ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 08:09 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
ـ[بن موسى]ــــــــ[28 - 08 - 10, 09:03 م]ـ
هناك فرق واضح بين من يشد الراحل الى احد المساجد لذات المسجد وبين من يذهب من اجل سماع صوت الامام والخشوع معه ونحوه(128/19)
كلام الله اوحاه الى نبيه صلى الله عليه وسلم بلفظه .. ما هو؟
ـ[أم ديالى]ــــــــ[16 - 06 - 10, 06:44 م]ـ
جاءني سؤال اختياري في الاختبار:
كلام الله اوحاه الى نبيه صلى الله عليه وسلم بلفظه .. هل هو:
- القرآن الكريم
- الحديث القدسي
- الحديث الشريف.
فاخترت الحديث القدسي لأن الضمير في (بلفظه) يعود الى أقرب مذكور وهو الرسول صلى الله عليه وسلم .. هل اجابتي صحيحة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أم ديالى]ــــــــ[16 - 06 - 10, 11:19 م]ـ
هل من اجابة؟
ـ[أبو عبد اللطيف العتيبي]ــــــــ[16 - 06 - 10, 11:35 م]ـ
ولو ذكرتم القرآن؛ هل أخطأتم بذلك؟
ـ[أم ديالى]ــــــــ[16 - 06 - 10, 11:57 م]ـ
بارك الله فيكم الذي اعرفه ان الضمير يعود لأقرب مذكور ..
أنا اريد الاجابة الصحيحة وفقكم الله
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 12:09 ص]ـ
------------------
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 12:20 ص]ـ
الأخت الكريمة جوابك صواب ,واستدلالك فيه عتاب
ـ[أم ديالى]ــــــــ[17 - 06 - 10, 12:48 ص]ـ
الله يبشركم بالجنة اخي الكريم ابو عبد الله
ـ[أبو عبد الله حمزة الجزائري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 12:59 ص]ـ
آمين بارك الله فيك(128/20)
من منكم يريد دراسة بداية المجتهد؟
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[16 - 06 - 10, 11:24 م]ـ
من منكم يريد دراسة بداية المجتهد؟
إذا توفر عدد من الطلاب فقد نبدأ بكتاب الطهارة كبداية قبل ان يتقرر الإستمرار من عدمه!
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:20 ص]ـ
أحسنت أيها الأخ الكريم فهو كتاب ماتع فذ
لكن كيف سندرسه؟؟
وعلى كل حال معك ان شاء الله في أي خير
وجزاك الله خيرا
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:25 ص]ـ
أمَّا الشيخ فهو شيخنا أحمد محمد البوني الشنقيطي و قد درسنا متوناً شنقيطية.
أما كيف ففي غرفة ظهور العيس أو سكايب.
لكن في غير أيام السبت و الاحد و الإثنين لانني ملتزم مع شيخينا المقرمي و أحمد موسى في الفقه الشافعي.
ـ[أبو ياسر الداعي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:38 ص]ـ
يا الله
على الوقت المناسب الذي اشتريت فيه هذا الكتاب وبعد نصيحة شيخنا الدكتور الفقيه أحمد حسين (دار الحديث الخيرية) حين سألته عما أقرأ من كتاب في الفقه (كقراءة) أستزيد مما عندي فذكر كتبا هذا من ظمنها.
وكم كنت أقرأ مع الرغبة في معرفة الإشكالات
فاللهم اجعل هذه هي الفرصة
أنصح بالاسكاي بي لشهرته ووضوحه وسهولة التسجيل فيه
ثم الانسبيك أو أو أو ...................
جزاك الله خيرا
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:44 ص]ـ
مرحبا و أهلا و سهلاً ... فقط بعض الإخوة ثم اوصل الطلب للشيخ فهو قد وعدني خيراً
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[17 - 06 - 10, 03:34 م]ـ
أمَّا الشيخ فهو شيخنا أحمد محمد البوني الشنقيطي و قد درسنا متوناً شنقيطية.
هلا أتحفتنا بترجمة للشيخ ...
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[17 - 06 - 10, 06:04 م]ـ
الرجاء الدخول هاهنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123982
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[17 - 06 - 10, 06:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن منا لا يريد!
اعتبرني أول المنضمين إن شاء المولى تعالى وأرجو اعلامي متى تقررت مواعيد الدروس.
هل من دروس في الفقه الشافعي؟
أقترج السكايب كما أسلف أخي الفاضل من قبل فجودة الصوت عالية فيه وهو منتشر الان.
بارك الله بكم
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[17 - 06 - 10, 06:54 م]ـ
فقط بعض الإخوة و ارفع الطلب رسميا إلى الشيخ.
و للإشارة ستكون هناك بعض الشروط حتى تسير الدروس بانتظام و احترام للشيخ.
و سيتم الإعلان عن هذه الشروط لاحقا إن شاء الله.(128/21)
كيف ينظم المسلم وقته | ضروري لكل طالب علم
ـ[خالد سالم ابة الهيال]ــــــــ[16 - 06 - 10, 11:45 م]ـ
http://download.media.islamway.com/lessons/munajjed/Waqt.rm
ـ[أبو ياسر الداعي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:31 ص]ـ
بعد محاولات عدة
إلا أن الرابط لا يعمل
رزقت الجنة
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:24 م]ـ
نرجو تعديل الرابط
ـ[أبو سفيان الأمريكي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 04:21 م]ـ
الرابط من موقع الشيخ المنجد
http://islammedia.tv/files/a/0600/a-001-05031410-091-13389-0-1-000-000-00-0600.mp3
ـ[أبو سفيان الأمريكي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 04:22 م]ـ
(كيف ينظم المسلم وقته؟)
عناصر الموضوع:
1. الوقت هو الحياة
2. أهمية الترتيب والتخطيط وصرف الوقت لذلك
3. وسائل توفير الوقت
4. قتل مضيعات الوقت في مهدها
5. صفات الوقت الضائع
6. حال السلف مع الوقت
7. تنظيم الوقت وقضية التسويف
8. تحديد أوقات نهائية لإنهاء المشروع
9. استغلال الوقت في النافع والمفيد والأهم
10. أمثلة على الفوضوية في طلب العلم
11. عوامل تحديد الأولويات
كيف ينظم المسلم وقته؟
الوقت هو الحياة، لكنَّ كثيراً من الناس يقضون هذا الوقت فيما لا نفع منه، أو لا يحسنون ترتيب أوقاتهم وبرمجتها حسب الأولويات والمهمات، وفي هذا الدرس وضع الشيخ النقاط على الحروف، من خلال البرامج والخطط المتبعة في تنظيم الوقت والوسائل المعينة على استغلاله دون أن تذهب دقائقه وساعاته حسرات، إضافة إلى ذكر بعض مضيعات الوقت لتلافيها.
الوقت هو الحياة:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلىآله وصحبه أجمعين. وبعد: أحييكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل مجلسنا هذا مجلس ذكر تحفه الملائكة، وتغشاه الرحمة، وأن يجعلنا وإياكم في ديوان المذكورين عنده. الوقت هو الحياة، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع) وفي الحديث الآخر: (اغتنم خمساً قبل خمس ومنها حياتك قبل موتك) فبما أن الوقت هو الحياة، فيكون المعنى: اغتنم وقتك هذا الذي هو حياتك قبل أن يأتيك الموت فتنقطع عن الدنيا، ويكون ليس عندك ثمة وقت تشغله في طاعة من الطاعات. ولذلك يجب على المسلم أن تكون عنده غيرة شديدة على وقته، ويجب أن يتضايق جداً إذا ضاع شيء من أوقاته فيما لا ينفع، ويجب أن تظهر عليه علامات الأسى والأسف والندم إذا تفلتت منه أوقات بغير فائدة، وهذا هو شأن عباد الله العقلاء، ولكن من الخلق من يقول: لا ندري كيف نقضي أوقاتنا، ولا ندري كيف نمضي هذا الوقت، ولا ندري كيف نقتله، ولذلك تسمع منهم عبارات زهق وطفش وضيق وملل .. ونحو ذلك. قال ابن القيم رحمه الله تعالى "الغيرة غيرتان: غيرة على الشيء وغيرة من الشيء، فالغيرة على المحبوب حرصك عليه، والغيرة من المكروه أن يزاحمك عليه، فالغيرة على المحبوب لا تتم إلا بالغيرة من المزاحم" إذا أردت أن تحافظ على وقتك؛ يجب أن تغار على هذا الوقت، وتغار من الأشياء التي تزاحم الاستفادة من هذا الوقت. ثم قال رحمه الله: "وكذلك يغار المسلم على أوقاته أن يذهب منها وقت في غير رضا محبوبه وهو الله عز وجل، فهذه الغيرة من جهة العبد غيرة من المزاحم المعوق القاطع له عن مرضاة محبوبه. إن الزوجة تغار من الزوجة الأخرى؛ لأنها زاحمتها فيه، ويصبح الوقت ذا قيمة عندما يكون هناك هدف، وعندما تكون هناك رسالة يصبح وقت الإنسان ثميناً جداً، والناس الذين ليس لديهم رسالة؛ يعيشون في الدنيا بغير هدف، فأوقاتهم لا قيمة لها، ولذلك لا يشعرون بالوقت وهو يمضي. ونحن المسلمين أصحاب رسالة وهدف، لذلك يجب أن يكون لوقتنا أهمية كبيرة جداً في إحساسنا وشعورنا، أرأيت الطالب عندما يبقى على الامتحانات أسبوع؛ كيف تكون قيمة الوقت عنده كبيرة جداً، لأن هناك هدفاً حاضراً يشتغل من أجله الآن، فإذا انقضت الامتحانات وجاءت العطلة، وجدت الوقت عنده لا يكال بأي كيل، ويذهب هكذا هدراً، وتقفز إلى قائمة أوقاته فترات الراحة والاستجمام والتسلية والنوم. لماذا لا نشعر أننا في سباق نحو الآخرة؟ لماذا لا نستشعر الأهداف والمسئوليات التي أنيطت بنا؟ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/22)
تُرْجَعُونَ [المؤمنون:115] وقال الله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] .. وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ [هود:119]. فلأننا أصحاب رسالة وأصحاب هدف وأصحاب مسئوليات.
قد رشحوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل:
أن تكون مثل هؤلاء الحيوانات الذين يسرحون ويمرحون بلا هدف، أوقاتهم ليس لها أي قيمة، فقد يتساءل كثير من الناس: هذا اليوم وهذه الليلة أربع وعشرون ساعة كيف ننظم هذا الوقت؟ كيف نستغله؟ كيف نوفر الأوقات؟ كيف نحصل على مزيد من الوقت؟ إن المسلم العاقل الفطن يقول: أريد وقتاً زيادة؛ لأن عندي أشياء كثيرة أريد أن أعملها، والفارغ البطال يقول: لا أدري كيف أمضي الوقت، ويتمنى ذلك العاقل لو اشترى وقت البطال بأغلى الأثمان، ويقول: يا ليت عندي وقت فلان لكي أعمل أعمالاً إضافية كثيرة أريد أن أعملها. ويجب أن ينطلق المسلم في تفكيره في استغلاله لوقته من واقعه ووضعه وإمكانياته، وليس بناءً على شطحات من الخيال، ولا على توهمات ولا على أوضاع ماضية، فمثلاً: ليس من الصحيح أن يفكر في الطالب الجامعي وهو يريد أن يجدول وقته بظروف المرحلة الثانوية، أو يفكر في الموظف وهو يريد أن يجدول وقته بناء على معطيات المرحلة الجامعية .. وهكذا.
أهمية الترتيب والتخطيط وصرف الوقت لذلك:
ومن الأساليب التي توفر الوقت: اصرف وقتاً في البداية، ما معنى هذا الكلام؟
الترتيب:
إن توفير الوقت يتطلب أحياناً صرف وقت كبير في بداية الأمر، ولكن الإنسان سيستريح فيما بعد، ويوفر أوقاتاً كثيرة كان سيقضيها في البحث عن أشياء ضائعة في الأكوام غير المرتبة من الكتب والأغراض الشخصية، فمثلاً: طالب العلم يحتاج في البداية إلى ترتيب مكتبته أو عمل فهرسة لها وتصنيف الكتب ووضعها في أدراج وتقسيمات معينة ويحافظ على هذا الترتيب، ليس أن يرتب في البداية ثم يهمل بل يحافظ على هذا الترتيب، هذه العملية تأخذ وقتاً كبيراً، ولكنها توفر عليه أوقاتاً تضيع عادة في البحث عن كتاب ضائع وسط أكوام الكتب الملقاة بعضها فوق بعض، وكذلك الذين يضعون ثيابهم بعضها فوق بعض ثم يحتار: أين النظيف من المتسخ؟ وبعض الناس من طبيعتهم أنهم لا يحبون الترتيب، ويقولون: نحن ضد الروتين كما يقولون، ولذلك فإنهم غير مستعدين أن يسيروا على أي خطة، ويتضايقون إذا حددوا بأشياء معينة، ولذلك يريد أن يكون الواحد منهم سبهللاً يمشي فارغاً بدون هدف. وبعض الناس يتركون للآخرين ترتيب الوقت لأشياء معينة، فتجد الطالب مثلاً يترك للمدرسة ترتيب جدول الحصص وكذلك في الجامعة، وكذلك الموظف في الشركة وقته محدود بنظام الشركة، لكن اسأل هؤلاء ماذا يعملون في النصف الآخر من يومهم بعد أن يخرجوا من المدرسة أو الجامعة أو الشركة؟ أجبروا على نظام معين وخطة معينة في الجامعة أو في الشركة ولكن في بقية النهار والليل ماذا يفعلون؟
الجدولة والتخطيط وشروطهما:
لا بد أن يكون المسلم واعياً، لا بد أن يكون مخططاً لكل ما يريد أن يفعله، فعلى سبيل المثال: إن إنفاق عشر دقائق مثلاً في أول كل يوم في كتابة مذكرة صغيرة بما ينبغي أن تفعله في هذا اليوم، أو مثل ذلك في آخر كل يوم بما تنوي أن تفعله في اليوم التالي، يوفر عليك عناءً كبيراً، ويجنبك نسيان ما يجب أن تفعله في المستقبل، وإذا كان بعض الناس ذوي ذاكرة طيبة؛ فلا بأس أن يجدولوا أعمالهم في أذهانهم، ولكن كثيراً من الناس من سريعي النسيان ينبغي أن يعمد إلى الكتابة، ولئن كان وأهل الدنيا يجعلون جداول زمنية لإنهاء مشاريعهم ومقاولاتهم، فتجد المقاول يعمل جدولاً زمنياً دقيقاً ومرتباً لمراحل العمل، فيقسم المراحل ويجعل لكل مرحلة وقتاً معيناً يجب أن تنتهي فيه هذه المرحلة، وتكلفة هذه المرحلة، والعمال في هذه المرحلة، والمواد المستخدمة في هذه المرحلة، وهكذا يعملون بدقة لكي يكسبوا مالاً في النهاية. نحن المسلمين أصحاب الرسالة يجب أن نكون أشد من هؤلاء تخطيطاً ودقة في تصريف أوقاتنا، واسأل نفسك هذين السؤالين قبل أن ترتب أي جدول أو تنظم أي خطة: أولاً: هل هذه الأعمال التي تريد أن ترتبها هي من مرضاة الله؟ ثانياً: كيف تقوم بها على خير وجه؟ بعض الناس يأتون بلائحة من الأعمال، ويتفننون جيداً في الطريقة المثلى للقيام بكل عمل، فعندهم كفاءة عالية في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/23)
أداء الأعمال، لكنهم لا يسألون أنفسهم قبل هذا: هل هذا العمل أصلاً مجزي ومثمر؟ مثلاً يستطيع إنسان أن يرقص بشكل صحيح وكفاءة عالية ويستطيع أن ينظم جدول طيران إلى مكان من أمكنة الفسق بأقصر وقت وأقل تكلفة، فهذا تنظيم ممتاز وتنفيذ رهيب، لكن هذا العمل أصلاً هل هو من طاعة الله؟ فيحتاج أن نفكر من هذين المنطلقين. وفائدة الجدولة ووضع الجداول كبيرة، وخصوصاً أنها تشعر الشخص الذي ينظم وقته بأي انحراف في صرف الأوقات، وتنبهه لأي ضياع في هذه الأوقات؛ لأنه يسير على خطة، فهو يشعر من خلال تنفيذ الخطة بأي انحراف، بخلاف الذين يسيرون على غير خطة -عشوائياً- لا يشعر بالأوقات الضائعة.
أسباب فشل تنفيذ الخطط والبرامج:
كثير من الإخوان يقول: لقد جربنا فوضعنا، ولكننا فشلنا في تنفيذها، وتحمسنا في بداية الأمر لأيامٍ معدودات ثم تعبنا، فأطلقنا الأمور على عواهنها. لهذا الفشل أسباب: منها: أن بعض الناس يلجأ إلى تخصيص كل دقيقة في اليوم، وهذا مستحيل ولا يمكن، فيكون هذا من أسباب الفشل. لا بد أن يجعل الإنسان في خطته أولاً الأشياء المهمة، وثانياً: يجعل أوقات فراغ للأمور التي تطرأ عليه، وكذلك لا بد من التدرج في تنفيذ هذه الجداول والخطط، وليس بهجمة حماسية تنتهي بالفشل الذريع، ويجب أن يأخذ المسلم بعين الاعتبار وهو ينفذ خطة وضعها أن الأشياء الطارئة المهمة من مرضاة الله وطاعته ليست مضيعة للوقت وليست فشلاً لهذا البرنامج، فمثلاً: قد يسير الإنسان على تخطيط معين في هذا اليوم، فجأة في منتصف الجدول يأتيه أحد إخوانه يقول: سيارتي تعطلت أريد أن تذهب معي إلى الورشة مثلاً، هذا العمل قد يستغرق ساعة من الزمن، وهذه الساعة قد تجعل هذا الجدول مختلاً، وبعض الناس قد يتضايقون ويقولون: فشل الجدول وفشلت الخطة، نقول: كلا. لأن المسلم يعمل الأقرب من الطاعات إلى الله عز وجل، والمثالية الزائدة في جدولة الأوقات قد تجعل الشخص كالآلة لا يتفاعل مع الناس، ولا يحس بكثير من المشاعر النبيلة. والمثالية الصرفة قد تجعل الشخص يتعامل مع الناس بجفاء، فليس المطلوب مثلاً أن يكون الإنسان دقيقاً جداً، فيكون ذلك الشخص الذي طلب مرة منه أحد إخوانه موعداً فقال له هذا الشخص المثالي: كم يستغرق الموعد؟ كم تريد؟ قال: ربع ساعة، قال: حسناً، فلما جاء الوقت المحدد قعد معه فتكلم وتكلم، فلما انتهت هذه الدقائق؛ نظر في ساعته، فلما رآها انتهت قام مباشرة دون كلام ولا سلام وخرج من المجلس وصاحبه لم يكمل كلامه بعد، إن مثل هذه الأشياء المثالية جداً قد تجعل بعض الناس بغيضين إلى بعض. وقد يتساءل كثير من الإخوان: نحن نضع برامج وجداول ولكن تأتينا أشياء طارئة كثيرة فما هو التصور تجاه هذه الطوارئ؟ فنقول: نحن مسلمون لدينا علاقات أخوية وروابط اجتماعية، والأشياء الطارئة في هذه الجوانب موجودة بشكل واضح، ونحن دعاة إلى الله عز وجل، وحياة الداعية وأيامه مملوءة بالمفاجأة والأحداث، ولكن ينبغي أن تعلم أيها الأخ المسلم أن الأشياء الطارئة والمهمة لا تعني أن الخطة والجدول فاشل، فإن المهم إرضاء الله في كل لحظة؛ وتقديم ما يحبه الله وليس المهم هو أن ينجح الجدول (100%) فلو أنك تسير على جدول مثلاً ثم بلغك موت قريب لك فماذا تفعل؟ أو جاءك ضيف مثالي فماذا تفعل؟ يجب أن تقوم بحق الضيف، وتذهب للتعزية وحضور الدفن .. ونحو ذلك. ومن أسباب الفشل في تنفيذ الجداول: عدم تعود الناس على هذه الأشياء المحددة، فالنفس تكره التحديد .. النفس تريد الانطلاق بلا حدود، ولذلك فإن النجاح في تنفيذ هذه الخطط يعتمد على تعويد النفس على الالتزام والدقة، وهذا أمر تكرهه النفس، والتعويد أمر صعب، ولكن إذا جاهد الإنسان نفسه من البداية فإن النهاية تكون سعيدة، وإذا جاهد الإنسان نفسه في أن يتعود على أمور معينة، فإن هذه الأمور تصبح طبيعية في النهاية وسهلة، بل إنه يفعلها لا شعورياً دون أن يحس بأي كلفة.
خطوات التعود على العادات الطيبة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/24)
لكي يتعود المسلم على العادات الطيبة فلا بد له من خطوات منها: أن ينطلق في البداية بقوة للتعود على شيء معين وبحكمة، فينطلق بحماس في تنفيذ هذه العادة والتعود عليها وتضبطه الحكمة، وأن ينتهز أقرب فرصة للتعود؛ لأن الإنسان إذا جلس يسوف ويقول: سأتعود في المستقبل؛ فإنه لن يتعود، وقد تضيع الفرصة منه نهائياً، ويكون الفشل أشد مرارة في نفسه من لو أن الفكرة لم تخطر بباله أصلاً. ويمكن للمسلم أن يستعين للتعود على هذه العادات بالآخرين، وهذا ما يؤكد أهمية التربية الجماعية، فإن الإنسان قد يصعب عليه أن يتعود لوحده، لكن إذا التزم مع إخوة له على عادة معينة؛ إن الأمر يصبح سهلاً؛ لأن الجماعة تسهل على الفرد، وقضية أن يلتزم شخص داخل جماعة أسهل من أن يلتزم شخص لمفرده، لأن بعضهم يشجع بعضاً. ومن النصائح في قضية التعود على العادات عدم عمل أي استثناء في البداية حتى تصل العادة، وإلا فإن حليمة سترجع إلى عادتها القديمة، مثلاً: لو شعر الإنسان ببركة الوقت بعد صلاة الفجر وأن الله قد بارك لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في بكورها، فأراد أن يتعود على عدم النوم بعد صلاة الفجر وعلى استغلال الوقت بعد صلاة الفجر، قد يتحمس في اليوم الأول فلا ينام بعد الفجر، ويستغل الوقت في قراءة قرآن وذكر ومذاكرة وعمل، لكن الخطر يكمن في أن بعض الناس في اليوم الثاني أو الثالث أو الرابع في التعود في الأيام الأولى المبكرة، قد ينام متأخراً نوعاً ما، فيأتي ويقول: هنا أريد استثناء، اليوم نستثني ننام بعد الفجر، وغداً سيكون هناك استثناء آخر وتتعدد الاستثناءات .. وهكذا تفشل قضية التعود.
وسائل توفير الوقت:
توفير الوقت بتحديد مواعيد الأشياء الثابتة في كل يوم:
ومما يعين المسلم على تنظيم أوقاته تحديد مواعيد الأشياء الثابتة في كل يوم، فمثلاً: تحديد موعد النوم .. موعد الوجبات .. موعد الزيارات .. موعد الجلسات .. موعد المذاكرة .. وهكذا. إن دين الإسلام يساعد المسلم على تنظيم وقته بشكل عظيم، فانظر مثلاً إلى الصلوات الخمس، فهي عبارة عن خمسة حدود يومياً موضوعة في اليوم .. خمس محطات تساعدك في تنظيم الوقت، ولذلك تجد مواعيد المسلمين بعد العصر .. بعد العشاء .. بعد المغرب .. بعد الفجر .. قبل المغرب بكذا، أما مواعيد الكفار فليس عندهم هذه الأشياء التي تساعدهم في تحديد وتنفيذ المهمات، لكن المسلم تعوده الصلوات الخمس أن يذهب إلى المسجد في هذا الوقت .. وفي هذا الوقت فهناك أوقات ثابتة يومياً، وهذا من فوائد دين الإسلام. كذلك لا بد من تخصيص وقت للمشاوير، نحن نجد أن المشاوير التي نذهب بها يومياً تأخذ وقتاً من حياتنا، ولذلك لا بد أن يفكر الإنسان قبل أن يخرج في مشوار ما ماذا سيفعل؟ وإذا كان عنده أكثر من حاجة يشتريها يفكر قبل أن يخرج ما هي جميع الحاجات، ثم يفكر في الطريقة المثلى التي يسلكها في مشواره حتى يأتي بجميع الحاجات في أقل وقت، بعض الناس لا يفكرون، يذهب يشتري شيئاً ويرجع للبيت ثم يتذكر شيئاً آخر ويذهب ويشتري .. ويرجع وهكذا، وبعض الناس لا يفكر في الطريق، فيذهب هكذا ويشتري ثم يذهب هكذا ويشتري ثم يرجع إلى المكان الأول ويشتري وهكذا. والتخطيط الجيد عموماً يستلزم ثلاثة عناصر، وهي عبارة عن ثلاثة أسئلة يسألها الإنسان نفسه: ما هي الأشياء التي أشتريها؟ متى أذهب؟ كيف وما هي طريقة المشوار؟
توفير الوقت بتوزيع المهمات:
من الأمور التي تساعد على توفير الأوقات وإن كان لطبقة معينة من الناس: قضية توزيع المهمات، وخصوصاً المطلعين بالمهام التربوية والعلمية، أو مثلاً الأب مع أولاده، إذا أراد الأب أن يقوم بكل شيء في البيت سيستهلك وقتاً كثيراً، ولكن لو استعان بأولاده مثلاً فوزع عليهم المهام، فإنه سيرتاح إلى حد بعيد، وكذلك المربي فإنه إذا وزع المهمات على إخوانه فإنه سيوفر لنفسه وقتاً كثيراً بالإضافة لما يسببه هذا التوزيع من ازدياد ثقة هؤلاء بأنفسهم وتدريبهم على القيام بالأمور الجديدة، وفي نفس الوقت الذي يفرغ وقتاً يستطيع فيه القيام بأمور أخرى هو، أو يزيد كفاءته في أمور يفعلها أصلاً، فلنفرض أن طالب علم مثلاً يدرس في حلقة تجويد وأخرى في التفسير وثالثة في الفقه .. وهكذا وهو منشغل، هذا الرجل لو درب أحد إخوانه على القيام بأمر حلقة التجويد مثلاً، فإن هذا سيفرغه للقيام بشيء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/25)
آخر مهم، أو زيادة تفرغه لتحضير حلقات التفسير والفقه .. وهكذا. لا بد أن نشير هنا إلى قناعة موجودة عن بعض المعلمين، وهي أنه يريد أن يفعل كل شيء بنفسه، لأنه يعتقد أن الآخرين سيفعلونه بكفاءة أقل أو يفشلون فيه، فلا يوزع المهمات عليهم، ويستشهد بالمقولة المشهورة: "ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك". ونحن نقول: هذا المثل قد يكون صحيحاً فيما هو من شئونه الخاصة، أو فيما يجزم أن غيره لن يستطيع القيام به من خلال التجربة مثلاًً، فأما ما كان من الأمور التي يستطيع أن يفعلها الآخرون؛ فلا يمكن الاستشهاد بمثل هذه المقولة.
توفير الوقت بدفع المال:
ومن وسائل توفير الوقت دفع المال، إذا استطعت أن توفر وقتاً بدفع المال فافعل، وفي المثل المشهور: الوقت من ذهب، ولكن هذا المثل خطأ؛ فإن الوقت لا يقدر بأي قيمة، فالذهب لو خسرته يمكن بعد عدة صفقات أن ترجعه أو تسترجع أكثر منه، لكن الوقت إذا ذهب كيف تسترجعه! هيهات هيهات! ولا يمكن رجوع الوقت ولا شراؤه. ولذلك تجد أنت على سبيل المثال أجهزة الهاتف بعضها مثلاً بالأزرار وبعضها مثلاً بالقرص، ولا شك أن الهاتف الذي بالأزرار يأخذ وقتاً أقل في الاتصال إذا كان مصمماً بالطريقة الفورية لدق الأرقام، فإذا كنت تستطيع أن تستعمل هذا فاستعمله؛ فإنه يوفر لك على المدى البعيد وقتاً، وبعض الهواتف فيها أزرار لإعادة المكالمة تلقائياً إذا استطعت أن توفرها فافعل، لا تتوانَ في شراء جهاز لزوجتك في البيت مثل الغسالة أو الموقد أو أي وسيلة من وسائل الراحة العصرية التي توفر لزوجتك وقتاً، إذا استطعت أن تدفع نقوداً لتشتري وقتاً فافعل. فهذا محمد بن سلام البيكندي شيخ البخاري رحمهما الله المتوفى سنة [227هـ] كان في حال طلب العلم جالساً في مجلس الإملاء والشيخ يحدث ويملي، فانكسر قلم محمد بن سلام وهو يكتب، طبعاً الشيخ لن ينتظر واحداً من الطلبة حتى يأتي بقلم، وهذا صاحبنا من الطلبة المواظبين المجدين الذين يعرفون قيمة الوقت، فأمر محمد بن سلام البيكندي أن ينادى: قلم بدينار قلم بدينار، والقلم يساوي أقل من دينار، فتطايرت إليه الأقلام، لأن الناس يريدون الدينار، فدفع مالاً ليوفر وقتاً. وستجد في المقابل من الناس الفارغين البطالين من هو مستعد أن يعطي من وقته ويضيع مالاً لذلك.
قتل مضيعات الوقت في مهدها:
ومن الأمور التي تساعد على استغلال الوقت والمحافظة عليه: قتل مضيعات الأوقات في مهدها، فهناك أمور تضيع الأوقات. قال ابن القيم رحمه الله: إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها. إذا أنت مت انقطعت عن الدنيا، ولكن إذا اشتغلت بالأشياء التي تضيع الوقت بلا فائدة فإنك تكون قد انقطعت عن الله والدار الآخرة، ولا بد أن يكون عندنا مفهوم واضح للأشياء التي تضيع الوقت، فليس من ضياع الوقت ما كان في طاعة الله، لذلك قد تكون مساعدة الوالدين وشراء الأغراض لهما، أو الذهاب بالولد إلى العيادة ومساعدة أخ في الله في إصلاح سيارته مثلاً لا يمكن أن نعتبره مضيعة للوقت؛ لأنه من طاعة الله. ولذلك بعض الناس عندهم مفاهيم غريبة في خسارة المال أو ضياع الوقت، يقول: والله نحن ضيعنا من وقتنا العام الماضي عشرة أيام في الحج، ونحن خسرنا عشرة آلاف ريال في الحج، فليس هذه خسارة، كيف تسميها خسارة؟! ليس من إضاعة الوقت مثلاً الصبر على التربية اللازمة لإقامة المجتمع المسلم، ومن لا يقبل بذلك فهو متهور، يريد اختصار ما لا يمكن اختصاره؛ لزعمه أن طريق التربية بطيء وهو مضيعة للوقت، ولذا تجد أكثر هؤلاء شعارهم العنف؛ لأنهم يريدون تغيير كل شيء بالقوة وبأسرع طريقة، ولسنا نعني هنا أنه لو حانت فرصة طيبة أن تستغل.
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا
ما هي الأشياء التي تستهلك الأوقات؟ ذكر ابن القيم رحمه الله أشياء الإسراف فيها مضيعة للوقت، وهي: النوم والأكل والكلام، إذا زادت عن حدها صارت مضيعة للوقت.
النوم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/26)
النوم مثلاً نعمة من نعم الله لولا النوم لعشنا في شقاء، لأن الإنسان مطلوب منه أن يعطي جسده حقه (وإن لجسدك عليك حقاً) ولكن ليس معنى هذا أن ينام الإنسان الساعات الطويلة المتواصلة، أذكر أنني أيقظت شخصاً في وقت الظهر أو العصر، فقلت له: منذ متى أنت نائم؟ فقال: نمت من قبل مغرب اليوم الماضي .. وهكذا فإن بعض الناس ينام الساعات الطويلة جداً ويستغل وقته في النوم، وبعض الناس يعتقد أنه لا بد أن ينام ثمان ساعات، مع أن هذه المسألة كما أثبت أهل الطب أن الأجسام تختلف، فبعض الناس يحتاجون ثمان ساعات فعلاً وبعض الناس تكفيهم ست ساعات، وبعض الناس تكفيهم أقل، وبعض الناس تكفيهم أكثر، والمسألة تعتمد كثيراً على التعود وعلى طبيعة جسم الإنسان، وعلى نوع الوظيفة التي يقوم بها ... وهكذا، وبعض مشاهير الدعاة كانوا ينامون أربع ساعات فقط في اليوم، ليستغل في الأوقات الأخرى في طاعة الله، فهو يعلم أنه يسابق بالخيرات. ومن الأمور المهمة في النوم: القيلولة، لقوله عليه الصلاة والسلام: (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل) فالوقت الذي يكون الشيطان فيه سارحاً يمرح المفروض أننا نحن نكون في نوم، ولا نتأخر في السهر؛ فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قد كره السهر بعد العشاء الآخرة إلا للعلم أو الأشياء المهمة أو الضيف مثلاً، الآن انعكست عندنا الآية فالوقت الذي يكون المفروض فيه أن ننام نستفيق، والوقت الذي ينبغي أن نكون مستفيقين ننام .. وهكذا. صحيح أن طريقة الحياة المعاصرة تجبرنا على أشياء من الاستيقاظ، مثلاً: الآن في قضية الدوام والحصص تجد أن الحياة مصممة على أنك تستيقظ في وقت القيلولة، ولكن لو استطعت أن تقيل فافعل، ولو استطعت أن تنظم جدولك بحيث تنام في وقت القيلولة؛ فافعل.
وجبات الطعام:
من الأمور المضيعة للوقت كذلك: وجبات الطعام، سواء أثناء الوجبات على المائدة كما يحصل عندما يجتمع أناس على طعام فيطول الكلام في أشياء غير مفيدة، والأكل الذي كان يمكن أن يلتهم في عشر دقائق لا يفرغ منه إلا في نصف ساعة أو ساعة إلا ربع أو أكثر، وقد يكون تضييعاً لمواعيد الطعام كما يقع مثلاً لبعض طلاب الجامعات، فإنه لا يلتزم مثلاً بأوقات المطعم؛ فيضطر بعد ذلك أن يذهب بعيداً ليشتري طعاماً وينفق في ذلك وقتاً ومالاً.
الاجتماعات على غير فائدة شرعية:
ومن الأمور التي تضيع الوقت وتستهلكه الاجتماعات على غير فائدة شرعية، قال ابن القيم رحمه الله: الاجتماع بالإخوان على قسمين: أحدهما اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت. فمن أكبر الأشياء التي تضيع الوقت النقاشات غير المفيدة أو غير الهادفة في بعض المجالس، مثل: النقاش ليثبت كل شخص من المتناقشين أنه على الصواب وأن الآخر على الخطأ من غير أدلة وتجرد، واجتماع الناس هكذا على حب التسلية وتمضية الوقت ينبغي أن ينتبه لها المسلم جيداً، فبعض الشباب لا يرد أحداً طلب منه أي طلب وإن كان تافهاً أو كان سيضيع عليه شيئاً أهم، فيأتي شخص يطرق عليه الباب، ويقول له: تعال معي، نريد أن نذهب فيخرج معه، يتصل له شخص بالهاتف، فيذهب معه ... وهكذا. والحل: لا بد أن نتعلم الاعتذار المهذب عن كل عمل يصرفنا عن الغاية التي نسعى إليها، ولا بد أن نعتذر بلباقة عن كل انشغال يشغلنا به الفارغون، صحيح أنه قد يأتيك وشخص وتعتذر وقد يضغط عليك ويطلبك عدة مرات، والفوضويون يتخذون القرارات لحظياً ويمرون على من يعرفون ويقولون: تعال معنا .. وهكذا. فليحذر العاقل هؤلاء البطالين، فما لم تكن تلك الروحة مهمة كشيء طارئ، مثلاً قيل لك: شخص توفي وهو يدفن الآن، فعليك أن تذهب إليه، قيل لك: إن فلاناً في المستشفى الآن وهذا وقت الزيارة، فعليك أن تذهب، فإنه من طاعة الله، كذلك تلبية حاجة الأبوين إذا طلب منك فعل ذلك. يقول ابن الجوزي رحمه الله: لقد رأيت خلقاً كثيراً يترددون معي فيما اعتاده الناس من كثرة الزيارة، ويسمون ذلك التردد خدمة ويطيلون الجلوس، ويدلون فيه أحاديث الناس وما لا يعني، ويتخلله غيبة، فلما رأيت أن الزمان أشرف شيء؛ كرهت ذلك، وبقيت معهم بين أمرين: إن أنكرت عليهم وقلت: لا أذهب معكم، وقعت وحشة، وإن تقبلته منهم ضاع الزمان. فيقول رحمه الله: فصرت أدافع اللقاء جهدي -كلما أتى واحد من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/27)
هؤلاء البطالين- أؤجل الموعد، فإذا غلبت -صار لا بد أن يدخل عندي- قصرت في الكلام لأتعجل الفراق، وبعضهم قد يلجأ إلى أساليب جيدة، فإذا أتاه شخص وهو مشغول؛ فإنه يقف، فيشعر الآخر بأنه لا يريد أن يقعد؛ فينصرف. ويقول ابن الجوزي رحمه الله متابعاً: ثم أعددت أعمالاً لا تمنع من المحادثة، ولكن لا بد منها لأوقات لقائهم، لئلا يمضي الزمان فارغاً، فجعلت من الاستعداد للقائهم قطع الكاغد -لدى ابن الجوزي كتابات وتصنيفات ومصنفات يريد أن يكتبها- وبري الأقلام، وحزم الدفاتر، فإن هذه الأشياء لا بد منها ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم؛ لئلا يضيع شيء من وقتي. انظروا كيف يحافظ العلماء على أوقاتهم، ولا بد من تعويد الآخرين على احترام وقتك، بعض الناس لأنه متسيب وليس عنده ثبات؛ فيأتي إليه الأشخاص الآخرون ببساطة وسهوله؛ لأنه ليس عنده ما يوقفهم عند حدهم، وتعويد الآخرين على احترام وقتك يكون بالتلميح أحياناً أو بالتصريح إذا لم يفهموا، وخذ على ذلك هذا المثال: دخل أناس على رجل من السلف فقالوا: لعلنا شغلناك، فقال: أصدقكم كنت أقرأ فتركت القراءة لأجلكم. أي: إذا أردتم الصراحة فقد شغلتموني، لقد كنت أقرأ وعندما أتيتم تركت القراءة لأجلس معكم. وكان ابن المبارك رحمه الله قد افتقده أحد أصحابه مرة، فقال: مالك لا تجالسنا؟ فقال ابن المبارك: أنا أذهب فأجالس الصحابة والتابعين. أي: أنه يقرأ في سيرهم وتواريخهم .. وهكذا. وعدم الحزم في مواجهة مضيعي الأوقات مشكلة، وبعض المزورين لا يصبر على الوحدة ومتى لأن المزور؛ طمع الزائر، ولذلك تجد بعض الناس يعلقون على أبوابهم، مثلاً: الرجاء ممنوع الإزعاج، لكن هذه اللافتة تصبح ليست ذات معنى؛ لأنه لا يرد أي طارق ويفتح لكل أحد ويضيع الوقت. وهنا ننبه إلى مزلق نفسي خطير، بعض الناس يظهرون الانشغال، وكلما جاء أحد يقول: أنا مشغول لا تكلمني، وهكذا ليس عندي وقت، ويمشي بسرعة في الممرات والطرقات، ويتظاهر أنه إنسان قد بلغ القمة في الانشغال، وإذا حاول أحد أن يستوقفه ابتعد، هذا قد يكون فيه شيء من الكبر والغرور والتظاهر بالانشغال. لقد رأيت من أهل الفضل من أعلم أنه في غاية الانشغال بالعلم وانقطاع عن الناس، لكن إذا أتيته تجده كأنه متفرغ لأجلك، والناس طرفان: منهم من يستقبلك ويلبي طلباتك وهو مشغول على قدر وسعه وطاقته، ومنهم من يظهر نفسه أنه مشغول وهو فارغ، وهذا شيء خطير، فالمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور، وبعض الناس عندهم عقدة، فيريد أن يظهر أنه منشغل وهو فارغ. كانت الجارية تأتي وتذهب بالرسول صلى الله عليه وسلم ليقضي لها حاجتها، فيذهب معها ويقضي لها حاجتها وهو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان مشغولاً، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان عنده من الوقت ما يداعب به أهله ويلاعب به الصبيان ويقضي حوائج الناس، ولم يقل لأحد إذا أتاه: أنا مشغول، ابعد عني لا تكلمني.
المكالمات الهاتفية:
ومن مضيعات الوقت المكالمات الهاتفية، فإنها أحياناً تجعل الشخص يستمر في الكلام ساعات أحياناً، وخصوصاً النساء اللاتي لا يجدن سبيلاً في رؤية بعضهن، فيكون الهاتف هو سلوتهن وعزاؤهن في تكليم بعضهن بعضاً، وهناك مشاكل زوجية كثيرة موجودة تحصل بسبب مصروف فواتير الهاتف؛ لأن الزوجة تتكلم كثيراً مكالمات خارجية ثم تقع الخلافات بين الزوجين، فضلاً أن تكون هناك تكليفات مادية، كما يجب أن تنتبه الزوجة إلى أن المسألة فيها ضياع وقت لها.
وسائل اللهو:
ومن مضيعات الأوقات: وسائل اللهو من البرامج والمسلسلات والجرائد والمجلات والألعاب والمباريات والمسابقات .. وغيرها، فإنها كثيراً ما توقع في المحرمات ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا حدث عنه ولا حرج، كيف يضيع مسلسل في تلفزيون أوقات المسلمين، أو كيف تضيع هذه المجلات الفارغة التافهة المنتشرة في الأسواق أوقات المسلمين والمسلمات، هذا شيء في غاية العجب! ولذلك تجد فيها من التنويع والتذليل والتحكيم والزخرفة أشياء تجلب الناس، فيضيع ساعات طويلة وهو ينقل التلفزيون من محطة إلى أخرى، ويفتح الجريدة والجريدة التي تليها والمجلة .. وهكذا تضيع منهم ساعات طويلة في هذه الأشياء، وهذه مسألة تحتاج إلى كلام منفصل عن الآثار السيئة لهذه الملهيات على الناس حيث إنها تحتاج إلى محاضرات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/28)
وخطب منفصلة. وبعض الناس تكون هوايتهم تضييع الأوقات في الحمامات عند الاستحمام، فتجده يقضي أوقاتاً طويلة وهو يستحم، مع أن الاستحمام لا يأخذ وقتاً، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع، لم يكن يغتسل بالصاع ساعات! ولكن تجد بعض الناس الآن يمكن أن يجلسوا في دورات المياه والحمامات ساعات طويلة جداً، ورحم الله جد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عندما دخل الخلاء قال لأحد أولاده: اقرأ هذا الكتاب، وارفع صوتك بالقراءة لكي أسمعك. يقول ابن الجوزي: ولقد شاهدت خلقاً كثيراً لا يعرفون معنى الحياة، فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر، ومع ذلك ينظر ويتضرر ولا ينكر، مع أن الله أغناه بما عنده من الملايين وهو يستطيع أن يعيش حتى لو ما فتح دكاناً، وقد تجد معه صبياً في الدكان وعنده من يقوم بأعماله وتجاراته إلا أنه يذهب ويجلس أمام الدكان، مثلما يحدث في بعض المناطق حينما تدخل أسواقهم، فتجد هذا يهش في الذباب وينظر في الغادي والرائح، وذلك الصبي يدير الدكان وهو جالس ينظر. ومضيعات الأوقات كثيرة، ولكن ذكرنا بعضها؛ لكي تجتث من أصلها، وإذا قضيت عليها توفرت أوقات كثيرة.
صفات الوقت الضائع:
ما هي صفات الوقت الضائع؟ وكيف تحس أن هذا وقت ضائع؟ الوقت الضائع في غير فائدة هو الوقت الذي تحس بعد مضيه بشعور سيئ، مثل: النظر إلى التلفزيون، فأنت قد تكون سعيداً ومبسوطاً وفرحاناً وأنت تنظر وتستمتع إلى هذه البرامج، لكن بعد انتهاء البث وإغلاق هذا الجهاز، سيحدث عندك شعور بالضيق، ولذلك ليست السعادة في أن يتلهى الإنسان. وانظر إلى أحوال الناس الذين يلهون بالنظر إلى التلفزيون ويقرءون هذه المجلات الفارغة التافهة، ويلعب من هنا وهنا، ومع ذلك يفكر إنه مبسوط في أثناء اللعب واللهو، لكنه بعد اللعب واللهو يصبح متضايقاً ولا يدري ماذا يفعل؟ لكن المسلم حاله: (أرحنا بالصلاة يا بلال) لا يرتاح فقط أثناء الصلاة لكنه يرتاح بعد أداء الصلاة، أما أولئك فتجد عندهم من الإمكانيات في بيوتهم وفي سفرياتهم أشياء عجيبة، لكنه يرجع من السفر متضايقاً جداً؛ لأنه انبسط أثناء اللهو لكن بعد اللهو يشعر بالضيق. يقول أحد الكتاب الأمريكيين: إن (95%) من برامج التلفزيون لا يختلف العقلاء أنها مضيعة للوقت، فإن قلت لي: كيف أستغل وقتي؟ أقول لك: هناك بعض المشاوير التي لابد منها، وبعض فترات الانتظار ليس من سبيل إلى التخلص منها، مثلاً: مسافة الطريق أثناء السفر بالطائرة أو بالسيارة والانتظار أمام عيادة الطبيب هذه فترات انتظار ضائعة انتظار لابد منها، فعندما ترى بعض الناس المخلصين الواعين يستغلون أوقات السفر مثلاً في سماع الأشرطة الإسلامية المفيدة؛ فإنك تعرف أن هؤلاء عقلاء يعرفون كيف يستغلون أوقاتهم، يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الحسن: (ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا كان ردفه ملك، ولا يخلو بشعر ونحوه -من هذه الأهازيج والأغاني- إلا كان ردفه شيطان) معه طيلة الطريق. ويفرح المرء المسلم عندما يركب طائرة، فينظر إلى إخوان له لا يعرفهم، قد فتح بعضهم مصحفاً، وبعضهم يقرأ في كتاب علم، بينما الفساق والبطالون ينظرون إلى المحرمات ويتأففون ويذهبون بأبصارهم يميناً وشمالاً وينظرون في ساعاتهم، انظر هذا يقرأ القرآن ويستغل وقته أثناء السفر في الطائرة أو معه كتاب علم يفتحه، انظر الآن بعض الغربيين عندهم كتاب اسمه كتاب الجيب، فتجدهم دائماً يأخذونه معهم، كذلك نحن المسلمين نحتاج إلى تطوير كتاب الجيب الإسلامي؛ حتى يستغله المسافرون والذين ينتظرون في الأماكن العامة فيستفيدون من وقتهم بالقراءة. وعندما تجد رجلاً عند عيادة الطبيب في المراجعات أو في المطار ينتظر وصول قادم أو ينتظر في صالة المغادرة لمسافر تجده قد فتح كتاباً أو يسمع شيئاً مفيداً؛ فإنك تحس أن هذا الرجل يعرف قيمة الوقت ويحسن استغلاله، أو على الأقل يفتح ورقة يبسطها على طاولة الطائرة مثلاً ويدون فيها أفكاراً مهمة، أو يحضر فيها موضوعاً يريد أن يفيد به مسلمين آخرين، أو على الأقل يدون أسئلة خطرت في ذهنه حتى إذا جلس مع أهل العلم سألهم إياها لئلا تضيع من ذهنه. وأنت يا أخي المسلم تعجب من بعض الكفار حينما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/29)
تراهم في الصباح يجرون أو يقودون الدراجة، تجده يضع في أذنيه سماعات مشبوكة بمسجل صغير يسمع فيها موسيقى "الإف إم" مستغلين بذلك أوقاتهم. ولقد سمعت مرة من الإخوة يقول: وأنا أقلب المذياع وقعت على جزء من مقابلة مع موسيقار مشهور يقول في المقابلة: إنه تعرض لي أحياناً وأنا أسير في الطريق أو وأنا أركب الحافلة في ذهني لحن معين فيقول: كي لا أضيع هذا اللحن مني أو أنساه؛ فإنني أصطحب معي مسجلة صغيرة في جيبي أسجل ذلك اللحن مباشرة قبل أن أفقده. إذا كان هؤلاء التافهون يصل بهم استغلال الوقت في الأمور السيئة إلى هذه الدرجة؛ فنحن أصحاب الرسالة أولى وأحرى من هؤلاء الفارغين.
حال السلف مع الوقت:
لقد ضرب سلفنا رحمهم الله تعالى أمثلة عجيبة في الاستفادة من أوقاتهم، فهذا أبو نعيم الأصفهاني المتوفى سنة [430هـ] كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، وكل يوم نوبة واحد منهم، يقرأ ما يريده إلى قبيل الظهر على الشيخ، فإذا قام إلى داره ربما يُقرأ عليه في الطريق جزءٌ وهو لا يضجر. وكان سليم الرازي شافعياً فنزل يوماً إلى داره ورجع فقال: لقد قرأت جزءاً في طريقي. وقال الحافظ الذهبي رحمه الله في ترجمة الخطيب البغدادي كان الخطيب يمشي وفي يده جزء يطالعه. وكان ابن عساكر رحمه الله كما يقول عنه ابنه: لم يشتغل منذ أربعين سنة إلا بالجمع والتسمية حتى في نزهته وخلواته، يصطحب معه كتب العلم والمصحف يقرأ ويحفظ. وكانوا يحرصون على استغلال الوقت في عمل أكثر من شيء في نفس الوقت، فقد كان بعضهم إذا حفي عليه القلم واحتاج إلى بريه يحرك شفتيه بذكر الله وهو يصلح القلم، أو يردد مسائل يحفظها لئلا يمضي عليه الزمان وهو فارغ ولا دقيقة. وكان أبو الوفاء علي بن عقيل رحمه الله يقول: إنني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري؛ حتى إذا تعطل لساني عن المذاكرة وتعطل بصري عن المطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منصرف، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره. أي: هو الآن لا يجد كلاماً ولا شيئاً يقرؤه، فيأخذ راحة وفي أثنائها يشغل فكره. يقول ابن القيم رحمه الله: وأعرف من أصابه مرض من صداع وحمى وكان الكتاب عند رأسه، فإذا وجد إفاقة؛ قرأ فيها، فإذا غلب؛ وضعه، انظر حتى حال المرض، إذا وجد خفة؛ فتح الكتاب وقرأ، وإذا اشتد عليه أرجع الكتاب عند الوسادة. وأنتم لو نظرتم إلى حال علمائنا في هذا العصر؛ لوجدتم من استغلالهم لأوقاتهم أموراً عجيبة، فأنت مثلاً عندما تتصل بالشيخ/ ابن عثيمين لتسأله، فإنك تجد أنه يجيب على الهاتف من خلال المكبر ولا يرفع السماعة، وأنت تسأله تسمع صوت الأوراق وهي تقلب، فهو يتكلم ويقرأ ويجيب ويراجع في هذا الوقت، وتجد أيضاً أنهم مع محافظتهم على أوقاتهم يحددون أوقاتاً معينة، فهذا الوقت للقراءة، وهذا الوقت للتدريس، وهذا الوقت للإجابة على الهاتف، وهذا الوقت للنوم، وهذا الوقت للذهاب إلى العمل ... وهكذا. وعندما تتأمل إلى حياة شيخنا/ عبد العزيز بن باز رحمه الله، هذا الرجل الذي فقد بصره وله من العمر تسعة عشر عاماً، لوجدت في استغلاله لوقته أمراً عجيباً، فإنه يسأل ويناقش حتى على الطعام، بل وحتى عند المغسلة وهو يغسل يديه وفي المجلس وفي الطريق إلى المسجد وبعد الخروج منه، حتى إنه ربما أعاد ذكراً فاته لسؤال أجاب عليه. كان في ذهني مسألة وهي: إذا انتهى الأذان؛ وفاتني متابعته، فماذا أفعل؟ هل فات وقت الترديد أم لم يفت؟ هل أعيد الأذان بعد ما انتهى مع أني ما انتبهت من البداية؟ فكانت المسألة في نفسي ليس عندي فيها جواب، حتى حضرت مرة بجانب الشيخ حفظه الله وهو يجيب على مكالمة، وأثناء الكلام أذن المؤذن، وقريباً من انتهاء المؤذن؛ انتهت المكالمة، فانتبه الشيخ فجلس يردد الأذان من أوله حتى وصل إلى الموضع الذي وقف عنده المؤذن، ثم سألته، فكان هذا العمل جواباً على سؤالي، وهو أن المؤذن لو أذن وانتهى وأنت الآن انتبهت، فإنك تردد الأذان، أو انتبهت في حي على الصلاة؛ فإنك تأتي بها من أولها ثم تقف حيث وصل وتردد معه. وكذلك إذا تأملت في حاله مثلاً وهم يسألونه في الحلقة وبعد الحلقة، حتى إنه لو ركب في سيارته، فإنهم لا يزالون يسألونه والسيارة تتحرك، بل ربما أنه قد أركب معه السائل في السيارة، فيجيب على سؤاله، ويعرض عليه كاتبه الأوراق والمسائل وتقرأ عليه المعاملات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/30)
والفتاوي في السيارة، وربما سمع شيئاً وهو على الغداء، ويذكر الله حتى بين لقمتين، وشاهدت من علمائنا من يسأل حتى وهو يبحث عن نعاله بين نعال الناس. وكان الشيخ/ محمد بن صالح بن عثيمين في مرحلة الطلب يدرس على شيخه عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله كان وقد يكون الشيخ/ عبد الرحمن مدعو لوليمة أو دعوة فيذهب للدعوة، فيماشيه الشيخ/ ابن عثيمين في الطريق حتى يصل إلى مكان الدعوة ثم قد يدخل معه وقد يرجع، ولكنه لو رجع فقد استفاد استفادة عظيمة. وهؤلاء العلماء محافظون على وقتهم جداً، ومنهم علامة العصر في الحديث الشيخ/ الألباني رحمه الله، فإن بعض الناس قد يقول عن بعض المشايخ وهم يحددون أوقاتهم، يقول: الشيخ ناشف، الشيخ لا يعطينا وجهاً، وفي الحقيقة أن الشيخ يحافظ على وقته، وإلا لو استمر يتكلم مع الناس لذهبت عليه أمور كثيرة.
تنظيم الوقت وقضية التسويف:
ومن الأمور الضارة بمسألة تنظيم الوقت واستغلاله: قضية التسويف، والتسويف داء كبير يحرم من خيرات كثيرة دنيوية وأخروية، والتسويف عادة يحدث للمهمات الضخمة والصعبة، فالناس يؤجلون ويسوفون عندما تكون المسألة صعبة، فلذلك يجد في نفسه دافعاً للتأخير، والناس أمام المهمات الكبيرة أحد شخصين: يقول: هذه المهمة يجب عملها، ولكنها صعبة وشاقة؛ لذلك سأؤجلها قدر المستطاع. وبعض الناس يقول: هذه مهمة ثقيلة ولكن يجب أن أقوم بها، فلأنفذها الآن وأرتاح، وهذا هو الرجل المضبوط الذي عندما تأتيه مهمة صعبة يقول: هذه صعبة لكن لابد أن أعملها وأرتاح منها. والتسويف عادة يحدث في المهمات التي ليس لها بداية محددة أو نهاية محددة أي: مسألة مفتوحة، ولذلك بعض العوام يخطئون في قضية حكم الحج الآن، فعندهم الحج مسألة صعبة خصوصاً الذي لم يحج، فهو يقول: ماذا سيحدث هناك؟ سوف يتكلف للذهاب للحج شيئاً كثيراً، فلذلك تجد بعض الناس يؤخرون الحج، ويسوفون إلى السنة الآتية إلى التي بعدها .. وهكذا، فهم يؤخرون الحج لصعوبته هذا شيء، والشيء الآخر: يظنون أن الحج ليس على الفور وإنما هو على التراخي، والحقيقة غير ذلك، فإن الإنسان لو صار عنده استطاعة للحج هذه السنة فإنه يجب عليه أن يحج هذه السنة ولو لم يحج هذه السنة؛ فإنه يأثم؛ لأن الحج ليس على المزاج فمتى ما أردت أن ححجت تحج، لا. إذا ملكت الاستطاعة من الزاد والراحلة وأمن الطريق ... إلى آخره؛ فيجب عليك أن تحج هذه السنة التي استطعت فيها مباشرة وليس لك أن تؤخر، قال عليه الصلاة والسلام: (عجلوا الخروج إلى مكة، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له من مرض أو حاجة) وقال: (من أراد الحج فليتعجل؛ فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة وتعرض الحاجة) حديثان صحيحان. إذا كانت المهمة كبيرة وليست قابلة للتجزئة؛ فلابد من التحمس لفعلها وعدم تسويفها، ومما يعين على ذلك: التفكر في أهمية الأجر والثواب فيه، فمثلاً: عندما تفكر في أجر الحج، فعند خروجك من بيتك تقصد البيت الحرام؛ فإن لك بكل خطوة تخطوها راحلتك حسنة، تمحو سيئة وترفع درجة، وأما حلقك لرأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، وأما رميك الجمار فإنه مذخور لك، وأما مسح الحجر الأسود والركن اليماني فإنهما يحطان الخطايا حطاً، وأما وقوفك بعرفة فإن الله يباهي بك الملائكة، وترجع من الحج وقد خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، عندما يتأمل الإنسان هذه المسألة يهون عليه الأمر ولا يسوف المهمات الكبيرة. أما إذا كانت المهمة قابلة للتجزئة، فحاول أن تجزئ العمل الكبير إلى أجزاء صغيرة، وهذا تجده يفي كثيراً، وهو علاج للتسويف بحيث تستطيع أن تعمل عدة خطوات في البداية بسهولة فيسهل عليك الباقي، مثلاً: لو أن إنساناً كلف ببحثٍ في الجامعة مثلاًً وهذا البحث كبير فعليه أن يجزيء هذا البحث إلى أجزاء صغيرة جداً، فيكون: أولاً: إيجاد الموضوع. ثانياً: البحث عن المراجع. ثالثاً: توفير المراجع. رابعاً: قراءة المراجع. خامساً: وضع علامات على الأشياء التي تريد أن تنقلها. سادساً: نقل هذه الأشياء ببطاقات. سابعاً: ترتيب البطاقات. ثامناً: تبييض المسودة. تاسعاً: طباعة البحث وتغليفه وهكذا. هذه المهمة أمكننا أن نجزئها إلى أجزاء، هذه الأجزاء تساعدك وتسهل لك إكمال البحث، لكن لو قلت: هذا البحث سوف أتمه من أوله إلى آخره فقد لا تستطيع، ثم تسوف وتقول: بعد ذلك ويقترب موعد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/31)
تسليم البحث وأنت لم تعمل شيئاً بعد، وإذا كانت مشكلتك التسويف فلا تسوف في حلها، ولا بد أن تعلم -أيها الأخ المسلم- الفرق بين التسويف والتريث، فالتريث يعني: أن تنتظر الفرصة المناسبة فقد تكون الإمكانات والأدوات غير متوفرة ولم يحن الوقت المناسب بعد، بينما التسويف أن تدفع الأمر مع استطاعتك أن تعمله الآن، والحاجة إليه قد قامت، ووقته قد حان، ولكنك تتعذر بأعذار واهية، تقول: ليس عندي وقت ولا أستطيع أن أفعله لوحدي، سوف أنتظر غيري ليساعدني، سأحاول .. سأحاول .. وهكذا، يدفع الناس المهمات التي لا يقومون بها، ومعظم الأزمات في الأوقات تحدث عندما تؤجل الأشياء المهمة إلى آخر لحظة، فيكلف إصلاح الوضع عند ذلك طاقات كثيرة. وبعض الناس يشغلون أنفسهم بقضايا تشعرهم أنهم يستفيدون مع أنهم غفلوا عن أمور أساسية كثيرة، فيتهرب من الشيء المهم ويؤجله ويشغل نفسه بأشياء تافهة وجانبية، فلو أن إنساناً عنده غداً امتحان، فبدل أن ينشغل به مثلاً تجده يرتب الطاولة والخزانة والكتب، وينشغل بهذه الأشياء، ويقنع نفسه بأنه يفعل شيئاً مهماً بينما هو قد غفل عن الشيء الأساسي.
تحديد أوقات نهائية لإنهاء المشروع:
ومن الأمور المساعدة في تنظيم الوقت وعدم التسويف تحديد أوقات نهائية لإنهاء المشروع، كتحديد وقت لقراءة كتاب مثلاً، تقول: لابد أن أنهي هذا الكتاب في تاريخ كذا، لكن هذا التاريخ ينبغي أن يكون مناسباً لطول الكتاب أو قصره وصعوبته وسهولته وهكذا، ولو أن الإنسان عجز عن الالتزام بأوقاته المحددة أمام نفسه، فإن من العلاجات أن يستعين بشخص آخر. إن الشخص قد يصعب عليه أن يلتزم بوقت ما بمفرده، افرض مثلاً أنك قررت أن تحفظ جزءاً من القرآن في خلال أسبوع، لكنك فشلت، حددت وقتاً آخراً، قلت: آخر وقت هو الأسبوع القادم يوم الجمعة، لكنك فشلت، ومددت الوقت ثلاثة أيام وفشلت فمن الأساليب أن تلتزم مع آخرين في هذا الحفظ، وهذا ما يؤكد أهمية التربية الجماعية مرة أخرى، وهناك خدعة إبليسية يقع فيها بعض الناس، فبعض الناس يقول: أعمل الشيء كاملاً (100%) وإلا لا أعمله، ولذلك أحياناً يستطيع أن يعمل (70%) من العمل، لكن بحجة أنه لم يكمله إلى آخره، تراه يترك الموضوع. وبعض الناس يستطيع مثلاً أن يوفر المراجع ويقرأها، ويخطط للأشياء التي يريد أن يكتبها وينقلها، لكن لأنه لم يجد -مثلاً- أدوات معينة أو أوراقاً أو طباعة أو ملفات أو شيئاً من هذا القبيل؛ فتجده يترك العمل، مثلاً: أحدهم يبحث في عشرين مرجعاً فما وجد إلا خمسة عشر مرجعاً يقول: لا يوجد فائدة نقفل، فبعض الناس عندهم هذه المشكلة النفسية يقول: إما أن أعمله كله أو أتركه كله، ونحن نعلم القاعدة: ما لا يدرك كله، لا يترك جله أو بعضه.
استغلال الوقت في النافع والمفيد والأهم:
الآن نحن عرفنا كيف نوفر الأوقات، ولكن السؤال الأهم: ماذا نعمل في هذه الأوقات التي وفرناها؟ نقول: أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك في كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها كما قال ابن القيم رحمه الله: إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته. بعض الناس يقول: هل الأفضل أن أستغل وقتي في الصلاة أو في قراءة القرآن أو حفظ العلم، أو في الدعوة، أو مساعدة أخ مسلم .. ماذا أفعل؟ أحياناً يضطرب الإنسان في تحديد الشيء الذي يملأ به وقته، فنقول: اسمع هذا الكلام للإمام ابن القيم رحمه الله يقول: فأفضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد، وإن آل ذلك إلى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار، والأفضل في وقت حضور الضيف مثلاً القيام بحقه أي: إذا جاء أحدهم ضيف، تجده يقول: والله إنًّ قراءة القرآن أنفع لي، فالحرف بعشر حسنات، وهذا الضيف دعه يذهب إلى الفندق أو المطعم وهذا أحسن له وأحسن لي، نقول: لا. (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه). لو جاء لزوجتك وأولادك حق عليك في شراء حاجيات يريدونها؛ فلا تقل: أريد أن أنزل إلى السوق فإن فيه مفاسد وهذه الأشياء مادية فاتركني أذهب إلى الصلاة أفضل لي. والأفضل في أوقات السَّحَر الاشتغال بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر والاستغفار، والأفضل في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهل الإقبال عليه، فالرسول عليه الصلاة والسلام ترك خطبة الجمعة لكي يعلم أعرابياً جاء يسأل عن دينه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/32)
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرسي، فقعد عليه في أصل المنبر وعلمه. فالأفضل في كل وقت بحسب الشيء القائم في ذلك الوقت. فإذا أذن المؤذن أيهما أفضل قراءة القرآن أو إجابة المؤذن وقراءة القرآن الحرف فيه بعشر حسنات إلى سبعمائة ضعف؟ يبقى الأفضل ترديد الأذان، والأفضل في أوقات الصلوات الخمس إقامتها على وجهها الصحيح، والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج المساعدة بالجاه أو البدن أو المال وإغاثة اللهفان ولو أدى ذلك إلى ترك الأوراد والأذكار وقراءة القرآن، وليس الأفضل في وقت الوقوف بعرفة شراء البيبسي والبارد والتسكع والتجول في الشوارع وبين المخيمات؛ ليأخذ فكرة عن الحج وعدد الحجاج، يدخل في بعثة الحج الفلانية ويطلع في البعثة الطبية الفلانية ويحضر من هنا، والوقت الآن وقت تفرغ للعبادة والدعاء. والأفضل في العشر الأواخر من رمضان الإقامة في المسجد والخلوة والاعتكاف دون التصدي لمخالطة الناس والاشتغال بهم، حتى لو كان تعلم علم فالاعتكاف أولى. وعند مرض المسلم الأولى عيادته، وعند موته الأفضل حضور الجنازة والتشييع، وعند فساد الناس الأفضل الاشتغال بإصلاحهم ودعوتهم إلى الله عز وجل. إذاً: عرفنا أنه إذا توفرت عندنا الأوقات؛ فإننا نشغلها بالأهم في كل وقت، ومن الأشياء المهمة معرفة الأولويات .. ما هو الأولى؟ ما هو الذي نقدمه على أي شيء؟ مثلاً في طلب العلم:
وإذا طلبت العلم فاعلم أنه حمل فأبصر أي شيء تحمل
وإذا علمت بأنه متفاضل فاشغل فؤادك بالذي هو أفضل
العلم إن طلبته كثير، والعمر في تحصيله قصير، فقدم الأهم فالأهم، لو أتيت تريد أن تنهي العلم لا يمكن، ينتهي عمرك ولا ينتهي العلم فماذا تفعل؟ تشتغل بالأهم، ومن شغل نفسه بغير المهم أضر بالمهم.
أمثلة على الفوضوية في طلب العلم:
الاشتغال بعلم الكلام:
ومن أمثلة ضياع العمر: الاشتغال بعلم الكلام كما ندم على ذلك جماعة من القدماء منهم الرازي الذي يقول:
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبالُ
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقال
في بحثنا: أي في علم الكلام. أنت يمكن أن تندم بسبب انشغالك بالأشعار أو تفاصيل القصص والتواريخ، لكن لا يمكن أبداً أن تندم إذا انشغلت انشغالك بالتفسير أو علوم السنة، ومعرفة معاني الأحاديث، فمعرفة معاني كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم أجل ما صرفت فيه أوقات طلبة العلم.
الاشتغال بالأدوات أكثر من الانشغال بالهدف:
بعض الناس يشتغلون بالأدوات أكثر من انشغالهم بالهدف، فيشتغل باللغة أكثر مما يشتغل فيما هو الهدف من دراسة اللغة، وهو الوصول إلى فهم القرآن والسنة، وبعضهم يقول: أنا أستغل وقتي وأقرأ ست ساعات في اليوم، فإذا نظرت في أي شيء يقرأ؛ وجدت أن خطة الشيطان في اشتغاله بالمفضول عن الفاضل قد تحققت، واللازم في طلب العلم طلب المهم، فرب واحد يأتي على حديث يحفظ له اثنا عشر طريقاً أو عشرين طريقاً مثل: (من أتى الجمعة فليغتسل) لكنه ينشغل بذلك عن معرفة آداب الغسل.
عدم إكمال الأشياء:
من الفوضوية في طلب العلم عدم إكمال الأشياء، وهذه نقطة مهمة، مثلاً: أحياناً تجد أحدهم يبحث في مسألة: هل الصوم في كفارة اليمين لمن عجز عن الإطعام متتابع أم متفرق؟ فيبحث وأثناء البحث لم يصل للمسألة لكنه وقف على مسألة أخرى، مثلاً النفاس: هل هو أربعون يوماً أو أكثر، فينشغل في هذه المسألة، وبينما هو يقرأ وجد حديثاً فأراد أن يعرف هل هو صحيح أم ضعيف؟ فبحث عنه فلم يجده فتتبع رجال الحديث فإذا به يجد رجلاً لا يدري كيف ينطق اسمه، هل لُهَيعة أم لَهِيعة؟ فذهب يبحث في كتب ضبط الأسماء، وكان الكتاب غير موجود، فيستعيره، وهكذا يظل يتنقل من مكان إلى آخر بدون أن يكمل ولا مسألة من المسائل، وهذه مسألة حاصلة يقع فيها كثير من طلبة العلم.
متابعة جميع الأشياء الجديدة:
من الفوضوية في طلب العلم متابعة جميع الأشياء الجديدة، فبعض طلبة العلم مغرمون بكل شيء جديد ظهر في السوق، فتراه يتابعه ويقرؤه، لكن متى تقرأ في فتح الباري ومجموع الفتاوي، وتفسير ابن كثير، والمغني إذا أنت كلما ظهر كتاب في السوق ذهبت وراءه.
الانشغال بالفرعيات عن الهدف الأساسي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/33)
من الفوضوية في طلب العلم الانشغال بالفرعيات عن الهدف الأساسي، فقد يجتمع بعض طلبة العلم لمناقشة موضوع معين في جلسة علمية مثلاً، فيتفرغ هو وأصحابه في مناقشة إحدى المواضيع الفرعية وقتاً غير محدد، فينتهي الوقت ولم يقوموا بمواضيع تلك الجلسة، لذلك ترى بعض العلماء يضعون قوانين في جلسات العلم، مثلاً: تسمع دروس الشيخ/ ابن عثيمين في شرح كتاب النكاح، تجد قانون الشيخ في كل حديث يشرحه ممنوع أكثر من ثلاثة أسئلة، فلو سأل الأول والثاني والثالث وجاء الرابع يسأل يقول: لا. اقرأ الحديث الذي بعده؛ لأنه لو افتتح باب الأسئلة. فإن الشيخ لن يشرح كتاب النكاح ولا في عشرين سنة. فإذاً: ينبغي ألا نتسرع ونحن قد شرعنا في دراسة موضوع أساسي.
عوامل تحديد الأولويات:
مما يساعد على معرفة الأولويات أن تعرف أن الأمور أقسام: هناك أشياء مهمة وملحة، مثل: أحدهم قام من النوم وبقي على انتهاء وقت الصلاة شيء بسيط، فلابد أن يصلي الآن فهو شيء مهم وملح، أو مثلاً: ولدك مريض جداً، لابد أن تذهب الآن إلى الدكتور فهو شيء مهم وملح. وهناك أشياء مهمة لكنها ليست ملحة، مثلاً: شخص يريد أن يقرأ كتاب شرح العقيدة الطحاوية، هذا شيء مهم، لكن ليس عليه أن يقرأه الآن، أو مثلاً: يعمل كشفاً طبياً كل عام على جسمه، هو شيء مهم لكن ليس الآن مهم أن يعمله. وهناك أشياء ملحة لكنها غير مهمة، مثلاً: اليوم خميس وغداً جمعة، فاكتشف أحدهم أن ثيابه كلها متسخة، هذا شيء ليس بمهم، لكنه ملح ولابد أن يغسلها، فأنت إن عرفت هذه الأشياء تعرف كيف تقدم الأولويات، وعندما تزدحم عليك الأعمال والأشغال؛ فهناك نظرية لطيفة تقول: إن من الأشغال لها (80%) هذه نظرية جيدة، أي: إذا صار عندك أشياء كثيرة في ذهنك واضطربت الأولويات عندك وما تدري ماذا تفعل؟! فمن القواعد المهمة أن تتذكر أن (20%) من الأشياء التي في ذهنك هي التي لها (80%) من الأهمية، و (80%) من الأشياء التي تريد أن تفعلها لها (20%) من الأهمية، فقدم الأهم فالمهم. كذلك أن يعرف طالب العلم ماذا يفعل في كل وقت؟ وكيف يخطط في كل وقت لأي وظيفة؟ يقول ابن الجوزي رحمه الله: لما كانت القوة تكل فتحتاج إلى تجديد، وكان النسخ والمطالعة والتخطيط لابد منه مع أن المهم الحفظ، وجب تقسيم الزمان على أمرين: فيكون الحفظ في طرفي النهار وطرفي الليل، ويوزع الباقي بين عمله في النسخ والمطالعة وبين راحة البدن وأخذ لحظة، ولا ينبغي أن يقع الغبن بين الشركاء، فإنه متى أخذهم فوق حقه أثر الغبن وبان أثره. وقد يكون هناك عمل علمي لابد أن ينزل منزلته في الوقت الملائم له، فمن الأعمال العلمية ما يصلح له كل وقت لخفته ويسر القيام به كالفهرسة، فيفهرس في أي وقت، وكذلك القراءة العابرة والكتابة والنقل من مكان إلى آخر، ولكن من الأعمال العلمية ما لا يكتمل حصوله على وجهه الأتم إلا في أوقات تصفو فيها الأذهان، وتنشط فيها القرائح والأفهام، فيحتاج إلى وقت فيه فراغ وسكون المكان. يقول الكناني رحمه الله: أجود الأوقات للحفظ الأسحار، وللبحث الأبكار، وللكتابة وسط النهار، وللمطالعة وللمذاكرة الليل، وأجود أماكن الحفظ الغرف وكل موضع بعيد عن الملهيات، وليس بمحمود الحفظ بحضرة النبات والخضرة والأنهار وقوارع الطرق وضجيج الأصوات؛ لأنها من خلو القلب غالباً. لذلك تجد البعض عندما يذاكر وقت الامتحانات تراه يذهب إلى الحدائق، أو يفرش على قارعة الطريق ويضع الترمس والشاي لكي يذاكر، وهو لا يمكن أن يذاكر في الحديقة وهو يرى الخضرة والمناظر والطيور تغرد، والسيارات في الشارع، فلا يمكن أن تركز، ولابد أن تجلس في مكان يحدك لا تنظر فيه إلى أشياء. وكذلك ينتبه في محاسبة النفس على الأوقات الضائعة، واعلموا أن الوقت لا يضيع بالساعات وإنما يضيع بالدقائق، بعض الناس لو قلت له: تعال نضيع الوقت، يقول: لا. لكن يمكن أن يضيع الدقائق ولو جمع بعضها إلى بعض لصارت في النهاية ساعات، أعطيكم مثالاً: بعض الشباب يقفون خارج المسجد يتكلمون، ولو قال لهم أحد الناس: يا إخوة تفضلوا معنا إلى البيت، قالوا: لا. نحن مشغولون، ويقفون يواصلون الكلام .. وهكذا تمضي نصف الساعة وهم يتكلمون. ومن هذه المحاسبة تنطلق هذه النقطة الأخيرة في موضوعنا: أن يسأل الإنسان نفسه عن كل وقت ذهب، كيف مضى؟ كيف فعلت فيه؟ ماذا أنتجت؟ فإنه عند ذلك تستبين له الأمور يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18]. أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، وأن يحفظ علينا أوقاتنا، وأن نستغلها في طاعته ومرضاته. وصلى الله على نبينا محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر ( http://islammedia.tv/files/t/t-001-05031410-091-00117-0-1-000-000-00-0600.doc)(128/34)
مسألة في الرضاع أشكلت علينا!!
ـ[حفيدة الصحابيات]ــــــــ[17 - 06 - 10, 12:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
... اذا علمت أن (علي) قد رضع من (فدوى) ابنة خالته ومطلقه ابراهيم الاولى وأن (شادية) قد رضعت من (فاتن) مطلقة (ابراهيم) الثانيه .... فما صحة عقد الزواج في الحالات الآتية مع التعليل
1 - زواج علي من فاتن
2 - زواج علي من سوسن (أخت فدوى)
3 - زواج علي من شاديه
4 - زواج ابراهيم من علياء (بنت شاديه)
هو سؤال في مادة الثقافة الإسلامية للثانوية العامة وقد أشكل على الطلاب
ـ[حفيدة الصحابيات]ــــــــ[17 - 06 - 10, 03:19 ص]ـ
للرفع بارك الله فيكم
هل من مجيب؟!
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 11:09 ص]ـ
لتسهيل المسألة وتوضيحها نقول
إبراهيم تزوج امرأتين الأولى (فدوى) أرضعت علياً
والزوجة الثانية (فاتن) أرضعت شادية فيكون (علي وشادية)
أخوين من الرضاع لأب
وظاهر السؤال أن الرضاع حصل حال الزواج قبل الطلاق حتى لا ترِد مسائل أخرى
وعليه فزواج عليٍ من فاتن لا يجوز عند الأئمة الأربعة لأنها زوجة أبيه من الرضاع ولا فرق عندهم بين المصاهرة والنسب خلافاً لبعض أهل العلم
ثانياً
لا يجوز زاج عليٍ من سوسن أخت فدوى لأنها خالته من الرضاع
ثالثاً
لا يجوز زواج عليٍ من شادية لأنها أختُها من الرضاعة
رابعاً
لا يجوز أن يتزوج إبراهيم من علياء لأنه جدُّها من الرضاع
والله أعلم وأحكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 01:08 م]ـ
لا يجوز زواج عليٍ من سوسن أخت فدوى لأنها خالته من الرضاع
ثالثاً
لا يجوز زواج عليٍ من شادية لأنها أختُه من الرضاعة
رابعاً
لا يجوز أن يتزوج إبراهيم من علياء لأنه جدُّها من الرضاع
والله أعلم وأحكم
لإصلاح السقط فقط(128/35)
الشخصية الإسلامية - أ. د. عمر سليمان الأشقر
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 07:11 ص]ـ
الشخصية السَّوِيَّة:
الشخصية الإسلامية هي الشخصية الإنسانية الوحيدة التي تُوسَم بأنها سوية، سوية في صفاتها وخصائصها، في آمالها وطبائعها، في مقاييسها وموازينها، هي الشخصية السوية التي لم تُمْسَخ فطرتها، ولم تُشَوَّه جبلتها، هي الشخصية الإنسانية السوية التي تسعى في هذا الكون لتكون الإنسان الذي شاءه خالق الكون ومُبدع الحياة وفاطر الإنسان.
وغيره يجري في الحياة مُنَكَّس القلب، مُشَوَّش الفِكر، لا يعرف طريقه ولا سبيله.
الشخصية الإسلامية الممسوخة:
وهذا لا يعني أن هؤلاء وأولئك الذين تسموا بالإسلام ولم يكن لهم من الدين إلا اسمه، ولا عرفوا من القرآن إلا رسمه، لا يعني أنهم يمثلون الشخصية الإسلامية، ذلك أن الشخصية الإسلامية هي التي تُمَثِّل الخصائص التي ينشئها الإسلام في نفس الإنسان، أما الذين يُنْسَبون إلى الإسلام، ويُقَوِّمون النفوس والعقول بمناهج البشر وعاداتهم فهؤلاء مسخ الشخصية الإسلامية، وإن تَزَيَّوا بزي العلماء، وتسموا بأسماء الزُّهاد والعُبَّاد، وزعموا أنهم الأولياء والأوتاد.
لقد مسخ أقوام - زعموا التصوف وآخرون هاموا بالتفلسف – الشخصية الإسلامية، فأصبحنا نرى أقواماً يزعمون الإسلام، ولا نرى عليهم من الإسلام إلا طبقة رقيقة سرعان ما تذوب وتتهاوى عندما تُبلى بالشدة واللأواء.
الشخصية الإسلامية عبر القرون:
ولقد تعرضت الشخصية الإسلامية عبر القرون إلى حملات آثمة غادرة، استهدفت إزالتها وتدميرها، كما استهدفت – إذ عجزت عن الإزالة والمحو – تشويهها ومسخها، وقاد هذه الحملة أعداء الإسلام بما ألقوه مِن شُبُهات، وبما جاؤوا به مِن فلسفات وثقافات، أرادوا أن يُزاحموا بها الإسلام في نُفُوس المسلمين، وبذلك لا يستقل الإسلام ببناء الإنسان، ولا يكون هو المسلم الحق الذي يريده الله، ولقد شُوِّهَت عقائد الإسلام وتصوراته، وخالط العقيدة عِلم الكلام والفلسفة، وزعم أقوام أنهم يستمدون عِلمهم من تجليات قلبية، وإلهامات وسُبُحات، أنزلوها منزلة الوحي، واختلطت على المسلمين السُّبُل، واحتار كثير من السالكين، وكثُر الزاعمون بأنهم وحدهم على الحق المبين، وأن غيرهم على الضلال، وماجت الحياة الإسلامية بفِرَق كثيرة جعلت بأسها بينها، ورمى بعضُها بعضاً بالمروق من الدين، والكُفر بالله رب العالمين.
الشخصية الإسلامية اليوم:
الشخصية الإسلامية اليوم تُمَثِّل في ذاتها ذلك التُّراث الذي ورثته عن الآباء والأجداد عبر قرون طويلة، وهو تراثٌ ضخمٌ شارك في إيجاده اتجاهات مختلفة بعضها لا يُريد بالإسلام وأهله خيراً، أضِف إلى هذاأن الصراع اليوم متجه إلى امتلاك فِكر الإنسان والتأثير على تصوراته وعقائده، وللدول الكبرى والمذاهب المختلفة في هذا الباب غرامٌ شديد، ومِن أجله سَخَّرَت إذاعاتها وصُحُفِها وبرامجها، وإليه وَجَّهَت الكُتَّاب وأصحاب الفِكْر والممثلين، وأنفقت في سبيل ذلك أموالاً تكفي لإثراء الفقراء، وإزالة أسباب التعاسة، ومحاربة المرض والجهل، ولكن الإنسان يحرص على بث فكره وحمل الناس عليه ودعوتهم إليه حِرصاً يصْغُر أمامه – أحياناً – بذل نفسه إضافةً إلى ماله، وصدق الله إذ يقول: {كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ} [سورة الأنعام – الآية 108].
بِناء الشخصية الإسلامية من جديد:
إذا كان الأمر كذلك، وكانت الشخصية الإسلامية لا تُمَثِّل اليوم الشخصية الإسلامية الحَقَّة – إلا من رَحِم الله – كان لِزاماً أن نعود من جديد لبناء شخصية إسلامية واضحة المعالم، بَيِّنَة الخصائص، كتلك الشخصية التي تمثلت في الرُسُل والأنبياء والصحابى الكِرام والأئمة الأعلام.
ونحن في هذا يجب أن تعتمد على المصادر التي اعتمدها سلفُنا وأئمتُنا في تكوين الشخصية الإسلامية، وتلك المصادر هي الكتاب والسُّنَّة ففيهما الغِناء، إلا أن الذي أعان على تكوين الشخصية الإسلامية مِن الكِتاب والسُّنَّة رؤية الإسلام متمثلاً في شخصية إنسان تمثيلاً عملياً، هو الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تمثل جيل بأكمله هو جيل الأصحاب، ثم أصبح واقعاً ومجتَمَعاً، وبذلك سَهُلَ بناء الشخصية الإسلامية حيث ترى المُثُل الإسلامية واقعاً مُشاهداً، وحيث الجو الإسلامي الذي ينشر عطره ونوره وهَدْيه، وبذلك يتنفس المسلم في جوِّ الإسلام.
كتبه: أ. د. عُمَر سُلَيمان الأَشْقَر - كلية الشريعة، الجامعة الأردنية
من كِتاب "مَعَالِم الشَّخْصِيَة الإسْلامِيَة" – دار النفائس.
ـ[عمر بن إحسان]ــــــــ[17 - 06 - 10, 07:30 م]ـ
جزيت خيرا على هذا النقل الطيب المبارك ونحسبه شخصية إسلامية مربية غالية
وأسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسنات الكاتب والناقل
فحفظ الله الشيخ عمر الأشقر وأمد الله من عمره ونفعنا الله من علمه
فقد شرفت أول البارحة بزيارته برفقة الوالد حفظه الله
وكانت زيارة رائعة جميلة فيها منافع كثيرة
ترى أدب الكلام بين الشيخ وتلميذه
والشيخ نحبه في الله
والسلام(128/36)
فوائد ودرر من جوال زاد طالب العلم ............
ـ[نايف الشمري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 05:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض الفوائد التي جاءتني عن طريق جوال"زاد طالب العلم" الذي يشرف عليه الشيخ/محمد بن صالح المنجد وأحبب ان انقل بعضها للفائدة
1 - قال الأستاذ محمود الطناحي رحمه الله-متحدثا عن أستاذه المحقق عبدالسلام هارون رحمه الله-="قال لي يوما أنا بداره:افتح أي صفحة من صفحات <اللسان>بأجزائه العشرين ,واذا لم تجد في هذه الصفحة تصحيحا أو تعليقا, فسأجعل لك ماتشاء!!
<في اللغة والأدب بحوث ودراسات2/ 853>
2 - قال ابن جني <الخصائص1/ 216>قال لنا أبو علي (الفارسي, من أشهر أئمة النحو, توفي 377) يوما: قال لنا أبو بكر (السراج صاحب كتاب <الاصول في النحو> توفي 316):اذا لم تفهموا كلامي فاحفظوه, فانكم اذا حفظتموه=فهمتموه.
3 - في <مسائل ابن باز 32> لعبدالله العتيبي: قال شيخنا:أسلم على يدي كثير من النصارى في الجامعة الاسلامية وفي الرياض.
وكثير من الناس يفرطون في دعوة الكافر مع قربه وسهولة دعوته (ولو بكتيب يكون كاتبه على منهج سليم).
4 - من الصور العجيبة لاستدراك المتقدمين مايفوتهم من العلم: قال الذهبي رحمه الله في سير اعلام النبلاء 15/ 473_في ترجمة الحافظ قاسم بن أصبغ القرطبي أمام الحديث الأندلس (توفي 340) فاته السماع من أبي داود فصنف سننا على وضع سننه.
وصحيح مسلم فاته ايضا, فخرج صحيحا على هيئته!!!(128/37)
لماذا الكلام المُوهِم في فتنة اختلاط الجنسين يا حفيد شيخ الإسلام؟ لفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
ـ[عثمان بن عبدالمحسن البدر]ــــــــ[17 - 06 - 10, 07:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((لماذا الكلام المُوهِم في فتنة اختلاط الجنسين يا حفيد شيخ الإسلام؟))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/hafedsheikhalislam/HafedSheikhAlIslam.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/hafedsheikhalislam/HafedSheikhAlIslam.pdf)
...
وفي المقال إشارة إلى رسالة الشيخ: ((الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله نموذج من الرعيل الأول))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/binBaz.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/binBaz.pdf)
وهذا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/hafedsheikhalislam/HafedSheikhAlIslam.txt) رابط لملف نصي فيه التنسيقات والأكواد لهذا المقال .. لمن أراد نشره في المنتديات وما عليه سوى نسخ ما في الملف ولصقه في المكان المخصص لإدراج المواضيع الجديدة في المنتديات.
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/hafedsheikhalislam/HafedSheikhAlIslam3-1.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/hafedsheikhalislam/HafedSheikhAlIslam3-2.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/hafedsheikhalislam/HafedSheikhAlIslam3-3.jpg
...
.
ـ[محمد سالم صالح]ــــــــ[17 - 06 - 10, 08:13 م]ـ
نفع الله بكم و بالشيخ عبدالمحسن العباد وأطال في عمره على طاعته ..
ووقانا الله فتن هذا الزمان .. إنه سميع مجيب
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 10:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وجزى الله والدنا الشيخ عبد المحسن العباد
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[17 - 06 - 10, 11:11 م]ـ
بارك الله في هذا العلامة المحتسب
و لا شك ان الامر بالمعروف و النهي عن المنكر مما يتحقق به سعادة اصحاب الفطر السوية
و للفائدة (حقيبة الحسبة للشيخ يوسف الاحمد)
http://www.dr-alahmad.com/index.php?option=*******&task=view&id=11817&Itemid=18
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[18 - 06 - 10, 01:00 ص]ـ
نسأل الله جل وعلى أن يحفظ شيخنا عبد المحسن العباد،
من بين يديه ومن خلفه،
وعن أيمانه وعن شمائله،
ومن فوقه،
ونعوذ بعظمته أن يُغتال من تحته.(128/38)
تقبيح نبز السعودية بالوهابية واتهامها زوراً بالإرهاب لفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
ـ[عثمان بن عبدالمحسن البدر]ــــــــ[17 - 06 - 10, 08:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان:
((تقبيح نبز السعودية بالوهابية واتهامها زوراً بالإرهاب))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/wsfalsaudibealirhab/WsfAlSaudiBeAlirhab.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/wsfalsaudibealirhab/WsfAlSaudiBeAlirhab.pdf)
...
وفي المقال إشارة إلى رسالة الشيخ: ((بأيِّ عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً؟! وَيحَكم أفيقوا يا شباب!!))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/bay_aql.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/bay_aql.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((بذل النصح والتذكير لبقايا المفتونين بالتكفير والتفجير))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/badl_alnosh.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/badl_alnosh.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((العدل في شريعة الإسلام وليس في الديمقراطية المزعومة))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aladl_fe_aleslam.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/aladl_fe_aleslam.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((لماذا لا تقود المرأة السيارة في المملكة العربية السعودية؟))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Why_not_lead_the_womens_car.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/Why_not_lead_the_womens_car.pdf)
...
وإشارة إلى رسالة الشيخ: ((وجوب تغطية المرأة وجهها وتحريم اختلاطها بغير محارمها))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/woman_face.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/woman_face.pdf)
...
وهذا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/wsfalsaudibealirhab/WsfAlSaudiBeAlirhab.txt) رابط لملف نصي فيه التنسيقات والأكواد لهذا المقال .. لمن أراد نشره في المنتديات وما عليه سوى نسخ ما في الملف ولصقه في المكان المخصص لإدراج المواضيع الجديدة في المنتديات.
http://sites.google.com/site/oalbadr/wsfalsaudibealirhab/WsfAlSaudiBeAlirhab2-1.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/wsfalsaudibealirhab/WsfAlSaudiBeAlirhab2-2.jpg
...
ـ[محمد سالم صالح]ــــــــ[17 - 06 - 10, 08:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً على جهدكم وحسن إهتمامكم وتنسيقكم
وجزى الله الشيخ عبدالمحسن العباد خيراً وأطال في عمره على طاعته ونفع به الإسلام والمسلمين
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[17 - 06 - 10, 10:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وجزى الله والدنا الشيخ عبد المحسن العباد(128/39)
مسألة عاجلة: هل تبطل صلاته؟
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[17 - 06 - 10, 10:03 م]ـ
السلام عليكم
مأموم سها في السجود ولم يسبح حتى رفع الإمام من السجدة فغلب على ظن هذا المأموم أنه لو سبح ثم رفع سيدرك الإمام قبل أن يسجد السجدة الثانية لكنه ما إن أوشك على الإستواء قاعدة حتى كبر الإمام للسجدة الثانية فهل تبطل صلاته بإعتبار أنه ترك المتابعة. جزاكم الله خيرا
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 10:29 م]ـ
لا تبطل صلاته فإنه معذور بهذا الفعل
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[17 - 06 - 10, 11:00 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي النجدي ولكني قرأت في الملتقى كلمة للنووي:
قال النووي في" المجموع " (4/ 202):
" الحال الثاني: أن يتخلف عن الإمام، فإن تخلف بغير عذر نظرت فإن تخلف بركن واحد لم تبطل صلاته على الصحيح المشهور، وفيه وجه للخراسانيين أنها تبطل.
[وإن تخلف بركنين بطلت بالاتفاق لمنافاته للمتابعة].
قال أصحابنا: ومن التخلف بلا عذر أن يركع الإمام فيشتغل المأموم باتمام قراءة السورة قالوا: وكذا لو اشتغل بإطالة تسبيح الركوع والسجود ... ".
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[19 - 06 - 10, 01:57 ص]ـ
كيف لا تبطل صلاته؟
وقد ترك السجود بلا عذر؟
كيف يكون معذور؟؟
أحسن الله إليكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 09:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي النجدي ولكني قرأت في الملتقى كلمة للنووي:
قال النووي في" المجموع " (4/ 202):
" الحال الثاني: أن يتخلف عن الإمام، فإن تخلف بغير عذر نظرت فإن تخلف بركن واحد لم تبطل صلاته على الصحيح المشهور، وفيه وجه للخراسانيين أنها تبطل.
[وإن تخلف بركنين بطلت بالاتفاق لمنافاته للمتابعة].
قال أصحابنا: ومن التخلف بلا عذر أن يركع الإمام فيشتغل المأموم باتمام قراءة السورة قالوا: وكذا لو اشتغل بإطالة تسبيح الركوع والسجود ... ".
ولك خير الجزاء وأوفره
المسألة معروفة ومشهور ولمَّا كنتَ مستعجلاً أعطيتُك خلاصة ما أراه صواباً
وذلك أن هذا المأموم كان (ساهياً) ولم يفرِّط وهو معذور بذلك لعدم تعمّده لترك المتابعة وأيضاً أنه عندما رفع الإمام للسجدة انشغل المأموم بواجب عند الحنابلة (وهو التسبيح) ولو مرة واحدة فأتى به
وبهذا يُجاب عن تساؤل أخينا كتاب التوحيد
أمَّا كلام النووي فهو عن من تخلف بلا عذر مع ملاحظة أن الجمهور من الأئمة الثلاثة يرون سنية التسبيح خلافاً للمشهور عند الحنابلة
ولو راجعتَ كلام الفقهاء في هذه المسألة لوجدتَ أنه نصوا على أن المتخلف لعذر (كنوم أو سُعال أوغيرها) يُتابع الإمام وليس عليه شيئ مع تفاصيل أخرى في المسألة
والله يحفظك(128/40)
هل كان السلف يفطرون في المساجد في رمضان؟
ـ[ابو محجن الحجناوي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 01:09 م]ـ
هل كان السلف الصالح رحمهم الله ورضي عنهم يصنعون الموائد ويفطرون في المساجد ويجتمعون على الإفطار بها كما يفعل الآن في عصرنا الحاضر؟ وهل كان هذا الفعل يفعل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وما الدليل على مشروعية ذلك؟
ارجو الإفادة جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 01:11 م]ـ
من باب المشاركة -فقط- كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعتكف , واعتكف الصحابة معه , فمن باب اللازم وجود ما سألتَ عنه.
والله أعلم.
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[18 - 06 - 10, 05:49 م]ـ
هل كان السلف الصالح رحمهم الله ورضي عنهم يصنعون الموائد ويفطرون في المساجد ويجتمعون على الإفطار بها كما يفعل الآن في عصرنا الحاضر؟ وهل كان هذا الفعل يفعل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وما الدليل على مشروعية ذلك؟
من باب المشاركة -فقط- كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعتكف , واعتكف الصحابة معه , فمن باب اللازم وجود ما سألتَ عنه.
والله أعلم.
اعتكافه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واعتكاف الصحابة معه لا يلزم منه وجود ما وصفه الأخ السائل.
وسنته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه".
نعم يلزم في الاعتكاف الطويل وجود ما يسد به الجوع والعطش، لكن لا يشترط لذلك الموائد ووو ... ، بل يكفيه تمرات وقليل الطعام،
وقد كان هذا زادهم في السفر والحروب، بل كان أجرة عمل الرجل منهم رضوان الله عليهم في يومه بضعة تمرات!.
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 06:36 م]ـ
الدليل هو عدم الدليل
هكذا قالوا(128/41)
أحد الإخوة (وقد تراجع بعد ما عرف الخطأ) زعم أن البيت الأبيض المنصوص عليه في الحديث الذي رواه مسلم، أنه هو البيت الأبيض الأمريكي!!
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 06:51 م]ـ
أحد الإخوة (وقد تراجع بعد ما عرف الخطأ) زعم أن البيت الأبيض المنصوص عليه في الحديث الذي رواه مسلم، أنه هو البيت الأبيض الأمريكي، وقد أخطأ إذ إن الحديث (كما رُد عليه) واضح حيث قال (البيت الأبيض بيت كسرى أو آل كسرى) وكسرى ملك الفرس، ..
قال الإمام مسلم رحمه الله:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ قَالاَ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ - وَهُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ - عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ قَالَ كَتَبْتُ إِلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ مَعَ غُلاَمِى نَافِعٍ أَنْ أَخْبِرْنِى بِشَىْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ فَكَتَبَ إِلَىَّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ جُمُعَةٍ عَشِيَّةَ رُجِمَ الأَسْلَمِىُّ يَقُولُ «لاَ يَزَالُ الدِّينُ قَائِمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ أَوْ يَكُونَ عَلَيْكُمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ». وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ «عُصَيْبَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَفْتَتِحُونَ الْبَيْتَ الأَبْيَضَ بَيْتَ كِسْرَى أَوْ آلِ كِسْرَى». وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ «إِنَّ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ فَاحْذَرُوهُمْ». وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ «إِذَا أَعْطَى اللَّهُ أَحَدَكُمْ خَيْرًا فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ». وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ «أَنَا الْفَرَطُ عَلَى الْحَوْضِ».
قال النووي:
هذَا مِنْ الْمُعْجِزَات الظَّاهِرَة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ فَتَحُوهُ - بِحَمْدِ اللَّه - فِي زَمَن عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَالْعُصَيْبَة تَصْغِير عُصْبَة، وَهِيَ الْجَمَاعَة، وَكِسْرَى بِكَسْرِ الْكَاف وَفَتْحهَا.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 08:32 ص]ـ
قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " التأني من الله، والعجلة من الشيطان ".
وهذا من العجلة وعدم الرجوع إلى كتب أهل العلم،
فشروح صحيح مسلم متوفرة ...
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[20 - 06 - 10, 09:04 ص]ـ
جزاك الله خير أخي ابو البراء
معرفة تسلسل اشراط الساعة من الأمور المهمة التي لا تجعل طالب العلم يتخبط فيها فيجب معرفة ترتيبها ان دل الدليل على ذلك
و قد رأينا من يقول أن أوباما رئيس أمريكا الحالي هو ذو السويقتين الذي سيهدم الكعبة و قد ركبو وصفه على وصف اوباما -اسأل الله أن يرينا فيه عجائب قدرته-
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:43 ص]ـ
جزاكم الله خير، أحسنت أخي أبو معاوية، التأني مطلب في كل شيء إلا في عمل الآخرة، ..
أخي يوسف أما قوله أن أوباما هو ذو السويقتين، فهذا من العجائب ويبدوا أن صاحب البيت الأبيض أهون بكثير من هذا القائل، نفع الله بكم جميعا ...
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا و وفقكم الله.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:31 ص]ـ
كان شيخنا يقول لنا: لو لم ينص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه بيت آل كسرى لما شككنا في أنه البيت الأبيض الذي ذهب إليه البعض ..
وهذه من المعجزات التي لم تظهر إلا في هذا العصر , يوم ظهر البيت الأبيض , فعُرف سبب بيان تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ...
والله أعلم.(128/42)
ظاهرة الغش في التعليم: رؤية شرعية
ـ[همام النجدي]ــــــــ[18 - 06 - 10, 11:54 م]ـ
فارس العزاوي ( http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/1394/)
منتدى المعلم الثقافي الاجتماعي
ظاهرة الغش في التعليم: رؤية شرعية
دراسة مقدمة إلى حلقة نقاش بعنوان:
(ظاهرة الغش في الامتحانات: الأسباب والمعالجات)
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على الرسول الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أمَّا بعدُ:
فلا يخفى أنَّ من مقاصد الشرع تعبيدَ الناس لرب العالمين، قال الشاطبي: "المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المكلَّف من داعية هواه، حتى يكون عبدًا لله اختيارًا، كما هو عبد لله اضطرارًا" [1] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn1)، ومقتضى هذا المقصد التِزام الشرع المطهَّر في المعتقد، والعبادة، والمعاملة، والخُلُق، والأدب، ولا شكَّ أنَّ من أعظم وظائف الإنسان الخليفة ما نصَّ عليه المولى - سبحانه - في كتابه في قوله: ? كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ? [البقرة: 151]، وقوله - سبحانه -: ? لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ? [آل عمران: 164]، وقوله - سبحانه -: ? رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ? [البقرة: 129]، وهي دالَّة على الارتِباط بين التعليم والتزكية كما هو ظاهر من منطوقها؛ لهذا كان من مقاصد الشرع تزكية النفوس، وعدَّه بعض أهل العلم من المقاصد الكليَّة العُليَا؛ فيكون أسوة بمقصد التوحيد، وإذا كانت التزكية والتربية بهذه المثابة، فإنَّ القيام على خلافها يُعتَبَر نشازًا وانحِرافًا عن الجادَّة والسبيل، ومن أفراد هذا الانحِراف ما شاع بين طلبة العلم في المدارس والثانويات من إخلال بأمانة التعليم، وخروجٍ عن سبيل التربية التي تُعَدُّ مقصدًا من مقاصد القائمين على مسالكها ومناشطها، ومن أعظم مظاهر الإخلال ما نلمَسُه من انتشار ظاهرة الغش بين طلابنا بصورة جليَّة، وممَّا زاد الأمر خطورةً أنَّ هناك مَن يُيسِّر ويُسهِّل للطلاب الوقوع في هذه الظاهرة الخطيرة، والتي تُعَدُّ كبيرةً من كبائر الذنوب كما سيظهر لنا من خِلال أدلَّة الشرع، وخاصةً من بعض القائمين على الجانب التربوي والتعليمي، سواء في ذلك المعلِّمون والإدارِيُّون، ولا يتوقَّف الأمر في انتشار الظاهرة السوء هذه على مدارس التربية والتعليم، بل شملت المؤسسات التعليميَّة الأخرى؛ كالجامعات والمعاهد العلمية والتقنية؛ وعليه لا بُدَّ من الوقوف في وجه هذه الظاهرة، وتكثيف الجهود من أجل القَضاء عليها، ولا شكَّ أنَّ من الوسائل المُعِينة إشاعةَ الثقافة الشرعيَّة في الأوساط التعليميَّة والتربويَّة بشتَّى صُوَرِها، وفي هذا المِحْوَر سنُحاوِل الوقوف على الرؤية الشرعية التي تُظهِر الحكمَ الشرعي لهذه الظاهرة، وقد جعلناها في جملة مطالب وفقًا لما يأتي:
المطلب الأول: في مفاهيم الدراسة وما يُقارِبها.
المطلب الثاني: حكم الغش وأنواعه.
المطلب الثالث: تحقيق المَناط في ظاهرة الغش في التعليم.
المطلب الأول: في مفاهيم الدِّراسة وما يُقارِبها:
يقتَضِي الحديثُ عن ظاهرة الغشِّ تسكينَها في إطارها المفاهيمي، وهُناك جملةٌ من المفاهيم التي تقتَرِب من الظاهرة معنى لا لفظًا ينبغي الوقوفُ عندها وإدراكُ مضمونها وفَحواها بغيةَ التعرُّف على المنظومة التي تشكِّل الإطار المفاهيمي الذي نحن بصدد جعْل بحثنا في حدوده المصطلحيَّة، وتحديد الإشكالات المنهجية والمجالية المحيطة به، وما يترتَّب عليها من آثار نفسية ومجتمعية خطيرة.
الأول: مفهوم الغش:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/43)
لو تأمَّلنا الكلمة في سياقها المعجمي، لظهر لنا أنَّ اللفظة متضمِّنةٌ جملةً من المعاني: إظهار خِلاف ما يُضمَر، عدم تمحُّض النصيحة، المشرب الكدر، الغل، الحقد، الكدر المشوب، الظلمة، الخلط [2] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn2).
والغش في الاصطِلاح تتعدَّد رسومُه التعريفيَّة بحسب تنوُّع التخصُّصات واختِلافها؛ فهو في الاصطِلاح الشرعي: ما يُخلَط من الرَّدِيء بالجيِّد، أو نشرُ السوء وبثُّه على حساب الخير، وفي الاصطِلاح التربوي: عمليَّةُ تزييف لنتائج التقويم، أو هو محاولة غير سويَّة لحصول الطالب على الإجابة من الأسئلة باستِخدام طريقةٍ غير مشروعة، وهو في اصطِلاح علم الاجتماع الإسلامي: ظاهرة اجتماعيَّة منحرفة؛ لخروجها عن المعايير والقِيَم الشرعية، ولما تتركه من آثار سلبيَّة تنعَكِس بصورة واضحة على مظاهر الحياة الاجتماعيَّة في المجتمع، وبالجملة: الغشُّ يُعتَبر سلوكًا غيرَ أخلاقي وغيرَ تربوي، ينمُّ عن شخصية غير سويَّة وليست ناضجة، وهي تعكس الخللَ التربوي وضعفَ الأثر الشرعي في نفسية صاحبه [3] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn3).
الثاني: مفهوم الخيانة:
مرجع المفهوم من حيث لفظُه إلى مادة (خون)، وهي دالة على جملة من المعاني، ومنها: النقص، التفريط في الأمانة، النفاق، مخالفة الحق، نقض العهد، الضعف، مسارقة العيون، إضمار شيء في النفس بخلاف ما يظهره [4] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn4).
أمَّا مفهوم الخيانة في إطارها المصطلحي، فإنَّ اللفظ قد استعمَلَه القرآن الكريم في معاني مختلفة كلها دائرة في مفهوم الخيانة، ومن تلكم المعاني:
أولاً: المعصية، وقد دلَّ عليه قوله - تعالى -: ? عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ? [البقرة: 187].
ثانيًا: نقض العهد، ومنه قوله - تعالى -: ? وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ? [الأنفال: 58].
ثالثًا: ترك الأمانة، كما في قوله - تعالى -: ? وَلاَ تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ? [النساء: 105].
رابعًا: المخالفة في الدين، ودلَّ عليها قوله - تعالى -: ? ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا ? [التحريم: 10].
خامسًا: الزنا، في قوله - تعالى -: ? وَأَنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ? [يوسف: 52].
ولقد حاوَل البعض رسمَ الخيانة مصطلحيًّا [5] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn5)؛ فقال الجاحظ: "الخيانة: هي الاستِبداد بما يُؤتَمن الإنسانُ عليه من الأموال والأعراض والحُرُمِ، وتملكُ ما يُستودَع ومجاحدةُ مُودِعِه".
وقال المُناويُّ: "الخيانة: هي التفريط في الأمانة، وقيل: هي مخالفة الحق بنقض العهد في السر".
وقال ابن الجوزي: "الخيانة: التفريط فيما يُؤتَمن الإنسان عليه".
وقال القرطبي: "الخيانة الغدر وإخفاء الشيء".
الثالث: مفهوم النِّفاق:
النِّفاق أظهر من أن نَسُوق معانِيَه ومَضامِينَه اللغوية والشرعية، والمعلوم أن النفاق مأخوذ من نافقاء اليربوع، وهو حيوان يجعل له عِدَّة مخارج يخدع بها مَن يُحاوِل اصطياده، فإذا أرادَه من أحد مَنافِذه هرب من إحدى المَخارِج التي أعدَّها لهذا الغرض، والمعنى الاصطِلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي، فالنِّفاق - كما يعرِّفه العلماء - هو إظهار الإسلام والخير، وإبطان الكفر والشر، وهو تعريفٌ جامعٌ لأنواع النِّفاق، فكما هو معلوم: النفاق عند أهل العلم نوعان؛ نفاق أكبر مُخرِج عن الملَّة، وقوامه إظهار الإسلام وإبطان الكفر، وهو الذي دلَّت عليه النصوص القرآنية في مواضع متفرِّقة من كتاب الله - تعالى - ومنها قوله - تعالى -: ? إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/44)
قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ ? [المنافقون: 1 - 3]، ونِفاق أصغر لا يُخرِج عن الملة، ويُعتَبر معصية كبيرة، وهو إظهار الخير وإبطان الشر، وقد دلَّت عليه نصوص السنَّة؛ كقوله - عليه الصلاة والسلام - من حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه -: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعَد أخلف، وإذا اؤتُمِن خان)) [6] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn6).
رابعًا: أكل الحرام:
الحرام عند العلماء - خاصَّة الأصوليين - مفهومه: ما نهى عنه الشارع على وجه الإلزام، وحكمه وضابطه يُثاب تارِكُه ويستحقُّ العقاب فاعلُه، أمَّا أكله فيَعنِي تناولَه، فيكون أكلُ الحرام اصطِلاحًا تناولَ الممنوع شرعًا، أو التلبُّسَ بالممنوع شرعًا؛ حتى يعمَّ التناوُلَ وغيرَه، بحكم أنَّ التناوُل يتعلَّق بالأكل دون غيره، فيكون القصد بالأكل في المفهوم أشمل ممَّا يدل عليه اللفظ، وقد جاءت في التحذير من أكل الحرام نصوصٌ متعدِّدة في كتاب الله - تعالى - وسنَّة النبي - صلَّىَّ الله عليْه وسلَّم - من ذلك قوله - تعالى -: ? وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ? [البقرة: 188]، وقوله: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ? [النساء: 29]، والمراد بالباطل: ما يُخالِف الشرعَ؛ كالرِّبا، والقمار، والبخس، والظلم، قال بعض المفسِّرين: "والمراد من الأكل: ما يعمُّ الأخذَ والاستِيلاءَ، والمراد بالباطل: الحرام" [7] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn7)، ومن الأدلَّة التي تدلُّ على أكل الحرام ما رواه البخاري في "صحيحه" من حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه -: أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا يُبالِي المرءُ بما أخذ المال، أمن الحلال أم من حرام)) [8] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn8)، وما أخرجه مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه - كذلك: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((يا أيها الناس، إن الله طيب لا يَقبَل إلا طيبًا، وإن الله أمَر المؤمنين بما أمَر به المرسلين، فقال: ? يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ? [المؤمنون: 51]، وقال: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ? [البقرة: 172]))، ثم ذكَر الرجل يُطِيل السفر، أشعث أغبر، يمدُّ يديه إلى السماء، يارب، يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِيَ بالحرام، فأنَّى يُستَجاب لذلك [9] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn9).
والناظر في مفهوم الغش والمفاهيم الأخرى يُدرِك مَدَى تقارُبها من حيث معناها ومقتضاها؛ ولهذا فإنَّ هناك تقاربًا في المفاهيم يجعلها في منظومة مفاهيميَّة واحدة تَتقارَب مضامينها وإن لم تَتطابَق كليًّا؛ ولذلك نقرِّر فنقول تأسيسًا: إنَّ الغشَّ من حيث مفهومُه يتضمَّن الخيانة بحكم كون الغشِّ نقضًا للعهْد وتفريطًا في الأمانة، وهو يقتَرِب من النفاق العملي؛ لكون الغاشِّ يُضمِر خِلافَ ما يُظهِر، ويترتَّب على الغشِّ أكلُ المال الحرام؛ لأنَّه أكل أموال الناس بالباطل.
المطلب الثاني: حكم الغشِّ وأنواعه:
لا أحد يختلف يقينًا بعد التعرُّف على المفاهيم السابقة في حكم الغشِّ من حيث حرمته وذمه في الشرع، ولهذا جعل الباحث هذا المطلب محصورًا في بيان حكم الغش بصورة عامَّة، ثم يتبعه بذكر أنواعه كما دلَّت عليه النصوص الشرعية كتابًا وسنة:
أولاً: حكم الغش:
الذي يظهر من كلام أهل العلم عن الغش أنَّه من الكبائر، كما هو صنيع الذهبي [10] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn10)، وابنِ حجر الهيتمي [11] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn11)، والمُناوي [12] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn12)، وقد دلَّت على هذا الحكم عِدَّةُ نصوص بدلالاتها التصريحية والإيمائية، ومن ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/45)
• قوله - تعالى -: ? إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ? [النساء: 58]، قال صاحب المنار: "والأمانة حقٌّ عند المكلف يتعلَّق به حقُّ غيره ويُودِعه لأجل أن يوصله إلى ذلك الغير؛ كالمال والعلم، سواء كان المودَع عنده ذلك الحق قد تَعاقَد مع المودِع على ذلك بعقد قولي خاص صرَّح فيه ... أم لم يكن كذلك، فإن ما جرى عليه التعامُل بين الناس في الأمور العامَّة هو بمثابة ما يَتعاقَد عليه الأفراد في الأمور الخاصة" [13] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn13).
• قوله - تعالى -: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ? [الأنفال: 27]، قال الثعالبي: "هذا خطابٌ لجميع المؤمنين إلى يوم القيامة، وهو يجمَع أنواع الخِيانات كلها، قليلها وكثيرها، والخيانة: التنقُّص للشيء باختِفاء، وهي مُستَعمَلة في أن يفعل الإنسان خلافَ ما ينبَغِي من حفظ أمرٍ ما، مالاً كان أو سرًّا أو غيرَ ذلك" [14] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn14).
• قوله - تعالى -: ? وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ? [المطففين: 1]، والآية وإن كانت متعلِّقة بالتطفيف في جانِبِه المادي كما يدلُّ عليه سياقها، إلا أنَّ لفظها لا يمنع من الاستِدلال به لبيان الخلل الذي يُصِيب المجتمع جرَّاء اختِلال الميزان الشرعي فيه، فإنَّ هناك سننًا اجتماعيَّة لا بُدَّ من اعتِبارها عند توافُقِها مع الشريعة؛ حيث يُبنَي المجتمع على قواعد شرعية وأخلاقية تُحافِظ عليه، مرجِع هذه القواعد قاعدةٌ كبرى هي: قاعدة العدل وحفظ الحقوق، فإذا اختلَّتْ هذه القاعدة، فهذا معناه سيادةُ وانتِشار الظلم بين الناس، وقد قيل قديمًا: إنَّ الله يُقِيم الدولةَ العادِلة ولو كانت كافِرة، ولا يُقِيم الدولةَ الظالِمة ولو كانت مسلمة.
• حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه -: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مرَّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: ((ما هذا يا صاحب الطعام؟))، قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: ((أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ مَن غشَّ فليس مِنِّي)) [15] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn15)، قال العظيم آبادي في شرحه للحديث: "قال الخطابي: معناه ليس على سيرتنا ومذهبنا؛ يريد أنَّ مَن غشَّ أخاه وترَك مناصحته فإنه قد ترك اتِّباعي والتمسُّك بسنَّتي ... والحديث دليلٌ على تحريم الغشِّ وهو مُجمَع عليه" [16] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn16).
• قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من حديث معقل بن يسار - رضِي الله عنه -: ((ما من عبدٍ يستَرعِيه الله رعيَّة، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيَّته إلا حرَّم الله عليه الجنة)) [17] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn17)، قال النووي: "معناه: بَيِّن في التحذير من غشِّ المسلِمين لِمَن قلَّده الله - تعالى - شيئًا من أمرهم، واسترعاه عليهم، ونصبه لمصلحتهم في دينهم أو دنياهم، فإذا خانَ فيما اؤتُمِن عليه فلم ينصح فيما قلَّده، إمَّا بتضييعه تعريفَهم ما يلزمهم من دينهم وأخذهم به، وإمَّا بالقِيام بما يتعيَّن عليه من حفظ شرائعهم والذبِّ عنها ... وقد نبَّه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أنَّ ذلك من الكبائر الموبقة المبعدة من الجنة" [18] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn18).
• قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من حديث أبي بكرة - رضِي الله عنه -: ((ألا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ (ثلاثًا): الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ألاَ وقول الزور وشهادة الزور))، وكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - متَّكِئًا فجلس، فما زال يكرِّرها حتى قلنا: ليته سكت [19] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn19)، وموضع الشاهد من هذا الحديث قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((وقول الزور))، وعطف شهادة الزور عليه فيما يظهَر عطف الخاصِّ على العامِّ؛ بمعنى: أنَّ شهادة الزور من أفراد قول الزور، وإذا كان الأمر كذلك، فإن من أفراد قول الزور التلبسَ بالغش ومخادعةَ الناس وخيانتَهم، والزورُ - كما قال شُرَّاح الحديث - هو الكذب، وسُمِّي بذلك لميلانه عن جهة الحق [20]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/46)
( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn20)، والغشُّ لا يكون إلا كذلك.
• قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه -: ((المؤمن غِرٌّ كريم، والفاجر خِبٌّ لئيم)) [21] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn21)، قال الشيخ عبدالمحسن العبَّاد: "معنى قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المؤمن غر))؛ أي: إنَّه لا يُشغِل نفسَه بتتبُّع الأمور التي يكون فيها مضرَّة، أو الأمور التي ليست حسنةً فيُشغِل نفسه بها، وقوله: ((كريم))؛ لأن كرمه هو الذي يدفعه إلى أنَّه لا يُشغِل نفسه بمثل هذه الأمور، بعكس الفاجر فإنه خَبٌّ أو خِبٌّ؛ بمعنى: أنه يُقدِم على أشياء فيها فساد وفيها مضرَّة" [22] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn22).
ووجه الاستِدلال بهذا الحديث على ظاهرة الغشِّ: أن الغش كما تبيَّن لنا من وسائل الإفساد في المجتمع، وهذا يستلزم الإضرارَ بالمجتمع المسلم، ولا شكَّ أنَّ الشريعة جاءت بتَحصِيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها.
• قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من حديث أبي هريرة - رضِي الله عنه -: ((إذا ضُيِّعت الأمانة فانتَظِر الساعة))، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: ((إذا أُسنِد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)) [23] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn23)، وجه ارتِباط الحديث بموضوع الدِّراسة من وجهته الدلاليَّة أن الحديث دالٌّ على أنَّ إسناد الأمر إلى غير أهله يُعتَبَر تضييعًا للأمانة؛ لذلك فهو ألصَق من هذه الجهة بالقائمين على العمليَّة التربويَّة والتعليميَّة، والمراد بالأمر - كما قال ابن حجر - جنس الأمور التي تتعلَّق بالدين؛ كالخِلافة والإمارة والقَضاء والإفتاء وغيرها [24] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn24)، ويدخُل فيها كلُّ ما يُقِيم مصالح الناس في دنياهم بلا شكٍّ؛ لأنَّ تحقيق مصالح الناس في مَعاشِهم من مَقاصِد الشرع؛ لهذا فإنَّ إسناد الأمر إلى غير أهله يخلُّ بهذا المقصد؛ لأن فيه تعطيلاً لمصالح الناس وخروجًا بها عن القصد، كون القائم على الأمر ليس كفؤًا له، وهذا يُفضِي بطبيعة الحال إلى فَساد وظلم عظيم وفوضى كبيرة، ومن قواعد الشرع العُليَا: درء المفاسد مُقدَّم على جلب المصالح، ولا شكَّ أنَّ قِيام الفاسد أو غيرِ الكفؤ على الأمر يُعتَبَر من الإفساد في الأرض؛ قال - تعالى -: ? وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ? [الأعراف: 56].
ثانيًا: أنواع الغش:
من خِلال استِقراء الأدلَّة التي تقدَّمت معنا، فإنَّ هناك عِدَّة أنواعٍ من الغشِّ يُمكِن بيانها في الآتي:
• الغشُّ في البيوع وغيرها من المعامَلات، وهو الذي دلالته فيما مضى، وقد أشار إليه المُناويُّ بقوله: "ما يُخلَط من الرَّديء بالجيِّد" [25] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn25)، وأشار إليه ابن حجر الهيتمي بقوله: "الغشُّ: أن يعلم ذو السلعة من نحو بائع أو مشترٍ فيها شيئًا لو اطَّلَع عليه مريدُ أخذِها ما أخذَهَا بذلك المقابل" [26] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn26).
• الغش في النصيحة، وقد دلَّ على هذا ما احتَمَله اللفظ من معنى لغوي، ومن ذلك عدم تمحُّض النصيحة، بالإضافة إلى دلالات النصوص من حيث تضييع الأمانة، والخيانة، ونقض العهد، وكلُّ ذلك يَتنافَى - ولا شك - مع مُقتَضَى النصيحة، الذي يَعكِس حرص المؤمن على أعراض الناس ومصالحهم، واستِقرار المجتمع المسلم.
• الغش للرعيَّة، وقد صرَّح به الذهبي في الكبيرة الثالثة عشرة، واستدلَّ له بعِدَّة أحاديث [27] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn27)، ومنها الحديث المتقدم معنا، وفيه يقول - عليه الصلاة والسلام -: ((ما من عبدٍ يستَرعِيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيَّته إلا حرَّم الله عليه الجنة)).
• الغشُّ في أداء الأمانة، وقد دلَّ عليه قوله - تعالى -: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ? [الأنفال: 27].
• الغشُّ في الاختِبارات والامتِحانات، وهو محلُّ البحث وسنخصِّص له المطلب الثالث.
المطلب الثالث: تحقيق المناط في ظاهرة الغش في التعليم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/47)
يرتبط هذا المطلب بتنزيل الحكم العام في حرمة الغش بمفهومه الشامل على قضيَّة الغش في التعليم، وبعد بيان المفهوم العام والخاص والوقوف على الأدلة الشرعية، فإنه لا خِلاف في حرمة الغشِّ في إطاره التربوي والتعليمي، وذلك من وجوه عديدة:
أولاً: كونه فردًا من أفراد الغش كما دلَّت عليه النصوص، وأظهرها قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن غشَّ فليس مِنِّي))، واللفظ هنا ورد عامًّا على سبب خاص، وهو الغش في الطعام، إلا أنَّ المعلوم من مسالك أهل العلم ومناهج الاستِدلال عندهم أنَّ ورود السبب الخاص لا يعني حصر اللفظ في مقتضى السبب بحيث يكون حاصرًا له من حيث المعنى، بل المراد أنَّ مقتضى السبب هو أحد أفراد اللفظ من حيث المعنى، ولذلك قعَّد العلماء قاعدةَ: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ويشهد لهذا الفهم أنَّ الحديث نفسه من حيث عبارته جاء عامًّا؛ كونه جاء بلفظ (مَن) الذي يفيد العموم.
ثانيًا: ما يترتَّب عليه من مفاسد عظيمة في المجتمع المسلم، أظهرها تولِّي الغاش أمرًا من أمور المسلمين وهو غير مُؤهَّل له قطعًا، فيُفضِي إلى التفريط بالواجب الشرعي والمجتمعي المتعلِّق بهذا الأمر، وتصوَّر لو أنَّ أمور المجتمع كلَّها أو أغلبَها موكولةٌ إلى هؤلاء وأمثالهم فما هو الأثر الذي ستتركه هذه المجموعة الفاسدة على المجتمع وأفراده، والتي أظهرت نفسها بأنها من حملة الشهادات، وحقيقتها مزوَّرة؟! كما لا يخفى ما يترتَّب عليه من أكل أموال الناس بالباطل، والظلم، وخيانة الأمانة، والخداع ... إلخ.
ثالثًا: صدور كثيرٍ من الفتاوى المعضِّدة لمقتضى النصوص المحرِّمة لهذه الظاهرة، والمبيِّنة حكمَ الغش في التعليم على وجه الخصوص، وقد شاع مع الأسف عند كثيرٍ من طُلاَّبنا وبعض القائمين على الأمر في التربية والتعليم من المعلمين والإداريين - جوازُ الغش في بعض المواد خاصَّةً اللغةَ الإنجليزية وأمثالهَا من الموادِّ بحكم أنها موادُّ لا تمتُّ لثقافتنا الإسلامية بصلة، وهو مبرِّر لا أصلَ له من الشرع والعقل، وفيما يأتي بعضُ فتاوى العلماء الدالَّة على حرمة هذا الفعل وفسادِ مبرِّره، قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز: "الغش محرَّم في الاختِبارات، كما أنَّه محرَّم في المعاملات، فليس لأحدٍ أن يغشَّ في الاختِبارات في أيَّة مادَّة، وإذا رضي الأستاذ بذلك فهو شريكُه في الإثم والخيانة" [28] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn28)، وقال جوابًا على سؤالٍ، منطوقُه: ما قولُكم فيمَن يقول: إنَّ الغشَّ حرام فقط إذا كان في المواد والعلوم الشرعيَّة، ويكون مباحًا إذا كان في غيرها؛ كاللغة الإنجليزية أو التاريخ أو الرياضيات أو الهندسة أو نحوها؟ فقال - رحمه الله -: "الغش في جميع المواد حرام ومنكر؛ لعموم قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن غشنا فليس مِنَّا))، وهذا لفظ عام يعمُّ الغش في المعاملات، وفي النصيحة والمشورة، وفي العلم بجميع مواده؛ الدينية والدنيوية، ولا يجوز للطالب ولا للمدرِّس فعل ذلك، ولا التساهُل فيه، ولا التغاضِي عنه؛ لعموم الحديث المذكور وما جاء في معناه، ولما يترتَّب على الغشِّ من المَفاسِد والأضرار والعَواقِب الوخيمة" [29] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn29)، وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين: "لا يجوز للطالب أن يُساعِد زميله في الامتِحان أبدًا؛ لأن ذلك من خيانة الأمانة، فالجهات المسؤولة لا تَرضَى بذلك، وهو في الحقيقة ظلمٌ للطالب المُعان، وظلمٌ للطالب المُعِين، وجناية على الجهة المسؤولة التي هو تحت رعايتها، وجناية على الأمة جمعاء" [30] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftn30).
وخلاصة القول بعد هذا التطواف مع مفهوم الغشِّ وما يُقارِبه، والوقوف على الأدلَّة الشرعية والعقليَّة الدالَّة على حكمه، فإنه يُقطَع بحرمته في جميع صوره، وخاصَّة الغش في التربية والتعليم، كونه محلَّ بحثنا ودراستنا، وعلى مسؤولي التربية والتعليم واجب شرعي ومجتمعي من خلال الوقوف بجديَّة للقَضاء على هذه الظاهرة؛ لأنها بحقٍّ سوسٌ ينخر نِظام المجتمع والأمَّة، إلا أنَّه ينبغي التنبيه على أنَّ هذا الخلل يجب تسكينُه في إطارِ منظومته القيميَّة؛ ذلك أنَّه ليس بمَعزِل عن ظَواهِر الخلل الأخرى التي أُصِيبَ بها المجتمع، والقضاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/48)
على ظاهرة الغشِّ في مجتمعاتنا لا يتسنَّى إلا بمواجهة جوانِب الخلل الأخرى، وهذا يقتَضِي القيامَ على بِناء منظومة أخلاقية وقيمية مؤسَّسة على ثوابتنا الشرعية في الكتاب والسنَّة، وتنفيذها في إطار برامج ونظم تطبيقية في المجتمع، الأمر الذي يستدعي تعاونًا ومشاركة بين كلِّ الجهات المسؤولة والتنفيذية في المجتمع، وتجنيدَ كلِّ الطاقات للحيلولة دون انهِيار الأساس الأخلاقي للمجتمع ونظمِه بكلِّ صورها.
ــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref1) " الموافقات"، ص310.
[2] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref2) " تاج العروس من جواهر القاموس"؛ محمد مرتضى الزبيدي، ج17 ص289.
[3] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref3) " ظاهرة الغش في المدارس"، بحث منشور في موقع "رجة"، تاريخ الاقتباس: 3/ 5/ 2010م.
[4] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref4) " تاج العروس من جواهر القاموس"؛ محمد مرتضى الزبيدي، ج34 ص499.
[5] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref5) انظر: "موسوعة نظرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلَّىَّ الله عليْه وسلَّم"؛ إشراف: صالح بن عبدالله بن حميد، وعبدالرحمن بن محمد الملوح، ج10 ص4483.
[6] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref6) أخرجه البخاري رقم 2682، ومسلم رقم 59.
[7] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref7) " المقتطف من عيون التفاسير"؛ مصطفى الحصن المنصوري، ج1 ص208.
[8] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref8) أخرجه البخاري رقم 2083.
[9] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref9) أخرجه مسلم رقم 1015.
[10] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref10) كتاب "الكبائر"، ص67.
[11] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref11) " الزواجر"، ص320.
[12] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref12) " موسوعة نضرة النعيم"، ج11 ص5069.
[13] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref13) تفسير المنار، محمد رشيد رضا، ج5ص170.
[14] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref14) تفسير الثعالبي المسمى "الجواهر الحسان في تفسير القرآن"؛ عبدالرحمن بن محمد الثعالبي، ج3 ص126.
[15] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref15) أخرجه مسلم، رقم 102.
[16] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref16) " عون المعبود شرح سنن أبي داود"؛ شمس الحق العظيم آبادي، ج9 ص230.
[17] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref17) أخرجه مسلم رقم 142.
[18] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref18) " المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج"؛ يحيى بن شرف النووي، ج2 ص165.
[19] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref19) أخرجه مسلم رقم 87.
[20] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref20) " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي"؛ المباركفوري، ج8 ص295.
[21] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref21) أخرجه الترمذي رقم 1964.
[22] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref22) " شرح سنن أبي داود"؛ عبدالمحسن العباد، ج27 ص409.
[23] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref23) أخرجه البخاري رقم 6131.
[24] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref24) " فتح الباري بشرح صحيح البخاري"، ج11 ص334.
[25] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref25) " موسوعة نضرة النعيم"، مرجع سابق، ج11 ص5069.
[26] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref26) " الزواجر"، مرجع سابق، ص323.
[27] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref27) " الكبائر"، مرجع سابق، ص67.
[28] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref28) " مجموع فتاوى ومقالات ابن باز"؛ سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، ج6 ص398.
[29] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref29) المرجع السابق، ج24 ص62.
[30] ( http://www.alukah.net/Sharia/0/22709/#_ftnref30) " فتاوى نور على الدرب"؛ فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، ج14.
ـ[أبو مالك الغامدي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 09:51 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله على هذه الرسالة القيمة العلمية ونفع الله بعلمك.
أبو مالك
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 03:50 م]ـ
جزاك الله خير أخوي همام على هذه الرسالة
ونسأل الله أن ينفع بها(128/49)
هل من الممكن ان تفيدونا في حقيقة معاملات البنك الاسلامي هنا في الاردن
ـ[سهل البطاينة]ــــــــ[19 - 06 - 10, 09:32 ص]ـ
بارك فيك يا شيخ هل من الممكن ان تفيدونا في حقيقة معاملات البنك الاسلامي هنا في الاردن اعلم ان هناك محاذير و مخالفات شرعيه وطوام و غيرها لكن يا حبذا بشيء مفصل او موجز و خصوصا صورة بيع المرابحة للآمر بالشراء سواء باع الشيء (كالسياره مثلا) و احتفظ به وهل ان البنك فعلا حسب علمكم لا يدخل السياره مثلا في ملكيته (الطابو) ومن ثم ينقلها الى العميل. يعني هل البنك يسجل السياره في دائرة الترخيص تحت ملكية البنك ومن ثم يقوم بالتنازل عنها للعميل. الذي وصل الى مسامعي انه لا يسجلها باسمه اي البنك. اذا تكرمت شيخنا الفاضل نفع الله بك
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[19 - 06 - 10, 03:31 م]ـ
السلام عليكم أخي الكريم، من خلال تجربتي حيث بعت سيارة لمن يشتريها عن طريق البنك الاسلامي، فالبنك يعقد معاملة البيع و يوقع عليك الكمبيلات قبل أن تتم عملية الشراء أو حتى يرى السلعة، فتوقع أنت مع البنك المعاملة و الكمبيالات ثم يعطونك صك موقع تذهب به لمندوب لهم في دائرة السير يرفق معاملتك مع خطاب التنازل من صاحب السيارة الأصلي، ثم تسير المعامليتين معا - أقصد تنازل صاحب السيارة للبنك و تنازل البنك لك - ولا تنتقل السيارة لملكية البنك و لا ثانية واحدة، فلو سلمنا ان السيارة قدر الله عليها مصيبة خلال عملية التنازل - والسيارة في دائرة السير - البنك لن يتحمل أي شيء لأنها صارت باسمك!!
و من المفارقة أنني عندما ذهبت لمندوب البنك في داءرة السير للتنازل على السيارة قلت له تعال مي شوف السيارة التي ستشتريها ثم تبيعها حتى تكون تملكتها و لو صوريا، فرفض وقال لي هذا الكلام احكيه لإدارة البنك!!
و على كل حال مهما حاولت أن تجد للبنك الاسلامي مساغا ستجد قلبك غير مرتاح و لو أفتاك من أفتاك
و الله المستعان
ـ[سهل البطاينة]ــــــــ[19 - 06 - 10, 04:50 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي عبد الرحمن.انا والحمد لله لم اتعامل بحياتي مع هذا البنك او غيره لكن الطامه هناك اقارب يتعاملون معه بحجة انه بنك اسلامي فالناس بحاجه لتفقه في هذه المسالة الخطيره
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 02:32 ص]ـ
بيع المرابحة
الأخ الفاضل
تسميتهم هذا البيع " بيع المرابحة " ليس هو على ما أراده الفقهاء قديماً، فهي تسمية محدثة بمعنى محدث لا أصل له – على الصورة المشتهرة -.
فبيع المرابحة هو بيع الأمانة وهي التي يحدد فيها الثمن بمثل رأس المال، أو أزيد، أو أنقص.
وسميت بيوع الأمانة بهذا الاسم لأنه يؤتمن فيها البائع في إخباره برأس المال، وهو على ثلاثة أنواع:
1. بيع المرابحة: وهو البيع الذي يحدد فيه الثمن بزيادة على رأس المال.
2. بيع التولية: وهو البيع الذي يحدد فيه رأس المال نفسه ثمنا بلا ربح ولا خسارة.
3. بيع الوضيعة: - أو: الحطيطة، أو: النقيصة -: وهو بيع يحدد فيه الثمن بنقص عن رأس المال - أي: بخسارة -.
وإذا دققت النظر علمت أن الصورة لا تنطبق على بيع المرابحة بالمعنى الذي قاله الفقهاء.
فإن قلتَ: إن المشتري يأتي للبنك ويتفق معه على ربح معين يضيفه البنك على رأس ماله:
قلت لك: إن البنك أثناء هذا الاتفاق ليس مالكاً للسلعة!!
وإن رأس مال البضاعة: ليس هو على معرفة به، بل الذي يحدد رأس المال هو " المشتري "!! نعم هو المشتري وهو الذب يذهب ويماكس صاحب البضاعة ليأتي بأدنى سعر!
هذه حقيقة العقد، دعك من ظاهره
أخي الفاضل
اجتماع من ذكرت على حل البيع لا يعني أنه إجماع! وكيف يكون كذلك وقد خالف في جواز هذا البيع إمامان من أئمة الدنيا وهما: الشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين؟؟
وهذا البيع مخالفاته للشرع كثيرة، ومنها:
1. بيع ما لا يملك
حيث يشتري البنك من غير مالك البضاعة الشرعي!!
كيف؟
أنا أقول لك – وقد حصل هذا معي! –
إذا أراد أحدٌ شراء سيارة من " الحراج " – وهي الصورة التي حدثت معي – فإنه يذهب لسوق الحراج، فإذا رأى سيارة وأعجب بها: ماكس صاحبها حتى يحصِّل أدنى سعر
فإن فعل: اشترى ودفع " عربوناً " وأخذ السمسار عمولته!
ويفترقان على أن يكون التسجيل للسيارة في الغد أو بعده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/50)
والآن: من هو المالك الشرعي! – لا القانوني – للسيارة؟
إنه " المشتري "
ويذهب الاثنان بعدها إلى " البنك الإسلامي " لتتميم البيع هناك وقبض البائع! الثمن
فكيف يتم الاتفاق في البنك؟
ومن الذي يبيع البنك؟
وممن يشتري البنك؟
وممن يشتري المشتري!! مرة أخرى؟؟
الذي يحصل:
أن البنك يشتري السيارة من " البائع "!!!!! وهو لا يملك السيارة، وكف يملكها وهو الذي باعني إياها بالأمس؟؟؟
ثم إذا اشترى البنك منه! باعني إياها!!
وكيف يبيعني إياها وأنا مالكها الشرعي!؟
فالبنك اشترى ممن لا يملك! والبائع باع ما لا يملك!! والمشتري اشترى ما يملك!!!
2. ربح ما لم يضمن
وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم
والبنك لا تمر عليه لحظة " ضمان " يضمن فيها البضاعة المشتراة!
فأثناء وجودنا في " الحراج " لا علاقة له بالسيارة ولا بخرابها ولا بتلفها، وأثناء مجيئنا إليه: كذلك، وأثناء إإتمام الصفقة في البنك: كذلك!
فيشتري البنك ويبيع ويربح وهو لم يضمن لحظة واحدة، بل ضمانها إما على البائع وإما على المشتري!
3. البيع قبل الحيازة
والبنك لا يحوز البضاعة لرحله، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم التجار أن يبيعوا السلع حتى يحوزها أحدهم إلى رحله.
وهذا ما لا يفعله البنك
ففي بعض الأحيان يؤتى بالبضاعة عنده عند " باب البنك "!
وفي أحيان قليلة " يقوم " معه الموظف ليرى البضاعة في " محلها "!
وأما قول بعضهم: إن هذا خاص بالطعام:
فيرد عليه من وجهين:
أ. عموم قوله " السلع ".
ب. قول ابن عباس " ولا أحسب غير الطعام إلا مثله ".
والمعروف أن ذكر بعض أفراد العموم بحكم موافق لا يخصص الحكم، فذكر " الطعام " في حديث آخر بحكم موافق لا يجعل الحكم خاصا في الطعام كما هو واضح بيِّن.
4. فتح باب شر
والشرور والمفاسد المترتبة على مثل هذه الصور كثيرة، ومنها:
أن بعض التجار صار يبيع " الفواتير " دون البضاعة، وهذا يعلمه البنك، لكن هم تجار كذلك – كما صرح مدير فرع لهم - ولا يهمهم سوى الربح!
وقد جاء بعض إخواننا التجار ليسألني عن حكم بيع الفواتير للبنك الإسلامي!
فلما استفسرت منه قال: إن كثيراً من الناس لا يريدون الشراء الحقيقي، فيذهبون للتاجر ويتفقون معه على بضاعة وهمية يوقعون الاتفاق عليها ثم يرجعونها إلى التاجر نفسه!
فإذا استلم التاجر ثمنها من البنك: أعطاها للمشتري وأخذ منها نسبة تصل لـ 10 %!
والتاجر أخذ هذه النسبة على " البارد المبرد " فبضاعته عنده، ومال المشتري والبنك في جيبه!!
وإذا كانت لك " واسطة " في البنك: فإن بضاعتك لا تتحرك من مكانها!!!
وقد حصلت قصة طريفة عندنا كما في الصورة السابقة، وهي أن التاجر انقلب على المشتري فلم يعطه المبلغ لطمعه به، وألزمه بالبضاعة فلم يكن للمشتري رغبة بها، فقال له التاجر: دع البضاعة عندي، وأتني كل آخر شهر لأعطيك قسط البنك تدفعه لهم!!
5. مشابهة بني إسرائيل في الحيل
والمقصود الحقيقي من هذا العقد: هو ديْن يريده المشتري من البنك، لكن البنك لأن اسمه! " الإسلامي "! لا يعطيه قرضاً حسناً ولا سيئاً يأخذ عليه ربا
فاحتالوا بهذه الطريقة للوصول إلى هذا المقصود
وللعلم
فقد أعلن عن صفقة مولها بعض البنوك الإسلامية لشراء طائرة!!
فأسألك بالله هل ذهب البنك ورآها فضلا أن يكون حازها؟؟
إن الذي يحصل في هذه الصورة من العقد هو الحرام بعينه وهي الحيلة بعينها
وكثير من التجار يشترون بضائعهم من الخارج ويتفقون مع المصانع ويدفعون العربون فإذا بقي التمويل والدفع جاء دور البنك!!
فهل هذا البنك من التجار!!؟؟
ومما يدل على أنه ليس من التجار:
أن موظف هذا القسم يشتري أي بضاعة! فهل مر عليك " رجل " يفهم في " كل شيء "؟؟
إن هذا الموظف لا يعدو دوره عن شراء " فواتير " وبيع لفقير لا يملك المال.
وقد يكون فيه إضافة أو زيادة
لكني أكتب بأصبع واحدة! فلا أستطيع التكملة
وقد لا أرد لأن الأمر واضح وأرجو أن يتضح لك ولغيرك
وأذكرك أن العبرة في العقود بمعانيها وحقيقتها لا بألفاظها وظاهرها.
= فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله:سئل الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/51)
رجل بجواره مزرعة أراد أن يشتريها، فذهب إلى أحد المصارف وطلب منهم أن يشروها له، قالوا له: نرسل معك مندوباً يقدرها ثم نبيعها عليك، كيف يكون هذا؟
فأجاب:
هذا عمل محرَّم يعني كون الإنسان يعيِّن السلعة ثم يذهب إلى التاجر ويقول: اشترها لي فيشتريها التاجر ثم يبيعها عليه بثمن مؤجل – أي: مقسَّط – أكثر من ثمنها الحاضر، هذا ربا ولكنه ربا فيه خداع لله عز وجل ومكر بآيات الله لأنه بدل أن يقول: خذ قيمتها الآن مائة ألف وأعطني بعد سنة مائة وعشرين ألفاً، فهو ذهب يشتريها شراءً غير مراد، هذا التاجر ما أرادها إطلاقاً، ما اشتراها إلا من أجل أن يربح عليه، فهو لم يشترها إحساناً إليه، ولم يشترها إلا من أجل هذه الزيادة التي أخذها عليه، فهي ربا خداع، وربا الخداع لا يزداد إلا قبحاً وإثماً، الربا الخداع أشد من الربا الصريح؛ لأنه تضمن مفسدتين:
المفسدة الأولى: مفسدة الربا، وهي الزيادة.
المفسدة الثانية: فيه مخادعة، مخادعة لمن؟ لله رب العالمين الذي يعلم ما في القلوب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن الحقَّ قال " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى "، لو كان التاجر يريد الإحسان إليك لقال: خذ هذه الدراهم قرضاً عليك بدون زيادة، نعم، إذا كانت السلعة عند التاجر من الأصل وجئتَ أنتَ إليه واشتريت ما يساوي ألفاً بألفٍ ومئتين: هذا لا بأس به، أما هذه الصورة التي ذكرها السائل: إنها والله حرام ولا تحل، وأنا أسألكم الآن: هل هذه الحيلة أقرب إلى الحرام أو حيلة اليهود الذين قيل لهم لا تصيدوا السمك في يوم السبت ثم ابتلاهم الله فصار السمك يأتي يوم السبت، ويغيب غير يوم السبت، فطال عليهم الأمد فقالوا: دبِّروا لنا حيلة فاحتالوا وصاروا يضعون شبَكاً يوم الجمعة ويأتي السمك يوم السبت ويقع في هذا الشبَك، فإذا كان يوم الأحد أخذوا السمك، وقالوا: نحن ما صدنا يوم السبت، فبماذا عاقبهم الله؟ قال {كونوا قردة خاسئين} [الأعراف / 166]، فأصبحوا قردة يتعاوون – والعياذ بالله -، هذه واحدة.
ثانياً: حرَّم الله عليهم الشُّحوم، قالوا: ما نأكلها فأذابوها وجعلوها ودكاً ثم باعوها وأكلوا ثمنها، قال النبي صلى الله عليهم: " قاتل الله اليهود لمّا حرَّم الله عليهم شحوم الميتة أذابوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه ".
لو قستَ هذه الحيلة اليهودية بهذه الحيلة التي ذكرها السائل لوجدتَ أن الحيلة التي ذكرها السائل أقرب إلى الحرام من حيلة اليهود، ولكن صدق الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
" لتركبن سنن من كان قبلكم "، وليس من اللازم من ركوب السنن أن نكفر كما كفروا، إذا أخذنا من أخلاقهم شيئاً فقد ارتكبنا طريقهم في الشيء.
الحسد – مثلاً – من أخلاق اليهود، فالحاسد عنده شبَهٌ [بـ] اليهود في الحسد.
كتمان الحق من أخلاق اليهود هم الذين يكتمون ما أنزل الله.
تحريف الكلام عن مواضعه أي: تفسير القرآن بغير ما أراد الله أو السنَّة بغير ما أراد الرسول صلى الله عليهم وسلم.
هذه من أخلاق اليهود، فقوله: " لتركبن سنن من كان قبلكم " ليس المراد أننا نكفر كما كفروا، وإنما نأخذ من كل شيء من أخلاقهم بنصيب، فوُجد في هذه الأمة الحسد، وُجد فيها الحيَل، وُجد فيها الغش، وُجد فيها تحريف الكلِم عن مواضعه، وُجد فيها كتمان الحق
فعليك يا أخي أن تُنقذ نفسك من أخلاق اليهود والنصارى، وغيرهم من الكفار، حتى تسلَم وتكون مسلماً لله حقّاً.
المهم أن هذه المعاملة حرام على المُعطي، وعلى الآخذ؛ لأن الربا يستوي فيه الآكل والمُوكل، قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: " لعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم آكِلَ الربا وموكِلَه وكاتبه وشاهدَه، وقال: هم سواء ".
" لقاءات الباب المفتوح " (السؤال رقم 501).
والله أعلم
ـ[سهل البطاينة]ــــــــ[20 - 06 - 10, 06:43 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/52)
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل و سلامتك لا بئس طهور ان شاء الله وحتى لا اثقل عليك اكثر فقبل قليل استمعت في احدى القنوات للدكتور على قره داغي وهو من تعرف وكان يتكلم عن بعض المعاملات و تكلم عن ان يفتحت البنك الربوي فرعا اسلاميا و اصل اصوله وقعد قواعد واحببت ان اسالك ولكي لا ااريد ان اطيل عليك فلربما ان احياني الله و حضرت درسك يوم الجمعه طرحتها عليك شيخي الفاضل ...
ملحوظه: رجعت لموقع علي قره داغي فوجدته يقول
والتحقيق: أن المرابحة لا تدخل في هذا الحديث أبدًا من عدة وجوه:
الوجه الأول: أن المعنى الراجح للحديث السابق هو النهي عن بيع شيء معين لا يملكه وهو على غرر من حصوله ــ كما سبق ــ.
وفي ضوء هذا المعنى: لا تدخل المرابحة في الحديث، حيث إن المصرف الإِسلامي لا يبيعه شيئًا معينًا، وإنما أخذ من الراغب وعدًا، ثم قام بشرائه فعلاً، ثم باعه مع ربح معلوم، فأين هذا من واقعة حديث حكيم بن حزام؟
الوجه الثاني: أنه ليس صحيحًا أن المعدوم مطلقًا لا يجوز بيعه، بل فيه تفصيل سبق ذكره.
يقول الأستاذ القرضاوي: «وهنا نقرر مطمئنين: أن العلماء الذين شاركوا في مؤتمر المصرف الإِسلامي الأول في دبي، ومؤتمر المصرف الإِسلامي الثاني في الكويت إنما أجازوا للمصرف الإِسلامي البيع للامر بالشراء إذا تملك السلعة بالفعل، وما يجري بين المصرف وطالب الشراء قبل ذلك إنما هو مواعدة بينهما، وليست بيعًا ولا شراءً»
الوجه الثالث: أنه ليس صحيحًا إطلاق القول بعدم جواز بيع المعدوم، بل فيه تفصيل سبق ذكره، ولذلك أكد شيخ الإِسلام ابن تيمية: «أن عدم جواز بيع بعض أشياء معدومة لا يعود إلى كونها معدومة، بل إلى وجود غرر فيها، كما أن الغرر في الموجود يجعل بيعه غير صحيح» [
وقد ذكرنا أن السلم جائز مع أن محله غير موجود وقت العقد. انتهى
لكن هو وغيره يعلمون يقينا ان معاملة البنك لا تتم على هذا الوجه ولا تدخل تحت ملكية البنك ابدا هذا اذا سلمنا ابتداء بقوله بالوعد الملزم بالبيع فقال: فذهب جماعة من المعاصرين إلى أن ذلك التواعد ملزم للطرفين اعتمادًا على ما ذهب إليه بعض العلماء ــ منهم ابن شبرمة.
وذهب آخرون إلى أن الوعد ملزم دون المواعدة، وهذا ما عليه قرار مجمع الفقه الإِسلامي الدولي بجدة.
وهذا العقد بهذه الصورة اعترض عليه البعض اعتمادًا على مدلول حديث حكيم بن حزام وعمرو بن شعيب، وقالوا: أنه داخل في بيع المعدوم، وبيع ما ليس لدى الإِنسان
ـ[انس خالد]ــــــــ[20 - 06 - 10, 07:26 ص]ـ
الاخ عد الرحمن
احب فقط ان اصحح مساله بسيطه وهي ان معاملة البنك لا تسير مع معاملة الذي يريد الشراء
بل يتم التنازل الكامل للبنك
وتخرج الرخصه باسم البنك ثم بعد ذلك تقدم معاملة تنازل البنك للمشتري فالبنك يملك وقد يحصل نادرا خلل ما فتبقى السياره في ملك البنك ايام
مثال لو تعطل جهاز الكمبيوتر بعد التنازل للبنك او انتهى الدوام ولم تتم الا معاملة نقل الملكيه للبنك فتاجل المعامله للدوام القادم
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن هاني]ــــــــ[20 - 06 - 10, 09:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ إحسان على هذه المعلومات المفيدة وهذا الشرح الماتع الرائق.
وقد جاء في صحيح الجامع للشيخ الألباني رحمه الله:
(درهم ربا يأكله الرجل، و هو يعلم، أشد عند الله من ستة و ثلاثين زنية)
الراوي: عبدالله بن حنظلة بن أبي عامر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الرقم: 3375
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولا حول ولا قوة الا بالله.
اللهم اغفر لي خطئي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم والمؤخر وأنت على كل شيء قدير
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[20 - 06 - 10, 11:46 ص]ـ
الاخ عد الرحمن
احب فقط ان اصحح مساله بسيطه وهي ان معاملة البنك لا تسير مع معاملة الذي يريد الشراء
بل يتم التنازل الكامل للبنك
وتخرج الرخصه باسم البنك ثم بعد ذلك تقدم معاملة تنازل البنك للمشتري فالبنك يملك وقد يحصل نادرا خلل ما فتبقى السياره في ملك البنك ايام
مثال لو تعطل جهاز الكمبيوتر بعد التنازل للبنك او انتهى الدوام ولم تتم الا معاملة نقل الملكيه للبنك فتاجل المعامله للدوام القادم
وجزاكم الله خيرا
يعني أن البنك لا تنتقل السلعة لحيازته إلا في ظرف نادر الحصول و هو أن تقف المعاملة لظرف طارئ مثل تعطل الكمبيوتر أو انتهاء الدوام؟؟ أخي أقول لك ما حصل معي قدمت معاملة تنازلي للبنك و تنازل البنك للمشتري في وقفة واحدة فقام الموظف بإعطائي رخصة السيارة باسم البنك لمدة 5 دقائق ثم أخذها مني وناولني الرخصة باسم المشتري!! وهذا أصبح عرفاً عند دائرة السير
هل هذه الخمس دقائق تمسى حيازة؟؟
مثلا لو أن المشتري في هذه اللحظة طلب الإقالة هل سيتكفل البنك بدينار واحد؟ طبعا لا لأن المشتري أصلا وقع الكمبيالات و ألزم بالأقساط، و راحت بكيسه
ثم لو فرضنا أنه في هذه الخمس دقائق احترقت السيارة هل سيتحمل البنك الضرر الواقع عليها مع انها باسمه؟؟ طبعا لأ
وليس من رأى و جرب كمن سمع
وبارك الله فيك أخي الحبيب(128/53)
[مشجِّرةٌ لأهمِّ كتبِ الشَّافعيةِ والَّتي عَلَيهَا المُعوِّلُ فِي التَّدرِيسْ]
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 12:24 م]ـ
[مشجِّرةٌ لأهمِّ كتبِ الشَّافعيةِ والَّتي عَلَيهَا المُعوِّلُ فِي الإفتاءِ والتَّدرِيسْ]
وهذه هديةٌ لطلابِ المذهب الشافعي , وطلاب الشيخ أحمد المقرمي جميعاً.
[ CENTER]http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=76685&stc=1&d=1276944543
http://file9.9q9q.net/preview/42365837/--------.JPG.html
أو
http://file9.9q9q.net/preview/42365837/--------.JPG.html
http://file9.9q9q.net/Download/42365837/--------.JPG.html
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[19 - 06 - 10, 12:43 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو همام
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 02:58 م]ـ
وإياكم أخانا الكريم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 - 06 - 10, 05:18 م]ـ
جميلة جداً ..
جزاك الله خيراً(128/54)
هل أتاك نبأ الصّائفة؟
ـ[سمير زمال]ــــــــ[19 - 06 - 10, 02:36 م]ـ
هل أتاك نبأ الصّائفة؟
لـ: أبي جابر عبد الحليم توميات
الحمد لله، ربّ العالمين، وأفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، على محمّد وآله وصحبه أجمعين، وعلى من تبِعهم بإحسان إلى يوم الدّين، أمّا بعد:
فهل أتاك نبأ الصّائفة؟
مصطلح كان ينتشر قديما في مثل هذه الأيّام، بين خير البشر والأنام.
كان السّلف الصّالح لا يكاد الصّيف يأتي عليهم من كلّ عام إلاّ رأيتهم يستعدّون للعمل الجادّ، والبذل والجهاد ..
(الصّائفة) هي: الغزوة السّنوية التي كان يعقد ألويتها خليفة المسلمين، ويؤمِّر عليها أشهرَ القادة، ويبعث بها إلى ثغر من الثّغور، لتقوم بواجب الجهاد في تلك السّنة، وهي الحدّ الأدنى المطلوب من الجهاد في كلّ عام.
فكان المسلمون يخرجون في كلّ صيف إلى بلاد الكفّار، للقيام بواجب الدّعوة إلى الله، فيعرضون عليهم الإسلام، أو الدّخول تحت حكم أهل الإيمان، أو القتال إعلاءً لكلمة الواحد الديّان ..
كانت تلك هي سياحةَ الأمّة، وتلك هي برامج التّنشيط السّياحي المليئة عزيمة وهمّة ..
برامج مكثّفة ليس فيها لغو ولا لهو، ولا بطالة ولا عطالة، ولا تضييع للأوقات، أو تهميش للصّلوات، ولا متابعة للمباريات، ولا ارتكاب للمحرّمات، ولا تسكّع على الأرصفة للمعاكسات، وإيذاء المارّين والمارات، ولا تهافت على الأسواق ..
ولكن نشاط وقوّة، وجهاد وفتوّة، وعبادة وعزّة، وسموّ ورفعة، وتعالٍ عن حطام الدنيا، وإقبال على عمارة الآخرة.
واختاروا فصل الصّيف لأنّ الحرّ ابتلاء يميّز الصّالحين، وعقوبة للمنافقين، فليس الحرّ عائقا عن طاعة الله، ومن عاقه الحرّ عن الطّاعة ففيه شبه بالمنافقين، كما حدث في غزوة تبوك: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [التوبة:81].
والحقّ أنّ ابن آدم ملول، لا يستقيم على طريقة:
يتمنى المرء في الصّيف الشتاء ... فإذا جاء الشتاء أنكره
فهو لا يرضى بحال واحد ... قتل الإنسان ما أكفره
أمّا الصّفوة من عباد الله يرون أنّ في الحرّ غنيمة لا يليق تفويتها ..
· معاذ بن جبل رضي الله عنه: حين حضرته الوفاة، لم يتأسّف على مال ولا ولد، ولم يبك على فراق نعيم الدّنيا، ولكنّه حزن على مفارقة قيام اللّيل، ومزاحمة العلماء بالرّكب، وعلى ظمأ الهواجر بالصّيام في أيّام الحرّ الشّديد.
· وخرج ابن عمر رضي الله عنه في سفر معه أصحابه، فوضعوا سفرة لهم، فمرّ بهم راع فدعوه إلى أن يأكل معهم فقال: إنّي صائم، فقال ابن عمر رضي الله عنه: في مثل هذا اليوم الشّديد حرّه وأنت بين هذه الشّعاب في آثار هذه الغنم وأنت صائم! فقال: أُبَادِر أيّامي هذه الخالية.
· ويقول أبو الدّرداء رضي الله عنه موصياً أحبابه: صوموا يوماً شديداً حرّه لحرّ يوم النّشور، وصلّوا ركعتين في ظلمة اللّيل لظلمة القبور.
وقد روى البزّار بإسناد حسن – كما في "صحيح التّرغيب والتّرهيب" – عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم بَعَثَ أَبَا مُوسَى عَلَى سَرِيَّةٍ فِي البَحْرِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ قَدْ رَفَعُوا الشِّرَاعَ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ، إِذَا هَاتِفٌ فَوْقَهُمْ يَهْتِفُ: يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ! قِفُوا أُخْبِرْكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ عَلَى نَفْسِهِ!
فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَخْبِرْنَا إِنْ كُنْتَ مُخْبِراً.
قال: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ أَعْطَشَ نَفْسَهُ لَهُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ سَقَاهُ اللهُ يَوْمَ العَطَشِ ..
الشّاهد أنّ فصل الصّيف فصل عمل واجتهاد، وبذل وجهاد.
الصّائفة هذه الأيّام ..
إنّ أهمّ معالم الصّائفة هذه الأيّام – أيّها القرّاء الكرام – مَعْلَمان عظيمان: طلب العلم، والدّعوة إلى الله تعالى.
أوّلا: طلب العلم:
فإنّ طلب العلمِ ونشره بين النّاس في كلّ حين وأوان، وخاصّة هذه الأيّام من الجهاد في سبيل الله تعالى.
والجهاد كما شُرع بالسّيف والسِّنان، فقد شُرع باللّسان والعلم والبيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/55)
ففي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:
((مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ)).
ومن ذلك ما رواه أبو داود عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: ((جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ)).
وإليك كلاما طيبا لابن القيّم الجوزية رحمه الله حيث قال:
"كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الذّروة العليا منه، فاستولى على أنواعه كلّها، فجاهد في الله حقّ جهاده بالقلب والجنان، والدّعوة والبيان، والسّيف والسّنان ... أمره الله تعالى بالجهاد من حين بعثه وقال: { ... فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً} فهذه سورة مكّية، أمر فيها بجهاد الكفّار بالحجّة والبيان وتبليغ القرآن، وكذلك جهاد المنافقين إنّما هو بتبليغ الحجّة، وإلاّ فهم تحت قهر أهل الإسلام، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة:73].
فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفّار وهو جهاد خواصّ الأمّة وورثة الرّسل، والقائمون به أفراد في العالم، والمشاركون فيه والمعاونون عليه وإن كانوا هم الأقلّين عدداً فهم الأعظمون عند الله قدراً، ولمّا كان من أفضل الجهاد قول الحقّ مع شدّة المعارض مثل أن تتكلّم عند من تخاف سطوته وأذاه، كان للرّسل من ذلك الحظّ الأوفر، وكان لنبيّنا صلّى الله عليه وسلّم من ذلك أكمل الجهاد وأتمّه، [يقصد بذلك ما بشّر به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من اقتدى به في ذلك قائلا: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: ((إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ)) رواه التّرمذي وغيره] ". اهـ["زاد المعاد" (3/ 6)].
ويؤيّد كلام ابن القيّم أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم نُهِي عن قتل المنافقين، فهذا يدلّ على أنّ معنى (وجاهد الكفّار والمنافقين) إنّما المقصود منه الجهاد بالحجّة والبيان.
ويؤيّده أيضا رواية مسلم عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: ((لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)).
فقد فسّر العلماء القتال هنا بما هو أعمّ من القتال بالسّيف، فقد قال البخاري في "صحيحه": " بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم: ((لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ يُقَاتِلُونَ)) وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ ".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" وأخرج التّرمذي حديث الباب ثمّ قال: سمعت محمّد ابن إسماعيل – هو البخاريّ – يقول: سمعت عليّ بنَ المدِيني يقول: هم أصحاب الحديث .. وجاء نحوه عن أبي هريرة ومعاوية وجابر رضي الله عنهم، وسلمة بن نفيل، وقرّة ابن إياس " اهـ.
وأخرج الحاكم في " علوم الحديث " بسند صحيح عن أحمد رحمه الله قال: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم!
ومن طريق يزيد بن هارون مثله.
ومن لم يكن عالما يبيّن الحقّ ويردّ الباطل وكان يحسِن الكلام فليستغلّه في نصرة الحقّ، ولا يخفى على أحد ما كان يفعل شعر حسّان بن ثابت وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهما في المشركين ..
روى التّرمذي والنّسائيّ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم دَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ يَمْشِي وَهُوَ يَقُولُ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/56)
خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ ... الْيَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ
ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ ... وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا ابْنَ رَوَاحَةَ! بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم وَفِي حَرَمِ اللَّهِ تَقُولُ الشِّعْرَ؟!
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: ((خَلِّ عَنْهُ يَا عُمَرُ! فَلَهِيَ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ نَضْحِ النَّبْلِ)).
ثانيا: الدّعوة إلى الله.
شاع لدى أكثرنا اليوم أنّ خدمة هذا الدّين، والدّعوة لربّ العالمين، هي مهمّة الدّعاة والعلماء، والأئمّة والخطباء ..
وإنّها لإحدى الكُبَر ..
ولتصحيح هذا المفهوم الخاطئ فإنّي أدعوك إلى تأمل نقاط ثلاث في إيجاز:
· الأولى: إنّنا ركّاب سفينة واحدة، إن هلكت هلكنا، وإن نجت نجونا، ففي الصّحيحين عن النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ:
((مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا! فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا)).
· الثّانية: هذا مؤمن (يس) يُضحِّي بحياته .. بمجرّد أن علم الحقّ في طياته .. {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24)} ..
جاء من أقصى المدينة .. مع أنّ بالقرية الّتي قصدها ثلاثة من المرسلين ..
لم يمنعه وجود الرّسل في تلك البلاد، بأن يُسهِم في الدّعوة إلى ربّ العباد .. فهل من مدّكر؟
· الثّالثة: قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً))، فهو خطاب عامّ لا يُستَثْنى منه أحد.
فـ (بلِّغوا) تكليف .. و (عنّي) تشريف .. (ولو آية) تخفيف ..
فالواقع الّذي يعيشه المسلمون اليوم – والله – كافٍ في أن ينفُض كلّنا الغبار عن رأسه، ويفدي هذا الدّين بنفسه، فمن آلامنا تبزغ آمالنا ..
يقولون: مع أيّ الفريقين تضلع ... فلم يبق للإحجام والصّبر موضع
فقلت: أما والله ما في قلوبنا ... لغير جلال الله، والحقّ موضع
فقد تصبح الدّنيا لإبليس شيعة ... ونحن لغير الحقّ لا نتشيّع
أنعدِل بالله العظيم وشرعه ... أباطيل يجلوها الخداع فتلمع
فأين إذن عهد قطعناه لربّنا ... بأنّا له دون الخليقة خُضَّعُ
بلى، نحن جند الله بعناه واشترى ... فلا هو يعفينا، ولا نحن نرجع
وسبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك
ـ[أبو جندل المغربي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 03:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي سمير
ووفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو عبد الله رشيد]ــــــــ[19 - 06 - 10, 10:06 م]ـ
لله درك أخي سمير(128/57)
جدول الدروس الصيفية للشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[عبدالله الجوفي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 04:14 م]ـ
الحمدلله وبعد:
جدول الدروس الصيفية
لمعالي الشيخ د/عبد الكريم بن عبد الله الخضير
(عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)
في الفترة من يوم السبت 14/ 7/1431 إلى 28/ 8/1431 هـ
http://www.khudheir.com/pages/5223
ـ[ابو كعب الأزدي]ــــــــ[19 - 06 - 10, 05:02 م]ـ
الله يبارك فيك اخي ويحفظ شيخنا العلامة الشيخ / عبدالكريم الخضير(128/58)
هل كان الحبشة الذين يلعبون بالحراب في المسجد نصارى؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[19 - 06 - 10, 11:41 م]ـ
فإنه قد أشكل علي كونهم نصارى ويلعبون في يوم العيد
ووجدت هذا النص في موقع الدكتور الفنيسان حيث قال:
"بل كان نصارى الحبشة يلعبون فيه بالحراب بمرأى ومسمع من الرسول – صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فإذا جاز هذا مع المشرك النجس مهما تطهر وتنظف فكيف لا يجوز للحائض والجنب المسلمين دخول المسجد لسماع المواعظ والتذكير وتعلم القرآن وتعليمه"
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:49 ص]ـ
المتتبع لروايات الحديث من مظانها في كتب السنة وشروحها لا يجد فيها رواية واحدة تصرّح بكونهم نصارى؛ فلا أدري ما مستند الشيخ في ذلك؟! بل وجدت في (صحيح ابن حبان) (5876) بإسناد على شرط البخاري: قالت عائشة: ولما قدم وفد الحبشة على رسول الله صلى الله عليه و سلم قاموا يلعبون في المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يسترني بردائه وأنا أنظر إليهم وهم يلعبون في المسجد.
والمشهور أن الوفود إنما تأتي للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لتُسْلِم، كما لا يخفى.
ولعل هؤلاء الوفد هم الذين ذكرهم بعض أهل السير أنهم قدموا مع جعفر إلى النبي مسلمين ــ كما في (المصباح المضيء) لابن حديدة الأنصاري المتوفى 783 هـ ــ: نقلاً عن السهيلي: " ووافى جعفر وأصحابه رسول الله {صلى الله عليه وسلم} في سبعين رجلا عليهم ثياب الصوف منهم اثنان وستون من الحبشة وثمانية من أهل الشام فقرأ عليهم رسول الله {صلى الله عليه وسلم} سورة يس إلى آخرها فبكوا حين سمعوا القرآن وآمنوا وقالوا ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى عليه السلام فأنزل الله تعالى ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى يعني وفد النجاشي الذين قدموا مع جعفر وكانوا أصحاب الصوامع رضي الله عنهم" إنتهى كلامه.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:59 ص]ـ
وكان الأوْلى بالشيخ أن يستدل لقوله الذي اختاره بما هو أظهر من ذلك؛ مثل قصة ربط ثمامة بن أثال الحنفي بسارية من سواري مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذٍ كافر مشرك؛ والحديث مخرّج في الصحيحين.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[20 - 06 - 10, 06:56 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله على سرعة تفاعلك وتجاوبك
بارك الله فيكم وفي علمكم(128/59)
لمن يحب أن يتعلم الفرائض
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 12:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا اخوان فيه مدرس مصري نحسبه والله حسيبه متمكن من علم الفرائض ويستطيع أن يوصل لك المعلومة بأسهل طريقة بحيث تكون ضابط لعلم الفرائض.
وقد درست على يده وأنهيت الفرائض من أولها إلى آخرها وكان شرحه في غاية الروعة والجمال
فمن يحب أن يدرس على يده؟؟؟
الشيخ موجود في الرياض
إذا سمحت الإدارة نضع لكم رقمه أو تراسلونني على الخاص
ـ[صالح البيضاني اليمني]ــــــــ[20 - 06 - 10, 12:48 ص]ـ
الأخ ابو عبدالرحمن السبيعي لوتكرمت ترسل لنا رقمه وعنوانه وجزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 12:50 ص]ـ
هل تريد أن أرسله لك على الخاص أم على العام؟ وأنا ودي أضعه على العام لكن ما أدري عن الإدارة؟
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 01:02 ص]ـ
الشيخ / رمضان المصري
يسكن في النسيم
رقم الشيخ / 0555148446
ـ[أبو ياسر الداعي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 02:22 ص]ـ
فتح الله على الشيخ
ورحم الله الساكن خارج الرياض
والحل / برنامج الاسكاي بي (لو تكرمتم) ليعم النفع
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[20 - 06 - 10, 04:14 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا عبدالرحمن ..
قريبٌ من عندنا .. سؤال /
كم يجلس في شرحها وهل يكون في مسجد و هل يطلب رسوم .. نرجوا التوضيح أكثر ...
رزقك ربي العلم النافع والعمل الصالح ..
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 01:16 م]ـ
الشيخ يطلب على الشرح مبالغ ليست بالكثيرة. وأحيانا لا ياخذ الشيخ مبلغ على حسب ما يراه هو
والشرح / أحيانا في بيت الشخص وأحيانا في المسجد على حسب الدارس وحسب الاتفاق بينهم
مدة الشرح على نشاطك ونشاط الشيخ إذا حددت يوم والتزمت به سوف تنهي الكتاب في مدة وجيزة
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 01:43 م]ـ
طريقة الشيخ في الشرح
يركز على حل المسائل وإعطاء القواعد لحل تلك المسائل من أول الكتاب إلى آخره
أما النظري فيمكن للإنسان أن يحفظه ويراجعه بمفردة إلا إذا كان هناك سؤال فإن الشيخ يجب عليه
ـ[محمد أبومروان]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:22 م]ـ
يشرح كتاب له هو؟ أم الكتاب الذي تأتي به له؟
أرجو من الأخ أبو عبدالرحمن توضيح هذه النقطة , وجعل الله مايقدم في موازين حسناته.
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:00 م]ـ
بارك الله فيك: يشرح الكتاب الذي يتعلق بالفرائض وأحيانا يمشي على مسائل الفرائض الموجودة في أي كتاب من كتب الفرائض فيشرحها بحيث تكون ملم بمسائل الفرائض
وإذا بدأت مع الشيخ راح تسفيد كثيرا وتضبط مسائل الفرائض(128/60)
الدورة العلمية العاشرة بالشارقة
ـ[سعداوي أبو بكر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 09:25 ص]ـ
ينظم المنتدى الإسلامي بالشارقة تحت رعاية سمو الشيخ الدكتور / سلطان بن محمد القاسمي. حاكم الشارقة الدورة العلمية العاشرة تحت شعار (الفقه الأكبر) وذلك بجامع المغفرة بالشارقة بحضور نخبة من العلماء مع وجود ترجمة فورية لغير الناطقين بالعربية (إنجليزي + أوردو) للتفاصيل والتسجيل يرجى زيارة موقع المنتدى: www.muntada.org.ae
http://www12.0zz0.com/2010/05/30/07/817839654.jpg(128/61)
(قطاف القوائد)
ـ[خالد مبارك عريج]ــــــــ[20 - 06 - 10, 11:31 ص]ـ
(قطاف القوائد)
هذه بعض الفوائد و التي جمعتها في فترات مختلفة ...
*قال ابن تيمية: معنى ساق في سورة القلم (شدة و هول) و صفة الساق وردت في أحاديث صحيحة و لكن ابن باز يقول أن في الآية إثبات صفة الساق لله.
*يقول ابن باز أن الخضر نبي و لكن الشيخ الفوزان يقول هو رجل صالح.
*يقول الشيخ الفوزان: الوفاء بالعهد ليس بواجب عند جمهور العلماء.
*من حج ليأخذ فلا يحج، و من أخذ ليحج فليأخذ.
*الصفا (جبل أبي قبيس)
المروة (جبل قعيقعان)
*قال أبو بكر عبدالعزيز و نقله ابن تيمية في مجموع فتاويه: الملائكة خلقوا بعقل بلا شهوة و البهائم خلقوا بشهوة بلا عقل و الإنسان خلق بعقل و شهوة فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة و من غلبت شهوته عقله فالبهائم خير منه.
*قال ابن تيميه: العرب غلبت فيهم القوة العقلية المنطقية فسموا عربا من الإعراب و هو الإظهار
و الروم غلبت عليهم القوة الشهوانية فسموا روما من الروم و هو الإشتهاء
و الفرس غلبت عليهم القوة الغضبية فسموا فرسا من القهر.
*المعالم الأثيرة في السنة و السيرة الشيخ محمد حسن شراب
*يرى ابن عثيمين جواز استعمال الذهب و الفضة و حرمة الأكل فيها، و يرى الفوزان تحريم ذلك كله
*أحل لكم صيد البحر و طعامه
صيده: ما أخذ حيا، و طعامه: ما أخذ ميتا (ابن عباس)
*إذا حدث عبدالله بن وهب و عبدالله بن المبارك و عبدالله بن يزيد المقري عن ابن لهيعة فهي رواية مقبولة لأنهم رووا عنه قبل احتراق كتبه.
*السواك عند الوضوء يتحقق بالسواك عند المضمضة و لا بأس أن يستاك قبل الوضوء
*يرى الفوزان طهارة جلد الميتة بعد دباغها إذا كان من حيوان تحله الذكاة في الحياة و يرى العبيكان طهارته بعد الدبغ من جميع الحيوانات ما عدا الكلب و الخنزير و0هو قول الشافعية
*مالك، ملك، ملك بفتح اللام و الكاف كلها قراءات واردة
*نص ابن قدامة على أنه إذا قنت قبل الركوع أنه يكبر ثم يقنت ثم يكبر للركوع و قال: لا نعلم فيه خلافا و قال عبدالرحمن بن حسن (محدث) الدرر السنية
*من صلى العيد سقطت عنه الجمعة إن كان ذلك اليوم جمعة و يستحب له حضور الجمعة و إن لم يحضر صلى ظهرا و الإمام عليه أن يصلي العيد و الجمعة
* (لينذروا قومهم) (و ليجدوا فيكم غلظه) لام الأمر تسكن إن كان قبلها واو أو فاء (فلينظر) أو ثم (ثم ليقطع) أما لام التعليل فإنها تكسر على كل حال.
*الذي قتل مسيلمة اثنان هما وحشي بن حرب و أبو دجانة و الذي قتل الأسود العنسي هو فيروز الديلمي)
*ظابط الزكاة في الحبوب و الثمار أن ما كان للكيل و الادخار وجبت فيه الزكاة و لو لم يكن قوتا كالحبة السوداء (الفوزان)
*نزل الرسول يوم عرفة بنمرة و خطب بعرنة و وقف بعرفة.
*يقول الفوزان: يجوز للأقوياء و الضعفة الإنصراف من مزدلفة بعد منتصف الليل و رمي الجمار قبل طلوع الشمس و إن كان الأفضل ألا يخرج الأقوياء إلا بعد الفجر
*كيف ترد على حديث (أفلح و أبيه إن صدق) ج/ستة أوجه
1:منهم من أنكر الحديث و هذا ضعيف فالحديث صحيح
2:منهم من جعلها تصحيفا ل (و الله) و هذا مردود لحديث (لا و أبيك لتنبأنك)
3:منهم من قال أنها تقدير حذف (لا و رب أبيك) و هذا ضعيف فالأصل عدم الحذف
4:منهم من قال أنها خاصة بالرسول و الخصوصية تحتاج لدليل
5:منهم من قال أن هذا مما جرى لسان العرب من غير قصد و هذا ضعيف
6:منهم من قال أنه منسوخ و هذا أقربها و لا نجزم لعدم علمنا بالتاريخ. (العثيمين)
*مسألة الانتفاع بالميتة:
إذا كان مما لا تحل فيه الحياة كالصوف و الظفر و الجلد بعد الدبغ إذا كان من مأكول حال الحياة فلا بأس
*حكم بيع أمهات الأولاد و هي المملوكة التي حملت من سيدها الجمهور على منعه و يغلب على ظن الفوزان أن ابن القيم يرى جوازه وهو قول الفوزان.
