين، وجلة قلوبهم، خاشعة عيونهم، ساكنة جوارحهم خوفاً من بطش ذلك الملك.ولا شك (ولله المثل الأعلى) أن رب السموات والأرض جل وعلا أشد علماً، وأعظم مراقبة، وأشد بطشاً، وأعظم نكالاً وعقوبة من ذلك الملك، وحماه في أرضه محارمه. فإذا لاحظ الإنسان الضعيف أن ربه جل وعلا ليس بغائب عنه، وأنه مطلع على كل ما يقول وما يفعل وما ينوي لان قلبه، وخشي الله تعالى، وأحسن عمله لله جل وعلا.
ـ[ابو ناصر الحنبلي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 08:29 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو محمد المحمد الحنبلي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 12:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا
يعلم الله اني كنت أتأمل هذه الآية ...... سابقا ...
وقد استفدت من نقلك ... بوركت
ـ[السوادي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 12:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو ناصر الحنبلي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 03:07 ص]ـ
شيخنا لا تحرمنا من هذه الفوائد
ـ[العويشز]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:48 ص]ـ
بارك الله فيكم معاشر الفضلاء على التعليق والدعاء
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:14 ص]ـ
جزاك الله خير على هذه الفائدة القيمة،
ـ[محمد عبدالله السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:37 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الخير
ـ[حنين السلفية]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[23 - 08 - 10, 01:37 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[العويشز]ــــــــ[26 - 08 - 10, 03:40 م]ـ
أسأل الله العلي القدير أن ينفعنا بمواعظ القرآن العظيم(130/480)
احذروا هذه الجلسة ... منقول
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[19 - 08 - 10, 03:55 م]ـ
السلامُ عليكمُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
هذه الجلسة منهى عنها فانتبهوا اخوة الايمان
http://www.alwaraqa.com/waraqat/11mo7aramat/001/mo7aramat0052.jpg
ـ[عمر بن عبد الواحد]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
واياكم
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[19 - 08 - 10, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
واياكم
ـ[براعم العلم]ــــــــ[19 - 08 - 10, 05:37 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 07:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة.
ـ[أبو عبدالرحمن المكي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 07:42 م]ـ
هل شارك الشيخ ابن عثيمين أحد فيما قاله؟
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[19 - 08 - 10, 08:56 م]ـ
قال صاحب عون المعبود:
"والألية بفتح الهمزة اللحمة التي في أصل الإبهام .... قال القارىء ..... وتتوقف صحته على أن يكون هذا شعارهم والأظهر أن يراد بالمغضوب عليهم أعم من الكفار والفجار المتكبرين المتجبرين ممن تظهر آثار العجب والكبر عليهم من قعودهم ومشيهم ونحوهما
"
لذا يظهر من الحديث، إن صح، متعلق بالجلوس على هيئة تعتبر من شعار أهل الكفر أو تدل على العجب والكبر.
والله أعلم
ـ[أبو محمد المحمد الحنبلي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 12:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وعذرا الصور دائما لا تأتي بخير فالحديث واضح والشرح وافي
أما الصورة -التي دبّجتي فيها المشاركة وأتيت بها قبل الحديث النبوي- فهي مشكلة! وهي غير صحيحة؛ لأنها اليد مصوّرة وهي على اليسار -يسار الشخص- وليست ( ... خلف ظهر ... )
إلا إذا كان المصوّر عجل وباغته بالآله قبل إكمال التفاف يده -كما هو شأن الكثير- .... هههه
هذا من جهة ومن جهة أخرى فاليد (المصوّرة) ليست على الوصف في الحديث بل -فيما يظهر- على كامل الكفّ والأصابع ...
الأخ أيمن بن خالد: نظرك يُمن وخير فأفد جزاك الله خيرا
بوركتِ أختنا
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[20 - 08 - 10, 01:50 ص]ـ
واياكم
ولماذا لا تاتي بخير سبحانك ربي
بل اراها من الاساليب الناجعة للشرح مثل شرح كيفية الصلاة بالصور والوضوء
جزاك الله خيرا
وعذرا الصور دائما لا تأتي بخير فالحديث واضح والشرح وافي
أما الصورة -التي دبّجتي فيها المشاركة وأتيت بها قبل الحديث النبوي- فهي مشكلة! وهي غير صحيحة؛ لأنها اليد مصوّرة وهي على اليسار -يسار الشخص- وليست ( ... خلف ظهر ... )
إلا إذا كان المصوّر عجل وباغته بالآله قبل إكمال التفاف يده -كما هو شأن الكثير- ....
هذا من جهة ومن جهة أخرى فاليد (المصوّرة) ليست على الوصف في الحديث بل -فيما يظهر- على كامل الكفّ والأصابع ...
الأخ أيمن بن خالد: نظرك يُمن وخير فأفد جزاك الله خيرا
بوركتِ أختنا
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[20 - 08 - 10, 05:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وعذرا الصور دائما لا تأتي بخير فالحديث واضح والشرح وافي
أما الصورة -التي دبّجتي فيها المشاركة وأتيت بها قبل الحديث النبوي- فهي مشكلة! وهي غير صحيحة؛ لأنها اليد مصوّرة وهي على اليسار -يسار الشخص- وليست ( ... خلف ظهر ... )
لعل خانك التعبير أخي الكريم بان الصور لا تاتي بخير ..
لكن .. ان اردت ان تصور لنا الصحيح فصوره لنراه ونكون لك من الشاكرين
بارك الله فيكم جميعا
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[20 - 08 - 10, 03:25 م]ـ
بارك الله فيكم
وفيكم بارك الله
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة.
واياكم نفع بكم
هل شارك الشيخ ابن عثيمين أحد فيما قاله؟
حقا لا اعلم(130/481)
حكم وفوائد ومواعظ
ـ[أبوعلي السلفي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 06:38 م]ـ
حكم وفوائد ومواعظ
قيل لبعض العلماء: لم تركت مجالسة الناس؟ قال: ما بقي إلا كبير يتحفظ عليك أو صغير لا يوقرك.
من سوء الأدب في المجالسة: أن تقطع على جليسك حديثه أو تبدره إلى تمام ما ابتدأ به تُريه أنك احفظ له منه.
قال رسول الله r: « المجالسُ بالأمانة، وإنما يتجالس الرجلان بأمانة الله –عز وجل- فإذا تفرقا فليسترُ كل منهما حديث صاحبه».
روي عن عيسى ـ عليه السلام ـ أنه قال: جالسوا من تُذكركم بالله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله.
قال مسعرُ بن كدام: رحمن الله من أهدى إلي عيوبي في سترٍ بيني وبينه، فهو الناصح، فإن النصيحة في الملأ تقريع.
إياك وكل جليس لا يفيدك علمًا ولا تكسب منه خيرًا، وإياك وطول المجالسة لمن لا يفيدك علمًا نافعًا، فإن الأسد إنما يجترؤ عليها من أدام النظر إليها.
وقيل: أزهد الناس بالعالم أهلهُ وجيرانه لكثرة الاتصال بينهم، كل شيء إذا تكرر يمل إلا كلام الله وكلام رسله.
جمي الكتب يُدرك من قراها
سوى القرآن فافهم واستمع لي
ملال أو فتورٌ أو سآمةْ
وقول المصطفى يا ذا الشهامةْ
وقال آخر: يا بُني لا تُمكن الناس من نفسك، فإن أجرأ الناس على السباعِ أكثرُهم لها مُعاينةً.
قال الشاعر:
رأيتُ حياة المرء تُرخصُ قدرهُ
كما يُخلق الثوب الجديد ابتذاله
فإن مات أغلتهُ المنايا الطوائحُ
كذا تخلقُ المرء العيون اللوامعُ
وقال بعض العلماء يصف أهل بلده:
يرون العجيب كلام الغريب
وجوابُهم عند تعنيفهم
وأما القريبُ فلا يُعجبُ
مُغنية الحي لا تُطرب
من التواضع الرضا بالدُون من المجلس.
ويروى عن ابن مسعود أنه قال: إنَّ من التواضع أن ترضى بالدُون من المجلس، وأن تبدأ السلام من لقيت.
قال إبراهيم النخعي: إن الرجل ليجلس مع القوم فيتكلَّمُ بالكلام يُريد الله به فتصيبهُ الرحمة فتعم من حوله.
وإن الرجل يجلس مع القوم فيتكلمُ بالكلام يسخطُ الله به فتصيبه السخطة فتعمُ من حولهُ.
وقال r: « وَيْلٌ لِلَّذِي يُحدِّثُ الناسَ فَيَكِْذبُ لِيُضْحِكَهُمْ وَيْلٌ لَهُ ثُم وَيْلٌ لَهُ».
قلت: وفي زمننا هذا قد كثروا جدًا فكُن على حذر منهم ومن يتصلُ بهم عافنا الله وإياك من شرهم، والله أعلم، وصلى الله على محمد.
فصل في حكم وفوائد ومواعظ ووصايا ينبغي الاعتناء بها
أجلُّ السرور رضى الرب جلَّ وعلا وتقدَّس.
أغنى الغنا صحةُ العقيدة والفقه في الدين.
القلوب الفارغة من طاعة الله مُوكلةٌ بالشهوات.
أفضل أمر الدين والدنيا وأشرفه العلم النافع والعمل الصالح والعلم النافع ما جاء عن النبي r.
أفضل ما في الآخرة رضى الله ورؤيته وسماع كلامه.
ومما أوصى به بعضهم ما يل:
لا تمل مع الهوى وحلاوة الدنيا فإنهما يصُدَّانكَ عن الشغل بمعادكَ وتكون كالغريق المشتغل عن التدبير لخلاص نفسه بحملِ بضاعةٍ ثقيلة قد اغتر بحسنها وهي سبب عطبه.
وقال: أبعدوا عن مُخالطة الخونة والفسقة ومُبتغي الملاهي والضلال وأصحاب البدع كالأشاعرة والرافضة والمعتزلة والجهمية والصوفية المنحرفة.
واحذر أن تغترَّ بقول المُغفلين نُخالطُهْمَ لنجذبَهُم إلى الاستقامة وهذا غلط.
أهل البدع والفسقة وأصحاب الملاهي كأصحاب الكورة والتلفاز والفيديو مجالستهم تضر وهم مرضاء عقول.
والصحيح هو الذي يتضرر بمخالطة المريض، وأما المريض فلا يبرأ بمخالطة الصحيح، وقديمًا قيل:
وما ينفع الجرباء قُربُ صحيحةٍ
إليها ولكنَّ الصحيحة تُجْرَبُ
يبقى الصالح صالحًا حتى يُصاحب فاسدًا، فإذا صاحبهُ فسد مثل مياه الأنهار تكونُ حُلوةً عذبةً حتى تُخالِطَ ماء البحر، فإذا خالطته ملُحتْ وامترتْ وفسدتْ.
ولكن الدعاية إلى مخالطة أهل المنكر لجذبهم عنه خِدْعَة من إبليس وأتباعه لِسُخَفَاءِ العُقول.
فكم أوقعوا في هذه الشبكة من مُغفَّل زعم أنه يجذبهم فجذبوه وأغرقوه وبقي في الحسرة والندامة.
وقال: اعلموا واستيقنوا أن تقوى الله سبحانه وتعالى هي الحكمة الكبرى والنعمة العُظمى والسببُ الداعي إلى الخير والفاتح لأبواب الفهم والعقل والخير.
كَيْفَ الرَّحيلُ بلا زادٍ إلى وطن
من لم يكن زادُه التقوى فليس له
ما ينفعُ المرء فيه غيرُ تقواهُ
يوم القيامة عُذْرٌ عند مولاهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/482)
وقال: استشعروا الحكمة، وابتغوا الديانة، وعودُوا أنفسكم الوقارَ والسكينة، وتحلوا بالآداب الحسنة الجميلة، وتروَّوْا في أموركم، ولا تعجلوا ولاسيما في مُجازاة المُسيء.
واجعلوا خشية الله حشو جنوبكم في الحكم، واحذروا النِّفاق والرياء ولا تُزكوا الخونة ولا تُخونوا الأزكياء.
وقال: إذا جادلكم المخالفُون لكم في الدين بالفضاضَة والغلظة وسُوء القول فلا تقابلوهُم بمثل ذلك، بل قابلُوهُم بالرفقِ واللين واللطف والدلالة والهداية.
قال الله جل وعلا لنبيه r: ] ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِوَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [.
وقال جلا وعلا وتقدس:] ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَوَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُوَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواوَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [.
وقال عز من قائل في صفة أهل العبودية الخاصة:] وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًاوَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا [، وقال:] وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا [، وقال جل وعلا وتقدس:] وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [، وقال عز من قائل:] وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُوَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَاوَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الجَاهِلِينَ [.
إذا نطقَ السفيهُ فلا تجبهُ
سَكَتُّ عن السفيهِ فظنَّ أني
فخيرٌ من إجابَتِهِ السُكُوت
عييتُ عن الجواب وما عييتُ
وقال حكيم: أكثروا من الصمت في المحافل ولا تطلقوا ألسنتكم بحضرة المتحفظين عليكم بِمَا عَسَى أن يجعلوه سلاحًا يضربونكم به وأقلوا المراء والهذْر والفضلَ من القول.
واحذروا مصاحبة الأشرار، وأصحاب البدع في الدين، والحساد، والمشتغلين على العداوة والأحقاد والجهال.
وإذا هممتم بالخير فقدموا فعله لئلا يعارضكم سواه فتوقفوا عنه، قال الشاعر:
وإذا هممت بأمر سوءٍ فاتئدْ
وإذا هممت بأمر خير فاعْجَل
وقال: اتفقوا، وتحابوا في الله، وثابروا على الأعمال الصالحة من صيام وصلاة مع الجماعة وزكاة وحج ببصائر صافية ونية نقية صالحة غير متقسمة ولا مشوبة، وتوادوا على طاعة الله عز وجل والتقوى له، واسعوا للخير، وافعلوا له، واجتهدوا فيه، والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
إيقاظ أولي الهمم العالية(130/483)
تواضع ابن القيم مع فصاحته وبلاغته وبيانه
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[19 - 08 - 10, 06:48 م]ـ
قال ابن القيم في مقدمة كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين:
" .. والمرغوب إلى من يقف على هذا الكتاب أن يعذر صاحبه فإنه علقه في حال بعده عن وطنه وغيبته عن كتبه فما عسى أن يبلغ خاطره المكدود وسعيه المجهود مع بضاعته المزجاة التي حقيق بحاملها أن يقال فيه تسمع بالمعيدي خير من أن تراه وها هو قد نصب نفسه هدفا لسهام الراشقين وغرضا لأسنة الطاعنين فلقاريه غنمه وعلى مؤلفه غرمه وهذه بضاعته تعرض عليك وموليته تهدى إليك فإن صادفت كفؤا كريما لها لن تعدم منه إمساكا بمعروف أو تسريحا بإحسان وإن صادفت غيره فالله تعالى المستعان وعليه التكلان وقد رضي من مهرها بدعوة خالصة إن وافقت قبولا واستحسانا وبرد جميل إن كان حظها احتقارا واستهجانا والمنصف يهبخطأ المخطىء لإصابته وسيئاته لحسناته فهذه سنةالله في عباده جزاء وثوابا. ."
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[20 - 08 - 10, 04:51 م]ـ
سبحان الله! وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله
يقول الامام ابن القيم (تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) ... وهو من هو!
ولا مقارنة لما هو حاصل في أيامنا هذه من حال مشايخ الفضائحيات!
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 04:38 م]ـ
ليس غريبا على ابن القيم ــ برد الله مضجعه ــ
وإليك بعض أبياته وهو يرسم لك التواضع في أبهى حلة
بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ كَثيرٌ ذُنُوبُهُ * فَلَيْسَ عَلَى مَن نَالَ مِنْ عِرْضِهِ إِثْمُ
بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ جَهُولٌ بِنَفْسِهِ * جَهُولٌ بِأَمْرِ اللهِ أنَّى لَهُ الْعِلْمُ
بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ غَدَا مُتَصَدِّرًا * يُعَلِّمُ عِلْمًا وَهْوَ لَيْسَ لَهُ عِلْمُ
بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ غَدَا مُتَمَنِّيًا * وِصَالَ الْمَعَالِي وَالذُّنُوبُ لَهُ هَمُّ
بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ يَرُومُ تَرَقِّيًا * إِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى وَلَيْسَ لَهُ عَزْمُ
بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ يَرَى الغُنْمَ فِي الَّذِي * يَزُولُ وَيَفْنَى وَالَّذِي تَرْكُهُ غُنْمُ
بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ لَقَدْ خَابَ سَعْيُهُ * إذَا لَمْ يَكُنْ في الصَّالحَاتِ لَهُ سَهْمُ
بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ كَمَا قَالَ رَبُّهُ * هَلُوعٌ كَنُودٌ وَصْفُهُ الجَهْلُ والظُّلْمُ
بُنَيُّ أبِي بَكْرٍ وَأمْثَالُهُ غَدَوْا * بِفَتْوَاهُمُ هَذِي الخَلِيقَةُ تَأْتَمُّ
وَلَيْسَ لَهُمْ في العِلْمِ بَاعٌ وَلا التُّقَى * وَلا الزُّهْدُ وَالدُّنْيَا لَدَيْهِمْ هِيَ الْهَمُّ
فَوَاللهِ لَوْ أنَّ الصَّحَابَةَ شَاهَدُوا * أفَاضِلَهُمْ قَالُوا هُمُ الصُّمُّ وَالبُكْمُ
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[21 - 08 - 10, 05:57 م]ـ
قال ابن القيم في مقدمة كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين:
" .. والمرغوب إلى من يقف على هذا الكتاب أن يعذر صاحبه فإنه علقه في حال بعده عن وطنه وغيبته عن كتبه فما عسى أن يبلغ خاطره المكدود وسعيه المجهود مع بضاعته المزجاة التي حقيق بحاملها أن يقال فيه تسمع بالمعيدي خير من أن تراه وها هو قد نصب نفسه هدفا لسهام الراشقين وغرضا لأسنة الطاعنين فلقاريه غنمه وعلى مؤلفه غرمه وهذه بضاعته تعرض عليك وموليته تهدى إليك فإن صادفت كفؤا كريما لها لن تعدم منه إمساكا بمعروف أو تسريحا بإحسان وإن صادفت غيره فالله تعالى المستعان وعليه التكلان وقد رضي من مهرها بدعوة خالصة إن وافقت قبولا واستحسانا وبرد جميل إن كان حظها احتقارا واستهجانا والمنصف يهبخطأ المخطىء لإصابته وسيئاته لحسناته فهذه سنةالله في عباده جزاء وثوابا. ."
جزاك الله خيرا وبارك فيك ورحم الله ابن القيِّم وأعلى منزلته
للشيخ محمد عزير شمس وفقه الله كلمات جميلة في توجيه هذه العبارة: (علقه في حال بعده عن وطنه وغيبته عن كتبه)
حيث بين أنها لا تفهم على ظاهرها، فانظر مقدمة تحقيقه لروضة المحبين ص 19 - 22، ط دار عالم الفوائد
ـ[طلال المهنا]ــــــــ[22 - 08 - 10, 12:15 ص]ـ
قد يناسب هنا ذكر مقولة الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله:
" لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته، لأزاله "
ـ[محمد عبدالله السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:44 م]ـ
رحمه الله وجزاه الله عنا كل خير
هؤلاء هم الكبار قدرا ومكانة
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:28 م]ـ
قد يناسب هنا ذكر مقولة الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله:
" لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته، لأزاله "
العبارة الصحيحة عن الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى هي:
"ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه وكان مأمورا بإزالته لأزاله"
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين [1/ 81]
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 08 - 10, 07:16 م]ـ
بارك الله فيك
وله عبارت نحوها في ذلك، أذكر أنه في بدائع الفوائد بعد كلام نقله عن السهيلي، قال:
وله رحمه الله مزيد السبق وفضل التقدم:
وابن اللبون إذا ما لز في قرن **** لم يستطع صولة البزل القناعيس.
وفي المقابل له ثناء متكرر على بعض أبحاثه في عدد من كتبه وفي البدائع مواضع متكررة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/484)
ـ[ابوبدر]ــــــــ[22 - 08 - 10, 11:00 م]ـ
غفر الله له واسكنه فسيح جناته ,,
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[24 - 08 - 10, 04:57 ص]ـ
بارك الله فيك
وله عبارت نحوها في ذلك، أذكر أنه في بدائع الفوائد بعد كلام نقله عن السهيلي، قال:
وله رحمه الله مزيد السبق وفضل التقدم:
وابن اللبون إذا ما لز في قرن **** لم يستطع صولة البزل القناعيس.
وفي المقابل له ثناء متكرر على بعض أبحاثه في عدد من كتبه وفي البدائع مواضع متكررة.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم شيخنا الكريم.
تكلم الشيخ صالح الشامي في كتابه " ابن القيم الداعية المصلح .. " عن نقطة ثناء الإمام رحمه الله عن بعض أبحاثه التي كتبها , وقال كلاما رائعا يبين للقارئ لماذا فعل ابن القيم ذلك.
وفقتم وجزيتم خيرا
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 06:05 ص]ـ
ابن القيم رحمه الله لعله كان غالب من عرفه كان من خلال تحقيقاته الفقهية و العقدية
و تأملاته في السلوك ....
ولكن لعل البعض يخفى عليه انه محقق في النحو و البلاغة وله رأي معتبر عند المتأخرين
من اهل اللغة .... بل قامت على آثاره اللغوية رسائل علمية ...
ولعل اجمع كتبه في دقائق العربية (بدائع الفوائد)
فرحمه الله رحمة واسعة
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[24 - 08 - 10, 06:30 ص]ـ
لطائف قولية فريدة
وجملٌ لفظية بديعة
وأبياتُ شعرٍ لها وخزٌ ووقع
فبارك الله في الإخوة جميعاً
وعلى رأسهم المستهل لهذا الموضوع المتميز.
ـ[مناور زيد النوب]ــــــــ[24 - 08 - 10, 07:39 ص]ـ
كلما ازداد العبد نعمة ازداد تواضعا
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[25 - 08 - 10, 03:49 ص]ـ
أشكر جميع المشايخ الكرام. . فقد استفدت من مشاركتهم. .
* مما ينبه عليه أيضا:
1 - قال محقق الكتاب الشيخ محمد عزير في مقدمة تحقيقه ص5 ط دار الفوائد:
" .. أورد فيه المؤلف من الفوائد العلمية والتنبيهات والنكت والمناقشات مالا نجده في كتاب آخر في هذا الباب (موضوع الحب). ."
2 - قال الإمام ابن القيم في مقدمة كتابه ص24 ط دار الفوائد:
" .. وفيه من ذكر أقسام المحبة وأحكامها ومتعلقاتها، وصحيحها وفاسدها، وآفاتها وغوائلها، وأسبابها وموانعها، وما يناسب ذلك من نكت تفسيرية، وأحاديث نبوية، ومسائل فقهية، وآثار سلفية، وشواهد شعرية، ووقائع كونية، ما يكون ممتعا لقارئه، مروحا للناظر فيه، فإن شاء أوسعه جدا، وأعطاه ترغيبا وترهيبا، وإن شاء أخذ من هزله وملحه نصيبا، فتارة يضحكه، وتارة يبكيه، وطورا يبعده من أسباب اللذة الفانية، وطورا يرغبه فيها ويدنيه.
فإن شئت وجدته واعظا ناصحا، وإن شئت وجدته بنصيبك من اللذة والشهوة ووصل الحبيب مسامحا .. ".
نقلت هذا؛ لأنه قد يُظَن أن الكتاب في الحب فقط. .
أكرر شكري للمشايخ الفضلاء. .
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[27 - 08 - 10, 01:21 ص]ـ
ابن القيم هو طبيب الأبدان والقلوب وما علمت أن ذلك اجتمع لرجل إلا له عليه سحائب الرحمه
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[27 - 08 - 10, 02:19 م]ـ
قال ابن القيم في كتابه مدارج السالكين (2/ 244) ت عبدالعزيز الجليل:
" .. والله يشكر لشيخ الإسلام سعيه، ويعلي درجته، ويجزيه أفضل جزائه، ويجمع بيننا وبينه في محل كرامته.
فلو وجد مريده* سعه وفسحة في ترك الاعتراض عليه واعتراض كلامه لما فعل، كيف وقد نفعه الله بكلامه؟
وجلس بين يديه مجلس التلميذ من أستاذه، وهو من كان على يديه فتحه يقظة ومناماً؟ "
_____
* قال المحقق: لعل الإمام ابن القيم رحمه الله يقصد نفسه تواضعاً لصاحب المنازل: الهروي رحمه الله، ومعنى مريده محبه وتلميذه على كتبه.
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 - 08 - 10, 02:36 م]ـ
من تواضعه أنه قال في ضمن رده لمذهب الأشعرية في التحسين والتقبيح في كتابه مفتاح دار السعادة: " ونحنُ نستغفرُ الله من التقصير في ردِّ هذا المذهب القبيح، ولكن ظُهُور قُبحِه للعقول والفطر أقوى شاهدٍ على ردِّه وإبطالِه، ولقد كان كافينا من ردِّه نفسُ تصويره وعرضُه على عُقُول الناس وفِطَرهم " ..
مع أن بحثه في هذه المسألة يعد من أطول بحوثه في كتبه كلها على الإطلاق، إذ رد مذهبهم من ستين وجهاً.
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 07:12 م]ـ
انظر إلى تواضع العلماء. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/485)
قال معالي الشيخ المبارك د. عبدالكريم الخضير _ في بداية محاضرته صفحات مشرقة في عبادات العلماء _:
فإن هذه المحاضرة أو هذا الدرس ليس لي فيه خيار، ولو استشرت فيه لما قبلت، نعم أنا موافق على إلقاء درس في الوقت نفسه، لكن لو عُرض عليَّ مثل هذا العنوان لما قبلت، ولا أقول في مقدمة هذا الدرس إلا ما قلته في مقدمة الهمة في طلب العلم، يعني كمن يضرب مثل بشجاعة أجبن الناس، أو بكرم أبخل الناس، يعني يؤتى بمثلي ليلقي درساً عن عبادات العلماء والتقصير معروفٌ لدى الخاص والعام؟! نسأل الله -جل وعلا- أن يمن علينا وعليكم بالعمل بالعلم، وأن يتفق الظاهر مع الباطن، هذا الموضوع يحتاج إلى شخصٍ يتحدث عن نفسه، وطالما تحدثت عن نفسي في محاضرات كثيرة في الآفات التي تعتري طالب العلم، وأضرب الأمثلة من نفسي، وإن لم يعلم السامع، أقول: هذا الموضوع يحتاج إلى شخصٍ يتحدث عن نفسه.
ويمكن أن أبرر القبول -بعد الإعلان- بصنيع ابن القيم -رحمه الله تعالى- في طريق الهجرتين ذكر ابن القيم -رحمه الله تعالى-: المنهج الذي يسير عليه المقربون من استيقاظهم إلى نومهم، ذكر خطة عمل يسيرون عليها، ماذا يصنعون إذا انتبهوا من النوم قبل الصبح؟ ثم بعد ذلك ما صنيعهم إذا دخلوا المسجد لأداء صلاة الصبح، ثم بعد ذلك جلوسهم حتى ترتفع الشمس، ثم بعد ذلك انصرافهم إلى أعمالٍ أخرى من أعمال الآخرة، وليس من أعمال الدنيا، ثم يأتون لصلاة الظهر، والصلاة شغلهم الشاغل، فمنهم من يقضي ما بين الصلاتين بالعبادة من ذكر وتلاوة وصلاة، ومنهم من يقضيه في العلم والتعليم، ثم بعد صلاة العصر لهم برنامج ذكره ابن القيم في كتابه، فليرجع إليه، ثم بعد المغرب كذلك، ثم بعد صلاة العشاء، يأتي وقت الوظيفة، وإذا أووا إلى فرشهم كما قال ابن القيم: ذكروا أذكار النوم، وهي كما قال: تقرب من الأربعين، ومن منا يستحضر أربعة فضلاً عن أربعين، ابن القيم لما ذكر هذا البرنامج الذي يسير عليه المقربون، أقسم بالله لئلا يُظن أنه يتحدث عن نفسه، والمظنون به أنه يتحدث عن نفسه، هذا الذي يغلب على الظن، ومع ذلك يقسم ابن القيم -رحمه الله تعالى- أنه ما شمَّ لهم رائحة، هذا ابن القيم هو يرسم هذا المنهج للمقربين، فضلاً عن غيرهم من الأبرار، وأصحاب اليمين.
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 12:32 ص]ـ
رحم الله ابن القيم رحمة واسعة ورحم الله شيخه ابن تيمية وجزاهم الله عنا وعن الاسام خير الجزاء
يقول ابن القيم ليس للعبد مستقر الا تحت شجرة طوبى ولا قرار الإ يوم المزيد
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 02:32 ص]ـ
آمين. . .
لكن ابن القيم يقصد بشيخ الإسلام: الهروي صاحب المنازل. . .
بارك الله فيك. . .
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[14 - 11 - 10, 01:40 م]ـ
قال ابن القيم في كتابه روضة المحبين ص160 ط دار الفوائد:
الفائدة الثانية من فوائد غض البصر:
أنه يورث القلب نورا وإشراقا يظهر في العين، وفي الوجه والجوارح، كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه. .
ولهذا _ والله أعلم _ ذكر الله سبحانه أنه النور في قوله تعالى: (الله نور السماوات والأرض). . عقيب قوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم). .
وجاء الحديث مطابقا لهذا، حتى كأنه مشتق منه، وهو قوله: " النظرة سهم من سهام إبليس، فمن غض بصره عن محاسن امرأة أورث الله قلبه نورا ". .
ـ[محب الدين بن عبد الله المصري]ــــــــ[14 - 11 - 10, 05:09 م]ـ
كان ابن القيم -رحمه الله- ذا لهجة صادقة، وقلب سليم، لله دره.
جزاكم الله خيرا أخانا عليّا، وبوركت.
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[15 - 11 - 10, 01:28 م]ـ
وقال في ص 288:
وتأمل قوله تعالى: (أتيناه أياتنا) فأخبر أن ذلك إنما حصل له بإيتاء الرب له لا بتحصيله هو. .
ثم قال: (فانسلخ منها) ولم يقل: فسلخناه، بل أضاف الانسلاخ إليه، وعبر عن براءته منها بلفظة الانسلاخ الدالة
على تخلية عنها بالكلية، وهذا شأن الكافر.
أما المؤمن _ ولو عصى الله تبارك وتعالى ما عصاه _ فإنه لا ينسلخ من الإيمان بالكلية. .
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[17 - 11 - 10, 06:23 م]ـ
وقال في ص 250:
" ولهذا تجد الكسالى أكثر الناس هماً، وغماً، وحزناً، وليس لهم فرح، ولا سرور، بخلاف أرباب النشاط، والجد في العمل أي عمل كان، فإن كان النشاط في عمل هم عالمون بحسن عواقبه، وحلاة غايته؛ كان التذاذهم بحبه، ونشاطهم فيه أقوى "
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[17 - 11 - 10, 06:32 م]ـ
وقال في ص374:
" والزهد خمسة أقسام: زهد في الدنيا، وزهد في النفس، وزهد في الجاه والرئاسة، وزهد فيما سوى المحبوب، وزهد في كل إرادة تخالف مراد المحبوب، وهذا إنما يحصل بكمال المتابعة لرسول الحبيب".
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[17 - 11 - 10, 09:58 م]ـ
وقال في ص386:
" و أما الغيرة على المحبوب فإنما تحمد حيث يحمد الاختصاص بالمحبوب، ويذم الاشتراك فيه شرعا، وعقلا، كغيرة الإنسان على زوجته. . .
ولما لم يميز كثير من الصوفية بين هاتين الغيرتين؛ وقع في كلامهم تخبيط قبيح، وأحسن أمره أن يكون من السعي المغفور، لا المشكور.
وكان بعض جهلتهم إذا رأى من يذكر الله، أو يحبه يغار منه، وربما سكته؛ إن أمكنه، ويقول: غيرة المحب تحملني على هذا، وإنما ذلك حسد، وبغي، وعدوان، ونوع معادة لله، ومراغمة لطريق رسله، أخرجوها في قالب الغيرة، وشبهوا محبة الله بمحبة الصور من المخلوقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/486)
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[18 - 11 - 10, 02:12 ص]ـ
وقال في ص515:
" وتأمل قوله تعالى في الشفاعة الحسنة {يكن له نصيب منها} وفي السيئة {يكن له كفل منها} فإن لفظ الكفل يشعر بالحمل، والثقل، ولفظ النصيب يشعر بالحظ الذي ينصب طالبه في تحصيله، وإن كان كل منهما يستعمل في الأمرين عند الانفراد، ولكن لما قرن بينهما حسن اختصاص حظ الخير بالنصيب، وحظ الشر بالكفل "
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 01:39 ص]ـ
وقال في ص554:
" فالمحبة شجرة في القلب، عروقها الذل للمحبوب، وساقها معرفته، وأغصانها خشيته، وورقها الحياء منه، وثمرتها طاعته، ومادتها التي تسقيها ذكره،
فمتى خلا الحب عن شيء من ذلك؛ كان ناقصا. . "
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[19 - 11 - 10, 05:42 م]ـ
وقال رحمه الله في ص564:
ولو لم يكن في محبة الله إلا أنها تنجي محبه من عذابه؛ لكان ينبغي للعبد أن لا يتعوض عنها بشيء أبدا.
وسئل بعض العلماء: أين تجد في القرآن أن الحبيب لا يعذب حبيبه؟ فقال: في قوله تعالى: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم}.
وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل بن يونس عن الحسن رضي الله عنه أن النبي قال: " والله لا يعذب الله حبيبه! ولكن قد يبتليه في الدنيا ".
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[20 - 11 - 10, 06:33 م]ـ
وقال رحمه الله ص648:
(في ذم الهوى و ما في مخالفته من نيل المنى)
" الخمسون. . إذا تأملت السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، وجدتهم إنما نالوا ذلك الظل بمخالفة الهوى. .
فإن الإمام المسلط القادر لا يتمكن من العدل إلا بمخالفة هواه. .
والشاب المؤثر لعبادة الله على داعي شبابه لولا مخالفة هواه لم يقدر على ذلك. .
والرجل الذي قلبه معلق بالمساجد إنما حمله على ذلك مخالفة الهوى الداعي له إلى أماكن اللذات. .
والمتصدق المخفي لصدقته عن شماله لولا قهره لهواه لم يقدر على ذلك. .
والذي دعته المرأة الجميلة الشريفة فخاف الله عز وجل وخالف هواه. .
والذي ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه من خشيته إنما أوصله إلى ذلك مخالفة هواه. ."(130/487)
هل خوفنا من (الله) كخوف النساء ليس له ثبوت.!
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 08 - 10, 08:09 م]ـ
قال الإمام السَّرِيُّ بنُ المُغَلِّسِ السَّقَطِيُّ –رحمه الله-:
الخوف على ثلاثة أوجه /
خوف في الدين وهو موجود في العامة يعلمون أنه يجب الخوف من الله عز وجل
وخوف عارض عند تلاوة القرآن والقصص رقة كرقة النساء [ليس] لها ثبوت
وخوفٌ مزعجٌ مقلقٌ يُنحلُ القلبَ والبدن ويذهب بالنوم والطعم؛
ولا يسكن خوف الخائف أبداً حتى يأمن ما يخاف.
شعب الإيمان (1/ 519)(130/488)
ما هو الفرق بين "الساذج" و"الطيب"؟
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 11:01 م]ـ
ما هو الفرق بين "الساذج" و"الطيب"؟
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[20 - 08 - 10, 12:11 ص]ـ
هناك خيط رفيع بين السذاجة والطيبة مثل ما هناك خيط رفيع بين الجنون والعبقرية وبين الثقة في النفس والغرور
حسب ما أعتقد فإن التعامل بخلق طيب مع من يستحق هو طيبة
أما التعامل بطيب مع من لا يستحق فهو سذاجة
هذا والله أعلم(130/489)
من اقوال العلامة يوسف بن العلامة عبدالله بن عودة بن صوفان القدومي النابلسي الحنبلي
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[19 - 08 - 10, 11:38 م]ـ
من اقوال العلامة يوسف بن العلامة عبدالله بن عودة بن صوفان القدومي النابلسي الحنبلي الأثري: (الدين الاسلامي فكما أنه قوم اعوجاج المعنويات، و أتى بما يعالج أمراضها الرديئة كالأحقاد و الضغائن و العداوات و البغضاء و الحسد و الكبر و العجب و الاستهزاء و السخرية و الازدراء بقدر الناس و غمط حقوقهم، و غيرها من الصفات الذميمة، و حث على أضدادها من النعوت الحسنة و الأخلاق الفاضلة، فكذالك قوم اعوجاج الماديات، و أتى بما يصلحها كالاموال و معاملات الناس مثل العقود الجائزة، و أهمها حفظ الصحة التي هي راس الماديات و عليها تدور، و القرآن الكريم قد أتى من ذالك بما يكون قانونا ينبني عليه حفظها كقوله تعالى: (و كلوا و اشربوا و لا تسرفوا)، و السنة المطهرة قد بينت تفرعات هذا القانون، و اعتنت في شرح مواده بما يكفي و يشفي).
اعتنى بنقله
محمود غسان غنام
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 10:54 م]ـ
نرجوا من الأفاضل في هذا الملتقى التعقيب على ما نقلنه ...............(130/490)
هل يجوز التسمي ب (جواد)
ـ[الروميصاء السلفية]ــــــــ[19 - 08 - 10, 11:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز التسمي ب (جواد)
بارك الله فيكم ...
ـ[الروميصاء السلفية]ــــــــ[20 - 08 - 10, 01:38 ص]ـ
هل من مجيب!!!!
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 01:41 ص]ـ
وعليم السلام ورحمة الله وبركاته
لا بأس بذلك
كعليٍ وحكيمٍ وغيرِها من الأسماء إن صحّت الإحاديث في تسمية الله جل وعلا بالجواد
والله أعلم وأحكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 01:42 ص]ـ
مكرر
ـ[الروميصاء السلفية]ــــــــ[20 - 08 - 10, 01:42 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 07:15 م]ـ
مكرر
أين هو مكرر؟؟ آمل وضع الرابط
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 07:53 م]ـ
جاء في الصحيح: أنه يقال يوم القيامة للمنفق ماله رياء "كذبت. ولكنك اردت ان يقال فلان جواد فقد قيل ... "
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 10:59 م]ـ
أين هو مكرر؟؟ آمل وضع الرابط
أيُّ رابطٍ حفظك الله؟؟
إنما أرسلت المشاركة مرتين خطأً والمشاركة كما لا يخفى لا يُمكن حذفها بالكلية
فوضعت بدلها كلمة (مكرر)!!
لكن يبدو أن الجوع أخَذَ منك كل مأخذ يا أبا حمد!! (ابتسامة شبعان)!!
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 11:51 م]ـ
الأمر كما ذكرت!!
أضحك الله سنك أخي أبا العز
ـ[عبد الحفيظ الحامدي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 01:30 ص]ـ
الحمد لله وحده
يكره ذلك و الله أعلم
بحيث لو جئت تسأل عن جواد و تبحث عنه و لم تجده
يُقال لك ليس هنا أي ليس عندنا الجود و السخاء و الكرم
لعله يُفهم منك هذا
كما ذكره لنا شيخنا في أحد دروسه
و الله أعلم
ـ[عبد الرحمن الطويل]ــــــــ[21 - 08 - 10, 05:25 ص]ـ
أكرهه ..
مخالفةً للروافض
إذ يُسمون به من حيث هو لقب أحد الأئمة الاثنى عشر عندهم، و ألقاب سائرهم كـ (باقر)، و (كاظم)، و (رضا).
إلا إذا كانت التسمية به شائعة عند أهل السنة من أهل المصر كـ (صادق)، و (هادي).
و لا أعلم (جواد) شائعاً عند أهل السنة ـ في مصري على الأقل.(130/491)
لم أقف علي التوفيق بين العقل و النقل حول مسألة الرعد
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[20 - 08 - 10, 02:09 ص]ـ
نص الحديث:
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو نعيم، عن عبد الله بن الوليد، وكان يكون في بني عجل، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: " ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله، فقالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر، قالوا: صدقت، فأخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه؟ قال: اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئا يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها فلذلك حرمها، قالوا: صدقت "
هذا حديث حسن صحيح غريب
لكنني يا أخوتي في الله درست في البيولوجيا أن هذا لا يكمن أن يكون بالصورة هذه من تصادم الذرات السالبة و الموجبة و أنا لا أرد نصا صح عن النبي صلي الله عليه و سلم معاذ الله أن أكون من الكافرين
بحثت حول هذه المسألة و قال لي بعض المشايخ التالي: أنها علوم إفتراضية علي عكس العلوم الشرعية فإنها تفيد اليقين (و هذا أنا متيقن به لا شك).
و قال لي خذ هذه القاعدة: النص الصحيح لا يخالف العقل الصريح أو هكذا في ما معناه.
و قال لي: انت مازلت طالب علم مبتدأ لولا ذالك لنصحتك بكتاب درء تعارض النقلو العقل للعلامة ابن تيمية.
فهل من توجيه أخوتي في الله حول هذه المسألة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 05:10 ص]ـ
أحسن ما يقال في هذه الأبواب هو عدم امتناع الجمع بين السبب الغيبي والسبب المشاهد. ز
فالنيل ينبع من الجنة (السبب الغيبي) وينبع من بحيرات أوغندا (السبب المشاهد) ..
فهذه الأخبار هي من قبيل الغيب الذي يؤمن به ولا يحكم العقل بامتناعه، ولا يلزم من مجيء السمع بالسبب الغيبي إرادة الشرع إلغاء السبب المشاهد. ز
وتعدد المؤثرات في الأثر الواحد أمر معلوم ولا يمتنع أن ينتج الأثر عن مؤثر غيبي وومؤثر مشاهد ..
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 07:39 ص]ـ
أحسنت شيخنا أبا فهر السلفي .. !
فلا يوجد تعارض بين السبب الغيبي والسبب المادي ..
ولهذا أمثلة لا تحصى ..
منها مثلاً: ما يحدث عند الموت ..
فإن السبب المادي هو توقف عضلة القلب والتنفس وهبوط الدورة الدموية ..
وهو لا يعارض السبب الغيبي الذي هو أخذ الروح بواسطة ملك الموت ..
ومنها كذلك: ما يحدث عند الولادة ..
فإن المولود يشرع في البكاء نتيجة لنشاط مركز التنفس ولفتح الحويصلات الهوائية في الرئة ..
وهذا السبب المادي لا يعارض السبب الغيبي الذي هو نخس الشيطان للطفل حال ولادته ..
والأمثلة كثيرة جدًا في هذا الصدد ..
والله أعلم.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 02:42 م]ـ
جزاك الله خير أخي أبو جاد ..
أحسنتنما أخي أبا فهر و دهشام، فقد أفدتم وأجدتم ..
لزيادة الفائدة:
حقيقة الرعد بين الآثار والرؤية العلمية الحديثة!
المجيب د. عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التاريخ الثلاثاء 21 ذو القعدة 1427 الموافق 12 ديسمبر 2006
السؤال
كيف نوفق بين الرؤية العلمية الحديثة لحدوث الرعد، وبين ما ورد في حديث خمسة الأشياء التي سأل عنها اليهود الرسول –صلى الله عليه وسلم- وتفسيره صلى الله عليه وسلم لظاهرة الرعد؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد روى الإمام أحمد في مسنده (2483)، والترمذي مختصراً (3117)، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 55)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 305)، وصححه الضياء في المختارة (10/ 69) وغيرهم من طريق بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- في حديث طويل -وشاهده قول ابن عباس-: أقبلت يهود إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا أبا القاسم! إنا نسألك عن خمسة أشياء: فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ قالوا: الله على ما نقول وكيل! قال: "هاتوا! " فسألوه عن هذه الأمور، ومنها: قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: "مَلَكٌ من ملائكة الله عز وجل، موكل بالسحاب بيده -أو في يده- مخراق من نار يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمر الله"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/492)
قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع؟ قال: "صوته ... " الحديث.
غير أن هذه الزيادة التي فيها ذكر الرعد والملك الموكل به زيادة لا تصح؛ فقد تفرد بها بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير كما نص عليه أبو نعيم في الحلية، ولعل هذا ما جعل الإمام الترمذي يقول عنه: حسن غريب. وهو تضعيف منه كما هو ظاهر.
وما دلّ عليه الحديث -مع ضعفه ونكارة إسناده- هو قول جمهور المفسرين، كما قال أبو عمر ابن عبدالبر: -في الاستذكار 8/ 588 - : "جمهور أهل العلم من أهل الفقه والحديث يقولون: الرعد: ملك يزجر السحاب، وقد يجوز أن يكون زجره لها تسبيحاً؛ لقول الله تعالى: (ويسبح الرعد بحمده) [الرعد: 13]،وينظر: تفسير ابن جرير (1/ 150).
والقول الآخر في تفسير صوت الرعد هو أنه ريح، كما هو قول ابن عباس، ومجاهد -ولهما قول يوافق قول الجمهور-، وقد عبّر عنه ابن جرير بقوله:
(ريح تختنق تحت السحاب، فتصاعد، فيكون منه ذلك الصوت)، ينظر: تفسير ابن جرير (1/ 151).
وإذا تبيّن أنه لا يوجد شيء مرفوع في هذا الباب، وأن الراوية عن ابن عباس مختلفة، فيمكن حينئذٍ أن ننظر في البحوث العلمية التي ظهرت في العصر الحاضر، والتي قد تعين على فهم حقيقة صوت الرعد، حيث يقول بعض الباحثين:
إن قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) هو أحد آيات ثلاث في القرآن الكريم تتحدث عن المطر، وأنواع السحب، وهذه الآية هي الآية المذكورة هنا، وقوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم:48].
وقوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً) [النبأ:15 - 16].
وقد قسم علماء الطقس -في العصر الحديث- أنواع السحب إلى ثلاثة أنواع رئيسة:
السحب الركامية: وإليها تشير الآية الأولى (آية النور).
السحب المبسوطة: وإليها تشير الآية الثانية (آية الروم).
سحب الأعاصير: وإليها تشير الآية الثالثة (آية النبأ).
وهذه الأنواع الثلاثة تتفرع عنها أنواع كثيرة أوصلها بعضهم إلى ثمانين نوعاً، وبعضهم اختصرها في اثني عشر نوعاً، ولكنها ترجع في أصلها إلى هذه الأنواع الثلاثة المذكورة في القرآن الكريم.
والقرآن الكريم يحدثنا عن كل نوع من هذه الأنواع، ويبين لنا خصائصه ومميزاته، وننقل لك ملخصاً عما قاله علماء الطقس في هذا العصر عن النوع الأول، وهو المذكور في الآية التي سألت عنها، وهو السحب الركامية.
يقولون: وطبيعة هذا النوع من السحب أنها ضخمة كبيرة، ولكن مساحتها صغيرة، حيث تمتد ثمانية كيلومترات، وإذا توسعت فلا تتجاوز عشرة كيلومترات، ولكنها تتصاعد عموديًّا، وتتراكم فوق بعضها حتى يصل حجم الواحدة منها إلى حوالي عشرين كيلومتراً كأنها جبل.
هذه السحب تتكون من ثلاث طبقات:
الطبقة السفلى: وهي القريبة منا، مملوءة بنقاط الماء الصغيرة.
وأما الطبقة الوسطى: فيوجد بها بخار ماء درجته أقل من الصفر؛ لأنه في ضغط أقل من الضغط الجوي. وهذا البخار يتجمد بسرعة عندما يصطدم بأي جسم صلب.
وأما الطبقة العليا: فتوجد بها بلورات الثلج الجامدة، وعندما تنزل هذه البلورات تصطدم ببخار الماء في الطبقة الوسطى الجاهزة للتجمد فيتجمد حواليها، فيتكون البرد فيبدأ ينزل، فيصيب نقاط الماء في الطبقة السفلى، فتتجمع حوله فينزل مطراً.
وهذا النوع من السحب في داخله تيار هوائي قوي يصعد للأعلى فيبرد، وينزل للأسفل فيسخن، وصعوده ونزوله مستمر، وعملية التدفئة والتبريد مستمرة، والبرودة التي تجمع حولها الماء من قوة التيار يدفعها إلى الأعلى، فيحيط بها مزيد من الجليد فتكبر وتثقل، فتنزل لتصيب مزيداً من بخار الماء المبرد فيتجمع حواليها، فتثقل فتنزل أكثر، فيأتي التيار الهوائي ليصعد بها. تستمر هذه العملية إلى أن يأتي وقت لا يستطيع التيار الهوائي أن يرفعها، لأنها تكون ثقيلة جدًّا، فتبدأ بالنزول، فتذوب شيئاً فشيئاً إلى أن تصل إلى الأرض وهي صغيرة الحجم.
ويثبت العلم الحديث أن هذا النوع من السحب (الركامي) يختلف عن غيره، فهو الذي يحدث فيه البرق والرعد يقول تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ).
ويقولون: إن البرق يسببه البَرَدُ بانتقاله من أسفل إلى أعلى، فتتغير شحناته الكهربائية، ومع انتقال الشحنات الكهربائية وتجمعها يحدث تفريغ، فتحدث شرارة، ويحدث وراءها صوت الرعد بسبب خلخلة الهواء، ومن هنا يحدث الرعد والبرق.
ولهذا قال تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) والضمير في (بَرْقِهِ) يعود إلى البَرَدِ، لأنه أقرب مذكور، وقيل إلى السحاب.
وإذا قرأنا الآية الكريمة وتأملنا ما ذكره علماء الطقس علمنا أن هذا القرآن من عند الله تعالى، وأنه معجزة الإسلام الخالدة، وصدق الله العظيم حيث يقول: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [فصلت:53].
أرجو أن يكون هذا الجواب مزيلاً للإشكال الذي استشكله الأخ السائل. وبالله التوفيق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-116820.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/493)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[22 - 08 - 10, 12:04 ص]ـ
لزيادة الفائدة:
حقيقة الرعد بين الآثار والرؤية العلمية الحديثة!
المجيب د. عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التاريخ الثلاثاء 21 ذو القعدة 1427 الموافق 12 ديسمبر 2006
السؤال
كيف نوفق بين الرؤية العلمية الحديثة لحدوث الرعد، وبين ما ورد في حديث خمسة الأشياء التي سأل عنها اليهود الرسول –صلى الله عليه وسلم- وتفسيره صلى الله عليه وسلم لظاهرة الرعد؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد روى الإمام أحمد في مسنده (2483)، والترمذي مختصراً (3117)، وابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 55)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 305)، وصححه الضياء في المختارة (10/ 69) وغيرهم من طريق بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- في حديث طويل -وشاهده قول ابن عباس-: أقبلت يهود إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقالوا: يا أبا القاسم! إنا نسألك عن خمسة أشياء: فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك، فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه، إذ قالوا: الله على ما نقول وكيل! قال: "هاتوا! " فسألوه عن هذه الأمور، ومنها: قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال: "مَلَكٌ من ملائكة الله عز وجل، موكل بالسحاب بيده -أو في يده- مخراق من نار يزجر به السحاب، يسوقه حيث أمر الله" قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع؟ قال: "صوته ... " الحديث.
غير أن هذه الزيادة التي فيها ذكر الرعد والملك الموكل به زيادة لا تصح؛ فقد تفرد بها بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير كما نص عليه أبو نعيم في الحلية، ولعل هذا ما جعل الإمام الترمذي يقول عنه: حسن غريب. وهو تضعيف منه كما هو ظاهر.
وما دلّ عليه الحديث -مع ضعفه ونكارة إسناده- هو قول جمهور المفسرين، كما قال أبو عمر ابن عبدالبر: -في الاستذكار 8/ 588 - : "جمهور أهل العلم من أهل الفقه والحديث يقولون: الرعد: ملك يزجر السحاب، وقد يجوز أن يكون زجره لها تسبيحاً؛ لقول الله تعالى: (ويسبح الرعد بحمده) [الرعد: 13]،وينظر: تفسير ابن جرير (1/ 150).
والقول الآخر في تفسير صوت الرعد هو أنه ريح، كما هو قول ابن عباس، ومجاهد -ولهما قول يوافق قول الجمهور-، وقد عبّر عنه ابن جرير بقوله:
(ريح تختنق تحت السحاب، فتصاعد، فيكون منه ذلك الصوت)، ينظر: تفسير ابن جرير (1/ 151).
وإذا تبيّن أنه لا يوجد شيء مرفوع في هذا الباب، وأن الراوية عن ابن عباس مختلفة، فيمكن حينئذٍ أن ننظر في البحوث العلمية التي ظهرت في العصر الحاضر، والتي قد تعين على فهم حقيقة صوت الرعد، حيث يقول بعض الباحثين:
إن قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) هو أحد آيات ثلاث في القرآن الكريم تتحدث عن المطر، وأنواع السحب، وهذه الآية هي الآية المذكورة هنا، وقوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم:48].
وقوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً) [النبأ:15 - 16].
وقد قسم علماء الطقس -في العصر الحديث- أنواع السحب إلى ثلاثة أنواع رئيسة:
السحب الركامية: وإليها تشير الآية الأولى (آية النور).
السحب المبسوطة: وإليها تشير الآية الثانية (آية الروم).
سحب الأعاصير: وإليها تشير الآية الثالثة (آية النبأ).
وهذه الأنواع الثلاثة تتفرع عنها أنواع كثيرة أوصلها بعضهم إلى ثمانين نوعاً، وبعضهم اختصرها في اثني عشر نوعاً، ولكنها ترجع في أصلها إلى هذه الأنواع الثلاثة المذكورة في القرآن الكريم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/494)
والقرآن الكريم يحدثنا عن كل نوع من هذه الأنواع، ويبين لنا خصائصه ومميزاته، وننقل لك ملخصاً عما قاله علماء الطقس في هذا العصر عن النوع الأول، وهو المذكور في الآية التي سألت عنها، وهو السحب الركامية.
يقولون: وطبيعة هذا النوع من السحب أنها ضخمة كبيرة، ولكن مساحتها صغيرة، حيث تمتد ثمانية كيلومترات، وإذا توسعت فلا تتجاوز عشرة كيلومترات، ولكنها تتصاعد عموديًّا، وتتراكم فوق بعضها حتى يصل حجم الواحدة منها إلى حوالي عشرين كيلومتراً كأنها جبل.
هذه السحب تتكون من ثلاث طبقات:
الطبقة السفلى: وهي القريبة منا، مملوءة بنقاط الماء الصغيرة.
وأما الطبقة الوسطى: فيوجد بها بخار ماء درجته أقل من الصفر؛ لأنه في ضغط أقل من الضغط الجوي. وهذا البخار يتجمد بسرعة عندما يصطدم بأي جسم صلب.
وأما الطبقة العليا: فتوجد بها بلورات الثلج الجامدة، وعندما تنزل هذه البلورات تصطدم ببخار الماء في الطبقة الوسطى الجاهزة للتجمد فيتجمد حواليها، فيتكون البرد فيبدأ ينزل، فيصيب نقاط الماء في الطبقة السفلى، فتتجمع حوله فينزل مطراً.
وهذا النوع من السحب في داخله تيار هوائي قوي يصعد للأعلى فيبرد، وينزل للأسفل فيسخن، وصعوده ونزوله مستمر، وعملية التدفئة والتبريد مستمرة، والبرودة التي تجمع حولها الماء من قوة التيار يدفعها إلى الأعلى، فيحيط بها مزيد من الجليد فتكبر وتثقل، فتنزل لتصيب مزيداً من بخار الماء المبرد فيتجمع حواليها، فتثقل فتنزل أكثر، فيأتي التيار الهوائي ليصعد بها. تستمر هذه العملية إلى أن يأتي وقت لا يستطيع التيار الهوائي أن يرفعها، لأنها تكون ثقيلة جدًّا، فتبدأ بالنزول، فتذوب شيئاً فشيئاً إلى أن تصل إلى الأرض وهي صغيرة الحجم.
ويثبت العلم الحديث أن هذا النوع من السحب (الركامي) يختلف عن غيره، فهو الذي يحدث فيه البرق والرعد يقول تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ).
ويقولون: إن البرق يسببه البَرَدُ بانتقاله من أسفل إلى أعلى، فتتغير شحناته الكهربائية، ومع انتقال الشحنات الكهربائية وتجمعها يحدث تفريغ، فتحدث شرارة، ويحدث وراءها صوت الرعد بسبب خلخلة الهواء، ومن هنا يحدث الرعد والبرق.
ولهذا قال تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) والضمير في (بَرْقِهِ) يعود إلى البَرَدِ، لأنه أقرب مذكور، وقيل إلى السحاب.
وإذا قرأنا الآية الكريمة وتأملنا ما ذكره علماء الطقس علمنا أن هذا القرآن من عند الله تعالى، وأنه معجزة الإسلام الخالدة، وصدق الله العظيم حيث يقول: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [فصلت:53].
أرجو أن يكون هذا الجواب مزيلاً للإشكال الذي استشكله الأخ السائل. وبالله التوفيق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-116820.htm
سبحان الله اليوم في برنامج التفسير المباشر، تحدث الدكتور عمر المقبل عن حديث (شيبتني هود)، وكان أكثر تساهلا، حيث قال تقريبا نفس القول الذي قاله الدكتور حاتم العوني:
http://islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-106387.htm
حديث شيبتني هود وأخواتها. هل هو حديث صحيح؟
الجوابالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ولاه، أما بعد:
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "شيبتني هود وأخواتها" له طرق عديدة، وأقواها إسناداً حديث عقبة بن عامر –رضي الله عنه-: أن رجلاً قال: يا رسول الله، شِبْتَ! قال: "شيبتني هودٌ وأخواتها". أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 286 - 287)، وإسناده حسن.
وأمّا قول الدارقطني في سؤالات السهمي (رقم9): "شيبتني هود والواقعة" معتلة كلها. فيُحمل على وجوه رواية الحديث المشهورة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والتي أطال الدارقطني في ذكر اضطراب رواتها في العلل (1/ 193 - 211) (رقم 17)، (4/ 347 - 348).
وهذا الوجه المضطرب إن كان لا يصح إلا مرسلاً: كما ذهب إليه أبو حاتم الرازي في العلل (1394،1326)، فيبقى أنه نافع في المتابعات والشواهد.
وللحديث أكثر من وجه مرسل تؤيّد ثبوته (طبقات ابن سعد: 1/ 374 - 376). ولذلك حسّن الترمذي الحديث، مع كونه عرض لذكر علله والاختلاف فيه (رقم3297).
ومما يستأنس به ما صحّ عن العالم الزاهد الثقة أبي علي محمد بن عمر بن شَبُّوْيَه الشَبُّوْيِيّ (المتوفى بين 370هـ إلى 380هـ) أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فقال: "يا رسول الله رُوي عنك أنك قلت: "شيبتني هود"؟ قال: نعم. فقال: ما الذي شيبك منها: قصص الأنبياء، وهلاك الأمم؟ قال: "لا، ولكنه قوله تعالى: "فاستقم كما أمرت" [هود:112] شعب الإيمان للبيهقي (2215)، وتاريخ الإسلام للذهبي (8/ 497). والله أعلم. والحمد لله رب البرية والصلاة والسلام على هادي البشرية وعلى أزواجه والذريّة.
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/495)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[22 - 08 - 10, 12:13 ص]ـ
أحسن ما يقال في هذه الأبواب هو عدم امتناع الجمع بين السبب الغيبي والسبب المشاهد.
فالنيل ينبع من الجنة (السبب الغيبي) وينبع من بحيرات أوغندا (السبب المشاهد) ..
فهذه الأخبار هي من قبيل الغيب الذي يؤمن به ولا يحكم العقل بامتناعه، ولا يلزم من مجيء السمع بالسبب الغيبي إرادة الشرع إلغاء السبب المشاهد.
وتعدد المؤثرات في الأثر الواحد أمر معلوم ولا يمتنع أن ينتج الأثر عن مؤثر غيبي وومؤثر مشاهد ..
بارك الله في أخي أبا فهر هذا كلام في غاية النفاسة.
وكم سمعنا عن قضايا علم الأرصاد الجوية والتوقعات والأقاليم المناخية، ويحتبس المطر، ثم لا ينفع المطر الاصطناعي ولا شيء، و يسرع المسلمون لصلاة الاستسقاء، فيسقط المطر بعد احتباسه والحمد لله تعالى. فأين الوصف العلمي لهذه الحالة التي أكدها أحد كبار أهل العلم، ولا أقصد العلم الشرعي، بل علم المناخ والأرصاد، وقد سمعته بأذني يتكلم عن تجربة دولة انتظرت المطر سبع سنوات، وبعد صلاة الاستسقاء انهمر المطر.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:08 ص]ـ
الأخت أم عبد الله، ماذا تقصدين بقولك عن الشيخ عمر (أكثر تساهلا)؟ نفع الله بك
ـ[أبو مالك بن الليث السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك بن الليث السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:10 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:54 ص]ـ
بارك الله فيكم و زادنا و إياكم علما.
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[22 - 08 - 10, 04:06 ص]ـ
ولماذا لا يجوز أن يقرأ طالب العلم المبتدأ كتاب درء تعارض النقل والعقل؟؟؟
ـ[علي السلوم]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:29 ص]ـ
جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى [24/ 263
" وما بعدها] وَأَمَّا " الرَّعْدُ وَالْبَرْقُ " فَفِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ فِي التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ {أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الرَّعْدِ قَالَ: مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مخاريق مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ}. وَفِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ للخرائطي: عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الرَّعْدِ فَقَالَ: " مَلَكٌ وَسُئِلَ عَنْ الْبَرْقِ فَقَالَ: مخاريق بِأَيْدِي الْمَلَائِكَةِ - وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ - مخاريق مِنْ حَدِيدٍ بِيَدِهِ ". وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ آثَارٌ كَذَلِكَ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ أَقْوَالٌ لَا تُخَالِفُ ذَلِكَ. كَقَوْلِ مَنْ يَقُولُ: إنَّهُ اصْطِكَاكُ أَجْرَامِ السَّحَابِ بِسَبَبِ انْضِغَاطِ الْهَوَاءِ فِيهِ فَإِنَّ هَذَا لَا يُنَاقِضُ ذَلِكَ فَإِنَّ الرَّعْدَ مَصْدَرُ رَعَدَ يَرْعَدُ رَعْدًا. وَكَذَلِكَ الرَّاعِدُ يُسَمَّى رَعْدًا. كَمَا يُسَمَّى الْعَادِلُ عَدْلًا. وَالْحَرَكَةُ تُوجِبُ الصَّوْتَ وَالْمَلَائِكَةُ هِيَ الَّتِي تُحَرِّكُ السَّحَابَ وَتَنْقُلُهُ مِنْ مَكَانٍ إلَى مَكَانٍ وَكُلُّ حَرَكَةٍ فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ فَهِيَ عَنْ الْمَلَائِكَةِ وَصَوْتُ الْإِنْسَانِ هُوَ عَنْ اصْطِكَاكِ أَجْرَامِهِ الَّذِي هُوَ شَفَتَاهُ وَلِسَانُهُ وَأَسْنَانُهُ وَلَهَاتُهُ وَحَلْقُهُ. وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَكُونُ مُسَبِّحًا لِلرَّبِّ. وَآمِرًا بِمَعْرُوفِ وَنَاهِيًا عَنْ مُنْكَرٍ. فَالرَّعْدُ إذًا صَوْتٌ يَزْجُرُ السَّحَابَ وَكَذَلِكَ الْبَرْقُ قَدْ قِيلَ: لَمَعَانُ الْمَاءِ أَوْ لَمَعَانُ النَّارِ وَكَوْنُهُ لَمَعَانَ النَّارِ أَوْ الْمَاءِ لَا يُنَافِي أَنْ يَكُونَ اللَّامِعُ مِخْرَاقًا بِيَدِ الْمَلَكِ فَإِنَّ النَّارَ الَّتِي تَلْمَعُ بِيَدِ الْمَلَكِ كَالْمِخْرَاقِ مِثْلَ مُزْجِي الْمَطَرِ. وَالْمَلَكُ يُزْجِي السَّحَابَ كَمَا يُزْجِي السَّائِقُ لِلْمَطِيِّ.
وَالزَّلَازِلُ مِنْ الْآيَاتِ الَّتِي يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ كَمَا يُخَوِّفُهُمْ بِالْكُسُوفِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْآيَاتِ وَالْحَوَادِثُ لَهَا أَسْبَابٌ وَحِكَمٌ فَكَوْنُهَا آيَةً يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهَا عِبَادَهُ هِيَ مِنْ حِكْمَةِ ذَلِكَ.
وَأَمَّا أَسْبَابُهُ: فَمِنْ أَسْبَابِهِ انْضِغَاطُ الْبُخَارِ فِي جَوْفِ الْأَرْضِ كَمَا يَنْضَغِطُ الرِّيحُ وَالْمَاءُ فِي الْمَكَانِ الضَّيِّقِ فَإِذَا انْضَغَطَ طَلَبَ مَخْرَجًا فَيَشُقُّ وَيُزَلْزِلُ مَا قَرُبَ مِنْهُ مِنْ الْأَرْضِ. وَأَمَّا قَوْلُ بَعْضِ النَّاسِ: إنَّ الثَّوْرَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ فَيُحَرِّكُ الْأَرْضَ فَهَذَا جَهْلٌ وَإِنْ نُقِلَ عَنْ بَعْضِ النَّاسِ وَبُطْلَانَهُ ظَاهِرٌ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَتْ الْأَرْضُ كُلُّهَا تُزَلْزَلُ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/496)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:51 ص]ـ
الأخت أم عبد الله، ماذا تقصدين بقولك عن الشيخ عمر (أكثر تساهلا)؟ نفع الله بك
ونفع الله بك وجعلك من العلماء العاملين.
ما قصدته أنه نقل عند كلامه عن حديث (شيبتني هود) تعليلا من بعض العلماء للحديث، مع هذا يرى أنه، وكما يظهر من كلامه للعامة في مقابلته أن الحديث لا بأس بالأخذ به، أما في حديثه عن حديث (الرعد ملك) لم ينقل أن أحدا من العلماء ضعفه، طبعا هذا ما يبدو لي، مع نقله لقول ابن عبدالبر: -في الاستذكار 8/ 588 - : "جمهور أهل العلم من أهل الفقه والحديث يقولون: الرعد: ملك يزجر السحاب، وقد يجوز أن يكون زجره لها تسبيحاً؛ لقول الله تعالى: (ويسبح الرعد بحمده)، هذا والله أعلم.
قال الدكتور عمر المقبل بارك الله فيه في مقابلته:
" وقد ورد في فضلها حديث مشهور روي من عدة طرق عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم حديث ابن عباس وحديث أبو بكر وحديث ابن جحيفة وغيرهم لكن الذي يظهر لي بعد مراجعة هذه الطرق أن جميع الطرق التي روي بها هذا الحديث مرسلة ولكن على طريقة الإمام الشافعي رحمه الله وعليها عمل الإمام أحمد رحمه الله وهو من أهل الصنعة في هذا الفن أن تنوع مخارج المراسيل يُحدِث لها قوة وهو في مثل هذا الباب في باب الفضائل لو قال قائل بأن الحديث لا بأس به بمجموع هذه الطرق المرسلة التي تنوعت مخارجها فإنه له وجه ولو قال أحد بضعفه كما رجّح الدارقطني والترمذي وأبو حاتم إرسال عدد من الطرق بل إن الدارقطني قال كما في إرسالات السهمي قال كل طرقه معلولة لما قيل "يا رسول الله شبت قال شيبتني هود وأخواتها" لكن مما يُستظرف هنا أن البيهقي رحمه الله ذكر عن شيخه أبي عبد الرحمن السلمي -ليس التابعي- صاحب طبقات الصوفية عن شيخه أبي علي السري قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله شيبتك هود؟ قال نعم، قال قلت يا رسول الله هلاك الأمم وعذاباتها؟ قال لا، قلت فأي شيء شيّبك؟ قال قوله تعالى (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ (112))، لكن هذه منامات يستأنس بها ولا يحتج بها. " أهـ
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[25 - 08 - 10, 11:10 م]ـ
سؤال: اين التساهل في ذلك؟ وعبارة الشيخ واضحة وعلمية كما هو ظاهر فهو يقول: لو قال قائل .. ثم قال: ولو قال بضعفه ...
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[26 - 08 - 10, 01:59 م]ـ
فهل من توجيه أخوتي في الله حول هذه المسألة؟ بارك الله فيك ..
الحديث الذي ورد فيه أن اليهود سألوا الرسول صلوات الله وسلامه عليه عن الرعد هو حديث منكر: تفرّد به بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً. وقد رُويت أسئلة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلّم عن ابن عباس من وجه آخر ليس فيها السؤال عن الرعد. بل الصحيح أنه من كلام ابن عباس موقوفاً:
- فقد أعلّ البخاريُّ حديثَ بكير في تاريخه الكبير (رقم 1878)، بمخالفته حبيب بن أبي ثابت الذي روى الحديث عن سعيد موقوفاً على ابن عباس. قال البخاري: ((بكير بن شهاب: يُعَدّ في الكوفيين. عن: صالح بن سلمان. روى عنه: مبارك بن سعيد. قال لي أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن الوليد، عن بكير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "أقبلت يهود فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه. قال: كان يسكن البدو، فاشتكى عرق النسا. فلم يجد شيئاً يلاومه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها. قالوا: صدقت". وقال الثوري: عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله. قال أبو عبد الله: حدثناه محمد بن يوسف وغير واحد، عن سفيان)). اهـ
- وقال الترمذي (3117): ((حسن غريب)). اهـ
- وقال أبو نعيم في الحلية (4/ 304): ((غريب من حديث سعيد، تفرّد به بكير)). اهـ
- وقال ابن حجر في الفتح (8/ 166): ((وفي رواية لأحمد والطبري من طريق شهر بن حوشب عن ابن عباس: "عليكم عهد الله لئن أنا أنبأتكم لتبايعني؟ فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق". فذكر الحديث، لكن ليس فيه السؤال عن الرعد)). اهـ
- وقال الشوكاني في فتح القدير (1/ 76): ((وفي إسناده مقال)). اهـ
- وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند الإمام أحمد (2483): ((حسن دون قصة الرعد تفرد بها بكير بن شهاب، وهو لم يرو عنه سوى اثنين. وقال أبو حاتم: "شيخ". وقال الذهبي في الميزان: "عراقي صدوق". و قد توبع على حديثه هذا .. سوى قصة الرعد فهي منكرة)). اهـ
فهذه الزيادة المنكرة لا تُقبل مِن بكير بن شهاب لأنه ليس مِن أهل الاحتجاج:
- قال أبو حاتم: ((هو شيخ)).
- وقال المزي: ((روى له الترمذي والنسائي حديثاً واحداً، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد وغير ذلك)).
- وقال الذهبي: ((عراقي صدوق)).
- وقال ابن حجر: ((مقبول)).
فأما قول أبي حاتم ((شيخ))، فهذا يعني أنه دون الصدوق. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 37): ((ووجدتُ الألفاظَ في الجرح والتعديل على مراتب شتَّى:
1 - فإذا قيل للواحد إنه "ثقة" أو "متقن ثبت"، فهو مِمَّن يُحتجّ بحديثه.
2 - وإذا قيل له "صدوق" أو "محله الصدق" أو "لا بأس به"، فهو مِمَّن يُكتَب حديثه ويُنظَر فيه وهي المنزلة الثانية.
3 - وإذا قيل "شيخ"، فهو بالمنزلة الثالثة، يُكتب حديثه ويُنظَر فيه إلاّ أنه دون الثانية)). اهـ
فالشيخ دُون الصدوق، ولذلك قال ابن حجر في بكير بن شهاب: ((مقبول)). وقد فسّر القول في أهل هذه المرتبة بقوله في التقريب (1/ 24): ((السادسة: مَن ليس له مِن الحديث إلاّ القليل، ولم يثبت فيه ما يُترك حديثه من أجله. وإليه الإشارة بلفظ "مقبول" حيث يُتابَع، وإلاَّ فلَيِّن الحديث)). اهـ
وأما قول الذهبي: ((صدوق))، فإنّ أهل هذه المرتبة إذا تفرّدوا بالحديث صار حديثهم منكراً. قال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/ 140): ((وإنّ تفرُّد الصدوق ومَن دونه يُعَدّ منكراً)). اهـ
والخلاصة .. أنه لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء، وإنما وردت روايات موقوفة على بعض الصحابة وبعض التابعين مِن قولهم.
والله أعلى وأعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(130/497)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[27 - 08 - 10, 07:22 ص]ـ
- فقد أعلّ البخاريُّ حديثَ بكير في تاريخه الكبير (رقم 1878)، بمخالفته حبيب بن أبي ثابت الذي روى الحديث عن سعيد موقوفاً على ابن عباس. قال البخاري: ((بكير بن شهاب: يُعَدّ في الكوفيين. عن: صالح بن سلمان. روى عنه: مبارك بن سعيد. قال لي أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن الوليد، عن بكير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "أقبلت يهود فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عما حرم إسرائيل على نفسه. قال: كان يسكن البدو، فاشتكى عرق النسا. فلم يجد شيئاً يلاومه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها. قالوا: صدقت". وقال الثوري: عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله. قال أبو عبد الله: حدثناه محمد بن يوسف وغير واحد، عن سفيان)). اهـ
- وقال المزي: ((روى له الترمذي والنسائي حديثاً واحداً، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد وغير ذلك)).
بارك الله فيك، اسمح لي أخي بهذا السؤال:
كيف أعله البخاري بذلك، والبخاري لم يترجم لبكير بن شهاب في الضعفاء.
وأعتقد أنه بإتيانه بهذا الشاهد قوى الحديث، حتى أن بعض أهل العلم أشار إلى ثبوت الحديث ما خلا " السؤال عن الرعد كما أذكر "
وعبارة المزي التي نقلتها جيدة، فواضح والله أعلم وأحكم، أن المزي يشير إل أن البعض روى الحديث باختصار وبعضهم بتمامه، والبخاري شيخ هذه الطريقة، فإن وافقت على تقويته لللفظ الذي ذكرة، فليت أحدكم يثبت أنه أي البخاري ما قصد الرواية بتمامها، والله أسأل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، هذا والله أعلم وأحكم.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[27 - 08 - 10, 07:26 ص]ـ
سؤال: اين التساهل في ذلك؟ وعبارة الشيخ واضحة وعلمية كما هو ظاهر فهو يقول: لو قال قائل .. ثم قال: ولو قال بضعفه ...
أقصد المقارنة ولا أقصد المادة العلمية، بل المنهج والطريقة إذا صح التعبير.
ـ[اليماني]ــــــــ[27 - 08 - 10, 09:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
أريت أخي السائل الكريم لو انك أخذت جهاز التحكم عن بعد " الريموت كنترول " وشغلت به أي جهاز مثل المكيف أو التلفاز أو أمثالها ..
وأطلع على فعلك رجل هل يسوغ له أن يقول أن فلانا -يعنيك أنت- شغل تلك الألة؟!
وماتقول في آخر قال الألة اشتغلت بسبب تدفق الكهرباء وهي سيل من الالكترونات عبر مفتاح التشغيل الذي ربط مع دائرة كذا وكذا ومضى يذكر الالكترونات والمكثفات والدايودات ..
هل في هذين القولين تعارض؟؟
تأمل بارك الله فيك ..
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[28 - 08 - 10, 02:41 ص]ـ
كيف أعله البخاري بذلك، والبخاري لم يترجم لبكير بن شهاب في الضعفاء بارك الله فيكِ ..
تعارُض الرفع والوقف ليس بالضرورة متعلقاً بضعف الرواة، فقد يختلف ثقتان في رفع الحديث ووقفه أو في وصله وإرساله. والبخاريّ رحمه الله أشار مِن خلال الرواية الموقوفة إلى أنّ رواية بكير مرجوحة.
وأعتقد أنه بإتيانه بهذا الشاهد قوى الحديث إيراد البخاريّ لهذا الحديث في ترجمة بكير موهنٌ له وليس مقوياً! قال المعلمي في تعليقه على الفوائد المجموعة (هامش صفحة 167): ((وإخراجُ البخاريّ في التاريخ لايفيد الخبر شيئاً، بل يضره! فإنّ مِن شأن البخاريّ أن لا يُخرج الخبر في التاريخ إلا ليدلّ على وهن راويه)). اهـ
والله أعلى وأعلم(130/498)
أبناء يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[20 - 08 - 10, 04:55 ص]ـ
قال أبو زرعة الدمشقي: معاوية، وعبد الرحمن، وخالد، بنو يزيد بن معاوية إخوة، وكانوا من صالحي القوم.
ـ[أبو عزان]ــــــــ[20 - 08 - 10, 03:28 م]ـ
هل توجد لهم ذرية الآن؟ أم انقرضوا
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[20 - 08 - 10, 05:43 م]ـ
راجع كتابى " معاوية وابنه يزيد "
بقلم شيخ الاسلام رحمه الله
جمع وترتيب , طبعة دار ابن رجب المنصورة
جوال / 0020122368002
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[21 - 08 - 10, 12:57 ص]ـ
الأخ أبو عزان
هناك من يزعم أن ليزيد بن معاوية ذرية رحلوا من الأندلس إلى جنوب الجزيرة العربية وأسسوا ملكا في فترة مضت بمنطقة عسير السعودية حاليا
يكثر النقاش والأخذ والرد بهذا الخصوص بين أبناء عسير ولكنها معلومة أسوقها ولست بمتأكد منها
وهذا نقاش بهذا الخصوص لمن له جلد على القراءة المطولة وتتبع هكذا مواضيع حتى لو لم يصل لنتيجة شافيه
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13467
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=88422
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[29 - 09 - 10, 11:19 م]ـ
للرفع والفائدة ........(130/499)
هل صاحب الشركة يدفع زكاة السلعة. .. ؟
ـ[أم محمد]ــــــــ[20 - 08 - 10, 08:59 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أرجو ممن له علم بكيفية أداء زكاة الشركات أن يجيب عن هذا السؤال: عندما تحسب السلعة المخزونة هل يقيم ثمنها بثمن البيع أم الشراء؟ و حبذا لو تذكرون مصدر الفتوى بارك الله فيكم
ـ[أم محمد]ــــــــ[20 - 08 - 10, 06:08 م]ـ
للرفع رفع الله قدركم(130/500)
إمام المسجد، لا تضيق، ولا تحزن ...
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 05:46 م]ـ
إمام المسجد، لا تضيق، ولا تحزن ...
من الناس من رزقه الله إمامة المسلمين في الصلوات التي فرضها الله عليهم في مساجدهم، وفي جمعهم وأعيادهم وغير ذلك .. فهم على خير إذا ما أتقوا وأحسنوا. لأن فعلهم هذا من عمارة مساجد الله، وإقامة الجماعة فيها، قال تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ) [التوبة18].
أخي الإمام، لا تضيق ولا تحزن، إذا لم تجد من يصلي خلفك من الناس إلا القليل، وذلك في صلاة التراويح أو القيام. لا عليك أنت تصلى لله سبحانه، وربما كسبت أجراً عظيماً في أولئك الضعفة من كبار السن من الرجال والنساء الذي لا يجدون إلا مسجدهم فيصلون فيه.
احتسب الأجر عند الله .. تذكر دعائهم لك، تذكر أنك أنت سبب في جمعهم وصلاتهم في هذا المسجد لله، فهم بالله ثم بك .. لا عليك رتل القرآن، وعظ، ودرس عسى الله أن ينفع بك من خلفك ومن حضر درسك .. فما هي إلا ليال معدودة تمضي سريعاً، فالسعيد فيها من اغتنمها في طاعة الله، وقف بين يدي الله، دعاه وتضرع إليه، وسالت على خده دمعة توبة وخوف ورجاء، ما أعظمه من موقف، وأشرفه من وقت.
قال عاصم الأحول: قال لي فضيل الرقاشي، وأنا أسأله: يا هذا لا يشغلك كثرة الناس عن نفسك؛ فإن الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقل أذهب ها هنا، وها هنا، فينقطع عني النهار؛ فإن الأمر محفوظ عليك، ولم ير شيئاً قط هو أحسن طلباً، ولا أسرع إدراكاً، من حسنة حديثة لذنب قديم».
رواه ابن أبي الدنيا في الورع (1/ 96).
وعن بعض الحكماء: رحم الله امرأ لا يغره ما يرى من كثرة الناس، فإنه يموت وحده، ويقبر وحده، ويحاسب وحده.
كن سعيداً بالله وحده، كن سعيداً وأنت تصلي لله، لا تكن سعيداً بالناس، ولا للناس فقد يكون هذا أدعى لإخلاصك لله، وأنفع لك، بخلاف لو كثر خلف المصلون، فكثرة الناس تُدهش، وتخلف في كثير من الأحيان (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [البقرة 216].
ـ[السوادي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 12:11 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[21 - 08 - 10, 12:40 ص]ـ
أحسنَ اللهُ إليكَ أخي الحبيب
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[21 - 08 - 10, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خير
نصيحة ذهبية للأئمة
في زمن قلة العلم ربما ينجذب الناس للصوت الحسن حتى لو كان في القراءة لحن فاحش ولكن يبقى من الناس من يحرص على الصلاة مع الإمام صاحب العلم الذي يخشى الله ويتبع السنة
وربما واحد من هؤلاء المأمومين الحريصين على السنة يساوي الكثير ممن هو غيره
كذلك فإن حسن الصوت يكون عرضة للعجب والرياء أكثر من غيره والحمد لله على كل حال
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 01:16 ص]ـ
وربما واحد من هؤلاء المأمومين الحريصين على السنة يساوي الكثير ممن هو غيره
صدقت والله، بارك الله فيك ..
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[21 - 08 - 10, 01:16 ص]ـ
عزيتنا في حالنا جزاك الله خيرا
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 04:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحسنت في نصيحتك، وعزيتنا في حالنا.
جزاك الله خيرا
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 12:54 ص]ـ
وهذه النصيحة للدعاة أيضاً .. أيها الداعية .. لا تحزن ولا يضيق صدرك ..
كن سعيداً بالله وحده، كن سعيداً وأنت تدعو لله بإخلاص وصدق، لا تكن سعيداً بالناس، ولا للناس فقد يكون هذا أدعى لإخلاصك، وأنفع لك.
أسأل الله لنا ولكم الأجر والثواب، والثبات على دينه.
ـ[محمد العوض]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:14 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[22 - 08 - 10, 04:40 ص]ـ
جزاك الله عنا الأئمة خيرا فما اكبر فرحتي برمضان ولكن نغص على هؤلاء البعض الذين تركوا المسجد لشهرة فلان وسمعة فلان ومسجدهم اولى بهم اما علموا ان ذلك يحزن الامام، اراهم معي في المكتوبات ثلثي المسجد واما التراويح فلايكاد الصف الاول يكتمل بوركت رحمك الله ورفع قدرك
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[22 - 08 - 10, 04:49 ص]ـ
نصائح غالية ياشيخ ضيدان بارك الله فيكم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:24 ص]ـ
جزاكَ اللهُ خيراً، وشكرَ لكَ.
إمام المسجد، لا تضيق، ولا تحزن
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 07:54 ص]ـ
أخي عبد الرحمن السعودي، بارك الله فيك و أحسنت التنبيه
إمام المسجد، لا تضق، ولا تحزن
ليت أحد الإخوة المشرفين يصحح هذا جزاه الله الجنة في هذا الشهر الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/1)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 08 - 10, 09:09 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148218(131/2)
استئناف درس الشيخ محمد المختار الشنقيطي (شرح أحاديث الصيام من صحيح البخاري)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 05:53 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلامُ على رسول الله , وبعد
بعون الله ومشيئته سيستأنفُ فضيلةُ الشيخ الدكتور/ محمد بن محمد المختار الشنقيطي - عضو هيئة كبار العلماء , حرسه الله وتولاهُ - درسَهُ في شرح أحاديث الصيام من صحيح الإمام البخاري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , وسيكون الدرسُ عقبَ صلاة الفجر من يوم الأحد الثاني عشرَ من شهر رمضانَ المبارك لعام واحدِ وثلاثينَ وأربعمائةٍ وألفٍ من هجرة المُصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , بمكان الدرسِ المُعتاد الكائن قبالة الداخل للحرمِ شرقاً من باب 37 , نسألُ اللهَ تعالى أن يجزيَ عنَّا الشيخَ خيراً وأنْ يُجريَ الحقَّ على لسانهِ وعمَلِهِ , وأنْ يحفظهُ من بينِ يديهِ ومن خَلفهِ وعن يمينهِ وعن شمالهِ ويعيذهُ بعظمتهِ أن يُغتالَ من تحْتِه, وأن يكتُبَ خُطَاهُ , ويشكُرَ مسعاه , ويرفعَ قدرهُ , ويرحمَ أبويهِ ويغفرَ لهُما , ويجزيَ مشايخَهُ خيراً وينزلهم مقعدَ صدقٍ عندهُ.
ومن أراد الانتفاع عن طريق استخدام البث المباشر فليفعل ذلك عبر الرابط هُنا ( http://www.shankeety.net/Alfajr01Beta/index.php?module=Publisher§ion=Topics&action=ViewTopic&topicId=579)
ـ[أبو عبدالله الهويدفي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 01:34 م]ـ
تأجلت دورة المسجد النبوي لفضيلة الشيخ محمد المختار بسبب ظروفه الصحيه ...
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيه .. وأن يغفر له ولوالديه ...(131/3)
الحل الأمثل للذنوب: كيف تتعايش مع ذنوبك
ـ[حامد الإدريسي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 07:04 م]ـ
كيف تتعايش مع ذنوبك
نتحدث عن أمراضنا المزمنة، ذنوبنا التي أصبحت جزءا منا، واندرجت ضمن عاداتنا التي لم نعد نقدر على التخلي عنها، لأننا حاولنا مرارا ولم نفلح في ذلك، وكلما تذكرناها أو وقعنا فيها، شعرنا بذلك الشعور المحبط الذي يستيقظ بين الفينة والأخرى، فنحس بأننا مستسلمون لقيادها، ضعفاء أمام جاذبيتها، وننظر فنرى الهوة المفزعة التي تحدثها هذه الذنوب بيننا وبين ديننا وقيمنا ...
قد يكون شرب الدخان واحدا من هذه الأمراض المزمنة، وقد يكون المرض شيئا أكبر من ذلك وأشد، أو قد يكون أصغر وأقل خطرا، وقد يكون ذنبا فرديا نمارسه في خلواتنا، أو سلوكا جماعيا يقحمنا فيه المجتمع إقحاما، وتفرضه علينا علائقنا الاجتماعية، ولو مثلت بالغيبة وأكل نبات القات لما أبعدت ...
الذنوب التي نتكلم عنها تحديدا، والتي نحاول التعايش معها، هي ذنوب لها صفة الإدمان، بحيث أن الإقلاع عنها أمر شاق على النفس، فهي تغذي نفس الإنسان وتعطيها نصيبها من الخطأ وجرعتها من المعصية التي لا ينفك عنها بشر، بحيث تصبح مقدار ما يحتاج إليه ليرضي بشريته، وليحس بشيء من ذلك التمرد الذي يغذي غروره ودلاله على ربه (إن الإنسان لربه لكنود، وإنه على ذلك لشهيد)
وقبل أن نسرح في الموضوع، أحيي الثلة القليلة من الآخرين، السابقين السابقين (الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) فأولئك عن مقالتي مبعدون، وأرحب بالذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، عسى الله أن يتوب علينا وعليهم، (إن الله هو التواب الرحيم).
إن ضرورة الوقوع في الذنب هي أمر جبل الله عليه الثقلين من الإنس والجن، ولم يعصم منه إلا ملائكته المقربين، وأنبياءه المجتبين، على أن الراجح في عصمة الأنبياء أنهم يحصل منهم الذنب الخفيف لكنهم لا يقرون عليه، فعصمتهم عصمة إقرار لا عصمة وقوع، كما قال العلماء، وحملوا عليه قوله تعالى: (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر).
إذن لا يمكن أن نتصور إنسانا بغير ذنوب، ولا يعقل هذا، بقي أن هذه الذنوب منها ما يقع فيه الإنسان مرارا، ومنها ما يقع فيه بين الفينة والأخرى، وهذه التي يقع فيها باستمرار هي التي نريد أن نطرح حلولا عملية للتعايش معها، حتى لا تؤثر على الإحساس الديني لدى الشخص، وحتى يتمكن من التملص منها شيئا فشيئا دون أن يحس باليأس والإحباط في مواجهتها.
إن تعايشنا هنا، هو تعايش مع عدو لا نستطيع طرده، ومع مرض مستعص لا نملك استئصاله، وهو محاولة في حصر ضرره، وكفاية شره، وقد يقول قائل إن كان الإنسان قد وقع في المعصية، فماذا بعد ذلك، وأي شر يخاف من الذنب بعد الوقوع فيه واقترافه، وأي سوء يحذره وقد ولغ في ما حرم الله عليه، فأقول له: إن هناك آثارا للإصرار على الذنوب قد تكون في بعض الأحيان شرا من الذنوب نفسها، وأذكر لك منها:
اليأس من التوبة: فيصير الذنب حالة طبيعية لا تستدعي من المذنب ندما أو استغفارا، بل لربما شعر بالحاجة إلى الاستغفار إن هو وقع في ذنب آخر، لكنه مع ذلك الذنب بالذات، لا يحس بالدافع إلى التوبة ولا بالباعث لها، فالذنب المألوف أصبح عادة لا تستثير أي خوف أو قلق لديه، لأنه يئس من التوبة من ذلك الذنب بالخصوص، بعد أن حاولها مرارا ولم يستطعها، فتجده استغفر ثم استغفر، ثم تاب وندم، ثم عزم أن لا يعود، ثم عاهد ربه على أن لا يرجع، ومع ذلك يعود بعد كل توبة، ويسقط بعد كل محاولة نهوض، فييأس من التوبة ويقع فيما هو شر من ذنبه وأعظم من جرمه لأنه: (لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)، وهذا ما يجعل الشيطان ينتقل من هذه المعركة إلى معركة أخرى، فإلفك الذنب يفتح للشيطان بابا آخر لينقلك إلى ذنب غيره، ويمرغك فيه حتى تألفه هو كذلك، ثم ينتقل بك إلى ذنب آخر، وهكذا دواليك، حتى تصير كالعصف المأكول، تقلبك الريح في فلاة المعصية يمنة ويسرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/4)
الشعور بحالة الفسق: وهي حالة تجعل الإنسان يحس بأنه بعيد عن الله، وأنه مطرود من بابه، وأن التدين شيء لا يستطيعه ولا طاقة له به، وينظر إلى حالته أنها ميؤوس منها، وأنه مهما حاول فلن تصلح حاله، وأن ذنبه هذا متمكن منه أشد التمكن، وأن معاناة التخلص منه معاناة لا ينتج عنها إلا تجديد الإحساس بالذنب، وقد يكون سبب هذا الشعور، ذنب صغير مما تكفره خطى المساجد، ويغسله الوضوء، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر) لكن الشيطان يعظم في نفسه الذنب، ويكبره في قلبه، ويعجزه عن الاستغفار، فيحتقر نفسه عندما يرى أهل الطاعة، ويظن أنهم سبقوه كثيرا، مع أنه قد يكون قائما بالواجبات، حريصا على الخيرات، محبا للصالحين، قريبا منهم بقلبه السليم، وسريرته النقية، لكن الشيطان يخيل إليه أنه بعيد أشد البعد، وأن محاولة الصلاح هي محاولة محكوم عليها بالفشل منذ البداية، وأن مداه في الغواية بعيد، وإغراقه في الضلالة عميق، ويصل به إلى حالة خطيرة جدا، وهي ضمور حب العمل الصالح في قلبه، وتزهيده في الخير، إذ يخيل إليه أن الانخراط في سلك الصالحين يعني الاستقامة التامة، والبعد الكامل عن الذنوب، وما دام قد فشل في ذلك، فما ينفعه العمل الصالح، وما تنفعه المسارعة للخيرات.
إن هذه الطريقة الخبيثة من إبليس، واحدة من طرقه الماكرة في تحبيط الإنسان عن الخير، مع أن له طرائق أخرى، لكن خطته هنا أن يهول الذنب في عين صاحبه، ويجعله يحس بهوة كبيرة بينه وبين الصالحين، والحاصل من هذا الشعور أن الإنسان يألف من نفسه صفة المتمرد على أوامر الشريعة وحدودها، بحسب ما يخيل إليه الشيطان، وهو في الحقيقة لا يعدو أن يكون من سائر الناس الذين يذنبون ويخلطون عملا صالحا وآخر سيئا، عسى الله أن يتوب علينا وعليهم.
الاستسلام للذنب:
وهذا شعور يجعل الذنب مسيطرا على صاحبه، متمكنا منه، لا يفكر في التخلص من رِبقته، ولا يسعى في الفكاك من سلطته، يحس بأن ذنبه ذاك قدر محتوم، وشؤم لازم، فلا يحرك في دفعه ساكنا، بل قد تجده لا يستغفر من إثمه، ولا يسأل الله أن يعافيه من شره.
التحايل لعدم الاعتراف بالذنب: وهذه من شر البلايا، ومن أسوأ ما يمكن أن يقع فيه صاحب المعصية، إذ يتولد لديه دافع قوي للتهرب من الذنب بطرق غير حميدة، وذلك من خلال التحايل لعدم الاعتراف بالذنب، فيبحث عن الفتاوى الشاذة، والأقوال الغريبة، وتجده يفرح بأي قول يبيح له الوقوع في ذلك الذنب، ولو كان من أي عالم، فتجده سرعان ما عرف علماء بلاد بعيدة، وعرف أسماءهم وحفظ أقوالهم، لا لشيء إلا لأنهم أفتوا له بجواز الوقوع فيما وقع فيه، ومتى ما صار لديه هذا الميول عمي عن الحق، وبدأ يغمض عينيه عن الأدلة الواضحة الصريحة، فأصبح من أهل الهوى بعد أن كان من أهل المعاصي فقط، وأعجبته الشبهة إذ وافقت الشهوة، وأصبح يزعجه أن يسمع أدلة التحريم، وينحاش منها كما ينحاش الصحيح من السقيم، وصارت جرأته على الذنب مصحوبة بجرأة أكبر منها على النصوص الشرعية، وأقوال أهل العلم المعتبرين، فأغلق باب التوبة من ذلك الذنب إلى الأبد، وهذا حصل لكثير ممن فتنوا بسماع الأغاني، ولجؤوا إلى هذه الفتاوى الشاذة حين أعيتهم التوبة ومقاومة الذنب، ولم يستطيعوا أن يتعايشوا مع الذنب تعايشا صحيا.
فماذا نعني بالتعايش الصحي مع الذنوب التي نقع فيها باستمرار؟
نعني به أن يكون موقفك منها إيجابيا رغم أنها تهاجمك بين الفينة والأخرى، بحيث تكون سقطتك مدروسة، لا ينكسر لك فيها عظم ولا ينخدش لك فيها لحم، بل تصعد من الحفرة وأنت غير فارغ اليدين، وبعبارة أخرى أن تحاصر ذنوبك في مجال تأثير ضيق لا يتعدى كونها سيئات أنت مستعد لها تماما.
وهذا التعايش يحقق مجموعة من الأهداف، منها أن محاولة الخروج من قيد الذنوب تبقى مستمرة أثناء التعايش ولا تخبو أبدا، ومنها أن الذنب لا يسيطر على صاحبه ولا يجعله يستسلم لدوافعه، ومنها أن إحساس المذنب بأنه عاص متمرد لا يطغى على إحساسه بأنه عبد لله يقلبه في أقداره، ويتوب عليه إن شاء متى شاء.
والتعايش مع الذنوب، ينبني على مجموعة من الأسس:
أولا: كن صريحا مع ذنبك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/5)
فالذنب ذنبك، وأنت اقترفته بملئ إرادتك، فلا تتهرب منه، وهذه أول خطوة للتعايش الصحيح مع ذنوبك، أن تعرفها وتعترف بها، دون أن تعطيها أكثر من حجمها، ودون أن تخرجها من دائرتها، فهي ذنوب صدرت من عبد ضعيف يرجو رحمة مولاه، ويخاف عقابه، وينتظر عفوه ومغفرته، وليست فسوقا وتطاولا، وجحودا لنعمة الله، فلا تحاول التهرب من هذا الواقع بإنكاره أو نسيانه، بل استحضره في كل مرة تذنب فيها، ولا تترك المجال لهواك أن ينكر الذنب، ولا لغفلتك أن تنسيك إياه، وانظر إليه بعينين، عين باكية لله عز وجل نادمة، وعين تنتظر التوبة، وتستبشر بالعفو القريب.
ثانيا: التقدير الصحيح للذنب.
الذنوب قسمان، كبائر وصغائر، وهناك قاعدة أن الإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة، لكني لا أوافق على هذه القاعدة، ولا أرى عليها دليلا يمكن الاعتماد عليه، وليس المجال مجال إثبات ذلك، لكن على الإنسان أن يقدر الذنب ويقدر حجمه ووقته وظرفه، لأن تقسيم الذنوب إلى صغائر وكبائر، تقسيم مهم من ناحية وضع كل ذنب في محله، وكثير من الناس يخلط بين الدرجتين، والتحصين المثالي، أن يجعل لكل من النوعين أساليب وقائية، تختلف عن النوع الآخر، ولو جعل النوعين سواء، لأدى تجرؤه على الصغائر إلى تجرئه على الكبائر، والله أعلم.
ثالثا: امسح جبينك واغسل يديك:
عندما تلطخ يديك بشيء ما، فإنك تبادر إلى غسلهما وإن كنت تعلم أنهما سيلطخان مرة أخرى، فلا يعقل أن تترك غسل يديك بحجة أنهما سيتسخان من جديد، ولو قال لك قائل: لا تغسل يديك فإنك وإن غسلتهما فإنهما لن يبقيا نظيفتين، فستجيبه بأن العقل يقتضي غسلهما إلى حين أن يتسخا من جديد، فضرورة اتساخهما مرة أخرى لا تنفي ضرورة غسلهما كل مرة.
هذا هو منطق التوبة، فالتوبة بمثابة الصابون الذي نغسل به أنفسنا حين نلطخها بالذنوب، وضرورة هذا الاغتسال متجددة باستمرار، لأن الامتناع عن الذنوب مطلقا أمر لا يمكن أن يحصل أبدا، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم"، وبهذا نعلم لم كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة!
إن التعايش مع الذنب يقتضي الاستعداد للتوبة المتجددة في كل مرة يقع فيها الإنسان في الذنب، فالاستعداد الدائم للتوبة هو ملاذ المذنبين، وهو العلاج الأمثل الذي يقضي على أوساخ الذنوب، ويغسلها باستمرار حتى لا يبقى من درنها شيء، قال صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المعنى: (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مراتٍ هل يبقى من درنه شيءٌ قالوا لا يبقى من درنه شيءٌ قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)، وكذلك التوبة إذا تكررت من الإنسان، فإنها لا تزال تغسل ذلك الذنب حتى تمحوه، أو يعفو الله عن صاحبه، فيقلع عن ذنبه إلى غير رجعة.
إنك في كدحك إلى ربك لفي مسيرة طويلة، فامسح جبينك كل ما أحسست بالتعب، واغسل يديك كل ما رأيت بهما الأوساخ.
رابعا: النصر قريب والحرب مستمرة:
عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح، تصرعها مرة وتعدلها، حتى يأتيه أجله، ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية، التي لا يصيبها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة.
إن معركة الذنوب معركة طويلة الأمد، فعلى العاقل أن يطيل النفس، ويكثر الذخيرة، ويركب عزمه ويجنب يأسه، فليست معركة الذنوب معركة تحسمها في يوم وليلة، إنها معركة متجددة، سجال، يوم لك ويوم عليك، فلا تنظر لذنوبك إلا كعدو يتربص بك أن تضع سلاحك فيميل عليك ميلة واحدة، فابعث عليه عيون الحيطة والحذر، وتترس منه بحصن الدعاء، واحمل عليه بعساكر الاستغفار، واسدد عليه منافذ إمدادات الهوى والشهوة التي يتقوى بها عليك، واقطع عليه مجاريه بالصوم، واستعد للهزائم المتكررة التي يعقبها النصر والظفر، فلا معركة بدون قتلى، ولا نصر بدون جراحات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/6)
واحذر كل الحذر أن تُسكن العدو أرضك، وتضع له سلاحك، فإنه لن يرضى إلا باستباحة بيضتك، وإهلاك حرثك ونسلك، وإفساد أمرك كله، حتى يكبك في نار جهنم، ويسقيك مرارة الهزيمة في الدنيا قبل الآخرة، ويجعلك عبرة للمعتبرين، ويحقق وعده الأثيم: (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين) (لأحتنكن ذريته إلا قليلا).
فإياك والاستسلام، فإن عدوك ضعيف، وربك إلى جانبك، ينتظر دمعة صادقة منك، وسجدة خاشعة بين يديه، ليقلب عليه الموازين، ويجعلك من عباده المخلصين، الذين قال عنهم: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان)، وهذه هي قوة المؤمن، فكم من شيطان رجيم، قضى حياته في الإضلال والإغواء، وأسهر ليله وسوسة، ونهاره تزيينا وتلبيسا، فما إن جاءت جيوش التوبة، حتى صغر كأنه الجعل، وولى وله ضراط، وخاب أيما خيبة، وذهبت جهوده أدراج الرياح.
الحرب سجال، فلا يبطرك النصر، ولا تذلك الهزيمة، واثبت على خيول التوبة عسى أن يأتيك الظفر إن شاء الله.
خامسا: أنظر إلى الجانب الآخر للذنب:
عندما تقع في الذنب، فإن هناك جانبان، جانب أنك عصيت وأخطأت، وجانب أنك استغفرت وأنبت، فعليك أن تنظر بعد الذنب إلى رحمة الله، وتنظر قبل الذنب إلى غضب الله، وتذكر دائما أن رحمته سبقت غضبته، فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما قضى الله تعالى الخلق كتب بيده في كتاب عنده غلبت أو قال سبقت رحمتي غضبي فهو عنده فوق العرش).
واعلم أن الله عز وجل كتب عليك الذنب، وأوجب عليك الاستغفار منه، فاعمل ما أوجب الله عليك، عساه أن يغفر لك كما غفر لعبد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن عبدا أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت فاغفر لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا آخر فاغفر لي، فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثم أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا آخر فاغفر لي، قال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء).
