55.كذلكَ كَيْفَ تَبْدُو لِلنَّبِيِّ
بِثَوبٍ شَفَّ! فلْتَسْتَبْعِدِيهِ
56.ولكِنَّ الحَدِيثَ بِهِ انْقِطَاعٌ
وتَدْلِيْسُ الرواة فَضَعِفَيه ِ
57.وهذا جَابِرٌ يَحْتَالُ حَتَّى
يَرَى الْوَجْهَ الخَفِيّ فَيَرتَضِيْه ِ
58.أيَنْصَحُهُ النَّبِيُّ بمِثْل هذا
إذا كَانَتْ بِلا حِيَل تُريْه ِ
59.فَمَنْ يَكُ خَاطِبًا فلهُ أبيحَا؛
لِيُؤدَمَ بَيْنَكُمْ فلَهُ اكْشِفِيْهِ
60. فَيَا مَنْ تَدَّعِي أنَّ النّقَابَا
مُجَرَّدُ عادةٍ لا أجْرَ فِيه ِ
61.لأهْل العِلْم قَولان اسْتَقَرَّا
فَمَنْ أفتَى بغَيْرهِمَا احْذريهِ
62.فَعِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ فِي روايَة ْ
جَمِيْعُ الجِسْم عَورة اسْتُريه ِ
63. عَلَى هَذا الحَنَابِلَة اسْتَقَرُّوا
سِوى مَا لِلضَّرُورَةِ وَاقْدُريْه ِ
64. وعِنْدَ المَالِكِيَّةِ جَازَ وَجْهٌ
وَكَفُّ لا غَضَاضَة فَاكْشِفِيْه ِ
65.كَذلِكَ عِنْدَ أحْنَافٍ وَهَذا
مِن الإنصَافِ يُذكَرُ فَاذكُريْه ِ
66.ولَسْتُ بِمَعْرض التَّرْجِيح بَيْنَ ال
أئِمَّةِ بَلْ لأسْكِتَ مُنْكِريْهِ
67. فَلَيْسَ سِوَاهُمَا؛ فَرْضٌ وفَضْلٌ
بأيِّهِمَا أخَذتِ فوَافِقِيْهِ
68.ولْيسَ عَلَيْكِ مِنْ عُتْبٍ أُخَيَّة ْ،
وَإيَّاكِ التَّبَرُّجَ؛ فَاهْجُريْهِ
69.أخَيَّة لا يَرُعْكِ صُرَاخُ قَوْمٌ
عَلَى زيِّ العَفَافِ لِتَخْلَعِيْه ِ
70.يَقُولُونَ انْتِقَابُكِ ليْسَ دِيْنًا
وَلَمْ يَنْزلْ بِه ِ وَحْيٌ يُريْه ِ!
71.وَتَتَّخِذ البَغَايَا مِنْهُ ردْءاً
وَتَعْرضُ جِسْمَها للبَيْع فِيْه ِ
72.وكَمْ لِصّ ٍ تَخَفّى في النقاب ِ
وكَمْ هَتكَ المَحَارمَ! فَانْزعِيْه ِ
73.فلا والله لَنْ نَرْضَى نِقَابًا
يُسِئُ إلى الشَّريْعَةِ مُرتَدِيْه ِ
74.دَعِي هَذا التَّطَرَّفَ واتْبَعِيْنَا
إلَى دَرْبِ الرَّشَادِ لِتَسْلُكِيْه ِ
75.وَلسْنَا نَرتَجِي نَشْرَ الفُجُور
فذا إفْكٌ يُحَاسَبُ مُفتَريْه ِ
76. دَعِي عَنْكِ الذي قَالُوهُ واسْعَْي
إلى أمْر الإلهِ فنَفِّذِيْهِ
77.لِتِلكَ التُّرَّهَاتِ نَحِيْدُ عَمَّا
أمِرْنَا فِي الشَّريْعَةِ أنْ نَجِيْهِ؟
78.أأنْ تَخِذتْهُ يَومًا مَا بَغِيٌ
نَقُولُ لِمَنْ تَحَصَّنَتْ اتْرُكِيهِ؟
79.فَلَوْ زنَتِ التي حَجَّتْ لقُلْتُمْ
لَهَا ـ وفْقًا لِمَذهَبِكُمْ ـ ذَريْهِ!
80.فإنَّ الحجَّ تَقْصِدُهُ البَغَايَا
فَأصْبَحَ فِتْنَة ً؛ فلْتَهْجُريْهِ!
81.فَهَلْ ـ فَضْلاً ـ مَنَعْتُمْ زيَّ طِبِّ
وَشُرْطًِّي لِمَنْع مُزَيِّفِيْهِ
82. أقُلْتُمْ لِلطَّبِيْبَةِ إنْ أسَاءَتْ
بِمَلْبَسِهَا كَذا: لا تَلْبَسِيْهِ!
83.وآخَرُ مِنْ بَنِي العَلمَان يَأتِي
يُنَادِي بِالمُسَاوَاةِ؛ احْذريْه ِ
84.يُنَادِي بِاسْم حَقِّكِ كَيْ يُلَبَّي
فلا تَثِقِي بِهِ بَل كَذبِيْه ِ
85.يَقُولُ بِدَعْوَةِ الإحْيَاءِ حَتَّى
يُرَوِّجَ مَذهَبًا لا نَرتَضِيْه ِ
86.ألا لَبَّيْك ِ .. للتَّنْويْر لَبِّي
ومَجْدَكِ فِي الحَضَارَةِ فَاكْتُبِيْه ِ
87.وقُومِي فَارتَقِي عَرشَ القَضَاء ِ
وكُرْسِيّ الوَزارَةِ فَاعْتَلِيْه ِ
88.وهَيَّا نَافِسِي الذُّكْرَانَ فِيْمَا
لهُمْ فِيْهِ الصَّدَارَة ُ فَاسْلُبِيْه ِ
89.فَأنْتِ أحَقُّ مِنْهُمْ دُونَ شَك ٍ
بِكُلِّ مزيّة ٍ وَبِكُلِّ تِيْه ِ
90. مَضَى عَهْدُ الحَريْم فَلا تَخَافِي
تَسَلُّطَهُ عَليْكِ بِمَا يَلِيْه ِ
91.تَحَرَّرَتِ النِّسَاءُ فَليْسَ يَبْقَى
سِوَاكِ فَهَاكِ قَيْدَكِ فَاكْسِريْه ِ
92.ألَمْ يَبْلُغْكِ ـ بِنْتَ العَصْر ـ مِمَا
حَكَى القُرْآنُ عَنْ بَلقِيْسَ فِيْه ِ
93.لَهَا عَرْشٌ عَظِيْمٌ والرِّجَالُ
لَهَا طَوْعٌ لِمَا هِيَ تَرتْضِيْه ِ
94.ودُونَكِ كِلْيُوبَاتْرَا كَيْفَ كَانَتْ؟
ألسْتِ بِذاكَ أولى؟ فاطْلُبِيْه ِ
95.كَفَاكِ السَّيْرَ خَلْفاً للوَراءِ
فَهَذا العَصْرُ عَصْرُكِ أدْركِيْه ِ
96.ولا تَتَرَددِي واسْعَيْ إليْه ِ
وَمِنْ أيْدِي الرِّجَال ألا انْزعِيْه ِ
97.فَلسْتِ بَهِيْمَة تَرْعَى وَتُؤتَى
ويَحْلِبُ دَرَّهَا مَنْ يَشْتَريْه ِ
98.فلا (والعَقل ِ) نَعْقِدُهَا يَمِيْناً
ولسْنَا لِليَمِيْن بنَاكِثِيْه ِ
99.سَنَمْضِي نُنْفِقُ الأمْوَالَ حَتَّى
نُزيْحَ الدِّيْنَ عَمَّا نَبْتَغِيْه ِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/219)
100.ونَنْسِفَهُ بِذَاكَ اليَمِّ نَسْفًا
لِنُمْضِيَ مَا نُرَاهُ وما نُريه ِ
101.ألا تَعْسًا لَكُمْ بُؤتُمْ بِشَرٍّ
وَضَلّ بسَعْيِكُمْ مَنْ يَقْتَفِيْه ِ
102.فَلا لَبَّيْكَ فَيْمَا تَزْعُمُونَا
ودَرْبَكُمُ أبَيْنَا السَّيْرَ فِيْهِ
103.ومَهْمَا تَمْكُرُونَ فَلا يَحِيْقُ
بنَا مَكْرٌ، وَحَاقَ بمَاكِريه
104.وأمَّا الدينُ فَالإسْلامُ بَاق ٍ
ومَحْفُوظ ٌبرَغْم مُعَانِدِيهِ
105.أنَتْرُكُ دِيْنَ رَبِّ العَالمِينَا
وهَدْيَ المُصْطفَى لمُخَالِفِيه ِ؟
106.تَرَوْنَ العُهْرَ لا تُبْدُونَ شَجْباً
وإنْ عَفَّتْ تَقُولُونَ اخْلَعِيْه ِ!
107.وتُطْرَدُ مَنْ أبَتْ إلا العَفَافا
مِنَ السُّكْنَى لِئَلا تَرتَدِيه ِ!
108.أتِلكَ هَِي العَدَالَة ُ؟ نَبئُونِي
تُؤَاخَذ ُدُونَ ذَنْب ٍ تَفتَريه ِ؟
109.أأصْبَحَتْ التَّقِيَّة ذاتَ جُرْم ٍ
هُوَ التَّقوى لِكَيْلا تَتَّقِيه ِ!
110.تُلامُ لأنَّهَا اخَتَارَتْ رضَاهُ
وتُطْرَدُ كَالمُسِيْئَةِ والسَّفِيه ِ!
111.ألسْتُمْ تَصْرُخُونَ بِكُلِّ وادٍ
بأنَّ الدِّيْنَ لا إكْرَاهَ فِيه ِ!
112.ألسْتُمْ تَسْمَحُونَ بكُلِّ فِكْر ٍ
بِلا حَجْر عَلى مَنْ يَدَّعِيه ِ!
113.تُكَرَّمُ هَذِهِ وتُهَانُ تِلكَا!
عَجِبْتُ لعَصْرنَا ومُعَاصِريْه ِ!
114.أيُسْمَحُ للتِي تُبْدِي المَفَاتِنْ
لمَنْ يَهْوَى الخَنَا أوْ يَبْتَغِيْه ِ!
115.وتَبْذلُ جِسْمَهَا سَهْلاً رَخِيْصاً
لِكُلِّ مُؤَمِّل مَا يَشْتَهيه ِ!
116. ومَنْ صَانَتْ عَن الفَحْشَاءِ عِرْضًا
وأخْفَتْ وجْهَهَا قِيْلَ اكْشِفِيه ِ!
117.ألا سُبْحَانَ ربي بالغُدوِّ
وبالآصَال جَلَّ عَن الشَّبِيْهِ
118.وعَنْ ولَدٍ وصَاحِبَةٍ ونِدٍ
وعَنْ عَبَثٍ ونَقْص يَعْتَريْهِ
119.حَكِيْمٌ أمْرُهُ والحقٌ قَولُهْ
هُوَ الربُّ العَليُّ فَوَحِّدِيهِ
120. أليْسَ مِن الحَريّ بكُلِّ حُر ٍ
مُؤازرة النَّقِيَّةِ والنَّزيْهِ!
121.فإنْ أعْجَبْ فلسْتُ بذا المَلُوم ِ
فعَجَبٌ قَوْلكُمْ لا تسْتُريه ِ!
122.فلا والله لا نَرْضَى بَدِيلاً
ولسْنَا للقُرَان بهَاجِريهِ
123.فللإسلام عِزٌّ لا يَزولُ
وفِيهِ الخَيْرُ كُلُّ الخَير فِيهِ
124.وبالقُرْآن نَرقَى فِي الجِنَان ِ
ويَظْهَرُ ربنا لمُوَحِدِيهِ
125.فيَا يَرْحَمْكُمُ اللهُ ارحَمُونا
ويا أخْتَ الهُدَى لا تَتْرُكِيهِ
126.فلا تُلْقِي لَهُمْ بَالاً وسِيْري
إلى رضْوْان ربِّكِ وارتَجِيهِ
127.وتَمَّ ليَ القَصِيدُ وما قصَدت ُّ
لعَلَّ القَصْدَ يَسْلَمُ، فاقْصدِيه ِ
128.تَجَاوَزَ مَائَة ً والأربَعِيْنَا
بِبَيْتين؛ اقْرَئِي لا تُهْمِلِيهِ
129.وما رَوْمُ الإطالةِ مِنْ مَرَامِي
سِوَى ذَبًّا عَن الشَّرْع النَّزيْه ِ
130. ولولا خَشْيَة اسْتِمْلال قَوْلِي
لبَيَّنْتُ المَقَالَ وقَائِلِيه ِ
131.ولكِنِّي اكْتَفَيْتُ بمَا أرَاهُ
يُزيْلُ الرَّيْبَ عَنْ مُتَرَيِّبيه ِ
132.وقد حاولْتُ تَبْسِيْطاً للفظِي
ليَسْهُلَ لِلمُقَلِدِ والفَقِيهِ
133.فإنْ أحْسَنْتُ فِيْهِ ففضْلُ رَبِّي
وهذا ما أريدُ وأنْتَويهِ
134.وأسْألُهُ البَرَاءَة َمِنْ ريَاءٍ
وحِفْظاً مِنْ دَنِيءٍ أو سَفِيهِ
135.ويا رَبَّ العِبَادِ اجْعَلْهُ ذُخْراً
لِكَارمَ وارْضَ عَنْهُ وَوَالِدِيهِ
136.وزوج سَاعَدَتْ وابْن تَقَرُّ
بِهِ عَيْنٌ وكُلِّ مُعَلِّمِيهِ
137.وناشِرهِ وناقِلِهِ وشَارحْ
وقَارئِهِ وأيْضاً سَامِعِيْهِ
138.وإنْ أخْطَأتُ فَالمَعْصُومُ وحْدهْ
هُوَ المُخْتَار فالنُّصْحَ ابْذلِيهِ
139.وأخْتَتِمُ البَيَانَ بحَمْدِ رَبِّي
عَلَى تَيْسِيْرهِ واللطْفِ فِيْه ِ
140.ويا رَبَّ العِبَادِ أدِمْ صَلاة ً
وتَسْلِيماً تُحِبُّ وتَرتَضِيْهِ
141.عَلَى مَنْ حَازَ كُلَّ المَكْرُمَاتِ
وزيْدَ مَحَبَّة ًعَنْ سَابِقِيه ِ
142.مُحَمِّدٍ المُطَهَّر ذِي الشَّمَائِلْ
وآل ٍ والصِّحَابِ وتابِعِيْهِ
وكتبه العبد الفقير إلى عفو ربه
أبو أسماء الأزهريُّ
كارم السيد حامد
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
ـ[أبو الحسن البخاري]ــــــــ[13 - 12 - 09, 10:43 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 11:02 م]ـ
جزى الله خيرا الناظم و الناقل و المرتب أعلاه و حفظكم الله.
ـ[الدسوقي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 01:14 ص]ـ
جزى الله خيرا الناظم و الناقل و المرتب أعلاه و حفظ الله المسلمات.
... فتح العزيز الوهاب بنظم أدلة مشروعية النقاب (قصيدة علمية على بحر الوافر التامّ بمناسبة الهجوم على النقاب من اللئام)
* وختامها مسك:
134.وأسْألُهُ البَرَاءَة َمِنْ ريَاءٍ وحِفْظاً مِنْ دَنِيءٍ أو سَفِيهِ
135.ويا رَبَّ العِبَادِ اجْعَلْهُ ذُخْراً لِكَارمَ وارْضَ عَنْهُ وَوَالِدِيهِ
136.وزوج سَاعَدَتْ وابْن تَقَرُّ بِهِ عَيْنٌ وكُلِّ مُعَلِّمِيهِ
137.وناشِرهِ وناقِلِهِ وشَارحْ وقَارئِهِ وأيْضاً سَامِعِيْهِ
* اللهم آمين , اللهم آمين , اللهم آمين , لنا وله ولجميع المسلمين.
نسألك ياودود ياودود ياذا العرش المجيد أن تجزي أباأسماء خير الجزاء , وتغفر له ولوالديه ولمن له حق عليه ,
وأن لا تعطيه بقدره ولا بقدر عمله , بل تجازيه بقدر جاهك وعلمك ورحمتك يا أكرم الأكرمين , فأنت ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم آمين , لنا وله ولجميع المسلمين.
... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/220)
ـ[الدسوقي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 01:35 ص]ـ
* قال محمود الحاوي:
جزاكَ الله حقاً كلَّ خيرٍ .. فَنَظْمُكَ كَمْ يُعَلِّمُ قارئيه
تقول العُرْبُ (إيهٍ) أي (فَزِدْنا) .. فإيهٍ ثُمَّ إيهٍ ثُمَّ إيهِ
ـ[أم معاذ الهاشميه]ــــــــ[14 - 12 - 09, 08:54 ص]ـ
جزيتم خيراً
ـ[أبو أسماء الأزهري]ــــــــ[14 - 12 - 09, 11:24 ص]ـ
جزاكم الله جميعاً كل خير
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 11:51 ص]ـ
أبا أسماء شكرا ثم شكرا على نظم فقد أبدعت فيه
فنظمك إن سؤلت عنه أقول الشهد فساغ لشاربيه
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 01:53 م]ـ
يلاحظ أن الناظم الفاضل رجل أزهري أصيل , وهذا يدل على أن الأزهر بخير وسيظل بخير إن شاء الله
وجزى الله أبا اسماء خير الجزاء وأبقى الله الأزهر وعلمائه المخلصين
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[14 - 12 - 09, 03:56 م]ـ
أبا أسماء شكرا ثم شكرا ... على نظم فقد أبدعت فيه
فنظمك إن سئلتُ أقول عنه ... [رعى الله الكلام وناظميه]
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[16 - 12 - 09, 09:13 ص]ـ
أبا أسماء شكرا ثم شكرا ... على نظم فقد أبدعت فيه
فنظمك إن سئلتُ أقول عنه ... [رعى الله الكلام وناظميه]
بارك الله فيك أخي عبدالله على هذا التعديل , كنت على عجل والبضاعة قليلة
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[16 - 01 - 10, 11:12 م]ـ
رائعة حقا، كما وصف الحبيب الناقل وفقه الله ورعاه
وأنت أيها الناظم عقد اللؤلؤ
بارك الله عليك وزادك علما وبلاغة
وأنادي مع الشيخ أحمد الزين
أرثي الأدب مع الله الذي تركه كثيرون ممن خاضوا في الأمر
وغيبت قلوبهم تحت حجاب غفلة وخيمة ظلمة، وهذه الثياب التي باتوا مقذعين في وصفها هي مما أنزل الله تعالى شأنه وكفى بالله
والقضية قضية منهج تلقي وتسليم قلب وليست خلافا علميا كما يظهر من كم الغل والقهر البادي دون سابق جريرة
نَفسي الفِداءُ لِزَهرةٍ أَمسى لَها * بَينَ الجَنادِل وَالثَرى أَكمامُ
أَودَت فَأَودَت بِالقُلوبِ هُمومُها * وَتَشَقَّقت لِمصابِها الأَقلامُ
خَلَّفتِ للعَلياءِ قَلباً خافِقاً * وَتَرَكتِ دَمع المَجدِ وَهوَ سِجامُ
وَمَع الحِجابِ بَلغتِ أَبعدَ غايَةٍ * في المَجدِ تَقصُر دونَها الأَفهامُ
لَيسَ الحِجابُ يَعوقُ عَن طَلبِ العُلا * فيما أَرى لَكنّها أَوهامُ
إلى أن هتف:
إِمّا الحِجابَ أَو السُفورَ أَردتُمو * وَالخَيرُ فيما اِختارَه الإِسلامُ
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[17 - 01 - 10, 01:46 ص]ـ
وكتبه العبد الفقير إلى عفو ربه ومولاه
أبو أسماء الأزهريّ
كارم السيد حامد
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية
جزاك الله خيرا
حقا هؤلاء هم من يمثلون الأزهر،لا ترزية الفتاوى
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 08:53 ص]ـ
رائعة حقا، كما وصف الحبيب الناقل وفقه الله ورعاه
وأنت أيها الناظم عقد اللؤلؤ
بارك الله عليك وزادك علما وبلاغة
وأنادي مع الشيخ أحمد الزين
أرثي الأدب مع الله الذي تركه كثيرون ممن خاضوا في الأمر
وغيبت قلوبهم تحت حجاب غفلة وخيمة ظلمة، وهذه الثياب التي باتوا مقذعين في وصفها هي مما أنزل الله تعالى شأنه وكفى بالله
والقضية قضية منهج تلقي وتسليم قلب وليست خلافا علميا كما يظهر من كم الغل والقهر البادي دون سابق جريرة
نَفسي الفِداءُ لِزَهرةٍ أَمسى لَها * بَينَ الجَنادِل وَالثَرى أَكمامُ
أَودَت فَأَودَت بِالقُلوبِ هُمومُها * وَتَشَقَّقت لِمصابِها الأَقلامُ
خَلَّفتِ للعَلياءِ قَلباً خافِقاً * وَتَرَكتِ دَمع المَجدِ وَهوَ سِجامُ
وَمَع الحِجابِ بَلغتِ أَبعدَ غايَةٍ * في المَجدِ تَقصُر دونَها الأَفهامُ
لَيسَ الحِجابُ يَعوقُ عَن طَلبِ العُلا * فيما أَرى لَكنّها أَوهامُ
إلى أن هتف:
إِمّا الحِجابَ أَو السُفورَ أَردتُمو * وَالخَيرُ فيما اِختارَه الإِسلامُ
إي وربي (والخير فيما اختاره الإسلام) بوركت أبا مالك على نقلك الرائع لهذه الرائعة
ـ[أبو أسماء الأزهري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 10:11 ص]ـ
أقول لكل من أثنى: جزاكم إله العالمين الخير عني
ولست لذاكم الإطرا بأهل ٍ ومن أثنى أحق بذاك مني
ونسأل ربنا الإخلاص قولاً وفعلاً؛ فهو ذو فضل ٍ ومنِّ(119/221)
ما هو حكم تحنيط الحيوانات .. أرجو الإجابة
ـ[أبو إسحاق الشاذلي]ــــــــ[14 - 11 - 09, 02:22 م]ـ
ما هو حكم تحنيط الحيوانات .. أرجو الإجابة
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[14 - 11 - 09, 04:28 م]ـ
لعل هذه الفتوي تفيدك
http://www.almosleh.com/almosleh/article_1382.shtml
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[14 - 11 - 09, 04:53 م]ـ
إليكم هذا الرابط
http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=6&book=2&page=142
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[14 - 11 - 09, 04:55 م]ـ
وهذه الفتاوى ايضًا:
(7596)
سؤال: أنا طبيب بيطري أعالج الحيوانات والطيور، ومن ضمن تخصصاتنا تحنيط بعض الحيوانات والطيور مثل الغزال والذئب والثعلب والطيور الجارحة مثل الصقر، والنسر، الغراب، أرجو التكرم بإفادتي عن مدى جواز هذا العمل وفقكم الله لما يحبه ويرضاه؟
الجواب: أرى والله أعلم أنه لا بأس بهذا العمل وهو التحنيط فإنه إبقاء للخلقة كما كانت وهي خلق الله فلم يتغير ولم ينقص ولم يزد وإنما حفظت صورته وهيكله وجثمانه بلا روح وفيه تمكين لمن رآه أن يعتبر ويتفكر في خلق ربنا تعالى، والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
7/ 6/1417هـ
(34)
س: ما حكم التصوير بصفة عامة والتحنيط بصفة خاصة؟
الجواب: وردت الأدلة في منع التصوير ويقصد به ما فيه مضاهاة لخلق الله وهو الذي يعمل بالأيدي أو نحوها، واختلف المشائخ في التصوير بالآلات الجديدة والأولى تركه لوجود من يمنعه، وأما التحنيط وهو ابقاء جثة الحيوان بعد خروج روحه أو حشو جلده حتى يكون كهيئته حياً لقصد التعليم والتعريف بأعضائه عند التدريس فالظاهر جواز ذلك للحاجة والفائدة الملموسة. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين(119/222)
قبسات من رحلة الإسراء و المعراج
ـ[سمية سلطان]ــــــــ[14 - 11 - 09, 03:44 م]ـ
قبسات من رحلة الإسراء والمعراج 1
كانت رحلة الإسراء اختباراً جديداً للمسلمين في إيمانهم ويقينهم، وفرصة لمشاهدة النبي – صلى الله عليه وسلم - عجائب القدرة الإلهية، والوقوف على حقيقة المعاني الغيبيّة، والتشريف بمناجاة الله في موطنٍ لم يصل إليه بشرٌ قطّ، إضافةً إلى كونها سبباً في تخفيف أحزانه وهمومه، وتجديد عزمه على مواصلة دعوته والتصدّي لأذى قومه.
فقد شهدت الأيّام السابقة لتلك الرحلة العديد من الابتلاءات، كان منها موت زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، والتي كانت خير عونٍ له في دعوته، ثم تلاها موت عمّه أبي طالب، ليفقد بذلك الحماية التي كان يتمتّع بها، حتى تجرّأت قريشٌ على إيذائه – صلى الله عليه وسلم – والنيل منه، ثم زادت المحنة بامتناع أهل الطائف عن الاستماع له، والقيام بسبّه وطرده، وإغراء السفهاء لرميه بالحجارة، مما اضطرّه للعودة إلى مكّة حزيناً كسير النفس.
