ثالثا: إباحة الدف في أحوال مخصوصة -كما سبق- استثناء من الأصل الذي هو منع آلات اللهو؛ فلا يُتجاوز في الترخيص موضعه، وهذا ما تدل عليه السنة؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام أقر أبا بكر رضي الله عنه حينما انتهر عائشة رضي الله عنها -كما في الصحيحين- لما دخل عليها يوم العيد وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف وقال: (مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم!)، وهذا -كما يقول أبو العباس القرطبي-: (إنكارٌ منه لما سمع، مستصحبًا لما كان تقرر عنده من تحريم اللهو والغناء جملة؛ حتى ظن أن هذا من قبيل ما يُنكر، فبادر إلى ذلك ... وعند ذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (دعهما)، ثم علل الإباحة بأنه يوم عيد؛ يعني أنه يوم سرور وفرح شرعي، فلا ينكر فيه مثل هذا) (المفهم 2/ 534). وقال ابن رجب في فتح الباري (6/ 81): (وفي الحديث ما يدل على تحريمه في غير أيام العيد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علّل بأنها أيام عيد، فدل على أن المقتضي للمنع قائم، لكن عارضه معارض وهو الفرح والسرور العارض بأيام العيد. وقد أقر أبا بكر على تسمية الدف "مزمور الشيطان"، وهذا يدل على وجود المقتضي للتحريم لولا وجود المانع).
وفي المسألة دلائل أخرى أدعها طلبا للإيجاز، لكني أختم هذا الموضع بتنبيه الشيخ عادل: ماذا تصف انتهار أبي بكر رضي الله عنه وإنكاره إنشادا بريئا لجاريتين صغيرتين بكلام عري عن الفحش؟
أعيذك بالله أن تصفه بالإصابة "بجرثومة التحريم" كما وصفتَ طائفة كبيرة من علمائنا وطلبة العلم منا.
رابعا: الاستثناء العارض للدف من أصل التحريم لا يدل على جواز غيره من آلات اللهو والمعازف في الحالات المستثناة، فضلا عن الجواز المطلق.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/ 443): (ولا يلزم من إباحة الضرب بالدف في العرس ونحوه إباحة غيره من الآلات كالعود ونحوه).
وهذا بيّن يُدرك بأدنى تأمل، وقد أجاد ابن رجب رحمه الله في تقرير هذا المعنى حيث قال في فتح الباري (6/ 77 - 79): (ولا ريب أن العرب كان لهم غناء يتغنون به، وكان لهم دفوف يضربون بها، وكان غناؤهم بأشعار أهل الجاهلية من ذكر الحروب وندب من قتل فيها، وكانت دفوفهم مثل الغرابيل ليس فيها جلاجل ... فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرخص لهم في أوقات الأفراح كالأعياد والنكاح وقدوم الغياب في الضرب للجواري بالدفوف، والتغني مع ذلك بهذه الأشعار وما كان في معناها، فلما فتحت بلاد فارس والروم ظهر للصحابة ما كان أهل فارس والروم قد اعتادوه من الغناء الملحن بالإيقاعات الموزونة على طريقة الموسيقى، بالأشعار التي توصف فيها المحرمات من الخمور والصور الجميلة المثيرة للهوى الكامن في النفوس المجبول محبته فيها، بآلات اللهو المطربة، المخرج سماعها عن الاعتدال، فحينئذ أنكر الصحابة الغناء واستماعه، ونهوا عنه وغلظوا فيه، حتى قال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل -وروي عنه مرفوعا- وهذا يدل على أنهم فهموا أن الغناء الذي رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه لم يكن هذا الغناء، ولا آلاته هي هذه الآلات، وأنه إنما رخص فيما كان في عهده، مما يتعارفه العرب بآلاتهم، فأما غناء الأعاجم بآلاتهم فلم تتناوله الرخصة، وإن سمي غناءً وسميت آلاته دفوفا، لكن بينهما من التباين ما لا يخفى على عاقل، فإن غناء الأعاجم بآلاتها يثير الهوى، ويغير الطباع، ويدعو إلى المعاصي، فهو رقية الزنا، وغناء الأعراب المرخص به ليس فيه شيء من هذه المفاسد بالكلية البتة؛ فلا يدخل غناء الأعاجم في الرخصة لفظا ولا معنى، فإنه ليس هنالك نص عن الشارع بإباحة ما يسمى غناء ولا دفا، وإنما هي قضايا أعيان وقع الإقرار عليها، وليس لها من عموم. وليس الغناء والدف المرخص فيهما في معنى ما في غناء الأعاجم ودفوفها المصلصلة، لأن غناءهم ودفوفهم تحرك الطباع وتهيجها إلى المحرمات، بخلاف غناء الأعراب؛ فمن قاس أحدهما على الآخر فقد أخطأ أقبح الخطأ، وقاس مع ظهور الفرق بين الفرع والأصل، فقياسه من أفسد القياس وأبعده عن الصواب. وقد صحت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم بذم من يستمع القينات في آخر الزمان، وهو إشارة إلى تحريم سماع آلات الملاهي الماخوذة عن الأعاجم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/350)
ورحم الله ابن رجب؛ كيف لو أدرك زماننا واطلع على غنائه وآلاته، ومن يجادل ليثبت حله!
وبعد كل ما سبق يُسأل الشيخ الكلباني: هل الذي أباحه السلف هو هذا الغناء المعهود اليوم الذي لا ينفك عن المعازف البتة، ولا عن قول الفحش غالبا؟
وهل هذا هو الذي عناه عمر رصي الله عنه -وقد احتججت به- حينما قال: (الغناء زاد الراكب)؟
هل غناء المطربين والمطربات اليوم من أهل الفسق أو الكفر هو الذي سمعه عمر رضي الله عنه من رجل بفلاة من الأرض وهو يحدو بغناء الركبان فقال ما قال؟!
إن حمل الشيخ عادل كلام السلف في الغناء على الغناء المعاصر الذي أباحه (بكل أحواله) هو حمل للنصوص وكلام السلف على اصطلاح حادث؛ وهو مسلك خاطئ موقع في الزلل، بل الضلال.
الوقفة الثانية: من عجيب أمر الشيخ عادل أنه قد ضمّن بعض النقولات التي استشهد بها على حل الغناء ما ينقض مذهبه الذي فتح فيه الباب على مصراعيه حين قال: (الغناء حلال كله، حتى مع المعازف)! وهو خبير بما عليه حال الغناء اليوم، ولا يخفاه كيف طار كثير من الشباب والفتيات بكلامه فرحا وتناقلوه فيما بينهم؛ لأنهم فهموا حل الغناء الذي يعرفونه ويدمنون استماعه، ولا شك أنه مقصود الشيخ عادل؛ فهو ابنُ واقعه ومجتمعه؛ فأين هو عن هذا القيد الذي أورده ضمن ما أورد من نقولات؛ كمثل قول عطاء: (لا أرى به بأسا، ما لم يكن فحشا)، وقول أبي بكر عبد العزيز: (مباح، ما لم يكن معه منكر)؛ فأي فحش أعظم، وأي منكر أشنع مما احتوته الأغاني في حالها المعلوم اليوم لدى الصغار والكبار؛ من إلهاب للغرائز، وتأجيج للكوامن، ونشر للرذيلة، ودعوة للفاحشة، وصد عن ذكر الله، وتعلق بالفسقة، بل الكفرة؟!
ومن نازع في احتواء الغناء على هذه المنكرات فعلى عقله العفاء؛ ثم يأتي الشيخ الكلباني متجاوزا هذا، رافعا صوته بكل ثقة: (فعلى هذا فإن الذي أدين الله تعالى به هو أن الغناء حلال كله، حتى مع المعازف)!
فأين الدين؟ وأين العلم؟ بل أين العقل؟ فلا إخال عاقلا تخفاه مفاسد الغناء الحديث وآثاره القبيحة؛ ودونك مدمني الغناء؛ سلهم عما يجدونه في قلوبهم من قسوة باستماعه، وكيف أنهم يجدون فعله في النفوس أعظم من حُميّا الكؤوس.
ولو لم يرد في الكتاب والسنة دليل واحد على منع هذا الغناء لكانت مقاصد الشرع التي لا يجهلها أحد كافية في الحكم بمنعه.
أفلم يرمق الشيخ عادل يوما مجموعة من الشباب وقد اجتمعوا على استماع "موسيقى" صاخبة، أو أغنية عاطفية مثيرة، وكيف أنهم أصبحوا بفعلها إلى المجانين أقرب منهم إلى العقلاء؛ أفتأتي شريعة محمد عليه الصلاة والسلام بإباحة هذه الحال القبيحة؟ أهكذا أراد الله من عباده المؤمنين أن يكونوا؟
ألا إن من أعضل المعضلات إيضاح الواضحات.
ويا لله العجب؛ نبينا عليه الصلاة والسلام يقول -كما في الصحيحين-: (رويدا يا أنجشة، لا تكسر القوارير) فهو -على ما اختاره البخاري والهروي وعياض والخطابي وابن قتيبة وابن الجوزي وغيرهم في توجيه الحديث- يخاف الفتنة على النساء من سماع نشيد مجرد لحادٍ يحدو إبلا؛ فيأمره بالكف؛ لأن الصوت الحسن يحرك النفوس ويوقع في القلوب الفتنة؛ فكيف بأغاني الخنا المعاصرة وآلاتها الصاخبة؟
الوقفة الثالثة: لا ينازع عاقل في أن شرط من يتصدى للخوض في أحكام الشرع تحليلا وتحريما أمران: الأهلية العلمية، والتحلي بالأمانة والإنصاف.
ولا أظن من قرأ وريقات الشيخ عادل إلا ويجد نفسه في حيرة من أمره تجاه ما يقرأ؛ فهو -أصلحه الله- لم يتحلَّ بالأول، وأخل بالثاني، وهذا ما ستكشفه هذه الوقفة وما بعدها بعون الله.
وسأكتفي هنا بمثال: قال الشيخ عادل: (ومن دلائل إباحته [الغناء] أيضا: أنك لن تجد في كتب الإسلام ومراجعه نصا بذلك، فلو قرأت الكتب الستة لن تجد فيها باب تحريم الغناء أو كراهة الغناء أو حكم الغناء، وإنما يذكره الفقهاء تبعا للحديث في أحكام النكاح وما يشرع فيه ... ).
فيا عجبا؛ هل قرأ هو الكتب الستة -أو تبويباتها على أقل تقدير- قبل أن يصدر هذا الحكم النافي القاطع؟ إن كان لم يقرأ فهي مصيبة، وإن قرأ فالمصيبة أعظم!
فما قوله فيما يأتي: قال أبو داود رحمه الله في سننه (4/ 433): (باب في النهي عن الغناء)
وقال في (4/ 434): (باب كراهية الغناء والزمر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/351)
وقال ابن ماجه رحمه الله في سننه (1/ 611): (باب الغناء والدف) وأورد تحته -ضمن ما أورد- حديث ابن عمر الذي فيه وضع الإصبعين في الأذنين لما سمع صوت طبل.
وأورد في (2/ 733) حديث أبي أمامة: (نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بيع المغنيات وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن) تحت باب: (ما لا يحل بيعه).
وقال البخاري في صحيحه (10/ 563 مع الفتح): (باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه). والحداء نوع من الغناء.
ولو أردت أن أستزيد في النقل الكثير عن كتب الإسلام ودواوين السنة لفعلت.
فماذا سيقول الشيخ عادل بعد هذا؟
وهل هذا هو التحقيق العلمي الذي دفعه لنصرة القول بالإباحة والرجوع عن التحريم؟
الوقفة الرابعة: لعل الشيخ عادلا قد انفرد بمسلك فريد في إثبات الأحكام؛ ألا وهو: جعل تبويبات المحدّثين دليل إثبات الأحكام، وانتفاءها دليل نفيها! كما سبق الحديث عن ذلك.
وليس هذا الخطأ الأصولي الوحيد؛ فإن له أخوات؛ من ذلك أنه ينحى إلى الاحتجاج بالخلاف؛ حيث يقول -أصلحه الله-: (فوجود الخلاف فيه [أي الغناء] دليل آخر على أنه ليس بحرام بيّن التحريم).
وبغض النظر عن عدم التسليم بأن الغناء المعهود ليس محل خلاف، وأنه مجمع عليه ومن خالف فيه فخلافه لا عبرة به - فإنني أقول: إن الاحتجاج بالخلاف وجعله ذريعة إلى التهوين من المسائل مسلك ساقط، ولا دليل عليه، وهل يحتاج الشيخ عادل إلى أن يُسرد له قائمة من المسائل التي وقع فيها خلاف مع أن التحريم فيها بيّن والحجة صريحة؟ أو أن يساق له كلام أهل العلم في عدم اعتبار الخلاف حجة؟
ومن غرائب الشيخ عادل الأصولية أيضا: أنه يجعل حشد النصوص على تحريم الغناء من هنا وهناك من الدلائل على أنه ليس بالمحرم الجلي الواضح!
ويكفي اعترافه بأنها "نصوص"؛ فما العيب على أهل العلم في حشدها بيانا للحق وتقوية لبراهينه؟
وما ذنبهم إذا حالت ضحالة العلم عند بعض الناس دون إدراك جلائها ووضوحها؟
وما حيلتهم إذا لبس زي العلماء من ليس منهم، وأضحى يُلبس على الناس دينهم؛ أليس من واجبهم حشد الأدلة لنصرة الحق وتزييف الباطل؟
ومن غرائب الشيخ عادل أيضا في منهج الاستدلال ما سطره في افتتاح وريقاته، وخلاصته: أن محبة الصوت الحسن من الغريزة الإنسانية التي لا يمكن أن تأتي الشريعة بمحاربتها؛ ويريد أن يفرع على هذا حل الغناء! وغفل -هداه الله- عن أن المنع في الغناء لم يكن كبحا للغريزة، وإنما لوجود معارض أرجح؛ وهو ما يتضمنه هذا الغناء من منكر أو ما يؤدي إليه من منكر.
ولو طرد أحد حجته هذه فقال: رؤية الصورة الحسنة من الغريزة الإنسانية، ومما تستريح له النفس وتنشرح، ولا يمكن أن تأتي الشريعة بمنع مثل ذلك! وفرّع على هذا جواز رؤية صور النساء الأجنبيات الحسان وشعورهن ونحورهن وسائر مفاتنهن؛ فما جوابه عند الشيخ عادل؟ علما بأن كل ما سيجيب به سيُقلب حجة عليه في قوله!
على أن ما ذكره -عفا الله عنه- مغالطة مكشوفة؛ فسماع الأصوات الحسنة لم يمنع مطلقا؛ وإنما المنع من سماع مخصوص -كما جاء المنع من رؤية مخصوصة وشراب مخصوص- حسما لذريعة الشر، وحفظا لسلامة القلب؛ فإن الغناء رقية الزنا.
الوقفة الخامسة: سرد الشيخ عادل قائمة طويلة غريبة ممن زعم أنهم قائلون بجواز الغناء، أو الغناء مع المعازف.
وهذا السرد فيه خلط عجيب، وصاحبه فيه كحاطب ليل يخبط خبط عشواء.
وما أصدق ما قاله الهيتمي في كتابه كف الرعاع (312): (شأن هؤلاء المنتصرين لحل ما حرم الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ووارثيه أنهم يكتفون بمجرد حكاية يجدونها في كتاب من غير بحث منهم عمن رواها، ولا عن مدلولها ومعناها ... ولا منكر أقبح ممن يريد أن يحلل ما أجمع العلماء على تحريمه، ويوقع العامة وغيرهم في العمل به وسماعه، غافلا عما يترتب عليه من الإثم والعقاب، عافانا الله من ذلك بمنه وكرمه، آمين).
إن من المتقرر أن من أراد أن يستشهد بكلام أهل العلم فعليه أولا أن ينتقي من يُقتدى به ويُعتد برأيه؛ فإن مسائل الحلال والحرام إنما تؤخذ عن أئمة الاجتهاد المبرزين في علوم الشريعة، مع الديانة والورع.
ثم عليه ثانيا أن يثبت صحة النقل عمن ينقل عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/352)
وقد أخلّ الشيخ عادل بالأمرين؛ فقد فرح بما وجده في كتب التاريخ والأدب من مادحي الغناء والمعازف أو المشتغلين بذلك، ثم ساق أسماءهم إلى الناس ليقول: هاكم الذين أباحوا الغناء قبلي!
ومتى كانت كتب الأدب والتاريخ مرجعا في مسائل الحلال والحرام؟
ثم إن هؤلاء الذين ساق أسماءهم أصناف:
الأول: أهل سياسة وأدب، أو ندماء الولاة، أو من كان من خاملي الذكر؛ الذين ليسوا من أهل العلم، ولا من الذين يلتفت إلى وفاقهم بله خلافهم، ومهما استكثر الشيخ عادل منهم أو أضفى عليهم ألقاب الثناء والمدح فلن ينفعه ذلك شيئا عند أهل العلم، وإن كان قد يُخدع بذلك الأغمار.
ولو شاء معارضه أن ينقل عن عدد كهؤلاء بل وأضعافهم ممن حُشيت بهم كتب الأدب والتاريخ ممن مدحوا الخمر أو معاشرة المردان لفعل!
أفيريد الشيخ عادل أن ينقض الإجماع الذي نص عليه الراسخون من أهل العلم بأمثال هؤلاء؟!
والصنف الثاني: من يترخص في السماع البدعي ويشارك فيه أهل البدع الذين يتدينون به -كما نقله عن ابن الدجاجي، وأبي مروان القاضي-.
وإني لآسف أن يوقع حبُ الانتصار الشيخَ عادلا في هذا الأمر؛ فهل يوافقهم على ما هم عليه؟
فإن كان الجواب بالإثبات فهي مصيبة، وإن كان بالنفي فما فائدة هذا النقل عنهم إذن؟
والصنف الثالث: علماء أثبات؛ لكنه لم يحقق في شأنهم ثلاثة أمور:
الأول: ثبوت النقل عنهم؛ وهو مطالب بذلك، وإلا فالاستشهاد بهم لا يستقيم.
والثاني: أن يثبت أنهم يبيحون الغناء المحرم لا الحلال؛ إذ الغناء الحلال كما سبق قد نُقل الاتفاق على حله؛ وليس هذا محل البحث.
والثالث: أن يثبت أن ما ينقله عنهم هو مذهبهم؛ فبعض ما ينقله عنهم إنما هو وقائع أعيان لا يثبت بها مذهب العالم؛ كما نقل عن شعبة أنه سمع طنبورا في بيت المنهال بن عمرو! فكان ماذا؟ أين الدليل على أنه كان يرى حل ذلك؟ فهو غير معصوم؛ وقد يفعل المرء المحرم وهو يعلم تحريمه لغلبة هواه، وقد لا يكون المنهال عالما بما حصل في بيته، أو غير موجود فيه أصلا! ولذا لما قال شعبة لوهب بن جرير -كما عند العقيلي في الضعفاء (4/ 236) -: (أتيت منزل المنهال بن عمرو فسمعت صوت طنبور فرجعت ولم أسأله؛ قال له وهب: هلا سألته؛ فعسى كان لا يعلم!). قال ابن القيم تعليقا على هذه القصة في حاشيته على مختصر سنن أبي داود (13/ 64): (وقد يمكن أن لا يكون ذلك بحضوره ولا إذنه ولا علمه). وقال الشيخ الألباني: (ومنه يتبين أنه لا يجوز حشر المنهال هذا في زمرة القائلين بجواز الاستماع لآلات الطرب فضلا عن استعمالها؛ لاحتمال أنه وقع ذلك دون علمه أو رضاه) (تحريم آلات الطرب 104).
وسيأتي عن قريب نماذج لما اشتملت عليه الوريقات من الكذب الملصق بأهل العلم.
الوقفة السادسة: اعتمد الشيخ عادل في كثير مما ساق -أو أكثره- على ابن طاهر المقدسي والأدفوي، وقد نعت الأول بالإمام الحافظ، والثاني بأنه من أئمة الشافعية وفقهائهم.
ولا ينبغي أن يُؤخذ ما دُون في كتابيهما على محمل التسليم بلا تحقيق.
فابن طاهر ظاهري صوفي، وقد ألف في التصوف؛ وكثير من الصوفية يتعبدون بالغناء والعزف؛ فالاعتماد عليه في هذا الباب غير متجه.
ثم إنه كما قال الذهبي في الميزان (3/ 587): (ليس بالقوي، فإنه له أوهام كثيرة في تواليفه، وقال ابن ناصر: كان لُحْنة، وكان يُصحِّف ... قلت: وله انحراف عن السنة إلى تصوف غير مرضى).
ولكثير من أهل العلم قدح شديد فيه؛ قال الأذرعي الشافعي (كما في كف الرعاع 279): (وابن طاهر الذي تبعوه وإن كان مكثرا فليس بظاهر النقل، وفي كتابه صفة التصوف وكتابه في السماع فضائح وتدليسات قبيحة لأشياء موضوعة). وقال الهيتمي في كف الرعاع (308) (وأما ابن طاهر فإن العلماء بالغوا في تضليله وتسفيهه). ثم استطرد في تشديد النكير عليه، وذكر ما ينسب إليه من القبح والأمر الشنيع، ويُنظر في نسبتها إليه أيضا ما جاء في ترجمته في البداية والنهاية والوافي بالوفيات وغيرهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/353)
ويكفي أن يُعلم أن ابن طاهر روى في كتابه في التصوف حديثا مكذوبا عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه تواجد مع أصحابه لسماع إنشاد غزلي واهتز حتى سقط رداؤه عن منكبه. قال الهيتمي: (فإنه أسقط ذكر واضعه ومختلقه وذكر بعض رواته الذين لا مطعن فيهم ليوهم الناس أنه حديث صحيح، ومن وصلت جهالته وسفاهته إلى هذا الحد كيف يعول عليه أو يلتفت إليه من يزعم أن له أدنى مسكة من دين الله فضلا عن ورع). كف الرعاع (308).
وقد صنف أحمد بن عيسى ابن قدامة المقدسي (ت 643هـ) رسالة في الرد عليه في إباحته السماع، كما في الأعلام للزركلي.
وأما الأدفوي فهو تابع لابن طاهر في هذا الباب؛ قال الهيتمي في كف الرعاع (282): (والأدفوي هذا يتابع ابن طاهر في جميع كذباته). وانظر ما نقله (307) من نقد الزركشي له.
ومما يدل على أنه لا يوثق بما يتفردان بنقله: وقوعهما في النقل الخاطئ عن أهل العلم أو المكذوب عليهم؛ كما سيأتي نقله فيما يأتي.
الوقفة السابعة: من أشنع ما في وريقات الشيخ عادل أنه نسب القول بإباحة الغناء والمعازف إلى طائفة كبيرة من الصحابة والتابعين وأهل العلم بعدهم، معتمدا في ذلك على ابن طاهر والأدفوي أو من نقل عنهما؛ ولم يكلف نفسه -هداه الله- عناء البحث والتحقيق في نسبة ما يورد، وكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع.
قال الهيتمي وهو يرد على رجل كتب كتابة على وزان ما كتب الشيخ عادل (كف الرعاع 307): (وقوله: ونُقل سماعه عن فلان وفلان، وذكر جماعة من الصحابة وجماعة من التابعين وغيرهم؛ جوابه: أن هذا كله نقل باطل، واحتجاج بالتمويهات والتلبيسات ... وأما مجرد قوله: "نُقل" فهذا كلام لغو لا يفيد شيئا إلا في غرضه الفاسد، وهو ترويج أفعاله وأقواله الباطلة الكاذبة على من لا يفرقون بين: "نُقل" و"صَحَّ"، ويعتقدون أن الكل من واد واحد، وهيهات؛ ليس الأمر بالهوينا كما يظن هذا الرجل وأضرابه، بل بينه وبين إثبات الحل عن واحد ممن ذُكر مفاوز تقطع دونها الأعناق، إذ لو أقام طول عمره يفحص ويفتش ما ظفر بنقل الحل من طريق صحيح عن واحد من العلماء فضلا عن هؤلاء الكثيرين الذين عدّدهم).
فهل كان يظن الشيخ عادل أن التحقيق العلمي هو أن يتلقف من هنا وهناك ما يوافق هواه لتثبت له الحجة ويُكتب له الانتصار على من صب جام غضبه عليهم؟
لقد بالغ الشيخ عادل في الانتصار للغناء حتى صوّر للناس الصدر الأول من هذه الأمة -وعلى رأسهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم- بأنهم أهل غناء وطرب ومزامير! فشُغلهم الغناء والعزف، في بيوتهم واجتماعاتهم، وفي مكة والمدينة ومِنى، في صورة قاتمة تنفر منها الفطر، ويكذبها كل من عرف طرفا من حالهم، وقد برأهم الله من ذلك وعافاهم؛ فجميع ما يروى عن الصحابة من ذلك إما مكذوب أو ضعيف أو حُرّف عن سياقه؛ فلا دلالة فيه على مراد المفتونين بالعزف والطرب، ولم يصح عنهم إلا ما كان جنس حداء الركاب وترنم المسافر، وهذا ما لا يخالف في جوازه أحد -حتى من وصفهم الشيخ عادل بالإصابة بجرثومة التحريم-.
وليس حب المرء للانتصار لنفسه بمسوغ له أن ينقل ما تلتقطه عيناه من ركام المكذوبات وضعيف الأخبار.
وأعجب مما نقله عن آحاد الصحابة ما نقله عن ابن طاهر من إجماع الصحابة والتابعين على حل الغناء! وهو يعلم ما الذي سيفهمه عامة الناس من كلمة "الغناء"؛ ولعمري إن هذا لمن التلبيس، ومن الإخلال بالأمانة العلمية.
وقد كنت عزمت على تفصيل الرد لما أورده الشيخ عادل مما نسبه للصحابة رضي الله عنهم، ثم آثرت الإعراض عن ذلك؛ لنكارته الظاهرة، ورغبة في الاختصار، واكتفاء بهذه النقول عن أهل العلم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (10/ 543): (ونقل ابن طاهر في كتاب السماع الجواز عن كثير من الصحابة؛ لكن لم يثبت من ذلك شيء إلا في النَصْب [شبيه بالحداء] المشار إليه أولا).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/354)
وقال الأذرعي ردا على ابن طاهر (كف الرعاع 279): (أما دعواه إجماع الصحابة فمجازفة وتدليس ... وما نُسب إلى أولئك الصحابة أكثره لم يثبت، ولو ثبت منه شيء لم يظهر منه أن ذلك الصحابي يبيح الغناء المتنازع فيه). ثم قال: (فإطلاق القول بنسبة الغناء المتنازع فيه إلى أئمة الهدى تجاسر، ولا يفهم الجاهل منه هذا الغناء الذي يتعاطاه المغنون المخنثون ونحوهم). ومراده بالغناء المتنازع فيه ما بينه الهيتمي في الموضع السابق؛ من الترنم بغزل الشعر مع تلحينه وتقطيعه على النغمات الرقيقة المطربة، وهذا دون أن يصحبه آلة طرب؛ وهذا النوع يختلف عن حداء الأعراب ونحوه، وهو أشبه ما يكون بأداء الأناشيد المعروفة اليوم؛ فهذا ما وقع فيه الخلاف بين مبيح بإطلاق أو بقيد، وحاظر، وكاره، انظر المرجع السابق (277).
فليت شعري أين هذا عما ينتصر الشيخ عادل لتحليله؟!
وقال القرطبي -فيما نقله عنه الهيتمي في كف الرعاع (278) -: (وحكاية أبي طالب المكي لذلك عن جماعة من الصحابة والتابعين، وأن الحجازيين لم يزالوا يسمعون السماع في أفضل أيام السنة -الأيام المعدودات- إن صحت هذه الحكاية؛ فهي من القسم الأول دون الثاني). ومراده بالقسم الأول ما كان كحداء الأعراب بإبلهم، وغناء النساء لتسكين صغارهن، ولعب الجواري بلعبهن، ونحو ذلك. انظر من الكتاب السابق (277).
الوقفة الثامنة: أما التجني على أهل العلم -في هذه الوريقات- وتقويلهم ما لم يقولوه فشيء يطول بيانه؛ وسأقتصر في هذا على أمثلة تكشف عما وراءها.
أولا: نقل الشيخ عادل نقلا مسلَّما عن ابن طاهر: أنه لا خلاف بين أهل المدينة في إباحة العود!
هكذا بلا حياء! ولا شك أن هذا النقل عنهم باطل؛ قال الهيتمي في كف الرعاع (307): (وأما ما حكاه ابن طاهر من إجماع أهل المدينة فهو من كذباته وخرافاته؛ فإنه كما مرّ رجل كذاب، يروي الأحاديث الموضوعة ويتكلم عليها بما يوهم العامة صحتها –كما مر في مبحث الغناء والرقص، وأيضا هو مبتدع ... ومن هذا حاله لا يلتفت إليه ولا يعول عليه، ومن ثم قال الأذرعي عقب حكايته الباطلة الكاذبة عن إجماع أهل المدينة وعن الشيخ أبي إسحاق: وهذا من ابن طاهر مجازفة).
وقد بيّن بطلان ما نُقل عن أهل المدينة في الغناء -لا العود- إمامان من أئمة أهل المدينة؛ وهما مالك بن أنس وإبراهيم بن المنذر؛ فقد أخرج الخلال في كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (86) عن عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: (حدثني إسحاق بن عيسى الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء؛ فقال: إنما يفعله عندنا الفساق.
وأخبرني العباس بن محمد الدوري قال: سمعت إبراهيم بن المنذر وسئل فقيل له: أنتم تترخصون في الغناء؟ فقال: معاذ الله، ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق). وليلحظ أن نقد هذا المنقول تعلق بالغناء -أي الغناء الممنوع- وهو الذي نُقل خطأً عن أهل المدينة كما في عدة روايات في كتاب الخلال؛ فكيف بالعود؟
بل إن المنقول عن أهل المدينة ضد ذلك -وهو اللائق بهم-؛ فقد قال القرطبي في تفسيره (14/ 55): (وذكر أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: أما مالك بن أنس فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه، وقال: إذا اشترى جارية ووجدها مغنية كان له ردها بالعيب، وهو مذهب سائر أهل المدينة، إلا إبراهيم بن سعد فإنه حكى عنه زكريا الساجي أنه كان لا يرى به بأسا).
ثانيا: نقل الشيخ عادل عن الأدفوي إباحة عز الدين بن عبد السلام السماع مع آلة من الآلات المعروفة؛ وهذا غير صحيح؛ فإن ابن عبد السلام قد جزم في كتابه قواعد الأحكام (2/ 224) بحرمة الأوتار والمزمار، وحكى ذلك عن جمهور العلماء.
ثالثا: نقل الشيخ عادل عن الأدفوي عن ابن طاهر إباحة العود عن أبي إسحاق الشيرازي؛ وهذا كذب عليه؛ فقد نص في كتابه المهذب (15/ 488 مع المجموع) على تحريم العود والطبل.
وقد شنع الأذرعي والزركشي والهيتمي على ابن طاهر والأدفوي في نقلهما هذا الكذب على الشيرازي وعز الدين بن عبد السلام، وأغلظوا النكير عليهما في ذلك. انظر: كف الرعاع (307 - 309).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/355)
رابعا: نقل الشيخ عادل عن الأدفوي ما حكاه الإسنوي من إباحة الروياني والماوردي للعود، وظاهر عبارة الشيخ عادل أنهما المبيحان؛ وهو كذب عليهما؛ فالماوردي قد نص في كتابه الحاوي (21/ 207) على تحريم العود والطنبور والمعزفة والطبل والمزمار، بل وصف العود بأنه أكثر الملاهي طربا!
وأما الروياني: فقد قال ابن حجر الهيتمي في كف الرعاع (306) بعد أن حكى رد الماوردي قول من أباح العود: (وتابعه الروياني في البحر في رد هذا وتزييفه)؛ فكيف يكون قائلا به؟
والصواب أن الإسنوي نقل عنهما حكاية الخلاف في العود عن بعض الشافعية؛ وهذا النقل عنهما ليس بدقيق؛ لأن الإسنوي إنما نقل عنهما إباحة بعض الشافعية في حالة مخصوصة قد تجعلها من باب الحاجات؛ على أن الماوردي والروياني قد عقبا على ذلك برد هذا وتزييفه، وبيان أنه لا يعتد به ولا يحكى إلا لرده، انظر: كف الرعاع (306).
ولو صح أن بعض الشافعية قال بذلك؛ فهل الإجماع يُقدح فيه بغير قول مجتهد؟ فكيف بقول مجهول لا يُدرى من هو؟!
خامسا: يبدو أن الشيخ عادلا قد تأثر بابن طاهر والأدفوي؛ فصار يحذو حذوهما! فهو يقول: (ونص على إباحة الغناء: ابن رجب الحنبلي العالم المشهور صاحب الفنون). وهو يوهم بهذا النقل أنه يبيح الغناء الذي أشاد البنيان لإثبات تحليله.
فهل من النصوص التي أفاد منها الشيخ عادل هذه النسبة إلى ابن رجب قوله رحمه الله (فتح الباري 6/ 82): (وأما الغناء المهيج للطباع، المثير للهوى؛ فلا يباح لرجل ولا لامرأة فعله ولا استماعه؛ فإنه داع إلى الفسق والفتنة في الدين والفجور؛ فيحرم كما يحرم النظر بشهوة إلى الصور الجميلة ... ولا خلاف بين العلماء المعتبرين في كراهة الغناء وذمه وذم استماعه، ولم يرخص فيه أحد يعتد به)؟!
فسبحان ربي .. ابن رجب الذي هو من أشد من حمل على الغناء المحرم والمعازف، وقال فيها ما نقلت طرفا منه آنفا، وألف في ذلك رسالته الشهيرة (نزهة الأسماع في مسألة السماع) - يجعله الشيخ عادل من محللي "الغناء"! .. فهلا قليلا من العقل والإنصاف يا عبد الله.
سادسا: ومن أمثلة الأغلاط في النقل عن أهل العلم التي أوردها الشيخ عادل قوله: (وحكى القرطبي في تفسيره جوازه [أي الغناء] عن أبي زكريا الساجي).
والذي في تفسير القرطبي (14/ 55): (وذكر أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: أما مالك بن أنس فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه، وقال: إذا اشترى جارية ووجدها مغنية كان له ردها بالعيب، وهو مذهب سائر أهل المدينة، إلا إبراهيم بن سعد فإنه حكى عنه زكريا الساجي أنه كان لا يرى به بأسا). فالذي لا يرى بأسا بالغناء هو إبراهيم بن سعد، والساجي ناقل عنه فقط.
وقد قال ابن رجب في كتابه نزهة الأسماع (60): (وقد حكى زكريا بن يحيى الساجي في كتابه اختلاف العلماء اتفاق العلماء على النهي عن الغناء إلا إبراهيم بن سعد المدني وعبيد الله بن الحسن العنبري قاضي البصرة). ثم قال ابن رجب موضحا: (وهذا في الغناء دون سماع آلات الملاهي؛ فإنه لا يُعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيها، إنما يُعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به).
وهكذا أضحى من ينقل اتفاق العلماء على النهي عن الغناء قائلا به!
وهكذا فليكن البحث والتحقيق العلمي!
فهذه أمثلة على أوهامهما وأوهامه، ولدي أمثلة أخرى أدعها طلبا للاختصار، وأحيل الشيخ عادلا إلى رسالة (الرد على القرضاوي والجديع) للشيخ عبد الله رمضان ففيها تحقيقات حسنة، وتزييف لما نقله في وريقاته عن بعض السلف وأهل العلم كعبد الله بن جعفر، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الماجشون، ويوسف الماجشون، وغيرهم.
وأختم هذه الوقفة بالتنبيه على أن الشيخ عادلا إما أن يكون عالما بعدم صحة هذه المنقولات التي مضت؛ فتدوينها في مقاله إذن إخلال منه بالأمانة العلمية، وخيانة للمسلمين.
أو لا يكون عالما؛ وإنما نقلها دون تحرير -وهذا المظنون به- فإنه يُسأل حينئذ: أين التحقيق العلمي الذي يليق بطالب العلم؟
وهل هذا هو البحث والتمحيص الذي جعله يرجع عن القول بالتحريم إلى الإباحة؟
وإذا لم يكن قادرا على التحقيق العلمي فهلا أراح واستراح؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/356)
وهل سيعلن على الملأ أنه قد وقع فيما نعاه على غيره حين قال: (بل إن الحدث كشف عوار أمة تحمل لواء النص وتزعم اتباعه، وتنهى عن التقليد المقيت، ثم هي تقلد أئمتها دون بحث أو تمحيص)!
والله أعلم بمن الذي كُشف عواره في هذا الحدث.
الوقفة التاسعة: مما يدل على أن الشيخ عادلا قد جانب الصواب في اعتماده على ابن طاهر والأدفوي: أن الناظر يجد أنهما ينقلان عن عالم ما يوافق قولهما، ولهذا العالم كلام ينقض هذا القول؛ فيعرضان عن الإشارة إليه؛ من أمثلة ذلك: ما نقله الأدفوي عن الغزالي أنه نقل الاتفاق على حل الغناء -وقد عُلم ما الغناء في لسان المتقدمين- لكنه أعرض عن بيان أن الغزالي نفسه قد نص في إحياء علوم الدين (2/ 272) على تحريم الملاهي والأوتار والمزامير.
فهل يقبل الشيخ عادل أن يُحتج عليه بمن يحتج هو به؟
والأمر نفسه يقال في ابن قدامة؛ فقد نقل الشيخ عادل عنه بيانه لاختلاف الحنابلة في الغناء؛ وابن قدامة نفسه ينص في الكتاب نفسه على الإجماع على تحريم آلات اللهو -كما سبق-.
فهل يقبل الشيخ عادل أن يُحتج عليه بمن يحتج هو به؟
علما أن الخلاف بين الحنابلة ليس في غناء الفجور، وحاشاهم؛ وإنما الأمر كما قال القرطبي في تفسيره (14/ 55): (وإنما أشاروا [أي الحنابلة] إلى ما كان في زمانهما من القصائد الزهديات).
ومما يدل أيضا على أنهما ليسا أهلا للاعتماد أنهما قد يجتزئان من المنقول عن أهل العلم ما يوافق هواهما ويسكتان عن تتمته التي تنقض ما يذهبان إليه.
من أمثلة ذلك: ما نقله الشيخ عادل عن الأدفوي عن الماوردي أنه نقل ترخيص أهل الحجاز في الغناء في أفضل أيام السنة.
وكلام الماوردي في الحاوي (17/ 386) إنما هو في معرض نقْل استدلال من أباح الغناء؛ حيث قال: (ولأنه لم يزل أهل الحجاز يترخصون فيه ويكثرون منه، وهم في عصر الصحابة وجلة الفقهاء، فلا ينكرونه عليهم ولا يمنعونهم منه، إلا في إحدى حالتين: إما في الانقطاع إليه أو الإكثار منه ... وإما أن يكون في الغناء ما يُكره). ومن تأمل هذا الكلام وما تضمنه من القيدين يجد أن ما يُعزى إلى أهل الحجاز لا يخرج عما عليه عامة أهل العلم، كما يُلحظ أن إيراد الكلام كاملا ينتقض به ما أسس له الأدفوي، أو الشيخ عادل.
وقد أتبع الماوردي بعد ذلك بصفحات يسيرة (390) ما يؤكد ما قلته؛ فها هو الماوردي الذي يستشهد به الشيخ عادل ينص على أن من الملاهي المحرمة: العود، والطنبور، والمعزفة، والطبل، والمزمار، وما ألهى بصوت مطرب إذا انفرد.
فهل سيكون كلامه مقبولا عنده؟ أم سيتهمه بالإصابة بجرثومة التحريم؟
هذا ما تيسر تعليقه على ذاك المقال، وقد تجاوزت أشياء عدة، ولعل فيما كُتب كفاية، والقصدُ نصرة الشيخ عادل، والنصح للمسلمين. والله المسئول أن يلهم الشيخ عادلا رشده، وأن يبصره بالحق، ويوفقه للرجوع إليه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
وكتبه: صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة - 15 رجب 1431هـ
منقول
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 06 - 10, 01:20 ص]ـ
إن كان لي حق في وصف رد بأقوى الردود فهذا أقواها في نظري فإنه رد علمي عقلي جميل ومبسط أسأل الله العلي القدير أن يوفق الناصح والمنصوح إلى مافيه خيرٌ لهما في الدنيا والآخرة
ـ[دار الطرفين]ــــــــ[28 - 06 - 10, 01:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الكاتب والناقل والقارىء
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 01:48 ص]ـ
لا غرابة أن تكون هذه المقالة بقلم الشيخ صالح سندي، فهو من الأساتذة المبرِّزين في قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية.
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:02 ص]ـ
نفع الله بعلمه وبارك فيه
أسال الله أن يجزي الدال على هذا المقال الأجور المضاعفة
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 10, 04:46 ص]ـ
جزى الله الشيخ صالحا خيرا وهدى ضال المسلميم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 06:22 ص]ـ
بارك الله في الشيخ على جهده، وفي كلامه صواب كثير وتحقيق حسن ..
وهو من أشبه الردود بنهج أهل العلم في هذه الكائنة ..
تنبيهان:
قول الشيخ: ((وهي قضية مجمع عليها بين أهل العلم المعتد بهم))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/357)
هذا غير صحيح، ولا إجماع في المسألة،وغاية ما في المسألة هو أن الأئمة المتبوعين لم يحفظ عنهم قول بالإباحة أما غير الأئمة المتبوعين = فلا ..
والتقييد بالاعتداد هنا لا ينفع؛لأن من نقلة الخلاف من لم يقيد ذلك بالمعتد بهم ولو كان الخلاف خلاف غير المعتد بهم فقط = لبين ذلك، ومن المخالفين من عدم الاعتداد به هو قول قديم للمتمذهبة لا حجة عليه ..
ثم قال الشيخ:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة: (1/ 289) في بيان حقيقة حجج المخالفين للإجماع في هذا الباب: (ومدار الحجج في هذا الباب ونحوه: إما على قياس فاسد، وتشبيه الشيء بما ليس مثله، وإما على جعل الخاص عاما، وهو أيضا من القياس الفاسد، وإما احتجاجهم بما ليس بحجة أصلا).
قلت: وهذا خطأ وتزيد ..
فشيخ الإسلام لا يرى أن في سماع اللهو إجماعاً، ولم يسق ما يدل على أنه يرى أن سماع اللهو محرم إجماعاً في الموطن الذي نقل منه الشيخ، فسوق كلامه بهذا السياق فيه تزيد عليه وعدم دقة في حكاية كلام أهل العلم ..
يقول الشيخ في حكاية النزاع:
((وَمَعْلُومٌ فِي كُلِّ عَمَلٍ تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ فِيهِ هَلْ هُوَ مُحَرَّمٌ أَوْ مُبَاحٌ لَيْسَ بِقُرْبَةِ أَنَّ مَنْ جَعَلَهُ قُرْبَةً فَقَدْ خَالَفَ الْإِجْمَاعَ وَإِذَا فَعَلَهُ مُتَقَرِّبًا بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَرَامًا بِالْإِجْمَاعِ كَمَا لَوْ تَقَرَّبَ بِلَعِبِ النَّرْدِ وَالشَّطْرَنْجِ وَبَيْعِ الدِّرْهَمِ بِالدِّرْهَمَيْنِ وَإِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي الْحُشُوشِ وَاسْتِمَاعِ الْغِنَاءِ وَالْمَعَازِفِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لِلنَّاسِ فِيهِ قَوْلَانِ التَّحْرِيمُ وَالْإِبَاحَةُ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ إنَّهَا قُرْبَةٌ. فَاَلَّذِي يَجْعَلُهُ عِبَادَةً يَتَقَرَّبُ بِهِ كَمَا يَتَقَرَّبُ بِالْعِبَادَاتِ قَدْ فَعَلَ مُحَرَّمًا بِالْإِجْمَاعِ. وَهَذَا يُشْبِهُ التَّقَرُّبَ بِالْمَلَاهِي وَالْمَعَازِفِ؛ فَإِنَّ جُمْهُورَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّهَا مُحَرَّمَةٌ وَبَعْضُهُمْ أَبَاحَهَا)).
ملاحظة: بعض ما أورده الشيخ في رده من طعون في ابن طاهر ونقله هي من بغي بعض أهل العلم فلا يجوز إيرادها من غير تمحيص ..
والحمد لله وحده ..
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 08:43 ص]ـ
جزيت خيرا أبا فهر ..
واسمح لي بارك الله فيك أن أبدي ما لدي فيما كتبت ..
أما نفيك الإجماع -بارك الله فيك- على تحريم المعازف فشيء مستغرب!
هؤلاء الأئمة الكبار -وهم بالعشرات- ينقلون الإجماع، وتقول ببساطة: ولا إجماع في المسألة!
هلا نقلت لنا عن "مجتهد" خالف في هذه المسألة؟ .. مع ملاحظة أن لا يكون محجوجا بإجماع من قبله ..
ثم إن العبارة التي نقدتها في البحث في غاية الدقة (المعتد بهم) .. أي في الإجماع والخلاف .. وهل ترى -أخي- أن الإجماع يكون بغير أهل الاجتهاد؟
أو أنه يُقدح في الإجماع بغير أهل الاجتهاد؟
أما أنا فالذي أعرفه أن الإجماع هو: اتفاق "المجتهدين" من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ...
فما تعريف الإجماع عندك؟
ثم إن الذي في البحث أيضا دقيق .. وهو قوله: (في الجملة محرمة ... وبعضهم ترخص في الدف ... والجمهور على المنع). فتأمل ..
والخلاصة .. أن الذي يظهر لي أن المسألة إجماعية دون شك .. وأن من خالف فهو إما غير "معتد به" ..
أو محجوج بإجماع من قبله.
وإذا كان لديك ما يخالف ذلك فأبرزه تكرما بالبرهان .. وجميعنا طلاب حق إن شاء الله ..
وأما عن شيخ الإسلام .. فأنا لم أفهم أنه ينقل أن شيخ الإسلام ينقل الإجماع، وإنما كان سياق الحديث قبله عن الإجماع .. لاحظ قوله: (وهؤلاء العلماء أتقى لله وأعلم بدينه من أن يحكوا الإجماع على ما لا دليل عليه، بل العكس هو الصواب؛ فما يحتج به القائلون بالجواز هو الذي يستحق الوصف الذي ذكره الشيخ عادل. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة: (1/ 289) في بيان حقيقة حجج المخالفين للإجماع في هذا الباب ... ) فالظاهر لي أن سياق الكلام يدل على أنه أراد أن يقلب القدح عليه بكلام شيخ الإسلام ..
عموما هذه وجهة نظري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/358)
وأما عن رأي شيخ الإسلام .. فالذي يظهر لي أنه في الكلام الذي نقلته ينقل اختلاف "الناس" .. وهذا واقع لا يُنكر .. فمن أتباع المذاهب من خالف في هذه الأمور المذكورة؛ وأما كونه يرى أن المسألة من المسائل الخلافية المعتبرة وليس فيها إجماع عمن سبق، فهذا لم يتعرض له.
ولو تأملت حفظك الله أنه ضم إلى مسألة الغناء: الدرهم بالدرهمين، مع أنه يقول في موضع آخر: (فإذا غلط بعض الناس غلطة لم يكن هذا مما يسوغ خلاف الكتاب والسنة، كما أن طائفة غلطوا في إباحة الدرهم بالدرهمين واتفق الأئمة على تحريم ذلك) الفتاوى 32/ 268.
فكلام شيخ الإسلام دقيق؛ فهو قد يحكي ما هو واقع بين الناس، لكن قد لا يرى هذا الخلاف معتدا به وإنما هو غلط .. كما في المثال السابق.
و (قد) يكون مراد شيخ الإسلام بقوله: (وَاسْتِمَاعِ الْغِنَاءِ وَالْمَعَازِفِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لِلنَّاسِ فِيهِ قَوْلَانِ التَّحْرِيمُ وَالْإِبَاحَةُ) شيئا خاصا، فقوله: (مما للناس فيه ... ): أي من المعازف التي اختلف الناس فيها؛ أو التي وقع الخلاف فيها بينهم، وهو الدف خاصة، فلا يكون كلامه في المعازف عموما .. والدف قد تم الاحتراز منه في البحث.
أقول: (قد)! والمسألة تحت التأمل.
وعلى كل حال كون شيخ الإسلام يرى الإجماع أو لا يراه فلن يؤثر في أصل المسألة .. فالناقلون له عدول أثبات سابقون له رحمه الله
أما ابن طاهر .. فرميك أخي الكريم لأهل العلم الطاعنين فيه بالبغي أخشى أن يكون هو من البغي ..
فقد رجعت لما أحيل إليه في البحث من المراجع في ترجمته وغيره .. وقلت في نفسي: الذي في ترجمته أشد بكثير مما نقل الدكتور صالح ..
ويكفيني في سقوطه: تدليسه وتلبيسه في كتابه في التصوف في نسبة ذاك الحديث المكذوب إلى رسول الله ..
ويكفيني في سقوطه أنه صوفي! (التصوف المبتدع) .. ولم أر أحدا دفع عنه هذه التهمة الشنيعة ..
أما الطعن في نقله .. فسبحان الله! بعد كل ما جاء في البحث من الأغلاط في النقل ترى أن الأمر يحتاج لتمحيص؟
هذا ما لدي .. وأرجو أن يتسع صدرك أخي لما أبديته .. وفقك الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 09:36 ص]ـ
بارك الله فيك.
ولا عليك فالصدر واسع لكل مسلم ..
1 - لا إجماع في المسألة والنقولات الموجودة في حكاية الإجماع كلها نقولات متأخرة لما استخف الناس حكاية الإجماع، وشاع فيهم أن خلاف غير الأئمة المتبوعين غير معتبر، وإلا فأمامك عصر الأئمة لا نقل فيه لهذا الإجماع المدعى الذي لو كان إجماعاً ظاهراً قطعياً = لحكوه في كتبهم.
وحرف المسألة أن تقوم الحجة على ثبوت الإجماع القديم في هذه المسألة، وهذا مالاحجة عليه، وإنما يقول القائل: لا أعرف خلافاً في هذه المسألة بين الصحابة، وهذا مما يسوغ للمحرم الاحتجاج به، ويجري البحث في قوة ظنيته مع قرائن وجود الخلاف، لكن عدم العلم بالخلاف هذا أحسن أحواله أن يكون إجماعاً ظنياً تحيط به قرائن الخدش، و لا يقوى أن يكون إجماعاً يُهدر خلاف من بعدهم من المجتهدين كابن حزم وغيره إهداراً يُبقي المسألة إجماعية.
فالحاكون للإجماعات إن كانوا أرادوا أنها من جنس الحجج وتقوية القول وأنه لم يحفظ عن الصحابة قول بالإباحة= فنعم.
وإن أرادوا أنها من جنس الإجماعات القطعية التي تُبطل خلاف من بعدهم، ولا يرتاب الناظر في ثبوتها وأن عدم الحفظ عن الصحابة هذا يرتقي لأن يكون قضاءاً جازماً بعدم وجود قول لهم بالإباحة= فهذا محل بحث ونظر مع قرائن وجود الخلاف، وعدم حفظ هذه الإجماعات عن الطبقات الأولى ..
وقد نص شيخ الإسلام على أن حكاية الخلاف = مما يُضعف الثقة بحكاية الإجماع ..
2 - عبارة الشيخ صالح ظاهرة في أن شيخ الإسلام ينقض حجج المخالفين للإجماع وأكثر من سيقرأ سيفهم تسليم شيخ الإسلام بهذا الإجماع وهذا واضح.
3 - شيخ الإسلام لا يحكي اختلاف الناس الذين فيهم العوام وإنما يحكي اختلاف طوائف من الفقهاء والمسائل التي عدها جميعها مما وقع فيه اختلاف الفقهاء، أما معتبر أو غير معتبر فليس هذا هو محل نزاعنا وليس بحثنا في كون الخلاف في المعازف سائغ أم لا، بحثنا في قضية حكاية الإجماع.
4 - لم يتحدث أحد عن خلاف غير المجتهدين الذي هم العوام، أما خلاف الواحد من الفقهاء ولو لم يكن إماماً متبوعاً فهو يخرم الإجماع مالم يكن مسبوقاً بإجماع قديم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/359)
5 - عدالة الناقلين للإجماع لا تفيد صحته مع وجود القرائن الدالة على وقوع الخلاف.
ومما يدلك على هذا أن شيخ الإسلام إذا حكى أقوال الناس في الملاهي لم يحك سوى اتفاق الأئمة الأربعة كمثل قوله:
((فَإِنْ كَانَ ثَابِتًا فَلَا حُجَّةَ فِيهِ لِمَنْ أَبَاحَ الشبابة لَا سِيَّمَا وَمَذْهَبُ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ أَنَّ الشبابة حَرَامٌ. وَلَمْ يَتَنَازَعْ فِيهَا مِنْ أَهْلِ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ إلَّا مُتَأَخِّرِي الْخُرَاسَانِيِّين مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ؛ فَإِنَّهُمْ ذَكَرُوا فِيهَا وَجْهَيْنِ. وَأَمَّا الْعِرَاقِيُّونَ - وَهُمْ أَعْلَمُ بِمَذْهَبِهِ - فَقَطَعُوا بِالتَّحْرِيمِ كَمَا قَطَعَ بِهِ سَائِر الْمَذَاهِبِ. وَبِكُلِّ حَالٍ فَهَذَا وَجْهٌ ضَعِيفٌ فِي مَذْهَبِهِ.))
7 - أما ابن طاهر فلاشك في وقوع البغي من الهيتمي في حقه، أما البدعة فلا يشك فقيه أن بدع الهيتمي أضعاف بدع ابن طاهر ..
وهذه نبذة مما قيل في الثناء على ابن طاهر من ترجمة أخينا عبد الرحمن قائد له:
* قال شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الأنصاري (ت: 481): «ينبغي لصاحب الحديث أن يكون سريعَ القراءة، سريعَ النَّسْخ، سريعَ المشي، وقد جمع الله هذه الخصال في هذا الشَّاب»، وأشار إلى ابن طاهر، وكان بين يديه.
* وقال الحافظ المحدِّث شِيرُويه بن شهردار الهَمَذاني (ت: 509): «كان ثقةً، صدوقًا , حافظًا، عالمًا بالصَّحيح والسَّقيم، حَسَن المعرفة بالرجال والمتون، كثير التصانيف، جيِّد الخط، لازمًا للأثر، بعيدًا من الفُضول والتعصُّب، خفيف الرُّوح، قويَّ السَّير في السفر، كثير الحج والعمرة , كتب عن عامَّة مشايخ الوقت».
* وقال الإمام الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده (ت: 511): «محمد بن طاهر , أحد الحفَّاظ , حَسَن الاعتقاد , جميل الطريقة , كان صدوقًا , عالمًا بالصحيح والسَّقيم , كثير التصانيف , لازمًا للأثر»
* وقال أبو الفضائل عبد الله بن محمد بن أحمد , المعروف بابن الخاضبة (ت: 526): «له حجَّاتٌ كثيرة على قدميه , ذاهبًا وجائيًا , وراحلًا وقافلًا , وكان له معرفةٌ بعلم التصوُّف وأنواعه , متفنِّنًا فيه , ظريفًا مطبوعًا , وله تصانيفُ حسنةٌ مفيدةٌ في علم الحديث»
* وسأل السمعانيُّ الإمامَ المتقن السلفيَّ الفقيه أبا الحسن محمد بن أبي طالب عبد الملك الكَرَجي (ت: 532) عنه , فقال: «ما كان على وجه الأرض له نظير»! , قال السمعاني: «وعظَّم أمره»
* وقال الإمام الثقة الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي (ت: 535): «أحفظُ من رأيتُ محمد بن طاهر»
* وقال الحافظ أبو المعمَّر الأنصاري (ت: 549): «كان حافظًا متقنًا»
* وقال الحافظ الكبير الثقة أبو سعد السمعاني (ت: 562) مثنيًا عليه , ومناضلًا دونه: «كان بحرًا في علم الحديث , ... وفضلُه ومعرفتُه بعلم الحديث وتصانيفُه وتبحُّره لا يُنْكَر».
* وقال الحافظ العلَّامة أبو موسى المديني (ت: 581): «حدَّثني أوحدُ وقته في الحفظ: أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي رحمه الله»
* وقال الحافظ المتقن أبو بكر بن نقطة (ت: 629): «كان حافظًا ,
ثقةً» , «صنَّف كتبًا حسنةً في معرفة علوم الحديث , وكان ثقةً في الحديث , فاضلًا»
* وقال الحافظ أبو عبد الله بن النجار (ت: 643): «كان حافظًا , متقنًا , متفنِّنًا , سريع القلم , حَسَن التصنيف , ذكيَّ النفس , حادَّ الخاطر , جيِّد
القريحة»
* وقال القاضي ابن خلِّكان (ت: 681): «كان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث، وله في ذلك مصنفاتٌ ومجموعاتٌ تدلُّ على غزارة علمه وجودة معرفته»
* وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728): «له فضيلةٌ جيدةٌ من معرفة الحديث ورجاله , وهو من حفَّاظ وقته»
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/360)
* وقال الإمام الذهبي (ت: 748): «الإمام , الحافظ , الجوَّال , الرحَّال , ذو التصانيف , أبو الفضل بن أبي الحسين , ابن القيسراني، المقدسي , الأثري , الظاهري , الصُّوفي , ... سمع بالقدس , ومصر، والحرمين , والشام، والجزيرة , والعراق، وأصبهان , والجبال، وفارس , وخراسان، وكتب ما لا يوصف كثرةً بخطِّه السريع القويِّ الرفيع، وصنَّف وجمع، وبرع في هذا الشأن، وعُنِيَ به أتمَّ عناية» وقال: «الحافظ , العالم , المُكْثِر , الجوَّال ... »
وقال: «الحافظ، ذو الرحلة الواسعة والتصانيف والتعاليق , ... وكان من أسرع الناس كتابةً , وأذكاهم , وأعرفهم بالحديث , والله يرحمه ويسامحه»
وأورده في «ذكر من يُعْتَمَد قولُه في الجرح والتعديل»
* وقال الحافظ ابن كثير (ت: 774): «سافر في طلب الحديث إلى بلادٍ كثيرة، وسمع كثيرًا، وكانت له معرفةٌ جيدةٌ بهذه الصناعة , وصنَّف كتبًا مفيدة , ... وقد أثنى? على حفظه غيرُ واحدٍ من الائمة»
* وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي (ت: 842): «كان حافظًا , مُكْثِرًا , جوَّالًا في البلاد , كثير الكتابة , جيِّد المعرفة , ثقةً في نفسه , حسن الانتقاد , ولولا ما ذهب إليه من إباحة السَّماع لانعقد على ثقته الإجماع»
* وقال تقي الدين المقريزي (ت: 845): « ... صاحب التصانيف المشهورة , أحد الرحَّالين في طلب الحديث , حافظٌ له»
أما المآخذ عليه فيهمنا منها الآن:
التصوف: ولم يكن هو التصوف الحلولي الغالي،ولا كان التصوف الشركي كحال الهيتمي الذي نقلتم طعونه في ابن طاهر.
وأما تجويزه للملاهي والسماع:فهذا خطأ علمي يرد بالحجة والبرهان ومثله خطئه في رواية المكذوبات وهذا وقع لمن هو أجل منه ولا يقال أن هذا يقدح في عدالته كما بغى الهيتمي، كما أنه لم يقدح هذا في عدالة كثير من العلماء الذين يروون المكذوبات من غير تعمد.
كما أن مجرد تجويز المعازف لا يقدح في عدالة المجوز كما لم يقدح في عدالة من جوزها من الفقهاء كابن حزم وغيره.
وتأمل فقه الذهبي في حديثه عن إبراهيم بن سعد وهو قبل ابن حزم بقرون: ((إبراهيم بن سعد , من أئمة العلم , وثقات المدنيين , كان يجوِّز سماع الملاهي , ولا يجدُ دليلًا ناهضًا على التحريم , فأدَّاه اجتهادُه إلى الرخصة , فكان ماذا؟!» , ثم ساق بعض ما قيل في حفظه وروايته , ثم قال: «قلت: اتفق أربابُ الصِّحاح على الاحتجاج بإبراهيم بن سعد مطلقًا».
((ولا أعلم أحدًا من الأئمة تكلم فيه من جهة مذهبه في سماع الملاهي)).
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[28 - 06 - 10, 10:55 ص]ـ
شيخنا الفاضل أبا فهر
قد حكى الاجماع في هذه المسألة أكثر من خمسين عالما - كما قال الشيخ الطريفي-
واريد مثالا واحدا فقط لإجماع معتبر عندك بالشروط التي اصلتها
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 11:10 ص]ـ
بارك الله فيك ..
لم أنف أنا هذه الحكايات ولا أنه يمكن الاحتجاج بها، وإنما البحث في زمنها وفي ثبوتها وفي رتبة هذا الاحتجاج ..
والغرض من تلك المباحثة الاحتياط في حكاية هذا الإجماع والنزول برتبته عن أن يكون قاطعاً للنزاع أو على الأقل: عدم إطلاق القول به من غير تنبيه لاحتمال وجود المخالف بل ولوجود المخالف بالفعل في أزمان سابقة على المردود عليه أما رتبة هذا النزاع المتأخر وقول المحتج بالإجماع القديم المثبت له أن هذا القول بالجواز سيكون غير سائغ = فهذا لا حرج فيه عندي وأراه وجهاً من النظر معتبر ..
هذا هو غرض تنبيهي كله فليتأمل ..
ولم أؤصل أنا لشروط للإجماع أصلاً،وليس بحثنا في شروط الإجماع ..
أما احتجاجي بالإجماع وأمثلته فهذا أكثر من أن يحصر، وأوله إجماعات مسائل الاعتقاد كلها رغم وجود الخلاف فيها، ومنه إجماعات كثيرة في الفقه تجده مبثوثة في مواضيعي وتجد مجادلتي عنها مع من لا يحتجون بالإجماع ..
وسأكتفي بهذا القدر من البيان؛ فلا أحب أن أُضيع غرض صاحب الموضوع منه، ولا أن أُضيع غرض الإدارة من تثبيته ..
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:41 م]ـ
وأنا أتمنى أن يقف النقاش أيضا .. لأن الخلاف -فيما يبدو- بيننا في منهج الاستدلال .. وإذا كانت هذه نظرتك للإجماع فأظن أننا سنصل إلى طريق مسدود ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/361)
الملاهي يحكي فيها الأئمة الثقات إجماع الصحابة على منعها .. وليس فقط عدم الجواز .. ويؤيد ذلك آثار صحيحة عن بعضهم ولا مخالف لهم في ذلك ..
ثم تضع -سلمك الله- عبارة: (عدم العلم بالخلاف هذا أحسن أحواله أن يكون إجماعاً ظنياً تحيط به قرائن الخدش) فأين قرائن الخدش هنا؟ هلا بينتها؟
بل القرائن تؤيده ..
لاحظ: لا رواية عنهم تصح في إباحتها، مع روايات من بعضهم في منعها وعدم إنكار من الآخرين، مع تنصيص أئمة ثقات -على اطلاع بالخلاف والاتفاق- على إجماع الصحابة على المنع .. فماذا يُراد بعد هذا؟!
الواحدة من هذه الثلاث في اعتقادي كافية .. فكيف بها مجتمعة!
ثم يأتي يعد ذلك المنقول عن التابعين كأصحاب ابن مسعود الذين كانوا يخرقون الطبول، وعمر بن عبد العزيز .. ولا يخالفهم أحد من التابعين .. بل الآثار في ذمه منهم مشهورة لا سيما في كتب التفسير ..
ويتأيد هذا أيضا بتنصيص العلماء الذين يحكون الإجماع عنهم ..
ثم تأتي طبقة بعد ذلك وتحكي الإجماع وهم كثر؛ ومتقدمون في الزمن .. كالطبري والآجري وأبي الطيب الطبري وسليم الرازي وابن عبد البر والبغوي وغيرهم .. وبعضهم متقدم على ابن حزم ..
ثم تأتي طبقة الفقهاء المحققين كابن قدامة والنووي وأبي العباس القرطبي وابن القيم وابن رجب والأذرعي وغيرهم كثير .. وجميعهم يحكون الإجماع ..
وإني لأربأ بك يا أخي أن تصف هؤلاء جميعا بـ (المستخفين بالإجماع!) وتجزم جزما قاطعا أنها إجماعات المتأخرين!
أين هذا الإجماع المتأخر الذي لا تراه حجة هنا؟
والعجيب أنك ما طعنت في هذا الإجماع ببينة واضحة .. كله كلام إنشائي لا يخرج منه المرء بفائدة ..
إذا أردت أن تفيد إخوانك فضع يدنا على ما يبين جهل العلماء هؤلاء جميعا بالإجماع والخلاف .. وظفرك أنت بما يجعلك تخطئهم بطرف الأصابع!
وإني لأعتقد أنه قد توفر في هذه المسألة ما لا يتوفر في كثير من المسائل الإجماعية من حيث كثرة الحاكين للإجماع الذي لا مطعن فيه ..
وأما كلامك عن شيخ الإسلام فلا أرى جديدا ..
غير أن كلامك يوحي بأن القسمة عندك: إما عامي .. أو من يحتج به بالإجماع! وأما أن تكون رتبة بين هذين .. بمعنى: أن يكون هناك مشتغل بالحديث أو الفقه أو من أتباع المذاهب وقوله لا يقدح في الإجماع .. فلا يبدو لي أنه موجود في كلامك ..
لذا فقد طلبت تعريف الإجماع عندك حتى يتضح الأمر ..
ولا أزال أقول: الإجماع: اتفاق المجتهدين .. فحسب.
وأنا لم أقل إن الناس عنده هم العوام! وإنما: هل الناس في عبارته هي: الأئمة المجتهدون الذي يعتبر بقولهم في الإجماع والخلاف .. ؟
وقد نقلت لك من قوله حكاية اختلاف "الناس" في مسألة "يد بيد" مع تنصيصه على اتفاق "الأئمة" على المنع ..
وأما مسألة الاعتبار عنده التي ذكرتُها .. فليس القصد: المسألة معتبرة عنده أو لا .. وإنما خلاف المخالف عنده معتبر أم لا ..
وأما عن ابن طاهر .. فلعلك لم تفهم قصدي .. هو صوفي متهم فيما ينقل لأن مذهبهم في الغناء معلوم ..
والكذب "المتعدد" ونسبة القول للإباحة إليهم وهم ينصون صراحة على التحريم .. ألا تراه شيئا؟
ثم .. دعك من الهيتمي ..
ماذا تقول في الأذرعي؟ وهو -فيما أحسب- حسن الاعتقاد .. وله كلام حسن فيه ينقله أئمة الدعوة .. وكذلك الزركشي .. بل وقفت على غيرهما أيضا .. كلهم ينصون على الطعن في نقله في هذه المسألة ..
وأما قولك أيها الفاضل بأن رواية الموضوعات لا تقدح فيه .. إلخ
فهذه ليست رواية فقط .. بل هو إسقاط متعمد للراوي الكذاب .. وإيهام بالتصحيح .. بل أنه في أعلى مراتب الصحة! .. وحاشا الأئمة العدول من ذلك ..
وأما النقولات في مدحه فيقابلها جرح مفسر من مثلهم ..
وأما إبراهيم بن سعد .. فتُنازع في صحة ما حكاه الذهبي وغيره عنه ..
فالرواية المشهورة عنه في قصته مع الرشيد لا تصح .. وانظر تكرما رسالة الرد على القرضاوي والجديع ففيها بحث جيد في بيان عدم صحة ما روي عنه في هذا الباب ..
ثم .. لو صحت عنه فلن تؤثر شيئا في مسألتنا .. فهو محجوج بالإجماع قبله .. إن صح أن قوله أصلا يخدش في الإجماع .. وقد نص القرطبي على أن قوله لا يقدح في الإجماع لأنه غير مجتهد ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/362)
وأما كون فلان أو فلان اجتهد فقال بالجواز في مسألتنا وأنه يكون ساقط العدالة أو لا .. فليست من موضوعنا، ولم أتطرق إليها، ولم ترد في البحث فيما أذكر ..
مهما يكن .. حبذا لو يتوقف النقاش عند هذا الحد ..
مع تقديري لك أخي الكريم ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 03:27 م]ـ
بارك الله فيك ..
تلك المنقولات عن الطبقات الأولى غايتها أنها إجماع ظني وليس قطعياً، ووجود منقولات تخالفها وأنت تنازع في صحتها،وكذا دلالة لفظ الغناء في لسانهم ومدى صواب حملها على الخلو من المعازف، هذا هو نفسه دليل ظنية الإجماع، وأحسب أن قليلاً من تأملك في معنى الظن والقطع سيهديك لمرادي الذي لم تصل له للآن (لعجز مني عن البيان لا لقصور منك وفقك الله) ..
ومثل تلك المنقولات = حكاية الخلاف خاصة من متثبت في حكاية الخلاف كشيخ الإسلام، ووجود آثار هذا الخلاف في كلام الأوزاعي عند حديثه عن رخص الفقهاء، فهذه نفسها أيضاً مما يخدش الثقة في ثبوت هذا الإجماع وينزل بدرجته عن القطع، ويبيح تضعيفه لمن لم يترجح في نفسه ثبوته، خاصة مثل هذا الإجماع الذي ابتدأت حكايته بعد عصر الأئمة، وهذا نفسه مما يؤثر في القول بقطعية الإجماع المذكور، فنفس حكاية أولئك للخلاف وعدم حكايتهم للاتفاق مع قيام الدواعي هو ما يثير الريبة في انعقاد هذا الإجماع، خاصة مع تأخر زمان حكايته وجريانه على ألسنة من لا يحتج بخلاف غير الأئمة الأربعة أو بخلاف الظاهرية أو بخلاف الواحد والاثنين أو نحو تلك الأقوال التي نعتقد بطلانها ..
لذلك يقول الشيخ عن أمثال هذه الإجماعات: ((وَإِنْ كَانَ قَدْ نُقِلَ لَهُ فِي الْمَسْأَلَةِ فُرُوعٌ (كذا ولعل الصواب: النزاع) وَلَمْ يَتَعَيَّنْ صِحَّتُهُ فَهَذَا يُوجِبُ لَهُ أَنْ لَا يَظُنَّ الْإِجْمَاعَ إنْ لَمْ يَظُنَّ بُطْلَانَ ذَلِكَ النَّقْلِ وَإِلَّا فَمَتَى جُوِّزَ أَنْ يَكُونَ نَاقِلُ النِّزَاعِ صَادِقًا وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ كَاذِبًا يَبْقَى شَاكًّا فِي ثُبُوتِ الْإِجْمَاعِ وَمَعَ الشَّكِّ لَا يَكُونُ مَعَهُ عِلْمٌ وَلَا ظَنٌّ بِالْإِجْمَاعِ)).
فكلامه عن نزاع لم يتعين صحته ولكن جعله الشيخ موجباً لعدم القطع بالإجماع، ولاشك أن هذا ليس في كل جنس من الإجماع المحكي ولا في كل جنس من النزاع المحكي، ولذلك نرى أن رتبة هذا الإجماع وأثرها في عدم سواغ الخلاف هي من مجالات النظر والاجتهاد ..
ونرى أن مثلك لو رأى بطلان نقل النزاع، و اطمئن لقطعية هذا الإجماع=ساغ له ذلك ..
ولكن غيرك لو لم ير هذا = ساغ له أيضاً ..
وفي كلامك جهات أخرى للنظر ولكن هذا منتهى قلمي هاهنا حفاظاً على توجه الموضوع ..
دمتَ موفقاً وسعدتُ بمحاورتك ..
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 03:45 م]ـ
بوركت أيها الفاضل ..
ولم نزل ندور في الفلك نفسه .. !
والإجماع أراه -كما نقله الأئمة المتقدمون والمتأخرون- قطعيا لا شك فيه ..
ولم أقف على شيء يقدح فيه البتة ..
وقد ذكرتُ أشياء كثيرة لم تعرج عليها يا رعاك الله ..
وكلام الأوزاعي في الغناء والسماع لا آلات اللهو! ثم هو معارض بكلام من هو أوثق منه في أهل المدينة .. كما هو مدون في البحث أعلاه ..
وتعريف الغناء المرجع فيه لأهل اللسان .. وهو غير خاف معناه ..
وليتنا نقف عند هذا الحد ..
وأنا بمحاورتك أسعد .. !
بارك الله فيك.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[28 - 06 - 10, 04:04 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
رد مسدّد
وفق الله الشيخ صالح سندي
تبيّن لنا جليّاً أن الكلباني إنما حشر الأقوال من غير تحقيق و تدقيق و لا أدري ما الذي دعاه لمثل هذا؟!!
ما الداعي لمخاطبة وسائل الاعلام و ظهوره في صفحات جريدة شمس في لقاء معه و يقول لو أن فنانة (و سماها باسمها) غنّت اغنية هادفه فهي داخلة في فتواه!! (حسب نقل الجريدة في لقاء معه)!! يا سبحان الله!!
اسأل الله أن يهديه
اما الاستدلال بأقوال بعض العلماء أو الأئمة فيقول الشاطبي -رحمه الله-:-
(لابد من النظر في أمور تبنى على هذا الأصل:
منها: أن زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة، و لا الأخذ بها تقليداً له، و ذلك لأنها موضوعة على المخالفة للشرع، و لذلك عُدَّت زلةً، و إلا فلو كانت معتداً بها لم يُجعل لها هذه الرتبة، و لا نُسِب إلى صاحبها الزلل فيها، كما أنه لا ينبغي أن يُنسب صاحبها إلى التقصير، و لا أن يُشنَّعَ عليه بها، و لا يُنتَقَصَ من أجلها، أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتاً، فإن هذا كله خلاف ما تقضي رتبته في الدين ...
و منها: أنه لا يصح اعتمادها خلافاً في المسائل الشرعية، لأنها لم تصدر في الحقيقة عن اجتهاد، و لا هي من مسائل الاجتهاد، و إن حصل من صاحبها اجتهاد فهو لم يصادف فيه محلاً، فصارت في نسبتها إلى الشرع كأقوال غير المجتهد و إنما يُعد في الخلاف الأقوال الصادرة عن أدلة معتبرة في الشريعة، كانت مما يقوى أو يضعف، و أما إذا صدرت عن مجرد خفاء الدليل أو عدم مصادفته فلا، فلذلك لا يصح أن يعتد بها في الخلاف، كما لم يعتد السلف الصالح بالخلاف في مسألة ربا الفضل، و المتعة، و محاشي النساء، و أشباهها من المسائل التي خفيت فيها الأدلة على من خالف فيها) اهـ. " الموافقات "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/363)
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[28 - 06 - 10, 04:16 م]ـ
هكذا يكون الرد العلمي على المخالف وإلا فلا
أما ماذكره أخونا أبو فهر فيراجع في ذلك كتاب (الريح القاصف على أهل الغناء والمعازف) للشيخ ذياب الغامدي فهو ـ في نظري - من أوسع الكتب في مسألة الغناء والمعازف وقد أمر الشيخ عبد العزيز بن باز بطبعه وفي الكتاب مبحث طويل حول ومسألة الإجماع في تحريم الغناء والمعازف فقد ذكر واحدا وثلاثين قولا بالإجماع كما أنه حررها وأكد نسبة قائليها
ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 06:34 م]ـ
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
لا أدري .. من يتماوتون في نقد كلام العشرات من العلماء نقلة الإجماع؛ لم لا يتماوتون في نقد كلام المخلطين الملبسين؟
أتراه بدافع التحقيق العلمي؟
فليهنكم التحقيق المزعوم إذن ...
ـ[علي السلوم]ــــــــ[28 - 06 - 10, 06:50 م]ـ
4421 - عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْبُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ كِتَابًا فِيهِ: وَقَسَمَ أَبُوكَ لَكَ الْخُمُسَ كُلَّهُ، وَإِنَّمَا سَهْمُ أَبِيكَ كَسَهْمِ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَفِيهِ حَقُّ اللهِ، وَحَقُّ الرَّسُولِ، وَذِي الْقُرْبَى، وَالْيَتَامَى، وَالْمَسَاكِينِ، وَابْنِ السَّبِيلِ، فَمَا أَكْثَرَ خُصَمَاءِ ابْنِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَكَيْفَ يَنْجُو مَنْ كَثُرَتْ خُصَمَاؤُهُ، وَإِظْهَارُكَ الْمَعَازِفَ وَالْمَزَامِيرَ بِدْعَةٌ فِي الإِسْلاَمِ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْكَ مَنْ يَجُزُّ جُمَّتَكَ جُمَّةَ السَّوْءِ.
السنن الكبرى للنسائي [4/ 326]
هل هذا لا يسمى إجماعاً! وإجماعاً متقدماً!
والشيخ أبو فهر له موقف من بعض مسائل الأصول منها الإجماع، ومنها هل الأمر المجرد يدل على الوجوب نوقش الموضوع في الألوكة ولم نخرج بعدها منه بشيء فهو بارك الله فيه ينفي فقط ولا يستطيع أن يعضد نفيه بكلام عالم من السابقين.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً إلى ما يحب ويرضى.
ـ[علي السلوم]ــــــــ[28 - 06 - 10, 07:35 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى [11/ 576 وما بعدها]:
(إمَّا التَّصْفِيقُ بِأَحَدِ الْيَدَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى وَإِمَّا الضَّرْبُ بِقَضِيبٍ عَلَى فَخِذٍ وَجِلْدٍ وَإِمَّا الضَّرْبُ بِالْيَدِ عَلَى أُخْتِهَا أَوْ غَيْرِهَا عَلَى دُفٍّ أَوْ طَبْلٍ كَنَاقُوسِ النَّصَارَى وَالنَّفْخِ فِي صَفَّارَةٍ كَبُوقِ الْيَهُودِ. فَمَنْ فَعَلَ هَذِهِ الْمَلَاهِي عَلَى وَجْهِ الدِّيَانَةِ وَالتَّقَرُّبِ فَلَا رَيْبَ فِي ضَلَالَتِهِ وَجَهَالَتِهِ. وَأَمَّا إذَا فَعَلَهَا عَلَى وَجْهِ التَّمَتُّعِ وَالتَّلَعُّبِ فَذَهَبَ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ: أَنَّ آلَاتِ اللَّهْوِ كُلَّهَا حَرَامٌ فَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ أُمَّتِهِ مَنْ يَسْتَحِلُّ الْحَرَّ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ وَذَكَرَ أَنَّهُمْ يُمْسَخُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ}. و " الْمَعَازِفُ " هِيَ الْمَلَاهِي كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَهْلُ اللُّغَةِ. جَمْعُ مِعْزَفَةٍ وَهِيَ الْآلَةُ الَّتِي يُعْزَفُ بِهَا: أَيْ يُصَوَّتُ بِهَا. وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ فِي آلَاتِ اللَّهْوِ نِزَاعًا. إلَّا أَنَّ بَعْضَ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ ذَكَرَ فِي الْيَرَاعِ وَجْهَيْنِ بِخِلَافِ الْأَوْتَارِ وَنَحْوِهَا؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا فِيهَا نِزَاعًا. وَأَمَّا الْعِرَاقِيُّونَ الَّذِينَ هُمْ أَعْلَمُ بِمَذْهَبِهِ وَأَتْبَعُ لَهُ فَلَمْ يَذْكُرُوا نِزَاعًا لَا فِي هَذَا وَلَا فِي هَذَا بَلْ صَنَّفَ أَفْضَلُهُمْ فِي وَقْتِهِ أَبُو الطَّيِّبِ الطبري شَيْخُ أَبِي إسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ فِي ذَلِكَ مُصَنَّفًا مَعْرُوفًا. وَلَكِنْ تَكَلَّمُوا فِي الْغَنَاءِ الْمُجَرَّدِ عَنْ آلَاتِ اللَّهْوِ: هَلْ هُوَ حَرَامٌ؟ أَوْ مَكْرُوهٌ؟ أَوْ مُبَاحٌ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/364)
وَذَكَرَ أَصْحَابُ أَحْمَدَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَقْوَالٍ وَذَكَرُوا عَنْ الشَّافِعِيِّ قَوْلَيْنِ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ فِي ذَلِكَ نِزَاعًا. وَذَكَرَ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الساجي - وَهُوَ أَحَدُ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ الْمَائِلِينَ إلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ - أَنَّهُ لَمْ يُخَالِفْ فِي ذَلِكَ مِنْ الْفُقَهَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ إلَّا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَمَا ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي وَأَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِي وَغَيْرُهُمَا: عَنْ مَالِكٌ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي ذَلِكَ فَغَلِطَ. وَإِنَّمَا وَقَعَتْ الشُّبْهَةُ فِيهِ لِأَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانَ يَحْضُرُ السَّمَاعَ إلَّا أَنَّ هَذَا لَيْسَ قَوْلَ أَئِمَّتِهِمْ وَفُقَهَائِهِمْ؛ بَلْ قَالَ إسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطِّبَاعُ: سَأَلْت مَالِكًا عَمَّا يَتَرَخَّصُ فِيهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ الْغِنَاءِ فَقَالَ: إنَّمَا يَفْعَلُهُ عِنْدَنَا الْفُسَّاقُ وَهَذَا مَعْرُوفٌ فِي كُتَّابِ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَهُمْ أَعْلَمُ بِمَذْهَبِهِ وَمَذْهَبِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ طَائِفَةٍ فِي الْمَشْرِقِ لَا عِلْمَ لَهَا بِمَذْهَبِ الْفُقَهَاءِ وَمَنْ ذَكَرَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ ضَرَبَ بِعُودِ فَقَدْ افْتَرَى عَلَيْهِ وَإِنَّمَا نَبَّهْت عَلَى هَذَا؛ لِأَنَّ فِيمَا جَمَعَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي وَمُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ المقدسي فِي ذَلِكَ حِكَايَاتٌ وَآثَارٌ يَظُنُّ مَنْ لَا خِبْرَةَ لَهُ بِالْعِلْمِ وَأَحْوَالِ السَّلَفِ أَنَّهَا صِدْقٌ. وَكَانَ " الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ " - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِيهِ مِنْ الْخَيْرِ وَالزُّهْدِ وَالدِّينِ وَالتَّصَوُّفِ مَا يَحْمِلُهُ عَلَى أَنْ يَجْمَعَ مِنْ كَلَامِ الشُّيُوخِ وَالْآثَارِ الَّتِي تُوَافِقُ مَقْصُودَهُ كُلَّ مَا يَجِدُهُ؛ فَلِهَذَا يُوجَدُ فِي كُتُبِهِ مِنْ الْآثَارِ الصَّحِيحَةِ وَالْكَلَامِ الْمَنْقُولِ مَا يُنْتَفَعُ بِهِ فِي الدِّينِ. وَيُوجَدُ فِيهَا مِنْ الْآثَارِ السَّقِيمَةِ وَالْكَلَامِ الْمَرْدُودِ مَا يَضُرُّ مَنْ لَا خِبْرَةَ لَهُ. وَبَعْضُ النَّاسِ تَوَقَّفَ فِي رِوَايَتِهِ. حَتَّى أَنَّ البيهقي كَانَ إذَا رَوَى عَنْهُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ. وَأَكْثَرُ الْحِكَايَاتِ الَّتِي يَرْوِيهَا أَبُو الْقَاسِم القشيري صَاحِبُ الرِّسَالَةِ عَنْهُ فَإِنَّهُ كَانَ أَجْمَعَ شُيُوخِهِ لِكَلَامِ الصُّوفِيَّةِ. و " مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ " لَهُ فَضِيلَةٌ جَيِّدَةٌ مِنْ مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ وَرِجَالِهِ وَهُوَ مِنْ حُفَّاظِ وَقْتِهِ لَكِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ: أَهْلِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِ الزُّهْدِ وَأَهْلِ الْفِقْهِ وَغَيْرِهِمْ إذَا صَنَّفُوا فِي بَابٍ ذَكَرُوا مَا رُوِيَ فِيهِ مِنْ غَثٍّ وَسَمِينٍ وَلَمْ يُمَيِّزُوا ذَلِكَ كَمَا يُوجَدُ مِمَّنْ يُصَنِّفُ فِي الْأَبْوَابِ مِثْلَ الْمُصَنِّفِينَ: فِي فَضَائِلِ الشُّهُورِ وَالْأَوْقَاتِ وَفَضَائِلِ الْأَعْمَالِ ...... )(128/365)
بعضُ الغناء جميلٌ .. ولكنَّ غداً أجملُ ... أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[28 - 06 - 10, 01:22 ص]ـ
بعضُ الغناء جميلٌ .. ولكنَّ غداً أجملُ
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: لا أجملَ ولا أرقَّ من ثوب الحرير: برودةً على الجسم، ونعومةً، وجمالاً .. ولكن الله عوَّضنا بالطيبات من الرزق، وحرَّم علينا لبس الحرير اتباعاً لمرضاته، وتقديماً لرضاه - سبحانه - على أهوائنا .. وهناك تعويض أُخروي أبديٌّ للمؤمنين؛ إذ يكون لباسهم حريراً .. واللحية - وإكرامها في تهذيبها - وقار وجمال، ولكن الأمرد أجمل، وهو لا ينوء بعبء اللحية ترجيلاً وتطييباً وتهذيباً، وجزاء من قضى الله دخوله الجنة بَدْءاً أو بعد تطهير أن يدخل الجنة وهو أمرد .. ولا أجمل ولا أمتع من الذهب والفضة: أساورَ كثيرة في اليدين، وخواتمَ مرصوصة في الأصابع، ودناديش تتدلَّى من الرقبة حتى ليكاد يغطس بها السباح الماهر .. ومثل ذلك في المتعة آنية الذهب والفضة، ولكنَّ الله حرم علينا ذلك، وعَوَّضنا عاجلاً بالطيبات من الرزق، وحرَّم علينا ذلك حِلْيَةً وآنيةً، وأباح الحلية للنساء، وحرَّم عليهنَّ إلجاء المال باسم الحلية فراراً من الزكاة، وأما ما كان حلية على الحقيقية فلا زكاة فيه على أصح الأقوال .. وحرَّم علينا كنز الذهب والفضة بلا زكاة، وحث على توظيف المال في المنافع كي لا تقرضه الزكاة، ولكي يُحقِّقوا عمارة الأرض .. وفي لبس الذهب والفضة واستعمال آنيتهما كسر لخواطر الفقراء .. ثم العوض الأخروي الأبدي لمَن دخل الجنة بدءاً أو بعد تطهيرٍ الجمالُ والمتعةُ بالذهب والفضة والأحجار الكريمة لباساً وآنية .. والخمر والميسر ليسا خالصين للمنفعة والمتعة، والخمرة بالذات زادت الآن داء يتلف الكبد، وهو السبيرتو، وكان القدماء لا يعرفون ذلك الداء، وكانوا يُعتِّقونها، وكانت كعين الديك تتطاير شعاعاً في الكأس، ولكنْ فيها إنزاف وضياع عقل ثم فساد سلوك، وفيهما متعة .. قال الله سبحانه وتعالى:
) يََسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [سورة البقرة/219]؛ فأما الخمر فعوَّضنا الله في الدنيا بشراب الصالحين من الطيبات من الرزق، وفي الآخرة كما مر عن التعويضات الأخروية الأبدية هناك خمرة مفرحة ليس فيها صداع ولا نزيف ولا سلوك مَهين .. والغناء الذي حرَّمه الله - سبحانه وتعالى - بوضعيَّته المحدَّدة شرعاً فيه جمال ومتعة وفرح ونشاط، ولكننا نترك استماعه مرضاة لله وإن كنا نحبه، والعوض الدنيوي يكون بتكوين عبادةٍ قد تكون صعبة أول الأمر، وهي الاستمتاع بكلام الله متغنِّياً به على عادة العرب في التجويد والنظم محاولاً تحسين الصوت لتجارب كثيرة، واستماعه من مقرئ جيد حلو الصوت أعظم حبوراً؛ فهذا ليس تعويضاً وحسب، ولكنه يملأ القلب فرحاً وأشواقاً ليست كالأتراح والضيق التي تعقب سويعات الاستمتاع بالغناء، وهذه تجربة صادقة مارستها في حياتي .. هذا بالإضافة إلى الاستمتاع بالمباح من شدو الأطيار، وحفيف الأشجار، وخرير المياه، مع الترنم بالأشعار .. على أن من التذَّ باستماع الذكر الحكيم بالتغني لا بالغناء لن يحتاج إلى متعة سماعيَّة أخرى .. وهكذا كل ما حرمه الله علينا من هذا النوع الذي فيه جمال ومتعة؛ ففيه تعويض دنيوي وأخروي مع قدرة المسلم على إتقان التوازن بين نوازعه من منطلق قلبه المفعم بالإيمان، وعقله المميز للأحق والأجمل وما هو أكثر خيراً، والعوض الأخروي عن المحرم من الغناء استمتاعهم بالأصوات الجميلة من المعازف والقيان، ولست أدري ما العوض عن الميسر، ولكن الذي أعلمه أن أهل الجنة في نعيم لا يطلبون عليه مزيداً إلا رؤيتهم لربهم سبحانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/366)
قال أبو عبدالرحمن: أثار شجوني هذه المقرئُ ذو الصوت الجميل عادل الكلباني الذي أفتى بحل الغناء بإطلاق، وكنت عظيم الخشية وكثيراً ما تماطرت دموعي لسماعي إحدى تلاواته لسورة يوسف، وهو - حفظه الله - مصرحٌ بأنه لا يسمع الغناء، ولكنه أباحه بإطلاق؛ لأنه مقتنع بأدلة التحليل من الشرع على الإطلاق، ولست أدري لماذا تأخرت فتوى حبيبنا إلى هذا الوقت، فلعلَّ التجاذب الروحي بينه وبين حبيب الجميع فضيلة الشيخ الدكتور عايض القرني أوحى له بالاهتمام بهذه المسألة بحثاً وفتوى؛ لأن قصيدة الدكتور عايض غُنيت برضاه .. على أنني عارضته هاتفياً، ودفعني الحب الأخوي المكين إلى الحماس في النبرة، ولو غُنِّيت هذه القصيدة بغير علمه، ولو غناها مثل محمد عبدالوهاب أو رياض السنباطي لأوحيتُ له بعذر أتحمَّل بعض وِزْره وهو: (لم آمر بها ولم تسؤني)؛ فكيف والمطرب صوت (الله يديم الفضل والنعمة؟) .. ولست أدري لماذا تأخرت هذه الفتوى عن الوقت الذي أُهين فيه الشيخ محمد الغزالي - رحمه الله - في السعودية كثيراً لأسباب منها إباحته الغناء، وكان يومها قد انشق عن حزب الإخوان؟.
قال أبو عبدالرحمن: مارستُ الغناء استماعاً لا سماعاً حقبة ليست بقليلة من عمري، وأصحاب هذه الممارسة يُسَمِّيهم أخوال بعض أولادي: (الصُّيَّع الضُّيَّع)، ولكنني تفاديت ذلك بأن يكون استماعي في سويعات ليست مهيأة لقراءة أو كتابة أو عبادة، وأكثر ما يكون ذلك مع بعض السامرين، أو في بعض الردهات، أو بالاستماع من الراديو، ولا أُضَيِّع عزائمي الدنيوية والشرعية بالانمياع مع الغناء؛ وإنما آخذ منه مقدار ما أنشط للعمل الجاد، وعندما أنشب في كتابة بحث وأحس بخمول أستمع إلى التسجيل بصوت خافت .. وهناك سويعات صرفتها للغناء مستمعاً ودارساً وملتقطاً ما يُفاد منه للجماليات ولا سيما العَروض، وذلك عندما كنت مراقباً في التلفاز، وفي إجازاتي التي أمضيتها بكفر أبو صير .. وكنت محتفياً بأجمل الجميل مما يؤدِّيه أساطين الطرب العربي الأصيل منذ جيل الطرب الشرقي إلى جيل عبدالوهاب ورياض .. ومع انهماكي في الاستماع بالطرب فلو خلصتْ تلك الحقبة لهذا لكنت في ترح ما بعده ترح، ولكنني أتحيَّف من تلك الحقبة أُويقات لتزكية الروح والقلب مع جدٍّ في البحث والكتابة والقراءة لم يمنع منه استماعي الغناء .. وما كان هذا في بداية الأمر اختياراً مني، ولكنني تورطتُ معرفةً باستدلالات الإمام ابن حزم على إباحة الغناء مع تصريحه بأن ترك سماعه أفضل، وتورطتُ ممارسةً بمجالسة الظرفاء .. وعندما اتبعتُ الإمام ابن حزم، رحمه الله تعالى، وكنت في حيوية الشباب ومنتهى الحماس للإعجاب بالإمام ابن حزم رحمه الله تعالى - ولا يزال إعجابي باقياً -: أخذتُ قوله تقليداً، ولخصت في كتابي (تحرير بعض المسائل على مذهب الأصحاب) ما كنت أزعمه من أن النصوص الشرعية في الغناء:
1 ـ إما قطعية الدلالة والثبوت على التحريم، وأن هذا لا يُوجد، وإما نصوص قطعية الدلالة والثبوت على التحليل، وأن هذا وُجِد.
2 ـ وإما نصوص قطعية الدلالة على التحريم غير قطعية الثبوت وهذه لا يُعتدُّ بها إذا عورضت بما هو أثبت، وضربت أمثلة بالأحاديث الضعيفة الواردة في ذلك.
3 ـ وإما نصوص قطعية الثبوت غير قطعية الدلالة على التحريم، وزعمت أن من هذا الباب قوله تعالى: ?وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ? [سورة لقمان/6]، وزعمت أن الغناء ليس حديثاً، وزعمت أن لهو الحديث أعم من الغناء كالتشبيب بالمساتير.
4 - وإما نصوص قطعية الثبوت غير قطعية الدلالة على التحليل، ولم أذكر أمثلة؛ لأن المثال الافتراضي جائز هنا كما أن القسم الافتراضي جائز في حَصْر القِسْمة فالأمثلة والتقسيمات تحتمل الفرضيَّات .. ثم ذكرت فيما بعد حديث المعارف الذي أعله الإمام ابن حزم - رحمه الله تعالى - بالانقطاع؛ فرأيت أنه صحيح الثبوت غير قطعي الدلالة؛ لأن الوعيد في هذا الحديث ليس على الغناء والمعازف وحدهما بل في السياق ما هو محرم بتعيين كالزنا والخمر.
5 - وإما نصوص غير قطعية الدلالة وغير قطعية الثبوت؛ فهذه لا يُعتدُّ بها وإن لم أذكر لها أمثلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/367)
وعندما عزفت عن استماع الطرب - ومنه ما هو أقبح من مواء القطط، ومنه ما هو في منتهى الجمال يحرك وجداني - مرضاةً لربي لم أكن بعدُ اجتهدت في تحقيق النصوص الواردة في الغناء، ولا ريب أن اجتهاد من بلغ سن الورع، وأيقن بقرب الرحيل غير اجتهاد من كان في فوعة الشباب محكوماً بالإلف والعادة والتقليد لمن يحب .. نعم لم أكن اجتهدت بعد في ذلك، ولكن الأمر كان مني عزوفاً نفسياً؛ لأنني لم أستمتع بالقرآن الكريم في تذوُّق أسلوبه، وفهم معانيه واستنباط براهينه، والتفاعل مع ما فيه من أشواق القلب والروح وإن كنت أُدندن من خلال المذياع (بتفسير التفاسير)؛ فذلك جدل عقلي علمي لم أُحسّ قط أنه لامس قلبي مع ما فيه من جهد، وكانت النية غير خالصة؛ لأنني أتقاضى من الإذاعة أجراً مالياً، وكان دافعي للبرنامج الحاجة، ولأن السمعة وبعد الصيت مما لا أكرهه .. وما وجدتُ لتلاوتي للقرآن، ولا بمراجعتي كتب التفسير، ولا لممارستي بعض العبادات لذة كهذه اللذة التي وجدتها بعد أن هجرت الغناء .. بل ثبَّت الله يقيني وله الفضل والمنة؛ فكان خبر ربي المُغيَّب كالحقيقة العيانية أمام ناظري بلا ريب، وكان كمال الله المطلق وتنزُّهه المطلق أمرين يجيشان في قلبي ولا يقدر عقلي على إحصاء ذلك أو تصوره إلا بالتقديس المطلق و التحميد المطلق كما قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: (لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)، ثم جمَّعت الرسائل والمؤلفات والبحوث في الغناء، وعهدت بتحقيق بعضها إلى عدد من الزملاء بإشرافي، وأدمنت التصفح في أزمان متوالية لهذه المصادر ولا سيما كتاب الإمتاع للأدفوي؛ فتبين لي من الناحية الشرعية ما يلي:
1 - أن هذه المسألة الخلافية لم يقل فيها أحد من العلماء بإباحة الغناء على الإطلاق، بل لكل عالم استثناءاته، فمنهم من يبيح السماع من جاريته ولا يبيحه من غيرها، وهكذا كان صنيع الإمام أبي محمد ابن حزم مع جاريته ضُنى العامرية - رحمهما الله تعالى -؛ فقد كانت تجيد العزف على العود يوم كان العود زريابياً على أربعة أوتار.
2 - أن أسباب حدَّتي في النقاش لما كنتُ أبيح بعض الغناء ولا سيما مع الشيخ حمود التويجري - رحمه الله تعالى - أنني وجدت يبوسة وتضييقاً على المسلمين في أشياء من الغناء لم يرد نص شرعي بتحريمها؛ فهذه لا تُعالج بالتحريم، وإنما تُعالج بالوعظ الفكري عما هو أولى وأحمد عقبى .. وكنت أُلح على أن ما حرَّمه الله من الغناء فقد حرَّمه لغيره؛ فإذا سَلِمْنا من الغيريات المحرمة كمصاحبة الخمر والزنا ومجون الكلمة وتجديفها فلا نُحرِّم من الغناء إلا ما قطعنا بتحريمه دلالة وثبوتاً .. وأما غناء الدراويش فهو مرفوض جملةً وتفصيلاً، وفيه افتيات على الله بتسميته ذِكراً، وفيه تهويمات صوفية قد تصل إلى الحلول والاتحاد والتوسلات المحرمة والغلو مع التمايل العنيف والهياج المثير للغثيان، والانتقال من (الله حقاً) إلى (هو هو) إلى (أو أو) إلى (آ آ)؛ فهكذا أصبح التلاعب باسم الجلالة إلى هذا الحد.
3 - حديث هشام بن عمار - رحمه الله تعالى - لا شك في صحة ثبوته .. رواه البخاري في صحيحه؛ فقال: (وقال هشام بن عمار)؛ فهشام شيخ البخاري - رحمهما الله تعالى -، وقد ثبت سماعه منه؛ فإذا قال البخاري عن شيخه: (قال فلان) ولم يقل: (حدثني) فقد أخذه عنه مناولةً أو عرضاً أو مذاكرةً، وكل هذا من الإسناد الصحيح المتصل، وقد رُوي بأسانيد صحيحة ليس فيها تعليق؛ وإنما حملتُ الحديث دلالة لا ثبوتاً على قاعدة صحيحة، وغفلت عن علاقة صحيحة أيضاً؛ فالقاعدة الصحيحة أن كل جريمة أكبر من العقوبة الشرعية في الدنيا؛ فالقاتل عمداً يُقْتل قصاصاً؛ فهذه مُعادلة ومماثلة .. على أن القاتل اجترم أكثر من ذلك بمخالفته أشياء نهى الله عنها كثيرةً؛ فقد نهى عن الغضب، وأمر بالصبر والعفو، ونهى عن هوشة الأسواق، وعن حمل السلاح مازحاً أو جاداً .. إلخ؛ فما سوَّلت له نفسه القتل عمداً بغير حق إلا بعد تخطِّيه كل هذه الحُجَز .. وعقوبة قوم لوط ليست من أجل اللواط وحده، وعقوبة قوم شعيب - عليهما السلام - ليست من أجل نقص الميزان وحده، بل كفرهم ومحادَّتُهم لله، وإيذاؤهم لوطاً وشعيباً - عليهما وعلى نبينا محمد وعلى جميع أنبياء الله ورسله أفضل الصلاة والسلام - كل ذلك هو الجريمة التي أوجب الله بها العقوبة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/368)
وهكذا حديث هشام بن عمار نصُّه: (ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحِرَ [الفرج المحرَّم] والحرير والخمر والمعازف .. ) .. إلخ، ثم كان الوعد بالعقوبة: (فَيُبَيِّتهُم الله) .. وسياق الحديث دال على أن ذلك آخر الزمان عند ارتفاع العلم، وقرب الساعة، وشيوع الإباحية، وقِلَّة الخير .. وبغض النظر عن هذا فالعقوبة لكل هذه الأشياء وفيها كبائر موبقة كالزنى والخمر؛ فليست العقوبة للغناء والمعازف وحدها؛ فهذه قاعدة صحيحة .. وأما العلاقة الصحيحة التي غفلتُ عنها فهي ارتباط الغناء والمعازف بمحرمات، ولم تكن هي من الكبائر، فهي من المحرمات حرمة دون ما ذكر في السياق إلا ما استثناه نص، وهي في حكم حرمة الحرير .. وتنبغي الإفادة من مثل كتاب (تحريم آلات الطرب) للألباني - رحمه الله تعالى - من ناحية الصنعة الحديثية لا الفقهية، مع أنه أضعف كتبه في التوثيق، وقد جاء بكل جهده .. وأما مثل كتاب (ذم الملاهي) لابن أبي الدنيا فلا يُعْتَدُّ به؛ لأنه كُنَّاشةٌ لكل رواية سقيمة.
4 - الآية الكريمة من سورة لقمان لم يظهر لي إلى الآن بتوثيق دلالي أن {لَهْوَ الْحَدِيثِ} عُرْفٌ على الغناء، ولا أن الشعر الذي يُغَنَّى به يكون حديثاً .. ثم إن السياق يمنع من تخصيص {لَهْوَ الْحَدِيثِ} بالغناء أو دلالته عليه وهذا هو السياق ?وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ، وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ? [سورة لقمان/6 - 7]؛ لهذا حديث اتخذه الكافر للصد عن سبيل الله واتخاذها هزواً، ودلَّ لحن السياق على أن {سَبيلِ اللّهِ} هنا هي القرآن؛ فقال تعالى: ?وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ?؛ فكل هذا كفر وعيده عذاب مهين أليم، ولم يرد في الغناء هذا الوعيد الشديد، بل كل ما صُدَّ به عن سبيل الله، واتُّخِذَ هزواً بآيات الله - من حديث نثري، أو غناء بالشعر إن دخل في لهو الحديث - فهو كفر، ولكن وُجد غير هذه الآية الكريمة في صفة الغناء المحرم، وهو قوله تعالى مخاطباً الشيطان الرجيم: ?وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً? [سورة الإسراء/64]؛ ولدقة استنباط أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: (أمزمار الشيطان عند رسول الله) - صلى الله عليه وسلم - .. والحديث الصحيح - بتعدُّد طرقه الحسنة والصحيحة - في تحريم كل ذات زَمْرٍ، وهو شامل لكل آلات الطرب إلا ما استُثني كالدَّف: حديثُ عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - .. قال نافع - رحمه الله تعالى -: كنت أسير مع عبدالله بن عمر في طريق، فسمع زمَّارة [هي البوق]؛ فوضع أصبعيه في أذنيه، ثم عدل عن الطريق؛ فلم يزل يقول يا نافع أتسمع؟ .. قلت: لا .. فأخرج أصبعيه من أذنيه، وقال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. إلا أن الدلالة فيه على الكراهية؛ لأنه لم يذكر عن رسول - صلى الله عليه وسلم - البحث عن الزامر لنهيه .. والكراهية تشمل ما هو فوق أنغام البوق من الآلات المتناوحِة؛ فهذا هو برهان الأولوية حقاً.
5 - نهيق السِّمِّيعة لا شك في حرمته لحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - الصحيح بإسناده وشواهده: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنَّة عند مصيبة.
وبالدلالة يدخل في هذا النهي الضجيج الهائج عند دخول الكرة التافهة في الملعب.
6 - ما ورد في الغناء المحرَّم المصحوب بالمعازف لا يخلو كل سند من أسانيده من مقال، ولكن النصوص تضافرت وتظاهرت؛ فكان إهمالها هو المرجوح، وإعمالها هو الرجحان، وهو الموافق للسيرة العملية قبل الاختلاف، والسيرة العملية هي قمة الإجماع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/369)
7 - المباح الذي صحت به النصوص إنما هو غناء الركباني وليس معه آلة، ويصحبه الدف مع النساء بمثل (أتيناكم أتيناكم)؛ فقد روت عائشة - رضي الله عنها - الرخصة فيه لنساء الأنصار، وهو في عاميتنا ألحان الهجيني بلا آلة .. ومثل الدف في العرس كما في حديث الرُّبَّيِّع بنت مُعَوِّذ - رضي الله عنها -، ومثل غناء الحماس في الحرب - والدف دائماً غير لائق بالرجال -؛ فهو الحداء عند العرب ببحر الرجز، وهو في عاميتنا حداء وألحان عرضة، ويصحبها الطبل المُصْمَت للرجال، وهو غير الدف، ويُسمى (الكُبَه) وفي تحريمه نص، ولكن توارث الإلف والعادة جعله حلالاً في العرضة والسامر .. ومثل الغناء الساذَج بلا آلة لإقامة وزن الشعر.
قال أبو عبدالرحمن: وخلاصة هذه العناصر أنه لا يجوز إباحة المعازف عموماً؛ لأن أقل أحوالها الكراهية، وليس المكروه من المباح، والمستثنى الدف للنساء في العرس .. وكراهيةُ المزمارِ المسمى بوقاً وشبَّابة ويراعاً وقصبة الراعي كراهيةٌ لما هو أخص من المعازف المحرَّمة كما مر من رواية هشام بن عمار رحمه الله تعالى .. وليس كل محرم يصل إلى حد الكبيرة، ومن ضعفت عزيمته واستمتع بسماع هذه المعازف المحرَّمة مثلي فيما سلف من عمري فلا يحل له أن يفتي بحل ما هو راجح التحريم؛ فإن ذلك يجرح العقيدة، وإنما يُقِرُّ ويعترف بضعف نفسه وأنه استمتع بسماعٍ محرَّم لا يستبيحه عقيدةً، وأنه مُسَوِّف بالتوبة .. والشيخ الكلباني منَّ الله عليه بحفظ القرآن بهذا التجويد الرائع وبهذا الصوت الجميل، وقد عصمه الله بإقراره من استماع المعازف؛ فهما نعمتان ما أكبرهما لم يتمتع بهما ابن عقيل الظاهري؛ فما باله - حفظه الله - يتحمَّل عن غيره - وهو في عافية - مؤونة الفتوى بالحل، والأمر كما أسلفتُ، ولقد كفاه مؤونة هذا الوزر سالم بن علي الثقفي في كتابه الخاسر (أحكام الغناء والمعازف، وأنواع الترفيه الهادف)، ومن هذا الترفيه الهادف عنده الرقص!! .. وإذْ رجَّحتُ أن حديث هشام بن عمار عن آخر الزمان قرب قيام الساعة، وأن مع الغناء غيريَّات، ونحن الآن في ذنب الدنيا: فعلينا أن نشفق على أنفسنا من ملهى تتناوح فيه المعازف، ثم تأتي فنون الغناء، ثم يتهافت كل خنفس وهيفاء وعِرِّيٌ عِنْتِيت، ثم الصَّفير، ثم تتوافد الغيريَّات الأخرى؛ فيأخذنا الله بياتاً عياذاً بالله ولياذاً به سبحانه .. هذا من ناحية الخلاف الفقهي، وأما من ناحية تجربتي فقد كان يهزنا الحماس إذا سمعنا مثل (أيها العربي الأبي) بصوت مطرب العرب محمد عبدالوهاب؛ لأن لنا سمعةً فوق القِشَّة تَعِدَ بوحدة عربية من المحيط إلى الخليج؛ وهكذا قصيدة السودان بصوت السِّت. ونستمتع بالصوت الجميل وبعض المعاني الملامسة لأشواق الروح في مواضع من (حديث الروح) و (إلى عرفات الله) , و (ولد الهدى) و (ريم على القاع)، ثم تشمئز نفوسنا عند سماع الغلوِّ والتوسُّل المحرَّم، ونتعاطف مع مشاعر العُشَّاق إذا سمعنا مثل (عندما يأتي المساء) و (ساعة ما بشوفك جنبي)، وكلاهما لعبدالوهاب .. ولم نجترم من (الإثم) ثّمَّ إلا سماع المعازف .. ثم جاءت العثرات التي لا (لعاً) لها عندما جاء عشق الصورة، والهيام مع الأوهام، واستعباد القلب بمثل (الصوت الدافئ)، وما أشبه ذلك من مُكرِّسات التعبيد؛ وبهذه التجربة المخذولة - بحمد الله - علمت أن مثل هذا الغناء بَريدُ الفاحشة أو أنه تمنٍّ لها، وقد سجلتُ ذلك على نفسي بقولي:
وفي ضَيْعةِ الأوهام همتُ مُخَدَّراً ... بصوتٍ حنون ذي شجون وتصفيدِ
يجيش بأنات الجوى مُتمظْهراً ... ولم يشكُ حرماناً ولا كَرْبَ مفؤود
فصفَّق قلبي في حنايا جوانحي ... دهاه وداد ظِلُّه غير ممدود
أُعلِّل نفساً في سراديب ظُلْمة ... بكذب الأماني أو بأضباع تجعيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/370)
وعلمت أن الغناء ينبت النفاق في القلب، وقد صح ذلك عن ابن مسعود من كلامه - رضي الله عنه -، وليس كل نفاق هو نفاق أهل الدرك الأسفل من النار، ولكنه من خصالهم التي قد يعفو الله عنها برحمته، وقد يعذب عليها بعدله؛ فأول علامات النفاق أننا نخفي استمتاعنا عن الصلحاء، وأننا نتظاهر بأننا نُروِّح عن قلوبنا، ونكتم ما في تلك القلوب من حب محرم ولو أتيح بالحلال فهو لا يليق لفساد ذلك الوسط المحبوب .. وأن قلوبنا مشحونة بالأماني المحرمة، وأن قلوبنا مستعبَدة، وأن ذلك صدنا عما حرم الله علينا هجره، وهو القرآن والذكر الحكيم .. وأتحدى أن يوجد هائم مع الطرب وله صلاة تهجد تدوم له أسابيع في العام غير شهر رمضان .. وأتحدى أن يوجد هائم مع الطرب يصح له بعض الانتظام مع تلاوة القرآن إلا في رمضان أو بعض الجمع إن ذهب مبكراً، أو في نفحات يشعر فيها بِبُعْدِه عن ربه .. وفي كلمات الغناء مجون وتجديف وهز وغمز؛ فكيف يكون مباحاً بإطلاق .. وأما غناء هذا العصر - عصر الأصباغ والطقطوقة والكلمة العامية المتلعثمة والصور والأزياء - فهو قبل استفتاء الشرع محرَّم فنياً وجمالياً؛ لقبحه، وناهيك عن دعوى خُلُوِّه من العناصر الجمالية؛ فيكون حينئذ بارداً لا قبيحاً؛ فالحمد لله شكراً شكراً الذي أسرع بفيئتي قبل لقائي له، ومنحني التمييز بين مواضع الإحسان والإساءة في تأرجحات عمري المضطربة، فأسأل الله الثبات حتى الممات، وحسن الخاتمة، وأسأله جلت قدرته برحمته وبجميع أسمائه الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم أن يعفو عني وعن إخواني المسلمين، وأن يخفف حسابنا، وأن يستر علينا عند لقائه؛ إذ يكون حياؤنا منه عن قبائحنا أشد إن وجدت عندنا مِسْحة من الحياء منه سبحانه في دنيانا، ونسأله أن لا يفضحنا بقبائحنا يوم يقوم الأشهاد ولا سيما عند من نستحيي منهم ونرجو أن نحشر في زمرتهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .. إنه عفو غفور، رحيم وودود.
قال أبو عبدالرحمن: ومما يلاحظ أن ما أبيح من الغناء كان إذناً أو إقراراً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن ممارسة له ولا للمقدَّمين من أصحابه - رضي الله عنهم -؛ لأن محياهم ومماتهم لله رب العالمين: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الأنعام/162]، ولنا فيه - عليه الصلاة والسلام - وفيهم - رضي الله عنهم - أسوة حسنة .. ويلاحظ أن ما جرى عليه العرف في أجيالنا كفحيح الدَّحة والقفز والتصفيق والرمي بالكوفية (الطاقيَّة) وما فوقها والصفير والصياح .. كل ذلك لا يصل إلى سهولة الإباحة، وأقل أحواله الكراهية؛ لأنه بَطَرٌ بمقابل النعمة، ويعارضه مثل قوله سبحانه وتعالى: ?وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً? [سورة الإسراء/37]، وقوله سبحانه وتعالى: ?وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ? [سورة لقمان/19] .. ويلاحظ أغلوطة المزج بين الغناء والتغني؛ فالتغني في هذا الباب معنيان:
الأول: تكلُّف الغناء من غير محترف له؛ من أجل إقامة وزن الشعر كما في قول حسان - رضي الله عنه -:
تَغَنَّ بالشعر إما كنتَ قائلَه ... إن الغناء لهذا الشعر مضمارُ
فجعل الغناء تفسيراً للتغني، وهو غناء ساذَج من غير آلة، ويقوم مقامه في عاميتنا الحورية والهوبلة والهينمة .. وقد رأيت عبدالله اللويحان في المَلْعبة إذا بحث عن لحن كالشيباني مثلاً يقول: (هَهَا ها ها) ويُردِّدها أربع مرات للشطر الواحد.
والثاني: تكلُّف حسن الصوت، وحسن الأداء وَفْق العادة العربية التي هي (علم التجويد) الآن، وما أُثر عن العرب من تغيُّر نغمات النطق بين التعجب والإنكار والتوبيخ .. وما زاد عن ذلك من نغمات تُسلك في سمط أنغام منظَّمة مسافة ومكاناً، والتلاعب بالمدِّ فوق ست حركات؛ فذلك الغناء المحرم قراءة كلام الله به، والثاني هو التغني الواجب تعلُّمه والتطبع عليه، والتمرن على أكثر من صوت حتى يستقر له صوت يكون هو أقصى ما عنده من تحسين الصوت؛ فيستمر عليه، والله المستعان.
وكتبه لكم: أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
- عفا الله عنه -
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:08 م]ـ
جزاك الله خير
والحمد لله على رجوع أبو عبد الرحمن للحق وهو تحريم المعازف بعد أن كان أحلها ...
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:09 ص]ـ
مقال جيد , الا أنه دنسه بذكر ماضيه وأسماء المغنين وأغانيهم من الساقطين والساقطات الذي يعف المرء عن ذكره.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 10:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[همام النجدي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 02:11 ص]ـ
شعر الهجيني:
هو أحد بحور الشعر الشعبي، وأكثرها انتشاراً بعد المسحوب وهو سهل النظم سريع الإيقاع، وكلمة هجيني مأخوذة من الهيجنه و تعني بالضبط الغناء السريع، وهو غناء أهل الركائب حيث أن البدو يهيجنون وهم على ظهور ركائبهم بإيقاع يناسب ركض الذلول وما يسمى (بالدرهمة أو الزرفال (أي العدو العادي والعدو السريع،وذلك لراحة النفس وطرد الملل بتقليل طول المسافات وعناء السفر. وهناك أيضاً الهجيني المسري أي إيقاع الليل وهو يختلف عن هجيني النهار وكذلك هجيني (عدود الماء) عند استخراج الماء من البئر. لذا فهو أكثر بحور الشعر النبطي اتساعاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/371)
ـ[همام النجدي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 02:13 ص]ـ
الهجيني (غناء الركبان)
الهجيني
الهجيني لون من غناء العامة وأهازيجهم، وهو قديم وإن صنف ضمن التراث الشعبي. والهجيني أكثر ما يكون في النصف الشمالي من جزيرة العرب إلى بوادي الشام والعراق وقراهما؛ وكان يتغنى به البدو والحضر وهو في بداية أمره لم يكن يغنى إلا على ظهور نجاب الإبل ولهذا اكتسب هذه التسمية وكان يغنيه الراكب في أسفاره للترفيه عن نفسه ولتجديد همة نشاط راحلته حيث كانت النجائب تطرب له وتستجيب والهجيني غناء عذب لطيف شجي يغنى بعدة الحان متباينة وأعذب تلك الألحان ما كان يوافق في الإيقاع النجيبة في ركضها؛ والحديث عن الهجيني يطول فهو فن قائم بذاته(128/372)
الطريقة المحمدية: الباب الأوحد يا مريد محمد
ـ[حامد الإدريسي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:10 ص]ـ
وأنت تمشي في سوق الإسلام، الذي يضمُّ كثيرًا من السِّلَع والبَضائِع المتنوِّعة والمختلفة والمتضاربة، تسمَع المُنادِين يدْعون الناس إلى سلعتهم، هلمَّ إلى التيجانية، هنا النقشبندية، هاكم الطريقة الشاذلية، تقدَّموا تقدَّموا، أدرِكوا الشيخ فلان بن علان، صاحب البركات العظيمة، والأوراد المميَّزة، وترى الناس يسعَوْن حائِرين، هذا يلج هنا، وذاك يقف هناك، وذاك يتمسَّح بعمامة فلان، والآخَر يقبِّل يد علان، فيأتي هذا وقد ألبسوه عمامةً خضراء، والآخر وقد غطوه برداء أحمر، يتفنَّنون في تمييز بعضهم، وتفريق وحدة المسلمين، كلُّ حزبٍ بهيئتهم فرحون.
وأنا أتلفَّت يمنةً ويسرةً أقول:
أين الطريقة المحمدية من بين كلِّ هذه الطرق؟
وأين سبيل ابن عبدالله - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - من بين كلِّ تلك السبل المتباينة، والطرق المختلفة؟
أفأهدَى من محمدٍ أتبعه وأجعله إمامًا ومرشدًا؟ أفأحسن منه خلقًا؟ أفأكرم منه نسبًا؟ أفأسلَم منه منهجًا؟ أم أنه لم يترك لنا طريقة نمشي عليها، ولم يُبقِنا على منهج قويم، وسلوك مستقيم، وحجَّة واضحة، ومحجة بيضاء؟!
ماذا يريد منِّي الشاذلي أو التيجاني أو غيره، إن كان وليًّا صالحًا! فالله يتولَّى الصالحين، ولم يأمرني نبيِّي أن أتَّبعه، وإن كان غير ذلك، فلستُ عليه بوكيل، أمَّا أن أتَّخذه وليًّا وإمامًا، فلم أجد اسمه في القرآن، ولا في سنَّة أبي القاسم سيِّدي وسيِّده، والذي أمَرَنِي ربي وربُّه باتِّباعه؛ فقال: ? قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ? [آل عمران: 31]، وقال لي وله: ? وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ? [الحشر: 7].
أمَّا ما لم يأتكم به الرسول فلا تأخذوه، وما لم ينهكم عنه فلا تنتهوا، فما أوضح كلام الله، وما ألذَّ برده في النفوس!
إنَّ الإسلام كما جاء، جاء كاملاً، وكما وُضِع، وضع متناهيًا، لم يَمُت الرَّؤوف الرحيم بالمؤمنين - عليه أفضل الصلاة وأتَمُّ التسليم - إلا بعدما بلَّغ آخر حرف ممَّا علَّمه الله، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد))، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما تركتُ شيئًا يُقرِّبكم من الجنة إلا وبيَّنتُه لكم، وما تركتُ شيئًا يُبعِدكم عن النار إلا وبيَّنتُه لكم))، فلم ينقصنا شيئًا، ولم يكتُم عنَّا خبرًا، ولم يستر عَنَّا من أوامر ربه أمرًا، ولا بدَّل ولا غيَّر، ولا زاد ولا نقص؛ بل دينٌ أتمَّه الله هو بلَّغه، وشرعٌ أحكمه الحكيم هو أوصله، وسنَّة هداه إليها الهادي أمَرَنا بلزومها؛ قال الله - تعالى -: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ? [المائدة: 3].
فلم يترك مجالاً إلا لِمَن اضطرَّ في مخمصة، وما يتعلَّق بأحكام الفقه والمعاملات ممَّا يشمَله باب الاجتهاد، أمَّا طريق العبودية وأسلوب السلوك إلى الله، فقد أوصَلَه كاملاً، وبلَّغه تامًّا واضحًا، وقال: ((خير الهدي هدي محمد)) صلَّى الله على محمد.
فلم نحتَجْ نحن في ذلك إلا إلى أمرٍ واحد أجملَتْه هذه الآيات: قال - تعالى -: ? وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ? [النور: 54]، وقال - عز وجل -: ? مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ? [النساء: 80]، وقال: ? وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ? [النور: 56]، وقال: ? ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ? [الجاثية: 18 - 19]، ثم زاد هذا المعنى تأكيدًا وهو واضح، وتبيينًا وهو بيِّن، فقالت عائشة تروي لنا ما كان يقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))، وقال: ((مَن عمل عملاً ليس عليه أمرُنا، فهو ردٌّ))، فأمره كامل، وشريعته التي جعَلَه الله عليها قد أحاطَتْ بالعبادة من كلِّ جوانبها، فلم تُبْقِ شيئًا في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/373)
السُّلوك ولا الأذكار ولا الأخلاق إلا أتتْ به، متمثِّلاً في هدي محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وسلوكه وخلقه وسيرته، وحياته وأحواله، أسوة حسنة، ومثال يحتذى، بَشَر مثلنا، لا ملَك فيعجزنا اتِّباعه، ولا جِنيّ فيَخفَى عنَّا حاله؛ ? لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ? [الأحزاب: 21].
لكن، وألف لكن:
ذاك رسول الله، ونحن بشر ضِعاف، لا نقدر على ما يقدر عليه، ولا بُدَّ لنا ممَّن يدلُّنا على الله، ويشفع لنا عنده، ويسلك بنا طريقًا في التربية والسلوك.
بمثل هذا الكلام أتاحوا لأنفسهم أن يشرعوا السنن والأوراد والأدعية، ويُلزِموا بها الأتباع، ويلقِّنوها الأجيال، ويوهموهم أنها تقرِّبهم إلى الله، وإنما هي تُبعِدهم عنه، فهو لا يقبَل غير طريق حبيبه المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - وغيرَ أسلوبه في العبادة، ولا يدخل إلى حضرته إلا مَن أقبل من بابه، ولو جاءَه من ألف باب، إلا أن يلج من باب حبيبه وخليله، الذي أمَرَنا بالصلاة والسلام عليه، وعلَّمَنا كيف نفعل ذلك، فقال لنا رسولنا الحبيب: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، إنَّك حميد مجيد، اللهم بارِك على محمد وعلى آل محمد كما بارَكت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد))، وقال لنا غيرُه: قولوا: "اللهم صلِّ على محمد الفاتح لما أُغلِق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، والهادي صراطك المستقيم ... "، فأي الصلاتين نقول؟ وأي الهديَيْن نتبع؟ ? وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ? [الأنعام: 153].
إنَّ مبدأ دخول الجنَّة مرتبط بالطاعة، والطاعة مرتبطة بالتسليم، والتسليم مرتبط بسلامة الاتِّباع دون الابتِداع، ولو بحثنا في كلِّ الأوراد واستعرضنا كلَّ الطرق، لوجدنا سنَّة نبيِّنا خيرًا منها، وطريقتَه أحبَّ إلى ربنا، وأسلم عند خالقنا، وأرضى لرسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي يقول: ((والله، لو كان أخي موسى حيًّا، لما وسعه إلا اتِّباعي))، رضي الله عن موسى وعن نبيِّنا، وعن كلِّ مَن اكتَفَى بمنهجهم، واقتَفَى آثارهم، ووقف عندها، فالله في غنى عن عِبادةٍ لم يأمرك بها، وطاعة لم يطلبها منك، فالزَم الباب، بالإخلاص وبالصواب، لا بالعمَّة والجلباب؛ ? فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ? [الأعراف: 144]، ولا تتطلَّب التفنُّن والاستحسان، فما عند الله هو الحسن، وما عند غيره هو الضلال المُبِين؛ ? وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ? [النساء: 82].
ولو اكتفيت بما آتاك وكنت من الشاكرين، لأغنيت نفسَك عن اتِّباع الرجال، والتعلُّق بالأهداب، وتقبيل الأيادي، والتراقُص في المجامع، والتقافُز في المحافل، ودفْع الغالي والنَّفيس، وتسليم القِياد لهوى شيخ، ونزغة مُعَمَّم، ولو سألك الله يوم القيامة، فقل: يا رب، هذا نبيُّك وهذه سننه، لم أزد ولم أنقص، ولم أبتَدِع ولم أُغيِّر، فأنَّى تخيب وأنت متمسِّك بالوحيَيْن، عاضٌّ على الصحيحين، تَسِير بنورٍ من الله، وتخطو على بصيرةٍ من أمر الله، غير مُقتَحِم باب ضلالة، ولا ظلمات زاوية، ولا دروب طريقة، إلا طريقة رسول الله وصحبه المجتبَيْن، لا تسأل إلا عن سنَّته، ولا تجتَهِد إلا في اتِّباع هديه؟ فيالك من فائزٍ موفَّق، وحكيم محنَّك؛ ? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ? [الأنعام: 153]، ? وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ? [الروم: 31 - 32].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/374)
إنَّ ما جاء به رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كافٍ لِمَن أراد جنَّة الله، فمَن أطاعه دخَل الجنَّة ولا بُدَّ، ومَن اتَّبَع سبيله فهو معه بضرورة صدق القرآن في قوله - تعالى -: ? وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ? [النور: 54]، وإنَّ فيما قاله ممَّا صحَّ عنه من السُّنَن والأوراد، والأدعية والأذكار، وِرْدًا لكلِّ ظمآن، وطريقًا لكلِّ حيران، وبابًا لكلِّ مُنقَطِع، ومَطمَعًا لكلِّ مُرِيد، ولو اجتَهَد المجتهد، وسعى الساعي، ونظَم الناظم، وأراد خيرًا ممَّا قال محمد بن عبدالله الذي أُوتِي جوامع الكلم، وجمع الخير كله - فلن يجد إلى ذلك سبيلاً.
فإلى كلِّ مَن استَبدَل الحوقلة بالهوهوة، أصحاب الأوراد المُبتَكَرة، والطُّرُق المُستَحدَثة، وإلى كلِّ ناقز وراقص وشاطح، خُذْ ما آتاك الله وكن من الشاكرين، فوالله لو شطحتَ اليومَ كلَّه، ودرت كالرَّحَى حتى وقعتَ على أمِّ رأسك، لن يقبل الله منك شيئًا لم يفعله المَثَلُ الأعلى، والقدوة الأولى، فأَرِحْ نفسك من البدعة؛ فلا خيرَ فيها، واجعل مُبتَغاك سنَّة ثابتة تُحيِيها، وأثرًا صحيحًا تعضُّ عليه، وتعلَّم عبادته فإنها خير العبادة وأوسطها؛ فإن خير الهدي هدي محمد - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار، كما كان يقول عليه أفضل الصلاة وأتَمُّ التسليم.
فهديُه خيرُ الهدي، لا غلوَّ ولا تقصير، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، يقوم وينام، يصوم ويُفطِر، يحب الطِّيب والنساء، يُضاحِك أصحابه ويُمازِحهم، يُمسِك أحدَهم من خلفه ويقول: ((مَن يشتري العبد؟))، ويقول للعجوز: ((لن يدخل الجنة عجوز))، يقصد أنها لن تدخل عجوزًا؛ بل شابَّة، تأتي الجارية فتُمسِك بيده وتجرُّه فينطَلِق خلفها حتى يقضي حاجتها، يخدم أهله ويُعِينهم، تهجره إحداهنَّ إلى الليل وهو سيِّد البشر، يَخصِف نعلَه ويرقع ثوبه وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، لا تَراه إلا مُبتَسِمًا، وهو أعبَدُ العابِدين وأزهَدُ الزاهدين، بأبي هو وأمي من قدوةٍ لا أبتَغِي سواه، وإمام لا أتَّبِع غيره.
إنَّ الطريقة المحمديَّة زاوية رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - التي أُسِّست على التقوى من أوَّل يوم، ووُضِعت تعاليمها من لدن حكيم خبير، هي الزاوية الوحيدة، والطريقة التي لا يَقبَل الله طريقةً غيرها، ولا يرتَضِي أسلوبًا في العبادة إلا أسلوبها، فراقِب جيدًا قولَه - عليه السلام -: ((ما أنا عليه اليومَ وأصحابي))، وابحث عنه وعن تفاصيله، وكلَّما جاءَك أحدٌ يدْعوك إلى وردٍ، فقل: هل هو وردُ محمد بن عبدالله؟ فإن قال لك: نعم، فقل له: أين ثبَت ذلك عنه في الكتب الصحيحة الثابتة، التي قيَّض الله رجالها كي يحموا حوزة الدين من كلِّ مشتهٍ مُستَحسِن؟ وكلَّما جاءَك شيخٌ يُرِيدك مريدًا، فقل له: أنا مشغول، والمشغول لا يُشغَل، أنا مريد محمد بن عبدالله - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم - قد سلَّمتُ له القياد، وبعْتُ له النفس والروح، فهو شيخ طريقتي، ووردي وموردي، وشفيعي عند خالقي، فليس لي إلا قلب واحد، أسكنتُه حبَّه، فليس يقبل حبَّ أحدٍ سواه، فإن قال لك: أنا أدلُّك عليه، فقل له: بسنة صحيحة، وأثر ثابت، وفريضة محكمة، وعبادة كان عليها هو وأصحابه الأكرمون، عندئذٍ تكون بالله غنيًّا، وبشرعِه مكتفيًا، وبما آتاك من الدين محصنًا، ويكون بينك وبين البدعة حجاب السُّنة، وبينك وبين الضلالة حصن الهدي، هدي محمد - عليه أفضل الصلاة وأتَمُّ التسليم - وإلا تجاذبَتْك الأهواء، ولعبت بك البِدَع، وتَسابَق إليك المُعمَّمون يُرِيدونك نعجةً في زريبتهم، ومريدًا في طريقتهم، ثم يحتَجِبون عنك بالحُجَّاب، ويُغلِقون عليك الأبواب، ويُكثِرون عليك من الكلام المبهم، والعبارات الموهمة، وعندك كتابُ الله الواضح البيِّن، تقرؤه عذبًا طريًّا كما أُنزِل، كلمات الله فيه واضحة وضوحَ شمس الضحى، ورسائل الهدى تُحمَل إليك محصنة بـ? إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ? [الحجر: 9].
يا مريد محمد، إنَّ طريقك إلى محمد يمرُّ عبر الصحيحين وكتب الحديث، فهناك تجد كلَّ ما كان يفعله في يومه وليلته، وكلَّ ما كان يتقرَّب به إلى ربه، ولقد عاش الناسُ في العقود الماضية بَعيدِين عن المعارف والعلوم، ولم تكن الكتب متيسرة، ولا السنن معروفة، ولا انتَشَر العلم والخير كما انتَشَر في زماننا، فلجَؤُوا إلى شيوخ الطرائق، وتمسَّكوا بهم؛ إذ لم يكن لهم من سبيلٍ سواهم، حبًّا في رسول الله والإسلام، أمَّا اليوم بعد أن عرَفنا الطريق، وعَلِمنا كيف عاش محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلسنا نَبغِي سواه، ولسنا نتَّبِع غيرَه مهما بلَغ من الفضل والصلاح، فقل: ? الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ? [الأعراف: 43]، وثبتَت السنن والأحكام، وعرَفنا ما كان عليه هو وأصحابه، ولم يبقَ للناس على الله حجَّة بعد الرُّسُل، والحمد لله ربِّ العالمين، وقل لكلِّ صاحب طريقة وإمام زاوية: ? قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ? [الأعراف: 89]، صدَق الله، ومَن أصدق من الله حديثًا.(128/375)
ما هى أفضل الدروس لتعليم التجويد؟
ـ[محمد الحرز]ــــــــ[28 - 06 - 10, 06:05 ص]ـ
السلام عليكم
أريد منكم يا إخوانى فى هذا المنتدى الكريم أن تدلونى على أفضل الدروس الصوتية لتعليم التجويد من وجهة نظركم وحبذا لو أخبرنا أهل الخبرة فى هذا الفن وتفضلوا بوضع روابط لهذه الدروس
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[28 - 06 - 10, 07:45 ص]ـ
السلام عليكم
أريد منكم يا إخوانى فى هذا المنتدى الكريم أن تدلونى على أفضل الدروس الصوتية لتعليم التجويد من وجهة نظركم وحبذا لو أخبرنا أهل الخبرة فى هذا الفن وتفضلوا بوضع روابط لهذه الدروس
وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم
أخوك المسكين مجاز بحمد الله تعالى فى رواية حفص من طريق الشاطبيه و الطيبه
أنصحك نصيحة لوجه الله
عليك بدروس د/أيمن سويد و شروحه لمتون التجويد
فما سمعت أفضل منه فى الشرح أو القراءه وهو من أعلام أهل القراءات فى العالم
وله شروح صوتيه ومرئيه لأحكام التجويد وقراءة لتحفة الأطفال والجزريه
وتلاميذه من أتقن من يقرأ القرءان
مثل الشيخ صفوت محمود _وله شرح للجزريه _وابنه معاذ _وله موقع وعليه تسجيلات له _
والشيخ حسن مصطفى الوراقى متقن جدا ويدرس القراءات فى كلية المعلمين فى الطائف
ولا أعلم هل له شروح مسجلة أم لا
ولابد من القراءة على شيخ متقن مسند فى الرواية التى تريدها
وفقكم الله
ـ[أمة الغفار]ــــــــ[28 - 06 - 10, 03:35 م]ـ
يوجد دروس مباشره للشيخ علاء الدين الماردينى <<من كبار تلاميذة الدكتور أيمن رشدى سويد، والمدرس في مؤسسة القرآن الكريم والسنة بالشارقة>> فى قاعة معهد النصر الشرعى كل يوم أثنين الساعه الحادية عشر والنصف مساءاً بتوقيت القاهرة
وهذا رابط دخول القاعة ( http://alnosrah.net/pageother-812.html)
والدروس السابقه موجوده على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1317706#post1317706
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:02 ص]ـ
هناك شرح أكثر من رائع ... وانتفعت به كثيراً .. ولله الحمد والمنة .. وهو للأستاذ حسن البنا من مصر وهو غير المشهور!!
أتمنى أن تسأل إخواننا هناك أو أحد يفيدنا عنه!!
وياليت أحد يأتي بها هنا ويضعها هنا كي نستفيد منها ..
وأسأل الله أن ينفع بالجميع
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:12 ص]ـ
شرح الجزرية لأيمن سويد ترفع هنا تفضل,,,
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=139863
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:27 ص]ـ
هناك شرح أكثر من رائع ... وانتفعت به كثيراً .. ولله الحمد والمنة .. وهو للأستاذ حسن البنا من مصر وهو غير المشهور!!
أتمنى أن تسأل إخواننا هناك أو أحد يفيدنا عنه!!
وياليت أحد يأتي بها هنا ويضعها هنا كي نستفيد منها ..
وأسأل الله أن ينفع بالجميع
وهنا مما يؤيد كلامي نوعا ما:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=158393
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:51 ص]ـ
وهنا مما يؤيد كلامي نوعا ما:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=158393
وقد قام الشيخ حسن البنا كامل بشرح الشاطبية ـ متطوعاً ـ بالإسكندرية - بسابا باشا شارع مصطفى أبو هيف ـ خلف الترام من جهة البحر - خلف المستشفى الألماني ـ بمسجد الصردي يوم الاثنين من كل أسبوع بعد المغرب - وكان ذلك كله في تاريخ 24 - 04 - 2007م
فياليت أحد يستفيد من هذه المعلومات الدلالية لمعرفة الشيخ أكثر وأكثر وإتحافنا بعلمه وشروحاته المرئية والصوتية!!!
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 03:55 م]ـ
ما معنى متطوعا؟
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 05:30 م]ـ
ما معنى متطوعا؟
يعني بدون أجر دنيوي؛
محتسبا الأجر عند الله تعالى(128/376)
رد الشيخ سعود الفنيسان على فتوى الكلباني
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:24 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... وبعد:
لقد اطلعت على ما كتبه الأخ الشيخ عادل بن سالم الكلباني وفقني الله وإياه إلى كل خير- حول إباحة الغناء إباحة مطلقة بل إنه عنون لكتابته هذه والتي سماها رسالة بـ (تشييد البناء في إثبات حل الغناء) فهل آلمه انحسار التسجيلات الغنائية حين زاحمتها التسجيلات الإسلامية في كل حي وشارع فأراد أن يشيد بناء الأولى على حساب الثانية أو يعطي تعادلا بينهما؟!! وهل راعه وأحزنه رجوع وتوبة عدد من المغنيين والفنانيين – رجالا ونساء- والتزام عدد من المغنيات بالحجاب الشرعي. فأراد أن يُطمئن من لا يزالون يمارسون هذه المهنة المشبوهة أن يبقوا على ما هم عليه فإن فعلهم وكسبهم حلال لا شبهة فيه!!!
وأنا أعرف أبا عبدالإله الشيخ عادل- حافظا للقرآن الكريم مجودا له مقرئاً بالقراءات السبع مثقفا خلوقا بشوشا ولكني لم أعهده ولا غيري- مفتيا بالحلال والحرام بل كان إذا سئل عن حكم فقهي أحال السائل إلى أحد المشايخ وطلاب العلم المعروفين. ولكن ما لذي حصل؟! لا أدري ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأحسن به الظن فربما كان هذا منه ردة فعل وغضبة مضرية بسبب من أساء إليه ونصحه بالتوجه إلى سوق الخضار وتمنى له أن يسجن أو يقطع لسانه!!.
ومع هذا أقول للاثنين: ما هكذا يا سعد تورد الإبل!
أما أنا فالشيخ عادل عندي - أخ كريم وصديق عزيز ستبقى محبتي له رغم اختلافي معه فإن الحق ضالة كل منصف.
ولما أعدت قراءة رسالته وجدته قد وقع في أمر مريج خلط فيه ولبط وقرأ فقمّش وعندما كتب ما فتّشْ فخلط جهالة بجهالة، فجاء حكمه – بإطلاق إباحة الغناء- غِثّا على إبّاله. وكل من تعجل أوخاض في فن لا يحسنه أتى بالعجائب والغرائب!!.
- لقد أصاب الشيخ بقوله: إن الله خلق في الإنسان غريزة حب الجمال والكون وما فيه يُسر برؤية كل جميل ويطرب لسماع الأصوات الحسنة.
بل وكل ما شرعه الله من أحكام يتفق مع ما أودع الله في الإنسان من غرائز ولعل في حديث: (إن الله جميل يحب الجمال ... ) إشارة جلية لهذا. فنحن نحب كل جميل أباحه الله لأن الله جميل يحب الجمال.
غير أن قول الشيخ عادل: (الصوت الحسن يجري في الجسم مجرى الدم في العروق فيصفو له الدم وتنمو له النفس) هذا غير صحيح وإن قاله بعض أطباء الفلاسفة كابن سيناء. قالوه يريدون به ارتياح النفس وتلذذها به لا غير، ولا يقصد بحال أن الصوت يجري حقيقة في الدم!. ثم لو صح ذلك في الطب القديم فإن الطب الحديث يكذبه وينفيه لأن حسن الصوت وضده أمر معنوي لا يمكن يقاس تشخيصه بالآلة والمجهر بخلاف الصوت يمكن قياسه.
- وقال من دلائل إباحة الغناء: (أنك لن تجد في كتب الإسلام ومراجعه نصا على تحريم الغناء) قلت: إن التبويب أمر اصطلاحي لا يتوقف عليه الحكم وإنما يؤخذ الحكم من نصوص الأحاديث في كتب السنة ومدوناتها والتي لا تخفى على كل طالب علم. ثم إن عدم الوجود لا يكون دليلا على العدم عند العقلاء.
- وقال أيضا من أدلة إباحته: (إن كل ما أراد الله تحريمه قطعا نص عليه بنص لا جدال فيه. وكل ما أراد الله أن يوسع للناس .. جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر بل إن من أوضح الأدلة على إثبات حل الغناء أن الشرع لم يحرمه نصا مع أن الله حرم أشياء لم بكن العرب يعرفونها كالخنزير والشرب في آنية الذهب والفضة .... ) قلت: هذا من أمحل المحال وأبطل الباطل حيث يلزم أن كل ما لم ينص الله على تحريمه بنص جلي فهو جائز والخلاف فيه معتبر!!!. فهذه الخمر قد نص الله على تحريمها بنص لا جدال فيه ومثلها النص على تحريم أكل لحم الخنزير، دون شحمه وعظمه! فهل يجوز أن الشحم والعظم جائز وهل يقال أن الحشيش والأفيون وسائر المخدرات جائزة لأنها لم تذكر في القرآن والسنة وهل يقال إن الخلاف فيها – على فرض وقوعه- معتبر؟!! و القول بأن الخنزير حرم و العرب لا تعرفه ومثله الشرب في آنية الذهب والفضة. فهذا القول غير صحيح يدل على جهل قائله بتاريخ العرب وعلاقتاهم بجيرانهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى والوثنيين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/377)
- وإذا كان علة تحريم الخمر إزالتها للعقل فإن علة تحريم الغناء إفضاؤه لموت القلب والروح والوقوع بالفاحشة فالسكر بالغناء إذا أُشربه القلب أعظم من شرب الخمر. فإن سكر الشراب يستفيق صاحبه بعد زمن يسير ومن أُشرب قلبه بالغناء فقد لا يفيق. وما أجمل قول ابن القيم رحمه الله حيث قال (فلو سألت الطباع ما لذي خنّثها وذكورة الرجال ما الذي أنّثها لقالت: سل السماع- الغناء- فإنه رقية الزنا وحاديه .. والداعي إلي ذلك ومناديه) ا-هـ.
- وقال الشيخ عادل أيضا: عن العلماء عامة وأهل هذه البلاد خاصة إن فتواه في الغناء هذه: (كشفت عوار أمة تحمل لواء النص وتزعم إتباعه وتنهى عن التقليد ثم تقلد أئمتها دون بحث أو تمحيص .. !) أقول: سبحان الله إن هذا لبهتان عظيم!! كأني به يرى فتواه التي صدم بها أهل الحق من أمته ومجتمعه هي بداية الاجتهاد والصحوة وترك التقليد ليس بعد هذا غرور أو تعالي!! ألا يدري أنه لا يوجد عالم مطلق ولا جاهل مطلق فالعلم والجهل نسبي وأن ما من مجتهد إلا هو مقلد لمجتهد آخر أعلم منه.
- وقال أيضا (إن هناك فئة كبيرة من علمائنا وطلبة العلم مصابون بجرثومة التحريم فلا يرتاح لهم بال إلا إذا أغلقوا باب الحلال وأوصدوه بكل رأي شديد تعجز عن فكه كل مفاتيح الصلب والحديد .. ) قلت: يا سبحان الله أوصلت بك الحال- يا أبا عبدالإله إلى هذا!! إن من يخالفك يبادلك بمثل قولك: إن قرائنا ومثقفينا مصابون بجرثومة التحليل وإشاعة الفتن وتتبع الشواذ من الأقوال والفتاوى فلا يقر لهم قرار ولا يرتاح لهم بال حتى يميعوا الدين و يشككوا الناشئة في دينهم ويزعزعوا في الناس ثقتهم بأئمتهم وعلمائهم – فعلوا هذا حين تصدروا للفتوى قبل أن يُصدروا وتزببوا قيل أن يحصرموا!!
- وقال أيضا (الذي أدين الله به هو أن الغناء حلال كله حتى مع المعازف ولا دليل يحرمه من الكتاب ولا السنة. وكل دليل استدل به المحرمون لا ينهض بالتحريم وكل حديث استدل به المحرمون إما صحيح غير صريح أو صريح غير صحيح ولا بد من الصحة والصراحة لنقول بالتحريم) قلت: كلامه هذا إن كان يقصده فهو خطيرا لأن جملة (الغناء حلال كله حتى مع المعازف) جملة مطلقة تعني أنه لا يمانع أن يكون الغناء بالفحش وبأصوات النساء والمردان مما يثير الشهوة وهذا هو الغناء الذي يمارس في وسائل الإعلام اليوم والذي يتبادر إلى ذهن كل سامع وقارئ لإطلاقك حل الغناء حتى مع المعازف يفهم منها حل أغاني فيديو كليب بما فيها من الفحش والقذارة والجنس الهابط السخيف!!
- إن الغناء المحرم يتعاطاه فئتان من الناس قديما وحديثا. فئة تجيزه وتمارسه على وجه من اللعب والمتعة واللهو والمجون وقضاء الوقت. وفئة تمارسه وتستجيزه على وجه أنه قربة لله تتقرب به إليه. وهؤلاء هم طائفة الصوفية وأهل الكلام في كل زمان ومكان وهذه الفئة أخطر من الأولى وذلك أن الصوفية أهل حفظ وتلاوة للقرآن وزهد وعبادة. والإحداث والابتداع في الدين أعظم من ارتكاب المعصية باللهو والمتعة
- إن تحريم المعازف وهي جمع معزوفة وتشمل جميع الآلات الموسيقية المعروفة اليوم و تطلق المعازف أيضا – على أصوات الملاهي فالمعازف محرمة بنص حديث أبي مالك الأشعري في صحيح البخاري (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .. ) والاستحلال فسره شراح الحديث بأمرين:
1) بالاعتقاد أن هذه الأمور المذكورة حلالا. أو 2) هو مجاز عن الاسترسال في مباشرة هذه المحرمات كالاسترسال في مسائل الحلال.
ومما يدل على تحريم الغناء ولو كان مباحا إذا استخدمت فيه آله العزف حديث عائشة عند البخاري: (لما دخل أبو بكر يوم العيد على ابنته أم المؤمنين وعندها جاريتان تغنيان بيوم بعاث فانتهرهما قائلا: أمزمور الشيطان في بيت رسول الله؟! فقال الرسول: دعهما يا أبا بكر ... ) والاستدلال: على التحريم من وجهين الأول: حيث جعل استحلال المعزفة بمنزلة استحلال الخمر. والثاني: إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر تسميته المعازف بمزمار الشيطان. ولم ينكر عليه هذه التسمية في حين أنكر عليه نهره للجاريتين معللا بأنه يوم عيد فقال: (إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا) وفي رواية: (دعهما ليعلم الناس أن في ديننا فسحة) فإقراره وقوله تشريع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/378)
- و شريعة الله جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها ولا يوجد في شرع الله مصلحة راجحة إلا ويقابلها منع للمفسدة أو التقليل منها.
ولكن محبي الغناء ومجيزيه قد لبّسوا على الناس حيث خلطوا المحرم بالجائز المباح. فعملوا على جلب المفاسد وتقليل المصالح.
- المحرم في الشريعة قسمان: قسم حُرّم لما فيه من المفسدة بذاته وقسم حُرّم لأنه ذريعة ووسيلة إلى المفسدة.و مثال ما حرم لذاته كشرب الخمر وأكل لحم الخنزير والميتة، ونكاح المحارم قال تعالى: (إنما الخمر والميسر والأنصاب وأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) وقال: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير .. ) وقال: (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم .. ) الآية. ومثال ما حرم لكونه ذريعة ووسيلة إلى مفسدة: سب آلة المشركين ومعبوداتهم نهى الله عنها لأن سبها سيؤدي إلى سب الله وسب دينه قال تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) فكل ما حرم لذاته أو حرم لكونه وسيلة للحرام هو معلل بعلة منصوصة وكل ما كانت علة النهي منصوصة صار ذلك الشيء محرما نصا.
- و يجب أن يعلم أن الجائز من الغناء لابد من أن يتوفر فيه ثلاثة شروط: 1) أن يكون بصوت مجرد دون آله. 2) وأن يكون لفظه ومعناه شريفا لا يثير شهوة وليس فيه فحش ولا تغزل بحرام. 3) وأن لا يكون عند أدائه و سماعه اختلاط بين الرجال والنساء. والمحرم من الغناء عكس ذلك تماما.
- وعلى هذا فإن الغناء محرم عند عامة السلف لأنه وسيلة إلى الحرام فتحريمه تحريم وسيلة. لأنه اجتمع فيه الآلة (الموسيقى) والكلام الفاحش والتغزل الحرام واختلاط الرجال بالنساء. وهذا المعنى هو الذي من أجل هذا قال المحرمون وجهله المجيزون.
- ومن نظر - من غير فقه- إلى المحرم بالوسيلة استشكل وجه التحريم فقال في نفسه أو لغيره- أي مفسدة في صوت مطرب بآلة أو استماع كلام موزون بصوت حسن فيحرم؟! وهل أصوات الطيور المطربة والنظر إلى المرأة الجميلة والوجه الحسن إلا كرؤية الأزهاير من الأشجار و الأنهار وكل ذلك خلق لله!!!؟ هذا ما قاله ويقوله المجيزون للغناء من أهل التصوف ومقلدوهم على مدار الزمان. ألا يعلم هؤلاء وأولئك أن تحريم النظر إلى الصور واستماع الصوت بالآلة المطربة إنما هو من تمام حكمة التشريع. (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ... ) ولو فرض أن عاقلا حرم أمرا فيه مفسدة وأباح الوسيلة المفضية إليه لعده الناس سفيها متناقضا في أقواله وأفعاله.
- ثم إن عامة علماء السلف الذين ذكرهم الشيخ عادل – ممن يجيزون الغناء في نظره ونظر من قلده فإن أولئك كانوا يسمعون الغناء المباح وليس المحرم كالحداء وقصائد الحكمة والزهد وما يسمونه زاد المسافر يقطعون به الطريق وأيضا لم يثبت عن واحد من العلماء المعتبرين أنه غنى بآلة أو استمع مغنيا يغني بالناس إلا ما جاءت إباحته في الشرع كالأعياد والأفراح والأعراس وأكثر من يباشر الغناء في هذه المناسبات هم النساء و الصبيان! وإن حضر العلماء هذه الأفراح أو أذنوا بها إنما هو للتشجيع لا غير.
و كل من نقل عنه من الصحابة أنه أجاز الغناء إنما كان يغني بالحداء وشعر الحكمة والزهد في الأفراح والأعياد والقدوم من السفر ونحوه ولم يصح النقل عن أحد من الصحابة إطلاقا أنه أجاز الغناء إلا ما قيل عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو من صغار الصحابة حيث توفي رسول الله وعمره عشر سنين فقط. وعلى فرض صحته عنه – فعبد الله بن جعفر رضي الله عنه ليس ممن يصلح أن يعارض قوله أو فعله- قولَ وفعلَ غيره من كبار الصحابة ممن هم افقه وأعلم منه كابن مسعود وابن عمر وابن عباس وجابر الخ ... قال ابن تيميه: (ومن أحتج بمثل فعل عبد الله بن جعفر في مثل هذا- لزمه أن يحتج بفعل معاوية في قتاله لعلي وبفعل الزبير في قتاله في الفرقة وأمثال ذلك. مما لا يصح لأهل العلم والدين أن يدخلوه في الدين والشرع ثم إن عبد الله بن جعفر كان يسمع غناء جاريته في داره ولم يكن يجتمع عنده الناس ولا يعد استماعه له دينا وطاعة بل هو عنده من الباطل. و عند الجمع بين النصوص يحمل الخاص على العام فيستفيد العام تخصيصا وتقييدا مما هو معلوم لدى الخاص
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/379)
والعام واستدلال المجيزين من أشد الجهل حيث احتجوا ما ليس لهم به حجة إذ عامة حججهم إمام تشبيه الشيء بما ليس بمثله وأما قياس فاسد. كجعل الخاص عاما كإباحة الغناء).
- ولم يثبت إباحة الغناء عند أحد من التابعين إلا عند اثنين فقط هما – إبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف (ت183هـ) وعبيد الله بن الحسن العنبري (ت168هـ) وكانا يسمعانه من جواريهما ولا يجمعان الناس عليه قاله شيخ الإسلام بن تيميه في كتابه (الاستقامة).
- أما ما ذكره المبيحون للغناء أن الأئمة الأربعة يجيزون الغناء فهذا من أعظم الكذب والافتراء فحاشاهم عن ذلك قال ابن القيم في كتابه (الكلام في مسألة السماع): (فأبو حنيفة وأصحابه من أشد الناس في تحريمه والنهي عنه فهذا أهل بلده وأصحابه سفيان الثوري وحماد بن أبي سليمان وقبله عامر الشعبي وإبراهيم النخعي- لا خلاف بينهم في ذلك. إلا ما يروى عن عبيد الله بن الحسن العنبري فإنه لا يرى به بأسا لكن ليس على صفة ما يفعله الفساق من الصوفية وأمثالهم.
وهذا الإمام مالك لما سئل عن السماع – الغناء- قال: لا يجوز قيل فإنهم بالمدينة يسمعون ذلك قال: إنما يسمع ذلك عندنا الفساق قال الله تعالى (فماذا بعد الحق إلا الضلال) أهو حق؟ قال السائل: لا.
وهذا الإمام الشافعي قال: إن الغناء لهوٌ مكروه يشبه الباطل ومن استكثر منه فإنه سفيه ترد شهادته. وقال أيضا: صاحب الجارية – المغنية- إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته وأخاف أن يكون ديوثا. وقال: خرجت من بغداد وخلفت بها شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه (التغبير) يصدون الناس به عن القرآن.
أما الإمام أحمد بن حنبل ففي مسائل ابنه عبد الله قال سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق في القلب. لا يعجبني. وسئل الإمام أحمد عن حديث عائشة وغناء الجاريتين عندها. إيش هذا الغناء؟ قال: غناء الراكب:
أتيناكم أتيناكم فحيونا نحيكم.
ولولا الحبة السمراء ما سمنت عذاريكم.
ولولا الذهب الأحمر ما حلت بواديكم) ا. هـ
- أما ابن رجب فكيف ينسب إليه جواز الغناء ورسالته (نزهة الأسماع في مسألة السماع) كلها تطفح بتحريمه؟! وكيف هذا وهو يقول في رسالته (أعلم أن سماع الغناء يضاد سماع القرآن من كل وجه فإن القرآن كلام الله ووحيه ونوره الذي أحيا بها القلوب الميتة وأخرج به العباد من الظلمات إلى النور. والأغاني وآلاتها مزامير الشيطان فإن الشيطان قرأنه الشعر ومؤذنه المزمار ومصائده النساء كما قال قتادة وغيره من السلف وفي الجملة فسماع القرآن ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء البقل وسماع الغناء ينبت النفاق كما ينبت الماء البصل ولا يستويان حتى يستوى الحق والباطل!)
- وفي الختام فإني أدعو لأخي الكريم الحافظ والمقري لكتاب الله الشيخ عادل الكلباني أن يتأمل الآيات الكريمة التي استدل بها المانعون لسماع الغناء وتفاسير الصحابة والتابعين لها و أنصحه بالرجوع إلى الحق والأخذ بأقوال الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من الأئمة المتبوعين وأن لا يفتح على الناس باب فتنة يبؤ بإثمها وكما ادعوه أن يقف طويلا متأملا هذه الآية خاصة – وهو القارئ الحافظ: (ألم يأن للذين امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) وليتذكر قول رسول الله من حديث أبي مسعود الأنصاري في صحيح مسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) وقول حذيفة بن اليمان: (يا معشر القراء استقيموا وخذوا طريق من كان قبلكم فو الله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم بعيدا).
- يا شيخ عادل: علم الله أني ما كتبت هذه الأسطر إلا نصيحة لك لما رأيت الفتنة المستطيرة التي سببتها فتواك بين الناس عامة والشباب خاصة. و والله لأن أكون أنا وأنت وكل طالب علم ذَنبا في الحق خير أن نكون رؤوسا في الباطل. والرجوع إلى الحق فضيلة والإصرار على غيره رذيلة.أسأل الله لي ولك الهداية والتوفيق آمين. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد.
كتبه
أ.د/ سعود بن عبد الله الفنيسان.
الأستاذ بجامعة الإمام وعميد كلية الشريعة بالرياض- سابقا.
15/ 7/1431هـ
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 06:04 م]ـ
رد جميل
أسأل الله ان ينفع به
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 06 - 10, 06:28 م]ـ
حياك الله و بارك فيك
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[29 - 06 - 10, 07:29 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215525(128/380)
أهداف الإجازة
ـ[عبدالله البغدادي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:38 م]ـ
السلام عليكو ورحمة الله وبركاته تعلمون أنا مقبلون على الإجاز وكل واحد عنده أهداف يريد أن يحققها كيف أضع لي أهداف وكيف أضع لي روئية وجهوني جزاك الله خيراً(128/381)
لا يصح التنازل عن الميراث قبل موت المُوَرَّث ...
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[29 - 06 - 10, 12:32 ص]ـ
حكم التنازل عن الميراث في زواج المسيار
هل يجوز في زواج المسيار أن تتنازل الزوجة عن الميراث عند كتابة العقد في حالة وفاة الزوج وهي في ذمته؟
الجواب:
الحمد لله
زواج المسيار إذا توفرت فيه شروط النكاح وأركانه وانتفت الموانع، فهو نكاح صحيح، ويترتب عليه آثار النكاح، ومنها الميراث، فيرث كل واحد من الزوجين صاحبه، فإذا اشترط أحد الزوجين على الآخر أن يتنازل عن حقه في الميراث عند موت الآخر، فإن هذا الشرط لا يصح؛ لأن الإرث لا يُملك إلا بعد موت المورث، والتنازل قبل ذلك تنازل عما لا يملكه الإنسان، لكن إذا كان الإسقاط بعد استحقاق الميراث، وذلك بعد موت الآخر، وكان ذلك برضا وطيب نفس من المتنازل، فذلك جائز.
قال الشيخ بكرى الصدفي رحمه الله - المفتي الأسبق للديار المصرية -: " إذا تزوجا بشرط عدم ميراث أحدهما من الآخر عند موته، فلا عبرة بهذا الشرط ويرث كل منهما الآخر عند موته " انتهى من "فتاوى الأزهر".
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/152312
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 12:35 ص]ـ
والله زواج المسيار هذا شيء عجيب لا أدري من ابتدعه(128/382)
هل يوجد أحد بالجنة الآن؟
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[29 - 06 - 10, 12:36 ص]ـ
هل يوجد أحد بالجنة الآن
السؤال: هل هناك أحد في الجنة الآن (غير الأنبياء والملائكة)؟ أم أننا جميعا ننتظر يوم القيامة قبل أن ندخل الجنة أو النار؟
سمعت أن بعض الناس رأوا الجنة أو أنهم في الجنة الآن أو أنهم ذهبوا للجنة ورأوا ما فيها وهم ليسوا أنبياء أو ملائكة.
الجواب:
الحمد لله
الجنة قد خلقها الله سبحانه وفرغ من خلقها لقوله سبحانه في الحديث القدسي: " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت .. " الحديث. ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم رآها في ليلة الإسراء والمعراج، ولغير ذلك من الأدلة.
وهل يدخلها أحد من البشر قبل يوم القيامة؟
الظاهر أن ذلك على نوعين:
1 - دخوله بروحه كما هو حال الأموات، فهذا ثابت للأنبياء، والشهداء الذين تكون أرواحهم في حاصل طير خضر تسرح في الجنة. وكما هو الحال في الأحاديث التي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيها أنه دخل الجنة في المنام (رؤيا النوم)، فإنها في حالات الأرواح.
2 - أما دخول الجنة بالجسد والروح فإنها تكون يوم القيامة للبشر وللجن. ويستثنى من هذا ما ذكر أن آدم عليه السلام كان في الجنة قبل أن ينزل إلى الارض، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله وغيره. والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
http://www.islam-qa.com/ar/ref/4003/
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:46 ص]ـ
والله ما دخلناها بعد. فاصبر حتى ندخلها ونخبرك هذا إذا سُمح لنا من هناك بالمشاركة في الملتقى. وإذا دخلتها قبلنا فبشرنا في المنام.
يا أخي هذا من فضول العلم.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 10:22 ص]ـ
والله ما دخلناها بعد. فاصبر حتى ندخلها ونخبرك هذا إذا سُمح لنا من هناك بالمشاركة في الملتقى. وإذا دخلتها قبلنا فبشرنا في المنام.
يا أخي هذا من فضول العلم.
اللطف اللطف جزاك الله خيرا.
فالأخ أورد سؤالا بجوابه من موقع الشيخ محمد صالح المنجد: الإسلام سؤال وجواب
وربما كان هذا السؤال يدور في ذهنه فبحث عنه فوجد له إجابة , ومن ثم أراد أن يفيد الإخوة.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 10:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أحمد.
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[30 - 06 - 10, 12:34 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 01:17 م]ـ
جزاك الله خير أخي أحمد، فائدة قيمة، أما قول أخي الفاضل ابن لهاوة أنه من فضول العلم فيقال له لماذا دخلت إذا كنت ترى أنه من فضول العلم!!
والصحيح أنه ليس من فضول العلم،
والصحيح أيضا أن جواب ابن لهاوة من فضول الأجوبة التي لا تفيد إطلاقا ولا أدل من قوله (فاصبر حتى ندخلها ثم نخبرك هذا إذا سمح لنا!!)!! نفع الله بكم جميعا ...
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 02:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[30 - 06 - 10, 02:18 م]ـ
والله ما دخلناها بعد. فاصبر حتى ندخلها ونخبرك هذا إذا سُمح لنا من هناك بالمشاركة في الملتقى. .
هذا ليس من تعظيم شعائر الله عز وجل ... ويذكرني بأسلوب المنافقين في لمز أهل الدين .. فاربأ بنفسك عن التشبه بهم ... وكما قال أحد السلف انكم لتعملون العمل وهو كالذر في أعينكم كنا نعده على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلام من النفاق ....
ـ[أبو مازن السلفي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 02:47 م]ـ
جزاك الله خير أخي أحمد، فائدة قيمة، أما قول أخي الفاضل ابن لهاوة أنه من فضول العلم فيقال له لماذا دخلت إذا كنت ترى أنه من فضول العلم!!
والصحيح أنه ليس من فضول العلم،
والصحيح أيضا أن جواب ابن لهاوة من فضول الأجوبة التي لا تفيد إطلاقا ولا أدل من قوله (فاصبر حتى ندخلها ثم نخبرك هذا إذا سمح لنا!!)!! نفع الله بكم جميعا ...
صدقت أخي الكريم.
هذا ليس من تعظيم شعائر الله عز وجل ... ويذكرني بأسلوب المنافقين في لمز أهل الدين .. فاربأ بنفسك عن التشبه بهم ... وكما قال أحد السلف انكم لتعملون العمل وهو كالذر في أعينكم كنا نعده على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلام من النفاق ....
الرفق! الرفق! أخي الكريم.(128/383)
لعبة الفيفا [ fifa] حكمها ... وهل يختلف للكبار عن الصغار؟
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[29 - 06 - 10, 02:04 ص]ـ
اللعبة الأشهر على مستوى العالم
الفيفا - كرة القدم -
الموجودة على البلاى ستيشن او الكمبيوتر
هذه اللعبة التى احتلت قلوب الملايين من الشباب
المسلم والكافر
وحتى بعض أهل الالتزام من المسلمين!
وما دعانى لفتح هذا الموضوع إلا ان بعض الشباب من إخوانى الملتزمين
أخبرنى أنهم يذهبون للترويح عن انفسهم فى إجازة ويأخذون هذا الجهاز القبيح البلاء ستيشن! معهم لقضاء أحلى الأوقات!
ولما تذكرت بعض فتاوى المشايخ فى هذه اللعبة أنها تحرم - ولكنى نسيت أسمائهم -
بحثت عن فتاوى العلماء فى الشبكة
فلم اجد إلا فتوى الشيخ ياسر برهامى حفظه الله
فأحببت إيرادها للانتفاع وها هى الفتوى:
ما حكم لعبة الفيفا للكبار
السؤال: ما حكم لعبة الفيفا للكبار، وهى لعبة مجسمة للاعبين حقيقيين لكرة القدم؟
الجواب:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد،
فهذه الألعاب يرخص فيها للأطفال ومن فى نحو سنهم وحاجتهم للعب لحديث عائشة فى اللعب بالبنات - العرائس -، أما الكبار فعموم ادلة منع التصوير - الرسم والنحت - تمنع من لعبهم لهذه الألعاب.
http://www.alsalafway.com/cms/fatwa.php?action=fatwa&id=2283
ومن كانت عنده فتاوى لمشايخ آخرين فليوردها لينتفع بها الإخوة
ووالله لولا عموم البلوى فى أوساط بعض الشباب - الملتزمين! - لما فتحت هذا الموضوع
والله أسأل أن يعصمنا من الزلل وأن يوفقنا لعمل ما يرضيه إنه ولى ذلك والقادر عليه
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[29 - 06 - 10, 03:47 ص]ـ
كنت قد ارسلت سؤال الي الشيخ سليمان الماجد عن طريق موقعه حول اللعب الالكترونية المنتشرة بين الشباب
فاجاب فضيلته
إذا لم تكن مشتملة على أمور محرمة كإظهار الأديان والعقائد الفاسدة أو صور النساء المتبرجات أو الموسيقى ونحو ذلك فلا حرج في اللعب بها. وإن كان الأولى بالمسلم شغل وقته بالنافع والمفيد في الدين والدنيا. والله أعلم.
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[03 - 07 - 10, 08:06 م]ـ
جزيت خيرا أبا معاذ
وأوجه شكرى لإدارة الملتقى
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[11 - 07 - 10, 09:54 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[عبد الله الأبياري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 12:58 ص]ـ
و هل هذه تحتاج للإستفتاء، اللعبة و لو كانت خالية من كل قبيح فهي تستهلك العقول و الأوقات
ـ[عبد الله الأبياري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 03:23 ص]ـ
السائل: يقول السائل ايضا ما حكم لعب البالي ستايشن
الشيخ اللحيدان: أنا في الحقيقة لا أعرفها لكن كل لهو يلهوه ابن آدم فباطل الا ما كان من كذا و استثنى النبي صلى الله عليه و سلم أشياء ليس منها هذا النوع أما يسمى بالورق و الجنقفة و بقية الألعاب الأخرى التي يلعب الناس بها كلها داخلت في أنها باطل و الذي استثناه النبي صلى الله عليه و سلم تعلم الرماية و الفروسية و ملاعبة الرجل لامرأته و تعلم استعمال السيف هذه الاشياء التي تعود الانسان على الرجولة و الفروسية و ما يتعلق بها أو ما يتعلق باسعاد الزوجة هذه مباحة من هذا اللهو و ما كان خلاف ذالك فباطل
http://www.box.net/shared/5mttbt0lrv(128/384)
العلة في التفريق بين جواز أكل لحوم الحمر الوحشية ولحوم الحمر الأهلية
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[29 - 06 - 10, 07:06 ص]ـ
قد ورد في الاحاديث التفريق بين الحمر الاهلية بتحريم أكلها والحمر الوحشية بحل أكلها فهل لهذا التفريق حكمة هل هو معقول المعنى تدرك علته أم أنه تعبدي، كلاهما له حافر فما وجه التفريق
بارك الله فيكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 06 - 10, 02:42 م]ـ
الحمد لله
جاء في نص تحريم الأهلية في صحيح البخاري وغيره: " إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس".
فهذا النص بين علة تحريمه الأهلية.
ويفهم من هذا: أن الوحشي = ليس كذلك.
وطبيعة كل منهما مختلفة في مرعاه وتكوينه ...
فهذا جواب مختصر، والله أعلم.
ـ[محمد الحافي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 03:04 م]ـ
الحمار الأهلي حرم لأنه ركس وليس لأنه من ذوات الحافر ....
ولا تكاد تجد بينهما شبها إلا أن كل واحد منهما يسمى حمارا بسبب النهيق .... وما عدا ذلك فشتان بينهما فالوحشية من أطيب اللحوم عندهم , ومازالت العرب تأكلها وتحبها وأشعارهم طافحة بنعتها حتى فنيت من الجزيرة من نحو 400 سنة حتى ظن بعض الجهال ممن لا يكاد يعرف شيئا من اشعارهم وحياتهم انها لا تعيش إلا في غابات افريقية؟ وبعضهم ارتكب طامة فظن انها هي بقر الوحش الموجودفي المحميات ... وبعضهم تخيل انها مخلوق يشبه الحمار دون الأهلي ....
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:29 م]ـ
أحسن الله إليكما وبارك الله فيكما
ـ[الدسوقي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 02:23 ص]ـ
لتحريم الحمر الأهلية ثلاث علل:
1 - أنها نجسة 2 - و خبيثة 3 - ولِأَنَّهَا تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ.
... عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: " لَمَّا أَمْسَوْا يَوْمَ فَتَحُوا خَيْبَرَ أَوْقَدُوا النِّيرَانَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَامَ أَوْقَدْتُمْ هَذِهِ النِّيرَانَ قَالُوا لُحُومِ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ قَالَ أَهْرِيقُوا مَا فِيهَا وَاكْسِرُوا قُدُورَهَا فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقَالَ نُهَرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ ذَاكَ " رواه البخاري.
... وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " صَبَّحْنَا خَيْبَرَ بُكْرَةً ... فَأَصَبْنَا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ فَإِنَّهَا رِجْسٌ " رواه البخاري، وعند مسلم: " فَإِنَّهَا رِجْسٌ أَوْ نَجِسٌ ".
... وعن ابْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ يَوْمَ خَيْبَرَ فَإِنَّ الْقُدُورَ لَتَغْلِي قَالَ وَبَعْضُهَا نَضِجَتْ فَجَاءَ مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِ الْحُمُرِ شَيْئًا وَأَهْرِقُوهَا قَالَ ابْنُ أَبِي أَوْفَى: فَتَحَدَّثْنَا أَنَّهُ إِنَّمَا نَهَى عَنْهَا لِأَنَّهَا لَمْ تُخَمَّسْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَهَى عَنْهَا الْبَتَّةَ لِأَنَّهَا كَانَتْ تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ " رواه البخاري.
... وعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قال: " أَكَلْنَا زَمَنَ خَيْبَرَ الْخَيْلَ وَحُمُرَ الْوَحْشِ وَنَهَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ " رواه مسلم.
* قال ابن عبد البر (368 - 463هـ): " لا خلاف بين علماء المسلمين اليوم في تحريمها " اهـ[المغني مع الشرح الكبير ص65 ج11]
* قال العلامة ابن القيم [تهذيب سنن أبي داود ص324 ج5]:
((وقد اختلف في سبب النهي عن الحمر على أربعة أقوال وهي في الصحيح ـ
أحدها: أنها كانت جوال القرية كما في حديث غالب ـ وهذا قد جاء في بعض طرق حديث عبد الله بن أبي أوفى (أصابتنا مجاعة ليالي خيبر فلما كان يوم خيبر وقعنا في الحمر الأهلية فانتحرناها فلما غلت بها القدور نادى منادي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أن اكفئوا القدور ولا تأكلوا من لحوم الحمر شيئًا) فقال أناس إنما نهى عنها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأنها لم تخمس وقال آخرون نهى عنها البته ـ وقال البخاري في بعض طرقه: نهى عنها البته لأنها كانت تأكل العذرة ـ فهاتان علتان ـ
العلة الثالثة: حاجتهم إليها فنهاهم عنها إبقاء لها.
كما في حديث ابن عمر المتفق عليه: (أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية زاد في طريق أخرى "وكان الناس قد احتاجوا إليها").