سادسا: أتبع الداء الدواء (إن الحسنات يذهبن السيئات)
هناك منطق تدافع بين الحسنات والسيئات، وفي النهاية ينجو من غلبت حسناته وإن كانت سيئاته كثيرة، ويهلك من غلبت سيئاته وإن كانت حسناته كثيرة. وقد لا تكون إلا سيئة واحدة تغلب كل تلك الحسنات، كالشرك الذي يحبط العمل، وقد تغلب حسنة واحدة كل تلك السيئات، كبطاقة لا إله إلا الله.
قال تعالى: (أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) وقال سبحانه: (ادفع بالتي هي أحسن السيئة) أي ادفع السيئة بالتي هي أحسن منها، وهي الحسنة، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن).
إن هذا الحل من أنفع الحلول التي تدفع بها السيئات، إن لم يتمكن الإنسان من دفعها بالتقوى التي تقيه من الوقوع فيها، أو التوبة التي تمنعه من الرجوع إليها، فيحتال في دفعها عنه بمقاومتها بالحسنات، وذلك من خلال تقدير حسنة توازي سيئته التي عملها، فينظر في عمل يراه عظيما، ويحس أن أجره كبير، فيجعله جزاء سيئته، ويتبعه إياها كلما عملها.
ولنضرب لذلك مثلا رجلا ابتلاه الله بالكذب، فينظر في حاله ويرى أن تخلصه من هذا الداء قد أرهقه، ويعزم على التصدق بعشر قطع نقدية كلما كذب كذبة، ويأتي في آخر النهار، يعد كذباته، ويعد دراهمه، فيتصدق على قدر تلك الكذبات، بما تحصل في نفسه أنه مواز لها، جزاء مثل ما قتل من النعم.
وهذا الرجل سيفوز في النهاية ولا شك، لأن الحسنة تدور بعداد العشر إلى السبع مائة، والسيئة تدور بعداد الواحد، وفي هذا يروي لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ربه تعالى أنه قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن: فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمئة ضعف، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة) رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما.
هذا الدواء لا يمحو السيئة فحسب، بل الصدقة تطفئ غضب الرب، وتجلب رضاه، ومتى رضي عنك، عصمك من الذنب، ومن عليك بالهداية.
فإن أنت عجزت عن مقاومة الذنب، فلا تعجز عن إتباعه بحسنة ماحية للذنب مرضية للرب، جالبة لحسنة مثلها، فالحسنة تدعو أخواتها، كما أن السيئة تدعو أخواتها، فإن أنت استكثرت من السيئات، فاجعل كفة ميزان حسناتك ملئى، وإياك أن تأتي يوم القيامة وكفة السيئات تغلب كفة الحسنات، مع ما بينا من المضاعفة في الحسنات وعدم المضاعفة في السيئات، فتستحق بذلك الخسران المبين، وكيف لا وأنت أتيت بمقابل كل حسنة عشرا من السيئات أو أكثر!
هذه ذنوبك عن يسارك متشبثة بك بخيط رقيق، فاقطعه بالتوبة، وإن لم تفعل فتعايش معها، واصبب عليها ماء الحسنات يذهب أثرها، وينظف مكانها في القلب، ولا تتركها ترعى يمنة ويسرة، فتأكلك أكلا شديدا، وتأسرك أسرا عتيدا، في مقابل لذة عابرة تجني بها سخط الرب، وشقاء المعيشة، وسوء المنقلب، وضيق الحفرة في المقبرة، وعرقا يلجمك في عرصة يوم القيامة، ونارا تشويك في جوار أراذل الناس أحقابا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/7)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[28 - 10 - 10, 02:15 ص]ـ
ماشاء الله زادك الله علما وفصاحة وأجزل لك العطاء يا شيخ حامد , مقال طيب كما هي بقية مقالاتك
ـ[أدهم سيد]ــــــــ[28 - 10 - 10, 05:03 ص]ـ
رائع رائع رائع
جزاكم الله خيراً(131/8)
ما حكم شراء سيارة بنظام التأجير المنتهي بالتمليك؟
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[20 - 08 - 10, 08:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد معرفة الحكم في شراء سيارة بنظام التأجير المنتهي بالتمليك سواء من بنك أو معرض سيارات وهل فيه ربا أم لا
حيث يلزمون المشتري بدفع جزء مقدم للسيارة مع قسط شهري معلوم لمدة معلومة ويشترطون عند العجز عن السداد استرداد السيراة ويعتبرون الجزء المدفوع سابقا هو مقابل استهلاك السيارة
فقد سمعت فتاوى بين محرم ومحلل
فهل من قول فصل في المسألة
أفيدونا بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 05:33 ص]ـ
حكم التأجير المنتهي بالتمليك مع اشتراط الصيانة على المستأجر
السؤال: ذهبت لشراء سيارة من أحد معارض السيارات، بنظام: "التأجير المنتهي بالتمليك" وكان من بنود العقد: أن نفقات الصيانة خلال مدة التأجير تكون على المستأجر، وليس على المعرض، فهل هذا جائز؟
الجواب:
الحمد لله
عقد الإجارة المنتهي بالتمليك، له صور، منها الجائز، ومنها الممنوع. ومن الصور الجائزة: أن يقترن بعقد الإجارة وعدٌ بالبيع، ثم إذا انتهت الإجارة أجرى الطرفان عقد البيع بما يتفقان عليه من الثمن، فهذا جائز.
ومنها: أن يقترن عقد الإجارة بعقد هبةٍ للعين معلقا على سداد كامل الأجرة، أو بوعدٍ بالهبة بعد سداد كامل الأجرة، فهذا جائز.
ويشترط في جميع الصور الجائزة أن تكون الإجارة حقيقية، غير ساترة للبيع , فيكون ضمان السلعة المؤجرة أي السيارة أو العقار على المؤجِّر (الشركة)، لا على المستأجر، وكذلك نفقات الصيانة تكون على المؤجِّر لا على المستأجر طوال مدة الإجارة، وهذا بخلاف البيع، فإن الضمان فيه والصيانة كلها على المشتري، لأنه يملك السلعة بمجرد العقد، ويكون ضمانها عليه إذا استلمها.
وفي حال اشتمال العقد على تأمين العين المؤجرة فيجب أن يكون التأمين تعاونيا إسلاميا لا تجاريا، ويتحمله المالك المؤجر وليس المستأجر، سواء كان التأمين شاملا أو جزئيا؛ لأن ضمان العين المؤجرة عليه لا على المستأجر، ولا يضمنها المستأجر إلا إذا حصل منه تعدٍّ أو تقصير.
فتحصل من ذلك أنه يشترط لصحة العقد أمور:
1 - أن يكون ضمان العين على المالك لا على المستأجر.
2 - أن تكون الصيانة - غير التشغيلية - على المالك خلال مدة الإجارة كلها.
3 - أنه لا يجوز إلزام المستأجر بالتأمين، بل التأمين على المالك.
وهذه الأمور جاء منصوصا عليها في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي، وسبق نقله في جواب السؤال رقم (97625).
ومما ورد فيه بشأن الصيانة: " تكون نفقات الصيانة غير التشغيلية على المؤجِّر لا على المستأجر طوال مدة الإجارة ".
وأما الصيانة التشغيلية، ويراد بها ما تحتاجه الآلة للاستمرار في العمل كالزيت ونحوه، فهذه تكون على المستأجر.
وقد ذهب بعض العلماء ـ وهو رواية عن الإمام أحمد، كما في "المغني" (5/ 311) – إلى أنه يجوز أن يشترط المؤجِّر على المستأجر أن يكون ضمان العين المؤجرة عليه، فلعل المعرض قد استفتى من أفتاه بهذا القول.
وهذا القول مخالف لما اعتمده مجمع الفقه الإسلامي كما سبق، ومخالف أيضا لما عليه جمهور الفقهاء.
قال في "درر الحكام شرح مجلة الأحكام" (1/ 514): " إذا شرط الضمان على المستأجر في حال تعيب أو هلاك المأجور بلا تعد ولا تقصير، أو شرط رد المأجور إلى المؤجر بلا عيب تكون الإجارة فاسدة " انتهى.
وصرح المالكية أيضا بفساد الإجارة عند اشتراط الضمان على المستأجر. ينظر: "المدونة" (3/ 450)، "بلغة السالك" (4/ 42).
وقال في "المغني" (5/ 311): " فإن شرط المؤجِّر على المستأجر ضمان العين , فالشرط فاسد ; لأنه ينافي مقتضى العقد. وهل تفسد الإجارة به؟ فيه وجهان , بناء على الشروط الفاسدة في البيع. قال أحمد فيما إذا شرط ضمان العين: الكراء والضمان مكروه. وروى الأثرم , بإسناده , عن ابن عمر , قال: لا يصلح الكراء بالضمان. وعن فقهاء المدينة أنهم كانوا يقولون: لا نكتري بضمان , إلا أنه من شرط على كري أنه لا ينزل متاعه بطن واد , أو لا يسير به ليلا , مع أشباه هذه الشروط , فتعدى ذلك , فتلف شيء مما حمل في ذلك التعدي , فهو ضامن , فأما غير ذلك , فلا يصح شرط الضمان فيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/9)
, وإن شرطه لم يصح الشرط " انتهى.
والعلة التي من أجلها حكم العلماء بفساد الإجارة إذا تم الاتفاق مع المستأجر على أن ضمان العين المستأجرة عليه: أن تكاليف هذا الضمان مجهولة، فقد يتكلف الكثير أو القليل من المال، أو لا يتكلف شيئاً، حسب الأعطال التي تحصل للسيارة، وهذه الجهالة تفسد العقد، لأن من شروط صحة عقد البيع ـ وكذلك الإجارة ـ: علم المؤجِّر والمستأجر بالأجرة المدفوعة.
جاء في "الموسوعة الفقهية" (1/ 286): "ولا يجوز اشتراط صيانة العين على المستأجر , لأنه يؤدي إلى جهالة الأجرة , فتفسد الإجارة بهذا الاشتراط باتفاق المذاهب" انتهى.
ولهذا، فالذي يظهر لنا رجحانه ـ والله أعلم ـ هو ما ذهب إليه جماهير العلماء، وهو المعتمد عند أئمة المذاهب الأربعة، وبه صدر قرار المجمع الفقهي: أن صيانة العين المستأجرة يجب أن تكون على المؤجِّر، ولا يجوز أن يلزم بها المستأجر، وهذا من الأمور التي تميز عقد الإجارة من البيع.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
رقم الفتوى: 2884
عنوان الفتوى: التأجير المنتهي بالتمليك رؤية شرعية
تاريخ الفتوى: 25 ذو القعدة 1421/ 19 - 02 - 2001
السؤال
موضوع البيع الإيجاري للعقارات هل حلال أم حرام حيث هو عبارة عن عقد إيجار ينتهي إلى بيع، يدفع فيه المستأجر أقساطاً شهرية تدفع على أنها إيجار ثم بعد إنتهاء الثمن الإجمالي يُكتب في العقد أن بعد إنتهاء دفع الأقساط يصبح العقار ملكا للمستأجر مع نهاية آخر قسط. وفيه أيضاً شرط: وهو في حالة التأخير في دفع أحد الأقساط يدفع بعد فترة من الزمن مع فائدة حسب وقت التأخير (غرامة). النقطة الأخيرة أن هذا العقد - عقد إيجار ينتهي إلى بيع يكتب مع طرف ثالث ليس صاحب العقار ولكنها شركات تقوم بهذا العمل - تشتري هي العقارات وتبيعها بهذه الطريقة - تشتري العقار فوراً وتبيعها بالآجل مع زيادة في الثمن. علماً بأن هذا العقار سوف يستخدم مسجداً لإقامة أنشطة للجالية الإسلامية هنا؟ نرجوا توضيح الإجابة بأدلتها الشرعية؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فالتأجير المنتهي بالتمليك في صورته المعروفة عند الاقتصاديين غير جائز شرعاً، لاشتماله على محاذير شرعية، منها الغرر المتمثل في أن المستأجر قد يعجز عن آخر قسط من الأقساط التي كان عليها الاتفاق، فيخسر كل ما دفعه من أقساط، لأن العين المعقود عليها سترجع بمقتضى الاتفاق إلى المؤجر فيكون قد فاز بالعوض والمعوض عنه. وليست الأقساط التي كان يدفعها المستأجر في مقابل استغلاله للدار مثلاً، لأنها تكون عادة أكثر بكثير من الإيجار الفعلي للدار. وقد عرض مجمع الفقه الإسلامي في قراره بهذا الخصوص بديلين شرعيين: الأول: البيع بالأقساط مع الحصول على الضمانات الكافية. الثاني: عقد إجارة مع إعطاء المالك الخيار للمستأجر بعد الانتهاء من وفاء جميع الأقساط الايجارية المستحقة خلال المدة في واحد من الأمور التالية:
- مد مدة الإجارة، أوإنهاء عقد الإجارة، ورد العين المؤجرة إلى صاحبها، أو شراء العين المؤجرة بسعر السوق عند انتهاء مدة الإجارة.
أما الشراء الذي ذكرت، وهو أنه في حالة تأخر المستأجر من سداد قسط من تلك الأقساط يلزم بمبلغ غرامة على التأخير فهذا الشرط محرم قطعاً لأنه رباً محض.
أما النقطة الأخيرة فلا حرج فيها إن كانت صورتها كالتالي: أن تشتري الشركة أو المؤسسة أو البنك العقار من مالكه، ثم تؤجره، أو تبيعه تقسيطاً لطرف ثالث، بشرط أن لا يتضمن ذلك شيئاً من الشروط المحرمة كالشرط الذي ذكرته سابقاً.
والله تعالى أعلم.
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:24 م]ـ
السؤال الثالث:
ما حكم التأجير المنتهي بالتمليك؟
الجواب:
التأجير المنتهي بالتمليك
من بيوع الغرر
التي لاتجوز شرعاً؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/10)
والسبب في هذا أنه يقول لك خذ هذه السيارة واستأجرها كل شهر بمائة أو بألف إذا استأجرتها عشرة شهور فإنه تملكها تدفع خمسة آلاف وتملكها؛ السبب في هذا أنه أدخل عقدين في عقد واحد صفقتين في صفقة واحدة وهذا كالبيعتين في بيعه منهي عنه لوجود الغرر في تداخل العقود فلا هو بيع محض ولا هو إجارة محضة فقد يشتري السلعة بقصد البيع فيكره على الإجارة، وقد يريده إجارة ويكره على البيع بعدها فتداخل العقود من هذا الوجه موجب للغرر هذا بسيط ويسير.
لكن الأدهى والأمر أنه إذا استأجرها شهراً اختلف حالها حينما أخذها عن حالها بعد عشرة أشهر لا ندري بعد عشرة أشهر هل يتعطل فيها شيء هل تكون صفتها على الصفة الموجودة ولاشك أن استنفاذ الشيء عشرة أشهر أو حتى شهر لا ندري كيف يكون حاله بعد شهر فيكون من بيع مجهول الحال، وعليه لا يصح البيع من كلا الوجهين ويعتبر من البيوع المحرمة هذه كلها بيوع دخيلة على المسلمين، المسلمون إما أن يبعوا وإما أن يؤجروا. الإجارة لها أحكامها والبيع له أحكامه ولا يختل المشتري ترغيباً في عقد على عقد، ولذلك قالوا من البيوع المحرمة أن يقول له أبيعك داري على أن تبيعني سيارتك فكأنه يقول: أجرها لك على أن تشتريها وكأن ذاك يقول: أشتريها منك على أن تؤجرها لي وهذا من تداخل العقود مع ما فيه مما قلناه من الغرر ثم لا ندري أولاً انظر لو أخذها بعد عشرة أشهر أنت تقول: لايجوز بيع الجنين في بطن أمه لو ضمناً أن الجنين حي موجود الآن هل نضمن أنه تخرجه أمه حياً ما نضمن، ولذلك تجد العلماء يقولون: تحريم رسول الله- r- لبيع الأجنة في حديث ابن عمر في الصحيح: " نهى رسول الله- r- عن بيع حبل الحبلة " سببه الجهالة بالسلامة، والجهالة بالسلامة أي أننا نجهل أن يسلم بعد خروجه من بطن أمه، كذلك السيارة مجهولة السلامة بعد إجارتها المدة المذكورة افرض أنه خلال العشرة الأشهر حصل عليه حادث، أفرض أنه خلال العشرة الأشهر تعطل جهازها الذي يتحكم في سرعتها ويتحكم في سيرها ما الحكم؟ يقول لك: أعطيك جهازاً جديداً لا ترغب وتقول: أنا كنت: أمل أن تبقى بقوتها وقد يأتي بعد عشرة أشهر وينظر إليها فإذا حالها مختلف فيكون حينئذٍ البيع لا هو منعقد ولا مال يعني متردد قد ينعقد وقد لا ينعقد فأصبحت عقود مترددة، البيع إذا وقع يتم ولا يصبح البيع متردداً ففيه جهالة الحال، وفيه الجمع بين العقود على وجه التردد، وكذلك - أيضاً - فيه أن البيع ماض وغير ماضٍ. متى انعقد البيع - يا إخوان -؟ حينما يقول له تستأجر السيارة عشرة أشهر وتشتريها بخمسة آلاف بعد عشرة أشهر متى انعقد البيع؟ انعقد البيع أثناء الصففة أليس كذلك! ومع ذلك لا ندري هل المستأجر يتم الصفقة أو لا يتم؟ يقول: ما ألزمك بالبيع إن شئت تشتريها فالبيع يلزمك، وإن شئت ما تشتريها ما يلزمك إذاً البيع متردد أو لا؟ متردد، وعلى هذا لا يصح مثل هذه العقود لمكان التداخل ووجود الجهالة من الوجوه التي ذكرنا، والله - تعالى - أعلم.
http://www.shankeety.net/Alfajr01Beta/index.php?module=Publisher§ion=Topics&action=ViewTopic&topicId=119&query= التأجير ( http://www.shankeety.net/Alfajr01Beta/index.php?module=Publisher§ion=Topics&action=ViewTopic&topicId=119&query= التأجير)
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[22 - 08 - 10, 08:56 م]ـ
يعين إذا كانت صورة البيع مباحة ولكنها تحتوي على شرط غير جائز مثلا كأن تكون أعمال الصيانة على المسأجر
هل يجوز أن نعتبر هذا الشرط شرطا معطلا ويكون العقد حينها صحيحا
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[24 - 08 - 10, 03:42 م]ـ
السلام عليكم
لعل في المرفق فائدة ونتمنى على من عنده علم أن يطلع على الملف ويفتينا لأننا مقدمين على الشراء من شركة عبداللطيف جميل بإذن الله وفضل
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[24 - 08 - 10, 03:51 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ويا ليت أحد المشايخ يفتينا في الوثيقة التى ضمنتها الموضوع(131/11)
سؤال حول قول بعضهم استعنت بالله
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[20 - 08 - 10, 09:32 م]ـ
نعلم أن قول المأموم أو الإمام استعنت بالله عند قراءة ((إياك نعبد وإياك نستعين)) استعنت بالله بدعة
لكن هناك سؤال آخر
هل يجوز أن يقول الامام أو المأموم في صلاة التراويح عند قراءة قوله تعالى ((إياك نعبد وإياك نستعين)) استعنت بالله على اعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ في صلاة التطوع إذا مر بآية فيها رحمة سأل الله الرحمة وهكذا
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[23 - 08 - 10, 03:38 م]ـ
للرفع
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[23 - 08 - 10, 09:59 م]ـ
الجواب:
من قولك: بدعة
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[23 - 08 - 10, 11:18 م]ـ
أحسن الله إليك
ـ[ابو مهند العدناني]ــــــــ[24 - 08 - 10, 12:32 م]ـ
قد يقال: إن الفاتحة هي دعاء فبدايتها ثناء وتمجيد وأوسطها توسل وهي قوله (إياك نعبد وإياك نستعين) وهي من التوسل بالعمل الصالح، وخاتمتها دعاء، فإذا أمّن حصل المقصود.
فيكون الفارق عن غيرها التأمين، فيستغنى به عن سؤال الاستعانة، لحصوله به.
والإمام قارئ للفاتحة منشئ للدعاء، فتلاوته للفاتحة هي بعينها دعاء.
وفي الحديث: يقول العبد: إياك نعبد وإياك نستعين يقول الله تعالى فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل.
فنفس تلاوته سؤال، وهو الذي يسأل ويدعو، لا أنه يحكي عن غيره، والله يقول له: لعبدي ما سأل، وإذا كان هو السائل الطالب للاستعانة بمجرد التلاوة لم يشرع له أن يقول استعنت بالله.
والمأموم يؤمن فيحصل له ما يحصل للإمام.
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 02:55 م]ـ
جزيت خيرا(131/12)
كتاب جديد للشيخ خالد اللاحم: "مفاتح إقامة الصلاة وإخلاص العبودية لله"
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[21 - 08 - 10, 12:38 ص]ـ
الكتاب في موقع الشيخ القرآن والحياة
وهذا هو رابط الموقع هنا ( http://www.quranlife.com/)
قرأته بعد ظهر اليوم فوجدته مهما في بابه (كباقي كتب الشيخ حفظه الله)
ـ[رياض المالكي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 02:53 م]ـ
شكر الله لك(131/13)
العلامة ابن عثيمين: لا يحل لهذه اللجنة أن تشترط في إعطاء الزكاة أن يكون مستحقها مستقيماً**
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 01:44 ص]ـ
في اللقاء الشهري هذا سؤال موجه للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
ـــــــــــــــــــــــــ
[السؤال:]: هناك لجنة الزكاة تحت جمعيات تشترط حصول شهادة محافظة على الصلاة، لكن بعض المتقدمين يتخلف عن صلاة الفجر، وهذه اللجنة تصر على أنه لا بد من صلاة الفجر، ما رأيكم في هذا؟ الشيخ: يعني: أنها لا تعطي أحداً من الزكاة إلا إذا كان يؤدي الصلاة؟ السائل: وبالذات صلاة الفجر. الشيخ: يعني: هي تقول هكذا؟ السائل: إي نعم. الشيخ: ولكنهم مستحقون للزكاة؟ السائل: نعم. الشيخ: لا يحل لها هذا. السائل: وهم يصلون محافظون على الصلوات لكن الفجر قد يتساهل أو قد ينام. الشيخ: أقول: لا يحل لهذه اللجنة أن تشترط في إعطاء الزكاة أن يكون مستحقها مستقيماً، هذه زيادة قال الله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ [التوبة:60] وهذا فقير مستحق، فلا يحل لها ذلك، وليس من شروط استحقاق الفقير: أن يكون عدلاً. لكن تعطيه وتحثه على الاستقامة فلعله يستقيم.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[21 - 08 - 10, 04:56 ص]ـ
جاء في وقته
لاننا نشترط في مسجدنا هذا
بارك الله فيك ووقيت النار وفزت بالغفران
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 12:38 م]ـ
جزاك الله خير أخي أبو الفداء ..
فلله در الشيخ عندما قال (هذه زيادة، وليس من من شروط استحقاق الفقير أن يكون عدلا)
وكثيرا ما تسمع من بعض الطيبين شروط ما أنزل الله بها من سلطان بل وكثير من الفقهاء، أرادها الله عز وجل يسرا فإذ هم يعَقِدونها بشروط ما أنزل الله بها من سلطان يذهبون بشروطهم روح التشريع ويسرها وعدم إعناتها لعباد الله، حتى يكون الأمر عسيرا شاقا، فالمُشَرِّع هو الله وحده والمبلغ هو محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ولا زيادة على ما قاله الله وقاله رسوله، فالأصل في الأوامر الإطلاق حتى يرد الدليل الصحيح المُقيد لما أطلقه الشارع الحكيم. والله أعلم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 02:14 م]ـ
المُصيبةُ هيَ أنَّ بعضَ مَن تجِبُ عليهِ الزَّكاةُ يغلبُهُ الشيطانُ يومَ يُخَيَّلُ إليهِ أنَّ لهُ فيها مِنَّةً وجميلاً , وما علمَ المسكينُ أنَّها حقٌّ مقسومٌ معلومٌ من مالِ اللهِ ولا خيارَ عندهُ إلا في دفعها , أو يُكوى بنار جهنَّمَ.
ومن عجائب الشروط:
- أسرة ليس عندها تلفاز.
- رجل ما يكون حليق.
- امرأة تلبس عباءة الرأس.
- أسرة يكون أبناؤها من المحافظين على الجماعة.
وربَّما تأخرت الزكاةُ شهراً وشهرين بيد الأصيل أو الوكيل بحثاً عن هذه الشروط المخترعة التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 02:47 م]ـ
سؤال: هل هذا الشرط لا يصح حتى ولو كانت الأموال قليلة تكفي عدد قليل من الأفراد فيخص بها أهل الدين من الفقراء؟
أم أنه يشترط دفع الزكاة لكل فقير متى طلبها؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 03:17 م]ـ
الشَّرطُ المُجمَعُ عليهِ هو الإسلامُ فقط.
ولكن إذا اجتمع عندنا رجلٌ من أهل القرآنِ وذو عيالٍ وغارمٌ مع شابٍ مفرطٍ في أمور دينهِ وهو فقيرٌ فلا شكَّ أن الأوَّل أولى , وهذا ليس محل النِّقاش.
فالكلامُ حول من وجبت عليه الزَّكاةُ وأخذ يضعُ شروطاً من رأسِهِ وكأنَّ الزَّكاةَ هبةٌ منهُ حتى يتأخر الصرفُ , ويُحرَمَ أقوامٌ منحهم الله أهليَّةَ الأخذ من مالهِ الذي آتاهُ الموسرينَ , والحرامُ في هذه المسالةِ لا تشتركهُ ذمَّتانِ بمعنى أنَّك إذا أعطيت الفقير لفقره وقدرت المال بحاجته الأصيلة التي هي مباحة مشروعة فإنه يتحمل وحدهُ المسؤولية أمام الله في إنفاقه على غير ذلك, ولا تزرُ وازرةٌ وزر أخرى.
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 03:24 م]ـ
إذا اجتمع عندنا رجلٌ من أهل القرآنِ وذو عيالٍ وغارمٌ مع شابٍ مفرطٍ في أمور دينهِ وهو فقيرٌ فلا شكَّ أن الأوَّل أولى , وهذا ليس محل النِّقاش.
على هذا
ما فهمت وجه إنكار الشيخ إن كانت الجمعيات تعمل على توزيع الزكاة وليس دفعها ابتداء؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 03:27 م]ـ
على هذا
ما فهمت وجه إنكار الشيخ إن كانت الجمعيات تعمل على توزيع الزكاة وليس دفعها ابتداء؟
تأخيرُ إيصال الزَّكاة محرمٌ شرعاً سواءً كان من قِبَل الدافعِ ابتداءً (الأصيل) أو الموزعِ لها (الوكيل).
وحِرمانُ المستحقِّ الحاضرِ المتيقَّنِ وجودهُ انتظاراً للمستحقِّ المظنون الذي قد يوجد وقد لا يوجدُ محرمٌ شرعاً كذلك.
والزيادةُ على الشروط المشروعة بشروط مخترعة كصلاة الفجر جماعةً زيادةٌ ما أذن الله بها في هذا الباب وهي إلى الإحداث في الدين أقربُ منها إلى البر والتقوى , وفيها حملٌ للنَّاس على الرياء.
ولذا كان إنكارُ الشيخ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فيما أعتقد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/14)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 03:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم - وأخص مقتنص الفائدة القصيمي -
وقريب من هذا:
تعجبت من حديث المجامع في رمضان قال " هلكت " و " احترقت " وذهب خائفاً وجلاً
لكنه لم يذهب للجنة زكاة! ولا لمعنِّف منفِّر
ذهب لرؤوف رحيم صلى الله عليه وسلم
فرجع بتمر لأهله يكفيهم ما شاء الله!!
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
سبحان الله! رجل قد أتى خائفاً هالكاً وطمع هذا الطمع، قال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أطعمه أهلك) فرجع إلى زوجته بتمر يكفيهم إلى ما شاء الله.
" اللقاء الشهري " (52).
وقال - رحمه الله -:
أتدرون ماذا فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ " فضحك حتى بدت نواجذه أو أنيابه عليه الصلاة والسلام وقال له: (أطعمه أهلك) انظروا إلى سماحة الإسلام ويسر الإسلام! لما جاء هذا الرجل تائباً عومل بهذا اليسر، فرجع الرجل إلى أهله وقد خرج منهم خائفاً، رجع إليهم غانماً فرحاً عنده تمر.
" اللقاء الشهري " (70).
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 03:45 م]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 06:13 م]ـ
جزاكم الله خير جميعا على هذه الإضافة الطيبة،
وعلى ذلك فتش (لكثير من المسائل التي تعنت فيها بعض الفقهاء!) وقيدوا مالم يقيده الشارع الحكيم
أرادها الله عز وجل يسرا فإذا بشروطهم وتقييداتهم وتخصصياتهم التي لا دليل عليها!! أصبحت عُسرا.(131/15)
هل وضع النظارة الشمسية على الرأس من محظورات الإحرام؟
ـ[أبو سلمان الشعراوي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 01:49 ص]ـ
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله أثناء تأدية العمرة كنت أرتدي نظارة شمسية أثناء الطواف
وعندما دخلت المسعي لم يكن هناك حاجة لها
فوضعتها كما هو متعارف عليه فوق الرأس
وبدأت السعي وفي أثناء الشوط الثاني أوقفني أحد الأخوة وقال
أنزل النظارة من فوق رأسك لأنها من المحظورات
كونها تغطي جزء من الرأس
والرجل إحرامه في رأسه؟
هذا ما حصل وعلى الفور نزعتها
وها أنا أطرح عليكم المسألة:
هل النظارة الشمسية من المحظورات أثناء الإحرام
كونها تغطي جزء من الرأس؟
بانتظار مشاركاتكم
بارك الله فيكم
وتقبلوا تحياتي
ـ[أبو سلمان الشعراوي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 08:00 م]ـ
الأخوة الكرام
هل من إجابة؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:07 ص]ـ
هذا شيئٌ يسيرٌ يُعفى عنه لا يُعدُّ من المحظورات واجتنابه أولى
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو سلمان الشعراوي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:34 ص]ـ
الأخ الكريم: أبو العز النجدي
أشكرك لمبادرة الجواب
وكتب الله أجرك ورفع قدرك
واسمح لي أن أسالك أو أي من الأخوة يستطيع الإفادة
ماهو الضابط في تغطية المحرم لرأسه؟
وهل ما تعارف الناس عليه أنه من أغطية الرأس له أثر في
الحكم في مثل هذه المسألة؟
وتقبل تحياتي
ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:30 م]ـ
من محظورات الإحرام تغطية الرأس بملاصق كالعمامة والطاقية
فالنظارة لا تدخل في ذلك قطعاً
وقد أجاز الفقهاء أن يحمل المحرم متاعه على رأسه إذا لم يقصد به الستر
ـ[أبو سلمان الشعراوي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 02:12 ص]ـ
الأخ الكريم: سلطان الأحمري
شكراً لك
ولك تحياتي(131/16)
سؤال / عم حكم التلفظ بالنسك عند الميقات
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[21 - 08 - 10, 01:52 ص]ـ
ما حكم التلفظ بالنسك عند الميقات بقول لبيك اللهم عمره
نرجوا ذكر أقوال العلماء(131/17)
كان الصحابة يرفعون أصواتهم بالتأمين على دعاء الإمام في القنوت
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 02:13 ص]ـ
أخرج عبد الرزاق [4/ 259] (7724) من طريق أيوب عن بن سيرين قال: "كان أبي يقوم للناس على عهد عمر في رمضان، فإذا كان النصف جهر بالقنوت بعد الركعة، فإذا تمت عشرون ليلة انصرف إلى أهله، وقام للناس أبو حليمة معاذ القارئ، وجهر بالقنوت في العشر الأواخر، حتى كانوا مما يسمعونه يقول: اللهم قحط المطر، فيقولون: آمين!! فيقول: ما أسرع ما تقولون: آمين؛ دعوني حتى أدعو".
وهو في سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص/ 99)
والشاهد قوله: "حتى كانوا مما يسمعونه يقول: اللهم قحط المطر، فيقولون: آمين!! فيقول: ما أسرع ما تقولون: آمين؛ دعوني حتى أدعو". فهذا يدل على أنهم يرفعون أصواتهم بالتأمين.
وأما قول: سبحانك عند حمد الله وتمجيده، فلم أقف عليه، والأولى -والله أعلم- السكوت.
قيل لأحمد: [إذا قال الإمام]: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك" يقول من خلفه: آمين؟ قال: يؤمن في موضع التأمين. سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص/ 96)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[21 - 08 - 10, 06:08 ص]ـ
هل أدرك ابن سيرين أبي بن كعب؟ فقد قال الإمام أحمد أنه لم يسمع من ابن عباس فكيف بأُبي وقد توفي في أول خلافة عثمان رضي الله عن الجميع
ـ[أبو عبد الله التميمي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 04:17 م]ـ
هل أدرك ابن سيرين أبي بن كعب؟ فقد قال الإمام أحمد أنه لم يسمع من ابن عباس فكيف بأُبي وقد توفي في أول خلافة عثمان رضي الله عن الجميع
لا، لم يدرك أُبيا. ولكن مثل هذا المرسَل من ابن سيرين يُستأنس به.(131/18)
إخراج زكاة الفطر هذه الأيام من أجل باكستان
ـ[رائد محمد]ــــــــ[21 - 08 - 10, 03:25 ص]ـ
ينادي بعض أهل العلم بالتعجيل بإخراج زكاة المال وزكاة الفطر هذه الأيام من أجل ماحل بإخواننا في الباكستان، فما رأيك بهذه الفتوى؟
أما تعجيل زكاة المال فالأمر واسع إن شاء الله، لكن ماذا عن زكاة الفطر؟؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[21 - 08 - 10, 04:53 ص]ـ
كيف ان الامر واسع
الصحيح انه لا يجزئ اخراجها الا قبل العيد بيوم او يومين كما في فعل ابن عمر رضي الله عنه
وزكاة الفطر متعلقة بالبدن فتخرج في المكان الذي انت فيه ولا تنقل
خلاصة ما قاله ابن عثيمين رحمه الله
تريد تتصدق على أهل الباكستان _ فخير وبركة وجزيت الجنة وفرج الله عنهم ماهم فيه _ ولكن لا تكون من زكاة الفطر
والله تعالى أعلم
ـ[رائد محمد]ــــــــ[24 - 08 - 10, 04:38 ص]ـ
يا أخي مالك تطير بالكلام طيرانا؟!!
رويدك رويدك
أنا قلت عن زكاة (المال) أن الأمر واسع إن شاء الله
وسألت عن زكاة الفطر ... وما دمت متشوق للإجابة وقلت لا يجوز إخراجهامن بلدها ... فهل يمكن أن تعجل زكاة الفطر من الباكستانيين للباكستانيين أنفسهم بسبب ما حل بهم ?
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 08:27 م]ـ
أحسن الله إليك
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[25 - 08 - 10, 08:39 م]ـ
هل يجوز تقديم زكاة الفطر لسنتين قياساً على زكاة المال؟
السؤال: هل يجوز تقديم زكاة الفطر لسنتين، كما يجوز تقديم زكاة المال لسنتين؟
الجواب:
الحمد لله
يدخل وقت وجوب زكاة الفطر بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وقد دلت السنة على جواز إخراجها قبل يوم العيد بيوم أو يومين، وانظر جواب السؤال رقم (37636).
وقد ذهب الأحناف إلى قياس زكاة الفطر على زكاة المال فقالوا بجواز تعجيلها.
قال السرخسي في "المبسوط" (3/ 110): "والصحيح من المذهب عندنا أن تعجيله (زكاة الفطر) جائز لسنة ولسنتين .. " انتهى.
والذي يظهر أن تعجيلها عن وقتها المحدد شرعاً لا يجوز.
ويفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال من وجهين:
1 - أن سبب وجوب زكاة الفطر غروب شمس آخر يوم من رمضان، وسبب وجوب زكاة المال هو ملك النصاب، وتعجيل الشيء عن سببه فلا يجوز، ولهذا لو عجل زكاة ماله قبل ملك النصاب، لم تجزئه.
قال الشيرازي في المهذب: "ولا يجوز تقديمها على شهر رمضان ; لأنه تقديم على السببين , [يعني بذلك: الصوم وغروب الشمس في آخر يوم من رمضان] فهو كإخراج زكاة المال قبل الحول والنصاب" انتهى.
وانظر "منظومة أصول الفقه وقواعده لابن عثيمين" (صـ 143).
2 - أن الحكمة من زكاة الفطر هي إغناء الفقير يوم العيد، وهذه الحكمة تفوت إذا قدمت زكاة الفطر، بخلاف زكاة المال فإن الحكمة منها إغناء الفقير مطلقاً، ولا يقيد ذلك بوقت محدد.
وقد يفرق بينهما بوجه ثالث وهو: أن زكاة الفطر قليلة في المقدار فلا يحصل بها للفقير مصلحة كبيرة بتعجيلها بخلاف زكاة المال.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب(131/19)
فهرس أسئلة وفوائد "نور على الدرب" للشيخ الخضير بالتاريخ والدقيقة
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 04:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فلا يخفى ما للبرنامج المبارك "نور على الدرب" الذي يذاع من إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية من الأثر الطيب على كثير من المسلمين وعلى مدى سنوات، والسبب في هذا- بعد توفيق الله سبحانه- أن هذا البرنامج كان ولا يزال يستضيف رؤوس العلم في هذه البلاد المباركة ممن عرفوا بالرسوخ في العلم والدربة على الفتيا ومعرفة أحوال الناس.
وقد تزين عقد هذا البرنامج المبارك بمشاركة والدنا وشيخنا معالي الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله الذي عرف عنه دقة اللفظ والغوص على الفائدة، كما عرف عنه موسوعيته في العلوم الشرعية وآلاتها.
ولما كان لهذا الشيخ من الفضل علي ما لا يد لي بمجازاته عليه رأيت أن من القيام ببعض حقه علي أن أقوم بفهرسة أسئلة وفوائد حلقات برنامج "نور على الدرب" الخاصة به، وهذا أيضا مساهمة مني في نشر علم شيخي ونفعا لإخواني طلبة العلم وعامة المسلمين فأسال الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم نافعا لي في دنياي وأخراي إنه سميع قريب مجيب.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة الأولى يوم السبت بتاريخ 5/ 8/ 1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 01:02
ما حكم الجهر في الصلاة السرية، والسر في الصلاة الجهرية؟
وفي الجواب من الفوائد:
- حكم من تعمد المخالفة واتخذها ديدنا بحيث يجهر في موضع السر ويسر في موضع الجهر.
................
السؤال الثاني: يبدأ في الدقيقة 06:37
ما هو المن والسلوى الذي أنزل على بني إسرائيل؟
وفي الجواب من الفوائد:
- أثر مداواة العين بالكمأة وما ذكر من التجارب في ذلك.
.........
السؤال الثالث: يبدأ في الدقيقة 10:30
حكم صبغ اللحية؟
وفي الجواب من الفوائد:
- الكلام على لفظة "وجنبوه السواد" وقول الشيخ: إنها من أصل الحديث وليست مدرجة.
- الكلام على "دلالة الاقتران" وضعفها عند الأصوليين.
- سنة الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في الصبغ.
- حكم الأصباغ الموجودة في هذا الزمان؟
- هل صبغ النبي صلى الله عليه وسلم؟
........
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 15:34
حكم الإسبال من دون خيلاء؟
وفي الجواب من الفوائد:
- الجواب على إيراد من يقول إن لفظة "خيلاء" في الحديث قيد.
- القاعدة عند أهل العلم في حمل المطلق على المقيد.
............
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 20:10
ما سبب بتر البخاري حديث " إنما الأعمال بالنيات"؟
وفي الجواب من الفوائد:
- حديث "إنما الإعمال بالنيات" مخرج في صحيح البخاري في سبعة مواضع.
- حكم الحذف من الحديث.
- جرت عادة البخاري رحمه الله على تقطيع الحديث والاقتصار على الجمل التي يحتاج إليها.
- لا يعرف أن البخاري رحمه الله كرر حديثا بسنده ومتنه في موضعين إلا نحو عشرين حديثا.
- البخاري لا يكرر إلا لفائدة زائدة.
- حكم الاقتصار على موضع الشاهد من الآية.
تمت فهرسة الحلقة الأولى بحمد الله.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 04:25 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 06:20 ص]ـ
بارك الله فيك.
وفيك بارك ..... وفقك الله
ـ[أبو أحمد القثامي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 09:16 ص]ـ
بارك الله في جهودك
ونحن في انتظار البقية
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 02:22 م]ـ
بارك الله في جهودك
ونحن في انتظار البقية
وفيك بارك ......... أسأل الله أن ييسر ويعين ويتقبل
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[21 - 08 - 10, 09:09 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[22 - 08 - 10, 12:07 ص]ـ
جزاك الله خير اخي فرحان
و قد استمعت لاجابة الشيخ حول حديث إنما الأعمال ففيها فوائد
اسأل الله أن يبارك فيك
و نحن في انتظار باقي الفهرسة
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 02:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وإياك أخي أبا حجاج ....... وفقك الله
ـ[أبوخالد]ــــــــ[22 - 08 - 10, 04:09 ص]ـ
ياشيخ فرحان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/20)
استمر في عملك؛ ففيه خير لك، ولنا، ولعل موقع الشيخ يستفيد منه.
ولعلك تجعل كل عشر حلقات في ملف ورد.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[22 - 08 - 10, 04:22 ص]ـ
انار الله دربك و نور بصرك و بصيرتك بالايمان
استمر فنحن في شوق
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 04:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة الثانية.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة الثانية يوم السبت بتاريخ 12/ 8/ 1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة01:07
ما شروط قبول العمل؟
وفي الجواب من الفوائد:
- ما جاء عن الفضيل بن عياض رحمه الله في تفسير قوله تعالى (ليبلوكم أيكم أحسن عملا).
- طلب العلم الشرعي في الكليات النظامية مع ملاحظة النتائج الدنيوية المترتبة على الشهادة بعد التخرج، هل يقدح في الإخلاص؟
- جاء عن بعض من سلف أنهم طلبوا العلم لغير لله فأبى إلا أن يكون لله، ولا يعني هذا الاسترسال.
................
السؤال الثاني: يبدأ في الدقيقة 07:25
ما يقرأ في ركعتي الفجر.
.........
السؤال الثالث: يبدأ في الدقيقة 08:27
هل يجوز دفع الزكاة للخادمة والسائق؟ وما حكم الصدقة عليهما؟
وفي الجواب من الفوائد:
- لا يجوز أن يدفع الإنسان الزكاة للخادمة والسائق ليحمي بذلك ماله، ثم ذكر الشيخ صورا لهذه الحماية.
........
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 10:17
حكم الاتكاء على المصحف ومد الرجلين نحوه؟
وفي الجواب من الفوائد:
- يقصد بما جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح من قوله (ويكره توسد المصحف) كراهة التحريم.
- أثر القصد وعدم القصد في مثل هذا الأمر.
- الأصل أن كتب العلم ترتب حسب شرفها، وما ذكر عن أهل العلم في ذلك.
............
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 13:25
حكم جلسة الاستراحة؟
وفي الجواب من الفوائد:
- موقع جلسة الاستراحة من الصلاة.
- تسمية هذه الجلسة بجلسة الاستراحة لم يرد بها نص صحيح.
- هذه الجلسة زيادة تكليف وليست جلسة استراحة.
- في ثبوت هذه الجلسة بعض المناقشة لبعض أهل العلم مع أنها في صحيح البخاري في كتاب الاستئذان.
- الصحيح أن جلسة الاستراحة سنة مطلقا.
............
السؤال السادس يبدأ في الدقيقة 17:43
التعريف بكتاب "جمع الفوائد".
وفي الجواب من الفوائد:
- "جمع الفوائد" لمحمد بن محمد بن سليمان من المتأخرين.
- صاحب هذا الكتاب أخذ فيه من كتابي "جامع الأصول" لأبي السعادات ابن الأثير "ومجمع الزوائد" للهيثمي.
- جامع الأصول يضم: البخاري، ومسلم، وأبو داوود، والترمذي، والنسائي، والموطأ.
- كون الموطأ سادس الكتب الستة قول معروف عند أهل العلم.
- من العلماء من يجعل السادس سنن الدارمي، ومنهم من يجعل السادس ابن ماجه لكثرة زوائده وفوائده على الكتابين المذكورين.
- أول من جعل ابن ماجه سادس الكتب الفضل بن طاهر ومن تبعه ممن كتب في الأطراف والرجال وغيرها.
- مجمع الزوائد للحافظ نور الدين الهيثمي جمع فيه مؤلفه ما في مسند الإمام أحمد، ومسند أبي يعلى الموصلي، ومسند أبي بكر البزار، ومعاجم الطبراني الثلاثه. هذه الزوائد على الكتب الستة التي هي أصول الإسلام.
- يخطئ من يقول إن "جمع الفوائد" جمع الكتب كلها.
- مما يلاحظ على ابن الأثير في جامع الأصول أنه لم يعتمد على الأصول، بل قد يخرج الحديث وينسبه للبخاري وقد أخذه من المستخرجات التي لا تلتزم بلفظ البخاري، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية الكتب لأنه يأخذ عنها بوسائط.
- الملاحظ على مجمع الزوائد أن في كثير من أحكام مؤلفه تساهل.
تمت فهرسة الحلقة الثانية بحمد الله
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 04:31 م]ـ
جزاك الله خير اخي فرحان
و قد استمعت لاجابة الشيخ حول حديث إنما الأعمال ففيها فوائد
اسأل الله أن يبارك فيك
و نحن في انتظار باقي الفهرسة
وجزاك الله خيرا أخي يوسف على حضورك ..... أسأل الله أن يعين على البقية وأن يتقبل
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 01:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/21)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة الثالثة.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة الثالثة يوم السبت بتاريخ 19/ 8/ 1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 01:08
ما حكم صلاة تحية المسجد في أوقات النهي وخاصة قبل صلاة الظهر والمغرب بدقيقتين أو ثلاث؟
وفي الجواب من الفوائد:
- هذه المسألة من عضل المسائل وليست كما يتصورها البعض.
- أوقات النهي خمسة منها وقتان موسعان وثلاثة مضيقة.
- ما يستثنى من الوقت الموسع الأول.
- جمهور أهل العلم يمنعون التنفل في الأوقات الخمسة مطلقا حتى ماله سبب.
- الشافعية يرون أن ذوات الأسباب تفعل في هذه الأوقات التي جاء النهي عن الصلاة فيها.
- العموم والخصوص بين نصوص أحاديث النهي ونصوص أحاديث ذوات الأسباب عموم وخصوص وجهي.
- تقرير الفرق بين الوقتين الموسعين والأوقات الثلاثة المضيقة وأن الأمر في الوقتين الموسعين أخف.
- سجدة التلاوة في الأوقات المضيقة وملحظ دقيق للشيخ حفظه الله في ذلك.
................
السؤال الثاني: يبدأ في الدقيقة 14:19
زوجته على المذهب المالكي فهل يلزمها تغيير مذهبها لأن زوجها ليس على هذا المذهب؟
وفي الجواب من الفوائد:
- على الإنسان إذا وقف على دليل صحيح صريح في مسألة أن يتبع الدليل.
- ما الحكم إذا كان اختيار الزوجة لمسألة ما على مذهب معين يؤثر على الزوج؟
.........
السؤال الثالث: يبدأ في الدقيقة 17:57
من أوتر قبل النوم ثم قام قبل الفجر هل يصلي واحدة لينقض وتره الأول ثم يوتر آخر الليل؟
........
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 20:00
إذا احتلم الإنسان ولم يعلم إلا بعد يوم، ما ذا يفعل؟
وفي الجواب من الفوائد:
- النسيان ينزل الموجود منزلة المعدوم لكنه لا ينزل المعدوم منزلة الموجود.
............
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 21:51
بيت ورثة معروض للبيع منذ مدة طويلة لعدم بلوغ القيمة المطلوبة ولم يتم البيع ولا يزال معروضا فهل عليه زكاة؟
وفي الجواب من الفوائد:
- عامة أهل العلم على أن المال الذي يملك بغير نية التجارة كالإرث لا زكاة فيه حتى يباع لأنه ما ملك بنية التجارة، ولو نوي للتجارة بعد ذلك فإن جماهير أهل العلم على أنه لا يصير للتجارة بمجرد النية حتى يباع، ومن أهل العلم من يرى أنه يصير للتجارة من نيتها ولا شك أن لهذا وجها " كنا نخرج زكاة ما نعده للبيع" لكن يبقى أن قول عامة أهل العلم أن لا زكاة فيه حتى يباع.
............
السؤال السادس يبدأ في الدقيقة 23:48
أصابت ثيابه نجاسة وصلى عدة صلوات فماذا عليه؟
تمت فهرسة الحلقة الثالثة بحمد الله
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[25 - 08 - 10, 02:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة الرابعة.
جميع الحلقات موجودة على هذاالرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة الرابعة يوم السبت بتاريخ 26/ 8/ 1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 01:08
الكلام على حديث "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا"؟
وفي الجواب من الفوائد:
- حكم جمع من الحفاظ من الأئمة المتقدمين بأنه حديث منكر وصححه جمع من المتأخرين.
- ما الحكم إذا اختلف المتقدمون والمتأخرون في الحكم على حديث ما؟
- الحديث معارض بحديث متفق على صحته وهو حديث " لا تتقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين".
- من أهل العلم من يرى أنه لا مانع من ثبوته على ما صححه جمع من المتأخرين لكنه يحمل على حالة الابتداء بالصيام.
................
السؤال الثاني: يبدأ في الدقيقة 04:43
الكلام على حديث " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان".
وفي الجواب من الفوائد:
- تخريج الحديث.
- الحديث منكر لا يصح.
.........
السؤال الثالث: يبدأ في الدقيقة 05:29
ما معنى حديث ابن مسعود رضي الله عنه "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ..... " الحديث؟
وفي الجواب من الفوائد:
- هذا الحديث أوجد في نفوس كثير من السلف قلقا شديدا خشية سوء العاقبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/22)
- جاء في بعض الروايات الصحيحة قيد "وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس" "وفيما يبدو للناس" في الطرفين حتى الشق الثاني.
- السلف لم يلتفتوا لهذا القيد لأن ترك الالتفات إليه أدعى إلى مراقبة النية والإخلاص لله جل وعلا، كما أن في ملاحظة القيد تزكية للنفس وعمل النفس.
- الفواتح عنوان الخواتم وإذا كان الإنسان على جادة وعلى عمل خالص لله جل وعلا صواب على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وحرص على ذلك وتفقد نيته وتحسسها في كل وقت وحين فإن الله جل وعلا ألطف بعباده من أن يخذل من هذه حاله.
........
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 08:50
الكلام على قول ابن عباس رضي الله عنهما " من ترك نسكا فليرق دما".
وفي الجواب من الفوائد:
- ينبغي أن يفرق بين أنواع النسك فمن النسك ما هو ركن لا يكفي أن يراق عنه دم ومنه ما هو واجب وهذا الذي يدخل فيه كلام ابن عباس ومنه ما هو مستحب ومندوب ومثل هذا لا يحتاج إلى جبران.
............
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 11:15
تأخر في قراءة الفاتحة حتى هم الإمام بالرفع من الركوع ثم ركع، فما الحكم؟
وفي الجواب من الفوائد:
- القدر المجزئ من الركوع الذي إذا أتى به المأموم مع الإمام أدرك الركعة.
- إذا ركع الإمام قبل أن يكمل المأموم الفاتحة فإن هذا المأموم حكمه حكم المسبوق ولا يلزمه إكمال الفاتحة.
- من يقول بركنية الفاتحة ووجوبها في كل ركعة لا يوجبها على المسبوق.
- القول المعتبر عند أهل العلم أن المسبوق لا تلزمه الفاتحة لحديث أبي بكرة رضي الله عنه.
............
السؤال السادس يبدأ في الدقيقة 13:37
ما هو المتشابه الوارد في قوله تعالى "فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه"؟ وهل آيات الصفات من المتشابه كما قرر ذلك في روضة الناظر؟
وفي الجواب من الفوائد:
- نوعا المتشابه.
- آيات الصفات يذكر عن الإمام مالك رحمه الله أنها من المتشابه ولا يصح عنه.
............
السؤال السابع يبدأ في الدقيقة 19:24
أمي سمعها ضعيف ولا تسمعني إلا إذا رفعت صوتي فهل آثم في رفع صوتي؟
تمت فهرسة الحلقة الرابعة بحمد الله
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 03:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة الخامسة.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة الخامسة يوم السبت بتاريخ 04/ 9/ 1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 01:04
هل يكبر ويشير الطائف في نهاية الشوط السابع من الطواف؟
وفي الجواب من الفوائد:
- خلاف العلماء في ابن لهيعة.
- الكلام على عبيد الله بن الأخنس من رواة البخاري.
- الراوي ينظر إليه من عدة جوانب، ينظر إليه بذاته، وينظر إليه في عموم مروياته، وينظر إليه في بعض مروياته، وهذه أنظار ينبغي لطالب العلم أن يكون على ذكر منها.
................
السؤال الثاني يبدأ في الدقيقة 06:41
يعاني من الوسواس في صلاته ويزيد في كل فرض ركعة ثم يسجد للسهو. فما الحكم؟
وفي الجواب من الفوائد:
- سبب الوسواس
.........
السؤال الثالث يبدأ في الدقيقة 08:23
حمل المصحف في الصلاة.
........
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 10:11
عادة سكب الماء والملح في مكان السقوط.
............
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 10:52
واجب الولد نحو والديه.
............
السؤال السادس يبدأ في الدقيقة 13:24
حكم التأخر عن العمل الذي يأخذ عليه الإنسان أجرا.
............
السؤال السابع يبدأ في الدقيقة 15:00
شخص يريد الذهاب إلى جده وفي نيته العمرة ولكنه متردد متى يأخذ هذه العمرة، فهل يلزمه الإحرام من الميقات؟
وفي الجواب من الفوائد:
- إذا مر بميقات فهل يلزمه الرجوع إليه أم يرجع إلى أقرب المواقيت إليه؟
- جمهور أهل العلم على أن من جاوز ميقاتا لا بد أن يرجع إليه.
- الإمام مالك يقول في من جاوز ميقاتا من المواقيت: إنه يرجع إليه وإلا رجع إلى ميقاته الأصلي.
- في الحديث "هن لهن، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن" هاتان الجملتان إحداهما تدل على قول الجمهور والأخرى تدل على قول الإمام مالك رحمه الله.
- "هن لهن": أي هذه المواقيت لهذه الجهات.
- لو رجع لأي ميقات لعل الأمر واسع إن شاء الله.
............
السؤال الثامن يبدأ في الدقيقة 18:43
ما حكم تأخير قضاء رمضان حتى يدخل رمضان الآخر؟
وفي الجواب من الفوائد:
- حديث "من أفطر يوما من رمضان من غير عذر لم يقضه صوم الدهر وإن صامه"، هذا الحديث لا يدل على عدم القضاء لمن أفطر من غير عذر لأن الحديث خرج مخرج الزجر والتهديد، وهذا قول الجمهور.
- هل يجب الإطعام على من أخر القضاء؟
............
السؤال التاسع يبدأ في الدقيقة 20:39
حكم جلسة الاستراحة.
............
السؤال العاشر يبدأ في الدقيقة 22:17
كيف تمسح المرأة رأسها في الوضوء؟
............
السؤال الحادي عشر يبدأ في الدقيقة 22:56
مكان الإحرام بالعمرة لأهل مكة.
وفي الجواب من الفوائد:
- ما سبب خروج المكي إلى الحل في العمرة دون الحج؟
- من أهل العلم من يقول إن أهل مكة يحرمون من مكة مطلقا وكأن البخاري يميل إلى هذا القول ولكن قول الجمهور هو الراجح والصواب وهو أن المكي لا بد أن يخرج في العمرة إلى أدنى الحل.
تمت فهرسة الحلقة الخامسة بحمد الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/23)
ـ[عبدالعزيز ابو سعود]ــــــــ[26 - 08 - 10, 05:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا كم اتمنى انا ان ارى الشيخ عبدالكريم
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 08:13 م]ـ
جزاك الله خيرا كم اتمنى انا ان ارى الشيخ عبدالكريم
وإياك أخي الكريم ........ وأسأل الله أن يحقق لك أمنيتك ويزيدك من فضله
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 04:05 ص]ـ
جزيت خيراً يا شيخ فرحان
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 02:43 م]ـ
جزيت خيراً يا شيخ فرحان
وإياك أخي الكريم ............ وفقك الله
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 02:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة السادسة.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة السادسة يوم السبت بتاريخ 11/ 9/ 1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 01:08
ما المقدم في الهوي إلى السجود اليدين أم الركبتين؟
وفي الجواب من الفوائد:
- في الباب حديثان أولهما حديث أبي هريرة "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه" وفيه أيضا حديث وائل بن حجر "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبيته قبل يديه".
- كلام الشيخ على الحديثين.
- معنى "فلا يبرك كما يبرك البعير".
- حديث أبي هريرة ليس فيه قلب وأوله يشهد لآخره.
................
السؤال الثاني يبدأ في الدقيقة 07:12
كيف يكون التوفيق بين بر الأم ورضى الزوج؟
وفي الجواب من الفوائد:
- حق الزوج على زوجته مقدم على حقوق غيره من المخلوقين مطلقا.
- ما العمل إذا تعارض حق الوالد مع حق الوالدة؟
.........
السؤال الثالث يبدأ في الدقيقة 10:19
هل يحق للإمام أو المؤذن أن يأخذ الراتب كاملا وهو غير مواظب؟
........
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 11:19
ما هو الأقرب للسنة التي قبل الظهر أن تصلى بسلام واحد أو أن تصلى بسلامين؟
............
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 12:53
هل يجوز التطوع بالطواف، وهل كل بعد سبعة أشواط ركعتان؟ وهل يجوز التطوع بالسعي بين الصفا والمروة؟
وفي الجواب من الفوائد:
- كل سبعة أشياء يقال لها أسبوع كما هو شأن أيام الأسبوع، والسبعة أشواط يقال لها أسبوع.
- لو جمع الأشواط فطاف سبعا ثم سبعا ثم سبعا، ثم صلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين فلا حرج فقد ثبت ذلك عن عائشة رضي الله عنها وعن المسور وأهل العلم يصححون هذا اقتداء بهما.
- إذا جمع الإنسان الأسابيع فهل يصلي ركعتين وتكفيه عن جميع الأسابيع ويكون هذا من باب تداخل العبادات؟
- الكلام على قاعدة التداخل والتمثيل لها.
- لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته ولا عن من يعتد بقوله التطوع بالسعي.
- ما حكم من يطوف طلبا للأجر وفي نيته المحافظة على الصحة ومن يصوم كذلك؟
............
السؤال السادس يبدأ في الدقيقة 18:01
حكم الإعلان عن الوفاة بالصحف ووسائل الإعلام.
وفي الجواب من الفوائد:
- كيف نجمع بين النهي عن النعي وبين نعيه صلى الله عليه وسلم للنجاشي؟
............
السؤال السابع يبدأ في الدقيقة 19:52
ما حكم النذر عندما يكون في نفس الشخص ولم يحدث به أحدا؟ وما حكم إخراج كفارة النذر عن الوالدين من باب الاحتياط خوفا من أن يكون أحد الوالدين نذر نذرا لم يوف به؟
وفي الجواب من الفوائد:
- مراتب القصد جمعت بقول القائل:
مراتب القصد خمس هاجس ذكروا- فخاطر فحديث النفس فاستمعا
يليه هم فعزم كلها رفعت- إلا الأخير ففيه الاثم قد وقعا
- الأربع مراتب الأولى: الهاجس والخاطر وحديث النفس والهم لا يؤاخذ عليها الإنسان، إنما المؤاخذة على العزم بدليل "إذا التقى المسلمان بسيفيهما .... " الحديث.
............
السؤال الثامن يبدأ في الدقيقة 22:27
حكم الطيب والغسل للمرأة يوم الجمعة؟ وأي سور القرآن تستحب قراءتها يوم الجمعة؟
وفي الجواب من الفوائد:
- هل الغسل ليوم الجمعة أو لصلاة الجمعة؟
تمت فهرسة الحلقة السادسة بحمد الله
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 02:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة السابعة.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة السابعة يوم السبت بتاريخ 18/ 9/ 1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 01:59
في حج العام الماضي وصلت مكة صباح اليوم التاسع فطفت طواف الحج ثم وقفت بعرفة وبت بمزدلفة ورميت جمرة العقبة الكبرى ثم حلقت ثم اغتسلت وغيرت ملابسي وطفت طواف الإفاضة ولم أسع بين الصفا والمروة. فهل حجي صحيح وماذا علي أن أفعل؟
.......
السؤال الثاني يبدأ في الدقيقة 08:38
ما الحكم إذا ركع الإمام والمأموم لم يكمل قراءة الفاتحة؟
.......
السؤال الثالث يبدأ في الدقيقة 11:24
حكم من غسل يده اليمنى مرة واليسرى مرتين وهو جاهل؟
.......
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 12:05
هل يجوز الصوم بالاعتماد على الحساب الفلكي دون الرؤية البصرية للهلال؟
.......
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 13:38
ما هو الطريق الصحيح لطلب علم الحديث الشريف وهل من الممكن إحالتنا على بعض الكتب والشروحات التي تعين على هذا علما بأنني أريد أن أبدأ في الطلب لكن لا أعلم من أين أبدأ، وما توجيه فضيلتكم لمن يريد أن يتخصص في هذا الفن؟
.......
السؤال السادس يبدأ ف الدقيقة 19:47
أفضل الطرق لحفظ القرآن الكريم.
وفي الجواب من الفوائد:
- طريقة ذكر بعض العلماء أنهم كانوا يسلكونها لحفظ القرآن الكريم.
- مما يعين على الحفظ الفهم فيكون بيد مريد الحفظ كتاب من كتب غريب القرآن.
- من مختصرات غريب القرآن التي يمكن أن يستخدمها طالب العلم غريب القرآن لابن عزيز السجستاني واسمه "نزهة القلوب" طبع مرارا وهو كتاب متين وينفع أن يكون بيد طالب العلم لمراجعة الآلفاظ الغريبة.
تمت فهرسة الحلقة السابعة بحمد الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/24)
ـ[أبوخالد]ــــــــ[30 - 08 - 10, 04:26 م]ـ
لله درك.
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[10 - 09 - 10, 01:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة الثامنة.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة الثامنة يوم السبت بتاريخ 18/ 9/ 1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 02:00
هل من قرأ أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وغيرها من الأذكار وصلى الفجر في وقتها، هل يحفظ وإن كان من العصاة أو ممن يرتكب بعض المعاصي؟
.......
السؤال الثاني يبدأ في الدقيقة 07:51
ما هي السبل والطرق للثبات على دين الله؟
.......
السؤال الثالث يبدأ في الدقيقة 10:27
عدد ركعات صلاة التراويح.
وفي الجواب من الفوائد:
- العبرة بالوقت الذي يقضيه المصلي. نعم، إذا حقق ما جاء عن النبي صلى الله عليه كما وكيفا فهذا هو الكمال.
- أهل العلم يختلفون في الأفضل من طول القراءة وطول القيام أو إطالة الركوع والسجود أو تخفيف القيام وتخفيف الركوع والسجود مع التكثير من عدد الركعات وعلى كل حال لكل وجه والمقصود أنه في مثل هذا يفعل المكلف الأرفق به وما يعينه على الاستمرار. والعبرة بالوقت.
- ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى ركعتين بعد الوتر فقوله صلى الله عليه وسلم "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا" استحباب بدليل هذا الصارف.
.......
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 15:08
حول الترخص برخص السفر.
وفي الجواب من الفوائد:
- الخلاف في المسافة والمدة التي تبيح الترخص برخص السفر وترجيح الشيخ حفظه الله.
- المهاجر ممنوع من الإقامة في البلد التي هاجر منها أكثر من ثلاثة أيام.
- هل تلزم المسافر صلاة الجماعة؟
.......
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 21:40
هل يصح حديث صلاة التسابيح؟
.......
السؤال السادس يبدأ ف الدقيقة 21:55
السؤال عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم " لا آكل متكئا".
وفي الجواب من الفوائد:
- هل يظهر في التربع معنى الأتكاء؟
تمت فهرسة الحلقة الثامنة بحمد الله
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 04:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة التاسعة.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة التاسعة يوم السبت بتاريخ 02/ 10/ 1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 02:16
امرأة لم تصم رمضان لظروفها الصحية، فماذا عليها؟
................
السؤال الثاني يبدأ في الدقيقة 03:46
ما صحة حديث "لا تنتفوا الشيب فإنه نور المؤمن"؟
وفي الجواب من الفوائد:
- تخريج الحديث والكلام على سلسلة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
- الكلام على تحسين الترمذي رحمه الله للأحاديث.
- الكلام على توثيق أحمد شاكر رحمه الله.
.........
السؤال الثالث يبدأ في الدقيقة 11:05
السؤال عن حديث "ما خاب من استخار ولا ندم من استشار".
........
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 11:40
أحكام دخول النساء للمساجد حال إصابتهن بالحيض سواء للتدريس أو الدراسة، وما حكم من أباح دخولهن على الإطلاق؟
............
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 14:35
هل يجوز أداء العمرة عن والدي المتوفى علما أن والدي قد اعتمر في حياته مرات عدة؟
............
السؤال السادس يبدأ في الدقيقة 15:35
عندنا الجنائز لا تخلو من البدع مثل الموعظة التي بعد الدفن وعدم تسوية القبر، فهل نتبع هذه الجنائز ونصلي عليها وندعو لها عند القبر؟
وفي الجواب من الفوائد:
- فضل تشييع الجنازة والصلاة عليها.
- حكم تجهيز الجنازة والصلاة عليها.
- الحكم إذا تعارضت المصلحة والمفسدة في حضور الجنازة ووليمة العرس.
- الكلام على الموعظة على القبر وأن لها أصلا.
............
السؤال السابع يبدأ في الدقيقة 21:19
حكم الدخول للمرحاض وفي جيب الداخل هاتف يحتوي على قرآن مسجل.
وفي الجواب من الفوائد:
- ملحظ دقيق جدا لابن دقيق العيد رحمه الله في حديث عائشة رضي الله عنها "كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ القرآن ورأسه في حجري وأنا حائض".
تمت فهرسة الحلقة التاسعة بحمد الله
ـ[الجعفري]ــــــــ[17 - 09 - 10, 07:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً وكتب أجرك ..
وجزى الله شيخنا الشيخ العلامة الخضير وبارك في عمره وعلمه ..
فهو مفيد وموسوعي ..
بوركت ونحن متابعون إن شاء الله لك ..
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 06:59 ص]ـ
جزاك الله خيراً وكتب أجرك ..
وجزى الله شيخنا الشيخ العلامة الخضير وبارك في عمره وعلمه ..
فهو مفيد وموسوعي ..
بوركت ونحن متابعون إن شاء الله لك ..
وإياك أخي الجعفري ..... وفقك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/25)
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[21 - 09 - 10, 08:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 10:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة العاشرة.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة العاشرة يوم السبت بتاريخ 09/ 10/ 1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 01:03
سؤال عن التهاون بالصلاة وإيرادات يوردها البعض حول فائدة الصلاة.
في الجواب من الفوائد:
- ذكر بعض علماء المغرب في القرن السابع أن الخلاف في حكم تارك الصلاة نظري وليس بحقيقي لأنه لا يتصور مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويترك الصلاة.
................
السؤال الثاني يبدأ في الدقيقة 13:45
كان مقيما مع أهله في جدة وانتقل منها منذ ست سنوات إلى الرياض للعمل وأهله لا زالوا يقيمون في جدة ويود زيارتهم وفي نيته العمرة فمن أين يحرم؟
................
السؤال الثالث يبدأ في الدقيقة 14:55
شخص أقرض شخصا مالا فهل على هذا المال زكاة إذا حال عليه الحول؟
................
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 16:07
يعمل عند شخص لا يثق في أنه سيعطيه راتبه فيأخذ يوميا بقدر أجره اليومي من غير علم المؤجر وينتظر حتى وقت دفع الأجره فإذا دفع له حقه أعاد ما أخذه.
وفي الجواب من الفوائد:
- الكلام على مسألة الظفر.
................
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 20:09
دخل الخطيب قبل دخول الوقت بحوالي 15 دقيقة وانتهت الصلاة بعد دخول الوقت بحوالي 10 دقائق، هل هذا العمل مجزئ علما أن الأذان صار قبل الوقت وكذلك بعض المصلين فاتت عليهم الدرجات التي تسجلها الملائكة؟
وفي الجواب من الفوائد:
- جمهور أهل العلم على أن وقت صلاة الجمعة هو وقت صلاة الظهر وعند الحنابلة وقتها أوله أول وقت صلاة العيد وآخره آخر وقت صلاة الظهر.
- قول الجمهور هو الذي عليه الأدلة.
................
السؤال السادس يبدأ في الدقيقة 23:20
هل هذا حديث؟ وإن كان حديثا فما صحته؟ "إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن".
وفي الجواب من الفوائد:
- نص أهل العلم على أن هذا لا أصل له.
- الحافظ العراقي له عناية بكتاب إحياء علوم الدين للغزالي وقد خرج أحاديثه في ثلاثة كتب مطول و متوسط، ومختصر اسمه المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما اشتمل عليه الإحياء من الأخبار وهو كتاب نافع على اختصاره ولو وجد المطول لكان فيه ما يغني طالب العلم في هذا الكتاب الذي كثير من أحاديثه من هذا النوع لا أصل لها.
- الغزالي اعترف على نفسه بأن بضاعته في الحديث مزجاة.
تمت فهرسة الحلقة العاشرة بحمد الله
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[28 - 09 - 10, 02:51 م]ـ
نفع الله بك,,,
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 08:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة الحادية عشرة.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة الحادية عشرة يوم السبت بتاريخ 23/ 10/1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 01:00
من كان عليه قضاء من رمضان فهل له أن يبدأ بصيام ست من شوال قبل القضاء؟
................
السؤال الثاني يبدأ في الدقيقة 02:35
حكم أخذ الأجرة على التحديث وتعليم العلم الشرعي والقرآن.
................
السؤال الثالث يبدأ في الدقيقة 11:07
هل يكفي الاقتصار على الموطأ والنحو الواضح لعلي الجارم ومصطفى أمين وبداية المجتهد لابن رشد والعناية بهذه الكتب بعد حفظ القرآن؟ وهل هناك كتاب أفضل من الموطأ في الحديث يمكن حفظه والاقتصار عليه؟
................
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 15:55
ما حكم حجز الأماكن في المساجد من المعتكفين أو من غيرهم؟
وفي الجواب من الفوائد:
- الكلام على قوله تعالى (سواء العاكف فيه والباد) وقوله تعالى (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم ... ) الآية.
- من خواص المسجد الحرام أنه يعاقب الإنسان على مجرد إرادة المعصية فيه.
................
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/26)
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 19:58
ما الأحوال التي يرفع المصلي يديه فيها عند التكبير غير تكبيرة الإحرام؟ وهل رفع اليدين للوجوب أو للاستحباب؟ وأين يضع المصلي يديه حال القيام؟
تمت فهرسة الحلقة الحادية عشرة بحمد الله
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 10:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة الثانية عشرة.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة الثانية عشرة يوم السبت بتاريخ 01/ 11/1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 01:00
ما حكم استطراق المسجد وذلك بالدخول من باب والخروج من باب آخر؟
................
السؤال الثاني يبدأ في الدقيقة 02:29
حول طلب العلم من الكتب مباشرة وعدم الأخذ من أفواه العلماء.
وفي الجواب من الفوائد:
- من أخذ عن الأجهزة هل يسوغ له أن يقول إنه من طلاب الشيخ "فلان"؟
................
السؤال الثالث يبدأ في الدقيقة 07:33
ما الأفضل الطواف أم صلاة التراوايح؟
................
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 08:49
هل استنشاق الفيكس أو وضعه داخل الأنف من المفطرات؟
................
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 10:24
يصلي راتبة الفجر في البيت ثم يذهب للمسجد فهل يصلي ركعتين؟
وفي الجواب من الفوائد:
- هل الأفضل أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم بحيث يصلي راتبة الفجر في بيته ثم يضطجع ثم يذهب للمسجد، أو الأفضل أن يذهب للمسجد مباشرة ويصلي الركعتين في المسجد ليتسنى له الحضور قبل الإقامة، ويدرك الصف الأول، وأجر انتظار الصلاة؟
................
السؤال السادس يبدأ في الدقيقة 13:28
شخص أسرف على نفسه بالمعاصي وارتكب بعضا من كبائر الذنوب ثم من الله عليه بتوبة نصوح، فهل تمحى هذه الذنوب بالتوبة أم تبقى وتعرض عليه يوم القيامة ثم يغفرها الله حينئذ؟
وفي الجواب من الفوائد:
- الخلاف في تساوي الحسنات التي يفعلها الإنسان ابتداء والحسنات التي تكون بدلا عن السئيات التي تاب الإنسان منها.
................
السؤال السابع يبدأ في الدقيقة 16:35
حكم قراءة القرآن في الطواف وسجود التلاوة فيه.
................
السؤال الثامن يبدأ في الدقيقة 17:59
هل يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول إذا أطال الإمام الجلوس؟
................
السؤال التاسع يبدأ في الدقيقة 19:19
هل ما يدركه المسبوق من الصلاة هو أول صلاته أم آخرها؟
وفي الجواب من الفوائد:
كيف يصنع من ادرك الإمام في صلاة الجنازة وهو يكبر التكبيرة الثالثة؟
................
السؤال العاشر يبدأ في الدقيقة 21:42
هل يلزم إخبار الفقير بأن ما دفع له زكاة؟
تمت فهرسة الحلقة الثانية عشرة بحمد الله
ـ[السليماني]ــــــــ[20 - 10 - 10, 07:07 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:49 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أنس محمد دركل]ــــــــ[29 - 10 - 10, 07:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي العنزي ..
أين الحلقة الثالثة عشر والرابعة عشر؟؟
أسأل الله أن يكتب أجرك ويعينك.
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 11:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة الثالثة عشرة.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة الثالثة عشرة يوم السبت بتاريخ 08/ 11/1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 00:54
هل تثبت المحرمية بنقل الدم من شخص إلى شخص قياسا على الرضاع باعتبار أنه مغذي؟
................
السؤال الثاني يبدأ في الدقيقة 01:48
من نوى رفع الحدث وأطلق فهل يرتفع حدثه، وما حكم من نوى بغسله رفع الجنابة فقط ولم ينو غسل الجمعة، كذلك من أدرك الإمام وهو في الركوع ولم يخطر في باله أنها تكبيرة الإحرام أو تكبيرة الركوع، أي لم ينو شيئا، فهل تنعقد صلاته؟
وفي الجواب من الفوائد:
- لا تصح تكبيرة الإحرام من المصلي وهو يهوي راكعا لأن موضع تكبيرة الإحرام هو القيام؟
................
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/27)
السؤال الثالث يبدأ في الدقيقة 05:18
هل يصح قول هذه العبارة: "بيده الخير والشر"؟
................
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 06:58
إذا قال الطبيب لمريضه الذي أصيب في عينه لا يمكنك السجود لأنك قد تتضرر بذلك ويتأخر علاجك وعليك أن تصلي مستلقيا أو مضطجعا، فهل له أن يترك السجود لعذر المرض الذي أصاب عينيه ويأخذ بنصيحة الطبيب، وماذا يلزمه الآن؟
وفي الجواب من الفوائد:
- لا بد من التحري من جانب الطبيب ومن جانب المريض في مثل هذا.
- لا يجوز للإنسان أن يزاول ما يضره لأن بدنه ليس ملكا له.
................
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 09:37
هل بدء صيام ستة من شوال بيوم السبت جائز؟
وفي الجواب من الفوائد:
- الأولى أن يبادر الإنسان بصوم الست ليتحقق لفظ "الاتباع".
................
السؤال السادس يبدأ في الدقيقة 11:30
نرى كثيرا من الإخوة المصلين عندما ينتهي من الوضوء وقد أقيمت الصلاة يدخل المسجد بسرعة لكي يدرك الإمام ويبقي أكمامه مكفوفة ولا يرسلها، فهل يدخل فعله هذا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما الذي يرويه الإمام البخاري في صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" ولا نكفت الثياب والشعر"؟ وهل النهي الوارد في الحديث للكراهة أو للتحريم، وهل يعد جعل الغترة أو الشماغ على الوراء عند الصلاة من الكف المنهي عنه؟
وفي الجواب من الفوائد:
- الأصل في النهي التحريم، وأهل العلم يطلقون الكراهة في مثل هذا، ولا أعرف صارفا يصرف هذا الحديث من التحريم إلى الكراهة فعلى الإنسان أن يهتم بمثل هذا لئلا يأثم وإن كان أكثر أهل العلم على أنه للكراهة، والمسلم عليه أن يترك المنهيات ولو كانت للكراهة.
................
السؤال السابع يبدأ في الدقيقة 14:06
عندي أرض منحة وأفكر أن أدعها لكي يرتفع سعرها ولها كذا سنة، فهل عليها زكاة؟ وكم قيمتها؟
................
السؤال الثامن يبدأ في الدقيقة 15:46
ما هو المقدار المجزئ للإطعام في كفارة اليمين؟ وهل يكفي في إخراج الكفارة إطعام المسكين أم لا بد من إعطائه المقدار المجزئ من الطعام؟
وفي الجواب من الفوائد:
- أكثر ما قيل في الصاع أنه 3 كجم.
................
السؤال التاسع يبدأ في الدقيقة 17:06
أريد تفصيلا لمسألة "تداخل العبادات"، وهل يندرج صوم شوال مع صيام البيض؟ وهل يدخل غسل الجمعة في الجنابة أم لا؟
وفي الجواب من الفوائد:
- قاعدة تداخل العبادات.
................
السؤال العاشر يبدأ في الدقيقة 18:48
إذا لبس الخفين وهو مقيم ثم طرأ عليه سفر فهل يمسح مسح مسافر أم يمسح مسح مقيم؟ ومثله من مسح في السفر ثم اقام؟
................
السؤال الحادي عشر يبدأ في الدقيقة 20:41
كان يسرق فلوسا من المحل الذي يعمل فيه ثم تاب ويريد إرجاع ما سرق ولا يتذكر المبالغ التي سرقها، فما ذا يعمل؟
................
السؤال الثاني عشر يبدا في الدقيقة 22:54
إذا وصل المسبوق وقد صلى الإمام ركعة لكن سهى الإمام فصلى خمسا بينما المسبوق كانت في حقه أربعا، فهل يسلم مع إمامه أم يقوم لزيادة ركعة؟
وفي الجواب من الفوائد:
- إشكال والجواب عليه: إذا قام الإمام لركعة يراها المأموم زائدة بينما يراها الإمام غير زائدة كأن يقوم الإمام من أجل تركه لركن لا يعلم المأموم بتركه؟
تمت فهرسة الحلقة الثالثة عشرة بحمد الله
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 11:09 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العنزي ..
أين الحلقة الثالثة عشر والرابعة عشر؟؟
أسأل الله أن يكتب أجرك ويعينك.
وفيك بارك أخي الكريم .... نسأل الإعانة والقبول، أعمل على طرح الحلقات الباقية.
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 11:10 ص]ـ
بارك الله فيك
وفيك بارك شكرا لك
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 07:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة الرابعة عشرة.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة الرابعة عشرة يوم السبت بتاريخ 15/ 11/1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 00:57
أستدين من جاري كيس طحين أو كيس حنطة من أجل الخبز وبعد أسبوع أرده له، فما الحكم في هذا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/28)
..................
السؤال الثاني يبدأ في الدقيقة 03:33
عندي طفل يبلغ من العمر إحدى عشرة سنة وأحيانا أتركه يصلى بعض الفروض في البيت فهل أنا آثم في ذلك؟ وجزاكم الله خيرا.
...................
السؤال الثالث يبدأ في الدقيقة 05:47
حججت متمتعا قبل خمس سنين أو أربع، وأول ما أتيت مكة طفت طوافا كاملا ولم أسع إلا شوطا أو شوطين وأكملت باقي الحج مع العلم أني كنت مريضا حينها فهل على أن أكمل السعي؟ وما ذا علي؟
...................
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 08:30
هل المصاب بسلس البول- أكرمكم الله- داخل في حديث القبرين "أما أحدهما فلا يستتر من البول"؟
...................
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 10:19
هل يجوز الصوم والصلاة في وقت الاستحاضة؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
...................
السؤال السادس يبدأ في الدقيقة 11:07
هل أعطي زكاة إلى ابن اختي المقبل على زواج، ظروفه صعبه؟
...................
السؤال السابع يبدأ في الدقيقة 12:05
أرجو التفصيل، هل في الحلي التي أعدت للاستخدام الشخصي زكاة؟
في الجواب من الفوائد:
- إذا خرجت الحلي إلى حيز الإسراف دخلت في المحرم ووجبت فيها الزكاة بكل حال.
- الحلي إذا كانت للاستعمال وبقدر الحاجة فجمهور أهل العلم على أنه لا زكاة فيها.
- لا أعرف نصا ملزما يلزم المكلف بإخراج الزكاة، هناك أحاديث وأشياء لكنها لا تقوى على أن تخرج من البراءة الأصلية وللعلماء فيها كلام طويل ولهم أيضا عنها أجوبة ليس هذا مجال تفصيلها.
...................
السؤال الثامن يبدأ في الدقيقة 13:30
إذا كان عندي مبلغ من المال في البنك وأريد شراء بيت أو أرض فهل تجب فيه الزكاة؟
...................
السؤال التاسع يبدأ في الدقيقة 14:06
عندي ولد متزوج وراتبه خمسمائة ريال فقط فهل يجوز لي أن أعطيه من الزكاة وأنا والده؟ وهل يجوز لخالته أن تعطيه الزكاة؟
...................
السؤال العاشر يبدأ في الدقيقة 15:00
كيف أتخلص من الوسواس لأني أعاني منه في صلاتي وفي قراءتي وأنشغل عن الخشوع؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
وفي الجواب من الفوائد:
- كثرة الوسواس في الناس وكثرة السؤال عنه وسبب ذلك.
- ذكر شيخ الإسلام أن الاحتياط إذا أدى ارتكاب محظور أو ترك مأمور فإن الاحتياط في ترك هذا الاحتياط.
- صور من حالات بعض الموسوسين تذكر للتنفير من الوسواس.
...................
السؤال الحادي عشر يبدأ في الدقيقة 21:10
أنا أمرأة لا استطيع السجود إطلاقا لمرض ما، واقوم بالصلاة على كرسيي ,وأنا أتمنى السجود على الأرض لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: عليكم بكثر السجود، فهل يجوز لي السجود على طاولة مقابلة للكرسي الذي أصلى عليه.
تمت فهرسة الحلقة الرابعة عشرة بحمد الله
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 09:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فهرسة الحلقة الخامسة عشرة.
جميع الحلقات موجودة على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/radio/5158
الحلقة الخامسة عشرة يوم السبت بتاريخ 22/ 11/1431
السؤال الأول يبدأ في الدقيقة 01:02
إذا دخل المسلم المسجد ووجد الصف لم يكتمل من الجانبين فأيهما الأفضل في حقة الأيمن أم الأيسر؟ وهل ورد في ميامن الصفوف تفضيل خاص؟
في الجواب من الفوائد:
- توسط الإمام هو الأصل.
- الفضل المرتب على ذات العبادة أولى بالمحافظة من الفضل المرتب على مكانها أو زمانها.
....................
السؤال الثاني يبدأ في الدقيقة 03:44
ذكرتم في صفة راتبة الفجر أن المسلم يصليها في بيته بعد سماع الأذان وإن أدى ذلك إلى التأخر عن المبادرة كما كان صلى الله عليه وسلم يصليها في بيته، فهل هذا ينطبق على من اعتاد على أن يذهب للمسجد قبل الأذان ويؤذن وهو في المسجد، بمعنى آخر هل يبقى في بيته إلى أن يؤذن وإن كان يقظانا ومستعدا للصلاة، أفيدونا أحسن الله إليكم.
....................
السؤال الثالث يبدأ في الدقيقة 07:30
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/29)
يحدث كثيرا وخاصة في مصليات النساء أو في الجوامع الكبيرة أن يسجد الإمام سجود تلاوة فيسجد معه المأمومون ويبقى غيرهم ممن بعد عن الإمام راكعا ظنا منهم أنه كبر للركوع فيتفاجأ المأمومون بعد ذلك بتكبير الإمام رافعا رأسه من سجود التلاوة، فهل يلزمهم والحالة هذه أن يأتوا بركعة باعتبار أنهم لم يدركوا الإمام أو فاتهم الركوع معه لواقع التبس عليهم، أم يقال لهم لا يلزمكم غير سجود السهو باعتبار أنه سهو عن إدارك الركعة؟
....................
السؤال الرابع يبدأ في الدقيقة 09:57
ما حكم غسل اللحم بعد أن تذبح الذبيحة، وهل يعد من الدم المسفوح؟
....................
السؤال الخامس يبدأ في الدقيقة 10:56
زكاة الفطر هل يجوز دفعها مالا ولا تخرج طعاما؟ وإذا كان الواجب طعاما فنحن لا نعلم المستحق فممن الممكن أن نعطيها لغير مستحقها.
....................
السؤال السادس يبدأ في الدقيقة 12:20
علي كفارات لا أعلم عددها بالتحديد فماذا أفعل مأجورين؟
....................
السؤال السابع يبدأ في الدقيقة 13:16
يريد أن يدرس حتى يكون مشهورا ويكون مثل المشايخ، فهل هذا رياء أم لا؟
....................
السؤال الثامن يبدأ في الدقيقة 15:18
هل يجوز الصوم والصلاة في وقت الاستحاضة؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
....................
السؤال التاسع يبدأ في الدقيقة 15:55
هل أعطي الزكاة لابن اختي المقبل على الزواج وظروفه صعبه؟
....................
السؤال العاشر يبدأ في الدقيقة 16:24
أشعر في أثناء صلاتي بخروج شيء مني ولكن لا صوت له ولا رائحه، فما حكم ذلك جزيتم خيرا؟
....................
السؤال الحادي عشر يبدأ في الدقيقة 17:07
هل يجوز لبس الجوارب للرجل والحذاء المختوم من جميع الأطراف، أكرمكم الله، وذلك في أثناء أداء العمرة؟
....................
السؤال الثاني عشر يبدأ في الدقيقة 18:58
هل ورد حديث العمرة في رمضان؟ وهل هذا الحديث صحيح حيث سمعنا أنه حديث ضعيف؟
....................
السؤال الثالث عشر يبدأ في الدقيقة 20:20
أنا أكثر التفكير في الصلاة، فما حكم الوسوسة- أحسن الله إليكم- في الصلاة؟ وهل تصح الصلاة مع وجود ذلك؟
....................
السؤال الرابع عشر يبدأ في الدقيقة 21:31
سؤال عن مقدار زكاة المال.
....................
السؤال الخامس عشر يبدأ في الدقيقة 22:27
أعاني من الوسواس ولا أستطيع إلا بالحلف، فهل تصح صلاتي؟
تمت فهرسة الحلقة الخامسة عشرة بحمد الله(131/30)
أيُنامُ بين العشاء و الفجر في العشر الأواخر / من محمد عمرو رحمه الله
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[21 - 08 - 10, 12:46 م]ـ
سألت محمد عمرو رحمه الله:
أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينام بين العشاء و الفجر في العشر الأواخر؟
فقال:
((ظاهر الحديث أنْ لا.))
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[26 - 08 - 10, 08:43 م]ـ
سألت محمد عمرو رحمه الله:
أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينام بين العشاء و الفجر في العشر الأواخر؟
فقال:
((ظاهر الحديث أنْ لا.))
اللهم انفع به ولو بعد حين آمين
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 10:59 م]ـ
جزاك الله خير، حبذا لو أفدتنا بالحديث نفع الله بك.
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[27 - 08 - 10, 11:48 ص]ـ
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَتْ
كَانَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ
شَدَّ مِئْزَرَهُ
وَأَحْيَا لَيْلَهُ
وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ(131/31)
ومضى ثلث رمضان ...
ـ[إبراهيم العثمان]ــــــــ[21 - 08 - 10, 04:06 م]ـ
ما أسرع أيامك يا رمضان .. تأتي على شوق ولهف .. وتمضي على عجل ..
ها قد مضى الثلث الأول منك يا رمضان، والثلث كثير
يا شهر الصيام ترفق .. ويا شهر القيام تمهل ..
نفوس العابدين .. وقلوب الراكعين ساجدين .. تحنّ وتئنّ
سبحان الله ..
منذ أيام، كنا ندعو: "اللهم بلغنا رمضان".
و منذأيام قليلة، هنأ بعضُنا بعضاً ببلوغ رمضان
فقد هل الهلال، مع النداء الشهير:
"ياباغي الخير أقبل، و يا باغي الشر أقصر .. "
و اليوم، فاجأتنا هذه الحقيقة: انقضىالثلث الأول من رمضان!!
سبحان الله .. أبهذه السرعة
رمضان .. هذاالضيف؛ خفيف الظل، عظيم الأجر ..
مضى ثلثه .. "و الثلثكثير" ..
*******
وهنا لا بد ان نقف مع أنفسنا وقفات أيها الأحباب
ماذا أودعنا هذه الأيام العشر؟
كيف نحن والقرآن؟
كيف نحن وصيام الجوارح والسمع والبصر؟
كيف نحن والقيام؟
كيف نحن وتفطير الصائمين؟
كيف نحن والصدقة والصلة والبر؟
كيف حالنا مع الخشوع والخضوع والدموع؟
هل اجتهدنا في طلب العتق، أم رضي البعض أن يكونوا معالخوالف .. ؟
*******
أخي أختي
هذه أيام وليالي العتق تنقضي يوماً بعد يوم
وسرعان ما سيقال: وداعاً رمضان
فهلا كانت همتنا عالية، ولسان كل منا يقول: لن يسبقني إلى الرحمن أحد
هلا جاهدنا أنفسنا وأتعبناها بالطاعة، حتى ترتاح في مستقر رحمة الله في جنة الخلد
فالعبد لن يجد طعم الراحة إلا عند أول قدم يضعها في الجنة
ها نحن في الثلث الثاني من رمضان ..
وبعد أيام قلائل،سنستقبل العشر الأواخر ـ لمن كتب الله له عمراً ـ أفضل ليالي العام، فيها ليلة من خير شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم.
فيا لسعادة من عرف فضل زمانه، ومحا بدموعه وخضوعه صحائف عصيانه، وعظم خوفه ورجاؤه، فأقبل طائعاً تائبا يرجو عتق رقبته وفك رهانه.
أحبتي .. الأيام تمضي متسارعة، والأعمار تنقضي بانقضاء الأنفاس، وكل مخلوق سيفنى، وكل قادم مغادر، وهذا شهر الرحمة والغفران، يوشك أن يقول وداعاً، ولعلك لا تلقاه بعد عامك هذا.
فصم صيام مودع، وصل صلاة مودع، وقم قيام مودع، وتب توبة مودع، وقم بالأسحار باكياً، مخبتاً، منيباً،
وقل يارب: هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، إلهي حرم وجهي ولحمي وعظمي وعصبي وبشرتي على النار. إلهي لا أهلك وأنت رجائي. اقبل توبتي، واغسل حوبتي، وسل سخيمة قلبي، وارفع درجتي، وكفّر سيئتي. وأعتق رقبتي، يا ذا الجلال والإكرام
أخي ... أختي
غداً يقال: انقضى رمضان، وأقبل عيد أهل الإيمان
و لكن شتان .. !!
شتان .. بين من يهل عليه هلال شوال و هومعتق من النيران، قد كتب من أهل الجنان ..
و بين من يهل عليه، وهو أسير الشهوات و المعاصي، قد حرم من الخيرات، وباء بالخسران ..
اللهم وفقنا للصالحات قبل الممات، وأخذ العدة للوفاة قبل الموافاة، وثبت قلوبنا على دينك، واختم لنا بالصالحات، واغفر لنا ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا وإخواننا وأحبابنا والمسلمين، واكتبنا جميعاً من عتقائك من النار.
المصدر: http://www.ramadan.ws/view/1221 (http://www.ramadan.ws/view/1221)
ـ[السوادي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[ضياء الدين الحلو]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:05 ص]ـ
ربنا تقبل منا الصيام والقيام واختم بالصالحات أعمالنا يارب العالمين
ـ[أبو مالك بن الليث السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك بن الليث السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:08 ص]ـ
نحتاج الى التذكرة دائما وأبدا
ـ[أبو مالك بن الليث السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:09 ص]ـ
لا تنسونا من صالح دعائكم
ـ[محمد عبدالله السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:38 م]ـ
اللهم بارك لنا فيه واجعلنا من عتقائك من النار
بارك الله فيك
ـ[إبراهيم العثمان]ــــــــ[22 - 08 - 10, 11:39 م]ـ
(السوادي)
(ضياء الدين الحلو)
(أبو مالك بن الليث السلفي)
(محمد عبد الله السلفي)
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ووفقنا وإياكم لصالح القول والعمل.
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[22 - 08 - 10, 11:55 م]ـ
غداً يقال: انقضى رمضان، وأقبل عيد أهل الإيمان
و لكن شتان .. !!
شتان .. بين من يهل عليه هلال شوال و هومعتق من النيران، قد كتب من أهل الجنان ..
و بين من يهل عليه، وهو أسير الشهوات و المعاصي، قد حرم من الخيرات، وباء بالخسران ..
اللهم وفقنا للصالحات قبل الممات، وأخذ العدة للوفاة قبل الموافاة، وثبت قلوبنا على دينك، واختم لنا بالصالحات، واغفر لنا ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا وإخواننا وأحبابنا والمسلمين، واكتبنا جميعاً من عتقائك من النار.
اللهم آمين
جزاكم الله خيراً(131/32)
هل توزع الزكاة بالتساوى على مستحقيها .. ؟ وهل هناك قيمة محددة للفرد؟
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[21 - 08 - 10, 04:40 م]ـ
هل توزع الزكاة بالتساوى على مستحقيها .. ؟ وهل هناك قيمة محددة للفرد؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 06:41 م]ـ
جزاك الله خير: لعل الرابط يفيد ويقرب المسألة:
http://www.islamqa.com/ar/ref/111884
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[21 - 08 - 10, 07:09 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو هبة]ــــــــ[21 - 08 - 10, 07:18 م]ـ
بارك الله فيكم(131/33)
هل أصل التهجد بالتراويح .. ؟؟؟
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[21 - 08 - 10, 07:13 م]ـ
قام أحد الأئمة في رمضان العام الفائت بوصل التهجد بالتراويح مع زيادة طفيفة في الوقت، فهل فعله هذا صحيح .. ؟؟؟
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[22 - 08 - 10, 12:11 ص]ـ
وضح لي اخي كيف وصلها؟
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 02:48 م]ـ
عكس فعل الحرم في العشر الأواخر ...
أي يصلي إحدى عشرة ركعة متصلة ـ كما هومعتاد ـ مع زيادة طفيفة في القيام في الأربع التاليات للأربع الأول ثم يصلي الشفع والوتر أول الليل، ولايرجع المصلون آخر الليل لصلاة التهجد ...
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[22 - 08 - 10, 02:54 م]ـ
و ما الذي أشكل عندك؟!
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:41 م]ـ
هل فعله هذا أصل(131/34)
القرقيعان في ليلة الخامس عشر من رمضان ...
ـ[محمد بن عبدالله الشنو]ــــــــ[21 - 08 - 10, 09:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القرقيعان
في ليلة الخامس عشر من رمضان
تقديم
فضيلة الشيخ |
أ. د خالد بن علي المشيقح
بحث وإعداد
محمد بن عبدالله بن محمد الشنو
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... وبعد:
فقد قرأت في الرسالة التي كتبها أخونا محمد بن عبد الله الشنو في عادة انتشرت في بعض مدن المنطقة الشرقية فوصف تلك الحالة، وبين أصلها، وحكمها الشرعي، فجزاه الله عن الإسلام خيراً على ما نصح وبين، ونفع برسالته من قرأها وكتبها.
وبالله التوفيق.
كتبه /
أ. د/خالد بن علي المشيقح
كلية الشريعة بالقصيم
7/ 6/1429هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ٹ ٹ چ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَچ آل عمران: 102
ٹ ٹ چ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ? چ النساء: 1
ٹ ٹ چ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدً ? چ الأحزاب: 70 – 71
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فإن أعظم ما تنفق فيه الأعمار طاعة الله عز وجل المقربة إليه، ولابد لمريد الطاعة أن يتعلم شرع الله، ولابد للمتعلم من معلم يعلمه أحكام ربه التي يتعبد بها، ولهذا كان لابد من الإتباع.
لكن نتبع من؟
نتبع الرجال وآراءهم والتي هي نتاج عقولهم؟!
وأي رجل نتبع؟ والرجال كثر.
وأي عقل ٍ نقتفي؟ والعقول متفاوتة.
فكم من أمر حسنه عقل وقبحه آخر!!
ولهذا كان لابد من إتباع الوحي المعصوم المنزل من عند خالق الخلق.
ٹ ٹ چ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ? چ الملك: 14.
وقال عز وجل عن نبيه محمد r : ٹ ٹ چ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ? چ الأعراف: 158.
و ٹ ٹ چ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ?چ النساء:59.
وٹ ٹ چ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ?چ الشورى:10.
وقال r : (( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)) [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1) .
ولهذا كان إرسال الرسل من عند الله عز وجل رحمة بالخلق؛ ليهدوهم بأيسر طريق على خالقهم.
وكان خاتمهم محمد r هو الرحمة المهداة، هو المعلم الأول، فعلّم الأمة دينها، وقال لهم قبل أن يفارقهم r : (( قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن عبداً حبشياً فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد)) [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2).
إن هذه النصوص وما جاء في معناها تأسيس لقاعدة عظيمة ومبدأ مهم وهو: (وجوب التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله r في كل شيء، في العبادات والعادات والمعاملات).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/35)
قال ابن عباس رضي الله عنهما: " التحاكم إلى الرسول r بعد موته هو التحاكم إلى سنته ".
وعلى نهج النبي r سار أصحابه والتابعون من بعدهم ومن تبعهم بإحسان.
وكانت طريقة التعليم تسير في خطين متوازيين يؤديان نفس النتيجة:
الأول: نشر السنة.
الثاني: التحذير من البدعة.
فكانت حلق العلم والدروس والمؤلفات تمثل منهجاً لنشر العلم والتحذير من البدع والابتداع.
وقد وقفت بعد توفيق الله عز وجل لي على عادةٍ ألفتُها منذ الصغر عمّت في أهل قريتي , توارثها الأصاغر عن الأكابر، جيلاً بعد جيل دون نكير , حتى اطلعت على فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في بيان حكم هذه العادة، وسيأتي في ثنايا البحث ذكر هذه الفتوى.
ولعل سائل يسأل ويقول:
ما الذي حملك على كتابة هذا الموضوع؟
دفعني إلى كتابة هذا الموضوع:
أولاً: النصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم , في بيان السنة والتحذير من البدعة.
ثانياً: أن بعض طلاب العلم والدعاة يجهلون حقيقة هذه العادة؛ لأنهم لم يقرأوا رسالة مطبوعة تتحدث عن هذا الموضوع.
ثالثاً: اهتمام بعض وسائل الإعلام في نشر هذه العادة؛ بحجة أنها تراث قديم يجب المحافظة عليه.
رابعاً: انتشارها في بعض الدول انتشاراً واسعاً كما في الكويت، وشرق المملكة، وقطر، والإمارات
وجنوب إيران، و كثير من مدن العراق و غيرها من البلدان الإسلامية، وتشجيع بعض أئمة المساجد وأهل الخير في الحث على حضورها والدفاع عنها؛ جهلاً بحكمها وما يترتب عليها.
ولما كان الانشغال بالعلم النافع تعلماً وتعليماً من أفضل القربات أحببت أن أشارك بشيء أنفع به نفسي وإخواني، ويكون لي ذخره عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فقمت بكتابة هذا البحث الذي أسميته:
{القرقيعان في ليلة الخامس عشر من رمضان}
ويدور بحث هذه العادة حول.
أصل التسمية ومتى تقام.
أحداث تلك الليلة في القرى والمدن.
تاريخ ونشأة هذه العادة.
الأعياد من المسائل الشرعية التعبدية.
مشابهة القرقيعان بالعيد.
مشابهة القرقيعان للكفار.
حكم هذه العادة؟
فتوى العلماء.
بعض مفاسد هذه الليلة.
نصيحة.
أصل التسمية ومتى تقام:
القرقيعان: كلمة عامية وجاء في اللغة ما هو قريباً منها في مادة ((قَرَعَ)) بمعنى دقه [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3), والمراد بها إحياء ليلة مخصوصة بعمل خاص معتاد.
إحياء ليلة مخصوصة: ليلة الخامس عشر من رمضان وهي الأصل.
بعمل خاص: كقرع الصبيان أبواب البيوت , من أجل الحلوى، واجتماع الناس للطعام.
معتاد: يعود كل سنة , كعيد الفطر والأضحى.
أحداث وتسمية هذه الليلة
تختلف إحياء هذه الليلة وتسميتها من قرية إلى أخرى، ومن مدينة إلى مدينة، ففي الكويت والمملكة العربية السعودية تسمى" بالقرقيعان ".
وفي الامارات و عمان، والبحرين و العراق فتختلف مسميات هذه الليلة , ففي دول الخليج يسميها البعض (القرقيعان) والبعض الآخر (الناصفة) أو (حل وعاد) أو (كريكشون) أو (القرنقشوه) أو (الطلبة)، وتسمى أيضاً (طاب طاب)، و (كرنكعوه) أو (كريكعان) وتسمى أيضاً (حق الليلة) أو (الماجينة) إلا أن العادات المتبعة في الاحتفاء تتطابق في كافة دول الخليج ,
وأيضا يختلف زمانها بحسب المناسبة الداعية له , كالنصف من شعبان أو رمضان وسيأتي بيانه.
أما عن أحداثها , ففي الساحل الشرقي من المملكة العربية السعودية تبدأ من غروب الشمس إلى آخر الليل.
فالقرى تختلف عن المدن ,
فحال القرى على سبيل المثال أدوار تقام فيها، فدور للرجال، ودور للنساء، ودور للصبيان، ودور للبيوت.