ومع اشتداد المحن وتكاثر الأحزان، كان النبي – صلى الله عليه وسلم – في أمسّ الحاجة إلى ما يعيد له طمأنينته، ويقوّي من عزيمته، فكانت رحلة الإسراء والمعراج، حيث أُسري به – صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس، ثم عُرج به إلى السماوات العُلى، ثم عاد في نفس اليوم.
وتبدأ القصّة عندما نزل جبريل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – بصحبة ملكين آخَريْن، فأخذوه وشقّوا صدره، ثم انتزعوا قلبه وغسلوه بماء زمزم، ثم قاموا بملء قلبه إيماناً وحكمة، وأعادوه إلى موضعه.
ثم جاء جبريل عليه السلام بالبراق، وهي دابّة عجيبة تضع حافرها عند منتهى بصرها، فركبه النبي - صلى الله عليه وسلم – وانطلقا معاً، إلى بيت المقدس.
وفي هذه المدينة المباركة كان للنبي - صلى الله عليه وسلم – موعدٌ للقاء بإخوانه من الأنبياء عليهم السلام، فقد اصطحبه جبريل عليه السلام إلى المسجد الأقصى، وعند الباب ربط جبريل البراق بالحلقة التي يربط بها الأنبياء جميعاً، ثم دخلا إلى المسجد، فصلّى النبي – صلى الله عليه وسلم – بالأنبياء إماماً، وكانت صلاته تلك دليلاً على مدى الارتباط بين دعوة الأنبياء جميعاً من جهة، وأفضليّته عليهم من جهة أخرى.
ثم بدأ الجزء الثاني من الرّحلة، وهو الصعود في الفضاء وتجاوز السماوات السبع، وكان جبريل عليه السلام يطلب الإذن بالدخول عند الوصول إلى كلّ سماءٍ، فيؤذن له وسط ترحيب شديد من الملائكة بقدوم سيد الخلق وإمام الأنبياء – صلى الله عليه وسلم -.
وفي السماء الدنيا، التقى – صلى الله عليه وسلم – بآدم عليه السلام، فتبادلا السلام والتحيّة، ثم دعا آدم له بخيرٍ، وقد رآه النبي – صلى الله عليه وسلم – جالساً وعن يمينه وشماله أرواح ذريّته، فإذا التفت عن يمينه ضحك، وإذا التفت عن شماله بكى، فسأل النبي – صلى الله عليه وسلم – جبريل عن الذي رآه، فذكر له أنّ أولئك الذين كانوا عن يمينه هم أهل الجنّة من ذرّيّته فيسعد برؤيتهم، والذين عن شماله هم أهل النار فيحزن لرؤيتهم.
ثم صعد النبي– صلى الله عليه وسلم – السماء الثانية ليلتقي ب عيسى و يحيى عليهما السلام، فاستقبلاهُ أحسن استقبالٍ وقالا: " مرحباً بالأخ الصالح والنبيّ الصالح ".
وفي السماء الثالثة، رأى النبي– صلى الله عليه وسلم – أخاه يوسف عليه السلام وسلّم عليه، وقد وصفه عليه الصلاة والسلام بقوله: ( .. وإذا هو قد أعطي شطر الحسن) رواه مسلم.
ثم التقى بأخيه إدريس عليه السلام في السماء الرابعة، وبعده هارون عليه السلام في السماء الخامسة.
ثم صعد جبريل بالنبي– صلى الله عليه وسلم – إلى السماء السادسة لرؤية أخيه موسى عليه السلام، وبعد السلام عليه بكى موسى فقيل له: " ما يبكيك؟ "، فقال: " أبكي؛ لأن غلاماً بُعث بعدي، يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/223)
ثمّ كان اللقاء بخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام في السماء السابعة، حيث رآه مُسنِداً ظهره إلى البيت المعمور - كعبة أهل السماء - الذي يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة لا يعودون إليه أبداً، وهناك استقبل إبراهيم عليه السلام النبي – صلى الله عليه وسلم – ودعا له، ثم قال: (يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) رواه الترمذي.
وبعد هذه السلسلة من اللقاءات المباركة، صعد جبريل عليه السلام بالنبي– صلى الله عليه وسلم – إلى سدرة المنتهى، وهي شجرةٌ عظيمة القدر كبيرة الحجم، ثمارها تُشبه الجرار الكبيرة، وأوراقها مثل آذان الفيلة، ومن تحتها تجري الأنهار، وهناك رأى النبي– صلى الله عليه وسلم – جبريل عليه السلام على صورته الملائكيّة وله ستمائة جناح، يتساقط منها الدرّ والياقوت.
ثم حانت أسعد اللحظات إلى قلب النبي – صلى الله عليه وسلم -، حينما تشرّف بلقاء الله والوقوف بين يديه ومناجاته، لتتصاغر أمام عينيه كل الأهوال التي عايشها، وكل المصاعب التي مرّت به، وهناك أوحى الله إلى عبده ما أوحى، وكان مما أعطاه خواتيم سورة البقرة، وغفران كبائر الذنوب لأهل التوحيد الذين لم يخلطوا إيمانهم بشرك، ثم فَرَض عليه وعلى أمّته خمسين صلاة في اليوم والليلة.
وعندما انتهى – صلى الله عليه وسلم – من اللقاء الإلهيّ مرّ في طريقه بموسى عليه السلام، فلما رآه سأله: (بم أمرك؟)، فقال له: (بخمسين صلاة كل يوم)، فقال موسى عليه السلام: (أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف)، فعاد النبي صلى الله عليه وسلم – إلى ربّه يستأذنه في التخفيف فأسقط عنه بعض الصلوات، فرجع إلى موسى عليه السلام وأخبره، فأشار عليه بالعودة وطلب التخفيف مرّةً أخرى، وتكرّر المشهد عدّة مرّات حتى وصل العدد إلى خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، واستحى النبي – صلى الله عليه وسلّم أن يسأل ربّه أكثر من ذلك، ثم أمضى الله عزّ وجل الأمر بهذه الصلوات وجعلها بأجر خمسين صلاة.
وقد شاهد النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذه الرحلة الجنّة ونعيمها، وأراه جبريل عليه السلام الكوثر، وهو نهرٌ أعطاه الله لنبيّه إكراماً له، حافّتاه والحصى الذي في قعره من اللؤلؤ، وتربته من المسك، وكان عليه الصلاة والسلام كلما مرّ بملأ من الملائكة قالوا له: " يا محمد، مر أمتك بالحجامة ".
وفي المقابل، وقف النبي – صلى الله عليه وسلم – على أحوال الذين يعذّبون في نار جهنّم، فرأى أقواماً لهم أظفار من نحاس يجرحون بها وجوههم وصدورهم، فسأل جبريل عنهم فقال: " هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم "، ورأى أيضاً أقواماً تقطّع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، فقال له جبريل عليه السلام: " هؤلاء خطباء أمتك من أهل الدنيا، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون؟ ".
ورأى شجرة الزّقوم التي وصفها الله تعالى بقوله: {والشجرة الملعونة في القرآن} (الإسراء: 60)، وقوله: {إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم، طلعها كأنه رءوس الشياطين} (الصافات: 64 – 65).
ورأى مالكاً خازن النار، ورأى المرأة المؤمنة التي كانت تمشط شعر ابنة فرعون، ورفضت أن تكفر بالله فأحرقها فرعون بالنار، ورأى الدجّال على صورته، أجعد الشعر، أعور العين، عظيم الجثّة، أحمر البشرة، مكتوب بين عينيه " كافر ".
وفي تلك الرحلة جاءه جبريل عليه السلام بثلاثة آنية، الأوّل مملوء بالخمر، والثاني بالعسل، والثالث باللبن، فاختار النبي – صلى الله عليه وسلم – إناء اللبن فأصاب الفطرة، ولهذا قال له جبريل عليه السلام: " أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك " رواه البخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/224)
وبعد هذه المشاهدات، عاد النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى مكّة، وأدرك أن ما شاهده من عجائب، وما وقف عليه من مشاهد، لن تتقبّله عقول أهل الكفر والعناد، فأصبح مهموماً حزيناً، ولما رآه أبوجهل على تلك الحال جاءه وجلس عنده ثم سأله عن حاله، فأخبره النبي – صلى الله عليه وسلم – برحلته في تلك الليلة، ورأى أبو جهل في قصّته فرصةً للسخرية والاستهزاء، فقال له: " أرأيت إن دعوت قومك أتحدثهم بما حدثتني؟ "، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم –: (نعم)، فانطلق أبو جهل ينادي بالناس ليسمعوا هذه الأعجوبة، فصاحوا متعجّبين، ووقفوا ما بين مكذّب ومشكّك، وارتدّ أناسٌ ممن آمنوا به ولم يتمكّن الإيمان في قلوبهم، وقام إليه أفرادٌ من أهل مكّة يسألونه عن وصف بيت المقدس، فشقّ ذلك على النبي – صلى الله عليه وسلم – لأن الوقت الذي بقي فيه هناك لم يكن كافياً لإدراك الوصف، لكنّ الله سبحانه وتعالى مثّل له صورة بيت المقدس فقام يصفه بدقّة بالغة، حتى عجب الناس وقالوا: " أما الوصف فقد أصاب "، ثم قدّم النبي – صلى الله عليه وسلم – دليلاً آخر على صدقه، وأخبرهم بشأن القافلة التي رآها في طريق عودته ووقت قدومها، فوقع الأمر كما قال.
وفي ذلك الوقت انطلق نفرٌ من قريش إلى أبي بكر رضي الله عنه يسألونه عن موقفه من الخبر، فقال لهم: " لئن كان قال ذلك لقد صدق "، فتعجّبوا وقالوا: " أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ "، فقال: " نعم؛ إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة "، فأطلق عليه من يومها لقب " الصديق ".
وكان في هذه المواقف المتباينة حكم إلهيّة عظيمة، ففي تصديق أبي بكر رضي الله عنه إبرازٌ لأهميّة الإيمان بالغيب والتسليم له طالما صحّ فيه الخبر، وفي ردّة ضعفاء الإيمان تمحيصٌ للصفّ الإسلامي من شوائبه، حتى يقوم الإسلام على أكتاف الرّجال الذين لا تهزّهم المحن أو تزلزلهم الفتن، وفي تكذيب كفار قريشٍ للنبي – صلى الله عليه وسلم – وتماديها في الطغيان والكفر تهيئةٌ من الله سبحانه لتسليم القيادة إلى القادمين من المدينة، وقد تحقّق ذلك عندما طاف النبي – صلى الله عليه وسلم – على القبائل طلباً للنصرة، فالتقى بهم وعرض عليهم الإسلام، فبادروا إلى التصديق والإيمان، ليكونوا سبباً في قيام الدولة الإسلامية وانتشار دعوتها في الجزيرة العربية
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[14 - 11 - 09, 04:48 م]ـ
قبسات من رحلة الإسراء والمعراج 1
وارتدّ أناسٌ ممن آمنوا به
لم يثبت ارتداد أحد من الصحابة، رضي الله عنهم، بعد معجزة الإسراء، والآثار الواردة في ذلك إما ضعيفة وليست صحيحة أو صحيحة ولكنها ليست صريحة.
ليكونوا سبباً في قيام الدولة الإسلامية وانتشار دعوتها في الجزيرة العربية [/ B]
لم يكن الهدف هو قيام دولة ولا انتشار دعوتها بل كانت الدولة تحصيل حاصل لدعوة الخير. والملاحظ أن كثيرا من كتاب اليوم يفسرون السنة والسيرة على وفق أصولهم السياسية المستحدثة ويحاولون تجيير النصوص وتأويلها وفق مناهجهم.
والله أعلم(119/225)
الإنصات ... ضمن فن إدارة الحوار
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[14 - 11 - 09, 04:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي أخواتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإنسان اجتماعي بطبعه أي لا بد من مجتمع يعيش في وسطه ويتفاعل معه في شتى مناحي الحياة ... اثناء قراءتي لأحد المقالات اعجبتني هذه المقالة كونها لها هدف عام: كسب الناس وعدم خسارة الأصدقاء ... أترككم الآن مع المقال ...
عدم الانصات مشكلة البشر جيمعاً، فقل أن تجد إنساناً يمتلك موهبة الانصات، فالجميع يريد أن يتحدث قدر المستطاع، في الوقت الذي خلق الله لنا لساناً واحداً وأذنين، حتى نسمع أكثر مما نتكلم.
نحن دائماً نشجعك على المشاركة المجتمعية، والدخول في نقاشات وحوارات مع الآخرين، والتحدث عما يدور داخلك، وبما تعرفه من معلومات حول القضية المثارة، لكننا في الوقت ذاته نشجعك أكثر على الإنصات لحديث الآخرين، بحيث تصنع ميزاناً كفته الراجحه للإنصات أكثر من الحديث.
فكلما كنت منصتاً أكثر منك متحدثاً، اكتسبت معلومات جديدة أكثر وكلما اكتشفت آراء أخرى من الآخرين توافق أو تخالف آراءك، أصبحت مقبولاً لدى الآخرين لإعطائك الفرصة لهم للحديث وعدم المقاطعة وإيصالهم وجهات نظرهم.ولأن الناس يحبون التحدث أكثر من الاستماع فإنهم يحبون من يخالف هذه القاعدة، ويرغبون في لقائه لشعورهم بأنه الشخص المناسب لطرح أفكارهم ووجهة نظرهم.
لقد اكتشفت هذه الميزة، من مواقف عدة، لعل أهمها حينما كنت أتحدث في الهاتف مع صحفي في جريدة (الرياض) لمناقشة قضية اجتماعية وحين طلبت منه أبدي وجهة، نظري رحب وقال لي: تفضل فبدأت أتحدث وهو صامت ينصت لي، فحين لم يقاطعني، استغربت وخشيت أن يكون خط الاتصال قد انقطع وسألته: إن كان معي ويسمعني؟ فأجاب بالإيجاب فواصلت حديثي دون أية كلمنه، فعاودت الاستفسار مرة أخرى إن كان مع ويسمعني؟ وعاود الإجابة نفسها، وأضاف عليها أنه لم يعتد مقاطعة المتحدث، وعندما انتهيت من حديثي صمت على أمل أن يعقب، لكنه استمر في صمته، فقلت له: ما رأيك؟ فسألني هل انتهيت؟ فقلت: نعم، فبدأ في الحديث وخلال ثوان قاطعته لإيضاح نقطعة محددة تطرق إليها، فطلب مني بطريقة مهذبة أن أنصت حتى ينتهي مثلما فعل هو، شعرت لحظتها بالحرج.
لقد أعجبتني طريقته، ومن بعدها جاهدت نفسي لأكون منصتاً أكثر من أكون متحدثاً، وحين أقول" جاهدت نفسي " فإنني أعني ما أقول فليس من السهل الانتقال من الحديث إلى الانصات بسهولة، فهي عملية تحتاج في البداية إلى قناعة ذاتية بجدوى الفكرة، ومن ثم مقاومة الرغبة في الحديث،و مجاهدة النفس على الإنصات أطول مدة ممكنة، حتى تبدأ النفس في الاعتياد على التحول من الحديث إلى الانصات. وحين تصبح ممارساً محترفاً لعملية الإنصات ستشعر بالسعادة وأنت تنصت إلى حديث الآخرين، بل وستضطر إلى أن يطلب منك المتحدث أن تبدأ الحديث لإبداء وجهة نظرك.
هناك احوال قد لا تنطبق عليها عملية الانصالات، وخصوصاً حين تكون بين أصدقائك المقربين جداً، ويكون محور الحديث إطلاق النكات والفرفشة، في هذه الحالة لست مطالباً بتطبيق عملية الإنصات، بل إنها فرصة للانطلاق في الحديث والمشاركة دون قيود.
إذاً أنت أمام مهمة وواجب يحتاج منك إلى بذل الجهد والمثابرة نحو التغيير للأفضل،والانصات بصفته ضمن فنيات مصطلح (الذكاء الاجتماعي)، ذلك المصطلح الذي يجعلك قريباً من الآخرين مرغوباً فيك، وستكشف عندئذ من أنت؟
منقول للفائدة (كاتب المقال د. عبدالرحمن الصبيحي)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[14 - 11 - 09, 04:16 م]ـ
كيف تتعلم فن الحوار:
المحاولة والخطأ: وهي طريقة أكثر شيوعاً، وأطولها وقتاً، وتعرضك لمخاطر أن تجرب طرقاً غير سوية ثم تكتشف خطأها، ولكنها أساسية في تكوين الخبرة الإنسانية.
التعلم من خلال النموذج: بالبحث عن المتميزين في مهارات الحوار، ومراقبة سلوكهم بدقة، ومحاولة تقليده. سواء كان هؤلاء أشخاصاً تراهم حولك أو تشاهدهم في وسائل الإعلام، أو تقرأ عن حياتهم في الكتب. صور سيئة في الحوار:
حوار التعجيز: طلب السلبيات في الآخر.
الجدل البيزنطي: محاولة التفوق على الخصم بأي وسيلة.
حوار الاستكبار " أعلى – أدنى ": وهو حوار قائم على تسلط طرف على طرف، (آمر ومستجيب). ومنه قول فرعون: ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.
حوار الذل " أدنى أعلى ": ويقوم فيه الطرف الأدنى بتملق الأعلى بصورة تفقد كلا الطرفين كرامتهما الإنسانية.
الحوار السطحي: كلمني .. ولكن لا تلمس العمق.
الحوار الإقصائي: أتحاور معك، وأنا موقن أنك خطأ .. ولكني أحاول إفهامك .. ولست مستعداً لأن تُفهِمني شيئاً لأنني أفهم كل شيء!!
حوار البرج العاجي " حين يتحاور المثقفون بعيداً عن واقع الحياة ": الحوار الأكاديمي في البلاد العربية، رسائل الماجستير والدكتوراه، والأبحاث.
مبادئ الحوار الإيجابي:
للحوار الإيجابي عدة صفات منها أنه:
• موضوعي: يهتم بالموضوع وليس الشخص.
• واقعي: يبحث في الوقائع قبل أن يقفز إلى تأويلها.
• متفائل: لا يفترض سوء الظن، ويتلمس الأفضل.
• صادق: لا يخادع ولا يكذب.
• متكافئ الطرفين: يحترم فيه كل طرف الطرف الآخر ولا يستعلي عليه.
• يفتح باب المحبة، ويقلل من مساحة الخلاف.
• ليكن منطلقك في كل حوار: البحث عن الحق لأتباعه.
• لابد لكل حوار من مرجعية، وإلا تحول إلى جدال مذموم.
• ابدأ في كل حوار بالمساحة المشتركة بينك وبين الآخر، ولا تقفز إلى المختلف فيه أولاً.
• اعتمد مبدأ النسبية، وشعاره قول الإمام الشافعي: "قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/226)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[14 - 11 - 09, 04:19 م]ـ
فن إدارة الحوار بين الآباء والأبناء والزوجين
أيها الأب أيتها الأم إنك تحب أن يكون أبنك أحسن منك ولا أحد غيره، ابنك امتداد لحياتك وهو صورة المستقبل لك، فماذا تريد هذه الصورة أن تكون؟ إن الحوار هو الذي يستطيع أن يصنع هذه الصورة الجميلة، فهل تستخدمه مع أبنائك وبناتك وهل تستخدمينه أيتها الأم مع بناتك؟ وهل تستخدمه أيها الزوج مع زوجتك؟
فن إدارة الحوار مع الأبنا ء والزوجات من أفضل السبل لحل المشكلات، وما كان لكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية أن تظهر للسطح بين الآباء والأبناء أو بين الزوجين المتخاصمين إلا بانعدام الحوار الهادئ الخالي من النرفزة والصراخ، والحوار معناه الاتصال بين شخصين بينهما خلاف يحاولان أن يقلصا أو يقربا من وجهة نظريهما بالمناقشة والمحاورة لتزول المشكلة التي تؤرق أحدهما أو كليهما، ومع الأسف الشديد أن كثيرا من الأسر العربية تحل خلافاتها عن طريق أحد الأقرباء أو الأصدقاء أو المحاكم،أو بالصراخ والعنف والمقاطعة، مهما كان السبب المختلفين عليه تافها وبسيطا، وكم من مشكلة وصلت للمحكمة وهي تافهة، يستطيع أبسط إنسان أن يقرب وجه النظر بين الاثنين المتخاصمين فيها، وقد ذكر لي أحد الزملاء أنه كان يوما ما في المحكمة لغرض ما فلاحظ أن هناك رجلا وزوجته قدما للمحكمة لتنفيذ قرار الطلاق بينهما فتدخل زميلي وتحدث مع الزوج، ورأى أن المشكلة سهلة جدا وأن الخلاف يمكن أن يحل بالمناقشة والحوار بينهما ولا داعي للحضور للمحكمة، واستطاع زميلي هذا أن يعيد لأسرتهما وأطفالهما البسمة التي كاد الطلاق أن يعصف بها، أنا أردت من هذه المقدمة أن أمهد لموضوع مهم جدا وهو: فن الحوار بين الآباء والأبناء وبين الزوجين وسوف أركز في تناولي للموضوع على النقاط التالية:
• لماذا يلجأ الآباء إلى العنف مع الأبناء، ولماذا يلجأ الزوج – أيضا- إلى استخدام العنف مع زوجته؟
• ما هي العقبات التي تعترض النجاح في الحوار؟
• عندما يختفي الحوار بين الآباء والأبناء أو بين الزوجين ماذا يحدث؟
يلجأ الأب أو الزوج للعنف بدل الحوار لأنهما يجهلان شيء اسمه الحوار والمناقشة لتقريب وجهة نظريهما أو أنهما تعلما هذا الأسلوب من أبويهما فهما نشأ وقد اقتنعا أن خلافاتهما لاتحل إلا باستخدام العنف والتسلط، كما كان يفعل ذلك والداهما 0
ومن الأمور التي تفشل الحوار الهادف والبناء بين الآباء وأبنائهم أو بين الزوجين مايلي:
1. التفكير في العقاب أولا قبل النظر في أسباب الخلاف 0
2. العصبية والتسرع في حسم الأمور وعدم التريث والتفكير السليم 0
3. عدم الاقتناع بأهمية الحوار الهادف في حل المشكلات 0
4. عدم الإنصات والاستماع للأبناء أ والزوجة وعدم التسامح معهم وتقبلهم وعدم مراعاة مشاعرهم واحترام شخصياتهم الحديث 0
5. عدم الثقة في الابن أ والزوجة 0: إ ذا وثق الأب في ابنه فإنه سوف يستطيع أن يوصل لابنه مايريد توصيله وسيؤثر فيه بشكل جيد، وإذا فقد الأب ثقة ابنه فيه فسيحرم الأب نفسه من هذه الصفة وهي التأثير الجيد في أفكار واتجاهات ابنه، وسيصعب عليه تعديل سلوكه، أما الأم إذالم تثق في ابنتها فسيكون باب الحوار موصودا بينها وبين ابنتها ولن تستطيع أن تقيم معها حوارا ناجحا 0
6. العلاقة السيئة بين المتحاورين، فلا بد أن تكون بين المتحاورين علاقة جيدة قائمة على الحب والألفة والاحترام المتبادل ومراعاة المشاعر 0
7. عدم مقاطعة الابن أو البنت أو الزوجة حتى ينتهوا من حديثهم 0، أيها المربي الكريم عندما تتحدث مع ابنك أو تلميذك لاتقاطع كلامه دعه يتحدث ويعبر عما في نفسه وهذا من أدب الحديث، ينبغي أن إشارات جسدية تدل على الموافقة والإنصات (أنا أسمع ---تابع ---أنا معك ---000الخ) كما أن على المربي أن يعيد عبارة المحاور لابألفاظها ولكن بمفهومها ومثال ذلك:
المسترشد– والدي أزعجني كثيرا بكثرة طلباته، إنه لايدع لي وقتا للراحة ولا حتى لاستذكار دروسي، كأنني خادم عنده0
المرشد- أنت مستاء جدا من معاملة والدك لك،
المسترشد – نعم إنه لايحب أصدقائي، فإذا جاءوا لزيارتي طردهم، إنه يحرجني أمامهم0
المرشد –هذا الأمر قد أثر في نفسك كثيرا، أليس كذلك 0
المسترشد- إنني أفكر أن أهرب من البيت 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/227)
8. عدم فرض رأي الأب أو الزوج أثناء الحوار وإلزام الطرف المقابل بالتنفيذ دون مناقشة 0
9. عدم مصارحة الأبناء لآبائهم بما يجول في خواطرهم 0
10. انشغال الوالد وعد م إطالة فترة الحوار، يقول أحد الأبناء: (نحن لانتحدث مع أبينا لأنه دائما مشغول عنا) 0
11. عدم معرفة الأبوين بمراحل النمو فكل مرحلة من مراحل النمو لها ميزات وطبيعة تختلف عن غيرها وعلى الأب أو المربي أن يعلم أن معاملة الطفل غير معاملة المراهق ومعاملة المراهق غير معاملة الراشد وهكذا البنت0
12. ينبغي للأب عندما يتحدث ويحاور ابنه الا يكون جالسا والابن واقف، لأن الابن سيقول داخل نفسه لماذا هذا يقصد والده يخاطبني باستعلاء، لذا يجب أن يجلس المتحاوران على على كرسيين متقابلين مع وجوب أن ينظر الأب على عيني ابنه وهو يتحدث معه 0
عندما يختفي الحوار في الأسرة يسود الشقاق والنزاع وتتعقد الأمور أكثر وأكثر، ويسود المنزل جو من التوتر والقلق، وتتصدع الأسرة ويحصل الطلاق وتشريد الأبناء والبنات ويتهدم عش الزوجية لأنه فقد الترابط و التواصل الدافئ بين أفراد الأسرة 0
عندما ينعدم الحوار بين الآباء والأبناء يلجأ الابن إلى أصدقائه الذين يستمعون له جيدا ويفرغ ما في جعبته من الآم ومعاناة عليهم، فيجد لديهم القبول، فيحلون محل والده وتحل الصديقة محل الأم فإن كانوا من أهل الخير كان حظه أو حظها جيدا وإن كانوا من أهل الشر فسيؤدي ذلك إلى انحرافه أو انحرافها أو إصابتهما بالأمراض النفسية ومن بينها الاكتئاب، أما البنت فسوف تلجأ لصديقاتها وستحس بجومن الغربة في أسرتها وربما يؤدي بها هذا الأمر إلى أن تنقل من صديقاتها خبرات سيئة نتيجة قلة خبراتهن0، أما الزوجة فسوف تلجأ لبيت أهلها وتتطور المشكلة فقد تكون المشكلة بسيطة لاتستدعي تدخلا من أحد ولكنها عندما تصل إلى منزل أسرة الزوجة تكبر أكثر وتتعقد وقد تصل إلى المحاكم والمطالبات وكثير من حالات الطلاق بدأت مشاكل بسيطة ولكن هذه المشاكل البسيطة بقيت بدون حل فتراكمت ثم تعقدت فحدث الانفجار وهو الطلاق 0
عندما يختفي الحوار بين الأب والابن يظهر الابن ذو الوجهين الوجه الأول: يظهر الابن أمام والده بالابن المطيع العاقل الهادئ حتي يتجنب المشاكل في زعمه مع أبيه ولكنه في غياب والده يظهر بشخصية أخرى فما لم يستطع أن يمارسه أمام والده يمارسه في خلوته أو مع أصدقائه الذين لايقولون له لا بل يشجعونه على أن يعمل ما بدا له حتى ولو كان ضارا به، إذا صمام الأمان لعدم إنحراف الأبناء هو الحوار الهادئ بين الآباء والأبناء 0
كما أنه عندما يختفي الحوار بين أفراد بعض الأسر يسود الهدوء والسكون بين أفراد الأسرة، وكل فرد في الأسرة يعيش في حالة، فليس هناك موضوعات تهم الجميع لمناقشتها لذا فإن جلساتهم الجماعية التي يتحاورون فيها تكون معدومة أو قليلة، ويدب في وسط مثل هذه الأسر الكآبة والممل والضجر، وتفشي بعض الأمراض النفسية 0
نلاحظ أن كثيرا من الأسر يسودها الجفاف العاطفي، والتباغض والتحاسد نتيجة انعدام الحوار الهادئ بين أفرادها فعن طريق هذه الأسر مع الأسف تتولد الجرائم إذ الأطفال يعيشون في جو غير إنساني فهو قائم على المقاطعة والمشاحنة، ولو رجعنا إل نزلاء السجون ودور الأحداث لوجدنا أن العلاقات بين هؤلاء النزلاء وأسرهم ضعيفة، إذ أن بعض الآباء يرمي ابنه في الدار ثم لايسأل عنه أو يودع الأب أو الأم في المستشفى فلا يسأل عنهما أحد، كما أن بعض الأسر إذا خرج ابنهم من السجن لايستقبلونه بل يقاطعونه على أنه مجرم، مما يزيد ذلك في انحرافه0 والله ولي التوفيق 0
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[14 - 11 - 09, 04:31 م]ـ
حدث الناس عن نفسك سيستمعون إليك، حدثهم عن أنفسهم سيحبونك.