العلة الرابعة: أنه إنما حرمها لأنها رجس في نفسها وهذه أصح العلل فإنها هي التي ذكرها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بلفظه كما في الصحيحين عن أنس قال: (لما افتتح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيبر أصبنا حمرًا خارجة من القرية وطبخناها فنادى منادي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ألا إن الله ورسوله ينهيانكم عنها فإنها رجس من عمل الشيطان، فهذا نص في سبب التحريم وما عدا هذه من العلل فإنما هي حدس وظن ممن قاله)) ا. هـ.
... هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/385)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[30 - 06 - 10, 10:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا فقد أبنت وبينت.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[30 - 06 - 10, 06:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
فهل نفهم من هذا أن علة التحريم تتعلق بجنس الحيوان وليست في كيف أو أين يعيش. بمعنى لو تأهل الحمار الوحشي وعاش في حقول الناس أو توحش الحمار الأهلي فالحكم لايختلف.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[30 - 06 - 10, 08:04 م]ـ
الصحيح إن شاء الله -أخي الدسوقي وفقكم الله- أن الحمر الأهلية ليست نجَساً
وأن قوله صلى الله عليه وسلم: (فإنها ركس) عائد على لحومها.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 06:30 ص]ـ
الصحيح إن شاء الله -أخي الدسوقي وفقكم الله- أن الحمر الأهلية ليست نجَساً
وأن قوله صلى الله عليه وسلم: (فإنها ركس) عائد على لحومها.
وهذا ما فهمته من الحديث، فهل قال أحد بنجاسة عينها؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 06:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
فهل نفهم من هذا أن علة التحريم تتعلق بجنس الحيوان وليست في كيف أو أين يعيش. بمعنى لو تأهل الحمار الوحشي وعاش في حقول الناس أو توحش الحمار الأهلي فالحكم لايختلف.
أهذا سؤال أم تأكيد بارك الله فيك أم أن الحكم لا يختلف
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 07 - 10, 08:22 ص]ـ
نعم أخي الكريم الدسوقي.
من أهل العلم من قال بنجاستها، كالحنابلة.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 12:57 م]ـ
أهذا سؤال أم تأكيد بارك الله فيك
سؤال، بارك الله فيك(128/386)
من يستطيع تزويدي "مشكوراً " بأسماء مصادر الحديث النبوي عند الفرق المبتدعة وأهل الأهواء - عدا الرافضة لإنها متاحة -
ـ[جوامير العراقي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:21 م]ـ
أخوتي في الله وإحبائي .... السلام عليكم
يرجى تزويدي بإسماء الكتب الشرعية وبخاصة في علوم الحديث، عند فرق المبتدعة أو أهل الأهواء، لغرض دراسة وتتبع بعض الأحاديث الدارجة التي لا أساس لها ... لعلي أجد ضالتي في تلك الكتب. دفاعاً عن سنة رسول الله.
وجزاكم الله عنا وعن السنة خيراً(128/387)
حكم توحيد الآذان
ـ[محمد السلفي المقدسي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال: ما هو حكم توحيد الآذان يعني بإختصار من أجل تقريب الصورة وتكون عندكم أوضح
مدينة وحولها أكثر من ستين إلى مئة قرية ويكون هناك أذان موحد مصدره هذه المدينة بحيث لا يؤذن في هذه القرى إلا عن طريق أجهزة توصيل عبر اللا سلكي فقط وكأنه مسجل تسجيل فقط وعلى نفس التوقيت
أرجوا الإفادة مع وضع آراء العلماء وإن أمكن بالتوثيق
جزاكم الله عنا كل خير
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 12:31 ص]ـ
يبدو أنك من الأردن لأن الأذان الموحد على حد علمي لا يوجد الا هنا
كنت سأطرح هذا الموضوع على الأفاضل في الملتقى ولكنك سبقنتي به وأنا معك أنتظر الردود
ـ[سعيد المحرمي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 12:05 م]ـ
الأذان الموحد موجود في الإمارات والأردن ومصر تفكر فيه الله المستعان
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[30 - 06 - 10, 02:05 م]ـ
من موقع اسلام اون لاين:
قال بعد سؤال احد الاخوه فى نفس الموضوع جاء فيه:
...... لأن هذا يخالف روح شعيرة الأذان، وذلك لما يلي:
1 - أن الأمر في الأحاديث جاء بأذان واحد من كل جماعة، وليس أذان واحد لكل جماعات المسلمين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم}، ولعل النظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: " فليؤذن لكم" فيها دلالة على قيام رجل بالأذان حيا، لا الكترونيا.
2 - أن توحيد الأذان يمنع عشرات من المسلمين من ثواب هذه الشعيرة، فقد حث الشرع على التسابق إلى الأذان، ففي الحديث الذي رواه الإمام البخاري:" عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا"، وعند توحيد الأذان، نكون قد منعنا فضلا من الله تعالى لعشرات، بل لمئات من المسلمين. وقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام مسلم: "المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة"، فهل يجوز لنا أن نحصر هذا الفضل في شخصين أو عشرة أشخاص أو غيرهم من العدد المحدود، أم نترك الأمر للمسلمين حتى يتسابقوا لنيل هذا الفضل من الله تعالى.
وقد روى الإمام الترمذي في جامعه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أذن سبع سنين محتسبا كتبت له براءة من النار". وعلق الإمام المناوي على هذا الحديث بقوله: "لأن مداومته على النطق بالشهادتين والدعاء إلى الله تعالى هذه المدة من غير باعث دنيوي صير نفسه كأنها معجونة بالتوحيد والنار لا سلطان لها على من صار كذلك".
بل إن مد الصوت بالأذان من الأمور الموجبة لمغفرة الله تعالى، فكيف نمنع طريقا لمغفرة الله لعباده، فقد روى الإمام الترمذي بسنده عن البراء بن عازب
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، والمؤذن يغفر له بمد صوته ويصدقه من سمعه من رطب ويابس وله مثل أجر من صلى معه".
وأخرج النسائي وأبو داود عن أبي هريرة, قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الإمام ضامن, والمؤذن مؤتمن, اللهم أرشد الأئمة, واغفر للمؤذنين}. وفي رواية لأبي داود بسنده عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة". فكيف لنا أن نمنع هذا الصلة بين المؤذن وربه سبحانه وتعالى؟!!
3 - أن توحيد الأذان بصوت واحد، ولو كان صوتا نديا يفقد الأذان حيويته، فإن سماع الصوت الحي غير سماع صوت المذياع، وإن النفوس البشرية لها مداخل مختلفة للتأثير، فلكل مؤذن طريقته التي يزيد الأذان حلاوة وجمالا، فيصادف مدخل المؤذن قلوب البعض دون الآخرين، مع المحافظة على نداوة صوت المؤذن، وأن يكون صوته محببا للناس في الأذان غير منفر.
4 - أنه يمكن تطوير فكرة توحيد الأذان في غير الصوت الواحد، فربما قد يتفق أهل قرية أو مدينة على لفظ من ألفاظ الأذان، كأن يكون هناك توحيد في التكبير الأول، هل يكرر مرتين أم أربع، أو غير ذلك من الإفراد والتثنية، أو غير ذلك، على ألا يكون ذلك في كل المدن، فروح الإسلام في التنوع من محامد الشرع وليس من مذمة له، ومادام الاختلاف اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، فلا باس بالعمل بكل ما ورد، أو اختيار أحدهم.
5 - أن الدعوة إلى توحيد الأذان تدعو إلى التكاسل عن الذهاب مبكرا إلى المساجد، وما في الذهاب المبكر من فضل كبير عند الله تعالى، بل نخشى أن يكون ذلك ذريعة لإماتة هذه الشعيرة بعد فترة من الزمن، كما قد يخشى أن يفكر في توحيد الصلاة، لأن صوت بعض الأئمة منفر!!
والذي ندعو إليه؛ أنه يجب ألا يقوم بالأذان إلا من توافرت فيه شروطه، وأن يوضع معها إحسان الأذان، وحلاوة الصوت، أما السعي لخفض صوت الأذان، فإنه يخالف ما شرع الأذان من أجله، فليس كل الناس يسمع الصوت الخفيض وينتبه إليه، وخاصة من يجلسون في المكاتب، ويغلقون حجراتهم، ويعملون بعض الأجهزة التي يكون لها صوت كالتكييف وغيره، ومن المعلوم شرعا أنه يستحب رفع الصوت في الأذان، على ألا يكون بشكل زائد عن حده، وإن كان الفقهاء يقولون بألا يرفع المؤذن صوته بنوع من التكلف حتى لا يؤذيه رفع الصوت، فإن رفع الصوت بشكل يخرج الناس عن الإحساس بالأذان غير محمود، مع الحفاظ على هذه الشعيرة وعدم المساس بها، بل يمكن القول: إن السعي لتوحيد الأذان بصوت شيخ واحد في مدينة أو أكثر، هو من البدع التي لا يجوز العمل بها، لأنها تتعلق بشيء من العبادات التوقيفية.
أما اختيار الأندى صوتا من الناس، فهذا شيء محمود لا شيء فيه.
والله أعلم
بتصرف يسير
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528623162
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/388)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[30 - 06 - 10, 03:57 م]ـ
الأذان الموحد موجود في الإمارات والأردن ومصر تفكر فيه الله المستعان
الأذان الموحد في مدينة نابلس في فلسطين له اكثر من 30 عاما
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[30 - 06 - 10, 03:59 م]ـ
راجع غير مأمور هذا الرابط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22943&highlight=%CA%E6%CD%ED%CF)
ـ[محمد السلفي المقدسي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 08:16 م]ـ
يبدو أنك من الأردن لأن الأذان الموحد على حد علمي لا يوجد الا هنا
كنت سأطرح هذا الموضوع على الأفاضل في الملتقى ولكنك سبقنتي به وأنا معك أنتظر الردود
لا أخي لست من الأردن
أنا من بيت المقدس (فلسطين)
ـ[محمد السلفي المقدسي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 08:21 م]ـ
الأذان الموحد موجود في الإمارات والأردن ومصر تفكر فيه الله المستعان
وعندنا في بيت المقدس (فلسطين) الآن وقبل فترة في بعض المناطق يطبق إجباري وممنوع أي مؤذن يقوم بالآذان لوحده ويعاقب من يخالف كما أخبرني بعض المؤذنين ...
الله المستعان ...(128/389)
هل يجوز ذكر ما كان قبل الإلتزام من باب العظه للغير أم أنه يدخل في المجاهرة بالمعصية؟؟
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[30 - 06 - 10, 01:15 ص]ـ
اخوانى الأحبة ومشايخي الأفاضل
هل يجوز أن يذكر من هداه الله للإلتزام ما كان منه قبل الإلتزام لغير الملتزمين أو حتى للملتزمين من باب الدعوه والعظه وضرب الأمثله
يعنى مثلا أن يرى الملتزم غيره على معصيه ويرى صعوبة تركها، فيقول له: انا قبل الالتزام كنت أفعل كذا وكذا وهذا أكثر مما انت فيه ولكن منّ الله علىّ بتركها فاستعن بالله وتب إليه وخذ بالاسباب وستتركها .. إلى غير هذا من الأمثله
فهل يجوز هذا أم أنه يدخل في باب المجاهرة بالمعصية؟؟
ثم هل يدخل هذا تحت ما جاء في الحديث الذى رواه مسلم (كانوا يتحدثون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم) أم أن هذا غير وارد؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[30 - 06 - 10, 01:55 ص]ـ
أرى رأياً لا أنسبه لأحد فإن كان صواباً فمن الله عز وجل وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان
لست محتاجاً أن تذكر أنك كنت تعصي الله في كذا وكذا وغيرها من المعاصي وإن كنت ترى أن هناك مصلحة في النصح فقل كان أحدهم يفعل كذا وقد تاب الله عليه لأن الله ستر عليك فلا تفضح نفسك أما فعل الصحابة فلعله والعلم عند الله كان في الأمور التي يشترك فيها أهل الجاهلية كعبادة الأصنام وما شابهها وما كانوا فيه من أمور شائعة بينهم لا ينكرها منكر فلما منّ الله عليهم بالإسلام ذكروها من باب النظر في الحال الذي كانوا فيه والحال التي أصبحوا فيها رضي الله عنهم
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[05 - 07 - 10, 12:55 ص]ـ
أخي الحبيب أبا الحسن الأثري
جزاك الله خيرا وبارك فيك
طيب ألا يدخل ما كان من المرء قبل الإلتزام فيما كان يشترك فيه جل الناس من المعاصي فلما منّ الله عليه بالإلتزام والهداية يذكرها من باب ذكر نعمة الله وبيان فضل الله عليه؟
لأنى سمعتُ من قبل بعض مشايخنا حفظهم الله يقولون بما معناه: نحن لم نولد شيوخا، وكنا نفعل كذا وكذا وكنا نترك الصلوات وصلاة الجمعه وغير ذلك ثم منّ الله علينا ... إلى غير ذلك
فهل ذكر ذلك يدخل في باب المجاهرة بالمعصية برغم التوبة منها؟
وهل التوبة تفرّق بين كون ذكر ذلك من باب المجاهرة بالمعصية وكونها من باب بيان فضل الله؟ أم أن ذكر ما كان يعد من المجاهرة بالمعصية في كل الأحوال؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[السلفي العنزي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:58 ص]ـ
أعتقد المجاهرة أن تكون المعصية ترى وتشاهد ويكشف ستر الله عليه بالتبجح بها أمام الناس وربما يفخر ..
وإذا ذكرها على سبيل الموعظة والندم وذكر التجربة ومساوئها .. ويسرها في أذن شخص أو من يُذكره!
لاتكون مجاهرة والله أعلم ...
ثم إنها تختلف من معصية إلى معصية:)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:02 م]ـ
جزاكم الله خير
هل نفرق بين ذكر ما يشين وما يستقبح عند عامة الناس وبين غيره، فمثلا من وقع في الزنا وتاب لا يعقل أن يقال لا بأس أن تذكر على سبيل الموعظة ما فعلته!!! وكذلك السرقة ..
لكن الدخان يختلف عند الناس، فلو أن شخص قال كنت أدخن قبل التوبة، وقد وجدت ضرر كذا، اجتماعيا وصحيا وغير ذلك، أو يضحك على نفسه من تصرفاته أيام المراهقه كالتفحيط ومغامراته الغريبة!! ويضحك عليها
أفيدونا مأجورين ...(128/390)
كان متوسط الحال ثم صار غنيّاً فتزوج بأخرى فهل يكون ظالماً لزوجته الأولى بذلك؟
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[30 - 06 - 10, 05:12 ص]ـ
شخص يسأل: كنت متوسط الحال أو أقرب للفقر، ثم تزوجت من زوجتي الأولى، وسكنت معي في بيت أهلي، وصبرت معي في حياتي، وتشاركنا الأفراح والأتراح، والآن قد منَّ الله عليَّ وأغناني من فضله، وأصبحت أملك الملايين بما يكفي للنفق العادلة - بإذن الله - والآن أنا أرغب في الزواج بأخرى. فسؤالي هو: هل يعتبر زواجي بأخرى وأنا في حالة غنى وثراء ظلماً لزوجتي الأولى التي عاشت معي في عيشتي الصعبة مسبقاً؟. جزاكم الله خيراً وبانتظار جوابكم مفصلاً.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
الزواج من ثانية – في الأصل - ليس ظلماً للزوجة الأولى، والزواج من ثالثة ليس ظلماً للأولى والثانية، والزواج من رابعة ليس ظلماً لمن سبقها، ومن قال ذلك: فقد نسب للشرع المطهر ترغيبه بالظلم! وهذا مُحال، فالظلم قبيح وهو محرَّم بالإجماع، والظلم هو التعدي على الآخرين، وأخذ حقوقهم، فأين حق الأولى المأخوذ منها ظلماً وبغياً بتزوج زوجها عليها من أخرى؟!.
فالتعدد في الزوجات ليس ظلماً بحد ذاته وفي أصل تشريعه، وإنما يأتي الظلم من سلب حقوق الزوجة الأولى – مثلاً – وعدم الإيفاء بما أوجب الله تعالى عليه تجاهها، وهذا الظلم قد يقع على الزوجة الثانية!، وقد يقع الظلم من صاحب الزوجة الواحدة، بل هو الأكثر، وهذه المحاكم الشرعية تعج بالقضايا، والنسبة العظمى منها هي لزواجات لأصحاب زوجة واحدة، فالظلم يقع في تصرفات الزوج وليس في أصل تزوجه، فمن يميل مع الزوجة الثانية مع سلب الأولى حقوقها من المبيت والنفقة والمسكن: فيكون ظالماً لها، ومن يعطي كل واحدة حقَّها: فلا يكون ظالماً.
قال علماء اللجنة الدائمة – وسئلوا إن كان تزوج الزوج من أخرى يعد ظلماً للأولى -:
ليس في النكاح المذكور ظلم للزوجة الأولى؛ لأن الله سبحانه أباح التعدد، فقال تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ).
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ صالح الفوزان، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الشيخ بكر أبو زيد.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (18/ 444، 445).
ثانياً:
وأما تزوج الزوج من أخرى بعد أن أغناه الله وصار قادراً على العدل بين زوجتيه، فلا حرج فيه، وليس هذا من الظلم في شيء؛ إلا أن يسيء عشرة زوجه الأولى، أو يتنكر لفضلها وصبرها معه.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله -:
ومع هذا فإنما يباح له ذلك إذا أمِن على نفسه الجور والظلم، ووثق بالقيام بحقوقهن، فإن خاف شيئاً من هذا: فليقتصر على واحدة، أو على ملك يمينه؛ فإنه لا يجب عليه القسْم في ملك اليمين.
(ذَلِك) أي: الاقتصار على واحدة أو ما ملكت اليمين.
(أَدْنَى أَلا تَعُولُوا) أي: تظلموا.
وفي هذا أن تعرُّض العبد للأمر الذي يخاف منه الجور والظلم، وعدم القيام بالواجب - ولو كان مباحاً -: أنه لا ينبغي له أن يتعرض له، بل يلزم السعة والعافية؛ فإن العافية خير ما أعطي العبد.
" تفسير السعدي " (ص 163).
وأما ما يحصل بين الضرات من خصومات، فهذا يحصل مثله، أو أشد منه، بين أفراد الأسرة الواحدة، فلا يكون مثل ذلك مانعا للعقلاء من تحقيق المصالح المرجوة بزواجه الثاني، إذا رغب فيه، أو احتاج إليه.
وأما ما تظنه الزوجة الأولى أن زوجها ظلمها بمشاركة الزوجة الثانية لقلبه أو لماله؛ فإن أمر الرزق مكفول من الله تعالى، فهو خالقه، ومقسمه بين عباده:
وما يدري الفقيرُ متى غِناه ... وما يدري الغَنيُّ متى يَعيلُ
وأما المشاركة في مودة القلب؛ فمن ذا الذي يدعي أن القلب لن يسع زوجتين وأكثر، سوى خيالات الشعراء، وكلام العشاق، ومن تأثر بهم؟!
أوليس الوالد يتسع قلبه لمودة ولدين، وأكثر، إلى ما شاء الله؟! فما الذي يضيق قلبه بزوجتين أو أكثر مما أحل الله؟!
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/391)
وما يزعمه بعض الملاحدة من أعداء دين الإسلام من أن تعدد الزوجات يلزمه الخصام والشغب الدائم المفضي إلى نكد الحياة لأنه كلما أرضى إحدى الضرتين سَخطت الأخرى فهو بين سخطتين دائماً، وأن هذا ليس من الحكمة: فهو كلام ساقط، يظهر سقوطه لكل عاقل؛ لأن الخصام والمشاغبة بين أفراد أهل البيت لا انفكاك عنه ألبتة، فيقع بين الرجل وأمه، وبينه وبين أبيه، وبينه وبين أولاده، وبينه وبين زوجته الواحدة، فهو أمر عادي ليس له كبير شأن، وهو في جنب المصالح العظيمة التي ذكرنا في تعدد الزوجات من صيانة النساء، وتيسير التزويج لجميعهن، وكثرة عدد الأمة لتقوم بعددها الكثير في وجه أعداء الإسلام: كلا شيء؛ لأن المصلحة العظمى يقدَّم جلبها على دفع المفسدة الصغرى.
فلو فرضنا أن المشاغَبة المزعومة في تعدد الزوجات مفسدة، أو أن إيلام قلب الزوجة الأولى بالضرة مفسدة: لقُدمت عليها تلك المصالح الراجحة التي ذكرنا ... .
فالقرآن أباح تعدد الزوجات لمصلحة المرأة في عدم حرمانها من الزواج، ولمصلحة الرجل بعدم تعطّل منافعه في حال قيام العذر بالمرأة الواحدة، ولمصلحة الأمَّة ليكثر عددها فيمكنها مقاومة عدوها لتكون كلمة الله هي العليا، فهو تشريع حكيم خبير، لا يطعن فيه إلا من أعمى الله بصيرته بظلمات الكفر.
" أضواء البيان " (3/ 23، 24).
ثالثاً:
لتعلم الزوجة الفاضلة أن كثرة المال مظنة الفتنة، وأن تفكير الزوج في تصريف شهوته بنكاح شرعي مما ينبغي أن يُشجع عليه خشية وقوعه في الفتنة التي يقع فيها كثير من أهل الأموال، فوجود بيوت متعددة لهذا الرجل الغني ووجود أولاد له من كل واحدة من شأنه أن يضبط شهوته وتصرفاته فلا يجد من الوقت ما يجده أصحاب الأموال من أهل الدنيا ليصرفه في غير حلال ومباح، فنرى أن تفكير الزوج الذي أنعم الله تعالى بالمال بالتزوج من ثانية وثالثة هو في صالح دينه فلا ينبغي التثريب عليه ولا صده عما ينويه من قضاء وطره مع امرأة يتزوجها على الكتاب والسنَّة.
سئل الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله -:
الرجل عندما يكثر ماله فأول ما يفكر فيه هو الزواج على زوجته ليس لغاية بناء أسرة ولكن للمتعة؟
فقال الشيخ رحمه الله في جملة جوابه:
مباح، وليس عليه أي شيء، لكن نحن نأمره بأن يضم إلى هذا المباح: مستحب، وهو أن يكثِّر سواد أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويكثِّر الأجر عند ربِّه بتربيته لنفسه وذريته.
" أشرطة سلسلة الهدى والنور " (شريط رقم 521).
والخلاصة:
ليس في تزوج الزوج من ثانية بعد أن أغناه الله تعالى ظلم للزوجة الأولى، بشرط أن يقوم بالعدل الذي أوجبه الله تعالى عليه، وهو: أن يعدل في النفقة، وفي المبيت، وفي السكن، وفي الكسوة.
ولينظر – في تفصيل ذلك - أجوبة الأسئلة: (10091) و (13740) و (20455).
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/149047
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[30 - 06 - 10, 06:04 ص]ـ
وجزاك مثله أخي الحبيب
فتوى منتقاة بعناية لشباب الملتقى الأشاوس:)(128/392)
هل أدعو الناس أم أن هذه جرأة على العلم؟
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[30 - 06 - 10, 06:07 ص]ـ
السؤال:
هل الأفضل أن ندعو الناس ونكلمهم، أم تجنب ذلك اتقاء للجرأة على العلم؟ مع العلم أنني مثلاً سأتحدث مع الناس عن الولاء و البراء، وأقول ما هو مكتوب في كتاب "منة الرحمن" مثلاً، وأتحدث عن الشرك، وأقول لهم هذا الكلام موجود في "فضل الغني الحميد"، فلن آتي باجتهاد من عندي.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
بل عليك أن تدعوهم إلى الله مما تعلم من الدين؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (بلغوا عني ولو آية) (رواه البخاري)،
وإنما الجرأة المذمومة أن تفتي بغير علم.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:10 ص]ـ
نعم عليك ان تدعو الناس الى الخير لكن تجنب احكام المسائل العويصة كالطلاق والاموال وليكن كلامك في الوعظ والتوجيه والارشاد وما تعرفه من احكام العبادات
ولئن يهدي الله بك رجلا ويقربه الى الاسلام والالتزام خطوة خير من ان ينفرد به شياطين الانس والجن ويتقهقر ولو بنصف خطوة الة الوراء
والله اعلم(128/393)
الامر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 04:09 م]ـ
هل اذا كان يتكلم متكلم ويلقي كلمة كل دقيقة يأمر المستمعين بالصلاة على النبي
من البدع حيث يقولوا لهم صلوا على محمد!(128/394)
خطر التوسع في الابتعاث على بلاد الحرمين للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
ـ[عثمان بن عبدالمحسن البدر]ــــــــ[30 - 06 - 10, 08:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((خطر التوسع في الابتعاث على بلاد الحرمين))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/katr_aleptath/Katr_Aleptath.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/katr_aleptath/Katr_Aleptath.pdf)
...
وهذا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/katr_aleptath/Katr_Aleptath.txt) رابط لملف نصي فيه التنسيقات والأكواد لهذا المقال .. لمن أراد نشره في المنتديات وما عليه سوى نسخ ما في الملف ولصقه في المكان المخصص لإدراج المواضيع الجديدة في المنتديات.
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/katr_aleptath/Katr_Aleptath2-1.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/katr_aleptath/Katr_Aleptath2-2.jpg
...
.
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 11:49 م]ـ
أسأل الله أن يجزي الشيخ خير الجزاء وأن يبارك في عمره ويحسن لنا وله الختام
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 04:20 ص]ـ
والله مايتكدر الخاطر من أمر إلا وأتى عليه الشيخ العلامة الناصح عبدالمحسن العباد حفظه الله تعالى
وكم والله نتألم من الوضع المخزي داخل بلادنا من كثير من الأسر التي اعتادت السفر إلى الخارج فأصابتها لوثة السفور والتبرج والإنحلال فكيف بالدراسة الخارجية المختلطة وكيف بمن يتلقى العلم من الكفرة وهو خاوي الجوف محمل بالشهوات لايستطيع الوقوف أمام الشبهات، وعجبي كل العجب من رجل تربى على الغيرة والمروءة وتجده يحث ابنته على الدراسة في الخارج في قاعة مختلطة وبيئة نتنة يستحيي منها الرجال قبل النساء وقد يصل الأمر إلى أن يترك الولي ابنته خارج البلاد وحدها حتى تكمل دراستها.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 06:24 ص]ـ
حفظ الله الشيخ وبارك في عمره وأطال الله بقاءه وأحسن ختامه ونفعنا بعلومه وبارك في نسله الطيب الطاهر
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[01 - 07 - 10, 12:21 م]ـ
حفظ الله الشيخ وبارك في عمره وأطال الله بقاءه وأحسن ختامه ونفعنا بعلومه وبارك في نسله الطيب الطاهر
أسأل الله أن يجزي الشيخ خير الجزاء وأن يبارك في عمره ويحسن لنا وله الختام
ـ[أبو زياد الأحمدي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 07:33 م]ـ
أسأل الله أن يجزي الشيخ خير الجزاء وأن يبارك في عمره وعمله
ـ[عمر الغامدي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 05:13 م]ـ
أسأل الله أن يثبتنا والشيخ على الحق وأن يجعلنا ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر(128/395)
أقسم رجل على إمرأته أن تفعلى كذا وإلا فأنتى طالق، وحين أقسم كان غضبانا
ـ[محمد الطنطاوي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 08:41 م]ـ
أقسم رجل على إمرأته أن تفعلى كذا وإلا فأنتى طالق، وحين أقسم كان غضبانا. ثم عاد بعد أن هدأ وعادت الأمور بينهم كما كانت. وقال لها لاتفعلى الأمر، ذلك أن الأمر فيه تكليف لزوجته فوق احتمالها. وهو الأن يريد أن يكفر عن يمينه فماذا يفعل؟
ـ[محمد الطنطاوي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 10:04 م]ـ
ألا يوجد جواب ياإخوة؟
ـ[أبو الهيجاء العاصمي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 04:34 ص]ـ
طلاق الغضبان
أود أن أسأل عن حادثة حدثت وهي أن أخاً مسلماً قال لامرأته إنه قد طلقها ثلاثاً. ولكن بعد ساعات رجع وقال إنه قد قال ذلك في ساعة غضب. سؤالي يا شيخ: هل من حق هذا الأخ الرجوع إلى زوجته؟ وأريد قراراً مدعماً بالأدلة من الشريعة الإسلامية، علماً بأننا قد سمعنا عدة وجهات نظر في ذلك، ولكن من غير أدلة.
الحمد لله
(الغضب له ثلاثة أحوال:
إحداها: إذا اشتد الغضب حتى يفقد الشعور، ويكون كالمجنون والمعتوه، فهذا لا يقع طلاقه عند جميع أهل العلم، لأنه بمثابة المجنون والمعتوه، زائل العقل.
الحال الثانية: أن يشتد معه الغضب ولكنه يفهم ما يقول ويعقل، إلا أنه اشتد معه الغضب كثيراً، ولم يستطع أن يملك نفسه لطول النزاع أو المسابة والمشاتمة أو المضاربة وقد اشتد الغضب لأجل ذلك، فهذا فيه خلاف بين أهل العلم، والأرجح أنه لا يقع أيضاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طَلاقَ وَلا عَتَاقَ فِي إِغْلاقٍ) رواه ابن ماجه (2046) وصححه الألباني في الإرواء (2047). والإغلاق فسره العلماء بأنه الإكراه والغضب الشديد.
الحال الثالثة: وهي الغضب الخفيف، وهو الذي يحصل منه تكدر من الزوج، وكراهة لما وقع من المرأة، ولكنه لم يشتد معه شدة كثيرة تمنعه من التعقل، والنظر لنفسه، بل هو غضب عادي خفيف فهذا يقع منه الطلاق عند جميع أهل العلم.
هذا هو الصواب في مسألة طلاق الغضبان، بهذا التفصيل، كما حرر ذلك ابن تيمية وابن القيم رحمة الله عليهما).
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
فتاوى الطلاق للشيخ ابن باز ص 15 - 27(128/396)
نصيحة الشيخ عبدالله بن صالح القصير لمن أباح الغناء
ـ[عبدالمجيد القاسم]ــــــــ[30 - 06 - 10, 08:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة لفضيلة الشيخ العلامه / عبدالله بن صالح القصير - حفظه الله - يرد فيها على من قال بإباحة الغناء , وأترككم مع كلمة فضيلته ... وهي من موقع فضيلته:
((الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علمًا، ووسع كل شيء عزة وحكمًا، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علمًا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يهدي مَن يشاء فضلاً، ويضلُّ مَن يشاء عدلاً، ويحول بين المرء وقلبه، وقد يزيغ قلب العبد بشؤم كَسبه.
وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله المنزَّل على قلبه القرآن العظيم، المضاد للألحان والمزامير، والمتوعِّد لأهلهما بالعذاب المهين والأليم.
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان، الذين كانوا أغلظ الأمة على أهل الفسق، وأشدهم عليهم بالصدع بالحق، وأبعدها عن مداهنة الخَلْق.
أما بعد:
فإنه من الثابت المعلوم لدى عموم المسلمين: ما قرَّره أئمَّة الفقه في الدِّين، من حرمة الغناء وآلاته في الجملة، وأن أهل هذين المزمورَيْن مغموطون بالفسق والنفاق في السنَّة، وعلى ألسنة خيار الأمة، من لدن الصحابة والتابعين، وتابعيهم وأئمة الهدي والدين، من بعدهم وصالحي عامَّة المسلمين، إلى يومنا هذا، حتى ظهرت مقالة في أعقاب الزمن تُحِلُّ ذلك العَفَن، مخالِفةً لما عليه سلف هذه الأمة، الذين هم على خير هدي وسَنَن.
ومما استُدِلَّ به على تحريم الغناء وآلاته:
قوله تعالى: ? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ? [لقمان: 6 - 7]. وقد اشتهر عن أبن مسعود رضي الله عنه - وهو مَنْ هو في العلم بكتاب الله تعالى ومًراده، وبيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه- قوله - رضي الله عنه - بعد أن تلا هذه الآية: "والله الذي لا إله غيره؛ إن هذه الآية في الغناء"! ثم قال: "الغناء يُنبِت النفاق في القلب، كما يُنبِت الماءُ الزرعَ".
ومما استدل به -كذلك -:
تفسير بعض السلف صوت الشيطان في قوله تعالى: ? وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ? [الآية من سورة الإسراء] بأنه الغناء والمزامير.
ومن أدلة تحريم الغناء وآلاته:
ما خرجه البخاري - رحمه الله - في "صحيحه" معلقًا مجزومًا به، وخرجه أئمة غير البخاري - رحمهم الله - مرفوعا صحيح الإسناد - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلُّون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف"؛ الحديث. والاستحلال إنما يكون للشيء المحرَّم المعلوم التَّحريم، والحديث سِيقَ مَساق الخبر عمَّا سيكون في المستقبل، مع التحذير والذمِّ والوعيد لمُحِلِّه ومُسْتَحِلِّه.
في جملة أدلَّةٍ من الكتاب وصحيح وصريح السنة، وأثارٍ مستفيضة مشهورة معلومة عند فقهاء الأمة، تتضمن هذا المعنى بصريح العبارة أو واضح الإشارة، تلقاها أهل العلم بالقَبول، والاستدلال بها، والرَّدِّ على المخالِف.
والكلام المنقول عن السَّلف الصَّالح من الصحابة والتابعين، وأئمة الفقه في الدِّين، في ذمِّ الغناء وأهله وآلاته، وبيان مُضَادَّتهما للوحي المُنَزَّل، وهدي النبي المُرسَل، والإمام المُكَمَّل، صلى الله عليه وسلم – مستفيضٌ، تُغني شهرته عن ذِكره، فمن أراده وجده مَظَانّه، وإن عجز فليسأل أهل الفُتيا عمَّا أشكل عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/397)
ومن أقرب ما أُلِّف في هذا بيان حرمة الغناء وآلاته: كتاب "فصل الخطاب، في الردِّ على أبي تراب" للشيخ العلامة حموُّد بن عبدالله التويجري - رحمه الله تعالى - والذي قدَّم له سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن الباز رحمه الله؛ فإنه كافٍ وافٍ شافٍ في سرد الأدلة على حرمة الغناء وآلاته، وبيان وجه الدلالة منها، وتفنيد كلِّ شبهةٍ أدلى بها مَن يبيح الغناء وآلاته، وبيان أن القول بحرمة الغناء وآلاته هو قول جمهور فقهاء المِلَّة، وهو الذي عليه صالحوا عامَّه الأمَّة، وأنه لم يخالفهم في ذلك مَن يَعْتَدُّ المحقِّقون من علماء الأمة برأية، إما لمعرفتهم بجهله، أو لاتِّهامهم له بنفاقٍ أو هوًى قد أضلَّه.
والخير كلُّه في اتِّباع السَّلف الصالحين، من الصحابة والتابعين، وتابعيهم، وأئمة الهدى وخيار المسلمين، قال تعالى: ? وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ?؛ فمَن أحبَّ أن يجمعهم الله بهم فليتَّبعهم بإحسان، ولا يقدح فيهم، ولا يَرُدَّ ما اتَّفقوا عليه من الحقِّ.
وبناءًا على ما سبق؛ فإن المقالة التي شاعت في هذه الأيام متضمنةً إباحة الغناء وآلاته - وكذلك ما قد يُنشر في معناها- فهي مقالة شاذَّة مردودة من وجوه:
الأول: مخالفتها لنصوص الكتاب والسنَّة الواردة بشأن النهي عن اللغو واللهو وشهود الزور، ونحو ذلك من الباطل الذي الغناء وآلاته من بعض أفراده، التي فسرها الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعون - رحمهم الله – به، وقد قال تعالى: ? فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ?.
الثاني: مخالفتها لما أَطْبَقَ عليه جمهور علماء الأمَّة من لدن الصحابة والتابعين، وأتباعهم بإحسانٍ إلى هذا الحين، من تحريم الغناء وآلاته.
فمقتضى هذه المقالة: أن هؤلاء الأئمة لم يفهموا النصوص، أو حمَّلوها ما لا تحتمل أوانهم، قائلون على الله بغير علم، وقد قال تعالى: ? وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ?، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما ضَلَّ قومٌ بعد هدًى كانوا عليه؛ إلا أوتو الجدل في الدِّين)).
عليه؛ فلا يُستغرب الإصرار على الرأي الشاذِّ، والردَّ على مَن خالَفه، ولو كان جمهور علماء الأمَّة من الصحابة فَمَن بعدهم.
الثالث: مناصرةُ مضمونها لأهل الفِسق والفجور والنِّفاق والهوى، وتطمينهم على ما كانوا عليه من الفِسق والضَّلال، وتأمينهم من وعيد الله للعُصاة بالعقوبة على معاصيهم وفجورهم، وقد قال تعالى في التنزيل الحكيم، على لسان موسى - عليه السلام -: ? قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ?، وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((لعن الله من أوى مُحدثا))، أي: مَن نصر عاصيًا أو دافع عن معصية.
الرابع: أن قائل تلك المقالة يعلم هو وغيره أنه ليس معدودًا من أهل الاجتهاد والفتوى الذين يُعْتَدُّ برأيهم ويُصْدَر عنهم، ولاسيما في مقالةٍ خالف قائلها جمهور علماء وصالحي الأمَّة، وفتح بها على الناس باب شرٍّ وفتنة وشماتة.
الخامس: أنه لم يسبقه إلى ما أباحه من الغناء والمزامير وآلاته إلا من شَذَّ رأيُه، أو ضَعُفَ دليلُه أو عَقلُه، أو ساء فَهمُه للأدلَّة، أو نُسِبَ إلى هوى، أو رُمِيَ ببدعة، أو اشتُهر بشذوذٍ أو فِسقٍ، أو شخص لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، وإلا فإن نصوص الكتاب والسُّنة معصومةٌ من أن تَدُلَّ على إباحة الغناء وآلاته، الذّيْن هما من الباطل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/398)
يعرف هذا كلُّ أحدٍ من أهل الفِطرة والدِّين، فإن نصوص الكتاب والسُّنة حقٌّ، ولا تهدي إلا إلى الحقِّ، ومعصومةٌ من أن تدُلَّ على باطلٍ أو تؤيِّد مَن يدعو إلى الباطل، فلا يُستدلُّ بها مُبطِلٌ على باطِلِه - وأن ظنَّ أنه مُحِقٌّ - فأنها عليه لا له، ولو سألتَ من الناس شخصًا سليم الفِطرة، صحيحَ الدِّين عن الغناء والمزامير: أهُما من الحقِّ أم من الباطل؟ أجابك بَداهةً بأنهما من الباطل، كما استفتى رجلٌ ابنَ عباسٍ رضي الله عنهما - حَبر الأمَّة وتُرجمان القرآن - عن الغناء؛ فقال له ابن عباس: "أهو من الحقِّ أم من الباطل؟ " فقال: من الباطل؛ فقال له ابن عباس: "اذهب؛ فقد أفتيتَ نفسَكَ" فإن الباطل وأهله في النار.
السادس: أنَّ أوَّل هذه الأمَّة إنما صلح بالعمل بالقرآن، وما جاء به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من الهدى والبيان، وفيهما النهيُ عن اللَّغو ومُحرَّم اللَّهو، والمنع من قول الزُّور وشهود الزور – والذي الغناءُ والمزامير من أعظم أموره ووسائله، وذمُّ متعاطي هذه الأمور - والمقالة المردود عليها - تحض على هذه الأمور، وتغري أهلها بها، وتصرفهم عن التوبة منها والندم عليها، وذلك برهانُ شذوذها وبطلان مضامينها، ولن يُصلِح آخِرَ هذه الأمَّة إلا ما أَصلحَ أوَّلها.
وختامًا:
فإني أحذِّرُ خاصَّة المسلمين وعامَّتهم من مضامين تلك المقالة الشاذَّة المردودة، وأنصحُ قائلها ومَن وافقه بالخوف من عقوبة الله - عزَّ وجلَّ - على ما نطق به لسانُه وخطَّه بنانُه، والمبادرة بالتوبة النَّصوح عن قرب، وإعلان الرجوع عن تلك المقالة، والإلحاح على الله تعالى بالاستغفار الصادق من ذلك الزَّلل، قبل مفاجأة الأَجَل، وأن يَسَعَه ما وسع السَّلف الصَّالح، وأن يطلب العافية، ولا يعرِّض نفسه للشَّماتة والزِّيغ.
وأذكِّر الجميع بقول الحق تبارك وتعالى: ? فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ?، وقوله تعالى: ? فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ?، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه؛ فأولئك الذين سمَّى الله؛ فاحذروهم)).
هذا؛ وأسالُ الله تعالى أن يُزيدنا علمًا وهدى، وأن يؤتينا الحكمة والتقوى، وأن يوفِّقنا للحقِّ أينما كنَّا، وألاَّ يُزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، وأن لا يشمت بنا عدوًّا ولا حاسدًا،، أمين.
إلا هل بلغت، اللهم فاشهد ... وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمدٍ وآله وصحبه.)
قاله وكتبه الفقير إلى عفو ربه القدير
عبدالله بن صالح القُصَيّر
مستشار متقاعد – وزارة الشؤون الإسلامية
15/ 7/1431هـ
http://www.alukah.net/Web/alqseer/0/23165/
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:17 م]ـ
جزى الله الشيخ عبدالله بن صالح القصير -خير الجزاء
وأسالُ الله تعالى أن يزيدنا واباه وناقل مقالته علمًا وهدى وتوفيقا
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 07:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالمجيد القاسم]ــــــــ[01 - 07 - 10, 11:23 م]ـ
جزاكم الله خير , والله يتقبل دعاكم والله ينفع بعلم الشيخ ...
وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد
ـ[خالد القعمري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 02:54 ص]ـ
جزاك الله خير على هذه النصيحة
واسل الله العظيم ان يرد الشيخ عادل الى الحق ردا جميلا
ـ[عبدالسلام النجدي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 05:14 ص]ـ
ماشاء الله .. رد علمي جميل ..
بارك الله في الشيخ ونفع به ,
ـ[عبدالمجيد القاسم]ــــــــ[05 - 07 - 10, 07:40 م]ـ
جزاكم الله خير , وحفظ الله الشيخ عبدالله بن صالح القصير
ولاتنسوا شيخنا من صالح الدعاء ..(128/399)
فائدة في التورع في التكفير لابن الوزير اليماني
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[30 - 06 - 10, 09:17 م]ـ
قال ابن الوزير في إيثار الحق على الخلق: 388: فإذا تورع الجمهور من تكفير من اقتضت النصوص كفره فكيف لا يكون الورع أشد من تكفير من لم يرد في كفره نص واحد!! فاعتبر تورع الجمهور هنا وتعلم الورع منهم في ذلك.(128/400)
موقع الإسلام سؤال وجاب يقدم النصح لمن اشتغل بتفضيل عالم على آخر في المنزلة والعلم
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[30 - 06 - 10, 10:39 م]ـ
النصح لمن اشتغل بتفضيل عالم على آخر في المنزلة والعلم
رأينا مؤخراً أناساً يدخلون في مناظرات حيث يرفع بعض الناس أناساً آخرين فوق الأئمة الأربعة، فهناك على سبيل المثال من يرفع ابن تيمية فوق الإمام الشافعي ومالك وأحمد، وهناك الآن من يقول بأن هناك أئمة الآن أفضل من ابن تيمية، كيف يمكن لهذا أن يكون صحيحاً؟ أرجو أن تجيبوا بشيء من التفصيل.
الجواب:
الحمد لله
1. لا شك في وجود تفاوت بين الناس، والعلماء من الناس الذين تتفاوت درجتهم ومنزلتهم، كما يتفاوت علمهم، وإذا علمنا أن الأنبياء عليهم السلام يتفاوتون لم يكن مستغرباً وجود تفاوت بين العلماء، قال تعالى: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) البقرة/ 253.
2. أما التفاوت في الفضل والمنزلة عند الله تعالى: فلا يحل لأحدٍ أن يتجرأ على القول به؛ لأن ذلك من الغيب الذي لم يُطلعه الله تعالى على ذلك المفضِّل، فليوكل أمر ذلك إلى العالم بخلقه عز وجل فهو المطلع على إخلاص الخلق وصدقهم، وهو العالم بالأقرب منهم إليه سبحانه وتعالى.
3. وأما التفاوت بين العلماء في العلم: فإن الحكم عليه ليس للعوام، ولا للجهلة، ولا للمقلدين، ولا للمتعصبين، وإن حكم هؤلاء لا قيمة له ولا وزن ولا اعتبار، وإنما الحكم لأهل العلم الذين صدقوا مع أنفسهم في حكمهم، وكانوا من أهل الاختصاص في ذلك العلم؛ فالعالم بالحديث هو الذي يعلم مقادير المشتغلين بذلك العلم، والعالم بالفقه هو الذي يميز أهل الفقه، ويعرف درجات المفتين.
ثم لم نر من أهل العلم اشتغالا بذلك التصنيف والتقييم لأقدار العلماء، إلا حيث وجدت مصلحة، أو مناسبة اقتضت ذلك، ولم يكن ذلك منهم على سبيل التنقص من الآخرين.
قال تاج الدين السبكي – رحمه الله -:
الدخول بين أئمة الدين والتفضيل بينهم لمن لم يبلغ رتبتهم: لا يحسن، ويخشى من غائلته في الدنيا والآخرة، وقلَّ من استعمله فأفلح ... وربما كان سبباً إلى الوقيعة في العلماء الموجبة لخراب الديار.
" الأشباه والنظائر " (2/ 328).
4. وقد كان العقلاء من العلماء يعرفون للعلماء – وخاصة من السلف المتقدمين – فضلهم وعلمهم، فلم يكونوا يدخلون العوام في متاهات التفضيل، وكانوا يحطون من قدر أنفسهم ويعلون من قدر من سبقهم من أهل العلم.
قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله -:
وأهل العلم النافع على ضد هذا، يسيؤون الظن بأنفسهم، ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء، ويقرون بقلوبهم وأنفسهم بفضل من سلف عليهم، وبعجزهم عن بلوغ مراتبهم والوصول إليها أو مقاربتها، وما أحسن قول أبي حنيفة وقد سئل عن علقمة والأسود أيهما أفضل؟ فقال: واللَه ما نحن بأهلٍ أن نذكرهم؛ فكيف نفضل بينهم؟!
وكان ابن المبارك إذا ذكَر أخلاق من سلف ينشد:
لا تَعرضنَّ لذكرنا في ذِكرِهِم ... لَيسَ الصَحيحُ إِذا مَشى كَالمُقعَدِ
" فضل علم السلف على الخلف " ابن رجب (ص 55).
5. وبعض الجهلة المعاصرين ظنَّ أن من أكثر من تسويد الصفحات وأكثر من التصنيف، فقد فاق من قبله في العلم! وأنه قد سبقهم في المعرفة والاطلاع، ولا ريب أن ذلك من الخطأ في الظن، والبطلان في الحكم والقول.
قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله -:
وقد ابتُلينا بجهلة من الناس يعتقدون في بعض مَن توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله! ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين! وهذا يلزم منه ما قبله؛ لأن هؤلاء الفقهاء المشهورين المتبوعين أكثر قولاً ممن كان قبلهم، فإذا كان من بعدهم أعلم منهم لاتساع قوله: كان أعلم ممن كان أقل منهم قولاً بطريق الأولى، كالثوري، والأوزاعي، والليث، وابن المبارك، وطبقتهم، وممن قبلهم من التابعين والصحابة أيضاً،
فإن هؤلاء كلهم أقل كلاماً ممن جاء بعدهم، وهذا تنقص عظيم بالسلف الصالح، وإساءة ظن بهم، ونسبة لهم إلى الجهل وقصور العلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/401)
ولقد صدق ابن مسعود في قوله في الصحابة إنهم أبر الأمَّة قلوباً، وأعمقها علوماً، وأقلها تكلفاً، وروي نحوه عن ابن عمر أيضاً، وفي هذا إشارة إلى أن مَن بعدهم أقل علوماً وأكثر تكلفاً.
وقال ابن مسعود أيضاً: " إنكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه كثير خطباؤه فمن كثر علمه وقلَّ قوله فهو الممدوح ومن كان بالعكس فهو مذموم "، وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن بالإيمان والفقه وأهل اليمن أقل الناس كلاماً وتوسعاً في العلوم، لكن علمهم علم نافع في قلوبهم ويعبرون بألسنتهم عن القدر المحتاج إليه من ذلك، وهذا هو الفقه والعلم النافع؛ فأفضل العلوم في تفسير القرآن ومعاني الحديث والكلام في الحلال والحرام: ما كان مأثوراً عن الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى أن ينتهي إلى أئمة الإسلام المشهورين المقتدى بهم الذين سميناهم فيما سبق.
" فضل علم السلف على الخلف " (ص 40 - 42).
6. قرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كلام نفيس له، أن الاشتغال بالتفضيل بين بعض المذاهب، أو الشيوخ المتبوعين، وتنقص الآخرين، هو من أصول أهل البدع، ومناهج أهل الرفض والتشيع؛ بل هو من سنة أهل الكتابين من قبلنا: قالت اليهود ليست النصارى على شيء، وقالت النصارى: ليست اليهود على شيء؟!
قال رحمه الله:
"واختلاف أهل البدع هو من هذا النمط؛ فالخارجي يقول ليس الشيعي على شيء، والشيعي يقول ليس الخارجي على شيء، والقدري النافي يقول ليس المثبت على شيء، والقدري الجبري المثبت يقول ليس النافي على شيء، والوعيدية تقول ليست المرجئة على شيء، والمرجئة تقول ليست الوعيدية على شيء؛ بل ويوجد شيء من هذا بين أهل المذاهب الأصولية والفروعية المنتسبين إلى السنة؛ فالكلابي يقول ليس الكرَّامي على شيء، والكرامي يقول ليس الكلابي على شيء، والأشعري يقول ليس السالمي على شيء، والسالمي يقول ليس الأشعري على شيء، ويصنف السالمي ـ كأبي على الأهوازي ـ كتابا في مثالب الأشعري، ويصنف الأشعري ـ كابن عساكر ـ كتابا يناقض ذلك من كل وجه وذكر فيه مثالب السالمية، وكذلك أهل المذاهب الأربعة وغيرها، لا سيما وكثير منهم قد تلبس ببعض المقالات الأصولية، وخلط هذا بهذا؛ فالحنبلي والشافعي والمالكي يخلط بمذهب مالك والشافعي وأحمد شيئا من أصول الأشعرية والسالمية وغير ذلك، ويضيفه إلى مذهب مالك والشافعي وأحمد، وكذلك الحنفي يخلط بمذاهب أبي حنيفة شيئا من أصول المعتزلة والكرامية والكلابية ويضيفه إلى مذهب أبي حنيفة.
وهذا من جنس الرفض والتشيع، لكنه تشيع في تفضيل بعض الطوائف والعلماء، لا تشيع في تفضيل بعض الصحابة!!
والواجب على كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله: أن يكون أصل قصده توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، وطاعة رسوله؛ يدور على ذلك ويتبعه أين وجده، ويعلم أن أفضل الخلق بعد الأنبياء هم الصحابة؛ فلا ينتصر لشخص انتصارا مطلقا عاما إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا لطائفة انتصارا مطلقا عاما إلا للصحابة رضي الله عنهم أجمعين، فإن الهدى يدور مع الرسول حيث دار، ويدور مع أصحابه ـ دون أصحاب غيره ـ حيث داروا؛ فإذا أجمعوا لم يجمعوا على خطأ قط، بخلاف أصحاب عالم من العلماء، قد فإنهم قد يجمعون على خطأ، بل كل قول قالوه ولم يقله غيرهم من الأمة لا يكون إلا خطأ، فإن الدين الذي بعث الله به رسوله ليس مُسَلَّما إلى عالم واحد وأصحابه، ولو كان كذلك لكان ذلك الشخص نظيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو شبيه بقول الرافضة في الإمام المعصوم، ولا بد أن يكون الصحابة والتابعون يعرفون ذلك الحق الذي بعث الله به الرسول قبل وجود المتبوعين الذين تنسب إليهم المذاهب في الأصول والفروع، ويمتنع أن يكون هؤلاء جاءوا بحق يخالف ما جاء به الرسول، فإن كل ما خالف الرسول فهو باطل، ويمتنع أن يكون أحدهم علم من جهة الرسول ما يخالف الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فإن أولئك لم يجتمعوا على ضلالة .. " انتهى.
"منهاج السنة النبوية" (5/ 260 - 262)، وينظر: "مجموع الفتاوى" (4/ 157).
7. ولما سبق – جميعه -: لا يجوز للمسلم أن يشتغل بتصنيف العلماء أيهم أكثر علماً، وليدع ذلك لأهل الاختصاص، وما رأينا تفضيلاً من العامة وأشباههم إلا ومعه تنقيص لآخرين من أهل العلم والفضل، وفي ذلك اشتغال بما يضر صاحبه، مع ما فيه من تضييع للأوقات، فأولئك العلماء وصلوا إلى ما وصلوا إليه بتوفيق الله لهم بإخلاصهم، واجتهادهم، وتعبهم على أنفسهم ببذل الأوقات في التعلم، وبذل الأجساد في الرحلة، وبذل الأموال في شراء الكتب، فليشتغل هؤلاء المفضلون بما اشتغل به أولئك الأعلام، وليكن منهم الثناء والتبجيل لكل من خدم دين الله تعالى، وعلَّم الناس العلم النافع، فالعلماء ورثة الأنبياء، ولا ينبغي مع أولئك الورثة إلا ما يستحقونه من الاعتراف بفضلهم وعلمهم وأثرهم الحسن على الناس.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/147097(128/402)
نقض أصول منكرى السنة ... (رد كذب وتدليس وجهل أحمد صبحى منصور)
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 01:27 ص]ـ
*-*-*-*-*-*-*
نقض أصول منكرى السنة ...
(رد كذب وتدليس وجهل أحمد صبحى منصور)
نقض مقال: (الإسناد والحديث)
*-*-*-*-*-*-*
تمهيد
إن الحمد لله نحمده ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد اللهُ فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وبعد
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدى، هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أما بعد،،،
فيقول ربنا سبحانه وتعالى: [وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13)] [الأنفال].
ويقول تعالى: [وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (115)] [النساء]
وروى الإمام أحمد فى مسنده وأبو داود والترمذى وابن ماجة والدارمى فى سننهم من حديث أبى رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ أَمْرٌ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ".
وعندهم أيضاً عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ ( http://www.ansarsunna.com) الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ لا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ ( http://www.ansarsunna.com/tv) فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ ( http://www.ansarsunna.com/vb) مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ".
وقد صدقت والله نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ظهروا من أنبأنا بهم، وأخبرنا عنهم، فقد ظهرت فى الآونة الأخيرة من تاريخ أمة الإسلام الغراء، من يقولون بها القول الفاسد، ويردون سنة المصطفى جملة وتفصيلاً ولسان حالهم يقول: " عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ" حتى أصبحت فتنة عظيمة تكاد تطيح بأمة الإسلام لولا أن الله سبحانه قد حفظ أمة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فقد ظهرت مؤخراً طائفة من سموا أنفسهم بالقرآنيين، وكذبوا والله. فما هم بقرآنيين بل هم منكرون لسنة النبى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، بل إنهم منكرون للقرآن نفسه الذى قال: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)) [الحشر].
وعندما نقرأ كلام هؤلاء نجد أنهم يتحللون من الدين رويداً رويداً. فهذا هو زعيمهم ورأس فتنتهم أحمد صبحى منصور ذلك الأزهرى المطرود، يكتب الكثير من المقالات والكتب يهاجم فيها الإسلام وينكر فيها السنة جملة وتفصيلاً، وعندما أطالع ما كتب لا أجد فيه إلا صدق نبؤة محمد صلى الله عليه وسلم الذى لا ينطق عن الهوى.
وقد كنت فيما سبق أوجه جهدى لمناظرة الملاحدة واللادينيين وإذا بى عندما أقرأ ما يكتبه هذا، أجد أن خطره على الإسلام أشد وأنكى من خطر هؤلاء عليه، لذا آليت على نفسى – مستعينا بالمولى سبحانه وتعالى – أن أبين الأمة كذبه وغشه، لأحذر أمتى أمة الإسلام من هذا الكاذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه هى أولى مقالاتى للرد عليه، وقد انتخبت من غثاء كتاباته مقال: (الإسناد والحديث) وذلك لأن كثيراً ممن يسيرون فى فلكه يجعلون من هذا المقال أصلاً يهتدون به إلى سبيل الغى والضلال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/403)
مصداقاً لما رواه الإمامان البخارى ومسلم فى صحيحهما من حديث حذيفة بن اليمان قال كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ .... " فها هو قد اصابنا الدخن من هذا وأمثاله.
وأعاهد الله السميع البصير ألا أنقده إلا نقضاً علمياً بناءً حسب قواعد وأصول العلوم الشرعية التى أصلها علماء أمتنا العظام، وألا أبغى من وراء هذا النقد إلا وجه الله سبحانه وتعالى، وصحبة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى الآخرة.
عامة ما أجده فى كتاباته هو من قبيل الكذب المتعمد الذى قال عنه صلى الله عليه وسلم كما رواه جمع من الصحابة منهم أم المؤمنين عائشة وأبو هريرة وابن عمر وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين حيث قال:
" إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ".
لماذا وصفتُه بالكذب؟
وسبب وصفى له بالكذب أنه يستوى من أدخل شيئاً فى الشرع، وهو ليس منه، مع من أنكر ما هو معلوم منه. فقديماً كان الكذابون يضعون أحاديثاً من بنات أفكارهم وينسبونها للنبى صلى الله عليه وسلم، وإنى لأرى أن فعل صبحى منصور أسوأ من فعلهم، ذلك أنهم كانوا أقصى ما ينشدونه جمع المال من وراء هذا، ورغم هذا فإنهم لم ينكروا شيئاً من الدين، أما هذا فإن فعله يؤدى إلى إلغاء ما هو معلوم من الدين بالضرورة. فسواء – فى الشرع - من أدخل فيه ما ليس منه ومن نزع منه ما هو ثابت فيه، فكلاهما أخل بالشرع الحنيف والمفاضلة التى عقدناها بينه وبين سابقيه هى مفاضلة بين سئ (الكاذبين السابقين) وأسوأ (الكذاب الحالى).
ناهيك عن التدليس المحرم والجهل الطافح بالدين وأصوله وقواعده وعلومه.
فرغم أن جمهور العلماء والمحدثين والحفاظ على أن التدليس بمعناه الاصطلاحى فى علم الحديث ليس حراماً ولا مخالفاً للشرع ولكنهم ذموه غالباً، ولكن تدليس أ. صبحى م. أسواً من تدليس كل من عرفناهم حتى أولئك الذين يدلسون تدليس التسوية وهو شر أنواع التدليس،
والتدليس قديماً كان له عدة أسباب منها أن يكون محاولة من الراوى أن يقلل عدد رجال الإسناد حتى يصل إلى ما يعرف بالإسناد العالى فيقل عدد الرواة بينه وبين النبى صلىالله عليه وسلم فبدلاً أن يروى عنه بستة يروى عنه بواسطة خمسة أو أربعة وهكذا.
ولكن تدليس صبحى منصور هذا شر وأسوأ من ذاك التدليس، فرغم أنهم كانوا يدلسون إلا أنهم كانوا فى مرحلة إثبات السنة أما تدليسه هو فمن جنس نفى السنة.
وسوف أبين – إن شاء الله تعالى – هذه الأمور الثلاثة من خلال نقضى لمقاله هذا وأبين ثلاثة أمور:
1 - كذبه المتعمد.
2 - تدليسه المحرم.
3 - جهلة الشنيع بالدين.
والله المستعان.
======
يبدأ مقاله (الإسناد والحديث) بإيراد قصة عن أحد الشعراء وكذبه فى رواية الحديث ويدعى – بناءً على قصة ذلك الكذاب – أن إسناد الحديث هو الذى أدى إلى تغييب عقل أمة الإسلام طوال هذه القرون، حتى جاء هو ليفيق الأمة من غيبوبتها.
- والقصة التى أوردها عن ذلك الكذاب فى بداية مقاله نحن أيضاً نستدل بها على انتشار الكذابين ومحاولات البعض للوضع فى الحديث لأغراض كثيرة فى أنفسهم، ولهذا السبب استعمل الله سبحانه وتعالى من هذه الأمة من يذب عنها أمثال ذلك الكذاب فأوقف الجهابذة أنفسهم وأوقاتهم وأموالهم وكل جهدهم للدفاع عن هذا الدين والحفاظ على سنة النبى صلى الله عليه وسلم.
وعندما يلقى شبهة أن الإسناد هو الذى يغيب عقول الناس ويجعلهم سكارى غائبين عن الوعى، فإن فى هذا الافتراء ما يكفى لهدم دين الإسلام جملة وتفصيلاً لعدة أسباب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/404)
1 - أن فى هذا رد كامل لدين الإسلام ولمصدريه التشريعيين الأساسيين ألا وهما القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ذلك أن كليهما قد نقل إلينا بإسناد فالقرآن جاءنا بالإسناد كما جاءتنا السنة بالضبط، والفارق بينهما أن القرآن جاء كله متواتراً، أما السنة فقد جاء بعضها متواتراً وبعضها آحاداً. يعنى أن كليهما (القرآن والسنة) يشتركان فى خاصية الإسناد. ونفى الإسناد ينفى جملةً وتفصيلاً دين الإسلام.
2 - ترك الإسناد يؤدى إلى تدخل العقل المغلف بالهوى فى أمور ليست من خاصيته ألا وهى مسألة التشريع الذى هو من اختصاص رب العالمين.
3 - وترك الإسناد يفسح المجال للمبتدعة وأعداء الدين أن يضعوا فى الدين ما شاءوا وينزعوا منه ما شاءوا.
4 - ترك الإسناد يجعلنا نتساوى باليهود والنصارى الذين ضيعوا كتبهم، وحرفوا فيها ولا يستطيعون أن يصلوا فى إسنادهم إلى أنبيائهم، وقد تصل شدة الانقطاع بين الراوى والذى يليه إلى حوالى المائتي عاماً.
قال الحاكم النيسابورى فى معرفة علوم الحديث (جزء 1 / صفحة 6) قال: (فلولا الإسناد وطلب هذه الطائفة له وكثرة مواظبتهم على حفظه لدرس منار الإسلام ولتمكن أهل الإلحاد والبدع فيه بوضع الأحاديث وقلب الأسانيد فان الاخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بترا كما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو بكر بن أبي الأسود ثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني ثنا بقية ثنا عتبة بن أبي حكيم انه كان عند إسحاق بن أبي فروة وعنده الزهري قال فجعل بن أبي فروة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الزهري قاتلك الله يا بن أبي فروة ما أجرأك على الله لا تسند حديثك. تحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة) انتهى.
وفى أدب الإملاء والاستملاء للسمعانى (ج1/ ص7) بعد أن ذكر قول عبد الله بن المبارك: (الإسناد من الدين)، قال: ( .... قال عبدان ذكر هذا ثم ذكر الزنادقة وما يضعون من الأحاديث ..... شعبة يقول: كل حديث ليس فيه حدثنا وأخبرنا فهو خل وبقل .... ونظم هذا المعنى بعض شيوخنا أنشدنا السيد أبو المناقب ....
عليكم بأصحاب الحديث فإنما ******** محبتهم فرض لذي الدين والعقل
رعاة ورواته لحفظهم ******** الإسناد بالضبط والنقل
وإثناءهم ذكر النبي محمد ******** عليه سلام الله في الكتب بالعقل
فكل حديث لم يكن فيه مسند ******** إلى مسند فالخل ذاك وكالبقل
) انتهى
فالعلم ذو طبيعة تراكمية: وهذه قاعدة فى العلوم الطبيعية المادية، وهى مركتز فى علم الحديث وفى الإسناد.
ولا نرى أمة ولا نعلم علماً أحال على هذه القاعدة بحرفيتها كعلم المصطلح لدى أمة الإسلام. فمن ذا الذى يستطيع أن يجزم صحة إسناد المعادلات الرياضية إلى أصحابها كفيثاغورث أو إقليدس، رغم أنها عندهم من المسلمات!؟
ورداً على هذه الشبهة نقول:
1 - أن علماء الأمة اتفقوا على أن: (الإسناد من الدين) وهذا ما نقله إلينا الإمام مسلم رحمه الله فى مقدمة صحيحه حيث قال: (حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ من أهل مرو قال سمعت عبدان بن عثمان يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول: "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء"
وقال محمد بن عبد الله حدثني العباس بن أبي رزمة قال سمعت عبد الله يقول: "بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد" و قال محمد سمعت أبا إسحق إبراهيم بن عيسى الطالقاني قال قلت لعبد الله بن المبارك: يا أبا عبد الرحمن الحديث الذي جاء: "إن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك" قال: فقال عبد الله: يا أبا إسحق عمن هذا؟ قال: قلت له: هذا من حديث شهاب بن خراش، فقال: ثقة، عمن قال؟ قلت: عن الحجاج بن دينار، قال: ثقة عمن قال؟ قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا أبا إسحق إن بين الحجاج بن دينار وبين النبي صلى الله عليه وسلم مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي ولكن ليس في الصدقة اختلاف) انتهى.
2 - وفى كتاب التعديل والتجريح للباجى (جزء1/ صفحة 291): (عن محمد يعني بن سيرين أنه قال: "إن هذا الحديث دين فانظروا عن من تأخذونه" .... وكان بهز بن أسد يقول إذا ذكر له الإسناد الصحيح: "هذه شهادة العدول المرضيين بعضهم على بعض"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/405)
وإذا ذكر له الإسناد وفيه شيء قال: "هذا فيه عهدة ويقول لو أن رجلا ادعى على رجل عشرة دراهم لم يستطع أخذها إلا بشهادة العدول فدين الله أحق أن يؤخذ فيه بالعدول".
وقال عبدة بن سليمان قيل لابن المبارك في هذه الأحاديث الموضوعة قال: "يعيش لها الجهابذة"
وقال الأوزاعي سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: "إذا سمعت الحديث فأنشده كما تنشد الضالة فإن عرفت فخذه وإلا فدعه"
وقال ابن عون: "لا يؤخذ هذا العلم إلا عن من شهد له بالطلب".
وروى المغيرة عن إبراهيم قال: كانوا إذا أرادوا أن يأخذوا عن الرجل نظروا إلى صلاته وإلى هيئته وإلى سمته.
وقال عبد الرحمن بن مهدي قال شعبة: "كنت أنظر إلى فم قتادة فإذا قال حدثنا كتبنا عنه فوقفته عليه وإذا لم يقل حدثنا لم أكتب عنه".
قال عبد الرحمن بن مهدي: "خصلتان لا يستقيم فيها حسن الظن: الحكم والحديث" يعني: لا يستعمل حسن الظن في قبول الرواية عمن ليس بمرضي) انتهى.
3 - وفى كتاب: المقصد الأرشد فى ذكر أصحاب الإمام أحمد (3/ 150) قال: (نقل عن إمامنا أشياء منها قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: الإسناد من الدين)
4 - وفى تدريب الراوى للسيوطى (2/ 159 - 160): (الإسناد في أصله خصيصة فاضلة لهذه الأمة ليست لغيرها من الأمم، قال ابن حزم: "نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم مع الإتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من اليهود لكن لا يقربون فيه من موسى قربنا من محمد صلى الله عليه وسلم بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثلاثين عصرا وإنما يبلغون إلى شمعون ونحوه
قال: وأما النصاري فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق فقط وأما النقل بالطريق المشتملة على كذاب أو مجهول العين فكثير في نقل اليهود والنصارى .... ولا يمكن النصاري أن يصلوا إلى أعلى من شمعون وبولص"
وقال أبو علي الجياني: "خص الله تعالى هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعطها من قبلها الإسناد والأنساب والإعراب".
ومن أدلة ذلك ما رواه الحاكم وغيره عن مطر الوراق في قوله تعالى: (أو أثارة من علم) قال: "إسناد الحديث".
..... وقال سفيان بن عيينة حدث الزهري يوما بحديث فقلت: هاته بلا إسناد فقال الزهري: "أترقى السطح بلا سلم! "
وقال الثوري: (الإسناد سلاح المؤمن وطلب العلو فيه سنة)
قال أحمد بن حنبل: (طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف لأن أصحاب عبد الله كانوا يرحلون من الكوفة إلى المدينة فيتعلمون من عمر ويسمعون منه)
وقال محمد بن أسلم الطوسي: (قرب الإسناد قرب أو قربة إلى الله ولهذا اُستحبت الرحلة) انتهى.
**** فيتضح من هذا العرض:
1 - اتفاق علماء الأمة على أن الإسناد من الدين.
2 - احتراس علماء الأمة وحيطتهم الشديدة فى تلقى أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم وتنقيتها مما شابها من أقوال الأفاكين.
3 - وضعهم لقواعد محكمة متقنة لنقد المنقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم نراه - صبحى منصور - يدعى أن الإسناد يناقض المنهج العلمى والتعقل المنطقى:
وكلامه هذا يناقض ما اتفق عليه أهل كل علم سواء العلوم المادية البحتة أو حتى العلوم الإنسانية، فجميعهم اتفقوا على أن العلم ذو طبيعة تراكمية.
بمعنى أن ما يتوصل إليه العالم الأول يكون ركيزة يبدأ من عندها العالم الثانى وهكذا، وإلا للزم كل عالم أن يتثبت أولاً من صحة ما استنتجه سابقوه، ولا شك أن هذا ينافى العقل وينافى العلم، ولو كان هذا صحيحاً لأدى هذا إلى جمود البشرية عند حد البدائيات والأساسيات لكل علم.
وعلم الحديث مثل هذه العلوم، ولم يخرم من هذه القاعدة شئ، ولا نخطئ إن قلنا أنه هو الأصل لهذه القاعدة وأنه هو أكثر العلوم التى عرفتها البشرية يطبق هذه القاعدة المجمع عليها.
ذلك أن مادة العلم فى الحديث هو كلام النبى صلى الله عليه وسلم، فإذا حفظه جيل ووعاه ثم سلمه لمن بعده وهكذا من جيل إلى جيل، فلا شك أن هذا هو الحق المبين، والصواب الذى لا محيد عنه، وأن من يدعى خلاف هذا فهو إما مجنون أو مغيب العقل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/406)
= ثم إنه يدعى أن علم الإسناد قد تم (اختراعه) فى القرن الثانى الهجرى، وقد كذب واللهِ فى دعواه تلك، ذلك أن الإسناد موجود فى أمة الإسلام منذ اليوم الأول لنشأتها، فكيف كان الصحابة يتناقلون القرآن بعضهم عن بعض أليس عن طريق سماعهم من بعضهم البعض، ذلك أن كل الصحابة لم يكونوا جميعاً مرافقين للنبى صلى الله عليه وسلم فى كل لحظاته وسكناته. وكيف تم جمع القرآن؟ أليس بروايات الصحابة عن النبى صلى الله عليه وسلم أى بإسناد أيضاً ولكن براوٍ واحد فى الغالب الأعم.
بداية نشأة علم الحديث الأُولى
أما فى علم الحديث فقد نشأ الإسناد فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم وقبل وفاته وذلك أن أصحاب النبى (المهاجرون والأنصار) كانوا يشتغلون فى أموالهم، وكان منهم من يصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يتناوبون مرافقته ثم يحدث كل منهم الآخر بما حدث وبما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن هذا يقول سيدنا أبو هريرة رضى الله عنه كما فى الصحيحين: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ كُنْتُ رَجُلًا مِسْكِينًا أَخْدُمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ وَكَانَتْ الْأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمْ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ يَبْسُطْ ثَوْبَهُ فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي " فَبَسَطْتُ ثَوْبِي حَتَّى قَضَى حَدِيثَهُ ثُمَّ ضَمَمْتُهُ إِلَيَّ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ.
ويوضح هذا أكثر ما رواه عمر بن الخطاب كما فى الصحيحين قال: إِنِّي كُنْتُ وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الْأَمْرِ وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَهُ .... "
ألا يعنى هذا نشأة الإسناد فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم!؟
أما نشأة علم الإسناد بالمعنى الاصطلاحى المعروف فنستطيع أن نؤرخ له بعام 40 هجرية (لماذا؟).
اقرأ ما قاله الإمام مسلم فى مقدمة صحيحه: " حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنْ الْإِسْنَادِ فَلَمَّا وَقَعَتْ الْفِتْنَةُ قَالُوا سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ ".
فهذا محمد بن سيرين من أئمة التابعين توفى 110هجرية ويحدث عن عدد كبير من الصحابة ويصف حالهم فى الرواية عندما وقعت الفتنة، ومتى وقعت الفتنة فى عام 40هجرية وربما قبل هذا، ويقصد بالفتنة، فتنة مقتل سيدنا عثمان وظهور الخوارج ومقتل سيدنا على وقد انتهى كل هذا حتى عام 40هجرية.
فأين هذا من دعواه وكذبه بأن علم الإسناد (أُخترع) فى القرن الثانى الهجرى!؟
ثم يقول صبحى:
(ان البخارى مثلا عاش فى القرن الثالث الهجرى ومات سنة 256 هـ.اى بينه وبين النبى عليه السلام قرنان ونصف قرن من الزمان. واذا اعتبرنا الجيل اربعين عاما فان بينه وبين البخارى ستة اجيال. (لاحظ ان بينناوبين عصر محمد على اربعة اجيال فقط).فكيف يستقيم فى المنهج العلمى أن تتداول ستة اجيال كلمة ما منسوبة للنبى عبر الروايات الشفهية حتى يأتى من يسجلها بعد النبى بمائتين وخمسين عاما؟)
قلت: وهذا تلبيس جديد وتدليس على العامة وتعمية لهم عن الحق والصواب. ذلك أنه يدعى أن السنة قد كُتبت بعد قرنين ونصف من الزمان، وأنها كانت مجرد روايات شفوية.
وللرد على هذه الشبهة الواهية فإنى أرد عليه بطريقتين:
الأولى: بنفس منطقه وأسلوبه فى إيراد الشبهة.
الثانية: بمنهج العرض التاريخى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/407)
أولاً: فهو يعيب على البخارى أنه لم يكن معاصراً للنبى صلىالله عليه وسلم، ولم يسمع أحاديث بصفة خاصة وهنا دعنى أنقل نفس عبارته السابقة وأعيد صياغتها بعد أن أسقطها عليه:
(إن صبحى منصور فعلا عاش فى القرن الخامس عشر الهجرى. أى بينه وبين النبى عليه السلام أربعة عشر قرن من الزمان. واذا اعتبرنا الجيل أربعين عاما فإن بينه وبين النبى صلى الله عليه وسلم خمسة وثلاثين جيلا. (لاحظ أن بيننا وبين عصر محمد على أربعة أجيال فقط).فكيف يستقيم له أن ينفى ما لم تره عيناه ويشكك فى صحة ما هو منسوب للنبى عبر الروايات الشفهية والمكتوبة حتى يأتى يعد ألف وأربعمائة سنة ويقول أن الإسناد شئ مخترع ولم يكن له وجود؟)
ثانياً هذه شبهة مردودة تاريخياً والحديث فيها يطول:
وبداية يجب أن نفرق بين مفهومين:
الأول:هو كتابة السنة.
والثانى: هو جمع السنة.
فعندما نقول أن بداية جمع السنة كان فى عصر فلان أو بأمر من فلان أو عام كذا. فلا يعنى هذا أنها لم تكن مكتوبة عند بعض الصحابة أو رواة الحديث. بل إن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بُدئ فى كتابته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى حياته.
كما يجب أن نؤكد على أن العبرة فى هذه المسألة هى بالحفظ سواء أكان هذا الحفظ حفظ فى الصدر أم حفظ فى كتاب.
ونسوق فى هذا ما قاله الخليل ابن أحمد الفراهيدى:
ليس العلم ما حواه القمطر ................. ما العلم إلا ما حواه الصدر
وسأحاول أن أبين لأخوانى مراحل جمع السنة النبوية المطهرة. حسبما يسر الله لى.
المرحلة الأولى لكتابة السنة:
مرحلة الكتابة الخاصة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
(انتهت عند وفاة النبى صلى الله عليه وسلم عام 11 هجرية).
وفى هذه المرحلة كان الصحابة رضوان الله عليهم يتلقون الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم مباشرة، وكانوا يتداولونه حفظاً له ورواية. وكان بعضهم يكتب. ولكن كان المعول الحقيقى على عملية الحفظ فى الصدر. و
قد بلغ اعتناء الصحابة بحب السنة والتعرف على كل ما يقوله أو يفعله النبى صلى الله عليه وسلم، أن عدداً كبيراً منهم كان يلازمه ملازمة مباشرة. كأبى بكر وعمر وعبد الله بن مسعود والذى عرف بصاحب نعل رسول الله. بل كان النبى صلى الله عليه وسلم يكثرون من قوله: (ذهبت أنا و أبو بكر وعمر) ... (رجعت أنا وأبو بكر وعمر).وهذا من طول ملازمتهما إياه.
وكان من شدة حبهم وتعلقهم بالنبى أن لازموه ملازمة شبه كاملة. فأخبرهم أن لأولادهم عليهم حق.
فأمرهم أن يعملوا يوماً ويلازمونه يوم. وللموازنة بين الأمرين: حب ملازمة النبى صلى الله عليه وسلم، والإنفاق على العيال. فقد كانوا يتناوبون مصاحبته. فقد أخرج البخارى فى صحيحه (89) ومواضع أخرى: عن عبد الله بن عباس عن عمر بن الخطاب قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك.
وجدير بالذكر فى هذا المقام بيان أن أصحاب النبى – صلى الله عليه وسلم – ومن جاء بعدهم كانوا يعتمدون على قوة ذاكرتهم فى الحفظ. وكان هذا معلوم لدى العرب حتى من قبل ظهور الإسلام. فقد كانت أمة العرب، أمة ذات قريحة متوقدة نشطة يحفظون القصائد الشعرية التى تتكون من عشرات بل مئات الأبيات من أول مرة يسمعونها فيها.
وعندما جاء الإسلام، انصب اهتمام الصحابة على كتابة الوحى القرآنى بمجرد نزوله، كما اتخذ النبى صلى عليه وسلم عدداً كبيراً لكتابة الوحى عرفوا باسم (كُتّاب الوحى) وبلغ عدد هؤلاء أربعين كاتباً. كما لم يغفل أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم أهمية السنة، فانكب عدد كبير على كتابة ما يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهر هؤلاء جميعاً سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه وعن أبيه.
صحف كُتبت فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم
ولم تعدم هذه الفترة من وجود الصحف التى كتب فيها الصحابة رضوان الله عليهم أحاديث مباشرة عن رسول الله وبدون واسطة. من تلك الصحف:
1 - الصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص.
2 - الصحيفة الصحيحة برواية همام بن منبه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 - صحيفة سمرة بن جندب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/408)
4 - صحيفة سعدة بن عبادة الأنصاري.
5 - صحيفة جابر بن عبد الله الأنصاري.
فصحيفة سمرة بن جندب (الذى توفى عام 60هـ)، كان قد جمع أحاديث كثيرة في نسخة كبيرة ورثها ابنه سليمان ورواها عنه، وهي التي يقول فيها ابن سيرين: "في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير".
ومن أشهر الصحف المكتوبة في العصر النبوي (الصحيفة الصادقة) التي كتبها عبد الله بن عمرو بن العاص من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اشتملت على ألف حديث، كما يقول ابن الأثير، ومحتواها محفوظ في مسند أحمد بن حنبل، حتى ليصح أن نصفها بأنها أصدق وثيقة تاريخية تثبت كتابة الحديث على عهده صلوات الله عليه، وهذه الوثيقة كانت نتيجة محتومة لفتوى النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو وإرشاده الحكيم له.
فقد جاء عبد الله يستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الكتابة قائلا: أكتب كل ما أسمع؟ قال: "نعم"، قال: في الرضا والغضب؟ قال: "نعم؛ فإني لا أقول في ذلك إلا حقا".
وقد أتيح لمجاهد بن جبر (103هـ) أن يرى هذه الصحيفة عند صاحبها عبد الله بن عمرو، وكان عبد الله بن عمرو - لشدة حرصه على هذه الصحيفة - لا يسمح لأعزّ الناس عليه بتناولها، ورؤية مجاهد لها لم تكن إلا عرضا؛ فإنه قال: "أتيت عبد الله بن عمرو؛ فتناولت صحيفة تحت مفرشه فمنعني، قلت: ما كنت تمنعني شيئا! قال: هذه الصحيفة الصادقة، فيها ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس بيني وبينه أحد، إذا سلمت هذه وكتاب الله والوهط فلا أبالي علام كانت عليه الدنيا! والوهط أرض كان يزرعها".
ولقد شاعت في عصر الصحابة صحيفة خطيرة الشأن أمر النبي عليه السلام نفسه بكتابتها في السنة الأولى للهجرة: فكانت أشبه (بدستور) للدولة الفتية الناشئة آنذاك في المدينة، وهي الصحيفة التي دون فيها كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حقوق المهاجرين والأنصار واليهود، ولفظ الكتابة صريح في مطلعها: "هذا كتاب محمد النبي رسول الله بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم أنهم أمة واحدة من دون الناس".
صحف السنة النبوية ...... أين هى الآن؟
وهذه الصحف لم يصل إلينا منها شئ الآن. وأقصد بهذا الورق الأصلى الذى كتبت عليه. أما محتواها فقد وصلنا فعلاً، وقد أدت هذه الصحف دوراً كبيراً فى وصول السنة إلينا. فما كتب فيها، تناوله التابعون من الصحابة، وحفظوه فى صدورهم، وسجلوه فى صحائفهم، ثم أبلغوه لمن جاء بعدهم، حتى أصبحت تشكل جزءاً كبيراً من كتب السنة التى جاءت بعد. فهى إذن الحلقة الأولى من سلسلة توصيل السنة إلينا.
فصحيفة عبد الله بن عمرو على سبيل المثال موجودة فى مسند الإمام أحمد، ولكنها موجودة عن طريق الإسناد من الإمام أحمد إلى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبى صلى الله عليه وسلم. ولا يظن أحد أن هذا دليل على أن كل ما هو موجود من أحاديث فى المسند ينتهى إسنادها إلى عبد الله بن عمرو، يعتبر صحيحاً على وجه الإطلاق.
لا، لماذا لأن العبرة كما قلنا فى نقل السنة كانت بالحفظ والرواية، وقد وقع فيها بعض الخلط أو التقصير، نتيجة ضعف حفظ بعض الرواة أو عدم ضبطهم أو وقوع التصحيف، وهذه كلها أمور ومسائل موجودة فى علم المصطلح ويقوم بعلاجها ونقد الصحيح من الضعيف وبيان أوجه وسبب القصور فيها.
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 01:34 ص]ـ
صحف السنة النبوية ...... أين هى الآن؟
وهذه الصحف لم يصل إلينا منها شئ الآن. وأقصد بهذا الورق الأصلى الذى كتبت عليه. أما محتواها فقد وصلنا فعلاً، وقد أدت هذه الصحف دوراً كبيراً فى وصول السنة إلينا. فما كتب فيها، تناوله التابعون من الصحابة، وحفظوه فى صدورهم، وسجلوه فى صحائفهم، ثم أبلغوه لمن جاء بعدهم، حتى أصبحت تشكل جزءاً كبيراً من كتب السنة التى جاءت بعد. فهى إذن الحلقة الأولى من سلسلة توصيل السنة إلينا.
فصحيفة عبد الله بن عمرو على سبيل المثال موجودة فى مسند الإمام أحمد، ولكنها موجودة عن طريق الإسناد من الإمام أحمد إلى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبى صلى الله عليه وسلم. ولا يظن أحد أن هذا دليل على أن كل ما هو موجود من أحاديث فى المسند ينتهى إسنادها إلى عبد الله بن عمرو، يعتبر صحيحاً على وجه الإطلاق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/409)
لا، لماذا لأن العبرة كما قلنا فى نقل السنة كانت بالحفظ والرواية، وقد وقع فيها بعض الخلط أو التقصير، نتيجة ضعف حفظ بعض الرواة أو عدم ضبطهم أو وقوع التصحيف، وهذه كلها أمور ومسائل موجودة فى علم المصطلح ويقوم بعلاجها ونقد الصحيح من الضعيف وبيان أوجه وسبب القصور فيها.
صحيفة همام بن منبه
ومن أشهر ما كتب فى القرن الأول الصحيفة الصحيحة لهمام بن مُنَبِّه الصنعانى المتوفى:131 هـ والتى رواها عن أبى هريرة وقد وصلتنا هذه الصحيفة كاملة كما رواها ودونها وقد طبعت عدة طبعات منها طبعة بتحقيق الدكتور رفعت فوزى طبعة مكتبة الخانجى 1406 ويزيد من توثيق هذه الصحيفة أن الإمام أحمد قد نقلها بتمامها فى مسنده كما نقل الإمام البخارى عددا كثيرا من أحاديثها فى صحيحه وتضم صحيفة همام مائة وثمانية وثلاثين حديثا ولهذه الصحيفة أهمية تاريخية لأنها حجة قاطعة على أن الحديث النبوى قد دون فى عصر مبكر وتصحح الادعاء بأن الحديث الشريف لم يدون إلا فى أوائل القرن الهجرى الثانى وذلك أن هماما لقى أبا هريرة قبل وفاته وقد توفى أبو هريرة 59 هـ فمعنى ذلك أن الوثيقة دونت فى منتصف القرن الهجرى الأول.
صحيفة أبى الزبير عن جابر
ويبرز من جيل التابعين عدد آخر من العلماء الذين اهتموا بالحديث واحتفظوا بأجزاء وصحف كانوا يروونها منهم (أبو الزبير) محمد بن مسلم بن تدرس الأسدى 126هـ والذى كتب بعض أحاديث الصحابى الجليل جابر بن عبد الله الأنصارى.
وقد وصلت إلينا من آثاره أحاديث أبى الزبير عن غير جابر جمعها أبو الشيخ عبد الله بن جعفر بن حيان الأصبهانى المتوفى: 369 هـ وقد طبع بتحقيق بدر بن عبد الله البدر طبعة مكتبة الرشد بالرياض 1417 هـ وأيوب بن أبى تميمة السختيانى المتوفى: 131 وقد وصل إلينا بعض حديثه جمعه إسماعيل بن إسحاق القاضى البصرى 282هـ وهو مخطوط فى المكتبة الظاهرية مجموع 4/ 2 ويقع فى خمس عشرة ورقة وغير هؤلاء كثير.
المرحلة الثالثة من تدوين السنة النبوية
مرحلة النضج
مرحلة تدوين السنة على هيئة كتب مصنفة ومرتبة
كل كتاب يخدم هدف معين وله مقصد صُنف من أجله
(بدأت حوالى عام 100 هجرية وما تلاها).
وكان هذا بناء على أمر من عمر بن عبد العزيز. ففي صحيح البخاري: "وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه؛ فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء).وكان هذا عام 101هـ.
وروى عبد الرزاق عن ابن وهب، سمعت مالكا يقول: "كان عمر بن عبد العزيز يكتب إلى الأمصار يعلمهم السنن والفقه، ويكتب إلى المدينة يسألهم عما مضى، وأن يعملوا بما عندهم، ويكتب إلى أبي بكر بن حزم أن يجمع السنن، ويكتب بها إليه، فتوفي عمر بن عبد العزيز وقد كتب ابن حزم كتبا قبل أن يبعث بها إلينا ... "
وكان أول من استجاب له في حياته وحقق له غايته عالم الحجاز والشام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري المدني الذي دون له في ذلك كتابا، فغدا عمر يبعث إلى كل أرض دفترا من دفاتره، وحق للزهري أن يفخر بعلمه قائلا: "لم يدون هذا العلم أحد قبل تدويني".
ويجب أن نتذكر هنا أن التدوين المقصود به هو الجمع فى كتب مستقلة، وأن يكون الجمع من أجل التصنيف ذاته.
وقد ذكر بعض أهل العلم أن جماعة من الصحابة والتابعين كرهوا كتابة الحديث واستحبوا أن يؤخذ عنهم حفظا كما أخذوا حفظا , لكن لما قصرت الهمم وخشي الأئمة ضياع العلم دونوه.
قلت: والكراهة لا تدل على عدم وجود الصحف والكتب ولكنهم كانوا يستحبون التحديث حفظاً. فقد كثرت التصانيف فى ذلك الوقت خاصة فى عصر أتباع التابعين.
يقول ابن حجر: "فأول من جمع ذلك الربيع بن صبيح (توفي 160 هـ)، وسعيد بن أبي عروبة (156هـ) وغيرهما، وكانوا يصنفون كل باب على حدة، إلى أن قام كبار أهل الطبقة الثالثة؛ فدونوا الأحكام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/410)
فصنف الإمام مالك "الموطأ" وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز، ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين، ومن بعدهم (توفي 179 هـ).وصنف ابن جريح بمكة (توفي ببغداد 150هـ)، والأوزاعي بالشام (156هـ)، وسفيان الثوري بالكوفة (توفي 161 هـ)، وأبو سلمة بالبصرة (نوفي 176هـ)، ومعمر بن راشد باليمن (المتوفى 153هـ)، وجرير بن عبد الحميد بالري (توفي 188هـ)، وعبد الله بن المبارك بخراسان (المتوفى 181هـ).ثم تلاهم كثير من أهل عصرهم في النسج على منوالهم إلى أن رأى بعض الأئمة منهم أن يفرد حديث الني صلى الله عليه وسلم خاصة، وذلك على رأس المائتين. فصنف عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي مسندا (توفي 213هـ)،
وصنف مسدد بن مسرهد البصري مسندا، وصنف أسد بن موسى الأموي مسندا (توفي 212هـ)، وصنف نعيم بن حماد الخزاعي نزيل مصر مسندا. ثم اقتفى الأئمة بعد ذلك أثرهم، فقلّ إمام من الحفاظ إلا وصنف حديثه على المسانيد؛ كأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم من النبلاء.
ومنهم من صنف على الأبواب والمسانيد معا، كأبي بكر بن أبي شيبة. ولما رأى البخاري هذه التصانيف ورواها وجدها جامعة للصحيح والحسن، والكثير منها يشمله التضعيف؛ فحرك همته لجمع الحديث الصحيح، وقوى همته لذلك ما سمعه من أستاذه الإمام إسحاق بن راهويه حيث قال لمن عنده والبخاري فيهم: "لو جمعتم كتابا مختصرا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، قال البخاري: فوقع ذلك في قلبي وأخذت في جمع الجامع الصحيح".
ومما تقدم يتبين لنا أن علماء التدوين قد طوفوا الدنيا كلها، وانتشروا في البلدان والأمصار وأحاطوا بها يجمعون ويكتبون في حركة نشطة دائبة يواصلون الليل بالنهار؛ ليسجلوا أجلّ وأخلد سجل عرفته البشرية على الإطلاق، على امتداد تاريخها الطويل، فبعد كتاب الله جندوا أنفسهم وأقلامهم ليدونوا مصدر شريعتهم، ومنبع عزهم الدائم.
شبهات حول مسألة جمع السنة
الشبهة الأولى: شبهة النهى عن كتابة السنة
أخرج الإمام مسلم فى صحيحه (3004) قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تكتبوا عني غير القرآن , ومن كتب عني غير القرآن فليمحه).
وفى مسند أحمد (10701): "لا تكتبوا عنى شيئاً سوى القرآن، ومن كتب عنى شيئاً سوى القرآن فليمحه"وقد استدل بعض المتشككين استناداً إلى ظاهر هذا الحديث على أن النبى صلى الله عليه وسلم قد نهى عن كتابة السنة.
ونسوا أو تناسوا الأحاديث الصحيحة الكثيرة التى تبين بما لا يدع مجالاً لشك أنه صلى الله عليه وسلم قد أمر وأقر كتابة الحديث النبوى على عهده.
والرد على هذه الشبهة من وجهين:
أولاً: أن الصحابة كانوا يكتبون بعض تفاسير النبى صلى الله عليه وسلم فى نفس الورقة التى يكتب فيها القرآن. وأحياناً بشكل متداخل. ولاشك أن هذا قد يؤدى إلى حدوث بعض الأخطاء واشتباه للقارئ وإدخال فى كلام الله ما ليس منه. فكانت التوجيهات النبوية بفصل هذا عن ذاك، فمن كتب شيئاً من حديث النبى صلى الله عليه وسلم فى ورقة مكتوب فيها قرآن فليمحها.
تناقض واضح
ثانياً: إن فى الاستدلال بهذا الحديث على عدم كتابة السنة خطأ كبير بل وتناقض أيضاً. لماذا؟ لأن متن الحديث يفيد الأمر بعدم كتابة الحديث. أو ليس هذا نفسه حديثاً!؟
فلماذا كتب؟ ولماذا يتمسك به الطاعنون والمتشككون كدليل على عدم كتابة الحديث أو ليس هذا هو أيضاً حديث نبوى نقل إلينا كما نقلت آلاف الأحاديث الأخرى، فلماذا يستدلون بهذا الحديث ويدعون ما عداه.
والإجابة: طبعاً لأنه فى ظاهره، وعند سوء فهمه، يساند بدعتهم. وهكذا أهل الأهواء والباطل دوماً، يقفزون فوق الأدلة ويلوون أعناق النصوص وينتقون منها فقط ما يؤيد ويساند بدعتهم.
أدلة الأمر النبوى بكتابة السنة فى حياته
هناك أحاديث نبوية كثيرة تثبت بما لا يدع مجالاً لشك أن السنة النبوية كتبت على عهد النبى صلى الله عليه وسلم.
التصريح لعبد الله بن عمرو بالكتابة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/411)
1 - روى الإمام أحمد فى مسنده (6474، 6763) وأبو داود فى سننه (3646) والدارمى فى سننه (484) عن عبد الله بن عمرو قال كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بأصبعه إلى فيه فقال: "اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق".والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم: (اكتب).
مجلس كتابة صريح عند النبى صلى الله عليه وسلم
2 - أخرج الإمام احمد فى مسنده (6607) والدارمى (486) عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل تفتح أولا يعني قسطنطينية.
والشاهد هنا قول ابن عمرو: (نحن حول رسول الله نكتب).
الدليل الثالث:الأمر بالكتابة لأبى شاة
3 - وأخرج البخارى فى صحيحه (112، 2434، 6880) عن أبى هريرة رضي الله عنه قال لما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين فإنها لا تحل لأحد كان قبلي وإنها أحلت لي ساعة من نهار وإنها لا تحل لأحد بعدي فلا ينفر صيدها ولا يختلى شوكها ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يفدى وإما أن يقيد فقال العباس إلا الإذخر فإنا نجعله لقبورنا وبيوتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الإذخر فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال اكتبوا لي يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتبوا لأبي شاه قلت للأوزاعي ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله قال هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والشاهد قول النبى صلى الله عليه وسلم (اكتبوا لأبي شاه).
الدليل الرابع: كتاب على رضى الله عنه
4 - وأخرج البخارى (111، 1870، 3047، 3172، 3180، 6755، 6903، 6915، 7300) ومسلم (1370) عن على رضى الله عنه عندما سألوه: هل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم له ولآل بيته شيئاً مكتوباً سوى القرآن؟ قال: ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل وقال ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن تولى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل قال أبو عبد الله عدل فداء. والشاهد قوله: (وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم).
الدليل الخامس: كتاب الصدقة
5 - أخرج الترمذى فى سننه (621)، وأبو داود (1568)، وابن ماجة (1798، 1805) عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتاب الصدقة فلم يخرجه إلى عماله حتى قبض فقرنه بسيفه فلما قبض عمل به أبو بكر حتى قبض وعمر حتى قبض وكان فيه في خمس من الإبل شاة ..... الحديث
والشاهد قوله: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب كتاب الصدقة).
الدليل السادس: صحيفة عمرو بن العاص
6 - أخرج الترمذى (3529) عن أبي راشد الحبراني قال أتيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت له حدثنا مما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى إلي صحيفة فقال هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فنظرت فإذا فيها إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت فقال يا أبا بكر قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم.
والشاهد قوله: (فألقى إلي صحيفة فقال هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم).
الدليل السابع: كتابه صلى الله عليه وسلم لقبيلة جهينة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/412)
7 - أخرج الترمذى (1729) وأبو داود (4127، 4128) والنسائى (4249، 4250، 4251) وهذا لفظه، وابن ماجة (3613) عن عبد الله بن عكيم قال كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تستمتعوا من الميتة بإهاب ولا عصب.
والشاهد قوله: (كتب إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم).
الدليل الثامن: كتابه صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن
8 - أخرج النسائى فى سننه (4846، 4853، 4854، 4855، 4856، 4857) عن عمرو بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن كتابا فيه الفرائض والسنن والديات وبعث به مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن هذه نسختها من محمد النبي صلى الله عليه وسلم إلى شرحبيل بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال والحارث بن عبد كلال قيل ذي رعين ومعافر وهمدان أما بعد وكان في كتابه أن من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود إلا أن يرضى أولياء المقتول ..... الحديث.
والشاهد قوله: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن كتابا).
الدليل التاسع: صحيفة عائشة
9 - أخرج ابن ماجة فى سننه (1944) عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها.
والحديث يبين أن الصحيفة كانت منذ عهد النبى أى قبل وفاته.
الدليل العاشر: حديث جابر بن عبد الله
10 - أخرج الإمام مسلم فى صحيحه (1507) عن جابر بن عبد الله قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم على كل بطن عقوله ثم كتب أنه لا يحل لمسلم أن يتوالى مولى رجل مسلم بغير إذنه ثم أخبرت أنه لعن في صحيفته من فعل ذلك.
والشاهد: قوله: (كتب النبي صلى الله عليه وسلم).
والشاهد العام من كل هذه الأحاديث الصحاح هو:
1 - يقينية مسألة كتابة السنة فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم.
2 - تواتر الأدلة حول هذه المسألة.
3 - تعدد مرات الكتابة حسب مقتضى كل موقف.
4 - قد تكون الكتابة تصريح لصحابى بعينه أو لأهل بلد بعينهم أو للجميع.
ويكفينا هنا ما رواه الإمام مسلم فى مقدمة صحيحه عن مسألة التعريف برجال الإسناد حيث قال: (حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح حدثنا إسمعيل بن زكرياء عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم).
ومحمد بن سيرين الذى ذكر هذا الكلام توفى فى 110هـ وهو يخبر عمن سبقه يعنى عن أناس عاشوا فى القرن السابق أى فى القرن الأول الهجرى.
ثم نعود لما كتبه صبحى منصور يقول:
(ولنأخذ على ذلك مثلا من أحاديث البخارى ... ونناقشه من حيث الاسناد ومن حيث المتن والموضوع ........ اورد البخارى احاديث تؤكد ان النبى عليه السلام كان يباشر نساءه جنسيا اثناء المحيض،ونختار منها هذا الحديث باسناده ((حدثنا اسماعيل بن خليل قال اخبرنا عن بن مسهر،قال اخبرنا ابوا اسحاق هو الشيبانى عن عبد الرحمن بن الا سود، عن ابيه عن عائشة قالت:كانت احدنا اذا كانت حائضا فأراد رسول الله http://www.eltwhed.com/vb/images/smilies/salla1.gif ان يباشرها امرها ان تتزر فى فور حيضتها ثم يباشرها،قالت:وايكم يملك اربه كما كان النبى http://www.eltwhed.com/vb/images/smilies/salla1.gif يملك اربه)) (صحيح بخارى بحاشية السندى مكتبة زهران مجلد 1 الجزء الاول ص64) والحديث السابق ينقسم الى جزئين السند والمتن:
فالسند هو سلسلة الرواة الذين عن طريقهم تم اسناد الحديث الى النبى (صلى الله عليه وسلم)،وهم ستة:) انتهى كلامه
قلت:
وهو هنا يدلس على الناس فيذكر أن عدد الأجيال بين البخارى وبين النبى صلى الله عليه وسلم ستة أجيال وأنه يروى الحديث المذكور بواسطة ستة من الرواة وهذا صحيح بالنسبة لهذا الحديث الذى ساقه، وبالنسبة أيضاً لعدد آخر من الأحاديث فى صحيح البخارى ولكنه أغفل حقائق كثيرة لخدمه أغراضه نذكر منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/413)
1 - متوسط إسناد الإمام البخارى فى صحيحه خمسة رجال وأحياناً قليلة ستة وسبعة نادراً، ولكنه كثيراً ما يعلو بإسناده فيروى بأربعة رجال بل وبثلاثة، وهذا موجود كثيراً فى صحيحه حيث يروى ثلاثياً بعدة طرق منها: (عن مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر) وأيضاً ثلاثياً عن: (مكى بن إبراهيم عن يزيد بن أبى عبيد عن سلمة بن عمرو الأكوع). ولا شك أن الإسناد العالى يقل فيه فرصة حدوث الخطأ فى الحديث.
2 - ولكن ما يحاول أن يثبته صبحى ويدعيه أن إسناد البخارى ستة رجال وأن بينه وبين النبى ستة أجيال ويحاول أن يجعل هذه هى القاعدة وما عداها شاذ عليها فهذا من الخطأ المفضوح، ومن التدليس البين الذى يخدم أغراض دنيئة وهى زعزعة الثقة فى الإسناد عامة.
3 - والعجيب أنه تحدث عن إسناد البخارى السداسى ولكنه لم يتحدث عن إسناد الإمام مالك الثلاثى فى موطئه لنفس هذا الحديث فهو – أى مالك – يروى الحديث من طريقين أحدهما عن أم المؤمنين عائشة (برقم 128) عن نافع أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر أرسل إلى عائشة. كما رواه عبد الرزاق فى مصنفه بإسناد ثلاثى أيضاً (1/ 322) (1236) عن ابن جريج عن عكرمة عن بعض أزواج النبى صلى الله عليه وسلم.
فلماذا لم يذكر هذا الإسناد العالى (الثلاثى) وركز على إسناد البخارى النازل (السداسى)!؟
4 - كما أن نفس هذا الحديث ورد فى كتب كثيرة جداً من طرق هى أقصر من طرق الإمام البخارى فهو عند الدارمى (1033) وفى مصنف عبد الرزاق (1240، 1241) رباعياً، و فى مسند أحمد (برقم 24987)، وأبى داود (269)، والنسائى (284) خماسياً، وغيرها الكثير فهذه مجرد أمثلة فحسب.
ولننظر نظرة علمية سليمة ومتفحصة إلى الحديث الذى ساقه لنعلم مدى غشه وتدليسه على الجهلاء وقليلى العلم وضعاف النفوس:
وسوف أتحدث عن الحديث - إن شاء الله - سنداً ومتناً.
الأول الكلام عن الحديث من حيث الإسناد
هذا الحديث ورد عن عدد من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم
أولاً: من طريق أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها:-
أخرجه الإمام البخارى فى صحيحه برقم: (301، 302، 2031)
ومسلم برقم (293)
وأبو داود برقم (268، 269، 270، 273)
والترمذى برقم (132)
والنسائى برقم (284، 373، 374، 375، 773)
وفى سنن ابن ماجة برقم (635، 636)
وفى مسند الإمام أحمد برقم (3915، 23526، 24987، 24402، 25449، 24580، 24888، 24085، 24500، 25222، 24882، 25313، 24747، 24303، 25156، 25186، 24965) – ترقيم دار إحياء التراث العربى.
وفى موطأ مالك برقم (128)
وفى سنن الدارمى برقم (1013، 1038، 1048، 1052، 1061)
وفى مصنف عبد الرزاق (ج 1 / ص322) برقم (1240، 1241)
وفى السنن للبيهقى (ج 1 / ص 314) برقم (1403)، (1/ 311) (1390)
ثانياً: من طريق أم المؤمنين ميمونة رضى الله عنها:-
أخرجه الإمام البخارى فى صحيحه برقم: (303)
ومسلم برقم (294)
وأبو داود برقم (267، 2167)
والنسائى برقم (287، 376)
وفى مسند الإمام أحمد برقم (26314، 26306، 26315، 26279، 26313، 26279)
وفى سنن الدارمى برقم (1046، 1057)
ثالثاً: من طريق أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها:-
أخرجه الإمام البخارى فى صحيحه برقم: (298، 322)
وأبو داود برقم (272)
والنسائى برقم (283، 371)
وفى سنن ابن ماجة برقم (637)
وفى مسند الإمام أحمد برقم (26163 من طريقين، 25986، 26163، 26026)
وفى سنن الدارمى برقم (1044 من طريقين، 1045)
وفى مصنف عبد الرزاق (1/ 322) برقم (1235، 1236)
رابعاً: من طريق أنس رضى الله عنه:-
أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه برقم: (302)
وأبو داود برقم (258، 2165)
والترمذى برقم (2977 من طريقين)
والنسائى برقم (288، 369)
وفى سنن ابن ماجة برقم (644 من طريقين)
وفى مسند الإمام أحمد برقم (11945، 13164)
وفى سنن الدارمى برقم (1053)
خامساً: من طريق عمر رضى الله عنه:-
فى مسند الإمام أحمد برقم (87)
وفى مصنف عبد الرزاق (1/ 322) برقم (1238)
وفى السنن للبيهقى (1/ 312) برقم (1395)
سادساً: من طريق ابن عباس رضى الله عنهما:-
السنن للبيهقى (1/ 314) برقم (1404)
سابعاً: من طريق عبد الله بن سعد الأنصارى رضى الله عنه:-
أخرجه أبو داود برقم (212)
وفى السنن للبيهقى (1/ 312) برقم (1394)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/414)
ثامناً: من طريق معاذ بن جبل رضى الله عنه:-
أخرجه أبو داود برقم (213)
فهذا هو الحديث الذى ساقه إلينا ليدلل به على صحة مذهبه الفاسد يتبين لنا أن هذا الحديث فى أعلى درجات الصحة الإسنادية للأسباب الآتية:-
1 - قد أخرجه الجماعة (البخارى ومسلم وابو داود والترمذى والنسائى وابن ماجة) والإمام أحمد بن حنبل ويندر أن يوجد كتاب من كتب السنة لم يخرج هذا الحديث بإسناد المصنف إلى النبى صلى الله عليه وسلم.
2 - أنه حديث متفق عليه أى فى الصحيحين (البخارى ومسلم).
3 - أنه جاء من طريق عدد كبير من الصحابة بلغوا حسب إحصائنا ثمانية صحابة منهم ثلاثة من أمهات المؤمنين وهن أعلم الناس بموضوع هذا الحديث، ومنهم أيضاً أنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عيه وسلم لمدة عشر سنوات ويزيد منذ هاجر إلى المدينة حتى وفاته صلى الله عليه وسلم، ومنهم أيضاً عمر بن الخطاب وهو من أعلم الصحابة بسنة النبى صلى الله عليه وسلم، ومنهم عبد الله بن عباس رضى الله عنهما وهو حبر الأمة وفقيهها.
4 - كما ورد الحديث عن عدد كبير من التابعين تغاضينا عن ذكرهم منعاً للإطالة.
5 - أنه لا يوجد خلاف بين جميع الفقهاء على ما جاء فى متن هذا الحديث والعمل به فلا نعلم فقيهاً قال بخلاف هذا، مما يعنى (إجماع علماء الأمة) على جواز مباشرة الرجل لزوجته وهى حائض وذلك من فوق الإزار.
6 - بلغ عدد رجال هذه الأسانيد ما يزيد عن (225) راوٍ وذلك فى الكتب التى رجعنا إليها رغم تغاضينا عن كثير من كتب السنة منعاً للإطالة.
7 - علو إسناد كثير من طرق الحديث حيث روى بثلاثة رواة عند البعض وبأربعة – وهو كثير – وبخمسة رواة فى الغالب.
8 - عدم حدوث أية تعارض بين معانى ألفاظ الحديث على كثرة طرقه وتعدد رواته فجميع متون الأحاديث الواردة تتفق على أن النبى صلىالله عليه وسلم كان يجامع زوجاته أثناء فترة الحيض من فوق الإزار. ولا خلاف فى هذا البتة.
9 - أن هذا الحديث قد بلغ المنتهى فى الصحة الإسنادية وذلك لوصوله – إلى مرتبة التواتر – فمعلوم أن التواتر هو ما يرويه عدد كبير لا تتفق العادة على تواطؤهم على الكذب، وأقل المتواتر فى علم المصطلح هو ما كان عدد رواته فى كل طبقة عشرة رواة. والحكمة فى هذا هو أن نبلغ مرحلة اليقين فى إسناد هذا الحديث للنبى صلى الله عليه وسلم، ورغم أن هذا الحديث لم يروه إلا ثمانية صحابة إلا أنه – حسب تقديرى – أنه قد بلغ حد التواتر فعلاً وذلك للأسباب الآتية:-
- أن هذا الحديث قد رواه عن أم المؤمنين عائشة – وحدها - عدد خمسة عشر تابعياً يعنى بلغ حد التواتر عن عائشة. وقد روته السيدة عائشة فى عدة مواضع وبأكثر من صيغة، مما يدل أن المبلغين عنها لم يكونوا فى مجلس واحد، وطالما أن عائشة قد روت هذا وأقرت أن هذا هو فعل النبى فليس هناك من أدنى شك فى نسبته إليه صلى الله عليه وسلم.
- بلغ عدد رواة هذا الحديث فى الطبقة الأولى طبقة الصحابة (رواة الحديث) ثمانية منهم، وفى الطبقة التى تليها (24) تابعياً وفى الطبقة التالية (31) راوياً، وفى التى تليها (42) راوياً، وفى التى تليها (56) راوياً وفى التى تليها حوالى الستين راوياً. كما بلغ عدد الرواة جميعاً فى جميع الطبقات من الكتب التى رجعت إليها فقط حوالى (225) راوياً.
- أى أننا نستطيع أن نقول بكل ثقة أن هذا الحديث قد بلغ حد التواتر فى جميع طبقاته عدا طبقة الصحابة فإنه يعد من قبيل المشهور، وطالما أنه اتفق جمع كبير تستحيل العادة اتفاقهم على الكذب على أن أمهات المؤمنين قد روين هذا الحديث وأن النبى صلى الله عليه وسلم قد فعل هذا وقاله وأمر به فليس هناك مجال لأدنى شك فى صحة نسبة هذا الحديث للنبى صى الله عليه وسلم.
شبهة جديدة وردها
والدافع الذى يبنى عليه صبحى رده لهذا الحديث هو ادعاؤه المكذوب بأن الحديث متعارض مع القرآن الكريم، بحيث إذا صدقنا القرآن وجب علينا رد الحديث، وإذا صدقنا الحديث فقد وجب علينا أن نكذب القرآن، (لماذا؟) لأن الله تعالى يقول: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن وأتوهن من حيث أمركم الله)، هذه هى شبهته التى يوردها.
نقض دعوى تعارض متن الحديث مع نص القرآن الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/415)
وبعد أن أثبتنا أن الحديث من الناحية الإسنادية هو فى أعلى درجات الصحة، فلننظر إذن من ناحية المتن، ولنرى هل فعلاً أن نص الحديث الشريف يتعارض مع الآية القرآنية الكريمة كما يدعى أم لا؟
وأقول إنه قد ألبس على الناس بفهمه الخاطئ ربما عن عمد أو عن جهل وأخذ يدعى أن هناك تعارضاً بين الآية الكريمة والحديث الشريف. وخالف ما اعتاد الناس على فعله منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم حتى الآن مصداق قول النبى صلى الله عليه وسلم: (أناس يهدون بغير هديي ويستنون بغير سنتي، تعرف منهم وتنكر) [متفق عليه من حديث حذيفة بن اليمان]
ولننظر إذن إلى ما يقوله القرآن الكريم:
يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ) [البقرة: 222]
إن اعتزال الرجال عن النساء يكون على مرتبتين يمكن فهمها كالآتى:
الأولى: اعتزال كامل أى عن الجماع الكامل ويشمل الإيلاج وعن الاستمتاع بالجسد دون الإيلاج وعن المؤاكلة والمشاربة وغيرها من أنشطة الحياة كما كان يفعل اليهود كما ورد فى سنن أبى داود.
الثانية: اعتزال وسط أى مباشرة من غير جماع. يعنى كل شئ إلا الجماع أى دون إيلاج، ولا يكون هذا إلا من فوق الإزار وخاصة لمن لا يملك إربه.
وقد فسر منصور الاعتزال فى الآية الكريمة على أنه: (عدم الاقتراب منهن جنسيا بأى كيفية) وهذا كلام عجيب جداً من عدة وجوه:
أولاً: أنه لم يفهم معنى الاعتزال كما ورد من الآية الكريمة.
ثانياً: أنه حمل الكلام على معنى معين دون المعنى الآخر وبدون قرينة.
فلو أمعن النظر فى الآية وفى الحديث لعلم خطأه وعلم أنه لا تعارض بينهما البتة.
فالآية تفيد:
1 - الاعتزال فى المحيض (فاعتزلوا النساء): والاعتزال هنا عام وغير مقيد بشئ، يعنى يفيد الاعتزال كاملاً حتى عن الأكل والشرب واللقاء المرئى.
2 - عدم الاقتراب منهن حتى يطهرن (ولا تقربوهن حتى يطهرن): وعدم الاقتراب هنا أيضاً عام ويشمل عدم مؤاكلتهن أو مشاربتهن .... إلخ.
3 - الإتيان فى الموضع الذى أمر الله به بعد التطهر (فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله)، وهنا يتضح معنى الاعتزال المطلوب من خلال فهمنا لمعنى الإتيان حيث يكون الإتيان (من حيث أمركم الله) أى أنه تم تقييد معنى الاعتزال العام إلى المعنى الخاص الذى هو يشمل المؤاكلة والمشاربة وكذا المباشرة دون الإيلاج حيث تم تقييده بقوله: (فأتوهن من حيث أمركم الله)، والموضع الذى أمرنا أن نأتى النساء فيه هو الفرج، وهو الذى كان عليه مدار الاعتزال وليس سواه، فاتضح لنا أن الآية بذاتها – بعيداً عن الحديث - تخبر بهذا أى أن الاعتزال المطلوب هو الاعتزال عن الفرج فقط وليس الاعتزال بالمعنى الذى وصفه هو سابقاً.
ومن هنا يتضح لنا كذب ادعائه بأن هذا الحديث مكذوب (من خلال عرض أسانيد الحديث)، كما يتبين لنا خطؤه فىدعوى التعارض بين الآية والحديث.
وناهيك عن كثرة تعريضه بالكلام واستخدامه لكلمة (جنسياً) بكثرة وفى غير موضعها.
والتعريض بشخص النبى صلى الله عليه وسلم فرغم كثرة طرق الحديث عن عدد من أمهات المؤمنين وغيرهن من الصحابة إلا أن أحدا ًمنهم لم يذكر كلمة (جنسياً) التى استخدمها أ. صبحى م. استخداماً سيئاً يوحى بالتعريض والتهكم.
يتبع إن شاء الله ....
ـ[أبو جهاد الأنصاري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 01:46 ص]ـ
فهذا هو الحديث الذى ساقه إلينا ليدلل به على صحة مذهبه الفاسد يتبين لنا أن هذا الحديث فى أعلى درجات الصحة الإسنادية للأسباب الآتية:-
1 - قد أخرجه الجماعة (البخارى ومسلم وابو داود والترمذى والنسائى وابن ماجة) والإمام أحمد بن حنبل ويندر أن يوجد كتاب من كتب السنة لم يخرج هذا الحديث بإسناد المصنف إلى النبى صلى الله عليه وسلم.
2 - أنه حديث متفق عليه أى فى الصحيحين (البخارى ومسلم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/416)
3 - أنه جاء من طريق عدد كبير من الصحابة بلغوا حسب إحصائنا ثمانية صحابة منهم ثلاثة من أمهات المؤمنين وهن أعلم الناس بموضوع هذا الحديث، ومنهم أيضاً أنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عيه وسلم لمدة عشر سنوات ويزيد منذ هاجر إلى المدينة حتى وفاته صلى الله عليه وسلم، ومنهم أيضاً عمر بن الخطاب وهو من أعلم الصحابة بسنة النبى صلى الله عليه وسلم، ومنهم عبد الله بن عباس رضى الله عنهما وهو حبر الأمة وفقيهها.
4 - كما ورد الحديث عن عدد كبير من التابعين تغاضينا عن ذكرهم منعاً للإطالة.
5 - أنه لا يوجد خلاف بين جميع الفقهاء على ما جاء فى متن هذا الحديث والعمل به فلا نعلم فقيهاً قال بخلاف هذا، مما يعنى (إجماع علماء الأمة) على جواز مباشرة الرجل لزوجته وهى حائض وذلك من فوق الإزار.
6 - بلغ عدد رجال هذه الأسانيد ما يزيد عن (225) راوٍ وذلك فى الكتب التى رجعنا إليها رغم تغاضينا عن كثير من كتب السنة منعاً للإطالة.
7 - علو إسناد كثير من طرق الحديث حيث روى بثلاثة رواة عند البعض وبأربعة – وهو كثير – وبخمسة رواة فى الغالب.
8 - عدم حدوث أية تعارض بين معانى ألفاظ الحديث على كثرة طرقه وتعدد رواته فجميع متون الأحاديث الواردة تتفق على أن النبى صلىالله عليه وسلم كان يجامع زوجاته أثناء فترة الحيض من فوق الإزار. ولا خلاف فى هذا البتة.
9 - أن هذا الحديث قد بلغ المنتهى فى الصحة الإسنادية وذلك لوصوله – إلى مرتبة التواتر – فمعلوم أن التواتر هو ما يرويه عدد كبير لا تتفق العادة على تواطؤهم على الكذب، وأقل المتواتر فى علم المصطلح هو ما كان عدد رواته فى كل طبقة عشرة رواة. والحكمة فى هذا هو أن نبلغ مرحلة اليقين فى إسناد هذا الحديث للنبى صلى الله عليه وسلم، ورغم أن هذا الحديث لم يروه إلا ثمانية صحابة إلا أنه – حسب تقديرى – أنه قد بلغ حد التواتر فعلاً وذلك للأسباب الآتية:-
- أن هذا الحديث قد رواه عن أم المؤمنين عائشة – وحدها - عدد خمسة عشر تابعياً يعنى بلغ حد التواتر عن عائشة. وقد روته السيدة عائشة فى عدة مواضع وبأكثر من صيغة، مما يدل أن المبلغين عنها لم يكونوا فى مجلس واحد، وطالما أن عائشة قد روت هذا وأقرت أن هذا هو فعل النبى فليس هناك من أدنى شك فى نسبته إليه صلى الله عليه وسلم.
- بلغ عدد رواة هذا الحديث فى الطبقة الأولى طبقة الصحابة (رواة الحديث) ثمانية منهم، وفى الطبقة التى تليها (24) تابعياً وفى الطبقة التالية (31) راوياً، وفى التى تليها (42) راوياً، وفى التى تليها (56) راوياً وفى التى تليها حوالى الستين راوياً. كما بلغ عدد الرواة جميعاً فى جميع الطبقات من الكتب التى رجعت إليها فقط حوالى (225) راوياً.
- أى أننا نستطيع أن نقول بكل ثقة أن هذا الحديث قد بلغ حد التواتر فى جميع طبقاته عدا طبقة الصحابة فإنه يعد من قبيل المشهور، وطالما أنه اتفق جمع كبير تستحيل العادة اتفاقهم على الكذب على أن أمهات المؤمنين قد روين هذا الحديث وأن النبى صلى الله عليه وسلم قد فعل هذا وقاله وأمر به فليس هناك مجال لأدنى شك فى صحة نسبة هذا الحديث للنبى صى الله عليه وسلم.
شبهة جديدة وردها
والدافع الذى يبنى عليه صبحى رده لهذا الحديث هو ادعاؤه المكذوب بأن الحديث متعارض مع القرآن الكريم، بحيث إذا صدقنا القرآن وجب علينا رد الحديث، وإذا صدقنا الحديث فقد وجب علينا أن نكذب القرآن، (لماذا؟) لأن الله تعالى يقول: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن وأتوهن من حيث أمركم الله)، هذه هى شبهته التى يوردها.
نقض دعوى تعارض متن الحديث مع نص القرآن الكريم
وبعد أن أثبتنا أن الحديث من الناحية الإسنادية هو فى أعلى درجات الصحة، فلننظر إذن من ناحية المتن، ولنرى هل فعلاً أن نص الحديث الشريف يتعارض مع الآية القرآنية الكريمة كما يدعى أم لا؟
وأقول إنه قد ألبس على الناس بفهمه الخاطئ ربما عن عمد أو عن جهل وأخذ يدعى أن هناك تعارضاً بين الآية الكريمة والحديث الشريف. وخالف ما اعتاد الناس على فعله منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم حتى الآن مصداق قول النبى صلى الله عليه وسلم: (أناس يهدون بغير هديي ويستنون بغير سنتي، تعرف منهم وتنكر) [متفق عليه من حديث حذيفة بن اليمان]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/417)
ولننظر إذن إلى ما يقوله القرآن الكريم:
يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ) [البقرة: 222]
إن اعتزال الرجال عن النساء يكون على مرتبتين يمكن فهمها كالآتى:
الأولى: اعتزال كامل أى عن الجماع الكامل ويشمل الإيلاج وعن الاستمتاع بالجسد دون الإيلاج وعن المؤاكلة والمشاربة وغيرها من أنشطة الحياة كما كان يفعل اليهود كما ورد فى سنن أبى داود.
الثانية: اعتزال وسط أى مباشرة من غير جماع. يعنى كل شئ إلا الجماع أى دون إيلاج، ولا يكون هذا إلا من فوق الإزار وخاصة لمن لا يملك إربه.
وقد فسر منصور الاعتزال فى الآية الكريمة على أنه: (عدم الاقتراب منهن جنسيا بأى كيفية) وهذا كلام عجيب جداً من عدة وجوه:
أولاً: أنه لم يفهم معنى الاعتزال كما ورد من الآية الكريمة.
ثانياً: أنه حمل الكلام على معنى معين دون المعنى الآخر وبدون قرينة.
فلو أمعن النظر فى الآية وفى الحديث لعلم خطأه وعلم أنه لا تعارض بينهما البتة.
فالآية تفيد:
1 - الاعتزال فى المحيض (فاعتزلوا النساء): والاعتزال هنا عام وغير مقيد بشئ، يعنى يفيد الاعتزال كاملاً حتى عن الأكل والشرب واللقاء المرئى.
2 - عدم الاقتراب منهن حتى يطهرن (ولا تقربوهن حتى يطهرن): وعدم الاقتراب هنا أيضاً عام ويشمل عدم مؤاكلتهن أو مشاربتهن .... إلخ.
3 - الإتيان فى الموضع الذى أمر الله به بعد التطهر (فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله)، وهنا يتضح معنى الاعتزال المطلوب من خلال فهمنا لمعنى الإتيان حيث يكون الإتيان (من حيث أمركم الله) أى أنه تم تقييد معنى الاعتزال العام إلى المعنى الخاص الذى هو يشمل المؤاكلة والمشاربة وكذا المباشرة دون الإيلاج حيث تم تقييده بقوله: (فأتوهن من حيث أمركم الله)، والموضع الذى أمرنا أن نأتى النساء فيه هو الفرج، وهو الذى كان عليه مدار الاعتزال وليس سواه، فاتضح لنا أن الآية بذاتها – بعيداً عن الحديث - تخبر بهذا أى أن الاعتزال المطلوب هو الاعتزال عن الفرج فقط وليس الاعتزال بالمعنى الذى وصفه هو سابقاً.
ومن هنا يتضح لنا كذب ادعائه بأن هذا الحديث مكذوب (من خلال عرض أسانيد الحديث)، كما يتبين لنا خطؤه فىدعوى التعارض بين الآية والحديث.
وناهيك عن كثرة تعريضه بالكلام واستخدامه لكلمة (جنسياً) بكثرة وفى غير موضعها.
والتعريض بشخص النبى صلى الله عليه وسلم فرغم كثرة طرق الحديث عن عدد من أمهات المؤمنين وغيرهن من الصحابة إلا أن أحدا ًمنهم لم يذكر كلمة (جنسياً) التى استخدمها أ. صبحى م. استخداماً سيئاً يوحى بالتعريض والتهكم.
جهله بعلوم الحديث والمصطلح
1 - فانظروا إلى تعريفه للإسناد يقول: (وما الذى جعلهم يؤمنون ويصدقون بأن النبى (صلى الله عليه وسلم) قد قال ذلك الكلام.؟ .. انه الاسناد .. أى أسند أو نسب ذلك الكلام للنبى (صلى الله عليه وسلم) عبر العنعنة،اى قال حدثنى فلان عن فلان عن فلان ... الخ .. ان النبى (صلى الله عليه وسلم) قال. وهذا معنى الاسناد)
فمعنى الإسناد عنده هو العنعنة، وأيمن الله إن ما قاله هذا لا يزيد عن مستوى علم طالب فى المرحلة الإعدادية بحرف واحد.
فأين كلامه هذا من تعريف علمائنا للإسناد:
فالإسناد يعرف بأنه: "حكاية طريق المتن" (راجع التعريف للمنّاوى (1/ 416))
ويعرفه البعض بأنه: "سلسلة الرجال الموصلة للمتن وكيفية تحملهم".
ولو أننا استفضنا فى شرح معنى هذا التعريف لاحتجنا كتباً كثيرة وليس هذا مقامها.
2 - ثم يقول: (ورواه ابن ماجه فى "مسنده")
وهو لا يعلم أى يجهل أن ابن ماجة ليس له مسند ولكن له كتاب السنن، وفرق بين السنن والمسند، فيبدو أنه يجهل هذا الفارق بينهما ثم يأتى لينقض لنا علوم الحديث!!
ومن علامات جهله الشنيع بالدين رده لحديث القطاة
وهو الحديث الذى أخرجه أحمد فى مسنده عن ابن عباس وابن ماجة فى سننه: من حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة". فنجد أنه يخطئ فى متن الحديث فيقول: "قصراً" بدلاً من "بيتاً"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/418)
وليس هذا فحسب ولكن لننظر لأسباب رده لهذا الحديث بلسانه هو ثم نبين ما أحاط بكلامه من جهل مدقع بالدين وأحكامه، يقول:
(تفكر فى معنى ذلك الحديث المنسوب كذبا للنبى عليه الصلاة والسلام .. انه يؤكد على ان كل من بنى لله مسجدا بنى الله تعالى له قصرا فى الجنة، مهما كان الشخص مؤمنا او كافرا، ومهما كان مصدر المال طيبا او خبيثا، يعنى ان السيد هتلر من حقه ان يكون له قصورفى الجنة اذا بنى بضعة مساجد، ويعنى أيضا ان كل مختلس وظالم وناهب لأموال الناس يستطيع اذا بنى ببعض أمواله الحرام مسجدا ان يدخل الجنة. .. هل يتفق ذلك مع تشريع الاسلام؟ ثم ان هذا الحديث الذى يبيع قصور الجنة لكل من يتبرع ببناء مسجد يحدد لنا منذ البداية اقل مساحة مقبولة للمسجد، يقول ((من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة)) اى يكون مساحة المسجد كقدر ما تتحرك به ساق القطاة حين تفحص بساقيها الارض. والقطاة هى طائر صغيرة الحجم.اى من بنى لله مسجدا ولو كانت مساحته فى مثل هذا الصغر بنى الله له قصرا فى الجنة حتى لو كان من مال حرام، ومهما كانت شخصية ذلك المتبرع،وحتى اذا كان ذلك المسجد لايستطيع دخوله الا النمل والصراصير الوليدة .... هل يعقل ان يتكلم النبى (صلى الله عليه وسلم) بهذا الكلام؟!! ولكن ذلك الحديث تم اسناده او تمت نسبته للنبى عليه الصلاة والسلام، ورواه ابن ماجه فى "مسنده" عن فلان عن فلان. وآمن الناس بصحة ذلك الاسناد.
ومن هنا فان ذلك الحديث الكاذب هو المسئول عن اقامة38 الف مسجد وزاوية فى القاهرة الكبرى فى العشرين سنة الماضية، وكلها تنشر ثقافة التطرف عبر احاديث مسندة او منسوبة للنبى (صلى الله عليه وسلم) زورا، وهى تخالف القرآن والسنة الصحيحة للنبى عليه الصلاة والسلام. وبدلا ان تتوجه أموال الصدقات لبناء مساكن للشباب والعائلات التى تسكن المقابر، فأنها توجهت لبناء مساجد ايديولوجية تزيد عن حاجة المسلمين الذين يستطيعون الصلاة فى كل مكان. ومع العلم بأن حق ابن السبيل فى تشريع الاسلام ثابت فى الزكاة الرسمية والصدقة التطوعيةوالفئ والغنيمة، ولا يصح الالتفات لرعاية ابناء السبيل من الاغراب الا بعد ضمان المسكن والطعام لابناء البلد ـ فكيف اذا كان ابناء البلد انفسهم لايجدون السكن بحيث ضاعت احلام الشباب فى الزواج واصبحت العنوسة ازمة مستفحلة .. ومع ذلك تفاقمت تلك المشكلة لان أموال الصدقات استنفذها ارباب الصحوة السلفية فى بناء عشرات الالوف من المنابر التى تؤسس لدولتهم القادمة! ومن دعائم تلك الدولة ثقافة التراث للعصور الوسطى، تلك الثقافة التى أصبحت مقدسة عبر الاسناد،او عن طريق نسبتها زورا للنبى عليه الصلاة والسلام ... مهما خالفت العقل والاسلام.) انتهى.
فهو يقول: (يعنى ان السيد هتلر من حقه ان يكون له قصورفى الجنة اذا بنى بضعة مساجد، ويعنى أيضا ان كل مختلس وظالم وناهب لأموال الناس يستطيع اذا بنى ببعض أمواله الحرام مسجدا ان يدخل الجنة. .. هل يتفق ذلك مع تشريع الاسلام؟)
ونحن نجيبه ونقول له بالطبع إن هذا لا يتفق مع تشريع الإسلام.
ولكن الجهل والكذب قد أعمياه عن رؤية الحق، وجهل ما هو معلوم من الدين بالضرورة
ألم يقرأ ما أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ((يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم)) وقال: ((يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك). [مسلم (1015)، الترمذى (2989)، أحمد (8148)، الدارمى (2717)].
ألم يقرأ هذا الحديث أم أنه ينظر إلى فقه الشريعة بناءً على حديث واحد فإذا وجد فيه ما لا يرضى عقله رد الحديث وادعى أنه مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهناك الناسخ والمنسوخ، وهناك العام والخاص، وهناك المطلق والمقيد، وهناك المجمل والمفصل. والحديث عن هذا الأمر يطول، ولكن أين هو من كل هذا العلم!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/419)
وقوله: (ان هذا الحديث الذى يبيع قصور الجنة لكل من يتبرع ببناء مسجد يحدد لنا منذ البداية اقل مساحة مقبولة للمسجد، يقول ((من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة)) اى يكون مساحة المسجد كقدر ما تتحرك به ساق القطاة حين تفحص بساقيها الارض. والقطاة هى طائر صغيرة الحجم.اى من بنى لله مسجدا ولو كانت مساحته فى مثل هذا الصغر بنى الله له قصرا فى الجنة حتى لو كان من مال حرام، ومهما كانت شخصية ذلك المتبرع،وحتى اذا كان ذلك المسجد لايستطيع دخوله الا النمل والصراصير الوليدة ....
هل يعقل ان يتكلم النبى (صلى الله عليه وسلم) بهذا الكلام؟!!
فناهيك عن التهكم الذى يلازمه فى كل سطر بقوله،نرى الجهل قد عشش على سماء رأسه، وألبسها من أكفانه الشئ الكثير. فالمذكور لا يدرى عن علم البلاغة ولا عن الكناية شيئاً، ففى شرحه لسنن ابن ماجة يقول السندى رحمه الله: (قوله: "كمفحص قطاة": هو موضعها الذي تخيم فيه وتبيض لأنها تفحص عنه التراب وهذا مذكور لإفادة المبالغة في الصغر وإلا فأقل المسجد أن يكون موضعا لصلاة واحد).
فهل يا ترى عَقِل صبحى منصور هذا الكلام أم أنه لا يروقه. وهل ما قاله السندى لا يمكن أن يستصيغه العقل! أم تراه يريد أن يقول أن عقله هو العقل الصريح المجرد وما دونه جنون!
ثم يقول: (ولكن ذلك الحديث تم اسناده او تمت نسبته للنبى عليه الصلاة والسلام، ورواه ابن ماجه فى "مسنده" عن فلان عن فلان. وآمن الناس بصحة ذلك الاسناد.ومن هنا فان ذلك الحديث الكاذب هو المسئول عن اقامة38 الف مسجد وزاوية فى القاهرة الكبرى فى العشرين سنة الماضية، وكلها تنشر ثقافة التطرف عبر احاديث مسندة او منسوبة للنبى (صلى الله عليه وسلم) زورا) انتهى
وهو يقصد من هذا الكلام أن الإسناد هو جريمة وقعت فيها الأمة وأن الإسناد هو المجرم الكبير وراء إنشاء ثمانية وثلاثين مسجداً وزاوية فى القاهرة، وهو طبعاً يريد أن يقول أن كل هذا العدد من المساجد غير مهم وغير ذى قيمة، وأقول له رداً على افترائه: وهل الـ 38 ألف مسجد هذه تسع لجميع المصلين فى القاهرة الكبرى التى ذكرها فى صلاة الجمعة؟ أم تراه لم يرى المصلين تضيق بهم الـ 38 ألف مسجد فيضطرون للصلاة فى الشوارع وعلى الأرصفة!
أم أنه يختبئ فى مكان مجهول أثناء الصلاة ولا يرى هذه الظاهرة التى لا يغفلها غير المسلم فضلاً عن المسلم!
ثم ألم يلحظ صبحى أن أغلب هذه المساحد الـ (38 ألفاً) لا تزيد مساحة أحدها عن مساحة الحجرة الواحدة من البيت، وإنى لأقسم أنى صليت الجمعة بمسجد لا تزيد مساحته عن مساحة نصف حجرة صغيرة، وكان أغلب المصلين يفترشون الأسفلت ويصلون عليه، ولعل صبحى يطلع علينا فى يوم من الأيام لينهى المسلمين عن الصلاة على الأسفلت، أو حتى ينهى عن الصلاة أصلاً!
ثم إنه يدعى أن هذه الأحاديث (المكذوبة كما يدعى) تخالف القرآن الكريم والسنة الصحيحة (على حد قوله) للنبى صلى الله عليه وسلم.
ونحن نتحداه أن يأتينا بحديث صحيح يخالف القرآن أو يخالف حديثاً آخر أو يخالف صريح العقل المجرد من الهوى، ولعل فيما أووردناه سابقاً من دفع شبهة التعارض المزعوم فى حديث مباشرة الحائض يكون مثالاً وتأكيداً على ما نقول، كما أنه شاهد على كذب مزاعمه.
ويقول: (وبدلا ان تتوجه أموال الصدقات لبناء مساكن للشباب والعائلات التى تسكن المقابر)
وأقول له: إن هذه المساجد تبنى لله تعالى من أموال المسلمين وبمحض إرادتهم تعبداً منهم وقربة إلى الله تعالى، أما إن كان هو شفيقاً على الشباب والعائلات التى تسكن المقابر فهذا شئ حسن، فليخرج إذن من ماله ما شاء لحل مشاكل الشباب، وبناء مساكن إيواء لهؤلاء الفقراء. ولا يلزم أحداً بما يستحسنه عقله. وليكن قدوة لغيره وليبدأ بنفسه ولعله يكون قدوة فى هذا.
أما قوله: (فأنها توجهت لبناء مساجد ايديولوجية تزيد عن حاجة المسلمين الذين يستطيعون الصلاة فى كل مكان).
فأقول له: أوليس هو أيضاً يدعو الناس إلى أيدلوجية، بل هى أيدلوجية شر من أى أيدلوجية أخرى،أيدلوجية إنكار الدين , وتقديم العقل المغلف بالهوى عن شرع الله وعن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وما معنى قوله: (تزيد عن حاجة المسلمين الذين يستطيعون الصلاة فى كل مكان)؟
فما هذا الهوان فى الدين؟
لماذا يصلى المسلمون فى كل مكان؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/420)
صحيح أن من خصائص أمة النبى صلى الله عليه وسلم أن جعلت لها الأرض مسجداً وترابها طهوراً. ولكن أليس بناء المساجد المتسعة التى تكفى المسلمين عبادة يتقرب بها إلى الله.
أم تراه يريد أن نرضى الدنية فى ديننا، فتبنى الكنائس للنصارى، أما المسلمون فيصلون فى كل مكان؟
ومن أخبره أن الصلاة فى كل مكان جائزة أليست هى سنة النبى صلى الله عليه وسلم؟ التى يجاهد نفسه وغيره من أجل إنكارها!؟
ثم انظر إلى هذا التدليس الفج، وهذا الكذب الصراح:
يقول: (يقول الذهبى فى كتابه المشهور فى " الجرح والتعديل " {ميزان الاعتدال}: " ما اجتمع علماء هذا الشأن على تعديل ضعيف أو تضعيف ثقة ")
ثم انظر إلى فهمه لهذا الكلام لتتأكد من هذا الجهل المركب: يقول: (فلم يحدث اطلاقا ان اتفقوا على ان ذلك الراوى ثقة او انه ضعيف).
فهل من عاقل يصدق هذا الكلام!؟
الإمام الذهبى – رحمه الله – يمدح أهل العلم ويقول أنهم لم يجتمعوا على تعديل راوٍ ضعيف أى أنه من الممكن أن يختلفوا فى إصدار حكم على راوٍ ما هذا يوثقه وآخر يجرحه، ولكنه لم يحدث مطلقاً أن اجتمعوا كلهم على تعديل راوٍ هو فى الأصل ضعيف، ولم يجتمعوا مطلقاً على تضعيف راوٍ ثقة. أليس هذا منقبة لعلم الجرح والتعديل!؟
ثم لماذا يصدق الذهبى فيما قاله هنا ثم يعود ويكذبه من ناحية أخرى عندما يعدل راوٍ أو يجرحه أو يروى حديثاً بإسناده!؟
طبعاً لأن الأولى تخدم هواه، رغم إنها ليست كذلك فى حقيقة الأمر.
أما عن الاختلاف فى الحكم على راوٍ ما فهذا له قواعد متفق عليها ومعمول بها فى علم الجرح والتعديل ويمكن من خلالها سبر حال الراى جيداً، فهناك المتشددون فى الجرح والتعديل، وهؤلاء يؤخذ بأقوالهم فى أحوال، وهناك المتساهلون فى الحكم على الرجال، وهؤلاء غالباً ما تتجنب أقوالهم إلا فى حالات معينة نحن نعلمها جيداً، وهناك المعتدلون فى الجرح والتعديل أمثال الإمام أحمد والبخارى ومسلم، ويحيى بن معين وغيرهم، وهؤلاء يعض على أقوالهم بالنواجذ.
الشاهد من كل هذا أنه هناك قواعد علمية رصينة وفعالة وعملية فى الحكم على الحديث ولا تقبل الشك ولا المراء.
فكونه يجهل هذه القواعد فجهله ليس بحجة على العلم.
شبهة عدد الأحاديث المتواترة
يقول صبحى: (قسموا الاحاديث حسب درجتها من الثقة والصحة الى قسمين كبيرين. (1) الاول الحديث المتواتر وهو صحيح بدرجة مائة فى المائة،وقد اختلفوا فيه،فقال بعضهم انه لايوجد اصلا حديث متواتر مقطوع بصدقه،وقال بعضهم انه يوجد حديث متواتر واحد وهو حديث ((من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) وقال بعضهم انه حديث متواتر ولكنه يخلو من كلمة متعمدا.ورأى بعضهم ان الحديث المتواتر ثلاثة فقط،وارتفع بعضهم بالاحاديث المتواترة الى خمسة او سبعة) انتهى كلامه
ونرد على هذه المزاعم بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية فى الفتاوى فيقول:
(وأما عدة الأحاديث المتواترة التي في الصحيحين فلفظ المتواتر: يراد به معان؛ إذ المقصود من المتواتر ما يفيد العلم لكن من الناس من لا يسمي متواترا إلا ما رواه عدد كثير يكون العلم حاصلا بكثرة عددهم فقط ويقولون: إن كل عدد أفاد العلم في قضية أفاد مثل ذلك العدد العلم في كل قضية وهذا قول ضعيف.
والصحيح ما عليه الأكثرون: أن العلم يحصل بكثرة المخبرين تارة وقد يحصل بصفاتهم لدينهم وضبطهم وقد يحصل بقرائن تحتف بالخبر يحصل العلم بمجموع ذلك وقد يحصل العلم بطائفة دون طائفة.
وأيضا فالخبر الذي تلقاه الأئمة بالقبول تصديقا له أو عملا بموجبه يفيد العلم عند جماهير الخلف والسلف وهذا في معنى المتواتر
لكن من الناس من يسميه المشهور والمستفيض ويقسمون الخبر إلى متواتر ومشهور وخبر واحد وإذا كان كذلك فأكثر متون الصحيحين معلومة متقنة تلقاها أهل العلم بالحديث بالقبول والتصديق وأجمعوا على صحتها وإجماعهم معصوم من الخطأ كما أن إجماع الفقهاء على الأحكام معصوم من الخطأ ولو أجمع الفقهاء على حكم كان إجماعهم حجة وإن كان مستند أحدهم خبر واحد أو قياسا أو عموما فكذلك أهل العلم بالحديث إذا أجمعوا على صحة خبر أفاد العلم وإن كان الواحد منهم يجوز عليه الخطأ؛ لكن إجماعهم معصوم عن الخطأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/421)
ثم هذه الأحاديث التي أجمعوا على صحتها قد تتواتر وتستفيض عند بعضهم دون بعض وقد يحصل العلم بصدقها لبعضهم لعلمه بصفات المخبرين وما اقترن بالخبر منه القرائن التي تفيد العلم كمن سمع خبرا من الصديق أو الفاروق يرويه بين المهاجرين والأنصار وقد كانوا شهدوا منه ما شهد وهم مصدقون له في ذلك وهم مقرون له على ذلك وقوله: "إنما الأعمال بالنيات" هو مما تلقاه أهل العلم بالقبول والتصديق وليس هو في أصله متواترا؛ بل هو من غرائب الصحيح لكن لما تلقوه بالقبول والتصديق صار مقطوعا بصحته. وفي السنن أحاديث تلقوها بالقبول والتصديق كقوله صلى الله عليه وسلم: "لا وصية لوارث" فإن هذا مما تلقته الأمة بالقبول والعمل بموجبه وهو في السنن ليس في الصحيح.
وأما عدد ما يحصل به التواتر فمن الناس من جعل له عددا محصورا ثم يفرق هؤلاء فقيل: أكثر من أربعة وقيل: اثنا عشر وقيل: أربعون وقيل: سبعون وقيل: ثلاثمائة وثلاثة عشر وقيل: غير ذلك. وكل هذه الأقوال باطلة لتكافئها في الدعوى. والصحيح الذي عليه الجمهور: أن التواتر ليس له عدد محصور والعلم الحاصل بخبر من الأخبار يحصل في القلب ضرورة كما يحصل الشبع عقيب الأكل والري عند الشرب وليس لما يشبع كل واحد ويرويه قدر معين؛ بل قد يكون الشبع لكثرة الطعام وقد يكون لجودته كاللحم وقد يكون لاستغناء الآكل بقليله؛ وقد يكون لاشتغال نفسه بفرح أو غضب؛ أو حزن ونحو ذلك.
كذلك العلم الحاصل عقيب الخبر تارة يكون لكثرة المخبرين وإذا كثروا فقد يفيد خبرهم العلم وإن كانوا كفارا. وتارة يكون لدينهم وضبطهم. فرب رجلين أو ثلاثة يحصل من العلم بخبرهم ما لا يحصل بعشرة وعشرين لا يوثق بدينهم وضبطهم وتارة قد يحصل العلم بكون كل من المخبرين أخبر بمثل ما أخبر به الآخر مع العلم بأنهما لم يتواطآ وأنه يمتنع في العادة الاتفاق في مثل ذلك مثل من يروي حديثا طويلا فيه فصول ويرويه آخر لم يلقه. وتارة يحصل العلم بالخبر لمن عنده الفطنة والذكاء والعلم بأحوال المخبرين وبما أخبروا به ما ليس لمن له مثل ذلك.
وتارة يحصل العلم بالخبر لكونه روي بحضرة جماعة كثيرة شاركوا المخبر في العلم ولم يكذبه أحد منهم؛ فإن الجماعة الكثيرة قد يمتنع تواطؤهم على الكتمان كما يمتنع تواطؤهم على الكذب. وإذا عرف أن العلم بأخبار المخبرين له أسباب غير مجرد العدد علم أن من قيد العلم بعدد معين وسوى بين جميع الأخبار في ذلك فقد غلط غلطا عظيما؛ ولهذا كان التواتر ينقسم إلى: عام؛ وخاص فأهل العلم بالحديث والفقه قد تواتر عندهم من السنة ما لم يتواتر عند العامة كسجود السهو ووجوب الشفعة وحمل العاقلة العقل ورجم الزاني المحصن؛ وأحاديث الرؤية وعذاب القبر؛ والحوض والشفاعة؛ وأمثال ذلك. وإذا كان الخبر قد تواتر عند قوم دون قوم وقد يحصل العلم بصدقه لقوم دون قوم فمن حصل له العلم به وجب عليه التصديق به والعمل بمقتضاه كما يجب ذلك في نظائره ومن لم يحصل له العلم بذلك فعليه أن يسلم ذلك لأهل الإجماع الذين أجمعوا على صحته كما على الناس أن يسلموا الأحكام المجمع عليها إلى من أجمع عليها من أهل العلم؛ فإن الله عصم هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة وإنما يكون إجماعها بأن يسلم غير العالم للعالم؛ إذ غير العالم لا يكون له قول وإنما القول للعالم فكما أن من لا يعرف أدلة الأحكام لا يعتد بقوله فمن لا يعرف طرق العلم بصحة الحديث لا يعتد بقوله بل على كل من ليس بعالم أن يتبع إجماع أهل العلم) انتهى.
فانظر هل نصدق ابن تيمية الذى قال عنه تلميذه الذهبى – رحمه الله –: "أى حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث" أم ترانا سنصدق صبحى منصور الذى لا يجيد الكتابة باللغة العربية.
وانظر أيضاً لما قاله الحافظ ابن حجر في فتح البارى شرح صحيح البخارى عند شرحه لحديث: "ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/422)
"ونقل النووي أنه جاء عن مائتين من الصحابة , ولأجل كثرة طرقه أطلق عليه جماعة أنه متواتر , ونازع بعض مشايخنا في ذلك قال: لأن شرط التواتر استواء طرفيه وما بينهما في الكثرة , وليست موجودة في كل طريق منها بمفردها. وأجيب بأن المراد بإطلاق كونه متواترا رواية المجموع عن المجموع من ابتدائه إلى انتهائه في كل عصر , وهذا كاف في إفادة العلم. وأيضا فطريق أنس وحدها قد رواها عنه العدد الكثير وتواترت عنهم. نعم وحديث علي رواه عنه ستة من مشاهير التابعين وثقاتهم , وكذا حديث ابن مسعود وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو , فلو قيل في كل منها إنه متواتر عن صحابيه لكان صحيحا , فإن العدد المعين لا يشترط في المتواتر , بل ما أفاد العلم كفى ,
والصفات العلية في الرواة تقوم مقام العدد أو تزيد عليه كما قررته في نكت علوم الحديث وفي شرح نخبة الفكر , وبينت هناك الرد على من ادعى أن مثال المتواتر لا يوجد إلا في هذا الحديث , وبينت أن أمثلته كثيرة "
فالمتواتر عند ابن تيمية وابن حجر هو الحديث المفيد للعلم اليقيني.
فمن نصدق إذن صبحى منصور أم الحافظ ابن حجر العسقلانى الذى إذا أطلق لفظة (الحافظ) أشارت إليه بصفة خاصة!؟
ثم يدعى أن القرآن قضية إيمانية أما الحديث فليس قضية إيمانية بل هو قضية علمية تدخل فى باب البحث والاجتهاد وليس فى قضايا العقيدة واليقين.
وقد كذب والله، ذلك أن كلاً من القرآن الكريم والحديث الشريف قضية إيمانية وعلمية وكلاهما يتعلقان بالعقيدة واليقين. (لماذا؟)
لأن كليهما قضية علمية من حيث الوسيلة وقضية إيمانية من حيث الغاية، فكيف بلغنا القرآن الكريم؟ ألم يبلغنا بمنهج علمى راسخ يقوم على الإسناد تماماً كما بلغنا الحديث الشريف، الفرق الوحيد بينهما أن القرآن كله بلغنا بالتواتر أما الحديث فلم يبلغنا جميعه بالتواتر. ولكنه جميعاً خاضع لنفس المنهج العلمى الذى بلغنا به القرآن.
فهل إذا صح نسبة الحديث للنبى صلى الله عليه وسلم أفلا يفيد هذا اليقين ويؤخذ منه العقيدة، فهل هناك ما يمنع من ذلك!؟
تأويلاته الفاسدة للقرآن الكريم
ثم يبدأ فى تحريف معنى بعض الآيات القرآنية لتوافق هواه ومذهبه فيأتى على قول الله تعالى (((فبأى حديث بعده يؤمنون))): [الاعراف185،المرسلات50]
ليدعى بها كما يدعى باقى أسلافه وأخلافه من أنها تعنى عدم التمسك بسنة النبى صلى الله عليه وسلم، وما جهلوه أو تجاهلوه أن لاخطاب فى هذه الآية غير موجه للمؤمنين، والآية لا تنفى أو تنهى عن التمسك بالسنة، بل المخاطب بالآية هم الكافرون وهذا هو سياقها فى سورة الأعراف،
قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185))
فالله سبحانه يتوعد الذين يكذبون آياته ويأمر الكفار أن يتبينوا هل أصاب النبى جنون حتى يقول هذا القول!؟ ثم يقول لهم: (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) ذلك أنهم كانوا يؤمنون بكلام السحرة والدجالين والعرافين والمشعوذين، فبينت الآية هنا أن المقصود بالخطاب هم الكفار الذين يعرضون عن القرآن وعن الإيمان جملة وتفصيلاً، ولم تأت الآية لتنهى المؤمنين عن التمسك بالسنة.
وهذه هى آيات سورة المرسلات: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50))
لتبين نفس ما أوضحناه سابقاً بخصوص آية سورة الأعراف.(128/423)
عبارة تحتاج إلى شرح وتوضيح
ـ[أبو شادن الحمياني]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:26 ص]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في رده على ما أثير من فتاوى:
لا شك أن المفتي قد لا يكون قصده سيئاً، لكن مع حسن قصده ينقصه النظر البعيد للمسائل، وهناك أمران: مآلات الأمور، وعواقبها، وهناك الفتوى ذاتها، وقد تكون الفتوى صحيحة في نفسها لكن وقتها غير مناسب وزمنها غير مناسب، أو الأشخاص الذين سألوا عنها ليس الأمر في صالحهم، فالمفتي ينظر إلى مآلات الأمور ".
أتمنى شرح العبارة مع ضرب مثال لفتوى صحيحة لكن الأشخاص الذين سألو عنها الأمر ليس في صالحهم
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:19 ص]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في رده على ما أثير من فتاوى:
لا شك أن المفتي قد لا يكون قصده سيئاً، لكن مع حسن قصده ينقصه النظر البعيد للمسائل، وهناك أمران: مآلات الأمور، وعواقبها، وهناك الفتوى ذاتها، وقد تكون الفتوى صحيحة في نفسها لكن وقتها غير مناسب وزمنها غير مناسب، أو الأشخاص الذين سألوا عنها ليس الأمر في صالحهم، فالمفتي ينظر إلى مآلات الأمور ".
أتمنى شرح العبارة مع ضرب مثال لفتوى صحيحة لكن الأشخاص الذين سألو عنها الأمر ليس في صالحهم
ولكم جزيل الشكر
الظاهر يقصد الشيخ فتوى الشيخ العبيكان في ارضاع الكبير , فالزمن الآن غير مناسب لكثرة انتشار الشهوات ,ولما يجره من سوء التأوبل أو الفتنة. حتى أن سائقا مصريا طلب من معلمة سعودية
من إحدى المعلمات السعوديات التي يقوم بتوصيلها يومياً من منزلها إلى المدرسة التي تعمل بها، تطبيق الفتوى التي أطلقها التي تنص "على إرضاع الزوجة الرجل الأجنبي الذي يدخل عليها في شكل متكرر". ما حداها لرفع دعوى على السائق.
وفي الأثر: (ما انت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة) ..
وأما مثال للفتوى الصحيحة ولكن السائل ليس في مصلحته:
سيدنا عبد الله بن عباس جاء رجل يسأله وقال له هل للقاتل من توبة؟ إذا قتل واحد إنسانا هل ربنا يقبله بعدما قتله؟ فصعد فيه النظر وصوبه وقال له لا ليس للقاتل توبة، ثم أدبر الرجل مشى فأصحابه قالوا له: كنا نسمعك تقول للقاتل توبة، فقال لهم: إني نظرت في وجهه فرأيته مغضبا يريد أن يقتل مؤمنا!
فمثل هذا لو أفتاه بثبوت التوبة لراح وقتل , فيسد الباب من البداية أفضل , والله اعلم.(128/424)
س: ما رأيكم فيمن ينكر على من يريد الزواج من غربية أسلمت (وحسن إسلامها) بسبب ماضيها قبل الإسلام؟
ـ[بن خلف]ــــــــ[01 - 07 - 10, 05:24 ص]ـ
وحين يُقال لمثل هذا المعترض أن الصحابة كان لهم ’ماض ٍ‘ قبل الإسلام، لكن هذا لم يمنع أن يرتقوا إلى مكانة في الفضل بين البشر .. تلت تلك التي لأنبياء الله ورسله أجمعين، فيقول (أعني المعترض) بأن هذا كلام فارغ (يقصد الاستشهاد بمثل الصحابة للدلالة على أن ماضي المرء قبل الإسلام لا يؤبه له، وأن ذوي الأفهام والقلوب الكبيرة من بني أمة محمد -عليه الصلاة والسلام- حين يفعلون ذلك ... فإنهم بلهاء!!!!)
رأيكم يا إخوان، بارك الله بكم.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 06:21 ص]ـ
التوبة تجب ما قبلها ومادام حسن اسلامها فما المانع
ولكن هنا لابد من التشديد في شرط العفة مع الغربيات لعدم مبالاتهن بذلك. فلو كانت كتابية وعفيفة يجوز الزواج بها فما بالك بمسلمة!
ـ[أبوسليم السلفي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 04:13 ص]ـ
هل يصح القياس على الصحابة؟
السلام عليكم
الزواج بالغربيات بعد اسلامهن قد ذاق ويلاته كثير من المسلمين وان كان بعضه نجح ولكن السعيد من وعض بغيره
وقد سمعنا في وسائل الأعلام والمجالس الخاصة عن قصص تتفطر لها القلوب
وهنا لا اريد ان استشهد من اين منهما ولكن انقل لكم قصة حصلت لزميل لي قبل عدة سنوات انقلها للعبرة والعظة
عايشت بعض فصولها
شاب فاضل يعمل مدرسا وله عمل ليلي اضافي فى احد المستشفيات وبحكم عمله المختلط يتعرف على ممرضة بريطانية ويريد الزواج منها ولكن زميله وصديقه الحميم (غيري) ينصحه فيأبي ويصر ويقول انها اسلمت
ويتم الزواج ويبنيان بيتهما وينجبان 3 اطفال ثم ينتقل الى عمل آخر وتصلنا اخباره من زميلنا وصديقه الحميم
خلافات ......... واي اسرة يحصل فيها خلافات ولكن صاحبة الماضي والتربية المختلفة والفكر المختلف والبلد والقوانين المختلفة تتحايل عليه وتأخذه الى بريطانيا زيارة ثم زيارة ثانية تختفي فيها في طول البلاد وعرضها مع اولادها الثلاثه.يبحث المسكين حتى يمل ويكل وتنتهي نفقته ثم يعود الى بلاده كسير الفؤاد
يجمع له مبلغا ويعود بحثا عن اولاده وربما زوجته ولكن ............ المفاجأة المهولة تقابله في المطار!!
ممنوع من دخول البلاد وعليك العودة في نفس طائرتك .............. هل ينفع معهم الكلام والتوسلات .......... وابنائي عندكم فلذة كبدي .. زوجتي ......................... ويجاب: ممنوع من الدخول!!!!!
كنت كلما فتحت سيرته بين الزملاء على مدى عدة سنوات أحاول ان اتخيل عظم المصيبة التي ألمت به وأقول لو انهم ماتوا لربما سلا وتعزى
رفض الزواج بعدها مع اصرار أهله عليه
لك ان تكمل القصة كما تتخيل!
وأعيد هل يصح القياس على الصحابة؟
ولكم تحياتي واعتذاري عن الإطالة
ـ[بن خلف]ــــــــ[02 - 07 - 10, 04:40 ص]ـ
سؤالك بخصوص القياس على الصحابة .. لا أفهم، هل هو موجه لي، أم تطرحه أنت متعجباً من فعلي له، أما ماذا!
بخصوص الأخت التي في السؤال، فهي قد أسلمت منذ ست سنوات، وتحجبت قبل سنتين، بل وكانت على الإسلام الشيعي لست سنوات ثم اهتدت للسنة بل وصارت سلفية أيضاً، فماذا يريد المرء أكثر من هذا دلالة على حسن الإسلام؟؟؟؟ هناك من يولد مسلماً أباً عن جد، ويرتد! وهناك عوائل مسلمة تتفكك، وليس فيها أحد سبق له أن كان على غير ملة الإسلام!!!!! لا شأن لتفكك الأسر بالحياة ما قبل الإسلام!!
أما هل يجوز القياس على الصحابة، فلا أرى الضرر في ذلك!!! مع رجاءي أن تفهم من أي زاوية أنا أقيس عليهم!
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[02 - 07 - 10, 01:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من خبرتي في الدعوة ومعرفتي بمن يدخلون الاسلام في الغرب - خصوصاً من النساء - فهم إما:
- أشخاص بحثوا عن الحقيقة حتى وجدوها فأسلموا وهؤلاء ممن يحسن اسلامهم بالجملة.
أو
- أشخاص أسلموا لظروف معينة قادتهم للإسلام وهولاء قسمان:
قسم يحسن اسلامه ويظهر ذلك جلياً عليهم من خلال تمسكهم في الدين والبحث عن الأحكام في ما يتعلق في أمور حياتهم دون اعتراض. وقسم اخر يزول اسلامهم بزوال ظروفهم التي قادتهم للإسلام وهؤلاء يظهر عليهم ذلك من خلال تصرفاتهم ولبساهم وأسلوب حياتهم حيث تكاد تجزم أنه لم يتغير فيهم شئ عما كانوا عليه من قبل.
أما بالنسبة لمسألة الزواج ففيها اعتبارات أخرى غير الدين سواء أكانت المرأو أسلمت أو ولدت مسلملة، مثل الكفاءة المالية والثقافية والإجتماعية، بالإضافة لاعتبار اختلاف الحضارة والعادات والمعايير التي لا بد أن تظهر بعد الزواج فعلى الزوجين أن يتنبهو لهذه المسألة قبل الزواج حتى يتمكنوا من تخطيها عند حدوثها.
أنا أعلم العديد ممن تزوجوا نساء دخلوا في دين الإسلام وحسن اسلامهم وعاشوا حساة رغيدة وسعيدة، كما أعلم العديد ممن لم يوفقوا حيث انتهت علاقاتهم بالطلاق أو ردة الزوجة أو هرب الزوجة مع الأطفال.
لذا لا يمكن الوقوف على ضابط عام للمسألة ولكن يكفي أن يستخير الشخص ويصلح نيته والله الموفق لكل خير بإذنه سبحانه.
وكما نقول في عاميتنا: "الزواج مثل البطيخة، ما يتعرف هي حمرة ولا بيضة إلا بعد الزيجة".
يسر الله أمركم(128/425)
رفقاً بالقواوير / الشيخ سمير المالكي
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 01:06 م]ـ
رفقاً بالقوارير
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واتبع سنته وهداه.
أما بعد، فإن من سنن الله عز وجل الكونية الشرعية، التفضيل بين خلقه في الشرف والمنزلة، والتمييز بين الأجناس في الوظائف و الأعمال، " فكل ميسر لما خلق له ".
فوظائف الحيوان تختلف عن وظائف النبات، ووظائف الذكور تباين وظائف الإناث.
وتأمل _ إن شئت _الفرق بين وظائف ملكة النحل و العاملات واليعاسيب، مع اشتراكها جميعا في جنس واحد.
* وقد فضل الله الخلق الإنساني وكرمه على سائر الخلائق، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب العزيز.
قال تعالى {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا}.
يؤكد ذلك أمر الله تعالى للملائكة الكرام، بالسجود لآدم عليه السلام.
فلا يحق لأحد من أجناس الخلق، أن يعترض على ذلك التخصيص، والتفضيل الذي ميز به الجنس البشري على سائر الخلائق.
*وقد ميز الله بين ذكور بني آدم وبين إناثهم، وخص كلا منهما بخصائص ووظائف، ليحصل الميزان الكوني الذي تستقيم به حياة الإنسان وعمارة الأرض.
*و لا يماري أحد من العقلاء، في أفضلية الأصل الذكوري، وهو آدم عليه السلام، على حواء، فإنها خلقت منه، وشرف هو عليها بأن سواه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وعلمه الأسماء كلها، وأسجد له ملائكته، واصطفاه بالنبوة والتكليم.
وتفضيل آدم عليه السلام على حواء، مما اتفقت عليه كل الشرائع، ولهذا فإن الناس يفزعون إليه للشفاعة يوم القيامة، دون أمهم حواء.
ومن ثم، فإن الفرع تبع للأصل في التفضيل، كما سيأتي عليه التدليل.
**********
" النساء شقائق الرجال "
و لا ريب أن بين الذكور والإناث طبائع متفقة، في السمات البشرية العامة، في الحياة، والولادة، والنشأة، والنمو، والصحة، والمرض، والموت ... الخ.
و بينهما اتفاق أيضا، في عموم التكاليف الشرعية، في العقائد، والعبادات، والمعاملات، والحدود، والأوامر و النواهي، وفي الثواب والعقاب المترتب على ذلك في الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.
وقال سبحانه {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات .. }
إلى قوله {أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما}.
وقال صلى الله عليه وسلم " النساء شقائق الرجال". رواه أبوداود والترمذي.
انظر جامع الأصول [7/ 274].
فهذه النصوص ونحوها، تدل على الاتفاق في الأحكام العامة بين الرجال والنساء.
**********
" و ليس الذكر كالأنثى "
وبينهما افتراق في بعض الطبائع والقدرات: العقلية والبدنية والنفسية، وافتراق في بعض الأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات وغيرها.
وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على وجود ذلك الافتراق في الطبع والشرع.
* فجعلت شهادة المرأة على نصف شهادة الرجل.
قال تعالى {واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى}.
فضاعف في نصاب الشهادة في حق المرأة، وعلل الحكم بلفظ صريح، يدل على الاختلاف الطبعي الجبلي، وهو نقصان العقل.
وقد أكده النبي صلى الله عليه وسلم
بقوله " ما رأيت من ناقصات عقل و دين أغلب لذي لب منكن "، ثم فسر نقصان عقلها بالشهادة، ونقصان دينها بتركها الصلاة والصيام أيام حيضها. رواه مسلم [79].
فنص الحديث على الاختلاف الطبعي والشرعي بينهما.
*وقال سبحانه {فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى} الآية. قال ابن جرير في تفسيره < لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقوم بها، وأن الأنثى لا تصلح في بعض الأحوال لدخول القدس والقيام بخدمة الكنيسة، لما يعتريها من الحيض والنفاس .. >.
ثم روى بإسناده عن عكرمة قال < .. ولا ينبغي لامرأة أن تكون مع الرجال >.
وقال القرطبي < يعني أن الأنثى لا تصلح لخدمة الكنيسة، قيل: لما يصيبها من الحيض والأذى.
وقيل: لا تصلح لمخالطة الرجال >.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/426)
وقال أيضا < فلما رأته _ أي الولد _ أنثى لا تصلح، وأنها عورة، اعتذرت إلى ربها من وجودها لها على خلاف ما قصدته فيها >. انتهى.
قال سمير: والآية أصرح دليل وأبينه على التفريق بين الرجل و المرأة، وأن ذلك متقرر في الفطرة، وفي الشرائع السابقة، وأن دعوى المطالبة بالمساواة بينهما، التي يتزعمها الجهال في هذا الزمان، ظاهرة الكذب والفساد والشذوذ!
* وقال تعالى {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله}.
ذكر ابن كثير أنها نزلت لقول أم سلمة " يغزو الرجال ولا نغزوا، ولنا نصف الميراث ".
ثم قال < والمعنى: إن التمني لا يجدي شيئا فإن هذا قدر محتوم، ولكن سلوا الله من فضله وإحسانه، فإنه كريم وهاب >. انتهى باختصار.
* وقد أكد الله تعالى ذلك التفضيل والتمييز، بقوله {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم}.
قال ابن كثير < والمعنى: أن الرجل قيم على المرأة، فهو رئيسها وكبيرها
والحاكم عليها، و مؤدبها إذا اعوجت، وذلك لأن الرجال أفضل من النساء، ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال، وكذلك الملك الأعظم، ويلحق به منصب القضاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم، لما بلغه أن ابنة كسرى تقلدت الحكم، " لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ". [البخاري 4425].
ولهذا فإن الله تعالى أوجب على المرأة طاعة زوجها، وحرم عليها معصيته في المعروف.
وقد وردت أحاديث كثيرة في الترغيب في طاعة الزوج والترهيب من معصيته، وهي مشهورة >. انتهى باختصار.
*و أكد الله تعالى أيضا ذلك التفضيل بقوله {وللرجال عليهن درجة}.
قال ابن كثير < أي: في الفضيلة، وفي الخلق، والخلق، والمنزلة، وطاعة الأمر، والإنفاق، والقيام بالمصالح، والفضل في الدنيا والآخرة .. > انتهى.
وقال ابن القيم < إن مصلحة العبادات البدنية، ومصلحة العقوبات، الرجال والنساء مشتركون فيها، وحاجة أحد الصنفين إليها كحاجة الصنف الآخر، فلا يليق التفريق بينهما.
نعم، فرقت بينهما في أليق المواضع بالتفريق، وهو الجمعة والجماعة، فخص وجوبهما بالرجال دون النساء، لأنهن لسن من أهل "البروز" و "مخالطة" الرجال.
وكذلك فرقت بينهما في عبادة الجهاد، التي ليس الإناث من أهلها،
وسوت بينهما في وجوب الحج، لاحتياج النوعين إلى مصلحته، وفي وجوب الزكاة والصيام والطهارة ..
وقد فضل الله الرجال على النساء في العقول والفهم والحفظ والتمييز، فلا تقوم المرأة في ذلك مقام الرجل ..
وأما الدية، فلما كانت المرأة أنقص من الرجل، والرجل أنفع منها، ويسد ما لا تسده المرأة من المناصب الدينية
والولايات وحفظ الثغور والجهاد وعمارة الأرض وعمل الصنائع، التي لا تتم مصالح العالم إلا بها، والذب عن الدنيا والدين، لم تكن قيمتهما مع ذلك متساوية ..
وأما الميراث، فحكمة التفضيل فيه ظاهرة، فإن الذكر أحوج إلى المال من الأنثى، لأن الرجال قوامون على النساء، والذكر أنفع للميت في حياته من الأنثى ..
وأما العقيقة فأمر التفضيل فيها تابع لشرف الذكر، وما ميزه الله به على الأنثى، ولما كانت النعمة به على الوالد أتم، والسرور والفرحة به أكمل
كان الشكران عليه أكثر، فإنه كلما كثرت النعمة، كان شكرها أكثر >.
انتهى باختصار، من إعلام الموقعين
[2/ 149 _ 150].
قلت: والأدلة من النقل والعقل على تفضيل الرجل على المرأة، وتخصيصه بأحكام تميزه عنها، أكثر من أن تحصر.
بيد أن ذلك التفضيل والتخصيص، وتلك القوامة، يقابلها واجبات وتبعات على الرجل تجاه المرأة.
**********
" الوصاية بالنساء "
فقد تواترت النصوص من الكتاب والسنة على الوصاية بالنساء، وحسن معاملتهن، والإحسان إليهن، والرفق بهن، ومن ذلك:
* قول الله تعالى {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة}.
* وقوله {وعاشروهن بالمعروف}.
* وقوله {ولا تضاروهن}.
* وقوله {فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا}.
والآيات في سور: البقرة، و النساء والطلاق، في الوصاية بهن معلومة.
* وفي السنة كذلك، ومنها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/427)
قوله صلى الله عليه وسلم" استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيئ في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا ". رواه البخاري [5186] و مسلم [1468].
قال النووي < وفي هذا الحديث ملاطفة النساء، والإحسان إليهن، والصبر على عوج أخلاقهن، واحتمال ضعف عقولهن، وكراهة طلاقهن بلا سبب >. [ص 920].
وقال الحافظ في الفتح [9/ 254]
< فيه سياسة النساء بأخذ العفو منهن، والصبر على عوجهن، وأن من رام تقويمهن فاته الانتفاع بهن >.
قال الشاعر:
هي الضلع العوجاء لست تقيمها @
ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
تجمع ضعفا واقتدارا على الفتى@
أليس عجيبا ضعفها واقتدارها
*وقد وصى بهن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف العظيم، وأمام ذلك الجمع الغفير، في خطبة يوم عرفة في حجة الوداع، حيث قال " فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه .. " رواه مسلم [1218].
" فائدة "
ذكر ابن الأثير في جامع الأصول
[3/ 474] في شرح الجملة الأخيرة
ما نصه < معناه: أن لا يأذن لأحد من الرجال أن يتحدث إليهن، وكان الحديث من الرجال إلى النساء من عادات العرب، لا يرون ذلك عيبا، ولا يعدونه ريبة، إلى أن نزلت آية الحجاب .. >. انتهى.
وحكى النووي نحوه عن المازري والقاضي عياض. [ص 775].
قال سمير: فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية الجامعة بذكر حق النساء على الرجال، وذكرهم ب "أمانة الله" و "كلمته"، ولهما مدلولهما العظيم في التحذير من ظلمهن أو الإضرار بهن. ثم ثنى بذكر حق الرجال على النساء، ومنه: ترك "الاختلاط" بالرجال الأجانب.
*وقال صلى الله عليه وسلم " خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله ".
رواه الترمذي [3892].
* وقال " لا تضربوا إماء الله ".
رواه أبو داود [2146].
* وقال " لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا، رضي منها آخر ".
رواه مسلم [1469].
*ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن حق الزوجة، قال " أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت ". رواه أبوداود [2142].
**********
" درء الفتنة عن النسوة "
ومن أعظم الوصاية بالنساء، درء الفتنة عنهن.
*وقد علل حكم الحجاب، بأنه أطهر لقلوبهن، كما نصت عليه الآية.
* وأمرن بغض البصر عن الرجال، خوفا عليهن من الفتنة بهم.
* يدل عليه: قصة الفضل بن عباس، لما كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج، و طفق ينظر إلى بعض النساء " فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل .. " الحديث.
رواه مسلم [1218].