أما الشحم فقد رجح الفوزان عدم جواز الانتفاع بها و لا بيعها.
*لا يجوز خطبة الأخ على خطبة أخيه ألا إذا لم يعلم الخطاب بذلك فلا بأس أو استآذن الخاطب الأول.
(مذهب جمهور الفقهاء كأبي حنيفة و مالك و أحمد في إحدى الروايتين أنه إذا كان شعر الكلب رطبا و أصاب ثوب الإنسان فلا شئ عليه
قلت: فكيف إذا كان جافا لا شك أنه أولى بالحكم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/62)
*رجح الفوزان و هو قول شيخي الإسلام أن العلة الربوية القائمة في الذهب و الفضة هي الثمنية فعلى هذا تدخل الأوراق النقدية في الربا، و أما العلة الربوية القائمة في البر و التمر و الشعير و الملح فهي الكيل (الوزن) و الطعمية)
*الحيوانات لا يجري فيها الربا
@إذا اتحدت العلة و الجنس كبيع بر ببر فإنه يحرم التفاضل و التأجيل
@إذا اتحدت العلة و اختلف الجنس كبيع بر بشعير حرم التأجيل و جاز التفاضل
@إذا اختلفت العلة و الجنس كبيع بر بذهب جاز التفاضل و التأجيل
*،.العلة في قوله تعالى (الذين يذكرون الله قياما و قعودا ... ) و قوله تعالى (و إذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما)
ج: الصحيح يذكر الله قائما ثم إذا تعب جلس ثم قعد على جنبه، أما المريض فالأصل أنه على جنبه ثم إذا صح جلس ثم يقوم)
*الحيس: التمر مع السمن و الإقط
و هذا مشهور عند أهل جازان ب (حيسية) ورد أن الرسول أولم به.
*اذا تزوج معدد ببكر أقام عندها سبعا و إذا تزوج بثيب أقام عندها ثلاثا ثم يستأنف بعدها القسمة
لا يجوز جماع زوجته في يوم ضرتها).
*على المذهب يقع طلاق الطفل
*إذا قال رجل لإمرأته: أنت حرام علي فهذا ظهار و إذا قال لشئ آخرهو حرام فعليه كفارة يمين (الفوزان)
* عدتها حيضتان إذا كانت تحيض نصف الحرة 3حيض، و إذا لم تحض فعدتها شهران نصف الحرة3أشهر، و كذلك المملوك له الزواج باثنتين فقط نصف الحر4نساء.
*كل ما في الإنسان منه عضو واحد ففيه الدية كاملة كالذكر و الظهر و ما كان فيه عضوان كالعين ففيه نصف الدية و ما كان فيه أربع ففيه الربع كالأجفان،،الأصابع كلها فيها الدية كاملة و كل واحدة فيها عشر الدية لأنها عشر أصابع و في كل أنملة ثلث العشر ما عدا أنملة الإبهام ففيها نصف العشر.
اللسان لو انقطع كله ففيه الدية لكن لو انقطع بعضه فإننا نقسم 100و هي الدية كاملة على عدد الحروف 28حرفا و كل حرف فقد يأخذ حظه من الدية.
*الدية:100إبل فإن لم ف 200بقر أو 2000شاه أو 1000مثقال ذهب أو 12000درهم فضة.
*المرأة على نصف الرجل في:
الميراث، الدية،العقيقة، الشهادة
*قال الفوزان: الراجح أن من نذر معصية أنه لا يجوز له الوفاء بها و لا تجب عليه كفارة يمين.
*.المرأة إذا كان لها عبد فإنه من محارمها
*قال زيد المدخلي: أورد الحافظ في التلخيص من حديث جندب#قال: كان النبي يصلي بنا الفطر و الشمس على قيد رمحين (6متر) و الأضحى على قيد رمح (3متر)
*التكبير المطلق يبدأ من عشر ذي الحجة إلى انتهاء خطبة العيد و قيل إلى غروب شمس آخر أيام التشريق.
و التكبير المقيد للمحل من فجر يوم عرفة و للمحرم من ظهر يوم النحر إلى آخر أيام التشريق، و هو بعد الفرائض
*ذهب جمهور العلماء إلى مشروعية الصلاة على بعض الميت (يد، رأس .. ) قل أو كثر تأسيا بفعل الصحابة
*عمر صلى على عظام بالشام و أبوعبيدة صلى على رؤوس
*الأحناف و الحنابلة يحرمون الجلوس قبل وضع الجنازة
*الجمهور عدا الشافعي يرون مشروعية تجليل القبر بمد ثوب عليه عند إدخال الميت خاص بالنساء
*لا يجوز الدفن عند طلوع الشمس إلى ارتفاعها و عند توسط الشمس إلى زوالها و عند تضيفها للغروب إلى غروبها
*المختار عند زيد المدخلي عدم جواز إعطاء زكاة الفطر لغير المسكين و الفقير إلا لحاجة
* (عند الفوزان و جماهير العلماء و ابن القيم و ابن تيمية أن الميت و عليه صيام نذر يقضى عنه أما من مات و عليه صيام كفارة أو فرض فيطعم عنه و لا يقضى
و أما بن عثيمين و سعيد حماد و شيخي عامر فاختاروا أنه يقضى عنه حتى صيام الفرض و الكفارة لعموم قوله صلى الله عليه و سلم. (من مات و عليه صيام صام عنه وليه) والولي هو الوارث ولمن أراد الصيام عنه من غير أولياءه فليخبر أهله،و صيام الكفارة إذا كان يشترط فيه التتابع فلا يصح أن يقضي عن الميت فيه إلا واحد و أما ما لا يشترط فيه التتابع فلا بأس أن يقتسموها. أما إذا لم يستطيعوا فليطعموا عن كل يوم مسكينا نصف صاع (كيلو و نصف)
*جمهور العلماء على أن من تجاوز ميقات غير بلده بحجة أنه سيحرم من ميقات بلده أن عليه دم.
الصحيح جواز إدخال الحج على العمرة قبل الشروع في طوافها فيكون الحاج قارنا بعد أن كان متمتعا، و أما إدخال العمرة على الحج فيصير قارنا بعد أن كان مفردا فالراجح عند كثير من العلماء عدم جوازها. و فسخ القران إلى إفراد ما جوزه ابن باز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/63)
*الجماع قبل عرفة أو قبل التحلل الأول عند الجمهور يبطل الحج و يمضي فيه و يحج من قابل و عليه بدنة
و أما بعد التحلل الأول و قبل التحلل الثاني فحجه صحيح باتفاق ألأئمة الأربعة و عليه شاه و لكن يفسد إحرامه فيرجع للحل فيحرم.
*و أما مقدمات الجماع كالمباشرة و المفاخذة فإذا كان معها إنزال فعليه بدنة و حجه صحيح في أصح الروايتين عن أحمد و إذا لم يكن معه إنزال فعليه دم شاه
*جمهور العلماء على أن وج ليست حرم لضعف الحديث فيها.
*يجب بترك ثلاث حصيات فصاعدا دم إما ما دونها فيعفى عنها هذا عند أحمد
أما الشافعية فقالوا في ترك الاثنتين في كل واحدة مد من طعام
*من أنيب في رمي الجمار فليرم عن نفسه ثم عن من أنابه في الوقت نفسه و المقام نفسه و لا نلزمه بأن يرمي الجمرات كلها عن نفسه ثم عن من أنابه فهذا فيه حرج (زيد المدخلي)
*مذهب الجمهور أن المحرم إذا جامع زوجته المحرمة و هي مطيعة فكل عليه بدنة أما إذا كانت مكرهة فكلتا البدنتين على الزوج
*يفرق بين الزوجين وجوبا في حجة القضاء من حيث يحرمان حتى يقضيا حجهما (مالك و أحمد) و اشترط المدخلي للوجوب وجود محرم للمرأة و عدم لحوق ضرر بإحداهما حال الفراق.
*إذا جامع المعتمر قبل طوافه فسدت عمرته إجماعا و عليه إكمالها و الهدي و إن كان الجماع بعد الطواف و قبل السعي فنفس الحكم السابق عند مالك و الشافعي و أحمد
و أما إن جامع بعد الطواف و السعي و قبل الحلق و التقصير فقول ابن عباس و رجحه المدخلي أن عليه دم و عمرته صحيحة
*الهدي تجزئ فيه البقرة و البعير عن 7أشخاص
*و أما الأضحية فيجزئ البعير عن 10والبقرة عن 7
*رجح ابن حزم و زيد المدخلي عدم جواز قتل الحيوان المملوك للكفار وقت الجهاد إلا إذا كان الحيوان يستعان به على قتال المسلمين أو حتى يأكله المسلمون أو أن يكون الحيوان مأذونا قتله شرعا كالخنزير
*من قتل كافرا فله ماله و سلاحه و لو بدون إذن الإمام قبل التخميس
*الذين بعثتهم قريش ليفاوضوا الرسول في الحديبية هم مكرز بن حفص ثم حليس بن علقمة ثم عروة بن مسعود ثم سهيل بن عمر (سهل أمركم)
*اللقطة: ما لا تتبعه همة أوساط الناس فإن كان طعاما لا يعرفه و إن كان مالا عرفه 3أيام (زيد المدخلي)
*عدة المختلعة حيضة واحدة على الراجح
*المطلقة التي ارتفع حيضها و لم تعلم سبب رفعه فعدتها سنة تسعة أشهر للحمل و ثلاثة أشهر للعدة.
*شيخ الإسلام يرى أن الرضاعة لا تتعلق بالمصاهرة خلافا لجماهير العلماء مثال (أم الزوجة من الرضاعة يثبت بها التحريم عند الجمهور خلافا لتقي الدين الحراني).
*إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت
فيه فوائد إعجازية:
خيط العنكبوت أقوى من الفولاذ 5مرات و لكن الآية أشارت إلى ضعف البيت لا الخيط
و كذلك اسم السورة العنكبوت إشارة إلى أن العنكبوت يعيش حياة انفرادية بعكس النمل و النحل، و كذلك قوله تعالى: اتخذت بيتا) إشارة إلى أن الأنثى هي التي تبني البيت و ثبت هذا علميا
و كذلك من وهن بيت العنكبوت الوهن الإجتماعي حيث أن بعض أنواع العنكبوت تقتل بعضها البعض فالأنثى تقتل زوجها و الإخوان يقتل بعضهم بعض.
*الراجح عند المدخلي أنه يحفر للمرجوم و المرجومة عند الرجم على حد سواء
*الراجح عند المدخلي أن من أقر أنه زنى بإمرأة معينة ثم جحدت أنه يجمع له بين حد القذف و الزنا خلافا لمن أوجب له حد القذف أو الزنا على حدة
*قاذف الرقيق لا يحد سواء كان الذي قذفه مالكه أو غيره
*من وطئ جارية إمرأته فإن أحلته امرأته فإنه يجلد100جلدة و إن وطئها بغير إذن منها فيرجم على قول أحمد و إسحاق و الشوكاني و المدخلي
*الدعاء الذي يقال عند تهنئة من رزق مولودا (بورك لك في الموهوب لك و شكرت الواهب و رزقت بره و بلغ أشده) لم يرد عن النبي صلى الله عليه و سلم و إنما ورد عن بعض السلف (خالد العمير) ورد عن الحسن بسند ضعيف فيه هيثم بن الجماز و قد ذكره الشيخ القحطاني في حصن المسلم و النووي في الأذكار و عائض القرني في فقه الدليل فإن تمثل به على انه دعاء و لا ترفعه للرسول فنرجو ألا بأس.
*لو كان هناك رجل محدث و نسي أنه محدث و توضأ على أنه يجدد وضوءه فإن حدثه يرتفع بعكس من كان عامدا يعني أنه محدث و يعلم أنه محدث و توضأ على انه يجدد وضوءه فإن حدثه لا يرتفع (ابن عثيمين في الشرح الممتع)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/64)
*من توضأ على رفع حدث معين ارتفعت جميع الأحداث حتى لو خص نيته بحدث معين (أكل لحم إبل) سواء كان الحدث الأول أو الثاني (ابن عثيمين)
*الراجح عند ابن عثيمين أن من تيمم ثم وجد الماء في الصلاة وجب أن يقطعها و يستأنف و هذا هو المذهب.)
*قال ابن عثيمين: القول بطهارة دم الآدمي قول قوي جدا لأن النص و القياس يدلان عليه و من حكم بأنه نجس و يعفى عن يسيره فهو قول يحتاج لدليل ..
*الراجح أن الحامل إذا رأت الدم المطرد الذي يأتيها على وقته و شهره و حاله فهو حيض و أما لو انقطع عنها الدم ثم عاد و هي حامل فليس بحيض (ابن عثيمين)
*قال صاحب الزاد: إذا انقطع الدم و لم تغتسل لم يبح غير الصيام و الطلاق.) و قوله الصيام قياسا على من أصبح و هو جنب فعليه الصيام)
*أقل مدة يتبين فيها خلق الإنسان 81يوم فما سقط قبلها فليس بنفاس و ما سقط بعدها إن كان مخلق فهو نفاس على المذهب و قول الأكثرين من العلماء و أما إذا لم يكن غير مخلق فالمشهور من المذهب أنه ليس نفاس و إذا وصل90يوم فالغالب أنه مخلق (ابن عثيمين)
*الصحيح أن طلاق النفساء غير حرام (ابن عثيمين)
*الراجح أن إذا كان زوال عقل الإنسان بسبب الإنسان نفسه فإنه يقضي ما فاته بعكس ما إذا كان زوال عقله بسبب غيره فلا قضاء للصلاة@و الراجح أنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها إلا لناو جمع أو في شدة الخوف (ابن عثيمين.)
*الصحيح وجوب الأذان على المقيمين و المسافرين على حد سواء (ابن عثيمين)
*لا أصل لمن يسلم تسليم الصلاة ثم يلتفت بعدها (ابن عثيمين)
*الأذان الذي قبل صلاة الفجر ليس للفجر و إنما لإيقاظ النائم و يتسحر من تسحر (ابن عثيمين)
*الصحيح أن مسقطات ترتيب الفوائت 5:النسيان و خوف خروج وقت الحاضرة و خوف فوات الجمعة و خوف فوات الجماعة و الجهل (ابن عثيمين)
*الراجح صحة الصلاة في الأرض المغصوبة مع الإثم (ابن عثيمين)
*الهواء تابع للقرار في الملك لا الحكم فيجوز الصلاة على سطح الحش أما سطح الحمام فهو محل تردد عندي (ابن عثيمين)
*إذا انفرد المأموم لعذر ثم زال العذر فيجوز له الرجوع مع الإمام و أن يستمر على انفراده (الحنابلة)
*لا تبطل صلاة المأموم ببطلان صلاة الإمام (ابن تيمية و ابن عثيمين)
*ترجيحات بن عثيمين:
مأموم تحول لإمام جائز كالاستخلاف
إمام تحول مأموم جائز كالاستخلاف و قصة أبي بكر
منفرد تحول لإمام يجوز لقصة ابن عباس مع الرسول
إمام تحول لمنفرد يجوز إذا بطلت صلاة المأموم أو انفرد لعذر
منفرد تحول لمأموم إذا أراد تحصيل الجماعة فإن قلب فريضته نفلا أو قطعها لتحصيل الجماعة جاز إن شاء الله و الله أعلم.
*اليدان لها صفتان في الرفع و السجود و الجلوس في الصلاة فالرفع إما حذو المنكبين أو فروع الأذنين و أما السجود فحذو المنكبين أو أن يسجد بينهما و في الجلوس إما أن يجعلها على الفخذين أو على الركبتين فاليمنى على حرف الفخذ و اليسرى تلقم الركبة (ابن عثيمين)
*التربع في الصلاة ليس بمشروع و لا مكروه (ابن عثيمين)
*لو ضاق الوقت و الإنسان حاقن أو حاقب و خشي إن قضى حاجته أن يفوت عليه الوقت فإن كانت الصلاة تجمع لما بعدها فليجمع أما إذا لم تجمع فالقول الأقرب لقواعد الشريعة أن يقضي حاجته ثم يصلي و لو خرج الوقت خلافا للجمهور و هذا في المدافعة القريبة أما المدافعة الشديدة التي لا يدري الإنسان ما يقول فيها فهذا لا شك أنه يقضي حاجته ثم يصلي و لو خرج الوقت و لا ينبغي أن يكون في هذا خلاف (ابن عثيمين)
*أقرب الأقوال أن ما بين يدي المصلي و الذي يدفعه إذا لم يكن أمامه سترة هو ما بين رجلي المصلي و موضع سجوده (ابن عثيمين)
*قال ابن عثيمين (لو صلى رجل خلف شافعي مثلا لا يرى وجوب التشهد الأول فلم يتشهد فعليه أن يتابعه)
*قال ابن عثيمين (من صلى أربعا نفلا في النهار بتشهدين ففعله هذا للكراهة أقرب)
*جمهور العلماء ردوا رواية أن صلاة المضطجع للنفل مثل نصف أجر صلاة القاعد، و لكن الحديث في البخاري لذا قوى القول بالحديث ابن عثيمين)
*الصحيح أن سجدة ص سجدة تلاوة لا شكر (ابن عثيمين)
*الصحيح أن من صلى المغرب لوحده ثم أتى لمسجد تقام فيه المغرب أن يعيدها و لا يشفعها استحبابا، و كذلك المساجد التي تقام فيها الجماعة ثم يأتي ناس فعليهم أن يصلوا جماعة وجوبا و لو في الحرمين (ابن عثيمين)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/65)
*الأحوط أن من أتى و الإمام ساجد أنه يكبر مرة أخرى غير الإحرام و إن كان المشهور عند الفقهاء أنه ينحط بلا تكبير لأنه انتقل من ركن إلى ما لا يليه (ابن عثيمين)
*من صلى خلف كافر جاهلا فصلاته صحيحة (ابن عثيمين)
*الصحيح صحة صلاة الأخرس بمن ليس بأخرس (ابن عثيمين
*ترجيح ابن تيمية و ابن عثيمين أنه إذا دعت الحاجة إلى أن يقف المأمومون أمام الإمام صحت صلاتهم و إلا فلا.
*رجح السعدي أن صلاة المأموم عن يسار الإمام مع خلو يمينه صحيحة و الأفضل أن يكون عن يمينه و قال ابن عثيمين:هذا القول جيد جدا.
*من صلى منفردا خلف الصف لغير عذر فإن رفع الإمام من الركوع قبل زوال فرديته فإن صلاته غير صحيحة و إن زالت فرديته قبل رفع الإمام من الركوع فصلاته صحيحة (ابن عثيمين)
*الراجح أن من عجز عن الإيماء برأسه أنه تسقط عنه أفعال الصلاة دون أقوالها فإن عجز عن الأقوال صلى بنيته (ابن عثيمين) و لا يومئ بعينه عند أكثر العلماء و لا يومئ بإصبعه عندهم كلهم (ابن عثيمين)
*رجل يقول إن ذهبت للمسجد لم أستطع القيام لإني لا أصل إلا و أنا متعب و إن صليت في بيتي صليت قائما فأين أصلي،؟ ثلاثة أقوال: يخير، يقدم القيام لركنيته، يقدم الجماعة و الذي مال إليه ابن عثيمين ميلا ليس كبيرا أنه يجب عليه حضور الجماعة.
*ابن تيمية يرى جواز القصر حتى في السفر المحرم (ابن عثيمين
*إذا دخل على المسافر وقت الصلاة و هو في البلد ثم ارتحل قبل أن يصلي شرع له القصر إذا غادر معمور البلد في أصح القولين و هو قو الجمهور (ابن باز)
*مسائل: من كبر مقيما للصلاة ثم سافر كمن كان على سفينة وجب عليه الإتمام
و من كبر مسافرا ثم أقام فالراجح أنه لا يتم
و من سافر و أثناء السفر تذكر أنه لم يصل الظهر في الحظر فعليه الإتمام
و من وصل إلى بلده ثم تذكر أنه لم يصل الظهر في السفر فالراجح أن يقصرها (ابن عثيمين
*مسائل في جمع الصلاة:
@يشرع الجمع بين الظهرين كما بين العشاءين
@لا تشترط نية الجمع عند الإحرام بالصلاة الأولى (ابن باز)
@لا تشترط الموالاة بين الصلاتين على قول ابن تيمية و الأحوط الموالاة و بعضهم خص الموالاة بجمع التقديم
@لو زال العذر في الصلاة الثانية فإنه يكمل صلاته و تصح (ابن عثيمين)
*السفر قبل نداء الجمعة الثاني كرهه بعض العلماء أما السفر بعد نداء الجمعة الثاني فلا يجوز إلا لمن يخاف فوات رفقة أو إذا علم أنه سيصليها في الطريق و كذلك يستثنى من كانت رحلته في الطائرة بعد النداء الثاني فإنه يجوز له السفر للضرورة (ابن عثيمين)
*الصحيح أن للمأموم صلاة تحية المسجد في مصلى العيد قبل الصلاة و هو قول الشافعي (ابن عثيمين)
*الصحيح مشروعية الصلاة لكل سبب يخوف كالزلازل و البراكين (ابن عثيمين و ابن تيمية)
*الصحيح أن لصلاة الكسوف خطبة واحدة فقط (ابن عثيمين)
*لو مات زوج عن زوجته الحامل ثم وضعت الحمل قبل غسله فليس لزوجته غسله لأنها بانت منه حيث انقضت عدتها (ابن عثيمين)
*الصحيح أنه لا بأس أن يسلم في صلاة الجنازة تسليمة ثانية لورود أحاديث في ذلك و كذلك إذا سلم الإمام تسليمة واحدة فللمأموم أن يسلم تسليمتين لأنه لا يتحقق به المخالفة (ابن عثيمين)
*الصحيح أن الزكاة واجبة مطلقا على من عليه دين ينقص النصاب (ابن عثيمين و ابن باز)
*عبدمناف له أربعة أولاد: المطلب و هاشم و نوفل و عبدشمس: فأما هاشم فلا تحل لهاشمي الزكاة و تحل له صدقة التطوع إلا إذا منعوا من الخمس فيعطون من الزكاة دفعا لضرورتهم و أما المطلبي ففيه خلاف و الراجح أنه يعطى من الزكاة (ابن عثيمين)
*قال ابن عثيمين و ابن تيميه:يجوز أن يدفع الزكاة لأصله و فرعه إذا كانوا فقراء و هو عاجز عن نفقتهم
*الصواب جواز دفع المرأة زكاتها لزوجها (ابن عثيمين)
*من صار من أهل التكليف في نهار رمضان كمن بلغ فيه فعليه الإمساك باقي اليوم و ليس عليه قضاء (رواية عن أحمد و مذهب مالك و ابن تيمية و ابن عثيمين)
*الصحيح أن من زال عنه مانع الوجوب أثناء نهار رمضان كمن طهرت من حيضها فيه أن عليها القضاء و لا يجب عليها أن تمسك باقي يومها (ابن عثيمين)
**الحقنة في الدبر أو الإحليل لا تفطر و كذلك من خرج منه مذي لا يفطر سواء كان بمباشرة أو نظر و من فكر فأمذى أو أمنى لم يفطر (ابن عثيمين)
*من أفطر عمدا فعليه القضاء أما من لم يصم أصلا فلا يصح منه القضاء (ابن عثيمين)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/66)
*جميع الكفارات إذا لم يكن الإنسان قادرا عليها حين وجوبها فإنها تسقط حتى لو توفرت له في المستقبل (ابن عثيمين)
*بدا لي ملحوظة و هي الفرق بين الإستشارة و الإستخارة لغويا فقلت لعل أصل كلمة الشورى من الشر و لعل أصل كلمة الإستخارة من الخير و لما كانت الإستخارة لله فإن الله سيجلب لك الخير عاجلا أم آجلا و لما كانت الإستشارة للناس فقد يأتي منهم الشر كما قد يأتي منهم الخير و الله أعلم (29/ 8/1428) (ثم بدا أن الشورى ليست مأخوذة من الشر و إنما لها اشتقاق آخر .. (20/ 2/1431هـ)
*الأقرب للصواب أن الصبي لا يلزمه إتمام الإحرام
*الأظهر أن المحمول في الطواف لا يشترط أن يكون البيت عن يساره
*إذا كان الصبي يعقل النية فنوى و حمله وليه فإن الطواف يقع عنه و عن الصبي إما إذا كان لا يعقل النية فلا يصح أن يقع طواف بنيتين و إذا فعل ذلك صح من الحامل دون المحمول (ابن عثيمين)
*القول الراجح الذي عليه جمهور السلف أن الصوم شرط في الاعتكاف (ابن القيم و ابن تيميه)
*قال الفوزان: من استطاعت أن تجلب محرما وجب عليها نفقته إذا استطاعت و إن فرطت حتى ذهب المحرم انتظرته فإن لم يأتي فإنها تنيب عنها من يحج عنها.
*قال الفوزان ناصرا المغني: من وافى مزدلفة قبل منتصف الليل وجب عليه المبيت و من وافاها بعد منتصف الليل فإنه يجزيه و لو وقف فيها لحظة.
*لو أعطاك أبوك أو أخوك الشقيق مالا لتحج به وجب عليك الحج بعكس ما لو أعطاك من تخشى أن يمن عليك فلا يجب عليك (ابن عثيمين)
*حكم الحج أو العمرة عن الغير:
إن كان الغير ميتا: لا بأس بالحج عنه. سواء فرضا أو نفلا
إن كان حيا: فإن كان الحج فرضا فيصح الحج عنه إذا كان عنده عجز لا يرجى زواله إما إذا لم يكن عاجزا فلا .. و إن كان الحج نفلا فإن كان المحجوج عنه عاجزا فالظاهر عند ابن عثيمين الجواز أما إذا كان المحجوج عنه قادرا ففيها خلاف روايتان عن أحمد و الأقرب لابن عثيمين المنع.
*لو وكل شخص شخصا آخرا لا يستطيع الحج بماله مثلا و لم يحج من قبل فإن حجه يكتب لمن وكله ... بعكس ما وكل شخصا يستطيع الحج و لم يحج فإن هذا الحج يكتب للوكيل لحديث (حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة)
*الراجح عدم جواز النيابة الجزئية في الحج كأن تنيب من يطوف عنك إلا ما ورد في الرمي (ابن عثيمين)
*قلت لشخص أنابك و وكلك لتحج عنه: حج بهذا المال، فلو بقي من المال شئ فهو لك إلا إذا كان يعتقد من أعطاك المال أن كلفة الحج عالية و ليست كذلك فعليك إعلامه/@أما لو قال لك حج من هذا المال فيجب عليك إرجاع ما زاد (ابن عثيمين)
*من مات زوجها قبل أن تحج وجب عليها البقاء في البيت للعدة أما لو مات و هي في الطريق لمكة فإنها تكمل حجها (ابن عثيمين)
*من طلقها زوجها و هو محرمها بعد الإحرام فإن كانت الطلقة الأولى أو الثانية فيستمر على محرميته أما إذا كانت الثالثه فتستمر معه في حجها للضرورة'.ابن عثيمين)
*قول الشيخ سعيد حماد أن العمرة واجبة على المكي و أن من حج ثم ارتد ثم أسلم فإن حجه الأول يجزيه.
*من استطاع الحج و لم يحج و أعطى مالا لمن يحج عن والده المتوفى فإن كان مستطيعا للوصول إلى مكه و الحج ببدنه فتحجيجه لوالده صحيح، أما إذا لم يستطع الوصول لمكه فإنه ينيب عن نفسه و لا يقع الحج عن والده بل يقع عنه هو (ابن عثيمين)
*من مات بعد إحرامه بالحج و قبل إتمام النسك فلا يقضى عنه و حجه مجزئ عن الفرض
(ابن عثيمين)
*لا يجوز التصرف في مال اليتيم إلا إذا شرى من مالهم أضحية جبرا لقلوبهم (ابن عثيمين)
*قال الإمام أحمد: أرجو أن تجزئ الأضحية عن العقيقة.
*عند جمهور العلماء أن الفرعة و العتيرة لا تسنان و لا تكرهان إذا لم يكن معهما عقيدة تشبه (ابن قاسم)
*من أحرم بعد ميقاته فلا يجزيه أن يرجع للميقات فيحرم منه بل عليه فدية. الفوزان و العثيمين.
*من كان في نيته الحج و اعتمر في أشهر الحج فإنه يصبح متمتعا سواء نوى أنه متمتع أم لا،،أما لو اعتمر في أشهر الحج و لم يكن من نيته الحج ثم نوى فلا يلزمه التمتع و لا يعد متمتعا (ابن عثيمين)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/67)
*من اعتمر بنية التمتع ثم سافر بعدها لبلد غير بلده ثم عاد و أراد الحج فعليه الإحرام من ميقات هذا البلد و لا يحرم من مكة (و هو قول الشثري) و القول الآخر بجواز إحرامه من مكه و هذا ما أراه أنه يحرم من مكة إذا كان سفره لغرض سريع ثم يعود أما إذا خرج من مكه للعمل فإنه يحرم من ميقاته
* (ابن عثيمين.)
*لو سافر شخص إلى المدينة و قصده لها فلا بأس أن يحرم من ميقاتهم أما لو كان قصده مكة ثم سافر فجأة فعليه دم لتركه الإحرام من ميقاته (عثيمين)
*العمرة تدرك في رمضان بأن تكون بداية الإحرام بها و نهاية العمرة في رمضان (ابن عثيمين)
*لو تكرر الجماع في نهار رمضان في أيام مختلفة في نهار رمضان و لم يسبق تكفير بين اليومين فإنه يكفي كفارة واحدة (الفوزان) و هو وجه في مذهب أحمد و مذهب أبي حنيفة.
*و من جامع مرتين في يوم فلا تلزمه إلا كفارة واحدة حتى لو كفر بعد الجماع الأول (ابن عثيمين)
*لو مررت بميقات و لم تكن اعتمرت من قبل و وصلت جدة ثم بدا لك فنويت من جدة فإحرامك من جده (ابن عثيمين)
*من قدم مكة مفردا و طاف للقدوم ثم سعى على أنه سعي الحج ثم بعد ذلك بدا له أن يجعلها عمرة حتى يكون متمتعا فلا بأس. (ابن عثيمين)
الصحيح عدم مشروعية صلاة الحاجة (اللجنة)
*حديث يبصر أحدكم القذاة000رواه البخاري في الأدب المفرد موقوفا على عمرو بن العاص و روي مرفوعا عند ابن حبان و ابو نعيم عن ابو هريرة و الموقوف أصح.
*تقضى صلاة الإستسقاء و لا تقضى صلاة العيد و إن أتى و قد فاتته التكبيرات الزوائد فلا يأتي بها لأنها سنة فات محلها (ابن عثيمين)
*من اعتمر متمتعا إلى الحج و لكنه لما انتهى من العمرة بقي إلى أن ذبح هديه يوم النحر فإن نوى الحج قبل شروعه في طواف العمرة فإنه يعتبر قارنا و لا شئ عليه أما إن بقي علي نية العمرة حتى طاف و _سعى فإن كثيرا من العلماء يرى إحرامه بالحج غير صحيح لأنه لا يصح إدخال الحج على العمرة بعد ألشروع في طوافها و يرى بعضهم صحة حجه (ابن عثيمين
*سعي الحج لا يجوز تقديمه قبل الوقوف بعرفة أو مزدلفة إلا إذا كان مفردا أو قارنا و سعى بعد طواف القدوم (ابن عثيمين)
*إذا لم يكن للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر جدوى فإنه لا يجب على الإنسان أن يأمر و لا ينهى رجحه العز بن عبدالسلام و غير واحد من العلماء (العودة)
*لا يجوز للمحرم لبس الكنادر و لو كانت تحت الكعبين و (ابن عثيمين)
*من جامع في العمرة قبل الطواف أو السعي فسدت عمرته و عليه شاه أو 3أيام أو6مساكين. (ابن عثيمين)
*هدي التمتع يجب أن يتصدق الإنسان منه بأقل ما يسمى لحما (كيلو) (ابن عثيمين)
*من فاته وقوف عرفة تحلل بعمرة و إن كان في نسكه الأصلي هدي أهدى و أما القضاء فإن فاته وقوف عرفة بتفريط منه لزمه القضاء و إلا فلا و فيها خلاف. أما من أحصر عن عرفة فإن أحصر قبل انتهاء وقت الوقوف تحلل بعمرة و لا شئ عليه و أما إن أحصر بعد وقت الوقوف فإنه يتحلل بعمرة و يقضي حجة، و أما إذا أحصر عن البيت فإنه يحلق و يهدي و يحل و الحلق لا بد منه و أما الهدي فإن وجد فيهدي و إلا فلا ل (فما استيسر من الهدي) و أما إذا أحصر عن واجب فعليه دم و المحصر لا يجب عليه القضاء إذا كان إن كان الحج أو العمرة نفلا (مجموع من الحجري و العثيمين)
*يقول الفقهاء: من نوى غسلا مسنونا أجزأ عن واجب، و قيده بعضهم بالنسيان (ابن عثيمين)
*لا يشرع تقبيل الركن اليماني (ابن عثيمين)
*لا تشترط الموالاة بين السعي و الطواف،،العلماء على مشروعية الصلاة ركعتين بعد طواف النفل (ابن عثيمين)
لا يصح نسبة أن السعي 14شوط لابن حزم، لكن اشتهر عن ابن حزم أن هناك رمل في الأشواط الثلاثة الأولى من السعي (ابن عثيمين) و ممن اشتهر عنهم القول بأن السعي 14 شوطا ابن بنت الشافعي و أبو بكر الصيرفي ..
*الموالاة بين أشواط السعي سنة و لو طال الفصل (ابن عثيمين)
*قوله تعالى إن الصفا .. لا يقال إلا عند الذهاب إلى الصفا أول مرة و لا يكررها في كل شوط (ابن عثيمين)
*من حبسه الزحام فلم يصل مزدلفة إلا بعد طلوع الشمس فأن بعض العلماء يوجب عليه الفدية و البعض لا يوجبها أما لو صلى فيها الفجر فقد أدى الواجب (ابن عثيمين)
*لو لم تسقط حصاة واحدة الحوض فلا فدية (ابن عثيمين)
*من غلب على ظنه أن الحصاة لم تسقط في الحوض أو تردد و شك فإنها لا تجزئ (ابن عثيمين)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/68)
*الصواب أن ترتيب رمي الجمرات يسقط بالجهل فلو رمى 4من الحصى للجمرة الوسطى في يوم 12 و هو الآن في يوم 13 نقول له ارم الثلاث الباقية منها و لا يلزمك أن تعيد رمي الجمار التي بعدها خلافا للمشهور من مذهب الحنابلة فاشترطوا الترتيب فألزموه أن يعيد رمي ما بعدها (مفهوم من ابن عثيمين)
*قول الفقهاء: إذا فعل اثنين من ثلاثة حل فيه نظر، و الأولى ألا يحل إلا بعد الرمي و الحلق (مفهوم من ابن عثيمين)
*من أحصر فإنه لا تعتبر له حجة و لا عمرة،،و من أتاها الحيض و لم تطف للإفاضة فلا حرج أن تخرج من مكة و تعود بعد طهرها و تكمل حجها (مفهوم من ابن عثيمين)
*الحنابلة على أن طواف الإفاضة و السعي و الحلق وقتها مفتوح حتى لو لسنوات لكن يبقى عليه التحلل الثاني و الراجح أن آخر وقتها آخر شهر ذي الحجة إلا لعذر (ابن عثيمين)
*من ترك مبيت ليله واحدة فقط في منى فليتصدق (10ريال أو ما شابه ذلك، و يجوز أن يخرج من منى أيام التشريق إلى جدة لكن يجب المبيت، و يعذر الأطباء و الشرطة و غيرهم ممن يخدموا الحجيج من المبيت (ابن عثيمين)
*لا بأس أن يرمي الوكيل عن أكثر من واحد نيابة كأن يرمي عن عشرة (ابن عثيمين)
*من فاته رمي جمرة العقبة يوم العيد فبعضهم يقول يرميها بعد الزوال اليوم الثاني (قول سعيد حماد و أسقط عنه الدم) و منهم من يقول ارمها و لو ضحى لأنها قضاء (ابن عثيمين)
*من خرج من منى قبل غروب الشمس يوم12و نيته التعجل ثم عاد لمنى لعمل فهو على تعجله (ابن عثيمين)
*السنة عند ذبح الهدي في العمرة أن تسوقه معك إما من بلدك أو من الميقات أو من أدنى الحل و لا يسن أن تذبحه بعد العمرة بدون أن تسوقه فلا تشتره من مكة (ابن عثيمين)
*الظاهر أن صلاة الظهر جماعة في المسجد إذا صلى الإنسان العيد و لم يصل الجمعة بدعة (ابن إبراهيم)
*الإستلام هو مسح الحجر الأسود لا وضع اليد عليه فقط و بعد آخر شوط يستلم فقط و لا يقبل أو يشار إليه، و الركن اليماني يستلم و لا يقبل و لا يشار إليه و لا يكبر عنده (ابن عثيمين) عكس ابن باز القائل بالتكبير عنده.
*الصحيح أن الرسول صلى الظهر يوم العيد بمكة ثم أتى منى و وجد بعض الصحابة يصلون الظهر فصلى معهم تنفلا (ابن عثيمين)
*أوجاع العادة قبل الحيض و الكدرة قبله لا تعد حيضا
أعلى مدة النفاس 40يوما
لا تتوضأ المستحاضة لكل صلاة إلا إذا تجدد لها حدث آخر (آخر اختيارات ابن عثيمين)
*زكاة الدين إذا كان الدين على معسر فلا تجب الزكاة و لكن إذا قبضته زكه سنة واحدة أما إذا كان على ميسر فتزكيه لكل سنة و أنت بالخيار أن تزكيه كل سنة أو أن تنتظر حتى يعطونك فتزكي عن كل السنوات السابقة و لو قدر أنهم افتقروا في هذه المدة فلم يوفوا فليس عليك زكاة (ابن عثيمين)
*من لبس خفا على طهارة ثم لبس آخرا فوقه قبل الحدث فإنه يمسح على أيهما شاء (وافق المذهب).فإن مسح على الأسفل تعلق الحكم به و لا يضره نزع الأعلى، و إن مسح على الأعلى فإن نزعه لزمه نزع الأسفل.
من لبس خفا فأحدث فمسح فلبس عليه خفا آخرا فإنه يتم المسح عليه و تكون المدة من ابتداء المسح على الخف الأول.
من لبس خفا فأحدث ثم لبس آخر اقبل الوضوء فالحكم للأول.
من لبس خفا على خف و مسح الأعلى ثم خلعه فإنه يمسح بقية المدة على الأسفل (عكس المذهب الذين يرون وجوب نزع الأسفل و إعادة الوضوء)) (اختيارات ابن عثيمين)
من لبس خفه مقيما ثم سافر قبل الحدث فإنه يتم مسح مسافر و كذلك العكس.
من لبس خفه مقيما ثم سافر بعد الحدث و قبل المسح فإنه يتم مسح مسافر و كذلك العكس.
من لبس خفه مقيما ثم سافر بعد الحدث و بعد المسح فإنه يتم مسح مسافر على الصحيح و كذلك العكس إلا إذا انتهت مدة المسح فإنه يخلع و يتوضأ و يغسل رجليه (ابن عثيمين)
*امرأة طلقها زوجها بعد أن وطئها ثم تزوجها رجل آخر فأنجبت بنات فإن مطلقها الأول محرم لبناتها. (الركبان)
*الفرق بين المستدرك و المستخرج:
المستدرك: يخرج أحاديث رواتها على شرط ما استدرك عليه.
المستخرج: يخرج أحاديث الكتاب بإسناد نفس المؤلف.
*الصواب مع من قال أن كل الكلب يلحق بلعابه في تغليظ النجاسة و غسل الإناء7مرات و هم ألجمهور (البسام)
*حكي الإجماع على نجاسة دم الإنسان و لكن يعفى عن يسيره بعكس دم الحيض و الإستحاضة فلا يعفى عن شئ منه (البسام)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/69)
*المسافرون إذا كانوا جماعة فلا بأس أن يصلوا في أماكنهم صلاة العصر و الظهر و ا لعشاء لأنها تقصر و لا يجب عليهم الصلاة في المسجد أما الفجر والمغرب فعليهم بالصلاة في المسجد (ابن باز)
*عدم انقطاع تتابع الصيام كفارة الظهار بجماع المظاهر للمظاهر منها في ليال الصوم هو الأظهر عندي (الشنقيطي)
*حديث من قال في كتاب الله برأيه فأصاب .. ضعفه أحمد و البخاري فيه سهل بن أبي حزم القطيعي.
*قال المغامسي (روى الطبراني بسند صحيح (صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا)
*من علم وجود الماء آخر وقت الصلاة أو ترجح عنده فالأفضل تأخير الصلاة لآخر الوقت و لا يقال بالوجوب (ابن عثيمين)
*إذا اجتمع خوف و سفر قصرت الصفة و العدد، أما خوف فقط تقصر الصفة فقط، و أما سفر فقط فيقصر العدد (السعدي)
*يرفع الخبث كل مائع طاهر كماء الورد و لا يرفع الحدث إلا الماء (عبيكان)
*استحب الصلحاء إلقاء الشعر عند التوبة (ابن حجر) قلت: روى أبو داوود عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده أنه أسلم فقال له الرسول: ألق عنك شعر الكفر (حسن عند أبي داوود).
*ابن باز على عدم وجوب نقض المرأة شعر رأسها في الحيض و الجنابة.
*الجمهور عدا الشافعي أنه لا يجمع بين التيمم و المسح على الجبيرة.
*الأربعة على عدم وجوب الغسل كل صلاة على المستحاضة و الجمهور على وجوب الوضوء.
*لو حاضت المرأة بعد غروب الشمس بمقدار ركعة كاملة وجبت في ذمتها الصلاة و كذلك لو طهرت قبل طلوع الشمس بمقدار ركعة وجبت في ذمتها الفجر (ابن عثيمين)
*أحاديث التثويب في آذان الفجر ليس فيها صحيح لذاته لكن يحسن بعضها بعضا (ابن عثيمين)
*من نسي العصر ثم صلى المغرب و تذكر أثناء المغرب أنه لم يصلي العصر فإنه يتم المغرب ثم يصلي العصر بعدها (ابن عثيمين)
*لو وقع غائط في ماء قليل أو كثير فلا ينجس إلا بالتغير (محمد عبدالوهاب)
*اجمع العلماء على تحريم الصلوات النفل المطلقة في أوقات النهي و أنها لا تصح و لا تنعقد.
*الجمهور على أن وقت النهي يبدأ من طلوع الفجر لا صلاته.
*ورد أن نهاية وقت العشاء نصف الليل أو ثلثه و رجح ابن عثيمين نصفه ().
*قال العلماء: لو لم يردد مع المؤذن حتى فرغ من أذانه فإنه يستحب أن يتدارك إن لم يطل الفصل فإن طال فإنها سنة فات محلها (ابن عثيمين)
*الجمهور عدا الأحناف على مشروعية الأذان الأول للفجر.
*الجمهور على استحباب إقامة من أذن لا الوجوب.
*الجمهور على جواز أذان المحدث و كرهوا إقامته.
*وجه المرأة ليس عورة في الصلاة،
كفاها ليسا عورة في الصلاة (الجمهور)
قدماها ليسا عورة عند ابن تيمية.
*الجمهور على صحة الصلاة في قارعة الطريق و فوق الكعبة
*اللجنة على صحة الوضوء بماء مغصوب.
*السعدي على أن من اشتبهت عليه ثياب طاهرة مع نجسة وجب عليه التحري قلت الثياب أم كثرت.
*من اعتمر في أشهر الحج و لم يكن من نيته الحج في تلك السنة ثم حج فإنه لا يعتبر متمتعا عند ابن عثيمين أما ابن باز فإنه يراه متمتعا و أما من نيته الحج فإنه يعتبر متمتعا و لو لم ينو التمتع.
*شيخ الإسلام و ابن القيم و ابن إبراهيم يرون قطع المرأة والحمار والكلب الأسود للصلاة خلافا للثلاثه.
*النساء لا يقطع مرور بعضهن صلاة بعض لحديث أبي ذر (يقطع صلاة الرجل) و الصغيرة التي لا يصدق أنها امرأة لا تقطع الصلاة على ظاهر كلام الأصحاب (البسام)
*من نذر أن يعتكف في مسجد غير الثلاثة فلا يتعين عليه الإعتكاف في هذا المسجد بل في أي مسجد أجزأه (الفوزان)
*يجوز ستر الجدر بالستائر و الأفضل تركه لحديث مسلم (ما أمرت أن أكسو الحجارة والطين)
*الثلاثة على تحريم البيع داخل المسجد و صحة العقد و أما أحمد فيبطل العقد.
*أفضل جمع بين أحاديث البصاق أن البصاق في في المسجد خطئية عام خص منه المصلي حال الصلاة فيبصق تحت قدمه اليسرى أما غير المصلي فلا يبصق (البسام)
*لا خلاف في إباحةالصلاة في الثوب الذي ينسجه الكفار (ابن قدامة)
*كان عمرالفاروق و ابن عباس يتنافسان فيمن يستمر مدة أكثر في الغوص تحت الماء
*و قال الشافعي: من المروءة ترك الوقار في البستان و كان يخلع عمامته و يبتهج (العودة)
*لو سأل مستفت و متحاكم إلى عالم يعلم من حاله أنه إن حكم عليه لم يرض لم يجب الحكم و لا الإفتاء لهم (السعدي)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/70)
*قال البسام (لا أعلم أحدا قال بهذا القول (رفع السبابة في الجلسة بين التشهدين) و السنة المحمدية اتباع سبيل المؤمنين).
*المذهب على التكبير للخفض و الرفع في سجود التلاوة و عدم التشهد فيها و وجوب التسليم و يجزئ واحدة و يرفع يديه و لو خارج صلاة عند السجود،،أما الصحيح فالتكبير للخفض فقط و لا يتشهد و لا يسلم فيها ..
*المذهب على بطلان صلاة من سجد للشكر في الصلاة غير جاهل و ناسي.
*حديث (رحم الله امرءا صلى أربعا قبل العصر) رواه أحمد و حسنه أبن حبان و هو ضعيف حسن بشواهده.
*حديث الأمر بالإضطجاع بعد سنة الفجر أبطله ابن تيمية و حسنه ابن حجر أما فعل الرسول له فثابت ..
*مفهوم من ابن باز (السنة عند الركن اليماني استلامه فقط و لا يقبل و يقول بسم الله الله أكبر و إذا لم يستطع فلا يشير و لا يكبر.)
*ترجيح البسام أن صلاة الضحى سنة دائما لمن لا يقوم الليل أما من يقوم الليل فليغب عنها.
*لو ارتد ألزوج فإن كان قبل الدخول فالمرأة بائن عنه، أما بعد الدخول فمالك و أبو حنيفة يرون تعجيل الفراق و الشافعي و أحمد في إحدى الروايتين يرون إمهاله لانقضاء العدة
و كذلك لو أسلمت زوجة كافرة زوجها كافر فإن كان قبل الدخول فسخ نكاحها و إن بعد الدخول فالتفصيل السابق (ابن عثيمين)
*أجمع الأئمة على أن إمامة العاجز عن القيام بالقادر عليه لا تصح إذا كان الإمام ليس راتبا (البسام)
*قول النبي لأبي بكرة: لا تعد. نهي عن الإسراع (ابن القيم)
*س/هل أنزلت المائدة على الحواريين؟
ج/يحتمل و لم تذكر في القرآن (السعدي)
*القرن و الظفر و العظم من ميتة مأكول اللحم طاهرة و كذلك الشعور حتى شعر الكلب (ابن تيمية)
يجوز الخرز بشعر الكلب (ابن تيمية)
*مسألة علو الإمام:إن كان معه أحد فلا بأس أما إذا لم يكن معه أحد فيكره إذا كان ذراعا فأكثر أما أقل فلا بأس (ابن عثيمين)
*لعلي اطلعت على أن ابن عثيمين في كلامه عن الأكل من كبد الأضحية أنه قال: استحبها الفقهاء لأنها أسرع نضجا .. فاعتقدت عدم وجود دليل خاص .. ثم وجدت حديثا رواه البيهقي أن الرسول أكل من كبد أضحيته ..
*صلاة العيد: المالكية والشافعية: سنة مؤكدة .. الحنابلة: فرض كفاية .. الحنفية: فرض عين. ابن (تيمية).
خطبة العيد سنة أجماعا.
*تنشيف الأعضاء: اللجنة على كراهته في الوضوء دون الغسل و هو قول ابن تيمية، والعبيكان يرى الجواز دون الكراهة لحديث عند ابن ماجه و الترمذي.
*الأفضل في الإستسقاء أن تفعل وقت صلاة العيد لكن0يجوز فعلها في أي وقت عدا أوقات النهي بلا خلاف (البسام)
*ابن تيميه على أن دعاء الاستسقاء بجعل بطون الكفين نحو السماء بعكس بعض الشافعية.
*الجمهور على إباحة المعصفر للرجال و أحمد على كراهيته.
*يجوز الحرير إذا كان 4أصابع فأقل-.
*الجمهور على الدعاء بعد التكبيرة الرابعة من الجنازة خلافا للحنابلة، و ابن تيميه و طالبه على سنية فاتحة الجنازة.
ا*العبيكان على تحريم استقبال القبلة أو استدبارها ببول أو غائط في الصحراء و البنيان، و جواز ذلك عند الاستنجاء.
*الشافعي و احمد:لا تنقل الزكاة إلى مسافة قصر
*الجمهور: يجوز دون مسافة القصر. و لو نقلها فوق مسافة قصر أجزأت.
*ابن تيمية على كراهة نقلها ما لم يكن في نقلها مصلحة.
*الأئمة الأربعة على عدم جواز التعزير بأخد المال و ابن تيمية و طالبه على الجواز.
*ابن تيمية على إجزاء الاستنجاء بمطعوم و روث رغم تحريمهما.
*السعدي و اللجنة على أنه لا يصح الوضوء قبل الإستنجاء إذا كان على المخرج حدث.
*فائدة مهمة ص 320شرح بلوغ المرام للبسام جزء3.
*الجمهور على جواز تعجيل الزكاة لعامين فقط ..
*من قال أن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان فهذا خطأ. لأن قول الله تعالى (إن كيدكن عظيم) حكاية عن عزيز مصر.
*الحنابلة على أن الإمام لا يصلي على القاتل نفسه و الغال دون أصحاب المعاصي الأخرى بخلاف غيرهم و هذا أظهر' (البسام)
*النبات الذي يسقى بمؤونة و بغير مؤونة جميعا فيه ثلاثة أرباع العشر بالإجماع.
*لا يستقر الوجوب لزكاة الحبوب إلا بجعلها في بيادرها.
*زكاة العنب تخرج زبيبا. و إن أخرج عنبا جاز عند أكثر العلماء.
*يجب الختان عند البلوغ ما لم يخف على نفسه (جمهور)
*قال النووي: حرام على الرجل أن يخضب رجله بالحناء .. و قال عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب: لا بأس إذا لم يقصد التشبه. ورجحه العبيكان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/71)
*خصائص الركاز: يجب على الكافر و يجب في قليل المال و كثيره و ليس له حول و يجب فيه الخمس و مصرفه مصرف الفى و لا يخص به الأصناف الثمانية ...
*تجب زكاة المعدن ربع العشر و زكاتها من حيث الحصول عليها و المعدن عند الحنابلة و هو الصحيح ,كل متولد من الأرض من غير جنسها ليس نباتا.
*الشوكاني و المباركفوري على وجوب تخليل الأصابع و العبيكان على السنية
*الجمهور على أن وقت وجوب صدقة الفطر يوم العيد فمن مات بعد غروب شمسها وجبت عليه و من ولدبعد غروب شمسها لم تجب.
*هدي التمتع يذبح في الحرم و يجوز أكله و نقله من الحرم
*فدية ارتكاب محظور و ترك واجب و صيد داخل الحرم تذبح في الحرم و لا يجوز أكلها و لا نقلها خارج الحرم
و فدية ارتكاب محظور خارج الحرم أو صيد خارج الحرم تذبح مكان المحظور و يجوز نقلها و لا يجوز أكلها (الحجري)
*من أخرج زكاة فطره بعد صلاة العيد فالجمهور على الكراهية و الإجراء أما ابن حزم فاختار التحريم و عدم الإجزاء و هوا لصحيح. (البسام)
*أجمع العلماء على عدم جواز أن يعطي الرجل امرأته الزكاة و أما إعطاء المرأة لزوجها الزكاة فالحنفية و الحنابلة على عدم الجواز.
*المثلات: عقوبات على أمم سابقة.
*س: رجل في قدمه بوية تمنع وصول الماء فلبس خفا حتى يمسح عليه، ما الحكم؟
قال شيخنا سعيد حماد: إن لبسه على وضوء فلا بأس ..
*أذان أبي محذورة:19جملة (أذان بلال مع ترجيع الشهادتين (8جمل).و إقامة أبي محذورة:17جملة (أذان بلال مع زيادة قد قامت الصلاة مرتين) المفتي.
*الشثري على أن من تعدى ميقات بلده ثم عاد إلى ميقات غير بلده فإنه يجوز له و قد خالف الجمهور الذين أقرهم ابن عثيمين في الممتع ..
*سبع البدنة في الأضحية يجزئ عن واحد و لا يجزى عن شخص و أهله (بعكس قول المطلق) مثلا بعكس الشاة الكاملة،،لكن لو كان هناك 7نفر يريدون أن يضحوا فلا بأس أن يذبحوا بدنة كاملة (تحتاج بحث)
*الفرق بين الرخصة و العزيمة أن الرخصة لا تستباح بالمعاصي عكس العزيمة ..
*الجمهور على أنه لا يصح أن يحج شخص عن حي إلا بإذن المحجوج عنه (الشثري)
*للمتوضئ أن يمسح على ما ظهر من رأسه و شعره و يكمل المسح على العمامة (لجنة)
*ابن تيمية على جواز المسح على العمامة حتى لو لم تكن محنكة.
*ذكر ابن المنذر أن أم سلمة كانت تمسح على خمارها.
*ابن تيمية على أن المسافر الذي يشق عليه خلع خفه لا يقيد بمدة فيصير كالجبيرة.
*اللجنة على أن خروج الهواء من القبل لا ينقض الوضوء ..
*كيف تجمع بين أن الرسول لا ينام قلبه و بين نومه عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس؟
ج/جوابان:1:إما أن المراد بالنوم الذي لا ينامه نوم القلب دون نوم العين و طلوع الشمس لا يدركه القلب و إنما يدرك القلب شعور البدن من حدث و غيره.
2:أن للرسول نومان: نوم عين دون نوم قلب، و نوم عين و قلب و هذا هو النوم المقصود (أبوحامد)
*المذهب على عدم نقض مس الظفر للذكر.
*المذهب على أن باطن الكف و ظاهر الكف سواء في نقض الوضوء بمس الذكر و رجحه الشوكاني.
*ابن تيميه و العبيكان على أن مس الذكر ناسيا لا ينقض الوضوء بعكس العودة.
*مس الذراع للذكر لا ينقض الوضوء (ابن قدامة)
*مس حلقة الدبر تنقض الوضوء (ابن إبراهيم و العبيكان)
*مس المرأة لفرجها ينقض الوضوء (العبيكان)
*لمس الأنثيين لا ينقض الوضوء (الجمهور) بل حكى ابن قاسم الإجماع ..
*مس فرج الحيوان لا ينقض الوضوء (ابن تيميه وعامة الائمة)
*أبو حنيفة و مالك و الشافعي على جواز الأخذ من الشعر لمريد الأضحية و استدلوا بحديث عائشة أن الرسول فتل قلائد هديه ثم لم يحرم بعدها عليه شئ،،أما الحنابلة فهناك روايتان رواية بالكراهة و رواية بالتحريم و استدلوا بحديث أم سلمة عند الإمام مسلم (إذا أراد أحدكم أن يضحي ... ) و الجمهور على رفعه للرسول،والدارقطني على وقفه على أم سلمة.و أجابوا عن حديث عائشة أنه محمول على الهدي و حديث أم سلمة على الأضحية (المطلق)
*الصحيح من مذهب أحمد عدم جواز النظر إلى الأمرد مع خوف ثوران الشهوة ..
*ابن تيمية على عدم نقض أكل لحم رأس الإبل للوضوء ..
*الردة لا تنقض الوضوء عند العبيكان.
*القهقهة في الصلاة لا تنقض الوضوء لكن يستحب الوضوء منها (العبيكان و ابن تيميه)
*الجماهير على عدم نقض غسل الميت للوضوء و الاستحباب متوجه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/72)
*إذا سمع اثنان صوتا من أحدهما لا بعينه فلا وضوء عليهما و لا يأتم أحدهما بصاحبه لتحقق المفسد في الصلاة على أحد القولين في مذهب أحمد .. و القول الآخر يتوضأ جميعا و هو أقوى عند ابن تيميه ..
:1*:لو تيقن الطهارة و الحدث معا و لم يعلم الآخر منهما فإنه يرجع إلى حاله قبلهما فإن كان طاهر فهو الآن محدث (إذا كان يدري عن حاله قبلهما)
2:إذا لم يدري عن حاله قبلهما توضأ وجوبا.
3:إن تيقن أنه نقض طهارته وقت الظهر و توضأ عن حدث و شك في السابق منهما نظر فإن كان قبل الزوال متطهرا فهو طاهر و العكس كذلك ..
*سورة الحجر: يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين:
قيل: عند الوفاة،،و قيل إذا رأوا النار،،و قيل إذا خرج الموحدين من النار (ترجيح المغامسي).
**الجمهور على أن السبع المثاني هي الفاتحة ..
**لا تحزن عليهم: قيل على متاعهم في الدنيا، و قيل على عدم إيمانهم، و قيل على أنهم صائرون إلى النار ..
* .. قيل أنه لا يعلم الذمي القران إذا لم يرج إسلامه، أما إذا رجي إسلامه فليعلم. (رجحه البغوي من الشافعية)
*المذهب على كراهية مد الرجلين للمصحف و استدباره و تخطيه بلا حاجة (العبيكان)
*ابن ابراهيم على أن تحلية المصحف بالذهب و الفضة لا يحرم.
*هل يمنع نجس الفم من القراءة للقرآن؟
قال ابن تميم: لا، و قيل: نعم.
،*،إذا كان عند البائع و اشترى ب50ريال و أعطى البائع 100وقال البايع تعال غدا أعطيك الباقي جاز و ليس ربا لوجود العين بعكس ما لو صرف عنده فقط فهذا ربا (المغامسي و شيخي سعيد)
*حديث: أفضل الأعمال الحل و الرحله (يعني ختم القرآن و ابتداءه من جديد) حديث ضعيف لوجود صالح المري في السند.
*الفلك (المفرد) يذكر في القرآن
(و أية لهم أنا حملنا .. )
و إذا جمعت أنثت (و الفلك التي تجري في البحر).
*جماهير العلماء على إباحة الفضة.
*كثير من العلماء ينقشون على خواتمهم و منهم الزهري الذي كتب (على الله فليتوكل أبو محمد).
*جزم القرطبي بأنه لا يشرق أحد من اللبن (سائغا للشاربين)
*قال ابن قدامه و مالك و الشافعي:من انتبه فرأى منيا و لم يذكر احتلاما فعليه الغسل.
*قال ابن تيمية: الخارج من المني عقب البول تارة مع ألم و تارة بلا ألم لا غسل فيه عند جمهور العلماء.
*هل يجب الغسل بتغييب بعض الحشفة بلا إنزال و لا إيلاج بحائل؟ ظاهر كلام ابن قدامة يجب و رجحه العبيكان.
*قال النووي: قال صاحب العدة: فائدة الخلاف في أن الحائض إذا أجنبت ثم اغتسلت لترفع الجنابة أنها إذا قلنا بعدم منع الحائض من قراءة القرآن فلها إذا اغتسلت من الجنابة أن تقرأ القرآن ..
*معاني آية في القرآن:
معجزة علامة كتاب
أمر و نهي عبرة حزاب (جزء مقدر من القرآن)
*الصواب جواز دخول الكافر مساجد الحل و لو كان مسجد الرسول لكن بإذن مسلم و لمصلحة (العبيكان)
*استحب ابن تيمية عقد النكاح في المسجد ..
*المذهب على عدم جواز غرس الأشجار أو حفر الآبار في المسجد إلا لمصلحة راجحة ..
*أسماء الحيض: طمث و عراك و ضحك و إكبار و إعصار.
*الختان للرجل و الإخفاض للمرأة و الإعذار للجميع ..
*اشتراط الموالاة بين غسل الجمعة و الرواح لها:
1اشترط مالك ذلك -رجحه الشوكاني و العبيكان.
2لم يشترطه الجمهور و لكن لا يجزئ بعد الجمعة
3أجاز ابن حزم وداود الغسل بعد الجمعة و هذا أضعفها
* (التحريم المؤبد أشد تأثيما من التحريم المؤقت)
قال الشيخ سعيد حماد: هذا ظابط جيد.
*غسل صلاة العيد ورد في حديثين عند ابن ماجه كلاهما ضعيف.
*غسل صلاة الكسوف و الإستسقاء لا يسن على قول ابن القيم.
*ابن تيميه على عدم استحباب الغسل لدخول مكه و وقوف عرفه و مبيت مزدلفة و رمي جمار و طواف زيارة و وداع.
*ورد عن بعض الصحابة و التابعين الإغتسال بين العشائين في العشر الأواخر و وورد عن الرسول لكن لا أدري عن صحته.
*قال أحد السلف: اللهم ارزقني القوة في تغيير ما أستطيع تغييره، و ارزقني الصبر على ما لا أستطيع تغييره، و ارزقني الحكمة في تمييز ما أستطيع تغيير و ما لا أستطيع.
*بني مسجد قباء عند بني عمرو بن عوف، و أول جمعة في الإسلام أقامها الرسول عند سالم بني عوف.
* (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا)
(جزاء سيئة سيئة مثلها)
هذه عند البلاغيين مشاكلة.
*من أخذ مالك خيانة فهل إذا وقع ماله في يدك يجوز أن تأخذه؟
قال المغامسي:
إن كان ماله أتاك من طريقه هو و ائتمنك فلا يحسن بك أن تخونه (لا تخن من خانك)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/73)
أما إذا أتاك ماله من غير طريقه فلا بأس أن تأخذه.
*قتل الغيله عند الجمهور يجوز فيه العفو و الدية عكس مالك.
*قوله تعالى (لنريه من آياتنا) دليل على أن الرسول ما رأى ربه في ليله المعراج لأن الآية في مقام الإمتننان ..
*مذهب أحمد و الجمهور استحباب الوضوء للجنب إذا أراد النوم و الوطء ثانية (الوضوء الشرعي) أو الأكل. و الشرب (تارة الوضوء الشرعي و تارة اقتصاره على غسل اليدين)
*يصح التيمم قبل الوقت على قول كثير من المحققين.
* (إلا الصوم فهو لي) قال الشعراوي: لأنه لم يعبد أحد في التاريخ بهذه العبادة إلا الله .. فريدة من فرائد العلم.
*قال ابن تيمية: أصحاب سائر الأعذار الذين يباح لهم التيمم إذا أمكنهم الجمع بين الصلاتين بطهارة الماء فهو خير من التفريق بينهما بطهارة التيمم ..
*من وجد ماء يكفي بعض بدنه لزمه استعماله جنبا كان أو محدثا ثم يتيمم للباقي على المذهب و رجحه العبيكان)
*قال ابن تيمية: الجريح إذا كان محدثا حدثا أصغر فلا يلزمه مراعاة الترتيب بين الوضوء و التيمم بل إن الفصل بين أبعاض الوضوء بتيمم بدعة و رجحه ابن ابراهيم.
*من لم يجد وضوءا ولا تيمما صلى ولا إعادة عليه و يجوز أن يزيد على المفروض في الصلاة (ابن تيمية والعبيكان)
*أبو الحسن الأشعري له كتابا (مقالات الإسلاميين) و (الإبانة) و كلاهما رجع فيها عن أغلاطه)
*يصح التيمم بكل ما تصاعد على وجه الأرض ترابا أم رملا. (السعدي)
*قال ابن ابراهيم: من السنن المهجورة بعد ركعتي الطواف أنه يعود للحجر الأسود و يستلمه دون تقبيل.
*إن كان الجريح جنبا فهو مخير إن شاء قدم التيمم على الغسل أو العكس.
*لا يدخل المتيمم التراب أنفه و فمه بل يكرهان.
*المذهب أن الترتيب و الموالاة في التيمم تجب في الحدث الأصغر دون الأكبر وقال ابن تيمية: لا يجب فيه ترتيب.
*ترجيح ابن تيمية و ابن قدامة أن خلع ما يجوز المسح عليه كالخف لا يبطل التيمم.
*ذلك أدنى ألا تعولوا:
قيل: كثرة العيال، و قيل: تفتقروا.
*الشافعي و أحمد على أن موالي آل هاشم لا تحل لهم الصدقة لحديث أبي رافع (عبد للعباس بن عبد المطلب أهداه للرسول فلما أعلم الرسول بإسلام العباس أعتقه الرسول)
*:س؟ إذا أجنب المرء و علم أنه إذا اغتسل فإن الوقت للصلاة سيفوته فهل يتيمم و يصلي في وقتها أم يغتسل حتى لو خرج الوقت؟:قال ابن تيمية: إن دخل وقت الصلاة و هو مستيقظ و الماء بعيد منه يخاف إن طلبه أن تفوته الصلاة أو كان الوقت باردا يخاف إن سخنه أو ذهب إلى الحمام فاتت الصلاة فإنه يصلي بالتيمم في مذهب أحمد و جمهور العلماء، أما من استيقظ آخر الوقت و خاف إن تطهر طلعت الشمس فإنه يصلي بالوضوء بعد طلوع الشمس.
*يجوز التيمم لخوف فوات جنازة و صلاة عيد و صلاة جمعة (ابن تيمية)
*لو بذل ماء لا يوجد غيره فيقدم غسل الميت (العبيكان و ابن تيمية) ثم غسل طيب محرم ثم نجاسة ثوب فبقعة فبدن فحائض فجنب فمحدث (الحنابلة)
*اختار مالك و أبو حنيفة و ابن ابراهيم و ابن تيمية أن النجاسة التي في الشئ الصقيل تطهر بالمسح دون الغسل.
*قالت اللجنة في كيفية تطهير الفرش: يكفي صب الماء على موضع النجاسة.
*الجماهير على أن النبيذ إذا لم يسكر فيجوز تناوله و لو تعدى 3أيام خلافا لأحمد.
*الحنابلة على أن أقل مدة للحيض يوم و ليلة و أكثره 15 يوم.
*الصحيح أن القطرة و الكحل لا تفطران لأن العين و الأذن ليست منفذا و إن وجد طعمها في الحلق (ابن باز)
*أفتت اللجنة بطهارة سؤر البغل و الحمار الأهلي و سباع البهائم كالذئب و النمر و الأسد و جوارح الطير كالصقر و الحدأة.
*مني الرسول من جماع لإن الأنبياء لا يحتلمون.
*أفتت اللجنة بنجاسة ما يخرج من النساء من إفرازات.
*هل تنجس الوزغ بالموت: فيها قولان و ممن قال بنجاستها علي)
*ابن ابراهيم و السعدي و اللجنة على أن أثر الإستجمار طاهر.
*الحنابلة على أن يسير دم الحيض يعفى عنه
*العبيكان على نجاسة المذي و يطهر بالنضح و يعفى عن يسيره.
*جماهير العلماء على أن يوم الشك هو يوم30شعبان إذا حال دون رؤية الهلال غيم عكس الحنابلة، و لا يجوز صيامه.
*الجمهور على أن من رأى الهلال وحده لزمه الصوم عكس ابن تيمية ..
*ابتدأ صيامه في بلده و أكمل 30يوم ثم سافر إلى بلد صام أهله بعد بلد صاحبنا فإنه يصوم معهم حتى لو صار مجموع صيامه31يوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/74)
@لو صام في بلده 28يوم ثم سافر إلى بلد صام أهله قبل بلد صاحبنا فإنه يصوم معهم و إن صار مجموع صيامه 29 فإنه يكفيه و إن كان مجموع صيامه 28 فإنه يقضي يوما بعد العيد (ترجيح شيخنا)
*التاريخ بين موسى و مريم كبير جدا فليسوا إخوان. و هارون أخو مريم و قد يكون أخا من أبيها ليس نبيا عكس أخ موسى. (ابن عثيمين)
إ*ذا أقبل الليل ... فقد أفطر الصائم.المعنى: حل وقت الإفطار لا أنه حصل الإفطار بدليل الوصال.
حرم الوصال الثلاثة و أجازه أحمد إلى السحر و الأولى تركه و مكروه أكثر من يوم و ليلة: رجحه ابن القيم.
*ابن تيمية على أن من جامع في نهار رمضان ناسيا فلا كفارة و لا قضاء
*ابن تيمية على أن سفر المعصية تستباح فيه الرخص.
*أو: قد تكون مانعة جمع (يعني فقط أحد الأمرين و لا يجمع بينهما) و قد تكون مانعة خلو (يعني لا يخلو الأمر من أحديهما أو كليهما)
*كأنها جان ولى مدبرا: الجان هو الحية.
*الإسقاط في أربعين العلقة جائز مطلقا أما بعد 40و قبل نفخ الروح فيجوز للحاجة (العبيكان)
لو تأكد أن إمامه صلى ركعتين و غيره من المأمومين لم يسبحوا هل يسلم مع إمامه أم يكمل ركعتين؟ قال شيخي: يجب أن يكمل ركعتين.
*قال ابن تيمية: فإذا كان الصحيح في الماء أنه لا ينجس إلا بالتغير فكذلك الصواب في المائعات.
*لو كان في اللبن خطوط دم فإنها تذهب بالتركيد فلا بأس بشربه'عبدالله الحجازي)
*لو خفيت النجاسة في موضع فضاء واسع صلى حيث شاء بلا تحر للمشقة أما إذا كان الموضع صغيرا فليغسله كله.
*قال ابن تيمية: يجوز أن يستمني بيد زوجته الحائض.
*من جامع زوجته حين قضاءه يوما من رمضان فلا كفارة عليه.
*من وجبت عليه الكفارة فلم يستطع فأخرجها عنه غيره فيجوز أن يأكل منها و أهله (البسام)
*الذي أتى الرسول و قد جامع أهله في نهار رمضان هو سلمة بن صخر البياضي.
*ترجيح ابن تيمية: لا حد لأقل سن الحيض و لا أكثر سن الحيض و لا لأقل الطهر و لا أكثره و أقل الحيض و لا أكثره (المذهب أقله يوم و أكثره 15 يوم)
*المذهب أنه إذا طلع الفجر على المجامع فنزع في الحال فعليه القضاء و الكفارة و خالفه الثلاثة و ابن تيمية.
*الجماهير أن كفارة جماع رمضان لا تسقط بالإعسار.
*الصحيح عند ابن تيمية و ابن ابراهيم أن المبتدأة إذا جاءها الدم في زمن يمكن أن يكون حيض فإنها تجلس إلى أن ينقطع فهو حيض كله و لا يحتاج أن تنتظر إلى أن يتكرر و إذا عبرت 15 يوم فهو حيض تجلسه.
*ذكر ابن الجوزي أن أكثر المفسرين على أن الرسول أسري به من بيت أم هانى فعلى هذا كل الحرم تضاعف فيه الصلاة.
*من أم الناس فتذكر أنه على غير وضوء فليستخلف أو يستخلف المأمومون أحدا أو يتموا صلاتهم فرادى فإن أتم الصلاة و تذكر بعدها عدم وضوءه صحت صلاتهم و أعاد لنفسه (ابن باز)
*قال ابن تيمية: المستحاضة ترد إلى عادتها ثم إلى تمييزها ثم إلى غالب عادات النساء.
*حج الفرض عن الميت يجزئ عنه و لو بغير إذن الوارث أما الحي فلا يسقط الحج عنه إلا بإذنه لأنها عبادة لا تصح إلا بالنية بخلاف الدين فإنه يصح القضاء عنه بلا إذنه لأنه ليس عبادة و لو حج أو اعتمر نفلا و نوى ثوابه لحي أو ميت صح و لو بلا إذنيهما (البسام)
*لو زاد عن 33 تكبيرة ففيها 3 أقوال:
القرافي يقول يعطى أجر الذكر المطلق و لا يعطى الأجر الخاص
و قيل يعطى الأجر الخاص و يمسح الأكثر
و ابن حجر على أنه على نيته و رجحه الشيخ عبود ..
ا*لصحيح عند السعدي أن المسافر لو صلى بغير نية القصر خلف من يقصر أن صلاته صحيحة.
*الأربعة عدا الشافعي على عدم جواز دخول مكة بدون إحرام حتى لمن لم ينو العمرة إلا لمن يتردد كثيرا على مكة.
*الفوزان على أن الجماعة لا تنعقد بإمرأة و تنعقد بمميز.
*الحواشي على الكشاف:3 لابن المنير و البيضاوي و الطيبي.
*ما صاده الحلال لأجل المحرم لا يحرم على الحلال عكس ما لو صاده المحرم فإنه يحرم عليهما. (البسام)
*قال البسام: لم يثبت مرفوعا أن الرسول سجد على الحجر الأسود و قد قال مالك أنه بدعة.
*إذا أشترى الحاج الهدي من عرفات و ساقه إلى منى فهو هدي بالإجماع أما من اشتراه من منى و ذبحه فيها فالجمهور على أنه هدى خلافا لمالك
*و يجوز أن يذبح في أي مكان من الحرم يوم العيد و ثلاثة بعده (هئية كبار العلماء)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/75)
*الجزية تؤخذ من اليهود و النصارى و بعضهم ألحق بهم المجوس. و إجماعهم على عدم جواز ذبائحهم و لا نسائهم.
*من فاته ركن أو أكثر مع إمامه لعذر فإنه يأتي بها و يتابع إمامه إذا لم يصل لمثله في الركعة التي تليها أما لو وصل لمثله فإن المأموم يكمل مع إمامه و يقضي ركعة و يسمى (التلفيق) سعد الخثلان.
*الأربعة على أن التحصيب سنة.
*مذهب مالك خلافا للثلاثه أن الهدي لا يلزم المحصر.
*قول: خلفاء الله في الأرض لا يجوز لأن الخليفة عن غائب و لكن الله هو الخليفة (الفوزان)
*رواية (يوما بعده) في صيام عاشوراء ضعيفة عكس (يوما قبله)
*التهنئة بالعام الهجري لم يجوزها الفوزان
*تشقير الحواجب أجازه ابن عثيمين و ابن باز على ذمة عادل العبد الجبار.
*الجمهور على عدم جواز الانتفاع بالميته إلا ما خصه الدليل و هو الجلد المدبوغ (ابن حجر)
*استثناء منفعة معلومة من المبيع للبائع أجازه أحمد في رواية صححها ابن تيميةلحديث (نهى عن الثنيا إلا أن تعلم) خلافا للثلاثه.
*مذهب الجمهور أنه منهي عن بيع ضراب الفحل (نطفته) لدناءة هذا و فيه حديث.
*ابن تيمية على عدم صحة شرط من اشترطت طلاق ضرتها.
*عدم صحة عقد من فرق بين ذوي أرحام و يصح عند العتق و افتداء الأسير.
*تسعير السلع منه ما هو حرام و منه ما هو جائز (ابن القيم)
*الإحتكار لا يجوز إذا لطعام الناس الضروري أما ما لا تعم الحاجة إليه كالعسل فجائز.
*التورق منعه ابن تيمية.
*مسألة (مد عجوة و درهم) و هي أن يبيع نوعي الجنس أحدهما بالآخر و معهما أو مع أحدهما صنف آخر من غير جنسه 3أقسام:
1:أن يكون المقصود بيع ربوي بجنسه متفاضلا أو يضم إلى الأقل غير جنسه فالصواب التحريم.
2:أن يكون المقصود بيع غير الربوي كبيع شاه ذات لبن بشاه ذات لبن فالصحيح الجواز
3:أن يكون كلاهما مقصودا مثل مد عجوة و درهم بمثلها فأجازه أبو حنيفة و حرمه الثلاثة.
*إذا كانت الشفاعة لحصول أمر مباح و يحصل للمشفوع له فائدة منه فالأولى أن يبذل الشافع ذلك بلا مقابل و إن أخذ من المشفوع فلا يظهر أنه حرام (البسام)
*قال السعدي: الفرقة الأخرى التي قالت للناهين'لم تعظون .. فاختلف المفسرون في نجاتهم و إهلاكهم و الظاهر نجاتهم.
*الاب يحجب الأخوة و الأبناء يحجبون الإخوة. و الأب لا يحجب الأبناء.
*السعدي قال: الصحيح أن الجائحة موضوعة عن المشتري في جميع الثمار و الحبوب لعموم العلة و هو اختيار ابن تيمية.
*من باع نخلا قد أبر (لقح) فثمرته لبائعه و من باع نخلا لم يؤبره فثمرته لمشتريه (البسام)
*سورة الروم آية 20إلى 25 إعجاز في التدرج الزمني.
*السلم بيع ذمة لا وصف أو عين.
*اللجنة على أن المأموم إذا قال عند ثناء الإمام في القنوت: سبحانك فلا بأس.
*قال ابن عثيمين: التفريج و المباعدة بين اليدين عند الدعاء لا أعلم له أصلا في السنة أو كلام العلماء.
*اختيار ابن عثيمين أن الخنثى لا تصح إمامته للرجال و يجب على المأمومين الصلاة قعودا إذا صلى الأمام قاعدا.
*اختيار الشيخ ابن عثيمين الصلاة بالثوب النجس لتحصيل ستر العورة و لا إعادة.
*اختيار الشيخ أن من اجتهد في الحضر فصلى تجاه القبلة أنه لا يعيد.
*المنجد على أن المحادة تخرج نهارا للحاجة و ليلا للضرورة.
*ترجيح ابن عثيمين أن لصلاة العيد خطبة واحدة.
*ذهب الجمهور إلى أن التداوي بغير الخمر من المخدرات ليس حراما بل هو جائز للضرورة بشرط ألا يكون هناك دواء حلال و أن يكون المخدر قليلا لا يسكر و أن لا يكون هناك دواء حلال.
*ما غطى العقل من غير لذة و طرب لا يسمى مسكرا (ابن عثيمين)
*حديث قبيصة بن مخارق في الثلاثة الذين تحل لهم المسألة و منهم الغني الذي أصابته فاقة و يشهد عليه 3 فالشهود على أن هذا كان غنيا ثم افتقر أما لو لم يعرف بسابق غنى فلا يحتاج شهود (البسام)
ابن عثيمين على أن المبنج يقضي ما فاته من الصلوات لأنه باختياره عكس المغمى عليه.
*ما مدى صحة خبر الزاملتين الممتلئتين بأخبار بني اسرائيل و التي أخذها عبدالله بن عمرو يوم اليرموك؟
*هل يسن ألا يكسر عظم العقيقة تفاؤلا بسلامة المولود؟ ابن عثيمين على عدم السنية والمذهب على السنية.
*تفرق العقيقة عن الأضحية أن العقيقة يفضل أن تطبخ عكس الأضحية (ابن عثيمين)
*هل يجزئ أن يذبح بعيرا بدلا عن الشاه في العقيقة؟ فيها خلاف.
*لا يجزئ التشريك في العقيقة عكس الأضحية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/76)
*ورد أن الرسول خطب الإستسقاء قبل الصلاة و بعدها فكله جائز، و الأرجح أن خطبة الإستسقاء واحدة فقط.
ا*لألباني على أن الحج يعتبر من سبيل الله الذي تصرف منه الزكاة.
*مصرف زكاة الفطر هي مصارف الزكاة الثمانية عند الجمهور و مالك و ابن تيمية و الالباني أن المصرف هو المساكين فقط.
*الألباني على أن الإستمناء لا يفطر الصائم.
*قال الألباني: من أوهام العلماء أن النووي في المجموع عزا الحديث للشيخين بلفظ (قبري) و لا أصل له عندهما بل الصحيح (بيتي)
*كره ابن المسيب توجيه الميت للقبلة. (الألباني)
*نحلة: مهر، تعولوا: تميلوا.
'* (لا إكراه في الدين) غير منسوخة لأنها خبر:لا يمكن الإكراه في الدين،و ليست نهي و الأخبار لا تنسخ.
*قال الحسن: المؤمن يطلب المعاذير و المنافق يتتبع الزلات.
*قال تعالى (فلما آسفونا)
الأسف في اللغة له معنيان:
الحزن، هذا ممتنع عن الله
الغضب: مثبت لله
ا*لذين قالوا أن القرآن حكاية عن كلام الله هم الكلابية أما من قالوا هو عبارة عن كلام الله هم الأشعرية.
*مسألة قضاء صلاة المغمى عليه:
1:يقضي مطلقا
2:لا يقضي مطلقا (سعيدحماد)
3.إن كان أقل من 3 أيام يقضي و إن كان أكثر فلا (ابن باز و عبود بن درع)
*جاء في رواية أحمد بسند رجاله ثقات أن النبي قال للحجام عن كسبه (أعلفه ناضحك)
*قال أبو زيد: إن شاء مسح بهما وجهه إذا فرغ من الدعاء في حال كونه خارج الصلاة لا داخلها لعدم الدليل الصحيح بل و لا الضعيف الذي يدل على المسح بعد رفعهما للقنوت في الصلاة.
*ص 30مهم تصحيح الدعاء.
*الأربعة على أن الدعاء للإستخارة بعد السلام عكس ابن تيمية.
*طلب الإستخارة من آخر جوزه مالك و الشافعي و منعه أبوزيد
*الراجح أن النساء ليس عليهن أذان و لا إقامة.
*مسافر اقتدى بإمام مقيم أتم ركعتين للعشاء و بقي له ركعتان (أي دخل معه في الركعة الثالثه) و لا يعلم هذا المسافر هل إمامه مسافر أم مقيم هل يتم أم يقيم؟
*قال ابن تيمية: إذا أقيمت الصلاة و هو قائم يستحب له أن يجلس و إن لم يكن صلى تحية المسجد.) و عند الحنابلة أن هذا خاص بالمغرب.
ـ[أبو أبي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 01:37 م]ـ
بارك الله لك بهذا العلم
والله انها للمتعة ولكن تمنيت ان تكون مقرونة بالمصدر
نفع الله بعلمك وعملك
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:41 م]ـ
جزاك الله خيرا و بارك فيك لقد استمتعت بقراءة ذلك
و لكن تقول (على المذهب) فهل هو مذهب الحنابلة؟؟؟
ـ[خالد مبارك عريج]ــــــــ[22 - 06 - 10, 03:32 م]ـ
جزاكم الرحمن خيرا
و المذهب هو مذهب الإمام أحمد(128/77)
ما رأيكم في دراسة الشريعة عن طريق الانتساب المطور في جامعة الإمام
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[20 - 06 - 10, 11:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبائي في الله، ما رأيكم في دراسة العلوم الشرعية عن طريق الانتساب الى جامعة الإمام محمد بن سعود عن طريق نظام التعليم عن بعد (الانتساب المطور)، خصوصا لصاحب الوظيفة و من يريد أن يبني نفسه عن طريق التعليم النظامي فيلزم نفسه من خلال الدراسة النظامية؟؟
هل ستكون هناك فائدة كبيرة في التحصيل؟ هل من مجرب
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[ابو تركي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 02:29 م]ـ
أخي عبدالرحمن حفظك الله
إذا كنت تريد علماً نافعاً بإذن الله هو العكف عند العلماء وكثرة القراءة والنظر في أمهات الكتب.
أما بنسبة للإنتساب المطور فهو مفيد جداً من الناحية العلمية فيه علم ليس بسهل وليس مثلي من يقيم ولكن سوف تستفيد كثيراً وأخص بالفقة وأصولة والعقيدة.
وأسال لله أن يوفقك لكل خير.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[20 - 06 - 10, 02:47 م]ـ
وماذا للمرأة التي لا تستطيع ملازمة العلماء هل تنصحونها بالالتحاق لدراسة الشريعة عن طريق الانتساب في جامعة الإمام؟
ـ[جمال بن مطر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 02:49 م]ـ
السلام عليكم أخي عبد الرحمن، إذا أردت الأفضل فلتجمع بين أمرين:-
1/ الدراسة في جامعة الإمام كلية الشريعة لما فيها من تأصيل في معظم مناهجها، ولقد جربت هذا حيث أنني حالياً في المستوى الأول.
2/ حضور دروس المساجد وثني الركب عند أهل العلم الراسخين.
أسأل الله لي ولك ولإخواننا جميعاً التوفيق والسداد والإخلاص في طلب العلم.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
اخي جمال هل أنت منتسب في الجامعة (تعليم عن بعد) أم متفرغ؟؟
و هل الدراسة بحاجة لكبير وقت - مع العلم انني أعمل 10 ساعات في اليوم؟
السبب في رغبتي للانتساب في الجامة فإنني منذ أكثر من عشر سنين أطب العلم بدون منهجية وحصيلتها للأسف قليلة جد، فرأيت أن التزم بالتعلبم النظامي المنهجي لبناء أرضية أكمل فيها الطلب، و غن كان ذلك متأخرا كثيرا لكنني لن أيأس بإذن الله تعالى
فما رأيكم؟
الأخت أم ديالي: أعرف زوجات أصدقاء لي انتسبن للجامعة وهن الآن قد انهين السنة الأولى و هن يمدحن الدراسة و انها تلبي رغباتهن كربات بيوت
أسأل الله لكِ التوفيق والسداد
ـ[جمال بن مطر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:12 م]ـ
أخي عبد الرحمن، أنا منتسب في الجامعة بنظام الانتساب المطور وأعمل حالياً 12 ساعة، لكني أسعى جاهداً منذ فترة إلي تقليل عدد ساعات الدوام إلى 8 أو 10 ساعات لأن الدراسة تحتاج إلى وقت واللله المستعان.
أما بالنسبة لك فدوامك الحالي مناسب جداً للدراسة، لكن عليك باستغلال الوقت وتنظيمه والمذاكرة من بداية العام فاستعن بالله على ذلك ولا تعجز.
ونصيحتي لنفسي ولك ولجميع إخواننا أن تخصص لك درساً واحداً على الأقل بعد الفجر مثلآ للحضور عند أحد المشايخ الفضلاء.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:21 م]ـ
ان لم تشغل نفسك بالعلم فتشغلها بما لا فائدة فيه؛؛؛ والله الموفق
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:22 م]ـ
أخي عبد الرحمن، أنا منتسب في الجامعة بنظام الانتساب المطور وأعمل حالياً 12 ساعة، لكني أسعى جاهداً منذ فترة إلي تقليل عدد ساعات الدوام إلى 8 أو 10 ساعات لأن الدراسة تحتاج إلى وقت واللله المستعان.
أما بالنسبة لك فدوامك الحالي مناسب جداً للدراسة، لكن عليك باستغلال الوقت وتنظيمه والمذاكرة من بداية العام فاستعن بالله على ذلك ولا تعجز.
ونصيحتي لنفسي ولك ولجميع إخواننا أن تخصص لك درساً واحداً على الأقل بعد الفجر مثلآ للحضور عند أحد المشايخ الفضلاء.
جزاك الله خيرا فقد حفزتني، والحمد لله بالنسبة للدروس عند المشايخ فأنا مواظب على 3 دروس تقريبا ولله الحمد نسأل الله المزيد من فضله
ـ[جمال بن مطر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 03:28 م]ـ
وجزاك الله مثله أخي الكريم، وإذا أردت أي استفسار عن الدراسة والمناهج فراسلني تجد رداً شافياً بإذن الله.(128/78)
سؤال عن حديث إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[20 - 06 - 10, 12:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"
سؤالي ما هي حركة كلمة صدقة؟ هل هي تنوين بالكسر؟ و هل هناك رواية بالتنوين بالضم؟
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 07:05 ص]ـ
(صدقةٍ) و (علمٍ) و (ولدٍ) ثلاثتها بالجرّ بتنوين الكسرة؛ لأنها بدلٌ من (ثلاثٍ).
ففي (فيض القدير شرح الجامع الصغير):" قال الطيبي: وهو بدل من قوله: إلا من ثلاث ... ".
وكذا قال القاري في (شرح المشكاة): "فـ (صدقةٍ) بالجر بدل من (ثلاث) ".
ـ[علي حسن جمالي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 07:30 م]ـ
كيف ابر او أنفع والدي المتوفي
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[18 - 07 - 10, 01:45 م]ـ
إذا لا يوجد صدقة بتنوين الضم؟(128/79)
صفة رفع الإصبع في دعاء الجمعة؟
ـ[أبوأحمد الحتاوي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 02:14 م]ـ
هل وردت صفة معينة في رفع الإصبع في دعاء الجمعة؟
أفيدونا أفادكم الله
ـ[أبوعبدالله البدواوي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 05:30 م]ـ
خطيب الجمعة في قريتنا طالب علم مجتهدنحسبه كذلك والله حسيبه, يرفع يده اليمنى حذو منكبه ويشير بالسبابه ويدعو للناس في آخر الخطبة. ويبقى على هذا الحال حتى ينتهي من الدعاء وقد يقف مدة تتراوح ما بين ثلاث دقائق إلى أربع دقائق. وقد أثار هذا الوقوف الطويل وهو قابض بيده حذو منكبه حال الدعاء كثير من اللغط حتى بين طلاب العلم.
سؤالي هو نفس سؤال الأخ أبو أحمد الحتاوي بارك اله فيه,
ما هي الصفة الواردة في الإشاره بالإصبع عند الدعاء؟ وإذا لم تثبت صفة بعينها هل نقول أن الأمر فيه متسع وللإمام الإشارة كيف ما شاء؟ وهل له تخصيص كيفيه معينه يلتزم بها في كل جمعه؟
أرجو التوضيح بارك الله فيكم
ـ[أبوعبدالله البدواوي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:43 م]ـ
أرجو من المشايخ الكرام التفاعل مع هذه المسألة وتوضيح الجواب (إن وجد) لإمثالي من العوام اللذين يتبعون أمر الله في قوله جل وعلى " فإسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
ـ[أبوأحمد الحتاوي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:24 ص]ـ
حياك أخي أبوعبدالله البدواوي في هذا الملتقى المبارك
من خلال بحثي في الشبكة العنكبوتية وجدت كتاب للشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد الله الحجيلان
تكلم في عن خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية وذكر فيه مباحث عديد
وفي المبحث الثاني عشر قال - حفظه الله -
" رفع اليدين حال الدعاء في الخطبة
تقدم الكلام على الدعاء في خطبة الجمعة، وأن أقل الأقوال فيه السنية، وهو ما ظهر رجحانه ().
وقد اختلف الفقهاء في حكم رفع اليدين أثناء هذا الدعاء، وذلك على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه مكروه في غير دعاء الاستسقاء، والمشروع الإشارة بالإصبع.
وهذا هو الصحيح من الوجهين عند الحنابلة ().
وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حيث جاء في الاختيارات: " ويكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة، وهو أصح الوجهين لأصحابنا " ().
القول الثاني: أنه بدعة في غير دعاء الاستسقاء، والمشروع الإشارة بالإصبع.
وهذا منسوب إلى أكثر المالكية، والشافعية () وبه قال بعض الحنابلة ().
القول الثالث: أنه مباح مطلقا.
وهذا منسوب إلى بعض المالكية () وبه قال بعض الحنابلة ().
الأدلة:
أدلة أصحاب القول الأول:
أولا: استدلوا على الكراهة في غير دعاء الاستسقاء ومشروعية الإشارة بالإصبع بما يلي:
1 - ما روي عن عمارة بن رؤيبة ? {أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال: (قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله ? ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بإصبعه المسبحة} () ().
2 - ما رواه سهل بن سعد ? قال: {ما رأيت رسول الله ? شاهرا يديه قط يدعو على منبره ولا على غيره، ولكن رأيته يقول هكذا، وأشار بالسبابة، وعقد الوسطى والإبهام} () ().
قال في نيل الأوطار: " والحديثان المذكوران في الباب يدلان على كراهة رفع الأيدي على المنبر حال الدعاء ... " () وقال ابن القيم - رحمه الله - عن الإشارة بالإصبع: " وكان يشير بإصبعه السبابة في خطبته عند ذكر الله تعالى ودعائه " ().
ثانيا: واستدلوا على عدم الكراهة في دعاء الاستسقاء بما يلي:
ما رواه أنس بن مالك ? قال: {أصابت الناس سنة على عهد رسول الله ? فبينما النبي ? يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال، فادع الله لنا، فرفع يديه، وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته ? فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، وبعد الغد، والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي، أو قال: غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء، وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع يده فقال: اللهم حوالينا ولا علينا، فما يشير بيده في ناحية من السحاب إلا انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة، وسال الوادي قناة شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود} () ().
وهذا واضح الدلالة.
أدلة أصحاب القول الثاني:
أولا: استدلوا على البدعية في غير دعاء الاستسقاء ومشروعية الإشارة بالإصبع بحديث عمارة بن رويبة ? الذي استدل به أصحاب القول الأول، حيث شدد عمارة في إنكاره على بشر بقوله: " قبح الله هاتين اليدين "، ثم ذكر حال النبي ? والإنكار بهذه الصيغة لا يكون إلا على فعل أمر شديد الحرمة يصل إلى حد البدعة.
مناقشة هذا الاستدلال: يناقش بأن الحجة في الحديث هي فعل النبي ? لا في قول عمارة ? وقد ورد عن النبي ? في حديث أنس ? رفع اليدين في الاستسقاء في خطبة الجمعة وقد عممه بعض الفقهاء في القول الثالث فقالوا بالجواز مطلقا، فلذلك يبعد القول بالبدعية.
ثانيا: واستدلوا على القول بالجواز في حال الاستسقاء بما استدل به أصحاب القول الأول من حديث أنس بن مالك ?.
دليل أصحاب القول الثالث:
استدلوا بحديث أنس بن مالك ? الذي استدل به أصحاب القولين الأول والثاني على الجواز في حال دعاء الاستسقاء، فحملوه على العموم في الاستسقاء وغيره، فقالوا بالجواز مطلقا ().
مناقشة هذا الاستدلال: نوقش بأن هذا الرفع كان لعارض الاستسقاء () فيختص بهذه الحالة، حيث لم يرد رفعه في غيرها.
الترجيح:
الذي يظهر رجحانه في هذه المسألة - والله أعلم بالصواب - هو القول الأول القائل بكراهة رفع اليدين حال الدعاء في خطبة الجمعة في غير الاستسقاء، لما استدلوا به، ويبعد القول بالبدعة لحديث أنس ? الذي قال بعض الفقهاء بعمومه، ولما جاء في بعض الأحاديث من رفع اليدين حال الدعاء في بعض الأحوال في غير خطبة الجمعة، فكأن أصحاب القول الأول توسطوا في المسألة.
ولكنه لم يذكر صفه معينة في رفع الأصبع
ولا يزال السؤال قائم يا أهل الحديث
" هل وردت صفة معينة في رفع الإصبع في دعاء الجمعة؟ "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/80)
ـ[أبوعبدالله البدواوي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:29 م]ـ
أشكر الأخ أبو أحمد على بحثه الذي قام به ,
وأتمنى على طلاب العلم في هذا الملتقى الفاضل التعليق على فعل خطيب قريتنا.
ـ[أبوسليم السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 12:39 ص]ـ
صليت مرارا مع الشيخ ابن قعود رحمه الله في جامعه بالرياض (المسجد القديم قبل تجديده) وكان طوال الخطبة يرفع اصبعه السبابة يدعو بها اثناء دعائه آخر خطبة الجمعة
والشيخ امام وعلم وكان عضو في هيئة كبار العلماء (لمن لا يعرفة)
ـ[أبوعبدالله البدواوي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 10:17 ص]ـ
الأخ أبو سليم السلفي جزاك الله خيرا. سؤالي لك: هل كان الشيخ ابن قعود رحمه الله يرفع يده اليمنى حذو منكبه ويشير بإصبعه طوال الخطبه أم انه رحمه الله يشير إشاره خفيفة بإصبعه ولا يببالي في إذا ما كانت يده اليمنى حذو منكبه او دون ذلك.
ـ[أبوسليم السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:37 م]ـ
الأخ أبو سليم السلفي جزاك الله خيرا. سؤالي لك: هل كان الشيخ ابن قعود رحمه الله يرفع يده اليمنى حذو منكبه ويشير بإصبعه طوال الخطبه أم انه رحمه الله يشير إشاره خفيفة بإصبعه ولا يببالي في إذا ما كانت يده اليمنى حذو منكبه او دون ذلك.
حياك الله ألله أخي البداوي:
كان يرفع اصبعه في الدعاء آخر الخطبة حذو منكبه أو أسفل قليلا (الأمر واسع) المهم أنني كنت ارى يدة واصبعة يشير للأعلى من وسط المسجد اثناء دعائه وانا افعل ذلك اثاء دعاء الخطيب في الجمعة منذ رأيت الشيخ قبل ما يزيد على 20 سنة رحمه الله
ـ[أبوعبدالله البدواوي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 09:53 م]ـ
الأخ أبو سليم جزاك الله خير(128/81)
ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
ـ[ام عبدالعزيز]ــــــــ[20 - 06 - 10, 05:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخوتي الكرام
أبحث عن ترجمة للمفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله حفظه الله، فوجدت ترجمته في مواقع الانترنت، إلا أنني أريد توثيق ترجمته من كتاب، فهل يمكنكم مساعدتي في ذلك.
وجزيتم خيرا.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[20 - 06 - 10, 06:26 م]ـ
مقدمة فتاوى اللجنة الدائمة- الطبعة الثانية فما بعدها.
ـ[ام عبدالعزيز]ــــــــ[21 - 06 - 10, 06:20 م]ـ
جزالكم الله خيرا على ردكم
وجدت ترجمة الشيخ في الكتاب الذي أحلتني عليه في مكتبتي وأنا بحاجة على الأقل إلى كتابين أو ثلاثة كتب في هذا الشأن، ولم أجد في المجمع الثقافي في مدينة أبوظبي أي كتاب يترجم للشيخ.(128/82)
حرب على (الوهابية)؟ أم (السلفية)؟ أم (الإسلام)؟
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[20 - 06 - 10, 10:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حرب على (الوهابية)؟ أم (السلفية)؟ أم (الإسلام)؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فتنبعث بين آونةٍ وأخرى، صرخات محمومة، تنادي بالحرب على (الوهابية)، وترتفع أيدٍ مكلومة، تشير، تحديداً، إلى (السعودية)، بوصفها، حاضنة الدعوة السلفية، ومنطلقها، قديماً، وحديثاً. وقد ارتفعت وتيرة هذه الدعوات الموتورة، إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لتصفِّي حسابات سابقة، مع المد الإسلامي، السلفي، الكاسح، الذي استقطب الجمهور الإسلامي، في البلاد الإسلامية المختلفة، وامتد إلى التجمعات، والأقليات الإسلامية، في أركان الكرة الأرضية، بتألقه، وصفائه، وأصالته.
يتحالف، في مصر، أفراد من فلول الصوفية الخاملة، مع مرتزقة تمولهم الرافضة، بالإضافة إلى عجائز من الأشاعرة، وعقلانيين مفلسين، بعضهم من بعض، قد انصرف عنهم الناس، ونفضوا أيديهم من أطروحاتهم الخاسرة، فيقيموا مؤامرة، بعنوان: (مؤتمر الوهابية خطر على العالم والإسلام)!
ويتحالف الخائن، الشيعي، الباطني، علي اليامي، مع مؤسسة هيرتيج الأمريكية، فيعقد مؤامرة أخرى، بعنوان: (خطوات لإضعاف التطرف الإسلامي، من الجانب السعودي)!
ما ذا يريد هؤلاء حقاً؟ هل يريدون الحرب على ما يسمونه الوهابية؟ أم على السلفية؟ أم على الإسلام؟ إن قراءة لقائمة التهم، الموجهة للوهابية، تنضح بما يلي:
1 - الوهابية كدعوة، وفكر، تقوم على نفيالآخر، وتكفيره.
2 - الوهابية تهدد الأمن، والسلم في كافة دول العالم الإسلامي؛ لما تبثه منأفكار إرهابية، وإجرامية شديدة الخطورة.
3 - الوهابية لها موقف سلبي من المرأة، والعلم، والموسيقى وجميع الفنون.
4 - الوهابية لها موقف سلبي منالمسيحيين، بل من أصحاب المذاهب الإسلاميةالأخرى (كالشيعة، والأشاعرة، وغيرهم)، وهي دعوة للجاهلية.
5 - أغلب الموروث الوهابي قائمعلى الإرهاب الفكري والديني، ومخاصمة الواقع والعقل، والقتل باسم الله، والله منهبراء، وأن ما يجري في العراق، وأفغانستان، بل وحتى السعودية، راعية هذا الفكر، من قتل، وإرهاب على الهوية، يؤكد أننا أمام دعوة للإجرام، والقتل، وليس أمام دعوة لإسلام سمح، معتدل.
6 - وصف معهد هيريتيج، السعودية بأنها "مصدر رئيسي للمفجرين الانتحاريين، والتحريض الديني, وممولي المدارس والمساجد المتطرفة حول العالم"
بمثل هذه البجاحة، والصفاقة، تكال التهم جزافاً، في زمن تطورت فيه أساليب البحث العلمي، وأدواته، وبلغت الدقة غايتها في التمييز بين ألوان الطيف، ورصد التوجهات، مما يدل أن وراء الأكمة ما وراءها، وأن القوم أرادوا ركوب موجة (الحرب على الإرهاب) التي تتبناها القوى العالمية، لطعن مواطنيهم الأبرياء، بسبب خلافات مذهبية، وحسابات خاصة، يستقوون بها على الصوت السلفي، القوي النقي، الذي يزعج الصوفية في همهماتهم، والرافضة في حسينياتهم، والأشاعرة في كلامياتهم، والعقلانيين في تعدياتهم على النصوص، وتحريفاتهم.
باختصار، ليست القضية قضية (الوهابية)، فقد ظلت الدعوة السلفية، في نجد، قائمة منذ قرون، وحتى بعد إعلان المملكة العربية السعودية عام 1351هـ، بقيت محافظة على معتقداتها الإصلاحية، داعية إليها بالحكمة، والدليل الشرعي، والعقلي، لنحو ثمانين سنة، حتى يومنا هذا، من عام 1431، دون أن تفتعل احتراباً داخلياً، أو عدواناً خارجياً، فكيف تهدر تجربة ثمانين سنة، بجريرة أفراد خارجين عن النسق السلفي، الصريح، المعلن، المعتبر، ذي المرجعيات العلمية المعروفة؟
إننا في هذا المقام، لا نجامل أحداً، ولا نعتذر لأحد. لسنا في موقع التهمة، كما أننا لسنا مخولين أن نعتذر عن شيء من مكونات ديننا، وعقائده، وشرائعه، فالإسلام دين الله، الحق، الشامل، الكامل، العادل. وليس من حق أحدٍ، كائناً من كان، أن يجري عليه تغييرات عصرية، أو يعيد إخراجه إخراجاً غربياً، ليتوافق مع قوانين الأمم المتحدة.
وبالعودة إلى قائمة الدعاوى السابقة، نقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/83)
- أولاً: الدعوة السلفية لا تنفي الآخر، بل تستنقذه، وتسعى لانتشاله من وهدة الكفر، والشرك، والبدعة، والظلم، إلى قمة الكرامة الإنسانية، المتمثلة بإفراد الله بالعبودية، ونبيه r بالاتباع، وتأبى عبودية العباد للعباد، وارتهانهم لأرباب الطرق، والعمائم السود، ودهاقنة الفلسفة. ولا تكفر إلا من كفره الله ورسوله، من المشركين، وأهل الكتاب، والذين لا يعلمون. وتأبى أن يكون وصف (الإيمان) عباءة فضفاضة تجلل الوثني البوذي، واليهودي البذيء، والنصراني المثلِّث، والرافضي الباطني، والصوفي القائل بالحلول، ووحدة الوجود.
- ثانياً: الدعوة السلفية أحرص الدعوات على حقن الدماء، وطاعة ولاة الأمر، وتحريم الخروج عليهم. ولم تسلك في تاريخها القديم، ولا في واقعها المعاصر، أسلوب الثورات، بل ولا المظاهرات. بينما يباشر ذلك أطرافٌ أخرى ممن يقفون خلف المؤتمرين، في القاهرة، وواشنطن، وينشرون القلاقل، والفتن، والحروب، في كل مكان في العالم. فأين العدل، والإنصاف؟!
- ثالثاً: ليس للدعوة السلفية موقف سلبي من المرأة. موقفها موقف (الإسلام). فإن كنتم تنشدون وضعيةً جاهليةً للمرأة فكونوا شجعاناً، وأفصحوا عن شهواتكم، وشبهاتكم. قولوا: نريد مساواة المرأة بالرجل في الميراث! قولوا: نريد تعرية المرأة على الشواطئ، والشاشات، كما يصنع الغرب! قولوا: نريد إسقاط قوامة الرجل على زوجته، وبناته، كما يصنع الغربيون! لنقول لكم، بملأ أفواهنا: لا، ولا كرامة! هذا ديننا الذي ارتضاه الله لنا، قد رضيناه، فإن لم ترضوه، فابحثوا لكم عن دين سواه، ولا تنتحلوه، نفاقاً، وتزييفاً. وأما العلم فنحن أسعد الناس بالعلوم النافعة، ولم تزل كوادر السلفيين تبرز في جميع أنواع العلوم المفيدة. وأما الموسيقى فبضاعة الصوفية قديماً، وألحان الفساق حديثاً، وقد أعاضنا الله عنها بالتغني بكلامه.
- رابعاً: الدعوة السلفية تجمع بين الوضوح في الحق، والرحمة بالخلق. فهي حين تنتقد كل ملة، أو طائفة، أو فرقة، من الإسلاميين، أو غيرهم، تطرح طرحاً واضحاً جلياً، بعيداً عن العموم، والإجمال، والضبابية. لكنها، في الوقت نفسه، تشعر بالشفقة، والنصح لجميع الخلق، وترجو أن يقبلوا البشرى، ويغتبطوا بنعمة الله. ولا تتجنى على أحد، ولا تعتدي على معاهَد، أو مستأمن، أو ذمي، فضلاً أن يكون من أهل التوحيد.
- خامساً: الموروث السلفي لم ينشئ طوال العقود الماضية ما ادعيتم من إرهاب فكري، ولا قتل باسم الدين. وإنما مارس ذلك المعتزلة في الدولة العباسية، والأشاعرة في الدولة الأيوبية، والرافضة في ظل الثورة الخمينية. وسبحان الله! من الذي يمارس القتل، والإرهاب، والاحتلال، في العراق، وأفغانستان، وغيرهما؟ أليس من خلفكم من الرافضة والأمريكان؟ أين العدل والإنصاف؟!
- سادساَ: وأخيراً! ألا تكفون عن وصم (السعودية) بألقاب السوء؟ نعم! السعودية، بفضل الله، حاضنة السلفية، وراعية التوحيد، لكنها، بريئة من (الإرهاب)، بل هي أعظم المتضررين منه. والواقع أكبر شاهد. فعلام المغالطة، وتحميل البريء جريرة الجاني؟
~إن (السلفية) أو ما تسمونه (الوهابية) هي الصورة الناصعة الصادقة للإسلام الصحيح، الخلي من البدع، والشركيات، والفلسفات الدخيلة. هي الإسلام الحي، اليقظ، والقلب النابض لهذه الأمة، فإن هاجمتم الوهابية، فإنما تهاجمون السلفية، وإن هاجمتم السلفية، فإنما تهاجمون الإسلام. فلا عجب أن يصطف اليهود، والنصارى، والمبتدعة، ضدها، ليطفئوا نور الله، وأنى لهم.
?يرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ? [التوبة: 32، 33]
كتبه / أحمد بن عبدالرحمن القاضي
http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=3j7zwxwu
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 12:18 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
الدين منصور وممتحن فلا ** تعجب فهذي سنة الرحمن
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 12:23 ص]ـ
هذه أصوات هي أشبه بنعيق الغربان ...
لا تخيف إلا الجبان ..
وهذا تأكيد للحق الذي نحن عليه بحمد الله وتوفيقه؛ فالحق لم يأتِ به أحدٌ إلا عودي ...
ـ[محمود بن عبداللطيف]ــــــــ[21 - 06 - 10, 04:55 ص]ـ
هؤلاء القوم ينعون أياما قضوها في ظلمات الجهالة كانوا يروون فيها أتباعهم خمر الضلالة, فلما أن كشف الصبح عن خده وجبينه, وصحا الناس من سكرات تاهوا فيها .. انفضّ عنهم كثير منهم, فصاروا يبكون وينوحون على أطلال عفت رسومها, فلا تلومهم إن علا صوتهم.
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[21 - 06 - 10, 06:07 ص]ـ
يتحالف، في مصر، أفراد من فلول الصوفية الخاملة، مع مرتزقة تمولهم الرافضة، بالإضافة إلى عجائز من الأشاعرة، وعقلانيين مفلسين، بعضهم من بعض، قد انصرف عنهم الناس، ونفضوا أيديهم من أطروحاتهم الخاسرة، ... ويتحالف الخائن، الشيعي، الباطني، علي اليامي، مع مؤسسة هيرتيج الأمريكية، ....
إذا أتتك مذمَّتي من ناقص ... فهي الشَّهادة لي بأنِّي فاضلُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/84)
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:38 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أسامة
وأقول حط عن رحلك , وهون على نفسك ,, , كل هذا ابتلاء وتمحيص من ربك ليميز الخبيث من الطيب , , , أحسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون , , , ماذا قال أعداء الله عن الإسلام وأهله منذو بزوغ فجره ونوره , , , كل ما يزعجك من القول فإنما هي شنشنة سمعناها من أخزم
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:24 م]ـ
الحرب على ألإسلام وتسمية المسلمين بالوهابية
هو الهم الأكبر للرافضة وجهلة المتصوفة
وهم يعلمون في قلوبهم أن الإسلام الحق هو ما يسمونه هم بالوهابية أو السلفية
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:47 م]ـ
جزاكم الله كل خير
الدين منصور وممتحن فلا ** تعجب فهذي سنة الرحمن
((كَذَلِكَ يَضْرِب اللَّه الْحَقّ وَالْبَاطِل فَأَمَّا الزَّبَد فَيَذْهَب جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنْفَع النَّاس فَيَمْكُث فِي الْأَرْض))
الحق شمس و العيون نواظر ... لكنها تخفى على العميان(128/85)
إن كُنْتُم تُحِبُّون الله - ابن القيم
ـ[حاتم الحاجري]ــــــــ[20 - 06 - 10, 11:47 م]ـ
قال ابنُ القَيِّم رحمه الله:
لما كَثُرَ المُدَّعون للمحبة، طُولِبوا بإقامةِ البَيِّنةِ على صِحَّةِ الدعوى. فَلَو يُعْطَى الناسُ بِدَعْواهم لادَّعى الخَلِيُّ حُرقةَ الشَّجِيُ. فتنَوَّعَ المُدَّعُون في الشُّهود، فَقِيل: لا تُقبَل هذه الدعوى إلا بِبَيِّنة {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [سورة آل عِمران – الآية 31].
فَتَأَخرَ الخَلْقُ كُلُّهُم وثَبَتَ أتباعُ الحبيب صلى الله عليه وسلم في أفعاله وأقواله وأخلاقه.
مِن كتاب: "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين"؛ منزلة المحبة.
للإمام شمس الدين بن القيم الجوزية.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[20 - 06 - 10, 11:52 م]ـ
فائدة قيمة جزاكم الله خيرا(128/86)
الفتاوى المغتصبة
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 12:06 ص]ـ
إثارة مسائل الخلاف والحرص على نَثَّها، والقول بالمرجوح منها:
لماذا تثار هذه المسائل الشاذة وتقويتها في هذا الوقت بالذات؟!
وممن؟
من الذين ليس لهم قدم راسخة في العلم - حتى عرفوا به – مع التقوى والصلاح والفضل والدعوة إلى الله.
فيتصدر الكلام في قضايا شرعية وهو غير مؤهل، وينشغل عن إصلاح نفسه وتزكيتها وترقيتها وتدارك ما فاتها من خير.
إنها أقوال شاذة، وفتاوى مغتصبة، ليست بأقوال ملزمة بإظهارها.
لو أخذ أحدنا بهذه المسائل الشاذة، أو الفتاوى المغتصبة، ماذا يمكن أن يقال عن هويته؟
هل هي هوية المسلم الذي يدين بكتاب الله، وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنهج السلف الصالح للأمة؟
خذوا مثلاً:
1 ـ الصلاة في المسجد غير واجية.
2 ـ الصلاة لا يكفر تاركها.
3 ـ اللحية وجواز حلقها.
4 ـ إسبال الثوب لغير المخيلة.
5 ـ سماع الأغاني حلال بجميع أنواع المعازف.
6 ـ حجاب المرأة والكشف عنه.
7 ـ جواز الاختلاط.
8 ـ التعامل مع الفوائد الربوية، وجواز ذلك.
9 ـ التقارب مع الروافض وزيارتهم والتودد لهم.
10 ـ و غير ذلك ..
تصوروا رجلاً، لا يصلي، وقد حلق لحيته، وأسبل ثيابه، ويستمع للأغاني، ويختلط بالنساء دون حياء، ويتعامل بالفوائد الربوية، وامرأته لا حجاب عليها، و .... ، و ..... ، و ....
أليست هذه هي الغربة الحقيقية للدين؟
بلى، والله.
فيا أيها الناس:
ذكر مسائل الدين ذكر رعاية، لا ذكر رواية؛ فإن رواة العلوم كثير، ورعاتها قليل.
إنها الدعوة إلى تطوير الإسلام لكي يوافق الأمر الواقع في حياتنا العصرية من خلال: فتح باب الاجتهاد على مصراعيه؛ حتى دخل منه القادر وغير القادر، وصاحب الورع وأصحاب الهوى؛ فظهرت الفتاوى الشاذة من جراء ذلك و أصبح الناس الآن في فوضى حقيقية من الفتاوى الشاذة التي يطلقها من ليس من أهل العلم الراسخين، أو ممن يقوم بفعلها، ممن لا يقتدى بفعله.
وصدق أبو الطيب المتنبي:
وَوَضْعُ النَّدى في مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالعُلى ... مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضعِ النَّدى
«ولم يفلح من جعل هذا النوع من الخلاف سبيلاً إلى النيل من هذا الدِّين وإلى علمائه المجتهدين.
ولم يفلح من جعل من هذا الخلاف سبيلاً إلى تتبع رخص المذاهب، ونادر الخلاف، وندرة المخالف، والتقاط الشواذ، وتبني الآراء المهجورة، والغلط على الأَئمة ونصبها للناس ديناً وشرعاً ..
ومنها: إصدار الفتاوى الشاذة الفاسدة، مثل: الفتوى بجواز الفوائد الربوية، وشهادات الاستثمار وسندات الخزينة، وفتوى إباحة
التأمين، وفتوى إِباحة السفور، وفتوى إِباحة الاختلاط.
وكلها فتاوى شاذة فاسدة تُمالئ الرغبات، وبعض التوجهات، وقد رفضها المسلمون، وبقيت في دفاتر مصدريها يحملون مسؤليتها، نسأل الله السلامة والعافية، وهي حقيقة أَن تُلقب باسم: " الفتاوى المغتصبة "، و للشاطبي- رحمه الله تعالى- في: " الموافقات (4/ 259 - 260) كلام نفيس في أَن تتبع الخلاف، والقول الشاذ؛ من اتباع الهوى. والله أعلم.
وكل هذه أذايا يُحَارِبُ بها المسلمون أَنفسهم، ويَصْدَعُوْنَ بها صَفَّهم، ويَسْتَعْدُوْنَ بها الكافرين عليهم!!».
المدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد وتخريجات الأصحاب (1/ 107)، للعلامة بكر بن عبد الله أبو زيد المتوفى: 1429هـ ـ رحمه الله ـ
فإنا لله وإنا إليه راجعون، ووا أسفاء على غربة الدين وأهله في طلاب العلم خاصة - والذي ينبغي أن يكونوا أبعد الناس عما يخالف شريعة الإسلام -، وإفشاء البدع والجهالات بين الناس عامة.
وهذا زمان الصبر من لك بالتي ... كقبض على جمر فتنجو من البلا
ولو أن عيناً ساعدت فتأكفت ... سحائبها بالدمع ديما وهطّلا
ولكنها لقسوة القلب أقحطت ... فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا
فهذه نصيحة مني لكل إنسان، دعاني إليها غربة الدين - مع أن الأمر أجل وأكبر من الغربة -، وقلة المعرفة، وقلة الأنصار.
أقول: مع أن الأمر أجل وأكبر من الغربة؛ لأن أكثر أصول الدين وشعبه معدومة في الخواص، فكيف بعامة الناس، ومن لا علم لهم في معرفة ما جاءت به الرسل،كالغيرة لله ولحرماته، وتعظيم أوامره، ومجاهدة أعداء دينه، والبراءة من موالاة المشركين، وأعداء رب العالمين، والتحيز إلى أهل الإيمان، وموالاتهم ونصرهم، ولزوم جماعة المسلمين، وغير ذلك من حقائق الدين، وشعب الإيمان.
وهذه أوشكت أن تكون معدومة في الناس إلا من رحم الله، نسأل الله الثبات على دينه، والتمسك به عند فساد الزمان.
فأي غربة توازي هذه الغربة؟!
ومرارة الغربة في حبّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم، والإسلام.
فإن الغربة لا تكون إلا مع فقد الأهل أو قلتهم، وذلك حين يصير المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، وتصير السنة بدعة، والبدعة سنة، فيقام على أهل السنة بالتثريب والتعنيف.
فيا من وضعت يدك في يد الرافضي أقول لك، ماذا تقول غداً لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما يقول لك: كيف تضع يدك فيمن يتهم زوجتي بالزنا، ويلعنها ويلعن أباها، ويلعن صاحبي عمر، ويلعن أصحابي، ويترضى على أعدائي؟!!
رحماك ربي رحماك.
وأخيراً:
قال الإمام العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ في مدارج السالكين (3/ 196 - 197).
«غربة أهل الله، وأهل سنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين هذا الخلق، وهي الغربة التي مدح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهلها .. هذه الغربة لا وَحشة على صاحبها، بل هو آنس ما يكون إذا استوحش الناس، وأشد ما تكون وحشته إذا استأنسوا، فوليه الله ورسوله والذين آمنوا، وإن عاداه أكثر الناس وجفوه».
أرجو عدم المؤاخذة في شدة اللفظة، وأسلوب العبارة؛ فإنها غيرة مصدور رضي بالله رباً، وبمحمد نبياً ورسولاً، وبالإسلام ديناً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/87)
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 12:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
ـ[أبوعبدالله الحودي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 12:20 ص]ـ
*
*
لك من الشكر أجزله ومن الثناء أوفاه
ماظننت أن الزمان سيطول بي حتى أسمع بهذه الفتاوى
.
ـ[ظافر الخطيب]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:45 ص]ـ
من المسؤل؟
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 04:03 ص]ـ
كلام في الصميم.
شكر الله لك الحبيب ضيدان.
ورحم الله الشيخ ابن باز رحمه الله الذي طلبتم على يديه.
ـ[محمد ال سالم]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخنا الفاضل
هذا الموضوع مهم جداً وقد أجدتم فيه وأحسنتم
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:22 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ضيدان على هذا الكلام الذي يعبر عما في نفسي
لكن لا نقول إلا إن الأمر لله م قبل ومن بعد , وإننا نبرأ إليك يارب من كل قول خالف كتابك وسنة نبيك محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فصبر جميل والله المستعان على ما يصفون ويقولون
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:56 ص]ـ
و المشكلة يكتبون المقالات في نصرة أقوالهم
(قوافل الطاعة في عدم وجوب صلاة الجماعه)
(تشييد البناء في اثبات اباحة الغناء)
و إلى المشتكى
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:05 م]ـ
جزاك الله خير، والله المستعان ....
وما أرى بعض المتصدرين بالشواذ إلا انتصارا للنفس من ردود المشايخ الصادقين عليه ومن على شاكلته ..
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:58 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي
ونفع الجميع بما كتبت
ـ[الحارثي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 09:52 م]ـ
أحسنت! وجزاك الله خيراً ..
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 09:57 م]ـ
سبحان الله من تتبع رخص العلماء ضاع ديننه ... بارك الله لنا في علمك شيخنا الفاضل.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:24 ص]ـ
جزاكم الله كل خير .. ونفع بكم(128/88)
هل يوجد بحث علمي عن اثر اللباس على الاخلاق آمل المساعدة
ـ[سلمان الخطيب]ــــــــ[21 - 06 - 10, 12:45 ص]ـ
هل يوجد بحث علمي عن اثر اللباس على الاخلاق آمل المساعدة(128/89)
قالت الحنفية والمالكية: هي سنة مؤكدة؛ ولكنهم يُؤَثِّمُونَ تارك السنن المؤكدة, ويصححون الصلاة بدونه, والخلاف بينهم وبين من قال أنها واجبة: لفظي
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد:
فهذا نقل "نصّي" لما حرره العلامة ابن القيم -رحمه الله- في كتابه: "الصلاة وحكم تاركها" ..
وقد رأيت كثيراً من الإخوة يستدلّ على تركه الصلاة جماعة بأنها على قول سنة, وما علم أن من يقول بسنيتها يؤثم تاركها , والخلاف لفظي؛ فيجب فيه الإنكار على من يأخذ بهذا الرأي, وما هو إلا حصيلة التغريبيين الذين يحاولون جاهدين أن يبعدوا الأمة عن دينها القويم , وشرعها المتين , وأنى لهم ذلك؟! وهو نور الله الذي لا ينطفى!
فأحببت أن أنقل كلام ابن القيم بعينه ومينه , بعد أن اعتنيت به -قليلا- ونسقته , وخرجت بعض ما ورد فيه , وذكرت ما تمسّ الحاجة إليه؛ ليكون المؤمن على بصيرة , وطالب العلم خاصة بما يجري حوله من جهل مدقع , ولعب بالأحكام الشرعية!
وهو كلام معروف بين أهل العلم , ولم أذكره استكثاراً , إنما ذكرى , والذكرى تنفع المؤمنين.
قال ابن القيم -رحمه الله-:
فَصْلٌ في: حُكْمِ صَلَاةِ اَلْجَمَاعَةِ
وأما المسألة السادسة, وهي: هل تصح صلاة من صلى وحده وهو يقدر على الصلاة جماعة؟ أم لا؟
فهذه المسألة مبينة على أصلين:
أحدهما: أن صلاة الجماعة فرض؟ أم سنة؟
وإذا قلنا هي فرض. فهل هي شرط لصحة الصلاة؟ أم تصح بدونها مع عصيان تاركها؟
فهاتان مسالتان.
أما المسألة الأولى: فاختلف الفقهاء فيها, فقال بوجوبها: عطاء ابن أبي رباح, والحسن البصري, وأبو عمرو الأوزاعي, وأبو ثور, والإمام أحمد في ظاهر مذهبه, ونص عليه الشافعي في مختصر المزني [1/ 109] , فقال: «وأما الجماعة فلا أرخص في تركها إلا من عذر».
وقال ابن المنذر, في كتاب "الأوسط" [6/ 70]: «ذِكْرُ [إيجاب] حضور الجماعة على العميان, وإن بعدت منازلهم عن المسجد, ويدل على ذلك أن شهود الجماعة فرض لا ندب» , ثم ذكر حديث ابن أم مكتوم [1843] , أنه قال: يا رسول الله, إن بيني وبين المسجد نخلا وشجرا, فهل يسعني أن أصلي في بيتي؟ قال: «تسمع الإقامة؟» , قال: نعم. قال: «فأتها». [المسند 3/ 423, أبو داود, رقم:552, 553, وابن ماجة, رقم:792].
قال ابن المنذر, [في "الأوسط" 6/ 76]: «ذكر تخويف النفاق على تارك شهود العشاء, والصبح في جماعة».
ثم قال في أثناء الباب [6/ 78, ح:1848]: «فدلت الأخبار التي ذكرناها على وجوب فرض الجماعة على من لا عذر له, فمما دل عليه قوله لابن أم مكتوم، وهو ضرير: «لا أجد لك رخصة» [أبو داود, رقم:552] فإذا كان الأعمى [كذلك] , لا رخصة له, فالبصير أولى بأن لا تكون له رخصة!».
قال: = «وفي اهتمامه بأن يحرق على قوم تخلفوا عن الصلاة بيوتهم [البخاري, رقم:644, ومسلم, رقم:651] أبين البيان على وجوب فرض الجماعة؛ إذ غير جائز أن يتهدد رسول الله من تخلف عن ندب وعما ليس بفرض [مسلم, رقم:655]».
قال:= «ويؤيده حديث أبي هريرة, أن رجلا خرج من المسجد بعدما أذن المؤذن, فقال: «أما هذا فقد عصى أبا القاسم» , ولو كان المرء مخيرا في ترك الجماعة وإتيانها, لم يجز أن يعصي من تخلف عما لا يجب عليه أن يحضره, وإنما لما أمر الله جل ذكره بالجماعة في حال الخوف, دل على أن ذلك في حال الأمن أوجب.
والأخبار المذكورة في أبواب الرخصة في التخلف عن الجماعة لأصحاب الأعذار تدل على فرض الجماعة على من لا عذر له, ولو كان حال العذر وغير حال العذر, سواء لم يكن للترخيص في التخلف عنها في أبواب العذر معنى!
ودل على تأكيد فرض الجماعة, قوله: «من يسمع النداء فلم يجب, فلا صلاة له» [أبو داود, رقم:551, وابن ماجة, رقم:793]» , ثم ساق الحديث في ذلك, ثم قال: «وقال الشافعي: ذكر الله الأذان بالصلاة, فقال: {وإذا ناديتم إلى الصلاة} [5/ 58] , وقال تعالى: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} [62/ 9] , وسن رسول الله الأذان للصلوات المكتوبات, فأشبه ما وصفت أن لا يحل أن تصلي كل مكتوبة إلا في جماعة؛ حتى لا يخلو جماعة مقيمون أو مسافرون من أن يصلي بهم صلاة جماعة, فلا أرخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلا من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/90)
عذر, وإن تخلف أحد فصلاها منفردا لم تكن عليه إعادتها, صلاها قبل الإمام, أو بعده, إلا صلاة الجمعة؛ فإن من صلاها ظهرا قبل صلاة الإمام كان عليه إعادتها لأن إتيانها فرض» , هذا كله لفظ ابن المنذر.
وقالت الحنفية والمالكية: هي سنة مؤكدة؛ ولكنهم يُؤَثِّمُونَ تارك السنن المؤكدة, ويصححون الصلاة بدونه, والخلاف بينهم وبين من قال أنها واجبة: لفظي.
وكذلك صرح بعضهم بالوجوب.
قال الموجبون:
[الدليل الأول]: قال الله تعالى: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك} [4/ 102] , ووجه الاستدلال بالآية من وجوه:
أحدها: أَمْرُهُ سبحانه لهم بالصلاة في الجماعة, ثم أعاد هذا الأمر سبحانه مرة ثانية في حق الطائفة الثانية, بقوله: {ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك} [4/ 102] , وفي هذا دليل على أن الجماعة فرض على الأعيان؛ إذ لم يسقطها سبحانه عن الطائفة الثانية بفعل الأولى, ولو كانت الجماعة سُنَّةً لكان أَوْلَى الأَعْذَارِ بسقوطها: عذر الخوف! ولو كانت فرض كفاية؛ لسقطت بفعل الطائفة الأولى! ففي الآية دليل على وجوبها على الأعيان.
فهذه على ثلاثة أوجه: أمره بها أولا, ثم أمره بها ثانيا, وأنه لم يرخص لهم في تركها حال الخوف!
الدليل الثاني: قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون, خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سلمون} [68/ 42, 43].
ووجه الاستدلال بها: أنه سبحانه عاقبهم يوم القيامة؛ بأن حال بينهم وبين السجود لما دعاهم إلى السجود في الدنيا=فأبوا أن يجيبوا الداعي.
إذا ثبت هذا؛ فإجابة الداعي: هي إتيان المسجد بحضور الجماعة, لا فعلها في بيته وحده, فهكذا فسر النبي الإجابة, فروى مسلم في صحيحه [رقم:653]: عن أبي هريرة, قال: أتى النبيَّ رجلٌ أعمى, فقال: يا رسول الله, ليس لي قائد يقودني إلى المسجد. فسأل رسولَ الله أن يرخص له, فرخص له, فلما ولّى دعاه, فقال: «هل تسمع النداء؟» , قال: نعم. قال: «فأجب». فلم يجعله مجيبا له بصلاته في بيته إذا سمع النداء.
فدل على أن الإجابة المأمور بها, هي: إتيان المسجد للجماعة.
ويدل عليه حديث ابن أم مكتوم, قال: يا رسول الله, إن المدينة كثيرة الهوام, والسباع, فقال رسول الله: «تسمع حي على الصلاة, حي على الفلاح؟» قال: نعم. قال: «فحيهلا». رواه أبو داود [رقم:553] , والإمام أحمد [3/ 423].
و"حيهلا": اسم فعل أمر, معناه: أَقْبِلْ, وأَجِبْ. وهو صريح في أن إجابة هذا الأمر بحضور الجماعة, وأن المتخلف عنها لم يجبه.
وقد قال غير واحد من السلف, في قوله تعالى: {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سلمون} [68/ 43] , قال: هو قول المؤذن: حي على الصلاة, حي على الفلاح. [الدر المنثور 8/ 56].
فهذا الدليل مبني على مقدمتين, إحداهما: أن هذه الإجابة واجبة. والثانية: لا تحصل [أي: الإجابة] إلا بحضور الصلاة في الجماعة.
وهذا هو الذي فهمه أعلم الأمة وأفقههم من الإجابة, وهم الصحابة رضي الله عنهم, فقال ابن المنذر, في كتاب "الأوسط" [6/ 80, ح:1850]: «روينا عن ابن مسعود وأبي موسى أنهما قالا: «من سمع النداء ثم لم يجب؛ فإنه لا تجاوز صلاته رأسه, إلا من عذر» [مجمع الزوائد2/ 42]».
قال=: «وروي عن عائشة, أنها قالت: «من سمع النداء فلم يجب, لم يُرِدْ خَيْراً, ولم يُرَدْ بِه» [سنن البيهقي3/ 57] , وعن أبي هريرة, أنه قال: «لأن تمتليء أذنا ابن آدم رصاصا مذابا, خير له من أن يسمع المنادي ثم لا يجيبه» [ا. هـ]».
فهذا وغيره يدل أن الإجابة عند الصحابة, هي: حضور الجماعة, وأن المتخلف عنها غير مجيب, فيكون عاصيا!
الدليل الثالث: قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} [2/ 43] , ووجه الاستدلال بالآية: أنه سبحانه أمرهم بالركوع, وهو الصلاة, وعبر عنها بالركوع؛ لأنه من أركانها, والصلاة يعبر عنها بأركانها, وواجباتها, كما سماها الله سجودا, وقرآنا, وتسبيحا, فلا بد لقوله: {مع الركعين} [2/ 43} من فائدة أخرى, وليست إلا فعلها مع جماعة المصلين, والمعية تفيد ذلك!
إذا ثبت هذا الأمر المقيد بصفة أو حال, لا يكون المأمور ممتثلا إلا بالإتيان به على تلك الصفة والحال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/91)
فإن قيل: فهذا ينتقص, بقوله تعالى: {يا مريم اقتني لربك واسجدي واركعي مع الراكعين} [3/ 43] , والمرأة لا يجب عليها حضور الجماعة!
قيل: الآية لم تدل على تناول الأمر بذلك لكل امرأة, بل مريم بخصوصها أمرت بذلك, بخلاف قوله: {وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} [2/ 43] , ومريم كانت لها خاصة لم تكن لغيرها من النساء؛ فإن أمها نذرتها أن تكون محررة لله, ولعبادته ولزوم المسجد, وكانت لا تفارقه, فأمرت أن تركع مع أهله, ولما اصطفاها الله وطهرها على نساء العالمين=أمرها من طاعته بأمر اختصها به على سائر النساء, قال تعالى: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العلمين, يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين} [3/ 42, 43].
فإن قيل: كونهم مأمورين أن يركعوا مع الراكعين لا يدل على وجوب الركوع معهم حال ركوعهم, بل يدل على الإتيان بمثل ما فعلوا, كقوله تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [9/ 119] , فالمعية تقتضي المشاركة في الفعل, ولا تستلزم المقارنة فيه.
قيل: حقيقة المعية مصاحبة ما بعدها لما قبلها, وهذه المصاحبة تفيد زائدا على المشاركة, ولاسيما في الصلاة؛ فإنه إذا قيل: (صل مع الجماعة, أو صليت مع الجماعة) =لا يفهم منه إلا اجتماعهم على الصلاة.
الدليل الرابع: ما ثبت في الصحيحين [البخاري, رقم: 644, ومسلم, رقم:651, وهذا لفظ البخاري]: عن أبي هريرة, أن رسول الله, قال: «والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس, ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم, والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا, أو مرماتين حسنتين؛ لشهد العشاء».
وعن أبي هريرة, أن رسول الله, قال: «إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر, ولو يعلمون ما فيهما؛ لأتوهما ولو حبوا! ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام, ثم آمر رجلا يصلي بالناس, ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب=إلى قوم لا يشهدون الصلاة, فأحرق عليهم بيوتهم بالنار» متفق على صحته [البخاري, رقم:657, ومسلم, رقم:651, واللفظ لمسلم].
وللإمام أحمد [المسند2/ 367] عنه: «لولا ما في البيوت من النساء والذرية أقمت صلاة العشاء, وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار».
قال المسقطون لوجوبها: هذا ما لا يدل على وجوب صلاة الجماعة؛ لوجوه:
أحدها: أن هذا الوعيد إنما جاء في المتخلفين عن الجمعة, بدليل ما رواه مسلم في صحيحه [رقم:652] , من حديث عبد الله بن مسعود , أن النبي, قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: «لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس, ثم أحرق على رجال -يتخلفون عن الجمعة- بيوتهم».
الثاني: أن هذا كان جائزا لما كانت العقوبات المالية جائزة, ثم نسخ بما نسخ العقوبات المالية.
الثالث: أنّه هَمَّ, ولم يفعل! ولو كان التحريق جائزا؛ لكان واجباً؛ فإن العقوبة لا تكون مستوية الطرفين, بل: إما واجبة, أو محرمة. فلما لم يفعل ذلك, دل على عدم الجواز.
قالوا: والحديث يدل على سقوط فرض الجماعة؛ لأنه هَمّ بالتخلف عنها, وهو لا يَهُمُّ بترك واجب!
قالوا: وأيضاً, فالنبي إنما هَمَّ بإحراق بيوتهم عليهم لنفاقهم, لا لتخلفهم عن حضور الجماعة.
قال الموجبون: ليس فيما ذكرتم ما يسقط دلالة الحديث!
أما قولكم: (إن الوعيد إنما هو في حق تارك الجمعة) , فنعم. هو في حق تارك الجمعة, وتارك الجماعة؛ فحديث أبي هريرة صريح في أنه في حق تارك الجماعة, وذلك بَيِّنٌ في أول الحديث وآخره, وحديث ابن مسعود في أن ذلك لتارك الجمعة أيضا, فلا تنافي بين الحديثين!.
وأما قولكم: (إنه منسوخ) , فما أصعب هذه الدعوى وأصعب إثباتها! فأين شروط النسخ من وجود معارض مقاوم متأخر؟ ولن تجدوا أنتم ولا أحد من أهل الأرض سبيلا إلى إثبات ذلك بمجرد الدعوى!
وقد اتخذ كثيرٌ من الناس دعوى النسخ والإجماع سُلَّمَاً إلى إبطال كثير من السنن الثابتة عن رسول الله, وهذا ليس بِهَيِّن, ولا تترك لرسول الله سنة صحيحة أبدا بدعوى الإجماع, ولا دعوى النسخ إلى أن يوجد ناسخ صحيح صريح متأخر نقلته الأئمة وحفظته؛ إذ مُحَالٌ على الأمة أن تضيع الناسخ الذي يلزمها حِفْظُه, وتحفظ المنسوخ الذي قد بَطُلَ العمل به, ولم يبق من الدين!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/92)
وكثير من المولدة المتعصبين إذا رأوا حديثا يخالف مذهبهم يتلقونه بالتأويل, وحمله على خلاف ظاهره ما وجدوا إليه سبيلا, فإذا جاءهم من ذلك ما يغلبهم فزعوا إلى دعوى الإجماع على خلافه, فإن رأوا من الخلاف ما لا يمكنهم من دعوى الإجماع, فزعوا إلى القول بأنه منسوخ! وليست هذه طريق أئمة الإسلام, بل أئمة الإسلام كلهم على خلاف هذا الطريق, وأنهم إذا وجدوا لرسول الله سنة صحيحة صريحة لم يبطلوها بتأويل, ولا دعوى إجماع, ولانسخ. والشافعي وأحمد من أعظم الناس إنكارا لذلك. وبالله التوفيق.
وإنما لم يفعل النبي ما هَمَّ به للمانع الذي أخبر أنه منعه منه, وهو: اشتمال البيوت على من لا تجب عليه الجماعة من النساء والذرية, فلو أحرقها عليهم لتعدت العقوبة إلى من لا يجب عليه, وهذا لا يجوز. كما إذا وجب الحد على حامل؛ فإنه لا يقام عليها حتى تضع؛ لئلا تسري العقوبة إلى الحمل, ورسول الله لا يَهُمُّ بما لا يجوز فعله أبدا.
وقد أجاب عنه بعض اهل العلم بجواب آخر, وهو: أن القوم كانوا أخوف لرسول الله من أن يسمعوه يقول هذه المقالة, ثم يُصِرُّون على التخلف عن الجماعة!
وأما قولكم: (إن الحديث يدل على عدم وجوب الجماعة؛ لكونه هم بتركها) , فمما لا يُلتفت إليه, ولا يُظن برسول الله أنه يَهُمُّ بعقوبة طائفة من المسلمين بالنار, وإحراق بيوتهم لتركهم سنة لم يوجبها الله عليهم, ولا رسوله, وهو لم يخبر أنه كان يصلي وحده, بل كان يصلي جماعة هو وأعوانه الذين ذهبوا معه إلى تلك البيوت.
وأيضاً: فلو صلاها وحده؛ لكان هناك واجبان: واجب الجماعة, وواجب عقوبة العصاة وجهادهم, فترك أدنى الواجبين لأعلاهما, كالحال في صلاة الخوف!
قولكم: (إنما هم بعقوبتهم على نفاقهم لا على تخلفهم عن الجماعة) , فهذا يستلزم محظورين:
1. إلغاء ما اعتبره رسول الله, وعلق الحكم به من التخلف عن الجماعة.
2. والثاني: اعتبار ما ألغاه؛ فإنه لم يكن يعاقب المنافقين على نفاقهم, بل كان يقبل منهم علانيتهم, ويَكِلُ سرائرهم إلى الله.
الدليل الخامس: ما رواه مسلم في صحيحه, [رقم:653]: أن رجلا أعمى, قال: يا رسول الله, ليس لي قائد يقودني إلى المسجد. فسأل رسولَ الله أن يرخص له, فرخص له, فلمّا ولى دعاه, فقال: «هل تسمع النداء؟» , قال: نعم. قال: «فأجب». وهذا الرجل هو ابن أم مكتوم, واختلف في اسمه, فقيل: عبد الله, وقيل: عمرو.
وفي مسند الإمام أحمد [3/ 423] , وسنن أبي داود [رقم:552, 553]: عن عمرو ابن أم مكتوم, قال: قلت: يا رسول الله, أنا ضرير شاسع الدار, ولي قائد لا يلائمني, فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: «تسمع النداء» , قال: نعم. قال: «ما أجد لك رخصة».
قال المسقطون لوجوبها: هذا أمر استحباب, لا أمر إيجاب. وقوله: (لا أجد لك رخصة) , أي: إن أردت فضيلة الجماعة. قالوا: وهذا منسوخ.
قال الموجبون: الأمر مطلق للوجوب, فكيف إذا صرح صاحب الشرع بأنه لا رخصة للعبد في التخلف عنه لضرير شاسع الدار لا يلائمه قائده, فلو كان العبد مخيرا بين أن يصلي وحده أو جماعة لكان أولى الناس بهذا التخيير مثل الأعمى.
قال أبو بكر ابن المنذر [في كتاب "الأوسط", 6/ 70]: «ذكر [إيجاب] حضور الجماعة على العميان, وإن بعدت منازلهم عن المسجد, ويدل ذلك على: أن شهود الجماعة فرض لا ندب» , «وإذا قال لابن أم مكتوم, وهو ضرير: «لا أجد لك رخصة» , فالبصير أولى أن لا تكون له رخصة» ..
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:32 ص]ـ
الدليل السادس: ما رواه أبو داود [رقم:551] , وأبو حاتم ابن حبان في صحيحه [رقم:2064] , عن ابن عباس, قال: قال رسول الله: «من سمع النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر» , قالوا: وما العذر؟ قال: «خوف أو مرض=لم تقبل منه الصلاة التي صلاها».
قال المسقطون للوجوب: هذا حديث فيه علتان:
إحداهما: أنه من رواية معارك العبدي, وهو ضعيف عندهم.
الثانية: إنما يُعرف عن ابن عباس, موقوفا عليه!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/93)
قال الموجبون: قد قال قاسم بن أصبغ في كتابه: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي, حدثنا سليمان بن حرب, حدثنا شعبة, عن حبيب بن أبي ثابت, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, أن النبي, قال: «من سمع النداء فلم يجب, فلا صلاة له إلا من عذر». وحسبك بهذا الإسناد صحة! [سنن ا لبيهقي3/ 57] , ورواه ابن المنذر, [في الأوسط, برقم:1850]: حدثنا علي بن عبد العزيز, حدثنا عمرو بن عوف, حدثنا هشيم, عن شعبة, عن عدي بن ثابت, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, مرفوعا. [راجع: صحيح ابن حبان, رقم:2064].
قالوا: و (معارك العبدي) قد روى عنه أبو إسحاق السَّبِيعِي على جلالته, ولو قدر أنه لم يصح رفعه, فقد صح عن ابن عباس بلا شك, وهو قول صاحب لم يخالفه صاحب!
الدليل السابع: ما رواه مسلم في صحيحه [رقم:654] , عن عبد الله بن مسعود, قال: «من سره أن يلقى الله غدا مسلما, فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادي بهن؛ فإنهن من سنن الهدى, وإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى, وإنكم لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته؛ لتركتم سنة نبيكم, ولو أنكم تركتم سنة نبيكم؛ لضللتم, وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور, ثم يَعْمَدُ إلى مسجدٍ من هذه المساجد؛ إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة, ويرفعه بها درجة, ويحط عنه بها سيئة, ولقد رأيتُنَا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق! ولقد كان الرجل يؤتى يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف».
وفي لفظ: وقال: «إن رسول الله علمنا سنن الهدى, وإن من سنن الهدى: الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه».
فوجه الدلالة: أنه جعل التخلف عن الجماعة من علامات المنافقين المعلوم نفاقهم, وعلامات النفاق لا تكون بترك مستحب, ولا بفعل مكروه, ومن استقرأ علامات النفاق في السنة؛ وجدها إما ترك فريضة, أو فعل محرم, وقد أكد هذا المعنى بقوله: «من سره أن يلقى الله غدا مسلما, فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن» , وسمى تاركها المصلي في بيته: متخلفا تاركا للسنة, التي هي: طريقة رسول الله التي كان عليها, وشريعته التي شرعها لأمته, وليس المراد بها السنة التي من شاء فعلها ومن شاء تركها؛ فإن تركها لا يكون ضلالا, ولا من علامات النفاق, كترك الضحى, وقيام الليل, وصوم الأثنين والخميس.
الدليل الثامن: ما رواه مسلم في صحيحه [رقم:672] , من حديث أبي سعيد الخدري, قال: قال رسول الله: «إذا كانوا ثلاثة؛ فليؤمهم أحدهم, وأحقهم بالإمامة أقرؤهم».
ووجه الاستدلال به: أنه أَمَر بالجماعة, وأَمْرُه على الوجوب.
الدليل التاسع: أنه أمر من صلى وحده خلف الصف أن يعيد الصلاة, رواه الإمام أحمد [المسند3/ 228] , وأهل السنن, [أبو داود, رقم:682, والترمذي, رقم:230, 231, وابن ماجه, رقم:1004] , وأبو حاتم ابن حبان في صحيحه, [رقم1198, 1199] , وحسنه الترمذي.
وعن علي بن شيبان, قال: خرجنا حتى قدمنا على النبي, فبايعناه, وصلينا خلفه. قال: ثم صلينا وراءه صلاة أخرى, فقضى الصلاة فرأى رجلاً فرداً خلف الصف, فوقف عليه حتى انصرف, وقال: «استقبل صلاتك؛ لا صلاة للذي خلف الصف» , رواه الإمام أحمد [المسند4/ 23] , وابن حبان [رقم:2202].
وفي رواية الإمام أحمد: صليت خلف النبي, فرأى رجلاً يصلي فرداً خلف الصف, فوقف نبي الله على الرجل حتى انصرف, فقال له: «استقبل صلاتك؛ فلا صلاة لمنفرد خلف الصف» , قال ابن المنذر [في "الأوسط", ح:1966]: «و [قد] ثَبَّتَ هذا الحديثَ أحمدُ وإسحاقُ».
فوجه الدلالة: أنه أبطل صلاة المنفرد عن الصف, وهو في جماعة! وأمره بإعادة صلاته, مع أنه لم ينفرد إلا في المكان خاصة, فصلاة المنفرد عن الجماعة والمكان أولى بالبطلان.
يوضحه: أن غاية هذا الفَذِّ أن يكون منفرداً, ولو صحت صلاة المنفرد لما حكم رسول الله بنفيها, فأمر من صلى كذلك أن يعيد صلاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/94)
قال المسقطون للوجوب: لا يمكنكم الاستدلال بهذا الحديث إلا بعد إثبات بطلان صلاة الفذ خلف الصف, وهذا قول شاذ مخالف لجمهور أهل العلم, وقد دل على صحتها إجماع الناس على صحة صلاة المرأة وحدها خلف الصف, وقد صلى رسول الله خلف جبريل, فروى جابر بن عبد الله, «أن النبيَّ أتاه جبريل يعلمه مواقيت الصلاة, فتقدم جبريل, ورسول الله خلفه, والناس خلف رسول الله, فصلى الظهر حين زالت الشمس, وأتاه حين كان الظل مثل شخصه, فصنع كما صنع, فتقدم جبريل, ورسول الله خلفه, والناس خلف رسول الله» , رواه النسائي [رقم:513].
فقد صلى رسول الله خلف جبريل مقتدياً به.
قالوا: وقد أحرم أبو بكرة فَذّاً خلف الصف, ثم مشى حتى دخل الصف, ولم يأمره النبي بالإعادة! [البخاري, رقم:783].
قالوا: وقد أحرم ابن عباس عن يساره فأخذ بيده فأداره عن يمينه فأدراه عن يمينه [البخاري, رقم:699, ومسلم, رقم:763] , ولم يأمره النبي [كما في مسلم] باستقبال الصلاة, بل صحح إحرامه فَذّاً. فهذا في النفل, وحديث جابر في الفرض أنه قام عن يسار رسول الله, فأخذ بيده فأقامه عن يمينه [مسلم, رقم:3010].
قال الموجبون: الْعَجَبُ من معارضة الأحاديث الصحيحة الصريحة بمثل ذلك! فإنه لا تعارض بين الأحاديث بوجه من الوجوه!
وأما قولكم: (إن هذا قول شاذ) , فلعمر الله ليس شاذاً, ومعه رسول الله, وسنته الصحيحة والصريحة, ولو تركها من تركها, فلا يكون ترك السنن لخفائها على من تركها, أو لنوع تأويل مسوغا لتركها لغيره, وكيف يقدم ترك التارك لهذه السنة عليها هذا؟!
وقد قال بهذه السنة جماعة من أكابر التابعين, منهم: سعيد بن جبير, وطاووس, وإبراهيم النخعي, ومن دونهم, كالحكم, وحماد, وابن أبي ليلى, والحسن بن صالح, ووكيع, وقال بها: الأوزاعي, حكاه الطحاوي عنه, وإسحاق بن راهُويَهْ, والإمام أحمد, وأبو بكر ابن المنذر, ومحمد بن إسحاق بن خزيمه, فأين الشذوذ؟! وهؤلاء القائلون, وهذه السنة!
= وأما معارضتكم بموقف المرأة: فمن أفسد المعارضات؛ لأن ذلك هو موقف المرأة المشروع لها, حتى لو وقفت في صف الرجال أفسدت صلاة من يليها عند أبي حنيفة, وأحد القولين في مذهب أحمد.
فإن قيل: لو وقفت فَذَّةً خلف صَفِّ النساء صحت صلاتها!
قيل: ليس كذلك, بل إذا انفردت المرأة عن صف النساء, لم تصح صلاتها, كالرجل الفَذِّ خلف الرجال. ذكر ذلك القاضي أبو يعلى في تعليقه, لعموم قوله: «لا صلاة لفرد خلف الصف» [مسند أحمد] , [فـ] خَرَج من هذا ما إذا كانت وحدها خلف الرجال؛ للحديث الصحيح, [و] بقي فيما عداه على هذا العموم.
وأما قصة صلاته صلوات الله وسلامه عليه خلف جبريل وحده, والصحابة خلفه, فقد أجيب عنها بأنها كانت في أول الأمر حين عَلَّمه مواقيت الصلاة, وقصة أَمْرِه الذي صلى خلف الصف فَذّاً بالإعادة, متأخرة بعد ذلك. وهذا جواب صحيح.
وعندي فيه جواب آخر, وهو: أن النبي كان هو إمام المسلمين, فكان بين أيديهم, وكان هو المؤتم بجبريل وحده, وكان تَقَدُّمُ جبريل عليه السلام أبلغَ في حصول التعليم من أن يكون إلى جانبه, كما أن النبي صلى بهم على المنبر ليأتموا وليتعلموا صلاته, وكان ذلك لأجل التعليم لم يدخل في نهيه الإمام به إذا أمّ الناس أن يقوم في مقام أرفع منهم. [راجع: أبوداود, رقم:597, 598].
وأما (قصة أبي بكرة) , فليس فيها أنه رفع رأسه من الركوع قبل دخوله في الصف؛ وإنما يمكن التمسك بها لو ثبت ذلك! ولا سبيل إليه.
وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد فيمن ركع دون الصف, ثم مشى راكعا حتى دخل فيه بعد أن رفع الإمام رأسه من الركوع, وعنه في ذلك ثلاث روايات:
1. تصح مطلقا, وحجة هذه الرواية: أن النبي لم يأمر أبا بكرة بالإعادة, ولا استفصله؛ هل أدركه قبل رفع رأسه من الركوع؟ أم. لا؟ ولو اختلف الحال لاستفصله!
وقد روى سعيد بن منصور في سننه [الموطأ1/ 165, وسنن البيهقي2/ 90, 3/ 106]: عن زيد بن ثابت, «أنه كان يركع قبل أن يدخل في الصف, ثم يمشي راكعا ويعتد بها, وصل الصف أم لم يصل».
2. والرواية الثانية: أنها لا تصح. نص عليها في رواية إبراهيم بن الحارث, ومحمد بن الحكم, وفرَّق بينه وبين من أدرك الركوع في الصف؛ لأنه لم يدرك في الصف ما يدرك به الركعة, فأشبه ما لو أدركه وقد سجد, وهذه الرواية أصح عند أكثر أصحابه.
3. والرواية الثالثة: إن كان عالما بالنهي لم تصح صلاته, وإلا صحت؛ لقصة أبي بكرة, وقولِ النبي: «لا تعد» , والنهي يقتضي الفساد! ولكنْ ترك في الجاهل به حيث لم يأمره بالإعادة, وكان هذه حال أبي بكرة.
وأما قصة ابن عباس وجابر في ترك أمرهما بابتداء الصلاة وقد أحرما فَذَّيْن؛ فهذه أولاً: ليس فيه أنهما قد دخلا في الصلاة؛ وإنما فيه أنهما وقفا عن يساره فأدارهما عند أول وقوفهما, ولو قُدِّر أنهما أحرما كذلك فمن أحرم فَذّاً صح إحرامه بالصلاة ودخوله فيها, وإنما الاعتبار بالركوع وحده, وإلا فمن وقف معه آخَرٌ قبل الركوع صحت صلاته, ولو اعتبرنا إحرام المأمومين جميعا لم ينعقد تحريم أحد حتى يتفق هو ومن إلى جانبه في ابتداء التكبير وانتهائه, وهذا من أعظم الحرج والمشقة, ولهذا لم يعتبره أحدٌ أصلاً. والله أعلم.
الدليل العاشر: ما رواه أبو داود في سننه [رقم:547] , والإمام أحمد في مسنده [5/ 196] , من حديث أبي الدرداء, قال: قال رسول الله: «ما ثلاثة في قرية لا يؤذن ولا تقام فيهم الصلاة=إلا استحوذ عليهم الشيطان, فعليك بالجماعة؛ فإنما يأكل الذئب القاصية».
فوجه الاستدلال منه: أنه أخبر باستحواذ الشيطان عليهم بترك الجماعة التي شعارها الأذان وإقامة الصلاة, ولو كانت الجماعة نَدْبَاً يُخَيَّرُ الرجل بين فعلها وتركها؛ لما استحوذ الشيطان على تاركها وتارك شعارها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/95)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:33 ص]ـ
الدليل الحادي عشر: ما رواه في صحيحة [رقم:655] , من حديث أبي الشعثاء المحاربي, قال: كنا قعوداً في المسجد فأذن المؤذن, فقام رجلٌ من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصرَه, حتى خرج من المسجد, فقال أبو هريرة: «أما هذا؛ فقد عصى أبا القاسم e».
وفي رواية: سمعت أبا هريرة, وقد رأى رجلا يجتاز في المسجد خارجا بعد الأذان, فقال: «أما هذا؛ فقد عصى أبا القاسم».
ووجه الاستدلال به: أنه جعله عاصيا لرسول الله بخروجه بعد الأذان؛ لتركه الصلاة جماعة. ومن يقول الجماعة ندب, يقول: لا يعصي الله ولا رسوله من خرج بعد الأذان وصلى وحده.وقد احتج ابن المنذر في كتابه على وجوب الجماعة بهذا الحديث, وقال [في "الأوسط", ح:1849]: «ولو كان المرء مخيرا في ترك الجماعة, أو إتيانها لم يجز أن يعصي من تخلف عما لا يجب عليه أن يحضره» , والذي يقول صلاة الجماعة ندب إن شاء فعلها وإن شاء تركها يُجَوِّزُ للرَّجُلِ أن يخرج من المسجد وقد أخذ المؤذن في إقامة الصلاة, بل يجوز له أن يجلس فلا يصلي مع الإمام والجماعة, فإذا صلوا قام فصلى وحده, ولو رأى رسول الله وأصحابه من يفعل هذا لأنكروا عليه غاية الإنكار, بل قد أنكر ما هو دون هذا وهو على من لا يصلي مع الجماعة اكتفاء بصلاته في رحله, وقال: «ما لك لا تصلي معنا؟ ألست برجل مسلم؟!» [مسند أحمد4/ 34, والنسائي, رقم:857].
وأَمْرُهُ بالصلاة في الجماعة لمن صلى, ثم أتى مسجد الجماعة, فقال: «إذا صليتما في رحالكما, ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم؛ فإنها لكما نافلة» [الترمذي, رقم:219, والنسائي, رقم:858, ومسند أحمد4/ 160].
الدليل الثاني عشر: إجماع الصحابة رضي الله عنهم, ونحن نذكر نصوصهم.
قد تقدم قول ابن مسعود: «ولقد رأيْتُنَا؛ وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق» [مسلم, رقم:654].
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع, حدثنا سليمان بن المغيرة, عن أبي موسى الهلالي, عن ابن مسعود, قال: «من سمع المنادي فلم يجب من غير عذر؛ فلا صلاة له» [المحلى4/ 195].
وقال أحمد أيضا: حدثنا وكيع, حدثنا مِسْعَر, عن أبي الحصين, عن أبي بردة, عن أبي موسى الأشعري, قال: «من سمع المنادي فلم يجب بغير عذر؛ فلا صلاة له» [المحلى:2/ 42, ومستدرك الحاكم1/ 246]
وقال أحمد: حدثنا وكيع, عن سفيان, عن أبي حيان التيمي, عن أبيه, عن علي -رضي الله عنه-, قال: «لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد» , قيل: ومن جار المسجد؟ قال: «من سمع المنادي» [سنن البيهقي3/ 57, 174].
وقال سعيد بن منصور: حدثنا هُشَيم, أخبرنا منصور, عن الحسن بن علي, قال: «من سمع النداء فلم يأته=لم تجاوز صلاته رأسه؛ إلا من عذر».
وقال عبدالرزاق [1/ 498]: عن أنس, عن أبي إسحاق, عن الحارث, عن علي, قال: «من سمع النداء من جيران المسجد وهو صحيح من غير عذر؛ فلا صلاة له».
وقال وكيع: عن عبد الرحمن بن حصين, عن أبي نُجَيْح المكيّ, عن أبي هريرة, قال: «أن تمتليء أذنا ابن آدم رصاصا مذابا؛ خير له من أن يسمع المنادي, ثم لا يجيبه» [المحلى4/ 195].
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع, عن سفيان, عن منصور, عن عدي بن ثابت, عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-, قالت: «من سمع المنادي فلم يجب عن غير عذر؛ لم يجد خيرا, ولم يُرَدْ به» [سنن البيهقي3/ 57].
قال وكيع: حدثنا شعبة, عن عدي بن ثابت, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: «من سمع النداء ثم لم يجب من غير عذر؛ فلا صلاة له» [صحيح ابن حبان, رقم:2064].
وقال عبدالرزاق [5/ 245]: عن ليث, عن مجاهد, قال: سأل رجل ابن عباس, فقال: رجل يصوم النهار, ويقوم الليل, لا يشهد جُمُعَةً ولا جماعة, فقال ابن عباس: «هو في النار» , ثم جاء الغد, فسأله عن ذلك, فقال: «هو في النار» , قال: واختلف إليه قريباً من شهر يسأله عن ذلك, ويقول ابن عباس: «هو في النار».
فهذه نصوص الصحابة كما تراها صحة وشهرة وانتشاراً, ولم يجيء عن صحابي واحدٍ خلافُ ذلك, وكلٌّ من هذه الآثار دليلٌ مستقل في المسألة لو كان وحده, فكيف إذا تعاضدت, وتضافرت؟! وبالله التوفيق.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:34 ص]ـ
فصلٌ في: هل الجماعة شرط في صحة الصلاة؟ أم. لا؟
وأما المسالة السابعة, وهي: هل الجماعة شرط في صحة الصلاة؟ أم. لا؟
فاختلف الموجبون لها في ذلك على قولين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/96)
1. أحدهما: أنها فرض يأثم تاركها, وتبرأ ذمته بصلاته وحده, وهذا قول أكثر المتأخرين من أصحاب أحمد, ونص عليه أحمد في رواية حنبل, فقال: «إجابة الداعي إلى الصلاة فرض, ولو أن رجلا قال: هي عندي سنة أصليها في بيتي مثل الوتر وغيره؛ لكان خلاف الحديث, وصلاته جائزة».
2. وعنه رواية ثانية, ذكرها أبو الحسن الزعفراني في كتاب "الإقناع": أنها شرط للصحة, فلا تصح صلاة من صلى وحده, وحكاه القاضي عن بعض الأصحاب, واختاره أبو الوفاء ابن عقيل, وأبو الحسن التميمي, وهو قول داود, وأصحابه, قال ابن حزم [المحلى4/ 196]: «وهوقول جميع أصحابنا».
ونحن نذكر حجج الفريقين:
قال المشترطون:
كل دليل ذكرناه في الوجوب يدل على أنها شرط, فإنها إذا كانت واجبة فتركها المكلف لم يفعل ما أمر به, فبقي في عُهْدة الأمر.
قالوا: ولو صحت الصلاة بدونها لما قال أصحاب رسول الله: «إنه لا صلاة له» , ولو صحت لما قال النبي: «من سمع المنادي ثم لم يجبه؛ لم تقبل منه الصلاة التي صلى»! فلما وقف القبول عليها؛ دل على اشتراطها, كما أنه لما وقف القبول على الوضوء من الحدث, دل على اشتراطه.
ونَفْيُ القبول إما أن يكون لفوات ركن, أو شرط, ولا ينتقض هذا بنفي القبول عن صلاة العبد الآبق, وشارب الخمر, أربعين يوما؛ لأن امتناع القبول هناك لارتكاب أمر محرم قارن الصلاة, فأبطل أجرها.
قالوا: (ولو صحت صلاة المنفرد؛ لما قال ابن عباس إنه في النار).
قالوا: (لو صحت صلاته أيضا؛ لما كانت واجبة, وأنه إنما يصح عبادة من أدى ما أمر به).
وقد ذكرنا من أدلة الوجوب ما فيه كفاية.
قال المصححون لها, وهم ثلاثة أقسام:
1. قسم يجعلها سنة؛ إذا شاء فعلها, وإن شاء تركها.
2. وقسم يجعلها فرض كفاية؛ إذا قام بها طائفة سقطت عمن عداهم.
3. [وقسم] يقول هي فرض على الأعيان وتصح بدونها.
وقد ثبت في الصحيحين [البخاري, رقم:645, ومسلم, رقم:650] , من حديث ابن عمر, قال: قال رسول الله: «صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفَذِّ بسبع وعشرين درجة».
وفيهما [البخاري, رقم:647, مسلم, رقم:649] , عن أبي هريرة, عن النبي: «صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وسوقه خمسة وعشرين ضعفا؛ وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء, ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة, لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة, وحطت عنه بها خطيئة, فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث: اللهم صل عليه, اللهم ارحمه. ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة».
قالوا: (فلو كانت صلاة المنفرد باطلة؛ لم يفاضل بينها وبين صلاة الجماعة؛ إذ لا مفاضلة بين الصحيح والباطل).
قالوا: (وفي صحيح مسلم [رقم:656] , من حديث عثمان بن عفان, أن النبي, قال: «من صلى العشاء في جماعة, فكأنما قام نصف الليل, ومن صلى الصبح في جماعة, فكأنما قام الليل كله».
قالوا: (فشبه فعلها في جماعة بما ليس بواجب, والحكم في المشبه كهو في المشبه به, أو دونه في التأكيد).
قالوا: (وقد روى يزيد بن الأسود, قال: شهدت مع النبي حجته, فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف, فلما قضى صلاته انحرف, فإذا هو برجلين في آخر القوم لم يصليا. قال: «عَلَيَّ بهما» , فجيء بهما ترعد فرائصهما. قال: «ما منعكما أن تصليا معنا؟!» , فقالا: يا رسول الله, قد صلينا في رحالنا. قال: «فلا تفعلوا! إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة, فصليا معهم؛ فإنها لكما نافلة» , رواه أهل السنن [النسائي, رقم:858, أبو داود, رقم:575, الترمذي, رقم:219] , وعند أبي داود: «إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك مع الإمام, فليصلها معه؛ فإنها له نافلة».
قالوا: (ولولا صحة الأولى؛ لم تكن الثانية نافلة).
= وعن محجن بن الأدرع, قال: أتيت النبي, فحضرت الصلاة, فصلى (يعني ولم أصل) , فقال لي: «ألا صليت؟!» قلت: يا رسول الله, قد صليت في الرحل ثم أتيتك! قال: «فإذا جئت فصل معهم, واجعلها نافلة» , رواه الإمام أحمد [المسند4/ 34].
وفي الباب عن أبي هريرة, وعن أبي ذر, وعبادة, وعبدالله بن عمر.
ولفظ حديث ابن عمر, عن سليمان مولى ميمونة, قال: أتيت على ابن عمر وهو بالبلاط والقوم يصلون في المسجد, فقلت: ما يمنعك أن تصلي مع الناس؟! قال: إني سمعت رسول الله يقول: «لا تصلوا صلاة في يوم مرتين» , رواه أبو داود [رقم:579] , والنسائي [رقم:860].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/97)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:35 ص]ـ
فَصْلٌ فِي: أَدِلَّةِ الْمُوجِبِينَ اَلْجَمَاعَةَ لِصِحَّةِ الصَّلَاةِ.
قال الموجبون:
التفضيل لا يستلزم براءة الذمة من كل وجه, سواء كان مطلقاً أو مقيَّداً؛ فإن التفضيل يحصل مع مناقضة المفضل للمفضل عليه من كل وجه, كقوله تعالى: «أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا» [25/ 24] , وقوله تعالى: «قل أذلك خير أم جنة الخلد» [25/ 15] , وهو كثير.
فَكَوْنُ صلاةِ الفَذِّ جُزْءاً واحداً من سبعة وعشرين جزءا من صلاة الجميع=لا يستلزم إسقاط فرض الجماعة ولزوم كونها ندباً بوجه من الوجوه, وغايتها أن يتأدى الواجب بهما, وبينهما من الفضل ما بينهما, فإن الرجلين يكون مقامهما في الصف واحدا, وبين صلاتهما في الفضل كما بين السماء والأرض!
وفي السنن [أبوداود, رقم:796] , عنه: «إن العبد ليصلي الصلاة ولم يكتب له من الأجر إلا نصفها, ثلثها, ربعها, خمسها, حتى بلغ عشرها».
فإذا عقل اثنان يصليان فرضهما صلاة أحدهما أفضل من صلاة الآخر بعشرة أجزاء وهما فرضان=فهكذا يعقل مثله في صلاة الفَذِّ وصلاة الجماعة.
وأبلغ من هذا قوله: «ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها» [اتحاف السادة المتقين:3/ 112, 4/ 123] , فإذا لم يعقل في صلاته إلا في جزء واحد كان له من الأجر بقدر ذلك الجزء, وإن برئت ذمته من الصلاة! فهكذا المصلي وحده له جزء واحد من الأجر؛ وإن برئت الذمة.
ومثل هذه الصلاة لا يسميها الشارع صحيحة؛ وإن اصطلح الفقهاء على تسميتها صلاة؛ فإن الصحيح المطلق ما تربت عليه أثره, وحصل به مقصوده, وهذه قد فات معظم أثرها ولم يحصل منها جل مقصودها! فهي أبعد شيء من الصحة, وأحسن أحوالها أن ترفع عنه العقاب, وإن حصلت شيئا من الثواب فهو جزء, وما هذا إلا على قول من لا يجعلها شرطا للصحة.
وأما من جعلها شرطا لا تصح بدونه فجوابه: إن التفضيل إنما هو بين صلاتين صحيحتين, وصلاة الرجل وحده إنما تكون صحيحة للعذر؛ وأما بدون العذر فلا صلاة له كما قال الصحابة رضي الله عنهم.
وهؤلاء لو أجابوا بهذا لرد عليهم منازعوهم: إن المعذور يكمل له أجره؛ فأجابوا على ذلك بأنه لا يستحق بالفعل إلا جزءا واحدا, وأما التكميل فليس من جهة الفعل, بل بالنية. إذا كان من عادته أن يصلي جماعة فمرض, أو حبس, أو سافر, وتعذرت عليه الجماعة, والله يعلم أن من نيته أن لو قدر على الجماعة لما تركها؛ فهذا يكمل له أجره, مع أن صلاة الجماعة أفضل من صلاته من حيث العملين.
قالوا: (ويتعين هذا ولا بد)؛ فإن النصوص قد صرحت بأنه لا صلاة لمن سمع النداء ثم صلى وحده, فدل على أن من له جزء من سبعة وعشرين جزءا هو المعذور الذي له صلاة.
قالوا: والله تعالى يفضل القادر على العاجز, وإن لم يؤاخذه؛ فذلك فضله يؤتيه من يشاء.
وفي صحيح البخاري [رقم:1115] , عن عمران بن حصين, وكان مبسورا, قال: سألت رسول الله عن صلاة الرجل وهو قاعد, فقال: «من صلى قائما فهو أفضل, ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم, ومن صلى نائما فله نصف أجر القاعد».
فهذا إنما هو في المعذور, وإلا فغير المعذور ليس له من الأجر شيء إذا كانت الصلاة فرضا, وإن كانت نفلا لم يجز له التطوع على جنب؛ فإنه لم يفعله رسول الله يوماً من الدهر, ولا أحد من الصحابة البتة مع شدة حرصهم على أنواع العبادة وفعل كل خير؛ ولهذا جمهور الأمة يمنع منه, ولا تجوز الصلاة على جنب إلا لمن لم يستطع القعود, كما قال النبي لعمران: «صل قائما, فإن لم تستطع فقاعدا, فإن لم تستطع فعلى جنب» [البخاري, رقم:1117] , وعمران بن حصين هو راوي الحديثين, وهو الذي سأل عنهما النبي.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:36 ص]ـ
فَصْلٌ فِي: مناقشة أدلّة منكري فرضيّة الجماعة.
وأما استدلالكم بحديث عثمان بن عفان: «من صلى العشاء في جماعة, فكأنما قام نصف الليل» [مسلم, رقم:656] , فمن أفسد الاستدلال! وأظهر ما في نقضه عليكم, قوله: «من صام رمضان, وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر» [مسلم, رقم:1164, والترمذي, رقم:759, وأبوداود, رقم:2433, وابن ماجه, رقم:1716] , وصيام الدهر غير واجب؛ وقد شبه به الواجب! بل الصحيح: أن صيام الدهر كله مكروه, فقد شبه به الصوم الواجب؛ فغير ممتنع تشبيه الواجب بالمستحب في مضاعفة الأجر على الواجب القليل=حتى يبلغ ثوابه ثواب المستحب الكثير.
وأما استدلالكم بحديث يزيد بن الأسود, ومحجن بن الأدرع, وأبي ذر, وعبادة؛ فليس في حديث واحد منهم أن الرجل كان قد صلى وحده منفردا مع قدرته على الجماعة البتة! ولو أخبر النبي لما أقره على ذلك, وأنكر عليه, وكذلك ابن عمر, لم يقل: (صليت وحدي وأنا أقدر على الجماعة).
نقول: إنه لم يصل من ترك الجماعة, وهو يقدر عليها.
ونقول كما قال أصحاب رسول الله: (إنه لا صلاة له)؛ فحيث يثبت لهؤلاء صلاة, فلا بد من أحد الأمرين:
1. أن يكونوا صلوا جماعة مع غير هذه الجماعة.
2. أو يكونوا معذورين وقت الصلاة. ومن صلى وحده لعذر ثم زال عذره في الوقت لم يجب عليه إعادة الصلاة, كما لو صلى بالتيمم ثم وجد الماء في الوقت, أو صلى قاعدا لمرض ثم بريء في الوقت, أو صلى عريانا ثم وجد السترة في الوقت.
= وقد دلت أحكام الشريعة على أن صلاة الجماعة فرض على كل واحد؛ وذلك من وجوه:
أحدها: أن الجمع لأجل المطر جائز, وليس جوازه إلا محافظة على الجماعة, وإلا فمن الممكن أن يصلي كل واحد في بيته منفردا, ولو كانت الجماعة ندبا لما جاز ترك الواجب وتقديم الصلاة في وقتها لأجل ندب محض!
الثاني: أن المريض إذا لم يستطع القيام في الجماعة وأطاق القيام إذا صلى وحده=صلى جماعة وترك القيام, ومحال أن يترك ركنا من أركان الصلاة لمندوب محض!
الثالث: أن الجماعة حال الخوف يفارقون الإمام, ويعملون العمل الكثير في الصلاة, ويجعلون الإمام منفردا في وسط الصلاة, كل ذلك؛ لأجل تحصيل الجماعة! وكان من الممكن أن يصلوا وحدانا بدون هذه الأمور. ومحال أن يرتكب ذلك وغيره لأجل أمر مندوب -إن شاء فعله وإن شاء لم يفعله-, وبالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/98)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 02:38 ص]ـ
فَصْلٌ فِي: هل يتعين المسجد لصلاة الجماعة؟ أم. لا؟
المسألة الثامنة, وهي: هل له فعلها في بيته؟ أم يتعين المسجد؟
فهذه المسألة فيها قولان للعلماء, وهما روايتان عن الإمام أحمد:
1. أحدهما: له فعلها في بيته؛ وبذلك قالت الحنفية والمالكية, وهو أحد الوجهين للشافعية.
2. ليس له فعلها في البيت إلا من عذر.
3. وفي المسألة قول ثالث: فِعْلُها في المسجد فرض كفاية, وهو الوجه الثاني لأصحاب الشافعي.
أدلة القول الأول: حديث الرجلين اللذين صليا في رحالهما؛ فإن النبي ندبهما إلى فعلها في المسجد, ولم ينكر عليهما فعلها في رحالهما.
وكذلك حديث محجن بن الأدرع, وحديث عبدالله بن عمر, وقد تقدمت هذه الأحاديث.
وفي الصحيحين [البخاري, رقم:380, مسلم, رقم:659] , عن أنس بن مالك, قال: «كان النبي أحسن الناس خلقا, فربما حضرت الصلاة وهو في بيتنا, فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس وينضح, ثم يقوم ونقوم خلفه, فيصلي بنا».
وفي الصحيحين [البخاري, رقم:689, مسلم, رقم:411] , عنه أيضا, قال: «سقط النبي عن فرس, فجحش شقة الأيمن, فدخلنا عليه نعوده, فحضرت الصلاة فصلى قاعدا».
و في الصحيحين [البخاري, رقم:3425, مسلم, رقم:520] , أيضا عن أبي ذر, قال: سألت النبي: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: «المسجد الحرام, ثم المسجد الأقصى, ثم حيثما أدركتك الصلاة فصل؛ فإنه مسجد».
وصح عنه: «جُعِلَتْ ليَ كلّ أرض طيبة مسجدا وطهورا» [البخاري, رقم:335, مسلم, رقم:521].
ووجه الرواية الثانية: ما تقدم من الأحاديث الدالة على وجوب الجماعة؛ فإنها صريحة في إتيان المساجد.
وفي مسند الإمام أحمد [3/ 423] , عن ابن أم مكتوم, أن رسول الله أتى المسجد, فرأى في القوم رقة, فقال: «إني لأهم أن أجعل للناس إماما ثم أخرج فلا أقدر على إنسان يتخلف عن الصلاة في بيته؛ إلا أحرقته عليه» , وفي لفظ لأبي داود [رقم:553]: «ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة؛ فأحرق عليهم بيوتهم».
و قال له ابن أم مكتوم -وهو رجل أعمى-: هل تجد لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ قال: «لا أجد لك رخصة» [أبو داود, رقم:552].
وقال ابن مسعود: «لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته؛ لتركتم سنة نبيكم, ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم!» [مسلم, رقم:654].