بعض الناس يزينون المكان بحضورهم و البعض الآخر يزينونه بانصرافهم فمن أي الناس أنت.
نحن نمتلك ستة حواس (السمع، البصر، الحس، التذوق، الشم، خفة الظل)
خاطب الناس بأسمائهم المحببة اليهم
أنصت و أعطي فرصة الكلام للآخرين ولا تقاطع كلامهم
لكي تكون متحدثاً لبقاً تعلم كيف تنصت
أعمق المبادئ في الإنسان هو تلهفه على تقدير الآخرين له
أحتفظ بالابتسامة على وجهك فالعقل اللاواعي لا يميز الشيء الحقيقي من غير الحقيقي
عامل كل شخص على انه أهم شخص في تلك المحادثة، وأره بعضا من الاعجاب ولو المتكلف
يقول أحد المتخصصين في إدارة النفس " نحن نحتاج إلى 4 ضمات مملوءة بالحب للبقاء و 8 لصيانة كيان الأسرة و 12 ضمة للنمو "
الحياة هدية و لكل مشكلة حل لذلك قررت أن أعيش سعيد
النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة و ليس العكس ركز على هذه النقطة و إحذر أن تفهمها بشكل خاطئ
ألم يحن الوقت لنحرر أنفسنا من القيود و نتوقف عن البكاء على الماضي.
ألم يحن الوقت لان نسيطر على عواطفنا و لا نسمح لأحد أن يملي علينا و يختار لنا أحاسيسنا
منقولات للافادة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/228)
ـ[أبو الحسن القرشي]ــــــــ[14 - 11 - 09, 04:58 م]ـ
عمل شديد الفائدة .. جزاك الله خيراً يا أبا نصر،وأترك المساحة التالية للإنصات ....
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[17 - 11 - 09, 07:24 م]ـ
عمل شديد الفائدة .. جزاك الله خيراً يا أبا نصر،وأترك المساحة التالية للإنصات ....
وجزاك الله خيرا اخي الكريم ... الحمد لله الذي نفع بما نقلنا للاخواننا الكرام
نفع الله بك(119/229)
الاحكام الوضعيه
ـ[فتاة الأمة]ــــــــ[14 - 11 - 09, 09:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اريد أن استفسر جزاكم الله خير عن الحكام الوضعيه
من من العلماء عد الاعاده والقضاء منها؟(119/230)
كيف نجمع بين مشروعية عيادة المريض
ـ[السني]ــــــــ[14 - 11 - 09, 09:38 م]ـ
وبين قوله صلى الله عليه وسلم: ((فر من المجذوم فرارك من الأسد))، و ((إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها))
فهل معناها أن المرض إذا كان مما يعدي الأخرين فلا تشرع الزيارة، علمًا أن كثيرًا من الإمراض ممكن أن تكون من الأوبئة سواء مخوفة أو غير مخوفة
ـ[السني]ــــــــ[15 - 11 - 09, 06:08 م]ـ
أنا في انتظار فوائدكم(119/231)
استفسار: هل من حق أي رجل تأخير الغلام من الصف الأول في الصلاة للصف الثاني ليتقدم من هو أكبر منه .. ؟!
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 11 - 09, 02:27 ص]ـ
الإخوة الكرام /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرًا ما أرى هذا المشهد أمامي:
يقيم المؤذن للصلاة , فيصطف المصلين وقوفًا , وإذ بينهم غلام في التاسعة من عمره أو العاشرة فرحًا مسرورًا بشهوده للصلاة في الصف الأول , ويفاجئ هذا المسكين أن العم فلان أو الجار علان أو أي أحدًا من الكبار يسحبه من خلفه , أو يشير عليه أن تخلف لأن هناك رجل أكبر منك أحق بالمكان منك!!
فيقدم الرجل الكبير ويؤخر هذا الغلام للصف الثاني لأنه صغير في السن!
ولا تسأل عن مدى وقع هذا الأمر على نفس هذا الغلام.
والسؤال /
هل يحق لأي كان أن يفعل هذا لأي رجل كان .. ؟
وهل لهذا أصل في السنة .. ؟
أيضًا أليس لهذا الفعل آثار سلبية تعود على هذا الغلام ونفسيته .. ؟
والسؤال الأعظم: أليس في تقديم هؤلاء الصغار تحفيز لهم وتشجيع وتعليم وتحريص على الصف الأول .. ؟
ـ[محمد العوض]ــــــــ[15 - 11 - 09, 09:11 ص]ـ
قال ابن رجب في شرح البخاري:
861 - حديث ابن عباس: أقبلت راكباً على حمارٍ أتانٍ، وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلام، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس بمنىً إلى غير جدارٍ، فمررت بين يدي بعض الصف، فنزلت وأرسلت الأتان ترتع، ودخلت في الصف، فلم ينكر ذلك علي أحدٌ.
قد سبق هذا الحديث في ((باب: سترة الإمام سترةٌ لمن خلفه)) من طريق مالك، خرَّجه هناك عن عبد الله بن يوسف، عن مالكٍ، وخرَّجه هنا عن عبد الله بن مسلمة -هو: القعنبي -، عن مالكٍ.
والمراد بتخريجه هاهنا: الاستدلال على صحة صلاة النبي، وأنه يدخل في صف الرجال ويقف معهم.
وقد استدل بهذا مالكٌ على أن الأفضل أن يجعل في الصف بين كل رجلين صبياً؛ ليتعلم أدب الصلاة وخشوعها.
وهو أحد الوجهين للشافعية.
والثاني لهم: يقف الصبيان إذا كثروا صفاً خلف الرجال.
وهومذهبنا ومذهب أبي حنيفة.
استدلوا لذلك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ليلني أولوا الأحلام منكم والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)).
خرَّجه مسلم.
وبما روى شهر بن حوشبٍ: حدثنا عبد الرحمبن غنمٍ، أن أبا مالكٍ الأشعري جمع قومه، فقال: اجتمعوا واجمعوا نسائكم وأبنائكم أعلمكم صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فاجتمعوا وجمعوا نساءهم وأبناءهم، وأراهم كيف يتوضأ، فأحصى الوضوء أماكنه، حتى لما أن فاء الفيء وانكسر الظل قام فأذن، وصف الرجال في أدنى الصف، وصف الولدان خلفهم، وصف النساء خلف الولدان، ثم اقام الصلاة، فتقدم فصلى - وذكر قصة الصلاة، ثم قال: إنها صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
خرَّجه الإمام أحمد بتمامه، وخرَّجه أبو داود مختصراً.
ولو قام الصبي في وسط الصف، ثم جاء رجلٌ، فله أن يؤخره ويقوم مقامه، نص عليه، وفعله أبي بن كعبٍ بقيسِ ابن عبادٍ، وروي نحوه عن عمر - أيضاً -، فهذا قول الثوري وأحمد، وقد سبق ذكره في ((أبواب الصفوف)).
ولو كان الصبي في آخر الصف، فقام رجلٌ خلفه في الصف الثاني، فقال أحمد: لا بأس به، هو متصلٌ بالصف.
وحمله القاضي على أن الصف إذا كان فيه خللٌ، فوقف رجلٌ لم يبطل اتصاله؛ لأن الصبي لا يصاف في الفرض، على المنصوص لأحمد.
ومن أصحابنا من قال: لا يصاف في الفرض ولا في النفل، ولو قلنا: تصح إمامته في النفل.
وهذه طريقة أبي الخطاب، أنه تصح مصافته في الفرض والنفل، وهو قول الأوزاعي وإسحاق؛ لأنه محكومٌ بصحة صلاته، وان لم تصح إمامته للرجال.
وكذا قال الثوري ومالكٌ وأبو حنيفة والشافعي، لكنه يجيز إمامته للرجال ومصافته أولى.
وكل هؤلاء يقولون فيمن أم رجلاً وصبياً: إنهما يقفان خلفه، وعند أحمد: يقفان عن يمينه، أو يقف بينهما، وعليه حمل وقوف ابن مسعودٍ بين علقمة والأسود، وقال: كان الأسود غلاماً.
ـ[محمد العوض]ــــــــ[15 - 11 - 09, 09:15 ص]ـ
أخي علقت تعليقا لكنه حدثت مشكلة في الكمبيوتر فانحذف فالشكوى لله
لكن ارجع للشرح الممتع
فالشيخ فيما أذكر يرى حرمة إرجاعه لأمور ذكرها هناك
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[15 - 11 - 09, 09:20 ص]ـ
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18190.shtml
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=51133&scholar_id=63&series_id=2667
فتوى الشيخ العثيمين والشنقيطي ..
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[15 - 11 - 09, 12:58 م]ـ
أخي علقت تعليقا لكنه حدثت مشكلة في الكمبيوتر فانحذف فالشكوى لله
لكن ارجع للشرح الممتع
فالشيخ فيما أذكر يرى حرمة إرجاعه لأمور ذكرها هناك
أخي محمد القول بالحرمة شديد وكم من ولد صغير قد لا يكون يحسن غسل النجاسة عن نفسه
فالأمر راجع إلى أهل العلم والدين والرأي في كل مسجد وفي كل مجتمع
والمسالة نوقشت من قبل في الملتقى يمكنك مراجعتها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/232)
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[15 - 11 - 09, 01:21 م]ـ
المشكله ليست فقط في ارجاعه
المشكله أن بعضنا اذا رأى أطفال يلعبون بالقرب من المسجد نهرهم مع أنهم اذا قامت الصلاه أتو للمسجد و صلو
و هذا ينفرهم من الصلاه لان لعبهم قرب المسجد أفضل من لعبهم بعيداً عنه
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[15 - 11 - 09, 01:53 م]ـ
من مسائل الإمامة والائتمام مسألة تقدم الصبيان في الصُّفوف الأولى، وهذا ما يوجد في كثير من المساجد، أن يأتي الصبي الذي عمره أربع سنوات أو خمس أو ست أو أقل أو أكثر فيدخل في الصف الأول أو الصفوف المتقدمة .. ويأتي بعض الناس فيخرجه بحجة أن الصبيان لا يجوز أن يصفوا مع الرجال، وإنما مكانهم في الصفوف المتأخرة .. فهل يحق للرجل أن يؤخر الصبي المميز عن الصف المتقدم؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
القول الأول: أنه لا يُؤخَّر .. وبه قال الشافعية، وبه قطع المجد ابن تيمية، ومال إليه ابن مفلح في الفروع.
وأدلتهم على ذلك: عن عمرو بن سلمة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبيه: (فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآناً) فكنت أؤمهم وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين) رواه البخاري.
فإذا جازت إمامة الصبي فمن باب أولى جواز جلوسه في الصف المقدَّم وأنه لا يؤخَّر.
وعن عمر-رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا يُقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه) رواه البخاري ومسلم.
ففي الحديث النهي عن إقامة الرجل الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه، والصبي المميز في حكم البالغ فلا يقام من مجلسه.
القول الثاني: أنه يؤخَّر، وهو ظاهر كلام الإمام أحمد, وصرح به القاضي وابن قدامة1 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftn1) وابن رجب2 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftn2) وصوبه المرداوي.
ومن أدلتهم على ذلك: عن أبي مسعود -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: (استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، لِيَلِني منكم أولوا الأحلام والنُّهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) قال أبو مسعود: فأنتم اليوم أشد اختلافاً. رواه مسلم.
فقالوا: قد دل الحديث على أن يلي الإمام أولو الأحلام والنُّهى، والصبيان ليسوا منهم، فيؤخَّرون.
وعن أبي مالك الأشعري أنه قال: ألا أحدثكم بصلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ فأقام الصلاة, وصف الرجال, وصف خلفهم الغلمان، ثم صلى بهم، فذكر صلاته، ثم قال: (هكذا صلاة أمتي). (3 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftn3))
قالوا: فدل الحديث على أن الصبيان يصفون خلف الرجال, فيؤخرون عن الصف المقدم.
ومن أدلتهم ما ورد عن قيس بن عبادة -رضي الله عنه- قال: بينا أنا في المسجد في الصف المقدم فجبذني رجل من خلفي جبذة فنحاني وقام مقامي فو الله ما عقلت صلاتي، فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب -رضي الله عنه-! فقال: يا فتى لا يسؤك، إن هذا عهد من النبي -صلى الله عليه وسلم- إلينا أن نليه).4 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftn4)
قالوا: فهذا أبي بن كعب أخَّر قيساً من الصف المقدم، وقد كان قيس غلاماً كما في رواية علي بن سعيد النسوي عن الإمام أحمد.5 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftn5)
والذي يظهر أن القول الصحيح هو القول الأول، أنهم لا يؤخَّرون؛ قال في الشرح الممتع: أما إذا جاء الصبي مبكراً وتقدم وصار في الصف الأول فإن القول الراجح الذي اختاره بعض أهل العلم ومنهم جد شيخ الإسلام ابن تيمية وهو مجد الدين عبد السلام أنه لا يقام المفضول من مكانه ... "
إلى أن قال: ولن فيه مفسدة تنفر هؤلاء الصبيان بالنسبة للمسجد لا سيما إذا كانوا مراهقين أي: إذا كان للواحد منهم ثلاث عشرة سنة، أو أربع عشرة سنة ثم نقيمه من مكانه فسيكون ذلك صعباً عليه لأنه فرح أن كان في الصف الأول، وكذلك من مفاسده أن الصبي إذا أخرجه شخص بعينه فإنه لا يزال يذكره بسوء وكلما تذكره بسوء حقد عليه لأن الصغير عادة لا ينسى ما فُعل به ... "6 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftn6)
وأما ما استدل به أصحاب القول الثاني فيرد عليهم بالآتي:
عن الحديث الأول والثاني في تقديم أولي الأحلام والنهى بأن تقديم أولي الأحلام والنهى لا يدل على فساد خلافه.7 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftn7)
وعن الدليل الثالث: بأن الحديث ضعيفٌ.
وعن الدليل الرابع وهو فعل أبي بن كعب، بأن ذلك رأي صحابي، وهو فعل من الصحابة مع التابعين8 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftn8).
وبهذا نكون قد أتينا على بيان هذه المسألة، ومعرفة قولي العلماء فيها، وما هو الراجح منهما، والله أعلم ..
والحمد لله رب العالمين.
______________________________________
1 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftnref1)- انظر المغني (2/ 218).
2 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftnref2)- القواعد لابن رجب ص193.
3 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftnref3)- رواه أبو داود وهو حديث ضعيف انظر ضعيف أبي داود للألباني (132).
4 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftnref4)- رواه أحمد والنسائي وابن خزيمة وصححه، وصححه غير واحد.
5 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftnref5)- كما في بدائع الفوائد (3/ 81).
6 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftnref6) - الشرح الممتع للعلامة العثيمين: 4/ 279 - 280.
7 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftnref7)- انظر حاشية ابن قاسم على الروض المربع (2/ 341).
8 ( http://www.alimam.ws/ref/959#_ftnref8)- انظر: الفروع لابن مفلح (1/ 406).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/233)
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[15 - 11 - 09, 01:55 م]ـ
الرابطـ ( http://www.alimam.ws/ref/959)
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[15 - 11 - 09, 02:03 م]ـ
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كان يقول لا يؤخر الا ان كان خلف الامام يبعد قليلا عن خلف الامام
وهذا الصبي من حقه المكان الذي سبق اليه في الصف الاول
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الغريب ان بعض المصلين من البالغين ياتي متاخرا للصلاة ويرجع الصبي للوراء ويصلي مكانه ,,
فياسبحان الله
ـ[أبو تميم محمد]ــــــــ[15 - 11 - 09, 04:03 م]ـ
قال الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار روي عن عمر رضي الله عنه أنه كان يخرج الصبيان من الصف الأول
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[15 - 11 - 09, 04:15 م]ـ
قال الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار روي عن عمر رضي الله عنه أنه كان يخرج الصبيان من الصف الأول
هذا الأثر لو صح كان عضدا قويا في المسالة فهل نجد عند أحد تخرجا له
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[15 - 11 - 09, 04:28 م]ـ
إذا كان الغلام عاقلا مميزا بحيث لا يعبث في الصلاة،
لماذا يؤخر؟ هذا من الظلم.
والحديث حث فيه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أولي النهى بالتبكير إلى الصلاة ليكونوا في الصفوف الأولى خلفه.(119/234)
هل صحيح ان الأفضل طي السجادة بعد الصلاة لأن الشيطان يصلي فيها. وكذلك مايذكر عدم ترك الاظافر تطول لأن الشيطان يجلس فوقها. أفيدونا
ـ[شربتلي محمد]ــــــــ[15 - 11 - 09, 11:44 ص]ـ
ماصحة هذا القول وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[15 - 11 - 09, 12:37 م]ـ
لا يا أخي الكريم لا يصح شئ من ذلك
لكن من السنة قص الأظفار كما في الحديث
عن عائشة قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك والاستنشاق بالماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء يعني الاستنجاء بالماء
قال زكريا قال مصعب ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[15 - 11 - 09, 01:08 م]ـ
هل صحيح ان الأفضل طي السجادة بعد الصلاة لأن الشيطان يصلي فيها
أضحك الله سنك
وهل الشيطان يصلي!
هذا ليس له أصل
وكذلك مايذكر عدم ترك الاظافر تطول لأن الشيطان يجلس فوقها. أفيدونا
روى الخطيب في الجامع (860) - من طريق العباس بن الوليد انا محمد بن شعيب انا عيسى بن عبدالله عن عثمان بن عبد الرحمن انه اخبره عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال ((خللوا لحاكم وقصوا اظافيركم فان الشيطان يجري ما بين اللحم والظفر))
وهو منكر
قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء
((أخرجه الخطيب في الجامع بإسناد ضعيف))
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[15 - 11 - 09, 02:05 م]ـ
جزاكم الله خير يا إخوة.
أخي أبو العز النجدي فقد أجدت وأفدت ... نفع الله بك وزادك علما
ـ[ابو عمران الشيشاني]ــــــــ[16 - 11 - 09, 04:58 م]ـ
وماذا عن دفن الأظافر والشعر؟
ـ[المحبرة]ــــــــ[16 - 11 - 09, 05:39 م]ـ
نقل لفتوى من شبكة نور الإسلام عن حكم (دفن الأظافر والشعر)
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله /
السؤال:
بعض الناس عندما يقصون الأظافر أو الشعر وخاصة عند النساء يقوم بدفن الأظافر والشعر على أساس أن تركه في العراء إثم، فما مدى صحة ذلك؟
الجواب:
ذكر أهل العلم أن دفن الشعر والأظافر أحسن وأولى، وقد أثر ذلك عند بعض الصحابة رضي الله عنهم، وأما كون بقائه في العراء أو إلقائه في مكان ما يوجب إثماً فليس كذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: سلسلة كتاب الدعوة فتاوى فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء - (ج 1/ ص 79)
http://www.islamlight.net/new/index.php?option=com_ftawa&task=view&Itemid=50&catid=356&id=1002
ـ[المحبرة]ــــــــ[16 - 11 - 09, 06:31 م]ـ
نقل لفتوى من: موقع إسلام ويب
رقم الفتوى: 38921
عنوان الفتوى: حكم الاحتفاظ بما يأخذه المسلم من شعره وأظفاره.
تاريخ الفتوى: 21 شعبان 1424/ 18 - 10 - 2003
السؤال
هل يجوز الاحتفاظ بالمخلفات البشرية مثل قلامة الظفر أو جزء من الشعر على سبيل الذكرى أم أن ذلك يعد حراما؟ ولكم جزيل الشكر.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيستحب للمسلم أن يدفن ما أخذه من شعره وأظفاره، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أمر بدفن الشعر والأظفار.
رواه الطبراني في معجمه الكبير، و ابن أبي شيبة في مصنفه، و البيهقي في شعب الإيمان، وكان عدد من السلف يفعل ذلك، ذكر ذلك ابن أبي شيبة في مصنفه.
وقد صرح أهل العلم باستحباب ذلك.
قال ابن قدامة في المغني: ويستحب دفن ما قلم من أظفاره أو أزال من شعره، لما روى الخلال بإسناده عن ميل بنت مشرح الأشعرية قالت: رأيت أبي يقلم أظفاره ويدفنها، ويقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.
وعن ابن جريج عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان يعجبه دفن الدم، وقال مهنا: سألت أحمد عن الرجل يأخذ من شعره وأظفاره أيدفنه أو يلقيه؟ قال: يدفنه، قلت: بلغك فيه شيء؟ قال: كان ابن عمر يدفنه، وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بدفن الشعر والأظفار، وقال: لا يتلعب به سحرة بني آدم.
وقال النووي في المجموع: يستحب دفن ما أخذ من هذه الشعور والأظفار ومواراته في الأرض، نقل ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما، واتفق عليه أصحابنا.
وقد قيد الشافعية والحنفية هذا الاستحباب بغير ظفر عورة وشعرها.
قال البجيرمي في حاشيته على الخطيب: قلت: ينبغي تقييده بغير ظفر عورة وشعرها، أما لو كان منها كعانة رجل وظفر وشعر امرأة وخنثى، فينبغي وجوب الستر لحرمة النظر إليه.
لكن هل يكتفى بإلقائها لوجود الستر أو لا؟ الظاهر الاكتفاء، لكن مع الكراهة.
وقال صاحب روض الطالب: ما حرم نظره متصلا، حرم نظره منفصلا، كشعر عانة ولو لرجل، وقلامة ظفر قدم حرة، إبقاء لحكمه قبل انفصاله، فليواره وجوبا كما اقتضاه كلام القاضي، لئلا ينظر إليه أحد.