قال النووي < فيه الحث على غض البصر عن الأجنبيات، وغضهن عن الرجال الأجانب، وهذا معنى قوله "وكان أبيض وسيما حسن الشعر"، يعني أنه بصفة من تفتتن النساء به لحسنه، وفي رواية الترمذي [885] وغيره في هذا الحديث " أن النبي صلى الله عليه وسلم لوى عنق الفضل، فقال له العباس: لويت عنق ابن عمك!
قال: رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما "، فهذا يدل على أن وضعه صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل كان لدفع الفتنة عنه وعنها .. > انتهى. [ص 777].
*و قد أمرن بالقرار في البيوت، والمباعدة عن الرجال ما أمكن، حتى في الصلاة في المساجد، صيانة لهن، وخوفا عليهن من الفتنة، لاشتراكهن والرجال في العلة، فإن الفطرة قد جبلت على ميل كل جنس للآخر، بل إنهن أشد ضعفا، وأسرع فتنة، وأقل صبرا من الرجال.
* ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لأنجشة، وكان يحدو في السفر، وكان صوته جميلا " يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير ". رواه البخاري [6149] ومسلم [2323].
قال النووي < معناه أن أنجشة كان حسن الصوت، وكان يحدو بهن و ينشد شيئا من القريض والرجز، وما فيه تشبيب، فلم يأمن أن يفتنهن ويقع في قلوبهن حداؤه، فأمره بالكف عن ذلك .. >. [ص 1431].
ونقل الحافظ في الفتح [10/ 545] عن الشراح قولين في معنى ذلك، وأنه: إما أن يكون صيانة لهن عن السقوط، لإسراع الإبل حين سماعها حداء أنجشة، وإما خوفا عليهن من الافتتان بصوته الجميل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/428)
ثم قال الحافظ < والراجح عند البخاري الثاني >.
وقال ابن الأثير < شبههن بالقوارير لأنه أقل شيئ يؤثر فيهن، كما أن أقل شيئ من الحداء والغناء يؤثر في النساء.>. جامع الأصول [5/ 173].
قال سمير: كان أنجشة عبدا أسود، ولكن صوته كان جميلا بالحداء والغناء، فخاف النبي صلى الله عليه وسلم على النساء من الافتتان بصوته، كما خاف على النساء من الافتتان بحسن الفضل بن عباس، فغطى وجهه، ولوى عنقه!
واليوم يطلع علينا الناعقون من دعاة الفساد و الفتنة، يريدون من الفتاة الشابة! أن تخالط الرجال والشباب! في كل موطن، ويزعمون أنها محصنة من الوقوع في الفتنة، وكأن نساء هذا الزمان أتقى وأنقى من نساء عصر النبوة!
**********
" للعقلاء .. فقط "
هذا الدين العظيم دين عدل ورحمة، وعقل و حكمة، و قد شرع لتحصيل مصالح العباد في معاشهم ومعادهم.
غير أن كثيرا من " الجهال" لا يدركون الحكمة من تشريع كثير من أحكام العبادات و المعاملات والحلال والحرام، ويعملون عقولهم القاصرة تارة، وأهواءهم الفاسدة تارة أخرى، يريدون أن يبدلوا كلام الله، ويغيروا أحكام الإسلام.
يزعم أولئك "الأغمار" أن في حجاب المرأة " كتما لأنفاسها "، وفي منعها من الاختلاط "حبسا لحريتها "، وفي فرض القوامة عليها من محارمها
" استعبادا لها "، وأنهم، هم، وحدهم، أنصار " قضيتها "!
ويزعمون أن للمرأة حق المساواة مع الرجل في كل شئون الحياة، وأن لها حق المنافسة والعمل في كل ميدان، وفي كل مكان، وأنه لا تمييز ولا تفضيل للرجل عليها في شيئ ألبتة!
ونحن نقول للعقلاء منهم (فقط):
إن الله تعالى قد خص كلا من الصنفين بخصائص، تميزه عن الآخر، في الفطرة والوظيفة، وفرض على الرجال فرائض، وندبهم إلى أمور، خصهم بها دون النساء، كالجهاد و الغزو، والجمعة والجماعة، واتباع الجنائز، ونحو ذلك.
وفرض على الرجال، وخاصة الأزواج، الإنفاق على النساء، ولو كانت نساؤهم موسرات، لأن طلب الرزق والمعاش لا يتأتى إلا بالضرب في الأرض، والمشي في مناكبها، وفيه مشقة، ويتطلب الخروج والبروز، وهو من خصائص الرجال، بخلاف النساء، فإنهن مأمورات بالقرار في البيوت، والتستر والحجاب، ولهن وظائف، لا يمكن أن يقوم بها الرجال، كالحمل، والإرضاع، ورعاية الأطفال.
فكيف يصلح بعد ذلك أن يتساوين مع الرجال في كل الوظائف والأعمال؟
إن من يزعم أن من حقوق المرأة مساواتها بالرجل في كل شئون الحياة والمعاش، دون أدنى تمييز بينهما، يلزمه _ حتما _ أن يسوي بينهما في كل أحكام الشرع المتعلقة بالجهاد، و حضور الجماعات، وحقوق النفقة، وغير ذلك من الأحكام والشرائع التي اختص بها الرجال!
كما يلزمه _ حتما _ أن يبدل أحكام الفطرة الإنسانية المتعلقة بالحيض والحمل والنفاس والإرضاع، التي اختصت بالمرأة وحدها، دون الرجل،
إذ لا يصلح التسوية بين الطرفين في كل الأحكام، مع وجود مثل تلك الفروق الخلقية بينهما!
**********
" ظلم المرأة والرجل "
أكثر الناعقين من "الجهال"، يقيسون المرأة على الرجل في الأحكام، بقياس الشبه، الذي هو من أفسد أنواع القياس، فيزعمون أن اشتراكهما في النوع الإنساني، وفي (بعض) الصفات الجبلية، يقتضي اشتراكهما في (كل) سمات الحياة المعيشية، ويتجاهلون _ قصدا _ وجود الفروق الخلقية والفطرية بينهما، واختصاص كل منها بأحكام وحقوق شرعية، فيقعون في نوعين من الظلم:
1 _ ظلم المرأة، حيث يطلب منها مزاحمة الرجل في كل الميادين،
دون أدنى مراعاة لما قد تتعرض إليه من فتنة و أذى و"تحرش"، ودون مراعاة أيضا لما جبلت عليه من رقة ونعومة، و ضعف في البنية، وما يعتريها من تغيرات نفسية وعقلية وبدنية، وقت "عادتها الشهرية "!
ودون النظر إلى كونها مطالبة، أيضا، بالقيام بواجباتها الفطرية التي يستحيل، أن ينوب عنها فيها غيرها، كواجبات الزوجة و الأم.
فمن الظلم لها حينئذ أن تكلف بأداء وظائفها الفطرية، وحقوقها الشرعية في البيت، ووظائفها المعيشية خارجه، في آن واحد.
2 _ ظلم الرجل، فإن مزاحمة المرأة له في كل ميدان، تعرضه للفتن،كما أنه قد تضيع عليه بعض حقوقه على زوجته "العاملة"، وحقوق أولاده في الرضاعة و الرعاية، وحنان الأم، وعطفها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/429)
ثم إن تكافؤ فرص العمل بين الرجال والنساء، على حد سواء، مما يزيد في نسبة البطالة، والرجل مكلف، في شريعة الإسلام، بالإنفاق على المرأة، مهما بلغ عسره و يسرها، فإذا ألزمناها بالمشاركة في النفقة خالفنا الشرع، وإن ألزمناه وحده بها، مع وجود تلك" المنافسة " على الوظائف، التي تزيد " شحا " و ندرة يوما بعد يوم، ظلمناه و كلفناه فوق طاقته. *وهؤلاء "التغريبيون"، الذين ينعقون
بما لا يفهمون، لا يدركون أن تطبيق التجربة الغربية، و النمط "الليبرالي" في المجتمعات الإسلامية، لا يستقيم إلا بالانسلاخ الكلي من الشريعة، لأن أحكام الشرع مترابطة متسقة، لا يستقيم فصلها عن بعضها، وإلا نتج عن ذلك اضطراب و تناقض في الأحكام، وظلم وهضم لحقوق الأنام.
**********
" كمال الشريعة "
إن قوانين الحياة والمعيشة في المجتمعات الغربية الحديثة، تقوم على أسس و مبادئ متسقة، بحسب التجربة البشرية الوضعية " القاصرة"، التي رأى واضعها ملاءمتها للحياة هناك، فلا يستقيم _ عقلا _ أن تبتر موادها، أو تستبدل بغيرها من القوانين البشرية الأخرى، (بصرف النظر عن الحكم الشرعي في تطبيق القوانين البشرية).
فلا يصلح للمجتمع الأمريكي _ مثلا _ أن يحتكم إلى بعض القوانين الصينية ولا العكس، لأنه سيتعارض _ حتما _ مع بقية القوانين الأخرى التي تخص كل مجتمع، والتي تنتظم كلها في صياغة هويته التي تميزه عن سائر المجتمعات.
فلا بد إذا من تطبيق القوانين بجملتها دون تبديل أو ترقيع.
* و شريعة رب العباد، بالأحرى، لا يصلح أن تبدل، ولا أن ترقع بغيرها، فإنها كاملة في عدلها، وصلاحها لكل زمان ومكان، ويلزم أن تؤخذ جملة، لا أن يؤمن ببعضها و يكفر ببعضها الآخر.
* و لما حرم الله الفاحشة، سد كل أبوابها و ذرائعها، المفضية إليها:
1 _ فأمر بالمباعدة بين الرجال والنساء حتى في أطهر البقاع، أثناء أداء الفرائض.
2 _ و أمر الرجال والنساء بغض البصر.
3 _ وخص النساء بالحجاب والقرار في البيوت، إلا للحاجة، لأن الغرض في التباعد بين الرجال والنساء، يحصل بحجب أحدهما، وإبعاده عن الآخر، ولأن عمارة الأرض ونظام الحياة لا يستقيم لو أمر الطرف الآخر أيضا، بالحجاب والقرار.
*وفي المقابل، فإنه قد فرضت جملة من الواجبات و الحقوق، على من سمح له بالخروج و البروز.
ففرض على الرجل الجهاد، والرباط في الثغور، و حضور الجماعات، و السعي لطلب الرزق، و الإنفاق على سكان البيوت، وذوات الخدور.
ورغب في الإنفاق على أهله، حتى صار مقدما على الإنفاق في سبيل الله، وفي سائر وجوه البر والطاعة.
* ففي الحديث " دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي تنفقه على أهلك ".
رواه مسلم [995].
*وقد كانت المجتمعات الجاهلية على مر العصور، تستثقل الإنفاق على البنات، و تتشاءم من ولادتهن.
فجاءت الشريعة العادلة الكاملة، و رغبت في إعالتهن، وتربيتهن، والصبر عليهن، أعظم ترغيب.
*قال صلى الله عليه وسلم"من ابتلي من هذه البنات بشيئ، فأحسن إليهن كن له سترا من النار ". متفق عليه.
انظر جامع الأصول [1/ 411].
* وقال "من عال جاريتين حتى تبلغا،
دخلت أنا وهو الجنة، كهاتين " وأشار بأصبعيه. رواه مسلم [2631] والترمذي [1917]، واللفظ له.
وقال " من كان له ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو بنتان، أو أختان، فأحسن صحبتهن، واتقى الله فيهن، فله الجنة ". رواه أبوداود [5147] والترمذي [1913].
قلت: فانقلب التشاؤم والنفور، من إعالة البنات والأخوات، إلى تفاؤل، واستبشار، و سرور.
ولم يزل يوصي بهن في كل حال، أمهات و بنات و زوجات وأخوات، حتى جعل صحبة الأم وبرها، مقدما على صحبة الأب و بره.
ومن هنا يتبين ضلال من يدعو إلى تطبيق النظام الغربي الجاهلي (كله) (أو بعضه)، في بلاد الإسلام، فإن المرأة، في القانون الغربي، ملزمة بالإنفاق على نفسها، كالرجل على حد سواء، ولا يوجد قانون يفرض على الرجل الإنفاق عليها، بخلاف المرأة في التشريع الإسلامي، فإن على أوليائها فرض النفقة عليها، فإن فقدوا، أو عجزوا، فرض لها من بيت المال ما يسد حاجتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/430)
كما أن قانون حفظ الأنساب والأعراض عندهم منفلت، ولهذا كان الاختلاط عندهم في كل ميادين الحياة مباحا، بل مطلوبا.
والمقصود: بيان تهافت دعاوى أولئك " الأغمار"، الذين يريدون تطبيق التجربة الغربية في البلدان الإسلامية، خاصة في الأمور التي تخص المرأة، كالاختلاط، ونحوه.
**********
" سفيرات النوايا الحسنة "
وأمام كل مغريات الحياة وفتنتها، ودعاوى "التجرير " و "التغرير"، التي يتزعمها تلك "الشرذمة الضالة"، من دعاة الفتنة، تقف جموع غفيرة، لا حصر لها، من نساء هذه الأمة، تصد تلك الدعاوى والشعارات الزائفة،
وتعلن بكل عزة و فخر، انتماءها لتعاليم الإسلام، و رفضها للاختلاط، والسفور، و نحوهما من العادات الجاهلية، المفضية للخنا و الفجور.
إنهن أولئك النسوة الخيرات الصالحات "القانتات" لله، "الحافظات " لحدود الله و محارمه، خير من يمثل نساء هذه الأمة، وأولى من يستحق لقب "سفيرات النوايا الحسنة "!
أو قل " سفيرات الحياء والعفاف والفضيلة ".
* نعم يوجد في المقابل، عدد غير قليل من الفتيات " الناشزات " على الدين و الفضيلة، اللاتي قد انسقن وراء تيارات التغريب والفتنة، وقمن (بكل سذاجة وغباء) يرددن تلك الشعارات الجوفاء، التي تزعم أنها ستعيد لهن حريتهن المسلوبة (!) و حقوقهن الضائعة المنهوبة (!) والتي لا يتم تحصيلها، إلا بترك العفة و الحياء، و نزع الحجاب، وبالاختلاط السافر في كل ميادين الحياة!
و يصدق في هؤلاء المخدوعات قول الشاعر:
أثر البهتان فيه @ وانطلى الزور عليه
ملأ الجو صراخا @ بحياة قاتليه
ياله من ببغاء @ عقله في أذنيه
* وليست العبرة في صحة الدعوى بالقلة و الكثرة، ولا بما أطبق عليه أغلب الخلق، وإنما العبرة باتباع الهدى، و موافقة الحق.
{وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}
" بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء ".
تعيرنا أنا قليل عديدنا @
فقلت لها إن الكرام قليل
لكننا نجزم أن عدد أولئك "السفيرات"،
الخيرات، خاصة في بلاد الحرمين، أكثر بكثير، من عدد " الناشزات " على العفة و الدين.
**********
" أولويات لكل السيدات "
هناك نقص كبير في ميزانية الخدمات و القطاعات الحكومية العامة، وصل في بعضها إلى حد الفقر، ومنها على سبيل المثال، لا الحصر، قطاع التعليم، والصحة، والمواصلات.
ومع ذلك لا يفتأ بعض الثرثارين من الصياح في كل حين، يطالبون بأمور معجزة، كأنهم يعيشون في كوكب دري غابر في سماء الكون الفسيح!
* يطالبون بالإكثار من إنشاء مراكز اللهو، و "الترفيه"، المختلطة، في القطاعات العامة والخاصة، مع أن البلاد تعاني من "عجز" فاضح! في "البنية الأساسية "، في (كل) المرافق و الخدمات الإنسانية.
* يطالبون بفتح دور " للسينما "، وبيوتنا، وأسواقنا، تعج، و "تضج "، بكل وسائل الترفيه، من ألعاب، و ملاهي، ومحطات فضائية، ونحوها، حتى غدا الانشغال بها والإنفاق عليها مقدما على كل مهمات الدين والعلم، وضرورات المعيشة والحياة.
* والمطالبون بالاختلاط في التعليم، هل رأوا: أن كل معاناة الطالبات قد انتهت، ورأوا طفرة في عدد المدارس (الصالحة للتعليم)، ورحابة في فصولها، وفخامة في أثاثها، وجودة في "التكييف"، ووفرة في المرافق و الوسائل التعليمية، قبل أن يطالبوا بالاختلاط؟
أليس الأولى أن نكمل النصاب الأدنى في خدمات ومرافق قطاع التعليم، للبنات والبنين، قبل أن نشغل الرأي العام، بقضية "خلط" القسمين، وحشرهما في مكان واحد، بغض النظر عن حكم ذلك "الخلط" من حيث الإباحة والتحريم؟
تعاني نسبة كبيرة من طالباتنا من قلة و سوء، في المدارس الحكومية، فأكثرها لا يصلح سكنا لأدنى طبقة من العمال!
*وتعاني نسبة كبيرة من المتخرجات، من قلة وشح في الوظائف، وتعسف ومشقة في التوظيف في التعليم، حتى صارت معاناتهن طرفة يتندر بها في المجامع والمجالس!
* ومفاسد الاختلاط لا حصر لها، وقد أشبعت بحثا ونقدا من قبل، بما يغني عن تكرارها هنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/431)
*والمطالبون بحصص الرياضة البدنية في مدارس البنات، هل رأوا حال تلك المدارس، وفصولها التي تشبه مستودعات الأثاث المستعمل، قبل المطالبة بشيئ لا يمكن تطبيقه، إلا بزيادة في الأعباء المالية، لتوفير الصالات الرياضية المناسبة، وتجهيزها، وهو ما عجزت عن القيام به وزارة التعليم، في مدارس البنين من عشرات السنين!
* إن الرياضة للنساء في كل الأعمار مباحة في الأصل، بل مطلوبة، ولكن تطبيقها في قطاعات التعليم لا يوفي بالغرض المطلوب، و أولى من ذلك إنهاء كل معاناة الطالبات والمعلمات أولا.
وإن كان ولا بد من الرياضة، فيمكن الاستعاضة عن ذلك، بإنشاء مراكز صحية "حكومية "، لعامة النساء، تدخل في ضمنها الرياضة الملائمة، حتى تتم تحت إشراف صحي متكامل، خاصة وأن الاهتمام بالرياضة لا يخص بنات المدارس وحدهن.
*وللعلم، فإن مدارس البنين أيضا، لا تولي حصص الرياضة ذلك الاهتمام، وطلابنا لا يعولون على حصص الرياضة النظامية، فإن وقتها قصير، والأدوات شحيحة، والملاعب غير صالحة، خاصة مع حرارة الجو، ولهيب الشمس، ولا فائدة تذكر من ورائها.
ثم ألا يحتاج أي متدرب، بعد الانتهاء من الرياضة، إلى اغتسال وتنظيف، وتغيير ملابس؟
فمن أين، وكيف، يتم توفير ذلك، وكلنا يعرف حال المدارس؟
* ومن الجدير بالذكر، أن الرياضة يمكن لكل إنسان ممارستها، بحسب قدرته، ولا يستلزم وجود مكان مخصص لها.
فالمشي و الجري، وكذلك تمرينات اللياقة العامة المعروفة، يمكن أداؤها بكل حال، وفي أي مكان.
* والذين يطالبون بفسح قيادة النساء
للسيارات، كأنهم لا يدرون ما تعانيه طرقنا من سوء، وازدحام، وكثرة حوادث، وغير ذلك من مشكلات مرورية، جعلتنا، ولأول مرة، نحتل الصدارة! في دول العالم في شأن من شئون الحياة، و ليتنا كنا في هذه (بالذات)، نقبع في ذيل الأمم!
هذا عدا ما سينشأ من وراء قيادة الفتيات من مشكلات " أخلاقية "، تزيد أضعافا مضاعفة على ما نراه، وما نسمع عنه في الأسواق والأماكن المختلطة العامة.
والأولى من ذلك للنساء في كل الأعمار، إنشاء قطارات المترو، ونحوها، وزيادة عدد حافلات الأجرة "الصالحة للاستعمال الآدمي "، ومساهمة الدولة في دفع تكاليف الأجرة، أو بعضها، للنساء، فإن ذلك أولى من السماح لهن بقيادة السيارات، وسيقلل _قطعا _ من نسبة الحوادث، التي تزيد يوما بعد يوم.
*والخلاصة: إن النساء عامة في أمس الحاجة، إلى توفير ضروريات المعيشة والحياة الكريمة، قبل النظر في السماح لهن، أو لبعضهن، بأمور، حتى لو فرض أنها مباحة في الأصل، إلا أن غيرها أولى منها بكثير.
وإني أرى أن تعامل النساء بمزيد من الحرص والاهتمام من قبل الدولة، في جميع القطاعات، بصفتهن "من ذوات الاحتياجات الخاصة "!
كما ينظر أيضا في شئون الأخريات، "من ذوات الأحوال الصعبة "! كاليتامى، والأرامل، والعجائز، والفقيرات، ممن لا عائل لهن، فيكفين المؤونة والسكن والإعاشة والعلاج، فإذا فضل بعد ذلك فضلة في "الميزانية العامة "، فعندها فقط يمكن أن ننظر في تلك المطالبات و المقترحات، ونناقشها.
**********
" خاتمة "
وفي ختام بحثي هذا، أوجه نصيحة إلى أخواتي المسلمات بأن يأخذن حذرهن من تلك الدعاوى"المضلة"، التي يراد منها النيل من عفتهن، باسم الحرية و التقدم، و ما هي إلا استرقاق و ظلم وهدم.
وأوجه نصيحتي إلى كل من ولاه الله
شيئا من أمور النساء، ولاية عامة أو خاصة، أن يتقوا الله فيهن، وأن يرفقوا بهن، وأن يحسنوا إليهن غاية الإحسان، فإنه لا يكرمهن إلا كريم.
وأعظم إكرام لهن وإحسان، هو تجنيبهن مواطن الفتن، فإن ذلك أسلم لهن ولكل أفراد المجتمع.
وليس من الإحسان لهن أن يدفعن قسرا للاختلاط و السفور.
وأما أنتم، يا دعاة الفتنة و"التغرير"،
فاعملوا على مكانتكم، فإن الله، على نصر دينه و أوليائه، لقدير.
{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.
_____________
وكتب: المهندس / سمير المالكي
8/ 7 / 1431 هجرية.
جوال 0591114011
مكة المكرمة.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 01:26 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ إحسان على الإفادة الطيبة.
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 06:37 م]ـ
قال ابن كثير < أي: في الفضيلة، وفي الخلق، والخلق، والمنزلة، وطاعة الأمر، والإنفاق، والقيام بالمصالح، والفضل في الدنيا والآخرة .. > انتهى.
هل يفضل الرجال علينا في الآخرة؟
بارك الله فيكم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 08:57 م]ـ
إذا استوى الرجل و المرأة في الإيمان و التقوى فلا شك أن الرجل أفضل ...
و الله تعالى أعلم.
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 09:03 م]ـ
هل هناك أحد من الاخوة يؤيد او يعارض الاخ الادريسي
بارك الله فيك على الاجابة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/432)
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 09:12 م]ـ
إذا استوى الرجل و المرأة في الإيمان و التقوى فلا شك أن الرجل أفضل ...
و الله تعالى أعلم.
هذا الكلام على عمومه لا يصح
فيوجد بعض النساء هن خيرٌ من بعض الرجال
وكذلك ليس كل رجل خيرا من كل الرجال
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 11:03 م]ـ
وكذلك ليس كل رجل خيرا من كل الرجال
عفواً
قصدت: ليس كل رجل خيرا من كل النساء.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:44 ص]ـ
هذا الكلام على عمومه لا يصح
فيوجد بعض النساء هن خيرٌ من بعض الرجال
وكذلك ليس كل رجل خيرا من كل الرجال
و هل في كلامي ما يناقض ما ذَكَرتَ.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:48 ص]ـ
إذا استوى الرجل و المرأة في الإيمان و التقوى فلا شك أن الرجل أفضل ...
و الله تعالى أعلم.
الدليل على ذلك (للاستفادة) بارك الله فيكم.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 01:05 ص]ـ
الدليل هو تفضيل الله تبارك و تعالى للرجل في قوله: '' وَ لِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ''.
و مع ذلك فهذه القاعدة لا تتحقق إذا كانت المرأة أقرب إلى الله تعالى إيمانا و طاعة و تقربا لأن الإيمان و التقوى أساس التفضيل بين المؤمنين.
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 02:01 ص]ـ
لكن الدرجة المذكورة بارك الله فيك قد قرأت في التفاسير انها درجة تكليف لا تفضيل؟؟
جزاكم الله خيرا
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 02:24 ص]ـ
يا شيخنا إحسان ممكن تجيبني بارك الله فيك
جزاكم الله خيرا
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:27 ص]ـ
هل من الممكن أن يجيب احد عن سؤالي؟ بارك الله فيكم فهو مهم بالنسبة لي
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:42 ص]ـ
قال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -:
بيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقص عقلها من جهة ما قد يحصل من عدم الضبط للشهادة , ونقص دينها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس , ولا يلزم من هذا أن تكون أيضا دون الرجل في كل شيء وأن الرجل أفضل منها في كل شيء , نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة لأسباب كثيرة , كما قال الله سبحانه وتعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة , فكم لله من امرأة فوق كثير من الرجال في عقلها ودينها وضبطها , وإنما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جنس النساء دون جنس الرجال في العقل وفي الدين من هاتين الحيثيتين اللتين بينهما النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح وفي تقواها لله عز وجل وفي منزلتها في الآخرة , وقد تكون لها عناية في بعض الأمور فتضبط ضبطا كثيرا أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها وتجتهد في حفظها وضبطها , فتكون مرجعا في التاريخ الإسلامي وفي أمور كثيرة , وهذا واضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك , وبهذا يعلم أن هذا النقص لا يمنع من الاعتماد عليها في الرواية وهكذا في الشهادة إذ انجبرت بامرأة أخرى , ولا يمنع أيضا تقواها لله وكونها من خيرة عباد الله ومن خيرة إماء الله إذا استقامت في دينها وإن سقط عنها الصوم في الحيض والنفاس أداء لا قضاء , وإن سقطت عنها الصلاة أداء وقضاء , فإن هذا لا يلزم منه نقصها في كل شيء من جهة تقواها لله , ومن جهة قيامها بأمره , ومن جهة ضبطها لما تعتني به من الأمور , فهو نقص خاص في العقل والدين كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم , فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء وضعف الدين في كل شيء , وإنما هو ضعف خاص بدينها , وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك , فينبغي إيضاحها وحمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على خير المحامل وأحسنها , والله تعالى أعلم.
" مجموع فتاوى ابن باز "
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:20 ص]ـ
لكن الدرجة المذكورة بارك الله فيك قد قرأت في التفاسير انها درجة تكليف لا تفضيل؟؟
جزاكم الله خيرا
أختي الفاضلة، ليس هناك تكليف بدون تفضيل، فإذا نجح الإنسان في القيام بما كلفه الله، فإن ذلك مفضل. إذا نظرنا إلى الرجل و المرأة و أن الرجل مُكلف أكثر من المرأة في مسائل عديدة، ثم استوى إيمانهما و تقواهما فلا شك أن الرجل أفضل لسبب التكليف و هذه المسألة لا يعلمها إلا الله تعالى، لأنها من أمور الغيب.
و من ظهر له غير ذلك فلا يبخل علينا و جزاكم الله خيرا.
و الله تعالى أعلم.
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 04:40 ص]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم إحسان ..
وبارك في الشيخ سمير ..
=========
معنى تفضيل جنس الرجال على جنس النساء
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=4162
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/433)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 05:10 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ولا عطر بعد عطر الشيخ الفاضل الخراشي وفقه الله
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 09:01 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخنا الخراشي
و أفضل ما قرأت في مقالكم هذا:
و رضي الله عن ابن عباس الذي جيّر هذه الاية لصالح النساء عندما قال قوله البارع: الدرجة إشارة الى حض الرجال على حسن العشرة, و التوسع للنساء في المال و الخلق) اي ان تفضيل الرجال يدعوهم الى هذه المعاملة الحسنة للمرأة, لا الفخر عليها و الكبر كما يفعله ضعاف النفوس. اهـ
فضعاف النفوس هؤلاء هم الذين يجعلوننا نظن ان تكبرهم و فخرهم نابع من فهمهم الصافي للكتاب و السنة فيزرع ذلك في انفسنا ما لا يحمد عقباه من الاضطراب و الاسى
و حبذا لو يفهم اخواننا مثل الاخ الادريسي ان الاسلم ان يشرح لنا هذا التفضيل بالمعنى الدقيق فحين يوضع مجملا كما فعلتم - بارك الله فيكم على مجهودكم الطيب- فنحن نقيسه على ما نرى من جهل الرجال حولنا في هذه الايام و اعتمادهم على الفهم السقيم للاحاديث لتحسيسنا بالذل و الهوان و لا حول و لا قوة الا بالله
سؤال اخير لو تفضلتم , هل هناك تفصيل في مسألة نعت النساء بالسفهاء في أية من سورة النساء: و لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما؟
بارك الله فيكم , فمع ما نرى من هجمات و سوء فهم و مع اهمية هذا الموضوع في زماننا هذا فلا نرى و الله المستعان الكثير ممن يتطرقون بالتفصيل و بالادلة اليه الا من رحم ربي.
كذلك فانني حين قرات تفاسير هذه الايات فاني صدمت لاني لم اجد من يوجهني الى فهمها الصحيح فاحسست ان لا مجال اذن للمنافسة و ان ربي الحكيم يحب الرجال اكثر من النساء حاشاه و تعالى عن ذلك. و احسست ايضا ان لا مجال للمنافسة مع الرجال و ان حياتنا لمدى سهولتها لا تستحق الاجر الكثير (و هذا ما لم اكن افهمه كيف ان حياتنا سهلة)
و حين يحيك ما ذكرت في صدرك و لا تجد من يطمئنك و تقرا التفاسير فلا تفهم مغزاها فالله المستعان لذلك احيرت في اول الامر ان هذا الامر مهم بالنسبة اليّ, و انني لم اسال الا و كان هذا الامر ينغص عيشتي منذ فترة
فالحمد لله رب العالمين و لا حول و لا قوة الا بالله
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:47 ص]ـ
سؤال اخير لو تفضلتم , هل هناك تفصيل في مسألة نعت النساء بالسفهاء في أية من سورة النساء: و لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما؟ ....
كذلك فانني حين قرات تفاسير هذه الايات فاني صدمت لاني لم اجد من يوجهني الى فهمها الصحيح فاحسست ان لا مجال اذن للمنافسة و ان ربي الحكيم يحب الرجال اكثر من النساء حاشاه و تعالى عن ذلك. و احسست ايضا ان لا مجال للمنافسة مع الرجال و ان حياتنا لمدى سهولتها لا تستحق الاجر الكثير (و هذا ما لم اكن افهمه كيف ان حياتنا سهلة)
و حين يحيك ما ذكرت في صدرك و لا تجد من يطمئنك و تقرا التفاسير فلا تفهم مغزاها فالله المستعان ...
لم يثبت عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا عن أحد من أصحابه نعت النساء بالسفه،ولا انهن المرادات بالآية المذكورة،و إنما هو شيء قاله بعض أهل التفسير من التابعين،ولعل مرادهم المرأة السفيهة التي لا تحسن التصرف،ولذلك بوب البخاري بهذا الباب الذي يلمع الى وافر فقهه وثاقب فهمه فقال: (بَاب هِبَةِ الْمَرْأَةِ لِغَيْرِ زَوْجِهَا وَعِتْقِهَا إِذَا كَانَ لَهَا زَوْجٌ فَهُوَ جَائِزٌ إِذَا لَمْ تَكُنْ سَفِيهَةً فَإِذَا كَانَتْ سَفِيهَةً لَمْ يَجُزْ قالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَلَا تُؤْتُوا السفهاء اموالكم). فقيد رحمه الله ولم يطلق.ثم لو تأمل متأمل الآية التي تسبق هذه الآية وهي قوله تعالى: (وآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا) لرأى فيها أوضح دليل على جواز تصرف النساء في أموالهن قبضا وهبة من غير حجر.
وأما قولك:فانني حين قرات تفاسير هذه الايات فاني صدمت ففيه مجازفة ولو راجعت تفسير شيخ المفسرين الطبري لوجدته يقول في تفسيرها كلاما بارعا ماتعا.إليكه:
(قال أبو جعفر: والصواب من القول في تأويل ذلك عندنا، أن الله جل ثناؤه عم بقوله:"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم"، فلم يخصص سفيهًا دون سفيه. فغير جائز لأحد أن يؤتي سفيهًا ماله، صبيًا صغيرًا كان أو رجلا كبيرًا، ذكرًا كان أو أنثى.
و"السفيه" الذي لا يجوز لوليه أن يؤتِّيه ماله، هو المستحقُّ الحجرَ بتضييعه مالَه وفسادِه وإفسادِه وسوء تدبيره ذلك.
وإنما قلنا ما قلنا، من أن المعنيَّ بقوله:"ولا تؤتوا السفهاء" هو من وصفنا دون غيره، لأن الله جل ثناؤه قال في الآية التي تتلوها:"وابْتَلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدًا فادفعوا إليهم أموالهم"، فأمر أولياء اليتامى بدفع أموالهم إليهم إذا
بلغوا النكاح وأونس منهم الرشد، وقد يدخل في"اليتامى" الذكور والإناث، فلم يخصص بالأمر بدفع ما لَهُم من الأموال، الذكورَ دون الإناث، ولا الإناث دون الذكور.
وإذْ كان ذلك كذلك، فمعلومٌ أن الذين أمر أولياؤهم بدفعهم أموالهم، إليهم، وأجيز للمسلمين مبايعتهم ومعاملتهم، غير الذين أمر أولياؤهم بمنعهم أموالهم، وحُظِر على المسلمين مداينتهم ومعاملتهم.
فإذْ كان ذلك كذلك، فبيِّنٌ أن"السفهاء" الذين نهى الله المؤمنين أن يؤتوهم أموالهم، هم المستحقون الحجرَ والمستوجبون أن يُولى عليهم أموالهم، وهم من وصفنا صفتهم قبل، وأن من عدا ذلك فغير سفيه، لأن الحجر لا يستحقه من قد بلغ وأونس رشده.)
الى أن قال: (وأما قول من قال:"عنى بالسفهاء النساء خاصة"، فإنه جعل اللغة على غير وجهها ... )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/434)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 05:15 ص]ـ
هل تدخل النساء في قوله تعالى (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم)؟
سؤال:
قال تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أمولكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا) النساء/5. وحسب تفسير ابن كثير فإن " السفهاء " في هذه الآية يقصد بها النساء والأطفال، وأشعر أن الآية تقول إنه يجب على الأزواج ألا يعطوا المال لزوجاتهم لينفقن أو ألا يعطوا دخلهم لزوجاتهم لينفقن منها لأنهن سفيهات وغير حكيمات، فهل هذا الفهم صحيح أم أني أخرجت المعنى عن السياق؟
أرجو أن توضح معنى الآية حيث إني مشغولة بذلك كثيراً.
الجواب:
الحمد لله
ذكر بعض المفسرين في الآية أن " السفهاء" هم النساء، وهذا القول غير صحيح، بل المراد بـ "السفيه" كل من لا يحسن التصرف في المال، ذكراً كان أم أنثى، فيشمل: المجنون، والصبي الصغير، الرجل البالغ - وكذلك المرأة - الذي لا يحسن التصرف في المال، بل يضيعه وينفقه على ما لا ينفعه.
وقد رد بعض المفسرين القول بأن المراد بذلك النساء، واستبعدوه لغة وشرعاً.
أما لغة فقالوا: إنه لا يقال في النساء " سفهاء " بل " سفائه "، و " سفيهات ".
وأما شرعاً فلتواتر النصوص القرآنية والنبوية المبينة لتملك النساء للمال ولتعاملهن بيعاً وشراءً وإجارة، ولا يزال الأزواج يعطون نساءهم نفقة البيت للقيام على شئونه، ولما منع أبو سفيان النفقة عن زوجته واشتكت للنبي صلى الله عليه وسلم قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) رواه البخاري (2097) ومسلم (1714).
قال القرطبي:
واختلف العلماء في هؤلاء " السفهاء " من هم فعن سعيد بن جبير قال: هم اليتامى لا تؤتوهم أموالكم، قال النحاس: وهذا من أحسن ما قيل في الآية، وروى إسماعيل بن أبي خالد عن أبي مالك قال: هم الأولاد الصغار لا تعطوهم أموالكم فيفسدوها وتبقوا بلا شيء، وروى سفيان عن حميد الأعرج عن مجاهد قال: هم النساء، قال النحاس وغيره: وهذا القول لا يصح، إنما تقول العرب في النساء " سفائه " أو " سفيهات ". . . وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: السفهاء هنا كل من يستحق الحجر.
"تفسير القرطبي" (5/ 28).
وذكر ابن جرير الطبري رحمه الله أقوال المفسرين في الآية - ومنها القول بأن المراد بذلك النساء - ثم قال:
" والصواب من القول في تأويل ذلك عندنا أن الله جل ثناؤه عم بقوله: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) فلم يخصص سفيها دون سفيه، فغير جائز لأحد أن يؤتي سفيها ماله صبيا صغيرا كان أو رجلا كبيرا، ذكرا كان أو أنثى، والسفيه الذي لا يجوز لوليه أن يؤتيه ماله، هو المستحق الحجر بتضييعه ماله وفساده وإفساده وسوء تدبيره ذلك. . .
وأما قول من قال: عنى بالسفهاء النساء خاصة، فإنه جعل اللغة على غير وجهها " انتهى.
"تفسير الطبري" (3/ 249).
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
" السفهاء، جمع " سفيه " وهو: من لا يحسن التصرف في المال، إما لعدم عقله، كالمجنون والمعتوه، ونحوهما، وإما لعدم رشده، كالصغير وغير الرشيد، فنهى الله الأولياء أن يُؤتوا هؤلاء أموالهم خشية إفسادها وإتلافها؛ لأن الله جعل الأموال قياماً لعباده في مصالح دينهم ودنياهم، وهؤلاء لا يُحسنون القيام عليها وحفظها " انتهى.
"تفسير السعدي" (ص130، 131).
فتبين بذلك أنه لا حرج على الرجل أن يعطي المال لزوجته لتنفق منه على البيت، إذا كانت عاقلة رشيدة بحيث تحسن التصرف في المال.
والله أعلم.
" الإسلام سؤال وجواب "
سؤال رقم 69135
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:24 ص]ـ
بارك الله فيكم و احسن اليكم كما أحسنتم الينا و أكثر
لا حرمكم الله الاجر و نفعنا بعلمكم اللهم آمين
أخمدتم في صدري - بعد فضل الله- بابا عظيما للفتن حاول الشيطان فتحه أمامي فادعو الله لنا بالثبات و تعلم العلم و العمل به بارك الله فيكم و شكر لكم
جوزيتم الجنة و رفقة سيد الخلق اللهم آمين و لا حرمنا الله هذا الملتقى المبارك
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[25 - 09 - 10, 03:03 م]ـ
جزى الشيخ إحسان إحسانا
(العنوان جميل فيه (قواوير) وليس (قوارير))
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 10:49 ص]ـ
(العنوان جميل فيه (قواوير) وليس (قوارير))
قواوير جمع " قوار " ما يوضع فيه الورد:)(128/435)
الآراء الشاذة في الفقه الاسلامي؛؛؛ وأثرها على الامة الاسلامية؛؛ نشأتها, أسبابها , أهافها , أثارها
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أريد طرح هذا الموضوع للانتفاع منه فيما لو ذُكر رأيٌ شاذ أو مقارب لحال الشذوذ
[/ لابد من تفسير معنى الشذوذ
2 - أسبابه:-
3 - أنواعه , شذوذ عام ومذهبي
4 - أقسامه: شذوذ مقبول , ومنكر
5 - أقوال العلماء فيه
6 - علاقة بعض الألفاظ بالموضوع:-]
أ - زلة العالم
ب - الانتكاسة
ت - حب الشهرة
ث - الغرور
ج - الإعجاب بالذات والآراء الشخصية؛ ولهذا القسم أمثلة كثيرة لعل الشائخ يعرف قصدي
ح - المناظرة وأثارها
خ - التبعية للمذهب أو الى الإمام أو الى الشيخ
د - الركون الى الدنيا – حب الدنيا – وذكر ابن عثيمين – رحمه الله – العلماء ثلاثة , فليراجع.
ذ -
7 - أثاره في الفقه الإسلامي
8 - المساوي الخطيرة في هذا الشأن
9 - مخاطره وجنايته على الأمة الإسلامية وبالخصوص على الفقه الإسلامي
10 - عمل المستشرقين؛ ودورهم؛علاقة الموضوع بهم , وآثار أعمالهم .. [/ COLOR]
لعل الإخوة الأفاضل يطرحون ويشيدون الموضوع ليُنتفع به, ولا يكون سبيلنا قال فلان , والرد على فلان.
فلابد من تأصيل علمي لهذا الموضوع
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:32 م]ـ
وقفة ينبغي التنبة لها
هل دراسة الاراء الشذوذ فيه فتنة للعامة ولطالب العلم؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:36 م]ـ
هناك رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بنفس العنوان الذي طرحت أو قريب منه
يمكن الاستفادة منها، للشيخ عبد الله بن علي السديس.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:39 م]ـ
لعلك ياشيخ ترفعها
والذي أعلم أن هناك رسائل بجامعة الامام - حول هذا الموضوع -
وهل هناك من بحث هذا الموضوع من العلماء ببحث مستقل, أو بكتاب من العلماء القدماء أو من الرسائل في الجامعات الاخرى
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:30 ص]ـ
بارك الله فيك
ليست عندي ولم أرها لكني أعرف أن هذا عنوانها، ويمكن أن يسأل عنها في الجامعة.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 01:36 م]ـ
أي جامعة عف الله عنا وعنك.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 01:39 م]ـ
#####
الشيخ العلامة
محمد بن صالح المنجد
وكلامه الثاقب حول فوضى الفتوى والحملات الإعلامية المبطنة
يقول:
تناول هذا الموضوع من زاوية معينة وهي قضية العلاقة بين الطعن في الدين كهدف لأهل النفاق وأعداء الدين مع هذه الحملة المتتابعة من الفتاوى الشاذة والغريبة في عملية تحريف وتغيير وتبديل بل وصلت إلى مرحلة السخرية بالأحكام الشرعية.
تميزت الحملة الأخيرة أولا:
حاجة أهل الباطل إلى سند شرعي لأن أسماءهم وأشكالهم لا تساعدهم في ترويج الباطل.
ثانيا: جاءت الحملة بعد رحيل ثلة من العلماء الذين كان لهم رسوخ قدم في الأمة وشهرة وفضل وتلقت الأمة فتاويهم بالقبول.
ثالثا: جاءت الحملة في نسق متوالي يشعرك بمدى التخطيط ويستعمل فيها: ابن شيخ وأخو شيخ وابن عم شيخ وواحد من عائلة مشايخ.
رابعاً: يوافقها إذاعة وشيوع بواسطة الوسائل الحديثة صوتا وصورة ونصاً وعبر الزوايا والأقلام والمقالات.
آثار هذه العملية:
نشأ بعض التشكيك عند بعض الناس وصاروا يقولون: الشيء الذي صار حراماً كيف أصبح حلالاً؟
عمن نأخذ الفتوى؟ اضطربنا في الأحوال!
هل الفتوى نابعة من السائد الاجتماعي أم ماذا؟
طبعا بعض الناس كانوا يعصون وهو يعلم أنه حرام وهذا قريب من التوبة، لكن المؤامرة الآن في نزع تأنيب الضمير حتى لا يكون حراماً أصلا ..
من الآثار: زعزعة مصدر الفتوى بين جيلين .. يعني صار الابن يقول لأبيه: يا أبي أنت شيخك ابن باز وابن عثيمين أنا عندي الآن مشايخ آخرين .. وهؤلاء بالنسبة هم المفتون فماذا تقول لي؟
طبعا شرعنة الباطل قضية كبيرة، الناس الذين ذهبوا إلى الخارج وانقطعوا أيضاً سيعودون بأشياء ..
هناك بعض الإيجابيات أولا:
استعادة الوعي بالحكم الشرعي نتيجة هذه الهجمة، يعني بعض الناس كان مقلدا صار الآن عنده فهم وبصيرة نتيجة تعرض الحكم لهجوم ليعرف الأدلة
ثانياً: مزيد من الإطلاع على الحكم الشرعي.
ثالثاً: إنعاش الذاكرة بتذكر الأدلة لهذا الحكم، وترسيخ القضية.
رابعاً: ظهور طلبة علم جدد وعلماء المستقبل.
وأخيراً: صار هناك وعي عند كثير من الناس بالفتاوى الرخيصة وهذا واضح من خلال التعليقات في المواقع الإخبارية وغيرها، وكذلك حتى في مواقع هؤلاء المفتون من أهل الشذوذ والغرائب تجد ردوداً قوية من عامة الناس غيرة على الدين وهذا في الحقيقة من الإيجابيات.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 07 - 10, 08:42 م]ـ
سبق ذكرها وفقك الله
هناك رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بنفس العنوان الذي طرحت أو قريب منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/436)
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:02 ص]ـ
عفا الله عنا وعنك ياعبد الرحمن السديس ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=1646)
وفقت للخير دوما
ليت أحد الاخوة من الجامعة الاسلامية أو من أهل المدينة, أن تيسر أن يرفعها للفائدة.
والله يحفظنا واياكم
ـ[المصلحي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:11 ص]ـ
رايت في احدى المرات كتابا في اصول الفقه للشيخ عبد الكريم النملة اسمه الاقوال الشاذة في اصول الفقة على ما اذكر وهو مطبوع في السعودية واكثر الظن مكتبة ابن رشد ولم استطع شراءه في حينها
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:28 ص]ـ
عفر الله لنا ولك يا أخي المصلحي
لكن فيما أظن - من أسم هذا الكتاب- أن بحثه ربما سيكون في الاصول الفقهية, وليس في الفروع.
إلا أنه ثمة فرق بين الفقه وأصوله, لأن الشذوذ في الاصول غير الشذوذ في الفروع
كما لا أظن أن رسالة الدكتوراه في الشذوذ المذكوره آنفًا, سبحث في جميع المسائل
لكون هذا الباب كبير بل ربما يحتاج الى عشر رسائل دكتوراه
فأبواب الفقه كبيرة.
لأن بعض الفقهاء يذكر قولا ويبين أنه نادر فهل هو شاذ أم أنه نادر الوقوع , وكذا القول المهجور الذي هُجر هل هو من الشذوذ بمكان, وأضف إلى القول المتروك, وكذا القول القديم, فهل يُعد من الشذوذ, بل ربما يصل الامر الى المفردات , وكذا القول المخالف للاجماع, واحداث قول ثالث, وكذا أححدث قول بعد أستقرار الاجماع ,,, والله اعلم
فباب الشذوذ واسع جدًا, ويحتاج إلى ضابط يُحده
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:32 ص]ـ
عفر الله لنا ولك يا أخي المصلحي
لكن فيما أظن - من أسم هذا الكتاب- أن بحثه ربما سيكون في الاصول الفقهية, وليس في الفروع.
إلا أنه ثمة فرق بين الفقه وأصوله, لأن الشذوذ في الاصول غير الشذوذ في الفروع
كما لا أظن أن رسالة الدكتوراه في الشذوذ المذكوره آنفًا, سبحث في جميع المسائل
لكون هذا الباب كبير بل ربما يحتاج الى عشر رسائل دكتوراه
فأبواب الفقه كبيرة.
لأن بعض الفقهاء يذكر قولا ويبين أنه نادر فهل هو شاذ أم أنه نادر الوقوع , وكذا القول المهجور الذي هُجر هل هو من الشذوذ بمكان, وأضف إلى القول المتروك, وكذا القول القديم, فهل يُعد من الشذوذ, بل ربما يصل الامر الى المفردات , وكذا القول المخالف للاجماع, واحداث قول ثالث, وكذا أححدث قول بعد أستقرار الاجماع ,,, والله اعلم
فباب الشذوذ واسع جدًا, ويحتاج إلى ضابط يُحده
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:31 م]ـ
تسجيل مرور
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[05 - 07 - 10, 08:28 م]ـ
كثير ما يذكر النووي وهذا قول شاذ فليُنته؛ لانه غالبًا يقصد الشوذو المذهبي
وكذا الاجماع؛ فعبارات النووي؛ فيما أظن تحتاج إلى بحث؛ ماذا يُريد؟
قباليت تخرج دراسة ماجستير أو دكتوراه في الضوابط في مصطلحات النووي وأزعم أنه ستقبل الاقسام 100%
لعدم وجود دراسة فس ذلك
والله الموفق؛؛؛
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[05 - 07 - 10, 08:32 م]ـ
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=6c0085ca9833c15945a7
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[09 - 07 - 10, 02:24 ص]ـ
خطبة النفاق مع الشذوذ الفقهي للشيخ محمد المنجد 1/ 5
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=84cac198447faa05af65&ss=1
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[12 - 07 - 10, 07:19 م]ـ
هل من لطيفة في هذا الباب يأ أخوة
ـ[طارق أبو طه]ــــــــ[12 - 07 - 10, 08:19 م]ـ
يا إخوان وفقكم الله لما يحب ويرضى
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[13 - 07 - 10, 06:07 ص]ـ
ياليت نجمع كل ما في الشوذو في هذا المكان لعله ينتفع به من يُفتي في المسائل الشرعية, أو من يُريد الكتابة حول ذلك
وياليت أن يسرد شيءٍ من كلام أهل العلم القدماء, لتكون المسألة علمية بحته وعدم النظر للقائلين , ولا أصنافهم ولا طبقاتهم, ولا مذاهبهم
ومعلوم أن الرافضة خالفت السنة في بعض المسائل الفقهية حتى أُدرجت من باب الشذوذ كمسح الخفين.
وقرأت مقالاً حول الشذوذ - نسيت موضعه لعلي أبحث عنه , وأثبته هنا - بمشيئه الله,
ويقول فيه؛ عن تعريف الشذوذ, فلعلنا يأأخوة أن
نعرف الشذوذ؛ فنريد فراسة الفقهاء في هذا الباب لانه مرتع لا يكتبه ولا يسلكه الا الفقهاء لما فيها أثبات الشذوذ, والقول الشاذ ليس بالهين إطلاقه فلينتبه,,,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/437)
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[16 - 07 - 10, 02:37 ص]ـ
لشيخ عائض القرني ينتقد الدعاء على اليهود والنصارى ويدعو للتواضع
الشيخ عائض القرني
تغطية – سالم كنعان السالم
انتقد الشيخ الدكتور عائض القرني أئمة المساجد الذين يدعون بهلاك اليهود ومن هاودهم و النصارى ومن ناصرهم والبوذيين ومن " باوذهم " وخاصة في صلاة التراويح والقيام، مشيراً إلى أنهم في دعائهم وكأنهم يرغبون بأن تترك الدنيا لهم فقط، ملمحاً في حديثه إلى أنه تصرف ينافي مبدأ التواضع الذي يفترض بأن يكون من خصال المسلم والدعوة إلى الإسلام.
وأضاف القرني في محاضرته التي بعنوان (صناعة النجوم) ضمن فعاليات صيف أرامكو، أن التواضع دليل على عظم النفس والنجاح والتميز وهو من خصال وأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن المجتمع يفتقد لفن الحوار سواء بين أفراد الأسرة أو الحوار الخارجي وأنه حوار يصنف بمستوى الأولى ابتدائي.
كما قدم الداعية عائض القرني عدداً من النصائح والإرشادات التي تساهم في صناعة النجاح والتفوق في الحياة، حيث أكد بأنه على من يطمح إلى النجاح عليه بالتفاؤل وعدم اليأس، بالإضافة إلى أن يكون مقداماً ومتحلياً بالشجاعة دون خوف من الفشل أو عدم تحقيق النجاح.
ومضى القرني خلال لقائه بعدد كبير من الحضور بتبصيرهم على أساسيات النجاح ويطالبهم بعدم انتظار أن يقدم لهم النجاح من أحد فطريقه مفروش بالأشواك إلا أن نهايته ستكون سعيدة، بعد تحقيق الهدف الذي يجب أن يتم تحديده والسعي إليه.
ونوه القرني إلى أن الإسراف في المدح قد يقتل الناجحين وخاصة النشء فقد يعتقدون بأنهم أصبحوا نجوماً لامعة وغير مطالبين بالاجتهاد والاستزادة من العلوم الشرعية والعلمية ليتفوقوا ويواصلوا النجاح، مشيراً في حديثه إلى أن البرامج والمسابقات التلفزيونية في القنوات الفضائية قد تكون مدمرة للأطفال أو الشباب الذين يشاركون فيها وذلك لأنهم يعتقدون بأنهم وصلوا إلى قمة النجومية والإبداع.
وقدم القرني شكره لشركة أرامكو السعودية لتخصيص مواقع للكتاب ودعوة الزوار للقراءة ومنحهم الفرصة للتعرف على مجالات متعددة من العلوم خلال الفعاليات المصاحبة لمهرجان صيف ارامكو.
ومن جهته دعا مدير شؤون ارامكو بمنطقة الرياض الاستاذ عبدالله العيسى الجميع لانتهاز الفرصة وزيارة موقع المهرجان والاستفادة مما يحتويه من برامج هادفة وتثقيفية إلى جانب الترفيه، مشيراً إلى أن المهرجان يأتي من أجل تعزيز التواصل المستمر بين أرامكو و المجتمع والعمل على تحقيق مفاهيم التنمية والتوعية الشاملتين ورفع درجة الوعي العام والفكر المستنير لدى جميع افراد المجتمع في العديد من مجالات الحياة المهمة.
يذكر بأن فعاليات مهرجان صيف ارامكو تستمر حتى يوم 25/ 8/1431ه و تبدأ الفعاليات يوميا من بعد صلاة المغرب بفرق اطفال مثل سبيس تون ومحاضرات متنوعة وأركان توعوية وثقافية في المعرض المصاحب.
http://www.alriyadh.com/2010/07/15/article543871.html
ـ[طارق أبو طه]ــــــــ[16 - 07 - 10, 10:32 م]ـ
أين البحث عن الآراء الشاذة؟ أمدونا فيه جزاكم الله خيرا
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[17 - 07 - 10, 01:14 ص]ـ
أخي: طارق أبو طه
وفقه الله
رغبة مشاركة الجميع في ذلك إلا أني أجد عزوفًا من أخوتي, ولعل ذلك لصعوبة الأمر, ولأن الموضوع يحتاج الى استقراء في المسائل والى قوة علمية.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[17 - 07 - 10, 06:32 ص]ـ
مسألة تتعلق في هذه المسألة وياليت بعض الأخوة يذكر نماذج من ذلك:
هل للمستشرقين دورًا في الاراء الشاذة, لأن المعروف أن كثير من المستشرقين تعلموا العلم الشرعي كما هو معلومًا بل لهم أعمالاً يشكرون عليها في تطور العلم الشرعي وخدمته, أتفق معك أخي الحبيب أن هذا العمل جاء لخدماتهم ومكتسباتهم, وربما التلبيس.
هل هناك دلائل واضحة في ذلك؛؛؛ ونماذج في أعمالهم؛؛؛
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[19 - 07 - 10, 06:17 م]ـ
تعريف الشذوذ في اللغة:
مختار الصحاح ج1 ص140
ش ذ ذ شذ عنه أي انفرد عن الجمهور وندر يشذ بالضم والكسر شذوذا فهو شاذ و أشذه غيره
مختار الصحاح، اسم المؤلف: محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر الرازي، دار النشر: مكتبة لبنان ناشرون - بيروت - 1415 - 1995، الطبعة: طبعة جديدة، تحقيق: محمود خاطر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/438)
ارجوا من الاخوة ان كان فيه اضافة فليثروا الموضوع؛؛؛
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[22 - 07 - 10, 05:30 ص]ـ
تسويق الفتاوى الشاذة
الاربعاء 11 رجب 1431 الموافق 23 يونيو 2010
د. يوسف بن أحمد القاسم
الرأي الشاذ هو: (كل رأي فقهي مخالف لصريح النص، أو الإجماع، أو القياس الجليّ)، كما ألمح إليه الإمام القرافي في الفروق، ثم قال: "يجب على أهل العصر تفقّد مذاهبهم، فكل ما وجدوه من هذا النوع، يحرم عليهم الفتيا به".أهـ. فصرَّح رحمه الله بأهمية تفقد الفقيه للآراء الشاذة في المذاهب الفقهية؛ لئلا يقع المفتي في ورطة الفتيا بهذه الآراء المخالفة صراحة للنص أو الإجماع أو القياس الجليّ وهو لا يشعر، كما أبان بوضوح تحريم الفتيا بهذه الآراء الشاذة. وقد تكلم الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين عن الموضوع بتوسع، وذكر الرأي الباطل وأنواعه، ومنها الرأي المخالف للنص، ثم قال: (وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام فساده وبطلانه، ولا تحلّ الفتيا به ولا القضاء، وإن وقع فيه من وقع بنوع تأويل وتقليد!!)، ثم قال: (وكل من له مسكة من عقل، يعلم أن فساد العالم وخرابه إنما نشأ من تقديم الرأي على الوحي، والهوى على العقل، وما استحكم هذان الأصلان الفاسدان في قلب إلاّ استحكم هلاكه، ولا في أمة إلاّ فسد أمرها أتم الفساد، فلا إله إلاّ الله كم نُفي بهذه الآراء من حق، وأُثبت بها من باطل، وأُميت بها من هدى، وأُحيي بها من ضلالة!! وكم هُدم بها من معقل الإيمان، وعُمر بها من دين الشيطان!!).
وفي وقتنا الحاضر أصبحت الآراء الباطلة والفتاوى الشاذة إما مصدراً من مصادر الرزق لبعض وسائل الإعلام وغيرها، وإما مصدراً من مصادر الشهرة، وإما مصدراً من مصادر التسويق لفكر ما، وقد ظهر في عصرنا من يروّج لبعض هذه الآراء؛ لمجرد أن هناك من أخذ بهذا الرأي من العلماء، وبهذا يكتسي رأي العالم صفة القداسة كالنص عياذاً بالله .. ! وأقرب مثال على هذا، ما أثير قبل سنة أو أكثر، حول إمامة المرأة للرجال في الصلاة، ودعوة الرجال المسلمين في إحدى الولايات الأمريكية للائتمام بامرأة في إحدى الأماكن الدينية .. ! ثم أعيد إحياء هذا القول قبل أسبوعين أو ثلاثة تحت رعاية إمامة أخرى، متلفعة بمرطها .. ! وقد أوجد مثل هذا التصرف صدمة قوية في الأوساط العلمية، بل وفي أوساط العامة، ومع هذا الرأي النشاز والشاذّ، فإنه لم يعدم من يقف في صفه، ويصفق له .. ! كما هو الحال في فتوى الاختلاط المثيرة للسخرية ونحوها من الفتاوى المفخّخة، وقد غدت هذه الآراء الشاذة قريبة المنال بسبب تيسر محركات وأدوات البحث الإلكتروني، فلم يعد إصدار مثل هذه الفتاوى منهكاً لمن أراد أن يتبناها، ناهيك عن بعض الكتب المطبوعة التي تروّج لبعض هذه الآراء، فيأتي متصدّر الفتوى، ويتصفح الأقوال في المسألة عبر الكتاب المطبوع أو الممغنط، ويقرأ أدلة كل قائل، ثم يطلق الفتوى من العيار الثقيل، وآخرها فتوى إباحة المعازف، مع وجود نص صحيح صريح في "صحيح البخاري" (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر، والحرير، والخمر، والمعازف)، والذي يحاول البعض عبثاً التشكيك في صحته بتتبع أقوال لعلماء بالطعن فيه، وربما نشهد هذه الأيام القادمة تنافساً محموماً وتسابقاً غير مسبوق لنشر هذه الفتاوى ليكون للمفتي قصب السبق في إطلاق الفتوى، وبالتالي يحظى بما يتطلع إليه من أهداف، وأتحدث هنا عن مصدري الفتاوى من غير المتخصصين، ممن لا يحق لهم الفتوى أصلاً، لمجرد أنه إمام مسجد أو خطيب جامع، أو قارئ مشهور، أو رجل هيئة، أو ذو مشلح ولحية كثّة، ممن هم خارج دائرة الاجتهاد، وداخل دائرة العوام في باب الفتوى، ولا ريب أن الحاجة ماسّة اليوم لبيان خطورة ترويج مثل هذه الآراء الشاذّة، وعدم جواز التعويل عليها؛ حتى لا يغترّ بها العامة. والعالم المجتهد حين يصدر منه رأي شاذّ، فإنه يردّ عليه خطؤه، وله أجر اجتهاده، أما إن صدر الرأي الشاذّ من عامي متمشيخ فهذا يرد عليه خطؤه، وعليه إثم اجتهاده؛ لأنه جاهل، والجاهل لا ضير أن يجتهد في شراء سيارته أو تأثيث منزله أو اختيار شريكة حياته، لا أن يزاحم العلماء، ويتسلق على النصوص ..
ومن الآراء الشاذة قديماً:
1 - القول بأن ماء البحر غير مطهر، ولا رافع للحدث.
2 - القول بوجوب غسل العينين في غسل الجنابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/439)
3 - القول بأن التيمم يكون بمسح اليدين إلى الإبطين.
4 - القول بأن لبن الرجل محرم في الرضاع.
5 - القول بأن الرجل لا يُقتل بالأنثى.
6 - القول بأن القتل بالمثقل وبالسمّ لا يوجب القصاص.
إذن على هذه الأقوال الشاذة، لا تتطهروا أيها القرّاء من مياه البحر؛ لأنه غير مطهّر، واغسلوا أعينكم من الداخل عندما تجنبون، وتيمّموا إلى الآباط عند فقدكم للماء أو عجزكم عن استعماله، وأرضعوا أيها الرجال من تشاؤون لتكونوا محارم لمن شئتم، وتجرّؤوا على دماء النساء فإنها غير موجبة للقصاص، وليبحث القتلة عن أدوات للقتل كالمثقل والسم ليفرطوا من العدالة. . لا، بل احذروا- أيها القرّاء- استعمال البرقية فإنها من الجن، ولا تستخدموا السيارة ولا تركبوا الطائرة فإنها من السحر، واقترضوا بالربا عبر الأوراق النقدية فإنه لا يجري فيها الربا، ولتتأخر أوطان المسلمين بهذه الفتاوى الشاذة، ولتشتغل شعوبنا بآراء مهترئة من الداخل، لتتطاحن حولها لشهور وسنوات، ولتتقدم الدول الأخرى بما هو أصلح لشعوبها.
وفي الواقع أن وباء الشذوذ لم يطلِ الآراء الفقهية فحسب؛ فهناك الآراء الشاذة في أصول الفقه، والتفسير، والنحو. . الخ، وهذه كلها آراء يجب أن تُطرح، ولا يرفع لها العالم رأساً، وخطورة تبني الآراء الشاذة في العلوم الشرعية أشد من تبنيها في غيرها من العلوم.
وأنبه هنا إلى خطورة تبني وسائل الإعلام في بلادنا لنشر الآراء الشاذة؛ لأن تبنيها لا يثير البلبلة في صفوف العامة، ويقوّض وحدة الصف فحسب، بل إنه يمهد لتبني آراء شاذة تقوض مؤسسات الدولة واحدة بعد أخرى، فتبني آراء شاذة في باب الزكاة يهدم ما تبنيه مصلحة الزكاة منذ سنين، وتبني آراء شاذة في باب الصلاة والصيام يهدم ما تبنيه هيئات الأمر بالمعروف منذ تأسيسها، وتبني آراء شاذة في باب الحج يهدم ما تبنيه وزارة الحج من خطط واستراتيجيات في المشاعر وغيرها، وتبني آراء شاذة في باب الإنكار على الحكام يهدم الدولة برمتها، ويسمح بالخروج على الولاة بمجرد وقوعهم في المعاصي، فهل ترضى وسائل الإعلام المقروءة وغيرها أن تخلق حججاً للمتطرفين، ولمن يتبني رأي الخوارج مثلاً؟
إنني أرى أن هناك خطاً أحمر لوسائل الإعلام يمنع الاقتراب منه؛ لأن الاقتراب منه يعني اللعب بالنار.
وهذا الخط الأحمر هو عدم المساس بالدين باسم الرأي الحر؛ لأن الرأي إذا كان مصادماً لصريح النص أو الإجماع أو القياس الجليّ، فإنه يكون رأياً شاذاً، والرأي الشاذ يجب أن يُكبّر عليه أربعاً، ثم يُقبر، لا أن يمهّد له الطريق، تحت شعار: "دعه يعمل، دعه يمر .. ! " وهذه العبارة ثبت فشلها في باب الاقتصاد، ولكن بعد فوات الأوان، فهل نسمح بعبورها في باب الفتوى، لنكتشف ضررها بعد فوات الأوان؟!
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[22 - 07 - 10, 05:32 ص]ـ
مصطفى قاسم: أصحابُ الآراء الشّاذّةِ , من أين أتَوْنا؟!
بين الفينة والأخرى يخرج إلينا إنسانٌ جديد يدّعي أنه مفكّر ـ وليته لم يفكر ـ وأنه أتى برأي بعد جهد ولَأْيٍ وإرهاق وهجرٍ للكَرى .... أتى برأي يُبهر الألباب , ويُنير العقول, ويفتح آفاقاً فكرية علميةً جديدة للبشرية جمعاءَ!
أتى برأي سَبق العالَمَ كلَّه إليه, ولم يقل به أحدٌ قبله من العالمين, ولسان حاله يقول:
إن الكونَ كان يعيش في ظلام الجهل والضلال, وتغشاه أمواجٌ لُجِّيَّةٌ من الجمود والكسل والخمول, فأتيتكُم برأي جديدٍ سيحوّل ـ حسب اعتقاده ـ ظلام الكون الدامسَ إلى شموسٍ من النور الفكريّ, وسوف يُشكل نهضة ثقافية فكرية ما عهدت لها البشريةُ من مثيل!
ومن هؤلاء الشاذين الفكريين من يكون مغموراً لا يعرفه أحد, ولكنه في الوقت نفسه يحب الشهرة والظّهور , ولا أحدَ يساعده على تحقيق مبتغاه, فيحدث نفسه مرة أخرى قائلاً:
لم لا أُنقِّب في بطون الكتب, وأفتِّش في أعماق الزمان, وأقرأ سِيَرَ المشاهير؟ ... لعلّي بعد ذلك البحثِ والنقيب سأجد رأياً شاذّاً خالف فيه أحدُهم ـ ولو سهواً أو خطأً ـ آراءَ السواد الأعظم من العلماء, والذي ساروا عليه لقرون وقرون, ولم يردَّ أحد عليهم, ولم يعترض أحد على أفكارهم وآرائهم, بل تلقتها الأمةُ كلُّها بالقَبول والاحترام, .... ليس لي سبيل إلى الشهرة إلا إذا خالفتُ آراهم, ونقدتُها وفندتُها, وكما قالوا في المثل: (خالِفْ تُعْرَفْ) ......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/440)
وفي الحقيقة ـ أيها القارئ المنْصِفُ ـ إنّ المتصفحَ للتاريخ ورجاله وعلمائه, يرى أن القِلّة القليلةَ هي التي خالفت في بعض الآراء, ولكنْ, كما قلنا هذا يكون في النادر القليل .....
ولكنّ الذي يُمعِنُ النظر في العصر الحديث, وينظر بعين قلبه الحيِّ النابض بالحقيقة, فإنه سوف يرى ولادة أناس يدَّعون العلم والمعرفة, والحجّة والإقناع, وهم في الميزان العلمي بعيدون كل البعد عن أبسط قواعد العلم الصحيح, والمنهج المعتمد, والرأي السديد , وُلد في العصر الحديث أناسٌ ساعدتهم أموالُهُم, وتعصُّبُهُم وجهلُهُم على طرح العديد من الآراء الشاذّة في القنوات والكتب والصحف وعقول البُسَطاء ....... تراهم يُكَفِّرون الناس لمجرد ارتكاب ذنبٍ صغير, وكأنهم أَغلقوا باب التوبة الذي فتحه الله لنا على مصراعيه, وكأنهم خلائفُ ـ في شذوذ أفكارهم وضلالهم ـ للخوارجِ والمعتزلة, ومَن سار على نهجهم, واتّبع سَنَنَهُم ... تراهم يظنون أن علماء الأمة الإسلامية كلَّهم على ضلال, وهذه الفئة الصغيرة الْمُحْدَثَةُ التي ليس لها جذر ضارب في التاريخ هم العلماء , وعنهم حصراً يُؤخذ العلم الحق , والتوحيد الحق, والعبادة الحق, وعن سواهم يُؤخذُ الكفر والفسوق ,والبهتان والعصيان ....
أصحاب الآراء الشاذة , يتوارثونها جيلاً بعد جيلٍ, بتقليدٍ أعمى مَقيتٍ , وكأنّ أحدهم إِمَّعَةً .... حصروا العلم كلَّه في خمسة إلى ستة علماء وأئمة, وما عدا هذا النفرَ من العلماء فهم علماءُ سَوْءٍ, و غارقون في الجهل , يكفرون ولا يشعرون! , فيا عجبا من هذا البهتان العظيم, والافتراء والزَّيف الْمُبين!!
.... أسمع إلى رأي أحدهم فأغوص في يَمِّ الدهر باحثاً عمَّن أَخذَ هذا العالِمُ المحدَث قوله البديع! , أو ما دليله على رأيه الشاذ الذي يتفوّه به؟ , والدليل مطلوبٌ ـ كما يعلم القارئُ الكريم ـ على حسب القاعدة العلمية المشهورة (إن كنتَ ناقلاً فالصحة أو مُدّعياً فالدليلُ).
فأراه لم يأخذ بدليل, بل قد أبدع رأيه هذا من بنات أفكاره المنحرفاتِ, أو اتّكأ على آراء بعض الشاذين الفكريين أمثاله, فوافق شَنٌّ طبَقَة!
أصحاب الآراء الشاذّة, وبتأمّل سريع هُمْ أحد هؤلاء حسب ما أرى ـ وقد أصيب وأخطئ ـ ورحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي:
· قلة نادرة لايعبأ بها أحد, وَوُجِد الآن لها أنصارٌ من المستشرقين والمستغربين
· إنسانٌ حَرَّف القاعدة المشهورة التي تقول (رأيي صحيح ويحتمل الخطأ , ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) , وجعل القاعدة السابقة كالتالي: (رأيي صحيح ولا يحتمل الخطأ , ورأي غيري خطأ, ولا يحتمل الصحة)!!
· مقلِّد أعمى , لا يقبل الحوار ولا النقاش مع أحد, لأنه يُفضّل أن يبقى على شذوذه الفكري, وعقله التكفيري.
· وآخرُ, شذوذُ آرائه لمصلحة شخصية آنيّة تتحقق له من خلال رأيه, فإذا ما رأى مصلحة جديدةً أكثرَ عطاءً ونوالاً فإنه سيأتي بفكر شاذّ آخرَ يخالف فكره الأول.
· ذَنَب للغرب, إلا أن الغربَ قطعوه في بلادنا لكي لا يذهب معهم إلى الغرب , فأصبح لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء!.
· قارئ بغير أُستاذ , دائماً يلوم شوقي على قوله: قُم للمعلم وَفِّهِ التبجيلا ... يأخذ العلم كحاطب ليلٍ من هنا وهناك , وقد يحمل في ليليه بين الحطب أفعى ستلدغُه وهو يحملها, أوستلدغ غيرَه عن قريب .....
· متكبّر لا يتواضع لطلب العلم, أو جامعُ كتُب ينطبق عليه قول القائل:
إذَا لَمْ يُذَاكِرْ ذُو الْعُلُومِ بِعِلْمِهِ وَلَمْ يَسْتَفِدْ عِلْمًا نَسِي مَا تَعَلَّمَا
فَكَمْ جَامِعٍ لِلْكُتُبِ فِي كُلِّ مَذْهَبٍ يَزِيدُ مَعَ الْأَيَّامِ فِي جَمْعِهِ عَمَى
· والآخر نقول له: قالت الأمة كلها بجواز هذا الرأي, فيقول متعجباً, ولكن عندي أن هذا الرأيَ غيرُ جائز, فذكرني بقول الشاعر:
يقولون: هذا جائزٌ عند غيرنا ومن أنتمُ حتى يقالَ لكم عِنْدُ؟!
· الشاذ الفكري يُعجبه جمع الأفكار الشاذة للتباهي بها , ويظن بذلك أنه أعلم من غيره, لكنه عرف شيئاً وغابت عنه أشياء!
· الشاذ الفكري يتبع زُحَلَ, ويترك الشمس, فيقول له الناصح:
خذْ ما علمتَ, ودع شيئاً سمعتَ به في طلعة الشمس ما يُغنيك عن زحل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/441)
ختاماً:إن الحديث ليطول عن أصحاب الآراء الشاذة, ولا نستطيع أن نحصرها في هذه الورقات الصغيرة, خاصّةً وأنها تتوالد وتتكاثر من جديد , وكم أتمنى أن يكون هناك بَتْرٌ فكريٌّ, كلما رأى هناك شذوذاً فكرياً يُضل به بعضُ المغفلين , قام بقطع هذا الفكر المنحرف من جذوره حتى لا يترعرع من جديد.
فعلى الإنسان أن يكون مع الجماعة, فإنما يأكل الذئبُ من الغنم القاصيةَ.
الشيخ الشاعر: مصطفى قاسم عباس , سوريا ـ حماة
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[22 - 07 - 10, 05:35 ص]ـ
لشيخ العبيكان والآراء الشاذة
د. رقية بنت محمد المحارب
طالعنا الشيخ عبد المحسن العبيكان بفتوى شاذة في رضاع الكبير، وقد سبق ذلك بزمن بفتواه الشاذة في جواز فك السحر بالسحر رغم أنه يعد من مدرسة ركزت على نواقض التوحيد واستقصت مظاهر الشرك ورغم أنه مستشار في جهة رسمية تابعة لدولة تعلن تبنيها للمنهج السلفي الرشيد، فماذا يريد الشيخ – هداه الله ووفقه لكل خير- من تبني مثل هذه الفتوى وإظهارها؟ هل هو بيان الحق أم هو جس نبض الشارع، أم هو المجازفة وعدم المبالاة بعواقب الأمور، أو زلة نسأل الله أن يغفر له.
وما الموقف الحق من مثل هذه الآراء الشاذة التي لن تتوقف، ومن المنتسبين للعلم الشرعي الذين يصرحون بها؟
. إن المتأمل في كتب الفقه يجد شذوذات لا يعول عليها بل جاء الإجماع على خلافها، وقد لا تكون رأي مجتهد فحسب بل قد تكون نصا نبويا فتجمع الأمة على ترك العمل به فيلزم الجميع ذلك ولا يصح أن يظهر بعد ذاك الاجماع الحميد من يقرأ كتب الحديث ويتمسك بنص واحد غريب أو شاذ ويقول به ضاربا بالباقي عرض الحائط، وقد قال الترمذي في آخر كتابه:" ليس في كتابي حديث أجمعت الأمة على ترك العمل به إلا حديث ابن عباس في الجمع بالمدينة من غير خوف ولا مطر وحديث قتل شارب الخمر في المرة الرابعة" وهذا نهج العلماء من قبل فمن العبث أن يجتمع الناس على دليل ويفشو فيهم ويتوارثونه بدلائله من النصوص الشرعية، ثم يأتي رأي شاذ على حين ضعف من الناس وهوى, فيكون لهم في ذلك رخصة يعذرون بها، إن المجازفة بتجويز رضاع الكبير يصادم النصوص الشرعية الثابتة في أن الرضاعة من المجاعة وأن الرضاعة المعتبرة ما أنشز العظم وأنبت اللحم، قال تعالى: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك فإن أراد فصالاً عن تراض منهما وتشاورٍ فلا جناح عليهما وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير} البقرة:233
أقول المفسرين:
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: إنها إرشاد من الله تعالى للوالدات أن يرضعن أولادهن كمال الرضاعة وهي سنتان فلا اعتبار بالرضاعة بعد ذلك.
وذهب أكثر الأئمة إلى أنه لا يحرم من الرضاعة إلا ما كان دون حولين فلو ارتضع المولود وعمره فوقهما فلا يحرم (تفسير ابن كثير 1/ 290،ط دار المعرفة – بيروت) قال الترمذي (باب ما جاء في الرضاعة لا تحرم إلا في الصغر دون الحولين) عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الطعام" والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الرضاعة لا تحرم إلا ما كان دون الحولين الكاملين وما كان بعد الحولين الكاملين فإنه لا يحرم شيئا ومعنى قوله:"إلا ما كان في الثدي" أي في مجال الرضاعة قبل الحولين كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم:"وإن إبراهيم ابني وإنه مات وإن له لظئرين تكملان الرضاعة في الجنة" وفي رواية البخاري:"إن له مرضعاً في الجنة" (صحيح مسلم 4/ 1808، وفتح الباري 3/ 244) وقال عليه السلام ذلك لأن ابنه إبراهيم مات وله سنة وعشرة أشهر فقال: "إن له مرضعاً "يعني تكمل رضاعته.
والقول بأن الرضاعة لا تحرم بعد الحولين يروى عن على وابن عباس وابن مسعود وجابر وأبي هريرة وابن عمر وابن سلمة وسعيد بن المسيب وعطاء والجمهور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/442)
ويقول القرطبي قوله تعالى {حولين} أي سنتين كاملتين قيد بالكمال لأن القائل قد يقول: أقمت عند فلان حولين، وهو يريد حولاً وبعض حول آخر، و استنبط مالك رحمة الله تعالى عليه ومن تابعه وجماعة من العلماء من هذه الآية أن الرضاعة المحرمة الجارية مجرى النسب إنما هي ما كان في الحولين لأنه بانقضاء الحولين تمت الرضاعة ولا رضاعة بعد الحولين معتبرة.
أما من شذ بالقول برضاعة الكبير فقد استدل بما روت عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ مَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَهْلِهِ فِي بَيْتِهِمْ فَأَتَتْ تَعْنِي ابْنَةَ سُهَيْلٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ سَالِمًا قَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا، وَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْنَا، وَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ، وَيَذْهَبْ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُهُ فَذَهَبَ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ. رواه مسلم في صحيحه (1453) وبه قال ابن حزم وتبعه الألباني ولعلهم غاب عنهم كونه خاصا لها فلم يفعله سواهم ولم يعهد ذلك فيمن أتى من القرون رغم حاجتهم له فهل فهم أولئك المخالفون ما لم تفهمه الأمة جمعاء. فقد تلقى الحديث بالقبول الجمهور من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من علماء المسلمين إلى يومنا هذا.
والرواة إذ رووا حديث سالم تلقوه بالقبول على أنه واقعة عين بسالم لا تتعداه إلى غيره، ولا تصلح للاحتجاج بها، ويدل على ذلك ما جاء في بعض الروايات عند مسلم عن ابن أبي مليكة أنه سمع هذا الحديث من القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة رضي الله عنها قال ابن أبي مليكة: فَمَكَثْتُ سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا لَا أُحَدِّثُ بِهِ وَهِبْتُهُ، ثُمَّ لَقِيتُ الْقَاسِمَ فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ حَدَّثْتَنِي حَدِيثًا مَا حَدَّثْتُهُ بَعْدُ، قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ: فَحَدِّثْهُ عَنِّي أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْنِيهِ.
وفي رواية النسائي، فقال القاسم: حدث به ولا تهابه [أخرجه النسائي (3322)]
قال الحافظ ابن عبد البر: " هذا يدل على أنه حديث ترك قديما ولم يعمل به، ولا تلقاه الجمهور بالقبول على عمومه، بل تلقوه على أنه خصوص ". [انظر: شرح الزرقاني على الموطأ 3/ 292، وقال الحافظ الدارمي عقب ذكره الحديث في سننه: " هذا لسالم خاصة "]
وبذلك صرحت بعض الروايات، ففي صحيح مسلم عن أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَقُولُ: أَبَى سَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ أَحَدًا بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ، وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ: وَاللَّهِ مَا نَرَى هَذَا إِلَّا رُخْصَةً أَرْخَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَالِمٍ خَاصَّةً، فَمَا هُوَ بِدَاخِلٍ عَلَيْنَا أَحَدٌ بِهَذِهِ الرَّضَاعَةِ وَلَا رَائِينَا. يعنين بذلك عدم استحلال التحريم برضاعة الكبير.
ومن المؤسف أن يتلقى السفهاء هذه الفتوى بالسخرية لدرجة أسقطوا فيها هيبة الشيخ وهو عالم له مكانه وفضله وإن كنت أرى أن ذلك منه زلة فلا يسوغ التندر بالفتوى وصاحبها لما في ذلك من إسقاط هيبة العلماء وأحسب أن الشيخ العبيكان له أن يختار من الآراء ما يظهر له حسن وجهه وقوة دلالته؛ ولكن ليس له أن يخرق به إجماع الناس على أمر فيشوش عليهم لاسيما إذا كان فيهم من أهل الأهواء من لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة فيعرض نفسه لما نترفع به عنه وهذا من السياسة الشرعية المرعية فلعله يراجع نفسه ويتدارك ذلك فيما يأتي، وأحسب أن العلم ليس إلماما بالنصوص وإنما هو إدراك للمقاصد وفهم للواقع مع الإحاطة بالنصوص والجمع بينها وإعمالها دون تضارب أو تضاد، والله أعلم وهو سبحانه من وراء القصد
نسأل الله ان يرد شيخنا الفاضل لصواب ونحن على ثقه انها زله وسيعود بأذن الله
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[22 - 07 - 10, 06:29 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/443)
القول الشاذ في الفقه الإسلامي ودعوى اكتشاف الإسلام من جديد
07 - 7 - 2010
د. هيثم بن جواد الحداد / لندن
لم تكشف "زوبعة الفتاوى الفقهية الأخيرة" وما تلاها من انتصار البعض لها عن أزمة في التعاطي مع المسائل الفقهية بقدر ما كشفت عن خلل في رؤية البعض للعلاقة بين الشريعة والحياة، وأن عددًا من الإسلاميين لديهم "القابلية لللبرلة"، تشبه إلى حد ما قابلية رجال الدين النصارى للعلمنة في ما يعرف بعصر التنوير ..
لم تكشف "زوبعة الفتاوى الفقهية الأخيرة" وما تلاها من انتصار البعض لها عن أزمة في التعاطي مع المسائل الفقهية بقدر ما كشفت عن خلل في رؤية البعض للعلاقة بين الشريعة والحياة، وأن عددًا من الإسلاميين لديهم "القابلية لللبرلة"، تشبه إلى حد ما قابلية رجال الدين النصارى للعلمنة في ما يعرف بعصر التنوير.
صحيح أنّ المسائل مدار البحث لا يعدوا أكثرها إلا أن يكون مسائل فقهية فرعية، لا تتحمل مثل هذا الضجيج، لكن الانحراف في منهج الاستدلال الذي يتسلل أصحابها من خلاله يعتبر أشد خطورة من ذات المسائل نفسها، وأشد خطرا منه الرؤية التي تحكم البعض، والتي تجعل من "قابلية بعض الإسلاميين لللبرلة" أو "قابليتهم للعلمنة المهذبة"، في ظل غياب مرجعية شرعية، واختطاف قوى ذات وجه عصراني إلى حد ما للمشهد السياسي الإسلامي، أمرًا يبعث على القلق.
تعالج هذه المقالة واحدة من تلك المخاوف؛ الانحراف في منهج الاستدلال، فلا يعنينا كثيرًا الموقف من القضية الفقيهة عين البحث، بقدر ما يعنينا المنهج الأصولي المتبع للخروج بالرأي الراجح المتبنى من قبل عدد من المنتسبين إلى العلم، فانحراف هذا المنهج سيولد أراءً منحرفة لا يخترمها ضابط ولا ينتظمها كتاب، وعليه فإن علاج الخلل في المنهج ذاته يتخذ أهمية أكبر من علاج المسألة الفقهية نفسها.
وقد ذكرت في مقال سابق أن هذا المنهج أصبح يتكئ على قضيتين رئيسيتين:
ـ العبث بمقاصد الشريعة، ومن ثم التستر بها.
ـ العبث بالتراث الفقهي، والتستر بالعمل بالدليل وترك التقليد، بحجة أن ثمة من قال بهذا القول أو عمل به.
هاتان القضيتان أفرزتا "زبدًا" كثيرًا وأخرجتا لنا قضية تتخذ لونًا جديدًا كلما بهت لونها السابق؛ إعادة قراءة النص، لكننا نحن اليوم بصدد ترهة أخرى؛ إنها عملية إعادة اكتشاف الإسلام.
وقد نتج عن ذلك تصدع في الصف الإسلامي في وقت المسلمون في أشد ما يكونون لتوحيد صفوفهم والتمسك بسبل النجاة.
وكثير من هذا الزبد، خبيث مردود، ومنه ظاهرة تبني الأقوال الشاذة، وعمل بعض المنتسبين إلى العلم وأصحاب الدعوى إلى الوسطية والانفتاح والإصلاح إلى حيز الخلاف المعتبر الذي لا يشنع على من قال به، بل على احترامه، فتخندق بذلك مع الأسف الشديد مع جمع من أعداء الإسلام،
ولا أظن أن هذه الظاهرة يمكن أن تعالج إلا بعمل متواز يجتمع فيه التركيز على منزلة الآخرة من الدنيا في نفوس العامة، بل وفي نفوس بعض المنتسبين إلى العلم، من ناحية، ثم بتأصيل شرعي لحقيقة القول الشاذ من ناحية أخرى ـ وهو موضوع مقالتنا هذه ـ، فإن متبني مثل هذه الأقوال يرى أن قوله قوي يؤيده الدليل، ومن ثم فإنّ مجرد اتهام صاحبه بأنه ليس من أهل الفتيا، أو ليس من أهل العلم، إن لم يسهم في التأصيل العكسي للقول الشاذ، وربما تعاطف البعض معه، فإنه لن يسهم في حل القضية من جذورها، لأن صاحب القول الشاذ ينظر إلى نفسه أنه من أهل الفتيا، وينظر إليه كذلك كثيرون، ثم ما ذا لو كان فعلا من أهل الفتيا، أو ممن أشتهر اسمه كأحد أهل العلم، أو رموز الدعوة، فلن يكون وصمه بذلك مقبولا عند تلك الجماهير التي أقبلت عليه واعتادت على الأخذ منه.
وأما القول بأنه خالف كبار أهل العلم في بلده، فإنه في المقابل وافق بعضًا من كبار أهل العلم في بلد آخر، فهل يقال أن لكل بلد قولاً شاذًا، أم يقال بأن الشذوذ في القول أمر نسبي خاضع للحدود الاجتماعية والسياسية؟ وعليه فيبدوا لي أنه لا مناص من أمرين:
الأول: التقعيد الأصولي للقول الشاذ، والثاني أن يكون ذلك التقعيد مما يمكن أن يتفق عليه جمهور الأمة، أو في أقل الأحوال أن يسلم من النقض الموجه إليه من الطرف المقابل.
* حقيقة الإجماع وروحه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/444)
استقر في الشريعة أن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة، وعلى هذا تواردت آيات وأحاديث عديدة، فمنها (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) و (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، (لا تجتمع أمتي على ضلالة)، و (عليكم بالجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)، و (الجماعة رحمة والفرقة عذاب).
وهذه الآيات والأحاديث هي الروح التي ولدت لدى المسلمين منذ العهد الأول قناعة بأن ما اجتمع عليه المسلمون هو الحق، فلا يجوز لأحد أن يخالفهم، ومن خالفهم فقد شذ، اتضح هذا جليًا في أمر الخلافة عامة وخلافة الصديق خاصة، لأنها هي الحدث الذي يمكن أن تتناقل الأمة في ذلك الوقت بما أوتيت من وسائل اتصال الاتفاق عليه، أما المسائل العلمية الأخرى فلم يكن لدى المسلمين الأوائل لا شبكة انترنت، ولا هواتف جوالة، ولا أجهزة تلفزة يطلعوا من خلالها على جميع آراء العلماء في آن واحد، فلم يتبلور الإجماع الأصولي بصورته التي تحدث عنها كثير من الأصوليين في كتبهم، إذ لا يتصور هذا قط، ولهذا قال الإمام أحمد (وما يدريك لعلهم اختلفوا).
ومع هذا كله، فثمة نصوص في عهد مبكر تشير إلى أن اجتماع الأمة على قول، بصرف النظر عن تقصي قول كل عالم أو من يقبل قوله في مثل هذه المسائل، فعن ضمرة عن أبي إسماعيل الكوفي قال سألت عطاء بن أبي رباح عن شيء فأجابني، فقلت له عمن ذا فقال ما اجتمعت عليه الأمة أقوى عندنا من الإسناد. إذ يبعد أن عطاء ابن أبي رباح الذي توفي 114 هـ، قد استقصى قول كل من انتسب من أهل العلم، والغالب أنه قد اكتفى أنه بما اشتهر عن العلماء ممن سمع بهم.
ثم لما صنف الشافعي (ت 204هـ) الرسالة، وهي أم الكتب في أصول الفقه، فطن لإبراز أدلة أخرى تدل على وجوب الانقياد للإجماع بصورة أصولية، فمن أشهر ما استدل به قول الله جل وعلا (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)، ثم أخذت نظرية الإجماع الأصولي في التشكل والتبلور وبدأت تعريفات "نظرية تظهر له"، ولما كان معرفة اتفاق جميع العلماء في آن واحد غير متصور من الناحية العملية، أخذت تعريفاتهم تتباين تباينا صغيرًا أو كبيرًا حول ماهيته.
لكن الاتساع في حركة التصنيف وانتشار الكتابة في بداية القرن الثالث الهجري ساهم مساهمة فعالة في تدوين أقوال العلماء، لا سيما أقوال الصحابة والأجيال الأولى من الفقهاء والعلماء، وعزز من قابلية معرفة ما اجتمع علماء الأمة عليه، وما اختلفوا فيه ـ وإن كان لا يتصور أن يحدث ذلك كما نتصوره نحن وقد عشنا في عصر الاتصال وانتقال المعلومة في جزء من الثانية ـ بل وعزز من دور الإجماع كمصدر للتشريع بجانب الكتاب والسنة، بل ومصدر لفهم نصوص الوحي، ومن ثم قدمه بعض العلماء عند ترتيب أدلة بعض المسائل على الكتاب والسنة، كما فعل ابن قدامة في المغني وغيره.
هذا العرض المختصر يهوّن علينا قبول وجود بعض الآراء التي تبناها بعض أهل العلم في زمن من الأزمنة، لكن أحدًا من تلامذتهم المقربين لم يتابعهم عليها، ولم تصبح مذهبًا متبوعا في أي من بلاد المسلمين، وهذا من حفظ الله لهذا الدين.
هذه الآراء التي انفرد بها بعض أهل العلم، جعلت مدوني أصول الفقه يختلفون "نظريًا" إزاء العلاقة بينها وبين الإجماع، فبعض العلماء نظر إليها أنها مجرد آراء لا تؤثر في انعقاد الإجماع، كما فعل ابن جرير الطبري، وابن المنذر، والنووي وغيرهم، وبعضهم نظر إليها على أنها قادحة في انعقاد الإجماع، لكن معالم الخلاف بين الفريقين تكاد تتضح حقيقتها بتصور وضع "الاتصال بين البشر" في ذلك الوقت.
فمن قال بأن مخالفة الواحد أو الاثنين تضر بانعقاد الإجماع، تحدث عن انعقاد إجماع في وقت معين، كأن تبحث مسألة وجوب قراءة الفاتحة على المصلي أيًا كان إمامًا أو مأمومًا في عام 300 هـ، فيرى الجميع أنها واجبة، إلا أن ابن جرير الطبري يخالف في ذلك فيرى أن المصلي لو قرأ من القرآن أحرفًا تساوي أحرف سورة الفاتحة صح ذلك له، فلا يتصور أحد عندئذ أن يُشنَّع على ابن جرير الطبري صاحب العلم الذي تحدثت الركبان بجلالته، ولا يجرؤ أحد أن يقول في ذلك الوقت "أجمعت الأمة على وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة"، فأين هم من ابن جرير؟ لكن السنون تمضي، وهاهم تلامذة ابن جرير تهجر قول شيخها، ثم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/445)
تتابع الأمة قرنا بعد قرنا على هجرانه، فعندئذ سيتضح لدى الرائي أن ابن جرير قد انفرد بهذا القول، وأن الأمة قد أجمعت على خلافه، ولن يتعذر على بعض العلماء أن يتصور أن الإجماع ينعقد حتى مع مخالفة واحد أو اثنين.
هذا ما نقوله تنظيرًا، لكنني حاولت ـ وما زلت أحاول ـ استقراء المسائل التي انفرد فيها بعض العلماء، وموقف الفقه الإسلامي منها، ووجدت أن ثمة مئات من الأقوال تروى عن عدد من التابعين، وأتباعهم، وجيل الأئمة الأربعة، لم تتبن الأمة شيئا منها، وإنما حفظت ودونت في الكتب الفقه ليس إلا، و بقيت في هذا الحيز، دون أن تتجاوزه لتصبح مذهبا يعتنقه عدد من علماء المسلمين في أي مصر من الأمصار، بل إن تدوينها يزيد من قناعتنا بصلابة مورثنا الفقهي الإسلامي، فإنه لم يخف علينا شيئا، كما أن تتابع إعراض الأمة عن قول انفرد به واحد أو اثنين يؤكد شذوذه، فقد علمت به الأمة، ومع ذلك فما عمل به منها أحد سوى هذا، أو هذين.
ثم إننا إذا تأملنا تحذير العلماء قاطبة من الأخذ برخص العلماء، كقول سليمان التيمي: إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله، قال ابن عبد البر: هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً اهـ وأنهم أطلقوا الرخص على ما اجتمع فيه أمران:
أولها: انفراد واحد أو اثنين من العلماء به
ثانيهما: أن هذا الأمر توسع في الإباحة، أو ترخيص في أمر حرّمه الجماهير.
إذا تأملنا هذا التحذير من هذا الذي أسموه رخصًا لوجدناه يؤيد هذا الاتجاه؛ أي أن مخالفة الواحد والاثنين من العلماء لا تضر الإجماع، ولا يجوز العمل بذلك الانفراد، خاصة وإن كان متعلقا بجانب التيسير ـ في مقابل جانب التشديد ـ.
وقد تتابع العلماء على عبارة مفادها (أجمع أهل العلم إلا من شذ)، وقد أكثر من استخدامها ابن المنذر، ورُمي بالتساهل في نقل الإجماع وبعدم اعتبار مخالفة الواحد والاثنين مناقضة للإجماع، إلا أن كثيرًا من العلماء تناقلوا بعض عباراته مستشهدين بها، وبعضهم قرر عبارات مثلها دون الرجوع إليه، ولولا أن إيراد الأمثلة يصرف ذهن القارئ لها لأوردت عددًا منها، ويمكن الاستعانة بالاسطوانات المدمجة لاستقراء جملة منها، وإلا فكثير منها معلوم لدى طلبة العلم.
ومثل هذا ما انفرد به بعض الصحابة ولم يتابعوا عليه، بل تتابع العمل على خلاف ما انفردوا به، مثل عمل ابن عمر وأبي هريرة في إسباغ الوضوء، ورأي ابن مسعود في ترتيب المصحف وبعض سور القرآن، وقد تأدب العلماء فلم يصموا هذه الآراء بالشذوذ، ولكن أحدًا من العلماء لم يجز متابعتهم عليها.
وهنا يبرز السؤال: كيف يقال أجمع العلماء إلا من شذ، أليست مخالفة الواحد أو الاثنين تقوض ـ على مذهب الجمهور ـ انعقاد الإجماع؟ ولا يقف جوابٌ على هذا الإشكال إلا أن نقول إن الأصوليين الذين ذهبوا إلى أن الإجماع لا ينعقد بمخالفة واحد أو اثنين؛ قد ذهبوا لذلك تنظيرًا، أما تطبيقًا فإن الجميع اتفق على أن ثمة شيئًا اسمه قول شاذ، وأنه لا يجوز العمل به، وأن ضابطه أنه ما انفرد به واحد أو اثنين (بل ربما ثلاثة)، وأنه يتعين قبول القول الآخر (أو الأقوال الأخرى)؛ يتعين ذلك سواء سمينا ذلك إجماعًا أم لم نسمه إجماعًا. فحقيقته أنه أخذ حكم الإجماع وإن لم يسمه بعض العلماء إجماعًا!
وخلاصة الأمر، أن القول الشاذ الذي لا يجوز الأخذ به ـ كما هو واضح من اسمه ـ أنه القول الذي ينفرد به واحد أو اثنان (بل ربما ثلاثة من العلماء)، وهذا القول يكون قولا لم تتبناه أحد المذاهب الفقهية الأربعة، أو لم يحك قولاً فيها.
وهنا لا بد لنا من التأكيد على أنه ثمة من تبنى بعض هذه الآراء من غير أهل الأهواء ألئك، إذ قد تبين لهم ما ظنوه دليلاً، إلا أننا لا بد أن نملك قدرًا من الشجاعة لنقول بأنهم قد أخطأوا مع ظننا بأنهم مخلصون، ولا بد لنا من شجاعة مماثلة كذلك لنقرّ بأن بعض من أغلظ في الرد عليهم من أهل المذاهب والتقليد ما حملهم على ذلك إلا غيرتهم على الإسلام وخشيتهم من ظهور مدرسة اكتشاف الإسلام هذه بحجة العمل بالدليل ونبذ التقليد.
لم لا نعمل بالقول الشاذ:
الجواب له أكثر من شق؛ أما أولها، فإن القول الشاذ مخالف إما للإجماع، أو لحكم الإجماع، وقد تقدم ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/446)
أما الشق الثاني، فإن العمل بالقول الشاذ يقتضي ترجيحه على قول أطبقت عليه الأمة جيلاً بعد جيل، خلا أفراد قلائل منهم، وهذا يتضمن أو يستلزم القول بخطأ الأمة، أو القول بتتابع علمائها جيلاً بعد جيل على الضلال، وترجيح الخطأ دون الصواب، وهذا محال عقلا وشرعًا، بل ويلزم منه أن الحق قد خلت الأرض منه مددًا من الزمن، وأن شيئا من دين الله لم يعمل به قرونًا من الزمن في أرض الله بعد بعثة رسول الله، وهذا مخالف لبدهيات دين الله الذي تكفل بحفظه!
ولا يقولن قائل إن الحقّ مع الدليل ولو قل من أخذ به، فإننا لا نتحدث عن قلة فيما يقابل الكثرة، ولكننا نتحدث عن شواذ مقابل جماهير عددها غالب ليس في طبقة واحدة ولا جيل واحد، ولكننا نتحدث عن جماهير العلماء جيلاً بعد جيل، ويبعد أن تتابع هذه الجماهير بأعدادها الغالبة على عدم الأخذ بالدليل الذي استند إليه الشاذ من الأقوال، بل إن الأقرب أن يقال بأن الجماهير الغفيرة من العلماء جيلاً بعد جيل تركت الأخذ بهذا الدليل إما لضعف فيه لم يتبين للمخالف، أو لعدم دلالة معناه على المقصود، أو لوجود معارض له قد خفي على المخالف أيضا.
وعلى هذا، فإن الثورة المعلوماتية، وإن أسهمت في إظهار المخبأ فلن تسهم في تغيير ديننا، ولن نصبح كأهل البدع والأهواء، كلما ظهر لهم من هو ألحن مِن سابقه تبعوه، فلم يبق لهم دين، ولن تساهم الاسطوانات المدمجة في اكتشاف معالم ديننا، أو في صناعة دين جديد لنا، والله حافظ دينه كله من قبل هذه التقنية، وسيحفظه بعدها، ودخول الجنة والنجاة من نار جهنم ليستا معلقة بأقوال في ديننا لم تكشفها إلا التقنية الحديثة.
وأما الشق الثالث: فهو ما تقدمت الإشارة إليه أن العمل بالقول الشاذ، مقارن للعمل برخص العلماء مجتمعة، وهو سبب للمروق من الدين، وطريق سهل إلى الجحيم، والله سيحاسبنا كما أراد، لا كما أردنا، وحسابه عسير، ونار جهنم يدخلها مع الكفار طوائف لا تحصى من المسلمين، لا يخلدون فيها، لكن يوما عند ربك كألف سنة مما يعدون، وصغائر الذنوب ليست حلالا ولا مباحة، وربما اجتمعت على المرء فأهلكته، ولذا حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، هذه أسس "فكرية، عقدية، إيمانية، وعظية" أهملها بعضنا بحجة إصلاح حال الأمة، فأخشى أن لا تصلح الأمة في الدنيا، وأهم من ذلك وأكثر خطرًا أن يدخل كثير من أهلها نار جنهم، نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة.
بقي لدينا أمور لا يتسع لها هذا المقال، بحثت في الكتاب الأصل، أسأل الله أن ييسر إخراجه عما قريب:
الأول: لم لا نقول بأن القول الشاذ هو ما خالف الدليل؟
الثاني: الفرق بين القول الشاذ والضعيف.
الثالث: هل تبنى شيخ الإسلام ابن تيمية أيا من الأقوال الشاذة؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[22 - 07 - 10, 06:37 ص]ـ
http://libback.uqu.edu.sa/hipres/ABS/ind9710.pdf
ـ[أبو عبدالجبار]ــــــــ[23 - 07 - 10, 06:38 ص]ـ
المشكلة أن كثيرا من الآراء الشاذة يقول بها إمام معتبر ومن ثم ينتج محابة له بسب شهرته وعلمه
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[23 - 07 - 10, 02:05 م]ـ
مختار الديرة
جزيت خيرًا على هذا النقل
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[23 - 07 - 10, 02:07 م]ـ
المشكلة أن كثيرا من الآراء الشاذة يقول بها إمام معتبر ومن ثم ينتج محابة له بسب شهرته وعلمه
لا عبرة بالاشخاص وانما العبرة بالدليل
ولذلك لما عرف القرافي الشذوذ قال مخالفة الاجماع, والنص الصريح , والقياس الجلي
بل ان ابن حزم بوب فصلًا كلملًا في الشذوذ في كتاب الموسوم " أحكام الاحكام "
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[23 - 07 - 10, 02:13 م]ـ
http://libback.uqu.edu.sa/hipres/ABS/ind9710.pdf
فضيلة الشيخ / جزيت خيرا على هذه المشاركة, فمنذ فترة وأنا أبحث عنه
غفر الله لنا ولك
وهذا الشذوذ في أصول الفقه, ولا شك أنه من الاهمية بمكان , إلا أن السؤال الذي أود طرحه لك - لخصوص مشاركته- ولعامة من يقرأ في هذا الملتقى؛ هل هناك فرق بين الشذوذ في الاصول, والشذوذ في الفروع؟
وأن كان من فرق فهل مثلت لنا ولو بمثال غفر الله لك لتعم الفائدة
وهل الاجماع في الاصول كالفروع
لان أحيانا بالشيخ تتداخل الاحكام والمسائل الا تشاركني الأي في ذلك , أحسن الله إليك المثوبة ,,,
أعتذر ياشيخ على الاطالة
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[27 - 07 - 10, 06:13 ص]ـ
هناك شذوذ معتبر وغير معتبر,, بمعنى أنه شاذ وغير شاذ
فإذا خالف الفتوى الإجماع عُد ذلك من الشذوذ كمن يُجيز نكاح المتعة أو الشغار, وكفتوى ابن عمر في البحر أنه غير طاهر غير مُطهر لمخالفته النص الصريح وإجماع الامة على ذلك.
الأمر الثاني: كون الرأي غريب إلا أنه لا يُعد شذوذ, وذلك لأن له أصل شرعي كما ورد في مخالفة ابن تيمية الإجماع - إن صح - ومخالفة جميع المذاهب واللأقوال الفقهية في فتواه الشهيرة بأن طلاق الثلاث تعتبر واحدة
ولها أمثلة كثيرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/447)
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[27 - 07 - 10, 06:20 ص]ـ
ومن آثار المستشرقين أن أخرجوا لنا نواة من هؤلاء الكُتاب:
فأنظر لم يقول: -
كثرة استخدام مصطلح الشذوذ الفقهي يؤدي لذوبانه
هناك من يجعل معيار الشذوذ من عدمه هو مخالفة الإجماع أو السلف وأن هذا هو ما يمكن أن نواجه به أصحاب الفتاوى الغريبة، والحقيقة أنهما ليسا معيارين حقيقيين ليس للاختلاف حول كونهما مرجعا فحسب بل لأنه لا يمكن ضبط معانيهما
يحاول التيار الديني الحفاظ على الفتاوى المألوفة عن طريق رمي الفتاوى التي استجدت مؤخرا بالشذوذ، مع أن مصطلح الشذوذ يطلق في الأدبيات الإسلامية على ما كان مخالفا لدليل صريح لا يقبل التأويل، ولكن مع كثرة الاختلافات التي لم يعتدها ذلك التيار بدأ المصطلح يسير في غير مساره الحقيقي حيث انتقل من كونه أداة تقييم للقول ليصبح أداة تقييم للقائل فالشخص هو المقصود أكثر من القول مع أنه في السابق لم يكن صاحب القول الشاذ مرفوضا كشخص وإنما القول يوصف بالشذوذ وأنه لا يعد ذا ثقل في المسألة مع اعتبار شخص قائلها ووضعه في مكانته الحقيقية، إضافة إلى أن هذا المصطلح لا يكون إلا مع رفضه من قبل جميع الاتجاهات الفكرية والفقهية، أما كون هناك نظرة واحدة مسيطرة فلا يمكن أن نطلق الشذوذ على كل ما خالفها لأنه سيؤدي إلى استخدامه بشكل كبير ومن ثم ذوبانه وضعف فعاليته مع أننا قد نحتاجه مستقبلا حاجة حقيقية لا توظيفية وذلك في حال انتشار الفتاوى الشاذة بالفعل والتي تصادم النص غير المحتمل أو العقل الصريح أو الفطر السليمة، فنجد أنفسنا وبسبب تمييع هذا المصطلح لا يمكننا استخدامه لمنع تلك الفتاوى الغريبة لأنه لحق بكل المصطلحات التي لم يعد الناس يأبهون بها بسبب ابتذالها وتمييعها كسد الذريعة والفتنة والتحوط والمفسدة فلا نريد أن نكرر نفس الخطأ مع مصطلح الشذوذ فلا بد من ترشيد استخدامه وعدم إطلاقه إلا على الفتوى الشاذة بالفعل، فالاختلاط المنضبط وجواز الموسيقى وعدم وجوب صلاة الجماعة ليست من الشذوذ بل هي الراجحة بالفعل وإن لم تكن راجحة فهي مرجوحة ولكنها ليست شاذة، والنظر لها لا يكون من زاوية الشذوذ والغرائب وإنما من زاوية التوفيق بين فتاوانا المحلية وفتاوى بقية العالم الإسلامي وكيف نجمع بينها عند المتلقي.
إن هناك كوامن في كتب الفقه بل والحديث ينطبق عليها الأثر القائل "حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله" وأنه لا يمكن للمتخصص البوح بها لأنها تسيء للشريعة ولا نتمنى أن تظهر ولكن مع سهولة العثور على تلك الغرائب بسبب التقنيات الحديثة ومع تعدد الفضائيات والمنتديات التي تنشرها ومع عدم وجود تحديدات للباحث الشرعي أو العالم فإنه بالإمكان إثارة مثل تلك الجزئيات الكامنة وعمل زوبعة إعلامية سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، ولذا لا بد من وضع محددات حقيقية لمعنى الشذوذ في الفتوى فهذه المحددات الفكرية العلمية هي ما يقضي عليها لا الاعتماد على أشخاص علماء بعينهم نوصي بالرجوع إليهم لأنه مع مرور الزمن لن تصبح الفضائيات مجالا لنشر الفتوى فحسب بل ستصبح هي من يصنع الفقيه نفسه فلم يعد الأمر كما كان في السابق حينما كان الفقيه يصنع بالتزكيات الداخلية الفئوية الضيقة المعروفة حاليا بل وسيصبح هو المرجع لدى العامة وسيعتمد على الإثارة أكثر من التأصيل.
إن هناك من يجعل معيار الشذوذ من عدمه هو مخالفة الإجماع أو السلف وإن هذا هو ما يمكن أن نواجه به أصحاب الفتاوى الغريبة، والحقيقة أنهما ليسا معيارين حقيقيين ليس للاختلاف حول كونهما مرجعين فحسب بل لأنه لا يمكن ضبط معانيهما مما أدى إلى حدوث تضاربات وتناقضات شديدة فمن يقول هذه الفتوى خالفت الإجماع فهي شاذة ينطبق عليه هو نفسه مخالفة الإجماع في جواز كشف وجه المرأة فبمعياره هو يصبح وجوب النقاب قولا شاذا لأن مجيزي الغناء ولو بموسيقى كنسبة مقارنة بالمحرمين مساوية لنسبة من أوجب غطاء الوجه مقارنة بالمجيزين وكل ذلك لأن هذين المصطلحين ("الإجماع والسلف" لا يطبق عليهما كافة شروط الاستدلال بهما وإنما يكتفى بالكثرة في الحالة الأولى أو الوجود التاريخي في الحالة الثانية خاصة إذا كان ممعنا في القدم ليحدث، وفي حال الاستمرار على هذا المنوال فإن الإجماع أو السلف يصبحان أدوات استخدام أكثر من كونهما مناهج استدلال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/448)
بل إن هذه المعايير البشرية كأعداد لمعرفة الشذوذ تتعارض مع فكرة جماعة الإسلام والتي لا تعتمد الكثرة في وجودها عند من يقول ذلك كما في الأثر الوارد عن ابن مسعود "الجماعة ما وافق الحق وإن كان واحدا" فهل سيصبح مجيز الغناء أو مجيز ترك الصلاة في المسجد هو الواحد الذي يمثل الجماعة والذي يكون على حق أم هو ذلك الضال الذي خالف الإجماع والسلف.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[27 - 07 - 10, 06:22 ص]ـ
ومن آثار المستشرقين أن أخرجوا لنا نواة من هؤلاء الكُتاب:
فأنظر لم يقول: -
كثرة استخدام مصطلح الشذوذ الفقهي يؤدي لذوبانه
هناك من يجعل معيار الشذوذ من عدمه هو مخالفة الإجماع أو السلف وأن هذا هو ما يمكن أن نواجه به أصحاب الفتاوى الغريبة، والحقيقة أنهما ليسا معيارين حقيقيين ليس للاختلاف حول كونهما مرجعا فحسب بل لأنه لا يمكن ضبط معانيهما
يحاول التيار الديني الحفاظ على الفتاوى المألوفة عن طريق رمي الفتاوى التي استجدت مؤخرا بالشذوذ، مع أن مصطلح الشذوذ يطلق في الأدبيات الإسلامية على ما كان مخالفا لدليل صريح لا يقبل التأويل، ولكن مع كثرة الاختلافات التي لم يعتدها ذلك التيار بدأ المصطلح يسير في غير مساره الحقيقي حيث انتقل من كونه أداة تقييم للقول ليصبح أداة تقييم للقائل فالشخص هو المقصود أكثر من القول مع أنه في السابق لم يكن صاحب القول الشاذ مرفوضا كشخص وإنما القول يوصف بالشذوذ وأنه لا يعد ذا ثقل في المسألة مع اعتبار شخص قائلها ووضعه في مكانته الحقيقية، إضافة إلى أن هذا المصطلح لا يكون إلا مع رفضه من قبل جميع الاتجاهات الفكرية والفقهية، أما كون هناك نظرة واحدة مسيطرة فلا يمكن أن نطلق الشذوذ على كل ما خالفها لأنه سيؤدي إلى استخدامه بشكل كبير ومن ثم ذوبانه وضعف فعاليته مع أننا قد نحتاجه مستقبلا حاجة حقيقية لا توظيفية وذلك في حال انتشار الفتاوى الشاذة بالفعل والتي تصادم النص غير المحتمل أو العقل الصريح أو الفطر السليمة، فنجد أنفسنا وبسبب تمييع هذا المصطلح لا يمكننا استخدامه لمنع تلك الفتاوى الغريبة لأنه لحق بكل المصطلحات التي لم يعد الناس يأبهون بها بسبب ابتذالها وتمييعها كسد الذريعة والفتنة والتحوط والمفسدة فلا نريد أن نكرر نفس الخطأ مع مصطلح الشذوذ فلا بد من ترشيد استخدامه وعدم إطلاقه إلا على الفتوى الشاذة بالفعل، فالاختلاط المنضبط وجواز الموسيقى وعدم وجوب صلاة الجماعة ليست من الشذوذ بل هي الراجحة بالفعل وإن لم تكن راجحة فهي مرجوحة ولكنها ليست شاذة، والنظر لها لا يكون من زاوية الشذوذ والغرائب وإنما من زاوية التوفيق بين فتاوانا المحلية وفتاوى بقية العالم الإسلامي وكيف نجمع بينها عند المتلقي.
إن هناك كوامن في كتب الفقه بل والحديث ينطبق عليها الأثر القائل "حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله" وأنه لا يمكن للمتخصص البوح بها لأنها تسيء للشريعة ولا نتمنى أن تظهر ولكن مع سهولة العثور على تلك الغرائب بسبب التقنيات الحديثة ومع تعدد الفضائيات والمنتديات التي تنشرها ومع عدم وجود تحديدات للباحث الشرعي أو العالم فإنه بالإمكان إثارة مثل تلك الجزئيات الكامنة وعمل زوبعة إعلامية سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، ولذا لا بد من وضع محددات حقيقية لمعنى الشذوذ في الفتوى فهذه المحددات الفكرية العلمية هي ما يقضي عليها لا الاعتماد على أشخاص علماء بعينهم نوصي بالرجوع إليهم لأنه مع مرور الزمن لن تصبح الفضائيات مجالا لنشر الفتوى فحسب بل ستصبح هي من يصنع الفقيه نفسه فلم يعد الأمر كما كان في السابق حينما كان الفقيه يصنع بالتزكيات الداخلية الفئوية الضيقة المعروفة حاليا بل وسيصبح هو المرجع لدى العامة وسيعتمد على الإثارة أكثر من التأصيل.
إن هناك من يجعل معيار الشذوذ من عدمه هو مخالفة الإجماع أو السلف وإن هذا هو ما يمكن أن نواجه به أصحاب الفتاوى الغريبة، والحقيقة أنهما ليسا معيارين حقيقيين ليس للاختلاف حول كونهما مرجعين فحسب بل لأنه لا يمكن ضبط معانيهما مما أدى إلى حدوث تضاربات وتناقضات شديدة فمن يقول هذه الفتوى خالفت الإجماع فهي شاذة ينطبق عليه هو نفسه مخالفة الإجماع في جواز كشف وجه المرأة فبمعياره هو يصبح وجوب النقاب قولا شاذا لأن مجيزي الغناء ولو بموسيقى كنسبة مقارنة بالمحرمين مساوية لنسبة من أوجب غطاء الوجه مقارنة بالمجيزين وكل ذلك لأن هذين المصطلحين ("الإجماع والسلف" لا يطبق عليهما كافة شروط الاستدلال بهما وإنما يكتفى بالكثرة في الحالة الأولى أو الوجود التاريخي في الحالة الثانية خاصة إذا كان ممعنا في القدم ليحدث، وفي حال الاستمرار على هذا المنوال فإن الإجماع أو السلف يصبحان أدوات استخدام أكثر من كونهما مناهج استدلال بل إن هذه المعايير البشرية كأعداد لمعرفة الشذوذ تتعارض مع فكرة جماعة الإسلام والتي لا تعتمد الكثرة في وجودها عند من يقول ذلك كما في الأثر الوارد عن ابن مسعود "الجماعة ما وافق الحق وإن كان واحدا" فهل سيصبح مجيز الغناء أو مجيز ترك الصلاة في المسجد هو الواحد الذي يمثل الجماعة والذي يكون على حق أم هو ذلك الضال الذي خالف الإجماع والسلف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/449)
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[27 - 07 - 10, 06:46 ص]ـ
وهذا المقال:-
الأمير خالد: الفتاوى المضللة والشاذة خطر على الأمن الفكري .. ويطالب بتدخل عاجل من هيئة كبار العلماء
السبت 10, يوليو 2010
Bookmark and Share
الأمير خالد: الفتاوى المضللة والشاذة خطر على الأمن الفكري .. ويطالب بتدخل عاجل من هيئة كبار العلماء
لجينيات ـ طالب الأمير خالد بن طلال في برنامج "البيان التالي" على قناة "دليل" بحسم الجدل المتصاعد على الساحة الدعوية وإيقاف الفتاوى المضللة والشاذة التي تصدر بين الحين والآخر في هذا الوقت.
وقال إن هذا الموضوع في غاية الخطورة ولا يقل خطورة عن العولمة، فكيف يسمح لهؤلاء بإشاعة تلك الفتاوى وهيئة كبار العلماء ساكتون؟
وأضاف: هذه الفتاوى المضللة والشاذة تشكل خطرًا على الأمن الفكري؛ إذ ستفتح بابًا خطيراً للتغرير في بعض الشباب في ظلّ استمرار سكوت العلماء، الأمر الذي ربما يعني عند الشباب الإقرار أو غيره، فيقال: هذا ما يُفتى به في بلاد الحرمين الشريفين؟!، ويقال: إنهم لا يتبعون الكتاب والسُّنة!
فتستخدم تلك الفتاوى في التحريض والإفساد، فيسوء ظنُّ بعض الشباب بالعلماء ويُغرر بهم من قِبل المفسدين والخوارج، وأعاد: كيف يسمح لهؤلاء بهذه الفتاوى الشاذة والمضللة، وعندما نسأل العلماء لماذا لا تردون فيقولون حتى لا نوسع الفتنة ويعطى القائل أكبر من حجمه، مع أن نعلم أن عدم الرد يوسع رقعة الفتنة!!
وأضاف في مداخلته: أصبح الكلّ الآن يفتي، فيفتي فلان بكذا، وفلان بكذا، وإذا لم تتدخل هيئة كبار العلماء تدخلا جذريًا لإيقاف هؤلاء عند حدّهم فسيأتي من الفتاوى ما هو أعظم وأخطر، فيُحلّ الخمر، وزواج المتعة والصداقة .. الخ والله أعلم.
وتساءل الأمير: لماذا لم يفتِ هؤلاء بتلك الفتاوى من قبل؟!
ولماذا خرجت تلك الفتاوى المضللة والشاذة جملة علينا الآن؟!
ولماذا يتلقاها الإعلام ويضخّمها؟!
وفي تصريح لموقع "لجينيات" عقب الأمير خالد على مداخلته: بـ أن هذا موضوع أمني وفكري، وأنه يمثل خطرًا بالغًا إذا لم تتدخل هيئة كبار العلماء لإيقاف تلك الفتاوى المضللة والشاذة فإن خطرها سيداهم الجميع لا سمح الله.
وكان ضيف البرنامج الذي يقدمه الدكتور عبد العزيز قاسم هو الدكتور عبد العزيز الفوزان المشرف على شبكة رسالة الإسلام الذي هاجم أصحاب الفتاوى الشاذة, ووصفهم بالجهل وحب الظهور الإعلامي، ووجّه للشيخ عادل الكلباني نقداً لاذعاً وطالبه بالعودة للحق سائلاً الله له الهداية، كما انتقد الدكتور أحمد قاسم مدير فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي أجاز الاختلاط , وقال إن ذلك مخالف لآراء هيئة كبار العلماء.، وكان الشيخ عادل الكلباني قد انسحب من مداخلته قبيل دقائق من بدء الحلقة، أما الدكتور أحمد الغامدي رئيس هيئة مكة فقد تداخل هاتفياً دون أن يسلّم على الضيف، وبدأ بمهاجمة مقدم البرنامج واصفاً إياه بأنه يروّج لآراء تتحامل عليه.
وقد شهدت الحلقة مداخلة من الدكتور خالد المزيني، والباحث الشرعي عبد الله زقيل الذي أورد رد الملك المؤسس عبد العزيز في الرد على أصحاب الفتاوى الشاذة وقوة الرد في زجر هؤلاء وتحديد مرجعية العلماء الذين يرجع إليهم.
وقد أثارت فتاوى بـ عدم وجوب " صلاة الجماعة"، و "جواز الاختلاط"، و "إرضاع الكبير"، و "إباحة الغناء" وغيرها جدلا واسعًا داخل المملكة وخارجها.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[27 - 07 - 10, 06:48 ص]ـ
هل احد الاخوة شاهد هذه الحلقة.
اين؟ ومتى؟ كانت
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[28 - 07 - 10, 02:32 م]ـ
ان تيسر أحد من المشائخ وضع رابط هذه الحلقة لاني أبحث عنها؛؛؛
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[28 - 07 - 10, 04:30 م]ـ
أن تراجع الشيخ الكلباني؛؛؛ يدل على أمور ودروس:-
1 - فضله لرجوعه , وعزة أنفته.
2 - أن في هذه المسألة درو كبير من العلمانيين والحداثيين وغيرهم
3 - حقيقة لا أتعجب من رجوعه, لأني كنت أحدث الناس والزملاء بأنه سيرجع عن هذا القول إذا أحياه الله , ولكن العجب في صدور هذا القول, ولم يعحنبني من المشائخ الضجة التي صدرت منهم لما فيها من أمور لا أريد ذكرها, ووالله الذي أعجني رد الشيخ عبدالرحمن البراك دون غيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/450)
4 - تعليق المشائخ على الشيخ واستنقاصه , وأنه أعطي فوق حقه, وهذا ليس سبيل المؤمنين , لاسيما أننا نعرف فضل الشيخ وسابقته. نعم ربما تركه لامامة الحرم رغمًا عنه أثرت في نفسه, وجعلته يبحث عن الشهرة, إلا أن رجوعه - أن صح كان أسرع من وقته
5 - ياليت الاخوة يعطوننا دروس مستفاده في تربية النفوس في تصدير الاقوال الشاذة
اليك الرابط أخي الكريم أن صح النباء وأسأل الله أن يكون صحيحًا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215913
http://www.almisq.net/news-action-show-id-3081.htm
وهذا نص المقال:
"سبق" تكشف أسرار اللقاء بين الشيخين الشثري والبريك مع إمام الحرم السابق
انقلاب تخللته صلاة .. الكلباني يتراجع عن فتواه بإباحة الغناء و المعازف
إبراهيم عبداللطيف - سبق - الرياض: علمت "سبق" من مصادر موثوقة أن الشيخ عادل الكلباني تراجع عن فتواه بإباحته الغناء والمعازف بشكله الحالي. جاء ذلك في حلقة برنامج تلفزيوني بعنوان "الرجوع إلى الحق" أدارها الشيخ سعد البريك، وشارك فيها الشيخ سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء السابق, سجلت مساء اليوم في أحد الاستديوهات بالرياض، وستبث قبيل شهر رمضان, على العديد من المحطات الفضائية.
وقالت المصادر لـ"سبق" إن اتصالات جرت بين الشيخين الشثري والبريك بالشيخ الكلباني خلال الفترة الماضية, تناولت الرؤية الشرعية حول الأغاني والمعازف, وأثمرت الاتصالات عن لقاء عقد بين الثلاثة قبل أربعة أيام في الرياض, أثنى فيه البريك والشثري على الشيخ الكلباني ودوره, وانتهى اللقاء بتحديد موعد لتسجيل الحلقة التلفزيونية اليوم.
وأشارت المصادر لـ"سبق" إلى أن الشيخ سعد البريك كان يرفض بشدة إدارة الحلقة، طالباً أن يديرها غيره, ولكن استجاب لرأي الشيخين الشثري والكلباني. وقد بدأ تصوير الحلقة التي تستغرق 40 دقيقة قبل مغرب اليوم, ثم توقف التصوير ليستكمل بعد الصلاة, وتحدث الشيخ الشثري عن رجوع العلماء وطلبة العلم إذا ظهر لهم الدليل.
وقالت المصادر إن الشيخ عادل الكلباني أمضى وقتاً طويلاً في التأمل والتفكير ومراجعة أدلته الشرعية التي استند إليها في دراسته في إباحته الغناء, وأن اتصالات الشيخين سعد بن ناصر الشثري وسعد البريك هاتفياً له كان فيها تقدير لمكانة الشيخ الكلباني ودوره وأنه من أبرز حفظة كتاب الله, وخطيب وإمام لجامع الملك خالد, كانت تحتشد الألوف خلفه للصلاة, وأنه رجل بكاء من خشية الله, وتسجيله لكتاب الله بصوته الشجي الذي يدخل القلوب, وتوج بإمامته للجموع الحاشدة في الحرم المكي الشريف في شهر رمضان المبارك, وإمامته المصلين الآن في واحد من أكبر مساجد شرق الرياض "مسجد المحيسن" الذي اختير الشيخ إماماً وخطيباً ومشرفاً عليه منذ افتتاحه.
وقالت المصادر إن الحلقة أشرف على إخراجها المخرج محمد إمام, وسوف يستغرق منتجتها عدة أيام, ولكن بعد تسرب الخبر ونشره سوف يعجل بإنتاجها لتظهر في الكثير من الحلقات التلفزيونية.
وعلمت "سبق" أن اتصالات مكثفه دارت في الأيام الماضية بين الشيخ عادل الكلباني والشيخ الموريتاني محمد الحسن الددو "رئيس لجنة تكوين العلماء في نواكشوط" والذي له صلات وثيقة بالشيخ الكلباني, حيث تمت مناقشة الأدلة الشرعية والأسانيد التي استند إليها الشيخ الكلباني في إباحة الغناء المعازف, وولدت لدى الشيخ الكلباني قناعات جديدة تختلف عن رأيه الذي أعلنه بحل الغناء والمعازف على إطلاقها، وبحرمة الموسيقا, وأن الددو له رأيه الواضح في عدم صحة فتوى الشيخ الكلباني حول الموسيقا، الأمر الذي قاد الكلباني للتراجع.
كما أن الشيخ الكلباني تأثر حينما شاهد تذرع الشباب بفتواه لسماع الأغاني، كما تأثر من مشاهدة صورته التي انتشرت على السيارات والتي يبرر الشباب فيها لأنفسهم سماع الأغاني.
وفي أول رد فعل للفتوى، قال الدكتور محمد بن يحيى النجيمي في تصريح له لـ"سبق" وهو بجوار المسجد النبوي بالمدينة المنورة "إن أخانا الشيخ عادل بن سالم الكلباني قد اتخذ القرار الصحيح, الذي فيه براءة لدينه" مضيفاً "ليس غريباً على حافظ لكتاب الله وقد رقق قلبه بقراءة القرآن وحفظه، وهذه شجاعة من فضيلته, ولا تستغرب الشجاعة من أهلها". وقال النجيمي "إني أدعو الله للشيخ الكلباني بالتوفيق, ويعلم ربي أني أحبه في الله, وأشكره على هذا القرار الشجاع", مشيراً إلى أنه يتحدث من بقعة مباركة الصلاة فيها بألف صلاة, مضيفاً "إنني قد دعوت لفضيلة الشيخ عادل الكلباني أن يسدده الله ويوفقه للرجوع إلى الحق, وقد منَّ الله عليه بذلك".
وقال الدكتور محمد السعيدي، الأستاذ بجامعة أم القرى بمكة المكرمة لـ"سبق": الشيخ عادل الكلباني، وفقه الله تعالى إلى الحق، لن يزداد برجوعه هذا إلا عزاً وكرامة، ونسأل الله العلي القدير أن يثيبه على هذا خير الثواب وأجزله وأن يحسن له العاقبة.
وأضاف د. السعيدي قائلاً: أرجو أن يكون الشيخ الكلباني كالحصان الراعف الذي يكون في مقدمة الخيل بشيراً بعودتها، وأن يتلوه رجوع غيره من أهل الفضل ممن صنعت بهم العجلة صنعها فأفتوا في أمور شتى بما لا يليق.
الحق أن فرحة الناس برجوع الكلباني كادت تكون كفرحتهم برؤية هلال شهر رمضان، أهله الله علينا بالخير والبركة, وأول الخير إن شاء الله هو هذا الرجوع إلى جادة الحق.
وقال لـ"سبق" الزميل الصحفي فيصل المشوح، رئيس تحرير صحيفة "أنباؤكم الإلكترونية" إنه علم بخبر تراجع الشيخ الكلباني عن فتواه بإباحة الغناء من مخرج اللقاء محمد إمام, الذي أخبره بعد انتهاء تسجيله مباشرة, وقال "المشوح" إنه فوجئ بالخبر, ولم يكن يصدقه إلا أن معرفته الوثيقة بالمخرج جعلته يتأكد من صحة تراجع الشيخ الكلباني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/451)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 07 - 10, 06:59 م]ـ
الشيخ الكلباني لـ (صحف):
لم أتراجع عن رأيي .. فقط وضحت!
صحف - عبدالرحمن العصيمي - غازي العمري صرح الشيخ عادل الكلباني حصرياً لـ (صحف) بأنه لم يتراجع عن رأيه في إباحة الغناء، بل أوضح الكثير من الأمور التي أسيء فيها الفهم اتجاه رأيه الشرعي في مسألة إباحة الغناء.
وأضاف الكلباني لـ (صحف) بأنه تم تسجيل حلقة واحدة ضمن عدة حلقات سيتم تصويرها برفقة الشيخين سعد البريك وسعد الشثري وعرضها كذلك في أكثر من قناة فضائية قريباً. وأوضح الشيخ الكلباني بأن تصويره لهذه الحلقات ليس نتيجة لضغوط أو مطالب بل الهدف الرئيسي هو توضيح عدد من الأمور في مسألة إباحته للغناء. وفي ختام تصريحه ذكر الكلباني بأن الحلقات ستحوي العديد من المفاجآت للمشاهدين على حد تعبيره. الجدير بالذكر أن أحد الصحف الإليكترونية ذكرت بأن الشيخ عادل الكلباني تراجع عن رأيه في إباحة الغناء وهو ما نفاه الكلباني لـ (صحف)،وقد أشار الكلباني بأن مخرج البرنامج استعجل كثيراً عندما أدلى بهذا التصريح للصحيفة الذي لا يعبر عن واقع الأمر.
ـ[أبو سلمان الشعراوي]ــــــــ[30 - 07 - 10, 12:18 ص]ـ
الأخوة الكرام
هناك رسالة الشيخ: صالح بن على الشمراني
عضوء هيئة التدريس بجامعة أم القرى
بعنوان
" إرسال الشواظ على من تتبع الشواذ "
من نشر مكتبة دار المنهاج بالرياض
وكما في المقدمة قال:
أنه استل هذا الكتاب من رسالة المؤلف للماجستير
بعنوان
"الأقوال الشاذة في بداية المجتهد جمعاً ودراسةً"
وتقبلوا تحياتي
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 07 - 10, 03:06 ص]ـ
الأخوة الكرام
هناك رسالة الشيخ: صالح بن على الشمراني
عضوء هيئة التدريس بجامعة أم القرى
بعنوان
" إرسال الشواظ على من تتبع الشواذ "
من نشر مكتبة دار المنهاج بالرياض
وكما في المقدمة قال:
أنه استل هذا الكتاب من رسالة المؤلف للماجستير
بعنوان
"الأقوال الشاذة في بداية المجتهد جمعاً ودراسةً"
وتقبلوا تحياتي
الرسالة هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1338870&postcount=1568
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[30 - 07 - 10, 04:47 م]ـ
في زعمي ان هذا الموضوع سيفتح باب الرسائل العلمية في اكثر من مجال وتخصص
ومن ذلك:
في مجال الدعوة والاعلام
اثر المستشرقين في الاراء الفقهية.
أو آثار المستشرقين في نشر الآراء الشاذة.
وكذا يقاس عليهم أذنابهم من العلمانيين واللبراليين لأن الأمة تتأثرر بمأخذهم , وزعهم سواء سلباًأو إيجابًا.
وأن كنت أزعم أن هذا الموضوع بجق يحتاج الى عشرات الرا\سائل لان الامة لم تفسد الا من هؤلاء المنافقين؛؛؛ والله اعلم
وفي مجال الفقه:-
دراسة الاراء الشاذة عند كل عالم من العلماء بحده, سواء تصديره أو ذكره له
الآراء الشاذة عند ابن عبدالبر
الآراء الشاذة عند ابن حزم
الآراء الشاذة عند ابن تيمية
الآراء الشاذة عندالنووي
الآراء الشاذة عند ابن القيم
الآراء الشاذة عند القرطبي
الآراء الشاذة عند ابن رشد
الآراء الشاذة عند ابن حجر العسقلاني وغيرها
ودراستها جمعًا وتأصيلاً
وفي مجال الحديث كما هو معروف
وفي مجال التفسير
الآراء الشاذة عند ابن جرير الطبري
الآراء الشاذة عند ابن كثير
الآراء الشاذة عند الزمخشري
الآراء الشاذة عند ابن عطية
الآراء الشاذة عند سيد قطب
وغيرها
وفي مجال تفسير الاحلام
وغيرها
فأزعم أن هذا الموضوع سيكون فيه عشرات الرسائل وهي فرصة لمن يريد أن يسجل موضوعًا للدراسات العليا
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 04:14 م]ـ
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعياً فضيلته على خشية الله ومخافته وإلى احترام العلماء وطاعتهم.
مؤكدآ فضيلته ان خادم الحرمين الشريفين حفظ مكانتهم واهتم بمنزلتهم وقال فضيلته في خطبه الجمعه يوم امس في المسجد الحرام ان من كان بالله أعرف كان منه أخوف وملائكة الرحمن هم أعرف بربهم يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ورسل الله وأنبياؤه هم سادات الخائفين الذين يبلغون رسالات الله ويخشون ولا يخشون أحدا الا الله وكفى بالله وكيلا ثم يأتي بعد ذلك أهل العلم الربانيون فهم اهل الخشية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/452)
وكلما كان العالم مستشعراً مسؤولياته ومستبشراً وقوفه بين يدي الله ومستحضراً بين قول الله. (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق، وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون). وبين إمام وخطيب المسجد الحرام ان العالم الذي علم كبر المسؤولية والأمانة ويسعى في براءة الذمة فان خوفه من الله وخشيته من مولاه على قدر ما يستشعر ويستحضر. مشيراً ان من ما يجسد ذلك ويبينه ذلك التوجيه الراشد والكلمة الصادقة التي خاطب فيها ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين وحامي حماهما، وحامي الشرع المطهر .. خاطب فيها يحفظه الله العلماء والمسؤولين في الدولة من منطلق مسؤليته الشرعية وإمامته الدينية فقد حفظ لأهل العلم منزلتهم وللمؤسسات الشرعية حقها وصان حدودها ووقف بحزم في منع تجاوزها أو النيل من هيبتها وقال خادم الحرمين الشريفين أعزه الله ونصر به دينه (فشأن يتعلق بديننا ووطننا وأمتنا وسمعة مؤسساتنا الشرعية التي هي معقد اعتزازنا واغتباطنا لن نتهاون فيه أو نتقاعس فيه فدين الله به ومسؤولية نطلع بها إن شاء الله على الوجه الذي يرضيه فمن واجبنا الشرعي أزاءها بحزم وبقوة حفظ للدين وهو أعز ما نملك ورعاية لوحدة الكلمة والأمة وحسبا لمادة الشرع فديننا هو عصمة أمرنا فلا عزة للعباد والبلاد حين التجرؤ على الكتاب والسنة والتصدي للفتوى من غير الأهلية والدين ليس محلاً للتباهي ومطامع الدنيا. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام بأن خادم الحرمين الشريفين كان حازماً صارماً في منع التجاوز المؤسسات الشرعية والوقوع فيها وفي حملتها ومسؤوليها يحفظ الله حماة الفتوى وحفظة الشرع المطهر، تعظيماً لدين الله من الافتراء عليه، مما يقتحم المركب الصعب ولم يتسلح في العلم ويحمل آلته المؤهلة مما ينتسب الى علم أو فكر أو ثقافة او إعلام، حيث لا يجوز ان يكون رأيه الخلاف المسموح بها شرعاً سبيلاً بالتقول على الله او تجوز اهل الذكر او التطاول على اهل العلم او فرق بين سعة الشريعة ورحمتها وفوضى القيل والقال.موضحا فضيلته ان الخلاف شر الفتنة وأن كل من خرج عن الجادة التي استقر عليها أمر الامه من من سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من الصحابه رضي الله عليه ثم تبعه بإحسان من علماء الأمة فمن خرج عن الجادة لابد من لجمه وإيقافه عند حده فالنفوس ضعيفة وأضواء الاعلام محرقة والمغرض مترقب متربص.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام ان خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله أكد ان المؤسسات الشرعية قامت بواجبها على الوجه الأكمل ومن أراد ان يقلل من دورها ومتعديا على صلاحيتها ومتجاوزا أنظمة الدولة وناصبا نفسه بمناقشتها فيجب الوقوف أمامه بحزم ورده الى جادة الصواب وإلزامه باحترام الدور الكبير الذي تقوم به هذه المؤسسات الشرعية وعدم الأساءة اليها والتشكيك في اطلاعها ومسؤلياتها واضعاف هيبتها والنيل من سمعتها.
مشيرا فضيلته الى ان المقصود من ذلك حفظ حمى الدين سيرا على ما تقتضيه السياسة الشرعية في اجتماع الكلمة وتوحيد الصف ونبذ الفرقة والاجتماع على أمر الدين وإبعاد الفتنة، اما الفتاوى الخاصة في أمور العبادات والمعاملات وشئون الأسرة والأحوال الشخصية بين السائل والمسئول والمستفتي والمفتي فهذا أمر واسع.
وهنا تنقل جريدة الرياض عن
د. عمر السديس:
القرار الملكي بتنظيم الفتوى ضبط لها من الوقوع في شواذ الآراء المحرمة بالإجماع
الرياض - هيام المفلح
أشاد الشيخ الدكتور عمر بن علي السديس الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم بمضمون الأمر الملكي الكريم الخاص بتنظيم الفتوى والتأكيد على احترام المؤسسات الشرعية وعدم تخطي صلاحياتها بأي أسلوب من أساليب التجاوز في الفتوى أو الاحتساب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/453)
وقال الشيخ السديس – وهو صاحب أطروحة الدكتوراه في الآراء المحكوم عليها بالشذوذ في الفقه – إن الفتوى أهميتها بالغة ومنزلتها عالية وعن طريقها يتم التعرف على الأحكام الشرعية وهي توقيع عن الله تعالى، والفتوى بالرأي الشاذ من حيث صدورها محرمة بالإجماع لأنه قولٌ على الله بلا علم، بل هي محرمة أيضًا من حيث تقليد المقلد لها، والمتأمل في المضامين التي توخاها الأمر الملكي الكريم يجد مدى الحكمة والملكة الفقهية العالية التي تضمنها البيان، وخاصة في تشديد الأمر الملكي على منع التطرق لأي موضوع يدخل في مشمول شواذ الآراء، ومفردات أهل العلم المرجوحة، وأقوالهم المهجورة. مؤكداً ان التشديد في هذا الأمر هو منهج العلماء الراسخين والولاة المخلصين، حيث يقول ابن القيم: ((فالواجب على من شرح الله صدره للإسلام إذا بلغته مقالة ضعيفة عن بعض الأئمة أن لا يحكيها لمن يتقلدها بل يسكت عن ذكرها إن تيقن صحتها وإلا توقف في قبولها فكثيرًا ما يُحكى عن الأئمة ما لا حقيقة له)).
ويشير د. السديس الى أن منْ يتأمل في فقه السياسة الشرعية وما سار عليه سلفنا الصالح يجد ما يؤيد هذا المسار؛ فهو من السياسة الشرعية المنوطة بولي الأمر، ولا يقف البيان عند ضبط الفتاوى التي تخرج عن إطارها فحسب، بل يتعدى ذلك إلى تكريس دور المؤسسات الشرعية وخصوصاً مؤسسات الفتوى التي أنشأتها هذه الدولة المباركة لتكون البديل المأمون لسد احتياجات الناس في المسائل الشرعية، وقطع الطريق على أصحاب الأهواء وضعيفي الديانة قليلي العلم في فتنة الناس في أمور دينهم.
وبيّن السديس في ختام تصريحه ل"الرياض" أن من أشنع آثار الشذوذ الفقهي ما يلي: (تبديل الدين، فشو المنكرات والبدع، إبطال بعض شرائع الدين وأحكامه، تعطيل بعض سننه، واتخاذ الأقوال الشاذة حيلة للتهرب من الأحكام الشرعية، التضييق على الأمة، زعزعة ثقة العوام بالدين، التشكيك في الأحكام الشرعية بغية الانحراف عن منهج أهل السنة، طعن الكثير من الكفار بالدين والاستهتار به، والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم).
وكان المعهد العالي للقضاء قد شهد مناقشة رسالة الدكتوراه التي تقدم بها الشيخ عمر بن علي السديس. تحت عنوان (الآراء المحكوم عليها بالشذوذ في الفقه) وحصلت على مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطباعة الرسالة وتداولها بين جامعات المملكة، وأشرف عليها معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ د. سليمان أبا الخيل.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 04:32 م]ـ
س/ هل ستكون الفتيا كالقضاء يالسعودية بناء على ما ذكر من خادم الحرمين حفظه الله, نص الخطاب منقول من جريدة الرياض:
أمر ملكي بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء
الملك عبدالله: سنقف بقوة وحزم تجاه أي تجاوزات حفظاً للدين ورعاية للوحدة
جدة - واس
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الأمر الملكي التالي إلى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء والجهات المعنية: بسم الله الرحمن الرحيم الرقم: 13876 / ب التاريخ: 2/ 9/1431ه سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء نسخة لصاحب السمو الملكي النائب لثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية نسخة لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد نسخة لمعالي وزير التعليم العالي نسخة لمعالي وزير العدل نسخة لمعالي وزير الثقافة والإعلام نسخة لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي نسخة لفضيلة رئيس المجلس الأعلى للقضاء نسخة لمعالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انطلاقاً من قول الحق جل وعلا (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، وقوله سبحانه (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا)، وقوله (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/454)
حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وقوله جل جلاله (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)، وقوله تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ)، وقوله جل شأنه (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)، وقوله (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَن الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
على هذا الأساس القويم الذي حفظ لنا حمى الدين، وبين خطورة التجاوز عليه، والوقوع فيه، ترسخت في النفوس المؤمنة مفاهيم مهمة في شأن الفتوى وحدود الشرع الحنيف، يجب الوقوف عند رسمها؛ تعظيماً لدين الله من الافتئات عليه من كل من حمل آلة تساعد على طلب العلم، ولا تؤهل لاقتحام هذا المركب الصعب، فضلاً عمن لا يملك آلةً ولا فهماً؛ ليجادل في دين الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، وإنما هو التطفل على مائدة الشرع، والعجلة -خالي الوفاض- في ميدان تحفه المخاطر والمهالك من كل وجه.
تباين أقوال أهل العلم لا يجب أن يتجاوز نطاق هيئاتهم ومجامعهم العلمية والفقهية
وقد تابعنا هذا الأمر بكل اهتمام ورصدنا تجاوزات لا يمكن أن نسمح بها، ومن واجبنا الشرعي الوقوف إزاءها بقوة وحزم؛ حفظاً للدين، وهو أعز ما نملك، ورعاية لوحدة الكلمة، وحسماً لمادة الشر، التي إن لم ندرك خطورتها عادت بالمزيد، ولا أضر على البلاد والعباد من التجرؤ على الكتاب والسنة، وذلك بانتحال صفة أهل العلم، والتصدر للفتوى، ودين الله ليس محلاً للتباهي، ومطامع الدنيا، بتجاوزات وتكلفات لا تخفى مقاصدها، مستهدفة ديننا الذي هو عصمة أمرنا، محاولة -بقصد أو بدون قصد- النيل من أمننا، ووحدة صفنا، تحسب أنها بما تراه من سعة الخلاف حجة لها بالتقول على شرع الله، والتجاوز على أهل الذكر، والتطاول عليهم، وترك ترجيح المصالح الكبرى في النطق والسكوت، بما يتعين علينا تعزيره بما نراه محققاً لمقاصد الشريعة، وكل من خرج عن الجادة التي استقرت بها الحال، وسنة سنها رسولنا صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من الصحابة رضوان الله عليهم وعلماء الأمة منذ صدر الإسلام، واطمأنت إليها النفوس، ثقة بكبار علمائنا وأعمدة فتوانا، على هدي سلفنا الصالح، ونهجهم السوي، ولأن كان عصرنا هو عصر المؤسسات لتنظيم شؤون الدنيا في إطار المصالح المرسلة، فالدين أولى وأحرى في إطار مصالحه المعتبرة.
الملك عبدالله مستقبلاً سماحة المفتي في مناسبة سابقة «أرشيفية»
إن تباين أقوال أهل العلم يتعين أن يكون في نطاق هيئاتهم ومجامعهم العلمية والفقهية، ولا يخرج للناس ما يفتنهم في دينهم، ويشككهم في علمائهم، فالنفوس ضعيفة والشبه خطافه، والمغرض يترقب، وفي هذا من الخطورة ما ندرك أبعاده، وأثره السيئ على المدى القريب والبعيد على ديننا ومجتمعنا وأمننا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/455)
إننا بحمد الله أسعد ما نكون بالحق، فلا نعرف الرجال إلا به، ونفرق بين سعة الشريعة وفوضى القيل والقال، وبين اختلاف أقوال أهل العلم فيما بينهم، على هدي الشريعة، وسمت علماء الإسلام، وبين منازعة غيرهم لهم، والتجاوز على حرمة الشرع، كما نفرق بين مسائل الدين التي تكون بين المرء وربه في عبادته ومعاملته، ليعمل فيها في خاصة نفسه بما يدين الله به، دون إثارة أو تشويش، وبين الشأن العام مما لا يسعه الخوض فيه بما يخالف ما تم حسمه بآلته الشرعية التي تستند على أقوال أهل العلم بالدليل والتعليل، وهنا نستذكر قاعدة الشرع الحنيف في أنه لا عصمة لأحد إلا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا قول نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وهذه القاعدة الشرعية لا تتعارض ولا تنفك عن الضوابط السابقة، فهي تجري في سياقها، وتتوخى مقاصدها، وما زال أهل العلم قديماً وحديثاً يوصون باجتماع الكلمة، وتوحيد الصف، ونبذ الفرقة، ويدخل في هذا الاجتماع على أمر الدين، وقد ترك بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- بعض آرائهم الفقيه؛ من أجل اجتماع الكلمة، وأن الخلاف شر وفتنة.
لا أضر على البلاد والعباد من التجرؤ على الكتاب والسنة .. ودين الله ليس محلاً للتباهي
ويدخل في معنى تلك التجاوزات ما يحصل من البعض من اجتهادات فردية، يتخطى بها اختصاص أجهزة الدولة، ولاسيما ما يتعلق بالدعوة والإرشاد، وقضايا الاحتساب، فقد أقامت الدولة بحمد الله منذ تأسس كيانها على قاعدة الإسلام، مؤسسات شرعية تعنى باختصاصات معلومة لدى الجميع، وقامت بواجبها نحوها على الوجه الأكمل، لكن نجد من البعض من يقلل من هذا الدور، متعدياً على صلاحياتها، ومتجاوزاً أنظمة الدولة، ومنهم من نصب نفسه لمناقشتها، وعرضها على ما يراه، وهذا ما يتعين أخذه بالحزم ورده لجادة الصواب، وإفهامه باحترام الدور الكبير الذي تقوم به مؤسساتنا الشرعية، وعدم الإساءة إليها بتخطي صلاحياتها، والتشكيك في اضطلاعها بمسؤولياتها، وهي دعوة مبطنة لإضعاف هيبتها في النفوس، ومحاولة الارتقاء على حساب سمعتها وسمعة كفاءاتنا الشرعية التي تدير شؤونها، التي يتعين عليها التنبه لهذا الأمر، وتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه اختراق سياجها الشرعي والنظامي، والنيل من رجالها، وهم حملة الشريعة وحراسها.
للاحتساب الصادق جادة يعلمها الجميع .. والذمة تبرأ برفع محل الاحتساب إلى جهته المختصة
ولا شك أن للاحتساب الصادق جادة يعلمها الجميع، خاصة وأن الذمة تبرأ برفع محل الاحتساب إلى جهته المختصة، وهي بكفاءة رجالها وغيرتهم على الدين والوطن محل ثقة الجميع، لتتولى أمره بما يجب عليها من مسؤولية شرعية ونظامية.
ولم تكن ولن تكون الجلبة واللغط والتأثير على الناس بما يشوش أفكارهم، ويحرك سواكنهم، ويتعدى على صلاحيات مؤسساتنا الشرعية أداة للاحتساب وحسم الموضوع، بل إن الدخول الارتجالي فيها يربك علم مؤسساتنا الشرعية ويسلبها صلاحياتها، ويفرغها من محتواها، بدعوة واضحة للفوضى والخلل، ومن هؤلاء من يناقض نفسه بإعلان حرصه على هذه المؤسسات وتزكيتها، وعدم النيل منها، ثم يلغي بفعله الخاطئ دورها، ومنهم من يكتب عرائض الاحتساب للمسؤولين فيما بينه وبينهم، كما هو أدب الإسلام، ثم يعلن عنها -على رؤوس الأشهاد- ليهتك ما ستر الله عليه من نية، أو سوء تدبير على إحسان الظن به، وفي مشمول هؤلاء كل من أولع بتدوين البيانات والنكير على الخاص والعام لسبب وغير سبب ومن بينهم من أسندت إليهم ولايات شرعية مهمة.
الأمر الملكي يوقف التطفل على مائدة الشرع والعجلة في ميدان تحفه المخاطر والمهالك
وفي سياق ما ذكر ما نما إلى علمنا من دخول بعض الخطباء في تناول موضوعات تخالف التعليمات الشرعية المبلغة لهم عن طريق مراجعهم، إذ منبر الجمعة للإرشاد والتوجيه الديني والاجتماعي بما ينفع الناس، لا بما يلبس عليهم دينهم، ويستثيرهم، في قضايا لا تعالج عن طريق خطب الجمعة.
وترتيباً على ما سبق، وأداء للواجب الشرعي والوطني، نرغب إلى سماحتكم قصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء، والرفع لنا عمن تجدون فيهم الكفاية والأهلية التامة للاضطلاع بمهام الفتوى للإذن لهم بذلك، في مشمول اختيارنا لرئاسة وعضوية هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ومن نأذن لهم بالفتوى، ويستثنى من ذلك الفتاوى الخاصة الفردية غير المعلنة في أمور العبادات، والمعاملات، والأحوال الشخصية، بشرط أن تكون خاصة بين السائل والمسؤول، على أن يمنع منعاً باتاً التطرق لأي موضوع يدخل في مشمول شواذ الآراء، ومفردات أهل العلم المرجوحة، وأقوالهم المهجورة، وكل من يتجاوز هذا الترتيب فسيعرض نفسه للمحاسبة والجزاء الشرعي الرادع، كائناً من كان؛ فمصلحة الدين والوطن فوق كل اعتبار، وقد زودنا الجهات ذات العلاقة بنسخ من أمرنا هذا لاعتماده وتنفيذه -كل فيما يخصه-، وسنتابع كافة ما ذكر، ولن نرضى بأي تساهل فيه قل أو كثر؛ فشأن يتعلق بديننا، ووطننا، وأمننا، وسمعة علمائنا، ومؤسساتنا الشرعية، التي هي معقد اعتزازنا واغتباطنا، لن نتهاون فيه، أو نتقاعس عنه، ديناً ندين الله به، ومسؤولية نضطلع بها -إن شاء الله- على الوجه الذي يرضيه عنا، وهو المسؤول جل وعلا أن يوفقنا ويسددنا، ويدلنا على خير أمرنا، ويلهمنا رشدنا وصوابنا، وأن يسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، ويزيدنا من فضله ويستعملنا في طاعته، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، .. عبدالله بن عبدالعزيز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/456)
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 04:37 م]ـ
س/ هل ستكون الفتيا كالقضاء يالسعودية بناء على ما ذكر من خادم الحرمين حفظه الله, نص الخطاب منقول من جريدة الرياض:
أمر ملكي بقصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء
الملك عبدالله: سنقف بقوة وحزم تجاه أي تجاوزات حفظاً للدين ورعاية للوحدة
جدة - واس
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الأمر الملكي التالي إلى سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء والجهات المعنية: بسم الله الرحمن الرحيم الرقم: 13876 / ب التاريخ: 2/ 9/1431ه سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس هيئة كبار العلماء نسخة لصاحب السمو الملكي النائب لثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية نسخة لمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد نسخة لمعالي وزير التعليم العالي نسخة لمعالي وزير العدل نسخة لمعالي وزير الثقافة والإعلام نسخة لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي نسخة لفضيلة رئيس المجلس الأعلى للقضاء نسخة لمعالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انطلاقاً من قول الحق جل وعلا (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)، وقوله سبحانه (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا)، وقوله (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وقوله جل جلاله (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)، وقوله تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ)، وقوله جل شأنه (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)، وقوله (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَن الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
على هذا الأساس القويم الذي حفظ لنا حمى الدين، وبين خطورة التجاوز عليه، والوقوع فيه، ترسخت في النفوس المؤمنة مفاهيم مهمة في شأن الفتوى وحدود الشرع الحنيف، يجب الوقوف عند رسمها؛ تعظيماً لدين الله من الافتئات عليه من كل من حمل آلة تساعد على طلب العلم، ولا تؤهل لاقتحام هذا المركب الصعب، فضلاً عمن لا يملك آلةً ولا فهماً؛ ليجادل في دين الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، وإنما هو التطفل على مائدة الشرع، والعجلة -خالي الوفاض- في ميدان تحفه المخاطر والمهالك من كل وجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/457)
تباين أقوال أهل العلم لا يجب أن يتجاوز نطاق هيئاتهم ومجامعهم العلمية والفقهية وقد تابعنا هذا الأمر بكل اهتمام ورصدنا تجاوزات لا يمكن أن نسمح بها، ومن واجبنا الشرعي الوقوف إزاءها بقوة وحزم؛ حفظاً للدين، وهو أعز ما نملك، ورعاية لوحدة الكلمة، وحسماً لمادة الشر، التي إن لم ندرك خطورتها عادت بالمزيد، ولا أضر على البلاد والعباد من التجرؤ على الكتاب والسنة، وذلك بانتحال صفة أهل العلم، والتصدر للفتوى، ودين الله ليس محلاً للتباهي، ومطامع الدنيا، بتجاوزات وتكلفات لا تخفى مقاصدها، مستهدفة ديننا الذي هو عصمة أمرنا، محاولة -بقصد أو بدون قصد- النيل من أمننا، ووحدة صفنا، تحسب أنها بما تراه من سعة الخلاف حجة لها بالتقول على شرع الله، والتجاوز على أهل الذكر، والتطاول عليهم، وترك ترجيح المصالح الكبرى في النطق والسكوت، بما يتعين علينا تعزيره بما نراه محققاً لمقاصد الشريعة، وكل من خرج عن الجادة التي استقرت بها الحال، وسنة سنها رسولنا صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من الصحابة رضوان الله عليهم وعلماء الأمة منذ صدر الإسلام، واطمأنت إليها النفوس، ثقة بكبار علمائنا وأعمدة فتوانا، على هدي سلفنا الصالح، ونهجهم السوي، ولأن كان عصرنا هو عصر المؤسسات لتنظيم شؤون الدنيا في إطار المصالح المرسلة، فالدين أولى وأحرى في إطار مصالحه المعتبرة.
الملك عبدالله مستقبلاً سماحة المفتي في مناسبة سابقة «أرشيفية»
إن تباين أقوال أهل العلم يتعين أن يكون في نطاق هيئاتهم ومجامعهم العلمية والفقهية، ولا يخرج للناس ما يفتنهم في دينهم، ويشككهم في علمائهم، فالنفوس ضعيفة والشبه خطافه، والمغرض يترقب، وفي هذا من الخطورة ما ندرك أبعاده، وأثره السيئ على المدى القريب والبعيد على ديننا ومجتمعنا وأمننا.
إننا بحمد الله أسعد ما نكون بالحق، فلا نعرف الرجال إلا به، ونفرق بين سعة الشريعة وفوضى القيل والقال، وبين اختلاف أقوال أهل العلم فيما بينهم، على هدي الشريعة، وسمت علماء الإسلام، وبين منازعة غيرهم لهم، والتجاوز على حرمة الشرع، كما نفرق بين مسائل الدين التي تكون بين المرء وربه في عبادته ومعاملته، ليعمل فيها في خاصة نفسه بما يدين الله به، دون إثارة أو تشويش، وبين الشأن العام مما لا يسعه الخوض فيه بما يخالف ما تم حسمه بآلته الشرعية التي تستند على أقوال أهل العلم بالدليل والتعليل، وهنا نستذكر قاعدة الشرع الحنيف في أنه لا عصمة لأحد إلا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا قول نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وهذه القاعدة الشرعية لا تتعارض ولا تنفك عن الضوابط السابقة، فهي تجري في سياقها، وتتوخى مقاصدها، وما زال أهل العلم قديماً وحديثاً يوصون باجتماع الكلمة، وتوحيد الصف، ونبذ الفرقة، ويدخل في هذا الاجتماع على أمر الدين، وقد ترك بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- بعض آرائهم الفقيه؛ من أجل اجتماع الكلمة، وأن الخلاف شر وفتنة.
لا أضر على البلاد والعباد من التجرؤ على الكتاب والسنة .. ودين الله ليس محلاً للتباهي
ويدخل في معنى تلك التجاوزات ما يحصل من البعض من اجتهادات فردية، يتخطى بها اختصاص أجهزة الدولة، ولاسيما ما يتعلق بالدعوة والإرشاد، وقضايا الاحتساب، فقد أقامت الدولة بحمد الله منذ تأسس كيانها على قاعدة الإسلام، مؤسسات شرعية تعنى باختصاصات معلومة لدى الجميع، وقامت بواجبها نحوها على الوجه الأكمل، لكن نجد من البعض من يقلل من هذا الدور، متعدياً على صلاحياتها، ومتجاوزاً أنظمة الدولة، ومنهم من نصب نفسه لمناقشتها، وعرضها على ما يراه، وهذا ما يتعين أخذه بالحزم ورده لجادة الصواب، وإفهامه باحترام الدور الكبير الذي تقوم به مؤسساتنا الشرعية، وعدم الإساءة إليها بتخطي صلاحياتها، والتشكيك في اضطلاعها بمسؤولياتها، وهي دعوة مبطنة لإضعاف هيبتها في النفوس، ومحاولة الارتقاء على حساب سمعتها وسمعة كفاءاتنا الشرعية التي تدير شؤونها، التي يتعين عليها التنبه لهذا الأمر، وتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه اختراق سياجها الشرعي والنظامي، والنيل من رجالها، وهم حملة الشريعة وحراسها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/458)
للاحتساب الصادق جادة يعلمها الجميع .. والذمة تبرأ برفع محل الاحتساب إلى جهته المختصة
ولا شك أن للاحتساب الصادق جادة يعلمها الجميع، خاصة وأن الذمة تبرأ برفع محل الاحتساب إلى جهته المختصة، وهي بكفاءة رجالها وغيرتهم على الدين والوطن محل ثقة الجميع، لتتولى أمره بما يجب عليها من مسؤولية شرعية ونظامية.
ولم تكن ولن تكون الجلبة واللغط والتأثير على الناس بما يشوش أفكارهم، ويحرك سواكنهم، ويتعدى على صلاحيات مؤسساتنا الشرعية أداة للاحتساب وحسم الموضوع، بل إن الدخول الارتجالي فيها يربك علم مؤسساتنا الشرعية ويسلبها صلاحياتها، ويفرغها من محتواها، بدعوة واضحة للفوضى والخلل، ومن هؤلاء من يناقض نفسه بإعلان حرصه على هذه المؤسسات وتزكيتها، وعدم النيل منها، ثم يلغي بفعله الخاطئ دورها، ومنهم من يكتب عرائض الاحتساب للمسؤولين فيما بينه وبينهم، كما هو أدب الإسلام، ثم يعلن عنها -على رؤوس الأشهاد- ليهتك ما ستر الله عليه من نية، أو سوء تدبير على إحسان الظن به، وفي مشمول هؤلاء كل من أولع بتدوين البيانات والنكير على الخاص والعام لسبب وغير سبب ومن بينهم من أسندت إليهم ولايات شرعية مهمة.
الأمر الملكي يوقف التطفل على مائدة الشرع والعجلة في ميدان تحفه المخاطر والمهالك
وفي سياق ما ذكر ما نما إلى علمنا من دخول بعض الخطباء في تناول موضوعات تخالف التعليمات الشرعية المبلغة لهم عن طريق مراجعهم، إذ منبر الجمعة للإرشاد والتوجيه الديني والاجتماعي بما ينفع الناس، لا بما يلبس عليهم دينهم، ويستثيرهم، في قضايا لا تعالج عن طريق خطب الجمعة.
وترتيباً على ما سبق، وأداء للواجب الشرعي والوطني، نرغب إلى سماحتكم قصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء، والرفع لنا عمن تجدون فيهم الكفاية والأهلية التامة للاضطلاع بمهام الفتوى للإذن لهم بذلك، في مشمول اختيارنا لرئاسة وعضوية هيئة كبار العلماء، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ومن نأذن لهم بالفتوى، ويستثنى من ذلك الفتاوى الخاصة الفردية غير المعلنة في أمور العبادات، والمعاملات، والأحوال الشخصية، بشرط أن تكون خاصة بين السائل والمسؤول، على أن يمنع منعاً باتاً التطرق لأي موضوع يدخل في مشمول شواذ الآراء، ومفردات أهل العلم المرجوحة، وأقوالهم المهجورة، وكل من يتجاوز هذا الترتيب فسيعرض نفسه للمحاسبة والجزاء الشرعي الرادع، كائناً من كان؛ فمصلحة الدين والوطن فوق كل اعتبار، وقد زودنا الجهات ذات العلاقة بنسخ من أمرنا هذا لاعتماده وتنفيذه -كل فيما يخصه-، وسنتابع كافة ما ذكر، ولن نرضى بأي تساهل فيه قل أو كثر؛ فشأن يتعلق بديننا، ووطننا، وأمننا، وسمعة علمائنا، ومؤسساتنا الشرعية، التي هي معقد اعتزازنا واغتباطنا، لن نتهاون فيه، أو نتقاعس عنه، ديناً ندين الله به، ومسؤولية نضطلع بها -إن شاء الله- على الوجه الذي يرضيه عنا، وهو المسؤول جل وعلا أن يوفقنا ويسددنا، ويدلنا على خير أمرنا، ويلهمنا رشدنا وصوابنا، وأن يسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، ويزيدنا من فضله ويستعملنا في طاعته، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، .. عبدالله بن عبدالعزيز.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[18 - 08 - 10, 07:32 ص]ـ
بما أننا في هذا الشهر الفضيل فسوف أورد بعض الآراء الشاذة في الصيام ومنها:
1 - القول بلزومالقضاء والكفارة على من افطر برؤيته لهلال شوال وحده
2 - قبول شهادة رجل واحد للفطر من رمضان
3 - اول زمان الإمساك هو الفجر الاحمر
أإقتبستها من كتا الاقوال الشاذة لابن رشد
وسوف أورد غرها ولكن حبذا مناقشة هذه المسائل لتعم الفائدة
ـ[ابا عبد الله السهيل]ــــــــ[25 - 10 - 10, 02:18 م]ـ
الاخوة بارك الله فيكم
هل يوجد كتاب يتناول الاراء الشاذة بالتفصيل.
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[25 - 10 - 10, 03:53 م]ـ
لا أظن أن هناك بحث مخصص الا ما أورده الاخوة
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[25 - 10 - 10, 04:24 م]ـ
سمعت ان الدكتور / خالد المزيني لديه بحث عن الفتيا المعاصرة, وربما كان قصده الاراء الشاذة, فيالتيت أحد الاخوة يتحفنا بهذا الكتاب بأي صيغة كانت تدخل على الشاملة
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[25 - 10 - 10, 10:10 م]ـ
الرسالة هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1338870&postcount=1568
هل موجود بصيفة word لادراجها في الشاملة - عفا الله عنك-
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[28 - 10 - 10, 05:54 م]ـ
هل تأثرت البلاد الاسلامية بصدور القرار الملكي في الفتوى.
حتى أغلقت مواقع الفتاوى والقنوات الاسلامية التي تبث الفتوى بهذه الحجة , وهل العلمانيين أستغلوا هذا الخطاب
وهل هذه ثمرة من ثمرات الفتوى بالاقوال الشاذة(128/459)
لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:32 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذا مقال مفيد احببت نقله لاخواني القراء
( ... لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم)
عنوان هذه المقالة جزء من حديث أخرجه غير واحد من أئمة الحديث، منهم الإمام البخاري – رحمه الله - في صحيحه، من رواية أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: ((أتى النبي - صلى الله عليه وسلم- برجل قد شرب، قال:" اضربوه ". قال أبو هريرة- رضي الله عنه-: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه. فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله. قال:" لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان "))، وفي لفظ آخر من حديث أبي هريرة: (( ... قال رجل: ماله أخزاه الله! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:" لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم ")). و حديث آخر نحوه عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رجلاً كان على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان اسمه عبد الله، وكان يلقب حماراً، وكان يضّحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم- قد جلده في الشراب، فأتي به يوماً فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: ((لا تلعنوه، فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله)). أ. هـ من صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال، و باب ما يكره من لعن شارب الخمر، وأنه ليس بخارج من الملّة.
هذا الحديث يحمل توجيهاً نبوياً كريماً، ومنهجاً رصيناً في كيفية التعامل مع من وقع في معصية من المعاصي، منهج ربما غاب عن كثير منا، بحيث أصبح بعضنا ينظر لصاحب المعصية نظرة استحقار وكراهية، قد يتبعها الدعاء عليه!!.
إن مواجهة العاصي بقبيح فعله، وسوء صنيعه نحو قولنا له: اتق الله، أما تخشى عذاب الله؟ أما تستحي من الله؟ ثم اتباع هذا التقريع بدعوة صادقة، يسمعها منك ذلك العاصي، ودعوة أخرى في ظاهر الغيب، كل هذا أحرى به أن يرتدع، ويتوب، ويشعر بأنك تنظر إليه نظرة رحمة ومودّة، ومحبة الخير له، وليست نظرة استعلاء وامتهان.
قال ابن حجر – رحمه الله- في شرح هذا الحديث: " ... ووجه عونهم الشيطان بذلك أن الشيطان يريد بتزيينه له المعصية أن يحصل له الخزي، فإذا دعوا عليه بالخزي فكأنهم قد حصلوا مقصود الشيطان.
ووقع عند أبي داود من طريق ابن وهب عن حيوة بن شريح، ويحيى بن أيوب، وابن لهيعة، ثلاثتهم عن يزيد بن الهاد نحوه، وزاد في آخره: " ولكن قولوا اللهم اغفر له، اللهم ارحمه "، وزاد فيه أيضاً بعد الضرب: " ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: "بكّتوه "، وهو أمر بالتبكيت، وهو مواجهته بقبيح فعله، وقد فسّره في الخبر بقوله: " فأقبلوا عليه يقولون له: ما اتقيت الله - عز وجل-، ما خشيت الله - جل ثناؤه-، ما استحيت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم أرسلوه ".
ثم قال ابن حجر: " ويستفاد من ذلك منع الدعاء على العاصي بالإبعاد عن رحمة الله كاللعن ... ،
وفيه الرد على من زعم أن مرتكب الكبيرة كافر؛ لثبوت النهي عن لعنه، والأمر بالدعاء له،
وفيه أن لا تنافي بين ارتكاب النهي وثبوت محبة الله ورسوله في قلب المرتكب؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن المذكور يحب الله ورسوله، مع وجود ما صدر منه.
وأن من تكررت منه المعصية لا تنزع منه محبة الله ورسوله،
ويؤخذ منه تأكيد ما تقدّم أن نفي الإيمان عن شارب الخمر لا يراد به زواله بالكلية؛ بل نفي كماله، ويحتمل أن يكون استمرار ثبوت محبة الله ورسوله في قلب العاصي مقيّداً بما إذا ندم على وقوع المعصية وأقيم عليه الحد فكفّر عنه الذنب المذكور، بخلاف من لم يقع منه ذلك، فإنه يخشى عليه تكرار الذنب أن يطبع على فلبه شيء حتى يسلب منه ذلك، نسأل الله العفو والعافية ". أهـ
من (فتح الباري ج12 ص67 - 82).
إن التوجيه النبوي الكريم في هذه الأحاديث منهج قويم في كيفية التعامل مع أصحاب المعاصي، وسياج منيع لمن يعجب بعمله، وتزهو نفسه إذا رأى غيره على معصية، كيف لا وقد حدّث النبي - صلى الله عليه وسلم-:" أن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان. وأن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألّى علىّ ألَّا أغفر لفلان. فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك "، أو كما قال.الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. ومن الذي يعلم ما يؤول إليه حال ذلك العاصي غير الله؟ فقد يختم له بخير، و يختم لغيره بشر؟ كما في الحديث المتفق عليه: " ... فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ".
إن منهجية التعامل مع العاصي أو المخطئ منهجية ينبغي ألا تخضع للعواطف الجياشة، أو الاجتهادات الفرديّة الخاصة، بل تحكمها النصوص الشرعية المستفيضة من الكتاب والسنة النبوية الشريفة، وما أجمل أن يستشعر الإنسان حال توجيه اللوم لأخيه العاصي بأنه مكانه. لو كان الناصح هو الشخص المبتلى، فماذا يحب أن يسمع؟ وكيف يريد مِمَّن حوله أن يتعاملوا معه؟ ما أجمل قاعدة: ضع نفسك مكانه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/460)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - 07 - 10, 06:25 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[17 - 07 - 10, 08:08 م]ـ
جزاك الله خير أخي أبو محمد، ونفع بك ..
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - 07 - 10, 08:49 م]ـ
با رك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء يا ابا البراء(128/461)
سؤال عن افرازات الفرج اثناء النوم
ـ[الوافي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمته وبركاته ما ابي اطول عليكم عندي سؤال محير زوجتي
في اكثر الايام تستيقظ من النوم وتجد افرازات وتقول لم احتلام ولم اشاهد احد ومع ذالك اجد
افرازات هل هذه الافرازات توجب الغسل
وهل كثرة الاحتلام دليل على الاصابه بالعين
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[01 - 07 - 10, 05:58 م]ـ
س159: إذا استيقظ الإنسان فوجد في ملابسه بللاً فهل يجب عليه الغسل؟
الجواب: إذا استيقظ الإنسان فوجد بللاً، فلا يخلو من ثلاث حالات:
الحال الأولى: أن يتيقن أنه مني، فيجب عليه حينئذ الاغتسال سواء ذكر احتلاماً أم لم يذكر.
الحال الثانية: أن يتيقن أنه ليس بمني، فلا يجب عليه الغسل في هذه الحال، ولكن يجب عليه أن يغسل ما أصابه، لأن حكمه حكم البول.
الحال الثالثة: أن يجهل هل هو مني أم لا؟ ففيه تفصيل:
أولاً: إن ذكر أنه احتلم في منامه، فإنه يجعله منياً ويغتسل، لحديث أم سلمة –رضي الله عنها- حين سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، هل عليها غسل؟ قال: ((نعم إذا هي رأت الماء)) فدل هذا على وجوب الغسل على من احتلم ووجد الماء.