أما عن دور الرجال:
فإن كل جماعة منهم تجتمع في بيت قد اتفقوا على الاجتماع فيه مسبقاً، والعجيب في ذلك أن الأقارب الذين يبعدون عن أهليهم الأكيال البعيدة، يقطعون المسافات الطويلة لحضور هذه الليلة، وبعد الساعة العاشرة تزيد أو تنقص تقوم كل جماعة بإحضار أصناف الطعام إلى ذلك البيت وحينما يجتمعون يبدأون العشاء، وبعد العشاء يقام التصوير لذكرى تلك الليلة الغريبة، ثم ينصرفون بعد ذلك.
أما عن دور النساء:
فإنهن يفعلن مثل ما يفعل الرجال.
وأما عن دور الصبيان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/36)
فإن كل أسرة تخيط وتخبن لصبيانها ما تسمى "بالخريطة " تشبه الكيس تجعل على الرقبة خيط يُشدّ به الخريطة التي على الصدر، وفي بعض المناطق عبارة عن سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل أو قطعة قماش وهي تعرف عربياً بـ (المخلاة).
, يوضع بداخلها خليط من المكسرات النخي , والنقل , والسبال , والبيذان ,والجوز , والفول السوداني والتين المجفف, إلى جانب بعض الحلويات،
وللبنات لباس خاص يلبسونه يسمى " المخنق " , فيطوفون البيوت ليجمعون بها الحلوى فتمتلئ الشوارع بمسيرٍ جماعي من الأطفال من بيت لآخر.
وهم يرددون الأناشيد التي تخص هذه الليلة " قرقيعان .. قرقيعان .. بين قصير ورمضان .. عطونا الله يعطيكم .. بيت مكة يوديكم .. يوديكم لهاليكم " وغيرها من الأهازيج التي تختلف كل دولة فيها عن الأخرى
فعلى على سبيل المثال ففي العراق تُسمى هذه العادة بالماجينة، و لهم اهزوجتهم:
ماجينه يا ماجينه
حل الكيس و انطينه
انطونه الله ينطيكم
بيت مكة يوديكم.
وعند غيرهم قرقع قريقيعان
عطونا الله يعطيكم
بيت مكة يوديكم
يا مكة يا معمورة
يا أم السلاسل و الذهب
عطونا من مال الله
يسلم لكم عبد الله
عطونا دحبة ميزان
يسلم لكم عزيزان
باب الكرم ما صكه
ولا حط له بوابة
وكلما دخلوا على بيت ووجدوا حاجتهم رددوا اسم الابن الأصغر لهذا المنزل " قرقيعان فلان .. قرقيعان فلان "، ويفتحون الخريطة ويرفعونها بأيديهم لكي يحصلوا على أكثر قدرٍ من الحلويات والمكسرات.
فإذا امتلأت الخريطة رجعوا لتفريغها، وعادوا لإكمال المسيرة إلى آخر الليل.
ولك أن تتصور كم سيشتري رب الأسرة من الحلويات والمكسرات للصغار القادمين عليه؟.
ودور البيوت بارزٌ في إعداد الحلوى وأنواع المكسرات، وتنشغل كذلك بإعداد الوجبات المتنوعة لإحياء تلك الليلة.
وكم مررنا على بيوتٍ فقيرة لا يفتحون أبوابهم في هذه الليلة، لا لعلةٍ؛ سوى أنهم لا يجدون ما يعطوننا إياه، فنقابلهم بالسب والألفاظ النايية.
هذا حال القرى فكيف بحال المدن، بل حال بعض الدول المجاورة.
بدأت العناية بهذه الليلة اعتناءً بالغاً في الأهمية , حيث أقيمت الاحتفالات في الفنادق , والأندية الرياضية , واستؤجرت الاستراحات , فأبدت المحلات التجارية الاستعداد التام في توفير أصنافٍ كثيرة من الحلويات والمكسرات، وبطاقات الدعوة التي كتب فيها مناسبة هذه الليلة, وامتلأت وسائل الإعلام من قنوات، وصحف، ومجلات عرض هذه العادة الغريبة، زاعمة في ذلك حفظ تراثها الشعبي.
ذكرت جريدة الرياض في عددها 13986 لعام 1427هـ مقالاً لأحد الكتاب قال فيه (احتفل أطفال المنطقة الشرقية أول أمس السبت بمناسبة شعبية تسمى "القرقيعان" وهي من أهم العادات الرمضانية الشعبية في المجتمع الخليجي، وتُعد أهم المناسبات عند الأطفال خاصة في الدمام والقطيف والاحساء. وإن كانت قد انتقلت إلى الكبار في السنوات الأخيرة؛ حيث أصبحت مضماراً للمباهاة بين الأسر؛ إذ تتجاوز تكلفتها في كثير من الأحيان آلاف الريالات.
وليالي القرقيعان في الخليج هي ليالي (14، 15، 16) من شهر رمضان ...
هذا تقليد سنوي متعارف عليه، ولكن قرقيعان الاحساء هذا العام اختلف عن الأعوام السابقة فقد تحولت ليلة القرقيعان إلى مهرجان للفرح والاحتفال حيث زينت مداخل القرى وعملت البوابات التي تزينها الأضواء يستقبلون من خلال هذه البوابات المارة من السيارات يوزعون عليهم هدايا القرقيعان والمشروبات مع بعض الأناشيد الخاصة برمضان المبارك).
وقال آخر (الرياض تحتفل لأول مرة بالقرقيعان
أشعل 400 طفل وطفلة قناديل رمضان الملونة وتجولوا بها في أسواق الفيصلية مرددين «قرقيعان .. قرقيعان .. بيت قصير ورمضان .. » وحصلوا على هدايا وألعاب وحلوى قامت بتوزيعها عدة جهات كما تم توزيع نقود على كل الأطفال من البنك السعودي البريطاني وحصل كل طفل على مبلغ 20 ريالاً. (
ويزداد الأمر سوء حينما تعرض إحدى الدول في إعلامها مسلسلاً يصور لك الأعمال التي يفعلها الصبيان في تجوالهم حول البيوت، سائلين إحدى البيوت إعطاءهم بعض الحلوى أو المكسرات، فاعتذر أهل البيت من إعطائهم، فرمى الصبيان الباب بالحجارة وهم يرددون عبارات السب والشتم.
ولنا أن نتسائل من أين جاءت هذه العادة؟
هل ورثها الآباء عن أسلافهم خير القرون المفضلة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/37)
لماذا خُصصت في هذه الليلة؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟
إن الإجابة عن هذه الأمور يكمن في معرفة تاريخ ونشأة هذه العادة، ومن ثم يبنى الحكم عليها؟
فالذين بحثوا في التاريخ تبين لهم أن هذه العادة في هذا اليوم مشابهة جداً لعيد الرافضة في إحياء المولد , ومشابهة أيضا لعيد النصارى.
وهم متفقون على أنها ليست محدثة من المسلمين.
فالذين جزموا أنها من الرافضة، قالوا: بأن هذه العادة لا تعرف في الحجاز ولا في نجد، وإنما تعرف في شرق المملكة على الساحل الشرقي وهناك يكثر تواجدهم.
ولا يخفى عليك أن بعض العوام يجهلون عقيدتهم وما نختلف معهم في الأصول والفروع يزورونهم ويخالطونهم.
أضف إلى ذلك أنهم كانوا يشاركونهم في صيد الأسماك والرحلات المتنقلة بين الدول في الزمن القديم.
علماً بأن الرافضة يعظمون هذا اليوم، وأنه من شعائرهم، فهو يوافق مولد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال ابن عبد البر: " ولدته أمه في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة , هذا أصح ما قيل في ذلك إن شاء الله " [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4).
قال صالح الكرباسي [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5) " فإن مبدأ القرقيعان يرجع إلى مولد سبط رسول الله صلى الله عليه و آله الحسن بن علي (عليه السَّلام) [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6) ، حيث أن ولادته الميمونة كانت في النصف من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة المباركة.
نعم كان النبي المصطفى (صلى الله عليه و آله) ينتظر بفارغ الصبر أول وليد لبيت الرسالة و ما أن بُشِّر بولادته حتى أسرع إلى بيت فاطمة (عليها السلام) فرِحاً مسروراً، ثم استدعى سبطه الحبيب ليشمَّه و يُقبلهُ و يؤذِّن و يُقيم في أذُنيه، حينها نزل عليه جبريل (عليه السَّلام) ليُهنئه أولاً، ثم ليقول له سمِّه حَسَناً، فسماهُ حسناً بأمر من الله عَزَّ و جَلَّ.
و ما أن عَلِمَ المسلمون بخبر الولاة الميمونة التي فرح بها النبي صلى الله عليه و آله و أهل بيته (عليهم السلام) حتى توافدوا على بيت الرسول صلى الله عليه و آله) يزفون إليه أحر آيات التهاني و يباركون له مولد سبطه الحسن، و هكذا بقيت هذه العادة جارية في المسلمين حتى يومنا هذا.
و الغريب أنه في الآونة الأخيرة بدأت بعض الجماعات المعروفة بتوجهاتها المعادية لأهل البيت عليهم السلام
التركيز على مهاجمة هذه العادة باعتبار أنها بدعة و عليه فهي غير جائزة " [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7)
قال محمد بن باقر المهري: " إن القرقيعان سنة شرعية وعادة شعبية حسنة " [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn8)
وقد سئل السيستاني سؤال هذا نصه عندنا عادة في ليلة الخامس عشر من رمضان نحتفل فيها بمولد الحسن عليه السلام ونسميها بالقرقيعان فهل هي جائزة وما سبب تسميتها بهذا الإسم؟
فأجاب " باسمه تعالى يجوز" [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn9)
فلا مانع إذاً من موافقتهم، بحكم الجوار , ومشابهة العادة [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn10).
والذين قالوا بأن هذه العادة من النصارى: عللوا ذلك؛ بأن هذا العادة توافق عيداً من أعيادهم، وفيه شبه من القرقيعان من تجوال الأطفال حول البيوت، وأخذ الحلوى والمكسرات [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn11) ، وأن النصارى كانوا في الزمن القديم متواجدون في هذه المنطقة [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn12) , فمع الاحتكاك شابه الرافضة النصارى، وزادوا في تعظيمهم " أي الرافضة "لهذا اليوم طواف الأطفال على البيوت، فانتقلت بعد ذلك إلى المسلمين.
هذا من الناحية التاريخية،
أما اليوم انظر ما يشابهه في الدول العربية والأجنبية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/38)
ففي شوارع المدن الأميركية وبعض المدن الأوروبية ملايين الفتية وهم يرتادون الملابس العجيبة وأقنعة التخفي، ثم يجولون على جيرانهم، ويدقون أبواب منازلهم طالبين منهم الحلوى والهدايا. وإذا لم يتجاوب بعض أصحاب هذه المنازل، لأسباب تتصل بمعتقداتهم أو بأفكارهم، فإن الفتية يبادرون الى ترديد كلام هجائي مقذع بحقهم. وفي هذه الليلة التي تدعى «ليلة الهالوين»، تنفلت مشاعر الفتية والأولاد، فيعبّرون عن ذلك بالصخب والعنف بلا حدود أو قيود. وقد تمكنت الرأسمالية الأميركية من تحويل هذه الليلة الى موسم باذخ لشراء الأقنعة والملابس الغريبة والهدايا بطريقة هاذية، تماماً مثلما حوّلت عيد الحب المزعوم إلى مجرد مناسبة تبذيرية للبيع والشراء.
وإتماما للفائدة
" فلدى اليهود عيد "البوريم"، أي عيد المساخر، وفيه يتنكّر المحتفلون بأزياء هزلية، ويُسرفون في الشراب والضحك، وتقع فيه، جراء ذلك، حوادث العنف. وهذا العيد لدى اليهود يقع في الرابع عشر من نيسان، وهو اليوم الذي أنقذت فيه أستير (عشتار) يهود فارس من الموت (كأنها طردت إله الموت عن شعبها).
وفي الأردن تنتشر عادة «عشاء الموتى» فتذبح العائلات ذبائح وتترحم على موتاها.
وفي السودان يقام «عشاء الميتين» فيطوف الأولاد على بيوت الجيران وهم يرتدون ملابس التنكر ويهددونهم بالكوارث والمصائب إذا لم يطعموهم.
وفي العراق، يحمل الأطفال، إبان الاحتفال بمولد الإمام الحسين في النصف من رمضان، الأكياس ويدورون على البيوت ويطرقون الأبواب، وحينما يُفتح لهم ينشدون: «اعطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم، ويرجعكم لأهاليكم ... لولا ولدكم ما جينا، يفك الكيس ويعطينا». ويتحول الغناء الى إزعاج، ولا يكف الأولاد عن السؤال حتى يحصلوا على الحلويات.
وفي لبنان وسوريا يُعتبر عيد القديسة بربارة أقرب النماذج الى الهالوين، وهو يقع في اليوم الثالث من كانون الأول، ويتزامن مع عيد القديسة فيفيان. وبربارة شفيعة المساجين، وقد عاشت في تركيا في القرن الثالث الميلادي. وترمز قصتها، جزئياً، إلى الأرواح التي تبقى مسجونة طوال سنة كاملة لتخرج كلها في يوم محدد. وفي هذا العيد يرتدي الأولاد الأقنعة، أو يرسمون وجوههم بالأصباغ، ثم ينتشرون في الشوارع مرددين أغنية «هاشلة بربارة مع بنات الحارة». وحينما يقرعون باب أحد المنازل يبدأون بالغناء مرددين: «يا معلمتي حلّي الكيس الله يبعتلك عريس»، أو «أركيلة فوق أركيلة صاحبة البيت زنغيلة» (أي غنية). وإذا لم تستجب صاحبة البيت لهم فيبدأ الإزعاج والهجاء مثل: «نارة فوق نارة صاحبة البيت ختيارة». أما الكبار فيلبسون الأردية مقلوبة، أو ترتدي الأم ثياب زوجها، والزوج ثياب امرأته أو لباس أبيه (الشروال مثلاً)، ويسلقون القمح ويصنعون القطايف. والقمح المسلوق، كما هو معلوم، هو باكورة الحصاد. والباكورة تقدَّم قرباناً للإله في الديانات القديمة.
ذكر أبو الفرج الأصفهاني في «الأغاني» أن الفقراء كانوا يطوفون في منتصف كل شهر وهم ينشدون: «يا صاحب البيت أجِر جوعان. يا ربنا أعطِه بيتاً في عالي الجنان». أما اليوم فيحتفل أولاد الخليج العربي بعيد «القرقيعان» في النصف من رمضان، أو في النصف من شعبان ويسمونها «ليلة الناصفة». وربما احتفلت بعض المناطق بهذه المناسبة في ليلة اكتمال البدر , وهي ليلة ذات إيحاء جنسي, وفي تلك الليلة يحمل الأولاد أكياساً في أعناقهم ويطوفون الشوارع بعد الإفطار، ويقرعون الطاسات أو الطبول منشدين أهزوجات تهديدية لصاحب الدار في ما لو لم يقدم لهم الحلوى، أو يمتدحونه إذا تجاوب معهم وقام بتقديم الهدايا لهم.
والسؤال الذي يفرض نفسه هل نحن مطالبون في البحث عن معرفتي أصل هذه العادة؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn13):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/39)
" أعياد الكفار كثيرة مختلفة، وليس على المسلم أن يبحث عنها ولا يعرفها، بل يكفيه أن يعرف في أي فعل من الأفعال أو يوم أو مكان، أن سبب هذا الفعل أو تعظيم هذا المكان والزمان من جهتهم، ولو لم يعرف أن سببه من جهتهم، فيكفيه أن يعلم أنه لا أصل له في دين الإسلام؛ فإنه إذا لم يكن له أصل فإما أن يكون قد أحدثه بعض الناس من تلقاء نفسه، أو يكون مأخوذا عنهم، فأقل أحواله: أن يكون من البدع "
فإذا استقر هذا , أنه ليس له أصل في دين الإسلام فعلى المثبت الدليل , وإلا كان من قبيل المباحات حيث الأصل.
وبعد النظر إلى الدافع الذي جر بعض المسلمين إلى إحياء هذه الليلة ,
والأمر الذي يتعلق بالعادة أمرا اعتقاديا يصرفه عن إباحته , و مخالفة شرعية من أعظم المسائل التعبدية , شرعت في بيان ذلك.
فبالنظر إلى هذه العادة بعد البحث والتحري ,
تبين لي أنها مشابهة للعيد من وجه.
ومشابهة أيضاً للكفار من وجه آخر.
مشابهتها بالعيد
مشابهتها بالعيد يكمن في عدة أمور أذكر منها:
- تخصيصه في هذه الليلة.
- اتخاذه يوم راحة وفرح واللعب فيه.
- وأنه يوم عائد على وجه معتاد.
- فيه اجتماع وأعمال تتبع ذلك من العبادات، أو العادات.
قال الشيخ القاضي سليمان الماجد حفظه الله في قاعدة الأعياد:
"وكل شيء يقصد فيه الزمن ووُجدت فيه سمات العيد فهو ممنوع في الشريعة، لكونه بدعة في الدين وحدثا في الشريعة وإن غيَّر الناس تسميته، ومن أظهر سمات العيد في الشريعة والعرف واللغة: أنه يعود في زمن محدد، ويكون فيه الاجتماع، وتُظهر فيه الأعمال، كالتهاني أو اللعب أو المآكل والمشارب.
وبرهان ذلك أن البدعة تدخل في الدين المنزل المحدد بسمات تعبدية محضة، كالصلاة والحج والصيام، ويكون ذلك بأمرين:
الأول: التغيير في بنيتها أو زمانها أو مكانها، فمن زاد ركعة في الصلاة، أو جعلها في غير وقتها، أو في غير مكانها على الدوام فقد ابتدع.
والأمر الثاني: فعل عبادة أخرى مضاهية لها ولو لم يُغير في الواردة بشيء، كمن أحدث صلاة سادسة تؤدى ضحىً، ويجتمع الناس لها في المساجد.
والأعياد الشرعية، كالفطر والأضحى جاءت بسمات التعبد المحض وذلك في اختيار الشريعة لزمانها على وجه لا يعقل له معنى على التفصيل، فوجب أن يُسلك بها سبيل العبادات المحضة، فنقول فيها ما قلناه في الشرائع المحددة بأنه لا يجوز أن نغير في زمانها، فنجعل عيد الفطر ـ مثلا ـ في ذي القعدة، ولا أن نجعل صلاة العيد بعد المغرب ولا أن نحوله حزنا، فهذا إحداث في بنية العيد وزمانه، وهو الأمر الأول الممنوع في العبادات المحضة ويُوصف بالبدعة.
أما في الأمر الثاني وهو المضاهاة فلا يجوز أن نحدث عيدا ثالثا، ولو لم نغير في الأعياد الواردة، كالذي قلناه في الصلاة السادسة.
وهذه هي النتيجة المطلوبة في هذه المسألة.
وإنما دخل الإشكال على البعض في هذا الباب حين ظنوا أن البدعة لا تدخل إلا عملا يراد به القربة، كالصلاة والصيام والحج، وقد دلت الشريعة في باب الأعياد على صحة هذا الاتجاه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال صلى الله عليه وسلم: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما فِي الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر". [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn14)
وقال صلى الله عليه وسلم: "يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب" رواه أحمد من حديث عقبة بن عامررضي الله عنه.
فقوله: "أبدلكم" دليل على إبطال كل عيد وإلا لزادهم من أعياد الإسلام دون إبطال الأعياد الحالية. وقوله: "عيدنا أهل الإسلام" دليل على أن ما سواها أعيادُ غير أهل الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/40)
ثم تأيدت هذه الأدلة بالهدي الظاهر للسلف، فلم يظهر في ديار الإسلام بعد إيقاف الرسول صلى الله عليه وسلم الأعياد السابقة، وإبدالها بأعياد الإسلام أي عيد طيلة القرون الثلاثة المفضلة تعبدية كانت أو عادية، حتى أحدث العبيديون عيد المولد، وذلك رغم أن للأمم المجاورة أو المخالطة للمسلمين أعياداً تعبدية وعادية، يقصد منها الاحتفاء بزمان أو شخص، كعيد الشعانين ومولد عيسى عليه السلام للنصارى، والنيروز للفرس وغيرها من الأعياد، لاسيما والأمة فِي هذه القرون كانت تأخذ الكثير من المفيد النافع من الأمم الأخرى، فتركها لهذه الأعياد رغم وجودها دليل على إعراضها عنها ديانة.
قال شيخ الإسلام:
" أن العيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد عائد، إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع، أو الشهر، أو نحو ذلك.
فالعيد يجمع أموراً:
منها: يوم عائد، كيوم الفطر ويوم الجمعة.
ومنها: اجتماع فيه.
ومنها: أعمال تتبع ذلك من العبادات، أو العادات، وقد يختص العيد بمكان بعينه وقد يكون مطلقا، وكل من هذه الأمور قد يسمى عيداً
فالزمان كقوله r ليوم الجمعة: ((إن هذا يوم جعله الله للمسلمين عيداً)) [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn15) .
والاجتماع والأعمال كقول ابن عباس: " شهدت العيد مع رسول الله r"[16] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn16)
والمكان كقوله r : (( لا تتخذوا قبري عيداً)) [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn17).
وقد يكون لفظ " العيد " اسما لمجموع اليوم والعمل فيه، وهو الغالب، كقول النبي r :
(( دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيداً، وإن هذا عيدنا)).
فقول النبي r : (( هل بها عيد من أعيادهم)) [18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn18) يريد اجتماعاً معتاداً من اجتماعاتهم التي كانت عندهم عيداً " [19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn19).
وأما عن مفهوم التخصيص ,
قال شيخ الإسلام:
" ومن ذلك ترك الوظائف الراتبة، من الصنائع أو التجارات أو حلق العلم أو غير ذلك واتخاذه يوم راحة وفرح واللعب فيه .... على وجه يخالف ما قبله وما بعده من الأيام.
والضابط: أنه لا يحدث فيه أمر أصلاً، بل يجعل يوماً كسائر الأيام [20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn20) " .
فتبين لكل منصف محبا متبعا لهدي رسول الله r أن القرقيعان مشابهته بالعيد ظاهرة , فمسألة الأعياد من المسائل الشرعية التعبدية، التي لا يجوز الابتداع فيها ولا الزيادة ولا النقص، وليست مجرد عادات بل تشريع أعياد لم يشرعها الله يكون حكماً بغير ما أنزل الله، وقولاً على الله بغير علم، وافتراءً عليه، وابتداعاً في دينه، فالله تعالى لم يشرع للمسلمين إلا عيدين، هما عيد الأضحى، وعيد الفطر، وأن الرسول r نهى عن اتخاذ الأعياد سواءً كانت أعياداً جديدة، أو أعياداً قديمة تحيا.
وقال أيضاً: الأعياد شريعة من الشرائع , فيجب فيها الاتباع , لا الابتداع [21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn21).
مشابهة الكفار
وأما عن مشابهة الكفار , فقد جاء النهي عن مشابهتهم كما لا يخفى عند أهل الفطر والقلوب السليمة , قال r : (( من تشبه بقوم فهو منهم)) [22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn22) ، فهذا يقتضي تحريم التشبه.
فقد نهينا عن التشبه بهم، وأمرنا بمخالفتهم، وعدم موافقتهم.
قال شيخ الإسلام:
" العيد: اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة، فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك [23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn23)"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/41)
فبين رحمه الله أن كل اجتماع عام يحدثه الناس ويعتادونه في زمان معين أو مكان معين أو هما معاً، فإنه عيد، كما أن كل أثر من الآثار القديمة أو الجديدة يحييه الناس ويرتادونه، فإنه يكون عيداً لهم.
" إذا تقرر هذا الأصل في مشابهتهم فنقول: موافقتهم في أعيادهم لا تجوز من طريقين:
الطريق الأول: أن هذا موافقة لأهل الكتاب فيما ليس في ديننا، ولا عادة سلفنا، فيكون فيه مفسدة موافقتهم، وفي تركه مصلحة مخالفتهم، حتى لو كان موافقتهم في ذلك أمراً اتفاقياً ليس مأخوذاً عنهم؛ لكان المشروع لنا مخالفتهم.
وأما الطريق الثاني: الخاص في نفس أعياد الكفار.
فالكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب قوله تعالى: چ وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ چ الفرقان: 72
قال مجاهد وغيره: " هو أعياد المشركين ".
وأما أعياد المشركين فجمعت الشبهة والشهوة وهي باطل إذ لا منفعة فيها في الدين , وما فيها من اللذة العاجلة: فعاقبتها إلى ألم , فصارت زوراً , وحضورها: شهودها , وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور , برؤية أو سماع , فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك , من العمل الذي هو عمل الزور , لا مجرد شهوده؟
وأما السنة: فروى أنس بن مالك t قال: قدم رسول الله r المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ((ما هذان اليومان؟)) قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله r: (( إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر)) [24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn24) .
فهذا يقتضي ترك الجمع بينهما، لا سيما قوله: ((خيرا منهما)) يقتضي الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية.
وأيضا فإن ذينك اليومين الجاهليين قد ماتا في الإسلام، فلم يبق لهما أثر على عهد رسول الله r ولا عهد خلفائه، ولو لم يكن قد نهى الناس عن اللعب فيهما ونحوه مما كانوا يفعلونه، لكانوا قد بقوا على العادة؛ إذ العادات لا تغير إلا بمغير يزيلها لا سيما وطباع النساء والصبيان وكثير من الناس متشوقة إلى اليوم الذي يتخذونه عيداً للبطالة واللعب.
ولهذا قد يعجز كثير من الملوك والرؤساء عن نقل الناس عن عاداتهم في أعيادهم؛ لقوة مقتضيها من نفوسهم، وتوفر همم الجماهير على اتخاذها " [25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn25)
وأما الإجماع "فقد اتفق الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام ........... فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منعهم من إظهارها فكيف يسوغ للمسلمين فعلها أو ليس فعل المسلم لها أشد من فعل الكافر لها مظهرا لها" [26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn26).
فكيف إذا كان هذا العيد ديناً لهم؟
قال شيخ الإسلام:
" أعياد الكتابيين التي تتخذ دينا وعبادة أعظم تحريماً من عيد يتخذ لهواً ولعباً؛ لأن التعبد بما يسخطه الله ويكرهه أعظم من اقتضاء الشهوات بما حرمه ولهذا كان الشرك أعظم إثماً من الزنا ... وإذا كان الشارع قد حسم مادة أعياد أهل الأوثان خشية أن يتدنس المسلم بشيء من أمر الكفار ... فالخشية من تدنسه بأوضار [27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn27) الكتابيين الباقين أشد، والنهي عنه أوكد، كيف وقد تقدم الخبر الصادق بسلوك طائفة من هذه الأمة سبيلهم [28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn28) " .
يعني بذلك قول النبي r : (( لتتبعن سنن من كان قبلكم)) [29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn29).
وأما عن تخصيص هذه الليلة في مشابهة النصارى، قال:
" لكن لما اختصت به هذه الأيام ونحوها من الأيام التي ليس لها خصوصية في دين الله وإنما خصوصها في الدين الباطل بل إنما أصل تخصيصها من دين الكافرين وتخصيصها بذلك فيه مشابهة لهم وليس لجاهل أن يعتقد أن بهذا تحصل المخالفة لهم كما في صوم يوم عاشوراء لأن ذلك فيما كان أصله مشروعا لنا وهم يفعلونه فإنا نخالفهم في وصفه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/42)
فأما ما لم يكن في ديننا بحال، بل هو في دينهم المبتدع والمنسوخ، فليس لنا أن نشابههم لا في أصله ولا في وصفه.
فإحداث ما في هذه الأيام التي يتعلق تخصيصها بهم لا بنا، هو مشابهة لهم في أصل تخصيص هذه الأيام بشيء فيه تعظيم [30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn30)".
" وبهذا يتبين لك كمال موقع الشريعة الحنيفية، وبعض حكمة ما شرعه الله لرسوله من مباينة الكفار ومخالفتهم في عامة أمورهم؛ لتكون المخالفة أحسم لمادة الشر " أي الشرك "، وأبعد عن الوقوع فيما وقع فيه الناس [31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn31) " .
" فمشابهة الكفار في القليل من أمر عيدهم، وعدم النهي عن ذلك، وإذا كانت المشابهة في القليل ذريعة ووسيلة إلى بعض هذه القبائح " أي التي تفعل في أعيادهم "؛ كانت محرمة، فكيف إذا أفضت إلى ما هو كفر بالله [32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn32).
لأنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس، وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس، بل عيداً، حتى يضاهى بعيد الله، بل قد يزيد عليه حتى يكاد أن يفضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر، كما قد سوله الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام [33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn33)" .
ناهيك عما يترتب على هذه الليلة من مفاسد سيئة.
فمن المفاسد:
" أن العبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلَّت رغبته في المشروع، وانتفاعه به بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع؛ فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ويتم دينه به، ويكمل إسلامه [34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn34)" .
" ولهذا قال r في العيدين الجاهليين: ((إن الله قد أبدلكم بهما يومين خيراً منهما)).
فيبقى اغتذاء قلبه من هذه الأعمال المبتدعة مانعاً عن الاغتذاء أو كمال الاغتذاء بتلك الأعمال الصالحة النافعة الشرعية، فيفسد عليه حاله من حيث لا يشعر، كما يفسد جسد المغتذي بالأغذية الخبيثة من حيث لا يشعر، وبهذا يتبين لك بعض ضرر البدع.
إذا تبين هذا فلا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره، اتفاقاً واجتماعات وراحة، ولذة وسروراً، وكل ذلك يوجب تعظيمه لتعلق الأغراض به، فلهذا جاءت الشريعة في العيد بإعلان ذكر الله تعالى فيه، حتى جعل فيه من التكبير في صلاته وخطبته وغير ذلك، ما ليس في سائر الصلوات، وأقامت فيه من تعظيم الله وتنزيل الرحمة فيه، خصوصاً العيد الأكبر ما فيه صلاح الخلق كما دل عليه قوله تعالى: چ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ گ چ [35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn35)
فصار ما وُسِّع على النفوس فيه من العادات الطبيعية عوناً على انتفاعها بما خص به من العبادات الشرعية؛ فإذا أعطيت النفوس في غير ذلك اليوم حظها، أو بعض الذي يكون في عيد الله، فترت عن الرغبة في عيد الله، وزال ما كان له عندها من المحبة والتعظيم، فنقص بسبب ذلك تأثير العمل الصالح فيه، فخسرت خسراناً مبيناً.
وأقل الدرجات: أنك لو فرضت رجلين:
أحدهما قد اجتمع اهتمامه بأمر العيد على المشروع، والآخر مهتم بهذا وبهذا، فإنك بالضرورة تجد المتجرد للمشروع، أعظم اهتماماً به من المشرك بينه وبين غيره، ومن لم يدرك هذا فلغفلته أو إعراضه، وهذا أمر يعلمه من يعرف بعض أسرار الشرائع.
وأما الإحساس بفتور الرغبة، فيجده كل أحد، فإنا نجد الرجل إذا كسا أولاده، أو وسَّع عليهم في بعض الأعياد المسخوطة، فلا بد أن تنقص حرمة العيد المرضي من قلوبهم، حتى لو قيل: بل في القلوب ما يسع هذين، قيل: لو تجردت لأحدهما؛ لكان أكمل [36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn36)" أ. هـ
أضف إلى ذلك من المفاسد السيئة في هذه الليلة ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/43)
الإسراف والتبذير وإضاعة المال , والاختلاط المحرم , وتعليم الصغار وتعويدهم على التسول ,
فوالله ثم والله إنا لنسر بفرحِ الأطفال وإدخال السرور عليهم لكن بدون إحداث أعياد!
ويفرحنا صلة الأرحام واجتماع الناس لكن وفق الضوابط الشرعية!
أرأيت لو اجتمع ذوي الأرحام للإحتفال بالمولد النبوي أكان ذلك مبرراً لهم في صلتهم , لا ....
والخلاصة:
أن أي عيد أو احتفال ليس له في كتاب الله وسنة رسوله r أصل، ولم يعهد في عصر الصحابة، والقرون الفاضلة، فإنما قام على الباطل، ويقال لمن فعله أو أحله چ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ چ [37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn37)
ولن يجدوا إلا قول من سبقوهم إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ چ [38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn38)
ولقد سألت كبار السن عن ذلك، لماذا سُميت تلك الليلة بليلة القرقيعان؟
ولماذا خُصصت هذه الليلة بالخامس عشر من رمضان؟
فما كان جوابهم إلا أننا فطرنا عليها ورأينا آبائنا يفعلون ذلك.
فإذا كانت هذه حجتهم , وعليها تمسكهم , وبها يتشبثون ,
فالمرجع إذاً .. إلى النبع الصافي , والقول الفصل , كتاب الله وسنة نبيه r ؛ حيث الهدى والنور , والراحة والطمائنينة , ومثلك راغباً للخير , خائفاً من الشر , ليس بفهمي ولا فهمك , وإنما هو قول ربك
چ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُو نَ چ [39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn39)
فقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما نصه:
فتوى رقم (15532) وتاريخ 24/ 11/1413هـ.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة الرئيس العام من المستفتي/ مدير مركز الدعوة بالدمام بالنيابة والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5054)
وتاريخ 6/ 10/1413هـ. وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه:
(أنه جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك مهرجان (القرقيعان) وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله وكان يقوم به الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد ومن الناس من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليل من النقود وكانت لا ضابط لها إلا أنه في الوقت الحاضر بدأت العناية به وصار له احتفال في بعض المواقع والمدارس وغيرها. وصار ليس للأطفال وحدهم. وصار تجتمع له الأجيال؟)
وبعد دراسة اللجنة للإستفتاء المذكور أجابت عنه بأن الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القرقيعان بدعة لا أصل لها في الإسلام (وكل بدعة ضلالة) فيجب تركها والتحذير منها ولا تجوز إقامتها في أي مكان لا في المدارس ولا المؤسسات أو غيرها. والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القرآن والدعاء. والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ..
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس نائب الرئيس
عبدالعزيز بن عبد الله بن باز عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
عضو
عبد الله بن عبدالرحمن الغديان
عضو عضو
بكر بن عبد الله أبو زيد صالح بن فوزان الفوزان
فتوى العلامة الشيخ ابن جبرين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وبعد،،
فضيلة الشيخ/عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين حفظه الله ونفعنا بعلومه آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نعلمكم أنه توجد لدينا عادة منتشرة في منطقة الخليج وهي الاحتفال بمناسبة يسمونها "القرقيعان" في الخامس عشر من شهر رمضان من كل سنة ولهم لباس خاص يلبسونه للبنات يسمى المخنق ويوزعون فيه الحلويات والمكسرات على الأطفال ولهم أهازيج خاصة في هذه المناسبة يردد فيها الأطفال عبارات منها (أعطونا الله يعطيكم ... أعطونا من مال الله) وقد يطوفون على البيوت لجمع هذه القرقيعان وفرحة الأطفال في هذه المناسبة لا تقل عن فرحتهم بالعيدين وربما أشد وقد حاول بعض الأشخاص معرفة أصل هذه العادة فلم يهتدوا إلى شيء مؤكد , فمن قائل أنها حدثت في أيام الدولة العباسية , ومنهم من يقول أنها عيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/44)
للفرس والمجوس , ومنهم من يقول أنها مأخوذة عن بعض أعياد النصارى الذين سبق أن استعمروا المنطقة كعيد الهلوبن والباربارا فالله أعلم بأصلها ولكن انتشارها في المناطق الساحلية دون وسط الجزيرة يشعر بأنها وصلت من احتكاك خارجي
ويحدث أحياناً وليس دائماً في هذه المناسبة بعض الأمور منها:
- رقص النساء في حفلات عامة تحضرها سيدات المجتمع كما يقولون.
- توزيع علب من الفضة فيها هذا القرقيعان.
- قيام بعض الأولاد بالطواف على البيوت وطرق الأبواب وطلب الحلويات والمكسرات وإذا لم يعطوا رموا الباب أو النوافذ بالحجارة وسبوا وشتموا أهل البيت.
- أن الاحتفال بهذه المناسبة صار يعد نوعا من الفلكور الشعبي الذي يعرض في المعارض على أنه من تراث المنطقة.
فالمرجو منكم تبيين حكم الاحتفال بهذه العادة في هذا اليوم المعين وحكم ما يتفرع عنها من الأعمال والمظاهر ليعلم الناس حكمها ويستنيروا بفتواكم والله يوفقنا وإياكم لكل خير
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وبعد,,
فهذا العيد لا أصل له في الشرع ولا في العرف العام وحيث أنه يحتوي على هذه الأعمال وعلى الرقص والطرب وإظهار الفرح وما ذكر في السؤال فإنه بدعة محدثة يجب إنكارها والقضاء عليها ولا يجوز إقرارها والمساهمة فيها.
قاله /عبد الله بن عبدالرحمن الجبرين
عضو الإفتاء
وصلى الله على محمد و آله وصحبه وسلم في 13/ 9 / 1413هـ.
فتبين لك أن حكم هذه العادة بدعة.
" والبدعة " لغة: بدع الشيء يبدعه وابتدعه: أنشأه وبدأه.
والبدعة: الحدث، وكل محدثة.
اصطلاحاً: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يُقصد بالسلوك عليها ما يُقصد بالطريقة الشرعية [40] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn40) .
والبدع أنواع: اعتقادية، وقولية، وفعلية.
والفعلية: زمانية ومكانية،
والزمانية: هي موضوع بحثنا [41] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn41) .
فالعادة إذا خالفت نصاً , فباعتيادك عليها تكون عبادة , والعبادات توقيفية , فلا يشرع فيها إلا ما شرعه الله.
كيف حكمنا على أن هذه العادة من البدع مع أن الأصل في العادات أن لا يحظر منها إلا ما حظره الله؟
لا شك أن الأصل في العادات الإباحة، وأن من قواعد الشريعة الكبرى " العادة محكمة " بشرط أن لا تخالف نصاً من كتاب الله أو السنة أو الإجماع، فإذا خالفها فلا عبرة به.
والأصل في عاداتنا الإباحة حتى يجيء صارف الإباحة
والصارف عن إباحته هو أصل هذه العادة كما تقدم أن القرقيعان عادة ابتدعها الرافضة بمناسبة مولد الحسن بن علي رضي لله عنه ثم انتقلت بعد ذلك إلى عوام المسلمين , وأنها مشابهة للعيد.
فكيف إذا كانت فيه مشابهة وموافقة للنصارى.
فإذا تقرر هذا .... علم أن هذه العادة بدعة.
والبدعة خطرها كبير، وخطبها جسيم، والمصيبة بها عظيمة، وهي أشد خطراً من الذنوب والمعاصي؛ لأن صاحب المعصية يعلم أنه وقع في أمر محرم، فيتركه ويتوب منه، وأما صاحب البدعة فإنه يرى أنه على حق فيستمر على بدعته حتى يموت عليها، وهو في الحقيقة متَّبع لهوى، وناكب عن الصراط المستقيم، وقد قال الله عز وجل: چ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء چ فاطر: 8.
فالأسباب التي أدَّت إلى ظهور البدع: الجهل بأحكام الدين، إتباع الهوى، التعصب للآراء والأشخاص، التشبه بالكفار وتقليدهم.
فنصيحتي لوسائل الإعلام وغيرها أن تحافظ على ميراث نبيها بنشر السنة والتحذير من البدعة.
وعلى جميع العلماء والدعاة [42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn42), والأئمة والخطباء أن يبينوا للناس حكم هذه العادة ويحذرونهم منها.
قال شيخ الإسلام:
" فعليك بالتمسك بالسنة باطناً وظاهراً , في خاصتك وخاصة من يطيعك واعرف المعروف وأنكر المنكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/45)
وادعُ إلى السنة بحسب الإمكان فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه فلا تدعُ إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه أو ترك واجب أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه ولكن إذا كان في البدعة نوع من الخير فعوض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان إذا النفوس لا تترك شيئا إلا بشيء ولا ينبغي لأحد أن يترك خيرا إلا إلى مثله أو إلى خير منه [43] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn43) ".
" فتفطن لحقيقة الدين وانظر ما اشتملت عليه الأفعال من المصالح الشرعية, والمفاسد؛ بحيث تعرف ما مراتب المعروف ومراتب المنكر حتى تقدم أهمها عند الازدحام , فإن هذا حقيقة العلم بما جاءت به الرسل [44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn44)" .
والله أسأل أن يعين ولاة أمرنا من العلماء والأمراء في القضاء على هذه العادة المبتدعة , وغيرها من الأعياد المحدثة , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1) أخرجه مسلم من حديث جابر (1218).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) رواه ابن ماجه برقم (43) وصححه الألباني.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3) يشير الباحث الشعبي محمد المسلماني إلى أصل هذه الكلمة فيقول: أن هذه العادة كانت تمارس في عصر العباسيين وهي الطلب في منتصف الشهر بحداء أقرب إلى الرجز يقول:
ياصاحب البيت
أجر جوعان
يا ربنا إعطه
بيتاً في عالي الجنان
وكان الفقراء يقصدون بيت الخليفه وبيوت الوزراء بهذه الأغنية طوال ليل ونهار منتصف رمضان , وإذا توقفنا عند كلمة (أجر جوعان) وهو طلب الجيرة وطلب الحماية للجائع ومعنى ذلك طلب شيء، فلو تأملنا كلمة (أجر جوعان) وكلمة (كريكعان) سنجد أن الثانية تحريف للأولى فكانت (أجر جعان) فحرفت (جرجعان) إلى (كركعان)، وإن كانت الإضافات الشعبية هي التي أكملت صيغة الغناء والشعر في الأهزوجة الشعبية الحالية، و (كرنكعوه) هو تحريف آخر تسمعه للكلمة الأولى وما زال يردد في أضنة وفي الأناضول في تركيا إلى يومنا هذا.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref4) الإستيعاب في معرفة الأصحاب برقم 572.
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref5) هو العلامة الخطيب الشيخ صالح الكرباسي المولود عام 1376 هـ، درس في كربلاء وطهران وقم، وهو من أئمة الجماعة وخطباء المنبر الحسيني المتكلمين بالعربية والفارسية، حيث يقوم أيضا بالإجابة على أسئلة الشباب عبر شبكة الاتصالات الآلية (الانترنيت) تحت عنوان " مركز الإشعاع الإسلامي للدراسات والبحوث الإسلامي "
كتبه البحاثة | عبد الحسين بن حسن الصالحي , مؤلف دائرة المعارف الحسينية و أسرته.
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref6) قال الذهبي رحمه الله "مولده في شعبان سنة ثلاث من الهجرة , وقيل: في نصف رمضانها " انظر سير أعلام النبلاء - (ج 3 / ص 246).
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref7) " مركز الإشعاع الإسلامي للدراسات والبحوث الإسلامي " تاريخ النشر. 2003 - 10 - 05
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref8) الوكالة الشيعية للأنباء.
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref9) عليها ختم اللجنة وختم موقع مكتبه.
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref10) أجاب صالح الكرباسي لما سأل عن القرقيعان؟ قال " أما أبطال مهرجان القرقيعان فهم الأطفال الذين يجوبون الشوارع و الأزقة مبتهجين بهذه المناسبة الرمضانية التي توارثتها الأجيال، و هم يلبسون الملابس الجديدة و التي قد تُخاط لهم خصيصاً لهذه المناسبة في بعض دول الخليج، و يحملون معهم أكياساً يجمعون فيها الحلوى و المكسرات التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت الخ .... ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/46)
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref11) يوم الهالوين عيد أصله وثني يتمسك به عبدة الشيطان، وقد نبذه النصارى المتمسكون بعقيدتهم، ولعل أهم ما بقي من تلك العادات عادة تقديم بعضا من الطعام والشراب (في هذا الوقت تقدم الحلويات) للمحتفلين الذين كانوا قد تقنعوا ولبسوا زيا خاصا بتلك الاحتفالات،
= والعديد من الناس يقومون بتوزيع الحلوى على الأطفال في هذا اليوم،، وبعض العوام يعدونه يوم ترفيهي للأطفال يجمعون الكثير من الحلوى ويمرحون فيه ..
وأوصى الشيخ محمد بن صالح المنجد بعد أن ذكر حرمة هذا العيد أي الهالوين قال " أنه لا يصح أن يرسل الآباء المسلمون أولادهم للطواف على البيوت وجمع الحلوى في ليلة هالوين ".
[12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref12) إن الدافع الى عرض مثل هذا التساؤل هو التشابه الكبير بين الهالوين وبعض الأعياد القديمة المنتشرة في المشرق العربي. ولعل فكرة «النموذج الأسطوري المتنقل» تستطيع أن تقدم تفسيراً أولياً لهذا التشابه. وهذه الفكرة تقول إن في الحضارات المتشابهة (الرعوية، الزراعية، البحرية) يمكن أن تنشأ حكايات ذات نسق واحد حتى من غير أن تتصل هذه الحضارات ببعضها بشرياً.
[13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref13) الاقتضاء ص 335.
[14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref14) رواه أبو داود في "سننه" (1/ 295).
[15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref15) رواه مالك , قال الشيخ الألباني: (صحيح).
[16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref16) البخاري ومسلم.
[17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref17) رواه أحمد وأبو داود , قال الشيخ الألباني: (صحيح).
[18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref18) البخاري ومسلم.
[19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref19) المصدر نفسه ص 297.
[20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref20) المصدر نفسه ص 336.
[/ URL]1- المصدر نفسه , ص 404.
[22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref21) - رواه أحمد وأبو داود قال الشيخ الألباني: (صحيح).
4 - المصدر نفسه ص 333.
[24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref23) رواه أبو داود.
[25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref25) المصدر نفسه, ص 287.
[26] المصدر نفسه 306.
[27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref26) " أي بأوساخ "
[28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref28) - المصدر نفسه, ص 299.
[29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref29)- البخاري ومسلم.
[30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref30) المصدر نفسه, ص 324.
[31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref31) المصدر نفسه , ص 325.
[32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref32) وللمزيد من ضرر مشابهة الكفار , انظر المصدر نفسه من 317 إلى 332.
[33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref33) المصدر نفسه , ص 319.
[34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref34) المصدر نفسه , ص 326.
[35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref35) الحج: 27.
[36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref36) المصدر نفسه , ص 328,327.
[37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref37) البقرة آية 111.
[38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref38) الزخرف آية 22.
[39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref39) النحل: 43.
1 - انظر الاعتصام للشاطبي ص 51.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref40)2- فائدة: الأعياد الزمانية ثلاثة أنواع:
النوع الأول: يوم لم تعظمه الشريعة أصلاً, قلت: إحياء هذه الليلة يدخل ضمناً.
النوع الثاني: ما جرى فيه حادثة.
النوع الثالث: ما هو معظم في الشريعة , انتهى الاقتضاء ص 403.
[42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref42) من استحسن شيئا فقد شرع.
2 المصدر نفسه , ص 405, المنهج القويم في اختصار الاقتضاء للبعلي ص 147.
[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref44"] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref43) [44] المصدر نفسه ص 407.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/47)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 05:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا(131/48)
منظومة الصيام للشيخ أحمد المعلم
ـ[مراد باخريصة]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:44 ص]ـ
مقدمة الناظم:
1 - بحمدِ الذي رفعَ الحامدين ** وأجزلَ للشاكرين النِّعمْ
2 - سنبدأُ سائرَ أقوالنا ** وبالحمدِ أقوالَنا نختتمْ
3 - فحمداً جزيلاً على كل حال ** لمولى الجزيلِ وباري النَّسَمْ
4 - وبعد فهذا نظامٌ بديع ** تناسق كالجوهر المنتَظِمْ
5 - تضمّن تلخيصَ بابِ الصيامِ ** وأوجزَ أحكامَه والحِكمْ
6 - وقرّب ما يقتضيه الدليلُ ** لسائرِ طلابهِ فانسَجَمْ
7 - على مذهب السالفين الكرامِ ** ونِعمَ المعوَّل والمعتصَمْ
8 - فليس لنا دونه مذهبٌ ** ولسنا إلى غيره نحتكمْ
9 - ولكننا نتبع البيناتِ ** ونقفو الأدلةَ في كل يم
10 - ولولا تضايُق بحر القصيد ** وخشية بسطٍ يجر السَّأَم
11 - لسقتُ الأدلةَ مثل الشموس ** تزيل عن السائرين القَتم
فضل رمضان وفضل الصوم:
12 - فكم قد روى فضله من ثقات ** وكم فيه من خبر قد عُلم
13 - فقد فضل الله أيامه ** على سائر الدهر منذ القِدم
14 - ففيها يُكفَّرُ ذنبُ العباد ** وتعظم للعاملين القِسَم
15 - وفيها يفتَّح بابُ الجنان ** ليدخلَ من رامها واعتزَم
16 - وفيها يُغلَّق باب الجحيم ** ويُعتق فيها الذي قد رُحم
17 - وفيها الشياطينُ مغلولةً ** فلا يصِلون لكيد الأُمم
18 - فيخلو بذاك طريقُ الهدى ** ويغدو بأربابه مُزدحِم
19 - وفيها ينادي منادي الفلاح ** أيا باغي الخير حيّا هلُم
20 - ويا باغي الشر أقصِر فما ** لشرّك في شهرنا من قَدم
21 - وقد أنزل الله قرآنه ** بشهر الصيام ليجلو الظُّلم
22 - لذلك جبريلُ جاء الرسولَ ** يدارسه فيه حتى ختم
23 - وللصوم فضل عظيم وما ** درى قدْرَه غيرُ باري النَّسَم
24 - وقد ضاعف الله أعمالنا ** وقال: الصيام لنا والتزَم
25 - تعالى بأن يجزي الصائمين ** بغيرِ حسابٍ فيا للكَرَم
26 - وللصائمين هنا فرحةٌ ** إذا حان فطرهمُ وانتظم
27 - وأخرى إذا همُ لاقوا الإله ** ووفاهمُ وعده الملتزَم
28 - وفاح الخلُوف كمسك شذيٍّ ** وأشرع ريانُهم وازدحم
29 - وقيل ادخلوه فلا تظمئون **فقد فات وقت الظما وانصرَم
30 - هنيئاً بما كان أسلفتمُ ** من الجوع والعطش المحتدِم
حِكَمُ الصيامِ وأسرارُه:
31 - وللصوم معْ فضله حكمةٌ ** وسرٌّ بدا بعضه واكتَتَم
32 - فمِن سِرِّه أنه مدخلٌ ** لتقوى الإله عظيم النِّقم
33 - ومن سِرّه تركُ محبوبنا ** لمحبوب خالقنا ذي النعم
34 - فتسموا بذاك نفوسُ الورى ** وكم مَن به عن هواه انفَطَم
35 - ومنه التخلي لذكرِ الإلهِ ** إذا ما خلا البطنُ ثم استَجَم
36 - ومنه تنبُّهُ أهلِ الغنى ** إلى الجائعين وأهلِ العدم
37 - فتسمحُ بالصدقاتِ النفوسُ ** وتسمو إلى الصالحاتِ الهمم
38 - ومن ذاك كسرُ جماحِ النفوسِ ** بأغلال تجويعها واللُّجَم
39 - وتعليمها الصبرَ والانضباطَ ** وتخليصها من رديء الشِّيَم
40 - ومنها الشفاءُ لأسقـ، امنا ** إذا ما كُفينا شرور التُّخَم
وجوب الصوم:
41 - وليس بخافٍ على المسلمين ** بسائر أعرابهم والعجم
42 - سموُّ منازلِ ركن الصيام ** من الدين حتى غدا كالعلَم
43 - وعدّوه رابعَ أركانه ** بذلك يدري الفتى والهَرِم
44 - فمُنكِرُهُ كافرٌ باتفاق ** يصير إلى حلّ مال ودم
45 - وتاركه كسلاً بالفسوق ** يُسمّى وفي دينه يُتّهم
46 - وبشّره بالويلِ يوم المعادِ ** إذا جمع اللهُ كل الأمم
بِمَ يثبتُ الشهر؟:
47 - وتثبتُ أحكامُ شهر الصيام ** برؤيا الهلال قبيل الظُلَم
48 - ويكفي لإثباته مسلمٌ ** ولو واحدٌ حيث لا يُتّهم
49 - سوا ذكرٌ كان أو عكسه ** وحرٌ وعبدٌ إذا ما احتلم
50 - وإلا فإتمام ما قبله ** ثلاثين يوماً فلا تنخرِم
51 - ولا تسبقَنْه بصومٍ وإن ** يَحُل دونَهُ سُحبٌ أو قَتَم
52 - ومن صام في يوم شكٍّ فقد ** عصى ولغا صومه وأثِم
من يجب عليهم الصوم:
53 - وفرضٌ على مسلم عاقل ** مقيمٍ بلا مانعٍ محتلِم
54 - يطيقُ أدا الصومِ في وقته ** بأمر شريعتنا المنحتِم
55 - فلا توجبوه على كافر ** فليس بأهلٍ لهذا الكرم
56 - كذا فاقدِ العقلِ لا واجبٌ ** عليه ويُرفعُ عنه القلم
57 - فيفطر من جُنّ أومَن غدا ** بلا عقلَ من مرضٍ أو هرَم
58 - كذلك من طال إغماؤُه ** إذا زال إدراكُه وانعدم
59 - وأطفالنا إن أطاقوا الصيامَ ** يصومون قبلَ بلوغ الحُلُم
60 - وذلك من أجل تعويدِهم ** عليه وليس بفرضٍ حُتِم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/49)
61 - وما من قضاءٍ على هؤلاءِ ** لأن تكاليفَهم لم تَتِم
62 - ولكنّ من عاد إدراكُه ** بيومِ الصيامِ له فليصُم
63 - ويقضي لِمَا فات من يومه ** ويُمسكُ ثم القضا ينحتِم
64 - وذوالكفر يُسلم وسطَ النهارِ ** فذلك يُشبهُ أهل السقَم
65 - ومن لم يطلْ وقتُ إغمائه ** ويُشبههُ الطفلُ إن يحتلم
66 - فإن كان في ليلهِ قد نوى ** وأمسك في يومه وانفطَم
67 - فقد تمَّ ما كان من صومه ** وذلك من فضلِ مولِي النِّعم
68 - وذاتُ المحيضِ وذات النفاس ** فصومُهما باطلٌ قد حَرُم
69 - وأما المسافرُ فلينظرِ الـ ** مُيسّر فليُفْطِرَنْ أو يصم
70 - ولا تنكرنّ على مُفطرٍ ** ولا صائم قادرٍ لم يُضم
71 - وأما المريضُ فإن لم يَشق ** عليه فلا رخصة تعتزم
72 - وإنْ شقّ من غير إضرارِهِ ** فخيِّره وليخترِ المنسجِم
73 - وأما إذا ما أضرّ الصيامُ ** به فهنا فطرُه قد لزِم
74 - وأهل الزمانةِ والبالغون ** من العمر غايتهِ والهرَم
75 - إذا لم يُطيقوا أداءَ الصيام ** فكفارةٌ عنهم تُلتزَم
76 - فيطعم عن كل يوم فقيراً ** فإن شاء قسّمهُ بينهم
77 - وإن شاء فليدعُ تَعدادَ ما ** عليه ويُشبِعُهم كلّهم
78 - ولا تُطعِمَنّ غنياً بها ** فلا تجزِ في غير ما قد رُسم
79 - ومن شقّ حملٌ بها أو رضاع ** على النفس والولدِ المحترَم
80 - فتفطر واختلفوا في الذي ** عليها من الحقّ منذ القِدَم
81 - فأكثرُهم أمروا بالقضاءِ ** على أي حالٍ وفي كل يَم
82 - وقال ابنُ عباس وابن الذي ** يفرِّق بين الضيا والظُلم
83 - هما يُطعمان ولا يقضيانِ ** وقاساهُما بالعجوز الهرِم
84 - وقيل سوى ذينِ لكنه ** ضعيفُ الدليلِ فلا يُلتزَم
النية في الصوم:
85 - ولابدَّ للصوم من عُنصرين ** إذا زال بعضُهما ينهدِم
86 - هما نية من قُبَيل الصَّباح ** لواجبِ صومٍ عليه انحتَم
87 - ومن لم يكن قد نواه بليلٍ ** فلا صومَ يُجدي هنا أو يتم
88 - ويجزيء في النفل أن ينوِه ** نهاراً إذا لم يكن قد طَعِم
المفطرات:
89 - وثانيهما هو إمساكُه ** عن المُفطِرات كما قد عُلم
90 - وعدتها ستة فاعلموا ** هي الأكلُ والشرب ثم يُضم
91 - إليها الذي فيه معناهما ** كحقن غذاءٍ وإعطاءِ دم
92 - وأما الذي ليس من جنسِ ذا ** كحقن الدواءِ فلا ينخرم
93 - به الصومُ نحو علاج الجروح*أوالدهن في الرأس أوفي القَدم
94 - وقطرةِ أذنٍ وقطرةِ عينِ ** وكحلٍ لزينةٍ أو لسقم
95 - وإن بلغ الحلقَ من طعمه ** إذا لم يصله بأنفٍ وفم
96 - فلا شيءَ في كلِ ذا فاعلموا ** وضُجُّوا بشكر مُعيد النعم
97 - ومما يفطِّر فعلُ الجماع ** وإنزالُ مني بفعل كشَم
98 - وتقبيلُ أو لمسُ أو نحوه ** ولا شيء فيما أتى بالحلُم
99 - كذا الفكرُ أو نظرةُ كل ذا ** ولا فطر بالمذي فليفتَهم
100 - ومنها تقيُّؤه عامداً ** ولو لغثاالنفسِ أو للسقم
101 - وإن ذرع القيءُ أصحابَه ** فلا شيءَ فيه فخذ ما رُقم
102 - وسادسُها حيضها والنفاس ** وذلك أمر لكل عُلم
بعض مسائل الصوم المتعلقة بالحيض والنفاس:
103 - وتفطر لو لِبَقا لحظةٍ ** من اليوم من قبل أن يُختتم
104 - كذا إن تأخرّ من طُهرها ** إلى مطلع الفجر فلتلتزم
105 - قضاذلك اليوم أما التي ** تطهَّر في أُخريات الظلم
106 - ولو أخرت غسلها للصباحِ ** فقد زالَ مانعُها فلتصُم
107 - كذا جنبٌ أخَّر الاغتسالَ ** إلى الصبحِ مع أنه معتزِم
108 - على الصوم يُقبل منه الصيام ** لأنّ الرسولَ بهذا حكم
109 - ومن طهُرت من دماءِ النفاس ** وعدتُّها بعد لم تَستَتِم
110 - فإن عليها أداءَ الصلاة ** كذاك الصيامِ وأن تلتزم
111 - بكل الذي يلزم الطاهراتِ ** فحكمُ النفاسِ هنا لم يدُم
شروط المفطرات بعد فروعها:
112 - وغيرُ المحيض وغير النفاس ** من المفطرات فلا ينثلم
113 - بها الصومُ إلا إذا أكملت ** ثلاثَ شروط بهن تتم
114 - هي العلم والذكر والاختيار ** بهذا أدلتنا تلتئم
115 - فمن كان يحسب أن النهار ** لم يأتِ ثم بشيء ألَم
116 - ومن كان يحسب أن المساء ** أقبلَ من شرقه وادْلَهَم
117 - فأفطرَ ثم بدا أنه ** بما ظنَّه مخطئُ قد وهِم
118 - ومن كان يجهلُ بعض الذي ** مضى ثم قارفه ما علِم
119 - فليس عليه قضاءٌ ولا ** يعاقَب فيما أتى أو يُذم
120 - كذاك مقارفها ناسياً ** ولو بالجماع فلا ينثلم
121 - عليه الصيامُ كذلك من ** أتى مكرَهاً بعضَ هذي الحُرم
122 - فلا شيء لكنّ من شرطه ** لذلك إلجاؤه فافتهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/50)
الأحكام المترتبة على من باشر مفطراً من المفطرات:
123 - وفي كل ما مرّ من مفطرات ** قضاءٌ بمقداره يُلتزَم
124 - ويأثمُ إنْ كان من دون عذر ** وإن كان في رخصةٍ لم يُلَم
125 - وزيد لمفسده بالجماع ** كفارةٌ تجبر المنهدم
126 - هي العتق إن كان ثم صيام **شهرين من غير أن ينخرم
127 - فإن لم يطقه فإطعامه ** لستين ذي حاجة أو عدم
128 - ويقضي المريضُ وذاتُ المحيض**وذات النفاس ومن لم يقم
129 - بتعداد ما كان قد أفطروه ** بأي زمان يسوغ لهم
130 - شريطة ألا يحول الصيام ** عليه فيأثم فيمن أُثم
131 - وليس التتابع من شرطه ** وليس عليه دليل يتم
132 - ولا صوم نفلٍ لمن لم يكن ** قضى ما عليه من المنحتِم
حكم من زال عذره أثناء النهار في رمضان:
133 - ومن زال موجبُ إفطاره ** أو العذر ممن مضى حكمهم
134 - وذلك أثناء يوم الصيامِ ** كطُهر وبُرء وسارٍ قَدِم
135 - فقيل يصومون ما أدركوه ** وقيل يظلون في فطرهم
136 - ولكن يُسرون لا يجهرون ** لكي يتقون سِهام التهم
137 - ومن أفطروا دون عذر صحيح ** فإمساكهم واجبٌ منحتم
138 - فإنّ المعاصيَ لا تُستباح ** بها حرمةُ الشهر أو تُخترم
المباحات في الصوم وما يعفى عنه:
139 - ونهيُ الرسول عن الاحتجام ** صح لنا نسخُه فاحتجَم
140 - كذا الفصُد أيضاً وأخذُ الدماء ** مباحٌ إذا ربّه لم يُضم
141 - ولا ضير يلحقه بالرُّعاف ** كما يتوهّمه من وهِم
142 - ورُخّص للزوج تقبيله ** لزوجتهِ معَ لمس وضَم
143 - إذا هو آنس من نفسه ** ضمانَ التباعد عما حرم
144 - وضبط النفوس فلا يُنْزلان ** فيفسدُ صومهما إن يحم
145 - وخير لمن خاف مما مضى ** لزوم السلامة فليعتصم
146 - ولا ضير في الطيب حتى البخور**ولا تنشقنّ دخاناً ضُرِم
147 - لما قد يصاحبه من جسوم ** تطاير من حرقه كالحمم
148 - فتبلغ للجوف من أنفه ** بمحض اختيارٍ وفعلٍ وشمْ
149 - وما دخل الجوفَ من أنفه ** فذاك بتفطيره قد حُكِم
150 - وأما الدخان المضرّ الخبيثُ ** فشاربه مفطر قد أثم
151 - ولا ضير في البرد والاغتسال** ومضمضةٍ وكذا إن طعم
152 - طعاماً ومجّ مع الاحتراس ** أن يصل الجوف أو يلتقم
153 - كذا ما تسرّب لا باختيار ** كمثل الغبار إذا ما اقتحم
154 - ومثل غبار نخال الدقيق ** ومثل الذباب إذا ما هجم
سنن الصوم وآدابه:
155 - وسُنّ لمن صام أكلُ السحور ** وتأخيرُه معْ بقاء الظّلَم
156 - إلى صادق الفجر لا بعده ** كما أمرَ الله فيما حكم
157 - وبادر بفطرِك عند الغروب ** فإن التأخر عنه يُذَم
158 - فأفطر على رُطَبٍ إن وجدت** وإلا على التمرِ أو كنت لم
159 - تجده فماءٌ وقلْ عندهُ ** بما قال قبلَك خيرُ الأمم
160 - وما صحّ فيما علمتُ سوى ** حديث ذهابِ الظما فالتزم
161 - وسُنّ له كسواه السواكُ ** بسائر آنائه فاغتنم
162 - وسُنّ له تركُ هجرِ الكلام ** وقولُ أنا صائمٌ إن شُتِم
163 - ولا يرفثنّ ولا يصخبنّ ** ولا يجهلنّ ولا ينتقم
164 - ومن لم يدع خلقَ الجاهلين ** وزورَ الفعال وزورَ الكَلِمْ
165 - فلا خير في تركه الطيبات ** وإرساله النفس فيما يُذَم
166 - وادْعُ فللصائم دعوةٌ ** تجاب ويعطى بها ما قُسِم
167 - وليست تخصّ بوقت الفطور** وما جاء في ذاك لم يستقم
168 - وأكثر من الذكر واتل الكتاب ** وأكثر تلاوتهُ ثم قم
169 - فمن قامه مؤمناً طالباً ** لنيلل الثواب ونيل الكرم
170 - يكفّر سالف آثامه ** فجدّ لتكفيرها واعتزم
171 - وفي العشر ضاعف من الصالحات**وشمّر لإحيائها والتزم
172 - وفيها يسنّ لنا الاعتكاف ** لتخلوَ من كلّ شغل وهم
173 - فقد كان ذلك دأب الرسول ** وشأن الخيار وأهل الهمم
174 - ففيها الجوائز للعاملين ** وفيها تُنالُ وتعطى القسم
175 - كذا ليلةُ القدر في وترها ** فجدّ لتدركها واستدم
176 - فإن حزتها نلت فيها المنى ** وأدركت غاية ما يغتنم
177 - ونسألُ ذا العرش سبحانه ** مجيب الدعاء ومولي الكرم
178 - قبولاً لسائر أعمالنا ** وغفر كبائرنا واللمم
179 - وأحمده حيث تمّ المراد ** ولولا هدايته لم يتم
ـ[محمد عبدالله السلفي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 01:42 م]ـ
سدد الله قولك وزادك من فضله
ـ[أبو عبد الله ابراهيم]ــــــــ[20 - 11 - 10, 08:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا(131/51)
مراسلات خاصة بين الشيخين بن باز وبن عثيمين بخصوص دمج الصفوف الأولية
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:18 م]ـ
إيجاز – خاص - الرياض:
حصلت "إيجاز" على صور لمراسلات نادرة بين الشيخين الجليلين ابن باز وابن عثيمين، رحمهما الله تعالى، حول رفضهما دمج الصفوف الأولية في التعليم.
ويتبيّن في المراسلات المتبادلة بين الشيخين الفقيدين، رحمهما الله تعالى، والتي يرجع تاريخها إلى العام 1394هـ، إنكارهما لموضوع "خلط البنين بالبنات" في الصفوف الأولية بوزارة التربية والتعليم، وعدم رضاهما بالسعي إلى إقراره.
وفي إحدى الرسائل يؤكد سماحة مفتي المملكة الراحل الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمه الله تعالى، أنه بذل جهودا كبيرة في هذا الشأن، وأن الموضوع انتهى ببقاء الأمور على ما هي عليه بفصل البنين عن البنات.
وفيما يلي نسخ من صور مراسلات الشيخين التي حصلت عليها "إيجاز":
http://ejaz.ws/uploads/album/large/maktoot1.jpg
http://ejaz.ws/uploads/album/large/maktoot4.jpg
http://ejaz.ws/uploads/album/large/maktoot2.jpg
http://ejaz.ws/uploads/album/large/maktooot.jpg
المصدر:
http://ejaz.ws/news.php?op=viewNews&id=4495&catID=9
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[22 - 08 - 10, 05:51 م]ـ
رحم الله الشيخين رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[22 - 08 - 10, 06:16 م]ـ
رحمهما الله تعالى ..
نسأل الله تعالى أن يعقبنا بعدهما بخير ..(131/52)
الفوائد المنثورة من كتب العلماء المنشورة
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[22 - 08 - 10, 03:57 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
فهذه فوائد جمعتها، وفرائد نسقتها، وشوارد هذبتها من متفرق كلام أهل العلم، أثناء البحث والمذاكرة، كانت لنفسي، وما دار بخاطري أنها ستُنشر، ولكن فعلت ذلك، ليعم النفع، والله من وراء القصد، فلعل قارئا ينتفع بها، جعل الله الجهد نافعا، وجعلني للحق طالبا، ومن الشر محذرا.
الفائدة الأولى: ما أردتُ بمعصيتي مخالفتَك
الإنسان منا قد يقع في الذنب، ولكن إذا وقع فلا يتمادى، ويقلع عن المعصية ويعترف بعجزة وجهله،وليكن حاله كحال ذلك الشاب الذي سُمع مرة يبكي في جوف الليل وهو يدعو ربه: اللهم وجلالِك ما أردتُ بمعصيتي مخالفتَك، ولكني عصيتك إذ عصيتك بجهلي، وما أنا بعذابك بجاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولا بنظرك مستخف، ولكن سولت لي نفسي وأعانني عليها شقوتي، وغرني سترك المرخي علي، فمن يستنقذني من عذابك ومن يخلصني من زبانيتك، وبحبل من اتصل إن أنت قطعت عني حبلك، واسوأتاه، إن قيل للمخفين جوزوا، وللمثقلين حطوا، ويحي كلما طال عمري كثرت ذنوبي، فيا ويلي كم أتوب وكم أعود، ولا أستحي من ربي، فقرأ قارئ في جوف الليل: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون"، فاضطرب ذلك الشاب وارتعد ثم سقط مغشيا عليه، وما لبث أن مات خوفا وفرقا من العزيز الجبار [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)
****************************
الفائدة الثانية: ما أعظم هذا الوفاء
قالت بنت عبد الله بن مطيع لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وكان طلحة أجود قريش في زمانه قالت: ما رأيت قوما ألأم من إخوانك، قال لها: مه مه! ولم ذلك؟ قالت: أراهم إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك، فقال لها: هذا والله من كرم أخلاقهم، يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم، فانظر كيف تأول طلحة صنيع إخوانه معه، وهو ظاهر القبح والغدر بأن اعتبره وفاء وكرما [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2)
****************************
الفائدة الثالثة:قاعدة الموازنات
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين ( ... ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجورٌ لاجتهاده، فلا يجوز أن يُتبع فيها ولا يجوز أن تُهدَر مكانته وإمامته من قلوب المسلمين [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)
****************************
الفائدة الرابعة: ترك الامر بالمعروف خشية الناس
قال أبو عبد الرحمن العمري رحمه الله: (إن من غفلتك إعراضك عن الله بأن ترى ما يُسْخِطَهُ فتجاوزه، ولا تأمر ولا تنهى خوفاً ممن لا يملك ضراً ولا نفعاً)
وقال أبو عبد الرحمن العمري رحمه الله: (من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مخالفة المخلوقين نزعت منه هيبة الله تعالى فلو أمر بعض ولده أو بعض مواليه لاستخف به) [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4)
****************************
الفائدة الخامسة: العالم يعذرك والجاهل يكفرك.
يَقُولُ العَلاَّمَةُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ الله: فَإذا ظفرت بِرَجُلٍ وَاحدٍ من أولِي العِلْم، طَالبٍ للدَّلِيلِ، مُحَكِّم لَهُ، مُتَّبِع للحقِّ حَيثُ كَان، وأيْنَ كَان، ومَعْ مَنْ كَان، زالَتِ الوِحْشَة، وحَصلَتِ الألْفَة، ولَوْ خَالَفكَ، فَإنَّهُ يُخَالِفكُ ويَعْذُرك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/53)
والجَاهِل الظَّالِم يُخَالِفُكَ بِلا حُجَّة، ويُكَفِّرُك أو يُبَدِّعُكَ بِلا حُجَّة، وذَنْبُكَ: رَغْبَتُكَ عَنْ طَريقَتِهِ الوَخِيمَة، وسِيرَتِهِ الذَّمِيمَة، فَلاَ تَغْترَّ بِكَثْرَةِ هَذا الضَّرْب، فَإنَّ الآلاَفَ المُؤلَّفَة مِنْهُمْ لاَ يُعْدَلُون بِشَخْصٍ وَاحِدٍ مِنْ أهْلِ العِلْمِ، والوَاحِد مِنْ أهْلِ العِلْمِ يَعْدِلُ بِمِلْءِ الأرْضِ مِنْهُم. [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5)
****************************
الفائدة السادسة: يا أبة إنّ هؤلاء أصحاب الحديثِ، ولا آمن أنْ يُغَلطوكَ!
قَالَ البَرذعيُّ: قُلْتُ لأبي زُرْعةَ: قُرّةُ بنُ حَبِيب تغير؟
فَقَالَ: نَعم، كُنّا أنكرناهُ بِأَخَرَةٍ، غَيرَ أنّه كَانَ لا يُحَدّثُ إلاّ مِنْ كِتابهِ، وَلا يُحَدّثُ حَتى يحضرَ ابنُهُ ثُمّ تَبسّمَ. فَقُلْتُ: لِمَ تَبسمتَ؟ قَالَ: أتيتُهُ ذَاتَ يومٍ، وَأبو حَاتم، فَقَرعنَا عَليهِ البابَ، واستأذنَا عَليهِ، فَدَنَا مِنْ البابِ ليفتحَ لنَا، فَإذا ابنتُه قدْ لَحِقت، وَقَالَتْ لهُ: يا أبه إنّ هؤلاء أصحاب الحديثِ، ولا آمن أنْ يُغَلطوكَ أو يُدْخِلُوا عَليكَ مَا ليسَ مِنْ حَدِيثكَ فَلا تخرجْ إليهم حَتى يجيء أخي - تعني عَلي بن قُرّة - فَقَالَ: لها أنا أحفظُ، فَلا أمكنهم ذاكَ فَقَالتْ: لستُ أدعكَ تخرج فإني لا آمنهم عليكَ، فَمَا زَالَ قُرّة يَجتهدُ وَيحتجُ عَليها في الخروجِ وَهي تمنعُهُ، وَتحتجُ عَليه في تركِ الخروجِ إلى أنْ يجيء عَلي بنُ قُرّة حَتى غَلَبت عَليهِ وَلمْ تَدعهُ، قَالَ أبو زُرْعةَ: فَانصرفنَا وَقَعدنَا حَتى وافى ابنُهُ عَلي قَالَ أبو زُرْعةَ: فَجَعَلتُ أعجبُ مِنْ صَرامتِهَا وَصيانتها أباها)
وفي قصة هذه البنت من الفوائد:
فقه هذه البنت، وَحُسْنُ معرفتها بخطرِ المُحَدّثين. فيا ليت شباب وفتيات المسلمين يلتفتون إلى مثل هذه السير الرائعة، وما فيها من فوائد تربوية فيعملوا بها.
وفي هذه القصة نكت علمية تتعلق بأحكام المختلطين، وكيفية معرفة النقاد لضبط الرواة واختبارهم، وجلالة أصحاب الحديث وهيبتهم في القلوب، وأنّ لهم حركة وأثراً في المجتمع. [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6)
****************************
الفائدة السابعة: عُنُقي أهونُ عِندي من زِرِّي
قَالَ أبو بكر بنُ أبي شيبة: لمَّا أنْ جاءتْ المحنة –محنة خلق القرآن-إلى الكوفة قَالَ لي أحمدُ بنُ يونس: ألق أبا نعيم فقلْ له، فلقيتُ أبا نُعَيم فقلتُ له، فَقَالَ: إنما هو ضربُ الأسياط، فلمّا أُدْخل أبو نُعَيم على الوالي ليمتحنه وعنده ابنُ أبي حنيفة وأحمدُ بنُ يونس وأبو غسان وعداد فأولُ مَنْ امتحن ابن أبي حنيفة فأجاب، ثم عَطَفَ على أبي نُعَيم فقيل له، فَقَالَ: أدركتُ الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ الأعمش فما دونه يقولون: القرآنُ كلامُ اللهِ، وعنقي أهونُ عِندي مِنْ زِرِّي هذا، ثم أخذ زرهُ فَقَطَعه، فَقَامَ إليهِ أحمدُ بنُ يونس فَقَبّلَ رأسَهُ، وكَانَ بينهما شحناء، وقَالَ: جزاكَ الله مِنْ شيخ. [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7)
****************************
الفائدة الثامنة: احذر كتب أهل البدع
مِنْ رَوائعِ كلامِ أبي زرعه مَا نقلهُ البَرذعيُّ قَالَ:شَهدتُ أبَا زُرْعةَ - وَسُئلَ عَنْ الحارثِ المُحَاسِبيّ وَكُتُبِهِ - فَقَالَ لِلسائلِ: إيّاكَ وَهذهِ الكُتُب!، هذِهِ كُتُبُ بِدعٍ وَضَلالات، عَليكَ بالأثرِ فَإنّكَ تجدُ فيهِ مَا يُغْنيكَ عَنْ هذِهِ الكُتُب.
قيلَ لَهُ: في هذِهِ الكُتُب عِبْرةٌ؟
قَالَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ في كتابِ اللهِ عِبْرة فَليسَ لَهُ في هذِهِ الكُتُب عِبْرةٌ، بَلَغَكُمْ أنَّ مَالكَ بنَ أنس، وَسُفيانَ الثّوريّ، وَالأوزاعيّ، وَالأئمةَ المُتقدّمينَ صَنّفوا هذهِ الكُتُب في الخَطَراتِ وَالوَسَاوس، وَهذهِ الأشياء، هؤلاء قومٌ خَالفوا أهلَ العلمِ، يأتونا مَرةً بالحارثِ المُحَاسِبيّ، ومَرةً بعبد الرحيم الدَّيبلي، ومَرةً بحَاتم الأصمّ، وَمَرةً بشقيق ثم قَالَ: مَا أَسْرعَ النَّاسَ إلى البِدّعِ!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/54)
قالَ الذّهبيّ: ((هَكَذا كَانَ أئمة السّلف لا يرونَ الدّخولَ في الكَلامِ ولا الجِدَال، بلْ يستفرغون وُسعهم في الكتاب والسنة، والتفقه فيهما، ويتبعون ولا يتنطعون [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn8)
****************************
الفائدة التاسعة / من هم العلماء الذين يؤخذ عنهم العلم
قال الإمام مالك في وصف العلماء المعتبرين: لا تأخذوا العلم عن أربعة وخذوا العلم ممن سواهم، لا يؤخذ من سفيه معلوم بالسفه، وإن كان أروى الناس -أي: أكثر الناس رواية- ولا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه، ولا من كذاب يكذب في أحاديث الناس وإن كنت لا تتهمه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من شيخ له عبادة وفضل إذا كان لا يعرف الحديث [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn9)
*******************************
الفائدة العاشرة: لا ينبغي أن يذكر الصالحون ونحن متكئون
وروى الخطيب (في تاريخه) بسنده عن عبيد الله بن عبد الكريم قال: سمعت أحمد بن حنبل وذكر عنده إبراهيم بن طهمان وكان من علماء السلف، وكان متكئاً من علة، الإمام أحمد كان يؤلمه جسده فكان متكئاً فلما ذكر إبراهيم بن طهمان، اعتدل فاستوى جالساً، فقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون ونحن متكئون. [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn10)
*****************************
الفائدة الحادية عشر:هذا جزاء من سب شيخي الإسلام أبي بكر وعمر
قال الشيخ شمس الدين الذهبي ومن خطه نقلت: حدثني الإمام محمد بن منتاب أن عز الدين يوسف الموصلي –رحمه الله - كتب إليه وأراني كتابه قال: كان لنا رفيق يشهد معنا في سوق الطعام يقال له الشمس بن الحشيشي كان يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ويبالغ فلما ورد شأن تغيير الخطبة إذ ترفض القان خربندا افترى وسب فقلت: يا شمس قبيح عليك أن تسب وقد شبت مالك ولهم وقد درجوا من سبع مائة سنة والله يقول: تلك أمة قد خلت، فكان جوابه: والله إن أبا بكر وعمر وعثمان في النار، قال ذلك في ملأ من الناس فقام شعر جسدي فرفعت يدي إلى السماء وقلت: اللهم يا قاهر فوق عباده يا من لا يخفى عليه شيء أسألك بنبيك إن كان هذا الكلب على الحق فأنزل بي آية وإن كان ظالماً فأنزل به ما يعلم هؤلاء الجماعة أنه على الباطل في الحال، فورمت عيناه حتى كادت تخرج من وجهه واسود جسمه حتى بقي كالقبر وانتفخ وخرج من حلقه شيء يصرع الطيور فحمل إلى بيته فما جاوز ثلاثة أيام حتى مات ولم يتمكن أحد من غسله مما يجري من جسمه وعينيه ودفن، وقال ابن منتاب: جاء إلى بغداد أصحابنا وحدثوا بهذه الواقعة وهي صحيحة، وتوفي سنة عشر وسبع مائة [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn11)
[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1)- سير أعلام النبلاء 9/ 97
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2)- أدب الدين والدنيا للماوردي ص 222 ترقيم الشاملة
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3)- إعلام الموقعين 3/ 283 ترقيم الشاملة
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref4) - سير اعلام النبلاء 8/ 375
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref5)- إعلام الموقعين لابن القيم 3/ 396
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref6) - من قصص أئمة الحديث المتقدمين ونوادرهم للصياح ص 7 - 8
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref7)- سير أعلام النبلاء للذهبي 19/ 130
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref8)- سير أعلام النبلاء نقلا عن كتاب من قصص أئمة الحديث المتقدمين ونوادرهم للصياح ص 55
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref9)- الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع للقاضي عياض ص60
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref10)- تاريخ بغداد 6/ 110
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref11)- الوافي بالوفيات 1/ 311
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[23 - 08 - 10, 02:12 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[وليد]ــــــــ[23 - 08 - 10, 02:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا
زدنا أخي عبدالرحمن
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 07:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا على المرور
ـ[سائرة بعزم]ــــــــ[25 - 08 - 10, 01:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ,
ونفع بكم.(131/55)
درر من كتاب مفاتح اقامة الصلاة
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[22 - 08 - 10, 05:03 م]ـ
في هذا الكتاب وضع الشيخ يده على الجرح
فوائد من هذا الكتاب
1)
كل المشاكل الأخلاقية والسلوكية سببها إهمال الصلاة والتفريط فيها، إنه متى تم بناء الشخصية القوية من خلال الصلاة فإن بناء المهارات الأخرى يكون أسهل وأسرع بمرات كثيرة مقارنة بضعيف الشخصية، لأن صاحب الشخصية القوية يتعلم أسرع والتزامه قوي وجديته عالية وهذه أمور بلا شك تختصر كثيرا من الجهود والأوقات.
فالصلاة هي القاعدة وهي السقف لكل ما يريده الإنسان في هذه الحياة، هي أولا وآخرا، إنها نعمة عظمى منَّ الله بها على عباده، فمن استفاد منها تنعم وسعد في الدنيا والأخرى، ومن أهمل وفرط شقي في دنياه وآخرته.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[22 - 08 - 10, 05:06 م]ـ
(2)
فهذه الأمور الثلاثة: قراءة القرآن بتدبر في القيام، وتعظيم الله في الركوع، والتضرع وكثرة الدعاء في السجود، لا بد منها معا، ونقص أحدها وإهماله يؤدي إلى موت الصلاة أو ضعفها وجاء بيان هذه الأمور الثلاثة في آواخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بيوم أو يومين وذلك فيما أخرجه مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه فقال: اللهم هل بلغت ثلاث مرات إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا يراها العبد الصالح أو ترى له ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[22 - 08 - 10, 05:10 م]ـ
قبل ان استرسل الكتاب للشيخ خالد بن عبد الكريم اللاحم
موجود في موقع الشيخ هنا ( http://www.quranlife.com/)
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[22 - 08 - 10, 05:12 م]ـ
(3)
المفتاح الاول:
لماذا نصلي؟ (ستة مقاصد الصلاة)
المقصدالأول: الذكر والعلم والإيمان
المقصد الثاني: المناجاة
المقصد الثالث: الشكر
المقصد الرابع: الصبر
المقصد الخامس: التضرع والافتقار والانكسار
المقصد السادس: الثواب والعقاب
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[23 - 08 - 10, 01:33 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[طالب الرحمن]ــــــــ[23 - 08 - 10, 03:11 ص]ـ
صلى عمار بن ياسر صلى صلاة فأخفها فقيل له: خففت يا أبا اليقظان فقال: هل رأيتموني نقصت من حدودها شيئا؟ قالوا: لا قال: إني بادرت سهو الشيطان إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
" إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له نصفها. ولا ثلثها ولا ربعها ولا خمسها ولا سدسها ولا عشرها " وكان يقول: " إنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها "
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 08 - 10, 03:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(4)
? المقصدالأول: الذكر والعلم والإيمان (نقلته كاملا و "عذرا عن الاطالة فهو كلام نفيس عال لا يحذف منه شيء "كما يقول الطناحي رحمه الله)
يقول الله تعالى: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي طه: 14، ويقول عز من قائل: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ البقرة: 153، دلت هذه الآيات وغيرها على أن المقصود الأول من إقامة الصلاة ذكر الله.
وما هو ذكر الله؟ هو اليقين بأنه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو إخلاص العبودية لله وحده، هذا هو أساس مقاصد الصلاة وقاعدتها ومنه تتفرع بقية المقاصد.
المقصود الأعلى والأعظم من الصلاة أنها ترسخ في القلب (لا إله إلا الله) هذا هو هدف الصلاة والغاية من مشروعيتها، الصلاة بجميع أفعالها وأقوالها من بدايتها إلى نهايتها تحقق هذا المقصود متى كانت صلاة تامة.
إذا سألتك نفسك لماذا تصلي؟
فالجواب: أصلي لله، لأحفظ اسم الله فلا يغيب عن قلبي طرفة عين.
كلما صليت كلما زدت فقها وعلما بالله، كلما زدت نورا وهدى وبصيرة وتقى ويقينا وإنابة وخشية وتوكلا، وهذا عين الإخلاص لله رب العالمين.
الصلاة لمذاكرة وحفظ العلم بالله، الصلاة تعلم ودراسة وقراءة اسم الله.
حين تصلي فأنت تطلب العلم، وليس أي علم، بل هو أعلى علم وأشرفه وأعظمه، ويخطيء من يغيب عن قلبه هذا المعنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/56)
الصلاة أول ما تكون لطلب العلم، لزيادة العلم بالله واليوم الآخر، هذا هو الهدف الأكبر من الصلاة، وخاصة في ركنها الأعظم القيام وقراءة القرآن بتدبر، لذلك أشد ما يكون الشيطان على العبد في هذا الأمر وهو أثقل شيء على الناس فلذلك تجد التقصير في هذا الأمر فاشيا، إذا صلى أحدهم لا يكاد يقرأ حتى الفاتحة وإن قرأ فبدون قلب.
وكيف نعلم أن الصلاة تحقق العلم والإيمان والذكر الذي يحقق إخلاص العبودية لله رب العالمين؟ علامة ذلك أن يوجد في القلب الافتقار إلى الله تعالى في كل لحظة، أن يكون العبد كثير التضرع والابتهال والإلحاح في سؤال الله؟ علامة ذلك أن يوجد في قلب العبد اليقين والإخلاص بأنه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اليقين بأنه لا حول ولا قوة لك إلا بالله.
كل كلمات الصلاة من التكبير إلى التسليم ترسخ هذا المعنى وتثبته في القلب.
وكلما زدت أيها العبد صلاة كلما زاد يقينك وعلمك بهذه المعاني، هذا المفترض فإن لم يوجد فاعلم أنها ليست صلاة.
فإذا كنت كلما صليت كلما زدت افتقارا إلى الله وتضرعا إليه، إذا كنت كلما صليت زدت تعظيما وتقديسا لله وتنزيها وتسبيحا لله، إذا كنت كلما صليت زدت رؤية لتقصيرك وتفريطك في جنب الله، واجتهدت في الاستغفار أكثر وأكثر، فصلاتك حقا صلاة، وإلا فليست بصلاة، ويقال لك: ارجع فصل فإنك لم تصل.
ما لم تحصل على هذه النتيجة فصلاتك صلاة شكلية صورية، صلاة جسد بلا روح إن المقصود الأول من الصلاة إقامة ذكر الله في قلب المصلي، أي تحقيق توحيد وإخلاص العبودية لله رب العالمين.
ضابط هذا المقصد ومعناه هو أن يتحقق في القلب: فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك، أن ينقطع قلبك عما سوى الله، أن تتيقن في كل لحظة أنك على خشبة في لجة البحر تنادي يا رب يا رب،أن تعلم أنك محاط بالضر في كل لحظة وفي كل حال لا تنفك من ذلك أبدا حتى وأنت في أيسر ما تكون.
أن ينطق قلبك قبل لسانك في كل لحظة بقول: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا من يجيب المضطر إذا دعاه، يا حيي يا قيوم برحمتك أستغيث اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله رب العرش العظيم، رب إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا كبيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي.
أن يكون حالك كما أخبر الله: فادعوا الله مخلصين له الدين، دعا ربه منيبا، إليه ضل من تدعون إلا إياه، فإليه تجأرون.
أن تحذر من: ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون، مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه، نسي ما كان يدعو إليه، قال إنما أوتيته على علم عندي، هذه الآيات وأمثالها تصور معنى التوحيد والإخلاص الذي يجب أن يقوم في قلب العبد في كل لحظة وفي كل حال، في السراء قبل الضراء، وفي الرخاء قبل الشدة، في اليسر قبل العسر، وفي الصغير قبل الكبير، وفي اليسير قبل العسير.
الصلاة مهمتها تحقيق هذا المعنى في قلب المصلي، وتثبيته وترسيخه.
ومتى كان هذا المعنى موجودا حيا نابضا فهذه هي الصلاة التي ذكرت في القرآن ووصفها الله لعباده دواء لكل داء وعونا على الحياة في السراء والضراء، فكلما أحسست بضعف أو نقص إخلاص العبودية لله فافزع إلى الصلاة وأن تكون بمفاتيحها كاملة.(131/57)
وفاة المسلم العاصي في رمضان، هل هي من علامات حسن الخاتمة؟؟
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[23 - 08 - 10, 01:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل من مات من المسلمين مع ظهور فسقه ومجاهرته بمعصيته في وقت فاضل كرمضان وعشرة ذي الحجة، او يموت على عبادة كالحج أوالعمرة أو أثناء أداءه للصلاة أو وهو في طريقه لأداء فريضة أو عبادة = تعد من علامات القبول والرضى وحسن الخاتمة؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[23 - 08 - 10, 05:30 م]ـ
يسأل عن الموت في شهر رمضان
هل صحيح أن كل من يموت في شهر رمضان يدخل الجنة دون أن يحاسب على أعماله؟.
الحمد لله
قد تفضل الله تعالى على نفر من خاصة عباده فوعدهم بدخول الجنة من غير حساب ولا عذاب؛ فعن عبد الله بْنُ عَبَّاس، رضي الله عنهما،ٍ قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:َ عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ (جماعة قليلة من الناس) وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَد.ٌ إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي. فَقِيلَ لِي: هَذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَوْمُهُ وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ الآخَرِ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ لِي: هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ. ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّه،ِ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ. فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيه؟ ِ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: هُمْ الَّذِينَ َلا يَسْتَرْقُونَ وَلا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: أَنْتَ مِنْهُمْ. ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَقَالَ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " البخاري 5705، مسلم 220.
[الرهط: هم الجماعة دون العشرة، والرهيط تصغير له. رفع لي: ظهر لي، سواد عظيم: السواد الشخص يرى من بعيد لا يدرى من هو، الأفق: منتهى البصر.]
ولم يذكر في هؤلاء السبعين ألفا من مات في شهر رمضان، وإنما المذكورون هم خاصة المؤمنين الذين حققوا مقام التوحيد لرب العالمين، قال في فتح المجيد: (قوله وعلى ربهم يتوكلون، ذكر الأصل الجامع الذي تفرعت عنه هذه الأفعال والخصال، وهو التوكل على الله، وصدق الالتجاء إليه، والاعتماد بالقلب عليه، الذي هو نهاية تحقيق التوحيد الذي يثمر كل مقام شريف: من المحبة والرجاء والخوف، والرضا بالله ربا وإلها، الرضا بقضائه.) [ص 74].
وإنما ورد في فضل من مات صائما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: (َ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) رواه الإمام أحمد 22813 , من حديث حذيفة، رضي الله عنه، وقال الألباني في أحكام الجنائز: إسناده صحيح.
ومما ينبغي الاهتمام به، أن الحديث السابق، قد دل على أن علو مقام هؤلاء السبعين ألفا، جعلنا الله وإياكم منهم، في العمل الصالح، هو الذي أنزلهم تلك المنزلة عند الله تعالى؛ قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله، بعد ما ذكر هذا الحديث في كتاب التوحيد: (فيه .. عمق علم السلف، لمعرفتهم أنهم لن ينالوا ذلك إلا بعمل)، وليس يخفى على السائل أنه لو كان هناك فضل لمن يموت في رمضان فإن هذا خاص بمن مات من المؤمنين؛ ولا يشمل كل من مات في رمضان.
وكذلك الحديث الذي سبق ذكره، في فضل من مات صائما، دل على أن دخول الجنة إنما كان موعودا على عمل صالح، ختم له به، وليس على مجرد الموت في شهر رمضان، مع أنه ليس فيه تلك الفضيلة الخاصة؛ دخول الجنة بغير حساب.
والله الموفق.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[24 - 08 - 10, 01:17 ص]ـ
جزاك الله أخي الكريم
لكن أنا لا أسأل عن إن كان يدخل الجنة أو لا، ولكن أسأل عن إن كان موته علامة لحسن الخاتمة أو لا
ففرق بين المسألتين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/58)
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 01:25 ص]ـ
لا فرق أخي الكريم فإن دخل الجنة فخاتمته حسنه ولا بد والعكس صحيح والظاهر من الفتوى أعلاه أنه ليس علامه على حسن الخاتمه(131/59)
أسأل عن صحة هذا الفعل
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[23 - 08 - 10, 01:56 ص]ـ
قارئ له صوت حسن ينتهي من التراويح بمسجده ويذهب لمسجد آخر يتأخر في التراويح , فيصلي بهم ما تيسر , ثم ينتهي معهم ويذهب لمسجد ثالث يصلي التهجد فيصلي بهم أيضا ما تيسر من الركعات.
فهل له أجر على هذا الفعل؟
وإذا كان لا يرى جواز الزيادة على إحدى عشرة ركعة فهل يصح أن ينوي شيئا غير التراويح؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[23 - 08 - 10, 02:26 ص]ـ
وماالذي يمنع من هذا فان معاذا رضي الله عنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يصلي بقومه، ويؤجر انشاءالله، اما قيام الليل فهو نفل مطلق لقوله عليه الصلاة والسلام ((صلاة الليل مثنى مثنى)) وكل المذاهب قال بالزيادة على احدى عشرة ركعة جمهور اهل العلم على عشرين ركعة وقال المالكية بست وثلاثين(131/60)
طول عائشة رضي الله عنها! و من هي لعبه؟
ـ[عبدالعزيز محمد أمين]ــــــــ[23 - 08 - 10, 09:30 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل ثبت زوجة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه في الجنة باسم "لعبه"
و هذا سؤال آخر؟
هل عائشه في نفس طول النبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب:
في يوم عيد مبارك كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقاسم زوجه عائشة بهجة العيد في بيتها، ويعيش معها فرحته؛ إذ سمع جلبة وهزيجاً، فإذا هم الأحباش قد دخلوا ساحة المسجد ومعهم حرابهم ودرقهم (تروس من جلد)، وجعلوا يرقصون في المسجد على طريقتهم ويهزجون بلغتهم، وكان مشهدهم طريفًا ومبهجًا، فأقبل النبي –صلى الله عليه وسلم- على زوجه عائشة وناداها: يا حميراء، أتحبين أن تنظري إليهم؟ قالت: نعم، وددت أني أراهم، فوقف لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على باب حجرته، وجاءت هي من ورائه، فوضعت ذقنها على كتفه، وألصقت خدها بخده، وألقى عليها رداءه يسترها به، وهي تنظر إلى لعب الحبشة، والنبي ينظر معها إليهم.
http://altriri.net/articles-16.htm
--
فهل هي بطول النبي صلى الله عليه و سلم؟
و هل ثبت عن لعبه أي شيء؟
ـ[عبدالعزيز محمد أمين]ــــــــ[24 - 08 - 10, 09:11 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا إخوان هل هذا الأثر صحيح >>>
ذكر الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبن مسعود قال:
إن في الجنة حوراء يقال لها:
اللعبة
كل حور الجنان يعجبن بها يضربن بأيديهن على كتفيها ويقلن:
طوبى لك يا لعبة لو يعلم الطالبون لك لجدوا مكتوب بين عينيها:
من كان يبتغي أن يكون له مثلي فليعمل برضاء ربي (
رواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة حديث رقم 305
وذكره القرطبي في تذكرته
150/ 2
وذكره أبن القيم في كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح
في الباب الرابع والخمسون
ـ[عبدالعزيز محمد أمين]ــــــــ[26 - 08 - 10, 12:36 ص]ـ
للرفع(131/61)
ما هو المفهوم الصحيح لقوله تعالى (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[23 - 08 - 10, 04:59 م]ـ
وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
أليس هذا خاص بمن وجبت عليهم الهجرة ولم يهاجر، وليس عاما! كالمستضعفين الذين لا يستطيعون أن يهاجروا وكالمعتدى عليهم في بلادهم ظلما وعدوانا
تأمل قول الله عز وجل والسياق الذي قبل!:
إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.
أرجوا الإفادة نفع الله بكم.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[24 - 08 - 10, 04:24 م]ـ
وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
أليس هذا خاص بمن وجبت عليهم الهجرة ولم يهاجر، وليس عاما! كالمستضعفين الذين لا يستطيعون أن يهاجروا وكالمعتدى عليهم في بلادهم ظلما وعدوانا
تأمل قول الله عز وجل والسياق الذي قبل!:
إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.
أرجوا الإفادة نفع الله بكم.
بارك الله فيك ...
راجع تفسير السعدي وابن كثير وغيرها ..
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[25 - 08 - 10, 11:08 م]ـ
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72).
هذا عقد موالاة ومحبة، عقدها اللّه بين المهاجرين الذين آمنوا وهاجروا في سبيل اللّه، وتركوا أوطانهم للّه لأجل الجهاد في سبيل اللّه، وبين الأنصار الذين آووا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأعانوهم في ديارهم وأموالهم وأنفسهم، فهؤلاء بعضهم أولياء بعض، لكمال إيمانهم وتمام اتصال بعضهم ببعض.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا) فإنهم قطعوا ولايتكم بانفصالهم عنكم في وقت شدة الحاجة إلى الرجال، فلما لم يهاجروا لم يكن لهم من ولاية المؤمنين شيء، لكنهم (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ) أي: لأجل قتال من قاتلهم لأجل دينهم (فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) والقتال معهم، وأما من قاتلوهم لغير ذلك من المقاصد فليس عليكم نصرهم.
وقوله تعالى: (إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ) أي: عهد بترك القتال، فإنهم إذا أراد المؤمنون المتميزون الذين لم يهاجروا قتالهم، فلا تعينوهم عليهم، لأجل ما بينكم وبينهم من الميثاق.
(وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) يعلم ما أنتم عليه من الأحوال، فيشرع لكم من الأحكام ما يليق بكم.
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/62)
لما عقد الولاية بين المؤمنين، أخبر أن الكفار حيث جمعهم الكفر فبعضهم أولياء لبعض فلا يواليهم إلا كافر مثلهم.
وقوله: (إِلا تَفْعَلُوهُ) أي: موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، بأن واليتموهم كلهم أو عاديتموهم كلهم، أو واليتم الكافرين وعاديتم المؤمنين.
(تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) فإنه يحصل بذلك من الشر ما لا ينحصر من اختلاط الحق بالباطل، والمؤمن بالكافر، وعدم كثير من العبادات الكبار، كالجهاد والهجرة، وغير ذلك من مقاصد الشرع والدين التي تفوت إذا لم يتخذ المؤمنون وحدهم أولياء بعضهم لبعض.
< 1 - 328 >
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75).
الآيات السابقات في ذكر عقد الموالاة بين المؤمنين من المهاجرين والأنصار.
وهذه الآيات في بيان مدحهم وثوابهم، فقال: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ) أي: المؤمنون من المهاجرين والأنصار (هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) لأنهم صدقوا إيمانهم بما قاموا به من الهجرة والنصرة والموالاة بعضهم لبعض، وجهادهم لأعدائهم من الكفار والمنافقين.
(لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) من اللّه تمحى بها سيئاتهم، وتضمحل بها زلاتهم، (و) لهم (رِزْقٌ كَرِيمٌ) أي: خير كثير من الرب الكريم في جنات النعيم.
وربما حصل لهم من الثواب المعجل ما تقر به أعينهم، وتطمئن به قلوبهم، وكذلك من جاء بعد هؤلاء المهاجرين والأنصار، ممن اتبعهم بإحسان فآمن وهاجر وجاهد في سبيل اللّه. (فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ) لهم ما لكم وعليهم ما عليكم.
فهذه الموالاة الإيمانية - وقد كانت في أول الإسلام - لها وقع كبير وشأن عظيم، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار أخوة خاصة، غير الأخوة الإيمانية العامة، وحتى كانوا يتوارثون بها، فأنزل اللّه (وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ) فلا يرثه إلا أقاربه من العصبات وأصحاب الفروض، فإن لم يكونوا، فأقرب قراباته من ذوي الأرحام، كما دل عليه عموم هذه الآية الكريمة، وقوله: (فِي كِتَابِ اللَّهِ) أي: في حكمه وشرعه.
(إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ومنه ما يعلمه من أحوالكم التي يجري من شرائعه الدينية عليكم ما يناسبها.
----------
المصدر: تفسير العلامة عبدالرحمن السعدي - سورة الأنفال
http://www.qurancomplex.org/
السؤال
uran/tafseer/Tafseer.asp?nSora=8&t=saady&l=arb&nAya=72#8_72
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[25 - 08 - 10, 11:19 م]ـ
وهنا تفسير العلامة بن كثير لنفس الآيات ومن نفس الموقع الإلكتروني أعلاه
ويلاحظ التقارب الكبير بين تفسيري الشيخين مع بسط لإبن كثير وإيجاز للسعدي
----------------
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/63)
ذكر تعالى أصناف المؤمنين، وقسمهم إلى مهاجرين، خرجوا من ديارهم وأموالهم، وجاؤوا لنصر الله ورسوله، وإقامة دينه، وبذلوا أموالهم وأنفسهم في ذلك. وإلى أنصار، وهم: المسلمون من أهل المدينة إذ ذاك، آووا إخوانهم المهاجرين في منازلهم، وواسوهم في أموالهم، ونصروا الله ورسوله بالقتال معهم، فهؤلاء بعضهم أولى ببعض أي: كل منهم أحق بالآخر من كل أحد؛ ولهذا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، كل اثنين أخَوَان، فكانوا يتوارثون بذلك إرثًا مقدمًا على القرابة، حتى نسخ الله تعالى ذلك بالمواريث، ثبت ذلك في صحيح البخاري، عن ابن عباس ورواه العَوْفي، وعلي بن أبي طلحة، عنه وقال مجاهد، وعكرمة، والحسن، وقتادة، وغيرهم.