وقال صاحب " الدر المختار ": (وكل عضو لا يجوز النظر إليه قبل الانفصال، لا يجوز بعده) ولو بعد الموت، كشعر عانة، وشعر رأسه ا، وعظم ذراع حرة ميتة وساقها، وقلامة ظفر رجلها. انتهى.
وبهذا النقل يتبين لك أن المشروع بالنسبة لما أخذه المسلم من شعره وأظفاره هو دفنه، أما الاحتفاظ به، فلا يخلو من كراهة، لما في ذلك من العبث الذي يتنزه عنه المسلم، كما أن الاحتفاظ بهذه الأشياء قد يؤدي إلى استخدامها فيما يضر، كما لو وقعت في أيدي السحرة الذين يستخدمون هذه الأشياء في إيذاء الإنسان، ومحل هذه الكراهة ما لم يكن الاحتفاظ بشعر العورة أو ظفرها مظنة لاطلاع من يحرم نظره إليها، فإن كان الاحتفاظ مظنة لذلك، حرم وتعين دفنها أو إلقاؤها والدفن أولى كما تقدم.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=38921
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/235)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 11 - 09, 10:09 ص]ـ
جزاكم الله خير يا إخوة.
أخي أبو العز النجدي فقد أجدت وأفدت ... نفع الله بك وزادك علما
وأنت كذلك أخي الكريم
وماذا عن دفن الأظافر والشعر؟
حيّاك الله أخي
لا بأس بدفنها نصَّ على ذلك الإمام أحمد وغيره
وقد وردت أحاديث في الأمر بدفنها لا يصح منها شيئ ذكرتُها هنا في آخر مشاركة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1172176#post1172176(119/236)
هل الافضل سرد الوتر بثلاث ركعات بتسليمه واحدة مع المداومة عليه ام ثلاث ركعات بتسليمتان ايهما قربهما من السنه
ـ[شربتلي محمد]ــــــــ[15 - 11 - 09, 11:52 ص]ـ
ماالضابط في هذا
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[15 - 11 - 09, 04:30 م]ـ
جاء في فتوى الإسلام سؤال وجواب ما نصه:
فإن أوتر بثلاث فله صفتان كلتاهما مشروعة:
الأولى: أن يسرد الثلاث بتشهد واحد. لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: " كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يسلّم في ركعتي الوتر "، وفي لفظ " كان يوتر بثلاث لا يقعد إلا في آخرهن " رواه النسائي (3/ 234) والبيهقي (3/ 31) قال النووي في المجموع (4/ 7) رواه النسائي بإسناد حسن، والبيهقي بإسناد صحيح. اهـ.
الثانية: أن يسلّم من ركعتين ثم يوتر بواحدة. لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يفصل بين شفعه ووتره بتسليمة، وأخبر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعل ذلك. رواه ابن حبان (2435) وقال ابن حجر في الفتح (2/ 482) إسناده قوي. اهـ.
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[15 - 11 - 09, 04:31 م]ـ
سؤال آخر:
ما مشروعية أن يوتر بثلاث ركعات بتشهد أوسط كصلاة المغرب؟
مرفوع إلى الإخوة،،،(119/237)
سؤال عن حق الولد في الرضاعة
ـ[أم مالك]ــــــــ[15 - 11 - 09, 12:00 م]ـ
السلام عليكم
هل ورد حديث -ولو كان ضعيفا- في الوعيد لمن لم ترضع ولدها؟
وهل تأثم إن لم ترضعه أو تبحث له عن مرضع؟ بل تغذيه بالحليب الصناعي أو بالطعام عند استطاعته, فهل عليها شيء بحرمانه من الرضاعة الطبيعية, مع الدليل أكرمكم الله؛ لأني بحثت فلم أجد قولا شافيًا.
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[15 - 11 - 09, 12:38 م]ـ
لم أجد حديثاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ...
*************
في (أصول التفسير) شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري:
وليُعلَم بأن الأخبار في الكتاب والسنة قد ترد ويراد بها الإنشاء، وذلك مثل قوله سبحانه: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ فإن هذا في ظاهره خبر لكنه في حقيقته طلب، وكأنه يطلب من الوالدات إرضاعهن، وكذلك قوله سبحانه: وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ فهذا في ظاهره خبر، والمراد به الطلب، لماذا قلنا بأن هذه الأخبار لا يراد بها الخبر وإنما يراد بها الطلب؟ لأننا نجد بعض الأفراد الذين تصدق عليهم الآية لا يمتثلون ما فيها فنجد بعض الوالدات لا يكملن حولين في إرضاع أولادهن، ونجد بعض المطلقات لا تتربص ثلاثة قروء، فدل ذلك على أنه ليس المراد الخبر، لأن خبر الله عز وجل لا يمكن أن يتخلف أبدا لأنه عالم بكل شيء وهو صادق في حديثه.
******************
وعن سلسلة (كتاب الأمة) .. كتاب: الطفولة ومسؤولية بناء المسقبل
آراء الفقهاء في مدى وجوب الإرضاع:
اختلفت آراء الفقهاء في مدى وجوب الإرضاع على الأم، وحقها في تقاضي أجراً عنه .. وسنعرض لذلك بشيء من الإيجاز فيما يلي:
يتفق العلماء على أن الرضاع يجب على الأم ديانة، لأن الله تعالى أمر الوالدات بإرضاع أولادهن في قوله تعالى: ((وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ))، وإن كان الأمر جاء في صورة الخبر، إلا أنه خبر في معنى الأمر، فعلى الأم أن تقوم بإرضاع طفلها وبخاصة «اللبأ» أو «المسمار» وهو أول اللبن النازل بعد الولادة، لأن الولد لا يقوى ولا تشتد بنيته، إلا به، ولتواتر أهل المعرفة والعلم على أهمية «اللبأ» الصحية، والغذائية للطفل، كما أنه على الأم - شرعاً - أن ترضع طفلها، بعد ذلك، من لبنها الذي جعله الله لطفلها غذاءً مفيداً، أفضل من أي غذاء آخر، فإن امتنعت عن إرضاع الطفل، رغم مقدرتها على ذلك - وثبوت عدم تضررها، أو تضرر الطفل من إرضاعه بلبنها - فإنها تكون آثمة، أمام الله سبحانه وتعالى، يحاسبها على امتناعها.
واختلف الفقهاء في مدى وجوب الرضاعة قضاءً على الأم، وفقاً لما يلي:
الرأى الأول: بعض الفقهاء يرى - كالمالكية - أن الأم إذا كانت زوجة لأبي الصغير فإنه يجب عليها أن ترضع ولدها بلا أجر، إلا إذا كانت عالية القدر، من طبقةٍ نساؤها لا يرضعن أولادهن بأنفسهن، فلا يجب عليها إرضاعه، إلا إذا تعينت، وتتعين الأم في عدة حالات هي: إذا رفض الرضاع من غير أمه، وإذا لم يوجد للأب أو الطفل مال لاستئجار مرضعة له، وإذا لم يوجد من يرضعه بغير أجر، وإذا لم يوجد من يرضعه بأجر مع وجود المال مع الأب أو مع الصغير.
الرأى الثاني: وبعض الفقهاء -كالحنفية والشافعية والحنابلة - يرى أن الرضاعة ليست واجبة قضاء على الأم، إن كانت زوجة لأبي الصغير، لأن الرضاعة، كما أنها حق للأب وللطفل، فإنها حق للأم، ولا تجبر الأم على استيفاء حقها، وبخاصة أن للأم من الشفقة والعطف على طفلها ما يجعل امتناعها دليلاً على عدم قدرتها، وتضررها صحياً من الرضاعة، وإجبارها على الإرضاع، قد يسبب لها ضرراً، والله نهى عن الإضرار بالأم بسبب الولد، لقوله تعالى: ((لاَ تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِهَا)) (البقرة:233)، ولا تجبر الأم على إرضاع ولدها قضاء، إلا في حال الضرورة، أي إذا تعينت. أما إذا كانت الأم أجنبية عن أبي الصغير، فلا تجبر على الرضاعة، لأن أجرة الإرضاع ليست أجرة خالصة، أي ليست عوضاً خالصاً، بل هي مؤونة ونفقة تجب على الأب، فلتلك الأم الأجنبية أن تحصل على أجر الرضاعة من الأب، إن قامت بها.
ويلاحظ أن الأم، لم تُلزم بالإرضاع قضاء في كل الأحوال، لأن الضرر قد يكون أمراً داخلياً غير ملحوظ، والغالب أن الأم لا تمتنع عن الإرضاع - مع وجود شفقتها وحنوها- إلا لأسباب قوية، تبرر موقفها، كما أن الرضاعة قد لا تكون واجبة شرعاً على الأم، إذا كانت تسبب ضرراً لها، أو للطفل، لمرضها مرضاً معدياً، أو تحملها صحياً للرضاعة لمرضها ببعض الأمراض كالقلب مثلاً.
وفي الحالات السابقة، يكون الامتناع عن الرضاعة لأسباب طارئة تبرره، إنما يبقى حكم الأصل على ما هو عليه وفقاً لما سبق بيانه، وقد تكلم القرطبي عن الرضاعة، وهل هي حق للأم أم عليها، ومتى يكون ذلك، فقال: «إن اللفظ محتمل، لأنه لو أراد التصريح بكونه عليها، لقال: وعلى الوالدات رضاع أولادهن، كما قال تعالى: ((وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ)) (البقرة:233)، ولكن هو عليها في حال الزوجية، وهو عرف يلزم، إذ قد صار كالشرط، إلا أن تكون شريفة ذات ترفه، فعرفها ألا ترضع، وذلك كالشرط، وعليها إن لم يقبل الولد غيرها واجب، وهو عليها إذا عدم، لاختصاصها به».
ويجب تمكين الأم من إرضاع ابنها، ما دامت ترغب في ذلك، سواء كانت زوجة لأبي الصغير، أم ممتدة منه، أم أجنبية عنه، رعاية لحقها في إرضاع ولدها، «لأنها أكثر الناس شفقة به وحنواً عليه، ولأنه جزء منها، ومن حقها المحافظة على جزئها، ولأن في ذلك رعاية لمصلحة الصغير، فإن من مصلحته أن ترضعه أمه، لأن لبنها أصلح له عادة».(119/238)
ما حكم ما شرع فيه المنفرد خلف الصف من صلاته
ـ[السني]ــــــــ[15 - 11 - 09, 12:33 م]ـ
وذلك قبل دخول مصلٍّ آخر، وهذا عند من يرى بعدم جواز صلاة المنفرد خلف الصف.
والسؤال عن ما ابتدأ به المصلى قبل دخول الآخر معه.
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[15 - 11 - 09, 04:21 م]ـ
فهمت من فتوى الإسلام سؤال وجواب أن الصلاة صحيحة إذا وقف جزءا يسيرا، فجاء آخر فوقف بجواره في الصف، وذلك من خلال رد من ذهب إلى عدم صحة صلاة المنفرد خلف الصف على من أجاز ذلك، وقد ورد ما نصه في الفتوى:
(وأما حديث أبي بكرة فإنه لم ينفرد إلا جزءًا يسيرًا، وقد قال له النبي صلي الله عليه وسلم: "لا تعد").
الفتوى كاملة على هذا الرابط:
http://www.islam-qa.com/ar/ref/11199(119/239)
ابن رجب يكفيكم الرد على حمزة السالم
ـ[الموسى]ــــــــ[15 - 11 - 09, 01:08 م]ـ
طالعتنا قبل أيام (صحيفة الإقتصادية) بمقالة لمجهول الحال حمزة السالم يتكلم فيها حول مسألة من أدق مسائل الفقه وأعمقها ألا وهي جريان الربا على الفلوس وكان من ضمن الطوام التي لفظتها مقالات المذكور دعوى إجماع المذاهب على القول بعدم سريان الربا على الفلوس وكم كنت أتعجب وأنا أقرأ لجرأة الحسم التي ينهش بها الرجل مقالات مخالفيه حتى وقفت اليوم من حيث لم أحسب على مراسلة حصلت بين الإمامين الموفقين: موفق الدين الطالباني وصنوه موفق الدين ابن قدمة حول المسألة ذاتها وقد تكفل بنقلها والتعقيب عليها الفهامة ابن رجب ..
دونكم النقل:
قال ابن رجب في ترجمته لي علي بن ثابت بن طالب الطالباني البغدادي الأزجي، الفقيه الواعظ أبو الحسن. ويلقب موفق الدين _ت 618هـ:
وله كلام (الطالباني) في بيع الفلوس النافقة بأحد النقدين: أنه يجوز النساء فيها. قال: كما يجوز بيع غيرها من الرصاص والحديد والصفر والنحاس.
قال: ومنع أحمد من السلف في الفلوس، لا يصح جملة على ما ذكره الأصحاب: أنها أثمان، لأنه يحتمل وجوهاً أخر، منها: أنه لم يجوز السلم في الفلوس عدداً، لاختلافها في الخِفّة والثقل. فأما وزنها فقياس المذهب صحته.
قال: ولو أراد المنع من أجل أنها أثمان لجوزه. إذا جعل رأس عال السلم فيها غير الأثمان، ويحتمل أنه منع من السلم فيها بناء على الرواية التي نقلت عنه: أنه منع من النساء في أموال الربا، سواء اتفق الجنس أو اختلف. ثم نقل عنه جواز النساء مع اختلاف الجنس. وهو الصحيح من المذهب. ويحتمل أنه منع من السلم فيها إذا كانت نافقة، خوفاً من تحريم السلطان لها قبل المحل، فيصير كما لو أسلم في شيء يحتمل أن يوجد وأن لا يوجد، فإنه لا يصح.
قال: ولا يصح جعلها أثماناً، لأن الثمنية تختص بالذهب والفضة. وقد ذكر هذا أًبو الخطاب في هدايته. وذكر ابن عقيل في الفصول: أن التفاضل يحرم في بيع أحد النقدين بمثله بعلة كونه موزون جنس، فيتعدى إلى كل موزون، ولو كان كما ذكر لما جاز إسلام النقدين في الحديد والرصاص والنحاس. وقد زعم أنه أجاز ذلك استحساناً. وهذا لا يستقيم؛ لأنه يزعم أن الوزن ثبت كونه غلة بإيماء صاحب الشرع، وهي مقدمة على الاستحسان بإجماع الفقهاء، ثم احتج على أنها ليست ثمناً بأنها تختلف في نفاقها وكسادها باختلاف البلدان والأزمان، بخلاف النقدين، وبأنها لا تثبت في الذمة مطلقة، وبأنها من الغصب والإتلاف تقوَّم بالنقدين لا بالفلوس.
ثم أرسل ابن الطالباني هذا الكلام إلى الشيخ موفق الدين المقدسي.
فكتب عليها: هذه مسألة فروعية اجتهادية، لا حرج على المجتهد فيها إذا كان من أهل ذلك، وليس ينبغي أن ينكر على مجتهد اجتهاده، وإنما يتباحث الفقهاء، ليعرف الصواب. والذي ذكره الإمام موفق الدين - يعني ابن الطالباني - من كون الفلوس ليست ثمناً أصلياً: صحيح لما بينه. ولأنها لا تكون رأس مال في الشركة والمضاربة.
وأما منع الإمام أحمد رضي الله عنه من السلم فيها: فإن الذي ذكره الموفق فيها محتمل، لولا أن الإِمام أحمد قد علل ذلك بأنه يشبه الصرف. وهذا يحتمل أن يكون منه على سبيل الورع، لشبه الفلوس بالأثمان في المعاملة بها، وجريانها مَجْرَى الدراهم والدنانير، وأما أنا: فإنني متوقف عن الفُتْيَا في هذه المسألة، ولست منكراً على من وافق فيها، ولا على من خالف من عمل بفتياه.
قلت (ابن رجب): أما كون الفلوس أثماناً عند نفاقها: فهو قول كثير من الأصحاب. وقد صرح به أبو الخطاب في خلافه الصغير وغيره. ومنهم من جعلها أثماناً بكل حال، كصاحب " المبهج " وخلف في ذلك ابن عقيل في باب الشركة من فصوله، ونصر أنها عروض بكل حال، كما رجحه ابن الطالباني.
وأما ما نقله ابن الطالباني عن أبي الخطاب في هدايته - أنه ذكر أن الأثمان هي الذهب والفضة خاصة - فهذا ذكره تفريعاً على الرواية الثانية والثالثة في علة ربا الفضل. وأما على المذهب المشهور: فإنه صرح بأن النقدين من جملة الموزونات، والعلة فيها الوزن، كما صرح بذلك غيره من الأصحاب. بل كلام أبي الخطاب في خلافه الصغير يقتضي أن العلة في النقدين الوزن بغير خلاف، وأن الخلاف إنما هو في علة الأصناف الأربعة البواقي، وهكذا قال القاضي في خلافه الكبير، وابنه أبو الحسين. وقد قال أحمد في رواية ابن القاسم وسِنْدي الخواتيمي " رطل حديد برطلين حديد لا يجوز، قياساً على الذهب والفضة " فنص على أن علتهما الوزن.
وبالجملة: فالمذهب المشهور: أن علة ربا افضل في النقدين الوزن، وعلة الربا في الأربعة البواقي الكيل، كما قاله ابن عقيل، ولم ينفرد ابن عقيل بهذا كما ذكر، بل كل الأصحاب يوافقونه على هذا النقل، وإن كان من متأخريهم من رجح أن علة الذهب والفضة كونهما نقوداً، أو كونهما جوهري الأثمان. ولهذا قالوا في ربا النساء: إنه يحرم في كل مكيل بيع بمكيل، أو موزون بيع بموزون، وإن اختلف الجنسان. واستثنوا من ذلك بيع العروض الموزونة بالنقدين.
وقد نقل ابن منصور في مسائله عن الثوري وأحمد وإسحاق جواز السلف في الفلوس. فإنه قال: قلت لأحمد: قال - يعني سفيان - السلف في الفلوس لا يرون به بأساً، يقولون: يجوز برؤوسها. قال - يعني أحمد -: إن تجنبه رجل أرجو أن لا يكون به بأس.
وإن اجترأ عليه رجل أرجو أن لا يكون به بأس.
قال سعيد بن المسيب: لا ربا إلا من ذهب أو فضة، أو ما يكال أو يوزن مما يؤكل أو يشرب.
قال إسحاق - يعني ابن راهويه - لا بأس بالفلس بالفلس، يداً بيد، ولا بأس بالسلم في الفلوس، إذا كان يمكنه ذهباً أو فضة، رآه قوم كالصرف وليس ببين.
انظر: ذيل طبقات الحنابلة – لابن رجب (2/ 127)(119/240)
الضوء العالي أو "الفلشر" في الطريق السريع.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[15 - 11 - 09, 02:54 م]ـ
بسم الله والحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله
أحب ان نتكلم عن موضوع "الفلشر" أو "الديم" الذي تطلقه السيارات أثناء سيرها على الطريق السريع "الاتوستراد".
حيث أن مبدأ هذه الطريقة "التحذيرية" يكون من السيارات التي تسير في الاتجاه المعاكس, حيث يرسل السائق إشارة عن طريق الضوء العالي الى السيارات المقابلة, منذرا لها أن هناك "رادار"
أو أن على مسربك شرطة تخالف من يتجاوز السرعة المقررة, فيقوم السائق بتخفيف السرعة في تلك المنطقة فقط! ثم يرجع الى ما كان عليه سابقا, أو يغير مجرى الطريق إذا كان يحمل مواد ممنوعة.
أحيانا كثيرة أطلق أنا هذا الضوء عامدا, كي أوهم أصحاب القيادة الجنونية بأن هناك "رادار" فيخففوا من سرعتهم.
ومن المعروف أن الوسائل لها أحكام المقاصد,
وقال تعالى {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}
فلهذا,
ألا يعتبر من أطلق "الفلشر" آثما لمعاونته من تجاوز السرعة, أو لمعاونته من معه ممنوعات؟
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[15 - 11 - 09, 10:18 م]ـ
- عندما أتكلم عن الممنوعات, أقصد كالمخدرات أو الأدوية العجيبة,
ولا أقصد المواد والبضائع المهربة أو التحذير من شرطة الجمارك , لأن التحذير من هؤلاء لا شيء فيه, والتملص منهم جائز ما لم يكن هناك ضرر.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 09:51 م]ـ
عجيب هذا الاستخدام .. ؟
ما وصل إلينا حتى الآن.
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[16 - 11 - 09, 10:26 م]ـ
الشرطة هم أنفسهم يؤيدون مثل هذه التصرفات لأجل تخفيف السرعة بسبب ذلك
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[23 - 11 - 09, 11:06 م]ـ
عجيب هذا الاستخدام .. ؟
ما وصل إلينا حتى الآن.
معقول؟
هو عندنا منذ زمن بعيد.
الشرطة هم أنفسهم يؤيدون مثل هذه التصرفات لأجل تخفيف السرعة بسبب ذلك
لا أظن ذلك أخي الحبيب,
لأن التخفيف يكون في منطقة تواجد الأمن فقط.
بل ربما عاقبوا من كان على الجهة المقابلة لمساعدتهم على تملص هؤلاء المسرعين.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 11 - 10, 08:15 م]ـ
أخي الحبيب / بن شبيب ..
كلما كبّس لي مكبّس، وفلشر لي مفلشر:) .. تذكرتك .. أسعدك الله في الدارين.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[23 - 11 - 10, 08:38 م]ـ
أخي الحبيب / بن شبيب ..
كلما كبّس لي مكبّس، وفلشر لي مفلشر:) .. تذكرتك .. أسعدك الله في الدارين.
(ابتسامة طويلة عريضة):)
شيخنا الحبيب المسيطير:
أضحك الله سنك وأعلى قدرك ورفع مقامك وغفر ذنبك ويسر شأنك.(119/241)
99 فائدة من جوال زاد الحج
ـ[علي السالم]ــــــــ[15 - 11 - 09, 05:08 م]ـ
جوال زاد الحج ( Zad Haj)
لعام 1428هـ
بإشراف فضيلة الشيخ:
محمد صالح المنجد غفر الله له
ونسأل الله أن يكون عونا لكم على أداء نسككم في حج هذا العام
المحتويات = 99 فائدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)
صدر بيان مجلس الأعلى للقضاء بأن يوم الاثنين هو أول أيام ذي الحجة، وعليه يكون عرفة يوم الثلاثاء والعيد يوم الأربعاء والنفر الأول للحجاج (المتعجلين) يوم الجمعة.
ومما يسن للمسلم فعله الإكثار من الذكر ومنه التكبير المطلق.
وكذلك اغتنام الأوقات بالطاعات فإن لله نفحات من أصابته صار من أهل السعادة وأمن من النار وما فيها من اللفحات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2)
الهدي للحجاج، والأضاحي لغيرهم من أهل البلدان.
فمن عزم على الحج والهدي فيه، وترك أضحية في بلده، فلا يأخذ من شعره وأظفاره من أول ذي الحجة حتى تذبح أضحيته، ما عدا المتمتع فيجب أن يأخذ من شعره للتحلل من العمرة.
أما من عزم على الهدي فقط، فيجوز له أن يأخذ من شعره وأظفاره ما شاء حتى يُحرم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3)
- التمتع عمرة يتحلل منها ثم يحرم بالحج، والإفراد حج فقط، والقران عمرة وحج بإحرام واحد.
- أفضل الأنساك التمتع، إلا لمن جاء بالهدي معه من خارج الحرم فيسن له القران، وليس توكيل المصارف والهيئات سوقا للهدي.
- الأفضل للمتمتع أن يكمل عمرته قبل اليوم الثامن.
- من لم يستطع الهدي فلا يمنع نفسه فضل التمتع فإن للهدي بدلا وهو الصيام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4)
أركان الحج أربعة: الإحرام، الوقوف بعرفة، طواف الإفاضة، السعي
وواجباته سبعة: كون الإحرام من الميقات، البقاء في عرفة إلى الغروب، المبيت بمزدلفة، رمي الجمار، الحلق أو التقصير، المبيت بمنى ليالي التشريق، طواف الوداع
وسننه كثيرة وهي ماعدا الأركان والواجبات ومنها: التلبية، طواف القدوم، ركعتا الطواف، المبيت بمنى في اليوم الثامن ..
(يتبع)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5)
(2)
- من ترك ركنا من أركان الحج لم يتم حجه حتى يأتي به.
- من ترك واجبا من واجباته فعليه دم يذبح في الحرم للفقراء، فإن لم يجد صام عشرة أيام (اللجنة الدائمة)
- من ترك شيئا من السنن فلا شيء عليه، لكن فاته الكمال والفضيلة وعظيم ثوابها.
والموفق من حرص على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج محبة واتباعا وتمثل قوله (خذوا عني مناسككم)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6)
(الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) ومن معاني الحج المبرور:
- الخالص لله الذي لا يريد به ثناء أو شيئا من الدنيا.
- ما كان موافقاً للسنة.
- ما كان من نفقة طيبة لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا.
- ما اجتنب فيه عموم المعاصي والآثام والرفث والجدال.