ثانياً: إذا لم ير شيئاً في منامه، فإن كان قد سبق نومه تفكير في الجماع جعله مذياً.
وإن لم يسبق نومه تفكير فهذا محل خلاف:
قيل: يجب عليه الغسل احتياطاً.
وقيل: لا يجب وهو الصحيح لأن الأصل براءة الذمة.
منقول من فتاوي اركان الاسلام للشيخ ابن عثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18007.sht (http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18007.shtml)
(http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18007.shtml)
ـ[أبو فهر المصري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 08:43 م]ـ
ما كان يجب أن يصاغ السؤال بهذه الطريقة، أرجو من إدارة المنتدى إغلاق هذا الموضوع.
ـ[أبو عبد الملك عبد الله الأثري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:32 ص]ـ
ما كان يجب أن يصاغ السؤال بهذه الطريقة، أرجو من إدارة المنتدى إغلاق هذا الموضوع.
عجيب أمرك أخي الكريم
وهل السؤال عيب؟
أو طريقة عرضه خطأ!!!
سأل إذ لم يعلم!
فكان ماذا
يغلق موضوعه؟
كل ما في الأمر أنه عين السائل
ونحن لا نعرفه ولا نعرف السائل ولا حتى أى معلومة عنهما
فما الخطأ
إنه لشئ عجاب
!!!!!!!!!!!(128/462)
مقال: [ما ألذَّ (ثناء الناسِ)]!
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[01 - 07 - 10, 07:26 م]ـ
يا طالبَ العلمِ: فكِّر في مجالٍ (غيرِ العلمِ) لتُحَقِّقَ النَّجَاحَ والرِّضَا، فما ألذَّ (ثناء النَّاس)!
مَدْخَلٌ:
[يا طالبَ العلمِ:
سَبَقَ المُثَقَّفُون، وأنتَ قاعدٌ بين دَفَّاتِ الكُتُبِ، تراجعُ - يا مِسكينُ - مسائلَ المذهبِ، وتصحيحاتِ ابن رجب، واختيارات ابن تيميَّة، وتعليقات الذهبيِّ، ودُرَرَ ابن القيِّم، وتحقيقات الشاطبيِّ، ترجيحات ابن عثيمين، وتؤرِّقُكَ قضيَّةُ " نَفْعِ النَّاس" بالوعظِ والتعليمِ!
دونَكَ الأسهلُ المفيدُ.
أين زميلُكَ محمَّدٌ؟
قد كانَ معك ذاهباً آيباً إلى حِلَقِ العِلْمِ؛ لكنَّه نشط من عِقَالِه، فقرأ كتابَيْنِ ثقافِيَّيْنِ، وبدأ يكتُبُ في صحيفةٍ، بزاويةٍ مُلْفِتَةٍ، هنئياً له المالُ والشُّهْرَةُ!
أين رفيقُكَ خالدٌ؟
كم قد سمرتَ معه الليلَ، وأنتما تقرآن كتاباً في الآداب، وتتذاكرانِ المحفوظ من المسائلِ؛ لكنَّهُ فاقَك عقلاً؛ وجالسَ غيرَ العلماءِ؛ فأيقنَ أنَّ شيوخَه قد بلغوا من التحجُّر غاية، ورفعوا للتشدُّدِ راية؛ فراجعَ كلاماً للعلماء، ثمَّ حبَّرْ مسائلَ في العِلمِ غريبَة، وبحثَ أقوالاً تراها مُريبَة، فنامَ طالِباً واستيقظَ مُرَجِّحاً، وأضحى - بين الرُّعاعِ - مُزَكَّى بالعلمِ مُمَدَّحاً؛ لخروجِه عن المألوفِ بأنواعٍ من الأدلِّة، وإشباعِ رغباتِ النَّاسِ بالأقوالِ المُسْتَلَّة، هنئياً له السُّمْعَةُ والشُّهرَةُ!
لولا المشقَّةُ سادَ النَّاسُ كُلُّهُمُ ** [فابحَثْ غَرائبَ عِلْمٍ تَحْظَ بالرُّتَبٍِ]
أرأيتَ كيفَ عَرَفُوا السبيل، وتركوا الثقيل؟!
فالأمرُ لا يحتاجُ سوى كلماتٍ تحفظُها، وآراء تتصوَّرُها؛ فلا تلبث أن تكونَ كاتبَ " منتدى "، فـ" صحيفةٍ إلكترونيَّةٍ "، فـ" صحيفةٍ سيَّارةٍ "، وستكون ذا صِيْتٍ، وذِكْرٍ حَسَنٍ عمَّا قريبٍ، فماذا قدَّمتْ لك دراسةُ العلومِ الشَّرعيَّةِ والمسائلِ؟! عناءٌ لا ينقضي!
وإيَّاكَ، وأن تحافظَ على اسمكَ " طالب علمٍ "؛ فقد أضحى لقباً غيرَ مرغوبٍ فيه، ولا مأسوفٍ على استبدالِهِ، وعليكَ بـ " مُثَقَّفٍ "، أو " باحثٍ في الشُّؤون ... "، أو " كاتب "، أو " أستاذ ". هذا إن كنتَ لم تنَلْ لقبَ الدكتوراة، أمَّا إن تَدَكْتَرتَ؛ فلا تَنْمْ حتَّى تعلِّقَ على سريرِ نومِكَ: "سريرُ الدُّكتور".
ولا تنسبْ نفسَكَ لمدرسةٍ أبداً، وإن كنتَ ذا وفاءٍ؛ فادعُ لمن كان له فضلٌ عليك، أما أن تُفْصِحَ عن كونِكَ درستَ على شيوخٍ ليس لهم إلاَّ "حرامٌ " و " حلالٌ " = فنسبةٌ غيرُ مناسبةٍ لما أرشِدُكَ إليه!
والآن ماذا تنتظرُ يا طالبَ العلمِ؟
رصيدُكَ البنكيُّ قليلُ المالِ، عليكَ ديونٌ، لا يأتي آخرُ الشَّهرِ إلاَّ وأنتَ تقترضُ، وإن كنتَ ذا مالٍ؛ فلا تكملُ لذَّةُ المالِ إلاَّ بلذَّةِ الثَّناء!
فدونَكَ ما أوصيتُكَ به.
واجعلْ " النِتَّ " هجِّيراكَ ورفيقَك، وترقَّبْ كلَّ ساعةٍ تعقيباتِ المعقِّبين، وتعليقاتِ القارئين، وانظرْ في ردودِهم؛ فإن وجدَتَ نفسَكَ ممدوحاً، مشهوداً لك بِرُقِّيِّ القَلَمِ = فاكتُبْ، واجعلْ بجوارِ ما تكتبُ صورةً لك، مع استحسانِ تهذيبِ اللحيةِ ما استطعتَ؛ لتكونَ أجملَ، وأبعدَ عن وصفكَ بالتديُّنِ المتشدِّدِ.
واحرصْ على الإغرابِ ما استطعتَ، وغُصْ في الأفكارِ، واحفظْ أسماءَ أولادِ "اللوجيا"، أتعرفُهم؟ الآيدلوجيا، والسِّيكولجيا، والأنتولوجيا، وإخوانها وأخواتها، وأتقنْها كإتقانِ جَدَّتِكَ أسماءَ أولادِ "الدُّوْل": الفيفادول، والبندول، والأدُوْل؛ فيَقْبُحُ بكَ أن تكتبَ مقالاً دونَ التعريجِ على أحدِ أولادِ هذه العائلةِ، فتضعف عند قُرَّائكَ الثِّقةُ الثقافيَّةُ بكتاباتِك.
هذا طريقٌ سَلَكَه غيرُ واحدٍ من زملائنا ممن عرفناه طلبَ العلم، قد حقَّقَ ما يريدُ، وتلذَّذَ بثناء النَّاسِ، ومدائحهم؛ فهو الكاتبُ الأديبُ، والمثقَّفُ اللَّبيبُ؛ فهنئياً له اللذَّةُ والشُّهرَةُ!]
وبَعْدُ:
بهذه الخواطِرِ، أو بوصايا غير الموفَّقينَ جنحَ بعضُ طلبةِ العلمِ إلى هذه السبيلِ الغاويةِ، فأسقطَ نفسَه في الهاويَة، قبل رسوخِ القدم، وهي مِنْ ضُرُوبِ الاستعجال، ونتائج الشَّهوةِ الظَّاهِرَةِ لا الخفيَّةِ.
حقّاً .. ما ألذَّ المدح والثناء!
إنَّ في القَلْبِ ثغرةً لا يسدُّها إلاَّ الثناءُ والمدحُ؛ لكنَّ المحرومَ يتعجَّلُ سدَّ هذه الثغرةِ بطلبِ مدحِ النَّاسِ له، ولو أشركَ باللهِ.
والموفَّقُ مَنْ يدَّخِرُ سدَّها ليومِ الجزاءِ؛ ليسمعها كِفاحاً مِنْ ربِّه، ويطلبُها في الدُّنيا من أبوابِها، وذلكَ بذكرِ اللهِ في نفسِه، فيذكره اللهُ في نفسِه، ويقومُ من الليلِ مصلِّياً؛ فيحظى بمباهاةِ اللهِ له ملائكتَه، ويذكرُ ذنباً فتمطر عينُهُ، فيثني عليه ربُّه ويرضى عنه، وهكذا في تنقُّلٍ بين أصنافِ العباداتِ مستصحباً الإخلاصَ، والصِّدقَ، والصَّبرَ؛ مجاهِداً النَّفْسَ في أن يقعَ في أضدادِها، مُؤثراً لذَّةَ ثناءِ النَّاسِ بما هو أعظمُ لذَّة، وأشرحُ قلباً، وأزكى حياةً، وهو ثناءُ اللهِ، ورضاهُ، ومحبَّتُه. وإذا أردتَ أن ترى مقدارَ الفرقِ بين طمعك فيما عند النَّاس، وطمعك فيما عند اللهِ، فانظرْ حالَكَ حينما تُذَم بما تستحقُّ، كيفَ هو الهمُّ والضَّنكُ الذي يلحقُك؟ وأنتَ تعصي اللهَ، وتسوِّفُ بالتَّوْبَةِ، ولا تدري: آللهُ راضٍ عنكَ أم ساخِطٌ، ولا تسعى لرؤيةِ اللهِ من نفسِكَ خيراً من توبةٍ، ونَدَمٍ، وإصلاحٍ، فكيفَ تدَّعي أنَّكَ تريدُ اللهَ والدَّارَ الآخرَة، ولا يجتمعُ في قلبٍ إخلاصٌ وحُبُّ محمدةِ النَّاسِ إلاَّ غلبَ أحدُهما الآخرَ وأحرقَه، ومَنْ لمْ يَجعِلِ اللهُ له نوراً فماله من نُوْرٍ!
الخميس 19/ 7/1431 هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/463)
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 07 - 10, 08:36 م]ـ
الشيخ الفاضل أبا ريَّان
جزاك الله خيراً
وحمداً لله على سلامتك
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[01 - 07 - 10, 08:36 م]ـ
لله درك
سلمت يمينك
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 11:31 م]ـ
بارك الله فيكم أخانا الفاضل / خليل الفائدة.
أنار الله دربكم وسهل أمركم.
ـ[حمد الكندي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 11:35 م]ـ
لا فض فوك
كلمات قليلة تسللت إلى سويداء القلب ..
بارك الله فيك
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 07 - 10, 11:59 م]ـ
واحرصْ على الإغرابِ ما استطعتَ، وغُصْ في الأفكارِ، واحفظْ أسماءَ أولادِ "اللوجيا"، أتعرفُهم؟ الآيدلوجيا، والسِّيكولجيا، والأنتولوجيا، وإخوانها وأخواتها، وأتقنْها كإتقانِ جَدَّتِكَ أسماءَ أولادِ "الدُّوْل": الفيفادول، والبندول، والأدُوْل؛ فيَقْبُحُ بكَ أن تكتبَ مقالاً دونَ التعريجِ على أحدِ أولادِ هذه العائلةِ، فتضعف عند قُرَّائكَ الثِّقةُ الثقافيَّةُ بكتاباتِك.
بارك الله فيك يا أبا ريان .. وأسأل الله أن يصلح أحوالنا ويلطف بنا.
ولعلي أنقل إشارة لطيفة ذكرها الشيخ محمد المنجد وفقه الله تعالى في محاضرة رائعة متقنة جديرة بتكرار سماعها، وهي بعنوان: (الفهم الجديد للنصوص) .. حيث قال حفظه الله:
" ومن الملاحظات العامة على أصحاب هذا المنهج: التشدق بالألفاظ، والتعمق في المصطلحات بقصد الإغراب والاستفزاز، واستعراض الذات، فترى في كلامهم كثيرًا من استعمال (وِيَّة) كثيرًا، (الإسلاموية، السلفوية، الأصولوية، النفطوية، الماضوية، الرسموية، التاريخوية، الأخلاقوية)، وهذه ممكن تكون أول كلمة مفهومة، والـ (وية) prefix and suffix ، لكن إذا جئت إلى المصطلحات الأخرى: (الغنوصية، والإبستمولوجية، والإمبريقوية، والأنثنة، والمستقبلوية، والأنثولوجية، والبلشفاوية، والديانكتكاوية، والزمكانوية، والمكانزماتية، والهرمنطوقية، والديماغوجية) كثيرة في كلامهم، فهؤلاء كيف نعرفهم؟، فمن طرق معرفتهم أن تجد هذه الألفاظ في كلامهم، ويسمون أنفسهم متنورين، الإسلام المستنير، عصرانيين، عصرنة الإسلام، وهكذا ".
ثم قال وفقه الله:
" فهؤلاء القوم تُعجبهم هذه الألفاظ والمصطلحات وخصوصًا كلمة (لوجيا)، ولذلك يختالون بها كالطواويس ".
وقال أيضا:
" وهكذا حال هؤلاء الكتاب الذين يكتبون كتابات رمزية، طبعًا أيش المقصود من القصة يا إخوان؟ أنَّ كتابات بعض هؤلاء عندما تقرأ أنت أحيانا لا تفهم، فيظن بعض الناس أنَّ هذا الكلام ما يفهمه إلا الأذكياء، ولأنِّي أنا لست مثقفًا فأنا لا أفهمه، الكتاب الحداثيون وهؤلاء الكتاب الذين يكتبون من هذا الجنس، بعض الناس يظن أنَّه لا يفهم كلامه لأنَّه ليس بذكي أو ليس بمثقف، أما الحقيقة فهي أن الكاتب نفسه تعمد الإغراب والرمزية في الكتابة؛ لأنَّهم لا يريدون لإنسان فضح مقاصدهم من جهة، ومن جهة أخرى فهم يريدون أن يتميزوا عن الناس بشيء وأنَّهم الطبقة الأرقى، ولذلك يصغي بعضهم إلى بعض وكتاباتهم فيها من هذه السفسطة والغباء الشيء الكثير ".
فالحمدلله على نعمه المتوالية المتتابعة.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:27 ص]ـ
ما أشد هذا المقال!
وقلما تجد من لا يُفتتن بثناء الناس، سيما طالب العلم، مسكين يحسب أنه أتى بما لم يأتِ به الأولون.
كم أكره المدح والثناء، نسأل الله أن يكفينا شره.
وأقولها لك من الآن يا مَن أصابه شيء في نفسه، ورفع نفسه فوق قدرها: (الذي يبالغ في مدحك، سوف يكون - بعد بعدك عن ربك - أول مَن يذمّك) وذلك أن الله تعالى عندما صرفتَ قلبك عنه، صرف عنك قلوب الناس ومحبتهم لك.
جزاك الله خيرًا.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[02 - 07 - 10, 01:13 ص]ـ
بارك الله فيك ...
كلامٌ في الصميم ..
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 02:54 ص]ـ
مقالٌ نافعٌ، نفع الله بك.
ولا شك أنَّ حبَّ الثناء مما تهواه النفوس البشرية، كما قال الأول:
يَهْوَى الثناءَ مُبَرِّزٌ ومُقَصِّرُ ... حُبُّ الثَّناءِ طَبيعةُ الإِنسانِ
لكن الداهية العظمى إذا كان واقعاً في غير موقعه، وكثيراً ما يصدر ذلك ممن يجيدون فَنَّ التزَلُّف والمداهنة، أو كانت النفس مما يغرها ذلك الثناء ويؤثر في سيرها إلى الله عز وجل.
وما أجمل ما قاله العلامة ابن القيم -رحمه الله- في كتابه "الفوائد": (فصلٌ: لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار، والضب والحوت، فإذا حدَّثَتْكَ نفسُك بطلب الإخلاص فأقبل على الطَّمَع أولاً فاذْبَحْه بسكِّين اليأس، وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عُشِّاق الدنيا في الآخرة، فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص.
فإن قلتَ: وما الذي يُسَهِّل عليَّ ذبحَ الطمع والزهدَ في الثناء والمدح؟
قلتُ: أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمُك يقيناً أنَّه ليس من شيءٍ يطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه، لا يملكها غيرُه، ولا يُؤتِي العبدَ منها شيئاً سواه.
وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمُك أنَّه ليس أحدٌ ينفع مدحُه ويزين، ويضرُّ ذَمُّه ويشين إلا الله وحده، كما قال ذلك الأعرابيُّ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ مَدحِي زَينٌ، وذَمِّي شَينٌ. فقال صلى الله عليه وسلم: (ذلك الله عز و جل).
فازهد في مدح من لا يزينُك مَدحُه، وفي ذمِّ مَن لا يَشِنيُك ذَمُّه، وارغب في مدحِ مَن كلُّ الزَّينِ في مَدحِه وكلُّ الشَّينِ في ذَمِّهِ، ولن يقدر على ذلك إلا بالصبر واليقين، فمتى فقدتَ الصبر واليقين كنتَ كمن أراد السَّفَر في البحر في غير مَركبٍ، قال تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ}، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/464)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:02 م]ـ
أحسنت وأجدك
ويضاف لتحذيرك السباق:
إياك أن تبدأ مقالا بـ: الحمد لله والثناء عليه، أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فتفارق طريق المثقفين وتنحاز إلى طريق الإسلامويين!
وكن حذرا من ذكر النقول عن علماء السلف، فلك في الغربيين ومفكري العرب أحسن بديل، فما من حكمة إلا وذكروها!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:38 م]ـ
أخي الحبيب: خليلَ الفائدة
أشكرُ لكَ هذهِ الأنفاسَ الحرَّى , وقد أصبتَ وايمُ الله مكامنَ العلَّةِ , وشفيتَ من نفسِ الصديانِ الغلَّة , وأراكَ نسيتَ أو أُنسيتَ موضوعي تعبير الرُّؤى والاستشاراتِ الاجتماعيَّةِ والأسريَّةِ , فهما ملاذٌ آمِنٌ لمن أوصدت في وجههِ أبوابُ الصحفِ الالكترونيةِ أو الورقيةِ السَّيَّارة.
جزاكَ ربي يا خليلَ الفائدة ... منهُ بخيرِ صلةٍ وعائدةْ.
واعلم أنِّي أحبُّكَ في الله.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:41 م]ـ
خليل الفائدة:
مقال رائع، ونحن بحاجة إلى مثل هذه الوخزات التي تنبه الغافل، وتوقظ النائم.
حقا ما ألذ ثناء الناس!
اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل، ونعوذ بك من الحور بعد الكور.
والله إن الإنسان ليصاب بغصة، وتذرف منه الدمعة، إذا رأى رفيقاً له في الطلب، قد سلك طرق غير سوية، مثل ما ذكر أخونا الفاضل: خليل الفائدة.
فرحماك ربي ...
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينكـ ..
ـ[النابلسي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 06:04 م]ـ
بارك الله فيك - هذا الواقع
قال ابن تيمية: كما أن كثيرا من طلبة العلم ليس مقصودهم به إلا تحصيل رياسة أو مال، وأما أهل العلم والدين الذين هم أهله، فهو مقصود عندهم لمنفعته لهم وحاجتهم إليه في الدنيا والآخرة كما قال معاذ بن جبل في صفة العلم إن طلبة لله عبادة ومذكراته
منهاج السنة 8/ 209
ـ[علي الكناني]ــــــــ[02 - 07 - 10, 06:58 م]ـ
حقّاً .. ما ألذَّ المدح والثناء!
إنَّ في القَلْبِ ثغرةً لا يسدُّها إلاَّ الثناءُ والمدحُ؛ لكنَّ المحرومَ يتعجَّلُ سدَّ هذه الثغرةِ بطلبِ مدحِ النَّاسِ له، ولو أشركَ باللهِ.
والموفَّقُ مَنْ يدَّخِرُ سدَّها ليومِ الجزاءِ؛ ليسمعها كِفاحاً مِنْ ربِّه، ويطلبُها في الدُّنيا من أبوابِها،
دمعت عيناي من هذه الموعظة البليغة
رفع الله قدرك في الدارين
وجزاك عني خير الجزاء
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 08:05 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[02 - 07 - 10, 08:41 م]ـ
الحبيب الفاضل / خليل الفائدة
كلماتك غرر، وعباراتك درر، أحسن الله إليك، وجزاك خيراً
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:03 م]ـ
أخي الحبيب اللبيب
بارك الله فيك , وجزاك الله خيراً.
كم نحتاج إلى مثل هذه الكلمات النافعات.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:28 م]ـ
حقّاً .. ما ألذَّ المدح والثناء!
إنَّ في القَلْبِ ثغرةً لا يسدُّها إلاَّ الثناءُ والمدحُ؛ لكنَّ المحرومَ يتعجَّلُ سدَّ هذه الثغرةِ بطلبِ مدحِ النَّاسِ له، ولو أشركَ باللهِ.
والموفَّقُ مَنْ يدَّخِرُ سدَّها ليومِ الجزاءِ؛ ليسمعها كِفاحاً مِنْ ربِّه، ويطلبُها في الدُّنيا من أبوابِها، وذلكَ بذكرِ اللهِ في نفسِه، فيذكره اللهُ في نفسِه، ويقومُ من الليلِ مصلِّياً؛ فيحظى بمباهاةِ اللهِ له ملائكتَه، ويذكرُ ذنباً فتمطر عينُهُ، فيثني عليه ربُّه ويرضى عنه، وهكذا في تنقُّلٍ بين أصنافِ العباداتِ مستصحباً الإخلاصَ، والصِّدقَ، والصَّبرَ؛ مجاهِداً النَّفْسَ في أن يقعَ في أضدادِها، مُؤثراً لذَّةَ ثناءِ النَّاسِ بما هو أعظمُ لذَّة، وأشرحُ قلباً، وأزكى حياةً، وهو ثناءُ اللهِ، ورضاهُ، ومحبَّتُه. وإذا أردتَ أن ترى مقدارَ الفرقِ بين طمعك فيما عند النَّاس، وطمعك فيما عند اللهِ، فانظرْ حالَكَ حينما تُذَم بما تستحقُّ، كيفَ هو الهمُّ والضَّنكُ الذي يلحقُك؟ وأنتَ تعصي اللهَ، وتسوِّفُ بالتَّوْبَةِ، ولا تدري: آللهُ راضٍ عنكَ أم ساخِطٌ، ولا تسعى لرؤيةِ اللهِ من نفسِكَ خيراً من توبةٍ، ونَدَمٍ، وإصلاحٍ، فكيفَ تدَّعي أنَّكَ تريدُ اللهَ والدَّارَ الآخرَة، ولا يجتمعُ في قلبٍ إخلاصٌ وحُبُّ محمدةِ النَّاسِ إلاَّ غلبَ أحدُهما الآخرَ وأحرقَه، ومَنْ لمْ يَجعِلِ اللهُ له نوراً فماله من نُوْرٍ!
الخميس 19/ 7/1431 هـ.
كلام قيم جدا نفع الله بك،،،
أسأل الله لي ولكم الثبات على الحق حتى الممات ..
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[03 - 07 - 10, 12:49 ص]ـ
درر وغرر تناثرت علينا من أنامل أبي ريان (أو من لوحة مفاتيحه)
أرواه الله من حوض نبيه صلى الله عليه وسلم
حقا والله إن النفس بطبيعتها ميالة إلى الحمد والثناء ولكن على الإنسان أن يجاهد نفسه ويجعل قصارى همته أن يسمع الثناء من الله عز وجل في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
سلك الله بنا جميعا صراط الذين أنعم عليهم وثبتنا على ذلك حتى نلقاه وجنبنا صراط المغضوب عليهم والضالين آمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/465)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[03 - 07 - 10, 01:10 ص]ـ
كانوا يعدون الشهرة بلاء وكان من دعاء أحدهم اللهم إني أسألك ذكرا خاملاً لي ولولدي لا ينقصني عندك شيء فمن يطيق مثل هذا الآن إلا من رحم الله .... والله المستعان
الخليل جزاك الله بالإحسان إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[03 - 07 - 10, 04:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا , كلمات جميلة , فعلا نعاني من هذا الداء
وعلاجه أن تعلم أن الناس لن يغنوا عنك من الله شيئا , وأن قلوبهم تتقلب , فهم إن مدحوك اليوم , غدا سيذموك , فوطن نفسك على عدم الاكتراث بما يقولون , وتذكر حديث: إنما تعلمت ليقال قارىء فقد قيل ...
نسأل الله أن يصلح قلبي وقلب كل مسلم ... آمين
وللفائدة: فقد ذكر ابن حزم رحمه الله أصناف الناس في الثناء والذم في كتاب السير والأخلاق وذكر كلاما قيما ..
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 04:43 ص]ـ
حقّاً .. ما ألذَّ المدح والثناء!
إنَّ في القَلْبِ ثغرةً لا يسدُّها إلاَّ الثناءُ والمدحُ؛ لكنَّ المحرومَ يتعجَّلُ سدَّ هذه الثغرةِ بطلبِ مدحِ النَّاسِ له، ولو أشركَ باللهِ.
والموفَّقُ مَنْ يدَّخِرُ سدَّها ليومِ الجزاءِ؛ ليسمعها كِفاحاً مِنْ ربِّه.
آثر البعد عن مدح وثناء الناس له في الدنيا , حتى يحصل على ذلك خالصًا من الله جل جلاله الذي مدحه زين , وذمه شين.
كم هو عظيم أن يوقفك الله بين يديه ويمدحك ويثني عليك بالخير!
شكر الله لك أستاذي الخليل , وبارك فيك.
ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[03 - 07 - 10, 09:16 ص]ـ
ما شاء الله
تبارك الله
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ألا يحرمنا من
مواضيعك ومشاركاتك
يا فوائد
ـ[صخر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 10:23 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 07 - 10, 04:10 م]ـ
قد تأتي لأحدنا رسالة ثناء أو شكر أو مدح أو ترفيع*:) ... تأتي عبر الجوال أو البريد الألكتروني أو عبر الملتقى .. وقد يكون ما فيها حقا لا مبالغة فيه .. وهذا (نادر) .. أو مبالغا فيه وهذا (الغالب) .. وقد يأنس البعض بها، ويراجعها ... بل يحفظها للاطلاع عليها بين الفينة والأخرى.
ولا أدري حقيقةً لماذا نحفظ رسائل المدح والثناء؟! .. ونحن نعلم علم اليقين .. أن ما فيها .. ليس على وجه الحقيقة، وأن مافيها .. فيه ما فيه!!.
فنصيحتي أولا: لنفسي المقصرة ثم لإخواني: أن لا ننظر إلى رسائل المدح إلا لنعرف نعمة الله علينا بالستر، فنسأله تعالى - مباشرة - أن يعفو ويغفر ويديم النعَم علينا.
ونصيحتي ثانيا: أن لا نديم النظر إليها .. فيأتينا الشيطان من حيث لا نشعر.
ونصيحتي ثالثا: أن نمسحها ونزيلها مباشرة ... حتى لا نجعل لنشوة النفس طريقا لأن تغتر وتتكبر .. (وكأننا أنفسنا ناقصة:).
ونصيحتي رابعا: قد يكون في المبالغة في مدحك ترفيعا:) وتلميعا وتسطيعا .. فقل لنفسك مباشرة: على غيرنا:) .. أنا لست أهلا لما قيل فلماذا اطلع عليه؟!.
أسأل الله أن لا نكون من المرفِعِين .. ولا من المرفَع بهم.
---
(*) الترفيع: مصطلع عرفي يقصد به: المدح الكاذب المبالغ فيه.
باب: (من أخذ مقلبا في نفسه). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=862504&postcount=30)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[03 - 07 - 10, 06:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الكلمات الطيبة ونسأل الله أن يصلح حالنا جميعا ويرزقنا الإخلاص في القول والعمل
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[03 - 07 - 10, 07:01 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد ,
فبادء ذى بدأ أقول:
كلمات لامسة شغاف القلوب
ثانيا: مشاركات مفيدة لا شك
ثالثا: استدرك بقولى
ليس كل المدح مذموم وما حديث "تلك عاجل بشرى المؤمن منا ببعيد"
بيد أن من هذا المؤمن الذى يستحق هذا الشرف , أن قبل عمله ورزق المدح من الناس
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[03 - 07 - 10, 07:07 م]ـ
بارك اللهُ فيكم.
ولا أدري حقيقةً لماذا نحفظ رسائل المدح والثناء؟! .. ونحن نعلم علم اليقين .. أن ما فيها .. ليس على وجه الحقيقة، وأن مافيها .. فيه ما فيه!!.
بارك الله فيك أبا محمَّد.
لضعفِ تحقيقنا الفقهَ في الدِّين، ولو عقلنا حقّاً قولَ أبي حفص لأبي عثمان النَّيْسَابوريِّ؛ لكنا أحسنَ حالاً؛ إذْ يقول: (إذا جلستَ للناسِ؛ فكن واعظاً لقلبك ولنفسك، ولا يغرَّنَّك اجتماعُهم عليك؛ فإنهم يراقبون ظاهرَك، والله يراقبُ باطنَك)!
ويقول صاحبُ [مختصر منهاج القاصدين (ص221)]: (الإنسان إذا أُثنِيَ عليه = رضيَ عن نفسِه، وظنَّ أنه قد بلغَ المقصودَ؛ فيفتُرُ عن العمل).
وقال [نفسه]: (وعلى الممدوحِ أن يكونَ شديدَ الاحترازِ من آفةِ الكِبْرِ، والعُجْبِ، والفُتُورِ عن العمل. ولا ينجو من هذه الآفاتِ إلاَّ مَنْ عرفَ نفسَه، ويتفكَّرُ في أنَّ المادِحَ لو عرفَ منه ما يعرفُ من نفسِهِ = ما مَدَحَهُ)!
والله المستعان.
اللهمَّ اهدِنا وسَدِّدْنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/466)
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:44 ص]ـ
بارك الله فيك أخي خليل الفائدة
كلمات رقراقه .. و أسلوب ماتع .. وقول مطابق للواقع ..
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 01:42 ص]ـ
زادك الله تسديدا وتوفيقا أُخَيّ ..
ما ألذَّ ثناء الله .. (محمد رسول الله والذين معه .. )
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[04 - 07 - 10, 03:21 ص]ـ
- جزى الله خيرا بديع الفرائد/ خليل الفوائد.
- أخ حبيب -ممن استفاد منه أهل الملتقى أجمعون أكتعون أبصعون بلا مثنويَّة- شيَّخته في مشاركة، فراسلني على الخاص برسالة فيها عبرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب
إني لست بشيخ ولا ينبغي أن يطلق علي كلمة الشيخ
ولا أحب لقب (الشيخ)
وفأنا ممن يجالسون القوم
فأكثر ما أذكره هو من باب المذاكرة
ففي المذاكرة يسمح لمن هم مثلي بالكتابة
فالهدف الاستفادة
ونسأل الله أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم
ونرغب في دعوة من أخ
فنحن ندعو لمن أحسن إلينا في رفع كتاب أو دلنا على فائدة علمية أو ... الخ
فمثلا أنا أقرأ النهاية pdf فأدعو لأبي غالية
كلما أفتح الكتاب أدعو لأبي غالية لأنه من رفع الكتاب على شكل pdf
المقصود أن العبد الفقير إن لم يكن من العامة فهو من أشباه العامة
فهو عبد مستور نسأل الله أن يديم ستره علينا
وقد طلبت من أكثر من أخ هذا وقلت أنا لا أحب لقب الشيخ
وأن هذا لا يصلح لي
وأكرر ذلك
وقلت وأقولها الآن أنا لا أقول ذلك تواضعا فالتواضع يكون ممن بلغ المنزلة فتواضع وأما ما كان مثلي فهذا لا يقال في حقه (الشيخ)
والله إن هناك موضوعات لا أرفعها لأن فيها مدح وثناء لي
وأحيانا أهمل ذلك
وأعتذر جدا أن أطلت عليكم
المقصود أن لا يقال في حقي (الشيخ)
وفقكم الله لكل خير ونفع بكم وبعلمكم
أخوك و المستفيد من علمكم وفوائدكم في الملتقى
### - غفر الله له -
- رحمك الله حيا وميتا.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[04 - 07 - 10, 08:00 ص]ـ
بارك الله فيك أخي إبراهيم.
ومَنْ ذكرتَه نُحبّه في الله، وندعو له، وقد استفدنا منه علماً، وأدباً، وتواضعاً، حفظه الله أينما حلَّ وحيثما ارتحل.
أحسبُه كذلك - والله حسيبه - ولا أزكي على الله أحداً.
ـ[محمد سالم صالح]ــــــــ[04 - 07 - 10, 01:15 م]ـ
شكر الله لكم جميعاً .. إستفدنا من الموضوع ومن المشاركات ..
وهذه فائدة مدارسة العلم والتواصي بالحق، أسأل الله أن يجعل ذلك حجة لنا لا علينا وأن يرزقنا حسن القول وحسن العمل!!
نفع الله بكم
ـ[محمد بن سيد المصري]ــــــــ[04 - 07 - 10, 08:09 م]ـ
من اجمل ما قرأت
بارك الله فيكم جميعا
والحمد لله على نعمة معرفة هذا المنتدى وأهله الكرام
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[04 - 07 - 10, 09:29 م]ـ
يقال لازالت الأمة بخير ماقالت للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت
ثناء الناس قد يكون مفيدا لمنهو محبط أو عديم الثقة في نفسه ليكتشف قدراته
وكيف ندفع الطلبة دفعا مالم يكن هناك ثناء من طرف الأساتذة ليزداد المحسن ويرتدع الكسول
أثناء الأقران والثناء الذي يقود إلى الطغيان والأنانية هو المذموم
والسالكون طريق الله بحق قد تجاوزوا ذالك
عملك من أجل الناس رياء وترك العمل خوفا من الناس شرك
والخلاص أن يسلمك الله منهما
هذه هي النجاة
أن تمضي في طريقك معتمداعلى الله فإن مدحك الناس فلا يزيدك ذالك غرورا وإن ذمكالناس فلا يخلق فيك يأسا وإحباطا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 07 - 10, 10:24 م]ـ
بارك الله فيك أبا ريَّان ونفعنا بما كتبت
موعظة بليغة وذكرى نافعة، ومن تأمَّل حال بعض المفتونين ممن انقلبت أحوالهم، وانخدعوا بتزكيات أعداء الدِّين والفضيلة وثنائهم عليهم، جزم أنَّهم طبقوا هذه النَّصيحة بحذافيرها.
وصدق ابن مسعود رضي الله عنه عندما قال ((مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ فَإِنَّ الْحَي لَا تُؤْمَنُ عليه الْفِتْنَة))
اللهم ثبتنا على الحقِّ إلى يوم نلقاك، ولا تفتِنَّا ولا تفتن أحدا من خلقك بنا
ـ[ابو سجا]ــــــــ[05 - 07 - 10, 11:22 ص]ـ
بارك الله فيك خليل الفائدة
وجزيت خيرا
ـ[عبدالله الجداوي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 04:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وأصلح الله قلوبنا
ـ[الحاج أحمد]ــــــــ[08 - 07 - 10, 02:25 م]ـ
قسم أبو حامد الغزالي حال الناس مع المدح والثناء إلى 4 أقسام ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/467)
ثم قيّم نفسه بعد ذكرها ..
قال الغزالي:
1. الحالة الأولى أن يفرح بالمدح ويشكر المادح ويغضب من الذم ويحقد على الذام ويكافئه أو يحب مكافأته وهذا حال أكثر الخلق وهو غاية درجات المعصية في هذا الباب.
2. الحالة الثانية أن يمتعض في الباطن على الذام ولكن يمسك لسانه وجوارحه عن مكافأته ويفرح باطنه ويرتاح للمادح ولكن يحفظ ظاهره عن إظهار السرور وهذا من النقصان إلا أنه بالإضافة إلى ما قبله كمال.
3. الحالة الثالثة وهي أول درجات الكمال أن يستوي عنده ذامه ومادحه فلا تغمه المذمة ولا تسره استثقالا.
4. الحالة الرابعة وهي الصدق في العبادة أن يكره المدح ويمقت المادح إذا يعلم أنه فتنة عليه قاصمة للظهر مضرة له في الدين ويحب الذام إذ يعلم أنه مهد إليه عيبه ومرشد له إلى مهمه.
نقلت هذا عشان تشوف كيف قيم أيو حامد نفسه ..
قال الغزالي: وقد روي في بعض الأخبار ما هو قاصم لظهور أمثالنا إن صح إذ روي أنه صلى الله
عليه و سلم قال: "ويل للصائم وويل للقائم وويل لصاحب الصوف إلا من، فقيل: يا رسول الله إلا
من؟ فقال: إلا من تنزهت نفسه عن الدنيا، وأبغض المدحة واستحب المذمة" وهذا شديد جدا،
وغاية أمثالنا الطمع في الحالة الثانية، وهو أن يضمر الفرح والكراهة على الذام والمادح ولا يظهر
ذلك بالقول والعمل، فأما الحالة الثالثة وهي التسوية بين المادح والذام فلسنا نطمع فيها،
ثم إن طالبنا أنفسنا بعلامة الحالة الثانية فإنها لا تفي بها لأنه لا بد وأن تتسارع إلى إكرام المادح
وقضاء حاجاته وتتثاقل على إكرام الذام والثناء عليه وقضاء حوائجه ولا نقدر على أن نسوي
بينهما في الفعل الظاهر كما لا نقدر عليه في سريرة القلب ومن قدر على التسوية بين المادح
والذام في ظاهر الفعل فهو جدير بأن يتخذ قدوة في هذا الزمان إن وجد فإنه الكبريت الأحمر
يتحدث الناس به ولا يرى فكيف بما بعده من المرتبتين .......... الخ
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[08 - 07 - 10, 06:11 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالله الشايع]ــــــــ[09 - 07 - 10, 09:30 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 07 - 10, 05:27 م]ـ
قيل: (العارف من عرف نفسه .. ولايغره مدح من لايخبُرُها).
ذيل طبقات الحنابلة1/ 148
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 07 - 10, 04:06 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
وجزى الله خيراً كلَّ مَنْ علَّقَ، وأضاف.
أرسلَ لي شيخي د / محمد بن عبد الله الخضيري - رئيس مجلس إدارة الجمعيَّة السعوديَّة للدراسات الفكريَّة المعاصرة، والأستاذ المساعد بقسم العقيدة بجامعة القصيم - قبلَ أيَّامٍ رسالةَ جوَّالٍ، قال مما قال: " قرأتُ مقالكَ .... والمرحلةُ تقتضيهِ وأمثالَه؛ لإيقاف التسلل اللواذيِّ من طلاب الشرعِ إلى ضفَّةِ الثناء والشهرةِ والمال .. ".
قلتُ: صدقَ واللهِ.
فقد رأيتُ مَنْ كان معنا أيَّامَ الطَّلبِ يناقشُ - بذكاءٍ - في أحوالِ روايةِ ابن لهيعة، وآخر مغرقٌ في قراءةِ كتابِ " مواعظِ الحسن "، وثالثٌ يلخِّصُ أشرطةَ الشيخ خالد السبت، وينشرها بين الزملاء، وثلاثتهم - والله المستعان - لا أكاد أعرفُهم إلاَّ بتحديقِ العينِ مع الألم، مع تخريفاتٍ كثيرةٍ في مضامين ما يكتبون!
اللهمَّ أهدِ من ضلَّ، وأعذنا من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[18 - 07 - 10, 05:14 م]ـ
قال ابن الجوزي -رحمه الله-:
من ضرورة الإخلاص ألا يقصد التفات القلوب إليه فذاك يحصل لا بقصده، بل بكراهته.
صيد الخاطر ص (588)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[18 - 07 - 10, 05:15 م]ـ
رابط مفيد
[كلام نفيس] (لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء ... ) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=210345)
ـ[محمد بن عبد الله البقمي]ــــــــ[19 - 07 - 10, 09:57 م]ـ
كلامٌ نفيس ..
لا حرمك ربي جزيل الأجر والمثوبة،،
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[19 - 07 - 10, 11:32 م]ـ
كلامٌ نفيس ..
لا حرمك ربي جزيل الأجر والمثوبة،،
وإيَّاك أخي الكاتب محمد البقمي.
أسأل اللهَ أن يُسَدِّدَ قلمَك.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[20 - 07 - 10, 12:07 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل خليل الفائدة على هذه الفائدة.
واسمح لي بهذه المداخلة:
كان شيخنا عبد العزيز بن باز - رحمه الله - من أبعد الناس عن المدح، وعن حب سماع الثناء، مع سعة علمه، وتضلعه فيه، وما له من هيبة عند عامة الناس، مع التواضع العجيب، والأخلاق العالية.
كتب شاعر قصيدة في سماحة شيخنا – رحمه الله – فأراد أن يلقيها على سماحته، فقال الشيخ: القصيدة في ماذا؟
قيل له: في شخصك أنت يا شيخ، قال: لا. لا. لا نحتاجها.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[20 - 07 - 10, 01:59 ص]ـ
بارك الله فيكم
يرحم الله ضعفنا ...
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[20 - 07 - 10, 03:36 ص]ـ
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71))
قال الامام مالك رضي الله عنه:" لن يبلغ أحد من هذا الشأن حتى يقعده الفقر " ا ي يؤثر الطلب على الغنى وحب الدنيا
بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/468)
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[01 - 08 - 10, 03:21 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل خليل الفائدة على هذه الفائدة.
واسمح لي بهذه المداخلة:
كان شيخنا عبد العزيز بن باز - رحمه الله - من أبعد الناس عن المدح، وعن حب سماع الثناء، مع سعة علمه، وتضلعه فيه، وما له من هيبة عند عامة الناس، مع التواضع العجيب، والأخلاق العالية.
كتب شاعر قصيدة في سماحة شيخنا – رحمه الله – فأراد أن يلقيها على سماحته، فقال الشيخ: القصيدة في ماذا؟
قيل له: في شخصك أنت يا شيخ، قال: لا. لا. لا نحتاجها.
بارك الله فيك أيها الشيخ الفاضل على إضافتك القيِّمة عن هذا الإمام الربَّاني.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[01 - 08 - 10, 03:23 م]ـ
وفيكما باركَ الله: إبراهيم الجزائري، وأبا نصر المازري
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[01 - 08 - 10, 09:22 م]ـ
قال العلامة عبدالكريم الخضير حفظه الله وأمد في عمره على طاعته حول مسألة تقبل مديح الناس:
(كنا إلى وقت قريب (إلى ربع قرن مثلا) لا يطيق الواحد كلمة ثناء عليه من قِبَل غيره، وكنا نلوم من يسمع الثناء ويسكت، فضلاً عن كونه يثني على نفسه، ثم اختلطنا بغيرنا ممن اعتادوا هذا الأمر فتساهلنا،،، فصرنا نسمع المدح ولا نعترض،، والتجربة دلت أن الإنسان إذا مدح بما ليس فيه وسكت وأقر فلا بد أن يسمع من الذم ما ليس فيه، وإذا مدح بما فيه سمع من الذم بما فيه،،، ولا يظلم ربك أحدًا).
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[02 - 08 - 10, 12:23 م]ـ
قال العلامة عبدالكريم الخضير حفظه الله وأمد في عمره على طاعته حول مسألة تقبل مديح الناس:
(كنا إلى وقت قريب (إلى ربع قرن مثلا) لا يطيق الواحد كلمة ثناء عليه من قِبَل غيره، وكنا نلوم من يسمع الثناء ويسكت، فضلاً عن كونه يثني على نفسه، ثم اختلطنا بغيرنا ممن اعتادوا هذا الأمر فتساهلنا،،، فصرنا نسمع المدح ولا نعترض،، والتجربة دلت أن الإنسان إذا مدح بما ليس فيه وسكت وأقر فلا بد أن يسمع من الذم ما ليس فيه، وإذا مدح بما فيه سمع من الذم بما فيه،،، ولا يظلم ربك أحدًا).
سبحان الملك
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[06 - 08 - 10, 09:29 ص]ـ
قال ذو النون المصري -رحمه الله-:
صفة الحكيم ألا يطلب بحكمته المنزلة والشرف، فإذا أحب الحكيم الرئاسة زال حب الله من قلبه لما غلب عليه من حب ثناء المسلمين له،
فصار لا يلفظ بمسموع ينفع للذي غلب على قلبه من حب تبجيل الناس له.
شعب الإيمان ((2/ 292))
ـ[أبو عمر المهندس]ــــــــ[08 - 08 - 10, 04:31 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب خليل الفائدة
اللهم استرنا في الدنيا و الآخرة يارب العالمين
ـ[أمين نواري]ــــــــ[11 - 08 - 10, 03:32 م]ـ
حقّاً .. ما ألذَّ المدح والثناء!
إنَّ في القَلْبِ ثغرةً لا يسدُّها إلاَّ الثناءُ والمدحُ؛ لكنَّ المحرومَ يتعجَّلُ سدَّ هذه الثغرةِ بطلبِ مدحِ النَّاسِ له، ولو أشركَ باللهِ.
والموفَّقُ مَنْ يدَّخِرُ سدَّها ليومِ الجزاءِ؛ ليسمعها كِفاحاً مِنْ ربِّه، ويطلبُها في الدُّنيا من أبوابِها، وذلكَ بذكرِ اللهِ في نفسِه، فيذكره اللهُ في نفسِه، ويقومُ من الليلِ مصلِّياً؛ فيحظى بمباهاةِ اللهِ له ملائكتَه، ويذكرُ ذنباً فتمطر عينُهُ، فيثني عليه ربُّه ويرضى عنه،
والله كلمات صادقة ..... غفر الله لنا ماكان من تقصير
ـ[سنا]ــــــــ[22 - 08 - 10, 11:27 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
كلمات نافعة ... ونصائح قيمة ...
لا فض فوك
ـ[أمة الله الجزائرية]ــــــــ[09 - 09 - 10, 03:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
سلمت يمينك
كلام كالدرر
ـ[ابو عبدالله]ــــــــ[09 - 09 - 10, 06:52 م]ـ
وفقك الله اخي خليل الفائدة ... وسدد خطاك ..
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[18 - 09 - 10, 01:39 م]ـ
وجزاكم ربي خير الجزاء.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[18 - 09 - 10, 10:51 م]ـ
قال عون بن عبد اللّه -رحمه الله-:
إذا عصتك نفسك فيما كرهت فلا تطعها فيما أحببت، ولا يغرّنّك ثناء من جهل أمرك!
أدب الدنيا والدين (ص 230)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[18 - 09 - 10, 10:54 م]ـ
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -:
علامة الزهد في الدنيا وفي الناس، أن لا تحب ثناء الناس عليك، ولا تبالي بمذمتهم، وإن قدرت ألا تعرف فافعل، ولا عليك ألا تعرف، وما عليك ألا يثنى عليك، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إن كنت محموداً عند الله
حلية الأولياء (8/ 90)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[18 - 09 - 10, 11:00 م]ـ
قال إبراهيم بن أدهم - رحمه الله -:
بلغني أن عمر بن عبد العزيز قال لخالد بن صفوان: عظني وأوجز، فقال خالد: يا أمير المؤمنين إن أقواماً غرَّهم سترُ الله عز وجل، وفتنَهم حسنُ الثناء، فلا يغلبنَّ جهلُ غيرِك بك علمَك بنفسك، أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين، وبثناء الناس مسرورين، وعن ما افترض الله متخلفين مقصّرين، وإلى الأهواء مائلين؛ قال: فبكى ثم قال: أعاذنا الله وإياك من اتباع الهوى.
حلية الأولياء (8/ 18)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/469)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[18 - 09 - 10, 11:06 م]ـ
قال الأصمعي -رحمه الله -:
قيل الأعرابي ما أحسن ثناء الناس عليك؟
قال: بلاء الله عندي أحسن من مدح المادحين و إن أحسنوا و ذنوبي أكثر من ذم الذامين و إن أكثروا فيا أسفي فيما فرطت و يا سؤتي فيما قدمت!
شعب الإيمان (4/ 228)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[18 - 09 - 10, 11:26 م]ـ
قال إبراهيم بن أدهم -رحمه الله-:
ما صدق الله عبد أحب الشهرة.
السير (7/ 393)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[18 - 09 - 10, 11:28 م]ـ
كان يزيد بن ميسرة –رحمه الله- يقول:
إذا زكّاكَ رجلٌ في وجهِكَ فأَنْكِرْ عليهِ واغضبْ ولا تُقِرَّ بذلكَ، وقلْ: اللهمَّ لا تؤاخذْني بما يقولونَ، واغفرْ لي ما لا يعلمون.
حلية الأولياء (5/ 240)
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 11:51 م]ـ
ما ألذ مقال: (ما ألذ ثناء الناس)!!
جزاك الله خيرا أخي على هذا المقال الرائع
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 09 - 10, 12:09 ص]ـ
قال الأوزاعي -رحمه الله-:
الزهد في الدنيا ترك المحمدة , تعمل العمل لا تريد أن يحمدك الناس عليه
مصنف ابن أبي شيبة (7/ 241)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[19 - 09 - 10, 08:43 ص]ـ
قال العلامة عبدالكريم الخضير حفظه الله وأمد في عمره على طاعته حول مسألة تقبل مديح الناس:
(كنا إلى وقت قريب (إلى ربع قرن مثلا) لا يطيق الواحد كلمة ثناء عليه من قِبَل غيره، وكنا نلوم من يسمع الثناء ويسكت، فضلاً عن كونه يثني على نفسه، ثم اختلطنا بغيرنا ممن اعتادوا هذا الأمر فتساهلنا،،، فصرنا نسمع المدح ولا نعترض،، والتجربة دلت أن الإنسان إذا مدح بما ليس فيه وسكت وأقر فلا بد أن يسمع من الذم ما ليس فيه، وإذا مدح بما فيه سمع من الذم بما فيه،،، ولا يظلم ربك أحدًا).
ما أجملَ هذا الكلام، ذكرني بحالِ شخص أعرفه، والله المُستعان!
بيد أني أريد معرفة مصدره، من أي كتاب هو؟ أو من أي شريط؟
أنتظر الإجابة أخيتي، بارك الله فيك.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[19 - 09 - 10, 08:54 ص]ـ
وكذلك ما أجمل الفوائد التي ينتقيها الأخ الكريم / جهاد حلس!
ليته يفرده في موضوع مستقل، أكثر استفادة ونفعا، ويسهل الرجوع إليها متى ما أردنا.
وأطلب منه - فضلا لا أمرا - أن يُكمل نقله لهذه الفوائد الطيبة؛ حتى أنسخها عندي - إن لم يفردها -.
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[19 - 09 - 10, 12:23 م]ـ
بوركت ياشيخُ خليل الفائدة
نعم من أصعب الأمور على طالب العلم معالجة النيَّة
وأسأل الله أن يصلح نياتنا.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:23 ص]ـ
وكذلك ما أجمل الفوائد التي ينتقيها الأخ الكريم / جهاد حلس!
ليته يفرده في موضوع مستقل، أكثر استفادة ونفعا، ويسهل الرجوع إليها متى ما أردنا.
وأطلب منه - فضلا لا أمرا - أن يُكمل نقله لهذه الفوائد الطيبة؛ حتى أنسخها عندي - إن لم يفردها -.
جزاكم الله خيراً، لكني آثرت وضعها هنا لجلالة هذا الموضوع،وعموم نفعه.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:27 ص]ـ
قال بعضهم: من أحب المدح وكره الذم فهو منافق،
وقال عمر رضي اللّه عنه لرجل: من سيّد قومك؟ قال: أنا، قال: لو كنت كذلك لم تقل،
وكتب محمد بن كعب فانتسب: فقال القرظي قيل له: قل الأنصاري قال أكره أن أمنّ على اللّه عزّ وجلّ بما لم أفعل،
وقال الثوري رضي اللّه عنه: إذا قيل لك بئس الرجل أنت تغضب فأنت بئس الرجل،
وقال آخر: لا يزال فيك خير ما لم ترَ أن فيك خيراً،
وسئل بعض العلماء: ما علامة النفاق؟ قال: الذي إذا مدح بما ليس فيه ارتاح لذلك قلبه،
وكان سفيان رضي اللّه عنه يقول: إذا رأيت الرجل يحب أن يحبه الناس كلهم ويكره أن يذكره أحد بسوء فاعلم أنه منافق فهذا داخل في وصف اللّه تعالى المنافقين بقوله تعالى: (سَتَجِدُونَ آخَرينَ يُريدُونَ أنْ يَأمَنُوكُمْ وَ يَأمَنُوا قَوْمَهُم) النساء: 91،
فينبغي لمن أمن في أهل السنة أن يخاف في أهل البدع وهذا مما دخل على القرّاء الذي ذمّهم العلماء مداخل الليل في النهار
قوت القلوب (1/ 293)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:29 ص]ـ
قال مالك بن دينار –رحمه الله-:
«إذا طلب العبد العلم ليعمل به كسره!، وإذا طلبه لغير العمل زاده فخرا!»
اقتضاء العلم العمل (ص33)، للخطيب البغدادى.
قلت سبحان الله!، إذاً فطلاب العلم اليوم قليل!
ولن تجدهم في هذا الزمان، إلا في كتاب أو تحت التراب!
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:34 ص]ـ
قال الذهبي - رحمه الله -:
علامة المخلص الذي قد يحب شهرة، ولا يشعر بها، أنه إذا عوتب في ذلك،لا يحرد ولا يبرئ نفسه، بل يعترف، ويقول: رحم الله من أهدى إلي عيوبي،
ولا يكن معجبا بنفسه؛ لا يشعر بعيوبها، بل لا يشعر أنه لا يشعر، فإن هذا داء مزمن
«سير أعلام النبلاء» (7/ 394)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/470)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 09 - 10, 08:38 ص]ـ
شكر الله سعيكم.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 09 - 10, 12:05 ص]ـ
قال الحسن -رحمه الله-:
كم مستدرج بالإحسان إليه، وكم مفتون بالثناء عليه، وكم مغرور بالستر عليه.!
الجامع لأحكام القرآن (18/ 251)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:26 ص]ـ
قال الإمام الذهبي -رحمه الله-:
ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد، فإن أعجبه كلامه، فليصمت، فإن أعجبه الصمت، فلينطق، ولا يفتر عن محاسبة نفسه،
فإنها تحب الظهور والثناء.!
سير أعلام النبلاء (4/ 494)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[02 - 10 - 10, 11:32 ص]ـ
قال المناوي -رحمه الله-:
(إياكم والتمادح) وفي رواية والمدح (فإنه الذبح) لما فيه من الآفة في دين المادح والممدوح وسماه ذبحا لأنه يميت القلب فيخرج من دينه وفيه ذبح للممدوح فإنه يغره بأحواله ويغريه بالعجب والكبر ويرى نفسه أهلا للمدحة سيما إذا كان من أبناء الدنيا أصحاب النفوس وعبيد الهوى وفي رواية فإنه من الذبح وذلك لأن المذبوح هو الذي يفتر عن العمل والمدح يوجب الفتور أو لأن المدح يورث العجب والكبر وهو مهلك كالذبح فلذلك شبه به.
فيض القدير (3/ 167)
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[20 - 10 - 10, 10:39 ص]ـ
بارك الله فيك أخي جهاد.
وقد أكرمتنا بهذه النقولات.
ـ[محمد بن لحسن ابو اسحاق]ــــــــ[20 - 10 - 10, 02:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا(128/471)
ماحكم الدعاء بعد حفظ القران - لمن لديه شيء لا يبخل علينا بفائدة؟
ـ[ابوعبد الرحمن النجدي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 07:57 م]ـ
ماحكم الدعاء بعد حفظ القران - لمن لديه شيء لا يبخل علينا بفائدة؟
كثيرا من الطلاب يسألون هذا السؤال،، والبعض من المدرسين يقولون انه جائز
هل من يعلم حكم الدعاء بعد ختم القران حفظاً،؟(128/472)
نصيحة مهمة لهؤلاءحيث يجعلون الإحالة في الروابط تتم إلى مواقع غربية أجنبية
ـ[أبومالك عدنان المقطري]ــــــــ[01 - 07 - 10, 11:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نصيحة مهمة لهؤلاء.
إن مما يشكر عليه بعض إخواننا الكرام المشاركين في عدد من المواقع الإسلامية نشاطهم المستمر , وعملهم المتواصل في نشر المواد العلمية , والوعظية , المرئية , والمسموعة , والمقروءة.
ومن خلال متابعتي للمواقع التي يحيل عليها بعضهم رأيت أنه من الواجب التنبيه على قضية مهمة , وهي أن الإحالة تتم إلى مواقع غربية أجنبية.
وهذه المواقع لا تعرف حدوداً , ولا تحترم قيوداً.
فبعض من يُحال على هذه المواقع إن لم يكن الكثير منهم , يجد مايُسيئه , ويحزنه من ظهور روابط لمواقع منحرفة , أو في نفس موقع التحميل المحال إليه , لربما ظهرت له صورة خليعة , تُنكد عليه سلاه , وتوجع قلبه , وتهز أركانه.
فما يملك المؤمن القوي إلا أن يستغفر ربه , ويحرف بصره مسارعاً في الإغلاق , متعجلاً في البعد عنها.
فهذا موقف من عنده غيرة على دينه , ومن هو خائف على إيمانه.
ولكن المصيبة العظمى , والبلية الكبرى , أن تقع مثل هذه المواقف مع ضعيف الإيمان , ومن ربما هو جديد عهد باستقامة , فتزعزع ثباته , وتهز إيمانه , وترده إلى الماضي البغيض , وتجعله يحن إلى جاهلية أنقذه الله منها , وخلصه من شرها.
ويكون السبب في هذا كله من أراد الخير للآخرين, ولكنه أخطأ الطريق بالدلالة على مواقع كهذه.
ومن ثم فهناك البديل الذي يغنينا عن الوقوع في هذا كله , ويجعلنا نسد باب الشر , ولا نكون سبباً في إعانة الشيطان على إخواننا.
فمواقع التحميل الإسلامية والعربية النظيفة , والتي هي أحسن حالاً , بل بعضها لا وجه للمقارنة بينها , وبين من ذكرنا كثيرة والحمد لله , والتي تسعد حين تقرأ شروطها , وتنظر في قوانينها.
وكتبه الفقير إلى عفو ربه / أبومالك عدنان المقطري
اليمن ـ تعز
20 رجب 1431هـ.(128/473)
الإخوة طلبة العلم | سؤال بخصوص الإيجار المنتهي بالتمليك
ـ[أبو يوسف بن خليل]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هناك وجهات للنظر في مسألة الإيجار المنتهي بالتمليك لا يتبين لي الآن ترجيح أحداهما على الأخري فبرجاء ممن كان عنده قدرة على المساعدة أن يفيدني و جزاه الله خيرا:
الوجهة الأولى: و هي للمحرمين و هي تقول أن دعوى أن العقدين منفصلين (عقد الإجارة و عقد البيع أو عقد الإجارة و عقد الهبة) دعوى مردودة حيث أن الهبة المشروطة لها أحكام البيع عند القائلين بجوازها فسواء قلنا أن العقد ينتهي بالبيع أو الهبة المشروطة فالحكم واحد لأن كلاهما يؤول للبيع.
و البيع لكي يصح لا بد له من ثمن و الثمن في حال عقد الهبة هو:الأقساط الإيجاريه أو جزء غير محدد منها و في حال البيع هو الدفعة الأخيرة مضافا لها جزء غير محدد من الأقساط الإيجارية (و ليس الدفعة الأخيرة فقط لأنها ليست بثمن حقيقي للسلعة).
و لو افترضنا جواز أن تكون الأقساط ثمنا و إيجارا في آن واحد فهذا يوقعنا في مشكلة و هي أن العقد يتعامل مع الطرف الأول على أنه مؤجر فقط و يسلب منه كل الحقوق الأخرى بل لو عجز عن دفع قسط واحد لم يكن له أي حق، فلو كانت الأقساط ثمنا و إيجارا فكيف تصح هذه الصورة؟ أي كيف يصح كونه دفع جزء من الثمن أو أغلب الثمن و حين عجزه عن أداء الباقي يُلغى كل ما دفعه؟
الوجهة الثانية: العبرة في العقود بالقصود و ليس بالألفاظ و نحوها و إلا لما حرم بيع العينة (بيع و شراء بين طرفين غرضه حصول قرض بفائدة)، و قد يقول القائل هنا أن الإيجار المنتهي بالتمليك حيلة من أرباب شركات التقسيط لتضييع الحقوق الشرعية للمشترين بالتقسيط إذا عجزوا عن أداء باقي الأقساط.
و لا شك أنه قصد فاسد (و قصدي بذلك أن الحيل ليست محرمة مطلقا بل يحرم منها ما كان مقصودا به الحرام).
و لكن يمكن الجواب أن هذا قصد محتمل و ليس بالأغلب بل الأغلب أنهم يريدون ضمان عدم ضياع أموالهم و هناك أيضا فرق بينه و بين العينة حيث العقود و السلع غير مقصودة بل المقصود القرض الربوي،أما هنا فمنفعة السلعة مقصودة (الإيجار) و تمليك السلعة مقصود للطرف الأول (المستأجر) و تأجير السلعة أو بيعها مقصود حقيقي للطرف الثاني
الوجهة الثالثة:تخريج المسألة على نوع من أنواع البيوع الترويجية إجازه بعض العلماء:
** و قد وجدت فتوى نقلها الشيخ خالد المصلح عن اللجنة الدائمة للبحوث و الإفتاء:
و كان السؤال أن شركة بترومين تلصق كوبونات على بعض منتجاتها و بتجميع عدد معين منها تستحق هدية معينة فهل هذه الصورة تجوز؟
و كان الجواب أن الأصل في المعاملات الحل و لا دليل على تحريم هذه الصورة.
و قد نقلت السؤال و الجواب بالمعنى.
و النكتة هنا:مشابهة هذه الصورة لصورة الإيجار المصحوب بوعد هبة السلعة عند انتهاء المدة و لكن الهبه هنا هي السلعة نفسها و لو جمع المشتري في الحالة الأولى الكوبونات كلها إلا واحدا فلا يستحق شيئا و قد يقول قائل أن المشتري يقصد هذا تبعا و ليس بالأصالة و الجواب و لو افترضنا فما الدليل على هذا التفريق؟
لو قال صاحب محل من اشترى منى عشر سلع فله واحدة مجانا بدون ثمن (هبة مشروطة و لكنها غير عين السلعة المشتراه و لكنها محدده و منضبطة شرعا)
لو قال صاحب محل من استأجر منى لمدة سنه فله كذا من الهدايا (هبة)
لو قال صاحب محل من استأجر منه لمدة سنة فله نفس السلعة التي استأجرها مجانا (الهبة هي عين السلعة)
الصورة الأخيرة هي هبة ثواب مستقبلية مشروطة و هي نفس صورة المسألة.
** سؤال أخر: هل يصح البيع بالتراضي بثمن رمزي؟ و ما الدليل؟ و لو قيل يُنظر أولا للسبب هل هو حيلة محرمة أم لا فما القول في مسألتنا؟
ـ[أبو يوسف بن خليل]ــــــــ[03 - 07 - 10, 01:45 م]ـ
في انتظار الردود
ـ[أبو يوسف بن خليل]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:50 م]ـ
وجه أخر لتخريج المسألة نسير فيه بالتدرج من صورة معهودة في المحلات الكبيرة:
إن اشتريت قطعتين من سلعة معينة كانت الثالثة بنصف الثمن (أو دبلها بريال و هو عرض معروف) (بيع مع الوعد ببيع بسعر رمزي)
إن استأجرت لمدة شهرين كان إيجار الشهر الثالث بنصف الثمن
إن استأجرت لمدة شهرين كان لك كذا من السلع بنصف ثمنه (أو بخصم 50%) (إجارة مع الوعد ببيع بسعر رمزي)
إن استأجرت لمدة معينة كان لك عين السلعة بثمن مخفض (و هي صورة الإجارة المنتهية بالتمليك)
و هذا هو الإجارة مع الوعد بالبيع بأقل من ثمن المثل (سعر رمزي)
و هي الصورة الثانية في موضوع الإجارة المنتهية بالتمليك
ـ[الغواص]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:56 م]ـ
أعرف قضية حصلت قبل شهرين تقريبا لشخص أخذ سيارة إيجار منتهي بالتمليك فلاحظ أنهم لم يسلموه التفاصيل الكاملة للشروط إلا بعد توقيع الكثير جدا من الأوراق على مدار أيام، وكانت الشروط بخط صغير جدا، وهذا مصدر يجعل الإنسان يسيء الظن بهذه الشركات فالشروط متأخرة وبخط صغير ومتكدسة.
- من ضمن الشروط لا تقد السيارة لأكثر من 2500 كلم في الشهر يعني مشوار من مكة للرياض وعودة يكفي مرة في الشهر ولا تزد على ذلك وإلا بدأ العداد يحسب عليك عدد الكيلوات، وما فائدة السيارة الجديدة إلا لم تستخدم للمشواير الطويلة!؟
- قيمة السيارة تقريبا مئة ألف ريال سعودي بنظام الإيجار الشهري ففكر هذا الشخص في إرجاعها للشركة دامها باقية على الإيجار فتفاجأ أنهم يطالبونه بشرط جزائي بما قيمته 15 ألف ريال!
لذا لعل المسألة أبعد من كونها فقهية بحتة وإنما فيها مكر واستغفال للناس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/474)
ـ[أبو يوسف بن خليل]ــــــــ[06 - 07 - 10, 02:14 ص]ـ
الأخ الكريم للأسف الموضوع معقد و يحضرني فيه أمور:
1 - المؤلم و المؤسف أن أثرياء المسلمين ممن من الله سبحانه عليهم بأموال طائلة تكفي ثروة أحدهم لميزانية بلد صغير و لا أقول تكفي أن تغنيه و أهله إلى ما شاء الله للأسف إما تجد أنهم لا ورع لديهم على الإطلاق أو تجد أفضلهم لا يوفر لعموم المسلمين الخدمات إلا بشرط الخوض في الشبهات الشرعية فضلا عن المحرمات و لو بحثوا عن الضمانات الشرعية لحقوقهم بلا شبهة و حرصوا عليها لوجدوها و الله سبحانه أعلم فالشريعة غنية بالحلول و لو لجئوا إلى الفقهاء فسألوهم عن الحلول الشرعية لوجدوها في مظانها و عند أهلها و لكنهم للأسف يستوردون النظم الغربية فيجلس الفقيه الذي يبحث عن التيسير للخلق (طبعا بما لا يغضب الله) يرقع لهم من هنا و هناك بحثا عن حل وسط لا يغضب الله عز وجل و تتم به مصالح الناس فبدلا من أن يكون الفقيه هو مصباح الهدي الذي يضيء لهم الطريق أصبح الحال هكذا.
2 - الإيجار المنتهي بالتمليك يرد عليه أمور:
أ - هل هذا العقد بهذه الصورة جائز من الأساس.
ب- هل هو حيلة على أمر ما أم هو عقد حقيقي؟ و لو كان هل المقصد مشروع أم ممنوع؟
ج - لو افترضنا جواز العقد بهذه الصورة فلا يستطيع فقيه القول مطلقا بجواز الإجارة المنتهية بالتمليك لأن كل شركة تضع من الشروط ما قد يُبطل العقد من أصله،فسطر واحد في عقد طويل قد لا يؤبه له قد يكون مفسدا للموضوع برمته فلا بد من دراسة العقد محل السؤال ثم الحكم عليه.
د - المقدم الذي يطلبونه-اشتراط التأمين-اشتراط الصيانة على المستأجر -وقت قبض الدفعة المؤخره، كل هذه الأمور محل نظر في أفضل العقود صياغة و أشهرها و لا أقول في عقود الشركات المجهولة.
هـ- لا أعلم هل يتعمدون إخفاء العقود أم ماذا و لكنك عبر الانترنت لا تجد صورة واحدة لعقد من المستندين لفتاوى إجازة من لجان شرعية، و ذكر أحد الباحثين أن تقدم لشركة و بنك من أشهر ما يكون في هذا المجال فرفضوا أن يعطوه صور العقود لينتفع بها في بحثه.
ـ[أبو يوسف بن خليل]ــــــــ[06 - 07 - 10, 02:19 ص]ـ
3 - أيضا حتى على القول بجواز تلك الصورة فلا بنبغي (و لا أقول لا يجوز) لمسلم أن يجازف بمبلغ كبير فيه، و كلنا معرض لنوائب الدهر،فيجد نفسه بعد عام أو أكثر أو أقل فقد مبلغ كبير.
فأغلب الذين تجدهم يصرخون من هذا الأمر و يجزمون بتحريمه من العوام أظنهم من هذه الفئة استأجر سيارة مثلا بمئة ألف أو يزيد،لم يستطع سداد الأقساط أو السيارة فقدت بريقها فأراد تغيرها،فوجد نفسه في عام واحد خسر خمسون ألفا أو يزيد أو يقل دفعهم كإيجار.
و شك أن اللوم عليه أنه لم ينتبه للشروط و أنه عرض نفسه لمجازفة بهذا الحجم.
فلو قلنا بصحة العقد فلابد للمسلم من أن يدرك أن مؤجر و ليس مالك حتى النهاية فلابد أن تكون المخاطرة محتملة.
ـ[أبو يوسف بن خليل]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:26 ص]ـ
وجدت شرط عجيب في أحد العقود (لشركة تعتبر من أفضل الشركات من جهة وجود لجنه شرعيه فيها أسماء لامعة):
في حالة وفاة المستأجر، هلاك السيارة بجائحة لا يد للمستأجر فيها، سرقة السيارة
يتم تصفية العقد كعقد إيجار و لو كان بقي من المدة الإيجارية قسط واحد و انتهى الموضوع
و لو قالوا يتم تعويض المستأجر بمثلها أو إعطائه الخيار في النقل إلى سيارة مقاربه في الشروط و المواصفات لكان الأمر مقبولا
علما بأنهم عمليا يعوضهم التأمين في مثل هذه الحالة
و النكته هنا أن المستأجر قد يفقد الميزه التي استأجر لأجلها هذه المدة الطويلة بمجموعة أسباب لا يد له فيها مما يجعل الأمر فيه شبه من المقامرة فهل يمكن أن يفيدنا أحد في ذلك؟
ـ[أبو يوسف بن خليل]ــــــــ[12 - 07 - 10, 01:58 م]ـ
بعد فترة من البحث الجاد أقول أن هناك معيارا أصيلا لا ينفك عن المسألة لا بد من النظر إليه، و بدونه لا يصح الحكم ألا و هو:
هل العقود الموجودة فعلا هي إيجار ينتهي بوعد بالبيع بسعر مخفض أو مع وعد بالهبة أو ما اصطلح عليه باسم (الإيجار المنتهي بالتمليك) أم أنه لا إيجار و لا شيء إنما العقود تصاغ على أنها عقود تقسيط تسلب المشتري حقه في أي زيادة عن ما يحصل للبائع من ضرر حال عجزه عن استكمال الأقساط، أم هي حيلة على مقصود مباح أو محرم.
فشروط الإجارة عسير على تلك الشركات الإلتزام بها في أغلب الأحوال (و لا أعمم لأني رأيت عقدا منضبطا نسبيا لأحد الشركات و الله أعلم) فالتزام الصيانة و الضمان للسلعة طوال فترة الإجارة صعب و شاق و لو أضيفت تكلفته الفعلية للعقد لأصبحت إجارة عادية.
و الخلاصة لجمع الشتات لمن يبحث في هذا الموضوع:
1 - تحديد هل هي إجارة منتهية بالتمليك أم صور مختلفة تحت هذا المسمى؟
2 - هل تجوز هذه الصورة من حيث الأصل أم لا؟
و المعنى بحث (عقدين في عقد -بيع و شرط -الوعد الملزم - الهبة المعلقة - جواز البيع بثمن مخفض للعلة المذكورة ... إلخ)
** ملاحظة هامة إذا كان عقد شرعي فيه منافع أكثر من غيره للبائع فالتزم به فلا يكون حيلة على العقد الأخر
فمن وجد مثلا في عقد الجعالة فضلا على الإجارة من حيث أن العمل غير محدد (بل قد يستغرق العمل أكثر من مبلغ الجعل) فلا نقول أن هذا الرجل يحتال على الإجارة، و ذلك لأنه أتي الأمر من بابه بصورة شرعية.
** و عليه فلو كانت صورة الإجارة المنتهية بالتمليك:
أ - مباحة من حيث العقود.
ب - لا تؤدى لاستحلال محرم، أو هي حيلة على مقصود محرم.
فهي مباحة من حيث الأصل و لا نقول أنها حيلة على البيع لأن طلب منافع عقد شرعي أخر ليست بحيلة محرمة.(128/475)
كيف نفهم معنى كون الحرم آمناً لمن دخله مع وجود ما حصل فيه من قتل وإيذاء؟
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:08 ص]ـ
هناك عدة آيات في القرآن تتحدث عن أمن مكة، كالآية التي تقول بأن مكة هي البلد الأمين، ولا أتذكر ما إذا كان هناك حديث أو آية قرآنية أيضاً تقول بأن من دخل مكة كان آمناً، وقيل أيضا في أحد الأحاديث بأن الدجال لن يتمكن من دخول مكة، وبأن الملائكة تحرس طرق الدخول للمدينة، ولهذا فبوجه عام يمكنني الفهم بأن المقصود بأمن مكة هو الأمن المادي الذي يكفله الله سبحانه وتعالى، لكني مع هذا أشعر بأنه يمكن أن يكون استنتاجا خاطئا، لأنه حدث في الماضي قتال داخل مكة، وقد روي عن قتل مسلمين داخل الكعبة المشرفة. ولهذا فإن السؤال هو: هل " الأمن " المذكور في القرآن والسنَّة يعنى: تحريم القتل داخل المنطقة الحرام وليس وعداً بأمن مادي؟. وأنا - والحمد لله - أبعد ما أكون عن الشك في مصداقية وعود الله - والعياذ بالله - لكني فقط غير متأكد من الفهم الصحيح للمعنى.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
ما ذكرتَه أخي السائل في مقدمة سؤالك قد جاء النص عليه في الكتاب والسنَّة الصحيحة، وإليكه بترتيبك:
1. قال تعالى (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) التين/ 1 – 3.
قال البيضاوي – رحمه الله -:
(وهذا البلد الأمين) أي: الآمن، من أمُن الرجل أمانة فهو أمين، أو المأمون فيه، يأمن فيه من دخله، والمراد به مكة.
" تفسير البيضاوى " (5/ 507).
2. (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ. فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) آل عمران/ 96، 97.
3. عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ؛ لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ).
رواه البخاري (1782) ومسلم (2943).
النقاب: الطرق.
ثانياً:
الأمن الذي ذكره الله تعالى من خصائص بيته المحرَّم، قد ذكر العلماء رحمهم الله له معاني كثيرة، منها الضعيف، ومنها القوي المقبول.
ومن أضعف الأقوال: قول من قال إن من دخل الحرم أمِن من عذاب الآخرة!.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
ومَن ظن أنَّ مَن دخل الحرم كان آمناً من عذاب الآخرة مع ترك الفرائض من الصلاة وغيرها ومع ارتكاب المحارم: فقد خالف إجماع المسلمين، فقد دخل البيت من الكفار والمنافقين والفاسقين مَن هو مِن أهل النار بإجماع المسلمين.
" مجموع الفتاوى " (18/ 344).
وأشهر معاني " الأمن " المقبولة:
1. أن الأمن في الحرم في الجاهلية، وهو الأمن على النفس للداخل فيه، من القتل والإيذاء من الجبابرة، وممن هو فيه من الناس، كولِيِّ من قتله.
2. وأيضاً: الأمن على البيت الحرام أن يصيبه خسف أو هدم عقوبة من الله تعالى، وهو ما امتنَّ الله تعالى به على أهل الحرم في الجاهلية.
قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) العنكبوت/ 67.
قال الإمام الطبري - رحمه الله -:
يعني بقوله (آمِناً): آمناً من الجبابرة وغيرهم، أن يُسلَّطوا عليه، ومِن عقوبة الله أن تناله كما تنال سائر البلدان، من خسف، وائتفاك، وغرق، وغير ذلك من سخط الله ومثلاته - أي: عقوباته - التي تصيب سائر البلاد غيره.
" تفسير الطبري " (2/ 44، 45).
والائتفاك: هو العذاب الشديد.
وقد ذكر ابن العربي المالكي رحمه الله في معنى " الأمن " أقوالاً، القول الثاني منها: أن " من دخله كان آمناً من التشفي والانتقام، كما كانت العرب تفعله فيمن أناب إليه من تركها لحقٍّ يكون لها عليه.
" أحكام القرآن " (1/ 69).
وهو القول الذي رجحه، قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/476)
والصحيح فيه: القول الثاني، وهذا إخبار من الله تعالى عن منَّته على عباده، حيث قرر في قلوب العرب تعظيم هذا البيت، وتأمين من لجأ إليه ; إجابة لدعوة إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين أنزل به أهله وولده، فتوقع عليهم الاستطالة، فدعا أن يكون آمنا لهم، فاستجيب دعاؤه.
" أحكام القرآن " (1/ 69).
ولمَّا كان الحرم آمناً جاءت أهلَه الثمرات من كل مكان، رزقاً من رب العالمين، واستجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام.
قال تعالى: (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا) القَصَص/ 57.
3. أن الأمن المراد في الآية الثانية المذكورة سابقاً أنه خبر بمعنى الإنشاء، والإنشاء هنا هو الأمر بتأمين من يدخل الحرم، فليس خبراً مجرداً كما هو الحال في وصفه أيام الجاهلية، أو في آخر الزمان أنه يأمن فيه داخله من الدجال.
ولا أحد ينكر ما حصل في الحرم لبيته ولأهله، من الهدم والقتل، وحاشاه أن يكون خبراً مجرَّداً في الإسلام، والواقع يشهد بعدم وجود أمان لمن دخله في أزمان عديدة.
وكلا المعنيين يحتمله قوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا) البقرة/ 125.
قال الطاهر بن عاشور - رحمه الله -:
والمراد من " الجعل " في الآية: إما الجعل التكويني؛ لأن ذلك قدَّره الله، وأوجد أسبابه، فاستقر ذلك بين أهل الجاهلية، ويسَّرهم إلى تعظيمه.
وإما " الجعل ": أن أمر الله إبراهيم بذلك، فأبلغه إبراهيم ابنَه إسماعيل، وبثه في ذريته، فتلقاه أعقابهم تلقي الأمور المسلَّمة، فدام ذلك الأمن في العصور والأجيال، من عهد إبراهيم عليه السلام إلى أن أغنى الله عنه بما شرع من أحكام الأمن في الإسلام في كل مكان، وتم مراد الله تعالى.
فلا يريبكم ما حدث في المسجد الحرام من الخوف، في حصار " الحجَّاج " في فتنة " ابن الزبير "، ولا ما حدث فيه من الرعب والقتل والنهب في زمن " القرامطة " حين غزاه الحسن ابن بهرام الجنابي - نسبة إلى بلدة يقال لها جنَّابة، بتشديد النون - كبير القرامطة، إذ قتل بمكة آلافاً من الناس، وكان يقول لهم: " يا كلاب، أليس قال لكم محمد المكي: (وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً) آل عمران: من الآية 97، أيُّ أمنٍ هنا؟! "، وهو جاهل غبي؛ لأن الله أراد الأمر بأن يجعل المسجد الحرام مأمناً في مدة الجاهلية، إذ لم يكن للناس وازع عن الظلم، أو هو خبر مراد به الأمر مثل (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) البقرة/ 228.
" التحرير والتنوير " (1/ 690، 691).
فتحصَّل لنا أن معنى " الأمن " في الحرم:
1. أن يكون خبراً مجرداً، وله أحوال:
أ. أمن البيت في الجاهلية من الهدم والغرق والخسف.
ب. أمن أهله في الجاهلية من القتل من الجبابرة، وأمن داخله من الناس، فكان الرجل يرى قاتل والده ولا يمسه بسوء ولا يخيفه.
ج. أمن أهله في الإسلام من فتنة الدجال.
2. أن يكون خبراً بمعنى الإنشاء، والمراد به: الأمر بتأمين من كان فيه من الناس داخله.
وانظر توسعّاً مفيداً في جواب السؤال رقم (137801).
ونرجو بما قلناه أن يكون قد زال عندك الإشكال في معنى " الأمن " في الحرم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/147482
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا فيميزان حسناتك إن شاء الله ولكن سؤالين
1 - ما معنى ((لأن الله أراد الأمر .................. وازع عن الظلم)) ما معنى هذه الجملة
2 - ما قصة هؤلاء القرامطة وما قصتهم لأني اول مرة أسمع بهذه القصة وجزاك الله خيرا
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[05 - 08 - 10, 05:56 ص]ـ
وإياك أخي الكريم
1 - يظهر خطأ مطبعي
2 - فرقة باطنية ملحدة تدعي الإسلام عاثت في الأرض فسادا حتى طهر السلطان الغزنوي رحمه الله الأرض منهم
http://www.saaid.net/feraq/mthahb/33.htm(128/477)
أهمية الأُسرة وعناية الإسلام بها
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 10:03 ص]ـ
ينبثق نظام الأسرة مِن معين الفِطرة وأصل الخلقة وقاعدة التكوين الأولى للأحياء جميعاً وللمخلوقات كافة، وقال جل شأنه: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [سورة الذاريات – الآية 49]، وقال سبحانه: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ} [سورة يس – الآية 36].
وإن النظام الإسلامي يجعل الأسرة هي العمود الفقري الذي يقوم عليه المجتمع الإسلامي، وقد أحاطها الإسلام برعاية عظيمة في كل مراحل تكوينها، وقد استغرق تنظيمها وحمايتها وتطهيرها من فوضى الجاهلية جهداً كبيراً، وأحاطها كذلك بكل المقومات اللازمة لإقامة هذه القاعدة الأساسية الكُبرى للمجتمع المسلم.
ونظراً لأهمية هذه القاعدة في تكوين النظام الاجتماعي، ربطها الإسلام بجاذبية الفِطرة بين الجنسين، حيث أودع في كل طرف رغبة مُلِحَّة للطرف الآخر لتحقيق المَوَدَّة والسكينة التي يبحث عنها كل منهما لدى الآخر، وما ذلك إلا لتتجه إلى إقامة الأسرة القوية وتكوين البيت الصالح الذي يتكون من مجموعهما المجتمع الصالح، قال جل شأنه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [سورة الروم – الآية 21]، وقال عز من قائل: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} [سورة النحل – الآية 80].
إن الأسرة هي الوضع الفِطري الذي ارتضاه الله تعالى لحياة الناس منذ فجر الخليقة وفَضَّلَه لهم، واتخذ من الأنبياء والرُّسُل مثلاً، فقال سبحانه: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [سورة الرعد – الآية 38].
إن الفطرة التي فطر الله الزوجين عليها، وهذه المَوَدَّة التي يتوق إليها كل طرف ويبحث عنها لدى الطرف الآخر، وتلك السكينة التي تُظلل هذه الخلية الناشِئة، وهذه الرحمة التي تغمر قلبي طرفيها؛ هذه المعاني كلها، تجعل الرجل يندفع للارتباط بأنثاه، مُضَحياً من أجلها بماله، ومُغَيراً طريقة حياته مستبدلاً بروابطه السابقة روابط أخرى، وهي التي تجعل المرأة تقبل الانفصال عن أهلها ذوي الغَيْرة عليها وتترك أبويها وإخوتها وسائر أهلها لترتبط بالزواج برجل غريب عنها تُقاسمه السَّرَّاء والضَّرَّاء، وتسكن إليه ويسكن إليها، ويكون بينهما من المودة والرحمة أقوى ما يكون بين ذوي القُربى، وما ذلك إلا لثقتها بأن صلتها به ستكون أقوى من أي صلة، وعيشتها معه أهنأ مِن كل عيشة، وهذا ميثاق فِطري مِن أغلظ المواثيق وأشدها إحكاماً.
كتبه: أ. د. أحمد علي طه رَيَّان،
العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر
مِن كتاب: فقه الأسرة(128/478)
الشيخ عبدالعزيز العقل يروي قصته مع الصوفي الذي تاب وجعل يعلن شيخه الذي كان يحذره من الوهابية أشد من تحذيره من الفراعنة والشياطين لعنا كبيرا
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:25 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
من هنا ( http://www.4shared.com/audio/wNnqLeOe/__________________.html)
من برنامج (صفحات من حياتي) حياة الشيخ عبد العزيز بن صالح العقل (الحلقة الثالثة)
والله الموفق
.(128/479)
اشكال في التمهيد؛؛؛ فمن يزيل الاشكال لدي
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 01:45 م]ـ
اذا ورد في التمهيد لابن عبدالبر
قال ابوعمر
واذا قال ابو عبدالله
فمن هما؟
والله يحفظكم
ـ[عادل المامون]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:09 م]ـ
أبو عمر: هو ابن عبد البر
أبو عبد الله: الأرجح هو يقصد الإمام مالك بن أنس، لأنه ابن عبد البر مالكي(128/480)
شبهة: بناء كنيسة بأموال مسلمين
ـ[حسان الشامي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم إخواني طلبة العلم أفيدونا في هذه المسألة ... ما قولكم في كلام هذا الرجل
مسلمو قرية لبنانية يجمعون الأموال لبناء "كنيسة العذراء"
(دي برس) دشّن السكان المسلمون بقرية "الدورة" -بمحافظة عكار في شمال لبنان- حملة لجمع التبرعات لبناء أول كنيسة في قريتهم، وأطلقوا عليها لقب "السيدة العذراء".وأكد مسؤولون محليون بالقرية، أنّ هذه الخطوة تعكس قوة الترابط بين المسلمين والمسيحيين في القرية، التي تشتهر بالتزاوج بين المسلمين والمسيحيين، بل يتبادلون أيضًا الأسماء الدينية لأبنائهم. واعتبر أسعد سحمراني -أستاذ العقائد والأديان في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الإمام الأوزاعي في بيروت- صاحب فكرة تدشين الحملة لبناء الكنيسة.
وقال لـ mbc : إن احتضان المسلمين لبناء الكنيسة "عنوان وطني لبناني وعربي وإسلامي". وعن الدافع وراء إطلاق هذه الحملة، قال "في القرية يوجد ثلاثة مساجد، في حين لا توجد أية كنيسة للمسيحيين، وهو ما اعتبرته شيئا غير منطقي، وعدم وجود أيّة كنائس للمسيحيين شيء غير منطقي".وأشار إلى حالة الانفتاح التي تحكم العلاقات في القرية؛ حيث يتزاوج المسلمون والمسيحيون، بل يتبادلون أيضًا الأسماء الدينية.
ويعلق أسعد سحمراني على ذلك قائلا: إذا أردنا وضع عنوان كبير للإسلام فهو الرحمة، وإذا أردنا وضع عنوان للمسيحية فهو المحبة، والرحمة والمحبة يلتقيان دائما على الخير والعطاء والعيش الكريم، وليس في طريق العصبيات الفئوية. وبدوره أكد رئيس بلدية الدورة، خالد سحمراني على حالة الانفتاح التي تحكم العلاقات بين أهالي القرية؛ حيث قال إنهم يتزاوجون من بعضهم، دون اعتبار للتباين الديني. أما نائب رئيس البلدية -عبد الله عبد المسيح- فقد اعتبر تدشين المسلمين حملة لجمع التبرعات للكنسية غير مسبوقة، وحمد الله على أن قريته بذلك كانت عند حسن ظن كل اللبنانيين، داعيا إلى الاقتداء بمثل تلك الأعمال الداعمة للوحدة الوطنية.
ـ[أبو عبد الملك عبد الله الأثري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:41 م]ـ
ما هذا العبث
هذا شيئ من اللغو وتخاريف العقول
كيف يتم هذا
كيف ينفق المسلم ماله
لكي ينسب لله زوجة وولد
وينسب له التجسد والموت
وكيف ينفق المسلم ماله للطعن في أنبياء الله واتهامهم بالفواحش
وكل هذا في كتابهم (المقدس) زعموا!
هذا شيء لا يصدقه عقل
وهو مخالف للشرع والعقل
ولا يحتاج دليل على بطلانه
ومسألة التزاوج هذه؟
هل نزوج بناتنا لعلوجهم!
وهو محرم بنص الكتاب والسنة والإجماع
والله أخشى على هذا الدكتور أن لا يعذر فأرى أن مثله يعلم
فليبين له خطر ما يفعل
والله المستعان في هذا الزمان
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 08:54 ص]ـ
الله المستعان!!
أمس كلّمت أحد الإخوة من شمال لبنان - وهو يصلّي في المسجد القريب من بيتي - وطلبت منه التأكّد من القصة،
ثم التقيت به في صلاة العِشاء،
فأخبرني أنه كلّم قريبته التي تسكن في نفس القرية (الدورة)،
وأنها أكّدت له أن الخبر صحيح!!!
وأن النصارى أولاً تبرّعوا للمسلمين مساهمة في مسجد لهم،
فقام المسلمون بـ (ردّ الجميل) وجمعوا المال للنصارى لبناء كنيسة لهم!!!!
نعوذ بالله من الجهل!!!!
ـ[حسان الشامي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 11:58 ص]ـ
"اللهم عافنا من البلابا"
هذا تعليق أحد أبناء هذه القرية كما هو:
حقيقة الأمر
يا اخواني القصة وما فيها إنو هادا أسعد السحمراني كان طول عمره يحرض على المسيحيين وهلأ هو وجماعته من الناصريين حابين وطالبين رضا عصام فارس الملياردير المسيحي المعروف والله أعلم أديش عم ينصبوا (يسروقوا) تحت عنوان هل كنيسة كانو بالأول ينصبوا تحت عنوان المساجد. هنا فتحوا باب جديد. وكل المسيحية (في هذه القرية) ما بيطلعوا 100 واحد بكل الضيعة الضايعة.
ف ما حدا يحكي بالوحدا وما وحدا ... كل العالم بتعرف إنو كذب بكذب.
ـ[حسان الشامي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:11 م]ـ
وزاد الأخ (نفس من علق سابقا على القصة الذي هو من أبناء هذه القرية) قوله:
قصة أن مسيحيي "الدورة" ساعدوا في بناء المسجد غير صحيحة ... حتى قصة بناء الكنيسة من أموال أهال "الدورة" أيضا غير صحيحة
وذكر أن ذلك الملياردير المسيحي عصام فارس (من بلدة بينو القريبة وكان نائباً في البرلمان) ساعد أهالي "الدورة" في بناء المسجد الذي إمامه أسعد وعلي السحمراني .. وأنه هو (يعني عصام فارس) بماله الخاص يبني كنيسة تحت دعوى أن بأيدي أهل الدورة زمام لجنة التبرع وأن الساعي في الحملة هو إمام المسجد علما أنه كان قد جرى إفهامهم -عندما تبرع عصام للمسجد- أنه يجب أن يردوا الجميل.
وأضاف "أهالي ضيعتنا فقيرين ما بيعرفوا بالدين وهذا أسعد الضال وجماعته مستغلين للأمر .. على فكرة أسعد عمل فتنة عائلية راح ضحيتها كثير شباب الدورة، ومع أنه دكتور في الشريعة بس والله ما بيعرف يقرأ الفاتحة كما يجب".(128/481)
الدعاء على اليهود والنصارى
ـ[انس خالد]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:10 م]ـ
سأل احد الخطباء بعد خطبة الجمعه
في مسجد حوله سكان نصارى
هل ما تعوده الخطباء من الدعاء على اليهود والنصارى في الخطبة
1 - هل هو من السنه وان النيي صلى الله عليه وسلم كان يدعوا عليهم في كل خطبه
2 - وإن لم يكن يفعل ذلك هل هو مشروع بهذا العموم
ـ[أبو لجين]ــــــــ[02 - 07 - 10, 06:03 م]ـ
لم يكن يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم وإنما لهم، ولما دعى على أقوام عاتبه الله فقال (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم).
وتعميم الدعاء من مخالفة قدر الله الذي قدر أن يبقى اليهود والنصارى إلى بعض آيات الساعة.(128/482)
ما حكم لعبة كرة القدم بجهاز بلي ستيشن؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:44 م]ـ
لعبة كرة القدم بجهاز بلي ستيشن منتشرة فهل يوجد كلام عليها وبيان حكمها؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 07:40 م]ـ
للرفع قبل الغرق!!
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[03 - 07 - 10, 08:14 م]ـ
تفضل يا مصلحى أصلح الله حالى وحالك والإخوان جميعا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215670
ـ[المصلحي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 04:24 م]ـ
افهم من هذا الكراهة
وتزداد الكراهة عند المداومة عليها(128/483)
هل يجوز للمراة ان تسافر مع اختها وزوج اختها؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:48 م]ـ
هل يجوز للمراة ان تسافر الى مسافة بعيدة ربما الى دولة اخرى مع اختها وزوج اختها؟
فهل الاخت المتزوجة تكون محرما للاخت العزباء؟
وينبني على هذا ايضا:
السكن في بيت واحد.
فهل يجوز للمراة ان تسكن في بيت اختها مع زوج اختها.
فهل اختها تكون محرما لها بحيث لايكون تواجد الزوج مع اخت زوجته في بيت واحد خلوة محرمة؟
ـ[علي الكناني]ــــــــ[02 - 07 - 10, 06:51 م]ـ
من شروط المحرمية أن يكون رجلاً فالأخت ليست بمحرم
وزوجها ليس بمحرم لأخت الزوجة
أما السكن فوجود الأخت تنفي مسألة الخلوة المنهي عنها شرعاً
والله أعلم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 06:56 م]ـ
أخي الفاضل، المحرم لا يكون إلا ذكراً كالزوج و الأب و الأخ و الأولاد و الأحفاد و أب الزوج و الخال و العم و أبناء الأخ و أبناء الأخت.
أما زوج الأخت فليس بمحرم فلذلك لا يجوز للمرأة السفر بدون محرم لقول النبي صلى الله عليه و سلم: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، و لا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم. فقال رجل: يا رسول الله، إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا، وامرأتي تريد الحج؟ فقال: اخرج معها." رواه البخاري.
و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو علاء الجزائري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 10:27 م]ـ
السلام عليكم
و لكن أليست أخت الزوجة حراماً على الرجل؟
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:16 م]ـ
وقد اختلط كثير من الناس هذا الأمر ... ولكن ليس الأمر كما فهمت يا أخ أبو العلاء لأن أخت الزوجة حراما علي الرجل مؤقتا مادام اختها تحت هذا الرجل، لأن لايجوز ان يجمع بين اختين ولكن حينما تموت أو تطلق الزوجة (أختها) فإذن لاتحرم أخت الزوجة علي الرجل لأنها ليست من المحرمات الأبدية
لازم بأن تفرق بين محرمات أبدية ومحرمات مؤقتا
وشكرا، جزاكم الله خيرا ولانتسوني بدعائكم
ـ[أبو علاء الجزائري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:39 م]ـ
وقد اختلط كثير من الناس هذا الأمر ... ولكن ليس الأمر كما فهمت يا أخ أبو العلاء لأن أخت الزوجة حراما علي الرجل مؤقتا مادام اختها تحت هذا الرجل، لأن لايجوز ان يجمع بين اختين ولكن حينما تموت أو تطلق الزوجة (أختها) فإذن لاتحرم أخت الزوجة علي الرجل لأنها ليست من المحرمات الأبدية
لازم بأن تفرق بين محرمات أبدية ومحرمات مؤقتا
وشكرا، جزاكم الله خيرا ولانتسوني بدعائكم
بارك الله فيك أخي فهذا ما قصدت بما أن الزوجة تصاحب زوجها و أختها في السفر فالحرمة هنا
قائمة.
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 12:15 ص]ـ
ما قصدت هذا, فالحرمة ليست قائمة هنا، المحرم لن يكون إلا من المحرمات الأبدية
بارك الله فيكم .. وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو علاء الجزائري]ــــــــ[03 - 07 - 10, 12:21 ص]ـ
هذا ماقصدت، فالحرمة ليست قائمة هنا، المحرم لن يكون إلا من المحرمات الأبدية
بارك الله فيكم .. وجزاكم الله خيرا
و فيك بارك الله أخي شكراً لك
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:02 ص]ـ
ربما يقوم على قول المالكية انه يجوز لها السفر مع اختها وزوجها في حال الاضطرار لانه محمولة على الرفقة المامونة عند المالكيين شرط امن الفتنة
وفقكم الله
ـ[المصلحي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:56 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ولدي الاستيضاحات الاتية:
س1 - ما الدليل على انحصار المحرم في الذكور ولا يشمل الاناث؟
س2 - ما الدليل على ان المحرم مقصور على المحرم الابدي وليس المؤقت؟
وسبب السؤالين:
انني رايت في هذين القولين تخصيصا او تقييدا
ولابد لذلك من دليل.
هل هو لغوي ام شرعي؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:59 ص]ـ
من شروط المحرمية أن يكون رجلاً فالأخت ليست بمحرم
وزوجها ليس بمحرم لأخت الزوجة
أما السكن فوجود الأخت تنفي مسألة الخلوة المنهي عنها شرعاً
والله أعلم
س:
الاحاديث تنهى عن خلوة الرجل بامراة الا ومعها ذو محرم
فاذا لم تكن الاخت محرما لاختها
فكيف تجوز الخلوة؟
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[03 - 07 - 10, 09:21 ص]ـ
س:
الاحاديث تنهى عن خلوة الرجل بامراة الا ومعها ذو محرم
فاذا لم تكن الاخت محرما لاختها
فكيف تجوز الخلوة؟
هناك فرق بين مسألة الخلوة، ومسألة السفر
فالأحاديث جاءت بالنهي عن الخلوة ولم تشرط وجود المحرم،بل كل ما يزيل الخلوة
اما المحرم فلا يشترط الا في السفر
جاء في الصحيحين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم (لا يخلون رجل بامرأة، ولا تسافرن امرأة الا ومعها ذو محرم) ففرق عليه الصلاة والسلام بين الخلوة و السفر
وجاء في الصحيحين (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم الا معها محرم)
فيدل على اشتراط المحرم في السفر على كل حال
وجاء عند مسلم (أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ فرآهم فكره ذلك فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لم أر إلا خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد برأها من ذلك ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان) فلم يشترط المحرم بل اشترط ما يزيل الخلوة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/484)
ـ[المصلحي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 11:06 ص]ـ
الاخ ابو احمد الهمام: بارك الله فيك
قال البخاري:
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن أبي معبد عن ابن عباس:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم فقام رجل فقال يا رسول الله امرأتي خرجت حاجة واكتتبت في غزوة كذا وكذا قال ارجع فحج مع امرأتك
نعم اختلفوا فيما تزول به الخلوة على قولين:
الاول: اشتراط وجود المحرم لزوال الخلوة
الدليل:
هذا الحديث اعلاه.
القول الثاني:
لا يشترط المحرم، وتزول الخلوة بوجود عدد من النساء او عدد من الرجال
الدليل:
ان مقصود النهي هو الابتعاد عن مواطن الشبه والظنون سدا لذريعة الفاحشة
وهذا كما يتحقق بوجود الحرم كذلك يتحقق بوجود عدد من النساء
اي ان العلة موجودة ايضا
بمعنى ان مقصود الشرع يتحقق بوجود المحرم ووجود عدد من النساء
وعلى هذا القول:
يكون ذكر المحرم من باب ضرب المثال لا الحصر.
اي انه فرد من الافراد التي ترفع الخلوة لا ان رفع الخلوة لايكون الا به.
لكن:
يشكل على هذا ماياتي:
1 - ان هذا خلاف لظاهر الحديث، فهو عام ولم يفصل، فاشترط وجود المحرم مطلقا.
2 - ان هذا من باب تخصيص عموم المعنى باللفظ، وهو محل جدال، كما استعمله ابن دقيق في غيرما موضع في احكام الاحكام.
وخلاصة القول:
من اشترط وجود المحرم مطلقا رجع الى لفظ الحديث.
ومن اجاز رفع الخلوة بغير المحرم نظر الى معنى الحديث.
فيبقى الترجيح
وهنا تاتي دور القرائن الخارجية
فهل عسى ان ياتينا الاخوة الكرام بقرائن ترجح احد القولين؟
بارك الله فيكم(128/485)
سؤال حيرني في: «بلغوا»: تكليف، «عني»: تشريف، «ولو آية»: تخفيف.
ـ[أبو القاسم المحمادي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 04:02 م]ـ
كثيراً ما اسمع هذه العبارة الجامعة، ولكني اجهل قائلها:
(قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية»، رواه البخاري، «بلغوا»: تكليف، «عني»: تشريف، «ولو آية»: تخفيف).
فلمن هذه العبارة؟، مع توثيق النقل.(128/486)
المتنصرون ليسوا ظاهرة
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[02 - 07 - 10, 06:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
المتنصرون ليسوا ظاهرة
تشهد مصر حراكاً فكرياً واسعاً وعميقاً وعنيفاً منذ ما يزيد على قرن ونصف من الزمن، بدأ تدريجياً بالحملة الفرنسية، ثم اشتد بعد أن فرَّخت المدارس الأجنبية في منتصف القرن التاسع عشر، وعادت البعثات العلمية، ونُصِبَت الصالونات في بيوت (الأكابر).
الحراك الفكري بدأ بالنصارى .. الفرنسيين ثم خريجي المدارس الأجنبية ثم نصارى الشام، ولم يدخل المسلمون بشكل فعال إلا مع بداية القرن العشرين، حين جاء جمال الدين (الأفغاني) ومعه محمد عبده، ثم قاسم أمين.
لم يكن التوجه الفكري في الساحة المصرية يأخذ منحى (تبشيري)، بمعنى دعوة النصارى للإسلام أو العكس، ثم ومن أربعين سنة تقريباً بدأ نصارى مصر يطفون على السطح ويظهرون في الحدث بأحداث شغب، ثم توجهوا (للتبشير) بدينهم، وانتشروا في الفضاء، وعلى حين غفلة، وبخطاب أقل ما يقال في وصفه أنه سيء الأدب مستفز.
وما النتيجة؟
بعد كل هذا الحراك في القنوات الفضائية والمواقع العنكبوتية وعلى أرض الواقع .. بكل الوسائل .. مكتوبة ومسموعة ومرئية ما النتيجة؟!
هل ارتد الناس عن الإسلام؟
هل ترك (المبشرون) من نصارى مصر انطباعاً إيجابياً عن دينهم هم؟ أو سلبياً عن دين الله الإسلام؟
شيء إيجابي بالنسبة للنصارى لم يحدث. ويعنيني هنا تسليط الضوء على ما يسمون بـ (المتنصرين) أولئك الذين خصتهم (البي بي سي ـ عربي) بفيلم (وثائقي) وفعاليات تلت الفيلم في برنامج (ما لا يقال)، وتفاعلت معهم قنوات التنصير يؤيد بعضها ويعارض جلها. أولئك الذين يعرض بعضهم علينا في بشكلٍ شبه دائم في القنوات التنصيرية.
التنصر أو الردة عن الإسلام ليست ظاهرة، يتضح ذلك من عدد المتنصرين. فرغم أن لا أحد يضع يده على فم أحد،فكل يتكلم بما شاء وإن كان سباً للدين وطعناً في المتدينين، ورغم أن ليس ثم من يرهب أحداً للبقاء في الدين، ولا بين دفتي الدستور ما يجرم المرتدين عن الدين، ولا يوجد في السجون شخص واحد مرتد لردته عن الدين، ورغم كل الإمكانات التي يعمل بها التنصير فلم يرتد عن الدين إلا أفراداً .. حالات خاصة جداً .. تعد عدّاً.حتى أن أحد شياطينهم حين جاء يفاخر قال: قد أخرجت واحداً وثلاثين فرداً ممن تنصروا في برنامجي هذا. وسمعتهم كلهم ـ تقريباً ـ. أكثرهم نصارى لم يثبت أنهم كانوا مسلمين، بل بعضهم ثبت يقيناً أنه نصراني أباً عن جد. والبقية مشبوهة تنصرت لأغراض مادية. أو أمنية .. ارتكبت جرماً ثم سافرت وتنصرت حتى تحتمي بهؤلاء من العدالة.
المتنصرون ليسوا ظاهرة، بل قلة قليلة جداً إذا قورنوا بمن أسلموا في الفترة الأخيرة فقط، ولا أدعو للمقارنة بين نوعية الأفراد، وإنما فقط بين العدد. وفوق ذلك أن كثيراً ممن تنصر عاد طائعاً للإسلام.
يمكننا ملاحظة مرحلتين من التعامل مع المتنصرين من قبل القائمين على التنصير في مصر.
المرحلة الأولى: كانت بترحيل من يتنصر للخارج واستعماله في التحدث بكلامٍ غير صحيح عن الإسلام ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
والمرحلة الثانية: إبقاء هؤلاء المتنصرين في مصر والعمل على تفعيلهم ضد القانون وضد المجتمع. والنفخ في الحالات الاستثنائية لتبدوا وكأنها ظاهرة تدعوا لتغيير هوية المجتمع، وكأن المجتمع تنصر ويريد أن يتنصل من الدين الإسلامي كهوية.!!
أصبح المتنصرون عبئاً فكرياً وحركياً على المجتمع النصراني.
فكرياً إذ أنهم لا يمثلون إضافة فكرية لدين النصارى، بل أحد الشواهد على كذبهم. فالشخصيات المتنصرة كاذبة في دعاوى تركها للدين، والشخصيات التي تقدم على أنها متنصرة وهمية في حالات كثيرة، وانتشرت مقاطع متلفزة لمن ادعى انه شيخ خليجي تنصر هو وزوجته ثم تبين أنه من صبيان زكريا بطرس. وغيره مما يشابهه. وانتشر سوء خلقهم بين الناس، يشمل ذلك أمور مادية وجسدية. وما يوم حليمة بسر.
ويشكل هؤلاء عبئاً حركياً على المجتمع النصراني من عدة نواحي أهمها أنهم دخلوا في تكتلات النصارى الداخلية، فقد اطلعت على مدونة لهؤلاء يتطاولون فيها على الأنبا بيشوى لصالح بعض القساوسة ممن تعمدوا على أيديهم. واستمعت لحوارات في غرف البالتوك يتبادلون السباب فيما بينهم ويشكك بعضهم في بعض، ويرمي بعضهم بعضاً بالكذب والخداع والنصب والاحتيال. وقد بدأ هؤلاء بتأسيس قنوات فضائية أملاً في الحصول على دعم مادي من المتبرعين، بمعنى أنهم يقومون الآن بإزاحة للأصليين وإيجاد حركة إقصائية مستفزة غير منضبطة وقد بدأ الأصليون مناوشتهم والبوح بأسرارهم، وإن تتبعت حالة (أحمد أباظة) ـ مثلاً ـ عرفت ذلك، فهم مَن عرفونا بحقيقته أولاً قبل أن ينطق من يعرفه هنا في مصر.
إن هذه النوعية من المتنصرين أقرب للضرر بالمجتمع النصراني من إفادته، وهذا أمر طبعي فمثل هذه الشخصيات التي باعت دينها لغرض ما أو قدمت البعد المادي على البعد الديني الروحي لا يوثق بها، ولا تسير مستقيمة بل معوجة تبدأ بالقريب وإن كان حبيباً.
يمكننا نحن المسلمين استغلال ظاهرة المتنصرين استغلالاً جيداً في الدعوة إلى الله، بشرح الحالات التي ترتد والحالات التي تسلم لله رب العالمين.
خلاصة القول أن المتنصرين ليسوا ظاهرة أبداً، وأن هناك كذبة يحاولون النفخ في الحالات الاستثنائية لتبدوا ظاهرة يستغلونها في تغيير هوية المجتمع. والمتنصرون جراثيم شرسة بدأت تنخر في الجسد النصراني
محمد جلال القصاص(128/487)
الكافر والمنافق والغافل في قضايا المرأة
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[02 - 07 - 10, 06:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الكافر والمنافق والغافل في قضايا المرأة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد: ـ
هذا حوار عن قضية المرأة، أجري مع موقع (وفاء لحقوق المرأة) و موقع (لها أون لاين)، وضعت الحوارين مرتبين:
http://www.wafa.com.sa/*******s/304
http://www.lahaonline.com/articles/view/36160.htm
** ما هو أهم ما ترصده فيما يعرف (بقضايا المرأة)؟
أهم ما أرصده هو أن هذه القضية منشأها من الآخر (الكافرين)، وهو الذي يرعاها إلى اليوم.
**لو وضحت أكثر؟!
حين ترصد ما يقال عن (قضايا المرأة) تجد أنهم يرجعون لقاسم أمين، أو يقولون بدأت بنساء الفرنسيين اللواتي كن يركبن الحمير في شوارع القاهرة حاسرات متبرجات ويتفاعل معهن السوقة من الناس. وقاسم أمين صدر كتابه الأول (تحرير المرأة) في عام 1899م، والحملة الفرنسية جاءت إلى مصر في عام 1798م، بينهما ما يزيد على قرنٍ من الزمان، كان خلال هذا القرن حراك شديد، وإن كان محدود المساحة متعثر الخطوات، هذا الحراك هو الذي أفرز ما ظهر على لسان قاسم أمين. والذي يعتقد كثير من الناس أن قضية المرأة بدأت به.
**من كان قبل قاسم أمين، أو طبيعة الحراك الذي أفرز قاسم أمين؟
هذا الحراك كان نصرانياً كله، تحديداً يرتبط بمدارس الإرساليات التنصيرية التي تواجدتفي مصر من عام 1935م أو 1928 كما يؤرخ بعضهم، خريجو هذه المدارس التنصيرية هم مَن بدءوا يتحركون فيما عرف لاحقاً بتحرير المرأة.
**وماذا عن البعثات العلمية التي كانت لأوروبا؟
رفاعة الطهطاوي وحده هو الذي يذكر في هذا المجال من البعثات، وهو لم يكن مبتعثاً، وإنما مرافقاً لبعثة من البعثات، وعاد واشتغل بالترجمة، وإدارة بعض المدارس الحديثة.
ولكن ـ كما حدثتك ـ خريجو مدارس الإرساليات التنصيرية من نصارى العرب هم كانوا السبب الظاهر في إيجاد ما يسمى بقضايا المرأة، وشيء آخر كان الحراك نسوي كله. أو كان هناك اصرار على أن يخرج الحديث عن المرأة على لسان نساء.
**هل يمكن أن تعطينا نموذجا على ذلك؟
نشرت دار الساقي في عام 2000م كتاباً بعنوان: (الكاتبات اللبنانيات، بيبليوغرافيا (1850 ـ 1950))، من تأليف (نازك سابا يارد) و (نهى بيومي)، وفيه استعراض لعددٍ من اللواتي كتبن عن المرأة من النساء الشاميات (اللبنانيات). وفيه بيان لأن بعض الروايات والكتب التي صدرت بأسماء نسائية سبقت المجلات، وعلى سبيل المثال (مريم النحاس) وهي أم (هند نوفل) التي أسست أول مجلة نسائية تعنى بالحديث عن المرأة (مجلة الفتاة) الصادرة في عام 1892م كتبت ترصد فيه مشاهير النساء بعنوان (معرض الحسناء في تراجم النساء من الأموات والأحياء)، صدر في عام 1978م، وصدرت رواية لفريدة وهبة بعنوان (يعقوب وابنته مريم) في عام 1873م، وصدرت رواية (صائبة) عام 1891م للكتابة إليس بطرس البستاني.
فالملاحظ أن النشاط بدأ نسوياً في مجمله، وبعضهن لم يظهر اسمها إلا مرة أو مرتين، وهذا يدعم الفرضية التي تتحدث عن أن رجالاً كانوا خلف النساء. والملاحظ أيضاً أن النشاط الفكري فضلاً عن أنه كان نسوياً متعمداً ـ فيما يبدو لي ـ تحرك في أكثر من اتجاه على عادة القوم، فاتجه للمبتعثين عندهم، واتجه للصالونات في البيوت، واتجه في بداياته إلى الرواية والكتاب، ثم اعتمد المجلات النسوية المتخصصة في مرحلة تالية، ثم المؤتمرات، وكان ذلك كله بأيدي نصرانية خرجت من مدارس تنصيرية. وكان تراكمياً متصاعداً، ومشاركة المسلمات كانت استثناء، ولا يكاد يذكر غير عائشة التيمورية (1840م ـ 1902 م)، وزينب فواز (1860م ـ 1914م)، وهن متأخرات كما ترى من تاريخ الوفاة، ولم تكن بضاعة هؤلاء تختلف عن بضاعة النصارى، فيمكننا أن نقول أنها كانت باكورة التأثر بالآخر. وكان للنشاط الصحفي (الدوريات الصحفية) دور كبير في نشر هذه القضية وإيجاد مساحة أكبر من التفاعل معها، فقد توالت الدوريات التي أنشأتها نصرانيات. وهذا معروف لمن يتتبع تاريخ نشأة الصحافة المختصة بهذا الشأن في نهاية القرن التاسع عشر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/488)
** إذاً أنت ترجع سبب هذه القضايا للآخر من الكافرين، وتبرز أن مَن تحرك في هذا المضمار أصر على أن يقدم النساء، وأن الصحافة والإعلام بل والتعليم الأجنبي كانت عوامل رئيسية في تفعيل تلك القضية أليس كذلك؟
نعم أخي الكريم. ولازالت هذه الأسباب تعمل إلى اليوم. لازال الآخر هو الذي يحرك القضية من خلال المؤتمرات والتوصيات التي تظهر لنا عدة مرات في العام الواحد في شكل مؤتمرات، ومن خلال الجوائز التي يعطيها للأبحاث العلمية المتعلقة بهذا الشأن. ومن خلال استنطاق الموافقين له، وقد رأينا دور الأزهر في قضية الحجاب حين ثارت في فرنسا من أعوام، حين أفتى شيخ الأزهر السابق سيد طنطاوي بصحة ما يفعله الفرنسيين.!! ولازال التحرك على صعيد مناهج التعليم مستمر، وعلك ترصد ما يتردد حول خطوة التعليم الأجنبي في البلاد الإسلامية، ولعلك ترصد ما يدار من جدل حول التعليم .. مناهجه وطبيعته (مختلط أو غير مختلط) من وقت لآخر. ودور الإعلام لا يخفى على أحد. ابتداءً من البرامج الحوارية التي تلمع مَن يتبنون هذه القضايا وتقدم رؤيتهم لعوام الناس، ومروراً بالأعمال الفنية التي تتعاطى قضايا المرأة في شكل فيلم سينمائي أو تلفزيوني (مسلسل) أو عمل مسرحي، أو غير ذلك من مخرجاتهم.
** تلاميذ مدارس التبشير من النصارى والمسلمين، والموافقين للغرب عموماً هم من تولوا قضايا المرأة .. هم السبب الظاهر في تغريب المرأة المسلمة في التجربة المصرية. تريد أن تقول هذا؟؟
منهم كانت البداية، وظل هؤلاء يمثلون الطرف المتطرف في القضية ككل، ولم يأت منهم التغريب حقيقة. التغريب جاء من فصيلٍ آخر كان يتبنى خطاباً شرعياً، أو هكذا بدا.
** كيف؟!
في ذات التوقيت خرج في الأمة الإسلامية قوم من المنتسبين للعلم الشرعي أو من المهتمين بالأمة يريدون لها (النهوض) و (التطور) و (الرقي). . يريدون لها أن تأخذ حضارة أوروبا وتقدمها التقني دون انحلالها الخلقي، ويبرز من هؤلاء خير الدين التونسي، ورفاعة الطهطاوي، وجمال الدين الإيراني (المعروف بالأفغاني) ثم محمد عبده.
**وما العيب في أن نطلب التقدم والتطور والرقي الذي عليه غيرنا؟، ثم ما علاقته بقضية المرأة وكيف أصبح هؤلاء هم الفاعلون الحقيقيون في تغريب المجتمع الإسلامي؟
التقدم التقني والتطور والرقي في التصور الشرعي يأتي ثمرة للاستقامة على شرع الله {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}. ولاحظ الآية تقول بركات، ولم تقل رزق. ولك أن تتدبر الآن حين بعد الناس عن شرع الله ماذا يحصل. المال كثير كالجبال، ووسائل الرفاهية متوفرة في كل مكان، والفقر في كل مكان، والجوع في أكثر من مكان، والظلم لا يكاد يخلو منه مكان، ذهب بركة كل ما نحن فيه.
كان الخطأ أن هؤلاء نسوا أو تناسوا المهمة التي أخرجنا الله من أجلها، وهي عبادة الله وتعبيد الناس لله، والتي ثمرتها اللازمة هي الرخاء والنمو والرفاهية .. السعادة التي هي مطلب الجميع.
ظنَّ هؤلاء أن الأمة لن تخرج من حالة الضعف هذه حتى تأخذ ما عند الغرب من تقنية، وهذا واضح جداً في أطروحات خير الدين التونسي (له كتاب واحد اسمه أقوم المسالك في أحوال الأمم والممالك). ظن هؤلاء أننا نستطيع أن نأخذ من أوروبا التقدم التقني ونحافظ على الثوابت الإسلامية. وتفهم الغرب حالهم، ومد إليه يده واستفاد منهم، حتى أخرج من بينهم، أو من خلفهم، فصيلاً آخر معادٍ تماماً للشريعة الإسلامية وموالٍ تماماً للمشروع الغربي، هذا الذي تحدث بقضايا المرأة. ففراخ هؤلاء هم الذين تبنوا (قضايا المرأة) بدعوى التقدم والرقي، وفراخ هؤلاء هم الذين تبنوا قضايا الوطنية، وفراخ هؤلاء هم الذين قاموا بمعالجة المؤسسة الدينية حتى أضعفوها. وصاروا جسراً عبر عليه المحتل لثوابتنا ومنها ما يتعلق بقضية المرأة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/489)
قضايا المرأة لم تفعل من الفريق النصراني ولا المسلم الذي تبنى وجهة نظر الغرب كلية تجاه المرأة، وإنما من فريق آخر كان مطموراً شيئا ما على الساحة، وهو المتحدثون بالتطور والنمو من المنتسبين للعلم الشرعي. كان هذا التيار هو الفاعل الحقيقي في عملية التغريب عموماً، وقضايا المرأة خصوصاً.
** هذا الكلام عجيب!!
هذا الكلام تاريخ حصل نحكيه، وواقع نعيشه ولا ينتبه إليه كثيرون. ما يسمى بالطرف الليبرالي يمثل فقط الفظاعة التي تعطي شرعية أو وسطية لبعض الإسلاميين الذين يتبنون قضايا المرأة.
العجب أخي الكريم من شيء آخر.
العجب أن تنقلب الدعوة إلى التقدم والرقي المادي إلى ثورة على الثوابت الشرعية فالبعثات العلمية التي ذهبت لأوروبا لم ترجع بعلوم تقنية، وإنما بجدالٍ فكري، ديني، وتطوير التعليم تم توجيه لإخراج موظفين يخدمون مصلحة المحتل (الآخر)، ولم ينل عامة الناس شيئاً مما جاءوا به. وجاء بتغيير في القوانين التي هي أحكام الشريعة.!!
هذا ملحظ عام، فمع كثرة المبتعثين لأوروبا من أجل جلب التقنية الحديثة وتطوير المجتمع المسلم ـ بزعمهم ـ إلا أن شيئا من هذا لم يحدث. بل عاد هؤلاء وجهدهم في حمل الأمة على السير خلف أوروبا في كل شيء عدا العلم التقني!!
والعجب ـ أيضاً ـ من أن الذين سعوا في ذلك هم بأنفسهم الذين كانوا يقولون أننا نستطيع أن نأخذ التقنية الحديثة دون أن يصيبنا ما عند القوم من أذى، فرفاعة الطهطاوي لم يكن يعارض تعليم النساء على الطريقة الأوروبية، ومحمد عبده يسند إليه ما خرج على يد قاسم أمين كله أو جله، والفاعلون في السياسة أولئك المتحدثين عن (الوطنية) المتسببين في تقسيم المجتمع المسلم وتفتيته والذي تبعه انهيار الخلافة الإسلامية كانوا من تلاميذ هؤلاء وأصدقائهم كلطفي السيد وسعد زغلول.
وهذا الملحظ موجود الآن أيضاً، فذات المتحدثين عن (التقدم) و (التطور) و (الرقي) هم هم بأم أعينهم المتحدثين عن (قضايا المرأة)، وحديثهم تعديل في وضع المرأة في الإسلام كي تكون على موافقة كلياً أو جزئياً لما عليه الآخر. والمشاريع التي تشيد لشيء من التقدم التقني يثور حولها جدل مما يسمى بقضايا المرأة. أو ذات الفعاليات التي تعنى بالحديث عن (التقدم) و (التطور) و (الرقي) يأتي فيها الحديث عن بعض ما يدرج تحت مسمى قضايا المرأة (كالاختلاط) و (التعدد) و (تحديد سن الزواج) .. الخ.
وتجد المتحدثين عن (الرقي) و (التقدم) من المنتسبين للعلم الشرعي لا للبحث التقني. وحديثهم يتجه للداخل، ويتجه للمعارض للثقافة الغربية لا للمعارض للتقدم التقني. وهذا عجيب.
عجيب من ناحية أن المعارضين للثقافة الغربية لا يقفون حجر عثرة أمام التقدم التقني، ولا يرفضون ما يتاح لهم منه، ولا يتنادون للجلوس عنه.
وعجيب من ناحية أن يتحدث الشرعيون عن (التقدم) و (التطور) و (الرقي) المادي ولا يتحدث التقنيون. لو كان الأمر جد لوجدت المتحدثين هم أهل التقنية، ووجدت أفعالاً لا أقوالا وجدالاً، كما في نموذج اليابان ودول أقصى الشرق.
هذا ما حصل صار هؤلاء إلى تغيير المجتمع عقدياً لا تطويره تقنياً. كانت هذه هي النتيجة المباشرة لسعي الساعين في طلب التقدم التقني من الشرعيين ومن المبتعثين التقنيين. . تغيير عقدي .. . أفاد منه المحتل.
وتطور الأمر.
**كيف تطور الأمر؟
لم يمض قرن من الزمان حتى بدأ تلاميذ المجموعة المتحدثة عن (التقدم) و (التطور) و (الرقي) في النقل عن الآخر، لم ينضبط الأمر كما أرادوا بداية. فقد أورث الاعجابُ بما عليه الغرب من تقدم تقني القومَ إعجاباً بما عند الغرب من أفكار وآداب. ودخلنا في مرحلةٍ أخرى، وهي مرحلة النقل عن الآخر. ولا أتكلم عن المفاهيم فقط، فنقل المفاهيم جاء قبل مع رفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي، وإنما أتحدث عن النقل المباشر، وبدأ الأمر بما خرج على يد قاسم أمين، وقد تقدم. ثم بالأدب حيث نقل العقاد ومعه شكري والمازني فيما عرف بمدرسة الديوان إحدى مدارس الأدب الغربي إلى ثقافتنا العربية، وكان هؤلاء ينقلون المفاهيم كاملة يطبقونها على الأدب الإسلامي، وشاركوا بهذا الكافر الموجود بين أظهرنا (أشير إلى خليل مطران تحديداً، ومدارس المهجر عموما)، وشاركهم الكافر بعد ذلك بإيجاد مَن طور ونشر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/490)
الفكرة (أشير إلى مدرسة أبوللو). ولك أن تراجع سبب خصومة عبد الرحمن شكري مع المازني. كان ينهاه عن سرقة أشعار الأوروبيين، فغضب منه وتخاصما.
وجاء طه حسين فنقل عن الآخر. كان هو الكاتب وفقط سرق الأفكار أم كان مستعاراً وضع اسمه فقط على ما كتبوه هم كما يتحدث العارفين بحاله؟. لا يعنيني. المهم أن الساحة الفكرية امتلأت بأفكار الآخر يتحدث بها قومنا.
وفي الناحية السياسية جاء علي عبد الرازق، وجاء لطفي السيد. وآخرون. وما تحدثوا به ليس من بضاعتنا بل من بضاعة الآخر.
والنسويون اشتدوا، وتكاثروا، وأكثروا من النقل عن الآخر، أفكاراً وفعاليات.
وتطور هذا الأمر بعد ذلك. فكانت الخطوط الرئيسية عند المستشرقين هي هي بأم عينها الخطوط الرئيسية عن المنافقين، وعند الغافلين.
وضاعت قضية التقنية.نساها قومنا، وظهرت قضايا (الحريات) و (الحقوق) و (الوطنية)، وكلها كانت إبعاداً للأمة عن غايتها التي خلقها الله من أجلها، وهي عبادة الله وتعبيد الناس لله. وكلها أوجدت مزيدَ إهانةٍ لعامة الناس، ومزيد تخلف، ولم نحصل على ثمرة تذكر من (التقدم) و (التطور) و (الرقي) الذي نشط له قومنا. وحال المجتمعات التي ظهرت فيها هذه التجارب شاهد على ذلك.
**دعنا نلملم الأفكار: الآخر هو الذي بدأ، والانحراف جاء من الشرعيين المهتمين بالتقدم التقني والرقي الحضاري للأمة، وأمارة ذلك أن مخرجات البعثات العلمية وحراك الشرعيين المهتمين بالتقدم والرقي لم تثمر غير هدم الثوابت الشرعية، وتغريب المرأة كان الفاعل الرئيسي فيه الشرعيون بدايةً لا الليبراليون؟
نعم أخي الكريم هذا ما تحكيه التجارب السابقة. وهو الواقع الآن. فالآخر لا زال يرعى ما يسمى بقضايا المرأة، والشرعيون المهتمين بالتقدم والتطور حديثهم يتجه لقضايا المرأة، فتجد بينهم حديثاً عن الاختلاط مشروع أو غير مشروع، والمرأة تعمل أو لا تعمل، والتعدد، وسن الزواج، والطلاق. وتجد في الساحة محاولة للدفع بالمرأة، فنجد من يتحدث عن أن علينا أن نخرج المرأة في القنوات كداعية. يريد في ذات المكان الذي يجلس فيه الرجل تحدث الجميع. لا أن تكون لها فعاليات نسوية خاصة.
** من المعلوم أن الغرب بدأ تحديداً مدارس إرساليات التنصير مدعومة بالدول الكبرى العلمانية، وداخل هذه المدارس نشأت الدعوة لقضية المرأة، هل كانت هذه الدعوة ديانة؟ بمعنى هل كانوا يدعوننا لما يعلمون أنه الصواب في دينهم؟
للحصول على إجابة واضحة ينبغي علينا الانتباه إلى أمرين:
الأول: أن هذا الذي ظهر على يد إرساليات التبشير، أعني ما نحن بصدد الحديث عنه مما يدرج تحت مسمى (قضايا المرأة) لا تعرفه النصرانية، ففي كتابها بعهديه القديم والجديد أمرٌ للنساء بالحجاب، وفي كتابيها أمر للنساء ألا يخالطن الرجال، وكتابات (الآباء) فيها حث على الحجاب وعدم الاختلاط، وهناك كتاب عَرَضَ هذا الأمر عرضاً جيداً لم يسبق إليه ـ فيما أعلم ـ، وهو كتاب (الحجاب شريعة الله في الإسلام والنصرانية واليهودية) للباحث سامي عامري، وهو منشور في مكتبة المهتدين، ويمكن الوصول إليه من خلال محرك البحث. ولا تعرفه اليهودية أيضاً، إذ هم مشتركون مع النصارى في (العهد القديم).
الثاني: النشأة التاريخية لإرساليات التبشير.
هذه النشأة بدأت بعد الحروب الصليبية، بعد أن استيقنوا من أنهم لن يستطيعوا القضاء على الإسلام بالسيف، بدأت بغرض تشويه صورة الإسلام وصرف الناس عن دين الله، وهذا معروف مشهور، تحدث عنه الدكتور عبد اللطيف الطيباوي في كتابه (المستشرقون الإنجليز ـ دراسة نقدية) وهو كتاب بالإنجليزية مترجم للعربية نشرته جامعة الإمام ـ بالسعودية عام 91م.
وذكره الأستاذ أنور الجندي في مقدمة كتابه (شهادة على العصر والتاريخ)، وذكره الأستاذ محمد قطب في كتابه (هلم نخرج من ظلمات التيه) وفي غيره، وهو أمر معروف مشهور عند من له دراية بتاريخ بعض الشخصيات المشهورة في النصرانية مثل (ريموند لول) و (فرانسيس الأسيزي) و (بطرس المحترم) وأمثالهم.
إذا الإجابة بالنفي؛ لم تكن النصرانية تعرف شيئاً من هذا، وأن إرساليات التبشير تبنت هذا الأمر بغرض إفساد المسلمين.
ألا تلاحظ أن هذه نظرة قاتمة سوداوية؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/491)
أبداً، هذه قراءة للواقع الذي نعيش، هل يستطيع أحد أن ينكر أن الحجاب شريعة الله في دينهم؟ أو يتنكر للكم الهائل من النصوص التي تحث على الحجاب في كتابهم وكتابات آبائهم؟! وواقعهم هم قبل ظهور العلمانية؟؟
هل يستطيع أحد أن يتحدث أن الأمة الإسلامية كانت تعرف التبرج والسفور بشكله الحالي قبل أن يعالجها هؤلاء؟!
** لم تصر على التأكيد على أن سبب المشكلة هو الآخر؟؟ نحن الآن لا نرى الآخر تقريباً إلا في المؤتمرات الدولية، وقضايا المرأة كلها حراك داخلي؟
دعني أقرأ عليك كلمة للأستاذ أنور الجندي، يقول في كتابه (شهادة على العصر والتاريخ) ص 23: "إن أخطر ما يحاول التغريب إقراره في الشعور الإسلامي هو الانعزال عن النظر في خلفيات الأمور، فهو يستهدف تضييق دائرة الفكر وقصر النظر دون معرفة البواعث، وقد تبين أن من خلف المخططات التي نواجه قوى وتنظيمات يجب كشفها ودحض شبهاتها".
هذا هو. القضية ليست إسلامية، بل ولا تعرفها البشرية كلها قبل ذلك، والآن يراد أن تكون أصلاً وغيرها (الحجاب بمعناه العام) طارئ أو استثناء. ودخلنا في حصر وهمي. الكافر بدأ، ونقل عنه مرضى النفوس من المنافقين، وجاء الغافلون فتفاعلوا مع القضية.
فمعرفة منشأ القضايا مهم جداً. والخروج من الحصر الوهمي مهم أيضاً.
والأمر ينسحب على الأدب، يقال الأدب للأدب، وينسحب على الفن، يقال الفن للفن. وكلها محاولات لإبعادنا عن مهمتنا الأصلية (عبادة الله وتعبد الناس لله)، فما كان الأدب يوماً للأدب، ولا كان الفن للفن أبداً، كلها وسائل لتمرير القضايا والمفاهيم، أو ينبغي أن يكون صاحب الأدب والفنون صاحب قضية يدعو لها ويدافع عنها. فقد أمرنا بعبادة الله وتعبيد الناس لله، فلا يمكن تعاطي شيء خارج مفهوم العبادة.
** لكن: الآخر علماني وليس نصراني الآن؟!!
العلمانيون أفادوا من المستشرقين (والاستشراق بدأ في أحضان الكنيسة)، وتعرف هذا من مراجعة تاريخ الاستشراق، وتعرفه من مطالعة تراجم المستشرقين، وقد جمع الدكتور عبد الرحمن بدوي عدداً غير قليلٍ منهم في موسوعته، فكانوا كالرسل لهم لمعرفة أحوال البلاد الإسلامية، وأفادوا منهم في تغيير هوية المجتمعات الإسلامية ليبقى الاحتلال أطول فترة ممكنة، أو لتبقى الدول الإسلامية مشغولة بشيء آخر غير ما أخرجت له ـ وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ، فكان هناك اتحاد في الغاية، وهو إبعاد المسلمين عن غايتهم الرئيسية (عبادة الله وتعبيد الناس لله)، ولذا انتشرت مدارس الإرساليات التنصيرية في ظل الاستعمار، وفي ظل سيطرة العلمانيين من العرب على البلاد الإسلامية.
والتنصير موجود الآن، وقد اتخذ في الآونة الأخيرة بعداً فكرياً، أو ظهر بعده الفكري بشكل سافر بعد انتشار الفضائيات، وفي أطروحاتهم يهاجم وضع المرأة في الشريعة الإسلامية، ويتبنى وجهة النظر العلمانية؛ بهدف دفعنا لتقبلها، أو تنفير الناس عنا، فليس بصحيح أن الآخر علماني تماماً.
**لماذا لم أخذت قضية المرأة كل هذا الحجم؟
لطبيعة الدور الذي تؤديه المرأة، وطبيعة القضايا التي تتعلق بالمرأة.
المرأة تقوم عليها الأسرة، هي مَن تباشر تربية للأطفال، وهي سكن الزوج. معها استقرار الأسرة. واستقرار الأسرة استقرار المجتمع ككل.
والمرأة غير المنضبطة حين تخالط الرجال يحدث فساد لا يحتاج للتنبيه عليه.
ويحتل ما يطرح تحت مسمى (قضايا المرأة) مساحة أكبر لتعلقه بهوية الأمة، فالمرأة على الوجه الذي يريدونه تعني تغيير شامل للمجتمع، وهذا ما حصل بالفعل في المجتمعات التي (حررت) المرأة.
ولتعلقه بالنص الشرعي مباشرة، فقضايا المرأة تثير جدلية النص، وتثير إعادة قراءة الشريعة الإسلامية من جديد.
** والحل؟
التوصيف الجيد للمشكلة مرحلة أولى لا ينبغي أن نتخطاها وإن طالت.
وعلى التشخيص أن يعتني بمنابع الحراك المضاد، ووسائله، وثماره ثم العمل على بث مفاهيم صحيحة عن المرأة المسلمة، وعن الفاعلين في تغيير هوية المرأة المسلمة.
وهذا الأمر يحتاج فقط إلى تفعيل، فالمفاهيم الإسلامية الصحيحة منتشرة ولله الحمد، والنماذج الطيبة الطاهرة من النساء كثيرة وأخبارهن منتشرة ولله الحمد، وفشل النماذج السيئة في المجتمعات التي دخلتها أخبارها منتشرة ولله الحمد. فقط يحتاج الأمر إلى مزيدٍ من العرض على الناس، وخاصة جيل الشباب.
الخروج من دائرة الحصر الوهمي التي دخلنا فيها، والعمل على إخراج القضية إلى مكانها الأصلي، وهي أنها حرب على الشريعة من الكافرين والمنافقين وليست أبداً مسألة خلاف داخلي.
تفعيل دور المرأة، جيد، ويجب أن تتحدث المرأة وتعبر عن نفسها. لكن لا ينبغي أن يكون ذلك في اتجاه إحلالها محل مجتمع الرجال، المرأة كيان مستقل له خصائصه المختلفة عن الرجل، ويصلح لشيء لا يصلح له الرجل، ولابد أن يؤخذ هذا في الحسبان.
أبو جلال / محمد جلال القصاص
حواره / أسامة الهتيمي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/492)
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[04 - 07 - 10, 08:45 م]ـ
[ CENTER]
** والحل؟
المرأة كيان مستقل له خصائصه المختلفة عن الرجل، ويصلح لشيء لا يصلح له الرجل، ولابد أن يؤخذ هذا في الحسبان.
.
(وليس الذكر كالأنثى)
الاخ الكريم ..
اين رجال المسلمين الذين يطبقون الشريعة ويعيدون المرأة لطبيعتها التى خلقها الله بها .. ويصونون كرامة المرأة بعد اهدرت بخروجها للعمل فى مجتمع مختلط .. بأذن من الرجل الذى هو زوجها ومسئول عنها.
لاسف الشديد تجد التقليد الاعمى للمجتمع الاجنبى تقليد وبداية من حيث ما انتهوا .. فالمراة الاوربية وخاصة الانجليزية تطالب الان بالعودة الى البيت لتقوم بدورها التى خلقها الله من اجله وفقا لطبيعة تكوينها بعد ان ادركت ان خروجها للعمل مثل الرجال مخالف لطبيتعها ..
فى المقابل تجد المرأة العربية تتعلق بما فى الغرب وتطبقه بلا وعى ولا دراية
ان مقالك الرائع فيه صحوة لانتشال المرأة من مستنقع العمل الوظيفى والتشبه بالرجال الى بيتها الذى هو بر الامان والسكنية ..
فمتى تعود المرأة لطبيعة عملها التى خلقها الله من اجلها؟
اقدم لك الشكر والتقدير لما خطه قلمك لفكرك الرشيد
وفقك الله لما يحب ويرضى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=197643
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[11 - 07 - 10, 12:21 م]ـ
(وليس الذكر كالأنثى)
الاخ الكريم ..
اين رجال المسلمين الذين يطبقون الشريعة ويعيدون المرأة لطبيعتها التى خلقها الله بها .. ويصونون كرامة المرأة بعد اهدرت بخروجها للعمل فى مجتمع مختلط .. بأذن من الرجل الذى هو زوجها ومسئول عنها.
لاسف الشديد تجد التقليد الاعمى للمجتمع الاجنبى تقليد وبداية من حيث ما انتهوا .. فالمراة الاوربية وخاصة الانجليزية تطالب الان بالعودة الى البيت لتقوم بدورها التى خلقها الله من اجله وفقا لطبيعة تكوينها بعد ان ادركت ان خروجها للعمل مثل الرجال مخالف لطبيتعها ..
فى المقابل تجد المرأة العربية تتعلق بما فى الغرب وتطبقه بلا وعى ولا دراية
ان مقالك الرائع فيه صحوة لانتشال المرأة من مستنقع العمل الوظيفى والتشبه بالرجال الى بيتها الذى هو بر الامان والسكنية ..
فمتى تعود المرأة لطبيعة عملها التى خلقها الله من اجلها؟
اقدم لك الشكر والتقدير لما خطه قلمك لفكرك الرشيد
وفقك الله لما يحب ويرضى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=197643
اللهم آمين وإياكم.
جزاكم الله خيراً على المرور والمداخلة.
ضلت الطريق وها نحن نأخذ بزمامها لتعود إلى طريقها وتجد السير لربها.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[11 - 07 - 10, 01:33 م]ـ
أحسن الله إليك , ما أروع ما سطّرته!.
أرجو أن تستمر في أداء هذا الفرض الكفائي.
و جزاك الله عن الإسلام خير الجزاء.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[12 - 07 - 10, 01:22 ص]ـ
أحسن الله إليك , ما أروع ما سطّرته!.
أرجو أن تستمر في أداء هذا الفرض الكفائي.
و جزاك الله عن الإسلام خير الجزاء.
وأحسن الله إليك. وجزاك الله خيرا.
أعني بالدعاء.(128/493)
رجل تاب من السرقة ولا يعرف كيف يرد الأموال إلى أصحابها
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 06:49 م]ـ
لدي استفسار عن رجل تاب إلى الله من داء السرقة ولكن بعد عشر سنوات عرف أن من شروط توبته إرجاع المظالم إلى أهلها فجاءني وسألني وقص علي حكايته
كان يعمل في إحدى الوظائف (غير حكومية) لدى شخص قريب له، وكان يأخذ بعض الأموال من الخزنة وبعد ثلاثة شهور أو أقل ترك العمل وانتقل إلى وظيفة أخرى (وطبعا اللي فيه داء لا يمكن يتركه إلا إن تاب الله عليه، وهو كان يعتبرها شطارة وفهلوة مع أنه يقول أنا كنت في غنى عن العمل وحالتي مستقرة ولكن كنت أتسلى بالعمل فقط وأضيع وقتي) فكان أيضا يستغل ذهاب صاحب العمل ويسرق من أمواله وجلس معه فترة.
الاستشكال الذي حصل!!
أنه لا يعرف قيمة المال الذي سرقه من الوظيفة الأولى ولا من الوظيفة الثانية
فحاولت على سبيل الاحتياط ورد المبالغ إلى أهلها بقدر المستطاع أن نتحرى الدقة في مثل هذا الأمر فقلت له كم كان المبلغ الذي كنت تسرقه وهل كنت تسرق يوميا؟ فأجاب بأنه يسرق 100 جنيه يوميا من هذه الوظيفة (لأن صاحب الوظيفة ثري كما يقول ف 100 جنيه لا تؤثر معه) والمدة التي قضاها لا يعرف هل هي شهرين أو ثلاثة شهور لأنها كانت من 10 سنين.
فقلت له نأخذ هذا الافتراض بما أنك كنت تسرق 100 جنيه نضربها في 3 اشهر احتياطا والناتج ثلاثة آلاف جنيه هذا في الوظيفة الأولى
أما وظيفته الثانية فكان أحيانا يسرق وأحيانا لا على حسب صاحب المحل والمدة التي قضاها معه حوالي سنتين وكان معدل ما يسرق يوميا (على حسب) 5 جنيهات إلى 10 جنيهات فقلت نفس المعادلة على وجه الاحتياط المبلغ 10 نضربه في سنتين (730 يوم) الناتج 7300 جنيه (طبعا في جمييع الأيام احتياطا) هذا ما تدفعه لصاحب العمل الثاني
فما رأيكم في مثل هذا الاقتراح وهل جانبت الصواب فيه وهل ظلمت أحدا من الطرفين؟
وله استشكال ثان أنه لا يستطيع أن يرد هذه المبالغ بسبب أنه لا يستطيع أن يواجههم لأنهم أقاربه وتربطه علاقة قوية بهم فكيف يرد المبلغ إليهم أم يتبرع بهذا المبلغ عنهم
فاقترحوا ماذا يفعل هذا الشخص وماذا أقول له وهو يملك المال وليس بفقير ولكن المواجهة وقطع الرحم التي بينهم هي سبب اشكاله
أرجو الجواب لمن كان عنده علم في المسألة بارك الله فيكم وبالنسبة للسؤال الثاني ممكن المشاركة بالاقتراحات فقط في كيفية رده الأموال إلى أصحابها
ولكم جزيل الشكر
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 08:32 م]ـ
وبالنسبة للسؤال الثاني ممكن المشاركة بالاقتراحات فقط في كيفية رده الأموال إلى أصحابها
ولكم جزيل الشكر
بسم الله
نحمد الله سبحانه أن وفقه للتوبة، ومن المعلوم أن المال هو فتنة هذه الأمة، والتوفيق للتوبة من أخذ أموال الناس بغير حق أمر عظيم يستحق منة دوام الشكر لله على هذه النعمة.
ومن تمام توبتة هو إرجاع الحقوق إلى أهلها لذلك أخي الفاضل: دعه يبحث عن الطريقة المناسبة التي تحفظ لة كرامتة ويُرجع فيه الحق لأهله من غير أن يحرج نفسة مع أصحاب الشركة وفيه بيان أنه لا يشترط على من أراد إرجاع الحقوق لأهلها أن يكشف عن نفسه وهويته، إذ المقصود هو رجوع الحق إلى صاحبه، وليس المقصود معرفة السارق.
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله: "… فإذا سرقتَ من شخصٍ أو من جهة ما سرقة: فإن الواجب عليك أن تتصل بمن سرقت منه وتبلغه وتقول إن عندي لكم كذا وكذا، ثم يصل الاصطلاح بينكما على ما تصطلحان عليه، لكن قد يرى الإنسان أن هذا الأمر شاق عليه وأنه لا يمكن أن يذهب – مثلاً – إلى شخص ويقول أنا سرقت منك كذا وكذا وأخذت منك كذا وكذا، ففي هذه الحال يمكن أن توصل إليه هذه الدراهم – مثلاً – من طريق آخر غير مباشر مثل أن يعطيها رفيقاً لهذا الشخص وصديقاً له، ويقول له هذه لفلان ويحكي قصته ويقول أنا الآن تبت إلى الله – عز وجل – فأرجو أن توصلها إليه". فتاوى إسلاميَّة (4/ 162).
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء – في جندي سرق مالا من عبدٍ -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/494)
إن كان يعرف العبدَ أو يعرف من يعرفه: فيتعين عليه البحث عنه ليسلم له نقوده فضة أو ما يعادلها أو ما يتفق معه عليه، وإن كان يجهله وييأس من العثور عليه: فيتصدق بها أو بما يعادلها من الورق النقدي عن صاحبها، فإن عثر عليه بعد ذلك فيخبره بما فعل فإن أجازه فبها ونعمت، وإن عارضه في تصرفه وطالبه بنقوده: ضمنها له وصارت له الصدقة، وعليه أن يستغفر الله ويتوب إليه ويدعو لصاحبها.
"فتاوى إسلاميَّة" (4/ 165).
وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن مال مسروق تاب مَنْ أخذه ويريد رده؛ لكن يسبب له بعض الإحراجات.
فأجاب:
" ... وعليه رد الأموال إلى أصحابها إذا عرفهم، عليه أن يردها إليهم بالطريقة التي تمكن، ولو من غير أن يعلموا أنها منه، يرسلها إليهم بواسطة من يرى حتى يوصلها إليهم، عن طريق البريد أو من غير طريق البريد، ولا يجوز له عدم ردها، بل يجب ردها إذا عرفهم بأي طريقة على وجه لا يعلمون أنها منه، يعطيها إنساناً يسلمها لهم يقول لهم: إن هذه أعطانيها إنسان يقول إنها حق لكم عنده، وأعطانيها أسلمها لكم، والحمد لله" انتهى
وعلى هذا فلا يلزمك أن تذهب إلى السلطات وتعترف بالسرقة، بل تكفيك التوبة الصادقة، ولكن يجب عليك رد الأموال إلى أصحابها، ولا تصح توبتك إلا بذلك، ولا يشترط أن تخبرهم بأن هذه الأموال سرقتها منهم، لاسيما إذا خشيت أن يقدموا فيك شكوى ويسجنوك، فالمهم هو رجوع المال إلى أصحابه، فإما أن تجعله في مظروف، أو تعطيه من يوصله إليهم ... أو غير ذلك من الطرق.
فأموال الحكومة يجب ردها إليها، وكذا أموال الأشخاص الآخرين، وإذا لم تعرف مقدار المال بالتحديد فإنك تجتهد في تحديده وتغلّب جانب الاحتياط، بمعنى أنك تخرج من المال حتى تتيقن أنك فعلت الواجب عليك.
وإذا لم تعرف أصحاب الأموال فإنك تتصدق به عنهم وتجعله في سبيل الخير والإحسان
(إذا جهلت قدر المال المسروق، فردّ ما يغلب على ظنك أنك تبرأ به، فتقدر المبلغ تقديرا، وتحتاط فتخرج بأزيد، فإن دار الأمر بين أن يكون المال عشرة – مثلا – أو ثمانية، فأخرج عشرة، حتى تبرأ ذمتك بيقين)
ما عجز عن رده الآن، فهو دين عليه، لا تبرأ ذمتة إلا بدفعه، والواجب علية حينئذ أن يثبتة في وصية لة، خشية أن يفاجئة الموت قبل سداده؛ لما روى البخاري (2738) ومسلم (1627) عن ابن عمر أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ ثَلَاثَ لَيَالٍ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ". قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ إِلَّا وَعِنْدِي وَصِيَّتِي).
واعلمة أن التائب الصادق إن عزم على رد المال لأهله، ثم فاجأه الموت، فإنه يرجى من الله تعالى أن يعفو ويتجاوز عنه وأن يرضي عنه أصحاب الأموال يوم القيامة، ويُستأنس لهذا بما رواه البخاري (2387) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ).
والله اعلم بعض النصوص منقولة من موقع سوال وجواب.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 09:21 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك
يعني تقترح أن يكون هناك طرف ثالث يقوم بالتوصيل كما في فتوى الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله
جزيت الجنة وهل من مزيد؟(128/495)
ما صحة تصحيح شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لحديث: ((رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء))؟
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[02 - 07 - 10, 07:45 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ما صحة حديث: ((رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء))؟
قسم البحث العلمي
ومراجعة المشرف العام
17 جمادى الأولى 1431هـ
تم تحديث الفتوى في 9 جمادى الثانية 1431هـ
السؤال:
يتهم بعض المبتدعة شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه مجسِّم ويستشهدون بتصحيحه لحديث: ((رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء)) فهل حقاً صحح شيخ الإسلام هذا الحديث؟ وهل هو حديث صحيح؟
الجواب:
هذا الحديث ورد من طريقين وبألفاظ مختلفة.
الطريق الأول: من حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً.
ومن ألفاظه:
((أن محمداً رأى ربه في صورة شاب أمرد من دونه ستر من لؤلؤ، قدميه، أو قال: رجليه في خضرة))
((رأيت ربي جعداً أمرد عليه حلة خضراء))
((رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد عليه حلة خضراء))
وهذا الحديث من هذا الطريق صححه جمعٌ من أهل العلم، منهم:
الإمام أحمد (المنتخب من علل الخلال: ص282، وإبطال التأويلات لأبي يعلى 1/ 139)
وأبو زرعة الرازي (إبطال التأويلات لأبي يعلى 1/ 144)
والطبراني (إبطال التأويلات لأبي يعلى 1/ 143)
وأبو الحسن بن بشار (إبطال التأويلات 1/ 142، 143، 222)
وأبو يعلى في (إبطال التأويلات 1/ 141، 142، 143)
وابن صدقة (إبطال التأويلات 1/ 144) (تلبيس الجهمية 7/ 225)
وابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية 7/ 290، 356) (طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف- 1426هـ)
وضعفه ابن الجوزي في (العلل المتناهية: 1/ 36) واستنكره الذهبي كما في (سير أعلام النبلاء 10/ 113) وقال السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى 2/ 312): (موضوع مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم)
والطريق الآخر: من حديث مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب مرفوعاً.
ومن ألفاظه:
1 - ((رَأَيْتُ رَبِّي فِي المنام في صورة شاب مُوَقَّرٍ فِي خَضِرٍ، عليه نَعْلانِ من ذهب، وَعَلَى وجهه فراش مِنْ ذهب)).
2 - ((يذكر أنه رأى ربه عز وجل في المنام في صورة شاب موفر في خضر على فراش من ذهب في رجليه نعلان من ذهب)).
3 - ((أنه رأى ربه عز وجل في النوم في صورة شاب ذي وفرة، قدماه في الخضرة، عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب)).
وهذا الحديث صححه الحسن بن بشار وأبو يعلى كما في (طبقات الحنابلة لأبي يعلى: 2/ 59).
وضعفه واستنكره جمعٌ من أهل العلم، منهم:
الإمام أحمد (المنتخب من علل الخلال لابن قدامة ص284)
ويحي بن معين (تاريخ بغداد للخطيب: 13/ 311)
والنسائي (العلل المتناهية لابن الجوزي: 1/ 30)
وابن حبان في (الثقات: 5/ 245)
والسبكي في (طبقات الشافعية الكبرى 2/ 312)
وابن حجر في (تهذيب التهذيب 10/ 86)
والسيوطي في (اللآلئ المصنوعة 1/ 30)
والشوكاني في (الفوائد المجموعة ص447).
وكلُّ من صحح الحديث أثبت أنه رؤيا منام لا رؤيا عين، لذلك فلا إشكال ولا مطعن لأهل الأهواء فيه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية: 7/ 229): ((وكلها (يعني روايات الحديث) فيها ما يبين أن ذلك كان في المنام وأنه كان بالمدينة إلا حديث عكرمة عن ابن عباس وقد جعل أحمد أصلهما (أي حديث ابن عباس وأم الطفيل) واحداً وكذلك قال العلماء))
وقال في (بيان تلبيس الجهمية: 7/ 194): (وهذا الحديث الذي أمر أحمد بتحديثه قد صرح فيه بأنه رأى ذلك في المنام)
وله رحمه الله كلامٌ صريحٌ في أنَّ الله لا يُرى في الدنيا بالأبصار فقال في (منهاج السنة: 2/ 313) في معرض ردِّه على المجسِّمة: (أدخلوا في ذلك من الأمور ما نفاه الله ورسوله، حتى قالوا: إنه يُرى في الدنيا بالأبصار)
وقال في (الوصية الكبرى: ص77): (وكل من قال من العُبَّاد المتقدمين أو المتأخرين أنه رأى ربه بعين رأسه فهو غالط في ذلك بإجماع أهل العلم والإيمان)
وشيخ الإسلام ابن تيمية ليس وحده الذي نفى أن يكون في الحديث إشكال لأنه رؤيا منام، بل ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم.
ومن هؤلاء:
1 - الذهبي في (ميزان الاعتدال) (1/ 594) قال: (وهذه الرؤية رؤيا منام إن صحت.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/496)
2 - السيوطي في (اللآلئ المصنوعة) (1/ 34) قال: (وهذا الحديث إن حُمل على رؤية المنام فلا إشكال)
3 - العجلوني في (كشف الخفاء) (1/ 437) نقل كلام السيوطي ولم يتعقبه.
4 - المعلِّمي كما في التنكيل (1/ 253) قال: (إن لهذا الحديث طرقاً معروفة في بعضها ما يشعر بأنها رؤيا منام، وفي بعضها ما يصرح بذلك، فإن كان كذلك اندفع الاستنكار رأساً)
وغيرهم ...
قال الإمام الدارمي في (النقض على المريسي: 2/ 738) عند كلامه على حديث: ((أتاني ربي في أحسن صورة)): (وإنما هذه الرؤية كانت في المنام، وفي المنام يمكن رؤية الله تعالى على كل حال وفي كل صورة).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية 1/ 325 - 328):
((لفظ الرؤية وإن كان في الأصل مطابقاً فقد لا يكون مطابقاً كما في قوله: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا} وقال: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} وقد يكون التوهم والتخيل مطابقا من وجه دون وجه فهو حق في مرتبته وإن لم يكن مماثلا للحقيقة الخارجة مثل ما يراه الناس في منامهم وقد يرى في اليقظة من جنس ما يراه في منامه فإنه يرى صوراً وأفعالاً ويسمع أقوالا وتلك أمثال مضروبة لحقائق خارجية كما رأى يوسف سجود الكواكب والشمس والقمر له فلا ريب أن هذا تمثله وتصوره في نفسه وكانت حقيقته سجود أبويه وأخوته كما قال: {يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} وكذلك رؤيا الملك التي عبرها يوسف حيث رأى السنبل بل والبقر فتلك رآها متخيلة متمثلة في نفسه وكانت حقيقتها وتأويلها من الخصب والجدب فهذا التمثل والتخيل حق وصدق في مرتبته بمعنى أن له تأويلاً صحيحاً يكون مناسباً له ومشابهاً له من بعض الوجوه فإن تأويل الرؤيا مبناها على القياس والاعتبار والمشابهة والمناسبة ولكن من اعتقد أن ما تمثل في نفسه وتخيل من الرؤيا هو مماثل لنفس الموجود في الخارج وأن تلك الأمور هي بعينها رآها فهو= مبطل، مثل من يعتقد أن نفس الشمس التي في السماء والقمر والكواكب انفصلت عن أماكنها وسجدت ليوسف وأن بقراً موجودة في الخارج سبعاً سماناً أكلت سبعاً عجافاً فهذا باطل.
وإذا كان كذلك فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه فهذا حق في الرؤيا ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس قال بعض المشايخ: إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة وقد ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام ولكن لعلهم قالوا لا يجوز أن يعتقد أنه رأى ربه في المنام فيكونون قد جعلوا مثل هذا من أضغاث الأحلام ويكونون من فرط سلبهم ونفيهم نفوا أن تكون رؤية الله في المنام رؤية صحيحة كسائر ما يرى في المنام فهذا مما يقوله المتجهمة وهو باطل مخالف لما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها بل ولما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم وليس في رؤية الله في المنام نقص ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى وإنما ذلك بحسب حال الرائي وصحة إيمانه وفساده واستقامة حاله وانحرافه.
وقول من يقول ما خطر بالبال أو دار في الخيال فالله بخلافه ونحو ذلك إذا حمل على مثل هذا كان محملاً صحيحاً فلا نعتقد أن ما تخيله الإنسان في منامه أو يقظته من الصور أن الله في نفسه مثل ذلك فإنه ليس هو في نفسه مثل ذلك بل نفس الجن والملائكة لا يتصورها الإنسان ويتخيلها على حقيقتها بل هي على خلاف ما يتخيله ويتصوره في منامه ويقظته وإن كان ما رآه مناسبا مشابها لها فالله تعالى أجل وأعظم)). انتهى كلامه
فكون شيخ الإسلام أو غيره يصحح حديث: (رأيت ربي في صورة شاب أمرد ... ). لا يعني أنه يعتقد بأن الله حقيقة على صورة شاب أمرد بل كما قال: (فلا نعتقد أن ما تخيله الإنسان في منامه أو يقظته من الصور أن الله في نفسه مثل ذلك فإنه ليس هو في نفسه مثل ذلك بل نفس الجن والملائكة لا يتصورها الإنسان ويتخيلها على حقيقتها بل هي على خلاف ما يتخيله ويتصوره في منامه ويقظته) فكيف يقال بعد ذلك أن شيخ الإسلام ابن تيمية يشبِّه الله بالشاب الأمرد؟! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، وحاشا لشيخ الإسلام -المنزِّه لله تعالى، والذي لا يصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول صلى الله عليه وسلم- أن يقول أو يعتقد ذلك.
وكلامه في تنزيه الله عز وجل والرد على المجسِّمة كثيرٌ جداً، من ذلك قوله كما في (منهاج السنة: 2/ 313): (والمثبتة [أي من المجسِّمة] أدخلوا في ذلك من الأمور ما نفاه الله ورسوله، حتى قالوا: إنه يُرى في الدنيا بالأبصار، ويصافَح، ويُعانق، ويَنزل إلى الأرض، وينزل عشية عرفة راكباً على جمل أورق يعانق المشاة ويصافح الركبان، وقال بعضهم: إنه يندم ويبكي ويحزن وعن بعضهم: أنه لحم ودم ونحو ذلك من المقالات التي تتضمن وصف الخالق جل جلاله بخصائص المخلوقين والله سبحانه منزَّهٌ عن أن يوصف بشيء من الصفات المختصة بالمخلوقين، وكل ما اختص بالمخلوق فهو صفة نقص، والله تعالى منزَّهٌ عن كل نقص ومستحق لغاية الكمال، وليس له مِثل في شيء من صفات الكمال، فهو منزَّهٌ عن النقص مطلقاً، ومنزَّهٌ في الكمال أن يكون له مِثلٌ) انتهى كلامه يرحمه الله.
فهل من يردُّ على المجسِّمة بمثل هذا الرد يُنعت بالتجسيم، {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}؟!
والله تعالى أعلم.
http://www.dorar.net/art/483
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/497)
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 08:03 م]ـ
أقول أيها الإخوة على حد علمي القاصر جدا جدا أليس قتادة المذكور في الطريق الأول هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري؟ إن كان هو فهو مشهور بالتدليس وقد عنعن أقول مستفهما كيف صحح الأئمة هذا السند بارك الله فيكم؟؟(128/498)
ما حكم قول المسلم للمسلم جمعة مباركة
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 08:59 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ما حكم قول "جمعة مباركة" للناس في كل جمعة، مع العلم أن الجملة انتشرت بين الشباب؟
جزاكم الله كل خير.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[02 - 07 - 10, 09:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اعتاد بعض الناس ارسال رسائل قصيرة عبر الهاتف المحمول
فيها دعاء وفي نهاية الرسالة (جمعة مباركة) وهذا منتشر وواضح ..
وقد قيل أن هذه بدعة؟؟؟
فأرجو منكم توضيح هذا؟؟ وهل فيه شيء؟؟؟؟
والسلام عليكم ..
الشيخ محمد العويد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قول جمعة مباركة لم يرد فيه نص شرعي يدل على مشروعيته، والالتزام بها لاشك أنه بدعة لأن الجمعة لا يتعلق بها تهنئة، وقد قال النبي http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم في صحيحه.
............................
ُسُئِل الشيخ عبدالله الفقيه:
ما حكم قول "جمعة مباركة" للناس في كل جمعة، مع العلم أن الجملة انتشرت بين الشباب؟
فأجاب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتزام قول المسلم لأخيه المسلم بعد الجمعة أو كل جمعة (جمعة مباركة)
لا نعلم فيه سنة عن رسول الله http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif ولا عن صحابته الكرام،
ولم نطلع على أحد من أهل العلم قال بمشروعيته، فعلى هذا يكون بهذا
الاعتبار بدعة محدثة لا سيما إذا كان ذلك على وجه التعبد واعتقاد السنية،
وقد ثبت عن النبي http://www.islamdor.com/vb/images/smilies/sala.gif أنه قال:
((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)). رواه مسلم والبخاري معلقا،
وفي لفظ لهما: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
وأما إذا قال المسلم لأخيه أحيانا من غير اعتقاد لثبوتها ولا التزام بها ولا مداومة عليها،
ولكن على سبيل الدعاء فنرجو أن لا يكون بها بأس،
وتركها أولى حتى لا تصير كالسنة الثابتة.) أ. هـ
ـ[أم ديالى]ــــــــ[02 - 07 - 10, 09:23 م]ـ
وايضا
http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=item&id=7960&lang=AR
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 10:09 م]ـ
بارك الله فيكم.(128/499)
أقصر على نفسك ثلاثين سنة!، وخذ هذه الخلاصة (الفوائد) والتي فيها خلاصك ونجاتك
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[02 - 07 - 10, 10:02 م]ـ
كان حاتم الأصم من أصحاب شقيق البلخي رحمة الله تعالى عليهما، فسأله يوماً
فقال: صاحبتني منذ ثلاثين سنةً ما حصّلت؟
قال: حصّلتُ ثماني فوائد من العلم، وهي تكفيني منه لأني أرجو خلاصي ونجاتي فيها.
فقال شقيق: ما هي؟
قال حاتم:
الفائدة الأولى /
إني نظرت الى الخلق فرأيت لكل منهم محبوبا ومعشوقا يحبه ويعشقه، وبعض ذلك المحبوب يصاحبه إلى مرض الموت وبعضه يصاحبه إلى شفير القبر، ثم يرجع كله، ويتركه فريداً وحيداً، ولا يدخل معه في قبره منهم أحد.
فتفكرت وقلت: أفضل محبوب المرء ما يدخل معه في قبره، ويؤنسه فيه، فما وجدته غير الأعمال الصالحة، فأخذتها محبوبة لي؛ لتكون لي سراجاً في قبري، وتؤنسني فيه، ولا تتركني فريداً.
الفائدة الثانية /
أني رأيت الخلق يقتدون أهواءهم، ويبادرون الى مرادات أنفسهم، فتأملت قوله تعالى:" وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فإن الجنة هي المأوى". وتيقنت أن القرآن حق صادق فبادرت إلى خلاف نفسي وتشمّرت بمجاهدتها، وما متعتها بهواها، حتى ارتاضت بطاعة الله تعالى وانقادت.
الفائدة الثالثة /
أني رأيت كل واحد من الناس يسعى في جمع حطام الدنيا، ثم يمسكه قابضا يده عليه فتأملت في قوله تعلى:" ما عندكم ينفد وما عند الله باق" فبذلت محصولي من الدنيا لوجه الله تعالى ففرّقته بين المساكين ليكون ذخراً لي عند الله تعالى.
الفائدة الرابعة /
أني رأيت بعض الخلق يظن أن شرفه وعزه في كثرة الأقوام والعشائر فاعتزوا بهم.
وزعم آخرون أنه في ثروة الأموال وكثرة الأولاد، فافتخروا بها.
وحسب بعضهم أن العز والشرف في غصب أموال الناس وظلمهم وسفك دمائهم.
واعتقدت طائفة أنه في إتلاف المال وإسرافه، وتبذيره، فتأملت في قوله تعالى:" إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم"، فاخترت التقوى، واعتقدت أن القرآن حق صادق، وظنهم وحسبانهم كلها باطل زائل.
الفائدة الخامسة /
إني رأيت الناس يذم بعضهم بعضاً، ويغتاب بعضهم بعضاً، فوجدت أصل ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم، فتأملت في قوله تعالى: "نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " فعلمت أن القسمة كانت من الله تعالى في الأزل، فما حسدت أحداً ورضيت بقسمة الله تعالى.
الفائدة السادسة /
أني رأيت الناس يعادي بعضهم بعضا لغرض وسبب، فتأملت في قوله تعالى:" إنّ الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً " فعلمت أنه لا يجوز عداوة أحد غير الشيطان.
الفائدة السابعة /
أني رأيت كل أحد يسعى بجد، ويجتهد بمبالغة لطلب القوت والمعاش، بحيث يقع به في شبهة وحرام وبذل نفسه وينقص قدره، فتأملت في قوله تعالى:" وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها" فعلمت أن رزقي على الله تعالى وقد ضمنه، فاشتغلت بعبادته، وقطعت طمعي عمّن سواه.
الفائدة الثامنة /
أني رأيت كل واحد معتمداً على شيء مخلوق، بعضهم على الدينار والدرهم، وبعضهم على المال والملك، وبعضهم على الحرفة والصناعة، وبعضهم على مخلوق
مثله، فتأملت في قوله تعالى:" ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدراً " فتوكلت على الله تعالى فهو حسبي ونعم الوكيل.
فقال شقيق/
وفقك الله تعالى إني قد نظرت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، فوجدت الكتب الأربعة تدور على هذه الفوائد الثماني، فمن عمل بها كان عاملاً بهذه الكتب الأربعة.
«رسالة أيها الولد» (ص 18)
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:08 م]ـ
سبحان الله ... كنت أريد أن أنقل كلام حاتم هذا لما رأيت من جمال عباراته ومعانيه وهذا لأنها كانت خطبة الجمعة للإمام عندنا
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:25 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[03 - 07 - 10, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا جهاد.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 07 - 10, 08:33 ص]ـ
الإخوة الأفاضل /
أبو أسامة الأزفوني
أبو عبدالرحمن السبيعي
محمد بن عمران
جزاكم الله خير الجزاء
الأخ الفاضل محمد بن عمران
أنا لست شيخاً
زعمتني شيخاً ولستُ بشيخٍ ... إنما الشيخُ من يدبُ دبيباً:)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 12:32 م]ـ
كعادتك أخي جهاد درر من كلام السلف، نفع الله بك، لعلك تنقلها إلى ملتقى أهل الدعوة الذي بحاجة إلى أمثالكم، لعلك أخي جهاد تسجل وكذلك الإخوة للنهوض به وهو موجود بتوقيعي، نفع الله بكم ..
كل درة تكتبها هنا اكتبها هناك .... نفع الله بك .. فإن أبيت التسجيل نقلتها عنك!! (ابتسامة)
ـ[حسن علي محمد]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[04 - 07 - 10, 07:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[06 - 07 - 10, 12:47 ص]ـ
الإخوة الأكارم /
أبو البراء القصيمي
حسن علي محمد
حمدان المطرى
بارك الله فيكم ونفع بكم
الأخ الفاضل / أبو البراء القصيمي
أعيذك أن تستسمن ذا ورم، وأن تنفخ في غير ضرم
حالياً لا أشارك إلا في أهل الحديث، وأسأل الله أن ييسر لي أن أشارك معكم في ما يستقبل من عمري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/500)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 08 - 10, 11:17 م]ـ
قال السَّرِيُّ بنُ المُغَلِّسِ السَّقَطِيُّ – رحمه الله -:
سمعت كلمة انتفعت بها من خمسين سنة، كنت أطوف بالبيت بمكة فإذا رجل جالس تحت الميزاب وحوله جماعة
فسمعته يقول لهم: أيها الناس من علم ما طلب هان عليه ما بذل.
شعب الإيمان (2/ 248)
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[16 - 08 - 10, 01:51 ص]ـ
جزاكَ اللهُ خيرًا أخي الحبيبُ.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:20 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب و جزاك الله خيرا
و اسمح لي بنقلها لمنتدى آخر و دمت بحفظ الله
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:45 ص]ـ
حرره المشرف؟؟؟؟
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[26 - 08 - 10, 08:13 م]ـ
وخيراً جزيتما أخواي الحبيبان، بارك الله فيكما.
و اسمح لي بنقلها لمنتدى آخر و دمت بحفظ الله أسعد كثيراً بذلك جزاك ربي خيراً(129/1)
أستاذة تونسية تسألني عن حكم التعليم في محافظة بعيدة
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:34 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
السؤال:
أنا استاذه أدرس في محافظة أو ولاية بعيدة عن مقر إقامة أهلي و أسكن في بيت مع بعض الإخوة الملتزمات و المسافة بين مقر عملي و المنزل العائلي قرابة 150 كم.
فهل أنا مخالفة لحديث الرسول صلي الله عليه و سلم الذي مفاده أنه تحرم علي المسلمة السفر مسافة يوم و ليلة بدون محرم؟
و هل عملي يبيح لي السكن وحدي أو مع نساء؟
هل أنتقل إلي معهد اقرب و إن لم يتيسر ذالك ماذا أفعل؟
أفيدوني أفادكم الله.
إنتهي.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[06 - 07 - 10, 02:12 ص]ـ
افيدونا افادكم الله
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 02:29 ص]ـ
اولا الكلام مع هذه الاخت وفقها الله ان تعلم ان عملها هذا ان كان فيه اختلاط و عدم الالتزام بالضوابط الشرعية فهي متعدية وعليها ان تحسن وضع عملها الى ما فيه سلامة دينها و الى ما يبعدها عن الفتن و الشبهات لقوله صلى الله عليه وسلم " الحلال بين والحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" رواه البخاري
ثم اذا فرضنا ان الاخت تختاج الى العمل و الانفاق على من هم بحاجة اليها
فعلى هذا فعليها ان تحاول الاقتراب من البيت قدر الامكان وتقصير مسافة السفر قدر المستطاع
وايضا عليها ان تلتزم بالضوابط الشرعية كما اسلفنا الذكر
اما سفرها لمسافة 150 كلم فهذا فيه تفصيل -على مذهبنا المالكية-
فان كانت انما تسافر مع رفقة مامونة كالحال فالحافلات والقطارات حيث توجد الامن من الفتنة والاعتداء فهذا على مذهب المالكية جائز لكنهم قيدوه بحال الضرورة فلتنتبه الاخت
اما السكن وحدها فاذا نظر الى علة التحريم في سفر المراة منفردة فهي نفس العلة افصد صونها من الفتن والاعتداء لان النساء فيهن ضعف ظاهر ومعروف، وعليه فعليها ان تسكن حيث الامن من الفتنة و الامن من التعدي عليها ولتطلب الرفقة المأمونة الصالحة التي تعينها على امور الشرع
اما المخالفة للحديث فقد تظهر حال عدم اضطرار الاخت الى الخروج من اجل كسب لقمة العيش اما غير هذا فظواهر الشرع تمنع الاخت من هذا التي نسال عنه
والله اعلم
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[06 - 07 - 10, 03:22 ص]ـ
اما سفرها لمسافة 150 كلم فهذا فيه تفصيل -على مذهبنا المالكية-
فان كانت انما تسافر مع رفقة مامونة كالحال فالحافلات والقطارات حيث توجد الامن من الفتنة والاعتداء فهذا على مذهب المالكية جائز لكنهم قيدوه بحال الضرورة فلتنتبه الاخت
والله اعلم
هذا شيء مستحيل في تونس و غيرها دوما تجد المعاكسات و التحرش بالفتيات خاصة في تونس و القلبل من النساء في تونس لن تدع عملها لوجود الإختلاط أو لغيره و الله المستعان.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 03:25 ص]ـ
هل افهم من جوابك ان الاخت غير مضطرة للعمل وايضا هل افهم ان تعرضها للمعاكسات و الفتن امر واقع لا محالة؟
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[06 - 07 - 10, 03:39 ص]ـ
لا تقول لي انت لا تفهم الواقع هنالك فرق بين الواقع و الفتاوي , تعترف أن هنالك العديد من المخالفات (إختلاط محرم و عدم الإلتزام بالحجاب الرسمي و تلبس حجاب الزينة غطاء للرأس و سروال) لكنها تقول من سينفق علي و إذا تزوجت و تركني زوجي من أن لي بعائل و أنا لا أريد أن أبقي عالة علي أسرتي أريد أن أكون مستقلة بذاتي.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 10:29 ص]ـ
طيب، هل الأختُ السائلة تسأل كي تحرص على طاعة الله تعالى أم ماذا؟ فإن كان كذلك، فلا شك في تحريم سفرها بدون محرم و كذلك لا يجوز لها أن تعمل مختلطة بالرجال و كونها تقول أنها تريد أن تكون مستقلة بذاتها فهذا من سموم المشركين الذين أزالوا حياء المرأة و ذهبوا بدينها و الله المستعان ...