وعن جابر بن عبد الله, قال: فَقَدَ النبيُّ قَوْمَاً في صلاة, فقال: «ما خالفكم عن الصلاة؟!» , فقالوا: الماء كان بيننا, فقال: «لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد» رواه الدار قطني [السنن3/ 111, 174].
وقد تقدم هذا المعنى عن علي ابن أبي طالب وغيره من الصحابة؛ فإن خالف وصلى في بيته جماعة من غير عذر, ففي صحة صلاته قولان:
قال أبو البركات ابن تيمية -في شرحه-: «فإن خالف وصلاها في بيته جماعة لا تصح من غير عذر, بناء على ما اختاره ابن عقيل في تركه الجماعة؛ حيث ارتكب النهي! ويعضده قوله: (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) [سنن الدار قطني3/ 111, 174] , قال: والمذهب الصحة؛ لقوله: (صلاة الرجل في جماعة تضاعف على صلاته في بيته أو في سوقه خمسا وعشرين ضعفا) [البخاري, رقم:647] , ويُحْمل قوله: (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد» [سنن الدار قطني3/ 111, 174] على نفي الكمال جمعا بينهما.
والرواية الأولى: اختيار أصحابنا, وأن حضور المسجد لا يجب؛ وهي عندي بعيدة جدا إن حملت على ظاهرها؛ فإن الصلاة في المسجد من أكبر شعائر الدين وعلاماته, وفي تركها بالكلية أو في المفاسد ومحو آثار الصلاة بحيث تفضي إلى فتور همم أكثر الخلق عن أصل فعلها؛ ولهذا, قال عبد الله بن مسعود: (لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته؛ لتركتم سنة نبيكم, ولو تركتم سنة نبيكم؛ لضللتم) [مسلم, رقم:654]».
قال: «وإنما معنى هذه الرواية -والله اعلم-: أن فعلها في البيت جائز لآحاد الناس إذا كانت تقام في المساجد, فيكون فعلها في المسجد فرض كفاية على هذه الرواية, وعلى الأخرى فرض عين».
قال: «ويدل على ذلك: جواز الجمع بين الصلاتين للأمطار, ولو كان الواجب فعل الجماعة فقط دون الفعل في المسجد؛ لما جاز الجمع لذلك؛ لأن أكثر الناس قادرون على الجماعة في البيوت, فإن الإنسان غالبا لا يخلو أن تكون عنده زوجة أو ولد أو غلام أو صديق أو نحوهم, فيمكنه الصلاة جماعة؛ فلا يجوز ترك الشرط وهو الوقت من أجل السنة, فلما جاز الجمع عُلِمَ أن الجماعة في المساجد فرض إما على الكفاية, وإما على الأعيان» , هذا كلامه.
ومن تأمل السنة حق التأمل تبين له أن فعلها في المساجد فرض على الأعيان إلا لعارض يجوز معه ترك الجمعة والجماعة, فترك حضور المسجد لغير عذر كترك أصل الجماعة لغير عذر, وبهذا تتفق جميع الأحاديث والآثار.
ولما مات رسول الله وبلغ أهل مكة موته خطبهم سهيل بن عمرو, وكان عتاب بن أسيد عامله على مكة قد توارى خوفا من أهل مكة, فأخرجه سهيل وثبت أهل مكة على الإسلام, فخطبهم بعد ذلك عتاب=وقال: «يا أهل مكة, والله لا يبلغني أن أحدا منكم تخلف عن الصلاة في المسجد في الجماعة إلا ضربت عنقه!» , وشكر له أصحاب رسول الله هذا الصنيع, وزاده رفعة في أعينهم.
فالذي ندين الله به: أنه لا يجوز لأحد التخلف عن الجماعة في المسجد؛ إلا من عذر. والله أعلم بالصواب)) انتهى كلام ابن القيم -رحمه الله-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/99)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:31 ص]ـ
يرفع للفائدة.(128/100)
هل يجوز تصحيح كتاب وضبطه واخراجه على الشبكة
ـ[أبوعبدالله ابراهيم عيد]ــــــــ[21 - 06 - 10, 03:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لقد قمت بتصحيح وضبط عدد من ابيات منظومة روضة المرتاد في نظم مهمات الزاد لنفسي فهل يجوز ان اعرضها في هذا المنتدى ام ان هناك حقوق يجب مراعاتها(128/101)
موعظة لمن يتعظ (رسالة من الإيميل)
ـ[ابو عبد الله البلغيتي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 04:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم
سُكون يخيم علي كل شيء
tout est immobile
صمت رهيب وهدوء عجيب ليس هناك سوى موتى وقبور
un silence horrible et un calme terrible, il n'y a que des morts et des tombes
انتهى الزمان وفات الاوان
les temps sont fini et l'heure est arrivée
صيحة عالية رهيبة تشق الصمت
un grand et terrifiant hurlement qui casse ce silence
يدوي صوتها في الفضاء توقظ الموتى
son écho se répond dans l'espace et réveil les morts
تبعثر القبور
disperse les tombes
تنشق الارض
explose le sol
يخرج منها البشر
duquel sortent des humains
حفاة عراة
nues
عليهم غبار قبورهم
envahis de la poussière de leurs tombes
كلهم يسرعون يلبون النداء فاليوم هو يوم القيامة لا كلام
tous pressés à répondre à l'appel car aujourd'hui c'est sans doute le jour du réveil
ينظر الناس
les gens regardent
حولهم في ذهول
autour d'eux avec stupéfiance
هل هذه الارض التي عشنا عليها؟؟؟
Est-ce la terre sur laquelle on a vécu???
الجبال دكت
les montagnes sont écrasées
الانهار جفت
les rivières séchées
البحار اشتعلت الارض غير الارض
les mers enflammées, et la terre n'est plus terre
السماء غير السماء
le ciel n'est plus le ciel
لا مفر من تلبية النداء
nul part ou fuir à part répondre à l'appel
وقعت الواقعة!!!!
!!!! L'événement attendu se produit
الكل يصمت الكل مشغول بنفسه لا يفكر الا في مصيبته
tout le monde est silencieux, chacun est occupé à trouver une solution à son cas
الان اكتمل العدد من الانس والجن والشياطين والوحوش
maintenant, le nombre est au complet, humains, esprits(Djinns), diables et animaux
الكل واقفون في ارض واحدة
tous debout dans un même terrain
فجأة .....
..... Soudain
تتعلق العيون بالسماء انها تنشق في صوت رهيب يزيد الرعب
les regards sont figés sur le ciel, il s'ouvre générant un bruit terrifiant qui augmente la terreur,
رعبا والفزع فزعا
et amplifie la stupeur
ينزل من السماء ملائكة اشكالهم رهيبة
et descendent du ciel des anges aux formes terrifiantes
واقفون صفا واحدا في خشوع وذل
se mettent debout dans une rangé avec crainte et soumission
يفزع الناس يسألونهم
les gens choqués leurs demandent...
أفيكم ربنا ... ؟؟؟!!!
Est-ce que notre Dieu est parmi vous...???
ترتجف الملائكة
les anges tremblent
سبحان ربنا
et louent le seigneur
ليس بيننا ولكنه آت ...
... il n'est pas parmi nous, mais il arrive
يتوالي نزول الملائكة حتي ينزل حملة
les anges continuent à descendre jusqu'à ce que les porteurs
العرش ينطلق منهم صوت التسبيح
du trône arrivent en louant le seigneur
عاليا في صمت الخلائق
très fort et très haut dans un silence complet des créatures
ثم ينزل الله تبارك وتعالى في
et ensuite descend Allah le Plus Grand et le Plus Fort
جلاله وملكه ويضع كرسيه حيث يشاءمن ارضه
dans Son Altesse et Son Royaume et place Sa chaise la où Il veut sur Sa terre
فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه
celui qui trouve du bien, remerciera Allah et les autres ne doivent en vouloir que leurs propres personnes
الناس ابصارهم زائغة
les regards des gens sont perdus
والشمس تدنو من الرؤس من فوقهم لا يفصل بينهم وبينها
le soleil se rapproche très fort des têtes des gens
الا ميل واحدولكنها في هذا اليوم حرها مضاعف
et ce jour la, sa chaleur est multipliée
انا وأنت واقفون معهم نبكي
Toi, et moi debout parmi ses gens en pleurs
دموعنا تنهمر من الفزع والخوف
nos larmes coulent de peur et de terreur
الكل ينتظر ويطول الانتظار
tout le monde attend et l'attente s'étend
خمسون ألف سنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/102)
cinquante milles années
تقف لا تدري الى أين تمضي الى الجنة او النار
tu es debout, tu ne sais pas ou tu vas atterrir, paradis ou enfer
خمسون الف سنة ولا شربة ماء
cinquante milles ans sans goute d'eaux
تلتهب الافواه والامعاء
les bouches et les intestins s'enflamment
الكل ينتظر
tout le monde attend
البعض يطلب الرحمة ولو بالذهاب الي النار من هول الموقف وطول
certain demande la miséricorde même si c'est pour aller directement en enfer tellement la situation est insupportable
الانتظار لهذه الدرجة نعم؟؟؟!!!
L'attente à ce point ?? Oui!!!
ماذا أفعل ..
السؤال
u'est ce que je fais ...
هل من ملجأ يومئذ من كل هذا؟؟؟
Est-ce qu'il y a un refuge de tout ça ce jour la???
نعم فهناك أصحاب الامتيازات الخاصة
oui, il y a ceux qui ont des traitements de faveurs
السبعة الذين يظلهم الله تحت عرشه
les sept qu'Allah couvre avec l'ombre de son trône
منهم شاب نشأ في طاعة الله
parmi eux, un jeune qui a grandi dans l'obéissance d'Allah
ومنهم رجل قلبه معلق بالمساجد
et parmi eux un homme au cœur attaché aux mosquées
ومنهم من ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
et parmi eux un homme qui loue Allah en secret et qui pleure
هل أنت من هؤلاء؟؟؟
es-tu parmi eux?
الأمل الأخير ..
... dernier espoir
ما حال بقية الناس؟
Et les autres gens?
يجثون على ركبهم خائفين ..
... ils avancent sur leurs genoux de peur
أليس هذا هو أدم أبو البشر؟
N'est ce pas Adam le père des humains?
أليس هذا من أسجد الله له الملائكة؟
n'est ce pas celui devant lequel les anges se sont prosterné?
الكل يجري اليه ....
... tout le monde courent vers lui
اشفع لنا عند الله اسأله أن يصرفنا من هذا الموقف ..
... demande à Allah de nous éviter cette situation
فيقول: ان ربى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله من قبل ..
Il répond: mon seigneur s'est énervé aujourd'hui comme il ne l'a jamais été
نفسي نفسي. .
.. Et ajoute, d'abord moi, d'abord moi
يجرون الى موسى فيقول
ils courent vers moïse et il leurs dit
نفسي نفسي ..
.. D'abord moi, d'abord moi
يجرون الى عيسى فيقول
ils courent vers Jésus et il dit à son tour
نفسي نفسي ..
.. D'abord moi, d'abord moi
وأنت معهم تهتف
et toi parmi eux tu cries
نفسي نفسي .....
.. D'abord moi, d'abord moi
فاذا بهم يرون محمد صلى الله عليه وسلم
jusqu'à ce qu'ils aperçoivent Mohammed (S)
فيسرعون اليه
et ils courent vers lui
فينطلق الى ربه ويستأذن عليه فيؤذن له
alors il se dirige vers son seigneur et demande l'autorisation de lui parler, et on la lui accorde
يقال سل تعط واشفع تشفع ..
... on lui : demande et tu auras
والناس كلهم يرتقبون
et tous les gens attendent
فاذا بنور باهر انه نور عرش الرحمن
et la, une lumière éblouissante jailli du trône du miséricordieux
وأشرقت الارض بنور ربها
et terre s'est illuminée avec la lumière de son Seigneur
سيبدأ الحساب ..
... les comptes vont commencer
ينادي ..
.. On appel
فلان ا بن فلانة ..
.. Tel fils de tel
انه اسمك أنت
c'est ton nom,
تفزع من مكانك ..
... tu sursaute de ta place
يأتي عليك الملائكة يمسكون بك من كتفيك
les anges viennent te récupérer en te tenant par les épaules
يمشون بك في وسط الخلائق
vous avancez parmi les créatures
الراكعة على أرجلها
prosternées sur leurs pieds
وكلهم ينظرون اليك
et tous te regardant
صوت جهنم يزأر في أذنك ..
Le son de l'enfer grogne dans tes oreilles
وأيدي الملائكة على كتفك ..
Et les mains des anges sur tes épaules
ويذهبون بك لتقف أمام الله للسؤال .....
..... Et t'emmènent au parloir devant Allah
ويبدأ مشهد جديد ...
et la commence un nouveau paysage...
هذا المشهد سادعه لك أخي ولك يا أختي
ce paysage la, je te le laisse
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/103)
فكل واحد منا يعرف ماذا عمل في حياته
parce que tu connais mieux que quiconque ce que tu as fais pendant ta vie
هل أطعت الله ورسوله محمد صلى الله عليه وآله؟؟؟
As tu obéi à Allah et son prophète (S)
هل قرأت القرآن الكريم وعملت بأحكامه؟؟
As tu lu le coran et travailler avec ses commandements
هل عملت بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله؟؟؟
as-tu travailler avec la tradition de notre prophète Mohammed(S)?
أم اتخذت لك نهجا غير نهجه ... وسنةغير سنته ...
... ou tu as adopté une façon de faire propre à toi,
وكنت من الذين أخبر عنهم حين قال
et que tu fais parti de ceux desquels le prophète (S) a dit
وإنّ امّتي ستفرق بعدي على ثلاث وسبعين فرقة،
ma communauté sera divisée après moi en 73 groupes
فرقة منها ناجية واثنتان وسبعون في النار.
1 seul parmi ces groupe est sauvé, et les autres en enfer
فهل سألت نفسك من أي فرقة ستكون؟؟؟
Tu t'es déjà posé la question de quel groupe tu fais parti???
هل أديت الصلاة في وقتها؟؟؟
as tu prié à l'heure?
هل صمت رمضان ايمانا واحتسابا؟؟؟
as-tu jeuné pendant le ramadan par croyance??
هل تجنبت النفاق أمام الناس بحثا عن الشهرة؟؟
as tu éviter l'hypocrisie parmi les gens en quête de la célébrité ??
هل أديت فريضة الحج؟؟؟
as-tu fais l'obligation du pèlerinage??
هل أديت زكاة مالك؟؟؟
as-tu donné la Zakat de ton argent???
هل كنت باراً بوالديك؟؟
es tu bien avec tes parents??
هل كنت صادقا مع نفسك ومع الناس أم كنت تكذب وتكذب وتكذب؟؟
es-tu sincère avec toi même et avec les gens? Ou bien tu mens, et tu mens, et tu mens??
هل كنت حسن الخلق أم عديم الأخلاق؟؟؟
as-tu un bon comportement ou un mauvais comportement??
هل .. وهل .. وهل؟؟
est-ce... Est-ce ... est-ce????
هناك الحساب ....
.... là-bas est le rendement des comptes
أما الآن ... !!!
!!! ... mais maintenant
فاعمل لذلك اليوم ...
.... Travail pour ce jour la
ولا تدخر جهداَ
et n'économise aucun effort
واعمل عملاَ يدخلك الجنه
et fais ce qui te mène au paradis
ويبيض وجهك أمام الله يوم تلقاه ليحاسبك
et ce qui blanchi ton visage devant Allah le jour ou tu le verras pour ton rapport
وإلا فإن جهنم هي المأوى ..
... sinon c'est l'enfer qui sera ton refuge
واعلم أن الله كما أنه غفور رحيم هو أيضا شديد العقاب
et sache que comme Allah et clément et miséricordieux, il est aussi sévère dans ses châtiments
فلا تأخذ صفه
alors n'adopte pas un comportement
وتنسى الأخرى ....
... pour oublier un autre
إن كنت محباً للخير والمشاركة في الأجر والثواب مرر هذة الرسالة إلى إخوانك ومحبيك
etsi tu aime le bien, et la participation dans la récompense, fais passerce message à tes frères et sœurs et tous ceux que tu aime
قال رسولنا الكريم صلى الله
notre généreux prophète (S) a dit:
عليه وآله وسلم: ' الدال على الخير كفاعله '
' Celui qui montre le bien, est comme celui qui le fait'
أشياء لن يسألك الله عنها
des choses à propos desquelles tu ne sera pas questionné
لن يسألك ما نوع السيارة التي تقودها ....
.... Allah ne te demandera pas quel type de voiture tu as
بل سيسألك كم شخصا نقلت بسيارتك ولم تكن لديه وسيلة مواصلات
mais, combien de personne sans moyen de transport tu as transporté
لن يسألك كم مساحة بيتك ..... بل سيسألك كم شخصا استضفت فيه
ne te demandera pas quelle est la superficie de ta maison, mais combien d'invités tu as reçus dedans,
لن
يسألك كم كان راتبك ... بل سيسألك كيف أنفقته ومن اين اكتسبته
il ne te demandera pas ton salaire, mais dans quoi tu l'as dépensé
لن يسألك ما هو مسماك الوظيفي ... بل سيسألك كيف أديت عملك بقدر ما
ne te demande pas ton grade au travail, mais te demandera comment tu l'as accompli
تستطيع
لن يسألك كم لك صديقاً بل سيسألك كم اخاً لك في الله.
Ne te demandera pas combien d'amis tu as, mais combien de frère de religions tu as
لن يسألك عن الحي الذي عشت فيه ..... بل سيسألك أي نوع من الجيران كنت
ne te demandera pas dans quel cartier tu vivais, mais quel genre de voisin tu étais
لن يسألك عن لون
ne te demandera pas la couleur de ta peau
بشرتك ....
بل سيسألك عن مكنونات نفسك ونظرتك للآخرين
mais te demande ce que tu cache au font de toi, et ta vue sur les autres
لن يسألك الله عن عدد الأشخاص الذين أرسلت لهم هذه الرسالة بل سيسألك ...
ne te demandera pas le nombre de personne à qui tu as envoyé ce message
إن كنت قد خجلت من إرسالها لأصدقائك
mais te demandera si tu étais timide de l'envoyer à tes amis
ولهذا فلن أخجل اليوم من ارسالها ... اليكم .... أحبتي ...
c'est pour ça que je ne me gène pas aujourd'hui et je vous l'envois mes chers
جمعنا الله في
qu'Allah nous unisse
الفردوس الأعلى وجعلنا أخوة متحابين في ظله
dans le paradis supérieur et qu'il face de nous des frères qui s'aiment sous son ombre
يوم لا ظل الا ظله ....
... le jour ou il n'y a d'ombre que la sienne
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحانك الله و أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب أليك
اللهم صلي على محمد وآل محمد
لا تنسونا من صالح الدعاء .. .(128/104)
البي بي سي إذ تكذب (تعليق على فيلم متنصرون الوثائقي)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[21 - 06 - 10, 12:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
البي بي سي إذ تكذب
قدمت قناة البي بي سي العربية عدداً من الفاعليات دعماً للتنصير في مصر والوطن العربي، وبدت تسير على خطى متطرفي التنصير، كانت البداية بفيلم (وثائقي) عن التنصير في مصر بعنوان (متنصرون)، ثم تلته بفيلمٍ آخر (أقباط في الشارع) ثم بحلقات (نقاش). وهذه مداخلة مع الفيلم الأول (متنصرون). وأعاود الكرة ـ إن شاء الله تعالى وبحوله وقوته ـ للتعاطي مع هذه الأطروحات في مقالاتٍ أخرى.
الأفعال أصدق من الأقوال
ـ الأفعال أصدق من الأقوال. وقراءة الأفعال يعطي تشخيصاً دقيقاً للحالة التي نواجهها.
وهذه طريقة القرآن الكريم. فمن قبل ادعى قوم الإيمان بلسانهم وهم منافقون في بواطنهم فكذبهم الرحمن {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} البقرة8، وادعى قوم الصلاح بلسانهم وهم مفسدون بأفعالهم فكذبهم ربنا {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} [البقرة 11 ـ 12].
فالصواب حين يتحدث هؤلاء ننظر في الأفعال .. في الواقع .. ثم نقارن بين ما نسمع وما نرى. نعلم حقيقة من يتكلم، ونعلم حقيقة ما يحدث.
المتنصرون ليسوا ظاهرة:
في هذا الفيلم يحاولون إبراز الردة عن الإسلام وكأنها ظاهرة.
وليست ظاهرة. وإنما حالات فردية. ولك أن تسأل عن الإمكانات المتوفرة للتنصير .. الإمكانات المادية، والبشرية، والمساحة التي ينتشر عليها. والوسائل التي يستعملها. ثم ما النتيجة؟!
أفراد يتنصرون. ومشبوهون. وأخبارهم معروفة. محمد حجازي. محمد رحومه، نجلاء الإمام، مجدي علام.أفراد وحول كل فرد قصة تحكي بأنها حالة خاصة نفسية (تطلب شهرة أو أمان بعد أن ارتكبت موبقا يقضي بالحكم عليها أعوام طويلة)، أو مادية.
وكثير من الحالات التي تعرض علينا لا نعرفها. بل نجدها تتعاطى الكذب. كما هو الحال في الذين يظهرون مع زكريا بطرس.
حين يتحدثون عن التنصير يكذبون. مثلاً زكريا بطرس. زعم أن في الخليج العربي 55 ألف متنصر. فقط أضاف التاء. الأصل أنها 55 ألف منصر وليس متنصر.
وأتى بأحد من يعملون معه (فريق عمله) ومثل أنه شيخ خليجي ومعه مصرية تنصرا وتزوجا، وتبين بعد ذلك أنها تمثيلية.
المحصلة أنها ليست ظاهرة، وإنما أفراد مع توفر كل الإمكانات المطلوبة. ومع خمول الجانب الإسلامي في الدفاع عن قضيته. وفردية وعشوائية وعدم تفرغ مَن يعملون.
هذا بخصوص الجانب المحلي (العربي) وهو المعني بالتقرير. وبخصوص الجانب العالمي فالصورة لا تختلف. اجتمعوا قبل نصف قرن تقريباً، وأعلنوا حملة لتنصير العالم أجمع في مطلع الألفية الثالثة، وأفريقيا على وجه الخصوص. ولم يصلوا لعشر معشار هدفهم. ولله الحمد.
وإذا عدنا للتاريخ نجد أن الردة طواعيةً عن الدين لم تمثل ظاهرة أبداً بعد أن استقر الإسلام في البلدان. فقط بالقوة عادت النصرانية لبعض البلدان كما حصل في الأندلس.
المحصلة: ارتداد المسلمين ليس بظاهرة لا في التاريخ ولا في الواقع المعاصر نوعية
نوعية من يتنصر ومن يسلم.
يتنصر الفقراء في مجاهيل أفريقيا وشرق أسيا طلباً للطعام والمال. ويتنصر قوم لا خلاق لهم. أو مشبهون ولا يعرفون بحسن سير وسلوك (مجدي الإمام) الذي تنصر في الفاتيكان. وكان بينهم من عشرات السنين. و (نجلاء الإمام) (محمد حجازي) و (محمد رحومة) وقصتهم معروفة.
ويسلم خيارهم.والأمثلة كثيرة من الواقع ومن التاريخ.
العامل المعرفي:
التقرير ـ وغير التقرير من أطروحاتهم ـ يحاول إظهار مَن يتنصر وكأنها حالة من التعرف على الدين النصراني. وكأنه فقط قرأ فعلم الصواب ومن ثم سارع إليه. وكأننا نخفي من دييننا ما إنْ يطلع عليه قومنا حتى يتركوا الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/105)
وهذا الكلام غير صحيح مطلقاً. فكل شيء عندنا معلوم نعرف عن نبينا ما لا يعرفه أحدنا عن أبيه. وكل واحدٍ من المسلمين يستطيع أن يناقش قضايا الدين بعلم وعدل. لا يوجد عندنا كهنوت، ولا أسرار سبع.
وما يردده هؤلاء يأتي بعد أن يكفروا بالله. بمعنى أنها لا تكون حالة من إثارة الشبهات حول الإسلام تنتهي بالردة، وإنما حالات ردة تظهر مفاجئة. ثم بعد ذلك يقول حباً في كتابهم وبغضاً في دين الله الإسلام. وحين تسأل عن تفاصيل لا تجد. كلام يقال من خلف المايكروفون وفقط.
الإرهاب الفكري.
من المحاور الرئيسية في التقرير ادعاء أننا نقتل مَن يرتد، ونرهب من يريد التعرف على النصرانية. وهذا الكلام غير صحيح حد الردة غير مطبق. وحتى لو طبق. فنحن لا نرهب الناس على الدين، وإنما هو (حد الردة) لأولئك المستهزئين الذين يوماً هنا ويوماً هناك، أو أولئك الذين يحتالون ليلبسوا على العوام على طريقة (آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون).
وغير صحيح أننا نرهب من يحاول التعرف على دينهم. فنحن ندرس كتابهم ونعرضه على الناس.
إن هؤلاء ليكذبون.
بل حين ندقق النظر، نجد أن الحواجز حول الطرف الإسلامي وليس النصراني ... كم عدد القنوات الفضائية المتخصصة لنشر التنصير؟!!.، ولا يوجد قناة واحدة إسلامية متخصصة للرد عليهم.
يعرض حالة تتحرك في المدينة وهي خائفة تترقب .. تتوارى من القوم من سوء ما فعلت. والمتنصرون في المغرب يتوارون، والقنوات الفضائية في أمريكا تتخفى ولا تريد المشاركة في التقرير. وتهديدات مكتوبة تصلهم في القنوات.!!
وهذا الكلام كذب. يكذبه الواقع. أو حين نقرأ الواقع نجد أن هذا كله تمثيل.
المتنصرون ـ بزعمهم ـ يظهرون على شاشات القنوات ويراهم الناس، ويرفعون قضايا في المحاكم، بل بعضهم يتبجح ويتحدث بالوقح والرديء من القول. ولا يصاب أحد بسوء.
إن هؤلاء ليكذبون.
لماذا تحول التنصير لظاهرة؟
يسأل: لماذا تحول التنصر لشأن عام؟ ولماذا يتسم الحديث عنه بهذه العدوانية الظاهرة؟!
تحول لظاهرة للآلة الإعلامية الضخمة التي حملته لكل مكان. محطات فضائية .. مواقع الكترونية .. وسائل سمعية ومرئية وكتابية.
ولانشغال المسلمين عنه. فلم يعطوه الأهمية التي يستحقها.
والحديث عنه يتسم بالعدوانية لطبيعة الخطاب النصراني الموجَّه للمسلمين. فطبيعة الخطاب النصراني أنه كذوب مستفز. يتطاول على أقدس ما عندنا، بأحط الألفاظ.
وعدواني لطبيعة النوعية التي تتفاعل معه. إذ هو يخاطب العامة، والعامة لا تحسن الأخذ والرد المنضبط بالعقل، وغالباً ما تتحرك لما تكره أو لما تحب. تكون مواقفها عملية.
فالنصارى مستفزون، والنصارى يتطاولون على أعز ما عندنا، والنصارى يتحدثون للعامة [1]. فطبعي بعد هذا أن يصبح ظاهرة، وأن يصبح عدوانياً.
خداع الأقباط
أنها تتوهم أنها مساوية تماماً للمسلمين في البلد. نسوا أنهم أقلية.
يتعرض النصارى لخطاب خادع كاذب يخرجهم من الحقيقة. هذا الخطاب الذي يتحدث عن حق تاريخي لهم. وما كان لهم حق تاريخي. فالمسلمون واجهوا الرومان. ويحدثهم بأن لهم مثل ما للمسلمين. فنجد (نصر متياس) في التقرير يطالب بمثل ما للمسلمين في البلد من معاهد دينية. وقنوات فضائية على النيل سات.
مواجهة مع الداخل.
من قبل كان من يتنصر يرحل سراً للخارج .. يتم تهريبه. والآن يبقى في الداخل، ويوظف للتنصير في الداخل. كما رأينا قناة فضائية يشرف عليها مرتدون عن الإسلام. وهذه نقلة خطيرة جداً.
محمد جلال القصاص
mgelkassas@gmail.com
[1] انظر خاتمة كتاب (الكذاب اللئيم زكريا بطرس) وهي بعنوان: جناية زكريا بطرس على النصرانية.
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[21 - 06 - 10, 05:33 م]ـ
جزاك الله خيرا وسأضع هذا الرابط فى موضوعى السابق للفائدة
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[21 - 06 - 10, 09:12 م]ـ
وجزاكم
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:00 م]ـ
جزاك الله خيرا
وهكذا الكفار يحاولون أن يظهروا أنهم الأكثر مع أنهم أقلية!
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 02:30 م]ـ
موضوع ذو صلة:
المنصر المغربي داوود الجاهل مقدم برنامج التنصير يحكي قصة تضبعه ( http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=8992)
..
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وهكذا الكفار يحاولون أن يظهروا أنهم الأكثر مع أنهم أقلية!
وجزاكم.
نعم هذا ما يحاولون.
ـ[أبو الفضل الحجري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:02 ص]ـ
بارك الل فيك أخي محمد، وهذه القناة لها باع طويل في محاربة الإسلام.
وأنا سمعت الشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم يقول عنها الخبيثة.
لأنها تصف علماء الإسلام بالتطرف، وبدت فضائحها أكثر عند حرب العراق الأخير
زكروا أن أعرابية كان لها كلب فحبسته فجاع طويلا، فأخرجته ليلا فرأى القمر فحسبه رغيفا، فقال الناس: كلب ينبح قمرا.
قال القرني: وما ضر المنير نباح كلب ولو كل الكلاب ينابحون(128/106)
(زجر المتهاونين ببيان تحريم المعازف بإجماع المسلمين) للشيخ حمد العتيق
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 06:43 م]ـ
زجر المتهاونين
ببيان تحريم المعازف
بإجماع المسلمين
كتبه
حمد بن عبد العزيز بن حمد ابن عتيق
الرياض 20/ 12/1420 هـ
المملكة العربية السعودية
الرياض حرسها الله
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد: فقد كثُرَ الكلام في هذه الأيام المتأخرة بين من ليس من أهل العلم في كثير من مسائل الشريعة عموماً ومسألة [الغناء] و [آلات المعازف] خصوصاً، فحصل بسبب ذلك خلط بين المسألتين، حتى جعل كثيرٌ منهم بل أكثرهم هاتين المسألتين مسألة واحدة، إما بسبب جهلة، أو لسوء قصده نعوذ بالله من ذلك.
فأردتُ أن أجلي الفرق بين المسألتين، بما يكون عوناً لأهل الحق عند ردهم على الباطل وأهله، وبما يكون عوناً لطالب الحق في الوصول إليه، راجياً من الله القبول والسداد، إنه نعم المولي ونعم النصير.
المبحث الأول:
تعريف الغناء والمعازف والفرق بينهما:
الغناء: – بالمد والكسر – من السماع، وكل من رفع صوته ووالاه فصوته عند العرب غناء، والغناء من الصوت: ما طُرب به [لسان العرب 15/ 136]
وقال القرطبي – رحمه الله –: هو رفع الصوت بالشعر أو ما قاربه من الرجز على نحو مخصوص. [كشف القناع 47]
أما المعازف: فقد قال في القاموس: المعازف: الملاهي، كالعود والطنبور، الواحد:عزف أو معزف.ا. هـ[ص 753].
وقال في لسان العرب: المعازف: الملاهي.ا. هـ[ص 9/ 244]
وقال ابن تيمية:المعازف:هي الملاهي كما ذكر أهل اللغة جمع معزفه وهي الآلة التي يعزف بها:أي يصوت بها.ا. هـ[الفتاوى 11/ 576]
وقال ابن كثير: والمعازف هي آلات الطرب، قاله الإمام أبو نصر إسماعيل ابن حماد الجوهري في صحاحه، وهو معروف في لغة العرب وعليه شواهد.ا. هـ[جواب لابن كثير ملحق بكتاب على مسألة السماع لابن القيم 472]
وبذلك يتبين الفرق بين الغناء والمعازف، وأنه لاوجه لمن جمع بينهما عند الكلام على حكمهما، بل كل منهما له حكم عند انفراده، وكذا عند اجتماعه بالآخر.
وعلى هذا درج كثير من أئمة الفقه المتقدمين، بخلاف بعض من تأخر فإن الكثير منهم يخلط بينهما عند ذكر الخلاف والحكم عليهما.
وممن فرق بين المسألتين عند الكلام عليهما الأمام القرطبي – رحمه الله – في كتاب كشف القناع – فقد قال:
المسألة الأولى: في بيان الغناء وحكمه، ثم عرفه رحمه الله بما تقدم.
ثم قال:
إذا فهمت هذا فاعلم أن ما يطلق عليه غناء علي ضربين:
أحدهما: ضرب جرت عادة الناس باستعماله عند معاونتهم أعمالهم وحملهم أثقالهم، وقطع مفاوز أسفارهم، يسلون بذلك نفوسهم، وينشَطُون به على مشقات أعمالهم، ويستعينون بذلك على شاق أشغالهم كحداء الأعراب بإبلهم، وغناء النساء لتسكين صغارهن، ولعب الجواري بلعبهن، وما شاكل ذلك.
فهذا النحو إذا سلم المغني به من ذكر الفواحش، والمحرمات، كوصف الخمور والقينات فلا شك في جوازه، ولا يختلف فيه ....
والضرب الثاني: غناء ينتحله المغنون العارفون بصنعة الغناء، المختارون لمارق من غزل الشعر، الملحنون له بالتلحينات الأنيقة المقطوعة على النغمات الرقيقة التي تهيج النفوس، وتطربها كحمنات الكؤوس، فهذا هو الغناء المختلف فيه على أقوال ثلاثة …
ثم قال:
المسألة الرابعة في حكم سماع آلات اللهو:
أما المزامير والأوتار والكوبة وهو الطبل طويل ضيق الوسط، ذو رأسين يضرب به المخانيث، فلا يختلف في تحريم سماعه، ولم أسمع من أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك. ا. هـ
المبحث الثاني: حكم الغناء.
والمراد به ما تقدم تعريفه، دون اقترانه بآلات اللهو أو المعازف [الآلات الموسيقية]، فهذا النوع من الغناء – أعني الغناء الخالي من المعازف أو ما يسمى الآن بالآلات الموسيقية – هو الذي وقع فيه الخلاف بين العلماء، أما المعازف وآلات اللهو – الموسيقى – فالإجماع منعقد على تحريمها واستعمالها كما سيأتي – إن شاء الله –.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/107)
كما ينبغي التنبيه إلي أن الخلاف واقع فيما إذا سلم الغناء من الكلام الفاحش والمحرم، كوصف الخمور والنساء، والدعوة إلي المعصية، أو اقترن به محرم كشرب الخمر أوترك واجب لعموم قوله سبحانه: [وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ] [النحل: من الآية90]، وعلى هذا النوع – أعني الغناء المشتمل على الكلام الفاحش والمحرم، كوصف الخمور والنساء، والدعوة إلي المعصية، أو اقترن به محرم كشرب الخمر أوترك واجب – يحمل قوله سبحانه: [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ] [لقمان: 6] إذا حملت اللام في قوله سبحانه وتعالى: [ليضل] على أنها لام التعليل، كما سيأتي إن شاء الله.
وقبل الشروع في بيان المسألة لابد من تحرير محل النزاع فيها.
تحرير محل النزاع في مسألة الغناء الخالي من المعازف [الآلات الموسيقية]:
الغناء مطلقاً ينقسم إلي قسمين:
الأول: ما جرت عادة الناس باستعماله عند محاولتهم أعمالهم، وحملهم أثقالهم كحداء الأعراب بإبلهم، وغناء النساء لتسكين صغارهن، ولعب الجواري بلعبهن وما شاكل ذلك. قال القرطبي: فهذا النحو إذا سلم المغني به من ذكر الفواحش والمحرمات كوصف الخمور والقينات فلا شك في جوازه، ولا يختلف فيه.ا. هـ[كشف القناع ص 48].
وقد نقل ابن عبد البر – رحمه الله – أيضاً الإجماع على إباحة الحداء – كما في فتح الباري 10/ 554 –.
ويدل لهذا النوع من السنة ما رواه البخاري من حديث سلمة بن الأكوع أن عامر بن الأكوع كان يحدو بالقوم فقال الرسول صلي الله عليه وسلم: من هذا السائق؟ قالوا: عامر بن الأكوع، قال: يرحمه الله.
القسم الثاني: غناء ينتحله المغنون العارفون بصنعة الغناء، الملحنون له بالتلحينات الأنيقة المقطعون له على النغمات الرقيقة التي تهيج النفوس، وتطربها.
قال القرطبي: فهذا هو الغناء المختلف فيه على أقوال ثلاثة. [كشف القناع 49/ 50] وقال ابن تيمية: المعازف هي الملاهي كما ذكر ذلك أهل اللغة، جمع معزفة وهي الآلة التي يعزف بها: أي يصوت بها، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعاً… ولكن تكلموا في الغناء المجرد عن آلات اللهو: هل هو حرام؟ أو مكروه؟ أو مباح؟.ا. هـ[الفتاوى 11/ 576]
والصحيح – والله أعلم – أن ما كان هذه صفته فحرام لا يجوز تعاطيه ولا استعماله وهذا ظاهر كلام ابن تيمية في الاستقامة، ويدل لذلك مايلي: ـ
1 - قوله سبحانه: [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ] [لقمان: 6] قال ابن عباس وابن مسعود: هو الغناء، هذا على قراءة فتح الياء في قوله: [ليَضل] فتكون اللام لام العاقبة، كما قال الواحدي، وابن الجوزي وابن كثير في تفاسيرهم.
قال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب. [أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والبيهقي في السنن وصححه ابن القيم وابن رجب والألباني]
2 - ما رواه البخاري في الأدب المفرد والبيهقي، من حديث أم علقمة مولاة عائشة أن بنات أخي عائشة خفضن، فألِمن لذلك، فقيل لعائشة يا أم المؤمنين ألا ندعو لهن من يلهيهن؟ قالت: بلى، قالت: فأرسلت إلى فلان المغني، فأتاهم. فمرت به عائشة رضي الله عنها في البيت، فرأته يتغنى ويحرك رأسه طرباً، وكان ذا شعر كثير فقالت عائشة رضي الله عنها: " إنه شيطان، أخرجوه، أخرجوه " فأخرجوه. [صححه ابن رجب والألباني]
3 - ما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة – في الجاريتين اللتين كانتا عندها يوم العيد – قالت: "دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان وليسا بمغنيتين". فنفت عنهما احتراف الغناء وانتحاله.
4 - قال القرطبي: فقد أجمع علماء الأمصار على كراهية الغناء والمنع منه وإنما فارق الجماعة إبراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري. [تلبيس إبليس ص 283]
قال ابن عبد البر – رحمه الله –: الغناء الممنوع ما فيه تمطيط وإفساد لوزن الشعر طلباً للطرب وخروجاَ من مذهب العرب، وإنما وردت الرخصة في الضرب الأول دون ألحان العجم. [فتح الباري 10/ 559]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/108)
وعليه فما تراه في هذه الأيام من الأشرطة التي تنسب إلى الدين، والدعوة إليه، ثم تجد عليها هذه العبارة: كلمات فلان بن فلان، وألحان فلان بن فلان، وأداء فلان بن فلان، كل ما تراه من هذه الأشرطة إنما هو من هذا الغناء المحرم والعياذ بالله، لا من الغناء المباح.
تنبيه مهم:
ينبغي أن يُعلم أنه وإن قلنا بجواز النوع الأول من الغناء الذي يسمى الحداء، وعلى التنزل والتسليم بجواز النوع الثاني منه، فهذا كله ما إذا كان على وجه اللهو واللعب أما إذا خرج إلى حد التقرب به، والتعبد واتخاذه طريقاَ إلى الله، ووسيلة من وسائل الدعوة إلى دين الله، فلا شك أنه بدعة لم يأذن بها الله، وهذا هو الذي يسمى بسماع الصوفية، والذي اشتد النكير عليه من السلف رحمهم الله، وما ذلك إلا لأنه أمر محدث في الدين بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم، كان يقدر على فعله، ومع ذلك تركه وأعرض عنه، فلو كان مشروعاً لسبقنا إليه صلى الله عليه وسلم، هو وأصاحبه.
لذا فليعلم اللبيب أن ما فشى في هذه الأيام من اتخاذ الغناء وسيلة من وسائل الدعوة إلي الله، وتزيينه من بعض الناس، حتى أشربت قلوبهم بحبه، ثم اخترعوا له اسماً آخر غير السماع الصوفي ليزخرفوا به باطلهم، ليعلم أن هذا الغناء هو أيضاً بدعة منكرة محدثة بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم، أعني بذلك ما يسمى الأناشيد الإسلامية، وذلك أن السماع الصوفي إنما أنكره من أنكره من السلف والخلف لأنه فُعل تديناً وتقرباً إلي الله، أو اتُخذ وسيلة لترقيق القلوب وجمع الناس عليه، فبالله عليكم ما الفرق بينه وبين من يتخذ ما يسمى بالأناشيد الإسلامية – بل هي البدعية – وسيلة دعوية يتألف بها قلوب الناس. [انظر تحريم آلات الطرب للألباني 181]
قال ابن تيمية: وأما سماع القصائد لصلاح القلوب والاجتماع على ذلك إما نشيداً مجرداً، وإما مقروناً بالتغبير ونحوه، مثل الضرب بالقضيب على الجلود حتى يطير الغبار، ومثل التصفيق ونحوه، فهذا السماع محدث في الإسلام بعد ذهاب القرون الثلاثة …
وبالجملة: فعلى المؤمن أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئاً يقرب إلى الجنة ألا وقد حدث به، ولا شيئاً يبعد عن النار إلا وقد حدث به، ولو كان هذا السماع مصلحة شرعية لشرعه الله ورسوله، فإنه تبارك وتعالى يقول: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً] [المائدة: الآية3] وإذا وجد منفعة بقلبه، ولم يجد شاهد ذلك من الكتاب والسنة لم يلتفت إليه، ويكون باطلاً.ا. هـ[مختصر الفتاوى المصرية ص592 والفتاوى 11/ 591].
فإن قال قائل: إنما يريدون بهذه الأناشيد الترويح واللهو، فهذا كلام جاهل بحقيقتها، كيف لا؟ ونحن ما نزال نسمع من يصرح أنها من وسائل الدعوة وخصوصاً للشباب والفتيات، بل إنك لتسمع في أول الشريط أو آخره سؤالهم الله أن يكون عملهم خالصاً، وأن يتقبله منهم. فما معنى ذلك؟!!!
وعليه فلا يحل سماع مثل هذه الأناشيد ولا نشرها بقصد ترقيق القلوب، أو دعوة الناس إلى الدين، بل ولا حتى بيعها ولا شراؤها، لأنه من التعاون على الإثم والعدوان، ولله سبحانه وتعالى يقول: [وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب] [المائدة: الآية2].
المبحث الثالث: حكم آلات اللهو والمعازف [الآلات الموسيقية].
إن من العجيب والعجيب حقاً أن يجري الخلاف في هذه المسألة، وكتب السلف والأئمة طافحة بنفي الخلاف فيها وذكر الإجماع على تحريمها.
لكن العجب ينقضي إذا علمت أن هؤلاء الذي يدندنون حول هذه المسألة ويثيرون حولها الشبه، إذا علمت أنهم ما بين رجل متبع لهواه قد أصمه وأعماه، أو رجل جعل الخلاف دليلاً، وإرضاء الناس غاية وسبيلاً.
وإليك أيها الأخ المبارك – إن شاء الله – الأدلة على تحريم آلات اللهو والمعازف:
أولاً: من السنة: ما رواه البخاري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: [ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف] فأخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن أناساً يأتون ويستحلون – أي يجعلونها حلالاً – الحر وهو الزنا والخمر والمعازف، فدل ذلك على أنها محرمة في الأصل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/109)
وروى الحديث أيضاً ابن حبان والطبراني والبيهقي وابن عساكر وغيرهم، ويكفي أنه في صحيح البخاري الذي هو أصح كتب أهل السنة في الحديث.
ولا يعلم أحد من أهل الحديث المتقدمين من طعن في الحديث، إلا بعض من شذ من أهل الفقه، الذين ليس لهم باع في علم الحديث.
وإليك بعض الأئمة الذين صححوا الحديث:
1 - على رأسهم أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري.
2 - ابن حبان.
3 - الإسماعيلي.
4 - ابن الصلاح.
5 - النووي.
6 - ابن تيمية.
7 - ابن القيم.
8 - ابن كثير.
9 - الحافظ ابن حجر.
10 - الحافظ العراقي
11 - ابن الوزير الصنعاني.
12 - الحافظ السخاوي.
13 - الأمير الصنعاني.
14 - عبد العزيز بن باز.
15 - محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني، وغيرهم من أهل الحديث.
وقد جمع بعض طلبة العلم كتاباً في أحاديث ذم الغناء والمعازف، جمع فيه ما يقارب مائة حديث وأثر، منها الصحيح والحسن والضعيف، فراجعها إن شئت في الكتاب المعنون له بـ[أحاديث ذم الغناء والمعازف في الميزان].
ثانياً: من الأدلة على تحريم المعازف الإجماع.
قد نقل جمع كبير من الأئمة، إجماع السلف على تحريم المعازف، ومنهم الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد. فيالله العجب من أناس شغبوا وشوشوا على أذهان المسلمين في هذه القضية التي لا ينبغي لمسلم أن يخوض فيها بعد علمه بإجماع السلف عليها، لأنه بذلك قد عرض نفسه لوعيد الله سبحانه في قوله: [وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً] [النساء:115].
وممن نقل الإجماع على تحريم المعازف [الآلات الموسيقية]:
1 - ابن الصلاح.
2 - والآجري.
3 - النووي.
4 - الرافعي.
5 - القرطبي.
6 - ابن تيمية.
7 - ابن القيم.
8 - ابن رجب.
9 - ابن كثير.
10 - ابن حجر الهيتمي.
11 - وأبو الفتح سليم بن أيوب الرازي، وغيرهم.
وإليك بعض عبارات الأئمة في نقل الإجماع: ـ
1 - قال ابن الصلاح: وأما إباحة هذا السماع وتحليله، فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت، فاستماع ذلك حرام، عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين. ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع.ا. هـ[إغاثة اللهفان 1/ 228].
2 - القرطبي: أما المزامير والأوتار والكوبة وهو الطبل طويل ضيق الوسط، ذو رأسين يضرب به المخانيث، فلا يختلف في تحريم سماعه، ولم أسمع من أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك. ا. هـ
3 - وقال ابن تيمية: المعازف هي الملاهي كما ذكر ذلك أهل اللغة، جمع معزفة وهي الآلة التي يعزف بها: أي يصوت بها، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعاً… ولكن تكلموا في الغناء المجرد عن آلات اللهو: هل هو حرام؟ أو مكروه؟ أو مباح؟.ا. هـ[الفتاوى 11/ 576]
4 - وقال ابن حجر الهيتمي: الأوتار والمعازف، كالطنبور، والعود، والصنج ذي الأوتار، والرباب، والحنك، والكمنجه، والسنطير، والدريج، وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسفاهة والفسوق، كلها محرمة بلا خلاف، ومن حكى فيها خلافاً فقد غلط أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ومنعه من هداه، وزل به عن سنن تقواه.ا. هـ[كف الرعاع 124]
5 - وقال ابن رجب:سماع آلات الملاهي لا يعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيه، وإنما يعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به، ومن حكى شيئاً من ذلك فقد أبطل. [نزهة الأسماع 69]
6 - وقال ابن كثير: والمعازف هي آلات الطرب، قاله الإمام أبو نصر إسماعيل ابن حماد الجوهري في صحاحه، وهو معروف في لغة العرب وعليه شواهد، ثم قد نقل غير واحد من الأئمة إجماع العلماء على تحريم اجتماع الدفوف و الشبابات، ومن الناس من حكى في ذلك خلافاً شاذاً.ا. هـ[جواب لابن كثير ملحق بكتاب على مسألة السماع لابن القيم 472]
ومما يزيد هذا الإجماع قطعية ويقيناً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/110)
ما رواه النسائي في سننه، وأبو نعيم في الحلية بسند صحيح عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلي عمر بن الوليد كتاباً قال فيه: [وإظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام، ولقد هممت أن أبعث إليك من يجز جمتك، جمة سوء] فهذا يبين بجلاء أن المعازف والمزامير كانت مستنكرة عند السلف، وأن المتخذ لها يستحق التعزير والعقوبة.
تنبيه مهم:
لابد أن يعلم أن الدف قد استثنته الشريعة من عموم التحريم في مناسبات خاصة وللنساء فقط، وتلك المناسبات هي:
1 - حفلة العرس والزفاف: لما رواه البخاري – في كتاب النكاح – عن الربيع بنت معوذ قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين بُني علي، فجلس على فراشي فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر.
2 - العيد: لما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، تدففان وتضربان فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ثم دخل أبو بكر، والنبي صلي الله عليه وسلم متغش بثوبه، فانتهرني وقال: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا.
فأبو بكر نهاهن لِما تقرر عنده من أن الأصل في المزامير والمعازف التحريم، فأوضح له النبي صلي الله عليه وسلم الحال، وعرفه الحكم مقروناً ببيان العلة، وذلك بكون اليوم عيداً، فلا ينكر فيه ذلك كما لا ينكر في الأعراس. [انظر فتح الباري 2/ 513]
3 - ذهب بعض العلماء إلى جواز ضرب الدف عند قدوم الغائب: استدلالاً بحديث عبد الله بن بريدة عن أبيه – الذي أخرجه أحمد والترمذي وابن حبان – ومنه: أن أمة سوداء أتت رسول الله صلي الله عليه وسلم ورجع من بعض مغازيه، فقالت: إني كنت نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب عند بالدف،فقال: إن كنت نذرتِ فافعلي، وإن كنت لم تفعلي فلا تفعلي، فضربت " الحديث.
ويدل على أن الأصل في ضرب الدف التحريم إلا في هذه المواضع:
ما رواه النسائي والحاكم وابن أبي شيبة والبيهقي – بإسناد صحيح – عن عامر بن سعد البجلي قال: دخلت على قرضة بن كعب وأبي مسعود – وهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – وجوار يضربن الدف ويغنين.
فقلت: تقرون على هذا وانتم أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم؟!
قالوا: إنه قدر خص لنا في العرس.
قال ابن رجب: بعد أن ساق هذا الأثر: والرخصة في اللهو عند العرس تدل على النهي عنه في غير العرس. 1. هـ[نزهة الأسماع 39].
ومثل العرس، ما دل الدليل على خروجه عن هذا الأصل كالعيد، وعند قدوم الغائب إن قيل بصحة الحديث فيه.
لكن ينبغي أن يُتفطن إلى أن الرخصة لا تتعدى النساء إلى الرجال، بل الرجال باقون على أصل المنع، لعدم ورود الدليل الذي يستثنيهم من أصل التحريم.
لذا قال الإمام ابن تيمية – رحمه الله –: ولما كان الضرب بالدف، والتصفيق بالكف من عمل النساء،كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخانيثاً، وهذا مشهور من كلامهم.ا. هـ[الفتاوى 11/ 565].
المبحث الرابع:
الأدلة التي استدل بها من قال بجواز المعازف من المتأخرين والرد عليهم.
لعل القارئ يستغرب هذا المبحث بعد ذكر إجماع السلف على تحريم المعازف وقد يظن البعض بسبب ذلك أن ما ذكر من الإجماع غير صحيح بسبب مخالفة مثل هؤلاء.
والجواب: أن المخالفة للإجماع إنما جاءت بعد انعقاد الإجماع، ومثل هذه المخالفة أياً كانت ومن أي أحد كانت، فلا يعتد بها إطلاقاً، كما سيأتي إن شاء الله.
ولنذكر الآن بعض أدلتهم مع الجواب عنها مراعياً الاختصار في ذلك:
1 - استدل بعضهم بما مر معنا من ضرب الدف في العرس والعيد وعند قدوم الغائب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/111)
والجواب: أن هذا قد استثني بالنص الصحيح من أصل التحريم، وهذا مثل استثناء القليل من الفضة عند الحاجة إليه في الأواني، من أصل تحريم اتخاذ الفضة، ومثل استثناء من به حكة في جواز لبس الحرير من الرجال من أصل تحريم لبسه على الرجال، وقد مر معنا إنكار أبي بكر على الجاريتين عند عائشة، وما ذاك إلا لأنه يعلم أن الأصل في ذلك التحريم، ثم بين له النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك جائز في العيد بقوله: [دعهما فإن لكل قوم عيداً] ومثله قول قرضة بن كعب وأبي مسعود إنه قد رخص لنا في العرس.
قال ابن رجب: بعد أن ساق هذا الأثر: والرخصة في اللهو عند العرس تدل على النهي عنه في غير العرس.ا. هـ[نزهة الأسماع 39].
2 - ما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة في قصة الأحباش الذين كانوا يلعبون في المسجد يوم العيد.
والجواب: أن هذه القصة لا دلالة فيها إذ ليس فيها ذكر المعازف، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن بضرب المعازف في المسجد.
3 - ومن أدلتهم خروج النساء وهن يضربن بالدف لاستقبال النبي صلى الله عليه وسلم عند الهجرة.
والجواب: أن هذه القصة لا تثبت فهي ضعيفة السند، إذ سقط من إسنادها ثلاثة رواة أو أكثر، ولو صحت لكانت دليلاً على جواز ذلك عند قدوم الغائب كما مر معنا، وقد ضعف القصة الحافظ العراقي والألباني وغيرهما.
4 - ومن أدلتهم ما أخرجه أحمد وأبوداود وغيرهما عن نافع مولى ابن عمر: أن ابن عمر سمع صوت زمارة راع، فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل راحلته عن الطريق، وهو يقول: يا نافع أتسمع؟ فأقول: نعم، فيمضي، حتى قلت: لا، فوضع يديه، وأعاد راحلته إلى الطريق، وقال: [رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع زمارة راع فصنع مثل هذا].
قالوا: فلو كان سماع الزمارة حراماً، لأمر ابنُ عمر نافعاً أن يسد أذنيه.
والجواب:
أ-أن هذا الحديث قال عنه أبوداود – كما في سننه –: حديث منكر.
ب-ولو صح لكان دليلاً عليهم، فإن سدَ النبي صلى الله عليه وسلم لأذنيه وسدَ ابن عمر لأذنيه من أوضح الأدلة على أن ذلك الصوت من المنكر.
ج-أن المحرم هو الاستماع لا السماع وفرق بين الأمرين، فالاستماع: هو قصد السماع، أما السماع فيطلق على مجرد ملاقاة الأصوات للسمع دون تقصد، وهذا مثل من كان مجتازاً بطريق فمر على من يقول كفراً أو كذباً أوغيبة، فسمع ذلك منه دون استماع، لم يأثم بمجرد السماع باتفاق المسلمين، ولو جلس واستمع إلى ذلك، ولم ينكره لا بقلبه، ولا بلسانه ولا بيده، كان آثماً باتفاق المسلمين، فلو أن ابن عمر ونافعاً لم يسدا أذنيهما فلا شيء عليهما، لأنهما لم يقصدا الاستماع، ولا تلازم بين القول بتحريم آلات المعازف وبين وضع الأصابع في الأذنين عند سماعها، فالقائلون بتحريم آلات المعازف لا يوجبون على أحد أن يضع أصبعيه في أذنيه عند سماعه لآلات المعازف دون تقصد.
د-يحتمل أن يكون ابن عمر ونافع، لم يبلغا بعد سن التكليف، عندما وقعت القصة لكل واحد منهما، فإن ابن عمر عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في أحدٍ ورده لصغر سنه.
5 - من أدلتهم: أن الأصل في الأشياء الحل والإباحة، ولا دليل على تحريم المعازف أو الآلات الموسيقية، فتبقى على أصل الحل والإباحة.
والجواب:
أنه قد مر آنفاً الأدلة الصحيحة الصريحة على تحريم المعازف وآلات الموسيقى، بل الإجماع منعقد على تحريمها بحمد الله، وما يدّعونه من عدم وجود الدليل إنما هي دعوى ساقطة، يتعلقون بها، [كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ] [النور: الآية39].
شبهتان والجواب عنهما: ـ
الشبهة الأولى:
قد يقول قائل: إن ابن حزم الظاهري وغيره من المتأخرين قد خالف في المسألة، وعليه فالإجماع المذكور في تحريم المعازف والمزامير غير صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/112)
والجواب: أن من المعلوم عند أهل العلم، أن الخلاف المتأخر لا ينقض الإجماع المتقدم، وإلا لو كان الأمر كذلك لما بقي إجماع على وجه الأرض، لأنه لا يحصى المخالف للإجماع في المتأخرين، وهاهم أهل السنة والجماعة لا يزالون يذْكُرُون إجماع السلف ويحتجون به، مع مخالفة من خالف من أهل البدع بعد انعقاد الإجماع.
ولاشك أن ابن حزم وغيره ممن تأخر إذا خالف الإجماع المنعقد قبله لا ينظر إليه.
قال ابن تيمية – رحمه الله -: وإذا ذكروا نزاع المتأخرين لم يكن بمجرد ذلك من مسائل الاجتهاد التي يكون كل قول من تلك الأقوال سائغاً، لأن كثيراً من أصول المتأخرين مبتدع في الإسلام، مسبوق بإجماع السلف على خلافه، والنزاع الحادث بعد إجماع السلف خطأ قطعاً.ا. هـ[الفتاوى 13/ 26].
وهذه المسألة التي نحن فيها – أي مسألة المعازف – من هذا القبيل إذ لم يخالف فيها إلا من تأخر وشذ من الظاهرية كابن حزم، والصوفية.
قال ابن رجب - رحمه الله -: سماع آلات الملاهي، لا يعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيه، وإنما يعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به.ا. هـ[نزهة الأسماع 69].
وقال ابن كثير – رحمه الله -: قد نقل غير واحد من الأئمة إجماع العلماء على تحريم اجتماع الدفوف والشبابات، ومن الناس من حكى في ذلك خلافاً شاذاً.ا. هـ[جواب لابن كثير ملحق بكتاب على مسألة السماع لابن القيم 472]
فها أنت ترى أن ابن رجب وابن كثير علموا بالخلاف الحادث بعد الإجماع ولم يأبهوا به، ولم يلتفتوا إليه، إذ إنه لا يعتد به. وسموه خلافاً شاذاً.
ولذا قال ابن تيمية: وأهل الظاهر [يعني الظاهرية أتباع ابن حزم] كل قول انفردوا به عن سائر الأمة فهو خطأ.ا. هـ[منهاج السنة 5/ 178].
الشبهة الثانية:
قالوا: إنه يكفي العامي أن يقلد أحد العلماء في مسائل الشريعة وابن حزم من العلماء، فلو قلده في مسألة المعازف فلا لوم عليه.
والجواب: أن الله سبحانه وتعالي أمرنا إذا وقع النزاع في مسألة شرعية أن نردها إلى الكتاب والسنة، قال سبحانه: [فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً] [النساء:59] فإن كان المكلف لا يستطيع فهم الأدلة، وجبَ عليه سؤال أهل العلم لقوله سبحانه: [فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ] [النحل:43] فإذا وقع الخلاف بين أهل العلم وجب على المكلف إتباع أعلمهم.
قال الشاطبي – رحمه الله –: العامي جاهل بمواقع الاجتهاد فلا بد له ممن يرشده إلى من هو أقرب إلى الحق، من هذين العالمين المختَلِفَين، وذلك إنما يكون بترجيح أحدهما على الآخر بالأعلمية والأفضلية، لأن الأعلمية تُغلب ظن العامي أن صاحبها أقرب للصواب.ا. هـ[الاعتصام 2/ 861/بتصرف يسير].
ومعنى كلامه: أنه يجب على العامي أن يتبع قول الأعلم من العلماء المختلفين.
وبنحوه قال الخطيب البغدادي حيث قال: إن كان العامي يتسع عقله ويكمل فهمه إذا عُقل أن يعقل، وإذا فُهم أن يفهم، فعليه أن يسأل المختلفين عن مذاهبهم، وعن حججهم، فيأخذ بأرجحها عنده، فإذا كان عقله يقصر عن هذا، وفهمه لا يكمل له، وسعه التقليد لأفضلهما عنده.ا. هـ.
وإنما تكون الأفضلية بالعلم، وإلا لو جاز للإنسان أن يتبع في كل مسألة من شاء من العلماء، لاجتمع فيه الشر كله، لأن زلات العلماء كثيرة، فمن تتبعها اجتمع فيه دين جديد غير دين الله الذي أنزله لعباده وارتضاه لهم.
وقد نقل ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله الإجماع على المنع من تتبع الرخص والأخذ بما يوافق الهوى والغرض من أقوال العلماء.
وقال ابن القيم: وبالجملة فلا يجوز العمل والإفتاء في دين الله بالتشهي والتحيز وموافقة الغرض، فيطلب القول الذي يوافق غرضه فهذا من أفسق الفسوق وأكبر الكبائر والله المستعان. [اعلام الموقعين 4/ 211].
إذا علم ذلك – أعني وجوب الأخذ بقول الأعلم من العلماء – فما الظن يا ترى؟؟! أصَحَابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون لهم بإحسان والأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الإسلام الذين يقولون بتحريم المعازف أعلم؟! أم ابن حزم وغيره ممن قال بجواز المعازف؟! اترك الإجابة للقارئ ليتبع بعد ذلك الأعلم من الفريقين.
وفي الختام كلامي أحب أن أوجه نصيحة لكثير من المسلمين الذين جعلوا عقولهم مكاناً لقضاء حاجة وسائل الإعلام، فالمجلة تقضي حاجتها، والجريدة تقضي حاجتها، والتلفاز والمذياع والمستقبل الهوائي [الدش] يقضي حاجته، متصورين أن كل ما يلقى وما يذاع عبر هذه الوسائل أنه صحيح لا جدال فيه، فترى الواحد منهم لا يتورع أن يأخذ الأحكام الشرعية من هذه الوسائل، بل عقائده، دون النظر إلى الناقل، وهل هو ثقة أم فاسق، والله يقول: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ] [الحجرات:6]
وليَعلَمْ كل واحدٍ منا أنه ليس بمعذور أمام الله عندما يسأله: لم فعلت كذا وكذا؟؟؟
فيجيب: قرأت في المجلة الفلانية جوازه أو رأيت في القناة الفلانية إباحته!!!!.
قال الله سبحانه وتعالى: [وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ، فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ، فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ] [القصص65–67].
اسأل الله أن يبصرنا بدينه وأن يوفقنا إلى اتباع سنة رسوله إنه سميع مجيب الدعاء.
كتبه
حمد بن عبد العزيز بن حمد ابن عتيق
الرياض 20/ 12/1420 هـ
الرياض حرسها الله
Alateeq111@maktoob.com
رابط الرسالة http://islamancient.com/books,item,57.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/113)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 06 - 10, 06:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
تعليق للشيخ البراك على سؤال حول الأغاني وكلام الكلباني:
http://sub5.rofof.com/f06bzcrp20/Ijabh_alshykh.html
وتأمل روح العالم ونفسه وقارنه بين من كل حين له رأي!
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:08 ص]ـ
جزاك الله أخي أبو ناصر المدني بحث قوي على اختصاره من الشيخ حمد جزاه الله خيراً
صاحبنا عنون لمقاله بـ (تشييد البناء في اثبات حل الغناء)!!
يا خسارة!! أين البناء في مثل هذا؟!! ألم يشبه هذا المقال مقال صاحبنا الآخر عندما قال (قوافل الطاعة في عدم وجوب صلاة الجماعه)!!!!
والله لا أدري هل أضحك أم أبكي على مقالته!!!
ينقل قول ابن طاهر أن الغناء اجماع اهل المدينة و لا أدري أين هو عن قول امام دار الهجرة مالك بن أنس عندما سئل عن الغناء فقال إنما يفعله عندنا الفساق!!!
بل قال في نهاية مقاله كلمة ليته لم يقلها (و كشف الحدث أيضاً أن هناك فئة كبيرة من علمائنا و من طلبة العلم منا مصابون بجرثومة التحريم فلا يرتاح لهم بال إلا إذا أغلقو باب الحلال .. إلخ)!!
أي حدث هذا تقصده أيها المسكين؟!!
لو قرأ أي واحد الجملة السابقة من غير قراءة المقال لظن أن هذا الحدث حدث خطير و لكن الواقع أن الحدث هو أن الشيخ قال بأن المعازف حلال!! نعم هذا هو الحدث الخطير و الذي كشف أن كثير من علمائنا مصابون بجرثومة التحريم!! يا خسارة بس!!
فائدة / الشيخ عبدالعزيز الطريفي يقول أنه وقف على أكثر من خمسين إماماً على مر القرون ينقلون الاجماع على حرمة الغناء المصحوب بالمعازف بل قال بعض الائمة الحفاظ بكفر مستحله كالقاضي عياض و ابن قدامة كما نقل عنه ذلك ابن الحنبلي
انتهى كلام الشيخ الطريفي بالمعنى
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[22 - 06 - 10, 09:29 م]ـ
صاحبنا عنون لمقاله بـ (تشييد البناء في اثبات حل الغناء)!!
ومدار فتواه على نظر واستنباط غير منضبط وهو قوله: وكل حديث استدل به المحرمون إما صحيح غير صريح، وإما صريح غير صحيح،ولا بد من اجتماع الصحة والصراحة لنقول بالتحريم.
وهل هناك أصح وأكثر تصريحاً مما رواه البخاري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: [ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمروالمعازف] .. ؟؟
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 01:15 ص]ـ
أرى والله أعلم أن أفضل من صنف في هذا الباب الشيخ الألباني عليه رحمات الله المتتاليات في كتابه تحريم آلات الطرب
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[23 - 06 - 10, 10:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
تعليق للشيخ البراك على سؤال حول الأغاني وكلام الكلباني:
http://sub5.rofof.com/f06bzcrp20/Ijabh_alshykh.html
وتأمل روح العالم ونفسه وقارنه بين من كل حين له رأي!
جزاك الله خيرًا، ونفع بالشيخ العلَم البراك، وهدى الله القارئ الكلباني.
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:58 ص]ـ
فتوى إباحة الغناء علم من أعلام النبوة
حيث أخبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله (ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) ووقع كما ذكر عليه الصلاة والسلام من يستحل المعازف
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[03 - 07 - 10, 02:16 ص]ـ
والعجيب أن بعضَهم يقول -بمعناه-: "لفظة (الاستحلال) لا يلزم منه كونُ الشيء محرَّمًا"، ويستدل له برواية: "ما وجدنا فيه (أي: كتاب الله) من حلال استحللناه" -وهو غاية ما استدل به- ولفظة استحللناه منكرة، والصواب: "ما وجدتم فيه من حلال فأحلوه" وعلى فرض ثبوتها -وهيهات- فالألفاظ يُفسر بعضُها بعضًا. وقد حققتُ هذا وغيرَه في نَقَداتي الحديثية لكتاب (الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام) للأستاذ عبدالله الجديع -وفقه الله لهداه-.(128/114)
هل ترك الصلاة بعذر المرض هل عليه شئ بعد الوفاة
ـ[علي حسن جمالي]ــــــــ[21 - 06 - 10, 07:45 م]ـ
سؤال شخص ترك الصلاة لعذر المرض وتوفى هل على الأبناء قضاء عنه
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 07:26 ص]ـ
فتوى العلامة ابن باز رحمه الله
كيفية صلاة المريض
أجمع أهل العلم على أن من لا يستطيع القيام، له أن يصلي جالساً، فإن عجز عن الصلاة جالساً فإنه يصلي على جنبه مستقبل القبلة بوجهه، والمستحب أن يكون على جنبه الأيمن، فإن عجز عن الصلاة على جنبه صلّى مستلقياً؛ لقوله لعمران بن حصين: {صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب} [رواه البخاري]، وزاد النسائي: {فإن لم تستطع فمستلقياً}.
ومن قدر على القيام وعجز عن الركوع أو السجود لم يسقط عنه القيام، بل يصلي قائماً فيومئ بالركوع ثم يجلس ويومئ بالسجود؛ لقوله تعالى: وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238]، ولقوله: {صل قائماً}، ولعموم قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].
وإن كان بعينه مرض فقال ثقات من علماء الطب: إن صليت مستلقياً أمكن مداواتك وإلا فلا، فله أن يصلي مستلقياً.
ومن عجز عن الركوع والسجود أومأ بهما ويجعل السجود أخفض من الركوع.
وإن عجز عن السجود وحده ركع وأومأ بالسجود.
وإن لم يمكنه أن يحني ظهره حنى رقبته، إن كان ظهره متقوساً فصار كأنه راكع فمتى أراد الركوع زاد في انحنائه قليلاً، ويقرب وجهه إلى الأرض في السجود أكثر من الركوع ما أمكنه ذلك.
وإن لم يقدر على الإيماء برأسه كفاه النية والقول. ولا تسقط عنه الصلاة ما دام عقله ثابتاً بأي حال من الأحوال للأدلة السابقة.
ومتى قدر المريض في أثناء الصلاة على ما كان عاجزاً عنه من قيام أو قعود أو ركوع أو سجود أو إيماء، انتقل إليه وبنى على ما مضى من صلاته.
وإذا نام المريض أو غيره عن صلاة أو نسيها وجب عليه أن يصليها حال استيقاظه من النوم أو حال ذكره لها، ولا يجوز له تركها إلى دخول وقت مثلها ليصليها فيه. لقوله: {من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها متى ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك} وتلا قوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي [طه:14].
ولا يجوز ترك الصلاة بأي حال من الأحوال، بل يجب على المكلف أن يحرص على الصلاة أيام مرضه أكثر من حرصه عليها أيام صحته،
فلا يجوز له ترك المفروضة حتى يفوت وقتها ولو كان مريضاً ما دام عقله ثابتا، بل عليه أن يؤديها في وقتها حسب استطاعته،
فإذا تركها عامداً وهو عاقل عالم بالحكم الشرعي مكلف يقوى على أدائها ولو إيماء فهو عالم، وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى كفره بذلك. لقول النبي: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر}، ولقوله عليه الصلاة والسلام: {رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله}، ولقول النبي: {بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة} [أخرجه مسلم في صحيحه]، وهذا القول أصح؛ للآيات القرآنية الواردة في شأن الصلاة، والأحاديث المذكورة.
ـ[علي حسن جمالي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 10:01 م]ـ
الله يجزيك خير الجزاء
ولكن كان كل وقته بعذر ولا يستطيع النهوض للوضوء
وبعدها شد المرض عليه و كان بشبه غيبوبه حتى توفى رحمة الله عليه
السؤال هل الابناء قضاء عنه او لا يجوز ام ماذا انوروني جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:37 م]ـ
هنا فتوى في الموضوع نفسه
يقول السائل:
تركت الصلاة في حال المرض، ثم ماتت، فهل يلزم الورثة شيئاً؟
السؤال: توفيت أمي وعليها صلاة مدة شهرين بسبب السرطان، وكانت تنوي قضاءها، وكذلك عليها صيام من رمضان قبل الماضي حينما كانت بصحتها. السؤال: ما هو التصرف الصحيح مع عباداتها، علما أن لي أخوات، فهل نتعاون في القضاء، وهل يصلها ثواب الحج؛ لأنها لم تحج؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
الصلاة من أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، فالواجب على المسلم أن يحافظ عليها، ولا تسقط عنه مادام عقله معه.
وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم: (95220).
ثانياً:
لم تذكري هل كانت والدتكِ قد دخلت في غيبوبة فصارت لا تعي، أو لا؟ وإن كان ظاهر السؤال يدل على أنها كانت تعقل حال مرضها، بدليل أنها كانت تنوي قضاء تلك الصلاة.
فعلى العموم تارك الصلاة حال المرض لا يخلو من حالتين:
1. أن يترك الصلاة حال المرض؛ لفقدان عقله، فهذا لا شيء عليه إن شاء الله، ولا يلزمه قضاء الصلاة إذا عوفي بعد ذلك.
2. أن يترك الصلاة حال المرض، وعقله معه، ولكنه تركها ظنا منه أن الصلاة لا تجب عليه في تلك الحال، فهذا لعل الله أن يعفو عنه لجهله، وإن كان الواجب على الإنسان أن يتعلم ما يجب عليه من أمور دينه.
وفي الحالتين لا يُقضى عنه إذا مات بعد ذلك.
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (25/ 257): " إذا كان والدك حين مرضه يغيب وعيه ولا يعقل شيئا فإن الصلاة تسقط عنه، وهو ليس مكلفا في هذه الحالة؛ لأن مناط التكليف بالصلاة العقل، وقد زال عنه، أما إن كان لا يزول عنه وعيه ولا عقله، ولكن ترك الصلاة جهلا منه أنها تجب على مثله قدر استطاعته، فلعل الله أن يعفو عنه ويعذره بجهله ذلك، وعدم من يبين له الحكم الشرعي حتى مات رحمه الله وعفا عنه،
وفي كلتا الحالتين لا يجوز لك أن تصلي عن والدك شيئا من الصلوات؛ لأنه لا يصلي أحد عن أحد، والأصل أن الصلاة لا تدخلها النيابة " انتهى
فتوى منقولة من موقع الاسلام سؤال وجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/115)
ـ[علي حسن جمالي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 10:58 م]ـ
الله يجزيكم خيرا الجزاء
مشكورين اخوانيماقصرتم جعلها في ميزان حسناتكم(128/116)
تحذير الإخوة والأخوات من الكحول
ـ[عبدالله بدر]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
لا حول ولا قوة إلا بالله فللأسف الشديد قد كثر في هذه الأيام بعض من أشكال الخمر حيث يعطى له اسم آخر بديل عن الخمر ويستخدمونه الناس في أغراضهم
فمن هذه الأشياء هو الكحول:
وسأبين في المسألة إن شاء الله حسب الإستطاعة
أولا: من أين جاء هذه الكحول؟
كان من قديم في منطقة وربا الناس لا يتغسلون ولا يتطيبون فكان لديهم ريحة كريهة حيث بحثوا عن ريحة ثقيلة تزيل ريحتهم الكريهة فوجدوا هذا الخمر المعروف عندنا الآن بالكحول وهو نوع من الخمور, فلما وجده جهال المسلمين من العرب والعجم ظنوه ريحة طيبة فبدأوا باستعماله, وحتى أني في المناظرات أو إذا نصحت لمن يستخدم الكحول لا أستطيع أن أُفهم كثيرا من الناس بل ومن طلاب العلم بأن الكحول هو نوع من أنواع الخمور ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثانيا: الإثبات الواضح على أن الكحول خمر:
عندنا في بلادنا في تركيا للأسف الشديد الخمر قد كثر عند الناس والخمر بالطبع شرائه غالي أقصد الخمر التي تصدر من الشركات , فكان الفقراء ولا سيما هذا الأمر موجود في هذه الأيام أيضا الذين لا يستطيعون شراء الخمر الذي خرج من الشركة كانوا يشترون الكحول فيشربونه فيسكرون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثالثا: الكحول لا يجوز استخدامه قطعا في أي أمر ما:
ولا يجوز استخدامه فما كان كثيره حرام فقليله حرام, والعجب الشديد أننا نرى بعضهم يجوزون الكحول الآن الذي يوجد داخل الرياح التي تباع في السوق في بلاد المسلمين وهذا خطأ كبير وباطل فما كان كثيره حرام فقليله أيضا حرام.
الخلاصة: لا فرق بين الخمر والكحول.
أخيرا:
أيها الإخوة والأخوات فالحذر الحذر من استخدام الكحول ويجب على المسلم أن لا يستخدمه ولا يمسه للجسد فمسه للجسد أيضا حرام ولا يجوز استخدامه في أي وجه من الوجوه سواء أكان للعلاج أم للأكل أم للطيب أم لغير ذلك من الأشياء مما لا تأتي علي الآن. والله أعلم
ـ[محمد الشنقيطي المدني]ــــــــ[21 - 06 - 10, 10:19 م]ـ
أحسنت وجزاك الله خيرا أخي الفاضل(128/117)
أنظروا لمكانة اللحية - كانوا يعدون قليل شعر اللحية كصاحب العاهة!
ـ[أبو سلمان العراقى]ــــــــ[21 - 06 - 10, 11:55 م]ـ
قال الذهبى فى السير:كان أصحاب عبد الله (أى ابن مسعود رضى الله عنه) خمسة، كلهم فيه عيب: عَبِيدَة أعور، ومسروق أحدب، وعَلقَمة أعرج، وشُرَيح كَوْسَجٌ، و الحارث أعور.
ورد فى القاموس المحيط للفيروزأبادى أنه: القليلُ شَعَرِ اللِّحيَةِ والحاجبينِِ.
أو أنه من: لا لِحْيَةَ له أصْلاً.
و ورد فى كتاب النهاية فى غريب الحديث و الأثر لابن الأثير أنه: الذي عَرِيَ وجهُه من الشَّعَر إلاَّ طَاقَاتٍ في أسْفل حنكه.
كما ورد فى لسان العرب لابن منظور: الذي لا شعَر على عارِضَيْه.
أو هو: القليلُ شعر اللِّحْية، وقيل: هو الخفيف اللحية من العارِضَيْنِ، وقيل: هو أَيضاً القليل شعر الحاجِبَيْنِ.
وورد: الكوْسَجُ الذي عَرِي وجهُه من الشعر إِلاَّ طاقاتٍ في أَسفل حَنَكِه.
و جاء فى مختار الصحاح: الذي لا لحية له أصلاً.
فانظروا لمكانة اللحية عند السلف!
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 07:12 ص]ـ
هذا والله أعلم عن غير عمد أي أن لحيته طبيعتها هكذا ولم يتدخل فيها
وبالتالي فلا شئ عليه أو على من كان مثلهم
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 02:24 م]ـ
الأئمة الذين حرموا حلق اللحية كانوا يرون أن حلقها من المثلة المحرمة.وكون هيئة أو صفة ما مثلةأمر يختلف من مجتمع الى آخر.
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:23 ص]ـ
العجيب أن أحد أقاربي اشترى سيارة وبعد ما شتراها , ذهب لمحلات زينة السيارات وقام بتركيب لحية لها بـ 700 ريال فسألته مالفائدة فقال: (يا أخي تعطيها منظر حلو) فقلت سبحان اللحية حتى على السيارة جمال
والمصيبة أنه هو حالقٌ للحيته
ـ[أبو زكريا يحيى الباكستاني]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:48 م]ـ
فائدة جميلة أخي أبو سلمان
جزاك الله خيرا(128/118)
مسألة حول انتقاض الوضوء
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:56 ص]ـ
هل هناك فرق بين مس الذكر بشهوة ومسه لشهوة يعني على سبيل التمثيل لو أن رجلا ثارت شهوته و حينها مثلا كان يغير ملابسه فمس ذكره خطأ هل ينتقض وضوءه إذا اعتبرنا أنه يرى إنتقاض الوضوء بمس الذكر بشهوة ... وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:30 م]ـ
المسّ يشمل ما كان بقصد أو بغير قصد إذا كان بشهوة عند القائلين بذلك.(128/119)
السلاسل العلمية لشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
ـ[محمد ابن ادريس ابن طاهر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:08 ص]ـ
سلسلة شرح الأربعين حديثا النووية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=49)
سلسلة فضل الإسلام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=109)
سلسلة شرح كتاب لمعة الاعتقاد ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=241)
سلسلة شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=327)
سلسلة شرح الأصول الثلاثة ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=345)
سلسلة شرح كتاب كشف الشبهات ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=402)
سلسلة تفسير سورة الذاريات ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=409)
سلسلة شرح كتاب التوحيد ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=448)
سلسلة شرح مسائل الجاهلية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=509)
سلسلة شرح أصول الايمان للإمام محمد بن عبد الوهاب ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=762)
سلسلة تفسير سورة ق ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1111)
سلسلة الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1116)
سلسلة شرح كتاب الفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1120)
سلسلة شرح كتاب الورقات لإمام الحرمين الجويني ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1124)
سلسلة شرح العقيدة الطحاوية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2627)
سلسلة شرح العقيدة الواسطية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2636)
ـ[محمد ابن ادريس ابن طاهر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:11 ص]ـ
منقول من موقع طريق الاسلام
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[22 - 06 - 10, 02:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد ابن ادريس ابن طاهر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 03:19 ص]ـ
وأياك اخي
ـ[أبو عبدالرحمن الحر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله الجوفي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:57 ص]ـ
جزاك الله خير ونفع بك .. وكذا للشيخ الفاضل.
اُقتبس الموضوع وتم نشرهـ لتعم الفائدة.
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:43 م]ـ
أحبتي في الله
هل من جديد حول العلامة صالح ال الشيخ؟
لم لم يعد له إصدارات جدد لمواده العلمية؟
وفقكم الله
ـ[محمد ابن ادريس ابن طاهر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 05:07 ص]ـ
جزاكم الله خيراً اخواني في الله وبارك الله فيكم ونفع بك الله المسلمين(128/120)
ياأهل المدينة
ـ[أبوبندر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 06:56 ص]ـ
ياأهل المدينة أريد رقم الشيخ الدكتور أحمد بن عبدالوهاب الشنقيطي للضرورة وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:50 ص]ـ
مجلسه بين العشائين على يمين الروضة مما يلي المنبر.(128/121)
إلى جميع من في مملكتنا الحبيبة .. ماذا نفعل حيال منكرات زي العاملات في مستشفياتنا؟!
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[22 - 06 - 10, 10:29 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كثيراً ما نذهب إلى المستشفيات في ممكلتنا الحبيبة فنشمئز من بعض المناظر
فتلك ممرضة تلبس حجاباً فسفورياً يُلفت الأنظار
و تلك تلبس الضيق
و تلك تضع المساحيق و العطور المثيرة!!
و غيرها
و لكن لماذا نلتزم الصمت حيال هذا؟!!
أين العمل بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر؟!
أين أنت من (كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)؟!!
هل تعلم أخي أن هؤلاء يخالفون الأنظمة التي وضعها المسؤولون؟!
و ما كان من مخالفة فإما هي تساهل من المدير نفسه بالمتابعة و غيرها من الاسباب
ما أريد إيضاحه هنا أن لدينا أنظمة صارمة في هذا الباب
و لكن ما يريده كل غيور هو التطبيق فقط لا غير
و هذا تعميم من ولاة الأمر في هذا الموضوع جاء فيه:-
إيماء للبرقية الخطية السرية لصاحب السمو الملكي وزير الداخلية بالنيابة رقم 15/ 1/13 وتاريخ 3/ 1/1425هـ المعطوفة على برقية سموه الكريم رقم 7/ب/26977 ش م وتاريخ 3/ 11/1421هـ المتضمنة تشكيل لجنة لدراسة موضوع توحيد الزي المناسب للفتيات السعوديات العاملات بالمستشفيات والمستوصفات الحكومية والخاصة , وحيث أنهت اللجنة أعمالها وصدر عنها توصيات مناسبة (مرفق صورة من محضر اللجنة) وتلبية لرغبة سموه الكريم بتنفيذ توصيات اللجنة.
اعتمدوا إكمال وتنفيذ الإجراءات اللازمة كل ضمن اختصاصه والتعميم على جميع المستشفيات والمستوصفات الحكومية والخاصة للعمل بموجبها.
وكيل الوزارة للشؤون التنفيذية
* الضوابط العامة لزي العاملات:
1. يجب لبس الملابس المحتشمة الشرعية حسب تعليمات الدين الحنيف والتقاليد مع اكتمال شروط الحشمة.
2. يجب تغطية شعر الرأس كاملاً بغطاء غير شفاف ولا مزخرف مع ارتداء الحجاب الشرعي للمسلمات.
3. تمنع الملابس الشفافة أو الضيقة أو المفتوحة.
4. يمنع لبس الملابس التي تحمل صوراً أو كتابات أو شعارات مخالفة للدين الإسلامي , وكذلك يمنع لبس بنطلون الجينز.
5. يمنع التجول في المرفق الصحي أو خارجه بلباس العمليات وغرفة الولادة.
6. يجب الالتزام بتعليق البطاقة الرسمية شاملة المعلومات عن الاسم والجنسية والوظيفة والتخصص والقسم وتكون بخط واضح طيلة فترة التواجد في المرفق الصحي.
7. يجب الالتزام بالزي المقرر حسب التصنيف الوظيفي مما تحدده هذه الضوابط.
8. يمنع لبس الذهب والاكسسوارات ويسمح فقط بلباس الساعة والخاتم الشخصي ويمنع طلاء الأظافر ومساحيق التجميل.
9. يجب أن يكون المعطف الطبي واسعاً وطويلاً إلى منتصف الساق على الأقل وبأكمام طويلة إلى مفصل الكف ويشمل ثلاثة جيوب اثنان منها على الجانبين والثالث على الجهة اليسرى الأمامية ويكون مشبك الأزرار من الأمام.
10. تلتزم الفئات الوظيفية التي لم يقرر لها لباس أو لون خاص بهذه الضوابط.
* الضوابط العامة لزي العاملين:
1. تمنع الملابس الشفافة أو الضيقة أو المفتوحة.
2. يمنع لبس الملابس التي تحمل صوراً أو كتابات أو شعارات مخالفة للدين الإسلامي , وكذلك يمنع لبس بنطلون الجينز.
3. يمنع التجول في المرفق الصحي أو خارجه بلباس العمليات وغرفة الولادة.
4. تمنع قصات الشعر الغربية والقبعات ولبس السلاسل.
5. يجب الالتزام بتعليق البطاقة الرسمية طيلة فترة التواجد في المرفق الصحي شاملة المعلومات عن الاسم والجنسية والوظيفة والتخصص والقسم وتكون بخط واضح.
6. يمنع لبس الذهب والاكسسوارات ويسمح فقط بلباس الساعة والخاتم الشخصي.
7. يجب الالتزام بالزي المقرر حسب التصنيف الوظيفي مما تحدده هذه الضوابط.
8. تلتزم الفئات الوظيفية التي لم يقرر لها زي أو لون خاص بهذه الضوابط.
انتهى التعميم (المصدر) ( http://www.ahtsab.com/vb/archive/index.php/t-112.html)
طيب ما العمل إذا رأينا منكر في أي مستشفى؟!!
أنا في رأيي الخاص أن نتبع الخطوات التالية بالتدريج
و أريد منكم اثراء الموضوع بطرح الآراء المختلفة
الخطوة الأولى /
إذا كان الانسان لديه موعد في مستشفى فقبل أن يذهب يطبع هذا التعميم فإذا رأى مخالفة له فيذهب إلى المسؤول و يناقشه بكل لطف بالحكمة و الموعظة الحسنة مع تذكيره بالله و أنه يدخل في حديث "كلكم راع" و كذلك اعطاءه نسخة من التعميم للتذكير
و حبذا لو كانت النسخة مطبوعة من موقع صحيفة رسمية (تجده هنا ( http://www.alriyadh.com/2006/09/15/article186810.html) )
الخطوة الثانية /
إذا ذهبت مرة أخرى لنفس المستشفى و رأيت المخالفات قد زالت فاذهب للمسؤول و اثن عليه و اشكره فالانسان بطبيعته يحب الثناء الصادق
أما لو رأيت المخالفات لم تُزال فارجع للمسؤول و خاطبه باللين لكي يبلغك عن اسباب عدم التطبيق فإن رأيت العِناد منه فتجاهله و أرسل فاكساً لإدارة المتابعة والتحقيق التابعة للمديرية العامة للشؤون الصحية مع توضيح ما فعلته بالتفصيل و يجب عليك متابعة الشكوى بين حين و آخر فإن تمادو فعليك بالخطوة الثالثة
الخطوة الثالثة و الأخيرة /
القضاء الشرعي ولله الحمد يفتح بابه و وضح في شكواك جميع ما عملته من الخطوات السابقة
و الكلام السابق قلته فقط لمن علت همته للعمل بشعيرة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
أما من بدأ بتخذيل نفسه و يقول (وش الفايدة هم متمادين) (هذولا عندهم واسطة) (العلمانيين طابخينها صح) (هذولا قوت شوكتهم) فهؤلاء الأفضل لهم انكار المنكرات بالمجالس بالكلام فقط أما الفعل فهو لمن علت همته فقط
ننتظر طرح الآراء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/122)
ـ[رائد باجوري]ــــــــ[22 - 06 - 10, 04:30 م]ـ
الله المستعان!
حقا إنه واقع مأساوي يندى له الجبين
حتى إن بعض المستشفيات ليطلق عليها مولات
وأعرف مستشفى ناصحنا العاملين فيها كثيرا وعلى رأسهم مالكها
وللأسف إن كان مالكها لايرى في مثل هذه المظاهر مخالفة أو منكرا
فنسأل الله الهداية للجميع ..
ونحن بحاجة ملحة للإنكار لمثل هذه المناظر والتي أخذت في الإنتشار ...(128/123)
رأي البيحاني رحمه الله في السفور والاختلاط (كتاب أستاذ المرأة)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:45 ص]ـ
هذا نقل مطوَّل من كتاب " أستاذ المرأة " للبيحاني
أحببت نسخه ووضعه هنا للفائدة، لعل بعض الإخوة لا يعلم عنه ولم يطَّلع عليه
والشيخ رحمه الله توفي عام 1391 هـ
قال الشيخ محمد بن سالم البيحاني رحمه الله في كتابه " أستاذ المرأة " (ص 21 - 27)
• ... وحالة النَّاس في المدن والقرى ليست كحالهم في البوادي والصَّحراء، وزينة الحضريَّات بالملابس الجميلة والأشكال الأنيقة والحُلي الذَّهبيَّة ومختلف التَّزويق والتَّنسيق، تدعو إلى فتنة الرِّجال بالنِّساء ومتابعتهن في الشَّوارع والمنعطفات، والوقوف لهن على الأبواب، وفي الأماكن المظلمة.
• والبدويات اللواتي لا حظَّ لهن من الجمال والزِّينة إلا ما فطرن عليه وحباهن الله به، من رشاقة قدٍّ، وملاحة خدٍّ، وقوام مائس، وطرف ناعس، لا يُخشى عليهن وهنَّ في المزرعة والمرعى من عبث الرِّجال وفتنة المحتال، فالأماكن مفتوحة، والبيوت بسيطة، وكثرة الاختلاط في شرف القبيلة (22) وطهارة البيئة لا تمكِّن الشَّيطان من الفتنة بالأجنبيَّات ومغازلتهن بالكلام والنَّظرات، ولكُلٍّ حُكمة، والعادة إذا لم تخالف الدِّين محكَّمة بين النَّاس ...
• وكان نساء الصَّحابة ومن بعدهنَّ في العصور الأولى والإسلام عزيز الجانب، والعربي يغار لكرامة أخيه كما يغار لكرامة نفسه، كن يخرجن إلى الأسواق للبيع والشِّراء، بل ويسرن مع الجيش في الغزوات والحروب، ويسافرن مع الأزواج والمحارم حتى إلى الأقطار البعيدة والبلاد النَّائية وهنَّ خير مساعد لبعولتهن وأهلهن في الحقل والاصطبل وعلى البئر وعند النَّخيل، يجمعن الثِّمار، ويسسن الدَّواب، ويحرسن الدَّار، ويغشين المساجد للصَّلاة وسماع العلم، ويناقشن الرِّجال، ويفتين في الحرام والحلال.
• ولمَّا كثر الموالي، ودخل العجم في مختلف البلدان العربيَّة، واختلط الحابل بالنَّابل، وظهر الشَّرُّ من خبثاء النُّفوس، والذين في قلوبهم مرض، لزمت المرأة بيتها، وأمرها العلماء بالابتعاد عن المجتمعات خوف الفتنة، وخشيةً عليها من عبث الفاسق، وإباحيَّة الزِّنديق، وتوسعت الحضارة، وتقدَّمت المدنيَّة، وكثر التَّرف، وظهر الرَّقص والشَّراب، وغنَّت دنانير وأبو إسحاق، وصارت دمشق وبغداد وقربة والقاهرة كبعض العواصم اليوم في أوروبا، وسبب هذا كله المغالة في الحجاب، ومع المتدينون نساءهم عنالخروج حتَّى إلى الأماكن القريبة ومحلات العبادة إلا بحارس ورقيب لا يخاف منها، ولكن يخاف عليها.
وقال شاعرهم:
ليس التَّمدُّن أن نرى روح الحيا .... بيد الخلاعة كلَّ يوم تُزهق
والبنت يدفعها براحتها الهوى ... فتروح تهوى من تشاء وتعشق
لكنه العلم اهتدى بضيائه .... غرب البسيطة حين ضلَّ المشرق
• وجاء بعد ذلك آخرون يرون أنَّ المراة مظلومة، وأنَّ الله تعالى لم يأمرها بهذه الحالة، ولا أوجب عليها القاء في البيت حتى تخرج منه إلى القبر، فأرخوا لها العِنان، وتساهلوا معها في كل شأن، وصيَّروها تطلب المساواة بالرَّجل، وإن خالف ذلك الدِّين والتَّقاليد، وكذلك يكون النِّساء في آخر الزَّمان، وقال شاعر السُّفور:
سجنوهن في البيوت فشلُّوا ... نصف شعب يهم بالحركات
منعوهنَّ أن يرين ضياء .......... فتعوَّدن عيشة الظّلمات
دفنوهن قبل موت مريح .... في قبور سود من الحجرات
إنَّ هذا الحجاب في كل أرض .... ضرر للفتيان والفتيات
لم يكن وضعه من الدين شيء .... إنما قد أتى من العادات
• أمَّا أنا فلا أقول بالحجاب الذي لا حاجة له، ولا أقرُّ المبالغة فيه مع أمن الفتنة وسلامة العاقبة، ولا أرضى لسيدتي المسلمة السُّفور في كل مكان، وأن تختلط بالأجانب في الأسواق والمدارس وسائر المجتمعات، لا سيما وسلطان الدِّين ضعيف، والإباحيُّون كثيرون أقوياء، والأخلاق على ما نشاهد منحلَّة في المدن العامرة، والبوادي الَّتِيْ تعشش فيها كلَّ داعرة وعاهرة، وأهلها جُهَّال، والمرشدون عندهم قليلون أو غير موجودين (24)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/124)
• وإذا أردت الحقَّ سيدتي، فدعي النَّاس يقولون ما يشاؤون، وليبد كل رأيه، وحسبك الفهم والعمل بقول الله تعالى يؤدِّب المؤمنات السَّابقات منهن واللاحقات على لسان سيِّد الكائنان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)} [النور]
وفي الحديث الشَّريف ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحُهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ , وَكُلُّ عَيْنٍ زَانِية)).
• وحتَّى الصَّلاة، إذا خرجت إليها ففي ثياب بذلة، وليس عليك طيب و لا أي شيء من مظاهر الزِّينة يحرِّك الشَّهوة أو يجُرُّ إلى الفتنة، فقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلاَ تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الآخِرَةَ))، ورأت أمَّ المؤمني عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا من النِّساء شيئا فقالت: لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى مِنَ النِّسَاءِ مَا رَأَيْنَا، لَمَنَعَهُنَّ مِنَ الْمَسَاجِدِ، كَمَا مَنَعَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ نِسَاءَهَا.
• وإيَّاك والاختلاط في السَّفر أوالحضر بالرِّجال الأجانب، فإنَّه لا يحلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر فوق ثلاث إلا مع زوج أو ذي محرم، والشَّيطان يغتم الفرصة إذا خلا رجل بامرأة أجنبيَّة، ويزيِّن لهم الشَّرَّ، كما يقول النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا خَلا رَجُلٌ بامْرَأَةٍ إِلا وَدَخَلَ الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمَا، وَلَئَنْ يَزْحَم رَجُلٌ خِنْزِيرًا مُتَلَطِّخًا بِطِينٍ، أَوْ حَمْأَةٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَزْحَمَ مَنْكِبِهِ مَنْكِبَ امْرَأَةٍ لا تَحِلُّ لَهُ"، وحتَّى أقارب زوجك، لا ينبغي لك الاختلاط بهم، وإن كانت المصيبة عامَّة بمخالطتهم، ودخولهم على نساء بعضهم البعض، فإنَّه لمَّا نهى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن دخول الرِّجال على النِّساء قال له رجل من الأنصار أفرأيت الحمو؟!. قال ((الحمو الموت)).
• وإذا أبحنا لك الخروج وشيء من السُّفور فليس هذا هو التَّبرُّج الذي نهاك ربك عنه، ولا يحل لك أن تضعي البرقع والجلباب وتخرجي حاسرة الرأس، مكشوف الذِّراعين، بادية السَّاقين، في ثياب قصيرة ضيِّقة شفَّافة، تحكي الجسم، وتبدي الجِرم، وتدعو الرِّجال إلى متابعة النَّظرات، والسَّير وراءك في الشَّوارع والأسواق والمستحمات، ومحلات الرِّياضة، وأحسن من قال:
والنحر والعضدان والفخذان ...... كل أوء باد ما عليه غطاء
وبكفها المرآة تصلح شأنها ... كيف اشتهت ومتى وحيث تشاء
وسط الترام وفي الطريق تهتكا ........... إن التهتك للفتاة شقاء
جزت غدائرها فصارة وفرة ........... لا حبذا بالوفرة الحسناء
تلهو وترقص في المسارح مثلما ...... ترتج فوق غصونها الورقاء
يرتج منها كل رجراج كجد ............. ول زئبق لعبت به نكباء
بالاحتكاك وبالتَّلامس والتها ..... مس والشَّذى تتكهرب الأعضاء
وإذا غشيت المستحمَّم ترى من الـ ... جنسين أسرابا حواها الماء
جنبا إلى جنب تعوم وقد علا ..... ذاك الفضاء الضحك والضَّوضاء
فكأنَّ ميل الجنس جرِّد منها ........... أفما تفرُّ من الذِّئاب الشَّاء
لا وازع يزع الفتاة كمثل ما ....... تزع الفتاة صيانة وحياء (26)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/125)
وإذا الحياء تهتكت أستاره ............ فعلى العفاف من الفتاة عفاء
• والعقل الصَّحيح والذَّوق السَّليم لا يسمح بهذا، فضلا عن الدِّين الذي يحرِّم الزِّنا ويتوعَّد عليه بالعقاب الشَّديد، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإنَّ حمى الله محارمه، وقد كتب على ابن آدم حظُّه من الزِّنا مدركا ذلك منه لا محالة، فالعين تزني والأذن تزني والقلب يتمنَّى، والفرج يصدِّق ذلك أو يكذبه.
• وحيث كان لا بد من رؤية النِّساء ومرورهن في الطُّرقات وعليهنَّ الزينة مقصودة وغير مقصودة، فقد أمر الله عباده بغض البصر، وكفِّ الطَّرف، فقال تعالى {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لَتَغُضَّنَّ أَبْصَارَكُمْ، وَلَتَحْفَظُنَّ فُرُوجَكُمْ أَوْ لَيَكْسِفَنَّ اللهُ وُجُوهُكُمْ))، وقال أيضا ((الْإِثْمُ حواز الْقُلُوبِ وَمَا كَانَ مِنْ نَظْرَةٍ فَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيهَا مَطْمَع))، وقال أيضا ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْظُرُ إِلَى مَحَاسِنِ امْرَأَةٍ، ثُمَّ يَغُضُّ بَصَرَهُ إِلاَّ أَحْدَثَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةً يَجِدُ حَلاَوَتَهَا فِي قَلْبِهِ)).
• أمَّا أنت فلا بأس برؤيتك الرِّجال والنَّظر إليهم، وهم واقفون أو مترددون في أعمالهم، وسواء كان ذلك خارج البيت أو من نوافذه وفتحات أبوابه وعلى سطوحه، ما دامت الفتنة مأمونة وأنت غير متعرِّضة لهم بشرٍّ، ولا مبتدية بزينة، فقد كانت السَّيِّدة عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تنظر إلى الرِّجال من شقِّ الباب، ودعاها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى رؤية الحبشة وهم يلعبون في المسجد بحرابهم يوم العيد، وكذلك كان النِّساء يختلطن بالرِّجال في الحجِّ والمسجد ولا يقول أحدهم بوجوب شيء عليهن أكثر من تستُّرهنَّ وغضِّ أبصارهنَّ عمَّا لا يحلُّ النَّظر إليه.
• ولقلَّة أعمال المرأة في الخارج وجب عليها التَّستُّر بالجلباب (27) والثِّياب الطَّويلة الواسعة، وبعكس ذلك الرَّجل المحتاج إلى سُرعَةِ الحركة وخِفَّة السَّير ومزاولة الأمور الَّتِيْ لا يمكن مزاولتها إلاَّ برفع الثِّياب وكثرة القيام والقعود، والوثب والرُّكوب، فهو الذي يحمل الأثقال ويضرب بالسِّلاح ويعمل في الميدان والسُّوق والمزرعة ما لا تعمله المرأة، وإذن فلا يجب عليه إلا ستر ما بين سرَّته وركبته، وأن يصرف بصره عن حرمات الله قدر استطاعته ...
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 07 - 10, 05:49 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[مدارج]ــــــــ[23 - 07 - 10, 08:12 م]ـ
رحم الله الناقل ومن رفعه (ابتسامة) كلام لذيذ من البيحاني يرحمه الله تعالى رحمة واسعة.
وأقول:
إييييه ياخوك. . . أين الرجال من الغيرة , وأين النساء من الخوف من الجليل!
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 07 - 10, 10:52 م]ـ
ورحمك والمسلمين أجمعين(128/126)
فتاوي رئيسة قسم تفسير الحديث النبوي كلية الشريعة في تونس و الحجاب (أغيثوا أهل تونس من الرويبضة)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:44 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
طالما عودتكم تونس بالفتاوي التي لم نسمع بها في أبائنا الأقدمين من مسألة تعطيل التعدد و غيرها من تعطيل الشريعة تحت ذريعة أنها لا تصلح لعصرنا و يجب علينا الأخذ من الإسلام ما يوافق روح العصر و غيرها من الكلام الذي يستكره حتي العامي و الله المستعان
الحجاب لم ينزل إلا في المهوسين جنسيا تعني بهم خير الناس قلوبا من زكاهم الله الصحابة و تقول من يختصر الدين في لباس معين يتجاهل سماحة الدين و المعاني الجميلة فيه و هل حضارة 15 قرنا أختزلها في غطاء لشعري و عندما أقابل الرجل التونسي كيف أحترمه الحجاب؟؟
ذالك أنني عندما ألبسه أعطيه فكره أنه مهوس جنسي فأنزعه إحتراما و لا أريدك أيها المشاهد أن تحترمني لوجود قطعة قماش باليه و النساء في تونس و من لها معرفة دينية تجدها محافظة و متخلقة و أنا أرفض هذا الحجاب لما يوهم الرجل أني لا أحترمه.
هذا هو الإسلام و الشريعة الإسلامية بقوالب تونسية في ترجمة (خارقة لكل مسمي يرادف كلمة العادة) للمسماة منجية عالمة تونس الأولي (كما يلقبونها) و عضو مجلس المستشارين .. الله غالب مسكينة تونس فين وصلت بينا الحالة ناشدتكم الله هل يخالفني عاقل رشيد علي وجه الأرض لو قلت هذا عين الظلامية اللائكية المتطرفة الحاقدة .. كلمة حق اريد بها باطل. (و الله المستعان علي ما يصفون) ....
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:46 م]ـ
هذا الذي تقولُهُ هذهِ ليسَ بجَديدٍ، فما زالَ الملاحِدةُ يقولونَهُ، وهُمْ يظنّونَ أنَّهم ينكِرونَ على أهلِ العِلمِ من الرِّجالِ، وهم على الحقيقةِ يسبّونَ اللهَ - تعالى الله علوّاً كبيراً -، فإنّ الذي أمرَ المرأةَ بالحِجابِ - بغضّ النَّظرِ عن قدرِ هذا الحِجابِ- هوَ ربّ العالمينَ، وهذهِ وغيرُها يهزؤونَ بأمرِهِ ويَعتِرضونَ على حكمِهِ.
وهذهِ إمّا أنّها تجهلُ أنّه أمرُ اللهِ في كتابهِ وعلى لسانِ نبيّهِ، أو أنَّها لا تؤمنُ بذلِكَ أصلاً.
أسألُ اللهَ ربَّ الأرضِ والسماءِ، أن يَهديَ هؤلاءِ إلى الحقِّ إن كانوا لايَعلمونَهُ، و يقطَعَ ألسُنَهم إن كانوا يعلمونَهُ.
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 05:00 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
جزاك الله خيرا.
كان ابن حزم رحمه الله إذا عرض عليه أمر تافه يقول:
"و هذا الكلام عدم الرد عليه هو الرد."
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 06:26 م]ـ
وهذهِ إمّا أنّها تجهلُ أنّه أمرُ اللهِ في كتابهِ وعلى لسانِ نبيّهِ،
بل هي تدرس في كلية أصول الدين و تظهر على التلفاز (القناة التونسية في برنامج فتوى و هي متبرجة)
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 06:33 م]ـ
تبا لها و لمثلها.
و الله متم نوره و لو كره المشركون و الكافرون و المنافقون.
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 07:02 م]ـ
لا أدري كم يدفعون لها ولكن أظن أنه مبلغ وقدره عجبا تدرس في كلية أصول الدين وتظهر وتفتي والناس وهي متبرجة وكأنها تقول ها أنا يا مليار ونصف مليار مسلم أروني ماذا ستفعلون؟ عذرا يا سيدتي المتفقهه فنحن الآن غثاء كغثاء السيل مشغولون بكأس العالم ربما لاحقا ..... لاحقا على ما أعتقد فالأمل ......................................... طوي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــل
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 09:53 م]ـ
و غيرها من الكلام الذي يستنكره حتى العامي و الله المستعان
سبحان الله، أذكر أنني كنت في زيارة لجدتي و قدر الله أن يكون ذلك في وقت بث برنامج هذه المرأة، فما إن رأتها جدتي كاشفة شعرها حتى بادرت بالتعليق:
لو كنت تفهمين الدين جيدا لكنت ساترة رأسك.
فسبحان الله، هذا هو رد جدتي حفظها الله و قد قاربت الثمانين و طبعا هي لا تقرأ و لا تكتب و لكن تلك هي فطرة الله التي فطر الناس عليها.
ـ[أبو عبد الرحمان التونسي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:33 م]ـ
هذا غيظ من فيض و الله المستعان
و الله أحيانا أتفكر في حالنا حتى انّ صدري ليضيق و أتسائل هل يمكن أن يأتي يوم ينصلح فيه حالنا
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 01:42 ص]ـ
السلام عليكم أيها الأخوة لقد سألت اليوم شيخا سلفيا و طلب مني الدليل فلما أريته التسجيل قال إن كانت تقصد بالمهوسين الصحابة فكلامها يدور حول الكفر و توشك أن تخرج من الملة
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:03 ص]ـ
فإني عزمت على أن أضحي بالغالي والنفيس لأنال رضوان الله
ورحمته، ولأفوز وأظفر بجنته، فأبدأ بأهلي فأفارقهم وما أصعب الفراق،
وبالأموال والمتاع فأتخلى عنه وما أشد هذا التخلي، وبدراستي الجامعية
فأتركها لألتحق بركاب طلبة العلم الشرعي و أنال الشهادة الحقيقية في هذه الجامعة
الفريدة يارب أعد لتونس مجدها و أغث أهلها من براثين الرويبضة و كما قال القائل في سبيل الله
نمضي نبتغي رفع اللواء فليعد لدين مجده و ليعد لدين عزه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/127)
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:06 ص]ـ
فإني عزمت على أن أضحي بالغالي والنفيس لأنال رضوان الله
ورحمته، ولأفوز وأظفر بجنته، فأبدأ بأهلي فأفارقهم وما أصعب الفراق،
وبالأموال والمتاع فأتخلى عنه وما أشد هذا التخلي، وبدراستي الجامعية
فأتركها لألتحق بركاب طلبة العلم الشرعي و أنال الشهادة الحقيقية في هذه الجامعة
الفريدة يارب أعد لتونس مجدها و أغث أهلها من براثين الرويبضة و كما قال القائل في سبيل الله
نمضي نبتغي رفع اللواء فليعد لدين مجده و ليعد لدين عزه.
آمين
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:40 م]ـ
وبدراستي الجامعية
فأتركها لألتحق بركاب طلبة العلم الشرعي
.
أي دراسة ستتركها أخي الحبيب؟؟؟؟؟
(بركاب) لعلها بركب.
كتبت لك رسالة خاصة فلم أتمكن من إرسالها لأنك أغلقت هذا الباب؟؟؟
و وفقك الله في كل الأحوال.(128/128)
ماهو الترتيب المناسب في قراءة كتب [ابن القيم] و [ابن تيميه]
ـ[حيدره]ــــــــ[22 - 06 - 10, 02:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بركاته ..
أحبتي في الله .. لا يخفى على كريم علمكم أهمية كتب ابن القيم وابن تيمة رحمهم الله وحرص طلبة العلم على قراءتها والاستفادة منها؛
فسؤالي هل هناك ترتيب معين أو انها على حسب ما يراه طالب العلم مناسب له، فالذي أخشاه أن تكون طريقتنا عشوائية!! وهناك طرق نافعة ومفيدة نستفيد منها في قراءه كتب ابن القيم وابن تيميه عند الاخوه الفضلاء في ملتقانا الغالي ولم نعلم عنها!! ..
لذلك أتمنى من الأخوة أن يحتسبوا الأجر عند الله عز وجل ويوضحوا لنا الطرق المناسبه أو التجارب الذاتيه لعموم الفائده، وكل يُدلي بِدلوه و الدال على الخير كفاعلة
:
محبكم في الله
حيدره
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[22 - 06 - 10, 03:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
سؤال مهم
وكذلك هل هناك كتبا معينة تقرأ قبل كتب الشيخين؟
وهل يلزم أن يكون عندك طرفا من بعض العلوم (النقلية والعقلية) قبل الشروع في جرد كتبهما؟
وطبعا يأتي سؤالك
ما هو الترتيب الصحيح لقراءة هذه الكتب؟
بانتظار المشايخ الفضلاء جزاهم الله عنا خيرا
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[22 - 06 - 10, 03:30 م]ـ
هنا تجدون بغيتكم و أرجو منكم الدعاء لي بالخير
http://www.ibnalqayem.com/article/3-general-article/51-301.html
ـ[حيدره]ــــــــ[23 - 06 - 10, 10:50 م]ـ
أخي ياسر نفع الله بك
أخي يوسف غفر الله لك
جزاكم الله خير الجزاء ونفع الله بكم ..
والدال على الخير كفاعله أخي / يوسف .. وبعد اذنك تم نقل مافي الرابط لعموم الفائدة ..
ومن كان عنده إضافه فحياهلا ..
.............................................
من موقع الامام ابن القيم رحمه الله - والرابط ما ذكر اعلاه -
مقالات - مقالات عامة
:
المنهج القيم في قراءة كتب شيخ الإسلام وابن القيم
:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا فمن يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ? وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ? [آل عمران:102] ,
?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً? [النساء:1] , ?
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ?يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً? [الأحزاب:70 - 71] ... أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ?, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة, ثم أما بعد:
فإنه يجدر بطالب العلم أن يهتم بدراسة التوحيد والعقيدة, مُتبعاً في ذلك كتاب الله, وسنة رسوله ?, وآثار الصحابة رضوان الله عليهم, والسلف الصالح رحمة الله عليهم
وذلك ليسلم من غوائل الانحرافات العقدية, وشبهات الفكر المردية.
ومن المشهور عند من له أدنى انصراف إلى العلم ما لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني رحمه الله تعالى من جهود كبيرة مشكورة في نصرة مذهب الطائفة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة من أهل السنة والجماعة, بل من تأمل حاله – رحمه الله – عَلِم أن الله تعالى أقامه في عصره مجدداً لما اندرس من مفهوم العقيدة الصحيحة في وقت أعيت فيه الحجة, وكانت أن تنسد فيه المحجة, وقد ترسّم خطاه تلميذه العلامة ابن القيم رحمهما الله. فأصبح لا يشك شاك في أهمية قراءة ودراسة كتب هذين الشخصين ولا سيما في هذا الوقت الذي كثرت فيه الشبهات, وتعددت فيه الانحرافات العقدية الفكرية, وقلَّ فيه التمييز بين الحق والباطل؛ لغلبة الجهل, وقلة المعرفة بطريق القرآن والسنة, وخُبُو أنوار الرسالة المحمدية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/129)
وكان لزاماً على من نصح نفسه, وطلب نجاتها, وخاف من الإنجراف في تيارات الزيغ والباطل أن يهتم بكتب هذين الشيخين؛ لكي يطمئن قلبه إلى العقائد الصحيحة بأدلتها النقلية والعقلية, ويكون عنده يقين بها, مع سؤال الله أن يثبته على المعتقد الحق كما قال ابن القيم في «النونية»:
حتى أتاح لي الإله بفضله مَنْ ليس تجزيه يدي ولساني
حَبْر أتى من أرض حران فياد أهلا بمن قد جاء من حران
فالله يجزيه الذي هو أهله من جنة المأوى مع الرضوان
أخذت يداه وسار فلم يَرِمْ حتى أراني مطلع الإيمان
ورأيت آثاراً عظيماً شأنها محجوبة عن زمرة العميان
وهذا منهج مطروح مقترح في ترتيب كتب هذين الشيخين؛ لتسهيل مطالعتها, وقراءتها؛ وليسير الوصول إلى الفائدة منها.
وهذا المنهج يعتمد على طريقة التدرج من الأسهل الواضح, القريب التناول إلى ما هو أرفع منه عُمقا, وبسطاً, مما يحتاج في فهمه إلى النظرً وإعمال الذهن.
وسميته «المنهج القَّيم لقراءة كتب شيخ الإسلام وابن القيم» أو «هداية الطريق إلى المنهج العتيق».
أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلها خالصة لوجه الكريم ووسيلة عنده لنيل رضاه وجنات النعيم, إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: فهد بن عبد الله التركي
القصيم – بريدة
30/ 4/1425هـ
أولاً: كتب ابن القيم
ولتكن بداية القارىء بها؛ ولتكن مقدِّمة بين يدي كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ ولأنه أهتم بنقل أفكار واختيارات شيخه ابن تيمية رحمه الله.
وتنقسم كتب ابن القيم إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى:
وتتسم هذه المجموعة بالسهولة في الصياغة, والأسلوب, وكون فائدتها قريبة إلى العقول والأذهان, وموضوعاتها مهمة للمبتديء, مع كون كل كتاب منها لا يزيد عن مجلد واحد. وليُراعَ في قراءتها الترتيب التالي:
1 - الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء (مجلد واحد).
2 - الوابل الصيب من الكلام الطيب (مجلد واحد).
3 - الصلاة وأحكامها وحكم تاركها (مجلد صغير).
4 - الرسالة التبوكية أو زاد المهاجر إى ربه (رسالة صغيرة).
5 - جواب في صيغ الحمد (رسالة صغيرة).
6 - فوائد حديثية (مجلد صغير).
7 - كتاب أرسله ابن القيم إلى بعض إخوانه (رسالة صغيرة).
ومعه: كتاب مختصر المعوِّذتين للإمام ابن قيم. اختصره الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. وهذا المختصر أخذه الإمام محمد بن عبد الوهاب من كتاب بدائع الفوائد. ويقع في بدائع الفوائد ص (2/ 291 –341).
8 - المنار المنيف في الحديث الضعيف (مجلد واحد).
9 - أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية (مجلد صغير).
10 - اجتماع الجيوش الإسلامية لغزو المعطلة والجهمية (مجلد صغير).
11 - تحفة المودود بأحكام المولود (مجلد واحد).
12 - جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام (مجلد واحد).
13 - الفوائد (مجلد واحد).
14 - حكم سماع الغناء (مجلد واحد).
15 - عِدةُ الصابرين وذخيرة الشاكرين (مجلد واحد).
المجموعة الثانية
وتشتمل على كتب هي أكبر من الأولى عموماً, ذات مواضيع أعمق وأطول في التقرير, مع كونها فقهية عقدية, حديثية, وعظية ويكون القارئ قد تمرس وتدرب على أسلوب ابن القيم من خلال المرحلة السابقة.
وليراع فيها الترتيب الآتي:
1 - روضة المحبين ونزهة المشتاقين (مجلد واحد).
2 - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (مجلد واحد).
3 - التبيان في أقسام القرآن (مجلد واحد).
4 - إغاثة اللهفان في طلاق الغضبان (مجلد واحد) وهو غير إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان فذاك (مجلدان).
5 - الفروسية (مجلد واحد).
6 - الروح (مجلد واحد).
7 - هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى (مجلد واحد).
8 - الطرق الحكمية في السياسة الشرعية (مجلد واحد).
المجموعة الثالثة
وتشتمل على كتب هي أكبر في الحجم, وأوسع في عرض المسائل والردود, مع الحاجة إلى مزيد الفكر, وإعمال ذهن عند قراءتها.
وليُراع فيها الترتيب التالي:
1 - زاد المعاد في هدى خير العباد (خمسة مجلدات).
2 - أحكام أهل الذمة (في مجلدين).
3 - إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان (في مجلدين) وللشيخ عبد الله أبا بطين مختصر له (في مجلد واحد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/130)
4 - النونية. وتقع قريباً من ستة آلاف بيت إلا قليلاً في تقرير مذهب أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات, ولها عدة شروح: منها شرح الشيخ أحمد بن عيسى, وهو شرح متوسط يميل إلى التطويل (في مجلدين) واسمه: توضيح المقاصد, وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام بن القيم. ومنها: شرح الشيخ محمد بن خليل الهراس (في مجلدين) وهو شرح مفيد ومتوسط. ومنها: شرح للشيخ عبد الرحمن السعدي وهو مفيد مختصر في مجلد صغير, ومنها:شرح للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ, ولكنه لم يكمل في مجلد لطيف, وللشيخ عبد الرحمن السعدي شرح لفصل منها وهو فصل في توحيد المرسلين.
5 - طريق الهجرتين وباب السعادتين (مجلد ضخم).
6 - شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (مجلد واحد).
7 - مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة (مجلد جزآن) , وطبع في طبعة محققة ثلاثة أجزاء.
8 - تهذيب السنن مطبوع على هامش مختصر أبي داود للمنذري.
9 - بدائع الفوائد وله طبعات وهو (أربعة أجزاء).
10 - الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة. الأصل ولم يكمل طبعة, وصدر منه إلى الآن أربعة أجزاء بتحقيق الدكتور الدخيل الله.
11 - مختصر الصواعق مطبوع في مجلد في جزأين اختصره الموصلي.
12 - إعلام الموقعين عن العالمين له طبعات. وقد طبع مؤخراً بتحقيق الشيخ مشهور بن حسن, وهو أحسنها.
13 - مدارك السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين مطبوع في ثلاث أجزاء, وله طبعات وصدر مؤخراً بتحقيق جيد للشيخ عبد العزيز الجليل.
وتعتبر هذه الخمسة الكتب الأخيرة هي أكبر وأوسع وأعمق كتب الإمام ابن القيم, ولذلك أخرتها إلى عند الآخر حتى يحصل للقاريء من خلال مروره على كتب ابن القيم الأخرى دِرْبة, فإذا قرأ هذه الكتب وجد ذهنه يستوعب ما يقرأ, مع الاستفادة والفهم لها.
ثانياً: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية
(رحمه الله)
فالمقترح فيها أن تُقرأ الكتب المتعلقة بموضوعات العقيدة أولاً, وذلك لأن كتابه شيخ الإسلام في العقيدة أوسع مما كتبه في غيرها وأعمق؛ لأنه رحمه الله حامل راية السلف في الاعتقاد فأوضح معتقد السلف, وانتصر من المعقول والمنقول, وزيَّف أقوال المخالفين, ولهذا نجد أكبر كتبه قد كتبها في مجال العقيدة؛ وذلك لاهتمامه بالرد على الزائغين المبتدعين.
ونلاحظ أن كتبه في العقيدة تحمل طابع البسط والتطويل من عمق المعاني, والاحتياج في فهمها إلى تأمل.
ولهذا أقترح أن يقرأ الطالب كتبه في العقيدة مع التفهم لها والتأني, والتجرد من الهوى, وقصد معرفة الحق لاعتقاده, والعمل به لا سيما في مثل هذه الأيام التي كثرت فيها الدعاة إلى المذاهب الفاسدة, وكثر التشكيك في معتقد أهل السنة والجماعة.
ثم إذا انتهى من مجال العقيدة قرأ في التفسير ثم في الفقه ثم في غيره.
واعلم أنه يتعذر إحصاء وضبط كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما صرَّح بذلك مترجموه؛ وذلك لكثرة كتابة الشيخ رحمه الله, وكون بعض من كتب له الشيخ أو وقع في يده شيء من كتبه احتفظ بها لنفسه, وقد بقي شيء منها مخطوطاً, ولذلك قد يصل إلى بعض أهل العلم من كتبه ما لا يصل إلى آخرين, وهكذا.
وهذا السَّرْدُ لكتبه – رحمه الله – بحسب ما أطلعنا عليه من كتبه المطبوعة التي وصلت إلينا.
ولم أتتبَّع في هذا المسْرَدِ ذكر الأجزاء الصغيرة من مؤلفاته – رحمه الله – لأن أغلبها مذكور في كتب «المجاميع» التي تُعنى بجمع رسائل شيخ الإسلام ولذلك أحلتُ عليها؛ ولتفرقها, وعدم انضباطها. فما لم يُذكر يُعظم إلى نظيره مما ذُكر.
ومن أكمل من جمع في تسمية كتب شيخ الإسلام – رحمه الله – ابن القيم في كتابه: «تسمية مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية, وكذلك ابن عبد الهادي في العقود والدُّرية» وكذلك ذكر المحققان لكتاب «الصارم المسلول» فِهرساً طويلاً لكتب الشيخ حاولا فيه استيعابها فقالا (1/ 70):
« ... وقد جمعنا أسماء مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من جميع المصادر والمراجع التي بين أيدينا, ورتبناها على حروف المعجم, ونعتذر عما لم يكن ذكره؛ لاختلاف عنوانه؛ لأن الكثير منها لم يحصل الوقوف إلا على تسميته, وهي كما يأتي: ... » فذكرا سبعمائة واثنين بدون المكرر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/131)
ومما ينبغي التنبيه عليه أن بعض مصنفات الشيخ قد يكون لها أكثر من عنوان, فيظن من وقف عليه أنهما كتابان وهو واحد.
وقال ابن القيم في «النونية» في تعداد الشيخ: «فصل: في مصارع النفاة والمعطلين بأسنة أمراء الإثبات الموحدين:
وإذا أردت ترى مصارع من خلا من أمة التعطيل والكفران
وتراهم أسرى حقيراً شأنهم أيديهم غُلَّتْ إلى الأذقان
وتراهم تحت الرماح دَرِيْئَةً ما فيهم من فارس طَعَّانِ
وتراهم تحت السيوف تَنُوْشُهمْ مِنْ عَنْ شمائِلهم وعن أيمانِ
وتراهم انسلخوا من الوحين والـ ـعقل الصريح ومقتضى القرآن
وتراهم والله ضِحْكةَ ساخر ولطالما سخروا من الإيمان
قد أوحشت منهم ربوع زادها الـ ـجبار إيحاشاً مدى الأزمان
وخلت ديارهم وشُتِّتَ شملهم ما فيهم رجلان مجتمعان
قد عطل الرحمن أفئدة لهم من كل معرفة ومن إيمان
فاقرأ تصانيف الإمام حقيقة شيخ الوجود العالم الرباني
أعني أبا العباس أحمدَ ذلك الج ـبحر المحيط بسائر الخاجان
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ما في الوجود له نظير ثان
وكذلك منهاج له في رده قول الروافض شيعةِ الشيطان
وكذلك أهل الإعتزال فإنه أرادهم في حفرة الجُبَّان
وكذلك التأسيس أصبح نقضه أعجوبة للعالم الرباني
وكذلك أجوبة له مصرية في ست أسفار كُتبن سِمانِ
وكذا جواب للنصارى فيه ما يشفي الصدور وإنه سِفران
وكذلك شرح عقيدة للأصبها ني شارح المحصول شرحَ بيان
فيها النبوات التي إثباتها في غاية التقرير والتبيان
وكذا قواعد الاستقامة إنها سِفران فيما بيننا ضحمان
وقرأت أكثرها عليه فزادني والله في علم وفي إيمان
هذا ولو حدثت نفسي أنه قبلي يموت لكان نغير الشان
وكذلك توحيد الفلاسفة الأُلى توحيدهم هو غاية الكفران
سفر لطيف فيه نقض أصولهم بحقيقة المعقول والبرهان
وكذاك تسعينية فيها له رد على مَنْ قال بالنفساني
تسعون وجهاً بينت بطلانه أعني كلام النفس ذا الوحدان
وكذا قواعده الكبار وإنها أوفى من المائتين في الحسبان
لم يتسع نظمي لها فأسوقها فأشرت بعض إشارة لبيان
وكذا رسائله إلى البلدان والـ ـأطراف والأصحاب والأخوان
هي في الورى مبثوثة معلومة تبتاع بالغالي من الأثمان
وكذا فتاواه فأخبرني الذي أضحى عليها دائم الطَّوَفَان
بلغ الذي ألقاه منها عدة الـ ـأيام من شهر بلا نقصان
سِفر يقابل كل يوم والذي قد فاتني منها بلا حسبان
هذا وليس يُقَصِّر التفسير عن عشر كبار ليس ذا نقصان
وكذا المفاريد التي في كل مس ألة فسفر واضح التبيان
ما بين عشر أو تزيد لضعفها هي كالنجوم لسالك حيران
وله المقامات الشهيرة في الورى قد قامها لله غير جبان
نصر الإله ودينه وكتابه ورسوله تناقضهم بكل مكان
أبدى فضائحهم وبيَّن جهلهم وأرى تناقضهم بكل مكان
ومن العجائب أنه بسلاحهم أرادهم تحت الحضيض الداني
كانت نواصينا بأيديهم فما مِنّا لهم إلا أسير عان
فغدت نواصيهم بأيدينا فلا يلقوننا إلا بحبل أمان
وبعد: فإن غالب هذه الرسائل ذكرت في تلك «المجاميع» فلذلك ذكرنا نفس المجاميع لشهرتها.
وهذا تقسيم لكتبه – رحمه الله – في العقيدة والتوحيد, نبدا فيه بالأسهل فالأسهل بناءً على طريقة التدرج والتدرب على هذه الكتب حتى تسهل الإفادة منها وتقترب ثمراتها من المجتني القاطف, وقد قسمتها إلى ثلاث مجموعات.
المجموعة الأولى:
وتشتمل على كتب العقيدة المجملة الاعتقاد مع اختصارها, ووضوح معانيها. وليُراع في ترتيبها الآتي:
1 - العقيدة الواسطية مع شروطها.
2 - الفتوى الحمودية مع شروحها.
3 - قاعدة في التوسل والوسيلة رسالة صغيرة.
4 - الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان مجلد صغير.
5 - اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم مجلد وقد طبع محققاً في مجلدين.
6 - الصارم المسلول على شاتم الرسول مطبوع في مجلد وقد طبع في ثلاثة أجزاء محققة تحقيقاً جيداً.
7 - الاستغاثة في الرد على البكري مجلدان.
8 - التدمرية مع شروحها.
9 - قسم العقيدة من الفتاوي المصرية. ويقع قسم العقيدة منها في المجلد الأول في قرابة المائتي صفحة.
10 - الأجزاء الأولى من «مجموع الفتاوى» جَمْع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم وابنه محمد – رحمهما الله – من الجزء الأول وحتى الجزء الثاني عشر. باستثناء الجزء التاسع المتعلق بالمنطق فتؤخر قراءته كما سيأتي إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/132)
11 - جامع المسائل تحقيق محمد عزيز شمس, وتشتمل على رسائل ليست في «مجموع الفتاوى».
12 - المستدرك على «مجموع الفتاوى» للشيخ محمد بن قاسم قسم العقيدة منه.
13 - مجموعة الرسائل بعناية الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله.
المجموعة الثانية:
وتتسم بالطول, مع ظهور موضوعاتها عموماً.
وليراع في ترتيبها الآتي:
1 - الاستقامة, وفيه الرد على رسالة القيشري مطبوع في مجلدين بتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله.
2 - الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح ط: دار العاصمة وهي أحسن الطبعات الموجودة.
3 - منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة القدرية مطبوع في تسعة مجلدات التاسع فهارس تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم رحمه الله. وللذهبي – رحمه الله – مختصر له سماه: «المنتقى من منهاج السنة». وكذلك للشيخ عبد الله العنيمان وفقه الله.
المجموعة الثالثة:
وتتسم بالطول مع أسلوب الحوار والرد والإقناع بالإضافة إلى استخدام المصطلحات الكلامية والفلسفية فلذا تحتاج إلى تأمل أكثر.
وليراعَ في ترتيبها الآتي:
1 - النبوات: وهو مِنْ آخر ما صنفه ابن تيمية رحمه الله, وقيل: إنه ألفه في السجن. مطبوع في مجلد متوسط, وطبع في مجلدين بتحقيق الطويان.
2 - الرسالة الصفدية وقد طبعت في مجلد تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم, ثم طبعت في مجلد واحد بتحقيق الحليمي والدمشقي.
3 - بيان تلبيس الجهمية, ولم يكمل, بل لا تزال أجزاء منه مخطوطة, وطُبع منه مجلدان بتحقيق الشيخ محمد بن عبد الرحمن ابن قاسم رحمهما الله.
4 - درء تعارض العقل والنقل مطبوع في عشرة مجلدات والحادي عشر فهارس, بتحقيق الدكتور: محمد رشاد سالم رحمه الله وكان قد طبع أولاً على هامش منهاج السنة النبوية, ولكنه كان ناقصاً.
5 - الرد على المنطقيين مطبوع في مجلد واحد.
6 - المجلد التاسع من «مجموع الفتاوى» وهو المتعلق بالمنطق.
ثانياً: قسم التفسير
ثم ينتقل القارئ إلى قراءة كتب ابن تيمية المتعلق بالتفسير وعلومه فيرتبها في القراءة كالتالي:
1 - الأجزاء المختصة بالتفسير ضمن «مجموع الفتاوي» والتي تحمل الأرقام: ج13, ج14, ج16, ج17.
2 - تفسير الشيخ الكبير. وهو مطبوع في سبعة مجلدات بعناية الدكتور عبد الرحمن عميرة, وهو مجموع من كلام الشيح.
3 - تفسير آيات أشكلت «في مجلدين» وهو موجود ضمن «مجموع الفتاوى».
4 - دقائق التفسير, وهو مجموع من كلام الشيخ.
ثالثاً: قسم الفقه
ثم ينتقل القارئ إلى قسم الفقه من كلام الشيخ رحمه الله تعالى.
وهنا: أحبذ أن يبدأ الطالب والقارئ باختيارات الشيخ العلمية الفقهية؛ لكي يعرف فقه الشيخ – رحمه الله تعالى – مجملاً فمن الكتب التي تُعنى باختيارات الشيخ:
1 - الاختيارات العلمية للبعلي رحمه الله وهو أكبر كتب الاختيارات وأوفاها. لكن الطبعة التي رأيناها كثيرة الأخطاء والتصحيف, فلعلها تُحقق.
2 - اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية لتلميذه الحافظ ابن عبد الهادي مجلدا صغير.
3 - اختيارات شيخ الإسلام التي خالف فيها الأئمة الأربعة لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن قيم الجوزية رحمهما الله تعالى وهو رسالة صغيرة.
4 - اختيارات شيخ الإسلام ابن الإسلام ابن تيمية لدى مترجميه جمعها من كُتب تراجم شيخ الإسلام: سامي بن محمد جاد الله.
ثم بعد ذلك يقرأ ما كتبه الشيخ من المسائل الفقهية في قسم العبادات لوضوحها, وسهولتها, وظهور مسائلها وهذا يشمل:
1 - الجزء الحادي والعشرين, والثاني والعشرين, والثالث والعشرين, والرابع والعشرين, والخامس والعشرين, والسدس والعشرين, والسابع والعشرين من «مجموع الفتاوى».
2 - شرح العمدة, ولم يكمل الشيخ بل شرح أبواب العبادات. كتبه الشيخ وهو في متقبل الغمر.
3 - الجزء الأول والثاني من «الفتاوى المصرية».
4 - القواعد النورانية بتحقيق الدكتور: أحمد خليل.
5 - المسائل الماردينية مجلد صغير.
6 - مستدرك الشيخ محمد بن قاسم قسم العبادات منه.
ثم ينتقل بعد ذلك إلى الأبواب الفقهية الأخرى من أبواب المعاملات, والعقود وغيرها ويشمل:
1 - الجزء الثامن والعشرين, والتاسع والعشرين, والثلاثين, والحادي والثلاثين, والثاني والثلاثين, والثالث والثلاثين, والرابع والثلاثين, والخامس والثلاثين, من «مجموع الفتاوى».
2 - الجزء الثالث, والرابع والخامس من «الفتاوى المصرية».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/133)
3 - مستدرك ابن قاسم قسم المعاملات والعقود وغيرها.
ثم ينتقل إلى كتابات الشيخ الأخرى وتشمل:
1 - الجزء الثامن عشر من «مجموع الفتاوى» وهو قسم الحديث.
2 - الجزء التاسع عشر من «مجموع الفتاوى» وكذلك الجزء العشرين وهما في «أصول الفقه».
3 - المسوّدة لآل تيمية.
ومما يحسن لمن أراد أن يبتدىء بقراءة كتب الشيخين أن يقرأ كتب أهل العلم التي تُعْنى بكلام الشيخين واختياراتهما ولعلي هنا أرتب تلك الكتب ليسير الطالب عليها قبل قراءته لكتب الشيخين:
1 - فمنها: كتب الشيخ عبد العزيز, والشيخ محمد بن عثيمين في العقيدة والتوحيد, والفقه وغيرهما.
2 - ثم مجموعة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى وتشمل على ثلاثة عشر مجلداً بما في ذلك التفسير, والشيخ عبد الرحمن رحمه الله له عناية بكتب الشيخين وهو ممن تأثر بهما في الأسلوب والاختيارات.
3 - ثم ينتقل إلى كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب, وتشتمل مجموعة الشيخ على ثلاثة عشر مجلداً وهي طابعة جامعة الإمام, وذلك لأن الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله اعتني بكتب الشيخين, وخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية, وقد نهج المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لمن بعده من تلامذته فمن بعدهم – منهجاً حسناً في كتب الشيخين؛ بحيث جعل للقراءة في كتب الشيخين مجالس يُعلق فيها على كتبهما ودرَّب تلامذته على ذلك, وجعل كتب الشيخين يستنار بهما لمعرفة العقائد الصحيحة, ورد ما سواها من العقائد الباطلة وكان الفقهاء ونجد والعالم الإسلامي عموماً – الحنابلة منهم – يهتمون بنقل كلام شيخ الإسلام وابن القيم في المسائل الفقهية كما يفعله فقهاء الحنابلة والقلة منهم الذي يستنير بكتبه في آراء العقيدة. حتى جاء الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب فأشرع جادة له ولمن بعده في الإفادة من كتب الشيخين وجعلهما من باب الأساسيات في معرفة معتقد السلف رحمهم الله.
4 - ثم ينتقل إلى كتب أئمة الدعوة النجدية رحمه الله عليهم أجمعين؛ وذلك لأنهم قرَّروا العقيدة والتوحيد, واهتموا بها اهتماماً بالغاً؛ لأن المجتمع في عهدهم وعهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان منحرفاً اعتقادياً, فلذلك جرَّدوا دراسة كتب شيخ الإسلام وابن القيم, واهتموا بها حتى أدركوها, وفهموها, وفهموا العقيدة, فألفوا فيها التصانيف المفيدة النافعة.
وهذا سَرْد لما يحضرنا من كتبهم:
1 - فأولها وأجمعهما: الدرر السنية, مطبوع في ستة عشر مجلداً, جَمْع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم, ولو اكتفى به الطالب, وردّده مراراً لكفاه عن أكثر كتب أئمة الدعوة؛ لأنه جامع لعموم كتبهم.
2 - مجموعة الرسائل والمسائل مطبوع في خمسة مجلدات لكنها طبعة كثيرة الأخطاء فتحتاج إلى تحقيق, وإعادة طبع من كونها نفدت من الأسواق.
3 - شوح كتاب التوحيد, وأحسنها وأوسعها: تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ, وفتح المجيد للشيخ عبد الرحمن حسن, وله أيضاً حاشية مفيدة على كتاب التوحيد أسماها: قرة عيون الموحدين, ومنها: إبطال التنديد للشيخ حمد بن عتيق, وحاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن قاسم.
4 - المجاميع:
فمنها: مجموع الرسائل للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب مجلد واحد تحقيق الدكتور الفريان.
ومنها: رسائل وفتاوى الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين جمع الحازمي.
ومنها: هداية الطريق من رسائل وفتاوى الشيخ حد بن عتيق, تقديم ومراجعة الشيخ إسماعيل بن سعد بن حمد بن عتيق.
ومنها: المجموع المفيد من رسائل وفتاوى الشيخ سعد بن حمد بن عتيق جمع وترتيب الشيخ إسماعيل بن سعد بن عتيق.
ومنها: مجموع يضم عدة رسائل باسم: إجماع أهل السنة والجهمية على تكفير المعطلة والجهمية, وفيه ثلاث رسائل: أحدهما للشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ, والثانية للشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ, والثالثة للشيخ سليمان بن سحمان.
ومنها: فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى مطبوعة في سبعة مجلدات وهي ثلاثة عشر جزءاً.
5 - أما الأجزاء المفاريد فمنها ما لا يزال مخطوطاًً ومنها ما هو مطبوع ضمن «الدرر السنية».
كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيش للشيخ عبد الرحمن بن حسن مجلد واحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/134)
6 - منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيش للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن سعد.
7 - مصباح الظلام في الرد على مَنْ كذب على الشيخ الإمام للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن.
8 - البراهين الإسلامية في رد الشبهة الفارسية للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن مجلد صغير.
9 - شرح الكفاية الشافية مجلد صغير جداً لم يكمل فيه شرحها للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن.
10 - الرد على عُبّاد الصليب مطبوع في مجلدين لابن معمر.
11 - الفواكه العذاب في الرد على مَنْ لم يحكم السنة والكتاب مجلد صغير للشيخ حمد بن ناصر بن معمر.
12 - إتمام المنة والنعمة في ذم اختلاف الأمة مجلد صغير للشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ.
13 - الرسالة المدنية في بيان العقيدة السنية رسالة صغيرة للشيخ حمد بن ناصر بن معمر.
14 - تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود جرجيس للشيخ عبد الله أبابطين, مطبوع في مجلد واحد.
15 - إقامة الحجة والدليل وإيضاح المحجة والسبيل مجلد لطيف للشيخ سليمان بن سمحان.
16 - الحجج الواضحة الإسلامية في رد شبهات الرافضة الإمامية للشيخ سليمان بن سمحان.
17 - حكم اللجوء والإقامة في بلاد الكفار مجلد صغير للشيخ صالح بن محمد الشثري.
18 - تأييد الملك المنان في نقض ضلالات دحلان مجلد صغير للشيخ صالح بن محمد الشثري.
19 - الرد على شبه المستغيثين بغير الله للشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى مجلد صغير.
20 - وله أيضاً: شرح النونية مطبوع في مجلدين كبيرين.
21 - حكم تكفير المعين, والفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة. رسالة صغيرة للشيخ إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن رحمه الله.
22 - شرح كشف الشبهات للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
23 - شرح آداب المشي إلى الصلاة له أيضاً.
24 - التعليق على المقنع لابن قدامة حاشية منسوبة للشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ. مطبوع في ثلاث مجلدات.
25 - حاشية العنقري على الروض المربع ثلاثة مجلدات.
26 - حواشي الشيخ عبد لرحمن بن قاسم رحمه الله تعالى ومن أكبرها وأبرزها حاشية الروض المربع مطبوع في سبعة مجلدات وهو رحمه الله تعالى مما يُعنى بنقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله تعالى.
ومنها: حاشية ثلاثة الأصول, ومنها: حاشية مقدمة التفسير, ومنها: حاشية الرحبية, ومنها حاشية الآجرومية, ومنها: حاشية كتاب التوحيد, ومنها كتابة إحكام الأحكام.
أسأل الله بمنه وكرمه أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:31 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك أخي الكريم
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 12:00 ص]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام ابن تيمية
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=65)
بالصوت
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6299
بالنص
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1666
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 12:21 ص]ـ
للنفع
ـ[مرتادة القمم]ــــــــ[27 - 10 - 10, 05:28 ص]ـ
نفعَ الرحمَن ُ بكُمْ عمادَ الأمَة ْ وأنفَع ْ ..
..
لاخلاَ منكُم بَر ولابَحر ْ .. !(128/135)
قاعدة في بحث المسائل الخلافية
ـ[معتز]ــــــــ[22 - 06 - 10, 03:19 م]ـ
قاعدة في بحث المسائل الخلافية ( http://www.salafvoice.com/article.php?a=4349&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZvaWNlLmNvbS9hcnRpY2xlc y5waHA/bW9kPXN1YmNhdGVnb3J5JmM9MTc1)
كتبه/ د. محمد رجب محمد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهذه إشارة موجزة تمهد لطالب الحق وتعينه على مقصوده من البحث والنظر، غير إنها لا تنفع صاحبها إلا مقرونة بورع وزهد؛ ورع عن اقتراف ما يخشى ضره يوم الحساب من فضول كلام وسبق لسان، وزهد في علو على الأقران ورؤية نفسه في حسن البيان، والله المستعان.
فاعلم -رحمك الله- أن: اضطراب تصور المتنازع عليه من أهم بواعث الخلاف ومثارات الشقاق؛ إذ يشهد كل فريق غير الذي يشهده الآخر، فيأتي كل من المتنازعين بكلام في غير محل النزاع.
ويترتب على هذا الاضطراب أمر أشد خطرًا؛ ذلك أن الباحث يتناول كلام الفريق الآخر حاكمًا عليه بما ثبت في تصوره لهذه المسألة، وكأنما صار قاعدة محكمة يقاضي إليها الأدلة، وهذه طريقة أهل البدع والأهواء؛ فإن أصل كل بدعة تقديم ما يتوهم إحكامه على أدلة الشرع، فيرد تلك الأدلة إلى رأيه وتصوره الموهوم، مخالفًا أمر الله -تعالى-: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) (النساء:59) ومفهومه: لا تقدموا آراءكم وظنونكم بين يدي نصوص الشرع المشرف، بل اجعلوا نصوص الوحي حاكمة قاضية، وهذا ليس في خلاف الفروع فحسب، بل هو آكد في أصول الدين وعقائده، إذ كانت نصوصه محكمة لا تقبل ما يحتمله استدلالية الفقه والفروع، من الظن والترجيح.
ولنضرب لذلك مثالا عمليًّا يستبين به الكلام: فقد رأينا من طلبة العلم -فضلاً عن عامة المتدينين- مَن لا يتصور المقصود من الإرجاء، بل صار اصطلاح الإرجاء إذا أطلق مشيرًا إلى عين المتنازع عليه، والذي لم يقطع فيه بعد بالبحث والنظر. فصورة الإرجاء في ذهن هؤلاء هي: عدم اعتبار جنس العمل من الإيمان بإزاء التصديق والإقرار سواءً بسواءٍ، وهي عين الصورة التي ينبغي أن يبحث فيها وينظر في كلام الفريقين قبل أن يصوب أو يخطئ أحد الرأيين.
والمقصود أن تصور المسألة المتنازع عليها -كالإرجاء هنا-: لابد أن يصح عند الناظرين في النزاع، وإلا فإن كثيرًا من النصوص والآثار سيحمل في الفهم على غير وجهه، وهذا ما نراه في مطالعة الأدلة والنقول في مثال الإرجاء؛ فإن السلف لما تكلموا عن مسمى الإيمان وحقيقته التي تشمل: التصديق والقول والعمل، إنما نشطوا فيه لبيان بدعية القول بأن الإيمان كل لا يتجزأ؛ إذا ذهب بعضه ذهب كله، فهو بذلك حقيقة واحدة غير قابلة للتجزأ، فلا تقبل زيادة ولا نقصًا، وهذا أصل الإرجاء كما كان أصل الخوارج كذلك، غير أن تطبيق كل فرقة منهما اختلف عن الآخر، مع التزام ذلك الأصل مما استوجب بيان ضلاله؛ خاصة وقد ترتب على ذلك القول أثر خطير يغري بالانحلال من الشريعة، ويفضي إلى نقض الدين، أعني مقالتهم بأنه: "لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا تنفع مع الكفر طاعة"، فتارك الفرائض أو مرتكب الكبائر مؤمن كامل الإيمان، ناج من العذاب، غير معرض للعقوبة، وهذه المقالة الخبيثة كانت وليدة هذا الأصل الذي ذكرنا.
فالإرجاء حقيقةً مركب من هذين المتلازمين: أصل إنكار تجزأ الإيمان وقابليته للزيادة والنقصان، وما يلزمه من عدم تعرض تارك الأمر أو مرتكب النهي للعقاب.
ولعل الوقوف على هذا المعنى يجلي الفرق بين تلك المقالة وما ذهب إليه مرجئة الفقهاء: كالإمام أبي حنيفة -رحمه الله-، ويوجه تلك الإضافة إلى الفقه. ذلك أن أبا حنيفة -رحمه الله- لم يبنِ قوله بعدم دخول العمل في مسمى الإيمان على أصل المرجئة حيث قالوا بعدم تعدد الإيمان وتجزئته، وإنما جاءت شبهته -رحمه الله- من جهة الاستدلال الفقهي القائم على النظر في بعض النصوص، لا على تأصيل تلك القاعدة المتوهمة ومحاكمة النصوص إليها، وهذا فرق عظيم؛ ولذا لم يترتب على قوله ما ترتب على أصل الإرجاء، بل وافق -رحمه الله- قول عامة السلف في تعرض تارك الأمر ومرتكب النهي للعقوبة، ولذلك اعتبر كثير من المحققين -كشيخ الإسلام ابن تيمية- خلافه لفظيًا، وهذا من جهة ما ذكرنا، بمعنى أن خلافه في الاسم وليس في الحكم، وإلا فهو قول خطأ غير صواب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/136)
ومما يحسن الإشارة إليه هنا: أن اعتبار مثل الإمام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- ذلك الخلاف لفظيًّا يعني إقراره على الحكم، أي إنه إقرار بعدم مخالفة هذا القول لعقيدة السلف من جهة أحكام الآخرة، فالتصديق والإقرار مع ترك العمل غير موجب للنجاة من النار؛ وهذا قدر متفق عليه، إلا إن ثَمَّة تتمة لهذا القول لابد أن يتفق عليها كذلك؛ ألا وهي: أن التصديق المتضمن عمل القلب مع الإقرار باللسان موجب للنجاة من الخلود في النار، فهذا قول أبي حنيفة -رحمه الله- في باب الأحكام، وهذا لازم اعتبار ابن تيمية -رحمه الله- خلافه في الأسماء لا في الأحكام بغير تفصيل. والله أعلم.
والمقصود أنَّ نقول السلف لابد وأن تنظر من خلال تصور حقيقي للإرجاء على ما ذكرنا، وأن تنزل على باعث كلامهم؛ من تفنيد القول بوحدة الإيمان وعدم تجزأه، وعدم لزوم العمل في النجاة من النار. أما أن يحمل كلام السلف على لزوم العمل لدخول الجنة فتلك مسألة أخرى غير ما سيق الكلام لأجله، فدخول الجنة لا يعني النجاة من النار من أول وهلة، كما أن دخول النار لا يعني عدم دخول الجنة إلى الأبد، بل من كان معه أصل الإيمان خرج من النار ودخل الجنة يومًا من الدهر أصابه قبل هذا اليوم ما أصابه.
ومن ذلك ما ذكره بعض الباحثين عن الإمام الشافعي في مسألة الإيمان فقال: "الشافعي -رحمه الله- وإن لم يذهب لكفر تارك الصلاة لعدم ثبوت الإجماع عنده في المسألة؛ فهو من كبار أئمة السنة العارفين بمذاهب السلف؛ ولذا عصمه الله من مخالفتهم في كفر تارك العمل؛ حيث قال -رحمه الله- كما في "شرح أصول الاعتقاد للالكائي 5/ 886": وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم: أن الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر" "كتاب أقوال ذوي العرفان في أن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان للدكتور عصام بن عبد الله السناني".
فهذا الكلام يبين لنا كيف يُنسب التناقض إلى فهم السلف بسبب تفسير نقولهم بحسب رؤية مسبقة، والإشكال أن هذه الرؤية هي عين المستدل عليه بهذه النقول. فإذا كان الشافعي -رحمه الله- يذهب إلى عدم كفر تارك الصلاة ولا غيرها من أعمال الجوارح، فكيف يكفِّر تاركها في الآخرة ويوجب خلوده في النار، فالذي أورث ذلك التناقض حملُ كلامه على رؤية مسبقة، وهي تفسير قوله: "لا يجزئ"، بمعنى: "لا ينجيه من الخلود في النار"، مع أن كلامه ينتظم ويتلاءم إذا ما حملناه على معنى: "لا ينجيه من دخول النار"، وهو التفسير الأليق بكلامه ومذهبه في كفر تارك الصلاة، كما أنه المناسب لما تقدم من توجه كلام السلف في ذلك الوقت إلى دحض بدعة القول بأن تارك العمل يجزيه إقراره في النجاة من النار؛ لا الخلود فيها.
وقد تقرر أن لكل مقال بساطَ حال، لا يتضح الكلام إلا بحمله على ذلك البساط، فانظر مثلاً إلى تكفير الإمام أحمد -رحمه الله- من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، مع قول كثير من الأئمة من بعد بالتفصيل -وهو الصواب-. فالنظر إلى مقالة الإمام أحمد مجردة عن بساط حالها يورث الإشكال؛ ولا إشكال عند معرفة بيئة مقالته وتوجيه كلامه لسد باب فتنة عظيمة لم يكد ينغلق من القول بخلق القرآن؛ فلما استقر الأمر لاعتقاد السنة ورُمَّت مقالات البدع والأهواء؛ تكلم العلماء بما كان السكوت عنه سدًا لذريعة تلك المقالات، وفصَّل الناس بعد الإجمال؛ وثوقًا ببساط الحال. فالحمد لله أولاً وآخرًا، والصلاة والسلام على خير الورى.(128/137)
ردع المُجازفِ المُفتري على الأئمةِ تجويزِ المعازف
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 04:03 م]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه ,,,, أما بعد
قيل لمحمد بن كعب القرظي – رحمه الله – " ما علامة الخذلان؟ قال أن يستقبح الرجل ما كان عنده حسنا , ويستحسن ما كان عنده قبيحا "
حلية الأولياء 3/ 214.
ما كدنا نخرج من دوامة مجنون غامد حتى أثار لنا مستشارنا دوامة رضاع الكبير فما أن هدأت حتى خرج لنا الكلباني بدوامة الغناء!!!
وأنا هنا لا أشبّه هذه الأحداث إلا بزوبعة في أرض سبخة , لا تحرك ماء ولا تثير ترابا , وإن حركت شيئا عاد ما حُرك على رأس مثيره!!!
وصدق بنفسي وأهلي صلى الله عليه وسلم حين قال: " ... إن عافية هذه الأمة في أولها وسيصيب آخرها بلاء وفتن يرقق بعضها بعضا ... "
أخرجه الإمام أحمد 2/ 191 وهو صحيح الإسناد.
ترددت كثيراً في طرح هذا الموضوع لأنه قد أشبع بحثاً ولم يكن لمثلي كلام مع ما قاله العلماء كابراً عن كابر , لكن ما أثارني وأستفز حفيظتي ما قاله الكاتب الكلباني في هذه المسألة في حق علمائنا الأكارم , وما وصفهم به من وصف يأنف عن وصفهم به من عنده أدنى مروءة وحفظ للجميل.
ولذا سيكون كلامي هنا على نسق كلامه وإن كنت سأترفّع عن بعض الألفاظ التي لم يترفع عنها ووصف علمائنا ودعاتنا بها.
فأقول مستعينا بالله وحده صائلا بحوله وقوته متبرأ من حولي وقوتي.
إن مما يقرره علماء الأصول:
" أن العبرة في الحكم الشرعي بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني "
فالشريعة كاملة من كل نقص , سالمة من كل عيب , ولذا لو نزلت نازلة بالمسلمين لوجدوا في أصول الشرع ما يقيسونها عليه , فلا يأتي أحد عاقل فضلاً عن أنه يعدُ نفسهُ من طلبة العلم ثم يقول أنا أريد نصاً صريحاً في الغناء أو الإختلاط أو حتى المخدرات , لأن القاعدة كما تقرر تقول " أن العبرة في الحكم الشرعي بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني ".
فإذا تقرر هذا هدمت قاعدة " أأتني بنصٍ صريحٍ صحيح " في بعض القضايا التي لم يرد بمسماها المتعارف عليه عندنا نص صريح , ولكنها تُخرّج على أصولها وتُلحق بنظائرها.
وأنا هنا لن أتطرق لمسألة الغناء , وسأحاول فيما يقدم من الأيام أن أنقل كل ما تقع عليه عيني في المسألة ليعلم الجميع أنه ليس لكل أحد أن يخوض غمار بحر متلاطم وهو لا يحسن كتم أنفاسه لدقائق فضلاً عن أن يجابهه بعكس موجه!!!
ولكني أريد أن أقف وقفات يسيرة مع ما ذكره الكاتب من نقول بعضها افتراء على الأئمة وكذب وبعضها منقول عن كتب الأدب " المخل " ككتاب الأغاني والمستطرف وغيرها , وحَسِب الكاتب أن البحث العلمي وأقوال السادة العلماء تؤخذ من كتب القُصاص والأشعار!!!
فإن كان قد حَسِب ذلك فقد أبان عن جهلٍ لا يخوّل صاحبه بمسك القلم فضلاً عن بحث المسائل الشرعية.
وسأبدأ بقول الكاتب ثم نقلي وتعليقي عليه.
قال الكاتب في مقدمة كلامه:
" ... ولكني أشير إلى نكتة ينبغي أن يتنبه لها المسلم، ولو قلت إنها من قواعد الدين لمن تأمل فلعلي لا أخالف الحق، فإنك لو نظرت في الكتاب والسنة النبوية ستجد أن كل ما أراد الله تحريمه قطعا نص عليه بنص لا جدال فيه، وهكذا كل ما أوجبه الله، نص عليه نصا لا جدال فيه، وكل ما أراد أن يوسع للناس ويترك لهم المجال ليفهموا من نصوص كتابه، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر ... "
أقول: هذا النكتة لا يقولها من شم رائحة العلم , أو حتى من سمع بأن هناك مبتدعةً وضّلال!!!
وهل أهلك الفرق الضالة سوى فهومهم للنصوص وإعمالهم الآراء في مقابل ما يرونه محتملا , ما الذي أخرج الجهمية من الإسلام سوى إعمالهم العقل في آيات الصفات , وبعض أقوالهم لهم فيها مستند من كلام العرب , ومع ذلك كفّرهم أشياخ الإسلام!!!
وأنظر أخي المبارك لهذه الفقرة من كلامه الآنف الذكر في قوله:
" ... وكل ما أراد أن يوسع للناس ويترك لهم المجال ليفهموا من نصوص كتابه، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر ... "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/138)
نسأل الله السلامة والعافية , من إنتكاس الفهم , وأنا هنا اتسائل هل يعي هذا الكاتب ما يقول , هل يعتقد أن فهوم الناس مصدر ثالث من مصادر التشريع , إن قصد هذا فقد جعل إسلامه على محك , وإن لم يقصد ذلك فقد أوتي من قبل جهله المرّكب بهذا العبارة الخرقاء!!!
ثم تطرق الكاتب في مقاله إلى أن من أدلته على جواز الغناء أن التاريخ حفظ لنا أسماء كثير من المغنين!!!
والعجيب أن الكاتب الكلباني يجهل كثيراً من القواعد الشرعية والتي قدّمت عقله للعالم على أنه عقل قابل للتجارب!!!
بالله عليكم هل يُظن أن طالب علم أو مثقف أو حتى مدعيهما يريد أن ينصر قوله يستشهد بالتاريخ وأنه حفظ لنا أسماء المغنين مثل فلان وفلان!!!
إذن على هذه الاستشهادات (المفحمة) سيقول قائل بأن السحر (حلال) لأن التاريخ حفظ لنا أسماء السحرة العظام , وكذلك إدعاءالنبوة والتاريخ مليء بهما!!!
ثم تطورت بهذا الكاتب جرأته حتى نال من الصحابي الجليل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه وعن أبيه – فقال بأنه ممن أشتهر بالغناء وذاع صيته فيه!!!
أعوذ بالله من الخذلان أأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسوّق للمنكرات بأسمائهم , هذا الكاتب الذي لا أظن أنه يعرف شيئا سوى صف الكلام , أنظروا عن أي كتاب ينقل هذا القول الشنيع عن هذا الصحابي الجليل لتأييد مذهبه الباطل في حل الغناء ينقل عن كتاب الفجور كتاب الأغاني 8/ 325.
ليتأكد لك النقل العلمي المؤصل الذي نقل منه هذه الفرية , وقد تتبعت ترجمة هذا الصحابي الجليل في دواوين الإسلام والتراجم فلم أجد ما يشير إلى ما أشار إليه هذا الكاتب!!!
والعجيب أنه دبّج مقالته التي يزعم أنها علمية , بأسماء ألبسها لبوس الصلاح والإمامة والتقى وسأقف مع بعض من ذكرهم وخاصة من ذكرهم بكثير الثناء وأطراهم حتى يخيّل إلى القارئ أنهم أئمة بررة , ليتضح لك أخي القارئ الكريم أن هذا الكاتب إما انه جاهل جهلاً مركباً أو أنه صاحب هوى نسأل الله العافية وسأترك سقط المتاع الذين ذكرهم في ثنايا كلامه عن المعروفين بالغناء وفيهم رافضة وصوفية وباطنية وزنادقة!!
ولأن لكل ساقطة لاقطة , فالمغنيين لهم شأو عنده , ولا كرامة لهم عندي فسأصفح عن ذكرهم , قال:
( ... وإسحاق بن إبراهيم أبو صفوان المغني المشهور، وكان ثقة عالما كبير القدر يعظمه المأمون ... )!!!
ولو علم هذا الكاتب من الذين يعظمهم المأمون لما ذكر أسمه ولكنه مع جهله في العلم , جاهل في التاريخ , فهل يرى أن المأمون يعظّم أهل السنة؟؟؟ وهو الذي حمل الناس على القول بخلق القرآن وفتن عليه العالمين ولاقى من لاقى من العلماء العناء والعنت بسبب هذه الفتنة , والتي ما زال بعض دول الإسلام يذوق ويلاتها , ومع ذلك كله لم يشتهر هذا الموصلي إلا بالغناء لا أكثر , فكيف وصل إليه بحثه بأنه ثقة عالم كبير القدر!!!
ثم عد ممن عُرف بالغناء فقال:
( ... والحسن بن أحمد المعروف بابن الحويزي، وكان يقرئ القرآن والآداب ويعلم الصبيان الغناء ... )
ذكر الصفدي أن هذا الحويزي " صوفي " , وهنا لا نعجب من كونه مغنيا , ويسقط كلامه والثناء عليه مع هذه البدعة!!!
الوافي بالوفيات 4/ 117.
ثم قال:
( ... واشتهر به إبراهيم بن سعد الزهري أحد الأئمة الأثبات، وكان يضرب بالعود ... )
ولا أعلم كيف حكم عليه بأنه يضرب بالعود فقد قال الذهبي – رحمه الله – في ترجمته لإبراهيم بن سعد الزهري: " قلت: كان ممن يترخص في الغناء على عادة أهل المدينة، وكأنه ليم في ذلك، فانزعج على المحدثين، وحلف أنه لا يحدث حتى يغني قبله، فيما قيل "
سير أعلام النبلاء 8/ 306.
فمن أين أستنبط أن إبراهيم بن سعد الزهري كان يضرب بالعود؟؟؟
ويبدو فيما وقفت عليه في بعض من ذكرهم أن القاعدة المطردة عنده أن كل من يرى السماع يصبح عنده ضاربا بالعود ويكون مغنيا ولا بد!!!
وقد وجدت هذه القاعدة في كثير ممن عدهم مغنين؟؟؟
ثم قال هذا الكاتب:
( ... وشهر بن حوشب، وكان فقيها قارئا عالما، أحد المشاهير برواية الحديث، كان يسمع الغناء بالآلات ... )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/139)
و يكفي لدحض هذه الفرية ما ذكره المؤرخ ابن عساكر – رحمه الله - بسنده عن عثمان بن نويرة، قال: دعي شهر بن حوشب إلى وليمة وأنا معه، فدخلنا، فأصبنا من طعامهم، فلما سمع شهر المزمار، وضع أصبعيه في أذنيه، وخرج!!!
تاريخ ابن عساكر 8/ 71.
فأي أمانة علمية يتمتع بها هذا الكاتب!!!
ثم قال:
( ... والمحدث الشهير سويد بن سعيد وصف بأنه مولع بالغناء ... )
وهذا الكلام يدل على ما كررته مرارا أن الكاتب فيه جهالة إن لم يكن غشا , فسويد بن سعيد ضعيف جدا , فيكف يصفه بالمحدث؟؟؟
قال الناقد البصير في الرجال أبو زكريا يحيى بن معين – رحمه الله – فيه " سويد حلال الدم "
وقال البخاري – رحمه الله - فيه: " منكر الحديث "
وهذه اللفظة من البخاري من أشد أنواع الجرح عنده.
المختلطين للعلائي 1/ 51.
ومع هذا قد حاولت جاهدا أن أجد شيئا مما نسبه له هذا الكاتب من أنه مولع بالغناء فلم أجده لا في كتب الرجال ولا التراجم والتواريخ ولا حتى كتب الأدب والتي لا تخلو من كذب على الأعلام!!!
ثم قال:
( ... وسعد الله بن نصر المعروف بابن الدجاجي الفقيه، الواعظ، المقرئ كان يحضر مع الصوفية ويسمع الغناء معهم ... )
يحضر مع الصوفية , ثم يستشهد به في حل المعازف!!!
فهو غفر الله لنا وله يحتاج إلى تبرئة من التصوف فضلا عن أن يستشهد به في أمر ديني.
قال صاحب الوافي بالوفيات:
" وكان يخالط الصوفيّة ويحضر معهم السماعات .. "
5/ 56.
وقال هذا الكاتب:
( ... ونص على إباحة الغناء ابن رجب الحنبلي العالم الشهير صاحب الفنون ... )
قلت نص على تكذيب هذه الفرية نسأل الله الستر في الدنيا والآخرة.
فقال العلامة بن رجب الحنبلي – رحمه الله -: " وما كانَ محرماً حرم استماعه والانصات إليه، ووجب التشاغل عنه كسماع الغناء والآت اللهو، ونحو ذلك "
كما في شرحه فتح الباري في كتاب الصلاة باب الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب 5/ 503.
وقال أيضا – رحمه الله -:
" وأدخلوا في هذا الطريق (أي التصوف) أشياء كثيرة ليست من الدين في شيء , فبعضها زعموا أنه يحصل به ترقيق القلوب كالغناء والرقص , وبعضها زعموا أنه يراد لرياضة النفوس لعشق الصور المحرمة ونظرها ... "
فضل علم السلف على علم الخلف ص 6.
فأين نص الإمام ابن رجب على ما ذكره من إباحته للغناء؟؟؟
ثم قال:
( ... وحكى الأستاذ أبو منصور والفوراني عن مالك جواز العود ... )
وقد نقل أيضا ابن رجب رحمه الله تكذيب هذه الفرية أيضا!!!
فقال – صب الله على ضريحه شآبيب الرحمة –
" ومن يحرم الغناءَ كأحمد ومالك، فإنَّهما يقولان: إذا بيعت الأمةُ المغنية، تُباع على أنَّها ساذجةٌ، ولا يُؤخذُ لغنائها ثمنٌ ... "
جامع العلوم والحكم 415.
ثم قال هذا الرجل موهما القارئ بأن الصحابة كانوا يسمعون الغناء الذي يتعارف عليه الناس اليوم وهو ما كان مصحوباً بالمعازف والموسيقى وغيرها من المنكرات!!!
" وقد روي الغناء وسماعه عن جماعة من الصحابة والتابعين .... ثم عدد جمعا من الصحابة والتابعين وتابعيهم من الأئمة الأعلام والسادة الكرام , موهما أنهم يجيزون الغناء الفاجر , وهذا من قلة الأمانة العلمية والغش والتدليس البيّن , فالغناء الذي كانوا يسمعونه ويقرونه هو ما نسميه اليوم بالحداء وهو إنشاد الأشعار بلا آلات وعلى لحون العرب , فأين هذا مما يريد تجويزه هذا وغيره من الأغاني الخليعة الماجنة!!!
وفي هذا القدر كفاية لمن أراد أن يقف على حقيقة ودعوى البحث العلمي الذي يدعيه كثير من الناس , وكفاية ليعرف الناس أن هذا الكاتب ليس عنده من الأمانة العلمية ما يخوله بأن يتكلم في مسائل الشرع , نسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين الهداية والستر في الدنيا والآخرة.
خاتمة:.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – عند ذكر بعض فوائد: " وفيه حماية جانب العلم، وصيانته عن مثل هؤلاء الجهال الذين لا يعلمون، ولا يعلمون أنهم لا يعلمون؛ فإن صيانة العلم عن تخبيط الجاهلين أمر لا بد منه .... وهذا الضرب من الناس أفسدوا بدعواهم العلم على كثير من العامة دينهم، لما قلدوهم لهواهم وأحسنوا بهم الظن وفاقا لدنياهم، فتأمل تجد ما ذكرته واقعاً ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "
الدرر السنية 11/ 321.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/140)
ولعل الله ييسر لي جمع أدلة القائلين بالتحريم , والقائلين به في جميع الأعصار من أئمتنا الأبرار , في أقرب فرصة تسنح وأسأل الله التيسير والمعونة.
أخوكم / موسى الغنامي.
ــــــــــــــــــــ
.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[22 - 06 - 10, 06:19 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي موسى
نقول رائعة هدمت بنيانه المزعوم
يقول تشييد البناء في اثبات حل الغناء
أي بناء شيّده هذا المسكين؟!!
سمعت الشيخ الكلباني غفر الله له في برنامج الشاهد يقول أن القرطبي أحل الغناء في تفسيره و ابن قدامة كذلك قال أن الغناء فيه خلاف , فتعجبت
و سأكتفي ببعض النقولات لعلها تكفي لرد قوله - بعد اذنك اخي موسى -
يقول القرطبي في تفسيره سورة لقمان آية 6 ((وَهُوَ الْغِنَاء الْمُعْتَاد عِنْد الْمُشْتَهِرِينَ بِهِ , الَّذِي يُحَرِّك النُّفُوس وَيَبْعَثهَا عَلَى الْهَوَى وَالْغَزَل , وَالْمُجُون الَّذِي يُحَرِّك السَّاكِن وَيَبْعَث الْكَامِن ; فَهَذَا النَّوْع إِذَا كَانَ فِي شِعْر يُشَبَّب فِيهِ بِذِكْرِ النِّسَاء وَوَصْف مَحَاسِنهنَّ وَذِكْر الْخُمُور وَالْمُحَرَّمَات لَا يُخْتَلَف فِي تَحْرِيمِهِ ; لِأَنَّهُ اللَّهْو وَالْغِنَاء الْمَذْمُوم بِالِاتِّفَاقِ. فَأَمَّا مَا سَلِمَ مِنْ ذَلِكَ فَيَجُوز الْقَلِيل مِنْهُ فِي أَوْقَات الْفَرَح ; كَالْعُرْسِ وَالْعِيد وَعِنْد التَّنْشِيط عَلَى الْأَعْمَال الشَّاقَّة , كَمَا كَانَ فِي حَفْر الْخَنْدَق وَحَدْو أَنْجَشَة وَسَلَمَة بْن الْأَكْوَع. فَأَمَّا مَا اِبْتَدَعَتْهُ الصُّوفِيَّة الْيَوْم مِنْ الْإِدْمَان عَلَى سَمَاع الْمَغَانِي بِالْآلَاتِ الْمُطْرِبَة مِنْ الشَّبَّابَات وَالطَّار وَالْمَعَازِف وَالْأَوْتَار فَحَرَام)) اهـ.
اما ابن قدامة فقال في " المغني 7/ 279 ": ((إذا دعي إلى وليمة فيها معصية، كالخمر، والزمر، والعود، ونحوه، وأمكنه الإن ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/22006) كار، وإزالة المنكر: لزمه الحضور، والإنكار.
وإن لم يقدر على الإنكار: لم يحضر، وإن لم يعلم بالمنكر حتى حضر: أزاله، فإن لم يقدر: انصرف.)) اهـ.
اما قول ابن قدامة ان الغناء فيه خلاف و كذلك الاشكال في مصطلح الغناء فيبينه الشيخ عبدالعزيز الطريفي في رساله له حول حكم الغناء , يقول حفظه الله:
((
وقد طرأ سوء الفهم عند بعضهم في إطلاقات بعض السلف، وما جاء في النصوص من كلام النبي- صلى الله عليه وسلم- , وكلام الصحابة عند بعض الأئمة من الفقهاء، ولذلك؛ لما ذكر ابن رجب رحمه الله في" ذيل طبقات الحنابلة " عند ترجمته لعبد الرحمن بن نجم الشيرازي المشهور بـ (ابن الحنبلي) وهو من كبار الفقهاء في مذهب الإمام أحمد، حتى لما قدِم إلى ابن قدامة عليه في العام الذي توفي فيه، قال له ابن قدامة: لقد سررت بمقدمك، فإني خشيت أن أموت فيقع وهَنٌ بالمذهب ويقع الخلافٌ بالأصحاب. لما استشكل وخلط بين الغِناء والحداء– أي الغناء الذي وقع عند المتأخرين وبين الحداء الذي جاء عن بعض السلف والصحابة وغيرهم – وكتب ابن الحنبلي في ذلك كتاباً عنّف عليه ابن قدامة بقوله: (وشرع بالاستدلال لمدح الغناء بذكر الحداء، وهذا صنيع من لا يفرق بين الحداء والغناء ولا قول الشعر على أي وجهٍ كان، ومن كان هذا صنيعه فليس أهلاً للفتيا).
والذي قال هذا القول هو نفسه الذي قد ذكر في كتابه " المغني " أن الغناء محلُّ خلاف عند العلماء من الأصحاب، فأي غناءٍ أراد؟
الجواب: أراد الحداء، فإنه قبل وفاته بعامٍ قد شنّع على ابن الحنبلي وذكر اتفاق العلماء على تحريم الغناء)) اهـ.
وفقك الله اخي موسى و جزاك الله خيراً
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 07:42 م]ـ
أخي المبارك يوسف القرون نفع الله بك
طلة بهية ونقل موفق وفقك الله لكل خير
شرفتني بمرورك شرفك الله بطاعته.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[22 - 06 - 10, 07:52 م]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك، وأسأل الله أن يهدي القارئ الكلباني.
زجر المتهاونين ببيان تحريم المعازف بإجماع المسلمين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=214832
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[22 - 06 - 10, 09:54 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم موسى
ـ[ماجد بن علي الغامدي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 10:48 م]ـ
أثابك الله أخي الفاضل موسى، و رفع قدرك.
نسأل الله الثبات.
ـ[أبوعبدالله الحودي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:43 م]ـ
أخي الفاضل موسى الغنامي
لك من الشكر أجزله ومن الثناء أوفاه
وأما قول الكلباني في تشييده:
فإنك لو نظرت في الكتاب والسنة النبوية ستجد أن كل ما أراد الله تحريمه قطعا نص عليه بنص لا جدال فيه،
يرد عليه أن الله تعالى لم يحرّم على الولد ضرب والديه في كتابه الكريم ..
فهل ضرب الولد لأحد والديه عنده مباح لأنه لم ينص عليه بنص لاجدال فيه كما يقول؟؟!!
وصدق القائل: [من تكلّم بغير فنّه أتى بالعجائب]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/141)
ـ[أبوسليم السلفي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:15 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم وهدى الله ضال المسلمين وثبتنا جميعا على دينه
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:57 ص]ـ
حياك ربي أخي الغالي أبو ناصر المدني
شرفتني بمرورك العاطر شرفك الله بطاعته.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[23 - 06 - 10, 09:37 ص]ـ
يقول ابن رجب في الحنبلي في كتابه "نزهة الأسماع 2/ 444":
((القسم الأول:
أن يقع على وجه اللعب واللهو، فأكثر العلماء على تحريم ذلك ـ أعني: سماع الغناء ـ وسماع آلآت الملاهي كلها
وكل منها محرم بانفراده، وقد حكى أبو بكر الآجري وغيره إجماع العلماء على ذلك)) اهـ.
http://www.almisq.net/news-action-show-id-2994.htm
و عندما نسب الشيخ القرضاوي سماع الغناء لبعض الصحابة و التابعين و أنهم لم يرو به بأساً رد عليه العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- في كتابه "الاعلام بنقد كتاب الحلال و الحرام 65 - 66" حيث قال:
((هذه دعوى منه و نحن نطالبه بإبراز الأسانيد الصحيحة إلى هؤلاء الصحابة والتابعين بإثبات ما نسبه إليهم و أن هذا الغناء المنسوب إليهم استماعه هو من جنس ما يغني هؤلاء من إلهاب النفوس الباعث على الوجد و الغرام و المشتمل على أوصاف المحاسن من النساء ,, و أنّى له ذلك و مجرد الدعوى لا يثبت به حكم
و الدعاوى إذا لم يقيمو بينات .. عليها أهلها أدعياء)) اهـ.
http://www.alfawzan.ws/node/2547
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:07 م]ـ
أخي الكريم أسامة الشامخ نفع الله بك
وفيك بارك , شرفتني بمرورك الكريم.
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:19 م]ـ
جزاك الله خيراً
ونفع بما كتبت
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:39 م]ـ
هداه الله يتهم الشيخ اللحيدان
عذرا سماحة شيخنا!!!
الحمد لله حق حمده، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وعبده،،، وبعد،،،
فقد قرأت كلاما نسب إلى سماحة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، عضو هيئة كبار العلماء، حفظه الله ووفقه، معترضا فيه على ما قلته من رأي في مسألة الغناء.
وإني أشهد اله تعالى على حبي للشيخ من قبل ومن بعد، وأن ما قاله في شخصي لا يزيده في عيني إلا رفعة، ولا في قلبي إلا محبة، ولا في لساني إلا دعاء وثناء.
وإني وإن أحببت شيخي فإن لي عليه حق العتاب، وليس عتابي له فيما قاله فيَّ شخصيا، ولكني أعتب عليه فيما قاله بشأن الإمامة والقراءة، فما هكذا علمنا هو وإخوانه من علمائنا أن نحترم القرآن ولا أن نحترم الأئمة!!!