قال ابن رجب: " هو ما اجتمع فيه أعمال البر مع اجتناب أعمال الإثم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7)
-من توفي قبل أن يحج أو يعتمر بعد أن توفرت فيه شروط الحج فيحج عنه من ماله
-ومن كان مريضا مرضا لا يرجى شفاؤه فيجوز الحج عنه بإذنه فرضا وتطوعا
-والذي يرجى شفاؤه لا يحج عنه بل ينتظر حتى يشفى
-من كان صحيح البدن وليست عنده قدرة مالية فلا يجوز الحج عنه
-للمتمتع أن يجعل الحج لنفسه والعمرة عن غيره والعكس، إذا أدى فرضه فيهما (ابن عثيمين)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8)
1/ 2
الحيض لا يمنع من الحج، والواجب على الحائض:
- أن تحرم من الميقات، ولا يجوز تأخيره حتى تطهر.
- أن تأتي بجميع أفعال الحج من الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى.
- ألا تطوف بالبيت ولا تسعى حتى تطهر وتغتسل.
- لو حاضت بعد انتهائها من الطواف جاز لها السعي؛ لأن السعي لا يشترط له الطهارة.
(يتبع)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9)
2/ 2
-المتمتعةإن طهرت قبل عرفة وأمكنها إتمام عمرتها أتمتها ثم أحرمت بالحج
-إن لم تطهر قبل عرفةأحرمت بالحج من مكانهاوصارت قارنة، فإذاطهرت طافت طوافاواحدا وسعياواحدا عن الحج والعمرة
-من اضطرت للسفر قبل طواف الإفاضة فإنها تبقى محرمة ويلزمهاالرجوع للطواف
-الأولى للمرأةتعجيل طواف الإفاضة يوم النحر خشيةالحيض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/242)
-يسقط عن الحائض طواف الوداع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10)
أنواع الطواف في الحج:
- طواف القدوم، حين يصل الحاج إلى مكة، وهو سنة للمفرد والقارن، أما المتمتع فيلزمه طواف العمرة.
- طواف الإفاضة ويسمى طواف الزيارة، ويكون بعد الإفاضة من مزدلفة في يوم النحر أو بعده، وهو ركن من أركان الحج.
- طواف الوداع، ويكون بعد انتهاء أعمال الحج والعزم على الخروج من مكة، وهو واجب على كل حاج ما عدا الحائض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11)
- من خشي حصول ما يمنعه من إتمام الحج فيشرع له الاشتراط عند إحرامه كأن يقول: اللهم إن حبسني حابس فمحلي [أي مكان تحللي من الإحرام] حيث حبستني.
- فإذا حصل له ما يمنعه من إتمام النسك كمرض ونحوه، فإنه يتحلل من إحرامه ولا شيء عليه.
- من لا يخشى حدوث ما يمنعه من إتمام الحج فلا يشرع له الاشتراط.
- لا يصح أن يشترط بعد الإحرام بمدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12)
خدمة الحاج والمسافر لإخوانه من العبادات العظيمة، قال مجاهد: صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني.
وصحب أحد السلف تاجرا موسرا في الحج، فلما رجعا قال التاجر: والله ما ظننت أن في الناس مثله، كان والله يتفضل علي في النفقة وهو معسر وأنا موسر، ويتفضل علي في الخدمة وهو شيخ ضعيف وأنا شاب، ويطبخ لي وهو صائم وأنا مفطر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
13)
من الأحكام الخاصة بالمرأة في الحج:
- ليس لإحرامها لباس خاص، غير أنها لا تلبس النقاب والقفازين.
- لا ترفع صوتها بالتلبية عند غير محارمها.
- لا ترمل في الطواف، ولا تسرع في السعي بين الميلين الأخضرين.
- لا تحلق رأسها بل تقصره قيد أنملة.
- لا تستلم الحجر لوجود الزحام بل تشير إليه.
- يسقط عنها طواف القدوم والوداع إذا كانت حائض.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
14)
مما يلزم الحاج قبل سفره:
- قضاء ما عليه من ديون أو استئذان أصحابها
- التحري في رد المظالم واستسماح من أخطأ في حقهم
- كتابة الوصية وبيان ما له وما عليه من حقوق
- تأمين أهله فترة غيابه
- الأولى ترك ما يشغله الاهتمام بحفظه كالحلي والمبالغ الكبيرة
- تحري النفقة الحلال؛ فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا
- {وتزودا فإن خير الزاد التقوى}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
15)
يستحب للرجل أن يحرم في إزار ورداء أبيضين نظيفين ولو كانا مستعملين.
لا بأس باستبدالهما أو بجعل الإزار رداء والعكس.
لا بأس بالإزار ذي الأشرطة اللاصقة كالحزام، أو وضع المشبك ونحوه، ولكن لا يحوّل لباس الإحرام إلى ما يشبه المخيط المفصل على الجسم كالقميص.
وعليه أن يحرص على الإحرام الثقيل الذي يستر العورة ولا يشف، ويقي من البرد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
16)
المحرمة لا تلبس النقاب ولو تحت الغطاء، ولا ما يشبهه مثل الغطاء المخفف من جهة العينين فقط (الشيخ صالح الفوزان).
وتغطي وجهها بالخمار عند الرجال الأجانب وتستر كفيها بأكمام العباءة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17)
من محظورات الإحرام الخاصة بالرجال (لبس المخيط) وليس المقصود به ما كان فيه خياطة كما يظن بعض الناس، بل هو المفصل على قدر الجسم أو أحد أعضائه كالقميص والثوب والسراويل والجورب والقفاز والألبسة الداخلية.
ولذلك يجوز للمحرم أن يلبس حزاما أو حذاء أو ساعة في جلودها خياطة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
18)
-نية الإحرام تكون بالقلب، وقول:"لبيك الله حجا (أو عمرة) " ليس تلفظا بها وإنما هو ذكر مقارن لها
-من أخطأ فلبى بخلاف النسك الذي نواه فالعبرة بنيته لا بلفظه.
-من نسي التلبية بالنسك فإحرامه صحيح
-من حج عن غيره يقول: لبيك اللهم عن فلان، ولا يضره إذا نسي اسمه
-الصبي المميز يعلمه ويأمره وليه لينوي ويلبي بنفسه، وغير المميز ينوى عنه وليه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
19)
تغيير نية الإحرام:
- إن كان تغيير النية قبل الإحرام فلا حرج في ذلك.
- وأما بعد الإحرام فلا يجوز تغيير النية إلا للمفرد والقارن إن لم يسق الهدي فيستحب لهما تغيير النية إلى التمتع فقط.
- المتمتع إذا لم يتمكن من الاعتمار قبل الحج، فإنه يغير نيته إلى القران.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/243)
- لا يجوز لمن أحرم بالحج عن نفسه أو عن غيره تغيير النية إلى شخص آخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
20)
الامتناع عن محظورات الإحرام من تعظيم شعائر الله وحرماته، فمن فعل شيئا منها متعمدا بغير حاجة فهو آثم وتلزمه الفدية.
وأما من احتاج لفعل شيء من المحظورات لمرض أو برد شديد ونحوه، فيجوز له ذلك ويسقط عنه الإثم، وعليه الفدية.
ومن فعل شيئا منها ناسيا أو جاهلا أو مكرها، فلا إثم عليه، ولا فدية، ويلزمه ترك المحظور فور تذكره أو علمه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
21)
-لا حرج في الطيب الباقي على البدن بعد الإحرام.
-ليس كل ماله رائحة طيبة ممنوعا على المحرم كالنعناع ورائحة الليمون، ولكن الممنوع ما هو طيب عرفا كالمسك والعود والزعفران ونحوها.
-البخاخات ومزيلات العرق والصابون الممزوجة بالعطر لا يستعملها المحرم، وأما مزيلات العرق غير المعطرة والشامبو برائحة الفواكه والصابون العادي فليست ممنوعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
22)
تنطلق معظم حملات حج الداخل هذا اليوم إلى بيت الله العتيق ويفاجأ كثير من الحجاج بزحام غير متوقع ويرون جموع الطائفين تتحرك ببطىء وضيق شديد فليوطن المسلم نفسه على تحمل المشقةفي سبيل، والحج نوع من الجهاد، وإكماله واجب لله، والأجر على قدر التعب، ولا بأس أن يطوف بعض الأشواط من تحت وبعضها من فوق، ويضبط البداية والنهايةوالعدد، ويخشع ماأمكنه ويدعو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
23)
قد يطول الطريق في الحافلات من الميقات إلى مكة، فمن استغرق في النوم بحيث غاب عما حوله فإنه يعيد الوضوء قبل أن يشرع في الطواف.
الصفرة والكدرة بعد الطهر لا تمنع صحة طواف المرأة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
24)
رحلة الحج موعظة وتذكير:
- يتذكر الحاج بسفره الرحيل إلى الدار الآخرة.
- وبفراق أهله يتذكر خروجه من الدنيا ومفارقة المحبوبات.
- وبتزوده من المتاع يتذكر حاجته لزاد التقوى.
- وتعب السفر ونصبه يذكره كربات الموت وما في القبر والحشر والقيامة من الأهوال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
25)
- يتذكر المحرم بتجرده من المخيط الزهد في متاع الحياة وزينتها
- وبتلبيته وجوب استجابته لربه في كل ما أمره ونهاه
- وبترك محظورات الإحرام يتذكر نعمة الله عليه بالمباحات التي منع منها مؤقتا ووجوب ترك المحرمات التي منع منها دائما
وباستحضار مثل هذه المعاني وامتثالها يحيا القلب ويطيب عيشه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
26)
- الاضطباع (كشف الكتف الأيمن) سنة في طواف القدوم والعمرة لا في الطوافات التي بعده
- لا بأس بالطواف في الأروقة وجميع الأدوار ما دام داخل المسجد الحرام
- لا يدخل المسعى ولا ينزل على سقفه أثناء الطواف إلا إذا اضطر وتلاصق الطائفون ولم يجد مجالا إلا بالنزول على سقف المسعى فالطواف صحيح (ابن باز)
- يصلي ركعتي الطواف في أي مكان من الحرم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
27)
- من شق عليه الطواف لمرض أو إجهاد ونحوه فإنه يطوف أو يطاف به على عربة، ولا توكيل في الطواف.
- إذا استعملت المرأة ما يرفع الحيض أو يمنعه فجفت تماما صح طوافها.
- محاذاة الحجر الأسود أمر تقديري تكفي فيه غلبة الظن.
- التكبير عند الحجر الأسود مرة واحدة عند كل شوط ويشير بيمينه.
- لا إشارة إلى الركن اليماني ولا تكبير بمحاذاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
28)
- إذا شك في عدد الأشواط بنى على اليقين وهو الأقل، إلا إذا كان شكه بعد الانصراف من الطواف أو السعي فلا يلتفت إليه
- إذا أقيمت الصلاة صلى مع الناس ثم أكمل من مكانه.
- الواجب في السعي قطع المسافة بين الجبلين، أما صعودهما فليس بواجب، ويكفي في الدور الثاني من المسعى وسطحه أن يصل إلى طرف الاستدارة ولا يلزمه الدوران حول الفتحة أو القبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
29)
{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}
هاتف الفتوى المجاني: (8002451000) على مدار الساعة، مع هواتف الفتوى في الحرم، ومراكز الإفتاء المبثوثة في المشاعر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
30)
{ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/244)
والحاج في بلد الله وشهره الحرام أكثر تعظيما لحرمات الله، وتحرزا عن حرمات المسلمين فيتحاشى مزاحمة النساء، وإن اضطر إلى الصلاة خلف نساء لضيق الأمكنة وشدة الزحام فصلاته صحيحة، وليحرص على غض بصره، والحذر من الخواطر السيئة، وتقوى الله في سره وعلانيته، {واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
31)
قال تعالى: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).
- والرفث: هو الجماع ومقدماته القولية والفعلية، وقيل: كل كلام فاحش بذيء.
- والفسوق: هو المعاصي كلها كالعقوق وأكل الربا والغيبة والنميمة، ومنها فعل محظورات الإحرام.
- والجدال: المخاصمة والمنازعة والمماراة بغير حق، أما المجادلة بالتي هي أحسن لبيان الحق فهذا لا حرج فيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
32)
يشكل على بعض الحجاج كيفية الأخذ من الشعر بعد عمرة التمتع، وتحتار بعض النساء في أمرها وخصوصا إذا كان شعرها مقصوصا طبقات، وليس الواجب الأخذ من كل شعرة ولكن يجب الأخذ من جميع جهات الشعر (الأمام الخلف اليمين الشمال الوسط) فتقبض على شعرها من كل ناحية وتقص بقدر أنملة، وأما المفرد والقارن فلا يجوز له الأخذ من شعره قبل بداية أعمال يوم النحر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
33)
السنة أن يصلي الحاج الظهر بمنى وهو محرم، فيتجهز المتمتع قبلها ويتنظف ويغتسل ويلبس ثياب الإحرام ويعقد النية بقلبه ثم يقول: لبيك اللهم حجا، ثم يلبي. وأما المفرد والقارن فهما باقيان على إحرامهما يلبيان ويسن له أيضا أن يصلي كل الصلوات في وقتها بمنى دون جمع ويقصر الرباعية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
34)
أيام الحج الستة:
اليوم الثامن يوم التروية؛ لأنهم يتروون فيه الماء لحمله استعدادا لعرفة
اليوم التاسع يوم عرفة؛ لوقوفهم بها
اليوم العاشر يوم النحر؛ لنحر الهدي فيه
اليوم الحادي عشر يوم القرّ؛ لأنهم يستقرون فيه بمنى بعد تنقلهم في المشاعر
اليوم الثاني عشر يوم النفر الأول
اليوم الثالث عشر يوم النّفر الثاني؛ لأنهم ينفرون فيهما من منى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
35)
قال الجريري: أحرم أنس بن مالك رضي الله عنه فما سمعناه متكلما إلا بذكر الله حتى حلّ، فسئل عن ذلك فقال: يا ابن أخي هكذا الإحرام.
قال ابن قدامة: يستحب للمحرم أن يشتغل بالتلبية وذكر الله أو قراءة القرآن أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو تعليم لجاهل أو يأمر بحاجته أو يسكت. المغني 3/ 135
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
36)
قال إبراهيم النخعي رحمه الله عن حال السلف في الحج: كان يعجبهم إذا قدموا مكة أن لا يخرجوا منها حتى يختموا القرآن بها.
فلو قرأ الحاج جزءا في كل وقت صلاة، أكمل ثلاثين جزءا في أيام الحج الستة! فاستبقوا الخيرات، واغتنموا الأوقات في الباقيات الصالحات، فما أسرع ما تنقضي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
37)
قال ابن القيم رحمه الله: وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إفطار يوم عرفة بعرفة. لحديث: " أن الناس شكوا في صومه صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فأرسل إليه بقدح من لبن فشربه ضحى يوم عرفة والناس ينظرون " [رواه البخاري ومسلم].
قال عطاء: من أفطر يوم عرفة ليتقوى به على الدعاء كان له مثل اجر الصائم. مصنف عبد الرزاق 4/ 284.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
38)
نصف الليل هو منتصف الوقت بين المغرب والفجر، وليس الساعة 12 ليلا، ويلزم الحاج معرفته كي لا يؤخر صلاة العشاء بعده، ولا يدفع من مزدلفة قبله، ويبيت أكثر من نصف الليل في كل ليلة من ليالي التشريق بمنى، وجميع أعمال يوم النحر من رمي وذبح وحلق وطواف وسعي لا تصح قبل منتصف ليلة العاشر. (مغرب عرفة 5:43، فجر العيد 5:29، فمنتصف ليلة مزدلفة 11:36)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
39)
لو طلب المطوف من الحجاج الخروج إلى عرفة هذه الليلة، بحجة استباق الزحام، فلا حرج في ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
40)
التهيؤ للموقف العظيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/245)
تهيأْ ليوم عرفة، فإنه الحج، واعرف فضله، واسأل الله التوفيق لحسن اغتنامه، وابتعد عن الهزل، واشغل قلبك بعظم الموقف، وتخير الرفقة المعينة على الخير، ولا تنس مصحفك وكتب الأدعية الصحيحة، وجهز مالا للصدقة والإنفاق على إخوانك، وبكر بالنوم للتقوي على حسن التضرع لله فيها، فقد بذلت كثيرا لبلوغ سويعاتها وها هي قد اقتربت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
41)
- من احتاج إلى تغطية رأسه من شدة البرد غطاه وأخرج فدية أذى وهي صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة من مساكين الحرم أو ذبح شاة لفقراء الحرم.
- لا بأس أن يضع البشت أو الفروة على ظهره ويلتحف بها لكن لا يلبسها.
- المبيت بمنى ليلة عرفة سنة فمن تركها للمشقة أو ليحتمي من البرد أو لارتباطه برفقة يخشى مفارقتهم فلا بأس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
42)
مع افتتاح الامتداد الجديد للمسعى فإنه لا يزال المسعى الأصلي يمكن السعي فيه ذهابا وإيابا في طوابقه الثلاث.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
43)
1/ 2
قرابة 39 ألف حافلة تنقل نحو مليون و600 ألف حاج والبقية يذهبون بوسائل أخرى، فكان لابد من الاهتمام بأدب الحافلات:
- إحياء سنة التلبية أثناء الذهاب إلى عرفة والعودة منها حتى رمي جمرة العقبة.
- خدمة ركاب الحافلة وهو شرف عظيم.
- الإفساح في المكان والإيثار به.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
44)
2/ 2
-المساعدة في حسن ترتيبها ونظافتها
-توزيع ما يقرأ وما يسمع من العلم والموعظة
-الاستيصاء بالمرأة خيرا فإنها ضعيفة ليست كالرجل وعليها جلبابها وغطاؤها فهي بحاجة إلى إعانة ورعاية وعناية وصبر عليها وعدم التضجر
-أمر سائقيها بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتصبيرهم وتهدئتهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
45)
- يستحب الخروج إلى عرفة بعد طلوع الشمس ويجوز قبل ذلك
- السنة دخول عرفة بعد صلاتي الظهر والعصر وإن دخل قبل ذلك وصلى بها فلا بأس
- الانتباه لحدود عرفة وعندها لوحات صفراء للتأكد من دخولها فإن الحج عرفة، وإذا حبسهم الزحام وخشوا فوات الوقت نزلوا ودخلوا على أقدامهم
- مسجد نمرة مقدمته ليست من عرفة وآخره داخل حدود عرفة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
46)
قال تعالى في آيات الحج (وتزودوا) فليأخذ الحاج ما يحفظ صحته ليعينه على إكمال نسكه وعبادته، وقد تكون ليلة مزدلفة باردة فليتهيأ للأماكن المفتوحة وليأخذ بعض ما يلتحف به ويمكنك من العمل بحديث (ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له .. )
والجود والإيثار من برّ الحج
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
47)
الحاج إذا كان قلبه مع الله فلن تشغله زحمة السير ولا انسداد الطريق ولا كلام الناس عن التلبية، ومما ورد في فضلها "ما من مُلبّ يلبي إلا لبى ما عن يمينه وعن شماله من شجر وحجر، حتى تنقطع الأرض من هنا وهنا أي: عن يمينه وشماله".وبخاصة كلما علا أو هبط. وحديث:"أمرني جبريل برفع الصوت في الإهلال فإنه من شعائر الحج" (مناسك الحج للألباني).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
48)
هنيئا للحجاج بقوله عليه الصلاة والسلام: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة)
وهذا يذكر باغتنام هذه الخيرية بما يناسبها من الأعمال الصالحة، والابتهال إلى الله والدعاء، ففي الحديث: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
49)
- لا دفع قبل الغروب (5:43) من عرفة
- من كان معهم ضعفة ودخلوا مزدلفة بعد منتصف الليل فلا بأس أن يواصلوا طريقهم إلى منى وهم يلبون ولا يُشترط النزول ولا النوم.
- لا بأس بجمع المغرب والعشاء بعرفة لمن حبسه الزحام وخشي خروج الوقت، ومن احتبس في الحافلة صلى على حاله.
- لا بأس أن يتعجل ركاب الحافلة بعد منتصف الليل وفيهم الضعفاء والأقوياء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
50)
حضر حكيم بن حزام يوم عرفة ومعه مائة رقبة، ومائة بدنة، ومائة بقرة، ومائة شاة، قال: هذا كله لله، فأعتق الرقاب، وأمر بذلك فنحر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع
ـ[علي السالم]ــــــــ[15 - 11 - 09, 05:15 م]ـ
51)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/246)
وقف الفضيل بعرفة والناس يدعون وهو يبكي بكاء الثكلى المحترقة قد حال البكاء بينه وبين الدعاء فلما كادت الشمس أن تغرب رفع رأسه إلى السماء وقال: وا سوأتاه منك وإن عفوت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
52)
الحاج بعرفة يظهر الافتقار، والحاجة والاضطرار، للواحد القهار، كما قال موسى عليه السلام {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} وكما نادى أيوب ربه: {أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} ونادى يونس ربه في الظلمات: {أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
53)
{فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
54)
- هذه الليلة ليلة تعب ونصب، فتذكر {اصبروا وصابروا}
- هذه الليلة ليلة عناء وشدة ولكن (أجرك على قدر نصبك)
- هذه ليلة تبتلى فيها الأخلاق ولكن (لا تغضب ولك الجنة)
وشعارها النبوي (السكينة السكينة)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
55)
{فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم}
المشعر الحرام: مزدلفة، وهو مقام لتذكر هدايات الله لنا:
هدانا إلى الإسلام.
هدانا إلى السنة.
هدانا إلى محبة عبادته وشعائره.
هدانا إلى أداء نسكه والاستجابة لندائه.
فمن قام بحق هذه الهدايات كان حريا أن يهدى على الصراط يوم القيام.
(اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
56)
غض البصر وحفظ العورةوستر عورات المسلمين وإطعامهم وسقيهم من الأدب والبر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
57)
- أعمال يوم العاشر الرمي والذبح والحلق أو التقصير والطواف والسعي يجوز فيها التقديم والتأخير
-الراجح أن رمي جمرة العقبة كافٍ في التحلل الأصغر وإن أضاف إليه الحلق أو الطواف فهو أحسن
-لا يحصل التحلل الأكبر إلا بالرمي والحلق أو التقصير والطواف والسعي
- يكفي غلبة الظن في وقوع الحصاة في الحوض حتى تكون مجزئة
- لا يوكل بالرمي إلا من عجز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
58)
من كانت له أضحية فسافر للحج فلا يحلق رأسه في الحج حتى تذبح أضحيته، فإن حلق جاهلا فلا شيء عليه، والراجح أن رمي جمرة العقبة يكفي في التحلل الأصغر (ابن باز)
وذبح الهدي ليس شرطا في التحلل الأصغر ولا الأكبر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
59)
إذا كان"ما يُصيب المسلم من نصب (تعب) ولا وصب (مرض) ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) فكيف بمن يصيبه ألم البرد في سبيل الله، والحج من سبيل الله كما ثبت في السنة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
60)
من فاته الوقوف بمزدلفة حتى طلع الفجر إن كان قادرا على دخولها بالنزول من الحافلة والمشي فعليه دم عن فوات الواجب فإن لم يستطع صام عشرة أيام (ش ابن باز)
ومن كان عاجزا عن النزول والمشي لدخول مزدلفة حتى طلع الفجر فليس عليه شيء (ش البراك) ويلحق بهذا من كان مرافقا لعاجز أو نساء يخشى عليهن، أو يتضرر بفوات الرفقة، وهذا حال كثير من الناس الآن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
61)
{ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}
- (ثم أفيضوا) من مزدلفة إلى منى (من حيث أفاض الناس) من لدن إبراهيم عليه السلام إلى الآن، وذلك لرمي الجمار، وذبح الهدايا، والطواف، والسعي، والمبيت بمنى.
- (واستغفروا الله) لما قد يقع في العبادة من خلل أو تقصير، وشكرا لله على إنعامه وتوفيقه لهذه المنة الجسيمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
62)
- الحلق للرجال أفضل وهو إزالة الشعر بالموسى وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة واحدة.
- التقصير يكون بالأخذ من جميع جهات الرأس ولا يلزم من كل شعرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
63)
1/ 2
- يأتي الحاج البيت لطواف الإفاضة سبعا لا يضطبع فيه ولا يَرْمُل.
- ويصلي ركعتين ثم يسعى بين الصفا والمروة
- القارن والمفرد يكفيهما السعي الأول إذا سعيا بعد طواف القدوم
- ليس بعد طواف الإفاضة وسعيه أخذ من الشعر إذا أخذ من قبل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/247)
- يجوز أن يفصل بين الطواف والسعي بيوم أو أكثر، والسنة الموالاة بينهما ويجوز أن يقدم السعي على الطواف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
64)
2/ 2
- يجوز تأخير طواف الإفاضة إلى النهاية ويقوم مقام الوداع ولو أخَّر معه السعي
- الأرفق بمن تخشى الحيض أن تبادر بطواف الإفاضة
- يشرب من زمزم ثم يرجع إلى منى فيمكث بها أيام التشريق بلياليها
- يبدأ التكبير المقيد بأدبار الصلوات للحجاج من ظهر يوم النحر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
65)
أيها الإخوة والأخوات، يا من احتبسوا في الحافلات، لا بنوم تكتحلون، ولا
بطعام تهنأون، ولا راحة ولا بيتا لقضاء الحاجة تجدون، تذكروا أن نبيكم
قال (إن الحج والعمرة لمن سبيل الله) وقد قال ربكم تعالى {ذلك بأنهم لا
يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار
ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح ... } الآيتين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
66)
يتذكر الحاج برمي الجمار تنفيذ الأوامر تحقيقاً للعبودية واقتداءً
بالسنة، وعدم الاعتراض على ما لا يدركه العقل من حكمة الشرع.