إن التزمت بشرع الله تعالى و أدّت الذي عليها فلن يُضيعها ربنا تبارك و تعالى و قصة أم إسماعيل عليهما السلام مثال لذلك ...
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:21 ص]ـ
عن جابر رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة و السلام قال: "و الذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا اتباعي" رواه أحمد والبيهقي بسند حسن.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:15 ص]ـ
ما أراها إلا طالبة فتوي , إلا أن القلوب ضعيفة.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:34 ص]ـ
روى الإمام مسلم من حديث حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأيّ قلبٍ أُشربها نُكت فيه نكتة سوداء، وأيُّ قلبٍ أنكرها نُكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مُربادّاً كالكوز مجخِّياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه)).
قال الله تعالى (ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا)
قال الله عز وجل) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)
قال الله تعالى (ولو صدقوا الله لكان خيرا لهم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/2)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:50 ص]ـ
جزاك الله كل الخير أخي ابو ناصر.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:57 ص]ـ
وفيكم وفي الاخت الاستاذة المهتمة بامر دينها باركالمولى عز وجعل وسددنا الى السبيل الاقوم(129/3)
هل تعرف تحسب عمرك؟ و مالك؟
ـ[معاذ الصالح]ــــــــ[03 - 07 - 10, 12:09 ص]ـ
قال ابن القيم رحمه الله:
فكل وقت عصيت الله فيه أو مال عصي الله به، أو بدن، أو جاه، أو علم، أو عمل، فهو على صاحبه ليس له. فليس له من عمره وماله وقوته وجاهه وعمله وعلمه إلا ما أطاع الله به.
ولهذا من الناس من يعيش في هذه الدار مئة سنة أو نحوها، ويكون عمره لا يبلغ عشر سنين أو نحوها؛ كما أن منهم من يملك القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، ويكون ماله الحقيقي لا يبلغ ألف درهم أو نحوها. و هكذا الجاه والعلم.
وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم قال:
(الدنيا ملعونة، ملعون مافيها، إلا ذكر الله عز وجل وما والاه، وعالم أو متعلم)
الداء والدواء 203 - 204 ط دار عالم الفوائد
فكم هي أعمارنا؟ وكم هي أموالنا؟ والله المستعان.
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 12:21 ص]ـ
تعرف يا أخي أن العمر الحقيقي للمسلم هو 3 سنين فقط فلو قدرنا عمر المسلم ب63 سنة وحذفنا 20 سنة نوم و20 سنة عمل و13 سنة حتى يبلغ ويصبح مكلف يمضيها في اللهو واللعب و 6 سنين أكل وشرب وروحات وطلعات يبقى 3 سنين فقط حتى يصلي ويقرأ قرآن ويعبد الله فتأمل.
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:15 ص]ـ
العمر الحقيقي دقيقتين فقط لمن عمّر 70 سنة
أي أن لكل 35 سنة دقيقة واحدة فقط
فيوم الآخرة ب50000سنة
فلو قسمنا 50000 ÷24÷60=34.72222222
تقريبا 35 سنة.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 05:21 ص]ـ
المبارك أبو تميم
لو احتسب المرء ساعات نومه وساعات عمله وساعات أكله وغيرها
كأن يحتسبها تقوية للطاعة
كانت له وليست عليه
وكان عمره أضعاف ماذكر
بارك الله بك,
وأشكر لصاحب الموضوع هذه الوقفة القيمة ,(129/4)
حكم قول كلمة: غني عن التعريف!
ـ[المصلحي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:07 ص]ـ
اذكر قديما انني سمعت محاضرة بكاسيت لابن عثيمين رحمه الله
فقال مقدم الحفل:
والشيخ غني عن التعريف
فتعقبه الشيخ قائلا:
هذه العبارة لاتقال الا على الله تعالى.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 04:53 ص]ـ
الشيخ رحمه الله تعالى يتعقب المقدمين علانية أمام الملأ .. كما حصل في الرابط الذي نقلته هنا إحدى الأخوات وقد تعقب الشيخ فيه المقدم بعد أن أثنى عليه ومدحه بل أوقفه عن إكمال كلامه.
فما أشجعه رحمه الله وغفر له.(129/5)
ظاهرة كثرُ لبسها لدى شباب الامة الاسلامية - أصلحهم الباري-؛؛؛ فما حكمها
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ظهرت ظاهرة من الشباب بلبس ما تميزت به النساء سواء أكان ظاهرًا ,أم خفي - أسأل الله أ يحفظ شباب هذه الأمة لطاعته- ومن هذه المظاهر الشبابية, لا سيما ما حدثني بها أحد المبتعثين لدراسة في البلاد الغربية.
وهي التقليد "بلبس الذهب" سواء أكان ساعة أو قلادة أو ما شابه ذلك.
نعم ,, أن أستعماله للضرورة لا شيء فيه كالسن ونحوه أن لم يقم غير مقامه وأظنها فتوى لبعض المشائخ ,,
والذي والله أخشى أن يخرج مفتي فيجيزه لهم
أرجوا من الاخوة الفضلاء المشاركة في هذا لموضوع ,,
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:42 ص]ـ
ليس شيئا جديدا ولا يقتصر على المسلمين في بلاد الغرب بل هو منتشر جدا في دول المغرب العربي وفي العام الأخير ظهر لبس القراريط وصبغ الشعر بالأصفر بكثرة جدا في مجتمعنا " من الشباب " على طريقة لاعبي كرة القدم هذه هي فائدة كأس العالم ............ شباب غافل محروم تائه متحير همل يرعى مع الهمل .................. الله المستعان
إذا رأيت شباب الحي قد نشؤوا ..... لايحملون قلال الحبر والورقا
فدعهم عنك واعلم أنهم همل ....... قد بدلوا بعلو الهمة الحمقا
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 12:06 م]ـ
أبو أسامة الأزفوني
جزيت خيرا على هذه العبارات النيرات
هل لبس الذهب للرجال من المسائال المجمع عليها
وماهي المسائل التي يحل فيها اللبس
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:19 م]ـ
لعلك تجد هنا ما تريد:
http://www.islam-qa.com/ar/ref/148476/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%20%D9%84%D9%84%D8%B 1%D8%AC%D9%84
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 11:00 م]ـ
اخي أبو أسامة الأزفوني وفقت للخير و لايحرمك الاجر
ولكن هذا خاص بالساعة فما بال الاعضاء او زراعتها بالذهب, أو الميدليات الذهبية التي توزع للاعبين , وكذا ما يفعله بعض الشباب بتقليد المغنيين(129/6)
سؤال في الدعاء بعد الوتر ,
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 04:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استفسار بسيط أشكل علي:
هل يقال بعد السلام من الوتر: سبحان الملك القدوس كما ورد في الحديث
أم يسبقه ما يختم به سائر الصلوات من قول: أستغفر الله ثلاثا اللهم أنت السلام
ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام؟
بمعنى: هل يكتفى بـ (سبحان الملك القدوس ... )
أو لا بأس من أن يسبقه الإستغفار؟
جزاكم الله خير.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 07 - 10, 12:52 م]ـ
الحمد لله
الظاهر أنه يقول: سبحان الملك القدوس، فهو الوارد قوله، لا بقية الأذكار الواردة بعد المكتوبة، فكما لا يقال هو بعد المكتوبة لا تقال هي بعد الوتر.
والله أعلم.(129/7)
هل تخرج المرأة عن القوامة إذا كان لها عمل خاص أو تنفق علي نفسها
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 06:32 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هنالك من يقول أن المرأة إذا خرجت إلي العمل و أصبح لها إستقلالها المادي تخرج من القوامة فهل هذا صحيح أم لا؟ و ما الدليل علي العدم؟
قال الله تعالي: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[03 - 07 - 10, 06:41 ص]ـ
فَأَفْتُوا مُحِبًّا لَكُمْ فديتكمو * * * وَذِكْرُكُمْ دَأَبَهُ إنْ غَابَ أَوْ حَضَرَا
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:19 ص]ـ
للتذكير
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:24 ص]ـ
لا تستعجل:).
وخير لنا ولك لو ترسل هذا السؤال إلى مواقع الفتوى كـ " الإسلام سؤال وجواب ( http://islamqa.com/ar/send_q) " .(129/8)
ما مدى صحة مقال (أسماء البنات المحظورة)، كـ: راما، لارا، رينا، لمار، مي، ليلى ....
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 07:23 ص]ـ
الحمد لله،
وصلني المقال التالي المعنون (أسماء البنات المحظورة) على بريدي الالكتروني،
فاستغربت بعض ما ورد فيه،
فطرحته بين يديّ الإخوة ليفيدونا حول صحة أو خطأ تفاسير الأسماء المذكورة،
والأهم: هل من كلام لأهل العلم فيها؟
(أسماء البنات المحظورة)
الأسم: راما.
المعنى:
إله من آلهة الهندوس صنم عند الهندوس والذين ظنوا معناه أرض الحرم المقصود الحرم تبع آلهتهم الهندوسية، وذكر أنه مولود في مكان المسجد البابري الذي هدم في عام 1992م ليبنى مكانه معبد لهم. فهو التجسيد السابع للإله (فشنو) عند الهندوس، ويعتبر راما المثل الأعلى في الفروسية والفضيلة من خلال الملحمة الهندوسية.
وقد نص العلماء على حرمة التسمية بأسماء الأصنام والشياطين، ورؤوس الكفر كفرعون.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
الأسم: لارا
المعنى:
روح ترعى العائلات عند الرومان وإلهة البيوت، يتضمن معنى يتنافى مع الدين، كان اليونان القدامى لديهم آلهات متعددة حسب المنطقة الجغرافية كما يلي:
الآلهة كلهم لهم آله واحد اسمه زيوس أو جوبيتر وكل آله له مهمة في الأرض كآله البحر مثلاً وكل مدينة لها آله يعبده سكان المدينة وكل حي له آله ولكل عائلة آله يحميها أسمه لار والجمع لاريس (اللاريون) وبالتالي الأسم المؤنث له هو لارا، والآن، كل فرد له آله. والآله اسم جينيوس التي نعرفها الآن باسم العبقرية. وكان كل فرد يقدم قرباناً يوم مولده لهذا الإله على شكل كعكة مستديرة وهذه قصة أصل عيد الميلاد.
في قصص أديان الوثنيين - أن لارا هي آلهة تيبر - وهو نهر أظنه في ايطاليا - و قد شاع هذا الاسم في ايطاليا أولا قبل القرن التاسع عشر ظناً من الايطاليين أنه اسم مشتق من الاسم اليوناني Larissa ... على فكرة أعياد لارا تقام يوم 26 من مارس.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
الاسم: رينا
المعنى:
أن يسود القلب من الذنوب و المعاصي.
وقيل:أحاطت الذنوب بالقلب من كثرتها.
وقيل: الذنب على الذنب حتى تحيط الذنوب بالقلب وتغشاه فيموت.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كلما أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يسود القلب كله فأخبر سبحانه أن ذنوبهم التي اكتسبوها أوجبت لهم رينا على قلوبهم.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
الاسم: ريماس
المعنى:
قيل: ظلمة القبور الموحشه.
وقيل: مؤخرة الغزال.
وقيل: صغير الجن.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
الاسم: لمار
المعنى:
كلمة فارسية بمعنى انثى الكلب ومذكرها دليمار.
(ما تلاحظون أن اي اسم غريب نسمعه يقولوا معناه الذهب - بريق الالماس - ماء الذهب .. وبعد البحث والتحقق عن معنى الاسم نلاقي ليس له اصل في اللغة العربية أصلاً)
فظنوا كثيرا أن معنى لمار بريق الالماس و ماء الذهب، ولكنه غير صحيح.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
الاسم: مايا
المعنى:
مايا اسم قبائل متخلفه تعيش في امريكا.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
الاسم: مي
المعنى:
القرد الصغير.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
الاسم: ليلى
المعنى:
حالة النشوة او بداية السكر وليلى ايضا اسم للخمرة.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
الاسم: ملاك
المعنى:
سئل الشيخ عن تسمية البنت بـ ملاك فقال: الأولى تركه، وذلك لأمرين:
1 - أن المراد بملاك الملَك، وفي هذا مبالغة في تسمية المسمى بهذا الاسم.
2 - أنه اسم معروف عند النصارى، وهم الذين يعبرون عن الملَك بـ (ملاك)، والأسماء الحسنة التي لا شبهة فيها كثيرة، فيستغنى بها عما فيه إشكال، وشبهة.
ذهب بعض العلماء إلى تحريم تسمية البنت بـ ملاك؛ لأن ملاك بمعنى مَلَك، وقد عاب الله على المشركين تسميتهم الملائكة بأسماء الإناث، فقال تعالى {{إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى}}
ولأن في هذه التسمية تزكية للنفس.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
الاسم: أبرار
المعنى:
إن تسمية المولودة بأبرار لا يجوز كتسميتها ببرة، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتغييره، وقد وردت أحاديث كثيرة في هذا منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نكح زينب بنت جحش واسمها برة، غَيَّره صلى الله عليه وسلم إلى زينب. ومنها: زينب بنت أبي مسلمة كان اسمها برّة وغيرّه صلى الله عليه وسلم إلى زينب وقال: لا تزكوا أنفسكم فإن الله هو أعلم بالبرة منكن والفاجرة، سميها زينب .. الحديث.
ومنها: أن جويرة بنت الحارث الأخزاعية كان اسمها برة فغيرت إلى جويرية.
ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى برة بنت الحارث الهلالية جويرية
========================
انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/9)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 09:08 ص]ـ
للرفع .....
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[07 - 07 - 10, 04:24 م]ـ
جميل جدًا.
بوركت.
وقد عقد ابن القيم في كتابه (تحفة المودود) الباب الثامن في ذكر تسمية المولود وأحكامها.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[07 - 07 - 10, 04:36 م]ـ
وهناك رسالة علمية بعنوان: أحكام الجنين والطفل في الفقه الإسلامي.
لـ: عواطف البوقري، رسالة ماجستير من أم القرى، أنزلها الأخ الماجد أبو يوسف السلفي.
وفيها: الفصل الثاني: حقوقه على أبيه.
المبحث الأول: في تسميته ...
وللشيخ: خالد السبت دورة بعنوان: أحكام الطفل، موجودة على أشرطة وعلى النت، تعرض فيها لأحكام التسمية.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 06:41 م]ـ
لا تُغلبوا على كتاب تسمية المولود لبكر أبو زيد فقد جمع فأوعى.
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=6&book=350
وهو موجود في الشاملة ..
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 12:12 ص]ـ
الاسم الأول يكاد يكون معناه صحيحا كون ان اسماء الهندوس التي تمر علي في العمل اغلبها تجد فيه اسم رام
الاسم الخامس لم اسمعه في حياتي بالفارسية والذي اعرفه ان الكلب يسمى (سگ) للذكر و الانثى , والصغير يسمى (تولا سگ)
الاسم السادس فهو اسم مشهور لحضارات في امريكا الوسطى والجنوبية (المايا , والانكا , والازتيك)
وفي هذا الرابط فتوى الشيخ السحيم في (أبرار , ملاك)
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/101.htm
هذا والله اعلم(129/10)
حكم القيام بعد صلاة الجنازة
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[03 - 07 - 10, 09:52 ص]ـ
السلام عليكم
لما فرغنا البارحة من صلاة الجنازة بقي أحد الشباب قائما في مكانه للحظات ثم جلس ولما سألته قال لي إن هذا الفعل مستحب و نسبه إلى الشيخ ابن عثيمين فهل هذه النسبة صحيحة؟ وما الدليل الذي يستند إليه في هذا الفعل؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:05 م]ـ
من الصلاه ام الدفن؟
ام تقصد انك صليت على الجنازه بعد الدفن؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:15 م]ـ
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: استغفروا لأخيكم فإنه الآن يسأل
ويستحب ان يدعوا له بالثبات والمغفره .. اما بعد الصلاه قبل الدفن فلا دليل عليه ... والمستحب ان يسرع فى الدفن ..
هذا والله اعلم
ـ[حذيفة السلفي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:49 م]ـ
إذا كان القيام للجنازة فهو منسوخ
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[03 - 07 - 10, 06:58 م]ـ
المقصود هو القيام بعد الفراغ من الصلاة عليه والجنازة لازالت في المسجد
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[03 - 07 - 10, 08:35 م]ـ
أساله اين قالها الشيخ رحمه الله؟
ولا دليل على ما ذكر .. لعله التبس على صاحبك على انه بعد الدفن وليس بعد الصلاه ...
وفقك الله(129/11)
الفاظ الصحابة لمن جمع القرآن والتعبير بغيرها في زمننا
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[03 - 07 - 10, 10:52 ص]ـ
احبتي غفر الله لكم وبارك فيكم:
كان الصحابة رضوان الله عليهم يطلقون على من حفظ القرآن بـ (جمع) ودليل ذلك
1 ـ في البخاري، أن من جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعة، فعن قتادة، قال سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد
.
2 ـ ما ت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ ابن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد.
ولم أقف على أثر فيه أن الصحابة اطلقوا على من جمع القرآن بـ (حافظ).
ورد في الاثر يقال لصاحب القرآن وأيضا ورد يقال لقاريء القرآن وايضا يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله
المقصود من هذه الكلمات إحياء مصطلحات شرعية كانت تطلق في العهد النبوي
وايضا قد ينبني على ابدال لفظ مكان لفظ آخر أحكام شرعية.
كذلك ينبني على التعبير بنفس اللفظ في عهد السلف احكام مختلفة في عصرنا مثل كلمة التصوير في زمن السلف لها معنى معروف وله احكام وفي عهدنا اطلقنا لفظ التصوير على نسخ الاوراق فهل يأخذ نفس الاحكام التي كانت في عهد السلف قطعا لا.(129/12)
لهو الحديث ماهو
ـ[فهد الخالد]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:32 م]ـ
اذا لم تكن الاغاني هي لهو الحديث كما يقول اللي يرون جواز الاغاني فما هو لهو الحديث
بنظرهم اللي عنده علم يفيدني جزاه الله خيرا
ـ[حسن علي محمد]ــــــــ[03 - 07 - 10, 03:07 م]ـ
بحث متكامل في حكم الأغاني والموسيقى:
http://www.saaid.net/Minute/m94.htm
ـ[فهد الخالد]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:53 ص]ـ
جزاك الله خيرااا
التساؤل مازال
ما المفصود بقوله تعالي لهو الحديث عند الذين يرون جواز الاغاني(129/13)
فقه الخلاف عند الشافعي
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[03 - 07 - 10, 05:25 م]ـ
قال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة؟!(129/14)
حكم قول الابيات المشهورة: قال حمار الحكيم توما
ـ[المصلحي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 07:37 م]ـ
السلام عليكم
رأيت كثيرا من العلماء من يستشهد بالابيات المشهورة:
قال حمار الحكيم توما ... لو ------ الدهر لكنت اركب
فانا جاهل جهل بسيط ... وصاحبي جاهل جهل مركب
وهذا موجود حتى عند العلماء المعاصرين المشهورين
سؤالي:
أليس في هذه الابيات رمي الدهر بعدم الانصاف.
وهي مسبة واضحة.
فيدخل في النهي عن سب الدهر؟
ـ[أبوخالد]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:28 ص]ـ
تكلم عن هذه الأبيات الشيخ الحازمي في شرحه الموسع للورقات، عند ذكر الجهل البسيط والجهل المركب، وأعترض عليها.
ـ[أبو السها]ــــــــ[04 - 07 - 10, 03:40 ص]ـ
تفضل:
[/ URL]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107589 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10758)
وكذلك انظر:
[ URL]http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1055444
ـ[ابو ربا]ــــــــ[04 - 07 - 10, 01:34 م]ـ
لقد سألت الشيخ عبدالله الغنيمان حفظه الله نعالى
عن ذكر هذه الابيات في موطن الاستشهاد
فمنع من ذلك
ولا اعلم هل مراده انه خلاف الاولى او التحريم
والله الموفق(129/15)
[للمشاركة] ماذا قدمتَ أو (تقدم) لجماعة مسجدك من (برامج) و (دروس) و (استضافات) في رمضان وغيره؟
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[04 - 07 - 10, 01:14 ص]ـ
بحثتُ في "الملتقى" ظنّاً أنَّ الإخوةَ الكرامَ قد أفردوا موضوعاً؛ لتبادلِ التجارِب، والبرامج المفيدة
لكنِّي لم أظفر إلاَّ بموضوعٍ يتيمٍ، لأخٍ كريم، لم يردّ أحدٌ على استفساره، وهو صاحبُ المشاركات القيِّمة المفيدة:) هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54011)
والدُرُّ أحسَنُ ما يكونُ يتيماً!
فمن كانَ إمامَ مسجدٍ، وجرَّبَ برنامجاً، أو طريقةً مفيدةً لنفع جماعتِه، مما يتعلق بالعلمِ، أو الوعظ، أو تدبّر القرآن، أو حتى الاجتماعات، والدوريَّات؛ فليُفِدْ مشكوراً.
لعلَّ الله ينفعُ بالتجارِبِ.
بالنِّسْبَةِ لي:
لا أحبِّذُ قراءةَ كُتُبِ الحديثِ، كـ "رياض الصالحين" كذا مجرَّداً عن التوضيح، والتدبُّرِ؛ لأمرين:
1 - أنهم قد لا يفهمون المرادَ من الحديثِ على الوجه الصحيح، فيخرجون بعموماتٍ لها تخصيص، وإطلاقاتٍ لها تقييد، هذا إن فهموا المرادَ على وجهه أصلاً، وبعض الإخوةِ يقرأ حديثاً، ويقف، والحديث الذي يليه مفسِّرٌ له، فيخرج كلُّ سامعٍ بفَهْمٍ للحديث لسماعه فقط.
2 - أن ذلك سيحوِّلُ سماع الحديثِ مجرَّدَ عادةٍ، أي يسمعُ الحديثَ فقط، ويصلِّي ويسلِّمُ عند ذكر النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولا يزيد على ذلك.
وقد سلكتُ مسلكاً رأيتُ بعضَ شيوخي يفعله.
وهو أنني أقسِّم أحاديث (الكتابِ الواحدِ) على أربعة أيَّام [حسب عدد الأحاديث، وطولها، ودقَّتها]، ثم يومَ السبتِ - بعد العشاء مباشرةً - أقرأ مقدِّمةَ الإمامِ النووي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - للبابِ كـ"باب التوبة"، وأعلِّقُ عليه بما يفهمه الناس من تعريفاتٍ، وشروطٍ، وقيودٍ، وتفسير آيات، وأقرأ حديثاً أو حديثين، وأعلقُ عليهما بما يفتحُ الله. لمدة تتراوح بين 13 - 17 دقيقة.
وفي الأحد، والإثنين، والثلاثاء: من 3 - 5 أحاديث، مع التعليق، والتوضيح، والفوائد الارتجالية؛ فقد رأيتُ ارتجالَ الفوائد أدعى لحضور أذهانهم من القراءة من شرحٍ.
وهكذا حتى أنتهي من باب، ثم أبدأ بالباب الذي يليه؛ كـ" باب الصبر ".
وقد استفدتُ لنفسي فائدةً كبيرةً.
___
للفائدة.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[04 - 07 - 10, 01:18 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186843
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 07 - 10, 01:26 ص]ـ
أقترح أن يكون الحديث عن رمضان:).
وهذا رابط قد يفيد:
تقييم كتب الوعظ الرمضانية!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186554)
أما صاحب الموضوع اليتيم .. فقد رثيت لحاله لمّا لم يرد عليه أحد:) .. أصلح الله حاله.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[04 - 07 - 10, 01:33 ص]ـ
أما صاحب الموضوع اليتيم .. فقد رثيت لحاله لمّا لم يرد عليه أحد:) .. أصلح الله حاله.
والدرُّ أحسنُ ما يكونُ يتيما::)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[04 - 07 - 10, 01:38 ص]ـ
وأرى أن توضع حلقة لتصحيح التلاوة لا سيما الفاتحة
وإذا وضعت مسابقة لأطفال أهل المسجد في حفظ سورة معينة كسورة الكهف مثلا أو جزء من أجزاء القرآن ويتولى هذه الحلقة المؤذن ويتم توزيع جوائز في آخر الشهر .. بحضور أهل المسجد حتى يكون هذا مشجعاً لهم
وإن وضعت مسابقة ثقافية عبارة عن أسئلة على شريط يتم توزيعه في أحكام الصيام كأن توزع على المصلين شريط أحكام الصيام لا بن عثيمين وتضع على هذا الشريط أسئلة وجوائز حتى يتم سماع الشريط بتركيز
وإن قمت بارك الله فيك بالاتفاق مع أحد مكاتب الدعوة لتبني مشروع كبناء مسجد أو حفر بئر أو ما شابه ويسمى بأسم رواد المسجد وبعد الانتهاء من المشروع تعلق صور المشروع في المسجد وأن هذا مشروع رواد المسجد والسنة القادمة كذلك
لا أنسى النساء لو خصصت النساء بدرس يكون بعد التراويح وتكون مدته لاتتجاوز العشر دقائق في التوحيد أو في الفقه أو ما ترى المصلحة فيه من الدروس
ـ[رائد باجوري]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:41 ص]ـ
قمت في السنة الماضية ولربي الحمد والمنة بشيء من التفصيل لليوم الآخر فوجدت حاجة الناس لموضوع كهذا مما تتعلق به قلوبهم حتى إنه كان يحضربعض الأخوة من خارج حينا
وأخبرني أحد الحاضرين أن مثل هذه المواضيع نادرة التطرق من أئمة المساجد (على حسب قوله)
وكانت سلسلة اللقاءات في أسبوعين متواصلين يوميا من بعد صلاة العصر إلى نصف ساعة والأخوة الحضور من حسن ظنهم يودون لو اطيل قليلا
وخرجنا من هذه الدورة إن صح التعبير بفائدة ولله الحمد والمنة واصبح لها صدى في حينا
وهذا من فضل ربي علي فله الحمد في الأولى والآخرة.
ومن الإقتراحات أنشأنا ولله الحمد على الشبكة العنكبوتية منتدى خاصا يجامعنا
وللإخوة إتحافنا بمشاركتهم www.bajory.net (http://www.bajory.net)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/16)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:05 ص]ـ
حاولت اكثر من مرة ان ادرس فقه المالكية والموطأ لكن ائمة المساجد يعتذرون عن الموافقة بأن الوزارة تمنع التدريس من المتطوعين، والذي يزيد الامر سوءا عدم احرازي على شهادة اكاديمية في العلوم الشرعية،، وليس لي من المعارف من يعين على اخذ الموافة بالشفاعة ... والله المستعان
شباب ضائع وجهل فاشي ولا احد يهتم و الدين في انتقاص والفتن تكثر وتكبر يوما بعد يوم ... انا لله وانا اليه راجعون
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[05 - 07 - 10, 07:52 ص]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
طبعا المشاركات تكون للامام ولجماعة المسجد وما هي الدروس التي تلقى في شهر رمضان المبارك
الدروس التي قترحها علي بعض الاخوة أن تكون في السيرة أو في أشراط الساعة هذا بعد العصر
أما التي بين التراويح عشر دقائق ستكون رقائق او تفسير سورة النور
وسنقوم بعمل حقيبة تموينية تشتمل على أهم الاغذية (رز وسمن وزيت .. ) وتوزيعها على الفقراء هذا في ابتداء الشهر
وفي نهاية الشهر سيكون توزيع مبالغ مالية أيضا على فقراء المنطقة
وبالنسبة لاستضافة المشايخ سيكون عندنا لقاءات لبعض طلبة العلم وستكون على أيام متفاوته وكلهم من الكويت
وفي صلاة التراويح سناتي ببعض القراء ممن حسنت أصواتهم على أيام متفاوتة أيضا لتجديد نشاط المصلين
وسيقوم شباب المسجد بتوزيع بعض الاشرطة النافعة التي يحتاجها جمهور المسجد وكذلك بعض المطويات النافعة الهادفة
سيكون هناك مسابقة لحفظ بعض السور وستوزع الجوائز في نهاية الشهر
وسيكون أيضا هناك مسابقة علمية بعد الانتهاء من صلاة التراويح بالنسبة للرجال والنساء وستكون هناك جوائز للفائزين وستكون هذه على أيام متفاوتة
ما رأيكم في مثل هذه الاقتراحات التي سنقوم بها في مسجدنا
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[06 - 07 - 10, 01:23 ص]ـ
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، يتبعها أخطاء المصلين
أفعال وأقوال ومعتقدات خاطئة
سلسلة الأخلاق والصفات المستحبة و الحميدة
مختارات من آي القرآن وتفسيرها
شكر الله لك يا صاحب الموضوع، وغفر لك، ونفع بك
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[07 - 07 - 10, 09:03 ص]ـ
للمشاركة والتفاعل
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 12:21 م]ـ
الجهد الرمضاني لابد أن يكون منصبا في المقام الأول على النساء ..
فلو كان الدرس بين الأذان والإقامة عن إقامة المرأة على الدين الكامل
فمثلا لو وضعنا عنوانا لدروس التراويح:
((صلاح الخبز بصلاح الطحين))
ومعنى هذا المثل أن صلاح الأبناء والذرية بصلاح الأم
فنجتهد خلال هذا الشهر المبارك كيف تصلح الأم من جهة عباداتها ومعاشراتها
ومعاملاتها وأخلاقها ... الخ
فنبين أهمية العبادات في حياة المرأة المسلمة ..
نبين أهمية الصلاة الخاشعة لأن كثيرا من النساء مع الأسف يصلين صلاة روتينية
ليس فيها خشوع وخضوع ...
ونبين مقصود الصلاة وأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر ..
ومقصود الصوم وهو التحصل على التقوى ..
ثم نبين أهمية العلم وتدارسه في البيت بين الأبناء كإقامة حلقة التعليم وقراءة كتب الفضائل
ومسائل أهل العلم "وهذه مجربة وناجحة بإذن الله " ..
مع ترغيب الأم لفلذات كبدها في سماع دروس العلماء من الأشرطة أو المواقع الدينية في النت بشرط المحافظة على عدم ولوج المواقع المشبوهة وهكذا ..
وكذلك نبين أهمية الذكر .. فللأسف كثير من الرجال فضلا عن النساء حال الذكر البعدي للصلوات والأذكار الصباحية والمسائية وأدعية دخول المنزل والخروج منه أذكار النوم وخلافه مُغيبٌ عندهم.
فنبين فضائل قول سبحان الله وبحمد مئة مرة ... !!!
وفضائل قول الاستغفار 70 أو مئة مرة كل يوم .. !!!!
وفضائل قول لااله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير مئة مرة .. !!!
وهكذا ... !!!!
وهذا الذي بيناه يكون في منتصف الشهر الأول
ثم نعرج في منتصف الشهر الثاني على أهمية إكرام المسلمين والاحتفاء بهم ونذكر قصص الإكرام في حياة الأنبياء والصحابة والسلف ...
نبين مثلا قصة إكرام إبراهيم عليه السلام لأضيافه ..
نبين أيضا في قصة إيثار الصحابي لضيفه على نفسه وأولاده وأنهم باتوا جوعى من اجل إكرام ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/17)
ونتكلم عن قصص بر الوالدين وأهمية صلة الأرحام وأن الرحم اشتق لها الرحمن اسما من اسمه، وإكرام الجار ومساعدة المساكين .... الخ
ثم نعرج على الإخلاص وأن هذه الأعمال إن لم تكن خالصة لوجه الله الكريم فإنما هي مردودة، والله غني عن الشرك .. "من أشرك معي غيري تركته وشركه "
" ألا لله الدين الخالص "
" وماأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين "
وهكذا نكثر من الآيات والأحاديث عن الإخلاص ..
ثم نختم بتبيان أن هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ..
نبين لهم ان الدين غالٍ عند الله .. ف نَاحَ نوح 950سنة،ورمي الخليل في النار، وسجن يوسف،وقطعت رقبة يحيى،ونشر زكريا بالمنشار،وخرج موسى من مصر خائفا يترقب .. !!!!
نبين خلال هذه الليالي قصة اصحاب السبت وكيف نجا الدعاة إلى الله من أن يمسخوا قردة وخنازير .. !!!
نبين ايضا قصة حبيب النجار "مؤمن آل ياسين " وكيف حث قومه على إتباع المرسلين ..
نبين في قصة مؤمن آل فرعون ودعوته لهم من خلال الآيات في سورة المؤمن .. !!!
نبين أيضا في قصة غلام نجران وكيف ضحا بنفسه من اجل هداية قومه ... !!!
نبين ايضا قصة هدهد سليمان وكيف أصبح عنده الهم على مملكة بلقيس لنجاتها وقومها من عذاب الله ... !!!
نبين أيضا في جهد النبي صلى الله عليه وسلم وكيف تحمل الأذى من أجل هداية قومه .. ؟؟
ونتكلم ايضا عن جهد الصحابة رضي الله عنهم في تبليغ دين الله لمشارق الأرض ومغاربها .. نذكر لهم قصة مصعب بن عمير ومكوثه في المدينة قبل الهجرة سنة كاملة ...
نذكر قصة إسلام دوس على يد الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه ...
وهكذا نقرأ في حياة الرجال الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه، ثم نبين هذا أمام الناس ...
ونٌحمل الأم والحضور أهمية الدين في بيتنا، عند جيراننا، في حينا، في مجتمعنا، في مملكتنا، في العالم كله .. !!!!
ثم نتختم بالحديث عن الجنة ووالموعودات،وكيف أن المرأة ستتحصل على النعيم الكامل برفقة والديها وابناءها وزوجها في جنات تجري العيون خلالها ...
قصور فاخرة، ومساكن طيبة، وأنهار جارية، وبساتين مونقة، وطيور مغردة ...
"لايرون فيها شمسا ولازمهريرا، ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا "
" إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون "
" في جنة عالية قطوفها دانية "
" فواكه مما يتخيرون "
"لحم طير مما يشتهون "
" على الأرائك متكئون تعرف في وجوههم نضرة النعيم "
فتكون الخاتمة مسك، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "
ونقول لهم كما قال النبي الكريم " ألا من مشمر للجنة ... " ... !!!
وفقكم الله لما يحب ويرضى ..
بناء على طلب الأفاضل قدمت هذه المشاركة، وأسأل الله ـ لي ولكم ـ الجنة ومايقرب إليها من قول وعمل ..
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[07 - 07 - 10, 12:56 م]ـ
روابط تثري الموضوع ...
في رمضان ماذا يختار إمام المسجد للمصلين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108352
ضع كتابا تقترح قراءته في المسجد في رمضان. ولك مثل أجر قارئه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=183531
ما هو الكتاب المناسب لقرائته على جماعة المسجد بعد العصر في رمضان؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181985
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[19 - 07 - 10, 11:38 م]ـ
بارك الله فيكم ..
إمامُ المسجدِ والهمّ الدعوي
لا يخلو بلد في العالم الإسلامي والعربي بل والعالم كله من وجود مسجد بل مساجد، وفي الحي الواحد في بعض البلاد العربية أكثر من عشرة مساجد.
ولو افترضنا مثلاً واحداً، وهو عدد المساجد في المملكة العربية السعودية لوجدنا أنها تتجاوز سبعين ألف مسجد، ولكن سؤالي: هل يعقل إمام المسجد الدور الدعوي له في هذا المسجد الذي يصلي بالناس فيه؟.
إن بعض المساجد يصلي فيها في كل فرض نحو خمسة صفوف أي ما يعادل (200) شخص تقريباً.
ومعنى ذلك: أنه في اليوم الواحد نحو 400 مصل - إذا أنقصنا عددهم في صلاة الفجر والله المستعان- أي: أنه في الحي الواحد وُجدت فُرصة لعشرة أئمة من دعوة ثلاثة آلاف رجل تقريباً، فيا ترى هل فهم ذلك الأئمة؟.
إن المصلين يحملون الخير الكثير؛ ولذلك صلوا باختيارهم، وحضروا بأبدانهم وقلوبهم فلم لا نستغل نحن الأئمة هذا الخير لنحركه وننميه ونقويه بالدعوة إلى الله تعالى؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/18)
إن الدعوة فنُّ وذوق ومهارة، والإبداع فيها لذلك الإمام واجب لا ريب فيه.
ولكن يا ترى ما الأسباب التي أوقعت ذلك الإمام في التقصير الدعوي في مسجده؟.
1 - الجهل بحكم الدعوة إلى الله تعالى، وأنها واجبة كما رجحها جمع من أهل العلم؛ لأن فرض الكفاية لم يقُم لها، فوجب على كل قادر أن يقوم بها، وهو اختيار ابن باز رحمه الله تعالى.
2 - الجهل أو الغفلة عن فضائل الدعوة، وأنها سبب الفلاح، كما قال تعالى: ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) [آل عمران:104].
وأنها سبب الخيرية، كما قال تعالى: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ)) [آل عمران:110]، وأنها سبيل أهل الإيمان: ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)) [التوبة:71].
وأنها منهج الأنبياء وطريقة الأولياء، وأنها سبب لزيادة الحسنات: (من دل على خير فله مثل أجره) [صحيح مسلم: 5129]. وأنها تبقى أجورها بعد الموت.
وأنها سبب لثناء الرب واستغفار الملائكة والمخلوقات، كما في الحديث: (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير) [صحيح الترغيب: 81].
وأنها سبب الثبات على الدين: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) [محمد:7].
وأن الدعوة لإصلاح الناس تُواجه تيار الفساد والإفساد الذي ملأ الأرض وتنافست فيه قوى الشر.
3 - ولعل من أسباب تفريط بعض الأئمة الاحتجاج بعدم وجود الدعم المادي لإقامة البرامج الدعوية، وهذا عذر له اعتباره، ولكن لا بد أن نعلم أن هناك وسائل دعوية لا تحتاج إلى مال، مثل:
1 - إلقاء كلمات توجيهية تتراوح بين خمس وعشر دقائق.
2 - إلصاق بعض المطبوعات المفيدة من النت لتعليقها في لوحة المسجد.
3 - زيارة المصلين وحسن العلاقة بهم والتواصل معهم في بيوتهم أو مجلس الحي.
4 - إقامة دورة في شرح بعض المسائل العلمية اليسيرة لعامة المسجد.
ومن العوائق لدى بعض الأئمة:
أنه لا يجيد فن الإلقاء ومخاطبة الجمهور، وهذا العذر يستطيع ذاك الإمام أن يتغلب عليه -إذا صدق مع الله- بأخذ دورات تدريبية في فن الإلقاء واستشارة من سبقه في هذا الباب، واليقين بأن البداية تحتاج إلى مجاهدة، وأنه لا يولد الإنسان خطيباً بارعاً، وأن ألف خطوة تبدأ من خطوة.
ويا إمامنا: لو قيل لك: إن شرط بقائك في المسجد مقرون بحسن خطابك وإلقائك بعض الكلمات، فإننا لا نشك بأنك ستبذل المزيد من الجهد لفعل ذلك لتبقى في وظيفتك، أليس هذا هو الحق؟.
وبعضهم يحتج بأنه مشغول ببعض الأعمال الأخرى ولا يجد الوقت لإعداد البرامج أو حتى التفكير فيها، وهذا صحيح، ولكن يجب أن يجاهد الواحد نفسه ليخدم دينه بما يستطيع.
وبعضهم يعتذر بأنه ليس لديه العلم ليبلغه للناس؛ ولهذا أقول: ألم تقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية) [صحيح البخاري: 3461].
فهل يعجزك أن تقرأ بعض الأحاديث أو المقالات النافعة أو الفتاوى المناسبة بعد صلاة العصر أو العشاء؟ وهل هذه القراءة تتطلب مزيداً من الشهادات العلمية والدورات المكثفة.
وليسمح لي هذا النوع من الأئمة بهذا العتاب: ألم تقرأ قوله تعالى عن الجن: ((وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ)) [الأحقاف:29].
فتأمل: لقد حضر الجن لاستماع بعض الآيات، فما إن انتهى السماع إلا وذهبوا، بل فروا إلى قومهم منذرين ودُعاة، فعجباً لحالهم، ويا حسرتاه على حال بعضنا الذي يحفظ الجزء والاثنين بل والقرآن كله ولم يحقق الإنذار لقومه!
أيكون الجن أغير على دين الله تعالى منا؟! أيكون الجن أحرص على الدعوة منا؟!
ومن العوائق لدى بعضهم:
الخوف الزائد من بعض الجهات الأمنية والحس الأمني الذي لا مبرر له، وفي الحقيقة أن الإمام يستطيع إيصال رسالته الدعوية بدون أن يقتحم بعض القضايا السياسية والأمنية.
ومنهم من يتواضع ويرى أنه لا شيء، وأن الناس لو عرفوا ذنوبه لما قدر أحد أن يجلس إليه، وهذا الهضم للنفس لو فعله كل الدعاة لما دعا أحد، ولقعد كل داعية في بيته يبكي ذنوبه، والواجب أن نتوازن بين هضم الذات وبين وجوب الدعوة ومواجهة تيار الفساد.
وبعض الأئمة يُفرِّط في الدعوة؛ لقصور همته وضعف الحس الدعوي لديه، وإلا فلو علت همته لكان هو الإمام الإمام، ولتأثر به كل من اقترب منه أو رآه.
والعوائق أكثر من ذلك، وأنا لم أرد الإحاطة بل الإشارة، والإعانة تصل من الكريم لمن صدق.
http://denana.com/supervisor/articles.aspx?selected_article_no=8946(129/19)
ما حكم توزيع الشرائط الوقفية القديمة
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[04 - 07 - 10, 11:07 ص]ـ
عندنا أشرطة كثيرة جدا تربو فوق الألف وهي وقفية في المسجد واصداراتها قديمة بل بعضها قد تلف بالفعل وأخاف على الباقي من التلف وطبعا اذا تركنا هذه الأشرطة القديمة هكذا ستتلف ولا أحد يستعير من المسجد وقد أشار علي بعض المصلين بتوزيعها
فهل يجوز إخراجها من المسجد وتوزيعها على المصلين بارك الله فيكم؟؟
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[04 - 07 - 10, 03:16 م]ـ
تستأذن من الذي أوقفها إذا إذن فلا بأس وإلا فلا
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[04 - 07 - 10, 11:57 م]ـ
هو أوقفها فلا اعتبار لإذنه
ـ[السلفي العنزي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:23 ص]ـ
إذا تعطلت المنفعة وخشي أن تتلف فلا بأس ..
(ولا أجزم)
ولعل الأخوة يفيدوننا ..
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[05 - 07 - 10, 07:55 ص]ـ
بارك الله فيكم
هذا ما أقوله
ولكن رأي العلماء في المسألة ما هو؟
نريد نقولا عن أهل العلم
ـ[محمد ابو ناصر]ــــــــ[05 - 07 - 10, 12:40 م]ـ
وأنا لدي أشرطة قديمة وكثيرة جمعتها على مدى عشرين عاما تقريبا لم أسمع غالبها وللأسف.
بعضها يعد من النوادر كأشرطة عايض القرني وسفر وسلمان وغيرهم
وأريد توزيعها.
أرجو افادتي في الطريقة المثلى لتوزيعها على أفضل طريقة وهي خاصة بي وليست وقفا.
ويوجد لدي مخطوطة قديمة كتبت سنة 745 هجرية تقريبا على ما أذكر لأنها ليست بين يدي الآن
وهي جزء من كتاب المجموع للنووي في مجلد كبير , ولكن عليها اثبات وقفية على جامع ذي تبالة باليمن , وهذه الوقفية لها أكثر من مائتي سنة وأريد بيعها
فما حكم بيعها على هذه الحالة خاصة وأن الوصول الى جهة الوقف متعذر , وقد يكون اندرس وذهبت معالمه , أو على الأقل غير معروف بالنسبة الي ,,
ـ[فهد الفارس]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:33 م]ـ
السلام عليكم
سئل الشيخ عبدالكريم الخضير عن كتب في مسجد سوق ولا احد يستفيد منها احد
فأجاب بانه اذا تعطلت المنافع جاز نقلها الى اقرب مكان يستفاد منها مثل الفائدة في الوقف منها
المصدر شرح الميمية
(انصحك في نقل هذه الى ابي سلمة)
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 03:12 م]ـ
طيب هل يجوز بيعها؟؟!! والانتفاع بثمنها للمسجد!!؟؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 05:49 ص]ـ
السلام عليكم
سئل الشيخ عبدالكريم الخضير عن كتب في مسجد سوق ولا احد يستفيد منها احد
فأجاب بانه اذا تعطلت المنافع جاز نقلها الى اقرب مكان يستفاد منها مثل الفائدة في الوقف منها
المصدر شرح الميمية
(انصحك في نقل هذه الى ابي سلمة)
جزاك الله خيرا على النقل الطيب
أضحك الله سنك، ولم مسجد أبي سلمة!!
الكتب لا حرج في نقلها إن لم يستفد منها في المكان الذي اوقفت فيه فمنفعتها باقية
أما الأشرطة قد تتلف لانها قديمة وأغلب الناس زاهدين في الاشرطة (حتى مسجد أبي سلمة) الا من رحم
فتبقى المشكلة عدم الاستفادة من النقل وضياع المقصود من الشريط.
فما الحل؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 05:53 ص]ـ
طيب هل يجوز بيعها؟؟!! والانتفاع بثمنها للمسجد!!؟؟
لا نريد بيعها لآنها قديمة
بل نريد توزيعها لآن الواقف انما أراد الاجر فنريد إيصال الاجر له بأفضل طريقة بكثرة المنافع له فلو استمعت انت الى الشريط واستفدت منها حصل مقصود الواقف
وهو الاستفادة والنفع والاجر من الشريط بذاته
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 05:56 ص]ـ
وأنا لدي أشرطة قديمة وكثيرة جمعتها على مدى عشرين عاما تقريبا لم أسمع غالبها وللأسف.
بعضها يعد من النوادر كأشرطة عايض القرني وسفر وسلمان وغيرهم
وأريد توزيعها.
أرجو افادتي في الطريقة المثلى لتوزيعها على أفضل طريقة وهي خاصة بي وليست وقفا.
هذه لا حرج فيها وزعها على طلبة العلم حتى يستفيدو منها فهي ملكك وتحت تصرفك فافعل بها ما تشاء
ويوجد لدي مخطوطة قديمة كتبت سنة 745 هجرية تقريبا على ما أذكر لأنها ليست بين يدي الآن
وهي جزء من كتاب المجموع للنووي في مجلد كبير , ولكن عليها اثبات وقفية على جامع ذي تبالة باليمن , وهذه الوقفية لها أكثر من مائتي سنة وأريد بيعها
فما حكم بيعها على هذه الحالة خاصة وأن الوصول الى جهة الوقف متعذر , وقد يكون اندرس وذهبت معالمه , أو على الأقل غير معروف بالنسبة الي ,,
أما المخطوطة لو كنت أملك مالا لاشتريتها منك!!
أبشر أصبحت من أهل الثراء لحصولك على مخطوط قديم (لا أحسدك ابتسامة محب)
أما الحكم الشرعي في بيعها، فالله أعلم
ـ[فهد الفارس]ــــــــ[06 - 07 - 10, 08:37 ص]ـ
توزيعها لآن الواقف انما أراد الاجر فنريد إيصال الاجر له بأفضل طريقة بكثرة المنافع له فلو استمعت انت الى الشريط واستفدت منها حصل مقصود الواقف
وهو الاستفادة والنفع والاجر من الشريط بذاته
لكن ياشيخنا الكريم الوقف (وهو حبس الاصل وتسبيل المنفعة) لايجوز التصرف فيه بغير الوقف فان تعطلت منافعه جاز ان ينقل الى اقرب مكان يستفاد منه (على ان هناك رأى لبعض الفقهاء انه يجوز بيع الوقف اذا تعطلت منافعه وصرف ثمنه في اقرب وقف يتفع به)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/20)
ـ[محمد ابو ناصر]ــــــــ[09 - 07 - 10, 05:38 ص]ـ
سمعت أن هناك قولا للحنفية بجواز بيع الأوقاف المنقولة , وهذا على سبيل المذاكرة وليس من أجل ايجاد الحيلة لتصريف هذه المخطوطة.
مع أن نفسي الضعيفة تراودني في بيعها لحاجتي الماسة الى النقود ولكن لا أعرف قولا فصلا واضحا فيها , ولم أعثر لرأي للشيخ الخضير خفظه الله عن حكم بيع المخطوطات الوقفية , حيث انه من كبار المهتمين بالمخطوطات , وهذا أعرفه عنه منذ حوالي خمسة عشر عاما وهي بداية انطلاقي في تعاطي المخطوطات تجارة واقتناء.(129/21)
وصية الملك إلى أهل الحديث
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود إلى كافة إخواننا أهل الحديث - حفظهم الله تعالى -السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأصلي وأسلم على خير أنبيائه، وأسأله تعالى لنا ولكم التوفيق لما يحبه ويرضاه، تعلمون - حفظكم الله - أن التواصي بالحق والصبر من خصائص المؤمنين، وتعلمون أن الله - سبحانه - وصف المؤمنين بأنهم رحماء بينهم، وإن حرصنا على جمع كلمتكم لإعلاء شأن التوحيد في سائر الآفاق هو الذي يدعونا للكتابة إليكم، وإنه ليؤلمنا أن نرى في جماعتكم أي خور أو ضعف، كما أنه يؤلمنا أن يصيبكم أي أذى بأي سبب من الأسباب.
وقد رأينا من تتبع أخباركم أن غيركم من الفرق جمعوا كلمتهم ونظموا صفوفهم للذود عن مصالحهم، وأنتم غير مبالين في جمع كلمتكم لحفظ شأن جماعتكم، لذا أدعوكم لله لشمل جماعتكم، وأدعو قادة الرأي منكم للاجتماع والعمل لما فيه نشر التوحيد والمثابرة على العمل في هذا السبيل الذي يعظم الله فيه الأجر ليكون بذلك الحسنى من صلاح الدنيا والدين، وأن اجتماع كلمة الناس وتفرق كلمتكم فيه الوهن لصفوفكم والحط من مقام جماعتكم، وهذا ما نرجو أن لا يكون بينكم.
واسأل الله لكم التوفيق في كل ما يعلي شأنه ويرضي وجهه الكريم.
المصدر: صحيفة أهل الحديث
الصادرة في أمرتسر بالهند، العدد 18 ديسمبر 1931 م
وصية مهمة من إمام سنة جمع الله به كلمة المسلمين في جزيرة العرب واستطاع بفضل الله إقامة
دولة ترفع راية التوحيد والسنة وتحكم شرع الله فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء
المصدر: http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=390573
ـ[أبو فالح العتيبي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 06:42 م]ـ
جزاك الله خير
رحم الله الملك عبدالعزيز كان حريصاً على أهل السنة السلفيين حتى نصح أهل الهند اللهم ارحمه(129/22)
مسألة يسوغ بل يجب فيها مخالفة عامة أهل العلم المتقدمين!! بسبب .. ؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 02:46 م]ـ
قال الشيخ عبد الله عبد العزيز الجبرين صاحب شرح عمدة الفقة (القيم جدا وأنصح باقتنائه لأنه شمل قرابة ألف مسألة معاصرة ناهيك عن الدقة في تخريج الأحاديث):
وقد أجمع أهل العلم على وجوب القصاص في الموضحة، أما الشجاج التي فوق الموضحة فلا قصاص فيها عند عامة أهل العلم المتقدمين.
وقد عللوا لعدم القصاص في الأمور السابقة بأن القصاص في هذه الحال لا يؤمن فيه من التعدي، ويؤدي غالبا إلى هلاك المقتص منه، وبناءً على هذا التعليل، فإنه إذا أمكن القصاص في شيء مما سبق وجب ذلك، وبالأخص في هذا العصر الذي تقدم فيه الطب والجراحة كثيراً، حتى أصبحت تجرى العمليات الجراحية الدقيقة، وفي أماكن خطرة من جسم الإنسان ,أصبحت تجرى عمليات تشبه كثيرا من الجروح والشجاج السابقة ثم تعاد خياطة الجرح ولا يكون في ذلك هلاك لمن أجريت لهم تلك العمليات، فيجب على الصحيح القصاص من جميع ما يقطع الأطباء بعدم وجود تعد أو خطورة على الحياة عند القصاص لقوله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) وقوله تعالى (والجروح قصاص) ..(129/23)
من صفات المفتون بالغناء؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 03:07 م]ـ
من صفات المفتون بالغناء؟؟
قال الامام ابن القيم رحمه الله
فإن قيل: فما وجه إنباته للنفاق في القلب من بين سائر المعاصي؟
قيل: هذا من أدل شيء على فقه الصحابة في أحوال القلوب وأعمالها ومعرفتهم بأدويتها وأدوائها وأنهم هم أطباء القلوب دون المنحرفين عن طريقتهم الذين داووا أمراض القلوب بأعظم أدوائها فكانوا كالمداوي من السقم بالسم القاتل
فاعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق ونباته فيه كنبات الزرع بالماء
فمن خواصه: أنه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى ويأمر بالعفة ومجانبة شهوات النفوس وأسباب الغي وينهى عن اتباع خطوات الشيطان والغناء يأمر بضد ذلك كله ويحسنه ويهيج النفوس إلى شهوات الغى فيثير كامنها ويزعج قاطنها ويحركها إلى كل قبيح ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح فهو والخمررضيعا لبان وفي تهييجهما على القبائح فرسا رهان
وأكثر ما يورث عشق الصور واستحسان الفواحش وإدمانه يثقل القرآن على القلب ويكرهه إلى سماعه بالخاصية وإن لم يكن هذا نفاقا فما للنفاق حقيقة
وسر المسألة: أنه قرآن الشيطان كما سيأتي فلا يجتمع هو وقرآن الرحمن في قلب أبدا
وأيضا فإن أساس النفاق: أن يخالف الظاهر الباطن وصاحب الغناء بين أمرين إما أن يتهتك فيكون فاجرا أو يظهر النسك فيكون منافقا فإنه يظهر الرغبة في الله والدار الآخرة وقلبه يغلي بالشهوات ومحبة ما يكرهه الله ورسوله: من أصوات المعازف وآلات اللهو وما يدعو إليه الغناء ويهيجه فقلبه بذلك معمور وهو من محبة ما يحبه الله ورسوله وكراهة ما يكرهه قفر وهذا محض النفاق
وأيضا فإن الإيمان قول وعمل: قول بالحق وعمل بالطاعة وهذا ينبت على الذكر وتلاوة القرآن والنفاق قول الباطل وعمل البغى وهذا ينبت على الغناء
وأيضا فمن علامات النفاق: قلة ذكر الله والكسل عند القيام إلى الصلاة ونقر الصلاة وقل أن تجد مفتونا بالغناء إلا وهذا وصفه
وأيضا: فإن النفاق مؤسس على الكذب والغناء من أكذب الشعر فإنه يحسن القبيح ويزينه ويأمر به ويقبح الحسن ويزهد فيه وذلك عين النفاق
وأيضا فإن النفاق غش ومكر وخداع والغناء مؤسس على ذلك
وأيضا فإن المنافق يفسد من حيث يظن أنه يصلح كما أخبر الله سبحانه بذلك عن المنافقين وصاحب السماع يفسد قلبه وحاله من حيث يظن أنه يصلحه والمغنى يدعو القلوب إلى فتنة الشهوات والمنافق يدعوها إلى فتنة الشبهات
قال الضحاك: الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب
وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى مؤدب ولده: ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم: أن صوت المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشب على الماء
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[04 - 07 - 10, 03:12 م]ـ
أثابك الله وجزاك الله خيراً على هذا النقل الطيب
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[04 - 07 - 10, 03:15 م]ـ
رحم الله ابن القيم وحفظك ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - 07 - 10, 03:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم(129/24)
أرجو الإفادة .. حول منكرات الأفراح
ـ[أبو سعود إبراهيم]ــــــــ[04 - 07 - 10, 08:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
وكما هو معلوم لدى الجميع كثرة الأعراس في الإجازات، وتفاوت الناس فيها بين من ينتهج منهج الشرع وبين من يخالف، لكن السؤال الذي يكثر بين النساء ممن تحافظ على دينها هو ما إذا كان هذا العرس لمن تربطها به صلة رحم كأخ أو أخت، أو ابنة خال أو عم، أو ابن خال أو عم، وما أشبه ذلك .. وقد وضعوا فيه _ بالإضافة إلى الدف _ الآلات الأخرى، وما يسمى بـ (الأورج)، فما حكم ذهابهنَّ إلى مثل هذه الأعراس مع إنكارهنَّ لهذا في القلب، ومع إصرار من الأهل بالذهاب مثل الأخ أو الجد أو الأب أو الخال أو العم .. وتعليق عدم الذهاب بأن لا يكلمها أو يغضب عليها أو ما أشبه ذلك،، ـ ناهيك أيضاً عن اللباس المخالف للشرع الذي يكون من بعض النساء في العرس هداهنَّ الله _؟!
أرجو من المشايخ الفضلاء إفادة النساء في هذه المسألة،،،
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ..
ـ[أم ديالى]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:21 ص]ـ
ولماذا الانكار بالقلب
من قدرت على الانكار باللسان وجب عليها الحضور واجابة الدعوة والمباركة لاهل العريسين ثم الانصارف اذا لم يتغير المنكر .. ومن لا تستطيع الانكار لا يجوز لها الذهاب .. هذه فتوى قديمة قرأتها للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ..
ـ[أبو سعود إبراهيم]ــــــــ[05 - 07 - 10, 07:52 م]ـ
أتمنى أن يوضع رابط الفتوى هنا _ إن وُجِدَ لها رابط _ كي تعمَّ الفائدة، وجزاكم الله خيراً، وأشكركم على هذه الإفادة ..
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 08:11 م]ـ
الأخ الكريم أبو سعود، لا يجوز للمسلم أن يجيب دعوة فيها منكرات و لا أعلم عالماً من مشايخنا الفضلاء قال بجوازه و ذلك لقول النبي صلى الله عليه و سلم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" و على أخواتنا الفاضلات أن يتقين الله تعالى و يصبرن على طاعة الله و رسوله و سرعان ما يفوت هذا "الفرح" و يكنّ هنّ الفائزات ببعدهن عن ما يغضب اللهَ تعالى.
و هذ، ا سبحان الله، أمر واقع مع عديد من العائلات التي تجد فيهن غربة فرد من أفرادها و الله المستعان.
تفضل أخي بعض ما يفيد:
http://www.islamqa.com/ar/ref/60442/%D8%B9%D8%B1%D8%B3%20%D9%85%D9%86%D9%83%D8%B1%D8%A 7%D8%AA
http://www.islamqa.com/ar/ref/7577/%D8%B9%D8%B1%D8%B3%20%D9%81%D9%8A%D9%87%20%D9%85%D 9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89
http://www.islamqa.com/ar/ref/122185/%D8%B9%D8%B1%D8%B3%20%D9%85%D9%86%D9%83%D8%B1%D8%A 7%D8%AA
ـ[أبو سعود إبراهيم]ــــــــ[06 - 07 - 10, 01:45 ص]ـ
بارك الله فيكم ووفقكم، وأشكركم على هذه الإفادة،،، كما أرجو من المشايخ الفضلاء إثراء هذا الموضوع بتعليقاتهم النافعة والتي تخص هذا الجانب كي تعم الفائدة ...(129/25)
هل هناك خلاف في حرمة الإختلاط؟
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام ..
الذي أعرفه أن في مسألة غطاء الوجه فيه خلاف
فيوجد من أباحه كالألباني رحمه الله
لكن هل هناك من كبار العلماء من أباح الإختلاط؟
أم أن الإختلاط محرم بلا خلاف؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:09 ص]ـ
وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته،
http://www.archive.org/download/alekhtelat/alekhtelat.pdf
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:39 ص]ـ
أحسن الله إليكم(129/26)
مذهب الائمة الاربعة في الات اللهو. المعازف
ـ[ابو رائد الجهني]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ... ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع)
قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/ 145).(129/27)
بين المنهجية والمذهبية
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:45 ص]ـ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم
أيها الكرام إني لي نظرةً أظن أن كثيراً من الإخوة يشاركني فيها وقد يغفل عنها آخرون ولأجل من يغفل كتبت هذا الموضوع.
دراسة الفقه على مذهب من مذاهب أهل السنة أمرٌ ولا شك فيه أنه منهجي وسديد لأن بهذه القراءة يتم تصوير المسائل للناشئة في ربوع العلم ويعرفوا كيف كان يتصور أهل العلم المسائل وكيف يستدلون بها في تلك المسائل.
وهذه الدراسة المنهجية تجعل الطالب يعرف قولاً معتبراً في المسائل الفقهية يتعبد الله به برهة من زمنه حتى يتأهل وينظر في الأصول ويعرف كيف أخذت الأحكام من الأدلة ثم لا أقول أنه يصل إلى مرحلة الإجتهاد المطلق وإن كان قد يجتهد في مسألة يرى بعد دراسته لأصول العلم ودراسته لعين المسألة أن الحق قد خالف مذهبه في هذه الجزئية ولا يعني ضلال أهل المذهب جملةً عن الحق
ومع زيادة الطالب في العلم فلا يزداد في التعصب لمذهبه والأستدلال لهم كيفما اتفق وإنما يتعصب للسنة ويدور معها لأن هذا ما تعبدنا الله به سبحانه وتعالى ولم يتعبدنا بمذهب من المذاهب المتبوعة ..
وذلك الأمر لا يعني فتح باب الأجتهاد عند من لا يدري ما طحها، بقدر ما هو حث للهمم أن تعمل بالسنة كما كان أرباب المذهب التي نسبة إليهم المذاهب يدعون إلى هذا , وهذا أمر مشهور يعرفه من شم رائحة العلم ..
إلا أني أيها الكرام قد رأيت إخواننا أخذ يتعصب تعصباً مقيتاً لمذهب قرأ فيه كتاباً أو كتابين أو ماشاء ثم أخذ يقلد هذا المذهب ثم يلزم بعض الأعلام كابن عثيمين تعريضاً أو كغيره من الأعلام الذين يذكرون ما ترجح عندهم ويربون الطلبة على الدليل واتباعه بأمور لا تخفى على من أطلع على بعض كتاباتهم وهم في هذا قد يكون لهم عذر وهو ظنهم الخاطئ أن العلم لا يتلقى بهذه الطريقة
وسواءً اتفقنا معهم أو أختلفنا الواجب على الإنسان أن يعلم أن الله تعبده بهذا العلم بمتابعة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فإن لم يستطع جاز له تقليد الأوثق في ديانته عنده لأنه قد انقطع به سبيل جهد أن يصل إلى الأقرب الموافق لكلام صاحب الرساله عليه الصلاة والسلام
قال ابن القيم رحمه الله: " أعلى الهمم في طلب العلم طلب علم الكتاب و السنة، و الفهم عن الله و رسوله نفس المراد، و علم حدود المنزل. و أخس همم طلاب العلم قصر همته على تتبع شواذ المسائل، و مالم ينزل، و لا هو واقع، أو كانت همته معرفة الإختلاف و تتبع أقوال الناس، و ليس له همة إلى معرفة الصحيح من تلك الأقوال. و قل أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه ": الفوائد: ص (89)
خاتمة:
- وعن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى قال: سمعت مالك بن أنس، وأتاه رجل، فقال: يا أبا عبد الله! من أين أحرم؟ قال: (من ذي الحليفة، من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم) فقال: إني أريد أن أحرم من المسجد من عند القبر. فقال: (لا تفعل؛ فإني أخشى عليك الفتنة). فقال: وأي فتنة في هذه؟! إنما هي أميال أزيدها!! قال:
(وأي فتنة أعظم من أنك ترى أنك سبقت إلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إني سمعت الله يقول:] فَلْيَحْذَرِ الّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم [. (النور 63))
ـ[عبدالمنان عبيد]ــــــــ[14 - 07 - 10, 03:38 ص]ـ
وفقت مقلة الصواب فأصبتها , جعل الله علمك نافعا وعملك لله خالصا أيها الحبيب.(129/28)
سؤال في مسألة التحفيز والمنافسة وهل تؤثر في النية
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 03:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة والأخوات الكرام
أختي الصغرى منذ فترة وهي في تحفيظ قرآن في تحفظ
لكنها تحفظ في اليوم كمية قليلة
وأنا أعلم أن لها القدرة على زيادة الكمية , وكلمتها أكثر من مرة ولم تزد على كميتها
فخطر ببالي تحفيزها بأمر تحبه
فأردت تحديد مدة معينة .. إن أنهت فيها نصف القرآن سيكون لها جائزة أخبرها بها مع علمي بمدى تشوقها لها
لكن!
خشيت من تحول نيتها
فهي الآن تحفظ لله
وأخشى إن فعلت ما أريد أن تحفظ لأجل الهدية التي تتمناها
فهل الأفضل ترك التحفيز خوفاً على النية؟
وهل هناك فرق إن كان الشخص الذي أردت تحفيزه صغير أو كبير
فهي صغيرة لازالت في العاشرة من عمرها
أرجو إفادتي ..
وإن كان هناك من العلماء من تكلم بهذه المسألة فأرجو نقل كلامه
وجزاكم الله خير ونفع بكم
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 02:42 ص]ـ
قال سماحة العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:" وقد سرني كثيرا ما قام به الإخوة في اللجنة العلمية، ومكتب الدعوة في القصيم من رعاية الدروس وتنظيمها والإشراف عليها؛ لحمايتها من الإفراط والتفريط، ومن الغلو والجفاء، والسير بها إلى الطريق المستقيم، فالحمد لله على ذلك كثيرا، وشكر الله لأصحاب الفضيلة القائمين على مشروع حفظ القرآن والسنة والتفقه في الدين جهدهم وعنايتهم، حيث حفظوا الطلاب وبذلوا لهم من الوقت والجهد الشيء الكثير، ثم أجروا لهم الاختبارات والمسابقات لحفز هممهم على طلب العلم، فضلا عما يقومون به من طباعة الكتب المفيدة وتوزيعها، وغير ذلك من الأعمال النافعة، فجزاهم الله على ذلك كله خير الجزاء، وأفضله وأوفاه.
وإنها سنة حسنة محمودة، أن يشجع الطلاب على الحفظ، وتجرى لهم الاختبارات، ويعطون الإعانات والجوائز التشجيعية على ذلك، دفعا لهم ولغيرهم إلى الخير، فهو عمل طيب مبارك مشكور.
وإني أدعو الإخوة المشايخ وطلبة العلم في سائر المناطق إلى القيام بمثل هذه الأعمال النافعة من تربية النشء على القرآن والسنة علما وعملا، ونرجو أن نسمع في المستقبل عن أعمال خيرية كثيرة من جنس هذه الأعمال، والله تعالى يقول: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} (1) ويقول سبحانه: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (2) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» (3) رواه البخاري في صحيحه، ويقول صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» (4) متفق على صحته." (مجموع فتاواه) (23/ 443 - 444) رحمه الله تعالى.
وقد قال الإمام منصور بن المعتمر رحمه الله: لقد طلبنا العلم وما لنا فيه تلك النية ثم رزق الله فيه بعد. رواه ابن سعد في (الطبقات) (6/ 337).
وقال سفيان الثوري: طلبنا العلم ولم تكن لنا نية ثم رزق الله النية. (مسند ابن الجعد) (1849). وفي لفظ: تعلمنا العلم لغير الله تعالى فأبى أن يكون إلا لله. (أدب الدنيا والدين) للماوردي (ص 93).
وقال عبدالله بن المبارك: طلبنا العلم للدنيا فدلّنا على ترك الدنيا. (أدب الدنيا والدين) للماوردي (ص 93).
فما قمتم به صحيح لا غبار عليه، مع تنبيه من تعطى الهدية والجائزة على تصحيح النية ومجاهدة النفس لإخلاص القصد لله تعالى.
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 09:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا
ونفع بكم
ـ[ابو ربا]ــــــــ[11 - 07 - 10, 12:09 ص]ـ
ذكر البهوتي في كشاف القناع في كتاب الصلاة شرط النية: ان الانسان اذا صلى في الليل لله تعالى ولادامة السهر ان صلاته صحيحة ولكن اجره ليس كاجر من اخلص النية ونسب هذا لابن الجوزي واقرَّه واستدل بدليل من جاهد لاجل ان تكون كلمة الله عالية ولاجل المغنم
بمعناه(129/29)
من فوائد الاستغفار (للشيخ عبد الله بن محمد العسكر)
ـ[المرجان]ــــــــ[05 - 07 - 10, 11:06 ص]ـ
من فوائد الاستغفار (للشيخ عبد الله بن محمد العسكر)
فوائد الاستغفار:
أيها المؤمنون أن للاستغفار فوائد عظيمة يصعب حصرها ولكن أذكر لكم سبعاً من فوائده.
أولاً- أن الاستغفار من أجل ما يحبه الله من العبد:
وجاء في الآثار: (إن العبد إذا دعا ربه وهو يحبه قال يا جبريل لا تعجل بقضاء حاجة عبدي فإني أحب أن اسمع صوته).
ثانياً - راحة القلب وتسهيل الصعب وتفريج الكرب:
هل تريد راحة البال. وانشراح الصدر وسكينة النفس وطمأنينة القلب والمتاع الحسن؟ عليك بالاستغفار: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً} [هود: 3]. في الحديث الصحيح: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).
كان ابن تيمية يقول كما يحدث عنه أحد تلامذته: " إنه ليقف خاطري في المسألة أو الشيء أو الحالة التي تشكل علي فأستغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر أو أقل حتى ينشرح الصدر، وينحل إشكال ما أشكل. وأكون إذ ذاك في السوق أو المسجد أو الدرب أو المدرسة، لا يمنعني ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي ".
وقد حكى عنه ذلك تلميذه ابن القيم (إعلام الموقعين) فقال:" وشهدت شيخ الإسلام _ قدس الله روحه _ إذا أعيته المسائل واستصعبت عليه فرَّ منها إلى التوبة والاستغفار , والاستغاثة بالله واللجوء إليه , واستنزال الصواب من عنده , والاستفتاح من خزائن رحمته , فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مدا , وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ , ولا ريب أن من وفق هذا الافتقار علما وحالا , وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد فقد أعطي حظه من التوفيق , ومن حرمه فقد منع الطريق والرفيق , فمتى أُعِين مع هذا الافتقار ببذل الجهد في درك الحق فقد سلك به الصراط المستقيم , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم".
ثالثاً - قوة البدن: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}
قال مجاهد: شدة على شدتكم. وقال الضحاك: خصبا إلى خصبكم. وقال علي بن عيسى: عزا على عزكم. وقال عكرمة: ولدا إلى ولدكم.
رابعاً - دفع العقوبات والمصائب: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} قال أبو موسى –رضي الله عنه-: " كان لنا أمانان، ذهب أحدهما – وهو كون الرسول صلى الله عليه وسلم فينا -، وبقي الاستغفار معنا، فإذا ذهب هلكنا "
خامساً - نزول الغيث والرزق بالذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع.
{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} [نوح:10ـ12].
جاء رجلُ إلى الحسن البصري يشكو إليه الجذب والقحط فأجابه قائلاً: " استغفر الله "، ثم جاءه رجلُ آخر يشكو الحاجة والفقر فقال له: " استغفر الله "، ثم جاءه ثالثُ يشكو قلة الولد فقال له: " استغفر الله "، فعجب القوم من إجابته فأرشدهم إلى الفقه الإيماني والفهم القرآني والهدي النبوي وتلا قول الحق جل وعلا: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموالِ وبنين يجعل لكم جناتِ ويجعل لكم أنهاراً}.
قالت امرأة: مات زوجي وأنا في الثلاثين من عمري .. وعندي منه خمسة أطفال بنين وبنات ..
فأظلمت الدنيا في عيني وبكيت حتى خفت على بصري .. وندبت حظي، ويئست، وطوقني الهم فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا،وكنت أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/30)
وبينما أنا في غرفتي فتحت المذياع على إذاعة القران الكريم .. وإذا بشيخ يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب).فأكثرت بعدها الاستغفار، وأمرت أبنائي بذلك .. وما مرّ بنا والله ستة أشهر حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمة فعوضت فيها بملايين!! وصار ابني الأول على طلاب منطقته .. وحفظ القران كاملاً، وصار محل عناية الناس ورعايتهم، وامتلأ بيتنا خيراً وصرنا في عيشه هنيئة .. وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي وذهب عني الهم والحزن والغم وصرت أسعد امرأة.
سادساً - كثرة الاستغفار تجعل هناك ارتباطا قويا بالله سبحانه وتعالى.
روى الترمذي وحسنه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر صقلت فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله تعالى {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} ".
- سئل ابن تيميه- رحمه الله- أيهما أنفع للعبد الاستغفار أم التسبيح؟
فأجاب: إذا كان الثوب نقيا فالبخور و ماء الورد أنفع، وإن كان دنسا فالصابون والماء أنفع، فالتسبيح بخور الأصفياء، والاستغفار صابون العصاة!!
سابعاً - تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفعة الدرجات:
{وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}
عن عليِ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه قال:كان الرجل يحدثني فأستحلفه على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدثني أبو بكرِ - رضي الله عنه - وصدق أبو بكرِ قال أبو بكرِ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"ما من رجلِ يذنب ذنباَ ثم يقوم فيتطهر فيحسن الوضوء، ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله - عز وجل - إلا غفر له ثم تلا - عليه الصلاة والسلام - قول الحق جل وعلا: {والذين إذا فعلوا فاحشةَ أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} ".
وفي حديث أبي سعيدِ الخدري - رضي الله عنه - وهو عند الحاكم والطبراني بسندٍ حسنه الألباني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" يقول إبليس لله - عز وجل - بعزتك وجلالك لا أبرح أغويهم ما رأيت الأرواح فيهم ". فيقول الحق جل وعلا: " فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني ".
قد ورد في الصحيح عند الإمام مسلم: (أن عبداً أذنب ذنباً فقال يا رب أذنبت ذنباَ فاغفر لي فقال الله - عز وجل - لملائكته: علِمَ عبدي أن له رب يغفر الذنب ويؤاخذ به فاستغفرني أشهدكم أني قد غفرت له، ثم أذنب ذنباَ فقال يا رب أذنبت ذنباَ فاغفر لي فقال الله - عز وجل -: علم عبدي أن له رب يغفر الذنب ويؤاخذ بالذنب أشهدكم أني قد غفرت له، ثم ثالثةَ فيعاد القول فليعمل عبدي ما شاء فإني أغفر له)
وروي عن ابن عمر مرفوعا: يأتى الله بالمؤمن يوم القيامة فيقربه حتى يجعله فى حجابه من جميع الخلق فيقول له: أقرأه فيعرفه ذنبا ذنبا أتعرف؟ أتعرف؟ فيقول: نعم نعم، ثم يلتفت العبد يمنة ويسرة. فيقول الله تعالى: " لا بأس عليك يا عبدي أنت في سترى من جميع خلقي، ليس بيني وبينك أحد يطلع على ذنوبك غيري غفرتها لك بحرف واحد من جميع ما أتيتنى به. قال: ما هو يا رب؟ قال: كنت لا ترجو العفو من أحد غيري ".
وفي صحيح الترغيب والترهيب عن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار ".
وعند ابن ماجه بسندِ صحيح وعند النسائي في عمل اليوم والليلة بسندِ صحيح أيضاً عن عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراَ كثيرا ".
إن الاستغفار باب الرحمة الأكبر وطريقها الأوسع لم أراد النجاة من عذاب الله.قال علي رضي الله عنه: " العجب ممن يهلك ومعه النجاة، قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار ".
ـ[السوادي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 05:01 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 05:19 م]ـ
جزاك الله تعالى خيرا على هذه الفوائدة الطيبة التي نسأل الله تعالى أن يوفقنا لاستغفاره في كل وقتٍ و حين.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 01:01 م]ـ
جزاك الله خير على هذه الفوائد القيمة ... نفع الله بك أخي(129/31)
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر رؤيا المنام؟
ـ[الغواص]ــــــــ[05 - 07 - 10, 03:48 م]ـ
الحمدلله ولا إله إلا الله والصلاة والسلام على محمد
كنت أتتبع تفسير بعض المختصين في رؤيا المنام فأراهم يفسرونها بتفسيرات ليس لها رابط واضح مع الرؤيا وكأننا نتعامل مع ألغاز ورموز رياضية!
وعندما أعود إلى كيفية تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم أجد أنه يفسر الرؤيا بتفسير له رابط واضح مع الرؤيا، وسهل الفهم فليس فيه تلك الشفرات والتعقيدات.
وهذا ما جعلني أنشيء هذا الموضوع
مع التنبيه أني لا أود الخوض في أي من الأحاديث التي تختص بـ:
(قواعد تفسيرات الرؤيا وآدابها وموانعها وتقسيماتها ... الخ) بسبب طول ذيولها
وإنما أود سرد ما تيسر من الأحاديث التي تبين كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر الرؤيا بنفسه
لأنه خير من فسر، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
- - رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقرا منحرة فأولت أن الدرع الحصينة المدينة وأن البقر هو والله خير
صحيح - السلسلة الصحيحة
عن عَائِشَةَ قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيتُكِ قَبْلَ أَنْ أَتَزَوَّجَكِ مَرَّتَيْنِ رَأَيْتُ الْمَلَكَ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَقُلْتُ لَهُ اكْشِفْ فَكَشَفَ فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَقُلْتُ إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ ثُمَّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ فَقُلْتُ اكْشِفْ فَكَشَفَ فَإِذَا هِيَ أَنْتِ فَقُلْتُ إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ
صحيح البخاري [21/ 377]
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني - مما يكثر أن يقول لأصحابه: (هل رأى أحد منكم من رؤيا). قال: فيقص عليه من شاء الله أن يقص، وإنه قال ذات غداة: (إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر ها هنا، فيتبع الحجر فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به مرة الأولى، قال: قلت لهما: سبحان الله ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا، فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه - قال: وربما قال أبو رجاء: فيشق - قال: ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى، قال: قلت: سبحان الله ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على مثل التنور - قال: وأحسب أنه كان يقول - فإذا فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا، فأتينا على نهر - حسبت أنه كان يقول - أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة، فيفغر له فاه فيلقمه حجرا فينطلق يسبح، ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرا، قال: قلت لهما: ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة، كأكره ما أنت راء رجلا مرآة، فإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها، قال: قلت لهما: ما هذا؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على روضة معتمة، فيها من كل لون الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل، لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط، قال: قلت لهما: ما هذا ما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا فانتهينا إلى روضة عظيمة، لم أر روضة قط أعظم منها ولا أحسن، قال: قالا لي: ارق فيها، قال: فارتقينا فيها، فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/32)
المدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها، فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر كأقبح ما أنت راء، قال: قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، قال: وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قال: قالا لي: هذه جنة عدن وهذاك منزلك، قال: فسما بصري صعدا، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء، قال: قالا لي: هذاك منزلك، قال: قلت لهما: بارك الله فيكما ذراني فأدخله، قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله، قال: قلت لهما: فإني قد رأيت منذ الليلة عجبا، فما هذا الذي رأيت؟ قال: قالا لي: أما إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه، يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة، فإنه آكل الربا، وأما الرجل الكريه المرآة، الذي عند النار يحشها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وأما الولدان الذين حوله فكل مولود مات على الفطرة). قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأولاد المشركين، وأما القوم الذين كانوا شطرا منهم حسن وشطرا منهم قبيح، فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، تجاوز الله عنهم).
الراوي: سمرة بن جندب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7047
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
- عن جَابِرٍ قَالَ
جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي ضُرِبَ فَتَدَحْرَجَ فَاشْتَدَدْتُ عَلَى أَثَرِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَعْرَابِيِّ لَا تُحَدِّثْ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي مَنَامِكَ وَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ يَخْطُبُ فَقَالَ لَا يُحَدِّثَنَّ أَحَدُكُمْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي مَنَامِهِ
صحيح مسلم [11/ 367]
كذلك حتى في تفسير يوسف عليه السلام للرؤيا نجد الروابط واضحة وغير معقدة بين الرؤيا وتأويلها
- (قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ... أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ)
- (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48))
ـــــــــــــ
ختاما بارك الله فيكم
هل هناك كتاب جمع الأحاديث التي قام الرسول صلى الله عليه وسلم فيها بتفسير الرؤيا؟
حتى نتعلم منه كيفية التفسير الأقرب للصواب ..
فإن لم يكن هناك كتاب
فهل من الممكن أن نتعاون هنا لجمع أكبر قدر من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تولى فيها بنفسه تفسير الرؤيا كما في الأحاديث السابقة أعلاه؟
آمل ذلك من باب قوله سبحانه: (وتعاونوا على البر والتقوى)
ـ[الغواص]ــــــــ[16 - 08 - 10, 03:01 م]ـ
للرفع والتذكير والتعاون على الخير
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[17 - 08 - 10, 02:29 ص]ـ
كلام طيب وملاحظة رائعة
بارك الله فيك ...
ـ[الغواص]ــــــــ[26 - 08 - 10, 04:44 م]ـ
كلام طيب وملاحظة رائعة
بارك الله فيك ...
أهلا وسهلا أخي الكريم وبارك الله فيك وأشكرك على ابداء رأيك
ولا نحرم العلم من أهل العلم
ـ[أم زينب]ــــــــ[17 - 09 - 10, 08:16 م]ـ
يوجد في كتاب شرح السنة للبغوي كتاب خاص بالرؤيا وهو نافع في بابه فقد جمع فيه المرفوع والموقوف والمقطوع من الحديث فيما يخص الرؤيا.
ـ[الغواص]ــــــــ[02 - 10 - 10, 03:08 ص]ـ
يوجد في كتاب شرح السنة للبغوي كتاب خاص بالرؤيا وهو نافع في بابه فقد جمع فيه المرفوع والموقوف والمقطوع من الحديث فيما يخص الرؤيا.
الله ينور لك وعليك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/33)
ـ[الغواص]ــــــــ[02 - 10 - 10, 03:10 ص]ـ
قال الله سبحانه وتعالى إخبارا عن إبراهيم عليه السلام (إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر)
ـ[الغواص]ــــــــ[02 - 10 - 10, 03:19 ص]ـ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(رَأَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّا فِي دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ فَأُتِينَا بِرُطَبٍ مِنْ رُطَبِ ابْنِ طَابٍ فَأَوَّلْتُ الرِّفْعَةَ لَنَا فِي الدُّنْيَا وَالْعَاقِبَةَ فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ)
رواه مسلم
وهذا يفيد صحة تفسير الرؤيا بمضمون الأسماء
عقبة = عاقبة
رافع = رفعة
ابن طاب = طاب
ـ[الغواص]ــــــــ[02 - 10 - 10, 03:34 ص]ـ
قال سبحانه:
لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27)
قال الطبري [22/ 257]:
يقول تعالى ذكره: لقد صدق الله رسوله محمدا رؤياه التي أراها إياه أنه يدخل هو وأصحابه بيت الله الحرام آمنين، لا يخافون أهل الشرك، مقصِّرا بعضهم رأسه، ومحلِّقا بعضهم.
ـ[منذر السعد]ــــــــ[02 - 10 - 10, 09:46 ص]ـ
انظر كلام شيخ الاسلام في التسعينية (فأخوك بعيد عن المكتبة)، لعلك تغير رأيك، و العبرة بالمأخذ الصحيح وضح للناس ام لا، و اذاعرضت تأويل الرؤيا على معبر آخر يخبرك بالرابط مباشرة، الله يفقهنا و إياك
ـ[الغواص]ــــــــ[02 - 10 - 10, 03:04 م]ـ
أخي الكريم منذر السعد أسعد الله اوقاتك بكل خير
بالنسبة لكلامك فإما أني لم أفهم مناسبته مع موضوعي وذلك ربما راجع لقلة استيعابي
أو أنك لم تنتبه للهدف من موضوعي
فالهدف من موضوعي قد ذكرته منذ البدء عندما قلتُ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه
(كان يفسر الرؤيا بتفسير له رابط واضح مع الرؤيا، وسهل الفهم فليس فيه تلك الشفرات والتعقيدات ... أود سرد ما تيسر من الأحاديث التي تبين كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر الرؤيا بنفسه ... لأنه خير من فسر، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم)
ومثل هذا الهدف يستبعد أن ابن تيمية رحمه الله يخالفه وأنه يحث على ترك طريقة الرسول في تفسير الرؤيا ..
ومع ذلك ورغبة في الفائدة فهذه نسخة مخطوطة من التسعينية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=173637
ولأجل تسهيل البحث عليك فالكتاب موجود إلكترونيا في الشاملة الثالثة باسم
الدليل على إبطال التحليل
وكذلك كتاب الفتاوى الكبرى
علما بأني تصفحت خمس مجلدات باحثا عن كلمة رؤيا ولكني لم أجد ابن تيمية ذكر كلاما يخالف جمعي لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفهم الطريقة التي كان يفسر بها الرؤيا
فأرجو منك ذكر الشواهد من كلام ابن تيمية ولن أستعجلك فلعل معك فوائد جمة فخذ راحتك في البحث حسبما تسنح لك الفرصة .. وجزاك الله كل خير على المشاركة
ـ[أم زينب]ــــــــ[02 - 10 - 10, 10:04 م]ـ
الله ينور لك وعليك
آمين .... آمين ..... آمين
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[03 - 10 - 10, 01:09 ص]ـ
يعجبني تفسير الشيخ ثامر العامر للرؤى فهو يفسر كما ذكرت أخي الكريم
فمثلا إذا رأيت أنك تشرب ماءا باردا و الذي يقدمه لك رجل صالح
قال لك: الماء هو الحياة كما قال الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) و البارد هو الحياة الطيبة لأن النبي صلى الله عليه و سلم كان يدعو: و اغسلني بالماء البارد و الثلج وأما الرجل الصالح فهو عملك الصالح أو الولد الصالح كما قال تعالى: و أما الجدار فكان لغلامين يتيمين وكان أبوهما صالحا ..
وهكذا كل غالب تفسيراته بعيدة عن التكلف و قلما يفسر إلا بذكر آية أو حديث
ـ[الغواص]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:06 ص]ـ
المسلم الحر حفظه الله من كل سوء وجزاك الله خيرا على إضافتك القيمة
واذا كان فعلا الشيخ ثامر العامر غالب تفسيره للرؤيا بهذه الطريقة فجزاه عند الله يوم أن يفرح باتباعه لخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[الغواص]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:08 ص]ـ
كنت أبحث في بعض المواضيع التي تخص الحج ولباس القميص بالذات، فوجدت هذا الحديث الخاص بالرؤيا والموجود عند البخاري [21/ 369]
... سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثَّدْيَ وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ وَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ قَالُوا مَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الدِّينَ)(129/34)
الصلاة بـ الفنيلة؟
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 05:30 م]ـ
هل يجوز الصلاة ب ((الفنيلة)) ذات الحبل اليسير الذي يكون على الكتف
ولايستر أغلب العاتق
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 09:25 م]ـ
لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد، ليس على عاتقه منه شيء
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 768
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ـ[عبدالسلام رفعت عبدالسلام]ــــــــ[05 - 07 - 10, 10:26 م]ـ
هل تعتبر الحمالة (الجزء من الفنيلة على العاتقين) شئ معتبر؟؟؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[05 - 07 - 10, 11:40 م]ـ
حكم الصلاة بالفانلة التي تكشف الكتفين
خالد بن سعود البليهد
السؤال:
السلام عليكم
كنت بستئذن حضرتك يا شيخ تجيب عن هذه الفتوى لو تكرمت
هل تجوز الصلاة للرجال وهم يلبسون فانلات داخليه حمالات؟ يعني أنا أرتدي سروال ولكن من فوق أرتدي فانلة حاملات بيضاء تخص الصيف؟ علما بأن العورة تكون مستورة بالطبع ولكن أكتافي عارية فهل يجوز للرجل الصلاة على هذا الوضع أم يجب عليه تغطية الأكتاف؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. اختلف الفقهاء خلافا مشهورا في حكم صلاة الرجل مكشوف الكتفين هل تصح صلاته أم لا فذهب أحمد رحمه الله إلى وجوب ستر الكتفين وبطلان الصلاة بكشفهما لأنهما من العورة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يصلي الرجل في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء) متفق عليه.
وذهب الجمهور إلى استحباب ستر الكتفين في الصلاة وعدم وجوب ذلك وصحة الصلاة بدون سترهما وحملوا النهي في الحديث السابق على الكراهة لأن الستر من باب كمال الزينة والأدب مع الله والصارف له قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر: (فإن كان واسعا فالتحف به وإن كان ضيقا فأتزر به). متفق عليه. ولأن بعض الصحابة أول الأمر كانوا يصلون بثوب واحد يستر ما بين السرة والركبة وهذا يدل على أن العورة الواجب سترها في الصلاة هي ما بين السرة والركبة وما زاد على ذلك من البطن والظهر والكتفين فسترهم من باب كمال الزينة وحسن الهيئة بين يدي الله. وهذا القول هو الأقرب إلى الصواب إن شاء الله للجمع بين النصوص وعدم المشقة فيه ومراعاته لحال الفقراء.
فعلى هذا لا حرج على الانسان أن يصلي بالفانلة التي لا تستر جميع الكتفين أو مكشوف الكتفين وصلاته صحيحة لكن ينبغي للمسلم أن يواظب على ستر كتفيه امتثالا للنهي وتأدبا وتوقيرا لله إلا إذا دعت الحاجة إلى ترك ذلك فالأمر في ذلك واسع إن شاء الله.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
خالد بن سعود البليهد
عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
binbulihed@gmail.com
24/8/1430
http://www.saaid.net/Doat/binbulihed/f/285.htm
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[05 - 07 - 10, 11:42 م]ـ
رقم الفتوى: 22607
عنوان الفتوى: حكم الصلاة بالفانلة الداخلية
تاريخ الفتوى: 12 رجب 1423/ 19 - 09 - 2002
السؤال
هل الصلاة بالفانلة الداخلية (الحمالات) حرام خصوصا في هذه الأيام الحارة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع للرجل أن يصلي بهذا النوع من الملابس الداخلية مع أن الأولى هو ستر الكتف كاملاً ولبس أحسن الثياب، وانظر الفتوى رقم:
8267 والفتوى رقم:
9906.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ahajj/index.php?page=ShowFatwa&lang=A&Id=22607&Option=FatwaId
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[05 - 07 - 10, 11:48 م]ـ
عنوان الفتوى: حكم صلاة عاري الصدر
تاريخ الفتوى: 02 جمادي الثانية 1422/ 22 - 08 - 2001
السؤال
هل تجوز الصلاة في البيت، و خاصة لما تكثر الحرارة في فصل الصيف، والصدر غير مستور أو عار للرجل وحده أو في صلاة جماعة مع الزوجة؟
الفتوى
الحمد لله وصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن أداء الرجل للصلاة في جماعة، ليس حالة اختيارية إن وافقت هوى الشخص فعلها وإن لم توافقه تركها، وإنما هو أمر واجب عيني على الرجال البالغين القادرين، فلا يجوز التكاسل عنه، ولا التهاون في شأنه.
ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل أعمى، فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه، فقال له: "تسمع النداء بالصلاة؟ " قال نعم. قال "فأجب "، فإذا لم تكن لهذا الأعمى الذي لم يكن له قائد رخصة وعذر يتخلف به عن الجماعة، فلا شك أن غيره أولى، وعلى هذا فالصلاة في البيت للرجال القادرين لا تجوز على الراجح من أقوال العلماء.
ووجود الحر ليس عذرا من الأعذار المبيحة للتخلف عن الجماعة مادام في حدود الطاقة.
أما صلاة الرجل عاريا صدره، فهي صحيحة على قول الجمهور، لقوله صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه: "إذا كان الثوب واسعا فخالف بين طرفيه، وإن كان ضيقا فاتزر به." رواه مسلم
ومعناه أن المصلي إذا كان ثوبه واسعاً فليخالف بين طرفيه، بأن يجعل منه شيئا على عاتقه، وأما إن كان ضيقا لا يصح فيه ذلك فليجعله إزارًا، ومعلوم أن من صلى بإزار فقط أنه صلى عاري الصدر، مع أن الأولى والأفضل للإنسان أن يصلي في أجمل أثوابه، وعلى أحسن هيئاته، لقوله تعالى: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) [الأعراف: 31] بل إن من العلماء من يقول بوجوب جعل شيء من الثوب على أحد العاتقين، وبأن: إن صلاة من صلى بثوب ليس على عاتقه منه شيء لا تصح إذا كان قادرا على ذلك، بأن كان ثوبه واسعا، أو كان له ثوب آخر. بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء " متفق عليه.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1322650(129/35)
الضبط الصحيح لاسم الإمام الشوكاني - رحمه الله تعالى -
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 08:57 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
قال الباحث عبد العزيز بن فيصل الراجحي معلقا على اسم الإمام الشوكاني " محمد " - رحمه الله تعالى -: [هو] بضم الميم والحاء معا، وهو خلاف الشائع بين الناس اليوم في ضبط اسمه، وقد ذكر هذا الضبط القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه " هجر العلم " (4/ 2251) وذكر أنه سمع ذلك من بعض شيوخه عن شيوخهم المعاصرين له، ثم قال: (وهذا الاستعمال شائع في نجد اليمن، ويستعمل بعض القبائل في نجد اليمن هذا الاسم أحيانا بكسر الميم) اهـ.
وسمعت ذلك – أيضا – منه – حفظه الله -، وكتب لي نحوه بخطه، وقال: إنه سمع ذلك من والده، وبعض مشايخه.
كما ذكر لي ذلك – أيضا – العلامة الكبير الشيد محمد بن محمد بن إسماعيل المنصور، والعلامة القاضي محمد بن إسماعيل العَمْراني، والعلامة القاضي محمد بن أحمد الجرافي، وكتبوا ذلك لي بخطوطهم – حفظهم الله -.
وسمعت العلامة مفتي اليمن السيد أحمد بن محمد زباره – رحمه الله -، وذكر لي قصة فيها أن جدة الشوكاني نادته فقالت: (يا مُحُمد) ولفظها بضم الحاء.
قلت: مُحُمد (بضم الحاء) عندهم في اليمن، وفي جنوب المملكة – أيضا -، غير مُحَمد (بفتح الحاء)، وهما عندهم اسمان، يسمون بهذا وذاك، وقد يسمي أحدُهم ابنين بهذا وذاك، ولا يرجع لفظهم بضم الحاء إلى لهجة محلية، فليتنبه لذلك. انتهى من (هدي الساري) حاشية ص (659 - 660).
والله الموفق
.(129/36)
ما حكم العمل في مصرف الراجحي
ـ[ابو المنذر النجدي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 10:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل حرم أحد من العلماء العمل في مصرف الراجحي وخصوصاً في مجال الهاتف المصرفي
وهل صحيح أن مصرف الراحجي بدأ يتساهل في المعاملات الغير شرعيةولأجل هذا تركه الشيخ عبدالرحمن الأطرم حسب ماذكر أحد الأخوة وقال أن الشيخ عبدالرحمن ذكر هذا في برنامج الجواب الكافي
أرجو المشاركة والإفادة وفقكم الله
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 02:42 م]ـ
حكم العمل في بنك الراجحي
ما حكم العمل في بنك الراجحي الإسلامي؟
الحمد لله
يجوز العمل في كل بنك إسلامي، تنضبط معاملاته بالشرع، وقد سئل الدكتور محمد بن سعود العصيمي حفظه الله: ما هي البنوك التي يجوز العمل بها؟
فأجاب: " يجوز العمل في البنك الإسلامي الذي يعمل حسب القواعد التي وضعتها له الهيئة الشرعية، مثل بنك الراجحي وبنك البلاد.
ويجوز للموظف أن يعمل في ذلك البنك حتى لو خالف العمل ما يرى أنه الصواب إن كان العمل مجازا من الهيئة الشرعية للبنك.
ويجوز العمل في البنوك الآخذة بالتحول إلى بنك إسلامي مثل الجزيرة والأهلي ولكن بشرط التقيد بقرارات الهيئة الشرعية في البنك. أما العمل في بنك ربوي فلا يجوز حتى لو كان العمل في مجال مباح. والله أعلم.
وسئل أيضا: عرض علي العمل في مصرف الراجحي في قسم تكنولوجيا المعلومات بمنصب تقني وإداري. هل ترون في العمل بمصرف الراجحي بهذا المنصب أية شبهة شرعية؟
فأجاب: " لا بأس بذلك، وعليك بقراءة قرارات الهيئة الشرعية، وتثقيف نفسك بها، ومن حولك، والالتزام بهذه القرارات. وفقك الله " انتهى، نقلا عن موقعه: الربح الحلال.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/95316/ بنك
ـ[ابو المنذر النجدي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 12:55 ص]ـ
جزيت خيرا أخي عبدالله
هل من مزيد لهذا الموضوع ومزيد إثراء(129/37)
(كلام نفيس) .. ومن أراد هذا السفر فعليه بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء!
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[06 - 07 - 10, 01:04 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن القيم - رحمه الله -:
ومن أراد هذا السفر فعليه بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء، فإنه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده، وليحذر من مرافقة الأحياء الذين هم في الناس أموات، فإنهم يقطعون عليه طريقه، فليس لهذا السالك أنفع من تلك المرافقة، وأوفق له من هذه المفارقة،
فقد قال بعض السلف: شتان بين أقوام موتى تحيا القلوب بذكرهم، وبين أقوام أحياء تموت القلوب بمخالطتهم. فما على العبد أضر من عشائره وأبناء جنسه فنظره قاصر وهمته واقفة عند التشبه بهم، ومباهاتهم والسلوك أين سلكوا، حتى لو دخلوا جحر ضب لأحب أن يدخله معهم.
فمتى صرف همته عن صحبتهم إلى صحبة من أشباحهم مفقودة، ومحاسنهم وآثارهم الجميلة في العالم موجودة، استحدث بذلك همة أخرى وعملا آخر، وصار بين الناس غريباً وإن كان فيهم مشهوراً ونسيباً، ولكنه غريب محبوب يرى ما الناس فيه و لا يرون ما هو فيه، يقيم لهم المعاذير ما استطاع، ويحضهم بجهده و طاقته سائراً فيهم بعينين: عين ناظرة إلى الأمر والنهى، بها يأمرهم وينهاهم ويواليهم ويعاديهم، ويؤدي لهم الحقوق و يستوفيها عليهم. وعين ناظرة إلى القضاء والقدر بها يرحمهم ويدعو لهم و يستغفر لهم، ويلتمس وجوه المعاذير فيما لا يخل بأمر و لا يعود بنقض شرع، وقد وسعهم بسطته ورحمته ولينه ومعذرته، وقفاً عند قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} متدبراً لما تضمنته هذه الآية من حسن المعاشرة مع الخلق وأداء حق الله فيهم والسلامة من شرهم. فلو أخذ الناس كلهم بهذه الآية لكفتهم وشفتهم فان العفو ما عفى من أخلاقهم وسمحت به طبائعهم ووسعهم بذله من أموالهم و أخلاقهم. فهذا ما منهم إليه، وأما ما يكون منه إليهم فأمرهم بالمعروف، وهو ما تشهد به العقول وتعرف حسنه، وهو ما أمر الله به. وأما ما يلتقي به أذى جاهلهم فالإعراض عنه وترك الإنتقام لنفسه والانتصار لها.
فأي كمال للعبد وراء هذا؟ وأي معاشرة وسياسة لهذا العالم أحسن من هذه المعاشرة والسياسة؟
الرسالة التبوكية ص 74
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[06 - 07 - 10, 09:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم أخي الكريم
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 01:25 م]ـ
{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
خذ العفو: أخلاق
وأمر بالعرف:دعوة
وأعرض عن الجاهلين: أخلاق
هاهي الدعوة محاطة بالأخلاق من الجانبين
جزاك الله كل خير ياأخي على هذا الاختيار ...
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 07 - 10, 11:29 ص]ـ
وخيراً جزيتما، بارك الله فيكما(129/38)
ما جاء في رثاء إمام الأئمة وعالم الأمة مالك بن أنس رضي الله عنه
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 03:17 ص]ـ
السلام عليم
هذا بعض ما جاء في رثاء إمام الأئمة وعالم المسلمين مالك بن أنس رضي الله عنه
وقال أبو المعالي بن ذي رافع المديني في مالك:
فلازال فينا صالح الحال مالك ... ألا إن فقد العلم في فقد مالك
فلولاه ما قامت حدود كثيرة ... ولولاه لانسدت علينا المسالك
عشونا عليه نبتغي ضوء رأيه ... وقد لزم العِيَّ اللَّجُوَج المُمَاحِك
فجاء برأي مِثلُهُ يقتدي به ... كنظم جمان زينته السبائك
يقيم سبيل الحق سرا وجهرة ... ويهدي كما تهدي النجوم الشوابك
وأنشد الزبير لأبي المغامي أو ابن المغامي يرثي مالكا رضي اله عنه
ألا قل لقوم سرهم فقد مالك ... ألا إن فقد العلم إذ مات مالك
وما لي لا أبكي على فقد مالك ... إذا عد مفقود من الناس مالك
وأنشد أصبغ لامرأة ترثي الإمام مالك رضي الله عنه:
بكيت بدمع واكف فقد مالك ... في فقده سدت علينا المسالك
ومالي لا أبكي عليه وقد بكت ... عليه الثريا والنجوم الشوابك
حلفت بما أهدت قريش وجللت ... صبيحة عشر حين تقضى المناسك
لنعم وعاء العلم والفقه مالك ... إذا عد مفقود من الناس هالك
وقال الفقيه أبو حفص بن عبد النور الصقلي المعروف بابن الحكار في ذلك:
تأملت علم المرتضين أولي النهى ... فأفضلهم من ليس في جده لعب
ومن فقه مستنبط من حديث ... رواه بتصحيح الرواية وانتخب
وما مالك إلا الهدى ولذا اهتدت ... به أمم من سائر العجم والعرب
كل ما جاء آنفا في الرثاء من ترتيب المدارك للقاضي عياض
ننتظر مشاركاتكم
وفقكم الله(129/39)
تعليق على وفاة الكاتِب الحداثي نصر أبو زيد
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 03:56 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين،
قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [سورة البقرة – الآية 281].
فقد نشرت عدة مواقع إلكترونية، منها جريدة الأهرام على موقعها الاكتروني بتاريخ 23 من رجب 1431 هـ، الموافق 5 يوليو 2010 خبر وفاة الكاتب د. نصر حامد أبو زيد بعد إصابته بفيروس فشل الأطباء فى علاجه، حيث دخل فى غيبوبة لعدة أيام حتى وفاته المنية.
ومن المعلوم أن نصر أبو زيد من الكُتَّاب الذين ينتمون للمدرسة الحداثية التي تبالغ في تقديس العقل، بل وتُقَدِّمه على الوحي. وقد أثارت كتاباته الكثير من الجدل حتى تم اتهامه بالرِدَّة عن الإسلام وحكمت محكمة الأحوال الشخصية بالتفريق بينه وبين زوجته، ولكنه سافر مع زوجته أستاذة الأدب الفرنسي إلى هولندا حيث عمل أستاذاً للدراسات الإسلامية بجامعة (لايدن).
وهذه وقفة مع بعض كتاباته والتي تُعَبِّر عن أفكار تلك المدرسة المنحرفة التي تُسَمَّى بالعقلانية والحداثية، والتي ما زالت أفكار كُتَّابها تُطْرَح على الساحة تحت مُسَمَّى التنوير وحرية الفكر، ولم تترك هذه المدرسة شيئاً من ثوابت الدين إلا وطعنت فيه، ونسي أولئك أنهم مبعوثون ليومٍ عظيم، وأن الله رقيب عليهم، وأن ما يكتبونه بأيديهم سيكون وبالاً عليهم، قال الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [سورة المجادلة – الآية 6]،
وقال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [سورة الكهف – الآية 49].
وإليكم نموذجين من انحرافات نصر أبو زيد، ليتبين المنهج الفاسد لتلك المدرسة المسماة بالعقلانية و {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [سورة الأنعام – الآية 55].
· النموذج الأول: دعواه أن القرآن الكريم مُنتج ثقافي منزوع القداسة
فيقول في كتابه (مفهوم النَّص – دراسة في علوم القرآن: ص56): "لقد تشكل القرآن من ثقافة شفاهية .. وهذه الثقافة هي الفاعل، والنَّص مُنفعِل ومفعول .. فالنَّص القُرآني في حقيقته وجوهره مُنتَج ثقافي".
وفات هذا المسكين أن القرآن الكريم هو كلام الله الموحى إلى رسوله محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وأنه ليس من كلام البشر وليس ناتج عن بيئة ثقافية أو تراكم فكري بشري، بل هو تنزيلٌ من الله العزيز الحميد.
قال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [سورة الشعراء – الآيات 192، 193، 194، 195]،
وقال تعالى: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [سورة فُصَّلَت – الآية 42]،
وقال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} [سورة الأنعام – الآية 91].
ثم يدعو إلى إزالة القداسة عن نصوص القرآن تحت مسمى الحداثة ويتهم من يُقَدِّس النصوص بالرجعية، فيقول (مفهوم النَّص – دراسة في علوم القرآن: ص56): (والفِكر الرجعي في تيار الثقافة العربية هو الذي يُحَوِّل النَّص مِن نَص لغوي إلى شيء له قداسته).
ويقول في كتابه (التفكير في زمن التكفير: ص138): "النصوص في ذاتها لا تمتلك أي سلطة اللهم إلا السلطة المعرفية التي يحاول كل نص –بما هو نص– ممارستها في المجال المعرفي الذي ينتمي إليه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/40)
وقد رد على هذه المقولة الباطلة د. خالد كبير علال في كتابه (وقفات مع أدعياء العقلانية، حول الدين والعقل، والتراث والعلم) فقال: "إن النصوص لها سلطة حقيقية من جهتين، هما: من جهة قائلها ومن جهة مضمونها، لكن الرجل أغفل سلطة القائل، وحرَّف سلطة المضمون، وذلك عندما حدد سلطة المضمون في السلطة المعرفية فقط. وهذا لا يصح لأن سلطة النص ذاتية يحدد نوعها المضمون الذي يحمله، فقد يكون النص غير معرفي فيكون سلطة أمر ونهي، أو سلطة تحذير و وعظ، أو سلطة تبليغ وإعلان، أو سلطة شرح وبيان، أو سلطة ترغيب وترهيب، أو سلطة إعلان حرب".
وبهذا يتبين ما تنتهجه المدرسة الحداثية العقلانية –التي يتبعها نصر أبو زيد- حول الوحي والقرآن، يقول أ. د. ناصر العقل في كتابه (الاتجاهات العقلانية الحديثة – رسالة ماجيستير: ص158): "فللعقلية الحديثة تجاه الوحي عموماً تأويلات عِدَّة، تدور كلها على تفسيره تفسيراً مادياً وبشرياً، لا يعدو كونه نشاطاً من الأنشطة الإنسانية الفردية، وأنه جاء نتيجة تأثيرات روحانية أو قوى عقلية، أو انفعالات نفسية، أو تأملات باطنية، لبعض الأفراد الذين تميزوا بعبقرية فَذَّة في جانب أو أكثر من جوانب الشخصية الإنسانية، جعلتهم يصلون إلى ما يقدر عليه غيرهم من الإنتاج الفكري والإصلاح والروحي والعملي، كما كانت تقول المذاهب الصوفية والباطنية القديمة والحديثة".
وهذا يقودنا إلى نموذج آخر من الانحراف الفِكري والعقائدي.
· النموذج الثاني: الدعوة إلى إحياء فِكر شيخ الصوفية الأكبر محيي الدين ابن عربي
وابن عربي من غُلاة التصوف الفلسفي –يلقبه أهل التصوف بالشيخ الأكبر وبالكبريت الأحمر-، وهو أحد القائلين بعقيدة وحدة الوجود، وصاحب "فصوص الحِكَم" و"الفتوحات المَكية"، والتي لا يخفى على أحد ما تحتويه هذه الكتب مِن كُفر وزندقة.
قال نصر أبو زيد في كتابه (هكذا تكلم ابن عربي: ص24): "ترجع أهمية فِكر ابن عربي إلى أنه يُمَثِّل قمة نضج الفكر الإسلامي في مجالاته العديدة، من فقه ولاهوت وفلسفة وتصوف، هذا فضلاً عن علوم تفسير القرآن وعلوم الحديث النبوي، وعلوم اللغة والبلاغة .. إلخ".
وأنا لا أدري كيف يُقال هذا المدح في شخص مِثل ابن عربي، القائل في كتابه (فصوص الحِكم): "إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغيرة، ومن غيرته حَرَّم الفواحش، وأما فُحش ما بطن فهو لمن ظهر له، فلما حَرَّم الفواحش، أي منع أن تُعْرَف حقيقة ما ذكرناه، وهي أنه عين الأشياء، فسترها بالغيب .. ". نقلاً عن كتاب (الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ – محمود عبد الرؤوف قاسم: ص58).
فهذا قول صريح بعقيدة وحدة الوجود الكُفرِيَّة " أنه عين الأشياء" –أي أن الله هو عين الموجودات وأن الخَلْق والخالِق شيء واحد- والعياذ بالله.
ثم يدعو نصر أبو زيد إلى بعث تجربة ابن عربي لحل مشكلات الحياة التي يواجهها العالم، فيقول في كتابه (هكذا تكلم ابن عربي: ص26): "إن استدعاء ابن عربي –مع غيره من أعلام الروحانية في كل الثقافات- يُمثل مطلباً مُلِحاً، لعلنا نجد في تجربته وفي تجاربهم ما يمكن أن يُمثل مصدراً للإلهام في عالمنا الذي سبق أن ألمحنا لبعض مشكلات الحياة فيه".
ثم يبين نصر أبو زيد علاقته الوثيقة بابن عربي، فيقول: "لكن العودة للسباحة في المحيط الهادر لابن عربي ظل حلماً يراودني دون أن أخاطر بالمغامرة مرة أخرى، ومع ذلك فإن علاقتي بالشيخ الأكبر لم تنقطع أبداً، فجزء لا يستهان به أبداً من تكويني الأكاديمي ومن تجربتي الدينية الروحية في الحياة، أدين به للخبرات التي اكتسبتها من خلال اللقاء الأول بالشيخ الأكبر". (هكذا تكلم ابن عربي: ص13).
ويتبين لنا من هذين النموذجين السابقين حِرص رُوَّاد تلك المدرسة على الطعن في الدين، بمحاولة التشكيك في مصدرية الوحي الربانية، وبمحاولة بعث أفكار أئمة الكُفر والزندقة وإحياء التراث الباطني.
وختاماً، فهذا ما يسر الله لي جمعه، فما كان من توفيق فمِن الله وحده، وما كان من نقص أو خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان.
قال الله تعالى: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [ٍسورة آل عِمران – الآية 8].
كتبه: حاتم الحاجري،
عفا الله عنه
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[06 - 07 - 10, 09:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 12:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا، و بارك فيكم.
ـ[أبو أروى الدرعمي]ــــــــ[19 - 07 - 10, 11:09 م]ـ
{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 45].
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[20 - 07 - 10, 04:31 ص]ـ
لما توفي هذا الشخص واستراح منه كل شيء قام أحد الكتاب المخذولين عندنا بالجزائر المدعو ب"واسيني الأعرج "ــ وهو اسم على مسمى ــ بالدفاع عنه من خلال جريدة الخبر واعتبار فكره تنويريا ومن طعن فيه ظلاميا والعجيب أنه ختم كلامه بقوله "رحمك الله" ..... عش رجبا تر عجبا.(129/41)
كيف التعامل مع الأب والزوج مدمن الكحول؟!!
ـ[في رحاب الله]ــــــــ[06 - 07 - 10, 04:21 ص]ـ
كما ورد في العنوان
كيف نتعامل مع الأب مدمن الكحول الذي لايستجيب لنصح ولالتوبيخ والذي يقلب منزله إلى نار وعذاب وتقلب في المزاج؟!
كيف التعامل معه؟!
أب دمر أبناءة وأهانهم
أحتقر زوجته ولم يعاملها بما يرضي الله
كيف الخلاص من هذ االجحيم
أستنصحتكم فانصحوووني
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 02:08 ص]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:" فالمؤمنون والمؤمنات يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر , المؤمن لا يسكت إذا رأى من أخيه منكرا , ينهاه عنه , وهكذا إن رأى من أخته أو عمته أو خالته أو غيرهن , إذا رأى منهن منكرا نهاهن عن ذلك , وإذا رأى من أخيه في الله أو أخته في الله تقصيرا في الواجب أنكر عليه ذلك , وأمره بالمعروف , كل ذلك بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن.
فالمؤمن إذا رأى أخا له في الله يتكاسل عن الصلوات أو يتعاطى الغيبة أو النميمة أو شرب الدخان أو المسكر أو يعصي والديه أو أحدهما أو يقطع أرحامه أنكر عليه بالكلام الطيب والأسلوب الحسن , لا بالألقاب المكروهة والأسلوب الشديد , وبين له أن هذا الأمر لا يجوز له.
وهكذا إذا رأى من أخته في الله منكرا أنكر عليها ذلك , كأن يراها تعصي والديها , أو تسيء إلى زوجها أو تقصر في تربية أولادها , أو تتساهل بالصلاة أنكر عليها , سواء كان زوجها أو أباها أو أخاها أو ابن أختها أو ابن أخيها , أو ليس قريبا لها بل من الناس الذين عرفوا ذلك منها.
وهي كذلك إذا رأت من زوجها تقصيرا نهته عن ذلك , كأن رأته يشرب الخمر أو رأته يدخن أو رأته يتساهل بالصلاة , أو يصلي في البيت دون المسجد تنكر عليه بالأسلوب الحسن وبالكلام الطيب , كأن تقول له: يا عبد الله , اتق الله وراقب الله , هذا لا يجوز لك، حافظ على الصلاة في الجماعة , دع عنك ما حرم الله عليك من المسكرات أو التدخين أو حلق اللحية , أو إطالة الشوارب , أو إسبال الملابس.
كل هذه المنكرات يجب على كل واحد من المؤمنين والمؤمنات والصلحاء إنكارها , وعلى الزوج والزوجة وعلى الأخ والقريب وعلى الجار وعلى الجليس وعلى غيرهم القيام بذلك كما قال الله تعالى في وصف المؤمنين والمؤمنات: {يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} " إنتهى من (مجموع فتاوى ابن باز) (4/ 50).
على أنه إن بلغ الحال إلى ما ذكرت من قلب البيت إلى جحيم فهنا لها حق المطالبة بالفسخ ولأوليائها أن يعينوها على ذلك.
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:" مسألة: إذا كان الزوج فاسقاً، لكن بغير اللواط أو الزنا؛ كشرب الخمر وحلق اللحية وما أشبه ذلك، فهل لبقية الأولياء أن يفسخوا؟
المذهب لهم أن يفسخوا، وهذه المسألة لو فتح فيها الباب حصل في ذلك شر كثير، يأتي إنسان يزوج هذا الرجل الذي يحلق لحيته، ويأتي ابن عم بعيد ويطالب بفسخ النكاح، فعلى المذهب له فسخ النكاح، كذلك ـ أيضاً ـ لو كان يشرب الدخان أو يتعامل بالربا أو ما أشبه ذلك فله الفسخ، وفي كلام الفقهاء نظر في هذه المسألة، فهذا لا يقبل ذوقاً ولا شرعاً، فالصواب بلا شك أن الكفاءة ليست شرطاً للصحة ولا للزوم، وعلى كلام المؤلف الكفاءة شرط للزوم لا للصحة، بمعنى أن من لم يرضَ من الأولياء فله فسخ النكاح، والصواب خلاف ذلك.
لكن يكون كلامهم له حظ من النظر، لو كان الخلل بشرب خمر، فإن شرب الخمر في الحقيقة لا يقتصر ضرره على الشارب، بل يتعدي إلى زوجته وأهله، فأحياناً يدخل على زوجته بالسكين ليقتلها، وأحياناً ـ والعياذ بالله ـ يأتي إليها يطلب أن يزني ببناته، ففي الحقيقة لو قيل بالمذهب في هذه المسألة لكان له وجه، فإذا عُرِف أن هذا الزوج يشرب الخمر فللبعيد من الأولياء أن يطالب بفسخ النكاح، وهذه مسألة تغيب عن كثير من القضاة، ولهذا يسألون عنها كثيراً فيما إذا كان الزوج يشرب الخمر، فهل يفسخ العقد أو لا يفسخ؟ فمنهم من يتوقف في الأمر، ومنهم من يقول: لا فسخ؛ لأن العدالة ليست شرطاً في بقاء النكاح ولا ابتدائه.
ولكن الحقيقة أننا إذا رجعنا إلى كلامهم هنا، وجدنا أن المذهب يجوِّز الفسخ لنقص الدين، كما أن ظاهر حديث زوجة ثابت بن قيس ـ رضي الله عنهما ـ أن خلل الدين يبيح للمرأة طلب الفسخ؛ لأنها قالت: «يا رسول الله، ثابت، لا أعيب عليه في خلق ولا دين، ولكن أكره الكفر في الإسلام»، فظاهر قولها أنها لو عابته بخلق ودين لكان لها الحق في طلب الفسخ، وهذا هو الصحيح عندنا، وهو الموافق للمذهب في هذا الباب" إهـ كلام الشيخ من (الشرح الممتع) (12/ 105 - 106).
ورحم الله الشيخ ابن عثيمين فقد فقد عالج الأمر في مهده ووأد الفتنه قبل ولادتها فقال في إحدى خطبه:" أيها المسلمون إن بعض الأولياء يتحكمون في بناتهم ومن تحت ولايتهم فيمنعونهن من الخُطَّاب الأكفاء مع رضا المرأة بالخاطب وهذا حرام عليهم لاعتدائهم على حقها إلا أن ترضى بشخص لا يرضى دينه مثل أن تطلب نكاح من يشرب الخمر أو يمارس من المعاصي ما يخل بالدين والشرف فله منعها من نكاحه ولو بقيت بلا زوج طول حياتها ولا إثم عليه في ذلك." إهـ (الضياء اللامع من الخطب الجوامع) لابن عثيمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/42)
ـ[في رحاب الله]ــــــــ[12 - 07 - 10, 07:28 م]ـ
بارك الله فيك(129/43)
رجل نفيس .. كُتب بقلم نسخ عتيق،وفيه خرم، وبآخره نقص،وفي أطرافه آثار أرضة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 06:57 ص]ـ
رجل نفيس .. كُتب بقلم نسخ عتيق،وفيه خرم، وبآخره نقص،وفي أطرافه آثار أرضة ..
بسم الله والحمد لله ..
قال أبو بنان:
((الرجل المهذب هو الذي يألف ويؤلف، والذي يتكلم فيضع الكلمة موضعها، فلا تجرح السمع، ولا تُحرج السامع، والذي لا يفعل إلا ما يليق بمثله أن يفعله، والذي لا يُنكر الناس من سلوكه شيئاً، ولا يحسون له على قلوبهم ثقلاً = هذا الرجل كالنسخة المطبوعة الطبعة الأنيقة من الكتاب .. ورقها ثقيل، وجلدها جميل، ولكن مثلها في السوق مئات أو آلاف.
وإن من الرجال ما هو كالنسخة المخطوطة، ربما كانت ناقصة،أو مخرومة، أو مس الزيت أطرافها فأفسدها، ولكنها أثمن وأغلى؛ لأنها واحدة لا ثانية لها)).
قلتُ:
وهذا المعنى الذي أصابه أجل أدباء المعاني المعاصرين،هو حقاً معنى جليل حسن كجلال وحسن بيان صاحبه.
وليس يغفلُ عن هذا المعنى واحد من الناس إلا فاته الشيء الكثير من ثمار معرفة الناس وحسنات مخالطتهم، ولم يكن أبداً ممن يُحسنُ أن يَروزَ الرجال فيبلو أخبارهم، ويقطف من ثمارهم،ويميز بين خصالهم،ويعرف أقدارهم،ويمتحن مذاهبهم، ويتدبر أحوالهم، بل لا يكون الجاهل بهذا المعنى إلا عامي المعرفة فقير التجربة يزهده في الشهد ما يرى من إبر النحل.
وبيان المعنى الذي قصده ذلك الأديب = أن من الرجال – والنساء شقائق الرجال- من هو كالصفحة المستوية خُلقاً وخَلقاً تراه دائماً كأنما هو ليلة عرسه، هادئ الطبع .. لا يسوؤك ولا ينوؤك .. حركاته مضبوطة .. ألفاظه موزونة .. رزين .. رصين .. وقور .. جاد = لكنه بعد كل ذلك فقير المواهب ليس له أثر في دنياه،نهر رتيب، ونسخة مكررة .. لا يُحلي ولا يُمِر.
ويشبهه من هو كالأظافير المقلمة .. جميلة الشكل .. مستوية المظهر .. نقية من الوسخ، لكنها إذا أردتَها على شيء مما يَنتفع فيه الناس بأظفارهم = تخلت عنك وخذلتك أحوج ما تكون إليها.
ومن نفس الخزانة مهذب الفصل المدرسي الذي لا تخلو منه مدرسة في الشرق أوالغرب، صموت، مستواه الدراسي متوسط أو فوق المتوسط بقليل، يحبه المعلمون، ويحبه الطلبة المشاكسون قبل غيرهم،يبقى بالسنين لا تصدر منه مشكلة ولا يشتكي منه أحد،ليست له عداوة مع واحد من الخلق وليس له نصرة لشيء من الحق .. لا يقول الباطل .. لكنه يسكت عن إبطاله .. لا يظلم .. لكنه لا يعدل .. بل يفر من المواجهة ويخنس عند مواقف المفاصلة يُسر برأيه ويعلن بحياده ..
هذه ثلاث درجات أحسنها وأسلمها الأولى .. لكنه كما قال أديبنا: نسخة مكررة ..
أما النادر النفيس حقاً فهو ما كان على صورة لا تشبهها صورة .. نسخة واحدة وحيدة .. نادرة فريدة .. نسيج وحدها وواحدة أيامها .. إن حسناً وإن قبحاً .. المهم أنه ليس لها نظير ..
فمنهم ذلك الجنس من الرجال الذي تراه صاخب الموهبة متوقد النفس تحس لروحه ضجيجاً يصم الآذان .. يحل بالمكان فكأنما حلت به خلية نحل أو سرية جيش .. يهزل ويجد يطرح الكلفة ويُطَّلق الرصانة ربما سقط بلفظة ولكنه يُسرع الأوبة .. نسيج وحده لا يشبهه شيء ..
أو ذلك الجنس الذي يغلبه خلق من الأخلاق على نفسه حتى تراه كأنه أنموذج لذلك الخلق يسير على قدمين وحتى إنك لتستطيع أن تضع اسمه محل ذلك الخلق فكأنما بات هو شعاره ورايته ..
أو ذلك الجنس الذي يحمل بين جنبيه مزيجاً من الطباع والعناصر ليس هو مما تألفه في تراكيب نفوس الخلق وحتى تحس لهذا المزيج طعماً ليس هو مما اعتدته وحتى لترى بعينك نفسه وكأنها إسناد غريب لا يدرى ما وجهه وكيف كان ..
نعم. تلك نسخ خطية نادرة نفيسة ليست مقلمة ولا مهذبة ولا تخلو من عيب هنا وخرم هناك وأرضة لم تنفع معها (كيبج)،ولكنك تنتفع بمعرفتها وتأملها والخبرة بأحوالها أكثر مما تنتفع بتلك النسخ المهذبة المصقولة؛ذلك أن تلك النماذج الغريبة والتراكيب العجيبة والنسخ النادرة النفيسة قد استودع الله فيها غرائباً من الخلق والتصوير حرية بأن يطال النظر فيها وإليها ..
في مواهبها وكيف تصخب وتضج ..
في عيوبها وكيف يجلو العيب في بعضها حتى إنك لتكاد تمسكه بيدك وتقبض أطراف ببنانك وحتى لتشير فتقول: لا يبلغ ذلك العيب أن يكون أبلغ من هذا ..
في محاسن أخلاقها والتي قد ترى في بعض تلك النسخ الخلقَ الحسن في أبلغ صوره التي قد تشهدها في حياتك كلها ..
في أخلاط طبائعها والتي قد تختلط في بعض تلك النسخ اختلاطاً تكثر ألوانه كثرة تعجز عن الإحاطة بها أو عن حتى إطاقة تصور أن تُجمع تلك الألوان في رجل ..
وإن عصمة أمر الإفادة من التجارِب، والخبرة بالمذاهب هي في البصر بهذا الصنف من الرجال المتفردين في صورهم وقلوبهم الذين لم يؤلف نظيرهم ولم يعهد شبيههم، وليس يفيد من مخالطة الناس من لم يطلب معرفة هذا الصنف إلا كما يفيد الجائع من رائحة الشواء فهل له فيها غناء؟
وإنك لتقرأ عن الخلق القبيح أياماً،ولكنك لا تستطيع أن تبلغ من تقبيحه في نفسك ما يبلغ بك تأمل نفس مشوهة حاضرة بين يديك قد استولى عليها هذا الخلق القبيح حتى صارت منه بمنزلة الآية والعلامة ..
وإنك لتقرأ عن الخلق الحسن أياماً،ولكنك لا تتمثل روعته على ما هي إلا أن تراه مخلوقاً بين جنبي نفس حية تسعى بين يديك ..
وإذا كان في البر والبحر وألوان الزهر وأشكال الدر ما يروع النفس انبهاراً لصنعة المليك الجليل= فإن في الخلق ونفوسهم وقلوبهم واختلاف ألوانهم ما تحملق له الأعين وتنفرج له الأفواه فيطلب خبره ويروى أثره ويقول القائلون: لله في خلقه شؤون.
ألا من أوقفته الأيام على نسخة نفيسة كيف كان وجه نفاستها = فليقبض عليها وليُطل النظر متأملاً فتلك نادرة عتيقة لا يدري متى يجد مثلها،وبتأمل تلك النوادر والبصر بها يُشذب المرء طباع نفسه ويصلح أحوال قلبه ويزداد فقهاً بالناس ولا يكون الرجل فقيهاً بشيء أي شيء حتى يكون فقيهاً بالناس ..
وإياك أن يحول بينك وبين أن تنتفع برجل عظيم الموهبة جليل القدر = ما تراه منه من نقص أو خرم أو آثار أرضة، بل اطلب أبواب الخير والنفع فيه، واملأ كفك من نفاسة روحه وجلال موهبته وحلاوة نفسه،وأعرض وتولى واغتفر ما بقى فلست بمستبق أخاً لا تلمه على شعث أي الرجال المهذب ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/44)
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[06 - 07 - 10, 07:30 ص]ـ
الله يجزيك خيرا على ما كتبت وقدمت
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[06 - 07 - 10, 10:04 ص]ـ
رحم الله الأديب.
وبارك في الكاتب، ووفقه لما يحب ويرضى.
ولا أدري أي الفرحة أشد، فرحتي بحسن أسلوب الأديب وإحساسه بالواقع، أم بجودة أسلوب الكاتب حفظه الله وحرصه على نفع الإخوان.
وللأسف هذه الفرحات تكاد تذهب مع الأسى على ندرة هذا النوع النفيس، وعدم شعور الناس بهم، وأحيانا كثيرة نفورهم منه.
فهل من سبيل؟
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 03:43 م]ـ
أحسن الله إليك ..
كم أحب هذا النوع من الكتابات الأدبية الرائعة ..
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 05:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
متعك الله بالصحة والعافية
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 12:05 م]ـ
الإخوة الكرام ..
أبا محمد الشربيني
محمد عامر ياسين
أبا الفداء المصري
أبا البراء الجعلي
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم ونفع بكم ..
ـ[سهل البطاينة]ــــــــ[07 - 07 - 10, 11:38 م]ـ
اخي ايا فهر بارك الله بك وفيك قلمك يذكرني دائما كلما قرأت لك بابو فهر آل شاكر أيدك الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - 07 - 10, 04:57 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك وجزاك الله خيراً ..
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[25 - 07 - 10, 10:54 ص]ـ
عايزين كمان!
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[25 - 07 - 10, 04:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
كلامك ذكرني بإحدى النسخ النفيسة، وكان يسكن بالحي المجاور للحي الذي أسكن فيه، وعندما ارتحل فجأة .. غلبني إحساس شديد بالغربة ولا سيما عند أول مرور لي على بيته وأنا أعلم أنه رحل .. فكتبت رسالة على هاتفي المحمول لأرسلها له فيها قول لبيد:
عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّها فَمُقَامُها. . . بِمنىً تَأَبّدَ غَوْلُها فَرِجَامُهَا
وأبقيت الرسالة محفوظة في هاتفي أياما ..
ثم قال لي شيطاني: بلاش مبالغة، فمحوت الرسالة ولم أرسلها ...
فلعلها تصله الآن
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[27 - 07 - 10, 01:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا فهر على هذا النقل والتعليق.
هل أديبنا أبو بنان هو الشيخ والأديب المعروف: على الطنطاوي ـ رحمه الله تعالى ـ
ما أحلى كلامه وأسلوبه، لقد قرأت معظم كتبه إن لم يكن كلها، وخاصة: " ذكرياته ".
رحمه الله وتجاوز عنه بمنه وكرمه.(129/45)
هل من مرشد لنا فى هذه الحاله؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[06 - 07 - 10, 08:35 ص]ـ
سألنى أحد الأقرباء عن قريبة لنا على قدر كبير من الجمال حقيقة مع حسن للخلق مشهود وتدين محمود (نحسبها والله حسيبها) وتعليم عالى (طبيبة) وغنى. وأهلها كلهم مشهود لهم بحسن الخلق وكلهم ذو مراكز مرموقة جدا أدبيا وعلميا فى المجتمع ومع هذا لا يتقدم أحد لخطبتها البته وكأنه لا أحد يراها. هذا وترى من دونها مالا وجمالا وخلقا من اقرانها قد تزوجن. فسبحان الله. فشككت ان تكون منظورة أو مسحورة بسحر صدود فهل من مدلى دلوه بنصيحه وهل من مرشد لشيخ ثقة جد معروف بالتقى والعلم الشرعى ليبين لنا أمسحورة اومحسوده هى ويقرأ عليها؟!
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 10:04 ص]ـ
حياك الله أخي
لعلَّ العلة كونها (طبيبة) فمن لوازم العمل اختلاطها بالرجال حتى وإن كانت شريفة فكثير من الناس
لا يقبل مثل هذا
وفق الله الجميع
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[07 - 07 - 10, 04:13 ص]ـ
لتجرب قراءة سورة البقرة يوميا بعد المغرب ولتنفث في اناء به زيت زيتون اصلي ولتدهن به وجهها وبعض المفاضل اليدين والركبتين، ولتحرص على المواظبة لمدة اسبوعين الى ثلاث
فان رات تحسنا في نفسيتها وفي معاملة الناس لها فلتكمل او لتطلب الرقية من عارف يها متمرس
والا فالامر يرجع الى عادات مجتمعها في النطر الى الطبيبة وهذا كاهل الجزائر ينفرون من الطبيبات لاجل العمل الليلي والاختلاط والله اعلم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 04:42 ص]ـ
لتجرب قراءة سورة البقرة يوميا بعد المغرب ولتنفث في اناء به زيت زيتون اصلي ولتدهن به وجهها وبعض المفاضل اليدين والركبتين، ولتحرص على المواظبة لمدة اسبوعين الى ثلاث
سبحان الله!! من أين لك هذا؟؟!! ما دليل هذا؟؟!!
إنك في ملتقى أهل الحديث فكن من أهل الحديث و الاثر لعلك تفلح
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم سيف 1، وفقه الله
ليس في الأمر سحر ولا عين، فالأمر لا يعدو مجرد "نصيب"! فالله قد يعمي أعين الناس عنها حتى يبصرها من قد كتبها الله له. ولعل اعراض الكثير عن الزواج منها يأتي لخوفهم من تبعات مثل هذا الزواج من ناحية مادية أو لظنهم أنّ من ليس في مستواها سيرفض.
والله الموفق
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[07 - 07 - 10, 11:49 ص]ـ
د / سيف
هناك مثل هذه الحالات مئات وألوف
والعين أدخلت الرجل القبر والجمل القدر
تفضل هنا
http://www.rouqyah.com/index.php
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[07 - 07 - 10, 11:41 م]ـ
انت يا بيضاوي ظاهري جامد، اذن فعندما تزور طبيبا قل له ان يصف لك دواء يستخرجه من الصحيحين و لاتقبل قولا في تشخيصك الا وله سلف فيه،و اياك ان يخدعك بدواء مرفوع او مرسل
رحم الله رجلا فهم عن عقل او سكت عن جهل
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 12:04 ص]ـ
انت يا بيضاوي ظاهري جامد، اذن فعندما تزور طبيبا قل له ان يصف لك دواء يستخرجه من الصحيحين و لاتقبل قولا في تشخيصك الا وله سلف فيه،و اياك ان يخدعك بدواء مرفوع او مرسل
رحم الله رجلا فهم عن عقل او سكت عن جهل
أضحك الله سنك
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 12:05 ص]ـ
لتجرب قراءة سورة البقرة يوميا بعد المغرب
هذا ما قصدته وليس زيت الزيتون ... و أنا لا أنكر عليك رحمك الله , لكن اطلب منك الدليل.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 12:37 ص]ـ
عن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري المدني – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أعلمك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قبل أن نخرج فأخذ بيدي , فلما أراد أن يخرج قلت: يارسول الله إنك قلت: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن؟ قال (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته) اخرجة البخاري.
"اقرؤوا القرآن. فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران. فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان. أو كأنهما غيايتان. أو كأنهما فرقان من طير صواف. تحاجان عن أصحابهما. اقرؤوا سورة البقرة. فإن أخذها بركة. وتركها حسرة. ولا يستطيعها البطلة". قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة. وفي رواية: مثله. غير أنه قال "وكأنهما" في كليهما. ولم يذكر قول معاوية: بلغني. صحيح مسلم
"لا تجعلوا بيوتكم مقابر. إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة". صحيح مسلم
جواز الاستشفاء أيي القران الدليل فيه عموم قوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) سورة الأسراء:82 وقال تعالى (قل هو لللذين آمنوا هدى وشفاء) فصلت 44، وقال تعالى (يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) يونس:7.
فالشفاء هنا ايضا عام يحتمل ابن يكون سفاء الامراض المعنوية ويحتمل ان ينفع للامراض العضوية كما قال بعض الفقهاء
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى (لقد مر بى وقت في مكة سقمت فيه، ولا أجد طبيباً ولا دواء فكنت أعالج نفسى بالفاتحة، فارى لها تأثيراً عجيباً، أخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مراراً ثم أشربه فوجدت بذلك البُروء التام، ثم صرت اعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فانتفع به غاية الانتفاع، فكنت أصف ذلك لمن يشتكى ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعاً
كان الشيخ ابن تيمية يكتب على جبهة المريض (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر).
ويقول ابن القيم: وسمعته يقول: كتبها لغير واحد فبرأ. فقال: لا يجوز كتابتها بدم الراعف كما يفعل الجهال , فإن الدم نجس ولا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى.
اقول رحمنا الله وإياكم اخي البيضاوي
فاذا تاملت هذه الاثار و جمعت بينها يتخرج لك جواز الاستشفاء بكل سور القران وهذا قول الائمة المالكية وفعل الائمة كما ينقل عن الشيخ ابن تيمية و غيره من العلماء والصالحين
اقول وهو الامر المجرب المعتاد
قال تعالى -ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا-
وفقك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/46)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 12:55 ص]ـ
ومما يدل للشيخ ابو نصر المازري
قوله عليه الصلاة والسلام (لا تستطيعها البطلة)
والطب بالقرآن قد يكون فيه شيء من التجريب كأن يفتح الله للإنسان أن الآية تلك أو السورة تلك تكرارها ينفع في العلاج
والله أعلم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 12:56 ص]ـ
عن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري المدني – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أعلمك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قبل أن نخرج فأخذ بيدي , فلما أراد أن يخرج قلت: يارسول الله إنك قلت: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن؟ قال (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته) اخرجة البخاري.
"اقرؤوا القرآن. فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران. فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان. أو كأنهما غيايتان. أو كأنهما فرقان من طير صواف. تحاجان عن أصحابهما. اقرؤوا سورة البقرة. فإن أخذها بركة. وتركها حسرة. ولا يستطيعها البطلة". قال معاوية: بلغني أن البطلة السحرة. وفي رواية: مثله. غير أنه قال "وكأنهما" في كليهما. ولم يذكر قول معاوية: بلغني. صحيح مسلم
"لا تجعلوا بيوتكم مقابر. إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة". صحيح مسلم
جواز الاستشفاء أيي القران الدليل فيه عموم قوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) سورة الأسراء:82 وقال تعالى (قل هو لللذين آمنوا هدى وشفاء) فصلت 44، وقال تعالى (يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) يونس:7.
فالشفاء هنا ايضا عام يحتمل ابن يكون سفاء الامراض المعنوية ويحتمل ان ينفع للامراض العضوية كما قال بعض الفقهاء
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى (لقد مر بى وقت في مكة سقمت فيه، ولا أجد طبيباً ولا دواء فكنت أعالج نفسى بالفاتحة، فارى لها تأثيراً عجيباً، أخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مراراً ثم أشربه فوجدت بذلك البُروء التام، ثم صرت اعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فانتفع به غاية الانتفاع، فكنت أصف ذلك لمن يشتكى ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعاً
كان الشيخ ابن تيمية يكتب على جبهة المريض (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر).
ويقول ابن القيم: وسمعته يقول: كتبها لغير واحد فبرأ. فقال: لا يجوز كتابتها بدم الراعف كما يفعل الجهال , فإن الدم نجس ولا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى.
اقول رحمنا الله وإياكم اخي البيضاوي
فاذا تاملت هذه الاثار و جمعت بينها يتخرج لك جواز الاستشفاء بكل سور القران وهذا قول الائمة المالكية وفعل الائمة كما ينقل عن الشيخ ابن تيمية و غيره من العلماء والصالحين
اقول وهو الامر المجرب المعتاد
قال تعالى -ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا-
وفقك الله
بارك الله فيك و جزاك كل الخير , وهذا ولله الحمد معروف والاستشفاء بالقرآن مستفيض لكن جزاك الله خيرا على الابانة و التذكير , لكن عندي طلب وهو ما دليل تخصيص قراءة سورة البقرة بعد المغرب؟؟ و زادنا الله و إياكم علماً و عملاً , آمين.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 12:58 ص]ـ
رحم الله رجلا فهم عن عقل او سكت عن جهل
نسأل الله تعالى أن أكون و أنت هذا الرجل , آمين
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:09 ص]ـ
عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: " من أحيا ما بين الظهر والعصر وما بين المغرب والعشاء غفر له وشفع له ملكان ".
رواه أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان في كتاب " ثواب الأعمال الزكية ".
النسائي: أخبرنا الحسين بن عبد الرحمن،، أنا طلق بن غنام، أبنا يعقوب - وهو ابن عبد الله القمي - عن جعفر - هو ابن المغيرة - عن سعيد، عن ابن عباس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطيل الركعتين بعد المغرب ".
أبو داود: حدثنا حسين بن عبد الرحمن بهذا الإسناد: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب، حتى يتفرق أهل المسجد ".
قال أبو داود: رواه نصر المجدر، عن يعقوب القمي، وأسنده مثله، ثنا محمد بن عيسى الطباع، ثنا نصر بإسناده مثله.
عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: " من صلى أربع ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم رفعت له في عليين، وكان كمن أدرك ليلة القدر في المسجد الأقصى، وهي خير من قيام نصف ليلة.
قال الشوكاني: أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس "
هذه الاثار تنبيك عن فضل هذا الوقت، ولو لم بكن فيه الا الاطالة في الركعتين ولا تكون الاطالة الا بالذكر وخير الذكر القران
وهذا قياس مني فقط وتوجيه، والا فجميع الاوقات حسنة لمن اراد التلاوة او الاستشفاء
وفقكم الله وبارك في علمكم و رزقنا وإياكم خير الاخلاق الانصاف والعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/47)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[08 - 07 - 10, 02:38 ص]ـ
أخي البيضاوي
معروف بالتجربة وليس شرطا أن يكون لكل فعل دليل طالما لم يودي لبدعة أو معصية
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:18 ص]ـ
عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: " من أحيا ما بين الظهر والعصر وما بين المغرب والعشاء غفر له وشفع له ملكان ".
رواه أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن حيان في كتاب " ثواب الأعمال الزكية ".
قال ابن شاهين رحمه الله تعالى:
حدثنا عبد الله بن محمد، نا صالح بن مالك، نا حفص بن عمر، نا يونس بن أبي عمرة، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحيا ما بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، غفر له، وشفع له ملكان. اهـ.
الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك ص 90 رقم 81.
فيه حفص بن عمر القزاز؛
قال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى:
حفص بن عمر القزاز؛ روى عن سقط، روى عنه سقط، سمعت أبي يقول: هو مجهول. اهـ.
الجرح والتعديل 3/ 182 رقم 785.
ومثله: في لسان الميزان 2/ 327 رقم 1334.
وقال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى:
في إسناده: حفص بن عمر القزاز؛ قال العراقي: مجهول. اهـ.
نيل الأوطار 3/ 66.
وعليه فهذا الحديث لا يصح.
النسائي: أخبرنا الحسين بن عبد الرحمن،، أنا طلق بن غنام، أبنا يعقوب - وهو ابن عبد الله القمي - عن جعفر - هو ابن المغيرة - عن سعيد، عن ابن عباس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطيل الركعتين بعد المغرب ".
أبو داود: حدثنا حسين بن عبد الرحمن بهذا الإسناد: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب، حتى يتفرق أهل المسجد ".
قال أبو داود: رواه نصر المجدر، عن يعقوب القمي، وأسنده مثله، ثنا محمد بن عيسى الطباع، ثنا نصر بإسناده مثله.
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى:
عن يعقوب بن عبد الله، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس، قال:
كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطِيْلُ القراءة في الركعتين بعد المغرب، حتى يتفرق أهل المسجد.
(قلت: إسناده ضعيف؛ يعقوب بن عبد الله، ليس بالقوي. ومثله شيخه. وبالأول أعله المنذري).
إسناده: حدثنا حسين بن عبد الرحمن الجرْجرائِيُ: ثنا طلْقُ بن غنام، ثنا يعقوب بن عبد الله ...
قال أبو داود: رواه نصْرٌ المُجدرُ، عن يعقوب القُمِّيِّ. وأسنده، مثله.
قال أبو داود: حدثناه محمد بن عيسى بن الطّبّاع، ثنا نصر المجدر، عن يعقوب ... مثله.
حدثنا أحمد بن يونس، وسليمان بن داود العتكِيّ، قالا: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... بمعناه مرسلاً.
قال أبو داود: سمعت محمد بن حميد يقول: سمعت يعقوب يقول:
كل شيء حدثتكم عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فهو مسند عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ جعفر بن أبي الغيرة قال الحافظ:
صدوق يهم.
وكذا قال في يعقوب القمِّي.
وبه أعله المنذري؛ فقال (2/ 90):
قال الدارقطني: ليس بالقوي.
وبقول الدارقطني هذا، أورده الذهبي في: ديوان الضعفاء.
والحديث أخرجه البيهقي في السنن (2/ 189 - 190)، من طريق المصنف.
وأخرجه ابن نصر في قيام الليل (ص 32)، من طريق أخرى عن محمد بن عيسى ... به. ومن طريق أشعث بن إسحاق القمِّي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير ... مرسلاً، وقال:
هذا منقطع، والأحاديث الأخر: أنه كان يصلي الركعتين بعد المغرب في بيته - أثبت من هذا، ولعله أن يكون قد فعل هذا مرة.
قلت: إن كان يعني مجرد الصلاة بعد المغرب في المسجد؛ فهو ثابت في سنن النسائي (1/ ... )، وصحيح ابن خزيمة ( ... ). وأما أن يعني الإطالة في الركعتين؛ فذلك ما لم تجده إلا في هذا الحديث. وهو ضعيف. اهـ.
ضعيف أبي داود - الأم 2/ 55
304 - باب ركعتي المغرب؛ أين تصليان؟ رقم 238/ 4.
عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: من صلى أربع ركعات بعد المغرب قبل أن يتكلم، رفعت له في عليين، وكان كمن أدرك ليلة القدر في المسجد الأقصى، وهي خير من قيام نصف ليلة.
قال الشوكاني: أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس "
قال الحافظ العراقي رحمه الله تعالى:
ولأبي منصور الديلمي في مسند الفردوس، من حديث ابن عباس: من صلى أربع ركعات بعد المغرب قبل أن يكلم أحداً، وضعت له في عليين، وكان كمن أدرك ليلة القدر في المسجد الأقصى؛ وسنده ضعيف. اهـ.
المغني عن حمل الأسفار 1/ 334.
وقال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى:
قال العراقي: وفي إسناده جهالة ونكارة. وهو أيضا من رواية عبد الله بن أبي سعيد؛ فإن كان الذي يروي عن الحسن، ويروي عنه يزيد بن هارون، فقد جهله أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات. وإن كان ابن أبي سعيد المقبري، فهو ضعيف. اهـ.
نيل الأوطار 3/ 65.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/48)
ـ[أبو يوسف بن خليل]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:57 م]ـ
الأخ الكريم صاحب السؤال:
أود أن أفيدك معلومات قليلة هامة:
1 - الأصل في الرقي المجربة (التي ثبت نفعها بالتجربة) المشروعة (بما يشرع من أسماء الله و صفاته و كلامه و نحو ذلك) الجواز ما لم تكن شركا لحديث النبي (ص):"لا بأس بالرقي ما لم تكت شركا".
2 - الأفضل في نظري و العلم عند الله أن ترقي هي نفسها و تتجه لله بالإخلاص و الإضطرار و التذلل.
3 - القليل الذي يداوم عليه خير من الكثير الذي يؤدي للعجز و الملل.
4 - اقترح قراءة المعوذتين و سورة الإخلاص 3 مرات صباحا و مساء
فإن أحببت الزيادة فقراءة الفاتحة يوميا.
فإن أحببت الزيادة فقراءة الآيتان من أخر سورة البقرة يوميا مساء.
فإن أحببت الزيادة فقراءة آية الكرسي عقب كل صلاة
فإن أحببت الزيادة فلتقل "بسم لله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء ز هو السميع العليم "ثلاث مرات صبحا و مساء
فإن أحببت الزيادة فلتقل مساء "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"ثلاث مرات
و لتواظب على ذلك و تأخذ بالأسباب الشرعية و تدعو الله و ادعو أنت لها بظهر الغيب و إن شاء الله تكون الفائدة(129/49)
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[06 - 07 - 10, 03:48 م]ـ
عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الْقَبْر فَيَتَمَرَّغَ عَلَيْهِ وَيَقُولَ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ، وَلَيْسَ بِهِ الدّيْنُ إلاَ الْبَلاَءُ}.متفق عليه، وفي رواية {لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولَ يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ}
((يَبكِي رِجَالٌ عَلَى الحَيَاةِ وَقَدْ ... اشْتَقْتُ يَا قَوْمِي إِلَى قُرْبِِ الأَجَلْ
مِن قَبلِ أَنْ تَعْرُضْ لِقَلْبِي فَتْنَةٌ ... فَتَصْرِفُهُ عَنْ طَاعَةِ المَوْلَى الأجَلْ))
وسَبَبُ هَذَا التَّمَنِّي مَا يُرَى مِنْ الْبَلَاءِ وَالْمِحَنِ وَالشَّدَائِدِ وَالْفِتَنِ فَيَرَى الْمَوْتَ الَّذِي هُوَ أَعْظَمُ الْمَصَائِبِ أَهْوَنَ مِمَّا هُوَ فِيهِ فَيَتَمَنَّى الْمُصِيبَةَ الْهَيِّنَةَ فِي اعْتِقَادِهِ، أو أَنْ يَكُونَ سَبَبُهُ مَا يَرَى مِنْ تَغْيِيرِ الشَّرِيعَةِ وَتَبْدِيلِ الدِّينِ فَيَتَمَنَّى الْمَوْتَ لِسَلَامَةِ دِينِهِ، وَقَدْ ذَكَرَ الِاحْتِمَالَيْنِ الْقَاضِي عِيَاضٌ، وَقَدْ جَزَمَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ بِهَذَا الِاحْتِمَالِ.
قال ابن بطال: تغبط أهل القبور وتمنى الموت عند ظهور الفتن انما هو خوف ذهاب الدين بغلبة الباطل وأهله وظهور المعاصي والمنكر.
قال الحافظ العراقي: تَمَنِّي الْمَوْتِ لِمَصْلَحَةِ الدِّينِ فَلَا نِزَاعَ فِيهِ، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنْ أَبِي عَبْسٍ الْغِفَارِيِّ صَحَابِيٌّ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَقَالَ النَّوَوِيُّ لَا كَرَاهَةَ فِيهِ، وَقَدْ فَعَلَهُ خَلَائِقُ مِنْ السَّلَفِ عِنْدَ خَوْفِ الْفِتْنَةِ فِي دِينِهِمْ.
عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: "يأتي على الناس زمان؛ يأتي الرجل القبر، فيضطجع عليه، فيقول: يا ليتني مكان صاحبه! ما به حب لقاء الله، ولكن لما يرى من شدة البلاء". اللهم إنا نشهدك أنا نحبك، ونحب من يحبك يارب.
وعن حذيفة رضي الله عنه: أنه قال: "ليأتين عليكم زمان يتمنى الرجل فيه الموت من غير فقر".
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أنه قال: "يأتي على الناس زمان يتمنى الرجل ذو الشرف والمال والولد الموت؛ مما يرى من البلاء من ولاتهم".
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه قال: "ليأتين على الناس زمان الموت فيه أحب إلى أحدهم من الغسل بالماء البارد في اليوم القائظ، ثم لا يموت".
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن؛ قال: "عدت أبا هريرة، فسندته إلى صدري، ثم قلت: اللهم اشف أبا هريرة! فقال: اللهم لا ترجعها. ثم قال: إن استطعت يا أبا سلمة أن تموت؛ فمت. فقلت: يا أبا هريرة! إنا لنحب الحياة. فقال: والذي نفس أبي هريرة بيده؛ ليأتين على العلماء زمان الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر، ليأتين أحدكم قبر أخيه، فيقول: ليتني مكانه".
((ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا موت لذيذ الطعم يأتي ... يخلصني من العيش الكريه
إذا أبصرتُ قبراً من بعيدٍ ... وددتُ لو أنني مما يليه
ألا رحم المهيمن نفس حرٍ ... تصدّق بالوفاةِ على أخيه))
وقد كثرت والله الفتن وتتابعت؛ تموج يرقق بعضها بعضا، والله يخشي المرء علي دينه عند مجيء كل فتنة، يخاف أن تكون هي التي تكون سبب هلكته وضياعه.
فتري تغييب تحكيم الشريعة، وتري الخارجين، وتري الربا، والزنا، واللواط، والسحاق، والإختلاط، والغناء، والكاسيات العاريات، بل وتري المعاملات ممن يتوسم فيهم المرء خيرًا، تراها كأنك تعامل يهوديّ قد أحلّ الله عليه غضبه، وأنزل به سخطه.
وتري ما كان يقول فيه الإمام مالك: إنما يفعله عندنا الفساق. تري له رجال اليوم يدافعون عنه وبإسم الدين، بل ويتهمون القائلين بالتحريم -وفقًا لمذهب السلف- بالتشدد والتعصب، وكذلك الإنكار في تحريم البدع والإختلاط والنظر ... وغير ذلك. مما كان قد استقر بالفطرة في قلوب وأذهان المسلمين.
فعلا يكاد المرء إذا أخرج يده ألا يراها من (ظلمات بعضها فوق بعض)
اللهم أحينا ما علمت الحياة خيرًا لنا، وتوفنا ما علمت الوفاة خيرًا لنا، وإذا أردت فتنة قوم فاقبضنا إليك غير مفتونين، ولا مبدلين، ولا مغيرين، يارب العالمين.
ـ[سمير علي]ــــــــ[06 - 07 - 10, 05:46 م]ـ
اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي
أخي محمد , جزاك الله خيراً ونفع بك.
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[06 - 07 - 10, 05:47 م]ـ
نفع الله بى وبك.
آمين.
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[06 - 07 - 10, 10:33 م]ـ
ونعوذ بالله أن يكون ذلك قنوطًا، أو يأسًا من رحمة الله رب العالمين.
لكن الفتن أشتدت فعلاً علي المرء منا في أمور دينه وآخرته ودنياه.
نسأل الله السلامة والعافية.(129/50)
هل يُعتبر هذا حيضًا أم لا؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[06 - 07 - 10, 07:32 م]ـ
السلام عليكم
إحدى الأخوات تسأل وتقول:
بعد انتهاء النفاس بحوالي شهر عاد الحيض وكانت مدته طبيعية -7 أيام كالعادة- ولكن الدورة التي بعده كانت بعد أسبوع ونصف
وهذه أول مرة تحصل في هذه المدة القصيرة فالعادة أن بين الدورة والدورة 3 أسابيع
وهذا ليس أول طفل انجبه، هو الثالث، ولا أذكر أنه حصل هذا من قبل
والدم نفس مواصفات دم الحيض ... لونه مقارب للأسود
فهل يُعتبر هذا حيضًا أم لا؟
______________
أرجو ممن لديه علم الإجابة
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[06 - 07 - 10, 07:39 م]ـ
الحيضة التي جاءت بعد شهر من النفاس هي حيضة طبيعية إذا كنت طهرت من النفاس بعلامات الطهر المعروفة (مع العلم أن مدة دم النفاس محل خلاف بين أهل العلم من دفقة واحدة إلى ستين يوما) ..
أما الأخرى فليس حيضة لأن أقل مدة الطهر خمسة عشر يوما.
والله تعالى أعلم.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[06 - 07 - 10, 08:57 م]ـ
تقول أن مدة الطهر كانت 12 يوم
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[06 - 07 - 10, 09:04 م]ـ
الطوارئ على الحيض أنواع:
النوع الأول: زيادة أو نقص، مثل أن تكون عادة المرأة ستة أيام، فيستمر بها الدم إلى سبعة، أو تكون عادتها سبعة أيام، فتطهر لستة.
النوع الثاني: تقدم أو تأخر، مثل أن تكون عادتها في آخر الشهر فترى الحيض في أوله، أو تكون عادتها في أوله فتراه في آخره.
وقد اختلف أهل العلم في حكم هذين النوعين، والصواب أنها متى رأت الدم فهي حائض، ومتى طهرت منه فهي طاهر سواء زادت في عادتها أو نقصت، وسواء تقدمت أم تأخرت، وسبق ذكر الدليل على ذلك في الفصل قبله، حيث علق الشارع أحكام الحيض بوجوده
وهذا مذهب الشافعي، واختيار شيخ الإسلام ابن تيميه. وقواه صاحب المغني فيه ونصره وقال: (ولو كانت العادة معتبرة على الوجه المذكور في المذهب لبينه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ولما وسعه تأخير بيانه، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقته، وأزواجه وغيرهن من النساء يحتجن إلى بيان ذلك في كل وقت، فلم يكن ليغفل بيانه، وما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ذكر العادة ولا بيانها إلا في حق المستحاضة لا غير) ا ه
منقول من رسالة في الدماء الطبيعية للنساء
للشيخ ابن عثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16961.shtml
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[06 - 07 - 10, 11:44 م]ـ
الطوارئ على الحيض أنواع:
النوع الأول: زيادة أو نقص، مثل أن تكون عادة المرأة ستة أيام، فيستمر بها الدم إلى سبعة، أو تكون عادتها سبعة أيام، فتطهر لستة.
النوع الثاني: تقدم أو تأخر، مثل أن تكون عادتها في آخر الشهر فترى الحيض في أوله، أو تكون عادتها في أوله فتراه في آخره.
وقد اختلف أهل العلم في حكم هذين النوعين، والصواب أنها متى رأت الدم فهي حائض، ومتى طهرت منه فهي طاهر سواء زادت في عادتها أو نقصت، وسواء تقدمت أم تأخرت، وسبق ذكر الدليل على ذلك في الفصل قبله، حيث علق الشارع أحكام الحيض بوجوده
وهذا مذهب الشافعي، واختيار شيخ الإسلام ابن تيميه. وقواه صاحب المغني فيه ونصره وقال: (ولو كانت العادة معتبرة على الوجه المذكور في المذهب لبينه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ولما وسعه تأخير بيانه، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقته، وأزواجه وغيرهن من النساء يحتجن إلى بيان ذلك في كل وقت، فلم يكن ليغفل بيانه، وما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ذكر العادة ولا بيانها إلا في حق المستحاضة لا غير) ا ه
منقول منرسالة في الدماء الطبيعية للنساء
للشيخ ابن عثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16961.shtml
جزاكم الله خيرا, لكن ما هو الذي قال الشيخ: إنه مذهب الشافعي؟
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[07 - 07 - 10, 01:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا, لكن ما هو الذي قال الشيخ: إنه مذهب الشافعي؟
(حيث علق الشارع أحكام الحيض بوجوده)
وقد سبق بيانه بقوله:
(والصواب أنها متى رأت الدم فهي حائض، ومتى طهرت منه فهي طاهر)
وقد اختلف أهل العلم في حكم هذين النوعين، والصواب أنها متى رأت الدم فهي حائض، ومتى طهرت منه فهي طاهر سواء زادت في عادتها أو نقصت، وسواء تقدمت أم تأخرت، وسبق ذكر الدليل على ذلك في الفصل قبله، حيث علق الشارع أحكام الحيض بوجوده
وهذا مذهب الشافعي، واختيار شيخ الإسلام ابن تيميه. وقواه صاحب المغني فيه ونصره وقال: (ولو كانت العادة معتبرة على الوجه المذكور في المذهب لبينه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ولما وسعه تأخير بيانه، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقته، وأزواجه وغيرهن من النساء يحتجن إلى بيان ذلك في كل وقت، فلم يكن ليغفل بيانه، وما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ذكر العادة ولا بيانها إلا في حق المستحاضة لا غير) ا ه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/51)
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[07 - 07 - 10, 01:44 ص]ـ
والله أعلى وأعلم
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[07 - 07 - 10, 04:24 ص]ـ
يعتبر هذا حيضا عند الائمة المالكية فهم يقولون ان الحيض قد تزداد مدته بعدما استقرت، ونحن لا نعتبره استحاضة حتى يجاوز مدة الخمسة عشر يوما
لذا فالحكم في هذا ان تكف عن الصلاة وما يمنعه الحيض وتعتد به
والله اعلم
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[07 - 07 - 10, 05:07 م]ـ
الطوارئ على الحيض أنواع:
النوع الأول: زيادة أو نقص، مثل أن تكون عادة المرأة ستة أيام، فيستمر بها الدم إلى سبعة، أو تكون عادتها سبعة أيام، فتطهر لستة.
النوع الثاني: تقدم أو تأخر، مثل أن تكون عادتها في آخر الشهر فترى الحيض في أوله، أو تكون عادتها في أوله فتراه في آخره.
وقد اختلف أهل العلم في حكم هذين النوعين، والصواب أنها متى رأت الدم فهي حائض، ومتى طهرت منه فهي طاهر سواء زادت في عادتها أو نقصت، وسواء تقدمت أم تأخرت، وسبق ذكر الدليل على ذلك في الفصل قبله، حيث علق الشارع أحكام الحيض بوجوده
وهذا مذهب الشافعي، واختيار شيخ الإسلام ابن تيميه. وقواه صاحب المغني فيه ونصره وقال: (ولو كانت العادة معتبرة على الوجه المذكور في المذهب لبينه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ولما وسعه تأخير بيانه، إذ لا يجوز تأخير البيان عن وقته، وأزواجه وغيرهن من النساء يحتجن إلى بيان ذلك في كل وقت، فلم يكن ليغفل بيانه، وما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ذكر العادة ولا بيانها إلا في حق المستحاضة لا غير) ا ه
منقول من رسالة في الدماء الطبيعية للنساء
للشيخ ابن عثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16961.shtml
أخي الكريم: راجع الكلام بدقة؛ فهو في الاستحاضة، ولا يدخل في سؤال الأخت.
بارك الله فيك.
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[07 - 07 - 10, 05:29 م]ـ
وأما ما ذكر العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في رسالته المذكورة في الرابط؛ فغير مسلم؛ لأن أهل العلم حددوا مدة الحيض بناء على استقراء حال النساء وجمع الأحاديث الواردة في الموضوع ..
ولا يلزم من كل شيء أن يكون له دليل صريح من الكتاب والسنة؛ وإلا فما هو دليل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى حين قال في نفس الرسالة:
فإذا تبين قوة القول أنه لا حد لأقل الحيض ولا لأكثره وأنه القول الراجح، فاعلم أن كل ما رأته المرأة من دم طبيعي ليس له سبب من جرح و نحوه فهو دم الحيض من غير تقدير بزمن أو سن إلا أن يكون مستمراً على المرأة لا ينقطع أبداً أو ينقطع مدة يسيرة كاليوم واليومين في الشهر، فيكون استحاضة، وسيأتي إن شاء الله تعالى بيان الاستحاضة وأحكامها.
ما هو دليله على هذا التقييد بيوم أو يومين في الشهر.
والحاصل أن مسألة تحديد أقل الطهر والحيض مسألة متشعبة يطول البحث فيها؛ ولا تؤخذ على مثل هذه العجالة.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[07 - 07 - 10, 08:58 م]ـ
(حيث علق الشارع أحكام الحيض بوجوده)
وقد سبق بيانه بقوله:
(والصواب أنها متى رأت الدم فهي حائض، ومتى طهرت منه فهي طاهر)
هذا ليس جوابا على سؤالي لأن سؤالي كان ينصب على ما إذا ذهب الشافعي إلى هذا القول أم لا؟ لا على معنى الكلام وإلا فهو واضح, وإنما الذي جعلني أسأل لعلمي بأن الشافعي يرى أن أقل طهر بين حيضتين 15 يوما, وعليه فهذا عنده ليس بحيض, فكيف ينسب إلى الشافعي ما قرأتُ؟ أخشى أن العزو ليس موثقا, وبالله التوفيق.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[07 - 07 - 10, 09:04 م]ـ
وأما ما ذكر العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في رسالته المذكورة في الرابط؛ فغير مسلم؛ لأن أهل العلم حددوا مدة الحيض بناء على استقراء حال النساء وجمع الأحاديث الواردة في الموضوع ..
ولا يلزم من كل شيء أن يكون له دليل صريح من الكتاب والسنة؛ وإلا فما هو دليل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى حين قال في نفس الرسالة:
فإذا تبين قوة القول أنه لا حد لأقل الحيض ولا لأكثره وأنه القول الراجح، فاعلم أن كل ما رأته المرأة من دم طبيعي ليس له سبب من جرح و نحوه فهو دم الحيض من غير تقدير بزمن أو سن إلا أن يكون مستمراً على المرأة لا ينقطع أبداً أو ينقطع مدة يسيرة كاليوم واليومين في الشهر، فيكون استحاضة، وسيأتي إن شاء الله تعالى بيان الاستحاضة وأحكامها.
ما هو دليله على هذا التقييد بيوم أو يومين في الشهر.
والحاصل أن مسألة تحديد أقل الطهر والحيض مسألة متشعبة يطول البحث فيها؛ ولا تؤخذ على مثل هذه العجالة.
والله تعالى أعلم.
أولاً: الاستقراء الحجة على المخالف بلا خلاف هو الاستقراء التام بارك الله فيك وليس في المسألة استقراء تام على جميع النساء (و لاأعلم أحداً أدعى في هذه المسألة أستقراءً تاماً إلا أن تكون هو أنت!! وكونك لا تسلم بقول الشيخ رحمه الله أمر راجع إلا فضيلتكم
ثانياً: لم يقل الشيخ أن كل مسألة لا بد لها من دليل صريح من الكتاب والسنة فتشغيبك على الشيخ لا معنى له إذ أن الشيخ رحمه الله أصولي فقيه ويستخدم الكتاب والسنة والقياس والإجماع فليتنا قبل أن ننقد أقوال العلماء نصل إلى فهم وجهة نظرهم أولاً
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/52)
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[08 - 07 - 10, 12:51 ص]ـ
أولاً: الاستقراء الحجة على المخالف بلا خلاف هو الاستقراء التام بارك الله فيك وليس في المسألة استقراء تام على جميع النساء (و لاأعلم أحداً أدعى في هذه المسألة أستقراءً تاماً إلا أن تكون هو أنت!!
أحسنتَ أحسن الله إليك أيها المفضال.
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:46 ص]ـ
أولاً: الاستقراء الحجة على المخالف بلا خلاف هو الاستقراء التام بارك الله فيك وليس في المسألة استقراء تام على جميع النساء (و لاأعلم أحداً أدعى في هذه المسألة أستقراءً تاماً إلا أن تكون هو أنت!! وكونك لا تسلم بقول الشيخ رحمه الله أمر راجع إلا فضيلتكم
ثانياً: لم يقل الشيخ أن كل مسألة لا بد لها من دليل صريح من الكتاب والسنة فتشغيبك على الشيخ لا معنى له إذ أن الشيخ رحمه الله أصولي فقيه ويستخدم الكتاب والسنة والقياس والإجماع فليتنا قبل أن ننقد أقوال العلماء نصل إلى فهم وجهة نظرهم أولاً
والله المستعان
أخي الكريم: لا أريد أن أدخل في جدال يبدأ بمثل هذه العبارات: "إلا أن تكون هو أنت، فتشغيبك، .. "
وشخصنة الحوارات العلمية أمقته؛ وأحب إلي منه عرض الأدلة والتركيز عليها بدلا من محاولة التجريح من الإخوان حتى ولو كانوا مخطئين من وجهة نظري؛ فإثبات ذلك يكون بالأدلة لا بالتجريح.
مسألة الاستقراء التام والناقص وحجيتهما لا أريد أن أدخل فيه؛ ولم أتعرض له على سبيل الاستدلال ..
ومع ذلك فأكثر ما نقل في مدة الحيض عن أهل العلم - مستقرئين بذلك حال النساء في عصورهم - هو سبعة عشر يوما.
ولا شك أن أهل العلم حين حددوا تلك المدة 15 أو 17 رجعوا في ذلك للعادة والعرف، ولا دليل على التحديد ولا عدمه؛ والمسألة فيها سعة، وأرجح الأقوال فيها - إن شاء الله تعالى - هو التحديد بأكثر ما ثبت عند النساء وهو إلى الآن 17 يوما.
ومسألة تحديد مدة الحيض معزوة لجمهور السلف ..
بارك الله فيك ووفقنا وإياك لما فيه الخير والسداد.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:01 م]ـ
لدي سؤال
ماذا لو كانت هذه في الحقيقة هي حيضة واحدة حصل في وسطها طهر مدة 12 يوم؟
أي أن هذه الحيضة الثانية ليست حيضة جديدة ولكنها تكملة للأولى حصل فيها انقطاع 12 يوم
وسببه اضطراب في حيضتها بعد الانجاب
فإذا كان هذا هو تفسير ما حصل، فماذا يكون الحُكم؟
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[10 - 07 - 10, 01:17 ص]ـ
لا يمكن فعلى مذهبنا، مذهب المالكيين رحمهم الله يقولون ان اكثر الحيض خمسة عشر يوما ولنا حجتنا في ذلك ولينظر في هذا الموطأ
اقول اذا كان اكثر الحيض خمسة عشرة يوما فيجب ان يكون اقل الطهر خمسة عشرة يوما كذلك واكثر لا حد له، لان اقل الحيض عندنا يمكن ان يكون دفعة واحدة في ساعة من نهار على اختلاف العوائد
لذا فاقل الحيض عندنا لا يمكن ان يكون اقل من خمسة عشرة يوما مطلقا
والله اعلم
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[10 - 07 - 10, 02:01 م]ـ
لا يمكن فعلى مذهبنا، مذهب المالكيين رحمهم الله يقولون ان اكثر الحيض خمسة عشر يوما ولنا حجتنا في ذلك ولينظر في هذا الموطأ
اقول اذا كان اكثر الحيض خمسة عشرة يوما فيجب ان يكون اقل الطهر خمسة عشرة يوما كذلك واكثر لا حد له، لان اقل الحيض عندنا يمكن ان يكون دفعة واحدة في ساعة من نهار على اختلاف العوائد
لذا فاقل الحيض عندنا لا يمكن ان يكون اقل من خمسة عشرة يوما مطلقا
والله اعلم
يا أخي تنقل للأخت مذهبك وكأنه هو الدليل, وأبقيت المسكينة في حيرة, كفاكم تعصبا أيها المالكية!
أختي زوجة وأم الأظهر أنه لا حد لأقل طهر بين الحيضتين فمتى جاءك الدم الذي علقه الله سبحانه وتعالى بوصف وهو كونه أذى فهو حيض تتركين من أجله الصلاة والصوم, واعلمي أن الفقهاء فرعوا قولهم هذا على قواعد بنوها في هذا الباب لم تزده إلا تعقيدا, مع أن المتأمل لأحاديث هذا الباب يجدها قليلة مما يدل على أنه واضح ولا يحتاج كل هذه التشقيقات والتفريعات التي ذكرها الفقهاء - رحمهم الله تعالى -, فالله تعالى قد علق الحيض بوصف متى وجد صدق على المرأة أنها حائض, لا سيما وأن الأصل في الإنسان الصحة, ودم الحيض دم طبيعة لا دم مرض, فالأصل ما يخرج من المرأة هو, فلا ينتقل عن الأصل إلا بدليل واضح بين أو بقرينة واضحة تعرفها المرأة, والله تعالى أحكم وبالصواب أعلم.
أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت إلى الصواب في القول وأن أكون قد أفدتك, ومع هذا أرجو أن تتأكدي أكثر من أهل العلم وطلبته المعتبرين, ونحن هنا نتدارس فما كان صوابا فذاك فضل الله وحده وماكان خطأ فاضربي به غير مبالية عرض الحائط, والله ولي التوفيق.