قال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، عن شريك، عن عاصم، عن أبي وائل، عن جَرير -هو ابن عبد الله البجلي -رضي الله عنه -قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة" تفرد به أحمد
وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا شيبان حدثنا عِكْرِمة -يعني ابن إبراهيم الأزدي -حدثنا عاصم، عن شَقِيق، عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المهاجرون والأنصار، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف، بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة". هكذا رواه في مسند عبد الله بن مسعود
وقد أثنى الله ورسوله على المهاجرين والأنصار في غير ما آية في كتابه، فقال: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ الآية [التوبة: 100]، وقال: لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ الآية. [التوبة: 117]، وقال تعالى: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ الآية [الحشر: 8، 9].
وأحسن ما قيل في قوله: (وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا) أي: لا يحسدونهم على فضل ما أعطاهم الله على هجرتهم، فإن ظاهر الآيات تقديم المهاجرين على الأنصار، وهذا أمر مجمع عليه بين العلماء، لا يختلفون في ذلك، ولهذا قال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في مسنده: حدثنا محمد بن مَعْمَر، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن حذيفة قال: خَيَّرني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة، فاخترت الهجرة
ثم قال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقوله: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ) [قرأ حمزة: "ولايتهم" بالكسر، والباقون بالفتح، وهما واحد كالدِّلالة والدَّلالة] (مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا) هذا هو الصنف الثالث من المؤمنين، وهم الذين آمنوا ولم يهاجروا، بل أقاموا في بَوَاديهم، فهؤلاء ليس لهم في المغانم نصيب، ولا في خُمسها إلا ما حضروا فيه القتال، كما قال الإمام أحمد:
حدثنا وَكيع، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مَرْثَد، عن سليمان بن بُرَيْدة، عن أبيه: بُرَيْدة بن الحُصَيب الأسلمي، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش، أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا، وقال: "اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال -أو: خلال -فأيتهن ما أجابوك إليها فاقبل منهم، وكُفَّ عنهم: ادعهم إلى الإسلام، فإن أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/64)
للمهاجرين، وأن عليهم ما على المهاجرين. فإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية. فإن أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم، فإن أبوا فاستعن بالله ثم قاتلهم".
انفرد به مسلم، وعنده زيادات أخر
وقوله: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) يقول تعالى: وإن استنصروكم هؤلاء الأعراب، الذين لم يهاجروا في قتال ديني، على عدو لهم فانصروهم، فإنه واجب عليكم نصرهم؛ لأنهم إخوانكم في الدين، إلا أن يستنصروكم على قوم من الكفار (بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ) أي: مهادنة إلى مدة، فلا تخفروا ذمتكم، ولا تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم. وهذا مروي عن ابن عباس، رضي الله عنه.
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)
لما ذكر تعالى أن المؤمنين بعضُهم أولياء بعض، قطع الموالاة بينهم وبين الكفار، كما قال الحاكم في مستدركه:
حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا أبو سعد يحيى بن منصور الهروي، حدثنا محمد بن أبان، حدثنا محمد بن يزيد وسفيان بن حسين، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يتوارث أهل ملتين، ولا يرث مسلم كافرًا، ولا كافر مسلما"، ثم قرأ: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه
قلت: الحديث في الصحيحين من رواية أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم" وفي المسند والسنن، من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يتوارث أهل ملتين شتى" وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقال أبو جعفر بن جرير: حدثنا محمد، [عن محمد بن ثور] عن معمر، عن الزهري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ على رجل دخل في الإسلام فقال: "تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتصوم رمضان، وأنك لا ترى نار مشرك إلا وأنت له حرب"
وهذا مرسل من هذا الوجه، وقد روي متصلا من وجه آخر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "أنا بريء من كل مسلم بين ظهراني المشركين"، ثم قال: "لا يتراءى ناراهما"
وقال أبو داود في آخر كتاب الجهاد: حدثنا محمد بن داود بن سفيان، أخبرني يحيى بن حسان، أنبأنا سليمان بن موسى أبو داود، حدثنا جعفر بن سعد بن سَمُرَة بن جُنْدُب [حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة] عن سمرة بن جندب: أما بعد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله"
وقد ذكر الحافظ أبو بكر بن مَرْدُوَيه، من حديث حاتم بن إسماعيل، عن عبد الله بن هرمز، عن محمد وسعيد ابنى عبيد، عن أبي حاتم المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من تَرْضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض". قالوا: يا رسول الله، وإن كان؟ قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه" ثلاث مرات.
وأخرجه أبو داود والترمذي، من حديث حاتم بن إسماعيل، به بنحوه
ثم رُويَ من حديث عبد الحميد بن سليمان، عن ابن عَجْلان، عن ابن وَثيمةَ النَّصْري عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"
ومعنى قوله تعالى: (إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين، وإلا وقعت الفتنة في الناس، وهو التباس الأمر، واختلاط المؤمن بالكافر، فيقع بين الناس فساد منتشر طويل عريض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/65)
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)
لما ذكر تعالى حكم المؤمنين في الدنيا، عطف بذكر ما لهم في الآخرة، فأخبر عنهم بحقيقة الإيمان، كما تقدم في أول السورة، وأنه سيجازيهم بالمغفرة والصفح عن ذنوب إن كانت، وبالرزق الكريم، وهو الحسن الكثير الطيب الشريف، دائم مستمر أبدا لا ينقطع ولا ينقضي، ولا يسأم ولا يمل لحسنه وتنوعه.
ثم ذكر أن الأتباع لهم في الدنيا على ما كانوا عليه من الإيمان والعمل الصالح فهم معهم في الآخرة كما قال: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ الآية [التوبة: 100]، وقال: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:10] وفي الحديث المتفق عليه، بل المتواتر من طرق صحيحة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "المرء مع من أحب"، وفي الحديث الآخر: "من أحب قوما حُشر معهُم"
وقال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، عن شريك، عن عاصم، عن أبي وائل، عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة". قال شريك: فحدثنا الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
تفرد به أحمد من هذين الوجهين
وأما قوله تعالى: (وَأُوْلُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ) أي: في حكم الله، وليس المراد بقوله: (وَأُوْلُو الأرْحَامِ) خصوصية ما يطلقه علماء الفرائض على القرابة، الذين لا فرض لهم ولا هم عصبة، بل يُدْلون بوارث، كالخالة، والخال، والعمة، وأولاد البنات، وأولاد الأخوات، ونحوهم، كما قد يزعمه بعضهم ويحتج بالآية، ويعتقد ذلك صريحا في المسألة، بل الحق أن الآية عامة تشمل جميع القرابات. كما نص ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والحسن، وقتادة وغير واحد: على أنها ناسخة للإرث بالحلف والإخاء اللذين كانوا يتوارثون بهما أولا وعلى هذا فتشمل ذوي الأرحام بالاسم الخاص. ومن لم يورثهم يحتج بأدلة من أقواها حديث: "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصِيَّة لوارث"، قالوا: فلو كان ذا حق لكان له فرض في كتاب الله مسمى، فلما لم يكن كذلك لم يكن وارثا، والله أعلم.
ـ[المنصور]ــــــــ[26 - 08 - 10, 08:30 ص]ـ
الأخوين الكريمين الفاضلين: عبد الله المزروع وسعد الحقباني:
الأخ أبو البراء يسأل سؤالا دقيقا. لست أرى فائدة من نسخ الأجوبة من التفاسير بهذه الصورة إلا مع بيان الجواب منها وتحديد نقطة الجواب، إلا إذا كنتما تريان غير ذلك لحكمة ما. وفقكما الله.
وواضح من تفسير ابن كثير وابن سعدي وغيرهما أن الحكم متعلق بمن آمن ولم يهاجر. والله أعلم.
أما قول أبي البراء (كالمستضعفين الذين لا يستطيعون أن يهاجروا وكالمعتدى عليهم في بلادهم ظلما وعدوانا) فأرى أنه غير صحيح، لأن الحكم على هؤلاء بعدم نصرتهم كأنه بسبب عدم هجرتهم مع قدرتهم على الهجرة، ولو كانوا أصحاب أعذار كالتي ذكرتها (مستضعفين) لماوجبت عليهم الهجرة كما قال تعالى في سورة النساء (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا، إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا، فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا). والله تعالى أعلم.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 02:55 م]ـ
جزاكم الله خير ونفع بكم
أليس هذا خاص بمن وجبت عليهم الهجرة ولم يهاجر، وليس عاما! كالمستضعفين الذين لا يستطيعون أن يهاجروا وكالمعتدى عليهم في بلادهم ظلما وعدوانا
.
قصدي بهذا واضح أننا بدأنا نسمع بعدم النصرة لإخواننا المعتدى عليهم ظلما وعدونا بسبب الميثاق!! ثم يستدلون بهذه الآية، وهذه الآية (طبعا مدارسة فقط) أرى أنها خاصة بمن يستطيع الهجرة ولم يهاجر عصيانا، فإن له النصرة لكن إن كان بيننا وبين من يقاتلهم ميثاق فلا نقاتلهم لأجل الميثاق. والسبب عدم هجرته هي السبب في الالتزام بالميثاق لأنه عاصي أما مع عدم الميثاق فله النصرة
لكن المستضعفين والمعتدى عليهم هل الميثاق يشملهم كما عممها أولئك
يعني لو أننا أخذنا ميثاق مع دولة كافرة ثم غزت الدولة الكافرة تلك المسلمة عدوانا وظلما فهل نقول لا ندافع عن إخواننا بحكم الميثاق ونستشهد بالآية!!! أم النصرة واجبة حتى مع الميثاق لأن الكفرة المعتدون نقضوا الميثاق (هذا ما تسائلت عنه)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/66)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 08 - 10, 06:31 م]ـ
الأخ الكريم بما أن الموضوع للمدارسة .. فسأشارك وأسأل الله أن يسدد ويوفق
هم درجات:
- المستضعفين قد حض الله أهل الإسلام على نصرهم
قال تعالى {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا}
قال ابن كثير رحمه الله: يحرض تعالى عباده المؤمنين على الجهاد في سبيله وعلى السعي في استنقاذ المستضعفين بمكة من الرجال والنساء والصبيان المتبرمين بالمقام بها؛ ولهذا قال تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ} يعني: مكة، كقوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ}.
ويستثنى من هذا الأمر إذا كان هناك عهد وميثاق والدليل على هذا هو ما جاء في قصة أبي بصير وأبي جندل رضي الله عنهم والمستضعفين في حادثة الحديبية ولا أظن أني في حاجة لنقل الحديث فهو مشهور فليراجع في مضانه.
ولا يعني هذا عدم جواز الخروج من الميثاق! بل يجوز ولكن أن ننبذ إليهم على سواء كما ذكر الله لكن ليس غدراً.
- الذين لم يهاجروا (وهم أهل البادية) وهم قادرون وهناك بين المسلمين وبين الكفار عهد
فيهجم الكفار عليهم فهؤلاء الذين تناولتهم الآية التي ذكرها الأخ أبو البراء وإن لم يكن هناك عهد وجب النصر كما ذكر الله عز وجل
هذا ما ظهر لي سطرته من باب المذاكرة وإلا فالعلم يؤخذ من أهله ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 10:41 م]ـ
جزاك الله خير، فائدة طيبة جدا أبا الحسن نفع الله بك ...
لكن إذا كانت الدولة الكافرة نقضت العهد الدولي، وتركته خلف ظهرها لغطرستها وتكبرها، أليس هذا نقضا للعهد الذي وثقته مع العالم أجمع!!
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[26 - 08 - 10, 11:27 م]ـ
نشكر لكم هذا البيان
وليت من عنده علم يبصرنا بما عنده فالمسألة تحتاج لبيان أكثر وتفصيل
وما واجبنا تجاه المسألة الآن؟ هل الأمر لولي الأمر أم لنا؟ ليتكم توضحون جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[27 - 08 - 10, 03:37 ص]ـ
الإخوة المشايخ الكرام وفقهم الله هنا أمور:
- مسائل الجهاد والصلح إنما هي لولاة الأمر وهم العلماء والأمراء قال تعالى {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}
- ما تضررت الأمة بشيء أكثر من أننا معاشر الشباب لا نرجع إلى علمائنا ونتشوف للفتن وهذا قد يكون بحسن نية وهي أن تقوم الأمة وتهزم المستعمر إلى آخر هذه النوايا الطيبة التي لا تكفي في تصحيح الفعل الخاطئ
- الواجب علينا معاشر الطلاب أن نطلب العلم ونصحح نوايانا في طلبه وأن نعمل به وبما أننا كفينا بعلماء كبار هم مشايخ لمشايخ كثيرٍ منا فالحمدلله قد كفينا فإن احتاجت لك الأمة فلن تجد عن هذا محيصاً لكن هي العجلة؟!
- أمر أخير، ليكن همنا في هذا المكان وفي غيره وفي دعوتنا تحقيق التوحيد من إخلاص الدين لله عز وجل والسير على هدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و أن نقوم بما يجب علينا من إصلاح أحولنا ومن نعول
ولنترك الترجيح في مسائل الأمة الكبيرة وأنك ترى وأنا أرى وهذا يظهر له والآخر فتح عليه خشيت أن نكون ممن قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عنهم اتخذ الناس رؤساً جهالا ... الحديث
فأي جهل أقبح من ترك الصلاة المفروضة والمحافظة على السنن الرواتب وإفطار رمضان وصيام البيض
وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 03:27 م]ـ
أخي أبا الحسن نفع الله بك
نحن لم نتكلم عن الجهاد ومسألة ولي الأمر، والكلام للعلماء في المسائل العظيمة وليس للصغار هذا لا شك فيه!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/67)
لكن نتكلم عن تفسير الآية ما هو الصحيح، فالمسألة تنطبق على ولي الأمر فيما إذا رأى دولة كافرة اعتدت على مسلمة ظلما وعدوانا هل لها الميثاق أم انتقض؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[27 - 08 - 10, 07:01 م]ـ
أخي أبا الحسن نفع الله بك
نحن لم نتكلم عن الجهاد ومسألة ولي الأمر، والكلام للعلماء في المسائل العظيمة وليس للصغار هذا لا شك فيه!
لكن نتكلم عن تفسير الآية ما هو الصحيح، فالمسألة تنطبق على ولي الأمر فيما إذا رأى دولة كافرة اعتدت على مسلمة ظلما وعدوانا هل لها الميثاق أم انتقض؟
ولا يعني هذا عدم جواز الخروج من الميثاق! بل يجوز ولكن أن ننبذ إليهم على سواء كما ذكر الله لكن ليس غدراً.
قال جل وعلا {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}
قال ابن كثير رحمه الله:
يقول تعالى لنبيه، صلوات الله وسلامه عليه {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ} قد عاهدتهم {خِيَانَةً} أي: نقضًا لما بينك وبينهم من المواثيق والعهود، {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ} أي: عهدهم {عَلَى سَوَاءٍ} أي: أعلمهم بأنك قد نقضت عهدهم حتى يبقى علمك وعلمهم بأنك حرب لهم، وهم حرب لك، وأنه لا عهد بينك وبينهم على السواء، أي: تستوي أنت وهم في ذلك، قال الراجز. فَاضْرِبْ وُجُوهَ الغُدر [الأعْداء] حتى يجيبوك إلى السواء
وعن الوليد بن مسلم أنه قال في قوله: {فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} أي: على مهل، {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} أي: حتى ولو في حق الكفارين، لا يحبها أيضًا.
قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة عن أبي الفيض، عن سليم بن عامر، قال: كان معاوية يسير في أرض الروم، وكان بينه وبينهم أمد، فأراد أن يدنو منهم، فإذا انقضى الأمد غزاهم، فإذا شيخ على دابة يقول: الله أكبر [الله أكبر] وفاء لا غدرا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ومن كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلَّنَّ عقدة ولا يشدها حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواء" قال: فبلغ ذلك معاوية، فرجع، وإذا الشيخ عمرو بن عبسة، رضي الله عنه.
وهذا الحديث رواه أبو داود الطيالسي، عن شعبة وأخرجه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن حبان في صحيحه من طرق عن شعبة، به وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري، حدثنا إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري عن سلمان -يعني الفارسي -رضي الله عنه: أنه انتهى إلى حصن -أو: مدينة -فقال لأصحابه: دعوني أدعوهم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم، فقال: إنما كنت رجلا منهم فهداني الله عز وجل للإسلام، فإذا أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن أبيتم فأدوا الجزية وأنتم صاغرون، فإن أبيتم نابذناكم على سواء، {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} يفعل بهم ذلك ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها بعون الله
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 07:13 م]ـ
لله درك أبا الحسن فقد أفدت وأجدت.
لكن المسألة تحتاج تفصيل وكلام جميل بلا أدنى شك، هذا مع من أخذ (ولي الأمر معهم) الميثاق ولم يعتدوا على دولة مسلمة ..
لكن مسألتنا فيما إذا اعتدت على دولة مسلمة ظلما وقهرا وتكبرا وطغيانا، فهل يجب على (ولي الأمر) أن ينبذ إليهم، أم أن الميثاق انتقض (الذي أبرمه ولي والأمر) بمجرد اعتدائهم ظلما وعدوانا على إخواننا؟
اعتقد هناك فرق، فلنراجع المسألة جيدا، فالأمر متشابه ويحتاج إلى إحاكم وتمحيص في معرفة الفرق بين العهد والميثاق مع من لم يعتدي أصلا!! في حين إذا خفنا خيانة فننبذ إليهم على سواء.
لكن المعتدون قد خانوا واعتدوا وطغوا، هل يبقى العهد؟ وهل يجب على ولي الأمر أن ينبذ مع أنهم قد هتكوا الأعراض وسفكوا الدماء، فهل ننتظر مزيدا من الدماء وهتك الأعراض حتى يعلموا بالنبذ أم النصرة تجب مباشرة
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (انصر أخاك ظالما أو مظلوما).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 07:40 م]ـ
جزاك الله خير، فائدة طيبة جدا أبا الحسن نفع الله بك ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/68)
لكن إذا كانت الدولة الكافرة نقضت العهد الدولي، وتركته خلف ظهرها لغطرستها وتكبرها، أليس هذا نقضا للعهد الذي وثقته مع العالم أجمع!!
احتج الشيخ ابن باز في رسالته الخاصة للشيخ أحمد شاكر بهذه الآية على أن عهد الإنجليز مع فئة مسلمة لا ينتقض بمحاربة الإنجليز لدولة مسلمة أخرى ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:44 ص]ـ
لله درك أبا الحسن فقد أفدت وأجدت.
.
بارك الله فيك لم أسطر ما تقدم معلماً وإنما مباحثاً لإخواني ومتعلماً
والأمر أيها الفاضل كبيرٌ جداً يصبح الحليم فيه حيرانا وبما أننا قد كفينا بالعلماء فالحمدلله وإلا فهذه المسائل العويصة لا تبحث بالنظر إلى النصوص فقط من غير النظر إلى المحل الذي ستنزل عليه فقد يعدم الشرط أو يتوفر المانع وهذا من عظمة هذه الشريعة وسعتها وشمولها
فهل نستطيع نبذ العهد؟
وهل الأمة مستعدة إيمانيا ونفسياً لهذا الأمر؟
قال تعالى {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}
قال ابن سعدي رحمه الله (وكان في عدم صبرهم عن الماء ساعة واحدة أكبر دليل على عدم صبرهم على القتال الذي سيتطاول وتحصل فيه المشقة الكبيرة،)
فكيف بأناس ألفوا الشرك واعتقدوه ديناً وقوم يريدون أن يحاربون الكفار بمزاميرهم وآخرون يعتقدون أن أهل الكتاب ليسوا بكفار والأمثلة كثيرة فإن كنت سرت إلى بلدان العالم الإسلامي سترى عجباً فاسأل أهل العلم وأهل الدعوة من أهل السنة ممن عانى وسيخبروك والله المستعان فطوبى للغرباء.
قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله:
ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا وإن كثيرا من القائلين الذين اعتقدوا هذا قتالا شرعيا أجروا على نياتهم فلما كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله عز و جل والاستغاثة به وأنهم لا يستغيثون إلا إياه لا يستغيثون بملك مقرب ولا نبي مرسل كما قال تعالى يوم بدر إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم وروى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يوم بدر يقول يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث وفي لفظ أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصرا عزيزا ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلا لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك فإن الله تعالى ينصر رسوله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد (الاستغاثة ص 413)
وفي صحيح البخاري
قال ابن عيينة عن خلف بن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن
قال امرؤ القيس
الحرب أول ما تكون فتية * تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها * ولت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتغيرت * مكروهة للشم والتقبيل
لكن على طلاب العلم أن لا ييئسوا وأن ينشروا التوحيد والسنة بين الخافقين وبين من يعولون وليربوا أهلهم وأنفسهم على ذلك ولنعد لهم العدة بتحقيق التوحيد والسنة فإننا معاشر المسلمين لا ننتصر بالسلاح بل بداعي الإيمان وتحقيق التوحيد
كان شيخ الإسلام المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وغفر له
إذا قيل له إن طريق دعوتك التي ارتسمت وهي تربية الناس على التوحيد والسنة وتصفية العقائد من البدع والشرك طريق طويل فكان يقول وما يضيرني أن لا أرى ثمار دعوتي فإنما حالي كما قال امرئ القيس
بَكَى صاحِبِي لَمَّا رأى الدَّرْبَ دُونَه ... وأيْقَن أنَّا لاحِقانِ بقَيْصَرا
فقُلتُ له لا تَبْكِ عينُك إنَّما ... تُحاوِلُ مُلْكاً أو نَموتَ فتُعْذَرَا
فأسأل الله أن يجمع المسلمين على التوحيد والسنة وأن يوفقنا وإياكم للهدى والسداد
احتج الشيخ ابن باز في رسالته الخاصة للشيخ أحمد شاكر بهذه الآية على أن عهد الإنجليز مع فئة مسلمة لا ينتقض بمحاربة الإنجليز لدولة مسلمة أخرى ..
فائدة طيبة من أخٍ طيب لا حرمك الله الأجر ... وتقبل الله طاعتكم(131/69)
من هو آخر مولود في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[عباس العقباوي]ــــــــ[23 - 08 - 10, 06:53 م]ـ
من هو آخر مولود في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
سؤال حيرني في أحدى المسابقات ارجو مساعدتي في حله
ولكم جزيل الشكر ,,,
ـ[عباس العقباوي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 08:15 ص]ـ
للرفع
,,,
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[26 - 08 - 10, 10:33 ص]ـ
على حد علمي أن محمد بن أبي بكر الصديق ولد قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بأيام لذلك عده المحدثون من جملة التابعين والله أعلم
ـ[عباس العقباوي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 11:28 م]ـ
مشكور ابو التيمور على الأفادة فعلاً
محمد بن ابي بكر الصديق ولد في عام حجة الوداع
,,
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:14 ص]ـ
ولو اخي نحن بالخدمه(131/70)
المشقة في الصيام
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[23 - 08 - 10, 10:34 م]ـ
وددت أن الاخوة يبحثون في حد المشقة التي تبيح الفطر للحاضر الصحيح ,
ـ[عبدالله العبدالكريم]ــــــــ[24 - 08 - 10, 03:44 ص]ـ
قال الحنابلة: كل ما يزيد في مرضك وأو يطيله أو يؤخر برؤه، فهو من المشقة المبيحة للفطر.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 11:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا. ولكن البحث في:
وددت أن الاخوة يبحثون في حد المشقة التي تبيح الفطر للحاضر الصحيح ,(131/71)
ما أشد هذه الآية على قلبي وقلبك. . لو تدبرناها
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[23 - 08 - 10, 11:24 م]ـ
قال تعالى:
{ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}. الأنبياء 47.
ـ[السوادي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 12:47 ص]ـ
الله المستعان
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[24 - 08 - 10, 06:07 ص]ـ
أسال الله العظيم. . رب العرش الكريم. .
أن يتجاوز عنا ويغفر لنا. .
ونسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى. .
كما سترنا في الدنيا أن يعفو عنا في الآخرة. . إنه هو الغفور الرحيم.
ـ[مناور زيد النوب]ــــــــ[24 - 08 - 10, 07:42 ص]ـ
آية تهز الكيان وتحث على عدم احتقار القليل من الخير
ـ[علي القحطاني]ــــــــ[24 - 08 - 10, 08:10 م]ـ
بارك الله فيك. .
كذلك عدم احتقار القليل من الشر (وهو أولى بالمرء). .(131/72)
هل توحيد الأذان منكر لا يجوز الإعانة عليه؟
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 12:12 ص]ـ
اليوم وضعوا في مسجدنا الأجهزة الخاصة بالتقاط الأذان الموحد من جامع الأزهر، حيث يؤذن أحدهم لكل صلاة من غير تسجيل ثم تلتقط الأجهزة ... إلخ ...
سؤالي: أن هذه الأجهزة لكي تعمل لابد من فتحها قبل الأذان أو حينه وهم كلفوا عمال المسجد بذلك وطبعا عمال المسجد لا يحضرون بانتظام بل قلما، وأحيانا لا يكون في المسجد غيري فهل أفتح الجهاز لاستقبال الأذان ...
وقد يتعطل أي شيء في هذه الأجهزة فهل أصلحها أو أعين على ذلك ...
وهل يجوز لي أن أدعو على هذه الأجهزة أن يخربها الله ...
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[19 - 09 - 10, 07:39 م]ـ
عمله يقتضي منه فتح جهاز الأذان الموحَّد وفيه قرآن قبله وصلاة على النبي بعده ( http://islamqa.com/ar/ref/102824)
حكم الأذان عن طريق المذياع ونحوه ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/48990)
ومن طريف ما سمعت, تحول اسم المؤذن إلى "كبّاس".
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[19 - 09 - 10, 11:21 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
وأسأل الله أن ينعم علينا بنعمة الأذان وأن يُعَجِّلَ بخراب هذه الأجهزة ... آمين
ـ[انس خالد]ــــــــ[22 - 09 - 10, 08:47 م]ـ
الاخوة الاحباب اين طلاب العلم لاجابة الاخ الفاضل
وعلى كل انا امام مسجد وانصح اخي بفتح الجهاز اذا كان لا يمكنه ان يؤذن
وخاصة انني اعلم انه عندنا مثلا لا يسمح لاحد ان يؤذن بنفسه لا من الاوقاف ولا من الاهالي ومن خالف يقتح على نفسه ابواب لا تغلق
ثم اخي الحبيب لا يخفى عليك ان فتح المسسجد والصلاة فيه واجب فلا تلتفت لتقصير احد ما دمت قادرا غلى سد ثغرة
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[22 - 09 - 10, 09:46 م]ـ
أشار فضيلة الشيخ العلامة عبدالكريم الخضير - عضو هيئة كبار العلماء - إلى أنّ الأذان الحي المنقول مُباشرة عبر الإذاعة يُعتبر حقيقيا ويأخذ أحكام الأذان من حيث إجابته مُضيفا: "غاية ما هنالك أنه بُلِّغ من لم يسمعه كالمكبر".
وحول الأذان المُسجّل الذي يكون في الأشرطة وصاحبه قد يكون ميتا، قال فضيلة الشيخ: "مثل هذا لا يجاب ولا يأخذ حكم الأذان".
المصدر: http://www.almisq.net/news-action-show-id-3139.htm
وكما تلاحظ أن فتاوى اللجنة الدائمة في الرابط الذي وضعه الأخ أحمد عن حكم الأذان المسجل مسبقاً, وهناك فارق. والله أعلم.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 08:58 م]ـ
رار المجمع الفقهي في توحيد الأذان
نص السؤال: هل يجوز رفع الأذان عن طريق المذياع (الكاسيت) تفاديا للتفاوت الذي يحدث بين المساجد في رفع الأذان، هذا بالإضافة إلى أن الأصوات التي ترفع الأذان عن طريق الكاسيت تكون جميلة وجذابة للمنصت إليها؟
التاريخ: 04/ 05/2006
المفتي: المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة
نص الإجابة: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا يجوز رفع الأذان في المساجد عن طريق المذياع ونحوه من الوسائل الحديثة، فهذا لا يحصل به الأذان المشروع، بل يجب على المسلمين مباشرة الأذان لكل وقت من أوقات الصلوات في كل مسجد، وهذا ما قرره المجمع الفقهي الإسلامي –التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة- وإليك قرار المجمع في هذه المسألة:
إن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي المنعقد بدورته التاسعة في مكة المكرمة من يوم السبت 12/ 7/1406هـ إلى يوم السبت 19/ 7/1406هـ قد نظر في الاستفتاء الوارد من وزير الأوقاف بسوريا برقم 2412/ 4/1 في 21/ 9/1405هـ بشأن حكم إذاعة الأذان عن طريق مسجلات الصوت «الكاسيت» في المساجد، لتحقيق تلافي ما قد يحصل من فارق الوقت بين المساجد في البلد الواحد حين أداء الأذان للصلاة المكتوبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/73)
وعليه فقد اطلع المجلس على البحوث المعدة في هذا من بعض أعضاء المجمع، وعلى الفتاوى الصادرة في ذلك من سماحة المفتي سابقًا بالمملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ- رحمه الله تعالى- برقم 35 في 3/ 1/1378هـ، وما قررته هيئة كبار العلماء بالمملكة في دورتها الثانية عشرة المنعقدة في شهر ربيع الآخر عام 1398هـ وفتوى الهيئة الدائمة بالرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة برقم 5779 في 4/ 7/1403هـ، وتتضمن هذه الفتاوى الثلاث عدم الأخذ بذلك وأن إذاعة الأذان عند دخول وقت الصلاة في المساجد بواسطة آلة التسجيل ونحوها لا تجزئ في أداء هذه العبادة.
وبعد استعراض ما تقدم من بحوث وفتاوى، والمداولة في ذلك فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي تبين له ما يلي:
1 - أن الأذان من شعائر الإسلام التعبدية الظاهرة، المعلومة من الدين بالضرورة بالنص وإجماع المسلمين، ولهذا فالأذان من العلامات الفارقة بين بلاد الإسلام وبلاد الكفر، وقد حكي الاتفاق على أنه لو اتفق أهل بلد على تركه لقوتلوا.
2 - التوارث بين المسلمين من تاريخ تشريعه في السنة الأولى من الهجرة وإلى الآن، ينقل العمل المستمر بالأذان لكل صلاة من الصلوات الخمس في كل مسجد، وإن تعددت المساجد في البلد الواحد.
3 - في حديث مالك بن الحويرث، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا حضَرت الصلاةُ فلْيُؤذِّنْ لكم أحدُكم ولْيَؤمَّكم أكبرُكم".متفق عليه.
4 - أن النية من شروط الأذان، ولهذا لا يصح من المجنون ولا من السكران ونحوهما، لعدم وجود النية في أدائه فكذلك في التسجيل المذكور.
5 - أن الأذان عبادة بدنية، قال ابن قدامة- رحمه الله تعالى- في المغني 1/ 425: (وليس للرجل أن يبني على أذان غيره لأنه عبادة بدنية فلا يصح من شخصين كالصلاة) ا. هـ.
6 - أن في توحيد الأذان للمساجد بواسطة مسجل الصوت على الوجه المذكور عدة محاذير ومخاطر منها ما يلي:
أ - أنه يرتبط بمشروعية الأذان أن لكل صلاة في كل مسجد سننًا وآدابًا، ففي الأذان عن طريق التسجيل تفويت لها وإماتة لنشرها مع فوات شرط النية فيه.
ب - أنه يفتح على المسلمين باب التلاعب بالدين، ودخول البدع على المسلمين في عباداتهم وشعائرهم، لما يفضي إليه من ترك الأذان بالكلية والاكتفاء بالتسجيل.
وبناء على ما تقدم فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي يقرر ما يلي:
أن الاكتفاء بإذاعة الأذان في المساجد عند دخول وقت الصلاة بواسطة آلة التسجيل ونحوها لا يجزئ ولا يجوز في أداء هذه العبادة، ولا يحصل به الأذان المشروع، وأنه يجب على المسلمين مباشرة الأذان لكل وقت من أوقات الصلوات في كل مسجد على ما توارثه المسلمون من عهد نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الآن. والله الموفق. وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(131/74)
من يفسر لي الفرق في الآيتين؟
ـ[الصابرة]ــــــــ[24 - 08 - 10, 12:19 ص]ـ
ورد في البقرة في قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين) آية (62) الصابئين بالنصب
وفي المائدة في قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى) آية 69 الصابئون هنا بالرفع مالسبب في الفرق بينهما مع انهما سبقتا بإن
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوخالد]ــــــــ[24 - 08 - 10, 01:40 ص]ـ
الآية الأولى جاءت على الأصل.
أما الثانية؛ فقد قال الشوكاني في تفسيره: " {والصابئون} مرتفع على الابتداء وخبره محذوف، والتقدير: والصابئون والنصارى كذلك. قال الخليل وسيبويه: الرفع محمول على التقديم والتأخير، والتقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر، وعمل صالحا، فلا خوف عليهم، ولا هم يحزنون والصابئون والنصارى كذلك، وأنشد سيبويه، قول الشاعر:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم ... بغاة ما بقينا في شقاق
أي: وإلا فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك، ومثله قول ضابي البرجمي:
فمن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيار بها لغريب
أي: فإني لغريب وقيار كذلك.
وقال الكسائي والأخفش: إن {الصابئون} معطوف على المضمر في {هادوا}.
قال النحاس: سمعت الزجاج يقول وقد ذكر له قول الكسائي والأخفش: هذا خطأ من وجهين: أحدهما أن المضمر المرفوع لا يعطف عليه حتى يؤكد.
وثانيهما أن المعطوف شريك المعطوف عليه، فيصير المعنى: إن الصابئين قد دخلوا في اليهودية، وهذا محال. و
قال الفراء: إنما جاز الرفع لأن إن ضعيفة فلا تؤثر إلا في الاسم دون الخبر، فعلى هذا هو عنده معطوف على محل اسم إن، أو على مجموع إن واسمها،
وقيل: إن خبر إن مقدر، والجملة الآتية خبر الصابئون والنصارى، كما في قول الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما ... عندك راض والرأي مختلف
وقيل: إن «إن» هنا بمعنى نعم: فالصابون مرتفع بالابتداء، ومثله قول قيس بن الرقيات:
بكر العواذل في الصبا ... ح يلمنني وألومهنه
ويقلن شيب قد علا ... ك وقد كبرت فقلت إنه
قال الأخفش: إنه بمعنى نعم والهاء للسكت." ا. هـ.
وللطاهر بن عاشور توجيه جميل في هذه الآية، راجعه فإنه مفيد.
ـ[مناور زيد النوب]ــــــــ[24 - 08 - 10, 07:48 ص]ـ
فائدة جليلة(131/75)
افطر وهو في الطريق الي مكة
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 02:48 ص]ـ
احد الاخوة افطر في الطريق بين جدة ومكة متجه الي مكة وهو من اهلها عندما سمع الاذان في المذياع حسب عادته وهو اقرب الي جده فهل عليه القضاء لان الفرق حدود 3 دقائق وافطر بداية الاذان ام العبرة بغروب الشمس وهو لايدري ولكن اظن بعد اذان مكة انها غربت فكيف يعمل؟(131/76)
الشيخ حسين آل الشيخ ينبه المصلين على خطأ في الدعاء، ويؤكد ذلك الشيخ القاسم في قنوته
ـ[أبوخالد]ــــــــ[24 - 08 - 10, 04:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد؛
فقد كثرت في هذا الزمان مخالفات البعض في دعاءهم، بل أصبح تطريب الدعاء عند بعضهم شرطا، حتى إن بعض الأئمة المشهورين لما دعا بصوته العادي استغرب الناس منه ذلك!
وبعضهم يجعل الدعاء له واعظا دون القرآن.
وغير ذلك من المخالفات التي يجب التنبه لها، فراجع إن شئت تصحيح الدعاء للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله.
والمقصود: أنه ظهر في بعض المساجد رفع الصوت الزائد في الدعاء والتأمين - سواء من الإمام أو المأموم-، وحصل ذلك من بعض المأمومين في الحرم المدني، فنبه عليه الشيخ حسين آل الشيخ.
ثم جاء بعده الشيخ عبد المحسن القاسم فدعى في قنوته بذلك.
والمقطعان في المرفقات.
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 05:03 ص]ـ
ما هي صيغة هذا الملف فإنها لا تفتح عندي
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 05:49 ص]ـ
جزاكَ اللهُ خيراً أبا خالد.
وفَّق اللهُ الجميعَ لاتِّباع سُنَّة المُصطفى ـ صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم ـ
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[24 - 08 - 10, 06:13 ص]ـ
جزيتَ خيراً أبا خالد
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 06:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا
فقيهان
ـ[مناور زيد النوب]ــــــــ[24 - 08 - 10, 07:25 ص]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[أم زينب]ــــــــ[24 - 08 - 10, 09:52 ص]ـ
بارك الله فيهم وزادهم تمسكا بالسنة.
ـ[محمود بن محمد حمدان]ــــــــ[24 - 08 - 10, 11:22 ص]ـ
لله درهما.
ـ[أبوخالد]ــــــــ[25 - 08 - 10, 04:26 ص]ـ
طبعا كان ذلك في صلاة التراويح ليلة 14 عام 1431.
ـ[إبراهيم بن صالح بن راشد]ــــــــ[25 - 08 - 10, 06:27 ص]ـ
جزاك الله خير(131/77)
التحليل العلمي للموت.سبحان الله
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[24 - 08 - 10, 08:08 ص]ـ
بقلم الباحث محمد لجين الزين
هم مؤمنون اصطفاهم الله تعالى لأنهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه ففازوا و ربحت تجارتهم ... فأكرمهم الحي القيوم بالحياة بيننا مع أننا لا نشعر بذلك ... ؟؟؟
يقول تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) [البقرة: 154]. هؤلاء الذين وضعوا بعد مرتبة الصديقين وقبل الصالحين في قوله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) [النساء: 69 - 70].
الذي يتأمل الآية الكريمة ويتدبر عبارة (بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ) سيجد فيها إعجازاً رائعاً، لأن مصيرنا الفناء إلا أجساد الأنبياء كما روي عن الرسول (ص) في سنن أبي داوود والنسائي.
إن الشهداء تبقى أجسادهم بيننا غضة طرية لأن أرواحهم تتغذى من ثمار الجنة وهذا ما يعلل رائحة المسك ونزفهم للدم ونمو اللحية وتعرقهم وبقاء ملابسهم كما هي مع أن بعض الشهداء قد مضى على استشهادهم سنين وعقود وحتى قرون، وهو يعلل عدم تحلل الخلايا وعدم اقتراب الميكروبات والحشرات والقوارض منها.
فناء الأجساد طبياً:
من المعلوم أن فناء اللحم يكون بين ستة أشهر إلى عام والعظم بين عشرين إلى خمسين عاماً، ويتحلل الجسد حسب طبيعة الجو المحيط (الرطوبة والحرارة والتعرض للشمس ومكان وطبيعة الموت وطبيعة الجسد) (1).
مراحل التحلل: عند موت الإنسان يبدأ التحلل داخلياً بعد أربع دقائق وهو ما يسمى علمياً التحلل الذاتي، فيستهلك الأوكسجين وتزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون والفضلات التي تسمم الخلايا، ثم تبدأ بعض الأنزيمات بتحليل الخلايا من الداخل بسبب ازدياد نسبة الحموضة فتفكك الشحوم والبروتينات والسكريات لعناصر أبسط، وهذا التحلل لا يكون ظاهر للعيان في الأيام الأولى ولكنه يكون كثيف في الكبد بسبب كثافة الأنزيمات والدماغ بسبب نسبة السوائل الموجودة به، ويتغير لون الدم ويتجمع الدم تحت الجلد، وبسبب ازدياد نسبة الحموضة تتجلط السيتوبلازما، ثم تبدأ مرحلة البلاء أو الاهتراء، حيث تقوم البكتريا اللاهوائية والهوائية والفطور بتحليل الخلايا بعد أن قضت على الدفاعات المتبقية من الكريات البيض وتجعلها تنهار بالكامل وتحولها لغازات وسوائل ومواد أولية، ويتغير لون الدم إلى الأخضر القاتم، والغازات الناتجة عن التحلل هي الميثان و ثاني أكسيد الكربون وسلفيد الهيدروجين والأمونيا. وإن لم تخرج من الفتحات الطبيعية قد تتسبب بانفجار الجسد، وهذه الغازات هي التي تعطي رائحة الإنتان لجسد الميت، وكل هذا ضمن الأسبوع الثالث، ثم تقوم بعض الحشرات التي لها دور هام في الفناء بوضع بيوضها في الفتحات الموجودة وتقوم يرقاتها بالغذاء على الجسد المتحلل، ثم تتعاون كل هذه المخلوقات على تحليل اللحم والعظم ويفنى اللحم قبل العظم بسبب طبيعته، وهنا تبدأ مرحلة التحلل الجاف حيث ينبت على العظم المتبقي طحالب تساهم في تفتيته وذلك حسب الرطوبة المتوفرة، وفي العقد الأول تظهر على العظام شقوق ويتقشر ولكنه يتحول إلى غبار مع مرور الوقت (أي من التراب وإلى التراب نعود) (2).
كرامات الشهداء والروايات الموثقة:
أتانا عن طريق التواتر قصص مروية عن أشخاص ثقات، أن بعض الذين استشهدوا في سبيل الله تعالى قد بقيت أجسادهم غضة طرية لمدة سنوات وعقود وحتى قرون بدون أن يتغير لون الجلد، وأن رائحة المسك كانت تخرج منهم ودمائهم تنزف من مكان إصابتهم ومنهم من طالت لحاهم ومنهم من بقيت أجسادهم في الأرض الفلاة لسنين ولم تأكلها الضباع ولا الكلاب ... !!!!
شهداء أحد:
ذكر الدكتور طارق السويدان في سلسلته (قصة النهاية) نقلا مباشراً عن الشيخ محمود الصواف الحادثة العظيمة التي تشرف بها بعض العلماء في إعادة دفن بعض شهداء أحد وكيف أنه بعد مضي 1400 سنة من استشهادهم كانت أجسادهم باقية كما هي لم تتغير ولم تتعفن ولم تتحلل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/78)
يقول الدكتور السويدان: (وقد حدثنا الشيخ محمود الصواف رحمه الله انه دُعي فيمن دُعي من كبار العلماء لإعادة دفن شهداء أحد في مقبرة شهداء أحد التي أصابها سيل فانكشفت الجثث: يقول من الجثث التي دفنت كان حمزة رضي الله عنه، فيقول ضخم الجثة مقطوع الأنف والأذنين بطنه مشقوق وقد وضع يده على بطنه فيقول فلما حركناه ورفعنا يده سال الدم) (3).
شهداء فلسطين الطاهرين:
* «نسمع كثيرا عن كرامات الشهداء، وغالباً ما كنت أعتقد أنه مبالغ فيها ولا أصدقها برغم إيماني بوجودها، لكن ما حدث قبل أيام جعلني أصدق كل ما أسمعه، فعندما فتحنا القبر وجدنا الشهيد سمير شحادة كما تركناه قبل 15 عاما، وكأنه استشهد قبل ساعة واحدة فقط» .. بهذه الكلمات علق ماهر كتوت من البلدة القديمة في نابلس حينما شاهد كالمئات غيره واحدة من تلك الكرامات، فقد كان الجسد سالماً من أي تغيير، فكان على حاله يوم استشهاده!! - يقول عامر شقيق سمير: «توجهنا بعد وفاة والدتي إلى المقبرة لنفتح قبر شقيقي استعداداً لدفن الوالدة فيه كما أوصت في حياتها، وكنا قد استفتينا عددا من العلماء حول جواز دفنها في نفس قبر ابنها، فأشاروا لنا بالجواز بسبب طول المدة، فقد كنا نعتقد إن مدة 15 عاماً كافية لأن لا يبقى من جسده سوى بعض العظيمات، عندما فتحنا القبر كانت المفاجأة الكبرى أننا وجدنا سمير كهيئته يوم استشهاده، وجسده كما هو لم يأكله الدود، حتى ملابسه لم تتلف، وكذا العلم الفلسطيني الذي لُفَّ به لم يتغير لونه، لمسناه فإذا هو مبلول من مياه الأمطار التي تساقطت يوم استشهاده، وكذلك رأسه كان مبتلاً وقد رأينا شعره ممشطاً كما لو أنه قد سرحه قبل لحظات ... ! وزادت دهشتنا عندما هممنا بتحريكه لنفسح المجال لدفن الوالدة إلى جانبه، فإذا بجسده ما زال دافئاً ودماؤه الحارة ذات اللون الأحمر القاني تسيل من جديد وكأنه أصيب قبل دقائق معدودة». (4)
* فوجئ جعفر شقيق الشهيدين القساميين محمد وعاصم ريحان من بلدة تل جنوب غرب نابلس لدى فتح قبر الشهيد محمد بعد مرور مائة يوم على استشهاده في يوم 18/ 2/2002 و أثناء محاولة العائلة والأهالي تجهيز القبر لبناء ضريحه وضريح الشهيد القسامي ياسر عصيدة من كتائب القسام فوجئوا برائحة المسك المعطرة تفوح بعبقها من الجثمان لدى فتح القبر، ولمس جعفر دم الشهيد فوجده لا زال ساخناً وكان نائماً نومة العروس المطمئنة وأنه فكّر بإيقاظه، ورأى عرقه على جبينه ومسحه بيده أمام ذهول الناس، والأكثر عجباً ودليلاً على كرامة الشهداء هو أن لحية الشهيد قد طالت أكثر فكبر الأهالي وحمدوا الله تعالى على كرامة الشهيد.
من موقع: http://www.ozkorallah.net
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 02:46 م]ـ
جزاك الله خير أخي ونفع بك
يوجد تداخل بين بعض الكلمات وبالأخص الآيات الآولى، أرجوا التعديل ...(131/79)
هل هذه الظاهرة سليمة ولا شيء فيها: الإسراع في صلاة المغرب في رمضان ...
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[24 - 08 - 10, 10:00 ص]ـ
وطبعا تقصير الوقت بين الأذان والإقامة حتى لا يكاد يكفي لصلاة ركعتين سريعتين، وحكى لي أحدهم محتجا علي أنه كان يصلي في الحرم المكي فقرأ الإمام بعد الفاتحة ب (إن المتقين في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر) ثم ركع، وبعضهم يواظب على قراءة سورة الإخلاص في الركعة الثانية في طول رمضان لا يغيرها ويا ليته يقرأها لفضلها بل لقصرها ...
وأنكر الناس جدا على من قرأ الغاشية في الركعة الأولى واتهموه بأنه يريد أن يحدث فتنة بين المصلين ...
أما عن الركوع والسجود والتشهد فحدث ولا حرج ...
إنني شخصيا ومظاهر السرعة في كل شيء من حولي صرت أشعر أنني أريد أن أنهي الصلاة قبل أن أدخل فيها ...
إنني أتساءل هل من الممكن مع هذه الحال أن يخشع الإنسان في صلاته ويتفكر في بعض ما يفعله ويقوله ...
هل ما يحدث هذا من التفريق بين مغرب طول العام ومغرب رمضان شيء عادي أم مستغرب؟
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[24 - 08 - 10, 05:48 م]ـ
اسال نفس السؤال
ـ[مصلح]ــــــــ[26 - 08 - 10, 06:12 ص]ـ
أما عندنا -في الرياض- فالأمر على العكس من حيث المدة بين الأذان والإقامة
فأكثر الأئمة يتعمدون إطالة الوقت بينهما لكي يتمكن الناس من تناول الفطور بسعة
وكذلك تقصير صلاة المغرب فلم ألحظ من ذلك شيئاً، بل هي كالمعتاد سائر العام
وما ذكروه عن إمام الحرم فقد يكون لكنه قليل، والأصل أن صلاة رمضان وغيرها سواء
والله تعالى أعلم
ـ[أبو سليمان الهاشمي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 10:47 م]ـ
الأمر يختلف بحسب المساجد (عندنا مثلا-أحد مساجد الكويت - عشر دقائق بين الاذان والاقامة ويقرا الامام بقصار المفصل) والأمر فيه سعة إن شاء الله ولكن لا ينبغي أن يصل الحد الى الإخلال بالخشوع أو إحداث فتنة بين المصلين.
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:19 ص]ـ
أما نحن - في المنطقة التي أسكنها بإحدى مناطق الأوراس - فيقام لصلاة المغرب بعد الاذان مباشرة دون انتظار و لو لدقيقة واحدة و هذا في كافة شهور السنة و الله المستعان(131/80)
سؤال للاخوة بمصر: ما هو حكم الخشاف؟
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 08 - 10, 10:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة في مصر هل تكلم احد من مشايخ أرض الكنانة عن حكم شرب الخشاف؟
ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[25 - 08 - 10, 12:41 ص]ـ
شيخنا الكريم:
لعلك تجد هنا مبتغاك .. (خصوصاً الرابط الأول)
http://www.salafvoice.com/article.php?a=4682
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=55281&Option=FatwaId&x=47&y=6
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=219838
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 08 - 10, 12:48 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=213842(131/81)
سلسلة العلوم الشرعية
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[24 - 08 - 10, 11:10 م]ـ
حيا الله الإخوة الكرام وتقبل الله صيامهم جميعا
هل توجد سلسة العلوم الشرعية للشيخ الددو بصيغة mp3 ؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[26 - 08 - 10, 12:55 م]ـ
هل من معين لأخيه؟
هل من متفضل بالإجابة؟(131/82)
رجل دين شيعي بارز: الولاية والإمامة ليست من أصول الدين والأئمة لا يعلمون الغيب
ـ[ابو ناصر الحنبلي]ــــــــ[25 - 08 - 10, 01:14 ص]ـ
طالب بعدم تقليد المرجع الديني علي السيستاني
رجل دين شيعي بارز: الولاية والإمامة ليست من أصول الدين والأئمة لا يعلمون الغيب [/ URL]
http://www.alweeam.com/siteimages/images/
السؤال
OR82967.gif
الوئام - مشاري التركي
أنكر رجل الدين الشيعي السيد علي الأمين نظرية "الولاية " لأئمة أهل البيت التي قال بها عدد من علماء الشيعة الإثني عشرية قديما وحديثا، وأنكر علم الأئمة بالغيب وتصرفهم في الريح والسحاب، واستدل على ذلك بالقرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال الإمام جعفر الصادق.
وقال رجل الدين اللبناني علي الأمين والذي وافقه السيد حسين المؤيد على أن "الإمامة" ليست أصلا من أصول الدين وأن صفة "المؤمن" ليست خاصة بمن يؤمن بالإمامة.
وطالب برفض هذه المعتقدات ودعا مقلدي المرجع علي السيستاني برفضها وعدم تقليده فيها، مشددا على أنه لا تقليد في مسائل العقيدة.
ويأتي هذا الموقف من الإمامة معارض تماما للآراء الواردة من المرجع الديني للشيعة السيد علي السيستاني، الذي يرى "أن الأئمة من ولد علي رضي الله عنه أحد عشر إماما كلهم معصومون وأن الذي لا يعتقد بإمامة أحدهم على حد الشرك بالله، وأن من يموت ولا يعرف إمام زمانه يموت ميتة جاهلية ويكون من الهالكين الخالدين في جهنم".
حيث يورد موقع الأبحاث العقائدية التابع للسيستاني: " من لم يؤمن بالإمامة هو شخص جاهلي، أي على الحالة التي كانت قبل الإسلام"، وإذا مات "يكون ميتا على جاهلية كأن لم يؤمن بالله ورسوله".
ويرى أنها من أسس الدين "الإمامة ترتقي أكثر لأن تكون من أساسيات الدين كالتوحيد والنبوة، فكما أن من لم يؤمن بالله وأو النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يكون مؤمنا كذلك من لا يؤمن بالإمامة".
وتعتبر الإمامة من أهم أصول الدين لدى معظم أتباع المذهب الشيعي، وأبرز نقاط الاختلاف مع بقية المذاهب الإسلامية، ويأتي هذا التراجع الذي بثته قناة المستقلة عبر الحلقة العاشرة من برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح"، تقدما تحرزه القناة في سبيل برنامجها الذي يسعى للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
وذكر محمد الهاشمي مدير قناة المستقلة " أن أحد علماء المذهب في السعودية قال له بصريح العبارة أنه كلف لجنة لمراجعة أحقية علي رضي الله عنه بخلافة الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع كتب الشيعة، ولم يجد دليلا قطعيا يؤكد أحقيته بالخلافة " وقال الهاشمي " طلبت من هذا المرجع البارز الخروج في البرنامج وإعلان هذا الأمر إلا أنه قال: لو أعلنت ذلك لخسرت ابتاعي، ولن يبقى معي أحد ".
[ URL]http://www.alweeam.com/sectionnewsdetail.aspx?id=1651 (http://www.alweeam.com/siteimages/SectionNewsimages/1651_sNewsImage.jpg)(131/83)
من مُلَحِ الرُّدُود.! رد الشيخ محمد البشير الإبراهيمي على عبد الحي الكتاني!
ـ[أبو حفصة المراكشي]ــــــــ[25 - 08 - 10, 03:46 ص]ـ
قال رحمه الله في كتابه:عيون البصائر، صفحة:602 فما بعدها ... تحت عنوان: عبد الحي الكتاني:ما هو؟ وما شأنه؟
في لغة العرب لطائف عميقةُ الأثر، وإن كانت قريبةً في النظر؛ منها التسمية بالمصدر والوصفُ به؛ يذهبون بذلك إلى فجٍّ من المبالغة سحيق، تقف فيه الأذهان حسْرَى، ويُغالَط به الحسُّ فيتخيل ذَوَبَان الموصوفِ وبقاءَ الصفة قائمةً بذاتها؛كانَّ الموصوف لكثرة ما ألحَّتْ عليه الصفة وغلبَتْ أصبحَ هو هي أو هو إياها؛وعند الخنساء الخبرُ اليقين حين تقول:
*فإنما هي إقبال وإدبار*
وعلى هذا يقال في جواب ما هو عبد الحي؟ هو مكيدة مدبرة، وفتنة مُحَضّرة؛ ولو قال قائل في وصفه:
شَعْوذَةٌ تخْطِرفي حِجْلينِ ... وفتنة تَمشي على رجلََيْنِ.
لأراح البيان والتحليل، كما يقول شوقي؛ ولعفَّى على أصحاب التراجم، من أعاريبَ وأعاجم، ولأتى بالإعجاز؛في باب الإيجاز؛إذ أتى بترجمة تُحْمَلُ ببرقيَّة، إلى الأقطار الغربية والشرقية، فَيَعُمُّ العلم، وتنشر الإفادة، وتذيع الشهرة ... ولو أنّ الرجل وصف نفسَه وأنْصَفَ الحقيقة في وصفها لما زاد على هذا البيت؛ ولو شاء (تخريج الدلالات السّمعية) (وهو كتاب في أصول الوضائف الشرعية للخزاعي، اختلس الكتاني نسخة خطية منه من مكتبة عمومية بتونس، ولما ألحوا عليه في إرجاعها وهددوه بتدخل الحكومة، سلخ الكتاب ونسخه في كتاب نسبه إلى نفسه وسماه التراتيب الإدارية!.) على ذلك لَما أعجزه ولا أعوَزَهُ؛ ولكن أين من عبد الحيّ ذلك الإنصاف الذي لم يَخْلُ منه إلا شيخُ الجماعة الذي حادّ الله وقال: {لآمُرَنَّهُم فلَيُغَيِّرُنَّ خلْقَ الله} وإذا أنصفنا الرجل قلنا: إنه مجموعة من العناصر منها العلم ومنها الظلم، ومنها الحق ومنها الباطل؛ وأكثرها الشّرّ والفساد في الأرض-أطلق عليها لكثرتها واجتماعها في ظَرْفٍ-هذا الاسم المركب الذي لا يلتقي مع كثير منها في اشتقاق ولا دلالة وضعية؛ كما تطلق أسماء الأجناس المرتجلة، وكما يُطلقُ علماء الكيمياء على مركباتهم أسماءَ لا يلمحون فيها أصلاً من أصولها، ومن الأسماء ما يوضع على الفال والتخيُّل، فَيَطِيشُ الفال، وتكذب المَخيلَة؛ومنها ما يوضع على التّوسّع والتّحيّل،فيضيق المجال، وتضيع الحيلة؛ وإن اسم صاحبنا لم يصدق فيه إلا جزؤه الأول؛ فهو عبد لعدّة أشياء جاءت بها الآثاروجرَتْ على ألسنة الناس، ولكنّ أملكها به الاستعمار؛ أما جزؤه الثاني فليس هو من أسماء الله الحسنى، ولا يخطر هذا ببال مؤمن يعرف الرجل، ويعرف صفات عباد الرحمن، المذكورة في خواتيم سورة الفرقان؛ وإنما هو بمعنى القبيلة، كما يقال كاهن الحي وعرّاف الحي وعيْر الحي، وقبح الله الاشتراك اللفظي، فلو علم العرب أنه يأتي بمثل هذا الالتباس لطهروا منه لغتهم، وتَحَامَوْهُ فيما تَحامَوْا من المُسْتَهْجنات؛ ولو أدرك نفاةُ الاشتراك في الاستعمالات الشرعية زمن عبد الحي، أو أدرك هو زمنهم وعرفوه كما عرفناه لكان من أقوى أدلتهم على نفيه، ولارتفع الخلاف في المسألة وسجَّل التّاريخ منقبة واحدة لعبد الحي؛ وهي أن اسمه كان سببا في رفع خلاف ...
وإذا كانت أعمال الشخص أو آثار الشيئ هي التي توضع في ميزان الاعتبار وهي التي تناط بها الأحكام فهذا من ذاك ولا عتب علينا ولا ملام.
وكأن صاحبنا شعر ببعض هذا -ومِثْلُهُ من يَشْعر-فموَّه اسمه ببضع كُنى، ولكنه لم يجرِ فيها على طريقة العرب في تكنية أنفسهم، بل كَنَى نفسه بأبي الإقبال، وأبي الإسعاد،وما أشبه ذلك مما هو غالب في كُنَى العبيد، تفاؤلاً وتروُّحا؛ وقد رأينا بعض من كتب لعبد الحي، أو كتب عليه، يَكنيه بأبي السعادات، وهو لا يعني سعادات ابن الشجري، ولا سعادات ابن الجزري، وإنما يعني سعادات ثلاثا لكل واحدة منهن أثرٌ في تكوينه أو شهرته:جريدة (السعادة) لأنها تُطريه، وقرية بو (سعادة) لأنها تُؤويه، و نسخةً أو جزءاً من البخاري بخط ابن (سعادة) لأن الخزانة الجليلة تحتويه؛ والرجل مفتون بهذا النوع من الكنى لنفسه ولغيره، يُغْرب فيها ويُبدع حتى كنى الشيخ النبهاني بأبي الحجاز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/84)
هذا وإنّ لصاحبنا أولاداً صالحين يُشَرِّفُهُ أن يكتني بأحدهم،فلماذا لم يفعل؟ ...
من سنن العرب أنهم يَجعلون الاسم سمةً للطفولة، والكنيةَ عنوانا على الرجولة،لذلك كانوا لا يكتَنون إلا بنتاج الأصلاب وثمرات الأرحام من بنين وبنات، لأنها الامتداد الطبيعي لتاريخ الحياة بهم،ولا يَرْضَوْنَ بهذه الكُنى والألقاب الرخوة إلاَّ لعبيدهم؛ وما راجت هذه الكُنىَ والألقاب المهلهلة بين المسلمين إلا يوم تراخت العُرى الشادة لمجتمعهم، فراج فيهم التخنُّثُ في الشمائل، والتأنّث في الطباع، والارتخاء في العزائم، والنفاق في الدين، ويوم نسي المسلمون أنفسهم فأضاعوا الأعمال التي يتمجد بها الرجال، وأخذوا بالسفاسف التي يتَلَهَّى بها الأطفال؛ وفاتتهم العظَمَةُ الحقيقية فالتمسوها في الأسماء والكنى والألقاب؛ ولقد كان العرب صخورا وجنادل يوم كان من أسمائهم صخر وجَندلَة؛ وكانوا غُصَصًا وسموماً يوم كان فيهم مرَّة وحنظلة؛ وكانوا أشواكاً وأحساكاً يوم كان فيهم قتادة وعوسجة.فانظر ما هم اليوم؟ وانظر أيّ أثر تتركه الأسماء في المُسَمَّياتِ؟ واعتبره ذلك في كلمة (سيدي) وأنها ما راجت بيننا وشاعت فينا إلا يوم أضعنا السيادة، وأفتَلَتتْ من أيدينا القيادة.ولماذا لم تشع في المسلمين يوم كانوا سادة الدنيا على الحقيقة؛ ولو قالها قائل لعُمر لَهاجَتْ شِرَّتُه،ولَبَادَرَتْ بالجوابِ درّته.
كُنِيَ المعري وهو صغير بأبي العلاء، ولو تزوج كالناس وولد له لسَمَّى أكبرأولاده العلاء؛ وهو اسم عربي فخم تعرف منه كتب السير أمثالَ العلاء بن الحضرمي؛ ولكن المعري لمَّا عقل وَ أَدْرَكَ سخافة القصد من كنيته قال هازئا: (كُنيتُ وأنا وليد بالعلاء فكأنَّ علاءً مات، وبقيت العلامات)؛ وأين إسعاد عبد الحي من علاء المعري؟
عرف الناس وعرفنا عرفان اليقين وعلمنا حتى ما نُسائل عالما، أن هذا الرجلَ مازال منذ كان الاستعمار في المغرب -لا كانا-آلة صماء في يده،يديره كما شاء، يحركه للفتنة فيتحرك، ويدعوه إلى تفريق الصفوف فيستجيب، ويندبه إلى التضريب والتخريب فيجده أطوع من بنانه، ويريد منه أن يكون حُمَّى تُنْهِكُ، فيكون طاعونا يُهلك؛ وأن يكون له لسانا،فيكون لسانا وأذنا وعينا ويدا ورجلا ومقراضا للقطع، وفأسا للقلع، ومعولا للصدع؛ وما يشاء الاستعمار إخماد حركة، إلا كانت يديه البركة،وما يشاء التشغيبَ على العاملين للصلاح، والمطالبين بالإصلاح، إلا رماهم منه بالداهية النَّكراء والصّيْلم الصّلعاء؛وما يُعْجزُهُ الاضطلاع بعبْء،أو الاطلاع على خَبْء، إلا وجد فيه البغية و الضالة؛وما يشاء التشكيك في رَأي جميع، أو التشتيت لشمل مجموع،إلا وجد فيه المُشكك المُحكِّك،والخادم الهادم؛وقد تهيأت فيه أدوات الفتنة كلها حتى أنه أُعِدَّ لذلك إعدادا خاصّا. وكأنه (مصنوع بالتّوصية)،وكأنما هو رزق مهيَّأ مهنأ للاستعمار؛ ومازال الاستعمار مرزوقا بهذا النوع؛ فالرجل شريف أولا، وعريق في الشهرة ثانيا، وطرقيٌّ ثالثا، وعالمٌ رابعاً؛ وكل واحدة من هذه فتنة ٌلصاحبها بنفسه وللناس به، فكيف بهنَّ إذا اجتمعن؟ وكيف بهنَّ إذا كان اجتماعهنَّ في غير موَفَّق؟ والرجل بارع يستخدم كل واحدة من هذه في ميدانها الخاص،ويستخدمها جميعا في الميدان العام؛ يستخدم العلم في الشهرة. والطرقية في الفتنة، فإذا حزَبَ الأمر اتخَذَ من أحدهما طليعة،ومن الآخر جيشاً، ومن الشهرة أو الشرف رِدْاء؛ ولكنَّ أغلبَ النِّزاعات عليه، النَّزعة الطرقيَّةُ لأنها أكثرُ فائدة، وأجدى عائدةً؛ وأقرب سبيل، في باب التضليل، ناهيك بدعوى لا يحتاج صاحبها إلى إقامة دليل.
كان بلاءُ هذا الرجل محصوراً في محيط،ومقصورا على قطر، وكان إخواننا في المغرب يعالجون منه الداء العضال: وكنّا نعدُّ أنفسنا آثمين في السُّكوت عنه، وفي القعود عن نصرة إخواننا في دفع هذا البلاء الأزرق؛ فلمّا تَنَبَّهَت عقولهم لكيده، وتفَتَّحَتْ عيونهم لمكره، وتَهاوتْ عليه كواكب الرَّجْمِ من كل جانب،فَبَطَلَ سِحْرُهُ، وقَصُرَتْ رُقَاهُ عن الاستنزال، وضلَّ سَعْيُهُ،وقَلَّ رَعْيُهُ-انقلب استعماراً محضاً قائماً بذاته، وهاج حقده على الأحرار والسلفيين فترصَّدَ أذاهم في الأنفس والأموال والمصالح،وأصبح كالعقرب، لا تلدغ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/85)
إلا من تحرَّك ...
.... إن الخطايا قد تحيط بصاحبها فيقتل نفسه مثلا، ولكن ما صدّقنا أن الحال ينتهي به إلى قتل أمَّة إلاّ هذه المرّة؛ وإن الزلل ليرسخ إلى أن يصير خُلُقاً وعادة، ولكن ما عهدنا أنه يفضي بصاحبه إلى هذه الدركة التي لا تُبْلَغُ إلا بخذلان من الله، وما كنّا نتصوّرُ أنَّ شرَّ شرّير يتَّضعُ قدره إلى هذا الحد، أو يتسع صدره لحمل هذا الوسام؛ وسبحان من يزيد في الخلق ما يشاء.
وكأنَّ الرَّجُلَ أخذ فيما أخذ عن الاستعمار طريقة التوسع،وكأنَّه أصغَرَ المغربَ-على سَعَته-أن يكون مجالا لألاعيبه و مكايده، فجاوز في هذه المرة الحدود، وتخطّى الأخدود، واندفع إلى الجزائر و تونس ليبث فيهما سمومه، ويتخذ منهما ملعبا جديدا لروايته التي منها مؤتمر الزوايا بالجزائر، وليقوم للحكومة بما عجزت عنه من استئلاف النافر،واستنزال العاقّ،وليوحِّد بين الأقطار الثلاثة ولكن بالتفريق، وليُنقِذَها من البحر ولكن بالتغريق.
كان عبدُ الحيّ فيما مضى يزور هذا الوطن داعيا لنفسه أو مدعوّاً من أصدقائه، وهم طائفة مخصوصة، فَكُنَّا نولِّيهِ ما تولَّى.ولا نأبه به؛ وكانت تبلغنا عنه هنَات كاختصاصه بالجهال وهو عالم، وانتصاره للطرقية وهو محدّث؛إلى هنات كلها تمس شرف العلم وكرامة العالم، فكلنا نُحَمّلُهُ ما تحمَّلَ ولا نبالي به؛ وكان يزور لماما، ويقيم أياما، ولكنه-في هذه المرة- جاء ليتمّم خِطَّة، ودخل الباب ولم يقل حِطَّة؛ وصاغ في الجزائر حلقات من تلك السّلسلة التي بدأ صنعَها في المغرب؛ ودلَّتْنا على ذلك شواهد الأفعال والأقوال والملابسات والظروف؛ ثم زار تونس ليؤلّف فيها (تكميل التقييد) ( ... ) وكأنه يتحدى بهذه الرّحلة الطويلة رحلةَ أبي الحسن المريني (وهو أنبه ملك في الدولة المرينية، بلغت فتوحاته إلى حدود ليبيا، وانتظم المغارب الثلاثة،وفي غزاته لتونس بنفسه كان المؤرخ ابن خلدون قد ختم بها حياته العلمية وكان بدءاتصاله بالملوك والدول) ...
وشتان بين الرحلتين.تلك كانت لتوسيع المماليك؛ وهذه كانت لتوزيع المهالك؛ ويا ويحَ الجزائر المسكينة، كأن لم تكفها الفتن المتماحلة حتى تُزاد عليها فتنة اسمها (مؤتمر الزوايا)، ولم تَكْفِها النَّكَبَاتُ المتوالية حتى تضاف إليها نكبة اسمها (عبد الحي).
إن في رحلة عبد الحي هذه لآيات؛منها أن الحكومة أحستْ بإعراض من رجال الزّوايا،وانصراف عما تريده منهم بطرقها القديمة، فأرادت أن تؤيِّدَ قُوَّةَ القهر بقوّة السحر؛ فكان عبد الحي الساحر العليم؛ وآية ذلك أنه زار كلَّ واحد من مشايخ الطرق في داره،وأقام عنده الليالي والأيام، ونعتقد أنه تعب في إقناع الجماعة ولمِّ شملهم؛ وقد سمعنا من عقلائهم عباراتِ التَّشائم بِمَقْدَمِهِ في هذه الظروف،والتَّبَرُّم بتكاليفه في هذه السنوات العِجاف؛وإن ضيافة هذا الرَّجل وحدها لأزمة مالية مستقلَّة؛ ولو كان للجماعة شيئ من الشّجاعة لَوَلّوه الظَّهْرَ، وصارحوه بالنهر؛ ولكنَّ الشّجاعة حظوظ، والصّراحة أرزاق.
يتبع بإذن الله تعالى .....
ـ[أبو حفصة المراكشي]ــــــــ[25 - 08 - 10, 03:49 ص]ـ
ويُقال في جواب ما شأنه؟ إنه الشأن كله؛ ونُقْسمُ بالله الذي خلق الحيَّ وعبد الحي، أنه لولاه لَما خطر مؤتمر الزَّوايا على بال واحد منهم، حاش حواريَّ عبد الحي بتلمسان، وهو رجل ليس فيه من صفات الحواريين إلا الصَّيد، وليس هو من الزوايا في قبيل ولا دبير، ونحن أعرف بالجماعة من عبد الحي، وقد انصرفوا في السنوات الأخيرة إلى أعمالهم الخاصة وساروا في هوى الأمَّة، وشاركوا في مشاريعها العامة بقدر الاستطاعة؛ ولو سَمِعوا نصائحنا لَتَوَلَّوا قيادتها من جديد ولكن بالعلم وإلى العلم؛ وعلى ماهم عليه فإن القسوة لم تبلغ بهم إلى معاكسة شعور الأمة، حتّى يعرِسوا في مأتَمِها، لولا هذا المخلوق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/86)
ثم نسأل عبد الحي. لماذا لم يفعل في المغرب ما فعله في الجزائرفَيَجْمَعَ الزَّوايا على الدَّعوة إلى التعليم؟، إنه لم يفعل لأنه لا يَرى زاويةً قائمة إلا زاويته، وكل ما عداها فمنفرجة أو حادَّة كما يقول علماء الهندسة؛ونسأل رجال الزّوايا. لماذا لم يجتمعوا لمؤتمرهم قبل مجيئ عبد الحي؟ و هل هم في حاجة إلى التّذكير بلزوم العلم والتعليم حتى يأتيهم عبد الحي بشيئ جديد في الموضوع؟.
يا قوم إن الأمر لمدبَّر؛ إن الأمر لَمدبر عِلمه مَن علمه منكم وجهِله من جهله؛ و ما نحن بمتزيدين ولا متخرصين.
و لو أن عبد الحي كان غير من كان، ونزل باسم العلم ضيفا على الأمة الجزائرية غيرَ متحيز إلى فئة، وغير مسيّر بيد، وغير متأبط لشر-لَلَقِيَ منها كل إكبار وتبجيل ولو أضافته على الأسوديْن التمر والماء؛ وإن ذلك لأعظم إعلاءً لقدره، وإغلاءً لقيمته.
ولقد كان من مقتضى كون الرجل مُحدِّثاً أن يكونَ سَلَفِيَّ العقيدة وقَّافا عند حدود الكتاب والسنَّة، يرى ما سواهما من وسواس الشيطان؛ وأن يكون مستقلا في الاستدلال لِما يؤخذ وما يترك من مسائل الدين؛ و قد تعالتْ هِمَمُ المحدِّثين عن تقليد الأئمة المجتهدين، فكيف بالمبتدعة الدجَّالين؛ وعُرِفوا بالوقوف عند الآثار والعمل بها، لا يَعْدونها إلى قول غير المعصوم إلا في الاجتهادات المحضة التي لا نصّ فيها؛ ولكن المعروف عن هذا المحدّث أنه قضى عمره في نصر الطرقية وضلالات الطرقيين و مُحْدَثَاتُهُم بالقول والفعل والسّكوت؛ وأنه خصم لدود للسّلَفيين، و حربٌ على السلفية؛ وهل يرجى ممن نشأ في أحضان الطرقية، وفتح عينيه على ما فيها من مال وجاه وشهوات ميسّرة ومخايل من الملك - أن يكون سلَفيًّا ولو سلسل الدنيا كلها بمسلسلاته؟.
إن السلفية نشأة وارتياض ودراسة؛ فالنشأة أن ينشأ في بيئة أو بيت كل ما فيها يجري على السُّنة عملا لا قولا؛ والدّراسة أن يدرس من القرآن والحديث الأصول الاعتقادية، ومن السيرة النبوية الجوانب الأخلاقية والنفسية؛ ثم يروض نفسه بعد ذلك على الهَدْي المعتصر من تلك السيرة وممن جرى على صراطها من السَّلف؛ وعبدُ الحي مُحَدِّثٌ بمعنى آخر، فهو (رواية) بكل ما لهذه الكلمة من معنى. تتصل أسانيده بالجن والحن و رَتَن الهندي، وبكل من هب ودب، وفيه من صفات المحدثين أنه جاب الآفاق. ولقي الرجال، واستوعب ما عندهم من الاجازات بالروايات، ثمّ غلبت عليه نزعت التجديد فأتى من صفات المحدثين (بالتخفيف) بكل عجيبة، فهو مُحَدِّثٌ مُحْدِثٌ في آن واحد؛ وهمُّه وهمُّ أمثاله من مجانين الرواية حفظ الأسانيد، وتحصيل الإجازات، و مُكاتبة علماء الهند والسند للاستجازة، وأن يرحلَ أحدهم فَيَلْقَى رجلا من أهل الرواية في مثل فَواق الحالب، فيقول له: أجَزْتُك بكل مروياتي ومؤلفاتي إلى آخر (الكليشي)؛ فإذا عجز عن الرحلة كتبَ مُسْتَجيزا فيأتيه عِلم الحديث بل علوم الدنيا كلها في بطاقة ... أهذا هو العلم؟. وإنما هو شيئ اسمه جنون الرواية.
وقد أصاب كاتب هذه السطور مسٌّ من هذا الجنون في أيام الحداثة، ولم أتبيَّن منشأه في نفسي إلا بعد أن عافاني الله منه وتاب عليّ؛ ومنشؤه هو: الإدلال بقوة الحافظة، وكان من آثار ذلك المرض أنني فُتنت بحفظ أنساب العرب، فكان لا يُرضيني عن نفسي إلا أن أحفظ أنساب مضر وربيعة بجماهرها ومجامعها، وأن أنسُب جماهيرَ حِمير وأخواتها، وأن أعرف كل ما أثر عن دغفل في أنساب قريش، وما اختلف فيه الواقدي و محمد بن السائب الكلبي؛ ثمّ فُتِنْتُ بحفظ الأسانيد، و كدتُّ ألتقي عبد الحي في مستشفى هذا الصنف من المجانين بالرواية، لولا أن الله سَلَّمَ، ولولا أن الفطرة ألهمتني: أن العلم ما فُهِمَ وهُضَمَ، لا ما رُوِيَ وطُوِيَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/87)
زُرْتُ يوما الشيخ أحمد البرزنجي -رحمه الله- في داره بالمدينة المنورة وهو ضرير، وقد نُمي إليه شيئ من حفظي و لزومي لدور الكتب، فقال لي بعد خوض في الحديث: أجزتُك بكل مروياتي من مقروء ومسموع بشرطه ... إلخ. فألقى في روعي ما جرى على لساني وقلت له: إنك لم تعطني علما بهذه الجُمَلِ، وأحْر أن لا يكون لي ولا لك أجر، لأنك لم تتعب في التلقين وأنا لم أتعب في التلقِّي؛ فتبسم ضاحكا من قولي ولم ينكر، وكان ذلك بدأ شفائي من هذا المرض، وإن بقيت في النفس من عقابيل، تَهيج كلَّما طاف بي طائف العُجب والتعاظم الفارغ إلى أن تناسيته متعمدا؛ ثم كان الفضل لمصائب الزمان من نسيان البقية الباقية منه؛ وإذا أسفت على شيئ من ذلك الآن فعلى تناسيّ لأيام العرب، لأنها تاريخ، وعلى نسياني أشعار العرب، لأنها أدب.
وحضرت بعد ذلك طائفة من دروس هذا الشيخ في صحيح البخاري على قلَّتها وتقطعها؛ وأشهَد أني كنت أسمع منه علما وتحقيقا؛ فقلت له يوما: الآن أعطيتني أشياء وأحْرِ بنا أن نوجَرَ معا، أنت وأنا؛ فتبسَّم مبتهجا وقال لي: يا بني هذه الدراية، وتلك الرواية.فقلت له: إنَّ بين الدراية والعلم نسباً قريباًََ في الدلالة، تُرادفه أو تقف دونه؛ فما نسبة الرواية إلى العلم؟ وقطع الحديث صوت المؤذن،وقال لي بعد الصلاة: حدثني بحديثك عن نسبة الرواية إلى العلم، فقلت له ما معناه: إن ثمرة الرواية كانت في تصحيح الأصول وضبط المتون وتصحيح الأسماء، فلما ضُبطت الأصول وأُمن التصحيف في الأسماء خفّ وزن الرّواية وسقطت قيمتها، وقلت له: إن قيمة الحفظ -بعد ذلك الضبط - نزلت إلى قريب من قيمة الرواية، وقد كانت صنعة الحافظ شاقة يوم كان الاختلاف في المتون فكيف بها بعد أن تشعب الخلاف في أفاظ البخاري في السند الواحد بين أبي ذر الهروي، والأصيلي، وكريمة، والمستملي، والكشميني، وتلك الطائفة، وهل قال حدثني أو حدثنا أو كتاب أو باب؛ إن هذا التطويل ما فيه طائل.ولا أراه علما بل هو عائق عن العلم؛ وقلت له: إن عمل الحافظ اليونيني (كذا!) على جلالة قدره في الجمع بين هذه الروايات ضرب في حديد بارد، لا أستثني منه إلا عملَ ابن مالك؛ وإن ترجيح ابن مالك لإعراب لفظة لأدلُّ على الصحة في اللفظ النبوي من تصحيح الرواية، وقد يكون الراوي أعجميا لا يقيم للإعراب وزنا؛ فلماذا لا نعتمد إلى تقوية الملكة العربية في نفوسنا، وتقويم المنطق العربي في ألسنتنا، ثم نجعل من ذلك موازين لتصحيح الرواية، على أن التوسع في الرواية أفضى بنا إلى الزهد في الدراية، وقلت له: إنك لو وقفت على حلق المحدّثين بهذا الحرم، محمد بن جعفر الكتاني ومحمد الخضر الشنقيطي وغيرهما لّسمعت رواية وسردا، لا دراية ودرسا، وإن أحدهم ليقرأ العشرين والثلاثين ورقة من الكتاب في الدولة الواحدة فأين العلم؟ وقلت له: إن من قبلنا تنبهوا إلى أن دولة الرواية دالت بضبط الأصول وشهرتها فاقتصروا على الأوائل، يعنون الأحاديث الأولى من الأمهات وصاروا يكتفون بسماعها أو قرائتها في الإجازات؛ وما اكتفاء القدماء بالمناولة والوجادة إلا من هذا الباب.
قلت له هذا وأكثرَ من هذا وكانت معارفُ وجهه تدل على الموافقة ولكنه لم ينطق بشيئ.؛وأنا أعلم أن سبب سكوته هو مخالفة ما سمع لما ألفَ-رحمه الله-
ولقيت يوما الشيخ يوسف النبهاني-رحمه الله- بباب من أبواب الحرم فسلّمت عليه فقال لي: سَمعت آنفا درسَك في الشمائل، وأعجبني إنحيازك باللوم على مؤلفي السِّير في اعتنائهم بالشمائل النبوية البدنية، وتقصيرهم في القضايا الروحية، وقد أجزتك بكل مؤلفاتي ومروياتي وكل مالي من مقروء ومسموع من كا ما تضمنه ثبتي ... إلخ. فقلت له: أنا شاب هاجرت لأستزيد علما وأستفيد من أمثالكم ما يكملني منه، وما أرى عملكم هذا إلا تزهيدا لنا في العلم؛ وماذا يفيدني أن أروي مؤلفاتك وأنا لم أستفد منك مسألة من العلم؛ ولماذا لم تنصب نفسَك لإفادة الطلاب؛ فسَكتَ، ولم يكن له -رحمه الله- درس في الحرم، وإنما سمعت من خادم له جَبَرْتي أنه يتلقى عنه في حجرته درسا في فقه الشافعية.
وكان بعد ذلك يُؤثر محلي على ما بيننا من تفاوت كبير في السن،وتباين عظيم في الفكرة.رحم الله جميع من ذكرنا وألحقنا بهم لا فاتنين ولا مفتونين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/88)
أما أولئك السلف الأبرارفعنايتهم بالرواية والرجال راجعة كلها إلى الجرح والتعديل الذين هما أساس الاطمئنان إلى الرواية، وقد تعبوا في ذلك واسترحنا؛ وما قولكم -دام فضلكم -لو فرضنا أن محدث القرن الرابع عشر ومسندَه عبد الحي عُرضَ بعُجَره وبُجَره على أحمد بن حنبل، أو على يحي بن معين، أو عليّ بن المديني، أو على من بعدهم من نقَّاد الرجال الذين كانوا يجرحون بلحظة، ويسقطون العدالة بغمزة في العقيدة،أو نَبْزَة في سيرة، أو بغير ذلك مما يُعَدُّ في جنب عبد الحيّ حسنات وقُرُبات -فماذا نراهم يقولون فيه؟ وبماذا يحكمون عليه؟ خصوصا إذا عاملوه بقاعدة (الجرح لا يُقبَل إلا مفسَّرًا).
وبعدُ (فقد أطال ثنائي طول لابسه) فليعذرنا عبد الحي؛ ووالله ما بيننا وبينه تِرَةٌ ولا حسيفة؛ ووالله ما في أنفسنا عليه حقد ولا ضغينة؛ ووالله لوددنا لو كان غيرَ من كان،فكان لقومه لا عليهم، وإذاً لأفاد هذا الشمال بالكنوز النبوية التي يحفظ متونها، ونفع هذا الجيل الباحث الناهض المتطلع بخزانته العامرة، وكان رُوّاد داره تلامذةً يتخرجون، لا سُيَّاحاً يتفرَّجون؛ وعلماء يتباحثون، لا عوامَّ يتعابثون، ولكنه خرج عن طوره في نصر الضلال فخرجنا عن عادتنا من الصبر والأناة في نصر الحق؛ وجاء يُؤَلِّبُ طائفة من الأمة على مصالح الأمة، فهاج الأمة كلها، وهاج معها هذا القلم الذي يمج السمام المُنقَع، فنفثت هذه الجُمل، وفي كل جملة،حَملة، وفي كل فقرة، نقرة؛ فإن عاد بالتوبة، عدنا بالصفح؛ وإن زاد في الحَوْبَة، عدنا على هذا بالشرح؛ ولعل هذا الأسبوع هو أبرك الأسابيع على الشيخ، فقد أملينا فيه مجالس في مناقبه جاءت في كُتَيّب، سميناه -بعد الوضع- (نشر الطيّ، من أعمال عبد الحي) فإن تاب َوأَدْناهُ، ووفيناه بما وعدناه، وإلا عممناه بالرواية، وأذنّا لعبد الحي في روايته عنا للتبرك واتصال السند؛ وهو أعلم الناس بجواز رواية الأكابر عن الأصاغر. اهـ.
كتبه: أبو أويس.
من كتاب:عيون البصائر (مجموع المقالات التي كتبها):تأليف العلامة:محمد البشير إبراهيمي، صفحة (607إلى618).طبعة:المكتبة الاسلامية -القاهرة (2007).وقبل ذلك نشر في العدد 33 من جريدة البصائر سنة:1948.
منقول للفائدة. http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=3220(131/89)
السؤال حول مسألة الاتصاف بصفات الله
ـ[محمد شهر المرجب]ــــــــ[25 - 08 - 10, 11:35 ص]ـ
عندي مسألة أريد الإجابة عنها بالدلائل والحجج القوىة.
والسؤال هو: ما هو حكم الاتصاف أو الاقتداء بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى مثل أن الله تعالى له صفة الرحمن، فنقتدي بها بما يليق بنا كعبده تعالى حتى نتصف بصفة الرحمة إلى الناس وسائر مخلوقات الله؟؟؟
أرجو التكرم منكم بالإجابة
وجزاك الله خيرا
والسلام عليكم،،
أخوكم في إندونيسيا
محمد شهر المرجب
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[25 - 08 - 10, 11:51 ص]ـ
أخي الفاضل: التخلّق بصفات الله الحسنى - وكلها بالغة في الحسنى غايتها- فيما ليس من خصائص الله عز وجل - على قدر ما يليق بالمخلوقين هو أمر مطلوب شرعاً، وتدل على ذلك نصوص كثيرة، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما جاء في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما مرفوعا .... و إنما يرحم الله من عباده الرحماء " وكذلك ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً " كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا لقال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعل الله يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه "
ولكن هناك صفات لا تصلح للمخلوقين مثل صفة صفات الكبرياء والجبروت وغيرها. فهذه لا يجوز فعلها.
والعلم عند الله. هذا ما عندي باختصار، وقد كتبتها على عجل. ومن عنده زيادة من الأحبة فليتحفنا بها.
ـ[محمد شهر المرجب]ــــــــ[25 - 08 - 10, 11:58 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل،
ولكنه إذا اعترض أحد فيقول:"نحن مأمورون فقط بالاقتداء بالأسوة الحسنة وهو رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم نؤمر بالاقتداء بالله" فماذا نجيب؟
ـ[محمد شهر المرجب]ــــــــ[29 - 08 - 10, 07:53 م]ـ
يا من له باع كاف في هذه المسألة، أبدوا رأيكم .....
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[29 - 08 - 10, 08:56 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل،
وفيك بارك
ولكنه إذا اعترض أحد فيقول:"نحن مأمورون فقط بالاقتداء بالأسوة الحسنة وهو رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم نؤمر بالاقتداء بالله" فماذا نجيب؟
الجواب أخي الفاضل: أن نقول هناك فرق بين الاقتداء وبين الاتصاف بالصفات الحسنة التي يوصف بها الخالق على ما يليق به ويوصف بها المخلوق أيضاً.
فالاقتداء للرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يستقيم أن يقال يقتدى على الله في هذا.
أما أن نقول ارحموا فإن الله يرحم، واعفوا فإن الله يعفوا، وهكذا فهذا لا مانع منه حسب ما أرى والعلم عند الله.
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:05 م]ـ
فى حديث ((الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) الترمذى , صححه الالبانى
فهل هناك فرق بين - الراحم - و الرحمن -؟؟
و هل اتصاف الشخص بالرحمه , و اتصاف الله بالرحمه , يكون هناك تشبيه؟؟
لا , ليس هناك تشبيه (ليس كمثله شئ) ..
فبعض الناس عنده رحمه , و لكن ليست كرحمه الله!!
فالاتصاف بصفات الله , او التخلق باخلاق الله. مقوله ليست بسديده ..
لاننا نحتاج غلى إستثناء لكما ذكرناها. مثل عدم الاتصاف بالتكبر و الالوهيه و غيره!!
ثم ان الرحمه هنا و ليست كالرحمه هناك .. فكيف يكون الاتصاف!! .. فهو مجرد إشتراك لفظ الرحمه , لكن شتان بين رحمه الله و رحمه العبد!!
و لو كان هذا جيداً , لدلت عليه النصوص الشرعيه و صحت فيه الاثار!! ..
بينما صحت النصوص الشرعيه و الاثار فى غتخاذ روس الله صلى الله عليه وسلم قدوه حسنه , حيث انه بشر ...
صحيح اننا لن نصلح مهما فعلنا إلى عشر معشار أخلاقه صلى الله عليه وسلم .. و لكن كان افضل قدوه. صلى الله عليه وسلم ..
و قول ربنا جل و على ((أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده))
فنحن على سنن المرسلين , كما فى حديث الفطره ((من سنن المرسلين: الختان .... إلى أخر الحديث))
فلماذا الدخول فى التعبيرات الشائكه!!(131/90)
ما حكم صيام الأسير أو المحبوس؟
ـ[أبو مالك المغترب]ــــــــ[25 - 08 - 10, 03:29 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
هل للأخوة المشايخ و طلاب العلم سرد أقوال الفقهاء في مسألة الأسير الذي يؤتى له بالطعام في نهار رمضان و لا يسمح له بتأجيل تناوله إلى الليل؟
هل له الفطر و كيف يكون قضاؤه؟
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[26 - 08 - 10, 12:59 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمةالله وبركاته
حقا لست بطالبة علم لكن احببت المساعدة ولم اتمكن والموضوع الذي وجدته حاليا
ما حكم صيام الأسير أو السجين الذى هو تحت الاستجواب والتحقيق؟
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[26 - 08 - 10, 01:01 ص]ـ
وجدت هذا العنوان
لكن سؤالكم لم اجده
كيف يصلي المسجون في غرفة مظلمة تحت الأرض، وهو مقيد، ولا يعلم شيئا عن أوقات الصلاة، ولا عن وقت دخول شهر رمضان؟
http://www.islamqa.com/ar/ref/81421
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[27 - 08 - 10, 08:38 ص]ـ
اللهم فك اسرى المأسورين من المسلمين امين
ـ[اابو عبدالرحمن النجدي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 03:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل هل تقصد أنه يجبر على الفطر في نهار رمضان
ولا يوجد وسيلة له لدفع هذا الإكراه ولا مخرج
ـ[أبو مالك المغترب]ــــــــ[17 - 09 - 10, 09:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل هل تقصد أنه يجبر على الفطر في نهار رمضان
ولا يوجد وسيلة له لدفع هذا الإكراه ولا مخرج
هو لا يجبر و لكن لا يؤتى له بالطعام إلا في النهار. فإن شاء أكل و إن شاء أبى. و لكن في نفس الوقت لا يؤتى له بالطعام في الليل.(131/91)
هل إذا بلغ المال نصاب الفضة يزكى عنه أم إذا بلغ نصاب الذهب لأن قيمة الفضة أقل بكثير؟
ـ[محمد علي الفلسطيني]ــــــــ[25 - 08 - 10, 07:55 م]ـ
هل إذا بلغ المال نصاب الفضة يزكى عنه أم إذا بلغ نصاب الذهب لأن قيمة الفضة أقل بكثير؟
الرجاء التفصيل وبارك الله فيكم ..
ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - 08 - 10, 02:53 ص]ـ
نصاب الأوراق النقدية
المفتي د. سعد بن تركي الخثلان
رقم الفتوى 29848
تاريخ الفتوى 12/ 1/1430 هـ -- 2009 - 01 - 09
تصنيف الفتوى الفقه-> قسم العبادات-> كتاب الزكاة
السؤال كم نصاب الأوراق النقدية؟
الجواب
نصاب الأوراق النقدية هو أدنى النصابين من الذهب أو الفضة كما صدر بذلك قرار مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، ومعلوم أن الفضة في الوقت الحاضر أرخص بكثير من الذهب، وبناء على ذلك فيكون نصاب الأوراق النقدية هو نصاب الفضة، ونصاب الفضة 595 جرام، وبناء على ذلك تسأل أصحاب محلات بيع الذهب والفضة كم قيمة 595 جرام من الفضة؟، ويكون هو نصاب الأوراق النقدية، ومن المعلوم أن أسعار الذهب والفضة تتفاوت من وقت لآخر وكذلك نصاب الأوراق النقدية لانستطيع أن نضع له رقما ثابتا، وإنما يتفاوت بحسب سعر الفضة
والله أعلم
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&Itemid=31&catid=311&id=29848
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[26 - 08 - 10, 03:17 ص]ـ
قولين عند اهل العلم منهم من قال بالاحظ للفقراء وهو الفضة في وقتنا الراهن ومنهم من قال بالذهب مراعاة لحال الغني ايضا واما الاقوى والذي عليه الاكثر هو القول بنصاب الفضة والله اعلم
ـ[أبو إسحاق الشاذلي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 03:32 ص]ـ
وقال بعضهم يرجع الأمر إلى أصل العملة فإن كانت العملة دينار أو جنيه فإن أصلها الذهب وإن كانت العملة الورقية درهم أو ريال كالمملكة العربية السعودية فترجع إلى سعر الفضة ... والله أعلم
ـ[محمد علي الفلسطيني]ــــــــ[26 - 08 - 10, 04:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الأحبة
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[27 - 08 - 10, 01:45 ص]ـ
حاليا لا يوجد لأغلب العملات غطاء لا من الذهب ولا من الفضة
كان هذا قديما في السبعينات
وفي عام (1971م) تحديداً أعلن الرئيس الأمريكي نيكسون بقرار منفرد إيقاف الالتزام بتحويل الدولار إلى ذهب، والبدء بنظام التثبيت، الأمر الذي خسر به الاقتصاد العالمي معياراً محكماً يضبط حركة الاقتصاد العالمي، هو الذهب، الذي كان يكبح التضخم، ويحد من الإنفاق الحكومي وينظمه، ويقوم بتثبيت أسعار العملات.
وأنا أذكر لك أهم قرارات العلماء القائلين بأن الزكاة تعتبر بأدنى النصابين إما الذهب أو الفضة , لأن العملات اليوم هي بديل عنهما ولها أحكامهما
والفضة بلا شك في كل دول العالم هي أرخص من الذهب فإذا بلغ المال نصابا من الفضة فتجب عليك الزكاة ولا تنتظر أن يبلغ مالك نصابا من الذهب لأن الذهب غبر مربوط بالعملة التي تتعامل بها
وبذا تفتي هيئة كبار العلماء قرار رقم (10) بشأن الأوراق المالية وقد استدعت هيئة كبار العلماء محافظ مؤسسة النقد السعودي , وسألوه عدة أسئلة من ضمنها غطاء الذهب , وأجاب بما محصله أن الذهب لم يعد هو الغطاء الوحيد للعملات اليوم
وهذه أيضا فتوى المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة , في القرار السادس
والمجمع الفقهي الإسلامي بالهند بتاريخ 11/ 1989م
وبذا يفتي عدد من الباحثين الشرعيين المتخصصين في جانب المعاملات المالية منهم الشيخ الدكتور سعد الخثلان
والدكتور خالد المشيقح
والشيخ مشهور بن حسن آل سلمان وقد سألته بنفسي على الهاتف
والله هو الموفق(131/92)
نقاش في وجوب غسل الجمعه.
ـ[أبو مريم العتيبي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 12:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله .. قرأت لبعض الأئمه بأن غسل الجمعه (مستحب) ولكن قرأت حديثاً صحيحاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا نصه ((عَنْ أَبِي سَعِيد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " غُسْلُ يَوْم الْجُمُعَة وَاجِب عَلَى كُلّ مُحْتَلِم ")) .. فكما تلاحظون بأن عليه الصلاة والسلام قال بأن غسل يوم الجمعه واجب .. ولكن بعض الأئمه قالوا بأنه مستحب .. فكيف حكموا على ان غسل الجمعه مستحب وفي الحديث ما يدل على الوجوب صراحتاً؟؟
انا لست مفتياً ولا افتي من عندي .. لكن اردت ان استفسر عن سبب قول العلماء بانه مستحب وعليه الصلاة والسلام يقول بأنه واجب.
انتظر ارائكم ايها الأحبه
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 12:37 ص]ـ
الجمهور على استحبابه.
ـ[أبو مريم العتيبي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 11:26 م]ـ
اهلاً بك أخي الكريم أبو الهمام .. ولكن الدليل الذي ذكرته لك يدل على الوجوب وليس على الإستحباب!!
هل من تفسير لهذه الإشكاليه بارك الله فيكم
ـ[فاضيل خليد]ــــــــ[10 - 09 - 10, 01:56 م]ـ
الغسل للجمعة
حكم غسل الجمعة:
جاءت أحاديث و آثار كثيرة في بيان فضل غسل الجمعة و التأكيد عليه، فمن ذلك:
1 - ما أخرجه الجماعة عن ابن عمر مرفوعاً: " إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل "، و في لفظ لمسلم: " إذا أراد أحدكم أن يأتي الجمعة فليغتسل " (2).
2 - ما أخرجاه في الصحيحين عن أبي سعيد مرفوعاً: " غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، و السواك و أن يمس من الطيب ما يقدر عليه " (3).
3 - ما أخرجاه أيضاً عن أبي هريرة مرفوعاً: " حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً يغسل فيه رأسه و جسده " (4).
4 - ما أخرجاه أيضاً عن ابن عمر أن عمر بينا هو قائم في الخطبة يوم الجمعة، إذ دخل رجل من المهاجرين الأولين فناداه عمر: أيةُ ساعة هذه؟! فقال: إني شغلت فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين فلم أزد على أن توضأتُ. قال: و الوضوء أيضاً؟! و قد علمَّت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمر بالغسل! " (5).
فهذه الأحاديث و غيرها تدل علي مشروعية غسل الجمعة و تأكيده، و قد اختلف الناس في ذلك.
قال النووي: " و اختلف العلماء في غسل الجمعة، فحكي وجوبه عن طائفة من السلف حكوه عن بعض الصحابة، و به قال أهل الظاهر، و حكاه ابن المنذر عن مالك و حكاه شارع الغنية لابن سريج قولاً للشافعي.
و قد حكى الخطابي و غيره الإجماع علي أن الغسل ليس شرطاً في صحة الصلاة و أنها تصح بدونه، و ذهب جمهور العلماء من السلف و الخلف و فقهاء الأمصار إلي أنه مستحب. قال القاضي عياض: و هو المعروف من مذهب مالك و الصحابة.
و احتج من أوجبه بظواهر هذه الأحاديث، و احتج الجمهور بأحاديث صحيحة:
منها: حديث الرجل الذي دخل و عمر يخطب و قد ترك الغسل، و قد ذكره مسلم، و هذا الرجل هو عثمان بن عفان جاء مبيناً في الرواية الأخرى.و وجه الدلالة أن عثمان فعله و أمَرَّه عمر و حاضرو الجمعة و هم أهل الحل و العقد، و لو كان واجباً لما تركه و لألزموه.
و منها: قوله صلى الله عليه و سلم: " من توضأ فبها و نعِمتْ، و من اغتسل فالغسل أفضل " (1) حديث حسن في السنن مشهور. و فيه دليل علي أنه ليس بواجب.
و منها: قوله صلى الله عليه و سلم: " لو اغتسلتم يوم الجمعة " (2). و هذا اللفظ يقتضي أنه ليس بواجب، لأن تقديره لكان أفضل و أكمل و نحو هذا من العبادات و منها: قوله صلى الله عليه و سلم: " من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع و أنصت غفر له ما بين الجمعة إلي الجمعة و زيادة ثلاثة أيام " (3).
قال القرطبي في تقرير الاستدلال بهذا الحديث علي الاستحباب: ذكر الوضوء و ما معه مرتباً عليه الثواب المقتضي للصحة، و يدل علي أن الوضوء كاف.
و قال ابن حجر في التلخيص: إنه من أقوى ما استدل به على عدم فرضية الغسل يوم الجمعة.
و أجابوا عن الأحاديث الواردة في الأمر به أنها محمولة علي الندب جمعاً بين الأحاديث " (4).
مناقشة أدلة الفريقين:
*أما أدلة القائلين بالوجوب، فقد نوقشت كالتالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/93)
1 - أما حديث: " غسل يوم الجمعة واجب علي كل محتلم، و السواك، و أن يمس من الطيب ما يقدر عليه ".
2 - و كذا حديث: " حق علي كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً … "
فأجاب الجمهور عنها بأن قوله " حق " و قوله " واجب " المراد به متأكد في حقه، كما يقول الرجل لصاحبه: حقك عليَّ و ليس المراد الوجوب المتحتم المستلزم للعقاب، بل المراد أن متأكد حقيق بأن لا يخل به (1).
و أجاب القائلون بالوجوب علي هذا التأويل بأن هذا الحديث ضعيف، قال ابن دقيق العيد:
إنما يصار إليه إذا كان المعارض راجحاً في الدلالة علي هذا الظاهر (2).
أجاب الجمهور أيضاً على الحديث الأول بأن اقتران الأمر بالسواك و الطيب بالأمر بالغسل قرينة صارفة عن الوجوب، قال القرطبي: ظاهره وجوب الاستنان و الطيب لذكرهما بالعاطف، فالتقدير: الغسل واجب و الاستنان و الطيب كذلك. قال: و ليسا بواجبين اتفاقاً، فدل على أن الغسل ليس بواجب، إذ لا يصح تشريك ما ليس بواجب مع الواجب بلفظ واحد. أ ه (3).
و أجيب علي هذا الاعتراض من وجهين:
الأول: أنه لا يمنع عطف ما ليس بواجب علي الواجب، لا سيما و لم يقع التصريح بحكم المعطوف، قاله ابن الجوزي.
و قال ابن المنير في الحاشية: إن سلم أن المراد بالواجب الفرض لم ينفع دفعه بعطف ما ليس بواجب عليه، لأن للقائل أن يقول: أخرج بدليل، فبقي ما عداه علي الأصل (4) …
الثاني: أن دعوى الإجماع في الطيب مردودة، فقد روى سفيان في جامعه عن أبي هريرة أنه كان يوجب الطيب يوم الجمعة (5). و كذا قال بوجوبه بعض أهل الظاهر.
3 - و أما الحديث: " إذا جاء أحدكم إلي الجمعة فليغتسل "
فإنه محمول علي الندب، و القرينة الصارفة عن الوجوب هذه الأدلة المتعاضدة، و الجمع بين الأدلة ما أمكن هذا الواجب و قد أمكن بهذا، فيصار إليه.
و أما أدلة الجمهور القائلين بالاستحباب و الندب لا الوجوب، فقد نوقشت كالتالي:
1 - أما حديث عثمان الذي دخل و عمر يخطب و قد ترك الغسل
فأجاب القائلون بالوجوب عن هذا الحديث بأنه حجة على القائل بالاستحباب له.
قال الشوكاني: لأن إنكار عمر علي رأس المنبر في ذلك الجمع علي مثل ذلك الصحابي الجليل و تقرير جمع الحاضرين الذين هم جمهور الصحابة، و لو كان الأمر عندهم على عدم الوجوب، لما عدل ذلك الصحابي في الاعتذار على غيره، فأي تقرير من عمر و من حضر بعد هذا؟! … (1)
اعترض الجمهور على ذلك بأنه أنكر عليه ترك السنة المذكورة و هي التبكير إلي الجمعة و ليس ذلك واجباً اتفاقاً، فيكون الغسل كذلك.