وبذبح الهدي يتذكر إنفاذ إبراهيم عليه السلام أمر الله وأن طاعة الله
تقدم على العاطفة المجردة، وأن عاقبتها إلى خير.
وبتحلله من الإحرام يتذكر حلاوة الطاعة وأن عاقبة الاستجابة لأمر الله
اكتمال الفرح والسرور.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
67)
بدخول بيت الله الآمن نتذكر حاجتنا إلى الأمن يوم القيامة وذلك ينال
بالتوحيد وترك الشرك
وبالطواف بالبيت نتذكر سنة أبينا إبراهيم عليه السلام وإخلاصه ونداءه
بالحج وحج الأنبياء من بعده
وبشرب ماء زمزم نتذكر فضل الله ونعمته وخيره الذي لا ينقطع على مر الزمان
وبالسعي بين الصفا والمروة نتذكر ابتلاء هاجر وصبرها على أمر الله ولجوءها إليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
68)
من لم يجد مكانا للمبيت بمنى فلا حرج عليه أن يبيت في أقرب مكان إليها
إذا تلاصقت الخيام كخيام مزدلفة، والشريعة جاءت بحفظ كرامة الإنسان فلا
تُلزم الحجاج أن يهيموا على وجوههم في شوارع منى وبَرْدها لا يجدون مكانا
للجلوس ولا لقضاء حاجة الإنسان، ولا لحفظ نسائهم في الستر والصيانة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
69)
المبيت الواجب في منى والخيام الملاصقة لها هو المكث -ولو بلا نوم-أكثر
من نصف الليل من المغرب إلى الفجر سواء كان في أوله أو آخره أو وسطه
متصلا أو متفرقا بحيث يكون مجموع المدة التي يقضيها داخل حدودها قرابة ست
ساعات أو أكثر، وعلى الحاج أن يحتاط؛ فإذا أراد الخروج إلى مكة مثلا
فليبكر أو لا يخرج من منى إلا بعد نصف الليل ليسْلم له المبيت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
70)
عن جابر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي يوم النحر ضحى، وأما
بعد ذلك فبعد الزوال. وعن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم مكث بمنى ليالي
أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس. وعن ابن عباس قال: رمى رسول
الله صلى الله عليه وسلم الجمار حين زالت الشمس. وعن ابن عمر قال: كنا
نتحيّن، فإذا زالت الشمس رمينا (الزوال دخول وقت الظهر 12:19).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
71)
يبدأ بالجمرة الأولى، فإذا فرغ من رميها، تقدم قليلاً عن يمينه، فيقوم
مستقبلاً القبلة قياماً طويلاً ويدعو ويرفع يديه.
ثم يأتي الجمرة الثانية، فيرميها كذلك، ثم يأخذ ذات الشمال، فيقوم مستقبل
القبلة قياماً طويلاً ويدعو، ويرفع يديه، وفي هذا الزحام يدعو أينما تيسّر
وكان أخشع له.
ثم يأتي الجمرة الثالثة، وهي جمرة العقبة، فيرميها ولا يقف عندها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
72)
الذين حبسهم الزحام في الطريق من مكة إلى منى الليلة الماضية فلم
يستطيعوا الرجوع للمبيت فلا حرج عليهم، وإذا أراد الحاج الاحتياط للمبيت
في الليلة القادمة فعليه أن يمكث في مكانه بمنى و ماجاورها أكثر من نصف
الليل ثم ينطلق إلى مكة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
73)
- يمتد وقت الرمي إلى المغرب وأفتى عدد من العلماء الراسخين كالشيخين ابن
باز وابن عثيمين بامتداده إلى الفجر لشدة الزحام
- من كان لا يستطيع أن يرمي كل يوم جمع رمي الأيام في آخر يوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/248)
- لا يجوز اعتقاد أن الجمرات شياطين منصوبة
- المهم أن تقع الحصاة في الحوض
- يجوز الرمي بحصى مأخوذة من أي مكان والسنة التقاطها من منى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
74)
- لا يوكّل إلا من لا يستطيع
- لا يرمي أحد عن أحد إلا بتوكيل منه باللفظ كأن يقول: ارم عني، أو بفعل:
مثل أن يعطيه الحصى ليرمي عنه
- الوكيل يجب أن يكون حاجا فلا يجوز توكيل العمال من غير الحجاج مثلا
- الوكيل يرمي عن نفسه سبعا أولا ثم عمن وكّله سبعا في الجمرة الصغرى ثم
يفعل مثل ذلك في الوسطى ثم الكبرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
75)
في القلب وحشة لا يزيلها إلا القرب من الله، وإشغال النفس بكثرة مخالطة
الناس والبرامج الترفيهية وأنواع الزينة، وفضول النظر فيما حل وحرم يزيل
من القلب حاجته إلى القرب من الله والأنس به والإقبال عليه، لاسيما وقد
حث الله عباده على ذكره فيها {واذكروا الله في أيام معدودات}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
76)
رخص نبوية لمن في خدمة الحجيج والمصالح العامة أيام منى
-أن لا يبيت بها، لأن العباس استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت
بمكة ليالي منى من أجل سقايته، فأذن له)
-أن يجمع الرمي، لأنه صلى الله عليه وسلم رخّص لرعاء الإبل أن يجمعوا رمي
يومين في الثاني منهما
-أن يرمى في الليل لحديث (الراعي يرمي بالليل، ويرعى بالنهار) (مناسك الألباني)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
77)
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: لا يحل الرمي في اليوم 11 و12 و13 قبل
الزوال لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرم إلا بعد الزوال وقال للناس
(خذوا عني مناسككم)، وكونه صلى الله عليه وسلم يؤخر الرمي إلى هذا الوقت
مع أنه في شدة الحرّ ويدع أول النهار مع أنه أبرد وأيسر دليل على أنه لا
يحل الرمي قبل هذا الوقت. (فتاوى أركان الإسلام 560)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
78)
- لا تجب على الحجاج صلاة الجمعة، ولا يشرع لهم إقامتها في المخيمات،
وإنما يصلون الظهر قصرا.
- الحرص على الرمي قبل الزوال لإدراك الجمعة في الحرم تفويت للواجب ومخالفة للسنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
79)
- يجوز الرمي بالحصى الذي سقط من الحجاج والذي لم يصل إلى الحوض، ولا
يأخذ حصى غيره بغير إذنه
- يجوز التوكيل للمريض والكبير العاجز والحامل والصغير ونحوهم
- من وكل غيره في الرمي لا يبدأ بطواف الوداع إلا بعد التأكد من اكتمال الرمي عنه
- من حضر إلى المسجد الحرام والإمام يخطب فلا يبدأ في الطواف؛ لأنه يشغله
عن الاستماع والإنصات للخطبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
80)
- الرمي قبل العصر أقلّ زحاما وأيسر من الرمي بعد الظهر مباشرة
- المتعجل يرمي وينفر من منى قبل المغرب (5:44)، وأما المتأخر فله أن يرمي
عن الثاني عشر ولو بعد غروب الشمس
- المتعجل لا يُشرع له أن يرمي عن اليوم الثالث عشر فمجموع ما يرميه عن
اليوم العاشر والحادي عشر والثاني عشر تسع وأربعون حصاة أما المتأخر
فمجموع رميه سبعون حصاة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
81)
- المتأخر الذي يشق عليه الرمي يوم الثاني عشر ويمكنه جمع رمي اليومين 12
و13 فإنه لا يوكل عن يوم 12
- من كان عليه رمي أكثر من يوم فيجب أن يرتب بالنية الأيام في الرمي،
فيرمي الصغرى فالوسطى فالكبرى عن اليوم الأول ثم يعود ليرمي عن اليوم
الذي بعده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
82)
- ليس على الحائض طواف وداع إذا كانت قد طافت للإفاضة.
- من لم تطف للإفاضة فلا يصح طوافها ويلزم وليها أن يبقى معها حتى تطهر
ولو ذهبت حملتهم.
- إذا شق عليهم البقاء فلهم أن يسافروا وهي باقية على إحرامها ويحل لها
جميع محظورات الإحرام إلا قربان الزوج.
- إذا طهرت عادت لمكة لتطوف وتكمل حجها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
83)
- إذا جلس الحاج بعد طواف الوداع ينتظر مغادرة الحملة أو وصول الحافلة أو
تعشى أو اشترى شيئا يسيرا من حاجته فلا حرج
- يسقط طواف الوداع عن الحائض والنفساء
- لا يجوز لمن لم يطف الوداع أن يخرج من مكة، فإن خرج لزمه دم حتى ولو
رجع بعد الخروج.
- أهل جدة وبحرة ونحوهم يجب عليهم طواف الوداع
- لو رجع بعد الوداع إلى منى لحاجة فلا حرج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/249)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
84)
- مسلم سويسري جديد يقول: لفت نظري أنه لا يوجد في الحج أماكن ترفيه
وألعاب وتسلية ولكن مع ذلك الكل سعيد.
تعليق: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
85)
- في هذه المواضع تظهر الحج شهامة الرجال في رعاية نسائهم والصبر عليهن،
حتى لو أدركها العذر واضطر للتأخر أو العودة من أجلها تأسيا بمواساته
عليه الصلاة والسلام لعائشة لما أتاها العذر.
- خجل بعض من أتاها الحيض من التصريح لوليها يوقعها في مخالفات شرعية
وتترتب عليه أحكام معقدة؛ فيحتاج الأمر إلى وضوح ورفق وحكمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
86)
- (وإن أصابك شىء فلا تقل: لو أنى فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله
وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان) نصيحة نبوية غالية يحتاجها الحجيج
في نفرتهم واختيارهم للطرق والمداخل، وترتيبهم لأمور حركتهم.
-من كانت عودته عن طريق البر فليأخذ كفايته من الراحة ولا يكابر، ولا
يعرض نفسه وغيره للمخاطر
اللهم سلم الحجاج ويسر سفرهم وتقبل منهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
87)
{هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} " .. أما رميك الجمار فإنه مذخور لك، وأما
حلقك شعرك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك
كيوم ولدتك أمك "رواه الطبراني وحسنه الألباني فإذا أحسن الحاج الظنّ
بربّه وقوي رجاؤه وطمعه في فضل الله وثوابه آتاه من تلك الأفضال وأعطاه
من الأجور ما تقرّ به عينه وتتزين به صحائفه يوم العرض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
88)
- من تأخر فإنه لا يرمي جمرات اليوم الثالث عشر إلا بعد الزوال (الساعة12:20).
- لا يجوز أن يؤخر رمي شيء منها لما بعد الغروب (5:44)، ومن فعل ذلك فوت
الواجب ولزمه دم (ابن باز).
- من كان عليه رمي لأكثر من يوم فليبكر حتى يتمكن من إتمامه قبل الغروب؛
لأنه يرمى الصغرى فالوسطى فالكبرى عن اليوم الأول ثم يعود ليرمي عن اليوم
الذي بعده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
89)
مضت هذه الأيام العظيمة وبدأت في الانصراف تلك الجموع الكريمة، يا تُرى
من المقبول فنهنّيه ومن المرحوم فنغبطه ومن المغفور له الخارج من ذنوبه
كيوم ولدته أمه فنرجو مثل حاله وعمله {إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم}
{إنما يتقبل الله من المتقين} {إن رحمة الله قريب من المحسنين}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
90)
بغروب شمس هذا اليوم تنتهي أيام التشريق الثلاث، وبها ينتهي:
- وقت رمي الجمرات
- وقت ذبح الهدي والأضاحي
- التكبير المطلق والمقيد للحاج وغير الحاج
- النهي عن صيام التطوع
لا يجوز تأخير ذبح الهدي عن أيام التشريق، ويلزمه الذبح ويكون قضاء (ابن باز)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
91)
أمر الله عباده أن يختموا عباداتهم بالاستغفار فكان عليه الصلاة والسلام
إذا سلم من الصلاة يستغفر ثلاثا، وأثنى الله على عباده لاستغفارهم بعد
قيام الليل {والمستغفرين بالأسحار}، وفي الحج {ثم أفيضوا من حيث أفاض
الناس واستغفروا الله}، وفي ذلك إشارة إلى قصور العبد عن الإتيان بما
يليق بجلال المعبود، وإنْ بَذَل المجهود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
92)
وودّعتِ الحجاج بيت إلهنا * وكلهم تجري من الحزن عيناه
فلله كم باكٍ وصاحب حسرة * يود بأن الله كان توفاه
فلو تشهد التوديع يوما لِبيتِه * فإن فراق البيت مُرّ وجدناه
فما فُرقة الأولاد والله إنه * أمرّ وأدهى ذاك شيء خبرناه
فمن لم يجرّب ليس يعرف قدره * فجرّب تجد تصديق ما قد ذكرناه
(الأمير الصنعاني).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
93)
قال الحسن البصري رحمه الله: الحج المبرور أن يرجع زاهدا في الدنيا
راغبا في الآخرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
94)
آخر وقت لطواف الإفاضة للمريض ولمن حبسها العذر ونحوهم:
"الصواب أن لا يجوز تأخير طواف الإفاضة عن شهر ذي الحجة إلا من عذر؛
كمرض لا يستطيع معه الطواف لا ماشياً ولا محمولاً، أو امرأة نفِست قبل أن
تطوف الإفاضة." الشرح الممتع (7/ 372).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
95)
من كمال حرص الحاج على سلامة عبادته وقبولها سؤاله عما وقع له من أمور قد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/250)
تؤثر على صحة حجه أو تمامه، ومن فوائد التعجيل بالسؤال:
1 - المبادرة لإبراء الذمة وتتميم الحج والسلامة من الإشكالات
2 - القدرة على تذكر التفاصيل التي قد تؤثر على الفتوى
3 - إمكانية التدارك لبعض الأعمال بإعادتها أو الإتيان ببدلها
4 - السلامة من وسوسة الشيطان له بنقص حجه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
96)
كان الحج فرصة عظيمة للتعود على أداء الواجبات كصلاة الفجر جماعة، وترك
المحرمات كسماع الغناء وفساد القنوات. وكان فرصة لتعويد النفس على مخالفة
المألوف بالتجرد من الملابس المعتادة والنوم في العراء وفوق الحصى
والحجارة في مزدلفة، وتحمل إزعاج الآخرين والبرد والبعوض والوقوف انتظارا
عند دورات المياه. وهذا مكسب مهم يستعان به في أمور الحياة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
97)
من سمع بعض نداءات الشرك والاستغاثة بغير الله من بعض الحجاج علم شدة
حاجة الأمة لبيان التوحيد والتحذير من الشرك.
قالت أم لولدها الصغير وهي تطوف به حول الكعبة: النبي مدفون داخل الكعبة
ولذلك نحن نطوف بها!! فعلى أي شيء سينشأ هذا؟!
وأشار حاج إلى قبة من القباب في سطح توسعة الحرم: هذا مقام سيدنا مين؟
وهكذا انصرف ذهنه مباشرة إلى الأضرحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
98)
من رأى البدع الكثيرة التي يفعلها بعض الحجاج كالتمسح بمقام إبراهيم،
والطواف بالعلامة البيضاء في أعلى جبل عرفات، وجعلهم مسجد البيعة مزارا،
والتزام أدعية لا تثبت في مواضع معينة، وغسل حصى الجمار، وغير ذلك علم
عظيم نعمة الله عليه بالسنة، وأيقن بأهمية الدعوة إليها وتعليمها، والحذر
والتحذير من البدع وخطرها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
99)
قبل الوداع
أكثرت من الأدعية والأذكار فاجعلها عادة لا موسما منقطعا
سألت عن أحكام حجك بشغف فليكن ديدنك في أمور حياتك كلها
احترزت عن محظورات الإحرام فلتكن أكثر احترازا وبعدا عن الحرام
أصابتك بعض المشاق فلا تضيع أجرها بإكثار الشكاية واللوم
العجب والرياء محبطات للأعمال، والسلامة في إخفاء ما كان بينك وبين مولاك
من تضرع وبكاء وافتقار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي الختام أسأل الله أن يوفق من جمعها فقد نقلتها من أحد المواقع
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[12 - 11 - 10, 02:17 م]ـ
خدمة (حج) من جوال زاد كان لها دور كبير في تثقيف الحجاج
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[12 - 11 - 10, 04:14 م]ـ
اللهم انتقم ممن منع خدمة جوال زاد آمييين(119/251)
شيخ الإسلام حُجَّة الأمة و إمام دار الهجرة: مالك بن أنس
ـ[ربى الجزائرية]ــــــــ[15 - 11 - 09, 07:39 م]ـ
الإمام مالك - إمامُ دار الهجرة
بقلم» </ U> مجلة الجندي المسلم ( http://www.almenhaj.net/SeekingAuther.php?Auther= مجلة الجندي المسلم)
( http://www.almenhaj.net/SeekingAuther.php?Auther= مجلة الجندي المسلم)
فإنَّ الله تعالى إذا أراد بمن شاء من عباده خيرًا آتاهم الحكمة، وفَقَّههم في الدِّين، وأعمَر قلوبهم باليقين. قال {: "من يُرد الله به خيرًا، يُفَقِّههُ في الدِّين ... " (1). متفق عليه. ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا (269) {البقرة: 269} قال الإمام مالك: "الحكمة المعرفةُ بدِينِ الله والفقهُ فيه والاتِّباع له" (2).
فالحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم؛ يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيُون بكتاب الله الموتى، ويُبَصِّرُون بنور الله أهل العمى. فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضَالٍّ تائه قد هَدَوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم (3).
والإمام مالك بن أنس الأصبحي - رحمه الله، وبَلَّل بالمغفرة ثراه - أحدُ أولئك الأبرار، وسَيِّدٌ من تلك الثُلَّة المباركة الأطهار. هذا الإمام الذي وُضع له القبول في الأرض، والمحبَّة في قلوب الخلق، فانتفع بعلمه ملايين من المسلمين في مختلف الأمصار والأعصار، وأجمَعت الأمَّة على إمامته.
وحَسبُك أنَّ حَبرين جليلين من أكثر أحبار هذه الأمة اتِّبَاعاً، وأجلِّها أشياعاً؛ هما ثمرةٌ من ثماره: تلميذُهُ النَّجيب الإمام محمَّد بن إدريس الشَّافعي القائل: "مالكٌ مُعَلِّمي وأستاذي، ومنه تَعلَّمنَا العلم، وما أحدٌ أمَنُّ عليَّ مِن مالك، وجعلت مالكًا حُجَّةً فيما بيني وبين الله تعالى" (4)، وتلميذه الإمام أحمد بن حنبل الشَّيباني، القائل - وقد سُئل -: رجلٌ يحبُّ أن يحفظ حديث رجلٍ بعينه؟ قال: "يحفظ حديث مالك! قيل: فرأي؟ قال: رأي مالك! " (5).
ومن أمعن النَّظر في مَذهَبَي هذين الإمامين؛ رأى أنهما سَارَا على خطى مالك، وأنَّ الفتوى عندهما على مذهبه، إلاَّ أن يَضطَرَّا لمخالفته. وهذه المخالفة وإن كانت في الظاهر مفارقة، إلاَّ أنها في الباطن عين الموافقة، فقد كان الإمام مالك يقول: "كُلُّ أحدٍ يُؤخذ من قوله ويُرَد، إلاَّ صاحب هذا القبر - يعني: النبي {-" (6)، حيث يثبت في المسألة الأثر، أو يكون فيها مَسرَحٌ للنظر.
وقديمًا قيل:
وَلَيسَ كُلُّ خِلاَفٍ جَاءَ مُعتبَرًا*****إِلاَّ خِلاَفٌ لَهُ حَظٌّ مِنَ النَّظَرِ
اسمه و نسبه:
هو شيخ الإسلام حُجَّة الأمة، إمام دار الهجرة، العَلَم الحافظ فقيه الأمة: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر ابن عمرو بن الحارث أبو عبد الله الحِميَري ثم الأصبحي المدني التَّيمي القرشي - حليفهم -. وأمُّه هي عالية بنت شريك الأَزْدية (7).
مولده:
ولد - على الأصح - في سنة ثلاث وتسعين، عام موت أنس رضي الله عنه خادم رسول الله {، بذي المروة - موضع على ثمانية بُرُد من المدينة -. وقد ذكر غير واحد أنَّ أمَّه حملت به ثلاث سنين (8).
نشأته:
كانت نشأته صالحة، فقد نشأ في صَون ورفاهِيَّة وتجَمُّل، في بيت علم وصلاح؛ فقد كان جدُّه من كبار علماء التابعين، أخذ عن أمير المؤمنين عثمان ابن عفان رضي الله عنه وطائفة (9). وكان لهذه النشأة الأثر البالغ في توجهه العلمي، ونبوغه المبكر.
طلبه للعلم:
جدَّ الإمام مالك في الطلب منذ صغره، ونافس أقرانه حتى كان المقدم بينهم، فقد طلب العلم وهو حَدَثٌ بُعَيد موت القاسم، وسالم، وهو ابنُ بضع عشرة سنة. فأخذ عن نافع وسعيد المقبري وعامر بن عبدالله بن الزبير، وابن المنكَدِر، وربيعة، والزُّهري، وعبدالله بن دينار، وخَلق سواهم، وتلا على نافع بن أبي نعيم، ولحق عطاء بن أبي رباح (10).
منزلته:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/252)
كان الإمام مالك بمنزلة علمية عالية فريدة، لم ينافسه فيها أحد من طبقته، بل ولا من شيوخه، قال الذهبي: ولم يكن بالمدينة عالمٌ من بعد التابعين يشبه مالكاً في العلم، والفقه، والجلالة، والحفظ، فكان مالك هو المقدم على الإطلاق، والذي تضرب إليه آباط الإبل من الآفاق. وقال الحاكم في بيان منزلته: ضربت إليه أكباد الإبل من الآفاق، واعترفوا له، وروت الأئمة عته ممن كان أقدم منه سناً، كالليث عالم أهل مصر والمغرب، وكالأوزاعي عالم أهل الشام ومفتيهم، والثوري وهو المقدم في الكوفة، وشعبة عالم أهل البصرة.
وقد تَأَهَّل للفُتيا وجلس للإفادة وله إحدى وعشرون سنة - وهو شَابٌّ طَرِيٌّ -، بعد أن شَهِد له سبعون عالماً أنه أَهلٌ لذلك. فقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد وإلى أن مات (11).
قال ابن وهب: "حَجَجتُ سنة ثمان وأربعين ومئة وصائحٌ يَصِيحُ: (لا يُفتي الناس إلاَّ مالك بن أنس وابن الماجَشون) " (12).
تلامذته:
بلغ من إمامته ومنزلته أن حَدَّث عنه جماعة من شيوخه وأقرانه كما تقدم، فضلاً عن غيرهم؛ وعدد الرواة عنه يقارب ألفاً وأربع مئة، أفرد الذهبي أسماءهم في جزء كبير. ومن أبرز الآخذين عنه: الزهري وأبو حنيفة والأوزاعي والثوري والليث والشافعي ومحمد بن الحسن الشيباني.
وآخرُ أصحابه موتًا راوي "الموطأ"، أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السَّهمي، عاش بعده ثمانين سنة (13).
صفاته وسجاه:
كان من أحسن الناس وجهاً، وأجلاهم عينًا، وأنقاهم بَياضًا، وأتَمَّهم طُولاً في جودة بدن. أشقر، أصلع، عظيم الهَامَة، أبيض الرأس، عظيم اللحية تامَّها تبلغ صدره ذات سعة وطول، وكان ربما خَضَب بحِنَّاء، وكان يأخذ آطار شاربه ولا يحلقه، ويترك له سِبالَين طويلين.
نَقِي الثَّوب رقيقه، يُكثِر اختلاف اللَّبوس؛ فيلبس البياض، والثِّياب المَرْوِيَّة والعَدَنِيَّة الحِسان، والسِّيجان، والطَّيلَسان. إذا اعتَمَّ جعل منها تحت ذقنه ويَسدِل طَرفَها بين كتفيه، يَتَطَيَّب بالمِسك وغيره. أشبه شيء بالملوك في هيئته.
وقال ابن سعد: حدثني محمد بن عمر قال: كان مالك يأتي المسجد، فيشهد الصلوات والجمعة، والجنائز، ويعود المرضى، ويجلس في المسجد، فيجتمع إليه أصحابه، ثم ترك الجلوس، فكان يصلي وينصرف، وترك شهود الجنائز، ثم ترك ذلك كله، والجمعة، واحتمل الناس ذلك كله، وكانوا أرغب ما كانوا فيه، وربما كلِّمَ في ذلك، فيقول: ليس كل أحد يقدر أن يتكلم بعذره.
وكان مجلسه مجلس وقار وحلم، وكان رجلاً مهيباً نبيلاً، ليس في مجلسه شيء من المراء، واللغط، ولا رفع صوت، وكان الغرباء يسألونه عن الحديث، فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث، وربما أذن لبعضهم يقرأ عليه، وكان له كاتب قد نسخ كتبه، يقال له: حبيب، يقرأ للجماعة، ولا ينظر أحد في كتابه ولا يستفهم، هيبة لمالك، وإجلالاً له، وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك، وكان ذلك قليلاً.
وكان خاتمه الذي مات وهو في يده فَصُّه أسود حَجَري، ونقشه: (حسبي الله ونعم الوكيل)، وكان يلبسه في يساره، وربما لبسه في يمينه (14).