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[10 - 07 - 10, 05:18 م]ـ
لا يمكن فعلى مذهبنا، مذهب المالكيين رحمهم الله يقولون ان اكثر الحيض خمسة عشر يوما ولنا حجتنا في ذلك ولينظر في هذا الموطأ
اقول اذا كان اكثر الحيض خمسة عشرة يوما فيجب ان يكون اقل الطهر خمسة عشرة يوما كذلك واكثر لا حد له، لان اقل الحيض عندنا يمكن ان يكون دفعة واحدة في ساعة من نهار على اختلاف العوائد
لذا فاقل الحيض عندنا لا يمكن ان يكون اقل من خمسة عشرة يوما مطلقا
والله اعلم
لعل عبارتك هذه فيها خطأ وتقصد بها أقل الطهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/53)
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[10 - 07 - 10, 08:22 م]ـ
الحيضة التي جاءت بعد شهر من النفاس هي حيضة طبيعية إذا كنت طهرت من النفاس بعلامات الطهر المعروفة (مع العلم أن مدة دم النفاس محل خلاف بين أهل العلم من دفقة واحدة إلى ستين يوما) ..
أما الأخرى فليس حيضة لأن أقل مدة الطهر خمسة عشر يوما.
والله تعالى أعلم.
لا يمكن فعلى مذهبنا، مذهب المالكيين رحمهم الله يقولون ان اكثر الحيض خمسة عشر يوما ولنا حجتنا في ذلك ولينظر في هذا الموطأ
اقول اذا كان اكثر الحيض خمسة عشرة يوما فيجب ان يكون اقل الطهر خمسة عشرة يوما كذلك واكثر لا حد له، لان اقل الحيض عندنا يمكن ان يكون دفعة واحدة في ساعة من نهار على اختلاف العوائد
والله اعلم
قال الإمام ابن المنذر في الإشراف على مذاهب العلماء:
(واختلفوا في حد الطهر يكون بين الحيضتين فقالت طائفة: أقل ذلك خمسة عشر يوماً هكذا قال سفيان الثوري وزعم أبو ثور أنهم لا يختلفون فيما نعلم أن أقل الطهر خمسة عشر يوماً وحكى ذلك أبو ثور عن النعمان وصاحبيه.
وأنكرت طائفة هذا التحديد وممن أنكر ذلك أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وذكر أحمد بن حنبل عن سفيان الثوري أنه قال: أهل المدينة يقولون: ما بين الحيضتين خمسة عشر قال أحمد: ليس ذا بشئ بين الحيضتين على ما يكون.
قال إسحاق: ليس في الطهر وقت وتوقيت هؤلاء الخمسة عشر باطل).
وقال الرازي في مختصر اختلاف العلماء للطحاوي:
(في مقدار الحيض:
قال أصحابنا والثوري: أقله ثلاثة أيام وأكثره عشرة.
وقال مالك: لا وقت لقليل الحيض ولا لكثيره.
وقال الشافعي: أقل الحيض يوم وليلة وأكثره خمسة عشرة يوماً).
وقال: (في مقدار الطهر:
قال أصحابنا والثوري والحسن بن حي والشافعي: أقل الطهر خمسة عشر يوماً.
وأما مالك ففي إحدى الروايات عنه لم يؤقت.
وفي رواية عبدالملك بن حبيب أن الطهر لا يكون أقل من عشرة أيام.
وعند الأوزاعي: يكون الطهر المرة قبل ذلك.
وحكى الشافعي: أنه إن علم أن طهر المرأة أقل من خمسة عشر يوماً القول قولها).
فيتضح من ذلك اختلافهم كما ذكر ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[11 - 07 - 10, 01:00 ص]ـ
قال الإمام ابن المنذر في الإشراف على مذاهب العلماء:
(واختلفوا في حد الطهر يكون بين الحيضتين فقالت طائفة: أقل ذلك خمسة عشر يوماً هكذا قال سفيان الثوري وزعم أبو ثور أنهم لا يختلفون فيما نعلم أن أقل الطهر خمسة عشر يوماً وحكى ذلك أبو ثور عن النعمان وصاحبيه.
وأنكرت طائفة هذا التحديد وممن أنكر ذلك أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية وذكر أحمد بن حنبل عن سفيان الثوري أنه قال: أهل المدينة يقولون: ما بين الحيضتين خمسة عشر قال أحمد: ليس ذا بشئ بين الحيضتين على ما يكون.
قال إسحاق: ليس في الطهر وقت وتوقيت هؤلاء الخمسة عشر باطل).
وقال الرازي في مختصر اختلاف العلماء للطحاوي:
(في مقدار الحيض:
قال أصحابنا والثوري: أقله ثلاثة أيام وأكثره عشرة.
وقال مالك: لا وقت لقليل الحيض ولا لكثيره.
وقال الشافعي: أقل الحيض يوم وليلة وأكثره خمسة عشرة يوماً).
وقال: (في مقدار الطهر:
قال أصحابنا والثوري والحسن بن حي والشافعي: أقل الطهر خمسة عشر يوماً.
وأما مالك ففي إحدى الروايات عنه لم يؤقت.
وفي رواية عبدالملك بن حبيب أن الطهر لا يكون أقل من عشرة أيام.
وعند الأوزاعي: يكون الطهر المرة قبل ذلك.
وحكى الشافعي: أنه إن علم أن طهر المرأة أقل من خمسة عشر يوماً القول قولها).
فيتضح من ذلك اختلافهم كما ذكر ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
قال الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في المحلى: (وأما أكثر مدة الحيض فان مالكا والشافعي قالا: أكثره خمسة عشر يوما لا يكون أكثر، وقال سعيد بن جبير: أكثر الحيض ثلاثة عشر يوما، وقال أبو حنيفة وسفيان: أكثره عشرة أيام ... إلى أن قال:قال على: وهذا باطل، قد روى من طريق عبد الرحمن بن مهدي: أن الثقة أخبره أن امرأة كانت تحيض سبعة عشر يوما، ورويناه عن أحمد بن حنبل قال: أكثر ما سمعنا سبعة عشر يوما، وعن نساء آل الماجشون أنهن كن يحضن سبعة عشر يوما * قال على: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دم الحيض أسود فإذا رأته المرأة لم تصل، فوجب الانقياد لذلك، وصح أنها ما دامت تراه فهي حائض لها حكم الحيض ما لم يأت نص أو اجماع في دم أسود أنه ليس حيضا، وقد صح النص بأنه قد يكون دم أسود وليس حيضا، ولم يوقت لنا في أكثر عدة الحيض من شئ، فوجب أن نراعي أكثر ما قيل، فلم نجد إلا سبعة عشر يوما، فقلنا بذلك.)
وقال ابن رشد: (المسألة الاولى: اختلف العلماء في أكثر أيام الحيض وأقلها، وأقل أيام الطهر فروي عن مالك أن أكثر أيام الحيض خمسة عشر يوما، وبه قال الشافعي وقال أبو حنيفة: أكثره عشرة أيام، وروي عنه ثمانية أيام، وروي خمسة عشر يوما، وإلى هذه الرواية مال البغداديون من أصحابه، وبها قال الشافعي وأبو حنيفة وقيل سبعة عشر يوما وهو أقصى ما انعقد عليه الاجماع فيما أحسب.)
وفي الخلاصة الفقهية: (س _ ما هو أكثر الحيض بالنسبة للمبتدأة والمعتادة والحامل وكم هو أقل الطهر
ج _ أكثر أيام الحيض للمبتدأة وهي التي جرى عليها الدم لأول مرة إن استمر بها الدم خمسة عشر يوما وما زاد فهو علة وفساد فتصوم وتصلي ويطؤها زوجها كما أن أقل الطهر لجميع النساء خمسة عشر يوما فمن رأت دما بعدها فهو حيض مؤتنف قطعا
الخلاصة الفقهية على مذهب السادة المالكية ـ للقروى [ص 43])
بعد هذا لعلنا نتفق على قول المالكية في مدة الطهر والحيض ولا نطيل بتلوينه بالألوان.
ولكن المهم في مسألة التحديد وعدمه هو الدليل؛ فإذا لم يكن في التحديد نص صحيح صريح؛ فهل نتوقف أم لا؟
هذا هو الموضوع؟
فبعض أهل العلم وقف حينما لم يجد دليلا صريحا صحيحا في المسألة وآخرون انتقلوا إلى العرف والعادة واستقرؤوا حال النساء كل في عصره؛ فما ثبت عندهم أنه وقع حكموا به؛ وتركوا الباب مفتوحا حتى يثبت أكثر من ذلك ..
ولهذه المسألة نظيراتها في الفقه الإسلامي.
وإذا سلمت من التعصب للأسماء والأشخاص والمذاهب فهي سهلة إن شاء الله تعالى.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/54)
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[11 - 07 - 10, 02:09 ص]ـ
لو تراجع هذه المرأة طبيبة النساء والولادة يكون أفضل، لأنها ستحدد لها ما إذا كان حيضاً، أو التهاباً، أو اضطراباً في الدورة الشهرية بسبب هرمون أو أمر ما.(129/55)
السراج الوهاج في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
ـ[أبومالك عدنان المقطري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 09:50 م]ـ
السراج الوهاج في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى آله وصحبة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و بعد.
فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى عظيم منزلته عند الله عزوجل كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة , وعلى علوه سبحانه على جميع خلقه , وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه عرج به إلى السماوات , وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة فكلمه ربه بما أراد , وفرض عليه الصلوات الخمس. ومع ما لهذه الليلة من المزيه , والفضائل إلا أنه لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها , وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند أهل العلم بالحديث.
قال ابن القيم رحمه الله في الزاد وهو يتحدث عن ليلة الإسراء والمعراج (1/ 58): (ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها , ولا على عشرها , ولا على عينها بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يُقطع به , ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر , فإنه قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان , وفي
الصحيحين عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , وقد أخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر وأنه أنزل فيها القرآن).
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح (7/ 242) في معرض ذكره خلاف العلماء في تحديد هذه الليلة (فإن في ذلك اختلافاً كثيراً يزيد على عشرة أقوال).
1 - فقيل: كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها النبوة اختاره الطبري.
2 - وقيل بعد المبعث بخمس سنين رجح ذلك النووي والقرطبي.
3 - وقيل كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة 10 من النبوة , واختاره العلامة المنصورفوي.
4 - وقيل قبل الهجرة بستة عشر شهراً أي:في شهر رمضان سنة 12 من النبوة.
5 - وقيل قبل الهجرة بسنة وشهرين أي في المحرم سنة 13 من النبوة.
6 - وقيل قبل الهجرة بسنة أي في ربيع الأول سنة 13 من النبوة (انظر الرحيق المختوم ص 134).
فهكذا اختلف العلماء في تحديد هذه الليلة , ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها , وإن المشهور أن هذه الليلة كانت في شهر رجب , وقد ضعف هذا القول الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله في (البداية والنهاية) ص (89/ 3) قال: (وقد أورد الحافظ عبد الغني المقدسي في سيرته – حديثاً لا يصح سنده ذكرناه في فضائل شهر رجب وهي ليلة الرغائب التي أحدثت فيها الصلاة المشهورة , ولا أصل لذلك والله أعلم).
وبعد إيرادنا لهذه الأقوال نقول للذين يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب – ثبت العرش ثم انقش – فمن أين لكم دليل على هذا التحديد؟.بل ذكر ابن كثير أن تحديد هذه الليلة بشهر رجب قول ضعيف لا يصح , ولا أصل له.
ومع هذا فإنه لم يشرع لأحد من المسلمين تخصيص هذه الليلة بشيء من العبادات قال ابن القيم رحمة الله تعالى في الزاد (1/ 59): (ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليله الإسراء بقيام ولا غيره إلى أن قال: ولا يعرف عن أحد من المسلمين انه جعل لليلة الإسراء بأمر من الأمور ولا ذلك المكان بعبادة شرعية بل غار حراء الذي ابتدئ فيه بنزول الوحي , وكان يتحراه قبل النبوة لم يقصدة هو ولا أحد من أصحابة بعد النبوة مدة مقامة بمكة , ولا خص المكان الذي ابتدئ فيه بالوحي , ولا الزمان بشيء , ومن خص الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا وأمثاله كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات كيوم الميلاد ويوم التعميد وغير ذلك من أحواله).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/56)
وقال الإمام ابن باز رحمة الله تعالى (1/ 183) من مجموع الفتاوى: (وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، فلم يجز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها، ولم يخصوها بشيء، ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة؛ إما بالقول، أو بالفعل، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة، ولم يفرطوا في شيء من الدين، بل هم السابقون إلى كل خير، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعا لكانوا أسبق الناس إليه، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس، وقد بَلَّغ الرسالة غاية البلاغ , وأدى الأمانة، فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الإسلام لم يغفله صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أن الاحتفال بها وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء، وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها , وأتم عليها النعمة، وأنكر على من شَرَّع في الدين ما لم يأذن به الله).
وقال رحمه الله: (وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب التي يعتقد البعص أنها ليلة الإسراء والمعراج لا يجوز تخصيصها بشئ من العبادات كما لا يجوز الاحتفال بها للأدلة السابقة هذا لو عُلمت فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف وقول من قال أنها ليلة سبع وعشرين من رجب قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة)
ولقد أحسن من قال:
وخير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائع
وقال الشيخ العلامة صالح الفوزان في الخطب المنبرية (2/ 84):
(إن من البدع المحدثة ما يعمل في بعض الأقطار في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من إحياء ذكرى الإسراء والمعراج بالاحتفالات وأنواع العبادات , فتخصيص هذه الليلة بالذكر والعبادة والأدعية بدعه لا أصل له , والإسراء والمعراج حق لكنة لم يقم دليل على تحديد ليلته , ولا على شهره ولوكان في تحديد ذلك الشهر أو تلك الليلة مصلحة لنا لبينه الله ورسوله , ولكان التعبد في تلك الليلة مشروعاً لفعله نبي الله وخلفاؤه وصحابته فهم أحرص على الخير , وأسبق إليه منا).
وسئل شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى عن الاحتفال بالمولد والمعراج والرجبية بدعة أم سنة حسنة؟ فأجاب رحمه الله قائلاً كما في إجابة السائل عن أهم المسائل: (بدعة كل هذا لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ورب العزة في كتابة الكريم يقول: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) والرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبة يقول كما في الصحيحين: (من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهورد) فكل هذه منها محدثة لعله في القرن السادس ومنها ماهو أٌقل من ذلك وعلى كل فليس في الإسلام بدعة حسنة , والرسول صلى الله عليه وسلم يقول"كل بدعة ضلالة " ويقول: " إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته").
وإن من المحدثات التي تلحق بهذه المسألة إقامة المحاضرات , و الندوات , بهذه المناسبة وقد سمعت أقوال الأئمة في بدعية الاحتفال بهذه الليلة مطلقاَ بأي عبادة كانت , وأزيدك فائدة فقد سئلت اللجنة الدائمة المكونة من الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز , والشيخ العلامة / عبدالرازق عفيفي , و العلامة / عبدالله الغديان , والعلامة / عبدالله قعود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/57)
عن حكم الوعظ في يوم المولد النبوي – وقس على ذلك الوعظ في يوم الإسراء والمعراج أو في يوم بدر أو غيرها من المناسبات – فكانت الإجابة بما يلي: (وليس مولد النبي صلى الله عليه وعلى اّله وسلم في يوم من مقتضيات تخصيص ذلك اليوم بقربة من القرب , أو وعظ , وإرشاد , أو قراءة قصة المولد لأن النبي صلى الله عليه وعلى أله وسلم لم يخصه بذلك , ولو كان في تخصيصه بذلك خير لكان صلى الله عليه وسلم أولى به وأحرص عليه لكنه لم يفعل فدل على أن تخصيصه بالوعظ , أو بقراءة قصة المولد , أو بأي عبادة من البدع , وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " وكذا أصحابة لم يفعلوا ذلك , وهم أعلم بالسنة وأحرص على العمل بها رضي الله عنهم جميعاً) فتاوى اللجنة (3/ 32).
فدلك هذا على بدعية هذه المحاضرات , والندوات التي تقام بهذه المناسبة حتى ولو قصد القوم بذلك الدعوة وإظهار شعائر الإسلام , ففي فتاوى اللجنة (3/ 24)
س:ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي , وبليلة الإسراء والمعراج بقصد الدعوة الإسلاميةوشعار الإسلام؟.
الجواب: قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام بالقول والعمل والجهاد في سبيل الله , وهو أعرف بطريق الدعوة إليه ونشرها إظهار شعائره , ولم يكن من هديه في الدعوة وإظهار شعائر الإسلام الاحتفال بمولده ولا الاحتفال بالإسراء والمعراج , وهو الذي يعرف قدر ذلك , ويقدره وقدره وسلك أصحابة طريقه , واهتدوا بهدية في الدعوة إلى الإسلام ونشره , فلم يحتفلوا بذلك , ولا بنظائره من الأحدث الكبار , ولا عرف الاحتفال بذلك عن أئمة الإسلام رحمهم الله , وإنما عرف ذلك عن المبتدعة في الدين , والغلاة من الرافضة وسائر فرق الشيعة , وغيرهم ممن قل علمه بالشرع المطهر , فالاحتفال بما ذكر بدعه منكرة لمخالفته لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , والخلفاء الراشدين , وأئمة السلف الصالح في القرون المفضلة رضي الله عنهم).
وفي لقاءات الباب المفتوح - (208/ 7) للعلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله تعالى (السؤال: هل الاحتفالات وإلقاء المحاضرات عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر من البدع؟
الجواب: لا, يقول: إذا خطب الخطيب خطبة الجمعة وذكر فيها مبدأ بعث الرسول عليه الصلاة والسلام وشيئاً من حياته، هل يعتبر بدعة؟ الجواب: لا. لماذا؟ لأن هذه خطبة الجمعة موجودة وثابتة من قبل, أما أن يحدث محاضرة في نفس اليوم فهذا من وسائل البدعة, بالنسبة للعام هذا لا توافق الجمعة الثاني عشر, الجمعة هي الحادي عشر, فعلى كل حال إذا كان أصل الخطبة مشروعة كخطبة الجمعة وذكر فيها الإنسان بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام فلا بأس؛ لأن هذا ذكر تاريخ لحياته بمناسبة مبعثه عليه الصلاة والسلام ومولده, أما أن يحدث محاضرة في هذه الأيام فهذا من البدع, فإن لم يكن من البدع فهو حجة لأهل البدع)
وقس على ذلك مايفعل في يوم الإسراء والمعراج من محاضرات وندوات بهذه المناسبة.
وقال شيخنا المحدث مقبل الوادعي رحمه الله تعالى كما في إجابة السائل (يجب أن يبتعد المسلمون عن هذه الموالد التي باعدتهم عن كتاب الله , وعن سنة رسول الله , ولا يجوز أن تقول أنا أغتنم الفرصة وأحضر وأعظ الناس بموعظة لا , إن كنت ستقول لهم أنهم على بدعة ضلالة فاتقوا الله , واتركوا هذه البدعة فذاك , أما أن تذهب وتبارك لهم بدعتهم فلا , أنت تكثر سوادهم , وتكون مشاركاً لهم في الإثم).
وسئل سماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن إظهار الفرح والسرور بليلة السابع والعشرين من رجب؟ فأجاب أنه لا أصل له , وينهي عنه , ولا يحضر الإنسان أذا دعي إليه لقول النبي صلى الله عليه وعلى وسلم: (إياكم ومحدثات والأمور فأن كل بدعة ضلالة). انظر البدع والمحدثات وما لا أصل له ص: 606.
وفي الختام يتضح لك أيها الأخ الكريم أن الاحتفال بهذه الليلة , بشتى أنواع الاحتفالات كإقامة الموالد , والسهر إلى الفجر على الذكر الجماعي المبتدع , وقراءة مولد الديبعي , أو قصيدة البردة , وكالذبح في هذه الليلة واجتماع الناس على الطعام والشراب فرحاً بها , أو صيام يومها , وكذلك إقامة المحاضرات , والندوات بهذه المناسبة هو من مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم , ومن الإحداث في دين الله , والتقول على الشريعة بالزور والبهتان.
وبعد هذا فلا يبقى لذي لب حازم , ورأي جازم شك في بدعية هذا كله ومضاد ته لشريعة الله تعالى , وفيما أوردناه من أقوال الأئمة الإعلام , ومشايخ الإسلام من السابقين والمتأخرين , وحكمهم على الاحتفال بهذه الليلة أنه من البدع التي نهى عنها الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كفاية , وإرشاد وهداية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
وكتبه أبومالك عدنان المقطري
اليمن ـ تعز.
تحميل الملف على صيغة ورد
http://www.rofof.com/dw.png (http://www.rofof.com/7pfhea6/Al-sraj_alwhaj.html)
تحميل الملف على صيغة بي دي إف
http://www.rofof.com/dw.png (http://www.rofof.com/7bxomf6/Al-sraj_alwhaj.html)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/58)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:56 م]ـ
للتحذير من البدع التي تقام غدا ليلة 27 رجب
ترفع للفائدة(129/59)
إذا أكل المريض ما يضره من المباحات
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[07 - 07 - 10, 02:03 ص]ـ
الحمد لله وحده،
سمعت فتوى أحد كبار أهل العلم من أهل المملكة السعودية حول أكل المريض ما يضره من المباحات ومثل له صاحب السؤال بمريض السكر إذا أكل الحلوى وقد منعه منها الطبيب.
قال الشيخ المبارك: يأثم.
واستدل بقوله تعالى: " ولا تقتلوا أنفسكم " وقوله صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار".
فى نفسى شىء من هذه الفتوى، فأرجو أن يبين لى بعض إخوانى من طلبة العلم موافقة أهل العلم لها من عدمه.
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[07 - 07 - 10, 05:28 ص]ـ
الله المستعان ....
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[07 - 07 - 10, 01:14 م]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
"والضارُّ في غيره: مثل أن يكون هذا الطعام لا يلتئم مع هذا الطعام، بمعنى أنك إذا جمعتَ بين الطعامين: حصل الضرر، وإذا أكلتهما على انفرادٍ لم يحصل الضرر، ومن ذلك الحمْية للمرضى، فإن المريض إذا حُمي عن نوع معينٍ من الطعام، وقيل له: إن تناوله يضرك: صار عليه حراماً ... .
قال شيخ الإسلام رحمه الله: " وإذا خاف الإنسان من الأكل أذًى أو تخمة: حَرُمَ عليه ".
فإذا قال الإنسان: أنا إذا ملأتُ بطني من هذا الطعام: فإنه سيحتاج إلى ماء، فإذا أضفتُ إليه الماء: فلا أكاد أمشي، وأتأذى، فإن جلست: تأذيت، وإن ركعتُ: تأذيت، وإن استلقيت على ظهري: تأذيت، وإن انبطحت على بطني: تأذيت، وفي هذا يقول شيخ الإسلام: " إذا خاف الأذية: فإنه يحرم عليه الأكل "، وما قاله رحمه الله: صحيح؛ لأنه لا يجوز للإنسان أن يأكل ما يؤذيه، أو يلبس ما يؤذيه، أو يجلس على ما يؤذيه، حتى الصحابة رضي الله عنهم في السجود، كانوا إذا أذاهم الحر يبسطون ثيابهم، ويسجدون عليها؛ لئلا يتأذوا؛ ولأجل أن يطمئنوا في صلاتهم.
وهذا الذي ذكره شيخ الإسلام خوف الأذية والتُّخمة ممَّا ضرره في غيره، وهو الإكثار، يعني هو بنفسه ليس بضار، لكن الإكثار منه يكون ضاراً مؤذياً، حتى وإن لم يتضرر، لكن الظاهر لي من الناحية الطبية أنه يتضرر؛ لأن المعدة إذا ملأتها سوف تتأذى وتتعب ... .
وقد قيل: إن من الأمور المهلكة: إدخال الطعام على الطعام، فإذا صح ذلك كان – أيضاً – حراماً؛ لأن الله يقول: (وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء/ 29.
ولا يبعد أن يكون هذا صحيحاً، وهو أمر مجرَّب" انتهى.
" الشرح الممتع " (15/ 9 - 11)
منقول من موقع الاسلام سؤال و جواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/118268/%D9%85%D8%B1%D9%8A%D8%B6%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8 3%D8%B1(129/60)
سُؤَالُ يَائِسٍ ..
ـ[الفارة إلى ربها]ــــــــ[07 - 07 - 10, 05:55 ص]ـ
يسأل أحدهم:
أ ((حاول قدر استطاعتي الابتعاد عن الذنوب واتقائها
وكنت ارتاح لستر الله لي بأني من المؤمنين واعود للتوبة بقوة
لكن قدر علي هذه المرة ان اذنبت ذنبا وشهده الناس عليه واشعر باني سقطت من اعينهم
الان حالتي النفسية سيئة للغاية وابعدت عن الطاعة الا بشق الانفس
يالله اؤدي الفرائض وبشكل غير مرضي صراحة
وقلبي متعلق بالتوبة لكني استغرب عدم ستر الله وعدم توفيقه لي هذه المرة
واشعر بالضيق بسبب هذا الخذلان
اصابني احباط بالغ مع ضعف شديد في الايمان واليقين
وبصراحة لااهنأ بنوم ولا اكل ولا شرب ولا لقاء احد
فلم اعد اعلم امنافق ام ضال ام معجب ام امن من مكر الله انا
لاني يائس بكل ما تحمل الكلمة من معنى
فهل من كلام يمكنني ان اتمسك فيه قبل ان اضيع تماما
وهل تعلمين احدا له مثل قصتي عرف بين الناس خطؤه واحتقروه ثم اصلح الله أمره؟؟
جزيت خيرا))
أنا شخصيا لم احر جوابا فاوعزت الاجابة لكم لعل منكم ناصح
ـ[الفارة إلى ربها]ــــــــ[07 - 07 - 10, 06:07 ص]ـ
سبحان الله في عدد المشاهدات ثم عدد الردود
الا نصيحة لاخ مسلم؟؟
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 06:46 ص]ـ
اعلمي أخية
أنك إذا أصلحت ما بينك وبين الله أصلح الله ما بينك وبين الناس
فالدنيا كلها بيديه سبحانه يكورها حيث يشاء
ولا أريدك أن تيأس من ظاهر الأمر فظاهر الأمر أنك فضحت أمام الناس
ولكن باطنة لا بد أن يكون من صالحك
بمعنى أن ما أصابك ابتلاء من الله عزوجل لك
هل تنقلب على عقبيك، أم تفهم أن هذه رسالة ربانية موجهه إليك،
بأني لست غافل عما تعمل
وأريد أن أورد لك تجربة شخصية مرت بي وليست قديمة بل في هذه السنة ومازلت أكابد معاناة تلك التجربة
فأنا ممن يسلكون الجادة مع أهل الخير
ولكن تعلقت بأحد المنتديات العائلية التي تخص عائلتي
ولكن القائمون على هذا المنتدى من أسوء الناس بل حتى الصلاة لا يصلونها
ولكن زين لي الشيطان أنهم قد يلتزمون على الطريق الصحيح بتأثير قربي منهم
وجاءت المناصب في هذا المنتدى تلاحقني حتى أصبحت مشرفا عاما في المنتدى،
هم فعلوا ذلك لإخبار الناس العامة من العائلة أن معنا فلان فنحن على الحق
فلا داعي للخوف من دخول بناتكم إلى المنتدى
وهذا ماحصل فعلا
الشاهد أني أصبحت أرى المنكر ولا أنكر، والصلاة يفوتني كثير منها، بمعنى أني أنام عن بعض الفروض
ووصل بي الحد أني فضحت أمام جيراني أهل حارتي، بأني لا أصلي الفجر في جماعة،بعد أن كان الصف الأول هو مكاني،
تصور معي أخي الكريم أن يأتيك الناصحون من غير المستقيمين ويقولون لك منذ زمن لم نرك تصلي الفجر في جماعة،أليست هذه فضيحة أخي الكريم
الشاهد من هذا كله أن الله عز وجل أراد أن يرجعني إلى الجادة وإلى الطريق المستقيم الذي كنت فيه، وأترك هذه المنتديات التي أسست على الباطل
فبتلاني الله عزوجل بزوجتي،وأصابتها العين لدرجة أنها أصبحت تراني كأنها ترى حيوان وهذا يحصل إن قربت منها لمداعبتها، بعدها هربت إلى بيت أهلها وإلى الآن وهي عند أهلها وهذا الأمر له مايقارب تسعة أشهر
فحرمت من أبنائي الصغار ومن زوجتي الغالية بسبب أن الله عزوجل يريد أن يأدبني ويرجعني إلى الطريق المستقيم
ففهمت الرسالة وقدمت إستقالتي من ذلك المنتدى
وسافرت إلى مكة واعتكفت فيها ما يقارب عشرة أيام
وبعدها رجعت وبدأت أطلب العلم أقصد رجعت إلى طلب العلم بعد أن كنت قد هجرته ورجعت كما كنت بل أفضل مما كنت، وأصبح وقتي كله مسخر إما لطلب العلم أو لعلاج زوجتي والقراءة عليها،
ظاهر الأمر هنا أخي الكريم أني حرمت من أولادي وزوجتي هذه الفترة الطويلة ومازلت محروما منهم
ولكن باطنة أني أصبحت حينما أسمع كلام الله يتلأ في المحاريب لا أستطيع أن أمسك نفسي بل أبدأ بالبكاء وهذا لشعوري بعظمة الله الذي هو أرحم بحالي من أي أحد والذي ابتلاني لأنه يحبني لأنه يعلم في سابق علمه أنه إن ابتلاني فإني سأرجع إليه وأتوب إليه من كل ما اقترفته من معاصي.
لذلك لا تيأس من رحمة الله قال تعالى: {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}
قال الطبري رحمه الله:" (ولا تيأسوا من روح الله)، يقول: ولا تقنطوا من أن يروِّح الله عنا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرَجٍ من عنده، فيرينيهما، (إنه لا ييأس من روح الله) يقول: لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه (1) (إلا القوم الكافرون)، يعني: القوم الذين يجحدون قُدرته على ما شاءَ تكوينه" انتهى.
- ويقول ابن كثير رحمه الله:"ونَهّضهم وبشرهم وأمرهم ألا ييأسوا من روح الله، أي: لا يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله فيما يرومونه ويقصدونه، فإنه لا يقطع الرجاء، ويقطع الإياس من الله إلا القوم الكافرون" انتهى.
- وقال البغوي في تفسيره:" {مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} أي: من رحمة الله، وقيل: من فرج الله. "انتهى.
- وقال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:" {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} فإن الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه، والإياس: يوجب له التثاقل والتباطؤ، وأولى ما رجا العباد، فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه، {إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} فإنهم لكفرهم يستبعدون رحمته، ورحمته بعيدة منهم، فلا تتشبهوا بالكافرين.
ودل هذا على أنه بحسب إيمان العبد يكون رجاؤه لرحمة الله وروحه" انتهى.
هذا والله تعالى أعلم وأحكم
وأسأل الله لك التوفيق في حياتك
أنظري إلى هذا الرابط فقد قمت بتنزيله في أحد المنتديات وكان له التأثير الكبير على حياتي
http://www.dhifaaf.com/vb/showthread.php?t=6004
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/61)
ـ[الفارة إلى ربها]ــــــــ[07 - 07 - 10, 07:06 ص]ـ
جزيت خيرا
اسأل الله العظيم رب العرش ان يشفي زوجتك ويصلح امورك ويرفع قدرك بالدارين
ويثبتك ويثيبك على ماكتبت رضوانه وجنته
ـ[الفارة إلى ربها]ــــــــ[07 - 07 - 10, 07:10 ص]ـ
سبحان الله
تهوووون علينا الخطوب اذا كانت دنيوية
ويسهل كل عسير ان كنا على الحق
لكن كل المصيبة ان سقطنا في الذنب
فذلك العذاب
ولكل ذنب مذاق الم مختلف عن الاخر
صنوف الشقاء هذه الذنوب
فوالهف نفسي علمنا ثبات صاحب الحق,,,ولكن انى لصاحب الذنب ثبات؟؟؟
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 07:13 ص]ـ
بسطت كف الرجا والناس قد رقدوا ... وبت أشكوا إلى مولاي ماأجد
فقلت: يا أملى في كل نائبة ... ومن عليه بكشف الضر أعتمد
أشكوا إليك أموراً أنت تعلمها ... ما لي على حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل مبتهلا ... إليك يا خير من مدت إليه يد
فلا تردنها يا رب خائبة ... فبحر جودك يروي كل من يرد
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 07:17 ص]ـ
قال الإمام الحسن البصري:
عجباً لمكروب غفل عن خمس آيات من كتاب الله عز وجل وعلم فوائدها.
قال تعالى:
• "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " [البقرة 157:155]
• " وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ. فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ " [غافر 44]
- نهاية الحوار الرائع بين مؤمن آل فرعون وقومه.
• " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ " [آل عمران 173]
- فى غزوة حمراء الأسد بعد غزوة أحد مباشرة
• وقال تعالى ليونس عليه السلام:
" وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ " [الأنبياء 88]
• " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ " [الأنبياء 83]
رَأيتُ الذنوبَ تُمِيتُ القُلوبَ ويُتْبِعُها الذُّلَّ إدْمَانُها ,,
وتركُ الذنوبِ حياة ُالقلوبِ وخيرٌ لِنَفْسِكَ عِصْيانُها ..
أعذريني أخية فقد أعجبتني هذه النافذة
ـ[عبدالله الجداوي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 04:37 م]ـ
أسأل الله العظيم أن يفرج الهموم وينفس الكروب وإليكي هذا الجواب للشيخ محمد المختار الشنقيطي
وهذه الكلمة كان سؤال من درس 149 سنن الترمذي في جدة.
فضيلة أحسن الله إليكم وبارك الله في علمكم:
هل من كلمة وتوجيه لمن تكالبت عليه الهموم فكاد أن يستولي عليه اليأس وخاصة ما يصيب اخوانه المسلمين في الشيشان وغيرها فهل من توجيه في ذلك؟
بارك الله فيكم
فأجاب حفظه الله:
الواجب على المسلم دائماً أن يكون قوي الصلة بالله معتصماً بربه ملتجئاً إلى خالقه فإنه نعم المولى ونعم النصير، ومن توكل على الله كفاه الله همه وأزال غمه وشرح صدره ويسر أمره: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران، 101] يعتصم العبد بالله في قرارة قلبه حينما يملأ القلب كله بربه فيعلم علم اليقين أنه لا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه يفوض أموره كلها إلى الله ويستعين بالله وعندها يكون له الرضى بما كتب الله، إذا علمت أن هذه الأمور يدبرها-سبحانه وتعالى- من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/62)
فوق سبع سموات وأن أزمتها ومقاليدها وأولها وآخرها كله إليه-سبحانه- عندها يطمئن قلبك وينشرح صدرك فإذا بالعسر وإذا بالهم والغم يرجع فرحاً وسروراً على ولي الله المؤمن فتجده في الشدة والنكبة يتبسم ثقةً بالله-جل جلالة- ويقيناً بالله-سبحانه وتعالى-، إن ضاقت الدنيا على أهل الطاعة وأهل الإسلام فإنهم يعلمون أن في هذا البلاء علو الدرجات وغفران الخطيئات وعظيم الحسنات فتبتهج قلوبهم بالله-جل جلالة- فلا تنكسر له شوكة ولا يضعف لهم يقين بالله-سبحانه وتعالى- كما كان أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يرى الواحد منهم الموت أمام عينيه فيقول واثقاً بربه متوكلاً عليه: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} [الأحزاب، 22]، فالدنيا عسر ويسر ومن بعد الدجى نور:
أَلاَ إِنَّ الدَّهَرَ يُسرُ بَعدَ عُسْرٍ وَمِنْ بَعدِ الدُّجَى صُبْحٌ وَنُورَ
فَلَولاَ الدُّاءُ لمَ يُحْمَدْ شِفَاءٌ وَلَولاَ الهَمُّ مَا حُمِدَ السُّرُورُ
فعلى العبد أن يكون واثقاً بالله-جل جلالة-، والله يحب من أوليائه أنه إذا نزلت بهم الضراء أو حلت بهم الشدة وأحاط بهم البلاء ألا يهنوا ولا يضعفوا: {فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران، 46] لمن هذا الكون لمن ليله ونهاره لمن صبحه وعشيه وإبكاره والله على كل شيء قدير فالله لا يعجزه شيء ويسلم العبد الأمر كله لله، وأما دين الله وكلمة الله فماضية وبالغة ما بلغ الليل والنهار يشاء من يشاء ويمتنع من يمتنع فكلمة الله ماضية: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة، 21]: {كَتَبَ} التعبير بالكتب ثم قال: {كَتَبَ اللَّهُ} الاسم الظاهر: {لأَغْلِبَنَّ} اللام والتعبير الغلبة ونون التوكيد ونسبة ذلك إليه: {لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} وكل من سار على هذا المنهج فأطاع الله وأطاع رسوله فإن الله تكفل له بالغلبة، ليست الغلبة بالقوة وليست الغلبة بالنصر الظاهر الغلبة بنصر القلوب وصدق الالتجاء إلى الله -جل جلالة- فلا تنكسر شكيمة لولي الله المؤمن مهما كان لأن الله ابتلى أهل الخير بأهل الشر، وكان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهو في المدينة والأمر إليه بعد الله ومع ذلك ابتلاه الله بالمنافقين وأوذي-عليه الصلاة والسلام-حتى في عرضه فلابد من هذا البلاء ليعلم صدق الصادقين ونفاق المنافقين فعلى المؤمن دائماً أن يلتجأ إلى الله-سبحانه وتعالى-، وأن يثق بالله-سبحانه وتعالى- وألا يجعل من البلايا ولو انصبت عليه أو على أهله وولده أن يجعلها سبباً في ضعفه، والله إنها عزة للإسلام ولو تكالب أهل الشر على أهل الإسلام في ظلمة ليل أو ضياء نهار ما خرج الإسلام وأهله من ذلك إلا أعزة لا أذلة أبداً تجد أمة ضعيفة في عددٍ وعدة تقف أمام مئات الألوف بالأيام العديدة ومع ذلك تكون القوة والغلبة لأعداء الله لا يستطيعون أن يحركوا ساكناً .. الله أكبر فترى الذلة والخور والخوف والضعف والشتات فلا يغلبون إلا بعد عناء شديد لا يغلبون إلا بعد أن يغلبوا ويقهروا فتذل أنفسهم ويرون الصغار حتى لو أنها لو وزنت بالموازين الدنيوية المادية تحار العقول هذا النصر هذا هو العزة والظفر، ليست القضية قضية أن الإنسان تكون له أرض أو مال أو بلد لا النصر أن ترى أمة ضعيفة في العدد والعدة وترى أمة قوية تكون لها الصولة والجولة ومع ذلك تجلس بالأيام تكابد وتعاني لا تستطيع أن تتقدم أمام أولياء الله أمام أسد الشرى الذين يشترون الموت ويطلبون الشهادة فالعبد منهم يفرح، حتى إنه يستبشر بيومه ويقول أسألك اللهم الشهادة في سبيلك فإذا غابت عليه الشمس قال اللهم اغفر لي ذنباً أخرني عن جنتك فتجد قلبه في الآخرة وقالبه في الدنيا هذا هو النصر نصر المبادئ ونصر القيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/63)
ثم انظر كيف أن الله-عز وجل- يعز دينه في كل زمان ومهما رأيت من الفتن والمحن التي تصيب المسلمين فاعلم والله أنها نصر للإسلام لأنها كشفت أعداء الإسلام على الحقيقة فبينت كذبهم وبينت اختلاف الموازين عندهم ملك المسلمون العالم من المحيط إلى المحيط وما عرف عندهم الكذب ولا عندهم التلاعب بالحقوق تكون الحقوق إذا أرادوا أن يأخذوا لهم صاعان إذا كالوا الناس ظلموهم ولم يستوفوهم حقوقهم وبخسوهم مالهم، وإذا اكتالوا لأنفسهم استوفوا ولربما ظلموا وجاروا .. الله أكبر يوم كشف عوارهم وبين كذبهم، كم انخدع من مثقفى المسلمين من الذين انبهروا بهذه الحضارات انخدعوا بالكلمات وبالدعاوي الزائفة ما انكشف إلا في مثل هذا المحك وفي مثل هذه البلايا التي كشفت حقيقه أعداء الإسلام هذا هو النصر أن يكشف عوار العدو وأن يعلم الناس قاطبة وأن يشهدوا على أعداء الله قبل خروجهم من الدنيا بالظلم والجور والخور والذلة والتناقض واختلاف الموازين عندهم.
وعندها لا شك أن المؤمن يعلم أن لهذا الكون رباً حكيماً قادراً عليماً وأن الأمر إليه-سبحانه- لا تخفى عليه خافية فلن يخرجوا من الدنيا وقد قالوا كلمة صدق وأنى يقولونها حتى يبين الله أنهم ما قالوا هذا الصدق إلا لمصالحهم وحينما جاء المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها من بلاد الكفر يقولون أهل الكفر صادقون أهل الكفر ينظمون أمورهم ويرتبونها إذا بهم اليوم تنكشف لهم الحقائق ويصبح الإنسان في حيرة، حتى إن بعض الناس الذين عندهم ضعف في الدين أصبح يشك ويمتري أمور لو أنك أقمت لها عشرات السنين من المحاضرات والتوجيهات ما استطاعت أن تنكشف مثلما كشفت بمثل هذه البلايا، فعلينا أن نعلم أن هناك أسراراً إلهية وحكماً ربانية أبعد وأبعد بكثير مما نتصور، أبداً ما خرج الإسلام من مواجهة مع أعدائه إلا عزيزاً كريماً ووالله لن يكون ولا يكون وما كان فيما مضى ذل للإسلام أبداً الإسلام أبداً ما فيه ذلة لأن: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [المنافقون، 8] فعلى الإنسان أن يربأ بنفسه أن يكون من أهل النفاق وعلينا أن تكون ثقتنا بالله قوية وصلتنا بالله عظمية وأن نعلم علم اليقين أن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
اللهم إنا نسألك بعزتك وجلالك أن تكتب لأهل هذا الدين عزاً ونصراً وأن تكتب لمن عاداه وآذى أهله وكادهم في مشارق الأرض ومغاربها ذلة ومهانة وقهراً دمر اللهم أعداء الدين وشتت شملهم اللهم دمر أعداء الدين وشتت شملهم وفرق جمعهم واجعل بأسهم بينهم يا على يا عظيم.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيَّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[الفارة إلى ربها]ــــــــ[07 - 07 - 10, 08:28 م]ـ
جزيت خيرا على ما سطرت
اذا كان البلاء دنيويا في الصحة او المال او الولد فهو يسير بإذن الله
ولو كان البلاء نصرة اهل الباطل على اهل الحق لكان يسيرا بإذن الله لأننا مانقرأ القران الا ويتجلى لنا قرب نصر الله
((لكن البلاء اذا رأيت نفسك مخذولا امام اهل الحق .. وكان البلاء في دينك وعلاقتك بربك .. يحدوك الامل انه لازال في
الحياة بقية ... ولكن تخاف انك ممن قيل فيهم ((ولتعرفنهم في لحن القول)) او غيرها من الايات التي تهدد بالفضح
البلاء اذا اهتزت ثقتك بربك .. وساءت ظنونك رغما عنك فتخاف ان تكون ((وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم فأرداكم))
هذا هو لب السؤال
الخوف ليس من بلاء الدنيا
الخوف من ((ويحسبون انهم على شئ))
تضطرك لها ذنوبك عندما تحيط بك ويراها الناس وتسقط من أعينهم وقد كنت تظن انك ممن يواليهم ربهم
ويسددهم ويستر عليهم اذا أخطأوا
أعلم ان الكلام صعب
لكني ارجو اجابة واضحة
جزيتم كل خير
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[07 - 07 - 10, 11:59 م]ـ
راجعي ما بينك و بين ربك في الصلاة خاصة ثم في أكل الحلال والابتعاد عن الحرام والشبهات المالية والربوبة وراجعي امرك في قول الصدق ثم راجعي طاعتك لوالديك ثم مع اخوانك لعلك اغضبت صالحا من صالحات المؤمنين، والرجوع والانابة والاعتذار خبر من المطل والتسويف
وفقكم الله
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 02:41 ص]ـ
جزيت خيرا على ما سطرت
اذا كان البلاء دنيويا في الصحة او المال او الولد فهو يسير بإذن الله
ولو كان البلاء نصرة اهل الباطل على اهل الحق لكان يسيرا بإذن الله لأننا مانقرأ القران الا ويتجلى لنا قرب نصر الله
((لكن البلاء اذا رأيت نفسك مخذولا امام اهل الحق .. وكان البلاء في دينك وعلاقتك بربك .. يحدوك الامل انه لازال في
الحياة بقية ... ولكن تخاف انك ممن قيل فيهم ((ولتعرفنهم في لحن القول)) او غيرها من الايات التي تهدد بالفضح
البلاء اذا اهتزت ثقتك بربك .. وساءت ظنونك رغما عنك فتخاف ان تكون ((وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم فأرداكم))
هذا هو لب السؤال
الخوف ليس من بلاء الدنيا
الخوف من ((ويحسبون انهم على شئ))
تضطرك لها ذنوبك عندما تحيط بك ويراها الناس وتسقط من أعينهم وقد كنت تظن انك ممن يواليهم ربهم
ويسددهم ويستر عليهم اذا أخطأوا
أعلم ان الكلام صعب
لكني ارجو اجابة واضحة
جزيتم كل خير
كلماتك تدل على وعيك التام
وأنك تحتاجين فقط
لأن تقرأي آيات الرحمة والأحاديث التي فيها حسن الظن بالله
حتى تتيقني أن الله أرحم بك من نفسك التي بين جنبيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/64)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[08 - 07 - 10, 02:52 ص]ـ
ربما يبتلي الله عز وجل المرء بإسقاطه من نظر الناس حتى لا يجعل صورته أمام الناس همه وشغله
ـ[الفارة إلى ربها]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:22 ص]ـ
جزيتم خيرا على ماقلتم وكتبتم
جعله الله في موازين حسناتكم
لكن هل ينصر الله المؤمن قوي الايمان على المؤمن ضعيف الايمان
ولا يفعل العكس؟؟
وهل حدث مثل هذا في الصحابة؟
ـ[الفارة إلى ربها]ــــــــ[10 - 07 - 10, 03:19 ص]ـ
ارجو الاجابة
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[10 - 07 - 10, 11:20 م]ـ
مادام أنه لا يمنع من زيادة إيمانها وتحسين دينها والاكثار من فعل الخيرات وترك المنكرات مانع .. وفي هذا يتسابق المتسابقون
فاذا ثبت انه لاحاجز و لا حاجر على هذه الامور وكانت هذه الاخت تطمح نفسها الى بلوع مثل هذا فقد ينصرها الله على كل احد من حيث لا تحتسب ويرضيها المولى عز وجل غاية الرضى و يتنزلها منزلة الصديقين والصالحين وحسن اولئك رفيقا
والله اعلم
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[16 - 07 - 10, 07:33 ص]ـ
فما لي وللنّاس!!!!!
لو سقطتُ من عيون الآخرين!!!
اعلمي أخيّه أن الله إذا رضي أرضى النّاس عمن رضي عنه ...
وإن سخطَ أسخطَ الناس على من سخط عليه ...
فإن أطعتيه فقد رضي ورضوا
وإن تركتي طاعته سخِط وسخطوا ...
وما سخط الناس بشيء .. وإنما هو سخط الله الهلاكُ ...
فليت الذي بيني وبينك عامرٌ ... وبيني وبين العالمينَ خرابُ
إذا صحّ منك الودّ فالكلّ هيّنٌ ... وكلّ الذي فوق الترابِ ترابُ
ـ[الفارة إلى ربها]ــــــــ[16 - 07 - 10, 07:39 ص]ـ
أليس رضا الناس وحبهم دليل رضا الله وحبه؟؟
وبغضهم وعدم قبولهم دليل على مالله به عليم؟
ـ[أبو عبد الله الرياني]ــــــــ[16 - 07 - 10, 07:49 ص]ـ
أليس رضا الناس وحبهم دليل رضا الله وحبه؟؟
وبغضهم وعدم قبولهم دليل على مالله به عليم؟
ليس دائما ....
فالنبي أحب خلق الله إلى الله جلّ وعلا ...
وحب الناس إليه ما جاء في يومٍ وليلة ...
!!!!!!!
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[17 - 07 - 10, 09:35 ص]ـ
ثم إن بغض الناس لها قد جعلها تراجع نفسها
وهذا بحد ذاته نعمة
فما عليها إلا أن تصلح مابينها وبين الله إن كانت مصرة على معصية تقلع عنها
وإن كانت مقصِّرة في أداء الواجبات فلتبادر إلى أدائها على الوجه الأكمل
ثم لتسعى في النوافل والمستحبات ولتكثر من دعاء الله لها بتفرج الكرب
قد يكون ابتلاء الله لها حتى تنكسر بين يديه وتشكوا حالها إليه
ثم إن الله عز وجل يحب التوابين فإذا استشعرت محبة الله عز وجل لمن يتوب إليه وصدقت في توبتها
فسيحبها الله عز وجل
ثم يوضع لها القبول في الأرض
ـ[محمد الجبل]ــــــــ[17 - 07 - 10, 09:40 ص]ـ
من كيد الشيطان ومكره
(ليحزن الذين أمنوا وليس بضارهم شيئاً)
فتنبهي أختاه
ـ[الفارة إلى ربها]ــــــــ[17 - 07 - 10, 10:02 م]ـ
الله المستعان
الامور خفية للغاية
اللهم ارنا الحق حقا(129/65)
إخواني الفضلاء هل حديث صحيح أو دليل صحيح لهذا القول أنه يصح التزويج بصداق مؤجل إلى أجل متأخر؟
ـ[عيشان مشفق]ــــــــ[07 - 07 - 10, 11:58 ص]ـ
إخواني الفضلاء هل حديث صحيح أو دليل صحيح لهذا القول أنه يصح التزويج بصداق مؤجل إلى أجل متأخر؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 12:53 ص]ـ
هل تقصد أن يؤجل تسليم الصداق لسببٍ من الأسباب كعُسرٍ أو غيره مثلاً؟!
أم تقصد ما تعارف عليه الناس في هذه الأزمان من مهرٍ مقدّم ومؤخّرٍ؟!
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[11 - 07 - 10, 10:46 ص]ـ
رابط لإثراء النقاش وليس لإيقافه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41977(129/66)
عدم وضع باطن القدم فى وجه من جلس امامك؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[07 - 07 - 10, 02:03 م]ـ
اى انه فى حال مد الرجلين او احداهما فان باطن القدم قد يصادف انه فى وجه احد الجالسين
هل فى ذلك نهى عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - .. او انها من باب الادب؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 12:49 ص]ـ
هي من باب الأدب المتعارف عليه، ومخالف ذلك عند غالبِ الناس مستخفٌّ بمن وجّه رِجلَه تلقاءه.
فلا ينبغي فعل ذلك ــ والحال هذه ــ أدبًا، إلا إن عُلِم أن المقابل لا يتحرّج ولا يتأذى من هذا الفعل فعندئذٍ لا بأس لزوال المحذور.
ويقول العلماء في مسألة الأعراف: إذا كان العُرف لا يخالف الشرع فلا ينبغي من المسلم مخالفته حتى لا يفتح باب شرٍّ على نفسه أو غيره بلا حاجة؛ ومستندهم في ذلك قول الله تعالى: " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين".
والله تعالى أعلم.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[10 - 07 - 10, 11:54 ص]ـ
بارك الله فيك اخى ابو عبدالله ...(129/67)
هل يُعتبر هذا من النهي عن تلاوة القرآن في السجود؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 06:58 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
لقد ورد علي سؤال و هو إذا كان هناك دعاء في القرآن المجيد، هل يحرم ذكره كدعاء في السجود؟ و خطر ببالي دعاء النبي صلى الله عليه و سلم الذي رواه الشيخان من حديث أنسٍ رضي الله عنه قال: "كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه و سلم اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، و في الآخرة حسنة، و قنا عذاب النار" و نعلم أن اللهَ تعالى قال في كتابه الحكيم: "وَ مِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنَا عَذَابَ النَّارِ".
جزاكم اللهُ خيرا.
ـ[خالد سالم ابة الهيال]ــــــــ[07 - 07 - 10, 07:14 م]ـ
لقد سألت هذا السؤال لشيخي إحسان العتيبي فقال: إن ذكر الآية في السجود على أنها دعاء فلا بأس لفضيلة الدعاء في السجود مثل شخص لم يرزق بأولاد فيقول في سجوده " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين "
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[07 - 07 - 10, 09:02 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
لقد ورد علي سؤال و هو إذا كان هناك دعاء في القرآن المجيد، هل يحرم ذكره كدعاء في السجود؟ و خطر ببالي دعاء النبي صلى الله عليه و سلم الذي رواه الشيخان من حديث أنسٍ رضي الله عنه قال: "كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه و سلم اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، و في الآخرة حسنة، و قنا عذاب النار" و نعلم أن اللهَ تعالى قال في كتابه الحكيم: "وَ مِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَ فِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنَا عَذَابَ النَّارِ".
جزاكم اللهُ خيرا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته,
بل دعا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في سجوده بهذا الدعاء, لأن المقصود هنا الدعاء وليس قراءة القرآن, ففرق بين المسألتين حفظك الله.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 07:40 م]ـ
طيب، ألا يظهر أنه لا فرق بين قراءة القرآن و ذكرُ الدعاء الوارد في القرآن في السجود؟ هل مجرد النية التي هي الفيصل في ذلك تجعل الأمر يتحول من النهي إلى الإباحة؟ أرجو أن يكون ما قلته واضحاً.
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[09 - 07 - 10, 10:13 م]ـ
طيب، ألا يظهر أنه لا فرق بين قراءة القرآن و ذكرُ الدعاء الوارد في القرآن في السجود؟ هل مجرد النية التي هي الفيصل في ذلك تجعل الأمر يتحول من النهي إلى الإباحة؟ أرجو أن يكون ما قلته واضحاً.
أخي! لا يصدق على من دعا في سجوده أو في تشهده الأخير بعد الفراغ منه أنه يقرأ القرآن, علما بأن من أهل العلم من يرى الاقتصار في الصلاة على الوارد ومنهم فقهاء الحنابلة, فلا يدع في الصلاة إلا بما ورد في الكتاب والسنة, والله تعالى أعلم وبه التوفيق سبحانه.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 05:48 م]ـ
طيب، أين الضابط في ذلك؟ إذا أخذنا رجلان في صلاة و هما في سجودهما هذا قال في سجوده "رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" على أساس أنها دعاء و الآخر قرأ هذا اللفظ لكن أراد بذلك تلاوة القرآن ... كيف التفريق بينهما؟
الظاهر أن لا فرق بينهما سوى النية ...
فهل هذه النية هي التي تبيح ذكر لفظ الدعاء و لو كان في كتاب الله تعالى؟
و لقد سمعت العلامة الحويني -حفظه الله- يقول بعدم جواز ذكر دعاء في السجود ورد في كتاب الله تعالى، إذ ليس هناك فرق بين إن قاله كدعاء أو كتلاوةٍ للقرآن ... و يظهر أن هذا القول قوي ...(129/68)
فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 08:40 م]ـ
قال النبي صلي الله عليه وسلم:
إن المرأة تقبل في صورة شيطان، و تدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420) - المصدر: صحيح الجامع ( http://www.dorar.net/book/3741&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 1940
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هذا يمكن من كان عنده أهله ولكن من كان خارج البلد وليس عنده اهله ماذا يفعل؟
بناءا علي هذا الحديث هل يجوز للزوج أن يجعل عنده صورة الزوجة الفوتوغرافية لو ينفع ويرد بعض ما في نفسه؟ ام لا
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[07 - 07 - 10, 08:49 م]ـ
من كان خارج بلده فليتزج بالثانية، وإن سافر لبلد ثالث؛ فليأخذ الثالثة، وإن نوى السفر إلى رابع فليطلق واحدة إذا كان يخاف على نفسه من الزنى وليأخذ بدلها، وهكذا ..
فالقاعدة أن من خاف على نفسه الزنى وجب عليه الزواج؛ وإن بحث فسيجد ولا شك وخاصة في زماننا فنسبة النساء في كل بلد تفوق نسبة الرجال بكثير؛ فعليه بتحصين نفسه؛ وغلق باب الشيطان ..
حمانا الله وجميع المسلمين من فتنة النساء فهي أعظم فتنة على الرجال.
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:18 م]ـ
شكرا لك اخ ابراهيم لمشارتكم ورايكم ولكن كما انا اعتقد ليس هذا هو الحل الأمثل لهذه القضية وليس الأمر سهل كما تظن "وإن بحث فسيجد" لأن عند كل الناس ليس الزواج لهو ولعب فقط بل الزواج حب واستقرار وترابط
وأيضا وإن للزواج شروط وفسلفة سامية، هذا ضروري ان يوف الشروط كله كما علمت
والله أعلم بالصواب
ـ[أم ديالى]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:00 ص]ـ
ولماذا يطلق هل بنات الناس لعبة عندكم؟؟؟
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:12 ص]ـ
عند المالكية ليس من المروءة التلاعب بالزواج والنساء وهي رواية عن مالك في النوادر في باب زواج الغريب
وأظن ان الاخت ام ديالي محقة فكما لا يرضى احدنا هذا التلاعب لاخته و ابنته فبالاحرى ان لا يرضاه لمن هي زوجته مستودعه ومستقره
والله اعلم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:24 ص]ـ
الإخوة الأفاضل ..
سؤال أخينا " الهندي " بعيدٌ عما حرفتم إليه هذا الموضوع، وهذا لا ينبغي أن يكون، احتراما للأخ صاحب الموضوع، واحتراما لإخوانكم القراء.
التصوير الفوتوغرافي – وإن كان مختلفا فيه – لا يجوز بحال إن كان تصويرا لامرأة، وفيه من المفاسد والأخطار ما فيه.
وطبعا هو إن صور زوجته يريد بذلك أن ينظر إليها كلما أحس بشهوة، قد يصورها شبه عارية؛ ليتحقق له المراد.
وهو إن فعل، ليس تهدأ شهوته، بل تزداد توقدا واشتعالا بالنظر إلى الصورة.
يريد تصوير زوجته عارية لينظر فيها في غربته!!
http://islamqa.com/ar/ref/97495
هل يجوز للزوج أن يقوم بتصوير زوجته على شريط فيديو وهي عارية، أو تظهر أجزاء من جسدها، حتى يتمكن من مشاهدة ذلك الشريط عندما يكون بعيداً، أو عندما تكون زوجته غير موجودة؛ فيسعد نفسه بهذه الطريقة في ذلك الوقت، بدلاً من مشاهدة شيء آخر من الممكن أن يكون حراماً؟.
الحمد لله
هذا الفعل الوارد السؤال عنه من أقبح الأفعال، وهو محرَّم لذاته، ولما يؤدي إليه، أما لذاته: فإن المرأة – أصلاً – كلها عورة، ولا يجوز تصويرها ابتداء، حتى لو كانت لا تُظهر إلا وجهها وكفَّيها، فكيف إذا كان الظاهر منها ما هو أكثر من ذلك؟! فكيف إذا كانت صورتها وهي تُبدي عورتها المغلظة؟! فلا شك أن هذا يزيد في القبح والإثم والعقوبة.
سئل علماء اللجنة الدائمة:
هل صورة وجه المرأة في جواز السفر وغيره عورة أم لا؟ وهل يصح للمرأة إذا امتنعت عن التصوير أن تستنيب من يحج عنها، والسبب منع الجواز أم لا؟، وإلى أين حد لباس المرأة في الكتاب والسنة المحمدية؟.
فأجابوا:
ليس لها أن تسمح بتصوير وجهها، لا في الجواز، ولا غيره؛ لأنه عورة؛ ولأن وجود صورتها في الجواز وغيره من أسباب الفتنة بها، لكن إذا لم تتمكن من السفر إلى الحج إلا بذلك: رُخِّص لها في الصورة لأداء فريضة الحج، ولم يجز لها أن تستنيب من يحج عنها،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/69)
والمرأة كلها عورة في ظاهر أدلة الكتاب والسنة، فالواجب عليها ستر جميع بدنها عن غير محارمها؛ لقول الله تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ) النور/31؛ وقوله سبحانه: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) الأحزاب/53.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/ 718، 719).
ونقلنا في جواب السؤال رقم (13342 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=13342)) عن الشيخ صالح الفوزان قولَه:
تصوير النساء لا يجوز مطلقاً لما في ذلك من الفتن والشرور التي ترتب عليه زيادة على تحريم التصوير في حد ذاته، فلا يجوز تصوير النساء للسفر ولا لغيره، وقد صدر عن هيئة كبار العلماء قرار بتحريم ذلك.
انتهى
ولا يُعذر الزوج بتصوير زوجته وهي عارية لكونه زوجاً، فهذا لا يبيح له ذلك الفعل القبيح، ولا يعد غيابه عن زوجته عُذراً له؛ لحرمة تصوير النساء ابتداءً – وقد ذكرنا فتاوى العلماء في ذلك -؛ ولما يمكن أن يترتب على ذلك من مفاسد، ومما يمكن أن يترتب على الاحتفاظ بصورة الزوجة وهي عارية، أو غير محتشمة:
1. تعرض الزوج لسرقة أغراضه، أو فقدان الصورة، أو نسيانها في مكان عام، وهو ما يسبب انتشار الصورة في الآفاق، ووقوعها بأيدي سفهاء يمكنهم استغلال الصورة في مزيد من الشرور والمفاسد.
2. حصول طلاق بينه وبين زوجته، فتصير عنه أجنبية، ولا يحل له النظر إليها بعد طلاقها الذي تصبح فيه أجنبية عنه.
3. حصول ابتزاز من الزوج تجاه زوجته، وقد حدثت حوادث متعددة في هذا السياق، فراح الزوج يبتز زوجته ليجعلها تتنازل عن حقوقها المالية، أو تنفذ له رغباته المحرمة، أو تسكت عن أفعاله المشينة، ويقع كل ذلك منه بسبب تملكه لصور أو فيديو لها وهي عارية، أو شبه عارية.
4. نظر الزوج لصورة زوجته العارية مع غيابه عنها لن يُطفئ شهوته، بل العكس هو الصحيح، فهذا ما سيجعل شهوته تلتهب، ولن يطفئها – غالباً – إلا بالوقوع في المحرمات، كالعادة السرية – وهو أهونها – أو الزنا أو اللواط – والعياذ بالله -.
فصار عذره في تصوير زوجته والاحتفاظ بها للنظر فيها في غربته غير مقبول، وصار فعله سبباً في الوقوع في الحرام، لذات التصوير، ولما يؤدي إليه من مفاسد.
فلا يحل للزوج أن يصور زوجته وهي عارية أو شبه عارية، وينبغي أن يكون متصفاً بالغيرة على عرضه، وأن يبذل ما يستطيع للحفاظ على هذا العرض، لا أن يفرِّط فيه بمثل تلك الأفعال، كما لا يحل للزوجة أن توافق على فعله، ويجب عليها إنكاره، وعدم الاستجابة له.
وقد جعل الله تعالى الزوجين كلَّ واحد منهما لباساً للآخر، فقال تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) البقرة/187، فلينتبه الزوج لهذا، فهو لباس امرأته فكيف يريد أن يكون معريّاً لها بفعلته هذه والأصل أن يكون لباساً ساتراً لها؟!.
ولا ينبغي للزوج الابتعاد كثيراً عن زوجته وبيته، فهو بحاجة لهم، وهم يحتاجونه، فالزوجة لإعفافها والعفاف بها، والأولاد لتربيتهم والعناية بهم، وإذا اضطر الزوج للبعد والتأخر، ورضيت بذلك الزوجة: فيجب عليه أن يتقي الله ربه، وأن يبتعد عن المهيجات لشهوته من الخلطة بالنساء، والخلوة المحرمة، والنظر، وعليه أن يكثر من الطاعات، وبخاصة الصوم، كما يجب عليه أن يختار رفقة صالحة تدله على الخير وتحثه على الطاعة.
ونسأل الله تعالى أن يوفقه لما يحب ويرضى.
والله أعلم
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:31 ص]ـ
على رسلكم: أيها الفضلاء.
الزواج ليس لعبة؛ كما أنه أيضا ليس معقدا عند المسلمين، وليس مبنيا على قصص حب لا وجود لأغلبها إلا في المسلسلات والأفلام ..
الزواج في الإسلام له أهداف منها:
1 - تحصين الزوجين عن الحرام.
2 - إنجاب الأولاد وتكثير أمة الإسلام.
وغيرها.
ولكننا لسنا كاتولكيين نحرم الطلاق، ونبيح تعدد العشيقات؛ في ظل الحياة الزوجية.
ولنرتبط بالموضوع:
ما فائدة أن يحتفظ رجل في الغربة لا يستطيع الإتيان بزوجته ولا يمكنه حفظ نفسه عن الزنى ما فائدة أن يظل مرتبطا بزوجته تلك في مثل هذه الظروف؟
هذا هو سؤال الأخ.
أما في ظروف عادية فلا يجوز لأي زوج أن يطلق زوجته إلا بسبب واضح وشرعي.
وأرجو من الذين يريدون الرد أن يرتبطوا بالموضوع.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:49 ص]ـ
عليك بالصبر اخى ابو انس وحفظ البصر ولا تسترسل معه واقطعه من البدايه وحاول قدر الامكان ان لا تأتى مواطن الشبهات ولا نسيئ الظن بك ولكن للشيطان مداخل على بنى ادم ..
وانا احس بك فان الغربه شاقه وانت بعيد عن اهلك .. فكم عانينا منها .. ولكن الزم الدعاء والاذكار قبل الخروج من البيت سيحفظك الله تعالى من كل شر وابحث عن الصحبه الصالحه ... واشغل نفسك بالطاعات ستجد مع الايام ان هذه الامور قد ذهبت من غير رجعه ...
اسأل الله لك التوفيق والسداد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/70)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[08 - 07 - 10, 02:45 ص]ـ
وهل هذا الحديث يصح أصلًا؟
الحديث لا يصح
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 11:16 ص]ـ
بل الحديث صحيح و أصله في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "إن المرأة تقبل في صورة شيطان، و تدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله. فإن ذلك يرد ما في نفسه."
و المقصود من "صورة شيطان" أي تزيين الشيطان لبني آدم مظهر النساء ...
و الله تعالى أعلم.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[08 - 07 - 10, 12:15 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1881&postcount=12
تفضل
مشاركة رقم 12
ولا أدري هل صاحب كتاب "المستدرك على الصحيحين" ذكر هذا الحديث في كتابه أم لا
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 12:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا ومتعكم الله بالصحة والعافية وخصوصا منهم عبدالمالك السبيعي وأبا قتيبة من فهم السؤال واجاب واجاد
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 12:44 م]ـ
مع كل احترامي للإخوة في الملتقى و خصوصا الأخر الكريم محمد الامين وفقه الله، إلاَّ أن أخانا الامين أبطل كثيرا من أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم التي صححها كبار أهل الحديث و ذلك اتباعاً لابن حزم رحمة الله عليه.
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:17 م]ـ
الحديث ثابت في صحيح مسلم كما بين الأخ محمد بن عبد الجليل ..
وهو صريح في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ما يفعل أحدهم إذا رأى امرأة فتحركت شهوته؛ بأنه يأتي أهله ليقطع طرق الشيطان إليه.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالقول والفعل وهذا من أصرح البيان، وكل منهما في صحيح مسلم.
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 08:57 م]ـ
من هو محمد الأمين حتي نرفض لذلك هذا الحديث الثابت الصحيح، نعوذبالله من الشكوك والشبهات
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[10 - 07 - 10, 09:44 ص]ـ
بالنسبة لهذه الحديث بالذات بعيدا عن الميول القلبية فالله أعلم بصحته والله أعلم بصحة كلام الشيخ محمد الأمين
أما بالنسبة للصحاح فقد تلقتهما الأمة بالقبول قطعا, وكثير من تضعيفات العلماء لبعض الأحاديث في الصحاح لا تصح هي نفسها, لكن هناك تضعيفات لعلماء بلغوا الاجتهاد المطلق لبعض الأحاديث
أنا بنفسي سمعت الشيخ مصطفى بن العدوي يتكلم عن زيادة في حديث للبخاري في الصحيح ويؤكد أنها زيادة لا تصح
http://islamqa.com/ar/ref/119516
وكلامي هذا نقل عن علماء كبار فلا يمكن أن أتكلم في مسألة بهذا الحجم بالرأي
ـ[عبد الرحمن يحيى]ــــــــ[10 - 07 - 10, 11:53 ص]ـ
فائدة
قال الذهبي في الميزان: ((وفي صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع عن جابر، وهى من غير طريق الليث عنه، ففى القلب منها شئ، من ذلك ...
وحديث: رأى عليه الصلاة والسلام امرأة فأعجبته، فأتى أهله زينب)) اهـ بنصه
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[10 - 07 - 10, 12:05 م]ـ
يراجع هنا ففيه فوائد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3070
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 12:33 م]ـ
ولا يقدح هذا بما قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في الميزان: (4/ 39)
" وفي صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضح فيها أبو الزبير السماع عن جابر، وهي من غير طريق الليث عنه ثُمَّ ذكر هذا الأحاديث0
ذلك لأنَّ الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى لم يضعف هذه الأحاديث التي في قلبه منها شيء، كما لم يضعفها أحد قبله، لذا فإنَّ الحق أنَّها على الصحة حتى يتبين لنا بالدليل الراجح أنَّها غير صحيحية
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 12:44 م]ـ
عبدالله العتيبي
الطريفي: أبو الزبير ليس مدلسا ولم يثبت ذلك ولو في حديث واحد من وجه معتبر
لقد رد كثير من المتأخرين أحاديث ابي الزبير التي لم يصرح فيها بالسماع، حتى منهم من ضعف جملة منها في صحيح مسلم. وهذا فهم خاطيء لمنهج الحفاظ العلماء
وكنت سألت شيخنا عبد العزيز الطريفي عن ذلك فقال:
ابو الزبير ليس مدلس، ومن اتهمه بالتدليس ورد خبره، فليأت بخبر واحد ثبت تدليسه فيه، بوجه معتبر!!، ولا يرد حديثه لمجرد العنعنه، بل ان كات ثمت مخالفة او نكارة في حديثه، هنا يتوقف في حديثه فقط،.أ. هـ،
قلت:
وخرج قبل فترة قصيرة كتاب للشيخ الفهد في منهج المتقدمين في التدليس، رد على من اتهمه بالتدليس بقوة وها انذا اذكر موجز الادلة:
1 - روى عنه شعبه ابن الحجاج ومع تعنته في التدليس وطعنه به لم يذكر عنه تدليس.
2 - اخراج مسلم لأبي الزبير جملة من روايته.
3 - الدارقطني استدرك على الصحيحين احاديث لم يشر ولو الى حديث واحد من احديثه.
4 - صحح احاديثه المعنعنة الترمذي وابن حبان وابن خزيمة وابو داود وابن الجارود وغيرهم.
5 - ترجم له البخاري وابو حاتم والعقيلي وابن عدي وابن حبان ولم يرموه بالتدليس.
6 - اخرج النسائي له اكثر من (60) حديثا وما علل شيئا منها، مع انه وصفه بالتدليس مما يدل على انه لا يعني رده لعنعنته بل يتوقف عند النكارة فقط
7 - صرح الحاكم صراحة على انه ليس بملس كما في معرفة العلوم (34).
8 - انه من اهل الحجاز وهم لا يعرفون التدليس.
9 - بالسبر لم يثبت انه دلس ولو حديثا واحدا
للتفصيل إرجع إلي هذه الرابطة: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-3070.html(129/71)
هل يجوز للرجل أن يُغنِّي لزوجته؟
ـ[بلال الخليلي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 09:59 م]ـ
هل يجوز أن يغني الرجل لزوجته - والعكس - بدون موسيقى؛ باعتبار أن قبيحه قبيح، وحسنه حسن؟!
مجرد سؤال.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:38 م]ـ
ما حكم غناء الزوج لزوجته أو العكس؟
سؤال:
ما حكم غناء الزوج لزوجته أو العكس
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
أباح الله تعالى للزوجين استمتاعهما بعضهما ببعض، ولم يحرَّم في الاستمتاع إلا الجماع في الدبر، والجماع في الحيض والنفاس، وأبيح ما عدا ذلك من اللمس، والنظر، والتقبيل، والتجمل، والتغزل، وما شابه ذلك من المباحات.
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
هل يجوز شرعاً أن تنظر المرأة إلى جميع بدن زوجها، وأن ينظر هو إليها بنية الاستمتاع بالحلال؟
فأجاب:
" يجوز للمرأة أن تنظر إلى جميع بدن زوجها، ويجوز للزوج أن ينظر إلى جميع بدن زوجته، دون تفصيل؛ لقوله تعالى: (والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) المؤمنون/ 5 - 7 انتهى.
" فتاوى إسلامية " (3/ 226).
ومن الاستمتاع الجائز بين الزوجين: أن تغني الزوجة لزوجها، ويغني هو لها، ولكن ... لا بد من شروط لهذا الغناء المباح، ومن هذه الشروط:
1. أن يخلو الغناء من استعمال المعازف، كالبيانو، والعود، وغيرهما.
2. الغناء كلامٌ، حسنه حسن، وقبيحه قبيح، لذا يجب أن يخلو الغناء من الطعن في أعراض الناس، أو من وصف امرأة بعينها، عدا عن وجوب خلوه من الكلام في العبادات والطاعات وشعائر الدين، ولا بأس أن يكون تغزلاً، ووصفا لكلا الزوجين، ولا حدود لذلك إن تعلق الأمر بهما، وقد جاز لهما ما هو أعظم من الوصف والتغزل اللفظي – وهو الجماع -.
3. أن لا يُسمِعا ذلك الغناء غيرهما، سواء من الأولاد – حتى لو كانوا صغاراً -، أو من الجيران، فضلاً عن غيرهم من الأجانب.
فيمنع سماع الأولاد هذا الغناء ولو كانوا صغاراً، لئلا يَحدث خلل في تربيتهم؛ ولما قد يقولونه للناس، ولما فيه من اهتزاز صورة أهليهم في أذهانهم وواقعهم، ومن المعلوم أنه ليس كل ما يباح بين الزوجين يَظهر في العلن أمام أولادهم، كالتقبيل، واللمس، والجماع.
وقد سئل الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله عن حكم غناء المرأة لزوجها.
فأجاب:
" إن كان المقصود بالغناء هو التطريب بالصوت الجميل، وبالألفاظ التي (يصلح) لكل مسلم أن ينطق بها: فتغني ما شاءت بشرط أن لا تضيع شيئاً من فرائضها.
أما إذا كانت تتغنى بألفاظ لا يجوز النطق بها - أصلاً - في الشرع: فلا فرْق حينذاك أن تغني لزوجها، أو لأخيها، أو لأختها؛ لأن الأمر - كما تعلم - من قوله صلى الله عليه وسلم (الشِّعر كلام، حسنُه حسنٌ، وقبيحه قبيح)، فإذا تكلم الإنسان بكلام قبيح: فهو محاسب عليه، وإذا تغنَّى به: ازدادت المؤاخذة ...
فإن غنَّت المرأة أمام زوجها بكلام مباح: فلتغنِّي، ولتطربه بما شاءت من غنائها، أما إذا كانت المقصود بالغناء الأغنية الخليعة التي أصبحت مهنة لبعض الفاسقين والفاسقات: فلا فرْق حينذاك بين غنائها لزوجها، أو للغريب عنها " انتهى.
انتهى
الفتوى رقم (10) الشريط (42) من سلسلة " الهدى والنور ".
الإسلام سؤال وجواب
ـ[بلال الخليلي]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:44 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ...
أنا أقصد -مثلا- أغنية معاصرة معروفة، هل يجوز لي أن أغنيها لزوجتي؟
لو كانت الأغنية مثيرة للغرائز، فهي لزوجتي وليس لامرأة أخرى، فما الضير في ذلك؟
فهل يجوز؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:46 م]ـ
فإن غنَّت المرأة أمام زوجها بكلام مباح: فلتغنِّي، ولتطربه بما شاءت من غنائها، أما إذا كانت المقصود بالغناء الأغنية الخليعة التي أصبحت مهنة لبعض الفاسقين والفاسقات: فلا فرْق حينذاك بين غنائها لزوجها، أو للغريب عنها " انتهى.
انتهى
الفتوى رقم (10) الشريط (42) من سلسلة " الهدى والنور "
ـ[أبو مازن السلفي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:39 ص]ـ
هل يجوز أن يغني الرجل لزوجته.
ماذا تعني أخي الكريم؟
هل تعني: أن يُغني لها؟
أم: يُغني «عليها»؟!
"ابتسامة"
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[08 - 07 - 10, 05:56 ص]ـ
فإن غنَّت المرأة أمام زوجها بكلام مباح: فلتغنِّي، ولتطربه بما شاءت من غنائها، أما إذا كانت المقصود بالغناء الأغنية الخليعة التي أصبحت مهنة لبعض الفاسقين والفاسقات: فلا فرْق حينذاك بين غنائها لزوجها، أو للغريب عنها " انتهى.
انتهى
الفتوى رقم (10) الشريط (42) من سلسلة " الهدى والنور "
كلام غير مقنع بصراحة .......
كيف توصف الأغنية بالخلاعة و هي للزوج؟ هل فيها وصف الخمر أو المخدرات مثلا؟! و كيف لا يفرق بين غنائها للزوج أو للغريب؟!(129/72)
إشكال في فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ..
ـ[صالح الديحاني]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:52 م]ـ
إشكال في فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ..
قال الشيخ د. أحمد القاضي في " ثمرات التدوين ":
سئل شيخنا رحمه الله:
اتفق كفيل مع عامله أن يجهز له مغسلة ثياب بالأجهزة اللازمة، فيقوم العامل بتشغيل المحل ويدفع أجراً معلوماً لكفيله كل شهر، فما الحكم؟
فأجاب:
يحرم من وجهين:
1) مخالفة الأنظمة حيث أن للدولة نظر في ذلك للمصلحة العامة.
2) الجهالة في العقد إذ لا يُدرى أيخسر أم يربح في هذه المضاربة.
فسألته: لو اتفقا على نسبة مشاعة؟
فأجاب: يصح، لكن يبقى المحذور الأول.
انتهى ..
*الإشكال عندي -هو في الوجه الثاني -:
ألا يكون هذا العقد أشبه بالإجارة منه بالمضاربة؟
فلو أن رجلاً جهّزَ محلاً وأجره على شخص بحيث يحدد مبلغاً معيناً يدفعه كل شهر أو كل ستة أشهر أو كل سنة .. أليس هذا من الأجرة المباحة؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:06 ص]ـ
لعل الشيخ خرجها على كونها مضاربة لأن العامل يأتي بجهده وبدنه وبقية الأمور يأتي بها رب المال مثل المواد الخام اتلي تستخدم في التنظيف وما يلزم هذه المغسلة من أشياء لا تنفع للأجرة كأسلاك تعليق الملابس أيضاً فإن هذه تتلف عينها ومعلوم أن الإيجار عقد على منفعة وليست على عين أي أن العين لا بد أن تكون باقيه بعد انتهاء مدة الإجارة والمواد الخام التي ستستخدم في غسل الملابس وتكييسها ليست كذلك ..
فلو أن السائل قال له أن الأجار يكون على معدات فقط لتوجه هذا الإشكال وهذا توجيه لكلام الشيخ من كيسي لا يلزم صحته ولكن حتى نجد لكلام العلماء الفقهاء محمل في الصواب فيجب حمله عليه
ـ[صالح الديحاني]ــــــــ[09 - 07 - 10, 04:35 م]ـ
شكر الله لك ..
لكن المعروف عندنا -في السعودية- أنهم (يؤجرون!) العين فقط كالمغاسل والمكبس وغيره .. أما باقي الأدوات فعلى من (استأجر!) ...
على افتراض أن المسألة (أجرة) ..(129/73)
الشيخ إسماعيل الأنصاري وجهوده في خدمة السنة النبوية
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[07 - 07 - 10, 11:39 م]ـ
المقدمة:
الحمد لله قدَّم مَن شاء بفضلِه، وأخَّر مَن شاء بعَدلِه، لا يعتَرِض عليه ذو عقلٍ بعقله، ولا يَسأَلُه مخلوقٌ عن عِلَّة فعله، هو الكريم الوهَّاب، مُسبِّب الأسباب، وهازِم الأحزاب، وخالِق الناس من تُراب، وأصلِّي وأسلِّم على المبعوث رحمةً للعالمين، سيِّد الثقلين محمد بن عبدالله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى آلِه وصحبه ومَن والاه.
وبعد:
فقد خدم السنَّةَ النبويَّةَ عُلماءُ أَجِلاَّء، قرَّبوا لنا البعيد، ووضَّحوا كلَّ مُشكِل ومُجمَل بأسلوبٍ مُيسَّر وقريب، ومن هؤلاء الأفذاذِ الشيخُ إسماعيل الأنصاري - رحمه الله - فقد تَناوَلتُ في هذا التقرير اسمه ونسبه، أوَّل طلبه للعلم، شيوخه ومُجِيزوه، بعض تلاميذه الدارِسين عليه، علمه وسعة اطِّلاعه، ثناء أهل العلم عليه، عبادته وشمائله، عقيدته، مذهبه، وظائفه، مؤلَّفاته، تحقيقاته وتعليقاته، في قصَّة الخلاف بين الشيخ إسماعيل الأنصاري وبين الشيخ الألباني - رحمهما الله، وفاته.
واللهَ أسألُ أنْ أكون وُفِّقتُ في عرض الموضوع، فما كان صَوابًا فمن الله وحدَه، وما كان من خطأ فمِنِّي ومن الشيطان، والحمدُ لله ربِّ العالمين.
• • •
ترجمة الشيخ إسماعيل الأنصاري
نسبه:
هو العلاَّمة المحقِّق السلفيُّ المحدِّث الفقيه الأصولي اللغوي أبو محمد إسماعيل بن محمد بن ماحي بن عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن خالد بن محمد بن محمود عُرِف بحوًّ بن محمد بن خالد بن أبي أيوب بن محمد بن يعقوب بن محمد بن يعقوب بن فاخر بن عتاهية بن أبي أيوب بن حيُّون بن عبدالواحد بن عفيف بن عبدالله بن رواحة بن سعيد بن الخزرج سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري.
مولده:
وُلِد الشيخ بصحراء إفريقيا الغربيَّة بمالي، عام (1340هـ).
أوَّل طلبه للعلم:
وشرَع الشيخ - رحمه الله - في حفْظ القرآن من صِغَرِه، وأتمَّه برواية نافع وهو ابن سبع سنين، على يد عمِّه الشيخ محمد بن عبدالرحمن الأنصاري، ثم شرَع في تلقِّي العلوم الشرعيَّة والعربيَّة عن العلماء من أقاربه وغيرهم.
فأخذ "الرسالة" في مذهب الإمام مالك عن الشيخ محمد بن الأمين الأنصاري، وقرأ "مختصر خليل" على الشيخ محمود بن محمد الصالح، وقرأ "ألفية ابن مالك" على خاله الشيخ محمد بن هارون الإدريسي، وأتقَنَها وأتقَنَ حِفظَها كاملةً، وكان يقرَؤُها حفظًا طردًا وعكسًا!
وأخَذ عن خاله "شرح التلخيص" في علم البلاغة، وأخَذ عن ابن خاله الشيخ عيسى القاضي "الجوهر المكنون" في علم البلاغة أيضًا.
كما قرأ كتب الحديث على مشايخه، وأجازوا له في الوعظ والإرشاد والتدريس والرِّواية، بعد أن ثبتَتْ عندهم مقدرته.
قال تلميذه الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبيه فيه: "وقد اهتمَّ في صغره هناك بطلب العلم، وبذَل جهدًا كبيرًا رغمَ الصُّعوبات، وقِلَّة الإمكانيَّات، فذكر أنَّه في سنِّ الطلب كان يكلف بالحفظ، وكان يَقطَع نصف الليل أو ثلثَيْه في الدرس، ولم يكن عندهم كهرباء ولا سرج، وإنما يُوقِدون بالحطَب، ويقرَؤُون على ضوء النار، حتى إنَّه يُغالِب النوم فيُمسِك الكتاب بيده بعد أن يُعلِّقه في حبل مربوط في السقف، أو عمود الفسطاط، حتى لا يسقط الكتاب إذا غلَبَه النُّعاس.
وقد توغَّل في علم النحو والصرف واللغة، وحَفِظ ألفية ابن مالك، وكلَّفَه مشايخه بحفظ كثيرٍ من المتون نظمًا ونثرًا، حتى حفظ قصيدة كعب بن زهير في مدح النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رغم بلاغتها".
شيوخه ومُجِيزوه:
أخَذ الشيخ - رحمه الله - عن كثيرٍ من أهل العلم، بالتلقِّي والإجازة، فمن أولئك:
• محمد بن عبدالرحمن الأنصاري.
• محمد بن تاني الأنصاري.
• محمد بن الأمين الأنصاري.
• محمود بن محمد الصالح.
• محمد الصالح بن محمد.
• محمد بن هارون الإدريسي، خال الشيخ.
• عيسى بن محمد بن هارون الإدريسي، ابن خال الشيخ.
• حمود بن عبدالله بن حمد التويجري.
• عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني المغربي الطنجي.
• أخوه عبدالعزيز الغماري.
• أحمد بن محمد بن محمد بن يحيى زبارة الحسني اليمني، مفتي اليمن.
• فضل الله بن أحمد بن علي الجيلاني الهندي ثم المدني شارح "الأدب المفرد".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/74)
• حبيب الرحمن بن صابر بن عناية الله الأعظمي.
بعض تلاميذه من الدارسين عليه، أو المُجازِين منه:
• عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين (دراسة).
• عبدالرحمن بن عبدالله الفريان (دراسة).
• عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام (دراسة).
• صالح بن غانم السدلان (دراسة).
• ربيع بن هادي عمير المدخلي (إجازة).
• زكريا بن عبدالله بيلا المكي الشافعي (إجازة).
• عبدالله بن حمود بن عبدالله التويجري (دراسة وإجازة).
• صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ (دراسة وإجازة).
• محمد بن عمر بن عبدالرحمن بن عقيل، أبو عبدالرحمن الظاهري (إجازة).
• رعد بن صالح الذيب (إجازة).
• عبدالمجيد بن إبراهيم الوهيبي (إجازة).
• محمد بن هادي المدخلي (إجازة).
• عبدالعزيز بن محمد السدحان (دراسة).
وقد أجاز الشيخ - رحمه الله - جميعَ أبنائه، وهم: محمد، وأحمد، وبلال، وحسَّان، وعمر، وعبدالإله، وقيس، وصهيب، وكذلك أجاز بناته الست.
وتلاميذ الشيخ - رحمه الله - كثيرون جدًّا، فقد كان مجلسه عامرًا بطلاب العلم، لا يَكاد يخلو منهم من مختلف البلدان، وكان كثيرٌ من الطلاب يرحلون إليه أو يُراسِلونه للأخذ عنه.
علمه وسعَة اطلاعه:
كان الشيخ - رحمه الله - ذا علمٍ ومعرفة بالتفسير والتوحيد، والفِرَق والنِّحَل، والفقه والحديث، والنحو والبلاغة والأدب، واسِع الاطلاع والقِراءة، لا يخلو كتابٌ من كتبه من تعليقٍ له عليه، بالتصحيح أو التأييد أو التعقُّب، وفي غلافِ كلِّ كتاب غالبًا مختصرٌ للمسائل والفوائد، سهَّل عليه الرجوع إليها عند الحاجة لها.
قال الشيخ صالح بن محمد اللحيدان - رئيس المجلس الأعلى للقَضاء، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية -: "وهو يُعتَبَر من العُلَماء النادرين ... فهو بحقٍّ من خِيار العُلَماء، وهو بحقٍّ من خِيارهم أيضًا سمتًا وأدبًا، ومن خِيارهم غيرةً على عقيدة التوحيد، واهتِمامًا بها، وكان على قدرٍ كبير من معرفة الحديث ورجاله، والفقه والعقيدة".
وقال فيه تلميذه الشيخ عبدالله الجبرين: "وقد توغَّل في علم النحو والصرف واللغة"، وقال: "وأمَّا سيرته فهو من بحور العلم وأهل التفنُّن، ومن أهل العبادة والصلاح ... ".
وقال الشيخ زكريا بن عبدالله بيلا فيه: "وإنِّي قد تعرَّفت به في المدرسة الصولتيَّة، فعرفت فيه الأخلاق الفاضلة، والصِّفات الحميدة العالِيَة، صاحب همَّة وثَبات، وقوَّة علميَّة وعارضة وثبات، يَعكُف على المطالعة والمراجعة، والبحث بلا ملل يَعتَرِيه، ولا كسلٍ يَستَحوِذ عليه".
وقال تلميذه الشيخ صالح بن غانم السدلان - الأستاذ بالدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض -: "والشيخ إسماعيل - رحمه الله - صاحب تحقيق، وذو عقيدةٍ سليمة، ومنهج قيِّم، ولديه تمكُّن في علْم الجرح والتعديل وعلم الحديث - رحمه الله رحمة واسعة".
وقال الدكتور محمد بن محمد بن الأمين الأنصاري فيه: "عَلَمٌ في الفقه الإسلامي، وجِهبِذٌ في السنَّة وعلومها، وناقد أصولي لغوي بارز، عرف البحث العلمي والدِّفاع عن العقيدة والسنَّة".
وقال الشيخ صالح اللحيدان في سعَة اطِّلاعه: "وكان الشيخ إسماعيل - رحمه الله - واسِعَ الاطِّلاع، نقيَّ السَّريرة، من النوادر في الاهتِداء إلى مَواطِن البحث العلمي وأماكن المسائل، فكانت له طريقته الفذَّة - رحمه الله".
ثم قال الشيخ صالح اللحيدان: "وهو من النوادر في معرفة أماكن البحث في عددٍ من الكتب، إذا أراد إعدادَ بحثٍ معيَّن، سرعان ما يحدِّد أماكن أُصُوله".
وقال الشيخ عبدالله الجبرين: "قد وهَبَه الله - تعالى - القدرة على الإنشاء، وسهلت عليه الكتابة، وتمكَّن من الاطِّلاع على الكتب ومعرفة محتوياتها ... وقد بَقِيَ طولَ هذه السِّنين، عاكِفًا على البحث والكتابة".
ثناء أهل العلم عليه:
وقد أثنى عليه - رحمه الله - جمعٌ من أهل العلم، فمنهم:
• سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مفتي الديار السعودية سابقًا - رحمه الله.
• سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، مفتي المملكة العربية السعودية سابقًا - رحمه الله.
• الشيخ صالح بن محمد اللحيدان.
• الشيخ عبدالرزاق عفيفي.
• الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل.
• الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/75)
• الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان.
• الشيخ عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي.
• الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع.
• الشيخ ربيع بن هادي المدخلي.
• الشيخ صالح بن غانم السدلان.
• وقال الشيخ عبيدالله الرحماني في أوَّل إجازته له: "الكاتب الخبير، الناقد البصير، المحقِّق الجليل، صاحب التآليف الممتِعة، والمقالات الرنانة، فضيلة الشيخ العلامة إسماعيل بن محمد الأنصاري الخزرجي السلفي، المدرِّس بالمدرسة الصولتيَّة والمسجد الحرام، ثم بمعهد إمام الدعوة في الرياض سابِقًا، ومحضر البحوث والإرشادات في دار الإفتاء بالرياض الآن، حفِظَه الله ورعاه، وأبقاه ذخرًا للإسلام والمسلمين".
ووصَفَه آخرون بالعلاَّمة أو المحدِّث أو بهما جميعًا، منهم:
• الشيخ عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري.
• الشيخ أبو بكر بن محمد أحمد التمكتي، المدرِّس بالمسجد النبوي.
• الشيخ المنتصر بالله الكتاني.
• الشيخ ياسين الفاداني، وغيرهم.
عبادته وشمائله:
كان الشيخ - رحمه الله - ذا عبادةٍ وتُقى ووَرَع وحبٍّ للخير، مُكثِرًا من الأعمال الصالحة، كريمًا مُتَواضعًا، ليِّن الجانب، حسن السَّمت، لا يضحك إلا تبسُّمًا، حَيِيًّا، سَخِيًّا، قليل الكلام، يُحادِث جليسه في العلم فيمتعه، ولا يبخَل عليه بشيءٍ من العلم، ولا يردُّ سائِلاً ما استَطاع، يُعِير كتابه لِمَن أراد استعارَتَه، وكم كتابٍ فقَدَه الشيخُ بسبب ذلك، ولم يمنعه ذلك من الإعارة!
وقال فيه الشيخ عمر عبدالجبار: "وكنت أتمنَّى الاجتِماع به، إلى أنْ أسعدني الحظُّ بملاقاته، في ذي الحجة سنة 1377هـ، فأكبرت فيه تَواضُعَه وتقشُّفَه، وزهدَه وورعَه، ووقارَه وطِيبَ حديثِه، وأمَلَه العظيم في حماية الدين ونشر العقيدة، بما ستُخرِجه المعاهد والكليَّات من طلابٍ سوف يحملون مشاعل الدين والدعوة إلى الله، فيعود للإسلام مجدُه وعزُّه، حقَّق الله الآمال، وأكثر من أمثاله، زهدًا وورعًا وتقوى".
وقال الشيخ عبدالله ابن جبرين: "وأمَّا سيرته فهو من بحور العلم، وأهل التفنُّن، ومن أهل العبادة والصَّلاح، والمحافظة على الأعمال الصالحة؛ من تهجُّد وتلاوة، وذِكْرٍ وأوراد، وأدعية وقربات، وكذلك كان جوادًا كريمًا، كثير النفَقَة بما حصَل له، قانِعًا بما يتيسَّر ... وقد تحمَّل دينًا وحقوقًا للغير؛ لكثرةِ ما يعتَرِيه من النفقات والمَغارِم، سيَّما للمهاجرين من الأنصار وغيرهم".
عقيدته:
وكان الشيخ - رحمه الله - سنيًّا سلفيًّا يَسِير على نهج السَّلَف الصالح، ويقتَفِي آثارَهم، في الصغير والكبير، ذابًّا عن اعتِقاد أهل السنَّة، رادًّا على مَن سوَّلت له نفسه انتقاصها، أو إدخال شيءٍ فيها ليس منها.
قال الشيخ صالح اللحيدان فيه: "إنَّه من خيرة العلماء، ومن أهل العقيدة الصافِيَة، والمنهج السلفي السليم، ومن أخلص الناس ولاءً لعقيدة التوحيد، وولاءً لهذه الدولة السعوديَّة، التي قامَتْ على أساس عقيدة التوحيد الخالص".
وقال الشيخ عبدالله بن الجبرين فيه: "وقد بقي طولَ هذه السنين عاكفًا على البحث والكتابة، والتعقُّب للمقالات التي تعتَرِض على التوحيد، أو تنتَقِد شيئًا من تَعالِيم الإسلام، وألَّف في ذلك عِدَّة رِسالات مطبوعة مشهورة، في فنون متعدِّدة".
وقال الشيخ زكريا بن عبدالله بيلا، في ترجمة الشيخ إسماعيل: "ومن حيث عقيدة فضيلته، فقد كانت سلفيَّة، يُصارِح بها الكبير والصغير، ويعتزُّ بها، ومَن لا يعتزُّ بالسلفية؟! ".
وقال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - عن الشيخ إسماعيل: "هذا إمام سلفي".
وقال عنه: "فضيلة الشيخ إسماعيل الأنصاري أحد العلماء المُعتَبَرِين، وقد أسنَدنا إليه إعدادَ بحوث علميَّة تتولَّى اللجنة الدائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء الاستعانة بها في تقديم بحوثها إلى هيئة كِبار العلماء؛ لدراسة مواضيعها لدى الهيئة في دوراتها، وليس لدينا في الرِّئاسة من البحَّاثة مَن هو أفضل منه علمًا ونشاطًا، وقدرةً وسعَة اطِّلاع، وهو بحقٍّ يُعتَبَر من العلماء الأفاضل".
وذكَر الشيخ العبدلي شِدَّةَ غيرة الشيخ إسماعيل على الشريعة، وردوده على المبتَدِعة والمُخالِفين، وذكَر قصصًا في ذلك، ثم قال: "الشيخ إسماعيل من الصفوة، لا، بل من صفوة الصفوة"، ودعا له بخير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/76)
وقال الشيخ صالح السدلان: "والشيخ إسماعيل - رحمه الله - صاحب تحقيق، وذو عقيدةٍ سليمة، ومنهج قيِّم".
مذهبه:
تلقَّى الشيخ أيام طلبه العلم المذهبَ المالكي عن شيوخه، وقرَأ عليهم بعضَ كتبه، إلا أنَّه مع ذلك لا يحبُّ التقليد دون دليل.
وقال: "أنا لا ألتَزِم بمذهبٍ معيَّن، بل أقول بما قال به الدليل".
وقال الشيخ زكريا بن عبدالله بيلا: "وممَّا يَزِيد فيه إعجابًا كونُه مالكيَّ المذهب، وبارِع فيه، ومع ذلك كان مستبصرًا يتطلَّب الدليل، ويتمشَّى معه إذا وجَدَه، ولا يَركَن إلى التقليد الصِّرف في مسألةٍ تمرُّ عليه، وهذه طريقةٌ حميدةٌ، بَعُدَ غورُها على كثيرٍ من المقلِّدة، ممَّن لم يعتنِ بالأبحاث العلميَّة، ويبذل في سبيلها جهودَه الكبيرة، ليَقِفَ على مأخذ العلماء ومداركهم.
والأئمَّة أنفسُهم يحثُّون على سواء السبيل، ويحبِّذون إعمالَ الجهد، وتَعاطِي الدليل، كما يَفهَم ذلك كلُّ مَن وقَف على كلامهم".
وظائفه:
• وفي عام (1369هـ) قَدِمَ الشيخُ مكَّة المكرمة، وفي ذلك العام اختِيرَ مُدرِّسًا "بالمدرسة الصولتيَّة"، وظلَّ مدرِّسًا بها وبالمسجد الحرام، حتى عام (1374هـ).
• وفي عام (1375 هـ) نُقِل الشيخ مدرسًا "بمعهد إمام الدعوة"، واستمرَّ في التدريس فيه حتى عام (1382 هـ).
• وفي عام (1382 هـ) نُقِل الشيخ إلى "دار الإفتاء"، وعمل مرشدًا دينيًّا بها، واستمرَّ في ذلك حتى استَقال منها في عام (1384هـ).
• وفي عام (1384هـ) عُيِّن الشيخُ قاضيًا، واستمرَّ فيه سنةً وشهرين، ثم نُقِل بعدُ إلى "دار الإفتاء" مرَّة أخرى عام (1385هـ)، وعُيِّن مديرًا للمكتبة السعوديَّة فيها، واستمرَّ كذلك حتى عام (1393 هـ).
• وفي عام 1402هـ مُنِحَ من قِبَل رِئاسة إدارات البحوث العلميَّة والإفتاء والدعوة والإرشاد شهادةً علميَّة بدرجة: أستاذ؛ لبحوثه القيِّمة للجنة الدائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء.
• ثم عُيِّن الشيخ باحثًا "بدار الإفتاء"، واستمرَّ كذلك حتى عام (1405 هـ)، حيث أُحِيلَ إلى التقاعُد.
• وما انفكَّ - رحمه الله - حتى وفاته يَكتُب الكتب والبحوث والرسائل المفيدة، وما زالت "دار الإفتاء" تستَفِيد منه حتى بعد تَقاعُده إلى أن تُوُفِّي - رحمه الله رحمة واسعة.
مؤلفاته:
وكان الشيخ - رحمه الله - مُكثِرًا من التآليف والمقالات التي ينشرها في المجلات والصحف، والتعليق والتحقيق للكتب المخطوطة، فمنها:
• إباحة التحلِّي بالذهب المحلَّق للنساء، والرد على الألباني في تحريمه، (ط).
• الإرشاد في القطع بقبول الآحاد، (ط).
• الإلمام بشرح عمدة الأحكام، في مجلدين، (ط).
• الانتصار لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، (ط).
• بيان موقف المحقِّقين من انحرافات المتصوفة، وهو رد على علوي المالكي، نُشِر في بعض أعداد المنهل عام (1374هـ) بعنوان "الصوفية وتفسير القرآن"، (ط).
• تجريد أحاديث الإسراء والمعراج من تفسير ابن كثير، والتعليق عليها، (ط).
• تحريم الملاهي، (ط).
• التحفة الربانية شرح الأربعين النووية، مع الأحاديث التي زادَها ابن رجب، (ط).
• تصحيح حديث صلاة التراويح عشرين ركعة، (ط).
• التعقُّبات على سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني، (مخطوط).
• رسالة في شأن الخضر - عليه السلام، (خ).
• رسالة في نقد الاشتراكية، (ط).
• رسالة في الردِّ على الألباني في انتقاده الشيخ سليمان بن عبدالله بن الإمام محمد بن عبدالوهاب، بقوله: "إنَّه لا يُعتَمد عليه في التخريج"، (ط).
• رسالة في منع إثبات شهر رمضان بالحساب الفلكي، وهو ردٌّ على رسالة الشيخ أحمد شاكر في إباحة ذلك، نشر في عددين من جريدة البلاد، في عام (1375 هـ)، بعنوان "لو غيرك قالها يا أستاذ! "، (ط).
• ردٌّ على الغزالي، (خ).
• ردٌّ على محمد بن علوي المالكي في كتابه "مفاهيم يجب أن تُصَحَّح"، (خ).
• القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل - صلَّى الله عليه وسلَّم - (ط).
• القول المستجاد في صحة قصيدة بانت سعاد، (ط).
• موقفنا من حملة الألباني على ابن حبان، (خ).
• النبذة النحوية، في ترتيب الآجرومية، (ط).
• نشيد الفرح، (ط).
• نقد تعليقات الألباني على شرح الطحاوية، (ط).
• كتاب تتبَّع فيه أحكام القرآن لأبي بكر ابن العربي المالكي، (خ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/77)
• كتاب في الرد على مُنكِر السنة النبوية في مجلد، ردَّ به على رشاد خليفة إمام مسجد توسان، (خ).
• تنبيهات على تحقيق الدكتور فاروق حمادة لكتاب عمل اليوم والليلة للنسائي، (ط).
• حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية في بلاد المسلمين (ط) بتقديم سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز - رحمه الله.
• جزء في جواز الاستعانة بالمشركين، (خ).
• رد على كتاب ضعيف كتاب التوحيد لصغير الشمري (خ) وغيرها.
تحقيقاته وتعليقاته:
صحَّح الشيخ كتبًا كثيرة وعلَّق عليها، منها:
• شرح العقيدة الواسطية؛ لهراس (ط).
• تطهير الاعتقاد؛ للصنعاني (ط).
• تحفة الناسك بأحكام المناسك؛ للشيخ محمد بن عبدالوهاب، (ط).
• الرد على الجهمية ويليه كتاب السنة؛ كلاهما للإمام أحمد (ط).
• مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأبي حفص البزار (ط).
• الوابل الصيب؛ لابن القيم (ط).
• كتاب الكبائر؛ للشيخ محمد بن عبدالوهاب (ط).
• مجموعة المناسك لابن تيمية وابن القيم والصنعاني (ط).
• فتح المجيد شرح كتاب التوحيد؛ للشيخ عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب (ط).
• قرة عيون الموحدين؛ للشيخ عبدالرحمن بن حسن (ط).
• حكم حلق اللحية في الإسلام؛ للشيخ محمد الحامد (ط).
• الفقيه والمتفقه؛ للخطيب البغدادي (ط).
• ثلاثة مسائل في العقيدة، يجب تعلمها على كل مسلم ومسلمة؛ للشيخ محمد بن عبدالوهاب (ط).
مقالاته في الصحف والمجلات وردوده فيها:
• رد على أبي الوفاء درويش، في تكذيبه حديث عائشة - رضِي الله عنْها - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - سُحِر، نشر في عدد من أعداد مجلة الجزيرة في شهر رمضان (1380هـ).
• مقال طويل بعنوان "حديث رمضان" نُشِر في 14/ 9/1389هـ في جريدة البلاد.
• تحقيقات على تحقيقات في السيرة النبوية، مقال ردَّ به على الشيخ عبدالعزيز بن راشد في قوله بأنه لا يؤخذ في السيرة النبوية إلا بما في الصحيحين دون ما سواها من كتب الحديث والسيرة، نُشِرت في بعض أعداد مجلة المنهل عام (1373 هـ).
• تعقيب على الشيخ مصطفى العلوي الشنقيطي في إثباته حديث ((لا تنكحوا القرابة القريبة))، نُشِر في مجلة المنهل عام (1375 هـ).
• مقال في أهميَّة الإسناد في الدين، نُشِر في مجلة الجزيرة، في عدد شهر رجب عام (1386هـ).
• مصطلح الحديث من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، نُشِر في أعداد من جريدة اليمامة.
• تعقيب على فضيلة الشيخ عبدالله الخياط، حول درجة حديث أبي ذر - رضِي الله عنْه - الطويل المذكور فيه عدد الأنبياء، نشر في عدد جريدة البلاد في 9/ 7/1374هـ.
في قصة الخلاف بين الشيخ إسماعيل الأنصاري وبين الشيخ الألباني - رحمهما الله - لقد كان الشيخ - رحمه الله - غَيُورًا على العقيدة السلفيَّة والسنَّة، ومن حين وصوله إلى مكة عام (1369هـ) بدأ تعقُّب ما يَراه مُخالِفًا، سواء كان ذلك للعقيدة أو السنَّة أو القول الراجح من أقول الفقهاء ... وهكذا.
وبدأ نشر رُدودِه تلك في الصحف والمجلات السعودية في ذلك الوقت، وكان من جملةِ مَن تعقَّبهم - رحمه الله - في بعض المسائل العلمية في ذلك الوقت:
• الشيخ العلامة المحدث أحمد شاكر، في عددين.
• الشيخ العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي، صاحب "أضواء البيان".
• الشيخ العلامة المحدث عبدالحق بن عبدالواحد الهاشمي، وهو أحد شيوخه.
• الشيخ محمد حامد الفقي، في عِدَّة مقالات.
• الشيخ عبدالعزيز بن راشد.
• الشيخ العلامة عبدالله الخياط.
• الشيخ علوي بن عباس المالكي، في ثلاثة مقالات بعنوان "الصوفية وتفسير القرآن".
• محمد مصطفى العلوي الشنقيطي.
• محمود الملاح، في ثلاثة مقالات.
• عبدالمنعم النمر.
• الأديب أحمد محمد جمال، في عدة مقالات.
• أبو تراب بن عبدالحق الظاهري اللغوي.
• محمد حسن عواد.
• بنت الشاطئ وغيرهم.
وكان - رحمه الله - يلتَزِم في رُدُوده تلك بالإنصاف والأدب والتجرُّد للحق، وعدم المداراة، حتى أحبَّ ردودَه وحرص عليها كبارُ أهل العلم في ذلك الوقت؛ كمفتي الديار السعودية حينذاك الشيخ العلاَّمة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - ومفتى الديار السعودية السابق الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وفضيلة الشيخ العلاَّمة صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى، وغيرهم كثير.
فصل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/78)
وكان مِن جُملة مَن ردَّ عليهم - رحمه الله - في تلك السنين: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - فقد رأى الشيخ - رحمه الله - كتابه "آداب الزفاف"، ووقف على مخالَفة الشيخ الألباني فيه أهل العلم، بقوله بحرمة تحلِّي النساء بالذهب المحلَّق.
فكتب الشيخ إسماعيل ردًّا عليه تعقبه فيه، وبيَّن خطَأَه في ذلك القول، وأنَّه خالَف أهل العلم في ذلك، وذكَر أقوال أهل العلم في تلك المسألة، وحكايةَ بعضهم الإجماعَ على جواز تحلِّي النساء بالذهب مطلقًا، وغير ذلك.
ولمكانةِ الشيخ الألباني عند الشيخ إسماعيل - رحمهما الله - لم يُبادِر إلى نشره كما فعَل مع غيره، بل أرسَلَه إلى الشيخ الألباني، لعلَّه إن اطَّلَع عليه أن يَرجِع، فلا تكون حاجة لنشره، ويستَدرِك الشيخ الألباني ذلك الخطأ في طبعات كتابه ذلك، إلا أنَّ الشيخ الألباني رفَض ذلك، وأصرَّ على قوله.
فنشر الشيخ إسماعيل - رحمه الله - ردَّه في "مجلة المنهل" في عددين، وأثنى - رحمه الله - في مقدمة ردِّه على الشيخ الألباني، وبيَّن فائدة الكتاب، وحِرْصَ مؤلفه - الألباني - على السنَّة النبويَّة، إلا أنَّه عاب عليه فيه تلك المسألة، وهذا نصُّ كلامه في أوَّل المقال، قال الشيخ إسماعيل الأنصاري - رحمه الله -: "كتب العلاَّمة الجليل المحدِّث ناصر الدين الألباني رسالةً قيِّمة في آداب الزفاف، تحرَّى فيها الإرشاد إلى السنَّة النبويَّة غايةَ التحرِّي".
قد استحسَنَّا ما مرَرْنا عليه من بحوثها، ومع ذلك قد أَشكَل علينا رأي الأستاذ في موضوع تحلية النساء بالذهب؛ لما أنَّه قد سلك فيه مسلكًا لم نقف بعد التتبُّع والاستِقراء التام، على مَن سبَقَه إليه، إلا ما في كتاب "الروضة الندية"؛ للعلامة صديق حسن خان، وما في كتاب "حجة الله البالغة"؛ للدهلوي، أمَّا مَن قبلهما فلم نجد إلا قولين: أحدهما لجمهور السلف الصالح وهو الإباحة، والثاني: قول أبي هريرة - رضِي الله عنْه - وهو المنع المُطلَق، إن صحَّت الرواية عنه.
وفاته:
كان الشيخ - رحمه الله - ضعيفَ البنيَة، تكاثَرت عليه الأمراضُ حتى أقعدَتْه ومنعَتْه الخروجَ، وفي آخِر حياته كان يتردَّد على المستشفيات كثيرًا، واستمرَّ كذلك قرابةَ السنتين، تارَةً تتحسَّن صحَّته فيخرج إلى منزله شهرين أو ثلاثة، وتارَةً يعود إليه، إلى أن توفاه الله والناس في صلاة فجر الجمعة (26/ 11 ذو القعدة 1417هـ)، وصلي عليه بالجامع الكبير بالرياض، وأمَّ المصلِّين تلميذه فضيلةُ الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربيَّة السعوديَّة حاليًّا، ودُفِن بمقبرة العود بالرياض - رحمه الله رحمة واسعة، وأسكَنَه فسيح جناته.
مراجع التقرير ومصادره:
• هدي الساري إلى أسانيد الشيخ الأنصاري.
• الجواهر الحسان؛ الشيخ زكريا بن عبدالله بيلا.
• السلسلة الضعيفة؛ للشيخ العلامة الألباني.
• إباحة التحلِّي بالمذهب المحلق للنساء، والرد على الألباني في تحريمه؛ للشيخ الأنصاري.
صحف ومجلات:
• جريدة البلاد والدعوة والندوة وعكاظ والمنهل وراية الإسلام.
• مقدمات بعض كتبه - رحمه الله.
بعض مواقع الإنترنت:
• موقع أهل الحديث.
• موقع الألوكة، وغيرها.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[08 - 07 - 10, 01:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم ..
لكن العنوان أكبر بكثير! من الموضوع! وقد يكون في رسالة ماجستير أو دكتوراه!
وفقك الله ..(129/79)
المدارس الفقهية المالكية ووجه تقديم بعضها على بعض .. -دعوة للنقاش-
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 02:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله خير نبي اجتباه ورحمة للعالمين أرسله
اخواني الفضلاء المالكية هذه بعض تحريرات المنقولة من الكتب عن المدارس المالكية المعتمدة عند ائمتنا رضي الله عنهم، و أريد الاشارة الى ان التقسيم الوارد أدناه لا اعتمده لكوني اذهب إلى تقديم المدرسة العراقية فالاندلسية التي تندرج ضمن المدرسة المغربية ثم بعدهما المغربية فالمدنية.
المدارس المالكية:
1 - مدرسة المدينة:
تعد مدرسة المدينة هي المدرسةَ الأم، والنبع الذي انبثقت منه كل روافد المذهب، وضُربت إليها أكباد الإبل في حياة الإمام، وحتى بعد وفاته؛ إذ لم تنقطع حلقات المذهب في المسجد النبوي، يتصدرها كبار تلاميذ مالك المدنيون: كابن الماجشون (ت212هـ)، ومطرف (ت214، وقيل: 219، وقيل: 220هـ)، وابن دينار (ت182هـ)، وغيرهم.
2 - المدرسة العراقية:
ثم ظهرت المدرسة العراقية على يد بعض تلاميذ الإمام مالك كعبد الرحمن بن مهدي (ت198هـ)، وعبد الله القعنبي (ت221هـ)، وأحمد بن المعذَّل.
وقد تأثر منهج المدرسة العراقية بالمدرسة الفقهية السائدة في العراق ألا وهي: ((مدرسة أهل الرأي))، ونتيجة لهذا التأثر تميزت مدرسة العراق المالكية بميلها إلى التحليل المنطقي للصور الفقهية، والاستدلال الأصولي، وعلى رأس أولئك القاضي أبو الحسن ابن القصار (ت397هـ)، وابن الجلاب (ت378هـ)، والقاضي عبد الوهاب (ت422هـ).
3 - المدرسة المصرية:
وكانت المدرسة المصرية - حينئذ - في أقوى أحوالها، مما جعلها تحتل مركز القيادة بين المدارس المالكية، وذلك بسبب سماعات ابن القاسم، وما قدمه في المدونة من آراء مالك، وآرائه هو الشخصية، والتي اعتمدت عليها المدارس المالكية كلها بعامة، ومدرسة إفريقية والأندلس بخاصة. ومن أبرز فقهائها: ابن القاسم (ت191هـ)، وأشهب (ت204هـ)، وابن وهب (ت197هـ)، وأصبغ (ت225هـ)، وابن عبد الحكم (ت214هـ) وغيرهم.
4 - المدرسة المغربية (القيروان - تونس - فاس- الأندلس)
انتشر الفقه المالكي في بلاد المغرب الإسلامي بواسطة تلامذة الإمام مالك الذين رحلوا إليه منها، والذين يزيدون على ثلاثين تلميذًا.
وكان أبرز هؤلاء: علي بن زياد (ت183هـ)، والبهلول بن راشد (ت183هـ)، وعبد الرحيم (عبد الرحمن) بن أشرس، وعبد الله بن غانم (ت190هـ) (( .. فكانوا حجر الأساس الراسي في هيكلة الفقه الإسلامي بالمغرب، ونواة الشجرة التي تولدت عنها جنة باسقة، لم يزل الدين والعلم والفكر والآداب تتفيأ ظلالها الوارفة إلى اليوم .. )).
وكان من أعظم هؤلاء العلماء: علي بن زياد. ولذلك قال سحنون: ((ولو أن التونسيين يسألون لأجابوا بأكثر من جوابات المصريين؛ يريد: علياًّ بن زياد وابن القاسم)).
كما تجلت عبقريته - أيضاً - في تلميذيه اللذين تخرجا على عينيه، وهما الإمامان: أسد ابن الفرات (ت213هـ) الذي كان له أكبر الأثر في تدوين فقه هذه المدرسة من خلال كتابه المعروف بالأسدية، نسبة إليه، والإمام سحنون (ت240هـ)، الذي استطاع هو الآخر أن يربط تلك الفروع بأصولها في مدونته.
إذن فمؤسس المذهب المالكي في تونس هو علي بن زياد.
وقد اهتمت هذه المدرسة بالموطأ وغير ذلك مما وقف عليه الإمام مالك، وبنى عليه مذهبه في المدينة، واهتمت هذه المدرسة بتصحيح الروايات وبيان وجوه الاحتمالات.
وامتدت مدرسة تونس لتصل إلى (فاس، والمغرب الأقصى) على يد درَّاس ابن إسماعيل (ت357هـ)، وهو أول من أدخل مدونة سحنون مدينة فاس.
((وهذا الفرع- فرع فاس والمغرب الأقصى- وإن تأخر ظهوره إلا أنه أضحى فيما بعد الممثل للمذهب المالكي في المغرب العربي بعامة، والأندلس بخاصة بعد استقرار المهاجرين من علمائه في أنحاء المغرب العربي)).
وأما مؤسس مدرسة المالكية في الأندلس: فهو زياد بن عبد الرحمن الملقب بـ (شبطون) (ت204هـ). وقد سمع من مالك الموطأ، وروى عنه يحيى بن يحيى الموطأ قبل أن يرحل إلى مالك، وقد نقل عن الإمام مالك بعض الفتاوى، وله فيها كتاب سماع معروف بسماع زياد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/80)
وزاد في تثبيت المذهب في الأندلس تلميذ زياد، يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي الذي حظي بالقرب من الخليفة عبد الرحمن بن الحكم بن هشام. جاء في ترتيب المدارك: ((ولم يعط أحد من أهل العلم بالأندلس منذ دخلها الإسلام من الحظوة، وعظم القدر، وجلالة الذكر، ما أعطيه يحيى بن يحيى. وكان الأمير عبد الرحمن بن الحكم يبجله تبجيل الأب، ولا يرجع عن قوله، ويستشيره في جميع أمره، وفيمن يوليه ويعزله؛ فلذلك كثر القضاة في مدته)).
وبعد أن تحمل يحيى موطأ مالك وأصبحت روايته من أشهر روايات الموطأ - وهي مما انفرد بروايتها المغاربة-. توجه إلى مصر بعد وفاة مالك، حيث التقى بابن القاسم، وابن وهب، شيخي المدرسة المصرية والمدنية، وتلقى منهما الشيء الكثير، وجمع بين آرائهما دون تعصب لأحد منهما، حتى كان يقول: ((اتباع ابن القاسم في رأيه رشد، واتباع ابن وهب في أثره هدى)).
ثم حمل لواء المذهب في الأندلس بعده محمد العتبي (ت254هـ)، حيث سمع من سحنون، ويحيى بن يحيى، ثم دون مستخرجته التي جمع فيها أقوال مالك وأصحابه، فاعتنى بها أهل الأندلس، وعكفوا عليها، واعتمدوها، وهجروا ما سواها، وبوَّبوها تبويب المدونة. ثم أفضى الأمر بعده إلى تلميذه ابن لبابة (ت314هـ)، الذي أخذ عن العتبي وغيره، وقد دارت عليه الأحكام، وتدريس الرأي أكثر من ستين سنة. ولم تزل هذه المدرسة يذيع صيتها، ويطير ذكرها في الأندلس، بالفضل بن سلمة (ت319هـ)، وأبي بكر بن زرب (ت381هـ)، ومن بعدهما أبو عمر ابن المكوي (ت401هـ)، وابن الفخار (ت419هـ)، إلى أن ابتلى الله قرطبة بفتنة البربر، تلك الفتنة التي مات بسببها الكثير من العلماء، وفر بسببها كثير آخرون استوطن أغلبهم فاساً، وبذلك ضعفت المدرسة في الأندلس، حتى قيض الله الإمام أبا الوليد الباجي (ت474هـ) وأبا محمد الأصيلي (ت392هـ)، فأحيا بهما ما اندرس من العلوم الفقهية.
ثم خلفهما سند بن عنان (ت541هـ) تلميذ الباجي وصاحب الكتاب المشهور بالطراز، ثم خلفتهم في هذه المدرسة كوكبة من العلماء اتجهت إلى جمع المذهب فروعاً وقواعد، ومن أشهرهم: الإمام ابن الحاجب (ت646هـ)، والإمام القرافي (ت684هـ)، والإمام خليل بن إسحاق (ت767هـ) صاحب المختصر الفقهي، واتجه هؤلاء إلى الاعتماد على آراء معينة في الفقه واعتمادها هي المذهب، مما حدا بالبعض الآخر كابن عرفة (ت803هـ) إلى عدِّ ذلك قتلاً للفقه، فجمع الآراء المهجورة والمتروكة منذ القرن السادس، وحث على الأخذ منها، والترجيح بينها عن طريق النقد والتحقيق.
وقد زاد من هذا النهج الإمام الشاطبي أبو إسحاق (ت790هـ)، ورأى انكباب الناس على المختصرات دون غيرها مما يضعف الإفادة في المسائل النازلة، وشمر عن ساعديه في الرجوع إلى حقيقة الدين وقواعده الكلية القطعية، فكانت حصيلة هذا المنهج كتاب الموافقات ذلك السفر العظيم، ولا يبعد هذا النهج كثيراً عن نهج أولئك الأجلاء أمثال: ابن عبد البر (ت463هـ)، وابن العربي (ت543هـ)، وابن رشد الحفيد (ت595هـ) مع اختلاف الأزمان
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 01:07 ص]ـ
للرفع والتذكير(129/81)
لقاء مجلة الفرقان "الكويتية" مع الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[08 - 07 - 10, 02:08 ص]ـ
فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان لـ (الفرقان):
التجرؤ على الفتوى من أخطر المظاهر في الوقت الحالي
على القنوات الفضائية الا تختار للفتوى إلا من كان مؤهلاً لها
غمرتني السعادة بتحول البنوك الربوية إلى مصارف إسلامية
السلف كانوا يتورعون عن الفتوى ولابد أن نقتدي بهم
العلماء يترددون على الكويت لما يجدون من حفاوة واهتمام من طلبة العلم
حاوره/ وليد دويدار
أكد الأستاذ الدكتور سعد بن تركي الخثلان أن ظاهرة التجرؤ على الفتوى من أخطر المظاهر في الوقت الحالي، بينما كان السلف يتدافعون الفتوى في السابق، وبيّن في حوار خاص بـ (الفرقان) أثناء زيارته الأخيرة للكويت أن الدورات العلمية في مواسم الإجازات عبارة عن جرعات مهمة ومركزة بالنسبة لطلاب العلم.
وأعرب الخثلان عن سعادته بتحول العديد من البنوك في معاملاتها غير الشرعية إلى بنوك معظم معاملاتها متفقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، مشير إلى أن بعضها أعلنت ذلك رسميا وتحول لبنك يعمل على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في المعاملات المالية.
الضيف في سطور
هو الشيخ الدكتور سعد بن تركي بن محمد الخثلان، ولد في 5/ 1/1389هـ، حفظ القرآن وهو صغير، والتحق بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
تتلمذ على عدد من العلماء من أبرزهم: سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز، والشيخ عبدالله بن حسن بن قعود رحمهما الله.
يعمل الآن أستاذا مشاركا في قسم الفقه في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية.
وهو مستشار- غير متفرغ - في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية.، ورئيس تحرير مجلة الجمعية الفقهية السعودية، وإمام وخطيب لجامع الأميرة سارة بنت سعد آل سعود بمدينة الرياض.
وصدر له عدة مؤلفات، منها: كتاب: (أحكام اللباس المتعلقة بالصلاة والحج)، وكتاب (أحكام الأوراق التجارية في الفقه الإسلامي)، ورسالة بعنوان (الإسبال في اللباس وأحكامه)، ورسالة بعنوان (اشتمال الصماء والسدل في الصلاة)، وكتاب (الوجيز في عقود الاستيثاق والارتفاق)، وكتاب (أعمال القلوب) وقد صدر حديثا كتاب (فقه المعاملات المالية المعاصرة) تحت الطبع.
وللشيخ مشاركات متنوعة في وسائل الإعلام المتنوعة من الإذاعات والقنوات الفضائية، وفي بعض الصحف والمجلات.
وموقع الشيخ للتواصل معه هو:
www.saad-alkthlan.com
ما تعليقكم على التجرؤ الظاهر على الفتوى رغم عدم تأهل البعض؟
الفتوى هي قول على الله عز وجل، وهي توقيع عن رب العالمين، لذلك سمى ابن القيم كتابه (إعلام الموقعين عن رب العالمين)، ومن أفتى بغير علم فإنه يتحمل آثام من أفتاهم؛ لقول النبي [: «من أُفتي بغير علم فإنما إثمه على من أفتاه» رواه أبو داود وغيره وهو حديث صحيح، وهذا يدل على خطورة الفتوى بغير علم؛ ولهذا فإن ما نراه من تجرؤ البعض على الفتوى وهم لم يتأهلوا بعد للفتيا لا شك أن هذا أمر يؤسف له، وهنا تأتي المسؤولية على جهات الإفتاء في دول العالم الإسلامي لضبط الفتيا، واتخاذ الآلية التي يمنع عن طريقها من كان غير مؤهل للفتيا.
مسؤولية عظيمة
ما هي نصيحتكم للقنوات الفضائية التي تقدم برامج الفتوى؟
يتأكد على القنوات الفضائية على وجه الخصوص ألا تختار إلا من كان مؤهلاً للفتيا؛ لأن تقديم هذا الإنسان أمام العامة يفتي تزكية له، والعامي لا يستطيع أن يميز بين من هو مؤهل للفتوى، ومن ليس بمؤهل؛ ولذلك فإن المسؤولية على أصحاب القنوات عظيمة لابد أن يشعروا بها.
كيف كان هدي السلف في باب الفتوى؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/82)
كانوا يتورعون عن الفتوى، حتى إن السائل يأتي العدد الكبير من الصحابة ويبدأ بأولهم، ثم كلهم يحيل الفتوى إلى الآخر، حتى يعود السائل إلى الذي استفتاه أولاً، وكان عندهم ورع عظيم من الفتيا، وكل واحد منهم يود لو أن أخاه كفاه الفتيا؛ ولهذا لابد أن نقتدي بالسلف في هذا، وأن يكون هناك ورع، وألا يفتي إلا مَن كان واسع العلم راسخا فيه؛ فإنه ينشر العلم بما علمه الله عز وجل وفتح عليه، كما كان ابن عباس رضي الله عنهما من أوسع الصحابة فتيا؛ لأنه كان ذا علم واسع وراسخ؛ ولذلك كانت فتاواه كثيرة. وكانوا إذا سأل مستفتٍ عن مسألة يسألونه: هل وقعت أم لا؟ فإن كانت لم تقع قالوا: حتى تقع.
المسلم العامي
كيف يختار المسلم العامي مفتيه في ظل الخلاف الملحوظ في هذه الفترة؟
الخلاف بين العلماء وبين المفتين موجود من قديم الزمان، من عهد الصحابة رضي الله عنهم، والعامي إذا اختلف اثنان فأكثر من العلماء في الحكم أو الفتوى فإنه يختار من كان أوثقهما في نفسه في علمه ودينه وأمانته، وليس له أن يتخير على سبيل التشهي، كما أن فتح المجال للعامة يجعلهم يختارون ما هو أيسر ويوافق هواهم.
بفضل الله تعالى اتجه الكثير من الناس إلى البنوك الإسلامية حتى تحولت معاملات بنوك كثيرة لتتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية، فبم تنصحون إدارات البنوك الربوية، والمتعاملين معها؟
الحمد لله، فالعالم الإسلامي يشهد صحوة كبيرة، وتوجه نحو البنوك الإسلامية، وأخذت البنوك تتجه إلى الإسلام في تعاملاتها، وإلى أن تكون معاملاتها مشروعة، وأتوقع - والله أعلم - أنه في العشر سنوات القادمة ستكون جميع البنوك أو معظمها إسلامية، ولقد سعدنا بخبر تحول أحد بنوك الكويت إلى بنك إسلامي تحت إشراف هيئة شرعية، وهذا الخبر حقيقة يسعد كل مسلم، كما ينبغي أن تشجع هذه البنوك الإسلامية وأن تدعم من الجميع؛ حتى يقضى ذلك على تلك المعاملات الربوية.
وتعامل الأفراد مع هذه البنوك المحرمة يكاد يكون يسيرا، لا يتجاوز 5 أو 10%، وربما يبقى التعامل الأكبر للشركات والبنوك الأخرى، وفي كل حال فأنا متفائل بمستقبل الاقتصاد الإسلامي.
البنوك الربوية
يكثر سؤال المقترضين من البنوك الربوية حول رغبتهم في تركها، عن حكم البقاء في هذه البنوك لحين الانتهاء من فترة سداد الدين، فما هو أولى الأحوال في هذا الأمر؟
لا حرج في ذلك إن شاء الله؛ لأن هذه البنوك قد أصبحت اليوم مؤسسات مالية مختلطة، ويُزال وصفها بأنها بنوك ربوية، إلا أنها اليوم الوصف الأقرب لها، أنها مؤسسات مالية مختلطة؛ ولهذا فلا حرج أن يبقى الإنسان فيها حتى يسدد الدين الذي عليه، لكن الذي أوصي به أن يحرص المسلمون على تشجيع البنوك الإسلامية، وذلك بفتح حساباتهم لديها؛ حتى يكون ذلك حافزا لغيرها.
ما هو حكم إعطاء الزكاة لتارك الصلاة؟
تارك الصلاة إذا كان تاركاً لها بالكلية لا يصلي لله ركعة، لا يصلي جمعة ولا يصلي غيرها البتة، فإن هذا كافر كفرا أكبر مخرجا من الملة؛ لقول النبي [: «إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ فمن تركها فقد كفر»، ولقوله: «بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة»، وإذا كان كذلك فإنه لا يُعطى من الزكاة، أما إذا كان يصلي أحياناً ويترك أحياناً كما هو حال الكثير من المتساهلين بالصلاة، فإن هذا لا يكفر في قول أهل العلم، وإنما هو من الساهين الذين ذكرهم الله في قوله: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}، ومما يدل على أنه لا يكفر ما جاء في مسند الإمام أحمد أن بعض وفد ثقيف سألوا النبي [أن يبايعوه في أول أمره على أن يصلوا صلاتين فقط، فأقرهم، ثم بعد ذلك صلوا الصلوات الخمس، ولو كان ترك بعض الصلوات كفراً لما أقره النبي [على أولئك؛ لأنه [لا يقر أحداً على الكفر. وعليه فيجوز إعطاؤه من الزكاة إن كان من أحد الأصناف الثمانية.
الجمعية الفقهية
مجلة الجمعية الفقهية السعودية مجلة علمية محكّمة نريد تعريفا عاما بها، ومدى أهميتها في عصرنا الحاضر بين طلاب العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/83)
مجلة الجمعية الفقهية السعودية هي إحدى المجلات العلمية المتخصصة في الفقه وأصوله، وقد ينشر فيها بحوث في أصول الفقه وفي الفقه، وبعدما تحكّم من أكثر من باحث، فإنها تنشر في هذه المجلة إذا كانت صالحة لذلك، وللمجلة هيئة تحرير تشرف عليها، وشرفت بأن أكون رئيساً لتحرير هذه المجلة، وقد صدر منها الآن خمسة أعداد، وسيصدر قريباً العدد السادس بإذن الله، وينشر فيها عادة من خمسة لستة بحوث في الفقه وأصوله، وفي العددين الأخيرين تضمن كل عدد لقاء مع شخصية فقهية، وكذلك أخبار الجمعية الفقهية، وكذلك أيضاً ملخص للرسائل العلمية المناقشة في الجامعات في الفقه وأصوله، وكذلك رصد لما صدر حديثاً في الفقه وأصوله، وقد نشر عندنا بعض الإخوة من الكويت أو حكّموا عندنا بحوثاً وهي في طريقها للنشر، وندعو الباحثين المتخصصين في الفقه وأصوله للنشر عندنا في المجلة، ونسعد بالتواصل من الباحثين من أي بلد كان، فهذه المجلة لطلاب العلم، وفي خدمة الجميع، وهي مجلة فصلية، ونسعد بالتواصل مع مجلة (الفرقان) والتعاون بين مجلة الجمعية الفقهية.
هل ترون أثراً للمواقع الدعوية على الشبكة العنكبوتية؟
لا شك أن هذه المواقع نعمة من الله عز وجل، وفيها حفظ للإنتاج العلمي لطلاب العلم والمشايخ، وقد نفعت كثيراً وأفادت؛ ولهذا أدعو طلاب العلم والدعاة إلى الله عز وجل أن يستفيدوا منها، وذلك بأن ينشروا نتاجهم العلمي عليها؛ فإنها وسيلة للتواصل بين المسلمين، فيستطيع من في أقصى الشرق أو الغرب أن يطّلع على نتاج هذا الداعية أو ذاك العالم.
الدورات العلمية
ما رأيكم في الدورات العلمية المقامة على أرض الكويت؟
الدورات العلمية عموماً هي من نعم الله علينا في الوقت الحاضر، يشرح فيها الدروس الكثيرة في الوقت الوجيز، لكن ينبغي الحرص على تطوير هذه الدورات ومعرفة أفضل وسيلة لتوصيل المعلومة للطالب، وابتكار أفكار من شأنها الرفع من مستوى هذه الدورات، وألا تكون على طريقة رتيبة، ويمكن الاستفادة من هذه الدورات مرة أخرى عن طريق توثيقها ونشرها عبر الشبكة العالمية للإنترنت، وكذلك عبر القنوات المحافظة فهي مادة جاهزة لهذه القنوات، أما النشاط العلمي في الكويت والدورات العلمية فقد سرني كثيراً وأنا أرى هذا الحراك والنشاط؛ ولذلك نرى أن الكثير من المشايخ يترددون على الكويت كثيراً لما يجدون من الحفاوة البالغة والاهتمام الكبير من طلاب العلم بما يلقى من دروس ومحاضرات.
كلمة للكويتيين
كلمة يحب أن يوجهها الشيخ لأهل الكويت عامة، ولمجلة (الفرقان) وقرائها خاصة، فماذا يقول؟
أولاً: أشكر قادة الكويت وعلى رأسهم أمير البلاد على تهيئة هذا الجو، وعلى ما يقدمونه للإسلام والمسلمين من خدمات، وكذلك أيضاً ما يقدمونه لشعبهم الذي أحبهم وأحبوه، وأخص بالشكر أيضاً إدارة الأوقاف على دعمها للمناشط العلمية، فهذا مما تشكر عليه الوزارة، كذلك أيضاً الجمعيات العلمية وعلى رأسها جمعية إحياء التراث الإسلامي، التي هي في الحقيقة لها جهود كبيرة تشكر، وأشكر الإخوة جميعاً، وأسال الله عز وجل أن يأجر الجميع.
وأوصي الجميع بتقوى الله عز وجل، في السر والعلانية، والإنسان لا ينفعه إلا ما عمل، والخير كل الخير في تقوى الله عز وجل.
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 02:30 م]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ سعد الخثلان. . .(129/84)
لا يجوز الحجر على من توافرت فيه شروط الفتيا حتى لو أخطأ
ـ[همام النجدي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 02:16 ص]ـ
كثير من عوام الناس يظنون أن كل واعظٍ أو قارئٍ أو راقٍ أو ملتحٍ يجوز استفتاؤهم.
- من لا يملك العلم الشرعي ويفتي كأي شخص عمل جناية في قضية.
- هناك فرق بين التعبير عن الرأي وبين تصدير الأحكام الشرعية.
- القوه في ولاية الفتيا تتمثل في ثلاثة عناصر لا بد من وجودها.
حوار: تركي العبدالحي - سبق - الخبر: قال الدكتور سعد مطر العتيبي أستاذ السياسة الشرعية بمعهد القضاء في حوار مع "سبق" أن الفتوى منصب شرعي وليس منصباً رسمياً، وأن صاحب الفتيا يجب أن تتوافر فيه شروط أبرزها القوة والأمانة.
وقال الدكتور سعد العتيبي في حوار مع "سبق" إن المفتي الماجن يراد به الشخص المؤهل للفتيا من الناحية العلمية، لكن لم يتوافر فيه الشرط الثاني الذي هو الأمانة والديانة، وبالتأكيد الفتيا تحتاج إلى شرطين ووجود شرط واحد لا يكفي.
ورفض الشيخ سعد العتيبي إطلاق مسمى الحجر على من لا ينتسبون إلى العلم الشرعي قائلاً: (هذا لا يسمى حجر أصلاً، هذا نوع من التأديب للشخص؛ لأنه افتات على سلطة ليست له، والعلماء حين يتحدثون عن الحجر على المفتي يقصدون من تأهل للفتيا علماً وبقي عنده قضية الأمانة فيكون ليس أميناً أو لديه سلوك في فتواه غير سوي، فالحقيقة أرى أن مسألة الحجر لا تنطبق أصلاً عن من هو ليس أهلاً للفتوى).
وشبه العتيبي من يفتي بلا علم كشخص قام بجناية أو كالطبيب الذي يمارس الطب وهو ليس بطبيب وقال: (يسحب منه الترخيص لعدم تأهله للمهنة) , فيما رفض الحجر على المفتين الذين تتوافر فيهم شروط الفتيا، وقال لا يجوز على السلطة الحجر على من توافرت فيه شروط الفتيا حتى لو أخطأ وخالف إجماع المسلمين.
وحول مفهوم الحرية في الإسلام قال العتيبي: "فلا نأتي بشخص يفتح عيادة وهو ليس بطبيب ونقول نحن نمنعه من ممارسة الطب فنحن نقيد حريته، لا، فالحرية لا تعني التعدي على أمور أخرى وصارت تمس بالآخرين سواءً كان المس بالدين وأحكامه والتلبيس على الناس، أو كان المس بالأشخاص بغير حق".
وأضاف العتيبي متحدثاً عن رؤيته في التفريق بين حرية الرأي وبين إطلاق الأحكام الشرعية: "هناك فرق بين التعبير عن الرأي وبين تصدير الأحكام الشرعية؛ لأن الأحكام الشرعية هي في الحقيقة (قوانين شرعية) وليست آراء، ومن المؤسف أن بعض طلبة العلم يظن أن فتوى المفتي غير ملزمة مطلقاً. وهذا خطأ، فإن من الفتاوى ما هو ملزم للمستفتي، ومن هنا ندرك خطورة إصدار الفتاوى من غير المؤهلين لها" .. وإلى الحوار:
- تكاثر الحديث عن صفات المفتي خصوصاً مع ظهور دعوات الحجر على بعض المفتين الجدد، فمن يحق له الفتيا؟
الفتوى منصب شرعي يتولى فيه المفتي بيان الأحكام الشرعية وفق ما تقتضيه الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، وقواعد الاستنباط والاستدلال الشرعي.
والمنصب الشرعي هنا لا يقصد به المنصب الذي يتولاه الشخص بطريقة رسمية ولكن المراد به ولاية الفتيا التي هي من الولايات الدينية الموجودة في الأمة الإسلامية سواء وجدت في إطار دولة إسلامية بقرار أو بغير قرار رسمي، وكذلك في حال عدم وجود دولة إسلامية، كالبلاد التي فيها أقليات إسلامية اليوم مثلاً، إلا أنه في حال وجود دولة إسلامية كبلادنا؛ فإنه يوجد فيها ولاة الأمر المكونين من العلماء الذين يبينون الحكم الشرعي والأمراء الذين ينفذون الحكم الشرعي، وهذا ما عليه المحققون من أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين، ومن أواخر من فصّل في بيان هذه المسألة الأخيرة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله.
- وما هي صفات صاحب الولاية الشرعية في الفتيا؟
صاحب الولاية يجب أن يتوافر فيه شرطان، القوة والأمانة، والقوه في ولاية الفتيا تتمثل في ثلاثة عناصر لا بد من وجودها جميعاً في المفتي:
العنصر الأول: العلم، أي: العلم بالأحكام الشرعية.
والثاني: معرفة الوقائع والنوازل، التي تحتاج إلى بيان حكمها شرعاً. والثالث: القدرة على تنزيل الحكم الشرعي على موضوع الفتيا، أي الواقعة العملية أو على النازلة وهذه شروط رئيسية في من يتصدى للفتيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/85)
أما الشرط الثاني، وهو: الأمانة، فهي في الحقيقة تعني بيان الحكم الشرعي على ما تقتضيه الشريعة، ومراقبة الله عز وجل في ذلك، وأن يكون صادقاً يبتغي ما عند الله عز وجل لا يريد شيئاً آخر؛ لأنه لو أراد شيئاً آخر لدخلنا في قضية الأغراض الدنيوية التي تصرف الفتوى عن محلها وربما تشرع للناس ما ليس مشروعاً سواء كانت فتوى ماجنة تبتغي تزيين الشهوات، أو داجنة تبتغي الارتزاق المحرم بالفتوى أو الشهرة من وراء الشغب بها، والعياذ بالله من كل ذلك؛ فلا يكفي العلم، بل لا بد من ديانة تمنع المفتي من تجاوز حدود الله باسم الله، فالله ذكر أن اليهود يعلمون لكنه بين أنهم لا يعملون بما يعلمون.
فالأمانة شرط مهم جداً، ومن يفتقد هذا الشرط يدخل به ما يعرف بالمفتي الماجن، الذي تحدّث العلماء عن الحجر عليه.
وهذه الشروط يمكن التحقق منها بعدة طرق، منها: إفصاح بعض علماء الشريعة المعتبرين عند الأمة في الفتوى بأن فلانا أهل للفتوى.
ومنها: إحالة أهل العلم المعروفين بالفتوى- أيضاً- إلى أحد من أهل العلم في مسائل للفتوى فيها.
ومنها: شهادة الشيوخ لأحد تلاميذهم بأنه صار أهلاً للفتوى. أما من لم يعرف بالفتوى، ولم يعرف له شأن في بيان الأحكام الشرعية؛ فلا يعد أهلاً للفتوى.
- كثر الحديث عن المفتي الماجن .. ماهي صفات المفتي الماجن؟
المفتي الماجن يراد به الشخص المؤهل للفتيا من الناحية العلمية، لكن لم يتوافر فيه الشرط الثاني الذي هو الأمانة والديانة، وبالتأكيد الفتيا تحتاج إلى الشرطين ووجود شرط واحد لا يكفي، أما أن يأتي شخص ليس من أهل الفقه في الدين والعلم بالأحكام الشرعية وأدلتها ومناقشاتها العلمية، ويريد أن يفتي فهذا أسوأ من المفتي الماجن الذي تكلم أهل العلم في الحجر عليه؛ لأنه يفتقد الشرطين: العلم، والأمانة؛ وللأسف أن كثيراً من عوام الناس يظنون أن كل واعظٍ أو قارئٍ أو راقٍ، أو موظفٍ إداريٍ في بعض القطاعات الدينية، أو ملتحٍ ولو كان عامياً، أو حتى من لديه ثقافة عامة كأن يكون مفكراً إسلامياً غير متخصص في العلم الشرعي والفقه بأحكام الشريعة، يظن بعض العامة أن هؤلاء يجوز استفتاؤهم في الأحكام الشرعية، والصحيح أن هؤلاء لا تبرأ الذمة باستفتائهم؛ اللهم إلا إذا كانوا ثقاة، ونقلوا فتوى يحفظونها عن أحد من أهل العلم، أي على سبيل النقل، وليس على سبيل إصدار الفتوى والترجيح بين الأقوال.
وهذا النوع من الناس إذا تصدوا للفتوى يجب منعهم؛ لأنهم ليسوا متخصصين، كما يمنع أي شخص غير متخصص في الطب من فتح عيادة طبية يتولى فيها تطبيب الناس بنفسه؛ إذ إن هؤلاء لا يقال يحجر عليهم، وإنما يقال: يمنعون من ممارسة ما لا يحسنون، أي لعدم تخصصهم.
- هل يحق للسلطة الحجر على من لا يملك العلم الشرعي؟
هذا لا يسمى حجراً أصلاً.
- ماذا يسمى إذاً؟
هذا نوع من التأديب للشخص؛ لأنه افتات على سلطة ليست له، والعلماء حين يتحدثون عن الحجر على المفتي يقصدون من تأهل للفتيا علماً وبقي عنده قضية الأمانه فيكون ليس أميناً أو لديه سلوك في فتواه غير سوي، فالحقيقة أرى أن مسألة الحجر لا تنطبق أصلاً على من هو ليس أهلاً للفتوى.
- ماذا يطلق إذاً على من لا يملك العلم الشرعي ويفتي؟
هذا يعد كأي شخص عمل جناية في قضية من القضايا، كشخص يتولى الطب وهو ليس طبيباً. بخلاف شخص طبيب أصلاً وللأسف يمارس مهنة الطب بغش فهذا هو الذي يحجر عليه ويمكن أن يطلق عليه مصطلح الحجر، أو بعبارة أخرى كمن يسحب منه الترخيص لعدم تأهله للمهنة.
- هل يجوز للسلطة الحاكمة أن تحجر على العالم الذي يشذ في مسألة أو مسألتين؟
إذا كان عالماً وتوافرت فيه الشروط التي ذكرتها قبل قليل لا يجوز الحجر عليه إطلاقاً.
- حتى لو خالف إجماع المسلمين؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/86)
حتى لو خالف الإجماع؛ لأنه لا يوجد أحد لا يخطئ وهذا النوع في الغالب يكون متأولاً، لكن يبين له الحق؛ فالحجر على من تتوافر فيه شروط الفتوى، لا يحق لأحد فعله، إلا في حالات نادرة، وبشكل جزئي في القضايا العامة، وذلك إذا اتفق ولاة الأمر (من العلماء والأمراء) على منع أحد من الفتوى في بعض القضايا التي قد تكون لهم فيها آراء شاذة، أو آراء تسبب فتنة ومشكلات في المجتمع مثلاً، فهنا يكون له وجه شرعي بالقيود المذكورة إذا بينت المسوغات الشرعية في ذلك بياناً واضحاً. وهذا يشبه ما يعرف في القانون بتجاوز النظام العام.
- هناك دعوات الآن بالحجر على بعض المفتين الجدد؟
في ظني أن هذه ليست كلها دعوات للحجر، بل في أكثرها دعوات لإيقاف من ليس أهلاً للفتيا عن تولي هذه الولاية، وهم يقولون تجاوزاً إذا جاز الحجر على المفتي الماجن فمن باب أولى أن يحجر على شخص ليس أهلاً للفتيا أصلاً، وهو نوع من منعه من استخدام سلطات ليست له سواءً سلطة دينية أو غيرها كما ذكرت لك.
وللأسف هؤلاء اليوم كثيرون، فتجد كاتباً أو كاتبة عرفا بالمقالات السيئة، ومع ذلك تجدهما يصدران فتاوى ويرجحان بين الأقوال! بل وجدنا راقصات يفتين! وممثلين يفتون.
- ألا يتناقض هذا مع مفهوم الحرية في الاسلام؟
كلا؛ فهذا داخل في ضبط الحرية، فلا نأتي بشخص يفتح عيادة وهو ليس بطبيب ونقول نحن نمنعه من ممارسة الطب فنحن نقيد حريته، لا، فالحرية لا تعني التعدي على أمور أخرى صارت تمس بالآخرين سواء كان المس بالدين وأحكامه والتلبيس على الناس، أو كان المس بالأشخاص بغير حق.
- هل في التاريخ الإسلامي والدولة الإسلامية حجر أو منع مفتين من الفتيا بسبب آرائهم الشاذة؟
ورد منع بعض المفتين من إبداء آراء معينة فقط في قضايا عامة، لا في الأحكام عموماً، وحدث هذا حتى في عهد الصحابة رضوان الله عليهم، لأسباب تعود إلى الحفاظ على النظام العام، ولكن لم تصادر آراؤهم، وإنما توقفوا عن الفتيا بها.
وهذه قضية مهمة، وهي عدم ترويج الآراء التي تحدث قلقاً في المجتمع وتثير فتناً وفوضى، وهكذا كان شأن أهل العلم، يكون للعالم رأي خاص لا يعلنه، ولا يكاد يخلو من ذلك عالم أو طالب علم، لكن حفاظاً على وحدة الأمة والمجتمع وبعداً عن فتنة العامة وتشويش الأمر عليهم تجد العالم أو طالب العلم يحتفظ برأيه دون أن يثير به فتنة وبلبلة. ومن يتذكر عهد الشيخين ابن باز وابن عثيمين- رحمهما الله- يعرف قدر وحدة الأمة والمجتمع، والبعد عن الفتنة بعرض الآراء الخاصة.
- المملكة العربية السعودية وقعت على مواثيق دولية تتحدث عن حرية الرأي والتعبير ويجري حديث عن استنكار مبدأ الحجر كون المملكة ملتزمة دولياً بمواثيق تدعو للحريات؟
هناك فرق بين التعبير عن الرأي وبين تصدير الأحكام الشرعية؛ لأن الأحكام الشرعية هي في الحقيقة (قوانين شرعية) وليست آراء، ومن المؤسف أن بعض طلبة العلم يظن أن فتوى المفتي غير ملزمة مطلقاً.
وهذا خطأ، فإن من الفتاوى ما هو ملزم للمستفتي، ومن هنا ندرك خطورة إصدار الفتاوى من غير المؤهلين لها.
وهكذا الشأن في القوانين في كل بلاد العالم تصان عن العبث، وعن شرحها من غير المؤهلين، وعن الفتوى القانونية من غير الجهات المختصة، سواء في القوانين الوطنية أو الدولية؛ وفي الولايات المتحدة لا يمكنك الدعوه للشيوعي؛ لأنه مخالف للنظام العام، بل تصل الجرأة على ذلك إلى درجة الخيانة! إذاً هناك خلط واضح في موضوع الحريات.
- هل هناك مواد معينة تخصص عمل الفتيا في أصحاب الشأن الشرعي والمتخرجين من الكليات الشرعية؟
لدينا ضوابط للفتوى الشرعية وردت في النظام الأساسي للحكم، وهي ضوابط تقتضي توافر الشروط السابقة؛ كما أن لدينا مؤهلات في الوظائف الشرعية تشترط في القضاة، وأخرى في الوعاظ، وأخرى في المرشدين في الحج، وهكذا.
وهي شروط تتطلب العلم الشرعي في هذه المجالات؛ وقد سبق الكلام عن ضابط المفتي؛ فهو يحتاج إلى تأهل للفتيا في الدراسات الشرعية المتخصصة، سواء كانت أكاديمية أو تقليدية، وشرط الفتوى في النظام الأساسي للحكم أن تكون وفق الكتاب والسنة. وهي في القضايا العامة عائدة إلى الجهات الرسمية، حفاظاً على النظام العام والمبادئ الإسلامية في الدولة.
ولدينا جهات مختصة، كاللجنة الدائمة للإفتاء، وهيئة كبار العلماء، إضافة إلى عدد كبير من العلماء المعروفين بالفتوى، والمشهود لهم بالتأهل الشرعي فيها عند الجهات الرسمية إضافة إلى شهادة عموم الأمة لهم بالعلم والتقى، وثقتهم فيما يصدرونه من فتاوى عرف عنها الانضباط العلمي والتوازن الفكري والمعرفة بالواقع، والبعد عن الأغراض الدنيوية.(129/87)
طريفة،،ابن الجد المالكي احفظ من ابن القاسم رحمهما الله؟؟
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:09 ص]ـ
مما بذكره فقهاؤنا المالكيةمن طرائف التراجم أن العلماء المالكيين الاندلسيين منهم لقبوا الامام الشيخ أبا بكر ابن الجد الإشبيلي (ت586هـ) بالحافظ لقوة حفظه وقدرته على استظهار الأقوال الفقهية؛
حتى إن تلميذه الإمام الرحال أبا بكر محمد بن علي بن خلف التجيبي (ت596هـ) كان يحلف بالله الذي لا إله إلا هو أن أبا بكر ابن الجد أحفظ من ابن القاسم صاحب مالك بن أنس رحمه الله،
وعن قوة حفظه يقول ابن فرحون: ((كان في حفظ الفقه بحرا يغرف من محيط))،
وقد انعكس حفظ ابن الجد وتجلى بأوضح صوره في هذا الكتاب الذي استقصى فيه مسائل الزكاة وتتبع معظم مباحثها، معتمدا اجتهادات شيخه أبي الوليد ابن رشد الجد، ومستشهدا بأقوال الإمام مالك وكبار رجال مذهبه، مع العناية بالاستدلال، وحكاية الخلاف، وحسن التبويب، ومتانة العبارة، وجودة الاختصار.
هذا وقد فصل الفقهاء المالكية أحكام الزكاة في مصنفاتهم الفقهية العامة، بل وأفردوا لها مصنفات خاصة، من أهمها وأكثرها فائدة هذا الكتاب النفيس الذي نعتز بنشره اليوم لأول مرة ضمن إصدارات مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء، وهو المؤلف الوحيد للإمام أبي بكر بن الجد الإشبيلي الحافظ (ت586هـ) أحد أساطين الفقهاء في العصر الموحدي، والاسم البارز في سماء الفقه المالكي بعد أفول ذكر أبي الوليد ابن رشد الجد وأبي بكر ابن العربي وأبي القاسم ابن ورد، انتهت إليه رئاسة الفقه بالأندلس أزيد من ستين سنة.
بتصرف يسير
http://arrabita.ma/contenu.aspx?C=3394&S=1
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة ..
وأتمنى من الإخوة أن يقوموا بتصوير هذا الكتاب ليستفيد منه الجميع(129/88)
تنبيه إلى كل من يستخدم الكراك أو السيريال
ـ[يزيد الجابري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 09:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني أعضاء هذا المنتدى المبارك , هذه فتوى حفظكم الله من اللجنة الدائمة للإفتاء تفيد بحرمية استخدام البرامج المنسوخة , أو بمعنى آخر , البرامج المحتوية على (الكراك) أو (السيريال) أو (الكي جين) أو (الباتش) أو ما شابهها.
نص الفتوى:
س: أعمل في مجال الحاسب الآلي، ومنذ أن بدأت العمل في هذا المجال أقوم بنسخ البرامج للعمل عليها، ويتم ذلك دون أن أشتري النسخ الأصلية لهذه البرامج، علمًا بأنه توجد على هذه البرامج عبارات تحذيرية من النسخ، مؤداها: أن حقوق النسخ محفوظة، تشبه عبارة (حقوق الطبع محفوظة) الموجودة على بعض الكتب، وقد يكون صاحب البرنامج مسلمًا أو كافرًا. وسؤالي هو: هل يجوز النسخ بهذه الطريقة أم لا؟
ج: لا يجوز نسخ البرامج التي يمنع أصحابها نسخها إلا بإذنهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون على شروطهم»، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من سبق إلى مباح فهو أحق به» سواء كان صاحب هذه البرامج مسلمًا أو كافرًا غير حربي؛ لأن حق الكافر غير الحربي محترم كحق المسلم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
عضو // عضو // نائب الرئيس // الرئيس //
بكر أبو زيد // صالح الفوزان // عبد العزيز آل الشيخ // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 15 / ص 266)
فأنصحكم بارك الله فيكم بتقوى الله والابتعاد عن مواطن الإثم , واعلم يا أخي أنك ان تركت ذلك من أجل الله عز وجل , أبدلك الله ما هو خير منه.
عن أبي قتادة وأبي الدهماء، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية، فقلنا: هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا؟
قال: نعم سمعته يقول: «إنك لن تدع شيئًا لله - عز وجل - إلا بدّلك الله به ما هو خير لك منه» رواه أحمد بسند صحيح
وأختم بقول الله تبارك وتعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا () ويرزقه من حيث لا يحتسب) الطلاق [2 - 3]
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[08 - 07 - 10, 10:56 ص]ـ
جزاك الله خير اخي الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186339
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[08 - 07 - 10, 02:57 م]ـ
انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1183989#post1183989 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1183989#post1183989)
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1184399#post1184399 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1184399#post1184399)
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1183996#post1183996 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1183996#post1183996)
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92095&highlight=%C7%E1%C8%D1%C7%E3%CC+%C7%E1%E3%DE%D1%D5 %E4%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92095&highlight=%C7%E1%C8%D1%C7%E3%CC+%C7%E1%E3%DE%D1%D5 %E4%C9)
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78082&highlight=%C7%E1%C8%D1%C7%E3%CC+%C7%E1%E3%DE%D1%D5 %E4%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78082&highlight=%C7%E1%C8%D1%C7%E3%CC+%C7%E1%E3%DE%D1%D5 %E4%C9)
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1224888#post1224888 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1224888#post1224888)
ـ[يزيد الجابري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 03:21 م]ـ
جزاكم الله خير يا اخواني وبارك الله فيكم .. كل ما في الموضوع اني وجدت أكثر من موضوع في القسم مخالف لفتوى التحريم بتداول هذه البرامج ... ولهذا كتبت الموضوع. ولهذا أرجو من مسؤولي المنتدى منع تداول الكراك والسيريال وغيرها لوضوح فتوى اللجنة الدائمة .. وجزاكم الله خير(129/89)
هل صلاة الجمعة سنة مؤكدة؟
ـ[نعمان ألطاف خان]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هناك صاحبي يقول أن صلاة الجمعة سنة مؤكدة وليست فرضا، وأن من تركها بدون عذر ولو تكاسلا لا يأثم، وإنما الإثم على من يترك صلاة الظهر بدون عذر شرعي في يوم الجمعة ..
يقول أن في ليلة المعراج فرض الله خمس صلوات ليست فيها صلاة الجمعة ..
هل ما يقوله صحيح؟ هل أجمع العلماء على أن صلاة الجمعة فرض عين أو فرض كفاية أم في ذلك اختلاف؟
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:48 م]ـ
أخي الكريم:
صلاة الجمعة واجبة بنص الكتاب والسنة والإجماع.
أما الكتاب والسنة فظاهران.
وأما الإجماع فقد نقله جماهير أهل العلم، وانظر مثلا: الإجماع لابن المنذر، والمغني لابن قدامة وغيرهما.
أما قول صاحبك؛ فلا تلتفت إليه فحب الظهور دفع بقوم إلى قول أبعد من ذلك، وخاصة في زماننا هذا ..
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 06:14 م]ـ
كلام صاحبك عجيب
الجمهور على وجوبها لانها بدل عن الظهر لقوله تعالى يا أيها الذين ءامنو إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعو إلى ذكر الله وذرو البيع "
والامر في الاية للوجوب
ولقوله صلى الله عليه وسلم " لينتهين أقوام عن ودعهم (تركهم) الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم "
وذهب قوم إلى أنها من فروض الكفايات وفي رواية شاذة عن مالك أنها سنة
والشاذ لا يتابع عليه ز
نقلت هذا عن ابن رشد في بداية المجتهد1/ 156 دار المعرفة
وبعض أهل العلم ذكر أن من تخلف عن الجمعة ثلاث مرات يعد من المنافقين ويختم على قلبه.
والله اعلم(129/90)
هل قال أحد بمثل فتوى الشيخ الشنقيطي [بأن ترك الباقي عند البائع من ربا النسيئة]؟
ـ[محمدالخالدي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:25 م]ـ
السلام عليكم
وصلني هذا الايميل فأحببت نقله هنا
لو شريت علبة لبن بسبعه ريال صباحا من البقاله الي جنب بيتكم واعطيت البايع خمسين ريال, وما كان عنده صرف قال تعال لي بعد العصر خذ الباقي فما حكمها في شرع الله.
هذا صوت الشيخ الدكتور محمد مختار الشنقيطي
الملف هنا
http://sub3.rofof.com/05jwhud20/Ftwa_std%27hshk.html
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:51 م]ـ
عليكم السلام ورحمةالله وبركاته
نوقش الموضوع أكثر من مرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9133
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=133827
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1025461&postcount=13(129/91)
ملاحظات الدكتور الخثلان على كتاب (الفجر الصادق) للدكتور الصبيحي
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:26 م]ـ
قال الدكتور سعد الخثلان:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد:- فقد اطلعت على كتاب (طلوع الفجر الصادق بين تحديد القرآن وإطلاق اللغة) للدكتور إبراهيم الصبيحي، وقد طلب مني إبداء الرأي فيه- بحكم اهتمامي بهذه المسألة- .. ، وقبل أن أبين رأيي أشير هنا إلى أن فضيلة الشيخ إبراهيم صاحب علم وفضل وتربطني به علاقة محبة ومودة .. ، لكن هذا لايمنع من إبداء بعض ماشتمل عليه الكتاب من ملاحظات .. ، ويمكن إجمالها في الآتي:-
1 - الهدف الرئيس من هذا الكتاب هو تصحيح التقويم (تقويم أم القرى) في توقيت صلاة الفجر، والمؤلف - وفقه الله- لم يرصد الفجر ولو لمرة واحدة، وهذا مأخذ كبير إذ كيف يؤلف كتابا في موضوع وهو لم يقف عليه –عمليا-
2 - نقل المؤلف نقولات في تعريف الفجر،ومنها مانقله عن القرطبي) ص 56 قال الجمهور: الحد الذي بتبينه يجب الإمساك: ذلك الفجر المعترض في الأفق يمنة ويسرة وبهذا جاءت الأخبار ومضت عليه الأمصار) وعن ابن جرير الطبري (وأولى التأولين في الآية التأويل الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (الخيط الأبيض: بياض النهارو (الخيط الأسود) سواد الليل) ونقولات أخرى في هذا المعنى، وهذه النقولات تكاد تتفق في تعريف الفجر بل أشار الموفق ابن قدامة إلى الإجماع في هذه المسألة حيث قال (وهذا إجماع لم يخالف فيه إلا الأعمش وحده فشذ ولم يعرج أحد على قوله)، وهذا التعريف للفجر هو الذي اعتمدته لجنة مشروع الشفق في دراستها، وما ذكره المؤلف في عدة مواضع من الكتاب أن اللجنة اعتمدت في تعريف الفجرعلى الضوء المنتشر الذي يكون على رؤوس الجبال ويملأ البيوت والطرقات غير صحيح البتة، ولو كان هذا هو التعريف للفجر لما خرجت اللجنة خارج مدينة الرياض (أكثر من 150كم) لرصد الشفق ولكان الرصد داخل المدينة، ولما احتاج إلى أن نقوم بتصويره (بكاميرات) ذات حساسية عالية، وكان بودي أن يتثبت المؤلف من النسبة قبل أن يثبتها في كتاب خاصة وأن من ينسب لهم هذا الرأي أحياء يرزقون!!، لكن يبدو أن المؤلف اعتمد في هذه النسبة على ماذكر في المذكرة من آثار عن بعض السلف وبعض العلماء تدل على تسامحهم في الإمساك للصيام، والعجيب أن المذكرة نفسها - التي اعتمد عليها المؤلف في النسبة- قد عقد مبحث في تعريف الفجر (المبحث الثاني ص 6، 7)، وهو يبين بجلاء التعريف الذي اعتمدت عليه اللجنة وقد أغفل المؤلف هذا، وأخذ ما ذكر عن بعض السلف في هذا واعتبره التعريف الذي اعتمدت عليه اللجنة!
3 - لم يتطرق المؤلف للفجر الكاذب مع أنه يفترض فيمن ألف كتابا عن الفجر الصادق أن يتعرض لبيان حقيقة الفجر الكاذب وأوصافه؛ لأن سبب الإشكالية في توقيت صلاة الفجر هي اشتباه الفجر الكاذب بالفجر الصادق، ولذلك فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاغترار بالفجر الكاذب، وبين أن له سطوعا قد يغر من لا يعرفه فيظن أنه الفجر الصادق فقال: (لايغرنكم الساطع المصعد حتى يعترض لكم الأحمر)،) ولذلك فقد وقع بسبب هذا الاشتباه بعض معدي التقاويم في الخطأ في تحديد وقت صلاة الفجر، وقد أنكر بعض العلماء الاعتماد على الدرجات الفلكية دون التحقق من طلوع الفجر، ومنهم القرافي المالكي في كتابه الفروق، وأشار إليه الحطاب في مواهب الجليل،وكذا الحافظ ابن حجر وغيرهم، والعجيب أن المؤلف وفقه الله يستدل على صحة التقويم بصحته في شروق الشمس وغروبها! .. يقول (ص8) (وكان ... يطلب من يخرج معه إلى الصحراء ليريهم الخلل ... وكنت على خلاف معه لما أراه من انضباط التقويم في تحديد وقت شروق الشمس ووقت غروبها كما أن التقويم منضبط في بقية أوقات الصلاة .. )، وهذا الاحتجاج عجيب إذ أن وقت شروق الشمس وغروبها لاإشكال فيه وتتفق عليه جميع التقاويم العالمية لكونه مربوطا بعلامة حسية ظاهرة، ومثله بقية أوقات الصلوات، لكن الفجر يحصل في الاشتباه- كما أشار لذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- بسبب اشتباه الفجر الكاذب – الذي يكون له سطوع قوي في بعض ليالي السنة - بالفجر الصادق، ولذلك أناط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/92)
الله الحكم بالتبين (حتى يتبين لكم .. )
4 - نقل المؤلف في (ص19) عن شعبان قزامل مقالا واستحسنه حيث قال:- ( .. وقد استحسنت ماكتبه .. ) رغم أن الكاتب قال (كما في ص 26) ( .. أما الأسباب التي دعت غالب الدول الإسلامية إلى تبني نظام 18 درجة رغم أن كل الأبحاث أثبتت أنه خطأ هي أن السائد بين الناس أن وقت العشاء يجب أن يكون بعد ساعة ونصف ... ) الخ، وإذا كانت كل الأبحاث أثبتت خطأ وضع الفجر على درجة18 فإن تقويم أم القرى على درجة 19 (أي أنه أسبق ب4 دقائق تقريبا)، وهذه النتيجة التي نقلها عن الكاتب (ولم يعلق عليها بل استحسن مقال الكاتب) تعود بالنقض على النتيجة التي يريد أن يصل إليها المؤلف من أصلها!!
5 - نقل المؤلف نقولات تحتاج إلى مزيد تثبت، ومنها:- ماأورده (في ص15) حول اللجنة الفلكية (المرحلة الثانية لدراسة الشفق) وأنها رأت أن الفجر يطلع عند درجة 18ونصف، وقد سألت رئيس اللجنة الدكتور زكي الصطفى فنفى صحة هذه المعلومة، وأن اللجنة المشار إليها لم تحدد طلوع الفجر بدرجات، كما أنه نقل عن عبد الله الخضيري أنه رصد الفجر وأنه يتقدم على التقويم مابين دقيقتين إلى خمس مع أن الأخ عبد الله سبق أن ذكر لي أنه وجد الفارق 12 دقيقة، كما أنه نسب الرأي بتصحيح تقويم أم القرى للدكتور صالح العجيري (كما في ص11) وهذه النسبة غير صحيحة، فإن الدكتور العجيري يرى أن الفجر يطلع على درجة 18 كما نقل ذلك عنه في آخر الكتاب (ص147) وكما أفادني بذلك وبنى عليه تقويمه، ومعلوم أن تفويم أم القرى على درجة 19، وليس على 18.
6 - (في ص56) قال المؤلف (فالواجب الحذر من الوقوع فيما جعله الله حدا فلا يجوز الأكل والشرب بعد وجود الضوء ... إن من لم يلتزم بهذا الحد الذي بين الله وصفه في القرآن يخشى عليه أن يكون من الواقعين في حدود الله) لكن المؤلف لم يوفق لفهم معنى الآية حيث قال (ص 53) (فالآية تدل على أن أول إضاءة في المشرق تعتبر فجرا مهما كانت صغيرة .. 9 وهذا إنما يصح لو أن الله قال حتى يطلع الخيط الأبيض .. ولكن الآية أناطت الحكم بالتبين (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)، ثم لماذا نظر المؤلف لمسألة الأكل والشرب لمن أراد الصيام، ولم ينظر لمسألة أداء صلاة الفجر قبل وقتها، وأيهما أولى بالاحتياط؟!، ومن المقرر عند العلماء أن من أكل أوشرب شاكا في طلوع الفجر صح صومه، بينما من صلى شاكا في دخول الوقت لم تصح صلاته، قال الموفق ابن قدامة رحمه الله (إن من صلى من غير دليل مع الشك لم تجزئه صلاته .. ) (المغني (2/ 31) هذه هي أبرز الملحوظات،وثمة ملحوظات أخرى دونتها عندي لايتسع المقام لسردها .. أسأل الله أن يهدينا جميعا لما اختلف فيه من الحق بإذنه .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
ـ[صالح الديحاني]ــــــــ[09 - 07 - 10, 04:43 م]ـ
جزاك الله خيرا ..(129/93)
الإنتفاع بالمؤسسة الشخصية من الشركة للصالح الشخصي بالإضافة لصالح الشركة
ـ[أسامة عبدالله]ــــــــ[08 - 07 - 10, 04:53 م]ـ
السلام عليكم
أنا اعمل بشركة متعددة المشاريع لكل مشروع فريق مستقل ليس له شأن بمشاريع الشركة الأخرى. إلا أن يكلف شخص بمهمة محددة عن طريق الإدارة العليا وينتهي دوره عندها.
بالإضافة لذلك فإنني استغل وقت فراغي في أعمال مؤسسة مقاولات أنا صاحبها ولصالحي الشخصي في مشاريع ليس لها علاقة بمشاريع الشركة. وإن تعارضت المصلحة أقدم مصلحة الشركة أو أسجل ساعات تغيبي وارفعها لمديري ليتخذ ما يراه مناسباً. آملا أن لا حرج في ذلك.
والمسألة هي أن صادف وسمعت أن مشروع أخر تابع للشركة يبحث عن مقاول لإنجاز بعض الأعمال الجزئية. فهل يجوز لي أن انتفع. مع العلم أنني لا ارغب أن أتعاقد بإسم مؤسستي وأنوي ان أتعاقد بإسم مؤسسة صديق لي.
كما تجدر الإشارة إلى أن المسئولين عن المشروع لن يستطيعوا أن يأتوا بعرض أفضل من عرضي. وإن أستطاعوا فإن أمكنني أن انزل السعر وإلا تركت العمل للمقاول الأخر. وهذا فيه مصلحة للشركة.
كما تجدر الإشارة إلى أنني اقوم بالمقاولة عن طريق إعطاء العمل بالباطن لمقاول آخر (سواء جزئي أو كلي).
وبالتفكر في حديث " ... ، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس"
والحقيقة أن الأمر يحوك في نفسي ولكن لا اكره أن يطلع على هذا الفعل الأفاضل من الناس (لأنني ما كنت أظن ان فيه باس والله أعلم) ولكنني أكره أن يطلع عليه المسئولين بالشركة لما قد يعكس من انطباعات.
ما حكم هذا الفعل من الناحية الشرعية؟
فإن جاز لي فما النصيحة من الناحية الشخصية؟
أسامة
ـ[أسامة عبدالله]ــــــــ[10 - 07 - 10, 10:13 ص]ـ
لم يشر على أحد فأشرت على نفسي بـ:
دع ما يريبك إلى ما لا يريبك(129/94)
- معنى نقص العقل والدين عند النساء -
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[08 - 07 - 10, 06:15 م]ـ
معنى نقص العقل والدين عند النساء
دائماً نسمع الحديث الشريف (النساء ناقصات عقل ودين) ويأتي به بعض الرجال للإساءة للمرأة. نرجو توضيح معنى الحديث؟
الحمد لله
"معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا) بَيَّن صلى الله عليه وسلم أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها، وأن شهادتها تُجْبَر بشهادة امرأة أخرى، وذلك لضبط الشهادة، بسبب أنها قد تنسى، فتزيد في الشهادة أو تنقصها، كما قال سبحانه: (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) البقرة/282.
وأما نقصان دينها فلأنها في حالة الحيض والنفاس تدع الصلاة، تدع الصوم، ولا تقضي الصلاة، فهذا من نقصان الدين، ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله عز وجل، هو الذي شرعه عز وجل رفقاً بها، وتيسيراً عليها؛ لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك، فمن رحمة الله شرع لها ترك الصيام وقت الحيض والنفاس، والقضاء بعد ذلك.