كما أن القول بترك عثمان الغسل مع اعتقاده بوجوبه يلزم منه تأثيم عثمان رضى الله عنه.
و أجاب القائلون بالوجوب على الاعتراض الثاني بأن عثمان رضى الله عنه معذوراً لأنه إنما تركه ذاهلاً عن الوقت، قال الحافظ: مع أنه يحتمل أن يكون قد اغتسل في أول النهار، لما ثبت في صحيح مسلم عن حمران أن عثمان لم يكن يمضي عليه يوم حتى يفيض عليه الماء، و إنما لم يعتذر بذلك لعمر كما اعتذر عن التأخر، لأنه لم يتصل غسله بذهابه إلي الجمعة كما هو الأفضل (2).
2 - و أما حديث: " من توضأ فبها نعمت، و من اغتسل فالغسل أفضل ".
فاعترض القائلون بالوجوب بأن للحديث طرقاً أشهرها و أقواها فيه علتان، كما قال الحافظ في الفتح (1):
إحداهما: أنه من عنعنة الحسن. و الأخرى: أنه اختلف عليه فيه.
و سائر طرق الحديث ضعيفة.
قال ابن دقيق العيد: و لا يقاوم سنده سندي هذه الأحاديث. أ ه. أي أحاديث الوجوب.
أجاب الجمهور أن الحديث يصلح للاحتجاج به و قد حسنه غير واحد من الأئمة، فيصلح قرينة صارفة للأمر عن الوجوب إعمالاً للدليلين، و لغيره من الأدلة.
3 - و أما حديث عائشة قالت: كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم و من العوالي فيأتون في العباء فيصبن الغبار و العرق، فتخرج منهم الريح … الحديث و فيه قوله صلى الله عليه و سلم: " لو اغتسلتم يوم الجمعة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/94)
أجاب القائلون بالوجوب عن الحديث بأنه ليس فيه نفي الوجوب، و بأنه سابق علي الأمر به و الإعلام بوجوبه و لا يلزم من زوال العلة سقوط الوجوب تعبداً و لا سيما مع احتمال وجود العلة المذكورة، كالسعي فإنه واجب مع زوال العلة التي شرع لها و هي إغاظة المشركين و كذلك وجوب الرمي مع زوال ما شرع له و هو ظهور الشيطان بذلك المكان (2).
أجاب الجمهور بأنه فرق بين زوال العلة معقولة المعنى كما هي في الأمر بغسل الجمعة، و بين العلة التي مبناها على التعبد و امتثال الأمر كما في السعي و الرمي و نحوهما، فتبقى دلالة الحديث و ظاهر اللفظ دليلاً علي الندب و المشروعية لا الوجوب.
4 - و أما حديث: " من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع و أنصت غفر له ".
فأجاب القائلون بالوجوب عن الحديث بأن ليس فيه نفي الغسل، و قد ورد من وجه آخر في الصحيحين بلفظ: " من اغتسل " فيحتمل أن يكون ذكر الوضوء لمن تقدم غسله علي الذهاب فاحتاج إلى إعادة الوضوء …
الترجيح:
قال الشوكاني في نيل الأوطار بعد أن ساق أدلة الفريقين:
و بهذا يتبين لك عدم انتهاض ما جاء به الجمهور من الأدلة علي عدم الوجوب، و عدم إمكان الجمع بينها و بين أحاديث الوجوب، لأنه و إن أمكن بالنسبة إلى الأوامر لم يمكن بالنسبة إلى لفظ: " واجب " و " حق " إلا بتعسف لا يلجئ طلب الجمع إلى مثله، و لا يشك من له أدنى إلمام بهذا الشأن أن أحاديث الوجوب أرجح من الأحاديث القاضية بعدمه، لأن أوضحها دلالة علي ذلك حديث سمرة و هو غير سالم من مقال … و أما بقية الأحاديث فليس فيها إلا مجرد استنباطات واهية …. " (1).
و قال الصنعاني في سبل السلام: … فالأحوط للمؤمن أن لا يترك غسل الجمعة … و في الهدي النبوي الأمر بالغسل يوم الجمعة مؤكد جداً و وجوبه أقوى من وجوب الوتر … (2)
وقت الغسل:
اختلف العلماء في وقت الغسل للجمعة و تعلقه بالذهاب إليها علي ثلاثة أقوال:
الأول: اشتراط الاتصال بين الغسل و الرواح. و إليه ذهب مالك و وافقه الأوزاعي و الليث.لحديث: " إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل " و في لفظ مسلم: " إذا أراد أحدكم أن يأتي الجمعة فليغتسل ".
الثاني: عدم اشتراط ذلك، و يجزئ من بعد الفجر لكن لا يجزئ فعله بعد صلاة الجمعة، و يستحب تأخيره إلي الذهاب و إلي هذا ذهب الجمهور.
الثالث: أنه لا يشترط تقدم الغسل على صلاة الجمعة، فلو اغتسل قبل الغروب أجزأ عنه، و إليه ذهب داود و نصره ابن حزم، و حجتها تعلق الغسل باليوم في الأحاديث لا بالصلاة.
و قد أنكر هذا القول ابن دقيق العيد و قال: يكاد يجزم ببطلانه، و حكى ابن عبد البر الإجماع علي أن من اغتسل بعد الصلاة لم يغتسل للجمعة (3).
فائدة:
قال النووي: " قال أصحابنا: و وقت جواز غسل الجمعة من طلوع الفجر إلي أن يدخل في الصلاة … قالوا: و لا يجوز قبل الفجر. و انفرد إمام الحرمين بحكاية وجه أنه يجوز قبل طلوع الفجر، كغسل العيد علي اصح القولين. و الصواب المشهور أنه لا يجزئ قبل الفجر، و يخالف العيد، فإنه يُصلى في أول النهار، فيبقى أثر الغسل، لأن الحاجة تدعو إلى تقديم غسل العيد، لكون صلاته أول النهار، فلو لم يجز قبل الفجر ضاق الوقت و تأخر التبكير إلى الصلاة " (1).
قال الشوكاني: و الظاهر ما ذهب إليه مالك. لأن مجمل الأحاديث التي أطلق فيها: اليوم علي حديث الباب (1) المقيد بساعة من ساعاته واجب، و المراد بالجمعة اسم سبب الاجتماع و هو الصلاة لا اسم اليوم (2).
قال الحافظ: و مقتضى النظر أن يقال: إذا عرف أن الحكمة في الأمر بالغسل يوم الجمعة و التنظف رعاية الحاضرين من التأذى بالرائحة الكريهة، فمن خشي أن يصيبن في أثناء النهار ما يزيل تنظفه استحب له أن يؤخر الغسل لوقت ذهابه، و لعل هذا هو الذي لحظه مالك فشرط اتصال الذهاب بالغسل ليحصل الأمن مما يغاير التنظف و الله أعلم (3).
مسألة هل يشرع الغسل لمن لم يحضر الجمعة:
قال الحافظ: و استدل من مفهوم الحديث (4) على أن الغسل لا يشرع لمن لم يحضر الجمعة، و قد تقدم التصريح بمقتضاه في آخر رواية عثمان بن واقد عن نافع. و هذا هو الأصح عند الشافعية، و به قال الجمهور خلافاً لأكثر الحنفية (5).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/95)
و يدل لقول الجمهور ما أخرجه البيهقي من حديث ابن عمر مرفوعاً: " من أتى الجمعة من الرجال و النساء فليغتسل، و من لم يأتها فليس عليه غسل من الرجال و النساء " قال النووي: رواه البيهقي بهذا اللفظ بإسناد صحيح (*).
مسألة: هل يجزئ غسل الجنابة لمن حصلت له عن غسل الجمعة؟
اختلف العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال:
الأول: أن غسل الجنابة يجزئ عن غسل الجمعة و إن لم ينوه، و أن الغسل حيث وقع في الجمعة قبل الصلاة كفى، أياً كان سببه. و هذا قول جمهور العلماء. قال ابن المنذر: حفظنا الإجزاء عن أكثر أهل العلم من الصحابة و التابعين (6).
قال الحافظ في شرح قوله صلى الله عليه و سلم: " اغتسلوا يوم الجمعة و إن لم تكونوا جنباً "
قال: " معناه: اغتسلوا يوم الجمعة إن كنتم جنباً للجنابة، و إن لم تكونوا جنباً للجمعة " و أخذ منه أن الاغتسال يوم الجمعة للجنابة يجزئ عن الجمعة سواء نواه للجمعة أم لا، و في الاستدلال به علي ذلك بعد (1).
الثاني: أنه لا يجزئ و لابد ليوم الجمعة من غسل مخصوص، و هذا قول ابن حزم و جماعة.
قال ابن حزم: " برهان ذلك قول الله تعالى (و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين). و قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " إنما الأعمال بالنيات، و لكل امرئ ما نوى ".
فيصح يقيناً أنه مأمور بكل غسل من هذه الأغسال، فإذا قد صح ذلك، فمن الباطل أن يجزئ عمل عن عملين أو أكثر … " (2).
و حكى ابن حزم هذا القول عن جماعة من السلف منهم جابر بن زيد و الحسن و قتادة و إبراهيم النخعي و الحكم و طاءوس و عطاء و عمرو بن شعيب و الزهري و ميمون بن مهران.
و قد نقل الحافظ عن أبي قتادة أنه قال لابنه و قد رآه يغتسل يوم الجمعة: " إن كان غسلك عن جنابة فأعد غسلاً آخر للجمعة ". أخرجه الطحاوي و ابن المنذر و غيرهما (3).
القول الثالث: أنه لا يجزئ عنه إلا بالنية، أي إذا نوى الكل. قال النووي: " و أما إذا وجب عليه يوم الجمعة غسل جنابة فنوى الغسل عن الجنابة و الجمعة معاً فالمذهب صحة غسله لهما جميعاً و به قطع المصنف و الجمهور …. " (**).
و احتج أصحاب هذا القول بقوله صلى الله عليه و سلم: " إنما الأعمال بالنيات، و إنما لكل امرئ ما نوى ".
قال النووي في شرح المهذب: " .. و لو نوى الغسل للجنابة حصل بلا خلاف، و في حصول غسل الجمعة قولان: أصحهما عند المصنف في التنبيه و الأكثر ين: لا يحصل، لأن الأعمال بالنيات، و لم ينوه. و أصحهما عند البغوي حصوله، و المختار أنه لا يحصل " ( ... ).
و حمل الحافظ كلام أبي قتادة لابنه علي ذلك، حيث قال في شرح قوله صلى الله عليه و سلم: " غسل يوم الجمعة "، قال: " … و استنبط منه أيضاً أن ليوم الجمعة غسلاً مخصصاً حتى لو وجدت صورة الغسل فيه لم يجز عن غسل الجمعة إلا بالنية، و قد أخذ بذلك أبو قتادة فقال لابنه و قد رآه يغتسل يوم الجمعة: " إن كان غسلك عن جنابة فأعد غسلاً آخر للجمعة " (4).
قال المنبر: لكن هناك وجه آخر يمكن أن يحمل عليه كلام أبي قتادة غير الإجزاء و عدمه، ألا و هو تحصيل فضيلة مخصوصة لمن يقصد إلى غسل الجمعة و ينويه كما جاء عند ابن خزيمة و ابن حبان و الحاكم و غيرهم عن عبد الله بن أبي قتادة قال: دخل علي أبي و أنا أغتسل يوم الجمعة، فقال: غسلك هذا من جنابة أو للجمعة؟ قلت: من جنابة. قال: أعد غسلاً آخر، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: " من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلي الجمعة الأخرى " (1).
فائدة:
قال الحافظ في الفتح: " حكى ابن العربي و غيره أن بعض أصحابهم قالوا: يجزئ عن الاغتسال للجمعة التطيب، لأن المقصود النظافة.
و قال بعضهم: لا يشترط له الماء المطلق بل يجزئ بماء الورد و نحوه.
و قد عاب ابن العربي ذلك و قال: هؤلاء وقفوا مع المعنى، و أغفلوا المحافظة على التعبد بالمعين، و الجمع بين التعبد و المعنى أولى. انتهى.
و عكس ذلك قول بعض الشافعية بالتيمم (*)، فإنه تعبد دون نظر المعنى.
أما الاكتفاء بغير الماء المطلق فمردود، لأنها عبادة لثبوت الترغيب فيها فيحتاج إلى النية، و لو كان لمحض النظافة لم تكن كذلك، و الله أعلم ". أ ه (2).
و نقل ابن عثيمين عن شيخ الإسلام قوله: " جميع الأغسال المستحبة إذا لم يستطع أن يقوم بها، فإنه لا يتيمم عنها، لأن التيمم إنما شرع للحدث. و معلوم أن الأغسال المستحبة ليست للتطهير، لأنه ليس هناك حدث حتى يتطهر منه (****).
منقول
ـ[أبو مريم العتيبي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 11:22 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم (فاضيل خليد) وزادك الرحمن علماً .. نفعنا الله واياك وجميع المسلمين بما نقرأ ونسمع .. وفقكم الله.
ـ[فاضيل خليد]ــــــــ[14 - 09 - 10, 12:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا وفقنا و إياكم إلى مايحبه ويرضاه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/96)
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[14 - 09 - 10, 06:23 م]ـ
الراحج والله أعلم هو الوجوب كما هو رأي الشيخ ابن عثيمين ولا بد من ملاحظة أنه واجب للصلاة لا واجب في الصلاة ولذالك فالصلاة صحيحة عند عدمه
أما حديث و أما حديث: " من توضأ فبها نعمت، و من اغتسل فالغسل أفضل "
فهو من رواية الحسن عن سمرة والجمهور على أن الحسن لم يسمع من سمرة سوى حديث العقيقة والعلة الثانية هي عنعنة الحسن وعدم تصريحه بالتحديث
اما القول بأن الغسل غير واجب لأنه في حديث "غسل يوم الجمعة واجب علي كل محتلم، و السواك، و أن يمس من الطيب ما يقدر عليه " إقترن بما ليس بواجب فمردود لأن دلالة الإقتران ضعيفة عند أهل العلم
أما حديث: " من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع و أنصت غفر له "
والقول بأن الغسل لم يذكر في الحديث وبذالك لا يكون واجبا فضعيف فالحديث لم ينفي وجود أعمال أخرى في يوم الجمعة سوى مستحبة او واجبة وما جاء في الحديث إنما هي مجموعة أعمال وذكر ما يترتب عليها من أجر مع عدم نفي غيرها من الأعمال بل أن في بعض طرق الحديث جاء ذكر الغسل بدل الوضوء
وأما القول بأن عمر لم يأمر عثمان بالعودة للغسل نقول إنكار عمر على عثمان دليل على الوجوب أما عدم أمره بالرجوع للغسل فدليل على أن الغسل واجب للصلاة لا واجب في الصلاة ولذالك لا يؤثر على صحتها
هذا ما أردت بيانه على عجل على ما في كلامي من ركاكة وأخطاء ولكن أمروه كما جاء وقبلوا ما فيه من صواب وردوا على ما فيه من خطأ
ـ[أبو مريم العتيبي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 01:38 ص]ـ
وفقك الله اخي ابو عمر وزادك الرحمن علماً وثباتاً ..(131/97)
أذكارُ المسَاء ِالَّتيْ تقالُ (بعْد المغْرب) و (قَبل المغْرب) خاصة ً!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 12:45 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
فقد راجعت بعض ترجيحات الشيخ الشنقيطي في شرح عمدة ِ الأحكام.
ووجه سؤالٌ إليه في أذكار المساء , هل تقال بعد الغروب؟ أو قبل الغروب؟
فقال -بمعناه-:
المعوذات - لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..... عشر مرات (بعد المغرب)
اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك ....... (عند غروب الشمس)
اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا - أمسينا وأمسى الملك لله - (بعد العصر ِ إلى غروب الشمس).
نرجو الإفادة بتعليقاتكم الثمينة.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 11:26 م]ـ
هل من إفادة وزيادة؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[27 - 08 - 10, 06:40 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك وزادك حرصا واتباعا
أذكار المساء معروفة وهي تقال من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس
وهناك بعض الاذكار خاصة بالليل أي بعد المغرب كخواتيم سورة البقرة كما في الحديث الشريف (من قرأ آخر آيتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه) فخصص النبي صلى الله عليه وسلم الايتين بالليل وهناك سورة الملك تقال في الليل
فهل تقصد ببعد المغرب ما يقال بالليل؟
وكلامي هل هو موافق لشرطك أم لا؟
ـ[خالد سالم ابة الهيال]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:07 م]ـ
أخانا الفاضل المفضال ابو الهمام , إني احبك في الله
للفائدة حديث " اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك .... الحديث" الحديث ضعفه الشيخ ناصر في الكلم الطيب 77 وتخريج مشكاة المصابيح 639 والله اعلى واعلم.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 09:10 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك وزادك حرصا واتباعا
أذكار المساء معروفة وهي تقال من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس
وهناك بعض الاذكار خاصة بالليل أي بعد المغرب كخواتيم سورة البقرة كما في الحديث الشريف (من قرأ آخر آيتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه) فخصص النبي صلى الله عليه وسلم الايتين بالليل وهناك سورة الملك تقال في الليل
فهل تقصد ببعد المغرب ما يقال بالليل؟
وكلامي هل هو موافق لشرطك أم لا؟
هو كذلك أخي الفاضل.
الضابط في التفريق هو ما يكون قبل الغروب , وبعد الغروب.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 09:13 م]ـ
أخانا الفاضل المفضال ابو الهمام , إني احبك في الله
للفائدة حديث " اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك .... الحديث" الحديث ضعفه الشيخ ناصر في الكلم الطيب 77 وتخريج مشكاة المصابيح 639 والله اعلى واعلم.
صدقت , ولا يثبت الدعاء خاصة عند الغروب , لكن وضعت كلام الشنقيطي.
ـ[عبد العزيز الأثري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 12:04 ص]ـ
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى
أما بعد
فالمسألة فيها خلاف والراجح في المساء أنه بعد المغرب وهاك البيانات.
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)
الآيات من سورة الروم
فال ابن كثير رحمه الله: هذا تسبيح منه تعالى لنفسه المقدسة، وإرشاد لعباده إلى تسبيحه وتحميده، في هذه الأوقات المتعاقبة الدالة على كمال قدرته وعظيم سلطانه: عند المساء، وهو إقبال الليل بظلامه، وعند الصباح، وهو إسفار النهار عن ضيائه.
قال محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي في تفسير الآيات
قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ} أي: سبحوا الله، ومعناه: صلوا لله، {حِينَ تُمْسُونَ} أي: تدخلون في المساء، وهو صلاة المغرب والعشاء، {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} أي: تدخلون في الصباح، وهو صلاة الصبح. {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ} قال ابن عباس: يحمده أهل السموات والأرض ويصلون له، {وَعَشِيًّا} أي: صلُّوا لله عشيًا، يعني صلاة العصر، {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} تدخلون في الظهيرة، وهو صلاة الظهر. قال نافع بن الأزرق لابن عباس: هل تجد الصلوات الخمس في القرآن؟ قال: نعم، وقرأ هاتين الآيتين، وقال: جمعت الآية الصلوات الخمس ومواقيتها (1).
__________
(1) أخرجه الطبري: 21/ 29، وصححه الحاكم: 2/ 411، والطبراني في الكبير: 10/ 304، وزاد السيوطي نسبته لعبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم: 6/ 488.
قال الماوردي في تفسيره النكت والعيون
والفرق بين المساء والعشي أن المساء بدو الظلام بعد المغيب، والعشي آخر النهار عند ميل الشمس للمغيب وهو مأخوذ من عشا العين وهو نقص النور من الناظر كنقص نور الشمس، فجاءت هذه الآية جامعة لأوقات الصلوات الخمس، وقد روى سفيان عن عاصم أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس: هل تجد في كتاب الله الصلوات الخمس؟ فقرأ هذه الآية. فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ.
والله أعلم وأحكم ...
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/98)
ـ[أم ديالى]ــــــــ[28 - 08 - 10, 02:07 ص]ـ
وماذا عن قول الله تعالى: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) [ق: 39] استدل بعض اهل العلم من هذه الاية على ان اذكار المساء تكون قبل الغروب ..
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:34 ص]ـ
هذا الموضوع من سنين وهو يدور في ذهني ...
ولعل أفضل طريقة له تحرير المعنى اللغوي الذي ورد فيه تقييد الذكر مثل الليل والنهار والعشي والمساء والأصيل والغدو وقبل الغروب وهكذا.
فمثلا المساء في لسان العرب:
والمَساء بعذ الظهر إِلى صلاة المغرب وقال بعضهم إِلى نصف الليل
والموضوع يحتاج بحث.
ولولا ضيق الوقت لأكملت.
ـ[عبد العزيز الأثري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
تتمة لهذا البحث الهام رأيت ان ازيد بعض التوصيحات لما لها علاقة مع موضوع وقت المساء
قول الأخت الفاضلة وماذا عن قول الله تعالى: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب)
أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لأن أقعد أذكر الله تعالى وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين من ولد إسماعيل ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقبات من ولد إسماعيل.
صحيح النرغيب للألباني
ولقد بوب الإمام المنذري صاحب كتاب الترغيب والترهيب من كتاب الصلاة
(الترغيب في أذكار يقولها بعد الصبح والعصر والمغرب)
أراد رحمه الله بيان أوقات الذكر بعد الصبح والعصر والمغرب
قأما وقت الصباح فيبدأ بعد طلوع الفجر، وينتهي بطلوع الشمس.
وأما ماجاء عن عن قول الله تعالى (وقبل الغروب) وهو ما فسرته السنة النبوية بقوله صلى الله عليه وسلم
(ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس) وهو العشي.
وأما وقت المساء يبدأ من غروب الشمس كما يدل على ذلك مأخرجه الإمام عبد الرزاق الصنعاني في كتابه المصنف والتفسير والحاكم في المستدرك وصححه والطبراني:
عَنْ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: خَاصَمَ نَافِعُ بْنُ الأَزْرَقِ ابْنِ الْعَبَّاسِ، فَقَالَ: هَلْ تَجِدِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْقُرْآنِ؟، فَقَالَ: " نَعَمْ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ: ف فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَق، الْمَغْرِبُ وَالْفَجْرُ، ف وَعَشِيًّاق الْعَصْرُ، ف وَحِينَ تُظْهِرُونَق الظُّهْرُ، قَالَ: وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ. انتهى
فهذا تفسير الصحابي الجليل حبر الأمة صاحب دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأول) اللغوي للصباح والمساء ومثله عن مجاهد!.
قال ابن الجزري رحمه الله كتابه مفتاح الحصن ما محصله:
إن الصباح من طلوع الفجر إلى غروب الشمس والمراد بالمساء من الغروب إلى الفجر وقد أبعد من قال إن المساء يدخل وقته بالزوال فإن أراد دخول العشي فقريب وإن أراد المساء فبعيد فإن الله عزوجل يقول (حين تمسون وحين تصبحون) فقابل المساء بالصباح. انتهى. وأقره الإمام الشوكاني في تحفة الذاكرين.
والله تعالى أعلم والسلام عليكم.
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:51 م]ـ
اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك ....... (عند غروب الشمس)
الم يضعف الالباني هذا الحديث؟
ـ[أم المنذر]ــــــــ[29 - 08 - 10, 02:19 ص]ـ
:
للفائدة:
ماهو الراجح في وقت أذكار المساء ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177006)؟
:
ـ[أم المنذر]ــــــــ[29 - 08 - 10, 02:25 ص]ـ
اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك ....... (عند غروب الشمس)
الم يضعف الالباني هذا الحديث؟
446 حدثنا مؤمل بن إهاب حدثنا عبد الله بن الوليد العدني حدثنا القاسم بن معن حدثنا المسعودي عن أبي كثير مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول عند أذان المغرب اللهم إن هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لي * (ضعيف) _ المشكاة 669، ضعيف الترمذي 3841/ 724.
الكتاب: ضعيف سنن أبي داوود للألباني رحمه الله
http://arabic.islamicweb.com/books/albani.asp?id=8399
___
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/99)
(من الأذان: قوله: وعن أم سلمة قالت: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أذان المغرب: اللهم هذا إقبال ليلك ... ). قلت: سكت عن المؤلف فأوهم ثبوته، فإنه حديث ضعيف ..... ولا يجوز نشره بين الأمة إلا مع بيان حاله من الضعف.
الكتاب:تمام المنة في التعليق على فقه السنة للألباني رحمه الله
http://arabic.islamicweb.com/books/albani.asp?id=16691
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 04:12 م]ـ
قال الأخ المسيطير:
هل الأذكار الصباحية والمسائية لها وقت معين وإذا كان لها وقت محدد ولم يذكرها الشخص إلا بعد انتهاء وقتها هل يقولها أم لا؟.
الحمد لله
الصحيح أن أذكار الصباح والمساء لها وقت محدد؛ بدليل التحديد الوارد في كثير من الأحاديث النبوية: " من قال حين يصبح.كذا وكذا، ومن قال حين يمسي كذا وكذا ".
لكن العلماء اختلفوا في تحديد وقت الصباح والمساء بداية ونهاية،
فمن العلماء من يرى أن وقت الصباح يبدأ بعد طلوع الفجر، وينتهي بطلوع الشمس
- ومنهم من يقول إنه ينتهي بانتهاء الضحى.
لكن الوقت المختار للذكر هو من طلوع الفجر إلى ارتفاع الشمس.
وأما المساء:
- فمن العلماء من يرى أنه يبتدأ من وقت العصر وينتهي بغروب الشمس
- ومنهم من يرى أن وقته يمتد إلى ثلث الليل.
- وذهب بعضهم إلى أن بداية أذكار المساء تكون بعد الغروب.
ولعل أقرب الأقوال أن العبد ينبغي له أن يحرص على الإتيان بأذكار الصباح من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإن فاته ذلك فلا بأس أن يأتي به إلى نهاية وقت الضحى وهو قبل صلاة الظهر بوقت يسير، وأن يأتي بأذكار المساء من العصر إلى المغرب، فإن فاته فلا بأس أن يذكره إلى ثلث الليل، والدليل على هذا التفضيل ما ورد في القرآن من الحث على الذكر في البكور وهو أول الصباح، والعشي، وهو وقت العصر إلى المغرب.
قال ابن القيم رحمه الله: قال تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) سورة قّ/39، وهذا تفسير ما جاء في الأحاديث: من قال كذا وكذا حين يصبح، وحين يمسي، أن المراد به: قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها وأن محل ذلك ما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب، وقال تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالأِبْكَارِ) غافر/55، والإبكار أول النهار، والعشي آخره. وأن محل هذه الأذكار بعد الصبح، وبعد العصر.ا. هـ ملخصا من الوابل الصيب (200) ويراجع شرح الأذكار النووية لابن علان (3/ 74 , 75، 100)
كما أن هناك أذكاراً تقال في الليل كما ورد في الحديث من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه رواه البخاري (4008) ومسلم (807)، ومعلوم أن الليل يبدأ من المغرب وينتهي بطلوع الفجر، فعلى المسلم أن يحرص على الإتيان بكل ذكر مؤقت بوقت في وقته، وأما إذا فاته الذكر فهل يقضيه أم لا؟
فقد قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: " وأما قضاؤها إذا نسيت فأرجو أن يكون مأجوراً عليه " راجع السؤال رقم (11169) و (3781).
الشيخ محمد صالح المنجد
http://www.islam-qa.com/ar/ref/22765 (http://www.islam-qa.com/ar/ref/22765)
نقلته مع تنسيق يسير ... دون المساس بالأصل.
---
وسُئلت اللجنة الدائمة:
هل أذكار المساء تكون بعد صلاة العصر أو بعد غروب الشمس؟ أي بعد صلاة المغرب.
الحمد لله
"أذكار المساء تبتدئ من زوال الشمس (أول وقت صلاة الظهر) إلى غروبها، وفي أول الليل، وأذكار الصباح تبتدئ من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، قال تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) طه/130، وقال سبحانه: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) الأعراف/105، والأصال جمع أصيل، وهو: ما بين العصر والمغرب.
وقال سبحانه: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) الروم/17، 18.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ بكر أبو زيد.
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (24/ 178).
وينظر للفائدة سؤال رقم (22765).
---
http://www.islamqa.com/ar/ref/105396 (http://www.islamqa.com/ar/ref/105396)
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[29 - 08 - 10, 05:44 م]ـ
استمع لدرس بعنوان " أذكار طرفي النهار " للشيخ عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
تجد في أول الشريط تقريباً أول ربع ساعة قواعد و تقريرات من الشيخ حفظه الله
و الشريط كله نافع
http://www.alukah.net/Web/alterefy/10581/22855/(131/100)
تَحْذيرُ الأَنَام مِنَ المُسَلْسَلِ الشِّيعِيِّ: (قِصَّةُ يُوسُفَ -عَلَيْه السَّلام-)!!
ـ[سمير زمال]ــــــــ[26 - 08 - 10, 03:53 ص]ـ
تَحْذيرُ الأَنَام
مِنَ المُسَلْسَلِ الشِّيعِيِّ: (قِصَّةُ يُوسُفَ -عَلَيْه السَّلام-)!!
بقلم: علي بن محمّد أبو هنيّة
الحمد لله حقَّ حمده, والصلاة والسلام على نبيه وعبده, وعلى آله وصحبه ووفده, أما بعد:
فقد كثر في الآونة الأخيرة السُّؤال عن مسلسل تلفزيونيٍّ تبثُّه بعض القنوات الفضائيَّة الشيعيَّة, والتي اتَّخذت الطَّعن في الصحابة الأبرار والصالحين الأخيار من عباد الله ديناً تدين به, وتعظيمَ القبور والأضرحة والمشاهد عبادة تتعبَّد بها, والقولَ بتحريف القرآن عقيدةً تعتقدها وتنافح عنها, ودعوى عصمة الأئمة أمر مسلَّم لا يداخله شكٌّ ولا يخالطه ريب, وأنَّ أئمتهم المعصومين يتحكَّمون في الخلق, ويتصرَّفون في ذرَّات الكون, ويعلمون الغيب, ... وغير ذلك من الضلالات التي هنالك.
هذا المسلسل التلفزيونيُّ الذي تبثُّه هذه القنوات هو مسلسل: «قِصَّةُ يوسفَ الصِّدِّيق -عليه السَّلام-» , يلعب فيه زمرة من الممثِّلين الفارسيِّين الهابطين الرَّوافض أدوار بعض الأنبياء والمرسلين والصَّالحين! ودون أيِّ تحرُّج عن تمثيل دور واحد منهم؛ فمنهم من يمثِّل دور يعقوب -عليه السلام-! ومنهم من يمثِّل دور يوسف -عليه السلام-! ومنهم من يمثِّل دور جبريل -عليه السلام-! ومنهم من يمثِّل دور ملك الموت -عليه السلام-! ومنهم من يمثِّل دور (راحيل) والدة يوسف, و (الأسباط) إخوة يوسف, وزوجات يعقوب, وامرأة العزيز ... وغير ذلك.
وقد افتُتِن كثير من المسلمين من -أهل السنة- بهذا المسلسل, وتابعه شريحة غير قليلة, زعماً منهم للـ: التَّعرُّف على قصة نبيِّ الله يوسف من (بعضهم)! وكأنَّ ما جاء في كتاب الله لا يكفيهم!
ومَلْئاً لفراغ وقت (بعضهم)! الآخر, وكأنَّ أوقاتهم ليست من أعمارهم!
وفضولاً من (بعضهم)! الآخرين, وكأنَّه ليس عندهم من طاعة الله ما يشغلهم!
وهكذا فلتكن اللامبالاة عند المسلم! التي تضيِّع دينه وهو لا يشعر, دون البحث في حكم ما هو متلبِّس به من عمل!
والأمر الذي دفعني للكتابة في هذه المصيبة القديمة المتجدِّدة -غير ما ذكرت من إقبال جمع من مسلمي أهل السنة- هو أنني لم أرَ أحداً تعرَّض لهذا المسلسل بالنَّقض والرَّد, والذي هو -فيما أحسِب- واجبٌ كفائيٌّ على المسلمين, إن وقع التَّقصير من (بعضهم) فيه أَثِمَ (الجميع) , فأحببت أن يكون لي يدٌ في دفع هذا التَّبذُّل والهراء عن خيرة خلق الله من المرسلين والأنبياء, والمجتبَين والأصفياء, الذين نَدين لله بحبِّهم, والدِّفاع عن ذواتهم المطهَّرة, وقد كلَّفني هذا البحث -مضطرًّا- إلى تضييع بعض الأوقات النفيسات بالوقوف على بعض المشاهد واللَّقطات لهذا المسلسل عبر شبكات الإنترنت, واستفدت -أيضاً- ممَّا حدَّثني به عنه بعض الإخوة الثقات, وهو ممَّا لا بدَّ منه ليكون كلامي مبنيًّا على حقائق ومشاهدات, وأدلَّة بيِّنات ساطعات, وليس بمجرد الظنون والتخرُّصات, والأوهام والاحتمالات.
ووالله إنه ليحزننا أن يصل حال بعض أهل السنة إلى هذه الحال المزرية من الجهل المُدَوِّي, والمسارعة لتصديق كلِّ ناعق, والتَّصفيق لكلِّ زاعق, ولكنَّ الله غالب على أمره ..
فما هو حكم التَّمثيل بعامَّة؟
وما هو حكم تمثيل الأنبياء والمرسلين بخاصَّة؟
وما حكم بثِّ وترويج هذا المسلسل وأمثاله عبر الفضائيات والشبكات؟
وهل يجوز للقنوات المسلمة تبنِّي مثل هذا المسلسل؟
وما هي المفاسد التي تلحق بدين المسلم المترتبة على حضور مثل هذه المسلسلات؟
وما هي الأمور المنكرة التي تزيد على قضيَّة التمثيل في هذا المسلسل؟
وللإجابة عن كل هذه السُّؤالات والتَّساؤلات؛ قمت بكتابة هذا البحث مضمِّناً إيّاه عدة عناوين جانبية مدرجاً تحتها الأدلَّة والنُّصوص وكلام أهل العلم في حكم هذا العمل الشنيع والجرم الفظيع.
غزو الشيعة للفضائيات وكثرة قنواتهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/101)
لا شكَّ أن المدَّ الشيعيَّ لا يقف عند حدود معينة, ولا يرتضي سبيلاً واحداً يلج فيه, فهو يدقُّ كلَّ باب يجده, ويستعمل كلَّ أداة تتاح له لنشر المذهب الشيعي الباطل, وكيف لا وهذا المذهب تتبنَّاه دولةٌ من الدُّول التي عاثت في دين الناس خراباً, وأضحت تحسب لها ملوك بني الأصفر حساباً! وآخر هذه الوسائل وأحدثها هي: (القنوات الفضائية) , فإنَّ «المتابع لوسائل الإعلام في الآونة الأخيرة يجد أن هناك حُمّى فضائية متسارعة -وأحياناً متصارعة- في سياق متوازٍ مع حُمّى الاستقطاب الديني والطائفي في منطقتنا.
ففي الوقت التي نشاهد فيه تصاعداً في ظهور الفضائيات النصرانيَّة -على سبيل المثال-، فإنَّ توجُّهها الديني يكفي في التحذير من أخطارها، بينما في المقابل نجد أن الفضائيات الشيعية تتسلَّل إلى بيوتنا دون أن نشعر، بل على العكس قد يشعر البعض بنوع من الطمأنينةبالتفاف أفراد أسرته حولها بدلاً من الابتذال الفضائي الموجود حاليًّا، خاصة أن تلك القنوات تغطي مختلف النشاط الإعلامي من الدراما والمسلسلات إلى القنوات الخاصة بالطفل والمرأة وهي ذات تأثير غير مباشر، كما سنرى لاحقاً.
وإن كان للعجب مكان، فلنا أن نعجب أن عدد القنوات الشيعية بلغ (35) قناة تبث سمومها باللغة العربية، وهي موجهة إلى منطقتنا العربية مستهدفة عقيدة شعوبها وانتماءها، في الوقت الذي ليس للسنة قناة واحدة تبثُّ باللغة الفارسية موجَّهة لأهلها.
دولة واحدة ترعى العديد من القنوات التي تبثُّ بغير لغتها، وعشرات الدول السُّنِّية لا نجد من بينها دولة واحدة تتكفَّل بنقل عقيدتها السُّنِّية للشعوب الأخرى بلغتهم الخاصة.
المفارقة الأخرى: أن معظم تلك القنوات الشيعية تبثُّ من خلال الأقمار الصناعية السُّنِّية، في ظلِّ تغاضٍ وتغافل واضح عن أخطارها على جموع الأمة.
والأهمُّ أننا في عصر اشتبك فيه الديني بالسياسي، فأصبح من العسير التفريق بينهما، فمخاطر تلك القنوات الشيعية لا يقف عند حدود العقيدة والدين، لكنها تمتدُّ لتلامس الأوضاع السياسية للدول السنية، وأمنها القومي بالشكل الذي يؤثر على استقرار تلك البلاد ومستقبلها.
نستطيع بكل صراحة أن نقول: إن الفضائيات الشيعية أصبحت ظاهرة في الإعلام العربي! وهي ظاهرة جديرة بالدارسة والرَّصد للوقوف على أخطارها وأثارها على حاضر ومستقبل الأمة». من مقال منشور على شبكة الإنترنت بعنوان: «الفضائيات الشيعية .. حرب إيرانية جديدة».
وقد رأيت في بعض المنتديات الشيعية المشهورة بعد سرد عدد من القنوات الفضائية وتردُّداتها على الأقمار الصناعية: أنَّ عدد القنوات والإذاعات الشيعية بلغت قرابة الـ (50) قناة وإذاعة, وأما القنوات الإيرانية وحدها فتبلغ (20) قناة وإذاعة.
وهذا الرقم -وحده- كافٍ لبيان كم هو الجهد المبذول من قبل هؤلاء الروافض لخلع المسلمين -أهل السنة- من معتقداتهم, وتشويه أفهامهم, وتشويش عقولهم, وإدخال الشبهات عليهم لحرفهم عن دينهم.
موقف الشيعة من الأنبياء والمرسلين وتفضيل أئمتهم عليهم:
من العقائد الكفريَّة الباطلة عند الشيعة -وما أكثرها! -: استخفافهم بالأنبياء والمرسلين, وتفضيلهم أئمتهم عليهم, حيث يقول أحد مشايخهم وهو السيد أمير محمد الكاظمي القزويني في كتابه «الشيعة في عقائدهم وأحكامهم» (ص73): «الأئمة من أهل البيت -عليهم السلام- أفضل من الأنبياء».
ويقول آيتهم الخميني في كتابه «الحكومة الإسلامية» (ص52): «فإن للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون. وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل».
وقال خاتمة المجتهدين عند الشيعة محمد باقر المجلسي في كتابه «مرآة العقول» (2/ 290) (باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدَّث): « .. وإنهم [أي: الأئمة] أفضل وأشرف من جميع الأنبياء سوى نبينا -صلوات الله عليه وعليهم-».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/102)
ومن هنا نعلم أن مقام الأنبياء يجوز عليه عندهم ما لا يجوز على أئمتهم, ولو كان فيه نوع انتقاص وازدراء بهم, المهم ألا يمسَّ جناب أئمتهم الاثني عشر المعصومين! فانطلق الشيعة يمثلون الأنبياء غير مبالين بهذه الركيزة وهذا الأصل, وهو احترام جناب الأنبياء وعدم تنقُّصهم, وأن في ذلك انتهاكاً لحرمة الله, ولحرمة الشريعة, التي ما صانوها أصلاً, ولا صانوا صاحبها وحاملها حين كفَّروا أصحابه, وقذفوا زوجاته, وكذبوا عليه, قاتلهم الله…
حكم التمثيل:
ما كتبناه وقدَّمناه مقدمة وتنبيه يحتاج إليها كلُّ مسلم نبيه, ليكون عنده خلفيَّة عن هؤلاء القوم, ولا يَستغرِب أن يصدر منهم ما يمثِّلونه ويبثُّونه على قنواتهم.
أما حكم التمثيل بشكل عام, فهو محرَّم على أرجح الأقوال بناءً على عدة أدلة, منها:
أولاً: ما ثبت عن أمِّنا عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: «حسبك من صفية كذا وكذا» تعني: قصيرة. فقال: «لقد قلتِ كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجَتْه». قالت: «وحكيتُ له إنساناً, فقال: «ما أُحِبُّ أَنّي حكيت إنساناً وأنَّ لي كذا وكذا». أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (5515).
قال أبو السعادات -رحمه الله- مفسِّراً المحاكاة: «أي: فعَلْتُ مثل فِعله». «النهاية» (1/ 421).
قال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: «قوله: «حكيت إنساناً» أي: قلَّدته في حركاته وأقواله, فهي غيبة فعليَّة، وهي كالغيبة القوليَّة في التحريم سواء. ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: «وأنَّ لي كذا» أي: وأنَّ لي على تلك المحاكاة، وهذا من أدلة التحريم».اهـ «حكم التمثيل» (ص33).
وقال شيخنا عبد المحسن العبَّاد -حفظه الله-: «أي: أنها فعلت مثل فعله، أو قلَّدت هيئته، فقال: «ما أحب أني حكيت إنساناً ولي كذا وكذا» أي: أن هذا العمل غير سائغ، وهذا الحديث يدلُّ على تحريم التمثيل، الذي هو مبنيٌّ على الحكاية، ومبنيٌّ على التقليد، وعلى -كما يقولون- تقمُّص شخصيَّة شخص آخر، وأنه يأتي بحركات وأفعال تضاف إليه، فهو من جملة الأحاديث التي تدلُّ على أنَّ التمثيل الذي ابتُليَ به كثير من الناس في هذا الزمان غير جائز، ومما يدلُّ على تحريمه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ويلٌ لمن يكذب ليضحك القوم، ويلٌ له, ثم ويلٌ له»، ومعلوم أن التمثيلَ مبنيٌّ على الكذب».اهـ «شرح سنن أبي داود» (28/ 114).
وقال الشيخ بكر -رحمه الله-: «إِنَّ عُشَّاق اللَّهو من العظماء والمترفين لا يمكن التَّجاسر بمحاكاتهم على ملأٍ من الناس، ولو في مواطن الشجاعة والكرم، فكيف تُهدَم حرمات ناس مضوا، وبقي علينا واجب النُّصرة لهم بالإسلام؟ فلننتصر لحفظ حرمتهم، والإبقاء على كرامتهم «وكلُّ المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه»، فكيف إذا كان فيه مواقف من الإيذاء والسخرية والاغتياب، والكذب عليه بقولٍ وما قال، وفعلٍ وما فعل؟!
وإن السؤال ليرد على من يعتني بها، وعلى من يستخرجها، ويتلذَّذ بتمثيل غيره معيَّناً، هل يرضى أن يُمثَّل في مشاهدته، وهو يتحدث مع زوجته، أو قائم في صلاته، أو في حال تلبُّسه بخطيئة، أو في أي دور من أدوار حياته؟!». اهـ «حكم التمثيل» (ص33 - 34).
ثانياً: أن في التمثيل تشبُّهاً بأهل الكفر والفسوق, وقد نهينا عن التشبه بهم, وخاصة إذا كان متعلِّقاً بقبائحهم ومنكراتهم.
وجاء في المسند وسنن أبي داود عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: «من تشبَّه بقومٍ فهو منهم». صححه الألباني في «إرواء الغليل» (1269).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم, كما في قوله -تعالى-:) وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ (». اهـ «اقتضاء الصراط المستقيم» (ص83).
قال الشيخ عبد السلام بن برجس -رحمه الله-: «وإذا نظرت إلى هذا التَّقرير البديع في مسألة التشبه، ثم أعملت النظر في تتبع أصول «التمثيل» , وإلي أي مِلَّة يرجع، وفي أي قوم ينتشر، ومن أي بلد وفد إلينا؛ تيقَّنت حرمته ونكارته، وقنعت بوجوب هجره وتركه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/103)
وإذ قد تقرَّر أن التمثيل من عبادات الكفار، ثم صار من عاداتهم، وتقرَّر ضابط المشابهة عند أهل السنة والجماعة؛ فلا بأس بإيراد بعض الأدلة الصحيحة الصريحة النَّاهية عن التشبه بالمشركين في كلِّ ما هو من خصائصهم ...
فساق الشيخ عدداً من الأدلة المحرِّمة التَّشبُّهَ بالمشركين, ثم قال:
«ولو لم يكن في الأدلة المحرِّمة لهذا «التمثيل» إلا هذا الدليل [الحديث السابق] لكان كافياً في إثبات حرمته قطعاً، وإبطال قول من قال بالجواز تعلُّقاً بشبه لا تثبت أمام هذا الدليل الجبل الذي بنى عليه العلماء أحكاماً كثيرة, وأخذوا منه قواعد صلبة تحكم سير المستجدات في بحر الفقه الإسلامي.
ومن العجب: أن بعض القائلين بجواز التمثيل قد منعوا أموراً؛ لأنها مشابهة للكفار في عاداتهم وتقاليدهم, وهاهم يجيزون التشبه بهم في عباداتهم وشعائرهم .. !!
فإلى الله المشتكى من هذا المنهج المضطرب الذي يحكمه السذاجة أو الهوى، وكم قد جني هذا المنهج البائس على أهل السنة والجماعة، وزعزع قواعدهم الراسية؛ حتى نال منها المبتدعة، وضربوا بعضها ببعض.
ولقد صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع, حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه». قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: «فمن؟». أخرجه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري».اهـ «إيقاف النبيل على حكم التمثيل» (ص44 - 48).
ثالثاً: أن التمثيل كذب وتصنُّع, فإمَّا أن يمثِّل الممثِّل شخصيَّة وهميَّة مختلقة, وإمَّا أن يمثِّل دور إنسان حقيقي له أصل ووجود وهو ليس به, وكلا الحالتين كذب! ولا شكَّ أن الكذب محرم, بل ومن كبائر الذنوب.
قال الشيخ عبد السلام بن برجس -رحمه الله-: «إن التمثيل لا يخلو من حالتين:
ـ إِمَّا أن يكون أسطورة خياليَّة، لا واقع لها ولا حقيقة.
ـ وإِمَّا أن يكون واقعة سالفة، قام بها أشخاص معيَّنون، على سبيل الحقيقة.
وعلى كلا الحالتين فهو حرام، بدلالة الكتاب والسنة وإجماع العلماء.
أما الحالة الأولى: فهي كذب, والكذب محرم. ووجه كونها كذباً أمور, منها:
1ـ تسمية القائمين بها بغير أسمائهم.
2ـ الانتساب إلى غير الأب الحقيقي.
3ـ تقمُّص شخصية غير شخصية الممثل كقاضٍ، وطبيب، وبائع ...
4ـ الأَيْمان التي تقع على أمرٍ ماضٍ أو حاضر يعلم كذبه وتخيُّله.
5ـ التظاهر بالأمراض والعاهات، أو الجهل، أو الخبال، وقد عُلِمَ ضِدُّه.
6ـ الخروج بمظهر الصلاح الكامل، أو الفساد الكامل، أو الوسط.
فالأول: إن سلم من الكذب فهو تزكية. والثاني: إن سلم -أيضاً- من الكذب فهو هتك لستر الله.
وهذه الأوجه وغيرها مما يتضمن الكذب، لا تخلو منها «تمثيلية» قط؛ لعدم تصور الإبداع في غيرها.
فمنع التمثيل لهذا الدليل قوي، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- حرَّم الكذب، ولم يرخِّص فيه إلا في مواضع سيأتي تناولها، وخلاف العلماء في المراد بها ..
ثم قال: الحالة الثانية من حالات التمثيل:
إذا كان «التمثيل» لواقعة سالفة، فإن وجه تحريمه أمور، منها:
1ـ الكذب .. 2ـ التشبُّع بما لم يُعْطَ .. 3ـ الإفضاء إلى استنقاص الأموات وذكر مساوئهم .. 4ـ الغيبة .. ».اهـ «إيقاف النبيل على حكم التمثيل» (ص49 - 56).
قلت: وإذا كان بعض السلف يعدُّ مجرد لعب الشطرنج كذباً كون لاعبه يدَّعي شيئاً لم يفعله, فكيف بما هو أعظم؟!
فعن ابن أبي ليلى قال: قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «إن أصحاب الشطرنج أكذب الناس، أو من أكذب الناس، يقول أحدهم قتلت وما قتل». «تحريم النرد والشطرنج للآجري» (1/ 30).
رابعاً: أنَّ في التمثيل مضيعةً للوقت الذي هو عمر المسلم, والذي سيسأل عنه يوم القيامة فيمَ أفناه؟ وفيه مضيعةٌ لماله الذي سيُسأل عنه -أيضاً- من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟
قال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: «والتمثيل في مسلسلاته ومسرحيّاته التي تستغرق الساعات الطوال، عدوٌّ كاسر على وقت المسلم، وامتصاص للأموال، ولا سيما وقد صار حرفة، بل فنًّا له روّاده ومدارسه ومسارحه .. فكم بذل فيها من جهود، وكم أنفق فيها من مال، والنتيجة هُراء في هُراء، ورعونات يأنف من مشاهدتها الفضلاء». اهـ «حكم التمثيل» (ص38).
حكم التمثيل الدِّيني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/104)
ما ذكرناه آنفاً يتعلَّق بالتمثيل إذا لم يكن يتعبد به لله, ولم يتَّخذ ديانةً, ولم يلصق باسم الدين, وإما إذا نُسِب هذا التمثيل إلى الدين -والدين منه براء- فحينئذ يصبح الأمر أشد, وينتقل العبد به من المعصية إلى البدعة, كون هذا التمثيل محدثاً في الدين, ولم يكن على عهد رسول الله الأمين, ولا صحبه المرضيين, ولا أتباعهم من سلفنا الصالحين, ولا شكَّ أن البدعة أشدُّ وأحبُّ إلى إبليس من المعصية, كما قال الإمام الثوري -رحمه الله-.
قال الشيخ بكر -رحمه الله-: «(التمثيل الديني)! لا عهد للشريعة به، فهو سبيل محدَث، ومن مجامع ملة الإسلام قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» ... وفي (التمثيل الديني) يأتي التسلق إلى تمثيل أنبياء الله ورسله، والصحابة من المهاجرين والأنصار، وإلى عظماء الإسلام كافة.
وكان من أبشع ما رأى الراؤون ما عمله ذاك الشقيُّ طه حسين في كتابه «على هامش السيرة»: إنه ليس في حقيقتها، ولكن على هامشها بالاختلاق للتسلية.
إنها محاكاة دينية لإلياذة اليونان، وأساطير الرومان!». «حكم التمثيل» (ص28 - 41) [بتصرف].
قلت: أي أن طه حسين كتب هذا الكتاب على هامش سيرة المصطفى لا للوعظ والتذكر والتعليم للأمة, بل لمجرد التسلية!! وتقليداً لأساطير الرومان! قاتله الله, أي استهزاء وإلحاد أعظم من هذا؟!
ثم يتابع الشيخ بكر قائلاً: «أجمع القائلون بالجواز المقيَّد، على تحريمه في حقِّ أنبياء الله ورسله -عليهم والصلاة والسلام- وعلى تحريمه في حقِّ أمهات المؤمنين زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-، وولده -عليهم السلام- وفي حقِّ الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم-. فنسأل المجيز مقيّداً والرسول -صلى الله عليه وسلم- قد قال: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه». وهو الذي حرَّم -صلى الله عليه وسلم- المحاكاة، وحرّم الكذب، فلماذا نهدر هذه الحرمات في حقِّ بقية سلف هذه الأمة وصالحيها؟ وفيهم العشرة المبشرون بالجنة، وأعمام النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولُحمة قريش وسُداها -ممن أسلموا- هم عشيرته وقراباته -صلى الله عليه وسلم-، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد أوصى بعترته «أهل بيته» وهكذا في كوكبة الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أقول: اللهم إني أبرأ إليك من إهدار حرمات المسلمين أو النيل منها.
وقد أغنانا الله بقرآن يُتلى، فيه أنواع القصص والعبر، بل فيه أحسن القصص». «حكم التمثيل» (ص42 - 43) [بتصرف].
قلت: صدقت وربِّ الكعبة ..
حكم تمثيل الأنبياء والصحابة والصالحين:
أما تمثيل الأنبياء والمرسلين, والصحابة والصالحين, فلا أحسب مسلماً عاقلاً عنده مسكة عقل ودين يُقِرُّه, بله الإفتاء بجوازه, وتأييد فاعليه, وقد «صدر قرار من المنظمات الإسلامية العالمية المنعقدة في دورتها في مكة المكرمة في ذي الحجة سنة 1390هـ، جاء فيه ما نصه: قرَّر المؤتمر استنكاره الشديد لمحاولة إخراج فيلم سينمائي يُمثَّل فيه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بأية صورة من الصور, أو كيفية من الكيفيات، كما يستنكر تمثيل الصحابة -رضوان الله عليهم-، ويناشد المؤتمر كلَّ الحكومات الإسلامية أن تقضي على هذه المحاولة في مهدها». «البحوث العلمية لهيئة كبار العلماء» (4/ 142).
وقد حاول بعضهم! قديماً أن يمشِّي هذا التمثيل الباطل لقصص الأنبياء, ويفتي بجوازه بحجة أنه وعظ مؤثِّر في عوامِّ النَّاس, فتصدَّى لهم جهبذ زمانه, وعالم عصره وأوانه الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله تعالى- (ت:1354هـ) صاحب مجلة «المنار» و «تفسير المنار».
قال الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: «وأما تمثيل قصص الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- فقد علَّلوه بأنه درس وعظ مؤثر، يعنون أنَّ كلَّ ما كان كذلك فهو جائز، وهذه الكلية المطوية ممنوعة، وتلك المقدمة الصريحة غير متعيِّنة، فإن هذه القصص قد توضع وضعاً منفِّراً، فلا تكون وعظاً مؤثراً، وإن من الوعظ المؤثر في النفوس ما يكون كلُّه أو بعضه باطلاً، وكذباً وبدعاً، أو مشتملاً على مفسدة أو ذريعة إليها، ويشترط في جواز الوعظ أن يكون حقًّا لا مفسدة فيه، ولا ذريعة إلى مفسدة.
وبناء على هذا الأصل ننظر في هذه المسألة من وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/105)
أحدها: أنَّ العرف الإسلامي العام يعدُّ تمثيل الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- إهانة لهم أو مزرياً بقدرهم، وممَّا أعهد من الوقائع في ذلك أن بعض النصارى كانوا أرادوا أن يمثِّلوا قصة يوسف -عليه السلام- في بعض المدن السورية فهاج المسلمون لذلك، وحاولوا منعهم بالقوة، ورفع الأمر إلى الآستانة، فصدرت إرادة السلطان عبد الحميد بمنع تمثيل القصة وأمثالها (1).
فإن قيل: إن بعض مسلمي مصر كأولئك المتعلِّمين القائلين بالجواز لا يعدُّون ذلك إهانة ولا إزراء، إذ لا يخفى على مسلم أن إهانة الأنبياء أو الإزراء بهم أقل ما يقال فيه: إنه من كبائر المعاصي، وقد يكون كفراً صريحاً ورِدَّةً عن الإسلام.
نقول: إنما العبرة في العرف بالجمهور الذي تربَّى على آداب الإسلام وأحكامه، لا بالأفراد القلائل ومَن غلبت عليهم التقاليد الإفرنجية حتى صاروا يفضلونها على الآداب الإسلامية ...
بل يغلب على ظني أن أكثر الناس يعدون تمثيل الأمراء والسلاطين، وكبار رجال العلم والدين، مما يزري بمقامهم، ويضع من قدرهم، وأنَّ أحداً من هؤلاء الكبراء لا يرضى لنفسه ذلك ...
الوجه الثاني: أن أكثر الممثلين لهذه القصص من سواد العامة، وأرقاهم في الصناعة؛ لا يرتقي إلى مقام الخاصة، فإن فرضنا أن جمهور أهل العرف لا يرون تمثيل الأنبياء إزراء بهم على إطلاقه، أفلا يعدون من الإزراء والإخلال بما يجب لهم من التعظيم: أن يسمى: (السي فلان) أو (الخواجة فلان) إبراهيم خليل الله، أو موسى كليم الله، أو عيسى روح الله، أو محمداً خاتم رسل الله؟ فيقال له في دار التمثيل: يا رسول الله! ما قولك في كذا. . .؟ فيقول: كذا. . . ولا يبعد بعد ذلك أن يخاطبه بعض الخلعاء بهذا اللقب في غير وقت التمثيل على سبيل الحكاية، أو من باب التهكم والزراية، كأن يراه بعضهم يرتكب إثماً، فيقول له: مدد يا رسول الله! ألا إن إباحة تمثيل هؤلاء الناس للأنبياء قد تؤدِّي إلى مثل هذا، وكفى به مانعاً لو لم يكن ثَمَّ غيره.
الوجه الثالث: تمثيل الرسول في حالة أو هيئة تزري بمقامه ولو في أنفس العوام، وذلك محظور، وإن كان تمثيلاً لشيء وقع.
مثل ذلك: أن يمثل بعض هؤلاء الممثلين المعروفين يوسف الصديق -عليه السلام- بهيئة بدويٍّ مملوك تراوده سيدته عن نفسه وتقدُّ قميصه من دبره، ثم يمثِّله مسجوناً مع المجرمين ...
فتمثيل أحوال الأنبياء وشؤونهم البشرية بصفة تعدُّ زراية عليهم، وازدراء بهم، أو مفضية إلى ضعف الإيمان والإخلال بالتعظيم المشروع؛ مفسدة من المفاسد التي يحظرها الشرع، فكيف إذا أضيف إليها كون التمثيل في حدِّ ذاته يعدُّ في العرف العام تنقيصاً أو إخلالاً ما بما يجب من التكريم وكون الممثلين من عوام الناس، وقد علمت ما في هذا وذاك.
الوجه الرابع: أن من خصائص القصص التمثيلية: الكذب، وأن الكذب على الأنبياء ليس كالكذب على غيرهم، ... فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد، فمن كذب علي متعمِّداً فليتبوّأ مقعده من النار». رواه الشيخان في الصحيحين وغيرهما من حديث سعيد بن زيد، ... والكذب عليهم يشمل ما يحكى عنهم من أقوال لم يقولوها، وما يسند إليهم من أعمال لم يعملوها.
فإن قيل: إنه يمكن وضع قصة لبعض الرسل يلتزم فيها الصدق في كلِّ ما يُحكى عنه، أو يسند إليه.
قلنا: إن النقل الذي يعتدُّ به عند المسلمين هو نقل الكتاب والسنة، ولا يوجد قصة من قصص الأنبياء في القرآن يمكن فيها ذلك إلا قصة يوسف، وكذا قصة موسى، وقصة سليمان مع ملكة سبأ، إذا جعل التطويل فيهن في غير الحكاية عنهم، والأولى هي التي يرغب فيها الممثلون، ويرجى أن يقبل على حضور تمثيلها الكثيرون، وفيها من النظر الخاص ما بيناه في الوجه الثالث، وأما السنة فليس في أخبارها المرفوعة ولا الموقوفة ما يبلغ أن يكون قصَّةً تصلح للتمثيل إلا وقائع السيرة المحمديَّة الشريفة، والعلماء بها لا يكاد أحد منهم يقدم على جمع طائفة منها وجعلها قصة تمثيلية.
وإذا فُتح هذا الباب، ووجد منهم مَن يدخله على سبيل النُّدور, لا يلبث أن يسبقه إليه كثير من الجاهلين بالسنة، المتقنين لوضع هذه القصص بالأسلوب الذي يرغب فيه الجمهور، فيضعون من قصص الأنبياء -المشتملة على الكذب- ما يكون أروج عند طلاب الكسب بالتمثيل، فيكون وضع الصحيح ذريعة إلى هذه المفسدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/106)
فعُلم من هذه الوجوه أن جواز تمثيل قصة رسول من رسل الله -عليهم السلام- يتوقَّف على اجتناب جميع ما ذُكر من المفاسد وذرائعها، بحيث يرى مَن يعتدُّ بمعرفتهم وعُرفهم من المسلمين أنه لا يُعَدُّ إزراءً بهم، ولا منافياً لما يجب من تعظيم قدرهم، صلوات الله وسلامه عليهم وعلى مَن اهتدى بهم». «مجلة المنار» (20/ 310) [بتصرف يسير].
وقد صدرت فتوى من اللجنة المختصة بالفتوى في (مجلة الأزهر) في عددها الصادر في رجب عام 1374هـ في حكم تمثيل الأنبياء, ومما جاء فيها: «هل يمكن تمثيل الأنبياء؟ لندع القصص المكذوبة على أنبياء الله جانباً، ولنفترض أن التمثيل لا يتناول إلا القصص الحقّ الذي قدَّمنا شذرات منه عاجلة، ثم نتساءل:
1ـ كيف يُمَثَّل آدمُ أبو البشر وزوجُه وهما يأكلان من الشجرة؟ وما هي هذه الشجرة؟ أهي شجرة الحنطة؟ أم هي شجرة التين؟ أم هي النخلة؟
وعلى أيِّ حال نمثلهما وقد طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة؟ وهل نمثِّل الله -تعالى- وقد ناداهما: ?أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ?؟! أو نترك تمثيله -تعالى- وهوركن في الرواية ركين؟! سبحانك سبحانك، نعوذ بك من سخطك ونقمتك ومن هذا الكفر المبين!
2ـ وكيف يُمَثَّل موسى وهو يناجي ربه؟ وكيف يُمَثَّل وقد وكز المصريَّ فقتله؟ بل كيف يُمَثَّل وقد أحاط به فرعون والسحرة، ورماه فرعون بأنه مهين، ولا يكاد يبين؟ وكيف تُمَثَّل العقدة التي طلب من الله أن يحلَّها من لسانه؟ وما مبلغ كفر النَّظّارة والممثلين إذا أفلتت -ولا بد أن تفلت- منهم فلتة مضحكة أو هازئة حينما يتمثلون الرسولَين وقد أخذ أحدُهما برأس الآخر وجرَّه إليه؟
وما مبلغ التبديل والتغيير لخلق الله الفطري ليطابق هذا الخلق الصناعي وقد عملت فيه أدوات الأصباغ والعلاج عملها؟
3ـ وكيف يُمَثَّل يوسف الصديق وقد همَّت به امرأة العزيز وهمَّ بها لولا أن رأى برهان ربه؟ وما تفسير الهمِّ في لغة الفن؟
4ـ وكيف يُمَثَّل أنبياء الله وأقوامهم يرمونهم بالسِّحر تارة، وبالكهانة والجنون تارة أخرى؟ بل كيفيُمَثَّلون حينما كانوا يرعون الغنم «وما من نبي إلا رعاها»؟ بل كيف يُمَثَّلون وقد آذاهم المشركون ولم يستحِ بعضهم أن يرمي القذر والنَّجس على خاتم النبيين وهو في الصلاة والكفار يتضاحكون؟ سيقول السفهاء من النظارة -وما أكثرهم- مقالة المستهزئين الكافرين من قبل: ?أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا?؟ وسيغضب فريق لأنبياء الله ورسله فيقاتلون السفهاء، وينتقمون منهم، وتقوم المعارك الدينية لا محالة ?وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ?.
لسنا بحاجة بعد هذا إلى بيان أن من قصص الأنبياء ما لا يستطاع تشخيصه، وأن ما يستطاع تشخيصه من قصصهم فهو تنقيص لهم، وزراية بهم، وحطٌّ من مقامهم، وانتهاك لحرماتهم وحرمات الله الذي اختارهم لرسالته, واصطفاهم لدعوته, لا ريب في ذلك كله ولا جدال.
وهذا كله في القَصص الحقِّ الذي قصَّه الله علينا ورسوله، وأما القصص الباطل -وما أكثره- فهو زور على زور، وكفر على كفر، وهو البلاء والطامة .. وما نظن أن أحداً يستطيع أن يجادل في هذه الحقائق الناصعة, وأكبر علمنا أن أول من يخضع لها ويؤمن بها هم أهل الفن أنفسهم، فإنهم أرهف حسًّا، وأشد إدراكاً لمقتضيات التمثيل وملابساته.
على أنا لو افترضنا محالاً، أو سلَّمنا جدلاً بأنَّ تمثيل الأنبياء لا نقيصة فيه ولا مهانة، فلن نستطيع بحال أن نتجاهل أنه ذريعة إلى اقتحام حمى الأنبياء وابتذالهم، وتعريضهم للسخرية والمهانة، فالنتيجة التي لا مناص منها ولا مفرَّ: أن تشخيص الأنبياء تنقيص لهم، أو ذريعة إلى هذا التنقيص لا محالة ...
إِنَّ حقًّا محتوماً علينا أن نُجِلَّ الأنبياء، وأن نُجِلَّ آل الأنبياء وأصحاب الأنبياء عن التمثيل والتشخيص، واحتراماً وإجلالاً للأنبياء أنفسهم؛ لأن حرمتَهم مستمدَّةٌ من حرمة الأنبياء، كما أن حرمة الأنبياء مستمدَّةٌ من حرمة الله -عز وجل-، وهذا بعض حقهم على الإنسانية جزاء ما صنعوا لها من جميل، وأدوا إليها من إحسان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/107)
وجملة القول: أن أنبياء الله -تعالى- ورسله معصومون بعصمة الله لهم من النقائص الخلقية والخلقية، وأن تمثيلهم تنقيص لهم، أو ذريعة إلى التنقيص لا محالة، وكلاهما مفسدة أو مؤدٍّ إلى المفسدة التي من شعبها إثارة العصبيات والفتن التي لا يعلم مداها إلا الله -تعالى- ...
وفي قصص الأنبياء كفاية [لمن أراد الحق, وقد قال -تعالى-]: ?لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ?. وأن العبرة لا تزال ماثلة في مواطنها، واضحة في معالمها، ينتفع بها في القرآن الكريم، وصادق الأخبار، ولو شئنا لأطلنا، ولكن في هذا بلاغاً.
النتيجة: من أجل ما قدمنا تقرر في إثبات واطمئنان أنه لا ينبغي ولا يحلُّ بحال أن يُشَخَّص الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- في المسرح، ولا على شاشة السينما.
10 من جمادى الآخرة سنة 1374 هـ الموافق 3 من فبراير سنة 1955م.
عبد اللطيف السبكي: مدير التفتيش وعضو جماعة كبار العلماء, طه محمد الساكت, حافظ محمد الليثي: من مفتشي العلوم الدينية والعربية, عبد الكريم جاويش». «البحوث العلمية لهيئة كبار العلماء» (4/ 157 - 163).
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- فتوى جاء فيها:
«تمثيل الصحابة أو أحد منهم ممنوع؛ لما فيه من الامتهان لهم والاستخفاف بهم وتعريضهم للنيل منهم، وإن ظن فيه مصلحة فما يؤدي إليه من المفاسد أرجح، وما كانت مفسدته أرجح فهو ممنوع، وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء في منع ذلك». «فتاوى اللجنة الدائمة» (1/ 712).
قلت: وهذا في حق الصحابة الغر الميامين! فما بالك بالأنبياء والمرسلين؟!
ومن العلماء المعاصرين الذين أفتوا بحرمة التمثيل:
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز, الشيخ محمد ناصر الدين الألباني, الشيخ محمد بن صالح العثيمين, الشيخ عبد الرزاق عفيفى, الشيخ حماد الأنصاري, الشيخ مقبل بن هادي الوادعي, الشيخ عبد الله الدويش, الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود, الشيخ حمود بن عبد الله التويجري, الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمهم الله-, الشيخ عبد المحسن العباد, الشيخ صالح بن فوزان الفوزان, الشيخ ربيع بن هادي المدخلي, الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم -حفظهم الله-, وغيرهم.
* * * * *
وبعد:
مسلسل قصة يوسف وما اشتمل عليه من أفعال شنيعات محرَّمات ومحظورات منكرات:
ومما جاء في هذا المسلسل الذي فيه أعظم الإساءة لخير خلق الله: (أنبياء الله ورسله) من منكرات جليَّات, ومخالفات واضحات, لا يقرُّها إلا رديّ, ولا يرضاها مسلم سويّ:
1ـ ظهور أشخاص الأنبياء: (يعقوب ويوسف -عليهما السلام-)!
بل ويظهرونهما في صورة ممتهنة, كراعِ غنم, وعبدٍ مملوك, وفي نهاية المسلسل عندما يلتقي الأب بابنه! يركضان وهما يصرخان, ويسقطان أرضاً مراراً, ويتدحرج يعقوب -عليه السلام- عدة مرات, ثم يتعانقان ويبكيان طويلاً في مشهد مؤثِّر لمن خلا قلبه من المحبة الحقيقية لهما.
والذي مثَّل دور نبي الله يوسف (كما في مقابلة له على قناة الكوثر الشيعيَّة) هو أحد فسَّاق السينما الفارسية في إيران واسمه: (مصطفى زماني) من مواليد (عام: 1982م) في مدينة (فريدون كنار) , وهو طالب في إحدى الجامعات الإيرانية, وقد تم اختياره من بين (3000) متقدِّم لهذا الدور, (عام 2004م) وكان شرطهم أن يكون ظهوره لأول مرة, ووقع عليه الاختيار -بالطبع- لوسامته! وجماله! وأناقته! وكونه متلقياً دورة في الفروسية, ودورة في الرياضة وكمال الأجسام ليناسب الدور!
ثمَّ إنَّ هذا الممثل اختير لتمثيل دور البطل بعدها في فيلم سينمائي اسمه: (آل)!! مع امرأة متبرجة هي البطلة في الفيلم.
وقد كان الذي مثَّل الدَّور وهو صغير: ممثل إيراني آخر اسمه (حسين جعفري) , وله لقاء على (قناة المنار) الشيعيَّة.
فأقول: نراهم يتورَّعون عن تمثيل نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- في مثل هذه الأدوار! ويعظِّمون بزعمهم جنابه الشريف! وها هم يجوِّزون امتهان هؤلاء الأنبياء, وتقمص شخصياتهم! فما هذا التفريق؟ وأين هم من قوله -تعالى-: ?لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ?. [البقرة:285]؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/108)
بل إن الرافضة في تمثيلهم لا يصوِّرون وجه علي -رضي الله عنه- فضلاً عن نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-, وهذا يؤكِّد أن عليًّا عندهم أعظم من الأنبياء, بل هو عندهم من فروع الربوبية!! وهو الذي يخلق!! ويُدخِل الجنَّة والنار!!
2ـ ظهور أشخاص الملائكة: (جبريل, وملك الموت -عليهما السلام-)!
لم يكتفِ الروافض بتمثيل أنبياء الله يوسف يعقوب -عليهما السلام-! بل تجاوزوا تمثيل البشرإلى تمثيل الملائكة -أيضاً-, فقام أحد ممثليهم ممن الله أعلم بحاله ومعاصيه! بتمثيل دور جبريل -عليه السلام-! وأطلقوا عليه: رسول الله الأحد! وقام رجل ثانٍ بتقمُّص شخصية ملك الموت -عليه السلام-! وأسمَوه كما في الإسرائيليات: (عزرائيل) وهو اسم لا أصل له في الكتاب والسنة, والذي ظهر في المسلسل فجأة ليخبر يعقوب بأن ابنه يوسف ما زال حيًّا ثم عاد واختفى فجأة.
فأحسن الله عزاء المسلمين بهم, وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
لم يبقَ إلا أن يأتوا بصوت وصورة ويقولوا: هذا صوت الله, وهذه صورة ربِّ العزة -تعالى الله عن إفكهم وضلالهم علوًّا كبيراً-.
3ـ التوسُّل بآل البيت ومحاولة نشر عقيدة الشيعة في الأئمة:
وهذا من صُلب عقيدة الشيعة التي يحاولون تشويه عقيدة أهل السنة بها وبإدخالها عليهم, فهم دائمو الدندنة بقضية الولاية, فهم يحاولون تقرير عقيدة ولاية الأئمة عندهم كلما سنحت لهم الفرصة, وأنها أفضل من النبوة, كقول يعقوب ليوسف حين سجد له هو وأبناؤه ورفضه تقبيل يوسف يده قائلاً: أنت لك الولاية على أبيك! أي: أنها أعظم من النبوة بدرجات.
وهذا يذكرنا بقول بعض ضُلال الصوفية وهو ابن عربي في «فصوصه»:
مَقَامُ النُّبُوَّةِ فِي بَرْزَخٍ ... فُوَيْقَ الرَّسُولِ وَدُونَ الْوَلِيّ
وانظر لذلك: «مجموع فتاوى ابن تيمية» (2/ 221) , و (4/ 171) , و (11/ 226) , و (12/ 399).
وكما في المقطع الذي لم تتم دبلجته في المسلسل من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية, عندما قال له من يمثل دور جبريل!: «كم أصبعاً في يديك؟ وكم خيطاً لديك؟ فقال: خمسة أصابع, وأربعة عشر خيطاً. فقال: توسَّل بهم, وسيُكتشف هذا الرمز عند ظهور آخر الأنبياء, ورمز الوجود يكمن في هذين الرقمين, توسَّل بهما وستجد النجاة والراحة».
طبعاً والمقصود بهذين الرقمين:
الرقم (5): (النبي, وفاطمة, وعلي, والحسن, والحسين).
والرقم (14): (الأئمة الاثنا عشر المعصومون, والنبي, وفاطمة).
والله المستعان ..
ومن الأدلة على محاولة نشر عقيدة الشيعة -أيضاً- في هذا المسلسل؛ ما اعترف به ممثل دور يوسف -عليه السلام- (مصطفى زماني) في المقابلة التي أجريت معه في قناة (الكوثر) الشيعية عن المقارنة بين يوسف والمهدي, وأن انتظار يعقوب لابنه يشبه انتظار الشيعة لمهديهم, وأنهم سيرونه لا محالة ولو بعد حين, كما رأى يعقوب ابنه بعد طول انتظار!
4ـ إظهار يوسف -عليه السلام- بمنظر مَهين في عدة مواضع:
وذلك بضرب إخوته له وإدماء وجهه, ورميه في البئر, وصفع امرأة العزيز له على وجهه عندما رفض طاعتها في المعصية, وغير ذلك ..
وهذا كلُّه من الكذب على الأنبياء والمرسلين, ومن المعلوم الكذب عليهم ليس ككذب على أحد من الناس! وهذا غير مستغرب من هؤلاء! كيف لا والشيعة أكذب الملل والطوائف على مرِّ التاريخ.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: «وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف, والكذب فيهم قديم, ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب.
قال أبو حاتم الرازي: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: قال أشهب بن عبد العزيز: سئل مالك عن الرافضة؟ فقال: لا تكلِّمهم, ولا تروِ عنهم؛ فإنهم يكذبون. وقال أبو حاتم: حدثنا حرملة قال: سمعت الشافعيَّ يقول: لم أرَ أحداً أشهد بالزور من الرافضة. وقال مؤمِّل بن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: يكتب عن كل صاحب بدعة -إذا لم يكن داعية- إلا الرافضة فإنهم يكذبون».اهـ «منهاج السنة النبوية» (1/ 26).
5ـ تمثيل أدوار الكفرة والمشركين, والتَّلفُّظ بأقوالهم وكفريَّاتهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/109)
وذلك بقيام بعض الممثلين -الذين ربما مثَّلوا في مسلسل آخر دور نبي أو صحابي أو رجل صالح- بتقمُّص شخصية كافر أو مشرك معروف: يعظِّم آلهتهم الباطلة ويمجِّدها, ويعادي الدين, ويسبُّ الله والأنبياء والإسلام, ويسجد للأصنام, كمن كانوا يعبدون الآلهة! (عشتار) في أوائل الحلقات, ثم الذين كانوا يعبدون الآلهة! (أمون) في آخر المسلسل, وغيرهم ..
«ويحصل ذلك عندما يمثل الرجل دور أحد الكفرة؛ فيحاكي أفعاله و يتلفظ بأقواله، وهو مجتهد في إتقان ذلك متفاعل فيه، كما حصل لبعضهم حين مثَّل نفسه من أهل الجاهلية، فسجد للقبر، بمشهد من الناس, وكما حصل لآخر حينما مثل دور رئيس دولة كافر، فسبَّ الإسلام وصرَّح بخطره على الحضارة، وتناول من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, كل ذلك وقع بحضرة ملأ من الناس, وأمثاله كثير.
ولا شكَّ أن هذا العمل كفر مخرج من دين الإسلام، علي أيِّ وجه قام به «الممثل».
قال -تعالى-: ? .. وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .. ? [التوبة:64 - 65].
.. قال الإمام أبو بكر الجصاص على هذه الآية: «فيه الدلالة على أن اللاعب والجاد سواء في إظهار كلمة الكفر على غير وجه الإكراه؛ لأن هؤلاء المنافقين ذكروا أنهم قالوا ما قالوه لعباً، فأخبر الله عن كفرهم باللعب ذلك .. إلى أن قال: فأخبر أن هذا القول كفر منهم على أي وجه قالوه من جِدٍّ أو هزل، فدلَّ على استواء حكم الجادِّ والهازل في إظهار كلمة الكفر». «أحكام القرآن» (3/ 142).
وقال الإمام أبو بكر بن العربي على هذه الآية: «لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جدًّا أو هزلاً، وهو -كيفما كان- كفر؛ فإن الهزل بالكفر كفر, لا خلاف فيه بين الأمة .. إلخ». اهـ من «أحكام القرآن».
وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في آخر «نواقض الإسلام»: «ولا فرق في جميع هذه النواقص بين الهازل, والجاد، والخائف، إلا المكره, وكلها من أعظم ما يكون خطراً، وأكثر ما يكون وقوعاً؛ فينبغي للمسلم أن يحذرها، ويخاف على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه» ..
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله في شرحه لكتاب «التوحيد»: «أي أنه يكفر بذلك، لاستخفافه بجانب الربوبية والرسالة، وذلك منافٍ للتوحيد.
ولهذا أجمع العلماء على كفر من فعل شيئاً من ذلك، فمن استهزأ بالله، أو بكتابه, أو برسله, أو بدينه كفر، ولو هازلاً لم يقصد حقيقته الاستهزاء إجماعاً».اهـ
فتبين من كلام هؤلاء العلماء وحكاياتهم الإجماع: أن من تلفظ بكلمة الكفر -ولو هازلاً-؛ فهو كافر, فما هو حال العامل بالكفر هزلاً؟
قال العلامة بن حجر الهيتمي -عفا الله عنه-: «وقد أجمع السلف والخلف على حكايات مقالات الكفرة والملحدين في كتبهم ومجالسهم، لبيانها وردها.
وإن كان على وجه الحكايات والأسمار، والظرف وأحاديث الناس، ومقالاتهم في الغث والسمين, وهو الكلام الجامع لاختلاف الدلالات: حسناً وقبحاً؛ إذ الغث: الهزيل، ونوادر السخفاء، والخوض في قيل وقال، وما لا يعني, فكلُّ هذا ممنوع منه، وبعضه أشد في المنع والعقوبة من بعض.
وقد سأل رجل مالكاً عمَّن يقول: القرآن مخلوق؟ فقال مالك: كفر, اقتلوه.
فقال: إنما سمعته عن غيري. فقال مالك: إنما سمعناه منك».اهـ «الإعلام بقواطع الإسلام» (2/ 385).
وقد جاءت أحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التحذير من الحلف بملةٍ غير ملة الإسلام, سواء كان الحالف كاذباً أو صادقاً.
ففي الصحيحين- وغيرهما- عن ثابت بن الضحاك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من حلف بغير ملة الإسلام فهو كما قال» الحديث.
وفي سنن النسائي عن بريدة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال: إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذباً فهو كما قال، وإن كان صادقاً لم يعد إلى الإسلام سالماً».
صححه النسائي كما في «فتح الباري» (10/ 539)». «إيقاف النبيل» (ص67 - 70) [بتصرف].
6ـ مخالفة ظاهر القرآن بتحريفهم بعض تفاصيل القصَّة, والنقل عن الإسرائيليات واعتمادها بدل صحيح السنة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/110)
قال الشيخ ابن سعدي -رحمه الله- في أول تفسيره لسورة يوسف: «واعلم أن الله ذكر أنه يقصُّ على رسوله أحسن القصص في هذا الكتاب، ثم ذكر هذه القصة وبسطها، وذكر ما جرى فيها، فعلم بذلك أنها قصة تامة كاملة حسنة، فمن أراد أن يكملها أو يحسنها بما يذكر في الإسرائيليات التي لا يعرف لها سند ولا ناقل وأغلبها كذب، فهو مستدرك على الله، ومكمل لشيء يزعم أنه ناقص، وحسبك بأمر ينتهي إلى هذا الحد قبحاً، فإنَّ تضاعيف هذه السورة قد ملئت في كثير من التفاسير، من الأكاذيب والأمور الشنيعة المناقضة لما قصَّه الله تعالى بشيء كثير.
فعلى العبد أن يفهم عن الله ما قصَّه، ويدع ما سوى ذلك مما ليس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ينقل».اهـ
قلت: مثال ذلك: في قوله -تعالى-: ?وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ? بيان أن أباه وأمه قد عاشا إلى نهاية الأحداث التي جرت معه كما هو ظاهر القرآن, ولكن الشيعة هنا مجاراة ومشابهة لليهود جعلوها في هذا المسلسل تموت وهو طفل صغير.
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: «قيل: كانت أمه قد ماتت كما هو عند علماء التوراة.
وقال بعض المفسرين: فأحياها الله -تعالى-, وقال آخرون: بل كانت خالته ليا والخالة بمنزلة الأم.
وقال ابن جرير وآخرون: بل ظاهر القرآن يقتضي بقاء حياة أمه إلى يومئذ, فلا يعوَّل على نقل أهل الكتاب فيما خالفه. وهذا قوي والله أعلم». «البداية والنهاية» (1/ 251).
ومن ذلك زواجه -عليه السلام- من امرأة العزيز, وعودتها شابَّة بعدما شاخت وكبرت! وردُّه بصرها عليها بعدما عميت! وهذا كلُّه محض إسرائيليات لا تقابَل بالتَّسليم عند أولي العقل السليم.
ومن المعلوم أنَّ أخبار نبي الله يوسف -عليه السلام- لا مجال لمعرفتها إلا بنصوص الوحي, أو عن طريق الإسرائيليات, ولا شكَّ أن أكثر نصّ المسلسل مستقىً من الأخيرة, ومن عقليّة المخرج أو المؤلف للسيناريو! اللَّذَين لا يصلحان أن يعتمد عليهما في معرفة الغيوب.
7ـ الآثار السَّلبيَّة لهذا المسلسل على المشاهدين:
وذلك في بقاء صورة هذا الممثِّل ملتصقةً باسم هذا النبيِّ أو ذاك المَلَك وعالقةً في ذهن المشاهد, فإذا ذكر نبيُّ الله يوسف بعد ذلك, أو مرَّ اسمه على سمع من شاهد المسلسل, أو قرأ السورة في القرآن, أوَّل ما يتبادر في الذهن الممثِّل الإيراني الرافضي الذي شاهده! وكفى بذلك تنقُّصاً وازدراءً لشخص هذا النَّبيِّ من جهة, ومسخاً لعقل وتصوُّر المشاهد المسلم من جهة أخرى.
ثم ما هي الآثار الإيجابية لهذا المسلسل في نصرة الإسلام والمسلمين؟!
وما النَّصر الذي حقَّقه في رفع راية الدين؟!
وهل رأينا الناس -على إثره- يدخلون في دين الله أفواجاً؟!!!
بل إنهم يَصدُق عليهم -تماماً- كلمة شيخ الإسلام -رحمه الله-في حقِّ أمثالهم-: «لا للإسلام نصروا, ولا لعدوِّه كسروا؛ بل كان ما ابتدعوه مما أفسدوا به حقيقة الإسلام على من اتَّبعهم؛ فأفسدوا عقله ودينه, واعتدوا به على من نازعهم من المسلمين, وفتحوا لعدوِّ الإسلام باباً إلى مقصوده». «مجموع الفتاوى» (5/ 544).
بل وجدتُ أَنَّ تمثيل هذا الممثل لدور يوسف -عليه السلام- أثر على شخصه هو أيضاً, فقد صرَّح في مقابلته -المذكورة سابقاً-: أنه صار يخالجه اعتقاد مواقف النبوة, ويحسُّ إحساساً غريباً أنه يخرج عن طوره الذي هو فيه, فلربما كان ذلك يشبه الإحساس بنبوته, واستشعاره المواقف التي مرَّ بها نبي الله يوسف, وبكائه عند كل موقف!
وكذلك ذكر قضية العشق الإلهي والفناء في حب الله!!
فهذا من نتائج وثمرات هذا المسلسل على الممثل نفسه, وربما شاركه غيره من الممثلين بما ذكر, فكيف بملايين المشاهدين أيضاً؟! ما هو الشعور الذي يخالجهم عند مشاهدة المسلسل؟ ربما تأتي لحظات على المشاهد وهو يعتقد أن من يراهم من ممثلين فسقة هم حقاً الأنبياء, والملائكة, والصالحون, وكفى بذلك تشويهاً, وتغييراً لتصور المسلمين, واعتقادهم.
8ـ تمثيل النساء وظهور العورات:
وهذا أمر لا بد منه في مسلسلهم حتى يكون له تأثير, ويلقى رواجاً عند عامة الناس, ومن استحلَّ تمثيل الأنبياء والملائكة, فغير مستغرب منه أن يستحلَّ تمثيل النساء, ليَظهرن بمفاتنهن أمام الناس على الشاشات.
9ـ أصوات الموسيقى والمعازف في المسلسل:
ولا شكَّ أن المعازف محرَّمة في شرعنا الحنيف باتفاق الأئمة الأربعة وغيرهم من علماء الإسلام, حتى ولو كانت معازف دينيَّة! -كما يقولون اليوم-!
وما خفي كان أعظم ...
* الخلاصة:
يحرم تمثيل الأنبياء -عليهم السلام- بحال من الأحوال, ويجب على المسلمين -كل المسلمين- احترام أشخاص أنبياء الله ورسله, وعدم انتقاصهم, أو التقليل من قدرهم, فذلك كفر دون شك, وتمثيل أشخاصهم من قبل بعض فُسَّاق الممثلين هو أحد أبواب الانتقاص والإهانة لهم, ومن هؤلاء الأنبياء الذين انتُقِص من قدرهم؛ نبي الله يوسف -عليه السلام-, وذلك في تمثيل الشيعة إياه في مسلسلهم الذي فتنوا به الناس, ومعه والده يعقوب -عليه السلام-, إضافة إلى تمثيل الملكَين: جبريل وملك الموت -عليهما السلام-, وغير ذلك من المنكرات, ولا شكَّ أن الرضى بذلك أو مشاهدته يعتبر إعانةً لهم على الضلال, وفاعل ذلك يعرض دينه وعقيدته لخطر عظيم, خاصّةً وأن الروافض يحاولون تمرير بعض عقائدهم وإثباتها في هذا المسلسل التَّضليلي بشكل واضح.
وعليه؛ فيحرم مشاهدة هذا المسلسل, أو شراؤه, أو اقتناؤه, أو عرضه وبثُّه لعوام النَّاس, صيانةً لجناب الأنبياء, وحمايةً لحمى الدين, وتعظيماً لرب العالمين.
والله -تعالى- أعلى وأعلم ..
والحمد لله رب العالمين
* * * * *
ــــــــــــــــــــــ
(1) قلت: وهذا كان قبل أكثر من (مئة عام)! وكان ضرر تلك المسرحية حينئذٍ لا يبرح مكان تمثيلها لمن أتى على رجليه ليشاهدها, لعدم انتشار وسائل الإعلام كما نراها اليوم, فأصبحت هذه المسلسلات والتمثيليَّات تدخل كلَّ بيت مدر ووبر, فأين مثل هذه الغيرة -اليوم- على عقيدة المسلمين من أن تمسَّها أيدي التَّخريب بتمثيل وبثِّ أمثال هذا المسلسل؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/111)
ـ[أم محمد]ــــــــ[26 - 08 - 10, 06:02 ص]ـ
بارك الله فيمن كتب و من نقل و اسال الله ان يثبنا و جميع المسلمين على الحق و يهدينا سبيل الرشاد فما أكثر الشهوات التي حفت بها النار و ما أحوج المسلمين اليوم لمن يذكرهم بالصراط المستقيم؛
فاللهم اهدنا فيمن هديت و عافنا فيمن عافيت و تولنا فيمن توليت و بارك لنا فيما أعطيت و قنا برحمتك و اصرف عنا شر ما قضيت فإنك تقضي بالحق سبحانك و لا يقضى عليك
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[31 - 10 - 10, 09:11 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على هذا الموضوع الطيب .......... ولي رجاء خارج عن الموضوع ....
لعلك تصلح من الخط المستخدم في الموقع المعلن عنه فالتصاليب واضحة فيه جداً!! .. والله المستعان
ـ[القرشي]ــــــــ[19 - 11 - 10, 01:40 م]ـ
جزاكم الله خيراً(131/112)
(الأربعائية في الرحلة الفوزانية) كتبها الشيخ عبدالعزيز السدحان وفقه الله
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 06:48 ص]ـ
الأربعائية في الرحلة الفوزانية
فهذه خلاصة رحلة مع الشيخ الدكتور صالح الفوزان حفظه الله
وكانت الرحلة إلى مدينة الدوادمي
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 07:23 ص]ـ
باركَ اللهُ فيكَ، فتحتها، ولم أسطِع إغلاقها حتى أتممتها، فلكَ الشُّكرُ.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 07:52 ص]ـ
باركَ اللهُ فيكَ، فتحتها، ولم أسطِع إغلاقها حتى أتممتها، فلكَ الشُّكرُ.
وفيك بارك الله
ـ[أم زينب]ــــــــ[26 - 08 - 10, 08:34 ص]ـ
بارك الله في الشيخ الفوزان ومرافقيه ... وكما جمعهم في هذه الرحلة أسأله سبحانه أن يجمعهم في الجنة.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 06:12 م]ـ
بارك الله في الشيخ الفوزان ومرافقيه ... وكما جمعهم في هذه الرحلة أسأله سبحانه أن يجمعهم في الجنة.
آمين
ـ[معاذ الصالح]ــــــــ[26 - 08 - 10, 07:10 م]ـ
باركَ اللهُ فيكَ، فتحتها، ولم أسطِع إغلاقها حتى أتممتها، فلكَ الشُّكرُ.
ـ[أبو المنذر أحمد]ــــــــ[26 - 08 - 10, 07:30 م]ـ
هكذا هي مجالس العلماء الربانيين ورحلاتهم
وكم تأثرت لقوله الشباب بحاجة الى تهذيب
لله ذكر من ناصح امين
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:30 ص]ـ
جزاك الله خير
أمتعتنا وأفدتنا وتعرفنا على الشيخ صالح عن قرب
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[27 - 08 - 10, 04:17 ص]ـ
باركَ اللهُ فيكَ، فتحتها، ولم أسطِع إغلاقها حتى أتممتها، فلكَ الشُّكرُ.
وأنا كذلك
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[27 - 08 - 10, 05:34 ص]ـ
الشيخ صالح الفوزان هو من البقية الباقية
وهو مظلوم إعلامياً وشهرة , ويستحق أن يكتب عنه ترجمة موسعة , لم أطلع على من كتب مواقف معه حفظه الله ورعاه.
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[27 - 08 - 10, 08:06 ص]ـ
جزاك الله خير .... اخي ابا اسامه مايضر الشيخ الظلم الاعلامي او الشهره فانه لايبحث عنها والشيخ يكفى ان الله اراد به خير واصبح فقيه في الدين اسأل الله ان يثبت شيخنا صالح ويغفر له وللمسلمين
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 06:44 م]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[طلال المهنا]ــــــــ[08 - 09 - 10, 09:28 ص]ـ
وأنا كذلك
وأنا كذلك
ـ[ماجد المطرود]ــــــــ[08 - 09 - 10, 12:23 م]ـ
هنيئًا لهؤلاء بمثل هذه المجالس لما فيها من تربية وتهذيب ..
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 07:04 ص]ـ
للرفع
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 09 - 10, 01:51 م]ـ
بارك الله في الشيخ السدحان
وحفظ الله العلامة الفوزان
وليت الشيخ السدحان يخرج لنا شريطاً عن العلامة ابن غديان وابن قعود وغيرهما
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 09 - 10, 02:32 م]ـ
بارك الله في معالي الشيخ / صالح الفوزان ونفعنا بعلومه، وأسأل الله أن يجزي الشيخ عبدالعزيز السدحان على إتحافنا بمثل هذه الفوائد والدرر، وأن يجزي الأخ الفاضل / الدغيلبي على نقله وإرشاده.
ولا أدري هل أعجب من الفوائد أم أعجب من ذكاء الشيخ السدحان في اقتناصها وتقييدها واستجلابها من الشيخ الفوزان.
ولعل في هذا درس لنا في الحرص على التقييد حتى وإن ظننا أن الفائدة منه يسيرة .. سيجتمع عندنا خير كثير بمثل هذه التقييدات.
وليت الشيخ السدحان يخرج لنا شريطاً عن العلامة ابن غديان وابن قعود وغيرهما
تقبل الله منا ومنكم.
للشيخ السدحان حفظه الله محاضرة رائعة عن الشيخ ابن غديان رحمه الله تجدها هنا ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=101320&scholar_id=119).
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[11 - 09 - 10, 03:35 م]ـ
الشيخ المسيطير
جبتها على الجرح كما يقولون
التقييد والإستفادة ممن بقي من العلماء قبل أن تفقدهم الأمة
لا ندري هل تستمر حياة الرفاهية كما هي الآن أم يأتي علينا يوم نتمنى عالما يفتينا فلا نجد إلا من رحم الله (ولنا في العراق عبرة)
الإنترنت قربت البعيد وسهلت التواصل ولكنها مع هذا حرمتنا من الإجتهاد في الوصول للعلماء والجلوس بين يديهم فكيف نتعلم سمتهم وكيف يكون العالم قدوة لنا ونحن لم نجالسه ونستفيد من نصائحة الشخصية كما إستفاد هو من مشايخة
ليت شعري من للعوام إذا كان هذا حال طلبة العلم وماذا بعد
متى سنفيق من سكرتنا وننتفض لطلب العلم إنتفاضا يليق بما نحمل ونترك عنا الإتكالية
كأني بكل واحد يقول لعل فلانا كفاني والآخر يقول كذلك فتنتهي الأيام وتضيع الفرص ودين الله محفوظ باقي لكن إذا لم تحمله أنت سيستبدلك الله بمن هو خير منك يحمل دينه ويبلغه ويصبر على الأذى في سبيل الله
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 10:52 م]ـ
بارك الله في معالي الشيخ / صالح الفوزان ونفعنا بعلومه، وأسأل الله أن يجزي الشيخ عبدالعزيز السدحان على إتحافنا بمثل هذه الفوائد والدرر، وأن يجزي الأخ الفاضل / الدغيلبي على نقله وإرشاده.
آمين و إياك أخي الفاضل صاحب الدرر و الفوائد في هذا الملتقى (المسيطير)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/113)
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[30 - 09 - 10, 01:13 ص]ـ
الرحلة الثانية - الشيخ عبدالعزيز السدحان - مع معالي الشيخ صالح الفوزان إلى شقراء(131/114)
معنى اللام في قوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء ... الآيه)
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[26 - 08 - 10, 03:23 م]ـ
هل اللام للتمليك؟ فيكون معنى الآيه: إنما الصدقات ملك للفقراء ...
أم لبيان الحل؟ فيكون المعنى: إنما الصدقات تحل للفقراء ...
وهل يلزم من كونها للتمليك أن تستوعب فيها الأصناف الثمانية؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 04:03 م]ـ
اللام في الأصناف الأربعة الأول للتمليك ولا يشترط استيعاب الأصناف الثمانية.
راجع الشرح الممتع ففيه بحث ممتع.(131/115)
هل ورد أن الله تعالى يعجب أو يضحك لهذا الأمر؟
ـ[عبدالرحمن التميمي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 06:34 م]ـ
سلام عليكم
هل ورد أن الله تعالى يعجب أ يضحك لنوم المصلي وهو ساجد؟
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:03 ص]ـ
1.قال تعالى:"تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفَاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ*فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِي لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"
2.قال تعالى:" إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً"
3.قال تعالى:" وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأِدْبَارَ النُّجُومِ"
4.قال تعالى:" وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدَاً وَقِيَاماً"
5.قال تعالى:" كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُنَ"
6.قال تعالى:" الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ"
7.قال تعالى:" وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ"
8.قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِلُ * قُمِ اللَّيْلَ إلّا قَلِيلاً"
9.قال تعالى:" وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ طَوِيلاً"
وردحديث ضعيف
إن الله ليضحك إلى ثلاثة نفر: رجل قام في جوف الليل فأحسن الطهور ثم صلى ورجل نام وهو ساجد ورجل يحمي كتيبة منهزمة فهو على فرس جواد لو شاء أن يذهب لذهب
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - لصفحة أو الرقم: 2/ 446
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
وورد في كتاب الزهد للامام احمد بن جنبل 1/ 280مايلي
حدثنا عبد الله حدثني ابي حدثنا عبد الصمد حدثنا سلام قال سمعت الحسن يقول اذا نام العبد ساجدا باهى الله به الملائكة يقول انظروا الى عبدي يعبدني وروحه عندي وهو ساجد.
والله اعلم
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:10 ص]ـ
1 - إذا نام أحدكم وهو ساجد يباهي الله به الملائكة يقول انظروا إلى عبدي روحه عندي وهو ساجد لي
الراوي: الحسن البصري المحدث: ابن تيمية - المصدر: شرح العمدة (الطهارة) - لصفحة أو الرقم: 1/ 303
خلاصة حكم المحدث: [مرسل وله عاضد]
?
--------------------------------------------------------------------------------
2 - إذا نام العبد وهو ساجد يباهي الله به الملائكة يقول: انظروا إلى عبدي روحه عندي وهو ساجد لي
الراوي: الحسن البصري المحدث: محمد ابن عبدالهادي - المصدر: الصارم المنكي - لصفحة أو الرقم: 370
خلاصة حكم المحدث: مرسل
?
--------------------------------------------------------------------------------
3 - إذا نام العبد وهو ساجد يباهي الله به الملائكة، يقول: انظروا إلى عبدي روحه عندي، وهو ساجد لي
الراوي: الحسن البصري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: التلخيص الحبير - لصفحة أو الرقم: 1/ 183
خلاصة حكم المحدث: من مرسل الحسن وعن أبي سعيد معناه، وإسناده ضعيف
?
--------------------------------------------------------------------------------
4 - إذا نام العبد وهو ساجد يباهي الله به الملائكة يقول انظروا إلى عبدي روحه عندي وهو ساجد لي
الراوي: الحسن المحدث: العظيم آبادي - المصدر: غاية المقصود - لصفحة أو الرقم: 2/ 206
خلاصة حكم المحدث: مرسل
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[27 - 08 - 10, 08:11 ص]ـ
جزى الله خير السائل والمجيب .. لقد استفدت بارك الله فيكم(131/116)
من خصائص هذه العشر الأواخِرِمِنْ رمضانَ لابن عثيمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 06:42 م]ـ
من خصائص هذه العشر الأواخِرِمِنْ رمضانَ لابن عثيمين
الحمدُ لله المتفردِ بالجلالِ والبقاء، والعظمةِ والكبرياء، والعزِّ الَّذِي لا يُرام، أحمده على نَعمِهِ الجِسام، وأشكرهُ وأسألُه حفظَ نعمةِ الإِسلامِ، وأشْهَدُ أن لا إِله إِلاَّ الله وحدَه لاَ شريكَ لَهُ عَزَّ منْ اعتز به فلا يُضَام، وَذلَّ مَنْ تكبَّر عن طاعتِهِ ولَقِي الاثام، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه الَّذِي بَيَّنَ الحلالَ والحرام، صلَّى الله عليه وسلَّم تسليماً.
إخواني: لَقَدْ نَزَل بكم عشرُ رمضانَ الأخيرةُ، فيها الخيراتُ والأجورُ الكثيرة، فيها الفضائلُ المشهورةُ والخصائصُ المذكورةُ.
فمنْ خصائِصها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم كان يجتهدُ بالعملِ فيها أكثرَ مِن غيرها، ففي صحيح مسلم عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم كان يجتهدُ في العَشْرِ الأواخِرِ ما لا يجتهدُ في غيره. وفي الصحيحين عنها قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم إذا دخلَ العَشرُ شَدَّ مِئزره وأحيا ليلَه وأيقظ أهلَه. وفي المسند عنها قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يَخْلِطُ العِشْرين بصلاةٍ ونومٍ فإذا كان العشرُ شمَّر وشدَّ المِئزرَ.
ففي هذه الأحاديث دليلٌ على فضيلةِ هذه العشرِ، لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم كان يجتهدُ فيها أكثر مما يجتهدُ في غيرِهِا وهذا شاملٌ للاجتهادِ في جميع أنواع العبادةِ من صلاةٍ وقرآنٍ وذكرٍ وصدقةٍ وغيرِها؛ ولأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم كان يَشدُّ مئزرَه يعْني يعتزلُ نساءَه ليتفَرغَ للصلاةِ والذكرِ، ولأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم كان يُحْيي ليلَه بالقيامِ والقراءةِ والذكرِ بقلبه ولسانِه وجوارِحِه لِشَرفِ هذه الليالِي وطلباً لليلةِ الْقَدْرِ التي مَنْ قامها إيمانَاً واحتساباً غَفَرَ اللهُ له ما تقدمَ من ذنبه. وظاهِرُ هذا الحديثِ أنَّه صلى الله عليه وسلّم يُحْيِي الليلَ كلَّه في عبادةِ ربِّه مِنَ الذكرِ والقراءةِ والصلاةِ والاستعدادِ لذلِكَ والسحورِ وغيرها، وبهذا يحْصُلُ الجمْعُ بَيْنَه وبينَ مَا في صحيح مسلمٍ عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما أعْلَمُهُ صلى الله عليه وسلّم قَامَ ليلةً حتى الصباحِ، لأنَّ إحياءَ الليل الثَّابتَ في العشرِ يكونُ بالقيامِ وغيرِه مِنْ أنْواعِ العبادةِ والَّذِي نَفَتْه إحياءُ الليلِ بالقيامِ فَقَطْ. والله أَعلم.