كان هذا الإمام من الكبراء السُّعداء والسَّادة العلماء، ذا حِشمةٍ وتَجَمُّلٍ وعَبيدٍ ودار فاخرةٍ ونعمة ظاهرةٍ، ورِفعةٍ في الدنيا والآخرة. كان يقبل الهدية، ويأكل طَيِّبًا، ويعمل صالحًا (15).
وكان رجُلاً مَهيبًا - تهابه السَّلاطين - نَبيلاً، عزيزَ النَّفس، صُلبًا في دين الله، شُغلُه في بيته تلاوةُ القرآن الكريم (16).
لا يخرج على طَلَبَتِه إلاَّ وقد لَبِس مِن أحسَن ثيابه، واكتحل وتطيَّب وتطَهَّر. فإذا جلس على السَّرير وتَصَدَّر الحَلْقة، فكأنَّ على رؤوس الحاضرين الطير. مجلسه مجلس حِلم ووَقار، ليس فيه شيء من المِراء واللَّغَط ولا رفع صوت (17).
يقتصد في الجواب، ويُجِلُّ حديث رسول الله {، ويُقِلُّ الرِّواية عنه.
يَذُمُّ كثرة الفتيا، ويُكثر من قول (لا أدري)، ويَحُضُّ عليها. قال تلميذه ابن وهب: "لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك لا أدري لفعلت". ولا يُفتي حتى يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) (18).
ولبعض أهل المدينة فيه (19):
يَدَعُ الجواب فلا يُراجعُ هيبةً
والسَّائلون نواكسُ الأذقان
أدبُ الوَقَار وعزُّ سُلطان التُّقى
فهو المطاعُ وليس ذا سُلطان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/253)
إمامته وثناء العلماء عليه:
كان مالك إماماً في كُلِّ شيء، خبيرًا بأحوال الرِّجال، كثير التَّحري عن الرُّواة، حافظًا مُجَوِّدًا مُتقِنًا - يَتَّقي في حديث رسول الله {الياء والتاء ونحوهما -، مُعَظَّمًا من قِبَل علماء الأمصار والأئمَّة الكبار (20).
قال ابن عُيَيْنَة: مالك عالم أهل الحجاز، وهو حُجَّةُ زمانه (21).
وقال ابن مهدي: ما رأيت أحدًا أَهيَبَ، ولا أتمَّ عَقلاً من مالك، ولا أشدَّ تقوى. وقال ابن سعد: كان ثِقةً ثبتًا حُجَّةً عالمًا وَرِعًا. وقال الشافعي: إذا ذُكِر العلماء، فمالكٌ النَّجم (22).وقال وُهَيب: إمام أهل الحديث مالك (23).وقال القطان: هو إمامٌ يُقتدى به (24). وقال ابن معين: مالك من حجج الله على خلقه (25). وقال بهلول ابن راشد: ما رأيت أنزع بآية من مالك مع معرفته بالصحيح والسقيم (26). وقال ابن وهب: لولا مالك والليث لضَلَلنا (27). وقال البخاري: أصحُّ الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر (28). وقال النسائي: أمناء الله على علم رسول الله {ثلاثة: شعبة، ومالك، ويحيى القطان (29). وقال الذهبي: اتَّفق لمالك مناقب ما علمتها اجتمعت لغيره:
- أحدها: طولُ العمر وعُلُوُّ الرواية.
- وثانيتها: الذِّهنُ الثَّاقب والفهمُ وسَعَةُ العلم.
- وثالثتها: اتفاقُ الأئمة على أنه حُجَّةٌ صحيح الرواية.
- ورابعتها: تجمعهم على دينه وعدالته واتباعه السُّنن.
- وخامستها: تَقَدُّمُه في الفقه والفتوى وصحَّة قواعده (30).
وأنشد الشَّيخ أبو طاهر إبراهيم:
إذا قيل مَن نجمُ الحديث وأهله
أشارُوا أولو الألباب يعنُون مالكاً
إليه تناهى علم دين محمَّد
فوطَّأ فيه للرَّآة المسالكا
ونظَّم بالتَّصنيف أسبَلَ نَشرَهُ
وأوضَحَ ما لولاه كان حالكاً
وأحيا دُروس العلم شرقًا ومغربًا
تقدَّم في تلك المسالك سالكاً
وقد جاء في الآثار من ذلك شاهدٌ
على أنَّه في العلم خُصَّ بذلك
فمَن كان ذا طعنٍ على علم مالك
ولم يقتبس من نُوره كان هالكًا (31)
تقريراته في العقيدة:
كان هذا الإمام من حكماء الإسلام؛ وأئمة السلف الكرام، وقد نقل عنه تقريرات وقواعد في العقيدة؛ بها يحتجُّ المنصفُون، وإليها في مناظراتهم يفزعون، وعليها في دينهم يُعوِّلون.
1 - فتراه يحثُّ على إبقاء العقائد على فِطرِيَّتها وصَفائها.
فيقول - رحمه الله، وبلَّل بالمغفرة ثراه -:
"الإيمان قولٌ وعملٌ، يزيد وينقص، وبعضُه أفضلُ من بعض" (32).
"الله في السَّماء وعلمُه في كُلِّ مكان، لا يخلو منه شيء" (33).
"الاستواء معلومٌ، والكيفُ مجهولٌ، والإيمان به واجبٌ، والسُّؤال عنه بدعةٌ" (34).
"القرآن كلام الله، وكلام الله منه، وليس من الله شيء مخلوق" (35).
"الناس ينظرون إلى الله عزَّ وجل يوم القيامة بأعينهم" (36).
قال ابن وهب: "سمعت مالكًا يقول لرجل سأله عن القدر: نعم! قال الله تعالى: ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها 13 {السجدة: 13} " (37).
قال ابن نافع وأشهب وأحدهما يزيد على الآخر: "قلت: يا أبا عبد الله: وجوه يومئذ ناضرة 22 {القيامة: 22}، ينظرون إلى الله؟ قال: نعم بأعينهم هاتين! قلت: فإنَّ قومًا يقولون ناظرة بمعنى مُنتظِرةٌ إلى الثواب؟ قال: بل تنظر إلى الله، أما سمعت قول موسى: رب أرني أنظر إليك143 {الأعراف: 143} أتراه سأل مُحالاً؟ قال الله: لن تراني في الدنيا، لأنَّها دار فناء. فإذا صاروا إلى دار البقاء، نظروا بما يبقى إلى ما يبقى قال تعالى: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون 15 {المطففين: 15} كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون"" (38).
2 - وتراه يدعو إلى السُّنَّة، ويحثُّ على لزُومها، ويحذِّر من البدع على أشكالها:
فيقول - رحمه الله، وبلَّل بالمغفرة ثراه -:
"سَنَّ رسُول الله {ووُلاة الأمر بعده سُنَنًا، الأخذُ بها اتِّبَاعٌ لكتاب الله واستكمالٌ بطاعة الله وقُوَّةٌ على دين الله، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتد، ومن استنصر بها فهو منصور، ومن تركها اتبع غير سبيل المؤمنين، ووَلاَّه الله ما تولى، وأصلاه جَهنَّم وساءت مصيرًا" (39).
"لن يأتي آخر هذه الأمَّة بأهدى مما كان عليه أولها".
"السُّنَّة سفينة نوح؛ من ركبها نجا، ومن تخلَّف عنها هلك" (40).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/254)
وقال ابن وهب: "سئل مالك عن الدَّاعي يقول: يا سيدي! فقال: يُعجبني دعاء الأنبياء: (ربنا! رنا!) " (41).
3 - وتراه ينهى عن الجدل والمِرَاء في الدِّين، ويأمر بالسَّير على سَنَن السَّالفين:
فيقول - رحمه الله، وبلَّل بالمغفرة ثراه -:
"الجدال في الدِّين ينشئ المراء ويذهب بنور العلم من القلب ويقسي ويورث الضغن" (42).
"أكُلَّما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبرائيل على محمَّد {لجدله" (43).
قال معن: "انصرف مالك يومًا فلحقه رجل يقال له أبو الجويرية مُتَّهمٌ بالإرجاء، فقال: اسمع مني! قال: احذر أن أشهد عليك! قال: والله ما أريد إلاَّ الحق، فإن كان صوابًا فقل به أو فتكلم! قال: فإن غلبتني؟ قال: اتبعني! قال: فإن غلبتك؟ قال: اتبعتك! قال: فإن جاء رجل فكلمنا فغلبنا؟ قال: اتبعناه! فقال مالك: يا هذا، إن الله بعث محمَّدًا {بدين واحد وأراك تتنقل! " (44).
قال الشَّافعي: "كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما إنِّي على بَيِّنَةٍ من ديني، وأمَّا أنت فشَاكٌّ، اذهب إلى شَاكٍّ مثلك فخاصمه، ثم قرأ: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله108 {يوسف: 108} الآية" (45).
4 - وتراه يحضُّ على العلم والتَّعَلُّم، ويُرشِد إلى الآداب التي ينبغي أن يكون عليها العالم:
فيقول - رحمه الله، وبلَّل بالمغفرة ثراه -:
"العلم حيث شاء الله جعله، ليس هو بكثرة الرواية" (46).
"حقٌّ على مَن طَلبَ العلم أن يكون له وقارٌ وسكينةٌ وخَشيَةٌ. والعلم حسنٌ لمن رُزِقَ خَيرُهُ، وهو قَسْمٌ من الله تعالى. فلا تُمَكِّن الناس من نفسك؛ فإنَّ من سعادة المرء أن يُوفَّقَ للخير، وإن مِن شِقوَةِ المرء أن لا يَزَال يخطئ. وذُلٌّ وإهانةٌ للعلم أن يتكلَّم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه" (47).
"كان الرجل يختلف إلى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه" (48).
"إنَّ الرجل إذا ذهب يمدح نفسه ذهب بهاؤه" (49).
وكتب إليه عبدالله العمري يحضُّه على الانفراد والعمل وترك اجتماع الناس عليه في العلم، فأجابه مالك بقوله: "إنَّ الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرُبَّ رجل فُتح له في الصَّلاة ولم يفتح له في الصَّوم، وآخر فُتح له في الصَّدقة ولم يفتح له في الصَّوم، وآخر فُتح له في الجهاد ولم يفتح له في الصَّلاة، ونَشرُ العلم وتعليمُه من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح الله لي من ذلك، وما أظنُّ ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خيرٍ وبِرٍّ، ويجب على كُلِّ واحد مِنَّا أن يرضى بما قسم الله له. والسَّلام" (50).
منهجه في انتقاء الحديث ونقد الرجال:
يعتبر الإمام مالك من أئمة الجرح والتعديل، ومن أئمة الحديث الكبار، وهو أول من سلك منهج التحري وتوخي الصحيح، وانتقاء الأحاديث، وفق ضوابط محددة. وهو ممن التزم الدقة والاحتياط والنقد في الرواية، قال الربيع تلميذ الشافعي: سمعت الشافعي يقول: كان مال إذا شك في الحديث طرحه كله (51).
قال مطرف بن عبدالله: أشهد لسمعت مالكاً يقول: أدركت ببلدنا هذا مشيخة لهم فضل صلاح وعبادة يحدثون، فما كتبت عن أحدهم حديثاً قط، قلت: لم يا أبا عبدالله؟ قال: لأنهم لم يكونوا يعرفون ما يحدثون، وكنا نزدحم على باب ابن شهاب (52).
وقد قال: لا يؤخذ العلم من أربعة، ويؤخذ مما سواهم: لا يؤخذ من سفيه، ولا يؤخذ من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه، ولا من كذاب يكذب في حديث الناس، ولا من شيخ له فضل وصلاح وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث (53).
قال بشر بن عمر الزهراني: سألتُ مالكاً عن رجل؟ فقال: هل رأيته في كتبي؟ قلت لا، قال: لو كان ثقة لرأيته في كتبي.
وعلق الحافظ الذهبي قائلاً: فهذا القول يعطيك بأنه لا يروي إلا عمن هو عنده ثقة، ولا يلزم من ذلك أنه يروي عن كل الثقات، ثم لا يلزم مما قال أن كل من روى عنه وهو عنده ثقة، أن يكون ثقة عند باقي الحفاظ، فقد يخفى عليه من حال شيخه ما يظهر لغيره، إلا أنه بكل حال كثير التحري في نقد الرجال، رحمه الله (54).
كتبه ومؤلفاته:
له مصنفات بديعة ماتعة مفيدة، تدل على إمامته، وتمكنه في العلم، وكل من جاء بعده، فعلى منواله نسج، وطريقه سلك وانته وأشهر كتبه بل أشهر كتب الحديث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/255)
الموطأ، ولتأليفه قصة مشهورة، وذلك أن أبا جعفر المنصور كان من المعجبين بعلم مالك، فقال له: يامالك اصنع للناس كتاباً احملهم عليه، فما أحد اليوم أعلم منك. فاستجاب له الإمام مالك وصنف الموطأ، وتوخى فيه القوي من أحاديث أهل الحجاز (55).
وللموطأ روايات كثيرة، أشهرها: رواية يحيى بن يحيى الليثي، ورواية أبي مصعب الزهيري، ورواية عبدالله بن مسلمة القعنبي، ورواية ابن وهب، وغيرها.
ولشهرته وقيمته فقد عني به العلماء عناية بالغةً، وصُنِّفت له شروحات كثيرة؛ من أشهرها:
- التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لابن عبدالبر. قال ابن حزم: هو كتابٌ في الفقه والحديث، ولا أعلم نظيره، واختصره وسمَّاه: الاستذكار (56).
- كشف المغطا في شرح الموطأ، للإمام السُّيوطي. وله تنوير الحوالك على موطأ مالك (57).
- القبس شرح موطأ مالك بن أنس، لأبي بكر بن العربي (58).
- فتح المغطى شرح الموطى، لملا علي القاري (59).
وله مؤلفات أخرى، منها ما هو مقطوع بنسبته إليه، ومنها ما هو مشكوكٌ فيه؛ فمن ذلك:
- رسالة في القدر، كتبها إلى ابن وهب، قال الذهبي: وإسنادها صحيحٌ (60).
- مؤلَّفٌ في النجوم ومنازل القمر، رواه سحنون: عن ابن نافع الصائغ عنه، مشهورٌ (61).
- رسالة في الأقضية. مجلَّد. رواية محمَّد بن يوسف بن مطروح: عن عبدالله بن عبد الجليل (62).
- رسالة في الدعاء (63).
- رسالة المسائل (64).
- رسالة إلى أبي غسان محمَّد بن مطرف (65).
- رسالة آداب إلى الرشيد، وإسنادها منقطعٌ، قد أنكرها إسماعيل القاضي وغيره، وفيها أحاديث لا تعرف. وقد جزم الذَّهبي بوضعها، وقال القاضي الأبهري: فيها أحاديث لو سمع مالك من يحدِّث بها لأدَّبه (66).
- جزء في التفسير، يرويه خالد ابن عبدالرحمن المخزومي، يرويه القاضي عياض: عن أبي جعفر أحمد ابن سعيد: عن أبي عبدالله محمَّد بن الحسن المقرئ: عن محمَّد بن علي المصيصي: عن أبيه بإسناده (67).
- كتاب السِّر. قال الحافظ ابن حجر: "وقفت عليه في كرَّاسةٍ لطيفةٍ من رواية الحارث بن مسكين: عن عبدالرحمن بن القاسم: عن مالك، وهو يشتمل على نوادر من المسائل، وفيها كثير مما يتعلَّق بالخلفاء، ولأجل هذا سُمِّي كتاب السِّر. وقد رواه أحمد ابن أسامة التجيبي وهذَّبه ورتبه على الأبواب، وأخرج له أشباهًا ونظائر في كُلِّ باب" (68).
وحُذَّاق أصحاب مالك ومشايخهم ينكرون هذا الكتاب. قال القرطبي: "مالك أجلُّ من أن يكون له كتاب سِرٍّ"، وقال ابن كثير: "أكثر النَّاس يُنكر أن يَصحَّ ذلك عن الإمام مالك". وقال الخليلي: "لا يصحُّ عن عبدالرحمن - يعني: ابن القاسم - أنه روى ذلك، لأنَّ فيه أشياء يُنزَّه مالك عنها" (69).
- رسالةٌ إلى الليث في إجماع أهل المدينة، وهي معروفة (70).
فأمَّا ما نَقل عنه كبار أصحابه من المسائل والفتاوى والفوائد فشيء كثير، ومن كنوز ذلك "المدونة" و"الواضحة" وأشياء.
وهي من أَجَلِّ الكتب في مذهب مالك، ومن كنوز ما نقل كبار أصحاب مالك عنه، وهي عند أصحاب مالك ككتاب "الأم" عند أصحاب تلميذه الشَّافعي؛ لذلك اعتنى بها العلماء شرحًا وتهذيبًا واختصارًا وتعليقًا.
وأصلُ المدونة أسئلة سألها أسدٌ بن الفرات لابن القاسم - وهي المعروفة ب: "الأسدية" -؛ فلمَّا ارتحل سَُحنون - بفتح السين وبضمها - بها عرضها على ابن القاسم، فأصلح فيها كثيرًا وأسقط.
ثم رَتَّبها سُحنون وبَوَّبها واحتَجَّ لكثير من مسائلها بالآثار من مَروِيَّاته، مع أن فيها أشياء لا ينهض دليلها بل رأي محض. وحكوا أن سَحنون في أواخر الأمر عَلَّم عليها وهَمَّ بإسقاطها، وتهذيب المدونة؛ فأدركته المَنِيَّة - رحمه الله-. فكُبَراء المَالِكية يَعرفون تلك المسائل ويُقَرِّرون منها ما قَدِروا عليه ويُوَهِّنون ما ضَعُف دليله (71).
- وكان هذا الإمام واسع الرواية، ملأ حديثه الصحاح والمسانيد والمعاجم، وقد اعتنى الأئمَّة على وجه الخصوص بجمع ما رواه مالك خارج موطئه، فتنوَّعت تصانيفُهم في ذلك؛ فمنهم من اعتنى بغريب حديثه، ومنهم من جمع ما تيسر له من مسانيده، ومنهم من اعتنى بالعوالي من أخباره، وآخرون جمعوا ما خُولف فيه (72).
محنته:
وقد كان هذا الإمام الهُمام صُلبًا في دين الله تعالى؛ يَصدَعُ بكلمة الحقِّ، ولا يخاف في الله لومة لائم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/256)
ففي سنة ستٍّ - وقيل: سنة سبع - وأربعين ومائة امتُحِن - رحمه الله - بسبب فُتياه بعدم إجازة طلاق المُكرَه من قِبل بعض الوُلاة، فجُرِّد وضُرب بالسِّياط ثلاثين ضربة أو أكثر (73). قال الداودي: "سمعته يقول حين ضرب: (اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون) " (74). وجُبِذَت يده حتى انخلعت من كتفه، حتى كان لا يستطيع أن يرفع يديه، ولا أن يُسَوِّيَ رداءه، وارتُكِب منه أمر عظيم (75). ثم حُلق، وحُمِل على بعير، فقيل له: ناد على نفسك! فقال: ألا من عرفني، فقد عرفني. ومن لم يعرفني، فأنا مالك بن أنس، أقول: طلاق المكره ليس بشيء! فلمَّا بلغ ذلك الوالي، قال: أدركوه! أنزلوه! (76) وإنما أمر بذلك؛ لأنَّ فيه تشهيرًا بالفتيا، وتعريفًا بصاحبها، فتكون أوقَعَ في القلوب لجلالة القائل بها. وهكذا ينقلب السِّحر على السَّاحر!
وكان يقول: "ضُرِبت فيما ضُرِب فيه محمَّد بن المنكدر وربيعة وابن المسيّب، ويذكر قول عمر بن عبد العزيز: "ما أغبط أحدًا لم يصبه في هذا الأمر أذى! " (77).
فلم يَزَل مالك بَعدُ في رِفعة من الناس وعُلُو وإعظام حتى كأنما كانت تلك الأسواط حَليًا حلي به - رحمه الله - إلى أن لَقِي ربَّه.
فانقلبت المحنة منحة، وازداد الإمام بذلك عند الله تعالى وعند الناس كرامةً ورفعةً والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين".
وفاته:
- وفي ربيع الأول من السَّنة التاسعة والسبعين بعد المئة، وافته المنِيَّة بالمدينة النبويَّة - التي أبى أن ينزل بغيرها أو يتخذ له وطنًا سواها، فعل ذلك امتثالاً لوصيَّة صاحبها عليه أفضل الصَّلاة وأزكى التحية؛ قال نصر ابن علي الجهضمي، حدثني حسين بن عروة قال: "قدم المهدي فبعث إلى مالك بألفي دينار أو قال بثلاثة آلاف دينار، ثم أتاه الربيع بعد ذلك فقال: إن أمير المؤمنين يحب أن تعادله إلى مدينة السَّلام! فقال: قال النبي {: "المدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، والمال عندي على حاله! " (78).
مات عن عُمْر يُناهز ستًّا وثمانين عامًا، بعد أن تمرَّض أيَّامًا. ولما حضر أجله تَشَهَّد، ثم قال: لله الأمر من قبل ومن بعد4 {الروم: 4} (79).
تولى غسله ابنه يحيى وكاتبه حبيب ورجلان آخران، وكُفِّن في ثيابٍ بيضٍ - بلغ ثمنها خمسة دنانير -، وصُلِّيَ عليه في موضع الجنائز - بناءً على وَصِيَّتِه -، صَلَّى عليه الأمير عبدالله بن محمد الهاشمي. ثم مشى أمام جنازته، وحمل نعشه إلى البقيع وبها دُفِن، بالقُرب من قبر نافع - إما القارئ، وإما مولى ابن عمر -. ونزل في قبره جماعة (80).
- وقد خلَّف متاعًا كثيرًا، ومالاً وفيرًا. ورُئِيت له عدَّة منامات، ورُثي بأبياتٍ سائراتٍ.
يقول فيه أبو محمَّد السرَّاج:
سَقَى جَدَثًا ضَمَّ البقيعُ لمالك
مِن المُزنِ مِرعَادُ السَّحائب مِبراقُ
إمامٌ موطأه الذي طَبقَت به
أقاليمُ في الدُّنيا فِساحٌ وآفاقُ
أقامَ به شرع النبي محمَّد
له حَئرٌ من أن يُضام وإشفاقُ
له سَنَدٌ عالٍ صحيحٌ وهيبةٌ
فلِلْكلِّ منه حين يَرويه إطراقُ
وأصحابُ صِدقٍ كلُّهُم عَلَمٌ فَسَل
بهم إنَّهم إن أنت ساءت حُذَّاقُ
ولو لو يكُن إلاَّ ابن إدريس وحده
كفاة ألا إنَّ السَّعادة أرزاقُ (81)
ولبعضهم في ولادته وعمره ووفاته:
فخر الأئمَّة مالكُ
نِعمَ الإمام السَّالكُ
مولدهُ نَجمُ هُدًى
وَفَاتُهُ فاز مالكُ (82)
- ولشُهرة هذا الإمام الهمام وعُلُوِّ مقامه، وكثرة أتباعه، اعتنى أهل العلم على مدى القرون السَّالفة بحياته، فأفردوها بالتصنيف؛ من ذلك:
- مناقب مالك؛ لأبي بكر الجعابي (83).
- مناقب مالك؛ للدينوري (84).
- مناقب مالك؛ لأبي بكر النيسابوري (85).
- مناقب مالك؛ لأبي بكر اللخمي، المعروف بابن اللباد (86).
- مناقب مالك؛ لثابت بن حزم السرقسطي (87).
- وأفردها الإمام الذهبي في جزء، وطولها في التاريخ الكبير (88).
- تزيين المملك بمناقب مالك؛ للسيوطي (89).
- مؤلَّف للقاضي أبي عبدالله التستري المالكي، في ثلاث مجلدات (90).
وألَّف في مناقبه أيضًا أبو الحسن ابن فهر المصري، وجعفر بن محمَّد الفريابي القاضي، والحافظ أبو بشر الدولابي، والزبير بن بكار، وأبو علاثة محمَّد بن أبي غسان، وغيرهم (91).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/257)
وبالجملة فكان - رحمه الله - علاَّمة الزَّمان ونادرة العصر والأوان، ولو لم يكن من إحسانه وفضله إلاَّ تلميذه الإمام الشافعي، لكفاه ذلك منقبةً وذخرًا عند الله تعالى. فرحمه الله وأجزل مثوبته، وألحقه بالنبيين والصدِّيقين والشُّهداء والصالحين. آمين.
الهوامش:
(1) رواه البخاري (73)، ومسلم (1037) عن معاوية بن أبي سفيان.
(2) رواه ابن جرير في "تفسيره" (1 - 557) بسند صحيح.
(3) "الرد على الزنادقة والجهمية" (ص6).
(4) "سير أعلام النبلاء" (8 - 75)، و"الديباج المذهب" (ص228).
(5) "الجرح والتعديل" (1 - 16)، و"السير" (8 - 11).
(6) "كشف الخفاء" (1 - 16).
(7) "السير" (8 - 49).
(8) "السير" (8 - 49، 55)، و"الديباج المذهب" (ص18).
(9) "السير" (8 - 49)، و"تهذيب التهذيب" (10 - 17).
(10) "وَفِيَّات الأعيان" (4 - 135)، و"السير" (8 - 49، 54).