وأما الصلاة فإنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة، فمن رحمة الله جل وعلا أن شرع لها ترك الصلاة، وهكذا في النفاس، ثم شرع لها أنها لا تقضي، لأن في القضاء مشقة كبيرة، لأن الصلاة تتكرر في اليوم خمس مرات، والحيض قد تكثر أيامه، فتبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام أو أكثر، والنفاس قد يبلغ أربعين يوماً، فكان من رحمة الله لها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداء وقضاء، ولا يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في كل شيء، ونقص دينها في كل شيء، وإنما بَيَّن الرسولُ صلى الله عليه وسلم أن نقص عقلها من جهة ما قد يحصل من عدم الضبط للشهادة، ونقص دينها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس، ولا يلزم من هذا أن تكون أيضاً دون الرجل في كل شيء، وأن الرجل أفضل منها في كل شيء.
نعم، جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة، لأسباب كثيرة، كما قال الله سبحانه وتعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) النساء/34، لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة، فكم لله من امرأة فوق كثير من الرجال في عقلها ودينها وضبطها، وإنما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جنس النساء دون جنس الرجال في العقل وفي الدين من هاتين الحيثيتين اللتين بينهما النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح، وفي تقواها لله عز وجل، وفي منزلتها في الآخرة، وقد تكون لها عناية في بعض الأمور فتضبط ضبطاً كثيراً أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها، وتجتهد في حفظها وضبطها فتكون مرجعاً في التاريخ الإسلامي وفي أمور كثيرة، وهذا واضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك.
وبهذا يعلم أن هذا النقص لا يمنع من الاعتماد عليها في الرواية، وهكذا في الشهادة إذا انجبرت بامرأة أخرى، ولا يمنع أيضاً تقواها لله، وكونها من خيرة عباد الله، ومن خيرة إماء الله إذا استقامت في دينها، وإن سقط عنها الصوم في الحيض والنفاس أداء لا قضاء، وإن سقطت عنها الصلاة أداء وقضاء، فإن هذا لا يلزم منه نقصها في كل شيء من جهة تقواها لله، ومن جهة قيامها بأمره، ومن جهة ضبطها لما تعتني به من الأمور، فهو نقص خاص في العقل والدين، كما بَيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم، فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء، وضعف الدين في كل شيء، وإنما ضعف خاص بدينها، وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك، فينبغي إنصافها، وحمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم، على خير المحامل وأحسنها. والله تعالى أعلم" انتهى.
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
مجلة البحوث الإسلامية (29/ 100 - 102).
الإسلام سؤال وجواب(129/95)
أيها السائح: هل أنت ممن سيقرأ دعاء السفر????
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 06:47 م]ـ
الحمد لله وبعد:
أيها السائح: هل أنت ممن سيقرأ دعاء السفر،
إذا أردت السياحة في بلاد اللهو؟ " فإن كان باحثا ً عن الحق، فسيقول: "وهل يغفل المرء المسلم دعاء السفر؟ " قلنا له: "فماذا تقول في دعائك؟ " فسيجيبنا: "أقول الدعاء المشهور: اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا: البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى." فنقول له: "حسبك قف! لقد قلت: البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى! فأين محل البر والتقوى والعمل المُرضي في سفرك؟! أيكون مشاهدة المنكر برا ً أو تقوى؟ أيكون الجلوس أمام ما يغضب الله برا ً أو تقوى؟؟ أن ذلك كله مما لا يُرضي الله، وأنت تسأله من العمل ما يُرضيه! ألا تدري ما هو البر؟ إن أجمع ما يصوره هو قوله، جل وعلا: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون." ألا تدري مالتقوى؟ "إنما يتقبل الله من المتقين." ألا تدري مالعمل الذي يُرضي الله؟ "إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه."
ألا فاتقوا الله، معاشر المسلمين. وليس عيبا ً أن يقع أمرؤ في الخطأ، وإنما العيب، كل العيب، أن يتمادى فيه ويكابر!
اللهم إنا نسألك العفو والعافية، والثبات على دينك واتباع سنة نبيك، صلى الله عليه وسلم. اللهم ارزقنا من السعادة والطمأنينة والرضا بالمقسوم ما يغنينا عما عند غيرنا. اللهم اغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك. بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والذكر والحكمة. أقول ما سمعتم وأستغفر الله، إنه هو الغفور الرحيم.
من خطبة فضيلة الشيخ سعودالشريم امام المسجد الحرام وفقه الله ***********
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 03:42 ص]ـ
بارك الله بك
نفعني كثيرا وفقتم ,.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 07:53 ص]ـ
بارك الله لي ولكم ,ونفعني واباكم(129/96)
ما هو أفضل تفسير صوتى للقران الكريم؟
ـ[محمد الحرز]ــــــــ[08 - 07 - 10, 07:45 م]ـ
إخوانى الكرام أعضاء هذا المنتدى الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد طلب منى أحد أقربائى أن أبحث له عن تفسير صوتى متميز للقران الكريم فأرجو منكم أن تشاركونى برأيكم عن أفضل تفسير صوتى سمعتموه للقران الكريم ولأى من المشائخ وحبذا لو تكرمتم بوضع روابط هذا التفسير وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمان التونسي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 11:33 م]ـ
تفسير ابن عثيمين رحمه الله فيه فوائد عظيمة
ـ[السوادي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 05:31 م]ـ
ابو بكر الجزائري ايسر التفاسير
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=37&group_id=2
ـ[السوادي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 05:34 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=search&con=cat&category_id=14(129/97)
(من فوائد مجادلة أهل الباطل لباطلهم كما نراه الآن)!! كلام نفيس للشيخ السعدي ينبغي ألا يفارقك أبدا
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 08:11 م]ـ
حيما أسمع وأقرأ وأرى من يتكلم عن صلاة الجماعة ووجوبها وفضائلها وأقوال العلماء التي يستخرجها لنا بعض طلاب العلم من بطون كتبهم، درر تكتب بماء الذهب، وحينما أرى وأسمع وأقرأ الكلام على حرمة المعازف وأقوال العلماء وتحذريهم و غير ذلك من المسائل، فما أن تدخل موقع وإلا وتجد زيادة علم ودرر وما أن تفتح إذاعة القرآن إلا وتجد كنوز، وهكذا حواليك هنا وهناك!! والتي كان سبب هذا التكثيف وهذا التقصي والبحث وإخراج تلك الدرر هو كلام المتعالمين وأهل الباطل المخالفين للأدلة الصريحة، حينها يتضح كلام الله عز وجل غاية الوضوح (لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ .. )
قال الشيخ السعدي في تفسيره:
فالله تبارك وتعالى - من رحمته - بالعباد، قد يسر لهم أسباب الهداية غاية التيسير، ونبههم على سلوك طرقها، وبينها لهم أتم تبيين، حتى إن من جملة ذلك أنه يقيض للحق، المعاندين له فيجادلون فيه، فيتضح بذلك الحق، وتظهر آياته وأعلامه، ويتضح بطلان الباطل، وأنه لا حقيقة له، ولولا قيامه في مقابلة الحق، لربما لم يتبين حاله لأكثر الخلق، وبضدها تتبين الأشياء، فلولا الليل، ما عرف فضل النهار، ولولا القبيح، ما عرف فضل الحسن، ولولا الظلمة ما عرف منفعة النور، ولولا الباطل ما اتضح الحق اتضاحا ظاهرا، فلله الحمد على ذلك.
ـ[أبو دجانة السوسي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 11:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي كلام بنفس المنعى في كتابه تحت راية القران في الرد على طه حسين وامثاله.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 06:04 م]ـ
جزاك الله خير أخي أبو دجانة .....
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 11:46 ص]ـ
ومن الفوائد أيضا، أن كثيراً من عوام الناس يظن أن كل قول لك أن تأخذ به والأمر واسع، ومع هذه الردود الطيبة من العلماء الناصحين على الفتاوى المخالفة للدليل، تبين لهم أنه ليس كل قول يأخذ به حتى يأتي بالدليل، فلذلك قد تجد جمع من العوام إذا قلت له حكم كذا وكذا قال لك هات الدليل من الكتاب والسنة ..
وهذه فائدة استفادها الناس بسبب الآراء المخالفة للأدلة وردود العلماء عليهم بالدليل ..(129/98)
ما حكم الوكيرة؟
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[09 - 07 - 10, 02:58 ص]ـ
السلام عليكم
قرأت في أحد المواضيع أن الطعام له أسامي متعددة منها الوكيرة وهي الطعام الذي ينجز عند سكنى بيت جديد فهل هذا مشروع؟ وهل يدخل في عموم شكر الله على نعمته والتحديث بها؟
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[09 - 07 - 10, 05:52 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك
هذا الطعام المعد هو من شكر الله على نعمة بناء البيت الجديد وهذا أحد الاطعمة التى ذكرت في كتب الفقه
كالوليمة والعقيقة وغيرها(129/99)
وصيَّة من الشَّيخ محمد بن جمَّاح رحمه الله للمشتغلين بدعوة النَّاس
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 07 - 10, 04:32 ص]ـ
أعجبتني كلمة قالها شيخنا محمد بن جمَّاح رحمه الله في آخر رسالة كتبها قبل موته بشهر عنوانها
" الدَّعْوَةُ إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيْرَةٍ سَبِيْلُ الرُّسُلِ وَأَتْبَاعِهِم "
(( ... وَعَلَى الدَّاعِيَةِ أَنْ يَتَصَفَّحَ أَحْوَالَ النَّاسِ، وَيَسْتَعْرِضَ سِيَرَهُمْ فِي الْحَيَاةِ، لِكَي يَرْسُمَ طَرِيْقَ الْعِلَاجِ لِأَمْرَاضِهِمُ، الْعَقَائِدِيَّةِ وَالتَّعَبُّدِيَّةِ وَالأَخْلَاقِيَّةِ، بِوَسِيْلَةِ الْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَيُحَضِّرَ جُرْعَةَ الدَّوَاءِ الَّتِي فِي إِمْكَانِهِمْ تَقَبُّلَهَا، وَاسْتِسَاغَةَ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى تَجَرُّعِهَا، وَإِيَّاكَ إِيَّاكَ أَيُّهَا الدَّاعِيَةُ مِنْ مُرَاعَاةِ حُظُوْظِ النَّفْسِ، وَالتَّأَفُّفِ مِنْ حَالَاتِ الْمَرْضَى غَيْرِ الْمَقْبُوْلَةِ، فَرُبَّ مَرِيْضٍ تَمَكَّنَ فِيْهِ مَرَضُهُ، وَأَوْشَكَ عَلَى مُفَارَقَةِ الْحَيَاةِ، أَسْرَعُ تَقَبُّلاً مِنْ غَيْرِهِ.
إِنَّهَا لَمُعَانَاةُ عَظِيْمَةُ الأَجْرِ، كَثِيْرَةُ الأَنْوَاعِ وَالْمَشَاكِلِ، وَلَنْ يَتِمَّ عِلَاجُهَا إِلَّا بَالصَّبْرِ وَالْمُدَاوَمَةِ ... ))
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[09 - 07 - 10, 05:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخنا الفاضل على الموعظة الطيبة التي نقلتموها بارك الله فيكم
ورحم الله الشيخ محمد جمّاح رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
ولقد كان والدي عليه رحمة الله يحب الشيخ ويقول عنه أنه متواضع جدا ورجل خدوم قلما تجد مثله، حيث كان والدي يعمل عنده في جماعة تحفيظ القرآن عندما كنا في بلجرشي.
فرحم الله أموات المسلمين رحمة واسعة
ـ[السوادي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 05:25 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[09 - 07 - 10, 07:00 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي خالد بن عمر
ورحم الله شيخنا ونفع بعلمه
أرجو منك العمل على جمع ونشر تراث الشيخ العلمي
محبكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 07 - 10, 05:44 م]ـ
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
لا زلت مستمرا في جمع تراث الشيخ رحمه الله، أسأل الله التيسير والإعانة
ـ[مدارج]ــــــــ[23 - 07 - 10, 08:05 م]ـ
كلام في الصميم وأعجبني جداً شكراً للناقل.
حبذا لو للشيخ ترجمة.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[24 - 07 - 10, 12:07 ص]ـ
رحمه الله
لمحة إلى خلاصة من مذهب السلف للشيخ محمد بن جماح شرح الشيخ صالح العصيمي حفظه الله
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=78067
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[24 - 07 - 10, 12:10 ص]ـ
كلام في الصميم وأعجبني جداً شكراً للناقل.
حبذا لو للشيخ ترجمة.
ذكر الشيخ صالح العصيمي ترجمة له رحمه الله في مقدمة الشرح لكتابه النفيس و المهم للدعاة إلى الله
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 07 - 10, 01:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الدغيلبي
وجزى الله الشيخ صالحا العصيمي خيرا على شرحه لهذه الرِّسالة النَّافعة لشيخنا أبي علي
وقول الشيخ إنه كنية الشيخ محمد رحمه الله (أبو عبد المجيد) لعله وهم من الشيخ رحمه الله أو سبق لسان
هذا جزء مقتطف من ترجمته التي كتبتها قبل وفاته رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180727
وهذا تسجيل لنطقه بالشَّهادة عند خروج روحه رحمه الله وفَّقني الله لتسجيله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1082396#post1082396(129/100)
كلام رائع في " حكم شعر الغزل "
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[09 - 07 - 10, 05:29 ص]ـ
حكم شعر الغزل
سؤال: ما حكم شعر الغزل؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
الشعر في أصله مباح، فهو كلام موزون، والأصل في الكلام الإباحة والجواز، ولكن تجري فيه الأحكام الفقهية الخمسة بحسب موضوعه ومقصوده والغاية منه. ولذلك قال الإمام الشافعي كلمته المشهورة: " الشعر كلام، حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام " انتهى.
"الأم" (6/ 224)، ورويت هذه الكلمة مرفوعة مرسلة، ورويت عن بعض السلف أيضا.
ثانيا:
لا حرج في شعر الغزل بالضوابط الآتية:
1 - ألا يكون تشبيبا بامرأة معينة، ينتهك فيها الشاعر حرمة من حرمات المسلمين، ويعتدي على عرض مصون من أعراضهم، فإذا كان تغزلا معروفا بامرأة معينة كان من كبائر الذنوب، فقد قال الله عز وجل: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) الأحزاب/58.
2 - ألا يكون من الغزل الفاحش الذي يشتمل على وصف جسد المرأة بما يثير شهوة السامع والقارئ، أو يصف فيه الشاعر شيئا من علاقته الآثمة مع تلك المرأة، فهذا كله من فاحش الكلام الذي جاء الإسلام لصيانة ألسنة الناس وأسماعهم عنه، حفظا للمجتمعات من انتشار الرذيلة والافتخار بها كما هي عادة أهل الجاهلية القديمة والمعاصرة.
3 - ألا يرافقه الغناء والمعازف على الطريقة المعروفة اليوم مما يعتاده أهل المعاصي والشهوات.
4 - وإذا كان الشاعر يتغزل بمن يحل له التغزل بها كالزوجة: فلا حرج إذا كان الشعر محصورا بينه وبينها ولا يطلع عليه أحد، فإذا أراد نشره فلا يجوز أن ينشر منه ما يصف فيه جمال زوجته، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تنعت المرأة المرأة لزوجها كأنه ينظر إليها، فمن باب أولى عدم جواز نعت الرجل زوجته للسامعين.
فإذا عرفت هذه الضوابط تبين أن الكثير مما ينتشر اليوم من أشعار الغزل الفاحش، كأشعار نزار قباني وغيره، هو من قبيح الكلام الذي لا ينشر في المجتمعات إلا لغة الشهوة والرذيلة، وأنه من الشعر الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا) رواه البخاري (6154) ومسلم (2257).
قال ابن القيم رحمه الله: " غالب التغزل والتشبيب إنما هو في الصور المحرمة، ومن أندر النادر تغزل الشاعر وتشبيبه فى امرأته وأمَته وأُمُّ ولده، مع أن هذا واقع، لكنه كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود " انتهى.
"مدارج السالكين" (1/ 486).
ثالثا:
ننقل هنا بعض نصوص الفقهاء الدالة على التفصيل السابق:
قال ابن قدامة رحمه الله: " التشبيب بامرأة بعينها والإفراط في وصفها ذكر أصحابنا أنه محرم، وهذا إن أريد به أنه محرم على قائله فهو صحيح، وأما على راويه فلا يصح، فإن المغازي تروى فيها قصائد الكفار الذين هاجوا بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا ينكر ذلك أحد، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في الشعر الذي تقاولت به الشعراء في يوم بدر وأحد وغيرهما، إلا قصيدة أمية بن أبي الصلت الحائية، وكذلك يروى شعر قيس بن الحطيم في التشبيب بعمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة، وأم النعمان بن بشير، وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم قصيدة كعب بن زهير، وفيها التشبيب بسعاد، ولم يزل الناس يروون أمثال هذا ولا ينكر، وروينا أن النعمان بن بشير دخل مجلسا فيه رجل يغنيهم بقصيدة قيس بن الحطيم، فلما دخل النعمان سكتوه من قبل أن فيها ذكر أمه، فقال النعمان: دعوه، فإنه لم يقل بأسا، إنما قال:
وعمرة من سروات النسا ءِ تنفح بالمسك أردانها
وكان عمران بن طلحة في مجلس، فغناهم رجل بشعر فيه ذكر أمه، فسكتوه من أجله، فقال: دعوه، فإن قائل هذا الشعر كان زوجها " انتهى.
"المغني" (12/ 44).
وقال الخطيب الشربيني رحمه الله – في ذكر صور من الشعر المحرم المستثنى من الجواز الأصلي -: " (أو) إلا أن (يُعَرِّض) وفي " المحرر " وغيره: يُشَبِّب (بامرأة معينة) غير زوجته وأمته، وهو ذكر صفاتها من طول وقصر وصدغ وغيرها، فيحرم، وترد به الشهادة، لما فيه من الإيذاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/101)
واحترز بالمعينة عن التشبيب بمبهمة، فلا ترد شهادته بذلك، كذا نص عليه، ذكره البيهقي في سننه، ثم استشهد بحديث كعب بن زهير وإنشاده قصيدته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن التشبيب صنعته، وغرض الشاعر تحسين الكلام، لا تخصيص المذكور.
أما حليلته من زوجته أو أمته فلا يحرم التشبيب بها، كما نص عليه في " الأم "، خلافا لما بحثه الرافعي، وهو قضية إطلاق المصنف، ونقل في " البحر " عدم رد الشهادة عن الجمهور، ويشترط أن لا يكثر من ذلك، وإلا ردت شهادته، قاله الجرجاني.
ولو شبب بزوجته أو أمته مما حقه الإخفاء ردت شهادته لسقوط مروءته، وكذا لو وصف زوجته أو أمته بأعضائها الباطنة، كما جرى عليه ابن المقري تبعا لأصله، وإن نوزع في ذلك " انتهى.
"مغني المحتاج" (4/ 431)
وجاء في "الموسوعة الفقهية" (12/ 14): " يحرم التشبيب بامرأة معينة محرمة على المشبب أو بغلام أمرد، ولا يعرف خلاف بين الفقهاء في حرمة ذكر المثير على الفحش من الصفات الحسية والمعنوية لامرأة أجنبية محرمة عليه، ويستوي في ذلك ذكر الصفات الظاهرة والباطنة، لما في ذلك من الإيذاء لها ولذويها، وهتك الستر والتشهير بمسلمة.
أما التشبب بزوجته أو جاريته فهو جائز، ما لم يصف أعضاءها الباطنة، أو يذكر ما من حقه الإخفاء، فإنه يسقط مروءته، ويكون حراما أو مكروها، على خلاف في ذلك.
وكذا يجوز التشبيب بامرأة غير معينة، ما لم يقل فحشا أو ينصب قرينة تدل على التعيين؛ لأن الغرض من ذلك هو تحسين الكلام وترقيقه لا تحقيق المذكور، فإن نصب قرينة تدل على التعيين فهو في حكم التعيين.
وليس ذكر اسم امرأة مجهولة كليلى وسعاد تعيينا، لحديث: كعب بن زهير: وإنشاده قصيدته المشهورة " بانت سعاد. . بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم " انتهى.
وانظر جواب السؤال رقم: (101720 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/101720)) .
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 02:22 م]ـ
الله يجزاك الفردوس الأعلى. . .
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 08:43 م]ـ
جزاك الله خير،ونفع بك أخي الكريم
هلا أوضحت لنا ماهو تعريف التشبيب بشكل واضح؟ ..
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[09 - 07 - 10, 09:20 م]ـ
الله يجزاك الفردوس الأعلى. . .
آمين بارك الله فيك وجزيت بمثل مادعوت أخي الفاضل
جزاك الله خير،ونفع بك أخي الكريم
هلا أوضحت لنا ماهو تعريف التشبيب بشكل واضح؟ ..
وجزاك الله بمثله وبارك فيك أخي الكريم ...
جاء في لسان العرب:
تَشْبِيبُ الشِّعْر: تَرْقِيقُه بذكر النساءِ.
وشَبَّبَ بالمرأَة: قال فيها الغَزَل والنَّسِيبَ؛ " وعرف النسيب أيضا فقال "النَّسِيبُ رَقيقُ الشِّعْر في النساءِ؛ وأَنشد:
هَلْ في التَّعَلُّلِ من أَسْماءَ مَن حُوبِ، * أَم في القَريضِ وإِهْداءِ المَناسِيبِ
ـ[السوادي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 05:46 م]ـ
الا يعتبر من الدياثه نسال الله السلامه
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[10 - 07 - 10, 06:23 م]ـ
الا يعتبر من الدياثه نسال الله السلامه
لا حرج في شعر الغزل بالضوابط الآتية ........
.............
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[10 - 07 - 10, 09:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[10 - 07 - 10, 10:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وجزاكم الله بمثله(129/102)
رسالة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى محمد بن عباد رحمهم الله
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[09 - 07 - 10, 10:52 ص]ـ
رسالة إلى محمد بن عباد مطوع ثرمداء وكان قد أرسل إليه كتاباً فيه كلام حسن في تقرير التوحيد وغيره وطلب من الشيخ رحمه الله أن يبين له إن كان فيه شيء يخفاه فكتب له رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب إلى الأخ محمد بن عباد وفقه الله لما يحبه ويرضاه سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وصلنا أوراق في التوحيد بها كلام من أحسن الكلام وفقك الله للصواب، وتذكر فيه أن ودك نبين لك إن كان فيها شيء غاترك فاعلم أرشدك الله أن فيها مسائل غلط.
الأولى: قولك أول واجب على كل ذكر وأنثى النظر قي الوجود ثم معرفة العقيدة ثم علم التوحيد، وهذا خطأ وهو من علم الكلام الذي أجمع السلف على ذمه، وإنما الذي أتت به الرسل أول واجب هو التوحيد ليس النظر في الوجود ولا معرفة العقيدة كما ذكرته أنت في الأوراق أن كل نبي يقول لقومه: اعبدوا الله ما لكم من إله غيره.
الثانية: قولك في الإيمان بالله وملائكته إلى آخره والإيمان هو التصديق الجازم بما أتى به الرسول فليس كذلك، وأبو طالب عمه جازم بصدقه والذين يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، والذين يقولون الإيمان هو التصديق الجازم هم الجهمية، وقد اشتد نكير السلف عليهم في هذه المسألة.
الثالثة: قولك إذا قيل للعامي ونحوه ما الدليل على أن الله ربك، ثم ذكرت ما الدليل على اختصاص العبادة بالله، وذكرت الدليل على توحيد الألوهية.
فاعلم أن الربوبية والألوهية يجتمعان ويفترقان كما في قوله: (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) وكما يقال رب العالمين وإله المرسلين وعند الإفراد يجتمعان كما في قول القائل من ربك، مثاله الفقير والمسكين نوعان في قوله: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) ونوع واحد في قوله: (افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم) إذا ثبت هذا فقول الملكين للرجل في القبر: من ربك؟ معناه من إلهك لأن الربوبيية التي أقر بها المشركون ما يمتحن أحد بها، وكذلك قوله: (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) وقوله: (قل أغير الله أبغي ربا) وقوله: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) فالربوبية في هذا هي الألوهية ليست قسيمة لها كما تكون قسيمة لها عند الاقتران فينبغي التفطن لهذه المسألة.
الرابعة: قولك في الدليل على إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ودليله الكتاب والسنة ثم ذكرت الآيات، كلام من لم يفهم المسألة لأن المنكر للنبوة أو الشاك فيها إذا استدللت عليه بالكتاب والسنة يقول كيف تستدل علي بشيء ما أتى به إلا هو، والصواب في المسألة أن تستدل عليه بالتحدي بأقصر سورة من القرآن أو شهادة علماء أهل الكتاب كما في قوله: (أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل) أو لكونهم يعرفونه قبل أن يخرج كما في قوله تعالى: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا) الآية إلى غير ذلك من الآيات التي تفيد الحصر وتقطع الخصم.
الخامسة: قولك اعلم يا أخي لا علمت مكروها فأعلم أن هذه كلمة تضاد التوحيد وذلك أن التوحيد لا يعرفه إلا من عرف الجاهلية والجاهلية هي المكروه فمن لم يعلم المكروه لم يعلم الحق فمعنى هذه الكلمة أعلم لا علمت خيراً، ومن لم يعلم المكروه ليجتنبه لم يعلم المحبوب.
وبالجملة فهي كلمة عامية جاهلية، ولا ينبغي لأهل العلم أن يقتدوا بالجهال.
السادسة: جزمك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اطلبوا العلم ولو من الصين) فلا ينبغي أن يجزم الإنسان على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لا يعلم صحته، وهو من القول بلا علم، فلو أنك قلت وروى، أو ذكر فلان، أو ذكر في الكتاب الفلاني لكان هذا مناسباً، وأما الجزم بالأحاديث التي لم تصح فلا يجوز فتفطن لهذه المسألة فما أكثر من يقع فيها.
السابعة: قولك في سؤال الملكين: والكعبة قبلتي وكذا وكذا، فالذي علمناه عن رسول الله عليه وسلم أنهما يسألان عن ثلاث. عن التوحيد، وعن الدين، وعن محمد صلى الله عليه وسلم. فإن كان في هذا عندكم رابعة فأفيدونا، ولا يجوز الزيادة على ما قال الله ورسوله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/103)
الثامنة: قولك في الإيمان بالقدر إنه الإيمان بأن لا يكون صغير ولا كبير إلا بمشية الله وإرادته، وأن يفعل المأمورات ويترك المنهيات وهذا غلط لأن الله سبحانه له الخلق والأمر والمشيئة والإرادة وله الشرع والدين. إذا ثبت هذا ففعل المأمورات وترك المنهيات هو الإيمان بالأمر وهو الإيمان بالشرع والدين، ولا يذكر في حد الإيمان بالقدر.
التاسعة: قولك الآيات التي قي الاحتجاج بالقدر كقوله تعالى (وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء) الآية ثم قلت: فإياك والاقتداء بالمشركين في الاحتجاج على الله وحسبك من القدر الإيمان به. فالذي ذكرنا في تفسير هذه الآيات غير المعنى الذي أردت فراجعه وتأمله بقلبك فإن اتضح لك وإلا فراجعني فيه لأنه كلام طويل.
العاشرة: وأخرناها لشدة الحاجة إليها قولك: إن المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقروا بتوحيد الربوبية، ثم أوردت الأدلة الواضحة على ذلك، وإنما قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند توحيد الألوهية، ولم يدخل الرجل في الإسلام بتوحيد الربوبية إلا إذا انضم إليه توحيد الألوهية فهذا كلام من أحسن الكلام وأبينه تفصيلا، ولكن العام لما وجهنا إليه إبراهيم كتبوا له علماء سدير مكاتبة وبعثها لنا وهى عندنا الآن ولم يذكروا فيها إلا توحيد الربوبية، فإذا كنت تعرف هذا فلأي شيء ما أخبرت إبراهيم ونصحته. إن هؤلاء ما عرفوا التوحيد، وإنهم منكرون دين الإسلام، وكذلك أحمد بن يحيى راعي رغبه عداوته لتوحيد الألوهية والاستهزاء بأهل العارض لما عرفوه، وإن كان يقربه أحياناً عداوة ظاهرة لا يمكن أنها لا تبلغك، وكذلك ابن إسماعيل إنه نقض ما أبرمت في التوحيد وتعرف أن عنده الكتاب الذي صنفه رجل من أهل البصرة كله من أوله إلى آخره في إنكار توحيد الألوهية وأتاكم به ولد محمد بن سليمان راعي وثيثيه وقرأه عندكم وجادل به جماعتنا، وهذا الكتاب مشهور عند المويس وأتباعه مثل ابن سحيم وابن عبيد يحتجون به علينا ويدعون الناس إليه، ويقولون هذا كلام العلماء. فإذا كنت تعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم ما قاتل الناس إلا عند توحيد الألوهية، وتعلم أن هؤلاء قاموا وقعدوا ودخلوا وخرجوا وجاهدوا ليلا ونهاراً في صد الناس عن التوحيد يقرءون عليهم مصنفات أهل الشرك لأي شيء لم تظهر عداوتهم وأنهم كفار مرتدون؟ فإن كان باين لك أن أحداً من العلماء لا يكفر من أنكر التوحيد أو أنه يشك في كفره فاذكره لنا وأفدنا، وإن كنت تزعم أن هؤلاء فرحوا بهذا الدين وأحبوه ودعوا الناس إليه، ولما أتاهم تصنيف أهل البصرة في إنكار التوحيد كفروه وكفروا من عمل به، وكذلك لما أتاهم كتاب ابن عفالق الذي أرسله المويس لابن إسماعيل وقدم به عليكم العام وقرأه على جماعتكم يزعم فيه أن التوحيد دين ابن تيمية وأنه لما أفتى به كفره العلماء وقامت عليه القيامة.
إن كنت تقول ما جرى من هذا شيء فهذا مكابرة، وإن كنت تعرف أن هذا هو الكفر الصراح والردة الواضحة، ولكن تقول أخشى الناس فالله أحق أن تخشاه. ولا تظن أن كلامي هذا معاتبة وكلام عليك، فوالله الذي لا إله إلا هو إنه نصيحة لأن كثيراً ممن واجهناه وقرأ علينا يتعلم هذا ويعرفه بلسانه.
فإذا وقعت المسألة لم يعرفها بل إذا قال له بعض المشركين نحن نعرف أن رسول الله لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وأن النافع الضار هو الله يقول جزاك الله خيراً. ويظن أن هذا هو التوحيد ونحن نعلمه أكثر من سنة أن هذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون. فالله الله في التفطن لهذه المسألة فإنها الفارقة بين الكفر والإسلام، ولو أن رجلا قال: شروط الصلاة تسعة ثم سردها كلها فإذا رأى رجلا يصلي عرياناً بلا حاجة أو على غير وضوء أو لغير القبلة لم يدر أن صلاته فاسدة لم يكن قد عرف الشروط ولو سردها بلسانه، ولو قال الأركان أربعة عشر ثم سردها كلها ثم رأى من لا يقرأ الفاتحة ومن لا يركع ومن لا يجلس للتشهد ولم يفطن أن صلاته باطلة لم يكن قد عرف الأركان ولو سردها فالله الله في التفطن لهذه المسألة، ولكن أشير عليك بعزيمة أنك تواصلنا ونتذاكر معك، وكذلك أيضاً من جهة البدع قيل لي إنك تقول فيها شيء ما يقوله الذي هو عارف مسألة البدع، وصلى الله على محمد وآله وسلم.(129/104)
فوائد في أسماء بعض الجن والشياطين
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 04:11 م]ـ
فوائد في أسماء بعض الجن والشياطين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فقد اشتهر في كثير من المنتديات أسماء منسوبة لإبليس الشيطان الرجيم لا أصل لها في الكتاب والسنة الصحيحة ..
ومن هذا ما نقلته كثير من المواقع، وهي كما جاءت كالتالي:
ولهان: للوسوسة في الطهارة وفي الصلاة.
أبيض: للوسوسة إلى الأنبياء ولإثارة الغضب.
ثبر: ليزين للمصاب بمصيبة خمش الوجه وشقّ الجيب ولطم الخد.
أعور: لتحريك الشهوات لدى الرجال والنساء ودفعهم للزنا.
داسم: لإثارة الفتن في البيت بين أهله.
مطرش: لإشاعة الأخبار الكاذبة.
دهار: لإيذاء المؤمنين في النوم بواسطة الأحلام المرعبة والاحتلام مع النساء الأجنبيات.
تمريح: لإشغال وقت الناس عن أداء واجباتهم.
لاقيس: بنت إبليس التي علمت نساء قوم لوط السحاق بعد أن اشتغل الرجال بالرجال منهم، وما زالت وظيفتها إلى الآن إضلالهن بالسحاق.
مقلاص: لتزيين أمر القمار والمتقامرين ثم إيقاع العداوة والبغضاء بينهم.
اقبض: واجبه وضع البيض إذ يضع في اليوم ثلاثين بيضة، عشرة في المشرق وعشرة في المغرب وعشرة في وسط الأرض فيخرج من كل بيضة عدد من الشياطين والعفاريت والجان وجميعها أعداء الإنسان. انتهى
ومثل هذا أيضا ما جاء في حياة الحيوان الكبرى (1/ 207) للدميري، قال:
قال النووي رحمه الله: إبليس كنيته أبو مرة.
وقيل: إن الشياطين فيهم الذكور والإناث، فيتوالدون من ذلك، وأما ابليس فإن الله تعالى خلق له في فخذه اليمنى ذكراً وفي اليسرى فرجاً فهو ينكح هذا بهذا فيخرج له كل يوم عشر بيضات، يخرج من كل بيضة سبعون شيطاناً وشيطانة،
وذكر مجاهد أن من ذرية إبليس لاقيس وولهان، وهو صاحب الطهارة والصلاة والهفاف. وهو صاحب الصحارى ومرة وبه يكنى وزلنبور، وهو صاحب الأسواق يزين اللغو والحلف الكاذب، ومدح السلعة، وبثر وهو صاحب المصائب، يزين خمش الوجوه ولطم الخدود ودوشق الجيوب، والأبيض وهو الذي يوسوس للأنبياء عليهم السلام، والأعور وهو صاحب الزنا ينفخ في احليل الرجل وعجز المرأة، وداسم وهو الذي إذا دخل الرجل بيته ولم يسلم ولم يذكر اسم الله تعالى دخل معه ووسوس له فألقى الشر بينه وبين أهله، فإن أكل ولم يذكر اسم الله أكل معه، فإذا دخل الرجل بيته ولم يسلم ولم يذكر اسم الله تعالى ورأى شيئاً يكرهه وخاصم أهله فليقل داسم داسم أعوذ بالله منه، ومطوس وهو صاحب الأخبار يأتي بها فيلقيها في أفواه الناس، ولا يكون لها أصل ولا حقيقة، والاقنص وأمهم طرطبة، وقال النقاش: بل هي حاضنتهم ويقال: إنه باض ثلاثين بيضة عشر في المغرب وعشر في المشرق وعشر في وسط الأرض وانه خرج من كل بيضة جنس من الشياطين كالغيلان والعقارب والقطارب والجان وأسماء أخرى مختلفة. اهـ
وهو كلام لا أصل له .. وفيه ما سنذكره .. على أن الأثر جاء عن مجاهد ببعض هذا ..
فأقرب ما ورد في أسماء أولاد إبليس ما جاء عن مجاهد فيما رواه أبو الشيخ وابن أبي الدنيا عنه في تفسير قوله عز و جل) أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ (قال: باض إبليس خمس بيضات زلنبور وداسم وثبر ومسوط والأعور .. فأما الأعور فصاحب الزنا، وأما ثبر فصاحب المصائب ..
وأما مسوط فصاحب أخبار الكذب يلقيها على أفواه الناس ولا يجدون لها أصلا، وأما داسم فهو صاحب البيوت إذا دخل الواحد بيته ولم يسلم دخل معه وإذا أكل ولم يسم أكل معه ويريه من متاع البيت ما لا يحصى موضعه، وأما زلنبور فصاحب الأسواق يضع رايته في كل سوق بين السماء والأرض.
رواه أبو الشيخ في العظمة (5/ 1683) عن ابن جريج عنه والطبري في تفسيره (15/ 262) وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور (5/ 403) ورواه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (1/ 54) عن محمد ابن طلحة عن زبيد بن الحارث عن مجاهد، وسنده مقارب إن شاء الله.
قصة لاقيس بن إبليس
أما عن لاقيس ابن إبليس فيه قصة رواها البيهقي وغيره عن ابن عمر قال:
قال عمر رضي الله عنه:
بينا نحن قعود مع النبي r على جبل من جبال تهامة إذ أقبل شيخ بيده عصا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/105)
فسلم على النبي r فرد عليه السلام ثم قال: نغمة جن وغمغمتهم،، من أنت ? قال: أنا هامة بن هيم بن لاقيس بن إبليس قال رسول الله r : فما بينك وبين إبليس إلا أبوان،، فكم أتى عليك من الدهور ? قال أفنيت الدنيا عمرها إلا قليلاً، ليالي قتل قابيل هابيل كنت غلاماً ابن أعوام أفهم الكلام وأمر بالآكام وآمر بفساد الطعام وقطيعة الأرحام .. الخ .. الحديث بطوله ولا يصح.
رواه البيهقي في دلائل النبوة والفاكهي في أخبار مكة 6/ 71 وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (1/ 98) وأورده الذهبى فى ميزان الاعتدال (1/ 337) وابن حجر فى اللسان (1/ 355) وقال: هذا حديث ليس له أصل ولا يحتمل أبو معشر مثل هذا الحديث، وإن كان فيه لين. والحمل فيه على إسحاق. وقال الحافظ أيضا: وحديث هامة إذا كان محمد بن أبي معشر وغيره قد تابع الكاهلي عليه فكيف يكون الحمل على الكاهلي؟ والحمل فيه حينئذ على أبي معشر. ويروى من حديث ابن عباس، أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (4/ 14 - 15) من طريق مسلم الطائفي، عن عزير بن الجُرَيجي، عن ابن جريج، عن عطاء، عنه. والحديث مروي أيضا عن أنس بن مالك، أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 96) وابن أبي الدنيا في الهواتف (ص77 - 78) وابن ماجه في التفسير كما في "تهذيب الكمال" (25/ 481) وعبد الله بن أحمد في زيادات الزهد، وابن مردويه في التفسير كما في الإصابة (6/ 518) وقال العقيلي: كلا الإسنادين غير ثابت ولا يرجع منهما إلى صحة وليس للحديث أصل.
هجين الجن والإنس
قال أبو منصور الثعالبي في فقه اللغة: ويقال للمتولد بين الإنسى والجنية الخس وللمتولد بين الآدمى والسعلاة العملوق.
وقال يسرة بن صفوان عن أبى معشر المدنى عن إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة: من لم يبال ما قال و لا ما قيل له فهو لشيطان أو ولد غية.
وهذا الكلام ليس من التحقيق في شيء .. وقد أوضحنا الكلام على التوالد بين الجنسين والتزاوج بينهما في مقال (جماع الجن لنساء بني آدم) وقد أثبتنا جواز جماع الجني لبنات آدم مع زوجها إذا لم يسمي عند الجماع تماشيا مع النص الوارد وتفسيره، أما التزاوج والتوالد ففيه كلام .. والله أعلم.
بعض أسماء إبليس والشياطين والجان
من أسمائه: إبليس والشيطان والرجيم وعزازيل والوسواس ..
فأما إبليس والشيطان والرجيم فقد مرا في مقالنا (كيف تنضي شيطانك)، وعزازيل صح من كلام ابن عباس والوسواس الخناس سيأتي ..
وقد توسع البعض في ذكر أسماء للشيطان أو لبعض الشياطين ما أنزل الله بها من سلطان، وغالب ما جاءت بها هذه المسميات في أحاديث ضعيفة منكرة، وبعضها من اجتهاد علماء اللغة بلا دليل صحيح عليه ..
ونحن هنا بإذن الله جمعنا ما تحصلنا عليه من الأسماء المنسوبة للشيطان الأكبر إبليس أو لبعض بنيه أو لبعض الجن والشياطين .. ونحذر أن أكثر هذه المسميات لم يصح عليه دليل .. وسننبه على ذلك بإذن الله تعالى.
قال الإمام السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن:
وفيه – أي القرآن - من أسماء الجن أبوهم إبليس وكان اسمه أولا عزازيل أخرجه ابن أبي حاتم وغيره عن ابن عباس.
وأخرج ابن جرير عن السدي قال: كان اسم إبليس الحارث ..
وقال بعضهم: هو معنى عزازيل.
وقال ابن عساكر: قيل في اسمه قترة حكاه الخطابي وكنيته أبو كردوس وقيل أبو قترة وقيل أبو مرة وقيل أبو لبينى حكاه السهيلي في الروض الأنف. اهـ
وقال ابن حجر في فتح الباري باب صفة إبليس: ومن أسمائه الحارث والحكم وكنيته أبو مرة وفي كتاب ليس لابن خالويه كنيته أبو الكروبيين. اهـ
وقال السهيلي في الروض الأنف:
وروى أبو الأشهب عن الحسن قال: لما بويع لرسول الله r بمنى صرخ الشيطان فقال رسول الله r : هذا أبو لبينى قد أنذر بكم فتفرقوا. اهـ
وحديث الحسن هذا مرسل وهو من أقسام الضعيف، وفي كلام ابن حجر والسهيلي مجازفة، وسيأتي التعليق على ما ذكراه من أسماء إبليس.
الوسواس
بكسر الواو الأولى مصدر وبفتحها الاسم وهو من أسماء الشيطان كما عند جمهور المفسرين وأهل اللغة .. قالوا: والوسواس من أسماء الشيطان ويحتمل أن يكون مصدرا وصف به الموسوس على وجه المبالغة كعدل وصوم أو على حذف مضاف تقديره ذي الوسواس.
انظر المحرر الوجيز 7/ 69 وتفسير الثعالبي 4/ 453 والتسهيل لعلوم التنزيل 3/ 379.
صبا وحرب ومرة وخناس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/106)
جاء عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، قال:
قال رسول الله r : لا تسموا صبا ولا حرب، ولا مرة، ولا خناس؛ فإنها من أسماء الشيطان. ولا يصح حديثه.
حديث مقطوع رواه ابن وهب في جامعه 1/ 67 عن محمد بن عبد الرحمن وهو ممن عاصر صغار التابعين فكيف يرفعه؟ وفي سنده ابن لهيعة وأمره معروف.
الخيتعور والشيصبان والبلأز والجلأز والجان والقان
جاء في تهذيب اللغة: شصب: عن الفراء، عن الدُّبيريِّين، قالوا هو الشيطان الرجيم، والخيتعور، والشَّيْصَبَان والبلأز والجلأز والجانُّ، والقانُّ كلها من أسماء الشيطان. والشَّيْصَبان أَبو حَيّ من الجِنِّ.
وفي لسان العرب لابن منظور عن ابن الأَعرابي قال:
من أَسماء الشيطان الدُّلَمِز والدُّلامِز. الخ .. ولا دليل على هذا كله.
انظر تهذيب اللغة 4/ 83 و لسان العرب 1/ 495 و 5/ 348 تاج العروس 1/ 623.
الحارث
وذكر أهل العلم أن من أسماء إبليس الحارث كما قال ابن حجر في الفتح:
ومن أسماء إبليس: الحارث والحكم، وكنيته أبو مرة. اهـ
ولم يصح حديث مرفوع أن الشيطان اسمه الحارث وإنما جاء بسند صحيح عن مجاهد وقتادة كما سيأتي في قصة آدم والشيطان بإذن الله ..
ومع ذلك، فإن اسم الحارث من أصدق الأسماء، لما جاء عن أبي وهب الجشمي قال: قال رسول الله r : أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة.
رواه أبو داود 4950 والبخاري في الأدب المفرد 814 وسنده صحيح
قترة - أبو قترة
روي في الحديث: تعوذوا بالله من الأعميين، ومن قترة وما ولد.
قال الخطابي: يريد بالأعميين: الحريق والسيل؛ لأنهما لا هداية لهما ..
وقترة بكسر القاف وسكون المثناة من أسماء إبليس، وقيل: كنيته أبو قترة.
وقال أبو نصر الجوهري: وقترة من أسماء إبليس وقيل كنيته أبو قترة.
قلت: حديث " من شر أبى قِتْرة وما ولد " لا يصح مرفوعاً ولا موقوفاً.
انظر الجامع الكبير للسيوطي (1/ 4160) ورواه أبو نصر السجزى فى الإبانة عن أبى أمامة وقال غريب وفيه جعفر بن جسر بن فرقد عن أبيه وهما ضعيفان. وجاء عن ابن عباس أخرجه أبو يعلى (2417) والطبرانى فى الأوسط (6093) وقال الهيثمى (5/ 110) رواه أبو يعلى، والبزار، والطبرانى فى الأوسط وفيه ليث بن أبى سليم، وهو مدلس، وبقية رجال أبى يعلى رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبى الدنيا فى كتاب المرض والكفارات (ص 148)، والديلمى (4/ 330) وذكره البوصيري في اتحاف المهرة بزوائد العشرة في كتاب الرقى والتمائم عن ابي يعلى. ورواه محمد ابن فضيل الضبي في الدعاء 1/ 135 من طريق ليث بن أبي سليم .. فالحديث لا يصح بكل رواياته والله أعلم.
أبو الكروبيين وأبو لبيني وأبو مرة
لا دليل عليه إلا ما ذكره ابن حجر عن ابن خالويه في كتاب ليس، وما ذكره السهيلي في الروض الأنف وقد مر كلامهما.
السفيف
جاء في كتب اللغة أيضاً عن أبي عمرو قال: والسَّفِيفُ اسم من أَسماء إبليس وفي نسخة السَّفْسَفُ من أَسماء إبليس .. وهو من كلامهم ولا دليل عليه.
انظر تاج العروس 1/ 5915 وتهذيب اللغة 4/ 247 ولسان العرب لابن منظور 9/ 152 والعباب الزاخر للصاغاني 1/ 434.
المذهب
قال ابن الأعرابي: يقال للموُسْوِس: المذْهِبُ. ويقال: هو اسم شَيطان.
وعن الفراء قال: المُهْذِب: السريع وهو من أسماء الشيطان ..
ويقال له المُذهِب: أي المُحَسِّن للمعاصي.
انظر لسان العرب 1/ 782 وتهذيب اللغة 2/ 323.
وقال الليث وغيره: الإهذاب السُّرعة في العَدْو والطَّيَران، وإبِلٌ مهاذِيبُ أي سِراع. اهـ وهذا الاسم أيضاً ليس عليه دليل.
إفرج
بكسر الألف وهي طلب الفرج، وتسمية الشيطان به من شطحات الصوفية كما في تلبيس إبليس لابن الجوزي، قال: ذكر أبو نصر السراج في كتاب لمع المتصوفة قال: كان سهل بن عبد الله إذا مرض أحد من أصحابه يقول له:
إذا أردت أن تشتكي فقل أوه فهو اسم من أسماء الله تعالى يستريح إليه المؤمن، ولا تقل إفرج فانه اسم من أسماء الشيطان.
وانظر تعليق ابن الجوزي على هذه الترهات والعجائب المنكرة في تلبيس ابليس (1/ 423).
أزب ابن أزيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/107)
روى أحمد من حديث كعب بن مالك قال: كان أول من ضرب على يد رسول الله r البراء بن معرور ثم تبايع القوم فلما بايعنا رسول الله r صرخ الشيطان بأنفذ صوت سمعته؛ يا أهل الحباحب؛ هل لكم في مذمَّمٍ والصباة معه قد أجمعوا على حربكم قال: ما يقول محمد؟ قال: فقال رسول الله r : هذا أزب العقبة هذا ابن أزيب، أتسمع أي عدو الله؟ أما والله لأفرغن لك .. الحديث.
رواه أحمد 3/ 460 وقال الهيثمي في المجمع 6/ 49: رجال أحمد رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع. قلت: وصححه الأرناؤوط في تحقيقه على زاد المعاد.
وذكر ابن قتيبة في غريبه حديث ابن الزُبير أَنَّه خَرج فباتَ القَفْر فلمَّا قام ليرحل وَجَد رجُلاً طُولُه شِبْران عَظيِم اللَّحيْة على الوَليَّة فنَفَضها فوقَع ثم وضعّها على الرّاحِلَة وجاء وهو القِطْع فنفَضه فوقع فوَضعه على الرّاحلة وجاء وهو بين الشَّرْخَيْن فنفض الرَّحْل ثم شدَّه وأخذّ السَّوْط ثم أَتاه فقال: من أَنت؟ قال: أَنا أزبّ. قال: وما أَزب؟ قال رجُل من الجِنَ. قال: اِفْتح فاَك أنظر. ففتَح فَاهُ فقال أَهكذا حُلوقُكم؟ لقد شَوَّه اللّه حِلوقْكم ثم قلَب السَّوطْ فَوضَعه في رأْس أَزب حتى باص .. حَدَّثنيه عبد الرحمن وسهْل عن الأصمعي عن يعْلَي بن عُقْبة شيخ من أَهل المدينة مولى لآل الزبير إلا أَنَّهما قالا حتى سَبَقَه وقال غَيرُهما حتى باصَ
وقال عبد الرحمن: أهكذا خُلوقكم؟ بالخاء معجمة. وقال سهل: حُلوقكم.
الوَليَّة البَرْدعة. والقِطْع: الطِّنْفسة تكون تحت الرَجْل على كتَفِيَ البَعير والجميعُ قُطُوع. غريب الحديث (2/ 444) والنهاية في غريب الأثر (1/ 93) ولسان العرب (1/ 212).
خنزب
وقد جاء ذكره في صحيح مسلم كما سيأتي إن شاء الله تعالى وهو الذي يوسوس للإنسان في الصلاة ليشغله عنها.
الولهان
روى أحمد والترمذي عن أبي بن كعب عن النبي r قال: للوضوء شيطان يقال له الولهان فاتقوه أو قال فاحذروه.
ورواه البيهقي عن الحسن من قوله فقال: عن سفيان عن بيان عن الحسن قال: شيطان الوضوء يدعى الولهان يضحك بالناس في الوضوء ..
وهذا هو الصحيح .. أي أنه من قول الحسن البصري رحمه الله.
الحديث المرفوع رواه أحمد 5/ 136 والترمذي 1/ 84 والبيهقي 1/ 197 والحاكم 1/ 267 وأبو داود الطيالسي في مسنده 1/ 74 كلهم من طريق خارجة بن مصعب وهو ضعيف .. وقال الترمذي: وقد روي هذا الحديث موقوفا على الحسن ولا يصح في هذا الباب عن النبي r شيء.
وجاء عن سفيان الثوري عن يونس بن عبيد قال: كان يقال أن للماء وسواسا فاتقوا وسواس الماء.
فلعل هذا كان مشهورا عند السلف وقد جاء في مسائل عبد الله بن أحمد بن حنبل أن أباه نهاه عن كثرة الوضوء، وقال له: يقال إن للوضوء شيطاناً يقال له: الولهان.
ومعلوم بداهة أن الإسراف في الماء والوسوسة فيه من الشيطان .. والله أعلم.
الأجدع
جاء عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال: قال لي عمر ما اسمك؟
قلت: مسروق بن الأجدع، قال: الأجدع شيطان، أنت عبد الرحمن.
ورواه عبد الله بن أحمد من طريق جابر الجعفي.
العلل ومعرفة الرجال 1/ 144 وتاريخ بغداد للخطيب 13/ 232 وابن عساكر في تاريخ دمشق 57/ 404 والطبقات لابن سعد 6/ 76 وانظر الإصابة 6/ 292.
الحباب
في المصنفان عن عروة بن الزبير مرسلا أن رجلا كان اسمه الحباب فسماه رسول الله r عبد الله، وقال: الحباب شيطان.
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 664) وعبد الرزاق (11/ 40) من طريق هشام عن أبيه مرسلا.
وجاء عن خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: دخلت على النبي r فقال لأبي: هذا ابنك؟ قلت: نعم. قال: ما اسمه؟ قال: الحباب.
قال: لا تسمه الحباب فإن الحباب شيطان، ولكن هو عبد الرحمن.
فذكر الحديث وهو ضعيف.
قال الهيثمي في المجمع (8/ 98) رواه الطبراني، وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك.
أشهب
صح عن ابن عمر فيما رواه ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: عطس رجل عند ابن عمر فقال أشهب! قال ابن عمر: أشهب اسم شيطان وضعه إبليس بين العطسة والحمد لله، ليذكر.
صحيح عنه رواه ابن أبي شيبة 5/ 270 من طريق أبي المنبه وهو عمر بن مزيد وثقه ابن معين كما في الجرح والتعديل 6/ 135.
شهاب
كان اسما لصحابيين فغير النبي الله صلى الله عليه وسلم اسميهما ولم يذكر أنه من أسماء إبليس ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/108)
قال ابن حجر في الإصابة (3/ 363): شهاب بن خرفة غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه فقال أنت مسلم بن عبد الله يأتي إسناده في الميم إن شاء الله تعالى.
وقال في (3/ 364): شهاب بن عامر الأنصاري هو هشام يأتي ذكره غيره النبي صلى الله عليه وسلم.
وروى البخاري في الأدب المفرد (1/ 287): عن عائشة رضي الله عنها: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له شهاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنت هشام. وحسنه الشيخ الألباني.
وفي الاصابة (6/ 545): عن زينب بنت سعد عن أبيها أن جدها وهو هشام بن عامر أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكتل من تمر فقال ما اسمك قال اسمي شهاب قال ان شهابا اسم من أسماء جهنم أنت هشام. وهو شاهد لحديث البخاري في الأدب المفرد.
قوس قزح
جاء عن أبي رجاء العطاردي عن ابن عباس أن النبي r قال: لا تقولوا قوس قزح فإن قزح شيطان ولكن قولوا قوس الله عز وجل فهو أمان لأهل الأرض من الغرق.
وهو حديث موضوع كما بينه الأئمة.
وأنظره في الحلية (2/ 309) والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 452) والعقيلي في الضعفاء (2/ 88) وعلة هذا الحديث زكريا بن حكيم الحبطي قال فيه علي بن المديني: هالك كما في لسان الميزان (2/ 478) وقال الألباني: موضوع كما السلسة الضعيفة (872) وانظر الفائق في غريب الحديث والأثر (3/ 190) والنهاية في غريب الأثر (4/ 84).
وقال الأزهري في تهذيب اللغة (1/ 449): وقوس قزح طريقة متقوسة في السماء غب المطر أيام الربيع.
وفي النهاية لابن الأثير: قيل سُمّي به لتَسْويله للناس وتَحْسينه إليهم المَعاصي من التَّقزِيح وهو التَّحْسِين، وقيل: من القُزَح وهي الطرائق والألوانُ التي في القَوْس الواحدة: قُزْحة أوْمِن قَزَح الشيءُ إذا ارتفع وقالوا: قَوْس اللّه أمانٌ من الغرق.
علوان وحمدون وتعموس أو نغموش
في الموضوعات لابن الجوزي: أن النبي نهى عن التسمية بـ: علوان أو حمدون أو تعموس، وقال: هذه أسماء الشياطين.
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يشك في وضعه ولا نتهم به غير إسحاق بن نجيح فإنهم أجمعوا على أنه كان يضع الحديث.
انظر الموضوعات 1/ 158 واللآليء المصنوعة 1/ 98 والكامل لابن عدي (1/ 331).
هياه
جاء في كتب اللغة أن هياه من أسماء الشياطين،، ولا دليل عليه.
انظر تهذيب اللغة 2/ 390 ولسان العرب 13/ 552 وتاج العروس 1/ 8254.
ويه اسم شيطان
وذكر السيوطي في تدريب الراوي (1/ 400): عن إبراهيم بن أدهم قال: ويه اسم شيطان. نقله السيوطي عن ابن حجر بسنده.
وفي معجم الأدباء (1/ 40) ذكر ما قاله نفطويه في ابن دريد لما صنف كتاب الجمهرة يصرح أنه ليس له، فقال:
إبن دريد بقره وفيه لؤم وشره .. قد ادعى بجهله جمع كتاب الجمهرة .. وهو كتاب العين إلا أنه قد غيره.
فبلغ ذلك ابن دريد فقال يجيبه:
لو أنزل الوحي على نفطويه ... لكان ذاك الوحي سخطاً عليه
وشاعر يدعى بنصف اسمه ... مستأهل للصفع في أخدعيه
أحرقه الله بنصف اسمه ... وصير الباقي صراخاً عليه.
ويقال على اسحاق بن راهويه .. ابن راهوية بفتح الراء وضم الهاء وسكون الواو وفتح الياء وهاء ساكنة.
القمقم
جاء من كلام أبي الجلد جيلان بن أبي فروة قال: يرسل على الناس على رأس
كل أربعين سنة شيطان يقال له القمقم فيبتدع لهم بدعة.
وجيلان هذا مشهور بقراءة كتب أهل الكتاب كما في ترجمته في ثقات ابن حبان.
خبره في كتاب الحجة على تارك المحجة للمقدسي كما عند السيوطي في مفتاح الجنة ص 69 وترجمته في ثقات ابن حبان 4/ 119.
يقطس
جاء ذكره في قصة رواها أبو الشيخ في العظمة (5/ 1578) عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هبوط آدم ولا تصح.
الشيطان الأبيض
لم يرد هذا بسند صحيح .. لا موقوفا ولا مرفوعا .. وإنما جاء في بعض روايات قصة برصيصا العابد، وهي رواية ابن عباس رواها الثعلبي عنه بسند ضعيف.
وجاء عن عطاء بن أبي رباح أنه قال في قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} [التكوير- 25] يريد بالشيطان: الشيطان الأبيض الذي كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة جبريل يريد أن يفتنه. اهـ
كما في فتح القدير (5/ 553) للشوكاني وغيره، وهو كلام لا دليل عليه ولو ثبت عنه بسند صحيح.
الري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/109)
لا أدري كيف تهجئته، وقد جاء هكذا في تفسير مقاتل عند قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ} [التكوير- 25] يعنى ملعون، وذلك أن كفار مكة، قالوا: إنما يجيء به الري، وهو الشيطان، واسمه الري فيلقيه على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا لا يصح نسبته إلى عصر النبوة كما هو معلوم.
جلجل وعزام
قاله محمد رشيد رضا رحمه الله في مجلة المنار (6/ 607) في التعليق على أبيات الرافعي:
ضلة للفتى ومن تبعوه ... أشرق الصبح والقبور نيام
مسحته الجِنَّان أم مسخته ... وتولاه جُلْجُل أم عزام.
ولا دليل عليه في أي مرجع على حسب علمي .. والله أعلم.
فائدة في: الغول والسعالى والقطرب
قال الإمام ابن عبد البر في التمهيد (6/ 131):
الغول وجمعها أغوال، والسعلاة وجمعها السعالى، ضربان من الجن ونوع من شياطينهن، وقالوا: إنها تتصور صورا كثيرة في القفار أمام الرفاق وغيرها فتطول مرة وتصغر أخرى وتقبح مرة وتحسن أخرى، مرة في صورة بنات وبني آدم ومرة في صورة الدواب وغير ذلك. اهـ
وقال الدميري في حياة الحيوان (2/ 32):
السعلاة أخبث الغيلان وأشرها وهي كالمارد من الشياطين .. وقال: أن السعلاة ما يتراءى للناس في النهار والغول في الليل.
وربما اصطادها الذئب بالليل فأكلها وإذا افترسها ترفع صوتها وتقول: أدركوني فإن الذئب أكلني. اهـ كلامه .. والله أعلم.
وفي المسند عن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله r :
إن الأرض تطوي بالليل، وإذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالآذان.
رواه أحمد 3/ 305 والنسائي في الكبرى 6/ 10791 وسنده صحيح.
وأما القطرب
فذكر ابن دريد: أن القطرب والقطروب ذكر الغيلان وفي أزد يسمون الكلاب الصغار القطارب.
وقال ثعلبٌ: القطرب دويبةٌ كثيرة الحركة وهو الصرصار.
وقال الدميري (2/ 348): طائر يجول الليل كله لا ينام، وقالوا: أجول من قطرب وأسهر من قطرب ..
وقال ابن سيده: إنه الذكر من السعالي، وقيل: هما صغار الجن، وقيل: القطارب صغار الكلاب واحدها قطرب، والقطرب دويبة لا تستريح نهارها سعياً. وقيل: القطرب حيوان يكون بالصعيد من أرض مصر يلهجون بذكره، يظهر للمنفرد من الناس، فربما صده عن نفسه إذا كان شجاعاً، وإلا لم ينته حتى ينكحه، فإذا نكحه دود دبره وهلك.
وهم إذا رأوا من ظهر له القطرب قالوا: أمنكوح أم مروع؟ فإن قال: منكوح أيسوا من حياته، وإن قال: مروع عالجوه. اهـ
حديث: لا عدوى ولا طيرة ولا غول
أما ما رواه مسلم (2222) وأحمد (3/ 293) عن أبي الزبير عن جابر عن النبي r أنه قال: لا عدوى، ولا طيرة، ولا غول.
ففي معنى قوله " ولا غول ": أن العرب كانت تزعم أن الغيلان في الفلوات - وهي جنس من الشياطين - تتراءى للناس وتتغول تغولا أي تتلون تلونا فتضلهم عن الطريق فتهلكهم فأبطل النبي r ذلك ..
وقال آخرون: ليس المراد بالحديث نفي وجود الغول وإنما معناه إبطال ما تزعمه العرب من تلون الغول بالصور المختلفة واغتيالها ..
وقالوا ومعنى لا غول: أي لا تستطيع أن تضل أحدا ..
قال أبو الزبير في آخر الحديث: الغول الشيطانة التي يقولون.
رواه أحمد 3/ 293 ومسلم 2222.
ومما يشهد أن الغول شيطان أو شيطانة حديث: إذا تغولت لكم الغول فنادوا بالأذان، فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله حصاص.
رواه الطبراني أوسط 7/ 256 والبزار 1247 عن الحسن عن سعد ولا يعرف له عن سعد سماع، ومثله في مسلم 389.
وأنشد كعب بن زهير في قصيدته بانت سعاد أمام النبي r ولم ينكر:
فما تدوم حال تكون بها ** كما تلون في أثوابها الغول.
رواه الحاكم 3/ 670 وصححه، ومن طريقه البيهقي في الكبرى 10/ 243.
وتفسير من يخطأ قول العرب أن الغيلان تفعل كذا وكذا، يرده قوله تعالى:
) كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ ([الأنعام-71]
قال ابن كثير وجمهور المفسرين: هم الغيلان، يدعونه باسمه واسم أبيه وجده فيتبعها وهو يرى أنه في شيء فيصبح وقد رمته في هلكة .. وربما أكلته أو تلقيه في مضلة من الأرض يهلك فيها عطشا .. فهذا مثل من أجاب الآلهة التي تعبد من دون الله عز وجل .. اهـ
فقوله r : لا غول، ليس نفيا لوجودها بدليل الأحاديث التي مرت والتي أمر فيها بالآذان عند رؤية الغيلان ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/110)
وكذلك ليس النهي في أنها تتراءى للناس وتتلون تلونا فتضلهم عن الطريق كما قال بعض شراح الحديث .. وإنما يحتمل أن الغول ليس لها من الأمر إلا التزيين والخداع وأنها لا تقدر حقيقة على الإضلال إلا إذا رأت الإنسان منفردا لا يذكر الله وفي مكان بعيد عن العمران فينخدع لها ..
وقد يراد به الإشارة إلى النهي عن السفر في الفلوات والتعرض للغول إلا جماعات كما في الأحاديث الواردة .. فهي كما ذكر ابن عبد البر تتصور صورا كثيرة.
ومن ذلك ما جاء عن ابن عباس في المسند بسند صحيح: أن رجلا خرج فتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول: ارجعا، فرجعا، فقال له: إن هذين شيطانان وإني لم أزل بهما حتى رددتهما، قال: فنهى رسول الله r عند ذلك عن الخلوة.
وأمر النبي r بالجماعة في أحاديث كثيرة سيأتي بعضها، وأخبار الغول مشهورة وقد سمعت بعضها بأذني لأناس أعرفهم جرت معهم حكايات غريبة في الربع الخالي من صحراء الجزيرة، فالغول تخدع الناس وتتلون لهم وتتشكل في أشكال غريبة حتى إذا استمكنت من المخدوع أهلكته في الصحراء كي يموت جوعا وعطشا أو تغير عليه فتأكله كما في بعض الحكايات التي ذكرها ابن أبي الدنيا وغيره ..
ومن أسماء بعض الجن،، مسلمهم وكافرهم
زوبعة
ذكره القرطبي في تفسير قوله تعالى:) فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ (عن الجوهري صاحب الصحاح قال: الزوبعة رئيس من رؤساء الجن ومنه سمي الإعصار زوبعة ويقال أم زوبعة وهي ريح تثير الغبار وترتفع إلى السماء كأنها عمود .. اهـ ولا دليل على كلامه.
زلعب جني كافر وشاصر جني مسلم
جاء ذكرهما في قصة رواها ابن عباس عن سعد بن عبادة وهو في طريقه إلى حضرموت. ولا تصح.
أخرجه الزبير بن بكار في الموفقيات كما في الإصابة لابن حجر 3/ 309 وفي سنده شهر بن حوشب وهو ضعيف.
مسعر جني كافر وسمحج جني مسلم
جاء في قصة ذكرها ابن حجر عن الفاكهي في كتاب مكة من حديث ابن عباس عن عامر بن ربيعة قال: بينا نحن مع رسول الله r بمكة في بدء الإسلام إذ هتف هاتف على بعض جبال بمكة يحرض على المسلمين فقال النبي r : هذا شيطان ولم يعلن شيطان بتحريض على نبي إلا قتله الله فلما كان بعد ذلك قال لنا النبي r قد قتله الله بيد رجل من عفاريت الجن يدعى سمحجاً، وقد سميته عبد الله، فلما أمسينا سمعنا هاتفا بذلك المكان يقول:
نحن قتلنا مسعرا لما طغى واستكبرا * وصغر الحق وسن المنكرا * بشتمه نبينا المظفرا.
منسأة جني مسلم
ومنسأة اسم لجني مسلم كما قال ابن حجر: ذكر ابن دريد أنه أحد الجن الذين استمعوا القرآن من أهل نصيبين وآمنوا بالنبي r بنخلة.
انظر الإصابة لابن حجر 3/ 176 و 6/ 220 و 1/ 45 و 4/ 612 و 6/ 176 و7/ 451.
كما ذكر عن ابن عباس أسماء الذين أسلموا من جن نصيبين فقال هم تسعة:
سليط وشاصر وخاضر وحسا ومسا ولحقم والأرقم والأدرس وحاصر.
وذكر قصة عمرو بن جابر الجني أحد من وفد على النبي r من الجن ..
وذكر أيضاً: معتكد بن مهلهل بن دثار الجني وكان ممن أسلم من الجن وله قصة أوردها الخرائطي في كتاب الهواتف وقد ذكرها في ترجمة رافع بن عمير.
وذكر عن عمر أنه قال: هذا أبو الهيثم بريد المسلمين من الجن.
وذكر الخرقاء امرأة من الجن رآها عمر بن عبد العزيز في هيئة حية ميتة فدفنها وفيه قصة ..
والأخبار في أسماء الجن تطول ..
وفيما ذكرنا كفاية .. والله أعلى وأعلم.
ـ[السوادي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 05:26 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[09 - 07 - 10, 10:11 م]ـ
انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=210394 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=210394)
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4322 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4322)
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 01:06 ص]ـ
شكر الله لكما أخوي الكريمين:
السوادي،، عبد القادر
على مروركما العطر.
ونفع الله بكما.
ـ[أبو قتيبة الدمجدي]ــــــــ[19 - 07 - 10, 02:18 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
وهذه فائدة ذكرها العلامة البحر محمد الحسن ولد الددو عن شيطان الصلاة
(خنزب)
في لغاته و ضرره على المصلي وعزاها إلى خاله العلامة ولد عدود رحمه الله نظما فقال:
وخَنْزَبٌ وخِنْزَبٌ وخُنْزَبُ .... اسم لشيطان الصلاة يُنْصَبُ
للعُرَبَا مثلثُ الوَتْرَيْنِ .... تَذْكيرُهُ أمراً من الدارينِ
عند دخولك الصلاة تشتغل .... به فلا تصلحه ولا تصل
" شرح صحيح البخاري " للددو
فبين لغاته التسع بقوله: (مثلث الوترين) أي: الخاء و الزاي مثلثتان.
و بين ضرره على المصلي: إذ إنه يذكر المصلي أمراً ما سواء من أمور الدنيا أو الدين حتى يصرفه عن الصلاة فينشغل به المصلى فلا هو أصلح هذا الأمر و عالجه و لا هو صلى.
نسأل الله السلامة.(129/111)
هل صحيح ان ابن الزبير وبن جبير شربا في صلاة التطوع؟؟
ـ[علاء الحمداني]ــــــــ[09 - 07 - 10, 09:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت ابحث عن موضوع واثناء البحث وجدت بعض المواضيع القريبة من معنى كلمة البحث فلفت انتباهي شيء غريب
وجدت ان الكثير من العلماء ينقل اثر او رواية عن ابن الزبير وبين جبير انهما شربا في صلاة النفل
بحثت عن تخريج للرواية فوجدت ان كل من ذكرها ذكرها بصيغة التمريض "روي"
فهل اجد من يعينني على التاكد من صحة الرواية وفي اي كتاب ذكرت من كتب الحديث؟
جزاكم الله خيرا
وهذه بعض النقولات من بعض الكتب
ثم قال النووي رحمه الله تعالى: فرع: في مذهب العلماء في الأكل والشرب في الصلاة. قال ابن المنذر: أجمع العلماء على منعه منهما وأنه إن أكل أو شرب في صلاة الفرض عامدا لزمه الإعادة، فإن كان ساهيا قال عطاء: لا تبطل وبه أقول، وقال الأوزاعي وأصحاب الرأي: تبطل، قال: وأما التطوع فروي عن ابن الزبير وسعيد بن جبير أنهما شربا في صلاة التطوع وقال طاوس: لا بأس به. قال ابن المنذر: لا يجوز ذلك. ولعل من حكي ذلك عنه فعله سهوا. اهـ.
قال صاحب الروض: (ولا يبطلُ نفلٌ بيسيرِ شربٍ عمدًا، لِمَا رُويَ أنَّ ابن الزبير شرب في التطوع، ولأنَّ مدَّ النفلِ وإطالتهُ مُستحبَّة، فيحتاجُ معهُ إلى جُرعةِ ماءٍ لدفع العطش، فسومِحَ فيه كالجلوس) أهـ
وغيرها الكثير
حتى اني وجدتها في تفسير القرطبي لسورة البقرة
جزاكم الله خيرا
احتاجها ضروري
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 07 - 10, 09:39 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=87036#post87036
ـ[علاء الحمداني]ــــــــ[09 - 07 - 10, 10:38 م]ـ
وفقك الله لما يحب ويرضى
لكن هل تعلم له سند في كتاب معين تدلني عليه؟؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[10 - 07 - 10, 01:54 م]ـ
قال الشيخ رحمه الله فى الممتع:
ولا تبطل بيسير أكل أو شرب سهوا، ولا نفل بيسير شرب عمدا.
قوله: «لا تبطل» الضمير يعود على الصلاة فرضها ونفلها.
قوله: «بيسير أكل أو شرب سهوا» مثاله: إنسان سها، وكان معه شيء من طعام، فأخذ يأكل منه لكنه ساه، فلا تبطل الصلاة؛ لأنه يسير، لكن لو كان كثيرا، مثل: أن يكون قد اشترى كيلو من العنب علقه في رقبته، ونسي وجعل يأكل من هذا العنب حتى فرغ منه، فهذا كثير؛ فتبطل به الصلاة، ولو كان ساهيا.
وقيل: لا تبطل إذا كان ساهيا، وهو رواية عن الإمام أحمد.
أما إذا كان الأكل أو الشرب عمدا، فإن الصلاة تبطل به، قليلا كان أم كثيرا، لكن استثنى المؤلف يسير الشرب في النفل كما يفيده.
قوله: «ولا نفل بيسير شرب عمدا» أي: ولا يبطل النفل كالراتبة، والوتر، وصلاة الليل، وصلاة الضحى، وتحية المسجد، بيسير شرب عمدا.
فبهذا عرفنا أنه تبطل الصلاة فرضها ونفلها بالأكل الكثير سهوا أو عمدا، ولا تبطل بالأكل اليسير سهوا.
وأما الشرب: فتبطل بالشرب الكثير عمدا، أو سهوا، ولا تبطل باليسير سهوا، ولا تبطل أيضا باليسير عمدا إذا كانت نفلا، وعللوا ذلك بأثر ونظر:
أما الأثر: فقالوا: إن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وعن أبيه: كان يطيل النفل وربما عطش فشرب يسيرا. وهذا فعل صحابي، وفعل الصحابي إذا لم يعارضه نص أو فعل صحابي آخر فهو حجة.
وأما النظر: فلأن النفل أخف من الفرض، بدليل أن هناك واجبات تسقط في النفل، ولا تسقط في الفرض، كالقيام، واستقبال القبلة في السفر، فإذا كان النفل أخف وكان الإنسان ربما يطيله كثيرا فيحتاج للشرب سمح له بالشرب اليسير تشجيعا له على النافلة.
فإذا قال قائل: إذا فسامحوا بالأكل اليسير عمدا.
قلنا: لا، فهناك فرق بين الأكل والشرب، فالأكل يحتاج إلى مضغ وحركات أكثر، والحاجة إليه في الصلاة أقل. وأما الشرب فإنه لا يحتاج إلى ذلك، والحاجة إليه في الصلاة كثيرة.
وظاهر قول المؤلف: «يسير شرب» أنه لا فرق بين أن يكون الشرب ماء أو لبنا، أو عصيرا، أو نحو ذلك، لكن الأصحاب قالوا: إن بلع ذوب السكر في الفم كالأكل.
وبعضهم قال: كالشرب.
فعلى قول من يقول: إن بلع ذوب السكر إذا كان في الفم كالأكل؛ لا يعفى عن يسير العصير وأشباهه، لأنه يشبه ذوب السكر. وعلى القول الثاني يعفى عنه في النفل.
والقول الثاني: في أصل المسألة: أنه لا يعفى عن يسير الشرب في النفل عمدا؛ كما لا يعفى عنه في الفرض، وبه قال أكثر أهل العلم.
وعللوا ذلك: أن الأصل تساوي الفرض والنفل.
وعلى القول بأنه يعفى عن اليسير، فالمرجع في اليسير والكثير إلى العرف. ا. هـ(129/112)
ما الفرق بين الغيرة والشدة
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 10:15 م]ـ
ما هو الفرق بين الغيرة والشدة
وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ الآيه ... وهذا العمل لموسي عليه السلام من أي قبيل
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 11:28 ص]ـ
هل من مجيب
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 10:29 م]ـ
?????(129/113)
أحكام الوضوء - مقالات من مجلة التوحيد
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 11:33 م]ـ
أحكام الوضوء
(ربيع الثاني 1431هـ)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
فسوف نبدأبعون الله تعالىمن أول هذا العدد بالحديث عن الوضوء، وما يتعلق به من أحكام، فهو مقدمة للصلاة، والإسلام يولي عناية كبيرة بطهارة الظاهر والباطن، وقد امتدح الله تعالى المتطهرين فقال جل وعلا " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ".
أولاً التعريف
في اللغة الوُضُوء في اللغة بضم الواو هو اسم للفعل، وأما بفتح الواو فيُطلق على الماء الذي يُتوضأ به، وهو مشتق من الوضاءة، أي الحسن والنظافة [لسان العرب]
في الاصطلاح هو طهارة مائية تتعلق بأعضاء مخصوصة على وجه مخصوص [حاشية العدوي على شرح الخرشي]
ثانيًا مشروعيته الوضوء مشروع بالكتاب والسنة والإجماع
فمن الكتاب قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " [المائدة].
ومن السنة ما ثبت من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: «لا تُقبل صلاة بغير طهور» مسلم.
الإجماع نقل أكثر أهل العلم الإجماع على مشروعية الوضوء [انظر الدر المختار، والتاج والإكليل، وشرح منتهى الإرادات]
مسألة هل الوضوء من الشرائع القديمة؟
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الوضوء من الشرائع القديمة، وأنه كان في تلك الشرائع، وأنه ليس مختصًّا بأمة محمد، واحتجوا بما ثبت عند البخاري في صحيحه في قصة إبراهيم عليه السلام لما مر على الجبار ومعه سارة، وفيها «أنها لما دخلت على الجبار توضأت وصلَّت ودعت الله عز وجل» البخاري، ومسلم.
وكذلك ما ورد في قصة جريج الراهب حين اتُّهِمَ بالزنا، وفيها «أنه توضأ وصلى، ثم قال للغلام من أبوك؟ فقال الراعي» البخاري، ومسلم
وقالوا: إن الذي اختصت بها الأمة هو الكيفية المخصوصة، أو أثر الوضوء وهو بياض محله يوم القيامة المسمى بالغرة والتحجيل [الموسوعة الفقهية الكويتية].
ثالثًا فضل الوضوء
للوضوء فضل عظيم، بيَّنه رسول الله في عدة أحاديث نذكر منها:
الوضوء شطر الإيمان
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله «الطهور شطر الإيمان» مسلم
الوضوء مكفِّر للذنوب
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه في وصفه لوضوء النبي أنه توضأ ثم قال «إني رأيت رسول الله توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ هكذا غُفر له ما تقدم من ذنبه» مسلم
وعنه أيضًا رضي الله عنه قال قال رسول الله «من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه حتى تخرج من تحت أظفاره» مسلم
الوضوء علامة أهل الإيمان يوم القيامة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًّا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل» البخاري، ومسلم
الوضوء مفتاح الجنة
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي قال «ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ، أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» وفي رواية أخرى «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله» مسلم
رابعًا حكم الوضوء
يختلف حكم الوضوء بحسب الأحوال على ما يلي
الوجوب هناك عبادات يجب لها الوضوء وهي
أ الصلاة فقد اتفق أهل العلم على أن الوضوء واجب على المُحْدِث إذا أراد القيام للصلاة فرضًا كان أو نفلاً؛ لقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " الآية؛ ولأن الوضوء شرط لصحة الصلاة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ» البخاري
وذهب جمهور الفقهاء إلى أن الوضوء فرض لسجدة التلاوة؛ باعتبار أنه يُشترط لسجدة التلاوة ما يُشترط للصلاة
ب الطواف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/114)
يجب الوضوء للطواف حول الكعبة فرضًا كان أو نفلاً، وهو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة، وكذا الحنفية [الفقه الإسلامي وأدلته د وهبة الزحيلي] إلا أنهم قالوا بأنه واجب وليس بفرض على قاعدتهم في التفريق بين الفرض والواجب، والجمهور على عدم الفرق، وقد استدلوا على وجوب الوضوء للطواف بحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال «الطواف حول البيت مثل الصلاة، إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلمن إلا بخير» الترمذي، وصححه الألباني
جـ مس المصحف
اختلف الفقهاء في وجوب الوضوء لمس المصحف، فذهب جمهور الفقهاء كالأئمة الأربعة وغيرهم إلى وجوب الوضوء عند مسّ المصحف، وذهب داود الظاهري وبعض أهل العلم إلى أنه لا يحرم على المُحْدِث أن يمس المصحف، وقد استدل الجمهور على صحة مذهبهم بالكتاب والسنة والرأي.
فمن الكتاب قوله تعالى: " إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ " الآية
وجه الدلالة أن الضمير في قوله " لاَ يَمَسُّهُ " يعود على القرآن؛ لأن الآيات سبقته للحديث عنه، والمطهر هو الذي أتى بالوضوء والغسل من الجنابة بدليل قوله تعالى " وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ " الآية [الشرح الممتع]
ومن السنة ما جاء في كتاب عمرو بن حزم الذي كتبه النبي إلى أهل اليمن، وفيه «ألا يمس القرآن إلا طاهر» أخرجه مالك في الموطأ، وعبد الرزاق في مصنفه وصححه الألباني في صحيح الجامع
وقد تكلم في صحة هذا الحديث كثير من أهل الحديث، كما نقل الحافظ في تلخيص الحبير، إلا أن جماعة من الأئمة قد صححوا الحديث من حيث الشهرة، فقال ابن عبد البر في التمهيد «هذا كتاب مشهور عند أهل السير، معروف عند أهل العلم معرفةً يُستغنى بشهرتها عن الإسناد؛ لأنه أشبه المتواتر في مجيئه؛ لتلقي الناس له بالقبول والمعرفة» التمهيد
وجه الدلالة من الحديث أن الطاهر هو المتطهر طهارة حسية من الحدث؛ لأن المؤمن طهارته المعنوية كاملة، والمصحف لا يقرؤه غالبًا إلا المؤمنون، فلما قال «إلا طاهر»، علمنا أن المراد قدر زائد عن الطهارة المعنوية، وهو الطهارة من الحدث.
ومن النظر الصحيح أنه ليس في الوجود كلام أشرف من كلام الله، فإذا أوجب الطهارة للطواف حول بيته، فالطهارة لتلاوة كتابه الذي تكلم به من باب أولى [الشرح الممتع]
وقد رد من قال بعدم وجوب الوضوء لمس المصحف على أدلة الجمهور بما لا يتسع المجال لذكره، خاصة وأن مذهب الجمهور أقوى وأرجح فنقتصر على أدلتهم.
وقد رخص بعض أهل العلم كالإمام مالك في مس المصحف بدون وضوء للمعلم والمتعلم؛ إذا خشيا النسيان، أو طال البقاء في محل التعليم مع مشقة الوضوء، ويمكن أن يرخص كذلك في مس المصحف بدون وضوء لكل من لا يستطيع المحافظة على وضوئه ويجد لديه مشقة في الوضوء
الاستحباب أو الندب
وضع أهل العلم ضابطًا للوضوء المندوب، فقالوا هو كل وضوء ليس شرطًا في صحة ما يُفعل به، بل من كمالات ما يفعل به [حاشية الصاوي على الشرح الصغير]
أ عند القيام لكل صلاة
يندب تجديد الوضوء لكل صلاة، حتى وإن كان على طهارة وهذا محل اتفاق بين الأئمة ولم يخالف في ذلك إلا ابن حزم الظاهري.
قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " الآية وظاهرها يقتضي الوضوء على كل قائم إلى الصلاة، محدثًا كان أو غيره، وإنما معناه إذا قمتم إلى الصلاة وأنتم محدثون، وإنما أضمر وأنتم محدثون كراهة أن يفتتح آية الطهارة بذكر الحدث.
ولقوله «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، ومع كل وضوء بسواك» أحمد، وحسنه الألباني في صحيح الجامع
ب عند النوم
استحب جمهور العلماء لمن أراد النوم أن يتوضأ قبل نومه؛ لحديث البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي قال له «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك ... » متفق عليه
جـ عند ذكر الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/115)
اتفق علماء المذاهب الأربعة على استحباب الوضوء عند ذكر الله تعالى من دعاء، وقراءة قرآن، وتسبيح ودراسة العلم الشرعي، وغير ذلك، وكان الإمام مالك رحمه الله يتوضأ ويتطهر عند إملاء الحديث عن رسول الله؛ تعظيمًا له
د عند الأذان والإقامة
يستحب لمن أراد أن يؤذن للصلاة أو يقيم الصلاة أن يكون على طهارة كاملة من الحدث الأصغر والأكبر، فقد اتفق علماء المذاهب الأربعة على كراهية الأذان مع وجود الحدث، فإن الوضوء للأذان والإقامة كان هدي مؤذني الرسول صلى الله عليه وسلم.
هـ عند الأكل والشرب والنوم ومعاودة الوطء للجنب
يستحب للجنب أن يتوضأ إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام؛ لقول عائشة رضي الله عنها «كان النبيإذا كان جنبًا فأراد أن يأكل أو ينام توضأ» مسلم
ولحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبيقال «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيَتَوَضَّأْ» مسلم
ومعنى أراد أن يعود أي إلى الوطء مرة أخرى وقد قيل إن الحكمة في ذلك هو تخفيف الحدث. وقال البعض لما كانت الجنابة منافية لهيئة الملائكة، كان المرضي في حق المؤمن أن لا يسترسل في حوائجه من النوم والأكل والجماع مع الجنابة، فإذا تعذرت الطهارة الكبرى لا ينبغي أن يدع الطهارة الصغرى
و عند الغضب
يُستحب للمرء إذا أصابه الغضب أن يتوضأ، وهذا محل اتفاق عند الأئمة الأربعة وغيرهم، واستدلوا لذلك بقوله «إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خُلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ» أبو داود، وضعفه الألباني
ز بعد حمل الميت
يندب لمن حمل الميت أن يتوضأ بعد حمله؛ لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: «من غسل ميتًا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ» أحمد، وصححه الألباني
ح قبل الاغتسال
يستحب لمن أراد الاغتسال، سواء كان الغسل فرضًا أو نفلاً أن يتوضأ في أول الغسل؛ لما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها «كان النبي إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه، ثم يتوضأ، كما يتوضأ لصلاته» متفق عليه
وللحديث بقية في العدد القادم إن شاء الله تعالى
ــــــــــــــــــــ
فائدة يفرق الحنفية بين الفرض والواجب خلافًا للجمهور، فيقولون إن الفرض ما ثبت بدليل قطعي لا شبهة فيه، مثل وجوب الوضوء للصلاة؛ لأنه ثبت بدليل قطعي الثبوت وهو القرآن الكريم، وحكم الفرض اللزوم علمًا أي حصول العلم القطعي بثبوته وتصديقًا بالقلب أي اعتقاد حقيقته، وعملاً باليد، ويكفر جاحده ويفسق تاركه بلا عذر، فمن أنكر وجوب الوضوء للصلاة فهو كافر عندهم والواجب ما ثبت بدليل ظني فيه شبهة كصدقة الفطر والأضحية؛ لأنهما ثبت حكمهما بدليل ظني وهو أحاديث الآحاد وحكمه اللزوم عملاً كالفرض لا علمًا، ولذلك لا يكفر جاحده عندهم ويفسق تاركه بلا تأويل
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 11:52 م]ـ
الحلقة الثانية – جماد الأول 1431هـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
فقد بدأنا في العدد السابق الحديث عن الوضوء، فبدأنا بتعريفه ثم مشروعيته، ثم فضله، ثم حكمه، ونواصل اليوم الحديث عن هذه العبادة الجليلة، ونبدأ بالحديث عن شروط الوضوء، وسوف نفصِّل بعض الشيء فيها؛ لأن هذه الشروط سيتكرر أكثرها عند الحديث عن بقية العبادات فلا نحتاج لإعادتها مرة أخرى
أولاً معنى الشرط
في اللغة الشرط بسكون الراء إلزام الشيء والتزامه، ويجمع على شروط
في الاصطلاح ما يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته حاشية البناني على جمع الجوامع ومعنى ذلك أن الشرط إذا لم يوجد ترتب على ذلك عدم وجود المشروط؛ فمثلاً إذا لم يتوضأ إنسان للصلاة؛ فإنه لا يستطيع أداء الصلاة بدون الوضوء، وإذا صلى على هذه الصفة كانت صلاته كالعدم وإذا وُجد الشرط فإنه لا يلزم من وجوده وجود المشروط أو عدمه، فلو توضأ إنسان فإنه لا يلزمه عند الوضوء أن يصلي فقد يتوضأ ولا يصلي؛ لأن الصلاة ليست من لوازم الوضوء
ثانيًا أقسام الشرط
اعلم أن الشرط منحصر في أربعة أنواع
الأول عقلي كالحياة للعلم
الثاني شرعي كالطهارة للصلاة
الثالث لغوي كعبدي حر، إن قمت
الرابع عادي كالغذاء للحيوان [المدخل لمذهب أحمد، لعبد القادر بن بدران]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/116)
وما يهمنا هنا هو الشرط الشرعي باعتبار أثره في العبادة المشترط فيها، فالشرط الشرعي بهذا الاعتبار ينقسم إلى شرط صحة وشرط وجوب
فشرط الصحة هو الذي لا تصح العبادة إلا به، فإذا تخلف هذا الشرط أصبحت العبادة باطلة، وقد أضافوه إلى أثره، فقالوا شرط صحة، مثل الطهارة للصلاة، فإذا تخلفت بطلت الصلاة، وكعدم الموانع الشرعية للصيام، فإن عدمها شرط صحة فلا يصح صيام الحائض والنفساء بالاتفاق
وشرط الوجوب هو الذي لا تجب العبادة في الذمة إلا به أي التكليف، فهذا الشرط ليس له علاقة بصحة العبادة، وإنما تعلقه بوجوب العبادة في الذمة، فإذا وُجد الشرط وجد الوجوب في الذمة، وإذا انعدم هذا الشرط انعدم الوجوب في الذمة
مثال ذلك البلوغ؛ فإنه شرط وجوب بالنسبة للعبادات، أي لا تجب العبادة إلا على البالغ فقط؛ لقوله «رُفع القلم عن ثلاثة عن الصغير حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ» أبو داود وصححه الألباني
لكن لا شأن للبلوغ في صحة العبادة، فلو صلى الصغير أو حج أو صام صحت عبادته، ولكن هي في ذاتها غير مفروضة عليه
واعلم أنه قد يجتمع الوصفان في أمر واحد فيكون شرط صحة وشرط وجوب؛ كالعقل فإنه شرط وجوب؛ أي لا تجب إلا بالعقل وشرط صحة أي لا تصح العبادات إلا بالعقل
واعلم أن أكثر العبادات تشترك في شروط الوجوب، ولكن تختلف في شروط الصحة؛ إذ إن لكل عبادة هيئة وأوصافًا تميزها عن غيرها، وسوف نبدأ في بيان شروط الوجوب وشروط الصحة الخاصة بالوضوء، ولكن سنبدأ بالشروط التي تجمع بين الأمرين
ثالثًا شروط الوجوب والصحة
العقل اتفق الفقهاء على أن العقل شرط لوجوب الوضوء؛ إذ لا خطاب بدون العقل، فالعقل مناط التكليف [الموسوعة الفقهية]
فلا يجب الوضوء ولا يصح على المجنون حال جنونه، ولا من المصروع حال صرعه، ولا النائم حال نومه؛ لعدم النية؛ إذ لا عبادة إلا بنية؛ لقوله «إنما الأعمال بالنيات» البخاري [الفقه الإسلامي وأدلته بتصرف د وهبة الزحيلي]
الإسلام ذهب الحنفية والمالكية في مقابل المشهور إلى أن الإسلام شرط لوجوب الوضوء؛ إذ لا يُخاطَب كافر بفروع الشريعة، وكذلك شرط صحة، وذهب الشافعية والمالكية في المشهور إلى أنه شرط في صحة الوضوء لا شرط وجوب، بناءً على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة [الموسوعة الفقهية]
وهو الأرجح من أقوال أهل العلم؛ لقوله تعالى " مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ " المدثر
والكلام على هذا الشرط لا يختص بالوضوء، بل بسائر العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج، فمن جعل الإسلام شرط وجوب وصحة في الوضوء قال بذلك في سائر العبادات، ومن قال إنه شرط صحة فقط قال بذلك أيضًا في سائر العبادات
انقطاع ما ينافي الوضوء من حيض ونفاس اتفق الفقهاء على أن المرأة إذا كانت حائضًا أو نفساء لا يجب عليها الوضوء، ولا يصح منها أيضًا؛ لأن خلو المرأة من الحيض والنفساء شرط وجوب وشرط صحة للوضوء
وجود الماء المطلق الطهور اتفق الفقهاء على أن الماء الطهور شرط لوجوب الوضوء على المكلف، فإذا عدم الماء فلا يجب عليه الوضوء؛ لقوله تعالى: " فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا " المائدة، ويعبر عنه الفقهاء بفقد الماء حقيقة، وفي هذه الحالة ينتقل إلى الطهارة البديلة، وهي التيمم بالصعيد الطيب على ما سيأتي بيانه فيما بعد، وقد نص الحنفية والمالكية وكذا الشافعية والحنابلة على اشتراط وجود الماء المطلق الطهور لوجوب الوضوء حاشية ابن عابدين، حاشية الدسوقي، مغني المحتاج، كشاف القناع
وقد نص الفقهاء على أن وجود الماء المطلق شرط أيضًا لصحة الوضوء، فلا يصح الوضوء بغيره.
فائدة
فَقْد الماء حقيقة هو عدم وجود الماء، أما فقد الماء حكمًا فهو عدم القدرة على استعمال الماء مع وجوده؛ كمن مُنع من استعمال الماء، لمرض أصاب عضوًا من أعضاء الوضوء، ولا يمكن إيصال الماء إليه
رابعًا شروط وجوب الوضوء
القدرة على استعمال الماء الطهور الكافي فالقدرة على استعمال الماء الطهور شرط وجوب للوضوء؛ إذ القدرة مناط التكليف، فالعاجز ليس من أهل التكليف؛ لقوله تعالى " لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا " البقرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/117)
وقلنا إن عدم وجود الماء يمنع من وجوب الوضوء على المكلف، وهو ما يسمى بفقد الماء حقيقة، ولكن قد يوجد الماء ولا يستطيع المكلف استعماله لعذر ألمَّ به من مرض أو حرق أو غير ذلك، وهو ما يعبر عنه بفقد الماء حكمًا، ففي هذه الحالة أيضًا لا يجب على المكلف الوضوء إذا كان غير قادر على استعمال الماء، فقد نص الحنفية والمالكية على أن من شروط وجوب الوضوء القدرة على استعمال المطهر البحر الرائق، مواهب الجليل
إلا أن الفقهاء ذكروا قاعدة قيدت هذا الأمر، وهي «الميسور لا يسقط بالمعسور» [الأشباه والنظائر للسيوطي]
فإذا كان الإنسان لا يستطيع استعمال الماء في غسل عضو معين انتقل إلى البديل، ولا يسقط عنه غسل سائر الأعضاء التي يمكن غسلها، فمن كان أحد ذراعيه مقطوعًا أو محروقًا، ولا يستطيع غسله؛ فهذا لا يسقط الغسل عن الذراع الآخر
وجود الحدث يرى الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة أن وجود الحدث الموجب للوضوء شرط لوجوب الوضوء الموسوعة الفقهية؛ لقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ " المائدة. فالسبب في وجوب الوضوء إرادة الصلاة مع وجود الحدث قال ابن عباس رضي الله عنهما: معناه إذا أردتم القيام إلى الصلاة وأنتم مُحْدِثُون [الاختيار لتعليل المختار]
البلوغ اتفق الفقهاء على أن البلوغ شرط لوجوب الوضوء، فلا يجب على الصبي لعدم تكليف القاصر [الموسوعة الفقهية]؛ لقوله «رُفع القلم عن ثلاثة عن الصغير حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ» أبو داود وصححه الألباني
دخول وقت الصلاة ذهب المالكية والحنابلة إلى أن من شروط وجوب الوضوء دخول وقت الصلاة الحاضرة، وذهب الحنفية إلى أن شروط وجوب الوضوء ضيق الوقت، وقالوا إن هذا الشرط للوجوب المضيق؛ لتوجيه الخطاب مضيقًا حينئذ وموسعًا في ابتدائه، بمعنى أن وجوب الوضوء موسع لدخول الوقت كالصلاة، فإذا ضاق الوقت صار الوجوب فيهما مضيقًا
خامسًا شروط صحة الوضوء
عموم البشرة بالماء الطهور اشترط الفقهاء لصحة الوضوء أن يعم الماءُ العضوَ المغسول؛ فإذا لم يعم الماء البشرة لم يصح الوضوء [مراقي الفلاح]
زوال ما يمنع وصول الماء إلى البشرة اتفق الفقهاء على أن من شروط صحة الوضوء زوال المانع من وصول الماء إلى الجسد؛ لكونه جرمًا كشمع وشحم وعجين وطين وغير ذلك الموسوعة الفقهية وذلك لأنه لا يتحقق معنى المسح أو الغسل للعضو إلا بذلك، فإن عدم وصول الماء إلى البشرة يمنع من إطلاق اسم المسح أو الغسل على ذلك العضو
انقطاع الحدث حال الوضوء اتفق الفقهاء على أن انقطاع الحدث حال الوضوء شرط لصحة الوضوء؛ لأنه بخروج بول أو ريح أو غير ذلك من نواقض الوضوء لا يصح الوضوء [المصدر السابق بتصرف]
النية وقد اختلف الفقهاء في عدّ النية شرطًا أو ركنًا للعبادات؛ فذهب الحنابلة إلى أن النية شرط لصحة الوضوء؛ لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي قال «إنما الأعمال بالنيات» البخاري أي لا عمل إلا بالنية، ولأن الوضوء عبادة، ومن شروط العبادة النية
وفي النية للعبادات بوجه عام خلاف مشهور سيأتي بيانه في بحث مستقل فيما يتعلق بالنية من أحكام
هذا ما تيسر لي جمعه فيما يتعلق بشروط الوضوء، وقد أعرضت عن ذكر بعضها لضعف مستنده، وأسأل الله العظيم أن ينفع بما ذكرناه فهو نعم المولى ونعيم النصير
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 12:17 ص]ـ
أحكام الوضوء صفة وضوء النبى صلى الله عليه وسلم
جماد الآخر 1431هـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/118)
فقد تكلمنا في العدد السابق عن شروط الوضوء، واليوم نتحدث عن كيفية الوضوء، والأصل في بيانه قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ " المائدة، فقد نصت الآية على أركان الوضوء، ثم جاءت السنة لتبين لنا كيفية أداء هذه الأركان.
ومدار صفة وضوء النبي على عدة أحاديث؛ رواها عنه جمع من الصحابة، وليس هناك مجال لسردها جميعًا، ولكنا نكتفي بحديث من أجمع الأحاديث في وصف وضوء النبي كاملاً، ثم نذكر مواضع الاستشهاد من الأحاديث الأخرى بحسب الحاجة إليها، والمنصف عليه أن يجمع هذه الأحاديث جنبًا إلى جنب حتى يصل إلى الحق.
أخرج مسلم في صحيحه أن حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَخْبَرَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه دَعَا بِوَضُوءٍ؛ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» مسلم، وأصل الحديث متفق عليه. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ عُلَمَاؤُنَا يَقُولُونَ هَذَا الْوُضُوءُ أَسْبَغُ مَا يَتَوَضَّأُ بِهِ أَحَدٌ لِلصَّلاَةِ.
أولاً كيفية الوضوء شاملة الواجبات والسنن
أول ما يبدأ به المرء إذا أراد الوضوء أن ينوي، والنية محلها القلب، ولا يصح الجهر بها، ثم ينطق بالبسملة ثم يغسل كفيه ثلاثًا، ثم يتمضمض ويستنشق ويستنثر ثلاثًا، ثم يغسل وجهه ثلاثًا، ثم يغسل يده اليمنى ثلاثًا، ثم يده اليسرى ثلاثًا، ثم يمسح برأسه، ثم يغسل رجله اليمنى إلى الكعب ثلاثًا، ثم رجله اليسرى إلى الكعبين ثلاثًا
ثانيًا معرفة حكم هذه الأفعال حسب ترتيبها
النية
ذهب أكثر أهل العلم إلى أن النية واجبة في الوضوء، سواء من قال منهم بكونها ركنًا من أركان الوضوء، أو من قال بأنها شرط من شروطه؛ فالجميع متفقون على أن الوضوء بدونها لا يصح؛ لقوله «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّات، وإَنمَا لكل امْرِئٍ مَا نَوَى» الحديث البخاري
التسمية على الوضوء
ذهب الإمام أحمد في إحدى الروايتين، وأهل الظاهر، إلى أن البسملة واجبة في الوضوء لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ وُضُوءَ لَهُ، وَلاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ» أبو داود وصححه الألباني. قالوا والحديث يدل على وجوب التسمية في الوضوء؛ لأن الظاهر أن النفي للصحة لكونها أقرب إلى الذات وأكثر لزومًا للحقيقة [نيل الأوطار للشوكاني بتصرف]
وذهب جمهور الفقهاء إلى أن التسمية في أول الوضوء مستحبة، واحتجوا لذلك بأن الروايات التي عليها مدار صفة وضوء النبي لم يُذكر فيها التسمية، وأكثر هذه الروايات كانت على جهة التعليم، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فدل ذلك على أن قوله في حديث أبي هريرة «ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه» يتوجه إلى نفي الكمال لا نفي الصحة والإجزاء، وما ذهب إليه جمهور الفقهاء هو الأرجح لقوة دليلهم.
غسل الكفين
اتفق الفقهاء على استحباب غسل اليدين إلى الرسغين في ابتداء الوضوء؛ للأحاديث الواردة في صفة وضوء النبي، ومنها حديث عثمان بن عفان المتقدم، وفيه «دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرات فغسلهما» متفق عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/119)
المضمضة والاستنشاق
المضمضة هي أن يجعل الماء في فمه، ثم يديره ثم يمجّه، والاستنشاق هو إدخال الماء إلى الأنف، والاستنثار هو إخراجه من أنفه.
وإذا تقدم لك معنى المضمضة والاستنشاق والاستنثار، فاعلم أن العلماء اختلفوا في الوجوب وعدمه، فذهب جماعة من العلماء إلى الوجوب، واحتجوا لذلك بأدلة منها
أن المضمضة والاستنشاق من تمام غسل الوجه؛ فالأمر بغسله أمرٌ بهما.
ما ثبت في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ ماء ثُمَّ ليستنثر» البخاري
وبحديث لقيط بن صبرة رضي الله عنه، وفيه «وَبَالِغْ في الاِسْتِنْشَاقِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِمًا» أبو داود وصححه الألباني وفي رواية «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَمَضْمِضْ» أبو داود وصححه الألباني
قالوا إن هذه الأحاديث دلت على أن النبي أمر بالمضمضة والاستنشاق، وكما هو معلوم في الأصول أن الأمر يفيد الوجوب؛ فدل ذلك على وجوبهما.
وذهب جمهور الفقهاء إلى عدم وجوب المضمضة والاستنشاق في الوضوء، واحتجوا لذلك بما يلي:
قوله تعالى " فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " قالوا فالوجه عند العرب ما حصلت به المواجهة، وداخل الفم والأنف ليس من الوجه.
حديث رفاعة بن رافع المعروف بحديث المسيء صلاته، وفيه «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فتوضأ كما أمرك الله فاغسل وجهك ويديك وامسح رأسك واغسل رجليك» الحديث اللفظ لأبي داود، والحديث متفق عليه قال النووي هذا الحديث من أحسن الأدلة؛ لأن هذا الأعرابي صلى ثلاث مرات فلم يحسنها، فعلَّمه النبي فقال «توضأ كما أمرك الله» ولم يذكر المضمضة والاستنشاق [المجموع بتصرف]
قُلْتُ وهذا موضع تعليم، والقاعدة أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فلو كانت المضمضة والاسـ ... ، وبهذا يكون ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من عدم وجوب المضمضة والاستنشاق هو الأرجح، والله أعلم
كيفية المضمضة والاستنشاق
يأخذ في كفه اليمنى ماء ثم يجعل بعضه في فمه، ثم يجعل بقيته في أنفه، ثم يخرج الماء من فمه ويخرج الماء من أنفه بيده اليسرى؛ لما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه دعا بوضوء، فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى، ففعل ذلك ثلاثًا، ثم قال هذا طهور نبي الله. [النسائي وصححه الألباني]
غسل الوجه
الوجه هو ما تحصل به المواجهة، وحدّ الوجه عرضًا ما بين الأذنين، وحده طولاً ما بين منابت شعر الرأس إلى أسفل الذقن [الموسوعة الفقهية الكويتية]
حكمه اتفق الفقهاء على أن غسل ظاهر الوجه بكامله مرة واحدة فرض من فروض الوضوء؛ لقول الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " المائدة [المصدر السابق]
ولحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه في وصف وضوء النبي، وفيه «ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا» متفق عليه، وللإجماع على وجوب غسل الوجه.
كيفيته إما أن يغسل الوجه بالكفين جميعًا فيأخذ الماء بكفيه، ثم يغسل وجهه، وهذه الكيفية وردت في أكثر من حديث. وإما أن يأخذ الماء بكف ويضيفه للأخرى ويغسل بالكفين جميعًا لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وفيه ثم أخذ غرفة من ماء فجعل بها هكذا أضافها إلى يده الأخرى فغسل بها وجهه الحديث» رواه البخاري.
وأكمله ما ورد في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفيه، ثم أخذ بيده فصك بها وجهه وألقم إبهامه ما أقبل من أذنيه، قال ثم عاد في مثل ذلك ثلاثًا ثم أخذ كفًا بيده اليمنى فأفرغها على ناصيته، ثم أرسلها تسيل على وجهه الحديث» أحمد، وصححه الألباني.
وكل هذه الكيفيات واردة وثابتة عن رسول الله وكل واحدة منها تجزئ
مسألة هل يجب تخليل اللحية؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/120)
اتفق الفقهاء على وجوب غسل ظاهر اللحية؛ لأنها من الوجه، أما باطن اللحية فذهب الجمهور إلى وجوب إيصال الماء إلى البشرة إذا كانت اللحية خفيفة، ويظهر منها بشرة الوجه تحت الشعر، أما اللحية الكثة فلا يجب غسل باطنها عند الأئمة الأربعة؛ لعسر إيصال الماء إلى البشرة، ولما ثبت من حديث ابن عباس المتقدم، وفيه «تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ؛ فَغَرَفَ غَرْفَةً فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَرَفَ غَرْفَةً فَغَسَلَ وَجْهَهُ» النسائي وصححه الألباني
ووجه الدلالة أن لحيته صلى الله عليه وسلم كانت كثيفة، وبالغرفة الواحدة لا يصل الماء إلى ذلك غالبًا، وقد اتفق الفقهاء على استحباب تخليل اللحية؛ لحديث عثمان بن عفان رضي الله عنه وفيه «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلل لحيته» [الترمذي وصححه الألباني] وكيفية التخليل وردت في حديث أنس أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا تَوَضَّأَ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَأَدْخَلَهُ تَحْتَ حَنَكِهِ فَخَلَّلَ بِهِ لِحْيَتَهُ، وَقَالَ «هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ» [أبو داود وصححه الألباني] وكذلك غسل المسترسل من اللحية وهو ما زاد عن حد الوجه لحديث عمرو بن عنبسة وفيه «قَالَ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَالْوُضُوءُ حَدِّثْنِي عَنْهُ قَالَ «مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ؛ فَيَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ وَفِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ، ثُمَّ إِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ» الحديث. مسلم
غسل اليدين إلى المرفقين
حكمه اتفق الفقهاء على وجوب غسل اليدين إلى المرفقين؛ لقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " المائدة
وذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب غسل المرفقين مع اليدين، سواء كانت «إلى» في الآية بمعنى «مع» أو كانت لانتهاء الغاية قال النووي في المجموع «إن كانت لانتهاء الغاية؛ فالحد إذا كان من جنس المحدود كما هو في الآية دخل فيه.
واحتجوا لذلك بما ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه «أنه توضأ فغسل يديه حتى أشرع في العضدين ... الحديث» وفعله بيان للوضوء المأمور به في الآية؛ فيكون غسل المرفقين من المأمور به في غسل اليدين [الموسوعة الفقهية بتصرف]
كيفيته يغسل اليد من أطراف الأصابع إلى المرفقين، ويسن أن يشرع في العضد، كما ثبت في حديث أبي هريرة المتقدم.
ويجب التنبه هنا على خطأ يقع فيه كثير من الناس؛ وهو عدم غسل الكفين عند غسل اليدين اكتفاءً بغسلهما عند بداية الوضوء، وهو مبطل للوضوء باتفاق الفقهاء؛ لعدم استيعاب محل الغسل من الفرض، فنقول لهؤلاء إن غسل الكفين في أول الوضوء سنة مستقلة، أما غسلهما مع غسل اليدين إلى المرفقين فمن واجبات الوضوء
ويسن تخليل أصابع اليدين عند غسلهما؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله قال «إذا توضأت فخلل بين أصابع يديك ورجليك» [الترمذي،وصححه الألباني]
ويسن للمتوضئ أن يبدأ بغسل اليد اليمنى قبل اليد اليسرى؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما وفيه «ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفة من ماء فغسل بها يده اليسرى» الحديث. البخاري
ولحديث عائشة رضي الله عنها قالت «كان رسول الله يحب التيامن في تنعله وترجله وطهوره، وفي شأنه كله» متفق عليه
ونكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى ما تبقى من صفة وضوء النبي، ونسأل الله السداد والتوفيق فهو نعم المولى ونعم النصير
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 01:09 ص]ـ
أحكام الوضوء .. صفة وضوء النبى صلى الله عليه وسلم
رجب 1431هـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد
فقد بدأنا في الحلقة السابقة الكلام عن صفة وضوء النبي، وفي هذه الحلقة نكمل ما تبقى من أعمال الوضوء؛ فنقول وبالله تعالى التوفيق
مسح الرأس
هو إمرار اليد المبتلة بالماء على الرأس بلا تسييل [التعريفات للجرجاني]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/121)
حكمه اتفق الفقهاء على أن مسح الرأس من فروض الوضوء التي لا يصح الوضوء إلا به؛ لقوله تعالى " وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " الآية
وللأحاديث الواردة في وصف وضوء النبي، ومنها حديث عثمان بن عفان، وفيه «ثم مسح برأسه» متفق عليه ولإجماع الفقهاء على ذلك [الموسوعة الفقهية]
القدر المجزئ في مسح الرأس ذهب المالكية في المشهور والحنابلة في إحدى الروايتين عن أحمد إلى وجوب مسح كل الرأس، وذهب الجمهور إلى عدم وجوب مسح كل الرأس، وإن كان يستحب عندهم مسح كل الرأس؛ لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
احتج من قال بوجوب مسح كل الرأس بقوله تعالى " وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ "، والرأس حقيقة اسم لجميعه، والبعض مجاز، والأصل في الكلام حمله على الحقيقة، وبحديث عبد الله بن زيد، وفيه «ومسح رأسه بيده فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ به» متفق عليه
والحديث وإن كان حكاية فعل إلا أنه جاء لبيان المجمل في الآية، وبيان المجمل الواجب واجب [نيل الأوطار للشوكاني]
قال الشوكاني «والإنصاف أن الآية ليست من قبيل المجمل، والحقيقة لا تتوقف على مباشرة آلة الفعل بجميع أجزاء المفعول، كما لا تتوقف في قولك «ضربت عمرًا» على مباشرة الضرب لجميع أجزائه للكل أو للبعض، وليس النزاع في مسمى الرأس، فيقال هو حقيقة في جميعه، بل النزاع في إيقاع المسح على الرأس، والمعنى الحقيقي للإيقاع يوجد بوجود المباشرة، ولو كانت المباشرة الحقيقية لا توجد إلا بمباشرة الحال لجميع المحل لقل وجود الحقائق في هذا الباب
والحاصل أن الوقوع لا يتوقف وجود معناه الحقيقي على وجود المعنى الحقيقي لما وقع عليه الفعل، وهذا منشأ الاشتباه والاختلاف، فمن نظر إلى جانب ما وقع عليه الفعل جزم بالمجاز، ومن نظر إلى جانب الوقوع جزم بالحقيقة، وبعد هذا فلا شك في أولوية استيعاب المسح لجميع الرأس، وصحة أحاديثه، ولكن دون الجزم بالوجوب مفاوز» [نيل الأوطار]
كيفية مسح الرأس ورد المسح كما ذكرنا دون تفصيل في بعض الأحاديث، ومفصلاً في البعض الآخر، ومنها حديث عبد الله بن زيد المتقدم، وفيه أن رسول الله مسح رأسه بيده، فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه، ثم ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه الحديث متفق عليه
فهذه الرواية بيَّنت أن المسح يبدأ من ناصية الرأس باليدين حتى يصل إلى منتهى الرأس من الخلف وهو القفا، ثم يرجع بهما مرة أخرى إلى الناصية، وتعتبر هذه مسحة واحدة، ولا يعتبر الشعر المسترسل الخارج عن حد الرأس من الرأس؛ فلا يجزئ المسح عليه فقط، حتى عند من يقول بأن الواجب مسح بعض الرأس. ومنهما حديث الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ ابْنِ عَفْرَاءَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ تَوَضَّأَ عِنْدَهَا؛ فَمَسَحَ الرَّأْسَ كُلَّهُ مِنْ قَرْنِ الشَّعْرِ، كُلَّ نَاحِيَةٍ لِمُنْصَبِّ الشَّعْرِ، لاَ يُحَرِّكُ الشَّعْرَ عَنْ هَيْئَتِهِ» أبو داود وحسنه الألباني
وهذه الرواية جاءت بكيفية أخرى لمسح الرأس، لا يتغير فيها الشعر عن هيئته التي يكون عليها قبل المسح
هل يسن تكرار مسح الرأس؟ اختُلف في هذه المسألة على قولين
أحدهما أنه يستحب مسح الرأس ثلاثًا كسائر الأعضاء، واحتجوا بما رواه أبو داود من حديث عثمان أن النبي مسح رأسه ثلاثًا رواه أبو داود وصححه الألباني
الثاني أن السنة في مسح الرأس أن تكون مرة واحدة، واحتجوا بالروايات الكثيرة التي ورد فيها ذكر صفة وضوء النبي، وفيها إطلاق مسح الرأس مع ذكر تثليث غيره من الأعضاء، أو ذكر مسح الرأس مرة واحدة مع تثليث غيره من الأعضاء
قال الإمام الشوكاني «فالإنصاف أن أحاديث الثلاث لم تبلغ درجة الاعتبار حتى يلزم التمسك بها؛ لما فيه من الزيادة، فالوقوف على ما صح من الأحاديث الثابتة في الصحيحين وغيرهما هو المتعين، لاسيما بعد تقييده في تلك الروايات السابقة بالمرة الواحدة، وحديث «من زاد على هذا فقد أساء وظلم» أبو داود وصححه الألباني بالمنع من الزيادة على الوضوء الذي قال بعده النبي هذه المقالة نيل الأوطار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/122)
وقد مال الشيخ الألباني إلى تصحيح رواية التثليث بقوله «قد صح من حديث عثمان بن عفان أن النبي مسح رأسه ثلاثًا» أخرجه أبو داود بسندين حسنين، وله إسناد ثالث حسن أيضًا، وقد تكلمت على هذه الأسانيد بشيء من التفصيل في صحيح أبي داود، وقد صحح الحافظ في الفتح هذه الزيادة، وقال والزيادة من الثقة مقبولة، ومال ابن الجوزي في كشف المشكل إلى تصحيح التكرير قلت أي الألباني وهو الحق لأن رواية المرة الواحدة وإن كثرت لا تعارض رواية التثليث؛ إذ الكلام في أنه سنة ومن شأنها أن تُفعل أحيانًا [تمام المنة]
وقال الصنعاني «رواية الترك لا تعارض رواية الفعل، وإن كثرت رواية الترك؛ إذ الكلام في أنه غير واجب بل سنة من شأنها أن تفعل أحيانًا وتترك أحيانًا» [سبل السلام]
مسألة المسح على العمامة وردت عدة روايات في بيان مسحه على العمامة، منها حديث عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه قال رأيت رسول الله يمسح على عمامته وخفيه البخاري
وحديث بلال رضي الله عنه قال مسح رسول الله على الخفين والخمار [مسلم] والخمار: المراد به هنا العمامة، كما ذكر النووي في شرح مسلم قال «لأنها تخمر الرأس وتغطيه»
وحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة وعلى الخفين [مسلم]
وإذا كان المسح على العمامة ثابتًا باتفاق أهل العلم؛ فالسؤال هل يجوز الاقتصار في مسح الرأس على العمامة فقط؟
احتج من قال بجواز الاقتصار على مسح العمامة بحديثي عمرو بن أمية وبلال رضي الله عنهما، وذهب جمهور العلماء إلى عدم جواز الاقتصار على العمامة فقط، وإنما يجب أن يمسح معهما جزءًا من الرأس قال الترمذي «وقال غير واحد من أصحاب النبي لا يمسح على العمامة إلا أن يمسح برأسه مع العمامة، واحتجوا بأن الله تعالى فرض المسح على الرأس، والحديث في العمامة محتمل التأويل، فلا يُترك المتيقن بالمحتمل، والمسح على العمامة ليس بمسح على الرأس» نقله الحافظ عن الخطابي في الفتح
ورد القائلون بالجواز بأن المسح على الشعر يجزئ ولا يسمى رأسًا، فقال الجمهور يسمى رأسًا مجازًا بعلاقة المجاورة، فرد القائلون بالجواز والعمامة كذلك بتلك العلاقة، فإنه يقال قبلت رأس محمد، والتقبيل يكون على العمامة قال ابن القيم «إن النبي كان يمسح على رأسه تارة، وعلى العمامة تارة، وعلى الناصية»
قال الشوكاني «الكل صحيح ثابت، فقصر الإجزاء على بعض ما ورد لغير موجب ليس من دأب المنصفين» نيل الأوطار
مسألة هل تمسح المرأة على خمارها؟ قال ابن قدامة وفي مسح المرأة على مقنعتها روايتان أي عن الإمام أحمد أحدهما يجوز؛ لأن أم سلمة كانت تمسح على خمارها [ذكره ابن المنذر] وقد صح عن النبي أنه أمر بالمسح على الخفين والخمار [أحمد وضعفه الألباني مرفوعًا وصححه موقوفًا على بلال رضي الله عنه] قال ولأنه ملبوس معتاد يشق نزعه فأشبه العمامة
الثانية لا يجوز المسح عليه، فإن أحمد سُئل كيف تمسح المرأة على رأسها؟ قال من تحت الخمار، ولا تمسح على الخمار المغني
قال ابن تيمية عن رواية الجواز وهي أظهر؛ لعموم قوله «امسحوا على الخفين والخمار» [أحمد وضعفه الألباني مرفوعًا وصححه موقوفًا على بلال رضي الله عنه] والنساء يدخلن في الخطاب المذكور تبعًا للرجال، كما دخلن في المسح على الخفين
ولأن الرأس يجوز للرجل المسح عليه، فجاز للمرأة كالرجل؛ ولأنه لباس يباح المسح على الرأس لمشقة نزعه غالبًا، فأشبه عمامة الرجل ويشق خلعه أكثر، وحاجته أشد من الخفين شرح العمدة
مسح الأذنين
اتفق الأئمة الأربعة أن حكم الأذنين هو المسح كالرأس، ثم اختلفوا بعد ذلك في حكم مسح الأذنين، فذهب الحنفية والمالكية على المشهور والشافعية إلى أن مسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما من سنن الوضوء [الموسوعة الفقهية الكويتية]
واحتجوا بحديث المقدام بن معدي كرب، وفيه «ثم مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وأدخل أصابعه في صماخ أذنيه» الحديث أبو داود وصححه الألباني وهو حكاية فعل، وحكاية الأفعال لا يُستفاد منها الوجوب، وذهب الحنابلة وبعض المالكية إلى أنه يجب مسح الأذنين لأنهما من الرأس؛ لقوله «الأذنان من الرأس» [الترمذي وصححه الألباني انظر الموسوعة الفقهية]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/123)
فيكون الأمر بمسح الرأس أمرًا بمسحهما؛ فثبت وجوبه بالنص القرآني، وأجيب بعدم انتهاض الأحاديث الواردة لذلك، والمتيقن الاستحباب فلا يُصار إلى الوجوب إلا بدليل ناهض [نيل الأوطار]
قُلت وعلى القول بصحة حديث «الأذنان من الرأس» فلا يلزم إلا القائل بوجوب مسح كل الرأس، أما من قال بإجزاء مسح البعض، وهو الأرجح كما بينا آنفًا، فهذا الحديث ليس بحجة؛ لأن مسح بعض رأسه لا يحتاج لمسح الأذنين، حتى إن قلنا إنهما من الرأس
كيفية مسح الأذنين ورد مسح الأذنين مجملاً ومفصلاً في أحاديث عدة، نذكر منها ما كان على جهة التفصيل؛ لأنه محل الاستدلال
حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها، وفيه «مسح برأسه مرتين بدأ بمؤخره، ثم بمقدمه وبأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما» أبو داود وحسنه الألباني
حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه، وفيه «ثم مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما» أبو داود وصححه الألباني وفي رواية أبي داود «وأدخل أصبعيه في صماخي أذنيه» البيهقي في السنن الكبرى
حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي مسح داخلهما بالسبابتين وخالف إبهاميه إلى ظاهرهما فمسح ظاهرهما وباطنهما ابن ماجه وصححه الألباني
فعلى هذا إذا مسح المتوضئ رأسه أتبعه بمسح الأذنين؛ فيضع إصبعيه في صماخي الأذنين، والصماخ هو الثقب الذي تدخل فيه رأس الأصبع من الأذن، ثم يمسح باطن الأذن، وهو ما يلي الوجه بالسبابة، وظاهر الأذن، وهو ما يلي الرأس، بالإبهام.
غسل الرجلين
اتفق علماء المذاهب الأربعة وغيرهم على وجوب غسل الرجلين؛ لقوله تعالى " فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " المائدة، وللأحاديث التي وردت في صفة وضوئه، وكلها فيها غسل الرجلين
قال الإمام النووي ذهب جميع الفقهاء من أهل الفتوى في الأعصار والأمصار إلى أن الواجب غسل القدمين مع الكعبين، ولا يجزئ مسحهما، ولم يثبت خلاف هذا عن أحد يُعتد به في الإجماع
كيفية غسل الرجلين
الفرض أن تُغسل الرجلان إلى الكعبين، والكعبان داخلان فيهما، والسنة أن يبدأ بالرجل اليمنى لما سبق من حديث عائشة رضي الله عنها، ويبدأ الغسل من الأصابع، وينتهي بغسل الكعبين، ويُسن التخليل بين أصابع القدمين، كما في اليدين، وإن لم يصل الماء إلى بعض الأصابع إلا بتخليلها كان واجبًا؛ لأن الفرض استيعاب القدم؛ لما ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي رأى رجلاً لم يغسل عقبه فقال «ويل للأعقاب من النار» متفق عليه
الترتيب
ذهب الشافعي وأحمد إلى وجوب الترتيب في الوضوء؛ لقوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ المائدة قال ابن قدامة فالآية تدل على أنه أُريد بها الترتيب؛ فإنه أدخل ممسوحًا بين مغسولين، والعرب لا تقطع النظير عن نظيره إلا لفائدة، ولا فائدة هنا إلا الترتيب
فإن قيل فائدته استحباب الترتيب قلنا الآية ما سيقت إلا لبيان الواجب، ولهذا لم يذكر فيها شيء من السنن؛ ولأنه متى اقتضى اللفظ الترتيب كان مأمورًا به، والأمر يقتضي الوجوب، ولأن كل من حكى وضوء النبي حكاه مرتبًا، وهو مفسِّر لما في كتاب الله، وذهب أبو حنيفة ومالك إلى عدم وجوب الترتيب بأن الواو في الآية لا تقتضي الترتيب، وبما صح عن المقدام بن معدي كرب قال أتى رسول الله بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، ثم غسل ذراعيه ثلاثًا، ثم مضمض واستنشق ثلاثًا ثلاثًا، ثم مسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما أحمد وصححه الألباني
فجاء في الحديث بالمضمضة والاستنشاق بعد غسل اليدين، فدل ذلك على أن الترتيب غير واجب في الوضوء
الموالاة
ذهب أبو حنيفة والشافعي في الجديد ورواية عن أحمد إلى عدم وجوب الموالاة، واحتجوا بآية الوضوء، وأن المأمور به غسل الأعضاء، فكيفما غسل جاز
وهو فعل ابن عمر رضي الله عنهما، فعن نافع أن ابن عمر توضأ في السوق، فغسل يديه ووجهه وذراعيه ثلاثًا ثلاثًا، ثم دخل المسجد فمسح على خُفيه بعد ما جفّ وضوؤه وصلى البيهقي في السنن الكبرى
قال الشافعي «وبينهما تفريق كثير، وقد صح عن ابن عمر التفريق، ولم ينكر عليه أحد مغني المحتاج للشربيني
وذهب أحمد في ظاهر المذهب والمالكية إلى وجوب الموالاة؛ لما روى خالد بن معدان عن بعض أزواج النبي أنه رأى رجلاً في ظهر قدمه لمعة كقدر الدرهم لم يصبها الماء، فأمره رسول الله أن يعيد الوضوء والصلاة أبو داود وصححه الألباني ولو لم تجب الموالاة لأجزأه غسل اللمعة المغني لابن قدامة
وبهذا ينتهي ما تيسر جمعه فيما يتعلق بصفة وضوء النبي، ونسأل الله عز وجل التوفيق والقبول؛ فهو نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/124)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 01:12 ص]ـ
في المرفقات:
1 - أحكام الوضوء - مجلة التوحيد - منسقا (وورد).
2 - كتاب / صفة وضوء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - فهد بن عبد الرحمن الدوسري.
ـ[أبو أنس الأنصاري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 11:13 م]ـ
جزاكَ اللهُ خيرًا.(129/125)
ما القول الصحيح في هذه المسألة بدليله إن أمكن
ـ[ابو المنذر النجدي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 11:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يتحقق البيع بالقبول والإيجاب دون استلام الثمن وحيازة السلعة كمثل السيارة وماشابهها
أرجو بسط المسألة بالتفصيل مع ذكر الأدلة ومذاهب الأئمة إن أمكن.
علماً بأن هذه المسألة كثيرة الوقوع
ـ[ابو المنذر النجدي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 02:42 م]ـ
ما ذكر أعلاه هو سؤال لأحد الأخوة الفضلاء
فأرجو من أعضاء الملتقى الكرماء سرعة الجواب
نفع الله بكم
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[11 - 07 - 10, 01:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
http://www.google.com.sa/search?hl=ar&safe=active&rlz=1W1TSEA_en-GBSA314SA314&q=%D8%A8%D9%8A%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%8 6+%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86&meta=&aq=f&aqi=&aql=&oq=&gs_rfai=&gs_upl=6094%2C631%2C11%2C3%2C203%2C755%2C6%3A3
ـ[ابو المنذر النجدي]ــــــــ[12 - 07 - 10, 12:43 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
وما زال السؤال قائم هل من جواب هل ماتقدم مدعم بالأدلة ومذاهب الأئمة في هذا إن أمكن
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 09:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يتحقق البيع بالقبول والإيجاب دون استلام الثمن وحيازة السلعة كمثل السيارة وماشابهها
أرجو بسط المسألة بالتفصيل مع ذكر الأدلة ومذاهب الأئمة إن أمكن.
علماً بأن هذه المسألة كثيرة الوقوع
إذا وقع العقد على سلعة معينة كالسيارة مثلا ولكنها غائبة، لم تسلم في مجلس العقد، ولم يسلم ثمنها، فالبيع صحيح إن شاء الله.
السؤال الأول من الفتوى رقم (19209):
س1: ما حكم تأخير الثمن والمثمن مع انعقاد البيع حالا؟
ج1: تأخير الثمن والمثمن إذا كان البيع معينا موجودا، كبيت وسيارة ونحو ذلك، قد وصف بما يزيل اللبس مع انعقاد البيع حالا جائز ما لم يكونا من الأجناس الربوية، وإلا فيجب التقابض في مجلس العقد؛ لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلا بمثل، سواء بسواء، يدا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم، إذا كان يدا بيد» (1) خرجه مسلم في صحيحه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
وإذا وقع العقد على سلعة موصوفة في الذمة، سيارة أو غيرها، ولم يسلم ثمنها فهل هذا من صور بيع الكالئ بالكالئ المجمع على تحريمه؟؟؟
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع:
فإن تأخر القبض بدون تأجيل، مثل أن يقول: اشتريت منك مائة صاع بر بمائة ريال ولم يسلمه، على أن يأتي به العصر أو الغد أو بعد غد لكن الثمن غير مؤجل هل يصح أم لا؟
المذهب: لا يصح، قالوا: لأن هذا بيع دَين بدين، إذ أنه ليس واحد منهما معيناً، لا عُيّن الثمن، ولا عُين المثمن.
ولكن الصحيح أن هذا صحيح، والمحظور أن يكون كل منهما مؤجلاً، أما إن لم يكن فيه تأجيل فإنه لا يشترط القبض، إلا شيئاً واحداً لا بد فيه من القبض، وهو بيع الربوي بجنسه. انتهى
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[12 - 07 - 10, 02:27 م]ـ
الإشكال: لو أصاب السلعةَ جائحةٌ سماوية، فهل يُلزِم البائعُ المشتري بدفع الثمن؟
ـ[ابو المنذر النجدي]ــــــــ[12 - 07 - 10, 03:22 م]ـ
نفع الله بكم
استشكال أخي حمد وجيه فربما أنكر المشتري شراء السلعة ليسلم من مغبة هذه الجانحة
ويقول أن لم أدفع له الثمن ولم أستلم السلعة.
وهل لزوم البيع بالإيجاب والقبول مجمع عليه أم في المسألة خلاف
هذه المسائل وأمثالها تحتاج تحرير جيد يزول معه اللبس وتكون مدعمه بالدليل
يافرسان الفقه هلموا لنفع إخوانكم رفع الله قدركم وغفر الله ذنبكم
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[12 - 07 - 10, 07:25 م]ـ
لعل الجواب على سؤال الموضوع:
هو أن هناك فرقاً بين اشتراط التأخير وعدمه.
فلو تأخر تسليم الثمن والمثمن دون اشتراط ذلك، لم يقع المحظور الموجود في حالة اشتراطه.(129/126)
البدعة الحسنة والبدعة السيئة، قرءاة الحديث النبوي كل جمعة بمساجد المغرب أنموذجا
ـ[عبد المحسن الوجدي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 12:38 ص]ـ
السلام عيكم ورحمة الله
متى نقول هذه سنة حسنة او بدعة سيئة
هل قراءة الحديث النبوي المتعلق بآداب الانصات للخطبة قبل شروع الامام في الخطبة جهرا وسطا الملأ كل جمعة من البدع السيئة او تجويد القرآن كذالك قبل آدان الجمعة من البدع ...
هل توجد معايير وقواعد، تميز البدعة من السنة الحسنة
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[10 - 07 - 10, 03:00 ص]ـ
تجد ما يشفي غليلك في كتاب الإعتصام للشاطبي.
ـ[عبد المحسن الوجدي]ــــــــ[18 - 07 - 10, 06:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الجبل]ــــــــ[18 - 07 - 10, 09:11 ص]ـ
تفضل أخي
كتاب [الإبداع في كمال الشرع وخطر الإبتداع]
للشيخ العثيمين رحمه الله
ـ[عبد المحسن الوجدي]ــــــــ[21 - 07 - 10, 02:56 م]ـ
شكرا أخي
وماذا عن قراءة الحديث كل جمعة قبيل الخطبة؟ هل هي بدعة, ام سنة حسنة لربط الأمة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[محمد الجبل]ــــــــ[21 - 07 - 10, 05:32 م]ـ
موضوع مطروح سابقاً
تفضل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99329
وأيضاً
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=131036
آخر
http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=353&CID=339(129/127)
دعوة للنقاش - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين اللين والشدة
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[10 - 07 - 10, 01:25 ص]ـ
س: هل تستخدم الشدة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أم اللين؟
ج: ما أحسن ما قاله الشاعر في هذا المعنى:
دعا المصطفى دهراً بمكة لم يجب ... وقد لان منه جانب وخطاب
فلما دعا والسيف صلت بكفه ... له أسلموا واستسلموا وأنابوا
والخلاصة: أن الشريعة الكاملة: جاءت باللين في محله، والشدة في محلها، فلا يجوز للمسلم أن يتجاهل ذلك، ولا يجوز أيضاً: أن يوضع اللين في محل الشدة، ولا الشدة في محل اللين، ولا ينبغي أيضاً: أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللين فقط، ولا أنها جاءت بالشدة فقط، بل هي شريعة حكيمة كاملة، صالحة لكل زمان ومكان، ولإصلاح كل أمة، ولذلك جاءت بالأمرين معاً، واتسمت بالعدل والحكمة والسماح.
[عبد العزيز بن باز/ الدرر السنية ج16 ص133 - 134]
-------------------------------------------------------
أنا أشكل علي تعريف الشدة كوسيلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. مثلاً: هل استخدام اليد تعتبر وسيلة جائزة لكل أحد أم هي مقصورة على من له ولايه؟ وماذا عن الغلظه في الكلام؟
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[11 - 07 - 10, 10:19 م]ـ
السلام عليكم
الهدف من السؤال هو معرفة كيفية الإحتساب في الأماكن العامة أو المجالس الخاصة
من يبين المسألة وله مثل أجر من يعمل بها!
ولعل زكاة العلم بذله لمن يعمل به أو يعلمه
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[12 - 07 - 10, 12:47 م]ـ
ما أحسن قول الشافعي:-
اصبر على مر الجفا من معلم ... فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعة ... تجرع ذل الجهل طول حياته:-)
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[13 - 07 - 10, 12:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت جواباً شافياً في شرح الشيخ بن عثيمين لكتاب رياض الصالحين - المجلد الثاني
23 - باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحتاج إلى أمور:
الأمر الأول: أن يكون الإنسان عالماً بالمعروف والمنكر، فإن لم يكن عالماً بالمعروف فإنه لا يجوز أن يأمر به، لأنه يأمر بماذا؟ قد يأمر بأمر يظنه معروفاً وهو منكر ولا يدري، فلابد أن يكون عالماً أن هذا من المعروف الذي شرعه الله ورسوله، ولابد أن يكون عالماً بالمنكر، أي: عالماً بأن هذا منكر، فإن لم يكن عالماً بذلك؛ فلا ينه عنه؛ لأنه قد ينهى عن شيء هو معروف فيترك المعروف بسببه، أو ينهى عن شيء وهو مباح فيضيق على عباد الله، بمنعهم مما أباح الله لهم، فلابد أن يكون عالماً بأن هذا منكر، وقد يتسرع كثير من إخواننا الغيورين، فينهون عن أمور مباحة يظنونها منكراً فيضيقون على عباد الله.
فالواجب أن لا تأمر بشيء إلا وأنت تدري أنه معروف، وأن لا تنه عن شيء إلا وأنت تدري أنه منكر.
الأمر الثاني: أن تعلم بأن هذا الرجل تارك للمعروف أو فاعل للمنكر، و لا تأخذ الناس بالتهمة أو بالظن، فإن الله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا) (الحجرات:12)، فإذا رأيت شخصاً لا يصلي معك في المسجد، فلا يلزم من ذلك أنه لا يصلي في مسجد آخر؛ بل قد يصلي في مسجد آخر، وقد يكون معذوراً، فلا تذهب من أجل أن تنكر عليه حتى تعلم أنه يتخلف بلا عذر.
نعم لا بأس أن تذهب وتسأله، وتقول: يا فلان، نحن نفقدك في المسجد، لا بأس عليك، أما أن تنكر أو أشد من ذلك أن تتكلم فيه في المجالس، فهذا لا يجوز؛ لأنك لا تدري؛ ربما أنه يصلي في مسجد آخر، أو يكون معذوراً.
ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يستفهم أولاً قبل أن يأمر، فإنه ثبت في صحيح مسلم أن رجلاً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فجلس ولم يصل تحية المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أصليت؟ " قال: لا، قال:" قم فصل ركعتين" [278]، ولم يأمره أن يصلي ركعتين حتى سأله: هل صلى أم لا؟ مع أن ظاهر الحال أنه رجلٌ دخل وجلس ولم يصل، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام خاف أن يكون قد صلى وهو لم يشعر به، فقال:" أصليت؟ " فقال: لا، قال " قم فصل ركعتين".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/128)
كذلك في المنكر لا يجوز أن تنكر على شخص إلا إذا علمت أنه وقع في المنكر، فإذا رأيت امرأة مع شخص في سيارة مثلاً، فإنه لا يجوز أن تتكلم عليه أو علي المرأة؛ لأنه ربما تكون هذه المرأة من محارمه؛ زوجة، أو أم، أو أخت، أو ما أشبه ذلك، حتى تعلم أنه قد أركب معه امرأة ليست من محارمه، أو وجدت شبهة قوية، وأمثال هذا كثيرٌ. المهم أنه لابُد من علم الإنسان بأن هذا معروف ليأمر به، أو منكر لينهى عنه، ولا بد أن يعلم أيضاً أن الذي وجّه إليه الأمر أو النهي قد وقع في أمر يحتاج إلى أمر فيه أو نهي عنه.
ثم أن الذي ينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون رفيقاً بأمره في نهيه؛ لأنه إذا كان رفيقاً أعطاه الله سبحانه وتعالى ما لا يعطي على العنف، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:" إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" [279] فأنت إذا عنَّفت على من تنصح ربما ينفر، وتأخذه العزة بالإثم، ولا ينقاد لك، ولكن إذا جئته بالتي هي أحسن فإنه ينتفع.
ويُذكر - قديماً - أن رجلاً من أهل الحسبة- يعني من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر- مرّ على شخص يستخرج الماء من البئر على إبله عند أذان المغرب، وكان من عادة هؤلاء العمال أن يحدوا بالإبل، يعني يُنشدون شعراً من أجل أن تخف الإبل؛ لأن الإبل تطرب لنشيد الشعر، فجاء هذا الرجل ومعه غيره، وتكلم بكلام قبيح على العامل الذي كان متعباً من العمل وضاقت عليه نفسه فضرب الرجل بعصا طويلة متينة كانت معه- فشرد الرجل وذهب إلى المسجد والتقى بالشيخ- عالم من العلماء من أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- وقال: إني فعلت كذا وكذا، وإن الرجل ضربني بالعصا، فلما كان من اليوم الثاني ذهب الشيخ بنفسه إلى المكان قبل غروب الشمس، وتوضأ ووضع مشلحه على خشبه حول البئر، ثم أذن المغرب فوقف كأنه يريد أن يأخذ المشلح، فقال له: يا فلان ... يا أخي جزاك الله خيراً، أنت تطلب الخير في العمل هذا، وأنت على خير، لكن الآن أذن للمغرب، لو أنك تذهب وتصلي المغرب وترجع ما فاتك شيء، وقال له كلاماً هيناً، فقال له: جزاك الله خيراً، مرّ علىّ أمس رجل جلف قام ينتهرني، وقال لي كلاماً سيئاً أغضبني، وما ملكت نفسي حتى ضربته بالعصا، قال: الأمر لا يحتاج إلى ضرب، أنت عاقل، ثم تكلم معه بكلام لين، فأسند العصا التي يضرب بها الإبل ثم ذهب يصلي بانقياد ورضا.
وكان هذا لأن الأول عامله بالعنف، والثاني عامله بالرفق، ونحن وإن لم تحصل هذه القضية فلدينا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول:" إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" (1) ويقول صلى الله عليه وسلم:" ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما ينزع من شيء إلا شانه" (279) فعلى الآمر أن يحرص على أن يكون أمره ونهيه رفيقاً.
الشرط الثالث: أن لا يزول المنكر إلى ما هو أعظم منه، فإن كان هذا المنكر لو نهينا عنه، زال إلى ما هو أعظم منه، فإنه لا يجوز أن ننهى عنه، درءاً لكبرى المفسدتين بصغريهما؛ لأنه إذا تعارض عندنا مفسدتان وكان إحداهما أكبر من الأخرى؛ فإننا نتقي الكبرى بالصغرى.
مثال ذلك: لو أن رجلاً يشرب الدخان أمامك فأردت أن تنهاه وتقيمه من المجلس، ولكنك تعرف أنك لو فعلت لذهب يجلس مع السكارى، ومعلوم أن شرب الخمر أعظم من شرب الدخان، فهنا لا ننهاه؛ بل نعالجه بالتي هي أحسن لئلا يؤول الأمر إلى ما هو أنكر وأعظم.
ويُذكر أن شيخ الإسلام ابن تيميه- رحمه الله عليه- مرّ بقوم في الشام من التتار ووجدهم يشربون الخمر، وكان معه صاحب له، فمرّ بهم شيخ الإسلام ولم ينههم، فقال له صاحبه: لماذا لم تنهمم؟ قال: لو نهيناهم لذهبوا يهتكون أعراض المسلمين وينهبون أموالهم، وهذا أعظم هذا شربهم الخمر، فتركهم مخافة أن يفعلوا ما هو أنكر وأعظم، وهذا لا شك أنه من فقهه رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/129)
الشرط الرابع: اختلف العلماء- رحمهم الله- هل يشترط أن يكون الآمر والناهي فاعلاً لما أمر به، تاركاً لما نهى عنه أو لا؟ والصحيح أنه لا يشترط، وأنه إذا أمر بمعروف أو نهى عن منكر، ولم كان لا يفعل المعروف ولا يتجنب المنكر، فإن ذنبه عليه، لكن يجب أن يأمر وينهى، لأنه إذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكونه لا يفعل المأمور ولا يترك المحظور، لأضاف ذنباً إلى ذنبه، لذا فإنه يجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإن كان يفعل المنكر ويترك المعروف.
ولكن في الغالب بمقتضى الطبيعة الفطرية أن الإنسان لا يأمر الناس بشيء لا يفعله، بل يستحي، ويخجل، ولا ينهى الناس عن شيء يفعله. لكن الواجب أن يأمر بما أمر به الشرع وإن كان لا يفعله وأن ينهي عما نهي عنه الشرع، وأن كان لا يتجنبه؛ لأن كل واحد منهم واجب منفصل عن الآخر، وهما متلازمين.
ثم إنه ينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يقصد بذلك إصلاح الخلق وإقامة شرع الله، لا أن يقصد الانتقام من العاصي، أو الانتصار لنفسه، فإنه إذا نوى هذه النية لم ينزل الله البركة فلي أمره ولا نهيه؛ بل يكون كالطبيب يريد معالجة الناس ودفع البلاء عنهم، فينوى بأمره ونهيه أولاً: إقامة شرع الله، وثانياً: إصلاح عباد الله، حتى يكون مصلحاً وصالحاً، نسأل الله أن يجعلنا من الهُداة المهتدين المصلحين إنه جواد كريم.
191 - الثامن: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجلٍ، فنزعهُ فطرحهُ وقال:" يعمدُ أحدكم إلى جمرةٍ من نارٍ فيجعلها في يدهّ" فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خذ خاتمك؛ انتفع به قال: لا والله لا آخذهُ أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم [298].
الشرح
أتى المؤلف- رحمه الله - بهذا الحديث في باب:" الأمر المعروف والنهي عن المنكر"؛ لأن فيه تغيير المنكر باليد، فإن لباس الرجل الذهب محرم ومنكر، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الذهب والحرير، أنهما أُحلا لنساء أمتي وحُُرما على ذكروها [299].
فلا يجوز للرجل أن يلبس خاتماً من ذهب، ولا أن يلبس قلادة من ذهب، ولا أن يلبس ثياباً فيها أزرّةٌ من ذهب، ولا غير ذلك، يجب أ ن يتجنب الذهب كله، وذلك أن الذهب إنما يلبسه من يحتاج إلى الزينة والتجمل، كالمرأة تتجمل لزوجها حتى يرغب فيها. قال الله عزّ وجلّ: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) (الزخرف:18)، يعني النساء. فالنساء ينشأن في الحلية ويرُبين عليها (فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) أي عييّة لا تفُصح.
على كل حال: الذهب يحتاج إليه الناس للتجمل للأزواج، والرجل ليس بحاجة إلى ذلك. الرجل يتجملُ له ولا يتجملُ لغيره، اللهم إلا الرجل فيما بينه وبين زوجه، كل يتجمل للآخر، لما في ذلك من الألفة، ولكن مهما كان، فإن الرجل لا يجوز له أن يلبس الذهب بأي حال من الأحوال.
وأما لباس الفضة فلا بأس به، فيجوز أن يلبس الرجل خاتماً من فضة، ولكن بشرط أن لا يكون هناك عقيدة في ذلك، كما يفعله بعض الناس الذين اعتادوا عادات النصارى في مسألة " الدّبلة"، التي يلبسها البعض عند الزواج.
يقولون عن الدبلة: إن النصارى إذا أراد الرجل مهم أن يتزوج، جاء إليه القسيس وأخذ الخاتم ووضعه في أصابعه: إصبع بعد إصبع، حتى ينتهي إلى ما يريد ثم يقول: هذا الرباط بينك وبين زوجتك، فإذا لبس الرجل هذه الدبلة معتقداً ذلك فهو تشبه بالنصارى، مصحوب بعقيدة باطلة، فلا يجوز حينئذ للرجل أن يلبس هذه الدبلة.
أما لو لبس خاتماً عادياً بغير عقيدة، فإن هذا لا بأس به.
وليس التختم من الأمور المستحبة؛ بل هو من الأمور التي إذا دعت الحاجة إليها فعلت وإلا فلا تفعل، بدليل أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان لا يلبس الخاتم لكنه لما قيل له: إن الملوك والرؤساء لا يقبلون الكتاب إلا بختم، اتخذ خاتماً نقش في فصِّه:" محمد رسول الله " حتى إذا انتهى من الكتاب ختمه بهذا الخاتم.
وفي هذا الحديث دليلٌ على استعمال الشدة في تغيير المنكر إذا دعت الحاجة إلى ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل له: إن الذهب حرام فلا تلبسه، أو فاخلعه؛ بل هو بنفسه خلعه وطرحه في الأرض.
ومعلوم أن هناك فرقاً بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبين تغيير المنكر؛ لأن تغيير المنكر يكون من ذي سلطة قادر، مثل الأمير من جعل له تغييره، ومثل الرجل في أهل بيته، والمرأة في بيتها وما شابه ذلك. فهذا له السلطة أن يغير بيده، فإذا لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه.
أما الأمر فهو واجب بكلّ حال، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر واجب بكل حال؛ لأنه ليس فيه تغيير، بل فيه أمر بالخير ونهي عن الشر، وفيه أيضاً دعوة إلى الخير والمعروف وإلى ترك المنكر، فهذه ثلاث مراتب: دعوة، وأمر ونهي، وتغيير. ن، يعظهم ويذكرهم ويدعوهم إلى الهدى.
وأما الأمر: فإن يأمر أمراً موجهاً إلى شخص معين، أو إلى طائفة معينة. يا فلان احرص على الصلاة، واترك الكذب، اترك الغيبة، وما أشبه ذلك.
أما التغيير: فإن يغير هذا الشيء، يزيله من المنكر إلى المعروف، كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم حين نزع الخاتم من صاحبه نزعاً، وطرحه على الأرض طرحاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/130)
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[31 - 07 - 10, 07:18 م]ـ
السؤال:
يبنون الآن مرقصاً ليليا في منطقتنا وحاولنا منع وجوده عندنا لأنه سوف يتسبب في فساد كبير في منطقتنا سواء للمسلمين أو غير المسلمين، فهل يجوز لنا أن نحطم هذا المكان إذا لم يدر بنا أحد مع العلم أن صاحب ذلك المكان سوف يخسر جميع الأموال التي استثمرها فيه؟ وهل هذا من طرق النهي عن المنكر؟
الجواب:
الحمد لله
قال تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم رقم 70، وقال تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم)، وهذا المنكر الذي ورد في السؤال عن تغييره يجب تغييره قدر الاستطاعة بما يزيل المنكر ويخففه وذلك بالرفع إلى ذوي السلطة والقدرة على إزالته أو نقله عن الحي أو بمخاطبة المالك للموقع ليعدل عن استثماره في المنكر الذي يعود عليه بالضرر في العاجل والآجل ودعوته إلى استغلاله بنشاط نافع له ولأهل الحي ولا يلحقهم منه ضرر في دينهم ولا في دنياهم.
وأما التغيير بتدمير الملهى كما ورد في السؤال فإنه لا يجوز، ولو أمن من يقوم بذلك على نفسه فإن المفاسد المترتبة على هذا التصرف كثيرة من تلف أموال لا يحل إتلافها وتوجيه التهم إلى أبرياء واستجوابهم وتعذيبهم من أجل التحقيق في الحادث ثم إنه قد لا يتراجع أصحاب الملهى عن باطلهم فيسعون في إقامته مرة أخرى وهو الأحرى، فحذار أيها الأخ الغيور من التسرع في تغيير المنكر بعدم النظر في العواقب وقد أحسنت حيث تقدمت بهذا السؤال لتكون في أمرك على بينة وقد حصل البيان، والله الهادي إلى سواء السبيل.
كتبه
فضيلة الشيخ
عبدالرحمن بن ناصر البراك
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[01 - 08 - 10, 03:24 م]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[03 - 08 - 10, 11:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا كلام الشيخ ابن عثيمين جميل جدا(129/131)
صيام شعبان، وقيام ليلة النصف منه.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 02:42 ص]ـ
يستحب إكثار الصيام في شهر شعبان. أخرج النَّسَائِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ عَنْ أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَالَ: (قُلْت: يَا رَسُول اللَّه، لَمْ أَرَك تَصُومُ مِنْ شَهْر مِنْ الشُّهُور مَا تَصُوم مِنْ شَعْبَان , قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاس عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَان , وَهُوَ شَهْر تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلَى رَبّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) اهـ حسنه الألباني في صحيح النسائي (2221).
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله. روى أحمد (26022) , وأبو داود (2336) والنسائي (2175) وابن ماجه (1648)، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا أَنَّهُ كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ. فظاهر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شهر شعبان كله.
لكن ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان إلا قليلاً. روى مسلم (1156) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا.
فاختلف العلماء في التوفيق بين هذين الحديثين:
(1) فذهب بعضهم إلى أن هذا كان باختلاف الأوقات، ففي بعض السنين صام النبي صلى الله عليه وسلم شعبان كاملاً، وفي بعضها صامه النبي صلى الله عليه وسلم إلا قليلاً. وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله. انظر: مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/ 416).
(2) وذهب آخرون إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكمل صيام شهر إلا رمضان، وحملوا حديث أم سلمة على أن المراد أنه صام شعبان إلا قليلاً، قالوا: وهذا جائز في اللغة إذا صام الرجل أكثر الشهر أن يقال: صام الشهر كله. قال الحافظ: هو الصواب. يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم شعبان كاملاً. لماذا؟
أ. ما رواه مسلم (746) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: وَلا أَعْلَمُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ، وَلا صَلَّى لَيْلَةً إِلَى الصُّبْحِ، وَلا صَامَ شَهْرًا كَامِلا غَيْرَ رَمَضَانَ.
ب. ما رواه البخاري (1971) ومسلم (1157) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَا صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلا قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ.
النهي عن الصيام في النصف الثاني من شعبان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا). رواه أبو داود (3237) والترمذي (738) وابن ماجه (1651) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (590).
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله –: والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة اهـ مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (15/ 385).
وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا) متفق عليه. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ) متفق عليه.
فهذا يدل على أن الصيام بعد نصف شعبان جائز لمن كانت له عادة بالصيام، كرجل اعتاد صوم يوم الاثنين والخميس، أو كان يصوم يوماً ويفطر يوماً. . ونحو ذلك.
وذهب جمهور العلماء إلى تضعيف حديث النهي عن الصيام بعد نصف شعبان، وبناءً عليه قالوا: لا يكره الصيام بعد نصف شعبان.
ليلة النصف من شعبان
ما ورد في فضل الصلاة والصيام والعبادة في النصف من شعبان هو من قسم الموضوع والباطل من الأحاديث، وهذا لا يحل الأخذ به ولا العمل بمقتضاه لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها.
وقد حكم ببطلان الروايات الواردة في ذلك جمعٌ من أهل العلم، منهم ابن الجوزي في كتابه " الموضوعات " (2/ 440 - 445)، وابن قيم الجوزية في " المنار المنيف " رقم 174 – 177)، وأبو شامة الشافعي في " الباعث على إنكار البدع والحوادث " (124 - 137)، والعراقي في " تخريج إحياء علوم الدين " (رقم 582)، وقد نقل شيخُ الإسلام الاتفاق على بطلانها في " مجموع الفتاوى " (28/ 138)
وقال الشيخ ابن باز – رحمه الله - في " حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان ":
إن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها وتخصيص يومها بالصيام: بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر.
وقال – رحمه الله -:
ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح، كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها، وهي ليلة ليس لها خصوصية لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة، وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية: فهو قول ضعيف، فلا يجوز أن تُخصَّ بشيءٍ، هذا هو الصواب، وبالله التوفيق.
" فتاوى إسلامية " (4/ 511).
والله أعلم.
بتصرف من فتاوى موقع الإسلام سؤال وجواب(129/132)
ستة أحرف .. وأكثر من (خمسين فائدة!).
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 07 - 10, 03:01 ص]ـ
ستة أحرف وأكثر من خمسين فائدة
المحدث الشيخ / سليمان العلوان حفظه الله
في جلسة علمية شرح حديث: (لاتغضب) وأخرج منها ثلاث وخمسين فائدة:
1 - المقصود من ترك الغضب هو اجتناب أسبابه والأمور المفضية إليه.
2 - فيه الأمر بالأخذ بالأسباب.
3 - فيه الرد على الجبرية والقدرية.
4 - فيه قاعدة سد الذرائع وأن الوقاية خير من العلاج.
5 - فيه أهمية جمع المفتي بين العلم والعقل فيعطي كل مسألة حقها وكل سائل ما ينفعه.
6 - التأدب في السؤال وطلب العلم.
7 - فيه عدم جواز كتم العلم عمن طلبه إلا لمصلحة راجحة.
8 - فيه أن الغضب يمنع العدل في القول والعمل.
9 - فيه أن الذي لا يغضب منضبط الأفعال والأقوال حال رضاه وغضبه.
10 - فيه الحث على حسن الخلق.
11 - فيه الحث على الرضا بالقضاء والقدر.
12 - فيه أن عدم الغضب دليل على وفور العقل وكماله.
13 - فيه معنى قوله تعالى (وإثمهما أكبر من نفعهما)، وتقرير مبدأ المقارنة بين المصالح والمفاسد.
14 - فيه أن هذا من محاسن الشريعة وكمالها.
15 - حرص الصحابة على التفقه في الدين.
16 - فيه معنى قوله صلى الله عليه وسلم " اكلفوا من العمل ما تطيقون ".
17 - أن الشر كله في الغضب.
18 - أن الغضب منه المحمود ومنه المذموم.
19 - عظم فقه الصحابة حيث لم يفهموا العموم من هذا الخبر بل غضبوا الغضب المحمود وتركوا المذموم على ما علمهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
20 - أن الغضب من الأسباب المفضية إلى الكفر.
21 - وجوب بذل النصح للمسلمين.
22 - أهمية النصيحة وأثرها في المجتمعات.
23 - فيه أن المرء قليل بنفسه كثير بأصحابه فإن المؤمن مرآة أخيه المؤمن فالمرء لا يرى عيوب نفسه غالباً.
24 - أن العبرة بفائدة الكلام ونفعه لا بكثرته وسجعه.
25 - جواز مراجعة العالم في المسألة مع الأدب وحسن الخلق.
26 - أن ترك الغضب والتحكم فيه خلق مكتسب.
27 - مدافعة السنة الكونية القدرية بالسنة القدرية الشرعية.
28 - أن الغضب من الشيطان.
29 - أن القوي هو الذي يملك نفسه عند الغضب.
30 - فضيلة الصبر والحلم.
31 - مشروعية النصيحة بلفظ موجز جامع مانع.
32 - فيه معنى " أوتيت جوامع الكلم ".
33 - إنزال الناس منازلهم في النصيحة.
34 - فيه أن النهي عن الشيء أمر بضده أي عليك بالحلم والصبر.
35 - الإخلاص في إسداء النصيحة.
36 - طلب النصيحة إنما يكون من ذوي العقل والرأي والدين.
37 - أن لازم القول في الكتاب والسنة متوجه بخلاف كلام الناس فإنهم لا يؤخذون بلازم قولهم.
38 - فيه أن طلب الوصية والنصيحة رفعة للعبد لا منقصة ولا مذمة فيها.
39 - أن قبول النصيحة من كمال الإيمان.
40 - فيه قياس الناس بأخلاقهم لا بهيئاتهم.
41 - فيه جواز تكرار النصح والوعظ ما لم يبلغ حد السآمة.
42 - فيه معني قوله " أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ".
43 - أن النهي عن الشيء نهي عن أسبابه ومقدماته من باب أولى.
44 - أن من ترك لله شيئاً عوضه الله خيراً منه فمن ترك الغضب عوض بالحلم.
45 - بيان فضل كظم الغيظ.
46 - الحث على العفو والنصح.
47 - اتساع صدر العالم للمسائل والمراجعات.
48 - تواضع النبي وسعة حلمه وحسن خلقه.
49 - أن الترك يعتبر عملاً.
50 - أن العمل من مسمى الإيمان.
51 - أن العبد يؤجر على أفعال التروك.
52 - أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في حديثه على ثلاث.
53 - فيه ثبات العالم على أقواله ومبادئه طالما أنه على الحق مهما ألح عليه الناس أو ضغط عليه الواقع.
والله أعلم.
اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
--
نقلته باختصار من الأخ الرابية وفقه الله هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2551).
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[10 - 07 - 10, 03:05 ص]ـ
أحسن الله إليك، وكيف حال الوالدة، نرجو أن تكون بخير حال
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 01:57 م]ـ
وفقك الله. . .
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[10 - 07 - 10, 02:10 م]ـ
جزاك الله خير
اللهم فرج عن عبدك سليمان العلوان
ـ[السوادي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 05:49 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 07 - 10, 03:58 ص]ـ
وجدت أصله هنا ( http://www.saaid.net/book/open.php?cat=91&book=283).. فأنقله للفائدة:
بسم الله الرحمن الرحيم
مواصلة في بيان ما حوته السنة النبوية المطهرة من المعاني العظيمة والفوائد الغزيرة التي ينبغي على العلماء وطلبة العلم التصدي لها لاستخراج كنوزها وبث فوائدها وبيان أسرارها البديعة الصادرة من المشكاة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
فقد ألقى فضيلة الشيخ العلامة المحدث سليمان بن ناصر العلوان كلمة بتاريخ 1/ 2/1422هـ عن حديث من أحاديث الرسول الكريم التي جمعت بين البلاغة والإيجاز وعظيم النفع وكبير الفائدة واستنبط منه أكثر من خمسين فائدة فقال حفظه الله تعالى:-
أخرج البخاري والترمذي من طريق أبي حصين عثمان بن عاصم عن أبي صالح ذكوان السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: (لا تغضب فردد مراراً قال: لا تغضب) وروى هذا الحديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد وفيه نظر والمحفوظ ما رواه أبو حصين ولذلك روى البخاري الحديث من إسناده وأعرض عن إسناد الأعمش لكثرة اختلافه على أبي صالح في هذا الخبر كما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة وغيره.
الفوائد:
إلخ ..
وفي آخرة:
والله أعلم
===
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الفوائد المستنبطة من حديث أبي هريرة في صحيح البخاري من كلامي وإملائي فلا مانع من نشره للاستفادة منه.
أخوكم
سليمان بن ناصر العلوان
10/ 2 / 1422 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/133)
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 07 - 10, 04:01 ص]ـ
وهنا ( http://www.saaid.net/book/search.php?do=all&u=%D3%E1%ED%E3%C7%E4+%C8%E4+%E4%C7%D5%D1+%C7%E1%DA %E1%E6%C7%E4) رابط لبعض الشروحات والدروس:
--
الإخوة الأكارم /
أحمد بن العبد
عبدالله المحمدي
محمد عامر ياسين
السوادي
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، وأوفاه .. وأسأل الله أن يسعدكم في الدارين.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 06:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وأسأل الله لك السعادة في الدنيا والاخرة
وأسأل الله أن يحفظ الشيخ سليمان العلوان وأن يطيل على الحق بقاءه وأن ينفعنا بعلمه
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول " لقد اوتيت جوامع الكلم "
ـ[عبدالظاهر]ــــــــ[20 - 07 - 10, 03:38 ص]ـ
حفظ الله العلماء الصادقين الصادعين بالحق، الشيخ العلوان والشيخ السعد وغيرهم وغيرهم
وغيرهم ..
ويا ليت الإخوة الأفاضل الكرام يتواصون بعدم نسيان هؤلاء الشموس والأقمار
هم أنوارنا التي جعلها الله لنا نسير بها في الظلمات ونستهدي بها من مصائب الشهوات
والشبهات وطوام الجهل وطغيان الشرك والكفر
فلا تنسوا علماءنا رحمكم الله في سجودكم في الثلث الأخير من الليل في جميع أوقات الإجابة
في موقع أو صحيفة أو رأي أو اقتراح، فهؤلاء مكانهم فوق الرؤوس وليس غياهب ..
الله فرج عنهم عاجلا يا الله يارب يا حي يا قيوم فرج عنهم(129/134)
حكم بيع قرض البنك العقاري؟
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 11:09 ص]ـ
السؤال
السلام عليكم وبعد:
ما حكم بيع قرض البنك العقاري بهذه الطريقة:
قيمة القرض 300000ريال يدفع من يريد الشراء مبلغ 90000ريال مقابل أن يتنازل عن القرض.
الجواب
هذا البيع محرم؛ لأنه جمع عدداً من المحرمات:
1 - أنه بيع للدراهم بالدراهم مع التفاضل والنسيئة، وهذا عين الربا.
2 - أنه قرض جرّ نفعاً، وكل قرض جرّ نفعاً فهو ربا كما قرر الفقهاء.
3 - أنه من التحايل المحرم، حيث إن من منح القرض لا يجيز هذا العمل، حيث منحه للمستفيد الأول، فيكون فيه حيلة وكذب. والله أعلم.
اجاب عليها فضيلة الشيخ أ. د. ناصر العمر ( http://almoslim.net/elmy/author_fatawa/4)
http://almoslim.net/node/51989 (http://almoslim.net/node/51989)
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 01:50 م]ـ
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=10798423(129/135)
ما حكم قول ربي إغفر لي بين سجدتي السهو
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[10 - 07 - 10, 02:04 م]ـ
هل قول ربي إغفر لي بين سجدتي السهو واجب يترتب على تركه عمدا بطلان الصلاة .. جزاكم الله خيرا(129/136)
هل يجوز رقية اليهودي أو النصراني للمسلم؟
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[10 - 07 - 10, 02:16 م]ـ
هل يجوز رقية اليهودي أو النصراني للمسلم؟
الجواب باختصار من الشيخ عبد العزيز الطريفي نقلا عن الرقية الشرعية ضوابط ومحاذير
الجواب هو الجواز وقد نقل عن الامام أحمد والشافعي
استنادا لحديث عائشة أنها كانت ترفيها يهودية
والجواز مشروط بإذا كانت الرقية خالية من الشرك ومعلومة
أما إن كان فيها فشرك فغير جائز
أنصحكم بالاستماع إلي الشريط فهو قيم جداً(129/137)
القول الراجح مع الدليل شرح منار السبيل للشاملة
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[10 - 07 - 10, 05:37 م]ـ
القول الراجح مع الدليل شرح منار السبيل للشاملة(129/138)
يعمل في وظيفة محرمة لكن العمل معطل ويأخذ المرتب!
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[11 - 07 - 10, 03:23 ص]ـ
هذا الرجل يعمل في لجنة مراقبة الأفلام وطبعا المعايير التي يقولون من خلالها هذا يجوز وهذا لا يجوز غير شرعية ...
وهذا الرجل يقول أنه منذ خمس سنوات لم يعرضوا عليه فيلما واحدا ويجلس فارغا ويأخذ في آخر الشهر المرتب كاملا ...
فما حكم استمراره؟ والمال الذي أخذه؟
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[19 - 07 - 10, 03:26 م]ـ
هل من مفيد؟(129/139)
قراءة في الطلاق عند النصارى الأقباط
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[11 - 07 - 10, 12:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
قراءة في الطلاق عند الكنيسة القبطية
الطلاقُ ككل قضية في النصرانية كبرت أو صغرت لا تجد لهم فيها رأيا واحداً، ولا تجد بعضهم يعذر بعضاً فيما اختلفوا فيه، بل ولا أحداً يقبل غيره من بني ملته فيما اختلف معه فيه، ويصل الخلاف بين الطوائف النصرانية لمستوى التكفير ويتعداه إن وجد أحدهم سبيلاً على الآخر. هذا أول ما نلحظه حين ننظر لحال القوم في تعاطي قضية الطلاق.!
ويثور سؤال: لماذا؟ أليسوا أهل دين واحد ويرجعون لكتابٍ واحد؟!
هكذا يبدو الأمر، ولكن النصوص ليست واحدة، فهم مختلفون في الكتاب يزيد الكتاب عند بعضهم أسفاراً وينقص أسفاراً عند آخرين، وبداخل الأسفار يوجد اختلافات غير قليلة وفي جُمَلٍ تتعرض لصلب عقيدتهم.
وبعد اختلاف كتابهم هم يتبعون قسسهم (رجال دينهم)، فهم الذين يملكون ـ عند عامة الطوائف النصرانية ـ حق فهم النص والتحدث عن الله، وتتقلب الطائفة الواحدة تبعاً (لفهم) من يترأس فيها. ولا يخفى أننا حين نركن للفهم الخاص تتعدد الفهومات وتختلف كما هو حاصل في قضية الطلاق.
شنودة الثالث نموذجاً
قبل أن يأتي شنودة الثالث كان الطلاق لعلة الزنا ولغير علية الزنا .. فإن غاب الزوج وانقطع الرجاء في رجوعه، أو حبس وطال حبسه، أو ذهب عقله، أو مرض مرضاً معدياً لا يرجى شفاؤه منه، أو كان سيء الخلق يعتدي على قرينه بما قد يتهدد حياته، أو كان لا ينجب أو لا يستطيع أن يأتي أهله، حُق للطرف الآخر أن يطلب الطلاق ويعطاه.
كان نصارى مصر على هذا حتى جاءهم شنودة الثالث فضيق واسعاً وخالف تقاليد آبائه ومعلميه وادعى أن الطلاق فقط يكون لعلة الزنا، ثم راح ـ هو ومن حوله ـ يعطي تفاصيل شديدة المرونة في إثبات علة الزنا وكأنه ينادي على الناس أن يزنون أو يتهمون بعضهم بالزنا ليتخلص القرين من قرينه!!
ألفت النظر إلى أن الحلال والحرام يقرره بشر. . ألفت النظر إلى أن الدين يقرره نفر من الناس، فهؤلاء يتبعون بشراً. بالأمس اجتمع سمحاء فوسعوا على الناس، وانفرد ضيق الأفق متعصب فضيق واسعاً. وفي كل حال الدين عند هؤلاء يتكون من آراء بشر، وصدق الله العظيم {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهاً وَاحِداً لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} التوبة31
مرونة النصرانية
ينسحب الحديث عن الطلاق في النصرانية على كل أمور النصرانية، فهي مرنة طيعة، يشكلها هذا وهذا، أو هذا وهذا، وإن وجدوا فرصة للتمدد تمددوا وطالبوا بما لم يستحقوا كما يحدث الآن في مصر، وإن ساءت أحوالهم انكمشوا وتنازلوا عن ما يستحقوا، وهذا يعطي مؤشراً للتعامل مع النصرانية، ويرفع لنا وللمعارضين للكنيسة من العلمانيين النصارى لافتةً عريضة تبين لنا أن القوم لا ينبغي أن يترك لهم الزمام، فهم يزحفون باسم الدين إلى كل ما يستطيعون الوصول إليه، وحال الكنيسة في العصور الوسطى شاهد عيان.
الضرر يبدأ بالقريب
في كل مرة يتمدد السلطان الكنسي يبدأ الضرر (بشعب الكنيسة)، نقرأ هذا في تاريخ العصور الوسطى، ونجده في الحالة القبطية التي بين أيدينا اليوم؛ وهذا أمر بدهي، إذ أنهم هم محل الأمر والنهي بداية، وقضية الطلاق أحد أضرار الحرية الزائدة لرجال الدين على شعبهم. يتكلمون بما يظنونه دين ثم يتصلبون على رأيهم، ولا يلتفتون للناس. ولك أن تراجع عشرات الآلاف (وبعضهم يقول مئات) من الحالات التي تقف بالمحاكم للتخلص من الزواج، وبدهي أن الرجل (أو المرأة) لا يلجأ للمحكمة إلا بعد أن يصبح البيت جحيم، فلك أن تقول عشرات الآلاف من البيوت تحولت لجحيم بسبب هذا التسلط في الفتوى. يبدأ التسلط يبدأ بتأزيم المجتمع النصراني ومن ثم تشققه ثم انفلاته وبالتالي يصبح فريسة للمخالفين، وتنتهي الأمور إلى غير ما يريد المتشددون.
وقد مرَّ النموذج الأوربي الذي انتهى بالثورة على الدين والمتدينين وتبني العلمانية وحبس الكنيسة داخل جدرانها. وعلى أولئك أن يستحضروا الصورة التي مرت بالتاريخ أن يجتهدوا في إدخال (رجال الدين) ثانية إلى الكنائس.
والحالة القبطية تسير إلى طريق مسدود ويتهددها ما هو أشد من هذه الجماهير المتضررة من التضييق في قضية الطلاق، والتي تسلك طرقاً لتخطي سلطان الكنيسة أو تحجيمه، يتهددها أولئك المتربصون بها من بني ملتها ممن يقتاتون على مثل تلك المشاكل الدينية وهم نشطون ويعملون ويجدون ثمرةً لأعمالهم؛ ويتهددها العلمانية التي تسربت إلى مواطنيها أو متواجدة بين مواطنيها وتجد وقوداً من مثل هذه الحالات، ويتهددها الذراع الخارجية (أقباط المهجر)، فقد (شبَّ عمرو عن الطوق)، وبدت لهم مصالح خاصة ومعالم خاصة بروتستانتية أو علمانية مادية، ويتهددها من تتعدى على أقدس ما عندهم، أعني المسلمين، فلم يعد يخفى على متابع أن الخطاب الكنسي القبطي المعادي للإسلام فشل في تحقيق هدفه. ويتهددها التغيير القادم في الحياة السياسية المصرية، والتي لن يكون التغيير فيما يبدو في صالحها.
إن الكنيسة المصرية الأرثوذكسية توفر لها ظرف استثنائي فأساءت لمواطنيها ولمخالفيها من الطوائف النصرانية والمسلمين، فاستدار لها الجميع، وأقل ما ترجوه غداً أن تترك آمنة داخل جدران الكنائس والأديرة.
أبو جلال / محمد بن جلال القصاص
mgelkassas@hotmail.com
ظهر الأحد 23/ 07 /1431
04/ 07 /2010(129/140)
هل يطلق على العالم ولي الأمر؟
ـ[ابو العابد]ــــــــ[11 - 07 - 10, 02:14 م]ـ
هل يطلق على العالم ولي الأمر؟
وأعني بذلك دون من ولاهم السلطان من العلماء ...
أرجوا أن تفيدوني بهذه المسألة وفقكم الله
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[11 - 07 - 10, 05:09 م]ـ
(ولاة الأمر) عند العلماء تشمل صنفين هم: العلماء والأمراء.
وهذا يعمّ من نصّبه الحاكم ومن لم ينصّبه إذا كان من أهل العلم.