وليس في الرد على مخطىء حتى مع ظهور خطئه ووضوحه الحط من قدر كتاب الله تعالى، ولا الحط من قدر حملته، الذين نص حبيبنا صلى الله عليه وسلم على خيريتهم، وفضلهم، "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه. هكذا جاء في الصحيح من حديث عثمان رضي الله عنه.
ولا يخفى على سماحته فضل الإمامة، ومكانتها في الدين، بل هي التي كانت أقوى الإشارات لإمامة الصديق رضي الله عنه، كما فهم الصحب الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، حيث كان تقديم الصديق للصلاة إماما بالصحابة دليلا قويا على اختياره لإمامتهم في دنياهم!
ولا يخفى على سماحته أيضا أن مما فضل به النبي صلى الله عليه وسلم إمامته للأنبياء جميعا في قصة ألإسراء، عليهم صلوات الله وسلامه!
فنصيحته لي بأن أبقى في مسجدي أصلي بالناس وأقرأ القرآن جميلة جدا، لو لم أفهم منها التنقص من الإمامة والقراءة، فإن كان ما فهمت حقا فإني أعيذ الشيخ منها فرب كلمة هوى بها المرء في جهنم، قالها ولم يلق لها بالا، كما جاء عن الحبيب صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وعند مسلم عنه رضي الله عنه: إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين ما فيها، يهوي بها في النار، أبعد ما بين المشرق والمغرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/142)
كما إني أذكر سماحته، بأنه وإن كان قال ما قال غيرة وحمية فإنه لا ينبغي أن تجره الغيرة إلى ما لا تحمد عقباه، فعند أبي داود {وأصله في صحيح مسلم عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه بلفظ "فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك"} من حديث أبي هريرة رضي الله عنه [1]، وسكت عنه، وقد قال: ما سكت عنه فهو صالح، وللحديث طرق وروايات صححها أحمد شاكر، وحسن بعضها ابن حجر رحم الله الجميع: كان رجلان في بني إسرائيل متؤاخيين، فكان أحدهما يذنب، والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصر. فوجده يوما على ذنب فقال له: أقصر. فقال: خلني وربي أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله! لا يغفر الله لك – أو لا يدخلك الله الجنة! – فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد: كنت بي عالما، أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار.
فلا لأظنه يغيب عن فهم سماحته، أن الرجل المذنب قد استفاد من غيرة المجتهد فنجى من النار مع عدم توبته، وإنما أنقذه منها غيرة صاحبه حين تجاوزت الحد الشرعي. ويثبت هذا ويؤصله ما رواه البخاري من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "تعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير مني"، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين، ولا أحد أحب إليه المدح من الله، ومن أجل ذلك وعد الله الجنة.
وبناء عليه فإني أرجو من سماحته أن يعتذر للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان إماما، ولكل إمام من بعده ابتداء من الخلفاء الراشدين، وأئمة المسلمين، كما أرجوه أن يعتذر لخيار الأمة الذين اختصهم الله بأنهم أهله وخاصته، وأعطاهم من الفضل ما لم يعط أحدا من العالمين: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها. رواه أبو داود، وصححه أحمد شاكر والألباني.
وقال جل وعلا في كتابه الكريم: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله، ذلك هو الفضل الكبير، جنات عدن يدخلونها، يحلون فيها من أساور من ذهب ولولؤا ولباسهم فيها حرير}.
فيا سماحة الشيخ، لا تثريب عليك فيما قلت فيً، غفر الله لك، ورفع منزلتك، وأعلى قدرك، وجعلك من أهل الفردوس ووالديك، ومشايخك، وذريتك.
وأنبه في آخر مقالي هذا أني وإن خالفت علماءنا وفقهم الله في هذا الرأي، فإني لم أخالف منهجهم، فقد علموني أن أرمي بكل قول خالف قول الله تعالى أو قول نبيه صلى الله عليه وسلم عرض الحائط، وعلموني أن أعرض الأقوال على الكتاب والسنة فما وافقهما أو أحدهما أخذت به، وما خالفهما أو أحدهما , تركته مع حفظ ومعرفة منزلة مشايخنا وعلمائنا!
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 06:49 م]ـ
أخي الكريم ماجد بن علي الغامدي نفع الله بك
لقد شرفتني بمرورك العاطر , وزادني شرفا أن كان أول تعليق لك في هذا المنتدى المبارك
على أحد مواضيع , وننتظر منك كل مفيد.
سددك الله ونفع بك.
لي عودة بإذن الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 06 - 10, 06:59 م]ـ
الشيخ الكريم ابن الكرام / موسى الغنامي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، واتمه، وأوفاه، وأعلاه .. وأسأل الله أن يسعدك في الدارين.
وأسأل الله أن ينفع بهذه الردود وأن يبارك بها.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 12:34 ص]ـ
أخي المبارك أبو عبد الله الحودي نفع الله بك
حياك ربي وشكر لك مرورك العاطر.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[24 - 06 - 10, 01:15 ص]ـ
بالنسبة لقوله (" ... وكل ما أراد أن يوسع للناس ويترك لهم المجال ليفهموا من نصوص كتابه، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر ... ")
فلا تتعجب يا شيخ موسى فالكلباني قال في الجملة التي قبله (و لكني أشير إلى نكتة) إلى أن وصل للكلام السابق
حقاً نكتة!!
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:36 ص]ـ
بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيراً على هذه النقول
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
الكلباني فيه دينٌ وخيرٌ إلا أنه من سوءِ الفهمِ وقلّةِ العلمِ أُتِيَ، ولعلّه أكثَرَ من مطالعة كتب المجيزين ــ مع قلّة علمٍ بنقدِ الأقوال وتزييف سقيمها ــ فأدّى ذلك به إلى ما صار إليه، والله المستعان.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:30 م]ـ
أخي المبارك الكريم أبو سليم السلفي نفع الله بك
اللهم آمين على ما دعوتَ , شرفني مرورك العاطر.
ـــــــــــــــــــــــــ
أخي الكريم عبد الله العلاف سدد الله قلمك
شكر الله لك مرورك الكريم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/143)
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:42 م]ـ
السلام عليكم
ليست المشكله فى أن يخطىء طالب العلم أو العالم
المشكله الكبرى هى أن يكابر ويعاند بعد أن يبين له أهل العلم والفتوى خطئه وبعده عن الصواب
رحم الله الامام مالكا
قال:ما أفتيت حتى شهد لى سبعون من أهل العلم أنى أهل لذلك
لو عقلها طلبة العلم وعملوا بها لأراحوا واستراحوا
وفقكم الله
ـ[عبدالرحيم الجيزاني]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:45 م]ـ
جزاك الله خير يا شيخ موسى
ـ[عبدالله المسروحي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:45 ص]ـ
الكلباني يستشهد في بعض لقاءاته بفتوى أحد العلماء الكبار في بلادنا (وهي غريبة جداً)
وهو (جواز الموسيقى العسكرية وأنها تختلف عن الموسيقى العادية)
ولم نسمع أحداً رد على هذه الفتوى أو استنكرها مع أن لها أكثر من سنتين
هل أصبح الانكار على حسب الجاه والمنصب؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبو ياسر الجنوبي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:10 ص]ـ
أفتى الشيخ المحدث خالد الهويسين بعدم جواز الصلاة خلف الكلباني حتى يتوب ..
سمعتها من الشيخ بنفسي ..
الله المستعان و لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:39 ص]ـ
أخي المبارك مختار الديرة نفع الله بك
وشكر الله لك نقلك ليتضح الأمر أكثر والله المستعان.
ــــــــــــــــــــــــ
أخي الكريم الشيخ المسيطير سددك الله ووفقك أينما حللت
أنت الشيخ الكريم لا أنا فإنما نحن طلبة معكم , كتاب في مدرستكم
شرفني مرورك العاطر الكريم.
ـــــــــــــــــــــــ
أخي المسدد يوسف بن محمد القرون زدتني بفضلك حتى أستحييت
" كان أهل العلم يسمون الفرائد العلمية (نكت) أما الآن فيسمي الجهلة المخالفات
الشرعية (نكت) والله المستعان.
ـــــــــــــــــــــــ
أخي الغالي صالح بن عمير نفع الله بك وبارك فيك
شرفتني بمرورك الكريم.(128/144)
هل نحن في زمن الغربه
ـ[عبدالله البغدادي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 04:07 م]ـ
إخواني في منتدى أهل الحديث هل نحن في زمن الغربه إننا نعيش في عصر قد قلبت فيه الحقائق وتغيرت فيه الموازين، حيث تظاهر الظالم بأنه مظلوم، وقلب الحق باطلاً، والباطل حقاً، وصار القويُّ متهماً بالضعف، والضعيف المخذول يرى نفسه قوياً ناصراً للمظلومين.
قال تعالى {يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#docu)} نريد منكم أن نتدبر هذه الآيه وجزاك الله خيراً
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 05:18 م]ـ
روى أبو داود و الترمذي و اللفظ له و غيرهما من حديث العرباض بن سارية قال:" وعظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون و وجلت منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله قال أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة و إن عبد حبشي فإنه من يعش منكم ير اختلافا كثيرا، و إياكم ومحدثات الأمور، فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجد" و الحديث صححه الترمذي، ابن عبد البر، ابن حجر و الألباني رحمة الله عليهم.(128/145)
الغديان - رحمه الله - يقول:الذي ما يمضي على الأقل (16) ساعة في المطالعة من اليوم والليلة = هذا ما هو طالب علم
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 04:40 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
ذكر الشيخ أحمد النجمي – رحمه الله – أنه سمع الشيخ الغديان في عام (1384هجرية) يقول: الذي ما يمضي على الأقل (16) ساعة في المطالعة من اليوم والليلة = هذا ما هو طالب علم!
المادة الصوتية من هنا ( http://www.albaidha.net/vb/attachment.php?attachmentid=392&d=1269373365)
وجزى الله خيرا من قام بنشرها أول مرة .....
والله الموفق
.
ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 05:00 م]ـ
كيف ذلك
ولن يتبقى من اليوم إلا ثمان ساعات
فكم ساعة سينام؟
وفي كم ساعة سيصلي المكتوبات؟
فلو قلنا سينام ست ساعات فهل تكفي ساعتان لما عليه , وما يحتاجه في سائر يومه؟
ولو قلنا سينام أربع ساعات فهل تكفي أربع؟
أظن أن هذا القول فيه مبالغة ومشقة شديدة جدا؟
ثم ليست العبرة بساعات كثيرة , يقضيها طالب العلم وهو متعب , يريد النوم , أو مل وتعب من كثرة المطالعة والمذاكرة؟
ورب ثمان ساعات يكون فيها الطالب نشيطا , متحمسا , خير من ضعفها يكون فيها متعبا , يشعر بالملل , يريد النوم , مشوش , ضعيف التركيز
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 09:03 م]ـ
16 ساعة مبالغ فيها ..
اليوم 24 ساعة! وعدد الساعات المتبقية فقط 8 ساعات!
لنفترض أنه ينام 5 ساعات!
المتبقي 3 ساعات!
أين حق والديه عليه! وحق أبنائه إن كان له أبناء! وحق إخوانه! والعبادات الأخرى! وكسب الزرق!
فالدين ليس قراءة فقط!
والشيخ رحمه الله يقول: (على الأقل) 16 ساعة! (على الأقل)!
أنا أقول: بأنه من يمضي 16 ساعة في القراءة سيُصاب بأمراض كثيرة.
وقليل دائم خير من كثير منقطع، والمنبت لا أرض قطع ولا ظهر أبقى!
ولا ظهر أبقى.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[22 - 06 - 10, 09:38 م]ـ
ما ذكره الشيخ رحمه الله ليس من قبيل المحال. بل إن جماعة من العلماء وطلبة العلم يفعلون مثله أو أقل قليلا. لكنه لا يتحقق إلا لطالب العلم المتفرغ للطلب.
ومثل هذه الأقوال تحمل على إرادة التشجيع، والدعوة إلى رفع الهمم. فإذا سمعها طالب العلم حرص على أن يقترب من ذلك المطلوب ما أمكن، ثم لا يهم بعد ذلك أن يصل إلى ست عشرة ساعة أو إلى عشر ساعات أو أقل أو أكثر. وإنما الأهم أنه يسعى دائما إلى شحذ عزيمته، والتنافس في الخير نحو الأعلى.
والله أعلم.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 09:52 م]ـ
غالب الكتب التي يقرأ فيها طالب العلم مكرر ما فيها لما في كتب أخرى، فيكون ما يقرأ زائدا على الأصول الموجودة في الكتب الأصول، و عليه فتكون القراءة فيها من باب صرف الوقت في نُتف العلم و مُلَحه، لا في أصوله و معاقده. هذا إذا كان يقصد الشيخ بالقراءة في الكتب الشرعية. أما إذا كان يقصد القراءة العامة، فلا يصل الحال إلى هذا الوقت.
جوهر القراءة أن تكون فيما يزيد من مقاصد العلم لا من مشاهده، و مقاصده كل جديد جوهري، و مشاهده كل مكرر صوري، صِيْغ بأسلوب آخر.
و إذا ضبط الطالب مراده من القراءة، و حدد غايته، كان الوقت متهيئأ بعد ذلك. فالوقت لا يتهيأ إلا حين يتهيأ الهدف.
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:43 م]ـ
السلام عليكم.
إنما أراد الشيخ أن يومه يذهب في المطالعة إذا أراد أن يبحث مسألة.
وليس المراد كل يوم.
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 01:14 ص]ـ
لا شك أن الشيخ الغديان بالغ كثيرا في المسألة فإن هذا لا يقدر عليه سوى ابن تيمية الذي تزوج العلم وقد سمعت الألباني يقول أنه كان يمضي 12 ساعة في المكتبة الظاهرية في المطالعة والإستقراء هذا مع طول نفسه ولا يخفى أنه يجب مراعاة الأمور الأخرى كما قال عليه الصلاة والسلام أن لنفسك عليك حقا .... الحديث
ـ[أبوخالد]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:21 م]ـ
لا شك أن الشيخ الغديان بالغ كثيرا في المسألة
!!!!!!!
أعرف أحدهم متزوج وله أبناء ونحو ذلك، وهو يقرأ ثمانية عشرة ساعة.
فلا يقل أحدكم هذا مستحيل.
من كانت همته دنية فلا يعترض بجهل.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:41 م]ـ
!!!!!!!
أعرف أحدهم متزوج وله أبناء ونحو ذلك، وهو يقرأ ثمانية عشرة ساعة.
فلا يقل أحدكم هذا مستحيل.
من كانت همته دنية فلا يعترض بجهل.
رفقا بك عزيزي. فليس هنا دنيُّ الهمة. فانتبه.
سلْ أهله عنه. و كيف هو معهم. سل عمله عنه. نحن لا نتكلم عن خيال. الواقع يجيبك. قسِّم باقي ساعاته على: عمله، أهله، صلاته، صِلاته، أكله و شربه، نومه. ثم احكم بنفسك.
أعرف أحد المشايخ المشهورين، سأل بنته عن صفة زوجها الذي تريده، فقالت: ليكن مهما يكن، لكن لا أريده مثلك، يطلقني و يتزوج كتبه. وهو يقضي جُلَّ وقتِ يومه في قراءة الكتب.
و لم يقل أحد إن ذلك مستحيلا، بل ممكن، و لكنه مع تقصير و إخلال كبير.
دم بخير وتؤدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/146)
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:58 م]ـ
سبحان الله ..
الآن من يقول هذا مبالغ فيه همته دنية!!
سامح الله قائلها وغفر الله له
من يقرأ 16 ساعة يوميا هذا حالة نادرة
ولا يأخذ بعضنا الحماس والمثالية في أمور تختلف في قدرات الناس
وهل إذا قرأ أقل من ذلك مثل ثمان ساعات أيعني أنه ضعيف الهمة ..
والذي يقرأ (16) ساعة عالي الهمة
سبحان الله
ـ[عبدالله البغدادي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 01:04 م]ـ
أنا أرى أنه أهم شيء هو البركه قد يقرأ طالب العلم في اليوم ساعتين ويحصل أكثر من الذي يقظي طول اليوم في القراءه وأهم شيء هو المقروء قد يقرأ طالب العلم في علم ويطيل فيه وهو علم لا يستفيد منه الفائده العظيمه وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 04:35 م]ـ
!!!!!!!
أعرف أحدهم متزوج وله أبناء ونحو ذلك، وهو يقرأ ثمانية عشرة ساعة.
فلا يقل أحدكم هذا مستحيل.
من كانت همته دنية فلا يعترض بجهل.
أنصح هذا الرجل الذي يقرأ 18 ساعة في اليوم أن يعود إلى الحق أسأل الله أن يهديه ويعيده إلى الصواب لا شك أن هذا من التنطع فإن الله شرع الزواج من أجل تكوين الأسرة الصالحة والله إني لأشفق على الأولاد الذين لا يرون أباهم البتة فإن هذا الرجل المسكين الذي يمضي 18 ساعة بين الكتب قد ذهل عن تحمل المسؤلية التي حملها على عاتقه من كسب الرزق وتربية الأولاد تربية صالحة الدين يا أخي أبو خالد ليس كله قراءة كتب فهناك صلة الأرحام والجلوس مع الزوجة والأولاد ومعرفة ما يلزمهم لا تقل لي إنه يجد متسعا من الوقت لهذا كله فكل الذي يبقى معه هو 8 لنقل إنه ينام 5 ويصلي الفرض فقط دون النفل ساعة واحدة ويطلب الرزق ساعتين في اليوم أما إذا كان لا ينام فذاك شيء آخر ...
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[23 - 06 - 10, 06:09 م]ـ
السلام عليكم.
يا إخوان: الشيخ ابن غديّان من أعقل الناس ومن نفاة الأمور المبالغ فيها ولا يمكن أن يكون هذا مراده.
وقد سمعت الشيخ يقول: ينبغي لطالب العلم أن يعتني بالبحث عن قواعد الاستدلال على مراد المتكلم من كلامه.
فإن بعض الناس يفهم كلام المتكلم بأعم من مراده، وبعضهم يفهمه بأخص من مراده، وبعضهم يفهمه على غير مراده. اهـ.
وقد قال لي الشيخ في آخر حياته: خلاصة عمري وقناعاتي في العلم ألا تربط العلم بكتاب ولكن اربط العلم بمسألة ثم ابحثها في ستين كتاب.
ومراد الشيخ من كلامه هو عند البحث وليس على كل حال. ومهما يكن فإن مراده في بعض الأحوال.
ومن هذه الأحوال: أن يكون الطالب عزباً لم يتزوّج بعد، أو أن عمله لا ينافي المطالعة، أو أنه وكل أموره إلى أكبر أولاده.
وبالمناسبة كان الزركشي الشافعي منقطعاً للتصنيف لا يخرج لأحد ولا حتى لأقاربه.
وكان عنده من يكفيه أمور دنياه.
وما خرج البحر المحيط والبرهان إلا من مثل ذلك.
وكان منهم عبد الوهاب ابن فيروز الحنبلي ت: 1205 أو بعدها، ذكروا أن أباه زوجه فلما زفّت إليه عروسه تركها ودخل مكتبته ونسي أنه عروس ثلاثة أيام فشكته المسكينة المشؤومة إلى أبيها وهو شكاه إلى أبيه فخجل واستحيا من أبيه ...... الخ وهذا توفي عن 33 سنة أو قريباً منها.
وذكروا عن ابن رشد الحفيد أنه لم يترك الاشتغال والمطالعة إلا ليلتين في حياته؛ ليلة وفاة أبيه، وليلة عرسه.
(يا سلام على المسكينة التي تندب حظها في غرفة النوم وصاحبنا في المكتبة لعله يبحث مسألة من قام على رجل واحدة في الصلاة).
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 12:21 ص]ـ
السلام عليكم.
يا إخوان: الشيخ ابن غديّان من أعقل الناس ومن نفاة الأمور المبالغ فيها ولا يمكن أن يكون هذا مراده.
وقد سمعت الشيخ يقول: ينبغي لطالب العلم أن يعتني بالبحث عن قواعد الاستدلال على مراد المتكلم من كلامه.
فإن بعض الناس يفهم كلام المتكلم بأعم من مراده، وبعضهم يفهمه بأخص من مراده، وبعضهم يفهمه على غير مراده. اهـ.
وقد قال لي الشيخ في آخر حياته: خلاصة عمري وقناعاتي في العلم ألا تربط العلم بكتاب ولكن اربط العلم بمسألة ثم ابحثها في ستين كتاب.
ومراد الشيخ من كلامه هو عند البحث وليس على كل حال. ومهما يكن فإن مراده في بعض الأحوال.
ومن هذه الأحوال: أن يكون الطالب عزباً لم يتزوّج بعد، أو أن عمله لا ينافي المطالعة، أو أنه وكل أموره إلى أكبر أولاده.
وبالمناسبة كان الزركشي الشافعي منقطعاً للتصنيف لا يخرج لأحد ولا حتى لأقاربه.
وكان عنده من يكفيه أمور دنياه.
وما خرج البحر المحيط والبرهان إلا من مثل ذلك.
وكان منهم عبد الوهاب ابن فيروز الحنبلي ت: 1205 أو بعدها، ذكروا أن أباه زوجه فلما زفّت إليه عروسه تركها ودخل مكتبته ونسي أنه عروس ثلاثة أيام فشكته المسكينة المشؤومة إلى أبيها وهو شكاه إلى أبيه فخجل واستحيا من أبيه ...... الخ وهذا توفي عن 33 سنة أو قريباً منها.
وذكروا عن ابن رشد الحفيد أنه لم يترك الاشتغال والمطالعة إلا ليلتين في حياته؛ ليلة وفاة أبيه، وليلة عرسه.
(يا سلام على المسكينة التي تندب حظها في غرفة النوم وصاحبنا في المكتبة لعله يبحث مسألة من قام على رجل واحدة في الصلاة).
جزاك الله خيرا لقد تكلمت بما أريد قوله وزيادة
واستفدت من اخبارك بارك الله فيك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/147)
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 12:47 ص]ـ
بل حدثني الشيخ عبدالله الغديان رحمه الله انه يعرف شخص في مكة يقرأ في اليوم مايقارب 18 او13 ساعة
والوهم مني انا.
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 01:22 ص]ـ
رفقا بك عزيزي. فليس هنا دنيُّ الهمة. فانتبه.
سلْ أهله عنه. و كيف هو معهم. سل عمله عنه. نحن لا نتكلم عن خيال. الواقع يجيبك. قسِّم باقي ساعاته على: عمله، أهله، صلاته، صِلاته، أكله و شربه، نومه. ثم احكم بنفسك.
أعرف أحد المشايخ المشهورين، سأل بنته عن صفة زوجها الذي تريده، فقالت: ليكن مهما يكن، لكن لا أريده مثلك، يطلقني و يتزوج كتبه. وهو يقضي جُلَّ وقتِ يومه في قراءة الكتب.
و لم يقل أحد إن ذلك مستحيلا، بل ممكن، و لكنه مع تقصير و إخلال كبير.
دم بخير وتؤدة
بارك الله فيك أخي
كان السلف رحمهم الله من كثرة اشتغالهم بالعلم
تقول زوجة أحدهم هذه الكتب أشد على من ضرتين
وهكذا هو طالب العلم الذي ملأ العلم عليه حياته
نعم بلا شك سيقصر في بعض الأمور لكنه يسدد ويقارب
ولا عليه أن يعتب عليه بعض الناس ولو كانت زوجه وابنته وكماقال نصر بن أحمد العياضي الفقيه السمرقندي: "لا ينال هذا العلمَ الا من عطَّل دكانه وخرَّب بستانَه وهجر إخوانَه ومات أقربَ أهله إليه فلم يشهد جنازته"
وهذا من بابتنا
والله الموفق لا رب سواه
وحكي عن الشيخ على الطنطاوي أنه كان يقرأ يوميا 200 صفحة الى 300 صفحة مع العمل والكتابة والتأليف وغيرها
فما بالك بأكابر العلماء أو من كان متفرغا للطلب
والله المستعان
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:12 ص]ـ
نسأل الله من فضله
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:19 ص]ـ
!!!!!!!
أعرف أحدهم متزوج وله أبناء ونحو ذلك، وهو يقرأ ثمانية عشرة ساعة.
فلا يقل أحدكم هذا مستحيل.
من كانت همته دنية فلا يعترض بجهل.
إن كان هذا صحيحاً فقل له: اتق الله ..
18 ساعة!
هل الأخ ينام؟
وهل هو يعيش لوحده أم عنده إخوة وأم وأب وزوجة؟!
يا إخوة لا لذة للعلم إلا أن تُترجم إلى عمل، "هتف العلم بالعمل، إن أجابه وإلا ارتحل" ..
من الذي يدعو الناس، يُعلّم الناس، يُوجّه الناس" إن كان طلبة العلم يستيقظون وينامون مع الكتب؟!
نعم، ليكن غالب وقت طالب العلم مع الكتب والمراجعة والحفظ ..
ولكن 18 أو 16 ساعة!!
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:24 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
كان السلف رحمهم الله من كثرة اشتغالهم بالعلم
تقول زوجة أحدهم هذه الكتب أشد على من ضرتين
وهكذا هو طالب العلم الذي ملأ العلم عليه حياته
نعم بلا شك سيقصر في بعض الأمور لكنه يسدد ويقارب
ولا عليه أن يعتب عليه بعض الناس ولو كانت زوجه وابنته وكماقال نصر بن أحمد العياضي الفقيه السمرقندي: "لا ينال هذا العلمَ الا من عطَّل دكانه وخرَّب بستانَه وهجر إخوانَه ومات أقربَ أهله إليه فلم يشهد جنازته"
وهذا من بابتنا
والله الموفق لا رب سواه
وحكي عن الشيخ على الطنطاوي أنه كان يقرأ يوميا 200 صفحة الى 300 صفحة مع العمل والكتابة والتأليف وغيرها
فما بالك بأكابر العلماء أو من كان متفرغا للطلب
والله المستعان
من يقصر لا يُمكن أن يُسدد و يقارب، فالتقصير لا وزن فيه.
و كلام السمرقندي ليس حجةً، و ليس منهجاً يُعتبر، و يُحمل على رجل ليس له إلا نفسه، متجردا لنفسه و علمه. و لا ينطبق على من ذكرتَ. و الاعتبار سيدي الكريم بمنهج النبوة في تقسيم و توزيع الحق، فانقل لصاحبك منهج النبوة و حاكمه إليه و لا تحتج له بقول عالم آخر.
و علي الطنطاوي لم يُخلَّ بواجب، و اعتاد القراءة و أدامها فكان سرد الكتب ميسورا عليه. و سرد مئتي صفحة لا تأخذ ستة عشرة ساعة أبدا. بل ربما لا تتجاوز الخمس ساعات. و الطنطاوي من أكابر العلماء يا سيدي.
تنبيه: كلام السمرقندي من باب الحثِّ لا من باب الإلزام. و إلا ففيه من تعطيل ما يجب الكثير. فكما في العبادات نوافل ففي العلم ما هو أشد نفلاً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:09 ص]ـ
الحمد لله وحده ..
ما تفضل به الأخ ذو المعالي كلام حسن غاية ..
والمحكم من مراد الشيخ الغديان هو اشتغال الطالب بالطلب مالم يتنازعه ما هو أولى، فكلام الشيخ هو في مقابل تضييع الأوقات فلن ينبغي وضعه في غير هذا الموضع تعلقاً بظاهر قد يكون غير مراد ..
وأنبه على الآتي:
1 - محل النظر هو الطالب المتفرغ كما تفضل الشيخ عصام فلا معنى لهذا الكلام مع غيره.
2 - المتفرغ وغير المتفرغ أقضي لهم قضاء ثابتاً بتجربة طويلة ومتابعة أطول: وهي أن العبرة في زمن القراءة والمذاكرة هو الاستمرارية فخمس ساعات ثابتة كل يوم على مدى عشرة أعوام تفوق في نفعها وأثرها عمل المنبت ..
3 - المنهج السليم المتبع في القراءة والمذاكرة،والعين الفقيهة القارئة الدارسة = تُضاعف أثر عدد الساعات ولو قلت.
4 - اشتغال الذهن بالتأمل والنظر والنسج على منوال إعمال النَفَس الاجتهادي فيما تمت قراءته ومذاكرته بالاستشكال والنقد والتمحيص = يفوق في أهميته زيادة عدد الساعات، وأخبر عن نفسي أني قد أستلقي ساعة مفكراً = فأخرج من تلك الساعة بما لا يبلغه غيري في قراءة شهر، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ..
5 - من رعى حق ربه وحق أهله وحق الناس في توسط واعتدال=بارك الله له في وقته وفهمه مباركة عظيمة وهذا بالتجربة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/148)
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[04 - 11 - 10, 10:56 م]ـ
هناك من يجلس في مكتبته من بعد صلاة الصبح إلى أن ينام، ولا ينام في الغالب قبل الساعة الواحدة ليلا، وقد ينام الساعة الثانية ليلا! ولا يخرج من مكتبته إلا للصلاة، حتى الحاجيات يؤخرها لوقت الصلاة، ويأتي بها وهو راجع منها! وأحيانا قد لا ينام في ليله إلا ساعة أو نصف الساعة.
هذا الطالب موجود في عصرنا هذا.
ولقد سمعت من بعض المشايخ أنه قال: من نام أكثر من ساعتين في الليل ضيع دينه!!!!!!!
ووجد في عصرنا من لا ينام الليل كله!! بل ينام ضحى!!
ووجد في عصرنا من المحققين المعروفين من لا ينام إلا بعد يومين!!
وأعرف شيخا كثير التصنيف والتحقيق وهو (مشهور) شهرة كبيرة بين أهل العلم وطلابه لا يخرج من مكتبته إلا لدرس أو صلاة، ولا يخرج لقضاء حاجياته!! بل جعل رجلا يقضي له حاجياته.
وهناك أخبار غير هذه لأناس في عصرنا هذا
والله الموفق
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[04 - 11 - 10, 11:04 م]ـ
!!!!!!!
أعرف أحدهم متزوج وله أبناء ونحو ذلك، وهو يقرأ ثمانية عشرة ساعة.
فلا يقل أحدكم هذا مستحيل.
من كانت همته دنية فلا يعترض بجهل.
صدقت أخي وأنا أعرف الكثير من المشايخ الكرام أقل واحد فيهم يقرأ في اليوم 12 ساعة، والشيخ سليمان العلوان ورد عنه أنه يطالع 16 ساعة يوميا، وكذلك الطريفي، وغيرهم الكثير
وجرد المطولات لا يحتاج لتركيز كبير جدا لأن كثير منها يكون مكرر على طالب العلم ولكنه مفيد جدا "والعلم بمداومة النظر "، ولكنه "أي جرد المطولات " يحتاج لوقت لذلك يقاومون النوم ويعانون السهر من أجل ذلك.
قصة: - وأعرف أحد طلبة العلم لا يتحدث مع أحد ولا يخرج إلا للصلاة ووقته بين مذاكرة ومطالعة تريد أن تتكلم معه إقرأ معه كتاباً ولو تكلمت بكلمة خارج المذاكرة والمدارسة ربما تركك وقام، لا ينام الا ضحى قليلا وأحيانا ينام ساعة أو ساعتين في الليل، وله على هذا سنين والله أقول سيمل ولكنه يزداد حرصا على وقته، ومع هذا كله لو استفتاه أحد في مسألة يغضب لشدة تواضعه ويقول لماذا لا تسألوا العلماء، لو مدحه أحد أوذكر فيه شيء ترى الكراهة في وجهه وكثيرا ما قال لي لا تخبر عن أحوالي أحد فأنا لا أبيح لك ذلك "وذلك لأني أفشيت أمراً كان بيني وبينه فتعجب الناس منه وانتبهوا له " وما فعلت ذلك إلا لإستخفاف بعضهم به لجهلهم بحاله،،،ولكني أذكره هنا لتعلموا أن في عصرنا من أمثال السلف، وإن شاء الله لن أكون مخلفا لوعدي معه لأني لم أحدد شخصيته، أسأل الله أن يثبته ويثبتنا أجمعين ويرفع من همتنا
بارك الله فيكم
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[05 - 11 - 10, 08:41 ص]ـ
سبحان الله!!!!!
هل أصبحنا بهذه الحالة من عدم التصديق والاقتناع بما يذكر عن علو الهمة؟؟؟!!!!
من لا يصدق انه توجد نماذج من اصحاب "18" ساعة فيأخذ كلام الشيخ لرفع همته وشحذ جهده مع مراعاة حقوقه وواجباته ..
ووالله .. والله أني لاعرف من اهل العلم من كان يذاكر 18 ساعة.
فما المانع مما ذكره الشبخ رحمه الله؟!!!
فنقبله من اعتبار انه يكون اسهل وايسر في حق المتفرغ ..
والله اعلم ..
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 08:44 ص]ـ
من يقصر لا يُمكن أن يُسدد و يقارب، فالتقصير لا وزن فيه.
و كلام السمرقندي ليس حجةً، و ليس منهجاً يُعتبر، و يُحمل على رجل ليس له إلا نفسه، متجردا لنفسه و علمه. و لا ينطبق على من ذكرتَ. و الاعتبار سيدي الكريم بمنهج النبوة في تقسيم و توزيع الحق، فانقل لصاحبك منهج النبوة و حاكمه إليه و لا تحتج له بقول عالم آخر.
و علي الطنطاوي لم يُخلَّ بواجب، و اعتاد القراءة و أدامها فكان سرد الكتب ميسورا عليه. و سرد مئتي صفحة لا تأخذ ستة عشرة ساعة أبدا. بل ربما لا تتجاوز الخمس ساعات. و الطنطاوي من أكابر العلماء يا سيدي.
تنبيه: كلام السمرقندي من باب الحثِّ لا من باب الإلزام. و إلا ففيه من تعطيل ما يجب الكثير. فكما في العبادات نوافل ففي العلم ما هو أشد نفلاً.
تعقيب جيد
وكلامي لا يخرج عن الحث وليس إلزاما (!!!)
وهل كلام العلماء في كتبهم عن الهمة وعلوها من باب الإلزام!
طبعا لا بل من باب رفع الهمم
ونحن من قبل ومن بعد نتحاكم لمنهاج النبوة وليس فيما ذكرنا مخالفة له بحمد الله
وليس معنى أننا ننقل كلام (عالم) أنا نتحاكم إليه مجردا عن الأصل الذي هو الكتاب والسنة
وفقك الله أخي الكريم
وتعقيبي ليس من باب الرد بل من باب
توضيح ما كنت أقصده
وجزاكم الله خيرا على تبيينك وتعقيبك
أخوك المحب
أبو زيد
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[05 - 11 - 10, 09:32 ص]ـ
كثيراً ما تستميلُنا هذه الكَمِّيَّات عن الكيفيَّات، والعبرةُ كما تفضَّلَ الأحبابُ بالجَودةِ والإتقان والثبات.
وإذا كُنتُ ناظراً للكمِّ لا محالَة؛ فالذي يقرأ كلَّ يومٍ بمعدِّلِ (ساعتَين) لا يخرمُ ذلك صيفاً ولا شتاءً - إلاَّ في مِنْ ضرورةٍ - فهذا عندي طالبُ علمٍ جادُّ حريصٌ يُرجَى له خيرٌ كثيرٌ.
وكثيرٌ من طلاَّب العلم الذين أعرفهم يمكثون في مكتباتهم ساعات، لكنَّها بينَ (نِتٍّ)، وتفاريقِ مصنَّفاتٍ، ومقدِّمات، وفهارس، وردود!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/149)
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 03:26 م]ـ
لعل خطاب الشيخ ـ رحمه الله ـ كان متوجهاً لأناس معينين يعرف الشيخ تفرغهم وأنه ليس لديهم ما يشغلهم عن طلب العلم، وهم في مراحل الطلب الأولى التي يكون الجهد فيها أكبر، ليبنى عليها ما بعدها.
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 03:27 م]ـ
كثيراً ما تستميلُنا هذه الكَمِّيَّات عن الكيفيَّات، والعبرةُ كما تفضَّلَ الأحبابُ بالجَودةِ والإتقان والثبات.
وإذا كُنتُ ناظراً للكمِّ لا محالَة؛ فالذي يقرأ كلَّ يومٍ بمعدِّلِ (ساعتَين) لا يخرمُ ذلك صيفاً ولا شتاءً - إلاَّ في مِنْ ضرورةٍ - فهذا عندي طالبُ علمٍ جادُّ حريصٌ يُرجَى له خيرٌ كثيرٌ.
وكثيرٌ من طلاَّب العلم الذين أعرفهم يمكثون في مكتباتهم ساعات، لكنَّها بينَ (نِتٍّ)، وتفاريقِ مصنَّفاتٍ، ومقدِّمات، وفهارس، وردود!
كلام جميل، من تهامي أصيل، للفوائد خليل، وعلى الخير دليل.
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[05 - 11 - 10, 08:45 م]ـ
وإذا كُنتُ ناظراً للكمِّ لا محالَة؛ فالذي يقرأ كلَّ يومٍ بمعدِّلِ (ساعتَين) لا يخرمُ ذلك صيفاً ولا شتاءً - إلاَّ في مِنْ ضرورةٍ - فهذا عندي طالبُ علمٍ جادُّ حريصٌ يُرجَى له خيرٌ كثيرٌ.
أجزم بأن هذا الكلام غير صحيح، طالب يطلب ساعتين طالب علم حريص وجاد؟
كيف يا شيخ بل الذي يفعل هذا طالب علم فاشل وكسول،
مع احترامي لشخصكم الكريم تقبل تحياتي
ـ[أبو غانم المروي]ــــــــ[05 - 11 - 10, 08:58 م]ـ
يا أخي الكريم: إن المنبتّ لا ظهراً أبقى، ولا أرضاً قطع.
وأرجو أن تخبرنا عن تجربتك في مجال القراءة وطلب العلم، وهل تستطيع أن تطبق ما ذكره الشيخ؟
أرجو يا إخواني أن نتكلم بعقل، وندع العاطفة جانباً.
وجزيتم خيراً.
ـ[أبو أويس السلفى]ــــــــ[21 - 11 - 10, 07:19 م]ـ
فعلا لو تحدث الشخص عن تجربته ربما يدل هذا فعلا عن الواقع الذي نعيشه!!
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[22 - 11 - 10, 04:37 م]ـ
أجزم بأن هذا الكلام غير صحيح، طالب يطلب ساعتين طالب علم حريص وجاد؟
كيف يا شيخ بل الذي يفعل هذا طالب علم فاشل وكسول،
مع احترامي لشخصكم الكريم تقبل تحياتي
بارك الله فيكَ أخي.
تأمَّلْ - بوركتَ - قيودَ ما ذكرتُ؛ فقد يتضِّحُ لك ما قصدتُ:
وإذا كُنتُ ناظراً للكمِّ لا محالَة؛ فالذي يقرأ كلَّ يومٍ (أي لا يقرأ يوماً، ويدع يوماً أو أياماً، بل هو مستمِّرٌ أبداً كلَّ يومٍ) بمعدِّلِ (ساعتَين) (وهذا إذا جعلنا للساعاتِ مناطاً للفائدة، والأصل عدمُ إناطةِ الجدِّ والفائدةِ بها) لا يخرمُ ذلك صيفاً ولا شتاءً (فهو مداومٌ للنظر، مستمرٌ على الطلب، حتى في أيَّامِ الأعياد!) - إلاَّ في مِنْ ضرورةٍ - (والضرورةُ قاهرةٌ، وهي تقدَّرُ بقدرها) = فهذا عندي طالبُ علمٍ جادُّ حريصٌ يُرجَى له خيرٌ كثيرٌ، ومَنْ زادَ مع الدوام؛ فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وكثيرٌ من طلاَّب العلم الذين أعرفهم يمكثون في مكتباتهم ساعات، لكنَّها بينَ (نِتٍّ)، وتفاريقِ مصنَّفاتٍ، ومقدِّمات، وفهارس، وردود! وأينَ هذا الطالبُ المتمسِّكُ بذلك بين كثيرٍ ممن ينسبُ نفسَه للطلب؟
ـ[أبو أنس المسلم]ــــــــ[22 - 11 - 10, 05:37 م]ـ
سؤال / كم نعطي لكتاب الله من وقت؟ حفظاً و مراجعة و تدبراً.
ـ[أبو أسامة إبراهيم]ــــــــ[22 - 11 - 10, 06:13 م]ـ
لقد سمعت الشيخ الشثري في قناة المجد في حصة قصة كتاب يذكر عن نفسه أنه يمكث من16 إلى17 ساعة في مكتبته لأجل إتمام أعماله العلمية، وأخبري من لازم الشيخ مشهور بن حسن أشهراً أنه يمكث في مكتبته من 8 صباحا إلى 12 ليلا لايخرج إلا لصلاة أو إلقاء درس. فلا تستغربوا أيها الإخوة فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، نسأل الله من فضله.
ـ[الأبهيشي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 08:55 م]ـ
خير الهدي هدي رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم .. فتأملوا هذه الأحاديث و راجعوا الشروح عليها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/150)
عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سلمان وبين أبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال: ما شأنك متبذلة؟! قالت: إن أخاك أبا الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، قال: فلما جاء أبو الدرداء، قرب إليه طعاما، فقال: كل، فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل، ذهب أبو الدرداء ليقوم، فقال له سلمان: نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال له: نم، فنام، فلما كان عند الصبح، قال له سلمان: قم الآن، فقاما فصليا، فقال: إن لنفسك عليك حقا، ولربك عليك حقا، ولضيفيك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرا ذلك؟ فقال له: صدق سلمان. رواه الترمذي و صححه الألباني
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: لن ينجي أحدا منكم عمله، و لا أنا، إلا إن يتغمدني الله برحمته، و لكن سددوا و قاربوا، و اغدوا و روحوا، و شيء من الدلجة و القصد القصد تبلغوا. رواه البخاري
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه بيته فقال: يا عبد الله بن عمرو ألم أخبر أنك تكلف قيام الليل وصيام النهار؟ قال: إني لأفعل فقال إن حسبك ولا أقول افعل أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام الحسنة عشر أمثالها فكأنك قد صمت الدهر كله قال: فغلظت فغلظ علي قال فقلت: إني لأجد قوة من ذلك، قال: إن حسبك أن تصوم من كل جمعة ثلاثة أيام، قال: فغلظت فغلظ علي، فقلت: بي قوة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعدل الصيام عند الله صيام داود نصف الدهر ثم قال: لنفسك عليك حق ولأهلك عليك حق قال فكان عبد الله يصوم ذلك الصيام حتى إذا أدركه السن والضعف كان يقول: لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أهلي ومالي. رواه أحمد
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال له: اقرأ القرآن في شهر قال إني أجد قوة قال اقرأ في عشرين قال إني أجد قوة قال اقرأ في خمس عشرة قال إني أجد قوة قال اقرأ في عشر قال إني أجد قوة قال اقرأ في سبع ولا تزيدن على ذلك. رواه البخاري و أبو داود و اللفظ له
ـ[ابراهيم العنزي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 09:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله يااخوان من يطيل المطالعه والبحث نسأل الله له الاخلاص والتسديد والاتباع والتوفيق والتسهيل وحفظ المال والاهل والذريه ليكون ذخر للاسلام وأهله فمن هنا يتجدد الدين والاكيف كان ابن تيميه وابن القيم ........ وابن حجر رحمهم الله فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
ونعم غنيمة المؤمن الشتاء ليله طويل فيقومه ونهاره قصير فيصومه والله المستعان
والحمدلله
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 09:22 م]ـ
في قناعتي الخاصة إن الشيخ الغديان قال بهذا القول:
1 - لطلاب يعرفهم فخصهم بهذا كما أشار اليه بعض الأخوة (هذا إحتمال).
2 - اراد به رفع ههم وحث طلاب العلم ليزدادوا (هذا إحتمال).
3 - هذه الصورة غير ممتنعه إمكانيات موجوده (هذا إحتمال).
فينصرف القول بالمبالغة.
والله اعلم
ـ[موقع الملتقى الفقهي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 01:54 م]ـ
في نظري أنه لا تعارض بين ما ذكره الشيخ رحمه الله وبين ما ذكره الإخوة المعلّقون من الاعتراض عليه .. فإن مقصود الشيخ: أن يبذل الإنسان وقته في الطلب .. وإلا فالشيخ نفسه رحمه الله معروف بالمساهمة في الخير وتتبع أعمال البرّ كافّة .. فالمقصود أن يكون الغالب على الطالب: المطالعة .. و قد يتخلل ذلك ـ ولا بدّ ـ سائر اعمال البر بل والمصالح الدنيوية .. (أبو عبد الله الروقي)(128/151)
قال ابن عثيمين رحمه الله: اصلح قلبك يا اخى!!
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[22 - 06 - 10, 06:59 م]ـ
قال العلامه محمد بن عثيمين رحمه الله:
ثم قال صلى الله عليه وسلم:
((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت؛ صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)).
((مضغة)) يعني قطعة لحم صغيرة بقدر ما يمضغه الإنسان، صغيرة لكن شأنها عظيم، هي التي تدبر الجسد ((إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله)) ليست العين، ولا الأنف، ولا اللسان، ولا اليد، ولا الرجل، ولا الكبد، ولا غيرها من الأعضاء، إنما هي القلب، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ((اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم مصرف القلوب صرَّف قلوبنا إلى طاعتك)).
فالإنسان مدار صلاحه وفساده على القلب. ولهذا ينبغي لك أيها المسلم أن تعتني بصلاح قلبك، فلاح الظواهر وأعمال الجوارح طيب، ولكن الشأن كل الشأن في صلاح القلب، يقول الله عن المنافقين: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ) (المنافقون: 4) (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ) من الهيئة الحسنة، وحسن عمل الجوارح، وإذا قالوا، قالوا قولاً تسمع له من حسنه وزخرفته، لكن قلوبهم خربة والعياذ بالله (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) (المنافقون: 4) ليس فيها خير.
فأنت اعتنِ بصلاح القلب، انظر قلبك هل فيه شيء من الشرك؟ هل فيه شيء من كراهة ما أنزل الله؟ هل فيه شيء من كراهة عباد الله الصالحين؟ هل فيه شيء من الميل إلى الكفار؟ هل فيه شيء من موالاة الكفارة؟ هل فيه شيئاً من الحسد، هل فيه شيء من الغل؟ هل فيه شيء من الحقد؟ وما أشبه ذلك من الأمراض العظيمة الكثيرة في القلوب، فطهر قلبك من هذا وأصلحه، فإن المدار عليه.
(أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ) (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) (العاديات:9 - 11)، هذا يوم القيامة، العلم على الباطن، في الدنيا العمل على الظاهر، مالنا إلا ظواهر الناس، لكن في الآخرة العمل على الباطن، أصلح الله قلوبنا وقلوبكم.
قال تعالى: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) (الطارق:9) (تُبْلَى) يعني تختبر السرائر فمن كان من المؤمنين؛ ظهر إيمانه، ومن كان من أهل النفاق؛ ظهر نفاقه والعياذ بالله.
لذلك أصلح قلبك يا أخي، لا تكره شريعة الله، لا تكره عباد الله الصالحين، لا تكره أي شيء مما نزَّل الله، فإن كراهتك لشيء مما نزَّل الله كفر بالله تعالى، نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق والصلاح.
شرح رياض الصالحين باب الورع وترك الشبهات
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:47 م]ـ
جزاك الله خيرا على النقل.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 09:15 م]ـ
بارك الله فيك
و اسمح لي فقد نقلتها لمنتدى آخر ولك الأجر إن شاء الله
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 10:36 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك وجزاك الله خيرا كلام جميل.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:13 م]ـ
بارك الله فيك ورحم الله الشيخ
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:06 م]ـ
الاخوه:
ابوسليمان
والمسلم
وصهيب
واسلام
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم ووفقكم الله(128/152)
هل الإعتماد على رجل واحدة في الصلاة لغير عذر يبطل الصلاة
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[22 - 06 - 10, 07:42 م]ـ
في انتظاركم ... باراك الله فيكم
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:22 م]ـ
أظن أن هذا فيه قلة أدب مع الله
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:23 م]ـ
وسيخرج الصلاة عن هيأتها مما يؤدي الى بطلانها
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[22 - 06 - 10, 09:09 م]ـ
أظن أن هذا فيه قلة أدب مع الله
عفوا أخي أبو البراء لعلي لم أحسن عرض السؤال جيدا ... فعلى سبيل التمثيل لو أن رجلا عند القيام رفع رجله ليحك بها الأخرى مثلا ثم ركع مباشرة قبل أن يردها فهل أخل بركن القيام
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[22 - 06 - 10, 10:10 م]ـ
عفوا أخي أبو البراء لعلي لم أحسن عرض السؤال جيدا ... فعلى سبيل التمثيل لو أن رجلا عند القيام رفع رجله ليحك بها الأخرى مثلا ثم ركع مباشرة قبل أن يردها فهل أخل بركن القيام
بارك الله فيك
هذه الصورة التى ذكرت ليس فيها شيء فالحركة اليسيرة لا تبطل الصلاة
ولعلك قست القيام على السجود أليس كذلك
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:04 م]ـ
بصراحة يا أخي وأنا أشرح لجماعة مسجدي حديث المسيء في صلاته وقرأت هذه المسألة في الفروع لابن مفلح وأنا أضحك قبل ثلاثة أيام.
قال: (ومن قام على رجل واحدة قيل لا يجزيه) وكذلك هي في المبدع.
وصورة المسألة في عدم الإجزاء في فرض القيام وليس في إبطال الصلاة فهو شيء آخر يحصل من ترك الفرض لا من نفس عدم الإجزاء في مسألتنا.
ولها نظائر مضحِكات منها:
ترتيب اللغات عند العجز عن العربية في الصلاة. والفاتحة.
الحنابلة قالوا: السريانية ثم الفارسية ثم التركية ثم الهندية.
يا سلام أين ذهبت الإنجليزية والفرنسية.
ومنها: وجوب إطعام الجائع.
صوّرها الشيخ عبد المحسن الزامل بأن الجائع لو ذهب إلى مطعم وقال إني جائع وجب عليهم إطعامه.
فلم أتمالك نفسي وضحكت.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد المؤمن الجزائري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:21 م]ـ
عفوا أخي أبو البراء لعلي لم أحسن عرض السؤال جيدا ... فعلى سبيل التمثيل لو أن رجلا عند القيام رفع رجله ليحك بها الأخرى مثلا ثم ركع مباشرة قبل أن يردها فهل أخل بركن القيام
أخي دقق جيداً في ما طرحته فقد حاولت القيام بما ذكرت إلا أني كدت أن أهوي على رأسي
الركوع برجل واحدة!
ـ[أبو زكريا يحيى الباكستاني]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:54 م]ـ
إن رفعها لمدة وجيزة فلا شيئ فيه وإن ركع بعدها مباشرة دون أن يردها. أي ما دام أنه قام على الرجلين لمدة تكفي لقراءة الفاتحة فإن الركن قد تم. فلو رفع إحدى رجليه بعد ذلك فلا يضر وإن لم يردها.
أما إن دام رفعها له بحيث أنه لم يأتي يقراءة الفاتحة وهو قائم على الرجلين فهنا تبطل الصلاة لأن القيام لم يتم.
أما قول أخي عبد المؤمن فأقول قد جربته وهو ممكن دون أن تقع على رأسك. (ابتسامة).
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[23 - 06 - 10, 06:21 م]ـ
والصحيح عندنا أن القيام ركن بقدر التحريمة والباقي واجب.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:17 ص]ـ
الذي ذكره الفقهاء كراهة الوقوف على رجلٍ واحدةٍ أثناء القيام في الصلاة بدون حاجة، أما إذا احتاج إلى المراوحة بين رجليه بسبب طول القيام فلا بأس بها بقدر الحاجة.
ويذكرون دليل ذلك قوله تعالى: " وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ".
وفي (موسوعة الفقه الكويتية) (27/ 108):" وَصَرَّحَ الشَّافِعِيَّةُ بِكَرَاهَةِ الْقِيَامِ عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ، لأِنَّهُ تَكَلُّفٌ يُنَافِي الْخُشُوعَ، إِلاَّ إِنْ كَانَ لِعُذْرٍ كَوَجَعِ الأْخْرَى فَلاَ كَرَاهَةَ، كَمَا نَصَّ الْمَالِكِيَّةُ عَلَى كَرَاهَةِ رَفْعِ الرِّجْل عَنِ الأْرْضِ إِلاَّ لِضَرُورَةٍ كَطُول الْقِيَامِ، كَمَا يُكْرَهُ عِنْدَهُمْ وَضْعُ قَدَمٍ عَلَى أُخْرَى لأِنَّهُ مِنَ الْعَبَثِ، وَيُكْرَهُ أَيْضًا إِقْرَانُهُمَا. وَنَصَّ الْحَنَابِلَةُ عَلَى كَرَاهَةِ كَثْرَةِ الْمُرَاوَحَةِ بَيْنَ الْقَدَمَيْنِ".
إلا أن المرداوي الحنبلي نقل في (الإنصاف) قولاً غريبًا لابن الجوزي في بطلان الصلاة به؟! فقال (2/ 111):" فَوَائِدُ: .... الثَّانِيَةُ: لو قام على رِجْلٍ وَاحِدَةٍ فَظَاهِرُ كَلَامِ أَكْثَرِ الْأَصْحَابِ الْإِجْزَاءُ قَالَهُ في الْفُرُوعِ وهو ظَاهِرُ كَلَامِ الْمُصَنِّفِ وَنَقَلَ خَطَّابُ بن بِشْرٍ عن أَحْمَدَ لَا أَدْرِي وقال بن الْجَوْزِيِّ لَا يُجْزِئُهُ قال في النُّكَتِ قَطَعَ بِهِ بن الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُ".
والغريب أنه لا دليل عند من يبطل الصلاة بها إلا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا قام أحدكم في الصلاة فليسكن أطرافه، ولا يتميل تميل اليهود، فإن تسكين الأطراف من تمام الصلاة " رواه أبو نعيم وابن عدي وابن عساكر.
إلا أن هذا الحديث موضوع؟! قال الألباني في (السلسلة الضعيفة) (2691) بعد أن ذكر تخريجه:" قلت: وهذا موضوع، آفته الحكم بن عبد الله - وهو الأيلي - وهو كذاب؛ كما قال أبو حاتم وغيره. وقال أحمد: " أحاديثه كلها موضوعة ". إهـ
فلا يستقيم القول ببطلان الصلاة بلا دليل صحيح صريح.
فيبقى الأمر على الكراهة إلا لحاجة من تعبٍ أو طولِ قيامٍ ونحوه؛ لأن الأصل في الصلاة الخشوع وعدم الإشتغال بغير أفعال الصلاة.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/153)
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الافادة(128/154)
هل الإعتماد على رجل واحدة أثناء القيام في الصلاة لغير عذر يبطل الصلاة
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[22 - 06 - 10, 07:45 م]ـ
في انتظاركم ... بارك الله فيكم
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:52 م]ـ
الذي ذكره الفقهاء كراهة الوقوف على رجلٍ واحدةٍ أثناء القيام في الصلاة بدون حاجة، أما إذا احتاج إلى المراوحة بين رجليه بسبب طول القيام فلا بأس بها بقدر الحاجة.
ويذكرون دليل ذلك قوله تعالى: " وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ".
وفي (موسوعة الفقه الكويتية) (27/ 108):" وَصَرَّحَ الشَّافِعِيَّةُ بِكَرَاهَةِ الْقِيَامِ عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ، لأِنَّهُ تَكَلُّفٌ يُنَافِي الْخُشُوعَ، إِلاَّ إِنْ كَانَ لِعُذْرٍ كَوَجَعِ الأْخْرَى فَلاَ كَرَاهَةَ، كَمَا نَصَّ الْمَالِكِيَّةُ عَلَى كَرَاهَةِ رَفْعِ الرِّجْل عَنِ الأْرْضِ إِلاَّ لِضَرُورَةٍ كَطُول الْقِيَامِ، كَمَا يُكْرَهُ عِنْدَهُمْ وَضْعُ قَدَمٍ عَلَى أُخْرَى لأِنَّهُ مِنَ الْعَبَثِ، وَيُكْرَهُ أَيْضًا إِقْرَانُهُمَا. وَنَصَّ الْحَنَابِلَةُ عَلَى كَرَاهَةِ كَثْرَةِ الْمُرَاوَحَةِ بَيْنَ الْقَدَمَيْنِ".
إلا أن المرداوي الحنبلي نقل في (الإنصاف) قولاً غريبًا لابن الجوزي في بطلان الصلاة به؟! فقال (2/ 111):" فَوَائِدُ: .... الثَّانِيَةُ: لو قام على رِجْلٍ وَاحِدَةٍ فَظَاهِرُ كَلَامِ أَكْثَرِ الْأَصْحَابِ الْإِجْزَاءُ قَالَهُ في الْفُرُوعِ وهو ظَاهِرُ كَلَامِ الْمُصَنِّفِ وَنَقَلَ خَطَّابُ بن بِشْرٍ عن أَحْمَدَ لَا أَدْرِي وقال بن الْجَوْزِيِّ لَا يُجْزِئُهُ قال في النُّكَتِ قَطَعَ بِهِ بن الْجَوْزِيِّ وَغَيْرُهُ".
والغريب أنه لا دليل عند من يبطل الصلاة بها إلا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا قام أحدكم في الصلاة فليسكن أطرافه، ولا يتميل تميل اليهود، فإن تسكين الأطراف من تمام الصلاة " رواه أبو نعيم وابن عدي وابن عساكر.
إلا أن هذا الحديث موضوع؟! قال الألباني في (السلسلة الضعيفة) (2691) بعد أن ذكر تخريجه:" قلت: وهذا موضوع، آفته الحكم بن عبد الله - وهو الأيلي - وهو كذاب؛ كما قال أبو حاتم وغيره. وقال أحمد: " أحاديثه كلها موضوعة ". إهـ
فلا يستقيم القول ببطلان الصلاة بلا دليل صحيح صريح.
فيبقى الأمر على الكراهة إلا لحاجة من تعبٍ أو طولِ قيامٍ ونحوه؛ لأن الأصل في الصلاة الخشوع وعدم الإشتغال بغير أفعال الصلاة.
والله تعالى أعلم.(128/155)
الاعتبار في فتوى الشيخ الكلباني هداه الله للحق
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني و أخواتي الكرام
تأملت في كلام الشيخ الكلباني هداه الله للحق فوجدت فيه عبرة و أي عبرة
فالرجل كان بالأمس يؤم المصلين في بيت الله الحرام وهو إمام و خطيب جامع منذ أكثر من 20 عام و من حفظة كتاب الله تعالى ومن طلبة العلم ثم بين يوم و ليلة نجد اليوم في صحيفة الوطن الكويتية على سبيل المثال احتفاء و تصفيق كبير للشيخ من قبل المغنين و الملحنين والمغنيات فالله المستعان و نسأل الله للشيخ الهداية ولعله يقوم بكتابة توضيح لكلامه ...
و رجائي من الأخوة أخذ العبرة و سؤال الله تعالى الثبات على الدين فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا حلف يقول: لا و مقلب القلوب ونسأل الله تعالى أن يهدي الشيخ الكلباني ويرده إلى الحق و يغفر لنا و له و الله المستعان و عليه التكلان
وهذه فوائد قيمة من كلام الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي حفظه الله أنقله من باب الفائدة:
أكثر ما كان النبي يحلف: لا ومقلب القلوب
عن عائشة -رضي الله عنها-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا ما كان يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فتقول عائشة يا رسول الله، كثيرًا ما تدعو بهذا الدعاء، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك، وما تأخر، فيقول: وما يؤمنني، يا عائشة وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن، إذا أراد أن يقلب قلب عبد قلبه) يدل على ذلك قوله تعالى: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ولعل هذه الرواية ليست على شرط المؤلف، فلم يذكرها هنا.
وتقليب القلوب تغييرها من حال إلى حال، فهو -سبحانه- يغيرها من حال إلى حال، ويصرفها من رأي إلى رأي، وفيه دليل على مشروعية الحلف بمقلب القلوب؛ لأنها صفة من صفاته، فالحلف يكون بالله وأسمائه وصفاته، وتقليب القلوب فعل من أفعاله، ووصف له سبحانه وتعالى.
أما قول المعتزلة في معنى تقليب القلوب، أن التقليب معناه الطبع، والطبع معناه الترك، فهذا باطل؛ لأن الله -تعالى- لا يترك عباده وحالهم ليفعلوا ما يريدون.
والمعتزلة لا يرون أن الله -تعالى- له نِعمة دينية على المؤمن خصَّه بها من دون الكافر، فأعانه، فلا يرون الإعانة من الله للمؤمن، ولا يرون أن الله خذل الكافر، بل يقولون: المؤمن والكافر على حدٍّ سواء، فالله -تعالى- لم يوفق المؤمن، ولم يخذل الكافر، لكن المؤمن اختار الإيمان بنفسه، والكافر اختار الكفر بنفسه، ومثَّلوا الله -تعالى- في هذا كمثل رجل له ابنان، أعطاهما سيفين، وقال لهما: جاهدا في سبيل الله، فأحدهما جاهد في سبيل الله، والآخر قطع به رقاب المسلمين فالأب ليس له تأثير عليهما، فكذلك الله ليس له تأثير لا على المؤمن ولا على الكافر، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.
فقولهم هذا من أبطل الباطل، فقد رد الله -تعالى- على أمثال هؤلاء بقوله: وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً الآية.
فالمؤمن خصَّه الله بنعمة دينية أعانه عليها، دون الكافر، والكافر خذله الله، فالمؤمن حبب الله إليه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، عكس الكافر نسأله -سبحانه- أن يحبب إلينا الإيمان، وأن يزينه في قلوبنا، وأن يكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا من الراشدين.
والمقصود أن تقليب القلوب صفة من صفات الله -تعالى-، وفِعل من أفعاله؛ ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقسم به، ويدل على ذلك قوله -تعالى- وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ.
فائدة:
قال ابن حجر رحمه الله: (وفيه حجة لمن أجاز تسمية الله -تعالى- بما ثبت في الخبر، ولو لم يتواتر جواز اشتقاق الاسم له -تعالى- من الفعل الثابت).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/156)
قلت: ثبوت الخبر لا يشترط فيه التواتر، والمهم هو صحة الحديث، أما قوله: جواز اشتقاق الاسم له تعالى من الفعل الثابت، فغير صحيح؛ لأن الأسماء توقيفية لا تشتق، لكن الأسماء متضمنة للصفات، فالرحمن متضمن لصفة الرحمة والقادر متضمن لصفة القدرة، أما اشتقاق الأسماء من الصفات، فغير صحيح، فلا يصح أن يشتق من صفة الكلام المتكلم، وذلك لما ذكرنا أن الأسماء توقيفية.
منقول
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:45 م]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[22 - 06 - 10, 08:46 م]ـ
كتب الشيخ (سعود الشريم) هذه القصيدة المبكية لأخيه الشيخ (عادل الكلباني) بعد فتواه في إباحة المعازف وهي قصيدة بسيطة الألفاظ عميقة المعاني ثمينة الغرض وسامية المقصد، ولن أعلق على هذه القصيدة فهي تتحدث عن نفسها كما لن أتحدث عن قائلها الشيخ (الشريم) فهو أشهر من أن أتحدث عنه هنا ... كل الدعوات من الله أن يكون لها صدى وأثر عند الشيخ (الكلباني) مع الإعتذار على عدم التنسيق:
أرفق بنفسك عادل الكلباني ... فلقد أبحت معازف الألحاني
أرفق بنفسك فالحياة قصيرة ... مهما تعش فيها من الأزمان
أرفق بنفسك لا أخالك جاهلا ... إن إتباع الحق بالإذعان
أحقيقة ما قد تناقله الملأ ... فرأيته ضربا من الهذيان
إني أعيذك أن تكون مكابرا ... فارجع إلى ما كنت من إحسان
بالأمس كنت إمام اطهر بقعة ... شهرا أمام البيت ذي الأركان
واليوم أنت مع المعازف مفتيا ... بجوازها يا خيبة الإخوان
هل تاق سمعك للفتاة أصالة ... أم تقت سمعا للمخضرم هانئ
هل أنت مشتاق لنبرة عجرم ... أم صرت ترقب عاصي الحلاني
أم قد سئمت من التلاوة مدة ... فأردت تبديلا لها بأغاني
أم قد كرهت مقال كل محرم ... جعل المعازف رقية الشيطان
هل ضقت ذرعا من إمامة مالك ... وإمامة الفذ الفتى النعماني
والشافعي الألمعي محمد ... أو رأس أهل السنة الشيباني
أو من يسير على طريقة أحمد ... فانقاد وفق مراده بأمان
هل ضقت ذرعا بالأئمة كلهم ... ورحمت كل مزمر فنان
هذا حديث الناس إثر مقالكم ... مالي برد الشامتين بدان
أولم يسعك اليوم ما وسع الأولى ... فلقد كفوك القول بالبرهان
إني سأذكر بيت صاحب حكمة ... فلقد أجاد موفقا ببيان
إحذر هديت فتحت رجلك حفرة ... كم قد هوى فيها من الانسان
ولسوف أذكر ما حكاه محمد ... أعني به ابن القيم الرياني
حب الكتاب وحب الحان الغنا ... في قلب عبد ليس يجتمعان
ياعادل هذي نصيحة مشفق ... برّ صدوق محسن معوان
ستظل تندب ما نطقت به غدا ... والقسط عند الله بالميزان
يتبرأ المتبوع من أتباعه ... ويفرّ إخوان من الإخوان
فالحكم للحق القوي بعدله ... والفصل يوم الدين للديان
سيقول مستمع المعازف حينها ... يارب أفتاني بها الكلباني
ـــ الثلاثاء: 10/ 7/1431هـ
منقول من بريدي من مجموعة الابنوي
ـ[عصام البشير]ــــــــ[22 - 06 - 10, 09:45 م]ـ
لست مطلعا على تفصيلات ما وقع، ولكن دمعت عيني لقصيدة الشيخ الشريم.
اللهم اهد من زل من الدعاة والعلماء إلى الحق المبين، واعصمهم من الفتن المدلهمة.
ـ[أبو أسامة الديلمي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 10:02 م]ـ
قصيدة رائعة ليته سماها " رثاء الشيخ الكلباني "
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[22 - 06 - 10, 10:03 م]ـ
أشهد الله أني أحب الشيخ الشريم جدا وأتقرب إلي الله بحبه، اسأل الله أن يحشرنا جميعًا مع النبي محمد صلي الله عليه وسلم وإن قصرت بنا أعمالنا، وحالت بين ذلك ذنوبنا وأحوالنا.
ونعوذ بالله من زلات العلماء، وتتبع الرخص.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها، وما بطن.
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[22 - 06 - 10, 10:18 م]ـ
قصيدة رائعة ليته سماها " رثاء الشيخ الكلباني "
أحسنت.
والله في القلب حسرة شديدة جدًا، حسبنا الله ونعم الوكيل، إلي الله نشكو أحوالنا وهي لا تخفي عليه، وإليه نرفع الشكوي وقلوبنا بين يديه.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:00 م]ـ
الحمد لله أنه لم يستمر في الحرم، هذا من فضل الله، حتى لا يؤمنا مستحل للغناء ...
ـ[أبوعبدالله الحودي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:22 م]ـ
*
*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بعض أبيات القصيدة يبعد نسبتها للشيخ سعود الشريم
والله تعالى أعلم
.
ـ[أبوجهاد البُردي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:30 م]ـ
ما أروع قصيدة الشيخ سعود الشريم!
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:53 م]ـ
الله المستعان
قابلت قبل دقائق شخصاً فاغراً فاه فرحاً وطرباً , رآني من بعيد فنادني قائلاً: الحمد لله هذا الكلباني أباح الغناء , ونحن تحت ذمته وعهده , قلت: ومنذ متى وأنت تأخذ الفتاوى من الكلباني؟!
وبعد نقاش طويل ذكرت له أدلة تحريم الغناء فلم يملك إلا أن يقول: ما علينا , هذا قول ونحن نأخذ به , قلت: أنت وشأنك.
آه على أيام ابن إبراهيم وابن باز وابن عثيمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/157)
ـ[أبو مازن السلفي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:07 ص]ـ
ولكن دمعت عيني لقصيدة الشيخ الشريم.
وأنا مثلك أخي الكريم.
آه على أيام ابن إبراهيم وابن باز وابن عثيمين.
صدقت أخي الكريم.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:15 ص]ـ
يعود إن شاء الله للحق ويتبصر به ويتراجع.
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:17 ص]ـ
الله المستعان
اللهم يا مقلب القلوب ثيت قلبي على دينك
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك
ـ[ياسر العراقي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:20 ص]ـ
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على الايمان
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[23 - 06 - 10, 01:49 ص]ـ
=""] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قيل إن الشيخ (سعود الشريم) كتب هذه القصيدة المبكية لأخيه الشيخ (عادل الكلباني) بعد فتواه في إباحة المعازف - والله أعلم-
وهي قصيدة عميقة المعاني ثمينة الغرض وسامية المقصد، .. كل الدعوات من الله أن يكون لها صدى وأثر عند (الكلباني):
ارفق بنفسك عادل الكلباني ... فلقد أبحت معازف الألحاني
ارفق بنفسك فالحياة قصيرة ... مهما تعش فيها من الأزمان
ارفق بنفسك لا أخالك جاهلا ... إن إتباع الحق بالإذعان
أحقيقة ما قد تناقله الملأ ... فرأيته ضربا من الهذيان
إني أعيذك أن تكون مكابرا ... فارجع إلى ما كنت من إحسان
بالأمس كنت إمام اطهر بقعة ... شهرا أمام البيت ذي الأركان
واليوم أنت مع المعازف مفتيا ... بجوازها يا خيبة الإخوان
أم قد سئمت من التلاوة مدة ... فأردت تبديلا لها بأغاني
أم قد كرهت مقال كل محرم ... جعل المعازف رقية الشيطان
هل ضقت ذرعا من إمامة مالك ... وإمامة الفذ الفتى النعماني
والشافعي الألمعي محمد ... أو رأس أهل السنة الشيباني
أو من يسير على طريقة أحمد ... فانقاد وفق مراده بأمان
هل ضقت ذرعا بالأئمة كلهم ... ورحمت كل مزمر فنان
هذا حديث الناس إثر مقالكم ... مالي برد الشامتين بدان
أولم يسعك اليوم ما وسع الأولى ... فلقد كفوك القول بالبرهان
إني سأذكر بيت صاحب حكمة ... فلقد أجاد موفقا ببيان
احذر هديت فتحت رجلك حفرة ... كم قد هوى فيها من الانسان
ولسوف أذكر ما حكاه محمد ... أعني به ابن القيم الرياني
حب الكتاب وحب الحان الغنا ... في قلب عبد ليس يجتمعان
ياعادل هذي نصيحة مشفق ... برّ صدوق محسن معوان
ستظل تندب ما نطقت به غدا ... والقسط عند الله بالميزان
يتبرأ المتبوع من أتباعه ... ويفرّ إخوان من الإخوان
فالحكم للحق القوي بعدله ... والفصل يوم الدين للديان
سيقول مستمع المعازف حينها ... يارب أفتاني بها الكلباني
الثلاثاء: 10/ 7/1431هـ
.. ) [/
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:28 ص]ـ
كلام الكلباني قديم هداه الله للحق ووسائل الإعلام تقتات على الفتن وواجب طلبة العلم تبصير الناس بدينهم وربطهم بالكتاب والسنة والأكابر من العلماء من الماضيين والأحياء حتى يؤخذ العلم من أهله وأسأل المولى جل وعلا أن يهدي الشيخ الكلباني وويوفقه لما فيه سعادته في الدنيا والآخرة
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:46 ص]ـ
بعض أبيات القصيدة يبعد نسبتها للشيخ سعود الشريم
والله تعالى أعلم
وما دليلك على هذا يا ابا عبدالله، حياك الله
وصراحة إنها لقصيدة من القلب
أسأل الله أن يهدى الجميع ولعل التباسا فى الأمر حدث للشيخ الكلبانى فلعله يصحح إن شاء الله مستقبلا
واحذر من أن يخوض احد فى الأعراض
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 04:14 ص]ـ
ليسَ القارئ الكلبانيُّ من أهلِ العِلمِ أصلاً، ولايسوغُ لهُ أن يفتي، سواء وافق الحقّ أم خالفهُ.
ـ[أبومحمد الهاشمي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 04:24 ص]ـ
القصيدة جميلة جدا لكن بصراحه استنكر منها بيتان
هل تاق سمعك للفتاة أصالة ... أم تقت سمعا للمخضرم هانئ
هل أنت مشتاق لنبرة عجرم ... أم صرت ترقب عاصي الحلاني
فالشيخ سعود الشريم أسمى من معرفة هؤلاء ........
وأسألوا الله الثبات وادعوا للشيخ عادل بالهداية
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 08:02 ص]ـ
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا رشدنا وأن يقينا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
والله لم يخطر ببالي يوماً أن أستفتي الشيخ عادل الكلباني في مسألة من مسائل الطهارة
فكيف لي أن آخذ برأيه في مثل هذا الأمر؟
وسؤالي: لم أسمع أبداً أن الشيخ الكلباني من أهل العلم أو ممن تأهل للفتيا
منذ متى والناس عندنا داخل البلاد يستفتونه في أمور دينهم
لا نعلم عنه أبداً إلا أنه قارئ للقرآن وصاحب صوت شجي مؤثر فقط
((إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم))
نسأل الله تعالى له الهداية ..
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.
ـ[أبوعبدالله الحودي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 08:46 ص]ـ
وما دليلك على هذا يا ابا عبدالله، حياك الله
القصيدة جميلة جدا لكن بصراحه استنكر منها بيتان
هل تاق سمعك للفتاة أصالة ... أم تقت سمعا للمخضرم هانئ
هل أنت مشتاق لنبرة عجرم ... أم صرت ترقب عاصي الحلاني
فالشيخ سعود الشريم أسمى من معرفة هؤلاء ........
حياك الله يا أحمد
أرجو أن تكون وجه النظر وصلت ولكني لم أرد التصريح بها
ثم إني أطالبك بدليل نسبتها للشيخ سعود
تقبل شكري عزيزي
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/158)
ـ[أبو عبدالرحمن الحر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 08:58 ص]ـ
اللهم يامثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يامصرف القلوب صرف قلوبنا لطاعتك
اللهم نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد
ـ[أبو مالك الغامدي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 08:59 ص]ـ
هدانا الله وإياه للحق آمين!
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:01 ص]ـ
اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك
و تحول عافيتك
و من فجأة تقمتك
و من جميع سخطك.
ـ[محمد أبومروان]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:58 ص]ـ
حياك الله يا أحمد
أرجو أن تكون وجه النظر وصلت ولكني لم أرد التصريح بها
ثم إني أطالبك بدليل نسبتها للشيخ سعود
تقبل شكري عزيزي
.
وأنا أطالب بما يثبت نسبتها للشيخ
فالقصيدة التي رفعتها حلية الأولياء محذوفة الأبيات التي فيها ذكر أسماء المغنين
مما يدل ............
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:28 م]ـ
هل تاق سمعك للفتاة أصالة ... أم تقت سمعا للمخضرم هانئ
هل أنت مشتاق لنبرة عجرم ... أم صرت ترقب عاصي الحلاني
أم قد سئمت من التلاوة مدة ... فأردت تبديلا لها بأغاني
أرى أن هذه الأبيات خرجت عن حدود التناصح وصارت أقرب إلى التعيير،فإني استبعد نسبتها إلى الشيخ الفاضل الشريم
ـ[أبو مازن السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
بعض أبيات القصيدة يبعد نسبتها للشيخ سعود الشريم
والله تعالى أعلم
أرى أن هذه الأبيات خرجت عن حدود التناصح وصارت أقرب إلى التعيير،فإني استبعد نسبتها إلى الشيخ الفاضل الشريم
أيًا كان قائلُها،
فقد شفت العليل، وأروت الغليل!!
القصيدة جميلة جدا لكن بصراحه استنكر منها بيتان
هل تاق سمعك للفتاة أصالة ... أم تقت سمعا للمخضرم هانئ
هل أنت مشتاق لنبرة عجرم ... أم صرت ترقب عاصي الحلاني
فالشيخ سعود الشريم أسمى من معرفة هؤلاء
ثم ما الضير في أن نعرف أسماء الكفار، وأسماء العصاة؟!
فنحن نعرف بلا شك الشيطان بإسمه!!
كما نعرف إسم البابا!!
وما الضير أيضًا، في أن نعرف أسماء المذكورين في القصيدة،
وغيرهم من العصاة والزائغين؟!
فنحن نعرف بلا شك إسم الشيعي المحترق: الخميني!!
وإسم الشيعي المحترق الآخر: حسن شحاته!!
وإسم الزائغ الترابي!!
على تفاوت وشدة ما وقعوا فيه،
وكيف سنحذر من هؤلاء، إن لم نعرف ذواتهم؟!
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:10 ص]ـ
وفي القرآن أسماء الكفار كأبي لهب وفرعون وهامان،،إلخ
ثم يا إخواني حين يعلن في الملتقى عن شيخ مريض ببدنه تنهالون عليه بالدعاء له بالشفاء،، وهذا الشيخ مريض بروحه وقلبه قادعو له بالشفاء العاجل وأيقنوا بالإجابة،، اللهم اهد عبدك الكلباني ورده إلى الحق ردا جميلا، واغفر لنا وله ما بدر منه من تحليل ما حرمت،، آمين.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[24 - 06 - 10, 06:40 ص]ـ
من الورع البارد أن ينكر الشخص معرفته بأسماء المشاهير من المغنين , وكأنه لا يجلس مع الناس ولا يدري ما الذي يدور في أحاديثم ولا يقرأ الجرائد ولا يسمع الأخبار , أقصد من يعرف أسماءهم ولكنه ينكر ذلك ولا يبديه تورعاً! كأنه يقول: قد عصمني الله من معرفة اسم مغنٍ أو مغنية.
وذكر الأسماء في هذه القصيدة ـ إن صحت نسبتها ـ لا يظهر أن فيه بأساً , مع أني لم أسمع بالمخضرم هاني ولا عاصي الحلاني.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:48 ص]ـ
الله المستعان و عليه التكلان ...
هذا أمر خطير ...
أصبحت الأمة تُأكل من الداخل نسأل الله العافية و أن يثبتنا ربنا تبارك و تعالى على الحق.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:17 م]ـ
أستبعد نسبتها للشيخ الشريم حفظه الله
وهذا موقع الشيخ سعود الشريم
http://www.shuraym.com/
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:35 م]ـ
كنت قد زورت في نفسي - قديما - كتابة مقال في " أثر النفسية الشخصية في الفتاوى الشرعية "! وفكرة المقال التحدث عن أصحاب فتاوى كان لصفاتهم الشخصية وأحوالهم السلوكية الأثر البالغ في فتواهم المنحرفة، فواحد عنده جُبن، وآخر بخيل، وثالث مفتون بالنساء، ورابع يعبد المال، وخامس حريص على منصبه وكرسيه، وسادس "ممسوك" في قضية أخلاقية!، وسابع"مطرود" من الحرم والحل!!! وهكذا في قائمة طويلة! وعندي أمثلة كثيرة كافية للتدليل على صحة ما أقول.
فعسى الله أن ييسر لغيري من أهل البحث والاستقراء والفقه والبلاغة ليصوغ رسالة في هذا بعد أن يكتب مقالاً ينبه فيه على هذا الأمر؛ فلعلَّ أحد أولئك المفتين بالباطل أن يتوب ويئوب.
وجزى الله خيراً أخي المسلم الحر على مقاله هذا.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:39 م]ـ
من الغريب نسبتها للشيخ الشريم!!
يا ليت أحد الإخوان يتثبت منها ....
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حسبنا الله ونعم الوكيل،
بالامس مع الغامدي في قضية الاختلاط؟؟؟؟؟
ما الذي دهاك يا شيخ عادل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اللهم انا نسالك الثبات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/159)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:31 م]ـ
نصيحة أهديها لنفسي ولإخواني (ألا نخوض في نية الرجل ولماذا قال؟؟؟ وما قال إلا لأجل المال أو لأجل الشهرة أو لأجل غيره من المقاصد وركزوا على الرد على القول والدعاء لمخالف السنة بالعودة إليها وفقنا الله وإياكم)
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 05:15 م]ـ
الحكمة قديمة باقية؛ قالها أحد رهبان هذه الأمة؛ عبدالله بن مسعود: " من كان منكم مستنًا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة "
إذا أردتم الإقتداء فعليكم بالأئمة الذين لقوا الله تعالى ولم يبدّلوا تبديلاً؛ أحمد بن حنبل، ابن تيمية، ابن القيم، ابن عبدالوهاب، ابن إبراهيم، ابن باز، الألباني، ابن عثيمين، ابن غديان، .... رحم الله الجميع.
ـ[أبو فهر المصري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 05:30 م]ـ
أرجو غلق هذا الموضوع
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 05:37 م]ـ
الأخ الكريم أبو الحسن الأثري جزاك الله خيرا، فالمسألة ليست هينة، الأمر إجماع أخي الفاضل يُنقض بكل بساطة ...
و يبدو أن المشايخ الفضلاء من أهل العلم و الفضل بدؤوا بالرجوع إلى الوراء في طريقهم الدعوي كي يُثبتوا للأمة أن الأمور المُسلمة شرعا في السابق "مشروعة" و موجودة في ديننا الحنيف و الله المستعان ...
لا إله إلا الله، كم خسر العالم بتآكل الأمة الإسلامية من الداخل ...
نسأل الله لنا و لكم الهداية و الثبات على الدين.
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 05:48 م]ـ
من خلال تصفحي في المشاركات أود أن أشير إلى ما يلي:
1ـ يبعد جداً نسبة القصيدة للشيخ سعود الشريم حفظه الله وإن قالها ففيها زيادة تلفيق عليه فيها غير مرضي مما أشار إليه بعض الإخوة من البيتين ونحوها.
2 ـ الشيخ عادل الكلباني إمام وعالم بكثير من أحكام التلاوة والأداء وله اطلاع واسع على كثير من التفاسير وكتب الفقه. فلا يصح من بعض الإخوة الشطط هنا ولمز الشيخ وفقه الله بقلة العلم أو عدمه ففيه تهوين من شأن علمه وإفادته وتخشعه حفظه الله.
3 ـ الشيخ عادل حفظه الله تعالى منّا أهل السنة ولا يصح بحال أن ندعه ونتركه لرعاع الناس وسفلتهم من أهل الرقص والطرب،
وهنا أقول بعدما بان الحق للشيخ عادل وفقه الله من بعض التخليط وسوء الفهم الواقع منه لبعض النصوص وعبارات أهل العلم الذي نأمله منه: إصدار بيان آخر ينقض به ما سبق بيان بعض الخللل الحاصل في البيان السابق، هذا أملنا في الشيخ القاريء الإمام جزاه الله خيرا.
ـ ولا يزال إماماً قارئا مفيداً متقناً جزاه الله خيرا.
ـ آمل أن تصل رسالتي هذه للشيخ حفظه الله
اللهم احفظنا بحفظك وثبتنا على دينك إلى أن نلقاك، آمين(128/160)
تنوع العبادات مهم من كلام ابن القيم
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[22 - 06 - 10, 11:07 م]ـ
تنوع العبادات
قال ابن القيم رحمه الله: " من تنوعت أعماله المرضية المحبوبة له في هذه الدار, تنوعت الأقسام التي يتلذذ بها في تلك الدار، وتكثرت له بحسب تكثر أعماله هنا, وكان مزيده بتنوعها والابتهاج بها والالتذاذ هناك، على حسب مزيده من الأعمال وتنوعه فيها في هذه الدار، وقد جعل الله سبحانه لكل عمل من الأعمال المحبوبة له والمسخوطة, أثراً وجزاءً ولذةً وألماً يخصه لا يشبه أثر الآخر وجزاءه، ولهذا تنوعت لذات أهل الجنة وآلام أهل النار, وتنوع ما فيهما من الطيبات والعقوبات، فليست لذة من ضرب في كل مرضاة الله بسهم وأخذ منها بنصيب, كلذة من أنمى سهمه ونصيبه في نوع واحد منها، ولا ألم من ضرب في كل مسخوط لله بنصيب وعقوبته, كألم من ضرب بسهم واحد في مساخطه " ([1] ( http://www.muslm.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=28#_ftn1)).
_______________
([1]) اجتماع الجيوش الإسلامية ص 77.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:11 ص]ـ
و الله يا أخي الكريم ان هذا الكلام يُكتبُ بماء الذهب
بل إنه أغلى من الذهب الموجود في الأرض كله
فعلا لما قالوا عن ابن القيم رحمه الله ((العالم الرباني))
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[24 - 06 - 10, 06:58 م]ـ
و الله يا أخي الكريم ان هذا الكلام يُكتبُ بماء الذهب
بل إنه أغلى من الذهب الموجود في الأرض كله
فعلا لما قالوا عن ابن القيم رحمه الله ((العالم الرباني))
جزاك الله خير(128/161)
الذب عن ابن تيمية رحمه الله
ـ[فتح الرحمن الماحي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:30 ص]ـ
الاسلام عليكم ورحمة الله
الاخوة الاكارم
ارجوا تلبية طلبي هذا وارجوا ان يكون بعين الاعتبار بقدر الامكان
اريد بحثا او محاضرة او فيديو او اي شي يذب عن شيخ الاسلام ابن تيمية
كما تعرفون كثر المعادون له
فارجوا ممكن يملك كل ما يؤدي الي الدفاع عنه ان يرفعه لنا
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:50 ص]ـ
في كتاب لدار الأثر إسمه إبن تمية المفتري عليه
ويمكن أن تجد ضالتك في هذا الموقع حيث ستجد بحثا تحت هذا الأسم
http://www.islamspirit.com/
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 02:54 ص]ـ
هناك كتاب لتلميذ ابن تيمية الحافظ ابن كثير اسمه والله تعالى اعلم على ما اذكر الرد الوافر على من زعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية كافر
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:09 ص]ـ
و الله نسيت مؤلف هذا الكتاب لكنه شافي وافي يرد علي تهم أنه تكفيري و يكفر بالجملة و يبين إفتراء إبن بطوطة عليه و كذبه و جميع الشبهات(128/162)
القبول في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
ـ[الأعظمي الصغير]ــــــــ[23 - 06 - 10, 07:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أبشركم بأنه تقديم طلب للقبول بالجامعة الإسلامية الآن يمكن تقديمه آلياً من موقع الجامعة عبر أيقونة عمادة القبول والتسجيل، في نافذة منحتي، كما يمكن تحميل كافة الوثائق من بيانات المؤهل وغير ذلك،(128/163)
ختم صحيح البخاري بمسجد الجامعة الإسلامية
ـ[الأعظمي الصغير]ــــــــ[23 - 06 - 10, 07:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ابشركم بأنه قد تم ختم صحيح البخاري وأخذ السند على الشيخ / حامد بن أكرم، في يوم الاثنين الموافق 9/ 7/1431 ضمن دورات سماع كتب السنة، التي تقيمها كلية الحديث بالجامعة الإسلامية، وتم تكريم الطلاب المشاركين في ذلك اليوم، كما تم ختم بعض الكتب أيضاً: موطأ الإمام مالك برواية الليثي، والشيباني، كتاب خلق أفعال العباد، والشمائل المحمدية، والاربعين النووية، وسيبدأ بسماع صحيح مسلم مع بداية العام الجامعي الجديد بإذن الله في الجامعة الاسلامية.
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[23 - 06 - 10, 08:31 ص]ـ
نسأل الله لنا ولكم الثبات
ونسأل الله من فضله
ـ[الشويكي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 01:59 ص]ـ
الله ينفع بكم
هنيئاً لكم(128/164)
رائد الإبداع طيب الأثر إشارات وعبرمن سيرة ومؤلفات الشيخ بكر أبو زيد
ـ[عضيدان]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:39 ص]ـ
رائد الإبداع طيب الأثر إشارات وعبرمن سيرة ومؤلفات الشيخ بكر
محمد بن عبد الله الذياب
الشيخ د. بكر أبو زيد - رحمه الله - عَلَمٌ بارز و مؤلف متميز، وفقيه مبرِّز، كان غيوراً على التوحيد، غيوراً علىالحرمات، غيوراً على أعراض المسلمين، غيوراً على نساء وبنات المسلمين، غيوراً على لغة القرآن، غيوراً على طلبة العلم من التخبُّط، غيوراً على أهل العلم من الانجرار وراء الألقاب والتسميات التغريبية، غيوراً على ناشئة المسلمين من التربِّي في أحضانالمدارس العالمية، غيوراً على ألسنة المسلمين من التفوُّه بما لا يجوز ولا يليق، غيوراً على منهج السلف، غيوراً على الأمة من التحزب و التفرق، غيوراً على أعراض العلماء والدعاة.
كان الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - مجموعة من التخصصات اجتمعت في رجل؛ فهو الفقيه، والأصولي، واللغوي، والنّسَّابة، والمحدِّث، والأديب، والمؤلف المعتز بعربيته (لغة القرآن) المدافع عن التوحيد والسُّنة.
كان الشيخ بكر - رحمه الله - صاحب مواقف عظيمة؛ فلم يدع مجالاً يهم المسلمين وأهل العلم وطلبته - صغاراً وكباراً - إلا طرقه مؤلِّفاً وموجِّهاً وصادعاً بالحق ومبيِّناً الصواب - كما يراه - ومحذِّراً من المخاطر بنظرة العالم الخبير المشفق الحريص على دينه وأمّته ولغته وناشئة المسلمين وأعراض المسلمات وأعراض أهل العلم؛ فجاءت مؤلفاته شاملة حاوية لعدد من العلوم مراعياً فيها حاجة وواقع المسلمين ونوازل الأمة.
بين الإمام ابن القيم والشيخ بكر أبو زيد رحمهما الله
لمَّا كان شيخ الإسلام الثاني والإمام الرباني ابن قيم الجوزية صاحب تآليف متميزة، و أساليب مشرقة، و أطروحات مبرِّزة، عاش الشيخ بكر - رحمه الله - معه في كتبه ردحاً من الزمن متأمّلاً، ودارساً، ومحقّقاً، ومنقّباً، و مقرّباً لعلومه - فعالم كابن القيم يستحق دراسات متعددة ومتنوعة - فعاش معه الشيخ - رحمه الله - سنين عدداً. قال الشيخ متحدّثاً عن ذلك في كتابه (تقريب علوم ابن القيم ص 11): (وقد عشت مع ابن قيم الجوزية - رحمه الله تعالى - زمناً مديداً بقراءة عامّة مؤلَّفاته المطبوعة البالغ عددها فيما وصل إليّ علمه: اثنين و ثلاثين مؤلفاً منها ما يتكوّن من مجلدات، ومنها الرسالة في عدد من الملازم، ومنها ما بين ذلك. وقد منّ الله عليّ بقراءتها جميعها في زمن متصل، ومنها ما سبقت قراءته فيأوائل الطلب) ا. هـ.
ثم تخصّص به وتخرّج على مؤلفاته بعد معيشته معه سنوات أخرى في (العالمية) فأخرج مؤلَّفاً متميزاً جَمَعَه من كلام ابن القيم سمّاه (الحدود و التعزيرات عند ابن القيم) ولم يكتف بذلك، وكيف لمن علت همته وتطلّعت للمعالي نفسه أن يقف عند حد في طلب العلم الشرعي؟ بل عاش سنوات أخرى مع ابن القيم حتى أخرج دُرّة نفيسة وسَمَها بـ (أحكام الجناية على النفس وما دونها عند ابن قيم الجوزية) فنال بها - ما يحب أن يُطلَق عليه بعيداً عن بهرجة الألقاب وتغريبها - درجة (العالميةالعالية) وهي ما تُعرف في الأوساط الأكاديمية بالدكتوراه، وغدا الشيخ بكر - رحمه الله - متخصّصاً في ابن القيم؛ حيث قام بتقريب علومه بدرّته البديعة (تقريب علوم ابن القيم) و ألّف عنه مؤلَّفاً متميزاً جميع فيه شذرات ودرراً من سيرته، وحصر مؤلفاته، فكثير ممن جاء بعده يحيلون على ما كتبه الشيخ بكر عن ابن القيم، وهذا من إنصافهم جزاهم الله خيراً، ووسم كتابه بـ (ابن قيم الجوزية: حياته، آثاره، موارده). وهو صادر عن دار العاصمة، ووعد الشيخ بأنه سيخرجه في طبعة جديدة تكون ضمن مشروع) آثار ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال) وذلك في الطبعة القادمة لوجود زيادات و إضافات عنده على الطبعة الأولى.
ـ[عضيدان]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:46 ص]ـ
معالم في مؤلفات وشخصية الشيخ:
لقد كان الشيخ بكر - رحمه الله - يتمتع و يتميز بمجموعة من الصفات في مؤلّفاته وشخصيته، وقفنا عليها من خلال ترجمته اليسيرة، وما سمعناه وقرأناه عنه قبل وبعد وفاته، فمن تلك المعالم والصفات البارزة في مؤلفات الشيخ:
التميّز: أخذ الشيخ بكر على نفسه أن يكون متميزاً في طرحه و مؤلّفاته. ومن جوانب التميّز عند الشيخ: تميّزه في المقدمات التي يكتبها لبعض المؤلّفات أو التحقيقات التي يطلب أصحابها من الشيخ كتابة تقديم لها؛ لمكانته العلمية عند أهل العلم؛ حيث قام الشيخ بالتقديم لعدد ليس بالقليل من الكتب، وأذكر منها:
1 - تقديمه لـ (تفسير السعدي) طبعة دار ابن الجوزي، بعناية سعد الصميل.
2 - تقديمه (للموافقات) تحقيق الشيخ مشهور سلمان.
ومن الفوائد التي تهم القارئ في هذا الباب (التقديم للكتب) ما حدثني به الأستاذ سعد الصميل (صاحب دار ابن الجوزي، والمعتني بتفسير السعدي الذي طبعته الدار) حيث قال: بعد الفراغ من تحقيق الكتاب أعطيت الشيخ بكر نسخة من الكتاب - قبل طباعته - لينظر فيه ويقوم بكتابة مقدمة له، فمكث عنده فترة طويلة، ولمَّا كلمته في ذلك، قال لي: (إن مسألة التقديم والكتابة لأي كتاب - عندي - ليست بالأمر الهيّن؛ فإن من يريد أن يقدم لكتاب ما لا بد أن يأتي بشيء جديد يفيد القارئ و إلا فلا يُتعب نفسه).
وأُحيل القارئ الكريم على مقدمات الكتب التالية مما دبّجه الشيخ - عليه رحمة الله -: كتقديمه الرائع لكتاب (الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية) المطبوع ضمن مجموعة (مؤلفات وآثار شيخ الإسلام ابن تيمية) وهو مجلد كبير حوى تراجم من كتب مطبوعة و مخطوطة عن شيخ الإسلام، فقدّم الشيخ للكتاب بمقدمة بلغت نحو ثلاثين صفحة. و منها ما كتبه مقدِّماً لكتاب (الموافقات) للشاطبي الطبعة التي حقّقها الشيخ مشهور سلمان وطُبعت في ستة مجلدات، فجاءت مقدمة الشيخ مدخلاً حافلاً يليق بالكتاب والعمل الذي بذل فيه المحقق جهداً مباركاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/165)
ـ[عضيدان]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:50 ص]ـ
التميز في الأسلوب الراقي في الكتابة:
يقول عنه الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرحه لكتاب الشيخ بكر (حلية طالب العلم) الشريط الأول: ( ... إن كلامه في غالب كتبه كلام يدل على تضلّعه في اللغة العربية، والذي يظهر أنه لا يتكلف ذلك؛ لأن الكلام سلس ومستقيم؛ وهذا يدل على أن الله - تعالى - أعطاه غريزة في اللغة العربية لم ينلها كثير من العلماء في وقتنا، حتى إنك لتكاد تقول: هذه الفصول كمقامات الحريري وهي معروفة ... ) ا. هـ.
والشيخ ابن باز أيضاً قُرِئ عليه عدد من كتب الشيخ بكر ويثني على أسلوبه في الكتابة [1]، فقد قال الشيخ (محمد الموسى) مدير مكتب بيت الشيخ ابن باز - رحمه الله) -: ... وكان يَعجَب كثيراً من أساليب صاحب المعالي العلاَّمة الشيخ بكر أبو زيد، وكان يقول متعجباً: من أين يأتي الشيخ بكر بهذه الأساليب و التراكيب؟) [2]
ـ[عضيدان]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:57 ص]ـ
من المعالم المتميزة و البارزة في كتابات الشيخ بكر - رحمه الله - (جانب الغَيْرة) ونميِّز فيه:
أولاً: الغيرة على القرآن: إن غيرته على لغة القرآن (اللغة العربية) بارزة و ظاهرة في طريقته وأسلوبه ومحافظته على الألفاظ والصياغات التي يكاد ينفرد بها، كذلك حرصه على تحذير أهل العلم من الانجرار خلف الألقاب المستوردة كلقب) الماجستير و الدكتوراه) [3]، والرمز بحرف (د) قبل الاسم على طرَّة الكتب والمؤلفات و المقالات؛ كذلك ألَّف رسالته الفريدة «تغريب الألقاب العلمية).
ثانياً: غيرته على أعراض المسلمين و نسائهم على وجه الخصوص؛ حيث ألف واحداً من أروع وأوسع مؤلفاته قَبولاً و انتشاراً، و هو
كتاب (حراسة الفضيلة) الذي طُبع منه حتى طبعته الرابعة 500ألف نسخة، كما ذكر ذلك الشيخ نفسه في مقدمته للطبعة الخامسة التي طبعتها دارا لعاصمة عام 1421 هـ.
ثالثاً: غيرته على أعراض العلماء والدعاة، فقد تصدّى - رحمه الله - لتلك الفتنة بمؤلَّفه: (تصنيف الناس بين الظن و اليقين) ومن براعة الشيخ وورعه أنه لم يتعرض لأحد باسمه، بل نَقَد المسلك والطريقة، وحذّر منهما بأسلوب رفيعنفع الله به.
ومن المعالم البارزة عند الشيخ: جانب التواضع:
التواضع من صفات العلماء الراسخين في العلم، وقد حصل الشيخ بكر على مراتب علمية أكاديمية متقدمة، فحصل على لقب: (العالمية) و (العالمية العالية) كما يُحب أن يُطلق عليهما في كتاباته، وهما في المصطلح العلمي المعاصر (الماجستير) و (الدكتوراه)، ومع هذا لميكن يصف نفسه بها ولا يقدّم تلك الألقاب أمام اسمه عند طباعة كتبه، ولا يضع لفظة (الدكتور) و لا يرمز باختصارها (حرف الدال) وقد سبق أن له رسالة في علاج ونقد هذه الظاهرة و هي:) تغريب الألقاب العلمية (
ومما يدل على تواضعه، بل دقّته - عليه رحمة الله -: أنه كان يكتب على مؤلفاته العبارات التالية: بعضها عبارة:) تأليف ... (وهو ما قام بتأليفه، مثل: كتاب) تصحيح الدعاء) وكتاب (طبقات النسّابين (.
وبعضهاعبارة:) قرأه) كما في كتاب) الجدّ الحثيث في بيان ما ليس بحديث) ولعله يريد - رحمهالله - أنها مَنْزِلة أقل من) تحقيق، أو حقّقه) وقد ذكر فوائد في ذلك انظرها للفائدة في (ص 6) من الكتاب نفسه، طبع دار الراية ط (1) 1412 هـ.
ـ[عضيدان]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:06 م]ـ
من المعالم البارزة في شخصيته: علو الهمة في الترقّي في مدارج العلم:
بدأ الشيخ دراسته الشرعية النظامية في كلية الشريعة فتخرج فيها، ثم عُيّن قاضياً في محكمة المدينة النبوية، ولم يقف عند هذا الحد مع ما في عمل القضاء من متاعب و صعوبات، إلا أن ذلك لم يثنه، بل واصل دراسته و حصل على ما يحب أن يطلق عليه في كتاباته: درجة (العالمية) الماجستير) و قدّم أطروحته في جانب الرجل الذي أحبّه وتخصّص به الإمام (ابن قيم الجوزية) و كان عنوان تلك الدراسة:) الحدود والتعزيرات عند ابن قيم الجوزية؛ دراسةموازنة) طُبِعَ في دار العاصمة عام 1415 هـ في مجلد واحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/166)
وتعالت همّة الشيخ مع علوّها وتسامت مع سموّها مكتسبة من ابن القيم قدوة، وانبعثت الآمال لمواصلة المسيرة في المجال نفسه؛ كما أفصح في مقدمة كتابه الذي عنون له بـ: (أحكام الجناية على النفس وما دونها عند ابن قيم الجوزية؛ دراسة موازنة) صدر عن مؤسسة الرسالة ط (1 1416هـ)
وواصل الشيخ بحوثه وإبداعاته في نشر العلم ما بين تأليف، و تحقيق، و عناية، وإخراج لبعض الكتب في جوانب مختلفة من علوم الشريعة في مخاطبة شرائح المجتمع بمختلف طبقاته (عامة، طلبة علم، مثقفين، علماء، متخصصين ... ) و إن الناظر فيمسرد مؤلفات الشيخ يأخذه العجب من تلك الشمولية والتنوع في فنون متنوعة حباه الله إياه ا.
ولم يقف عند هذا بل واصل في مجال خدمة العلم و توجيه الطلاب عن طريق الإشراف على الرسائل العلمية (الماجستير و الدكتوراه) فقد أشرف الشيخ على عدد من الرسائل وطبع شيئاً منها وق ـــدَّم لها [4]. قال الدكتور عبد الرحمن الأطرم في مقدمة رسالته للدكتوراه (الوساطة التجارية) التي أشرف عليه فيها الشيخ بكر أبو زيد،قال عنه ص 17: ( ... فهو الذي وضع يدي على هذا الموضوع و أشار عليّ به وأرشدني إلى جملة من مظانه، و قَبِل الإشراف عليه بصدر رحب، وكان كلما وجد مسألة تتصل بهذا البحث زوَّدَني بها، فاكتسبت من مجالسته العلم والأدب والتوجيه والإرشاد وعرفت منه النصح و الغيرة فَشَكَر الله له و أعظم أجره)
وواصل خدمته للعلم وأهله في مجال آخر؛ و هو الإشراف على المشاريع العلمية القيّمة التي أخرجها مَجْمَع الفقه الإسلامي،ب تمويل من مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية - جزاهما الله خيراً - فكان الشيخ بكر مشرفاً على تلك المشروعات و متابعاً وموجّهاً لمن يقومون بالعناية والتحقيق لتلك المجاميع العلمية المباركة، مع التقديم و المشاركة فيها أيضاً، وقد صدر منها الآتي:
1 - آثار شيخ الإسلام وما لحقها من أعمال) وطُبع في أحد عشر مجلداً، وشارك الشيخ في هذه المجموعة بمؤلَّف - يُعتبر من آخر ما كتبه قبل مرضه الذي أقعده عن كثير من الأعمال - سمَّاه: (المدخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية و ما لحقها منأعمال) في مجلد صغير.
2 - آثار ابن قيم الجوزية و ما لحقها من أعمال) المطبوع في ثمانية عشر مجلداً، وقد قدّم الشيخ بكر لذلك المشروع بمقدّمة ضافية مفيدة حول هذا المشروع، تهم طالب العلم كما في المجلد الأول من (بدائع الفوائد) ضمن تلك السلسلة.
3 - آثار العلاَّمة محمد الأمين الشنقيطي) وطُبع في تسعة عشر مجلداً حوى آثار و مؤلفات ذلك العَلَم الذي أراد الشيخ بكر أن يرد له شيئاً من جميل ما حباه به من علم وأدب و وقت وإفادات حصّلها وتلقّاها على يديه مدة ملازمته التامة له؛ عندما كان قاضياً في المدينة النبوية ما يقارب عشر سنوات، فبرّ التلميذُ بشيخه، عليهما رحمة الله.
ونأمل من مجمع الفقه الإسلامي الذي رأسه الشيخ بكر قرابة خمسةوعشرين عاماً، والذي تبنّى طباعة تلك المشروعات العلمية التي أشرنا إليها؛ لأنها من ضمن الأهداف التي قام من أجلها المجَمْع، وكذلك نأمل من مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية التي قامت - مشكورة - بتمويل تلك المشروعات، نأمل منهما أن يقدّما لأهل العلم و للشيخ بكر - رحمه الله - بعد وفاته خدمة و شكراً عمليين مقابل جهوده في المَجْمَع و المؤسسة؛ يمدّ في أجره، ويسهّل على الباحثين والمحبين والراغبين في مطالعة إرث الشيخ العلمي؛ فيقوموا - فضلاً لا أمراً - بتبنّي مشروع (مؤلفات وآثار العلَّامة بكر أبو زيد) لتكون ضمن هذه السلسلة، وذلك لما تحمله مؤلفاته من فائدة و علم وأصالة شهد له بها أهل العلم، والقبول والانتشار الواسع لها.
ـ[عضيدان]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:21 م]ـ
من المعالم البارزة في شخصية الشيخ: صبره و جَلَده على تلقِّي العلم و تحصيله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/167)
إن الجمع - في تحصيل العلم - بين الدراسة النظامية في الكليات الشرعية و بين ملازمة المشايخ في حِلَق العلم في دروسهم وفي المساجد، قلّ من يستطيعه، وقد كان الشيخ بكر - رحمه الله - ممن أخذ في هذا الباب وضرب فيه بحظ وافر؛ إذ عُرف واشتُهر عنه ملازمته لشيخه محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان، فلم ينقطع عنه ولم يتخلف عن دروسه. يقول عنه د. عبد الرحمن السديس في كتابه (ترجمة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان) (ص215) معدّداً تلاميذ الشيخ: (الشيخ بكر أبو زيد: صاحب التصانيف الكثيرة، الباحث المحقق، لازم الشيخ - رحمه الله - عشر سنين، ودرس عليه بعض مذكراته في الأصول وآداب البحث و المناظرة دروساً خاصة في المسجد و في منزله - رحمه الله - و درس عليه كتابَيّ ابن عبد البر (القصد و الأمم في معرفة أنساب العرب و العجم وأول من تكلم بالعربية من الأمم) و (الإنباه على قبائل الرواة) وقيّد عليهما بعض التحريرات من دروس الشيخ و النكات وا لضوابط العلمية)
ويقول الشيخ السديس أيض اً: حدثني عبد الله ابن الشيخ محمد الشنقيطي - رحمه الله - أن أباه قال للشيخ بكر: (ما أخذ عني علم الأنساب في هذه البلاد غيرك).
وحدثني - القائل د. السديس - الشيخ الدكتور محمد الحبيب، قال: (لقد شاهدت الشيخ بكر أبو زيد يحضر حلقة الشيخ في التفسير في رمضان لم يتخلف يوماً واحداً) ا. هـ.
من المعالم البارزة في شخصية الشيخ: المعايشة والتفاعل مع الأحداث و الواقع:
كان الشيخ بكر ابن عصره و رجل واقعه، و مراقب أحداثه، فلم يكن بعيداً ولا منعزلاً عن تلك الأحداث والنوازل التي تُطل برأسها حيناً بعد آخر؛ فكانت له مشاركات متنوعة ووقفات راشدة وسَبْر و تحليل لِما يمرّ بالمجتمع، مع ما عرف عنه من عزلة وعدم رغبة في كثرة مخالطة الناس؛ لا ترفعاً و لا تعالياً حاشاه، لكنه اختار طريقاً رآه أنفع؛ يجد نفسه في هو ينفع من خلاله، وقد حصل له ما أراد، بل كانت عنده قناعات شخصية تُحترم و جهة نظره فيها، ومن ذلك أنه عُرض عليه المشاركة في البرامج التي تُقدَّم في إذاعة القرآنا لكريم، و في برنامج (نور على الدرب) حيث عرض عليه الشيخ ابن باز - رحمه الله - المشاركة، ثم عرضها عليه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وكان الشيخ يعتذر عن المشاركة، بل حتى في مرضه لم يكن يحب أن يتوافد الناس عليه وتكثر الجموع عنده في بيته أو في المستشفى؛ كل ذلك فراراً من الشهرة و الأضواء، بل قيل عنه: (إنه كان عدو الشهرة) يرفضها و يدفعها ويهرب منها.
وعَوْداً على ما ذكرنا من أن الشيخ كان يعيش عصره و واقعه رغم انشغاله بأعماله العلمية الرسمية والشخصية و بالعلم، و التأليف، و التحقيق، و القراءة، رغم ذلك لم يكن غائباً؛ لا تحرّك فيه النوازل والأحداث التي تمر ببلده أو بالمسلمين شيئ اً؛ بل كان كثير من مؤلفاته انعكاساً و أثراً لحدث أو مناسبة أو ظاهرة تحتاج منه وقفة وكلمة. فعلى [5] سبيل المثال لمَّا قامت الحملة الجائرة على طلبة العلم والدعاة؛ تصنيفاً و تجريحاً و تبديعاً و تفسيقاً، تصدّى لها بكتابه (تصنيف الناس بين الظن واليقين)
ولما رفع دعاة تحرير المرأة عقيرتهم و أجلبوا بخيلهم ورجلهم في كلام على المرأة ووضعها في بلاد الحرمين، قام الشيخ قومة الشجاع النِّحْرير صادعاً بالحق و رادّاً على أهل الباطل بمؤلَّفه القيِّم (حراسة الفضيلة) حتى أُطلق على الشيخ في حياته وفيما كُتب عنه بعد مماته - نثراً وشعراً - (حارس الفضيلة) و ما ذاك إلا لِما تركه كتابه من أثر نفع الله به نفعاً كبيراً.
ولمَّا كَثُر التجنّي على بلاد الحرمين و ضرب التغريب أطنابه ورُميت عن قوس واحدة، وأصبحت العولمة - أو كما أطلق عليها الشيخ في بعض كتبه: الشوملة و الكوكبة - على الأبواب، قام الشيخ في الأمة بمؤلَّفه الرائع (خصائص جزيرة العرب) ذاكراً الضمانات الهامة لحفظ هذه الجزيرة من الأخطار المتنوعة.
ولمَّا رأى الخلط والتلبيس في الشرائع و الدعاوى الجائرة على عقيدة التوحيد، وشريعة الإسلام وتكلم المنهزمون و دعاة التقريب بين الأديان، وقف سداً منيعاً جاهراً بما يدين الله به مما هو الحق وسواه باطل، وأبطلتلك النظرية بصاعقته المرسلة وشهابه الثاقب كتاب "الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام و غيره من الأديان"
ولمَّا رأى - وذلك في بدايات بروزه في مجال التأليف - التخبّط والعِثار الذي أصاب بعض طلبة العلم وعدم وضوح الرؤية أو المنهج العلمي، ألَّف رسالته (حلية طالب العلم) موجّهاً ومربّياً وناصحاً ومرشداً.
ولمّا رأى الانبهار بالألقاب العلمية التغريبية والركض خلف تلك المسميات، أخرج رسالته (تغريب الألقاب العلمية)
ولمّا خشي على الألسنة من المحرَّم و المكروه، ورأى أن هذه الجارحة الخطيرة دبّ إليها المحرَّم وفاهت بالمكروه واستمرأت التساهل، و ظهرت الأسماء والمصطلحات غير اللائقة، أخرج واحداً من أجمل وأبرز مؤلّفاته وهو (معجم المناهي اللفظية)
وأما في مجال التخصّص الفقهي - وهو مجال الشيخ الرّحب - فقد كان مؤسِّساً ومؤصِّلاً ومشاركاً في نوازل الأمة بكتابه (فقه النوازل) الذي دَرَس فيه عدداً من المسائل النازلة.
وفي واحد من المجالات الخطيرة والهامة التي تحتاج شجاعة وعلماً وفقهاً وطول تتبع واحتساباً وأمانة علمية، كان سداً منيعاًفي وجه المحرِّفين والعابثين والمعتدين على كتب التراث.
فجُمعت جهوده في هذا الباب في مؤلَّف كبير حوى عدداً من الكتب سمَّاه (الردود) والواقف عليه يرى فيه دقة و شمولية و طول نَفَس وغَيرة.
وخاتمة المقال ومِسْكه: أن المؤلَّف الذي يصح أنيقال عنه (كل الصيد في جوف الفَرَا) [6] من بين مؤلّفات الشيخ في تقديري، والذي أوضح جوانب متنوعة في شخصيته وأفرز خبرته وعلمه وعقليته وطول باعه وسعة اطلاعه وتَمكُّنه من المذهب الحنبلي هو كتابه: (المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد) ومتمِّمُه كتاب (علماء الحنابلة من الإمام أحمد المتوفى سنة 241 وحتى وفيات عام 1420هـ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/168)
ـ[عضيدان]ــــــــ[23 - 06 - 10, 01:17 م]ـ
ختاماً:
في الكلام على هذا المعْلَم وهو تميّز الشيخ في جانبالتأليف والتحقيق أقول:
لقد ترك الشيخ بكر - رحمه الله - للأمة إرثاً عظيماً، و ثروة قوامها خمسون كتاباً تقريباً، كتبها بعصارة جهده، و أفرغ فيها خبرته و تجاربه، و أوسعها علماً و فقهاً و أدباً و بحثاً، و فوائد نادرة، وطول باع وسعة اطلاع و تبحُّراً قلَّ أن يأتي مثله في زمان ضعفت فيه الهمم، فحري بمعاشر طلبة العلم و محبي الشيخ و منهج السلف أن يشمّروا تشميرين:
الأول: في تقصّي و تتبُّع و جَمْع هذه المؤلَّفات؛ و هي مبذولة موجودة في دور النشر، و غيرها مما لم يُطبع، و لعل الله أنييسر خروجها؛ فقد أشار الشيخ في كتابه (النظائر) (ص 13 - 16) إلى عدد من الكتب التي لم تر النور.
والتشمير الثاني: تشمير الجادّين الشادّين في قراءتها و تدريسها و الإفادة منها في طريقة الشيخ و أسلوبه في التأليف وتميّزه و منهجيته العلمية بحثاً و تأصيلاً و دقّة و أدباً وحُسن عرض و إشراقة بيان.
لقد كان الشيخ - وأرجو أن لا أكون مبالغاً - مدرسة علّمت الكثير؛ بسيرته و كتبه و كتاباته و مواقفه، وما زالت، و ستبقى - بإذن الله - فلعل الفائدة المرجوَّة لم تأت و تتكامل بعد. ولعله بعد وفاته يُعرف أكثر و تُعرف قيمة مؤلفاته والمنهج الذي سار عليه و رسمه، فتتم الإفادة من علمه من قِبَل طلبة العلم و ناشئة المسلمين، و المؤلفين وغيرهم ... عليه رحمة الله.
المصدر: مجلة البيان
[1] قال الشيخ (محمد الموسى مدير مكتب بيت الشيخ ابن باز رحمه الله): ( .. ومن الكتب التي قرأتها على الشيخ - من كتب الشيخ بكر أبوزيد -: (الإبطال، درء الفتنة، بدعة اليوبيل، بطاقة الائتمان، أدب الهاتف، حد الثوب و الإزرة، تصنيف الناس .. ).
[2] جوانب من سيرة الشيخ ابن باز لمحمد الحمد، ص 263.
[3] تنبيه هام: قال الشيخ بكر في كتابه: (تغريب الألقاب العلمية (ص 41 (، وأخيراً، فلا يحسبن أحد أنني بهذا أدعو إلى التأخر عن نيل مثل هذه الرتب العلمية، لا و كلا، بل أرى ما فوق ذلك وهو أن يجدّ الطالب في الترقي إلى أقصى درجات الطلب وأن يهب حياته و يتفانى في سبيل العلم وخدمته، ولكن لا ينبغي لنا بحال أن نتعلق بالشكليات، و زُخرف الألقاب فقيّم الناس على حسب ألقابهم؛ فإن هذا من خَطَل الرأي المنتج لإسناد الأمر إلى غير أهله؛ إذ الأمور مرهونة بحقائقها، فالعبرة بجوهر الإنسان و معناه لا بزخرف لفظه و مبناه؛ وبهذا نَسْلم من الدخول في قالب سجناء الألفاظ) ا. هـ
[4] من ذلك كتاب: (التأخير وأحكامه في الفقه الإسلامي) رسالة دكتوراه تأليف د. محمد العيسى مطبوعة في مجلدين. وكتاب (الوساطة التجارية في المعاملات المالية) رسالة دكتوراه تأليف د. عبد الرحمنبن صالح الأطرم.
[5] هذه الفكرة، والعرض استفدتهما من د. وليد الرشودي - جزاه الله خيراً - في حديثه عن الشيخ بكر - رحمه الله - في يوم وفاته عندما عرضت عنه حلقة خاصة في قناة المجد في برنامج خبر وتعليق.
[6] الفَرَا: حمار الوحش.
ـ[عضيدان]ــــــــ[27 - 06 - 10, 05:23 م]ـ
ثبت بمؤلفات الشيخ بكر أبو زيد (جمع الأخ/ الراية).
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خير الانبياء والمرسلين
ومن اتبع هداه الى يوم الدين
أما بعد:-
فقد جمعت هنا ما وقفت عليه من أسماء الكتب التي خطتها يراع الشيخ بكر أبو زيد، أو الكتب التي حققها، أو الرسائل العلمية التي أشرف عليها ...
ورأيت ذلك من أقل ما يجب للشيخ على طلاب العلم وفاء بحقه وعرفاناً بجميله ...
فاللهم احفظ الشيخ بكر وارفع عنه البأس وامتعه بالصحة والعافية ...
آمين.
وأحب أن ادعو من وجد كتاباً أغفلت ذكر اسمه هنا او رسالة اشرف عليها الشيخ مما لم اذكره أيضاً أن يتمم العقد بها لتكتمل خرزاته ويحلو منظره ...
والله الموفق سبحانه
أولا / الكتب التي ألفها الشيخ بكر أبو زيد…حفظه الله.1
- الحدود والتعزيرات عند ابن القيم: دراسة ومقارنة (مجلد واحد (وهي رسالته الماجستير عام 1400هـ من المعهد العالي للقضاء. وقد طبعت في دار العاصمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/169)
2 - أحكام الجناية على النفس وما دونها عند ابن قيم الجوزية: دراسة و موازنة (مجلد واحد) وهي رسالته للدكتوراة عام 1402هـ من المعهد العالي للقضاء، وقد طبعت عند مؤسسة الرسالة.
3 - فقه النوازل قضايا فقهية معاصرة: التشريح و زارعة الأعضاء، المرابحة، حق التأليف، الحساب الفلكي، البوصلة (مجلدان).
4 - طبقات النسابين (مجلد).
5 - تصحيح الدعاء (مجلد)، وطبع جزء من هذا الكتاب مستقل باسم: السبحة: تاريخها و حكمها (غلاف (.
6 - المدخل المفصل إلى فقه الإمام احمد بن حنبل و تخريجات الأصحاب (مجلدان)
تقديم: محمد الحبيب ابن الخوجة.
7 - خصائص جزيرة العرب (غلاف).
8 - تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال (غلاف).
9 - حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية (غلاف).
10 - التعالم وأثره على الفكر والكتاب (غلاف).
11 - حلية طالب العلم (غلاف) طبع مرار
12 - معجم المناهي اللفظية (مجلد.
13 - موارد ابن قيم الجوزية (مجلد).
14 - ابن قيم الجوزية – حياته وآثاره وموارده- (مجلد).
15 - النظائر – التراجم الذاتية، التحول المذهبي، العُزاب، لطائف الكلم في العلم – (مجلد).
16 - لا جديد في أحكام الصلاة بزيادة عدم مشروعية ضم العقبين في السجود (غلاف).
17 - دعاء القنوت (غلاف).
18 - مرويات دعاء ختم القرآن وحكمه داخل الصلاة وخارجها (غلاف).
19 - العلامة الشرعية لبداية الطواف ونهايته (غلاف).
20 - تسمية المولود: آداب و أحكام (غلاف).
21 - الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان (غلاف).
22 - حراسة الفضيلة. طبع مرار (غلاف).
23 - بدع القراء القديمة والمعاصرة (غلاف).
24 - تغريب الألقاب العلمية (غلاف).
25 - درء الفتنة عن أهل السنة –تقديم الشيخ ابن باز - (غلاف).
26 - تصنيف الناس بين الظن واليقين (غلاف).
27 - جزء في مسح الوجه باليدين بعد رفهما للدعاء (غلاف).
28 - عيد اليوبيل بدعة في الإسلام (غلاف).
29 - براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة – تقديم الشيخ ابن باز - (غلاف
30 - أدب الهاتف (غلاف).
31 - بطاقة الائتمان حقيقتها البنكية التجارية وأحكامها الشرعية. (غلاف).
32 - المثامنة في العقار – نزع ملكيته للمصلحة العامة. (غلاف).
33 - فتوى جامعة في العقار. (غلاف).
34 - بطاقة التخفيض حقيقتها التجارية وأحكامها الشرعية (غلاف).
35 - فتوى جامعة في التنبيه على بعض العادات و الأعراف القبلية
المخالفة للشرع المطهر (غلاف).
36 - الأجزاء الحديثية: الحوالة، مسح الوجه باليدين، زيارة النساء للقبور، حديث العجن، مرويات دعاء ختم القرآن (مجلد).
37 - حد الثوب و الأزرة و تحريم الإسبال و لباس الشهرة (غلاف).
38 - أذكار طرفي النهار (كتيب صغير.
39 - هجر المبتدع (غلاف).
40 - التأصيل لأصول التخريج و قواعد الجرح و التعديل (مجلد).
41 - الردود (مجلد).
42 - آداب طالب الحديث من: " الجامع " للخطيب / انتقاء (غلاف).
43 - معرفة النسخ و الصحف الحديثية (غلاف،300صفحة تقريباً).
44 - الرقابة على التراث (غلاف).
45 - التمثيل: حقيقته، تاريخه، حكمه (غلاف).
46 - التحديث بما قيل: لا يصح فيه حديث (غلاف).
47 - الرد على المخالف من أصول الإسلام (غلاف).
48 - التحذير من مختصرات محمد علي الصابوني في التفسير (غلاف).
49 - جزء في كيفية النهوض في الصلاة وضعف حديث العجن (غلاف).
50 - المواضعة في الاصطلاح على خلاف الشريعة و افصح اللغى: دراسة و نقد.
51 - التقنين و الإلزام: عرض و مناقشة (غلاف.
52 - جبل إلال بعرفات: تحقيقات تاريخية و شرعية (غلاف).
53 - المدارس العالمية الأجنبية – الاستعمارية .. تاريخها ومخاطرها (غلاف).
ثانيا / الكتب التي حققها الشيخ بكر أبو زيد…حفظه الله 54 -
هداية الأريب الأمجد لمعرفة أصحاب الرواية عن أحمد / تأليف سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان… .. تاريخ النشر:1418هـ
55 - السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة / تأليف محمد بن عبد الله بن حميد
حققه الشيخ بالاشتراك مع عبد الرحمن بن سليمان العثيمين….1416هـ
56 - عقيدة السلف: مقدمة ابن أبى زيد القيرواني لكتابة الرسالة….1414هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/170)
57 - بلغة الساغب و بغية الراغب تأليف فخر الدين أبي عبد الله محمد بن أبى القاسم محمد بن الخضر ابن تيمية….تقديم/ محمد الحبيب ابن الخوجة….تاريخ النشر:1417هـ
58 - فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد " للشيخ حامد بن محمد بن حسن بن محسن -رحمه الله تعالى- طبع في مطبعة القرآن والسنة في الهند سنة (1317هـ) في (161) صفحة، ثم نشرته دار المؤيد في الرياض سنة 1417هـ في مجلد بتحقيق وتعليق الشيخ بكر أبو زيد
59 - الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث، تأليف: أحمد بن عبدالكريم العامري الغزي (ت 1143) - رحمه الله -، نشر دار الراية الطبعة الثانية 1413 (غلاف).
60 - الربا والمعاملات المصرفية في نظر الشريعة الإسلامية، تأليف: الشيخ عمر المترك (ت1405) رحمه الله، دار العاصمة 1414 (مجلد).
61 - تراجم لمتأخري الحنابلة، تأليف: الشيخ سليمان بن حمدان (ت1397) رحمه الله، دار ابن الجوزي (مجلد) 1420.
ثالثا / الرسائل العلمية التي أشرف عليها الشيخ بكر أبو زيد…حفظه الله.
62 - التأخير وأحكامه في الفقه الإسلامي: دراسة مقارنة
للشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى،
دكتوراه من المعهد العالي للقضاء1415هـ
63 - الوساطة التجارية في المعاملات المالية
للشيخ عبد الرحمن بن صالح الأطرم،
دكتوراة من كلية الشريعة بالرياض 1408هـ[طبعت]
64 - فضائل الأوقات / لأبي بكر احمد بن الحسين البيهقي؛
دراسة و تحقيق سلطان بن عبد المحسن بن عبد العزيز الخميس؛ 1410هـ
ما أشرف عليه الشيخ من الكتب:
65 - جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: محمد عزير شمس.
66 - الجامع لسيرة ابن تيمية خلال سبعة قرون: محمد عزير شمس + علي العمران
67 - المنهج القويم في اختصار اقتضاء الصراط المستقيم، تحقيق: علي العمران
68 - مختصر الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية، تحقيق علي العمران.
رابط الموضوع
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=834
وهذا رابط وضعه الأخ الراية عليه بعض مؤلفات الشيخ حفظه الله.
http://www.saaid.net/Warathah/bkar/index.htm
ويوجد هنا بمكتبة المجلس العلمي موضوع رفع فيه الأخ سلمان أبو زيد العديد من كتب الشيخ بصيغة ( pdf) على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=3384
فجزا الله الجميع خيرًا، وحفظ الله الشيخ بكر ونفع المسلمين بعلمه.
للمزيد انظر الى هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12102
ـ[أبوخالد]ــــــــ[29 - 06 - 10, 03:41 م]ـ
هذا بحث للشيخ/ سليمان بن إبراهيم الأصقه
اسمه: " التعريف بمؤلفات الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله تعالى".
وجدته على الملتقى، ثم نسقته، وهو جاهز للطباعة.(128/171)
مِعْوَلُ هَدْمِ بِنَاء مُحِلِّ الغِنَاء
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 03:08 م]ـ
مِعْوَلُ هَدْمِ بِنَاء مُحِلِّ الغِنَاء
هذه روابط ردود بعض العلماء على من استحل الغناء وسميت الرابط الذي يجمع هذه الردود (مِعْوَلُ هَدْمِ بِنَاء مُحِلِّ الغِنَاء) لآن مقال المحل للغناء عنوانه (تشييد البناء في إثبات حل الغناء).
رد العلامة صالح بن محمد اللحيدان
http://www.almisq.net/news-action-show-id-2989.htm
رد العلامة البراك على من قال بجواز الغناء
http://www.almisq.net/voices-action-show-id-144.htm (http://www.almisq.net/voices-action-show-id-144.htm)
الرد على من استحلّ الغناء - الشيخ عبدالعزيز الطريفي
http://www.almisq.net/videos-action-show-id-39.htm
حُكْمُ الغِنَاءِ الشيخ عبدالعزيز الطريفي
http://www.almisq.net/articles-action-show-id-554.htm
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 05:21 م]ـ
الشيخ عبدالرحمن السديس (من أعضاء هذا الملتقى) يكشف تدليس الكلباني بنسبة جواز الغناء إلى ابن رجب الحنبلي.
الحمد لله، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم أما بعد:
ففتوى الكلباني في الغناء فيها تخليط كثير، وأمور عجيبة، وأخطاء في الاستدلال، وعدم تفريق بين المسائل، والغلط على أهل العلم، وعدم فهم كلامهم، بل وصل إلى الكذب عليهم، وكذا العجب من تناقضه في كونه يقول: كنت لا أقول به، ثم تبين لي، ثم يعود بعدها ويقول: هذا رأيي من قديم ولم أجهر به، مع أنه كان ينكر ذلك ويكذب من ينسبه إليه.
ومع هذا كله لم يجد من يتابع كلامه وجهاً لذكر هذا الرأي الباطل الشاذ، ولا سببا لكونه بين الفينة والأخرى يعود ويلقيه، في صحف الباطل وقنوات الشر!
ومن المعلوم أن الكلام في الحلال والحرام من الخطورة بمكان، خاصة في أمر من الأمور التي لا يترتب عليها مصلحة، وفي أمر أيضا يخالف ما حكي الإجماع عليه وعامة أهل العلم على القول به.
ومن هو المخالف؟
هو من لا يعرف له في العلم كبير شأن، ولا له في تعليم شيء يذكر، ولما سمعت كلامه في قناة دليل = تبين لي ضعف منطقه، وعدم معرفة بكلام الأئمة، وطرق الاستدلال، ولا معرفة مصطلحاتهم، وما يعنونه في كلامهم.
وكنت قد كتبت عدة تعليقات هنا وفي بناء الفكر، في عدة مواضيع كتبها الفضلاء، بينت في مواضع منها جزاء من الخلل في كلامه؛ إذ لم أنشط لكتابة رد مطول لأن الكلام في الموضوع كثير جدا جدا، ولا هو استحدث شهة تستحق أن يرد عليها من جديد، سوى أنه أثار البلبلة.
لكن الذي أحب أن أنبه عليه هنا أمران:
الأمر الأول:
عدم فهم كلام العلماء في كلامهم على الغناء المباح والغناء غير المباح والكلام على المعازف.
فهي ثلاثة أمور:
غناء بلا معازف مباح.
غناء بلا معازف محرم.
سماع المعازف.
وهو قد خلطها وجعل كلام من جوز الغناء المباح بلا معازف حجة له، مع أن بعض هؤلاء العلماء الذي ينقل هذا الكلام عنهم هم أنفسهم نقلوا الإجماع على تحريمه ونصوا على ذلك!!
الأمر الثاني هو كلامه على الحافظ ابن رجب:
فقد قال في موضوعه ما نصه:
"وممن أباحه وأفتى بجوازه مع الأوتار الإمام الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي, والأدفوي أحد أئمة الشافعية وفقهائهم , وألف كل منهما مصنفا ردا فيه على من حرمه , ونص على إباحة الغناء ابن رجب الحنبلي العالم الشهير صاحب الفنون" انتهى.
وهذا لا شك كذب صريح على ابن رجب، وتدليس على القراء، ومما يلحظ أنه في مقاله الهزيل لم يوثق هذه النقول، ولم يبين من أين جاء بها، وهل هي صحيحة أم لا، ولا رد على أدلة من حرمه ولا تعرض لها، ومثل هذا غير مقبول البتة في البحث العلمي، ومع هذا يسمي هذا البحث الهزيل: تشييد البناء!!
نعم هذه النقول قد يغتر بها السطحي الذي لا يفهم في العلم شيء، ولا يعرف ما صح مما لم يصح، وما يستحق أن يكون خلافا، وما لا يستحق.
المهم أن كلامه هذا باطل، وكذب على الإمام ابن رجب، وهذا دليلي من كلام ابن رجب موثقا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/172)
قال العلامة ابن رجب في فتح الباري 8/ 431 بعد كلام له في الفرق بين ما كان من غناء العرب في أشعارها من ذكر الحروب ومن قتل فيها ... وما استحدث بعد ذلك من الغناء المهيج للنفوس المثير للهوى، وأن الصحابة أنكروا ذلك وحرموه، ثم تحدث عما استحدثه الأعاجم من الموسيقى وآلات الطرب، وكلامه طويل هذا ملخصه، فقال:
فمن قاس أحدهما بالاخر فقد أخطأ أقبح الخطإ، وقاس مع ظهور الفرق بين الأصل والفرع = فقياسه من أفسد القياس، وأبعده عن الصواب.
ثم قال: 8/ 434:
فأما الغناء بغير ضرب دف، فإن كان على وجه الحداء والنصب = فهو جائز.
وقد رويت الرخصة فيه عن كثير من الصحابة.
والنصب: شبيه الحداء -: قاله الهروي وغيره.
وهذا من باب المباحات التي تفعل أحيانا للراحة.
فأما تغني المؤمن فإنما ينبغي أن يكون بالقرآن، كما قال النبي: ليس منا من لم يتغن بالقرآن "
والمراد: أنه يجعله عوضا عن الغناء فيطرب به ويلتذ، ويجد فيه راحة قلبه وغذاء روحه، كما يجد غيره ذلك في الغناء بالشعر.
وقد روي هذا المعنى عن ابن مسعود أيضاً.
وأما الغناء المهيج للطباع، المثير للهوى = فلا يباح لرجل ولا لامرأة فعله ولا استماعه؛ فإنه داع إلى الفسق والفتنة في الدين والفجور= فيحرم كما يحرم النظر بشهوة إلى الصور الجميلة؛ فإن الفتنة تحصل بالنظر وبالسماع؛ ولهذا جعل النبي زنا العينين النظر، وزنا الأذن الاستماع.
ولا خلاف بين العلماء المعتبرين في كراهة الغناء وذمه وذم استماعه، ولم يرخص فيه أحد يعتد به.
وقد حكيت الرخصة فيه على بعض المدنيين.
وقد روى الإمام أحمد، عن إسحاق الطباع، أنه سأل مالكاً عما يرخص فيه أهل المدينه من الغناء؟ فقالَ: إنما يفعله عندنا الفساق.
وكذا قالَ إبراهيم بن المنذر الحزامي، وهو من علماء أهل المدينة أيضا.
وقد نص أحمد على مخالفة ما حكي عن المدنيين في ذلك.
وكذا نص هو وإسحاق على كراهة الشعر الرقيق الذي يشبب به النساء.
وقال أحمد: الغناء الذي وردت فيه الرخصة هو غناء الراكب: "أتيناكم أتيناكم ".
وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاة من وضع الأعاجم، فمحرم مجمع على تحريمه، ولا يعلم عن أحد منه الرخصة في شيء من ذَلِكَ، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به = فقد كذب وافترى.انتهى كلامه من فتح الباري.
رحمه الله فإنه يقول: "ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به = فقد كذب وافترى"
ولعله لم يخطر بباله أن يكذب عليه هو أيضا كما فعل الكلباني أصلحه الله!
وقال العلامة ابن رجب أيضا في كتابه "نزهة الأسماع" ضمن مجموعة مؤفاته 2/ص444:
سماع الغناء وآلآت الملاهي على قسمين:
فإنه تارة يقع ذلك على وجه اللعب واللهو وإبلاغ النفوس حظوظها من الشهوات واللذات، وتارة يقع على وجه التقرب إلى الله عز و جل باستجلاب صلاح القلوب وإزالة قسوتها وتحصيل رقتها.
القسم الأول:
أن يقع على وجه اللعب واللهو، فأكثر العلماء على تحريم ذلك ـ أعني: سماع الغناء ـ وسماع آلآت الملاهي كلها
وكل منها محرم بانفراده، وقد حكى أبو بكر الآجري وغيره إجماع العلماء على ذلك.
والمراد بالغناء المحرم: ما كان من الشعر الرقيق الذي فيه تشبيب بالنساء ونحوه مما توصف فيه محاسن من تهيج الطباع بسماع وصف محاسنه؛ فهذا هو الغناء المنهي عنه، وبذلك فسره الإمام أحمد وإسحاق بن راهوية وغيرهما من الأئمة.
فهذا الشعر إذا لحن وأخرج بتلحينه على وجه يزعج القلوب، ويخرجها عن الاعتدال، ويحرك الهوى الكامن المجبول في طباع البشر = فهو الغناء المنهي عنه.
فإن أنشد هذا الشعر على غير وجه التلحين؛ فإن كان محركا للهوى بنفسه = فهو محرم أيضا لتحريكه الهوى وإن لم يسم غناء.
فأما ما لم يكن فيه شيء من ذلك = فإنه ليس بمحرم وإن سمي غناء، وعلى هذا حمل الإمام أحمد حديث عائشة رضي الله عنها في الرخصة في غناء نساء الأنصار، وقال: هو غناء الركبان: "أتيناكم أتيناكم "
يشير إلى أنه ليس فيه ما يهيج الطباع إلى الهوى. اهـ.
ثم نقل عن جمع من العلماء تحريمه الآلات والإجماع في ذلك ... إلخ كلامه.
فظهر بهذا تدليس الشيخ الكلباني وكذبه على هذا الإمام في نسبته هذا القول إليه وعطفه مع ابن القيسراني الظاهري المجوز للمعازف.
http://www.almisq.net/news-action-show-id-2994.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/173)
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:12 م]ـ
إجماع علماء الأُمّة على تحريم آلات الموسيقى
الإجماعان الأول والثاني:
سيأتي ذكرهما في الآخر؛ لأن الكلام عليهما سيطول.
الإجماع الثالث: نَقَلَهُ الإمام ابن جرير الطبري (وُلد 224هـ):
قال الإمام ابن جرير الطبري في كتابه «تهذيب الآثار»: (النبي r أمر عليا بكسر الصنم .. فإذا كان أمر النبي r عليا بكسره وتغييره عن هيئته المكروهة التي يُعصى الله به من أجلها .. فمعلوم أن ما ذكرت من الطنابير والعيدان والمزامير، وما أشبه ذلك من الأشياء التي يعصى الله باللهو بها، أولى وألزم للمرء المسلم تغييرها عن هيئتها المكروهة التي يعصى الله بها .. ، وبنحو الذي قلنا في ذلك وردت الآثار عن السلف الماضيين من علماء الأمة، وعمل به التابعون لهم بإحسان .. حدثنا ابن بشار .. عن إبراهيم، قال:- كان أصحاب عبد الله يستقبلون الجواري معهن الدفوف في الطرق فيخرقونها-) .. انتهى
وخبر خرق الدفوف ذكره الشيخ الألباني، وقال: (رواها ابن أبي شيبة أيضاً بسند صحيح) ([1]) .. انتهى.
الإجماع الرابع: نقله الإمام أبو بكر الآجري (ولد نحو 280هـ):
قال الإمام أبو بكر الآجري في مقدمة كتابه (تحريم النرد والشطرنج): (أما بعد: فإن سائلاً سأل عن هذه الملاهي التي يلهو بها كثير من الناس ويُلعب بها، مثل: النرد والشطرنج والزمارة والصفارة والصنج والطبل والعود والطنبور .. الجواب وبالله التوفيق: جميعُ ما سأل عنه السائل والعمل به واللعب به باطل وحرام العمل به، وحرام استماعه بدليل من كتاب الله عز وجل، وسنن رسول الله r، وقول الصحابة رضي الله عنهم) .. انتهى
وقال الحافظ ابن رجب: (سماع آلات الملاهي كلها، وكلٌ منها مُحَرَّمٌ بانفراده. وقد حكى أبو بكر الآجري وغيره إجماع العلماء على ذلك) ([2]). انتهى
الإجماع الخامس: نقله الإمام أبو الطَّيب الطَّبري (ولد 348هـ):
قال الحافظ ابن رجب: (وقد صنف القاضي أبو الطيب الطبري الشافعي رحمه الله مصنفاً في ذم السماع وافتتحه بأقوال العلماء في ذمه .. ثم ذكر بعد ذلك قول فقهاء الأمصار، ثم قال: فقد أجمع علماء الأمصار على كراهته والمنع منه .. فأما سماع آلات اللهو فلم يَحْكِ في تحريمه خِلافاً، وقال: إن استباحتها فسق) ([3]). انتهى
وقال الإمام ابن القيم: (قال القاضي أبو الطيب: .. وأمّا العود والطنبور وسائر الملاهي فحرام ومستمعه فاسق واتِّباع الجماعة أولى) ([4]). انتهى
الإجماع السادس: نقله الإمام أبو الفتح سليم الرازي (ولد قريباً من 360هـ):
قال شهاب الدين ابن حجر الهيتمي: (وممن نقل الإجماع على ذلك أيضاً –أي على تحريم المعازف- إمام أصحابنا المتأخرين: أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي، فإنه قال في تقريبه بعد أن أورد حديثاً في تحريم الكوبة: «وفيه حديث آخر: «إن الله يغفر لكل مذنب إلا صاحب عرطبة أو كوبة». والعرطبة: العود، ومع هذا فإنه إجماع) ([5]). انتهى
قلت: ولا نحتاج إلى الكلام على سند الحديث الذي ذكره، إنما يهمنا هنا أن الإمام أبا الفتح سليم الرازي قد صرَّح بالإجماع على تحريم آلة موسيقية.
الإجماع السابع: نقله الإمام البغوي، الحسين بن مسعود (ولد 436هـ):
قال الإمام البغوي في كتابه (شرح السنة): (واتفقوا على تحريم المزامير والملاهي والمعازف) ([6]). انتهى
الإجماع الثامن: نقله الإمام جمال الإسلام ابن البرزي (ولد 471هـ):
قال شهاب الدين ابن حجر الهيتمي: (وقال الإمام جمال الإسلام ابن البزري – بكسر الباء، نسبة لبزر الكتان-: الشبابة زمر لا محالة حرام بالنص، ويجب إنكارها ويحرم استماعها، ولم يقل العلماء المتقدمون، ولا أحد منهم بحلها وجواز استعمالها) ([7]). انتهى
الإجماع التاسع: نقله الإمام ابن أبي عصرون، عبد الله التميمي (ولد 492هـ):
قال ابن أبي عصرون في الشبابة: (الصواب تحريمها، بل هي أجدر بالتحريم من سائر المزامير المتفق على تحريمها؛ لشدة طربها). انتهى
الإجماع العاشر: نقله الإمام ابن قدامة، عبد الله المقدسي (ولد 541هـ):
قال الإمام ابن قدامة: (آلة اللهو كالطنبور، والمزمار .. آلة للمعصية بالإجماع) ([1]).انتهى
الإجماع الحادي عشر: نقله الإمام الرافعي، عبد الكريم بن محمد (ولد 555هـ):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/174)
قال شهاب الدين ابن حجر الهيتمي: (قال الرافعي في «العزيز»، والنووي في «الروضة»: المزمار العراقي وما يضرب به مع الأوتار حرام بلا خلاف) ([9]). انتهى
الإجماع الثاني عشر: نقله الإمام ابن الصلاح، أبو عمرو (ولد 577هـ):
قال الحافظ أبو عمرو ابن الصلاح: (فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين ولم يثبت عن أحد ممن يُعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع) ([10]). انتهى
الإجماع الثالث عشر: نقله الإمام أبو العباس القرطبي (ولد 578هـ):
قال الإمام أبو العباس القرطبي: (أما المزامير والأوتار والكوبة – وهو طبل طويل ضيق الوسط .. فلا يختلف في تحريم سماعه، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك) ([11]). انتهى.
الإجماع الرابع عشر: نقله الإمام محيي الدين النووي (ولد 631هـ):
قال الإمام النووي في كتابه (روضة الطالبين وعمدة المفتين): (المزمار العراقي وما يضرب به الأوتار حرام بل خلاف) ([12]). انتهى
الإجماع الخامس عشر: نقله الإمام ابن تيمية (ولد 631هـ):
قال الإمام ابن تيمية: (وكل ما كان من العين أو التأليف –أي التركيب- المحرم فإزالته وتغييره متفق عليها بين المسلمين، مثل إراقة خمر المسلم، وتفكيك آلات الملاهي) ([13]). انتهى.
وقال الإمام ابن تيمية أيضاً: (فدلَّ هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها، ولهذا قال الفقهاء: إن من أتلفها فلا ضمان عليه إذا أزال التالف المحرَّم) ([14]). انتهى.
وقال الإمام ابن تيمية أيضا: (إتلاف الآلة التي يقوم بها صورة التأليف المحرم وهي آلات اللهو؛ فإن هذه العقوبات المالية ثابتة بالسنة وسيرة الخلفاء) ([15]).
الإجماع السادس عشر: نقله الإمام ابن القيم (ولد 691هـ):
قال الإمام ابن القيم: (أصوات المعازف التي صح عن النبي تحريمها، وأن في أمته من سيستحلها بأصح إسناد، وأجمع أهل العلم على تحريم بعضها، وقال جمهورهم: بتحريم جملتها) ([16]). انتهى.
قلت: فهذه النقول تبين لك أخي القارئ أنه قد أجمع أهل العلم على تحريم المعازف من حيث الجملة، لكن اختلفوا فيما يُستثنى من ذلك، حيث استثنى البعض ضرب الدف عند قدوم الغائب أو للقادم من الجهاد، بينما جزم الباقون بتحريمه، كذلك استثنى البعض ضرب الدف في العيد والنكاح للرجال، بينما جزم الباقون بتحريمه لأن استثناء الدف في العيد والنكاح خاص بالنساء فقط.
الإجماع السابع عشر: نقله الإمام شهاب الدين الأذرعي (ولد 708هـ):
قال الإمام شهاب الدين الأذرعي – فيمن يصفر بالشبابة على القانون المعروف -: (فهي حرام مطلقاً، بل هي أجدر بالتحريم من سائر المزامير المتفق على تحريمها) ([17]). انتهى.
الإجماع الثامن عشر: نقله الحافظ ابن رجب (ولد 736هـ):
قال الحافظ ابن رجب: (سماع آلات الملاهي .. لا يُعرف عن أحد ممن سف الرخصة فيها، إنما يُعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به) ([18]). انتهى.
وقال الحافظ ابن رجب في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري): (وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاة من وضع الأعاجم، فمحرَّمٌ مجمعٌ على تحريمه، ولا يُعلم عن أحد منه الرخصة في شيء من ذلك، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يُعتد به فقد كذب وافترى). انتهى.
وقال الحافظ ابن رجب أيضاً: (سماع آلات الملاهي كلها، وكل منها محرم بانفراده. وقد حكى أبو بكر الآجري وغيره إجماع العلماء على ذلك) ([19]). انتهى
الإجماع التاسع عشر: نقله حافظ الدين محمد البزازي الكردي (ولد 827هـ):
قال الإمام ابن نجيم –من كبار فقهاء الحنفية-: (ونقل البزازي في المناقب الإجماع على حرمة الغناء إذا كان على آلة كالعود) ([20]). انتهى.
الإجماع العشرون: نقله شهاب الدين ابن حجر الهيتمي (ولد 909هـ):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/175)
قال شهاب الدين ابن حجر الهيتمي: (الأوتار والمعازف كالطنبور والعود والصنج، أي ذي الأوتار، والرباب والجنك والكمنجة والسنطير والدريج وغير ذلك .. هذه كلها محرمة بلا خلاف، ومن حكى فيها خلافاً فقد غلط عليه هواه حتى أصمَّه وأعماه، ومنعه هداه، وزل به عن سنن تقواه .. وممن حكى الإجماع على تحريم ذلك كله الإمام أبو العباس القرطبي، وهو الثقة العدل) ([21]). انتهى
وفيما يلي ننقل لكم الإجماعين الأول والثاني:
الإجماع الأول: نقله وأقره أمير المؤمنين وخامس الخلفاء الراشدين: عمر بن عبد العزيز:
روى الإمام النسائي في سننه (رقم: 4135)، قال: (أخبرنا عمرو بن يحيى، قال حدَّثنا محبوب –يعني ابن موسى-، قال أنبأنا أبو إسحق –وهو الفزاري- عن الأوزاعي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد كتاباً فيه: .. «وإظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام، ولقد هممت أن أبعث إليك من يجز جمَّتك جمّة السوء»).
وهذا إسناد صحيح، لأن رواته ثقات، والإسناد متصل، وبيانه كما يلي:
1/ عمرو بن يحيى: ثقة.
2/ محبوب بن موسى: ثقة.
3/ أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد: ثقة حافظ.
4/ الإمام الأوزاعي، هو عبد الرحمن بن عمرو: إمام ثقة حافظ.
5/ عمر بن عبد العزيز، هو خامس الخلفاء الراشدين:
قال الإمام الذهبي: (عمر بن عبد العزيز .. الإمام، الحافظ، العلامة، المجتهد، الزاهد، العابد، السيد، أمير المؤمنين حقاً، .. الخليفة، الزاهد، الراشد ..
حدَّث عن: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (الصحابي)، والسّائب بن يزيد (الصحابي)، وسهل بن سعد (الصحابي)، واستوهب منه قدحاً شرب منه النبي –صلى الله عليه وسلم- وأم بأنس بن مالك، فقال: ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول الله –صلى الله عليه وسلم- من هذا الفتى .. وكان من أئمة الاجتهاد، ومن الخلفاء الراشدين .. وكان إمام عدل –رحمه الله، ورضي عنه) ([22]). انتهى.
والخلاصة: أن الإسناد صحيح، بفضل الله تعالى.
وقال الشيخ الألباني: (أخرجه النسائي .. بسند صحيح) ([23]). انتهى.
وهذا فيه إجماعان قطعيان على تحريم الموسيقى:
الإجماع الأول: هو ما أخبر به أمير المؤمنين، وخامس الخلفاء الراشدين: عمر بن عبد العزيز، وهذا هو صريح قوله: (وإظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام).
فهذا إخبار صريح بأن المعازف لم يُظهرها أحد في عهد النبي r ولا في عهد الخلفاء الراشدين الأربعة، وهكذا إلى زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز.
فهذا هو صريح قوله: (وإظهارك المعازف بدعة في الإسلام).
وعمر بن عبد العزيز قد أدرك عدداً من الصحابة –ذكرهم الإمام الذهبي-، وقد صلَّى خلفه الصحابي أنس بن مالك –رضي الله عنه-، أي أن الإمام في الصلاة كان هو عمر بن عبد العزيز.
وهنا نسأل سؤالين غاية في الأهمية:
السؤال الأول: ما هو حكم المعازف الذي عَلِمَه أمير المؤمنين من الصحابة رضي الله عنهم؟
الجواب: يتضح من قوله: (وإظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام).
السؤال الثاني: وما حكم هذه البدعة التي لم تكن موجودة قبل عهده؟
الجواب: يتضح من قوله: (ولقد هممت أن أبعث إليك من يجز جمَّتك جُمّة السّوءِ).
وإليكم تصريحات أئمة اللغة بتعريف البدعة:
1/ جاء في كتاب (العين)، (باب العين والدال والباء): (البِدْعةُ: ما استحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من أهواء وأعمال). انتهى.
2/ وجاء في (تهذيب اللغة): (كلٌ من أنشأ مالم يُسْبَقْ إليه قيل له: أبدعت. ولهذا قيل لمن خالف السنة: مُبتدع. لأنه أحدث في الإسلام مالم يسبقه إليه السَّلف. وروى عن النبي r بإسناد صحيح أنه قال: إياكم ومُحدثات الأمور، فإن كل مُحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) ([24]). انتهى.
3/ وجاء أيضاً في (تهذيب اللغة) للأزهري: (ومحدثات الأمور: ما ابتدعه أهل الأهواء من الأشياء التي كان السلف الصالح على غيرها وقال r: « كل محدثٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة») ([25]). انتهى.
4/ وجاء في (المخصص في اللغة): (قيل «بدعة» للأمر المختلق الذي لم تجر به عادةٌ ولا سنة) ([26]). انتهى.
5/ وجاء أيضاً في مرجع (المخصص في اللغة): (البِدْع: الشيء الذي يكون أولاً. و «لستُ ببِدْعٍ في كذا» أي: لَسْتُ بأول من أصاب هذا .. والبِدْعة: ما ابتُدع من الأديان والآراء والأهواء). انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/176)
6/ وجاء في (جمهرة اللغة) لابن دريد: (بدعت الشيء، إذا أنشأته .. وكُلٌّ من أحدث شيئاً فقد ابتدعه، والاسم: البِدعة). انتهى من مادة (ب – د – ع).
وفيه أيضاً: (ويقال: جاء الرجل ببدعة، إذا جاء بأمر مُنكَر). انتهى من باب (الباب والدال).
7/ وجاء في (لسان العرب): (بدع الشيء يبدعه بدعاً وابتدعه: أنشأه وبدأه .. ، والبِدع: الشيء الذي يكون أولاً .. ، وكل محدثة بدعة: إنما يريد ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة) ([27]). انتهى.
8/ وجاء في (الفروق اللغوية)، لأبي هلال العسكري: (الابتداع إيجاد ما لم يسبق إلى مثله) ([28]). انتهى
والخلاصة:
أنه يتضح بذلك أن أمير المؤمنين أنكر إظهار المعازف لِما في ذلك من مخالفة إجماع السابقين على كون المعازف من المنكرات التي حرَّمها الشرع.
قال إمام الحرمين الجويني: (قد علمنا قطعاً انتشار احتجاج السلف في الحث على موافقة الأمة واتباعها والزجر على مخالفتها .. وما أبدع مبدع في العصر الخالية بدعة إلا وبخه علماء عصره على ترك الاتباع وإيثار الابتداع .. وهذا ما لا سبيل إلى جحده، وقد تحقق ذلك في زمن الصحابة والتابعين ومن بعدهم) ([29]). انتهى
وقال الإمام ابن برهان –من كبار علماء أصول الفقه – في كتابه (الوصول إلى علم الأصول): (رأينا السابقين من السلف الصالحين يعظمون النكير ويشددون النفير على من خالف إجماع الأمة قبله .. ومثل هذا لا يتفق الناس عليه إلا من توقيف رسول الله r، فكانت الحجة لازمة) ([30]). انتهى.
الإجماع الثاني:
وقع في عهدي عمر بن عبد العزيز والأوزاعي، وهو أن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز قد صرَّح بأن إظهار المعازف بدعة منكرة يستحق فاعلها العقاب الشديد، حيث قال: (ولقد هممت أن أبعث إليك من يجز جمتك جُمة السوء).
والجُمة: مجتمع شعر الرأس. «الصحاح في اللغة»، مادة (جمم).
والجز: معناه: القطع. انظر: القاموس المحيط، فصل الجيم، لسان العرب، (جزز)
وقوله (يجز جُمتك): معناه يقطع مجتمع شعر رأسك.
وقد أقرَّه على ذلك إمام أهل عصره، وفقيه الشام: الإمام الأوزاعي.
إذ كان الأوزاعي أعلم أهل عصره بالسنة، فلو كان قول عمر غير صحيح –لكان أنكره وما حدَّث به.
فالإمام الأوزاعي حدَّث بخبر عمر بن عبد العزيز ولم ينكره، وقد كان الأوزاعي شديداً في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم.
قال الإمام الذهبي: (قد كان عبد الله بن علي ملكاً جباراً، سفاكاً للدماء، صعب المراس، ومع هذا فالإمام الأوزاعي يصدعه بمر الحق ما ترى، لا كخلق من علماء السوء الذي يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف، ويقلبون لهم الباطل حقاً –قاتلهم الله- أو يسكنون مع القدرة على بيان الحق) ([31]). انتهى
وقال الإمام الذهبي أيضاً: (الأوزاعي .. شيخ الإسلام، وعالم أهل الشام .. كان مولده: في حياة الصحابة .. قال إسماعيل بن عياش: سمعت الناس في سنة أربعين ومائة يقولون: الأوزاعي اليوم عالم الأمة .. ، عن مالك، قال: الأوزاعي إمام يقتدى به .. ، وكان له مذهب مستقل مشهور، عمل به فقهاء الشام مدة، وفقهاء الأندلس) ([32]). انتهى.
وقال الحافظ المزي: (أبو عمرو الأوزاعي إمام أهل الشام في زمانه في الحديث والفقه .. وقال أبو عبيد عن عبد الرحمن بن مهدي: ما كان بالشام أحدٌ أعلم بالسنة من الأوزاعي .. وقال أبو حاتم: إمام مُتَّبع لما سمع) ([33]).
فالإمام الأوزاعي مُتَّبع لما سمعه عن عمر.
وأقرَّهما على ذلك الإمام مالك؛ وسيأتي تصريح الإمام مالك بعدم جواز المعازف.
قال الإمام أبو يعلى الخليلي في (الإرشاد في معرفة علماء الحديث): (أبو عمرو الأوزاعي إمام بلا مدافعة، ورعا، وعلما، رُئي بمكة يركب ومالك بن أنس آخذ بركابه، وسفيان الثوري يقوده، أجاب عن ثمانين ألف مسألة من الفقه من حفظه). انتهى.
وقال الإمام الذهبي: (ولقد كان مذهب الأوزاعي ظاهراً بالأندلس إلى حدود العشرين ومائتين، .. وكان مذهب الأوزاعي أيضاً مشهوراً بدمشق إلى حدود الأربعين وثلاثمائة. وكان القاضي أبو الحسن بن حذلم له حلقة بجامع دمشق ينتصر فيها لمذهب الأوزاعي) ([34]). انتهى.
قلت: فلو كان الإمام الأوزاعي أنكر قول عمر بن عبد العزيز: لاشتهر ذلك عنه بلا شك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/177)
قلت: وأقرهم على ذلك أيضاً الإمام أبو إسحاق الفزاري، فهو الذي روى هذا الأثر عن الإمام الأوزاعي، ولم يُنكره. فقد كان أبو إسحاق لا يخشى في الله لومة لائم.
قال الإمام الذهبي: (أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد الإمام الكبير، الحافظ، المجاهد .. وكان من أئمة الحديث .. ، حدث عنه: الأوزاعي والثوري –وهما من شيوخه- وابن المبارك .. ، ذكره أبو حاتم فقال: الثقة المأمون الإمام. وقال النسائي: ثقة مأمون أحد الأئمة.
قال الخليلي: قال الحميدي: قال لي الشافعي: لم يُصنِّف أحدٌ في السير مثل كتاب أبي إسحاق.
وقال أبو حاتم: اتفق العلماء على أنَّ أبا إسحاق الفزاري إمام يقتدى به، بلا مدافعة .. وقال أحمد العجلي: كان ثقة، صاحب سُنة، صالحاً، هو الذي أدب أهل الثغر، وعلَّمهم السنة، وكان يأمر وينهى، وإذا دخلالثغر رجل مبتدع، أخرجه، وكان كثير الحديث، وكان له فقه. أمر سلطانا ونهاه، فضربه مائتي سوط، فغضب له الأوزاعي .. ويروى: أن هارون الرشيد أخذ زنديقاً ليقتله، فقال الرجل: أين أنت من ألف حديث وضعتها؟ قال: فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك يتخلَّلانِها، فيخرجانها حرفاً حرفاً ..
قال علي بن بكار الزاهد: رأيتُ ابن عون فمن بعده، ما رأيت فيهم أفقه من أبي إسحاق الفزاري .. ، قال ابن مهديِّ: كان الأوزاعي والفزاري إمامين في السنة) ([35]). انتهى.
قلتُ: هذا هو الإمام أبو إسحاق الفزاري الذي حدَّث بقول عمر بن عبد العزيز، فلو كان يُنكره: لكان صرحَّ بذلك، ولكنه كان إماماً في السُّنّةِ، وإماماً في الحديث، وإماما فيالفقه.
فدلَّ ذلك على اتفاقهم على صحة قول عمر بن عبد العزيز.
ونعلمُ قطعاً أن مسألة المعازف هي من المسائل التي يكثر الخوض والكلام فيها على مر الزمان، فكان اتفاقهم هذا إجماعاً قطعياً تحرم مخالفته، كما صرَّح به كبار الأئمة.
وقد تقدم تفصيل ذلك في كتابنا هذا. فمن شاء فليراجع تصريحاتهم هذه في هذا الكتاب: (الباب الأول/ القواعد الأصولية/ القاعدة الثامنة/ المطلب الخامس).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) تحريم آلات الطرب ص 103.
([2]) نزهة الأسماع في مسألة السماع (ص 25)
([3]) نزهة الأسماع (ص 62 - 64).
([4]) إغاثة اللهفان (1/ 230).
([5]) كف الرعاع (ص 124).
([6]) شرح السنة (12/ 383).
([7]) كف الرعاع (ص 114).
([8]) المغني (9/ 115).
([9]) كف الرعاع (ص 122).
([10]) فتاوى ابن الصلاح (ص 300).
([11]) كشف القناع عن حكم الوجد والسماع (ص 72).
([12]) روضة الطالبين وعمدة المفتين (8/ 205 - 206).
([13]) مجموع الفتاوى (28/ 118).
([14]) مجموع الفتاوى (11/ 535).
([15]) مجموع الفتاوى (29/ 224).
([16]) مدارج السالكين (1/ 491).
([17]) كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع (ص 120).
([18]) نزهة الأسماع في مسألة السماع، (ص60).
([19]) نزهة الأسماع في مسألة السماع (ص 25).
([20]) البحر الرائق: (7/ 89).
([21]) كف الرعاع ص 124
([22]) سير أعلام النبلاء (5/ 115).
([23]) تحريم آلات الطرب (ص 120).
([24]) تهذيب اللغة، مادة (ب د ع).
([25]) تهذيب اللغة، مادة (حدث).
([26]) المخصص، اشتقاق أسماء الله عز وجل.
([27]) لسان العرب، مادة (ب د ع).
([28]) الفروق اللغوية، الفرق بين الاختراع والابتداع.
([29]) التلخيص في أصول الفقه (ص 375).
([30]) الوصول إلى علم الأصول (2/ 75).
([31]) سير أعلام النبلاء (7/ 126).
([32]) سير أعلام النبلاء (7/ 108 - 126).
([33]) تهذيب الكمال (17/ 307).
([34]) تاريخ الإسلام (أحداث سنة ستين ومائة).
([35]).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب
(الرد على القرضاوي والجديع)
http://www.almisq.net/news-action-show-id-2984.htm
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:15 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/178)
أكّد سماحة مفتي المملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على حٌرمة الغناء، مستشهدا بقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6)} [لقمان]، إذ يقول ابن مسعود - رضي الله عنه - والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء.
وقال سماحته إجابة على سؤال حول حكم الغناء في العدد الأخير لمجلة الدعوة: الغناء يؤدي إلى قسوة القلب وانصرافه عن الخير وإشغاله عن القرآن وتعلقه بالأوهام والخرافات لأن بعض الغناء يكون مقدمة للزنى. فيكون هذا الغناء يقذف في القلوب مرضاً وجرحاً هذا بلا شك نفتي بتحريمه وينبغي للمسلمين ألا يكون هدفهم اللعب واللهو. انتهى
وفيما يلي بحث موجز حول اتفاق الأئمة على تحريم آلات اللهو:
- مذهب الإمام أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب، وقوله فيه من أغلظ الأقوال، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: أن السماع فسق والتلذذ به كفر، هذا لفظهم، ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه، قالوا: ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره، وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي: ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض، فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض.
- وسئل الإمام مالك رحمه، أََنتم تُرخصون في الغناء؟ فقال: معاذ الله! ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق".
قال ابن عبد البر رحمه الله: من المكاسب المجمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشا وأخذا الأجرة على النياحة والغناء وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء وعلى الزمر واللعب الباطل كله.
- و في مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: (وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله) (20)، وقد عد صاحب كفاية الأخبار، من الشافعية، الملاهي من زمر وغيره منكرا، ويجب على من حضر إنكاره، وقال: (ولا يسقط عنه الإنكار بحضور فقهاء السوء، فإنهم مفسدون للشريعة، ولا بفقراء الرجس - يقصد الصوفية لأنهم يسمون أنفسهم بالفقراء - فإنهم جهلة أتباع كل ناعق، لا يهتدون بنور العلم ويميلون مع كل ريح)
- و في مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق)، وقال ابن قدامة - محقق المذهب الحنبلي - رحمه الله: (الملاهي ثلاثة أضرب؛ محرم، وهو ضرب الأوتار والنايات والمزامير كلها، والعود والطنبور والمعزفة والرباب ونحوها، فمن أدام استماعها ردت شهادته)، وقال رحمه الله: (وإذا دعي إلى وليمة فيها منكر، كالخمر والزمر، فأمكنه الإنكار، حضر وأنكر، لأنه يجمع بين واجبين، وإن لم يمكنه لا يحضر)
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير، .. ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا) - وقال: (والمعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس)
* قال الإمام ابن باز: والمعازف هي الأغاني وآلات الملاهي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي آخر الزمان قوم يستحلونها كما يستحلون الخمر والزنا والحرير وهذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم فإن ذلك وقع كله والحديث يدل على تحريمها وذم من استحلها كما يذم من استحل الخمر والزنا والآيات والأحاديث في التحذير من الأغاني وآلات اللهو كثيرة جداً ومن زعم أن الله أباح الأغاني وآلات الملاهي فقد كذب وأتى منكراً عظيماً نسأل الله العافية من طاعة الهوى والشيطان وأعظم من ذلك وأقبح وأشد جريمة من قال إنها مستحبة ولا شك أن هذا من الجهل بالله والجهل بدينه بل من الجرأة على الله والكذب على شريعته.
* قال الألباني رحمه الله: اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/179)
قال الطبري رحمه الله: فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه. وهو القائل بعد هذا: (قال ابو الفرج وقال القفال من أصحابنا: لا تقبل شهادة المغني والرقاص، قلت: وإذا ثبت أن هذا الأمر لا يجوز فأخذ الأجرة عليه لا تجوز)
وقال ابن رجب في نزهة الأسماع «فإذا كان الشافعي –رحمه الله تعالى– قد أنكر الضرب بالقضيب وجعله من فعل الزنادقة، فكيف يكون قوله في آلات اللهو المطربة؟!». وقال «وأما في سماع آلات اللهو فلم يحك فيه خلافا». وقال «وقد حكى أبو بكر الآجري إجماع العلماء على ذلك».
وقد نقل ابن مفلح في "الفروع" (6494) عن القاضي عياض أنه ذكر الإجماع على كفر مستحل الغناء. وقال ابن يوسف الكافي التونسي في (المسائل الكافية): «المسألة الثامنة والخمسون: حرمة الغناء وأخذ الأجرة عليه معلومة من دين الإسلام، فمن استباح ذلك يكفر لاستباحته ما حرم شرعا».
وقال ابن المنذر: «أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على إبطال أجرة النائحة والمغنية».
وقال النووي في شرح مسلم «قال البغوي من أصحابنا والقاضي عياض. وكذلك أجمعوا على تحريم أجرة المغنية للغناء والنائحة للنوح».
وقال ابن عبد البر في "الكافي": «من المكاسب المجتمع على تحريمها الربا، ومهور البغايا .. والغناء .. وعلى الزمر واللعب والباطل كله».
وحكى ابن قدامة في "المغني"، وابن أخيه في "الشرح الكبير" الإجماع على أن الطنبور والمزمار والشبابة من آلة المعصية.
وقال ابن الصلاح في "فتاويه": «وأما إباحة هذا السماع وتحليله فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين. ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع».
وقال القرطبي «وأما ما ابتدعته الصوفية في ذلك فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه. لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير». وقال «وأما المزامير والأوتار والكوبة فلا يختلف في تحريم سماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا في تفسيق فاعله وتأثيمه».
و قال شيخ الإسلام في المنهاج: «إن الآت اللهو محرمة عند الأئمة الأربعة، و لم يُحك نزاع في ذلك».
وقال ابن الجوزي في تلبيس إبليس «عن أبي الطيب الطبري قال: أجمع علماء الأمصار على كراهية الغناء والمنع منه».
وقال ابن بطة العكبري: «سألني سائل عن استماع الغناء فنهيته عن ذلك وأعلمته أنه مما أنكره العلماء واستحسنه السفهاء. وإنما تفعله طائفة سموا بالصوفية وسماهم المحققون جبرية، أهل همم دنية، وشرائع بدعية، يظهرون الزهد، وكل أسبابهم ظلمة». وروى ابن الجوزي عن الروذباري أن سئل عمن يسمع الملاهي ويقول «هي لي حلال لأني وصلت إلى درجة لا يؤثر فِيَّ اختلاف الأحوال». فقال: «نعم قد وصل لعمري إلى سقر».
http://www.almisq.net/news-action-show-id-1456.htm
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[23 - 06 - 10, 11:51 م]ـ
هذه رسالة ماجستير للدكتور صالح بن أحمد الغزالي و هي بعنوان أحكام ممارسة الفن في الشريعة الاسلامية
و فيها تفصيل فقهي و بحث ماتع
http://www.archive.org/download/Adeeb/Adeeb.pdf
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 02:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
وبارك الله فيك ....
وأحسن إليك .....
وغفر لك ولوالديك ......
وفيك بارك الله وغفر لك و لوالديك
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 11:30 ص]ـ
هدم ما شيده الكلباني في حل المعازف والأغاني سعد بن ضيدان السبيعي
بسم الله الرحمن الرحيم
ملحوظة: هذا المقال اختصرته من الكتاب الأصل يسر الله طبعه ونشره قريباً
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فقد تكلم الشيخ عادل الكلباني عفا الله عنه في جواز الغناء وحله، ويا ليته أمسك عن فتواه وعن ما نطق به وفاه، وأعطى القوس باريها، وولّ قارّها من تولىّ حارّها،فإن الإمساك به أولى وأجمل، وأقرب للسلامة إن شاء الله!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/180)
لكنه بالغ في تقرير ذلك،وتسفيه من خالفه، ورميه بالتقليد والجهالة، ولسانه حاله يقول:"أَنا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ"!
وأحسب أنها كبوة حصلت منه، أو شبهة عرضت له، فأحببت إزالتها عنه بنقض مقاله الذي أودعه موقعه وذيله بتاريخ يوم السبت 7/ 7/1431هـ وسماه:"تشيد البناء في إثبات حل الغناء" بهدم ذلك البناء المتهالك من أصله،وبيان ضعف أدلته ورسمه،وأسميته:"هدم ما شيده الكلباني في حل المعازف والأغاني"،وقد قال الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 414):"ولا ينبغي لمن شم رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ذلك فأقل ما فيه أنه من شعار الفساق وشاربي الخمور".
ولولا أنه قال ذلك ورفع عقيرته به، وسود مقاله ذاك بيده, وإلا لكان الإضراب عن قوله ومقالته صفحاً أولى من ذكره والرد عليه،فإن الإعراض عن القول والمقال المطرح الساقط أفضل وأحرى لإماتته، وإخمال ذكر قائله، وأجدر أن لا يكون ذلك تنبيها للفساق والجهال عليه،والله المستعان
الوقفة الأولى: قال في مقاله عفا الله عنه:"ومن أكبر دلائل إباحته أنه مما كان يفعل إبان نزول القرآن، وتحت سمع وبصر الحبيب صلى الله عليه وسلم، فأقره، وأمر به، وسمعه، وحث عليه، في الأعراس، وفي الأعياد".
الجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص بالغناء بغير المعازف،بضرب الدف للنساء خاصة في العيد، وعند قدوم الغائب، وشرعه في الأعراس كما هو مبسوط في مظانه من كتب أهل العلم.
فهو مستثنى من تحريم الغناء بالمعازف والمزامير. وهذا ليس محلاً للنزاع!
أما إذا كان ضرب الدف للرجال في العيد أو العرس فقد وقع الخلاف بين أهل العلم في جواز ذلك، فذهب الإمام الأوزاعي وأحمد أنه لا يباح فعله للرجال، وبه قال الحافظ ابن رجب بل عزاه لجماهير العلماء، ففي فتح الباري (6/ 81) قال رحمه الله: (جمهور العلماء على أن الضرب بالدف للغناء لا يباح للرجال).وقال به أيضاً الحافظ ابن حجر،وهو اختيار شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز، والعلامة الألباني رحمة الله على الجميع.
قال ابن قدامة في المغني (12/ 40):"وأما الضرب به للرجال فمكروه وعلى كل حال لأنه إنما كان يضرب به النساء والمخنثون المتشبهون بهن ففي ضرب الرجال تشبه بالنساء وقد لعن النبي صلى الله عليه و سلم المتشبهين من الرجال بالنساء".
وقال الإمام ابن تيمية كما في الفتاوى (13/ 198): "وأما الرجال على عهده فلم يكن أحدٌ منهم يضرب بدف ولا يصفق بكف:.
وقال ابن حجر في فتح الباري (9/ 226): "والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء فلا يلتحق بهن الرجال لعموم النهي عن التشبه بهن:.
فكيف أخذ من هذا جواز الغناء بالمعازف والمزامير في الأعياد والأعراس وغيرها؟! وعلى سبيل الدوام؟!
الوقفة الثانية:قال عفا الله عنه:" أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه نصا"
وهذا من كيسه، بل النصوص في ذلك معلومة مشهورة، أكتفي بذكر دليل فقط، وهو كافي لمن طلب الحق ولم يتبع هواه، والله الموعد.
روى البخاري في صحيحه معلقاً مجزوماً به (5286) قال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر - أو أبو مالك - الأشعري والله ما كذبني: سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة)
أقول ولا يلتفت إلى طعن أبي محمد بن حزم عفا الله عنه في هذا الحديث، و إعلاله له بالانقطاع،وبجهالة أبي مالك الأشعري!
كما في المحلى (9/ 59)،ورسالته في الغناء الملهي أمباح هو أم محظور؟! كما في رسائله (1/ 434).
فالحديث وصله ابن حبان في صحيحه (6574)،والطبراني في المعجم الكبير (3339)،ومسند الشاميين (588)،والبيهقي في السنن الصغرى (4320)،والسنن الكبرى (6317) وهو صحيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/181)
قال ابن الصلاح في علوم الحديث (67):"وَلَا الْتِفَاتَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ الظَّاهِرِيِّ الْحَافِظِ فِي رَدِّهِ مَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَامِرٍ، أَوْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ. . " الْحَدِيثَ. مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْبُخَارِيَّ أَوْرَدَهُ قَائِلًا فِيهِ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَسَاقَهُ بِإِسْنَادِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ حَزْمٍ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ فِيمَا بَيْنَ الْبُخَارِيِّ وَهِشَامٍ، وَجَعَلَهُ جَوَابًا عَنِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ عَلَى تَحْرِيمِ الْمَعَازِفِ. وَأَخْطَأَ فِي ذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ، وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ مَعْرُوفُ الِاتِّصَالِ بِشَرْطِ الصَّحِيحِ".
وقال الإمام ابن القيم في روضة المحبين (130):"وأما أبو محمد فإنه على قدر يبسه وقسوته في التمسك بالظاهر وإلغائه للمعاني والمناسبات والحكم والعلل الشرعية انماع في باب العشق والنظر وسماع الملاهي المحرمة فوسع هذا الباب جداً وضيق باب المناسبات والمعاني والحكم الشرعية جداً وهو مع انحرافه في الطرفين حين رد الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في تحريم آلات اللهو بأنه معلق غير مسند وخفي عليه أن البخاري لقي من علقه عنه وسمع منه وهو هشام بن عمار وخفي عليه أن الحديث قد أسنده غير واحد من أئمة الحديث غير هشام بن عمار فأبطل سنة صحيحة ثابتة عن رسول الله لا مطعن فيها بوجه".وانظر تهذيب سنن أبي داود (2/ 228) وقال في إغاثة اللهفان (1/ 259) تغليق التعليق (5/ 22) فتح الباري (10/ 52)
ووجه الدلالة من هذا الحديث على تحريم المعازف أنه لو كانت حلالاً لما ذمهم على استحلالها ولما قرن استحلالها باستحلال الزنا والخمر والحرير!