وممَّا يدُلُّ على فَضيلةِ العشرِ من هذه الأحاديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم كان يُوقِظُ أهلَه فيها للصلاةِ والذكرِ حِرْصاً على اغتنام هذه الليالِي المباركةِ بِما هي جديرةٌ به من العبادةِ فإنَّها فرصةُ الْعُمرِ وغنيمةُ لمنْ وفَّقه الله عزَّ وجلَّ، فلا ينبغِي للمؤمن العاقلِ أنْ يُفَوِّت هذه الفرصةَ الثمينةَ على نفسِه وأهلِه فما هي إلاَّ ليَالٍ معدودةٌ ربَّمَا يدركُ الإِنسانُ فيها نفحةً من نَفَحَاتِ المَوْلَى فتكونُ سعادةً له في الدنيا والآخرةِ. وإنه لمِنَ الحرمانِ العظيمِ والخسارةِ الفادحةِ أنْ تَرى كثيراً مِنَ المسلمينَ يُمْضُونَ هذه الأوقاتَ الثمينة فيما لا ينفعُهم، يَسْهَرُونَ مُعْظَمَ الليلِ في اللَّهوِ الباطلِ، فإذا جاء وقتُ القيام نامُوا عنه وفوَّتُوا على أنفسهم خيراً كثيراً لعَلَّهُمْ لا يَدركونَه بعد عامِهم هَذَا أبَداً، وهذا من تلاعُبِ الشيطانِ بِهم ومَكْرهِ بهم وصَدِّهِ إياهُم عن سبيلِ الله وإغْوائِهِ لهم،
قال الله تعالى: {إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَنٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر: 42].
والعاقلُ لا يتخذُ الشيطانَ ولِيّاً من دَونِ الله مع عِلْمِهِ بَعَدَاوَتِهِ لَهُ فإنَّ ذَلِكَ مُنَافٍ للعقل والإِيمانِ.
قَالَ الله تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} [الكهف: 50]،
وقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/117)
ومن خصائص هذه العشر أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم كان يعْتَكِفُ فيهَا، والاعتكافُ: لُزُومُ المسجِد للتَّفَرُّغِ لطاعةِ الله عزَّ وجلَّ وهو من السنن الثابتة بكتاب الله وسنةِ رسولِه صلى الله عليه وسلّم،
قال الله عزَّ وجلَّ: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187]. وقد اعتكفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم واعتَكَفَ أصحابُه معه وبعْدَه، فَعَنْ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم اعتَكَفَ العشرَ الأوَّلَ من رمضانَ ثم اعتكف العشر الأوسْط ثم قال: «إني اعتكِفُ العشرَ الأوَّل الْتَمِسُ هذه الليلةَ، ثم أعْتكِفُ العشرَ الأوسطَ، ثم أُتِيْتُ فقيل لي: إنها في العشرِ الأواخرِ، فمن أحبَّ منكم أنْ يعتكِفَ فَلْيَعْتكفْ» (الحديث) رواه مسلم.
وفي الصحيحين عن عائشةَ رضي الله عنها قالتْ: كان النبي صلى الله عليه وسلّم يعتكفُ العشرَ الأواخرِ مِنْ رمضانَ حتى توفاه الله عزَّ وجلَّ. ثم اعتكف أزواجُه مِن بعدِه. وفي صحيح البخاريِّ عنها أيضاً قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يعتكفُ في كلِّ رمضانَ عشرةَ أيامٍ. فلما كان العامُ الذي قُبِضَ فيه اعتكفَ عشرين يوماً، وعن أنس رضي الله عنه قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يعتكِف العشرَ الأواخرَ مِن رمضانَ، فلم يعتكفْ عاماً، فلما كان العامُ المقبلُ اعتكفَ عشرينَ، رواه أحمد والترمذي وصححه. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم إذا أرادَ أن يعتكفَ صلَّى الفجرَ ثم دخل مَعْتَكَفَهُ فاستأذنَته عائشةُ، فإذِنَ لها، فضربتْ لها خِبَاءً، وسألت حفصة عائشةَ أنْ تستأذن لها، ففعلتْ، فضربتْ خِبَاءً، فلما رأتْ ذلك زينبُ أمَرَتْ بخباءٍ فضُرِبَ لها، فلما رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلّم الأخْبِيَة قال: «ما هَذا؟» قالوا: بناءُ عائشةَ وحفصةَ وزينبَ. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلّم: «آلبِرَّ أردْنَ بِهذا؟ انْزعُوها فلا أراها». فنزعَتْ وترَك الاعتكاف في رمضانَ حتى اعتكف في العشر الأول من شوَالٍ. مِنْ البخَاريِّ ومسلم في رواياتٍ. وقال الإِمامُ أحمدُ بنُ حنبلَ رحمه الله: لا أعْلَمُ عن أحدٍ من العلماءِ خلافاً أنَّ الاعتكافَ مَسْنونٌ.
والمقصود بالاعتكاف: انقطاعُ الإِنسانِ عن الناسِ لِيَتَفَرَّغَ لطاعةِ الله في مسجدٍ من مساجِده طلباً لفضْلِهِ وثوابِهِ وإدراكِ ليلة القَدْرِ، ولذلك ينْبغِي للمعتكفِ أنْ يشتغلَ بالذكرِ والقراءةِ والصلاةِ والعبادةِ، وأن يتَجنَّب ما لا يَعْنِيه من حديثِ الدنيَا ولا بأسَ أنْ يتحدثَ قليلاً بحديثٍ مباحٍ مع أهْلِه أو غيرهم لمصلحةٍ، لحديث صَفِيَّةَ أمِّ المؤمنينَ رضي الله عنها قالتْ: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم معتكفاً فأتَيْتُه أزورُه ليلاً فحدثتُه ثم قمتُ لأنْقَلِبَ (أي لأنصرفَ إلى بيتي) فقامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم معِي» (الحديث) متفق عليه.
ويحرُمُ على المعتكفِ الجِماعُ ومُقَدَّمَاتُه من التقبيلِ واللَّمسِ لشهوةٍ لقولِه تعالى: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} وأمَّا خُروجُه من المسجدِ فإنْ كان بِبَعْض بدنِه فلا بأسَ به لحديث عائشة رضي الله عنها قالتْ: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلّم يُخرجُ رأسَه مِنَ المسجِدِ وهو معتكفٌ فأغسله وأنا حائض»، رواه البخاري. وفي رواية: «كانت تَرجّل رأس النبيَّ صلى الله عليه وسلّم وهي حائضٌ وهو معتكف في المسجد وهي في حجرتها يناولها رأسه»،
وإن كان خروجه بجميع بدنه فهو ثلاثة أقسام:
الأوَّلُ: الخروجُ لأمرٍ لا بُدَّ منه طبعاً أوْ شرعاً كقضاءِ حاجةِ البولِ والغائِط والوضوءِ الواجبِ والغُسْلِ الواجِب لجنابَةٍ أوْ غيرها والأكلِ والشربِ فهذا جائزٌ إذا لم يُمْكنْ فعْلُهُ في المسجدِ فإنْ أمكنَ فِعُلُه في المسجدِ فلاَ. مثلُ أنْ يكونَ في المسجدِ حَمَّامٌ يمكنُه أنْ يقضيَ حاجتَه فيه وأن يغتسلَ فيه، أوْ يَكونَ له من يأتِيْهِ بالأكِل والشربِ
فلا يخرجُ حينئذٍ لعدمِ الحاجة إليه.
الثاني: الخروج لأمْر طاعةِ لا تجبُ عليهِ كعيادةِ مريضٍ وشهودِ جنازةٍ ونحو ذلك فلايفعله إلاَّ أنْ يشترطَ ذلك في ابتداءِ اعتكافِه مثل أن يكون عنده مريض يحب أن يعودَه أو يخشى من موته فيشترط في ابتداء اعتكافه خروجَه لِذَلِكَ فلا بأْسَ به.
الثالث: الخروجُ لأمْرٍ ينافي الاعتكافَ كالخروج للبيعِ والشراءِ وجماعِ أهْلِهِ ومباشرتِهم ونحو ذلك، فلا يفعله لا بشرطٍ ولا بغيرِ شرطٍ، لأنه يناقضُ الاعتكافَ وينافي المقصودَ منه.
ومن خصائِص هذه العشر أنَّ فيها ليلةَ الْقَدْرِ التي هي خيرٌ من ألفِ شهرٍ فاعْرفوا رحمكم الله لهذه العشر فَضْلَها ولا تضيِّعُوها، فوَقْتُها ثمينٌ وخيرُها ظاهِرٌ مبينٌ.
اللَّهُمَّ وفقْنَا لِمَا فيهِ صلاحُ دينِنا ودنيانَا، وأحْسِنْ عاقَبَتَنا وأكْرِمْ مثَوانا، واغفر لنَا ولوالِدِينَا ولجميع المسلمينَ برحمتِك يا أرحمَ الراحمينَ وصَلَّى الله وسلّم على نبيِّنا محمدٍّ وآلِهِ وصحبِه أجمعين.(131/118)
حكم إخراج الزكاة عروضا بدلاً من النقود؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 07:20 م]ـ
(مناسبة هذا هو مساندة إخواننا في باكستان، حيث أني سمعت أن الندوة العالمية تساهم بذلك ويسلمونها بأنفسهم، وهم محل ثقة)
http://islamqa.com/ar/ref/79337
إخراج الزكاة عروضا بدلا عن النقود
في السنوات الماضية جعل شهر رمضان بداية لإخراج الزكاة فكانت تخرج تموين للفقراء وأغراض ضرورية لهم .. هذا العام علمنا أن زكاة الأموال لا بد أن تكون نقدا توزع على مصارفها .. سؤالي من شقين: 1 - ما حكم إخراج الزكاة في الأعوام السابقة بشراء تموين وضروريات للفقراء ولم تكن نقداً؟ وهل نأثم بالجهل في ذلك؟ وماذا علينا حالياً؟ 2 - بعض بيوت الفقراء إذا سلمنا الزكاة نقدا فإن عائلها يأخذها ويحرم منها أهل البيت في شراء دخان أو دش أو سفريات فنضطر لشراء احتياجات البيت ولا تسلم نقدا .. حتى نضمن استفادة هذه الأسرة وسد حاجتها ... فما الحكم في ذلك؟
الحمد لله
أولا:
الأصل أن تخرج الزكاة من جنس المال المزكَّى، فزكاة النقود تخرج نقودا، وزكاة بهيمة الأنعام تُخرج منها، وزكاة الزروع تخرج زرعا، إلا زكاة التجارة فإنها تخرج من القيمة، ويجوز إخراجها من عروض التجارة، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (22449 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=22449&ln=ara)).
وقد اختلف العلماء في جواز إخراج الزكاة من غير جنس المال المزكَّى، وهو ما يعرف عند العلماء بإخراج القيمة من الزكاة، والراجح أنه لا يجوز إخراجها قيمة.
ولكن .. نظراً لقوة الخلاف في المسألة، فنرجو ألا يكون عليك حرج في إخراج القيمة في الأعوام الماضية، وعليك إخراجها من جنس المال المزكَّى في الأعوام القادمة.
ثانياً:
إذا كان الفقير سفيهاً لا يحسن التصرف في المال، فقد أجاز بعض العلماء إعطاءه الزكاة سلعاً عينيةً بدلاً من النقود، مراعاة لمصلحة الفقير، وسدّاً لحاجته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (25/ 82): " وأما إخراج القيمة في الزكاة والكفارة ونحو ذلك، فالمعروف من مذهب مالك والشافعي أنه لا يجوز، وعند أبي حنيفة يجوز، وأحمد رحمه الله قد منع القيمة في مواضع، وجوزها في مواضع، فمن أصحابه من أقر النص، ومنهم من جعلها على روايتين. والأظهر في هذا: أن إخراج القيمة لغير حاجة ولا مصلحة راجحة ممنوع منه. . . إلى أن قال رحمه الله:
" وأما إخراج القيمة للحاجة، أو المصلحة، أو العدل فلا بأس به، مثل أن يبيع ثمر بستانه أو زرعه بدراهم فهنا إخراج عشر الدراهم يجزئه ولا يكلف أن يشتري ثمرا أو حنطة إذ كان قد ساوى الفقراء بنفسه، وقد نص أحمد على جواز ذلك ... ومثل أن يكون المستحقون للزكاة طلبوا منه إعطاء القيمة لكونها أنفع فيعطيهم إياها " انتهى.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " ويجوز أيضا أن يخرج عن النقود عروضا من الأقمشة والأطعمة وغيرها، إذا رأى المصلحة لأهل الزكاة في ذلك مع اعتبار القيمة، مثل أن يكون الفقير مجنونا أو ضعيف العقل أو سفيها أو قاصرا، فيخشى أن يتلاعب بالنقود، وتكون المصلحة له في إعطائه طعاما أو لباسا ينتفع به من زكاة النقود بقدر القيمة الواجبة، وهذا كله في أصح أقوال أهل العلم ". انتهى من "مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز" (14/ 253).
وسئل رحمه الله عن شراء مواد غذائية منوعة وعينية كالبطانيات والملابس وصرفها للجهات الإسلامية الفقيرة من الزكاة، خاصة في الحالات التي لا تتوفر فيها المواد الغذائية بأسعار معقولة في تلك البلدان.
فأجاب: " لا مانع من ذلك بعد التأكد من صرفها في المسلمين ". انتهى من "مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز" (14/ 246).
وسئلت الجنة الدائمة للإفتاء: نحب أن نستوضح من سماحتكم عن موضوع صرف مبالغ من الزكاة لشراء مواد غذائية منوعة وعينية كالبطانيات والملابس وصرفها لبعض الجهات الإسلامية الفقيرة مثل السودان وأفريقيا والمجاهدين الأفغان، خاصة في الحالات التي لا تتوفر المواد الغذائية بأسعار معقولة في تلك البلدان، أو تكاد تكون معدومة فيها كلية، وإن توفرت فيها فهي بأسعار مضاعفة عن الأسعار التي تصلهم بها لو أرسلت عيناً .. نرجو إفادتنا جزاكم الله خيراً بما ترونه حيال ذلك.
فأجابت: " إذا كان الأمر كما ذكر فإنه لا حرج في ذلك؛ مراعاة لمصلحة مستحقيها ". انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (9/ 433).
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد في القول والعمل.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب(131/119)
ما حكم الدم النازل من المرأة قبل الولادة؟
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 10:45 م]ـ
هل يعتبر هذا من دم النفاس وتترك المرأة الصلاة؟ ارجوا الإفادة عاجلا علي هذا الموضوع
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 11:28 م]ـ
س 22:إذا رأت الحامل دماً قبل الولادة بيوم أو يومين فهل تترك الصوم والصلاة من أجله أم ماذا؟
جـ: إذا رأت الحامل الدم قبل الولادة بيوم أو يومين ومعها طلق فإنه نفاس تترك من أجله الصلاة والصيام، وإذا لم يكن معه طلق فإنه دم فساد لا عبرة فيه ولا يمنعها من صيام ولا صلاة.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 08 - 10, 11:37 م]ـ
على خلاف، وأظن الإمام الألباني على عكس ذلك حيث لا يراها نفاسا حتى يخرج المولود لأن النفاس متعلق به، فإذا ماخرج فتأخذ حكم النفاس، وإذا لم يخرج لا تأخذ (طبعا مدارسة فقط لا غير)
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:15 ص]ـ
أبو الهمام البرقاوي
أبو البراء القصيمي
جزاكم الله خيرا
ونريد من الأخ أبو البراء القصيمي أين هذا الفتوي موجود للإمام الباني رحمه الله، لكي تتضح الأمور
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:35 ص]ـ
عندي كتاب (الفتاوى المهمة للألباني) صفحة 320 وهو جواب مختصرا جدا
السؤال:
ما حكم الدم الذي ينزل من المرأة قبل الوضع بفترة قصيرة، هل هو من دم النفاس أو أنها استحاضة؟
فأجاب الألباني:
هذه استحاضة، لأن دم النفاس ينزل بعد الولادة. انتهى
قال في حاشية الكتاب (الشريط الثامن من الفتاوى الإماراتيه)
.................
قلت ولقائل أن يقول هل قصد الشيخ مع الطلق وآلامه أم قبل ذلك؟
الله أعلم
لكن من خلال رده أنه لا نفاس إلا بعد الولادة كأنه يراه استحاضة حتى مع الطلق والآلام (مدارسة فقط لا غير) نفع الله بكم
وهذه فائدة تريحكم وهي إذا شككت بأمر فاستحضر الأصل، والأصل هو وجوب الصلاة والصيام حتى تتيقن أنه نفاس فإذا ترجح وغلب على ظنك أنه نفاس بالدليل والبرهان فخذ به وأنت مرتاح، لكن إن كنت لازلت شاكا مترددا فابقى على الأصل وهو الوجوب (لأن الأصل هو البقاء على الأصل حتى يرد الناقل) والله أعلم
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:45 ص]ـ
شكرا جزيلا علي النقل .. وجزاك الله احسن الجزاء
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:48 ص]ـ
وفي المسألة كلام قوي وللفائدة:
سؤال: امرأة جاءها دم أثناء الحمل قبل نفاسها بخمسة أيام في شهر رمضان، هل يكون دم حيض أو نفاس، وماذا يجب عليها؟
الجواب: إذا كان الأمر كما ذكر من رؤيتها الدم وهي حامل قبل الولادة بخمسةأيام، فإن لم تر علامة على قرب الوضع كالمخاض وهو الطلق فليس بدم حيض ولا نفاس، بل دم فساد على الصحيح، وعلى ذلك لا تترك العبادات بل تصوم وتصلى. وإن كان مع هذا الدم أمارة من أمارات قرب وضع الحمل من الطلق ونحوه فهو دم نفاس، تدع من أجله الصلاة والصوم، ثم إذا طهرت منه بعد الولادة قضت الصوم دون الصلاة. [اللجنة الدائمة]
النفاس هو الدم الخارج مع الولادة، أو قبلها بيومين أو ثلاثة، إذا كان معه أمارة على الولادة كالطلق.
قال في "كشاف القناع" (1/ 219): " ((فإن رأته) أي: الدم (قبله) أي: قبل خروج بعض الولد (بثلاثة أيام فأقل بأمارة) كتوجع (ف) هو (نفاس) كالخارج مع الولادة " انتهى.
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " بالنسبة للمرأة الحامل: قبل أن تضع بأيام وينزل منها دم أو ما أشبه ذلك، متى تسقط عنها الصلاة؟ ".
فأجاب بقوله:
" يقول العلماء: إن النفاس هو الدم الذي يحصل عند الولادة مع الطلق، فإذا أتاها الطلق قبل الولادة بيوم أو يومين فهي نفساء، وأما الدم الذي بلا طلق فليس بنفاس، حتى وإن كان في يوم وضعها، وإذا انقطع دم النفاس بعد الولادة بفترة: فمتى طهرت وجب عليها أن تتطهر وتصلي ولا تنتظر تمام المدة. ". انتهى من "الباب المفتوح" رقم (31/ 8).
فإذا شارفت المرأة على الولادة، وشعرت بألمها، ونزل عليها الدم، فهو دم نفاس، تترك معه الصلاة والصوم.
وإذ لم ينزل الدم، تصلي ولو انفتح الرحم وتستمر على ذلك حتى تلد.
والله أعلم.
...........................
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/120)
فإذا رجحت هذا القول وهو أنه نفاس إذا كان قرب الولادة فخذ به لأنه قول قوي في نظري ..
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 12:53 ص]ـ
وفي المسألة كلام قوي وللفائدة:
فإذا رجحت هذا القول وهو أنه نفاس إذا كان قرب الولادة فخذ به لأنه قول قوي في نظري ..
قد احسنت وكفيت وجزيت ان شاء الله، وفي نظري ايضا هذا قوي لمن قرب الولادة
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 01:00 ص]ـ
وهذه فائدة أخرى!!:
ماذا على المرأة عندما يأتيها ماء المخاض هل عليها الصلاة وقراءة القرآن من المصحف أم لا؟ وجزاكم الله عنا وعن جميع المسلمين خيراً ... وشكراً ..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمرأة الحامل إذا رأت ماء مجردا ولو كان مصحوبا بآلام الوضع فليس بنفاس، وحكمها حكم من به سلس بول تتوضأ لكل صلاة وتصلي وتصوم كسائر الطاهرات فيما يجب ويحل من العبادة؛ لأن هذا الماء لم يعلق به الشارع شيئا من الأحكام إلا الحدث.
أما إذا رأت مع الماء دماً أو رأت دماً فقط قبل الولادة، ففي هذه المسألة ثلاثة أقوال للعلماء:
الأول: أن هذا الدم دم فساد، حكمها فيه كحكم المستحاضة، وهذا مذهب الحنفية ومذهب الشافعية، قال في الهداية: والدم الذي تراه الحامل ابتداء أوحال ولادتها قبل خروج الولد استحاضة.
الثاني: أن هذا الدم دم نفاس وهو مذهب الحنابلة، قال في كشاف القناع: النفاس دم ترخيه الرحم مع ولادة وقبلها بيومين أو ثلاثة مع أمارة. ويعنون بالأمارة: ما يدل على الولادة كالطلق.
الثالث: أن هذا الدم حيض، وهو مذهب المالكية، قال العدوي في الحاشية معلقا على قول الشارح: النفاس: الدم الخارج لأجل الولادة، بعدها على الأصح، ومعها على قول الأكثر، وقبلها على قول مرجوح. والراجح أنه حيض.
وسبب الخلاف بين العلماء في هذه المسألة اختلافهم في تفسير النفاس، فعند الحنفية والشافعية هو الدم الخارج عقيب الولادة، أما الدم الخارج مع الولادة أو قبلها فهو دم فساد (استحاضة)، وحكمها فيه حكم الطاهرات, واستثنى الشافعية -كما تقدم- الدم المتصل بحيضها فهو حيض بناء على أن الحامل تحيض عندهم.
وأما عند الحنابلة: فالنفاس الدم الخارج بسبب الولادة.
وأما عند المالكية: فالنفاس الدم الخارج مع الولادة أو بعدها، أما ما خرج قبل الولادة فالراجح عندهم أنه حيض.
ولا يخفى أن الأحوط من هذه الأقوال هو أن هذا الدم الخارج قبل الولادة، دم فساد "استحاضة" فتعامل فيه المرأة معاملة المستحاضة تتوضأ لكل صلاة وتصلي، فإن عجزت تيممت وأومأت للصلاة، وكذلك تصوم إن استطاعت، والأحوط لها أن تقضي الصوم الواجب، ولها أن تقرأ القرآن، وحكمها حكم غيرها من الطاهرات حتى تشرع في الولادة الفعلية، وهذا لأن العبادة ثابتة في ذمتها بيقين، فلا تخرج عن هذا الأصل إلا بيقين يوجب لها ترك العبادة الواجبة.
والله أعلم.
المفتي ..... مركز الفتوى
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[27 - 08 - 10, 06:48 م]ـ
ما شاء الله
أحسنت يا أبا البراء بارك الله فيكم
وجزاك الله خيرا يا أبا الهمام ولكن من المفتي بارك الله فيك؟؟؟(131/121)
ثلاثةٌ يحبُّهم اللهُ عزّ وجلّ، ويضحكُ إليهم، ويستبشرُ بهم
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[26 - 08 - 10, 11:55 م]ـ
من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (ثلاثةٌ يحبُّهم اللهُ عزّ وجلّ، ويضحكُ إليهم، ويستبشرُ بهم: الذي إذا انكَشَفتْ فئةٌ؛ قاتلَ وراءَها بنفسِه لله عزّ وجلّ، فإمّا أنْ يُقتلَ، وإمّا أن يَنصُرَه اللهُ و يكفِيَه، فيقولُ اللهُ: انظرُوا إلى عبدِي كيف صَبَرَ لي نفسَه؟! والذي له امرأة حسناء، وفراش لين حسن، فيقوم من الليل، فيذر شهوتَه، فيذكُرني ويناجيني، ولو شاءَ رقَدَ! والذِي يكونُ في سَفَرٍ، وكانَ معَه ركْبٌ؛ فسهِرُوا و نصِبُوا ثمّ هَجَعُوا، فقامَ من السّحرِ في سرّاءَ أو ضرّاءَ)
رواه الحاكم في " المستدرك " (1/ 25)، والبيهقي في " الأسماء والصفات " (2/ 408) وحسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/3478).(131/122)
صلاتك ... حياتك
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 06:36 ص]ـ
قيمة كلِّ إنسان، بقيمة ما صنع في حياته، وإذا أردت أن تعرف أعظم شيءٍ يُفعل في الحياة، فابحث عن أعظم شيء في حياة أعظم رجل، وأيُّ حياة في تاريخ البشرية، هي أعظم من حياة محمّد صلى الله عليه وسلم؟ وهل أشرقت على البشرية شمس حياةٍ، أعظم من شمس حياته؟ ولقد كان أعظم شيء في حياته هي الصلاة، ولهذا قال: (جعلت قرة عيني في الصلاة).
ولاريب أنَّ حياةَ كلِّ إنسان بأسرها، هي في الحقيقة مجموع الساعات التي قضاها في الصلوات، وغيرها من أوقات الحياة لاقيمه له، إلاَّ ماكان تابعا لهذا الوقت، وثمرة من ثماره، ولهذا جاءت النصوص أنَّ كلَّ الأعمال الصالحة إنما هي ثمرات الصلاة، فلولا الصلاة ما انقادت الجوارح لعمل صالح، ولا اجتنبت العمل الطالح، ولهذا جاء في الحديث (أول مايحاسب به العبد يوم القيامه الصلاة، فإن صلحت صلح له عملُه، وإن فسدت فسد عملُه) روه الضياء المقدسي وغيره
ومن هنا كانت الصلوات لايكفّر الخطايا مثلها، كما قال تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إنَّ الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) وحديث: (أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لايبقى من درنه شيء، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهنَّ الخطايا) متفق عليه، وفي الحديث (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهنّ .. الحديث) متفق عليه
وما جُعل للوضوء ما جُعل من تكفير الذنوب، إلاَّ من أجل أنه مفتاح الصلاة، وما جُعلت خطوات المصلي إلى المسجد كفارةً لخطاياه، إلاَّ لأنها خطوات إلى الصلاة، كما في حديث مسلم: (ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يارسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد،وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط).
وقد ذكر ببعض العلماء أنَّ سبب كراهية النبيِّ صلى الله عليه وسلم السمر بعد العشاء، لأنَّ الصلوات إلى العشاء تكفّر خطايا اليوم، فكره أن يكونَ في حديثه بعد العشاء ما قد يدنّس النفس بالذنب قبل أن ينام، كذا أراد أن يعلّم أمته، وهو ـ بأبي وأمي ـ العبدُ الشكور، الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أتقى الناس، وأعبدهم لله، وأنزههم عن الخطايا.
ومما ورد عن السلف في فقه هذا المعنى: عن إبراهيم بن بشار قال سمعت سفيان يقول: (تكلمت بشيء بعد العشاء الآخرة فقلت ما ينبغي لي أن أنام على هذا، فقمت فتوضأت وصليت ركعتين، واستغفرت، وما قلت هذا لأزكي نفسي، ولكن ليعمل به بعضكم)
وعن القاسم بن أبي أيوب قال: (كان سعيد بن جبير يصلي بعد العشاء الآخرة أربع ركعات فأكلمه، وأنا معه في البيت فما يراجعني الكلام)
فصلاتك أيها العبد هي حياتُك، وينقص من فائدة حياتك بقدر ما أنقصت من صلاتك، ويُزاد من بركة حياتك بقدر ما تهتم بصلاتك، وما سوى ذلك تابع، والتابع تابع، فتمسك بهذه فإنها مفتاح التوفيق الأكبر.
وهذه هي الحقيقة الدينية العظمى التي تخفى على أغلب الناس، وهي بالنسبة للأمَّة كما هي بالنسبة للفرد سواء، فالأمَّة كلَّما أقامت الصلاة أُقيم لها أمرُها، والعكس بالعكس، ولهذا جاء الربط في النصوص بين إقامة النظام السياسي، وإقامة الصلاة، وعلَّق النبيُّ صلى الله عليه وسلم تغيير النظام بتركه إقامة الصلاة، والسبب أنَّه إذا أضاع الصلاة فهو لما سواها أضيع، وإذا أضاع الدين فلا قيمة لنظام يضيع الدين، والحال أنَّ الولايات السياسية برمتها لم تشرع في الإسلام إلاّ لإقامة الدين، فإذا ضّيّع الدين فقدت شرعيَّتها!
ولهذا أيضا جاء الربط بين وحدة الأمة وعنايتها في الصلاة، ومن هنا أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم ـ كما في حديث الجماعة ـ أن اختلاف المصلين في صفوفهم يثمر إختلافَ وجوههم، قال النووي: (معناه يوقع بينهم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب)، وفي الحديث أنه كان صلَّى الله عليه وسلم يسوّي صفوف الصحابة في الصلاة كأنما يسوّي به القداح، وذلك أنَّ أي اختلاف في الصدر الأول سيورث في الأمّة كلَّها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/123)
وكانت الخلفاء في التاريخ الإسلامي، يستهلُّون خلافتهم بالخطبة وإقامة الصلاة في الناس، ولم يزل المسلمون أوَّل ما يفعلونه في الأرض المفتوحة بناء المساجد لإقامة الصلاة، وذلك إلى عهد الفتوحات العثمانية التي بنت المساجد إلى وسط أوربا، وتراها اليوم كلّما توغلتَ من تركيا إلى يوغسلافيا السابقة، شاهدةً على حقيقة أنَّ عزّة الأمة كانت مرتبطة بعنايتها بإقامة المساجد للصلاة.
وما كان يمنع الجيوش الإسلامية عن غزو قرية أو مدينة، إلاّ سماع الأذان، كما هي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم،
وكان أوَّل شيء عمله صلى الله عليه وسلم في المدينة عندما هاجر إليها، بناء المساجد لإقامة الصلاة، ومن هنا انطلقت أوّل وأعظم دولة في الإسلام بركةً على العالمين، وكانت هي استجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام عند المسجد الحرام عندما بنى البيت العتيق أوَّل مسجد وُضع للناس، وهو الذي منْ تحته مُدَّت الأرض، ولهذا جعلت الأرض مسجداً وطهوراً للأمّة الكاملة أكثر الأمم صلاة وأتمها.
ولأن َّ تاريخ إنتشار حضارة الإسلام مرتبط بالمساجد، قال هؤلاء الأمريكيون المعارضون لبناء المسجد في نيويورك، أنَّ دلالته مأخوذة من تاريخ المسلمين، فقد كانوا يبنون المساجد في مواضع إنتصاراتهم!
وبهذا يتبيّن أنَّ الفرد، والأمّة، والنظام السياسي الذي به تتجلّى شخصيتها الحضارية، كلّها مرتبطة بالصلاة، فهي حياة الفرد، وهي حياة الأمّة، وهي حياة حضارتها.
فلا جرم إذن جُعلت عمود الدين، وجُعل تاركها كافرا، وجاءت بذلك الأحاديث الصحيحة الصريحة، ولا أصرح من هذه الآية القرآنية التي قال الله تعالى فيها: (فلا صدق ولاصلَّى، ولكن كذب وتولى).
ولهذا صارت الصلاة هي الفريضة الوحيدة التي لاتسقط بحال، وما سقطت عن الحائض إلاّ تعظيما لقدر الصلاة، حتى لاتفعل هذه العبادة العظيمة بغير طهارة،
ولهذا أيضا فهي لا يجوز أداؤُها إلاَّ بالطهارة الكاملة في المكان، واللباس، والجسد، ثم إنها العبادة الوحيدة التي يؤمر المصلي فيها ألاّ ينشغل بغيرها، بجوارحه وقلبه، فلا يفعل شيء سوى أفعال الصلاة، حتى ينتهى منها، وهذا بخلاف سائر العبادات.
ولاتكاد تقرأ صفحة من المصحف إلاّ وتجد فيها ذكر الصلاة، وعادة القرآن عندما يختصر الرسالة المحمدية يقول: (وما أمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلوة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)، ويقول (فإن تابوا وأقاموا الصلوة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم) ونظائرها،
وعندما تأتي أعظم مقامات الإتصال بين الله تعالى ورسله وهو كلامه سبحانه، يأمرهم بالصلاة في ذلك المقام، كما قال لموسى عليه السلام: (فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري)
وكذلك نبيُّنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عندما سمع كلام ربِّه من وراء الحجاب ليلة المعراج، فأمره بالصلاة، ولم يجعلها وحيا ينزل به جبريل عليه السلام، بل استدعى محمداً صلى الله عليه وسلم إلى العرش المجيد، وأوقفه وراء الحجاب عند الحضرة الإلهية المقدسة، فأعطاه منشور الصلاة مباشرة، وذلك لعظم شأنها، ولهذا السبب جعلت الصلاة هي النور، كما في الحديث (الصلاة نور) لأنها أخذت من بؤرة النور، عند نور الحجاب، من النور الإلهي مباشرة من غير واسطة.
ولهذا كان أوفر العلماء حظَّا من نور البصيرة أكثرهم صلاة، ولاتجد جيلا أكثر صلاة من القرن الأول، ثم الثاني، ثم الثالث، وتلك هي القرون المفضلة وفيها أئمة الدين، وأعلام الهدى الذي سار على دربهم من خلفهم.
وعندما آمن السحرة بموسى علموا أن أعظم ما جاء به الصلاة، فأعلنوا توبتهم بالسجود: (فألقى السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون)
وعندما نطق روح الله عيسى عليه السلام، كان أول ما قال: (إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلنى نبيّا وجعلني مباركا إينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّا)
وعندما وضع إبراهيم عليه السلام زوجته هاجر، وابنه إسماعيل عليه السلام، وهي بذرة أمة التوحيد، قال (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/124)
وعندما دعا إبراهيم الذي وفّى عليه السلام قال: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء).
ولهذا عندما وصف الله تعالى إسماعيل عليه السلام قال: (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة)
ولما وصف ذرية إبراهيم عليه السلام قال: (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة)
ولذلك عندما يهب الله تعالى صفوة عباده الأنبياء، يهبهم صفوة عباده أيّ يجعل النبوة في ذريتم أيضا، يكون ذلك في الصلاة، كما قال تعالى في قصة زكريا ويحيى (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب)
وكان أعداء الرُّسُل يعلمون أن الصلوات هي أعظم ما جاءت به الرسُل بعد الشهادة بالتوحيد، ولهذا قالوا في قصة شعيب عليه السلام مثلا: (يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا).
وعندما وصف الله تعالى هؤلاء الصفوة من الأولين والأخرين قال: (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم واسرائيل ممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا)
وعندما وصف الإنحراف فيمن بعدهم بدأ بذكر إضاعة الصلاة: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا يعنى واديا في جهنم)
وفي يوم القيامة، يفرق الله بين المؤمنين والمنافقين، بالأمر بالسجود وهو أجل أفعال الصلاة ـ ولهذا اشتقت المساجد من السجود، وصار المصلّي أقرب ما يكن من ربه وهو ساجد، ولهذا جعل السجود مثنى في الصلوات بخلاف القيام والركوع ـ وعند ذلك الموقف المهيب يسجد أهل الإيمان، ويسقط أهل النفاق على وجوههم،
وكان نبيُّنا صلَّى الله عليه وسلم يفخر بأنه أوّل من يؤذن له بالسجود يوم القيامه تحت عرش الرحمن، لأنّه أعظم شرف، ولهذا يعطى أرفع مكانة على كلِّ الأولين والآخرين بعد ذلك السجود، وهو المقام المحمود.
والصلاة هي سبب بقاء السموات والأرض، كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)
وهذا الإمساك بسبب ما ذكره في هذه الآية: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)
فالله تعالى يمسك السموات والأرض من أجل صلاة الخلق، صلاة الملائكة في السماء، كما قال تعالى: (وإنا لنحن الصافّون وإنا لنحن المسبّحون)، وكما في الحديث (أطّت السماء وحق لها أن تئط، والذي نفس محمد بيده، ما فيه موضع شبر، إلاّ وفيها جبهة ملك ساجد يسبح الله بحمده)، وصلاة المخلوقات كلُّها في الأرض كما قال تعالى: (كلُّ قد علم صلاته وتسبيحه).
فالكون كلُّه في صلاة دائمة، ولهذا تبقى الحياة، وتبقى الدنيا، ولهذا فرضت علينا الصلوات الخمس، لنكون نحن أيضا في صلاة دائمة، في كل أوقات اليوم، فنحن بين صلاة أدّيناها، وبين صلاة ننتظرها، ولذا تقول الملائكة لله عن المسلمين: (أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون) فنصلي مع الكون لله تعالى، فتبقى الحياة وتستمر.
وهذا هو السرِّ الذي جعلنا خير أمة أخرجت للناس، وفجَّر فينا طاقات الخير كله، فملأنا الأرض نورا، وهدى، ورحمة، وإحسانا، أنها هي الأمة الوحيدة التي تصلي مع الكون كلِّه.
وهذا هو السر الذي جعلنا متخلفين بعد أن قصرنا في أمانة الصلاة، ولهذا ورد في الحديث (تنقض عرى الإسلام عروة عروة، فأوُّلهنّ نقضا الحكم، وآخرهنّ الصلاة) رواه أحمد وابن حبان وغيرهما،
كما جاء أن أول ما يذهب من الصلاة الخشوع رواه الطبراني، لأنه جوهرها، وقطب رحاها، فإذا ضيع الخشوع، ضُيِّعت بعده، وإذا أضيعت الصلاة، ضاعت الأمة، كما يضيع العبد بإضاعة الصلاة سواء بسواء.
ولهذا أحسب ـ والله أعلم ـ أنَّ الأمة لن تنهض من جديد إلاَّ بعودة المسجد الأقصى إلى أحضانها، وإقامة الصلاة فيه، كما كانت تقام فيه تحت راية الإسلام.
وأنَّ سيطرة اليهود عليه هو سرُّ التيه الذي نحن فيه، ومن تأمل التاريخ رأى بوضوح أن المؤامرة بدأت منذ مخططهم للإستيلاء عليه، ومن أجل ذلك مزقت الأمة، وقطعت أوصالا بإزالة الخلافة، ثم تمت عندما سقط في أيديهم، وصارت الأمة بعده في تراجع مستمر.
ثم إنّ كلِّ المصائب التي حلّت على أمتنا من التحالف الصهيوصليبي وإحتلالهم بلاد الإسلام، ومكرهم الليل والنهار ضد الأمة، إنما هو لإكمال مخططهم ضد المسجد الأقصى، بهدمه كليا، ومنع الصلاة فيه منعا نهائيا، نسأل الله أن يخيب ظنونهم، ويردهم على أعقابهم خاسئين.
ولهذا فإن الجهاد اليوم أعظم أجرا مما مضى، والتفريط فيه أقبح جرما مما مضى، والمخذِّل عنه أشدّ خيانة للأمة مما مضى.
وختامنا ما ختم به نبينا صلى الله عليه وسلم حياته التي هي أعظم حياته، عندما أوصى بالصلاة، وهو يفارق هذه الأمة، ويلحق بالرفيق الأعلى.
فنسأل الله تعالى أن يجعل حياتنا صلاة، ويجعل الصلاة هي حياتنا، وأن يحيي الصلاة في أمّتنا لتحيا بها بين الأمم رفيعة الجانب، عزيزة المقام، عالية بالإسلام.
آمين.
بقلم الشيخ حامد العلي(131/125)
ما هو التأصيل الشرعي الذي ينبغي مراعاته للإختيار بين الطب و الصيدلة؟
ـ[أعراب ياسين]ــــــــ[27 - 08 - 10, 01:57 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المعطيات:
كعلم: لا يمكن التفضيل بين الطب و الصيدلة فكليهما بحر و متكاملين و يعتمدان على بعضهما البعض و متلازمين و يخدمان نفس الغاية و نحن بحاجة إليهما.
كدراسة: فالمخلص الجاد المتفرّغ سيتعب في الإثنين بنفس الدرجة.
من ناحية شرعية: في واقعنا المخالفات الشرعية الموجودة في الطب أشد من المخالفات الشرعية الموجودة في الصيدلة.
من ناحية العرف: المتخصص في الطب يقل عنده الحياء و يكتسب عادات لا يُقرّها العرف.
من ناحية حاجة المجتمع: فهو يحتاج للإثنين.
في واقعنا: يختلف الأمر بحسب الأشخاص و التفضيل تحكمه عدّة عوامل:
- من ناحية شرعية،
- و من ناحية الميول،
- و بحسب الظروف المادية و الإجتماعية التي يمر بها الإنسان و بلده،
- و على مدى قدرة أهل الإنسان على توفير حاجاتك و ضرورياتك و تحمل أعبائك،
- و أيّهم سيكون فيه النفع أعظم للمسلمين و للإنسانية.
في السابق: كان يختار الناس الصيدلة على الطب من أجل كونها:
- أقل مدّة (و)
- أقل تعبا بعد التخرج في العمل (و)
- أكثر دخلا من الناحية المادية (و)
- ربما اختاره بعضهم من أجل كونه أخف من ناحية الوقوع في المخالفات الشرعية بالمقارنة مع الطب (و)
- ربما اختارته بعض العائلات لبناتها و فضّلت الصيدلة لبنتها على الطب لعدم تحملهم أن تتغير عادات البنت و تُفتَنُ و يكثر عندها التساهل و ينقص حياؤها.
و لكن الآن: بعض الحقائق قد تغيّرت فلم يعد من السهل فتح صيدلة مثل السابق و بالتالي فمن ينظر إلى الصيدلة من زاوية المال و التجارة لعله يراجع المسألة جيدا.
من أراد أن يبدع و كان ينتمي إلى بلدان العالم الثالث و ينتمي أسرة عادية و لا يستطيع الدراسة في الخارج و كان قادرا على التضحية و الصبر وتوفرت فيه علامات النبوغ و الدين و قوّة الصبر و وجد من يمكنه أن يتحمل أعباءه و لم يكن مصابا بالأمراض الخطيرة: فلعل مجال الطب يناسبه أحسن من مجال الصيدلة لكون عوائق الإبداع في مجال الصيدلة أشد من عوائق الإبداع في مجال الطب و لكن بشرط أن تتوفر فيه بعض الشروط التي ترجع إلى العوامل التي تحدثت عنها آنفا.
و السائل يقّر و يعترف بأنّ إختيار الفرع المناسب: لا يكون إلا بعد بإستشارة الأهل و العلماء المختصين في الشريعة الإسلامية و المتخصصين في المجالات الدنيوية و أهل التجربة و خاصة من الذين عندهم بُعد نظر لما يمكن أن تؤول إليه الأمور و أنّه لابد من تعاون الجميع على تحصيل المعطيات الكافية سواء عن الطالب أو عن بيئته أو من ناحية شرعية.
و أسئلتي:
1) ما هو التأصيل الشرعي في هاته المسألة و كيف يحدد العلماء لشخص ما بأنّه لا يناسبه اختصاص ما من ناحية شرعية في حين يناسبه اختصاص آخر؟ ما ضوابط ذلك؟
2) و من هم العلماء الذين يُرجَعُ إليهم في تحديد مثل هاته الإختيارات و يُستَشَارون في هاته الأمور؟
3) و هل الدراسة و العمل في الامكان المختلطة التي تكثر فيها الفتن عندما تعم البلوى بها في بلد ما:
- ممنوعة بإطلاق في ذلك البلد و يجب الهجرة منه إلى ما هو أخف منه و السعي لذلك و إعطاء لهذا الأمر الأولوية، (أم)
- يُنظر لجانب المصلحة و المفسد و يُختَارَ أخف الأضرار و لا يمكن إعطاء حكم عام و إنما يختلف الأمر بحسب الأفراد و صبرهم و حاجة المجتمع إليهم و مدى تدينهم و قوة تأثيرهم.
و الله أعلم.(131/126)
حكم من افطر بسبب تهديد صاحب العمل؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 03:17 م]ـ
السؤال: يقول المستمع أيضاً كنت أعمل في بمزرعة وعندما جاء رمضان قال لي صاحبها أنت مخير بين أمرين أما أن تفطر وتستمر في عملك وإما أن تترك العمل إذا لم تفطر ولذلك أفطرت عشرة أيام من رمضان ما حكم الشرع في نظركم في هذا وهل يصح لي أن أعيد هذه الأيام؟
الجواب
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
: لا يجوز للإنسان أن يدع فرائض الله من أجل تهديد عباد الله بل الواجب على الإنسان أن يقوم بالفرائض ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب أرأيت لو قال لك لا تصلي فإن صليت فلا تعمل عندي هل تطيعه في ذلك لا شك أنك لا تطيعه وهكذا جميع الفرائض التي فرضها الله عليك لا يحل لك أن تدعها بتهديد غيرك بمنع العمل إذا قمت بها
ونقول مرة ثانية لهذا الذي استأجر هذا العامل إن الذي يليق بك وأنت رجل مسلم أن تعينه على طاعة الله من الصلاة والصيام وغيرها من العبادات التي يقوم بها هذا العامل مع وفائه بالعقد الذي بينك وبينه فإنك إذا فعلت ذلك فقد أعنته على البر والتقوى والمعين على البر والتقوى كالفاعل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من جهز غازياً فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا) فأنت يا أخي أتق الله تعالى في هؤلاء العمال ولا تحرمهم من فضل الله عز وجل الذي لا يمنع العمل ولا ينقصه بل إن هذا قد يكون سبباً لبركة العمل
و أضيف إلى هذا أنه كثرت الشكاوى من العمال في مكفوليهم حيث إن بعض الكفلاء نسأل الله لنا ولهم الهداية يؤذون المكفول ويماطلونه بحقه ربما يبقى شهرين أو ثلاثة أو أربعة لم يسلمه حقه بل ربما ينكر ذلك أحياناً جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام (أن الله تعالى قال ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حراً فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيراً فأستوفى منه ولم يعط اجره) ثم ليتق الله في هؤلاء الفقراء المساكين الذين جاءوا يريدون لقمة العيش في هذه البلاد فيماطلهم بحقهم شهرين ثلاثة أربعة أكثر من ذلك وهم في حاجة وأهلوهم قد يكونون في ضرورة(131/127)
صديقان كانا متكئان مقابل بعضهما على شاطئ البحر فمرّ بهما رجل فقال لهما لا بد أن يكون بينكما مقدار ذارع المسافة بينهما كانت تقريبا 20 سم هل هذا صحيح؟
ـ[محمد علي الفلسطيني]ــــــــ[27 - 08 - 10, 03:55 م]ـ
صديقان كانا متكئان مقابل بعضهما على شاطئ البحر فمرّ بهما رجل فقال لهما لا بد أن يكون بينكما مقدار ذارع (المسافة بينهما كانت تقريبا 20 سم) هل قول الرجل عليه دليل؟
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 12:39 م]ـ
البيّنة على المدّعي.
فما دليله على قوله؟!!
فإن لم يأت بالدليل فقوله ساقط لا عبرة به.
نعم إن خشي الريبة أو الفتنة من الإقتراب فحينئذٍ يمنع من باب سدّ الذرائع.(131/128)
من يشرح لنا كلام الصنعاني (عقود الحساب)؟؟!
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[27 - 08 - 10, 04:05 م]ـ
ما معنى كلام الصنعاني رحمه الله:
واعلم أن قوله في حديث ابن عمر وعقد ثلاثا وخمسين إشارة إلى طريقة معروفة تواطأت عليها العرب في عقود الحساب وهي أنواع من الاحاد والعشرات والمئين والألوف أما الاحاد فللواحد عقد الخنصر إلى أقرب ما يليه من باطن الكف وللاثنين عقد البنصر معها كذلك وللثلاثة عقد الوسطى معها كذلك وللأربعة حل الخنصر وللخمسة حل البنصر معها دون الوسطى وللستة عقد البنصر وحل جميع الأنامل وللسبعة بسط البنصر إلى أصل الإبهام مما يلي الكف وللثمانية بسط البنصر فوقها كذلك وللتسعة بسط الوسطى فوقها كذلك وأما العشرات فلها الإبهام والسبابة فللعشرة الأولى عقد رأس الإبهام على طرف السبابة وللعشرين إدخال الإبهام بين السبابة والوسطى وللثلاثين عقد رأس السبابة على رأس الإبهام عكس العشرة وللأربعين تركيب الإبهام على العقد الأوسط من السبابة وعطف الإبهام على أصلها وللخمسين عطف الإبهام إلى أصلها وللستين تركيب السبابة على ظهر الإبهام عكس الأربعين وللسبعين إلقاء رأس الإبهام على العقد الأوسط من السبابة ورد طرف السبابة إلى الإبهام وللثمانين رد طرف السبابة إلى أصلها وبسط الإبهام على جنب السبابة من ناحية الإبهام وللتسعين عطف السبابة إلى أصل الإبهام وضمها بالإبهام وأما المئين فكالآحاد إلى تسعمائة في اليد اليسرى والألوف كالعشرات في اليسرى.
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[17 - 09 - 10, 07:56 م]ـ
للرفع
بورك فيكم
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 09:11 م]ـ
هي طريقة كانت معروفة عند العرب
يستخدمونها للتعبير عن الأرقام
والحديث عنها موجود في عدة مصادر (ربما أوافيك بها لاحقا)
وقد استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في البخاري في حديث يأجوج ومأجوج أنه صلى الله عليه وسلم قال ((فتح الله من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا)). وعقد بيده تسعين
قال الحافظ في هدي الساري:
قوله وعقد بيده تسعين أي ثنى السبابة إلي أصل الإبهام. اهـ
كما في كلام الصنعاني الذي نقلته
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[17 - 09 - 10, 09:11 م]ـ
فضلا انظر هنا
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=198
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 09:14 م]ـ
وهناك نماذج مصورة لتلك الطريقة في عدة مخطوطات
أوافيك بها لاحقا إن شاء الله تعالى
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[18 - 09 - 10, 12:10 ص]ـ
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- ينظر هذا الموضوع: ما كيفية عدّ المتقدمين؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83216)، وبخاصة المشاركة: 11.
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 09:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذه هي الصورة التي شرحها الحافظ لبيان فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=78339&stc=1&d=1284788014
وهي ثنى السبابة إلي أصل الإبهام
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[20 - 09 - 10, 09:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذه هي الصورة التي شرحها الحافظ لبيان فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=78339&stc=1&d=1284788014
وهي ثنى السبابة إلي أصل الإبهام
جزاكم الله خيراً
ولكن لو بالإمكان التوضيح بالصور لبقية الأرقام لصعوبة تخيلها نوعاً ما
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 10:38 ص]ـ
هاتان الصورتان من الرابط الذي أحال عليه الأخ إبراهيم الأبياري
ومصدر الصور كتاب "علم التَّعْمِيَةِ واستخراجِ المُعَمَّى عند العرب (الجزء الثَّاني) "
والكتاب من مطبوعات مجمع دمشق، وهو موجود على الشبكة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=78368&stc=1&d=1284964059
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=78369&stc=1&d=1284964059
وفقنا الله وإياكم
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[21 - 09 - 10, 09:26 م]ـ
هاتان الصورتان من الرابط الذي أحال عليه الأخ إبراهيم الأبياري
ومصدر الصور كتاب "علم التَّعْمِيَةِ واستخراجِ المُعَمَّى عند العرب (الجزء الثَّاني) "
والكتاب من مطبوعات مجمع دمشق، وهو موجود على الشبكة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=78368&stc=1&d=1284964059
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=78369&stc=1&d=1284964059
وفقنا الله وإياكم
جزاكم الله خيراً أخي الفاضل وبارك الله فيكم(131/129)
أسباب النصر في معركة بدر
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[27 - 08 - 10, 07:02 م]ـ
بدر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الكبرى
كتبهامختارات، في 10 سبتمبر 2009 الساعة: 13:23 م
لا بد أن نعيَ وندركَ أن النصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الحقيقي من الله، وكل ما دونه ستار لقدرة الله، وهذا ما بيَّنته غزوة ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بدر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بجلاء ووضوح، فعندما حقَّق المسلمون في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) أنفسهم موجباتِ النصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) تحقَّق النصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ُ، بل وأكثر من ذلك، لقد كفاهم الله مؤنته ودافع عنهم ومدَّهم بمدد من عنده، بل وحارب عنهم، وهذا ما سنحاول الحديث عنه هنا:
1 - الاستغاثة بالله ونزول الملائكة: ?إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ? (الأنفال: 9، 10) روى أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي وابن جرير وغيرهم عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- قال: حدثني عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قال: لما كان يوم بدر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) نظر النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه وهم ثلاثمائة رجل وبضعة عشر رجلاً، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألفٌ وزيادةٌ، فاستقبل نبي الله القبلة ثم مدَّ يده وجعل يهتف بربه: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9%
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/130)
88% D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الأرض" فما زال يهتف بربه مادًّا يديه مستقبلاً القبلة حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر- رضي الله عنه- فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربَّك؛ فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله تعالى: ?إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ? (الأنفال: 10) فلما كان يومئذ والتقَوا هزم الله المشركين، فقُتل منهم سبعون رجلاً وأُسر سبعون.
2 - الملائكة للبشرى والطمأنينة: ?وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ? (آل عمران: 126) يقول ابن جرير الطبري: "يقول تعالى ذكره: لم يجعل الله إرداف الملائكة بعضها بعضًا، وتتابعها بالمسير إليكم أيها المؤمنون مدَدًا لكم إلا بشرى لكم، أي بشارةً لكم تبشركم بنصر الله إياكم على أعدائكم ?وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ? يقول: ولتسكن قلوبكم بمجيئها إليكم وتوقن بنصر الله لكم، وما النصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) إلا من عند الله. يقول: وما تنصرون على عدوكم أيها المؤمنون إلا أن ينصركم الله عليهم، لا بشدة بأسكم وقواكم، بل بنصر الله لكم؛ لأن ذلك بيده وإليه، ينصر من يشاء من خلقه".
فالملائكة إذن لا تحقق النصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)، وقوة بأس المؤمنين لا تحقق النصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)؛ بل المؤمنون والملائكة ستار لقَدَر الله وهم جنود الله تعالى، ينصر بهم وبغيرهم؛ لأن النصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بيده سبحانه، وهذا ليَتم التجردُ الكاملُ من عالم الأسباب، وإعادة الأمر كله لله.
3 - النعاس من جنود الله: ?إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ? (الأنفال: من الآية 11) عن علي- رضي الله عنه- قال: ما كان في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) نا فارسٌ يوم بدر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) غير المقداد على فرس أبلق، ولقد رأيتنا وما في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9%
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/131)
88% D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) نا متيقِّظٌ إلا رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة، يصلي ويبكي حتى أصبح، ذكره البيهقي والماوردي، وفي ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) امتنان الله تعالى عليهم بالنوم في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) هذه الليلة وجهان:
أحدهما: أنه قوَّاهم بالاستراحة على القتال من الغد.
الثاني: أنه أمنهم بزوال الرعب من قلوبهم، كما يقال: "الأمن منيم والخوف مسهر".
يقول الشهيد سيد قطب "أما قصة النعاس الذي غشي المسلمين قبل المعركة فهي قصة حالة نفسية عجيبة, لا تكون إلا بأمر الله وقدره وتدبيره .. لقد فزع المسلمون وهم يرون أنفسهم قلةً في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) مواجهة خطر لم يحسبوا حسابه ولم يتخذوا له عدته، فإذا النعاس يغشاهم، ثم يصحون منه والسكينة تغمر نفوسهم، والطمأنينة تفي ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ض على قلوبهم، وهكذا كان يوم أحد .. تكرر الفزع, وتكرر النعاس, وتكررت الطمأنينة، ولقد كنت أمرُّ على هذه الآيات, وأقرأ أخبار هذا النعاس, فأُدركه كحادث وقع, يعلم الله سرَّه, ويحكي لنا خبره، ثم إذا بي أقع في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) شدة, وتمر عليَّ لحظاتٌ من الضيق المكتوم, والتوجس القلق, في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ساعة غروب، ثم تدركني سِنَةٌ من النوم لا تتعدَّى بضع دقائق، وأصبح إنسانًا جديدًا غير الذي كان .. ساكن النفس .. مطمئن القلب .. مستغرقًا في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الطمأنينة الواثقة العميقة، كيف تم هذا? كيف وقع هذا التحول المفاجئ? لست أدري!! ولكني بعدها أدرك قصة بدر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) وأحد .. أدركها في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9%
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/132)
84% D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) هذه المرة بكياني كله لا بعقلي، وأستشعرها حيةً في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) حسي لا مجرد تصور، وأرى في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ها يدَ الله وهي تعمل عملَها الخفي ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) َّ المباشر، ويطمئن قلبي".
4 - الماء من جنود الله وله وظائف أربع: ?إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ? ظاهر القرآن يدل على أن النعاس كان قبل المطر، وقال ابن أبي نجيح: كان المطر قبل النعاس، وحكى الزجَّاج: أن الكفار يوم بدر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) سبقوا المؤمنين إلى ماء بدر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) فنزلوا عليه وبقي المؤمنون لا ماءَ لهم، فوجست نفوسهم وعطشوا وأجنبوا وصلوا كذلك، فقال: بعضهم في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) نفوسهم بإلقاء الشيطان إليهم: نزعم أنا أولياء الله وفي ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) نا رسوله وحالنا هذه والمشركون على الماء؟! فأنزل الله المطر ليلة بدر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) السابع عشر من رمضان حتى سالت الأودية؛ فشربوا وتطهَّروا وسقوا الظهر، وتلبَّدت السبخة التي كانت بينهم وبين المشركين؛ حتى ثبتت في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ه أقدام المسلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/133)
وقت القتال، وبذلك يتم المزج بين المدَد الروحي والمدَد المادي، فتسكن القلوب بوجود الماء, وتطمئن الأرواح بالطهارة، وتثبت الأقدام بثبات الأرض وتماسك الرمال.
5 - الملائكة بحاجة إلى معية الله سبحانه: ?إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ? وهذه الآية توضِّح أن الملائكة بدون عون الله تعالى عاجزون عن تحقيق أي نصر، حتى وهم يثبِّتون المؤمنين ويقاتلون معهم، لا بد لهم من معيَّة الله سبحانه ليلقي الرعب في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) قلوب الكافرين.
6 - الله تعالى يدير المعركة: ?إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ* ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ* ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ? (الأنفال: 12: 14) فقوله: ?إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ? تبين أن المعركة جرت على عين الله سبحانه، وأنه كان يوجِّه الملائكة بتوجيه المؤمنين لما يجب عليهم فعله ليحققوا النصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) أرض المعركة .. يقول: قوُّوا عزمهم، وصحِّحوا نياتهم في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) قتال عدوهم من المشركين، وقيل إن الملك يأتي الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت هؤلاء القوم- يعني المشركين- يقولون: والله لئن حملوا علينا لننكشفنَّ، في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) حدث المسلمون بعضهم بعضًا بذلك فتقوى أنفسهم، قالوا: وذلك كان وحي الله إلى ملائكته.
?سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ? يقول تعالى: سأُرعب قلوب الذين كفروا بي أيها المؤمنون منكم وأملأُها فزعًا حتى ينهزموا عنكم، فاضربوا فوق الأعناق .. يقول الشهيد سيد قطب- يرحمه الله-: "إنها المعركة كلها، تدار بأمر الله ومشيئته, وتدبيره وقدره; وتسير بجند الله وتوجيهه .. وهي شاخصةٌ بحركاتها وخطراتها، من خلال العبارة القرآنية المصوّرة المتحركة المحيية للمشهد الذي كان, كأنه يكون الآن!! ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/134)
7 - المؤمنون من جند الله: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ* وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ? (الأنفال: 15، 16) وهنا توضيح لحقيقة مهمة، وهي أن المؤمنين مجرد جند من جنود الله لتحقيق النصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) وليسوا صانعيه، فهم أداة ييسرها الله لتحقيق النصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)، وتوضح الآية أنه لا مجال لفرار المؤمنين من الزحف، فقد أمر الله عز وجل في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) هذه الآية ألا يولِّيَ المؤمنون أمام الكفار، وقال الجمهور من العلماء إن حكم الآية باقٍ إلى يوم القيامة، وليس في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الآية نسخ، وإلى هذا ذهب مالك والشافعي وأكثر العلماء، وفي ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات .. وفي ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ه: والتولي يوم الزحف".
8 - الحصى من جند الله: ?فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ? (الأنفال: 17، 18) .. روي أن أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما صدروا عن بدر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ذكر كل واحد منهم ما فعل: قتلت كذا، فعلت كذا؛ فجاء من ذلك تفاخر ونحو ذلك، فنزلت الآية إعلامًا بأن الله تعالى هو المميت والمقدِّر لجميع الأشياء، فقيل: المعنى لم تقتلوهم ولكن الله قتلهم بسوقهم إليكم حتى أمكنكم منهم، وقيل: ولكن الله قتلهم بالملائكة الذين أمدَّكم بهم، (تفسير القرطبي ج4،7 ص384).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/135)
?وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى?، ولما اشتد القتال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعًا يديه يسأل الله النصر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) وما وعده، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأخذ من الحصى كفًّا فرماهم بها وقال: "شاهت الوجوه، اللهم أرعب قلوبهم، وزلزل أقدامهم" فانهزم أعداء الله لا يلوون على شيء، وألقَوا دروعَهم، والمسلمون يقتلون ويأسرون، وما بقي منهم أحدٌ إلا امتلأ وجهُه وعيناه، ما يدري أين توجَّه، والملائكة يقتلونهم، فهذه إرادة الله أن تجعل من الحصى جندًا من جنده.
9 - الأخذ بالأسباب: فقد أخذ المسلمون بكل الأسباب المتاحة لديهم ماديًّا ومعنويًّا، ولم يدخروا وسعًا في ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ذلك حتى تنزلت عليهم رحمة الله.
10 - التوكل التام على الله: وغزوة ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بدر ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%85%D9%84+%D8%A7%D9% 84%D9%86%D8%B5%D8%B1+%D9%81%D9%8A+%D8%BA%D8%B2%D9% 88%D8%A9+%D8%A8%D8%AF%D8%B1&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-08-27&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) توضح بجلاء نتيجة التوكل التام والمطلق على الله سبحانه، وتوضح أيضًا نتيجة هذا التوكل، وعون الله لجنده، وإمدادهم بجنود من عنده.
من موقع اخوان اون لاين بقلم وليد شلبي(131/136)
أخرجوا زكاة الفطر من الآن وأخرجوا القيمة
ـ[عمر بن عبد الواحد]ــــــــ[27 - 08 - 10, 07:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخرج الناس في "قريتنا" زكاة الفطر من الآن وقبل الآن "17 رمضان" وأخرجوها قيمة ويدعي إمام المسجد للناس صحة ذلك وأنه موجود في البخاري!!!! والناس تصدقه بالطبع ولا يصدقوننا بل ويتهموننا أننا من خالف الحق ولسنا أعلم من ... ومن ... والناس لاتعرف شيئا عن العلم والدليل.
فما الجائز من ذلك بارك الله فيكم وهل تجزئ من أخرجها من الآن؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 06:53 ص]ـ
هل وقت إخراج زكاة الفطر من بعد صلاة العيد إلى آخر ذلك اليوم؟.
الحمد لله
لا يبدأ وقت زكاة الفطر من بعد صلاة العيد، وإنما يبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان، وهو أول ليلة من شهر شوال، وينتهي بصلاة العيد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراجها قبل الصلاة، ولما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) أخرجه أبو داود 2/ 262 - 263 برقم (1609)، وابن ماجه 1/ 585 برقم (1827)، والدار قطني 2/ 138، والحاكم 1/ 409.
ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين لما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر من رمضان .. )، وقال في آخره: (وكانوا يعطون قبل ذلك بيوم أو يومين). فمن أخرها عن وقتها فقد أثم، وعليه أن يتوب من تأخيره وأن يخرجها للفقراء.
وبالله التوفيق.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (2896)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أخرج زكاة الفطر قبل العيد بأسبوع
أخرجت زكاة الفطر قبل العيد بأكثر من أسبوع، فهل تجزئ؟ فإذا كانت لا تجزئ فماذا أفعل؟.
الحمد لله
أولاً:
اختلف أهل العلم في أول وقت إخراج زكاة الفطر على أقوال:
القول الأول: أنه قبل العيد بيومين، وهو مذهب المالكية والحنابلة، واستدلوا بحديث ابن عمر رضي الله عنهما وفيه: (وَكَانُوا يُعطُونَ قَبلَ الفِطرِ بِيَومٍ أَو يَومَينِ) رواه البخاري (1511).
وقال بعضهم قبل العيد بثلاثة أيام، لما في "المدونة" (1/ 385) قال مالك: أخبرني نافع أن ابن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة.
وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (14/ 216).
القول الثاني: يجوز من أول شهر رمضان، وهو المفتى به عند الحنفية والصحيح عند الشافعية. انظر "الأم" (2/ 75)، "المجموع" (6/ 87)، "بدائع الصنائع" (2/ 74)
قالوا: لأن سبب الصدقة الصوم والفطر عنه، فإذا وجد أحد السببين جاز تعجيلها، كما يجوز تعجيل زكاة المال بعد ملك النصاب قبل تمام الحول.
القول الثالث: يجوز من بداية الحول، وهو قول بعض الأحناف وبعض الشافعية، قالوا: لأنها زكاة، فأشبهت زكاة المال في جواز تقديمها مطلقا.
والراجح هو القول الأول.
قال ابن قدامة في "المغني" (2/ 676):
" سبب وجوبها الفطر، بدليل إضافتها إليه، والمقصود منها الإغناء في وقت مخصوص، فلم يجز تقديمها قبل الوقت " انتهى.
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (18/زكاة الفطر/السؤال رقم 180):
أديت زكاة الفطر في أول رمضان في مصر قبل قدومي إلى مكة، وأنا الآن مقيم في مكة المكرمة، فهل علي زكاة فطر؟
فأجاب:
" نعم، عليك زكاة الفطر؛ لأنك أديتها قبل وقتها، فزكاة الفطر من باب إضافة الشيء إلى سببه، وإن شئت فقل: من باب إضافة الشيء إلى وقته، وكلاهما له وجه في اللغة العربية، قال الله تعالى: (بَلْ مَكْرُ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ) هنا من باب إضافة الشيء إلى وقته، وقال أهل العلم: باب سجود السهو، من باب إضافة الشيء إلى سببه.
فهنا زكاة الفطر أضيفت إلى الفطر لأن الفطر سببها؛ ولأن الفطر وقتها، ومن المعلوم أن الفطر من رمضان لا يكون إلا في آخر يوم من رمضان، فلا يجوز دفع زكاة الفطر إلا إذا غابت الشمس من آخر يوم من رمضان، إلا أنه رُخص أن تُدفع قبل الفطر بيوم أو يومين رخصة فقط، وإلا فالوقت حقيقة إنما يكون بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان؛ لأنه الوقت الذي يتحقق به الفطر من رمضان، ولهذا نقول: الأفضل أن تؤدى صباح العيد إذا أمكن " انتهى.
ثانياً:
يجوز دفع زكاة الفطر إلى الوكيل ومن ينوب عنك من جمعية خيرية أو أشخاص مؤتمنين ونحو ذلك من بداية الشهر، على أن تشترط على الوكيل أن يخرجها قبل العيد بيوم أو يومين، لأن أداء الزكاة الشرعي هو أداؤها إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين، وهو الذي جاءت الشريعة بتقييده قبل العيد بيوم أو يومين، أما التوكيل في إخراجها فهو من باب التعاون على البر والتقوى، وليس لذلك وقت مقيد.
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (10526).
فالحاصل أن إخراجك الزكاة قبل العيد بأسبوع غير مجزئ، فعليك إعادة إخراجها، إلا إن كنت أعطيتها لمن ينوب عنك في إخراجها من الجمعيات والمراكز التي تعتني بأدائها في وقتها قبل العيد بيوم أو يومين، فقد أديت ما عليك حينئذ، وتعتبر زكاةً صحيحةً مقبولةً إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/137)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 06:54 ص]ـ
مقدار زكاة الفطر ووقت إخراجها
نحن أعضاء جمعية مغاربة نعيش في برشلونة ما الطريقة التي نحسب بها لزكاة الفطر؟.
الحمد لله
" ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فرض زكاة الفطر على المسلمين صاعا من تمر أو صاعا من شعير، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة، أعني صلاة العيد. وفي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نُعْطِيهَا فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ.
وقد فسر جمع من أهل العلم الطعام في هذا الحديث بأنه البر (أي: القمح)، وفسره آخرون بأن المقصود بالطعام ما يقتاته أهل البلاد أيا كان، سواء كان برا أو ذرة أو دخنا أو غير ذلك. وهذا هو الصواب؛ لأن الزكاة مواساة من الأغنياء للفقراء، ولا يجب على المسلم أن يواسي من غير قوت بلده. ولا شك أن الأرز قوت في بلاد الحرمين وطعام طيب ونفيس، وهو أفضل من الشعير الذي جاء النص بإجزائه. وبذلك يعلم أنه لا حرج في إخراج الأرز في زكاة الفطر.
والواجب صاع من جميع الأجناس بصاع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أربع حفنات باليدين المعتدلتين الممتلئتين، كما في القاموس وغيره، وهو بالوزن يقارب ثلاثة كيلو غرام. فإذا أخرج المسلم صاعا من الأرز أو غيره من قوت بلده أجزأه ذلك، وإن كان من غير الأصناف المذكورة في هذا الحديث في أصح قولي العلماء. ولا بأس أن يخرج مقداره بالوزن وهو ثلاثة كيلو تقريبا.
والواجب إخراج زكاة الفطر عن الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والمملوك من المسلمين. أما الحمل فلا يجب إخراجها عنه إجماعا، ولكن يستحب؛ لفعل عثمان رضي الله عنه.
والواجب أيضا إخراجها قبل صلاة العيد، ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد، ولا مانع من إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين. وبذلك يعلم أن أول وقت لإخراجها في أصح أقوال العلماء هو ليلة ثمان وعشرين؛ لأن الشهر يكون تسعا وعشرين ويكون ثلاثين، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجونها قبل العيد بيوم أو يومين.
ومصرفها الفقراء والمساكين. وقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ. رواه أبو داود وحسنه الألباني في صحيح أبي داود.
ولا يجوز إخراج القيمة عند جمهور أهل العلم وهو أصح دليلا، بل الواجب إخراجها من الطعام، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وبذلك قال جمهور الأمة، والله المسئول أن يوفقنا والمسلمين جميعا للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا، إنه جواد كريم اهـ.
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (14/ 200).
فهذا تقدير الشيخ ابن باز رحمه الله لزكاة الفطر بالكيلو، ثلاثة كيلو جرام تقريباً.
وكذا قدرها علماء اللجنة الدائمة (9/ 371).
وقد قدرها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من الأرز فكانت ألفي ومائة جرام (2100) جرام. كما في "فتاوى الزكاة" (ص 274 - 276).
وهذا الاختلاف سببه أن الصاع مكيال يقيس الحجم لا الوزن.
وإنما قدرها العلماء بالوزن لكونه أسهل وأقرب إلى الضبط، ومعلوم أن وزن الحبوب يختلف فمنها الخفيف ومنها الثقيل ومنها المتوسط، بل يختلف وزن الصاع من نفس النوع من الحبوب، فالمحصول الجديد أكثر وزناً من المحصول القديم، ولذلك إذا احتاط الإنسان وأخرج زيادة كان أحوط وأحسن.
وانظر "المغني" (4/ 168). فقد ذكر نحو هذا في تقدير نصاب زكاة الزروع بالوزن.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 06:59 ص]ـ
خلاصة الكلام:
الافضل اخراجها بعد غروب آخر يوم في رمضان الى قبل صلاة العيد ويجوز اخراجها قبل العيد بيوم أو يومين للجواز كما في فعل الصحابة وما عدا ذلك لا يجزيء
ـ[عمر بن عبد الواحد]ــــــــ[28 - 08 - 10, 09:04 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على ما تفضلتم به.
ـ[بن عبد الرحمن السكندرى]ــــــــ[28 - 08 - 10, 10:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرآ(131/138)
من السنن المنسية (الدعاء والمضمضة بعد شرب اللبن)
ـ[أبوعبيدة الأثري الليبي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 08:48 م]ـ
من السنن المنسية (الدعاء والمضمضة بعد شرب اللبن)
الدعاء عقب شرب اللبن
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: دخلت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا و خالد بن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناءٍ من لبنٍ، فشرب رسول الله، وأنا على يمينه وخالد على شماله، فقال لي: «الشربة لك فإن شئت آثرت بها خالداً» فقلت: ما كنت أوثر على سؤرك أحداً، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «من أطعمه الله الطعام فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيراً منه. ومن سقاه الله لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه» وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن».
المصدر: مسند أحمد تحقيق أحمد شاكر - لصفحة أو الرقم: 3/ 302 إسناده صحيح وأصل القصة في الموطأ والصحيحين.
صحيح الترمذي للشيخ الألباني - لصفحة أو الرقم: 3455 حسن.
استحباب المضمضة بعد شرب اللبن ونحوه
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرب لبنًا فمضمض وقال: إن له دسمًا. [البخاري ومسلم].
قال ابن حجر في الفتح (فيه بيان العله للمضمضة من اللبن فيدل على استحبابها من كل شيء دسم).
?
المرجع: مختصر لكتاب الوصية ببعض السنن شبه المنسية.(131/139)
الإفطار في رمضان قبل دائق هل من السنة او تنتظر الأذان حتى يؤذن
ـ[مختار بن كنان]ــــــــ[27 - 08 - 10, 09:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة مقعد وبعد
إنتشرت عندنا ظاهرة وهو مجموعة من الناس اعداء للسنة كوضوح الشمس في النهار اي إذا ما رأوك أتيت بنسة النبي صلى الله عليه وسلم اقامو فوضى ويالها من فوضى مثلا
الإفطار في رمضان قبل دائق هل من السنة او تنتظر الأذان حتى يؤذن
من فضلك أنتظر الجواب على هذا الإيميل ( yasino1987@live.fr)
جزاكم الله خيرا وأنتظر الجواب(131/140)
ما معنى مصطلحي السياق والمناط
ـ[احمد السعد]ــــــــ[27 - 08 - 10, 10:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام:
اريد ان اعرف تعريف بعض المصطلحات من مثل:
1 - معنى المناط
2 - معنى السياق
يا حبذا لو اجد عندكم اخواني الكرام كتب تشرح تعريف هذين المصطلحين اكون شاكراً لكم
ـ[احمد السعد]ــــــــ[28 - 08 - 10, 12:27 ص]ـ
..........................................
ـ[احمد السعد]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:49 ص]ـ
اخواني لم يجبني احد
ـ[أبو العباس الجنوبى]ــــــــ[28 - 08 - 10, 06:13 ص]ـ
* تعريف السّياق:
السّياق إطار عامّ تنتظم فيه عناصر النّصّ و وحداته اللّغويّة، ومقياس تتّصل بوَساطَتِه الجُمل فيما بينها و تترابط، و بيئة لغوية و تداوليّة ترعى مجموع العناصر المعرفية التي يقدمها النّصّ للقارئ.
و يضبط السّياقُ حركاتِ الإحالة بين عناصر النّصّ، فلا يُفهَم معنى كلمة أو جملة إلا بوصلِها بالتي قبلها أو بالتي بعدها داخل إطار السّياق.
و كثيرا ما يَرد الشَّبه بين الجُمل و العبارات مع بعض الفوارق التي تميز بينها، ولا نستطيع تفسيرَ تلك الفوارق إلا بالرّجوع إلى السّياق اللّغويّ و لحظِ الفوارق الدّقيقة التي طرأت بين الجمل. فكلّ مَساقٍ للألفاظ يجرّ ضربا من المعنى بجزئياته و تفاصيله.
و السّياق الصّورة الكلّيّة التي تنتظم الصّورَ الجزئيّةَ، و لا يُفهَم كلّ جزء إلا في موقعه من «الكلّ»، و قد أثبت العلم أنّ الصّورةَ الكلّيّة تتكوّن من مجموعة كبيرة من النّقاط الصغيرة أو المتشابهة أو المتباينة، التي تدخل كلها في تركيب الصورة.
وللسّياق أنواع كثيرة منها:
- السّياق المَكاني و يعني سياق الكلمة أو الجملَة داخل النّصّ، أو إن حصرنا الحديث في النص القرآني نقول إنّ السياقَ المكاني هو سياق الآية أو الآيات داخل السّورة و موقعها بين السّابق من الآيات و اللاحق، أي مراعاة سياق الآية في موقعها بين السّابق من الآيات و اللاّحق، أي مراعاة سياق الآية في موقعها من السّورة، و سياق الجملة في موقعها من الآية، فيجب أن تُربَط الآية بالسّياق الذي وردت فيه، و لا تُقطَع عمّا قبلها و ما بعدها.
- السّياق الزّمنيّ للجمل أو الكلمات: بالنسبة إلى النص القرآني هو السياقُ الزّمنيّ للآيات، أو سياق التّنزيل، و يعني سياق الآية بين الآيات بحسب ترتيب الّنزول.
- السّياق المَوضوعيّ ومعناه دراسة الكلمات أو الجمل التي في النّصّ بحسب الموضوع الذي يجمعُها؛ أو دراسة الآيَة أو الآيات التي يجمعها موضوع واحد، سواء أكان الموضوع عامّاً كالقصص القرآنيّ أو الأمثال أو الحِكم الفقهية، أم كان خاصّاً كالقصة المخصوصة بنبيّ من الأنبياء أو حُكم من الأحكام أو غير ذلك، و تتبّع مواقعها في القرآن الكريم كلّه.
- السّياق المَقاصديّ و معناه النّظر إلى الجملة أو الجمل بحسب النيات وبواعث القول ومقاصدِه، وأمّا النص القرآنيّ فالسياق المقاصدي للآيات القرآنيّة هو دراسة الآيات من خلال مقاصد القرآن الكريم الشّاملة والرؤية القرآنية العامّة للموضوع المُعالَج.
- السّياق التّاريخيّ بمعنييه العامّ و الخاصّ؛ فالعامّ هو سياق الأحداث التّاريخيّة القديمة التي حكاها القرآن الكريم و المُعاصرة لزمن التّنزيل، والخاصّ هو أسباب النّزول.
- السّياق اللّغويّ و هو دِراسةُ النّصّ من خلال علاقاتِ ألفاظِه بعضها ببعض و الأدواتِ المستعملة للرّبط بين هذه الألفاظ، و ما يترتّب على تلك العلائق من دلالات جزئية وكلّية.
و ينبغي تحكيم كلّ هذه الأنواع من السّياق عند إرادة دراسة النّصّ اللغوي بعامّة، والنص القرآني بخاصّة، بمنهج سياقيّ متكامل، و إلاّ فإنّ الاقتصار على السياق التّاريخيّ سيحوم حول النّصّ و لا يُجاوِزُه، وأمّا الاقتصار على السّياق الدّاخليّ وحده دون الالتفات إلى الأحداث التّاريخيّة المحيطة به أو المصاحبة لنزوله فسيجعل النّصّ بنيةً لغويّةً مغلقةً تقتصر على ما تفيده الألفاظ من معانٍ و دلالات.
الدكتور عبد الرحمن بودرع
ـ[احمد السعد]ــــــــ[29 - 08 - 10, 07:45 ص]ـ
اخي ابو العباس بارك الله فيك
طيب اخواني من يشرح لي معنى المناط
ـ[أبو العباس الجنوبى]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:10 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=115874
ـ[احمد السعد]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:23 م]ـ
اخي ابا العباس الله يجزاك خير
ـ[احمد السعد]ــــــــ[05 - 11 - 10, 06:45 م]ـ
يا حبذ اخواني شرح هذه المصطلحات بأسلوب مبسط ليفهمها العامي مثلي
وجزاكم الله خيرا
ـ[احمد السعد]ــــــــ[05 - 11 - 10, 09:12 م]ـ
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[05 - 11 - 10, 09:40 م]ـ
أخي الكريم:-
قال الشوكاني في ارشاد الفحول "المناط: هو العلة. قال ابن دقيق العيد: وتعبيرهم عن العلة بالمناط من باب المجاز اللغوي، لأنّ الحكم لمّا علِّق بها كان كالشيء المحسوس الذي تعلّق بغيره، فهو من باب تشبيه المعقول بالمحسوس، وصار ذلك في اصطلاح الفقهاء بحيث لا يفهم عند الإطلاق غيره" أهـ. وانظر معنى المناط في
المستصفى 2/ 230، شرح تنقيح الفصول ص 388.
نشر البنود 2/ 171،
وانظر أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف 1/ 87
شرح مختصر الروضة 3/ 236
التحبير شرح التحرير في أصول الفقه
لعلاء الدين أبي الحسن الحنبلي
وانظر كتاب العلة عند الأصوليين
أترك الكرة في ملعبك لتبحث أعانك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/141)
ـ[احمد السعد]ــــــــ[06 - 11 - 10, 06:48 م]ـ
جزاك الله خير اخي ابا المنذر على ما ادليت به(131/142)
ما معنى الحمرة في هذا الحديث
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 12:36 ص]ـ
في جامع الترمذي: حدثنا هناد حدثنا ملازم بن عمرو حدثني عبد الله بن النعمان عن قيس بن طلق حدثني أبي طلق بن علي أن رسول، الله صلى الله عليه وسلم، قال: "كلوا واشربوا ولا يهيدنكم الساطع المصعد وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر ".
قال وفي الباب عن عدي بن حاتم وأبي ذر وسمرة قال أبو عيسى حديث طلق بن علي حديث حسن غريب من هذا الوجه، والعمل على هذا عند أهل العلم أنه لا يحرم على الصائم الأكل والشرب حتى يكون الفجر الأحمر المعترض، وبه يقول عامة أهل العلم.
هل المقصود حمرة الفجر أم بياضه؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:58 ص]ـ
قال الشيخ العباد حفظه الله
حتى يعترض لكم الأحمر في الأفق، والأحمر هو الفجر الصادق، وقيل له: أحمر لأنه أول ما يخرج يكون فيه لون ليس بواضح من حيث البياض والخفاء، وقيل: إن الأحمر يراد به الأبيض، وقيل: إن الأحمر يطلق على الأبيض. يقال الأسود والأحمر يعني الأسود والأبيض
وفي عون المعبود
(حتى يعترض لكم الأحمر) قال الخطابي معنى الأحمر ها هنا أن يستبطن البياض المعترض أوائل حمرة وذلك أن البياض إذا تتام طلوعه ظهرت أوائل الحمرة والعرب تشبه الصبح بالبلق من الخيل لما فيه من بياض وحمرة انتهى
قلت وقد يطلق الأحمر على الأبيض
قال في تاج العروس الأحمر ما لونه الحمرة ومن المجاز الأحمر من لا سلاح معه في الحرب والأحمر تمر للونه والأحمر الأبيض ضد وبه فسر بعض الحديث بعثت إلى الأحمر والأسود والعرب تقول امرأة حمراء أي بيضاء.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 02:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا أبا الحسن لكني ازددت حيرة
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 02:46 ص]ـ
لا تحتار أخي الحبيب
عندنا في نجد يطلق على الأبيض أحمر فيقال فلان أحمر يراد منه أبيض اللون وهذا معروف شائع في استخدام من أدركت من أهل النجد (كبار السن) الذين هم حجة عندي! في كلام العرب ما لم يؤتوا بلفظ أعجمي صرف
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 01:14 م]ـ
لكن في لغة القرآن والسنة لايسمى الأبيض أحمرا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 01:45 م]ـ
بل هي لغة العرب وهي لغة القرآن والسنة
قال في تاج العروس الأحمر ما لونه الحمرة ومن المجاز الأحمر من لا سلاح معه في الحرب والأحمر تمر للونه والأحمر الأبيض ضد وبه فسر بعض الحديث بعثت إلى الأحمر والأسود والعرب تقول امرأة حمراء أي بيضاء.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 07:40 م]ـ
هذا صحيح فيما فيه بياض وحمرة أن يقال أحمر أو أبيض مثل الحديث في صفته عليه السلام: "هَذَا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ".
قال ابن حجر: "هُوَ الأبْيَضُ الْمُشْرَبُ بِحُمْرَةٍ. وَيُؤَيِّدُهُ مَا يَأْتِي فِي صِفَتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَبْيَضَ وَلا آدَمَ ".
ولكن هل يمكن أن يقال في قوله صلى الله عليه وسلم: "ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس"
أن المقصود هو الثوب الأحمر؟
ولذلك أرى أن المقصود بالحمرة في الحديث هي الحمرة الحقيقية التي تظهر في المشرق عند الفجر ولايناقض هذا قوله تعالى: "الخيط الأبيض" لأنه بياض فيه حمرة فعندئذ لانحتاج إلى التأويل.
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[30 - 08 - 10, 04:24 ص]ـ
وفي الكتاب العزيز:"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ "
فهذا نص من الكتاب العزيز على اختلاف اللون الأحمر عن الأبيض
والله أعلم(131/143)
لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل ... !
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 08 - 10, 01:45 ص]ـ
عن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه - أنه كان يقول:
لأن أعلم أن الله تقبل مني مثقال حبة من خردل، أحب إلي من الدنيا وما فيها،
لأن الله تعالى يقول (إنما يتقبل الله من المتقين) المائدة 27
حلية الأولياء (2/ 17)(131/144)
الشيخ ابن عثيمين محذراً الأئمة من السرعة وقال رؤيا لرجل رأى أهل مسجد يرقصون!!
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:01 ص]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع:
لكن ليحذر مما يصنعُه بعضُ الأئمة مِن السُّرعة العظيمة في الرُّكوع والسُّجود، حتى إنَّ الواحد لا يتمكَّن وهو شابٌّ مِن متابعة الإمام، فكيف بكبير السِّنِّ أو المريض أو ما أشبه ذلك؟! وقد حدثني مَن أثقُ به أنه دخل مسجداً في ليلة من ليالي رمضان، ودخل مع الإمام في صلاة التَّراويح، وعَجَزَ عن إدراك المتابعة وهو نشيطٌ شابٌّ، يقول: فلما نمتُ في الليل؛ رأيت كأنِّي دخلت على هذا المسجد، وإذا أهلُه يرقصون.
والقصد مِن هذا: أنَّ بعضَ الأئمة ـ نسأل الله لنا ولهم الهداية ـ يتلاعبون في التَّراويح، فيصرُّون على العدد ثلاث وعشرين، والسُّنَّة إحدى عشرة ركعةً، ويقصِّرُون في الواجب بالسُّرعة العظيمة، والعلماءُ ـ رحمهم الله ـ يقولون: يُكره للإمام أنْ يُسرعَ سرعةً تمنع المأموم فِعْلَ ما يُسَنُّ. وعليه؛ يَحرمُ أنْ يُسرعَ سرعة تمنعُ المأمومَ فِعْلَ ما يجب؛ لأنَّه مؤتمن، والأمين يجب أنْ يُراعي حال المؤتمن عليه.
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:14 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
للرفع
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:25 ص]ـ
فائدة عظيمة، جزاك الله خيرا
ولسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله كلام نفيس عن الطمأنينة وعدم العجلة في الصلاة:
"فنوصي السائل بأن يطمئن في ركوعه ولا يعجل يقول: سبحان ربي العظيم ثلاثاً أو أكثر، ويقول: سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي، وإذا رفع من الركوع يطمئن وهو واقف ويقول: ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، هذا هو الأفضل له، وقوله: "ربنا ولك الحمد" واجب على الصحيح، وإن كمل ذلك فقال: حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، يكون هذا أكمل وأفضل.
....
إلى أن قال
فينبغي للمؤمن في سجوده ألا يعجل، بل يجب عليه الطمأنينة وهذا ركن من أركان الصلاة لابد منه، مع هذا يشرع له أن يزيد في الطمأنينة ولا يعجل وأن يدعو في سجوده ويكرر سبحان ربي الأعلى، والواجب مرة واحدة، لكن إذا كرر ذلك ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً كان أفضل".
http://www.islamqa.com/ar/ref/146675
ـ[مجاهد بن محمد]ــــــــ[28 - 08 - 10, 04:53 ص]ـ
هل يعلم أحد علامة من علامات الساعة تخص (نقر الصلاة) أو السرعة فيها؟
فقد علمت أن بعض الصحابة والتابعين قالوا بذلك.
والله المستعان.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:33 م]ـ
جزاكم الله خير ...
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 04:51 ص]ـ
مأجمل هذه الفائدة وما أهمها وياليتها تثبت فكم يعاني الناس من سرعة بعض الأئمة التي وصلت أحيانا لدرجة العبث وكثير من الأئمة يسرع إرضاء لبعض المأمومين وليثق هذا الصنف أن من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس!
وبعضهم يزعم أنه يتحرى السنة في عدد التراويح ثم يخفف وينهي التراويح كلها في ربع ساعة! فأين هذا من السنة!
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[29 - 08 - 10, 08:11 ص]ـ
مأجمل هذه الفائدة وما أهمها وياليتها تثبت فكم يعاني الناس من سرعة بعض الأئمة التي وصلت أحيانا لدرجة العبث وكثير من الأئمة يسرع إرضاء لبعض المأمومين وليثق هذا الصنف أن من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس!
وبعضهم يزعم أنه يتحرى السنة في عدد التراويح ثم يخفف وينهي التراويح كلها في ربع ساعة! فأين هذا من السنة!
صدقت والله ,
للأسف ,هذا حال أكثر مساجدنا في الأردن.
ـ[وليد]ــــــــ[30 - 08 - 10, 04:26 ص]ـ
والقصد مِن هذا: أنَّ بعضَ الأئمة ـ نسأل الله لنا ولهم الهداية ـ يتلاعبون في التَّراويح، فيصرُّون على العدد ثلاث وعشرين، والسُّنَّة إحدى عشرة ركعةً
هل صلاة التراويح ثلاثة وعشرين ركعة لا تجوز؟ أو هي تلاعب؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 03:25 م]ـ
هل صلاة التراويح ثلاثة وعشرين ركعة لا تجوز؟ أو هي تلاعب؟
لا الشيخ لا يقصد هذا إطلاقا!!، لكن يقصد أن بعض من يريد أن يصلي ثلاثة وعشرون، (لأنهم نظروا للعدد) تجدهم يسرعو سرعة لا يقوم به الواجب، فلو أنهم صلى إحدى عشرة ركعة وأقاموها بخشوع وسكينة، لكن خيرا من ثلاثة وعشرين لا يتمون بها الواجب بل يسرعون سرعة عجيبة من أجل ماذا؟ من أجل أن يأتوا بالعدد، وهذا مخالف، أما من صلى ثلاثة وعشرون بخشوع وإتيان بالواجب فلا لوم عليه:
قال الشيخ ابن عثيمين في اللقاء الشهري:
والتراويح اختلف فيها السلف، بعضهم يقول: ثلاثة وعشرون، وبعضهم يقول: إحدى عشرة، وبعضهم يقول: ثلاث عشرة، وبعضهم يقول: تسع عشرة، اختلفوا فيها على أقوال كثيرة، فمن أتى بوجه من الوجوه الواردة عن السلف فلا لوم عليه أبداً حتى لو أتى بثلاثة وعشرين فإنه لا لوم عليه، ولذلك نرى أن من الغلط ما يفعله بعض المجتهدين إذا صلوا وراء إمام يكمل ثلاثة وعشرين وصلوا معه عشر ركعات تركوه وانصرفوا، هؤلاء مساكين حرموا أنفسهم أنهم يقومون مع الإمام حتى ينصرف فضاعت عليهم الليلة، ثم خالفوا الجماعة ويد الله مع الجماعة.
..................(131/145)
موعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!
ـ[عيسى عبدالله السعدي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 07:13 ص]ـ
قال رجل لعلي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: ياأمير المؤمنين! صف لنا الدنيا؟ فقال: ماأصف من دار أولها عناء، وآخرها فناء، في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، من صح فيها أمن، ومن مرض فيها ندم، ومن استغنى فيها فتن، ومن افتقر فيها حزن!!
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:34 م]ـ
شكر الله لك
وقال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
"يا دُنيا يا دَنية، طلَّقتُك ثلاثًا، زادُك حقير، وعمرُك قصير، وسَفرُك طويل، آهٍ من قلَّة الزَّادِ، وبُعدِ السفر، ولقاء الموت! "(131/146)
هل تعرف عن الشيخ محمدبن قاسم -رحمه الله في (رمضان وفي العشر)؟
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 08:07 ص]ـ
حال الشيخ محمد بن عبد الرحمن القاسم رحمه الله والد الشيخ عبدالمحسن القاسم في رمضان
كان - رحمه الله - يصوم في مكة شهر رمضان كاملا ليفوز بشرف الزمان والمكان وقد واظب على هذه الحال منذ أكثر من عشرين عامًا وكان يأتي إلى مكة قبل شهر رمضان بيومين أو ثلاثة ويأتي معه بالتمر من مزرعته ويفطر الصائمين ويتابع إفطارهم وهو واقف بنفسه وقد تجاوز عدد من يفطرهم في السنة الأخير 500 رجل ومن شدة حرصه على تفطير الصوام أنه يأتي إلى داره بعد صلاة الظهر ويبدأ بفرز التمر الجيد ويضعه في صحون بلاستيكية كل ذلك بنفسه وتسمع صوته وهو يقرأ القرآن وإن قام وساعده أحدوإلا فهذا ديدنه-رحمه الله-
قال الشيخ عبد الله المعتاز «وقد رأيته مرارًا يحمل الفطور لهم ومن رآه وهو لا يعرفه لا يحسب أن هذا الرجل بمظهره المتواضع ينفق مئات الآلاف في مجلس واحد يبذله للدعاة والمشاريع الخيرية والفقراء والمساكين ووجوه الخير»
أما في العشر الأواخر من رمضان فلا نرى له وقتًا ينام فيه من كثرة طوافه بالبيت وقراءته للقرآن وصلاتهولربما نام نومة خفيفة وهو جالس متكأ ولا نعرف له فراشًا ونومًا معتادًا في العشر الأواخر من رمضان؟!!
منقول من كتاب العالم العابد الشيخ محمد بن عبد الرحمن القاسم رحمه الله حياته وسيرته ومؤلفاته
http://www.saaid.net/Doat/m-bingasem/index.htm
ـ[أبو أيوب المكي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 10:15 ص]ـ
رحمه الله وبارك الله فيك
هل هو جامع فتاوى ابن تيمية رحمه الله؟
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 11:39 ص]ـ
والله أعلم نعم
وهو صاحب حاشية الروض المربع.
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:29 م]ـ
قالوا عنه -رحمه الله
* «محمد بن قاسم» من الموحدين.
سماحة الشيخ/ محمد بن إبراهيم
* «العالم الورع التقي الخفي».
فضيلة الشيخ/ محمد بن عثيمين
* «كان أبرز من في الحلقة الذين قرأنا معهم على سماحة العلامة محمد بن إبراهيم، فكان هو الذي يقرأ على الشيخ المتن والشرح، حيث كان يهتم بحفظ المتون مع أن في زملائه من هو أكبر منه سنًا وأقدم منه تعلمًا ... ».
فضيلة الشيخ/ عبد الله بن جبرين
* «اسأل والدك فلو تنفس شيخ الإسلام لعرف والدك نفسه».
فضيلة الشيخ/ حماد الأنصاري - وذلك في معرض كلامة للشيخ عبدالملك القاسم إبن الشيخ محمد
* «كان رحمه الله عابدًا زاهدًا منصرفًا عن الناس».
فضيلة الشيخ/ بكر أبو زيد
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[28 - 08 - 10, 09:07 م]ـ
هو هو بعينه جامع الفتاوى، جمعه الله بمن يحب في الفرودس الأعلى من الجنان
ـ[أبو إبراهيم المهاجر]ــــــــ[28 - 08 - 10, 11:42 م]ـ
ليس هو جامع فتاوى ابن تيمية وإنما هو ابنه, فالذي جمع الفتاوى هو الشيخ عبدالرحمن بن قاسم وهو صاحب حاشية الروض المربع!
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[29 - 08 - 10, 01:13 ص]ـ
أصلح الله ذريته فأحد إبناءه الشيخ عبدالرحمن بن قاسم الغني عن التعريف
وإبنه الآخر الشيخ عبدالملك القاسم صاحب دار القاسم واسعة الشهرة وصاحبة المبادرات الإبداعية في الدعوة
مثلا:
1 - الدار أول من أخرجت الحقائب الدعوية المخفضة (بسعر ريال)
2 - أول دار أخرجت المطويات العادية ابتداءً، ثم الملونة ذات الورق الصقيل المتداولة الآن بحمد الله في أرجاء البلاد وفي جميع بلاد العالم من شرقه إلى غربه.
3 - أول من سنت طريقة التوصيل للمنازل في أوساط المكتبات ودور النشر فسهلت الكثير على الأسر في اقتناء الكتب والمطويات بكل سهولة ويسر.
4 - أول من أصدرت الحقائب البسكوتية التي تحتوي على (10) كتيبات جيب مميزة.
5 - أول من أصدرت الكروت الدعوية مثل (تفضل) (وتفضلي) وكان لها قصب السبق فيها باقتراح من إحدى الأخوات الفاضلات.
6 - الإسهام الدعوي في مجالات كثيرة ولله الحمد من نشر الكتب داخل المملكة وخارجها وفي أنحاء العالم.
7 - أول دار أصدرت كتيبات السلالم الجيب المتدرجة.
8 - كتيبات الجيب المميزة تجاوز عددها 150 إصدار.
9 - أسطول متطور للتوزيع يتولى توزيع إصدارات دار القاسم فقط في جميعمدن المملكة وتم تزويد كل مندوب بهاتف جوال لسهولة الاتصال به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/147)
10 - قصص الأطفال المميزة بالورق الصقيل 200غم والألوان الأربعة في كل صفحة مما أضفى عليها جمالاً. وقد صدر منها حوالي 50قصة، وهناك المزيد في الطريق – إن شاء الله-.
11 - القصص التعليمية المميزة بدأت باهتمام خاص من أحد الأخوة رغبة في نشر المعرفة والثقافية لدى الصغار الذين يحبون التلوين والإبداع.
12 - نحمد الله عز وجل فلا نزال نُصر على المنهج الذي ارتسمناه لأنفسنا، ومن بينها عدم وجود صور ذوات الأرواح في قصص الأطفال، ونحمد الله فعند ورود الملاحظات نأخذ بها مباشرة وقد أوقفنا كتباً لخطأ يسير.
13 - أخرجت الدار فتاوى الإمام (محمد بن عبد الوهاب) – رحمه الله-.
14 - أول دار تقوم بنشر فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كاملة حتى المجلد (24) وقد تم إرسال مجموعات منها إلى أفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا وأماكن أخرى.
15 - تم ترجمة الكثير من كتب الدار في روسيا وبلاد القوقاز إضافة إلى اللغات السواحلية والإنجليزية والفرنسية والتركية والإندونيسية والتاميلية والمليبارية والفلبينية واليابانية وغيرها.
16 - أول دار أصدرت حقائب دعوية مترجمة تحتوي على خمسة كتيبات حيث توجد كتيبات باللغات التالية: الإندونيسي – الفلبيني – التاميلي – البنغالي – الفارسي (1) – الفارسي (2) – الأردو – البشتو. – المليباري – الصيني – التركي.
(*) الدقة في اختيار الكتب والمطويات سمة أصبحت واضحة (الدار القاسم للنشر) والقراء يلاحظون ذلك بفضل الله – عز وجل – ثم بفضل متابعاتهم وإبداء ملاحظاتهم.
(*) تسعى الدار إلى إقامة معارض في المدارس ودور التحفيظ والجامعات والمراكز الإسلامية سعياً في نشر الكتب الإسلامية في كل مكان.
(*) ترحب الدار بحضور الطلاب والمتبرعين للاطلاع على سير أعمالها وأنشطتها والمشاركة في إبداء الرأي والملاحظة، وقد أعدت برنامجاً متكاملاً لزيارة طلاب المدارس وحلق تحفيظ القرآن الكريم يشمل عرضاً لمراحل النشر والطباعة والتوزيع مع لقاء خاص بأحد المؤلفين.
(*) حيث أن المكان واسع ومهيأ فإن الدار تستقبل الأخوات الفاضلات، ونحمد الله عز وجل أنهن يأتين بالحجاب الشرعي الساتر.
-----------------------------
المصدر: موقع الدار
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 08:54 ص]ـ
الذي جمع الفتاوى هو الشيخ عبدالرحمن بن قاسم وهو صاحب حاشية الروض المربع وساعده ابنه الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم ------------------------------------------------
وهذا موجز من ترجمته من كتاب العالم العابد محمد بن عبد الرحمن القاسم رحمه الله حياته وسيرته ومؤلفاته للمؤلف ابنه عبدالملك القاسم
هو الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن محمد بن قاسم
ووالده هو الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، صاحب المؤلفات المعروفة؛ وأشهرها (حاشية الروض المربع) وحاشية (كتاب التوحيد) و (الدرر السنية في الأجوبة النجدية) و (مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية) الذي ساعده الوالد محمد في جمعه.
ومن أخص مشايخه وأكثرهم أثرًا في حياته سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- الذي درس عليه كثيرًا ولازمه وثنى ركبه في حلقته خمسًا وعشرين سنة، منذ عام 1357هـ وحتى عام 1381هـ. أي منذ أن كان عمره اثني عشر عامًا وحتى بلغ عمره ستة وثلاثين عامًا.
وقد درس - رحمه الله - الدراسة النظامية في المعهد العلمي، ثم تخرج من كلية الشريعة بالرياض، ومن أبرز زملائه فيها الشيخ عبد الله بن جبرين - وفقه الله - الذي كان يتنافس معه على المركز الأول في
الدراسة.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 09:50 ص]ـ
ليس هو جامع فتاوى ابن تيمية وإنما هو ابنه, فالذي جمع الفتاوى هو الشيخ عبدالرحمن بن قاسم وهو صاحب حاشية الروض المربع!