ـ[ابو العابد]ــــــــ[11 - 07 - 10, 07:20 م]ـ
أخي الفاضل أبوعبدالله
أشكرك على الإجابة
وبودي لو أخبرتني من من العلماء نص على هذا؟
أو أحلتني على بحث يتعلق في هذه المسألة؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[12 - 07 - 10, 01:20 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الإستقامة) (2/ 295):" وقد امر الله تعالى في كتابه بطاعته وطاعة رسوله وطاعة اولي الأمر من المؤمنين كما قال تعالى {يا أيها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الامر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا}. وأولوا الامر اصحاب الامر وذووه وهم الذين يأمرون الناس وينهونهم وذلك يشترك فيه:
- اهل اليد والقدرة.
- واهل العلم والكلام.
فلهذا كان اولو الامر صنفين: العلماء والامراء فاذا صلحوا صلح الناس واذا فسدوا فسد الناس".
وقال رحمه الله أيضًا في (الجواب الصحيح) (2/ 238):" وأولوا الأمر هم: العلماء و الأمراء. فإذا أمروا بما أمر الله به ورسوله وجبت طاعتهم وإن تنازع الناس في شيء وجب رده إلى الله والرسول لا يرد إلى أحد دون الرسل الذين أرسلهم الله".
وقال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي في تفسير آية النساء السالفة:" وأمر بطاعة أولي الأمر وهم: الولاة على الناس، من الأمراء والحكام والمفتين، فإنه لا يستقيم للناس أمر دينهم ودنياهم إلا بطاعتهم والانقياد لهم، طاعة لله ورغبة فيما عنده، ولكن بشرط ألا يأمروا بمعصية الله، فإن أمروا بذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". (تفسير السعدي بهامش المصحف).
وكذا قال ابن كثير من قبله في (تفسيره) (2/ 345):" والظاهر -والله أعلم-أن الآية في جميع أولي الأمر من الأمراء والعلماء، كما تقدم " إهـ.(129/141)
ما قد يفعله كثير من المعلمين من الغياب ومن ثم التوقيع لعدة أيام أو يوقع المدير عنه، هل يجوز؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[11 - 07 - 10, 02:59 م]ـ
السلام عليكم، بما أن كثير من المعلمين يداومون هكذا بلا عمل، وكثير من الشباب بعيد عن موطنه، فجلوسه لا يقدم ولا يؤخر، وأصبح البعض (أي بعض مدراء المدارس) يقول لمعلميه اذهب ونوقع عنك، أو اذهب وارجع بعد خمسة أيام أو كذا وكذا ثم وقع عن الأيام التي لم تحضرها ...
السؤال هل يجوز هذا الفعل، فالأمر مشتمل على الكذب الصريح وهو التوقيع بالحضور وهو لم يحضر أصلا؟ وما حكم المال المكتسب من جراء هذا الفعل؟
وهل (حجة عدم وجود عمل) يعتبر عذر لهذا الفعل؟
أفيدونا مأجورين ...
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[11 - 07 - 10, 03:17 م]ـ
الدوام بهذه الصفة سفه.
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[11 - 07 - 10, 03:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الأخ الكريم أبو البراء هذه فتوى للشيخ محمد العثيمين رحمه الله لعلها قريبه من سؤالك.
إجازة الموظفين قبل انتهاء الدوام:
___________________________________
السؤال: بعض الموظفين تنتهي أعمالهم مثل المدرسين فيسمح لهم المدير المباشر إذا خرجت النتائج بعدم الإتيان إلى المدرسة، هل يحق لهم علماً بأن الدوام المقرر قد بقي عليه يومان أو ثلاثة؟
___________________________________
الجواب: الظاهر أن تسأل فتقول: إذا انتهى زمن عمل الموظف، وأذن له رئيسه المباشر بعدم الحضور، فالظاهر لي أن هذا لا بأس به، لكن لا يغيب عن البلد؛ لأنه ربما يحتاج إليه، فإذا كان الأمر كما قلت مثلاً انتهت أيام الاختبار في نصف الأسبوع وبقي النصف الآخر قبل الإجازة؛ فإذا رأى المدير المباشر أن لا يُلزم الأساتذة بالحضور فلا حرج، ولكن لا يغادرون البلد؛ لأنه ربما يحتاج إليهم في إعادة النظر في بعض الأجوبة أو ما أشبهها. السائل: إذا أمكن الاتصال بهم عن طريق الهاتف لو غادروا البلد؟ الشيخ: لا يمكن في مسألة الجواب؛ لأن الرجل قد لا يقتنع برأي غيره مثل ما لو قال: هذا الجواب يحتاج إلى زيادة درجة أو درجتين، فإنه ربما لا يقتنع بذلك حتى يقرأه مرة ثانية ويكرره. السائل: أقصد يطلب منه الحضور عن طريق الهاتف؟ الشيخ: إذا كان يمكن فلا بأس .......
المرجع لقاء الباب المفتوح للتحميل:
http://www.saaid.net/book/8/1630.zip
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[11 - 07 - 10, 05:37 م]ـ
جزاكم الله خير جميعا
أخي سيف فقد أجدت وأفدت، هذا بالنسبة لإذن المدير من غير طلب توقيع، لكن تساؤلي في مسألة التوقيع التي يُلْزمُ بها المدير المعلم بالتوقيع عن الأيام التي لم يحضرها، أليس هذا كذب!، وكذلك توقيع المدير عن المعلمين ...
وهذا التساؤل الذي ذكرته هو الغالب إذ لا يأذن المدير للمعلم في الغياب، إلا إن كان المعلم سيوقع عن الأيام التي لن يحضرها سواء كان التوقيع مقدم أو مؤخر ...
وأيضا هل للمدير المباشر الحق في الإذن في الغياب، وإن كان من فوقه لا يأذن كالوزارة أو أدارة التعليم، أم نعتبر هذا حقا للمدير وإن خالف المسؤلين الذين لهم الأمر عليه ..
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[11 - 07 - 10, 08:19 م]ـ
جزاكم الله على التنبيه
ـ[رائد باجوري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 03:59 ص]ـ
الله المستعان! وكل معلم إن شاء الله معان وعلى كل حال فالمعلمون ما زالوا في عمل ملزمون به فعليهم تحمل الأمانة الموكلة بهم والأصل أنهم ما زالوا في الدوام والوزارة تصرف لهم رواتب على ذلك فالأحوط الإلتزام والله في عون الجميع وصبروا طوال العام ولم يبق لهم إلا القليل إن شاء الله.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 06:15 ص]ـ
لا يختلف اثنان أن حكمه كذب وتوقيعه جور وتدليس وخيانة وما أخذ من مال بهذه الطريقه فهو سحت
والله المستعان
المشكلة أنها أموال دولة (مال عام) فكأن الذي سولت له نفسه بهذا الفعل المحرم (عدم الدوام ومن ثم الكذب بالتوقيع) كأنه يسرق أموال الناس جميعا بالباطل
وهل للمدير حق في التوقيع عنه؟ لا طبعا ليس له الحق في ذلك لانه لا يملك نفسه أصلا في هذا الباب فلا يمكن أن يحضر نفسه هو إن كان غائبا فمن أين له الحق في التوقيع للغير!!
والوزارات الان وضعت البصمة في أماكن الدخول ومع ذلك تجد الموضف (حفظه الله) يأتي ويبصم ومن ثم لا يعرج على المكتب إلى في نهاية الدوام (العمل)
وإن سألته عن ذلك أجابك بالحرمة وهو يعرف ذلك ولكن يمل من العمل مع أنه لا ثمّ عمل
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[12 - 07 - 10, 03:10 م]ـ
جزاكم الله خير جميعا، وأقول أيضا أن فتوى الشيخ محمد لم تتعرض لمسألة أن هذا الغائب سوف يوقع كذبا أو يوقع عنه المدير كذبا، فأصبحت الفتوى إذا كان بدون توقيع كذبا أما مع الإلزم بالتوقيع كذبا فلم يتكلم الشيخ عن هذه المسألة، والله أعلم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/142)
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[12 - 07 - 10, 03:32 م]ـ
ربما تفيدك هذه الفتوى
عزمت على التقاعد المبكر أنتقل إلى المدينة التي يقيم بها أهلي وأهل زوجتي، حيث والدة زوجتي مريضة جدا وتحتاج إلى ابنتها بجوارها.
وفعلاً استأجرت شقة في تلك المدينة ونقلت عفشي إليها.
وتقدمت بخطاب التقاعد إلى العمل، لكن المدير نصحني أن أتريث قليلاً لأنه سيفتح فرع للعمل في المدينة التي سأنتقل إليها، أو هناك تفكير في صرف مكافأة لمن يريد التقاعد.
وظللت هذه الفترة (شهرين) لا أحضر إلى العمل إلا قليلاً، وأوقع عن جميع الأيام التي تغيبت فيها عن العمل.
والسؤال: هل وضعي وغيابي عن العمل سليم أم لا؟ فإذا لم يكن سليما، فما الحكم في الأيام الماضية التي وقعتها دون حضور، هل أعطي راتب الشهرين للإدارة كي يصرفوها على القسم كأن يشتروا مستلزمات مكتبية وأجهزة كمبيوتر يكون القسم في حاجة إليها، أم أتصدق بالرواتب؟ أم ما هو الحكم وهل أستمر في الحضور يومين في الأسبوع وأوقع عن الأيام الباقية؟.
الحمد لله
أولا:
نسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على رغبتك في الإحسان إلى والدة زوجتك، والحرص على قربك من أهلك، وما تحملته في سبيل ذلك من السفر والانتقال وترك العمل.
ثانيا:
ما أقدمت عليه من التوقيع بالحضور على أيام تغيبت فيها عن العمل، أمر محرم لا شك فيه؛ لما فيه من الكذب وأكل أموال الناس بالباطل، وقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) النساء/29.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) رواه البخاري (5629) ومسلم (4719).
ثالثا:
ما أخذته من الراتب في مقابل هذه الأيام، يجب رده لإدارة العمل، ولا يجوز لك الانتفاع به، لأنه مال حرام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به) رواه الطبراني عن أبي بكر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4519).
ورواه الترمذي (614) من حديث كعب بن عجرة بلفظ: (إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به). وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وليس لك أن تتصدق بهذا المال؛ لأن الصدقة إنما تكون فيما جهل صاحبه أو تعذر الوصول إليه.
رابعا:
لا يجوز لك الاستمرار في الغياب مع التوقيع بالحضور، وعليك أن تبحث عن مخرج لا يلحقك فيه إثم، أو ترضى بالتقاعد المبكر الآن من غير حصول على ما ذكرت من المبلغ التشجيعي، واعلم أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، وأن المال الحرام ممحوق البركة، وهو وبال على صاحبه في الدنيا والآخرة.
وهذه نصيحة قدمها الشيخ ابن باز رحمه الله لمن يتهاون في حضوره لعمله، ولا يصْدُق في تسجيل أوقات حضوره: قال رحمه الله: " الواجب على كل مسلم أداء الأمانة والحذر من الخيانة في العمل، وفي الحضور والغياب وفي كل شيء، والواجب عليه أن يسجل الوقت الذي دخل فيه، والوقت الذي خرج فيه، حتى يبرئ ذمته، والواجب على المسئول عنهم أن ينصحهم ويوجههم إلى الخير، ويحذرهم من الخيانة، والله ولي التوفيق " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (19/ 356).
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/60134/
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[12 - 07 - 10, 06:11 م]ـ
أخي يوسف، فقد أفدت أيما إفادة نفع الله بك، وزادك علما، ...
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[12 - 07 - 10, 11:12 م]ـ
السؤال هل يجوز هذا الفعل، فالأمر مشتمل على الكذب الصريح وهو التوقيع بالحضور وهو لم يحضر أصلا؟ وما حكم المال المكتسب من جراء هذا الفعل؟
.
وهل الدوام بهذه الصورة (يوقع ويمشي في نفس اللحظة) جائز أم لابد من الالتزام بالبقاء في المدرسة إلى نهاية الدوام الرسمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
إشكالات أوقعتنا فيها القرارات المرتجلة التي تتجاهل الواقع الموجود!
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[13 - 07 - 10, 12:18 ص]ـ
عفوا اخوتي
سألت ذات مرة صديق لي يعمل مدير في دار لحفظ القرآن الكريم تبع لوزارة الأوقاف وكان يوقع بدلا عن موظفيه من السكرتارية والمعلمين.
فسألته عن فعله هذا فقال: أنه هو المدير وهو المسؤول عن كل شي يخص العمل وأن إدارة دور حفظ القرآن الكريم تسمح له بذلك!!!!!!
ـ[ابو ربا]ــــــــ[13 - 07 - 10, 01:22 ص]ـ
أخي يوسف، فقد أفدت أيما إفادة نفع الله بك، وزادك علما، ...
لم تعقب كما عقبت على سؤال السائل للعثيمين رحمه الله تعالى مع ان سؤال الاخ للشيخ ابن باز ليس الحال فيه كحال المعلمين
تنبيه:
حب الانسان للخير وورعه قد يكون سببا في ترجيح ما هو احوط مع تكافئ الادلة
والاخذ بالاحتياط ليس فتوى كما هو معلوم
واخيرا
قد سألت الشيخ الغنيمان على نفس المسألة التي ذكرتها فسهل فيها ولم يعدها من الكذب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/143)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 11:06 ص]ـ
حب الانسان للخير وورعه قد يكون سببا في ترجيح ما هو احوط مع تكافئ الادلة
والاخذ بالاحتياط ليس فتوى كما هو معلوم
أخي الكريم حفظك الله قولك مع تكافئ الأدلة! ما هي الأدلة التي استدل بها على الجواز، ونحن نمشي مع الدليل والأدلة على تحريم الكذب واضحة لا جدال فيها، ولم أجد دليل حتى الآن يجيز الكذب في مثل هذه الحالة (يوقع كذبا أنه حضر عدة أيام وهو لم يحضر)،
أما فتوى الشيخ ابن عثيمين فقد ناقشت لأنها لم تستوفي ما هو عندي من مسائل، فقد تعرض الشيخ لمسألة إذن المدير، لكن لم يسأله السائل بأن الإذن يلزم منه التوقيع كذبا وزورا سواء من الموظف نفسه أو من المدير، أما سؤالك للشيخ الغنيمان حفظه الله، ليتك طلبت الدليل منه في جواز هذا الكذب!، حبذا لوا اتصلت عليه أخرى وفصلت المسألة معه، وما مستند إباحته، ونحن مع الدليل متى ما ترجح، نفع الله بك.(129/144)
رد مختصر على بعض شُبُهات من أباح سماع الموسيقى والمعازف
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[11 - 07 - 10, 03:11 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد،
انتشرت الموسيقى والمعازف في هذا الزمان انتشاراً هائلاً، فلا تكاد تذهب إلى أي مكان إلا وتُبتلى بسماع الموسيقى، سواء في الأسواق أو الطرقات أو وسائل المواصلات أو وسائل الإعلام بأنواعها أو نغمات التليفون وغيرها.
ومما زاد البلاء قيام بعض من ينتسبون إلى العلم الشرعي بالقول بجواز سماع الموسيقى والمعازف، وأن الغناء كسائر المباحات حلالها حلال وحرامها حرام. وغاب عنهم أن الغناء الذين يتكلمون المعاصرون يتكون من ثلاث عناصر: الموسيقى، والكلمة، والأداء الصوتي؛ والكلمة هي التي ينطبق عليها القول "حلالها حلال وحرامها حرام". أما الموسيقى والمعازف فلا يُعلم أحد من عُلماء المسلمين، المتقدمين منهم والمتأخرين، خالف في حرمتها، باستثناء ابن حزم الظاهري ومن تابَعَه.
وكل من أفتى من المعاصرين بجواز سماع الموسيقى، كمحمد الغزالي ود. يوسف القرضاوي، إنما هو ناقل عن ابن حزم.
وقد طعن ابن حزم في صحة إسناد حديث المعازف (الذي سنذكره لاحقاً)، والذي أورده الإمام البخاري في صحيحه. ولا يخفى على أهل العِلم فقر ابن حزم الشديد في علم الحديث، وكما قال الشيخ أبو إسحق الحويني في إحدى محاضراته: "ابن حزم على جلالته لكنه كان ظاهرياً في كل شيء، حتى في الحديث".
وتنحصر شبهات الطاعنين في حديث المعازف في وجهين:
الوجه الأول: الطعن في صحة الحديث.
الوجه الثاني: الطعن في دلالة الحديث على التحريم.
· الوجه الأول: بيان صحة حديث المعازف ووجوب الاحتجاج به
فقال المجيزون أن حديث المعازف الوارد في صحيح البخاري هو حديث مُعَلَّق منقطع الإسناد، ومِن ثَمَّ لا يصح الاحتجاج به!!
والحديث المُعَلَّق هو: (ما حُذِفَ مِن مُبتدأ إسناده واحد أو أكثر ولو إلى آخر الإسناد).
مِن كتاب "تحقيق الرغبة في توضيح النُخبة" ص81 – د. عبد الكريم الخُضير.
قال ابن القيم رحمه الله:
(عن عبد الرحمن بن غنم قال: حدثني أبو عامر، أو أبو مالك الأشعري رضي الله عنهما - أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:“ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف”.
هذا حديثٌ صحيح أخرجه البخاري في صحيحه محتجاً به، وعلقه تعليقاً مجزوماً به فقال: “باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه”، وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطاء بن قيس الكلابي حدثني عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر، أو أبو مالك الأشعري - والله ما كذبني - أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غداً، فيبيتهم الله تعالى ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة”.
ولم يصنع مَن قَدَح في صحة هذا الحديث شيئاً، كابن حزم، نُصرةً لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزَعَم أنه منقطع لأن البخاري لم يَصِل سنده به).
من كتاب "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان"، فصل “في بيان تحريم رسول الله صلى الله عليه وسلام الصريح لآلات اللهو والمعازف، وسياق الأحاديث في ذلك” ص247، 248.
ثم ساق ابن القيم، بعد إيراده الحديث السابق، خمسة أوجه للرد على وهم ابن حزم في تضعيف الحديث منها:
(وجواب هذا الوهم من وجوه:
أحدها: أن البخاري قد لقي هشام بن عمار وسمع منه، فإذا قال: "قال هشام" فهو بمنزلة قوله: "عن هشام").
والأحاديث المُعَلَّقة في صحيح البخاري لها حُكمٌ خاص في التصحيح يختلف عن سائر المُعَلَّقات في كتب الحديث. وهذا الحديث، كما ذكر ابن القيم، علقه البخاري بصيغة الجزم، و (ما كان منها بصيغة الجزم فإنه صحيح النسبة إلى مَن أُضيف إليه؛ فإن البخاري لا يستجيز أن يَجْزِم عنه بذلك ما لم يصح عنده عنه).
مِن كتاب "تقريب عِلم الحديث: المستوى الأول" ص147 – فضيلة الشيخ طارق بن عِوَض الله.
وقال الشيخ الألباني، رحمه الله:
(فأعله ابن حزم بِعِلَّتَيْن: الانقطاع بين البُخاري وهِشام! والأخرى جهالة الصحابي الأشعري).
ثم قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/145)
(فإن الانقطاع – لو صح – لا يلزم منه الحُكم على المتن بالوضع، لا سيما وقد جاء من طريق أخرى عنده).
من كتاب "تحريم آلات الطرب" ص81.
فهذا جواب العِلة الأولى التي أوردها ابن حزم رحمه الله، وهي عِلة الانقطاع.
وقال الألباني رحمه الله في الجواب عن العِلة الثانية التي أوردها ابن حزم:
(وبقي الجواب عن العِلة الأُخرى؛ وهي الشك في اسم الصحابي، فهي شبهة أشد ضعفاً عند العلماء، قال الحافظ في الفتح (ج10، ص24): "الشك في اسم الصحابي لا يضر، وقد أعله بذلك ابن حزم وهو مردود".).
من كتاب "تحريم آلات الطرب" ص85.
وقد وَصَلَ الحافظ ابن حجر إسناد الحديث في كتابه "تغليق التعليق"، وقد لخص الجواب عن شبهات الطاعنين في إسناد حديث المعازف في قوله:
(وهذا حديثٌ صحيح لا عِلة فيه ولا مَطعن فيه، وقد أعله أبو محمد ابن حزم بالانقطاع بين البخاري وصدقة بن خالد، وبالاختلاف في اسم أبي مالك، وهذا كما تراه قد سُقْتُه من رواية تسعة عن هشام مُتصلاً ...
وأما الاختلاف في كنية الصحابي، فالصحابة كلهم عدول).
من كِتاب "تغليق التعليق" ج5، ص21.
· الوجه الثاني: بيان دلالة الحديث على تحريم سماع الموسيقى والمعازف
فأنكر المجيزون لسماع الموسيقى أن يكون في الحديث ما يدل على تخصيص استحلال المعازف بالوعيد والذم، وأن الجمع بين الزنا والحرير والخمر والمعازف في الحديث لا يلزم اشتراكها في الحُكم بالتحريم.
قال ابن القَيِّم في استدلاله بالحديث على التحريم:
(ووجه الدلالة منه: أن المعازف هي آلات اللهو كلها، لا خِلاف بين أهل اللغة في ذلك، ولو كانت حلالاً لما ذمهم على استحلالها، ولما قرن استحلالها باستحلال الخمر والخز).
من كتاب "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان"، فصل “في بيان تحريم رسول الله صلى الله عليه وسلام الصريح لآلات اللهو والمعازف، وسياق الأحاديث في ذلك” ص249.
وقد رد الشوكاني رحمه الله على هذه الشبهة بقوله:
(ويُجاب، بأن الاقتران لا يدل على أن المُحَرَّم هو الجمع فقط، وإلا لزم أن الزنا المُصرَّح به في الحديث لا يُحَرَّم إلا عند شرب الخمر واستعمال المعازف، واللازم باطل بالإجماع، فالملزوم مثله. وأيضاً يلزم في مثل قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} سورة الحاقة [الآيات 33 و34] أنه لا يحرم عدم الإيمان بالله إلا عند عدم الحض على طعام المسكين، فإن قيل: تحريم مثل هذه الأمور المذكورة في الإلزام قد عُلِم من دليل آخر، فيُجاب بأن تحريم المعازف قد عُلِم من دليلٍ آخر أيضاً كما سلف، على أنه لا مُلجيء إلى ذلك حتى يُصار إليه).
من كتاب "نيل الأوطار" ج8، ص85.
وختاماً، يُرجى التنبيه إلى أن الحديث السابق ذكره لا يُعَد الدليل الوحيد الذي استدل به أهل العلم على تحريم الموسيقى والمعازف. وقد عقد ابن القيم رحمه الله في كتابه “إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان” فصولاً في بيان حرمة الغناء والمعازف مع سوق الأدلة على ذلك. ولمن أراد التوسع، يُرجى الرجوع إلى تلك الفصول من الكتاب، وهي:
"فصل في مكيدة اصطياد قلوب الجاهلين والمبطلين"، "فصل في مذهب الإمام أحمد في الغناء"،
"فصل في السماع من المرأة الأجنبية أو الأمرد"، "فصل في سماع اللهو الشيطاني المضاد للسماع الرباني"، "فصل في لهو الحديث"، "فصل في الزور واللغو"، "فصل في زهق الباطل"، "فصل في المكاء والتصدية"، "فصل في رقى الزنا"، "فصل في منبت النفاق"، "فصل في تسمية قرآن الشيطان"، "فصل في الصوت"، "فصل في تسمية صوت الشيطان"، "فصل في تسمية مزمور الشيطان"، "فصل في تسميته بالسمود"، "فصل في تحريم الرسول صلى الله عليه وسلم لآلات اللهو".
وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه: حاتم الحاجري
عفا الله عنه
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[11 - 07 - 10, 05:07 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[11 - 07 - 10, 05:55 م]ـ
بارك الله فيكم
عندي سؤال: سمعت أن هناك حديث يقول ان الرسول صلى الله عليه سمع راعيا يلهو بالناي فأغلق بيديه على اذنيه لكنه لم يأمر اصحابه بفعل المثل. فهل الحديث موجود, و هل له اصل في تلك الحالة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/146)
بارك الله فيكم
ـ[خالد القعمري]ــــــــ[11 - 07 - 10, 09:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
واسل الله العليم الخبير ان يرزقني واياك العلم النافع
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 10:58 م]ـ
ممكن أحد يجيب عن سؤالي؟؟ بارك الله فيكم
ـ[ saead] ــــــــ[15 - 07 - 10, 02:35 ص]ـ
بارك الله فيكم
عندي سؤال: سمعت أن هناك حديث يقول ان الرسول صلى الله عليه سمع راعيا يلهو بالناي فأغلق بيديه على اذنيه لكنه لم يأمر اصحابه بفعل المثل. فهل الحديث موجود, و هل له اصل في تلك الحالة؟
بارك الله فيكم
عن نافع رحمه الله قال: " سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع إصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا، قال: فرفع إصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا، فصنع مثل هذا " صحيح أبي داود؛ وقد زعم قزم أن هذا الحديث ليس دليلا على التحريم، إذ لو كان كذلك لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ابن عمر رضي الله عنهما بسد أذنيه، ولأمر ابن عمر نافعا كذلك! فيجاب: بأنه لم يكن يستمع، وإنما كان يسمع، وهناك فرق بين السامع والمستمع، قال شيخ الإسلام رحمه الله: (أما ما لم يقصده الإنسان من الاستماع فلا يترتب عليه نهي ولا ذم باتفاق الأئمة، ولهذا إنما يترتب الذم والمدح على الاستماع لا السماع، فالمستمع للقرآن يثاب عليه، والسامع له من غير قصد ولا إرادة لا يثاب على ذلك، إذ الأعمال بالنيات، وكذلك ما ينهى عنه من الملاهي، لو سمعه بدون قصد لم يضره ذلك) المجموع 10/ 78؛ قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله: والمستمع هو الذي يقصد السماع، ولم يوجد هذا من ابن عمر رضي الله عنهما، وإنما وجد منه السماع، ولأن بالنبي صلى الله عليه وسلم حاجة إلى معرفة انقطاع الصوت عنه لأنه عدل عن الطريق، وسد أذنيه، فلم يكن ليرجع إلى الطريق، ولا يرفع إصبعيه عن أذنيه حتى ينقطع الصوت عنه، فأبيح للحاجة. (المغني 10/ 173) (ولعل السماع المذكور في كلام الإمامين مكروه، أبيح للحاجة كما سيأتي في قول الإمام مالك رحمه الله والله أعلم).
وينظر هذا الرابط، إذ فيه نص الكلام الذي اقتبسته:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68765
ـ[المعلمي]ــــــــ[15 - 07 - 10, 07:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يظهر أن الإنقطاع بين البخاري وهشاما هو الأظهر، وإن كان الحديث من أحاديث هشام ابن عمار.
سبب هذا التر جيح يرجع إلى عدة شواهد:
الأول: أن البخاري ممن يتحرى في الصيغ وقد خالفت هذه الصيغة الجادة والمطروق من صنيعه، لأنه لو سمعها من هشام بن عمار ما عدل عن صيغة التحديث والسماع إلى صيغة أدنى منها تحتمل السماع وعدمه.
الثاني: بلوغ علم الحديث في عصر البخاري ذروته من النضج والتكامل والتمايز بين الاصطلاحات، وخاصة في باب صيغ التحمل كسمعت وأخبرنا وأنبأنا وأخبرنا وقال ونحوها حيث بدأ العلماء في التمييز بينها واستخراج أحكاما لكل صيغة رغم أن التفريق بينها متأخر، فقول الصحابي: قال، وعن لم تكن لتختلف عن سمعت وأخبرني.
وأما المتن فالذي يظهر أيضا من صنيع البخاري في التبويب أنه يُقطّع الحديث ويورد الحديث مكررا في كل باب من أبواب الفقه مفردا الأحكام التي يتحملها في أبواب، وقد أورد هذا الحديث في باب (باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه) ولم يفرد لحرمة المعازف بابا رغم أنّ الحديث عمدة في الباب ولا يقوم غيره مقامه وقل أن يقع البخاري في مثل هذا بل أحيانا يعنون الباب بعنوان ولا يذكر فيه حديثا!
فالذي يظهر صحة الحديث وشذوذ بعض ألفاظه كلفظ (المعازف، أو يستحلون) فمن جمع طرق هذا الحديث تبين له أن هناك اختلاف في ألفاظ الرواة تؤدي إلى اختلاف في الحكم على المعازف.
ومن كوّن وحدة موضوعية لكافة المعاني وآلَف بينها حكم بصحة الحديث ورتب عليه حكما بالتحريم.
وواقعا فهذه الوحدة قابلة للخدش والاجتهاد.
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[29 - 09 - 10, 05:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي يظهر أن الإنقطاع بين البخاري وهشاما هو الأظهر، وإن كان الحديث من أحاديث هشام ابن عمار.
سبب هذا التر جيح يرجع إلى عدة شواهد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/147)
الأول: أن البخاري ممن يتحرى في الصيغ وقد خالفت هذه الصيغة الجادة والمطروق من صنيعه، لأنه لو سمعها من هشام بن عمار ما عدل عن صيغة التحديث والسماع إلى صيغة أدنى منها تحتمل السماع وعدمه.
الثاني: بلوغ علم الحديث في عصر البخاري ذروته من النضج والتكامل والتمايز بين الاصطلاحات، وخاصة في باب صيغ التحمل كسمعت وأخبرنا وأنبأنا وأخبرنا وقال ونحوها حيث بدأ العلماء في التمييز بينها واستخراج أحكاما لكل صيغة رغم أن التفريق بينها متأخر، فقول الصحابي: قال، وعن لم تكن لتختلف عن سمعت وأخبرني.
وأما المتن فالذي يظهر أيضا من صنيع البخاري في التبويب أنه يُقطّع الحديث ويورد الحديث مكررا في كل باب من أبواب الفقه مفردا الأحكام التي يتحملها في أبواب، وقد أورد هذا الحديث في باب (باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه) ولم يفرد لحرمة المعازف بابا رغم أنّ الحديث عمدة في الباب ولا يقوم غيره مقامه وقل أن يقع البخاري في مثل هذا بل أحيانا يعنون الباب بعنوان ولا يذكر فيه حديثا!
فالذي يظهر صحة الحديث وشذوذ بعض ألفاظه كلفظ (المعازف، أو يستحلون) فمن جمع طرق هذا الحديث تبين له أن هناك اختلاف في ألفاظ الرواة تؤدي إلى اختلاف في الحكم على المعازف.
ومن كوّن وحدة موضوعية لكافة المعاني وآلَف بينها حكم بصحة الحديث ورتب عليه حكما بالتحريم.
وواقعا فهذه الوحدة قابلة للخدش والاجتهاد.
أخي، الحديث صحيح يُحتج به وليس به علة الانقطاع كما تبين، ولا أدري من أين جئت بقولك أن ألفاظ "يستحلون" و"المعازف" هي ألفاظ شاذة.
ثم إن الحديث واضح الدلالة على تحريم المعازف، وقولك أن الإمام البخاري لم يفرد باباً لتحريم المعازف ذاكراً فيه هذا الحديث يدل على أن البخاري لا يقول بتحريم المعازف، قولٌ عجيب لا أدري من أين جئت به، فمنذ متى كان تبويب البخاري للأحاديث حاكماً على النصوص ومصدراً من مصادر التلقي؟
وهل يلزم من عدم تبويب البخاري باباً خاصاً لحكمٍ ما عدم قوله بهذا الحكم؟؟؟
أسأل الله أن يوفقنا وإياك إلى ما يحبه ويرضاه.(129/148)
الحسنات والسيئات الجارية
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[11 - 07 - 10, 04:11 م]ـ
يقول الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12].
الناس بعد الممات ينقسمون قسمين باعتبار جريان الحسنات والسيِّئات عليهم:
القسم الأول: من يَموت وتنقطع حسناته وسيئاته على السَّواء، فليس له إلا ما قدَّم في حياته الدُّنيا.
القسم الثاني: من يَموت وتبقى آثارُ أعماله من حسناتٍ وسيئاتٍ تجري عليه، وهذا القسم على ثلاثة أصناف:
الأول: من يَموت وتجري عليه حسناتُه وسيئاته، فمثل هذا يتوقَّف مصيره على رجحان أيٍّ من كفَّتَي الحسنات أو السيئات.
الثاني: من يَموت وتنقطع سيئاته، وتبقى حسناته تَجري عليه وهو في قبره، فينال منها بقدر إخلاصه لله -تعالى- واجتهاده في الأعمال الصَّالحة في حياته الدُّنيا، فيا طيب عيشه، ويا سعادته.
الثالث: من يموت وتنقطع حسناته، وتبقى سيئاته تجري عليه دهرًا من الزَّمان إن لم يكن الدَّهر كله، فهو نائم في قبره ورصيده من السيئات يزدادُ يومًا بعد يوم، حتَّى يأتي يوم القيامة بجبال من السيئات لم تكن في حُسبانه، فيا ندامته ويا خسارته.
موقع طريق الإسلام ( http://www.islamway.com/)
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 07 - 10, 02:30 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم وزادكم من واسع فضله.
مقالة مهمة ومؤثرة ( http://www.almeshkat.net/index.php?pg=art&cat=10&ref=385) للدكتور / باسم عامر .. فأستأذنك* بإكمالها لأهمية الأمثلة التي أشار إليها الكاتب وفقه الله .. حيث قال:
إنَّ الحديث عن الحسنات والسيئات أمرٌ لا مفرَّ منه، لأنَّ الحساب يوم القيامة يكون بالموازين، يقول الله تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء: 47] ...
كثيرٌ من الناس يغفلون عن مسألة السيئات الجارية وخطورة شأنها، لأنَّ من السيئات ما إذا مات صاحبها فإنها تنتهي بموته، ولا يمتد أثر تلك السيئات إلى غير صاحبها، ولكنْ من السيئات ما تستمر ولا تتوقف بموت صاحبها، بل تبقى وتجري عليه، وفي ذلك يقول أبو حامد الغزالي: " طوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة أو أكثر يعذب بها في قبره ويسئل عنها إلى آخر انقراضها " (إحياء علوم الدين 2/ 74) ...
وقد جاءت النصوصُ الشرعيةُ محذِّرة من هذا النوع من السيئات، منها قوله تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) [النحل: 25]، وقوله r : ( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا) صحيح مسلم برقم (6980)، وفي رواية: (وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ) صحيح مسلم برقم (2398)، وقد رُوِي: (الدال على الشر كفاعله) أخرجه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس بإسناد ضعيف جداً ...
وبما أننا نعيش في عصرٍ تيسَّرتْ فيه وسائل الاتصالات ونقل المعلومات أصبح من الأهمية بمكان التذكير بشناعة السيئات الجارية ومدى خطورتها على صاحبها، فكم من إنسان أهلك نفسه وحمَّل كاهله سيئاتٍ لم تكن محسوبة عندما نصَّب نفسه داعياً إلى الضلال وناشراً إلى المنكر من حيث يشعر أو لا يشعر ...
وبالتالي فإنه بسبب ما نشهده من تقدم وتطور في سائر نواحي الحياة لا سيما في مجال نقل المعلومات كانت صور السيئات الجارية متعددة، لعل من أبرزها ما يلي:
- القنوات الفضائية:
حيث يشاهدها الملايين في سائر أنحاء العالم، والأثر المتعدي لهذه القنوات فوق مستوى الخيال، ويمكن إجمال صور السيئات الجارية في هذه الوسيلة فيما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/149)
- إنشاء القنوات الفاسدة التي تبث الأفكار المخالفة للإسلام وتروج للأخلاق المنحرفة كقنوات أهل البدع وقنوات الأفلام الهابطة والأغاني الماجنة، فأصحاب تلك القنوات والمساهمين فيها مادياً ومعنوياً يتحملون آثام هذه القنوات وآثارها السيئة، وهم فتحوا على أنفسهم باباً لا يكاد يُغلق من السيئات الجارية إلا أن يتويوا.
- إرسال الرسائل النصية ( SMS) لكي تظهر على الشاشة، فإذا كانت الرسائل تحتوي على كلامٍ بذيء أو دعوةٍ إلى الشر فإنَّ ذلك يدخل في باب السيئات الجارية، لأنَّ مُرسِل تلك الرسائل قد يسهم في نشر شرٍ يجهله الناس، فيكون بذلك معلماً للشر ناشراً له.
- الإسهام في القنوات الفضائية الفاسدة ودعمها بأي صورة من الصور ودلالة الناس عليها يندرج في باب السيئات الجارية.
- الانترنت (الشبكة العنكبوتية):
وهي لا تقل خطورة عن القنوات الفضائية إذا استخدمت في الشر، وخاصةً أنَّ الانترنت يُعد مكتبة متنقلة يمكن الاستفادة منها في أي وقت، فكل ما يُنشر في هذه الشبكة يمكن استعادته والرجوع إليه فضلاً عن سرعة انتشار المعلومة فيها، ولعل من أبرز الاستخدامات التي تندرج في باب السيئات الجارية ما يلي:
- إنشاء المواقع والمنتديات الفاسدة والضارة كالمواقع الإباحية ومواقع أهل الفسق والضلال، وهذه المواقع ثبتت أضرارها وآثارها الخطيرة على المجتمعات الغربية قبل المسلمة.
- الدلالة على تلك المواقع السيئة ورفعها على بقية المواقع عن طريق التصويت لها.
- نشر مقاطع الفيديو المخلة والمحرمة في المواقع المشهورة كاليوتيوب وغيره.
- تعليم الآخرين طريقة فتح المواقع المحجوبة السيئة واختراق البروكسي.
- وضع صور سيئة كخلفية لمنتدى أو موقع معين أو على هيئة توقيع عضو.
- إنشاء المجموعات البريدية من أجل نشر المواد والمقاطع السيئة.
- الإسهام في نشر الشبه والأفكار المنحرفة عن طريق المشاركة في المنتديات.
- هواتف الجوال:
وهي كذلك وسيلة تتطور يوماً بعد يوم بتطور تقنيات الهواتف، وأصبح من السهل عن طريق هذا الجوال أن ترسل ما تشاء إلى من تشاء، وذلك عن طريق الرسائل النصية ( SMS) والرسائل المتعددة الوسائط ( MMS) والبلوتوث وغيرها من التقنيات المتقدمة، فكل إسهام عن طريق الجوال في نشر الشر والفساد يندرج في باب السيئات الجارية.
- الكتابة والتأليف:
وهي وسيلة ليست جديدة بالمقارنة مع ما سبق، إلا أن المؤلفات والكتب أصبحت تُطبع بأعداد كبيرة في وقت وجيز، وأصبح كل من هب ودب كاتباً ومؤلفاً، بالإضافة إلى سهولة انتشار الكتب عن طريق دور النشر والمعارض الدولية، فضلاً عن تنزيل الكتب في شبكة الانترنت.
فالكتابة والتأليف أصبحت أداةً خطيرةً إذا سُخِّرت في ترويج الأفكار المنحرفة عن الإسلام، فكل كلمة يكتبها المؤلف فهو مرهون بها ويتحمل تبعاتها يوم الحساب.
هذه بعض صور السيئات الجارية في عصرنا الحاضر، والمتأمل في آثارها يعرف مدى خطورتها في إضلال الناس وإفسادهم نسأل الله السلامة والعافية.
فلا أظن عاقلاً إلا ويبادر إلى غلق باب الشر هذا عليه قبل فوات الأوان، ويستبدله بفتح الجانب الآخر المعاكس له وهو الحسنات الجارية، وذلك عن طريق تسخير تلك الوسائل في الخير وفيما ينفع الناس، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، قال تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) [سورة التوبة: 105].
--
(*) لم أجد إشارة من أخي الكريم / حاتم الحاجري وفقه الله لإكمال المقالة .. فأكملتها - معتذرا -.
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 07:42 م]ـ
لم أجد إشارة من أخي الكريم / حاتم الحاجري وفقه الله لإكمال المقالة .. فأكملتها - معتذرا -.
جزاك الله خيراً أخي الحبيب على إضافتك الكريمة.
ـ[السوادي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 09:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً(129/150)
سؤال مهم ونرجو الرد بسرعة واتفق الطرفان على أن الزفاف بعد نهاية العام
ـ[أبو الفضل الحجري]ــــــــ[11 - 07 - 10, 08:27 م]ـ
رجاء من الإخوة الأفاضل الرد والبحث ومساعدتي في هذا الأمر للضرورة والسرعة والأهمية.
ومن يستطيع مساعدتي بالرد أو استفسار أحد من أهل العلم فليفعل، وجزاكم الله عنا كل خير
عقد صديق لي على زوجته -منتقبة- من سنة تقريبا، واتفق الطرفان على أن الزفاف بعد نهاية العام وهي في الفرقة الرابعة، بعد أن تكون قد أنهت دراستها، المهم أنها رسبت في بعض المواد، ومنها من الترم الأول ولم تخبر بذلك وهي تعلم أن الزفاف بعد الإمتحان مباشرة.
ورسوبها كان بسبب النقاب أو بغيره الله أعلم، وحرمت من المدينة الجامعية بسبب النقاب.
المشكلة ألآن متمثلة في عدة أمور.
الأول: أنها في محافظة أخرى غير التي يسكن بها زوجها أو مكان الزواج.
الثاني: زوجها وأهله يرفضون سفرها لمسافات وقد تضطر للمبيت خارج البيت، والكل مصمم على أن تحصل على شهادتها.
الثالث: لانية إطلاقا لتأخير الزفاف يوما واحدا فالزفاف متوقف عليها الآن والزوج وأهله في انتظارها.
الرابع: إذا تم الزواج ستضطر لتأخير الإنجاب بسبب المذاكرة والسفر وهذه مشكلة أخرى.
الخامس: لايمكن أن تحول من جامعة لأخرى، ولا بد من حضور المحاضرات داخل الكلية.
السادس: كانت صدمة لأهل الزوج، لأنهم حذروها وقالوا لها موعد الفرح محدد، وإن اضطررتي لخاع النقاب افعلي كزميلاتك، والدراسة قد تمتد إلى سنة.
المهم
1 - هل في الطلاق إثم على الزوج.
2 - هل من حقها الذهب التي أخذته في الشبكة بعيدا عن المتأخر المكتوب في القائمة.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[12 - 07 - 10, 05:09 م]ـ
السؤالين هما:
1 - هل في الطلاق إثم على الزوج.
2 - هل من حقها الذهب التي أخذته في الشبكة بعيدا عن المتأخر المكتوب في القائمة.
أما الأول فلا إثم في ذلك، لأن ذلك مشروط من أول العقد، وقد خالفت مقتضى شرط العقد.
ولكن لا يتعجل بالطلاق مادام عنه مندوحة، بل يسعى بما يقرّب وجهات النظر بين الطرفين كما قال تعالى (والصُّلح خير).
بل مثل هذه الأخت ــ التي ترفض نزع النقاب ــ أحرى وأولى أن لا يُفرَّط بها وأن تُعان وتُصان، ويُصبَر على ما تمرّ به.
وأما الثاني فإن المرأة غير المدخول بها إذا خلا بها الرجل خلوة شرعية بعد العقد ــ دون الدخول بها ــ فقد استحقت نصف المهر.
وعلى كلّ فالقضاء الشرعي هو الحكم لحل النزاعات، وفقكم الله تعالى.
ـ[أبو آثار]ــــــــ[13 - 07 - 10, 08:53 ص]ـ
سبحان الله بيت مسلم يهدم من اجل قضية مختلف في اباحتها فضلا عن كونها امرا مستحبا او واجبا
ومختلف ان كان هذا بسبب تقصيرها او بسبب محافظتها على عفتها وطاعتها لله
هذا الذي كنا نخشاه ان تصبح الدراسة التي اباحها بعض العلماء مع كثير من الشروط والظوابط أهم من الزواج الذي هو سنته صلى الله عليه وسلم وحجر زاوية المجتمع
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[أبو الفضل الحجري]ــــــــ[13 - 07 - 10, 10:17 م]ـ
(أبو آثار).
من قال لك إن البيت قد بني، هو ليس دخول بل مجرد عقد.
أنا ذكرت أنه سيتم تأخير الإنجاب بسبب سفر المرأة وتعبها في المواصلاة وقد تضطر للإقامة خارج البيت، ومع المذاكرة والسفر لا يستطيع الحمل.
أنا ذكرت أنها كانت تعلم ذلك من فترة طويلة ولم تخبر بهذا إلا قبل الزفاف بقليل.
ومن قال لك أنا نلومها على عفتها وعلى تمسكها بالنقاب وإن كنا نحن وهي نعتقد أنه فرض.
تمسكت بالنقاب ولم يجبرها أحد على خلعه، لأن هذا أمر شخصي.
أهل الزوج لا يسعهم تأخير الزفاف، فضلا عن ذلك لن يوافقوا على تأخير الإنجاب أيضا، ولم يتطرق أحد من الأخوة لهذا الأمر.
فالأمر كله بعيد عن النقاب الآن، ولم يتكلم أحد فيه.
وكلامك وكأننا نشنع على من يلبس النقاب.
أنا طلبت من الإخوة الأفاضل تقجيم حل أو اقتراح أو فتوى شرعية، لم أطلب لوما ولا عتابا، كان يكفيك أن تحتفظ بهذا لنفسك، وأنت لا تعلم زوايا المشكلة، ولا كيف تسير.
يا أخي أقسم لك بالله، من علماء هذه الأمة من أحالني على غيره قائلا: هذه مشكلة عويصة لا أستطيع أن أفتيك فيها، سل فلان.
أنا قلت لك الكل يصر على أن تحصل على شهادتها حتى هي نفسها.
كيف يهدم البيت وهو لم يقم بعد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/151)
المسألة ليست لوما وعتابا المسألة عقدة ويطلب معها الحل.
وفي البداية والنهاية أنا طلبت فتوى أو استفسار.
ـ[أبو الفضل الحجري]ــــــــ[13 - 07 - 10, 10:19 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[15 - 07 - 10, 06:45 ص]ـ
وأما الثاني فإن المرأة غير المدخول بها إذا خلا بها الرجل خلوة شرعية بعد العقد ــ دون الدخول بها ــ فقد استحقت نصف المهر.
نصف المهر؟!
سئل الشيخ ابن عثيمين في (لقاء الباب المفتوح):
السؤال:
إذا خرجت المرأة مع زوجها في السيارة قبل الدخول هل يعتبر خلوة شرعية؟
الشيخ: قبل الدخول أم قبل العقد؟
السائل: قبل الدخول.
الشيخ: إذا ركبت المرأة مع زوجها السيارة بعد العقد وقبل الدخول فلا بأس.
السائل: هل يعتبر خلوة شرعية يثبت بها طلاقها؟
الشيخ: إي نعم.
يعتبر خلوة بلا شك، فإذا طلقها وجبت عليها بعد هذه الخلوة العدة وثبت لها المهر كاملاً.
وسئل في (نور على الدرب):
إذا وقع التخاصم بين الزوج والزوجة وانتهى بهم ذلك إلى الطلاق فهل يجوز أن يردوا من الزوجة للزوج شيئا مما أعطاها من المهر.
الجواب:
الشيخ: إذا طلق الرجل زوجته فليس له حق من المهر إن كان قد خلا بها أو جامعها وإن طلقها قبل ذلك أي قبل أن يحصل جماع أو خلوة فإن له نصف المهر لقول الله تبارك وتعالى (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ) ولكن لكل من الزوج والزوجة أن يعفو عن الآخر ويتسامح معه ولا سيما إذا اقتضت الحاجة ذلك فمثلا إذا طلق الرجل بعد الدخول أي بعد الجماع أو بعد الخلوة فليس له حق في المهر لكن لو أن المرأة وافقت على أن يعطى شيئا من المهر تطييباً لقلبه فلا حرج وكذلك لو أن الرجل طلق قبل الدخول والخلوة وعفا عن نصفه فلا حرج.(129/152)
فوائد من (النكت العلمية على الروضة الندية، للعبيلان)
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[11 - 07 - 10, 08:52 م]ـ
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
هذهِ فوائدُ من كِتابِ (النُّكَت العِلميَّة على الرَّوضةِ النَّديَّةِ) للشيخِ أبي عبدِ الرَّحمنِ، عبدِ اللهِ بنِ صالحٍ العُبَيْلان.
وكِتابُ الروضةِ معروفٌ: للشيخِ صدِّيق حسن خان القِنَّوْجي - رحمهُ الله -.
وكِتاب النُّكتِ العِلميَّةِ للشيخِ أبي عبدِ الرَّحمنِ، عبدِ اللهِ بنِ صالحٍ العُبَيْلان.
قالَ القنوجي: (1/ 98)
"ومتحرك وساكن",
وجه ذلك أن سكونه وإن كان قد ورد النهي عن التطهير به حاله، فإن ذلك لا يخرجه عن كونه طهورا لأنه يعود إلى وصف كونه طهورا بمجرد تحركه, وقد دلت الأحاديث على أنه لا يجوز التطهير بالماء الساكن مادام ساكنا،
كحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عند مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يغتسلن أحدكم في الماء الدائم وهو جنب" فقالوا يا أبا هريرة: كيف يفعل؟ قال: يتناوله تناولا, وفي لفظ لأحمد وأبي داود: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ولا يغتسل فيه من جنابة" وفي لفظ للبخاري: "لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه" وفي لفظ للترمذي: "ثم يتوضأ منه" وغير هذه الرويات التي يفيد مجموعها النهي عن البول في الماء الدائم على انفراده والنهي عن الاغتسال فيه على إنفراده والنهي عن مجموع الأمرين ولا يصح أن يقال: إن روايتي الإنفراد مقيدتان بالاجتماع لأن البول في الماء على إنفراده لا يجوز فأفاد هذا أن الاغتسال والوضوء في الماء الدائم من دون بول فيه غير جائز فمن لم يجد إلا ماء ساكنا وأراد أن يتطهر منه فعليه أن يحتال قبل ذلك بأن يحركه حتى يخرج عن وصف كونه ساكنا ثم يتوضأ منه, وأما أبو هريرة فقد حمل النهي على الانغماس في الماء الدائم ولهذا لما سئل كيف يفعل قال: يتناوله تناولا "
قالَ العُبيلانُ: (18)
هذا الفهمُ الذي ذهَبَ إليهِ - رحمهُ الله - إنَّما دفعهُ إليهِ حِرصُهُ على الأخذِ بظاهرِ النَّصِّ؛ كما هيَ عادَتُهُ - رحمه الله -.
والحقُّ أنَّه أخطأ من عِدَّةِ وجوهٍ:
الأوَّل: عدم دلالة ظاهر النُّصوصِ على تحريمِ الوضوءِ أو الاغتِسالِ بالماءِ السَّاكنِ، فإنَّ النهيَ لم يأتِ إلا مقروناً: إمَّا بغسل الجنابةِ أو البولِ.
الثاني: أن النصوص يجبُ أن تُفهَم على ضوء فهم الصحابةِ - رضيَ الله عنهم -، ولم يُنقَل عن واحد منهم، أنَّه أمرَ بتحريكِ الماء الساكنِ قبل الوضوء!
الثالثُ: أنَّ هذا الوصفَ - وهو كونه ساكنا - ليسَ هو مناط الحُكمِ؛ بدليل أنَّ الشارعَ لم ينهَ كل أحد عن استعمالهِ، وإنَّما خصَّه بالجنبِ ومن يبولُ، فدلَّ على أنَّ العِلَّةَ المؤثِّرةَ
(سدّ ذريعة فساد الماء) وهذا هوَ الذي فهِمهُ أبو هريرةَ - رضيَ الله عنه -
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[11 - 07 - 10, 10:51 م]ـ
تنبيه: مابين معكوفين مني توضيحا.
قالَ العُبيلانُ بعدَ أن ذكرَ أنَّه لانزاعَ بين الصحابةِ في نجاسةِ دمِ العِرق (الدم الكثير)، وساق الآثار في ذلِكَ، قالَ (28):
ولَم يُعارِض ما تقدَّمَ من أنَّ دمَ الإنسانِ الكثير نجس، إلا أحد دليلينِ؛ وهما في حالةٍ خاصَّةٍ:
الأول: ما وردَ عن عمر - رضي الله عنه -، ((أنَّه صلَّى وجُرحه يَثْعُبُ دماً))
أمَّا أثر عمر فمن المعلوم أنَّه لا يُمكنه الصلاة بغير هذه الحال؛ فهذه حال ضرورةٍ، ونظيرها خروج الدم من المستحاضةِ.
الثاني: قول الحسن البصري: ((ما زال المسلمون يُصَلّون في جراحاتهم))
وأمَّا أثر الحسن، فإنه في الجهاد ومن المعلوم أن الله خفف أحكام هذه العبادة بمثل هذه الحال.
قالَ تعالى: ((فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ))
ثم إنه قال سبحانه في آية أخرى من سورة النساء ((فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ))
فهذا يعني أن الله تبارك وتعالى رخّصَ للمجاهدين ترك بعض أركان الصلاة في حال الضرورة، ثم أمرهم عند زوالها بإقامة الصلاة بجميع أركانها وشروطها.
وهكذا الحال فيمن صلى بجراحاته؛ فإنه يجب أن يُحمَل على ما تقدَّم، ثم إن الماء لا يكون متوفرا غالبا في تلك الاحوال، فهو مأمور - والحالة هذه - أن يصلي بجراحاته.
الثالث!: حديث عباد بن بشر الذي علقه البخاري - ويذكر عن جابر - ((أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم كان في غزوةِ ذاتِ الرقاع، فرُمي رجلٌ بسهمٍ فنزَفَهُ الدمُ، فركعَ وسجدَ ومضى في صلاته))
قال الفقير إلى عفو ربه: وهذا قد ذكره البخاريُّ معلَّقاً بصيغة التمريض ووصله غيره بسند ضعيف.
ثم على فرض انَّه صحيح، فليس فيه حجة لأمور:
الأول: أنها قضيَّة عين لا عموم لها.
الثاني: أن آثار الصحابة متفقةٌ على خِلافِه ....
الثالثُ: أن يُقال: إن ذلك كان على الأصل وآثار الصحابة ناقلة عنه.
وقد اتفق أهل العلم على نجاسة الدم، منهم [وساق كلامهم، وسأذكر أسماءَهم فقط]: الإمام أحمد وابن المنذر وابن حزم وابن عبد البر وابن العربي وابن قدامة والنووي وابن الملقّن [وقال: إلا من شذ] وابن حجر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/153)
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[09 - 08 - 10, 09:35 ص]ـ
قالَ العبيلانُ عن حديثِ الجبيرةِ المَرويِّ عن عليِّ - رضيَ اللهُ عنهُ - (103): وهوَ حديثٌ ضعيفٌ، والعمدة في المَسح على الجبيرةِ ما رواهُ ابنُ أبي شيبةَ عن ابنِ عمرَ، قال: ((من كان به جرحٌ معصوبٌ، فخشيَ عليهِ العنت، فليمسح ما حولَه ولا يَغْسِلْهُ)) ولا يُعلم له مخالفٌ من الصحابةِ، فهو حٌجَّةٌ يجِبُ المصيرُ إليهِا، باتِّفاقِ الجماهيرِ خلافاً للظاهريَّةِ.
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[18 - 08 - 10, 03:20 ص]ـ
ما هذا الكتاب واين طبع
النُّكَت العِلميَّة على الرَّوضةِ النَّديَّةِ
اريد اجابة
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[18 - 08 - 10, 05:47 ص]ـ
هوَ كتابٌ فيهِ تعليقاتٌ وتعقيباتٌ على مواضعَ من الرَّوضةِ النَّديَّة، وفيهِ بيانٌ كثيرٍ من المسائلِ الفقهيَّةِ بذكْر آثارِ الصَّحابةِ، وعملِ السَّلفِ، وفيهِ إظهار فقه الصحابةِ، وفوائد غير ذلك كثيراً، وأنا وجدتُّه اتِّفاقاً فاشتريتُهُ، ووجدتُّ فيهِ -من الفوائد والتحقيقاتِ- ما يلتذُّ بهِ طالبُ العلم.
طبعَ في (غراس) للنشرِ والتوزيع، في مجلَّد لطيف، وهو موجود في عدد من المكتبات ..(129/154)
حرمة تحديد النسل تدخل فيها المرأة التي ترتضي بزوجه ثانية عليها لتنجب بدلا عنها
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[11 - 07 - 10, 11:46 م]ـ
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها قال لا ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة فقال تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. سنن أبي داوود
كما تعرفون يا اخوتي أن تحديد النسل لا يجوز.
لكن لدي سؤال:
امرأة أنجبت ثلاثا من الأولاد بصحة وعافية ولله الحمد، واكتفت بهذا العدد وليس لديها عذر طبي أو مرضي يمنعها من الإنجاب. ثم قالت لزوجها: حتى لا ندخل في حرمة تحديد النسل، أرتضي لك أن تتزوج علي بإمرأة أخرى لتنجب لك الأبناء، بشرط ألا تجبرني على الإنجاب.
السؤال: هل تأثم المرأة بعدم إنجابها على الرغم أنها تدفع زوجها ليتزوج عليها لتنجب المرأة الأخرى له الأولاد؟
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[12 - 07 - 10, 04:22 م]ـ
هل من مجيب؟؟؟
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[13 - 07 - 10, 01:06 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[13 - 07 - 10, 01:09 ص]ـ
((كما تعرفون يا اخوتي أن تحديد النسل لا يجوز))
أخي الكريم حكمت قبل أن تسأل
تفضل من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90092
ومن هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108274
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[13 - 07 - 10, 01:48 ص]ـ
أخي أبو فيصل جزاك الله خيرا
ونفع الله بك الأمة(129/155)
أسأل عن كتاب أحكام القسم بين الزوجات للشيخ خالد المشيقح أين أجده على الشبكة؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[12 - 07 - 10, 02:08 ص]ـ
أسأل عن كتاب أحكام القسم بين الزوجات للشيخ خالد المشيقح أين أجده على الشبكة؟(129/156)
نصيحة غالية للشيخ أحمد النجمي رحمه الله بخصوص العطلة الصيفية
ـ[عبد الله الأبياري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 03:33 ص]ـ
فضيلة العلامة أحمد بن يحيى النجمي
: الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أما بعد: فاتقوا الله عباد الله - أيها المسلمون - يلاحظ في هذه العطلة: أن كثيرًا من الشباب وكثيرًا من الناس يسهرون الليل وينامون النهار والليل؛ يضيعونه في أمور تكون في الغالب محسوبة عليهم لا لهم وذلك أنهم: أما أن يصرفوا الليل في النظر بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وقد يكون كثير منها إنما هو أثم يكسبه الإنسان أمور وجرائم تمارس في بلاد كفرية ويأتي بها بعض المسلمين إلى بيوتهم بواسطة الآلات؛ فينظرون إليها ويتفرجون عليها ويقضون بزعمهم أوقاتهم في هذا لحب الإطلاع، وكثير منها يثير الشهوة التي تكون عند الذكور والإناث، فيحصل من جراء ذلك أمور عظيمة يندى لها الجبين وتدمع لها العين ويحزن لها القلب.
فينبغي للمسلمين: أن يتقوا الله - عز وجل -، وبالأخص فيما يسمى بالدش والانترنت إذا استعمل في الجانب السيئ علمًا بأن الانترنت إذا استعمل في الجانب الحسن فهو حسن وإذا استعمل في: سماع الدروس والخطب والمواعظ، وحفظ ذلك ونشره، فهذا يعتبر من نشر العلم الذي يثاب عليه الإنسان.
ولكن مع الأسف: أن الكثير من الناس - ونسأل الله العفو والعافية - يقضون أوقاتهم في النظر للأشرطة والأفلام الخليعة التي تسمى بالسكس - والعياذ بالله -، وينظرون إلى تلك الفواحش، وهم كانوا بعيدين عنها وقت ما عملت، ولكنهم أتوا بها ليتفرجوا عليها ولينظروا إليها فصاروا شركاء لأهلها - والعياذ بالله -.
وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إذا عملت الفاحشة في الأرض، كان من حضرها فكرهها؛ كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها؛ كمن حضرها). - أو كما قال الحديث - نسأل الله أن يجعلنا ممن يتبعون طاعته ويجتنبون معصيته.
أيها المرء المسلم: ألا تتقي الله عندما تأتي بمثل هذه الأمور إلى بيتك، وتفرج عليها أولادك، وتثير عندهم الغرائز الشهوانية فربما زنت بنتك وربما زنى ابنك ويكون أثمه عليك، وربما - أنت يا الكبير - تقع في طائلة الزنا حينما تنظر في هذه الأمور.
فاتقوا الله - يا عباد الله - إن الحياة جعلها الله للناس من أجل أن يكتسبوا فيها طاعة، هذه الطاعة يحرزون بها حياة أبدية؛ فالحياة الدنيا حياة بالية ذاهبة، وإنما الحياة هي الحياة الأخرى، والله سبحانه وتعالى يقول: (وَإنَّ الدارَ الآخِرةَ لهِي الحيوانُ). [العنكبوت: 64].
وقد قام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - خطيبًا فقال: (أيها الناس: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل واحدة منها ذلول؛ فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل).
فاتقوا الله - يا عباد الله -.
أيها المسلمون: كيف يكون الإنسان أنه يريد يقضي وقته!؟
ألم يجعل لك الله سبحانه وتعالى ما تقضي الوقت فيه من الطاعات، إن للمسلمين ثروة لا توجد عند غيرهم أبدًا؛ تلك الثروة هي كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي قالها وفعلها، وحول الكتاب والسنة شيئًا عمليًا وواقع عمليًا؛ كما كان في عصره وعصر الصحابة - رضوان الله عليهم -، فعلينا أن نصرف أوقاتنا باكتساب العلم من هذه الدورة من كتاب الله ومن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحرص على تعلمها، ونحرص على تعليمها، ونحرص على الحلقات التي تكون فيها - نحرص على هذا كله -، فهذا كله من الجهاد في سبيل الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/157)
فيا عباد الله: - يا معشر الشباب، يا معشر الشباب! - هنا أماكن، هنا دورات، فيها تنشر السنة، وتبين البدعة، فيجب عليكم: أن تشتركوا فيها وأن تتعلموا، يجب عليكم: أن تعقدوا أرجلكم عند علماء السنة وتذهبوا إليهم في أي مكان كان، يجب عليكم: أن تتعرفوا لو كان لك شيئًا لو كان لك سببًا إلى مكان وأنت لا تعرف طريقه، ألست تبحث عمن يعرف الطريق!؟ ثم تجعله إمامًا لك وتقتدي به، فيجب عليكم - يا معشر الشباب -: أن تتقوا الله في أنفسكم وأن تحرصوا على طاعة ربكم؛ كما قال علي بن أبي طالب: (إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة .... ).
كيف يكون بقائك في هذه الدنيا!؟ هب أنه سيكون مئة سنة، هذه المائة سنة قد تكون مليئة بأمور أنت فيها على خطر، ولا سيما في هذا الزمان الذي هو زمان الفتن، فتقي الله - يا عبد الله -.
أما الآخرة؛ فإنك إذا أحرزتها ودخلت الجنة، فقد حزت الخير كله، وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أنه إذا دخل الناس الجنة يقال لهم: يا أهل الجنة! إن لكم أن تحيون فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تصحون فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبئسوا أبدا). فيجب على كل مسلم: أن يغتنم هذه الحياة، التي لا نهاية لها أبدا، فتبيعوا آخرتك بدنيا فانية مليئة بالفتن والهموم والغموم - إنا لله وإنا إليه راجعون -.
أقول للناس - الذين يقولون، أو للشباب - الذين يقولون: أنهم يريدون أن يضيعوا الوقت، هذه هي الإضاعة - أنت أضعت نفسك وأهلكت نفسك ولو بقت نفسك - لكنك إذا استغليت هذه العطلة في: حفظ شيء من كتاب الله. وفي المحافظة على الصلوات في أوقاتها، وفي المساجد كما أمرك سبحانه وتعالى.
استغليتها في فعل الخيرات بقدر ما تستطيع، وتحفظ شيئًا من السنة، وتحفظ دروس الفقه التي يتفقه فيها الناس، هذا الذي يكون مغنم لك يوم القيامة وأنت لابد أن تعرض عليك صحيفتك، صحيفتك ستعرض عليك وستقرؤها - كما جاء في الآية - يقول الله - عز وجل -: (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا). [الإسراء: 14].
فيا عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله - عز وجل -، والمحافظة على هذا الذخر، وعلى هذا الشيء الغالي الشيء العظيم الذي فضلنا به، (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ. وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ). [الزخرف: 44 - 45].
فيا عباد الله! يجب علينا أن نستغل هذه الأوقات في طاعة ربنا سبحانه وتعالى، وأن نحرص على الحلقات التي يكون فيها تعليم بكتاب الله ولسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونشر للسنة.
أقول قولي هذا، واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين إنه هو الغفور الرحيم.
مفرغ من محاضرة صوتية بعنوان: [فذكر بالقرآن من يخاف وعيد](129/158)
منازل الأشعريين.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[12 - 07 - 10, 05:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وبعد،،
حادثةٌ حكاها لي مرةً أحد الأقارب قبل زهاء خمس عشرة سنة .. كان يتحدث لي بشكل عرضي لم يلقِ هو بالاً وهو يتحدث .. لكن قصته تلك لازالت تتناوب على ذهني بين فينة وأخرى .. قريبي هذا يسكن قرية محدودبة في عالية نجد، ويروي لي أنه في الأيام العليلة من السنة يغلق أجهزة التكييف وينام قريباً من النافذة .. ويعلم عن دخول الثلث الأخير من الليل عبر صوت أحد الكهول في القرية يدخل المسجد مع الهزيع الأخير من الليل، وفي فناء المسجد يفترش طرفاً من السجادة الطويلة ويبدأ يرتل القرآن في صلاته بطريقة كبار السن المعهودة .. وهذه عادته كل ليلة ..
منذ حكى لي قريبي تلك القصة وأنا أتحين ذلك الكهل لأرى صلاته الشفافة .. ياليتك تراه وهو يقبض لحيته بين حين وآخر .. ثم يسترسل في قراءته .. لقد كاد يأخذ بأنحاء قلبي ..
قراءته تلك ليست بتجويد مصقول .. ولا حتى بصوت أنيق .. ولكنها -وعزة جلال الله- فيها صدق ويقين أحس أن حوله هالة نور وهو يقرأ ويرتل ..
صحيح أن القرآن بعامة يحمل طاقة تأثيرية تخلب لب المستمع .. ولكن هناك أمرٌ إضافي صرت ألمسه أخيراً .. وهو أن القرآن إذا خيم سكون الليل يكون عالماً آخر .. ثمة قدر إضافي في جلال القرآن لحظة سكون الليل ..
ذلك الكهل القرآني .. توفي قبل سنيات قلائل رحمه الله رحمة واسعة .. ولكن مالذي بعث قصته من مرقدها في ذهني؟ الحقيقة أن الذي أيقظ هذه القصة القديمة قصة مماثلة مرّت بي وأنا أتصفح صحيح البخاري .. وأنا واثق أنك منذ أن تقرأ هذه القصة في البخاري فلن تخطئ عينك وجه العلاقة ..
فقد ورى البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم – أنه قال (إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار) [البخاري4232]
لاحظ كيف لم ير النبي منازلهم بالنهار .. ثم استطاع أن يحدد موقعها لما خيم الليل بسبب مابدأ يتسرب منها من حنين المرتلين .. إنها "منازل الأشعريين" ..
يا ألله .. بالله عليك ألا تلمس في كلمات رسول الله حرارة الإعجاب لذلك الترتيل الذي يتهادى من منازلهم بالليل؟! واضح أن النبي –صل الله عليه وسلم- لم يكن يخبر عن مجرد سماعه مصادفة لتلاوتهم الليلية .. بل تكاد تتحسس كيف كان مأخوذاً بذلك الصوت القرآني لدرجة تعيين موقعه في الليل، ثم الإخبار بذلك نهاراً ..
هكذا يكشف مشاعره صلى الله عليه وسلم: (وأعرف منازل الأشعريين من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار) ..
هل تصدق أنني شعرت بحب جارف لأولئك الأشعريين الذين كانت أصواتهم بالقرآن بالليل تستثير مكامن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بل لقد دفعني ذلك الحب أن أبحث عن شئ من أخبارهم في كتب التراجم والسير .. صحيح أنني وجدت لهم بعض الفضائل، لكنها لم تشفِ نفسي إلى الآن عن خبرهم، وخبر ليلهم الذي كانوا يسهرونه مع كتاب الله .. فاللهم ارض عن الأشعريين ..
النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسمع القرآن بالنهار قطعاً، فلماذا جذبته قراءة الأشعريين وصار يتلفت إلى منازلهم إذن؟ لا أدري .. لكنني أميل إلى أنها أسرار القرآن بالليل .. فآيات القرآن إذا هبطت غيوم المساء صارت تتدفق بروحانية خاصة ..
انبعاث صوت القارئ بالقرآن بين أمواج الليل الساكن قصة تنحني لها النفوس ..
وقد مرت بي شواهد أخرى لاحظت فيها هذا الحنين النبوي لصوت القرآن بالليل .. ففي صحيح الإمام مسلم أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال مرة لأبي موسى (لو رأيتنى وأنا أستمع لقراءتك البارحة) [مسلم 1887].
يبدو أن رسول الله –صل الله عليه وسلم- لايملك نفسه حين يسمع قارئاً يقرأ القرآن وسط ظلام الليل .. حتى أنه إذا أصبح أخبر أصحابه بتلك القراءات القرآنية الليلية ..
وقوله "لو رأيتني وأنا أستمع" يدل على أن النبي أعار الأمر اهتمامه .. وأخذ ينصت .. تذكر معي هاهنا أن رسول الله يحفظ القرآن بإحفاظ الله له .. ومع ذلك ينصت لمصدر الصوت بالقرآن مهتماً .. ثم يخبر أصحابه بعد ذلك ..
لماذا؟ إنها أسرار روحانية القرآن حين تستحوذ على سكون الليل البهيم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/159)
ليس البشر فقط .. بل حتى الملائكة خرجت عن استتارها يوماً حين انبعث صوت الصحابي بالقرآن .. ففي صحيح البخاري عن أسيد بن حضير قال: (بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال رسول الله "وتدري ما ذاك؟ " قال: لا قال رسول الله "تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم") [البخاري5018].
كلما سمعت قارئاً يتلوا شيئاً من سورة البقرة .. ومرت بي بعض المواضع المثيرة للعقل البشري .. وفي البقرة مواضع تهز النفوس هزاً أعظمها آية الكرسي التي كلها في أوصاف الجلال الإلهية، وقصة تقلب وجه الرسول في السماء تهفو نفسه لتغيير القبلة، وقصة ابتلاء ابراهيم الخليل بالكلمات وإمامته في الدين، وقصة الملأ من بني اسرائيل الذين طلبوا القتال ثم أخذوا يتساقطون على مراحل، ومواضع عجيبة أخرى .. والمراد أنني كلما سمعت قارئاً يتلوا شيئاً من البقرة تذكرت تنزل الملائكة بأنوارهم حين أخذ أسيد بن الحضير يرتل البقرة وسط جنح الظلام ..
لماذا تنزلت الملائكة كأنها المصابيح تتلألأ وخرجت عن استتارها؟ إنها عجائب كتاب الله حين يهيمن فوق سكون الليل ..
بل تأمل في خبر أعجب من ذلك كله، وهو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحث أصحابه بشتى الطرق -المباشرة وغير المباشرة- على تلاوة القرآن بالليل .. كان رسول الله يبعث رسائل ضمنية أثناء تحدثه مع أصحابه تغرس فيهم مركزية تلاوة القرآن إذا لفّ المساءُ المدينة ..
ومن تلك القصص أنه ذُكِر مرة في مجلس النبي الصحابي الجليل "شريح الحضرمي" فأثنى النبي –صلى الله عليه وسلم- عليه بطريقة ليس من الصعب بتاتاً فهم الرسالة الضمنية فيها .. فقد روى النسائي وغيره بسند صحيح أن (شريحاً الحضرمي ذُكِر عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله "ذاك رجل لا يتوسد القرآن") [النسائي3/ 256]
دعني أعترف لك أولاً أنني حين قرأت هذا الحديث أول مرة لم يستبن لي وجهه؟ مامعنى "لا يتوسد القرآن"؟ وهل هناك أحد أصلاً يجعل القرآن وسادة لاسمح الله؟ وإذا بالمعنى أنه لاينام بالليل ويترك حزبه من القرآن، لكن البلاغة النبوية العظيمة صورت من ينام عن القرآن كأنه اتخذ القرآن وسادة!
والنص له وجهان، إما أن يكون الرسول يمدح من لا يتوسد القرآن، أو يذم من يتوسد القرآن، ورجح ابن الجوزي في غريبه والسندي في حاشيته الوجه الأول، وعلى كلا التقديرين فالحاصل هو تنبيه الرسول بطريقة بلاغية مثيرة على مكانة تلاوة القرآن بالليل ..
إذا كان النوم عن القرآن شبهه الرسول باتخاذه "وسادة"، فيبدو أن وسائدنا تهتكت من كثرة النوم عليها! فاللهم ارحم الحال ولا تجعلنا ممن يتوسد القرآن ..
وفي كتاب الله إشارات إلى ذلك الجمال الأخاذ لقراءة الوحي بالليل .. منها أن الله تعالى أثنى مرة على قوم بذلك .. فقال تعالى في وصفهم (أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ) [آل عمران113].
هل تستطيع أن تمنع الشجوى حين تتخيل هؤلاء القوم الذين أحب الله فيهم التغني بآيات الوحي إذا أوى الناس إلى فرشهم؟ الله جل جلاله يثمن منهم هذا الموقف ويخلده في كتابه العظيم ..
أخذت مرة أتأمل مثل هذه الأخبار القرآنية النبوية عن جلال القرآن في الليل .. وأخذت أتساءل: ماسبب ذلك ياترى؟ هل هناك تفسير علمي لذلك؟ لم أصل لنتيجة حاسمة، لكن بدت لي بعض الإشارات في كتاب الله ..
فقد أشار القرآن في غير موضع إلى كون الليل موضع للسكن كما قال تعالى (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا) [الأنعام 96]، وقال تعالى (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ) [النمل 86] .. ففي أصل التكوين البشري يحتاج الإنسان إلى السكينة بالليل .. وتكون النفس مهيأة بما يعتريها من هذا الهدوء ..
والوحي الإلهي من أعظم أسباب السكينة .. ومن هذا الباب كانت أحد الوجوه في تفسير مافي التابوت في قوله تعالى (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) .. ولذلك فإن المعرض عن القرآن يصاب بالآلام النفسية كما قال تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) [طه124] .. فالحياة الطيبة الحقيقية لاتكون إلا لأهل الإيمان كما قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) [النحل97] ..
والمراد أن من تأمل لهفة النبي –صلى الله عليه وسلم- على القرآن بالليل حين قال (إني لأعرف منازل الأشعريين بالليل من أصواتهم بالقرآن) .. وحين قال لأبي موسى (لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة) .. ومدح النبي لشريح الحضرمي بأنه (رجل لايتوسد القرآن) .. وتنزل الملائكة كأنها المصابيح حين أخذ أسيد بن حضير يرتل سورة البقرة بالليل .. ومدح الله لأولئك القوم بأنهم (أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل) .. الخ من تأمل ذلك كله ..
فهل سيبقى ليله يتصرم في سهرات ترفيهية مع الأصدقاء، أو تصفح الترهات الفكرية ومقاطع اليوتيوب على شبكة الانترنت؟! هاهو العمر يمضي والناس من حولنا لايمضي أسبوع إلا ويقال "أحسن الله عزاءك في فلان" .. فهل ياترى سيفنى العمر هكذا في الفضول والترفيه ونحن لم نتذوق حلاوة كتاب الله آناء الليل؟
إبراهيم السكران
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/160)
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[12 - 07 - 10, 06:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا على النقل الطيب ونفعنا الله بما كتب
يا رجال الليل جُدو رب ليل لا يُرد
لا يقوم الليل إلا من له عزم وجِد
ــــــــــ
يا حسنهم والليل قد جَنّهُم ونورهم يفوق نور الأنجم
أسحارهم بهم لهم قد أشرقت وخُلعُ الغفران خير القِسم
ــــــــــــــــــ
قيدتنا ذنوبنا عن قيام الليل كما قال ابراهيم بن أدهم عندما سألهرجل "إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء فقال له " لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه بالليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف والعاصي لا يستحق ذلك الشرف "
والمقوله التي تفجع مقولة الفضيل عندما قال " إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك "
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[13 - 07 - 10, 03:58 م]ـ
وجزاك الله خيراً.(129/161)
سنة مهجورة ... بل غير معلومة!!!
ـ[أفنان أم معاذ]ــــــــ[12 - 07 - 10, 07:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة مهجورة , قل من يقوم بها هذا الزمان:
1 - صيام سرر -بفتح السين والراء- الشهر , وهما اليومان الأخيران من كل شهر.
انظر صحيح البخاري (1983) ومسلم (1161)
2 - صيام غرة الشهر , وهن ثلاثة أيام من أول كل شهر.
انظر جامع الترمذي (742) وقال عنه: حديث حسن غريب
وقد أخرجه أحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان
ويمكن أن تجعل هذه الأيام هي الأيام الثلاثة التي تصام من كل شهر , فيصومها أحيانا في أول الشهر , وأحيانا في أول الشهر , وأحيانا في وسطه وهي الأيام البيض , وأحيانا في آخره فتكون له ثلاثة أيام.
وقد كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصوم الأيام الثلاثة , أحيانا في أول الشهر , وأحيانا في وسطه , وأحيانا في آخره كما ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها.
د. سعد آل حميد -حفظه الله-.
أستاذ مشارك في قسم السنة وعلومها ( http://faculty.ksu.edu.sa/homayed/Pages/home.aspx)
ـ[السوادي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 09:41 ص]ـ
اللهم صلي وسلم على محمد
ـ[أبو عبدالعزيز الحنبلي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 10:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سنة مهجورة , قل من يقوم بها هذا الزمان:
1 - صيام سرر -بفتح السين والراء- الشهر , وهما اليومان الأخيران من كل شهر.
انظر صحيح البخاري (1983) ومسلم (1161)
2 - صيام غرة الشهر , وهن ثلاثة أيام من أول كل شهر.
انظر جامع الترمذي (742) وقال عنه: حديث حسن غريب
وقد أخرجه أحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان
ويمكن أن تجعل هذه الأيام هي الأيام الثلاثة التي تصام من كل شهر , فيصومها أحيانا في أول الشهر , وأحيانا في أول الشهر , وأحيانا في وسطه وهي الأيام البيض , وأحيانا في آخره فتكون له ثلاثة أيام.
وقد كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصوم الأيام الثلاثة , أحيانا في أول الشهر , وأحيانا في وسطه , وأحيانا في آخره كما ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها.
د. سعد آل حميد -حفظه الله-.
أستاذ مشارك في قسم السنة وعلومها ( http://faculty.ksu.edu.sa/homayed/Pages/home.aspx)
بارك الله فيك
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 10:39 ص]ـ
صيام سرر -بفتح السين والراء- الشهر , وهما اليومان الأخيران من كل شهر
هل ثبت ذلك؟ أي أنهما يومان وأنهما في آخر الشهر؟
ـ[الناصح]ــــــــ[17 - 07 - 10, 09:41 ص]ـ
في لطائف المعارف - (1/ 158)
و قد اختلف في تفسير السرار و المشهور إنه آخر الشهر يقال: سرار الشهر
وحكى أبو داود عن الأوزاعي و سعيد بن عبد العزيز: أن سر الشهر: أوله قال أبو داود: و قال بعضهم: سره وسطه و فرق الأزهري بين سرار الشهر و سره فقال: سراره و سرره آخره و سره وسطه و هي أيام البيض و سر كل شيء جوفه و قد أنكر العلماء ما حكاه أبو داود عن الأوزاعي منهم الخطابي و روى بإسناده عن الوليد عن الأوزاعي قال: سر الشهر: آخره و قال الهروي: المعروف أن سر الشهر آخره
فسر الخطابي حديث معاوية: [صوموا الشهر و سره] بأن المراد بالشهر الهلال فيكون المنى صوموا أول الشهر و آخره فلذلك أمر معاوية بصيام آخر الشهر قلت: لما روى معاوية: [صوموا الشهر و سره] و صام آخر الشهر علم أنه فسر السر بالآخر و الأظهر أن المراد بالشهر شهر رمضان كله و المراد بسره آخر شعبان كما في رواية البخاري في حديث عمران أظنه يعني رمضان و أضاف السرر إلى رمضان و إن لم يكن منه كما سمى رمضان شهر عيد و إن كان العيد ليس منه لكنه يعقبه فدل حديث عمران و حديث معاوية على استحباب صيام آخر شعبان و إنما أمر بقضائه في أول شوال لأن كلا من الوقتين صيام يلي شهر رمضان فهو ملتحق برمضان في الفضل فمن فاته ما قبله صامه فيما بعده كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يصوم شعبان و ندب إلى صيام شوال
و إنما يشكل على هذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه في نهي النبي صلى الله عليه و سلم عن تقدم رمضان بيوم أو يومين إلا من له عادة أو من كان يصوم صوما و أكثر العلماء على أنه نهى عن التقدم إلا من كانت له عادة بالتطوع فيه و هو ظاهر الحديث و لم يذكر أكثر العلماء في تفسيره بذلك اختلافا و هو الذي اختاره الشافعي في تفسيره و لم يرجح ذلك الإحتمال المتقدم و على هذا فيرجح حديث أبي هريرة على حديث عمران فإن حديث أبي هريرة فيه نهي عام للأمة عموما فهو تشريع عام للأمة فيعمل به و أما حديث عمران فهي قضية عين في حق رجل معين فيتعين حمله على صورة صيام لا ينهى عن التقدم به جمعا بين الحدثين و أحسن ما حمل عليه: أن هذا الرجل الذي سأله النبي صلى الله عليه و سلم كان قد علم منه صلى الله عليه و سلم أنه كان يصوم شعبان أو أكثره موافقة لصيام النبي صلى الله عليه و سلم و كان قد أفطر فيه بعضه فسأله عن صيام آخره فلما أخبره أنه لم يصم آخره أمره بأن يصوم بدله بعد يوم الفطر لأن صيام أول شوال كصيام آخر شعبان و كلاهما حريم لرمضان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/162)
ـ[محمد الجبل]ــــــــ[17 - 07 - 10, 09:47 ص]ـ
صيام سرر -بفتح السين والراء- الشهر , وهما اليومان الأخيران من كل شهر.
انظر صحيح البخاري (1983) ومسلم (1161)
الذي أعرفه أن الحديث الوارد في البخاري في صيام سرر الشهر هو في شعبان خاصة
مادليل عمومه في باقي الشهور؟
ـ[صالح القاسمي]ــــــــ[17 - 07 - 10, 10:19 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[محمد الجبل]ــــــــ[17 - 07 - 10, 10:30 ص]ـ
الذي أعرفه أن الحديث الوارد في البخاري في صيام سرر الشهر هو في شعبان خاصة
الحديث عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال:سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً فقال ((ياأبا فلان، أما صمت سررهذا الشهر؟ قال الرجل: لا يارسول الله قال فإذا أفطرت فصم يومين)) وفي رواية عنه ((من سرر شعبان)) رواه البخاري في باب الصوم آخر الشهر (1983)
ـ[أفنان أم معاذ]ــــــــ[17 - 07 - 10, 12:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
والشيخ -حفظه الله- قد قام ببحث خاص في هذا لم ينشره بعد ولعله يتحفنا به قريبا بإذن الله ويكون جوابا لهذه الإشكالات.
وقد أشار إلى هذه الفائدة في كتابه الموسوم "حكم صيام يوم السبت".
ـ[محمد الجبل]ــــــــ[17 - 07 - 10, 01:52 م]ـ
أختنا/ أفنان أم معاذ
بارك الله فيك(129/163)
ما حكم فتوى الأسير؟
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[12 - 07 - 10, 01:35 م]ـ
السلام عليكم
هل يمكن أن تؤخذ الفتوى من أسير؟ مع ما يمكن أن يخضع له من إكراه وإجبار لاستصدار فتاوى معينة
أرجو تزويد الموضوع بنقولات عن أهل العلم وبارك الله فيكم.
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[14 - 07 - 10, 12:04 م]ـ
لازلت أنتظر ردكم بارك الله فيكم
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[15 - 07 - 10, 03:02 ص]ـ
تؤخذ منه في كل شيء عدا الامور التي يكون فيها مضطرا، فإنه غير مجبور على الافتاء واهلاك نفسه او اهله مادام يوجد غيره، اما في حال عدم وجود غيره فهنا عند المالكيين قولان
احدهما ان كان يضر به الافتاء ويكون مصلحة راجحة للمسلمين فلافتاء افضل
الثانية عدم الافتاء ما لم تتحقق المصلحة
وفقك الله
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[15 - 07 - 10, 04:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا(129/164)
مامدى صحة هذه العبارة؟ هل هو إطلاقا؟ أم أن فيها استثناءات؟
ـ[محمد احمد منصور]ــــــــ[12 - 07 - 10, 06:22 م]ـ
العبارة هي:
"الحزن على مافات هو اعتراض على قدر الله,, والخوف مما هو آت هو سوء ظن بالله"
أعرف شخصا يعاني من الوسوسة من أمور فعلها في الماضي .. وكذلك القلق من أمور ستأتي في المستقبل .. فاختلق هذه العبارة يذكر بها نفسه كلما طرأت عليه تلك الهواجس .. لكن سؤالي هل هي صحيحة إطلاقا؟ أو أنها مبالغ فيها؟ ماهي أوجه الخطأ فيها؟
ـ[محمد احمد منصور]ــــــــ[12 - 07 - 10, 06:25 م]ـ
هناك شخص يقول أن كون الإنسان يحزن على أمور حصلت في الماضي لا يشترط الإعتراض على القدر .. لكن ماهو الحزن إذا لم يكن تمني عكس ماكان؟ أليس تمني عكس ماكان هو اعتراض؟ ..(129/165)
اطلاق الكل وارادة البعض او الجزء
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[12 - 07 - 10, 07:17 م]ـ
هل هذه قاعدة مطردة او مسلمة
ومثاله
قوله تعالى: وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه [الأعراف: چ]
وجه الدلالة من هذه الآية:-
أن معنى الراس قوله تعالى: (وأخذ برأس) بأنها الاذن بدلالة أن الاخذ غالبا
والامساك يكون بالامن فاطلق الغالب واراد جزء
هل هذه صحيح
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[12 - 07 - 10, 07:18 م]ـ
الاية قوله تعالى: (وألقى الالواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 10:33 ص]ـ
هذه ليست قاعدة، وإنما هذه طريقة من طرق التعبير المعروفة عن العرب، أو أسلوب من أساليب الكلام.
وهذا المعنى إنما يفهم من السياق والقرائن لا بمجرد التشهي.(129/166)
راقي في الإسكندرية
ـ[محمد عبد الرحمن الفلسطيني]ــــــــ[13 - 07 - 10, 02:00 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
يا إخوان بارك الله فيكم أبحث عن راقي في الإسكندرية, جاوبوا علي بالرسائل الشخصية جزاكم الله خيرا(129/167)
صيام شعبان
ـ[أم ديالى]ــــــــ[13 - 07 - 10, 09:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يصم الرسول صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا غير رمضان، وكان اكثر شهر يصوم فيه شعبان ..
سؤالي
لمن اراد ان يصوم في شعبان ..
هل الافضل له ان يصوم يوما ويفطر يوما؟
أم يصوم الاثنين والخمس والجمعة " بحكم ان الجمعة اجازة لن يشق عليه الصوم " وانا اتكلم عن النساء خاصة ..
واذا كان الشخص لا يصوم من الشهر الا الاثنين .. فهل اذا صام كل اثنين وخميس والايام البيض يعتبر ممن اكثر الصيام في شعبان بالنسبة لحاله السابق فيكون بهذا اقتدى بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[15 - 07 - 10, 03:26 م]ـ
روى البخاري (1869) عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: لم يَكُنْ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ من شَعْبَانَ فإنه كان يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ.
وروى البخاري أيضًا (1868) عنها رضي الله عنها قالت: ما رأيت رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلا رَمَضَانَ وما رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ.
وفي رواية لمسلم (1156) قالت: ولم أَرَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صَائِمًا من شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ من صِيَامِهِ من شَعْبَانَ كان يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ كان يَصُومُ شَعْبَانَ إلا قَلِيلًا.
فيفهم من ذلك مشروعية صيام أكثر شعبان؛ بل كلّه إلاّ قليلاً، فلو تمكّن من صيام كلّ أيام الأسبوع ــ عدا السبت للخلاف فيه ــ لكان حسنًا.
ومن لم يستطع فيكثر من الصيام بحسب الإمكان، إما الإثنين والخميس والأيام البيض، أو يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو يصوم يومين ويفطر يومًا، أيًّا من ذلك أمكنه فهو حسن.
وكذلك ما ذكرتيه في السؤال فهو حسن أيضًا.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[24 - 07 - 10, 10:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[25 - 07 - 10, 01:28 ص]ـ
عند المالكيين كل الايام يصح صومها، ولاكراهة عندنا مطلقا في السبت، وباب الصيام عندنا واسع جدا
بارك الله فيكم(129/168)
الإرتقاء بالكتابة
ـ[عبدالعزيز محمد أمين]ــــــــ[13 - 07 - 10, 09:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قرأت البارحة كتاب "الإرتقاء بالكتابة" للمؤلف محمد بن ابراهيم الحمد فقررت أن ألخص الكتاب. جزاه الله خيرا على كتابته و إليكم 31 سببا للإرتقاء بالكتابة:
أسباب الإرتقاء بالكتابة:
1. حفظ القرآن الكريم، والاكثار من تلاوته وتدبره
2. الاكثار من مطالعة كتب السنة
3. مطالعة دواوين العرب في الشعر، وحفظُ ما تيسر منها
4. العلم بالنحو والصرف
5. العلم بفقه اللغة
6. معرفة البلاغة، والوقوف على أسرار البيان العربي
7. معرفة الاملاء، ومراعاة علامات الترقيم
8. الاطلاع على الكتب التي تعنى بصناعة الكتابة: ذكر بعض الكتب المؤلفة فيه
9. الوقوف على أمثال العرب
10. معرفة أيام العرب والوقائع
11. الحرص على الأخذ من كل فن بطرف
12. الاطلاع على كتابات أرباب البيان
13. سلامة الذوق، ومراعاة مقتضيات الأحوال
14. نبل الهدف وسلامة القصد
15. مراعاة حال الخصوم وأتباعهم
16. لزوم الاعتدال
17. توظيف الثقافة والمعارف لخدمة الموضوع
18. العلم بموطن الشاهد، وإيراد النقول في مواطنها المناسبة
19. الاهتمام بحسن الافتتاح، وجودة المطلع
20. العتاية بحسن الختام
21. اختيار الورق الجيد، والقلم المناسب
22. العلم بما يكتب
23. مراعاة أغراض الكتابة والتأليف
24. الحذر من الاستسلام للتثبيط
25. مراعاة أدب النفس
26. تخمير الكتابة
27. التثبت في النقل، والتروي في ابداء الرأي
28. الحذر من املاءات الأحوال الخاصة، والظروف العامة
29. العناية بوضع التاريخ
30. عرض الكتابة على الآخرين
31. معرفة قدر النفس، وانشراح الصدر
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو مالك السعيد العيسوي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 09:37 ص]ـ
جيد وجزاك الله خيرا, ولكن هل هو موجود بي دي إف؟
ـ[عبدالعزيز محمد أمين]ــــــــ[13 - 07 - 10, 09:41 ص]ـ
السلام عليكم
لا أدري بصراحة. ربما معاذ الطالب أو بقية الإخوة يساعدونك في هذا الموضوع http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=172794
و الله يوفقك
ـ[أبو مالك السعيد العيسوي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 11:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الكريم: أنا وجدت الكتاب بي دي إف.
وهو الكتاب بالمرفقات.
ـ[عبدالعزيز محمد أمين]ــــــــ[13 - 07 - 10, 11:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لعل الأعضاء يستفيدون منه(129/169)
حكم التمثيل الصوتى؟؟؟
ـ[العبدلى القاهرى]ــــــــ[13 - 07 - 10, 08:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وفى مشايخنا الأفاضل
سألنى أحد الإخوة عن أنه: " يريد مع بعض الإخوة الأفاضل أن يقوموا بعمل (تمثيل صوتى فقط) لبعض القصص التى قد يتعلم منها المسلمين، مع البُعد عن تمثيل الصحابة أو الأنبياء أو الرسل أو الملائكة،ومع البعد أن التمثيل الفديو أو وضع الصور التى تحتوى على أرواح، ولكن هو يريد أن يأخذ بعض قصص التابعين والصالحين مثل قصة سعيد بن جبير - رحمه الله - مع الحجاج، وقصة فتنة خلق القرآن للإمام أحمد ويقومون بتمثيلها بنفس نص القصة الموجودة فى كتب أهل العلم من غير أى تحريف للقصة أو للكلام، وسيعطى الفوائد التى نستفيدها من هذه القصص، مع إضافة بعض المؤثرات الصوتية على الأحداث حتى يتم التعايش مع القصة نفسها "
هذا هو ملخص ما سألنى عنه، فأنا ما أعرف كيف سيكون الرد، وما الحكم الشرعى فى ذلك؟؟؟
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[العبدلى القاهرى]ــــــــ[14 - 07 - 10, 08:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً
هل هناك إجابة من إخوانى بارك الله فيهم
ـ[ابن العيد]ــــــــ[16 - 07 - 10, 04:07 م]ـ
علماء الهند الملتزمون
لايسمحون بالجواز لمثل هذه الصور! هذا هو الإجمال وأماالتفصيل فستجد في تكملة فتح الملهم للشيخ العلامة المفتي محمدتقي العثماني حفظه الله ورعاه
ـ[العبدلى القاهرى]ــــــــ[16 - 07 - 10, 07:03 م]ـ
هل لى بتوضيح أكثر بارك الله فيكم
ـ[بشارعرابي]ــــــــ[16 - 07 - 10, 08:21 م]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[العبدلى القاهرى]ــــــــ[19 - 07 - 10, 12:35 ص]ـ
هل هناك إجابة أوضح من إخواننا؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[19 - 07 - 10, 01:27 ص]ـ
الشيخ الألباني رحمه الله تعالى ووسع له في قبره أفتى بعدم الجواز وذلك في شريط له بسلسلة الهدى والنور وفي الشريط نفس مسألتك تماما وذكر الشيخ أن هذا من مخلفات الفكر الغربي الذي لا يجوز التعاطي به والله أعلم
ـ[العبدلى القاهرى]ــــــــ[19 - 07 - 10, 01:31 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك ولكن جُل الفتاوى الموجودة لعلمائنا تتكلم عن التمثيل بالفديو أو التصوير،،
أما هذا الأخ فيسأل عن التمثيل الصوتى مع البُعد عن المخالفات مثل الموسيقى أو الأغانى أو تمثيل شخصيات الكفار أو ...... [[[وإن كان لا يجوز،، فلماذا نرى على قنوات وعلى مواقع نرى أفلام الكرتون التى تحتوى على رسومات وتحتوى على قصص قد يكون بعضها من نسج الخيال ولكنها تعطى للأطفال ولغيرهم موعظة معينة أو حكم معين]]] فهل هذا من جنس هذا أم ماذا؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[العبدلى القاهرى]ــــــــ[19 - 07 - 10, 01:32 ص]ـ
أنا أقصد قنوات (إسلامية) ومواقع (إسلامية) أصحابها نحسبهم على خير
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[19 - 07 - 10, 01:38 ص]ـ
أخي الفاضل هل سيقومون بتمثيل شخص سعيد بن جبير مثلا على شكل كرتون فإذا كان هذا فقد أفتى الشيخ بعدم الجواز وأما إّذا كانت قصة صوتية فقط فلا أعلم وهذا رابط الفتوى إن أحببت الإطلاع
http://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=tadevi&id=277&coid=3054
الفتوى رقم 20
ـ[العبدلى القاهرى]ــــــــ[19 - 07 - 10, 01:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على إهتمامك بأخيك
ولكن سؤالى كله حول التمثيل الصوتى فقط ليس كرتون أو أى شئ آخر
كله بالصوت (((كعمل الكتب المسموعة))) قصة ولكن سيقرؤونها كل منهم يأخذ دور معين أو شخصية معينة مع وجود بعض الموؤثرات الطبيعية مثل (أصوات العصافير - أصوات رياح - ........ )
هذا كل ما فى الأمر
جزاكم الله خيرا
بحبك فى الله
ـ[حميدالرحمن]ــــــــ[22 - 10 - 10, 04:49 م]ـ
جزاكم الله
ـ[أبو عبد الله رشيد]ــــــــ[22 - 10 - 10, 06:09 م]ـ
السلام عليكم أرجو أن يفهم السؤال جيدا لتكون الإجابة واضحة كما أرجو أن يرجع في هذه المسألة إلى كبار العلماء و جزاكم الله خيرا(129/170)
مشكلتي مع القراءة
ـ[سالم أبو محمد]ــــــــ[13 - 07 - 10, 10:28 م]ـ
السلام عليكم
أخواني اطلب نصحكم
نحن الان في بداية اجازة وأتمنى أن أكون طالب عالم جاد
لكن مشكلتي حينما أمسك كتاب أبدا في السرحان وسرعان ما أشعر بالملل
اريد تجارب ونصائح من أخواني حتى نستثمر أوقاتنا بما ينفع
ـ[بلال الخليلي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 10:37 م]ـ
اقرأ في اليوم (ربع ساعة) ولا تُكثر، حتى تتعود، واستعين بالكتب المؤلفة في هذا الباب.
حمِّل هذا الفيديو: http://www.megaupload.com/?d=PWHOMDRP
ـ[سالم أبو محمد]ــــــــ[14 - 07 - 10, 02:18 ص]ـ
للأسف محجوب الفيديو
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[14 - 07 - 10, 08:26 ص]ـ
أخي الحبيب سالم:
أحد الإخوة قد اشتكى نفس الشكوى - و كلنا ذلك الرجل الضعيف -، فكان ردي عليه:
(أرى أخي المبارك أن ترفع مستوى اللياقة عندك أولا.
و ذلك يكون بقراءة الكتب اللذيذة كالروايات الهادفة، و التاريخ و التراجم و السير ... الخ، فهذه الكتب تنشط لها النفس و تجبرك على اتمامها.
إن فعلت هذا، كسرت الحاجز، وصرت تقرأ الكتب و تتمها، إن فعلت و كسرت الحاجز، أصبحت تقرأ المطولات.
أعانني الله و إياك على هذا.)
و تجد مشكلته و مناقشات الإخوة هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=169979
الأخت براءة حفظها الله:
أظن أن المقطع به موسيقى، و أنا متيقن من وجود صور النساء!!
حفظ الله الجميع.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 12:26 م]ـ
انظر: تجارب في القراءة ... وقراءة في التجارب. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181116)
وهو أمر عانيتُ منه كثيرا في البداية، لكن بمقاومته وعدم اليأس، يذهب عنك شيئا فشيئا،و سلِ اللهَ المعونة.
ـ[سالم أبو محمد]ــــــــ[16 - 07 - 10, 06:27 ص]ـ
الله يعطيكم العافية اخواني
بلال وابو الفيصل وعبدالملك ورفع الله ذكركم
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[16 - 07 - 10, 12:31 م]ـ
أخي إبدأ بقرائة الكتب الصغيرة
شريطة أن لا تقوم من مجلسك إلا وقد أنهيته
مثل المطويات، رسائل دعوية، رسائل وعظية، ....
وهي في الغالب لا تزيد عن 10: 30 ورقة من القطع الصغير
وأنا ممن جرب هذه الطريقة
وبحمد الله الآن
أقرأ ما يزيد عن ساعتين يوميا في اليوم العادي مع العمل والشغل والظروف الإجتماعية العادية
وفي الأجازات والعطلات ترتفع إلى 8:3ساعات
أسأل الله أن يديم علينا النعمة ويبارك لنا في أوقاتنا
وييسر لك أمرك
ـ[محمد الجبل]ــــــــ[17 - 07 - 10, 09:23 ص]ـ
لو بدأت بمثل رسالة فضل علم السلف على علم الخلف لإبن رجب
مطبوعة ضمن مجموع الرسائل
تجد فيها الحديث عن فضل العلم وهمة السلف في طلبه مع ذكر أخبارهم وسيرهم
وفيها الحث على التخلق بأخلاق طلاب العلم
وفيها وصف أثري للعالم الرباني ..
ونسأل الله للجميع علماً نافعاً
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[17 - 07 - 10, 10:57 ص]ـ
المهم الإستمرار و سيزول هذا الملل
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[17 - 07 - 10, 10:38 م]ـ
السلام عليكم
لماذا تقرأ وماذا تقرأ؛ وما أعنيه هو أن يكون لك هدف من قراءتك وثمرة تنتظر قطفها في نهاية القراءة. مثلاً إذا قرأت متناً في العقيدة فهذا لأنك تريد رضا الله وذلك بتصحيح عقيدتك وعبادة الله على بيّنه ونشر العلم الشرعي الصحيح فإذا تحققت لك هذه الثمرة سيكون هذا دافع لك كي تقرأ أكثر وتحقق رضا الله أكثر.
وعليك بالدعاء والالتجاء إلى الله فهو وحده القادر على تيسير الأمر عليك.
ـ[سالم أبو محمد]ــــــــ[18 - 07 - 10, 07:09 م]ـ
الاخ سعد وسلمان وابو زيد ومحمد الجبل
الله يوفقكم نصائح غالية(129/171)
(أغلق باب التّوفيق عن الخلق من ستّة أشياء)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[14 - 07 - 10, 12:35 ص]ـ
قال شقيق بن إبراهيم بن الأزديّ -رحمه الله-:
أغلق باب التّوفيق عن الخلق من ستّة أشياء:
اشتغالهم بالنّعمة عن شكرها،
ورغبتهم في العلم وتركهم العمل،
والمسارعة إلى الذّنب وتأخير التّوبة،
والاغترار بصحبة الصّالحين، وترك الاقتداء بفعالهم،
وإدبار الدّنيا عنهم وهم يبتغونها،
وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها.
علق ابن القيم رحمه الله، قائلاً:
وأصل ذلك عدم الرّغبة والرّهبة، وأصله ضعف اليقين، وأصله ضعف البصيرة، وأصله مهانة النّفس ودناءتها واستبدال الّذي هو أدنى بالّذي هو خير.
وإلّا فلو كانت النّفس شريفة كبيرة لم ترض بالدّون.
فأصل الخير كلّه بتوفيق اللّه ومشيئته وشرف النّفس ونبلها وكبرها. وأصل الشّرّ خسّتها ودناءتها وصغرها، قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها* وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (الشمس/ 9 - 10)، أي أفلح من كبّرها وكثّرها ونمّاها بطاعة اللّه، وخاب من صغّرها وحقّرها بمعاصي اللّه.
فالنّفوس الشّريفة لا ترضى من الأشياء إلّا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة،
والنّفوس الدّنيئة تحوم حول الدّناءات وتقع عليها كما يقع الذّباب على الأقذار.
فالنّفس الشّريفة العليّة لا ترضى بالظّلم ولا بالفواحش ولا بالسّرقة والخيانة لأنّها أكبر من ذلك وأجلّ. والنّفس المهينة الحقيرة الخسيسة بالضّدّ من ذلك. فكلّ نفس تميل إلى ما يناسبها ويشاكلها، وهذا معنى قوله تعالى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ (الإسراء/ 84)، أي على ما يشاكله ويناسبه فهو يعمل على طريقته الّتي تناسب أخلاقه وطبيعته، وكلّ إنسان يجري على طريقته ومذهبه وعاداته الّتي ألفها وجبل عليها،
فالفاجر يعمل بما يشبه طريقته من مقابلة النّعم بالمعاصي والإعراض عن المنعم، والمؤمن يعمل بما يشاكله من شكر المنعم ومحبّته والثّناء عليه والتّودّد إليه والحياء منه، والمراقبة له، وتعظيمه وإجلاله
الفوائد لابن القيم (312 - 313).
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[14 - 07 - 10, 02:16 ص]ـ
أحسن الله إليك
ـ[السوادي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 08:45 ص]ـ
أحسن الله إليك
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 09:36 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[14 - 07 - 10, 06:07 م]ـ
الإخوة الأفاضل /
أبو الحسن الأثري
السوادي
أبو الحسن الرفاتي
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[ saead] ــــــــ[15 - 07 - 10, 01:02 ص]ـ
كلام مؤثر بحق ... جزاك ربي خيرا.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 07 - 10, 11:38 ص]ـ
وخيراً جزيت أخي الفاضل
ـ[الشويكي]ــــــــ[15 - 07 - 10, 05:58 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[16 - 07 - 10, 05:30 م]ـ
وخيراً جزيت أخي الفاضل
ـ[السلامي]ــــــــ[16 - 07 - 10, 06:33 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[17 - 07 - 10, 06:08 ص]ـ
قال شقيق بن إبراهيم بن الأزديّ -رحمه الله-:
أغلق باب التّوفيق عن الخلق من ستّة أشياء:
اشتغالهم بالنّعمة عن شكرها،
ورغبتهم في العلم وتركهم العمل،
والمسارعة إلى الذّنب وتأخير التّوبة،
والاغترار بصحبة الصّالحين، وترك الاقتداء بفعالهم،
وإدبار الدّنيا عنهم وهم يبتغونها،
وإقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها.
نصائح غالية بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[محمد الجبل]ــــــــ[17 - 07 - 10, 09:41 ص]ـ
اللهم ارحم ضعفنا وغلبة شهواتنا
ـ[صالح القاسمي]ــــــــ[17 - 07 - 10, 10:20 ص]ـ
وفقك الله ونفع بك
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[23 - 07 - 10, 01:15 م]ـ
ما أعجب هذا الكلام وأنفعه!
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[04 - 08 - 10, 01:48 م]ـ
الإخوة الأفاضل /
السلامي
أبوالفداء المصري
محمد الجبل
صالح القاسمي
لطفي مصطفى الحسيني
بارك الله فيكم
ـ[أم ديالى]ــــــــ[05 - 08 - 10, 02:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 08 - 10, 01:53 ص]ـ
وخيراً جزيتم(129/172)
العلم بين فضل السلف وعقوق الخلف
ـ[أبو العلاء الحنبلي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 01:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خاتم المرسلين وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين.
أما بعد:
ففي زمن نطق فيه الرويبضة، وتصدر فيه السفهاء وأؤتمن فيه الخائن وخون فيه الأمين وصدق فيه قول النبي صلي الله عليه وسلم: ((أتخذ الناس رؤوسا جهالا فضلوا وأضلوا)).
في هذا الزمان الذي كثر فيه أهل الأهواء وندر فيه العلماء.
نجد أنفسنا أمام قضية خطيرة وهي قضية العلم بين فضل السلف وعقوق الخلف.
نعم عقوق الخلف بسرقة علوم السلف ونشرها نسبة لأنفسهم دون ذكر أو توضيح.
عقوق الخلف بطمس آثار من سبقهم ونسيان ذكر فضلهم.
هذا الأمر صار ملحوظا رأي العين في زمن الفضائيات وقرصنة المعلومات.
تذكرت فيه قول النبي صلي الله عليه وسلم: ((إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة)).
وقول القائل: ((قبيح بكم أن تستفيدوا منا ولا تترحموا علينا)).
ونحن في زمن لا أجد فيه أصدق مما قال عبد الله بن المبارك –رحمه الله -:
"فإلى الله نشكو وحشتنا وذهاب الإخوان، وقلة الأعوان، وظهور البدع، وإلى الله نشكو عظيم ما حل بهذه الأمة من ذهاب علماء أهل السنة".
أجد نفسي ملزما بوصية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ((من كان منكم مستنا فليستن بمن مات فأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة)).
والأحياء من أهل العلم لهم فضل علينا نستشير برأيهم ونهتدي للأمور المعضلات بتوجيههم حفظ الله أحيائهم ورحم أمواتهم.
وكما قيل: إنما يعرف الفضل لذوي الفضل ذويه.
هذا الجيل الذي يحتاج منا وقفات كثيرة، جيل لا نعرف عنه إلا أقل القليل.
جيل قام على كتفيه نهضة علمية دعوية بالعالم الإسلامي.
ذلكم جيل علماء أنصار السنة بمصر الذين ظهروا في وقت كانت الغلبة فيه للأهواء وأهل البدع من عباد المزارات والقبور.
ووسط ظلام دامس انبثق ذلك النور من هنا بمصر ثم انتشر هذا النور فعم أرجاء الأرض؛ من السودان إلى الجزائر إلى المغرب.
ومن الحبشة لنيجيريا إلى الصومال، ومن الشام إلى مكة والمدينة وإلى العراق.
تحرك هذا الجيل يحمل هم الدين ينشر العقيدة الصحيحة، داعيا إلى الصراط المستقيم وسنة نبيه القويم صلى الله عليه وسلم.
هذا الجيل نعرف منه أسماء قليلة، ولا ندري عنهم إلا النزر اليسير.
وهذا غاية العقوق وتمام الجحود ونكران الجميل.
وإن من بركة العلم عزوه إلى أهله.
أهله نحتاج إلى معرفتهم، والإطلاع على علمهم وقيمة جهادهم.
من منا يتذكر هؤلاء الأعلام: عبد الظاهر أبو السمح، عبد المهيمن أبو السمح، محمد عبد الرزاق حمزة، محمد عبد الحليم الرمالي، محمد عبد السلام الشقيري، محمد صادق عرنوس، عبد اللطيف بدر، محمد علي عبد الرحيم، محمد جميل غازي، عبد الفتاح سلامة –رحمهم الله جميعا-.
من منا يتذكر العلامة سعد ندا حفظه الله.؟!
إن هذا الجيل هو الجيل الحقيقي الذي قامت على أكتافه دعوة التوحيد، حقهم علينا أن نتذكر فضائلهم، وننشر علومهم فنترحم عليهم وندعو الله لهم بالمغفرة والعتق من النيران، وأن يرزقهم عنا خير الجزاء.
وكتبه
محمدبن عوض بن عبد الغني المصري(129/173)
منهج الامام ابن رشد الفقهي والكلامي
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[14 - 07 - 10, 02:53 ص]ـ
مم استفاد ابن رشد في بناء منهجه العلمي؟
منقول بتصرف يسير
استفاد من دراسة الفقه والاشتغال بالقضاء. وقد اتبع منهجا نقديا عبر بالفعل عن فكر صاحبه الذي خالف الأسبقين. وهذا المنهج كان قائما على ذاتيته المتميزة التي تحرك التفكير المستقل، فانطبعت بهجوم كبير على كثير من الأفكار والمذاهب، ومهما يكن من درجة هذا في علة نكبته فقد كتب الخلود لفكره ومنهجه.
ولعل أسبق هذين العاملين في رسم منهجه العلمي الدقيق دراسة الفقه، ثم الاشتغال بالقضاء.
فدراسة الفقه نَمّتْ فيه حسَّ النقد الفلسفي، وتوليته القضاء (بل إنه تولى منصب قاضي القضاء في عهد الخليفة يوسف بن عبد المؤمن) هذه الوظيفة الخطيرة نمّت فيه إلى جانب روح النقد ترجيح الآراء على بعضها بعضاً. وقوة الترجيح أدت به إلى الكشف عن كثير من الأخطاء والتناقضات في فكر الأسبقين.
والدارس لكتابه القيم "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" يلاحظ ملامح هذا المنهج النقدي. يقول ابن فرحون في تقريظه: "وله تآليف جليلة الفائدة، منها: بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه، ذكر فيه أسباب الخلاف، وعلل وجوهه، فأفاد وأمتع، ولا يعلم في وقته أنفع منه، ولا أحسن سياقا" (6).
وقال عنه كذلك: إن الدراية كانت أغلب من الرواية، ويعني بذلك طغيان جانب النظر العقلي في منهجه.
وإلى جانب رسوخ قدمه وكفاءته في الفقه، فقد كان عارفاً بالفتوى على مذهب الإمام مالك، طويل الباع في علم الفرائض والأصول. وقد اتّبع منهجاً في تناوله لأصول الفقه وفروعه، وتناول كل ما يتصل بالعقيدة والأحكام، بل إنه أرشد المجتهدين إلى طريقة النظر في قضايا الدين عامة، وطرح لذلك أصولاً وقواعد.
وفي كتابه "بداية المجتهد" يرشد إلى القياس الشرعي، ويعتمد الاجتهاد والتأويل، وقد عرف القياس الشرعي وبيّن وظيفته، فقال: "وأما القياس الشرعي فهو إلحاق الحكم الواجب لشيءٍ ما بالشرع بالشيء المسكوت عنه لشبهه بالشيء الذي أوجب الشرع له ذلك الحكم أو لعلةٍ جامعةٍ بينهما. ولذلك كان القياس الشرعي صنفين: قياس شبه وقياس علة".
ثم يبين الفرق بين القياس الشرعي واللفظ الخاص يراد به العام: "أن القياس يكون على الخاص الذي أريد به الخاص فيلحق به غيره"، ثم يبين ما التبس على الفقهاء في هذا المجال، فيزيد في الشرح: "أعني أن المسكوت عنه يلحق بالمنطوق به من جهة الشبه الذي بينهما لا من جهة دلالة اللفظ؛ لأن إلحاق المسكوت عنه بالمنطوق به من حيث تنبيه اللفظ ليس بقياس، وإنما هو من باب دلالة اللفظ. وهما يلتبسان على الفقهاء كثيرا".
وبهذا يدفع الفقيه إلى القياس الشرعي في الأحكام الشرعية. فقد قال: "إن الطرق التي منها تلقيت الأحكام عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنس ثلاثة: إما لفظ، وإما فعل، وإما إقرار. وأما ما سكت عنه الشارع من الأحكام، فقال الجمهور: إن طرق الوقوف عليه هو القياس" (9) إلى أن يقول: "ودليل العقل يشهد بثبوته، ذلك أن الوقائع بين أشخاص الأناسي غير متناهية، والنصوص والأفعال و الإقرارات متناهية، ومحال أن يقابل ما لا يتناهى بما يتناهى".
إن الناظر في منهج ابن رشد الفقهي يجب أن يعتمد مؤلفاته القيمة الثلاثة:
1 - "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" الذي يتناول فيه فقه الفروع.
2 - "الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة" ألفه ابن رشد في أشبيلية عام 575هـ/1179م، تناول فيه آراء المتكلمين ثم نقدها وبرهن على مذهبه، وتناول مشكلات فلسفية وبعض قضايا علم الكلام.
3 - "فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال" تناول فيه طريق العقل للنظر في المشكلات الفلسفية، وطرق التأويل والقياس العقلي، ومسائل الدين.
والكتب هذه جميعها تحوي نوعاً من التقارب والتكامل بين اتجاه فقيهنا في كتابته الفقهية والفلسفية، فهو من دراسة الأحكام (في الواجب والمندوب والمحظور والمكروه والمباح)
وأما في كتابه: "الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة" فحاول إيجاد علم كلام جديد عمدته البراهين اليقينية المستمدة من النظر العقلي الذي أمر به الوحي. ويرى أن البراهين العقلية (الفلسفية) هي التي جاء بها القرآن الكريم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/174)
ولإقامة هذا الصرح الفكري العتيد كان عليه أن يقوض ما بناه الآخرون من جميع فرق المتكلمين مبيِّناً هفواتهم (من أشاعرة ومعتزلة وباطنية وحشوية) وما أنتجته هذه الهفوات من زيغ عن روح شريعة الأمة الإسلامية إلى ملل ونحل ومذاهب أشد ما تكون على التباين والاختلاف عن طريق الحق الذي ارتضاه الشرع الشريف لنا.
قال: "إن الشريعة قسمان: ظاهر ومؤول، وإن الظاهر فرض الجمهور، وإن المؤول فرض العلماء. وأما الجمهور فغرضهم فيه حمله على الظاهر وترك تأويله، وأنه لا يحل للعلماء أن يفصحوا بتأويله للجمهور. ثم هاجم سائر فرق المتكلمين لعدم استعمالهم للبرهان بالطرق السليمة (11).
وابن رشد يسقط الدليل كليا، متهما المتكلمين بأنهم خطابيون يعالجون القضاء العويصة بعقلية وهمية وأساليب بسيطة عامية تبطل الأسباب والمسببات. ولا يكتفي بهذا الهجوم بل يرى بأن المتكلمين بهذا الاستدلال البسيط يجرمون حيث يجردون خلقُوا من الغاية التي خلق لها، بل نفوا الحكمة عن أفعال - الله تعالى -، وليس في الشرع مطلقا دليل ساذج مثل هذا. فالله عنده كل شيء بمقدار، إشارة إلى قوله تعالى: "الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار" (12)، وعنده كل شيء بحسبان إشارة إلى قوله – سبحانه-: ?الشمس و القمر بحسبان? (13)، وأنه خلق السماوات والأرض بالحق، إشارةً إلى قوله – تعالى-: ?وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق? (14)، وكل أفعاله سبحانه منزَّهةٌ عن العبث، لقوله تعالى: ?أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا? (15)، كما أنه منزه عن اللهو لقوله تعالى: ?وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين? (16).
هذا النظر المميز في الدلائل ونقدها، والنظر في طبقات المخاطبين وتصنيفها بهذه الطريقة هو الذي جعل فلسفته تتميز، والذي زادها طرافة حين قسم الأقيسة إلى ثلاثة أصناف: برهانية وجدلية وخطابية. وتبعا لهذا التقسيم في الأقيسة، قسم الناس إلى ثلاث، يقابلها: البرهانيون والجدليون والخطابيون.
ويدخل في طبقة البرهانيين الفلاسفة (الخاصة)، وفي طبقة الخطابيين جمهور الناس الغالب (العامة)، وفي طبقة الجدليين المتكلمون (وهم دون الفلاسفة درجة، وأعلى في إدراكها عن الجمهور).
واختلافها يعود إلى طرق التصور والتصديق الخاصة بها.
وطرق التصديق منها ما هو وقف على البرهانيين (الخاصة)، ومنها ما هو وقف على الجدليين والخطابيين (العامة) والشرع يشتمل على طرق التصديق الثلاث للخاصة والعامة. وأقاويل الشرع نوعان: صريح لا يحتاج في إدراكه إلى برهان، تأخذ به الخاصة والعامة على ظاهره (وكأنه محكم)، ونوع لا يدرك إلا بالبرهان، وعلى الخاصة أن تؤوله للجمهور محمولا على ظاهره.
فواجب العامة تصديق النصوص وحملها على ظاهرها (كما رأى الأشاعرة)، والمؤولون هم الفلاسفة والراسخون في العلم وحدهم، لكن لا يجب التصريح بهذه التأويل إلا لمن هم أهل لذلك، لأن التأويل يفسد إيمان العامة، ولأن الخطابيين يكفيهم الظاهر للامتثال لأوامر الشرع ونواهيه.
هذا مأخذ ابن رشد على المتكلمين عامة، فرغم تصريحهم بالتأويل، إلا أنه لم يستوف شروط البرهان، ولهذا كانت أكثر تآويلهم سفسطائية غير محكمة. ومثال ذلك الأشاعرة فهم بنوا أقوالهم على أصول عامة تنكر كثيرا من الضروريات كتأثير بعضها ببعض (السببية)، ووجود الأغراض، إضافة إلى المقدمات الواهية في وجود الله، ويكفَّرون من لا يأخذ بأدلتهم.
ومذهب ابن رشد في بنائه المنطقي للأقيسة العقلية، إنما يميز بين طبقات الناس اجتماعيا: الجمهور وأهل البرهان (أي الخاصة والعامة)، والتقسيم مطرد اجتماعيا، يرفع من شأن الفلسفة فيجعلها في أرفع مستويات المعارف البشرية، وبهذا يظهر عنده أن العقل زادُ في الإنسان لاحتوائه أرقى المعارف؛ والوحي لما كان أرقى المعارف وأشرفها درجة لأنها تنحدر من مصدر رباني كان العقل رائدها في البحث.
ورغم المؤثرات الفلسفية الأرسطية في اتجاه ابن رشد في الأقيسة العقلية وأصنافها التي أسس بها لنقد وهدم آراء المتكلمين، فإن هناك بونا شاسعا بينهما؛ لأن أرسطو تحدث عن أصناف القياس ومرتبتها من التصديق، وابن رشد ميز بينها اجتماعيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/175)
هذا الفقه في قضايا العقيدة، كان عنده مثل الفقه الأكبر شأن (أبي حنيفة في ذلك) وله خصص كتابه "الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة" أقام فيه منهجا جديدا مؤسسا على براهين يقينية مستمدة من النظر الفلسفي المؤسس بدوره على الوحي كما رأى هو.
أما منهجه في الفقه الأصغر (فقه الفروع)، فقد خصص له كتابه: "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" وكتب رسائل أخرى، مثل "رسالة الضحايا" و"رسالة الخراج" و"مختصر المستصفى" وهو ملخص منقح لكتاب الغزالي. ولكن أهم كتبه في هذا الفقه "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" وقد نال حظوة عند الفقهاء، حتى قال ابن الأبار فيه: "لا يعلم في فنه أمتع منه، ولا أحسن سياقا".
منهجه الفقهي
يتجلى مذهبه الفقهي في كتابه: "بداية المجتهد ونهاية المقتصد".
ويقع هذا الكتاب في مجلدين، يضم كل منهما جزءا، خصص الجزء الأول لأحكام الطهارة والعبادات، وألحق بهما الجهاد والأيمان والنذور والضحايا والذبائح والصيد والعقيقة. وقد قسم هذا الجزء إلى كتب كل منها يضم أبوابا، والأبواب تحوي مسائل.
والجزء الثاني سلك فيه ما سلكه في الجزء الأول، فاستهله بكتاب الأطعمة والأشربة، ثم تلاه بكتاب النكاح، وما يلحق به من طلاق وإيلاء وظهار وغيره؛ وختمه بأحكام الأقضية والشهادات.
وأحيانا يضيف إلى الكتاب فصولا كما يفعل المصنفون اليوم، وهكذا فعل في كتب الجهاد والأيمان والنذور والطلاق والظهار وغيره.
وتكاد تكون دوافع المنهج العلمي في دحض وهدم دلائل وأقوال الفرق المذكورة آنفا من تمكين للبراهين اليقينية، وتقليل من سلطان الفرق وإخضاع الأقوال لمحك الوحي والعقل هي الدوافع نفسها التي حملته على تأليف بداية المجتهد.
وقد صدر كتابه بغرضه الشخصي فقال: "فإن غرضي من هذا الكتاب أن أثبت فيه لنفسي على جهة التذكرة من مسائل الأحكام المتفق عليها والمختلف فيها بأدلتها، والتنبيه على نكت الخلاف فيها ما يجري مجرى الأصول والقواعد" (18).
وهو صادق في هذا الغرض ككل قاض وعالم تكمن في أعماقه الروح العلمية، لأنه كان يبحث – كما هي غاية كل قاض وعالم أصول فقه- عن الحق وبلوغه. وهي غاية العلم.
وقد روج في كتابه هذا لمذاهب أخرى، خصوصا مذاهب الرأي – كمذهب أبي حنيفة- وغرضه في ذلك فتح الباب أمام أصول المذاهب الاجتهادية الأخرى، والتخلص من ربقة التقليد الذي ساد الأندلس التي كانت منغلقة على مذهب الإمام مالك بن أنس، وكأنه حاول فك هذا السياج من التقليد والمحافظة بإقحام مذاهب أخرى، وجعل المذهب الحنفي والشافعي والحنبلي في المتناول معه في الاجتهاد، ولكن ليس الأمر كما زعم صاحب كتاب "في الفلسفة الإسلامية" إبراهيم مدكور بأن ابن رشد "حاول تقويض صرح المالكية بإشاعة المذاهب الاجتهادية الأخرى" (19)، فهو لم يسع إلى هذا التقويض، وإنما نزعة العقل تدعوه إلى جعل مذهب مالك على قدم المساواة مع المذاهب الأخرى، وهو أصلا نشأ وشب على المذهب المالكي، وغرضه الظاهر مواصلة الاجتهاد والوصول إلى الحقيقة، وهو ما توخاه المذهب المالكي نفسه، وبناء مذهب فقهي يتوخى اليسر الذي هو قطب الدين الإسلامي الذي تدور عليه الأحكام التي غايتها المصلحة والتي هي كذلك أساس التشريع. ولا يتحقق هذا المقصد النبيل إلا بإعلاء سيادة العقل لكن في سبيل المصلحة. والروح الرشدية بطبعها ميالة إلى الدليل العقلي، وهو الذي عرف الحكمة بالنظر إلى الأشياء بحسب ما تقتضيه طبيعة البرهان.
خصائص منهجه الفقهي من كتابه: "بداية المجتهد ونهاية المقتصد"
1 - يعتمد في كتابه فقها مقارنا بعرض وجهات نظر الأئمة الكبار: أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل أساسا. ويضيف إليها أحيانا وجهات نظر بعض المذاهب الأخرى: كمذهب الأوزاعي والطبري وابن القاسم وأبي يوسف تلميذ أبي حنيفة وداود الظاهري وسفيان الثوري وابن الماجشون وابن أبي ليلى وغيرهم.
وهو بهذا يؤسس لعلم الفقه المقارن إدراكا منه أن جميع المسائل الظنية في أمور الفقه خاضعة للخلاف والنزاع، ومن ثم فلا مطمع في الاعتماد على مذهب واحد.
2 - يذكر المسائل ودلائلها من مصادر التشريع الإسلامي الأربعة: الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس مستعملا مصطلح: "اتفق العلماء" أو " ... اتفقوا" إذا لم يكن هناك خلاف بين المذاهب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/176)
3 - يورد الخلاف بين المذاهب والفقهاء إذا ورد خلاف، ثم يعرض نظر كل واحد مع ذكر دليله.
4 - قد يدلي برأيه في المسألة بعد عرض أوجه الأدلة المختلفة من آراء وأنظار أخرى حسب الدليل الشرعي، ويسلك هو رأيا وسطا مستندا إلى المنحى العقلي في ذلك. مثل حكم النية في الوضوء؛ فقد ذهب مالك والشافعي وأحمد وأبو ثور وداود إلى أنها شرط صحة؛ وذهب أبو حنيفة وسفيان الثوري إلى أنها ليست شرطا.
وسبب اختلافهم تردد الوضوء بين كونه عبادة محضة أو طهارة، فإن كان القصد العبادة كالصلاة كان عبادة، وقد يراد به الطهارة فيكون طهارة فحسب؛ وما كان جامعا بهذا المعنى (بين العبادة والطهارة) تسقط منه النية كشرط صحة. وقد توسط ابن رشد برأيه بين المذهبين فقال: "والفقه أن ينظر بأيهما أقوى شبها فيلحق به" (20)، أي أن العبادة تلزمها النية، والطهارة تسقط عنها. وقد استعمل كلمة "والفقه" .. وهي تعني عنده الفهم العميق والصحيح للمسألة.
5 - الترجيح: كترجيحه للغسل في طهارة القدمين، بعد أن عرض الخلاف في قراءة (وأرجلَكم) من آية الوضوء بالنصب وبالخفض عن المسح. فقال: " .. والغسل أشد مناسبة للقدمين من المسح، كما أن المسح أشد مناسبة للرأس من الغسل" (21).
6 - عدم الالتفات إلى الخلاف بين المذاهب حال سكوت الشرع عن المسألة، لأن السكوت إعفاء للناس، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومثال ذلك: المسح على الخف المخروق؛ يقول: "قلت هذه المسألة مسكوت عنها، فلو كان فيها حكم مع عموم الابتلاء به لبينه صلى الله عليه وسلم (22)، وقد قال تعالى: "لتبين للناس ما نُزَّلَ إليهم" (23).
7 - الخروج من الخلاف دون الإدلاء برأيه بعد عرض أوجه الخلاف، كما في المقدار الواجب مسحه من الرأس عند الوضوء، هل بعضه أم كله؟ ويرجع الخلاف إلى الأصل اللغوي للكلمة. فاللفظ من قبيل المشترك غير الواضح الدلالة في قوله تعالى: ?وامسحوا برؤوسكم?، ويضيف قائلا: "وإذا سلمنا أن الباء زائدة، بقي هاهنا أيضا احتمال آخر وهو: هل الواجب الأخذ بأوائل الأسماء أم بأواخرها؟ ".
8 - العدول بالمسألة إلى الأصل، كما في مسألة غسل اليدين قبل إدخالهما في الإناء في بداية الوضوء، حيث يعرض سبب اختلاف المذاهب، ويحصره في الأقوال، في أن الأمر: سني ومستحب وواجب على المستيقظ من النوم إطلاقا، وواجب على المستيقظ من نوم الليل. ثم يعدل بالمسألة إلى أصلها، فيبين أن المراد في الأصل طهارة اليدين، فقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في الإناء؛ فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده" يقصد به عدم تنجيس الماء، وقد خالف العلماءَ (مالك والشافعي وأحمد وداود) في حكم اليد بأن أرجع المسألة إلى الأصل.
9 - عند تساوي وتكافؤ أدلة المذاهب يعرض أنظارهم دون أن يرجح أحدها، كما في مسألة غسل اليدين إلى المرفقين.
10 - تحكيم ميول البشر وطبائعهم في الاجتهاد، كما فعل في مسألة استعمال الماء الذي تخالطه نجاسة، فبعد عرضه لآراء المذاهب في مقدار الماء الذي تؤثر فيه النجاسة، بحكم طبعه يقول: "وحد الكراهية عندي ما تعافه النفس وترى أنه ماء خبيث، وذلك أن ما يعاف الإنسان شربه يجب أن يتجنب استعماله في القربى إلى الله تعالى، وأن يعاف وروده على ظاهر بدنه كما يعاف وروده على داخله" (24).
فهذا الإقحام لطبائع البشر في الاجتهاد يبرهن عليه عقلا ومنطقا، فمن يعارض فكرة أن ما يعاف الإنسان شربه لا بد أن ينفر منه في القربات والعبادات؟.
11 - يسقط المذاهب والخلاف بينها إذا لم يكن لذلك معنى، كما في مسألة مسح الأذنين، فقد رأى قوم أنهما يغسلان مع الوجه، وبعضهم رأى أنه يمسح باطنهما ويغسل ظاهرهما مع الوجه لتردد الأذنين بين كونهما مفردا بذاته من أعضاء الوضوء أو جزءا من الرأس. وقد علق على ذلك: "وهذا لا معنى له مع اشتهار الآثار في ذلك بالمسح واشتهار العمل به" (25).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/177)
12 - مقابلة الأدلة واختبارها بعرضها على القواعد المسلم بها لاستنباط الحكم. وهذا نمط آخر من خصائص منهجه الفقهي يدل على قدرة فائقة في التصرف في النصوص وبراعة في التعامل معها للوصول إلى الحكم، وتدل على تمكنه من علم أصول الفقه وعلوم الحديث. ومثال ذلك مسألة توقيت المسح على الخفين؛ فقد قال: "وأما التوقيت فإن الفقهاء أيضا قد اختلفوا فيه، فرأى مالك أن ذلك غير مؤقت، وأن لاَبِسَ الخفين يمسح عليهما ما لم ينزعهما أو تصيبه جنابة.
وذهب أبو حنيفة والشافعي إلى أن ذلك مؤقت (26).
وأما أصل القاعدة العامة فهو عدم التوقيت؛ لأن طول الوقت لا ينقض الوضوء، إنما ينقضه الحدث، وهو تعليل منطقي يجري مجرى أحكام الشرع في الوضوء والطهارة (27).
13 - العمل بقاعدة "سد الذرائع" فيما هو وسيلة للمحظور. كما فعل في مسألة بيع الطعام قبل قبضه لحديث نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ابتاع طعاماً فلا يبعه حتى يقبضه" (28).
14 - ولقد عد ابن رشد هذا النوع من بيع الطعام من أصول الربا، وإن كان بحق أنه ليس من أصول الربا، وإنما من الذرائع إلى الربا، وقال: "ومن طريق المعنى أن بيع ما لم يقبض يتطرق به إلى الربا" (29).
كيف أَصَّلَ ابن رشد لتكامل العقل والإيمان؟
مما سبق تبدو أصالة منهجه في الفقه الأكبر (علم الكلام)، وسعيه الجاد لإيجاد منهج جديد لهذا العلم مؤسس على النظر العقلي السليم، الذي يستمد روحه من الوحي وإبادة للمنهج المبني على الوهم والخرافة. وكذلك أصالة منهجه في فقه الفروع، ودرايته الواسعة ومهارته النادرة في التعامل مع النصوص والتوفيق في تأويلها لاستنباط الأحكام.
كما يبدو تشريفه وتمجيده للعقل واضحا سواء في مناظراته أو ردوده، وسواء تعلق الأمر بالمسائل المنطقية. أو مسائل الإيمان. واتجاهه هذا صادر عن اقتناع كامل صاغه كنظرية بسطها في كتابه "فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال". وأساس هذه النظرية: أن الشرع غايته الوصول إلى الحق وتبيانه، والعقل ودوره معرفة هذا الحق، والحق واحد لا يمكن أن يتعدد، وبذلك تكون غاية الشرع والعقل معا غاية واحدة: هي معرفة الحق، ولا يمكن أن يحدث تعارض بينهما؛ لأن مقصدهما واحد، وقد قال: "الحكمة صاحبة الشريعة والأخت الرضيعة، وهما المصطحبتان بالطبع، المتحابتان بالجوهر والغريزة" (30).
ولما كان العقل هو السمت المستقيم لمعرفة البراهين اليقينية، كان هو سبيل الخاصة في معرفة الحق، وذلك أمر عسير على العامة.
والوحي ينشد عين الحقيقة التي تنشدها الحكمة، وينشدها على مستوى ما تفهم العامة، وهو مستوى الظاهر فقط، وليست مطالبة بالنظر والتأويل، وإنما هي مطالبة بالطاعة لظاهر الشرع فقط.
ويرى أن الشرع ظاهرا وباطنا يرتبط بالعقل لأنه القادر على الغوص والتعمق والتأويل فيما يوافق البراهين اليقينية التي ترفض الوهم. ولا مفر من ذلك قصد التوفيق بين العقل والدين. وبهذا يبدوان متكاملين ناطقين بحقيقة واحدة.
ـ[أبو عبد الله الجبر]ــــــــ[15 - 07 - 10, 02:30 ص]ـ
السلام عليكم
اخي الحبيب يطلق الامام على من كان متبوعا وكان ممن تؤخذ عنه السنة قولا وعملا مثل الامام مالك وقد انكر الشيخ بن عثيمين على من نعت النووي وبن قدامة بالامام فكيف بإبن رشد؟؟
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[15 - 07 - 10, 02:38 ص]ـ
كل يخطئ ويصيب ولعل الشيخ ابن عثيمين لم يصب في هذه المقولة،
و رحم الله ابن رشد وابن عثيمين وكل العلماء
وفقك الله(129/178)
هل هذا القرض سليم أم فيها ربا؟
ـ[رابح العوفي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص مستثمر مبلغ عند تاجر
التاجر ياخذ عمولة مبلغ محدد على كل سلعة يبيعها
إذا اعطى التاجر قرض لهذا الشخص كي ينمي له ماله
وأخذ التاجر العمولة المعتادة مع بيع السلعة
هل هذا ربا؟
ـ[رابح العوفي]ــــــــ[15 - 07 - 10, 09:30 م]ـ
للرفع
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[15 - 07 - 10, 11:42 م]ـ
لعلك تذكر لنا صفة الاستثمار الذي هو مع التاجر
وما تقصد يقولك يني له ماله فصل في الشرح
وما العمولة المعتادة
هذه امور تهم الفقيه لانها تختلف من قطر الى اخر
وفقك الله
ـ[رابح العوفي]ــــــــ[15 - 07 - 10, 11:52 م]ـ
لعلك تذكر لنا صفة الاستثمار الذي هو مع التاجر
وما تقصد يقولك يني له ماله فصل في الشرح
وما العمولة المعتادة
هذه امور تهم الفقيه لانها تختلف من قطر الى اخر
وفقك الله
آمين وياك
الإستمثار بيع بالتقسيط
والعمولة 3500 ريال على كل سيارة
والمقصود من ينمي هو للمساعدة كي تزيد الأرباح للمقترض
مع كثرة البيع تزيد الأرباح بإذن الله
ـ[محمدالسليمان]ــــــــ[16 - 07 - 10, 05:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص مستثمر مبلغ عند تاجر
التاجر ياخذ عمولة مبلغ محدد على كل سلعة يبيعها
إذا اعطى التاجر قرض لهذا الشخص كي ينمي له ماله
وأخذ التاجر العمولة المعتادة مع بيع السلعة
هل هذا ربا؟
إذا إشترط التاجر تنمية المال عند أخذ الشخص للقرض أوكان أيضا هناك تواطئ فهذا لايجوز ويدخل تحت قاعدة
(كل قرض جر نفعا فهو ربا)
وإن لم يشترط ولم يكن هناك تواطئ فلا شي في ذلك والله أعلم
ـ[رابح العوفي]ــــــــ[17 - 07 - 10, 08:22 ص]ـ
إذا إشترط التاجر تنمية المال عند أخذ الشخص للقرض أوكان أيضا هناك تواطئ فهذا لايجوز ويدخل تحت قاعدة
(كل قرض جر نفعا فهو ربا)
وإن لم يشترط ولم يكن هناك تواطئ فلا شي في ذلك والله أعلم
التاجر يخدم المقترض في مؤسسته
وعند اقراضه لشخص مبلغ ثم باع له سيارة سوف يأخذ اتعابه أو عمولة البيع
وغالبا هو لن يتنازل عن حقه في الأتعاب الثابتة 3500 ريال للبيع على كل سيارة(129/179)
كمال كل إنسان إنما يتمُ بهذين النوعين: هِمَّةٌ تُرقيه، وعلمٌ يبصره ويهديه
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[14 - 07 - 10, 03:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ميمون بن مهران
" بنفسي، العلماءُ هم ضالتي في كل بلدة، وهم بغيتي إذا لم أجدهم، وجدتُ صلاح قلبي في مجالسةِ العلماء "
جامع بيان العلم (1/ 221)
قيل للشعبي: من أين لك هذا العلم كله؟ قال:
" بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الحمار، وبكور كبكور الغراب "
سير أعلام النبلاء (4/ 300)
قال أبو الأسود الدؤلي:
يا جامع العلم نعم الذُّخرُ تجمعُهُ ***** لا تعدلنَّ به دُراً ولا ذهبا
قال الزهري:
" إنما يُذهبُ العلمَ النسيانُ، وتركُ المذاكرة "
قال الذهبي:
" كذا كان والله أهل الحديث؛ العلم والعبادة، واليوم فلا علم ولا عبادة، بل تخبيط ولحن وتصحيف كثير، حفظ يسير، وإذا لم يرتكب العظائم، ولا يخلُّ بالفرائض فلله دره "
السير (1/ 230)
قال أبو حاتم الرازي:
" إذا رأيت البغدادي (الرجل) يُحبُّ أحمد بن حنبل؛ فاعلم أنه صاحبُ سنه، وإذا رأيته يُبغض يحي بن معين؛ فاعلم أنه كذاب "
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 09:24 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[14 - 07 - 10, 12:00 م]ـ
جزاكم الله خيراً
نفع الله بك، ورفع من قدرك.
قال الشافعيُ:
" كفى بالعلمِ فضيلة أن يدعيه من ليس فيه، ويفرح إذا نُسب إليه، وكفى بالجهل شراً أن يتبرأَ منهُ من هو فيه، ويغضب إذا نسب إليه "
مناقب الشافعي للبيهقي
ـ[أبوفؤاد الأنصاري]ــــــــ[15 - 07 - 10, 07:05 م]ـ
قال يحي بن معين:
" لو لم نكتب الحديث خمسين مرة ما عرفناه "
قال علي بن خشرم:
" ما رأيت بيد وكيع كتاباً قطُّ، إنما هو حفظٌ، فسألته عن أدوية الحفظ، فقال: إن علمتك الدواءَ استعملته؟ قلتُ: إي والله، قال: تركُ المعاصي؛ ما جربتُ مثله للحفظ "(129/180)
الأسئله الحديثيه والشعرية الموجهة للعلامة الحجورى
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[14 - 07 - 10, 04:23 ص]ـ
أسئلة أبي رَوُاَحة الحديثية والشعرية (الجزء الأول)
أجاب عنها: فضيلة الشيخ المحدث العلامة / يحيى بن علي بالحجوري
وكانت في ليلة الأحد في 7 / جمادى الأولى / 1424 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الأول: على ماذا يُحملُ وفقكم الله حديث أبي هريرة المتفق عليه: ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خيرٌ له من أن يمتلئ شعراً))، وما صحة زيادة: ((فجئت به)) أو قال: ((هُجيت به))؟
الجواب: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
فالسؤال عن حديث ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً يريه خيرٌ من أن يمتلئ شعراً)) جاء الحديث عن أبي هريرة وعن ابن عمر وهو في < الصحيحين > والحديث محمول على من استرسل في الشعر حتى شغله عن ذكر الله وعن تلاوة كتاب الله عز وجل وعن تعلم العلم الشرعي النافع، هذا يكون قد أمتلئ جوفه شعراً، ويكون قد حُرم من خيرٍ كثير، وفي هذا الحال يصير جاهلاً بأمور دينه وفي هذا الحال لم يتفقه في دين الله، فهذا ((لأن يمتلئ جوفه قيحاً خيرٌ من أن يمتلئ شعراً))، ((يمتلئ)) ولاحظ معي كلمة ((يمتلئ))، أما من كان يقول الشعر وهو مقبلٌ على قراءة القرآن وعلى ذكر الله وعلى تعلم العلم الشرعي، فإن الشعر مشروعٌ في مثل هذا الحال عند جماهير العلماء، الشعر الطيب مشروع عند جماهير العلماء، ولا يتناوله هذه الحديث الذي تقدم ذكره ويكون مهدداً ((لأن يمتلئ جوفه قيحاً خيرٌ من أن يمتلئ شعراً)) هذا في من تقدم ذكره على ذلك المعنى. أما زيادة ((فجئت به)) فمن حديث جابر بن عبد الله عند أبي يعلى من طريق النظر بن محرز وهو مجهول كما في < ميزان الإعتدال > والحديث مذكور فيه أيضاً في ترجمة النظر، ولعل لفظة ((فجئت به)) والصواب ((هجيت)) من الهجاء، فإن بعض أهل العلم أخذ هذه الزيادة وقال: الحديث يحمل: ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً)) هذا في ما إذا كان يهجي به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أشعار الجاهلية، وهذا ليس بصحيح والمعنى الذي ذكره العلماء هو الصواب، وهذه اللفظة التي بنو عليها ((هجيت به)) زيادة ضعيفة فيها مجهول ولفظة ((فجئت به)) الظاهر أنها تصحفت هذا حاصل ما يتعلق بهذا السؤال.
جزاكم الله خيرا
السؤال الثاني:القصيدة المنسوبة في بعض كتب السيرة إلى أبي طالب وهي:
ولقد علمت بأن دين محمدٍ ……من خير أديان البرية دينا
فما صحة نسبتها إليه؟
الجواب:هذه القصيدة سندها معضل، وذلك أن يعقوب بن عقبة يرويها يذكر قصة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعن أبي طالب وهو من أتباع التابعين وسندها معضل لم تثبت، وقد ذهب بعض المخرفين إلى إثبات إسلام أبي طالبٍ بناءً على هذه القصيدة:
ولقد علمت بأن دين محمدٍ ……من خير أديان البرية ديناً
لولا الملامة وحذارِ مسبةٍ ……لوجدتني سمحاً بذاك أميناً
هذا ولو صحت الأبيات لكانت دالةً على عدم إسلامه، لأنه قال:
لولا الملامة وحذار مسبة ……لوجدتني سمحاً بذاك أميناً
معناه: أنه لم تسمح نفسه أن يتبع دين محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم حذار الملامة، وحذراً من مسبة قريش وعلى ذلك مات، مات على الكفر، أبو طالب مات على الكفر كما في < الصحيحين > من حديث المسيب بن حزن أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتى وعنده أبو جهل بن هشام وآخر وهو ابن أمية، فكان يقول له: ((يا عم قل لا إله إلا الله كلمةً أحاج لك بها عند الله)) كلما قال له هذه الكلمة أعاد عليه: أترغب عن ملة عبد المطلب، قال: فكان آخر كلامه أن قال: هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله، هكذا في الحديث، فعبد المطلب مات كافراً وأيضاً قوله وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فعُلم من هذا عدم إسلام أبي طالبٍ، وفي < البخاري ومسلم > أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال له العباس: يا رسول الله ماذا أغنيت عن عمك فقد كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: ((هو في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/181)
ضحضاحٍ من نار، ولو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار)) هذا يدل أن أبا طالب مات على الكفر وأنه في النار، وهكذا ثبت عند < النسائي > وغيره عن عَلِيَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ: أَنّهُ أَتَى النّبِيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فَقَالَ: يا رسول الله إنّ عمك الشيخ الضال، زيادة الضال ثابتة قد مَاتَ، فَقَالَ: ((اذْهَبْ فواره ولا تحدثن شيئاً)) فذهب فواراه، شاهدنا: إن عمك الشيخ الضال قد مات قال: ((أذهب فواره ولا تحدثن شيئاً))، وفي أبي طالبٍ نزل قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} وفيه أيضاً نزل سببٌ آخر قال الله سبحانه: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ}.القصة لم تثبت إلى أبي طالب، هذه القصة أنه أتى إليه قريش وشكوا على أبي طالب فقال: إن قومك قد أتوا إليَّ فظن أنه سيتركه وأنه سيسلمه إلى قريش وإلى مشركي قريش، فقال بعد أن أنتهى من كلامة: ((والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا ديني لشيء حتى أهلك دونه)) ثم استعبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخرجت عبرته دم دموعه فلما ولى قال: إرجع يا ابن أخي، ثم قال له: أفعل بدينك ما بدى لك أو نحو هذا ثم ذكر القصيدة، وقد علمت أنها معضلة يعقوب بن عقبة هذا يذكر القصة وهو من أتباع التابعين.
السؤال الثالث: القصيدة المنسوبة إلى عبد الله بن المبارك رحمه الله التي أرسل بها إلى الفضيل بن عياض رحمه الله ومطلعها:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ……لعلمت أنك في العبادة نلعب
فما صحة نسبتها إليه؟
الجواب: القصيدة ضعيفةٌ سنداً ومنكرةٌ متناً، أما من حيث السند عبد الله بن محمد قاضي نصيبين يرويها عن محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، وابن أبي سكينة يذكرها عن ابن المبارك أنه أرسله ابن المبارك إلى الفضيل بن عياض بهذه الأبيات، ابن أبي سكينة مجهول، وقاضي نصيبين أيضاً من هذا الباب أو نحو هذا الباب وفيها نكارة في المتن، اسمع إلى هذه الأبيات:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ……لعلمت أنك في العبادة تلعب
ما كان السلف رضوان الله عليهم يُحقرون العبادة ويسمونها لعباً حشا ابن المبارك أن يُسمي الصلاة أو يجعل الصلاة والصيام والقيام في حرم الله على ما تعرفون في فضل الصلاة في الحرم يجعلها لعباً
من كان يخضب خده بدموعه ……فنحورنا بدمائنا تتخضب
وأيضاً حاشا ابن المبارك أن يتبجح بهذا التبجح وأنه أنك فقط دموعك تتخضب خدودك بماء أما نحن فدموعنا تسير على نحورنا إلى آخره، أهل العلم قاطبة أرفع من هذا وأبعد من هذا هو يقول: نحن فعلنا كذا أنت فعلت كذا نحن فعلنا كذا وفعلنا كذا، لا يا أخي هذه الأبيات وهي في < فتح المجيد > ومر بنا حكمها أيضاً ضعيفةٌ سنداً ومنكرةٌ متناً.
السؤال الرابع: القصيدة المنسوبة أيضاً إلى ابن الأمير الصنعاني رحمه الله، وفيها تراجعه عن الثناء على الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب النجدي رحمه الله، ومطلعها:
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي
هل صحت نسبتها إليه، وإذا صحت هل يلزم منها وقوع الصنعاني رحمه الله في التشيع أم أن سر تراجع الصنعاني كان مبنياً على كلامٍ من نقلة الوشاة والمغرضين من أمثال مربد الذي كان واسطة بينه وبين النجدي رحمه الله؟
الجواب: الواقع أن جماعة من أهل العلم يثبتونها، أما القصيدة فثابتة لكن التراجع الكلام عن التراجع القصيدة ثابتة عن الصنعاني، إنما الكلام عن التراجع هل ثبت تراجع ابن الأمير الصنعاني عن تلك القصيدة أم لم يثبت؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/182)
فجماعة من أهل العلم أثبتوها، ولقد قرأ عليَّ أخونا الفاضل أبو العباس الشحري حفظه الله مبحثاً نفيساً حول هذه القصيدة حرر فيه الأقوال بما حاصله أن التاريخ لا يتلائم مع القول بالتراجع وأن تاريخ التراجع مختلف تماماً عن زمن ابن الأمير مما يدل أن < الديوان > مسته يدٌ غير أمينة فأدخلت فيه تراجعاً من قِبل أهل التشيع، ومما يؤيد هذا أيضاً أن بعض أحفاد ابن الأمير كان شيعياً، فالناظر في التاريخ يتخذ من ذلك أن التراجع في ثبوته ريبٌ وأيما ريب، هذا وقد أبان شيئاً من ذلك أيضاً السحمان رحمه الله في جزءٍ حول هذه القصيدة وأبان أن التراجع مكذوبٌ على ابن الأمير رحمة الله عليه، هذا بعض ما قرأه عليَّ الأخ أبو العباس حفظه الله في مبحثه حول هذه القصيدة ما حاصله أن التراجع غير ثابتٍ والحمد لله.
السؤال الخامس: ما صحة أبيات:
طلع البدر علينا ……من ثنيات الوداع
وأنها قيلت عند مقدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة؟
الجواب: ذكرها الحافظ رحمة الله عليه في < فتح الباري > المجلد السابع وحكم عليها بالإعضال وهو كذلك عبيد الله بن أبي عائشة يذكر القصة وهو تابع تابعي ويذكر قصة حدثت في مقدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنه لما استقبله أهل المدينة ذكرها هذا:
طلع البدر علينا ……من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ……ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا ……جئت بالأمر المطاع
جئت شرفة المدينة ……مرحباً يا خير داع
إلى آخره التي يكررها ويرددها الإخوان المسلمون، الإخوان المسلمون ملفلفون يا أخوان ملفلفون ما هم حول ثابت من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فضلاً عن قصة من القصص فهم حُطَّاب ليلٍ وأشد من ذلك.
السؤال السادس: ما صحة قصة إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى، ونسبة قصيدة:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ ……متيم إثرها لم يفد مكبول
وفيها أيضاً في نفس القصيدة:
نبئت أن رسول الله أوعدني ……والعفو عند رسول الله مأمول
فما صحة نسبتها إليه؟
الجواب: أما بالنسبة للقصيدة فهي في < الآحاد والمثاني > و< الكبرى > للبيهقي فيها مجاهيل مسلسلة بالمجاهيل بمن لا يُعرف حاله، وقد بنى عليها جماعة من أهل العلم في ثبوت صحبة كعب بن زهير هذا، حتى قال ابن عبد البر ما حاصله: أنه لا يعلم في ثبوت صحبه إلا هذه القصة، وإذا كان الأمر كذلك ففي ثبوت صحبته نظر، فإن القصة لم يثبت وقصيدة بانت سعاد من هذه الطريق المسلسلة بالمجاهيل كما في < الآحاد والمثاني > وكما في البيهقي في ترجمة كعب بن زهير هذا من الآحاد، حاصله أن القصة غير ثابتة بما تقدم ذكره.
ومعنى متبول: معناه أنه فقد حبيبته سعاد هذه وأنه قبله صار يهيم وأنه صار مشرد الذهن ومشتت البال وأنه قلبه أيضاً صار فاسداً وصار مشغولاً إلى آخره، متبول بالتاء والباء والواو.
السائل: بقي بالنسبة للشهرة هل هي تكفي في صحة كتابٍ أو قصيدة أو غير ذلك؟
الشيخ: لا بد من النظر في السند، لا بد من النظر في سندها، والشهرة قد تشتهر يا أخي كم من حديث اشتهر عن الفقهاء وهو موضوع وكم من حديث اشتهر عند النحويين وهو موضوع وكم من حديث اشتهر أيضاً بين أهل الحديث وفيه إخلاف بين أهل الحديث منهم من يضعفه، الشهرة لا تكفي، وقد ألف السخاوي رحمه الله < المقاصد الحسنة فيما اشتهر على الألسنة > لخص منه العجلوني أيضاً في < كشف الخفاء والإلباس فيما اشتهر في ألسنة الناس > وربما زاد عليه بعضه، فما تكفي الشهرة لا بد من توفر الصحة ما ذكره أهل المصطلح الثابت هو: ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذاً ولا معلاً، ذكروا شروطاً ستة شروط للصحة، فمجرد الشهرة ليست من شروط الصحة عند أهل الحديث.
السؤال السابع: اتهم شاعر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه أنه كان جباناً استدلالاً لما وقع له في إحدى الغزوات من أن امرأة أعطته عموداً ليضرب به رأس يهودي فقال لها: لست لهذا فما صحة هذه الرواية، وما الرد على هذه الفرية؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/183)
الجواب: الرواية من طريق يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه وهو عبد الله بن الزبير عن صفية بنت عبد المطلب، ولو فرضنا أنه عن أبيه هو بمعنى عن أبيه الأكبر الأعلى والجد فلا عبد الله بن الزبير ولا عباد بن الزبير سمع من صفية بنت عبد المطلب فالرواية يظهر منها الانقطاع لم نر من أثبت روايت عباد هذا ولا رواية عبد الله بن الزبير من صفية مع أنه يقول: كان معها فما رأينا ذلك، هذا وقد بنا عليها كثيرٌ من الذين ترجموا لحسان رضي الله عنه بنو عليها هذا الحكم الذي ذُكر، وفي هذا قال بعضهم أنه كان من الشجعان ومن الأبطال طرأ عليه مرضٌ فحصل له من ذلك بناءً على هذه القصة، وإذا لم تثبت القصة فينبغي الابتعاد عن هذا الوصف لصحابي شهد مغازي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبقي أيضاً أنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم الجبان ما يستطيع ينافح ((اهجهم وروح القدس معك)) ويقول:
هجوت محمداً فأجبت عنه، يقول هذا لمن؟ لأبي سفيان قبل أن يُسلم، يقول هذا لصناديد قريش:
هجوت محمداً فأجبت عنه ……وعند الله في ذاك الجزاءُ
فإن أبي ووالده وعرضي ……بعض محمدٍ منكم وقاءُ
أتهجوه ولست له بكفء ……فشركما لخيركما الفداء
لساني صارم لا عيب فيه ……وبحري لا تكدره الدلاء
فلو كان كما ذكروا لخاف أن يهجو أولئك الأبطال ما يستطيع يقول مثل هذا الكلام على أنه اشتهر في كتب التراجم اعتماداً على هذه القصة وفي النفس في ثبوتها شيءٌ كما سبق بيانه.
السائل: مما يذكره أهل الأدب يقولون لو كان كذلك – يعني حسان أنه كان جبانا – ما أفلت من خصومه , يتكلمون عليه من هذه المسألة يطعنون فيه.
السؤال الثامن: ما حكم مناداة الزمان يا يوم كذا يا شهر كذا، وما حكم نسبة الشر إليه أي إلى الزمان وإلى الدهر، وخاصة أن هذا موجود وبكثرة في كلام الشعراء ومن ذلك قول أبي ذُئيب الهذلي:
وتجلدي للشامتين أريهمُ ……أني لريب الدهر لا أتضعضعُ
فنسب الريب للدهر، وقد جاء في كتاب الله عز وجل {فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ} وجاء فيه أيضاً {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ} نرجو أن تذكروا لنا ضابطاً يُجلي هذه المسألة؟
الجواب: مناداة الزمان يقول يا زمان أغثني أو يا يوم أنقذني أو يا شهر رمضان أكرمني أو ما إلى ذلك فهذا ما يجوز {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}. هذا دعاء لغير الله شركٌ، إذا نادى الزمان يستغيث به.
السائل: وما حكم نسبة الشر إليه؟
نسبة الشر إلى الدهر فيه تفصيل ((يؤذني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار)) ففي نسبة الشر إلى الدهر كأن يقول هذا دهرٌ سيئ سواء دهرٌ أو يومٌ أو شهرٌ ويعني بذلك أن الله هو الدهر ويقصد بذلك سب الله سبحانه وتعالى أو يقصد بذلك أن الدهر هو الذي أحدث ذلك الشر هذا شركٌ بالله سبحانه إذا عنى أن الدهر هو الذي أحدث ذلك الشر أو أحدث ذلك البرد أو أحدث ذلك القيض إلى آخره هذا شركٌ بالله سبحانه، فإن كان يتسخط ويقول دهرٌ نحس أو شهرٌ حر أو شهر حصل فيه قيض أو يوم حصل فيه بردٌ ما باب الإخبار جائزٌ، وإن كان بقصد التسخط على أقدار الله فهذا لا يجوز محرم {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً}، وقول الله عز وجل {فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ} من باب الإخبار بما فيها {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ} أو كان من هذا من باب الإخبار ويستدل به أنك إن قلت الليلة باردة الليلة حصل بردٌ خبر ما فيه شيءٌ اعتراض للقدر ولا فيه سبٌ للدهر ولا إضافة الشر للدهر أنه خلق الشر، أو كذلك إذا قلت هذه سنةٌ مجذبة من باب الإخبار نحو ما تقدم من حيث أنه لا بأس به، فعلى ذلك المنوال في هذه المسألة. أما قول أبي ذُئيب:
وتجلدي للشامتين أريهمُ ……أني لريب الدهر لا أتضعضعُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/184)
يعني لما يحصل في الدهر من الريب خبر لما يحصل فيه من الأمور ومن المشاكل ومن القلاقل، فيبدو لي والله أعلم أن قول أبي ذُئيب هذا ما فيه ما يُخالف العقيدة الصحيحة هذا الذي ظهر لي الآن.
السائل: هل هذا من هذا الباب ما نُسب للشافعي:
دع الأيام تفعل ما تشاء؟
الشيخ: ونحو هذا أيضاً على أنه ينبغي تركها.
دع الأيام تفعل ما تشاء، والديوان منسوب للشافعي وفي نسبته إليه نظر.
السؤال التاسع: لما أنزل الله تعالى {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} جاء حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهم يبكون ويقولون: قد علم الله أنا شعراء فأنزل الله {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أنتم)). فما صحة هذه القصة؟
الجواب: هي مذكورة في < تفسير ابن جرير > أشار إليها صاحب < الدر المنثور > بعض أسانيدها مقاطيع وبعض أسانيدها فيها مجاهيل، لذا لم يذكرها شيخنا رحمة الله عليه في < الصحيح المسند من أسباب النزول > لما سبق ذكره.
السؤال العاشر: رأيت في بعض كتب الأدب حديثاً في ترجمة عنترة بن شداد أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال فيه: ((ما وُصف لي أحدٌ فأحببت أن أراه مثل عنترة)) فما صحة هذا الحديث؟
الجواب: لا أعرف صحة هذا الحديث ولا أعرف ثبوت هذا الحديث ولا أراه ثابتاً وليس حتى في الكتب الستة المتداولة فيما يبدو والله أعلم.
السؤال الحادي عشر: ما صحة حديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في أمية بن أبي الصلت: ((آمن شعره ولم يؤمن قلبه)) وفي لفظٍ ((آمن لسانه وكفر قلبه))؟
الجواب: الثابت في < الصحيحين > من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((أصدق كلمةٍ قالها شاعر كلمة لبيد، - لبيد بن ربيعة صحابي رضي الله عنه - ألا كل شيء ما خلى الله باطلُ))، قال: ((وكاد أمية بن أبي الصلت أن يُسلم))، هذا في < الصحيحين >، أما الحديث بهذا اللفظ فقد ذكره ابن كثير في < البداية والنهاية > وقال: لا يعرفه، وذكره ابن عساكر في ترجمة أمية بن أبي الصلت هذا من < تأريخه > وفي سنده أبو بكر الهذلي قال النسائي: ليس بثقة، فالحديث الثابت هو الذي في < الصحيحين > أما الذي فيه ((آمن شعره ولم يؤمن قبله)) فضعيف جداً كما سبق.
السؤال الثاني عشر: رأيت على واجهة بعض كتب اللغة حديث ((تعلموا العربية وعلموها الناس)) فهل رأيتموه في بعض الكتب المسندة؟
الجواب: أبدا لا أعرفه في بعض الكتب المسندة ولا أعرف له إسناداً ولا أصلاً صحيحاً.
السؤال الثالث عشر: ما صحة حديث ((أمرو القيس حامل لواء الشعر إلى النار))؟
الجواب: هذا الحديث في < مسند أحمد > وهو من طريق صبيح بن عبد الله وهو ضعيف، وله طريقٌ أخرى ذكرها الذهبي في < الميزان > ترجمة محمد الصلصال كذاب، وكان متهماً بشرب الخمر ومتهماً بالزوز، وقد ذكروه في < الموضوعات > فهو موضوع، وذلك الحديث الذي فيه ضعيف لا بد على أنه ليس بموضوع بل حكموا عليه بالوضع.
السؤال الرابع عشر: يستشهد بعض النحاه بحديث ((نعم الرجل صهيب لو لم يخف الله لم يعصه)) فما صحة هذا الحديث؟
الجواب: هذا الحديث ذكره الشوكاني رحمه الله في < الفوائد المجموعة > بل جل من ألف في < الموضوعات > ذكر هذا الحديث، وفي < السلسلة الضعيفة > قال الشيخ الألباني رحمة الله عليه: لا أصل له، إنه موضوع ومن أحب أن ينظر طرقه ينظر موسوعة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، ((نعم العبد)) في هذا الموضع أشار إلي الذين ذكروه في < الموضوعات > لا أصل له.
السؤال الخامس عشر: استشهد بن هشام في < قطر الندى > على صحة لغة حميَّر بحديث ((ليس من أمبر أمصيام في أمسفر)) فما صحة هذا الحديث بهذا اللفظ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/185)
الجواب: الحديث المتفق عليه عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((ليس من البر الصيام في السفر)) على اللغة المشهورة، أما على لغة أهل حميَّر ((ليس من امبر امصيام أمسفر)) فهذا الحديث لا أصل له بهذا اللفظ إنما يذكرونه، وأيضاً يستشهدون على لغة حميَّر:
ذا حبيبي وذو يواصلني ……يرمي ورائي بامقوس وامسلمة
لو استشهدوا بالبيت كان يكفي، أما الحديث فلا ينبغي أن يأتوا بحديث مكذوب ما له أصل ثم يضيفونه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما تكلم به ما له أصل.
السؤال السادس عشر: ما صحة حديث نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن تناشد الأشعار في المسجد؟
الجواب: من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وجده على الصحيح عبد الله بن عمرو بن العاص جده الأعلى وإلا لو أردت أن حيث الجد الأدنى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، عمرو بن شعيب أبوه شعيب وجده محمد ستكون انقطاعاً في هذه السلسلة قد خاض السيوطي رحمة الله عليه في < التدريب > في هذه السلسلة وبيان هذه السلسلة على أنه قد أتى التصريح في بعض المصادر الثابتة في هذه السلسلة ويعتبرها الذهبي رحمة الله عليه في < الموقظة > من أحسن طرق الحسن على أنه جاء التصريح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص وهي إذا كان الأمر كذلك فجمهور العلماء على حسنها فالحديث حسن وهذه السلسلة حسنة إذا ثبتت إلى عمرو بن شعيب، شعيب الكلام فيه ما فيه توثيق من معتبر في < التهذيب > وفي المصادر لكن هذه السلسلة متلقاةٌ بالقبول عند أهل العلم لا لأنهما يعني مجرد التلقي يكفي إنما هذه سلسلة مع التوثيق الحاصل قبول جمهور العلماء لها مثل ابن حبان وبعض المتساهيل بالتوثيق، فقبل هذا كما سبق والحديث حسن أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن تناشد الأشعار في المسجد، وهو محمول كما يقول البيهقي عن الأشعار الماجنة البطالة البذيئة التي كان يعملها الجاهلية، أما الأشعار التي فيها نفاحٌ عن دين الله وعن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفيه هجاء للباطل وأهل الباطل فيها حماية {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} انظر الاستثناء الآن {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} فيه ثناءٌ على من توفرت فيه هذه الصفات {آمَنُوا} توفر فيه الإيمان والعمل الصالح وذكر الله سبحانه لم يشغله الشعر عن ذكر الله {وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} انتصار للحق فإذا توفر هذا فالشعر محمودٌ في المسجد أو في غيره، وحسان بن ثابت نصب له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المسجد قال: ((روح القدس مع حسان ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اهجهم وروح القدس معك)) وقام حسان يُنافح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحو ذلك الشعر الذي سبق بيانه، وهكذا ابن رواحة بل إن عمر بن الخطاب اعترضه لماذا ينشر الشعر، قال: قلته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن حديث جابر بن سمرة قال: لقد رأيت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أكثر من مائة مرة وأصحابه في المسجد يتناشدون الشعر ويذكرون شيئاً من أمور الجاهلية فيضحكون ويتبسم، وهكذا ابن رواحة رضي الله عنه يهجو الكفار في الحرم:
خلو بني الكفار عن سبيله ……اليوم نضربكم على تنزيله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله ……ويذهل الخليل عن خليله
قال له ابن الخطاب تقول الشعر يا ابن رواحة في حرم الله هذا دليل حرم وبين يدي رسول الله قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((دعه يا ابن الخطاب لهو أشد عليهم من وقع النبل)) هذا يدل على جواز الشعر الحسن الشعر الطيب الشعر الذي فيه نصر لكتاب الله وسنة رسوله ودينه شعر الحق أنه جائزٌ في المسجد وفي غيره كما يقول البيهقي رحمة الله عليه وأن الحديث إنما حُمل على الشعر الماجن أو على الشعر البطال أو على الشعر الذي فيه البعد عن الحق والوقيعة بأهل الحق أو نحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/186)
السؤال السابع عشر: ما صحة هذه القصة أن عبد الله بن رواحة أنشد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبياتاً منها:
فثبت الله ما آتاك من حسنٍ … تثبيت موسى ونصراً كالذي نُصروا
قال: فأقبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بوجهه متبسماً وقال: ((وإياك فثبت)).
الجواب: القصة مذكورة في < طبقات ابن سعد > وفي < سير أعلام النبلاء > من طريق مُدرك بن عمارة وهو مجهولٌ روى عنه جماعة ولم يوثقه معتبر فهي غير ثابتة بهذا السند.
السؤال الثامن عشر: ما صحة هذه القصة أن نابغة الجعدي أنشد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبياتاً منها:
تذكرت والذكرى تهيج على الفتى ……ومن عادة المحزون أن يتذكرا
سقيناهم كأساً سقونا بمثله ………ولكننا كنا على الموت أصبرا
إلى أن قال:
بلغنا السماء جوداً ومجداً وسؤدداً ……وإنا لنرجو فوق ذلك مظهراً
فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أين المظهر يا أبا ليلى؟)) فقال: الجنة، قال: ((فلا فض فوك))؟
الجواب: مذكورة في < كشف الأستار > للهيثمي وفيها مجهول وضعيف أما المجهول فهو ابن جراد وأما الضعيف فهو الأشدق بهذا ضعفها الهيثمي في < مجمع الزوائد> بالأشدق فهي ضعيفة.
السؤال التاسع عشر: ذكر أهل التفسير عند قوله تعالى: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} هذه القصة. وهي أن عمر ابن الخطاب استعمل النعمان بن عدي بن نظلة على ميسان في أرض البصرة وكان يقول الشعر فقال:
إلا هل أتى الحسناء أن حليلها ……بميسان يسقى في زجاج وحنتم
إذا شئت غنتني دهاقين قرية ……ورقاصة تجذو على كل منسم
فإن كنت ندماني فبالأكبر أسقني …ولا تسقني بالأصغر المتثلم
لعل أمير المؤمنين يسوءه ……تنادمنا بالجوسق المتهدم
فلما قدم على عمر قال له قد بلغني قولكم وأيم والله إنه ليسوءني وقد عزلتك، فقال: والله يا أمير المؤمنين ما شربتها قط وما ذلك الشعر إلى شيء طفح على لساني، فقال عمر: أظن ذلك ولكن والله لا تعمل لي عملاً أبداً وقد قلت ما قلت، فلم يذكر أنه حده على الشراب، والسؤال من شقين: الشق الأول: ما صحة هذه القصة؟ والشق الثاني: أختلف أهل العلم في الشاعر إذا اعترف في شعره ما يستوجب حداً هل يُقام عليه الحد؟ على قولين: فأي قولٍ منهما ترجحون علماً بأن صاحب < أضواء البيان > جنح إلى القول بأنه لا يُحد ولكن يستوجب الملامة والتأديب استدلالاً بالآية والقصة فما هو الحق في ذلك؟
الجواب: والله الذي يظهر لي أن القصة فيها نكارة ويذكرونها في أسانيد ملفلفة هكذا في بعض كتب التفسير فكتفينا بالنكارة فيها ذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول كما في < الصحيحين > من حديث أبي هريرة: ((إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم))، قال الحافظ رحمه الله عند هذا الحديث: الحديث دالٌ على أن من تكلم بسوء له غنمه وعليه غرمه المعنى، هذا يدل على أن من تكلم بشعر أو بغيره سواءٌ قذف أو سواءٌ أفترى أو ما إلى ذلك أنه يؤخذ به، ومما يؤيد هذا القول أنه قد جاء عن عمر بن الخطاب في قصة الزبرقان بن بدر حين هجاه جرول بن مالك الحطيئة، هجاه بأبياتٍ ظاهرها عدم الهجاء قال:
دع المكارم لا تسعى لبغيتها ……وأقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
فجاء الزبرقان يشكوه على عمر بن الخطاب، قال: ما أراه إلا مدحك قال: لا إنه هجاني، فدعوا حسان يحكم بالقضية لمعرفته الشعر قال: يا أمير المؤمنين ما هجاه ولكنه سلح على رأسه، ومع هذا جاء عن عمر رضي الله عنه أنه أراد قطع لسان جرول بن مالك بما حصل له من هجاء للمسلمين ثم بعد ذلك افتداه وأعطاه بعض المال على أنه يكتم يكف عن أعراض المسلمين، هذا يدل على أن عمر ما سامحه في أعراض المسلمين فقط أنه لم لما قال: دع المكارم، ولو رماه أيضاً بفرية لأقام عليه الحد، إنما هذا مجرد سبٍ ومجرد طعن ليست بفرية، أنت الطاعم الكاسي عبارة من الذين يطعمون ويكسون وينفق عليهم وبعبارة أنهم جالسون في البيوت لا قدرة لهم على الاكتساب والقيام بشؤون الناس وعبارة عن عالة على غيره، فهذا ما فيه فرية وما فيه كذلك ما يستلزم الحد هذا الذي يظهر والله أعلم، نكارة هذه الأبيات، وأما قول الشنقيطي رحمة الله عليه أنه ما فيه حد فأنا لم أنظر قوله ولكن هذا الذي ظهر لي، فهو عليه الحد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(129/187)