الوقفة الثالثة: قال:"ولم يستطع القائلون بالتحريم أن يأتوا بهذا النص المحرم له"
أقول أهؤلاء الأئمة من الصحابة و أجلة التابعين وأتباعهم والأئمة المتبوعين وأهل العلم من فقهاء ومحدثين ومفسرين لم يستطيعوا أن يأتوا بنص واحد في تحريمه؟! فهل قالوا بتحريمه من تلقاء أنفسهم؟! أم تراهم يقولون على الله بغير علم؟! انتظر إجابة الكلباني؟!
الوقفة الرابعة:قال عفا الله عنه:" إن كثيرا من أئمة الدين المشهود لهم بالعلم والديانة المشهورين بالورع والصيانة قد أباحوا الغناء، وكانت صناعة الغناء مشهورة عند أسلافنا عبر كل القرون , فقد حفظ لنا التاريخ أسماء كثيرة ممن كانت لهم شهرة ذائعة في صناعة الغناء وتطريبه والبراعة في صياغة ألحانه , حتى صار الغناء من أشهر النوادر والملح التي لا يخلو منها كتاب من كتب الأدب والتأريخ".
والجواب عن هذا من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: أن العبرة بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وليست بكلام فلان وعلان إذا صادم النص كائناً من كان.
قال الإمام مالك إمام دار الهجرة رحمه الله:"كل أحد يؤخذ من قوله، ويترك، إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم". سير أعلام النبلاء (8/ 93)،البداية والنهاية (18/ 302)
الوجه الثاني: أن جل من استدل بهم على جواز الغناء بالمعازف من المغنين الذين لم يعرفوا بعلم وفقه فضلاً أن يكونوا من أهل الاجتهاد الذين ينقض بهم الإجماع، ويرد بهم كلام أهل العلم!
أقول فهل تحس منهم من أحد في باب العلم والفقه والفتيا ورواية الحديث أو تسمع لهم ركزاً؟! ولا أدري ما وجه حشره لهؤلاء المغنين مع من نسب إليهم القول بحل الغناء من أهل العلم؟!
الوجه الثالث:بقية من استدل بهم من أهل العلم والفضل على إباحة الغناء منقوض بثلاثة أمور:
الأول: أنه نسب إليهم الإباحة من غير خطام ولا زمام وبيننا وبينه القوائم (الأسانيد) فأكثر ما ذكره عن من سماهم لا تصح نسبته إليهم، بل وصح عن أكثرهم خلافه!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/182)
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري (6/ 78):"كان النبي يرخص لهم في أوقات الأفراح، كالأعياد والنكاح وقدوم الغياب في الضرب للجواري بالدفوف، والتغني مع ذلك بهذه الأشعار، وما كان في معناها فلما فتحت بلاد فارس والروم ظهر للصحابة ما كان أهل فارس والروم قد أعتادوه من الغناء الملحن بالإيقاعات الموزونة، على طريقة الموسيقى بالأشعار التي توصف فيها المحرمات من الخمور والصور الجميلة المثيرة للهوى الكامن في النفوس، المجبول محبته فيها، بآلات اللهو المطربة، المخرج سماعها عن الاعتدال، فحينئذ أنكر الصحابة الغناء واستماعه، ونهوا عنه وغلظوا فيه".
وقال في فتح الباري (6/ 83):"وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاة من وضع الأعاجم، فمحرم مجمع على تحريمه، ولا يعلم عن أحد منه الرخصة في شيء من ذَلِكَ، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به فقد كذب وافترى"
الثاني: الكلباني عفا الله عنه لا يفرق بين الحداء والنَصْب وهو يسمى غناء وبين الغناء المحرم المقرون بالمعازف؟! ومن هنا أُتي!
فما يستدل به ويذكره عن من أجاز الغناء بالمعازف وأباحه وقد صح عنه محمول على ما ذكرت وهذا خارج عن محل النزاع!
قال ابن عبد البر في التمهيد (22/ 296): "وهذا الباب من الغناء قد أجازه العلماء ووردت الآثار عن السلف بإجازته. وهو يسمى غناء الركبان وغناء النصب والحداء. هذه الأوجه من الغناء لا خلاف في جوازها بين العلماء".
فالغناء يطلق في اللغة على " كلُّ مَنْ رَفَع صوتَه ووَالاهُ فصَوْتُه عند العرب غِناءٌ "قاله ابن منظور في لسان العرب (15/ 135)
والحداء: الحدو سوق الإبل والغناء لها. قاله الجوهري في الصحاح (7/ 159)
والنَصْب: غناء يشبه الحداء إلا أنه أرق منه. قاله الجوهري في الصحاح (2/ 146)،وانظر لسان العرب (1/ 758).
قال الكلباني في مقاله ذاك:"وقد صح عن عمر رضي الله عنه، أنه قال: الغناء من زاد الراكب. وكان له مغني اسمه خوات ربما غنى له في سفره حتى يطلع السحر. ويعلم كل أحد من عمر؟ "
أقول الأثر أخرجه البيهقي (5/ 69)،وأبو نعيم الأصبهاني في الأربعين على مذهب المتحققين من الصوفية (100)،وقد وأورده ابن حجر معزواً لابن السراج في تأريخه كما في الإصابة (2/ 347) عن خوات بن جبير قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، قال: فقال القوم: غننا يا خوات، فغناهم. قالوا: غننا من شعر ضرار، فقال عمر رضي الله عنه: دعوا أبا عبد الله يتغنى من بنيات فؤاده يعني من شعره. قال: فما زلت أغنيهم حتى إذا كان السحر، فقال عمر: ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا ".أقول وهذا هو الحداء المباح وسمه إن شئت غناء!
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الأثر (3/ 739) وقد رخَّص عمر في غِناء الأعراب وهو صَوْتٌ كالحُداء
وبدليل أن البيهقي خرج في سننه الكبرى (10/ 224) من طريق أخر بسند صحيح قال السائب بن يزيد: بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق الحج ونحن نؤم مكة اعتزل عبد الرحمن رضي الله عنه الطريق ثم قال لرباح بن المغترف غننا يا أبا حسان وكان يحسن النصب فبينا رباح يغنيه أدركهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته فقال ما هذا فقال عبد الرحمن ما بأس بهذا نلهو ونقصر عنا فقال عمر رضي الله عنه فإن كنت آخذا فعليك بشعر ضرار بن الخطاب وضرار رجل من بني محارب بن فهر قال الشيخ والنصب ضرب من أغاني الأعراب وهو يشبه الحداء قاله أبو عبيد الهروي وروينا فيه قصة أخرى عن خوات بن جبير عن عمر وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم في كتاب الحج قال فيها خوات فما زلت أغنيهم حتى إذا كان السحر. فدل على ما ذكرت والله أعلم.
*وكذلك قوله مستدلاً على جواز الغناء بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: هذه قينة بني فلان. أتراه يعلم أنها مغنية ولم ينهها عن الغناء، ولم يحذر من سماعها، بل على العكس من ذلك فقد قال لعائشة: أتحبين أن تغنيك!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/183)
أقول الحديث رواه أحمد في (15720)،والنسائي في الكبرى (8960) بسند صحيح عن السائب بن يزيد أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: يا عائشة أتعرفين هذه قالت لا يا نبي الله فقال هذه قينه بني فلان تحبين أن تغنيك قالت نعم قال فأعطاها طبقا فغنتها فقال النبي صلى الله عليه و سلم قد نفخ الشيطان في منخريها.
وهذا ليس فيه أن غناء هذه الجارية كان بالمعازف، قال السندي قي حاشيته على المسند: "أن تُغَنِّيك" بالتشديد، وفيه جواز ذلك على قلةٍ من غير عُرس وعيد، كما يجوز فيهما ويحتمل أنها كانت أيام عيد."قد نفخ": أي فلذلك اتَّخذتْ ذلك عادةً، وأما التغني أحياناً، فجائز، فلا منافاة بين هذا وبين الإذن السابق الدال على الجواز، وفيه حسن المعاشرة مع الأهل".
*ونقل عن ابن النحوي في العمدة أن عطاء بن أبي رباح ممن يقول بإباحة الغناء وهذا محمول على ما ذكرت سابقاً!
روى ابن أبي شيبة في مصنفه (13951) عن عبد الله بن إدريس عن ابن جريج وعن عطاء قالا:"لا بأس بالغناء والحداء والشعر للمحرم ما لم يكن فحشا" وهو صحيح
وبوب عليه ابن أبي شيبة باب في الحداء للمحرم، فهل يظن الكلباني أن هذا الحداء منهم بالمعازف وهم في حال الإحرام؟!
ثالثاً: أن من الآثار ما يستدل به على إباحة الغناء وهو خارج محل النزاع لأنه في وقت العرس وبضرب الدف من النساء!
نقل الكلباني عن ابن النحوي في العمدة أنه قد روي الغناء وسماعه عن جماعة من الصحابة والتابعين منهم أبو مسعود الأنصاري كما أخرجه البيهقي.
أقول رجعت إلى البيهقي في سننه الكبرى فوجدته روى بسند حسن
(14469) عن عامر بن سعد البجلي يقول: شهدت ثابت بن وديعة وقرظة بن كعب الأنصاري في عرس وإذا غناء فقلت لهما في ذلك فقالا إنه قد رخص في الغناء في العرس والبكاء على الميت في غير نياحة.
وقد روى النسائي (3383) بسند حسن عن عامر بن سعد قال: دخلت على قرظه بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس وإذا جوار يغنين فقلت أنتما صاحبا رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن أهل بدر يفعل هذا عندكم فقال اجلس إن شئت فاسمع معنا وإن شئت اذهب قد رخص لنا في اللهو عند العرس
والمقصود بالغناء هنا أيضاً ضرب الدف بدليل رواية البيهقي في السنن الكبرى (7/ 289) وجواري يضربن بالدف ويغنين.
الوقفة الخامسة: أخطاء وقع فيها الكلباني!
* الخطأ الأول:قال في مقاله"ونص على إباحة الغناء ابن رجب الحنبلي العالم الشهير صاحب الفنون"!.
وهذا خطأ محض فالحافظ ابن رجب لم يقل بإباحته قط،بل هو ممن نقل الإجماع على حرمته!
وله كتاب نزهة الأسماع في مسألة السماع قال فيه (1/ 460):" والغناء المشتمل على وصف ما جبلت النفوس على حبه، والشغف به من الصور الجميلة يثير ما كمن في النفوس من تلك المحبة، ويشوق إليها، ويحرك الطبع ويزعجه عن الاعتدال، ويؤزه إلى المعاصي أزاً، ولهذا قيل: إنه رقية الزنا،وقد افتتن بسماع الغناء، خلق كثير فأخرجهم استماعه إلى العشق وفتنوا في دينهم، فلو لم يرد نص صريح في تحريم الغناء بالشعر، الذي توصف فيه الصور الجميلة لكان محرماً بالقياس على النظر إلى الصور الجميلة، التي حرم النظر إليها بالشهوة، بالكتاب والسنة وإجماع من يعتد به من علماء الأمة ".
وذكر أن سماع الغناء يضاد سماع القرآن فقال:"نزهة الأسماع في مسألة السماع واعلم أن سماع الأغاني يضاد سماع القرآن من كل وجه فإن القرآن كلام الله، ووحيه ونوره الذي أحيا الله به القلوب الميتة، وأخرج العباد به من الظلمات إلى النور، والأغاني وآلاتها مزامير الشيطان، فإن الشيطان قرآنه الشعر، ومؤذنه المزمار ومصائده النساء. كذا قال قتادة وغيره من السلف ".
وقال رحمه الله ":ويوجب أيضاً سماع الملاهي النفرة عن سماع القرآن كما أشار إليه الشافعي رحمه الله، وعدم حضور القلب عند سماعه،وقلة الانتفاع بسماعه، ويوجب أيضاً قلة التعظيم لحرمات الله! فلا يكاد المدمن لسماع الملاهي، يشتد غضبه لمحارم الله تعالى إذا انتهكت ".
*الخطأ الثاني:نقل عنه أن قَرَظة بن بكار من الصحابة القائلين بحل الغناء كما رواه ابن قتيبة!
وهذا خطأ بين فلا يعرف في الصحابة من اسمه قرظة بن بكار!!
وإنما هو قرظة بن كعب الأنصاري مترجم له في الإستيعاب (3/ 1306)
،والإصابة (5/ 431).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/184)
ثم إن ما نقل عنه من جواز الغناء في العرس وبضرب الدف من النساء وهذا خارج عن محل النزاع!
روى النسائي بسند حسن (3383) عن عامر بن سعد قال: دخلت على قرظه بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس وإذا جوار يغنين فقلت أنتما صاحبا رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن أهل بدر يفعل هذا عندكم فقال اجلس إن شئت فاسمع معنا وإن شئت اذهب قد رخص لنا في اللهو عند العرس.
فقولهم رخص لنا في اللهو عند العرس، دل على أن ما سواه لا يجوز فيه الغناء بالمعازف.
والمقصود بالغناء هنا أيضاً ضرب الدف فقط، بدليل مارواه البيهقي في السنن الكبرى (14470) وجواري يضربن بالدف ويغنين.
* الخطأ الثالث:نقل أن القرطبي حكى في تفسيره جواز الغناء عن أبي زكريا الساجي.
والصواب: زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر بن عدى بن عبد الرحمن البصرى أبو يحيى الساجى الحافظ كان من الثقات الأئمة، متوفى سنة سبع وثلاثمائة. ترجم له السبكي في طبقات الشافعية (3/ 299) هذا أولاً.
وثانياً: الصحيح عنه خلاف ذلك فقد ذكر أنه لم يخالف في ذلك من الفقهاء المتقدمين (أي في تحريم الغناء) إلا إبراهيم بن سعد من أهل البصرة. قاله الإمام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (198/ 25).
الوقفة السادسة: أوهم الكلباني أن ابن قدامه ذكر الخلاف في جواز الغناء بالمعازف فنقل عن ابن قدامة قوله: واختلف أصحابنا في الغناء؛ فذهب أبو بكر الخلال، وصاحبه أبو بكر عبد العزيز، إلى إباحته.
قال أبو بكر عبد العزيز: والغناء والنوح معنى واحد، مباح ما لم يكن معه منكر، ولا فيه طعن.وكان الخلال يحمل الكراهة من أحمد على الأفعال المذمومة، لا على القول بعينه.
وروي عن أحمد، أنه سمع عند ابنه صالح قوالا، فلم ينكر عليه، وقال له صالح: يا أبت، أليس كنت تكره هذا؟ فقال: إنه قيل لي: إنهم يستعملون المنكر،وممن ذهب إلى إباحته من غير كراهة، سعد بن إبراهيم، وكثير من أهل المدينة، والعنبري، وعن عمر رضي الله عنه أنه قال: الغناء زاد الراكب،واختار القاضي أنه مكروه غير محرم. وهو قول الشافعي، قال: هو من اللهو المكروه.أهـ
والجواب أن المقصود بالغناء الذي ساق ابن قدامة الخلاف فيه هو الغناء بغير المعازف لاشك في ذلك،لأمور:
أولها: أن ابن قدامة نقل الإجماع على حرمة الغناء بالمعازف في كتابه ذم الرقص والشبابة (27) فكيف ينقل الإجماع على تحريمه ثم يسوق هنا الخلاف فيه!
ثانيها: أن ابن قدامة في المغني (12/ 40) عقد فصلاً في الملاهي قال فيه:" وهي على ثلاثة أضرب: (محرم) وهو ضرب الأوتاد والنايات والمزامير كلها والعود والطنبور والمعزفة والرباب ونحوها فمن أدام استماعها ردت شهادة .. ". ثم ثنا بذكر حكم الغناء بعده في المغني (12/ 42) فدل على ماذكرت.
ثالثها: أن الكلباني عفا الله عنه لما نقل كلام ابن قدامة لم يتم بقيته مما يكون حجة عليه حتى ولو على صحة ما فرضه من وجود الخلاف في الغناء بالمعازف!
قال ابن قدامة في المغني (12/ 42):"وعلى كل حال من اتخذ الغناء صناعة يؤتى له ويأتي له أو اتخذ غلاما أو جارية مغنيين يجمع عليهما الناس فلا شهادة له لأن هذا عند من لم يحرمه سفه ودناءة وسقوط مروءة ومن حرمه مع سفهه عاص مصر متظاهر بفسوقه وبهذا قال الشافعي وأصحاب الرأي وإن كان لا ينسب نفسه إلى الغناء وإنما يترنم لنفسه ولا يغني الناس أو كان غلامه وجاريته إنما يغنيان له انبنى هذا الخلاف فيه فمن أباحه أو كرهه لم ترد شهادته ومن حرمه قال إن داوم عليه ردت شهادته كسائر الصغائر وإن لم يداوم عليه لم ترد شهادته وإن فعله من يعتقد حله فقياس المذهب إنه لا ترد شهادته بما لا يشتهر به منه كسائر المختلف فيه من الفروع ومن كان يغشى بيوت الغناء أو يغشاه المغنون للسماع متظاهرا بذلك وكثر منه ردت شهادته في قولهم جميعا لأنه سفه ودناءة وإن كان معتبرا به كالمغني لنفسه على ما ذكر من التفصيل فيه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/185)
الوقفة السابعة: قال في مقاله غفر الله له مستدلاً على إباحة الغناء بالمعازف قال الأصمعي: لما حرم خالد بن عبد الله الغناء، دخل إليه ذات يوم حنين بن بلوع مشتملا على عوده. فلما لم يبق في المجلس من يحتشم منه قال: أصلح الله الأمير، إني شيخ كبير السن ولي صناعة كنت أعود بها على عيالي وقد حرمتها. قال: وما هي؟ فكشف عوده وضرب وغنى من الخفيف:
أيها الشامت المعير بالشيـ ب أقلن بالشباب افتخارا
قد لبسنا الشباب غضا جديدا فوجدنا الشباب ثوبا معارا
فبكى خالد حتى علا نحيبه ورق وارتجع وقال: قد أذنت لك ما لم تجالس معربدا ولا سفيها. أ.هـ
أقول هذه القصة رواها أبو القاسم الزجاجي في أخباره بسنده، وذكرها الصفدي في الوافي بالوفيات (4/ 335)،والذهبي في سير أعلام النبلاء (5/ 427) ويا لله العجب كيف يستدل على جواز الغناء بفعل صاحب العود حنين بن بلوع، أو بإذن خالد بن عبدالله القسري وهو رحمه الله ليس معدوداً من أهل العلم والفقه والفتيا وإنما كان والياً على مكة للوليد بن عبدالملك ثم لأخيه سليمان ثم أصبح والياً على العراق لهشام بن عبدالملك!
انظر تاريخ خليفة بن خياط (81) (84)،وسير أعلام النبلاء (5/ 425)
ثم إن خالداً القسري في هذا الخبر كان يمنع الناس من الغناء ويلزمهم بذلك، ورخص لهذا المغني لما شكا له ضيق ذات اليد، ففرق بين من يجوز الغناء بالمعازف ويبيحه بل ويفتي غيره به، وبين من يفعله ويسمعه مع اعتقاده بحرمته!
الوقفة الثامنة: نقل الكلباني عن ابن النحوي أن الأئمة الأربعة يبيحون الغناء بالمعازف!
والأئمة الأربعة قالوا كلهم بحرمة الغناء بالمعازف،قال الإمام ابن تيمية وهو من أعلم الناس بمذاهب الأئمة الأربعة كما في مجموع الفتاوى (24/ 198):
"مذهب الأئمة الأربعة: أن آلات اللهو كلها حرام ".
وقال تلميذه ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 226):"فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين".
وإليك أقول الأئمة في ذلك:
*الإمام أبوحنيفة:
قال الإمام أبو بكر الطرطوشي في تحريم السماع:"وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب". انظر إغاثة اللهفان (1/ 226)
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 226) قلت:" مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب وقوله فيه أغلظ الأقوال وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف حتى الضرب بالقضيب وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر هذا لفظهم ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه. قالوا: ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره".
قال السرخسي في المبسوط (6/ 353):" ولا تجوز الإجارة على تعليم الغناء والنوح لأن ذلك معصية".
وفي رد المحتار (24/ 291):"لَا تَصِحُّ الْإِجَارَةُ لِأَجْلِ الْمَعَاصِي مِثْلُ الْغِنَاءِ وَالنَّوْحِ وَالْمَلَاهِي".
*قول الإمام مالك:
قال إسحاق بن عيسى الطباع: سألت مالكًا عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء، فقال: إنما يفعله عندنا الفساق. انظر مجموع الفتاوى (24/ 198)،إغاثة اللهفان (1/ 227).
في المدونة (10/ 351) قُلْتُ: أَكَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ الْغِنَاءَ؟ قَالَ عبدالرحمن القاسم: كَرِهَ مَالِكٌ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ بِالْأَلْحَانِ، فَكَيْفَ لَا يَكْرَهُ الْغِنَاءَ، وَكَرِهَ مَالِكٌ أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ الْجَارِيَةَ وَيَشْتَرِطُ أَنَّهَا مُغَنِّيَةٌ فَهَذَا مِمَّا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْغِنَاءَ.
*الإمام الشافعي:
قال في الأم (4/ 212) "وَلَوْ كَسَرَ له طُنْبُورًا أو مِزْمَارًا أو كَبَرًا فَإِنْ كان في هذا شَيْءٌ يَصْلُحُ لِغَيْرِ الْمَلَاهِي فَعَلَيْهِ ما نَقَصَ الْكَسْرُ وَإِنْ لم يَكُنْ يَصْلُحُ إلَّا لِلْمَلَاهِي فَلَا شَيْءَ عليه وَهَكَذَا لو كَسَرَهَا نَصْرَانِيٌّ لِمُسْلِمٍ أو نَصْرَانِيٌّ أو يَهُودِيٌّ أو مُسْتَأْمَنٌ أو كَسَرَهَا مُسْلِمٌ لِوَاحِدٍ من هَؤُلَاءِ أَبْطَلْت ذلك كُلَّهُ".
وقال النووي في روضة الطالبين (5/ 43):"كسر الملاهي لا ضمان في صنعتها لأنها محرمة وهذا لا خلاف فيه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/186)
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 227):"وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحق وابن الصباغ".
* قول الإمام أحمد:
قال عبد الله سألت أبي عن الغناء فقال: "يثبت النفاق في القلب لا يعجبني". مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبدالله (316)
قال عبد الله سمعت أبي يقول في رجل يرى مثل الطنبور أو العود أو الطبل أو ما أشبه هذا ما يصنع به قال:"إذا كان مغطى فلا وإن كان مكشوفاً كسره". مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبدالله (316)
الوقفة التاسعة: نقل الكلباني عن الإمام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله في رسالته "إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع" أنه لا يصح نقل الإجماع على تحريم الغناء بالآلة.
والجواب عن هذا من وجهين:
الوجه الأول: أنه ليس كل خلاف جاء يكون معتبراً، يلتفت إليه ويخرق به الإجماع!
قال الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 228):"ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع والخلاف المنقول عن بعض أصحاب الشافعي إنما نقل في الشبابة منفردة والدف منفردا فمن لا يحصل أو لا يتأمل ربما اعتقد خلافاً بين الشافعيين في هذا السماع الجامع هذه الملاهي وذلك وهم بين من الصائر إليه تنادي عليه أدلة الشرع والعقل مع أنه ليس كل خلاف يستروح إليه ويعتمد عليه ومن تتبع ما اختلف فيه العلماء وأخذ بالرخص من أقاويلهم تزندق أو كاد".
وقال الحافظ ابن رجب في فتح الباري (6/ 82):"ولا خلاف بين العلماء المعتبرين في كراهة الغناء وذمه وذم استماعه، ولم يرخص فيه أحد يعتد به"
الوجه الثاني أن الإجماع ثابت عن عشرات العلماء في كل عصر ومصر،من أشهرهم: أبو جعفر بن جرير الطبري المتوفى سنة310هـ، أبو بكر بن المنذر المتوفى سنة 318هـ، وابن عبدالبر المتوفى سنة 476هـ، وموفق الدين بن قدامه المتوفى سنة620هـ, وأبو عمرو بن الصلاح المتوفى سنة643هـ، وأبو زكريا النووي المتوفى سنة 676هـ، وأبو يحي زكريا الساجي المتوفى سنة703 هـ، وشيخ الإسلام بن تيمية المتوفى سنة 728هـ، وأبو عبد الله بن قيم الجوزية المتوفى سنة751هـ، وعماد الدين إسماعيل بن كثير المتوفى سنة774هـ، وابن رجب الحنبلي المتوفى795هـ.،وغيرهم، رحم الله الجميع.
ختاماً، لعل هذه الوقفات المختصرة، التي دفعني إليها محض النصيحة،تكون سبباً لرجوع أخينا للحق، فالرجوع للحق فضيلة وشرف، والحق قديم لا يبطله شيء،ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل.
قال الشوكاني رحمه الله في أدب الطلب (88): " من آفات التعصب الماحقة لبركة العلم أن يكون طالب العلم قد قال بقول في مسألة كما يصدر ممن يفتي أو يصنف يناظر غيره ويشتهر ذلك القول عليه؛ فإنه يصعب عليه الرجوع إلى ما يخالفه وإن علم أنه الحق، وتبين له فساد ما قاله، ولا سبب لهذا الاستصعاب إلا تأثير الدنيا على الدين؛ فإنه قد يسول له الشيطان أو قد تسول له نفسه الأمارة بالسوء، أن ذلك ينقصه ويحط من رتبته، ويخدش في تحقيقه ويغض من رئاسته وهذا تخيل مختل وتسويل باطل؛ فإن الرجوع للحق يوجب له من النبالة والجلالة وحسن الثناء ما لا يكون في التصميم على الباطل، بل ليس في التصميم على الباطل إلا محض النقص والإزراء بصاحبه، والاستصغار لشأنه".
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية
14/ 7/1431 هـ
s-subaei@hotmail.com
http://almisq.net/articles-action-show-id-558.htm
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:10 ص]ـ
الكلباني وإباحة الغناء .. إشكالات منهجية
عبد اللطيف بن عبد الله التويجري/ باحث شرعي
a44t@hotmail.com
الشيخ عادل الكلباني عرفه القريب والبعيد بأنه صاحب الصوت الشجي القارئ المجوِّد الحافظ، وقد من الله عليه بإمامة المصلين في الحرم المكي في شهر رمضان عام 1429هـ، ولكن أحزننا وأحزن كثيراً من الغيورين صدورُ رأي غريب لشيخ عرف بالقرآن؛ حيث انتهى إلى نتيجة في مسألة الغناء عبَّر عنها بقوله: (فإن الذي أدين الله تعالى به، هو أن الغناء حلال كله، حتى مع المعازف)!؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/187)
عجباً ماذا دهى الشيخ؟ ما هذه القفزة الغريبة؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ كيف يجرؤ الشيخ على نشر هذه المسألة أمام الملأ؟ من أوعز إليه بذلك وهو لم يُعرف بالفتوى أصلاً؟ وكيف وصل الأمر عنده إلى التشنيع على مخالفيه ومنتقديه ووصفهم بالجهل واتباع الهوى وعدم البحث وأنهم حاملوا شعار أبي جهل! كما جاء في بحثه الأخير المنشور في الصحف والمواقع، ونخشى – والله - أن يكون ذلك الرأي سلسلة لما بعده من الأقوال الغريبة والشاذة؟! فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ..
بصراحة لا أدري كيف أبدأ .. تنتابني والله حالة حزن كبيرة جداً، على حال بعض الدعاة والعلماء في زمننا الذين يسلكون مسلك: (خالفت فاعرفوني) ثم انشروا صوري وأشهروني؛ فأنا العالم المتنور، والداعية الأنيق، والشيخ المتجدد، ومن يخالفني فهو الحاقد المتحجر! المقلد المتشدد! والله المستعان.
الغناء وما أدراكم الغناء .. مسألة قديمة متجددة كتب فيها من كتب، وألف فيها من ألف؛ وفي هذا المقال لن أناقش كل ما جاء في بحث الشيخ فذلك يطول جداً، ولن أتطرق لهذه المسألة من حيث العموم؛ حيث إنه سبق أن تكلم فيها علماء أفاضل من أمثال الشيخ الألباني- رحمه الله تعالى – في كتابه: "تحريم آلات الطرب"، والشيخ حمود التويجري - رحمه الله تعالى – في بعض ردوده، والشيخ عبد العزيز الطريفي في كتابه "الغناء في الميزان"، والشيخ: عبد الله رمضان بن موسى في كتابه الواسع: "الرد على القرضاوي والجديع .. " وغيرهم الكثير الكثير، وقد راجعتها واستفدت منها كثيراً في هذا المقال.
والمقصود في هذا المقال التطرق إلى بعض الإشكالات المنهجية التي جاءت في بحث الشيخ الكلباني – وفقه الله - الذي نشر مؤخراً، ولعل من أبرزها: من أعدَّ البحث العلمي للشيخ؟ كما سيأتي ذلك في ثنايا المقال.
ويا أيها الأخوة المسألة لا تحتاج إلى كثير عناء وبحث، فو الله الذي لا إله إلا هو إن كثيراً من العوام بفطرتهم السليمة ومعرفتهم لمقاصد الدين لا يشكون في حرمة هذا الغناء المزعوم حله! ويكفي باحثَ الحق في تحريم هذه المسألة الدليلُ الصريح الصحيح الذي قال فيه الإمام البخاري في صحيحه: قال هشام بن عمّار: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثنا عطية بن قيس، عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ، قال: حدثني أبو مالك أو أبو عامر، ووالله ما كذبني أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ).
وهذا الحديث جاء موصولاً عن هشام بن عمار من غير هذا الطريق من أكثر من عشرة طرق، وبهذا سقطت حجة من ضعف الحديث بحجة أن البخاري رواه معلقاً. (ينظر كتاب تغليق التعليق لابن حجر، وكتاب الشيخ الألباني، وكتاب الشيخ الطريفي)
والغريب أن ابن حزم نفسه ذكر أنه لو صح هذا الحديث لقلنا به؛ لكن قد يُعذر على أنه لم يطلع على هذه الطرق كلها، لكن لا يعذر غيره ممن جاء بعده واطلع عليها؛ إضافة إلى أن الحديث قد صححه أئمة كبار أعلم بالحديث من ابن حزم وابن طاهر القيسراني وغيرهما ممن قدح في صحة الحديث.
ووجه الدلالة من الحديث بينَّها شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (11/ 535) في قوله: (وقد ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي – صلى الله عليه وسلم - يذكر الذين يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف على وجه الذم لهم وأن الله معاقبهم. فدل هذا الحديث على تحريم المعازف. والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها).
* * * * * * *
? توضيح للغناء الذي أباحه بعض السلف.
جاء في لسان العرب في تعريف الغناء: (كلُ من رَفَع صوتَه ووالاه؛ فصوتُه عند العرب غناء). ولذلك فإن من تأمل في لغة العرب واستعمالهم للغِناء وجد أنهم يريدون به الشعر، أو الكلام المسجوع؛ حيث يطلقون عليه: غِناءً، يقول حميد بن ثور:
عجبت لها أنّى يكون غناؤها ** فصيحاً ولم تفغر بمنطقها فَمَا
فتحسين الصوت إذن من الغناء عند العرب، ويظهر هذا في قوله– صلى الله عليه وسلم -: (ما أذِنَ الله لشيء أذنه لنبي أن يتغنَّ بالقرآن). أي: يحسن صوته به.
فإذا تقرر هذا؛ فليعلم أن ما جاء عن بعض السلف يُحمل على هذا المعنى كما نص عليه غير واحد من أهل العلم، منهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/188)
القشيري نص في رسالته (ص150) على أن ما روي عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن أبي جعفر بن أبي طالب من جملة سماع الأشعار بالألحان.
وكذلك ابن رجب في رسالته في السماع، يقول: (وقد روي عن بعض السلف من الصحابة وغيرهم ما يوهم عند البعض إباحة الغناء، والمراد بذلك هو الحداء والأشعار).
وابن الجوزي يقول: (كان الغناء في زمانهم إنشادَ قصائد الزهدِ إلا أنهم كانوا يُلحِّنونها).
وابن حجر الهيتمي في كتابه كف الرعاع يقول: (لم يحفظ عن أحد ولم يرو عن أحد من الصحابة ولا من التابعين ولا من الأئمة المجتهدين من قال بإباحة المعازف).
ولمَّا كتب أحد الكتاب من مصر كلاماً يجوز فيه الغناء بآلات اللهو والطرب، ويستدل فيه ببعض النصوص من المرويات عن بعض السلف في إباحة الغناء، قال عنه أحمد بن الصديق الغماري: - وهو من علماء المغرب، وإن كان فيه لوثةٌ اعتقادية - (وأما استدلالهم بذلك فعجيب!! فإن إبليس داخلٌ في إجماع العقلاء على تحريم ذلك الغناء).
(وينظر فيما سبق كتاب: الغناء في الميزان، ص: 12، 45).
وعلى ذلك يتبين أن استدلال الشيخ ومن معه ببعض الآثار التي جاءت عن السلف وأهل المدينة في سماع الغناء وإباحته فالمراد به: الحداء والألحان والأناشيد، وليس المراد بذلك المعازف إطلاقاً، وأما ما ورد عن بعضهم من جواز الغناء ولو مع آلات اللهو والطرب فلا يخلو من أمور:
• إما إنه لم يصح النقل عنهم وهذا وارد جداً. (ينظر كتاب الشيخ عبد الله رمضان فقد ذكر كثير ممن استشهد بهم الشيخ أن ذلك لا يصح عنهم).
• وإما أن بعض العلماء المتأخرين وهم قلة لم يفرق بين الحداء والغناء الذي ورد عن السلف فأجازه كما سيأتي لا حقاً.
• وإما شذوذ من بعضهم، لا يجوز أن يتابع عليه، إذ لا أسوة في الشر كما يقوله ابن مسعود – رضي الله عنه -.
* * * * * * *
? عن سماع أهل المدينة للغناء:
جاء في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأبي بكر الخلال (ص: 169) سُئِل الإمام مالك- رحمه الله- عن الغناء فقال: (إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق). وصحح إسناده الشيخ الألباني.
وسُئِل الإمام الشافعي- رحمه الله-: حيث سأله يونس، فقال: سألت الشافعي عن السماع الذي أراده أهل المدينة؟ فقال الشافعي: (لا أعلم أحداً من أهل المدينة كره السماع إلا ما كان على الأوصاف، وأما ما كان من إنشاد الشعر والحداء وذكر المرابع، فإنه مباح).
وقال الإمام أحمد - رحمه الله - قال: (الغناء الذي وردت فيه الرخصة هو غناء الراكب: أتيناكم أتيناكم). فتح الباري لابن رجب: (6/ 83)
ومعلوم من مالك، وما علمه بعمل أهل المدينة!
* * * * * * *
? موقف العالم الأصولي الفقيه ابن قدامة المقدسي فيمن يقول بإباحة الغناء:
ذكر ابن رجب - رحمه الله - في ذيل طبقات الحنابلة: (2/ 141) عند ترجمته لعبد الرحمن بن نجم الشيرازي المشهور بـ (ابن الحنبلي) وهو من كبار الفقهاء في مذهب الإمام أحمد، لما قدِم إلى ابن قدامة في العام الذي توفي فيه، قال له ابن قدامة: لقد سررت بمقدمك، فإني خشيت أن أموت فيقع وهَنٌ بالمذهب ويقع الخلافٌ بالأصحاب.
فلما استشكل وخلط بين الغِناء والحداء، وكتب ابن الحنبلي في ذلك كتاباً عنّف عليه ابن قدامة بقوله: (وشَرَع بالاستدلال لمدح الغناء بذكر الحداء، وهذا صنيعُ من لا يفرق بين الحداء والغناء ولا قول الشعر على أي وجهٍ كان، ومن كان هذا صنيعه فليس أهلاً للفتيا).
والذي قال هذا القول هو نفسه الذي قد ذكر في كتابه "المغني" أن الغناء محلُّ خلاف عند العلماء من الأصحاب، فأي غناءٍ أراد؟
الجواب: أراد الحداء، فإنه قبل وفاته بعامٍ قد شنّع على ابن الحنبلي وذكر اتفاق العلماء على تحريم الغناء.
هذا مع أن كلام ابن الحنبلي غير متوجه في الغناء بآلة؛ لأنه قد نص في رسالته لابن قدامة على تحريم الملاهي والمعازف، وجعل تحريمها إجماعاً واستثنى الشبابة، ومع ذلك عَظُم إنكار ابن قدامة عليه.
فإذا كان هذا الشأن في الغناء بدون آلات ومعازف؛ فعمرك الله كيف يقال في من استحله مع هذه الآلات والمعازف؟
(ينظر كتاب الشيخ عبد العزيز الطريفي الغناء في الميزان ص: 12)
* * * * * * *
? إشكالات علمية في البحث:
وذكر جميع الإشكالات العلمية في البحث يطول، لكن من أبرزها:
? عدم فهم القول وتنزيله على ما يريده الباحث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/189)
مثل تنزيل قول من يبيح الغناء، وهو يقصد الشعر والحداء، أو يقصد الغناء المطرب من غير آلة الذي اختلف فيه أهل العلم؛ على أنه يريد الغناء مع آلات اللهو أو بعضها، وهذا مرده إما لضعف الفهم أو التخليط، وسبق توضيح هذه النقطة.
خذ مثلاً: جاء في البحث: (ونص على إباحة الغناء ابن رجب الحنبلي العالم الشهير).
وهذا نقل موهم، وفيه خلط بين الغناء والحداء الذي وقع فيه خلاف بين السلف، والغناء المجمع على تحريمه، فابن رجب له كلام واضح في ثلاثة مواضع من كتبه خذ واحداً منها نصاً والباقي إحالة: حيث قال: (وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاة من وضع الأعاجم، فمحرم مجمع على تحريمه، ولا يعلم عن أحد منه الرخصة في شيء من ذَلِكَ، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به فقد كذب وافترى). فتح الباري لابن رجب (6/ 83) وينظر أيضاً نزهة الأسماع في مسألة السماع، دار طيبة: (ص 25) و (ص 60)
? الرجوع إلى مراجع غير أصلية في البحث:
للأسف فإننا لو تأملنا في مراجع البحث وجدنا أن مرجعها كتب تاريخية أو أدبية لا تهتم بصحة نسبة القول إلى قائله مثل: كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي ومعلوم ما فيه من الأحاديث والآثار الضعيفة والواهية جداً، أو كتاب: تهذيب تاريخ دمشق، أو كتاب: العقد الفريد، أو كتاب: الأغاني لأبي فرج الأصبهاني، وغيرها من المراجع التي لا يعتد بها في نسبة الأقوال إلى قائليها، ولا شك أن هذا صنيع من يعتقد قبل أن يستدل فيحاول أن يحشد لرأيه أي قول وافقه ولو شاذا أو ضعيفاً أو واهياً.
? المنهجية العلمية في نقل الخلاف:
الخلاف خلاف من سبق من السلف، فإذا أجمع السلف على أمر فلا يعتبر بخلاف المتأخرين من بعدهم! وفي البحث نقولات لبعض المتأخرين الذين لا يعتد بخلافهم، لإجماع السلف في حرمة ذلك؛ فكيف يذكر في البحث خلاف لعالم متأخر قد يكون لم يطلع على الإجماعات في المسألة، أو لا يرى حجية الإجماع، أو لم يفرق بين الغناء والحداء.
* * * * * * *
? حكم من حكى خلافاً في آلات الطرب والمزامير عن العلماء:
خرَّج الإمام النسائي في سننه: (4135) أن عمر بن عبد العزيز كتب كتاباً إلى عمر بن الوليد جاء فيه: (وإظهارك المعازف والمزمار بدعة في الإسلام ولقد هممت أن أبعث إليك من يجز جمتك جمة السوء). وصحح إسناده الشيخ الألباني في تحريم آلات الطرب (ص:120)
ويقول ابن حجر الهيتمي: في كتابه كف الرعاع: (ومن حكى خلافاً في الغناء فإنه قد وهِمَ وغَلِط، وغلب عليه هواه حتى أصمّه وأعماه).
ويقول ابن رجب الحنبلي: (وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاة من وضع الأعاجم، فمحرم مجمع على تحريمه، ولا يعلم عن أحد منه الرخصة في شيء من ذَلِكَ، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به فقد كذب وافترى). فتح الباري لابن رجب (6/ 83)
* * * * * * *
? خلاصة متميزة من ابن تيمية رحمه الله تعالى:
حيث قال - رحمه الله تعالى -: (وأما التصفيق بأحد اليدين على الأخرى، وأما الضرب بقضيب على فخذ وجلد، وأما الضرب باليد على أختها أو غيرها على دف أو طبل كناقوس النصارى والنفخ في صفارة كبوق اليهود، فمن فعل هذه الملاهي على وجه الديانة والتقرب فلا ريب في ضلالته وجهالته. وأما إذا فعلها على وجه التمتع والتلعب فذهب الأئمة الأربعة: أن آلات اللهو كلها حرام فقد ثبت في صحيح البخاري وغيره، أن النبي أخبر أنه سيكون من أمته – صلى الله عليه وسلم - من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير.
و"المعازف" هي الملاهي كما ذكر ذلك أهل اللغة. جمع معزفة وهي الآلة التي يعزف بها: أي يصوت بها.
ولم يذكر أحد من اتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعاً؛ إلا أن بعض المتأخرين من أصحاب الشافعي ذكر في اليراع وجهين بخلاف الأوتار ونحوها؛ فإنهم لم يذكروا فيها نزاعاً.
وأما العراقيون الذين هم أعلم بمذهبه وأتبع له فلم يذكروا نزاعاً لا في هذا ولا في هذا بل صنف أفضلهم في وقته أبو الطيب الطبري شيخ أبي إسحاق الشيرازي في ذلك مصنفاً معروفاً. ولكن تكلموا في الغناء المجرد عن آلات اللهو، هل هو حرام؟ أو مكروه؟ أومباح؟
وذكر أصحاب أحمد لهم في ذلك ثلاثة أقوال وذكروا عن الشافعي قولين ولم يذكروا عن أبي حنيفة ومالك في ذلك نزاعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/190)
وذكر زكريا بن يحيى الساجي - وهو أحد الأئمة المتقدمين المائلين إلى مذهب الشافعي - أنه لم يخالف في ذلك من الفقهاء المتقدمين إلا إبراهيم بن سعد من أهل البصرة وما ذكره أبو عبد الرحمن السلمي وأبو القاسم القشيري وغيرهما: عن مالك وأهل المدينة في ذلك فغلط. وإنما وقعت الشبهة فيه لأن بعض أهل المدينة كان يحضر السماع إلا أن هذا ليس قول أئمتهم وفقهائهم؛ بل قال إسحاق بن عيسى الطباع: سألت مالكا عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال: إنما يفعله عندنا الفساق وهذا معروف في كتاب أصحاب مالك وهم أعلم بمذهبه ومذهب أهل المدينة من طائفة في المشرق لا علم لها بمذهب الفقهاء ومن ذكر عن مالك أنه ضرب بعود فقد افترى عليه وإنما نبهت على هذا لأن فيما جمعه أبو عبد الرحمن السلمي ومحمد بن طاهر المقدسي في ذلك حكايات وآثار يظن من لا خبرة له بالعلم وأحوال السلف أنها صدق). انتهى من مجموع الفتاوى: (11/ 576 - 577 - 578).
* * * * * * *
? من أعد بحث الشيخ؟
في الحقيقة كنت لا أريد أن أتطرق لهذه النقطة لحساسيتها؛ ولكن حين رأيت إصرار الشيخ – عفا الله عنا وعنه - على هذا القول، والتوسع فيه ومحاوله نشره في كل مكان، وإظهاره لنفسه في المقال بصورة العالم الباحث؛ خاصة فيما جاء في بحثه: (قال أبو عبد الإله: فبهذا يتبين لك أنه حين كثر الجدل في هذه الأيام حول ما أبديته من رأي في حل الغناء، أني لم آت بما لم تأت به الأوائل، بل إن الحدث قد كشف عوار أمة تحمل لواء النص، وتزعم اتباعه، وتنهى عن التقليد المقيت، ثم هي تقلد أئمتها دون بحث أو تمحيص).
اضطررت اضطراراً، لا فرحاً واختياراً؛ إلى إظهار هذا الأمر، فقد حدث نقاش بيني وبين الشيخ في هذه المسألة قبل حوالي ثلاثة أسابيع، وكان الشيخ مرتبطاً بموعد مسبق، فدعا أحد الإخوة الباحثين – من أهل اليمن- الذين يعملون معه، وطلب أن يكمل معي النقاش فذكر لي هذا الباحث أن له بحثاً حول هذه المسألة، ثم قام بطباعة البحث، وبدأ يقرأ علي ما جمعه، وبعدها سلمه إلي، وعدد صفحات البحث عشرة صفحات، وكان معي أحد الإخوة ..
ثم إن الشيخ نشر مقاله، وحين راجعت المادة العلمية في مقال الشيخ وجدتها موافقة لما في البحث سوى ذكر المراجع والصفحات.
وللحق قد يكون الشيخ كتب المقدمة أو الخاتمة أو بعض المواطن؛ أما بالنسبة للبحث العلمي وجمع الأقوال والتأكد من صحتها فلا أظن ذلك حسبما جاء في المقال والبحث الذي بحوزتي، والعلم عند الله.
صحيح؛ أن المرء قد يستعين بأحد الباحثين لإفادته، لكن لا بد من الذي يريد نشر البحث وتبنيه؛ أن يتأكد من جميع الأقوال والأدلة التي جمعها له الباحث، وصحة نسبتها، وما سياقاتها، وما قوة مراجعها؟ ومن الأفضل والأحرى أيضاً- ولكي لا يؤخذ بخطأ غيره؛ خاصة إذا كانت مسألة مهمة يتعلق بها مخالفة لإجماع منقول، أو قول لأكثر العلماء - أن يتأنى ويعرضها على العلماء المحققين قبل نشرها، وأن لا يعتد برأيه؛ فآفة العلم الرأي والهوى .. عصمنا الله وإياكم منهما.
* * * * * * *
? بعيداً عن المسائل العلمية:
في ختام هذا المقال أود أن يكون الحديث في هذه النقطة صريحاً من القلب إلى القلب، حديث ننطلق فيه من محبتنا للشيخ وإرادة الفوز والفلاح له في الدنيا والآخرة، حديث لا تنقصه الصراحة فليتحملنا الشيخ فيه وهو أهل لذلك ..
يا أبا عبد الإله إن الغناء الذي أباحه بعض المعاصرين لو اطلع عليه من أباحه قبلهم كابن حزم الظاهري أو ابن طاهر أو الشوكاني لحرموه لما فيه من فاسد القول من التفحش والكلام الرديء والدعوة إلى العشق والغرام، فإذا كنتم توافقونهم على ذلك فبالله عليكم ماذا يغني كلامكم وضوابطكم من غناء هذا العصر؟!
وأين يوجد هذا الغناء الذي تزعمون؟! وما واقع من يسمع الغناء اليوم من الشباب والفتيات ماذا يسمع؟! ولمن يسمع؟!
يا أبا عبد الإله عُرفت منذ زمن بالقرآن وترتيله وتدريسه .. فهل تريد أن تعرف بعد ذلك بالغناء وإباحته؟!
لماذا لم يسعك ما وسع أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم - وسلفهم الصالح من تدافع الفتيا، وإحالتها لمن تصدى لها، أو على الأقل أن تعدها من الشبهات، وتتقيها فهو أسلم لدينك وعرضك ..
يا أبا عبد الإله إن الأمة في هذا الزمن تموج في بحر من الشبهات والشهوات، وتحتاج إلى النهوض بها وإعادتها إلى ريادتها وسيادتها، وإن شباب الأمة هم عمادها وصحوتها، والمتأمل في حالهم اليوم يحزن كثيراً حين يرى تخلفهم وانهماكهم في آلات الطرب واللهو؛ فهم لا ينامون ولا يسافرون ولا يأكلون إلا والأغاني صاخبة في آذانهم؛ فهل هم بحاجة إلى مزيد شرعنة ودفع نحو هذه الهوة السحيقة!
ولقد أثبتت الدراسات الغربية أن الشاب المدمن على سماع الموسيقى والطرب وما تستلزمه من حب وغرام أنه شاب محدود التفكير، وأنه غير منتج، وغالباً ما يكون فاشلاً في مجتمعه .. واسأل الشباب المجرب يُفِدْك بذلك قطعاً!
أليس الأولى بنا يا شيخ أن ندعو الناس إلى سماع القرآن وتلاوته وتدبر معانيه خاصة مع قدوم شهر القرآن؟ وليس بإضفاء الشرعية لهم في عمل المزيد من سماع هذا البريد الخبيث، والتلذذ بإباحته!
أخيراً يا أبا عبد الإله لعلك تكرماً تقف قليلاً مع هذا النص الذي يحمل توقيع الإمام الدارمي، ومن ثم تراجعه وتتأمله حيث يقول: (إن الذي يريد الشذوذ عن الحق يتبع الشاذ من قول العلماء ويتعلق بزلاتهم، والذي يؤم الحق في نفسه يتبع المشهور من قول جماعتهم وينقلب مع جمهورهم، فهما آيتان بينتان يستدل بهما على اتباع الرجل من ابتداعه). (الرد على الجهمية، ص: 129)
تأمل يا شيخ عادل ما جاء في هذا الكلام النفيس من فقه ومنهج!
وأعيذك بالله من الابتداع، كما أسأله – سبحانه - أن يجعلك من المتبعين، وأن تكون من أهل القرآن والداعين إلى تدبره في حياتك كلها، جعلك الله من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته .. اللهم آمين.
http://almisq.net/news-action-show-id-2999.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/191)
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:14 ص]ـ
هذه رسالة ماجستير للدكتور صالح بن أحمد الغزالي و هي بعنوان أحكام ممارسة الفن في الشريعة الاسلامية
و فيها تفصيل فقهي و بحث ماتع
http://www.archive.org/download/Adeeb/Adeeb.pdf
بارك الله فيك
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:25 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1317628#post1317628
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:30 م]ـ
يا عادل الكلباني (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) (يونس:59)
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
ليس الكلباني أول من تكلم بإباحة الغناء، هو مسبوق من غيره من المتقدمين والمتأخرين، ومن سبقه لا يخرج من أحد رجلين:
(1) إما عالمٌ متأول اتفق أهل العلم والتحقيق على بطلان قوله.
(2) وإما جاهل فاسق قلبه مفتون بالغناء ونغم المعازف.
والكلباني أعيذه بالله من أن يكون من الفريق الثاني.
ومع ذلك لم يُعرف عند أهل العلم في ميدان الفريق الأول –ميدان العلماء- فهو في منزلة بين المنزلتين!
فلو كان فاسقاً ماجناً لقلنا: مفتون يعبر عن رأيه.
ولو كان من أهل العلم المحققين لقلنا: عالم تزاحمت الأمة على باب بيته ومسجده، فعاد إلى الكتاب والسنة، وجمع كلام أهل العلم، وصدر بهذا الرأي بعد نظر واجتهاد.
ولكن الواقع خلاف هذا كله، فما الذي حمل الكلباني على إصدار هذا القول؟
وهو في سعة قد كفاه الله تعالى بغيره؟
يا عادل الكلباني وأمثاله (آَللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) (يونس:59) فهل أذن الله تعالى لك بالتصدر والفتوى وليس لك قاعدة علمية راسخة تؤهلك للتصدر في بيان الحلال والحرام؟
ما نسبك العلمي؟
لا نسألك عن القرآن وإقرائه وأنعم بذلك وأكرم، ولكن للحلال والحرام رجال، وللقراءات رجال، وكم من عالمٍ بارز في باب، وهو ضعيف في باب آخر، فعاصم بن أبي النجود إمام في القراءات مضعف في الحديث، والواقدي أخباري شهير وهو ساقط في الحديث.
قال الحافظ الذهبي في "تذكرة الحفاظ": فكم من إمام في فن مقصر عن غيره كسيبويه مثلًا إمام في النحو ولا يدري ما الحديث، ووكيع إمام في الحديث ولا يعرف العربية، وكأبي نواس رأس في الشعر عري من غيره، وعبد الرحمن بن مهدي إمام في الحديث لا يدري ما الطب قط، وكمحمد بن الحسن رأس في الفقه ولا يدري ما القراءات، وكحفص إمام في القراءة تالف في الحديث، "وللحروب رجال يعرفون بها" انتهى.
فلست من أهل الشأن ولا من فرسان هذا الميدان، فيا ليتك اشتغلت بما يعود نفعه عليك في دينك ودنياك وآخرتك.
وقد أنصفك شيخنا اللحيدان حينما نصحك بالتفرغ إلى ما أنت عليه من إمامة وقراءة للقرآن، وصادق القلب يعلم مراد شيخنا من نصيحته، فقد أرشدك إلى ما هو خير لك، لأن شيخنا إمام عالم كالطبيب الذي يرشدك إلى ما ينفعك، وقد أرشدك إلى ما ينفعك لأنه أعلم بدينك منك بنفسك!
أما تعلم يا عادل الكلباني أن العالم كما قال محمد بن المنكدر: بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل بينهم؟
فأنت الآن بين الله وبين خلقه، فماذا أنت صانع؟ ونحن نرى أبناء وبنات المسلمين وغرقهم في حب المعازف، والهيام بنار الغرام تحت غناء الماجنين والماجنات؟
فهل ستكون بينهم وبين الله؟
ألا ترى أمة كان شعارها الله أكبر، وذكرها التكبير والتهليل، ولذتها بالقرآن الكريم، وعزة مجدها في الجهاد في سبيل الله، ثم اليوم نرى شبابها يتمايلون في حفلات الغناء، ومراقص الخنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
يكفيك دلالة على بطلان هذا القول أنه قد طار به هنْ بن منْ، وهيَّان بن ميَّان، فلو كان القائلُ بحلّ الغناء فاسقاً ماجناً ما تناقلته وسائل الإعلام بهذه القوة، ولكن يكفيك دلالة على فساد قولك، أنهم طاروا به وظهر منهم من حيث لم يشعروا غرابة صدور هذا القول من رجل صالح، ظهر بحب القرآن وقراءته والإجازة به!
وأنت -ولله الحمد- محجوج بالقرآن الكريم وما فيه من الترهيب من اللهو واللعب، والاشتغال بكل ما يضل عن سبيل الله، وعن المكاء والتصدية.
ومحجوج بصريح السنة النبوية الصحيحة الدالة على تحريم المعازف والغناء، والسماع إلى القينة.
ومحجوج بإجماع الصحابة على الترهيب من الغناء والمعازف.
ومحجوج بما أجراه الله تعالى من عادة الفضلاء وابتعادهم عن سفاسف المعازف، وغثاء الغناء.
ومحجوج بمقاصد الشريعة في الفتوى، وأن بعض الأقوال تطوى ولا تروى عند انفلات زمام المراقبة، وإقبال الأمة على المنكرات، وتهاونهم في أداء الواجبات، فكأنك تزيد نار المنكرات إضراماً، وغاية الإجرام إجراماً، فقد أنف عقلاء الفنانين -إن كان فيهم عاقل- من الغناء المعاصر، وما فيه من فجر وقبحٍ وبعدٍ عن معنى (الطرب الذي يسعون إليه) إلى الاتجاه إلى معنى (الدعارة) والفسق والمجون، وعرض العاهرات، والدعوة إلى العلاقات المحرمة، والانسلاخ من الأخلاق، ومن كافة المبادئ والقيم.
فوالله لو كان هذا القول قولاً معتبراً ولكنه مرجوح ما جاز لك شرعاً بثّه بين الناس وهم على هذا الحال الساقط، كيف وهو قول شاذٌ مردود؟!
فأسأل الله تعالى أن يمنّ عليك بتوبة تنجو بها بين يدي الله تعالى، وتعود بها إلى رشدك، وتسلك جادة الحق، خشية عليك من أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) (النحل:25)، والذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحاً لِلْخَيْرِ مِغْلاَقاً لِلشَّرِّ وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحاً لِلشَّرِّ مِغْلاَقاً لِلْخَيْرِ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أفتى بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه)، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كتبه
بدر بن علي بن طامي العتيبي
عضو الدعوة والإرشاد بمحافظة الطائف
الخميس 12 رجب 1431هـ
http://almisq.net/news-action-show-id-3005.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/192)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 06 - 10, 04:12 م]ـ
كشف الغطاء
عن أخطاء الشيخ الكلباني في إباحته الغناء
د. صالح سندي
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة
لو قُدر أن أحد المتعالمين ألّف رسالة أسماها: "إتحاف الإخوة بإثبات حرمة القهوة"! ونشرها في الآفاق، وقد حلّاها بسوْق جملة من أسماء العلماء الذين نصوا على حرمتها؛ مستدلا بكونها في عرفهم وفي لغة العرب تعني الخمر وليس قهوة البُن! ولم ينس أن يضمن تسويداته غمزا ولمزا في أهل العلم المعاصرين لإباحتهم لها، واصما إياهم بالإصابة "بجرثومة الإباحة" .. فما الذي سيقوله أي عاقل؟
لا أشك أنه سيقول: هذه الأوراق لا قيمة لها. نعم؛ القهوة في لغة العرب هي الخمر، وهكذا هي في عرف المتقدمين؛ ولكن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني؛ وهذا المتعالم قد عمد إلى مصطلح قديم وسلطه على أمر حادث؛ وهذا مسلك مردود.
وهذا القدر كافٍ في نقض بنيانه الذي يروم تشييده.
إن المثال السابق يقرّب فهم الواقعة التي ذاعت هذه الأيام؛ حيث سوّد الشيخ عادل الكلباني مقالا وسمه بـ: "تشييد البناء في إثبات حل الغناء" ومسلكه فيه مسلكُ ذاك المتعالم سواء بسواء ..
فقد حمل كلام السلف في إباحة الغناء على الغناء المعاصر الذي أباحه هو (بكل أحواله)؛ وهو حملٌ للنصوص وآثار السلف على اصطلاح حادث؛ وهو مسلك خاطئ مُوقع في الزلل. وإني لأزعم أن بين الغناءين من الاختلاف في الحقيقة أكبر مما بين القهوتين!
بل إني أقول: إن حال ذاك المتعالم أهون وجرمه أخف؛ فإنه لم يضف إلى خطئه العلمي الجسيم نفي الثابت وإثبات المنفي؛ فلم ينفِ وجود التنصيص على مذهب مخالفيه في تبويبات الكتب الستة وغيرها من كتب الإسلام؛ والواقع خلاف ذلك.
كما أنه لم يتجنّ على أهل العلم فينسب إلى طائفة منهم ضد ما كتبوه بأيديهم؛ وهو كذب صريح عليهم.
كما أنه لم يسلك في استدلالاته مسالك أصولية مخترعة أو ضعيفة يأنف من الوقوع فيها صغار طلبة العلم.
كما أنه قد نأى بنفسه عن التناقض؛ فلم يورد فيما يستشهد به نقولا تنقض مذهبه أو تضعفه.
وهذه السقطات -وغيرها- قد وقع فيها الشيخ عادل الكلباني -عفا الله عنه- كما سيتضح خلال الأسطر القادمة. وإني لأؤمل أن ينظرها بعين الإنصاف، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على عبده ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن مما شاع هذه الأيام مقال للشيخ عادل الكلباني أسماه: "تشييد البناء في إثبات حل الغناء" وهو منشور في موقعه، ونُشر مجمله في صحيفة المدينة (17225/ 9 رجب 1431هـ)، خلص فيه إلى (أن الغناء حلال كله، حتى مع المعازف، ولا دليل يحرمه من الكتاب والسنة).
وهذه الرسالة هي خاتمة آرائه المتذبذبة في هذه المسألة التي أشغل بها الناس في وسائل الإعلام منذ حقبة من الزمن، حتى لكأنها قضية مصيرية للأمة، ورأي فضيلته هو الحد الفاصل فيها، والذي يتلهف الناس إلى معرفته!
وإن من دلائل دين المرء وورعه وعقله أن يتحاشى الفتوى الخاصة وهو مكفي بغيره؛ فكيف بما تحمله الركبان؟
والشيخ عادل فيما كتب قد عرض عقله، وأبان عن مبلغ علمه،
ومن المشهور عند الأدباء: لا يزال المرء في فسحة من عقله ما لم يقل شعراً أو يصنف كتاباً. وقد قيل: من ألف فقد استهدف، فإن أحسن فقد استشرف، وإن أساء فقد استقذف.
وإذا وُزن ما كتبه -وفقه الله- بميزان الإنصاف، ووضع على محك النقد العلمي كانت النتيجة أنه قد خاض في غير ما يحسن، وأساء لنفسه ولغيره، وأوقع العامة في لبس من دينهم؛ فقد تضمن كلامه خلطا لا يليق أن يقع فيه؛ من إخلال بالقواعد العلمية، وتعسف في الاستدلال، وأسوأ ذلك التجني على أهل العلم وإلصاق الكذب الصريح بهم، وتقويلهم ما لم يقولوه، وهذا ما سيتبين بعون الله فيما يأتي.
ولولا اللبس الحاصل على الناس بسبب التلبيسات الجديدة لكان الإعراض عما يُنشر واطراحه هو المتحتم، لكن ما الحيلة وقد كثر الخلط في أبواب العلم؛ ولم يكد يمر يوم حتى يُفجع المسلمون في وسائل الإعلام بزوبعة جديدة في قضية شرعية؛ يقع كثير من الناس بسببها في إشكال وشك، وإلى الله المشتكى.
فالله أخر مدتي فتطاولت ... حتى رأيت من الزمان عجائبا
وسأجعل هذه المناقشة في وقفات، وبالله أستعين:
الوقفة الأولى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/193)
لا يخفى أن من الصفات المرذولة: لَبس الحق بالباطل (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)، وأحسن أحوال الواقع فيه أن يكون جاهلا، وما أحراه حينئذ أن يكف مداده ويكسر قلمه لئلا يؤذي عباد الله.
والتلبيس الحاصل ههنا من الشيخ عادل -آتاه الله رشده- هو في تحديد ماهية الغناء الذي صرخ بأعلى صوته مناديا بحله.
إن أي منصف رام الخوض في هذه المسألة يلزمه أن يحرر ما يأتي:
ما حقيقة الغناء في لغة العرب ولسان السابقين؟
ولمَ قال بعضهم بحله وبعضهم بكراهته؟
وهل يصح تنزيل قول المبيحين منهم للغناء على الغناء المعاصر؟
وهل من أباحه منهم -على المعنى الذي قصدوه- أباحه مع المعازف أم مجردا عنها؟
وهل ما ورد من إباحة (الدف) كان عاما أو مخصوصا بأحوال معينة؟
وهل إباحة الدف يلزم منها إباحة سائر أنواع المعازف؟
أما الشيخ عادل فقد جعل الغناء بمعناه المعاصر داخلا في اصطلاح السلف،
وأوهم أن من أباحه منهم أباحه مع المعازف، وجعل إباحة الدف عامة، وألحق آلات المعازف جميعا بهذا الحكم .. وقد جانب الصواب في كل هذا!
وسأوضح المقام بعون الله فيما يأتي:
أولا:
إن الغناء في لغة العرب وفي عرف علمائنا السابقين لم يكن إلا رفع الصوت بكلام ملحن خالٍ عن المعازف وآلات الطرب. قال ابن حجر في فتح الباري (10/ 543): (الغناء أشعار موزونة تؤدى بأصوات مستلذة وألحان موزونة). وعرفه المناوي في فيض القدير (6/ 320) بأنه: (رفع الصوت بنحو شعر أو رجز [وفي الأصل: زجر] على نحو مخصوص).
وقد يُطلَق على مجرد رفع الصوت وموالاته، قال الخطابي في غريب الحديث (1/ 656): (فكل من رفع صوته بشيء ووالى به مرة بعد أخرى فصوته عند العرب غناء)، ونحوه في النهاية لابن الأثير.
ومن أباح الغناء من أهل العلم السابقين فمراده الترنم بكلام مباح، ومن كرهه أو منع منه فمراده الإكثار منه، أو الترنم بما اشتمل على باطل. قال الإمام أحمد: (الغناء الذي وردت فيه الرخصة هو غناء الراكب: أتيناكم أتيناكم) (نقله ابن رجب في فتح الباري 6/ 83).
وقال ابن حبان في صحيحه (13/ 187): (ذكر البيان بأن الغناء الذي وصفناه إنما كان ذلك أشعارا قيلت في أيام الجاهلية فكانوا ينشدونها ويذكرون تلك الأيام، دون الغناء الذي يكون بغزل يقرب سخط الله جل وعلا من قائله). وقال في (13/ 189): (ذكر البيان بأن الغناء الذي كان الأنصار يغنون به لم يكن بغزل لا يحل ذكره).
وقال الطبري عن نشيد الأعراب في السفر: (وهذا النوع من الغناء هو المطلق المباح بإجماع الحجة، وهو الذى غُنّي به في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يَنْهَ عنه، وهو الذي كان السلف يجيزون ويسمعون) (نقله ابن بطال في شرح البخاري 4/ 560).
وقال ابن عبد البر في التمهيد (22/ 197) بعد أن تكلم عن غناء الركبان والحداء: (هذه الأوجه من الغناء لا خلاف في جوازها بين العلماء ... وقد حدا به صلى الله عليه وسلم: عبد الله بن رواحة وعامر بن سنان وجماعة؛ فهذا مما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء؛ إذا كان الشعر سالما من الفحش والخنى، وأما الغناء الذي كرهه العلماء فهذا الغناء بتقطيع حروف الهجاء وإفساد وزن الشعر والتمطيط به طلبا للهو والطرب، وخروجا عن مذاهب العرب، والدليل على صحة ما ذكرنا أن الذين أجازوا ما وصفنا من النصب والحداء هم كرهوا هذا النوع من الغناء، وليس منهم يأتي شيئا وهو ينهى عنه).
وقال ابن الأثير (3/ 392): (وفي حديث عائشة (وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث) أي تنشدان الأشعار التي قيلت يوم بُعاث -وهو حرب كانت بين الأنصار- ولم ترد الغناء المعروف بين أهل اللهو واللعب، وقد رخص عمر في غناء الأعراب وهو صوت كالحُداء).
وقال أبو العباس القرطبي في المفهم (2/ 534) تعليقا على قول عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق: (وليستا بمغنيتين): (أي: ليستا ممن يعرف الغناء كما تعرفه المغنيات المعروفات بذلك، وهذا منها تحرّز من الغناء المعتاد عند المشتهرين به، الذي يُحرِّك النفوس، ويبعثها على الهوى والغزل والمجون الذي يحرِّك الساكن ويبعث الكامن. وهذا النوع إذا كان في شعرٍ يشبّب فيه بذكر النساء ووصف محاسنهن، وذكر الخمور والمحرمات: لا يُختلف في تحريمه؛ لأنه اللهو واللعب المذموم بالاتفاق، فأما ما يسلم من تلك المحرمات فيجوز القليل منه، وفي أوقات الفرح؛ كالعرس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/194)
والعيد وعند التنشيط على الأعمال الشاقة).
وقال الخطابي في أعلام الحديث (1/ 591) تعليقا على هذا الحديث: (وكان الشعر الذي تغنيان به في وصف الحرب والشجاعة والبأس وما يجري في القتال بين أهله، وهو إذا صُرف إلى جهاد الكفار وإلى معنى التحريض على قتالهم كان معونة في أمر الدين وقمعا لأهل الكفر، فلذلك رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فأما الغناء بذكر الفواحش والابتهار بالحُرم والمجاهرة بالمنكر من القول فهو المحظور من الغناء المسقط للمروءة، حاشاه صلى الله عليه وسلم أن يجري شيء من ذلك بحضرته فيرضاه، أو يغفل النكير لهُ) إلى أن قال: (فأما الترنم بالبيت والبيتين وتطريب الصوت بذلك مما ليس فيهِ فحش أو ذكر محظور فليس مما يسقط المروءة أو يقدح في الشهادة، وكان عمر بن الخطاب لا ينكر من الغناء النَّصْب [وهو شبيه الحُداء] والحُداء ونحوهما من القول، وقد رخص في ذلك غير واحد من السلف رحمهم الله. وحكم اليسير من الغناء بخلاف حكم الكثير منه).
وقال ابن رجب في فتح الباري (6/ 82): (وأما الغناء المهيج للطباع، المثير للهوى؛ فلا يباح لرجل ولا لامرأة فعله ولا استماعه؛ فإنه داع إلى الفسق والفتنة في الدين والفجور؛ فيحرم كما يحرم النظر بشهوة إلى الصور الجميلة ... ولا خلاف بين العلماء المعتبرين في كراهة الغناء وذمه وذم استماعه، ولم يرخص فيه أحد يعتد به).
هذه طريقة الراسخين من أهل العلم في فهم النصوص وكلام السلف وتوجيهه، وبهذا يظهر أن حكاية الخلاف في هذه المسألة ليس كما قد يُظن، وبالتوجيه السابق ترجع جل الأقوال إلى وفاق؛ ويجتمع شمل ما ورد في هذا الباب كما أشار إلى هذا أبو العباس القرطبي في المفهم (3/ 535).
ثانيا:
أما المعازف وآلات الطرب فلها حكم مستقل هو أنها في الجملة محرمة، سواء اقترنت بغناء أو لم تقترن، وهي قضية مجمع عليها بين أهل العلم المعتد بهم، ولا يستثنى من ذلك إلا الدف للنساء في الأعراس والعيد ونحو ذلك، وبعضهم قد ترخص في الدف خاصة فجعل الرخصة فيه عامة، والجمهور على المنع، والحجة معهم دون شك. قال البغوي في شرح السنة (12/ 383): (واتفقوا على تحريم المزامير والملاهي والمعازف).
وقال ابن قدامة في المغني (12/ 457): (وأما آلة اللهو كالطنبور والمزمار والشَّبَّابة فلا قطع فيه ... ولنا أنه آلة للمعصية بالاجماع).
وقال النووي في روضة الطالبين (8/ 205): (المزمار العراقي وما يُضرب به الأوتار حرام بلا خلاف). وقال ابن رجب في فتح الباري (2/ 83): (وأما استماع آلات الملاهي المطرِبة المتلقاة من وضع الأعاجم؛ فمحرمٌ مجمع على تحريمه، ولا يُعلم عن أحد منهم الرخصة في شيء من ذلك، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يُعتد به فقد كذب وافترى). وقال في كتابه نزهة الأسماع (60): (وقد حكى زكريا بن يحيى الساجي في كتابه اختلاف العلماء اتفاق العلماء على النهي عن الغناء إلا إبراهيم بن سعد المدني وعبيد الله بن الحسن العنبري قاضي البصرة، وهذا في الغناء دون سماع آلات الملاهي؛ فإنه لا يُعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيها، إنما يُعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به).
وقال ابن حجر الهيتمي في كتابه كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع (306 – ملحق بكتابه الزواجر ج2) عن آلات اللهو والمعازف: (هذه كلها محرمة بلا خلاف، ومن حكى فيها خلافا فقد غلط أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ومنعه هداه وزلّ به عن سنن هداه، وممن حكى الإجماع على تحريم ذلك كله الإمام أبو العباس القرطبي وهو الثقة العدل ... وممن نقل الإجماع على ذلك أيضا إمام أصحابنا المتأخرين: أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي).
هذا نزر يسير من النقول التي حكت الإجماع على تحريم المعازف، ولولا خشية الإطالة لسقت عشرات النقول الأخرى.
والحجة في هذا الباب التي انبنى الإجماع عليها: نصوص صحيحة صريحة؛ كقوله عليه الصلاة والسلام -كما عند البخاري في صحيحه-: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)، ودلالته على التحريم أظهر من أن يطال في تقريرها، وهو حديث ثابت دون شك، صححه جم غفير من الأئمة والحفاظ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/195)
وقد حاول الشيخ عادل التشكيك في ذلك فقال: (فعلى هذا فإن الذي أدين الله تعالى به هو أن الغناء حلال كله، حتى مع المعازف، ولا دليل يحرمه من كتاب الله ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ... وكل حديث استدل به المحرمون إما صحيح غير صريح، وإما صريح غير صحيح). كما ذكر (أن الله تعالى لم يشر إلى الغناء ولو إشارة بتحريم). وقال: (ولم يستطع القائلون بالتحريم أن يأتوا بهذا النص المحرم له)، وجعل النصوص المحرمة من المشتبهات.
وهذا وذاك منه مجازفة؛ وهؤلاء العلماء أتقى لله وأعلم بدينه من أن يحكوا الإجماع على ما لا دليل عليه، بل العكس هو الصواب؛ فما يحتج به القائلون بالجواز هو الذي يستحق الوصف الذي ذكره الشيخ عادل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة: (1/ 289) في بيان حقيقة حجج المخالفين للإجماع في هذا الباب: (ومدار الحجج في هذا الباب ونحوه: إما على قياس فاسد، وتشبيه الشيء بما ليس مثله، وإما على جعل الخاص عاما، وهو أيضا من القياس الفاسد، وإما احتجاجهم بما ليس بحجة أصلا). وهذا ما وقع فيه الشيخ عادل تماما! فالحجة الصريحة عنده: حديث عائشة المرفوع: (هذه قينة بني فلان ... أتحبين أن تغنيك؟) وهذا الحديث لا تختلف دلالته عن حديث الجاريتين؛ فالغناء إنما كان بكلام مباح كما قال أهل العلم (انظر: الفروع 4/ 346)، وهل يظن أن هذا الغناء كان كغناء هذا الزمان؟ هل يقول عاقل هذا؟
وأما قوله: (أتراه يعلم أنها مغنية ولم ينهها عن الغناء ولم يحذر من سماعها) فهذا غاية ما عند الشيخ عادل!
لقد أخطأ الشيخ عادل حين جزم بأن (قينة) هنا بمعنى (مغنية)؛ إذ الأصل في معنى (قينة): أمة؛ قال الجوهري في الصحاح (7/ 36): (الأمة: قينة، وبعض الناس يظن القينة المغنية خاصة، وليس هو كذلك).
وهب أن (قينة) هنا بمعنى مغنية؛ فهي جارية تحسن الغناء المباح، وعرفت به بين أترابها ومجتمعها، وتغني لهن في حدود المأذون شرعا كالأعراس ونحوها؛ فأي محذور في هذا؟ فهل توهم -هداه الله- أنها من جنس مغنيات هذا الزمان، ويصدر منها ما يصدر من مطربات اليوم؛ حيث تغني إحداهن بين الرجال بأخبث الكلام وأقبحه، وتهتز وتتمايل بينهم، والنبي عليه الصلاة والسلام يطلع على هذا ويرضى به؟!
أهذا الذي يريد صاحب الوريقات أن يقنع الناس به؟ إن كان هذا مبلغه من العلم فحري أن يسقط الخطاب معه والمحاورة، وأن يذكر بالله تعالى لعله يتوب من هذه الزلة الشنيعة.
أما الأدلة على تحريم المعازف والغناء الماجن عند أهل العلم فصحيحة صريحة بحمد الله؛ ولو قُدر علم السلف حق قدره لما قوبلت الإجماعات التي ينقلها العلماء الأثبات بمثل ما يغمز به الشيخ عادل أهل العلم؛ ولما قوبلت تفاسير السلف بذلك؛ فإن في كتاب الله بيان التحريم، على ما فسره به كثير من السلف الصالح. قال القرطبي في تفسيره (14/ 51) عند قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) الآية: (هذه إحدى الآيات الثلاث التي استدل بها العلماء على كراهة الغناء والمنع منه، والآية الثانية قوله تعالى: (وأنتم سامدون) قال ابن عباس: هو الغناء بالحميرية؛ اسمدي لنا: أي غني لنا. والآية الثالثة قوله تعالى: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك) قال مجاهد: الغناء والمزامير). ومن أراد الاطلاع على كلام المفسرين من السلف فمن بعدهم فليطلبه في مظانه.
فعمن تُتلقى الأحكام ويؤخذ العلم إن كان كلام أهل العلم وتفسيرهم مطّرح؟
وأما السنة فأحاديث النهي عن المعازف والغناء المذموم متعددة ثابتة، والأحكام على الأحاديث تؤخذ من فرسان هذا الفن؛ والمؤلفات الجامعة لذلك وما يلتحق بها من آثار الصحابة كثيرة، ولست في مقام سرد الأدلة؛ فذاك شيء قد فرغ منه أهل العلم من قديم؛ وإنما المقصود التعليق على ما نُشر في تلك الوريقات فحسب؛ ومن كان طالبا للفائدة فليرجع لكتاب ابن رجب، أو غيره من كتب السابقين، أو لكتاب الشيخ الألباني (تحريم آلات الطرب) وأمثاله من كتب العلماء المتأخرين.
ثالثا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/196)
إباحة الدف في أحوال مخصوصة -كما سبق- استثناء من الأصل الذي هو منع آلات اللهو؛ فلا يُتجاوز في الترخيص موضعه، وهذا ما تدل عليه السنة؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام أقر أبا بكر رضي الله عنه حينما انتهر عائشة رضي الله عنها -كما في الصحيحين- لما دخل عليها يوم العيد وعندها جاريتان تغنيان وتضربان بالدف وقال: (مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم!)، وهذا -كما يقول أبو العباس القرطبي-: (إنكارٌ منه لما سمع، مستصحبًا لما كان تقرر عنده من تحريم اللهو والغناء جملة؛ حتى ظن أن هذا من قبيل ما يُنكر، فبادر إلى ذلك ... وعند ذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (دعهما)، ثم علل الإباحة بأنه يوم عيد؛ يعني أنه يوم سرور وفرح شرعي، فلا ينكر فيه مثل هذا) (المفهم 2/ 534). وقال ابن رجب في فتح الباري (6/ 81): (وفي الحديث ما يدل على تحريمه في غير أيام العيد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علّل بأنها أيام عيد، فدل على أن المقتضي للمنع قائم، لكن عارضه معارض وهو الفرح والسرور العارض بأيام العيد. وقد أقر أبا بكر على تسمية الدف "مزمور الشيطان"، وهذا يدل على وجود المقتضي للتحريم لولا وجود المانع).
وفي المسألة دلائل أخرى أدعها طلبا للإيجاز، لكني أختم هذا الموضع
بتنبيه الشيخ عادل: ماذا تصف انتهار أبي بكر رضي الله عنه وإنكاره إنشادا بريئا لجاريتين صغيرتين بكلام عري عن الفحش؟
أعيذك بالله أن تصفه بالإصابة "بجرثومة التحريم" كما وصفتَ طائفة كبيرة من علمائنا وطلبة العلم منا.
رابعا:
الاستثناء العارض للدف من أصل التحريم لا يدل على جواز غيره من آلات اللهو والمعازف في الحالات المستثناة، فضلا عن الجواز المطلق. قل االحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/ 443): (ولا يلزم من إباحة الضرب بالدف في العرس ونحوه إباحة غيره من الآلات كالعود ونحوه).
وهذا بيّن يُدرك بأدنى تأمل، وقد أجاد ابن رجب رحمه الله في تقرير هذا المعنى حيث قال في فتح الباري (6/ 77 - 79): (ولا ريب أن العرب كان لهم غناء يتغنون به، وكان لهم دفوف يضربون بها، وكان غناؤهم بأشعار أهل الجاهلية من ذكر الحروب وندب من قتل فيها، وكانت دفوفهم مثل الغرابيل ليس فيها جلاجل ... فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرخص لهم في أوقات الأفراح كالأعياد والنكاح وقدوم الغياب في الضرب للجواري بالدفوف، والتغني مع ذلك بهذه الأشعار وما كان في معناها، فلما فتحت بلاد فارس والروم ظهر للصحابة ما كان أهل فارس والروم قد اعتادوه من الغناء الملحن بالإيقاعات الموزونة على طريقة الموسيقى، بالأشعار التي توصف فيها المحرمات من الخمور والصور الجميلة المثيرة للهوى الكامن في النفوس المجبول محبته فيها، بآلات اللهو المطربة، المخرج سماعها عن الاعتدال، فحينئذ أنكر الصحابة الغناء واستماعه، ونهوا عنه وغلظوا فيه، حتى قال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل -وروي عنه مرفوعا- وهذا يدل على أنهم فهموا أن الغناء الذي رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه لم يكن هذا الغناء، ولا آلاته هي هذه الآلات، وأنه إنما رخص فيما كان في عهده، مما يتعارفه العرب بآلاتهم، فأما غناء الأعاجم بآلاتهم فلم تتناوله الرخصة، وإن سمي غناءً وسميت آلاته دفوفا، لكن بينهما من التباين ما لا يخفى على عاقل، فإن غناء الأعاجم بآلاتها يثير الهوى، ويغير الطباع، ويدعو إلى المعاصي، فهو رقية الزنا، وغناء الأعراب المرخص به ليس فيه شيء من هذه المفاسد بالكلية البتة؛ فلا يدخل غناء الأعاجم في الرخصة لفظا ولا معنى، فإنه ليس هنالك نص عن الشارع بإباحة ما يسمى غناء ولا دفا، وإنما هي قضايا أعيان وقع الإقرار عليها، وليس لها من عموم. وليس الغناء والدف المرخص فيهما في معنى ما في غناء الأعاجم ودفوفها المصلصلة، لأن غناءهم ودفوفهم تحرك الطباع وتهيجها إلى المحرمات، بخلاف غناء الأعراب؛
فمن قاس أحدهما على الآخر فقد أخطأ أقبح الخطأ، وقاس مع ظهور الفرق بين الفرع والأصل، فقياسه من أفسد القياس وأبعده عن الصواب. وقد صحت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم بذم من يستمع القينات في آخر الزمان، وهو إشارة إلى تحريم سماع آلات الملاهي الماخوذة عن الأعاجم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/197)
ورحم الله ابن رجب؛ كيف لو أدرك زماننا واطلع على غنائه وآلاته، ومن يجادل ليثبت حله!
وبعد كل ما سبق يُسأل الشيخ الكلباني:
هل الذي أباحه السلف هو هذا الغناء المعهود اليوم الذي لا ينفك عن المعازف البتة، ولا عن قول الفحش غالبا؟
وهل هذا هو الذي عناه عمر رصي الله عنه -وقد احتججت به- حينما قال: (الغناء زاد الراكب)؟
هل غناء المطربين والمطربات اليوم من أهل الفسق أو الكفر هو الذي سمعه عمر رضي الله عنه من رجل بفلاة من الأرض وهو يحدو بغناء الركبان فقال ما قال؟!
إن حمل الشيخ عادل كلام السلف في الغناء على الغناء المعاصر الذي أباحه (بكل أحواله) هو حمل للنصوص وكلام السلف على اصطلاح حادث؛ وهو مسلك خاطئ موقع في الزلل، بل الضلال.
الوقفة الثانية:
من عجيب أمر الشيخ عادل أنه قد ضمّن بعض النقولات التي استشهد بها على حل الغناء ما ينقض مذهبه الذي فتح فيه الباب على مصراعيه حين قال: (الغناء حلال كله، حتى مع المعازف)!
وهو خبير بما عليه حال الغناء اليوم، ولا يخفاه كيف طار كثير من الشباب والفتيات بكلامه فرحا وتناقلوه فيما بينهم؛ لأنهم فهموا حل الغناء الذي يعرفونه ويدمنون استماعه، ولا شك أنه مقصود الشيخ عادل؛ فهو ابنُ واقعه ومجتمعه؛ فأين هو عن هذا القيد الذي أورده ضمن ما أورد من نقولات؛ كمثل قول عطاء: (لا أرى به بأسا، ما لم يكن فحشا)، وقول أبي بكر عبد العزيز: (مباح، ما لم يكن معه منكر)؛ فأي فحش أعظم، وأي منكر أشنع مما احتوته الأغاني في حالها المعلوم اليوم لدى الصغار والكبار؛ من إلهاب للغرائز، وتأجيج للكوامن، ونشر للرذيلة، ودعوة للفاحشة، وصد عن ذكر الله، وتعلق بالفسقة، بل الكفرة؟!
ومن نازع في احتواء الغناء على هذه المنكرات فعلى عقله العفاء؛ ثم يأتي الشيخ الكلباني متجاوزا هذا، رافعا صوته بكل ثقة: (فعلى هذا فإن الذي أدين الله تعالى به هو أن الغناء حلال كله، حتى مع المعازف)!
فأين الدين؟ وأين العلم؟ بل أين العقل؟ فلا إخال عاقلا تخفاه مفاسد الغناء الحديث وآثاره القبيحة؛ ودونك مدمني الغناء؛ سلهم عما يجدونه في قلوبهم من قسوة باستماعه، وكيف أنهم يجدون فعله في النفوس أعظم من حُميّا الكؤوس.
ولو لم يرد في الكتاب والسنة دليل واحد على منع هذا الغناء لكانت مقاصد الشرع التي لا يجهلها أحد كافية في الحكم بمنعه.
أفلم يرمق الشيخ عادل يوما مجموعة من الشباب وقد اجتمعوا على استماع "موسيقى" صاخبة، أو أغنية عاطفية مثيرة، وكيف أنهم أصبحوا بفعلها إلى المجانين أقرب منهم إلى العقلاء؛ أفتأتي شريعة محمد عليه الصلاة والسلام بإباحة هذه الحال القبيحة؟ أهكذا أراد الله من عباده المؤمنين أن يكونوا؟
ألا إن من أعضل المعضلات إيضاح الواضحات. ويا لله العجب؛ نبينا عليه الصلاة والسلام يقول -كما في الصحيحين-: (رويدا يا أنجشة، لا تكسر القوارير) فهو -على ما اختاره البخاري والهروي وعياض والخطابي وابن قتيبة وابن الجوزي وغيرهم في توجيه الحديث- يخاف الفتنة على النساء من سماع نشيد مجرد لحادٍ يحدو إبلا؛ فيأمره بالكف؛ لأن الصوت الحسن يحرك النفوس ويوقع في القلوب الفتنة؛ فكيف بأغاني الخنا المعاصرة وآلاتها الصاخبة؟
الوقفة الثالثة:
لا ينازع عاقل في أن شرط من يتصدى للخوض في أحكام الشرع تحليلا وتحريما
أمران:
1 - الأهلية العلمية،
2 - التحلي بالأمانة والإنصاف.
ولا أظن من قرأ وريقات الشيخ عادل إلا ويجد نفسه في حيرة من أمره تجاه ما يقرأ؛ فهو -أصلحه الله- لم يتحلَّ بالأول، وأخل بالثاني، وهذا ما ستكشفه هذه الوقفة وما بعدها بعون الله.
وسأكتفي هنا بمثال:
قال الشيخ عادل: (ومن دلائل إباحته [الغناء] أيضا: أنك لن تجد في كتب الإسلام ومراجعه نصا بذلك، فلو قرأت الكتب الستة لن تجد فيها باب تحريم الغناء أو كراهة الغناء أو حكم الغناء، وإنما يذكره الفقهاء تبعا للحديث في أحكام النكاح وما يشرع فيه ... ).
فيا عجبا؛
هل قرأ هو الكتب الستة -أو تبويباتها على أقل تقدير- قبل أن يصدر هذا الحكم النافي القاطع؟ إن كان لم يقرأ فهي مصيبة، وإن قرأ فالمصيبة أعظم!
فما قوله فيما يأتي: قال أبو داود رحمه الله في سننه (4/ 433): (باب في النهي عن الغناء)
وقال في (4/ 434): (باب كراهية الغناء والزمر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/198)
وقال ابن ماجه رحمه الله في سننه (1/ 611): (باب الغناء والدف) وأورد تحته -ضمن ما أورد- حديث ابن عمر الذي فيه وضع الإصبعين في الأذنين لما سمع صوت طبل.
وأورد في (2/ 733) حديث أبي أمامة: (نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن بيع المغنيات وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن) تحت باب: (ما لا يحل بيعه).
وقال البخاري في صحيحه (10/ 563 مع الفتح): (باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء وما يكره منه). والحداء نوع من الغناء. ولو أردت أن أستزيد في النقل الكثير عن كتب الإسلام ودواوين السنة لفعلت.
فماذا سيقول الشيخ عادل بعد هذا؟
وهل هذا هو التحقيق العلمي الذي دفعه لنصرة القول بالإباحة والرجوع عن التحريم؟
الوقفة الرابعة:
لعل الشيخ عادلا قد انفرد بمسلك فريد في إثبات الأحكام؛
ألا وهو: جعل تبويبات المحدّثين دليل إثبات الأحكام، وانتفاءها دليل نفيها! كما سبق الحديث عن ذلك.
وليس هذا الخطأ الأصولي الوحيد؛ فإن له أخوات؛ من ذلك أنه ينحى إلى الاحتجاج بالخلاف؛ حيث يقول -أصلحه الله-: (فوجود الخلاف فيه [أي الغناء] دليل آخر على أنه ليس بحرام بيّن التحريم).وبغض النظر عن عدم التسليم بأن الغناء المعهود ليس محل خلاف، وأنه مجمع عليه ومن خالف فيه فخلافه لا عبرة به - فإنني أقول: إن الاحتجاج بالخلاف وجعله ذريعة إلى التهوين من المسائل مسلك ساقط، ولا دليل عليه، وهل يحتاج الشيخ عادل إلى أن يُسرد له قائمة من المسائل التي وقع فيها خلاف مع أن التحريم فيها بيّن والحجة صريحة؟ أو أن يساق له كلام أهل العلم في عدم اعتبار الخلاف حجة؟
ومن غرائب الشيخ عادل الأصولية أيضا: أنه يجعل حشد النصوص على تحريم الغناء من هنا وهناك من الدلائل على أنه ليس بالمحرم الجلي الواضح!
ويكفي اعترافه بأنها "نصوص"؛ فما العيب على أهل العلم في حشدها بيانا للحق وتقوية لبراهينه؟
وما ذنبهم إذا حالت ضحالة العلم عند بعض الناس دون إدراك جلائها ووضوحها؟
وما حيلتهم إذا لبس زي العلماء من ليس منهم، وأضحى يُلبس على الناس دينهم؛ أليس من واجبهم حشد الأدلة لنصرة الحق وتزييف الباطل؟
ومن غرائب الشيخ عادل أيضا في منهج الاستدلال ما سطره في افتتاح وريقاته، وخلاصته: أن محبة الصوت الحسن من الغريزة الإنسانية التي لا يمكن أن تأتي الشريعة بمحاربتها؛ ويريد أن يفرع على هذا حل الغناء! وغفل -هداه الله- عن أن المنع في الغناء لم يكن كبحا للغريزة، وإنما لوجود معارض أرجح؛ وهو ما يتضمنه هذا الغناء من منكر أو ما يؤدي إليه من منكر.
ولو طرد أحد حجته هذه فقال: رؤية الصورة الحسنة من الغريزة الإنسانية، ومما تستريح له النفس وتنشرح، ولا يمكن أن تأتي الشريعة بمنع مثل ذلك! وفرّع على هذا جواز رؤية صور النساء الأجنبيات الحسان وشعورهن ونحورهن وسائر مفاتنهن؛ فما جوابه عند الشيخ عادل؟ علما بأن كل ما سيجيب به سيُقلب حجة عليه في قوله!
على أن ما ذكره -عفا الله عنه- مغالطة مكشوفة؛ فسماع الأصوات الحسنة لم يمنع مطلقا؛ وإنما المنع من سماع مخصوص -كما جاء المنع من رؤية مخصوصة وشراب مخصوص- حسما لذريعة الشر، وحفظا لسلامة القلب؛ فإن الغناء رقية الزنا.
الوقفة الخامسة:
سرد الشيخ عادل قائمة طويلة غريبة ممن زعم أنهم قائلون بجواز الغناء، أو الغناء مع المعازف.
وهذا السرد فيه خلط عجيب، وصاحبه فيه كحاطب ليل يخبط خبط عشواء.
وما أصدق ما قاله الهيتمي في كتابه كف الرعاع (312): (شأن هؤلاء المنتصرين لحل ما حرم الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ووارثيه أنهم يكتفون بمجرد حكاية يجدونها في كتاب من غير بحث منهم عمن رواها، ولا عن مدلولها ومعناها ... ولا منكر أقبح ممن يريد أن يحلل ما أجمع العلماء على تحريمه، ويوقع العامة وغيرهم في العمل به وسماعه، غافلا عما يترتب عليه من الإثم والعقاب، عافانا الله من ذلك بمنه وكرمه، آمين).
إن من المتقرر أن من أراد أن يستشهد بكلام أهل العلم فعليه
أولا أن ينتقي من يُقتدى به ويُعتد برأيه؛ فإن مسائل الحلال والحرام إنما تؤخذ عن أئمة الاجتهاد المبرزين في علوم الشريعة، مع الديانة والورع.
ثم عليه ثانيا أن يثبت صحة النقل عمن ينقل عنه.
وقد أخلّ الشيخ عادل بالأمرين؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/199)
فقد فرح بما وجده في كتب التاريخ والأدب من مادحي الغناء والمعازف أو المشتغلين بذلك، ثم ساق أسماءهم إلى الناس ليقول: هاكم الذين أباحوا الغناء قبلي!
ومتى كانت كتب الأدب والتاريخ مرجعا في مسائل الحلال والحرام؟
ثم إن هؤلاء الذين ساق أسماءهم أصناف:
الأول:
أهل سياسة وأدب، أو ندماء الولاة، أو من كان من خاملي الذكر؛ الذين ليسوا من أهل العلم، ولا من الذين يلتفت إلى وفاقهم بله خلافهم، ومهما استكثر الشيخ عادل منهم أو أضفى عليهم ألقاب الثناء والمدح فلن ينفعه ذلك شيئا عند أهل العلم، وإن كان قد يُخدع بذلك الأغمار.
ولو شاء معارضه أن ينقل عن عدد كهؤلاء بل وأضعافهم ممن حُشيت بهم كتب الأدب والتاريخ ممن مدحوا الخمر أو معاشرة المردان لفعل!
أفيريد الشيخ عادل أن ينقض الإجماع الذي نص عليه الراسخون من أهل العلم بأمثال هؤلاء؟!
والصنف الثاني:
من يترخص في السماع البدعي ويشارك فيه أهل البدع الذين يتدينون به -كما نقله عن ابن الدجاجي، وأبي مروان القاضي-.
وإني لآسف أن يوقع حبُ الانتصار الشيخَ عادلا في هذا الأمر؛ فهل يوافقهم على ما هم عليه؟
فإن كان الجواب بالإثبات فهي مصيبة، وإن كان بالنفي فما فائدة هذا النقل عنهم إذن؟
والصنف الثالث:
علماء أثبات؛ لكنه لم يحقق في شأنهم ثلاثة أمور:
الأول: ثبوت النقل عنهم؛ وهو مطالب بذلك، وإلا فالاستشهاد بهم لا يستقيم.
والثاني: أن يثبت أنهم يبيحون الغناء المحرم لا الحلال؛ إذ الغناء الحلال كما سبق قد نُقل الاتفاق على حله؛ وليس هذا محل البحث.
والثالث: أن يثبت أن ما ينقله عنهم هو مذهبهم؛ فبعض ما ينقله عنهم إنما هو وقائع أعيان لا يثبت بها مذهب العالم؛ كما نقل عن شعبة أنه سمع طنبورا في بيت المنهال بن عمرو! فكان ماذا؟ أين الدليل على أنه كان يرى حل ذلك؟ فهو غير معصوم؛ وقد يفعل المرء المحرم وهو يعلم تحريمه لغلبة هواه، وقد لا يكون المنهال عالما بما حصل في بيته، أو غير موجود فيه أصلا! ولذا لما قال شعبة لوهب بن جرير -كما عند العقيلي في الضعفاء (4/ 236) -: (أتيت منزل المنهال بن عمرو فسمعت صوت طنبور فرجعت ولم أسأله؛ قال له وهب: هلا سألته؛ فعسى كان لا يعلم!). قال ابن القيم تعليقا على هذه القصة في حاشيته على مختصر سنن أبي داود (13/ 64): (وقد يمكن أن لا يكون ذلك بحضوره ولا إذنه ولا علمه). وقال الشيخ الألباني: (ومنه يتبين أنه لا يجوز حشر المنهال هذا في زمرة القائلين بجواز الاستماع لآلات الطرب فضلا عن استعمالها؛ لاحتمال أنه وقع ذلك دون علمه أو رضاه) (تحريم آلات الطرب 104).
وسيأتي عن قريب نماذج لما اشتملت عليه الوريقات من الكذب الملصق بأهل العلم.
الوقفة السادسة:
اعتمد الشيخ عادل في كثير مما ساق -أو أكثره- على ابن طاهر المقدسي والأدفوي، وقد نعت الأول بالإمام الحافظ، والثاني بأنه من أئمة الشافعية وفقهائهم.
ولا ينبغي أن يُؤخذ ما دُون في كتابيهما على محمل التسليم بلا تحقيق.
فابن طاهر ظاهري صوفي
، وقد ألف في التصوف؛ وكثير من الصوفية يتعبدون بالغناء والعزف؛ فالاعتماد عليه في هذا الباب غير متجه.
ثم إنه كما قال الذهبي في الميزان (3/ 587): (ليس بالقوي، فإنه له أوهام كثيرة في تواليفه، وقال ابن ناصر: كان لُحْنة، وكان يُصحِّف ... قلت: وله انحراف عن السنة إلى تصوف غير مرضى).
ولكثير من أهل العلم قدح شديد فيه؛ قال الأذرعي الشافعي (كما في كف الرعاع 279):
(وابن طاهر الذي تبعوه وإن كان مكثرا فليس بظاهر النقل، وفي كتابه صفة التصوف وكتابه في السماع فضائح وتدليسات قبيحة لأشياء موضوعة).
وقال الهيتمي في كف الرعاع (308) (وأما ابن طاهر فإن العلماء بالغوا في تضليله وتسفيهه). ثم استطرد في تشديد النكير عليه، وذكر ما ينسب إليه من القبح والأمر الشنيع، ويُنظر في نسبتها إليه أيضا ما جاء في ترجمته في البداية والنهاية والوافي بالوفيات وغيرهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/200)
ويكفي أن يُعلم أن ابن طاهر روى في كتابه في التصوف حديثا مكذوبا عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه تواجد مع أصحابه لسماع إنشاد غزلي واهتز حتى سقط رداؤه عن منكبه. قال الهيتمي: (فإنه أسقط ذكر واضعه ومختلقه وذكر بعض رواته الذين لا مطعن فيهم ليوهم الناس أنه حديث صحيح، ومن وصلت جهالته وسفاهته إلى هذا الحد كيف يعول عليه أو يلتفت إليه من يزعم أن له أدنى مسكة من دين الله فضلا عن ورع). كف الرعاع (308).
وقد صنف أحمد بن عيسى ابن قدامة المقدسي (ت 643هـ) رسالة في الرد عليه في إباحته السماع، كما في الأعلام للزركلي. وأما الأدفوي فهو تابع لابن طاهر في هذا الباب؛ قال الهيتمي في كف الرعاع (282): (والأدفوي هذا يتابع ابن طاهر في جميع كذباته). وانظر ما نقله (307) من نقد الزركشي له.
ومما يدل على أنه لا يوثق بما يتفردان بنقله: وقوعهما في النقل الخاطئ عن أهل العلم أو المكذوب عليهم؛ كما سيأتي نقله فيما يأتي.
الوقفة السابعة:
من أشنع ما في وريقات الشيخ عادل أنه نسب القول بإباحة الغناء والمعازف إلى طائفة كبيرة من الصحابة والتابعين وأهل العلم بعدهم، معتمدا في ذلك على ابن طاهر والأدفوي أو من نقل عنهما؛ ولم يكلف نفسه -هداه الله- عناء البحث والتحقيق في نسبة ما يورد، وكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع.
قال الهيتمي وهو يرد على رجل كتب كتابة على وزان ما كتب الشيخ عادل (كف الرعاع 307): (وقوله: ونُقل سماعه عن فلان وفلان، وذكر جماعة من الصحابة وجماعة من التابعين وغيرهم؛ جوابه: أن هذا كله نقل باطل، واحتجاج بالتمويهات والتلبيسات ... وأما مجرد قوله: "نُقل" فهذا كلام لغو لا يفيد شيئا إلا في غرضه الفاسد، وهو ترويج أفعاله وأقواله الباطلة الكاذبة على من لا يفرقون بين: "نُقل" و"صَحَّ"، ويعتقدون أن الكل من واد واحد، وهيهات؛ ليس الأمر بالهوينا كما يظن هذا الرجل وأضرابه، بل بينه وبين إثبات الحل عن واحد ممن ذُكر مفاوز تقطع دونها الأعناق، إذ لو أقام طول عمره يفحص ويفتش ما ظفر بنقل الحل من طريق صحيح عن واحد من العلماء فضلا عن هؤلاء الكثيرين الذين عدّدهم).
فهل كان يظن الشيخ عادل أن التحقيق العلمي هو أن يتلقف من هنا وهناك ما يوافق هواه لتثبت له الحجة ويُكتب له الانتصار على من صب جام غضبه عليهم؟
لقد بالغ الشيخ عادل في الانتصار للغناء حتى صوّر للناس الصدر الأول من هذه الأمة -وعلى رأسهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم- بأنهم أهل غناء وطرب ومزامير! فشُغلهم الغناء والعزف، في بيوتهم واجتماعاتهم، وفي مكة والمدينة ومِنى، في صورة قاتمة تنفر منها الفطر، ويكذبها كل من عرف طرفا من حالهم، وقد برأهم الله من ذلك وعافاهم؛ فجميع ما يروى عن الصحابة من ذلك إما مكذوب أو ضعيف أو حُرّف عن سياقه؛ فلا دلالة فيه على مراد المفتونين بالعزف والطرب، ولم يصح عنهم إلا ما كان جنس حداء الركاب وترنم المسافر، وهذا ما لا يخالف في جوازه أحد -حتى من وصفهم الشيخ عادل بالإصابة بجرثومة التحريم-.
وليس حب المرء للانتصار لنفسه بمسوغ له أن ينقل ما تلتقطه عيناه من ركام المكذوبات وضعيف الأخبار.
وأعجب مما نقله عن آحاد الصحابة ما نقله عن ابن طاهر من إجماع الصحابة والتابعين على حل الغناء! وهو يعلم ما الذي سيفهمه عامة الناس من كلمة "الغناء"؛ ولعمري إن هذا لمن التلبيس، ومن الإخلال بالأمانة العلمية.
وقد كنت عزمت على تفصيل الرد لما أورده الشيخ عادل مما نسبه للصحابة رضي الله عنهم، ثم آثرت الإعراض عن ذلك؛ لنكارته الظاهرة، ورغبة في الاختصار، واكتفاء بهذه النقول عن أهل العلم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (10/ 543): (ونقل ابن طاهر في كتاب السماع الجواز عن كثير من الصحابة؛ لكن لم يثبت من ذلك شيء إلا في النَصْب [شبيه بالحداء] المشار إليه أولا).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/201)
وقال الأذرعي ردا على ابن طاهر (كف الرعاع 279): (أما دعواه إجماع الصحابة فمجازفة وتدليس ... وما نُسب إلى أولئك الصحابة أكثره لم يثبت، ولو ثبت منه شيء لم يظهر منه أن ذلك الصحابي يبيح الغناء المتنازع فيه). ثم قال: (فإطلاق القول بنسبة الغناء المتنازع فيه إلى أئمة الهدى تجاسر، ولا يفهم الجاهل منه هذا الغناء الذي يتعاطاه المغنون المخنثون ونحوهم). ومراده بالغناء المتنازع فيه ما بينه الهيتمي في الموضع السابق؛ من الترنم بغزل الشعر مع تلحينه وتقطيعه على النغمات الرقيقة المطربة، وهذا دون أن يصحبه آلة طرب؛ وهذا النوع يختلف عن حداء الأعراب ونحوه، وهو أشبه ما يكون بأداء الأناشيد المعروفة اليوم؛ فهذا ما وقع فيه الخلاف بين مبيح بإطلاق أو بقيد، وحاظر، وكاره، انظر المرجع السابق (277).
فليت شعري أين هذا عما ينتصر الشيخ عادل لتحليله؟!
وقال القرطبي -فيما نقله عنه الهيتمي في كف الرعاع (278) -: (وحكاية أبي طالب المكي لذلك عن جماعة من الصحابة والتابعين، وأن الحجازيين لم يزالوا يسمعون السماع في أفضل أيام السنة -الأيام المعدودات- إن صحت هذه الحكاية؛ فهي من القسم الأول دون الثاني). ومراده بالقسم الأول ما كان كحداء الأعراب بإبلهم، وغناء النساء لتسكين صغارهن، ولعب الجواري بلعبهن، ونحو ذلك. انظر من الكتاب السابق (277).
الوقفة الثامنة: أما التجني على أهل العلم -في هذه الوريقات- وتقويلهم ما لم يقولوه فشيء يطول بيانه؛ وسأقتصر في هذا على أمثلة تكشف عما وراءها.
أولا: نقل الشيخ عادل نقلا مسلَّما عن ابن طاهر: أنه لا خلاف بين أهل المدينة في إباحة العود!
هكذا بلا حياء! ولا شك أن هذا النقل عنهم باطل؛ قال الهيتمي في كف الرعاع (307): (وأما ما حكاه ابن طاهر من إجماع أهل المدينة فهو من كذباته وخرافاته؛ فإنه كما مرّ رجل كذاب، يروي الأحاديث الموضوعة ويتكلم عليها بما يوهم العامة صحتها –كما مر في مبحث الغناء والرقص، وأيضا هو مبتدع ... ومن هذا حاله لا يلتفت إليه ولا يعول عليه، ومن ثم قال الأذرعي عقب حكايته الباطلة الكاذبة عن إجماع أهل المدينة وعن الشيخ أبي إسحاق: وهذا من ابن طاهر مجازفة).
وقد بيّن بطلان ما نُقل عن أهل المدينة في الغناء -لا العود- إمامان من أئمة أهل المدينة؛ وهما مالك بن أنس وإبراهيم بن المنذر؛ فقد أخرج الخلال في كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (86) عن عبد الله بن أحمد عن أبيه قال: (حدثني إسحاق بن عيسى الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء؛ فقال: إنما يفعله عندنا الفساق.
وأخبرني العباس بن محمد الدوري قال: سمعت إبراهيم بن المنذر وسئل فقيل له: أنتم تترخصون في الغناء؟ فقال: معاذ الله، ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق). وليلحظ أن نقد هذا المنقول تعلق بالغناء -أي الغناء الممنوع- وهو الذي نُقل خطأً عن أهل المدينة كما في عدة روايات في كتاب الخلال؛ فكيف بالعود؟
بل إن المنقول عن أهل المدينة ضد ذلك -وهو اللائق بهم-؛ فقد قال القرطبي في تفسيره (14/ 55): (وذكر أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: أما مالك بن أنس فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه، وقال: إذا اشترى جارية ووجدها مغنية كان له ردها بالعيب، وهو مذهب سائر أهل المدينة، إلا إبراهيم بن سعد فإنه حكى عنه زكريا الساجي أنه كان لا يرى به بأسا).
ثانيا: نقل الشيخ عادل عن الأدفوي إباحة عز الدين بن عبد السلام السماع مع آلة من الآلات المعروفة؛ وهذا غير صحيح؛ فإن ابن عبد السلام قد جزم في كتابه قواعد الأحكام (2/ 224) بحرمة الأوتار والمزمار، وحكى ذلك عن جمهور العلماء.
ثالثا: نقل الشيخ عادل عن الأدفوي عن ابن طاهر إباحة العود عن أبي إسحاق الشيرازي؛ وهذا كذب عليه؛ فقد نص في كتابه المهذب (15/ 488 مع المجموع) على تحريم العود والطبل.
وقد شنع الأذرعي والزركشي والهيتمي على ابن طاهر والأدفوي في نقلهما هذا الكذب على الشيرازي وعز الدين بن عبد السلام، وأغلظوا النكير عليهما في ذلك. انظر: كف الرعاع (307 - 309).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/202)
رابعا: نقل الشيخ عادل عن الأدفوي ما حكاه الإسنوي من إباحة الروياني والماوردي للعود، وظاهر عبارة الشيخ عادل أنهما المبيحان؛ وهو كذب عليهما؛ فالماوردي قد نص في كتابه الحاوي (21/ 207) على تحريم العود والطنبور والمعزفة والطبل والمزمار، بل وصف العود بأنه أكثر الملاهي طربا!
وأما الروياني: فقد قال ابن حجر الهيتمي في كف الرعاع (306) بعد أن حكى رد الماوردي قول من أباح العود: (وتابعه الروياني في البحر في رد هذا وتزييفه)؛ فكيف يكون قائلا به؟
والصواب أن الإسنوي نقل عنهما حكاية الخلاف في العود عن بعض الشافعية؛ وهذا النقل عنهما ليس بدقيق؛ لأن الإسنوي إنما نقل عنهما إباحة بعض الشافعية في حالة مخصوصة قد تجعلها من باب الحاجات؛ على أن الماوردي والروياني قد عقبا على ذلك برد هذا وتزييفه، وبيان أنه لا يعتد به ولا يحكى إلا لرده، انظر: كف الرعاع (306).
ولو صح أن بعض الشافعية قال بذلك؛ فهل الإجماع يُقدح فيه بغير قول مجتهد؟ فكيف بقول مجهول لا يُدرى من هو؟!
خامسا: يبدو أن الشيخ عادلا قد تأثر بابن طاهر والأدفوي؛ فصار يحذو حذوهما! فهو يقول: (ونص على إباحة الغناء: ابن رجب الحنبلي العالم المشهور صاحب الفنون). وهو يوهم بهذا النقل أنه يبيح الغناء الذي أشاد البنيان لإثبات تحليله.
فهل من النصوص التي أفاد منها الشيخ عادل هذه النسبة إلى ابن رجب قوله رحمه الله (فتح الباري 6/ 82): (وأما الغناء المهيج للطباع، المثير للهوى؛ فلا يباح لرجل ولا لامرأة فعله ولا استماعه؛ فإنه داع إلى الفسق والفتنة في الدين والفجور؛ فيحرم كما يحرم النظر بشهوة إلى الصور الجميلة ... ولا خلاف بين العلماء المعتبرين في كراهة الغناء وذمه وذم استماعه، ولم يرخص فيه أحد يعتد به)؟!
فسبحان ربي .. ابن رجب الذي هو من أشد من حمل على الغناء المحرم والمعازف، وقال فيها ما نقلت طرفا منه آنفا، وألف في ذلك رسالته الشهيرة (نزهة الأسماع في مسألة السماع) - يجعله الشيخ عادل من محللي "الغناء"! .. فهلا قليلا من العقل والإنصاف يا عبد الله.
سادسا: ومن أمثلة الأغلاط في النقل عن أهل العلم التي أوردها الشيخ عادل قوله: (وحكى القرطبي في تفسيره جوازه [أي الغناء] عن أبي زكريا الساجي).
والذي في تفسير القرطبي (14/ 55): (وذكر أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: أما مالك بن أنس فإنه نهى عن الغناء وعن استماعه، وقال: إذا اشترى جارية ووجدها مغنية كان له ردها بالعيب، وهو مذهب سائر أهل المدينة، إلا إبراهيم بن سعد فإنه حكى عنه زكريا الساجي أنه كان لا يرى به بأسا). فالذي لا يرى بأسا بالغناء هو إبراهيم بن سعد، والساجي ناقل عنه فقط.
وقد قال ابن رجب في كتابه نزهة الأسماع (60): (وقد حكى زكريا بن يحيى الساجي في كتابه اختلاف العلماء اتفاق العلماء على النهي عن الغناء إلا إبراهيم بن سعد المدني وعبيد الله بن الحسن العنبري قاضي البصرة). ثم قال ابن رجب موضحا: (وهذا في الغناء دون سماع آلات الملاهي؛ فإنه لا يُعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيها، إنما يُعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به).
وهكذا أضحى من ينقل اتفاق العلماء على النهي عن الغناء قائلا به!
وهكذا فليكن البحث والتحقيق العلمي!
فهذه أمثلة على أوهامهما وأوهامه، ولدي أمثلة أخرى أدعها طلبا للاختصار، وأحيل الشيخ عادلا إلى رسالة (الرد على القرضاوي والجديع) للشيخ عبد الله رمضان ففيها تحقيقات حسنة، وتزييف لما نقله في وريقاته عن بعض السلف وأهل العلم كعبد الله بن جعفر، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الماجشون، ويوسف الماجشون، وغيرهم.
وأختم هذه الوقفة بالتنبيه على أن الشيخ عادلا إما أن يكون عالما بعدم صحة هذه المنقولات التي مضت؛ فتدوينها في مقاله إذن إخلال منه بالأمانة العلمية، وخيانة للمسلمين.
أو لا يكون عالما؛ وإنما نقلها دون تحرير -وهذا المظنون به- فإنه يُسأل حينئذ: أين التحقيق العلمي الذي يليق بطالب العلم؟
وهل هذا هو البحث والتمحيص الذي جعله يرجع عن القول بالتحريم إلى الإباحة؟
وإذا لم يكن قادرا على التحقيق العلمي فهلا أراح واستراح؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/203)
وهل سيعلن على الملأ أنه قد وقع فيما نعاه على غيره حين قال: (بل إن الحدث كشف عوار أمة تحمل لواء النص وتزعم اتباعه، وتنهى عن التقليد المقيت، ثم هي تقلد أئمتها دون بحث أو تمحيص)!
والله أعلم بمن الذي كُشف عواره في هذا الحدث.
الوقفة التاسعة: مما يدل على أن الشيخ عادلا قد جانب الصواب في اعتماده على ابن طاهر والأدفوي: أن الناظر يجد أنهما ينقلان عن عالم ما يوافق قولهما، ولهذا العالم كلام ينقض هذا القول؛ فيعرضان عن الإشارة إليه؛ من أمثلة ذلك: ما نقله الأدفوي عن الغزالي أنه نقل الاتفاق على حل الغناء -وقد عُلم ما الغناء في لسان المتقدمين- لكنه أعرض عن بيان أن الغزالي نفسه قد نص في إحياء علوم الدين (2/ 272) على تحريم الملاهي والأوتار والمزامير.
فهل يقبل الشيخ عادل أن يُحتج عليه بمن يحتج هو به؟
والأمر نفسه يقال في ابن قدامة؛ فقد نقل الشيخ عادل عنه بيانه لاختلاف الحنابلة في الغناء؛ وابن قدامة نفسه ينص في الكتاب نفسه على الإجماع على تحريم آلات اللهو -كما سبق-.
فهل يقبل الشيخ عادل أن يُحتج عليه بمن يحتج هو به؟
علما أن الخلاف بين الحنابلة ليس في غناء الفجور، وحاشاهم؛ وإنما الأمر كما قال القرطبي في تفسيره (14/ 55): (وإنما أشاروا [أي الحنابلة] إلى ما كان في زمانهما من القصائد الزهديات).
ومما يدل أيضا على أنهما ليسا أهلا للاعتماد أنهما قد يجتزئان من المنقول عن أهل العلم ما يوافق هواهما ويسكتان عن تتمته التي تنقض ما يذهبان إليه.
من أمثلة ذلك: ما نقله الشيخ عادل عن الأدفوي عن الماوردي أنه نقل ترخيص أهل الحجاز في الغناء في أفضل أيام السنة.
وكلام الماوردي في الحاوي (17/ 386) إنما هو في معرض نقْل استدلال من أباح الغناء؛ حيث قال: (ولأنه لم يزل أهل الحجاز يترخصون فيه ويكثرون منه، وهم في عصر الصحابة وجلة الفقهاء، فلا ينكرونه عليهم ولا يمنعونهم منه، إلا في إحدى حالتين: إما في الانقطاع إليه أو الإكثار منه ... وإما أن يكون في الغناء ما يُكره). ومن تأمل هذا الكلام وما تضمنه من القيدين يجد أن ما يُعزى إلى أهل الحجاز لا يخرج عما عليه عامة أهل العلم، كما يُلحظ أن إيراد الكلام كاملا ينتقض به ما أسس له الأدفوي، أو الشيخ عادل.
وقد أتبع الماوردي بعد ذلك بصفحات يسيرة (390) ما يؤكد ما قلته؛ فها هو الماوردي الذي يستشهد به الشيخ عادل ينص على أن من الملاهي المحرمة: العود، والطنبور، والمعزفة، والطبل، والمزمار، وما ألهى بصوت مطرب إذا انفرد.
فهل سيكون كلامه مقبولا عنده؟ أم سيتهمه بالإصابة بجرثومة التحريم؟
هذا ما تيسر تعليقه على ذاك المقال، وقد تجاوزت أشياء عدة، ولعل فيما كُتب كفاية، والقصدُ نصرة الشيخ عادل، والنصح للمسلمين. والله المسئول أن يلهم الشيخ عادلا رشده، وأن يبصره بالحق، ويوفقه للرجوع إليه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
وكتبه: صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة - 15 رجب 1431هـ
ـ[السنفراوي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 11:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم.(128/204)
لقاء علمي مع فضيلة الشيخ إرشاد الله الحق الأثري
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 06:01 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
لقد استمعت اليوم إلى لقاء علمي أجراه بعض الإخوة – جزاهم الله خيرا - مع فضيلة الشيخ إرشاد الله الحق؛ فأحببت - من باب التعاون على الخير - أن أذكر فهرسا للأسئلة التي وجهت للشيخ مع شيء من إجابات الشيخ؛ فهاكموها:
(00:00) كلمة المقدم.
(1:23) كلمة الشيخ إرشاد الحق.
(2:15): فضيلة الشيخ بودنا لو تحدوثنا عن إخواننا من أهل الحديث في جمهورية باكستان؛ من هم أبرز أهل العلم المستغلين بالدعوة إلى الله – تعالى - فيها، وما هي جهودهم في نشر الاعتقاد الصحيح؛ سواء بالمحاضرات، والتأليف، والمناظرة، ونحو ذلك؟
ذكر الشيخ بعض الجامعات كالجامعة السلفةى بفصيل آباد، وتعد مركزا رئيسا، وهي معترف بها من قبل الحكومة الباكاستنية.
وذكر الجامعة المحمدية بخانفور للشيخ عبد الوكيل الصديق حفظه الله
وذكر مركز المودة للشيخ الحافظ عبد الكريم، وهو أمين العام مركز جمعية أهل الحديث ببكاستان.
وذكر الجامعة الأصلية للشيخ عبد الحميد عامر، وكان رئيسها سابقعا الشيخ محمد المدني.
ثم ذكر بعض أهل العلم في ذلكم الأقليم؛ ومنهم:
عبد الرشيد الحجازي مشرف قسم الدعوة والتبليغ في لجميعة أهل الحديث المركزية.
الدكتور عبد الرشيد أزهر مفتي في مركز الدعوة والإرشاد في إسلام آباد.
وذكر منهم: فضل إلهي، والشيخ محمد حنيف رباني، ومحمد عبد الله قرضاس بوري، وحافظ مسعود عالم مدرس بالجامعة السلفية، وعابد مجيد المدني المدرس المعهد الشرعي بمدينة خشاب، وغيرهم من المشايخ والدعاة.
وذكر بعض من يقوم بالتأليف؛ ومنهم:
سيد طالب الرحمان.
وفضل إلهي.
وعبد المنان النورفوري.
وبرق توحيدي.
وحافظ ثاناء الله الزاهدي.
وحافظ صلاح الدين آل يوسف.
وميا محمد جميل، وغيرهم.
وذكر بعض من يقوم بمناظرة المخلفين، ومنهم:
عبد الرشيد.
وسيد طالب الرحمان شاه.
دواد أل شت.
ومحمد ناصر وغيرهم.
وذكر أنهم يناظرون جميع الخرافيين، ولهم دعوة جيدة.
(8:05) كثير من الإخوة يسأل عن آخر مشاريعكم العلمية، فحبذا لو حدثمونا عنها؟
ذكر أنه ألف قبل أيام من هذا التسجيل كتابا باسم (مشاجرات الصحابة وموقف السلف في الأردية)، وذكر أنه جمع فيه نصوص السنة من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر.
وذكر أن له كتابا بعنوان (منزلة الصحابة في ضوء الكتاب والسنة) سوف يطبع قريبا إن شاء الله.
(9:10) الحديث أيضا يتجه شيخنا عن تحقيكم لكتاب (غاية المقصد في زوائد المسند) ماهي مميزات الكتاب، وما الذي وقفتم عليه من الفوائد اعلمية الهامة فيه؟
وذكر أن الهيثمي يعتمد كثيرا على توثيق ابن حبان.
وذكر أن الهيثمي يقول في كثير من الأسانيد (رجاله ثقات)، ومع ذلك فهو غير صحيح.
وذكر أن فيه أحاديث غير موجودة من الطبعة الميمنية من مسند الإمام أحمد.
وذكر أن نسخة الهيثمي من المسند غير نسخة الحافظ ابن حجر.
وذكر أنه من خلال التحقيق تبين له أن كثيرا من التراجم في مسند الإمام أحمد لم يذكره ابن حجر في (تعجيل المنفعة).
وذكر أن هذه التراجم ستطبع مستقلة.
(12:34) متى تتوقعون طباعة الكتاب؟
إن شاء الله سيطبع في هذه السنة.
وذكر أنه ربما يكون في خمسة مجلدات.
وذكر أن أكثرهم في باكستان يقرأون بالأردية، ووهو يريد أن يطبعه بالعربية كما طبع مسند أبي يعلى في السعودية.
(14:32) سمعنا عن ردكم – حفظكم الله - على القطعة الموضوعة التي أخرجها بعض المتصوفة من مصنف الإمام عبد الرزاق، وسمعنا أن لكم نقضا على هذه القطعة بالغة الأردية، ولعلنا يا شيخ نتشوق يعني ونتحرق لقراءة هذه القطعة بعد ترجمتها؛ فما تقولون وفقكم الله؟
طبع بالأردية، وطبع في مجلة الاعتصام بلاهور، وسيطبع باللعة العربية.
(17:36) يا شيخ ردكم على الجزء كان من ناحية السند، أو من ناحية المتن فقط؟
ذكر أن تكلم عليه من ناحية السند، وأن في هذا الجزء أسانيدَ مكذوبةً مزورةً، وذكر أشياء أخر.
(17:57) يعني ترون – حفظكم الله - أن الدافع لطباعة هذا الجزء هو حديث النور فقط؟
سببه هو هذا الحديث.
(18:40) وأنا – هنا – أشجعكم شيخنا الكريم من أجل يعني طباعة هذا الجزء وترجمته إلى اللغة العربية؛ فهذا – والله – من أهم المهمات.
(18:52) شيخنا نتكلم عن أبرز لقاءاتكم مع أهل العلم الكبار؛ لابد أنه كان لكم لقاءات مع أمثال الشيخ ابن باز، الشيخ الألباني، وغيرهم من أهل العلم؛ فحبذنا لو تحدثونا عن تعاونكم معهم في مجال الدعوة، ونشر العلم الشرعي؟
ذكر أن التقى الشيخ ابن باز، وذلكم منذ قريب من (23) سنة.
وذكر أنه التقى الشيخ ابن عثمين.
وذكر أنه التقى الشيخ حمادًا الأنصاري.
وذكر أنه ما تشرف بلقي الشيخ الألباني.
وذكر أنه ما كان له - معهم - علاقة علمية أو دعوية.
ذكر أنه زار الشيخ مكتبة الشيخ حماد الأنصاري، ووصفها بأتها مكتبة قيمة.
وذكر أن الشيخ حمادًا قال له: مكتبتي حل لك، أي كتاب شئت صورته لك، وذكر أنه ذكر هذا الكلام لابن الشيخ عبد البارئ الأنصاري - حفظه الله - بعد وفاة الشيخ فقال: أنا على موعد والي.
وذكر أنه نال من مكتبته بعض الكتب.
(22:30) بودنا شيخنا الكريم لو توجهون نصيحة عامة لطلبة العلم؟
ذكر نصيحة للعامة والخاصة
وإلى هنا انتهى اللقاء؛ فرحم الله أهل العلم، وجمعنا بهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وتقبول تحيات أخيكم أبي عبد الخالق
المادة الصوتية موجودة في موقع (المحجة العلمية السلفية).
والله الموفق
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/205)
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[23 - 06 - 10, 06:31 م]ـ
تصويب: إرشاد الحق؛ بدلا من إرشاد الله الحق.(128/206)
زجر أهل العلم والتقوى للمتساهلين بالفتوى
ـ[أبو الريان]ــــــــ[23 - 06 - 10, 06:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فقد روى يعقوب بن شيبة في المعرفة والتاريخ (1/ 670)،والإمام ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 201) أن رجلاً دخل على ربيعة بن أبي عبد الرحمن التيمي المعروف بربيعة الرأي وهو يبكي فقال: ما يبكيك - وارتاع لبكائه - أدخلت عليك مصيبة؟ فقال: لا , ولكن "استفتي من لا علم له , وظهر في الإسلام أمر عظيم "
أقول رحم الله شيخ إمام دار الهجرة فكيف لو أدرك زماننا ورأى الجرأة على الفتيا وكثرة الموقعين عن الله عز وجل؟!
فكم سمعنا من فتاوى نشاز من هنا وهناك، طارت بها الركبان، ونشرت على صفحات الانترنت، وظهر أصحابها يتفوهون بها على شاشات الإعلام وتسارع إليها الجهال ومن في قلبه مرض ومن يتتبع الرخص!
وهى أعني هذه الفتاوى ليس لها ذنوباً وحظاً من فقه وعلم وإنما صدرت باسم فقه التيسير، ومراعاة لضغط الجمهور، أو لأغراض فاسدة، كالتعلق بأذيال الشهرة، وحب الظهور من باب: (أنا أبو اعرفوني)!
فهذا يفتي بجواز الغناء وأخر بإباحة الاختلاط وثالث بإباحة الفوائد البنكية!
وهؤلاء بمنزلة من يدل الركب وليس له علم بالطريق وبمنزلة الأعمى الذي يرشد الناس إلى القبلة وبمنزلة من لا معرفة له بالطب وهو يطب الناس بل هو أسوأ حالاً من هؤلاء كلهم وإذا تعين على ولي الأمر منع من لم يحسن التطبب من مداواة المرضى فكيف بمن لم يعرف الكتاب والسنة ولم يتفقه في الدين؟ فيما قاله أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله ينظر إعلام الموقعين (4/ 237).
وقد نص أهل العلم على أنه لا يجوز للمفتي أن يتساهل في الفتوى ومن عرف بذلك لم يجز أن يستفتى وذلك قد يكون بأن لا يثبت ويسرع بالفتوى قبل استيفاء حقها من النظر والفكر وربما يحمله على ذلك توهمه أن الإسراع براعة والإبطاء عجز ومنقصة وذلك جهل ولأن يبطئ ولا يخطئ أجمل به من أن يعجل فيضل ويضل. ينظر فتاوى ابن الصلاح (1/ 21)،ونقله النووي في أدب المفتي والمستفتي (72)
وما أجمل قول الخطيب البغدادي في كتابه الفقيه والمتفقه (2/ 350): "وقل من حرص على الفتوى , وسابق إليها , وثابر عليها إلا قل توفيقه , واضطرب في أمره , وإذا كان كارهاً لذلك غير مختار له , ما وجد مندوحة عنه , وقدر أن يحيل بالأمر فيه على غيره , كانت المعونة له من الله أكثر , والصلاح في فتواه وجوابه أغلب".
فانظر الآن يا رعاك الله إلى بعض من يتصدرون للفتيا تجدهم سارعوا إليها واشرأبوا حتى لا ينكسر الجاه وأضاعوا "لا أدري" وقديما قيل: إذا أغفل العالم لا أدري، أصيبت مقاتله. وهذا مروي عن محمد بن عجلان بسند صحيح رواه الآجري في أخلاق العلماء (102)
قال ابن جماعة الكناني في تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم (23) " واعلم أن قول المسئول لا أدري لا يضع من قدره كما يظنه بعض الجهلة، بل يرفعه لأنه دليل عظيم على عظم محله وقوة دينه وتقوى ربه وطهارة قلبه وكمال معرفته وحسن تثبته. وقد روينا معنى ذلك عن جماعة من السلف وإنما يأنف من قول لا أدري من ضعفت ديانته وقلت معرفته؛ لأنه يخاف من سقوطه من أعين الحاضرين، وهذه جهالة ورقة دين وربما يشهر خطؤه بين الناس فيقع فيما فر منه ويتصف عندهم بما احترز عنه، وقد أدب الله تعالى العلماء بقصة موسى مع الخضر عليهما السلام، حين لم يرد موسى عليه الصلاة والسلام العلم إلى الله تعالى لما سئل هل أحد في الأرض أعلم منك".
وقد كان أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلون من الفتيا والكثير منهم لا يروى عنه في هذا الباب إلا المسألة والمسألتان!
قال الإمام ابن حزم الأحكام (5/ 666):"المكثرون من الصحابة رضى الله عنهم فيما روي عنهم من الفتيا عائشة أم المؤمنين، عمر بن الخطاب، ابنه عبد الله، علي بن أبي طالب، عبد الله ابن العباس، عبد الله بن مسعود، زيد بن ثابت، فهم سبعة يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم سفر ضخم، وقد جمع أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب بن أمير المؤمنين المأمون فتيا عبد الله بن العباس في عشرين كتابا، وأبو بكر المذكور أحد أئمة الإسلام في العلم والحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/207)
والمتوسطون منهم فيما روي عنهم من الفتيا رضي الله عنهم أم سلمة أم المؤمنين، أنس بن مالك، أبو سعيد الخدري، أبو هريرة، عثمان بن عفان، عبد الله بن عمرو بن العاص، عبد الله بن الزبير، أبو موسى الأشعري، سعد بن أبي وقاص، سلمان الفارسي، جابر بن عبد الله، معاذ بن جبل، وأبو بكر الصديق. فهم ثلاثة عشر فقط. يمكن أن يجمع من فتيا كل امرئ منهم جزء صغير جداً ويضاف أيضاً إليهم طلحة، الزبير، عبد الرحمن بن عوف، عمران بن الحصين، أبو بكرة، عبادة بن الصامت، معاوية بن أبي سفيان.
والباقون منهم مقلون في الفتيا لا يروي الواحد منهم إلا المسألة والمسألتان والزيادة اليسيرة على ذلك فقط يمكن أن يجمع من فتيا جميعهم جزء صغير فقط بعد التقصي والبحث وهم رضي الله عنهم .. ".وذكر أسمائهم.
أقول وكانوا أيضا يتدافعون الفتيا ورعاً وخوفاً من الله.
عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال: " لقد رأيت ثلاثمائة من أهل بدر ما منهم من أحد إلا وهو يحب أن يكفيه صاحبه الفتوى " رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/ 349) بسند صحيح
وروى الإمام ابن المبارك (19) في الزهد بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "أدركت عشرين ومائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أراه قال في هذا المسجد فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث ولا مفت إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا".
وروى أيضاً في الزهد (18) بسند صحيح أن ابن عمر رضى الله عنه , سئل عن شيء " , فقال: " لا أدري " , ثم أتبعها , فقال: " أتريدون أن تجعلوا ظهورنا لكم جسورا في جهنم , أن تقولوا أفتانا ابن عمر بهذا "
هذا شأن الصحابة وكذلك من أتى من بعدهم من أهل العلم والفضل المشهود لهم بالإمامة في العلم والدين.
فهذا الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة يقول: " ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك "رواه الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/ 324) بسند صحيح.
وهذا إمام أهل السنة والجماعة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، قيل له:: " يا أبا عبد الله: كم يكفي الرجل من الحديث حتى يمكنه أن يفتي؟ يكفيه مائة ألف؟ , قال: لا , قيل: مائتا ألف؟ قال: لا , قيل: ثلاثمائة ألف؟ قال: لا , قيل: أربعمائة ألف؟ قال: لا , قيل: خمسمائة ألف؟ قال: أرجو " الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/ 349)
وهذا ابنه عبد الله يقول عنه:"كنت أسمع أبي كثيراً يسأل عن المسائل فيقول لا أدري وذلك إذا كانت مسألة فيها اختلاف وكثير مما كان يقول سل غيري فإن قيل له من نسأل يقول سلوا العلماء ولا يكاد يسمي رجلاً بعينه" مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله (438)
وكثيراً ما كنت أسمع شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله إلى قبيل وفاته إذا سئل عن مسألة يقول:"محل نظر، محل بحث"!
أقول وفي هذا رسالة لكل من تزبب قبل أن يحصرم، وطار قبل أن يريش فإلى الله المشتكى.
قال ابن حمدان في صفة الفتوى (14): "عظم أمر الفتوى وخطرها وقل أهلها ومن يخاف إثمها وخطرها وأقدم عليها الحمقى والجهال ورضوا فيها بالقيل والقال واغتروا بالإمهال والإهمال واكتفوا بزعمهم أنهم من العدد بلا عدد وليس معهم بأهليتهم خط أحد واحتجوا باستمرار حالهم في المدد بلا مدد وغرهم في الدنيا كثرة الأمن والسلامة وقلة الإنكار والملامة"
وما أحوج هؤلاء لمن يأخذ على أيديهم ويحتسب في منعهم وزجرهم حتى لا يقولوا على الله بغير علم.
قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن:"ولبعض من يفتي ههنا أحق بالسجن من السراق".رواه الإمام ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 201)
وقد كان الإمام ابن تيمية رحمه الله شديد الإنكار على من يفتي وهو ليس بأهل. قال الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين (4/ 237) سمعته يقول قال لي بعض هؤلاء: أجعلت محتسبا على الفتوى؟ َ! فقلت له:يكون على الخبازين والطباخين محتسب ولا يكون على الفتوى محتسب.
قال الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/ 324):"ينبغي لإمام المسلمين أن يتصفح أحوال المفتين , فمن كان يصلح للفتوى أقره عليها , ومن لم يكن من أهلها منعه منها , وتقدم إليه بأن لا يتعرض لها وأوعده بالعقوبة , إن لم ينته عنها، وقد كان الخلفاء من بني أمية ينصبون للفتوى بمكة في أيام الموسم قوما يعينونهم , ويأمرون بأن لا يستفتى غيرهم"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/208)
وهناك من يفتي بفتاوى لها حظ من النظر والصواب وقال بها بعض أهل التحقيق من أهل العلم ولكن قد تفهم على غير فهمها وتحمل مالا تحتمل فيكون السكوت عنها به أجمل وأليق .. فليس كل ما يعلم يقال.
وقد بوب الإمام البخاري في صحيحة باب "مَنْ خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْمًا دُونَ قَوْمٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ لاَ يَفْهَمُوا".وروى عن عَلِيٌّ رضى الله عنه (127) أنه قال:"حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ".
وروى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن عَبْد اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رضى الله عنه قَالَ:"مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لاَ تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلاَّ كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً".
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري لابن حجر (1/ 203):"وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ الْمُتَشَابِه لَا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَر عِنْد الْعَامَّة. وَمِثْله قَوْل اِبْن مَسْعُود: " مَا أَنْتَ مُحَدِّثًا قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغهُ عُقُولهمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَة " رَوَاهُ مُسْلِم. وَمِمَّنْ كَرِهَ التَّحْدِيث بِبَعْضٍ دُون بَعْض أَحْمَد فِي الْأَحَادِيث الَّتِي ظَاهِرهَا الْخُرُوج عَلَى السُّلْطَان، وَمَالِك فِي أَحَادِيث الصِّفَات، وَأَبُو يُوسُف فِي الْغَرَائِب، وَمِنْ قَبْلهمْ أَبُو هُرَيْرَة كَمَا تَقَدَّمَ عَنْهُ فِي الْجِرَابَيْنِ وَأَنَّ الْمُرَاد مَا يَقَع مِنْ الْفِتَن، وَنَحْوه عَنْ حُذَيْفَة وَعَنْ الْحَسَن أَنَّهُ أَنْكَرَ تَحْدِيث أَنَس لِلْحَجَّاجِ بِقِصَّةِ الْعُرَنِيِّينَ لِأَنَّهُ اِتَّخَذَهَا وَسِيلَة إِلَى مَا كَانَ يَعْتَمِدهُ مِنْ الْمُبَالَغَة فِي سَفْك الدِّمَاء بِتَأْوِيلِهِ الْوَاهِي، وَضَابِط ذَلِكَ أَنْ يَكُون ظَاهِر الْحَدِيث يُقَوِّي الْبِدْعَة وَظَاهِره فِي الْأَصْل غَيْر مُرَاد، فَالْإِمْسَاك عَنْهُ عِنْد مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِ الْأَخْذ بِظَاهِرِهِ مَطْلُوب".
وقد كان السلف الصالح يمسكون عن الحديث والفتوى عند خشية اللبس أو عدم الفهم!
قال ابن شبرمة: " إن من المسائل مسائل لا يجمل بالسائل أن يسأل عنها ولا بالمسئول أن يجيب ".رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 91)
وانظر في هذا التعليق النفيس للحافظ الذهبي عَلى حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ:" حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وِعَاءَيْنِ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ". في سير أعلام النبلاء (2/ 597) (10/ 603).
وانظر لزاماً ترجمة الإمام وكيع بن الجراح في سير أعلام النبلاء (17/ 166) والمحنة التي حصلت له وكادت تذهب فيها نفسه!
وختاماً أقول لقد تكلم في العلم، وأفتى الناس من لو أمسك عن الفتيا وعن بعض ما تكلم فيه لكان الإمساك أولى به، وأقرب لسلامة له،فا للهم إنا نشكوا إليك هذا الغثاء.
وأمثال هؤلاء المتخبطون ينبغي منعهم بل يجب،فالحجر لاستصلاح الأديان, أولى من الحجر لاستصلاح الأموال والأبدان، والله المستعان.
كتبه
الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية
سعد بن ضيدان السبيعي
s-subaei@hotmail.com
21/6/1431 هـ(128/209)
فيما يتعلق بفتوى الشيخ عادل الكلباني حول الغناء
ـ[مبارك محمد المري]ــــــــ[23 - 06 - 10, 07:32 م]ـ
كتب الشيخ السعيدي:
فيما يتعلق بفتوى الشيخ عادل الكلباني إباحة كافة صنوف الغناء , فإنني أقول: بغض النظر عما لهذه الفتوى من أصول في فقه السلف أو عدم وجود أصول لها , فإن الشيخ عادل ليس ممن تؤخذ منه الفتوى , فهو حتى هذه السن من عمره نسأل الله تعالى أن يمد فيه بطاعته لم يعرف عنه الفقه ولم يشتهر بالفتوى ولا يعلم الناس عنه سوى كونه إماما لمسجد من مساجد الرياض ..
وتولى فترة من الزمن الصلاة بالناس في الحرم المكي , ومجرد الإمامة ليست مؤهلا للفتوى ولاسيما الفتوى التي تعلن على الملأ وتتخذ شكل التعميم , فمجرد الفتوى لا تقبل من أمثاله ممن بلغوا هذا السن ولم يعهد لهم سابقة في الفتيا المنقولة (أي الناتجة عن تقليد) , فما بلك به اليوم وهو يفتي في قضية يخالف فيها الأئمة الأربعة وجماهير السلف , مثل هذا لا يمكن للمسلم أن يأخذ عنه دينه , وقد جاء في الأثر: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم , وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتدافعون الفتيا في الأمور التي فيها نص خوفا من التقدم بين يدي الله تعالى وإحلال ماحرم أو تحريم ما أحل وهم من هم في العلم وقرب العهد برسول الله صلى الله عليه وسلم , فكيف بنا اليوم ونحن نجد من أمثال هذا الشيخ من يتجرأ بمخالفة جماهير الأمة دون أن يعرف له سابقة في الفتيا وتزكية العلماء له.
وكي أبين للقارئ الكريم أقول له إن جميع الأئمة من السلف رحمهم الله يقولون بتحريم الغناء وحكاه بعضهم إجماعا مثل ابن الصلاح وابن حجر الهيتمي الذي ألف كتابا مستقلا في ذلك , وكل من ينقل عنهم إباحة الغناء ففي النقل عنهم نظر , ومن هؤلاء عبدالله بن جعفر رضي الله عنه ينقل بعض القصاص كأبي الفرج الأصفهاني وغيره عنه إباحة الغناء ولم يثبت ذلك , ولو ثبت فهو عمل صحابي وعمل الصحابي ليس حجة عند جميع العلماء وإنما اختلف العلماء في قول الصحابي هل هو حجة أم لا , أما عمله فالكل متفق على أنهم رضي الله عنهم يصيبون ويخطئون وليس عملهم حجة على غيرهم , وقال بعض الحنفية إن عمل الصحابي في مخالفة روايته يرد روايته وليس هذا مما يتعلق بهذا الباب.
أما ابن حزم رحمه الله والذي يتعلق الكثيرون بإباحته للغناء , فالجواب عنه أن ابن حزم رحمه الله تعالى نقل الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريم الغناء وهو قوله صلى الله عليه وسلم (يأت على الناس زمان يستحلون الحر والحرير والمعزف) فقال بعد روايته له: ولو صح هذا الحديث لقلنا به.
وهذا يدل على أن ابن حزم يرى صحة وجه الدلالة من الحديث المذكور على تحريم الموسيقى , وبذلك يتأكد لنا أن وجه الاستدلال من الحديث على التحريم لا خلاف فيه لكن الخلاف في صحته بين ابن ابن حزم والجمهور وقد تأكدت صحته من خلال دراسات العلماء الذين هم أغزر علما من ابن حزم في مجال الحديث وآخرهم الحافظ ابن حجر في كتابه تغليق التعليق.
فإذا تحققت صحة الحديث فالمسلم لا يحتاج لينكف عما نهاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أحاديث أو عشرين , بل حديث واحد يكفي كي نطيع رسول ربنا.
ومن يستمع إلى الغناء وهو يعلم بتحريمها أحسن حالا ممن يستمع إليها وهو يعلم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه في النهي عنها ثم ينكر حرمتها , وعليه أنصح المسلمين أن لا يأخذوا دينهم إلا ممن عرف عنهم الفتوى وعدم تتبع الشذوذات من فتاوى العلماء.
وقد سردت شروط من تؤخذ عنه الفتوى في مقالي في جريدة المدينة والمعنون بـ أما أنا فأرى , فلعل القارئ يرجع إليه في موقعي أو موقع جريدة المدينة أو أي موقع آخر نقل هذا المقال.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:21 ص]ـ
الله المستعان ...
طار ولمّا يريش ... كما قال (الذهبي).
لم نعهده إلا قارئًا، وإذا به اليوم مفتيًا؟!!
لا حول ولا قوة إلا بالله.
إليكم كتاب ابن القيّم: الكلام على مسألة السماع ( http://ia311333.us.archive.org/0/items/masalt_ghina/Al-Kalaam.pdf)
وهو في الرد على من أجاز الغناء، وفيه من الأدلة ما تقر به عيون أهل السنة.
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:24 ص]ـ
كتب الشيخ السعيدي:
وكل من ينقل عنهم إباحة الغناء ففي النقل عنهم نظر , ومن هؤلاء عبدالله بن جعفر رضي الله عنه ينقل بعض القصاص كأبي الفرج الأصفهاني وغيره عنه إباحة الغناء ولم يثبت ذلك , ولو ثبت فهو عمل صحابي وعمل الصحابي ليس حجة عند جميع العلماء وإنما اختلف العلماء في قول الصحابي هل هو حجة أم لا , أما عمله فالكل متفق على أنهم رضي الله عنهم يصيبون ويخطئون وليس عملهم حجة على غيرهم , وقال بعض الحنفية إن عمل الصحابي في مخالفة روايته يرد روايته وليس هذا مما يتعلق بهذا الباب.
.
لو ثبت كيف يكون عمل صحابي؟ أليس مذهب الصحابي قولا له، وهل المراد بكونه فعلا أنه مارس الغناء؟ أرجو التوضيح؛ فإني لا أفهم ما هذا الكلام ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/210)
ـ[مبارك محمد المري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 10:13 ص]ـ
أخي الفاضل ابو ابراهيم الجنوبي حفظه الله تعالى،
قول الصحابي يكون مذهبا له ولايكون حجة الا اذا لم يخالفه غيره من الصحابة وهو ما يسمى بالإجماع السكوتي.
اما إن خالفه غيره فيكون مذهبا له ولغيره ممن اتبعه، كما أن الصحابي نفسه يجوز له أن يخالف فعله قوله (كأن يقول قولا ثم يتبين له الحق فيرجع عن القول الأول الى قول آخر يرى أنه الحق)
أما فعل الصحابي فالصحابة يخطئون ويصيبون وليسوا معصومون إنما الحجة في القول لأنه إذا قال قولا في مسألة شرعيه إنما هو يقول قولا يسنده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم او مما فهمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم او سمعه من كبار الصحابه أما فعله فأمر خاص به فهو من البشر يعتريه مايعتري البشر ولذا فالقول من الصحابي حجة إذا لم يخالفه احد من الصحابة ويعتبر اجماعا سكوتيا او أن يخالفه صحابي او اكثر فيكون قول الصحابي هنا مذهبا له فإن علم أن فعله خالف قوله هذا علمنا انه رجع عنه، وإليك مايلي:
1 - قول الصحابي وقول التابعي كلاهما يطلق عليه اسم "الموقوف" ولكنهما يفترقان من حيث أن هذا الإطلاق ينصرف مباشرة ً إلى قول الصحابي من غير قيد بخلاف قول التابعي فلا يطلق عليه اسم "الموقوف" إلا مقيداً، فيقال موقوف على فلان. كما أنهما يفترقان من جوانب أخرى كقوة الاجتهاد والخيرية والعدالة في صاحب القول.
2 - الصحابي عند الأصوليين يختلف مفهومه عن الصحابي عند المحدثين بناءً على تعريفه عند كل منهما، فعلماء الأصول نظروا إلى اعتبار الفهم لما تدل عليه النصوص، أي نظروا إلى فقه الصحابي وهذا لا يحصل إلا بطول ملازمة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، بخلاف علماء الحديث، الذين يحرصون على جانب الرواية وهذا يحصل بمجرد لقاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مرة واحدة، فلا يشترطون الملازمة.
3 - لا يجمع بين أقوال الصحابة إذا اختلفت فلا ننزل المطلق على المقيد ولا نخصص العام بالخاص، ولا نأول ما يحتمل وهذا بخلاف اختلاف الحديث فإنه يجمع بين الأحاديث بطرق الجمع المذكورة، كما أن أقوال الصحابة إذا اختلفت لا ينسخ المتأخر منها المتقدم بخلاف اختلاف الحديث فيخضع للنسخ.
4 - من أهم الفروق بين قول الصحابي إذا لم يعرف له مخالف وإجماع الصحابة السكوتي أن الإجماع السكوتي إذا انعقد وثبت كان إجماعاً يجب إتباعه وتحرم مخالفته بخلاف قول الصحابي فإنه يحل للصحابي نفسه أن يخالف ما قاله، وهذا يجعل قوله غير حجة بعد الرجوع عنه.
5 - قول الصحابي فيما لا يكون للرأي فيه مجال هو من قبيل التوقيف، وهو في حكم المرفوع إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بخلاف قول الصحابي فيما لا يكون للرأي فيه مجال فهو من قبيل الاجتهاد.
وبينهما وجوه فرق أخرى من حيث الحجية على الصحابة، ونطاق كل منهما، والاعتبار عند تعارض الأخبار
6 - قول الصحابي كفعله صادرٌ عنه غير أن القول يتميز عن الفعل من حيث قوة الدلالة في البيان.
7 - أجمع العلماء على أن قول الصحابي إذا خالفه صحابي آخر ليس بحجة بخلاف قول الصحابي إذا لم يعرف له مخالف فهو حجة.
8 - عمل أهل المدينة ينقسم إلى نقلي واجتهادي وكلاهما حجة عند الإمام مالك.
ويفترق عمل أهل المدينة النقلي عن قول الصحابي من حيث أن قول الصحابي مختلف في الاحتجاج به بخلاف عمل أهل المدينة النقلي فمتفق على الاحتجاج به.
وعند الإمام مالك قول الصحابي حجة بخلاف عمل أهل المدينة الاجتهادي فليس بحجة عنده.
أخي الفاضل ارجو أنني قد بينت لك الفرق بين فعل الصحابي وقوله.
ـ[أم المنذر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 07:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
نسأل الله ان يهدي الشيخ عادل ويرده للحق!
ويجزي الشيخ السعيدي خيرا.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:20 ص]ـ
رأيت بعد هذه الفتوى أناس يقتدى بهم على مابهم من صلاح وتقوى يستأنسون لما قال الشيخ بل تهاونوا على فور بسماع الغناء بعد حفظ القرآن ..
ورأيت أناس عوام لا يعلمون من العلم شيئا قد تمعرت وجوههم من هذه الفتوى بل أنكروا على آخرين ..
فقلت سبحان الله اللهم أجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر ..
وقد يورد علي تسأول عند كل بلية رأيتها في المملكة من الجامعة والغناء والإختلاط هل حرب العلمانية إلى هذه الدرجة شديد!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/211)
اللهم ثبتهم على الحق وأعن علمائنا على رد الباطل إنك جواد كريم إنها رزية وأي رزية والله المستعان.
ـ[أبو ياسر الجنوبي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:09 ص]ـ
أفتى الشيخ المحدث خالد الهويسين بعدم جواز الصلاة خلف الكلباني حتى يتوب ..
سمعتها من الشيخ بنفسي ..
الله المستعان و لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[25 - 06 - 10, 10:27 ص]ـ
أفتى الشيخ المحدث خالد الهويسين بعدم جواز الصلاة خلف الكلباني حتى يتوب ..
سمعتها من الشيخ بنفسي ..
الله المستعان و لا حول ولا قوة إلا بالله ..
الي هذا الحد سبحان الله
لا يوجد لأحد عصمة
ثم هو قال هذا رأيه الشخصي نعم يرد عليه لكن ليس الي هذا الحد
ولم يفتي به وانما قال هذا هو رأيه الشخصي
ولم يحث الناس علي سماع الأغاني وانما قال ليس عنده دليل يدل علي حرمة ولا يحث الناس عليه
الغناء مع المعازف
اخطي ولكن صاحب قرأن نعم ليس هو صاحب فتوي ونعتب عليه ابداء رأيه في التلفزيون حيث يتضرر به طائفة من العوام
لكن لا تعينوا علي اخيكم الشيطان
ثم لماذا كل هذه الشدة عليه
ويجدر الأنتباه
ان الشيخ الكلباني يستدل بفتوي المفتي
واتخذ الي ذللك ذريعة الي رأيه
ووضع في موقعه رابطا
حيث يجيزالمفتي حفظه الله الموسيقى العسكرية ولا ادري هل تراجع ام لا
والموسيقة العسكرية فيها معازف!!
يقول فيها سماحة المفتي ان نغماتها لا يوجد فيها لذة!
وهل اصبح اللذة هو العلة التي يحرم فيها الموسيقية ام لا
http://aalkalbani.com/show_audio-14.html#
فلماذا لا يرد احد علي قول المفتي اجلكم الله
ففي جوازه الموسيقى العسكرية وتحريمه لغيره من المعازف
لم يقل بهذا القول لا ابن حزم ولا غيره
لأن مذهب المفتي اما ثلاثة:
يحرم الموسيقي الغناء مع المعازف بلا استثاء وهذا جمهور العلماء خلافا لأبن حزم
يحرم الغناء بالمعازف ويجيز الموسقي العسكرية لم يقل به احد حتي ابن حزم
يحلل الغناء بالمعازف مع الموسيقي العسكرية وهو رأي ابن حزم وغيره ولم
لم ياخذ به العلماء (قول شاذ يميل اليه الكلباني)
لأن الكلباني له موقع وأري ان تكتبوه له رسالة طيبة ينصح فيها ولعله يستجيب لكم
ـ[مسلم الخولاني]ــــــــ[25 - 06 - 10, 02:27 م]ـ
قد ضل في فتواه يا إخواني ... فلتحذروا من عادل الكلباني
أفتى بما يصبي القلوب جهالة .... إن الغناء رسائل الشيطان
يسقي النفاق بكل قلب مبتلى ... فيصير قلب المدنف الحيران
ويعود مجتمع الطهارة سافلا .... وتعود كل الطاهرات زواني
قد جاءنا القرآن كي نحيا به ....... ونميت أسباب الهوى الشيطاني
قل للإمام إذا تعلق بالغناء ........ ماذا تركت لفاجر شهواني؟!
حب القرآن وحب ألحان الغنا ..... في كل قلب ليس يجتمعان
عجبا تحب وتعشق النغمات ما .... ينهاك حفظك سورة الفرقان؟
تب أيها العبد الذليل تقربا ......... فالله ذو عفو وذو غفران
ذا شهر خير فاغتنم نفحاته ....... قد جاءنا بالبشر والإحسان
سد الذرائع من مقاصد ديننا ........ فاستفت قلبك قبل قول فلان
إن التلبس والتخبط والخنا ..... والشر في (خمر) وفي ألحاان
وكلاهما يفضي لفاحشة الزنى ..... والموبقات نهاية الخسران
النار فيها يخلد الزاني مع ........... الزنديق والكفار في النيران
يا بؤس من جافى طريق محمد ....... وطريق كل موفق رباني
الراسخون بعلمهم أهل التقى ..... وجبال علم جمة العرفان
إن باز شيخنا وإمامنا .... . وابن العثيمين الإمام الثاني
وابن الغديان الذي قد شيعوا ............ لله حبر لف في الأكفان
والشيخ صالح لا عدمنا صوته .... الفوزان أعني العالم الرباني
والشيخ ناصر سنة أكرم به .... أعني بذاك إمامنا الألباني
وكبار أهل العلم في أرض الهدى ........ يفتون عن علم وعن رجحان
لا عن هوى أو حب معرفة لهم ........ أو خوف شخص أو بلوغ أماني
بعض الورى صاروا مهازل في الورى ....... فتوى (بها مس من الطوفان)
فكأن إبليس اللعين يبثها ...... في كل قلب مغرم ولهان
الحمد لله الكريم بفضله .......... بالحق يدمغ سائر البطلان
صلى الكريم على الحبيب محمد ....... ما مر ذكر المصطفى بلسان
أسأل الله أن يرد الجميع إلى جادة الطريق
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:08 م]ـ
هل يصلى خلف مستحل الذنب المجمع عليه؟ عن علم وكتم لحديث البخاري؟ مجرد سؤال فقط
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 04:01 م]ـ
أفتى الشيخ المحدث خالد الهويسين بعدم جواز الصلاة خلف الكلباني حتى يتوب ..
سمعتها من الشيخ بنفسي ..
الله المستعان و لا حول ولا قوة إلا بالله ..
قال صلى الله عليه وسلم: صل خلف كل بر و فاجر
ـ[أبوعبدالله الحودي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 06:13 م]ـ
أفتى الشيخ المحدث خالد الهويسين بعدم جواز الصلاة خلف الكلباني حتى يتوب ..
سمعتها من الشيخ بنفسي ..
الله المستعان و لا حول ولا قوة إلا بالله ..
عزيزي الجنوبي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكلت علىّ هذه الفتوى وهي عدم جواز الصلاة خلف الكلباني حتى يتوب
فسألت الشيخ خالد بن عبدالعزيز الهويسين
هذا اليوم الجمعة عصراً 13 / رجب/ 1431 هـ عن هذه الفتوى
فقال ليست العبارة هكذا: (عدم جواز الصلاة)
فكتب لي العبارة الصحيحة وهي:
(لا يُصلى الصلاة خلفه حتى يتوب وليس معنى هذا أنها لا تصح الصلاة خلفه بل تصح
ولكن من باب الردع والتأديب)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/212)
ـ[ابو صالح حمود]ــــــــ[26 - 06 - 10, 12:25 ص]ـ
نسال الله السلامة
ـ[عبدالرحمن آل منصور]ــــــــ[26 - 06 - 10, 01:34 ص]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله عادل الكلباني أفتى بجواز الغناء من قديم ولكن لم تظهر هذه الفتوى الا في هذه الأيام ولا أعلم مالمغزى من ظهور هذه الفتوى في هذا الوقت اللذي كثر فيه الفساد والإباحة إنا لله وإنا إليه راجعون وبارك الله في مسلم الخولاني أبياته جميلة قوية.
ـ[أبو ياسر الجنوبي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 01:51 ص]ـ
عزيزي الجنوبي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكلت علىّ هذه الفتوى وهي عدم جواز الصلاة خلف الكلباني حتى يتوب
فسألت الشيخ خالد بن عبدالعزيز الهويسين
هذا اليوم الجمعة عصراً 13 / رجب/ 1431 هـ عن هذه الفتوى
فقال ليست العبارة هكذا: (عدم جواز الصلاة)
فكتب لي العبارة الصحيحة وهي:
(لا يُصلى الصلاة خلفه حتى يتوب وليس معنى هذا أنها لا تصح الصلاة خلفه بل تصح
ولكن من باب الردع والتأديب)
أخي الغالي أبو عبدالله الحودي .. جزاك الله خير الجزاء على سؤال الشيخ و توضيح المفهوم .. ولعلي وهمت في لفظة عدم الجواز .. رفع الله قدرك ..
ونسأل الله أن يوفقنا وإياك للعمل الصالح ..
ـ[أبو البهاء]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:15 ص]ـ
ألا يرى الإخوة أن من المفارقات:
أن رئيس الهيئة >>> يفتي بجواز الاختلاط!!
وأن قارئ القرآن >>> يفتي بجواز الغناء!!
والجامع بينهم أن أول ظهورهم كمفتين يكون في كبار المسائل ومخالفة لكبار العلماء
لقد هزلت حتى بدا من هزالها = كلاها وحتى سامها كل مفلس
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:19 ص]ـ
بارك الله فيكم
نسأل الله أن يهدي الشيخ عادل
ـ[إبراهيم الفقيه السريحي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:21 ص]ـ
نسأل الله أن يهدي الشيخ للصواب.
ويا إخوان نسأل الله أن يعصمنا من الزلل فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة
ـ[عبد الحميد بن محمد الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 04:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله قال تعالى ستكتب شهادتهم ويسئلون اتق الله ياكلباني وارجع الى الحق فان الرجوع الى الحق فضيلة والشيء المحير كثيرا هو انك مقرئ وصليت بالناس في الحرم وبكيت وأبكيت وكانت لك خطبة جمعة في يوم من الايام في تحريم الغناء فما الذي دهاك اليوم
ـ[صالح علي سالم]ــــــــ[26 - 06 - 10, 07:00 ص]ـ
لو ثبت كيف يكون عمل صحابي؟ أليس مذهب الصحابي قولا له، وهل المراد بكونه فعلا أنه مارس الغناء؟ أرجو التوضيح؛ فإني لا أفهم ما هذا الكلام ..
لعل هذا الرابط يفيدك
http://www.al-sunan.com/vb/showthread.php?t=7124
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[26 - 06 - 10, 07:12 ص]ـ
نسأل الله أن يعصمنا من الزلل فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة(128/213)
ما حكم الذكر الفردي وفتح الميكرفون قبل المغرب؟
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[23 - 06 - 10, 08:46 م]ـ
بسم الله:
أحد كبار السن عندنا يذكر الله قبل المغرب وحده ويهلل ويسبح في المسجد ويفتح الميكرفون
فأتى إليه البعض فلامه وقالوا له إنها بدعة فما رأيكم؟!
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:50 م]ـ
هل من مجيب أو ناقل فتوى أو ناصح أو رافع للموضوع:)؟(128/214)
هل من معلومة بخصوص كلية الدراسات الإسلامية بسراييفو في البوسنة
ـ[جمعة العيد]ــــــــ[23 - 06 - 10, 09:25 م]ـ
السلام عليكم إخوتي الكرام. من منكم يعرف كلية الدراسات الاسلامية في البوسنة، فأنا أريد أن أسجل فيها بحث الدكتوراه في الدراسات الاسلامية،ولكن لم أحصل على أي معلومة بخصوص هذه الجامعة، علمت أن البوسنة بلد مسلم وفي أهله الخير الكثير، فهل من أخ يفيدني بشيء في ذلك الأمر، أو يعرف أحد الأخوة من البوسنة، ولقد سمعت أن في الأردن وكذلك في السعودية يوجد بعض الطلاب من البوسنة، أتمنى أن أتعرف على أحدهم قبل الذهاب إلى هناك. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا،
ـ[أم تميم الجزائرية]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:07 ص]ـ
أنا أيضا يهمني الأمر، فهل من مرشد
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:41 ص]ـ
هل أنت في مصر؟
لأني أعرف أخا بوسنيا في مصر
ـ[جمعة العيد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:57 م]ـ
أخي أبو محمد: السلام عليكم، أنا من ليبيا، ولكن ليس لدي أي مشكلة إن كان في مصر، الرجاء مساعدتي ولك مني الدعاء وبارك الله فيك، أتمنى أن تراسلني وتعطيني رقم هاتفك أو هاتف الأخ من البوسنة حتى أتصل به.(128/215)
هل الاصرار على اللمم يمنع اجابة الدعاء؟
ـ[أم ديالى]ــــــــ[24 - 06 - 10, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام
هل الاصرار على اللمم من الذنوب يحرم العبد اجابة الدعاء رغم ان العبد يحافظ على الفرائض ويتبعها بالنوافل من صدقة وقيام وصيام واحسان للخلق؟ ويتحرى اوقات الاجابة في الدعاء ويتلزم آدابه ..
ـ[أم ديالى]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:49 ص]ـ
يرفع لعل هناك من يجيب بارك الله فيكم(128/216)
سؤال مستعجل: أخ نذر أن يذبح إذا نال البكالريوس فهل يجوز له أن يشتري لحم؟؟
ـ[أبوسعيد الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال مستعجل
أخ نذر أن يذبح إذا نال البكالريوس فهل يجوز له أن يشتري لحم؟؟
وجزاكم الله خير
ـ[أبوبندر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 01:53 ص]ـ
شراء اللحم لايعد وفاء بنذره بل المقصود إراقة الدم تقربا إلى الله حتى يتحقق الوفاء والله أعلم
ـ[أبوسعيد الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:21 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل
وجدت سؤال مشابها في موقع إسلام ويب و نقلتها للفائدة
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي هل يجوز لمن نذر ذبح خروف والتصدق به للفقراء والمحتاجين أن يشتري هذا الخروف أو الذبيحة من المسلخ مذبوحة (الناذر لم يقم بفعل الذبح، الذبيحة ناقصة أجزاء منها كالرأس والأحشاء والجلد)، وفي حال جواز هذا الأمر وبسبب ضيق الحال هل يجوز له الإيفاء ب نصف نصف أي نصف ذبيحة كل فترة (العدد الذي تم النذر به كبير نسبيا)
لكم جزيل الشكر ..
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على هذا الشخص أن يفي بنذره وفقا لما التزم به، فإذا التزم ذبح خروف لزمه ذلك، ولا يجزئه أن يشتري خروفا مذبوحا لأن حقيقة ما يفعل حينئذ هو شراء لحم وليس ذبح خروف.
ويلزم هذا الشخص الوفاء بالنذر متى ما تيسر له ذلك إن لم يحدد وقتا معينا، فإن عجز عن الوفاء به عجزا مستمرا لزمته كفارة يمين، وراجع الفتوى رقم: 3274.
والله أعلم.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:58 م]ـ
الأصل فيمن ذر فعلا أن يفعله بنفسه، وحينئذ يسمى فاعلا له حقيقة، أما إن أمر غيره بفعله فإنه يسمى فاعلا على سبيل المجاز، فمن نذر أن يذبح وذبح هو بنفسه فلا إشكال أنه قد وفى بنذره، ولو أمر غيره بالذبح فإنه يعد موفيا بالنذر إذا كان قد نوى هذا المعنى عند نذره، فإن لم تكن له نية أو نسيها رجعنا إلى الحقيقة.
أما شراء لحم من سوق فلا يعد ذبحا لا حقيقة ولا مجازا، ولو فعله لم يكون موفيا بالنذر، والله أعلم.(128/217)
حياة الانبياء في قبورهم
ـ[محمد هاشم السندي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ايها السادة افيدونا في هذا القول - ما صحة قول ابن عقيل الحنبلي في حياة الانبياء بانهم يضاجعون ازواجهم في قبورهم نقل هذالقول الزرقاني ما صحته وما هي اقوال العلماء له وعليه
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:34 ص]ـ
هذا من باطل القول ...
وليس مع القائل به دليل معتمد لامن الكتاب ولا من السنة ...
وإنما الصحيح الثابت قول النبي صلى الله عليه وسلم:" الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " أنظر (السلسلة الصحيحة) (621).
وقال صلى الله عليه وسلم:" مررت ليلة أسري بي على موسى فرأيته قائما يصلي في قبره" رواه مسلم.
فلم يرد في الأحاديث سوى ذكر (الصلاة)؛ ووجّهه العلماء: بأنه من نعيم القبر الذي ينعّمون به حيث يناجون ربهم فيها فيصلهم الله بأصناف النعيم الذي اعدّه لهم، فهي صلاة تنعّم لا صلاة تكليف.
ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" أحياء في قبورهم" ظن هؤلاء أنها كحياة الدنيا وأن الإنسان يحتاج فيها إلى المنكوح؛ فقالوا ما قالوا؟!!
والصواب: أن حياة البرزخ لا تقاس بحياة الدنيا، وأنها من الغيب الذي لا يجوز فيه القول بالمقاييس والحدس والخرص والظن، وأن الواجب الوقوف فيها عند ما ثبت عن المصطفى عليه الصلاة والسلام.
وهل جرّ القبوريين إلى الشرك بالموتى إلا أمثال هذه الأقيسة والأفهام المغلوطة للأحاديث النبوية حتى زعموا أنهم إنما يطلبون من أحياء لا أموات، وأن الإستعانة بهم جائزة، ولا فرق بين حياتهم وموتهم؟!!
ـ[محمد هاشم السندي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:43 ص]ـ
بارك الله فيك يا اخي لكنني اريد من الرد على هذاالقول من المتقدمين؟ من الممكن ان انكر او اقر هذا بطبيعتي لكنني ابحث من الرد من العلماء المشهورين
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:32 ص]ـ
يعني يا أخ محمد لازم الرد يكون من المتقدمين إذا كان الجواب كافي وشافي كرد الأخ العنزي يجب أن نأخذ به بارك الله فيك
ـ[محمد هاشم السندي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 08:49 م]ـ
نعم يا اخي لأن الخصم يدعي بانكم اتيتم بهذه العقيدة فقط والقدماء كانوا على عقيدتهم فلا بد من النصوص الدالة على ان العلماء ردوا قول ابن عقيل
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 11:55 م]ـ
الأصل أن البيّنة على المدّعي، وليست على النافي؟!!
فأين بيّنة من قال بذاك القول؟! أمن كتابٍ؟! أم من سنةٍ؟! أم قول سلفٍ صالحين؟!
فإن عدم فلا يحل القول في دين الله بلا سلف.(128/218)
ما حكم هذ المقولة
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 10:57 ص]ـ
سمعت أحدهم يقول: اللهم صلي على كامل النور , فما حكم ذ المقولة؟(128/219)
صلاة الفريضة عند غلبة النوم
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك مسألة لم أجد فيها بيانا شافيا الى الآن وهي
قياس الصلاة (صلاة الفريضة) عند غلبة النوم وقلة التركيز وكذلك الارهاق الشديد الذي يؤدي بصاحبه الى عدم
الفهم في صلاته - قياسا - على الصلاة عند حضور الطعام أو مدافعة الأخبثين واذكر ان لم اكن واهما اني سمعت
مثل هذا من الشيخ محمد المختار الشنقيطي في احد اشرطته والله اعلم , والذي أميل اليه هو انه قياس سائغ
لاشتراك العلة وهي دفع الشواغل عن الصلاة.
واطلب من الأخوة بارك الله فيهم ممن عنده أثارة من علم في هذه المسألة مزيدا من التوضيح والبيان
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 05:29 م]ـ
أعظم شروط الصلاة هو الوقت، حتى إن العلماء يرخصون في بعض الأركان والشروط في مقابل الوقت؛ فمثلاً:
لو كان عريانًا ولا يستطيع ستر العورة إلا بعد خروج الوقت، فإنه يصلي في الوقت عريانًا.
وكذا إذا عدم الماء في الوقت، وأمكنه الوضوء بعد خروج الوقت، فإنه يتيمم ويصلي ولا ينتظر الماء.
وكذا إذا لم يمكنه العلم باتجاه القبلة إلا بعد خروج الوقت؛ فإنه يصلي مجتهدًا ولا يتنظر حتى يخرج الوقت.
و .. و ..
وأعظمها دليلاً صلاة الخوف؛ فإنها تكون مع اختلال كثير من الأركان والواجبات، ولا يجوز تأخير الصلاة حتى يصليها مطمئنًا.(128/220)
حكم الصلاة عند غلبة النوم
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك مسألة لم أجد فيها بيانا شافيا الى الآن وهي
قياس الصلاة (صلاة الفريضة) عند غلبة النوم وقلة التركيز وكذلك الارهاق الشديد الذي يؤدي بصاحبه الى عدم
الفهم في صلاته - قياسا - على الصلاة عند حضور الطعام أو مدافعة الأخبثين واذكر ان لم اكن واهما اني سمعت
مثل هذا من الشيخ محمد المختار الشنقيطي في احد اشرطته والله اعلم , والذي أميل اليه هو انه قياس سائغ
لاشتراك العلة وهي دفع الشواغل عن الصلاة.
واطلب من الأخوة بارك الله فيهم ممن عنده أثارة من علم في هذه المسألة مزيدا من التوضيح والبيان
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:07 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم: "إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ"
وقال: "إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم ... لئلا يستغفر فيسب نفسه وهو لا يشعر"
وهذا عام في الفرض والنفل، ولو فرض أن الحديث وارد في صلاة الليل فالعبرة بعموم اللفظ .. ولو تنزلنا وسلمنا أنه عام أريد به الخصوص فالعلة تعمم معلولها، فيدخل الفرض بالقياس.
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
كيف نجمع بين ذلك وبين أحاديث الوعيد من النوم عن الصلاة المكتوبة
كحديث المعراج مثلا
وهذا الحديث في البخاري
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنْ الصَّلَاةِ قَالَ بِلَالٌ أَنَا أُوقِظُكُمْ فَاضْطَجَعُوا وَأَسْنَدَ بِلَالٌ ظَهْرَهُ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ
فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَقَالَ يَا بِلَالُ أَيْنَ مَا قُلْتَ قَالَ مَا أُلْقِيَتْ
عَلَيَّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا قَطُّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ يَا بِلَالُ قُمْ فَأَذِّنْ بِالنَّاسِ
بِالصَّلَاةِ فَتَوَضَّأَ فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ الشَّمْسُ وَابْيَاضَّتْ قَامَ فَصَلَّى ..
ففي هذا الحديث قال العلماء أنه إذا خشي النوم عن الصلاة فلا ينام حتى يصلي
وأن النبي صلى الله عليه وسلم ما عرّس - أي سمح لهم بالنوم ليلا - الا بعد تعهد بلال بايقاظهم للصلاة
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:34 م]ـ
قد يبلغ الجهد بالمرء درجة لا يعي معها ما يقول، فهذا لا يؤاخذ لأنه لا يطيق الفعل، ولا تكليف إلا مع القدرة، قال تعالى: ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)) ولعل هذه الرتبة أو ما دونها بقليل هي المقصودة بالحديث الأول.
أما إن كان النعاس دون ذلك بحيث يستطيع معه الصلاة بجهد ومشقة فهذا تجب عليه الصلاة جماعة في المسجد إذا سمع النداء ولا يجوز له التخلف عن الجماعة، فضلا عن إخراج الصلاة عن وقتها.
أما إن كان ممن لا تجب عليه الجماعة، أو كانوا جماعة وأمر صلاتهم شورى بينهم؛ إن شاؤوا صلوا في أول الوقت أو وسطه أو آخره، فيجوز حينئذ النوم إلى ما قبل خروج الوقت بشرط أن يغلب على الظن القيام للصلاة، بدليل اعتماد النبي صلى الله عليه وسلم على قول بلال.
أما الرجل الذي جاء خبره في حديث المعراج فإنه كان يتعمد النوم عن الصلاة المكتوبة حتى يخرج وقتها.
ـ[أبو البراء علاء خليل]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:50 م]ـ
يعني نستطيع أن نقول جمعا بين الأدلة أن المرء هو الحاكم عل نفسه من حيث قدرته على الصلاة من عدمها وأنه لا حرج عليه إذا غلبه النوم واحتاط للصلاة بحيث لا يخرج الصلاة عن وقتها .. وإذا أخرجها عن وقتها بتقصير منه كان آثما ..(128/221)
القتل و القتال؟!
ـ[السلفي العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 03:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
ذكر الشيخ ين عثيمين في شرح الأربعين النووية
(ولهذا نقول: ليس كل ما جازت المقاتلة جاز القتل، فالقتل أضيق ولا يجوز إلا بشروط معروفة، والمقاتلة أوسع)
ما الفرق بين القتال والمقاتلة فقد أشكلت علي ..
(وما وجه ربطها بقول صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله .. )
شكر الله لكم ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:43 م]ـ
القتال بارك الله فيك يجوز أن يكون بين المسلمين وقد نؤمر بمقاتلة من لا نرى كفره كقتال أهل البغي والذين أجمعوا على ترك فرض كفاية كالأذان وهذا الموضع الذي تنقل من كلام الشيخ هو موضع ترك قرية الأذان في الممتع إن لم أكن واهماً
القتل لا يكون إلا عن اتيان بما يحل قتله (كالثيب الزاني والمرتد والنفس بالنفس) فالأول أعم ولا يلزم أن تقتل زيداً بعينه لأنهم متى فاء الجميع إلا أمر الله وجب الكف عنهم بينما إذا تاب القاتل أو الثيب الزاني لا بد من قتلهم إن طالب أولياء الدم في القاتل على تفصيلات لا تخفاك أتمنى أن أكون أوضحت لك ما استشكلت؟
ـ[السلفي العنزي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:36 ص]ـ
كأني فهمت بالقتال ليس شرطاً أن يكون فيه قتل بل حبس أو نحوه يعني أنه مخير؟
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
و القتال قد يكون فيه الأسر و قد يكون فيه القتل.
و هذا ما فهمته أنا.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 01:40 ص]ـ
بارك الله فيكم
القتال أعم من القتل المراد من هذه العبارة أنه ليس كل من جاز قتاله جاز قتله
- قال جل وعلا (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
فالبغاة يجوز مقاتلتهم حتى يرجعوا إلى حكم المسلمين فإن رجعوا فلا يجوز قتلهم بينما القاتل إن قدر عليه وأراد قتله أولياء الدم جاز لهم ذلك
- قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {ذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة و ليدن منها و لا يدع أحدا يمر بين يديه فإن جاء أحد يمر فليقاتله فإنما هو شيطان}
ولا يعني هذا أن تقتل من يمر بين يديك؟!! وإنما تقاتله (تضاربه)
أرجوا أن أكون قد وضخت الصورة التي عناها الشيخ رحمه الله(128/222)
كلمة حول رسالة الشيخ سعد الحصين إلى الدكتور القصيبي .. لفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
ـ[عثمان بن عبدالمحسن البدر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد، فهذا مقال لفضيلة الشيخ الوالد عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى بعنوان: ((كلمة حول رسالة الشيخ سعد الحصين إلى الدكتور القصيبي))
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/alhsain/alhsain.doc)
ولتحميل المقال بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/alhsain/alhsain.pdf)
...