هذا صحيح
وساعده ابنه محمد - رحمهما الله - في جمع فتاوى شيخ الإسلام.(131/148)
من أعظم ما يفرج به الكروب
ـ[عماد البكش]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:35 م]ـ
قال شَمْسُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُفْلِحٍ الْمَقْدِسِيُّ الْحَنْبَلِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى
قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَسُئِلَ مَا السَّبَبُ فِي أَنَّ الْفَرَجَ يَأْتِي عِنْدَ انْقِطَاعِ الرَّجَاءِ بِالْخَلْقِ؟ وَمَا الْحِيلَةُ فِي صَرْفِ الْقَلْبِ عَنْ التَّعَلُّقِ بِهِمْ وَتَعَلُّقِهِ بِاَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟
فَقَالَ سَبَبُ هَذَا تَحْقِيقُ التَّوْحِيدِ: تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ , وَتَوْحِيدُ الْإِلَهِيَّةِ , فَتَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ أَنَّهُ لَا خَالِقَ إلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَسْتَقِلُّ شَيْءٌ سِوَاهُ بِإِحْدَاثِ أَمْرٍ مِنْ الْأُمُورِ , بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ ,
وَكُلُّ مَا سِوَاهُ إذَا قَدَّرَ شَيْئًا فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ شَرِيكٍ مُعَاوِنٍ وَضِدٍّ مَعْرُوفٍ ,
فَإِذَا طُلِبَ مِمَّا سِوَاهُ إحْدَاثُ أَمْرٍ مِنْ الْأُمُورِ طُلِبَ مِنْهُمَا لَا يَسْتَقِلُّ بِهِ وَلَا يَقْدِرُ وَحْدَهُ عَلَيْهِ إلَى أَنْ قَالَ:
فَالرَّاجِي مَخْلُوقًا طَالِبٌ بِقَلْبِهِ مَا يُرِيدُهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَخْلُوقِ وَذَلِكَ الْمَخْلُوقُ عَاجِزٌ عَنْهُ. ثُمَّ هَذَا مِنْ الشِّرْكِ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , فَمِنْ كَمَالِ نِعْمَتِهِ وَإِحْسَانِهِ إلَى عِبَادِهِ أَنْ يَمْنَعَ تَحْصِيلَ مَطَالِبِهِمْ بِالشِّرْكِ حَتَّى يَصْرِفَ قُلُوبَهُمْ إلَى التَّوْحِيدِ , ثُمَّ إنْ وَحَّدَهُ الْعَبْدُ تَوْحِيدَ الْإِلَهِيَّةِ حَصَلَتْ لَهُ سَعَادَةُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إلَى أَنْ قَالَ
فَمِنْ تَمَامِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُنْزِلَ بِهِمْ مِنْ الشِّدَّةِ وَالضَّرَرِ مَا يُلْجِئُهُمْ إلَى تَوْحِيدِهِ فَيَدْعُونَهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ , وَيَرْجُونَهُ وَلَا يَرْجُونَ أَحَدًا سِوَاهُ , وَتَتَعَلَّقُ قُلُوبُهُمْ بِهِ لَا بِغَيْرِهِ فَيَحْصُلُ لَهُمْ مِنْ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَالْإِنَابَةِ إلَيْهِ , وَحَلَاوَةِ الْإِيمَانِ , وَذَوْقِ طَعْمِهِ , وَالْبَرَاءَةِ مِنْ الشِّرْكِ , مَا هُوَ أَعْظَمُ نِعْمَةً عَلَيْهِمْ مِنْ زَوَالِ الْمَرَضِ وَالْخَوْفِ وَالْجَدْبِ , أَوْ حُصُولِ الْيُسْرِ , أَوْ زَوَالِ الْعُسْرِ فِي الْمَعِيشَةِ. فَإِنَّ ذَلِكَ لَذَّةٌ بَدَنِيَّةٌ وَنِعْمَةٌ دُنْيَوِيَّةٌ قَدْ يَحْصُلُ مِنْهَا لِلْكَافِرِ أَعْظَمُ مِمَّا يَحْصُلُ لِلْمُؤْمِنِ. وَأَمَّا مَا يَحْصُلُ لِأَهْلِ التَّوْحِيدِ الْمُخْلِصِينَ لِلَّهِ وَالدِّينِ فَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُعَبَّرُ عَنْهُ بِمَقَالٍ , أَوْ يَسْتَحْضِرَ تَفْصِيلَهُ بَالٌ , وَلِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ ذَلِكَ نَصِيبٌ بِقَدْرِ إيمَانِهِ ,
وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: يَا ابْنَ آدَمَ لَقَدْ بُورِكَ لَكَ فِي حَاجَةٍ أَكْثَرْتَ فِيهَا مِنْ قَرْعِ بَابِ سَيِّدِكَ.
وَقَالَ بَعْضُ الشُّيُوخِ: إنَّهُ لَيَكُونُ لِي إلَى اللَّهِ حَاجَةٌ وَأَدْعُو فَيَفْتَحُ لِي مِنْ لَذِيذِ مَعْرِفَتِهِ وَحَلَاوَةِ مُنَاجَاتِهِ مَا لَا أُحِبُّ مَعَهُ أَنْ يُعَجِّلَ قَضَاءَ حَاجَتِي خَشْيَةَ أَنْ تَنْصَرِفَ نَفْسِي عَنْ ذَلِكَ لِأَنَّ النَّفْسَ لَا تُرِيدُ إلَّا حَظَّهَا فَإِذَا قُضِيَ انْصَرَفَتْ.
وَفِي بَعْضِ الْإِسْرَائِيلِيَّات: يَا ابْنَ آدَمَ الْبَلَاءُ يَجْمَعُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. وَالْعَافِيَةُ تَجْمَعُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ نَفْسِكَ.
وَهَذَا الْمَعْنَى كَثِيرٌ وَهُوَ مَوْجُودٌ مَحْسُوسٌ بِالْحِسِّ الْبَاطِنِ لِلْمُؤْمِنِ وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ إلَّا وَقَدْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ مَا يَعْرِفُ بِهِ مَا ذَكَرْنَاهُ ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/149)
فَإِنَّ مَا كَانَ مِنْ بَابِ الذَّوْقِ وَالْوَجْدِ لَا يَعْرِفُهُ إلَّا مَنْ كَانَ لَهُ ذَوْقٌ وَحِسٌّ , وَلَفْظُ الذَّوْقِ وَإِنْ كَانَ قَدْ يُظَنَّ أَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مُخْتَصٌّ بِذَوْقِ اللِّسَانِ فَاسْتِعْمَالُهُ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ مُسْتَعْمَلٌ فِي الْإِحْسَاسِ بِالْمُلَائِمِ وَالْمُنَافِي , كَمَا أَنَّ لَفْظَ الْإِحْسَاسِ عَامٌّ فِيمَا يُحَسُّ بِالْحَوَاسِّ الْخَمْسِ , بَلْ وَبِالْبَاطِنِ.
وَأَمَّا فِي اللُّغَةِ فَأَصْلُهُ الرُّؤْيَةُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ}. وَهَذَا الْكَلَامُ بِتَمَامِهِ فِي آخِرِ الْكَلَامِ عَلَى دَعْوَةِ ذِي النُّونِ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ {لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ}
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ {فَإِنَّهَا لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ}.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ , لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمُ , لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَالْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمُ}
وَعَنْ أَنَسٍ {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ. قَالَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ}.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا أَهَمَّهُ الْأَمْرُ رَفَعَ طَرْفَهُ إلَى السَّمَاءِ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَإِذَا اجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ قَالَ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ} رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ وَإِسْنَادُ الثَّانِي ضَعِيفٌ. وَرَوَى النَّسَائِيُّ الْأَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: {لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَاتَلْتُ شَيْئًا مِنْ قِتَالٍ ثُمَّ جِئْتُ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْظُرُ مَا صَنَعَ فَجِئْتُ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ثُمَّ رَجَعْتُ إلَى الْقِتَالِ ثُمَّ جِئْتُ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ لَا يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ ذَهَبْتُ إلَى الْقِتَالِ ثُمَّ جِئْتُ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ ذَلِكَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ}.
وَعَنْهُ قَالَ {عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا نَزَلَ بِي كَرْبٌ أَنْ أَقُولَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ , سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمُ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} رَوَاهُمَا النَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ الثَّانِيَ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا {مَا كَرَبَنِي أَمْرٌ إلَّا تَمَثَّلَ لِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْ تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ {وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}} رَوَاهُ الْحَاكِمُ. وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {دَعْوَةُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ , وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ , لَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/150)
إلَهَ إلَّا أَنْتَ}
وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِيهِنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ: اللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا} وَفِي رِوَايَةٍ {أَنَّهَا تُقَالُ سَبْعَ مَرَّاتٍ}.
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ {دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاك فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى دَيْنَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُلْ إذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ. قَالَ: فَقُلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي}.
وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا , وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا , وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} رَوَاهُنَّ أَبُو دَاوُد. وَرَوَى ابْنُ مَاجَهْ حَدِيثَ أَسْمَاءَ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مُرْسَلًا وَإِسْنَادُ الْمُتَّصِلِ جَيِّدٌ وَحَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغُدَانِيِّ عَنْ غَسَّانَ بْنِ عَوْفٍ عَنْ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ غَسَّانُ ضَعَّفَهُ الْأَزْدِيُّ وَاخْتَلَطَ الْجُرَيْرِيُّ بِآخِرِهِ.
وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {مَا أَصَابَ عَبْدًا هَمٌّ وَلَا حُزْنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ , نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِي حُكْمُكَ عَدْلٌ فِي قَضَاؤُكَ , أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ , أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ , أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ , أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجَلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ حُزْنَهُ وَهَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا} رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَأَحْمَدُ وَفِيهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ قَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا.
وَرَوَى أَحْمَدُ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدُّؤَلِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ أَخُو حُذَيْفَةَ قَالَ حُذَيْفَةُ يَعْنِي ابْنَ الْيَمَانِ {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ يُصَلِّي}. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا وَقَالَ ابْنُ أَخِي حُذَيْفَةَ قَالَ بَعْضُهُمْ: كَذَا رَوَاهُ شُرَيْحٌ عَنْ يُونُسَ عَنْ يَحْيَى وَخَالَفَهُمَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ فَرَوَيَاهُ عَنْ يَحْيَى وَقَالَا فِيهِ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ أَخُو حُذَيْفَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَذْكُرْ لِحُذَيْفَةَ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ الْهَمَذَانِيُّ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قُدَامَةَ عَنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/151)
عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ أَخِي حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَذْكُرْ حُذَيْفَةَ. وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جَرِيرٍ وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْيَمَانِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ قَالَ بَعْضُهُمْ فِي عَبْدِ الْعَزِيزِ لَا يُعْرَفُ وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَمُحَمَّدٌ تَفَرَّدَ عَنْهُ عِكْرِمَةُ. وَرَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ ثَنَا سَيَّارٌ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعْت ثَابِتًا يَقُولُ {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا أَصَابَتْ أَهْلَهُ خَصَاصَةٌ نَادَى أَهْلَهُ يَا أَهْلَاهُ صَلُّوا صَلُّوا} قَالَ ثَابِتٌ: وَكَانَتْ الْأَنْبِيَاءُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ إذَا نَزَلَ بِهِمْ أَمْرٌ فَزِعُوا إلَى الصَّلَاةِ. الظَّاهِرُ أَنَّهُ مُرْسَلٌ جَيِّدُ الْإِسْنَادِ
وَلِهَذَا الْمَعْنَى شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي الْكُسُوفِ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ}.
وَرَوَى الْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {مَنْ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ كَانَ دَوَاءً مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ دَاءً أَيْسَرُهَا الْهَمُّ}
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ {أَنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ} وَصَحَّحَ التِّرْمِذِيُّ أَنَّهَا بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ.
وَاعْلَمْ أَنَّ الْقُلُوبَ تَضْعُفُ وَتَمْرَضُ وَرُبَّمَا مَاتَتْ بِالْغَفْلَةِ وَالذُّنُوبِ وِتْرِك إعْمَالِهِ فِيمَا خُلِقَ لَهُ مِنْ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ الْمَطْلُوبَةِ شَرْعًا وَأَعْظَمُ ذَلِكَ الشِّرْكُ , وَتَحْيَا وَتَقْوَى وَتَصِحُّ بِالتَّوْحِيدِ , وَالْيَقَظَةِ وَإِعْمَالِهِ فِيمَا خُلِقَ لَهُ وَالضِّدُّ يَزُولُ بِضِدِّهِ وَيَنْفَعِلُ عَنْهُ عَكْسَ مَا كَانَ مُنْفَعِلًا عَنْهُ
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللَّهُ:
رَأَيْت الذُّنُوبَ تُمِيتُ الْقُلُوبَ وَقَدْ يُورِثُ الذُّلَّ إدْمَانُهَا ... وَتَرْكُ الذُّنُوبِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ وَخَيْرٌ لِنَفْسِك عِصْيَانُهَا
قَالَ تَعَالَى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَوْ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ {إنَّ الْعَبْدَ إذَا أَذْنَبَ نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ثُمَّ إذَا أَذْنَبَ نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ حَتَّى يَبْقَى أَسْوَدَ مُرْبَدًّا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ} فَالْهَوَى أَعْظَمُ الْأَدْوَاءِ وَمُخَالَفَتُهُ أَعْظَمُ الدَّوَاءِ وَسَيَأْتِي فِي آخِرِ فُصُولِ التَّدَاوِي. فِي دَوَاءِ الْعِشْقِ مَا يَتَعَلَّقُ بِهَذَا , وَخُلِقَتْ النَّفْسُ فِي الْأَصْلِ جَاهِلَةً ظَالِمَةً كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}. فَلِجَهْلِهَا تَظُنُّ شِفَاءً فِي اتِّبَاعِ هَوَاهَا , وَإِنَّمَا هُوَ أَعْظَمُ دَاءٍ فِيهِ تَلَفُهَا , وَتَضَعُ الدَّاءَ مَوْضِعَ الدَّوَاءِ وَالدَّوَاءَ مَوْضِعَ الدَّاءِ , فَيَتَوَلَّدُ مِنْ ذَلِكَ عِلَلٌ وَأَمْرَاضٌ , ثُمَّ مَعَ ذَلِكَ تُبَرِّئُ نَفْسَهَا وَتَلُومُ رَبَّهَا عَزَّ وَجَلَّ بِلِسَانِ الْحَالِ , وَقَدْ تُصَرِّحُ بِاللِّسَانِ وَلَا تَقْبَلُ النُّصْحَ لِظُلْمِهَا وَجَهْلِهَا وَلِهَذَا كَانَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي دُعَاءِ الْكَرْبِ مُشْتَمِلًا عَلَى كَمَالِ الرُّبُوبِيَّةِ لِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ , وَيَسْتَلْزِمُ تَوْحِيدَهُ , وَأَنَّهُ الَّذِي لَا تَنْبَغِي الْعِبَادَةُ وَالْخَوْفُ وَالرَّجَا إلَّا لَهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/152)
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى , وَفِيهِ الْعَظَمَةُ الْمُطْلَقَةُ وَهِيَ مُسْتَلْزِمَةٌ إثْبَاتَ كُلِّ كَمَالٍ , وَفِيهِ الْحِلْمُ مُسْتَلْزِمٌ كَمَالَ رَحْمَتَهُ وَإِحْسَانِهِ فَمَعْرِفَةُ الْقَلْبِ بِذَلِكَ تُوجِبُ إعْمَالَهُ فِي أَعْمَالِ الْقُلُوبِ الْمَطْلُوبَةِ شَرْعًا , فَيَجِدُ لَذَّةً وَسُرُورًا يَدْفَعُ مَا حَصَلَ وَرُبَّمَا حَصَلَ الْبَعْضُ بِحَسَبِ قُوَّةِ ذَلِكَ وَضَعْفِهِ كَمَرِيضٍ وَرَدَ عَلَيْهِ مَا يُقَوِّي طَبِيعَتَهُ. وَهَذِهِ الْأَوْصَافُ فِي غَايَةِ الْمُنَاسَبَةِ لِتَفْرِيجِ مَا حَصَلَ لِلْقَلْبِ , وَكُلَّ مَا كَانَ الْإِنْسَانُ أَشَدَّ اعْتِنَاءً بِذَلِكَ وَأَكْثَرَ ذَوْقًا وَمُبَاشَرَةً ظَهَرَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ مَا لَمْ يَظْهَرْ لِغَيْرِهِ. وَالْحَيَاةُ الْمُطْلَقَةُ التَّامَّةُ مُسْتَلْزِمَةٌ لِكُلِّ صِفَةِ كَمَالٍ , وَالْقَيُّومِيَّةُ مُسْتَلْزِمَةٌ لِكُلِّ صِفَةِ فِعْلٍ , وَكَمَالُهَا بِكِمَالِ الْحَيَاةِ , فَالتَّوَسُّلُ بِهَاتَيْنِ الصِّفَّتَيْنِ يُؤَثِّرُ فِي إزَالَةِ مَا يُضَادُّ الْحَيَاةَ وَيَضُرُّ بِالْأَفْعَالِ.
وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: {وَإِلَهُكُمْ إلَهٌ وَاحِدٌ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وَفَاتِحَةِ آلِ عِمْرَانَ {الم اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}}. صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَغَيْرُهُ وَابْنُ مَاجَهْ , وَلِأَحْمَدَ: سَمِعْته يَقُولُ {فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: {اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} {الم اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}. اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ}. وَرَوَى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُمَا وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ {أَنَّ رَجُلًا دَعَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِأَنَّ لَك الْحَمْدَ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى}.
وَفِي بَقِيَّةِ الْأَحَادِيثِ مِنْ تَحْقِيقِ التَّوْحِيدِ وَالِاعْتِمَادِ وَالتَّوَكُّلِ وَالرَّجَاءِ وَأَسْرَارِ الْعُبُودِيَّةِ وَالِاسْتِعَاذَةِ مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَالِاسْتِغْفَارِ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَالتَّوَسُّلِ بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مَا يَحْصُلُ الْمَقْصُودُ وَالصَّلَاةُ أَمْرُهَا عَظِيمٌ وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَفِيهِ كَلَامٌ عَنْ مُجَاهِدٍ {عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ وَقَدْ شَكَا وَجَعَ بَطْنِهِ قُمْ فَصَلِّ فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ شِفَاءً} وَرُوِيَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَهُ لِمُجَاهِدٍ قَالَ الْبُخَارِيُّ قَالَ ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ أَبُو هُرَيْرَةَ لَمْ يَكُنْ فَارِسِيًّا إنَّمَا مُجَاهِدٌ فَارِسِيٌّ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا وَلَا يَصِحُّ. قَالَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي جَامِعِ الْمَسَانِيدِ.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ الصَّلَاةَ حَرَكَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ تَتَحَرَّكُ مَعَهَا الْأَعْضَاءُ الظَّاهِرَةُ وَالْبَاطِنَةُ , وَقَدْ ذَكَرَ الْأَطِبَّاءُ أَنَّ فِي الْمَشْيِ رِيَاضَةً قُوَّةً وَتَحْلِيلًا وَأَنَّ مِمَّا يَحْفَظُ الصِّحَّةَ إتْعَابُ الْبَدَنِ قَلِيلًا , وَيَحْصُلُ لِلنَّفْسِ بِالصَّلَاةِ قُوَّةٌ وَانْشِرَاحٌ مَعَ ذَلِكَ فَتَقْوَى الطَّبِيعَةُ فَيَنْدَفِعُ الْأَلَمُ , وَالْجِهَادُ أَقْوَى فِي هَذَا الْمَعْنَى وَأَوْلَى. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/153)
صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبُ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ}.
وَعَنْ عُبَادَةَ مَرْفُوعًا {جَاهِدُوا فِي اللَّهِ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ عَظِيمٌ يُنَجِّي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهَمِّ وَالْغَمِّ} رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ رِوَايَةِ إسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الشَّامِيِّ وَأَبُو بَكْرٍ ضَعِيفٌ عِنْدَهُمْ.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا {سَافِرُوا تَصِحُّوا , وَاغْزُوا تَسْتَغْنُوا} رَوَاهُ أَحْمَدُ L2378 مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
وَفِي مَعْنَاهُ الْحَجُّ لَأَنَّهُ مِنْ سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. كَمَا رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقَوْله تَعَالَى: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} نَافِعَةٌ فِي ذَلِكَ. قَالَ تَعَالَى {الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاَللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَالَهَا إبْرَاهِيمُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا: {إنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَفِي السُّنَنِ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدْ الْتَقَمَ الْقَرْنَ وَحَنَى جَبْهَتَهُ يَنْتَظِرُ أَنْ يُؤْمَرَ فَيَنْفُخُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ , عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا} رَوَاهُ أَحْمَدُ وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إسْمَاعِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا وَهُوَ إسْنَادٌ جَيِّدٌ.
وَمِنْ ذَلِكَ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ الطُّفَيْلِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ , جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْت إنْ جَعَلْت صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْك قَالَ إذًا يَكْفِيك اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاك وَآخِرَتِك} حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِأَطْوَلَ مِنْ هَذَا وَحَسَّنَهُ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحٌ.
وَمِنْ ذَلِكَ أَنْ يَلْحَظَ أَنَّ انْتِظَارَ الْفَرَجِ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى عِبَادَةٌ فَيَنْتَعِشُ بِذَلِكَ وَيُسَرُّ بِهِ فَفِي التِّرْمِذِيُّ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {سَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ} , {وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ انْتِظَارُ الْفَرَجِ} ,
وَاعْلَمْ أَنَّ الدَّوَاءَ إنَّمَا يَنْفَعُ غَالِبًا مَنْ تَلَقَّاهُ بِالْقَبُولِ وَعَمِلَهُ بِاعْتِقَادٍ حَسَنٍ وَكُلَّمَا قَوِيَ الِاعْتِقَادُ وَحَسُنَ الظَّنُّ كَانَ أَنْفَعَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/154)
وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: غَرِيبٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {اُدْعُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ , وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ}. وَرَوَى أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ وَبَعْضُهَا أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ فَإِذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَيُّهَا النَّاسُ فَاسْأَلُوهُ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْب غَافِل} وَسَيَأْتِي فِي الدُّعَاءِ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ {أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي , إنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ , وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَوْ فِي الصَّحِيحِ عَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ {يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يُعَجِّلْ قَالُوا وَكَيْفَ يُعَجِّلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ}.
فَالْعَارِفُ يَجْتَهِدُ فِي تَحْصِيلِ أَسْبَابِ الْإِجَابَةِ مِنْ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَلَا يَمَلُّ وَلَا يَسْأَمُ
وَيَجْتَهِدُ فِي مُعَامَلَتِهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ وَقْتِ الشِّدَّةِ فَإِنَّهُ أَنْجَحَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا {تَعَرَّفْ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ} رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وَلِلتِّرْمِذِيِّ وَقَالَ غَرِيبٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكَرْبِ فَلْيُكْثِرْ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ}.
فَهَذِهِ الْأُمُورُ يَنْظُرُ فِيهَا الْعَارِفُ وَيَعْلَمُ أَنَّ عَدَمَ إجَابَتِهِ إمَّا لِعَدَمِ بَعْضِ الْمُقْتَضَى أَوْ لِوُجُودِ مَانِعٍ فَيَتَّهِمُ نَفْسَهُ لَا غَيْرَهَا وَيَنْظُرُ فِي حَالِ سَيِّدِ الْخَلَائِقِ وَأَكْرَمِهِمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَيْفَ كَانَ اجْتِهَادُهُ فِي وَقْعَةِ بَدْرٍ وَغَيْرِهَا , وَيَثِقُ بِوَعْدِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَوْلِهِ: {اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وَقَوْلِهِ: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ} وَلِيَعْلَمَ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى , وَأَنَّ مَنْ تَعَاطَى ذَلِكَ عَلَى خَيْرٍ وَلَا بُدَّ , وَأَنَّ مَنْ لَمْ يُجِبْ إلَى دَعَوْتِهِ حَصَلَ لَهُ مِثْلُهَا وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْهُمْ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو اللَّهَ بِدَعْوَةٍ إلَّا آتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إيَّاهَا وَصَرَفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةٍ. قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ إذًا نُكْثِرُ قَالَ اللَّهُ أَكْثَرُ} وَلِأَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ مِثْلُهُ وَفِيهِ {إمَّا أَنْ يُعَجِّلَهَا أَوْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ , أَوْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا} وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ وَيَأْتِي مَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّعَاءِ فِي الْجُمْلَةِ قَبْلَ آدَابِ الْقِرَاءَةِ وَلَهُ مُنَاسَبَةٌ بِهَذَا.
وَرَوَى الْحَاكِمُ فِي تَارِيخِهِ عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ شَكَا إلَيْهِ الْعُسْرَةَ فِي أُمُورِهِ:
أَلَا أَيُّهَا الْمَرْءُ الَّذِي فِي عُسْرِهِ أَصْبَحْ ... إذَا اشْتَدَّ بِكَ الْأَمْرُ فَلَا تَنْسَ أَلَمْ نَشْرَحْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/155)
وَعَنْ عَلِيٍّ أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ إنِّي عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي قَالَ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ أَدَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْكَ قَالَ بَلَى قَالَ قُلْ {اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ , وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ} رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
وَقَالَ أَبُو الْفَرَجِ: يَا مُتَشَرِّدًا عَلَى مَوْلَاهُ لَا تَنْعَلْ لَا تَغْضَبَنَّ عَلَى قَوْمٍ تُحِبُّهُمْ فَلَيْسَ يُنْجِيكَ مِنْ أَحْبَابِكَ الْغَضَبُ وَلَا تُخَاصِمْهُمْ يَوْمًا وَإِنْ عَتَبُوا إنَّ الْقُضَاةَ إذَا مَا خُوصِمُوا غَلَبُوا
وَقَالَ ابْنُ عَقِيلٍ فِي الْفُنُونِ: وَاَللَّهِ مَا أَعْتَمِدُ عَلَى أَنِّي مُؤْمِنٌ بِصَلَاتِي وَصَوْمِي بَلْ أَعْتَمِدُ إذَا رَأَيْتُ قَلْبِي فِي الشَّدَائِدِ يَفْزَعُ إلَيْهِ , وَشُكْرِي لِمَا أَنْعَمَ عَلَيَّ , وَقَالَ قَدْ صُنْتُكَ بِكُلِّ مَعْنًى عَنْ أَنْ تَكُونَ عَبْدًا لِعَبْدٍ وَأَعْلَمْتُكَ أَنِّي أَنَا الْخَالِقُ الرَّازِقُ فَتَرَكْتَنِي وَقَبِلْتَ عَلَى الْعَبِيدِ , كُلُّكُمْ تَسْأَلُونِي وَقْتَ جَدْبِ الْمَطَرِ , وَبَعْدَ الْإِجَابَةِ يَعْبُدُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} وَقَالَ أَيْضًا: أَمَا تَسْتَحْيِي وَأَنْتَ تُعَلِّمُ كَلْبَ الصَّيْدِ يَأْخُذُ إبْقَاءً عَلَيْكَ فَيَقْبَلُ تَعَلُّمَكَ وَتَكْسِرُ عَادِيَةَ طَبْعِهِ وَتُكَلِّبُ نَفْسَهُ عَنْ الْفَرِيسَةِ وَهُوَ جَائِعٌ مُضْطَرٌّ إلَيْهَا , حَتَّى إذَا أَخَذْتَ الصَّيْدَ إنْ شِئْتَ أَطْعَمْتَهُ وَإِنْ شِئْت حَرَمْتَهُ , يَنْتَهِي حَالُك مَعِي وَأَنَا الْمُنْعِمُ الَّذِي أَنْشَأْتُك وَغَذَّيْتُك وَرَبَّيْتُك إنَّنِي كَلَّفْتُك أَنْ تُمْسِكَ نَفْسَكَ عَنْ الْبَحْثِ فِيمَا يُسْخِطُنِي , لَمْ تَضْبِطْ نَفْسَكَ بَلْ غَلَبَتْك عَلَى ارْتِكَابِ مَا نُهِيت وَعِصْيَانِ مَا أُمِرْت , بَلَغَتْ الصِّنَاعَةُ مِنْ هَذَا الْحَيَوَانِ الْخَسِيسِ أَنْ يَأْتَمِرَ إذَا أُمِرَ , وَيَنْزَجِرَ إذَا زُجِرَ , عُلِّقَتْ الْآدَابُ بِالْبَهِيمِ وَمَا تَعَلَّقَ بِقَلْبِك طُولُ الْعُمْرِ وَكَمَالُ الْعَقْلِ , تَنْشَطُ لِزَرْعِ نَوَاةٍ وَغَرْسِ فَسِيلَةٍ وَتَقْعُدُ مُنْتَظِرًا حَمْلَهَا , وَيَنْعَ ثَمَرِهَا , وَرُبَّمَا دُفِنْت قَبْلَ ذَلِكَ وَلَوْ عِشْت كَانَ مَاذَا وَمَا قَدْرُ مَا يَحْصُلُ مِنْهَا؟ وَأَنْتَ تَسْمَعُ قَوْلِي {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} وَقَوْلِي: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ} هَذَا وَأَمْثَالُهُ مِنْ آيِ الْقُرْآنِ لَا تَنْشَطُ أَنْ تَزْرَعَ عِنْدِي مَا تَجْنِي ثِمَارَهُ النَّافِعَةَ عَلَى التَّأْبِيدِ , هَذَا لِأَنَّك مُسْتَبْعِدٌ مَا ضَمِنْت فِي الْأُخْرَى , قَوِيُّ الْأَمَلِ فِي الدُّنْيَا , أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْله تَعَالَى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} وَتَسْمَعْ: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}. وَأَنْتَ تُحَدِّقُ إلَى الْمَحْظُورَاتِ تَحْدِيقَ مُتَوَسِّلٍ أَوْ مُتَأَسِّفٍ كَيْفَ لَا سَبِيلَ لَك إلَيْهَا , وَتَسْمَعْ قَوْله تَعَالَى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}. تَهِشُّ لَهَا كَأَنَّهَا فِيكَ نَزَلَتْ , وَتَسْمَعُ بَعْدَهَا {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} فَتَطْمَئِنُّ أَنَّهَا لِغَيْرِك. وَمِنْ أَيْنَ ثَبَتَ هَذَا الْأَمْرُ , وَمِنْ أَيْنَ جَاءَ الطَّمَعُ , اللَّهَ اللَّهَ هَذِهِ خُدْعَةٌ تَحُولُ بَيْنَك وَبَيْنَ التَّقْوَى. وَقَالَ أَيْضًا الطِّبَاعُ الرَّدِيَّةُ أَبَالِسَةُ الْإِنْسَانِ , وَالْعُقُولُ وَالْأَدْيَانُ مَلَائِكَةُ هَذَا الشَّأْنِ. وَفِي خِلَالٍ تَعْتَلِجُ وَلَهَا أَخْلَاقٌ تَتَغَالَبُ وَالشَّرَائِعُ مِنْ خَارِجِ هَذَا الْجِسْمِ لِمَصَالِحِ الْعَالَمِ وَمَا دَامَ الْعَبْدُ فِي الْعِلَاجِ فَهُوَ طَالِبٌ , فَإِذَا غَلَّبَ الْعَقْلَ وَاسْتَعْمَلَ الشَّرْعَ فَهُوَ وَاصِلٌ. وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ أَيْضًا يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّهُ مُفْلِسٌ مِنْ الْوُجُودِ فَكُلُّ أَحَدٍ يُرِيدُهُ لِنَفْسِهِ لَا لَهُ مِنْ أَهْلٍ وَوَلَدٍ وَصَدِيقٍ وَخَادِمٍ , وَلَيْسَ مَعَهُ عَلَى الْحَقِيقَةِ إلَّا الْحَقُّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى , فَإِنْ خَذَلَهُ وَأَخَذَهُ بِذَنْبِهِ لَمْ يَبْقَ لَهُ مُتَعَلِّقٌ وَكَانَ الْهَلَاكُ الْكُلِّيُّ , وَإِنْ لَطَفَ بِهِ وَقَرَّبَهُ إلَيْهِ لَمْ يَضُرَّهُ انْقِطَاعُ كُلِّ مُنْقَطِعٍ عَنْهُ , فَيَجْعَلُ الْعَاقِلُ شُغْلَهُ خِدْمَةَ رَبِّهِ فَمَا لَهُ عَلَى الْحَقِيقَةِ غَيْرُهُ , وَلْيَكُنْ أَنِيسَهُ وَمَوْضِعَ شَكْوَاهُ فَلَا تَلْتَفِتْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُ إلَّا إلَيْهِ , وَلَا تُعَوِّلْ إلَّا عَلَيْهِ , وَإِيَّاكَ أَنْ تَعْقِدَ خِنْصَرَكَ إلَّا عَلَى الَّذِي نَظَّمَهَا. وَقَالَ تَأَمَّلْتُ إقْدَامَ أَكْثَرِ الْخَلْقِ عَلَى الْمَعَاصِي فَإِذَا سَبَبُهُ حُبُّ الْعَاجِلِ وَالطَّمَعِ فِي الْعَفْوِ , وَإِنِّي لَأَعْجَبُ مِنْ الصُّوفِيَّةِ إذَا مَاتَ لَهُمْ مَيِّتٌ كَيْفَ يَعْمَلُونَ دَعْوَةً وَيَرْقُصُونَ وَيَقُولُونَ وَصَلَ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , أَفَأَمِنُوا أَنْ يَكُونَ وَقَعَ فِي عَذَابٍ , فَهَؤُلَاءِ سَدُّوا بَابَ الْخَوْفِ وَعَمِلُوا عَلَى زَعْمِهِمْ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالشَّوْقِ وَمَا كَانَ الْعُلَمَاءُ هَكَذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/156)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:45 م]ـ
جزاك الله خير أخي، فائدة قيمة
ينقل لملقتى أهل الدعوة إلى الله عز وجل ...
نفع الله بك.(131/157)
ما معنى المجاورة؟!
ـ[عمرو عبدالله الظاهري]ــــــــ[28 - 08 - 10, 07:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لي سؤال وأرجو من الإخوة ألا يتأخروا في الرد علي!
سؤالي هو:
ما معنى المجاورة؟!
فالمرء يقرأ أحيانا أن فلانا جاور بمكة! فهل يعني هذا أنه أقام في مكة فقط! أم أنه نذر الإقامة للعبادة!
وقرأت حديثا في النسائي يقول:
عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الذي في وسط الشهر فإذا كان من حين يمضي عشرون ليلة ويستقبل إحدى وعشرين يرجع إلى مسكنه ويرجع من كان يجاور معه ثم أنه أقام في شهر جاور فيه تلك الليلة التي كان يرجع فيها فخطب الناس فأمرهم بما شاء الله ثم قال إني كنت أجاور هذه العشر ثم بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر فمن كان اعتكف معي فليثبت في معتكفه .......
فهل المجاورة هنا هي الاعتكاف! ولو كانت فهل معنى هذا أن الأصل في الاعتكاف أنه كان في العشرة الوسطى ثم بعد ذلك جاور الرسول في الأخيرة!
جزاكم الله خيرا ونفع بكم!
ـ[عمرو عبدالله الظاهري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:27 ص]ـ
أين الردود أيها الأخوة؟!
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 09:33 م]ـ
المجاورة تطلق على الاقامة بمكة مطلقا،أعني من غير التزام بشرائط الاعتكاف الشرعي،ولهذا يقال لاهل مكة جيران البيت.ومتى اتخذها الغريب دارا صار مجاورا.
على ان لفظ "الجوار "يطلق ويراد به الاعتكاف.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 08:42 م]ـ
يكتب الان أحد الأخوة الأفاضل رسالته الماجستير في جامعة اليرموك - الأردن وعنوان رسالته "أحكام المجاورة في شريعة الإسلام" ضمن العبادات والمعاملات .... يسر الله طريقه لإكمالها
وكاتبها أحد أهل الملتقى ... ولعله يزيدنا معلومات عنها إن لم يكن في ذلك إحراج ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[13 - 09 - 10, 09:02 م]ـ
في الحديث المقصود به " الاعتكاف " واعتكف النبي صلى الله عليه وسلم الأول ثم الأوسط ثم الأواخر.
والله أعلم.
ـ[كتبي]ــــــــ[10 - 11 - 10, 08:54 ص]ـ
للفائدة:
قال الإمام ابن الأثير - رحمه الله في جامع الأصول بعد نقله للحديث المذكور: (المجاورة: الاعتكاف في المسجد)
والله أعلم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[10 - 11 - 10, 07:46 م]ـ
المجاورة تطلق على الاقامة بمكة مطلقا،أعني من غير التزام بشرائط الاعتكاف الشرعي،ولهذا يقال لاهل مكة جيران البيت.ومتى اتخذها الغريب دارا صار مجاورا.
على ان لفظ "الجوار "يطلق ويراد به الاعتكاف.
بارك الله فيك.
هو هذا:
تطلق على سكنى احد بلاد الحرمين او غيرهما،وتطلق على الاعتكاف.
ـ[أبو أحمد الحاتمي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 06:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك بحث أو رساله بعنوان نصيحة وتبيين لمن سمى المجاورين بالحرمين (المتخلفين (
لم أستطع الرفع فنسخته كامل في المشاركة
فأرجوا المعذرة
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة وتبيين لمن سمى المجاورين بالحرمين (المتخلفين (
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
المقدمة
فمن المعلوم أن دين الإسلام صالح لكل زمانٍ ومكان، دينٌ أكمل الله به رسالته، وختم به على العباد نعمته، فأرسل رسول الهدى ونبي الرحمة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، فأخرج الناس من ظلمات الشرك وخزي النفاق إلى نور التوحيد وجميل الأخلاق، فكان لهم خيرَ ناصح وأبلغ مبلغ وأحنَّ على أحدهم من أبيه وأمه صلوات ربي وسلامه عليه (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 128).
وبتمام الشريعة الربانية وكمال الدعوة المحمدية كان لزاما على كل من سمع بها وعرفها أن يلتزم بها، نجاةً من النار ونيلا لمرضاة ربه العزيز الغفار قال سبحانه (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) (النساء: 115) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/158)
النار." (1) قال النووي رحمه الله تعالى:" وقوله صلى الله عليه و سلم لا يسمع بي أحد من هذه الأمة أي: من هو موجود في زمني وبعدي إلى يوم القيامة، فكلهم يجب عليهم الدخول في طاعته وإنما ذكر اليهودي والنصراني تنبيها على من سواهما، وذلك لأن اليهود والنصارى لهم كتاب، فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتابا فغيرهم ممَّن لا كتاب له أولى والله أعلم." (2)
والمسلمون على اختلاف أقطارهم وأجناسهم ما هم إلا كالجسد الواحد لقوله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادِّهم وتعاطفِهِم وتراحُمِهِم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى" (3)، فالإسلام لا يرى بين أبنائه جهوية ولا عنصرية، فقد جمع بين المتباعدين وألف بين المتشاحنين، وربط بوثاقه بين المتخاصمين، فزالت الغل والأحقاد وتركت سيء العادات والآفات مصداقا لقوله تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 71) وقوله تعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران: 103) وقوله عز وجل (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10) وقوله عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعه." (4) وقد (آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه) كما بوَّب الإمام البخاري رحمه الله تعالى في جامعه وساق تحت الترجمة حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في مؤاخاة عبد الرحمن بن عوف لسعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين (5)، حتى كان في العهد الأول إذا مات أحدهم يرثه الآخر كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كَانَ الْمُهَاجِرُونَ لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَرِثُ الْمُهَاجِرِيُّ الْأَنْصَارِيَّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ لِلْأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ فَلَمَّا نَزَلَتْ {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} نُسِخَتْ ثُمَّ قَالَ {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} مِنْ النَّصْرِ وَالرِّفَادَةِ وَالنَّصِيحَةِ وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ وَيُوصِي لَهُ." (6)
ولتجدنَّ من أسمى القصص وأرفع الحكايات وأعز ما رُوي في الأُخُوة الحقيقية البيِّنة بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع الأنصاري عرض عليه أن يناصفه أهله وماله." (7) وفي رواية قال سعدٌ لعبد الرحمن:" قد علِمَت الأنصار أني من أكثرها مالا سأقسم مالي بيني وبينك شطرين ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلقها حتى إذا حلت تزوجتَها." (8).
فيا لله من هذه الأخوة كيف كانت، ينصِّف ماله ويطلِّق إحدى زوجيه حتى يقاسم أخاه الخير كما هو في خيرٍ مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه أو قال لجاره ما يحب لنفسه." (9) ولهذا نعتهم الله تعالى بالرحمة النابعة من هذه الأخوة الدينية في قوله سبحانه (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/159)
مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح: 29) رضي الله عنهم أجمعين.
ولما بعُدَ الناس عن مشكاة النبوة حسا ومعنا، بتقادم الزمان وظهور مختلف الفتن والأهوال، وميل الناس إلى ملذات الدنيا وبعدهم عن أسباب السعادة في أخرى، نسي الكثير هذه الرابطة الإيمانية، وقَلَّ منهم من كان على الطريقة السلفية، في حقيقة تقارب المسلمين واتحادهم، وتكاتفهم وتآلفهم، ففرقت بينهم الديار، وغشيتهم عقلية الكفار، فصار كل مصر بما فيه يفتخر، فشبت الحروب بين أبناء الأمة الواحدة، وتقسمت رقع الأمصار المسلمة، فحدث الفراق وحُدَّت الحدود، وغلبت عليهم الجاهلية الجهلاء والعصبية العمياء، فترامى كل قطر في زاوية، واتخذ كل شعب شعائر هي عن تعاليم الدين خاوية، فاعتبر المشرقيُّ المغربيَّ غريبا، وشرَّق المغربيُّ المشرقيَّ تشريقا، وقالوا بلسان حالهم (شتان بين مشرق ومغرب) وقد نسوا قول الملك المالك (وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) (البقرة: 115) وهو سبحانه (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) (الرحمن: 17).
ولا يفهمنَّ عاقلٌ خلاف المقصود، فينفي تَعدد البلدان وتكاثر الأمصار وتزايدها، فإن هذا غير المراد، "فالدين وإن كان من حيث عموم رسالته حقيقة عالمية لا تحده الحدود، ولا تحول دونه الفواصل إلا أنه من حيث تحقيقه في موقع مَّا محكوم بمؤثرات سياسية وقدرات ذاتية؛ ومن ثم كان في تشريعاته رفع الحرج، وإرادة اليسر والإتيان منه بالمستطاع.
غير أن غياب الصحوة العلمية في ترشيد الصحوة الإسلامية غيَّب الكثير من مثل هذه المفاهيم، وخلط ثوابت الأمور بمتغيراتها بسننها وفرائضها، ومكّن الرويبضة من أن يتحدث في أمور العامة دون أثارة من علم، وصارت الصدارة أحياناً للمتفيهقين والمتشدقين من الذين يحملون الناس على فتاوى شاذة وغريبة، غاية ما تؤدي إليه الإدبار عن الدين، والنفور عن المسلمين." (10)
ومن بين ما ذُكر وزُبر، تسمية طلاب العلم الميامين، المجاورين بالحرمين الشريفين، الحاملين لكتاب الله تعالى، الناصحين للأمة المتبعين لسلفها المقتدين بنبيها صلى الله عليه وسلم بالمتخلفين أو بالمفرد المتخلف، وهو من تخلف عن ركبه وارتكب المعصية بفعله، فخالف النظم الوضعية، وامتطى عين الأذية، وصار بذلك آثما عِصيَّا، بل وذهب بعضهم إلى أبعد بعيد ونسَّق من الفتاوى كل شارد طريد، فجاء بالشذوذ حيث جعل حجهم باطلا، وسعيهم عاطلا، فصفّهم في صف الخوارج العصريين المارقين عن النظم المستحدثة، والمخالفين للسياسة المستمدحة، وما ذنبهم إلا أنهم تركوا آباءهم وأمهاتهم للعلم وأهله، فكابدوا العناء النفسي قبل العناء البدني، ولكنهم دوما على عزيمة ومضي ولقد صدق من قال (11):
شرف الشعوب علومها وحياتها ***** أن تصلح الأخلاق والأعمال
وإذا الشباب رمى الأمور بعزمه ***** عنت الصعاب وخفت الأثقال
ولهذا لما ألزموا بيان حكم المجاورة، حادوا عن الإجابة، وقد قلنا إنها لا تخرج عن هذه الثلاث:
- إما أنها جائزة.
- وإما أنها غير جائزة.
- وإما أنها مسكوت عنها.
فاستعنت بالله العلام العليم، أن أجمع ما يسر جمعه، من بيان حقيقة المجاورة، وحكمها في الدين، وبيان حقيقة ما عليه هؤلاء الطلاب المجاهدين، وإنما مقصودي تبيين الحق الواضح المبين، حتى لا يُكتم ولا يُهدم، وهذا لما رأيت من عناء وتعب بدا على إخواني الطلاب، وانسدت عليهم في المسألة الأبواب، ولكن الإنصاف مطلوب وقول الحق واجب مرغوب، فإن المشايخ والعلماء دائما في عونهم ونصحهم، فقد وجدنا منهم من هو بمنزلة الأب الشفيق على أبنائه، وكيف لا وأبوة الدين أوثق من أبوة الطين، ولكن الكلام لا يشمل جملة هؤلاء اللهاميم السادة الجراثيم، فإن شأنهم عالي ومقامهم في القلب سامي، وكيف يحق لحقير مثلي أن يرد على المشايخ العلماء الموقرين النبلاء، وإنما هو من بابٍ علميٍّ أطرح موضوعي وأقيد بالمنهجية مشروعي، سائلا الله تعالى أن يهديني وإخواني إلى طريقه المستقيم، طريق الأنبياء والمرسلين، طريق غير المغضوب عليهم ولا الضالين، وسميت هذا الجمع المبارك – إن شاء الله تعالى – بـ (نصيحة وتبين لمن سمى المجاورين بالحرمين المتخلفين).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/160)
فالله عوني وبه اعتمادي وحولي، لا إله إلا هو، بيده ملكوت كل شيء، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم فقهنا في الدين وثبتنا عليه يا قوي يا متين، اللهم اغفر لعلمائنا أجمعين الأحياء منهم والميتين، اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا على أحد من عبادك يا رب العالمين.
وكأي جمع مكتوب فهو لا يخلو من صواب ومكذوب، فمن رأى الخلل فليقم بيننا جسور النصائح، ومن عاين عيبا فليجتب قبح الفضائح، فإن الحق ضالة كل راغب فيه والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خطة البحث
فقد وضعت لهذا الجمع منهجية ونقاطا أسير عليها وتمثلت فيما يلي:
- مصطلح المجاورة في اللغة والشرع.
- يبان المقصد من مجاورة الحرمين الشريفين.
- الأدلة على الترغيب في مجاورة الحرمين الشريفين.
- مناقشة الأدلة وبيان مدلولها.
- مفهوم المصلحة المرسلة في اللغة والشرع.
- مصطلح التخلف بين الحقيقة والعرف.
- أدلة المانعين ومناقشتها.
- تغيير المصطلحات الشرعية بالمصطلحات الوضعية.
- بعض الفروق بين المجاورة والتخلف.
- نصيحة لمن يسعى في أذية المجاورين.
- نصيحة إلى المجاورين.
- خاتمة.
مصطلح المجاورة في اللغة والشرع
لا شك أن معرفة حدود المصطلحات الشرعية يزيد من فهم المسائل وتقريب صورها في ذهن الدارس لها، وإن معرفة المعاني اللغوية لأي مصطلح يجعل المرء يضع الكلمة في مكانها من غير خلل ولا زلل، إذا اللغة محكمة من حيث أصولها ولهذا كانت غالب المصطلحات الشرعية مستمدة من معانيها اللغوية، إما بزيادة معنا أو بالتنصيص على جزئية أو بنفس المصطلح اللغوي، فتجد أن المعنى اللغوي والشرعي واحد.
وأما ما يختص بمصطلح المجاورة فنجد:
- المعنى اللغوي (12): جاور يجاور مجاورة فالمصدر المجاورة، يقال: جاوره: مجاورة وجوارا ساكنه ولاصقه في المسكن، وأعطاه ذمة يكون بها جاره ويجيره.
وكذلك المجاورة الاعتكاف في المسجد وفي الحديث: " كان يجاور في العشر الأواخر " أي اعتكف فيه، ومنه المجاوِر وهو المعتكف في المسجد وغَلَبَ هذا اللقب على طالِبِ العِلْمِ في الأَزْهَر حتّى منتصف القَرْن العِشْرين؛ ويقال جاور المدينة أو مكة وبني فلان وفيهم تمتع بجوارهم.
فنستخلص من التعريف اللغوي أن المجاورة هي:
المساكنة، والملاصقة، وما يترتب عنهما من حق الجوار وهي إعطاء الذمة والأمان.
وعند تقييدها بالمسجد تصبح بمعنى الاعتكاف، أي ملازمة المسجد بالتزام شرائط الاعتكاف الشرعي، وعند تقييدها بالحرمين تصبح بمعنى المُقام في مكة أو المدينة من غير تقييد باعتكاف.
- المعنى الاصطلاحي: فيؤخذ من تعريفه اللغوي وهو:
مجاورة الحرمين أي: المُقام مطلقًا غير ملتزم بشَرائِط الاعْتِكاف الشَّرْعِي.
ويسمى هذا في لسان العرب أيضا: الثَّوِيّ.
قال الأزهري في تهذيب اللغة (مادة ثاثا):" عن ثعلب، عن ابن الأعرابي: الثَّوىّ: الضيف؛ والثوي: المجاورة في الحرمين."
وقال الزبيدي في تاج العروس (37/ 307) مادة (ثهو): الثَّوِيُّ: (المُجاوِرُ بأحدِ الحَرَمَيْن)؛ ونَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ: بالحَرَمَيْنِ."
ومن هذا التعريف ندرك ما يقوله العوام في الزائرين والمعتمرين من أنهم ضيوف الرحمن، وهذا له وجهة قوية من النظر اللغوي، إذا الذي يأتي إلى الحرمين ليعبد الله تعالى ويظفر بالصلاة فيهما، هو ضيف الرحمن، فيحرم أذيته، لاجتماع الحرمة المكانية بالحرمة الحالية وهي كونه ثاويا في المسجد مجاورا له فهو ضيف البيت.
وبهذا ندرك المراد من هذا المصطلح الشرعي الذي جعله الله تعالى متعلقا بهذا الصنف من الناس، وهم ضيوف بيته المجاورون له الذي قَصدُهم المقام دون قصد الاعتكاف، لأن الاعتكاف غالبا يتقيد بمدة وشرائط بخلاف مطلق الإقامة والله أعلى وأعلم.
بيان المقصد من مجاورة الحرمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/161)
إن معرفة مقاصد الأمر يؤثر في صحة العمل من عدمه، إذ من الممكن أن تصح الوسائل وتجتمع، ولكن المقصد يتخلف من الناحية الشرعية بكونه محرما في ذاته أو لغيره، ولهذا اعتبر علماؤنا رحمهم الله تعالى المقاصد كالوسائل من حيث الحكم، لأن كلا الأمرين مكمِّلٌ للآخر، فلا يمكن الوصول للمقصد إلا بالوسيلة، ولا تتخذ الوسيلة إلا عند إرادة مقصد معين، وقعدوا لذلك قاعدة جليلة هي (الوسائل لها أحكام المقاصد) ومثالها في أبواب العبادات والمعاملات الشيء الكثير، فمن ذلك الطهارة مع الصلاة، والزواج بنية تحليل المرأة البائن بينونة كبرى للزوج الأول وهو ما يعرف (بالتيس المستعار)، وطلب العلم من أجل الرياسة والمناصب وأشياء كثيرة؛ وأما المقصد من مجاورة الحرمين فهو لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: لمصلحة دنيوية، كقصد التجارة أو الزواج أو تعلم حِرفة أو علم دنيوي وما أشبه ذلك.
الأمر الثاني: لمصلحة دينية، كإرادة الحج أو العمرة، أو طلب العلم، أو الهجرة، أو المرابطة أو الأمن عند خروج الدجال وما أشبه ذلك.
وكُلٌّ من حيث الأصل جائز، مادام المتعلَّق أمر مشروع، ولكن المصلحة الدينية في هذا الأمر أشرف وأسمى من الدنيوية، وهذا لوجود الآثار الواردة في هذا الباب من استحباب المجاورة للأمر الديني والترغيب فيه، وسير سلف الأمة رضوان الله تعالى على هذا المنهج. وهذا ما سنلخصه في الفصل الآتي.
الأدلة على الترغيب في مجاورة الحرمين الشريفين
لقد وردت أحاديث وآثار في فضل مجاورة الحرمين الشريفين، وقد ترتب عن هذه النصوص المباركة اختلاف العلماء في حكم المجاورة والتفضيل بين مكة والمدينة، وهذا لما فيهما من الحرمة والتغليظ وتكثير الأجر من الله تعالى، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كلامٌ نفيس في بيان حكم المجاورة أنقله لفائدته لأنه رحمه الله تعالى وفىّ المسألة حقها؛ قال بيض الله وجهه:" وأما المجاورةُ فليست واجبة باتفاق المسلمين، بل العلماء متنازعون هل هي مستحبَّة أم مكروهة؟ فاستحبها طائفة من العلماء من أصحاب مالك والشافعي، وكرهها آخرون كأبي حنيفة وغيره، قالوا: لأن المُقَام بها يُفْضي إلى الملْكِ لها، وأنه لا يأمن من مواقعة المحظور؛ فيَتَضاعف عليه العذاب؛ ولأنه يضيق على أهل البلد، قالوا وكان عمر يقول عَقِب المواسِم: يا أهل الشام شامَكم، يا أهل اليمن يمنَكم، يا أهل العراق [عراقَكم].
ولأن المُقيم بها يفوتُه الحجّ التَّام والعمرة التَّامَّة؛ فإنَّ العلماء مُتَّفقون على أنه إنْ أنشأ سَفَرَ العمرة من دُوَيرة أهله كان هذا أفضل أنواع الحج والعمرة. وهم متفقون على أنه أفضل من التَّمَتعُّ والقِران ومن الإفْرَاد الذي يعتمر عقب الحَجّ.
... والمقصود هنا أنَّ مِن العلماء مَن كَرِهَ المُجاورة بمكة لِمَا ذكر من الأسباب وغيرها، ولكن الجمهور يستحبونها في الجملة إذا وَقَعَت على الوجه المشروع الخالي عن المفسدة المكافئة للمصلحة أو الرَّاجِحة عليها.
قال الإمام أحمد، وقد سُئل عن الجوار بمكة، فقال: وكيف لنا [به]، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّكِ لأحب البِقَاع إلى الله، وإنَّكِ لأحب إلي"، وجابر جاوَرَ مكة، وابن عمر كان يُقيم بمكة.
وقال أيضًا: ما أَسْهَل العِبادة بمكة، النَّظَرُ إلى البيت عِبَادة.
واحتج هؤلاء بما رواه عبد الله بن عَدِيِّ بن الحمراء الزُّهْرِيِّ أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول، وهو واقف بالحَزْوَرَةِ في سوق مكة: "والله إنكِ لخيرُ أرضِ الله، وأَحَبُّ أرضِ الله [إلى الله]، ولولا أَنِّي أُخْرِجْتُ منكِ ما خَرَجْتُ" رواه الإمام أحمد وهذا لفظه، والنسائي وابن ماجه والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
ورواه أحمد من حديث أبي هريرة أيضًا. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أَطْيَبَكِ مِن بلدٍ وَأَحَبَّكِ إلَيَّ، ولولا أنَّ قَومي أَخرجوني منك ما سَكَنْتُ غَيرَكِ". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/162)
قالوا: فإذا كانت أحبَّ البلاد إلى الله ورسوله، ولولا ما وَجَبَ عليه من الهجرة لما كان يسكن إلا إيَّاها، عُلِمَ أن المُقام بها أفضل إذا لم يُعارض ذلك مصلحة راجحة، كما كان في حق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمهاجرين؛ فإن مُقامهم بالمدينة كان أفضل من مُقامهم بمكة لأجل الهجرة والجهاد، بل ذلك كان الواجب عليهم، وكان مُقامهم بمكة حرامًا حتى بعد الفتح، وإنما رَخَّصَ للمهاجر أن يُقيم فيها ثلاثًا. كما في الصحيحين عن العَلاَءِ بن الحَضْرَمِيِّ أنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرخص للمهاجِر أن يقيم بمكة بعد قضاءِ نُسُكِهِ ثلاثًا.
وكان المهاجرون يكرهون أن يكونوا بها، لكونهم هاجروا عنها وتَرَكُوها لله، حتى قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث المتفق عليه لما عاد سعد بن أبي وقاص وكان قد مَرِضَ بمكة في حجة الوَدَاع فقال: يا رسول [الله]! أُخَلّف عن هجرتي، فقال: "لعلَّك أن تُخلَّفَ حتى يَنتَفِعَ بكَ أقوام، ويُضَرَّ بك آخرون، لكن البائس سعد بن خولةَ" يَرْثي لَه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ماتَ بمكة.
ولهذا لما مات عبد الله بن عمر بمكة أوصَى أن لا يُدْفَن في الحرم، بل يخرج إلى الحِلّ لأجل ذلك، لكنه كان يومًا شديد الحر، فخالفوا وصيته، وكان قد توفي عام قَدِمَ الحَجَّاج، فحاصَر ابن الزبير وقَتَلَه لما كان من الفتنة بينه وبين عبد الملك بن مروان.
قالوا: ولأن في المجاورة بها من تحصيل العبادات وتضعيفها ما لا يكون في بلد آخر، فإن الطَّواف بالبيت لا يمكن إلا بمكة وهو من أفضل الأعمال، ولأن الصلاة بها تضاعف هي وغيرها من الأعمال. وقد قال تعالى: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ). رُوِيَ أنه ينزل على البيت في كل يومٍ مئةٌ وعشرون رحمة: ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، [وعشرون للناظرين].
ولهذا قال العلماء: إن الصلاة بمكة أفضل من الصلاة بالثّغر، مع قولهم: إنَّ المُرابَطة بالثغر أفضل وتضاعف السيئات فيه، وإذا كان المكان دَوَاعِي الخير فيه أَقْوَى، ودواعِي الشر فيه أضعف، كان المُقام فيه أفضلَ مما ليس كذلك.
ولا نزاع بين المسلمين في أنه يُشرَعُ قصدُها لأجل العبادات المشروعة فيها، وأن ذلك واجب أو مُسْتَحب. وأما النِّزاع في المجاورة فلما فيه من تعارض للمصلحة والمفسدة كما تقدم. وحينئذٍ فمن كان مجاورته فيما يُكْثِرُ حسناته ويُقِلُّ سيئاته فمجاورته فيها أفضل من بلد لا يكون حاله فيه كذلك. فأفضل البلاد في حق كل شخص حيث كان أبرّ وأتقى، وإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم.
ولهذا لما كتب أبو الدّرداء إلى سلمان الفارسي، وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد آخى بينهما، وكان أبو الدرداء بالشام وسلمان بالعراق، فكتب إليه أبو الدرداء أنْ هَلُمَّ إلى الأرض المُقَدَّسة، فكتب إليه سلمان: إنَّ الأرض لا تُقَدِّس أحدًا؛ وإنما يُقَدِّس الرَّجلَ عَمَله الصالح.
ومقصوده بذلك أنه قد يكون بالأرض المَفْضولة من يكون عمله صالحًا أو أصلح بما يحبه الله ورسوله." (13) انتهى بتصرف.
ولنذكر النصوص في استحباب المجاورة وهي إما صريحة في دلالتها وإما مشيرة إلى هذا الفضل فمنها:
1ـ مكة والمدينة حرم
قال جل ذكره (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (البقرة: 126) وقال سبحانه مشيدا بالبيت (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً) (آل عمران: 96 - 97) وقال جل ذكره (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ) (إبراهيم: 35) قال تعالى (وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/163)
أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (القصص: 57) وقال سبحانه (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) (العنكبوت: 67).
عَنْ عَاصِمٍ الأحول قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَحَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، هِيَ حَرَامٌ، حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، لاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلاَئِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. وفي رواية: الْمَدِينَةُ حَرَامٌ مِنْ لَدُنْ كَذَا إِلَى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلاَئِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُعْضَدُ شَجَرُهَا. قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ: إِلاَّ لِعَلَفِ بَعِيرٍ." (14)
عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا. يُرِيدُ الْمَدِينَةَ." وفي رواية عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ خَطَبَ النَّاسَ، فَذَكَرَ مَكَّةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا، وَلَمْ يَذْكُرِ الْمَدِينَةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا، فَنَادَاهُ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، فَقَالَ: مَا لِي أَسْمَعُكَ ذَكَرْتَ مَكَّةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا، وَلَمْ تَذْكُرِ الْمَدِينَةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا، وَقَدْ حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا، وَذَلِكَ عِنْدَنَا فِي أَدِيمٍ خَوْلاَنِيٍّ، إِنْ شِئْتَ أَقْرَأْتُكَهُ. قَالَ: فَسَكَتَ مَرْوَان، ثُمَّ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ بَعْضَ ذَلِكَ. (15)
2ـ مكة والمدينة لا يدخلهما المسيح الدجال وتحرسهما الملائكة
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَجِيءُ الدَّجَّالُ، فَيَطَأُ الأَرْضَ، إِلاَّ مَكَّةَ والْمَدِينَةَ، فَيَأْتِي الْمَدِينَةَ، فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا صُفُوفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، فَيَأْتِي سَبْخَةَ الْجُرْفِ فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ." وفي رواية: يَجِيءُ الدَّجَّالُ، حَتَّى يَنْزِلَ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَة، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ.
وفي رواية: لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلاَّ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، وَلَيْسَ نَقْبٌ مِنْ أَنْقَابِهَا إِلاَّ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ صَافِّينَ تَحْرُسُهَا، فَيَنْزِلُ بِالسَّبَخَةِ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، يَخْرُجُ إِلَيْهِ مِنْهَا كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ. (16)
3ـ لا يقربهما الطاعون
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ الْمَلاَئِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلاَ يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ، وَلاَ الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ." (17)
وعَنْ الْعَلاَءِ الثَّقَفِىِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْمَدِينَةُ وَمَكَّةُ مَحْفُوفَتَانِ بِالْمَلاَئِكَةِ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكٌ لاَ يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ وَلاَ الطَّاعُونُ." (18)
4ـ مكة والمدينة قد بورك فيهما وفي صاعها ومدها
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا بِمَكَّةَ مِنَ الْبَرَكَةِ." (19)
وعنه رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ، وَمُدِّهِمْ. يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ." وفي رواية: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ." (20)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/164)
5 - من أراد بأهلها سوء أذابه الله تعالى كما يذوب الملح في الماء
عن أبي عبد الله القراظ, أنه سمع سعد بن مالك وأبا هريرة رضي الله عنهما يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم, وبارك لهم في صاعهم, وبارك لهم في مدهم, اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك , وإني عبدك ورسولك, وإن إبراهيم سألك لأهل مكة, وإني أسألك لأهل المدينة كما سألك إبراهيم لأهل مكة ومثله معه, إن المدينة مشبكة بالملائكة, على كل نقب منها ملكان يحرسانها, لا يدخلها الطاعون ولا الدجال, من أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء." وفي رواية عند مسلم "مَن أَرَادَ أَهلَ المَدِينَةِ بدَهْمٍ, أَو بسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ ألمِلحُ فِي المَاءِ." (21) وقوله (بدهم) قال النووي في شرح مسلم (9/ 158):" هو بفتح الدال المهملة وإسكان الهاء أي بغائلة وأمر عظيم والله أعلم."
6 - أنهما أحب البلاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد قال عليه الصلاة والسلام لما أخرجه الكفار منها واتجه إلى المدينة مهاجرا قال مخاطبا مكة: "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي، والله لولا أني أخرجت منك ما خرجت" (22) وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، و صححها و بارك لنا في صاعها ومدها و انقل حماها فاجعلها بالجحفة " (23)
7 - أن الإيمان يأرز بين المسجدين
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ وهو يأرز بين المسجدين كما تَأرِزُ الحية إلى جحرها." (24)
قال النووي في شرح مسلم (2/ 177):" وقوله صلى الله عليه و سلم وهو يأرز بياء مثناة من تحت بعدها همزة ثم راء مكسورة ثم زاي معجمة هذا هو المشهور وحكاه صاحب المطالع مطالع الأنوار عن أكثر الرواة، قال وقال أبو الحسين بن سراج: (ليأرز) بضم الراء وحكى القابسي فتح الراء ومعناه ينضم ويجتمع هذا هو المشهور عند أهل اللغة والغريب، وقيل فى معناه غير هذا مما لا يظهر، وقوله صلى الله عليه و سلم (بين المسجدين) أي مسجدَي مكة والمدينة." انتهى.
وعن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها." (25) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَ الإيمَانَ لَيَأْرُزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرُزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا." (26)
8 - أن في مسجديهما تضاعف الصلاة
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ سَلْمَانَ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "صَلاَةٌ في مسجدي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ." (27)
9 - من مات بالمدينة أحلت له شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
عَنْ عَامِرِ بن سعد عَن أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي أُحَرمُ مَا بَينَ لاَبَتَي اَلمَدِينَةِ، أَن يقطَعَ عِضَاهُهَا، أَو يُقتَلَ صيدها؛ وَقَالَ: المدينة, خَير لَهَُم لَو كَانُوا يَعلَمونَ، لاَ يَدَعُهَا أَحَد، رَغبه عَنْهَا، إلاَ أَبْدَلَ الله فِيهَا مَنْ هُوَ خَيْر مِنْهُ، وَلاَ يَثبُتُ أَحَد على لأْوَائِهَا وَجَهدِهَا إلاَ كُنْتُ لَهُ شَفِيعاَ، أَو شَهِيداَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ." (28)
10 - أنهما من المساجد الثلاث التي لا تشد الرحال إلا إليهما
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدٍ، إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى." (29)
11 - أن طالب العلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كالمجاهد في سبيل الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/165)
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا، لَمْ يَأْتِ إِلاَّ لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ، أَوْ يُعَلِّمُهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ جَاءَ لِغَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ." وفي رواية قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ دَخَلَ مَسْجِدِنَا هَذَا يَتَعَلَّمُ خَيْرًا، أَوْ يُعَلِّمُهُ، كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ دَخَلَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ، كَانَ كَالنَّاظِرِ إِلَى مَا لَيْسَ لَهُ." (30)
12 - الترغيب في الموت في المدينة
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا." (31)
________________________
(1) رواه مسلم (153) وأحمد من حديث أبي موسى الأشعري (19580) و (8495) و (19554).
(2) شرح النووي على مسلم (2/ 186).
(3) البخاري (6011) ومسلم (6678) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
(4) البخاري (2314) ومسلم (2585).
(5) البخاري (3937).
(6) البخاري (4580).
(7) أنظر الحاشية رقم (4)).
(8) البخاري (3570).
(9) البخاري (13) ومسلم (79).
(10) مجلة البيان العدد (149) صفحة (28) مقالة بعنوان: مستقبل الصحوة الإسلامية.
(11) هو أحمد محرم بن حسن بن عبد الله شاعر مصري توفي (1364 - 1945م) أنظر الأعلام للزركلي (1/ 101).
(12) انظر (المعجم الوسيط حرف الجيم)، (الصحاح في اللغة للجوهري (2/ 182)، (بحوث ودراسات في اللهجات العربية من إصدارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة).
(13) جامع المسائل لابن تيمية (5/ 240 إلى 246) تحقيق عزير شمس.
(14) البخَارِي (1867) و (7306) مسلم (3302) و (3303).
(15) مسلم (3294) و (3295).
(16) البخَارِي (1881) و (7124) مسلم (7500) و (7501) أحمد (13017) و (13529) النَّسائي في "الكبرى" (4260) من حديث إسحاق بن أبي طلحة عن أنس رضي الله عنه.
(17) البخَارِي (7134) و (7473).
(18) أحمد (10270) قال الهيثمي في المجمع (5834): رجاله ثقات، وقال ابن حجر في الفتح (10/ 191) رجاله رجال الصحيح.
(19) البخَارِي (1885) مسلم (3305).
(20) البخَارِي (2130) و (7331) و (6714) مسلم (3304).
(21) مسلم (3340) و (3341) و (3342).
(22) أخرجه أحمد (17966)، (17967)، (17968) و الترمذي (3860) و النسائي في الكبرى (4252) و (4253) و (4254) وابن ماجه (3099) من حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء، وانظر تخريج المشكاة للإمام الألباني (2527).
(23) أخرجه البخاري (6011) ومسلم (1376).
(24) أخرجه مسلم (146).
(25) أخرجه الترمذي (2630) والطبراني في المعجم الكبير (17/ 16) (11) وكثير بن عبد الله المزني قال فيه أبو داود: كذاب وضعفه غير واحد من الحفاظ أنظر وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف أفرط من نسبه إلى الكذب، فالحديث بذلك ضعيف جدا وانظر الصحيحة (1273) والمشكاة (170).
(26) أخرجه البخاري (1876) ومسلم (147).
(27) أخرجه البخاري (1190) ومسلم (3355).
(28) مسلم (1363).
(29) البخاري (1189) ومسلم (3364).
(30) أخرجه ابن أبي شَيبة (7516) و (32513) وأحمد (8587) و (9409) و (10826) وابن ماجة (227) وأبو يَعْلَى (6472) وابن حبان (87) كلهم من طريق حُميد بن صخر أبو صخر الخراط، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه وانظر صحيح الترغيب والترهيب (83).
(31) أحمد (5437) و (5818) وابن ماجة (3112) والتِّرْمِذِي (3917)، وقال الشيخ الألباني:" وسنده صحيح على شرط الشيخين" الصحيحة (2928).
مناقشة الأدلة وبيان مدلولها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/166)
فهذه النصوص الواضحات المشرقات التي تبين عظم الحرمين الشريفين، وسعي العباد إلى مجاورتهما، لحري بمن يعقل عند قراءتها أن يسعى في نيل هذه الفضيلة، وبقاء مدلول النصوص إلى يوم القيام أمر مجمع عليه بين الأمة، إذ أن النص لا يختص بمكان ولا زمان معين إلا ما يدل على تخصيصه، فالشريعة إنما جاءت لتعم حياة الناس، فما كان في عهده عليه الصلاة والسلام من الأحكام والشرائع هو نفسها ما كلفنا به في زماننا هذا، وعند النظر إلى النصوص التي أوردناها آنفا يمكننا تلخيص مضمونها في النقاط الآتية:
ـ بقاء حرمة الحرمين الشريفين إلى يوم القيامة، وأن من دخلهما فهو آمن يحرم التعدي عليه، وهذا كذلك من تعظيم حرمات الله تعالى وشعائره قال سبحانه (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) (الحج: 30) وقال سبحانه (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج: 32)، ولقد كانت قريش بل والعرب كلها تعرف هذا الحكم الإلهي في وجوب تعظيم البيت وتشريفه، وأن من دخله فهو آمن لا يُتعرض له بأي وجه من الوجوه، فما بالُنا في هذا الزمان نرى المسلم يُخرج منه مكبلا وموثقا، وقد كان أحدهم في الجاهلية إذا لقي قاتل أبيه لا يتعرض له لحرمة البيت؛ أفلا يخشى هذا أن يدخل تحت قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الحج: 25)، وانظر إلى نعت الله تعالى الكافرين بفعلتهم الشنيعة وهي الصد عن سبيل الله والمسجد الحرام، فنسأل الله العافية والغفران.
ـ أن الحرمة تشمل أيضا المسجد النبوي بلا استثناء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حرمها كما حرم إبراهيم عليه السلام مكة، فمن ادعى غير هذا أو رد قوله عليه الصلاة والسلام أو أوَّله تأويلا يوافق هواه ومشربه دخل في الوعيد الذي ذكره عليه الصلاة والسلام في قوله:" الْمَدِينَةُ حَرَمٌ، مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلاَئِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً .. " (32)، أفلا يخاف الظالم من أن يكون من المحدِثين فيها؟
ـ أن الهجرة والإقامة بالحرمين أمر مرغوب في الشرع، إذ الدين والإيمان يأرزان إليهما، وشد الرحال لا يكون إلا إليهما، وطالِبُ العلم لا يزال ينهل من معارف علمائهما ومشايخهما، ولذلك كان الواجب أن لا يُمنع أحدٌ من هذا الفضل، بدليل عموم بقاء الأدلة على ما هي عليه، فيفر الرجل إلى الحرمين حتى يأمن الدجال والوباء، وتناله بركتهما إلى غير ذلك مما ذكر.
ـ التنصيص على طلبة العلم، وليقولن قائل: كيف أخرجت طلبة العلم من عموم الأدلة عن غيرهم، قلنا: هذا يُرد إلى فعل السلف رضوان الله تعالى عليهم، فإن الكثير منهم من غير تَعداد جاوروا الحرمين لطلب العلم، وهو أعلى ما يُطلب من المرغوبات، بل لعله من آكدها، إذ العلم الذي يعرفك بالله تعالى وبصفاته وبنبيه ودين الإسلام واجب تحصيله، وسنة السلف في الرحلة إلى طلب العلم معروفة مشهورة، فلا ينكرها إلا جاحد عنيد، وكيف لا يختص طالب العلم على غيره، وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق طلبة العلم، فإما أن يأتي الرجل للعلم أو للتعليم، وإلا كان كالذي ينظر إلى متاع غيره من غير استئذان، وشرف العلم على العبادة معلومة، لأن العلم ينير لصاحبه طريق المنهج العملي، فيعبد الله تعالى على بصيرة من غير إشراك ولا ابتداع، وهذا هو العلم النافع الذي يثمر العمل الصالح، ولا يكون صالحا إلا إذا كان خالصا لله تعالى صوابا على وفق هدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف هذا إلا بالعلم.
ـ قصد الموت بالمدينة لنيل شفاعته عليه الصلاة والسلام الخاصة بأهل المدينة ممن يموت فيها من أمته، وهذا الأمر باق ما بقي الملويان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/167)
فبهذا كله يعلم أن النصوص المرغبة في الحرمين أو أحدهما وتخويف الظالمين بها والمحدِثين فيها، باقية إلى قيام الساعة، وأن سنة السلف رضوان الله تعالى عليهم أجمعين كانت الهجرة إلى الحرمين ومجاورتهما لطلب العلم والتعبد ونيل الثواب والبركة من الله تعالى.
مفهوم المصلحة المرسلة في اللغة والشرع
هذا المبحث متعلق بجزئية من جزئيات أدلة الأحكام التبعية التي مردها إلى الكتاب والسنة من حيث إثبات الحكم، فإن المصلحة المرسلة كما سيأتي هي عبارة عن اجتهادات واستنباطات العلماء في المجالات المحددة والمكملة للدين جراء تعذر وجود الدليل الجزئي في اعتبارها أو إلغائها في المسألة، ولمزيد بيان فلنتعرف على معنى المصلحة المرسلة من الناحية اللغوية:
لغة: المصلحة المرسلة جملة مركبة من كلمتين (المصلحة) والثانية (المرسلة) فمن حيث الإفراد فمعنى (مصلحة) من صلح يصلَح ويصلُح صَلاحا وصُلوحا، والصلاح ضد الفساد والمصلحة واحدة المصالح وهي الصلاح ومنها المصلحة ضد المفسدة. (33)
وقال ابن فارس:" (صلح) الصاد واللام والحاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خِلاف الفَساد." (24)
ومنهم نفهم أن المصلحة مشتقة من الصلح وأصل الكلمة إرادة الخير ودفع الفساد.
أما كلمة (المرسلة) فمعناها لغة: من أرسل يرسل إرسالا، ومعناها أطلق يطلق إطلاقا، يقال أرسل سهمه أي أطلقه، والمرسلة جمعها مرسلات وهو مؤنث مرسل.
وقال ابن فارس:" الراء والسين واللام أصلٌ واحدٌ مطّردٌ مُنْقاس، يدلُّ على الانبعاث
والامتداد" (35)
فيفهم أن كلمة (مرسلة) معناها الإطلاق والانبعاث من غير تقييد.
فباجتماع الكلمتين على التركيب تصبح المصلحة المرسلة هي:
- الخير المطلق.
- جلب الخير المطلق ودفع المفسدة المطلقة.
_ إرادة الخير مطلقا.
_ دفع الشر مطلقا.
خلاصة: المصلحة المرسلة هي إرادة الخير المطلق الذي لم يقيد بشيء من الأدلة الجزئية.
أما من حيث الاصطلاح فتعريفها متعلق بالمعنى اللغوي فهي:
جلب منفعة أو دفع ضُر من غير أن يشهد دليل جزئي عليها.
وبصيغة أخرى هي (الَّتي سكتَ عنْهَا الشَّرعُ فلمْ يتعرَّض لها باعتبارٍ ولا إلغاءٍ، وليسَ لها نظيرٌ وردَ بهِ النَّصُّ لتُقاس عليهِ) (36).
وللأصوليين والفقهاء تسمية أخرى للمصلح المرسلة منها: الاستِصلاح، والاستدلال، واستحسانُ الضَّروةِ، وقياسُ المناسبة.
فمن خلال التعريف يمكن أن نلخص معنى المصلحة المرسلة في النقاط التالية:
- تهدف المصلحة المرسلة إلى جلب النفع ودفع الضرر عن المسلمين.
_ المصلحة المرسلة ليس لها دليل جزئي وإنما هي عائدة إلى مقاصد الشريعة.
_ المصلحة المرسلة تكون على حسب ظروف الناس وما ينزل بهم من المستجدات.
_المصلحة المرسلة دليل اجتهادي تبعيٌّ، لأن العالم ينظر في المسألة ويجتهد حتى يلحق هذا الفرع بما هو أصل تحت ظل مراعاة المقاصد الشرعية.
وبهذا كله يتبين أن الناظر في أمور الناس مما يستجد في حياتهم العملية، يسعى من خلال إلحاق هذه المستجدات بأصول الشريعة المحكمة مع مراعاة مقاصدها في جلب المنافع ودفع الضرر، ولهذا كان النفع والضرر راجعا إلى حصافة الناظر في المسائل، فإما أن يكون النفع متحققا أو غالبا، وإما أن تكون المضرة خالصة أو راجحة، وأما ما يختص مسألتنا هذه فلا يمكن إلحاقها ضمن القواعد الاستصلاحية وهذا لعدة أمور:
الأمر الأول: كون النصوص الشرعية دالة على بقاء حكم المجاورة والترغيب فيها، ولا اجتهاد مع نص، ومدلول النص غير إلزامي كما في مسألتنا، ولكنه يختلف بحسب ظروف المجاور، فتضييق مجال النص باعتبار دخوله تحت المصلحة المرسلة تعطيل لأصله، وإلحاق هذه الجزئية بأصول الدين توسيع مخل، كإلحاق مسألة المجاورة بالحاكمية والحكم عليها بالفساد بناء على المخالفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/168)
الأمر الثاني: أن المصلحة المرسلة تعتبر في دفع الضرر بشرط أن لا يرتكب ما هو أعظم وأشنع، ولهذا نجد من يسعى في تتبع المجاورين في الحرمين بناء على كون تتبعهم راجعا إلى المصلحة المرسلة، قد ارتكب ما هو أعظم منه وهو انتهاك حرمة البلد الأمين ولعله في الشهر الحرام، وحرمة المسلم أشد من حرمة الزمان والمكان، إذ الحرمة الزمانية والمكانية مسخرتان لحرمة المسلم ولأجل حفظه وعدم التعدي عليه، فارتكاب المفسدة عند تزاحمها واجتماعها منوط بشرط عدم وجود مفسدة أكبر منه، وهذا ما هو متعذر في مسألة المجاورة.
الأمر الثالث: أن القواعد العامة التي تنطبق على كل جزئياتها يعتريها استثناء لا محال، وهذا الاستثناء لا يقدح في شمولية القاعدة وانضباطها، ولكن بعض المسائل تَخرج عن هذا الشمول لعاملٍ خارجي، فلا يقدح بذلك في الأصل، وكون المجاورة – مع ثبوت النص- تستثنى من هذا العموم المبني على المصالح، لأن المفسدة فيها أكثرُ من المصلحة.
وخلاصة القول إن المصالح المرسلة نمط اجتهادي محتج به عند جماهير أهل الفن، ولكن اعتباره قاعدة أصلية من غير مراعاة شروطها، يجعلها تتوسع عن دائرتها المحددة، فتُسوَّغ بالمصالح أمورٌ لا أصل لها من الشرع، ولهذا دخل الناس في تعدي حرمات الله تعالى والابتداع والفجور، جراء هذا التمدد في استعمال القاعدة، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام جيد في هذا المعنى بيَّن فيه رحمه الله تعالى مدى وجوب التقيد بشروط العمل بالمصالح المرسلة حتى لا تخرج عن نطاقها المحدد لها، قال في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 594): فما رآه الناس مصلحة نُظر في السبب المحرج إليه: فإن كان السبب المحرج إليه أمراً حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم من غير تفريط منه، فهنا قد يجوز إحداث ما تدعوا الحاجة إليه، وكذلك إن كان المقتضي لفعله قائماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن تركه النبي صلى الله عليه وسلم لمعارض زال بموته، وأما ما لم يَحدُث سبب يحوج إليه أو كان السبب المحوج إليه بعض ذنوب العباد فهنا لا يجوز الإحداث فكل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً لو كان مصلحة ولم يُفعل أنه ليس بمصلحة ... إلى أن قال: فأما ما كان المقتضي لفعله موجوداً لو كان مصلحة وهو مع هذا لم يشرعه، فوَضْعُه تغييرٌ لدين الله، وإنما أدخله فيه من نُسب إلى تغيير الدين من الملوك والعلماء والعباد، أومن زل منهم باجتهاد .. فمثال هذا القسم: الأذان في العيدين، فإن هذا لما أحدثه بعض الأمراء أنكره المسلمون لأنه بدعة، فلو لم يكن كونه بدعة دليلاً على كراهته، وإلا لقيل: هذا ذكر لله ودعاء للخلق إلى عبادة الله، فيدخل في العمومات كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً) (الأحزاب: 41) وقوله تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت: 33) أو يقاس على الأذان في الجمعة! فإن الاستدلال على حُسن الأذان في العيدين أقوى من الاستدلال على حسن أكثر البدع! بل يقال ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم له مع وجود ما يعتقد مقتضياً وزال المانع: سنة كما أن فعله سنة .. ، فهذا مثال لما حدث مع قيام المقتضي له وزال لمانع له، لو كان خيراً. فإن كل ما يبديه المحدث لهذا المصلحة أو يستدل به من الأدلة قد كان ثابتاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا الترك سنة خاصة مقدمة على كل عموم وكل قياس." انتهى.
وقال رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى (11/ 344): والقول الجامع: أن الشريعة لا تهمل مصلحة قط، بل الله تعالى قد أكمل لنا الدين وأتم النعمة، فما من شيء يقرب إلى الجنة إلا وقد حدثنا به النبي صلى الله عليه وسلم، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، لكن ما اعتقده العقل مصلحة، وإن كان الشرع لم يرد به فأحد الأمرين لازم له: إما أن الشرع دل عليه من حيث لم يعلم هذا الناظر، أو إنه ليس بمصلحة وإن اعتقده مصلحة، لأن المصلحة هي المنفعة الحاصلة أو الغالبة، وكثيراً ما يتوهم الناس أن الشيء ينفع في الدين والدنيا ويكون منفعته مرجوحة بالمضرة. انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/169)
مصطلح التخلف بين الحقيقة والعرف
قد مهدنا لمبحثنا أن المصطلح الذي أطلق على المجاورين أو بالأحرى المصطلح الذي أدمجوا ضمنه هو (التخلف) وهذا يلزمنا النظر فيه من الناحية اللغوية والاصطلاحية والعرفية الحالية لمعرفة صحته من سقمه.
في الحقيقية اللغوية: أصل التخلف من الَخلْف وهو ضد القدّام، والتخلُّف التأخر، يقال تَخَلَّفَ عن القوم إذا قعد عنهم ولم يذهب معهم (37).
قال ابن فارس:" (خلف) الخاء واللام والفاء أصولٌ ثلاثة: أحدُها أن يجيءَ شيءٌ بعدَ
شيءٍ يقومُ مقامَه، والثاني خِلاف قُدَّام، والثالث التغيُّر." (38)
أما من الناحية الاصطلاحية فيختلف المعنى على حسب ما يراد به:
_ التخلف في علم النفس: "بطء في النمو العقلي للطفل حين يقل الذكاء عن حد السواء دون أن يوصف الطفل بأنه ضعيف" (المعجم الوسيط حرف الخاء).
_ التخلف في مجال الحياة:" التراجع عن ركب الأمم الأخرى في مجالات العلم والإنتاج. وهو حالة نسبية عل كل حال لا نستشعرها إلا إذا قارنا أنفسنا بمن يفوقنا ويتقدم علينا." (الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل جمع علي بن نايف الشحود (5/ 336).
وأما من الناحية العرفية فمراد الناس في قولهم (المتخلف) هو من تأخر عن ركبه وجلس مكانه، وهذا أمرٌ بائن وضوحه، ولكن السمة التي يعطاها أنه مخالف، ولهذا أوردتُ التعريف عند علماء النفس وعند علماء الاقتصاد، حتى يتبين للقارئ أن الكثير من أهل الإسلام ينطبق عليهم بهذا الفهم حقيقةُ مصطلح (التخلف)، فبينما الأمم في تطور وتقدم وازدهار، لا يزال من يسمي من تأخر عن ركبه لأداء فريضة الحج أو لطلب العلم أو لنيل مأربه بالمتخلف، وما هذا إلا من تجمد نمو عقل هؤلاء وقلة وعيهم بحقيقة التخلف الذي هم فيه ولكنهم لا يشعرون.
ولقولهم هذا دليل وحجج يسوغون بها مذهبهم، ولهذا أحببت أن أعرضها حتى نبين المقصد من مدلولها سائلين الله تعالى القصد واتباع الحق.
أدلة المانعين ومناقشتها
إن الأدلة الشرعية من حيث تطبيقها واستعمالها سلاح ذو حدين، فمن ضعف إيمانه وغلبت عليه الشبهات والشهوات، يستعمل النصوص الشرعية في تسويغ مذهبه وتقعيد أصول بدعته، وبهذا الفكر الخطير نشأت فرق الضلال وأساطين الانحراف في شريعة الإسلام، وغدا الناس في افتراق عظيم (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (المؤمنون: 53) فظهرت الخوارج وشابت لها الشوائب، ثم الاعتزال والرفض والتشيع وادعاء العصمة لغير الله ورسوله صلى الله عليه سلم، وكلٌّ يدَّعي أن الحق معه وأن الباطل في مقابله فصاروا (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم: 32)، ولكن النبي صلى الله عليه سلم تركنا على المحجة البيضاء وبين لنا ما يجب اتباعه مما يجب مخالفته، فسار العلماء على وفق ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين والسواد الأعظم من الأئمة الراسخين، فكان هذا هو المنهج السلفي الرباني الذي استمد أسس شريعته ومعالم معارفه من الكتاب العزيز والسنة الحميدة الرشيدة على فهم سلف الأمة، ولهذا فإن الخلاف في الأصل شيء والاختلاف في جزئية لا تمس بالأصل ولا تخدش في أصول الدين شيء آخر، وهذا هو السر في الخلاف بين أهل السنة وأهل البدع، وبين الاختلاف بين أهل السنة بعضهم مع بعض.
ومن بين الاختلاف الذي يعتبر بين أهل السنة ما هو مضمون مسألتنا، فالناظر للقولين يرى اعتماد كل فريق على أدلة صحيحة ثابتة لا تعارض مقصد الشريعة في نظر المستدل بها، ومن الأدلة التي يعتمد عليها من يرى خلاف مسألتنا:
1 - المصالح المرسلة:
ولهذا مهدنا لمبحثنا بفصل في المصلحة المرسلة، وبيّنّا أن المصلحة المرسلة تهدف إلى خدمة الناس بجلب المنافع ودفع الضرر عنهم، ولكن الضرر لا بد أن لا يجُرَّ معه ما هو أكثر منه ضررا، وهذا هو الواقع في مسألة المجاورة، ففيه صد عن بيت الله تعالى وعن الحرم المدني، (وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ) (البقرة: 217) فلا شيء أكبر وأعظم جرما من إخراج أهله منه.
2 - مخالفة ولي الأمر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/170)
وهذه النقطة هي أعظم دليل عند من يرى المنع، بل هو مرتكز مذهبهم كله، ومفاده أن النظم العصرية والتطور المدني صار يلزم منه إعادةُ تنظيمٍ لمصالح الناس بحَسَب ما استُحدِث، ومن بين ما تُجُدِّد مسألة الانتقال من بلاد إلى أخرى والاستيطان بها، فظهرت رُخَص السفر وحًدِّدت مواعيده ونُظِّمت طُرُقه، وأمست الإقامة ببلادٍ غير بلدك رهينة التصاريح والإثباتات، وهذا من حيث العموم لا يخالف أي مصلحة شرعية، بل هو عين المصالح، كما هو الحال بالنسبة لنظم المرور من إشارات وعلامات وغير ذلك، فهي تنظيمٌ مصلحيٌ يعين المنقاد له على تفادي الضرر، فتنظيم ولي الأمر أو من أنابه الولي في ترتيب شؤون المسلمين داخلٌ ضمن المصالح المرسلة التي تدخل تحت عموم أدلة طاعة ولاة الأمور كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) (النساء:59) وكقول النبي صلى الله عليه وسلم:" اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ حَبَشِيٌّ، كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ." (39) ولا شك أن الطاعة مقيدة بطاعة الله تعالى فإن المخلوق لا يطاع في معصية الله أبدا، كما قال عليه الصلاة والسلام:" لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف." (40) فبهذه النظرية الشرعية قالوا إنَّ من يجاور من غير رخصة له بالمجاورة فهو مخالف في لسان الشرع والعرف، لأنه بمجرد دخوله تلك البلاد المسلمة وجب عليه الانقياد لنُظُمِها وتعاليمها، خاصة وأن هذه النظم والتعاليم تدعو إلى ترتيب مصالح الناس لتسهيل شؤون حياتهم، وإلا صارت الأمور من غير زمام، فتتعطل حينئذ مصالح الناس وتظهر الفوضوية في أوساطهم، فيختل الأمن وتفسد الأرض وينعدم النظام.
مناقشة القول:
لا شك أن هذا القول له من الوجاهة والقوة ما لا بد لنا معه من وقفة علمية، إذ المصلحة في طاعة ولاة الأمور معروفة كما هو منهج أهل السنة، خلافا للخوارج ومن سار على نهجهم من الحزبية أهل الفتن والتفرق، وواجب كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يطيع من ولاه الله تعالى عليه في غير معصية الله تعالى، وبهذا المنهج الرشيد تستقيم مصالح الناس، ويستتب الأمن في أرجاء أي معمورة، فتتماشى المصلحتين الدينية والدنيوية من غير خلل ولا عطل، ولهذا كانت طاعة الولاة من الأسس المحكمة في الشريعة الإسلامية، ينظر فيها كل من الراعي والرعية إلى ما للطرف الآخر من حق وما عليه من واجبات.
ولكن كما ذكرنا أن القواعد الكبرى التي أحكمت أصولها، يمكن أن يخرج منها ما يستثنى من الأصل، بحيث لا يقدح في شموليته، ولا يخرم بتخريج بعض الجزئيات منه، فكون الأصل يستثنى منه لا يجعل الأصل مخروما أبدا، بل الاستثناء دليل على تماشي القاعدة مع روح الشريعة، فإن تغير الزمان والمكان ووقوع النوازل وظهور الحوادث وما يعرض لأمة الإسلام من مستجدات، لا يعارض مرونة القواعد وإمكانية إلحاق هذه الأشياء بها، ولهذا لا ينافي عدم وجود الأدلة الجزئية لبعض المسائل في شريعة الإسلام وجودُ ما تُردُّ إليه من القواعد الكبرى في الأصلين السلفيين (الكتاب والسنة) لأن بعض المتعنتين يطلب الدليل في كل مسألة، وكأن القرآن أو السنة صارا موسوعة أو ما أشبه ذلك، ولو كان كما تُصور لذهب جمال معاني القرآن الكريم ورونق السنة النبوية، ولصار الاستنباط والبحث عن الكنوز العلمية والقواعد والفوائد أمرا لا طائل من ورائه، ومثال ذلك ما ورد في الصحيحين من حديث عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْد اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ وَكَانَتْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَأَتَتْهُ فَقَالَتْ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ؟ أَنَّكَ لَعَنْتَ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، فَقَالَ عَبْد اللهِ: وَمَالِيَ لاَ أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ؟ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/171)
لَوْحَيِ الْمُصْحَفِ فَمَا وَجَدْتُهُ، فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: فَإِنِّي أَرَى شَيْئًا مِنْ هَذَا عَلَى امْرَأَتِكَ الآنَ، قَالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، قَالَ: فَدَخَلَتْ عَلَى امْرَأَةِ عَبْد اللهِ فَلَمْ تَرَ شَيْئًا، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا، فَقَالَ: أَمَا لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ نُجَامِعْهَا." (41)
فوجود العمومات والإطلاقات وما جُمع للنبي صلى الله عليه وسلم من الكلم يفي بالغرض، فينتفع الباحث من الوحيين كلما بحث، ويستخرج منهما ما لا يخطر على باله من صنوف الحكم وألوان القواعد التي تعم مصالح الدين والدنيا، فتقف العقول أمام هذا التنزيل الرباني حائرة، وترتاح القلوب لما تجنيه من علم وحكمة، فينشرح الصدر ويزداد الإيمان وتقوى عقيدة المرء على أن هذا الدين قد كمل وقد تم، ولا مزيد ولا نقصان فيه، وإنما الواجب الإتباع وعدم الابتداع قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) (المائدة: 3)
وأما ما عليه طلاب العلم المجاورون بالحرمين، فلا يمكن أن يدخل تحت ظل المخالفة الشرعية لولي الأمر، لأن أصل المخالفة ما كان ترتُّبه على المفاسد خالصة كانت أو راجحة، ولا مفسدة في الصورة التي معنا، لا سيما والطالب يسعى في تعلم دينه والازدياد من المعارف وهو يجاوِرُ الحرم، بل تعلًّمه وتفقهه في دينه مصلحة خالصة بالاتفاق، وقد مَنَعَ النبي صلى الله عليه وسلم من منْع العباد من الطواف بالبيت فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لاَ تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى أَيَّةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَار" وفي رواية: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَيَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنْ كَانَ لَكُمْ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ فَلأَعْرِفَنَّ مَا مَنَعْتُمْ أَحَدًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ أَيَّ سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ." (42)، ولا شك أن العلم في الجملة أشرف من العبادة فكان منع الطلاب من باب أولى.
فمن ملك زمام الحرمين ووفقه الله تعالى لخدمتهما، فهو في الدرجة الأولى خادم لمصالح المسلمين، فيسعى بما منَّ الله تعالى عليه من المُلك والفضل فيما ينفعهم، وإلا فالأرض أرض الله تعالى لا يمُنع منها أحدٌ إلا أن يكون مشركا، واستثناء طلبة العلم من هذه الكوكبة أمرٌ سهلٌ لا يحتاج إلى كبير عناء، فجزى الله من أعانهم وقوى الله تعالى من هو في خدمة العلم وأهله.
3 - كون العقد إلزامي لا يجوز مخالفته وإلا دخل المخالف في مسمى الغدر:
هذه من أوقع الأدلة على فؤاد المجاور، إذ الغدر حاصل في نظرهم بمجرد مخالفة العقد من غير نظر إلى ما يجر العقد من مفسدة أو غيرها، ودليلهم ما ثبت عَنْ ابن عمر رضي الله عنهما عَنْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ." (43).
والجواب عن هذا التعليل من أوجه:
أولها: أن الغدر غير واقع في هذه الحالة بغض النظر عن كون تسميته غدرا، فإن المجاور لا يجر أي مفسدة للإمام ولا يسعى أبدا في خلع بيعته من رقبته، وإنما همه هو الوصول إلى الحرمين لقضاء حاجته الدينية.
ثانيا: أن العقد في مثل هذه الحالة ولو كان شكله إلزاميا إلا أن المتعاقدين لم يتفقا في حقيقة الأمر، وإنما هو إلزام للقبول من غير مفاوضة أو اعتراض، وهو بهذه الصيغة عقد اختياري من طرف اضطراري من الطرف الآخر، لأنه يُلزم بقبوله في ظاهره، وهذا مناف لحقيقة العقود المبنية على رضا الطرفين، ولا يجاب عن هذا بكونه يمتنع من أخذه، لأن الامتناع في مثل هذه الأمور بسبب هذه الجزئية تعطيل لمصالح العباد، ومثله الصُّوَرُ التي توضع في الجواز، فلا يقال إنها محرمة ولا يلزم صاحبها الحج أو العمرة لأن الاستطاعة في هذه الحالة منتفية لانتفاء الجواز بانتفاء الصورة!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/172)
فهذا تعطيل مصالح الناس بأمر يمكن فعله من غير جر مفسدة كما هو في المسألة، ولا بد من التنبيه على أمر مهم يمنع المسألة من التوسع والاعتراض عليها، وهي أن الأصل في العقود الإلزام والحتْم، فلا يجوز للمشترطين المتراضيين أن يغدر أحدهما بالآخر، وإلا لسوَّغَ كل طرف فعلَه بأنه غير راض في حقيقة عقده، وهذا مردود من كل الوجوه، وإنما الاستثناء في مسألتنا نظرا للأدلة، فيحصر الحديث فيها ولا يقاس أبدا على فرع مُستثنًا من أصل في أصول الشريعة، ولهذا على سبيل المثال كانت الفتوى تخص المستفتي على وفق حاله وما جاء في سؤاله، وليس كل من وافقت مسألته في ظاهرها سؤالَ هذا المستفتي يعمِّمُ الحكم بجامع الشَّبَه، فرُبَّ أجوبةٍ اختلفت والسؤال واحدة، وهذا راجع إلى باب النظر والاجتهاد.
ثالثا: إن قلنا بالغدر فهذا معناه فساد العقد، وليس هذا مناسبا في مسألتنا، ففساد شرط من شروط العقد لا يعني فساد العقد بالكلية، والإخلال بشرط من شروط العقد لا يعني ذهاب ماهية العقد من حيث كونه بُني على اشتراطٍ، وإنما إن أمكن تصحيحه صُحِّح، وإلا لصارت عقود الناس بمجرد فساد شرط من شروطها تذهب فتضيع عليهم عقودهم، وأما كون صُوَر الغدر واقعة بمخالفة الزَّمن المحدَّد لا يفيد فساد العقد أبدا إذ الزَّمن من شروط العقد وليس هو العقد كلُّه، ولهذا كان حديث الغدر عند طائفة من العلماء ضربا لمثالِ عدم الوفاء في الحروب ولو أنَّ بعضهم جعله في الإمامة العامَّة إلا أن الحكم يعُمُّ كل صُوَرِ الغدر ولو كان النص ظاهره الخصوص، فالغدر المطلق هنا هو ما جر إلى فساد العقد بالكلية بفساد ماهيته، ولربَّما يعيب بعض القارئين هذا الكلام ويجعلُه سفسطة وتكلُّفا، ولكن المراد بيانُ عدم إسقاط الحكم مجرَّدًا عن شروطه وموانعه، فتأصيل مسألةٍ شيءٌ والحكم على مفرداتها شيءٌ آخر، إذ البَحثُ راجعٌ إلى جمع معطياته والنظر في موانعه وشروطه، وهذا لا يتوافق أبدا في مسألة المجاورة، ولا يتوافق في تنزيل الغدر بمصطلحه الشرعي على المجاورين في الحرمين والله تعالى أعلى وأعلم.
4 - بعض الآثار التي تشير إلى الرجوع فور أداء النسك إلى البلد:
لقد استدل المانعون ببعض الآثار الواردة عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم في إلزام المسلمين الرجوع إلى البلاد فور أداء نسك أو قضاء الحاجة المرجوة من السفر، ويظهر في حقيقة الأمر أن الأدلة في جانب المجيزين لا المانعين، ودلالتها تكون على النحو التالي:
- فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يضرب الحجاج إذا حجوا ويقول: يا أهل اليمن يمنَكم ويا أهل الشام شامَكم ويا أهل العراق عراقَكم" وهذا الأثر لم أقف له على سندٍ -حسب بحثي القاصر- وقد ذكر بعض الأفاضل أن (هذا الأثر ذكره أبو طالب المكي في قوت القلوب (44) و ذكره الغزالي في الإحياء (1/ 243) -دار المعرفة- بدون إسناد) ولم يُشِر العراقي في تخريج أحاديث الإحياء إليه، وكذلك ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض ذكر أقوال من كره المجاورة بمكة من غير أن يبين مصدره ولا درجته كما في جامع المسائل (5/ 341) وكذلك ذكره ابن الحاج في المدخل (2/ 203) – دار الفكر- وهذا مما لا يحتج به إذ الظاهر أنه لا أصل له حتى يتبين عكس ذلك والله أعلم.
- وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى أحدُكم حَجَّه فليعجل الرجوعَ إلى أهلِهِ فإنَّه أعظمُ لأجرِهِ."
السنن الكبرى (10143) الحاكم في المستدرك (1753) سنن الدارقطني (289) وانظر صحيح الجامع (732).
وليس في الحديث هذا ما يدل على مقال المعارضين، وإنما فيه الترغيب بالمسارعة إلى الرجوع حال إتمام النسك، حيث يستأنس الرجل بأهله بعد الفرقة، ويتفرغ لعبادة ربه على وجه التمام إذ الحج والسفر مظنة المشقة والوحشة، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 623):" وَفِي الحَدِيثِ كَرَاهَةُ التَّغَرُّبِ عَنِ الأَهْلِ لِغِيرِ حَاجَةٍ وَاسْتِحْبَاب اِسْتِعْجَال الرُّجُوع وَلَا سِيَّمَا مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِمْ الضَّيْعَة بِالْغَيْبَةِ، وَلِمَا فِي الْإِقَامَة فِي الْأَهْل مِنْ الرَّاحَة الْمُعِينَة عَلَى صَلَاح الدِّين وَالدُّنْيَا، وَلِمَا فِي الْإِقَامَة مِنْ تَحْصِيل الْجَمَاعَات وَالْقُوَّة عَلَى الْعِبَادَة." انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/173)
وقد عُلِّق الحكم بقضاء الحاجة والنهمة من هذا السفر كما ثبت في الصحيحين (45) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله".
فطالب العلم يسعى في قضاء نهمته العلمية بتحصيل الواجب عليه على أقل التقديرات حتى يعلم الصحيح من العقيدة وما تصلح به عبادته، وهذا يختلف على حَسَب قوة إدراك الطالب ومدى فهمه، فتعليق الحكم بقضاء النهمة راجعٌ إلى حالة الطالب، وهذا من لطائف هذا الحديث النبوي الشريف، حيث عُلِّق الحكم بحالة الشخص، فمن خرج إلى قضاء حوائجه يسعى جاهدا في تحصيلها، فإن مُكِّن من قضائها كانت فرحته وانشراح صدره أعظم، ولكنه لو مُنِعَها ضاق الأمر به وضاقت الأرض بمن فيها حتى لو كان في بيته بين أهله وعشيرته، وفي الحديث دلالة على أن الساعي في قضاء حاجته يُعَانُ عليها وتُيسَّر له الأمور من باب قوله تعالى (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة: 2) وجاء في الحديث:" مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ" وفيه "وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ" (46)، ومن ضيق على إخوانه ضيَّق الله تعالى عليه مصداقا لقوله تعالى (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) (الرحمن: 60).