وفي المقال إشارة إلى رسالة الشيخ: ((الدفاع عن الصحابي أبي بكرة رضي الله عنه ومروياته والاستدلال لمنع ولاية النساء على الرجال))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/Abi_Bkrah.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/Abi_Bkrah.pdf)
...
وإشارة إلى مقال الشيخ: ((لا يجوز للمرأة الولاية على الرجال))
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/doc.gif doc اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/women.doc)
ولتحميل الرسالة بصيغة http://oalbadr.googlepages.com/pdf.gif pdf اضغط هنا ( http://oalbadr.googlepages.com/women.pdf)
...
وهذا ( http://sites.google.com/site/oalbadr/alhsain/alhsain.txt) رابط لملف نصي فيه التنسيقات والأكواد لهذا المقال .. لمن أراد نشره في المنتديات وما عليه سوى نسخ ما في الملف ولصقه في المكان المخصص لإدراج المواضيع الجديدة في المنتديات.
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/alhsain/alhsain2-1.jpg
...
http://sites.google.com/site/oalbadr/alhsain/alhsain2-2.jpg
...
.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 04:37 م]ـ
أسد من أسود السنة يذب عن حياضها سدد الله رأيه وقلمه وحفظه في نفسه وأهله وذريته بارك الله في علامة المدينة الشيخ عبدالمحسن البدر
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 10, 05:14 م]ـ
اللهم احفظ علامة المدينة وبارك في عمره وعلمه
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 09:51 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[مصلح]ــــــــ[25 - 06 - 10, 04:59 ص]ـ
جزى الله هذا الشيخ الجليل خيرا كما شفى القلوب من بعض آلامها
والله إننا لنفتقد الغيرة على دين الله في هذا الزمان!!
ـ[محمد بن سليم]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:59 ص]ـ
بارك الله في الشيخ،
ـ[أبو عبد الرحمن البعداني]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:40 م]ـ
أحسن الله إليكم وبارك في شيخنا العباد
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:37 م]ـ
شفى الله غازيا والمقال لا داعي له إطلاقاً تشف من مريض وفي غير وقته ومحله
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 04:03 م]ـ
اللهم وفق الشيخ العباد لما يحب ويرضى واجزه عن المسلمين خيرا
يا أبا البراء الثاني:
غازي القصيبي لا أصنِّفه إلا في درجة المجرمين. إن رأيت إلى تاريخه في تغريب البلد ومحاولة تأثيره على الحكام فليست المسألة وليدة هذه السنوات، وإن رأيت إلى فكره وقلمه ودعواته الإباحية ودفاعه عن الفسق وأهله فهي لوحدها جريمة، وإن أتيت إلى من كان وراء ابتعاث الشباب المراهق الذين سيكونون سيفا مصلتا على هذه الأمة في السنيِّ القريبة فهذه أيضا لوحدها تكفي أيضا. نعم القصيبي برمكي هذا الزمان.
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[25 - 06 - 10, 04:21 م]ـ
شفى الله غازيا والمقال لا داعي له إطلاقاً تشف من مريض وفي غير وقته ومحله
أيهذا!
قل خيرا أو اصمت
ـ[أبو محمد]ــــــــ[26 - 06 - 10, 08:32 ص]ـ
جزاه الله خيرا ..
الشيخ عبد المحسن في هذا الزمان على ثغر عظيم .. متعنا الله به ..
===
لا أرى في الكلام أي تشف بالقصيبي .. فمن أين فُهم هذا؟
ومن العجائب هذا التصرف من الشيخ سعد ..
لو لم يكن من القصيبي إلا تقديمه للرواية المرذولة لبنت الصانع "بنات الرياض" .. لكفاه قبحا .. فكيف وهذا التقديم ما هو إلا نقطة من بحر مساوئه ..
وقد كنت أظن أن الصبيان يعلمون أن القصيبي من رواد التغريب والليبرالية في بلادنا .. حتى فوجئت بجهل بعض أهل الفضل ذلك ..
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 01:09 م]ـ
أرجو أن نرى (نصف) أو (ربع) مثل هذا الكلام من الشيخ سعد في الشيخ أبي إسحاق الحويني وهو الآن مريض ويُعالج كالقصيبي تماماً
ـ[عضيدان]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:46 م]ـ
أرجو أن نرى (نصف) أو (ربع) مثل هذا الكلام من الشيخ سعد في الشيخ أبي إسحاق الحويني وهو الآن مريض ويُعالج كالقصيبي تماماً
احسنت اخي
او العشر(128/223)
صباغةالمرأة لشعرها
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 06:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته اسالكم بالله عن حكم صباغةالمرأة لشعرها بالصباغات المعروفة عند محلات التجميل؟؟؟ و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:01 م]ـ
السؤال: هل يجوز تغيير شعر المرأة من الأسود إلى الأحمر مثلاً بصبغة؟
________
الجواب: الجواب على صبغ المرأة شعرها الأسود بغير الأسود ينبني على قاعدة مهمة، وهي أن الأصل في الأشياء الحل والإباحة هذا هو الأصل، وأن الإنسان يلبس ما شاء ويتجمل بما شاء ما لم يرد منعه في الشرع، فالصبغ مثلاً بالأسود ممنوع منه شرعاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد) وغير الأسود قد يكون مأموراً به كتغيير الشيب بالحناء والكتم، وقد يكون مسكوتاً عنه، فالألوان ثلاثة: قسم مأمور به كالحناء لتغيير الشيب، وقسم منهي عنه وهو السواد لتغيير الشيب، وقسم مسكوت عنه، وما سكت الله عنه مما الأصل فيه الحل، فهو حلال، وعلى هذا فنقول: هذا الصبغ الذي تصبغه النساء حلال، إلا إذا كان لا يصبغ به إلا النساء الكافرات فلا يجوز؛ لأنه يكون من باب التشبه بالكفار، والتشبه بالكفار محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) ولأن التشبه بهم نوع من الولاية، وتولي الكفار حرام، ووجه كون التشبه بهم نوعاً من الولاية، أنهم إذا رأوا الناس يتشبهون بهم قووا في باطلهم، وقالوا: الناس تبع لنا، فينشطون على باطلهم ويستذلون من تشبه بهم؛ لأن المتشبه بغيره يوحي تشبهه بأنه يرى نفسه أدنى بذلك من غيره، ولذلك اتبعه، ومن ثم نقول: تشبه بعض المسلمين بالكفار اليوم نوع من الولاية والذل، وهو أيضاً نوع من الكفر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) فإذا كانت هذه الألوان التي اتخذتها النساء مما يختص بشعور الكافرات صار حراماً من أجل التشبه". إنتهى الجواب من (لقاءات الباب المفتوح) للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
أبو عبدالله بن جفيل العنزي(128/224)
هل يسأل القصاب عن إسلامه؟
ـ[ابو العابد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 06:47 م]ـ
أود من الإخوة الكرماء إفادتي حول قضية القصاب هل يسأل عن إسلامه وأهليته للذكاة؟
أم يكتفى بمجرد وجوده في ديار المسلمين؟
فأرجوا منكم تفهيمي خاصة أنني بعد قراءة فتوى العلامه ابن ابراهيم رحمه الله
فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ - (12/ 214)
(باب الذكاة)
(3939 _لا بد من صحة معتقد المزكي)
يشترط في القصاب فاضل الدين أن يكون مسلماً صحيح المعتقد ينكر الخرافات كعبادة القبور وغيرها مما يعبد من دون الله، وينكر جميع المعتقدات والبدع الكفرية كمعتقد القاديانية والرافضة الوثنية وغيرها. ولا يكتفي في حل ذبيحته بمجرد إلأنتساب إلى الإسلام والنطق بالشهادتين وفعل الصلاة وغيرها ما أركان الإسلام مع عدم الشروط التي ذكرناها؛ فان كثيراً من الناس ينتسبون وينطقون بالشهادتين ويؤدون أركان الإسلام الظاهرة ولا يكتفي بذلك في الحكم باسلامهم، ولا تحل ذكاتهم لشركهم بالله في العبادة بدعاء الصالحين وإلاستعانة بهم وغير ذلك من أسباب الردة عن الإسلام. وهذا التفريق بين المنتسبين إلى الإسلام أمر معلوم بالأدلة من الكتاب والسنة واجماع سلف إلامة وأئمتها.
ثم ذكرنا من الأمور المطلوبة في هذا القصاب يعتبر في ثبوتها نقل عدل ثقة
يعلم حقيقة ذلك من هذا الرجل، وينقله الثقة عن هذا العدل حتى يصل إلى من يثبت لديه ذلك حكماً ممن يعتمد على ثبوته عنده شرعاً.
(ص/م 617 في 20/ 5/1374
ـ[ابو العابد]ــــــــ[26 - 06 - 10, 04:32 م]ـ
يرفع وجزاكم الله خيرا(128/225)
ما هو التنطع المذموم؟
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[24 - 06 - 10, 07:38 م]ـ
ما معنى التنطع في الإسلام؟ وهل تغطية الوجه وإعفاء اللحى والالتزام بجميع أفعال النبي صلى الله عليه وسلم ورفض كل ما هو مستحدث فى الدين يعد تشددا؟ وما معنى أنه صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما؟
الحمد لله
- أولا:
الحديث الذي ورد في ذم التنطع جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ. قَالَهَا ثَلَاثًا) رواه مسلم (2670)
وللعلماء في تفسير " التنطع " و " المتنطعين " عبارات كثيرة، تتوافق ولا تتعارض، وكلها تجتمع في معنى واحد، يرجع إلى التكلف والتشدد فيما لا ينبغي وفي غير موضعه الصحيح. ومن هذه المعاني:
1 - الغلو في العبادة والمعاملة، بحيث يؤدي إلى المشقة الزائدة، والشريعة لم تأمر إلا بما فيه يسر وسماحة، ونهت عن التشدد في الدين، وصور الغلو التي أحدثها الناس في الدين وعدها العلماء من التنطع لا تكاد تحصى بعدد.
يقول النووي في "شرح مسلم" (16/ 220):
" أي: المتعمقون، الغالون، المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم " انتهى.
2 - الابتداع في الدين، بتحريم ما لم يحرمه الله ورسوله، واستحداث صور من العبادات والإلزامات لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (10/ 620) -:
" الرهبانيات والعبادات المبتدعة التي لم يشرعها الله ورسوله من جنس تحريمات المشركين وغيرهم ما أحل الله من الطيبات، ومثل التعمق والتنطع الذي ذمه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (هلك المتنطعون)، وقال: (لو مد لي الشهر لواصلت وصالا يدع المتعمقون تعمقهم) مثل الجوع أو العطش المفرط الذي يضر العقل والجسم، ويمنع أداء واجبات أو مستحبات أنفع منه، وكذلك الاحتفاء والعري والمشي الذي يضر الإنسان بلا فائدة، مثل حديث أبي إسرائيل الذي نذر أن يصوم، وأن يقوم قائما ولا يجلس، ولا يستظل، ولا يتكلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مروه فليجلس، وليستظل، وليتكلم، وليتم صومه) رواه البخاري. وهذا باب واسع " انتهى.
3 - التقعر في الكلام، والتشدق باللسان، بتكلف الكلمات التي تميل قلوب الناس إليه، حيث لا معنى ولا مضمون، ولا فائدة ترجى من تشدقه وتقعره.
فقد أورد ابن أبي الدنيا هذا الحديث في رسالة " الغيبة والنميمة " في باب " ما جاء في ذم التقعر في الكلام " (ص/15) وروى فيه عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ)
رواه أيضا أحمد في "المسند" (1/ 22) وحسنه محققو المسند.
وروى فيه أيضا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إن شقاشق الكلام من شقاشق الشيطان)
قال ابن الأثير في "النهاية" (5/ 164):
" المُتَنَطِّعون: هم المُتعَمِّقون المُغالون في الكلام، المتكلِّمون بأقْصَى حُلوقهم. مأخوذ من النِّطَع، وهو الغارُ الأعْلى من الفَم، ثم استُعْمِل في كل تَعَمُّق قولاً وفعلا " انتهى.
4 - الخوض فيما لا يعني، والسؤال عما لا ينبغي، وتكلف البحث فيما لا يغني.
قال الخطابي:
" المتنطع: المتعمق في الشيء، المتكلف للبحث عنه على مذاهب أهل الكلام الداخلين فيما لا يعنيهم، الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم " انتهى. نقلا عن " عون المعبود " (12/ 235)
ويقول ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص/285):
" المتنطع: هو المتعمق، البحاث عما لا يعنيه؛ فإن كثرة البحث والسؤال عن حكم ما لم يذكر في الواجبات ولا في المحرمات، قد يوجب اعتقاد تحريمه، أو إيجابه لمشابهته لبعض الواجبات أو المحرمات، فقبول العافية فيه، وترك البحث عنه والسؤال خير " انتهى بتصرف. ثم ذكر ابن رجب رحمه الله أمثلة لما ينبغي تجنب البحث فيه من تفاصيل أمور الغيب المجهولة والفروق الفقهية المتكلفة، والتفريع على المسائل التي يندر وقوعها، ونحوها.
قال الشيخ ابن عثيمين في "شرح رياض الصالحين" (1/ 416 - 418):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/226)
" كذلك أيضاً من التشديد في العبادة، أن يشدد الإنسان على نفسه في الصلاة أو في الصوم أو في غير ذلك مما يسره الله عليه، فإنه إذا شدد على نفسه فيما يسره الله فهو هالك.
ومن ذلك ما يفعله بعض المرضى - ولا سيما في رمضان - حين يكون الله قد أباح له الفطر وهو مريض، ويحتاج إلي الأكل والشرب، ولكنه يشدد على نفسه فيبقى صائماً، فهذا أيضاً نقول إنه ينطبق عليه الحديث: هلك المتنطعون.
ومن ذلك ما يفعله بعض الطلبة المجتهدين في باب التوحيد؛ حيث تجدهم إذا مرت بهم الآيات والأحاديث في صفات الرب عز وجل جعلوا ينقبون عنها، ويسألون أسئلة ما كلفوا بها، ولا درج عليها سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى من بعدهم، فتجد الواحد ينقب عن أشياء ليست من الأمور التي كلف بها تنطعاً وتشدقاً، فنحن نقول لهؤلاء: إن كان يسعكم ما وسع الصحابة رضي الله عنهم فأمسكوا، وإن لم يسعكم فلا وسع الله عليكم، وثقوا بأنكم ستقعون في شدة وفي حرج وفي قلق ...
ومن ذلك أيضاً ما يفعله بعض الطلبة من إدخال الاحتمالات العقلية في الدلائل اللفظية؛ فتجده يقول: يحتمل كذا ويحتمل كذا، حتى تضيع فائدة النص، وحتى يبقى النص كله مرجوجاً لا يستفاد منه. هذا غلط. خذ بظاهر النصوص ودع عنك هذه الاحتمالات العقلية، فإننا لو سلطنا الاحتمالات العقلية على الأدلة اللفظية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما بقى لنا حديث واحد أو آية واحدة يستدل بها الإنسان، ولأورد عليها كل شيء، وقد تكون هذه الأمور العقلية وهميات وخيالات من الشيطان، يلقيها في قلب الإنسان حتى يزعزع عقيدته وإيمانه والعياذ بالله.
ومن ذلك أيضاً ما يفعله بعض المتشددين في الوضوء، حيث تجده مثلاً يتوضأ ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر، وهو في عافية من ذلك. أيضاً في الاغتسال من الجنابة، تجده يتعب تعباً عظيماً عند الاغتسال، في إدخال الماء في أذنيه، وفي إدخال الماء في منخريه.
وكل هذا داخل في قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (هلك المتنطعون. هلك المتنطعون. هلك المتنطعون)
فكل من شدد على نفسه في أمر قد وسع الله له فيه فإنه يدخل في هذا الحديث " انتهى باختصار.
- ثانيا:
أما الالتزام بشعائر الدين الظاهرة، والمحافظة على حدود الله، وامتثال أوامره، فهذا من واجبات الدين، وسبيل دخول جنة رب العالمين، ولا يعدها مِن التنطع إلا مَن يريد التحلل من الشريعة، والطعن في الأحكام الثابتة؛ فإن التنطع المذموم هو خروج عن قانون الشريعة وآدابها، فكيف يكون التزامها، والتمسك بها، والعض عليها بالنواجذ تنطعا؟!!
والحَكَمُ الفصل في ذلك هو الأدلة من الكتاب والسنة، فما جاءت به الأدلة الصحيحة الظاهرة بإيجاب شيء – كغطاء الوجه وإعفاء اللحية –، أو تحريم شيء – كتحريم المعازف والاختلاط بالنساء ونحوه – فهذا لا يجوز وصفه بالتنطع والتشدد، إذ يلزم منه اتهام النبي صلى الله عليه وسلم - الذي أمرنا بها - بأنه متنطع!! وحاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك.
أما ما لم تأت به النصوص، وكان من أحد الأوجه الأربعة السابقة في تفسير التنطع، فهذا هو ما ينبغي ذمه واجتنابه، ولا يخلط بينه وبين أحكام الشريعة الظاهرة الثابتة.
- ثالثا:
أما حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: (مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنْ الْآخَرِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ) رواه البخاري (3367) ومسلم (2327)
فلا يعني بوجه من الوجوه التخلي عن الشريعة، والتقصير في الواجبات، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على تحقيق العبودية لله بجميع لوازمها، ولكن المراد بقوله (بين أمرين) أي من أمور الدنيا التي ليس للشرع فيها أمر أو نهي، أو من الأمور التي يسع فيها الاختيار من السنن والمستحبات، أما إذا جاء التكليف بالوجوب أو التحريم فيجب الوقوف عنده من غير تعد ولا تقصير.
يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 575):
" قوله: (بين أمرين) أي: من أمور الدنيا، يدل عليه قوله: (ما لم يكن إثما)؛ لأن أمور الدين لا إثم فيها، وقوله: (ما لم يكن إثما) أي: ما لم يكن الأسهل مقتضيا للإثم، فإنه حينئذ يختار الأشد. وفي حديث أنس عند الطبراني في الأوسط: (إلا اختار أيسرهما ما لم يكن لله فيه سخط) " انتهى.
والله أعلم.
فائدة من موقع سؤال وجواب
الرابط ( http://islamqa.com/ar/ref/103889)(128/227)
حكم الصلاة أربع ركعات والدعاء بدعاء يا ودود يا ودود
ـ[أم ديالى]ــــــــ[24 - 06 - 10, 08:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
ما حكم الصلاة أربع ركعات والدعاء بهذا الدعاء ثلاث مرات: يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا مبدئ يا معيد يا فعال لما يريد أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني.
الاجابة
لا بأس بهذا الدعاء لما فيه من التوسل بأسماء الله تعالى وبصفاته، لقول الله تعالى: " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا " ولا بأس بالصلاة قبل الدعاء لما في حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يدعو لأبي مالك الأشعري توضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه ودعا، فتوصل بالصلاة قبل الدعاء رجاء إجابته، وليس للدعاء لفظ مخصوص ولا صيغة محددة، بل كل ما فيه ابتهال وتذلل فيجوز الدعاء به ولو لم يكن منقولا بلفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?vie...642&parent=786 (http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=5642&parent=786)
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:05 م]ـ
هذه الصلاة مستندها قصة وردت في حديث موضوع؟!!
فعن الحسن البصري قال: " كان رَجُلٌ من أصحابه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأنصار يكنى (أبا معلق)، وكان تاجراً يتَّجِرُ بمال له ولغيره يضربُ به في الآفاق، وكان ناسكاً ورعاً، فخرجَ مرةً، فلقيه لصٌّ مقنعٌ في السِّلاح، فقال له: ضَعْ ما معكَ؛ فإني قاتِلُكَ! قال: ما تريدُ إلى دمي؟ شأنك بالمال. قال: أما المالُ؛ فَلِي، ولستُ أريدُ إلا دَمَكَ. قال: أما إذا أبيتَ؛ فَذَرْني أُصَلِّي أربع ركعات. قال: صَلِّ ما بدا لك. فتوضأ، ثم صلَّى أربع ركعات، فكان مِنْ دُعَائه في آخر سجدة أن قال:
يا ودودُ! يا ذا العَرْشِ المجيد! يا فعالٌ لما يريد! أسألُكَ بِعِزِّكَ الذي لايُرَامُ، ومُلْكِكَ الذي لا يُضَامُ، وبِنُورِكَ الذي ملأ أركانَ عرشِكَ أنْ تكفِيَنِي شرَّ هذا اللصِّ، يا مغيثُ أَغِثْنِي! (ثلاث مرات). قال: دعا بها ثلاث مرات، فإذا هو بفارسٍ قد أقبل بيده حربةُ واضعها بين أُذُنَيْ فرسِهِ، فلما بصُر به اللصُّ أقبل نحوه، فطعنَه، فقتله. ثم أقبلَ إليه فقال: قُمْ. قال: من أنت بأبي أنت وأمي؟ فقد أغاثني اللهُ بك اليوم. قال: أنا ملكٌ من السَّماءِ الرابعَةِ، دعوتَ بدعائِكَ الأول، فَسُمِعَتْ لأبواب السماء قَََعْقَعَةٌ، ثم دعوت بدعائكَ الثاني، فسُمِعتْ لأهل السماء ضجةٌ، ثم دعوت بدعائك الثالث؛ فقيل لي: دعاءُ مكروب. فسألتُ الله أن يوليني قَتلَهُ. قال أنس: فاعلمْ أنه مَنْ توضأ وصلَّى أربع ركعاتٍ، ودعا بهذا الدعاء؛ استُجيبَ له، مكروباً كان أو غيرَ مكروب"
قال الألباني في (السلسلة الضعيفة) (5737): " موضوع، لوائح الوضع والصنع عليه ظاهرة. أخرجه ابن أبي الدنيا في " مجابي الدعوة " (38/ 23): حدثني عيسى بن عبد الله التميمي: أخبرني زهير بن زياد الأسدي عن موسى بن وردان عن الكلبي - وليس بصاحب التفسير - عن الحسن عن أنس قال:. . . فذكره.
قلت: وهذا إسناد مظلم؛ لم أعرف أحداً ممن دون الحسن؛ غير موسى بن وردان، وهو مختلف فيه، وقد قال فيه أبو حاتم: " ليس به بأس ".
فالآفة إما من (الكلبي) المجهول، وإما ممن دونه.
والحسن - وهو البصري - مدلس، وقد عنعن، فالسند واهٍ ". إنتهى كلام الألباني.
ولعلّ الشيخ ابن جبرين ــ رحمه الله ورفع درجته ــ لم يعلم بهذا الحديث، وأن السائل إنما أراد بسؤاله هذا الحديث، فأفتى بالجواز، والله تعالى أعلم.
ولنا في المأثور الثابت عن النبي صلى الله عليهو سلم غُنيةٌ عن مثل هذه الأحاديث الموضوعة.(128/228)
قبل أن يذبح الأقباط
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - 06 - 10, 09:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
قبل أن يُذبح الأقباط
ليس عبثاً أن تكثر الأحاديث التي تحذر من خطر التشدد في الدين، وتدعو للأخذ على يد المتشددين. ربما لأن الناس ترفع من شأن مَن تدين وإن تشدد، وتضع من شأن من فرَّط وإن تأول. يبدو المتشدد في عين العوام شيئاً ثميناً .. يقدر على ما لا يقدرون عليه، ويقدم إلى ما لا يقدمون إليه، ولذا يخلد دائماً ذكر المعاندين المستمسكين من الطائعين أو العاصين، وخطاب المتشددين حماسي يستنفر الجماهير ثم يسوقهم حيث يريد هو لا إلى حيث ما يريدون هم.
لا نحتاج لكثير تأمل في حال المتشددين للقول بأن ظهور التشدد جناية على عوام الناس، تطال رقابهم، بأيدي المتشددين أو بما يؤول إليه السير في مسالك المتشددين. وتقتيل العوام بأيدي المتشددين وبما يؤول إليه السير في مسالك المتشددين أمر معروف مشهور في تاريخ الحركات المتشددة الخارجة على مجتمعاتها وخاصة في النصرانية، وتعرفها من خلال تتبع الحروب (الأهلية) التي شبت بين النصارى باسم المسيح، وأوضح نموذجٍ على خطورة الطرح المتطرف على العوام في واقعنا المعاصر هو الحالة القبطية المصرية تحديداً.
وأعرض ما عندي في هيئة نقاط، وتعمدت ذكر الحالة القبطية كوني بساحتهم أرقب حركتهم، ونصحاً أقدمه لهؤلاء ومَن عاونهم، ومن سكت عنهم، علَّ النصح ينفعهم.
النخبة القبطية
إن أول ما تقع عليه عينك حال النظر في أقباط مصر أن النخبة القبطية المرتبطة بكنيسة الإسكندرية في داخل البلد (مصر) وخارجها شخصياتٌ حركية وليست علمية، مع أن الكنيسة مهمتها الأصلية ـ كما يقولون ـ هي الكرازة (التبشير)، حتى أن مسمى الكنيسة يحمل اسم (الكرازة المرقصية).
ورصد أنهم جمهرة (شلة) من الحركيين .. الثائرين .. المتعصبين المتشددين يمكن الوقوف عليه من تتبع السيرة الذاتية لهؤلاء ابتداءً برأسهم شنودة الثالث ومروراً بالشخصية الثانية التي ينتظر أن تخلف شنودة أعني بيشوي، والشخصيات التي تتولى الوعظ (زكريا بطرس مثلا) أو التي تتولى الدفاع عن الدين كعقيدة (مرقص عزيز مثلاً)، وانتهاءً بصغار أدمنية الغرف الحوارية في البالتوك.
ملحظ ثابت في كل هؤلاء أنهم لا يحملون مؤهلات علمية، وإنما رصيداً حركياً، وغني عن الذكر أن جدلاً عريضاً شبَّ واشتد بينهم حين قدمت جماعة الأمة القبطية في الخمسينيات من القرن الماضي لتولي كرسي البابوية بسبب أن بعض المرشحين يومها لم يكونوا قد استوفوا سنين الرهبنة المكررة في عرفهم ـ وهي قليلة ـ، وأنه تمت تعديلات في طريقة اختيار المرشح ومؤهلاته لينال كرسي البابوية قوم بأوصاف جديدة (حركية).
وملحظ ثابت في هؤلاء جميعاً وهو التدني الخلقي، فكلهم به ما يستقبح، هذا شاذ جنسياً يضاجع الزواني ويضاجعه الصبية والشباب، وهذا يتحدث قومه بأنه فظ غليظ لا يرجى خيره، وهذا عصبي متشنج بذيء لا تراه إلا متطرفاً يتحدث بالقبيح، وصغارهم على دربهم، يخرج الفحش منهم وينتشر بينهم بالصوت والصورة والكلمة، وكل ذلك مسجل ويعرض. كأنك حين تنظرهم تنظر سوق دعارة، ولك أن تتدخل غرف البالتوك أو مخرجات غرف البالتوك على اليوتيوب وعلى المواقع المختصة لترى أكثر مما تقرأ الآن.!!
وملحظ ثابت تجده في هؤلاء جميعاً، وهو أنهم لا يقبلون كلَّ من خالفهم ولو جزئياً؛ فتجد انغلاقا في الفكر والتفكير، وتجد طرداً عنيفاً مستمراً لكل من خالفهم وإن كان رفيق درب.بل ولا يقبلون مطروداً إن عاد.!!
الفكر القبطي
الأقباط لا يملكون تراثاً فكرياً يذكر، وما بين أيديهم الآن فضلاً عن أنه قليل بل نادر مقارنة بغيرهم، فإنه يعتمد على الترجمات، وانقطع تراثهم عقوداً من الزمن بلا موانع من اضطهاد ونحوه، بمعنى أن في التاريخ عقوداً من الزمن لم يسجل فيه الأقباط شيئاً مكتوباً أو غير مكتوبٍ مع عدم وجود مانع يمنعهم من ذلك، غابوا من التاريخ الفكري قروناً من الزمن بلا سبب ظاهر، وتفصيل ذلك في كتاب (أثناسيوس الرسولي) للدكتور جورج حبيب بباوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/229)
وحتى الآن حين فتحت عليهم الدنيا وملكت أيدهم أسباباً لم يتجهوا للدراسة والتأصيل ومن ثم التعليم ونشر الدين القبطي وإنما اتجهوا لقلة الأدب على المسلمين، ولك أن تستعرض نتاجهم الفكري من خلال الشخصيات المقدمة فيهم على أنها شخصيات علمية ومن خلال أطروحات هذه الشخصيات وأطروحات كل الأقباط. لن تجد نتاجاً خاصاً فهم يرددون أقوال المستشرقين حال الحديث عن الإسلام، وينقلون من ترجمات غيرهم من النصارى حال الحديث عن دينهم، وحديثهم عن دينهم قليل بل نادر؛ ولن تجد شخصيات علمية بل شخصيات سوقية، ويكفي أن تعلم أن واعظهم ـ أو من وعاظهم ـ زكريا بطرس ومرقص عزيز فقوم واعظهم الكذاب اللئيم زكريا بطرس كيف يكون حالهم؟؟، أو تجد شخصيات لا تملك حديثاً علمياً وإنما سياسياً أو جزائيا عقابياً ترهب به قومها كشنودة الثالث وبيشوي.
الحالة القبطية
أعني بها الحالة التي يعيشها (شعب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية). انعكس سيطرة هذه النوعية سيئة الخُلق المتشددة المنغلقة التي لا تقبل غيرها بجوارها والتي لا تعرف الكثير عن دينها هي فضلاً عن دين غيرها، والتي لا تعرف المسالمة والمعايشة مع الناس على شعب الكنيسة. وظهر ذلك في أمور:
منها تفخيخ المجتمع القبطي، وهذا ما قد تم بالفعل، ولك أن ترقب قضية واحدة فقط أوجدتها هذه العقلية التي تنكرت لتراثها هي قبل غيرها، وتشددت على رأيها وأبت إلا العمل بما رسخ في ذهنها وهي قليلة البضاعة .. أعني قضية الطلاق، مئات الألوف مأزومون الآن بسبب التضييق على الناس في أمر الطلاق من قبل هؤلاء؛ فبعد أن كان الطلاق يتم لأكثر من عشرة أسباب، أصبح الآن لعلة واحدة، هي علة الزنا، وبعد أن كان الزاني يتوب ويتزوج أصبح الزاني كأنما ارتد عن دينه (جدف). إنه الجهل والتشدد حين يجتمعان.
وأرجو حين تتابع هذه القضية أن ترقبها من ناحية فكرية، وتسأل: ما السبب الذي أدى إلى تضييق الخناق على الناس وإيجاد المشاكل التي أدت إلى تفخيخ المجتمع القبطي؟ إنه جهل المفتي (شنودة الثالث) بدينه هو، وتعصبه لرأيه، وإصراره على مخالفة التراث الموروث عن (الآباء) مع أن عمود المعتقد الأرثوذكي هو (التقليد). وقد وجد دعماً ممن حوله لأنهم متعصبون مثله، لا يحملون علماً ولا فقها، وإنما تنظيماً حركياً يسير خلف قائده وإن أخطئ.!!
ومنآثار سيطرة الجهل والتشدد على الكنيسة القبطية المصرية ذبح الأقباط.
وجود هذه الحالة من الغباوة والتشدد على رأس الكنيسة أدى إلى حشد جماهير الأقباط للثورة والقتال. فمن يتدبر في طبيعة الخطاب الذي يلقيه هؤلاء يجد أنه خطاباً استعلائياً حماسياً ... استعلائياً حماسياً. إذ ينشر هؤلاء الأغبياء المتشددون ثقافة بين العوام مفادها أن الأقباط أصحاب حق مهضوم، وأنهم محتلون، وأنهم أعزة تبدل حالهم إلى ذلة، وقد آن الأوان أن يستردوا حقهم، ولذا لا تجلس مع قبطي إلا ويحدثك عن الظلم الواقع عليهم، مع أنهم لا يمثلون (أعني أتباع شنودة الثالث) 4% من الشعب، ومع أنهم يملكون أكثر من ثلاثة أرباع الثروة في مصر، ومع أنه لا يوجد قبطي واحد في السجون المصرية ـ فيما أعلم ـ، ومع أنهم يتطاولون على من شاءوا حتى ولو كان رئيس الجمهورية ـ وقد حدث ذلك مراراً من مرقص عزيز وغيره ـ ولا يجدون من يحاسبهم.
العوام يؤتون من أذنهم، وهذا الخطاب الاستعلائي الثوري يؤدي إلى حالة من الغليان تنتهي بثورة وصدام مع الأكثرية، وحينما يجِدُّ الجد يستفيق هؤلاء على مصيبة، أقل ما سيجدون فيها هو ذبحهم بيد العوام مثلهم أو بيد ذي سلطان قوي الشكيمة لا يصبر على سوء أدبهم ـ عجَّل الله بقدومه ـ. وبهذا يكون ذبحهم ثمرة طبعية، لوجود مثل هؤلاء المتشددون الجهلة على سدة الكنيسة.
وعلى عقلاء النصارى أن يتدبروا في الصدام الفكري، وهو صورة (أو بالأحرى مقدمة) للصدام الحركي، فقد أخرج النصارى كل ما في كيسهم، وأقبلوا بما لا يتصور من الفاتيكان لا من أمثالهم .. من قنوات فضائية بالعشرات .. ومواقع عنكبوتية بالمئات .. ومواد صوتية ومرئية وكتابية بمئات الألوف، وعلى قوم غافلين. وما النتيجة؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/230)
لم يمض عشر سنوات حتى توقفت عجلتهم، بل وبدأت تدور عليهم لتسحقهم. إن الخطاب القبطي مستفز يستدعي العداء وقد فعل وعلى العقلاء أن يتدبروا.
وما الحل؟!
لم تعد المشكلة في رؤوس الكنيسة وحدها بل في شعبهم أيضاً لأنه اصطبغ بصبغتهم، وليس بأيدينا قرع هذه الرؤوس لتفيق ويخرج منها شيطان الغي الذي أغراها بهلاكها، وإنما يستطيع تدارك الأمر رجل ورجلان. علماني. ومسلم ونصراني.
علماني مسلماً كان أم نصرانياً يُفَعِّلُ مبادئه ليرجع هؤلاء عن إثارة الفتنة الطائفة، ويستطيع المحامون فعل الكثير.
ومسلم يدعو إلى الله بالتي هي أحسن، ليدفع شر هؤلاء عن أبناء المسلمين وعوامهم، ويذكر عوام النصارى بحقيقة أمرهم ودينهم، فيرجع إلى رشده من شاء الله له الهداية، ودعوة هؤلاء إلى الله بالتي هي أحسن الآن جهاد، وفيها الخير العظيم لهم ولنا، إذ لا يرضي أحد أن يتبدل الحال إلى قتل وقتال كما يريد ويدعو إليه رؤساء الكنيسة من أمثال مرقص عزيز وزكريا بطرس.
وعلى دعاة مصر من المشهورين دوراً لن يغفره لهم التاريخ، ولا يؤمنون عاقبة أمرهم حين يقفون بين يدي ربهم سبحانه وتعالى، فقد أسرف هؤلاء في التعدي على الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأمهات المؤمنين، والشريعة عموماً. وقد وجب ردهم، وإن لم يقف لهم القائمون بالدعوة فمن؟!!.
ونصراني
شنودة الثالث ومن حوله ممن تراهم العيون كافرون في دينهم أو مبتدعون في أحسن الأحوال، أو خارجون على الخط الرئيسي للأرثوذكسية وسمي هذا الخروج بما شئت بعد ذلك، وهناك دراسات تتحدث عن هذا الأمر، منها ما يطرحه أستاذ اللاهوت القبطي الدكتور جورج حبيب بباوي، وهو شخصية علمية لها وزنها، ويقدم دراسات جادة مقنعة لمن يعرف النصرانية. ومثله القمص أندراوس عزيز.
ومما يدل على كفر شنودة وخروجه من ملته أو ابتداعه فيها موقف الأرثوذكس الأمريكان .. ماكسيموس الأول منه ومن تبع ماكسيموس، وكذا الأرثوذكس الرومان،
بل يمكنني بسهولة أن أقرر أن في كل قضية يتحدث بها شنودة الثالث تقريباً تجد مخالفاً له من (علماء) طائفته الأرثوذكس يرميه بالكفر أو الابتداع، حتى قضايا اللاهوت، فهناك من يتحدث عن أنه أريوسي وأنه مرتد بيِّن الردة.
دور إسلامي غائب
العقلية المتشنجة لا تعرف السكوت حين تستنفر فكرياً أو حركياً، ولا تقبل التعددية، وهذا الأمر يمكن استثماره في شق صفهم. فهؤلاء إن عرضت عليهم مسائل علمية أبوا إلا الفتوى، وينقسمون بعد ذلك بعدد الآراء التي تخرج منهم.
فتفعيل القراءة النقدية لكتاب النصارى وعقيدة النصارى وواقع النصارى من شأنه أن يحدث بلبلة وانشقاقات، وأقل أثره ضعف العزيمة على المواجهة. فالقراءة النقدية للنصرانية ـ عقيدة وواقع ـ مهم جداً من هذا الباب. وعلينا تثبيته كهدف أساسي من أهداف صد هؤلاء ودعوة الناس لربهم بالتي هي أحسن.
بقي الكثير وأكره أن يكثر المقال فيمل القارئ المقال. فأكتفي بهذا وأعود ثانية إن شاء الله وبحوله وقوته أحمل المشعل أنير به لقومٍ وأحرق به وجوه قومٍ. فهيا معي إلعن الظلام وأحمل المشعل واشتد ليرحل هذا الظلام.
أبو جلال / محمد جلال القصاص
ظهر الخميس 13/ 07 /1431
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 09:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
طرح ممتاز و جيد لكن لم أفهمه هل تقصد أن الأقباط بتشددهم و عدائهم مقبلون علي الإنتحار و سيؤدون إلي ذبح الأقباط في حالة الصدام مع المسلمين متجاهلين حقيقة كونهم الأقلية
و مع هذا كله فعلمي البسيط بالولاء و البراء أن لا يكون لدينا مودة للكفار من أهل الكتاب و إنما يجب أن نقدم لهم النصح و دين الله دون مجاملة أو مداهنة ..
فالمعاصرون دائما يقدمون فكرة التقريب بين الأديان و أن التعصب لأسلام مذموم شرعا و يجب المساوات بين النصاري و المسلمين ..
هذا ما فهمته من عموم المداخلة و الحل الذي طرحته فهل أصبت؟ أم أنني علي خطأ؟
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:19 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
طرح ممتاز و جيد لكن لم أفهمه هل تقصد أن الأقباط بتشددهم و عدائهم مقبلون علي الإنتحار و سيؤدون إلي ذبح الأقباط في حالة الصدام مع المسلمين متجاهلين حقيقة كونهم الأقلية
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلا وسهلاً ومرحباً.
هذا مقصود نعم أخي الكريم.
و مع هذا كله فعلمي البسيط بالولاء و البراء أن لا يكون لدينا مودة للكفار من أهل الكتاب و إنما يجب أن نقدم لهم النصح و دين الله دون مجاملة أو مداهنة ..
فالمعاصرون دائما يقدمون فكرة التقريب بين الأديان و أن التعصب لأسلام مذموم شرعا و يجب المساوات بين النصاري و المسلمين ..
هذا ما فهمته من عموم المداخلة و الحل الذي طرحته فهل أصبت؟ أم أنني علي خطأ؟
الأمر ليس فيه خرماً للولاء والبراء إن شاء الله، فالكلام بعيد تماماً عن التقريب والمداهنة، وإنما هو نصح لهم بأن يتركوا ما هم عليه ويسمعوا حديثنا. وفي المقال دلالة على عورات القوم، واستنفار لنفر عليهم. يفهمه جيداً المهتمون بحالهم.(128/231)
ندم وإعتراف قاسم أمين
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[24 - 06 - 10, 09:36 م]ـ
نشرت جريدة " الطاهر " عام 1906.اعترافات له حيث قال " لقد كنت أدعو المصريين قبل الآن الى إقتفاء أثر الترك بل الإفرنج في (تحرير نسائهم) وغاليت في هذا المعنى حتى دعوتهم الى تمزيق الحجاب وإشراك المرأة في كل أعمالهم ومآدبهم وولائمهم ولكن … أدركت الآن خطر هذه الدعوة بما اختبرته من أخلاق الناس فلقد تتبعت خطوات النساء من أحياء العاصمة والإسكندرية لأعرف درجة إحترام الناس لهن وماذا يكون شأنهم معهن إذا خرجن حاسرات فرأيت من فساد أخلاق الرجال وأخلاقهن بكل أسف ما جعلني أحمد الله ما خذل دعوتي واستنفر الناس إلى معارضتي … رأيتهم مامرت بهم إمرأة او فتاة إلا تطاولوا عليها بألسنة البذاءة , وما وجدت زحاماً فمرت به إمرأة إلا تعرضوا لها بالأيدي والألسن ".
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:06 م]ـ
هل قاسم أمين هذا هو صاحب كتاب فجر الاسلام ام غيره؟؟
ـ[السلامي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:39 م]ـ
هل لك أن تحدد العدد للمجلة مشكورا
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:44 م]ـ
عليه من الله ما يستحق ...
ذلك الفاجر الضال المضلّ ...
إن مما يشفي غيظ المؤمنين قول النبي (صلى الله عليه وسلم): " من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " رواه مسلم.
حتى في رجوعه ــ إن ثبت ما نقلته ــ ليس رجوعًا خالصًا لله تعالى يظهر فيه الندم من الذنب والتوبة منه، فما يغني ذلك عنه من الله شيئًا.
فقد قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) " سورة البقرة.
فاشترط ثلاثة أمور للنجاة:
التوبة لله تعالى.
والإصلاح لما أفسد.
والتبيين لما كتمه من الدّين.
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:46 م]ـ
هل قاسم أمين هذا هو صاحب كتاب فجر الاسلام ام غيره؟؟
لا ــ أخي الفاضل ــ، إنما صاحب فجر الإسلام وضحاه وظهره ويومه هو أحمد أمين لا قاسم أمين، وليس هو أخوه، وإنما تشابه أسماء.
أما قاسم أمين فهو صاحب الدعوة الآثمة الفاجرة التي فتحت باب السفور على مصراعيه في مصر وما جاورها من البلدان بعد أن كان النساء هناك لا يختلفن في لباسهن عن المحتشمات من نساء نجد والحجاز اليوم.
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:07 ص]ـ
هل من الممكن معرفة العدد، والصفحة، كما عرفنا السنة، وجيد أنك نقلت ذلك الخبر ـ إن صح ـ رحم الله قاسم وعبده، ومن سار سيرهم، وحذا حذوهم وعفا عنهم، وهدى من سار على طريقهم وسلك دربهم آمين
ـ[أبو الوليد المقتدي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:30 ص]ـ
هذا الكلام أظن نقله عنه الشيخ محمود شاكر في كتابه أباطيل وأسمار على ما أذكر
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشرت الإعترافات في جريدة الطاهر _ اكتوبر 1906 ونشرت مرة أخرى في المجلة العربية العدد 137….
ـ[أبو فهر المصري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 02:08 ص]ـ
كان ينبغي أن يكون تراجعه على نطاق أوسع من ذلك حتى يعد تراجعا.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:01 ص]ـ
زاده الله عذابًا
يقال أنه مات بين القينات راقصًا
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:04 م]ـ
السلام عليكم
أتفق مع من قال أن إعترافات قاسم أمين آخر حياته لا يمكن أن تعد تراجعاً ولكنها حجه على من ينادي الآن إلى السفور خصوصا في بلاد الحرمين التي لا يزال الله حاميها من فتنة السفور ولا يزال أناس من أهلها (للأسف) يسيرون في نفس طريق قاسم أمين وسيصلون لا محالة لنفس النتيجة ويندمون حينها ولكن بعد خراب مالطا وانتشار الفساد واتساع مدى الفتنة
يا أهل العلم يا اهل حديث رسول الله عليكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقارعة أهل الظلام بنشر العلم الشرعي الصحيح
وليتنا نهتم بالعوام قليلاً ونفتح قنوات التواصل معهم لان العصر عصر جهالة وكلن يفتي ويضل الناس
دعوة التوحيد وهي دعوة الرسل والله لم تأخذ حقها ولو ركزنا فقط على تجديد التوحيد لهان كل شئ بعدها ولكن أن نطالب الناس بالالتزام بأحكام الدين وهم أصلا يحتاجون لتصحيح التوحيد فهذا خلل عظيم يجب تداركه وتوحيد الجهود في سبيل إيضاحا للناس ليعبدوا الله على بينة.(128/232)
تلخيص ميسر لمحاضرة الشيخ الطريفي عن الغناء:
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[24 - 06 - 10, 10:00 م]ـ
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
فهذا تلخيص ميسر لمحاضرة الشيخ عبد العزيز الطريفي عن الغناء وحكمه, لخصتها لأن الحاجة تدعو لهذا الموضوع, خاصة في مثل هذه الأوقات, مع تفتح كثير من العوام على الفضائيات والصحف, وتلقفهم لكل ما ينشر فيها من فتاوى ومقالات, ليكون طالب العلم على دراية بأدلة القوم واحتجاجاتهم, وقد لخصتها على عجل, وجعلتها على نقاط, وقد نقلت نص كلام الشيخ بلا أدنى تصرف, ولكن شيءٌ أفضل من لاشيء, والله نسأله التوفيق في الدنيا والآخرة,,,
التلخيص:
1 - من نظر إلى النصوص من أفعال الصحابة وكذلك أشعار العرب وجد أنهم يطلقون الغناء ويريدون به الشعر والحداء، حتى اشكل ذلك على كثير من المتأخرين، وظنّوا أن ما يطلق من أقوالهم يراد به الغناء باصطلاح المتأخرين، وهذا غاية الجهل وسوء الفهم، فإن هذا لم يكن عندهم مطلقاً. وقد طرأ سوء الفهم عند بعضهم في إطلاقات بعض السلف، وما جاء في النصوص من كلام النبي- صلى الله عليه وسلم- , وكلام الصحابة عند بعض الأئمة من الفقهاء، ولذلك؛ لما ذكر ابن رجب رحمه الله في" ذيل طبقات الحنابلة " عند ترجمته لعبد الرحمن بن نجم الشيرازي المشهور بـ (ابن الحنبلي) وهو من كبار الفقهاء في مذهب الإمام أحمد، حتى لما قدِم إلى ابن قدامة عليه في العام الذي توفي فيه، قال له ابن قدامة: لقد سررت بمقدمك، فإني خشيت أن أموت فيقع وهَنٌ بالمذهب ويقع الخلافٌ بالأصحاب.
لما استشكل وخلط بين الغِناء والحداء– أي الغناء الذي وقع عند المتأخرين وبين الحداء الذي جاء عن بعض السلف والصحابة وغيرهم – وكتب ابن الحنبلي في ذلك كتاباً عنّف عليه ابن قدامة بقوله: (وشرع بالاستدلال لمدح الغناء بذكر الحداء، وهذا صنيع من لا يفرق بين الحداء والغناء ولا قول الشعر على أي وجهٍ كان، ومن كان هذا صنيعه فليس أهلاً للفتيا).
والذي قال هذا القول هو نفسه الذي قد ذكر في كتابه " المغني " أن الغناء محلُّ خلاف عند العلماء من الأصحاب، فأي غناءٍ أراد؟
الجواب: أراد الحداء، فإنه قبل وفاته بعامٍ قد شنّع على ابن الحنبلي وذكر اتفاق العلماء على تحريم الغناء.
2 - قال الإمام ابن الجوزي: " كان الغناء في زمانهم إنشادَ قصائدَ الزهدِ إلا أنهم كانوا يُلحِّنونها ".
3 - قال بعض الفقهاء بحضرة الرشيد لابن جامع: الغناء يفطر الصائم, فقال: ما تقول في بيت عمر بن أبي ربيعة إذ أنشد: أمِن آل نُعْمٍ أنتَ غادٍ فمُبْكِرُ ** غداة غد أم رائح فمهجر!
أيفطر الصائم؟
قال: لا. قال: إنما هو أن أمد به صوتي, وأحرك به رأسي.
4 - لم يظهر الغناء باستعمال آلات الطرب واللهو إلا في أواخر القرن الثالث.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (لم يكن في القرون الثلاثة المفضلة؛ لا في الحجاز ولا في الشام ولا في اليمن ولا في مصر ولا في العراق ولا في المغرب ولا في خرسان عند أهل الصلاح ,وأهل الزهادة, وأهل العبادة الاجتماع على مثل المكاء والتصدية، إنما نشأ ذلك في أواخر المائة الثانية).
5 - ما يطلق من أقوال بعض الصحابة وأشعار العرب من ذكر الغناء, فالمراد به الأشعار, وما يسمى في وقتنا بالأناشيد.
وقد نص على هذا التعريف غير واحد من الأئمة؛ من أئمة اللغة وغيرهم؛ كأبي عبيد القاسم بن سلاّم، بل نص عليه الإمام الشافعي.
6 - روى الإمام البخاري في " الصحيح " فقال: قال هشام بن عمّار: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثنا عطية بن قيس، عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ، قال: حدثني أبو مالك أو أبو عامر، ووالله ما كذبني أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ)).
يقول ابن قدامة وغيره: آلة اللهو كالطنبور والمزمار والشبابة آلة للمعصية بالإجماع. وقد أعلّ ابن حزم الأندلسي, وكذلك ابن طاهر ابن القيسراني هذا الحديث وحكما عليه بالضعف، وذلك أنه في حكم المعلّق في " صحيح الإمام البخاري ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/233)
فيقال: أن هذا فيه نظر, ولا يجري على قاعدة ابن حزم بنفسه، وذلك أن ابن حزم قد صرّح في غير ماموضع من كتبه – منها في كتاب " الإحكام " – أن الراوي إذا حّدث عن راوٍ عدلٍ مثله- وكان قد سمعه_ بأي صيغة كانت سواء بالتحديث, أو بإنباء, أو قوله (عن فلان) أو قوله (قال فلان) , أن ذلك محمول على السماع، وهذا منها.
إضافةً إلى ذلك أن هشام بن عمّار من شيوخ الإمام البخاري المعروفين، وقوله: (قال) لا يُردُّ إلا إن كان البخاري من أهل التدليس، وليس كذلك.
وعلى القول بأنه معلّق وأن البخاري لم يسمعه منه، فقد جاء موصولاً عن هشام بن عمّار من طُرقٍ عدّه، رواها نحو عشرة من الرواة عن هشام بن عمّار موصولةً.
فقد رواه أبو ذرّ – راوِيَةُ " صحيح البخاري " – فقال: حدثنا العباس بن فضل، قال: حدثنا الحسين بن إدريس، قال: حدثنا هشام بن عمّار، وساقه بتمامه.
وكذلك رواه الحسن بن سفيان - ومن طريقه: أبو بكر الإسماعيلي في" مستخرجه " - عن هشام بن عمار به.
وكذلك قد رواه الطبراني في " معجمه " من حديث جعفر بن محمد الفريابي، وموسى بن سهل الجوني عن هشام بن عمّار عن صدقه بن خالد به.
وكذلك قد رواه أبو نعيم في " مستخرجه " من حديث أبي بكر الباغندي وعبدان بن محمد المروزي عن هشام بن عمّار به.
وكذلك قد رواه ابن حبان في " الصحيح " من حديث الحسين بن عبد الله القطان عن هشام بن عمّار به.
وكذلك قد رواه الطبراني في " مسند الشاميين " من حديث محمد بن يزيد بن عبد الصمد عن هشام بن عمار به.
وكلّها أسانيد صحيحة عن هشام بن عمار، وهذا الحديث صحيح بلا ريب.
وأما من أعلّه بـ صدقة بن خالد فيجاب عنه بأنه قد تابعه (بشر بن بكر) عند أبي داود في " سننه " عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ عن أبي مالك أو أبي عامر.
وقد رواه البيهقي والإسماعيلي في " الصحيح " من حديث بشر بن بكر بتمامه, كما رواه الإمام البخاري.
وإن كان أبو داود قد رواه في " سننه " مختصراً، إلا أنه بتمامه, وتمام سياقه قد جاء عند البيهقي، وعند أبي بكر الإسماعيلي بذكر (المعازف).
وقد أعلّه ابن حزم أيضاً بالاضطراب في إسناده، وذلك أن الراوي قال: حدثني أبو مالك أو أبو عامر الأشعري.
قال: ولم يضبط اسمه، مما يدل على أنه مجهول، فهو مردود.
ومنهج ابن حزم الأندلسي أنه لا يقبل المجاهيل ممن لم يسمَّ من الصحابة، وهذا قول مردود، ولا حجّة به، ولا أعلم أحداً من المعتبرين من الأئمة النّقاد من ردَّ مجاهيل الصحابة، بل هم مقبولون قاطبة.
ومازال العلماء قاطبة يحتجّون بمجاهيل الصحابة، كيف وقد سُمّو وعُرِفُوا؛ فأبو مالك الأشعري: صحابي مشهور.
والصواب أن الإسناد إليه، وأن الوهم من عطية بن قيس، ولذلك أخرج الحديث الإمام أحمد في " مسنده " وابن أبي شيبة في " مصنفه "، والبخاري في " التاريخ الكبير " من حديث مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غَنْمٍ عن أبي مالك الأشعري عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((ليشربنّ أُناس من أُمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، تغدو عليهم القيان وتروح عليهم المعازف)).
وجزم بذلك الإمام البخاري- رحمه الله- كما في " التاريخ " وقال: (إنما يُعْرف عن أبي مالك الأشعري) أي: من غير شك وهو الصواب.
وعلى كلٍّ فردُّ ابن حزم الأندلسي لهذا الحديث بجهالة الصحابي وعدم الجزم به ليس في محله.
وابن حزم الأندلسي رغم جلالته وفضله وعلمه وحفظه وسعةِ إدراكه؛ إلا أنّه كثير الوهم والغلط في الرواة، ولذلك رد بعض الأحاديث الصحيحة، وحكم بالوضع على بعض الأحاديث في الصحيحين، وله رسالة ذكر فيها حديثين، وجعلهما موضوعَين، وحكم عليهما بالكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهما في الصحيحين.
وقد نص الأئمة على وهم ابن حزم وغلطه في هذا الباب, كما نص عليه ابن عبد الهادي في كتابة " طبقات علماء الحديث ".
وكذلك قد نص عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابة " التهذيب " وكذلك في " اللسان " وكذلك في " الفتح ".
ولما ترجم الحافظ ابن حجر للإمام الترمذي في كتابه " تهذيب التهذيب " قال: (قال ابن حزم: محمد بن عيسى بن سَورَة الترمذي مجهول).
قال ابن حجر: (وأما ابن حزم فقد نادى على نفسه بعدم الاطلاع).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/234)
وقد يقول قائل أنه لم يعرفه ولم يطّلع على شيء من كتبه، ولا على سعة حفظه، فإن ابن حزم قد حكم بالجهالة على أُناسٍ من الأئمة معروفين، كأبي القاسم البغوي، وإسماعيل بن محمد الصفار، وابي العباس الأصم وغيرهم.
ومن قاعدة ابن حزم الأندلسي- رحمه الله-: أن من لم يعرفه بداهة يحكم عليه بالجهالة، وقد حكم على رواةٍ كُثُرٍ، وقد تتبّعها بعض الأئمة في مصنّف, وهو الحافظ قطب الدين الحلبي ثم المصري من (المحلى)، ولا أعلم أهو مطبوع أم لا؟
ومن نظر في كتاب " المحلّى " ونظر إلى من حكم عليه بالجهالة من الرواة المعروفين عرف ذلك، بل حتى من الصحابة، فقد حكم على يعلى بن مرّه أنه مجهول، وهو صحابي معروف.
ولذلك قال الزيلعي رحمه الله- حينما علّق على أوهام بن حزم في ردّه للأحاديث الصحيحة الصريحة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وحكمه على أحاديث بأنها معلولة وهي ظاهرة الصحة- قال الزيلعي: (ولابن حزم من ذلك مواضع كثيرة جداً من الوهم والغلط في أسماء الرواة).
يقول ابن القيم في كتابه "الفروسية": (تصحيحه للأحاديث المعلولة، وإنكاره لتعليلها نظير إنكاره للمعاني والمناسبات، والأقيسة التي يستوي فيها الأصل والفرع من كل وجه، والرجل يصحح ما أجمع أهل الحديث على ضعفه, وهذا بين في كتبه لمن تأمله).
وقول ابن القيم هذا ظاهر جلي لكل منصف، عرف كتب ابن حزم، وما أعلّ به ابن حزم الأندلسي هذا الحديث فإنه ليس بمعتبر مطلقاً، مع ظهور الأدلة، ووضوح الإسناد، ونقاوته، فهو كالشمس صحةً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
7 - من أحلّ المعازف والغناء المحرم فقد نص بعض الأئمة على تكفيره. نص بعض أصحاب أبي حنيفة على تكفيره فقالوا: إن سماع الغنى فسوق، والتلذّذ به كفر.
وكذلك القاضي عياض، وكذلك إمام الحنابلة ابن قدامة حكاه عنه ابن الحنبلي، حكم بكفر من أباح الغناء، ومن حكم بكفر مستحل الغناء كذلك البزازي وزين الدين الكرماني من الحنفية.
وقد تعقّب ابن الحنبلي- رحمه الله- كما في " ذيل طبقات الحنابلة " ابن قدامه، وذكر أنه غلوّا.
* وحمل بعضهم الاستحلال في حديث أبي مالك الأشعري- رضي الله عنه- على المبالغة فيه بالسماع حتى يُظن أنه ممن يرى إباحته.
* وحمله بعضهم – وممن نص على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية – على أن المراد بالاستحلال: الأخذ بالتأويل وبالشبهات لإباحة الغناء، كمن يقول إن الغناء إنما هو أصوات وألحان, كأصوات الطير وأصوات الريح وأصوات الإنسان، حينما يمشي في الأرض، وكطرق الأبواب والضرب على الحديد، فإنما هي تُجمع ويؤلف بينها لا غير، فهي أصوات من الطبيعة.
8 - ومما جاء عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من النص على تحريم الغناء: ما رواه الإمام أحمد في " مسنده " وأبو داود في " سننه " من حديث عبد الكريم الجزري, عن قيس بن حبتر عن عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: ((إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْكُوبَةَ)).
والكوبة: قيل: هي الطبل، وقيل: نوع من أنواع المعازف، وقيل: إنها اسم يطلق على سائر أنواع المعازف.
و إسناده صحيح.
وفي إسناده عبد الكريم الجزري، وقد تابعه علي بن بذيمه عند الإمام أحمد في " مسنده "؛ عن قيس عن عبد الله بن عباس.
وجاء في ذلك: ما رواه أبو عبيد القاسم بن سلاّم والبيهقي أيضاً من حديث حبيب بن الشهيد وهشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة: ((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كسب الزمارة)).
وإسناده صحيح.
ومن نظر إلى هذه النصوص وجدها صريحة في تحريم المعازف.
9 - جاء عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- كما رواه أبو داود في "سننه" من حديث نافعٍ, عن عبد الله بن عمر: ((أنه سمع مزماراً فوضع أصبعيه في أذنيه، فقال لابنه نافع: أتسمع صوتاً؟ فقال: لا، فقال: إني كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ففعل ما فعلت)). وإسناده قد تكلم فيه، وصححه ابن رجب -رحمه الله- في رسالته " السماع".
10 - لا يزال العلماء على مرِّ العصور ينقلون إجماع السلف والخلف على تحريم الغناء وآلات اللهو والطرب، فمن نظر إلى العلماء في كل قرن وجد أنهم يتتابعون على نقل الإجماع مقرين له. ولا أعلم قرناً من القرون خلا من عالمٍ ينقل إجماع العلماء على تحريم الغناء والمعازف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/235)
ولذلك قد نقله زكريا بن يحي الساجي في كتابه "اختلاف العلماء" في القرن الثالث إذ جل حياته فيه. ونقله الآجري رحمه الله في القرن الرابع. ونقله أبو الطيب الطبري وابن عبد البر في القرن الخامس. ونقله ابن قدامة وأبو القاسم الدولعي الشامي الشافعي في القرن السادس.
ونقله ابن الصلاح والقرطبي والعز بن عبد السلام في القرن السابع. ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية والسبكي وابن رجب وابن القيم وابن مفلح وغيرهم في القرن الثامن. ونقله العراقي والبزازي الحنفي في القرن التاسع. ونقله ابن حجر الهيتمي في القرن العاشر. ونقله الآلوسي وأحمد الطحطاوي في القرن الثالث عشر. ونقله الغماري في القرن الرابع عشر.
ولا يزال العلماء على شتى مذاهبهم؛ من المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة مطبقين على تحريم الغناء والمعازف.
ولذلك فمن نظر إلى من حكى الإجماع وجد اختلاف بلدانهم، وتباين مذاهبهم.
فمن المالكية: ابن عبد البر في " التمهيد "، والقرطبي في " تفسيره "، وابن القطان الفاسي في كتابه " الإقناع في مسائل الإجماع ".
ومن الشافعية: جماعة وخلق كثير كابن الصلاح، والعز بن عبد السلام، وابن حجر الهيتمي، والعراقي، والطرطوسي وغيرهم.
ومن الحنابلة": ابن قدامة، وابن رجب، وابن تيمية، وابن القيم، وابن مفلح، وغيرهم.
ومن الحنفية: الفقيه الحنفي محمد البزازي في "المناقب"، وزين الدين الكرماني، وشيخ الحنفية أحمد الطحطاوي في مصر في "حاشيته على مراقي الفلاح".
وكذلك أئمة المذاهب بأنفسهم: قد نصوا على التحريم، وحكى الإجماع من أهل المذاهب على اختلاف بلدانهم.
* فابن عبد البر والقرطبي في الأندلس.
* وابن القطان الفاسي والغماري في المغرب.
* وابن قدامة وابن الحنبلي وابن تيمية والعز بن عبد السلام وابن رجب وابن القيم في الشام.
* وابن حجر الهيثمي والطحطاوي الحنفي في مصر.
* والعراقي والآلوسي في العراق.
* وفي بلاد الترك والبلغار: الفقيه الحنفي محمد البزازي الكردي، في "الفتاوى البزازية". وغيرهم خلق كثير على اختلاف بلدانهم.
ومن حكى خلافاً في هذه المسألة فقد غلب عليه هواه.
يقول ابن حجر الهيتمي: في كتابه " كف الرعاع ": (ومن حكى خلافاً في الغناء فإنه قد وهِمَ وغَلِط، وغلب عليه هواه حتى أصمّه وأعماه).
ومن نظر إلى الأئمة الأربعة وجد نصوصهم متضافرة على تحريم الغناء بالنص.
فالإمام مالك: قد روى الإمام أحمد في كتاب " العلل " والخلال في " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " من حديث إسحاق بن عيسى الطبّاع، قال: (سألت مالكاً عن سماع الغناء؟ فقال: إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق).
وأما الإمام أحمد: فقد نقل عنه ابنه عبد الله في كتابه " المسائل " قال: (سألت أبي عن الغناء؟ فقال: ينبت النفاق في القلب، لا يعجبني)، ثم نقل قول الإمام مالك رحمه الله: (إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق).
قال أبو حنيفة رحمه الله: (وأما الغناء فهو محرّم عند سائر الأديان). ورد شهادة المغنّي الأئمةُ من أتباع مذهبهِ.
وأما الإمام الشافعي- رحمه الله- فقال: الغناء لهوٌ مكروه، ويشبه الباطل والمحال، وقد نص في كتابه " أدب القضاء " وكذلك في كتابه " الأم " على أن المغنّي ترد شهادته.
وأعْجَبُ مِنْ قول من يقول: إن رد الشافعي لشهادة المغني مع قوله" لهو مكروه يشبه الباطل" ليس بصريح في التحريم. وإن قول الإمام مالك: (إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق) ليس بصريح في التحريم.
وإن قول الإمام أحمد: (ينبت النفاق في القلب) ليس بصريح بالتحريم!! فأي تحريم يثبت في الشرع عنهم حينئذٍ إن لم يكن هذا القول صريحاً بالتحريم؟؟
وإن كنا نعلم بل نتيقن أن أقوال الأئمة من الأئمة الأربعة وغيرهم ليست نصوصاً من الوحي، وأن كلامهم ليس بحجه، وأنه بحاجة إلى أن يحتج له لا أن يحتج به، ولكن تساق أقوال الأئمة- رحمهم الله- ليُعْلم الإجماع والإطباق، فإن الإجماع معتبر، ولا يكون إلا على نص.
ونقل تكفير من أباح الغناء عن أئمة من ثلاثة مذاهب متبوعة.
قال بعض أصحاب أبي حنيفة: (سماع الغناء فسق، والتلذذ به كفر)، والتصريح بكفر مستحل الغناء قال به من الحنفية: حافظ الدين الفقيه محمد البزازي في "الفتاوى البزازية"، وزين الدين الكرماني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/236)
قال البزازي في "فتاويه": ولما عُلِمَ أنّ حرمَتَهُ بالإجماع لزم أن يكفّر مُسْتَحِلَّه.
وقال به القاضي عياض المالكي، بل حكى الإجماع على كفر مستحله.
وحكاه ابن الحنبلي، كما نقله ابن رجب- رحمه الله- في كتابه " ذيل طبقات الحنابلة " عن ابن قدامه.
وإن كان هذا القول ليس على الصواب، بل أن فيه تشدداً، وذلك أن الكفر بعيد، وإنما هو هوى وجرمٌ وذنبٌ، وقد عدّه غير واحد من الأئمة من كبائر الذنوب كابن النحّاس في كتابه " تنبيه الغافلين "، وابن حجر الهيتمي في كتابه " الزواجر " عدّوا سماع الغناء من الكبائر.
11 - ينقل العلماء أن السماع هو مذهب أهل الحجاز، فأي سماع أرادوا؟ الجواب: أرادوا السماع الذي قد أطبق عليه الناس الآن في وقتنا عامّة، من المبالغة بسماع الحداء والأناشيد وغيرها.
وقد سُئِل الإمام مالك- رحمه الله- عن الغناء فقال: (إنما يفعل ذلك عندنا الفسّاق).
وسُئِل الإمام الشافعي- رحمه الله–: حيث سأله يونس، فقال: سألت الشافعي عن السماع الذي أراده أهل المدينة؟ فقال الشافعي - وهذا نقل نفيس عنه -: (لا أعلم أحداً من أهل المدينة كره السماع إلا ما كان على الأوصاف، وأما ما كان من إنشاد الشعر والحداء وذكر المرابع، فإنه مباح)، إذاً المراد بذلك كلّه لا يخرج عن الكلام الملحّن.
ويوهم كثير من النقلة أن المراد بالسماع عند أهل المدينة هو المعازف وآلات الطرب، وهذا جهل شنيع، فما قال بذلك أحدٌ معتبر.
بل قال ابن حجر الهيتمي في كتابه " كف الرعاع ": (لم يحفظ عن أحد ولم يرو عن أحد من الصحابة ولا من التابعين ولا من الأئمة المجتهدين من قال بإباحة المعازف).
وقد لبس – أولُبِّس على - كثير ممن صنّف في إباحة اللهو والغناء حيث أدخلوا عن هوى أو شبهة مسألة المعازف والموسيقى فيها، ولا علاقة لها فيه.
وقد نظرت في المصنفات التي صنّفت في هذا الباب، فرأيت أن من ذكر الموسيقى فيها لا دليل في كتابه كلّه على شيء من ذلك، وأنه يستدل ببعض الألفاظ التي جاء فيها ذِكر الغناء، وذلك لا يعدو كونه شعراً وحداءً، ومن نظر إلى أشعار العرب وكتب اللغة وجد ذلك ظاهراً.
12 - يستدل المجيزون ببعض الأحاديث التي جاءت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فمنها ما جاء في الصحيح من حديث عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت: دخل عليَّ النبي- صلى الله عليه وسلم- وعندي جاريتان تغنيان بغناءٍ بعاث، فدخل أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- فقال: أمزمار الشيطان عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: ((دعهما)). مغنيتان تغنيان: المراد بالغناء هو الحداء، وهذا معلوم ولا ريب فيه، ولم يخالف في ذلك أحد من أهل اللغة، وإنما خالف فيه من جَهِل الاصطلاح ممن تأخر.
فيقال أولاً: إن ذلك ليس فيه دليل، فليس ثمّة آلة لهوٍ؛ لا مزمار ولا طبل ولا غيرها.
الأمر الثاني: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان سامعاً، ولم يكن مستمعاً، ومعلوم أن ثمّة فرق بين السماع والاستماع.
فالسماع: هو أن ينفذ إلى سمع الإنسان شيء من غير اختياره ومن غير إنصات.
فإن الله عز وجل قد حرّم الغيبة والنميمة وحرّم الاستماع إليها، والجلوس عند من يخوض في كلام الله عز وجل استهزاءاً، وقد ينفذ إلى مسَامِعِهِ شيء من الحرام ولا يأثم بذلك.
وهذا نظير المُحرم حينما يأتي إليه من رائحة الطيب مما لا يتعمّده شمّاً، ولا يلحق في ملابسه فليس عليه شيء.
ويقول ابن قدامة رحمه الله: (ومن لا يفرّق بين السماع والاستماع فإن ذلك جاهل، وليس أهلاً للفتيا).
13 - سماع عائشة للمغنيتين اللتين تغنيان عندها بغناء بعاث ليس المراد بذلك المعازف بالإطلاق، وذلك أن عائشة تنكر الزيادة في الإطراب بالقول، فكيف بالمعازف أيضاً؟ فقد روى البيهقي – كما تقدم – من حديث بكير بن الأشج عن أم علقمة: (أن عائشة قد خُفِضت بنات أخيها– القاسم بن محمد – فتألمنَ، فقيل: نأتي بمغني يلهيهنَّ، فقالت: ائتوا بفلان، فجيء به فأخذ يغني، فرأته عائشة وهو يهز رأسه وشعره طويل، فقالت: أخرجوه! شيطان شيطان).
14 - وحينما يستدل البعض ببعض المرويات مما جاء عن بعض السلف كعبد الله بن عمر، أو عبد الله بن أبي جعفر بن أبي طالب، أنه كان يستمع الغناء ونحو ذلك، فيقال: ما المراد بالغناء هنا؟ نص القشيري في رسالته: (أن ما روي عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن أبي جعفر بن أبي طالب من جملة سماع الأشعار بالألحان).
ليس المراد بذلك –قطعاً - الغناء المحرم والمعازف.
ولذلك يقول ابن رجب في رسالته في " السماع " ((وقد روي عن بعض السلف من الصحابة وغيرهم ما يوهم عند البعض إباحة الغناء، والمراد بذلك هو الحداء والأشعار)).
وابن قدامة- رحمه الله- قد عنّف على ابن الحنبلي إذ فَهِمَ منه غير ذلك الفهم.
هذا ما تيسر تلخيصه, والله أسأل التوفيق والسداد في الدارين,,,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/237)
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[24 - 06 - 10, 10:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
بارك الله لنا في علمك شيخنا الفاضل و في الشيخ الطريفي
سبحان الله ما تجد هذا عند أهل الأهواء و من تتبع رخص العلماء كإباحة الغناء لإبن حزم رحمه الله ...
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[29 - 06 - 10, 04:09 م]ـ
حياك الله شيخنا أبا جاد, جزيت الجنة,,
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 12:43 ص]ـ
لا إله إلا الله ...
نسأل الله أن ينفع بشيخنا الشيخ الفذ المبارك عبد العزيز الطريفي ...
وأن يحفظه من كل مكروه ...
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[30 - 06 - 10, 06:31 م]ـ
آمين, وجزيت خيراً أبا عبد الله,,,(128/238)
الفطرة المحروسة والفطرة المنكوسة
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:12 م]ـ
هذه مقالة رائعة للشيخ الدكتور عبد المجيد البيانوني
شتان بين فطرة محروسة وفطرة منكوسة.!!
قالت لي طفلتي التي لم تتجاوز السابعة من العمر، بعدما أوت إلى فراشها: بابا ما معنى كلمة ذكر الله.؟ فقلت لها: ذكر الله يا حبيبتي هو أن يتذكّر الإنسان ربّه ولا ينساه ..
قالت: أقصد ماذا يقول.؟
قلت: يقول: " لا إله إلاّ الله .. أستغفر الله العظيم .. سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر .. والصلاة على النبيّ ? من ذكر الله "
وانشغلت عنها قليلاً، ثمّ التفتّ إليها بعدما لفت نظري هدوؤها غير المعتاد، فإذا بها ترفع يديها الصغيرتين، وتسبّح بأصابعها في استغراق والله لا يصدّق، ولا يتناسب مع سنّها مطلقاً .. فدمعت عيني لهذا المشهد، وتوجّهت إلى الله تعالى بدعاء ضارع خاشع أن يجعلها قرّة عين لنا في الدارين، وأن ينبتها نباتاً حسناً ..
وقبل هذا الموقف بيومين قالت لي: يا أبي أنا أتمنّى أن أموت بعدما ولدتّ فوراً .. فقلت لها: لماذا.؟! قالت: لأدخل الجنّة .. فقلت لها: ولكنّ الأحسن من هذا أن تكبري، وتعبدي الله، وتعملي أعمالاً صالحة، وتتزوّجي، ويكونَ لكِ أولاد وأحفاد مثل أمّك إن شاء الله، كلّهم يوحّدون الله، ويعبدونه، ويعملون أعمالاً صالحة ترضيه ..
حدث لي هذان الموقفان قريباً مع طفلتي الصغيرة، وأحسب أنّ كثيراً من الأسر المسلمة المهتمّة بتربية أولادها يحدث لها مثل ذلك، وأكثر منه وأعجب ..
فكم في المسلمين من أطفال يحفظون القرآن الكريم كاملاً، ولم يتجاوزْ سنّهم السابعة.؟!
وكم في المسلمين من أطفال يحفظون أكثر القرآن الكريم، ولم يتجاوزْ سنّهم السابعة.؟!
وكم في المسلمين من أطفال علائم النبوغ والنضج والرجولة تبدو عليهم؛ في أسئلتهم وأجوبتهم، وفي مواقفهم وشخصيّتهم، وفي حلّ المشكلات التي تعترضهم.؟!
وكم في المسلمين من أطفال يتحمّلون مِن المسئوليّة ما لا يتحمّله الكبار، فيقومونَ بها بكفاية واقتدار.؟! وربّما لم ير أحدهم من الكبار إلاّ التقريع والملامة ..
وكم في المسلمين من أطفال عباقرة مبدعين، لم يروا من أهلهم، ومن المجتمع حولهم إلاّ الكبت لمواهبهم، والإهمال والتنكّر.؟!
وكم في المسلمين من أطفال لهم مواهب فذّةٌ، لم تتهيّأ لها الرعاية المناسبة، فقُتلت مواهبهم ووئدت.؟! ومعَ ذلك كلّه ففي بيئاتنا الإسلاميّة ومجتمعاتنا خير كثير، وإيجابيّات لا تنضب ..
تواردت في نفسي هذه الخواطر، وأنا أقرأ خبرين عن أطفال في الغرب، مفاد أحدهما أنّ أطفالاً صغاراً جدّاً في السن يتفوّهون بعبارات وتصرفات جنسية فاضحة، وتبدر عنهم تصرّفات مبتذلة تجاه زملائهم ومدرّسيهم، الأمر الذي ينجم عنه فصلهم من دور الحضانة والمدارس، عدّة مرّات، أو فصلهم نهائيّاً ..
ومفاد الخبرِ الثاني أنّ فتىً يبلغ 15 عاماً من العمر أدين بقتل طفلة عمرها سنتان، تركت تحت رعايته لـ 90 دقيقة فقط. وقام الفتى بضرب " ديمي ماهون " وعضّها، وجزّ شعرها خلال الهجوم الذي خلف 68 جرحاً في جسدها، حسبما كشف عنه في محكمة بمدينة مانشستر في بريطانيا. ولم يشرح الفتى على الاطلاق دوافع إقدامه على قتل ديمي، لكنّه لمّح أمام المحكمة إلى أنّه كان غاضباً من سلوكها ..
كما قرأت من قبل عدّة أخبَار عن أطفال في عمُر الزهور قتلوا رفاقهم بأسلحة ناريّة، في حوادث متكرِّرة، أخَذت تشكّل في الغربِ ظاهرةً مقلقة ..
قارنت بين الصوَر الأولى وبينَ هذه الصور، وقلت: إنّ الفرق بين هذين النوعين من الأطفال هو الفرقُ بين الفطرة المحروسة والفطرة المنكوسة .. الفطرة المحروسة بالتربية السليمة، والأخلاق القويمة، والفطرة المنكوسة عن سنن الفطرة، بمؤثّرات البيئة التي تعجّ بالمشكلات المستعصية، والعلل الفتّاكَة .. وتذكّرتُ حديث النبيّ ?: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ؛ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ .. ) ().
وأنا لا أنكر أنّ تلك المجتمعات تولي الطفولة عناية فائقة، ورعاية متميّزة، ولكنّها عناية من وجهتها الظاهريّة، وفلسفتها المادّيّة، وبما يخدم تلك الوجهة، وينمّيها فحسب، ولا مكان فيها للقيم الروحيّة، التي هي سرُّ ضبطِ الحياة المادّيّة، وتوجيهها الوجهة الصحيحة .. كما لا أنكر أنَّ أوضاع الطفولة في بلادنا ليست على ما يرام على وجه العموم من حيثيّات متعدّدة، ومع ذلك فأقول:
إنّ لنا أن نعتزّ ببقيّة الخَير فينَا، ونسعى لتنميتها ورعايتها، لأنّها أصل للتوازن الحكيم بين الحياة المادّيّة والروحيّة، ونواةٌ يمكن أن يقومَ عليها بناء رَشيد، وصرحٌ مَشيد، ولأنّنا أحوجُ ما نكونُ إلى تقويةِ الثقة بأنفسِنا، والاعتزازِ بقيمنا، من أنْ تكونَ أبصارُنا مشدودَة دائماً إلى هناكَ بكلّ شَيءٍ، وبعجر الأمور وبجرها، ومزدريةً لما نحن عليه في كلّ شَيءٍ .. فجلد الذات لا يحيي أمّةً، ولا يبني نهضةً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/239)
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[25 - 06 - 10, 09:34 ص]ـ
وفقكم الله
ـ[أبوسليم السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 06:20 م]ـ
ما شاء نسأل الله اأن يبارك في طفلتك وان يحفظها
وكلمات رائعة تعبر عن عزة المسلم وخيرية هذه الأمة لو سلمت من الأنبهار بغيرها والتفتت الى منابع عزها
بارك الله فيك أخي ولك تحياتي(128/240)
حق المرأة في العمل وحقها في الكرامة
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:19 م]ـ
بين حقّ المرأة في العمل وحقّها في الكرامة.!
د/عبد المجيد البيانوني
إنّ الحديث عن حقّ المرأة في العمل يكون مقبولاً عندما يكون منضبطاً بأحكام الشريعة مئة بالمئة، وبصورة يقينيّة قاطعة، لا أن يكون الحديث عن حقّ المرأة في العمل ذريعة لامتهان كرامتها، وسوقها رغباً ورهباً إلى سوق النخاسة القذرة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لتكون مزلّة قدم لها، وسبيلاً لإغوائها والإغواء بها، وأداة لإفساد الرجل، ونشر الفساد في الأرض ..
وإذا غلبت الطيبة وسلامة النيّة والدوافع على بعض الرجال والنساء، فتحمّسوا لعمل المرأة، وقدّموا لما يقولون الأسباب والمبرّرات، والحجج المنطقيّة والموضوعيّة، وهم يؤصّلون وينظّرون، فهذا لا يعفيهم من تهمة الغفلة عن الواقع الأخلاقيّ المنحطّ، الذي يتردّى فيه عمل المرأة في أكثر الميادين، وما تتعرّض له من فتنة تطال دينها وشرفها، وتهدّد أطفالها وأسرتها، ومستقبل حياتها، والمجتمع كلّه ..
ولا يشكّل الحلم الذي يتحدّثون عنه بحماسة بالغة عن التنمية والمرأة .. وازدهار المجتمع .. سوى نسبة ضئيلة، تكاد لا يحسب لها أدنى حساب، أمام الشرّ الذي يكيد به المفسدون في الأرض للمرأة وأسرتها ومجتمعها .. إذ الأحكام شرعاً وعقلاً وواقعاً إنّما تدور على الأعمّ الأغلب من المصالح، لا على القليل النادر ..
ومن يسمع، ويطالع ما يكتب، ويتابع أخبار المآسي والضحايا من كلّ جنس وسنّ، التي تقع هنا وهناك، من ثمرات الاختلاط غير المنضبط بشرع الله في كلّ الميادين .. يدرك حجم الوباء العامّ، الماحق المحدق، الذي يستشري في جسد الأمّة، بصورة بطيئة منظّمة، كما يستشري الداء العضال، ويهدّد مجتمعاتنا بالتفسّخ والانحلال ..
نساء مصونات، وفتيات محتشمات، من أسر كريمة، وبيوت عريقة، تعرض عليهنّ الفتنة، ويتعرّضن للابتزاز بكلّ صفاقة ووقاحة في دينهنّ وشرفهنّ، ومنهنّ متزوّجات وأمّهات، في سبيل الوصول إلى الوظيفة التي يتقدّمن إليها .. عدا عمّا يكون بعد ذلك .. وليس الأمر حالة فرديّة شاذّة، لا يؤبه لها، ولا يقاس عليها، وإنّما هو داء قد استشرى، وبلاء قد عمّ أكثر ميادين عمل المرأة المختلطة، ولا عبرة بمن يتعامى عن الواقع، ويكابر الحقائق، ويصرّ على دفن نفسه أو رأسه في رمال الأوهام.!
بيوت أمنة، تطالها الأيدي الأثيمة بالهدم والتخريب، فتفسد على الرجل طمأنينته وهناءة عيشه، وتفرض على الطفولة الغضّة البريئة التشرّد والضياع، وتهدم على رأس المرأة: الزوجة والأمّ مملكتها، وتفسد عليها أحلامها .. من وراء الاختلاط في الوظيفة وما بعده.! ويقول المتحذلقون الفلاسفة: " ليس ذلك بالضرورة .. " وهم يرون المقدّمات والنتائج، والأسباب والآثار .. أفليس هذا نوعاً من الاستغباء أو الاستكبار .. فماذا نقول بعد ذلك.؟!
ويخرج علينا من يعيش خارج عصره وواقعه، فيفتي ويقول: " لا حرج في الاختلاط بين الرجال والنساء ولا جناح "، ويستشهد لذلك ببعض الأحداث في زمن النبوّة، وكأنّه يظنّ أنّ الرجال والنساء في هذا العصر من جنس الملائكة لا البشر.! وكأنّه لم يأته عن هذا الواقع المخزي خبر.! وبعدما علم بهذه الوقائع الموثّقة: أفيرضى لأمّه أو بنته، أو زوجته أو أخته أن تعمل في مثل هذه البيئات والأجواء، حيث تتربّص بها الذئاب من كلّ جانب.! لا ترعى حرمة لزوج، أو عهداً لخلق، أو أثارة من أدب أو مروءة.؟!
وإذا كانت القاعدة الشرعيّة تقول: " لا ينكر تغيّر الأحكام بتبدّل الأزمان " أفليس هذا الواقع أجدر أن يتغيّر حكم الاختلاط فيه من السماح والإباحة ـ على فرض ذلك ـ إلى الحظر والمنع، بعد ما رأينا من فساد الضمائر، ومرض القلوب، وخراب الذمم، وضياع الشهامة والمروءة، التي كانت أجلى ما تتجلّى في عفّة الرجال، وترفّعهم عن النظرة العابرة إلى المرأة، تكرمة للجار، ورعاية لذمّته، فضلاً عن النظرة الخائنة الغادرة .. حتّى قال الشاعر الجاهليّ عنترة بن شداد:
وأغضّ طرفي إن بدَت لي جارتي .. حتّى يُواري جارتي مَأواها
أيّها السادة.! نحن مع عمل المرأة الشريف النظيف، الذي يحفظ عليها كرامتها، ويصون لها عفّتها، ولا يعرّضها لشيء من الابتذال أو الريبة، التي تعود عليها وعلى أسرتها ومجتمعها بأسوأ العواقب، ويقدّمها ضحيّة رخيصة، لمرضى القلوب، وأصحاب الأهواء، وتجّار الشهوات ..
نحن مع عمل المرأة الشريف النظيف، الذي تنفع فيه نفسها وبنات جنسها .. في بيئة صحّيّة، تتيح للمرأة أن تبدع وتنتج، لا أن تقضي ساعات يومها: تارة في مكتب مديرها، وأخرى في مكتب زميلها، وثالثة مع سمّاعة الهاتف، وهي تتكسّر في كلماتها، وترقّ وتتلطّف في حديثها .. والناس ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء مكالماتها، لتقول لهم: راجعوا فلاناً أو فلانة ..
نحن مع عمل المرأة طبيبة للنساء، أو معلّمة ومربّية للبنات، أو في أيّ ميدان تنفع فيه بنات جنسها من النساء .. ولسنا مع عمل المرأة، الذي يجعل شبابنا .. شباب الأمّة المنتج الناهض، يتسكّع في الطرقات، يبحث عن العمل فلا يجده، لأنّ النساء نافسنه عليه، ويكلّف بكلّ مسؤليّة ماليّة، نحو نفسه وأسرته، فلا يستطيعها، فيتأخّر زواجه، وترتفع نسبة البطالة في المجتمع والعنوسة .. ليرضى أصحاب الأهواء، ويشبعون غرائزهم ..(128/241)
حق الأمومة
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:25 م]ـ
حقّ الأمومة
د/ عبد المجيد البيانوني
لا يزال الجدل العقيم يثار بدون هوادة عن عمل المرأة، ودورها في المجتمع، ولا تزال الموازين المختلّة تقدّم هنا وهناك، عمّا يجب أن تكون عليه المرأة، وعمّا يطلب منها، وتكثر الأعباء المطلوبة، وتطول قائمة المسئوليّات، وتقف المرأة المسلمة حائرة، وهي الحريصة على مرضاة ربّها، وأداء واجباتها، والاضطلاع بمسئوليّاتها تتجاذبها التيّارات المتصارعة، لا تدري بم تبدأ؟ وأين تضع مواقع أقدامها؟ وتعظم المصيبة أكثر عندما نجد كتابات ملتزمة بمنطلقات الإسلام وهديه، تلفّها الضبابيّة في الفهم والتصوّر، والشطط في تقدير المطالب والمسئوليّات، والخلل في تحليل الواقع وتقويمه.
ويترتّب على ذلك شتّى المفاسد التي أوّلها وأخطرها ما يتّصل بشعور المرأة المسلمة أنّ وظيفتها الفطريّة الحيويّة، إن هي إلاّ وظيفة ثانويّة، لا قيمة لها أمام بهارج الأعمال الاجتماعيّة، وسلسلتها الطويلة، التي تشارك الرجال وتنافسهم ..
ولعلّ نقطة البدء في معالجة هذه الإشكاليّات كلّها هي تحديد الأولويّات في حياة كلّ من الرجل والمرأة، هذه الأولويّات التي تحكم بها الفطرة، وتشهد لها سنن الحياة، وتؤيّدها الوقائع والأحداث ..
وعندما يخرج الرجل عن أولويّاته، وتخرج المرأة عن أولويّاتها، تضيع الحقوق، وتختلّ الموازين، وتظهر التشوّهات والاضطرابات في تركيبة المجتمع وعلاقاته، ويبتدئ ذلك من معاكسة الفطرة ومعاندتها، ولن يئول حال الناس بذلك إلى رشد أو سداد .. وإذا لم يكن من غرضنا في هذا المقال أن نعرض أولويّات الرجل وأولويّات المرأة بإسهاب وتفصيل، وإنّما نسوق هذا القول تمهيداً لما نريد الحديث عنه، فإنّه غنىً لنا عن ذكر أكبر الأولويّات وأهمّها في حياة كلّ من الجنسين.
فأكبر الأولويّات وأهمّها في حياة الرجل: العمل الاجتماعيّ خارج البيت بكل جوانبه ومضامينه، ومسئوليّاته ومتاعبه، وعلاقاته وروابطه ..
وأكبر الأولويّات وأهمّها في حياة المرأة المسلمة: رعاية الأولاد في مملكتها الصغيرة، حصن المجتمع الداخليّ: ألا وهي الأسرة، تربية صالحة للأولاد وحسن تنشئة، وقياماً بحقّ الزوج على أحسن وجه، وتنمية إيمانيّة وتربويّة لنفسها بما يخدم هذه الأهداف ويحقّقها، وعندما لا يكتب للمرأة الزواج أو الإنجاب فمن الممكن عندئذ أن تتوجّه إلى بعض الوظائف الاجتماعيّة التي تتلاءم مع فطرتها ولا تتعارض، وتلتقي مع أنوثتها ولا تتناقض. ولا يخفى أنّ أولويّات كلّ من الرجل أو المرأة لها متطلّباتها الخاصّة التي تتلاءم مع طبيعتها، وتمكّنها من أداء رسالتها بصورة مثلى؛ فمن أهمّ متطلّبات وظيفة المرأة الفطريّة الشعور بالسكن النفسيّ والعاطفيّ، والهدوء الجسميّ، والبعد عن الإرهاق. ثمّ لا يمنع بعد ذلك أن يكون للرجل دوره وحضوره، وفاعليّته وتأثيره في عالم الأسرة، كما لا يمنع المرأة بعد قيامها بمسئوليّاتها أن يكون لها نشاطها المتميّز في مجالات متنوّعة من نشاطات الحياة، على ألاّ يعكّر ذلك وظيفتها الفطريّة الأولى والأهمّ في الحياة ..
وليس معنى كلامنا أنّ المرأة لا تستطيع الجمع بين وظيفتها الفطريّة وبين أيّ نشاط اجتماعيّ أو فكريّ، أو إبداع أدبيّ، وإنّما حديثنا هنا عن الأولويّة الأولى في حياتها، وألاّ ننتقص من دورها الأوّل فيها إن لم تقم بغيرها، وألاّ نقدّم أو نفضّل تلك المواهب والنشاطات عليها .. وعلى الرغم من كلّ ما فعلته الحضارة الغربيّة بالمرأة من إفساد لحياتها، وتدمير لكيانها، فإنّها لم تستطع أن تغلب قوّة الفطرة التي تأبى على المرأة أن تزاحم الرجل في أولويّاته، وتدانيه في كفايته فيها، وعندما يحتجّ بعض المفتونين ببعض النماذج من النساء، اللاتي زاحمن الرجال في مجالات الحياة، فإن تلك الحجّة تساق عليهم لا لهم، إذ ليس المطلوب لنصدّق دعاويهم أن نرى امرأة أو اثنتين أو ثلاثاً أو عشراً أو عشرين .. يعملن في هذا المجال أو ذاك، وإنّما المطلوب أن نرى نسبة النساء العاملات تتناسب مع نسبة النساء في المجتمع، ثمّ لم يقع الخلل في حياة الناس الاجتماعيّة أو الاقتصاديّة، أو في أيّ جانب من جوانبها، والواقع يشهد أنّه لم يكن هذا الأمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/242)
ولا ذاك .. وأنّ الواقع مع ما يشهد من ضعف مشاركة المرأة في المجالات الاجتماعيّة، وقلّة بروزها في شتّى الميادين قد أدّى إلى خلل فظيع في واقع الناس الفطريّ والاجتماعيّ، فكيف لو كانت مشاركة المرأة وحضورها الاجتماعيّ يتناسب مع عددها في المجتمعات.؟!
فقد نشرت مجلّة المجتمع في عددها /1387/ 4 من ذي القعدة 1420 هـ 8/ 2/2000 م: " أنّ دراسة أوروبيّة حديثة أثبتت أنّ المواقع القياديّة بالمؤسّسات الأوربيّة لا تزال مقصورة على الرجال، فقد أكّدت دراسة تضمّنت استطلاعاً لواقع /1500/ شركة أوربيّة حقيقة غياب المرأة في أعلى السلّم الإداريّ للمؤسّسات ". " وتبين أنّ أكثر من نصف الشركات الألمانيّة ليس لديها أيّ امرأة في مواقعها القياديّة العليا بينما لم تحز سوى امرأة واحدة موقعاً إداريّاً رفيعاً في 25% من الشركات، حسب الدراسة التي تمّت لحساب شركة " يو بي إس " لخدمات نقل الطرود في مدينة نويس الألمانيّة ". " وتؤكّد دراسة أوربيّة أخرى تجرى بشكل سنويّ منذ عام 1992 م لحساب " يوروب بزنيس مونيتور " الهزال الشديد الذي يعتري الحضور النسائيّ في المستويات القياديّة للشركات الأوربيّة، التي يزيد دخلها السنويّ على مليار ونصف المليار دولار برغم أنّها تضمّ في المعدّل /3500/ موظّف ".
وعلى ضوء ما سبق، وكيلا تُبخَس الأمّ التي تحبس نفسها على رعاية أبنائها حقّها، ويقول قائل قاصر الرأي والنظر، أو مغرض مستهتر بحقّ الفطرة وقانونها، ويطلب منها ما لا يطلبه من نفسه: أين عمل المرأة وتأثيرها في المجتمع الذي تعيش فيه.؟ أين منها الأديبة والكاتبة.؟ والصحفيّة أو الباحثة.؟ وأين منها المفكّرة والمنظّرة.؟ أو الإداريّة الناجحة.؟ أو الداعية المؤثّرة.؟ ويجعل ذلك مقياس تقدّم المجتمع أو تأخّره .. كيلا يكون ذلك أو شبه ذلك، فإنّني أقترح اعترافاً منّا بحقّ المرأة التي تحفظ على أبنائنا فطرتهم، وترعى لهم نشأتهم وحفظاً له: أن تقرّر لها النظم الاجتماعيّة والدول حقّاً مادّيّاً أسمّيه: " حقّ الأمومة "، هذا الحقّ تعطاه خالصاً لها عن كلّ طفل تنجبه، وتحبس نفسها على تربيته ورعايته، ولوكانت غنيّة مقتدرة، اعترافاً لها من المجتمع بعظم الواجب الذي تقوم به، وكيلا يظنّ ظانّ أنّ ما هي فيه هيّن يسير، هو أقلّ شأناً، وأدنى حظّاً من المرأة المعلّمة أو الأديبة، أو الكاتبة أو الباحثة أو الطبيبة أو الداعية .. وإنّ الفرق بين المرأة الأمّ وهؤلاء النساء أنّ الأولى، وهي تؤدّي وظيفتها الفطريّة ساعية في خدمة الأمّة أوّلاً وآخراً ..
وأمّا الأخريات فإنّهنّ ساعيات في حظّ أنفسهنّ أوّلاً، ثمّ في خدمة أمّتهنّ ثانياً .. وفرق كبير بين الفئتين. وحقّ الأمومة الذي نراه لا يقتصر على عناية الأمّ بجسد طفلها منذ الولادة وإلى سنّ الثالثة أو الرابعة مثلاً، حيث تشتدّ حاجته إلى مثل هذه العناية .. وإنّما تشمل إلى جانب ذلك: العناية النفسيّة العاطفيّة، والعناية العقليّة الفكريّة، وتمتدّ إلى سنّ التاسعة أو العاشرة، لنطمئنّ على خروج الطفل من محضن الأمومة سويّاً في كلّ جانب من جوانب فطرته وكيانه .. وليس هذا الاقتراح بدعاً على منطق الإسلام وروح تشريعه، والسوابق التاريخيّة في عمل الخلفاء الراشدين، وما سنّوه من سنن حسنة، لتحقيق الرعاية الاجتماعيّة لأبناء الأمّة بصورة مثاليّة، تعدّ قمّة من القمم السامقة في تقدير المسئوليّة والقيام بها حقّ القيام،
فقد ثبت أنّ عمر بن الخطّاب ? فرض لكلّ مولود في الإسلام حظّاً من بيت مال المسلمين، فلم لا يفرض لأمّه التي تقوم بحقّ الأمومة من التربية والرعاية وحسن التنشئة حظّ في بيت مال المسلمين لتشجيعها على القيام بهذه المهمّة على أكمل وجه.؟! وأرى أنّ المرأة لا تستحقّ ذلك إلاّ إذا اجتازت دورة تربويّة متكاملة، منظّمة بعناية، ترفع مستواها العلميّ والعمليّ والتربويّ، وتؤهّلها للقيام بمسئوليّاتها وعملها على خير وجه. فهل بعد ذلك يقول قائل: أين المرأة في واقعنا.؟ وكأنّه لا يرى الأمّهات الفضليات، وهنّ يسهرن الليل، ويتعبن في النهار، يرهقن أبدانهنّ، ويضنين أنفسهنّ، وكأنّه يستقلّ عملهنّ، وهنّ يتابعن أولادهنّ، ويحرصن على رعايتهنّ وحسن تنشئتهنّ. إنّني قلت، ولازلت أقول لكلّ أمّ مثاليّة تقوم بحقّ الأمومة، وحقّ الزوجيّة، وتقدّر عظمة مسئوليّتها: " إنّ كلّ أمّ تنجح في تربية طفل واحد تستحقّ أن تمنح شهادة دكتوراة في التربية .. "، فكيف لو ربّت ثلاثة أطفال؟ وكيف لو ربّت خمسة أطفال أو عشرة.؟ إنّ كثيراً منّا نحن الرجال ـ وكثيراً من النساء أيضاً ـ نستهين بعظم المسئوليّات التي تنهض بها الأمّهات والنساء بوجه عامّ، مع أنّنا نردّد في مناسبات متعدّدة، ولعلّنا نقول ذلك بنوع من المجاملة أو الاستغراب: " ابحث عن المرأة في حياة الرجل "، أو " وراء كلّ رجل عظيم امرأة " .. ولعلّ بعض الناس يفهمون المقولة الأولى في جانبها السلبيّ فحسب.! فهل نحن حقيقة نعتقد بصدق هذا القول، أم أنّ الأمر لا يعدو كلمة مجاملة معسولة، تدغدغ العواطف، وليس لها من رصيد في العقول أو السلوك.؟! وبعد؛ فلن ننسى أبداً أنّ المرأة المسلمة التي تقوم بحقّ الفطرة حقّ القيام هي أمّ المفكّرين والعلماء .. وأمّ الدعاة والهداة .. وأمّ القادة والشهداء .. وأمّ المبدعين والنبغاء .. وزوجة هؤلاء أيضاً .. وملهمتهم لكلّ خير وعطاء ..(128/243)
نقاط وحروف انتصاراً للعلم والمعلّم
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[24 - 06 - 10, 11:37 م]ـ
نقاط وحروف انتصاراً للعلم والمعلّم
بمناسبة يوم المعلّم
د/ عبد المجيد البيانوني
لست أدري كيف أصبحت الأمّة التي أنزل عليها قول الله تعالى: {اقرأ باسمِ ربّك الذي خلق} تنشب الأمّيّة فيها أظفارها، وتسري في أوصالها كما يسري الداء العضال في أوصال الجسد الممتلئ فيهدّ قواه، ويزلزل كيانه.؟!
وكيف أصبحت تتخبّط في متاهات الأمّيّة الثقافيّة والفكريّة، وتعاني من حملات التغريب والتيه عن الهوّيّة.؟!
وكيف فقدت الأمّة أهمّيّة هذه الكلمة وخطورتها.؟! فأصبح القارئون والمعلّمون أدنى فئاتها إلى انتقاص الحقوق، وفقد الاعتبار والتقدير .. !
ولقد سمعت بيوم المعلّم فقلت في نفسي: إنها لبادرة طيّبة لو لم تكن كلاماً وشعاراً .. وجاء يوم المعلّم ومضى، ولم يقبض منه المعلّمون في أوطان الإسلام إلاّ كلمات المديح التي تناثرت هنا وهناك .. وأصداء الخطب الرنّانة التي تعالت في الهواء .. ثمّ مضى كلّ في سبيله .. وعاد المعلّم يمضغ همومه وآلامه، ويقتات معها ما يشبه السخرية بكيانه كلّه، بما أضافه إليه يومه المقرّر من مفارقات، وما نكأ له من جراحات ..
إن الواقع يشهد أن مكانة المعلّم المهنيّة والأدبيّة والاجتماعيّة منتقصة على كلّ مستوى: فحسناته تنسى، وربّما نسبت إلى غيره .. وأخطاؤه تضخّم، وتوضع تحت المجهر .. وربّما نسب إليه ما لم يقل أو يفعل .. ومستقبله الاجتماعيّ غامض غائم .. مضطرب مهزوز .. ثمّ يطالب بعد ذلك أن يعطي بغير حدود .. وأن يتناسى كلّ واقعه وهمومه، ليبني مجد الأمّة متمثلاً في ثمرات فؤادها، وفلذات أكبادها ..
وقديماً قال أبو العلاء المعرّيّ رحمه الله:
إنّ المعلّم والطبيب كلاهما لا ينصحان إذا هما لم يكرما
وقد حفظ أكثر الناس شطر نصيحة أبي العلاء، فهم يكرمون طبيب الأجسام أيّما إكرام، ويحفظون مكانته، ويحرصون على مشاعره، ويقفون منه موقف المتأدّب المتعلّم المتّبع لنصحه الملتزم .. ولكنهم وللأسف .. على الموقف النقيض مع المعلّم .. !
ولعلّهم لم يأخذوا بنصيحة أبي العلاء حبّاً بها، وإنما حرصاً على صحّتهم، وحفاظاً على أجسامهم .. !
وفي كلّ أمّة ودولة وبخاصّة في دول العالم الثالث نجد جهات عديدة تنتصر للفئة التي تتّصل بها أو تنتسب إليها .. إلاّ المعلّم فلا بواكي له ..
لقد أصبح المعلّم بحاجة ماسّة للانتصاف وردّ الاعتبار، في عيون عامّة الأمّة التي تعقد على مهمّته وجهوده الآمال الكبار، ثمّ تتنكّر له، أو تتجاهل متطلّبات حياته كإنسان يشكّل أعظم عضو فاعل في كيانها وأشرفه ..
فالمعلّم بحاجة ماسّة إلى ذلك، لأن الأمّة هي بحاجة ماسّة إليه وإلى مهنته وعمله، ولن تستطيع أن تحفظ كيانها، وتقيم قواعد نهضتها على غير عطائه وجهوده ..
ولذا فقد عزمت أن أبثّ بعض الهموم والأشجان، وأقدّم بعض المقترحات والطموحات، التي أجد أصداءها تتردّد في نفوس كثير من إخواني المعلّمين، ويتحدّثون بها في مجالسهم وأسمارهم، وأنا أقف في ذلك موقف المراقب المحايد، المطلّع الناقد، فلعلّ ما ألقيه بهذه المناسبة يجد آذاناً صاغية، وقلوباً واعية وسواعد في الخير طويلة، تنتظر الرأي السديد، والنصيحة الخالصة، لتُتبِع الرأي العزيمة، والقول العمل.!
ولعلّ من نافلة القول أن نقرّر هنا: أنه ما من حضارة أو نهضة سائدة أو بائدة إلا وقد قامت على نهضة العلم بمفهومه العامّ الشامل يوم قامت، ثمّ خرجت عن هدي العلم يوم سارت في طريق الزوال والأفول .. فآل أمرها إلى ما آل إليه .. لا تستثنى من ذلك أمّة، ولا تخرج عن هذه السنّة نهضة ..
وإذا كانت أكثر الدول تضع قضايا الأمن والاقتصاد في أعلى درجات الأولويّة، لأن أمنها الوطني أساس استقلالها وحرّيتها، واستقرارها الاقتصاديّ أساس نموّها وازدهارها، وحرّيّة إرادتها .. فإن التربية والتعليم هي القضيّة المركزيّة التي تسبق هاتين القضيّتين، وتتقدّم عليهما، بل إنها تعدّ المحور لكلّ القضايا، ولها الأولويّة المطلقة على كلّ أولويّة، لأن إحكام الأمّة للتربية والتعليم يعني إحكامها للأمن، وتقدّمها في التربية والتعليم يخدم نموّ اقتصادها وازدهاره .. فكيف لا تكون لهما الأولويّة المطلقة على كلّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/244)
أولويّة.؟!
فحقّ على كلّ أمّة تريد أن يكون لها موقع بين الأمم أن تولي التعليم عنايتها الكبرى، وأن تولي القائمين عليه، والذين هم سرّ نجاح العمل التعليميّ عنايتها واهتمامها، ولن يكون ذلك ولاشكّ بالكلام المعسول، أو الاحتفالات والمظاهر، إن الأمر لابدّ أن يقوم على أسس تضمن سلامة البنيان ورسوخه وشموخه، ولعلّ أهمّها يتجلّى في الجوانب التالية:
ـ الجانب الأول: رفع كفاءة المعلّمين العلميّة والتربويّة.
ـ الجانب الثاني: وضع الحوافز والامتيازات المادّيّة والمعنويّة، التي تحقّق للمعلّمين الراحة النفسيّة، والأمن الوظيفيّ، والشعور بالمكانة الاجتماعيّة اللائقة.
ـ الجانب الثالث: إعادة النظر في أنظمة التعليم وعلاقاته، لضبط العمليّة التعليميّة والتربويّة وتحقيق جدّيّتها، وتفعيل دور المعلّم، وحفظ مكانته ..
ونفصّل القول في هذه الجوانب على وجه الإجمال بما يسمح به المقام هنا فنقول:
ـ الجانب الأول: رفع كفاءة المعلّمين العلميّة والتربويّة، بعد أن نحسن اختيارهم وندقّق في شروط انتقائهم بإجراء اختبارات شفهيّة وتحريريّة جادّة ..
ولرفع كفاءة المعلّمين العلميّة والتربويّة، لابدّ لنا أن نعتمد تطبيق أنظمة الدورات التأهيليّة، التي يكلّف بها المعلّم وفق خطّة تعليميّة وتربويّة مدروسة، تكون تابعة لنظام التعليم العالي، وينال المعلّم باجتيازها شهادة تؤهّله للالتحاق بما هو أعلى منها، كما أنه يرتقي بها في سلّمه الوظيفيّ.
ثمّ لابدّ لنا أن نرفع شعار: " المعلّم لا يتوقّف عن التعلّم "، تحقيقاً لقول الله تعالى: {وقل: ربّ زدني علماً}، إذ إن التقدّم العلميّ في العالم من حولنا لا يقف عند حدّ، والتوقّف القليل يعني ألاّ نكون في عصرنا.
ـ وحسناً ما فعلته بعض الجامعات العربيّة إذ إنّها أعفت من ينتسب إلى الدراسات العليا من الالتزام بالسنة المنهجيّة إذا كان قد أمضى في التدريس عشر سنوات .. لأنه قد نال من الخبرة الميدانيّة ما يغني معلوماته، ويثري تجاربه .. ويعوّضه عن السنة المنهجيّة المفروضة ..
ـ وأما الجانب الثاني: وهو وضع الحوافز والامتيازات المادّيّة والمعنويّة، التي تحقّق للمعلّمين الراحة النفسيّة، والأمن الوظيفيّ، ويتمثّل ذلك في النقاط التالية:
أ ـ منح المعلّم هوّيّة " المعلّم " بعد أن يمضي في التعليم خمس سنوات، يكتسب بها المعلّم عدّة مزايا:
ـ أولها المزايا التعليميّة: لتعليم أبنائه، ومتابعة تعلّمه، إذ كيف يعقل أن يكون منتسباً إلى أسرة التعليم ويعاني الأمرّين في تعليم أبنائه في المدارس الحكوميّة، ولا يجد أيّة فرصة لتعليم ولده أو ابنته في المدرسة التي قد تكون بجواره.؟!
ـ وثانيها المزايا الطبّيّة: في الرعاية الطبّيّة اللائقة به وبأسرته، سواء أكان ذلك في الكشف الطبّيّ، أو في تخفيض أسعار الدواء، أو في تكاليف أجور العمليّات الجراحيّة .. فالرعاية الصحّيّة من ضرورات الحياة، التي لا ينبغي التقليل من شأنها بحال من الأحوال ..
ـ وثالثها المزايا الاجتماعيّة: وذلك في مجالات الخدمات الاجتماعيّة المختلفة كتخفيض أسعار بعض السلع، والحصول على امتيازات خاصّة في شراء بعض الموادّ.
ويمكن تشجيع بعض الشركات على ذلك، والتعاون مع بعضها الآخر التي تقدّم تسهيلات خاصّة في هذا المجال.
ب ـ منح المعلّمين المتميّزين مكافآت سنويّة، وفق معايير موضوعيّة دقيقة، تقوم بتطبيقها ميدانيّاً لجان مختصّة، مما يشعر المعلّم أن جهوده واجتهاده لا يضيع بغير تقدير، فليس من المعقول أن يُطالَب المعلّم بالعطاء المبدع المتميّز في مهنته، ثمّ لا يجد أحداً يقدّر جهوده واجتهاده ..
ج ـ وضع علاوة وظيفيّة خاصّة للمعلّمين يمكن أن تسمّى: " علاوة طبيعة المهنة "، إذ إن مما يلاحظ عزوف كثير من خرّيجي الجامعات عن الانتساب إلى مهنة التعليم، لما يعلمون عنها من الجدّيّة الخاصّة، وما تحتاجه من مزيد الجهد والمشقّة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/245)
ـ وأما الجانب لثالث: وهو إعادة النظر في أنظمة التعليم وعلاقاته، لضبط العمليّة التعليميّة والتربويّة وتحقيق جدّيّتها، وتفعيل دور المعلّم، وحفظ مكانته، فهذا الأمر مما يكثر حوله القيل والقال .. ويكثر بسببه التنصّل من المسئوليّات، وإلقاء التبعات على الآخرين وتكون نتيجته اهتزاز الثقة بالمعلّمين، وإلقاء التهم عليهم، وتأزّمهم لما يلقون من المعاملة غير الكريمة، وضياع المتعلّمين، وتدنّي مستوى تحصيلهم ..
فما أكثر ما نسمع من المعلّمين أو المتعلّمين أو عامّة أفراد الأمّة التباكي على طرائق التعليم القديمة وأساليبها، دون تقويم موضوعيّ للحسنات والسيئات، ووضع كلّ شيء في موقعه الصحيح .. ونحن نعلم أن طرائق التعليم القديمة كانت تحتوي على كثير من السلبيّات، وأن كثيراً من تلك الطرائق لا تستند إلى أصل شرعيّ، أو حجّة مكينة، وإنما جعل لها موضع الصدارة بين الناس العرف والعادة، وطبيعة الناس الغالبة التي من شأنها دائماً أن تتباكى على الماضي، وتتناسى سلبياته، وتتبرّم من الواقع، وتنسب إليه النقائص ..
ـ وإن أهم ما نراه ونقترحه في هذه المناسبة:
أ ـ أن يوضع نظام داخليّ للمدارس، يضبط علاقات المعلّمين والمتعلّمين، وعلاقات أولياء الأمور بالمعلّمين، وعلاقاتهم بالإدارة المدرسيّة، وينصّ فيه على العقوبات الرادعة لمن ينتهك حرمة المعلّمين أو المتعلّمين، أو النظام المدرسيّ، ويقوم على تنفيذ هذا النظام مجلس مختصّ، ليكون للتعليم حرمته في نفوس الطلاب، وفي نفوس عامّة الناس ..
إذ إنّه ليس من المعقول أن تكفّ يد المعلّمين والإدارة المدرسيّة عن تأديب الطالب بالعقوبات الرادعة، مهما انتهك من حرمات المعلّمين أو النظام المدرسيّ .. !
ب ـ أن تضاف مادّة دراسيّة باسم: " السلوك والآداب "، أو تسمّى: " الآداب الشرعيّة "، تشمل جميع المراحل الدراسيّة، ويسند تدريسها إلى نخبة من المدرسين التربويّين، القدوة الأكفاء .. وتعتمد مناهجها على ذكر حوادث السيرة النبويّة العطرة، وحياة الصحابة ?، وسير سلف هذه الأمّة الصالح وأخبارهم في كلّ مجال من مجالات الحياة ..
فما أكثر الشكوى من فساد تربية المتعلّمين، وتدهور أخلاقهم، وتدنّي مستواهم الأخلاقيّ، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى التخلّف الدراسيّ، ثمّ الإخفاق عدّة مرّات وترك الدراسة .. !
وما أكثر الأمثلة والنماذج التي يعرفها المعلّمون من ذلك .. ويذكرونها والمرارة والأسى يعتصر قلوبهم .. ممّا يؤكّد على ضرورة اتّخاذ مثل هذه الخطوة .. إن لم تكن حبّاً بالتربية والأخلاق، والقيم الإسلاميّة التي هي سرّ سعادة العبد في الدنيا والآخرة .. فلتكن حرصاً على مستقبل الأبناء، وإشفاقاً من مثل هذا المصير الذي لا يرتضيه أيّ ولي أمر عاقل لولده ..
ج ـ وحرصاً على العطاء النوعيّ المتميّز للمعلّم، فلابدّ من تحديد نصاب للمدرّس لا يتجاوز على وجه العموم عشرين حصّة في الأسبوع، وينبغي أن يقلّ نصاب المعلّمين المتميّزين الموهوبين، ليتمكّنوا من إبراز مواهبهم وإبداعاتهم، كما ينبغي أن يقلّ نصاب أيّ معلّم كلّما ازدادت سنوات خدمته، ثمّ يفرّغ للشئون التربويّة، ولتدريب المعلّمين المستجدّين، ونقل خبراته التعليميّة لهم .. ولا يخفى أن شيئاً من هذا معمول به في بعض البلاد العربيّة والإسلاميّة على نسب متفاوتة ..
وبعد؛ فإذا كان العمل التعليميّ يقوم على ثلاثة أضلاع، هي: المعلّم والطالب والمنهج، فإنّه لن تقوم أضلاعه، ويرتفع مستواه، وتسمو مكانته ما لم يعتدل أمر الضلع الأول فيه، وهو المعلّم، وتؤدّى حقوقه، ويجبر انكساره ..
فكم تكلّفنا التضحية بحقوق المعلّم من تفريط بالمنهج، الذي نعتني بتطويره، ونهتمّ برفع مستواه ليواكب التطوّر العلميّ، الذي يتسارع في العالم من حولنا بصورة تعجز أبصارنا عن ملاحقته فضلاً عن بصائرنا وإمكاناتنا .. !
وكم تؤدّي التضحية بحقوق المعلّم إلى التفريط بحقوق الطالب، الذي هو محور العمل التعليميّ وغايته وثمرته، وهو معقد آمال الأمّة وسرّ نهضتها وما يرتجى لها من سيادة .. !
{إن أريدُ إلاّ الإصلاحَ ما استطعتُ، وما تَوفيقي إلاّ بِالله، عليهِ تَوكّلتُ وإليهِ أنِيبُ}، وآخر دعوانا: أن الحمد لله ربّ العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/246)
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:57 م]ـ
جزاك الله خيرا و وفقك الله
للمعلمين فضل كبير و لكن بعض الطلبة هداهم الله يحتقرهم و لا يقيم لهم بالا و كأنهم لا يعلمون شيئا
و قد قال أحمد شوقي ((قم للمعلم وفه التبجيلا****كاد المعلم أن يكون رسولا))
فرد عليه إبراهيم طوقان بقوله ((شوقي يقول و ما درى بمصيبتي ... قم للمعلم وفه التبجيلا
ويكاد يفلقني الأمير بقوله ... كاد المعلم أن يكون رسولا))
ـ[عمر بن عبد المجيد]ــــــــ[04 - 10 - 10, 08:58 ص]ـ
بارك الله فيك أبو سليمان
وهناك قصيدة لإبراهيم عبدالعزيز السمري
في فضل المعلِّم
نُورُ النُّبُوَّةِ طَافَ الكَوْنَ يُحْيِيهِ
مِنْ مَوْتِهِ وَسَعَى لِلعَقْلِ يُنْجِيهِ
مِنْ سَطْوَةِ الجَهْلِ أَوْ قَيْدٍ يُكَبِّلُهُ
أَوْ زَيْغَةٍ مِنْ ضَلالِ الفِكْرِ تُرْدِيهِ
فَقَامَ يَهْفُو إِلَى الأَنْوَارِ مُرْتَقِبٌ
عَسَاهُ يَحْظَى بِوَصْلٍ مِنْ تَدَانِيهِ
عَسَاهُ أَنْ يَحْمِلَ الأَنْوَارَ مُحْتَسِبًا
أَجْرًا عَظِيمًا لَدَى الرَّحْمَنِ يَجْزِيهِ
وَمَبْلَغُ العِلْمِ فِيهِ أَنَّهُ رَجُلٌ
حَمْلَ الأَمَانَةَ لا أَعْذَارَ تَثْنِيهِ
هُوَ المُعَلِّمُ مَوْصُولٌ لَهُ نَسَبٌ
إِلَى النُّبُوَّةِ ذَاكَ الفَضْلُ يَكْفِيهِ
فعَلَى يَدَيْهِ يَصِيرُ الحَقُّ مُنْبَلِجًا
وعَلَى خُطَاهُ يَسُوقُ الرَّكْبَ حَادِيهِ
هُوَ المُعَلِّمُ لَيْتَ النَّاسَ تَغْبِطُهُ
بِالعِلْمِ يَمْضِي وَصَوْتُ الحَقِّ دَاعِيهِ
مِنْ أَحْرُفِ العِلْمِ جَاءَ الِاسْمُ مُشْتَمِلاً
عَلَى المَكَارِمِ وَالأَخْلاقُ تُعْلِيهِ
قُمْ لِلمُعَلِّمِ تَبْجِيلاً وَتَعْظِيمًا
فَهْوَ المُؤَهَّلُ لِلْمَعْرُوفِ يُسْدِيهِ
كَمْ سَالَ نَهْرًا بِمَاءِ العِلْمِ يُرْسِلُهُ
إِلَى القِفَارِ بِلا مَنٍّ وَلا تِيهِ
حَتَّى نَمَتْ فِي رُبَاهُ كُلُّ بَاسِقَةٍ
وَأَيْنَعَ الزَّهْرُ فِي أَنْحَاءِ وَادِيهِ
وَعَلَّمَ الطَّيْرَ أَلْحَانًا يُرَجِّعُهَا
وَنَظَّمَ الشِّعْرَ فِي أَسْمَى مَعَانِيهِ
وَأَلْبَسَ العَقْلَ مِنْ أَنْوَارِ حِكْمَتِهِ
ثَوْبًا قَشِيبًا وَأَفْكَارًا تُنَاغِيهِ
وَخَاضَ حَرْبًا عَلَى الظَّلْمَاءِ يَمْحَقُهَا
وَأَيْقَظَ الفَجْرَ مِنْ نَوْمٍ يُوَاتِيهِ
لَمْ يَبْغِ شُكْرًا عَلَى المَعْرُوفِ يَبْذُلُهُ
لَمْ يَرْجُ إِلاَّ رِضَا الرَّحْمَنِ بَارِيهِ(128/247)
كونوا على الخير أعوانا
ـ[عمر الصميدعي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام
انا بحاجة ماسة الى هذا الكتاب،وبحثت عنه في النت لكن لم اجد شيئاً
فبالله عليكم من يعرف موقع فيه الكتاب فليرشدني اليه، أو من يعرف رابط تحميل الكتاب
فليبعثه لي، من خلال رده على الموضوع
أسم الكتاب: مناهج البحث العلمي وتحقيق (تخطيط) التراث
أسم المؤلف: اكرم ضياء العمري
أخوكم: عمر الصميدعي(128/248)
أنعم بنفس لا تأنس إلا مع الله
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[25 - 06 - 10, 07:09 ص]ـ
قال ابن القيم رحمه الله:
فصل من اعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه وأن تسمع داعيه ثم
تتأخر عن الاجابة وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعمل غيره وان تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق الى انشراح الصدر بذكره ومناجاته وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه الى نعيم الاقبال عليه والانابه اليه واعجب من هذا علمك انك لابد لك منه وانك أحوج شيء اليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب.
وقال أيضاً:
ففي القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته
وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته
وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه
وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه
وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده مطلوبه
وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبدا
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[25 - 06 - 10, 02:17 م]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 02:41 م]ـ
والله إنها لكلمات تدمع العين لمن كان له قلب
جزيت من الخير أوفره
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[08 - 07 - 10, 10:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا
آمين وإياك أخي(128/249)
أنت المعد لكل ما يتوقع
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[25 - 06 - 10, 07:25 ص]ـ
يامن يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد ل كل ما يتوقع
يا من يرجى في الشدائد كلها يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن ملكه في قول كن امنن فان الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلة وبالافتقار إليك فقرى ادفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة فلئن طردت فأي باب أقرع
ومن الذي أدعو واهتف باسمِه إن كان فضلك عن عبيدك يمنع
حاشا لمجدك أن تقنط عاصيا الفضل أجزل والم واهب أوسع
بالذل قد وافيت بابك عالما إن التذلل عند بابك ينفع
وجعلت معتمدي عليك توكلا وبسطت كفي سائلاً أتضرع
فاجعل لنا من كل ضيق مخرجا والطف بنا يامن إليه المرجع
لا تنسوا أخوكم محمد من دعائكم بفك كربه
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:05 م]ـ
فك الله كربك و جزاك خيرا.(128/250)
رسالة خاصة للشيخ عادل الكلباني ورسالة عامة لمن أراد الرد ((للشيخ عبدالعزيز السدحان))
ـ[طالبة الهدى]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد فهاتان رسالتان خاصة وعامة.
أما الخاصة فللشيخ عادل الكلباني سلمه الله تعالى وقد أرسلتها إليه منذ سنتين أو ثلاث حسب ظني – ولم يأتني جواب منه ورأيت إعادة نشرها للمصلحة المرجوة. لأن من السياسة الشرعية أن ما شاع واشتهر يكون جوابه بمثله من إشاعته وإشهاره
وأما الرسالة العامة ـ وقد كتبتها هذه الأيام ـ فهي إلى الذين يكتبون ردودا وتعاليق على بعض ما يصدر من الفتاوى والآراء.
الرسالة الخاصة:
فضيلة الشيخ / عادل بن سالم الكلباني ... حفظه الله تعالى ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد:
فيا أخي الكريم ... أحببتُك في الله قبل أن أراك؛ لما سمعتُ عنك من حُسن تلاوة وقبل ذلك حُسن أدب , وقد زاد حُبِّي لك بعد رؤيتي لك ومعرفتي بك , فقد لمستُ من شخصك الكريم تواضعاً ورحابة صدر , زادكم الله تعالى توفيقاً وسداداً.
ثم أخي الكريم الشيخ عادل زاد حُبِّي لك لحرصك على اقتفاء السنّة في صلاة التراويح من حيث الترتيل بتأنّ مع طول نسبيّ , خلافاً لكثير – بل لأكثر – الأئمة وفقهم الله تعالى.وقد ذكرتُ في أثناء كلمة ألقيتُها في مسجدكم بعد التراويح أنّ صلاتكم للتراويح من أقرب الصلاة إلى السنّة , وقد بلغني أن فضيلة الشيخ ابن جبرين – أثابه الله تعالى – قد أشار إلى ذلك. وهذا من فضل الله تعالى عليك.
أخي الحبيب الشيخ عادل ... ليقيني بمحبتك لي ومحبتي لك , ولعلمي بسعة صدرك ومن باب زكاة ثمرة الأخوة والمحبة في الله ... كتبتُ لك هذه الرِّسالة التي اللهَ أسأل أن تلاقي مكاناً في قلبك الواسع , وأحسب أنها ستكون كذلك.
فضيلة الشيخ عادل ... ترامى إلى مسامعي خبرٌ مفاده أنكم ترون جواز آلات الغناء , بل إنّ الخبر تلقته الألسنة ولاكته الأفواه حتى كاد يكون مضغة في لسان بعضهم.
ولقد عنفتُ على بعض النقَلَة من جهتين:
الأولى: التثبت في صحّة النقل على مراد المنقول عنه.
والثانية: لزوم المسلك الشرعيّ في النصح لمن أراد المناصحة.
فضيلة الشيخ ... في خطابي هذا لن أباحثكم في أدلة تحريم الغناء ومن خالف فيه, لكن مرادي – بعد دعائي لكم سابقاً ولاحقاً – أن أذكر لكم أموراً لعلّ شخصكم الكريم يتأمَّلها , واللهَ أسأل أن يرزقنا وإياكم التقوى في القول والعمل في السرِّ والعلَن:
أولاً: أن فضيلتكم قد عُرف بالقراءة والإقراء , وهذا ليس من باب الشهرة بل من باب التواتر , جعلكم الله تعالى ممَّن يشملهم قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) أخرجه الإمام البخاري عن عثمان بن عفّان رضي الله تعالى عنه , وأنعِمْ بهذا الوصف من كرامة وشرف تفوق النسب والحسَب.
ثانياً: من ضوابط المروءة التي أشار إليها أهلُ العلم أن يحرص المرء على ترك ما يُذمُّ به من قول أو فعل , وهذا الأمر يفتح باباً من الذمّ والنقد.
فضيلة الشيخ ... لك أن تقول: وليكن ذلك منهم. ولكن لي أن أقول – لمحبَّتي لك –: شخصُك أغلى من أن يكون سهاماً للذمّ , وهذا الأمر – أخي الكريم – لا يلزمك شرعاً – بل ولا عقلاً – إظهارُه بين الناس , وفي ذِكره مضرَّة عليك دون منفعة لك , وبخاصة – كما أشرت لكم سابقاً – أنّ مقامكم عند الناس من الثلّة المقدَّمة في القراءة , وهذا – فضيلةَ الشيخ – مما يجعل هذا القول منكم مستهجناً ليس عند المانعين للغناء فحسب , بل حتى عند سواد الناس عموماً من المستمعين للغناء – هداهم الله تعالى – وغيرهم.
واجعل نصب عينيك – أخي رعاك الله تعالى – قولَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إياك وما يُعتذَر منه)). وقد ورد عن عليّ رضي الله تعالى عنه مقولة بهذا المعنى: ((إياك وما يسبق إلى القلوب إنكارُه وإن كان عندك إعتذارُه)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/251)
ثالثاً: فضيلة الشيخ ... لا يخفاكم – رعاكم الله تعالى – ما يواجهه المجتمع من عداء متنوِّع , فحصوننا مهدّدة من داخلها وخارجها , والهجمة الشرسة على ثوابت الإسلام وآدابه وأخلاقه مستمرة آناء الليل وأطراف النهار , حتى أصبحت الأقلام المعادية تتبارى وتتنافس في الطعن في الثوابت والتشكيك في حٍكَم الشريعة وأحكامها.
ولا يقال هذا من باب اليأس والقنوط ... معاذ الله , حاشا وكلاّ
ولكن يذكر ذلك من باب قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى). فمثل الشيخ عادل ومحرابه ومنبره واجتماع الآلاف للصلاة خلفه وإلقاء الكلمات التعليمية والوعظية في أولئك الجموع سببٌ عظيمٌ للتكاتُف والترابط بين أهل الخير والفضل.
رابعاً: فضيلة الشيخ ... والحاذق من اعتبر بغيره , فَتْوَاكم بجواز آلات الغِناء سيجعلها بعض أهل الأهواء مطيةً له في تحسين صورة شبهاته وشهواته تارةً من طرفٍ خفيّ , وتارةً من طرفٍ جليّ.
خامساً: فضيلة الشيخ تأمَّل في هذه النصوص النبوية:
1 - لما شفى الله نبيَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أثر السِّحر وأراد بعض أصحابه – رضي الله تعالى عنه – منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ينتقم من الساحر اليهوديّ ويُعاقبه قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيما معناه -: أكره أن أثير على الناس شرَّا.
ذكر بعض الشرَّاح أن مراد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك: أنّ الله تعالى قد عافاه من
مرض السِّحر وهذا هو المراد , وأمَّا عقوبة الساحر اليهوديّ فقد تفتح باباً
من الشرّ بين الصحابة واليهود , فترك ذلك أولى لمراعاة المصلحة العامّة,
وانظر – رعاك الله تعالى – كم تفتح مثل تلك الأقوال من الشرّ على أصحابها؟!
2 - قول معاذ رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله , أفلا أبشر الناس؟ قال: ((لا تبشرهم فيتكلوا)). مع أنّ عصر المجتمع النبوي هو العصر الذهبي للأمّة , لوجود النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معهم. مع أن الأمر عقديّ , ولكن خشية النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت أن يفهم سواد الناس هذا الحديث على ظاهره دون لوازمه , ثم أخبر بذلك معاذاً خشية كتم العلم وقد رسخ في الناس فهم معنى الحديث.
أخي الشيخ عادل ... إني – والله شاهد – لك محبّ ولك ناصح وعلى نفسي وعليك مشفق , تأمّل في هذه المسألة ثم تأمّل كتب مقاصد الشريعة – مبحث المصالح والمفاسد – , وكذا انظر بتمعُّن في مسألة المعازف وكلام أهل العلم الذي يكاد أن يكون واحداً في ذمِّها والتشنيع عليها شرعاً وعقلاً؛ لما يترتّب على مقدِّماتها من نتائج وخيمة.
ختاماً ... أخي الحبيب الشيخ عادل ... اللهَ أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعلنا وإياك مبارَكين أينما كنّا , إنه تعالى سميعٌ مجيب.
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرسالة العامة
أما الرسالة العامة فهي كما سبق آنفاً إلى الذي يكتبون ردودا وتعاليق على بعض ما يصدر من الفتاوى والآراء.
أولاً: أن يكون مقصدُ صاحب الرد مرضاةَ الله تعالى.
ثانياً: لغة العلم والنصح لا مكان في محيطها للألفاظ النابية والمبتذلة.
ثالثاً: من قبيح ما يكون في بعض الردود والتعاليق التعرض للأنساب والأقاليم قدحاً وتهكماً وازدراءً وهذا فيه لوثة من خصال أهل الجاهلية.
رابعاً: لا يلزم من صلاح النية صلاح العمل فقد يكون الراد سليم القصد لكنه ضعيف التحصيل العلمي فمثل هذا لا يشفع له صلاح نيته وسلامة قصده في أن يتكلم في مباحث العلم فعليه أن يمسك لسانه ويكسر قلمه وأن يسأل أهل العلم.
خامسا: الرد على قسمين: رد إجمالي ورد تفصيلي.
الرد الإجمالي: أن يحكي قول من يثق بعلمه ولا يزيد فيقول مثلاً: الشيخ فلان من العلماء المعتبرين وهو يفتي بخلاف ما تقول.
الرد التفصيلي: ويكون ذلك بمناقشة حجج القول الآخر وتفنيد تلك الحجج بعلم , ثم سياق أدلة القول الذي انتصرت له , مع مراعاة الأدب والنقاش وظهور قوة الحجة في الرد على أدلة القول الآخر.
أخوكم ومحبُّكم
عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله السدحان
المصدر:
http://www.a-alsadhan.com/
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:19 م]ـ
ما شاء الله , يقطر الأدب منه.
هدى الله الشيخ عادل ورده إلى الصواب.
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[25 - 06 - 10, 01:03 م]ـ
كلمات تتجلى فيها آداب النصح
ـ[خالد القعمري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:14 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب
ـ[ابو صالح حمود]ــــــــ[26 - 06 - 10, 12:33 ص]ـ
ماشاء الله على هذا الأدب
جزاك الله خير على النقل الطيب
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[26 - 06 - 10, 08:56 ص]ـ
كلمات شيخ تأدب بأدب العلم.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[26 - 06 - 10, 09:18 ص]ـ
بارك الله في الناصح وهدى الله المنصوح ..
كلام قليل مبارك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/252)
ـ[مبارك محمد المري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 09:55 ص]ـ
جزاك الله الجنة،
نسأل الله عز وجل أن يهدي امة الإسلام الى مايحب ويرضى وأن يجنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن وأن ينشر العلم الشرعي والعمل الصالح بين افراد الأمة. وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد وآله وصحبه.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[26 - 06 - 10, 03:56 م]ـ
حب الكتاب وحب ألحان الغناء=في قلب عبد ليس يجتمعان!!!
ـ[عبد الرحمن الطوخي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 07:22 م]ـ
ما شاء الله
كلمات يقطر منها الأدب، والرحمة بالمخطئ، هكذا فليكن العلماء حتى لا تتسع دائرة الشقاق بين المسلمين
رفع الله قدر الشيخ عبد العزيز، ورد الشيخ الكلباني للصواب. آمين
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[27 - 06 - 10, 08:15 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215525(128/253)
سؤال للمتقنين من الإخوة
ـ[أبو محمد البدراني]ــــــــ[25 - 06 - 10, 02:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وأصحابه وآله ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين وبعد:
فلدي سؤال آمل من الإخوة الكرام الجواب عليه بالنقل عن العلماء وتأصيل ذلك شرعًا.
أليس من الأوقات التي يرجى فيها إجابة الدعاء بل قيل بأنها الساعة التي لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله. . . (يعني: ساعة الإجابة) ــ إذا قام الخطيب على المنبر: مثلا إذا سلم وجلس وأخذ المؤذن في الأذان, أو جلس بين الخُطبَتَينِ. فإني رأيت بعض الناس يرفعون أيديهم يرددون مع المؤذن ثم يدعون مع عدم نقل ذلك عنه ^ , فهل يُشتَرَطُ في كل رفع للدعاء أن يثبت رفع النبي ^ ليديه , أم يكفي لجوازه أن لا يعتقد سنيته.
ولا أقصد الرفع مع الإمام إ1ا استسقى وهو يخطب
وسؤال آخر بمعناه: في القيام على القبر للدعاء للميت بعد الدفن هل ترفع اليدين؟
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 10:15 م]ـ
انظر هنا أخي الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97480
وكذلك هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=211111
ـ[أبو محمد البدراني]ــــــــ[26 - 06 - 10, 11:59 م]ـ
الشيخ
أحمد سالم السلفي سلمه الله سددك الله وبيض وجهك.
هل خالف في هذا أحد من العلماء ونهى عنه واعتبره بدعة؟.
ثم السؤال الثاني حكم رفع اليدين أثناء الدعاء للميت بعد الدفن في المقبرة؟
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:34 ص]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم ولك بمثل ما دعوت لي وزيادة عشرة أضعاف
نعم سمعت فتوى للشيخ أبي إسحاق شفاه الله وعافاه يقول أن الدعاء لا يشرع في جلسة الاستراحة أصلا
والخلاف في هذه المسألة والله أعلم خلاف سائغ معتبر لا إنكار فيه وقد قرأت مثل هذا الكلام للعلامة بن عثيمين طيب الله ثراه وأجزل الله له المثوبة والأجر الكبير
أما سؤالك الثاني
فخذ هذه الفتاوى
http://ibnbaz.org/mat/2730
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=3843&parent=768(128/254)
ومات العلماء ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:26 م]ـ
ومات العلماء:
ما دورونا نحن عندما نسمع بموت العلماء، والأدباء، والكتاب الذين يغذون العقول، ويزكّون النفوس بالتعليم والتصنيف ونشر العلوم والآداب؟
البعض يفرط في الثناء، والرثاء، والحزن، والتأسف على موتهم فقط.
والبعض الآخر يقول: بضياع الدين والدنيا بعد موتهم.
والبعض يقف عند هذا الحد ولا يتجاوزه.
وهذا والله ليس هو حق الإسلام، ولا حق الأمة، ولا حق العلماء علينا.
صحيح أننا ـ والله يشهد ـ نحزن على فراقهم، ونتألم كثيراً على رحيلهم وبعدهم عنا وعن أمتهم، وتتضاعف المصيبة بهم في مثل هذا الزمان؛ لأن العلماء العاملين أصبحوا ندرة قليلة بين الناس، وكَثُرَ الجهل والتشكيك والإلباس بين الناس.
وهذا الحزن يشتد أكثر وأكثر حينما نكون قد عرفنا هذا العالم أو عاصرناه، ولمسنا فضله واستفدنا علمه.
نعم: نترحم عليهم كما قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ عن بعض مشايخه: «ما لكم تأخذون العلم عنا وتستفيدون منا، ثم تذكروننا فلا تترحمون علينا».
ونرثيهم، ونذكرهم بالخير، ونجمع ونحي علمهم وآثارهم لكي تستفيد الأمة منها وتسير على خطاهم ومنهجهم في العلم والدعوة إلى الله ـ كما قال السخاوي: «من ورخ مؤمناً فكأنما أحياه»، ولاسيما وقد رحلوا بخير ما عندهم، ونعلم أن سبب فقد العلم موت العلماء. أن سبب قبض العلم موت العلماء، فإذا ذهب العلماء واتخذ الناس رؤساء جهالاً، وسألوهم وأخذوا بفتواهم، ضلوا وأضلوا، عياذا بالله.
لكن يجب أن نعلم أن دورنا عظيم، ويعظم عند رحيل العلماء خاصة، الأمة بحاجة إلى من يخلف هؤلاء العلماء، الأمة بحاجة إلى من يبين لها أحكام دينها، ويرفع عنها الجهل، ويقضي على رؤوس الجهل حتى لا يَضلوا ويُضلوا، الأمة بحاجة إلى علماء صادقين يخلفون هؤلاء العلماء كما قاموا هم ـ رحمهم الله ـ بالدور نفسه عندما خلفوا مشايخهم وعلمائهم في عصرهم ووقتهم.
فقد العلماء مصيبة على الإسلام والمسلمين لا يعوض عنهم إلا أن ييسر الله من يخلفهم بين العالمين فيقوم بمثل ما قاموا به من الجهاد ونصرة الحق.
وأضرب مثلاً قريباً، سمعت من بعض كبار السن أنه لما توفي الشيخ العلامة محمد بن ابراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ حزن الناس، وقالوا: من بعد الشيخ ابن ابراهيم، فظهر سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ الذي ظهر علمه في العالم كله. وظهر غيره من إخوانه المشايخ ممن تتلمذ على يد الشيخ ابن ابراهيم.
وفي القصيم، لما مات الشيخ العلامة عبد الرحمن بن سعدي، لسان حال الناس يقول: من بعد الشيخ ابن سعدي، فظهر العلامة الشيخ صالح بن محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ الذي وصل علمه الآفاق. وظهر غيره من إخوانه المشايخ.
فالذي يجب على طلاب العلم الجد والاجتهاد في طلب العلم مع التقوى لله، و الصدق والإخلاص وكثرة العبادة لله، حتى يخلفوا هؤلاء المشايخ بخير، فإن حال الأمة اليوم يعج بالفتن وأهل الهوى، وممن يبغونها عوجاً.
فالموت الحقيقي للعلماء عندما يموت من يخلفهم من طلابهم طلبة العلم، حين يموت العلم بموتهم، موت العلماء وموت الفقهاء.
قَالَ سُلَيْمَانُ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ الْأَوَّلُ حَتَّى يَتَعَلَّمَ الْآخِرُ، فَإِذَا هَلَكَ الْأَوَّلُ قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمَ الْآخِرُ هَلَكَ النَّاسُ.
تفسير البغوي (4/ 327)
«ولا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك».
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع، والعمل الصالح، وأن ييسر لهذه الأمة ما يحفظ به عليها دينها، وينصر به أهل طاعته، ويذل به أهل معصيته، إنه جواد كريم رؤوف رحيم.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:30 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا سليمان الجسمي ونفع بك.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:28 م]ـ
كلمات في الصميم , أسأل الله أن يغفر لنا زلاتنا فيرفع همتنا في طلب العلم.
بارك الله فيكم شيخنا المقدام / ضيدان اليامي.
ـ[ابو صالح حمود]ــــــــ[26 - 06 - 10, 12:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنآ الفاضل
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:57 ص]ـ
بارك لله فيكم جميعاً
ـ[محمد سالم صالح]ــــــــ[26 - 06 - 10, 04:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا المبارك ونفع بكم
نصيحة مهمة و نافعة
وحين قرأت هذه الكلمات
تذكرت عددا من العلماء الموجودون الآن وكيف أن الناس احتاجت لعلمهم وجهودهم
ومنهم على سبيل المثال
الشيخ عبدالكريم الخضير والشيخ محمد الشنقيطي والشيخ محمد المنجد وغيرهم
نسأل الله أن يكثر من أمثالهم وينفعنا بهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/255)
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[26 - 06 - 10, 09:26 ص]ـ
بورك فيك شيخنا الحبيب ضيدان طلّة مباركة ..
وفقك ربي لكل خير ..
ـ[محمد ال سالم]ــــــــ[26 - 06 - 10, 10:52 ص]ـ
نفعنا الله بعلمكم شيخنا الكريم والله إن وجودكم وغبركم من الإخوة في هذا الملتقى لأكبر غنيمة لنا
حفظكم الله ورعاكم
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[28 - 06 - 10, 03:28 م]ـ
أخي ضيدان بارك الله فيك ... ونفع الله بك الأمة
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[29 - 06 - 10, 12:37 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[29 - 06 - 10, 12:40 ص]ـ
برجاء مراجعة هذا الرابط
فله صلة بالموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179924
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا، و بارك فيك.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 03:39 ص]ـ
بارك الله جميعاً في الإخوة الأفاضل ونفع بهم.
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[29 - 09 - 10, 11:28 م]ـ
للرفع ......
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[30 - 09 - 10, 12:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
كلام في الصميم
لان تكونو صغار قوم اليوم لتكونوا كبار قوم غدا وعَنْ شُرَحبِيلَ أَبِي سَعدٍ قَالَ: دَعا الْحَسَنُ بَنِيهِ وَبَنِي أَخيهِ فَقَالَ: يا بَنِيَّ وَبَنِي أَخِي إِنَّكُم صغارُ قَومٍ يوشكُ أَنْ تَكُونُوا كبارهم غدا ...
وعن هشام قال: قال عروة لبنيه: يابنِّي تعلموا فإنكم إن تكونوا صغار قوم عسى أن تكونوا كبارهم، وسوأناه! ماذا أقبح من شيخ جاهل ...
وقال الحسن بن علي لبنيه وبني أخيه: "تعلموا العلم، فإنكم إن تكونوا صغار قوم تكونوا كبارهم غداً، فمن لم يحفظ فليكتب".
وقال المبارك بن فضالة عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يقول لنا ونحن شباب: ما لكم لا تعلمون إن تكونوا صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار قوم وما خير الشيخ يكون جاهلا
عروة ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية الزبير.يقول .. ونحن شباب مالكم لا تعلمون إن تكونوا صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار قوم
وقال هشام بن عروة: كان أبي يقول: "أي بني، كنا صغار قومٍ فأصبحنا كبارهم، وإنكم اليوم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبارهم، فما خير في كبيرٍ ولا علم له؟
منقول
واليلام عليكم ورحمة الله
ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[30 - 09 - 10, 07:32 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
للرفع(128/256)
لبس الفستان يوم العرس هل له عادة اسلامية
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد قرات في احد الكتب ان الفستان الذي ترتديه العروس الان له جذور من زمن امنا عائشة رضي الله عنها اذ احضرت هي الاخرى فستانا وكن النساء اللاتي يردن الزواج ياخذنه
على ما اظن هكذا اذا لم انسى
فهل لبس الفستان عادة اسلامية ام نصرانية
ارج اخواني افادتي
فبعد ان كنت شبه متيقنة من انه عادة نصراني لما وجدت هذا الاثر صرت اعتقد انه عادة اسلامية
فهل من موضوح
وباك الله فيكم
ـ[أبو الهيجاء العاصمي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:02 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=66695
هذا الرابط يفيدك في هذا الموضوع
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[28 - 06 - 10, 06:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[29 - 06 - 10, 12:31 ص]ـ
قال الامام البخاري في صحيحه (باب الاستعارة للعروس عند البناء)
حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال حدثني أبي قال دخلت على عائشة رضي الله عنها وعليها درع قطر ثمن خمسة دراهم فقالت
ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها فإنها تزهى أن تلبسه في البيت وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كانت امرأة تقين بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعيره.
تقين اي تجهز
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[21 - 08 - 10, 03:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
اذن لبس الفستان له جذور اسلامية بعيدا عن اللون(128/257)
رجاء من مشايخي، وإخواني الفضلاء.
ـ[محمود سعدي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:36 م]ـ
توفيت جدتي يوم الأربعاء الماضي، وأرجو منكم الدعاء لها بالرحمة والمغفرة، عسى الله أن يوفق من يدعو لنا بعد مماتنا.
وللعلم أنها كانت من فضل الله عليها محافظة على الصلوات في أوقاتها، وصيام النوافل رغم مرضها، وأكرمها الله بأداء الحج والعمرة، وكانت كريمة جدا، حسنة الأخلاق، لا تسمع منها ما إلا الخير، أسأل الله جل جلاله أن يرحمها، ويتجاوز عن سيئاتها وأموات المسلمين ... آمين.(128/258)
مقال [اسبا ب أعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا]
ـ[ابومصعب العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 05:57 م]ـ
[أسبا ب أعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا]
فإن علم عبارة الرؤيا علم مهم ورد ذكره في الكتاب والسنة، ولكنه في زمننا هذا أغفل وخصوصاً من طلبة العلم الشرعي ولذلك أسباب سوف أذكر بعض منها:
السبب الأول:
الأعتقاد السائد والخاطئ أن هذا العلم أو عبارة الرؤيا، إلهام (وحي من الله) يختص به من يشاء من غير حول منه ولا قوة، أو موهبة لا تكتسب، تولد مع المرء.
وهذا خطأ بل هوعلم يتعلم أهتم به من سلف وأُلفت فيه الكتب، وضبطت فيه قواعد هذا العلم وأُصلت مسائله، وقعدت قواعد تفسير الأحلام فيها، فالتأليف فيه قديم قارب القرن الأول، فأول من صنف فيه الكرماني المتوفى سنة 151 هـ، وكتابه قيد التحقيق عن أحد الأحبة، ومن دلالة اهتمام علماء السلف بهذا العلم أن كتاب الكرماني شُرح في عشرة أجزاء في القرن الرابع الهجري فتأمل، وجاء من بعده الإمام المشهور صاحب التصانيف ابن قتيبة، المتوفى سنة 276هـ،والذي يعتبر أول من قعد وأصل لهذا العلم وكتابه (تعبير الرؤيا) مطبوعاً ومخدوم، وتتابعت التآليف فيه إلى يومنا هذا .. ومن أهمها الألفية الوردية في تفسير الأحلام، لإبن الوردي، وقد حققت وهي قيد الطباعة.
وقد كان من اهتمام أهل العلم به ما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق: عن أبي المنجي حيدرة الأنطاكي، قال: زدت في هذا على أستاذي أبي القاسم الشهرزوري المالكي بحفظ ثلاث مئة ورقة ونيف وسبعين ورقة، لأنه كان يحفظ من علم الرؤيا عشرة الآف ورقة فقط (فتأمل)
ونسوق بعض الأدلة على أنه علم يتعلم وليس بإلهام، (بإختصار هنا):
أنه ليس خاص بأمة الأسلام بل هو من العلوم القديمة عن العرب وغيرهم وأشتهر أناس يعبرون الرؤى ويسئلون عنها، فهو من علوم الأنبياء قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقصة ملك مصر مع يوسف عليه السلام ورؤياه مشهورة معلومة.
ويعتبر أول من كتب مخطوطاً بطريقة منظمة ومرتبة في تفسير الأحلام العالم اليوناني الجغرافي أرطميدوس، عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، فقد قام برحلات متعددة وزار مراكز الأحلام في عدة بلدان وتشاور مع عدد كبير من المفسرين، وجمع كل المخطوطات القديمة عن تفسير الأحلام ثم كتب كتابه " أنيور كريكيتا" أي تفسير الأحلام مقدماً نظاماً دقيقاً لتقسيم الأحلام وأنواعها،وتفسيراتها لا تختلف كثيراً عما هو سائر الآن، وترجم كتابه، حنين بن إسحاق المتوفى سنة 260 هـ، وهو مطبوع.
بل هذا العلم معروف عند العرب قبل الإسلام قال الشهرستاني رحمه الله، في الملل والنحل: النوع الثاني من علوم العرب في الجاهليةعلم الرؤيا وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ممن يعبر الرؤيا في الجاهليةويصيب فيرجعون إليه ويستخبرون عنه
. وقال ابن خلدون: هذا العلم من العلوم الشرعية وهو حادث في الملة عندما صارتالعلوم صنائع وكتب الناس فيها واما الرؤيا والتعبير لها فقد كان موجودا في السلفكما هو في الخلف وربما كان في الملوك والأمم من قبل وإلا فالرؤيا موجودة في صنفالبشر على الإطلاق ولابد من تعبيرها.
وقد أستدل أهل العلم على أنه علم شرعي بحديث ابن عباس رضي الله عنهما، والذي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: ((أصبت بعضاً واخطأت بعضاً)). صحيح البخاري، فلو كان أنه علم لا يتعلم لما أخطا فيه ابا بكر، ولنبه على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حجر رحمه الله في شرح هذا الحديث: وفيه الحث على تعليم علم الرؤيا وتعبيرها.
وقال القرطبي رحمة الله: ويعلمهم كيفية التعبير.
وقد ذكر ابن العربي المالكي، في عارضة الأحوذي: من فوائد الحديث:
الأولى: أن أبا بكر الصديق قد فسرها، ولا تفسير مثله، ولا مفسر مثله. وقوله ذلك بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم دليل عظم منزلته واستحقاقه لذلك.
الثانية: فيها معرفة أبي بكر بالتعبير، أخذ ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/259)
وقال ابن سعد، في الطبقات الكبرى،: قال محمد بن عمر: وكان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا، وكان أخذ ذلك عن أسماء بنت أبي بكر، وأخذته أسماء عن أبيها أبي بكر. وروى أيضاً: عن سعيد بن المسيب قال: عرضت عائشة على ابيها رؤيا، وكان أعبر الناس.
واخرج الديلمي في مسند الفردوس وابن عساكر عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمرت أن أووّل الرؤيا وأن أعلمها أبا بكر.
قال ابن عبدالبر: مما يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها أنه صلى الله عليه وسلمإنما كان يسأل عنها لتقص عليه ويعبرها ليعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: عبارة الرؤيا علم صحيح ذكره الله في القرآن ولأجل ذلك قيل: لا يعبر الرؤيا إلاّ من هو من أهل العلم بتأويلها لأنها من أقسام الوحي.
وقال رحمة الله:علم الرؤيا ليس نوعاً من العبث أو ضروباً من الخيال ولكنه نعمة من الله سبحانه تعالى امتن بها على عباده حيث أعطاهم علمها ولم يتركهم بغير إفهام.
وقال العلاّمة ابن سعدي رحمه الله في ذكره للفوائد من سورة يوسف عليه السلام:
ومنها أن علم التعبير من العلوم الشرعية وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه.
وقال العلامة ابن باز رحمه الله:علم تعبير الرؤيا علم معتبر أصله في الكتاب والسنة ولا إثم على المعبر إذا لم يتعمد خطأ أو مجازفة.
ومن الأدلة على إمكانية تعلمه كذلك:
أن الواقع والتجربة يشهد على تعلمه وتعليمه، وسأذكر مثال واحداً وليس هو لطالب علم شرعي بل لرجل عامي، لا يقرأ ولا يكتب، محب لهذا العلم فتناقشت معه وتدارسنا مراراَ في هذا العلم، وكنت أعرض عليه رؤى ونستبط عبارتها سوياً، وبعد فترة عرضت عليه هذه الرؤى وعبرها ومن دون مساعدة مني، الأولى: رأى أحدهم كأنه في الصباح الباكر جداً وكأنه يسمع صياح الديكة، وكان وقت الرؤيا العشر الأواخر من رمضان، فقال هذا العامي: لعلها ليلة القدر تلك الليلة، قلت كيف؟ قال: معلوم أن الديكة ترى الملائكة وقيل إذا سمعت ديكاً فسأل الله من فضله، فقد رأى ملكاً،وهذه مجموعة ديكة، أي رأت مجموعة ملائكة، فلا تتنزل بهذه الكثرة وفي هذا الوقت إلا في ليلة القدر.
والرؤيا الثانية: قال أحدهم رأيت كأني أرسل ولدي بماء إلى المسجد ويطفئ نار مشتعلة بداخله، وكان وقت الرؤيا الصيف، فقال هذا العامي: صدقة يتصدق بها تنجيه من فتنة او تردها عنه، قلت كيف؟ قال: أكثر مايتصدق به في هذا الوقت الماء، والصدقة تطفئ غضب الرب كما تطفئ الماء النار.
ولو أردت ذكر أمثلة أكثر لطال المقام، ومن أراد تعلم هذا العلم، فنحن نمد له يد العون ولا نرجو إلا دعائه، ولنا في ذلك كتاب سيطبع قريباً، قرأه بعضهم ولا أقول صار معبراً متمكناً بل صار لديه الملكة والفهم، وعبر واستطاع أن يفك كثيراً من الرموز، ومن أراد مسودة الكتاب أرسلتها له .... والله المستعان.
وأقول من أراد خوض غمار هذا العلم، فلابد له من صفات ثلاثة:
الأولى:أن يكون محباً لهذا العلم.
الثانية: السعي في تحصيل طلبه والإجتهاد في ذلك، والطرق كثيرة جدا.
الثالثة:عدم الإستعجال، في تعبير الرؤى، وعدم اليأس، فالذي لا تعرفه اليوم سوف تعرفه غدا.
وقبل ذلك كله اللجوء إلى الله والإطراح بين يديه في الأمور كلها، وضع في نيتك نشر العلم الشرعي ودعوة الناس في هذا المجال.
وإني أحث نفسي وإخواني طلاب العلم الشرعي إلى الالتفات لهذا العلم، فهو لايكلف شيئاً، ابداً، فقد أصبحت الرؤيا باباً من أبواب الدعوة إلى الخير وترك الشر فكم من أناس كانوا على غير هدى فجاءت الرؤيا لتأخذ بنواصيهم إلى طريق الهدى والنور بل كم من أناس كانوا على الكفر والشرك فجاءت إليهم الرؤيا لتكون سبباً في هدايتهم إلى الإسلام، وكم من مريض نفسي فتحت له الرؤيا أبواب الأمل، كيف لا وهي المبشرات الباقيات.
وخصوصاً بعد دخول بعض المندسين على هذا العلم وتصدرهم في الفضائيات، ودجلهم على الناس وأكلهم أموال الناس بالباطل،وإذا ناقشت أحدهم، وقلت كيف تعبر الرؤيا؟. قال لك وبك وقاحة: إلهام! وقع في قلبي! حدثني السر! إيحاءات! مما فتح الباب على مصراعيه لهذه الشعوذة واصطياد الفتيات الساذجات، من مرضى القلوب فإن لله وإنا إليه راجعون، والأمثلة أكثر من أن تحصى.
ثم عليك يا طالب هذا العلم بالتدرج في متونه هذا وهي كالتالي:
1 - الإنارة إلى علم العبارة، (مختصر ابن قتيبة) وقد شرحه الشيخ الفاضل يوسف الحارثي وسجل وسوف ينشر الشرح، وسأرفع الكتاب.
2 - تعبير الرؤيا لإبن قتيبة.
3 - البدر المنير في علم التعبير للشهاب العابر وشرحه للمؤلف نفسه.
4 - الألفية الوردية، والشيخ يوسف وفقه الله سوف يشرحها، وستبث على قناة المجد.
ومن الأسباب في إعراض طلاب العلم الشرعي عن علم عبارة الرؤيا:
عدم وجود علماء تصدوا لهذا العلم ونشره.
ومن الأسباب:
عدم تعلق هذا العلم بضروريات الدين، كالحلال والحرام.
وخامس الأسباب: عدم الإعتراف به كعلم أكاديمي، يمكن تدريسه والحصول على شهادات فيه.
وسادس الأسباب: الكلفة الاجتماعية التي تلازم المعبر من حيث معرفة الناس له، حتى يكاد لاينتفع بشيء من وقته لكثرة تعلق الناس به .. وهذا ملاحظ.
والله أعلم
أبومصعب / فهد بن شارع العتيبي
يسعدني تواصلكم
ff14301@hotmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/260)
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[25 - 06 - 10, 07:11 م]ـ
أخي الكريم
هذا العلم من الصعب التمكن فيه ودليل ذلك قلة المعبرين في الماضي بل تجدهم يعدون على الأصابع، وكثرتهم في هذا الزمن دلالة على أنهم دخلاء على هذا العلم.
وما ذكرته عن يوسف الحارثي فهو من المخلّطين في هذا العلم وله آراء غربية في هذا الجانب منها على سبيل المثال دعوته لوضع مقرر في الصفوف الأولية لتعليم تفسير الأحلام.
وزعمه أنه من الممكن أن تأتي الرؤيا من كلمة واحدة فقط ومثّل لذلك بكلمة "قط" وأن المعبر يستطيع تعبير هذه الرؤيا بإضافة بعض الكلمات لها وهذا لاشك أنه كلام ساقط لم يقل به أحد.
وكان في السابق المبرزين في هذا العلم هم العلماء فقط ثم حدث في هذا الزمن أن دخل فيه من ليسوا من أهل العلم فأساءو إليه.
وأما ذكرك للرجل العامي الذي يفسر الأحلام فما ذكرته من أمثله استطاع أن يفسرها فهي أمثلة من النوع السهل التي تحتوي على رمز واحد أو رمزين، فالرؤى تأتي على درجات منها السهل ثم الصعب ثم الصعب جداً وهكذا. فتفسيره لهذه الرؤى السهلة لا يعني أبدا أنه يستطيع أن يفسر جميع الرؤى وهي تأتي على درجات مختلفة من الصعوبة.
ولتقريب هذا للفهم فالطفل يدرس الرياضيات في الابتدائية، وتُدرّس هذه المادة أيضا في المتوسطة والثانوية والجامعة وفي مرحلة الدكتوراة، فلا يعني أبدا معرفة الطفل للرياضيات واستطاعته أن يحل بعض مسائلها أنه يعرف حلول مسائل الرياضيات في مرحلة الدكتوراة لكونه يصدق عليه انه درس وعرف بعض مسائل الرياضيات.
وكذلك هؤلاء الذين يفسرون الأحلام في الوقت الحاضر ويظهرون في وسائل الإعلام أغلبهم إن لم يكن كلهم اغتر بمعرفته في تفسير بعض الأحلام السهلة فظن أنه يعرف تفسير جميع الأحلام فاقتحم هذا العلم وأخطأ فيه، وهؤلاء -بعد استقراء أحوالهم وتفسيراتهم- خطؤهم أكثر من صوابهم.
أما ابتعاد طلبة العلم عن تعلم تفسير الأحلام فلا تثريب عليهم في ذلك لأن علوم القرآن والسنة وما يتعلق بها أفضل وأنفع للمسلم في حياته وآخرته، اضافة إلى أنه لا يوجد من العلماء الموثوقين من يدرّس هذا العلم ولأن معرفة هذا العلم أمر زائد عن العلوم الأخرى فهو متعلق بالأحلام التي معرفتها أو الجهل بها لا يتعلق بها أمر شرعي أو عقوبة شرعية.
والله أعلم
ـ[ابومصعب العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 09:02 م]ـ
بارك الله فيك أخي صالح.
اما قولك عن الشيخ يوسف،
وما ذكرته عن يوسف الحارثي فهو من المخلّطين في هذا العلم وله آراء غربية في هذا الجانب منها على سبيل المثال دعوته لوضع مقرر في الصفوف الأولية لتعليم تفسير الأحلام.
فأقول والله المستعان، (غربية) لعلك تقصد غريبة، والشيخ لم يدعو إلى تعليم الأطفال هذا العلم، بل الذي أعرفه، هو سعيه لإقرار الدبلوم العالي، وكتبه التي استند عليها، هي كتب أهل السنة والجماعة.
وقولك بارك الله فيك:
وزعمه أنه من الممكن أن تأتي الرؤيا من كلمة واحدة فقط ومثّل لذلك بكلمة "قط" وأن المعبر يستطيع تعبير هذه الرؤيا بإضافة بعض الكلمات لها وهذا لاشك أنه كلام ساقط لم يقل به أحد.
ذكر ابن الجوزي في كتابه الأذكياء:
قال عيسى بن محمد الطوماري سمعت أبا عمرو محمد بن يوسف القاضي يقول اعتل أبي علة شهوراً فانتبه ذات ليلة فدعا بي وبأخوتي وقال لنا رأيت في النوم كأن قائلاً يقول كل لا واشرب لا فإنك تبرأ فلم ندر تفسيره. وكان بباب الشام رجل يعرف بأبي علي الخياط حسن المعرفة بعبارة الرؤية فجئنا به فقص عليه المنام فقال ما أعرف تفسيره ولكني أقرأ كل ليلة نصف القرآن فأخلوني الليلة حتى أقرأ رسمي وأتفكر فلما كان من الغد جاءنا فقال مررت على هذه الآية لا شرقية ولا غربية فنظرت إلى لا. وهي تردد فيها اسقوه زيتاً وأطعموه زيتاً، ففعلنا وكانت سبب عافيته.
فقد عبرها من كلمة وبدلالة من جهة القرآن والأمثلة كثيرة.
وقولك:
وهذا لاشك أنه كلام ساقط لم يقل به أحد.
سبقه ابن قتيبة في تعبير الرؤيا، والشهاب العابر في البدر المنير، والإمام ابن القيم، في الزاد حين نقل عن شيخه الشهاب، وانه عبر من كلمة خلخالي (فإتهامك مردود بارك الله فيك)
قولك:
وكان في السابق المبرزين في هذا العلم هم العلماء فقط
بل كان فيهم نجارا وحجاما.
قولك:
حدث في هذا الزمن أن دخل فيه من ليسوا من أهل العلم فأساءو إليه
لعلك تذكر لنا الأسباب في نظرك.
قولك:
فالرؤى تأتي على درجات منها السهل ثم الصعب ثم الصعب جداً وهكذا
يعني انت تتفق معي انه علم فيه السهل والصعب ومضبوط بضوابط
قولك حفظك الباري:
لا يعني أبدا أنه يستطيع أن يفسر جميع الرؤى وهي تأتي على درجات مختلفة من الصعوبة.
فإمام هذا الفن ابن سيرين، كان يكثر مايقول اتق الله في اليقظة ولا يضرك مارأيت في منامك، ولايجيب بشيء، وكان يمسك أكثر مما يفسر
قولك:
.أما ابتعاد طلبة العلم عن تعلم تفسير الأحلام فلا تثريب عليهم.
ولكن كان له عواقب منها تصدر هذا الفن أناس ليسوا أهل له، وهذا العلم لايكلف شيئاً، بل تجد بعض طلاب العلم أنشغل مثلاً بعلوم لا أقول مكملة بل بعيدة عن العلم الشرعي، ومع ذلك لاتثريب عليهم، كالمنطق والفلسفة وغيرها ...
اما اهمية علم الرؤى او الأحلام، فلا أظنك تجهلها.
وبارك الله فيك على الطرح الممتع
والله يحفظكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/261)
ـ[ابومصعب العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 09:09 م]ـ
وإن كنت تقصد ان الشيخ يوسف له آراء (غربية)، فنطالبك بالبينة، ولن تجد، بل هو ضد آراء المدرسة الفلسفية والفرويدية في هذا العلم ....
والشيخ يوسف أجل من هذا.
والله يحفظكم
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[26 - 06 - 10, 12:52 ص]ـ
فأقول والله المستعان، (غربية) لعلك تقصد غريبة، والشيخ لم يدعو إلى تعليم الأطفال هذا العلم، بل الذي أعرفه، هو سعيه لإقرار الدبلوم العالي، وكتبه التي استند عليها، هي كتب أهل السنة والجماعة.
بل قصدت (غريبة) وهذا مفهوم من سياق كلامي.
والخبر الذي ذكرت موجود على هذا الرابط
"الدكتور يوسف الحارثي: طالب بتدريس تعبير الرؤى في المدارس مثل الفقه والعقيدة"
http://alkharjed.com/vb/showthread.php?p=87946
قال عيسى بن محمد الطوماري سمعت أبا عمرو محمد بن يوسف القاضي يقول اعتل أبي علة شهوراً فانتبه ذات ليلة فدعا بي وبأخوتي وقال لنا رأيت في النوم كأن قائلاً يقول كل لا واشرب لا فإنك تبرأ فلم ندر تفسيره. وكان بباب الشام رجل يعرف بأبي علي الخياط حسن المعرفة بعبارة الرؤية فجئنا به فقص عليه المنام فقال ما أعرف تفسيره ولكني أقرأ كل ليلة نصف القرآن فأخلوني الليلة حتى أقرأ رسمي وأتفكر فلما كان من الغد جاءنا فقال مررت على هذه الآية لا شرقية ولا غربية فنظرت إلى لا. وهي تردد فيها اسقوه زيتاً وأطعموه زيتاً، ففعلنا وكانت سبب عافيته.
فقد عبرها من كلمة وبدلالة من جهة القرآن والأمثلة كثيرة.
وقولك:
وهذا لاشك أنه كلام ساقط لم يقل به أحد.
سبقه ابن قتيبة في تعبير الرؤيا، والشهاب العابر في البدر المنير، والإمام ابن القيم، في الزاد حين نقل عن شيخه الشهاب، وانه عبر من كلمة خلخالي (فإتهامك مردود بارك الله فيك)
أخي الكريم، ما ذكرته أنت من أمثلة لا ينطبق على ما قصدته أنا، ففي المثال الذي سقته وهو "كل لا واشرب لا" فهذه رؤيا متكاملة.
وكذلك المثال الآخر وهو كلمة "خلخالي" فهي مثل ما ذكر بعض العلماء السابقين مثل كلمة "سفرجل" فهذه الكلمات عندما تقسّم أو تجزّأ تعطي معنى فسفرجل تعطي "سفر حل" يعني سفر قريب وكذلك "خلخالي" يمكن أن تعطي كلمتين " خل خالي" وهذا لا ينطبق على ما قاله وهو كلمة "قط" فهذه الكلمة لا تجزأ ولا تعطي معنى لوحدها بل الرؤيا لابد لها من سياق ولو كان قصيراً لكن يعطي معنى.
فكلام يوسف الحارثي عن هذه الجزئية تدل على أنه يخطئ في أسس هذا العلم.
قولك:
وكان في السابق المبرزين في هذا العلم هم العلماء فقط
بل كان فيهم نجارا وحجاما.
أخي الكريم لا يوجد في هذا العلم لا نجارين ولا حجامين كما أنه لا يوجد مفتين مبرزين في علم الفقه والشريعة وعمله الوحيد فقط هو النجارة أو الحجامة.
فعلم تفسير الأحلام أشد في الصعوبة من غيره من علوم الشريعة والسبب في ذلك أنه يحتاج إلى عدة علوم أوصلها بعضهم إلى عشرة علوم أو أكثر، ولذا لا يستطيعه إلا من ألمّ بعلوم الشريعة أولاً.
قولك:
حدث في هذا الزمن أن دخل فيه من ليسوا من أهل العلم فأساءو إليه
لعلك تذكر لنا الأسباب في نظرك.
الأسباب ذكرتها لك أخي الكريم وهي قلة بضاعتهم في العلم الشرعي وتفسيرهم لبعض الأحلام البسيطة السهلة فظنوا أن كل الأحلام على هذا المنوال فاقتحموا هذا المجال على جهل منهم.
وظهور هؤلاء المفسرين في الساحة أمثال الحارثي والعصيمي وغيرهم ممن ليسوا مؤهلين في هذا العلم وليس لديهم تأصيل أو معرفة بأصول هذا العلم قد يكون ضررهم أكثر من نفعهم، مثلهم مثل الأطباء غير المؤهلين في مجال الطب حين يعالجون الناس.
ـ[سائرة بعزم]ــــــــ[26 - 06 - 10, 06:54 م]ـ
علم تعبير الرؤيا علم شريف,,,
وله مكانته,,,
فما المانع من تعلمه؟؟
أخي هلاذكرت أسم كتابك في هذا الفن ...
ـ[ابومصعب العتيبي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 07:14 م]ـ
الأخ صالح بارك الله فيك على الحوار الجميل والممتع حقيقة ..
والشيخ والعلم عند الله، قصده بمثالك الذي اوردته (قط) أي الإشتقاق اللغوي، وهون من أمرك، أخي الكريم.
واقول لك لو رأيت في المنام رجل يقول لك: (قط) ماتعبيره؟
الأ يوخذ منه مثلاً معنى قط، أي أحذف او اترك اودع، عند بعضهم.
واما الرابط الذي نقلت منه الخبر، فلم أجد أن الشيخ ذكر أنه يعلم للصفوف الأولية، فتأكد من الخبر ثم عول عليه، والحلقة الآنفة الذكر تابعتها ولم يذكر الشيخ ماذكرت، ومشروع الشيخ كما أعرف، هو الدبلوم العالي .. لحملة البكاليروس ....
والشهاب العابر حين عبر هذه الكلمة (خلخالي) من سبقه، وابن سيرين حين عبر سفرجل من سبقه،
قاعدة التصحيف والتقطيع وتغيير الحركات، والتي ذكرت في كتاب الشهاب وكتاب تلميذه البكري، من سبقهما ... هون عليك أخي الكريم ..
والشيخ يوسف والدكتور فهد، تعرف مكانتهما وزارة الشئون الإسلامية في السعودية، حيث سمحت لخمسة معبرين فقط وهما من ضمنهما.
قلت:
فكلام يوسف الحارثي عن هذه الجزئية تدل على أنه يخطئ في أسس هذا العلم.
لعلك تفيدنا بإسس هذا العلم ..
ولمن لا يعرف الشيخ يوسف يتفضل على هذا الرابط
http://www.alukah.net/Authors/View/Sharia/1912/
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/262)
ـ[ابومصعب العتيبي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 07:20 م]ـ
الأخ ابو عبدالله ......... بارك الله فيك، كلام جميل، والشيخ يوسف المطلق، يبني تعابيره على أسس ولم يق أنه إلهام، وذكر في إحدى اشرطته، مثال لمن رأى الخبز، وعبره بحسب حاله وبلده ..
وكثيراً من القائلين بالإلهام ممسوسين كما قال الشيخ يوسف، فهل يعقل (ملهم) يعبر اربعة وعشرين ساعة، والخطاب ملهم الأمة، لم يكن مشهوراً بعبارة الرؤيا، وذكر مرة أنه أستعبر أسماء ..
وهل الإلهام (خاص) فقط بعبارة الرؤيا، لماذا لايكون لدينا ملهم في الفقه والحديث .. بل حتى في الطب، والصنائع غيرها ... فعجيب، من يقول أنه لايتعلم ... ؟!
والله يحفظكم
ـ[ابومصعب العتيبي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 07:23 م]ـ
سائر بعزم
لعله يرفع قريباً في هذا الملتقى المبارك ..
ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 09:38 م]ـ
هل من كتب تعلم هذا العلم بطرق منهجية وتدريجية؟
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 10:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل تنصح بقراءة كتاب التعبير الذي ينسب لابن سيرين و من هو مؤلفه الحقيقي؟
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 10:25 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل تنصح بقراءة كتاب التعبير الذي ينسب لابن سيرين و من هو مؤلفه الحقيقي؟
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[26 - 06 - 10, 10:31 م]ـ
هل من كتب تعلم هذا العلم بطرق منهجية وتدريجية؟
لا يوجد كتاب يعلم تفسير الأحلام بطريقة منهجية في الوقت الحاضر والسبب أن مفسري الأحلام في هذا الوقت لا يعلمون التفسير على وجهه الصحيح فلذلك لا يستطيعون تدريسه أو تعليمه أو فك رموزه، ففاقد الشئ لا يعطيه.
وأغلبهم ليس له طريقة واضحة ممنهجة يسير عليها إنما هي تخرصات تصيب أحياناً وتخطئ في الغالب. ولذا أرى من وجهة نظري أن تعلم هذا العلم عن طريق مفسري الأحلام في الوقت الحاضر والذين يخرجون كثيراً في وسائل الإعلام يبعدك عن أسس هذا العلم أكثر مما يقربك إليه والسبب أن تعليمهم على أخطاء تناقلوها فيما بينهم وليس على أسس علمية صحيحة.
والله أعلم
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[26 - 06 - 10, 10:40 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل تنصح بقراءة كتاب التعبير الذي ينسب لابن سيرين و من هو مؤلفه الحقيقي؟
كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين على الصحيح أنه منسوب إليه وليس هو الذي كتبه، وقيل ان مؤلفه الحقيقي هو أبو سعد الواعظ لأن اسمه يذكر كثيراً في الكتاب.
ويمكن لك الرجوع لهذين الرابطين فقد نوقش هذا الموضوع من قبل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8905
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30600
أما من حيث قرائته فلا إشكال في قرائته كما أفتى بذلك بعض العلماء في الوقت الحاضر لكن الاستفادة منه ضعيفة جداً لمن لا يعرف أسس تفسير الأحلام فلا يستفيد منه إلا من له خبرة وممارسة في تعبير الرؤى ويستطيع أن يميز بين التعبيرات الصحيحة من الأخطاء الموجودة فيه.
والله أعلم
ـ[ابومصعب العتيبي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 05:56 م]ـ
بارك الله في الجميع:
بالنسبة لكتاب الأحلام لإبن سيرين، كما ذكر الأخوان، وأزيد فائدة، فقد حقق الكتاب في ليبيا، وأثبت المحقيقين، أنه لإبراهيم بن بن خليل الداري، والكتاب في مكتبة مركز جمعة الماجد، لعل الله ييسر الحصول عليه ...
وبالنسبة للكتب في ذلك، فهناك كتاب السدحان، القواعد الحسنى، وكتب العصيمي، ولكن فيها بعض التشتت ..
ولنا في ذلك كتاب كما ذكرت في المقال، أجزم أن من كان محباً لهذا العلم، أن ينفع الله به ..
فأنا أمد يد العون ... لمن أراد أن يتعلمه، ولنا في ذلك لقاءت مع بعض الأخوة، وكما ذكر في المقال، الشيخ يوسف سوف يشرح الألفية الوردية، ولا أخفيك أنه لابد مع قراءة الكتب (شيخ) يساعدك كثيراً، وتعرض عليه مايشكل ...
وأقول والعهدة علي، أنه علم سهل، لايكلف شيئاً وانا على ذلك من الشاهدين.
والله المستعان، وكل يحدث بما سمع وعرف.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 01:40 ص]ـ
رسالة ماجستير قيمة جداً
الرؤى عند أهل السنة والجماعة والمخالفين
حملوها من هنا
http://www.ktibat.com/showsubject-link-888.html
ـ[ابومصعب العتيبي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 02:16 م]ـ
ومن الأسباب ايضاً في عدم تناول هذا العلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/263)
هو إحتكار هذا العلم من قبل البعض، فلا ينبغي أن تصل إلى ماوصل إليه، حسداً من عند انفسهم .. فتراه دائماً ينقص من قدر فلان وعلان إن سبقه بشيء في هذا العلم، أو أتى بجديد مما فتح الله عليه .. ووافق الشرع والعقل ... والله المستعان.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[29 - 06 - 10, 03:13 م]ـ
موضوع قيم بارك الله فيكم اخي الكريم ابو مصعب
اسأل الله تعالى ان يرزقنا تعلم هذا العلم ..
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 04:32 م]ـ
[البدر المنير في علم التعبير]
تأليف: الشهاب العابر / شيخ ابن قيّم الجوزية
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل في كل خلف من يقيم فيهم أعلام النبوة، ويهديهم بنبراس إشارات المنام جزءا من النبوة، والصلاة والسلام على الرسول القدوة؛ من بشر الناس بوحي رب العزة. وبعد:
فإن كتاب:} البدر المنير في علم التعبير {كتاب فريدٌ في بابه، مفيد لطلابه. فأحببت أن أعرف به تعريفا موجزا عسى أن يكون محفزا لذوي الشأن والنباهة ممن لهم اهتمام بعلم التعبير. فأقول وبالله التوفيق:
أولا: التعريف بالكتاب: - وفيه عدة أمور:
1 - أولا: اسم الكتاب. -:} البدر المنير في علم التعبير {.
2 - ثانيا: مؤلفه: - هو: الإمام الشهاب العابر المقدسي الحنبلي أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم ابن نعمة بن سلطان بن سرور-رحمه الله- (628 - 697هـ).
3 - ثالثا: محقق الكتاب: حققه وعلق عليه: حسين بن محمد جمعة. 4 - رابعا: دار نشره، وطبعته، وسنة نشره. - مؤسسة الريان، بيروت، لبنان. - الطبعة الأولى. - عام 1421هـ - 2000م. 5 - عدد صفحات الكتاب: (511 صفحة). 6 - سادسا: غلاف الكتاب. غلاف كرتوني، فائق الجودة.
ثانيا: التعريف بأمور في الكتاب وهي:
1 - أولا: موضوع الكتاب. - قواعد في تفسير الرؤى والأحلام.
2 - ثناء العلماء على الكتاب. -قال عنه الذهبي -رحمه الله- في ((الذيل)) (2/ 338):" مصنف نفيس " أ. هـ.
3 - أصل الكتاب: والكتاب وشرحه قد أورده ابن عروة الحنبلي في ((الكواكب الدراري)) بتمامه. وهو الأصل لهذه الطبعة التي طبعته مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع.
4 - طريقة المؤلف في كتابه. - الإمام الشهاب العابر ألف كتابا اسمه:" البدر المنير " وشرحه، بشرح مختصر أتى فيه على توضيح مجمل، وتبين ما أشكل، فكان مفيدا ذا أسلوب سهل. - فكان حقا كما قال مؤلفه- رحمه الله- (ص: 111): " وجعلتها بلغة للمبتدي، وبلاغاً للمنتهي. ينتفع بها المتعلمون، ويرتفع بها المعلمون " أ. هـ.
وقال في (ص: 112 - 113): " ولم أترك شيئا- من القواعد الشاملة لها العلم – يعني: علم تعبير الرؤيا– مما قاله العلماء؛ أو رزقت الإجتهاد فيه – إلاذكرته، على اختلاف الملل والأديان والأعصار والبلدان، وجعلت الأبواب خمسة عشر بابا وهي: - ثم شرع يذكرها وجملتها هي: أولاً: مقدمة، ثم فصولاً وما يتفرع عنها بلغت (14) فصلاً، ثم (15) باباً على النحو التالي: الباب الأول: في رؤية الباري جل وعلا، والملائكة، والأنبياء عليهم السلام، والصديقين، والصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين. الباب الثاني: في رؤية السماء، وما فيها، وما ينزل منها، وما يطلع إليها. الباب الثالث: في الحوادث في الجو. الباب الرابع: في الأرض، وأشجارها، وجبالها، وسهلها ووعرها، وما يتعلق بها. الباب الخامس: في مياه الأرض. الباب السادس: في الحيوانات. الباب السابع: في الأكل والذبائح. الباب الثامن: في الأبنية وما تصرف منها. الباب التاسع: في الملابس. الباب العاشر: في الصنائع والصناع. الباب الحادي عشر: في الأدوات المستعملات. الباب الثاني عشر: في رؤية بني آدم. الباب الثالث عشر: في أعضاء ابن آدم، وما يحدث منه. الباب الرابع عشر: في الموت والنزاع. الباب الخامس عشر: في الساعة وأشراطها.
===================
كتبه مسك(128/264)
سجود السهو (سؤال)
ـ[انس خالد]ــــــــ[25 - 06 - 10, 10:25 م]ـ
الأخوة الأفاضل
السلام عليكم
هل يسقط سجود السهو عمن وقع سهوه في مكان مشروع
كمن ارد ان يقوم للركعة الرابعة فسها وجلس يسيرا ثم سبح المصلون فقام فورا للرابعة
فسهوه جاء بمثابة جلوس الاستراحة وقد سمعت من بعض الفضلاء انه ليس عليه سجود سهو
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 06 - 10, 04:35 م]ـ
بل عليه سجود، ولا بد.(128/265)
جهود الرافضة وترويجهم لباطلهم باسم آل البيت عليهم السلام.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[25 - 06 - 10, 10:35 م]ـ
جهود الرافضة وترويجهم لباطلهم باسم آل البيت عليهم السلام.
الأربعاء 23, يونيو 2010
الشيخ سعد بن ضيدان السبيعي ( http://www.lojainiat.com/index.cfm?do=cms.author&authorid=295)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز المؤمن،هاهم الرافضة الذين ليس لهم نقل صريح ولا عقل صحيح، يروجون لباطلهم ويستثيرون عواطف جهلة المسلمين، باسم محبة آل البيت عليهم السلام،ويستغلون فقرهم، في كثير من الدول العربية والإسلامية ..
فيطاف بالقبور ويسجد لها باسم محبة آل البيت
وتسب عائشة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن باسم محبة آل البيت
ويكفر الصحابة رضي الله عنهم ويلعنون باسم محبة آل البيت
وتباح المتعة ويبين فضلها باسم محبة آل البيت
ويضربون أنفسهم في عاشورهم في مشهد مخزي تأنف منه البهائم باسم محبة آل البيت، والحزن على مقتل الحسين رضي الله عنه.
وتراق دماء أهل السنة ويمنعون من أبسط حقوقهم باسم محبة آل البيت
في الوقت الذي تخلى فيه بعض دعاة السنة والحق عن دعوتهم بالانشغال بحطام الدين وجمعها ..
أو بتصنيف الناس على حساب العمل للدين،وعلى حساب طلب العلم ودعوة الناس للخير ... وتبصيرهم بأمور دينهم!
وعلى حساب سلامة الصدر من الغل والحسد!
وعلى حساب نقض شبه أهل البدع والتحذير من كيدهم!
قال معروف الكرخي رحمه الله: (إذا أراد الله بعبد خيراً فتح له باب العمل، وإذا أراد الله بعبد شراً فتح له باب الجدل). أخرجه الخطيب البغدادي في اقتضاء العلم العمل.
وثالثة الأثافي التودد لهؤلاء المعممين ودعاة الرفض باسم توحيد الصف واجتماع الكلمة وإنها لأحدى الكبر!
فهل يعي أهل السنة ودعاة الحق هذا الخطر المحدق،والمد الرافضي الذي طال الكثير من أبناء أهل السنة؟!
إليك أنت ولا أقصد أحداً سواك، مثال واحد على جهدهم في نشر باطلهم كافي لكل مسلم من أهل السنة غيور على دينه وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصحابته الكرام ..
أرسل إلى أحد الدعاة من دولة غانا تقريرا اقتبست منه ما يلي:
جهود الرافضة في دولة غانا
غانا في غرب أفريقيا, تطل على محيط الأطلسي وتحيط بها دول ثلاثة, عاصمتها أكرا , وأما اللغة الرسمية فيه فهي الإنجليزية بالإضافة إلى اللغات المحلية.
وأما بخصوص الأديان الموجودة في البلد فهي الإسلام وهو المتصدر حيث يبلغ نسبة المسلمين 43 % ثم المسيحية وتبلغ نسبتهم 30 % وأما الباقي فهي من معتنقي الأديان والمذاهب الأهلية والمحلية. يتواجدون المسلمون في شمال البلاد بكثرة , إذ تقدر نسبتهم ب80 % وينتشرون في أغلب المدن مثل العاصمة أكرا وكوماسى وبرناهافو وتاكورادى وتامالى وأغلبهم من أتباع المذاهب السنية.
وأما المذاهب المعروفة ومشهورة في غانا فهي المالكية والحنبلية والشافعية والشيعة والتيجانية والأحمدية والقادرية والإباضية.
وكان أول وصول الإسلام إلى هذه المنطقة في نهاية القرن العاشر الهجري.
دخول التشيع غانا
دخل التشيع غانا عام 1984م من خلال العلاقات الدبلوماسية بين إيران وغانا, وبعد أن فتحوا سفارتهم في أكرا, قاموا بإرسال رجال الدين الشيعة إلى الدولة, وفتحوا بجانب السفارة مكتبا خاصا للملحق الديني , وبدؤا نشاطاتهم من خلال التعرف بأعيان البلدان, من التيجانيين والصلاة معهم في مساجدهم وتقديم الهدايا والكتب , وبدأ الناس يزورنهم في مكتبهم, لطلب الكتب وغيرها, والناس بطبيعة الحال وخاصة المحتاجين من الفقراء لا يفرقون بين الكتب التي يستلمونها منهم وبين الكتب الإسلامية الصحيحة, بسبب الجهل من جهة وطلب المادة من جهة أخرى , قاموا بإنشاء مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية, وأماكن تدريب الحاسب الآلي, وهذا كلها بدون مقابل بل يطعمونهم ويكسونهم ثم يرسل خريجهم إلى إيران ولندن للدراسة , وقد عاد منهم كثيرون يقومون بالدعوة إلى مذهبهم, والرد والشتم واللعن لعلماء السنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/266)
وقبل هذا كله, كان انتشار هذا المذهب ملحوظ من سنة 1980م أما وجود هذه الفرقة على هذه الأراضي فقد كان على أيدي اللبنانيين الشيعة الذين هاجروا إلى غانا وعملوا التجارة وتعرفوا بأصحاب الثروة والمناصب العالية.
ويبلغ عدد الشيعة في غانا قرابة المليون شخص ويتواجدون في مناطق كثيرة, منها العاصمة أكرا وتامالى وكوماسى وتاكورادى وكنتنبوا وكذلك أكيم أوفاسى.
نشاطاتهم لنشر ضلالتهم
1 - إعطاء منحة الدراسية لأبناء المسلمين للسفر إلى لندن وإيران وغيرهما.
2 - اجتماع شهري وتعين مبلغ مالي لكل من حضره وخاصة إن كان شابا أو شابة.
3 - فتح مراكز تدريب الحاسب الآلي.
4 - برنامج الزراعة ومساعدة الزارعين (وهذا في تمالى وغيره).
5 - برنامج على الإذاعة والتلفاز.
6 - دفع الرسوم المدرسية لأبناء الفقراء من المسلمين.
7 - كفالة الأيتام.
8 - مشروع إفطار الصائم
9 - توزيع الأطعمة في البيوت (وخاصة بيوت الفقراء)
10 - فتح مراكز تدريب المهني مجانا, كأماكن الخياطة للنساء.
11 - بناء المستوصفات شبه مجانا كالمستوصف الإيراني في أكر, والعجب أن الأدوية التي يقدمونها للمرضى صلاحيتها مكتوب بالغة الفارسية.
12 - منح المستوصفات الحكومية وغيرها سيارات الإسعاف عددها أكثر من خمسمائة
جامعة الرافضة التي يسمونها بالجامعة الإسلامية في غانا
الجامعة الإسلامية (غانا) من جامعات التي أسسها الأفراد في غانا , ولها معادلة متينة وقوية مع جامعة "ليغون" ( LEGON ) تحت كلية أصول الدين ,أصلا أن هذه الجامعة
(جامعة الإسلامية غانا) أسسها مركز أهل البيت من طهران في إيران سنة 1988م للتعليم والدراسات الإسلامية, وكان اسمها الأول المشهور بمدرسة أهل البيت ما يسمونها بالحوزة , والحوزة كانت كمعهد التدريب الإسلامي, تم تسجيل هذه الجامعة لدى حكومة غانا بين سنة 2001م و2002م , ثم إنهم يظهرون للمجتمع أن هذه الجامعة حوت كل شيء من الدين, وفى الحقيقة أن الأمر ليس كذلك وأضافوا مع المواد الدينية التاريخ والفقه والتفسير وخصصوا في هذه المادة آيات المتشابهات وهذا من الأسباب التي جعل كثير من طلبة أهل السنة يلتحقون بهذه الجامعة الهدامة.
ومن أخطر الأقسام في هذه الجامعة قسم (مقارنة الأديان) ويدرس وفى هذا القسم كل شيء خاصة طريقة الجدل مع الخصوم إلا أن العلم الشرعي فيها قليل جدا, وفى السنة 2003م إلى سنة 2007م كان عدد الذين تخرجوا فى هذه الجامعة 652 وقد ترفض كل هؤلاء الطلاب إلا ثلاثة منهم فقط. أ.هـ
هذا شيء مما اقتبسته من تقرير الأخ من غانا فمتى يهب دعاة السنة والحق لدعوة إخوانهم؟ ومتى نبني لهم سدا منيعاً من الخير والعلم يحول بينهم وبين طوفان باطل الرافضة ومدهم؟! اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز المؤمن.
كتبه/
سعد بن ضيدان السبيعي
الداعية بوزارة الشئون الإسلامية
s-subaei@hotmail.com
8/7/1431 هـ
http://www.alalmi.co.cc/vb/showthread.php?p=915#post915
http://www.lojainiat.com/attach/fckupload/image/43%282%29.jpg(128/267)
لاتترد في توجيهي بارك الله فيك ..
ـ[القرشية]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:25 م]ـ
من يحيلني على مرجع يترجم معنى كلمة النصب، نقول: رمي بالنصب.
وكذا مرجع يترجم للكلابية ترجمة مختصرة وافية مع خالص الشكر ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:35 م]ـ
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=5525
كُلَّابِيَّة (بضم الكاف وتشديد اللام ثم كسر الباء). فرقة إسلامية، [1] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-0) من أهل السنة والجماعة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%87%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9_ %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A9). ظهرت في النصف الأول من القرن الثالث الهجري على يد عبد الله بن كلاب ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8) وإليه ينتسبون. اشتغلوا بالرد على المعتزلة والجهمية.
المعتزلة والجهمية. محتويات
[أخف ( http://**********:toggleToc())]
<LI class="toclevel-1 tocsection-1">1 معتقدهم ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#.D9.85.D8.B9. D8.AA.D9.82.D8.AF.D9.87.D9.85) <LI class="toclevel-1 tocsection-2">2 من أعلام الكلابية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#.D9.85.D9.86_ .D8.A3.D8.B9.D9.84.D8.A7.D9.85_.D8.A7.D9.84.D9.83. D9.84.D8.A7.D8.A8.D9.8A.D8.A9) <LI class="toclevel-1 tocsection-3">3 مصير الكلابية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#.D9.85.D8.B5. D9.8A.D8.B1_.D8.A7.D9.84.D9.83.D9.84.D8.A7.D8.A8.D 9.8A.D8.A9) <LI class="toclevel-1 tocsection-4">4 أنظر أيضاً ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#.D8.A3.D9.86. D8.B8.D8.B1_.D8.A3.D9.8A.D8.B6.D8.A7.D9.8B)
5 المراجع ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#.D8.A7.D9.84. D9.85.D8.B1.D8.A7.D8.AC.D8.B9)
[ عدل ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8% A9&action=edit§ion=1)] معتقدهم
بحسب رؤية الأشاعرة والماتريدية؛ اتبع عبد الله بن كلاب ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8) عقيدة السلف، [2] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-1) حيث نصر عقيدة السلف بالبراهين العقلية والحجج الكلامية في مواجهة الفلاسفة والمعتزلة والفرق الأخرى المخالفة لأهل السنة والجماعة وكثير من هؤلاء لا يقنع إلاّ بالأقيسة المنطقية، ومنهم فلاسفة لا يقطعهم إلا دليل العقل. [3] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-2) فواجههم ابن كلاّب وأصحابه بأسلوبهم مدافعًا عن عقيدة أهل السنة لكي لا يتأثر العوام بأقوال المعتزلة والفرق المخالفة الأخرى. وبحسب هذا الطرح، وافق الكلابية الأثرية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%8A%D8%A9) في مجمل عقائدهم. [4] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-3) في حين يرى السلفية أنهم خالفوا السلف في بعض المسائل، منها:
إثبات الأسماء والصفات إجمالاً، سوى الفعلية منها والإختيارية، وكان الناس قبل ابن كلاب إما مثبت للصفات أو ناف لها، فجاء بهذا التفريق في الصفات، فكان أول قائل به [5] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-4). كما أول بعض الصفات: مثل تأويله لصفة الأصابع بأنها نعم الله [6] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-5).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/268)
يعتقدون أن القرآن ليس كلام الله حقيقة ولكنه حكاية عنه، وأنه كلام الله هو معان قديمة قائمة بنفس الله، وليس بحروف ولا أصوات. وإن كانوا يقرون بأن القرآن كلام الله غير مخلوق [7] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-6)[8] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-7).
يقولون أن الإيمان هو التصديق القلبي، وأنه قول باللسان، وأنه لا يزيد ولا ينقص، وأنه يجب الاستثناء فيه، وأن مرتكب الكبيرة مؤمن كامل الإيمان. ولا يدخلون عمل الجوارح في تعريف الإيمان. [9] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-8).
يعتقدون أن أخبار الآحاد لا توجب علماً [10] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-9).
يقول الذهبي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A) نقلا عن ابن خزيمة أن الإمام السني أحمد بن حنبل ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D9%86 %D8%A8%D9%84) كان من أشد الناس على ابن كلاب وأصحابه. [11] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-10) قال ابن الجوزي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%B2% D9%8A) في المنتظم: «كان الإمام أحمد بن حنبل ينكر على الحارث المحاسبي خوضه في الكلام، ويصد الناس عنه، فهجره أحمد فاختفى في داره ببغداد، ومات فيها». [12] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-11) وروى الهروي ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B1%D9%88%D9% 8A&action=edit&redlink=1) أن أبو بكر ابن خزيمة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AE%D8%B2%D9%8A%D9%85%D8%A9) نفسه لعنهم وكذبهم وتبرأ منهم. [13] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-12) في حين يفسر تاج الدين السبكي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%A7%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_ %D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D9%83%D9%8A) نقد ابن حنبل للمحاسبي لخوضه في علم الكلام كان "خوفا أن يجر ذلك إلى ما لا ينبغى"، وتابع «والظن بالحارث أنه إنما تكلم حين دعت الحاجة ولكل مقصد والله يرحمهما» ثم أردف رواية في طبقاته يثني فيها ابن حنبل على المحاسبي. [14] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-13) كما نقل الذهبي عن أبو طاهر السلفي ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B7%D8%A7%D9 %87%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%81%D9%8A&action=edit&redlink=1) أبيات شعر يذكرهم فيها بسوء. [15] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-14)
[ عدل ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8% A9&action=edit§ion=2)] من أعلام الكلابية
عبد الله بن كلاب ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8).
الحارث المحاسبي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%AB_%D8%A7%D9%84% D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D9%8A).
أبو العباس القلانسي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7% D8%B3_%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D 9%8A).
أبو علي الثقفي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A7%D9%84 %D8%AB%D9%82%D9%81%D9%8A).
أبو بكر الصبغي ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A8%D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84 %D8%B5%D8%A8%D8%BA%D9%8A).
ابن حبان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D9%86) البستي [16] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-15).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/269)
أبو الحسن الأشعري ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86_ %D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D9%8A).
البخاري ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%8A)
أبو الحسن بن الطبري ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8 %AD%D8%B3%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8 %A8%D8%B1%D9%8A&action=edit&redlink=1).
أبو العباس الضبعي ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D8 %B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%A8%D8% B9%D9%8A&action=edit&redlink=1).
أبو سليمان الدمشقي ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B3%D9%84%D9 %8A%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85%D8% B4%D9%82%D9%8A&action=edit&redlink=1).
[ عدل ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8% A9&action=edit§ion=3)] مصير الكلابية
اندثر اسم الكلابية ولم يعد مستعملاً، ويرى الأشاعرة والماتردية أن العقائد والأصول التي أسسها أبو حنيفة النعمان وسلكها ابن كلاب استمرت في أتباع أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي الذين طوروا كثيراً من تلك الأصول [17] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-16)[18] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-17). بينما يصر السلفيون أن ابن كلاب هو المؤسس الحقيقي لمنهج الأشاعرة والماتردية [19] ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_note-18).
[ عدل ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8% A9&action=edit§ion=4)] أنظر أيضاً
أشعرية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D8%A9)
ماتريدية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9)
علم الكلام ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7% D9%85)
[ عدل ( http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8% A9&action=edit§ion=5)] المراجع
< LI id=cite_note-0>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-0) في "مقالات الإسلاميين" لأبي الحسن الأشعري: ((اختلف المسلمون عشرة أصناف: الشيع ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D8%A9) الخوارج ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%AC) المرجئة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%A6%D8%A9) والمعتزلة ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%AA%D8%B2%D9%84%D8%A9)، والجهمية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9)، والضرارية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9)، والحسينية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9)، والبكرية، والعامة وأصحاب الحديث ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%87%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A% D8%AB)، والكلابية أصحاب عبد الله بن كلاب ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8 %D9%86_%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8) القطان)). < LI id=cite_note-1>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-1) (( عبد الله بن سعيد بن كلاب .. كان إمام أهل السنة في عصره، وإليه مرجعها، وقد وصفه إمام الحرمين .. وإمام أهل السنة في عصره: بأنه من "أصحابنا"، كما يقول أيضًا التاج السبكي:" .. ابن كلاب القطان أحد أئمة المتكلمين"، كما أن ابن تيمية مدحه في كثير من المواضع في منهاج السنة وفي مجموعة رسائله ومسائله، وهذا يدل على ما كان للرجل من أثر عظيم في مدرسة أهل السنة والجماعة)) ص 295 من كتاب "نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام" الجزء الأول، تأليف أ. د علي سامي النشار، دار السلام، الطبعة الأولى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/270)
2008. < LI id=cite_note-2>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-2) تاريخ المذاهب الإسلامية/الجزء الأول-في السياسة والعقائد/محمد أبو زهرة < LI id=cite_note-3>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-3) " الملل والنحل" للشهرستاني. < LI id=cite_note-4>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-4) موسوعة الفرق ( http://www.dorar.net/enc/firq/571): من إعداد موقع الدرر السنية < LI id=cite_note-5>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-5) ذكره الفراء في "طبقات الحنابلة" ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?book=1133&cat=12) (2\133) حيث قال: ((فقلت له: هذا الخبر يقول: "إن الأصبعين نعمتان" واليدين صفة للذات، ولم يتقدمك بهذا أحد إلا عبد الله بن كلاب القطان الذي انتحلت مذهبه، ولا عبرة في التسليم للأصابع والتأويل لها على ما ذكرت: إن القلوب بين نعمتين من نعم الله عز وجل)). < LI id=cite_note-6>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-6) في "رسالة السجزي إلى أهل زبيد" ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3% D8%AC%D8%B2%D9%8A_%D8%A5%D9%84%D9%89_%D8%A3%D9%87% D9%84_%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D8%AF/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9): (( فضاق بابن كلاب وأضرابه النفس عند هذا الإلزام لقلة معرفتهم بالسنن وتركهم قبولها وتسليمهم العنان إلى مجرد العقل فالتزموا ما قالته المعتزلة وركبوا مكابرة العيان وخرقوا الإجماع المنعقد بين الكافة المسلم والكافر وقالوا للمعتزلة: الذي ذكرتموه ليس بحقيقة الكلام وإنما يسمى ذلك كلاماً على المجاز لكونه حكاية أوعبارة عنه وحقيقة الكلام: معنى قائم بذات المتكلم فمنهم من اقتصر على هذا القدر، ومنهم من احترز عما علم دخوله على هذا الحد فزاد فيه ما ينافي السكوت والخرس والآفات المانعة من الكلام ثم خرجوا من هذا إلى أن إثبات الحرف والصوت في كلام الله سبحانه تجسيم وإثبات اللغة فيه تشبيه)) < LI id=cite_note-7>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-7) في "مقالات الإسلاميين وإختلاف المصلين" ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84% D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%8A%D9%86_%D 9%88%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%81_%D8%A7%D9 %84%D9%85%D8%B5%D9%84%D9%8A%D9%86) لأبي الحسن الأشعري قال: ((قال عبد الله بن كلاب أن الله سبحانه لم يزل متكلماً وأن كلام الله سبحانه صفة له قائمة به وأنه قديم بكلامه وأن كلامه قائم به كما أن العلم قائم به والقدرة قائمة به وهو قديم بعلمه وقدرته وأن الكلام ليس بحروف ولا صوت ولا ينقسم ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتغاير وأنه معنى واحد بالله عز وجل وأن الرسم هو الحروف المتغايرة وهو قراءة القرآن وأنه خطأ أن يقال: كلام الله هو هو أو بعضه أو غيره وأن العبارات عن كلام الله سبحانه تختلف وتتغاير وكلام الله سبحانه ليس بمختلف ولا متغاير كما أن ذكرنا لله عز وجل يختلف ويتغاير والمذكور لا يختلف ولا يتغاير وإنما سمي كلام الله سبحانه عربياً لأن الرسم الذي هو العبارة عنه وهو قراءته عربي فسمي عربياً لعلة وكذلك سمي عبرانياً لعلة وهي أن الرسم الذي هو عبارة عنه عبراني وكذلك سمي أمراً لعلة وسمي نهياً لعلة وخبراً لعلة ولم يزل الله متكلماً قبل أن يسمى كلامه أمراً وقبل وجود العلة التي لها سمي كلامه أمراً وكذلك القول في تسمية كلامه نهياً وخبراً وأنكر أن يكون البارئ لم يزل مخبراً أو لم يزل ناهياً وقال أن الله لا يخلق شيئاً إلا قال له كن ويستحيل أن يكون قوله كن مخلوقاً.)). < LI id=cite_note-8>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-8) في "رسالة السجزي إلى أهل زبيد" ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3% D8%AC%D8%B2%D9%8A_%D8%A5%D9%84%D9%89_%D8%A3%D9%87%
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/271)
D9%84_%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D8%AF/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%B3% D8%A7%D8%A8%D8%B9): (( والكلابية والأشعرية قد أظهروا الرد على المعتزلة والذب عن السنة وأهلها وقالوا في القرآن وسائر الصفات ما ذكرنا بعضه وقولهم في القرآن حيرة يدعون قرأنا ليس بعربي وأنه الصفة الأزلية وأما هذا النظم العربي فمخلوق عندهم. ويقولون: الإيمان التصديق. وعلى أصلهم أن من صدق بقلبه ولم ينطق بلسانه فهو مؤمن لأمرين: أحدهما: أن الأصل الإيمان عندهم المعرفة كما قال جهم. والثاني: أن الكلام معنى في النفس فهو إذا صدق بقلبه فقد تكلم على أصلهم به. وعند أهل الأثر أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وعلماء الآفاق المتبعون كلهم على هذا القول ومخالفونا هؤلاء يقولون معنا في الظاهر مثل ذلك وعندهم أن التصديق لا مدخل للزيادة والنقصان فيه وهو الإيمان)). < LI id=cite_note-9>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-9) في "رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت" ( http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3% D8%AC%D8%B2%D9%8A_%D8%A5%D9%84%D9%89_%D8%A3%D9%87% D9%84_%D8%B2%D8%A8%D9%8A%D8%AF/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9) للحافظ السجزي قال: ((فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفاً وصوتاً فلما نبغ ابن كلاب وأضرابه وحاولوا الرد على المعتزلة من طريق مجرد العقل وهم لا يخبرون أصول السنة ولا ما كان السلف عليه، ولا يحتجون بالأخبار الوارد في ذلك زعماً منهم أنها أخبار آحاد وهي لا توجب علماً)). < LI id=cite_note-10>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-10) فيسير أعلام النبلاء ( http://216.176.51.113/newlibrary/showalam.php?id=2754) (14/380) للذهبي: قال الإمام أبو بكر ابن خزيمة لما قال له أبو علي الثقفي: ((ما الذي أنكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه؟ قال -أي إبن خزيمة-: ميلكم إلى مذهب الكلابية، فقد كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره)). < LI id=cite_note-11>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-11) المنتظم في التاريخ ( http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=179&CID=128) لابن الجوزي، 11 - 309 < LI id=cite_note-12>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-12) في "ذم الكلام وأهله" ( http://waqfeya.net/book.php?bid=616) للهروي، ج4 ص388 أن إبن خزيمة قال: ((من نظر في كتبي المصنفة في العلم ظهر له وبان أن الكلابية لعنهم الله كذبة فيما يحكون عني مما هو خلاف أصلي وديانتي)). < LI id=cite_note-13>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-13) « وذكر الحاكم أبو عبد الله أن أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغى أخبره قال سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول قال لى أحمد بن حنبل بلغنى أن الحارث هذا يكثر الكون عندك فلو أحضرته منزلك وأجلستنى من حيث لا يرانى فأسمع كلامه فقصدت الحارث وسألته أن يحضرنا تلك الليلة وأن يحضر أصحابه فقال فيهم كثرة فلا تزدهم على الكسب والتمر فأتيت أبا عبد الله فأعلمته فحضر إلى غرفة واجتهد قي ورده وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا ثم صلوا العتمة ولم يصلوا بعدها وقعدوا بين يدى الحارث لا ينطقون إلى قريب نصف الليل ثم ابتدأ رجل منهم فسأل عن مسألة فأخذ الحارث قي الكلام وأصحابه يستمعون كأن على رؤوسهم الطير فمنهم من يبكى ومنهم من يحن ومنهم من يزعق وهو قي كلامه فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبى عبد الله فوجدته قد بكى حتى غشى عليه فانصرفت إليهم ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا وذهبوا فصعدت إلى أبى عبد الله فقال ما أعلم أنى رأيت مثل هؤلاء القوم ولا سمعت قي علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل ومع هذا فلا أرى لك صحبتهم ثم قام وخرج وفى رواية أخرى أن أحمد قال لا أنكر من هذا شيئا»
ذكر البحث عما كان بينه وبين الإمام أحمد ( http://www.al-eman.com/IslamLib/viewchp.asp?BID=401&CID=14#s13)، الطبقة الثانية، الطبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي < LI id=cite_note-14>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-14) حيث قال في قصيدته اللامية ((وأتباع إبن كلاب كلاب === على التحقيق وهم من شر آل)) منسير أعلام النبلاء ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14508) للذهبي. < LI id=cite_note-15>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-15) في "كتاب التفسير" من "مجموع فتاوى ابن تيمية" ((وكان ممن اتبعه -أي إبن كلاب- الحارث المحاسبي وأبو العباس القلانسي ثم أبو الحسن الأشعري وأبو الحسن بن مهدي الطبري وأبو العباس الضبعي وأبو سليمان الدمشقي وأبو حاتم البستي)). < LI id=cite_note-16>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-16) ص 293 و 294 من كتاب "نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام" الجزء الأول، تأليف أ. د علي سامي النشار، دار السلام، الطبعة الأولى 2008. < LI id=cite_note-17>^ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-17) في "منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقيقة والأوهام" لصالح الغرسي: ((استفاد الأشعري من ابن كلاب وأخذ ببعض آرائه))
^ ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9#cite_ref-18) في "آراء الكلابية العقائدية وأثرها في الأشعرية" لهدى الشلالي ص55 ((والكلابية كفرقة ومذهب قد إختفى اسمها كمذهب مستقل بعد ظهور المذهب الأشعري وتبني الأشعري لأقوال الكلابية وتطويره للمذهب. فإشتهر المذهب الأشعري وإختفى اسم الكلابية))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/272)
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[25 - 06 - 10, 11:53 م]ـ
كتاب: اراء الكلابيه العقديه واثرها في الاشعريه في ضوء عقيدة اهل السنة والجماعه
المؤلف: هدى بنت ناصر الشلالي
طبعهة مكتبة الرشد
الرياض
قالت مؤلفته عن منهجها في البحث
وضعت تمهيد وجعلت فيه مدخلا الى علم الكلام
الفصل الاول: عبارة عن عرض تاريخي وترجمة للاعلام مبتدأة باهم اعلام الكلابيه
الفصل الثاني: بعنوان اهم اراء الكلابية في الصفات
الفصل الثالث: بعنوان اهم اراء الكلابية في القضاء والقدر
الفصل الرابع: بعنوان اراء الكلابية في مسائل الايمان
ثم الخاتمه
وكل فصل من الكتاب يتضمن عدة مباحث(128/273)
سؤالٌ عن " دورات ِالشَّيخ ِيحيى اليَحْيَى " حفظُه اللهُ ووفَّقه!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني الأكارم الأفاضل /
أرجو تزويدنا عن الوقت ِ المحدَّد لـ " دورات الشيخ ِ يحيى اليحيى " في مكَّة المكرمة , والمدينة المنورة , والرياض وأيهنَّ أفضل؟.
وكلّم أحدُ الإخوة ِ الشيخَ في ذلك فأخبره أنها في نصف شهر " رجب ".
فنرجو التأكد من ذلك , من طلبة ِ الشيخ ِ.
ثمَّ هل في رحلاتهم ذهابٌ إلى مكة المكرمة للعمرة؟
حفظكم الله ُ وبارك فيكم , وجعل الجنة مقامنا ومقامكم.
ـ[محمدبن الفضلي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 03:06 ص]ـ
- -
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
سلمك الله أخي الكريم،،
الدورة هذه الصيفية ستبدأ يوم السبت الموافق 21 - 7 وتنتهي بمشيئة الله 29 - 8.
الحضور: كل مشارك يحضر بنفسه يوم الجمعة السابق لبداية الدورة.
ادخل على موقع شبكة حفاظ الوحيين، وتأكد من ظهور اسمك ضمن المقبولين، ستجد تفاصيل عن الموقع وهاتف التواصل.
ولا شك في أن مكة أفضل وأقوى، حيث هي المقر الرئيسي والرسمي للدورة، ويكفي ما بها من شرف مجاورة بيت الله الحرام، وفضل كل صلاة فيه.
وفقنا الله وإياكم لكل خير.
- -
-
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:53 م]ـ
بارك فيكم , وغفر لكم.
ونصحنا الشيخ بالمدينة ِ المنوَّرة ِ , لعدة أشياء.
وأخبرنا أن دروة المدينة المنور شهرٌ كامل! وفي المدينة أربعون يوما ً.
فمتى تبدأ دورة المدينة وتنتهي؟
وماذا لو تأخرنا عن الموعد المحدد؟ لأني قدمت الجواز اليوم!
ووُضعت من المقبولين
ـ[محمدبن الفضلي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:21 م]ـ
- -
على كلٍّ ..
التوصية في مثل هذا إلى مكة أخي الكريم ..
الدورة على كل فروعها .. المقدار المحدد يناسب الأربعين يومًا ..
أما في المدينة قد يتم ضغط المنهج والمقدار اليومي حتى تنتهون في ثلاثين يومًا ..
ولا علاقة لي بدورة المدينة .. أو معرفة بها ..
أوصيك بمكة، والتأخر عن الحضور قد يضغط عليك المقدار يجهدك ..
وتواصل مع الإدارة في حال تأخرك.
وفقك الله ..
- -
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:29 ص]ـ
دورة المدينة مدتها 30 يوما.
وسمعت أن مقدارها أقل من مقدار دورة مكة.
والشيخ بما أنه نصحك بالمدينة، فلا شك أنها نصيحة أبوية، ممن رأى دورات مكة والمدينة.
وتبدأ دورة المدينة 25/ 7 إلى 25/ 8، ومقدار الحفظ فيها - فيما سمعت - على النصف من مقدار حفظ دورة مكة، مما تتمكن به من ضبط المحفوظ بإذن القدير.
وأما قول الأخ أن دورة مكة أجود؛ لأنها الأصل، فذاك الشاعر يقول:
كم من أب قد علا بابن ذرا شرف - كما علت برسول الله عدنان.
والله يكتب لك ما فيه الخير لك، فوحده العالم بذلك.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 11:47 م]ـ
- -
على كلٍّ ..
التوصية في مثل هذا إلى مكة أخي الكريم ..
الدورة على كل فروعها .. المقدار المحدد يناسب الأربعين يومًا ..
أما في المدينة قد يتم ضغط المنهج والمقدار اليومي حتى تنتهون في ثلاثين يومًا ..
ولا علاقة لي بدورة المدينة .. أو معرفة بها ..
أوصيك بمكة، والتأخر عن الحضور قد يضغط عليك المقدار يجهدك ..
وتواصل مع الإدارة في حال تأخرك.
وفقك الله ..
- -
صدقت أخي الكريم , وقد حولتُ وجهتي إلى مكة المكرمة.
وبالمناسبة فقد كلمتُ أحد طلبة ِ الشيخ , ولم يكل من كثر ما كلمني بالهاتف حرصا على مجيئ الطلاب من الأردن لهذه الدورة.
فبارك الله فيه وفي أخلاقه وفي شيخه , ولا محالة سنتأخر , وطلب من الملحوقين حفظ ما عليهم كأنهم في الدورة.
والله المعين وعليه نستعين.(128/274)
وصية: دائما ادعُ بهذا الدعاء (ربِّ أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربِّ أن يحضرون).
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - 06 - 10, 08:05 ص]ـ
وصية: دائما ادعُ بهذا الدعاء (ربِّ أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربِّ أن يحضرون).
قال الله تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ} المؤمنون 97 - 98.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير العلامة الشيخ: (عبد الرحمن بن ناصر السعدي) - رحمه الله - لهذه الآية:
{وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ} أي: أعتصم بحولك وقوتك متبرئا من حولي وقوتي.
{مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ} أي: أعوذ بك من الشر الذي يصيبني بسبب مباشرتهم وهمزهم ومسّهم، ومن الشر الذي بسبب حضورهم ووسوستهم، وهذه استعاذة من مادة الشر كله وأصله، ويدخل فيها الاستعاذة من جميع نزغات الشيطان، ومن مسّه ووسوسته، فإذا أعاذ الله عبده من هذا الشر، وأجاب دعاءه، سلم من كل شر، ووفق لكل خير.
انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 559.
وهذه فائدة أخرى لها صلة بالموضوع:
قال الله سبحانه: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} الرعد 11.
تفسير الآية:
{لهُ} أي: للإنسان {معقبات} من الملائكة، يتعاقبون في الليل والنهار.
{مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} أي: يحفظون بدنه وروحه من كل مَن يريده بسوء، ويحفظون عليه أعماله، وهم ملازمون له دائما، فكما أن علم الله محيط به، فالله قد أرسل هؤلاء الحفظة على العباد، بحيث لا تخفى أحوالهم ولا أعمالهم، ولا ينسى منها شيء.
انظر: المصدر السابق، ص 414.
السلفية النجدية.
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 10:19 ص]ـ
بارك الله فيك وشفى والدتك
ـ[أم ديالى]ــــــــ[26 - 06 - 10, 04:20 م]ـ
جزاك الله خيرا وشفى والدتك
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[05 - 07 - 10, 08:47 ص]ـ
آمين آمين، شفاها الشافي عاجلا غير آجلٍ.
وخيرًا جزاكما الله، وفيكما بارك.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 09:09 ص]ـ
بارك الله بك.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[05 - 07 - 10, 12:14 م]ـ
جزاك الله خيرا على الفوائد.
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[06 - 07 - 10, 09:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الذكرى وشفى الله الوالدة شفاء لا يغادر سقما
ـ[أم عبد الكريم]ــــــــ[10 - 07 - 10, 06:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
أسأل الله أن يشفي أمك , ويشفي مرضانا ومرضى المسلمين ..
اللهم آمين(128/275)
خبراء في الفكر والفلسفة ولكن!
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[26 - 06 - 10, 10:54 ص]ـ
خبراء في الفكر والفلسفة ولكن!
بقلم خباب بن مروان الحمد
Khabab1403@hotmail.com
نجتمع أحياناً في بعض النوادي الثقافية واللقاءات الفكرية، أو من خلال اللقاءات على الشبكة العنكبوتيَّة، نتطارح مع بعض الشباب أحاديث فكرية، وطروحات معرفيَّة، وهموماً نهضوية وتنمويَّة، فأجد لدى الكثير من الشباب إقبالاً كبيراً على المطالعة والمباحثة ومحبَّة الحوار، حتَّى ويكأنَّ المرء يشعر أنَّ مثل هذه النقاشات صار كثير منها متكلفاً، فالمهم أن نتحدث ونتناقش ونتبادل الآراء، ثمَّ بعد ذلك نمضي في أعمالنا وهمومنا الحياتيَّة مع قلَّة تطبيق وحسن عمل، وهذه مشكلة، يمكن أن نطلق عليها بإشكالية الترف الفكري، والغثاء الثقافي الذي يعيشه بعض الشباب المثقف والطامح لأن يكون يوماً ما مفكراً أو مثقفاً.
وعلى أيَّة حال فإنَّني ألحظ ساعة مناقشاتي مع بعض الشباب العربي والمسلم، والمتحمس للقراءة في المجالات الثقافية والفكرية والفلسفيَّة أنَّهم يعدُّون كمَّاً هائلاً من كتب ومدونات الكثير من مفكري الشرق والغرب، ولا يُعجزهم أن يتحدَّثوا حول جماليات منطق أرسطو، وتعريفات سقراط، ونظريات أفلاطون، وعبارات فيثاغورس، وقوانين دور كايم، وحكم فولتير، ويحشد لك عدداً من الأسماء كسبينوزا، جون لوك، ايراسموس، جان جاك روسو، مونتسيكو، ديكارت، توماس هوبز، جون ستيوارت ميل، ديدرو، لبطليموس، ابكتيتوس، مارتن لوثر، غاندي، والقائمة تطول بأسمائهم، فلها في قلوبهم بهجة كبيرة، حتَّى بتُّ أشعر حالة نطقهم لأسماء أولئك القوم بأنَّهم يعيشون حالة من الزهو والخيلاء، التي تُشعرهم بأنَّهم قوم مثقفون قد نالوا قسطاً كبيراً من الثقافة والقراءة في أفكار الغير.
هاتفني أحدهم قائلاً: أحب المطالعة في هذه الكتب الفكرية والفلسفيَّة، وكتب النظريات الغربية.
فقلت له: وما سر هذا التركيز وأنت شاب يافع؟
فأجاب: إنَّه لابدَّ لنا أن نتعلم نظريات الغرب لكي ننقدهم وننتبه من خطورتها، ويستدل بالحديث: (الحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها كان أحق الناس بها) [1] وأنَّ الشاعر العربي أبو فراس الحمداني قال:
عرفت الشر* لا للشر لكن لتوقيه
ومن لا يعرف الخير* من الشر يقع فيه!
وأنَّه رُويَ عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال "تُنقض عرى الإسلام عروة عروة من نشأ في الإسلام ولم يعرف الجاهلية" [2].
إلى غير ذلك من الاستدلالات والرؤى التجميعيَّة بحشد النصوص بكليتها لمناصرة القناعة المدموغة في عقليَّته التنويريَّة!
فنصحته وقلت له: يمكنك أن تهتم الآن بمطالعة كتاب الله وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسيأتي اليوم الذي يمكنك أن تطالع فيه هذه الكتب بعد برهة من الزمن، للاستفادة ممَّا بها من جوانب تراها خيِّرة، ولنقدها فكرياً ومنهجياً، شرط أن تكون لديك حصانة ذاتية ومناعة فكرية.
كان ذلك الأخ مقتنعاً بأنَّ لديه اطلاع جيد بالعلوم الشرعية بحجَّة ما قام بدراسته سابقا، وأنا شخصياً لم أجده بالفعل كما يقول، وحاولت محاورته وإقناعه بمرادي، وقلت له إنَّ كل نفس يعتورها ما يعتورك من ضرورة مطالعة الكتابات والأطروحات الفلسفية والفكرية المنشورة قديماً وحديثاً وما بين الفينة والأخرى، وقد تسَوِّغ النفس لأجل ذلك أسباباً متعددة .... لكن أحسب أنَّ لكل زمن رجال، ولكلِّ مرحلة أهلها، واستباق الأحداث والوقت غير المناسب لفعل شيء ما يضير أكثر ممَّا ينفع ....
· قناعات بديلة:
أعتقد أنَّ من الأهمية بمكان، الصيرورة إلى توجيه العقول إلى ما يمكن أن تنتفع به ويكون ركناً ركيناً، وأصلاً أصيلاًُ في عمليَّة التلقي، وهو التركيز على قضية أحسب أنَّها ذات أولوية في صياغة وتشكيل العقل العربي والمسلم وفي هذا الزمان خصوصاً ...
تلك القناعة التربوية التي لازلت متشبِّثاً بها وصادحاً بها في مجامع الشباب المثقف، قائلاً:
وأين نصيب القرآن والسنَّة وكلام الصحابة والتابعين من مطالعاتكم؟
وهل حاولتم أن تجمعوا مثلا أقوال الصحابة في طرق النهضة بأمتنا؟ وتستخرجوها من مظانها من كتب الآثار والمسانيد وإسقاط ذلك على الواقع المعاصر؟
أو قمتم بجمع آثار التابعين في ضرورة التنمية الاجتماعية والحراك العملي الخدوم في المجتمع؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/276)
وهل فتَّشتم في كتب سلفنا وآثارنا وتراثنا عن مظاهر التفكير الإبداعي وخدمة الأمَّة المسلمة فيه وخصوصاً من فئة الشباب؟
وهل طالعتم كتب التأريخ والسير والمغازي وجمعتم الأسباب الحقيقيَّة لالتهاء الشعوب بأمر دنياها وقيام قلَّة قليلة منها بمقاومة النتوءات الفكريَّة، والخروقات الثقافات، وماذا كان دور عموم الناس في مناصرة علمائهم ومفكريهم حينما يصدعون بالحق، وما أسباب وقوفهم من عدمه؟
إلى غير ذلك ممَّا يخدم أمَّتنا وواقعها الفكري المعيش، وخصوصاً حينما ندرك أنَّ (العمل الجوهري للمفكر هو صناعة المفاهيم) [3]، وهي الطريقة الفعليَّة للاستنباط من تلك النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الكثير من المفاهيم التي تهمنا في مجتمعنا بشتَّى اهتماماته.
وبالطبع كنت أجد الجواب مختلفاً بين ألسنة الشباب، ولكنّي وجدت إجماعاً واضحاً على التقصير بقراءة كتاب الله ومطالعة التفاسير لفهمه، وما في سنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وما يمكن الاستعانة به من شروحات كتب الحديث لفهم معانيها.
ووجدت بعضهم وكأنَّ الأمر لا يعنيه، فهو يفهم القرآن وقد قرأه سابقاً لمرة أو مرتين، وقرأ الأربعين النووية وشيئاً من رياض الصالحين، ولكنَّ الأهميَّة الكبرى لديه الآن في مطالعة الكتب الفلسفية وغيرها من المفاهيم التي تتحدث عن الديناميكية والحيوية والارستقراطية والأتوقراطية والثيوقراطية والبيوقراطية والمادية الجدلية ونشأة الحضارة، وقراءة تاريخ الصناعة والعمران المدني إلى غير ذلك من اهتمام هو أكبر وأوثق من اهتمامهم بقراءة القرآن والسنَّة.
وهذا بالفعل شيء حاصل فالكثير من هؤلاء باتوا يهربون من مطالعة النصوص الشرعية من كتاب الله وسنَّة رسوله ويستشهدون بها، ويحاولون أن يأتوا بآراء فلسفيَّة وحجج كلامية، وأحسنهم حالاً من لا يأبه بذكر النصوص الشرعيَّة بل يهتم بالمقاصد وفقه المقاصد، ويحاول أن يقفز على هذه النصوص بما يراه هو أنَّه من مقاصد الشريعة، وعندئذٍ تذكرت قول الفاروق عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: "إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها وتفلتت منهم أن يعوها واستحيوا حين سئلوا أن يقولوا: لا نعلم فعارضوا السنن برأيهم فإياكم وإياهم" [4].
إنَّ ما ذكرته من حالة مأساوية وقع فيها الكثير ممَّن يعدون أنفسهم فلاسفة وأهل رأي حصيف وفكر مكين، لكنَّ إدبارهم وإعراضهم عن الاهتمام بنصوص الوحيين تأملا وتدبراً وتفكراً وإسقاط هذه النصوص على الواقع، ومعالجة الواقع بالأدلة الشرعية بات شيئاً ضعيفاً، وصار الكثير منهم يستروح للحديث الإنشائي أو لذكر حِكَمِ وتجارب الفلاسفة، ومن لطائف ما حصل أثناء كتابتي لهذا المقال أن أرسلته لأحد أصدقائي المصريين المثقفين والمتميزين في المجالات الفكرية والفلسفيَّة، وحينما قرأ المقال وانتهى منه أرسل لي رسالة يقول فيها: (لكني أوافقك تمام الموافقة فيما ذهبت إليه، ووالله إني لأعاني من ذلك في الجمعية الفلسفية التي أحضر ندوتها كل شهر والتي يرأسها الدكتور حسن حنفي؛ حيث لا كلام إلا عن الغرب وأعلامهم، ومذاهبهم من الكلاسيكية حتى الحداثة وما بعد الحداثة ... كلها أمور تقسي القلب إلى جانب أنها لا تقيم نهضة للأمة!)
· فليكن الفكر منطلقاً من أساس متين:
قد يقول قائل: وهل يُراد من عموم الشباب العربي المسلم المثقف أن يكونوا علماء في الشريعة، فإنَّ هذا لا يتأتَّى ولا يمكن، ونحن بالفعل بحاجة لشباب مثقف ومفكر؟
وبالطبع، فإنَّ الأمَّة الإسلاميَّة ليست بحاجة للعلماء الفقهاء فحسب، بل هي كذلك بحاجة للشباب المثقف الواعي والمفكر بقضايا أمَّته والذي يندمج في واقعها الحيوي ويناقش مشاكلها بعمق وموضوعية وشفافية، لكن مع وجوب المواظبة على ورد يومي من قراءة كتاب الله وشيء من تفسيره مع التدبر بما فيها، ومطالعة شيء من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وقراءة سيرته العطرة، فالمنتسبون لأمَّة الإسلام يجب عليهم أن يكون لديهم التصاق تام بهذا الإرث (كتاباً وسنة) فهو عصمة لهم من الفتن، ووقاية لهم من مضلات الأهواء، خصوصاً حينما يحسن القارئ لهما التعامل معهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/277)
إنَّ الإشكالية الكبرى لدى هؤلاء أنَّهم يظنُّون أنَّ القرآن الكريم ما هو إلا حديث عن الغيبيات أو كما قال أحدهم عن الميتافيزيقيا فحسب، وأمَّا غير ذلك من الأجوبة التي تعنى بأمور تنظيم العبادة بين العبد وربه، وإعمار الكون بالإيمان والبنيان، والسير في الأرض، والأمر بالعدل وإنكار الظلم، وتزكية الأنفس، وتكوين الأسرة الصالحة، وإثبات كرامة الإنسان، والدعوة إلى التعاون على البر، ليست في وارد ذهنهم إطلاقا، فلا يظنَّون القرآن إلا مجرد بكائيات فحسب!
لأجل ذلك يقول بعضهم: انظروا في الكتب الأخرى والأفكار الأخرى، فهي التي تُفَتِّقُ الذهن، وتوسع مدارك العقل، وكأنَّ القرآن أغفل الحديث عن الكثير من الجوانب التي تصلح الكون والإنسان والحياة، وقد أحسن الإمام ابن القيم حين تحدث عن أمثال هؤلاء فقال عن القرآن ومن لا يعتنون به: " أكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته وتضمنه له، ويظنونه في نوع وفي قوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثا، وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن، ولعمر الله إن كان أولئك قد خلو فقد ورثهم من هو مثلهم أو شر منهم أو دونهم وتناول القرآن كتناوله لأولئك " [5].
· فكان للمهتم بالفكر أن يهتم بالذكر:
أعجب ويحقُّ لي العجبُ من شدَّة هوس بعض الشباب العربي المسلم بقراءة كتب المفكرين الغربيين وأقوال الفلاسفة اليونانيين، وهم في الحقيقة خلو من مشاهدة وتأمل ما في الكتاب الكريم من آيات وعظات وحكم ومعاني عميقة، وما في السنَّة النبوية المطهَّرة من جوامع الكلم، وسامق الحكم، ورائق العبارات، وبديع المقالات.
هذه مشكلة كبيرة نعيشها مع شباب اليوم المقبل على النوادي الفكرية والصالونات الثقافية ظانين أنَّ مصدر السعادة ومعين الرضا والسرور هو في مناقشة فكر أحد الكتاب أو الفلاسفة الغربيين، وتجد أنَّهم قد يتكلفون ببعض العبارات وحشد الجمل واللفظات وتكديس المصطلحات حينما يتحدثون لكي يقول عنهم القائل: إنَّهم فعلا فلاسفة وحكماء عباقرة!
حتَّى إنني أتذكر واحداً من هؤلاء قال لي يوماً: إنَّ لديه دفترا قريباً منه كان يكتب فيه بعض المصطلحات والعبارات الرنانة التي تستهوي عقله؛ لكي يستخدمها في بعض مقالاته فتجد في المقال حشداً مصطلحياً لربما لو سئل كاتبه ما معنى ما قصدته بالضبط لحار جواباً وأطرق رأساً!
وعلى كُلٍّ؛ فإنَّ من يظنُّ أنَّه في بداية مطالعاته سيهتم بعلوم فلسفيَّةٍ وقراءات في المنطق والفكر الغربي، ويغفل القرآن ويظنُّ نفسه أنَّه بالفعل يريد الجمع والدمج بين الإسلام عقيدة وشريعة وبين ما هو مسطور في كتب الفلاسفة ومزبور في تراثهم، فإنَّه سيكتشف بالفعل أنَّه لن يبلغ النتيجة التي قصدها وخصوصاً إن كان ذلك في بداية مطالعاته، بل يخشى عليه بالفعل من عقائد أولئك الفلاسفة والتي في أغلبها تجاهل لحكمة الرب، وتشكيك في كثير من الغيبيات، وإنكار علم الله الكامل، ونفي معاد الإنسان، فأي فكر فلسفي لرجل يريد أن يُنوِّر المسلمين بفلسفة أولئك الفلاسفة والمناطقة، وكأنَّ في القرآن والسنَّة نقصاً ليس موجوداً إلاَّ في كلامهم، وبعد هذا وذاك يريد ذلك الشخص أن يطلق عليه الناس أنَّه مفكر إسلامي، وهو لربما يكون إلى العلمنة والليبرالية أقرب منه إلى الإسلام، ولهؤلاء أقول وأذكرهم بما قاله المفكر الفرنسي المسلم فنساي مونتاي: (إنَّ مثل المفكر العربي الإسلامي المبعد عن تأثير القرآن كمثل رجل أفرغ من دمه!) [6].
إنَّ المسلم يجب أن يكون على قناعة تامَّة بعظمة القرآن الكريم، وعظيم عِبَره وحكَمِهِ، وبالرجوع لكتاب المفكر والمؤرخ الإسلامي عماد الدين خليل بعنوان: (قالوا عن القرآن)، لكي يقرأ في هذا الكتاب أولئك الذين تعلَّقت قلوبهم بكلام الفلاسفة ويرى أنَّ كثيراً منهم يشهد بعظمة كتاب الله عزَّ وجل، ومنهم من ساقه ذلك للإسلام، ومنهم من بقي على دينه الباطل، ولكنَّه شهد بما في هذا الكتاب الكريم من آيات ودلائل وإصلاح للواقع (والحق ما شهدت به الأعداء!)، وهو وإن كنَّا لسنا بحاجة لشهادة غير المسلمين على ما في كتاب رب العالمين، لكن لعلَّه يكون باعثاً لهم على عطف قلوبهم وأفئدتهم وأجسادهم للاعتناء بقراءة كتاب الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/278)
نقول هذا لأنَّ هنالك الكثير ممَّن يستهويهم الفكر الفسلفي والقراءة في الكتب الفكرية الغربية، والاطلاع على فكر المدرسة الفرنكوفونية، والوله بالمصطلحات الفلسفيَّة، فهؤلاء في الغالب يبعدون النجعة كثيراً عن مطالعة كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
وقد يقول بعض الناس إنَّ هذا اتَّهام في غير محلَّه وكيف نبتعد عن الآيات القرآنية؟ ونحن نقرأها ونتعبَّد الله بها؟
إلاَّ أنَّ الشاهد يوضح أنَّ كثيراً ممن انتسبوا للفكر والفلسفة، نجد لديهم لوثة غربيَّة وقراءات فلسفيَّة في كتب الغربيين، مع أنَّهم قد لا يعقلون كثيراً مما جاء فيها، وقد يلوكون بعض العبارات ظناً أنَّهم فقهوها، وهم في المقابل لا يحسنون فهم آيات القرآن الكريم، بل يدخل بعضهم في قوله تعالى: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون) أي لا يعلمون الكتاب إلا كلمات يحفظونها ويدرسونها.
فضلاً عن أن يكون قد دخل كثير منهم في قوله تعالى: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) فهجروا قراءته وتدبره وسماعه وتلاوته والعمل به والتحاكم إليه والاستدلال به، وهم بالفعل لو كان لديهم نهم وشغف بمعرفة أقوى الكلمات ذات الدلالات العميقة فإنَّهم لن يجدوها إلاَّ في كتاب الله، ولكنَّ كتاب الله عزَّ وجل لن يعطي للإنسان أسراره ومعانيه إلاَّ إذا أعطى المرء من نفسه لكتاب الله الشيء الكبير، والوقت الكثير من التأمُّل والتدبر، فتنهمر عليه الكنوز القرآنيَّة، والبدائع العرفانيَّة، وينطق لسانه بالحكمة.
لقد ذكر المؤرخون لسيرة المفكر الشاعر الباكستاني المسلم محمد إقبال، أنَّه دخل على ولده ذات مرَّة وهو يقرأ القرآن فقال له إقبال ناصحاً: أي بني! اقرأ القرآن وكأنَّه عليك أُنزِل.
وقد صدق رحمه الله، فإنَّ القرآن تنهمر أسراره وتنفلق وتظهر معانيه وتنطق، لمن قرأه وهو يستشعر بالفعل أنَّ هذه الآيات تخاطبه وتتحدَّث إليه، لكي يقوم بالفعل بأدائها حق أداء، والتفكر في معانيها الباهرة، التي تستعلي على أقول وقيم الشرق والغرب، وصدق الله: (وإنَّ كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون).
إنَّها دعوة للمراجعة الجادة القلبيَّة لجميع المنتسبين للفكر والفلسفة، بأن يبحثوا في سويداء قلوبهم، وهل لديهم شدَّة تعلُّق بآيات القرآن وما صحَّ من أحاديث النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أم لا؟
إنَّني على قناعة بأنَّ من تابع كتب ومقالات ومحاضرات فلان أو علان وهو يتحدث بفلسفة ويلوك الكلام لوكاً، فإنَّه ستظهر معه نقولاته لآراء الفلاسفة والغربيين ويدع جانباً الاستناد والاستشهاد بالآيات والأحاديث لمقولاته، فالاهتمام لأي شيء يظهر من خلال تعامل الشخص معه.
قال ابن تيمية رحمه الله: (تجد مَن أَكْثَرَ من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه؛ تنقص رغبته في سماع القرآن، حتى ربما كرهه، ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها؛ لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة، ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم؛ لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام، ونظير هذا كثير) [7].
وهذه مشكلة أخرى نجدها عن بعض المنتسبين للفكر الإسلامي من دهاقنة الفكر ورموزه في هذا الزمان، فقد يتطرق بعض المهتمين بالفكر بذكر بعض الجوانب الأخلاقية والسياسية والإنسانية والاجتماعية وغيرها في مقالاته وكتاباته وكتبه، وقد يذكر عشرات الأقوال من المفكرين الغربيين واليونانيين وغيرهم، ونجد من الضآلة بمكان أن يتذكر آية أو حديثاً يذكره في ثنايا بحثه و كتبه ومقاله، ولولا أنني لا أريد التسمية لسميت عدداً من هؤلاء يتقنون فنون ذكر أقوال الكفرة والملحدين من المحسوبين على الفلسفة والمنطق الكلامي، وقلَّما يذكرون آيات من كتاب الله أو سنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بدعوى أنّ الآية حمَّالة أوجه، وأنَّ الحديث قد يكون ضعيفاً!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/279)
فيا سبحان الله! إن كانت الآيات حمَّالة أوجه والأحاديث قد تكون ضعيفة أو خبر آحاد (كما يزعم بعضهم) فلم الاستشهاد الكبير والغوص والتنقيب عن أقوال عدد من الكتاب والمفكرين اليونان، ورموز المدارس الكلامية والليبرالية الغربية، واستخراجها ومحاولة بعثها من جديد؟! أم أنَّ كلامهم ليس حمَّالاً لأوجه؟! وأقوالهم ليست إلاَّ من قبيل آحادهم وأفرادهم والتي قد يصيبون فيها ويخطئون!
ومن العجائب والغرائب كذلك أن نجدهم يقولون إنَّ ذكرنا لكلام هؤلاء الغربيين والفلاسفة اليونانيين وغيرهم، لكي يعرف الغربيون أنَّنا نعرف واقعهم، ونتحدث بلغة مفكِّريهم، وما علموا وللأسف الشديد أنَّ كثيراً منهم ـ ولا أقول الكل ـ قد يستخدم أقوال هؤلاء بما قد يستدل به على مفهوم فهمه يكون خاطئاً أو معارضاً لكتاب الله وسنَّة رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولأجل ذلك وجدنا الكثير من العبارات التي يقولها بعض الناس وما دروا خطورة قولها مع علمي أنَّ بعض من قالها من بعض الفضلاء ولكنَّهم يقولون كلاماً يحتاج لإعادة نظر حينما يتحدثون عن (ديموقراطية الإسلام، ليبراليَّة الإسلامية، اشتراكية الإسلام، الرومانسية الإسلامية) والإشكال الكبير أنَّ كثيراً من منطلقات هؤلاء بالفعل يرونها منطلقات إسلاميَّة ولكنَّهم ما علموا أنَّ هذه العبارات ما هي إلاَّ بعض مما تسلَّق على ذاكرتهم أثناء قراءتهم في أفكار الآخرين!
بل وجدنا واحداً ممن يعتبرون أنفسهم من تيار التنوير الإسلامي، يقول في مقال له بعنوان: (وثنيون هم عبدة النصوص) ويزري على الناس وبعض المهتمين بالمجالات الكتابية والذين يقولون ليتنا نرى في بعض مقالات بعض المفكِّرين نصوصاً قرآنية أو أحاديث نبويَّة مذكورة في مقالاتهم، وبدلاً من أن يشكرهم على نصيحتهم له، يعدُّهم كالوثنيين الذين يعبدون القبور ويشركون بالله، فيتهمهم ويصمهم بأنَّهم وثنيون لأنَّهم على حد زعمه: (عبدة نصوص)!!
وهذا أحدهم يتحدث بأسلوب ملتوٍ، يريد منه النيل ممَّن يستند لقراءة النصوص القرآنية، حيث يقول: (فالأمرُ هنا هو السير في الأرض , وليس السير في الكتاب , أي قراءة الواقع , وليس قراءة النصوص , والظن بأنَّ الاستغناء بالكتاب عن الواقع هو الذي قاد العالم الإسلامي إلى كارثة ثقافية مروعة) [8].
قلت: هذا وليس من مقصدي في هذا المقال إيعاب القول وحشد جميع ما قرأته في هذا الصدد فلو أردت جمع ما قيل لوجدته أكثر من (حِملُ بعير وأنا به زعيم)، ولكنَّ هذا دليل ومثال على أنَّ من تربَّى في جو مفعم بالفكر والفلسفة والصحافة والإعلام و (احترام الرأي والرأي الآخر) فإنَّ هذا سينشأ معه ولو كان في يوم ما مفكراً كبيراً أو فطحلاً بطلاً من أبطال الفكر في هذا الزمان ..
إنَّ المتعاملين مع القرآن أصناف ونحن نقصد بالتعامل الصحيح هو ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان في التقيد والانضباط بالأصول الكلية التي يرجع إليها لفهم آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وإلاَّ فهنالك قوم يدَّعون أنَّهم (قرآنيون) مع أنهم في حقيقة أمرهم يخالفون القرآن الكريم فيما أمر به ونهى عنه، فما هم إلا (جهال متنطعون) لم يفهموا القرآن والسنة مع مجاهرتهم بضرورة الرجوع للقرآن، فهذا أمر لا يروج على العقلاء ولا يقصده الناصحون لأمتهم والأمناء على عقيدتها.
ولقد قال معاذ بن جبل: (يقرأ القرآن رجلان: فرجل له فيه هوى ونية يفليه فلي الرأس، يلتمس أن يجد فيه أمرًا يخرج به على الناس، أولئك شرار أمتهم، أولئك يعمي الله عليهم سبل الهدى. ورجل يقرؤه ليس فيه هوى ولا نية يفليه فلي الرأس فما تبين له منه عمل به، وما اشتبه عليه وكله إلى الله، ليتفقهن فيه فقهًا ما فقهه قوم قط، حتى لو أن أحدهم مكث عشرين سنة، فليبعثن الله له من يبين له الآية التي أشكلت عليه، أو يفهمه إياها من قبل نفسه) [9].
الشاهد أنَّ معرفة المرء بطريقة التعامل مع نصوص الوحي كتاباً وسنَّة تقيه بإذن الله عزَّ وجل من الانحراف الفكري، والتخبط العقلي، ولتكون نصوص الوحي منطلقاً وركيزة متينة لمناقشة الوقائع والحوادث المعاصرة، واستنباط ما يفيد لمعالجتها من كتاب الله وسنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلم وفق القواعد الشرعية والأصول الكبرى لفهم نصوص الوحيين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/280)
وبعدها فللمرء أن يتطلع ما يشاء ويريد ويفقه الواقع المعاصر، ويتأمل في حقائق هذا العالَم وما فيه من أفكار وقيم وتصورات.
إنَّ اهتمام المتفكر بالذكر سبيل بإذن الله تعالى لأن ينال الفكر الصحيح والحكمة الحقيقية والحصافة في النظر، وفي هذا يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله: (إنَّ أهل العلم لم يزالوا يعودون بالذكر على الفكر والفكر على الذكر، ويناطقون القلوب حتى نطقت بالحكمة) [10] ولكن أن يحسن التعامل مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وفق قواعد ذكرها أهل العلم في طريقة التعامل مع كتاب الله وسنَّة رسول الله، وسيجد حتماً ما يغذي فكره ويحرك عضلات عقله من معين الحكمة الربانية وصفاء الكلمة النبوية.
لقد أورد الإمام الشوكاني في تفسيره لمطلع سورة المائدة (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت ....... الآية)) قصة الفيلسوف العربي الشهير إسحاق بن يوسف الكندي وأصحابه نقلاً عن أبي بكر النقاش رحمه الله أحد المفسرين في القرن الخامس الهجري، حيث قال: أن أصحاب الفيلسوف الكندي قالوا له: أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن، فقال: نعم أعمل مثل بعضه، فاحتجب أياماً كثيرة ثم خرج فقال: والله ما أقدر، ولا يطيق هذا أحد، إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة، فنظرت فإذا هو قد نطق بالوفاء ونهى عن النكث، وحلل تحليلاً عاماً، ثم استثنى بعد استثناء، ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين ولا يقدر أحد أن يأتي بهذا إلاَّ في أجلاد)!
والمقصود مِمَّا ذكرته أنَّ عبارات القرآن الكريم، وكذلك ألفاظ الحديث النبوي فيها من دلائل الإعجاز وعلائم الإيضاح والحكم، ما يمكن أن نجابه به كلام فلاسفة الشرق الغرب، فالقرآن الكريم يقول تعالى عنه: (إنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) وهو كذلك نور: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) والقرآن على حد وصف الشاطبي رحمه الله: (كلية الشريعة، وعمدة الملَّة، وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، فلا طريق إلى الله سواه ولا نجاة بغيره) [11].
بل هو المعجز في آياته: (وكتاب الله تعالى لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب أن يوجد أحسن منها لم يوجد) [12] كما قاله الإمام ابن عطية.
فحق لأنصار القرآن والسنَّة أن يصيحوا بين عموم ومعشر المثقفين والقراء وخصوصاً من الشباب المتقدم للقراءة، بأن يبدؤوا القراءة بكتاب الله، فهي وصية الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم التي علَّمه إياها جبريل قائلا له: (اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علَّم بالقلم * علَّم الإنسان ما لم يعلم).
فمن أراد أن يقرأ فليقرأ القرآن أولاً، وليقرأ باسم ربِّه ثانيا، وليقرأ سنَّة وسيرة رسوله ثالثاً، وليتمكَّن من فهم الوحيين كتاباً وسنَّة على الأقل إلى حد معقول، مع دوام الملازمة لهما إلى الممات: (فأين تذهبون * إن هو إلا ذكر للعالمين* لمن شاء منكم أن يستقيم)، فمن شاء الاستقامة الدينية والعقائدية فلا غنى له عن القرآن، ومن شاء الاستقامة السلوكية فعليه بالقرآن، ومن شاء أن يستقيم فكرياً فعليه بالقرآن، ومن لم يقنعه القرآن فلا استقام ولا أقام وما تفكر بل طبع على قلبه الران.
والقرآن لأهل الفكر مرجع لا غنى عنه ففي القرآن الكريم أكثر من (1300) آية كونية، وفي كتاب الله أكثر من (700) آية تدعو للتفكر والتعقل والتدبر، فليس من جميع العلوم الإنسانية مثيل بعلوم القرآن وهو كلام الرحمن الذي: (يعطيك معانٍ غير محدودة في كلمات محدودة) [13]، كما يقول الأديب الرافعي رحمه الله، لكنَّ الإشكال الكبير أنَّنا بتنا نقرأ القرآن (للتبرك لا للتحرك) كما كان يقول الشيخ الراحل محمد الغزالي رحمه الله، وهو بهذا يشرح الحالة النفسية التي يتعامل بها كثير من المسلمين اليوم مع كتاب الله تعالى، فيهتمون به في حالة القراءة على الأموات! فصار الكتاب الذي جاء ليحيي الأحياء يقرأه الأحياء على الأموات ويكتفون بذلك! وهذه حالة عامة في كثير من بيوت العرب والمسلمين ويدخل فيهم الكثير من المنتسبين للفكر والثقافة والفلسفة!
· بل تشمئز قلوب بعضهم من حفظة القرآن والسنَّة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/281)
حينما يعلم بعض المحسوبين على الفلسفة والمنطق أنَّك قارئ للقرآن فإنَّه يراك شيخاً درويشاً وأمَّا إن قرأ قصَّة الحضارة لول ديورانت، أو قرأ كتابات فلان أو علان من المفكرين الكبار أو عمالقة الفلسفة الغربيَّة، سينظرون إلى ذلك الرجل أنَّه بالفعل شخص موسوعي، ولديه عمق معرفي وطول نظر، وخذ من هذه الأوصاف فهو الرجل المثقف والحصيف والذي ضرب من العلوم ضرباً واسعاً وقطع بها شوطاً كبيراً، فشابه بعضهم قول الله تعالى: (وإذا تتلى عليه آياتنا ولَّى مستكبراً كأن لم يسمعها كأنَّ في أذنيه وقراً).
وقوله تعالى: (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون).
وقوله تعالى: (ويل لكل أفاك أثيم* يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبراً كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم).
نقول هذا في زمن أدبر الناس فيه بل كثير منهم عن مطالعة آيات القرآن وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وملازمة حلق الذكر، وتذكر الله تعلى من خلال مطالعة القرآن الكريم، والتفكر في هذا الكون الصامت والناطق بأنَّ له إلهاً حقاً هو الله تعالى تبارك وتعالى وتقدس من كلام الكفرة والفجرة.
ولهذا نجد ضلال كثير من ضل بسبب الإدبار والإعراض عن قراءة كتاب الله تعالى، وقد نبَّه الإمام ابن تيمية رحمه الله على ذلك فقال: (وإذا تدبر العاقل وجد الطوائف كلها كلما كانت الطائفة إلى الله ورسوله أقرب، كانت بالقرآن والحديث أعرف وأعظم عناية، وإذا كانت عن الله ورسوله أبعد، كانت عنهما أنأى، حتى تجد في أئمة علماء هؤلاء من لا يميز بين القرآن وغيره، بل ربما ذكرت عنده آية فقال: لا نسلِّم صحَّة الحديث! وربما قال لقوله عليه السلام: كذا ... وتكون آية من كتاب الله، وقد بلغنا من ذلك عجائب، وما لم يبلغنا أكثر) [14].
ومع هذا كلِّه فإنَّا نجد لدى الكثير من المغرمين إلى حد الثمالة بقراءة كتب الفلاسفة والفلسفة، وليتهم يقرؤونها لتقييمها، وإنَّما يقرؤونها ثمَّ يكون مآلهم الأخذ ممَّا بها من أفكار، مع أنَّ هؤلاء الفلاسفة غربيين أو شرقيين ليس في كلامهم ما يفيد إيماناً بالله إلاَّ شيئاً نادراً، وفي هذا يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: (فإن القوم-أي الفلاسفة- لا يعرفون الله, بل هم أبعد عن معرفته من كفار اليهود والنصارى بكثير, لكن لهم معرفة جيدة بالأمور الطبيعية, وهذا بحر علمهم وله تفرغوا, وفيه ضيعوا زمانهم, وأما معرفة الله تعالى فحظهم منها مبخوس جداً, وأما ملائكته وأنبياؤه وكتبه ورسله والمعاد فلا يعرفون ذلك ألبتة) [15].
· وأخيرا:
إنَّه لم يخطر ببالي كما أرجو ألاَّ يخطر ببال أحد أنَّ ما قلته دعوة مطلقة لعدم الاهتمام بتراث الآخرين، وأفكارهم وقيمهم، ولكنَّ هذه الكتب والآراء لها رجالاتها المتخصِّصون، والذين يسبرون أغوار الكلام، ويعقلون مقاصد الآخرين، أو على الأقل لمن نال قسطاً كبيراً من مطالعة كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلَّم وبشهادة أهل العلم الثقات له بذلك، أما أن يأتي لقراءة هذه الكتب كل من هبَّ ودبَّ ومشى ودرج، فإنَّ هذا أمر لا يستقيم بحال.
نعم! على من أراد أن يكون يوماً ما صاحب فكر وتنظير، أن يدرك حتميَّة التلازم بين ضرورة الشرعي والاهتمام بطريقة فهم النصوص ومقاصدها من خلال القواعد المقرَّرة في ذلك، وبين فهم العالَم المحيط وسبر أغواره، والسير في آفاقه، والتأمل في كينونته، والتفكر في مخلوقات الرب تبارك وتعالى.
ونحن بالفعل بحاجة ماسَّة لمن يستخدم عقله في الفكر الصحيح، وأن يكون على مستوى المسؤولية في مناقشة أفكار الآخرين من المستغربين والمتفرنجين، فضلاً عن دعاوى المفكرين الغربيين أو اليونانيين المتأثرين بالفلسفة اليونانيَّة ومنطق الإغريق!
ولكن ليس بالإقبال الكبير على الفلسفة والفكر الغربي والتغريبي وضعف مطالعة كتاب الله والسنن والآثار، والتي تؤدي بالشخص في نهاية أمره إلى الشك والضعف في مناقشة أقوال الفلاسفة بل الوقوع في مخالفة السنَّة، لأجل ذلك يقول الإمام محمد بن إدريس الشافعي: (ما جهل الناس واختلفوا إلاَّ لتركهم لسان العرب وميلهم إلى لسان أرسطاطليس) [16]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/282)
ونحن بحاجة للفكرة التي تغرس لدينا المفاهيم، وتصنع لنا القيم، وتستنبط لنا من النصوص روافد فكريَّة منضبطة، فإنَّ (الفكرة قوّة مطرقة للعلم إلى المعلوم، والتفكّر جولان تلك القوّة بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يقال إلاّ فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب) [17] هكذا يقول الراغب الأصبهاني.
ولَكَم شاهدنا في الحقيقة تأثير الكتابات الفكريَّة المعمَّقة والتي تأثَّر بها كثير من شباب الإسلام، وكان لها تأثير كبير على المفكرين المسلمين وغير المسلمين، لكنَّنا بحاجة ماسة إلى الشخصيات التي جمعت شيئاً كبيراً من العلم الشرعي وأوعبت منه مع حسن الفهم والهضم للمعلومات، وتنمية وتربية الملكات، ومن ثمَّ القيام بدراسات تأصيليَّة في مجال الفكر والفلسفة، مع ضرورة وضع خطَّة منهجيَّة علميَّة في التأصيل الفكري كما هو حاصل في التأصيل الشرعي، لكي يتوجَّه بعض الشباب المريد لمثل هذه التخصُّصات من خلال نصيحة خبراء أصحاب منهج وتربية وتوجيه، مع عناية ورعاية، لكي يختصروا عليهم الطريق، ولا يتخبطوا خبط عشواء وحتَّى لا يميلوا مع أخطاء بعض الفلاسفة والمفكرين، بل تكون بنيتهم الفكريَّة ذات أصل وعمق.
وختاماً: فليس لدي مقصد من هذا المقال إلاَّ التنبيه على ضرورة العودة إلى كتاب الله وما صحَّ من سنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ووجوبها، للنهل منهما والارتواء من معينهما، ففيهما الشفاء لكل داء، وفيهما الصلاح لكل فساد، وبهما الحق لدحر كل باطل، وفيهما خطاب العقل، ومنظومة المفاهيم والقيم، فمن تربَّى عليهما وعلى مائدتهما ونال منهما قسطاً ونصيباً، فإنَّه ستنهمر على عقله منهما أفكار رائعة، ومعاني خلاَّقة. وبالله المستعان.
[1]) أخرجه الترمذي برقم (2687) وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه [فيه] إبراهيم بن الفضل المدني يضعف في الحديث من قبل حفظه، وقال العقيلي: منكر، كما في تهذيب التهذيب: (1/ 151)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الترمذي بقوله: حديث ضعيف جدا.
[2]) انظر منهاج السنة النبوية (2/ 398) و (4/ 590) وكذلك مجموع الفتاوى (10/ 301 (15/ 54) وقد وردت في مصنف ابن أبي شيبة وطبقات ابن سعد بغير هذا اللفظ.
[3]) كيف نفهم الأشياء من حولنا؟ كتاب الدكتور عبد الكريم بكَّار ص7.
[4]) إعلام الموقعين لابن قيم الجوزية: (1/ 55).
[5]) مدارج السالكين لابن قيم الجوزية: (1/ 343)
[6]) رجال ونساء أسلموا (5/ 45)
[7]) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 542)
[8]) جريدة الرياض عدد 10188 في 28/ 12/1416هـ.
[9]) مجموع الفتاوى لابن تيمية (17/ 394)
[10]) مفتاح دار السعادة لاين القيم (1/ 183).
[11]) الموافقات للشاطبي: (3/ 224).
[12]) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لابن عطية (1/ 57 - 58).
[13]) وحي القلم للرافعي.
[14]) مجموع الفتاوى (4/ 96)
[15]) مجموع الفتاوى (17/ 330)
[16]) فضل علم السلف على علم الخلف، لابن رجب، ص99
[17]) مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني ص 83، 643.
http://www.alalmi.co.cc/vb/showthread.php?p=924&posted=1#post924(128/283)
هل هناك غربة بين الصالحين؟؟
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:25 م]ـ
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (طوبى للغرباء، قيل: و من الغرباء يا رسول الله؟ قال: ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم)
هل هناك غربة بين الصالحين، ارجوا توضيح ذلك؟
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[27 - 06 - 10, 10:05 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[أبو مالك الغامدي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 09:07 ص]ـ
السلام عليكم:
أخي عمر بن الشريف، لطالما كنت مثلك منتظرا شيء في مثل هذا الموضوع!
غير أنني سمعت أن لشيخنا ذياب الغامدي رسالة بعنوان (عزة الغرباء) أسأل الله أن نراها قريبا.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 11:36 ص]ـ
لا شك أن في هذا الزمان تتأكد الغربة أكثر مع كثرة المخالفات في ديار المسلمين و مع كثرة الفرق حتى فيمن يريدون الالتزام بالشريعة، نسأل الله لنا و لكم الثبات على هدي النبي صلى الله عليه و سلم و أن يرزقنا الصبر ابتغاء وجهه الكريم.
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[28 - 06 - 10, 03:24 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي أبومالك الغامدي
أخي الإدريسي: نسأل الله لنا و لكم الثبات على هدي النبي صلى الله عليه و سلم و أن يرزقنا الصبر ابتغاء وجهه الكريم. .... آمين
للرفع
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 08:14 م]ـ
نعم .. تمعن معي ماذكره ابن القيم في مدارج السالكين ..
وفي حديث آخر "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى لغرباء قيل ومن الغرباء يا رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال الذي يحيون سنتي ويعلمونها الناس" وقال نافع عن مالك" دخل عمر بن الخطاب المسجد فوجد معاذ بن
جبل جالسا إلى بيت النبي صلى اله عليه وسلم وهو يبكي فقال له عمر ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن هلك أخوك
قال لا ولكن حديثا حدثنيه حبيبي وأنا في هذا المسجد فقال ما هو قال إن الله يحب الأخفياء الأحفياء الأتقياء
الأبرياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل فتنة عمياء مظلمة "
فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون ولقلتهم في الناس جدا سموا غرباء فإن أكثر الناس على غير هذه
الصفات.
فأهل الإسلام في الناس غرباء ... !!!
والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء ... !!!!!!!!
وأهل العلم في المؤمنين غرباء .... !!!!!!!!!
وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء .... !!!!!!!!
والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة ..... !!!!!!!!!!!!!!!
ولكن هؤلاء هم أهل الله حقا فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز وجل فيهم {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ
مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه وغربتهم هي الغربة الموحشة وإن
كانوا هم المعروفين المشار إليهم كما قيل
فليس غريبا من تناءت
دياره ولكن من تنأين عنه غريب
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 08:33 م]ـ
أخي الحبيب:
الغربة أمر نسبي في هذا الوقت ..
فلو نظرت للسعودية فإنها بين دول العالم غريبة بتمسكها بالكتاب والسنة ..
وكذلك أهل الصلاح والإستقامة فغربتهم نسبية في بلد كالسعودية ..
لكن في مصر مثلا أكثر غربة
وكذلك الشاب بين أهله أو اقاربه إن لم يكن غيره فهو غريب نسبيا
فالأمر ليس على اطلاقة
وهذه تكلم عنها الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ..
والله أعلم
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:50 ص]ـ
أخي الحبيب:
الغربة أمر نسبي في هذا الوقت ..
فلو نظرت للسعودية فإنها بين دول العالم غريبة بتمسكها بالكتاب والسنة ..
وكذلك أهل الصلاح والإستقامة فغربتهم نسبية في بلد كالسعودية ..
لكن في مصر مثلا أكثر غربة
وكذلك الشاب بين أهله أو اقاربه إن لم يكن غيره فهو غريب نسبيا
فالأمر ليس على اطلاقة
وهذه تكلم عنها الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ..
والله أعلم
الدين ياأخي ليس مقتصرا على السعودية ...
فدين الله ليس له جنسية ... !!!!
والغربة كما بينها ابن القيم هي للدعاة إلى الله حيث يوصمون بالبدعة مع العلم أنهم هم المتمسكون بالسنة ..
المصدر:مدارج السالكين
باب الغربة
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[29 - 06 - 10, 03:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. أخي صالح الرويلي و أخي كتاب التوحيد
نفع الله بكم الأمة ... بارك الله فيكم ...(128/284)
الرقية الشرعية الجماعية مشروعة أم محرمة
ـ[المحظري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 02:45 م]ـ
إخوتي الكرام وشيوخي الأفاضل
لقد أشكل علي وعلى كثير من الاخوة ما يفعله بعض الرقاة من جمع الناس للرقية
فهل لهذا الفعل سند شرعي يخرجه عن الابتداع أم أنه ابتداع في الدين يجب الابتعاد عنه والتحذير منه
أرجوا تحرير نقاش هذه المسألة بالأدلة الشرعية وأقوال السلف بعيدا عن التعصب والهوى
وأسأل الله أن يهديني وإياكم لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
ـ[المحظري]ــــــــ[27 - 06 - 10, 10:05 م]ـ
للرفع(128/285)
ما السبب انتشار الفتاوى الشاذة؟
ـ[أبو عبد الله وعزوز]ــــــــ[26 - 06 - 10, 04:59 م]ـ
منهج الأخذ بالدليل وتربيتنا منذ الصغر بأنه لاحجة إلا بقال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم هو الذي أخرج لنا مثل هذه الفتاوى الشاذة , و أنا في هذا المقام لا انكر بأن الحجة هو القرآن والسنة , ولكن تربية النشأ على هذا , وأن نضرب بقول كل إمام عرض الحائط إذا خالف الدليل , وبأنه كل واحد يؤخذ من قوله ويرد , هو السبب ..
كيف ذلك؟ فالجواب: بأن هذه الكلمات ولَّدت عند الكثير من صغار طلبة العلم فضلا عن كبارهم أن أفهام الأئمة الهداة السابقين كأفهامنا , وحفظهم كحفظنا , مع أنه لا نصرح بهذا لكن يوجد بداخلنا هذا الاقتناع ..
أعتقد - والله أعلم - بأنه لابد نربي طلبة العلم على تقليد أئمة المذاهب الأربعة المتبوعة (كل وقطره) وأن لا يخرج عنها , حتى إذا بلغ اشده واستوى في العلم يرجح في المذهب , ثم بعد ذلك يرجح بين المذاهب ..
منهج الأخذ بالدليل منهج صحيح مليح لكن لايصلح لأي أحد , يصلح لفئة معينة من أهل العلم قد بلغوا في العلم مبلغه كابن باز والألباني وابن عثمين ونحوهم ...(128/286)
خطبة الحرم ضد الفتاوى الشاذة
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:15 م]ـ
للنشر لمن أراد نشره دفاعاً عن الحق
غش واس في خطبة السديس عن الغش
نور الإسلام ـ متابعات: قامت وكالة واس للأخبار بحذف نقد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام لمفتي السحر والرضاع والغناء والاختلاط ومطالبته بالحجر عليهم وهذا نص مانقلته واس:
ياله مِن وعيد يدكُّ صلد الصعيد، وهو عام يشمل الراعي مع رعيته، وربُّ البيت مع أسرته، والمسؤول في وظيفته، تحذيرا من كلِّ غشٍّ وتقصير مُنتاب، وحثًّا لهم على الطُّموح الوثاب
(وهنا حدث غش وكالة واس بحذف نص غش الأمة في دينها وهو أهم كلامه في الخطبة وقد كان له صدا واسعا عبر رسائل الجوال وفي منتديات ومواقع الإنترنت ثم بعد حذف نص غش الأمة في دينها نقلت الوكالة باقي الخطبة عن غش الأمة في فكرها)
وكذا غش الأمة في فكرها الصافي بأفكار منحرفة ملوثة تثير الفتن والبلبلة، وتتقفّر الفتاوى الشاذة، والأقوال الغريبة الفاذّة، خروجًا عن جماعة الأمة وجمهورها، والنيل من علماء الأمة الربانيين وأئمتها الراسخين.
والنص المحذوف كما في الخطبة الخطبة المسموعة هو:
وكذا غش الأمة في دينها ومصادر تلقيه في وقت كثر فيه المتعالمون والممتطون لصهوة القول على الله بغير علم والمتقحمون لمقامات الفتيا وهم ليسوا منها في قليل ولا كثير غافلين عن آثار آرائهم في المجتمع و مآلآتها في الأمة في حل سحر ورضاع وغناء واختلاط وسواها متناسين أثر عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "ما أنت بمحدث قوماً بحديث لم تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" ولعل من الحزم الحجر على أمثال هؤلاء فالحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان
الخطبة كاملة موجودة في موقع البث الإسلامي والمحذوف موجود من الدقيقة العاشرة والثلث تقريباً
جزى الله فضيلة الشيخ أعظم المثوبة والأجر على دفاعه عن العلم والعلماء
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:24 م]ـ
http://liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=77497
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:25 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=100520
ـ[ريان اللويمي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:47 م]ـ
مشكور على وضع الروابط
ودمت بكل خير
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:14 ص]ـ
جزاك الله خيرًا.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:40 ص]ـ
مقارنة الشيخ العبيكان بالقارئ الكلباني أو الدكتور في المحاسبة الغامدي = خطأ.
فالأول (العبيكان) أهل للفتوى ومعروف بدروسه ومؤلفاته، والآخران ليسا كذلك.
والأول أفتى بحل السحر وإرضاع الكبير للحاجة وله سلف في هذا، والمسألة اجتهادية،
أما الغناء بالمعازف وكثير مما ذكره الغامدي في مقاليه عن الاختلاط فخطأ قطعًا، والمسألة إجماعية، فالكلباني والغامدي خالفا الإجماع فيما ذكراه، بخلاف الشيخ العبيكان.
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[27 - 06 - 10, 08:15 م]ـ
مشكور على وضع الروابط
ودمت بكل خير
جزاك الله خيرا أخي الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215525(128/287)
ما حكم صيامي؟
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[26 - 06 - 10, 05:55 م]ـ
السلام عليكم
قبل حوالي خمس عشرة سنة كنت أقيم بإحدى الدول العربية مع بعض الشباب المتدين وكان بعضهم يزعم أن أذان المغرب يتأخر عن غروب الشمس فيفطرون في رمضان قبل سماع المؤذن من أجل تطبيق سنة تعجيل الفطر وكنت أتابعهم فأفطر معهم ومع مرور الأيام عرفت أنني أتيت أمرا عظيما كان يجب ألا أقدم عليه فكيف لهؤلاء معرفة غروب الشمس و هم في مدينة مرتفعة المساكن والبنايات؟ وكيف لا يتورعون ويحتاطون لدينهم في أمر جلل كهذا؟
وعليه فإني أسأل عما تبرأ به ذمتي و أرضي به ربي في هذا الأمر مع العلم أني لا أتذكر عدد الأيام التي أفطرت فيها لكن الذي أتيقنه هو أنه مر علي رمضان واحد فقط مع هؤلاء الشباب غفر الله لهم.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:58 ص]ـ
هل كنت تعتقد حين كنت تفطر معهم ان الشمس قد غربت فعلا
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:29 م]ـ
نعم كنت أعتقد ذلك بناء على ثقتي في هؤلاء الشباب لكن قلبي لم يكن مرتاحا لهذا الصنيع.
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[03 - 07 - 10, 09:42 ص]ـ
لازلت أنتظر ردكم وتوجيهكم.(128/288)
رأي ابن قدامة رحمه الله تعالى في المعازف
ـ[علي السلوم]ــــــــ[26 - 06 - 10, 09:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مما ذكره الشيخ عادل الكلباني في مناظرته مع الشيخ الدكتور محمد السعيدي في قناة دليل –وهي موجودة في "موقع مشاهد"- ذكر نقلاً عن ابن قدامة -رحمه الله تعالى-في المغني وبدأ يذكره ويشير إليه مرراً في اللقاء وجعله حجة مع كلام الشوكاني وهذا النقل هو:
"واختلف أصحابنا في الغناء فذهب أبو بكر الخلال وصاحبه أبو بكر عبد العزيز إلى إباحته ... " المغني [12/ 42]
وهذا النقل كان قبله كلام مهم لابن قدامة رحمه الله تعالى وهو:
"فصل في الملاهي: وهي على ثلاثة أضرب: محرم وهو ضرب الأوتاد والنايات والمزامير كلها والعود والطنبور والمعزفة والرباب ونحوها فمن أدام استماعها ردت شهادة ... "المغني [12/ 40]
ثم ذكر كلاماً ثم قال:
"وضرب مباح وهو الدف ... "المغني [12/ 40]
ثم جاء بعد ذلك النقل الذي ينقله الشيخ عادل:
"واختلف أصحابنا في الغناء فذهب أبو بكر الخلال وصاحبه أبو بكر عبد العزيز إلى إباحته: قال أبو بكر عبد العزيز: والغناء والنوح معنى واحد مباح ما لم يكن معه منكر .. "
المغني [12/ 42]
فأظن على أحسن تقدير أن الشيخ وهم في نقله، فابن قدامة –رحمه الله تعالى- واضح ما يريد.
وأختم كلامي هذا بكلام جميل لا بن رجب رحمه الله تعالى في فتح الباري المجلد السادس صحيفة 77 وما بعدها.
"الحديث الثاني:952 - نا عبيد بن اسماعيل: نا أبو اسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار، تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث. قالت: وليستا بمغنيتين. فقال أبو بكر: مزامر الشيطان في بيت رسول الله (وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله (: ((يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا))
في هذا الحديث: الرخصة للجواري في يوم العيد في اللعب والغناء بغناء الأعراب. وإن سمع ذلك النساء والرجال، وإن كان معه دف مثل دف العرب، وهو يشبه الغربال.
وقد خرجه البخاري في آخر ((كتاب العيدين)) من رواية الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان، والنبي (متغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبي (عن وجهه، فقال: ((دعهما يا أبا بكر؛ فإنها أيام عيد))، وتلك [الأيام] أيام منى.
ولا ريب أن العرب كانَ لهم غناء يتغنون به، وكان لهم دفوف يضربون بها، وكان غناؤهم بأشعار أهل الجاهلية من ذكر الحروب وندب من قتل فيها، وكانت دفوفهم: ((أعلنوا النكاح واضربوا عليهِ بالغربال)).وخرجه الترمذي وابن ماجه، بإسناد فيه ضعفٌ.
فكان النبي (يرخص لهم في أوقات الأفراح، كالأعياد والنكاح وقدوم الغياب في الضرب للجواري بالدفوف، والتغني مع ذلك بهذه الأشعار، وما كان في معناها.
فلما فتحت بلاد فارس والروم ظهر للصحابة ما كان أهل فارس والروم قد أعتادوه من الغناء الملحن بالإيقاعات الموزونة، على طريقة الموسيقى بالأشعار التي توصف فيها المحرمات من الخمور والصور الجميلة المثيرة للهوى الكامن في النفوس، المجبول محبته فيها، بآلات اللهو المطربة، المخرج سماعها عن الاعتدال، فحينئذ أنكر الصحابة الغناء واستماعه، ونهوا عنه وغلظوا فيه.
حتى قال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل. وروي عنه - مرفوعا.
وهذا يدل على أنهم فهموا أن الغناء الذي رخص فيه النبي (لأصحابه لم يكن هذا الغناء، ولا آلاته هي هذه الآلات، وأنه إنما رخص فيما كان في عهده، مما يتعارفه العرب بآلاتهم.
فأما غناء الأعاجم بآلاتهم فلم تتناوله الرخصة، وإن سمي غناءً، وسميت آلاته دفوفا، لكن بينهما من التباين ما لا يخفى على عاقل، فإن غناء الأعاجم بآلاتها يثير الهوى، ويغير الطباع، ويدعو إلى المعاصي، فهو رقية الزنا. وغناء الأعراب المرخص به، ليس فيه شيء من هذه المفاسد بالكلية البتة، فلا يدخل غناء الأعاجم في الرخصة لفظا ولا معنى، فإنه ليس هنالك نص عن الشارع بإباحة ما يسمى غناء ولا دفا، وإنما هي قضايا أعيان، وقع الإقرار عليها،
وليس لها [من] عموم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/289)
وليس الغناء والدف المرخص فيهما في معنى ما في غناء الأعاجم ودفوفها المصلصلة، لأن غنائهم ودفوفهم تحرك الطباع وتهيجها إلى المحرمات، بخلاف غناء الأعراب، فمن قاس أحدهما على الآخر فقد أخطأ أقبح الخطأ، وقاس مع ظهور الفرق بين الفرع والأصل، فقياسه من أفسد القياس وأبعده عن الصواب.
وقد صحت الأخبار عن النبي (بذم من يستمع القينات في آخر الزمان، وهو إشارة إلى تحريم سماع آلات الملاهي الماخوذة عن الأعاجم.
وقد خرج البخاري في ((الأشربة)) حديث عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك - أو أبي عامر - الأشعري، عن النبي (في ذلك، كما سياتي في موضعه - إن شاء الله سبحانه وتعالى.
فقال فيه: ((قال هشام بن عمار)) - فذكره.
وخرجه أبو داود من وجه آخر مختصرا.
وقد بينت عائشة أن الجاريتين إنما كانا يغنيان بغناء بعاث، ويوم بعاث يوم من أيام حروب الجاهلية مشهور.
وباؤه مثلثة وعينه مهملة، ومنهم من حكى أنها معجمة، قال الخطابي: هو يوم مشهور من أيام العرب، كانت فيه مقتلة عظيمة للأوس على الخزرج، وبقيت الحرب قائمة مائة وعشرين سنة إلى الإسلام، على ما ذكره ابن إسحاق وغيره.
قالَ: وكان الشعر الذي تغنيان به في وصف الشجاعة والحرب، وهو إذا صرف إلى جهاد الكفار كان معونة في أمر الدين، فأما الغناء بذكر الفواحش والابتهار للحرم، فهو المحظور من الغناء، حاشاه أن يجري بحضرته شيء من ذلك فيرضاه، أو يترك النكير لهُ، وكل من جهر بشيء بصوته وصرح به فقد غنى به.
قالَ: وقول عائشة: ((ليستا بمغنيتين))، إنما بينت ذلك؛ لأن المغنية التي اتخذت الغناء صناعة وعادة، وذلك لا يليق بحضرته، فأما الترنم بالبيت والتطريب للصوت إذا لم يكن فيهِ فحش، فهوَ غير محظور ولا قادح في الشهادة.
وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لا ينكر من الغناء النصب والحداء
ونحوهما، وقد رخص فيه غير واحد من السلف.
الدين، وحكم اليسير من الغناء خلاف الكثير. انتهى.
وفي الحديث ما يدل على تحريمه في غير أيام العيد؛ لأن النَّبيّ (علل بأنها أيام عيد، فدل على أن المقتضي للمنع قائم، لكن عارضه معارض وهو الفرح والسرور العارض بأيام العيد.
وقد أقر أبا بكر على تسمية الدف مزمور الشيطان، وهذا يدل على وجود المقتضي للتحريم لولا وجود المانع.
وقد قال كثير من السلف، منهم: قتادة: الشيطان قرآنه الشعر، ومؤذنه المزمار، ومصايده النساء.
وروي ذلك من حديث أبي أمامة - مرفوعا.
وقد وردت الشريعة بالرخصة للنساء لضعف عقولهن بما حرم على الرجال من التحلي والتزين بالحرير والذهب، وإنما أبيح للرجال منهم اليسير دون الكثير، فكذلك الغناء يرخص فيه للنساء في أيام السرور، وإن سمع ذلك الرجال تبعا.
خبيث، كسبه بالغناء، نقله عنه المروذي.
وفي تحريم ضرب المخنث بالدف حديث مرفوع، خرجه ابن ماجه بإسناد ضعيف. فأما الغناء بغير ضرب دف، فإن كان على وجه الحداء والنصب فهو جائز. وقد رويت الرخصة فيه عن كثير من الصحابة.
والنصب: شبيه الحداء -: قاله الهروي وغيره.
وهذا من باب المباحات التي تفعل أحيانا للراحة.
فأما تغني المؤمن فإنما ينبغي أن يكون بالقرآن، كما قال النبي (: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)) والمراد: أنه يجعله عوضا عن الغناء فيطرب به ويلتذ، ويجد فيه راحة قلبه وغذاء روحه، كما يجد غيره ذلك في الغناء بالشعر.
وقد روي هذا المعنى عن ابن مسعود - أيضاً.
وأما الغناء المهيج للطباع، المثير للهوى، فلا يباح لرجل ولا لامرأة فعله ولا
استماعه؛ فإنه داع إلى الفسق والفتنة في الدين والفجور فيحرم كما يحرم النظر بشهوة إلى الصور الجميلة [. . . .]؛ فإن الفتنة تحصل بالنظر وبالسماع؛ ولهذا جعل النبي (زنا العينين النظر، وزنا الأذن الاستماع.
ولا خلاف بين العلماء المعتبرين في كراهة الغناء وذمه وذم استماعه، ولم يرخص فيه أحد يعتد به.
وقد حكيت الرخصة فيه على بعض المدنيين.
وكذا قالَ إبراهيم بن المنذر الحزامي، وهو من علماء أهل المدينة - أيضا.
وقد نص أحمد على مخالفة ما حكي عن المدنيين في ذَلِكَ. وكذا نص هو وإسحاق على كراهة الشعر الرقيق الذي يشبب به النساء.
وقال أحمد: الغناء الذي وردت فيه الرخصة هو غناء الراكب: أتيناكم أتيناكم.
وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاة من وضع الأعاجم، فمحرم مجمع على تحريمه، ولا يعلم عن أحد منه الرخصة في شيء من ذَلِكَ، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به فقد كذب وافترى.
وأما دف الأعراب الخالي من الجلاجل المصوتة ونحوها فقد اختلف العلماء فيه على ثلاثة مذاهب:
أحدها: أنه يرخص فيه مطلقا للنساء.
كراهة من كره الدفوف لدفوف الأعراب أو لدفوف الاعاجم فيه جرس؟ وقد قيل لأحمد: الدف فيهِ جرس؟ قال: لا.
وقد نص على منع الدف المصلصل.
وقال مالك في الدف: هو من اللهو الخفيف، فإذا دعي إلى وليمة، فوجد فيها دفاً فلا أرى أن يرجع.
وقاله القاسم من أصحابه.
وقال أصبغ - منهم -: يرجع لذلك.
وفي الرخصة في الدف في العيد أحاديث أخر:
خرج ابن ماجه من رواية الشعبي، قال: شهد عياض الأشعري عيداً بالأنبار، فقال: ما لي لا أراكم تقلسون كما يقلس رسول الله (.
ومن رواية الشعبي، عن قيس بن سعد، قال: ما كان شيء على عهد رسول الله (إلاّ وقد رأيته، إلاّ شيء واحد، فإن رسول الله (كان يقلس له يوم الفطر.
قال يزيد بن هارون: التقليس: ضرب الدف.
ومما يدخل في هذا الباب: ما روى حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، قال: قدم رسول الله (المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ((ما هذان اليومان؟)) قالوا: نلعبهما في الجاهلية. فقالَ رسول الله (: ((إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم
الفطر، ويوم الأضحى)).
خرجه أبو داود والنسائي.
اللهم اهدنا فيمن هديت وردنا إليك ردا جميلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/290)
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[27 - 06 - 10, 08:12 م]ـ
ردود العلماء علي الكلباني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215525(128/291)
كيف تتصرف تجاه ايذاء الناس لك يجيبك ابن القيم رحمه الله
ـ[عبد الحميد بن محمد الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 10, 09:47 م]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين -مجلد2 - في منزلة الخلق "وههنا للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق وجنايتهم عليه أحدها: المشهد الذي ذكره الشيخ رحمه الله وهو مشهد القدر وأن ما جرى عليه: بمشيئة الله وقضائه وقدره فيراه كالتأذي بالحر والبرد والمرض والألم وهبوب الرياح وانقطاع الأمطار فإن الكل أوجبته مشيئة الله فما شاء الله كان ووجب وجوده وما لم يشأ لم يكن وامتنع وجوده وإذا شهد هذا: استراح وعلم أنه كائن لا محالة فما للجزع منه وجه وهو كالجزع من الحر والبرد والمرض والموت فصل المشهد الثاني: مشهد الصبر فيشهده ويشهد وجوبه وحسن عاقبته وجزاء
أهله وما يترتب عليه من الغبطة والسرور ويخلصه من ندامة المقابلة والانتقام فما انتقم أحد لنفسه قط إلا أعقبه ذلك ندامة وعلم أنه إن لم يصبر اختيارا على هذا وهو محمود صبر اضطرارا على أكبر منه وهو مذموم
فصل المشهد الثالث: مشهد العفو والصفح والحلم فإنه متى شهد ذلك
وفضله وحلاوته وعزته: لم يعدل عنه إلا لعشي في بصيرته فإنه ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا كما صح عن النبي وعلم بالتجربة والوجود وما انتقم أحد لنفسه إلا ذل
هذا وفي الصفح والعفو والحلم: من الحلاوة والطمأنينة والسكينة وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام: ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام
فصل المشهد الرابع: مشهد الرضى وهو فوق مشهد العفو والصفح وهذا لا
يكون إلا للنفوس المطمئنة سيما إن كان ما أصيبت به سببه القيام لله فإذا كان ما أصيب به في الله وفي مرضاته ومحبته: رضيت بما نالها في الله وهذا شأن كل محب صادق يرضى بما يناله في رضى محبوبه من المكاره ومتى تسخط به وتشكى منه كان ذلك دليلا على كذبه في محبته والواقع شاهد بذلك والمحب الصادق كما قيل:
من أجلك جعلت خدي أرضا ... للشامت والحسود حتى ترضى
ومن لم يرض بما يصيبه في سبيل محبوبه فلينزل عن درجة المحبة وليتأخر فليس من ذا الشأن فصل المشهد الخامس: مشهد الإحسان وهو أرفع مما قبله وهو أن يقابل
إساءة المسيء إليه بالإحسان فيحسن إليه كلما أساء هو إليه ويهون هذا عليه علمه بأنه قد ربح عليه وأنه قد أهدى إليه حسناته ومحاها من صحيفته وأثبتها في صحيفة من أساء إليه فينبغي لك أن تشكره وتحسن إليه بما لا نسبة له إلى ما أحسن به إليك
وههنا ينفع استحضار مسألة اقتضاء الهبة الثواب وهذا المسكين قد وهبك حسناته فإن كنت من أهل الكرم فأثبه عليها لتثبت الهبة وتأمن رجوع الواهب فيها وفي هذا حكايات معروفة عن أرباب المكارم وأهل العزائم
ويهونه عليك أيضا: علمك بأن الجزاء من جنس العمل فإن كان هذا عملك في إساءة المخلوق إليك عفوت عنه وأحسنت إليه مع حاجتك وضعفك وفقرك وذلك فهكذا يفعل المحسن القادر العزيز الغني بك في إساءتك يقابلها بما قابلت به إساءة عبده إليك فهذا لابد منه وشاهده في السنة من وجوه كثيرة لمن تأملها
فصل المشهد السادس: مشهد السلامة وبرد القلب وهذا مشهد شريف جدا لمن
عرفه وذاق حلاوته وهو أن لا يشتغل قلبه وسره بما ناله من الأذى وطلب الوصول إلى درك ثأره وشفاء نفسه بل يفرغ قلبه من ذلك ويرى أن سلامته وبرده وخلوه منه أنفع له وألذ وأطيب وأعون على مصالحه فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاته ما هو أهم عنده وخير له منه فيكون بذلك مغبونا والرشيد لا يرضى بذلك ويرى أنه من تصرفات السفيه فأين سلامة القلب من امتلائه بالغل والوساوس وإعمال الفكر في إدراك الانتقام فصل المشهد السابع: مشهد الأمن فإنه إذا ترك المقابلة والانتقام:
أمن ما هو شر من ذلك وإذا انتقم: واقعه الخوف ولا بد فإن ذلك يزرع العداوة والعاقل لا يأمن عدوه ولو كان حقيرا فكم من حقير أردى عدوه الكبير فإذا غفر ولم ينتقم ولم يقابل: أمن من تولد العداوة أو زيادتها ولابد أن عفوه وحلمه وصفحه يكسر عنه شوكة عدوه ويكف من جزعه بعكس الانتقام والواقع شاهد بذلك أيضا
فصل المشهد الثامن: مشهد الجهاد وهو أن يشهد تولد أذى الناس له من
جهاده في سبيل الله وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وإقامة دين الله وإعلاء كلماته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/292)
وصاحب هذا المقام: قد اشترى الله منه نفسه وماله وعرضه بأعظم الثمن فإن أراد أن يسلم إليه الثمن فليسلم هو السلعة ليستحق ثمنها فلا حق له على من آذاه ولا شيء له قبله إن كان قد رضي بعقد هذا التبايع فإنه قد وجب أجره على الله
وهذا ثابت بالنص وإجماع الصحابة رضي الله عنهم ولهذا منع النبي من سكنى مكة أعزها الله ولم يرد على أحد منهم داره ولا ماله الذي أخذه الكفار ولم يضمنهم دية من قتلوه في سبيل الله
ولما عزم الصديق رضي الله عنه على تضمين أهل الردة ما أتلفوه من نفوس المسلمين وأموالهم قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمشهد من الصحابة رضي الله عنهم: تلك دماء وأموال ذهبت في الله وأجورها على الله ولا دية لشهيد فأصفق الصحابة على قول عمر ووافقه عليه الصديق
فمن قام لله حتى أوذي في الله: حرم الله عليه الانتقام كما قال لقمان لابنه: وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور لقمان: 17 فصل المشهد التاسع: مشهد النعمة وذلك من وجوه أحدها: أن يشهد نعمة
الله عليه في أن جعله مظلوما يترقب النصر ولم يجعله ظالما يترقب المقت والأخذ فلو خير العاقل بين الحالتين ولابد من إحداهما لاختار أن يكون مظلوما
ومنها: أن يشهد نعمة الله في التكفير بذلك من خطاياه فإنه ما أصاب المؤمن هم ولا غم ولا أذى إلا كفر الله به من خطاياه فذلك في الحقيقة دواء يستخرج به منه داء الخطايا والذنوب ومن رضي أن يلقى الله بأدوائه كلها وأسقامه ولم يداوه في الدنيا بدواء يوجب له الشفاء: فهو مغبون سفيه فأذى الخلق لك كالدواء الكريه من الطبيب المشفق عليك فلا تنظر إلى مرارة الدواء وكراهته ومن كان على يديه وانظر إلى شفقة الطبيب الذي ركبه لك وبعثه إليك على يدي من نفعك بمضرته
ومنها: أن يشهد كون تلك البلية أهون وأسهل من غيرها فإنه ما من محنة إلا وفوقها ما هو أقوى منها وأمر فإن لم يكن فوقها محنة في البدن والمال فلينظر إلى سلامة دينه وإسلامه وتوحيده وأن كل مصيبة دون مصيبة الدين فهينة وأنها في الحقيقة نعمة والمصيبة الحقيقية مصيبة الدين ومنها: توفية أجرها وثوابها يوم الفقر والفاقة وفي بعض الآثار: أنه يتمنى أناس يوم القيامة لو أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض لما يرون من ثواب أهل البلاء
هذا وإن العبد ليشتد فرحه يوم القيامة بما له قبل الناس من الحقوق في المال والنفس والعرض فالعاقل يعد هذا ذخرا ليوم الفقر والفاقة ولا يبطله بالانتقام الذي لا يجدي عليه شيئا
فصل المشهد العاشر: مشهد الأسوة وهو مشهد شريف لطيف جدا فإن العاقل
اللبيب يرضى أن يكون له أسوة برسل الله وأنبيائه وأوليائه وخاصته من خلقه فإنهم أشد الخلق امتحانا بالناس وأذى الناس إليهم أسرع من السيل في الحدور ويكفي تدبر قصص الأنبياء عليهم السلام مع أممهم وشأن نبينا وأذى أعدائه له بما لم يؤذه من قبله وقد قال له ورقة بن نوفل: لتكذبن ولتخرجن ولتؤذين وقال له: ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي وهذا مستمر في ورثته كما كان في مورثهم
أفلا يرضى العبد أن يكون له أسوة بخيار خلق الله وخواص عباده: الأمثل فالأمثل ومن أحب معرفة ذلك فليقف على محن العلماء وأذى الجهال لهم وقد صنف في ذلك ابن عبدالبر كتابا سماه محن العلماء
فصل المشهد الحادي عشر: مشهد التوحيد وهو أجل المشاهد وأرفعها فإذا
امتلأ قلبه بمحبة الله والإخلاص له ومعاملته وإيثار مرضاته والتقرب إليه وقرة العين به والإنس به واطمأن إليه وسكن إليه واشتاق إلى لقائه واتخذه وليا دون من سواه بحيث فوض إليه أموره كلها ورضي به وبأقضيته وفنى بحبه وخوفه ورجائه وذكره والتوكل عليه عن كل ما سواه: فإنه لا يبقى في قلبه متسع لشهود أذى الناس له ألبتة فضلا عن أن يشتغل قلبه وفكره وسره بتطلب الانتقام والمقابلة فهذا لا يكون إلا من قلب ليس فيه ما يغنيه عن ذلك ويعوضه منه فهو قلب جائع غير شبعان فإذا رأى أي طعام رآه هفت إليه نوازعه وانبعثت إليه دواعيه وأما من امتلأ قلبه بأعلى الأغذية وأشرفها: فإنه لا يلتفت إلى ما دونها وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم"انتهى كلامه رحمه الله بلفظه
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[27 - 06 - 10, 06:03 ص]ـ
رحم الله ابن القيم
ورفعه الله في عليين
وبارك الله فيك أخي عبدالحميد على اختيارك الرائع
وننتظر منك أكثر
أسأل الله أن يرحمنا برحمته(128/293)
بعض أسباب الفتاوى الشاذة
ـ[عصام البشير]ــــــــ[26 - 06 - 10, 11:00 م]ـ
بعض أسباب الفتاوى الشاذة
لا يختلف اثنان من أهل الإسلام في خطورة منصب الفتوى، وعظيم شأنه عند الله وعند الناس. وكيف لا يكون كذلك، وهو مقام التوقيع عن رب العالمين؟ و (إذا كان منصب التوقيع عن الملوك بالمحل الذي لا ينكر فضله، ولا يجهل قدره، وهو من أعلى المراتب السنيات، فكيف بمنصب التوقيع عن رب الأرض والسماوات؟)) (1)
والمفتي مخبر عن الله عز وجل، ونائب عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في تبليغ الأحكام الشرعية للأمة. وقد اجتمع فيه مقامان عظيمان في الدين، هما: مقام الاجتهاد، ومقام التعليم والإرشاد. فالأول لتحصيل الحكم الشرعي في النازلة المعروضة، والثاني لبث هذا الحكم، وتبليغه إلى خصوص السائل، أو عموم الأمة.
وقد ذكر بعض أهل العلم أن بين المفتي والقاضي تفاوتا في عظم خطورة المنصب، فالقاضي أعظم خطرا من جهة كون حكمه تستباح به الفروج والدماء والأموال، على جهة الإلزام، بخلاف حكم المفتي فلا إلزام فيه. لكن المفتي أعظم خطرا من جهة حكمه عاما، لا يختص بفرد أو جماعة معينة، بخلاف حكم القاضي فهو جزئي مخصوص.
ولما كان هذا المنصب بهذه المرتبة السنية، كان تشوف عامة المسلمين – قديما وحديثا - إلى أهله عظيما، وحاجتهم إلى ما يصدر عنهم من الفتاوى والأبحاث جليلة. فحاجة المسلم إلى الفتوى التي تبين له حكم الله، وترشده إلى الحق الذي ينبغي سلوك طريقه، وإلى الباطل الذي ينبغي تنكب سبيله، كحاجته إلى الشراب والغذاء اللذَين بهما قوام بدنه، بل كحاجته إلى الهواء الذي به استدامة حياته. بل لو قيل: إن الحاجة إلى الفتوى أعظم من الحاجة إلى هذا كله، لم يكن بعيدا عن الصواب الحقيق بالقبول، إذ بالفتوى تقوم الأديان، وبها يتقرب المكلف إلى ربه، بفعل ما يحبه، وترك ما يبغضه، فيسلك إلى ما فيه سعادة الدارين.
والمسلمون في هذا العصر لا يخرجون عن هذا الأصل، فهم – في أغلب أحواهم - متشوفون إلى أهل الفتوى، حريصون على معرفة أحكام الله عز وجل. وإذا كان منصب القضاء الشرعي مغيبا في أكثر بلاد الإسلام، فإن منصب الفتوى موجود، وكثير من الذين يعتلونه هم من أهله القائمين بحقه أحسن قيام، وإن كان منصبا مفتوحا أيضا لبعض من ليس بينه وبين العلم الشرعي كبير اتصال.
...
وقد انشغل الناس في السنوات الأخيرة، بطائفة من الفتاوى الشاذة العجيبة، التي يصدرها - بين الفينة والأخرى - بعض المتصدرين قبل تمام التأهل العلمي، ما بين داعية، وواعظ،) (2) (وطالب علم مبتدئ، ومفكر، وكاتب في الصحف السيارة، وأمثال هؤلاء ممن لا ينبغي أن تؤخذ الفتوى العلمية من أحدهم، في نقير ولا قطمير.
وهذه الفتاوى الشاذة – إذا قورنت بمجموع ما يصدر من الفتاوى المنضبطة - قليلة جدا في عددها، ولكن الضرر بها كبير جدا. وما ذلك إلا بسبب ما يحدث إثر صدورها من أخذ ورد في وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، حتى يصبح النقاش فيها حديث المجالس، تلوكه الألسنة والأقلام، بعلم حينا، وبجهل أحيانا!
وقد صار لخروج هذه الفتاوى، وعرضها على الرأي العام، عادة مألوفة لا تكاد تتخلف. تبدأ بفتوى مغمورة لبعض المنسوبين إلى العلم أو الفكر، في موقع على الشبكة أو صحيفة قليلة الانتشار. ثم يتكفل بعض أهل الإعلام بنشر الفتوى على وسيلة إعلامية مشتهرة، من صحيفة ذائعة الصيت، أو قناة فضائية يتتبعها ملايين الناس. ويتبرع هذا الصحافي بأن يزيد للفتوى المنشورة سباقا من الإثارة، ولحاقا من التشويق، وقد يزيد – ضغثا على إبالة – فيعقد للفتوى لقاء فكريا، يستدعي له بعض المعارضين، وبعض الموافقين. واسمع حينئذ ما شئت من عصارات الفكر، وأعاجيب التأصيل، ونوادر البراهين؛ في قالب حواري يزري بما يدور في أعرق المجالس النيابية العالمية!
ثم تنتقل الفتوى بعد ذلك إلى الشبكة العنكبوتية، وتأخذ حقها من التجاذب والتناطح. وقد تعرض على كبار أهل العلم، فيتكفل بعضهم بما تيسر من البيان العلمي، وفق الميثاق الذي أخذه الله تعالى على العلماء الربانيين؛ وإن كانت أكثر هذه الردود العلمية، لا تتداول إلا في صفوف طلبة العلم، ولا تكاد تجد طريقها إلى وسائل الإعلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/294)
وتمر الأيام والليالي، فلا يبقى من هذا كله في أذهان الناس إلا أن خلافا فقهيا جديدا قد استحدث بعد أن لم يكن، وأن ما لم يكن يخطر ببال العوام إمكانُه في الشرع الحنيف قد صار الآن عندهم من مسائل الخلاف، التي تتنوع فيها الأنظار ما بين متشدد ومتساهل.
وقد يداعبك بعض هؤلاء العوام - حين يأتي ذكر المسألة - بابتسامة ماكرة ويقول: (والخلاف رحمة!).
...
وقد تأملت في السبب الذي يهوّن لبعض هؤلاء المفتين، إخراج مثل هذه الفتاوى العجيبة، فتبين لي أن الأسباب كثيرة جدا، ومتنوعةٌ تنوعَ المؤهلات العلمية، والمكونات الفكرية، والأحوال النفسية، لهؤلاء المتصدرين.
ولكنني ارتأيتُ أن أذكر بعض ما تيسر، وللقارئ أن يزيد من ذلك ما يظهر له.
فمن أهم الأسباب:
1 - ضعف الملَكة الأصولية، بل قلة الاطلاع على كتب أصول الفقه، وندرة الممارسة لقواعده.
ومن المعلوم أن علم أصول الفقه هو الأساس الذي يبتنى عليه علم معرفة الحلال والحرام. والذي يتصدى للفتوى والبحث الفقهي، وهو عريّ من هذا العلم، كالذي يخرج إلى ميدان الوغى بغير سلاح، يوشك أن يولي على عقبيه، مهزوما لا يلوي على شيء. أو هو كالذي يبني العمارة المأهولة الشاهقة، على أساس مائي غير متماسك، يوشك بناؤه أن يخرّ بمن فيه، فيصير أثرا بعد عين.
وقد ذكر جماعة من الأصوليين أن الفقيه الحافظ للأقوال والمذاهب لا يعتد بقوله إلا إن كان مجتهدا، بخلاف الأصولي المتمكن من فنه، فإنه يعتبر خلافه وإن كان غير حافظ للأحكام.
والحق أن هذا الضعف الأصولي لا يظهر عند هذا المفتي المسكين، ما دام منضبطا في إطار مذهب فقهي معين، أو ملتزما بما عليه جمهور الفقهاء، أو متقيدا بالمشهور العلمي في مجتمعه، وهو الذي عليه كبار شيوخ ذلك المجتمع. وذلك لأنه في هذه الحالة، لا يتجاوز نقل ما حفظه، وبث ما سمعه.
ولكنه إذا تكلف عناء البحث المستقل، وكابد مشقة الاجتهاد، لم يلبث أن يقع على أم رأسه، ويخبط خبط العشواء في الظلماء. فتراه يستدل بما لا يصلح أن يكون دليلا إلا عند جماعة المجانين والمبرسمين، ويستنبط بفهمه السقيم من النص ما لا يدل عليه من قريب ولا بعيد، ويرد أفهام العلماء الربانيين، التي صقلها علم أصول الفقه، وهذبها إدمان النظر في استنباطات الفقهاء والأصوليين؛ بفهمه الذي لا رسن له، يكبحه عن الجماح في أودية الباطل.
...
2 - ومن الأسباب أيضا أن بعض هؤلاء تلقف بعض القواعد الأصولية العامة، فجعلها شعارا له في بحثه، وإن لم يتقن مصادرها ومواردها، ولم يعرف قيودها وضوابطها.
فهو يعمد إلى القاعدة الصحيحة، فيظلمها باستعمالها في غير محلها.
وأكثر هذه القواعد ظلما: قاعدة مراعاة مقاصد الشريعة، وقاعدة المصالح والمفاسد.
والكلام في بيان الإعمال الصحيح لهاتين القاعدتين، يطول جدا، ولا يحتمله هذا المقال المختصر. ولكن يكفيني هنا أن أقول: إنهما – على ما لهما من شأن عظيم، ومنزلة خطيرة – لا يمكن الاستغناء بهما عن سائر القواعد الأصولية. بل لا يكون إعمالهما إلا للمتبحر في الفقه وأصوله، الذي بلغ فيهما درجة عالية، هي درجة الاجتهاد أو ما يقرب منها.
ولا ينقضي عجبي حين أرى بعض العوام أو الطلبة يتكلمون في المقاصد الشرعية، ويستشهدون ببعض كلام الإمام الشاطبي، وهم لمّا يدرسوا بعد ورقات إمام الحرمين في أصول الفقه، فضلا عما فوقه من المتون والكتب الجامعة في هذا الفن!
وهذا السبب يلتقي – عند التحقيق - بالسبب الأول، لأن سوء استعمال القاعدتين من ضعف الملكة الأصولية عموما.
...
3 - ومن الأسباب أيضا حب الظهور بمظهر المعتدل أمام عوام الناس لجذبهم إلى الالتزام بالشريعة.
وقد يكون هذا المقصد صحيحا في نفسه، ولكنه لا يبيح بحال تمييع الدين، وتحريف أحكام الشرع.
ولأجل هذا المقصد حلق جمع من الدعاة لحاهم، وظهروا بالملابس الشبابية الخفيفة، وخلطوا في مجالسهم بين النساء والرجال!
ولأجله غيّر جمع من الوعاظ أساليب خطابهم الدعوي، حتى ما عاد عندهم شيء هو حرام أو لا يجوز، وإنما: فيه خلاف .. والأفضل أن .. وليتك تفعل .. !
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/295)
ولأجله صار بعض المنسوبين للدعوة أو العلم يجاهر بفعل المعاصي التي كان العامي الملتزم يستحيي أن يذكرها عن نفسه منذ عقد من الزمان أو عقدين! وقد قرأت بعيني كلام عالم يذكر عن نفسه سماع فلان وعلان من أهل الطرب، ومشاهدة فلان من أهل المسرح والتمثيل! وسمعت بأذني كلام (داعية) يتعمد ذكر عناوين الأفلام والمسلسلات الأمريكية، ويذكر عن نفسه أنه يشاهدها!
ولأجل هذا المقصد أفتى أحد الجهلة – فيما نُقل - بإباحة القبلات بين المراهقين والمراهقات في الأماكن العامة، وأن الحجاب عادة وليس واجبا؛ وأفتى آخر بجواز استعمال الأدوات الجنسية قبل الزواج، وبجواز شرب المرأة المتوحمة الخمر!
ويتأكد هذا المعنى، إذا كانت الفتوى في شيء عمت البلوى به، حتى نشأ عليه الصغير، وشاب عليه الكبير. فحينئذ يصعب على المفتي المسكين أن يخالف المألوف المتداول بين عوام الناس، لما في تلك المخالفة من مجاهرتهم بما لا يرتضونه، ومجابهتهم بما لا يحبونه. فلا يزال الواقع الطاغي يضغط على المسكين، حتى يجعل نفسه منفصمة بين سبيلين متناقضين، لا يملك الجمع بينهما: موافقة الشرع وإرضاء الناس.
ثم لا يلبث أن يجد في قول فقهي شاذ مرذول، ما يمكّنه من هذا الجمع، ولو بهدم بناء الاستدلال الفقهي من أصله. فإذا به يطير بذلك القول فرحا، ويبثه في الناس متهللا محبورا.
وأفضل مثال على هذا: مسألة المعازف، فإن الأدلة من الكتاب والسنة على تحريمها من القوة بمكان، وفي التحريم إجماع - أو ما يشبه الإجماع، في أقل الأحوال. ومع ذلك تجد بعض المعاصرين يستميتون في الاستدلال على الإباحة، فيحشدون كل غث من الأقوال، ويتشبثون بكل شبهة يجعلونها دليلا قائما، ويردون كل دليل يخالف هواهم بالاحتمالات العقلية البعيدة.
ولست أشك أن مرجع هذا كله، إنما هو إلى انتشار المعازف في هذا الزمان انتشارا بالغا، حتى لا يكاد يسلم منها مكان. والدليل على ذلك أنهم يحرمون بعض الأشياء التي يكون دليل تحريمها أضعف من دليل تحريم المعازف بكثير.
...
4 - ومن الأسباب أيضا حب المخالفة، لأنها - فيما يحسب المسكين - دليل القوة العلمية، والتميز المعرفي، وذلك على قاعدة (خالف تُعرف)!
''فإنما يقلد الجاهل، وإنما يجتهد العالم! ''
''وإذا أنا خرجت من إسار المألوف العلمي في البيئة الذي أنا فيها، وتركتُ تقليد الشائع المتداول، فما ذلك إلا لقوة مداركي العلمية، وجرأتي الفكرية! ''
وقد يصرح بعضهم بادعاء الشجاعة في هذه المخالفة، فيقول مثلا: (هذا القول الذي أتبناه، يراه غيري من العلماء، ولكنهم لا يجرؤون على إظهاره).
ومثل هذا يقال له: إن صح ما تقول – ولا سبيل إلى التحقق من ذلك - أفلا سكتّ كما سكتوا؟
...
5 - ومن الأسباب أيضا أن بعض الدعاة والخطباء قد وقع لهم انفتاح سريع على الغرب، وعلى حضارته الأخاذة، التي تبهر الألباب، وتأخذ بمجامع القلوب؛ وذلك إما عن طريق السفر للدعوة ونحوها، أو عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، من قنوات فضائية وشبكة عنكبوتية ونحو ذلك.
وقد كانوا قبل ذلك في بيئة منغلقة، شددوا فيها على أنفسهم، دون أن يكون ذلك عن علم راسخ، ولا فقه رصين؛ فلما انفتحوا على غير بيئتهم الأصلية، أفضى بهم ذلك إلى نوع من التحلل، والانسلاخ من القيود، وصاروا يسبّحون بحمد الغرب تأصيلا وتفريعا.
...
والكلام في هذه الأسباب وغيرها يطول بنا جدا.
ولكن ما السبيل إلى قطع الطريق أمام هؤلاء المفتونين، الذي يخرجون علينا بهذه الفتاوى الشاذة الغريبة؟
أعظم سبيل إلى ذلك أن ينشر في الناس أن يأخذوا فتاواهم من أهل العلم المعتبرين، ويجتنبوا فتاوى المرتزقة وأنصاف المثقفين.
وأمام هذا الإرشاد والبيان عقبات وإشكالات، ولهذه الإشكالات حلول مقترحات.
ولكن ذلك يأتي في حديث مقبل إن شاء الله تعالى.
البشير عصام
14 رجب 1431
ـــــــــ
(1) إعلام الموقعين (2/ 17).
(2) المقصود بهذا من كان متصدرا للدعوة والوعظ دون أن يكون من أهل العلم. وما أكثرهم!
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 12:30 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا محمَّد ونفع بك
في انتظار البقيَّة، أسأل الله أن يعينك ويسدِّدك
ـ[أبو سفيان الأزدي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ورفع قدركم
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[27 - 06 - 10, 08:14 ص]ـ
أحسن الله بكم , وبارك الله فيكم
وبانتظار الحديث المقبل.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 10:58 ص]ـ
لعل من الاسباب
نقص التأصيل العلمي
وفيما يظهر لي أن المستشرقين أدوا دورهم في ذلك
أضف قلة الورع والزهد
فضلاً عن حب الشهر - فهو داء عضال - سلمنا الله واياكم منه
وكذا فتااوى اوعلماء السلطة
ذُكر أن الشيخ ابن عثمين: العلماء ثلاثة: عالم سلطة يتبع هوى السلطان , وعالم عامة يتبع هوى العامة , وعالم رباني لا يخشى في الله لومة لائم "
لاشك أن التنظير والتقعيد لهذه الامور ربما يكون سهلاً ويسرًا, لن الاشكال والغضال في التطبيق
فمقابلة العامة
وكذا السلطة لها حضوض في النفس شاء ام ابي
وكانوا يقولن قديمًا " السلامة لا يعدلها شيء"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/296)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 11:32 ص]ـ
تقرير حسن يا أبا محمد ..
وأنا أعلم أنك لم تقصد الحصر وإنما تعلل لصورة معينة، لكن لابد من بيان أمر مهم يُغفل عنه هاهنا وهو:
أن الفتوى الشاذة قد تصدر عن العالم المجتهد في طلب الحق من جهة الوحي، فصدور الفتاوى الشاذة ليس مقصوراً على تلك الأسباب أو على غير العلماء، بل قد صدرت الفتاوى الشاذة من صحابة النبي الأمين ومن سادات المجتهدين ..
وأن هذا قد يقع من العالم إما لتقصير في الاجتهاد أو تقصير في الإرادة، فلا يُتبع في زلته ولا يشنع عليه بها، بل يُحَق الحق ويُبطل الباطل وتُصان الأعراض وتُحفظ حقوق المجتهدين وتراعى حرمة الدين ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 06 - 10, 12:08 م]ـ
شكر الله لكم وأسعدكم
ومن الأسباب أيضا:
قراءة الكتب المؤلفة مسألة يقرر فيها رأيا معينا مع ضعف في التأصيل العلمي.
ومثلها قراءة كتب الردود، والمقالات ...
فغير المؤصل = سيقتنع غالبا بما في هذه الكتب ولو كان فيها من الغلط والتخليط شيء كثير، لأنه لا يميز بين الفاسد والصالح من الأدلة، ولا صحة استخدام الأصول والقواعد ...
ثم تجده يجتهد في إذاعتها ويتبناها ويقول: هذا الحق الذي لا محيد عنه!
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 12:24 م]ـ
تقرير حسن يا أبا محمد ..
وأنا أعلم أنك لم تقصد الحصر وإنما تعلل لصورة معينة، لكن لابد من بيان أمر مهم يُغفل عنه هاهنا وهو:
أن الفتوى الشاذة قد تصدر عن العالم المجتهد في طلب الحق من جهة الوحي، فصدور الفتاوى الشاذة ليس مقصوراً على تلك الأسباب أو على غير العلماء، بل قد صدرت الفتاوى الشاذة من صحابة النبي الأمين ومن سادات المجتهدين ..
وأن هذا قد يقع من العالم إما لتقصير في الاجتهاد أو تقصير في الإرادة، فلا يُتبع في زلته ولا يشنع عليه بها، بل يُحَق الحق ويُبطل الباطل وتُصان الأعراض وتُحفظ حقوق المجتهدين وتراعى حرمة الدين ..
بارك الله فيك شيخنا عصام
وبارك فيك شيخنا السلفي , لكن أحيانا قد تصدر فتاوى من أشخاص لم يعرف عنهم العلم ولا الدعوة إلى الله , وربما أنهم تتبعوا شواذ الفتاوى , فهذه قرينة قوية على سوء مقاصدهم والله المستعان ,
ثم كذلك إن شيخنا الفاضل عصام لم يسم أحدا ,
فالتشنيع بالقول ورده ونسفه غير التشنيع بالقائل وتسميته باسمه ,
وليس كل من نسب نفسه للعلم أصبح من العلماء الذين لحومهم مسمومة
والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 12:42 م]ـ
[على سوء مقاصدهم والله المستعان]
أو على ضعف اجتهادهم ..
ثانياً:
ما ذكرته هو تكميل للقسمة وليس رداً على أبي محمد ..
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 12:44 م]ـ
أحسنت يا ابا محمد ..
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:55 م]ـ
من الكتب المؤلفة والرسائل العلمية في هذا الشأن:-
1 - أرسال الشواظ د. صالح الشمراني
2 - الاقوال الشاذة عند ابن رشد
3 -
ولا أعلم هل كُتبت رسائل علمية حول
مخالفة الاجماع
او مخالفة النصوص الصريحة
فمن لدية أي علم في ذلك لعله يتحفن لتّعم الفائدة(128/297)
طالب لم ينسه والدي!! مقال ماتع للدكتور/ صالح بن فريح البهلال
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[26 - 06 - 10, 11:31 م]ـ
الحمدلله، والصلاة على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد
فإن للوالد العزيز ـ متعه الله متاعاً حسناً ـ تجربةً في تعليم القرآن، فلقد قدم إلى الزلفي من قرية الثوير [هي قرية تقع شمال محافظة الزلفي، بمقدار أربعين كيلاً] عام 1382هـ
وحلقات القرآن في ذلك الزمان تكاد تكون نادرة، يقوم بها بعض المحتسبين، وكان الوالد قد وعى القرآن، فأقام في تلك السنة التي قدم فيها عدة حلقات، منها: حلقة في مسجد العليوية الذي يسمى الآن بمسجد سعد بن معاذ، وحلقة في الجامع الشمالي الذي يسمى الآن بجامع الملك عبد العزيز، وحلقة متنقلة في بعض البيوت، وكانت الدراسة في إجازات المدارس، وكانت الدراسة على فترتين صباحية، ومسائية، وكان عدد الطلاب يقرب من المائة، لكنَّ طالباً من هؤلاء لا يزال الوالد يُشيد بذكره، ويعلي من أمره.
كان هذا الطالب صغيراً في سنه، لم يتجاوز العاشرة من عمره، لكنه كان كبيراً في عقله، فلا ترى فيه طيش الأطفال ولا عبثهم، بل كان رضي الخلق، هادىء الطبع، كأنما ترى رجلاً مكتمل الرجولة، علائم الجِدِّ عليه ظاهرة، فقد بَرَع الطلاب، وفاقهم؛ لما منَّ الله عليه بقوة الذاكرة، وسرعة الحفظ، حتى إنه ربما حفظ على الوالد في الجلسة الواحدة عشرة وجوه
وكانت الطريقة التي يتبعها الوالد مع طلابه هي أن يقرأ عليه الطالب المقطع نظراً، ثم يذهب الطالب فيحفظ المقطع، ثم يأتي ويقرؤه حفظاً، فربما أتى هذا الطالب في الجلسة الواحدة عشر مرات، يقرأ نظراً، ثم ما يلبث إلا يسيراً، فيأتي ويقرأ حفظاً، حتى ذكر الوالد أنه حفظ عليه في مدة وجيزة جداً عشرة أجزاء من آخر المصحف، ومضت السنين، وانشغل الوالد بدراسته النظامية، وذهب إلى الرياض
ولكن ذكرى هذا الطالب لا تزال عالقة بذهنه، فصادفه مرة، وإذا هو يلقى منه همة علية في طلب العلم، وعزماً راسخاً في الإقبال عليه، فأوصاه ببعض المشايخ، وافترقا، ومضت الأيام، وانصرف الوالد لدراسته في الرياض
لكنه إذا جاء إلى الزلفي سأل عنه، وإذا هو يُحَدَّث أن هذا الطالب قد رحل إلى بريدة يبتغي العلم، وإذا هو يسمع بأن هذا الطالب قد بز أقرانه، فحذق في العلم ونبغ، وصار له فيه شأن كبير، فكان مقصداً للطلبة، ومرجعاً في العلم، خاصة في علم الحديث
وكانت له التآليف النافعة، والدروس الجامعة، وهو لا يزال طري العود، غض الإهاب، وكان هذا الطالب إذا جاء إلى الزلفي يزور الوالد، وهذا يدل على وفاء نفس، وحسن عهد، وحسن العهد من الإيمان
ولم يزل هذا الطالب حسن الذكر، حميد السمعة، طيب الثناء، حتى جاء عام 1408هـ، وبالتحديد في الثامن والعشرين من شهر شوال وإذا بالناس يُفجأون بسماع خبر رحيله عن هذه الدنيا، فبكى عليه الناس، وتأسفوا لموته، وحضر جنازتَه الجمُّ الغفير، وكان عمره حين وفاته خمساً وثلاثين سنة.
بقي هنا أن يُعرف من هو هذا الطالب الذي لفت الأنظار إليه منذ الصغر؟
إنه الشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش، نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة.
وإن في هذه التجربة لفائدةً في أنه ينبغي لمعلمِ الناسِ الخيرَ أن يتفرس في طلابه، فيعرف الجاد من الهازل، والموهوب من غيره، ويميز بين من يحمل مخايل النجابة ممن تستعجم عليه المدارك الظاهرة، فيحتسب فيعطي كلاً ما يليق به، فلعله أن يأتي اليوم الذي يرى فيه من طالبه ما يسره، فتبتهج بذلك نفسه، ويزيد أجره عند ربه، وكم توقعٍ قد صار واقعاً، والله الموفق.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:04 ص]ـ
رحم الله الشيخ المحدث عبد الله الدويش، وأسكنه فسيح جناته، وجعل منزله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
كان رحمه الله من أهل الصلاح والعبادة، محافظا على وقته، شاغلا له بالعلم النافع والعمل الصالح، ولقد كان من الحفاظ القلائل في هذا العصر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[19 - 09 - 10, 01:48 م]ـ
جزيت خيراً أبا المقداد,,,
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 02:42 م]ـ
جزاك الله خير، فهو حافظة وأي حافظة كما سمعنا عنه، وقد توفي وهو شاب، والله المستعان وقد كان ملازما للمسجد، وصاحب همه، وأذكر أني سمعت أن سبب قدومه لبريدة هو كتاب الشيخ صالح البليهي رحمه أظنه بعنوان السلسبيل ...
ويكفي أن أحد طلابه وممن نهلوا من علمه الغزير هو الشيخ المحدث سليمان العلوان حفظه الله، وأصبح الشيخ العلوان من البارزين في علم الحديث في عصرنا، حتى أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كان يستفيد منه في علم الحديث (أي من الشيخ العلوان).(128/298)
إذا نبتت للمرأة لحية هل تحلقها أم لا؟
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:26 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هل يمكن الإفادة في هذا الموضوع ذالك أنني و جدت قولين
القول الأول
قال النووي في شرح مسلم (3/ 149): (إذا نبت للمرأة لحية فيتحب لها حلقها و كذا لو نبت لها شارب أو عنفقة) و نقله الحافظ في الفتح (10/ 351) و صاحب المعني (1/ 191) وقال صاحب مواهب الجليل (1/ 217) بوجود حلق المرأة للحيتها إذا نبتت
القول الثاني
قال الطبري رحمه الله: لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها بزيادة أو نقص إلتماس الحسن لا لزوج و لا لغيره كمن تكون مقرونة الحاجبين فتزيل مابينهما توهم البلج أو عكسه و من تكون لها سن زائدة فتقلعها أو طويلة فتقطع منها أو لحية أو شارب أو عنفقة فتزيلها بالنتف فكل ذالك داخل تحت هذا النهي. نقلته عن الفتح (10/ 377).
و قال القرطبي في تفسيره (5/ 393): و كذا لا يجوز لها حلق لحية أو شارب أو عنفقة إن نبتت لها لأن كل ذالك تغير خلق الله.
و لذكر وقفت علي قول الألباني و قد أورد كلام الطبري و أقره.
وهنا وقع اللبس و لذكر أنا لدي قليل من التعصب للشيخ الألباني.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:44 ص]ـ
قال الإمام البخاري في باب " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا"
عن علقمة عن عبد الله: قال لعن الله الواشمات و المتوشمات و المتنمصات و المتفلجات للحسن المغيرات خلق الله فبلغ ذالك امرأة من بني سعد يقال لها أم يعقوب فجاءت فقالت: إنه بلغنس عنك أنك لعنت كيت و كيت فقال و مالي لا ألعن من لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم و من هو في كتاب الله فقالت لقد قرأة ما بين الوحين فما وجدت ما تقول قال لئن قرأتيه لقد وجدتيه أما قرأت " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا" قالت بلي قال فأنه قد نهي عنه قالت: فأني أري أهلك يفعلونه قال فأذهبي فانظري فذهبت فنظرت فلم تر من حاجتها شيئا فقال: لو كانت كذالك ما جماعتها.
الشاهد هنا (لو كانت كذالك ما جماعتها) هل يجوز ذالك و ماذا قال العلماء ... هل أخذوا بهذا الدليل؟
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:49 ص]ـ
نعم الشيخ الألباني رحمه الله يقول بعدم الجواز واستغرب ذلك تلميذه الشيخ أبو اسحق الحويني حفظه الله وذكر بأن لكل عالم شواذ وهذه أحدها للشيخ الألباني إلا أن الشيخ الألباني رحمه الله له سلف في ذلك والنفس تميل إلى القائلين بالجواز والله أعلم
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:55 ص]ـ
والنفس تميل إلى القائلين بالجواز والله أعلم
شكرا أخي علي الرد لكن سبحان الله أخي متي كان هذا في المنهج السلفي.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[27 - 06 - 10, 10:03 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
أخي أبو جاد اذا كان الالباني -رحمه الله- يقول بهذا القول فأين اللبس وفقك الله؟!! و من ثم كيف يقع اللبس و أنت عندك تعصب للشيخ الألباني؟!! المفروض منك أن تنتصر لقول الألباني بما أنك متعصب له!!
و لما بيّن لك الأخ أبو تميم أن هذا القول فيه شذوذ قلت ليس هذا المنهج السلفي!! سبحان الله!!
أما معنى النمص فقال النووي رحمه الله:
(النامصة: هي التي تزيل الشعر من الوجه، والمتنمصة: التى تطلب فعل ذلك بها، وهذا الفعل حرام إلا إذا نبتت للمرأة لحية أو شوارب فلا تحرم إزالتها بل يستحب عندنا.) اهـ.
" شرح النووي لصحيح مسلم " (14/ 106).
و جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (17/ 130):
(دليل أخذ المرأة لشعر بدنها العمل بالأصل، وأنه مطلوب منها أن تتزين لزوجها، وليس هناك دليل يمنع من ذلك غير ما ورد في النهي عن النمص، وهو أخذ شعر الحاجبين) اهـ.
فتاوى اللجنة الدائمة (17/ 130)
و سؤالي ما فائدة ذكرك أنك عندك قليل من التعصب للعلامة الألباني رحمه الله؟!!
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:26 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
أخي أبو جاد اذا كان الالباني -رحمه الله- يقول بهذا القول فأين اللبس وفقك الله؟!! و من ثم كيف يقع اللبس و أنت عندك تعصب للشيخ الألباني؟!! المفروض منك أن تنتصر لقول الألباني بما أنك متعصب له!!
و لما بيّن لك الأخ أبو تميم أن هذا القول فيه شذوذ قلت ليس هذا المنهج السلفي!! سبحان الله!!
و سؤالي ما فائدة ذكرك أنك عندك قليل من التعصب للعلامة الألباني رحمه الله؟!!
أخي الكريم لم تفهم قصدي أنا قلت وجدت قولين و أنا ما عهدته عند علماء السلفية ترجيح القول الأقرب لكتاب الله وسنة نبيه و هدي أصحابه فمن كانت حجته أقوي فهو المرجح , هل أنا علي الجادة الحق في كلامي هذا أم أخطأت؟
أما اللبس فوجود أقوال معتبرة لمجموعة من كبار العلماء النووي , الطبري و القرطبي و غيره.
أما عهدي بالشيخ المحدث العلامة الألباني رحمه الله و تجاوز عنه أنه حريص علي إتباع القول الذي يتفق مع الكتاب و السنة و سبحان الله أجد نفسي أميل لقوله دون علم أو بحث وهنا وقع الإشكال.
السلام عليكم و رحمة الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/299)
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:54 م]ـ
أخي الكريم لم تفهم قصدي أنا قلت وجدت قولين و أنا ما عهدته عند علماء السلفية ترجيح القول الأقرب لكتاب الله وسنة نبيه و هدي أصحابه فمن كانت حجته أقوي فهو المرجح , هل أنا علي الجادة الحق في كلامي هذا أم أخطأت؟
أما اللبس فوجود أقوال معتبرة لمجموعة من كبار العلماء النووي , الطبري و القرطبي و غيره.
أما عهدي بالشيخ المحدث العلامة الألباني رحمه الله و تجاوز عنه أنه حريص علي إتباع القول الذي يتفق مع الكتاب و السنة و سبحان الله أجد نفسي أميل لقوله دون علم أو بحث وهنا وقع الإشكال.
السلام عليكم و رحمة الله.
و هل ابو تميم خالف المنهج السلفي؟!!
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:03 م]ـ
لم اقصد ذالك أخي الفاضل يوسف
سبحان الله أن أقول ذالك علي من كان له السبق العلمي من أمثالكم و أمثال الأخ في الله أبو تميم و كما قلت أنا لست إلا طويلب علم صغير مازال يتخبط في بداية الطريق.
و أرجوا أن لا يفهم كلامي علي هذا النحو بل أنا قصدت ما الدليل علي ترجيح القول الأول.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:27 م]ـ
آسف أخي أبو جاد
و لكن أرجو منك تحملي بارك الله فيك
فهناك مجموعة من طلبة العلم همهم الوحيد هو أن يصنّفو الناس هذا سلفي و هذا حزبي و ما إلى ذلك
فكثير من المشايخ المعتبرين المعروفين أعطوهم "كرتاً أحمر" خارج السلفية و رموهم بالبدعه و الضلالة
بل لا يوجد انصاف بل قالو ان الشيخ ابن جبرين رحمه الله لا فائدة من سماع اشرطته و قراءة كتبه
عاذنا الله و اياك من هذا المسلك المشين
و أنا أذكرك لعل الذكرى تنفع المؤمنين
انتبه أن تسلك هذا المسلك و إن كان من يسلكه شيخ كبير في السن وعنده من العلم ما عنده
و أنا سبق و قرأت موضوعك الذي ذكرت فيه مكتبتك و حذفته الادارة مشكورة مأجورة
و كنت قد سردت اسماء المؤلفين و قلت أن بعضهم يخالفون المنهج السلفي
و قرأت أسمائهم فلم أجد فيهم من هو معروفه بالبدعة و الضلالة!!
و من قلت عنهم أنهم خالفو المنهج السلفي فعليك أن تبحث بنفسك عن تراجمهم و تقرأ كتبهم بنفسك لا أن تأخذ الكلام من فلان و علان و بعدها ستتضح لك الحقيقة
وفقك الله و أنا ليس لي سبق علمي كما وصفتني بل غاية مافيه نسخ و لصق
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:39 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
معاذ الله أن أكون من هؤلاء , لكن يا أخي أعاني الأمرين في مصر هنا , قابلت بعض الأخوة من تونس فبعضهم من يدرس في الأزهر و يرتكب من المعاصي و لا يصلون في المساجد بل سمعت أحدهم يسب الله مازحا علي حسب قوله فتركهم و أرشدني أحد المصرين إلي شيخ سلفي من تلامذة المدخلي سمعته يقول أن الشيخ عمر أشقر ,الدكتور سفر الحوالي , الدعاة المعروفين علي الساحة المصرية مثل الشيخ الحويني شفاه الله و حتي الدكتور محمد سعيد رسلان ليسوا من السلفية في شئ ... فمنهم من يبدعونه و منهم من يقولون أنه تكفيري و أن الشيوخ السلفين الحق لا يظهرون علي التلفاز فلماذا تلومني علي هذا التخبط و الإخوة المشرفين حتي ما ردوا علي بل ما يفتون أن يحذفوا الموضوع.
سبحان الله يا أخي العلماء الكبار منهم من يقول عنه أنه إمام الجرح و التعديل فلماذا تلومني؟
هذا تلميذه يبدع و يقول هؤلاء ليسوا من السلفين (أنا أعتقد غير ذالك) لكنه يسكتني بتزكية شيخه من كبار علماء السلفية المعاصرين.
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:33 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب يوسف الآن علمت أنه من كانت نيته خالصة لوجه فسوف يسخر الله له من يذب عنه الأخ أبو جاد أحبك في الله ومن باب النصيحة لقد كان الألباني من أشد الناس عداءا للتقليد ولعلك تعرف ذلك أكثر مني فحذار أن تتجه إلى ما كان ينهى عنه وكما يقول الشاعر لو كان حبا صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع أخي الحبيب في الله أبو جاد إذا ظللت في تخبطك هذا فلن تصل في النهاية إلى تنيجة أسأل الله أن يهدينا وإياك إلى الصواب فنحن أتباع المنهج السلفي نتجه مع الحق أينما دار خطامه أعود وأكرر شكري الخالص للأخ يوسف وحبي العميق لأخ أبو جاد الذي لطالما استصغرت نفسي أمام تضحياته وهمته العالية في طلب العلم ((اللهم لا تجعل في قلوبنا غل للذين أمنوا))
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:10 م]ـ
يا أخي أبو جاد اسأل الله أن ينير دربك
الطريق واضح لمن أراده فكل يؤخذ من قوله و يرد الا محمد عليه الصلاة و السلام و طالب العلم حقاً لا يهتم في الكلام في الرجال بدعوى تجديد منهج الجرح و التعديل.
هل سمعت ابن باز أو ابن عثيمين أو ابن جبرين أو عبدالكريم الخضير أو عبدالرحمن البراك أو عبدالعزيز آل الشيخ أو محمد حسان أو مصطفى العدوي و غيرهم يصنّفون الناس هذا مبتدع هذا سلفي هذا حزبي هذا ضال و يحصرون السلفية على أشخاص معينين؟!!
هؤلاء هم العلماء الأجلاء الذين همهم بذل العلم الذي تعلموه و أن لا تتلوث مجالسهم بالكلام في الرجال و تصنيفهم.
فالواجب عليك أخي و حبيبي أبو جاد أن تلجأ إلى الله بالدعاء و ثانياً أن تحاول أن تدرس المتون الأساسية دراسة ذاتية عن طريق الأشرطة و بعد الانتهاء منها تذهب للمشايخ و عندك علم جيّد .. فتستطيع على الأقل أن تميّز الحق و أن تعرض عن الباطل مما يتفوه به هذا الشيخ .. هذا اذا ابتليت بهم
اما اذا وجدت علماء أجلاء على الجادة فالزمهم و هم كثر في مصر حسب علمي القاصر
و اجعل همك الوحيد تحصيل العلم و أن تضع قاعدة (كل يؤخذ من قوله و يرد الا محمد عليه الصلاة و السلام) نصب عينيك.
و للفائدة راجع هذه الفتاوى
http://islamqa.com/ar/ref/125476/
http://islamqa.com/ar/ref/112135
http://islamqa.com/ar/ref/147193/
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/300)
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:18 م]ـ
السلام عليكم.
الأخ أبا جاد التونسي:
اولاً:
لقد كان الشيخ الألباني من أولياء الله تعالى.
وكان في الحديث أمّة وحده.
لكنه لم يكن عنده رسوخ في أصول الفقه فكان هذا هو السبب في بعض اجتهاداته التي لم يوافَق عليها. وأظن أيضاً من الأسباب أنه قرأ كلام أبي محمد ابن حزم وتشغيباته التي زعمها براهين. وأعتقد أيضاً أن ابن القيّم لولا الله ثم شيخ الإسلام لسحره أبو محمد بلسانه. حتى إني لأخال ابن القيم إذا أراد أن يرد على ابن حزم إنما يرد على مسلّمات كانت في ذهنه. ولذلك كان يحتد حتى قال في مسألة: (وهذا القول لم يقل به إلا أبو مُرّة وابن حزم) وعليكم التفسير.
والشيخ أفنى عمره في الحديث حتى فهرس المكتبة الظاهرية من أجل ورقة ضائعة من كرّاس صنفه ابن أبي الدنيا.
وسبب ترجيح القول بحلق المرأة لحيتها هو أنها دخلت في نهي حديث آخر وهو الحديث الناهي عن التشبّه بالرجال.
وليس في حلق المرأة لحيتها تغيير لخلق الله.
لأن الوصف: المغيرات خلق الله إنما هو خاص بالمتفلجات وليس لجميع المذكورات في الحديث وإن كانت محرمة ولا نقول بجوازها لكن نقولليست علة تحريم النمص والوصل والوشم هي تغيير خلق الله.
وكيف تكون إزالة الشعر تغيير لخلق الله؟ ونحن أُمرنا بنتف الإبط وحلق العانة.
فكان هذا هو الدليل على جواز حلقها للحيتها النابتة هذا إن لم نقل بوجوبه.
ثانياً إذا شغّب عليك أحد بتزكية يريد أن يسوقك بعصاها فإن كانت في شريط كاسيت فقل: إن أشرطة الكاسيت ليست بحجة في الجرح والتعديل لأن التزوير فيها والقص واللصق بالكمبيوتر ممكن بل بالمسجل القديم أبو باب واحد فالأشرطة ليست معتبرة عند القضاة ولا عند أئمة الجرح والتعديل بل ولا حتى الكتب المطبوعة.
فقل لهم: أنا لا أقنع حتى أكون سمعتها من المُزَكّي مباشرة أو تأتيني بإسناد صحيح متصل ليس فيه تدليس ولا متهم بعداوة للمجروح أو أخوة وإن كانت أخوّة مذهب فالحنفي لا يقبل في إسناد فيه جرح لمالكي حتى تكون هناك دلالة أخرى على صحة الإسناد وخلوه من الضغائن المذهبية.
عندها لن يجدوا لك ذلك الإسناد إلا في زمن نوح عليه السلام.
قال شيخ الإسلام: من سألني مسترشداً حققت له ومن سألني متعنتاً نقضته فكفيت مؤنته. اهـ.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 12:47 ص]ـ
شكرا علي التوضيح من جميع الإخوة.
السلام عليكم و رحمة الله.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[30 - 06 - 10, 03:19 م]ـ
(6561)
سؤال: بعض النساء ينبت لها شعر في الوجه كلحية خفيفة وشعر في القدمين ويؤثر في مظهرها فهل لها حلقه؟
الجواب: لا بأس بإزالته بالموسى أو بالنورة أو بالمزيل لأنه يشوه المنظر وإنما أمر الرجال بإعفاء اللحية لأنها فارقة بين الرجل والمرأة ولأن من طبع المرأة اللين والرجل الخشونة في الوجه ونحوه، فلا أرى مانعًا من إزالة المرأة ذلك.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
11/ 6/1417هـ
(10283)
سؤال: هل يدخل إزالة شعر الوجه في حكم النمص لقوله عليه السلام: "لعن الله النامصة والمتنمصة "؟
الجواب: أما شعر الوجه كالخدين والذقن فلا بأس بأخذه لأنه نادر، فوجه المرأة لا ينبت فيه شعر في العادة، فإذا نبت فإنه غير أصلي، فيجوز إزالته. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
21/ 10/1423هـ
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 09:30 م]ـ
لكنه لم يكن عنده رسوخ في أصول الفقه فكان هذا هو السبب في بعض اجتهاداته التي لم يوافَق عليها.
يا فضيلة الأخ كيف قلت هذا؟ هل من العلماء الكبار من المحدثين والفقهاء من يوافقك علي هذا؟ ام هذا من البهتان
أعوذ بالله من كل سوء ومكروه
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[01 - 07 - 10, 02:49 ص]ـ
يا فضيلة الأخ كيف قلت هذا؟ هل من العلماء الكبار من المحدثين والفقهاء من يوافقك علي هذا؟ ام هذا من البهتان
أعوذ بالله من كل سوء ومكروه
من تقصد بخطابك أخي أبو أنس.
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 11:38 ص]ـ
انا اقصد بخطابي هذا: الأخ أبو عبدالله ابن لهاوة سامحه الله تعليق رقم: 13 وهو يقول: لم يكن عندالشيخ الألباني رسوخ في أصول الفقه ..... هذا من البهتان علي المحدثين قديما وحديثا .. فلينتبه كل من يتبع السلف ويحب الحديث وأهله
وجزاك الله خيرا وبارك الله فيك يا اخ أبو جاد التونسي
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 04:20 م]ـ
الحق أن الشيخ الألباني متمكن من علم الفقه وأصوله ومن قرأ كتبه مثل الثمر المستطاب وتمام المنة يعلم صحة ذلك ولكن الشيخ كان له مذهب جرى عليه في استنباطاته الفقهية ألا وهي عدم تحميل الحديث ما لا يحتمل وعدم التوسع في تأويله وتفسيره حرصا منه على فهم الحديث على مراد الله ومراد رسول الله والشيخ عليه سحائب الرحمة لم يبتدع حكما فقهيا من عند نفسه بل في كل مسألة كان له سلف إما من الصحابة أو من التابعين فهل يلام على هذا؟ كلا ورب الكعبة , ولكن دعونا لا نتغافل عن حقيقة كون الشيخ بشرا يؤخذ من قوله ويرد كما يؤخذ من قول الشافعي ويرد ومن قول مالك ويرد فالشيخ وسع الله له في قبره كان يدور مع الدليل أينما دار ولعمري هذا هو الإجتهاد في أرقى معانيه وأسمى وأعلى صوره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/301)
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[01 - 07 - 10, 04:43 م]ـ
و أرشدني أحد المصرين إلي شيخ سلفي من تلامذة المدخلي سمعته يقول أن الشيخ عمر أشقر ,الدكتور سفر الحوالي , الدعاة المعروفين علي الساحة المصرية مثل الشيخ الحويني شفاه الله و حتي الدكتور محمد سعيد رسلان ليسوا من السلفية في شئ ... فمنهم من يبدعونه و منهم من يقولون أنه تكفيري و أن الشيوخ السلفين الحق لا يظهرون علي التلفاز فلماذا تلومني علي هذا التخبط و الإخوة المشرفين حتي ما ردوا علي بل ما يفتون أن يحذفوا الموضوع.
سبحان الله يا أخي العلماء الكبار منهم من يقول عنه أنه إمام الجرح و التعديل فلماذا تلومني؟
هذا تلميذه يبدع و يقول هؤلاء ليسوا من السلفين (أنا أعتقد غير ذالك) لكنه يسكتني بتزكية شيخه من كبار علماء السلفية المعاصرين.
أخى الفاضل
الذى تقول أنه أرشدك قد ضللك و ما أرشدك
انج بنفسك من هؤلاء الجهله المتعالمين الذين لا يحسنون الا السب والطعن فى أهل العلم
واحدهم لا يحسن يتكلم فى مسأله فقهيه بل لا يحسن يقرأ القرءان قراءة منضبطه فضلا عن أن يحفظه
بما أنك فى القاهره
عليك بدروس الشيخ /محمد عبد الواحد الحنبلى فى مسجد سيد المرسلين بحى الساحل
يدرس الفقه و الأصول والعقيده
ملحوظه /لست تلميذا له بالمعنى المعروف وهو أيضا لا يعرفنى ولا أدعوك تعصبا للمذهب الحنبلى
وانما أدلك على درس منهجى منضبط
ودروس الشيخ الفاضل / طارق عوض الله فى علم الحديث
واسألهم عن أهل العلم المؤصلين المحترمين وهما سيدلانك عليهم
أما هذا الجاهل المتعالم الذى يطعن فى مشايخ الدعوه فى مصر
فليس مثله من يتكلم الشيخ الحوينى ولا حتى مشايخه
واعلم يا أخى _بما أنك لست مصريا _ أن الشيخ الحوينى من أئمة السلفيين فى مصر ومن آدبهم و أعفهم لسانا ولا ابالغ ان قلت أنه امامهم والمقدم فيهم وحامل لواء السنه والسلفية فى مصر
والدكتور /محمد سعيد رسلان رجل فاضل محب للعلم والسنه ودروسه نافعه
فلا تستمع لكلام هؤلاء السفهاء الذين يظنون أنفسهم عقلاء
ليس لى ناقه ولا جمل وانما أردت نصحك ابتغاء مرضات الله
فانج بنفسك من أتباع ربيع المدخلى ومن هم على منهجه ان أردت العلم و الأدب
وفقكم الله
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[01 - 07 - 10, 05:00 م]ـ
(6561)
سؤال: بعض النساء ينبت لها شعر في الوجه كلحية خفيفة وشعر في القدمين ويؤثر في مظهرها فهل لها حلقه؟
الجواب: لا بأس بإزالته بالموسى أو بالنورة أو بالمزيل لأنه يشوه المنظر وإنما أمر الرجال بإعفاء اللحية لأنها فارقة بين الرجل والمرأة ولأن من طبع المرأة اللين والرجل الخشونة في الوجه ونحوه، فلا أرى مانعًا من إزالة المرأة ذلك.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
11/ 6/1417هـ
(10283)
سؤال: هل يدخل إزالة شعر الوجه في حكم النمص لقوله عليه السلام: "لعن الله النامصة والمتنمصة "؟
الجواب: أما شعر الوجه كالخدين والذقن فلا بأس بأخذه لأنه نادر، فوجه المرأة لا ينبت فيه شعر في العادة، فإذا نبت فإنه غير أصلي، فيجوز إزالته. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
21/ 10/1423هـ
عليه رحمة الله وبركاته ورضوانه
هذا هو الفقه حقا
شعر الوجه ليس أصليا عند المرأه فلا تؤمر باعفائه وتركه
لأن خلقة أقرانها فى الأغلب بدون شعر فى الوجه ووجوده عند واحدة نادر جدا
تشرفت بلقاء الشيخ العلامه ابن جبرين رحمه الله تعالى والسلام عليه فى المسجد الحرام
فما شبهته الا بأبى عبد الله عليه رحمة الله
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[01 - 07 - 10, 07:22 م]ـ
تشرفت بلقاء الشيخ العلامه ابن جبرين رحمه الله تعالى والسلام عليه فى المسجد الحرام
فما شبهته الا بأبى عبد الله عليه رحمة الله
ما شاء الله لقد منيت النفس بلقاء العديد من العلماء رحمهم الله.
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 08:01 م]ـ
”اختيارات الشيخ الألباني وتحقيقاته”؛ للعلامة: بكر بن عبدالله أبو زيد ـ حَفِظَهُ اللهُ ـ وقال عنه:
(قد قطعت فيه مرحلة، وكنت أبيِّن ـ بإيجاز ـ سَلَفَه من أهل العلم فيها، وقصدي تقريب فقه الدليل من ناحية، وإحباط المقولة الشائعة عنه أنَّه ليس فقيهاً، أو أنَّه لديه شذوذٌ في الرأي)
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:20 ص]ـ
”اختيارات الشيخ الألباني وتحقيقاته”؛ للعلامة: بكر بن عبدالله أبو زيد ـ حَفِظَهُ اللهُ ـ وقال عنه:
(قد قطعت فيه مرحلة، وكنت أبيِّن ـ بإيجاز ـ سَلَفَه من أهل العلم فيها، وقصدي تقريب فقه الدليل من ناحية، وإحباط المقولة الشائعة عنه أنَّه ليس فقيهاً، أو أنَّه لديه شذوذٌ في الرأي)
بارك الله في الشيخ أبو بكر حبذا لو يعجل بإخراج هذا الكتاب حتى يرتدع من يقول عن الشيخ بأنه ليس فقيها سبحان الله لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/302)
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:26 ص]ـ
بارك الله في الشيخ أبو بكر حبذا لو يعجل بإخراج هذا الكتاب حتى يرتدع من يقول عن الشيخ بأنه ليس فقيها سبحان الله لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه
الشيخ العلامه /بكر بن عبدالله أبوزيد
انتقل الى جوار الله عليه رحمة الله
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:35 ص]ـ
الشيخ العلامه /بكر بن عبدالله أبوزيد
انتقل الى جوار الله عليه رحمة الله
لا حول ولا قوة الا بالله
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 08:27 م]ـ
الله المستعان رحمه الله و إن لله و إنا له راجعون(128/303)
"هدم ما شيده الكلباني في حل المعازف والأغاني"
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"هدم ما شيده الكلباني في حل المعازف والأغاني"
ملحوظة: هذا المقال اختصرته من الكتاب الأصل يسر الله طبعه ونشره قريباً
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فقد تكلم الشيخ عادل الكلباني عفا الله عنه في جواز الغناء وحله، ويا ليته أمسك عن فتواه وعن ما نطق به وفاه، وأعطى القوس باريها، وولّ قارّها من تولىّ حارّها،فإن الإمساك به أولى وأجمل، وأقرب للسلامة إن شاء الله!
لكنه بالغ في تقرير ذلك،وتسفيه من خالفه، ورميه بالتقليد والجهالة، ولسانه حاله يقول:"أَنا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ"!
وأحسب أنها كبوة حصلت منه، أو شبهة عرضت له، فأحببت إزالتها عنه بنقض مقاله الذي أودعه موقعه وذيله بتاريخ يوم السبت 7/ 7/1431هـ وسماه:"تشيد البناء في إثبات حل الغناء" بهدم ذلك البناء المتهالك من أصله،وبيان ضعف أدلته ورسمه،وأسميته:"هدم ما شيده الكلباني في حل المعازف والأغاني"،وقد قال الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 414):"ولا ينبغي لمن شم رائحة العلم أن يتوقف في تحريم ذلك فأقل ما فيه أنه من شعار الفساق وشاربي الخمور".
ولولا أنه قال ذلك ورفع عقيرته به، وسود مقاله ذاك بيده, وإلا لكان الإضراب عن قوله ومقالته صفحاً أولى من ذكره والرد عليه،فإن الإعراض عن القول والمقال المطرح الساقط أفضل وأحرى لإماتته، وإخمال ذكر قائله، وأجدر أن لا يكون ذلك تنبيها للفساق والجهال عليه،والله المستعان
الوقفة الأولى: قال في مقاله عفا الله عنه:"ومن أكبر دلائل إباحته أنه مما كان يفعل إبان نزول القرآن، وتحت سمع وبصر الحبيب صلى الله عليه وسلم، فأقره، وأمر به، وسمعه، وحث عليه، في الأعراس، وفي الأعياد".
الجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص بالغناء بغير المعازف،بضرب الدف للنساء خاصة في العيد، وعند قدوم الغائب، وشرعه في الأعراس كما هو مبسوط في مظانه من كتب أهل العلم.
فهو مستثنى من تحريم الغناء بالمعازف والمزامير. وهذا ليس محلاً للنزاع!
أما إذا كان ضرب الدف للرجال في العيد أو العرس فقد وقع الخلاف بين أهل العلم في جواز ذلك، فذهب الإمام الأوزاعي وأحمد أنه لا يباح فعله للرجال، وبه قال الحافظ ابن رجب بل عزاه لجماهير العلماء، ففي فتح الباري (6/ 81) قال رحمه الله: (جمهور العلماء على أن الضرب بالدف للغناء لا يباح للرجال).وقال به أيضاً الحافظ ابن حجر،وهو اختيار شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز، والعلامة الألباني رحمة الله على الجميع.
قال ابن قدامة في المغني (12/ 40):"وأما الضرب به للرجال فمكروه وعلى كل حال لأنه إنما كان يضرب به النساء والمخنثون المتشبهون بهن ففي ضرب الرجال تشبه بالنساء وقد لعن النبي صلى الله عليه و سلم المتشبهين من الرجال بالنساء".
وقال الإمام ابن تيمية كما في الفتاوى (13/ 198): "وأما الرجال على عهده فلم يكن أحدٌ منهم يضرب بدف ولا يصفق بكف:.
وقال ابن حجر في فتح الباري (9/ 226): "والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء فلا يلتحق بهن الرجال لعموم النهي عن التشبه بهن:.
فكيف أخذ من هذا جواز الغناء بالمعازف والمزامير في الأعياد والأعراس وغيرها؟! وعلى سبيل الدوام؟!
الوقفة الثانية:قال عفا الله عنه:" أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه نصا"
وهذا من كيسه، بل النصوص في ذلك معلومة مشهورة، أكتفي بذكر دليل فقط، وهو كافي لمن طلب الحق ولم يتبع هواه، والله الموعد.
روى البخاري في صحيحه معلقاً مجزوماً به (5286) قال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر - أو أبو مالك - الأشعري والله ما كذبني: سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/304)
أقول ولا يلتفت إلى طعن أبي محمد بن حزم عفا الله عنه في هذا الحديث، و إعلاله له بالانقطاع،وبجهالة أبي مالك الأشعري!
كما في المحلى (9/ 59)،ورسالته في الغناء الملهي أمباح هو أم محظور؟! كما في رسائله (1/ 434).
فالحديث وصله ابن حبان في صحيحه (6574)،والطبراني في المعجم الكبير (3339)،ومسند الشاميين (588)،والبيهقي في السنن الصغرى (4320)،والسنن الكبرى (6317) وهو صحيح
قال ابن الصلاح في علوم الحديث (67):"وَلَا الْتِفَاتَ إِلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ الظَّاهِرِيِّ الْحَافِظِ فِي رَدِّهِ مَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَامِرٍ، أَوْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ. . " الْحَدِيثَ. مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْبُخَارِيَّ أَوْرَدَهُ قَائِلًا فِيهِ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَسَاقَهُ بِإِسْنَادِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ حَزْمٍ أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ فِيمَا بَيْنَ الْبُخَارِيِّ وَهِشَامٍ، وَجَعَلَهُ جَوَابًا عَنِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ عَلَى تَحْرِيمِ الْمَعَازِفِ. وَأَخْطَأَ فِي ذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ، وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ مَعْرُوفُ الِاتِّصَالِ بِشَرْطِ الصَّحِيحِ".
وقال الإمام ابن القيم في روضة المحبين (130):"وأما أبو محمد فإنه على قدر يبسه وقسوته في التمسك بالظاهر وإلغائه للمعاني والمناسبات والحكم والعلل الشرعية انماع في باب العشق والنظر وسماع الملاهي المحرمة فوسع هذا الباب جداً وضيق باب المناسبات والمعاني والحكم الشرعية جداً وهو مع انحرافه في الطرفين حين رد الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه في تحريم آلات اللهو بأنه معلق غير مسند وخفي عليه أن البخاري لقي من علقه عنه وسمع منه وهو هشام بن عمار وخفي عليه أن الحديث قد أسنده غير واحد من أئمة الحديث غير هشام بن عمار فأبطل سنة صحيحة ثابتة عن رسول الله لا مطعن فيها بوجه".وانظر تهذيب سنن أبي داود (2/ 228) وقال في إغاثة اللهفان (1/ 259) تغليق التعليق (5/ 22) فتح الباري (10/ 52)
ووجه الدلالة من هذا الحديث على تحريم المعازف أنه لو كانت حلالاً لما ذمهم على استحلالها ولما قرن استحلالها باستحلال الزنا والخمر والحرير!
الوقفة الثالثة: قال:"ولم يستطع القائلون بالتحريم أن يأتوا بهذا النص المحرم له"
أقول أهؤلاء الأئمة من الصحابة و أجلة التابعين وأتباعهم والأئمة المتبوعين وأهل العلم من فقهاء ومحدثين ومفسرين لم يستطيعوا أن يأتوا بنص واحد في تحريمه؟! فهل قالوا بتحريمه من تلقاء أنفسهم؟! أم تراهم يقولون على الله بغير علم؟! انتظر إجابة الكلباني؟!
الوقفة الرابعة:قال عفا الله عنه:" إن كثيرا من أئمة الدين المشهود لهم بالعلم والديانة المشهورين بالورع والصيانة قد أباحوا الغناء، وكانت صناعة الغناء مشهورة عند أسلافنا عبر كل القرون , فقد حفظ لنا التاريخ أسماء كثيرة ممن كانت لهم شهرة ذائعة في صناعة الغناء وتطريبه والبراعة في صياغة ألحانه , حتى صار الغناء من أشهر النوادر والملح التي لا يخلو منها كتاب من كتب الأدب والتأريخ".
والجواب عن هذا من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: أن العبرة بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وليست بكلام فلان وعلان إذا صادم النص كائناً من كان.
قال الإمام مالك إمام دار الهجرة رحمه الله:"كل أحد يؤخذ من قوله، ويترك، إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم". سير أعلام النبلاء (8/ 93)،البداية والنهاية (18/ 302)
الوجه الثاني: أن جل من استدل بهم على جواز الغناء بالمعازف من المغنين الذين لم يعرفوا بعلم وفقه فضلاً أن يكونوا من أهل الاجتهاد الذين ينقض بهم الإجماع، ويرد بهم كلام أهل العلم!
أقول فهل تحس منهم من أحد في باب العلم والفقه والفتيا ورواية الحديث أو تسمع لهم ركزاً؟! ولا أدري ما وجه حشره لهؤلاء المغنين مع من نسب إليهم القول بحل الغناء من أهل العلم؟!
الوجه الثالث:بقية من استدل بهم من أهل العلم والفضل على إباحة الغناء منقوض بثلاثة أمور:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/305)
الأول: أنه نسب إليهم الإباحة من غير خطام ولا زمام وبيننا وبينه القوائم (الأسانيد) فأكثر ما ذكره عن من سماهم لا تصح نسبته إليهم، بل وصح عن أكثرهم خلافه!
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري (6/ 78):"كان النبي يرخص لهم في أوقات الأفراح، كالأعياد والنكاح وقدوم الغياب في الضرب للجواري بالدفوف، والتغني مع ذلك بهذه الأشعار، وما كان في معناها فلما فتحت بلاد فارس والروم ظهر للصحابة ما كان أهل فارس والروم قد أعتادوه من الغناء الملحن بالإيقاعات الموزونة، على طريقة الموسيقى بالأشعار التي توصف فيها المحرمات من الخمور والصور الجميلة المثيرة للهوى الكامن في النفوس، المجبول محبته فيها، بآلات اللهو المطربة، المخرج سماعها عن الاعتدال، فحينئذ أنكر الصحابة الغناء واستماعه، ونهوا عنه وغلظوا فيه".