تغيير المصطلحات الشرعية بالمصطلحات الوضعية
إن مما لا شك فيه أن الكتاب والسنة قد بينا كل شيء يخص شؤون الناس من بداية حياتهم إلى نهايتها، وإن الاعتصام بهما نجاة كل امرئ لا سيما عند اختلاف الناس وبعدهم عن مشكاة النبوة، ونهج أهل السنة والجماعة أنهم لا يعدلون بالقرآن الكريم ولا بالسنة النبوية الصحيحة شيئا لأن العصمة بالاعتصام بهما.
ولقد سلك أهل السنة في بيان الأحكام الشرعية أو المعتقد السلفي مسلك الوحيين في وضع الكلمات التي جاءت فيهما في محلها من غير حيف وتحريف، لأن المصطلح الشرعي يفي بالغرض من جميع جوانبه، فلا يختل حده ولا ينتقض حُكمه بل هو ثابت في الحد والحكم، ومع ظهور الفتن واختلاف الأهواء وتجدد معطيات المسائل تولدت مصطلحات محدثة اتخذها الجم الغفير واستبدلوا بها ما كان قديما عتيقا، فإن قال لهم عاقل (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) (البقرة: 61) قالوا إنما المسمى واحد ولو اختلفت الأسماء، قلنا (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) (النجم: 23)، وإنما التسمية مهما كانت لها تأثير في نفسية الإنسان.
هكذا استبدل المصطلح الشرعي المجاورة - هذه الكلمة الطيبة التي سار عليها سلف هذه الأمة، وتقلدها جهابذة أهل العلم وأساطين الأثر- بمصطلح يوحي بالذلة والانحطاط، ويشعر في نفس قائله وسامعه أن المتسمى به في ضلال بعيد؛ متخلفٌ أو متخلفون أو متخلفين فإن ذهبت تنصح وتبين قيل إنك تتفلسف فالله المستعان.
صحيح أن احتياج البشر إلى بعض المصطلحات الجديدة لا ينافي مشروعيته بشرط أن تكون المعاني صحيحة، لأن بعض الظروف تضطر الناس إلى ذلك، ولكن الشأن في ذلك كله أن لا يكون هذا المصطلح يذم من يدخل في المعاني التي يقصدونها، فكيف إذا عُرِفت المعاني الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة، وقد عُبِّر عنها؟
ولنفرض جدلا أن هذا المصطلح يحق أن يقال في مثل هذه الطائفة، ألا يُراعى جانب الاشتباه؟ ألا يحصل التباس؟ ألا يوقع في نفسية الناس أن هؤلاء ليسوا على حق بل هم في الأذى والردى؟ فلماذا ندع مصطلح المجاورة إلى مصطلح التخلف، وانظر في حقيقة الاسمين وما يترتب عنهما من فهم، فإلى جانب ظلم الطائفة المجاورة فقد ظلمت الطائفة الأخرى بأن أُخْفي عنها المصطلح الشرعي وحِيف بها عن معرفة الوجه الشرعي إلى معانٍ محدثةٍ فاسدة، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى (فأصل ضلال بني آدم من الألفاظ المجملة والمعاني المشتبهة، ولا سيما إذا صادفت أذهاناً مخبطة، فكيف إذا انضاف إلى ذلك هوى وتعصب) (47).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/174)
فالواجب على كل مكلف يؤمن بالله واليوم الآخر أن يُعطي كل شيء حقه، من غير غُلوٍّ ولا إيغال، وليَسع دائما أن تكون أقواله وأفعاله موافقة للهدي النبوي الشريف، ولا يعدل به شيئا من أمور الناس مهما كانت، وليحرص عند إطلاق المصطلحات أن يعبر بالحق الذي معه بالألفاظ الشرعية النبوية الإلهية فإن هذا هو سبيل أهل السنة والجماعة، فأما ما يعرض له من المصطلحات المحدثة فلابد من عرضها على الكتاب والسنة للتحقق من صحة دلالتها على المطلوب نزولا عند قوله جل وعلا (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: 59).
بعض الفروق بين المجاورة والتخلف
ولمزيد إيضاحٍ وبيانٍ، لنذكر الفروق بين المجاورة والتخلف، حتى يعرف المنصف أن بينهما بُعْدَ المشرقين وبعد المغربين.
- المجاورة مصطلح شرعي، بخلاف التخلف.
- المجاورة هدي السلف رضوان الله تعالى عليهم بخلاف التخلف.
- المجاورة جاءت الأحاديث بالترغيب فيها بخلاف التخلف.
- المجاورة مقصدٌ دينيٌ بخلاف التخلف.
- المجاورة تكون في الحرمين بخلاف التخلف.
- المجاورة يمدح صاحبها بخلاف التخلف.
نصيحة لمن يسعى في أذية المجاورين
لقد أسلفنا في ما تقدم معنا من الفصول أن المجاورين ضيوف الله تعالى وضيوف بيته الحرام، يسعى الواحد منهم في تحصيل نهمته الدينية بازدياد العلم والعمل، ولا شك أن هذا المقصد جليلٌ لجلالة متعلَّّقه، ولكن أهل الشر والمكر في كل مكانٍ يسعون جاهدين إلى إبادة هذا الهدي السلفي الذي سار عليه سلف الأمة رضوان الله تعالى عليهم، فنصيحتي لكل من يسعى في أذية هؤلاء سواء حسا أم معنا، أن يتقي الله تعالى في نفسه وأن يستشعر عظمة الله وقوته وبطشه، وأنه في بلد الله الحرام وأنه يعادي أولياء الله تعالى وقد قال سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الحج: 25) ألا يخشى على نفسه أن يكون مثل هؤلاء وقد قال عليه الصلاة والسلام (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ) الحديث (48)
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حرمة الحرمين، فلا مجال للاجتهاد في شيء مما ثبت بالنص الجلي، فإن الحرم وما فيه في أمن وأمان، وإن من لطائف ما ذكر ما ثبت من حديث عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" هَذِهِ مَكَّةُ حَرَّمَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي وَلاَ لأَحَدٍ بَعْدِى وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ وَهِىَ سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا وَلاَ يُعْضَدُ شَجَرُهَا وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ فَقَامَ الْعَبَّاسُ وَكَانَ رَجُلاً مُجَرِّبًا فَقَالَ إِلاَّ الإِذْخِرَ فَإِنَّهُ لِبُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا. فَقَالَ إِلاَّ الإِذْخِرَ." (49)
ففي هذا الحديث العظيم عدة فوائد متعلقة بعدم أذية المجاورين وهي:
- أن مكة حرمها الله تعالى وكذلك حرَّم رسولُه صلى الله عليه وسلم المدينة.
- أنها لم تحل لأحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعده، فهذا دليل عل بقاء حرمتها ما بقي الليل والنهار.
- أن خلاها وشجرها وصيدها ولقطتها حرامٌ لا يجوز التعدي عليها ولا أخذها، فمن باب أولى أن يتعدى على من فيها من الناس وبالأخص المجاورين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/175)
- أن فيه ردا على من زعم أن المراد هم سكانها، بكون الداخل لها من غيرهم يعتبر غريبا، وأوجز ما قيل في رد هذه الشبهة أن الصيد إن فرَّ إلى الحرم لم يجز قتله، بخلاف إن صِيد في الحل ثم أُدخل فلا شيء في ذلك لأنه صِيدَ لمالِكِه لا للحرم، فيعطى في هذه الحالة محل صيده، أما إن دخل وهو حيٌّ فيعطى في هذه الحالة الظرف الذي هو فيه، وقد أخرج عبد الرزاق في المصنف (8368) وابن أبي شيبة (15595) عن ابن جريج عن عطاء قال:"إن رميت صيدا في الحل فدخل في الحرم فمات فيه فلا تأكله ولا غرم عليك فيه" وكل هذا في بيان حرمة الحرم وما حل به من الدواب فمن الناس أولى وأحرى.
نصيحة إلى المجاورين
هذا ولا بد من بيان أمر مهم يتعلق بالمجاور الذي يسعى في مرضاة الله تعالى أن يعلم أمورا لا بد من معرفتها حتى تستقيم له مجاورته ويحصل منها الغرض المرجو من ورائها وألخصها في النقاط التالية:
- لا بد على المجاور أن يحرص على ما ينفعه ولا يشغل نفسه بأمور تصرفه عن مقصده الشرعي في الرحلة والتغرُّب.
- لا بد عليه أن ينقاد في الطاعة بالمعروف لولاة الأمور، من غير معصية الله تعالى، فإن هذا مقصدٌ أساسي في استيطان أي بلدة.
- أن لا يخالف عرف الناس وما هم عليه من التقاليد والعادات.
- أن يرجع فور إنهاء غرضه حتى يدخل السرور على أهله وعشيرته لقوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين (50) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه "السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله".
- أن يتقي الله تعالى في نفسه فهو جماع الخير كله.
خاتمة
هذا وأسال الله تعالى الكريم المنان أن يوفقنا للحق أينما كنا، وأن يجعلنا مباركين في حلنا وترحالنا، وأسأله سبحانه أن يعين طلبة العلم في أقطار العالم أجمعين على التمسك بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، فإن مثل هؤلاء عزيز وجودهم رغم بقاء الخير والحق في هذه الأمة، واسأله تعالى أن يوفق من يعين طلبة العلم ويخدم سنة الرسول الأمين صلى الله عليه سلم وأن يثبت له الأجر والمثوبة وأن يديم عزه ونصره إنه تعالى سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله أعلى وأعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بقلم
أبي رقية آل شطارة الجزائري
21 رجب 1431هـ
بالمدينة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام
_________________
(32) البخاري (1870) ومسلم (3306).
(33) انظر على سبيل المثال (لسان العرب لابن منظور)
(34) معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (صلح).
(35) معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (رسل).
(36) تيسير علم أصول الفقه لعبد الله بن يوسف الجديع (2/ 55).
(37) انظر لسان العرب مادة (خلف)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي (حرف الخاء).
(38) معجم مقاييس اللغة مادة (خلف).
(39) أحرجه البخاري (661) وعند مسلم (648) قال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر:" اسمع وأطع وإن كان عبدا مجدّع الأطراف".
(40) أحرجه البخاري (6830) مسلم (1840).
(41) أحرجه البخاري (4886) ومسلم (5624).
(42) أخرجه الحمَيدِي (561) وأحمد (16856) و (16864) و (16874) و (16891) و (16896) وأبو داود (1894) وابن ماجة (1254) والترمذي (868) والنَّسائي (585) و (2924) وفي "الكبرى" (1574) و (3932) و"ابن خزيمة" (1280) وفي (2747) وإسناده صحيح على شرط مسلم انظر إرواء الغليل (2/ 238) رقم (481).
(43) أخرجه البخاري (6178) ومسلم (4552).
(44) قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد (2/ 203) لأبي طالب المكي المتوفى سنة (386هـ) تحقيق: د. عاصم إبراهيم الكيالي دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - الطبعة: الثانية (1426 - 2005م).
(45) البخاري (1804) و مسلم (5000).
(46) مسلم (6952) و (6953) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(47) الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، (3/ 927) تحقيق د. علي الدخيل الله، دار العاصمة 1412هـ.
(48) البخاري (6502).
(49) البخاري (1349) و (1833) و (2090) و (2433).
(50) البخاري (1804) مسلم (5000).
ـ[أبو أحمد الحاتمي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 06:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك بحث أو رساله بعنوان نصيحة وتبيين لمن سمى المجاورين بالحرمين (المتخلفين (
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/176)
لم أستطع الرفع فنسخته كامل في المشاركة
فأرجوا المعذرة
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة وتبيين لمن سمى المجاورين بالحرمين (المتخلفين (
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
المقدمة
فمن المعلوم أن دين الإسلام صالح لكل زمانٍ ومكان، دينٌ أكمل الله به رسالته، وختم به على العباد نعمته، فأرسل رسول الهدى ونبي الرحمة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، فأخرج الناس من ظلمات الشرك وخزي النفاق إلى نور التوحيد وجميل الأخلاق، فكان لهم خيرَ ناصح وأبلغ مبلغ وأحنَّ على أحدهم من أبيه وأمه صلوات ربي وسلامه عليه (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 128).
وبتمام الشريعة الربانية وكمال الدعوة المحمدية كان لزاما على كل من سمع بها وعرفها أن يلتزم بها، نجاةً من النار ونيلا لمرضاة ربه العزيز الغفار قال سبحانه (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) (النساء: 115) وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار." (1) قال النووي رحمه الله تعالى:" وقوله صلى الله عليه و سلم لا يسمع بي أحد من هذه الأمة أي: من هو موجود في زمني وبعدي إلى يوم القيامة، فكلهم يجب عليهم الدخول في طاعته وإنما ذكر اليهودي والنصراني تنبيها على من سواهما، وذلك لأن اليهود والنصارى لهم كتاب، فإذا كان هذا شأنهم مع أن لهم كتابا فغيرهم ممَّن لا كتاب له أولى والله أعلم." (2)
والمسلمون على اختلاف أقطارهم وأجناسهم ما هم إلا كالجسد الواحد لقوله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادِّهم وتعاطفِهِم وتراحُمِهِم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى" (3)، فالإسلام لا يرى بين أبنائه جهوية ولا عنصرية، فقد جمع بين المتباعدين وألف بين المتشاحنين، وربط بوثاقه بين المتخاصمين، فزالت الغل والأحقاد وتركت سيء العادات والآفات مصداقا لقوله تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 71) وقوله تعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران: 103) وقوله عز وجل (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10) وقوله عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعه." (4) وقد (آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه) كما بوَّب الإمام البخاري رحمه الله تعالى في جامعه وساق تحت الترجمة حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في مؤاخاة عبد الرحمن بن عوف لسعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين (5)، حتى كان في العهد الأول إذا مات أحدهم يرثه الآخر كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كَانَ الْمُهَاجِرُونَ لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَرِثُ الْمُهَاجِرِيُّ الْأَنْصَارِيَّ دُونَ ذَوِي رَحِمِهِ لِلْأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ فَلَمَّا نَزَلَتْ {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ} نُسِخَتْ ثُمَّ قَالَ {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} مِنْ النَّصْرِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/177)
وَالرِّفَادَةِ وَالنَّصِيحَةِ وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ وَيُوصِي لَهُ." (6)
ولتجدنَّ من أسمى القصص وأرفع الحكايات وأعز ما رُوي في الأُخُوة الحقيقية البيِّنة بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع الأنصاري عرض عليه أن يناصفه أهله وماله." (7) وفي رواية قال سعدٌ لعبد الرحمن:" قد علِمَت الأنصار أني من أكثرها مالا سأقسم مالي بيني وبينك شطرين ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلقها حتى إذا حلت تزوجتَها." (8).
فيا لله من هذه الأخوة كيف كانت، ينصِّف ماله ويطلِّق إحدى زوجيه حتى يقاسم أخاه الخير كما هو في خيرٍ مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه أو قال لجاره ما يحب لنفسه." (9) ولهذا نعتهم الله تعالى بالرحمة النابعة من هذه الأخوة الدينية في قوله سبحانه (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح: 29) رضي الله عنهم أجمعين.
ولما بعُدَ الناس عن مشكاة النبوة حسا ومعنا، بتقادم الزمان وظهور مختلف الفتن والأهوال، وميل الناس إلى ملذات الدنيا وبعدهم عن أسباب السعادة في أخرى، نسي الكثير هذه الرابطة الإيمانية، وقَلَّ منهم من كان على الطريقة السلفية، في حقيقة تقارب المسلمين واتحادهم، وتكاتفهم وتآلفهم، ففرقت بينهم الديار، وغشيتهم عقلية الكفار، فصار كل مصر بما فيه يفتخر، فشبت الحروب بين أبناء الأمة الواحدة، وتقسمت رقع الأمصار المسلمة، فحدث الفراق وحُدَّت الحدود، وغلبت عليهم الجاهلية الجهلاء والعصبية العمياء، فترامى كل قطر في زاوية، واتخذ كل شعب شعائر هي عن تعاليم الدين خاوية، فاعتبر المشرقيُّ المغربيَّ غريبا، وشرَّق المغربيُّ المشرقيَّ تشريقا، وقالوا بلسان حالهم (شتان بين مشرق ومغرب) وقد نسوا قول الملك المالك (وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) (البقرة: 115) وهو سبحانه (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) (الرحمن: 17).
ولا يفهمنَّ عاقلٌ خلاف المقصود، فينفي تَعدد البلدان وتكاثر الأمصار وتزايدها، فإن هذا غير المراد، "فالدين وإن كان من حيث عموم رسالته حقيقة عالمية لا تحده الحدود، ولا تحول دونه الفواصل إلا أنه من حيث تحقيقه في موقع مَّا محكوم بمؤثرات سياسية وقدرات ذاتية؛ ومن ثم كان في تشريعاته رفع الحرج، وإرادة اليسر والإتيان منه بالمستطاع.
غير أن غياب الصحوة العلمية في ترشيد الصحوة الإسلامية غيَّب الكثير من مثل هذه المفاهيم، وخلط ثوابت الأمور بمتغيراتها بسننها وفرائضها، ومكّن الرويبضة من أن يتحدث في أمور العامة دون أثارة من علم، وصارت الصدارة أحياناً للمتفيهقين والمتشدقين من الذين يحملون الناس على فتاوى شاذة وغريبة، غاية ما تؤدي إليه الإدبار عن الدين، والنفور عن المسلمين." (10)
ومن بين ما ذُكر وزُبر، تسمية طلاب العلم الميامين، المجاورين بالحرمين الشريفين، الحاملين لكتاب الله تعالى، الناصحين للأمة المتبعين لسلفها المقتدين بنبيها صلى الله عليه وسلم بالمتخلفين أو بالمفرد المتخلف، وهو من تخلف عن ركبه وارتكب المعصية بفعله، فخالف النظم الوضعية، وامتطى عين الأذية، وصار بذلك آثما عِصيَّا، بل وذهب بعضهم إلى أبعد بعيد ونسَّق من الفتاوى كل شارد طريد، فجاء بالشذوذ حيث جعل حجهم باطلا، وسعيهم عاطلا، فصفّهم في صف الخوارج العصريين المارقين عن النظم المستحدثة، والمخالفين للسياسة المستمدحة، وما ذنبهم إلا أنهم تركوا آباءهم وأمهاتهم للعلم وأهله، فكابدوا العناء النفسي قبل العناء البدني، ولكنهم دوما على عزيمة ومضي ولقد صدق من قال (11):
شرف الشعوب علومها وحياتها ***** أن تصلح الأخلاق والأعمال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/178)
وإذا الشباب رمى الأمور بعزمه ***** عنت الصعاب وخفت الأثقال
ولهذا لما ألزموا بيان حكم المجاورة، حادوا عن الإجابة، وقد قلنا إنها لا تخرج عن هذه الثلاث:
- إما أنها جائزة.
- وإما أنها غير جائزة.
- وإما أنها مسكوت عنها.
فاستعنت بالله العلام العليم، أن أجمع ما يسر جمعه، من بيان حقيقة المجاورة، وحكمها في الدين، وبيان حقيقة ما عليه هؤلاء الطلاب المجاهدين، وإنما مقصودي تبيين الحق الواضح المبين، حتى لا يُكتم ولا يُهدم، وهذا لما رأيت من عناء وتعب بدا على إخواني الطلاب، وانسدت عليهم في المسألة الأبواب، ولكن الإنصاف مطلوب وقول الحق واجب مرغوب، فإن المشايخ والعلماء دائما في عونهم ونصحهم، فقد وجدنا منهم من هو بمنزلة الأب الشفيق على أبنائه، وكيف لا وأبوة الدين أوثق من أبوة الطين، ولكن الكلام لا يشمل جملة هؤلاء اللهاميم السادة الجراثيم، فإن شأنهم عالي ومقامهم في القلب سامي، وكيف يحق لحقير مثلي أن يرد على المشايخ العلماء الموقرين النبلاء، وإنما هو من بابٍ علميٍّ أطرح موضوعي وأقيد بالمنهجية مشروعي، سائلا الله تعالى أن يهديني وإخواني إلى طريقه المستقيم، طريق الأنبياء والمرسلين، طريق غير المغضوب عليهم ولا الضالين، وسميت هذا الجمع المبارك – إن شاء الله تعالى – بـ (نصيحة وتبين لمن سمى المجاورين بالحرمين المتخلفين).
فالله عوني وبه اعتمادي وحولي، لا إله إلا هو، بيده ملكوت كل شيء، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم فقهنا في الدين وثبتنا عليه يا قوي يا متين، اللهم اغفر لعلمائنا أجمعين الأحياء منهم والميتين، اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا على أحد من عبادك يا رب العالمين.
وكأي جمع مكتوب فهو لا يخلو من صواب ومكذوب، فمن رأى الخلل فليقم بيننا جسور النصائح، ومن عاين عيبا فليجتب قبح الفضائح، فإن الحق ضالة كل راغب فيه والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خطة البحث
فقد وضعت لهذا الجمع منهجية ونقاطا أسير عليها وتمثلت فيما يلي:
- مصطلح المجاورة في اللغة والشرع.
- يبان المقصد من مجاورة الحرمين الشريفين.
- الأدلة على الترغيب في مجاورة الحرمين الشريفين.
- مناقشة الأدلة وبيان مدلولها.
- مفهوم المصلحة المرسلة في اللغة والشرع.
- مصطلح التخلف بين الحقيقة والعرف.
- أدلة المانعين ومناقشتها.
- تغيير المصطلحات الشرعية بالمصطلحات الوضعية.
- بعض الفروق بين المجاورة والتخلف.
- نصيحة لمن يسعى في أذية المجاورين.
- نصيحة إلى المجاورين.
- خاتمة.
مصطلح المجاورة في اللغة والشرع
لا شك أن معرفة حدود المصطلحات الشرعية يزيد من فهم المسائل وتقريب صورها في ذهن الدارس لها، وإن معرفة المعاني اللغوية لأي مصطلح يجعل المرء يضع الكلمة في مكانها من غير خلل ولا زلل، إذا اللغة محكمة من حيث أصولها ولهذا كانت غالب المصطلحات الشرعية مستمدة من معانيها اللغوية، إما بزيادة معنا أو بالتنصيص على جزئية أو بنفس المصطلح اللغوي، فتجد أن المعنى اللغوي والشرعي واحد.
وأما ما يختص بمصطلح المجاورة فنجد:
- المعنى اللغوي (12): جاور يجاور مجاورة فالمصدر المجاورة، يقال: جاوره: مجاورة وجوارا ساكنه ولاصقه في المسكن، وأعطاه ذمة يكون بها جاره ويجيره.
وكذلك المجاورة الاعتكاف في المسجد وفي الحديث: " كان يجاور في العشر الأواخر " أي اعتكف فيه، ومنه المجاوِر وهو المعتكف في المسجد وغَلَبَ هذا اللقب على طالِبِ العِلْمِ في الأَزْهَر حتّى منتصف القَرْن العِشْرين؛ ويقال جاور المدينة أو مكة وبني فلان وفيهم تمتع بجوارهم.
فنستخلص من التعريف اللغوي أن المجاورة هي:
المساكنة، والملاصقة، وما يترتب عنهما من حق الجوار وهي إعطاء الذمة والأمان.
وعند تقييدها بالمسجد تصبح بمعنى الاعتكاف، أي ملازمة المسجد بالتزام شرائط الاعتكاف الشرعي، وعند تقييدها بالحرمين تصبح بمعنى المُقام في مكة أو المدينة من غير تقييد باعتكاف.
- المعنى الاصطلاحي: فيؤخذ من تعريفه اللغوي وهو:
مجاورة الحرمين أي: المُقام مطلقًا غير ملتزم بشَرائِط الاعْتِكاف الشَّرْعِي.
ويسمى هذا في لسان العرب أيضا: الثَّوِيّ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/179)
قال الأزهري في تهذيب اللغة (مادة ثاثا):" عن ثعلب، عن ابن الأعرابي: الثَّوىّ: الضيف؛ والثوي: المجاورة في الحرمين."
وقال الزبيدي في تاج العروس (37/ 307) مادة (ثهو): الثَّوِيُّ: (المُجاوِرُ بأحدِ الحَرَمَيْن)؛ ونَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ: بالحَرَمَيْنِ."
ومن هذا التعريف ندرك ما يقوله العوام في الزائرين والمعتمرين من أنهم ضيوف الرحمن، وهذا له وجهة قوية من النظر اللغوي، إذا الذي يأتي إلى الحرمين ليعبد الله تعالى ويظفر بالصلاة فيهما، هو ضيف الرحمن، فيحرم أذيته، لاجتماع الحرمة المكانية بالحرمة الحالية وهي كونه ثاويا في المسجد مجاورا له فهو ضيف البيت.
وبهذا ندرك المراد من هذا المصطلح الشرعي الذي جعله الله تعالى متعلقا بهذا الصنف من الناس، وهم ضيوف بيته المجاورون له الذي قَصدُهم المقام دون قصد الاعتكاف، لأن الاعتكاف غالبا يتقيد بمدة وشرائط بخلاف مطلق الإقامة والله أعلى وأعلم.
بيان المقصد من مجاورة الحرمين
إن معرفة مقاصد الأمر يؤثر في صحة العمل من عدمه، إذ من الممكن أن تصح الوسائل وتجتمع، ولكن المقصد يتخلف من الناحية الشرعية بكونه محرما في ذاته أو لغيره، ولهذا اعتبر علماؤنا رحمهم الله تعالى المقاصد كالوسائل من حيث الحكم، لأن كلا الأمرين مكمِّلٌ للآخر، فلا يمكن الوصول للمقصد إلا بالوسيلة، ولا تتخذ الوسيلة إلا عند إرادة مقصد معين، وقعدوا لذلك قاعدة جليلة هي (الوسائل لها أحكام المقاصد) ومثالها في أبواب العبادات والمعاملات الشيء الكثير، فمن ذلك الطهارة مع الصلاة، والزواج بنية تحليل المرأة البائن بينونة كبرى للزوج الأول وهو ما يعرف (بالتيس المستعار)، وطلب العلم من أجل الرياسة والمناصب وأشياء كثيرة؛ وأما المقصد من مجاورة الحرمين فهو لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: لمصلحة دنيوية، كقصد التجارة أو الزواج أو تعلم حِرفة أو علم دنيوي وما أشبه ذلك.
الأمر الثاني: لمصلحة دينية، كإرادة الحج أو العمرة، أو طلب العلم، أو الهجرة، أو المرابطة أو الأمن عند خروج الدجال وما أشبه ذلك.
وكُلٌّ من حيث الأصل جائز، مادام المتعلَّق أمر مشروع، ولكن المصلحة الدينية في هذا الأمر أشرف وأسمى من الدنيوية، وهذا لوجود الآثار الواردة في هذا الباب من استحباب المجاورة للأمر الديني والترغيب فيه، وسير سلف الأمة رضوان الله تعالى على هذا المنهج. وهذا ما سنلخصه في الفصل الآتي.
الأدلة على الترغيب في مجاورة الحرمين الشريفين
لقد وردت أحاديث وآثار في فضل مجاورة الحرمين الشريفين، وقد ترتب عن هذه النصوص المباركة اختلاف العلماء في حكم المجاورة والتفضيل بين مكة والمدينة، وهذا لما فيهما من الحرمة والتغليظ وتكثير الأجر من الله تعالى، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كلامٌ نفيس في بيان حكم المجاورة أنقله لفائدته لأنه رحمه الله تعالى وفىّ المسألة حقها؛ قال بيض الله وجهه:" وأما المجاورةُ فليست واجبة باتفاق المسلمين، بل العلماء متنازعون هل هي مستحبَّة أم مكروهة؟ فاستحبها طائفة من العلماء من أصحاب مالك والشافعي، وكرهها آخرون كأبي حنيفة وغيره، قالوا: لأن المُقَام بها يُفْضي إلى الملْكِ لها، وأنه لا يأمن من مواقعة المحظور؛ فيَتَضاعف عليه العذاب؛ ولأنه يضيق على أهل البلد، قالوا وكان عمر يقول عَقِب المواسِم: يا أهل الشام شامَكم، يا أهل اليمن يمنَكم، يا أهل العراق [عراقَكم].
ولأن المُقيم بها يفوتُه الحجّ التَّام والعمرة التَّامَّة؛ فإنَّ العلماء مُتَّفقون على أنه إنْ أنشأ سَفَرَ العمرة من دُوَيرة أهله كان هذا أفضل أنواع الحج والعمرة. وهم متفقون على أنه أفضل من التَّمَتعُّ والقِران ومن الإفْرَاد الذي يعتمر عقب الحَجّ.
... والمقصود هنا أنَّ مِن العلماء مَن كَرِهَ المُجاورة بمكة لِمَا ذكر من الأسباب وغيرها، ولكن الجمهور يستحبونها في الجملة إذا وَقَعَت على الوجه المشروع الخالي عن المفسدة المكافئة للمصلحة أو الرَّاجِحة عليها.
قال الإمام أحمد، وقد سُئل عن الجوار بمكة، فقال: وكيف لنا [به]، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنَّكِ لأحب البِقَاع إلى الله، وإنَّكِ لأحب إلي"، وجابر جاوَرَ مكة، وابن عمر كان يُقيم بمكة.
وقال أيضًا: ما أَسْهَل العِبادة بمكة، النَّظَرُ إلى البيت عِبَادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/180)
واحتج هؤلاء بما رواه عبد الله بن عَدِيِّ بن الحمراء الزُّهْرِيِّ أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول، وهو واقف بالحَزْوَرَةِ في سوق مكة: "والله إنكِ لخيرُ أرضِ الله، وأَحَبُّ أرضِ الله [إلى الله]، ولولا أَنِّي أُخْرِجْتُ منكِ ما خَرَجْتُ" رواه الإمام أحمد وهذا لفظه، والنسائي وابن ماجه والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
ورواه أحمد من حديث أبي هريرة أيضًا. وعن ابن عباس قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أَطْيَبَكِ مِن بلدٍ وَأَحَبَّكِ إلَيَّ، ولولا أنَّ قَومي أَخرجوني منك ما سَكَنْتُ غَيرَكِ". رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب.
قالوا: فإذا كانت أحبَّ البلاد إلى الله ورسوله، ولولا ما وَجَبَ عليه من الهجرة لما كان يسكن إلا إيَّاها، عُلِمَ أن المُقام بها أفضل إذا لم يُعارض ذلك مصلحة راجحة، كما كان في حق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمهاجرين؛ فإن مُقامهم بالمدينة كان أفضل من مُقامهم بمكة لأجل الهجرة والجهاد، بل ذلك كان الواجب عليهم، وكان مُقامهم بمكة حرامًا حتى بعد الفتح، وإنما رَخَّصَ للمهاجر أن يُقيم فيها ثلاثًا. كما في الصحيحين عن العَلاَءِ بن الحَضْرَمِيِّ أنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرخص للمهاجِر أن يقيم بمكة بعد قضاءِ نُسُكِهِ ثلاثًا.
وكان المهاجرون يكرهون أن يكونوا بها، لكونهم هاجروا عنها وتَرَكُوها لله، حتى قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث المتفق عليه لما عاد سعد بن أبي وقاص وكان قد مَرِضَ بمكة في حجة الوَدَاع فقال: يا رسول [الله]! أُخَلّف عن هجرتي، فقال: "لعلَّك أن تُخلَّفَ حتى يَنتَفِعَ بكَ أقوام، ويُضَرَّ بك آخرون، لكن البائس سعد بن خولةَ" يَرْثي لَه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ماتَ بمكة.
ولهذا لما مات عبد الله بن عمر بمكة أوصَى أن لا يُدْفَن في الحرم، بل يخرج إلى الحِلّ لأجل ذلك، لكنه كان يومًا شديد الحر، فخالفوا وصيته، وكان قد توفي عام قَدِمَ الحَجَّاج، فحاصَر ابن الزبير وقَتَلَه لما كان من الفتنة بينه وبين عبد الملك بن مروان.
قالوا: ولأن في المجاورة بها من تحصيل العبادات وتضعيفها ما لا يكون في بلد آخر، فإن الطَّواف بالبيت لا يمكن إلا بمكة وهو من أفضل الأعمال، ولأن الصلاة بها تضاعف هي وغيرها من الأعمال. وقد قال تعالى: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ). رُوِيَ أنه ينزل على البيت في كل يومٍ مئةٌ وعشرون رحمة: ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، [وعشرون للناظرين].
ولهذا قال العلماء: إن الصلاة بمكة أفضل من الصلاة بالثّغر، مع قولهم: إنَّ المُرابَطة بالثغر أفضل وتضاعف السيئات فيه، وإذا كان المكان دَوَاعِي الخير فيه أَقْوَى، ودواعِي الشر فيه أضعف، كان المُقام فيه أفضلَ مما ليس كذلك.
ولا نزاع بين المسلمين في أنه يُشرَعُ قصدُها لأجل العبادات المشروعة فيها، وأن ذلك واجب أو مُسْتَحب. وأما النِّزاع في المجاورة فلما فيه من تعارض للمصلحة والمفسدة كما تقدم. وحينئذٍ فمن كان مجاورته فيما يُكْثِرُ حسناته ويُقِلُّ سيئاته فمجاورته فيها أفضل من بلد لا يكون حاله فيه كذلك. فأفضل البلاد في حق كل شخص حيث كان أبرّ وأتقى، وإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم.
ولهذا لما كتب أبو الدّرداء إلى سلمان الفارسي، وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد آخى بينهما، وكان أبو الدرداء بالشام وسلمان بالعراق، فكتب إليه أبو الدرداء أنْ هَلُمَّ إلى الأرض المُقَدَّسة، فكتب إليه سلمان: إنَّ الأرض لا تُقَدِّس أحدًا؛ وإنما يُقَدِّس الرَّجلَ عَمَله الصالح.
ومقصوده بذلك أنه قد يكون بالأرض المَفْضولة من يكون عمله صالحًا أو أصلح بما يحبه الله ورسوله." (13) انتهى بتصرف.
ولنذكر النصوص في استحباب المجاورة وهي إما صريحة في دلالتها وإما مشيرة إلى هذا الفضل فمنها:
1ـ مكة والمدينة حرم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/181)
قال جل ذكره (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (البقرة: 126) وقال سبحانه مشيدا بالبيت (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً) (آل عمران: 96 - 97) وقال جل ذكره (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ) (إبراهيم: 35) قال تعالى (وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (القصص: 57) وقال سبحانه (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) (العنكبوت: 67).
عَنْ عَاصِمٍ الأحول قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَحَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، هِيَ حَرَامٌ، حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، لاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلاَئِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. وفي رواية: الْمَدِينَةُ حَرَامٌ مِنْ لَدُنْ كَذَا إِلَى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلاَئِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يُعْضَدُ شَجَرُهَا. قَالَ: وَقَالَ الْحَسَنُ: إِلاَّ لِعَلَفِ بَعِيرٍ." (14)
عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا. يُرِيدُ الْمَدِينَةَ." وفي رواية عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ خَطَبَ النَّاسَ، فَذَكَرَ مَكَّةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا، وَلَمْ يَذْكُرِ الْمَدِينَةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا، فَنَادَاهُ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، فَقَالَ: مَا لِي أَسْمَعُكَ ذَكَرْتَ مَكَّةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا، وَلَمْ تَذْكُرِ الْمَدِينَةَ وَأَهْلَهَا وَحُرْمَتَهَا، وَقَدْ حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا، وَذَلِكَ عِنْدَنَا فِي أَدِيمٍ خَوْلاَنِيٍّ، إِنْ شِئْتَ أَقْرَأْتُكَهُ. قَالَ: فَسَكَتَ مَرْوَان، ثُمَّ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ بَعْضَ ذَلِكَ. (15)
2ـ مكة والمدينة لا يدخلهما المسيح الدجال وتحرسهما الملائكة
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَجِيءُ الدَّجَّالُ، فَيَطَأُ الأَرْضَ، إِلاَّ مَكَّةَ والْمَدِينَةَ، فَيَأْتِي الْمَدِينَةَ، فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهَا صُفُوفًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، فَيَأْتِي سَبْخَةَ الْجُرْفِ فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ." وفي رواية: يَجِيءُ الدَّجَّالُ، حَتَّى يَنْزِلَ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَة، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ.
وفي رواية: لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلاَّ سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلاَّ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، وَلَيْسَ نَقْبٌ مِنْ أَنْقَابِهَا إِلاَّ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ صَافِّينَ تَحْرُسُهَا، فَيَنْزِلُ بِالسَّبَخَةِ، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، يَخْرُجُ إِلَيْهِ مِنْهَا كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ. (16)
3ـ لا يقربهما الطاعون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/182)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمَدِينَةُ يَأْتِيهَا الدَّجَّالُ، فَيَجِدُ الْمَلاَئِكَةَ يَحْرُسُونَهَا، فَلاَ يَقْرَبُهَا الدَّجَّالُ، وَلاَ الطَّاعُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ." (17)
وعَنْ الْعَلاَءِ الثَّقَفِىِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" الْمَدِينَةُ وَمَكَّةُ مَحْفُوفَتَانِ بِالْمَلاَئِكَةِ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكٌ لاَ يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ وَلاَ الطَّاعُونُ." (18)
4ـ مكة والمدينة قد بورك فيهما وفي صاعها ومدها
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَيْ مَا بِمَكَّةَ مِنَ الْبَرَكَةِ." (19)
وعنه رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ، وَمُدِّهِمْ. يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ." وفي رواية: "اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ." (20)
5 - من أراد بأهلها سوء أذابه الله تعالى كما يذوب الملح في الماء
عن أبي عبد الله القراظ, أنه سمع سعد بن مالك وأبا هريرة رضي الله عنهما يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم, وبارك لهم في صاعهم, وبارك لهم في مدهم, اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك , وإني عبدك ورسولك, وإن إبراهيم سألك لأهل مكة, وإني أسألك لأهل المدينة كما سألك إبراهيم لأهل مكة ومثله معه, إن المدينة مشبكة بالملائكة, على كل نقب منها ملكان يحرسانها, لا يدخلها الطاعون ولا الدجال, من أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء." وفي رواية عند مسلم "مَن أَرَادَ أَهلَ المَدِينَةِ بدَهْمٍ, أَو بسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ ألمِلحُ فِي المَاءِ." (21) وقوله (بدهم) قال النووي في شرح مسلم (9/ 158):" هو بفتح الدال المهملة وإسكان الهاء أي بغائلة وأمر عظيم والله أعلم."
6 - أنهما أحب البلاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد قال عليه الصلاة والسلام لما أخرجه الكفار منها واتجه إلى المدينة مهاجرا قال مخاطبا مكة: "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي، والله لولا أني أخرجت منك ما خرجت" (22) وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، و صححها و بارك لنا في صاعها ومدها و انقل حماها فاجعلها بالجحفة " (23)
7 - أن الإيمان يأرز بين المسجدين
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ وهو يأرز بين المسجدين كما تَأرِزُ الحية إلى جحرها." (24)
قال النووي في شرح مسلم (2/ 177):" وقوله صلى الله عليه و سلم وهو يأرز بياء مثناة من تحت بعدها همزة ثم راء مكسورة ثم زاي معجمة هذا هو المشهور وحكاه صاحب المطالع مطالع الأنوار عن أكثر الرواة، قال وقال أبو الحسين بن سراج: (ليأرز) بضم الراء وحكى القابسي فتح الراء ومعناه ينضم ويجتمع هذا هو المشهور عند أهل اللغة والغريب، وقيل فى معناه غير هذا مما لا يظهر، وقوله صلى الله عليه و سلم (بين المسجدين) أي مسجدَي مكة والمدينة." انتهى.
وعن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزني عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها." (25) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَ الإيمَانَ لَيَأْرُزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرُزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا." (26)
8 - أن في مسجديهما تضاعف الصلاة
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ سَلْمَانَ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "صَلاَةٌ في مسجدي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ." (27)
9 - من مات بالمدينة أحلت له شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/183)
عَنْ عَامِرِ بن سعد عَن أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي أُحَرمُ مَا بَينَ لاَبَتَي اَلمَدِينَةِ، أَن يقطَعَ عِضَاهُهَا، أَو يُقتَلَ صيدها؛ وَقَالَ: المدينة, خَير لَهَُم لَو كَانُوا يَعلَمونَ، لاَ يَدَعُهَا أَحَد، رَغبه عَنْهَا، إلاَ أَبْدَلَ الله فِيهَا مَنْ هُوَ خَيْر مِنْهُ، وَلاَ يَثبُتُ أَحَد على لأْوَائِهَا وَجَهدِهَا إلاَ كُنْتُ لَهُ شَفِيعاَ، أَو شَهِيداَ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ." (28)
10 - أنهما من المساجد الثلاث التي لا تشد الرحال إلا إليهما
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدٍ، إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى." (29)
11 - أن طالب العلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كالمجاهد في سبيل الله
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا، لَمْ يَأْتِ إِلاَّ لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ، أَوْ يُعَلِّمُهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ جَاءَ لِغَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ." وفي رواية قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ دَخَلَ مَسْجِدِنَا هَذَا يَتَعَلَّمُ خَيْرًا، أَوْ يُعَلِّمُهُ، كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ دَخَلَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ، كَانَ كَالنَّاظِرِ إِلَى مَا لَيْسَ لَهُ." (30)
12 - الترغيب في الموت في المدينة
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا." (31)
________________________
(1) رواه مسلم (153) وأحمد من حديث أبي موسى الأشعري (19580) و (8495) و (19554).
(2) شرح النووي على مسلم (2/ 186).
(3) البخاري (6011) ومسلم (6678) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
(4) البخاري (2314) ومسلم (2585).
(5) البخاري (3937).
(6) البخاري (4580).
(7) أنظر الحاشية رقم (4)).
(8) البخاري (3570).
(9) البخاري (13) ومسلم (79).
(10) مجلة البيان العدد (149) صفحة (28) مقالة بعنوان: مستقبل الصحوة الإسلامية.
(11) هو أحمد محرم بن حسن بن عبد الله شاعر مصري توفي (1364 - 1945م) أنظر الأعلام للزركلي (1/ 101).
(12) انظر (المعجم الوسيط حرف الجيم)، (الصحاح في اللغة للجوهري (2/ 182)، (بحوث ودراسات في اللهجات العربية من إصدارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة).
(13) جامع المسائل لابن تيمية (5/ 240 إلى 246) تحقيق عزير شمس.
(14) البخَارِي (1867) و (7306) مسلم (3302) و (3303).
(15) مسلم (3294) و (3295).
(16) البخَارِي (1881) و (7124) مسلم (7500) و (7501) أحمد (13017) و (13529) النَّسائي في "الكبرى" (4260) من حديث إسحاق بن أبي طلحة عن أنس رضي الله عنه.
(17) البخَارِي (7134) و (7473).
(18) أحمد (10270) قال الهيثمي في المجمع (5834): رجاله ثقات، وقال ابن حجر في الفتح (10/ 191) رجاله رجال الصحيح.
(19) البخَارِي (1885) مسلم (3305).
(20) البخَارِي (2130) و (7331) و (6714) مسلم (3304).
(21) مسلم (3340) و (3341) و (3342).
(22) أخرجه أحمد (17966)، (17967)، (17968) و الترمذي (3860) و النسائي في الكبرى (4252) و (4253) و (4254) وابن ماجه (3099) من حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء، وانظر تخريج المشكاة للإمام الألباني (2527).
(23) أخرجه البخاري (6011) ومسلم (1376).
(24) أخرجه مسلم (146).
(25) أخرجه الترمذي (2630) والطبراني في المعجم الكبير (17/ 16) (11) وكثير بن عبد الله المزني قال فيه أبو داود: كذاب وضعفه غير واحد من الحفاظ أنظر وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف أفرط من نسبه إلى الكذب، فالحديث بذلك ضعيف جدا وانظر الصحيحة (1273) والمشكاة (170).
(26) أخرجه البخاري (1876) ومسلم (147).
(27) أخرجه البخاري (1190) ومسلم (3355).
(28) مسلم (1363).
(29) البخاري (1189) ومسلم (3364).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/184)
(30) أخرجه ابن أبي شَيبة (7516) و (32513) وأحمد (8587) و (9409) و (10826) وابن ماجة (227) وأبو يَعْلَى (6472) وابن حبان (87) كلهم من طريق حُميد بن صخر أبو صخر الخراط، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه وانظر صحيح الترغيب والترهيب (83).
(31) أحمد (5437) و (5818) وابن ماجة (3112) والتِّرْمِذِي (3917)، وقال الشيخ الألباني:" وسنده صحيح على شرط الشيخين" الصحيحة (2928).
مناقشة الأدلة وبيان مدلولها
فهذه النصوص الواضحات المشرقات التي تبين عظم الحرمين الشريفين، وسعي العباد إلى مجاورتهما، لحري بمن يعقل عند قراءتها أن يسعى في نيل هذه الفضيلة، وبقاء مدلول النصوص إلى يوم القيام أمر مجمع عليه بين الأمة، إذ أن النص لا يختص بمكان ولا زمان معين إلا ما يدل على تخصيصه، فالشريعة إنما جاءت لتعم حياة الناس، فما كان في عهده عليه الصلاة والسلام من الأحكام والشرائع هو نفسها ما كلفنا به في زماننا هذا، وعند النظر إلى النصوص التي أوردناها آنفا يمكننا تلخيص مضمونها في النقاط الآتية:
ـ بقاء حرمة الحرمين الشريفين إلى يوم القيامة، وأن من دخلهما فهو آمن يحرم التعدي عليه، وهذا كذلك من تعظيم حرمات الله تعالى وشعائره قال سبحانه (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ) (الحج: 30) وقال سبحانه (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج: 32)، ولقد كانت قريش بل والعرب كلها تعرف هذا الحكم الإلهي في وجوب تعظيم البيت وتشريفه، وأن من دخله فهو آمن لا يُتعرض له بأي وجه من الوجوه، فما بالُنا في هذا الزمان نرى المسلم يُخرج منه مكبلا وموثقا، وقد كان أحدهم في الجاهلية إذا لقي قاتل أبيه لا يتعرض له لحرمة البيت؛ أفلا يخشى هذا أن يدخل تحت قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الحج: 25)، وانظر إلى نعت الله تعالى الكافرين بفعلتهم الشنيعة وهي الصد عن سبيل الله والمسجد الحرام، فنسأل الله العافية والغفران.
ـ أن الحرمة تشمل أيضا المسجد النبوي بلا استثناء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حرمها كما حرم إبراهيم عليه السلام مكة، فمن ادعى غير هذا أو رد قوله عليه الصلاة والسلام أو أوَّله تأويلا يوافق هواه ومشربه دخل في الوعيد الذي ذكره عليه الصلاة والسلام في قوله:" الْمَدِينَةُ حَرَمٌ، مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلاَئِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً .. " (32)، أفلا يخاف الظالم من أن يكون من المحدِثين فيها؟
ـ أن الهجرة والإقامة بالحرمين أمر مرغوب في الشرع، إذ الدين والإيمان يأرزان إليهما، وشد الرحال لا يكون إلا إليهما، وطالِبُ العلم لا يزال ينهل من معارف علمائهما ومشايخهما، ولذلك كان الواجب أن لا يُمنع أحدٌ من هذا الفضل، بدليل عموم بقاء الأدلة على ما هي عليه، فيفر الرجل إلى الحرمين حتى يأمن الدجال والوباء، وتناله بركتهما إلى غير ذلك مما ذكر.
ـ التنصيص على طلبة العلم، وليقولن قائل: كيف أخرجت طلبة العلم من عموم الأدلة عن غيرهم، قلنا: هذا يُرد إلى فعل السلف رضوان الله تعالى عليهم، فإن الكثير منهم من غير تَعداد جاوروا الحرمين لطلب العلم، وهو أعلى ما يُطلب من المرغوبات، بل لعله من آكدها، إذ العلم الذي يعرفك بالله تعالى وبصفاته وبنبيه ودين الإسلام واجب تحصيله، وسنة السلف في الرحلة إلى طلب العلم معروفة مشهورة، فلا ينكرها إلا جاحد عنيد، وكيف لا يختص طالب العلم على غيره، وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق طلبة العلم، فإما أن يأتي الرجل للعلم أو للتعليم، وإلا كان كالذي ينظر إلى متاع غيره من غير استئذان، وشرف العلم على العبادة معلومة، لأن العلم ينير لصاحبه طريق المنهج العملي، فيعبد الله تعالى على بصيرة من غير إشراك ولا ابتداع، وهذا هو العلم النافع الذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/185)
يثمر العمل الصالح، ولا يكون صالحا إلا إذا كان خالصا لله تعالى صوابا على وفق هدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف هذا إلا بالعلم.
ـ قصد الموت بالمدينة لنيل شفاعته عليه الصلاة والسلام الخاصة بأهل المدينة ممن يموت فيها من أمته، وهذا الأمر باق ما بقي الملويان.
فبهذا كله يعلم أن النصوص المرغبة في الحرمين أو أحدهما وتخويف الظالمين بها والمحدِثين فيها، باقية إلى قيام الساعة، وأن سنة السلف رضوان الله تعالى عليهم أجمعين كانت الهجرة إلى الحرمين ومجاورتهما لطلب العلم والتعبد ونيل الثواب والبركة من الله تعالى.
مفهوم المصلحة المرسلة في اللغة والشرع
هذا المبحث متعلق بجزئية من جزئيات أدلة الأحكام التبعية التي مردها إلى الكتاب والسنة من حيث إثبات الحكم، فإن المصلحة المرسلة كما سيأتي هي عبارة عن اجتهادات واستنباطات العلماء في المجالات المحددة والمكملة للدين جراء تعذر وجود الدليل الجزئي في اعتبارها أو إلغائها في المسألة، ولمزيد بيان فلنتعرف على معنى المصلحة المرسلة من الناحية اللغوية:
لغة: المصلحة المرسلة جملة مركبة من كلمتين (المصلحة) والثانية (المرسلة) فمن حيث الإفراد فمعنى (مصلحة) من صلح يصلَح ويصلُح صَلاحا وصُلوحا، والصلاح ضد الفساد والمصلحة واحدة المصالح وهي الصلاح ومنها المصلحة ضد المفسدة. (33)
وقال ابن فارس:" (صلح) الصاد واللام والحاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خِلاف الفَساد." (24)
ومنهم نفهم أن المصلحة مشتقة من الصلح وأصل الكلمة إرادة الخير ودفع الفساد.
أما كلمة (المرسلة) فمعناها لغة: من أرسل يرسل إرسالا، ومعناها أطلق يطلق إطلاقا، يقال أرسل سهمه أي أطلقه، والمرسلة جمعها مرسلات وهو مؤنث مرسل.
وقال ابن فارس:" الراء والسين واللام أصلٌ واحدٌ مطّردٌ مُنْقاس، يدلُّ على الانبعاث
والامتداد" (35)
فيفهم أن كلمة (مرسلة) معناها الإطلاق والانبعاث من غير تقييد.
فباجتماع الكلمتين على التركيب تصبح المصلحة المرسلة هي:
- الخير المطلق.
- جلب الخير المطلق ودفع المفسدة المطلقة.
_ إرادة الخير مطلقا.
_ دفع الشر مطلقا.
خلاصة: المصلحة المرسلة هي إرادة الخير المطلق الذي لم يقيد بشيء من الأدلة الجزئية.
أما من حيث الاصطلاح فتعريفها متعلق بالمعنى اللغوي فهي:
جلب منفعة أو دفع ضُر من غير أن يشهد دليل جزئي عليها.
وبصيغة أخرى هي (الَّتي سكتَ عنْهَا الشَّرعُ فلمْ يتعرَّض لها باعتبارٍ ولا إلغاءٍ، وليسَ لها نظيرٌ وردَ بهِ النَّصُّ لتُقاس عليهِ) (36).
وللأصوليين والفقهاء تسمية أخرى للمصلح المرسلة منها: الاستِصلاح، والاستدلال، واستحسانُ الضَّروةِ، وقياسُ المناسبة.
فمن خلال التعريف يمكن أن نلخص معنى المصلحة المرسلة في النقاط التالية:
- تهدف المصلحة المرسلة إلى جلب النفع ودفع الضرر عن المسلمين.
_ المصلحة المرسلة ليس لها دليل جزئي وإنما هي عائدة إلى مقاصد الشريعة.
_ المصلحة المرسلة تكون على حسب ظروف الناس وما ينزل بهم من المستجدات.
_المصلحة المرسلة دليل اجتهادي تبعيٌّ، لأن العالم ينظر في المسألة ويجتهد حتى يلحق هذا الفرع بما هو أصل تحت ظل مراعاة المقاصد الشرعية.
وبهذا كله يتبين أن الناظر في أمور الناس مما يستجد في حياتهم العملية، يسعى من خلال إلحاق هذه المستجدات بأصول الشريعة المحكمة مع مراعاة مقاصدها في جلب المنافع ودفع الضرر، ولهذا كان النفع والضرر راجعا إلى حصافة الناظر في المسائل، فإما أن يكون النفع متحققا أو غالبا، وإما أن تكون المضرة خالصة أو راجحة، وأما ما يختص مسألتنا هذه فلا يمكن إلحاقها ضمن القواعد الاستصلاحية وهذا لعدة أمور:
الأمر الأول: كون النصوص الشرعية دالة على بقاء حكم المجاورة والترغيب فيها، ولا اجتهاد مع نص، ومدلول النص غير إلزامي كما في مسألتنا، ولكنه يختلف بحسب ظروف المجاور، فتضييق مجال النص باعتبار دخوله تحت المصلحة المرسلة تعطيل لأصله، وإلحاق هذه الجزئية بأصول الدين توسيع مخل، كإلحاق مسألة المجاورة بالحاكمية والحكم عليها بالفساد بناء على المخالفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/186)
الأمر الثاني: أن المصلحة المرسلة تعتبر في دفع الضرر بشرط أن لا يرتكب ما هو أعظم وأشنع، ولهذا نجد من يسعى في تتبع المجاورين في الحرمين بناء على كون تتبعهم راجعا إلى المصلحة المرسلة، قد ارتكب ما هو أعظم منه وهو انتهاك حرمة البلد الأمين ولعله في الشهر الحرام، وحرمة المسلم أشد من حرمة الزمان والمكان، إذ الحرمة الزمانية والمكانية مسخرتان لحرمة المسلم ولأجل حفظه وعدم التعدي عليه، فارتكاب المفسدة عند تزاحمها واجتماعها منوط بشرط عدم وجود مفسدة أكبر منه، وهذا ما هو متعذر في مسألة المجاورة.
الأمر الثالث: أن القواعد العامة التي تنطبق على كل جزئياتها يعتريها استثناء لا محال، وهذا الاستثناء لا يقدح في شمولية القاعدة وانضباطها، ولكن بعض المسائل تَخرج عن هذا الشمول لعاملٍ خارجي، فلا يقدح بذلك في الأصل، وكون المجاورة – مع ثبوت النص- تستثنى من هذا العموم المبني على المصالح، لأن المفسدة فيها أكثرُ من المصلحة.
وخلاصة القول إن المصالح المرسلة نمط اجتهادي محتج به عند جماهير أهل الفن، ولكن اعتباره قاعدة أصلية من غير مراعاة شروطها، يجعلها تتوسع عن دائرتها المحددة، فتُسوَّغ بالمصالح أمورٌ لا أصل لها من الشرع، ولهذا دخل الناس في تعدي حرمات الله تعالى والابتداع والفجور، جراء هذا التمدد في استعمال القاعدة، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام جيد في هذا المعنى بيَّن فيه رحمه الله تعالى مدى وجوب التقيد بشروط العمل بالمصالح المرسلة حتى لا تخرج عن نطاقها المحدد لها، قال في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 594): فما رآه الناس مصلحة نُظر في السبب المحرج إليه: فإن كان السبب المحرج إليه أمراً حدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم من غير تفريط منه، فهنا قد يجوز إحداث ما تدعوا الحاجة إليه، وكذلك إن كان المقتضي لفعله قائماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن تركه النبي صلى الله عليه وسلم لمعارض زال بموته، وأما ما لم يَحدُث سبب يحوج إليه أو كان السبب المحوج إليه بعض ذنوب العباد فهنا لا يجوز الإحداث فكل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً لو كان مصلحة ولم يُفعل أنه ليس بمصلحة ... إلى أن قال: فأما ما كان المقتضي لفعله موجوداً لو كان مصلحة وهو مع هذا لم يشرعه، فوَضْعُه تغييرٌ لدين الله، وإنما أدخله فيه من نُسب إلى تغيير الدين من الملوك والعلماء والعباد، أومن زل منهم باجتهاد .. فمثال هذا القسم: الأذان في العيدين، فإن هذا لما أحدثه بعض الأمراء أنكره المسلمون لأنه بدعة، فلو لم يكن كونه بدعة دليلاً على كراهته، وإلا لقيل: هذا ذكر لله ودعاء للخلق إلى عبادة الله، فيدخل في العمومات كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً) (الأحزاب: 41) وقوله تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (فصلت: 33) أو يقاس على الأذان في الجمعة! فإن الاستدلال على حُسن الأذان في العيدين أقوى من الاستدلال على حسن أكثر البدع! بل يقال ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم له مع وجود ما يعتقد مقتضياً وزال المانع: سنة كما أن فعله سنة .. ، فهذا مثال لما حدث مع قيام المقتضي له وزال لمانع له، لو كان خيراً. فإن كل ما يبديه المحدث لهذا المصلحة أو يستدل به من الأدلة قد كان ثابتاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع هذا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا الترك سنة خاصة مقدمة على كل عموم وكل قياس." انتهى.
وقال رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى (11/ 344): والقول الجامع: أن الشريعة لا تهمل مصلحة قط، بل الله تعالى قد أكمل لنا الدين وأتم النعمة، فما من شيء يقرب إلى الجنة إلا وقد حدثنا به النبي صلى الله عليه وسلم، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، لكن ما اعتقده العقل مصلحة، وإن كان الشرع لم يرد به فأحد الأمرين لازم له: إما أن الشرع دل عليه من حيث لم يعلم هذا الناظر، أو إنه ليس بمصلحة وإن اعتقده مصلحة، لأن المصلحة هي المنفعة الحاصلة أو الغالبة، وكثيراً ما يتوهم الناس أن الشيء ينفع في الدين والدنيا ويكون منفعته مرجوحة بالمضرة. انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/187)
مصطلح التخلف بين الحقيقة والعرف
قد مهدنا لمبحثنا أن المصطلح الذي أطلق على المجاورين أو بالأحرى المصطلح الذي أدمجوا ضمنه هو (التخلف) وهذا يلزمنا النظر فيه من الناحية اللغوية والاصطلاحية والعرفية الحالية لمعرفة صحته من سقمه.
في الحقيقية اللغوية: أصل التخلف من الَخلْف وهو ضد القدّام، والتخلُّف التأخر، يقال تَخَلَّفَ عن القوم إذا قعد عنهم ولم يذهب معهم (37).
قال ابن فارس:" (خلف) الخاء واللام والفاء أصولٌ ثلاثة: أحدُها أن يجيءَ شيءٌ بعدَ
شيءٍ يقومُ مقامَه، والثاني خِلاف قُدَّام، والثالث التغيُّر." (38)
أما من الناحية الاصطلاحية فيختلف المعنى على حسب ما يراد به:
_ التخلف في علم النفس: "بطء في النمو العقلي للطفل حين يقل الذكاء عن حد السواء دون أن يوصف الطفل بأنه ضعيف" (المعجم الوسيط حرف الخاء).
_ التخلف في مجال الحياة:" التراجع عن ركب الأمم الأخرى في مجالات العلم والإنتاج. وهو حالة نسبية عل كل حال لا نستشعرها إلا إذا قارنا أنفسنا بمن يفوقنا ويتقدم علينا." (الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل جمع علي بن نايف الشحود (5/ 336).
وأما من الناحية العرفية فمراد الناس في قولهم (المتخلف) هو من تأخر عن ركبه وجلس مكانه، وهذا أمرٌ بائن وضوحه، ولكن السمة التي يعطاها أنه مخالف، ولهذا أوردتُ التعريف عند علماء النفس وعند علماء الاقتصاد، حتى يتبين للقارئ أن الكثير من أهل الإسلام ينطبق عليهم بهذا الفهم حقيقةُ مصطلح (التخلف)، فبينما الأمم في تطور وتقدم وازدهار، لا يزال من يسمي من تأخر عن ركبه لأداء فريضة الحج أو لطلب العلم أو لنيل مأربه بالمتخلف، وما هذا إلا من تجمد نمو عقل هؤلاء وقلة وعيهم بحقيقة التخلف الذي هم فيه ولكنهم لا يشعرون.
ولقولهم هذا دليل وحجج يسوغون بها مذهبهم، ولهذا أحببت أن أعرضها حتى نبين المقصد من مدلولها سائلين الله تعالى القصد واتباع الحق.
أدلة المانعين ومناقشتها
إن الأدلة الشرعية من حيث تطبيقها واستعمالها سلاح ذو حدين، فمن ضعف إيمانه وغلبت عليه الشبهات والشهوات، يستعمل النصوص الشرعية في تسويغ مذهبه وتقعيد أصول بدعته، وبهذا الفكر الخطير نشأت فرق الضلال وأساطين الانحراف في شريعة الإسلام، وغدا الناس في افتراق عظيم (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (المؤمنون: 53) فظهرت الخوارج وشابت لها الشوائب، ثم الاعتزال والرفض والتشيع وادعاء العصمة لغير الله ورسوله صلى الله عليه سلم، وكلٌّ يدَّعي أن الحق معه وأن الباطل في مقابله فصاروا (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم: 32)، ولكن النبي صلى الله عليه سلم تركنا على المحجة البيضاء وبين لنا ما يجب اتباعه مما يجب مخالفته، فسار العلماء على وفق ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين والسواد الأعظم من الأئمة الراسخين، فكان هذا هو المنهج السلفي الرباني الذي استمد أسس شريعته ومعالم معارفه من الكتاب العزيز والسنة الحميدة الرشيدة على فهم سلف الأمة، ولهذا فإن الخلاف في الأصل شيء والاختلاف في جزئية لا تمس بالأصل ولا تخدش في أصول الدين شيء آخر، وهذا هو السر في الخلاف بين أهل السنة وأهل البدع، وبين الاختلاف بين أهل السنة بعضهم مع بعض.
ومن بين الاختلاف الذي يعتبر بين أهل السنة ما هو مضمون مسألتنا، فالناظر للقولين يرى اعتماد كل فريق على أدلة صحيحة ثابتة لا تعارض مقصد الشريعة في نظر المستدل بها، ومن الأدلة التي يعتمد عليها من يرى خلاف مسألتنا:
1 - المصالح المرسلة:
ولهذا مهدنا لمبحثنا بفصل في المصلحة المرسلة، وبيّنّا أن المصلحة المرسلة تهدف إلى خدمة الناس بجلب المنافع ودفع الضرر عنهم، ولكن الضرر لا بد أن لا يجُرَّ معه ما هو أكثر منه ضررا، وهذا هو الواقع في مسألة المجاورة، ففيه صد عن بيت الله تعالى وعن الحرم المدني، (وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ) (البقرة: 217) فلا شيء أكبر وأعظم جرما من إخراج أهله منه.
2 - مخالفة ولي الأمر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/188)
وهذه النقطة هي أعظم دليل عند من يرى المنع، بل هو مرتكز مذهبهم كله، ومفاده أن النظم العصرية والتطور المدني صار يلزم منه إعادةُ تنظيمٍ لمصالح الناس بحَسَب ما استُحدِث، ومن بين ما تُجُدِّد مسألة الانتقال من بلاد إلى أخرى والاستيطان بها، فظهرت رُخَص السفر وحًدِّدت مواعيده ونُظِّمت طُرُقه، وأمست الإقامة ببلادٍ غير بلدك رهينة التصاريح والإثباتات، وهذا من حيث العموم لا يخالف أي مصلحة شرعية، بل هو عين المصالح، كما هو الحال بالنسبة لنظم المرور من إشارات وعلامات وغير ذلك، فهي تنظيمٌ مصلحيٌ يعين المنقاد له على تفادي الضرر، فتنظيم ولي الأمر أو من أنابه الولي في ترتيب شؤون المسلمين داخلٌ ضمن المصالح المرسلة التي تدخل تحت عموم أدلة طاعة ولاة الأمور كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) (النساء:59) وكقول النبي صلى الله عليه وسلم:" اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ حَبَشِيٌّ، كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ." (39) ولا شك أن الطاعة مقيدة بطاعة الله تعالى فإن المخلوق لا يطاع في معصية الله أبدا، كما قال عليه الصلاة والسلام:" لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف." (40) فبهذه النظرية الشرعية قالوا إنَّ من يجاور من غير رخصة له بالمجاورة فهو مخالف في لسان الشرع والعرف، لأنه بمجرد دخوله تلك البلاد المسلمة وجب عليه الانقياد لنُظُمِها وتعاليمها، خاصة وأن هذه النظم والتعاليم تدعو إلى ترتيب مصالح الناس لتسهيل شؤون حياتهم، وإلا صارت الأمور من غير زمام، فتتعطل حينئذ مصالح الناس وتظهر الفوضوية في أوساطهم، فيختل الأمن وتفسد الأرض وينعدم النظام.
مناقشة القول:
لا شك أن هذا القول له من الوجاهة والقوة ما لا بد لنا معه من وقفة علمية، إذ المصلحة في طاعة ولاة الأمور معروفة كما هو منهج أهل السنة، خلافا للخوارج ومن سار على نهجهم من الحزبية أهل الفتن والتفرق، وواجب كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يطيع من ولاه الله تعالى عليه في غير معصية الله تعالى، وبهذا المنهج الرشيد تستقيم مصالح الناس، ويستتب الأمن في أرجاء أي معمورة، فتتماشى المصلحتين الدينية والدنيوية من غير خلل ولا عطل، ولهذا كانت طاعة الولاة من الأسس المحكمة في الشريعة الإسلامية، ينظر فيها كل من الراعي والرعية إلى ما للطرف الآخر من حق وما عليه من واجبات.
ولكن كما ذكرنا أن القواعد الكبرى التي أحكمت أصولها، يمكن أن يخرج منها ما يستثنى من الأصل، بحيث لا يقدح في شموليته، ولا يخرم بتخريج بعض الجزئيات منه، فكون الأصل يستثنى منه لا يجعل الأصل مخروما أبدا، بل الاستثناء دليل على تماشي القاعدة مع روح الشريعة، فإن تغير الزمان والمكان ووقوع النوازل وظهور الحوادث وما يعرض لأمة الإسلام من مستجدات، لا يعارض مرونة القواعد وإمكانية إلحاق هذه الأشياء بها، ولهذا لا ينافي عدم وجود الأدلة الجزئية لبعض المسائل في شريعة الإسلام وجودُ ما تُردُّ إليه من القواعد الكبرى في الأصلين السلفيين (الكتاب والسنة) لأن بعض المتعنتين يطلب الدليل في كل مسألة، وكأن القرآن أو السنة صارا موسوعة أو ما أشبه ذلك، ولو كان كما تُصور لذهب جمال معاني القرآن الكريم ورونق السنة النبوية، ولصار الاستنباط والبحث عن الكنوز العلمية والقواعد والفوائد أمرا لا طائل من ورائه، ومثال ذلك ما ورد في الصحيحين من حديث عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْد اللهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ وَكَانَتْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَأَتَتْهُ فَقَالَتْ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ؟ أَنَّكَ لَعَنْتَ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، فَقَالَ عَبْد اللهِ: وَمَالِيَ لاَ أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ؟ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/189)
لَوْحَيِ الْمُصْحَفِ فَمَا وَجَدْتُهُ، فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: فَإِنِّي أَرَى شَيْئًا مِنْ هَذَا عَلَى امْرَأَتِكَ الآنَ، قَالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، قَالَ: فَدَخَلَتْ عَلَى امْرَأَةِ عَبْد اللهِ فَلَمْ تَرَ شَيْئًا، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا، فَقَالَ: أَمَا لَوْ كَانَ ذَلِكَ لَمْ نُجَامِعْهَا." (41)
فوجود العمومات والإطلاقات وما جُمع للنبي صلى الله عليه وسلم من الكلم يفي بالغرض، فينتفع الباحث من الوحيين كلما بحث، ويستخرج منهما ما لا يخطر على باله من صنوف الحكم وألوان القواعد التي تعم مصالح الدين والدنيا، فتقف العقول أمام هذا التنزيل الرباني حائرة، وترتاح القلوب لما تجنيه من علم وحكمة، فينشرح الصدر ويزداد الإيمان وتقوى عقيدة المرء على أن هذا الدين قد كمل وقد تم، ولا مزيد ولا نقصان فيه، وإنما الواجب الإتباع وعدم الابتداع قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) (المائدة: 3)
وأما ما عليه طلاب العلم المجاورون بالحرمين، فلا يمكن أن يدخل تحت ظل المخالفة الشرعية لولي الأمر، لأن أصل المخالفة ما كان ترتُّبه على المفاسد خالصة كانت أو راجحة، ولا مفسدة في الصورة التي معنا، لا سيما والطالب يسعى في تعلم دينه والازدياد من المعارف وهو يجاوِرُ الحرم، بل تعلًّمه وتفقهه في دينه مصلحة خالصة بالاتفاق، وقد مَنَعَ النبي صلى الله عليه وسلم من منْع العباد من الطواف بالبيت فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لاَ تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى أَيَّةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَار" وفي رواية: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَيَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنْ كَانَ لَكُمْ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ فَلأَعْرِفَنَّ مَا مَنَعْتُمْ أَحَدًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ أَيَّ سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ." (42)، ولا شك أن العلم في الجملة أشرف من العبادة فكان منع الطلاب من باب أولى.
فمن ملك زمام الحرمين ووفقه الله تعالى لخدمتهما، فهو في الدرجة الأولى خادم لمصالح المسلمين، فيسعى بما منَّ الله تعالى عليه من المُلك والفضل فيما ينفعهم، وإلا فالأرض أرض الله تعالى لا يمُنع منها أحدٌ إلا أن يكون مشركا، واستثناء طلبة العلم من هذه الكوكبة أمرٌ سهلٌ لا يحتاج إلى كبير عناء، فجزى الله من أعانهم وقوى الله تعالى من هو في خدمة العلم وأهله.
3 - كون العقد إلزامي لا يجوز مخالفته وإلا دخل المخالف في مسمى الغدر:
هذه من أوقع الأدلة على فؤاد المجاور، إذ الغدر حاصل في نظرهم بمجرد مخالفة العقد من غير نظر إلى ما يجر العقد من مفسدة أو غيرها، ودليلهم ما ثبت عَنْ ابن عمر رضي الله عنهما عَنْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ هَذِهِ غَدْرَةُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ." (43).
والجواب عن هذا التعليل من أوجه:
أولها: أن الغدر غير واقع في هذه الحالة بغض النظر عن كون تسميته غدرا، فإن المجاور لا يجر أي مفسدة للإمام ولا يسعى أبدا في خلع بيعته من رقبته، وإنما همه هو الوصول إلى الحرمين لقضاء حاجته الدينية.
ثانيا: أن العقد في مثل هذه الحالة ولو كان شكله إلزاميا إلا أن المتعاقدين لم يتفقا في حقيقة الأمر، وإنما هو إلزام للقبول من غير مفاوضة أو اعتراض، وهو بهذه الصيغة عقد اختياري من طرف اضطراري من الطرف الآخر، لأنه يُلزم بقبوله في ظاهره، وهذا مناف لحقيقة العقود المبنية على رضا الطرفين، ولا يجاب عن هذا بكونه يمتنع من أخذه، لأن الامتناع في مثل هذه الأمور بسبب هذه الجزئية تعطيل لمصالح العباد، ومثله الصُّوَرُ التي توضع في الجواز، فلا يقال إنها محرمة ولا يلزم صاحبها الحج أو العمرة لأن الاستطاعة في هذه الحالة منتفية لانتفاء الجواز بانتفاء الصورة!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/190)
فهذا تعطيل مصالح الناس بأمر يمكن فعله من غير جر مفسدة كما هو في المسألة، ولا بد من التنبيه على أمر مهم يمنع المسألة من التوسع والاعتراض عليها، وهي أن الأصل في العقود الإلزام والحتْم، فلا يجوز للمشترطين المتراضيين أن يغدر أحدهما بالآخر، وإلا لسوَّغَ كل طرف فعلَه بأنه غير راض في حقيقة عقده، وهذا مردود من كل الوجوه، وإنما الاستثناء في مسألتنا نظرا للأدلة، فيحصر الحديث فيها ولا يقاس أبدا على فرع مُستثنًا من أصل في أصول الشريعة، ولهذا على سبيل المثال كانت الفتوى تخص المستفتي على وفق حاله وما جاء في سؤاله، وليس كل من وافقت مسألته في ظاهرها سؤالَ هذا المستفتي يعمِّمُ الحكم بجامع الشَّبَه، فرُبَّ أجوبةٍ اختلفت والسؤال واحدة، وهذا راجع إلى باب النظر والاجتهاد.
ثالثا: إن قلنا بالغدر فهذا معناه فساد العقد، وليس هذا مناسبا في مسألتنا، ففساد شرط من شروط العقد لا يعني فساد العقد بالكلية، والإخلال بشرط من شروط العقد لا يعني ذهاب ماهية العقد من حيث كونه بُني على اشتراطٍ، وإنما إن أمكن تصحيحه صُحِّح، وإلا لصارت عقود الناس بمجرد فساد شرط من شروطها تذهب فتضيع عليهم عقودهم، وأما كون صُوَر الغدر واقعة بمخالفة الزَّمن المحدَّد لا يفيد فساد العقد أبدا إذ الزَّمن من شروط العقد وليس هو العقد كلُّه، ولهذا كان حديث الغدر عند طائفة من العلماء ضربا لمثالِ عدم الوفاء في الحروب ولو أنَّ بعضهم جعله في الإمامة العامَّة إلا أن الحكم يعُمُّ كل صُوَرِ الغدر ولو كان النص ظاهره الخصوص، فالغدر المطلق هنا هو ما جر إلى فساد العقد بالكلية بفساد ماهيته، ولربَّما يعيب بعض القارئين هذا الكلام ويجعلُه سفسطة وتكلُّفا، ولكن المراد بيانُ عدم إسقاط الحكم مجرَّدًا عن شروطه وموانعه، فتأصيل مسألةٍ شيءٌ والحكم على مفرداتها شيءٌ آخر، إذ البَحثُ راجعٌ إلى جمع معطياته والنظر في موانعه وشروطه، وهذا لا يتوافق أبدا في مسألة المجاورة، ولا يتوافق في تنزيل الغدر بمصطلحه الشرعي على المجاورين في الحرمين والله تعالى أعلى وأعلم.
4 - بعض الآثار التي تشير إلى الرجوع فور أداء النسك إلى البلد:
لقد استدل المانعون ببعض الآثار الواردة عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم في إلزام المسلمين الرجوع إلى البلاد فور أداء نسك أو قضاء الحاجة المرجوة من السفر، ويظهر في حقيقة الأمر أن الأدلة في جانب المجيزين لا المانعين، ودلالتها تكون على النحو التالي:
- فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يضرب الحجاج إذا حجوا ويقول: يا أهل اليمن يمنَكم ويا أهل الشام شامَكم ويا أهل العراق عراقَكم" وهذا الأثر لم أقف له على سندٍ -حسب بحثي القاصر- وقد ذكر بعض الأفاضل أن (هذا الأثر ذكره أبو طالب المكي في قوت القلوب (44) و ذكره الغزالي في الإحياء (1/ 243) -دار المعرفة- بدون إسناد) ولم يُشِر العراقي في تخريج أحاديث الإحياء إليه، وكذلك ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض ذكر أقوال من كره المجاورة بمكة من غير أن يبين مصدره ولا درجته كما في جامع المسائل (5/ 341) وكذلك ذكره ابن الحاج في المدخل (2/ 203) – دار الفكر- وهذا مما لا يحتج به إذ الظاهر أنه لا أصل له حتى يتبين عكس ذلك والله أعلم.
- وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى أحدُكم حَجَّه فليعجل الرجوعَ إلى أهلِهِ فإنَّه أعظمُ لأجرِهِ."
السنن الكبرى (10143) الحاكم في المستدرك (1753) سنن الدارقطني (289) وانظر صحيح الجامع (732).
وليس في الحديث هذا ما يدل على مقال المعارضين، وإنما فيه الترغيب بالمسارعة إلى الرجوع حال إتمام النسك، حيث يستأنس الرجل بأهله بعد الفرقة، ويتفرغ لعبادة ربه على وجه التمام إذ الحج والسفر مظنة المشقة والوحشة، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 623):" وَفِي الحَدِيثِ كَرَاهَةُ التَّغَرُّبِ عَنِ الأَهْلِ لِغِيرِ حَاجَةٍ وَاسْتِحْبَاب اِسْتِعْجَال الرُّجُوع وَلَا سِيَّمَا مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِمْ الضَّيْعَة بِالْغَيْبَةِ، وَلِمَا فِي الْإِقَامَة فِي الْأَهْل مِنْ الرَّاحَة الْمُعِينَة عَلَى صَلَاح الدِّين وَالدُّنْيَا، وَلِمَا فِي الْإِقَامَة مِنْ تَحْصِيل الْجَمَاعَات وَالْقُوَّة عَلَى الْعِبَادَة." انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/191)
وقد عُلِّق الحكم بقضاء الحاجة والنهمة من هذا السفر كما ثبت في الصحيحين (45) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله".
فطالب العلم يسعى في قضاء نهمته العلمية بتحصيل الواجب عليه على أقل التقديرات حتى يعلم الصحيح من العقيدة وما تصلح به عبادته، وهذا يختلف على حَسَب قوة إدراك الطالب ومدى فهمه، فتعليق الحكم بقضاء النهمة راجعٌ إلى حالة الطالب، وهذا من لطائف هذا الحديث النبوي الشريف، حيث عُلِّق الحكم بحالة الشخص، فمن خرج إلى قضاء حوائجه يسعى جاهدا في تحصيلها، فإن مُكِّن من قضائها كانت فرحته وانشراح صدره أعظم، ولكنه لو مُنِعَها ضاق الأمر به وضاقت الأرض بمن فيها حتى لو كان في بيته بين أهله وعشيرته، وفي الحديث دلالة على أن الساعي في قضاء حاجته يُعَانُ عليها وتُيسَّر له الأمور من باب قوله تعالى (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة: 2) وجاء في الحديث:" مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ" وفيه "وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ" (46)، ومن ضيق على إخوانه ضيَّق الله تعالى عليه مصداقا لقوله تعالى (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) (الرحمن: 60).
تغيير المصطلحات الشرعية بالمصطلحات الوضعية
إن مما لا شك فيه أن الكتاب والسنة قد بينا كل شيء يخص شؤون الناس من بداية حياتهم إلى نهايتها، وإن الاعتصام بهما نجاة كل امرئ لا سيما عند اختلاف الناس وبعدهم عن مشكاة النبوة، ونهج أهل السنة والجماعة أنهم لا يعدلون بالقرآن الكريم ولا بالسنة النبوية الصحيحة شيئا لأن العصمة بالاعتصام بهما.
ولقد سلك أهل السنة في بيان الأحكام الشرعية أو المعتقد السلفي مسلك الوحيين في وضع الكلمات التي جاءت فيهما في محلها من غير حيف وتحريف، لأن المصطلح الشرعي يفي بالغرض من جميع جوانبه، فلا يختل حده ولا ينتقض حُكمه بل هو ثابت في الحد والحكم، ومع ظهور الفتن واختلاف الأهواء وتجدد معطيات المسائل تولدت مصطلحات محدثة اتخذها الجم الغفير واستبدلوا بها ما كان قديما عتيقا، فإن قال لهم عاقل (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) (البقرة: 61) قالوا إنما المسمى واحد ولو اختلفت الأسماء، قلنا (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) (النجم: 23)، وإنما التسمية مهما كانت لها تأثير في نفسية الإنسان.
هكذا استبدل المصطلح الشرعي المجاورة - هذه الكلمة الطيبة التي سار عليها سلف هذه الأمة، وتقلدها جهابذة أهل العلم وأساطين الأثر- بمصطلح يوحي بالذلة والانحطاط، ويشعر في نفس قائله وسامعه أن المتسمى به في ضلال بعيد؛ متخلفٌ أو متخلفون أو متخلفين فإن ذهبت تنصح وتبين قيل إنك تتفلسف فالله المستعان.
صحيح أن احتياج البشر إلى بعض المصطلحات الجديدة لا ينافي مشروعيته بشرط أن تكون المعاني صحيحة، لأن بعض الظروف تضطر الناس إلى ذلك، ولكن الشأن في ذلك كله أن لا يكون هذا المصطلح يذم من يدخل في المعاني التي يقصدونها، فكيف إذا عُرِفت المعاني الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة، وقد عُبِّر عنها؟
ولنفرض جدلا أن هذا المصطلح يحق أن يقال في مثل هذه الطائفة، ألا يُراعى جانب الاشتباه؟ ألا يحصل التباس؟ ألا يوقع في نفسية الناس أن هؤلاء ليسوا على حق بل هم في الأذى والردى؟ فلماذا ندع مصطلح المجاورة إلى مصطلح التخلف، وانظر في حقيقة الاسمين وما يترتب عنهما من فهم، فإلى جانب ظلم الطائفة المجاورة فقد ظلمت الطائفة الأخرى بأن أُخْفي عنها المصطلح الشرعي وحِيف بها عن معرفة الوجه الشرعي إلى معانٍ محدثةٍ فاسدة، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى (فأصل ضلال بني آدم من الألفاظ المجملة والمعاني المشتبهة، ولا سيما إذا صادفت أذهاناً مخبطة، فكيف إذا انضاف إلى ذلك هوى وتعصب) (47).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/192)
فالواجب على كل مكلف يؤمن بالله واليوم الآخر أن يُعطي كل شيء حقه، من غير غُلوٍّ ولا إيغال، وليَسع دائما أن تكون أقواله وأفعاله موافقة للهدي النبوي الشريف، ولا يعدل به شيئا من أمور الناس مهما كانت، وليحرص عند إطلاق المصطلحات أن يعبر بالحق الذي معه بالألفاظ الشرعية النبوية الإلهية فإن هذا هو سبيل أهل السنة والجماعة، فأما ما يعرض له من المصطلحات المحدثة فلابد من عرضها على الكتاب والسنة للتحقق من صحة دلالتها على المطلوب نزولا عند قوله جل وعلا (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: 59).
بعض الفروق بين المجاورة والتخلف
ولمزيد إيضاحٍ وبيانٍ، لنذكر الفروق بين المجاورة والتخلف، حتى يعرف المنصف أن بينهما بُعْدَ المشرقين وبعد المغربين.
- المجاورة مصطلح شرعي، بخلاف التخلف.
- المجاورة هدي السلف رضوان الله تعالى عليهم بخلاف التخلف.
- المجاورة جاءت الأحاديث بالترغيب فيها بخلاف التخلف.
- المجاورة مقصدٌ دينيٌ بخلاف التخلف.
- المجاورة تكون في الحرمين بخلاف التخلف.
- المجاورة يمدح صاحبها بخلاف التخلف.
نصيحة لمن يسعى في أذية المجاورين
لقد أسلفنا في ما تقدم معنا من الفصول أن المجاورين ضيوف الله تعالى وضيوف بيته الحرام، يسعى الواحد منهم في تحصيل نهمته الدينية بازدياد العلم والعمل، ولا شك أن هذا المقصد جليلٌ لجلالة متعلَّّقه، ولكن أهل الشر والمكر في كل مكانٍ يسعون جاهدين إلى إبادة هذا الهدي السلفي الذي سار عليه سلف الأمة رضوان الله تعالى عليهم، فنصيحتي لكل من يسعى في أذية هؤلاء سواء حسا أم معنا، أن يتقي الله تعالى في نفسه وأن يستشعر عظمة الله وقوته وبطشه، وأنه في بلد الله الحرام وأنه يعادي أولياء الله تعالى وقد قال سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) (الحج: 25) ألا يخشى على نفسه أن يكون مثل هؤلاء وقد قال عليه الصلاة والسلام (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ) الحديث (48)
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حرمة الحرمين، فلا مجال للاجتهاد في شيء مما ثبت بالنص الجلي، فإن الحرم وما فيه في أمن وأمان، وإن من لطائف ما ذكر ما ثبت من حديث عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" هَذِهِ مَكَّةُ حَرَّمَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي وَلاَ لأَحَدٍ بَعْدِى وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ وَهِىَ سَاعَتِي هَذِهِ حَرَامٌ بِحَرَامِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ يُخْتَلَى خَلاَهَا وَلاَ يُعْضَدُ شَجَرُهَا وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهَا وَلاَ تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ فَقَامَ الْعَبَّاسُ وَكَانَ رَجُلاً مُجَرِّبًا فَقَالَ إِلاَّ الإِذْخِرَ فَإِنَّهُ لِبُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا. فَقَالَ إِلاَّ الإِذْخِرَ." (49)
ففي هذا الحديث العظيم عدة فوائد متعلقة بعدم أذية المجاورين وهي:
- أن مكة حرمها الله تعالى وكذلك حرَّم رسولُه صلى الله عليه وسلم المدينة.
- أنها لم تحل لأحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعده، فهذا دليل عل بقاء حرمتها ما بقي الليل والنهار.
- أن خلاها وشجرها وصيدها ولقطتها حرامٌ لا يجوز التعدي عليها ولا أخذها، فمن باب أولى أن يتعدى على من فيها من الناس وبالأخص المجاورين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/193)
- أن فيه ردا على من زعم أن المراد هم سكانها، بكون الداخل لها من غيرهم يعتبر غريبا، وأوجز ما قيل في رد هذه الشبهة أن الصيد إن فرَّ إلى الحرم لم يجز قتله، بخلاف إن صِيد في الحل ثم أُدخل فلا شيء في ذلك لأنه صِيدَ لمالِكِه لا للحرم، فيعطى في هذه الحالة محل صيده، أما إن دخل وهو حيٌّ فيعطى في هذه الحالة الظرف الذي هو فيه، وقد أخرج عبد الرزاق في المصنف (8368) وابن أبي شيبة (15595) عن ابن جريج عن عطاء قال:"إن رميت صيدا في الحل فدخل في الحرم فمات فيه فلا تأكله ولا غرم عليك فيه" وكل هذا في بيان حرمة الحرم وما حل به من الدواب فمن الناس أولى وأحرى.
نصيحة إلى المجاورين
هذا ولا بد من بيان أمر مهم يتعلق بالمجاور الذي يسعى في مرضاة الله تعالى أن يعلم أمورا لا بد من معرفتها حتى تستقيم له مجاورته ويحصل منها الغرض المرجو من ورائها وألخصها في النقاط التالية:
- لا بد على المجاور أن يحرص على ما ينفعه ولا يشغل نفسه بأمور تصرفه عن مقصده الشرعي في الرحلة والتغرُّب.
- لا بد عليه أن ينقاد في الطاعة بالمعروف لولاة الأمور، من غير معصية الله تعالى، فإن هذا مقصدٌ أساسي في استيطان أي بلدة.
- أن لا يخالف عرف الناس وما هم عليه من التقاليد والعادات.
- أن يرجع فور إنهاء غرضه حتى يدخل السرور على أهله وعشيرته لقوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين (50) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه "السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله".
- أن يتقي الله تعالى في نفسه فهو جماع الخير كله.
خاتمة
هذا وأسال الله تعالى الكريم المنان أن يوفقنا للحق أينما كنا، وأن يجعلنا مباركين في حلنا وترحالنا، وأسأله سبحانه أن يعين طلبة العلم في أقطار العالم أجمعين على التمسك بالكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، فإن مثل هؤلاء عزيز وجودهم رغم بقاء الخير والحق في هذه الأمة، واسأله تعالى أن يوفق من يعين طلبة العلم ويخدم سنة الرسول الأمين صلى الله عليه سلم وأن يثبت له الأجر والمثوبة وأن يديم عزه ونصره إنه تعالى سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله أعلى وأعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بقلم
أبي رقية آل شطارة الجزائري
21 رجب 1431هـ
بالمدينة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام
_________________
(32) البخاري (1870) ومسلم (3306).
(33) انظر على سبيل المثال (لسان العرب لابن منظور)
(34) معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (صلح).
(35) معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (رسل).
(36) تيسير علم أصول الفقه لعبد الله بن يوسف الجديع (2/ 55).
(37) انظر لسان العرب مادة (خلف)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي (حرف الخاء).
(38) معجم مقاييس اللغة مادة (خلف).
(39) أحرجه البخاري (661) وعند مسلم (648) قال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر:" اسمع وأطع وإن كان عبدا مجدّع الأطراف".
(40) أحرجه البخاري (6830) مسلم (1840).
(41) أحرجه البخاري (4886) ومسلم (5624).
(42) أخرجه الحمَيدِي (561) وأحمد (16856) و (16864) و (16874) و (16891) و (16896) وأبو داود (1894) وابن ماجة (1254) والترمذي (868) والنَّسائي (585) و (2924) وفي "الكبرى" (1574) و (3932) و"ابن خزيمة" (1280) وفي (2747) وإسناده صحيح على شرط مسلم انظر إرواء الغليل (2/ 238) رقم (481).
(43) أخرجه البخاري (6178) ومسلم (4552).
(44) قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد (2/ 203) لأبي طالب المكي المتوفى سنة (386هـ) تحقيق: د. عاصم إبراهيم الكيالي دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان - الطبعة: الثانية (1426 - 2005م).
(45) البخاري (1804) و مسلم (5000).
(46) مسلم (6952) و (6953) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(47) الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، (3/ 927) تحقيق د. علي الدخيل الله، دار العاصمة 1412هـ.
(48) البخاري (6502).
(49) البخاري (1349) و (1833) و (2090) و (2433).
(50) البخاري (1804) مسلم (5000).
ـ[أبو أنس السائر]ــــــــ[12 - 11 - 10, 07:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...(131/194)
هل قول أن أقل مدة للاعتكاف قول كلمة سبحان الله؟
ـ[محمد علي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 07:55 م]ـ
هل قول أن أقل مدة للاعتكاف قول كلمة سبحان الله؟
ـ[محمدالخالدي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 10:59 م]ـ
عفوا أخي محمد الكلام الذي ستقرأه الآن ليس موجه لك وإنما للكل.
كثيراً ما أقرأ في هذا الملتقى أسئلة عجيبة وغريبه تقف حيران معها ...
مثل سؤالك هذا أخي دعني أقلبه وأقول / لو قال أحد إن الاعتكاف أقله يوم وأنت دخلت المسجد ونويت الاعتكاف من بعد التراويح إلى القيام ... هل ربك يضيع عملك؟؟؟
لو عاملنا الله بما يتنطع به البعض لما شممنا رائحة الجنة.
ـ[محمد علي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 11:12 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي /محمدالخالدي
ولكن أنا أقصد هل اصطلاح الاعتكاف يطلق على أي مدة مهما قلت وهل تسمى اعتكاف مثل وضع نية الاعتكاف في المسجد ما دمت فيه هكذا أقصد وبارك الله فيك؟
ـ[محمد علي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 11:15 م]ـ
فأريد جوابا لذلك وبارك الله فيكم
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 11:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اليوم في برنامج الجواب الكافي قال الشيخ ناصر العمر حفظه الله:
"الراجح أن أقل الإعتكاف يوم أو ليلة: لأنها عبادة توقيفية ولم يرد فيها أقل من ذلك، وهو قول جمهور العلماء"
هذا والله أعلم
ـ[محمد علي الفلسطيني]ــــــــ[28 - 08 - 10, 11:35 م]ـ
بارك الله فيك أخي سعد الحقباني
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[29 - 08 - 10, 01:08 ص]ـ
مسألة أقل الاعتكاف وأكثره ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14227)(131/195)
اقتراح مشروع مهم / " المؤسسة العالمية لزكاة الفِطر "
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 08:07 م]ـ
اقتراح مشروع مهم / " المؤسسة العالمية لزكاة الفِطر "
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لا يشك أحد أن ما جاءت به الشريعة من الأحكام فيه الحكمة البالغة، والمتأمل في أنواع الزكوات يجد تنوعها بين زكاة النقد، والزرع، والحيوان، وعروض التجارة، والخلاف فيما يُخرج في " زكاة الفطر " لا ننكره، لكن لا يشك أحد أن قول الجمهور والذين أوجبوا إخراجها من غالب " قوت " البلد موافق لما جاء في السنة الصحيحة وليس اجتهاداً كما هو حال الأقوال الأخرى.
وبالتأمل اليسير نجد أن ما جاء في السنَّة وما قال به الجمهور: فيه مصلحة عظيمة للمسلمين، وهذا الذي جعلني أتقدم بهذا المشروع فلعلَّ الله أن يشرح له قلب أحد – أو مجموعة – تقوم بهذا الحِمل، ويكون له – أو لها – الأجور العظيمة إلى قيام الساعة.
وهذا الاقتراح هو تأسيس مؤسسة عالمية تنوء بحمل جمع وتوزيع زكاة الفطر من المسلمين في العالَم، وتوزيعها على المسلمين المحتاجين من أهل الضرورات من الدول التي تحدث فيها فيضانات ونكبات ومجاعات تكون اللقمة أهم عندهم من قناطير مقنطرة من الذهب والفضة.
والذي يميِّز زكاة الفطر أمور:
1. أن عدد باذليها ومخرجيها مئات الملايين.
2. أنها في مقدور أكثر الناس، ويكفي أن يكون عنده ما يزيد على قوت يومه حتى تكون واجبة عليه، فهي ليست زكاة على الأغنياء ولا لها نصاب أكثر من ملك قوت يوم العيد.
3. أنها تُخرج طعاماً.
4. أنها يُمكن التوكيل فيها إما بالطعام أو بالمال لمن يُخرجها طعاماً.
5. أن وقت إخراجها للوكيل فيه متسع، فيمكن إخراجها للوكيل في أول رمضان، ولا يجوز للوكيل توزيعها على مستحقيها إلا في آخر يومين من رمضان إلى صلاة العيد.
ولما نظرتُ فيما أصاب المسلمين في " النيجر " و " الباكستان "، ولما أعلمه من وجود من لا يجد الطعام له ولا لأهل بيته في كثير من دول الإسلام: انقدح في ذهني اقتراح هذا المشروع، وعسى به أن نطبِّق وصية النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج زكاة الفطر طعاماً، وعسى به أن لا يبقى مسلم جائع! لا في أول شوال فحسب بل نرجو أن يكون الأمر كذلك في عامه كاملاً بل في حياته كلها، ونثبت للعالَم كيف أنه يمكن للإسلام أن يقضي على مشكلات العالَم المستعصية كلها بأحكامه وتشريعاته.
وأنا على يقين أن زكاة المال تحل مشكلة فقر المسلمين في العالَم لكن للأسف ليس هناك من يُخرج زكاة ماله من أولئك الأباطرة، ومن أخرجها منهم أو من الأغنياء صُرفت في غير مستحقيها – غالباً -.
ولذا أحجمت عن جعل المشروع في زكاة المال، وجعلتُه في زكاة الفطر؛ لأن الغني والفقير ما يُطلب منهم هو شيء واحد يسير، وليست هي مما يمكن أن يبخل بها الناس المخرجون لها – إن شاء الله -.
ودعونا نذهب إلى الشيء العملي بمثال:
هب أن عدد من يُخرج زكاة الفطر في بلد كـ " الأردن " – مثلاً – (4) ملايين، ولو فُرض أن نصاب زكاة الفرد الواحد (2.5) كيلو: فمعنى هذا أنه سيتجمع معنا (10) مليون كيلو! من الطعام المتنوع مما يقتات الناس، وتجميع (10) آلاف طن من بلد صغير فقير مثل الأردن سيكون أمراً يسيراً وعظيماً، فكيف لو حسبنا زكاة أهل " مصر " أو " السعودية "؟! لا شك أنه سيكون بأيدي تلك المؤسسة العالمية عشرات الملايين من الأطنان من الطعام بين أيديها لتقوم بتوزيعها على الفقراء والمتضررين في العالَم الإسلامي.
فإذا قال قائل: هذا من الصعوبة بمكان أن يتم استلام هذه الأطنان في مكان واحد، ومن الصعوبة بمكان إرسالها للمتضررين، وأيضاً فإن فيها تكاليف باهظة لا نجدها بين أيدينا، ولا نستطيع الطلب من الناس أن يوصلوها هم ولا أن نأخذ منهم أجرة توصيلها؟ فأقول: كلامكم صحيح، وهذا له حل في اقتراحي لهذا العمل الجليل، ويتلخص بـ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/196)
1. الاتفاق مع تجار في كل بقعة فيها مأساة، أو من هم قريبون منها على تأمين إيصال هذه المواد للبلاد المنكوبة، فيكون الأمر أننا نشتري من تاجر " باكستاني " – مثلاً – في العاصمة (5) مليون طن من المواد الغذائية ويكون مكان التسليم أقرب نقطة من البلد الذي أصابته المأساة، والكمية قابلة للزيادة جدّاً وإنما هو مثال، وفي ظني أن لعاب أكبر تاجر سيسيل لهذه الصفقة، وسيستخدم كل إمكاناته لإيصال الشحنة إلى المكان الذي تريده المؤسسة العالمية.
2. وأمر آخر مهم، وهو الاتفاق مع المزارعين في البلاد الفقيرة والمنكوبة على شراء كافة محاصيلهم الزراعية مهما بلغت كميتها، ويتم – بالفعل – شراء نلك الكميات، وتخزين ما يمكن تخزينه، وتأجيل ما يمكن تأجيله – ونلاحظ الحكمة العظيمة في زكاة الفطر وأنها شرعت من القوت الذي يمكن أن يُدَّخر -، ولننظر كم من المساحات الزراعية سيحيي، وكم من الأيدي العاملة سيكون له مصدر رزق، وفي هذا مساهمة جزئية في إحياء الأرض الموات والمساهمة في إيجاد فرص عمل لكثيرين، وفي ظني أن تسويق الثمرة هو العقبة الكبيرة أمام كثيرين، فإذا علموا أن الكمية كلها ستُشترى، وأنه لن يكون أمام المزارع أي تفكير في التسويق: أن ذلك من شأنه أن يشجعه على المضي قدما في الزراعة والإنتاج.
وفي هذا الاقتراح الثاني فوائد متعددة:
1. توفير أجرة النقل من بلد إلى آخر.
2. الحصول على أسعار ممتازة لأن البضاعة لن تكون مستوردة ولا بالعملة الأجنبية.
3. سرعة وصول البضاعة – الطعام – لمستحقيه دون تأخير.
4. توفير فرص عمل لكثيرين.
5. إحياء الأرض بيعاً وشراء وتأجيراً.
وغير ذلك مما سيكون مع العمل الجاد والمثمر بإذن الله تعالى.
وبالطبع لتحقيق الأمور السابقة سيكون ثمة توكيل من أهل الزكاة للمؤسسة العالمية بإخراج زكاة الفطر عنهم، فيسهل على المزكي الأمر فيدفع " المال " ويكون من وظيفة المؤسسة تطبيق السنَّة وتوفير " الطعام " للمستحقين.
وأنبه هنا إلى بعض البلاد قد تحتاج هي لأن تُعطى من زكاة الفطر، وهنا سيكون للمؤسسة العالمية دراسة ذلك، ومعرفة ما يؤخذ منها وما يُدفع لها، ولكن في كوارث المجاعات والنكبات العظيمة لن يكون توفير الطعام لهم مشكلة، وفي حال البلدان الفقيرة فسيكون توفير الطعام لهم إما لعام كامل أو لأكثر العام.
ولنرجع إلى المثال المضروب سابقاً وهو " الأردن " فإن من شأن الاتفاق مع مزارعين على توفير كمية من المزروعات الصالحة لأن تكون زكاة فطر أن يعينهم على حياتهم، وأن يجدوا ويجتهدوا في العمل، وقد ترى المؤسسة أن تكون الزراعة والتوزيع في البلد نفسه، وفي بعض البلدان – كقطر – مثلاً – قد لا يكون ثمة قدرة على الزراعة ولا حاجة لإعطائهم من زكاة الفطر، فيكون أخذ الزكاة منهم " مالاً " ويتم الاتفاق مع التجار أو المزارعين في الدول الفقيرة والمنكوبة لتوصيل الزكاة لهم.
وفي حال السعة أرى أن تتجه الأنظار إلى البلدان الإسلامية التي يتوفر فيها الماء والتربة ليتم الاتفاق المسبق مع المزارعين على توفير كميات زكاة الفطر في رمضان ليتم توزيعها حسب حاجة المسلمين.
وفي النهاية:
1. المشروع عالمي ومهم وفيه فوائد ومصالح عظيمة ورائعة – سبق ذكر بعضها -.
2. المشروع يحتاج لمشاركة في الاقتراحات والأفكار.
3. المشروع يحتاج للابتعاد عن العنصرية والحزبية والإقليمية.
4. المشروع يحتاج للتعاون مع الحكومات لتسهيل الزراعة وعدم أخذ جمارك أو ضرائب على البضاعة الداخلة إليهم أو الخارجة من عندهم.
5. المشروع بحاجة لخبراء في العمل الخيري ومستشارين مزارعين وعقاريين.
6. المشروع بحاجة لمتطوعين كُثر للتوزيع والمتابعة.
7. المشروع يحتاج لسرعة في التبني والقيام بأول خطوة.
8. المشروع يحتاج لأهل البذل للإنفاق على المؤسسة وعلى دراساتها ونشاطاتها، ويساهمون في تكاليف نقل الزكاة أو ما شابه من أمور تحتاج للمال.
9. مشروع المؤسسة خاص بزكاة الفطر، ولا نحبذ أن يجمع معها شيء آخر.
10. المشروع يحتاج لرجال، مخلصين، صادقين، تألمت قلوبهم وبكت عيونهم لما رأوا الفقر والضنك الذي أصاب إخوانهم المسلمين، يحتاج المشروع لهم ليقولوا:
نحن أول من يسعى لإنجاح هذا المشروع وقيام المؤسسة العالمية، وأما ما سأفعله فسيكون: .... .
والله الموفق
كتبه:
أبو طارق إحسان محمد عايش العتيبي
الأردن، إربد
18 رمضان 1431 هـ
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 08:11 م]ـ
نرجو من الإخوة نقل الاقتراح لمواقع ومؤسسات وأشخاص
فشارك بأي شيء تؤجر إن شاء الله
ـ[عمر بن إحسان]ــــــــ[29 - 08 - 10, 02:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبتاه
ووفقك ربي لما يحبه ويرضاه
والله اسأل أن يجعلك ممن ينصر دينه ويعلي كلمته ويفوز بأخراه
ومشروع عالمي لأمة عالمية
وكلام رائع من يدٍ رائعة
وسامحني لكلامي
ويدي معك
والسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(131/197)