وقال في فتح الباري (6/ 83):"وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاة من وضع الأعاجم، فمحرم مجمع على تحريمه، ولا يعلم عن أحد منه الرخصة في شيء من ذَلِكَ، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به فقد كذب وافترى"
الثاني: الكلباني عفا الله عنه لا يفرق بين الحداء والنَصْب وهو يسمى غناء وبين الغناء المحرم المقرون بالمعازف؟! ومن هنا أُتي!
فما يستدل به ويذكره عن من أجاز الغناء بالمعازف وأباحه وقد صح عنه محمول على ما ذكرت وهذا خارج عن محل النزاع!
قال ابن عبد البر في التمهيد (22/ 296): "وهذا الباب من الغناء قد أجازه العلماء ووردت الآثار عن السلف بإجازته. وهو يسمى غناء الركبان وغناء النصب والحداء. هذه الأوجه من الغناء لا خلاف في جوازها بين العلماء".
فالغناء يطلق في اللغة على " كلُّ مَنْ رَفَع صوتَه ووَالاهُ فصَوْتُه عند العرب غِناءٌ "قاله ابن منظور في لسان العرب (15/ 135)
والحداء: الحدو سوق الإبل والغناء لها. قاله الجوهري في الصحاح (7/ 159)
والنَصْب: غناء يشبه الحداء إلا أنه أرق منه. قاله الجوهري في الصحاح (2/ 146)،وانظر لسان العرب (1/ 758).
قال الكلباني في مقاله ذاك:"وقد صح عن عمر رضي الله عنه، أنه قال: الغناء من زاد الراكب. وكان له مغني اسمه خوات ربما غنى له في سفره حتى يطلع السحر. ويعلم كل أحد من عمر؟ "
أقول الأثر أخرجه البيهقي (5/ 69)،وأبو نعيم الأصبهاني في الأربعين على مذهب المتحققين من الصوفية (100)،وقد وأورده ابن حجر معزواً لابن السراج في تأريخه كما في الإصابة (2/ 347) عن خوات بن جبير قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، قال: فقال القوم: غننا يا خوات، فغناهم. قالوا: غننا من شعر ضرار، فقال عمر رضي الله عنه: دعوا أبا عبد الله يتغنى من بنيات فؤاده يعني من شعره. قال: فما زلت أغنيهم حتى إذا كان السحر، فقال عمر: ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا ".أقول وهذا هو الحداء المباح وسمه إن شئت غناء!
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الأثر (3/ 739) وقد رخَّص عمر في غِناء الأعراب وهو صَوْتٌ كالحُداء
وبدليل أن البيهقي خرج في سننه الكبرى (10/ 224) من طريق أخر بسند صحيح قال السائب بن يزيد: بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق الحج ونحن نؤم مكة اعتزل عبد الرحمن رضي الله عنه الطريق ثم قال لرباح بن المغترف غننا يا أبا حسان وكان يحسن النصب فبينا رباح يغنيه أدركهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته فقال ما هذا فقال عبد الرحمن ما بأس بهذا نلهو ونقصر عنا فقال عمر رضي الله عنه فإن كنت آخذا فعليك بشعر ضرار بن الخطاب وضرار رجل من بني محارب بن فهر قال الشيخ والنصب ضرب من أغاني الأعراب وهو يشبه الحداء قاله أبو عبيد الهروي وروينا فيه قصة أخرى عن خوات بن جبير عن عمر وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم في كتاب الحج قال فيها خوات فما زلت أغنيهم حتى إذا كان السحر. فدل على ما ذكرت والله أعلم.
*وكذلك قوله مستدلاً على جواز الغناء بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: هذه قينة بني فلان. أتراه يعلم أنها مغنية ولم ينهها عن الغناء، ولم يحذر من سماعها، بل على العكس من ذلك فقد قال لعائشة: أتحبين أن تغنيك!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/306)
أقول الحديث رواه أحمد في (15720)،والنسائي في الكبرى (8960) بسند صحيح عن السائب بن يزيد أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: يا عائشة أتعرفين هذه قالت لا يا نبي الله فقال هذه قينه بني فلان تحبين أن تغنيك قالت نعم قال فأعطاها طبقا فغنتها فقال النبي صلى الله عليه و سلم قد نفخ الشيطان في منخريها.
وهذا ليس فيه أن غناء هذه الجارية كان بالمعازف، قال السندي قي حاشيته على المسند: "أن تُغَنِّيك" بالتشديد، وفيه جواز ذلك على قلةٍ من غير عُرس وعيد، كما يجوز فيهما ويحتمل أنها كانت أيام عيد."قد نفخ": أي فلذلك اتَّخذتْ ذلك عادةً، وأما التغني أحياناً، فجائز، فلا منافاة بين هذا وبين الإذن السابق الدال على الجواز، وفيه حسن المعاشرة مع الأهل".
*ونقل عن ابن النحوي في العمدة أن عطاء بن أبي رباح ممن يقول بإباحة الغناء وهذا محمول على ما ذكرت سابقاً!
روى ابن أبي شيبة في مصنفه (13951) عن عبد الله بن إدريس عن ابن جريج وعن عطاء قالا:"لا بأس بالغناء والحداء والشعر للمحرم ما لم يكن فحشا" وهو صحيح
وبوب عليه ابن أبي شيبة باب في الحداء للمحرم، فهل يظن الكلباني أن هذا الحداء منهم بالمعازف وهم في حال الإحرام؟!
ثالثاً: أن من الآثار ما يستدل به على إباحة الغناء وهو خارج محل النزاع لأنه في وقت العرس وبضرب الدف من النساء!
نقل الكلباني عن ابن النحوي في العمدة أنه قد روي الغناء وسماعه عن جماعة من الصحابة والتابعين منهم أبو مسعود الأنصاري كما أخرجه البيهقي.
أقول رجعت إلى البيهقي في سننه الكبرى فوجدته روى بسند حسن
(14469) عن عامر بن سعد البجلي يقول: شهدت ثابت بن وديعة وقرظة بن كعب الأنصاري في عرس وإذا غناء فقلت لهما في ذلك فقالا إنه قد رخص في الغناء في العرس والبكاء على الميت في غير نياحة.
وقد روى النسائي (3383) بسند حسن عن عامر بن سعد قال: دخلت على قرظه بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس وإذا جوار يغنين فقلت أنتما صاحبا رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن أهل بدر يفعل هذا عندكم فقال اجلس إن شئت فاسمع معنا وإن شئت اذهب قد رخص لنا في اللهو عند العرس
والمقصود بالغناء هنا أيضاً ضرب الدف بدليل رواية البيهقي في السنن الكبرى (7/ 289) وجواري يضربن بالدف ويغنين.
الوقفة الخامسة: أخطاء وقع فيها الكلباني!
* الخطأ الأول:قال في مقاله"ونص على إباحة الغناء ابن رجب الحنبلي العالم الشهير صاحب الفنون"!.
وهذا خطأ محض فالحافظ ابن رجب لم يقل بإباحته قط،بل هو ممن نقل الإجماع على حرمته!
وله كتاب نزهة الأسماع في مسألة السماع قال فيه (1/ 460):" والغناء المشتمل على وصف ما جبلت النفوس على حبه، والشغف به من الصور الجميلة يثير ما كمن في النفوس من تلك المحبة، ويشوق إليها، ويحرك الطبع ويزعجه عن الاعتدال، ويؤزه إلى المعاصي أزاً، ولهذا قيل: إنه رقية الزنا،وقد افتتن بسماع الغناء، خلق كثير فأخرجهم استماعه إلى العشق وفتنوا في دينهم، فلو لم يرد نص صريح في تحريم الغناء بالشعر، الذي توصف فيه الصور الجميلة لكان محرماً بالقياس على النظر إلى الصور الجميلة، التي حرم النظر إليها بالشهوة، بالكتاب والسنة وإجماع من يعتد به من علماء الأمة ".
وذكر أن سماع الغناء يضاد سماع القرآن فقال:"نزهة الأسماع في مسألة السماع واعلم أن سماع الأغاني يضاد سماع القرآن من كل وجه فإن القرآن كلام الله، ووحيه ونوره الذي أحيا الله به القلوب الميتة، وأخرج العباد به من الظلمات إلى النور، والأغاني وآلاتها مزامير الشيطان، فإن الشيطان قرآنه الشعر، ومؤذنه المزمار ومصائده النساء. كذا قال قتادة وغيره من السلف ".
وقال رحمه الله ":ويوجب أيضاً سماع الملاهي النفرة عن سماع القرآن كما أشار إليه الشافعي رحمه الله، وعدم حضور القلب عند سماعه،وقلة الانتفاع بسماعه، ويوجب أيضاً قلة التعظيم لحرمات الله! فلا يكاد المدمن لسماع الملاهي، يشتد غضبه لمحارم الله تعالى إذا انتهكت ".
*الخطأ الثاني:نقل عنه أن قَرَظة بن بكار من الصحابة القائلين بحل الغناء كما رواه ابن قتيبة!
وهذا خطأ بين فلا يعرف في الصحابة من اسمه قرظة بن بكار!!
وإنما هو قرظة بن كعب الأنصاري مترجم له في الإستيعاب (3/ 1306)
،والإصابة (5/ 431).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/307)
ثم إن ما نقل عنه من جواز الغناء في العرس وبضرب الدف من النساء وهذا خارج عن محل النزاع!
روى النسائي بسند حسن (3383) عن عامر بن سعد قال: دخلت على قرظه بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس وإذا جوار يغنين فقلت أنتما صاحبا رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن أهل بدر يفعل هذا عندكم فقال اجلس إن شئت فاسمع معنا وإن شئت اذهب قد رخص لنا في اللهو عند العرس.
فقولهم رخص لنا في اللهو عند العرس، دل على أن ما سواه لا يجوز فيه الغناء بالمعازف.
والمقصود بالغناء هنا أيضاً ضرب الدف فقط، بدليل مارواه البيهقي في السنن الكبرى (14470) وجواري يضربن بالدف ويغنين.
* الخطأ الثالث:نقل أن القرطبي حكى في تفسيره جواز الغناء عن أبي زكريا الساجي.
والصواب: زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن بن بحر بن عدى بن عبد الرحمن البصرى أبو يحيى الساجى الحافظ كان من الثقات الأئمة، متوفى سنة سبع وثلاثمائة. ترجم له السبكي في طبقات الشافعية (3/ 299) هذا أولاً.
وثانياً: الصحيح عنه خلاف ذلك فقد ذكر أنه لم يخالف في ذلك من الفقهاء المتقدمين (أي في تحريم الغناء) إلا إبراهيم بن سعد من أهل البصرة. قاله الإمام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (198/ 25).
الوقفة السادسة: أوهم الكلباني أن ابن قدامه ذكر الخلاف في جواز الغناء بالمعازف
فنقل عن ابن قدامة قوله: واختلف أصحابنا في الغناء؛ فذهب أبو بكر الخلال، وصاحبه أبو بكر عبد العزيز، إلى إباحته.
قال أبو بكر عبد العزيز: والغناء والنوح معنى واحد، مباح ما لم يكن معه منكر، ولا فيه طعن.وكان الخلال يحمل الكراهة من أحمد على الأفعال المذمومة، لا على القول بعينه.
وروي عن أحمد، أنه سمع عند ابنه صالح قوالا، فلم ينكر عليه، وقال له صالح: يا أبت، أليس كنت تكره هذا؟ فقال: إنه قيل لي: إنهم يستعملون المنكر،وممن ذهب إلى إباحته من غير كراهة، سعد بن إبراهيم، وكثير من أهل المدينة، والعنبري، وعن عمر رضي الله عنه أنه قال: الغناء زاد الراكب،واختار القاضي أنه مكروه غير محرم. وهو قول الشافعي، قال: هو من اللهو المكروه.أهـ
والجواب أن المقصود بالغناء الذي ساق ابن قدامة الخلاف فيه هو الغناء بغير المعازف لاشك في ذلك،لأمور:
أولها: أن ابن قدامة نقل الإجماع على حرمة الغناء بالمعازف في كتابه ذم الرقص والشبابة (27) فكيف ينقل الإجماع على تحريمه ثم يسوق هنا الخلاف فيه!
ثانيها: أن ابن قدامة في المغني (12/ 40) عقد فصلاً في الملاهي قال فيه:" وهي على ثلاثة أضرب: (محرم) وهو ضرب الأوتاد والنايات والمزامير كلها والعود والطنبور والمعزفة والرباب ونحوها فمن أدام استماعها ردت شهادة .. ". ثم ثنا بذكر حكم الغناء بعده في المغني (12/ 42) فدل على ماذكرت.
ثالثها: أن الكلباني عفا الله عنه لما نقل كلام ابن قدامة لم يتم بقيته مما يكون حجة عليه حتى ولو على صحة ما فرضه من وجود الخلاف في الغناء بالمعازف!
قال ابن قدامة في المغني (12/ 42):"وعلى كل حال من اتخذ الغناء صناعة يؤتى له ويأتي له أو اتخذ غلاما أو جارية مغنيين يجمع عليهما الناس فلا شهادة له لأن هذا عند من لم يحرمه سفه ودناءة وسقوط مروءة ومن حرمه مع سفهه عاص مصر متظاهر بفسوقه وبهذا قال الشافعي وأصحاب الرأي وإن كان لا ينسب نفسه إلى الغناء وإنما يترنم لنفسه ولا يغني الناس أو كان غلامه وجاريته إنما يغنيان له انبنى هذا الخلاف فيه فمن أباحه أو كرهه لم ترد شهادته ومن حرمه قال إن داوم عليه ردت شهادته كسائر الصغائر وإن لم يداوم عليه لم ترد شهادته وإن فعله من يعتقد حله فقياس المذهب إنه لا ترد شهادته بما لا يشتهر به منه كسائر المختلف فيه من الفروع ومن كان يغشى بيوت الغناء أو يغشاه المغنون للسماع متظاهرا بذلك وكثر منه ردت شهادته في قولهم جميعا لأنه سفه ودناءة وإن كان معتبرا به كالمغني لنفسه على ما ذكر من التفصيل فيه".
الوقفة السابعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/308)
قال في مقاله غفر الله له مستدلاً على إباحة الغناء بالمعازف قال الأصمعي: لما حرم خالد بن عبد الله الغناء، دخل إليه ذات يوم حنين بن بلوع مشتملا على عوده. فلما لم يبق في المجلس من يحتشم منه قال: أصلح الله الأمير، إني شيخ كبير السن ولي صناعة كنت أعود بها على عيالي وقد حرمتها. قال: وما هي؟ فكشف عوده وضرب وغنى من الخفيف:
أيها الشامت المعير بالشيـ ب أقلن بالشباب افتخارا
قد لبسنا الشباب غضا جديدا فوجدنا الشباب ثوبا معارا
فبكى خالد حتى علا نحيبه ورق وارتجع وقال: قد أذنت لك ما لم تجالس معربدا ولا سفيها. أ.هـ
أقول هذه القصة رواها أبو القاسم الزجاجي في أخباره بسنده، وذكرها الصفدي في الوافي بالوفيات (4/ 335)،والذهبي في سير أعلام النبلاء (5/ 427) ويا لله العجب كيف يستدل على جواز الغناء بفعل صاحب العود حنين بن بلوع، أو بإذن خالد بن عبدالله القسري وهو رحمه الله ليس معدوداً من أهل العلم والفقه والفتيا وإنما كان والياً على مكة للوليد بن عبدالملك ثم لأخيه سليمان ثم أصبح والياً على العراق لهشام بن عبدالملك!
انظر تاريخ خليفة بن خياط (81) (84)،وسير أعلام النبلاء (5/ 425)
ثم إن خالداً القسري في هذا الخبر كان يمنع الناس من الغناء ويلزمهم بذلك، ورخص لهذا المغني لما شكا له ضيق ذات اليد، ففرق بين من يجوز الغناء بالمعازف ويبيحه بل ويفتي غيره به، وبين من يفعله ويسمعه مع اعتقاده بحرمته!
الوقفة الثامنة: نقل الكلباني عن ابن النحوي أن الأئمة الأربعة يبيحون الغناء بالمعازف!
والأئمة الأربعة قالوا كلهم بحرمة الغناء بالمعازف،قال الإمام ابن تيمية وهو من أعلم الناس بمذاهب الأئمة الأربعة كما في مجموع الفتاوى (24/ 198):
"مذهب الأئمة الأربعة: أن آلات اللهو كلها حرام ".
وقال تلميذه ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 226):"فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين".
وإليك أقول الأئمة في ذلك:
*الإمام أبوحنيفة:
قال الإمام أبو بكر الطرطوشي في تحريم السماع:"وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب". انظر إغاثة اللهفان (1/ 226)
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 226) قلت:" مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب وقوله فيه أغلظ الأقوال وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف حتى الضرب بالقضيب وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر هذا لفظهم ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه. قالوا: ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره".
قال السرخسي في المبسوط (6/ 353):" ولا تجوز الإجارة على تعليم الغناء والنوح لأن ذلك معصية".
وفي رد المحتار (24/ 291):"لَا تَصِحُّ الْإِجَارَةُ لِأَجْلِ الْمَعَاصِي مِثْلُ الْغِنَاءِ وَالنَّوْحِ وَالْمَلَاهِي".
*قول الإمام مالك:
قال إسحاق بن عيسى الطباع: سألت مالكًا عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء، فقال: إنما يفعله عندنا الفساق. انظر مجموع الفتاوى (24/ 198)،إغاثة اللهفان (1/ 227).
في المدونة (10/ 351) قُلْتُ: أَكَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ الْغِنَاءَ؟ قَالَ عبدالرحمن القاسم: كَرِهَ مَالِكٌ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ بِالْأَلْحَانِ، فَكَيْفَ لَا يَكْرَهُ الْغِنَاءَ، وَكَرِهَ مَالِكٌ أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ الْجَارِيَةَ وَيَشْتَرِطُ أَنَّهَا مُغَنِّيَةٌ فَهَذَا مِمَّا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْغِنَاءَ.
*الإمام الشافعي:
قال في الأم (4/ 212) "وَلَوْ كَسَرَ له طُنْبُورًا أو مِزْمَارًا أو كَبَرًا فَإِنْ كان في هذا شَيْءٌ يَصْلُحُ لِغَيْرِ الْمَلَاهِي فَعَلَيْهِ ما نَقَصَ الْكَسْرُ وَإِنْ لم يَكُنْ يَصْلُحُ إلَّا لِلْمَلَاهِي فَلَا شَيْءَ عليه وَهَكَذَا لو كَسَرَهَا نَصْرَانِيٌّ لِمُسْلِمٍ أو نَصْرَانِيٌّ أو يَهُودِيٌّ أو مُسْتَأْمَنٌ أو كَسَرَهَا مُسْلِمٌ لِوَاحِدٍ من هَؤُلَاءِ أَبْطَلْت ذلك كُلَّهُ".
وقال النووي في روضة الطالبين (5/ 43):"كسر الملاهي لا ضمان في صنعتها لأنها محرمة وهذا لا خلاف فيه".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/309)
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 227):"وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحق وابن الصباغ".
* قول الإمام أحمد:
قال عبد الله سألت أبي عن الغناء فقال: "يثبت النفاق في القلب لا يعجبني". مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبدالله (316)
قال عبد الله سمعت أبي يقول في رجل يرى مثل الطنبور أو العود أو الطبل أو ما أشبه هذا ما يصنع به قال:"إذا كان مغطى فلا وإن كان مكشوفاً كسره". مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبدالله (316)
الوقفة التاسعة: نقل الكلباني عن الإمام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله في رسالته "إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع" أنه لا يصح نقل الإجماع على تحريم الغناء بالآلة.
والجواب عن هذا من وجهين:
الوجه الأول: أنه ليس كل خلاف جاء يكون معتبراً، يلتفت إليه ويخرق به الإجماع!
قال الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 228):"ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع والخلاف المنقول عن بعض أصحاب الشافعي إنما نقل في الشبابة منفردة والدف منفردا فمن لا يحصل أو لا يتأمل ربما اعتقد خلافاً بين الشافعيين في هذا السماع الجامع هذه الملاهي وذلك وهم بين من الصائر إليه تنادي عليه أدلة الشرع والعقل مع أنه ليس كل خلاف يستروح إليه ويعتمد عليه ومن تتبع ما اختلف فيه العلماء وأخذ بالرخص من أقاويلهم تزندق أو كاد".
وقال الحافظ ابن رجب في فتح الباري (6/ 82):"ولا خلاف بين العلماء المعتبرين في كراهة الغناء وذمه وذم استماعه، ولم يرخص فيه أحد يعتد به"
الوجه الثاني أن الإجماع ثابت عن عشرات العلماء في كل عصر ومصر،من أشهرهم: أبو جعفر بن جرير الطبري المتوفى سنة310هـ، أبو بكر بن المنذر المتوفى سنة 318هـ، وابن عبدالبر المتوفى سنة 476هـ، وموفق الدين بن قدامه المتوفى سنة620هـ, وأبو عمرو بن الصلاح المتوفى سنة643هـ، وأبو زكريا النووي المتوفى سنة 676هـ، وأبو يحي زكريا الساجي المتوفى سنة703 هـ، وشيخ الإسلام بن تيمية المتوفى سنة 728هـ، وأبو عبد الله بن قيم الجوزية المتوفى سنة751هـ، وعماد الدين إسماعيل بن كثير المتوفى سنة774هـ، وابن رجب الحنبلي المتوفى795هـ.،وغيرهم، رحم الله الجميع.
ختاماً، لعل هذه الوقفات المختصرة، التي دفعني إليها محض النصيحة،تكون سبباً لرجوع أخينا للحق، فالرجوع للحق فضيلة وشرف، والحق قديم لا يبطله شيء،ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل.
قال الشوكاني رحمه الله في أدب الطلب (88): " من آفات التعصب الماحقة لبركة العلم أن يكون طالب العلم قد قال بقول في مسألة كما يصدر ممن يفتي أو يصنف يناظر غيره ويشتهر ذلك القول عليه؛ فإنه يصعب عليه الرجوع إلى ما يخالفه وإن علم أنه الحق، وتبين له فساد ما قاله، ولا سبب لهذا الاستصعاب إلا تأثير الدنيا على الدين؛ فإنه قد يسول له الشيطان أو قد تسول له نفسه الأمارة بالسوء، أن ذلك ينقصه ويحط من رتبته، ويخدش في تحقيقه ويغض من رئاسته وهذا تخيل مختل وتسويل باطل؛ فإن الرجوع للحق يوجب له من النبالة والجلالة وحسن الثناء ما لا يكون في التصميم على الباطل، بل ليس في التصميم على الباطل إلا محض النقص والإزراء بصاحبه، والاستصغار لشأنه".
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وكتب/
سعد بن ضيدان السبيعي
الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية
14/ 7/1431 هـ
s-subaei@hotmail.com
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:13 ص]ـ
جزى الله أخانا سعدا خيرا الجزاء وهدى الله ضال المسلمين
ـ[الجعفري]ــــــــ[27 - 06 - 10, 06:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
وجزى الله الداعية خير الجزاء ..
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[27 - 06 - 10, 08:13 م]ـ
ردود أهل العلم علي الكلباني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215525
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 11:43 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 11:55 م]ـ
يتحتمّ على الشيخ عادل وفقه الله وعصمه من كل سوء الرجوع والعدول عن بيانه
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 05:43 م]ـ
جزى الله أخانا سعدا خيرا الجزاء وهدى الله ضال المسلمين
آمين ... وجزاك الله أنت خيرا كذلك(128/310)
هل لأهل الجنة لحي؟
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:36 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
من يجيب علي هذا السؤال؟
الأحاديث التي وجدتها كلها ضعيفة سبحان الله إن كان تحريم حلقها في الدنيا فالمعقول هو أن أهل الجنة كذالك تكون زينتهم باللحي لكن لا أجد دليل سوي بعض الأحاديث الضعيفة و أنا قرأت كتاب الحديث حجة بنفسه في العقائد أو كتاب علوم الحديث للألباني و الذي جمعه أحد تلامذته أنه لا يجوز الأخذ بالأحاديث الضعيفة حتي في فضائل الأعمال. فمن يفيدنا؟
ـ[أبو عبد الله ابن لهاوة]ــــــــ[27 - 06 - 10, 06:52 ص]ـ
منقول:
#
44
قديم
20 - 06 - 10, 10:53 PM
أبو عبد الله ابن لهاوة
أبو عبد الله ابن لهاوة متواجد حالياً
وفقه الله
تاريخ التسجيل: 01 - 06 - 10
المشاركات: 96
افتراضي
رد: قاعدة: (قلب السؤال!).
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الشيخَ المسيطيرَ نحبك في الله.
سألني سائل وذكر أنه يناقش علمانيين ويناقشونه فأخذت حذري ورأيت أن هذا الكلام طعم ليعلم موافقتي له.
فقال لي بأنهم يقولون له:
أنتم تقولون أن اللحية جمال فلو كانت كذلك لما كان أهل الجنة مرداً.
فطلبت منه أن يعيد لي هذا الكلام ثلاث مرات وكل ذلك وأنا أنتظر الفتح من الله.
فألهمني الله أن أقول له:
وهذا حجة عليك لأن الرسول يقول {لا تأكلوا في آنية الذهب والفضة ولا تشربوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة}. فإذا كان أهل الجنة مُرداً وثبت
وجوب ضده في الدنيا كان كون أهل الجنة مرداً علة صحيحة لوجوب إعفاء اللحى في الدنيا.
وسبب هذا أنه نازع في أن العلة مخالفة اليهود والمجوس.(128/311)
حكم تكرار الإمام للآيات في الصلاة؟
ـ[عادل المامون]ــــــــ[27 - 06 - 10, 05:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
أسأل عن حكم تكرار الإمام للآيات في الصلاة من باب التدبر والخشوع
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 12:41 م]ـ
أخى الفاضل، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
السؤال:
هل يجوز ترديد آيات العذاب والرحمة في صلاة الفريضة في جماعة؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الثابت هو ترديد آية أو آيات في النافلة، هذا هو المنقول الثابت من فعله عليه الصلاة والسلام، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قام بآية يرددها حتى أصبح، وهي قوله تعالى: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) [المائدة: 118] والأصل أن ما جاز فعله في صلاة النافلة جاز فعله في المكتوبة.
وعليه، فلا بأس بترديد الآيات في الفريضة، وذلك من أجل تحصيل الخشوع والتدبر، فالترديد جائز ما لم يشق على المصلين، أو يشوش عليهم.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=15304
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 12:45 م]ـ
هذه المسألة تشكل على البعض عندما يرى إماماً يردد بعض الآيات بقصد التدبر والاتعاظ والتأثير في المأمومين! فأحببت أن أنقل كلام أهل العلم من المعاصرين في المسألة ممن طُرح عليهم مثل هذا السؤال، ليكون مجتمعاً في موضعٍ واحد حتى يتضح الحكم لطالبه وبالله التوفيق.
أولاً/ سؤل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله في مجموع فتاواه:
يقول السائل / ما حكم ترديد الإمام لبعض آيات الرحمة والعذاب؟
الجواب / لا أعلم في هذا بأسا لقصد حث الناس على الترديد والخشوع والاستفادة فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه ردد آية {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، رددها كثيرا صلى الله عليه وسلم.
فالحاصل: أنه إذا كان لقصد صالح لا لقصد الرياء فلا مانع من ذلك، لكن إذا كان يرى أن ترديده لذلك قد يزعجهم ويحصل به أصوات مزعجة من البكاء فترك ذلك أولى حتى لا يحصل تشويش.
أما إذا كان ترديد ذلك لا يحصل عليه إلا الخشوع والتدبر والإقبال على الصلاة فهذا كله خير.
مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله 11/ 343، 344
ثانياً: سئل الشيخ العلامة محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في الشريط الحادي والعشرين من سلسلة فتاوى جدة:
يقول السائل / جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرتم في كتابكم المبارك [صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم] أنه صلى الله عليه وسلم قام ليلة بآية يرددها وهي قوله تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]. السؤال / هل يجوز للمفترض إماما كان أو مأموما أو منفردا أن يردد آية واحدة فقط مع الفاتحة في كل ركعة؟ أو بعض الركعات أم أن هذا خاص به صلى الله عليه وسلم؟ أم أن ذلك خاص لصلاة النفل؟ وهل ما قيل من القاعدة الفقهية: أن ما شرع في النفل يشرع في الفريضة هل هذه القاعدة صحيحة؟
الجواب / قال رحمه الله: أما القاعدة فصحيحة بقيد أن لا تكون السنة العملية مخالفة لها. وهنا الجواب من الأقوال التي ذكرت أن هذا الترداد والتكرار للآية إنما هي في النافلة، وليس في النافلة مطلقا بل وفي نافلة الليل هذا هو الراجح، والدليل ما أشرت إليه آنفا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالناس إماما لصلوات الفرائض وصلى في بعض السنن المختلف في سنيتها أو في وجوبها جماعة كصلاة الكسوف مثلا وصلاة التراويح فلم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم مثل هذا الترداد إلا حينما قام يصلي لوحده في تلك الليلة فقد أصبح يردد هذه الآية لكن قد جاء في صحيح البخاري أن رجلا من الأنصار كان يؤمهم وكان كلما فرغ من قراءة الفاتحة بقراءة سورة (قل هو الله أحد) ويكررها وكان الذين يصلون خلفه يعلمون أن هذا من خيرهم وأفضلهم فكانوا يكرهون أن يؤمهم غيره ولكن مع ذلك كان في قلوبهم شيء من وراء تكراره لهذه السورة (قل هو الله أحد) فذكروا ذلك للنبي صلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/312)
الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله عن السبب فقال: إني أحبها قال: حبك إياها أدخلك الجنة] وهم حينما كانوا يطلبون منه أن لا يكرر هذا الشيء يلاحظون أن التكرار قد يمل بعض الناس فكان يقول لهم: (إن أعجبكم أممتكم وإلا فليؤمكم غيري) فذكروا ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم فأقره عليه السلام على ذلك بل قال: حبك إياها أدخلك الجنة] يمكن أن نأخذ من هذا الحديث أنه يشرع تكرار آية ما في الفريضة إذا كان ذلك يرضى الجماعة وليس سنة مضطردة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك في الفرائض ولذلك كان ترداد هذا الإمام لـ (قل هو الله أحد) موضع استنكار من بعض أصحابه حتى وصل الأمر بالإمام أن يقول لهم إن أعجبكم هذا فأنا أؤمكم وإلا فلا) فلما ذكروا أمره إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك وقال: [حبك إياها أدخلك الجنة] فيمكن أن نأخذ من هذا الحديث حكما خاصا بجماعه يقتدون بإمام قارئ مجود حسن الصوت يتغنى بالقرآن كما جاء في الأحاديث الصحيحة فلا يرضون به بديلا لكن قد يأخذون عليه مثل هذا الترداد فالجواب أنه يجوز إذا ما رضوا إمامته بسبب حسن تلاوته هذا آخر ما عندي من الجواب.
الشيخ العلامة محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
في الشريط الحادي والعشرين من سلسلة فتاوى جدة
ثالثاً / قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع: يكره تكرار الفاتحة مرتين أو أكثر وتعليل ذلك أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم والمكرر للفاتحة على وجه التعبد بالتكرار لاشك أنه قد أتى مكروها لأنه لو كان هذا من الخير لفعله النبي صلى الله عليه وسلم، لكن إذا كرر الفاتحة لا على سبيل التعبد بل لفوات وصف مستحب؟ فالظاهر الجواز مثل ن يكررها لأنه نسي فقرأها سرا في حال يشرع فيها الجهر كما يقع لبعض الأئمة ينسى فيقرأ الفاتحة سرا فهنا نقول لا بأس أن يعيدها من الأول استدراكا لما فات من مشروعية الجهر، وكذلك لو قرأها في غير استحضار وأراد أن يكررها ليحضر قلبه في القراءة التالية فإن هذا تكرار لشيء مقصود شرعا وهو حضور القلب. الشرح الممتع 3/ 331
رابعاً / سئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله:
يقول السائل / ما حكم ترديد بعض الأئمة لآيات الرحمة وآيات العذاب لتخشيع المصلين وإبكائهم؟ الخشوع؟ فإن بعض الأمة يرددون آيات الرحمة وآيات العذاب ثلاث مرات أو أربع مرات أو أكثر بقصد إبكاء المصلين فما مدى موافقة ذلك للسنة وهل أثر هذا عن السلف؟
الجواب / يجوز ترديد الآية للتدبر قال النووي في التبيان عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية يرددها حتى أصبح الآية هي إن تعذبهم فإنهم عبادك رواه النسائي وابن ماجة.
وعن تميم الداري أنه كرر هذه الآية حتى أصبح {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية: 21] وذكر أن أسماء رضي الله عنها كررت قوله تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] طويلا.
وردد ابن مسعود: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]
وردد سعيد بن جبير قوله {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281] وردد أيضا قوله {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ} غافر: [70 - 71]
وردد أيضا قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: 6].
وكان الضحاك إذا تلا قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر: 16] رددها إلى السحر.
ومن هذه الآثار يعلم أن ترديد هذه الآيات الوعظية لتأثره بها وليس لتأثيرها في غيرها ولكن لا مانع من الأمرين.
ابن جبرين رحمه الله رقم الفتوى 7205 في موقعه الرسمي على الإنترنت
وسئل الشيخ ابن جبرين كذلك رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/313)
يقول السائل: لو أعاد أو كرر المأموم بعض آيات الفاتحة وهو يقرأوها أو مثلا وقف على بعض الحروف أثناء قراءته ثم أعاد الآية من أولها هل في ذلك شيء؟
الجواب / لا يجوز تكرار بعض الآيات لغير سبب كما يفعله بعض الموسوسين بحيث يخيل إلى أحدهم أنه أخطأ في بعض الكلمات فلا يزال يرددها حتى يركع الإمام فهذا الترديد وسوسة من الشيطان ودليل ذلك صحة قراءته خارج الصلاة.
أما إذا أعاد أو كرر بعض الآيات لأمر عارض أو لخطأ محقق أو للتذكر والاعتبار فلعل ذلك جائز فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قام ليلة بآية من القرآن يرددها وهي قوله تعالى: {إن تعذبهم فإنهم عبادك} الآية والله أعلم.
خامساً / سئل الشيخ عبدالله الفقيه الشنقيطي رئيس مركز الفتوى بدولة قطر:
يقول السائل: هل يجوز ترديد آيات العذاب والرحمة في صلاة الفريضة في جماعة؟
الجواب / فإن الثابت هو ترديد آية أو آيات في النافلة هذا هو المنقول الثابت من فعله عليه السلام فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قام بآية يرددها حتى أصبح وهي قوله تعالى {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281]
وردد أيضا قوله تعالى. {الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ} [غافر: 70 - 71]
وردد أيضا قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: 6]
وكان الضحاك إذا تلا قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر: 16] رددها إلى السحر.
والأصل أن ما جاز فعله في صلاة النافلة جاز فعله في المكتوبة وعليه فلا بأس يتردد الآيات في الفريضة وذلك من أجل تحصيل الخشوع والتدبر، فالترديد جائز ما لم يشق على المصلين أو يشوش عليهم.والله أعلم
أجاب عليها الشيخ الدكتور عبد الله الفقيه الشنقيطي رئيس مركز الفتوى بدولة قطر
مركز الفتوى موسوعة الفتاوى رقم الفتوى 15304
سادساً / سئل الشيخ وليد العبري رئيس اللجنة العلمية بدولة الأمارات:
يقول السائل / هل يجوز تكرار آية من الفاتحة بقصد التدبر؟
الجواب/ نعم يجوز تكرار آية من الفاتحة فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قام بآية واحدة يرددها حتى أصبح وهي قوله تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118].والأصل أن ما ثبت في النفل ثبتت في الفرض والعكس هذا إن كانت إعادة الآية لتدبرها أما إن كانت الإعادة لإصلاح لحن يغير المعنى فيجب عليه أن يعبد الآية حتى يصلح اللحن.
أما تكرار الفاتحة لا على سبيل التعبد بل لفوات وصف مستحب فقد قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع الظاهر الجواز مثل أن يرددها ليحضر قلبه في القراءة التالية.
الشيخ وليد العبري/ رئيس اللجنة العلمية بدولة الإمارات
----------------------
* وعقد الإمام النووي في كتاب التبيان باباً سماه: (استحباب ترديد الآية للتدبر)
* قاعدة: [ما صح في النافلة صح في الفريضة] انظر الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين رحمه الله 1/ 604
والحمد لله رب العالمين
ما حكم ترديد الإمام لبعض الآيات للاعتبار والتدبر في صلاة الجماعة؟
محمد بن عبدالله الشمراني
http://www.saaid.net/Doat/alshamrani/17.htm
ـ[عادل المامون]ــــــــ[29 - 06 - 10, 02:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا على مجهودك ونعنا وإياكم به(128/314)
الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - هل أباح الصور الفوتغرافية مطلقا أم أنه قيدها للضرورة فقط؟
ـ[سليمان العتيبي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 06:59 ص]ـ
السلام عليكم
سمعت أن شيخنا ابن عثيمين أباحها مطلقا وسمعت أيضا أنه قيدها للضرورة فقط
فمن عنده علم رعاكم الله
وإن كنت احتفظ بصور عائلية وصور أطفال في مكان مخفي داخل الإيميل أو الدرج مثلا
من باب الذكرى
فهل في هذا الأمر منكر؟
أفيدوني وفقكم الله
ـ[رائد باجوري]ــــــــ[27 - 06 - 10, 06:49 م]ـ
وعليكم السلام
أحيلك أخي الكريم على كتاب العقد الثمين من قواعد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
لأخيك العبد الفقير إلى مولاه من جمعه وإعداده
صادر عن دار القاسم
لعلك تجد جوابا على سؤالك وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[27 - 06 - 10, 07:24 م]ـ
ليتك أخى تخبرنا بفتواه
بارك الله فيكم
لأن هذا الموضوع قد حدث بسببه بعض الإشكال ........
فقد كنت فى أحد المطاعم الشهيرة بالقاهرة وإذا بصورةكبيرة لأحد الدعاة _هداه الله _ مع صاحب المطعم!
فلما سالت بعض إخوانى قالوا أن الداعية يأخذ بفتوى شيخنا سماحة الوالدرحمه الله
وقد أخبرنى كذلك أن شيخنا الوالد الحوينى قد تكلم مع صاحب المطعم لنزع الصورة فآبى
_على أساس أنها تجلب الزبائن _
ـ[سليمان العتيبي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 09:27 م]ـ
بارك الله فيكم
فتواه موجودة حسب ما سمعت في شرحه لكتاب زاد المستقنع
وأذكر أني اطلعت عليه سابقا
ولكن لا يحضرني هل هو قيدها للضرورة أم مطلقا
فأتمنى ممن فهم فتوى الشيخ جيدا أن يجيبنا مشكورا مأجورا.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[27 - 06 - 10, 09:44 م]ـ
وعليكم السلام.
الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - لم يبح الصور الفوتوغرافية مطلقا، وقال إن التصوير للذكرى محرم.
وتجد كلامه بالتفصيل في هذه المسألة في كتابه البديع: (شرح رياض الصالحين).
ـ[حمد الكندي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 09:59 م]ـ
فتوى الشيخ رحمه الله قد طار بها أقوام ونازع بها آخرين، وللأسف الشديد ترى كثيرا من الناس قد حملوا فتوى الشيخ على غير محملها ..
وإليكم البيان، قال الشيخ في الشرح الممتع (2/ 203):
" ولكن يبقى النظر: إذا أراد الإنسان أن يصوّر هذا التصوير المباح، فإنه تجري فيه الأحكام الخمسة بحسب القصد، فإنه تجري فيه الأحكام الخمسة بحسب القصد، فإذا قصد به شيئا محرّما فهو محرما فهو حرام، وإن قصد به شيئا واجبا كان واجبا، فقد يجب التصوير أحيانا، فإذا رأينا مثلاً إنسانا متلبسا بجريمة من الجرائم التي من هي من حق العباد، كمحاولة أن يقتل، وما أشبه ذلك، ولم نتوصل إلى إثباتها ‘لا بالتصوير، كان التصوير حينئذ واجبا، خصوصا في المسائل التي تضبط القضية تماما، لأن الوسائل لها أحكام المقاصد، وإذا صور إنسان صورة يحرم تمتعه بالنظر إليها _ من أجل التمتع بالنظر إليها فهذا حرام ولا شك، وكالصورة للذكرى لأننا لا نقول: إنها غير صورة، بل هي صورة لا شك فإذا اقتناها فقد جاء الوعيد فيمن كان عنده صورة أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة .. "
ـ[سليمان العتيبي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 06:43 ص]ـ
الأخ حمد
والأخت السلفية
بارك الله فيكما وأعلى قدركما وجزاكما الله عني الجنة
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[28 - 06 - 10, 11:45 ص]ـ
اذا كنت تريد مزيد بحث في المسألة
فالشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان له بحث قيم في موقعه
http://www.saad-alkthlan.com/text-142(128/315)
" كائنة البقاعي وابن الفارض "، من المعارك التي قامت بين أهل السنة وأصحاب وحدة الوجود في القرن التاسع!!!
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 07:16 ص]ـ
الإمام البقاعي .. المفكر الثائر المجهول في عصر التقليد والخمول: خصومه تآمروا عليه .. وعبثوا بسيرته
كتبه: أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 2630 - 2009/ 4 / 28
مقدمة:
كان من الممكن أن يسير النصف الثاني من القرن التاسع الهجري في تثاقل ورتابة وجمود وسكون لولا أن ظهر الشيخ البقاعي وأحدث ما أسمته المصادر التاريخية " كائنة البقاعي وابن الفارض ".
وجدير بالبقاعي أن يحدث هذه الهزة في عصره، فلم يكن مجرد عالم مجتهد مفكر يسبح ضد التيار الصوفى السائد، وإنما كان إلى جانب ذلك يؤمن بما يقول ويعلنه بصراحة وقوة ويتحدى خصومه الأقوياء بالمجادلة بالحجة أو بالمبارزة بالسيف في حضور السلطان، مع أنه كان في ذلك الوقت شيخا طاعنا في السن. وحين عجزت مؤامرات خصومه عن النيل منه في حياته فإنهم حاولوا طمس الحقائق بعد وفاته، فلم يعرف الناس عن " كائنة البقاعي " إلا من خلال ما كتبه عنه خصومه، حتى كان لنا شرف اكتشاف الحقيقة ونشرها في رسالة علمية ومؤلفات لاحقة، تعتمد على اكتشافنا للمخطوط الأصلي الذي كتبه البقاعي بيده في التاريخ وسجل فيه ما حدث له. ومع أن خصوم البقاعي قد عبثوا بذلك المخطوط، بل وعبثوا بترجمة البقاعي في بعض الكتب الأخرى مثل تاريخ ابن الصيرفي " أنباء الهصر " مع ذلك فإن استنطاق الحقائق كان ممكنا لمن يفهم نبض الشارع المملوكي وخلفيته التاريخية.
عالم مجتهد ظلمه عصره:
1ـ والمؤرخ القاضى ابن الصيرفي كان أبرز ما يعبر عن المستوى العلمى و العقلى للقرن التاسع الهجرى، ويظهر ذلك خصوصا فى كتابه (الهصر).
وكان ابن الصيرفى معاصرا للبقاعى فى القاهرة المملوكية وكان أبرز من يعبر عن رأى العصر فى البقاعى، وقد شهد ابن الصيرفى (كائنة البقاعى)، وقد هاجم البقاعي في كتابه " أنباء الهصر " وأرخ لكائنة البقاعي من موقع التحامل على البقاعي، بل وكان من بين أولئك الذين تآمروا ضده كما نلمح بين سطور تاريخه، ومع ذلك فإنه حين مات البقاعي كتب ترجمة للبقاعى في " أبناء الهصر " وذكر بعض الحقائق عن فضل البقاعي وعبقريته إلا أنه سرعان ما كان يعود للهجوم عليه.
يقول ابن الصيرفي فى تاريخه (إنباء الهصر بأبناء العصر) إن البقاعي لازم الشيخ ابن حجر وتعلم على يديه. أى أن البقاعى قد حاز إعجاب شيخه ابن حجر لأنه رقاه وهو طالب وجعله قارئا للبخاري في حضور السلطان جقمق.
ويقول ابن الصيرفي إن ابن حجر كان يثني على قراءته وفصاحته ويعترف ابن الصيرفي بأن خصمه البقاعي يستحق ذلك ولكنه يسارع فينفي ذلك، يقول " وكان يثني على قراءته وفصاحته وهو كذلك مع الدين والخير إلا أنه كان سيء الأخلاق جدا .. نعوذ بالله " .. كيف يكون فيه دين وخير ويكون سيء الأخلاق جدا في نفس الوقت؟!
ويذكر ابن الصيرفي مؤلفات البقاعي بالإجمال وبعض التفاصيل، يقول " وصنف وكتب وضبط أسماء الرجال وخرج الحديث العالي والنازل " أي كان بارزا في علم الحديث والجرح والتعديل.
2 ـ إلا أن أعظم ما كتب البقاعي هو كتاب " مناسبات القرآن " وفيه ينشئ البقاعي علما جديدا يتحدث عن المناسبة بين الآية القرآنية وما قبلها وبعدها، والمناسبة بين السورة وما قبلها وما بعدها وهو علم يعتمد على فهم كامل للنسق القرآني وتدبر عميق للآيات وسور القرآن الكريم، هذا في الوقت الذي انصرف جهد العلماء المجتهدين قبله إلى تفسير القرآن نحويا ولغويا وإيراد الأقاويل ونقل الروايات حتى المتعارض منها ..
وقد اجتهد البقاعي في هذا الباب الجديد من العلم (علم المناسبة) وهو علم عقلى بحت فى فهم القرآن، سبق فيه البقاعى عصره، فى وقت ساد فيه التقليد و انحدر فيه المستوى العلمى الى مجرد اجترار ما قاله السابقون دون عقل او فهم.
كتب البقاعى في (علم المناسبة) مؤلفه العبقري " نظم الدرر " في ستة مجلدات لا تزال مخطوطة حتى الآن فيما نعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/316)
والغريب أن جلال الدين عبد الرحمن السيوطي الذي كان خصماً للبقاعي قد سطا على كتاب البقاعى بعد موت البقاعى،وأوجز كتاب البقاعي في رسالة صغيرة سماها " تناسق الدرر في تناسق السور " ونقل فيها خلاصة فكر البقاعي ونسبها لنفسه، ومع ذلك فإن تلك الرسالة الصغيرة مطبوعة، بينما يظل كتاب البقاعي مخطوطا منسيا مظلوما كصاحبه!
ويذكر ابن الصيرفي في ترجمة البقاعي ما حدث للبقاعي حين ألف هذا الكتاب فكوفئ من عصره بالاضطهاد يقول: " وصنف كتابا في مناسبات القرآن فقاموا عليه وأرادوا إحراق الكتاب وتعصب عليه جماعة وأغروا به الأمير تمربغا .. "
وبعد هذا الخبر الذي ينقله ابن الصيرفي عن التآمر على البقاعي وكتابه " المناسبات القرآنية " يحدث قطع في مخطوطة ابن الصيرفي وتضيع الصفحات التي تتكلم عن تلك المؤامرة، وينبه محقق المخطوطة وهو الدكتور حسن حبشي على ضياع تلك الأوراق ولا يذكر السبب، وعندي أن السبب هو امتداد التآمر على البقاعي بعد موته والتلاعب لطمس الحقائق، وفعلوا نفس الشيء مع كتاب البقاعي نفسه في التاريخ وهو " الزمان بتراجم الشيوخ والأقران ".
3 ـ وكتب البقاعي كتابين في الهجوم على " ابن عربي " و " ابن الفارض " وهما " تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي "، " تحذير العباد من أهل العناد " وقد أورد فيهما أقوال ابن عربي وابن الفارض في عقيدة الاتحاد الصوفية.
وابن عربي وابن الفارض ماتا قبيل العصر المملوكي " 632 هـ، 638 هـ ولكن كان لأتباعهما سطوة في عصر البقاعي، وكان منتظرا أن يقاسى البقاعي الاضطهاد من الصوفية الذين تحكموا في الحياة المملوكية في ذلك الوقت، وجدير بالذكر أن الشيخ عبد الرحمن الوكيل يرحمه الله – وهو الرئيس الأسبق لجمعية أنصار السنة بمصر قد حقق كتابي الشيخ البقاعي ونشرهما في كتاب واحد بعنوان " مصرع التصوف ".
4 ـ ولم يكتف البقاعي بالاجتهاد الفكري في عصر الجمود والانغلاق وإنما أعلن دعوته في المسجد الذي كان يلقي فيه دروسه وهو جامع الظاهر بيبرس، ووقف بنفسه يواجه سخط الصوفية والعوام والفقهاء والمماليك، وحدث ذلك 874: 875 هـ وهو ما يعرف بـ " كائنة البقاعي وابن الفارض ".
وقد ذكرت المصادر التاريخية أحداثها في غير ترتيب وفي غير إنصاف لأنهم كانوا خصوما للبقاعي مخالفين له في الرأي.
موجز كائنة البقاعي
1 ـ بدأت " كائنة البقاعي " يوم الاثنين 14 شوال 874 هـ حين ذهب البقاعي لكاتب السر أو سكرتير السلطان قايتباي، وهو ابن مزهر الأنصاري، وسلمه البقاعي رسالة تتضمن الحكم بتكفير عمر بن الفارض بسبب ما قاله ابن الفارض في قصيدة التائية الكبرى، وقد أورد البقاعي نص هذه الرسالة في تاريخه، ويبدو من دراستها أن البقاعي درس عقائد التصوف جيدا وأورد أقوال الفقهاء السابقين الذين حكموا بتكفير ابن الفارض من قبل، وهو في هذه الرسالة يلقي بقفاز التحدي ضد عصره بأكمله حيث اعتاد الجميع توقير وتقديس ابن الفارض دون دراسة لأقواله. وفي معرض التحدي طلب البقاعي من رئيس الفقهاء ابن مزهر الإجابة، وبالطبع فليست هناك إجابة عملية إلا بالموافقة على رأي البقاعي مهما كانت مؤلمة.
2 ـ وقبل أن يرسل البقاعي لكاتب السر ابن مزهر أرسل منها نسخا لبعض أصدقائه ومنهم ابن الديري، وعلم الصوفية بما حدث فأرسلوا يحتالون على ابن الديري لأخذ رسالة البقاعي منه، بحجة أن كاتب السر يريد الإطلاع عليها، وعلم البقاعي بتلك الحيلة فأذن لهم بنسخ الرسالة بشرط أن يردوا عليها ردا علميا، فعجزوا عن الرد فعلم البقاعي أنهم سيلجأون للمكر والتآمر، خصوصا وأن معهم العوام والمماليك وكاتب السر ومعظم الفقهاء، وقد تزعم الصوفية في تلك الحرب الشيخ عبد الرحيم الفارضي شيخ الطريقة الفارضية المنسوبة لعمر بن الفارض. وبذلك بدأوها حرب إشاعات وتخويف وذلك في مجال يغلبون فيه البقاعي وهو فقيه ملتزم بالشرع يقول عنهم فى تاريخه المخطوط (الزمان بتراجم الشيوخ والأقران): " فشرعوا يشنعون علىّ وعلى من أيد مقالتي، وانبثوا في البلد وهم كثير ومعهم الجاه وهم أهل مكر وكذب .. وأصحابي قليل ولا جاه لهم، وهم مقيدون بقيد الشرع، لا يقولون إلا ما له حقيقة، سواء كان يعجب المخاطب أو يكرهه، فكثر الشغب في ذلك، وانتشر القال والقيل وعظم الشر ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/317)
3 ـ ويبدو أن البقاعي قد اجتذب لصفه بعض العلماء فأيدوه وإن كانوا قلة فهو يقول عنهم " وأصحابي قليل "، ويذكر في تاريخه أنه كان معه قاضي القضاة الحنفية ابن الشحنة وابنه عبد البر والبرهان الديري والبرهان اللقاني وابن أمام الكامليه وقاضي الحنابلة.
وبعضهم وقف مع البقاعي لأسباب خاصة ربما لم يعلمها البقاعي، فقد كانت العلاقة سيئة بين ابن الشحنة وابن مزهر كاتب السر صاحب النفوذ الأكبر فى عهد السلطان قايتباى، وابن مزهر الأنصارى هو المؤيد الأكبر للصوفية لذا اختار ابن الشحنة قاضى القضاة الحنفية تأييد البقاعي ليكيد لكاتب السر وليظهر للسلطان قايتباي جهله في العلم وعجزه عن الرد على رسالة البقاعي. وأيد البرهان الديري البقاعي لأن الديري كان قد عزل عن قضاء الحنيفية إلا أنه كان يتمنى العودة للمنصب وفقا لما ذكره صديقه المؤرخ ابن الصيرفي، لذا كان يجادل الشيوخ ويتعاظم عليهم، ووجد في البقاعي وعلمه متنفسا لرغباته.
4 ـ وأولئك الذين كان لهم مآرب في الزوبعة التي أثارها البقاعي علا صوتهم مع البقاعي تأييدا له لأغراض خاصة، وبحكم مناصبهم فقد جعلهم المؤرخ ابن إياس – الذي جاء فيما بعد – قادة للهجوم على ابن الفارض، يقول ابن إياس فى تاريخه (بدائع الزهور):" كثر القيل والقال بين العلماء في القاهرة في أمر عمر بن الفارض وقد تعصب عليه جماعة من العلماء بسبب أبيات قالها في قصيدته التائية .. وصرحوا بفسقه بل وتكفيره ونسبوه إلى من يقول بالحلول والاتحاد وكان رأس المتعصبين عليه برهان الدين البقاعي وقاضي القضاة ابن الشحنة وولده عبد البر ونور الدين المحلى وقاضي القضاة عز الدين المحلى وتبعهم جماعة كثيرة من العلماء يقولون بفسقه ".
5 ـ وخطط الشيخ عبد الرحيم الفارضي شيخ الطريقة الفارضية لقيام مظاهرة ضد البقاعي تبدأ بحفلة ذكر، ثم تسير في الشوارع لتجتذب العوام، ثم تذهب إلى بيت البقاعي ليبيحوا للعوام أن ينهبوه، ثم يفعلون نفس الشيء مع أصحاب البقاعي، وكاد ذلك يحدث لولا أن خافوا من تطور الأمور في غير صالحهم.
ثم فكروا في حيلة أخرى فأشاعوا أن البقاعي قد أفتى بتكفير من يسكت عن تأييده، وبذلك جعلوا الشيوخ المحايدين ينقلبون على البقاعي، وكان منهم الشيخ زين الدين الاقصرائي، ونجحوا أيضا في إثارة طلبة الجامع الأزهر ضده حتى كان البقاعي يخشى أن ينفذوا تهديدهم ويحرقوا بيته، ونجحوا في الضغط على كاتب السر ليعلن تأييده لهم، وحاول كاتب السر بن مزهر بدوره الضغط على أتباعه من العلماء ليفتوا بتأييد الصوفية وشيخهم ابن الفارض.
وحاول البقاعي الاجتماع بكاتب السر فلم يستطع، وحاول الوصول إلى الأمير الكبير يشبك أو من يليه فلم يستطع.
6 ـ وفي تلك الأثناء تتكاثر المنامات التي يشيعها الصوفية ومنهم المؤرخ ابن الصيرفي وزكريا الأنصاري، الذى حصل على لقب شيخ الاسلام فيما بعد حين أصبح زعيم الفقهاء فى القرن العاشر الهجرى مع مستواه العلمى البائس.
وتلك المنامات المصنوعة كان لها تاثير قوى فى الناس وقتها إذ كانت تتمتع بالتصديق و التقديس طالما رآها شيوخ يعتقد الناس فى ولايتهم. وكانت تلك المنامات المزعومة تتحدث عن خروج ابن الفارض من قبره وشكواه ممن يعترض عليه. وبسبب تلك المنامات اشتعل الجو بالغضب على البقاعي، ولكنه صمد في هذه الحرب النفسية لتهديد الصوفية وزعيمهم كاتب السر وصمد أمام محاولات بعض أصدقائه معه ليرجع عن أرائه بالوعد والوعيد.
7 ـ ثم بدأ الميزان يعود لصالح البقاعي بعد ذلك الصمود فكاتب السر رأي في النهاية أن يلتزم الحياد خوفا على منصبه، وطلب الاجتماع بالبقاعي، وهنا اشترط البقاعي أن يكون ذلك الاجتماع في خلوة، فخشي الصوفية أنه إذا اجتمع بالبقاعي فيصبح ضدهم لذلك سعوا في تعطيل ذلك الاجتماع ثم منعه، واستمر البقاعي في مسجده يهاجم معتقدات خصومه، وتكاثر الناس عنده، وما لبث العوام أن انقلبوا إلى صفه بعد أن كانوا من قبل أشد أعدائه لأنهم رأوه يستمر في دعوته بينما عجز خصومه عن الرد عليه.
بعض تفصيلات من تاريخ البقاعى المخطوط:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/318)
1 ـ حاول البقاعى الاتصال بالداودار الكبير يشبك ابن مهدى أو حتى بالداودار الثاني تنبك قرا فلم يستطع، كان له صديق ذو صلة بالداودار الكبير وقد عده بأن يصله بالداودار الكبير، ولكنه خاف من تهديد الطلبة بالجامع الأزهر وقد كانوا متأثرين بالتصوف وتقديس أوليائه، وقد هددوا بإحراق بيته فرجع عن تأييد البقاعي، وحاول البقاعي أن يجتمع بالداودار الكبير بنفسه فلم يستطع، ومع ذلك فقد جاءته أخبار سارة بأن بعض العلماء اجتمعوا بالداودار الكبير وأخبروه بالحق، ولكن ظل كاتب السر ابن مزهر الأنصاري يضغط على أتباعه من المشايخ لإصدار الفتاوي التى تؤيد الصوفية وأتباع ابن الفارض مما سبب في اشتعال الموقف ضد البقاعي، يقول البقاعي فى تاريخه المخطوط: (ثم سألت بعض أصحابي ليذهب معى إلى الداودار الكبير لأريه بعض ما أعلمه من كفر تائيتهم الصريحة ـ يقصد قصيدة التائية لابن الفارض ـ لأن ذلك الصاحب كانت له وصلة فمنعه أصحابه أن يذهب معى وقالوا أن أهل جامع الأزهر هددونا بأنهم يحرقون بيتنا يقصد الداودار الكبير بلا واسطة فلم يقدر الاجتماع به، وجدته مغلقاً عليه بابه وعند بعض الأمراء، وكان قصدي له بعد أن بلغني أن بعض من يسره الله للخير قد اجتمع به وأخبره أنما نحن فيه هو الحق وحدثه بأقوال أهل الوحدة ـ أى مذهب وحدة الوجود كابن عربي وابن الفارض الذين لا يرون فارقاً بين الخالق والمخلوق ـ فقاله له لعلهم مثل النسيميةـ وهم طائفة صوفية ملحدة منحلة خلقياًـ فقال نعم: فقالـ أى الداودار الكبير ـ أن النسيمية يتكلمون بأشياء صعبة وكذا قال ذلك الرجل. فشد بذلك قلوبنا بعض الشد، وقصدت الداودار الثاني تنبك قرا فلم يقدر به اجتماع فرجعت إلى بيتى وأنا في غاية الكسرة، وكان ذلك يوم الجمعة ثاني عشر من ذى الحجة من هذا العام 874، وكان الأمر يتزايد كل يوم بل كل لحظة بما يظهره كاتب السر من الفتاوي في القلعة ويقرره من الكلام في ذلك فصار البلد كله شعلة نار، القلعة وما دونها،).
2 ـ ثم تأتى أوراق أخرى في مخطوطة البقاعي تتحدث عن حربهم النفسية ضده ومخاوفه ثم محاولات بعض أصدقائه إثناءه عن أرائه وتهديده وإغرائه، ويرسم البقاعي صورة صادقة لما اعتمل فى نفسه من مشاعر انتهت إلى تمسكه بالحق مهما حدث له فنراه يطلب منهم واحداً من ثلاثة أما المجادلة وأما المباهلة وإما المقاتلة، ولا زال بأولئك الذين أوتوا للتأثير عليه إلى أن تأثروا هم به وأصبحوا من مؤيديه .. يقول البقاعى: (صاحوا وأجلبوا وأظهروا أنهم أظفروا بى، فيرسل لى كاتب السر من يخيفني وأنا في غضون ذلك أسأل الله أن ينزل على السكينة ويلزمنى كلمة التقوى فألقى الله سبحانه في قلبي من الثبات ما لا يحصر، فآخر ذلك أنه ـ أى كاتب السر ـ أرسل إلى الناصري محمد بن جمال الدين الشهابي أحمد بن السخاوي .. وهما من أصدقائى فقالا كلاماً كثيراً منه: إنا رأينا ما لم تر وسمعنا ما لم تسمع والأمر عظيم ونحن نشير عليك أن ترجع عما أنت فيه وقد فعلت أكثر مما يجب عليك، والقاضى أى كاتب السر يريد أن ينصحك ويقول أن الناس كلهم عليك، السلطان فمن دونه، وأصحابك كلهم صاروا عليك، فقلت: أنى والله قد وضعت بين عينى القتل بالسيف والضرب إلى أن أموت منه فرايته أهون عندي من أن يُجهر بالكفر في بلد أنا فيه ويقال أن الصلاة حجاب والصوم حجاب والقرآن باطل أو شرك (وهذه شطحات الصوفية من أصحاب وحدة لوجود) ويُراد خلع الشريعة لمحمدية ويظهر دين الكفر على دين محمد صلى الله عليه وسلم، فإما أن يعيننى الذين يريدون سكوتى بمال أقدر به على الانتقال من هذا البلد فإنه والله لو كان معى مال أتجهز به هاجرت منها، وإما أن يختاروا منى واحدة من ثلاث بحضره السلطان والقضاة الأربعة وساير العلماء، وهى: المجادلة ثم المباهلة ثم المقاتلة، فيعطينى السلطان سيفاً وترساً ويعطي أشبهم ـ أى أكثر شباباً ـ سيفاً وترساً ويخلى بيننا قدامه في حوش القلعة وينظر ما يكون منى على شيخوختى فإن قتلت كنت شهيداً وإن قتلت خصمى عجلت من أٌقتله في النار، والأمر كما قال الله تعالى: قل هل تربصون بنا إلا إحدي الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا، ثم قلت لهم أنى أطلب منكما أن تسمعا لى في هذا المذهب الخبيث، فقالا: أنه يؤولون ما في التائية ـ أى قصيدة ابن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/319)
الفارض التائية ـ ويتناشدونها بحضرة كاتب السر ويطيبون لما ينشدونه منها، فقلت: اسمعا، وقرأت لهما من كلام ابن عربي فصلاً فكان ابن جمال الدين يذكر بعض ما سمع من تأويلاتهم فأرخى له وأقول له اسمع، فلما تكرر على سمعه كفره وقال بحدة مفرطة: لعن الله من يقول هذا أو يستجيز سماعه، وتفرقا وهما يكادان يتزايلان غضباً.)
3 ـ وعرف الصوفية فبذلوا جهدهم حتى لا يحدث اجتماع بين البقاعي وكاتب السر مخافة أن ينجح البقاعي في إستمالة كاتب السر إليه، يقول البقاعي: (فكأنهم سعوا في عدم إرساله إلىّ فإنهم يعلمون أن ما أقوله لا يسمعه مسلم إلا نفر منه أشد نفرة، ولما عملت الميعاد أى الندوة في جامع الظاهرى الحسينية يوم الجمعة .. وكان في قوله تعالى في سورة التغابن: زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا .. إلى قوله تعالى: وعلى الله فيتوكل المؤمنون، قررت لهم أمر البعث وأمر التوحيد وقلت أن فرعون ادعى أنه الرب الأعلى فعليه لعنة الله، وثمة طائفة تنصر مذهبه ويدعون أنهم يصلون إلى الله من طريق غير طريق نبيه محمد (ص) وقد كذبوا وكفروا وهم أذل وأقل عددا، ووصلت هذا بما يلائمه من إحاطة رسالة النبى (ص) ومن وعد الله بإظهار دينه على الدين كله إلى غير ذلك من المرققات، إلى أن ضج الحاضرون ودعوا على من يتمذهب بذلك المذهب الأخبث ودعوا لى بالنصرة ونحو هذا، وكان مجلساً حسناً.)
4 ـ وبسبب ثبات البقاعي بدأت المشاعر تتجه نحوه وتميل عن الصوفية، وذلك هو الشأن في دعوات الحق التى تواجه العقائد الضالة، فتلك العقائد الضالة تستند إلى خرافات اكتسبت قدسية لمجرد أن القرون مرت عليها دون أن تجد من يتصدى لتنفيذها، فإذا وجدت عالماً شجاعاً يفعل ذلك ثار عليه المدافعون عن تلك الخرافات والأشياخ الذين يستفيدون منها وحاولوا إخافته بما ترسب في وجدانهم من خوف من الاعتراض على تلك الخرافات، فإذا ثبت صاحبنا على مبدئه ورأوا أنه لم تحدث له كارثة بسبب اعتراضه يبدأ الموقف يتغير لصالح، وذلك بالضبط ما حدث في كائنة البقاعي وما يمكن أن يحدث في أى حالة مماثلة.
ونرى العوام في بداية الأمر كانوا ضد البقاعي حتى لقد كانوا يؤذون أتباعه في الطرقات، وحتى لقد فكر خصمه عبد الرحيم أن يقودهم في مظاهرة لتقوم بقتل البقاعي وتنهب بيته، ثم بعد أن ظل البقاعى متماسكاً صامداً يقرر رأيه في المسجد جاءوا إليه يستمعون، وضجوا يؤمنون على دعواه على خصومه.
يقول البقاعي يصف ذلك التطور المبشر في قضيته: (وكان مجلساً حسناً، ثم اطلعت على أن الله تعالى أيدنى عليهم حال استفتائهم بأمور منها، أنهم استفتوا قاضى الحنابلة المعز ابن نصر الله الكناني فكتب لهم بتكفير ابن الفارض وكل من تمذهب بمذهبه واحتج لذلك وذكر من قال به من العلماء، وأطال في ذلك، وأن البرهان بن العبري قال لعبد الرحيم، والله أنى لأخاف على رقبتك أن تضرب فاستمع منى فإني ناصحك ولا تغتر بمن يغرك، وكذا قال لهم البرهان اللقاني).
إذن تشجع بعض الساكنين فأفتوا بتأييد البقاعي، بل وبدأ بعضهم يخوف عبد الرحيم بعد أن كانوا يخوفون البقاعي من قبل، وازداد أنصار البقاعي وتحول الرأي العام نحوه، يقول البقاعى: (ثم عدوا .. من معى ستة قاضى الحنفية المحب بن الشحنة وولده السرى عبد البر والكمال ابن إمام الكاملية وقاضى الحنابلة المشار إليه والبرهان اللقاني، ولما رأى الناس تطاول القضية وهم دابرون ـ أى منهزمون ـ ولا يظهر لهم أثر مع أنى جالس في مجلسى على أحسن حال لم اجتمع بأحد علموا أنه لا قوة لهم فأطلق الله ألسنتهم بالثناء على وبان العز .. ) وما بعد ذلك ضائع من المخطوطة.
كان الأولى بقاضى الحنابلة عز الدين الكناني أن يكون أول من ينكر على الصوفية تِأسيساً بابن تيمية الحنبلي في القرن السابع ومدرسته من الفقهاء، ولكن المهم أن صمود البقاعي أمام حرب التخويف والأعصاب جعلته يكسب في النهاية، ولما تطاول عليه الأمر دون أن يحدث له سوء بدأ العوام يغيرون رأيهم فيما فمالوا نحوه، وتعين على أعدائه من الصوفية أن يقبلوا المجادلة معه حسبما طلب، وكان ذلك في حد ذاته مشكلة عويصة لهم، فهم يدافعون عن مذهب لا يعرفون عنه شيئاً ويؤمنون بعقائد لا تستقيم مع العقل ولا مع الدين الحقيقي، وخصمهم البقاعي أعرف بمذهبهم منهم وهو أقدر على إفحامهم في الجدال، يقول البقاعي: (
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/320)
عقدوا المشورة في أمرى عدة مرات، يديرون الرأى فيمن ينتدب لى في المناظرة وقت عقد المجلس، وكلما أعدوا واحداً للمناظرة قالوا هو فقيه فج يفوقه البقاعي بالمعقولات ـ أى بعلم المنطق ـ وإن ذكروا واحداً جمع النقل والعقل قالوا يفوقه بالتبحر في السنة، وإن رأوا آخر ظنوه جامعاً لذلك قالوا يفوقه بالتفوق وقوة العارضة والصلابة، فكان ذلك من أعظم المؤيدات وازدادت قوتى وضعفت قوتهم، فسافر عبد الرحيم إلى رزقه له ـ أى ضيعة ـ في الريف وخف الهرج والمرج في ذلك.)
موقف القاضى المؤرخ ابن الصيرفى من كائنة البقاعى:
1 ـ التجاهل
والعجيب إن كل ذلك الهرج والمرج لم يذكر عنه المؤرخ ابن الصيرفى شيئا، مع أنه كان لصيقاً بكاتب السر ابن مزهر الأنصارى متتبعا اخباره، ومهتماً بما يحدث في مجتمع الفقهاء والأشياخ، ولا شك إنه كان منغمساً فيما يحدث ضد البقاعى إلا أنه على العكس من ذلك تجاهل كل ما حدث فى كائنة البقاعي سنة 874، بل أنه اختصر أخبار شهور شوال وذى القعدة وذى الحجة التى حدثت فيها كائنة البقاعي في هذا العام سنة 874 فاحتلت صفحتين فقط في كتابه مع أن العادة أنه يكتب عشرات الصفحات في أحداث الشهر الواحد.
وبدأ البقاعي يذكر أول أخبار عن كائنة البقاعي في أول محرم 875ن فهو يقول: (فيه صعد قضاة القضاة ومشايخ القضاة ومشايخ الإسلام لتهنئتة السلطان بالشهر العربي على العادة ولم يتكلموا في شيء من أمر ابن الفارض لا بنفي ولا إثبات، وطلع البرهان البقاعي في هذا اليوم قبل كل أحد وجلس بالجامع وصحبته كتب كبيرة، وليس راجعاً عما قاله في كلام الشيخ ابن الفارض وتكفيره، وبلغني من عدة جماعات أنه أوصى، ـ أى استعد للموت بالوصية ـ وعنده أن هذا الأمر ليس المتكلم فيه إلا قربة محضة ـ أى تقربا لله عز وجل واحتسابا ـ فإن قتل قتل شهيداً.)
وواضح مما ذكره ابن الصيرفي أن الشيوخ دخلوا على السلطان قايتباى يهنئونه بالشهر على العادة وقد تجنبوا الخوض في قضية البقاعي وتكفيره لابن الفارض، وفي نفس الوقت استعد البقاعي للمجادلة، وسبق الحاضرين في الحضور، واستحضر معه الكتب التى تؤيد كلامه، ولا ريب أن منها ديوان ابن الفارض وفيه التائية الكبري بالإضافة إلى فصوص الحكم لابن عربي والفتوحات المكية له، وغيرها من مؤلفات الصوفية أو مؤلفات المنكرين عليهم، وهو مصمم على رأيه، وقد بلغ ابن الصيرفي أنه قد كتب وصيته كأنه يتوقع الموت ويستعد له، وأنه يعتقد أن الأمر بالنسبة له قربة يتقرب بها لله، وهذا ما قرره ابن الصيرفي وهو كما سنعلم خصم في هذه القضية للبقاعي.
وواضح أن سكوت القضاة أمام السلطان عن الخوض في ذلك الموضوع وهو موضوع الساعة إنما كان بتأثير كاتب السر، وقد سعى في تأخير عقد ذلك المجلس ما استطاع خوفاً من أن ينتصر عليه البقاعي أمام السلطان، ولا شك أن مبادرة البقاعي بالمجيء مبكراً ومعه تلك الكتب قد أفزع كاتب السر، فذلك من شأنه أن يثبت للسلطان جهل خصوم البقاعى كلهم وأولهم كاتب السر.
وانتهى الأمر إلى لا شيء إذا أن خصوم البقاعي قالوا لكاتب السر: أن طلوع البقاعي على هذا الحال معناه أننا عنده أقل القليل وهذا ازدراء عظيم لا يحتمل، فقال لهم كاتب السر: لا أقدر أرد أحداً عن اعتقاده يقول البقاعي معلقاً "فعلم الآن أن لا شيء بيده".
2 ـ حرب المنامات:
وانتهى الأمر رسمياً بالإغضاء عن الموضوع وعدم عقد مجلس بشأنه، ولكن ابن الصيرفي لم يسكت ولم يسكت معه بعض ذيول الصوفية، يقول ابن الصيرفي ينشر دعايته ضد البقاعي "وقع لى من وجه صحيح أخبرنى به الشيخ العلامة الرباني شيخ الإسلام زكريا الشافعي أبقاه الله تعالى أن الجناب العالى العلائى على بن خاص بك صهر المقام شريف نصره الله، أنه ركب إلى جهة القرافة ورأى شخصاً أمامه عليه سمت وهيئة جميلة، فصال يحبس لجام الفرس وهو خلفه إذا وافي الرجل رجل عظيم الهيئة جداً فتحادثاً وانصرف الرجل المذكور أعنى الثاني فسأل سيدى على من الأول: من هو هذا الرجل؟ فقال له: أنت ما تعرفه؟ ثلاث مرات، وهو يقول لا. فقال: هذا عمر بن الفارض في كل يوم يصعد من هذا المكان وهو يسعى في أن الله تعالى يكفيه فيمن تكلم فيه" وذهب الرجل فلم يعرف من أى مكان توجه والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/321)
وهذه أسطورة حيكت لتجعل ابن الفارض يخرج من قبره ليدعو على من أنكر عليه، ومن شأنها أن تخيف أولئك الذين يقدسون الأولياء ويعتقدون في نفعهم وضررهم، وبعض من يقرؤها في عصرنا قد يتأثر بها، فكيف بهم في عصر قايتباى.
3 ـ محاولات الاعتداء على البقاعى
وذكر ابن الصيرفي حادثاً وقع يوم الجمعة 2 رمضان 875 يقول " أن البرهان البقاعي عمل ميعاداً بالجامع الظاهرى بيبرس البندقدارى خارج القاهرة بالحسينية (حى الظاهر الآن) فحضر جماعة إليه قصداً (أى عمداً) من معتقدى سيدى الشيخ عمر بن الفارض نفع الله به، وأساءوا عليه على ما بلغني، فشكاهم لقصروه الحاجب فطلبهم ورسم عليهم، ثم أن البقاعي طلب جماعة من جهته وأوقفهم في عدة مواضع ومفارق ومخارص من الطرقات وبأيديهم العصى والخشب، وقرر معهم إذا مروا عليهم فيضربونهم وينكلون بهم، فبلغ ذلك رئيس الدنيا ابن مزهر الأنصاري كاتب السر الشريف عظم الله شأنه فأرسل إليهم بداوداره بركات فأطلقوهم أى أطلقوا أولئك الذين قبض عليهم قصروه الحاجب وتكاثرت الأدعية له، حفظه الله تعالى على المسلمين.
ثم في يوم السبت ثالثة أى 3 رمضان أصبح البقاعي على ما أمسى وشكى خصومه لبيت الأمير تمر حاجبل الحجاب وأعلمه بما أراد، فاجتمع الجم الغفير والخلائق أفواجا وحضر من العلماء والفضلاء جماعات منهم الشيخ بدرالدين بن القطان والشيخ تاج الدين ابن شرف والشيخ الخطيب الوزيري، وبرزوا للبقاعي وطلبوه فحضر بين يدى الأمير المذكور وأراد الطلوع من المقعد فما مكنه خصومه ووقف من تحت المقعد وجلس المشايخ المذكورون وادعى على جماعة منهم فيهم شخص شريف حضروا إليه إلى مسجده ليقتلوه بطبر، فقال له الشيخ بدر الدين بن القطان: لا تقل مسجدى فإن المساجد لله وترضوا عن الشيخ عمر بن الفارض ولعنوا وكفروا من يكفره، وحصل له أى البقاعي بهدلة ما توصف، وانفصلوا على غير طائل، ولم يحصل للبقاعي مقصوده، ولا غرضه، فإنه مخمول سيماً أنه يتعرض لجناب سيدى الأستاذ العارف بالله عمر بن الفارض).
والصيرفي يوضح انحيازه ضد البقاعي في الفقرة الأخيرة، ويجعلنا لا نثق في صدق روايته للحادث، فلم نعرف منه أقوال البقاعي ولا رده على خصومه وإن كنا قد فهمنا منه أن بعضهم حاول إيذاءه وأنه استعان بأعوانه في حماية المسجد الذى يقرر فيه دعوته، وإن كاتب السر تدخل لإطلاق سراح أولئك المعتدين، وكذلك فعل أخرون حينما اشتكي البقاعي وأولئك الذين حاول قتله في المسجد، وانتهى الأمر علي غير طائل حسبما يقول ابن الصيرفي.
وتعرض ابن الصيرفي فيما بعد للبقاعي فترجم له في السنة التى مات فيها وحاول إنصافه، ثم ضاعت بقية الترجمة مثلما ضاعت صفحات من كائنة البقاعي في تاريخ البقاعي.
آثار كائنة البقاعي:
1 ـ وقد أثمرت حركة البقاعي هزة في تلك الحقبة الراكدة ظهر أثرها بين القضاة فانضم بعضهم إلى البقاعى فكون منهم جماعة أهل السنة على حد تعبيره، يقول في تاريخه المخطوط: (تخاصم شخص من جماعة أهل السنة يقال له محمد الشغرى مع جماعة من الفارضيين من سويقة صفية فرفعوه إلى قاضى المالكية البرهان وأدعوا عليه أنه كفر ابن الفارض فأجاب بأنه قال بأن العلماء قالوا بكفره، فضربه القاضى بالسياط وأمر بتجريسه بالمناداة عليه في البلد، هذا جزاء من يقع في الأولياء، ثم توسط القاضى الشافعي لدى المالكي حتى أطلقه من الحبس، وقال الشافعي: أيفعل مع هذا هكذا ولم يقل إلا ما قاله العلماء، ويرفع إليهم حربي ـ أى نصرانى أوربى ـ استهزأ بدين الإسلام في جامع من جوامع المسلمين ولا يفعلون به مثل ما فعلوا بهذا مع أنه حصل اللوم في أمره من السلطان ومن دونه ولم يؤثر شيء من ذلك .. هذا كله والحال أن البرهان المذكورـ أى القاضى المالكى سابق الذكر ـ قال لغير واحد: أن له أكثر من ثلاثين سنة يعتقد كفر ابن الفارض.).
وبمدرسة أهل السنة استطاع البقاعي أن يوقف الكثير من البدع مثل المصطلحات الجديدة التي أدخلها الصوفية في الأذن فوق المنابر.
2 ـ إن أثار حركة البقاعي لم تقتصر على الصراع السياسي وإنما امتدت إلى الناحية الثقافية والعقلية في ذلك العصر الراكد الساكن، فقد نشط خصومه فيما بعد للرد عليه فكتبوه "ترياق الأفاعي في الرد على البقاعي" والسيوطي الذى لخص البقاعي في المناسبات القرآنية لم يتورع عن الهجوم على البقاعي وحركته فألف كتاب "قمع المعارض في الرد عن ابن الفارض وبذلك حاولوا الرد على البقاعي وكتابيه "تحذير العباد" "وتنبيه الغبي".
وكأنها كانت قطعة حجر سقطت في بركة ماء ساكنة فأحدثت تموجات على السطح ولكن إلى حين، إذ ما لبث السكون أن عاد والحجر نفسه ما لبث أن غطته القواقع والطحالب، واستمرت البركة ساكنة بقواقعها إلى أن دهمها نابليون بونابرت فهرعوا إلى مقاومته بالأوراد وصحيح البخارى.
ختاما:
كائنة البقاعى هى مرحلة من مراحل الصراع بين دينى السّنة و التصوف، وتعتبر امتدادا لمرحلة الصراع الكبرى التى أشعلها ابن تيمية فى القرن السابق للبقاعى، ولكن من سوء حظ البقاعى أن جاء فى عصر خامل جامد. وهكذا كان حظ الإمام البقاعي المفكر الثائر المجهول في عصر الخمول.
==================(128/322)
مثقال ذَرًَة
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[27 - 06 - 10, 12:51 م]ـ
يقول الله تعالى: " ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره "
في التفسير الميسر الذرة: النملة الصغيرة
وفي تفسير البغوي
قال مقاتل: نزلت هذه الآية في رجلين،
وذلك أنه لما نزل "ويطعمون الطعام على حبه" كان أحدهما يأتيه السائل فيستقلُّ أن يعطيه التمرة والكِسْرة والجوزة ونحوها،
يقول: ما هذا بشيء إنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير كالكذبة والغيبة والنظرة وأشباه ذلك،
ويقول: إنما وعد الله النارَ على الكبائر، وليس في هذا إثم،
فأنزل الله تعالى هذه الآية يرغِّبهم في القليل من الخير أن يعطوه، فإنه يوشك أن يكثر،
ويحذرهم اليسير من الذنب، فإنه يوشك أن يكثر،
فالإثم الصغير في عين صاحبه أعظم من الجبال يوم القيامة، وجيمع محاسنه [في عينه] أقل من كل شيء.
قال ابن مسعود: أَحْكَمُ آيةٍ في القرآن "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره".
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسميها الجامعةَ الفاذَّة حين سئل عن زكاة الحمر
فقال: "ما أنزل عليَّ فيها شيءٌ إلا هذه الآية الجامعة الفاذَّة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره".
وتصدق عمر بن الخطاب، وعائشة بحبة عنب، وقالا فيها مثاقيل كثيرة.
وقال الربيع بن خيثم: مر رجل بالحسن وهو يقرأ هذه السورة فلما بلغ آخرها قال: حسبي قد انتهت الموعظة.
من الامثلة العملية على هذه الآية:
1 - قال صلى الله عليه وسلم: " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق "
2 - " إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك "
3 - " وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة"
4 - " وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة"
5 - " وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة "
6 - " وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة "
7 - " وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة."
8 - " لا تحقرن من المعروف شيئا أن تأتيه ولو أن تهب صلة الحبل"
8 - " ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تلقى أخاك المسلم ووجهك بسط إليه "
(الارقام مكررة لتكرار الجمل)
9 - "ولو أن تونس الوحشان بنفسك"
10 - " ولو أن تهب الشسع "
ومما سمعته من العلماء والشيوخ ومن تجارب الحياة:
11 - علم طفلا سورة قصيرة (الاخلاص، الكوثر .. ) فما دام يقرأها فلك اجرها
12 - وزع الاذكار او حصن المسلم على من تلقاه: فلك اجر من استفاد منها
13 - وزع الاشرطة على السائقين
14 - ارسل رسالة الى اصدقائك فيها ذكر او دعاء او حتى طرفة (فتكون ادخلت السرور على نفسه)
....(128/323)
مع سماحة المفتي،،، ضبط الفتوى
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 01:17 م]ـ
تابعوا الليلة على قناة المجد مع الأستاذ المبدع الدكتور فهد السنيدي متعه الله بالصحة والعافية لقاءاً مهماً:
يعرض فيه مع سماحة المفتي حفظه الله وضيوف آخرين لمسألة ضبط الفتوى
في برنامج (ساعة حوار) الساعة 9,30
والله ولي التوفيق(128/324)
أرجو شرح خطبة الحاجة شرحا مستفيضا و أهميتها.
ـ[أبو جاد التونسي السلفي المهاجر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:15 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هذا نص الخطبة , (بحثت عن كتاب العلامة الألباني فلم أجده) , فمن من طلبة العلم من يعطينا شرحا وافيا و يبين أهمية الخطبة و هل يلزم بها كل خطيب متبع للسنة؟
خطبة الحاجة
إن الحمد لله نحمده، و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرورأنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.وأ شهد أ ن محمداً عبدُه ورسولُه.
(يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلاوأنتم مُسلمُون)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِيخَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَارِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِوَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً).
(يَا أيها الذينآمنوا اتقوا الله وقولوا قَولاً سَديداً يُصلح لَكُم أَعما لكم وَ يَغفر لَكُمذُنُوبَكُم وَمَن يُطع الله وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً)
أ مابعد، ثم يذكر حاجته.(128/325)
حقيقة حركة تحرير المرأة
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:28 م]ـ
من أهم أفكار ومعتقدات حركة تحرير المرأة حين تأسست ما يلي:
1 - منع الحجاب والنقاب.
2 - أن يكون الرجال مع النساء في كل المجالات في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، والأسواق.
3 - تقييد الطلاق بحيث يكون الطلاق في المحكمة.
4 - منع تعدد الزوجات.
5 - المساواة في الميراث مع الرجل.
6 - حق العمل (من دون إذن زوج أو ولي).
7 - المطالبة بالحقوق الاجتماعية والسياسية.
الذي لاحظته أن كل ما ذكر أعلاه يخالف شرع الله ولو تتبعت النقاط المذكورة واحدة تلو الإخرى لما إستطعت تطبيقها إلا بمخالفة الشرع وهذا دليل واضح جداً أن المستهدف هو الدين وأن هدم هيبة أحكام الله هو الهدف الأسمى للحركة وليس تحرير المرأة كما يزعمون.
المطلوب هو نشر العلم الشرعي الصحيح وتبيان خطر التنازل عن تطبيق الشرع في كل مناحي الحياة وعدم الالتفات للرد على معتقدات وأفكار مثل هذه الحركات على حساب نشر العلم الصحيح.
وكما يقولون: "خير وسيلة للدفاع الهجوم"
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[27 - 06 - 10, 11:22 م]ـ
أخي سعد بارك الله فيك ..
لدي استفسار: قيل لي ذات مرة أن من أعمالهم حذف نون النسوة حتى تكون هناك مساواة بين الرجال والنساء!؟
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:09 ص]ـ
وفيك أخي عمر
"وفي عام 1944م، وفي المؤتمر النسوي العربي انبرت هدى شعراوي، لتكمل المسيرة المنحرفة، حيث شاركت في ذلك المؤتمر وصادقت هي وقريناتها على قرارات منها ما ذكرت أخي الكريم
أنقل لك ما يدل على ذلك؛
" ... ثم في نهاية القرارات تقديم طلب بواسطة رئيسة المؤتمر إلى المجمع اللغوي في القاهرة والمجامع العلمية العربية بأن تحذف نون النسوة من اللغة العربية) [عودة الحجاب، د. محمد إسماعيل، ص (102)].
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=362018
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:11 ص]ـ
بالصور ... قبل عهد الإستعمار لا وجود لخدعة كشف الوجه فهل من عودة للحق اليوم
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=347068
ـ[بن خلف]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:43 ص]ـ
اعترفت المخابرات الأمريكية بأنها كانت وراء تمويل مجلات نسوية قبل عقود تصب في خانة إخراج المرأة من بيتها للعمل. وفي تصريح لأحد أفراد عائلة روكيفيلير الصهيونية فقد قاموا (اليهود المسيطرون على العالم الغربي حينذاك أكثر من بقيته، كما اليوم) بذلك حتى يفرضوا الضرائب على نصف المجتمع "المعطل" الذي كان قابعاً في البيت (يعنون النساء). هذا فضلاً عن إخراج المرأة من بيتها حتى يذهب الأطفال مبكرين للمدارس السائرة على نهج اليهود منهجياً ليتم تخريب النشء من سن صغيرة حتى يشبوا على ما يريده اليهود للمجتمعات الإنسانية، في إطار سعيهم الحثيث والدؤوب والمستمر لتخريب الفطرة البشرية وتقليل عدد ’الغوييم‘ (الأغيار) بكل الوسائل ...(128/326)
قولهم: (فلانٌ صَاحبُ سُنَّة) (1)
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رفع أقدار أهل السنَّة، وأسبغ عليهم وافر الفضل والمِنَّة، ووعدهم بالنُّضْرَة وأوجب لهم الجنَّة، وجعلهم من كيد أعداءهم في جُنَّة، أما بعد:
فإنَّ من مفاخر الأوصاف، وشريف التزكيات ... قول أئمتنا النُّقَّاد البهاليل (1)، في مَعْرِض التزكية والتعديل: (فلانٌ صاحبُ سُنَّةٍ) (2).
فما أجلَّ هذا الوصف، وما أجملَ بريقه، وما أحسن معناه وتركيبه، وهو لعمري وسامُ عِزٍّ يَتَقَلَّدُه المؤمنُ في زمنٍ أطلت فيه الفتن والأهواء والبدع المحدثة على الناس، لا أقول برأسها بل برؤوسها، ولا نجاة منها إلا بالتمسك بـ"السنة" والاعتصام بها كما قال الإمام الزُّهْرِيُّ: (كَانَ مَنْ مَضَى مِنْ عُلَمَائِنَا يَقُولُونَ: الاِعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ).
فمن ألزم نفسه اتباع "السنة" اعتقاداً وعملاً وهدياً وسلوكاً، أفلح وأنجح.
ولا مقام أشرف ولا أهدى من متابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم في أوامره وأفعاله وأخلاقه.
وشرف المؤمن ومنزلته إنما يقاس باتباعه، فكلما كان تَحَرِّيه للسنَّة أكثر كان بالدرجات العلى أحقّ وأجدر.
فـ"صاحب السنة" أكثر الناس تحرِّياً لـ"السنَّة" في أقواله وأفعاله، وسكونه وانفِعَاله، وصلاته وصِلاته، وقعوده وقيامه، ونومه ولباسه، وأكله وشربه،، وهديه وسمته، وعبادته ومعاملته، وفي شأنه كلِّه.
وهو أكثر الناس تعظيماً لها، وتمسكاً بها، ودعوةً إليها، وغَيرةً عليها، ودفاعاً عنها، ونصرةً لها.
فإن أَخَلَّ بشيءٍ من ذلك وأَنقَص، نَقَصَ نَصِيبُه من هذا الوصف بمقدار ما أَخَلَّ وأنقص.
وفي هذا يقول البربهاري في "شرح السنة": (ولا يحل لرجلٍ أن يقول: "فلانٌ صاحبُ سُنَّةٍ" حتى يعلم أنه قد اجتمعت فيه خصال السنة، فلا يقال له "صاحبُ سُنَّةٍ" حتى تجتمع فيه السنة كلها).
فهذا الوصف الرفيع -أيها الأفاضل- ليس ينال بالأماني والدعاوي، بل لا بد له من جهاد واجتهاد، وصبر ومصابرة، ... وما نيل المطالب بالتمني.
والمسكُ ما قد شَفَّ عن نَفسِه ... لا ما غَدَا يَمدَحُه بَائِعُه
وما استحق الإمام أحمد لقب "إمام أهل السنة" إلا بمحنة عظيمة ميزت الصادق من الكاذب، والقوي من الضعيف، حتى خرج منها -رحمه الله- ذَهَباً مُصَفَّى.
وأولى الناس بنيل هذا الوصف الجليل هم أصحاب الحديث.
ومما يقبح بالحديثي [المشتغل بالحديث] أن يَبْرَعَ في الآلة ويُخِلَّ بالغاية، فتجده يفني دهره في التصحيح والتضعيف، والتعليل والترجيح -ونِعْمَ العَمَل-، لكنه في ميدان الاتباع والتأسي والنصرة والدفاع -وهو الأهم- تجده فاتر العزم، بطيء الهمة، قليل العمل.
فالزم أيها الحديثيُّ "السنَّةَ" في خاصة نفسك، ولا تحك رأسك إلا بأثر، واعلم أنَّ الاتباعَ مفتاحُ السَّعادة، وعنوانُ صدقِ "المحبَّة" {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي}.
فالله الله -إخواني- بلزوم السنة، والعمل بها، والسعي على نشرها، والدفاع عنها -ما استطعنا- باللسان الناطق والقلم الناصح الصادق، ولا تخشوا في ذلك مَلاماً أو عِتَاباً.
اللهم اجعلنا بالسنة مستمسكين، وإليها داعين، وعن حياضها ذابين مدافعين.
اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن وصوارف المحن.
اللهم اقبضنا إليك غير مغيِّرين ولا مبدِّلين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب محبكم: السليل.
-------
(1) البهاليل: جمع بُهْلُولُ، وهو: السيد العزيز الجامع لكل خير.
(2) لا أظنه يغيب عن بالك -أيها الحديثي- أنَّ هذا الوصفَ متعلقٌ بأحد ركني التوثيق في باب الرواية، وهو (العدالة)، فلا يلزم من وصف الراوي بأنه (صاحب سنة) قبول روايته، فالعدالة وحدها لا تكفي ما لم تقترن بالضبط والإتقان.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:08 م]ـ
وأولى الناس بنيل هذا الوصف الجليل هم أصحاب الحديث.
ومما يقبح بالحديثي [المشتغل بالحديث] أن يَبْرَعَ في الآلة ويُخِلَّ بالغاية، فتجده يفني دهره في التصحيح والتضعيف، والتعليل والترجيح -ونِعْمَ العَمَل-، لكنه في ميدان الاتباع والتأسي والنصرة والدفاع -وهو الأهم- تجده فاتر العزم، بطيء الهمة، قليل العمل.
فالزم أيها الحديثيُّ "السنَّةَ" في خاصة نفسك، ولا تحك رأسك إلا بأثر، واعلم أنَّ الاتباعَ مفتاحُ السَّعادة، وعنوانُ صدقِ "المحبَّة" {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي}.
فالله الله -إخواني- بلزوم السنة، والعمل بها، والسعي على نشرها، والدفاع عنها -ما استطعنا- باللسان الناطق والقلم الناصح الصادق، ولا تخشوا في ذلك مَلاماً أو عِتَاباً.
بارك الله في أخي الفاضل الشيخ ياسر العسكر
تذكرة نافعة، ووصية مهمة في هذا العصر الذي أهدرت فيه قيمة السُّنِّي المتمسِّك، بل ربما وصف بالجمود والتَّحجُّر من بعض المميِّعين المحسوبين على الحديث وأهله.
صاحب السُّنَّة حقَّا هو من حقَّق مقام الإحسان، ولم يركن إلى تزكية من فلان أو فلان، فقد ظهر لأصحاب الحِجى أنَّ غالب التَّزكيات كانت سلعة رخيصة تعطى لمن وافق المشرب، وتنزع عن مستحِّقها ولو كان أولى النَّاس بها، لذا فلا تعجب حينما ترى من زُكِّي ووصف بأنَّه محدِّث سُنِّي ينقلب بين عشيَّة وضحاها إلى مدافع عن البدع وأهلها ومحام عنهم بحجَّة الإنصاف.
أسأل الله أن يعيننا على التَّمسُّك بالسُّنة والذَّبِّ عنها، وأن لا يضلَّنا عن الحقِّ بعد أن هدانا إليه.
لا تحرمنا من مشاركاتك النَّافعة وفقك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/327)
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:16 م]ـ
سليل الأكابر. عودا حميدا، و عزاً مجيداً.
قالةُ حُسنٍ أجادتْ بيان نفسها، و أجدتَ تبيان أُسها.
مكن السر هنا:
ومما يقبح بالحديثي [المشتغل بالحديث] أن يَبْرَعَ في الآلة ويُخِلَّ بالغاية، فتجده يفني دهره في التصحيح والتضعيف، والتعليل والترجيح -ونِعْمَ العَمَل-، لكنه في ميدان الاتباع والتأسي والنصرة والدفاع -وهو الأهم- تجده فاتر العزم، بطيء الهمة، قليل العمل.
فما أكثر من أعمل نفسه في تتبع أشكال العلوم، و أغفل، مهملا، نفائسَ الفهوم، فصار همه الظاهرُ تزيينا، و الصورة تمتينا، و عن الحقائقِ في معزلٍ، مُردياً روحه أسوأ منزلٍ.
مبارك أيها السليل النبيل، وما من كبيرٍ إلا كبيرٌ.
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 05:13 م]ـ
أخي الكريم الشيخ خالد بن عمر
أشكرك شكراً مضاعفاً ثلاث مرات (والتثليث سُنَّة)
أولاً: على تثيبتك الموضوع.
وثانياً: على حسن تعقيبك وإضافتك.
وثالثاً: على إظهار المستور وكشف المغطى.
وتقبل تحيات محبك
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[27 - 06 - 10, 05:24 م]ـ
أخي الحبيب ذو المعالي
سعادتي بتعقيبك ليس بأدون من سعادتي برؤية اسمك الكريم
ولئن تقطعت دوني ودونك حبال الوصال الدنيوي، لكن حبال الوصال الديني الأخروي باقية بإذن الله.
وإني أهنيك على وقوعك على مكمن السر في المقال، وهذا دليل على حِسِّك العالي يا (ذو المعالي).
وتقبل تحيات محبك
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 05:29 م]ـ
أخي الحبيب ذو المعالي
سعادتي بتعقيبك ليس بأدون من سعادتي برؤية اسمك الكريم
ولئن تقطعت دوني ودونك حبال الوصال الدنيوي، لكن حبال الوصال الديني الأخروي باقية بإذن الله.
وإني أهنيك على وقوعك على مكمن السر في المقال، وهذا دليل على حِسِّك العالي يا (ذو المعالي).
وتقبل تحيات محبك
سيدي الكريم. أنا السعيد بك. و لكن التواصل لا يكون إلا بلائقِ الحال، لكبير مثلك. سيكون بيننا تواصل قريب، فلا يُزار كبيرٌ إلا بإذنه. و إذن الروح و القلبِ أعظم. و إنك لآذنٌ، و إني لمتعرِّضٌ لنفحة الإذن الإلهي.
دم كبيرا يا عزيز المقام
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[27 - 06 - 10, 07:02 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا القدير، سليل الأكابر، وجامع المعالي والمفاخر .. أضاء الملتقى بإطلالتكم البهية، وقدمتكم الزكية.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[27 - 06 - 10, 07:48 م]ـ
قد أرسل لي حبيبٌ إشارةً لمقالك القيِّمِ؛ فدخلتُ لأقرأَه؛ فاستفدَّتُ مبنىً ومعنىً.
عوداً حميداً أيُّها السَّليلُ.
مقالٌ نفيسٌ؛ كنفاستِكَ أبا سعد.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 06 - 10, 08:49 م]ـ
لكنه في ميدان الاتباع والتأسي والنصرة والدفاع -وهو الأهم- تجده فاتر العزم، بطيء الهمة، قليل العمل.
شكر الله لك ونفع بما قلت
أكثر البلاء اليوم من ترك طلاب العلم بيان الحق والدفاع عنه، والركون إلى أمورهم الخاصة، وكأن الأمر الذي يحاك للدين ليل نهار = لا يعنيهم!
ومن حيل الشيطان على بعضهم: أنه مشغول برسالته أو دراسته، و بما هو أهم، وأنه يعِّد نفسه، وبأنه ليس فرض عين، و ... في سلسلة من المسكنات الشيطانية!
مع أنه قادر على الدفاع وبيان الحق بيسر وسهولة، ولا يأخذ من وقته مقدر ما يقضيه فيما لا يعنيه!
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[30 - 06 - 10, 02:53 م]ـ
الإخوة الكرام
أبو المقداد
خليل الفائدة
عبد الرحمن السديس
أبو الفرج الأثري
أسعدني مروركم
وسرني وجودكم
وتقبلوا تحيات محبكم
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[30 - 06 - 10, 02:54 م]ـ
أرى أسماء قديمة اجتمعت في هذه المشاركة
أسال الله الكريم أن يردها فإن الملتقى إلى أمثالها في أمس الحاجة(128/328)
الخطوط العريضة في نقد رأي الكلباني في إباحة الغناء.
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:49 م]ـ
رأيت كثيرا من الردود علي الكلباني ـ هداه الله ـ وهي آخذة بالزيادة ...
ومقالي هذا سأجعله يأخذ بمجامع نقده، ورؤوس الملاحظات على مقاله:
(تشييد البناء في إثبات حل الغناء).
وسأجعله خطوطا عريضة ...
كبوابات تؤدي لغيرها، وعلامات تنبه على ماوراءها ..
ولا أدعي التقصي.
راجيا منكم إكمال ماينقص.
1ـ لم يذكر الخلاف بطريقة العلماء فيذكر القولين معا وأدلتهما ويناقش الأدلة واحدا تلو الآخر
إلا إشارات عابرة ... هذا لايتناسب مع هذه الموضوع الشائك.مما يدل على ضعف تمرسه بهذا الفن.
2ـ كل المقال سرد لقول واحد هو الإباحة ... مما يضلل القارئ بما أنه لاقول غيره.
3ـ لم يتكلم عن الناحية اللغوية لمعاني الغناء وأن منه الحداء والإنشاد .. لينزل نصوص السلف على اي المعاني فحصل له اضطراب شديد.
4ـ طرح مقدمة عقلية وذوقية في بداية مقالة فتوافق مع طريقة استدلال المعتزلة والصوفية وأين مكان النصوص وتعظيمها؟.
5ـ حشد عن قوم كثيرين فهم عنهم فهما خاطئا يريدون الغناء الذي نسميه النشيد الإسلامي
وفهم الكلباني أنه بالمعازف.
6ـ ومع ذلك هذه الحشد جاء بلا بحث عن صحة أسانيده وتفتيش عن ضعفها وصحتها، فكان جماعا لكل ماتقع عينه عليه بلا دراسة.
7ـوهذاالحشد كثير منه أمراء وسلاطين وشعراء وأدباء ولأول مرة أرى هؤلاء يقتدى بمثلهم.
وكأن الكلباني ينادي على نفسه بالجهل.
8ـ الكلباني لم يكلف نفسه حتى بتنقية مصادره فكان حاطب ليل حتى في المصادر فينقل عن كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني .. والذي فيه من الطوام والكذب عللى السلف ما لله به عليم بل حتىالصحابة.بل ونقل عن (قوت القلوب) لابي طالب المكي وهو من كتب الصوفية وقد افتى الشاطبي أن العوام لايحل لهم مطالعته لما فيه من الطوام .... انظر كتاب (كتب حذر منها العلماء) للشيخ مشهور آل سلمان 1/ 49فكيف يستند إلى مثله وهو ينقل عن الصحابة والسلف
إباحة الغناء وكلنا نعلم ولع الصوفية به.
9ـ الكلباني لم يذكر في رسالته أرقام الصفحات ولاأرقام المجلدات مما هو دارج عند الباحثين في هذا العصر.
10 ـ لما أتى لرأي المذاهب الأربعة جعله سطرا واحدا واعتمد على نقل من وراء نقل من وراء نقل ... ولم يتعن البحث في كتبهم المعتمدة.
11ـ التناقض حيث انتقد أسلوب من ينتقده، وهو يرميهم بمثله أو أشد راجع آخر مقاله.
12ـ التناقض في اسم ابن رجب الحنبلي صاحب الفنون ... حيث أن ابن رجب من أكثر العلماء نكيرا على المغنين بالمعازف حتى أفرد فيهم مؤلفا مشهورا ... نقل فيهالإجماع على تحريمه ... فكيف هنا ينقل تحليله ..
ثم لاأعرف ان لابن رجب كتابا باسم الفنون إلا أن يقصد (ابن عقيل الحنبلي). (حسب علمي)
13ـ ادعى أن المسألة خلافية وهذا غير صحيح حيث أنه نقل الإجماع على تحريمه أكثر من عشرة من العلماء على مر القرون .. وابن حزم لايخرق الإجماع لأن الإجماع سابق عليه.
ويراجع للاستزادة شريط (الغناء في ميزان الإسلام)
للشيخ المحدث عبد العزيز الطريفي
وكتاب (الرد على القرضاوي والجديع) للشيخ عبد الله رمضان بن موسى
فهو غاية في هذا الباب.
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:58 م]ـ
أخي الحبيب لقد تكلم الإخوة الأفاضل في هذا الملتقى المبارك حول هذا الموضوع كثيرا فراجعه إن شئت
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:15 م]ـ
وكأنك تقرأ افكاري بمقالك
لله درك
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:38 م]ـ
مؤخرا على قناة العربية صرح الكلباني بأن الموسيقى من المشتبهات وليس فيها نص تحريم صريح إذ المحرم لابد أن يجتمع فيه النص الصحيح الصريح (هذا تنظيره للمسألة) وقد استأنس بقول المفتي بأن الموسيقى العسكرية ليست محرمة إذ سماعها ليس من قبيل التلذذ بها وقد وضع الكلباني في موقعه نص فتوى المفتي صوتيا
والحقيقة أن فتوى المفتي وفقه الله فيها شيء من الغرابة إذ ضابطه بعدم التلذذ لا يستقيم من حيث مصادمته للنص الشرعي بالنهي عن المعازف مطلقا
ـ[ابومالك السودانى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 07:44 م]ـ
من هو الكلبنى الذى تقصدون لكى نعلم معكم وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[27 - 06 - 10, 08:11 م]ـ
ردود العلماء علي الكلباني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1317156#post1317156
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[27 - 06 - 10, 09:37 م]ـ
http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=11888
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 09:43 م]ـ
أشكر للجميع المشاركة والتعليق ..
وهذا الموضوع نعم كثرت في المقالات وهذه ظاهرة طيبة ...
ومقالي جعلته ينحى منحى أساس الملاحظات بعيدا عن التطويل والتفصيل ..
فهو لمن هم أمثالي يملون من طول المقالة ..
ولكل مشربه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/329)
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 10:25 م]ـ
أخي الكريم سددك الله
الكلباني رجل لا يعد من طلبة علم فضلا عن العلماء حتى يؤخذ بقوله وأظنه
أراد شيئا فحصل عليه والله أعلم بالنوايا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1315032#post1315032
رابط ذو صلة , وصورة مع التحية للإدارة الموقرة لبيان سبب إغلاق الموضوع وقبله موضوعين لي بنفس الطريقة!!!(128/330)
كيف أقنع هذا الشاب بالزواج؟؟؟
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:02 م]ـ
يا إخوة كيف أقنع أحد معارفي الشباب بالزواج وهو يرفض بحجة أن أباه كان يقسو عليه ويسيء معاملته ويهجره ويؤذيه لإلتزامه فكان الشاب هذا يرد الأذى على أبيه ولا يصبر فهو يقول الآن أنه لو تزوج فسيصنع ابناؤه معه نفس الشيء، فقلت له أنت الأن شاب تتوق نفسك للزواج والفتن محذقة بك فتب إلى الله وتزوج ... لكن دون فائدة .... أعينوني كيف اقنعه!!!
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:22 م]ـ
هذا من تلبيس ابليس عليه
نسأل الله له الهداية واعلم أخي أبو محمد أنك على خير فعليك بالدعاء له وتذكيره بالتوبة والتركيز على مسألة حسن الظن بالله عز وجل
وتذكيره بفضله وأهميته والتحذير من سوء الظن به سبحانه ومن مداخل الشيطان
وأن هذا الصنيع إنما تخويف وتخذيل من الشيطان
وإذا استفحل الموضوع فاستعن بالله ثم بطبيب نفسي خبير فربما لديه (كبت نفسي) بسبب ضرب والده له فانعكس ذلك عليه بردة فعل نفسيه وخوف ووسواس
وكم من الحالات شفيت من أعراض (الخوف غير الطبيعي) أو نحو من ذلك بالطب النفسي أو ما يعرف بجلسات الإرشاد المعرفي السلوكي وقد اطلعت بنفسي على حالات قريبه من حالة صاحبك وعافاها الله مع الدعاء والتوعية كما ذكرت لك
والله أعلم
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 06:21 م]ـ
بسيطة!! يقولون في الفيزياء لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الإتجاه إطرح عليه هذه الأسئلة
1 - لماذا لا تريد أن تتزوج؟
ج: لأن أبي كان يؤذيني ويهجرني ويسيئ معاملتي وكنت أرد عليه ولا أصبر
2 - لماذا كان يسيئ معاملتك؟
ج: لأني كنت شابا ملتزما وهو لا يريد ذلك
3 - يعني أنت تخاف إذا تزوجت أن يخرج أولادك كذلك؟
ج: نعم
4 - ولكن أولادك إذا كانوا ملتزمين مثلك فأنت لن نؤذيهم وتسيئ معاملتهم أليس كذلك؟
ج: طبعا بالتأكيد
إذا زال الإشكال فأبوك كان لا يحب أن يكون إبنه ملتزما أما أنت سوف تربي أولادك على الأخلاق والدين وسوف تحبب إليهم الإلتزام فلن يضطروا أن يصبحوا مثلك لأن المانع غير موجود كلام منطقي أليس كذلك؟
ج: نعم نعم
ألست تزعم أنك ملتزم وملتزم ماذا تعني؟ تعني أنك تسير على منهج كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقد اضطررت أن تخالف أباك من أجل هذا المنهج أليس كذلك؟
ج: نعم
جواب خاطىء؟
ج: لماذا
لأن فعلك هذا لا يدل على أنك تسير على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حبب إليه من الدنيا النساء والطيب
ألم تعلم أن كثير من العلماء اختلفوا مع آبائهم يعني هذا الأمر طبيعي جدا خذ مثلا الشيخ الألباني رحمه الله خيره أبوه بين موافقته على المذهب الحنفي أو مغادرة البيت فاختار الشيخ مغادرة البيت
واطلب مه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم أن يتوضأ ويصلي ركعتين وأن يصلح الأمر مع أبيه إن أمكن وإلا فباب التوبة مفتوح وليتذكر أن الله حيي كريم يستحي أن يرفع عبده يديه فيردهما صفرا خائبتين
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:28 م]ـ
بارك الله فيكم ... ولكنه يقول أنه من سنن الله في الكون أن يهب لمن اذى أباه ولدا يؤذيه فكيف أرد عليه؟؟؟
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 06:45 م]ـ
دعه ولا تكثر عليه التأسفا(128/331)
ما حكم ما تفعله بعض الكليات يتم يوميا تعليق أسماء الغشاشين ليراها الطلاب
ـ[أبو نور و ضياء و صلاح]ــــــــ[27 - 06 - 10, 06:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فضح الغشاشين
في بعض الكليات يتم يوميا تعليق أسماء الغشاشين ليراها الطلاب , وفي كشوف النتيجة بدلا من درجاته يتم كتابة (غشـ ــــــــــــــــــــــــاش).
فهل من بيان الحكم الشرعي والأثر التربوي والنفسي لهذا الصنيع.وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 06:32 م]ـ
عجبا أين يحصل هذا الأمر في أي جامعة؟
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 06:34 م]ـ
اذكر لنا اسم جامعة محترمة يحدث فيها ذلك
ـ[أبو فهر المصري]ــــــــ[27 - 06 - 10, 06:55 م]ـ
عندنا في جامعة الأزهر يحدث ذلك.
ـ[بن الصلاح الشنقيطى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 10:34 م]ـ
وأحيانا يكتبون محول لمجلس تأديب عندنا فى الازهر
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 11:50 م]ـ
رأيي أن هذا من باب التعزير , وهو من صلاحيات ولي الأمر (وهو هنا رئيس الجامعة ومديرها ونحوه) والتشهير الحاصل فيه له مقاصد: منها انكفاف الغاش , فلا يغش ثانية.
زجر غيره فلا يعمل عمله لئلا يتعرض لعقوبته.
والله أعلم.
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:02 ص]ـ
و في الجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية يحدث ذلك!
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:42 ص]ـ
عجب من العجب ظننت أن هذا يحدث في غير الجامعات الإسلامية ولكن غش في الأزهر وفي الجامعة الإسلامية بالمدينة لماذا ينهك هؤلاء الذين يغشون أنفسهم بطلب العلم الشرعي أعتقد أن هذه العقوبة قليلة جدا بحقهم هؤلاء يجب أن يفصلوا فصل تام من الجامعة
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[23 - 07 - 10, 03:36 ص]ـ
صدقت ورب الكعبة(128/332)
إطلاق لفظ (مجمع) على المساجد
ـ[أبو نور و ضياء و صلاح]ــــــــ[27 - 06 - 10, 06:31 م]ـ
إطلاق لفظ (مجمع) على المساجد
هل هو إطلاق صحيح، أم هو تقليد كنسي، أم أنه مباح، نرجو التوضيح والبيان، لأنه يكثر في جوارنا إطلاق لفظ (مجمع) على المسجد، خاصة إذا كان يشتمل على بعض الخدمات ـ مشفى ـ روضة أطفال ـ ........ إلخ.(128/333)
هل يوجد بحث يتكلم عن احكام محرم المراة؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 08:04 م]ـ
السلام عليكم
هل يجد بحث يتكلم عن الاحكام الفقهية المتعلقة بمحرم المراة؟
مثلا:
1 - من هو الشخص الذي يكون محرما؟
2 - ما هي الامور التي يشترط لها وجود المحرم؟
3 - هل النساء تكون بمثابة المحرم فيجوز للمراة الحج مع جماعة النساء؟
4 - هل الاخت للاخت محرم؟ بمعنى هل يجوز للمراة ان تسافر مع اختها وزوج اختها سفرا طويلا؟
5 - هل سكن المراة مع اختها في بيت واحد يرفع الخلوة مع زوج اختها؟
5 - هل تختلف الاحكام بين ام الزوجة المحرمة تحريما مؤبدا وبين اخت الزوجة المحرمة تحريما مؤقتا؟
وهناك اسئلة كثيرة
فهل يوجد بحث في ذلك؟(128/334)
ردود العلماء علي الكلباني
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[27 - 06 - 10, 08:10 م]ـ
الشيخ عبد العزيز الفوزان
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=100479
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=100632
الشيخ خالد المصلح
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=100518
الشيخ ناصر العمر
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=100519
الشيخ يوسف الأحمد
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=100634
الشيخ سعد الشثري
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=100517
الشيخ عبد الرحمن السديس
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=100633
الشيخ محمد الدريعي عضو هيئة التدريس بجامعة محمد بن سعود
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=100631
مداخلة مع الكلباني
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=100478
ـ[علي السلوم]ــــــــ[27 - 06 - 10, 08:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
نسأل الله تعالى الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد اللهم أهدنا جميعا إلى الحق
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[27 - 06 - 10, 09:23 م]ـ
الليلة على قناة المجد الساعة 9 ونصف مع الشيخ عائض القرني يختلله لقاء مع المفتي
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[27 - 06 - 10, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:25 ص]ـ
بوركت اخي
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 03:33 ص]ـ
كشف الغطاء عن أخطاء الكلباني في إباحته الغناء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215564
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 10, 05:37 ص]ـ
هدم ماشيده الكلباني في حل المعازف والأغاني ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=215435
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[04 - 07 - 10, 12:04 ص]ـ
ما شاء الله، تبارك الله!
جزاهم الله خيرا، ونفع بهم الأمة.(128/335)
كلية الدرايات الإسلامية بسراييفو-البوسنة.
ـ[جمعة العيد]ــــــــ[27 - 06 - 10, 09:15 م]ـ
السلام عليكم إخوتي الكرام. من منكم يعرف كلية الدراسات الاسلامية في البوسنة، فأنا أريد أن أسجل فيها بحث الدكتوراه في الدراسات الاسلامية،ولكن لم أحصل على أي معلومة بخصوص هذه الجامعة، علمت أن البوسنة بلد مسلم وفي أهله الخير الكثير، فهل من أخ يفيدني بشيء في ذلك الأمر، أو يعرف أحد الأخوة من البوسنة، ولقد سمعت أن في الأردن وكذلك في السعودية يوجد بعض الطلاب من البوسنة، أتمنى أن أتعرف على أحدهم قبل الذهاب إلى هناك. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا،
ـ[حامد الإدريسي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 04:08 م]ـ
لم البوسنة بالضبط:) هناك جامعة أم درمان في السودان فيها خير كثير كذلك:)
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 05:39 م]ـ
سأوافيك برقم صديق بوسني قريبا إن شاء الله (غدا أو بعد غد)
ـ[جمعة العيد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 05:44 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو محمد(128/336)
هل أهديه القرآن؟
ـ[وليد]ــــــــ[27 - 06 - 10, 09:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
سؤال إخوتي:
طلب لي زميل مسيحي نسخة من القرآن الكريم
فهل أعطيه إياه أم لا يجوز؟
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:35 م]ـ
قال الشيخ.د. خالد المشيقح:
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافَر بالقرآن إلى أرض العدو) وذلك مخافة أن يناله العدو بسوء، فإهداء المصحف للكافر أشد من السفر به لأرض العدو، وعلى هذا لا يجوز إهداء المصحف للكافر، ولكن إذا ظهرت منه قرائن الإسلام، والرغبة في الدخول في الإسلام فلا بأس أن تعطيه المصحف لفترة لكي يقرأ فيه، لعله يسلم ويدخل في الإسلام، وإن أمكن أن يستغنى عن ذلك بأن يعطى المصحف المفسر بحيث يكون مترجماً تفسيره فهذا أولى، وإذا لم يمكن ذلك وطلب المصحف فلا بأس إذا ظهرت منه القرائن الدالة على الهداية، ثم بعد ذلك يؤخد منه حتى يدخل في الإسلام.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
http://almoslim.net/node/52092
ـ[أبو مازن السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:40 م]ـ
قال الشيخ.د. خالد المشيقح:
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافَر بالقرآن إلى أرض العدو) وذلك مخافة أن يناله العدو بسوء، فإهداء المصحف للكافر أشد من السفر به لأرض العدو، وعلى هذا لا يجوز إهداء المصحف للكافر، ولكن إذا ظهرت منه قرائن الإسلام، والرغبة في الدخول في الإسلام فلا بأس أن تعطيه المصحف لفترة لكي يقرأ فيه، لعله يسلم ويدخل في الإسلام، وإن أمكن أن يستغنى عن ذلك بأن يعطى المصحف المفسر بحيث يكون مترجماً تفسيره فهذا أولى، وإذا لم يمكن ذلك وطلب المصحف فلا بأس إذا ظهرت منه القرائن الدالة على الهداية، ثم بعد ذلك يؤخد منه حتى يدخل في الإسلام.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
http://almoslim.net/node/52092
جزاك الله خيرًا شيخنا الكريم عبد الله المحمدي،
وجعل هذا النقل في ميزان حسناتك.
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 02:42 م]ـ
جزاك الله خيرآ ورزقك الفردوس الأعلى. . .
ـ[وليد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 10:00 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالله
انه عربي وزميلي في العمل وليس من خارج بلادنا
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 10:49 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالله
انه عربي وزميلي في العمل وليس من خارج بلادنا
في ظني أن مثل هذا الرجل لماذا يطلب نسخة من القرآن بالتأكيد يخالط قلبه شيء من الهداية يعني هل يريده ليدنسه وما إلى ذلك؟ هذا بعيد جدا ولو امتنع الأخ وليد عن إعطاءه نسخة بحجة أنه كافر لصار الأمر منفرا بالنسبة إلى ذلك المسيحي أعطه نسخة وتوكل على الله عسى أن يدخل الإسلام بسببك
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 11:14 م]ـ
فإهداء المصحف للكافر أشد من السفر به لأرض العدو،
http://almoslim.net/node/52092
عجبت من هذا القياس كيف يكون إهداء المصحف للكافر أشد من السفر به إلى أرض العدو
ـ[أبو مازن السلفي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 02:13 ص]ـ
عجبت من هذا القياس كيف يكون إهداء المصحف للكافر أشد من السفر به إلى أرض العدو
لعل مراده أخي الكريم أن السفر بالمصحف إلى أرض العدو،
لا يعني وقوعه في يد العدو حتمًا،
فقد يقع في أيديهم وقد لا يقع،
كمن يسافر بالمصحف إلى بريطانيا أو أمريكا.
بينما من أهداه إلى الكافر، فقد وقع في يده حقيقةً!
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 02:36 ص]ـ
لعل مراده أخي الكريم أن السفر بالمصحف إلى أرض العدو،
لا يعني وقوعه في يد العدو حتمًا،
فقد يقع في أيديهم وقد لا يقع،
كمن يسافر بالمصحف إلى بريطانيا أو أمريكا.
بينما من أهداه إلى الكافر، فقد وقع في يده حقيقةً!
أخي الكريم وهل يعجز العدو عن إحضار أي نسخة من القرآن في أي وقت شاء يبقى الأمر نسبي
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 06 - 10, 09:26 ص]ـ
الحمد لله: فهناك بعض الترجمات التي صدرت عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الخالية تماما من الآيات القرآنية.
أي ترجمة فقط.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[29 - 06 - 10, 10:58 ص]ـ
لو أعطاه إيَّاه على أنه (إعارة) يُرجعه بعد شهر مثلاً حتى يتمكن من قراءته
فإذا أرجعه إليه سليماً وعليه أثر القراءة وتأكَّد من رغبته في معرفة الإسلام
يُهديه إليه مع بعض الكتب المعرِّفة بالإسلام لعلَّ الله أن يشرح صدره للإسلام
ـ[وليد]ــــــــ[29 - 06 - 10, 11:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا إخوتي
وبارك فيكم(128/337)
وقفات مع الكلباني في رسالته في الغناء، للشيخ جلال بن علي بن حمدان السلمي
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:11 ص]ـ
وقفات مع الكلباني في رسالته في الغناء
للشيخ جلال بن علي بن حمدان السلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وبعد، فقد طلب مني بعض الإخوة الفضلاء أن أعلق على الرسالة الموسومة بـ تشييد البناء في إثبات حل الغناء، والتي كتبها الكاتب عادل الكلباني وفقه الله، وذهب فيها إلى إباحة الغناء مطلقا، فأجبته إلى ذلك رجاء حصول النفع، وبيناً لما أعتقده من الحق، فأقول مستعيناً بالله:
لي مع هذه الرسالة عدة وقفات:
الوقفة الأولى: وهي مع عنوان هذه الرسالة: تشييد البناء في إثبات حل الغناء، فهذا العنوان لا يتلاءم مع المقصود منها، إذ إن الظاهرَ من العنوان يدل على أن الكاتبَ يهدف من رسالته إلى العملِ على إثبات الحلِ للغناء، وجاء في تضاعيف سطورها ما يناقض ذلك، ونصه: ((ولكني أردت فقط الإشارة إلى أن القول بإباحته ليس بدعا من القول، ولا شذوذا، بل وليس خروجا على الإجماع)). اهـ.
الوقفة الثانية: لم يعمل الكاتب على توضيح المراد بالغناء في مقدمة رسالته، وهذا الأمر قد أوقع كثيرا من العامة في الفهم الخاطئ، فهم في الغالب لا يعرفون من لفظ الغناء، إلا ما كان مصحوبا بشيء من المعازف، والأمر على خلاف ذلك، فالغناء في اللغة يطلق على: الصوت المطرب الملحن، ومنه النشيد، وغناء الأعراب المسمى بالحداء، وكان المتعين على الكاتب البيان، ولا سيما أنه قد عمل على نشر رسالته في وسائل الإعلام، وهو بهذا يخاطب شريحة كبيرة من المجتمع، والحال أنه على غير دراية بصحة فهمهم، وقد وقفت على بعض العامة ممن قرأ الرسالة، وهو يقول: أن عمر رضي الله عنه يرى جواز الغناء، فلما سألته عن ذلك فسره بالموسيقى، وقبل ثلاث سنوات اتصل عليّ أحد العامة يسألني عن حكم الغناء، فأجبته في ذلك، وذكرت له أن الغناء غير المصحوب بشيء من المعازف حكمه الجواز، إذ هو من أمور العادات، والقاعدة في الفقه: [أن الأصل في العادات الإباحة]، أما إذا كان مصحوبا بشيء من ذلك فلا يجوز، وذكرت له حديث المعازف الذي سوف يأتي ذكره إن شاء الله تعالى، فلما فرغت من الجواب ذكر لي ذلك العامي أن الشيخ الكلباني يقول بالجواز مطلقا، فطلبت منه رقم الشيخ فاتصلت به، وعرفته بنفسي، وسألته عن الغناء فقال: هو جائز، فقلت: يا شيخ ولو كان مصحوبا بشيء من المعازف، قال: لا، لا يجوز إذا كان كذلك، فقلت له: يا شيخ اتصل علي أحد العامة، وذكرت له القصة، وأنه قد فهم منك الجواز، فقال: هذا بسبب فهمه الخاطئ، فقلت له يا شيخ: هذا فهم أغلب العامة، فقال لي: ماذا أفعل لهم، قلت له: يا شيخ هذا الكلام غير مقبول، فأنت ما مقصدك عندما تصديت لإفتائهم، ألا تقصد هدايتهم؟!، قال: بلى، قلت: فإن هذا لن ولم يحصل، بل قد حصل نقيض قصدك، وأشرت إلى كلام الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه، وهو أن المفتي لا بد أن يكون على دراية بألفاظ العامة التي يستعملونها حتى لا يقع الخطأ في الفهم، ثم انتقلنا إلى بحث مسألة الدف وحكمه، فلما طال الكلام طلب مني أن أزوره في مسجده، فقلت له: أنا أسكن بمكة. اهـ.
الوقفة الثالثة: قال الكاتب في مقدمة رسالته: ((فليس في شرع الله تعالى أن لا يستمتع الإنسان بالصوت الندي الحسن)).
وهذا الكلام فيه نظر: فالصوت الندي الحسن الذي يكون من امرأة، أو يخشى منه عدم أطهرية القلوب فإن الشريعة جاءت بمنعه، والنهي عن استماعه، قال تعالى: ((وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ))، فقد علل الحكم - أي الوجوب - في الآية بكونه أطهر لقلوب الرجال والنساء، والقاعدة في الأصول: [أن العلة تعمم معلولها أي الحكم]، فكل ما ينافي أطهرية القلوب فهو محرم، وكل ما يحصلها ويحققها فهو واجب.
الوقفة الرابعة: قال الكاتب -وفقه الله-: ((بل جاء فيه ما يحث عليه ويشير إليه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: علمها بلالا، فإنه أندى منك صوتا)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/338)
وهذا الكلام فيه نظر: فليس في هذا الحديث ما يدل على الحث على سماع الصوت الندي كما ذكر، بل غاية ما فيه: أن تحسين الصوت بالأذان مقصود، وأنه يشرع اتخاذ المؤذن المتصف بحسن الصوت.
الوقفة الخامسة: قال كتاب الرسالة: ((وإنما عاب الله تعالى نكارة صوت الحمير، {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}، ومن المثير للتأمل أن الإشارة إلى نكارة صوت الحمار جاء في نفس السورة التي يَسْتَلُّ منها المحرمون للغناء دليل تحريمه! ومن غير المعقول أن يطلب الله من الإنسان بعد أن أودع فيه هذه العاطفة نزعها أو إماتتها من أصلها)).
هذا الكلام فيه نظر من جهة الأسلوب والمعنى: أما من جهة الأسلوب فلأنه قال: عاب الله نكارة صوت الحمير على أن هذا هو مدلول الآية، والصحيح أن يقال: عاب الله صوت الحمير إذ وصف صوتها بأنه أنكر الأصوات، وعيبه سبحانه مستفاد من إقراره للعبد الصالح لقمان، وأما من جهة المعنى: فلأنه ليس في الآية ما يثير التأمل على الوجه الذي ذكر الكاتب، فالله سبحانه لم يقل ليس من الأصوات ما ينكر إلا الحمير حتى يعتمد عليها في هذا الموطن، وإنما أخبر أنه أنكرها، فقد يكون ثمة ما ينكر غيره، والأمر كذلك، ثم إن قوله تعالى: (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) تعليل لقوله: (واغضض من صوتك)، ويؤخذ من هذا أن نكارة صوت الحمير حاصلة من جهة منافاتها لغض الصوت أي خفضه، ومن الغناء ما هو على هذا الوصف.
ثم إن كلامه يوهم بأن من قال بالتحريم (أي تحريم الغناء المصحوب بالمعازف) إنما يستدل فقط بدليل واحد مذكور في هذه السورة، وليس الأمر كذلك على ما سوف يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
الوقفة السادسة: قال كتاب الرسالة: ((وقد ذكر الأطباء منذ القدم أن الصوت الحسن يجري في الجسم مجرى الدم في العروق فيصفو له الدم وتنمو له النفس ... )).
هذا الكلام فيه نظر من جهتين:
الجهة الأولى: خطأ منهجي في الكتابة: فإنه من غير المناسب ذكر مثل هذا الكلام في رسالة قصيرة لا تتجاوز عشرة صفحات مقصودها وما ينادي به عنوانها إثبات الحل للغناء مطلقا.
الجهة الثانية: أن الصوت الحسن قد يؤدي إلى نقيض ما ذكر الكاتب، فقد يجلب الهم، ويشرد الذهن، ويضعف الهمة ... إلخ، ولا سيما إذا كان مصحوباً بالمعازف، وشواهدُ الواقع قاضية بذلك.
الوقفة السابعة: قال كاتب الرسالة: ((وقد صح عن عمر رضي الله عنه، أنه قال: الغناء من زاد الراكب، وكان له مغني اسمه خوات ربما غنى له في سفره حتى يطلع السحر)).
هذا الكلام فيه نظر:
الأثر الأول ضعيف، أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي عن عمر رضي الله عنه، وفي إسناده: أسامة بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، ضعفه يحي بن معين وأحمد والنسائي وجماعة، وضعفه حاصل من جهة سوء حفظه، والقاعدة في الأصول: [أن سوء حفظ الراوي يقتضي رد خبره].
وأما الأثر الثاني: فهو ضعيف أيضا، أخرجه البيهقي عن خوات بن جبير رضي الله عنه، وفي إسناده: قيس بن أبي حذيفة مجهول، والقاعدة في الأصول: [أن جهالة الراوي تقتضي رد خبره]، وفي إسناده فليح بن أبي سليمان سيء الحفظ، والقاعدة في الأصول: [أن سوء حفظ الراوي يقتضي رد خبره].
وليس في الأثر أن خواتاً كان مغنياً، بل غاية ما فيه أنهم طلبوا ذلك منه، ولا تلازم بين الأمرين.
ثم إن كل ما ثبت عن الصحابة في الغناء فالمراد به النشيد والحداء، وهذا جائز كما تقدمت الإشارة إليه، ولا يصح سحبه على كل غناء، لأنها من الأفعال، والقاعدة في الأصول: [أن الفعل لا عموم له].
الوقفة الثامنة: قال كاتب الرسالة: ((ومن أكبر دلائل إباحته أنه مما كان يفعل إبان نزول القرآن، وتحت سمع وبصر الحبيب صلى الله عليه وسلم، فأقره، وأمر به، وسمعه، وحث عليه، في الأعراس، وفي الأعياد)).
وفي هذا الكلام نظر:
1/ لم يبين المعنى المراد بالغناء.
2/لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقر الغناء المصحوب بالمعازف.
3/ ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه أقر الغناء من غير معازف أي النشيد.
4/ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالغناء مطلقاً.
5/ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع غناءً مصحوباً بمعازف.
6/لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على الغناء في الأعراس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/339)
7/ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حث على الغناء في الأعياد، بل غاية ما في الأمر أنه أقرهم عليه، وفرق بين الإقرار والحث، فمقتضى الحث أَنَّ مَنْ فَعَلَهُ فهو مثاب، ومعنى الإقرار أن من فعله فلا إثم عليه.
الوقفة التاسعة: قال كاتب الرسالة: ((ومن دلائل إباحته أيضا أنك لن تجد في كتب الإسلام ومراجعه نصا بذلك، فلو قرأت الكتب الستة لن تجد فيها باب تحريم الغناء، أو كراهة الغناء، أو حكم الغناء، وإنما يذكره الفقهاء تبعا للحديث في أحكام النكاح وما يشرع فيه)).
هذا الكلام فيه نظر من جهة أن الحجة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا في تراجم المحدثين، وجعل هذه التراجم حاكمة على النصوص الواردة في الباب ضرب من التقليد الذي حذر منه وأعلن النكير على أربابه، ثم ما هو الفرق عندك بين تراجم المحدثين وبين كلام الفقهاء؟!، كلاهما قول صادر من غير معصوم فيطلب له الدليل، ولا يجعل دليلاً.
الوقفة العاشرة: قال كاتب الرسالة: ((وهكذا جاء الحديث عنه في أحكام العيدين وما يسن فيهما، ولهذا بوب البخاري رحمه الله تعالى: باب سنة العيدين لأهل الإسلام، ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها، أعني حديث الجاريتين وغنائهما بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي بيته)).
هذا الكلام فيه نظر من جهة أن السنة تطلق ويراد بها الطريقة، أي الجادة المسلوكة، وهذا قدر صادق على الواجب والمندوب (السنة بالاصطلاح الخاص) والمباح، والمراد هنا بالترجمة أن هذا - أي الغناء من غير معازف - من الجائز المباح.
الوقفة الحادية عشر: قال كاتب الرسالة: ((وكل ما أراد أن يوسع للناس ويترك لهم المجال ليفهموا من نصوص كتابه، أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم جاء بنص محتمل لقولين أو أكثر ... واختلفوا في كل تفصيلاتها تقريبا، فاختلفوا في تكبيرة الإحرام حتى التسليم، ... حتى إنهم اختلفوا في النطق بالشهادتين! وليس هذا إلا من توسعة الله تعالى على عباده)).
هذا الكلام فيه نظر من وجوه:
1/ أن دلالة النصوص على الأحكام دلالة واضحة، بمعنى أنها كافية في الإفهام الصحيح، ومؤدية لغرض البيان، وهي متفاوتة، منها ما لا احتمال فيه، وهذا ما يسمى عند الأصوليين بالنص، ومنها ما فيه احتمال مرجوح، وهذا ما يسمى عند الأصوليين بالظاهر، وأما ما فيه احتمال مساو، وهو ما يسمى بالمجمل فلا وجود له في مجموع النصوص، بمعنى أنه قد يوجد في نص، لكن يرد نص آخر يوضحه ويبينه، وهو أمر فيه شيء من النسبية، وذلك بسبب اختلاف الفهوم، وتفاوت العلوم.
إذا تقرر هذا فالاحتمال الموجود ليس على التساوي على ما يوهم كلام الكاتب، بل الاحتمال راجح ومرجوح، والعمل بالراجح واجب لا راجح.
2/وجود المآخذ اللطيفة في تضاعيف نصوص الشريعة أمر لا ينكر، وقد تلمس علماء الأصول الحكمة من ذلك فقالوا: ليستفرغ المجتهد وسعه في درك الحكم الشرعي فيعظم أجره، ويمكن أن يضاف وجه آخر لعله يكون مقصوداً، وهو الامتحان والابتلاء فإن المسائل الخالية من الدليل القاطع قد يتساهل بعض الناس في امتثالها.
وأنا لا أنكر بأن العامي من أهل الفهم، لكن ليس له أن يتفهم النصوص كيفما اتفق من غير ضوابط، وعليه أن يراجع العلماء فيما يشكل، وظاهر كلام الكاتب يوهم خلاف ذلك.
3/القول بأن الخلاف وقع في كل تفاصيل الصلاة كلام غير مقبول، أين اتفاقهم على وجوب الركوع والسجود والترتيب بين الأركان ... إلخ؟!.
4/قوله بأن الخلاف يقتضي التوسيع على العباد يوهم القول بجواز التخيير بين الأقوال، وهذا كلام باطل؛ إذ الخلاف حصل بعد الشرع، وما كان كذلك فلا يصلح أن يكون دليلا، ومن المعلوم المتقرر أن الحق في مسائل الخلاف واحد قال تعالى: ((فما ذا بعد الحق إلا الضلال))، وفي الصحيحين عن عمر بن العاص رضي الله عنه مرفوعا: ((إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد))، وطلب الحق واجب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/340)
الوقفة الثانية عشر: قال كاتب الرسالة: ((فلو كان تحريم الغناء واضحا جليا لما احتاج المحرمون إلى حشد النصوص من هنا وهناك، وجمع أقوال أهل العلم المشنعة له، وكان يكفيهم أن يشيروا إلى النص الصريح الصحيح ويقطعوا به الجدل، فوجود الخلاف فيه دليل آخر على أنه ليس بحرام بين التحريم، كما قرر الشافعي، وقد قال ابن كثير رحمه الله، إذ تكلم عن البسملة واختلافهم في كونها من الفاتحة أم لا، قال ما نصه: ويكفي في إثبات أنها ليست من الفاتحة اختلافهم فيها وإني أقول مثل ذلك يكفي في إثبات حل الغناء أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه نصا)).
هذا الكلام فيه نظر فكلام الكاتب صريح في أنه يستدل بالخلاف على الجواز، وقد تقدم بطلان ذلك.
قال الإمام أبو عمرو ابن عبد البر رحمه الله في جامع بيان العلم وفضله (2/ 80): ((و الواجب عند اختلاف العلماء طلب الدليل من الكتاب والسنة والإجماع والقياس على الأصول على الصواب منها وذلك لا يعدم فإن استوت الأدلة وجب الميل مع الأشبه بما ذكرنا بالكتاب والسنة، فإذا لم يبن ذلك وجب التوقف ولم يجز القطع إلا بيقين)).
وقال الإمام أبو إسحاق الشاطبي -رحمه الله - في الموافقات (4/ 141): ((وقد زاد هذا الأمر على قدر الكفاية؛ حتى صار الخلاف في المسائل معدودا في حجج الإباحة، ووقع فيما تقدم وتأخر من الزمان الاعتماد في جواز الفعل على كونه مختلفا فيه بين أهل العلم، لا بمعنى مراعاة الخلاف؛ فإن له نظرا آخر، بل في غير ذلك، فربما وقع الإفتاء في المسألة بالمنع؛ فيقال: لم تمنع والمسألة مختلف فيها، فيجعل الخلاف حجة في الجواز لمجرد كونها مختلفا فيها، لا لدليل يدل على صحة مذهب الجواز، ولا لتقليد من هو أولى بالتقليد من القائل بالمنع، وهو عين الخطأ على الشريعة حيث جعل ما ليس بمعتمد متعمدا، وما ليس بحجة حجة)).
وقال أيضا: ((والقائل بهذا راجع إلى أن يتبع ما يشتهيه، ويجعل القول الموافق حجة له ويدرأ بها عن نفسه، فهو قد أخذ القول وسيلة إلى اتباع هواه، لا وسيلة إلى تقواه، وذلك أبعد له من أن يكون ممتثلًا لأمر الشارع، وأقرب إلى أن يكون ممن اتخذ إلهه هواه، ومن هذا أيضًا جعل بعض الناس الاختلاف رحمة للتوسع في الأقوال، وعدم التحجير على رأي واحد، ويحتج في ذلك بما روي عن القاسم بن محمد وعمر بن عبد العزيز وغيرهما مما تقدم ذكره، ويقول: إن الاختلاف رحمة، وربما صرح صاحب هذا القول بالتشنيع على من لازم القول المشهور أو الموافق للدليل أو الراجح عند أهل النظر والذي عليه أكثر المسلمين، ويقول له: لقد حجرت واسعًا، وملت بالناس إلى الحرج، وما في الدين من حرج، وما أشبه ذلك. وهذا القول خطأ كله، وجهل بما وضعت له الشريعة، والتوفيق بيد الله)).
الوقفة الثالثة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((ولم يستطع القائلون بالتحريم أن يأتوا بهذا النص المحرم له، مع وجود نصوص في تحريم أشياء لم يكن العرب يعرفونها، كالخنزير، وتحدث عن أشياء لم يكونوا يحلمون بها كالشرب من آنية الذهب والفضة، ومنعوا من منع النساء من الذهاب إلى المساجد مع كثرة الفتن في كل زمان)).
هذا الكلام غير صحيح إن كان المقصود الغناء المصحوب بشيء من المعازف، فقد قام الدليل الصحيحُ الواضحُ على تحريمه، وأعني بذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، قال رحمه الله: وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا عطية بن قيس الكلابي، حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليكونن من أمتي أقوام، يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ".
فهذا حديث صحيح، إسناده متصل، ورجاله ثقات، وقد أعل هذا الحديث بعدة علل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/341)
1 - التعليق: بمعنى أنه سقط بعض رواته مما يلي صاحب الكتاب الذي هو البخاري، ومأخذ ذلك: أنه قال: قال فلان، والبخاري في صحيحه لم يذكر هذه الصيغة إلا تعليقا، إذا تقرر ذلك فهو مردود لأنه منقطع، والقاعدة في الأصول: [أن الانقطاع في الخبر يقتضي رده]، ومأخذ هذه القاعدة: أنه لا يعلم حال من سقط من جهة العدالة والضبط.
ويجاب عن هذا: أن هشام بن عمار شيخ للبخاري، لقيه وسمع منه، وقد خرج له في الصحيح من غير واسطة حديثين اثنين غير هذا، الأول في كتاب البيوع من حديث أبي هريرة: ((كان رجل يداين الناس ... )) الحديث، والثاني في كتاب فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر، من حديث أبي الدرداء وفيه: ((أما صاحبكم فقد غامر)).
انظر: هدي الساري للحافظ ابن حجر.
وقول الراوي: "قال فلان" في معنى "عن فلان" و"أن فلانا" من حيث كونها محتملة للسماع، والقاعدة في الأصول: [أن رواية الحديث بالصيغة المحتملة محمول على السماع إذا كان الراوي غيرَ مدلس]، وهذا هو حال البخاري فيكون متصلاً.
والقول بأن الصيغة صيغة تعليق لا يسلم بها من جهة أنه لا دليل على ذلك من كلام البخاري، وعمله في الصحيح لا يدل على ذلك إذ يحتمل أنه لم يقصد ذلك، على أنه أي البخاري استعمل هذه الصيغة كثيرا في كتابه التاريخ الكبير في روايته عن شيوخه في الأسانيد المتيقن اتصالها.
وجواب آخر: أن هشاماً لم يتفرد به، بل تابعه على ذلك جماعة من الثقات، منهم:
- الحسين بن عبد الله القطان، أخرجه عنه ابن حبان في الصحيح.
- موسى بن سهل الجوني، أخرجه عنه الطبراني في الكبير.
- عبدان بن محمد المروزي، أخرجه عنه أبو نعيم في مستخرجه على البخاري، هكذا في الفتح، وعنه الذهبي في السير.
والحديث لم ينفرد به هشام فقد أخرجه البيهقي عن عبد الرحمن بن إبراهيم دُحيم، وابن عساكر عن عيسى بن أحمد العسقلاني كلاهما عن بشر بن بكر به.
2 - أن في إسناده صدقة بن خالد، وقد جاء عن ابن معين أنه ليس بشيء، وعن أحمد أنه ليس بمستقيم، ولم يرضه.
ويجاب عن هذا: أن أحمد وابن معين يقصدان صدقة بن عبد الله السمين، وهو أقدم من صدقة بن خالد، وقد شاركه في كونه دمشقيا، وفي الرواية عن بعض شيوخه، كزيد بن واقد، أما صدقة بن خالد فقد قال عنه أحمد فيما رواه عنه ابنه عبد الله: ثقة ثقة، ليس به بأس، أثبت من الوليد بن مسلم، وقال عنه ابن معين ثقة، نقله عنه معاوية بن صالح.
انظر: الفتح لا بن حجر.
وجواب آخر: أن صدقة بن خالد لم يتفرد به بل تابعه عليه بشر بن بكر التنيسي كما عند أبي داود في السنن، وهو ثقة وثقه أبو زرعة وغيره.
3 - أن الحديث جاء بالشك أبو مالك أو أبو عامر الأشعري، وأبو عامر لا يدرى من هو؟ قاله ابن حزم رحمه الله.
ويجاب عنه: بأن أبا عامر صحابي، ومأخذ ثبوت الصحبة له أنه أخبر بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، وزكاه عبد الرحمن بن غنم بقوله: ((والله ما كذبني)).
4 - أن الحديث جاء عند أبي داود بغير ذكر المعازف، وهذا يدل على عدم ثبوتها.
ويجاب عنه بجوابين:
-أن الإمام أبا داود قد اختصر الحديث، واقتصر على الشاهد، وهو ذكر الخز لأنه أورده في باب: ما جاء في الخز، وقد أشار إلى الحذف بقوله: ((وذكر كلاماً)).
- على فرض عدم إشارة الإمام أبي داود للحذف فإن القاعدة في الأصول: [أن زيادة الثقة مقبولة].
إذا تقرر ثبوت هذا الحديث، فإنه يدل على تحريم الغناء المصاحب بالمعازف، ومأخذ الحكم من الحديث من جهتين:
1 - أنه قال: يستحلون، والاستحلال بمعنى استباحة الممنوع، وتصييره حلالاً، فيدل على تحريم الفعل، فالقاعدة في الأصول: [أن اللغة معتبرة في تفسير كلام الشارع].
وأجيب: أن هذا يطلق في المباح أيضا، ودليله حديث المقدام بن معدي كرب مرفوعا: ((فما وجدناه حلالا استحللناه)) أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه فيكون مشتركاً، والاشتراك من أسباب الإجمال، والقاعدة في الأصول: [يجب التوقف في المجمل إلى أن يرد البيان].
ونوقش من وجهين:
- أنه حديث ضعيف، في إسناده: الحسن بن جابر اللخمي مجهول، والقاعدة في الأصول: [أن جهالة الراوي تقتضي رد خبره].
وردت المناقشة: بأن الحسن بن جابر توبع، تابعه عبد الرحمن بن أبي عوف الجُرشي كما عند أحمد وأبي داود وابن حبان، وهو ثقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/342)
-أن سياق الحديث يبين أن المراد هو المعنى الأول، والقاعدة في الأصول: [أن دلالة السياق معتبرة].
2 - أنه ذكر في سياق الذم، وأنه سيحصل ذلك في آخر الزمان مع تحريمه، ولو كانت المعازف غير محرمة لما كان لذكرها معنى، بل يكون ذكرها نوعاً من اللغو والعبث، وكلام الشارع ينزه عن ذلك، والقاعدة في الأصول: [أن دلالة السياق على هذا الوجه معتبرة في إثبات الأحكام].
الوقفة الرابعة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((وهذا دليل من أقوى الأدلة على إباحته حيث كان موجودا ومسموعا، ومنتشرا، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: هذه قينة بني فلان، أتراه يعلم أنها مغنية ولم ينهها عن الغناء، ولم يحذر من سماعها، بل على العكس من ذلك فقد قال لعائشة: أتحبين أن تغنيك؟!)).
هذا الكلام فيه نظر من جهة أن الكاتب لم يبين ما المراد بالغناء هنا، فالمراد به هنا الخالي من المعازف، وتقدم أنه جاء بدليل الأصل، وأدلة أخرى منها هذا الحديث، فهو حديث صحيح أخرجه النسائي وغيره بسند صحيح من حديث السائب بن يزيد.
الوقفة الخامسة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((ولهذا سأبدأ مقالتي هذه بذكر المجيزين على طريقة الإجمال، ليتبين المنصف أني لست منفردا بهذا القول)).
عجيب أمره انتصف في مقالته، ويقول سأبدأ!!.
الوقفة السادسة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((إن كثيرا من أئمة الدين المشهود لهم بالعلم والديانة المشهورين بالورع والصيانة قد أباحوا الغناء، وكانت صناعة الغناء مشهورة عند أسلافنا عبر كل القرون , فقد حفظ لنا التاريخ أسماء كثيرة ممن كانت لهم شهرة ذائعة في صناعة الغناء وتطريبه والبراعة في صياغة ألحانه , حتى صار الغناء من أشهر النوادر والملح التي لا يخلو منها كتاب من كتب الأدب والتأريخ!، فممن اشتهر به وذاع صيته , عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وكانت له صحبة ورواية ... )).
هذا الكلام يدل على عدم وجود تلاءم بين عنوان الرسالة ومضمونها، فتقدم أن العنوان في إثبات الحل، وهو هنا يريد الاعتذار عن نفسه، وأنه لم ينفرد بهذا القول، وهذا يؤكد ما سبق من الاستعجال، وعدم المنهجية في الكتابة، ثم إنه خلط بين من يرى جواز مطلق الغناء وهم قلة، وبين من يرى جوازه إذا لم يكن مصحوبا بشيء من المعازف، وهذا فيه إيهام للقارئ العامي.
الوقفة السابعة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((بل إن الحدث قد كشف عوار أمة تحمل لواء النص، وتزعم إتباعه)).
هذا الكلام فيه مبالغة، ولعله من باب ردود الأفعال، فإضافة العوار إلى الأمة بسبب جماعة قليلة تكلمت فيه أو نالت منه ليس من الإنصاف.
الوقفة الثامنة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((وكشف الحدث أيضا أن هناك فئة كبيرة من علمائنا وطلبة العلم منا مصابون بجرثومة التحريم)).
هذا الكلام فيه نظر، ولا يليق بمسلم فضلا عن طالب علم، فالتحريم حكم شرعي، ولا يجوز أن يضاف إليه مثل هذا اللفظ، ثم في الكلام شيء من المبالغة، وذلك في وصف هذه الفئة بالكبيرة.
الوقفة التاسعة عشرة: قال كاتب الرسالة: ((وكل حديث استدل به المحرمون إما صحيح غير صريح، وإما صريح غير صحيح، ولا بد من اجتماع الصحة والصراحة لنقول بالتحريم)).
هذا الكلام فيه نظر، وغاية أمره أنه دعوى يُحتاج في إثباتها إلى دليل، وتقدم إبطالها بتثبيت حديث المعازف، وبيان دلالته.
الوقفة الأخيرة: الموقف من صاحب الرسالة: ينبغي على المسلم أن يكف لسانه عن الإساءة إلى المسلمين، ولاسيما العلماء وطلبة العلم منهم، و إذا حصل من أحدهم أن قال قولاً يُرى أن الحق على خلافه، فيجب على المسلم العمل على مناصحته بالحجة والبيان، مع تعاطي الرفق، وأن يحذر من سلوك منهج التجريح والشتم والتجهيل والطعن في العرض، فإن هذه الأفعال مخالفة للشرع، مبيانة له. والله تعالى أعلم.
كتبه / جلال بن علي حمدان السلمي
مكة المكرمة
الأحد: 15/ 7 / 1431 هـ
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[01 - 07 - 10, 12:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً
قرأت في كتاب "حكم ممارسة الفن في الشريعة الإسلامية" للشيخ صالح بن أحمد الغزالي، ص 166:
(وقد طعن القائلون بالتحريم في صحة نقل إباحة المعازف عن احد من الصحابة أو التابعين، ودعوى إجماع المدينة)
هذا الكلام يرد على من قال أن عبدالله بن جعفر وعبدالله بن الزبير ومعاوية بن العاص وحسان بن ثابت رضي الله عنهم يرون إباحة المعازف وسماعها.(128/343)
حكم قراءة القرآن بالمقامات للشيخ أيمن سويد حفظه الله؟
ـ[أبو تميم الكفرسي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:11 ص]ـ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فقد شاهدت حلقة للشيخ أيمن رشدي سويد حفظه الله يرد فيها على القائلين بجواز قراءة القرآن بالنوتات الموسيقية مستدلين بذلك على غير ما حديث هو في الواقع حجة عليهم لا لهم ومن هذه الأحاديث قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليس منا من لم يتغنى بالقرآن وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زينوا القرآن بأصواتكم واستدلوا أيضا بقصة فتح مكة عندما دخلها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - متواضعا حتى كاد عثنونه يلمس ظهر راحلته وهو يقرأ {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} بالترجيع هكذا آ آ آ قال الصحابي الذي روى هذه القصة لولا أن يجتمع الناس لرجعت لكم كما رجع استدلوا على جواز الترجيع ثم أخذ الشيخ يهدم هذه الأدلة دليلا دليلا وجاء بأحاديث أصح وأصرح بالنهي عن هذه القراءة لا تحضرني الآن وجاء بأكثر من خمسين أثرا عن الصحابة والتابعين وتابعيهم حتى وصل إلى شيوخ الأزهر المتقدمين كلهم أجمعوا أن هذه القرآءة تدور بين الكراهة والحرمة للفائدة والاطلاع على هذا الموضوع المهم انظر الروابط الآتية
http://www.youtube.com/watch?v=Lq6OFA4BYyM
http://www.youtube.com/watch?v=A84JRMdYrk
السؤال
&feature=related
وهذا رابط للشيخ محمد حسان يؤكد أن هذه القراءة تدور بين الكراهة والحرمة
http://www.youtube.com/watch?v=GHJtkDqZDhA&feature=PlayList&p=85F30B86E61FF175&playnext_from=PL&playnext=1&index=80
وهذا أيضا رأي شيخنا أبو إسحق الحويني
http://www.youtube.com/watch?v=LxpM3h-IKzc(128/344)
أريد فهم توصية الرسول بالزواج من العذراء، فيما كان زواجه الأول (ومعظم ما تلاه) من ثيبات
ـ[بن خلف]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،،،
لطالما استوقفتني توصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالزواج من العذراء، لا الثيب، ولطالما استغل كثيرون ذلك الحديث لمنع أبناء لهم من الزواج ممن سبق لهن الزواج، لكن كيف نفهم التوصية النبوية تلك في ظل زواج رسولنا الكريم نفسه من خديجة (وهي -حسبما أذكر- كانت أرملة لمرتين ولديها أبناء من الزيجتين السابقتين، هذا فضلاً عن أنها كانت أكبر منه سناً والطرف الغني في العلاقة الزوجية الناجحة التي جمعتها بسيد الخلق أجمعين) وزواجه -عليه الصلاة والسلام- من نساء (فيما عدا عائشة -رضي الله عنها) ممن كن مطلقات أو أرامل أو حتى إماء؟
بانتظار ردودكم، رعاكم الله.
ـ[بن خلف]ــــــــ[01 - 07 - 10, 05:21 ص]ـ
للرفع!
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[02 - 07 - 10, 03:57 م]ـ
النبي صلى الله عليه و سلم لم يتزوج بكرا إلأ عائشة رضي الله عنها ... وقد تزوج بزواجات كثيرة صلى الله عليه و سلم
وهو بأبي و أمي صلى الله عليه و سلم إنما أنكر على جابر رضي الله عنه هو أن جابر كان شابا وقد تزوج بامرأة كبيرة فاستغرب منه النبي صلى الله عليه و سلم وقال له: هلا بكرا تلاعبها و تلاعبك ...
فهنا بين له جابر رضي الله عنه أنه إنما أراد الزواج من امرأة كبيرة حتى ترعى أخواته الصغار فليس لهم من يرعاهم من النساء و لو تزوجت يا رسول الله ببنت صغيرة فمن سيرعى أخواتي الأطفال ..
هذا الذي أنا أعرفه فالله أعلم(128/345)
كشف الغطاء عن أخطاء الشيخ الكلباني في إباحته الغناء. د. صالح سندي
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:49 ص]ـ
كشف الغطاء
عن أخطاء الشيخ الكلباني في إباحته الغناء
د. صالح سندي
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة
لو قُدر أن أحد المتعالمين ألّف رسالة أسماها: "إتحاف الإخوة بإثبات حرمة القهوة"! ونشرها في الآفاق، وقد حلّاها بسوْق جملة من أسماء العلماء الذين نصوا على حرمتها؛ مستدلا بكونها في عرفهم وفي لغة العرب تعني الخمر وليس قهوة البُن! ولم ينس أن يضمن تسويداته غمزا ولمزا في أهل العلم المعاصرين لإباحتهم لها، واصما إياهم بالإصابة "بجرثومة الإباحة" .. فما الذي سيقوله أي عاقل؟
لا أشك أنه سيقول: هذه الأوراق لا قيمة لها. نعم؛ القهوة في لغة العرب هي الخمر، وهكذا هي في عرف المتقدمين؛ ولكن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني؛ وهذا المتعالم قد عمد إلى مصطلح قديم وسلطه على أمر حادث؛ وهذا مسلك مردود.
وهذا القدر كافٍ في نقض بنيانه الذي يروم تشييده.
إن المثال السابق يقرّب فهم الواقعة التي ذاعت هذه الأيام؛ حيث سوّد الشيخ عادل الكلباني مقالا وسمه بـ: "تشييد البناء في إثبات حل الغناء" ومسلكه فيه مسلكُ ذاك المتعالم سواء بسواء .. فقد حمل كلام السلف في إباحة الغناء على الغناء المعاصر الذي أباحه هو (بكل أحواله)؛ وهو حملٌ للنصوص وآثار السلف على اصطلاح حادث؛ وهو مسلك خاطئ مُوقع في الزلل.
وإني لأزعم أن بين الغناءين من الاختلاف في الحقيقة أكبر مما بين القهوتين!
بل إني أقول: إن حال ذاك المتعالم أهون وجرمه أخف؛ فإنه لم يضف إلى خطئه العلمي الجسيم نفي الثابت وإثبات المنفي؛ فلم ينفِ وجود التنصيص على مذهب مخالفيه في تبويبات الكتب الستة وغيرها من كتب الإسلام؛ والواقع خلاف ذلك.
كما أنه لم يتجنّ على أهل العلم فينسب إلى طائفة منهم ضد ما كتبوه بأيديهم؛ وهو كذب صريح عليهم.
كما أنه لم يسلك في استدلالاته مسالك أصولية مخترعة أو ضعيفة يأنف من الوقوع فيها صغار طلبة العلم.
كما أنه قد نأى بنفسه عن التناقض؛ فلم يورد فيما يستشهد به نقولا تنقض مذهبه أو تضعفه.
وهذه السقطات -وغيرها- قد وقع فيها الشيخ عادل الكلباني -عفا الله عنه- كما سيتضح خلال الأسطر القادمة. وإني لأؤمل أن ينظرها بعين الإنصاف، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على عبده ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن مما شاع هذه الأيام مقال للشيخ عادل الكلباني أسماه: "تشييد البناء في إثبات حل الغناء" وهو منشور في موقعه، ونُشر مجمله في صحيفة المدينة (17225/ 9 رجب 1431هـ)، خلص فيه إلى (أن الغناء حلال كله، حتى مع المعازف، ولا دليل يحرمه من الكتاب والسنة).
وهذه الرسالة هي خاتمة آرائه المتذبذبة في هذه المسألة التي أشغل بها الناس في وسائل الإعلام منذ حقبة من الزمن، حتى لكأنها قضية مصيرية للأمة، ورأي فضيلته هو الحد الفاصل فيها، والذي يتلهف الناس إلى معرفته!
وإن من دلائل دين المرء وورعه وعقله أن يتحاشى الفتوى الخاصة وهو مكفي بغيره؛ فكيف بما تحمله الركبان؟
والشيخ عادل فيما كتب قد عرض عقله، وأبان عن مبلغ علمه، ومن المشهور عند الأدباء: لا يزال المرء في فسحة من عقله ما لم يقل شعراً أو يصنف كتاباً. وقد قيل: من ألف فقد استهدف، فإن أحسن فقد استشرف، وإن أساء فقد استقذف.
وإذا وُزن ما كتبه -وفقه الله- بميزان الإنصاف، ووضع على محك النقد العلمي كانت النتيجة أنه قد خاض في غير ما يحسن، وأساء لنفسه ولغيره، وأوقع العامة في لبس من دينهم؛ فقد تضمن كلامه خلطا لا يليق أن يقع فيه؛ من إخلال بالقواعد العلمية، وتعسف في الاستدلال، وأسوأ ذلك التجني على أهل العلم وإلصاق الكذب الصريح بهم، وتقويلهم ما لم يقولوه، وهذا ما سيتبين بعون الله فيما يأتي.
ولولا اللبس الحاصل على الناس بسبب التلبيسات الجديدة لكان الإعراض عما يُنشر واطراحه هو المتحتم، لكن ما الحيلة وقد كثر الخلط في أبواب العلم؛ ولم يكد يمر يوم حتى يُفجع المسلمون في وسائل الإعلام بزوبعة جديدة في قضية شرعية؛ يقع كثير من الناس بسببها في إشكال وشك، وإلى الله المشتكى.
فالله أخر مدتي فتطاولت ... حتى رأيت من الزمان عجائبا
وسأجعل هذه المناقشة في وقفات، وبالله أستعين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/346)
الوقفة الأولى: لا يخفى أن من الصفات المرذولة: لَبس الحق بالباطل (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)، وأحسن أحوال الواقع فيه أن يكون جاهلا، وما أحراه حينئذ أن يكف مداده ويكسر قلمه لئلا يؤذي عباد الله.
والتلبيس الحاصل ههنا من الشيخ عادل -آتاه الله رشده- هو في تحديد ماهية الغناء الذي صرخ بأعلى صوته مناديا بحله.
إن أي منصف رام الخوض في هذه المسألة يلزمه أن يحرر ما يأتي:
ما حقيقة الغناء في لغة العرب ولسان السابقين؟
ولمَ قال بعضهم بحله وبعضهم بكراهته؟
وهل يصح تنزيل قول المبيحين منهم للغناء على الغناء المعاصر؟
وهل من أباحه منهم -على المعنى الذي قصدوه- أباحه مع المعازف أم مجردا عنها؟
وهل ما ورد من إباحة (الدف) كان عاما أو مخصوصا بأحوال معينة؟
وهل إباحة الدف يلزم منها إباحة سائر أنواع المعازف؟
أما الشيخ عادل فقد جعل الغناء بمعناه المعاصر داخلا في اصطلاح السلف، وأوهم أن من أباحه منهم أباحه مع المعازف، وجعل إباحة الدف عامة، وألحق آلات المعازف جميعا بهذا الحكم .. وقد جانب الصواب في كل هذا!
وسأوضح المقام بعون الله فيما يأتي:
أولا: إن الغناء في لغة العرب وفي عرف علمائنا السابقين لم يكن إلا رفع الصوت بكلام ملحن خالٍ عن المعازف وآلات الطرب. قال ابن حجر في فتح الباري (10/ 543): (الغناء أشعار موزونة تؤدى بأصوات مستلذة وألحان موزونة). وعرفه المناوي في فيض القدير (6/ 320) بأنه: (رفع الصوت بنحو شعر أو رجز [وفي الأصل: زجر] على نحو مخصوص).
وقد يُطلَق على مجرد رفع الصوت وموالاته، قال الخطابي في غريب الحديث (1/ 656): (فكل من رفع صوته بشيء ووالى به مرة بعد أخرى فصوته عند العرب غناء)، ونحوه في النهاية لابن الأثير.
ومن أباح الغناء من أهل العلم السابقين فمراده الترنم بكلام مباح، ومن كرهه أو منع منه فمراده الإكثار منه، أو الترنم بما اشتمل على باطل.
قال الإمام أحمد: (الغناء الذي وردت فيه الرخصة هو غناء الراكب: أتيناكم أتيناكم) (نقله ابن رجب في فتح الباري 6/ 83).
وقال ابن حبان في صحيحه (13/ 187): (ذكر البيان بأن الغناء الذي وصفناه إنما كان ذلك أشعارا قيلت في أيام الجاهلية فكانوا ينشدونها ويذكرون تلك الأيام، دون الغناء الذي يكون بغزل يقرب سخط الله جل وعلا من قائله). وقال في (13/ 189): (ذكر البيان بأن الغناء الذي كان الأنصار يغنون به لم يكن بغزل لا يحل ذكره).
وقال الطبري عن نشيد الأعراب في السفر: (وهذا النوع من الغناء هو المطلق المباح بإجماع الحجة، وهو الذى غُنّي به في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يَنْهَ عنه، وهو الذي كان السلف يجيزون ويسمعون) (نقله ابن بطال في شرح البخاري 4/ 560).
وقال ابن عبد البر في التمهيد (22/ 197) بعد أن تكلم عن غناء الركبان والحداء: (هذه الأوجه من الغناء لا خلاف في جوازها بين العلماء ... وقد حدا به صلى الله عليه وسلم: عبد الله بن رواحة وعامر بن سنان وجماعة؛ فهذا مما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء؛ إذا كان الشعر سالما من الفحش والخنى، وأما الغناء الذي كرهه العلماء فهذا الغناء بتقطيع حروف الهجاء وإفساد وزن الشعر والتمطيط به طلبا للهو والطرب، وخروجا عن مذاهب العرب، والدليل على صحة ما ذكرنا أن الذين أجازوا ما وصفنا من النصب والحداء هم كرهوا هذا النوع من الغناء، وليس منهم يأتي شيئا وهو ينهى عنه).
وقال ابن الأثير (3/ 392): (وفي حديث عائشة (وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث) أي تنشدان الأشعار التي قيلت يوم بُعاث -وهو حرب كانت بين الأنصار- ولم ترد الغناء المعروف بين أهل اللهو واللعب، وقد رخص عمر في غناء الأعراب وهو صوت كالحُداء).
وقال أبو العباس القرطبي في المفهم (2/ 534) تعليقا على قول عائشة رضي الله عنها في الحديث السابق: (وليستا بمغنيتين): (أي: ليستا ممن يعرف الغناء كما تعرفه المغنيات المعروفات بذلك، وهذا منها تحرّز من الغناء المعتاد عند المشتهرين به، الذي يُحرِّك النفوس، ويبعثها على الهوى والغزل والمجون الذي يحرِّك الساكن ويبعث الكامن. وهذا النوع إذا كان في شعرٍ يشبّب فيه بذكر النساء ووصف محاسنهن، وذكر الخمور والمحرمات: لا يُختلف في تحريمه؛ لأنه اللهو واللعب المذموم بالاتفاق، فأما ما يسلم من تلك المحرمات فيجوز القليل منه، وفي أوقات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/347)
الفرح؛ كالعرس والعيد وعند التنشيط على الأعمال الشاقة).
وقال الخطابي في أعلام الحديث (1/ 591) تعليقا على هذا الحديث: (وكان الشعر الذي تغنيان به في وصف الحرب والشجاعة والبأس وما يجري في القتال بين أهله، وهو إذا صُرف إلى جهاد الكفار وإلى معنى التحريض على قتالهم كان معونة في أمر الدين وقمعا لأهل الكفر، فلذلك رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فأما الغناء بذكر الفواحش والابتهار بالحُرم والمجاهرة بالمنكر من القول فهو المحظور من الغناء المسقط للمروءة، حاشاه صلى الله عليه وسلم أن يجري شيء من ذلك بحضرته فيرضاه، أو يغفل النكير لهُ) إلى أن قال: (فأما الترنم بالبيت والبيتين وتطريب الصوت بذلك مما ليس فيهِ فحش أو ذكر محظور فليس مما يسقط المروءة أو يقدح في الشهادة، وكان عمر بن الخطاب لا ينكر من الغناء النَّصْب [وهو شبيه الحُداء] والحُداء ونحوهما من القول، وقد رخص في ذلك غير واحد من السلف رحمهم الله. وحكم اليسير من الغناء بخلاف حكم الكثير منه).
وقال ابن رجب في فتح الباري (6/ 82): (وأما الغناء المهيج للطباع، المثير للهوى؛ فلا يباح لرجل ولا لامرأة فعله ولا استماعه؛ فإنه داع إلى الفسق والفتنة في الدين والفجور؛ فيحرم كما يحرم النظر بشهوة إلى الصور الجميلة ... ولا خلاف بين العلماء المعتبرين في كراهة الغناء وذمه وذم استماعه، ولم يرخص فيه أحد يعتد به).
هذه طريقة الراسخين من أهل العلم في فهم النصوص وكلام السلف وتوجيهه، وبهذا يظهر أن حكاية الخلاف في هذه المسألة ليس كما قد يُظن، وبالتوجيه السابق ترجع جل الأقوال إلى وفاق؛ ويجتمع شمل ما ورد في هذا الباب كما أشار إلى هذا أبو العباس القرطبي في المفهم (3/ 535).
ثانيا: أما المعازف وآلات الطرب فلها حكم مستقل هو أنها في الجملة محرمة، سواء اقترنت بغناء أو لم تقترن، وهي قضية مجمع عليها بين أهل العلم المعتد بهم، ولا يستثنى من ذلك إلا الدف للنساء في الأعراس والعيد ونحو ذلك، وبعضهم قد ترخص في الدف خاصة فجعل الرخصة فيه عامة، والجمهور على المنع، والحجة معهم دون شك.
قال البغوي في شرح السنة (12/ 383): (واتفقوا على تحريم المزامير والملاهي والمعازف).
وقال ابن قدامة في المغني (12/ 457): (وأما آلة اللهو كالطنبور والمزمار والشَّبَّابة فلا قطع فيه ... ولنا أنه آلة للمعصية بالاجماع).
وقال النووي في روضة الطالبين (8/ 205): (المزمار العراقي وما يُضرب به الأوتار حرام بلا خلاف). وقال ابن رجب في فتح الباري (2/ 83): (وأما استماع آلات الملاهي المطرِبة المتلقاة من وضع الأعاجم؛ فمحرمٌ مجمع على تحريمه، ولا يُعلم عن أحد منهم الرخصة في شيء من ذلك، ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يُعتد به فقد كذب وافترى). وقال في كتابه نزهة الأسماع (60): (وقد حكى زكريا بن يحيى الساجي في كتابه اختلاف العلماء اتفاق العلماء على النهي عن الغناء إلا إبراهيم بن سعد المدني وعبيد الله بن الحسن العنبري قاضي البصرة، وهذا في الغناء دون سماع آلات الملاهي؛ فإنه لا يُعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيها، إنما يُعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به).
وقال ابن حجر الهيتمي في كتابه كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع (306 – ملحق بكتابه الزواجر ج2) عن آلات اللهو والمعازف: (هذه كلها محرمة بلا خلاف، ومن حكى فيها خلافا فقد غلط أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ومنعه هداه وزلّ به عن سنن هداه، وممن حكى الإجماع على تحريم ذلك كله الإمام أبو العباس القرطبي وهو الثقة العدل ... وممن نقل الإجماع على ذلك أيضا إمام أصحابنا المتأخرين: أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي).
هذا نزر يسير من النقول التي حكت الإجماع على تحريم المعازف، ولولا خشية الإطالة لسقت عشرات النقول الأخرى.
والحجة في هذا الباب التي انبنى الإجماع عليها: نصوص صحيحة صريحة؛ كقوله عليه الصلاة والسلام -كما عند البخاري في صحيحه-: (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)، ودلالته على التحريم أظهر من أن يطال في تقريرها، وهو حديث ثابت دون شك، صححه جم غفير من الأئمة والحفاظ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/348)
وقد حاول الشيخ عادل التشكيك في ذلك فقال: (فعلى هذا فإن الذي أدين الله تعالى به هو أن الغناء حلال كله، حتى مع المعازف، ولا دليل يحرمه من كتاب الله ولا من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ... وكل حديث استدل به المحرمون إما صحيح غير صريح، وإما صريح غير صحيح). كما ذكر (أن الله تعالى لم يشر إلى الغناء ولو إشارة بتحريم). وقال: (ولم يستطع القائلون بالتحريم أن يأتوا بهذا النص المحرم له)، وجعل النصوص المحرمة من المشتبهات.
وهذا وذاك منه مجازفة؛ وهؤلاء العلماء أتقى لله وأعلم بدينه من أن يحكوا الإجماع على ما لا دليل عليه، بل العكس هو الصواب؛ فما يحتج به القائلون بالجواز هو الذي يستحق الوصف الذي ذكره الشيخ عادل. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة: (1/ 289) في بيان حقيقة حجج المخالفين للإجماع في هذا الباب: (ومدار الحجج في هذا الباب ونحوه: إما على قياس فاسد، وتشبيه الشيء بما ليس مثله، وإما على جعل الخاص عاما، وهو أيضا من القياس الفاسد، وإما احتجاجهم بما ليس بحجة أصلا). وهذا ما وقع فيه الشيخ عادل تماما! فالحجة الصريحة عنده: حديث عائشة المرفوع: (هذه قينة بني فلان ... أتحبين أن تغنيك؟) وهذا الحديث لا تختلف دلالته عن حديث الجاريتين؛ فالغناء إنما كان بكلام مباح كما قال أهل العلم (انظر: الفروع 4/ 346)، وهل يظن أن هذا الغناء كان كغناء هذا الزمان؟ هل يقول عاقل هذا؟
وأما قوله: (أتراه يعلم أنها مغنية ولم ينهها عن الغناء ولم يحذر من سماعها) فهذا غاية ما عند الشيخ عادل!
لقد أخطأ الشيخ عادل حين جزم بأن (قينة) هنا بمعنى (مغنية)؛ إذ الأصل في معنى (قينة): أمة؛ قال الجوهري في الصحاح (7/ 36): (الأمة: قينة، وبعض الناس يظن القينة المغنية خاصة، وليس هو كذلك).
وهب أن (قينة) هنا بمعنى مغنية؛ فهي جارية تحسن الغناء المباح، وعرفت به بين أترابها ومجتمعها، وتغني لهن في حدود المأذون شرعا كالأعراس ونحوها؛ فأي محذور في هذا؟ فهل توهم -هداه الله- أنها من جنس مغنيات هذا الزمان، ويصدر منها ما يصدر من مطربات اليوم؛ حيث تغني إحداهن بين الرجال بأخبث الكلام وأقبحه، وتهتز وتتمايل بينهم، والنبي عليه الصلاة والسلام يطلع على هذا ويرضى به؟! أهذا الذي يريد صاحب الوريقات أن يقنع الناس به؟ إن كان هذا مبلغه من العلم فحري أن يسقط الخطاب معه والمحاورة، وأن يذكر بالله تعالى لعله يتوب من هذه الزلة الشنيعة.
أما الأدلة على تحريم المعازف والغناء الماجن عند أهل العلم فصحيحة صريحة بحمد الله؛ ولو قُدر علم السلف حق قدره لما قوبلت الإجماعات التي ينقلها العلماء الأثبات بمثل ما يغمز به الشيخ عادل أهل العلم؛ ولما قوبلت تفاسير السلف بذلك؛ فإن في كتاب الله بيان التحريم، على ما فسره به كثير من السلف الصالح. قال القرطبي في تفسيره (14/ 51) عند قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) الآية: (هذه إحدى الآيات الثلاث التي استدل بها العلماء على كراهة الغناء والمنع منه، والآية الثانية قوله تعالى: (وأنتم سامدون) قال ابن عباس: هو الغناء بالحميرية؛ اسمدي لنا: أي غني لنا. والآية الثالثة قوله تعالى: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك) قال مجاهد: الغناء والمزامير). ومن أراد الاطلاع على كلام المفسرين من السلف فمن بعدهم فليطلبه في مظانه.
فعمن تُتلقى الأحكام ويؤخذ العلم إن كان كلام أهل العلم وتفسيرهم مطّرح؟
وأما السنة فأحاديث النهي عن المعازف والغناء المذموم متعددة ثابتة، والأحكام على الأحاديث تؤخذ من فرسان هذا الفن؛ والمؤلفات الجامعة لذلك وما يلتحق بها من آثار الصحابة كثيرة، ولست في مقام سرد الأدلة؛ فذاك شيء قد فرغ منه أهل العلم من قديم؛ وإنما المقصود التعليق على ما نُشر في تلك الوريقات فحسب؛ ومن كان طالبا للفائدة فليرجع لكتاب ابن رجب، أو غيره من كتب السابقين، أو لكتاب الشيخ الألباني (تحريم آلات الطرب) وأمثاله من كتب العلماء المتأخرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(128/349)