(11) "السير" (8 - 49، 61).
(12) "تاريخ بغداد" (10 - 436)، و"المنتظم" (8 - 275)، و"السير" (7 - 311).
(13) "السير" (8 - 49، 54)، و"التهذيب" (1 - 13).
(14) "الطبقات الكبرى" (1 - 434 - التتمة)، و"وفيات الأعيان" (4 - 138)، و"ترتيب المدارك" (1 - 115)، و"السير" (8 - 64، 65، 69)، و"الديباج المذهب" (ص19).
(15) "السير" (8 - 133).
(16) "الجرح والتعديل" (1 - 26) "تهذيب الأسماء واللغات" (2 - 386)، و"السير" (8 - 111).
(17) "ترتيب المدارك" (1 - 152 - 154)، و"السير" (8 - 64 - 66).
(18) "حلية الأولياء" (6 - 323)، و"السير" (8 - 113)، و"التذكرة" (1 - 212)
(19) "السير" (8 - 113)، و"تيسير الوصول إلى جامع الأصول" (1 - 7).
(20) "السير" (8 - 107)، و"التذكرة" (1 - 212).
(21) "السير" (8 - 57).
(22) "الجرح والتعديل" (1 - 14)، و"السير" (8 - 57).
(23) "السير" (8 - 113 - 114).
(24) "السير" (8 - 95).
(25) "السير" (8 - 95).
(26) "السير" (8 - 94).
(27) "تهذيب الكمال" (24 - 270)، و"السير" (8 - 111).
(28) "سنن البيهقي الكبرى" (10 - 283)، و"الكفاية" (ص398)، و"السير" (5 - 97، 446).
(29) "التمهيد" (1 - 51)، و"السير" (8 - 106).
(30) "التذكرة" (1 - 212).
(31) "شذرات الذهب" (1 - 291)، و"الحطة" (ص416).
(32) "السير" (8 - 102).
(33) "السنة" (11)، و"اعتقاد أهل السنة" (3 - 401)، و"السير" (8 - 101).
(34) "اعتقاد أهل السنة" (3 - 398)، و"الاعتقاد" (ص116)، "الحلية" (6 - 326)، و"السير" (8 - 100).
(35) "حلية الأولياء" (6 - 326)، و"اعتقاد أهل السنة" (2 - 249)، و"السير" (8 - 99).
(36) "السنة" (145)، و"حلية الأولياء" (6 - 325)، و"اعتقاد أهل السنة" (3 - 501)، و"السير" (8 - 101).
(37) "الحلية" (6 - 325)، و"السير" (8 - 99).
(38) "السير" (8 - 102).
(39) "الحلية" (6 - 324)، و"السير" (8 - 98).
(40) "تاريخ بغداد" (7 - 236)، و"مفتاح الجنة" (ص76).
(41) "السير" (8 - 97).
(42) "السير" (8 - 106).
(43) "شعب الإيمان" (8490)، "اعتقاد أهل السنة" (1 - 144)، و"الحلية" (6 - 324)، و"السير" (8 - 99).
(44) "السير" (8 - 106).
(45) "الحلية" (6 - 324)، و"السير" (8 - 99)، و"الديباج المذهب" (ص24).
(46) "السير" (8 - 107).
(47) "السير" (8 - 107 - 108).
(48) "الحلية" (6 - 320)، و"السير" (8 - 108).
(49) "السير" (8 - 109).
(50) "التمهيد" (7 - 185)، و"السير" (8 - 114).
(51) التمهيد 1 - 63.
(52) المحدث الفاصل ص 403
(53) التمهيد 1 - 66.
((54 السير 8 - 7271.
(55) ترتيب المدارك 2 - 71.
(56) "كشف الظنون" (2 - 1907).
(57) المصدر السابق (2 - 1907).
(58) المصدر السابق (2 - 1907).
(59) "الحطة" (ص289).
(60) "السير" (8 - 88).
(61) "السير" (8 - 88).
(62) "السير" (8 - 89).
(63) "مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث العلمية" (91311 - مخطوطات).
(64) "مركز الملك فيصل" (59404 - مخطوطات).
(65) "السير" (8 - 89).
(66) "السير" (8 - 89)، و"مركز الملك فيصل" (82581 - مخطوطات).
(67) "الفهرست" (ص50)، و"السير" (8 - 89).
(68) "التلخيص" (3 - 183)
(69) "الجامع لأحكام القرآن" (3 - 93)، و"تفسير القرآن العظيم" (1 - 263)، و"السير" (8 - 89)، و"الإرشاد" (6 - 4)، و"فيض القدير" (6 - 4).
(70) "السير" (8 - 90)، و"مركز الملك فيصل" (98894 - مخطوطات).
(71) "السير" (12 - 68).
(72) "السير" (8 - 84 - )، و"كشف الظنون" (2 - 1179، 1682، 1685)، و"الرسالة المستطرفة" (ص164).
(73) "السير" (8 - 80).
(74) "الديباج المذهب" (28).
(75) "السير" (8 - 80).
(76) "الحلية" (6 - 316)، و"السير" (8 - 96).
(77) "تهذيب الكمال" (19 - 362).
(78) "السير" (8 - 62 - 63)
(79) "السير" (8 - 130).
(80) "السير" (8 - 130 - 131).
(81) "السير" (5 - 153).
(82) "الحطة" (ص414).
(83) "السير" (16 - 95).
(84) "السير" (15 - 427)، "كشف الظنون" (2 - 1841)، و"الرسالة المستطرفة" (ص53).
(85) "جامع العلوم والحكم" (ص279).
(86) "السير" (15 - 360).
(87) "الديباج المذهب" (ص103).
(88) "تذكرة الحفاظ" (1 - 212).
(89) "كشف الظنون" (1 - 402).
(90) "السير" (8 - 81).
(91) "السير" (8 - 81).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/258)
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[15 - 11 - 09, 09:53 م]ـ
قال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم.
ـ[ربى الجزائرية]ــــــــ[22 - 11 - 09, 12:06 ص]ـ
شكرا لك أخي الفاضل
نعم هو كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: إمامنا مالك نجم العلماء(119/259)
[القود يكون بما تم به القتل ما لم يكن هنالك مانع]
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[15 - 11 - 09, 10:36 م]ـ
ذهب المالكية والشافعية وهو رواية عند الحنابلة إلى أن القصاص يستوفى بالطريقة التي تم بها القتل لقوله تعالى: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) [النحل: 126]. إلا أن تكون الطريقة محرمة كأن يثبت القتل بسحر أو خمر، فيلزم القصاص بالسيف. وذهب الحنفية والحنابلة إلى أن القصاص لا يكون إلا بالسيف لحديث: "لا قود إلا بالسيف" [رواه ابن ماجة]. ومما يؤيد الرأي الأول حديث رض الرسول صلى الله رأس اليهودي الذي "رض رأس الجارية بين حجرين فماتت" [رواه البخاري ومسلم]. وما رواه البيهقي من حديث البراء عنه صلى الله عليه وسلم: "من غرض غرضنا له، ومن حرق حرقناه ومن غرق غرقناه" أي من اتخذه غرضاً للسهام. وأما حديث: "لا قود إلا بالسيف" فقال عنه ابن عدي: طرقه كلها ضعيفة.
فتحصل أن الراجح - والله أعلم - أن القود يكون بما تم به القتل ما لم يكن هنالك مانع.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[15 - 11 - 09, 11:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا ً وبارك فيكم ..
وكذلك القاتل بالنّار لا يعاقب بتحريقه في النّار ... ؟؟؟
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[15 - 11 - 09, 11:44 م]ـ
أصل هذا الموضوع كان موجها للجزائريين وهم اعلم بهذه المسالة الفقهية وكيف يفقهونها جيدا(119/260)
الفرق ُ بين البُكاءِ .. والبُكى .. والتّبَاكي ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[15 - 11 - 09, 10:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ..
وبعد.
تكلّم الإمام ابن القيّم عن أنواع البكاء .. وذكر الفرق بين بكاء الحزن والفرح .. ثم ذكر لطيفة ً جميلة ً عن الفرق بين البكاء والبكى والتباكي.
قال ابن القيّم –رحمه الله-
{هيئات البكاء}
وما كان من ذلك دمعا بلا صوت فهو بكى ... مقصور وما كان معه صوت فهو بكاءٌ ممدودٌ على بناء الأصوات ...
وقال الشاعر:
بكت عيني وحق لها بكاها
وما يغني البكاء ولا العويل
وما كان منه مستدعى متكلفا فهو التباكي ....
وهو نوعان:
1_محمود
2_ مذموم
فالمحمود أن يستجلب لرقة القلب ولخشية الله لا للرياء والسمعة.
والمذموم أن يجتلب لأجل الخلق وقد قال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن أسارى بدر: أخبرني ما يبكيك يا رسول الله؟ فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم وقد قال بعض السلف: ابكوا من خشية الله فإن لم تبكوا فتباكوا. (1)
من آداب التلاوة: البكاء عند تلاوة القرآن الكريم
وكذلك من آداب التلاوة البكاء عند تلاوة القرآن الكريم، لأن الله قال: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً} [الإسراء:109]؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر ابن مسعود أن يقرأ عليه التفت إليه ابن مسعود فإذا عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام، والبكاء عند قراءة القرآن لا شك أنه دليل الخشوع إذا كان بكاءً صادقاً.
فإن البكاء على أنواع:
1 - منه ما يكون بكاء رحمة ورقة.
2 - ومنه ما يكون بكاء خوف وخشية.
3 - ومنه ما يكون بكاء محبة وشوق.
4 - ومنه ما يكون بكاء فرح وسرور.
5 - ومنه ما يكون بكاء حزن وجزع.
فالبكاء المطلوب عند تلاوة القرآن هو بكاء الخشوع وليس بكاء النفاق، وليس البكاء المستعار، أما التباكي فهو تكلف البكاء، وقد جاء في حديثٍ: (إن لم تبكوا فتباكوا) ولكن الحديث ضعفه الشيخ ناصر، وذكر الشيخ عبد العزيز بن باز في بعض فتاويه أنه لا يعرف صحته، والحديث رواه أحمد وغيره، فالبكاء عرفنا دليله من الكتاب والسنة، وعرفنا أن البكاء عند قراءة القرآن يكون بكاء خشوع وليس بكاء نفاق، مثل التظاهر بالبكاء لأجل أن يقول الناس عنه: إنه خاشع، وإنما هو بكاء خشوع، لو سمعه الشخص ارتاح إليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إن من أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله)
(2) رواه ابن ماجة، وهو حديثٌ صحيح.
السؤال: ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يصعقون عند سماع القرآن، فهل هذا صحيح؟ ...
الجواب: بعض السلف حصل له ذلك، ومنهم زرارة بن أوفى الذي يأتي في الأسانيد، فقد ذكر ابن كثير في تفسيره أنه قرأ قوله تعالى: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ [المدثر:8 - 9] وكان يصلي بالناس وكان أمير البصرة، فخر مغشياً عليه، ثم مات رضي الله عنه وأرضاه، لكن هذا الأمر ليس تكلفاً، بل هو شيء يأتي من الله عز وجل، وبعض الناس يتكلفون شيئاً وهو يخالف ما في بواطنهم، مثل البكاء والتباكي، فالبكاء أن يبكي من غير اختياره، وأما التباكي فهو أ، يتكلف البكاء. وهذا الكلام يقال في المتكلفين الذين يتمايلون ويتساقطون، وهو: إذا كانوا صادقين فليكونوا فوق جدار ويفعلو هذا الفعل؛ لأنهم سوف يقعون ويموتون، وهم لا يريدون الموت. (2)
حكم التباكي في الصلاة لجلب الخشوع
ـــــــــــــــــــــــــ
[السؤال] فضيلة الشيخ: ما حكم التباكي في الصلاة جماعةً في المساجد بصوت مرتفع لجلب الخشوع؟
الجواب: التباكي المصطنع -كما يفعله بعض الناس- غير مشروع، وأما البكاء الذي يأتي من خشوع القلب واستحضاره لعظمة الرب والخوف منه، فإن هذا مشروع، وإذا ظهر منه صوت بغير اختياره وبغير تكلف منه فلا حرج، لكن التباكي المصطنع هذا أمر لا يُشرع ولا ينبغي، بل الذي ينبغي أن يتأمل الإنسان كلام الله عز وجل، فإذا تأمله بصدق ومعرفة للمعنى فإن قلبه يلين ويخشع ويبكي عند ذكر العذاب خوفاً منه، وعند ذكر الثواب طمعاً فيه، وعند ذكر الرب تعظيماً له، وعند ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام وسيرته محبة له وشوقاً إليه. (3)
ــــــــــ
(1) 175__1 زاد المعاد في هدي خير العباد
(2) سلسلة الآداب الإسلامية 13__ 18
(3) 1_115اللقاء الشهري
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[15 - 11 - 09, 11:53 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الطيب يا أيها الطيب,
السؤال: ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يصعقون عند سماع القرآن، فهل هذا صحيح؟ ...
الجواب: بعض السلف حصل له ذلك، ومنهم زرارة بن أوفى الذي يأتي في الأسانيد، فقد ذكر ابن كثير في تفسيره أنه قرأ قوله تعالى: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ * فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ [المدثر:8 - 9] وكان يصلي بالناس وكان أمير البصرة، فخر مغشياً عليه، ثم مات رضي الله عنه وأرضاه، لكن هذا الأمر ليس تكلفاً، بل هو شيء يأتي من الله عز وجل، وبعض الناس يتكلفون شيئاً وهو يخالف ما في بواطنهم، مثل البكاء والتباكي، فالبكاء أن يبكي من غير اختياره، وأما التباكي فهو أ، يتكلف البكاء. وهذا الكلام يقال في المتكلفين الذين يتمايلون ويتساقطون، وهو: إذا كانوا صادقين فليكونوا فوق جدار ويفعلو هذا الفعل؛ لأنهم سوف يقعون ويموتون، وهم لا يريدون الموت. (2)
يقال أن علي بن الفضيل بن عياض رحمهم الله قد مات وهو في الصلاة مع أبيه فسمي بشهيد القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/261)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 12:22 ص]ـ
جزاك َ الله خيرا ً أخي أحمد بن شبيب .. على هذه الإضافة الطيّبة ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 03:16 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=212972
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[05 - 06 - 10, 07:17 م]ـ
أخي أبو الهمام البرقاوي جزاك الله خيرا وزادك علما. . . . . ما الحكمة أو الفائدة من التباكي؟؟؟
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[05 - 06 - 10, 07:35 م]ـ
أخي وشيخي وحبيبي أبو الهمام البرقاوي
جزيت من الخير أوفره على هذه المشاركة الماتعة
ولدي سؤال هنا لعلك تجد إجابته بين السطور أعلاه ألا وهو
كيف بمن يبكي عند تلاوة الآيات التي تتكلم عن عظمة الله عز وجل وفي نفس الوقت يكون الحزن يغطي قلبه من مشاكل الحياة وعندما يقرأ الآيات التي تتكلم عن عظمة الخالق لا يتمالك نفسه ويبكي بكاء شديداً
هل هذا البكاء يعد بكاء خشية من الله أم أنه بكاء حزن وجزع على مصيبته؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 05:16 م]ـ
أخي أبو الهمام البرقاوي جزاك الله خيرا وزادك علما. . . . . ما الحكمة أو الفائدة من التباكي؟؟؟
وفيك بارك , وجزاك.
بعض الناس يا أخي الكريم , لو جلد مئة جلدة لتحمَّل! فيستثقل أن يبكي خشيةً لله.
فليتباكى إن لم يستطع ِ البكاء.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 05:18 م]ـ
أخي وحبيبي أبو الهمام البرقاوي
جزيت من الخير أوفره على هذه المشاركة الماتعة
ولدي سؤال هنا لعلك تجد إجابته بين السطور أعلاه ألا وهو
كيف بمن يبكي عند تلاوة الآيات التي تتكلم عن عظمة الله عز وجل وفي نفس الوقت يكون الحزن يغطي قلبه من مشاكل الحياة وعندما يقرأ الآيات التي تتكلم عن عظمة الخالق لا يتمالك نفسه ويبكي بكاء شديداً
هل هذا البكاء يعد بكاء خشية من الله أم أنه بكاء حزن وجزع على مصيبته؟
وفيك بارك أخي الحبيب.
بل الذي ينبغي أن يتأمل الإنسان كلام الله عز وجل، فإذا تأمله بصدق ومعرفة للمعنى فإن قلبه يلين ويخشع ويبكي عند ذكر العذاب خوفاً منه،(119/262)
ما حكم هذه المعاملة التجارية .. للمدارسة
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:29 ص]ـ
السلام عليكم
سأقدم المسألة في مثال:
تصور أخي الكريم لو أردت بيعك كتابا ب بدينار على أن تشتريه اليوم بهذا الثمن، لكنك لا تملك سوى نصف دينار فقلت لك خذ الكتاب ويمكنك أن تؤدي ثمنه بعد 10 أيام على أن تعطيني دينارين ثمنا للكتاب وليس دينارا واحدا
ما حكم هذه التجارة بارك الله فيكم وما الذي يطلق عليها في الشريعة الإسلامية
إن لم يكن المثال واضحا فيمكنني أن أزيد التوضيح
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[16 - 11 - 09, 11:45 ص]ـ
مرحبا بك أخي فهد ... ووفقني الله وإياك ...
سأعيدُ تصويرَ المسألة كما فهمتها:
قال البائع للمشتري: (أبيعك كتابي بدينار على أن تعطيني الآن -حاضراً بحاضر-)، فقال المشتري: (لا أملك اليوم ديناراً، ولكنّي أعطيكه بعد عشرة أيام)، فقال البائع: (لا، إذا كان الثمن آجلاً؛ فبدينارين)، فقال المشتري: (قبلتُ).
فهذا البيع صحيحٌ لا غبار عليه، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[17 - 11 - 09, 12:47 ص]ـ
مرحبا بك أخي فهد ... ووفقني الله وإياك ...
سأعيدُ تصويرَ المسألة كما فهمتها:
قال البائع للمشتري: (أبيعك كتابي بدينار على أن تعطيني الآن -حاضراً بحاضر-)، فقال المشتري: (لا أملك اليوم ديناراً، ولكنّي أعطيكه بعد عشرة أيام)، فقال البائع: (لا، إذا كان الثمن آجلاً؛ فبدينارين)، فقال المشتري: (قبلتُ).
فهذا البيع صحيحٌ لا غبار عليه، والله تعالى أعلم.
بارك الله فيك
نعم أخي الكريم هذا رأي كبار الأئمة لكن بعضهم خالف وقال أنه ربا والحقيقة ما أثارني هو زيادة الثمن بزيادة المدة أليس في الأمر شبهة الربا؟؟؟
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[17 - 11 - 09, 07:09 ص]ـ
وفيك أخي الحبيب ... ظننْتُك تسأل عن الحكم فقط ...
بالنسبة لأقوال أهل العلم في المسألة فمعلومة، وقد طُرِحت في هذا الملتقى ونُوقِشَتْ ... وإن لمْ أكنْ مُخطِئاً فإن الشيخ الألباني رحمه الله يختار قولَ التحريم، والّذي أراه في هذه المسألة -العلم عند الله تعالى- الحِلّ، ولا شبهة هنا إن شاء الله تعالى.
وإن شئتَ أخي فابحث في الملتقى، وإلاّ ذكرْتُ لك وجهَ اختياري، والله الموفّق.(119/263)
لديّ مسألتان في سنّ الأضحية .. آمل أن أجد جواباً.
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[16 - 11 - 09, 10:40 ص]ـ
المسألتان /
الأوّلة: لو نقص سنّ الأضحية عن السنّ الشرعي لها - بما يقارب - عشرة أيام. فهل تجزئ؟
الثانية: هل لابدّ أن يكون سنّ الأضحية قد بلغ السنّ الشرعي للإجزاء وقت الدخول في العشر، أم عند الذبح في أيام النحر؟
آمل أنْ يُدّعم ذلك بكلام أهل العلم، ولو ذُكِرَ المرجع فهو أوثق.
ولكم جزيل الشكر.
ـ[عارف الصاعد]ــــــــ[17 - 11 - 09, 12:44 ص]ـ
أهي معضلة .. أم مشكلة!
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[17 - 11 - 09, 12:14 م]ـ
راجع الشرح الممتع للعلامه ابن عثيمين او شرح البلوغ اسمه فتح ذي الجلال والاكرام بشرح بلوغ المرام (كتاب الزكاه) لعلك تجد بغيتك
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[17 - 11 - 09, 01:38 م]ـ
المسألتان /
الأوّلة: لو نقص سنّ الأضحية عن السنّ الشرعي لها - بما يقارب - عشرة أيام. فهل تجزئ؟
بإختصار اتفق العلماء رحمهم الله على أن الشرع قد ورد بتحديد سِنٍّ في الأضحية لا يجوز ذبح أقل منه، ومن ذبح أقل منه فلا تجزئ أضحيته. انظر: "المجموع" (1/ 176) للنووي.
الثانية: هل لابدّ أن يكون سنّ الأضحية قد بلغ السنّ الشرعي للإجزاء وقت الدخول في العشر، أم عند الذبح في أيام النحر؟
كتبت الإجابة ومسحتها خشية أن تكون من القول على الله بغير علم، لأني لست من أهل العلم المنصوص عليهم في كتاب الله وإنما أنا طويلب علم قليل البضاعة .. وجاري البحث .. فإن وافق ما في صدري فالحمد لله وإن خالف فالحمد لله أنني لم استعجل ..
آمل أنْ يُدّعم ذلك بكلام أهل العلم، ولو ذُكِرَ المرجع فهو أوثق.
ولكم جزيل الشكر.
في انتظار المشايخ الفضلاء ..
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[17 - 11 - 09, 05:30 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
الأوّلة: لو نقص سنّ الأضحية عن السنّ الشرعي لها - بما يقارب - عشرة أيام. فهل تجزئ؟
فى الموسوعة الفقهية:
(الشَّرْطُ الثَّانِي): أَنْ تَبْلُغَ سِنَّ التَّضْحِيَةِ، بِأَنْ تَكُونَ ثَنِيَّةً أَوْ فَوْقَ الثَّنِيَّةِ مِنَ الإِْبِل وَالْبَقَرِ وَالْمَعْزِ، وَجَذَعَةً أَوْ فَوْقَ الْجَذَعَةِ مِنْ الضَّأْنِ، فَلاَ تُجْزِئُ التَّضْحِيَةُ بِمَا دُونَ الثَّنِيَّةِ مِنْ غَيْرِ الضَّأْنِ، وَلاَ بِمَا دُونَ الْجَذَعَةِ مِنَ الضَّأْنِ، لِقَوْل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ تَذْبَحُوا إِلاَّ مُسِنَّةً، إِلاَّ أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنْ الضَّأْنِ (1). وَالْمُسِنَّةُ مِنْ كُل الأَْنْعَامِ هِيَ الثَّنِيَّةُ فَمَا فَوْقَهَا. حَكَاهُ النَّوَوِيُّ عَنْ أَهْل اللُّغَةِ. (2)
وَلِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَتِ الأُْضْحِيَّةُ الْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ. (3)
وَهَذَا الشَّرْطُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ، وَلَكِنَّهُمُ اخْتَلَفُوا فِي تَفْسِيرِ الثَّنِيَّةِ وَالْجَذَعَةِ. (4)
25 - فَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّ الْجَذَعَ مِنْ الضَّأْنِ مَا أَتَمَّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَقِيل: مَا أَتَمَّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَشَيْئًا. وَأَيًّا مَا كَانَ فَلاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ عَظِيمًا بِحَيْثُ لَوْ خُلِطَ بِالثَّنَايَا لاَشْتَبَهَ عَلَى النَّاظِرِينَ مِنْ بَعِيدٍ. وَالثَّنِيُّ مِنَ الضَّأْنِ وَالْمَعْزِ ابْنُ سَنَةٍ، وَمِنَ الْبَقَرِ ابْنُ سَنَتَيْنِ، وَمِنَ الإِْبِل ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ.
وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إِلَى أَنَّ الْجَذَعَ مِنْ الضَّأْنِ مَا بَلَغَ سَنَةً (قَمَرِيَّةً) وَدَخَل فِي الثَّانِيَةِ وَلَوْ مُجَرَّدَ دُخُولٍ، وَفَسَّرُوا الثَّنِيَّ مِنْ الْمَعْزِ بِمَا بَلَغَ سَنَةً، وَدَخَل فِي الثَّانِيَةِ دُخُولاً بَيِّنًا، كَمُضِيِّ شَهْرٍ بَعْدَ السَّنَةِ، وَفَسَّرُوا الثَّنِيَّ مِنَ الْبَقَرِ بِمَا بَلَغَ ثَلاَثَ سِنِينَ، وَدَخَل فِي الرَّابِعَةِ وَلَوْ دُخُولاً غَيْرَ بَيِّنٍ، وَالثَّنِيَّ مِنْ الإِْبِل بِمَا بَلَغَ خَمْسًا وَدَخَل فِي السَّادِسَةِ وَلَوْ دُخُولاً غَيْرَ بَيِّنٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/264)
وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ إِلَى أَنَّ الْجَذَعَ مَا بَلَغَ سَنَةً، وَقَالُوا: لَوْ أَجْذَعَ بِأَنْ أَسْقَطَ مُقَدَّمَ أَسْنَانِهِ قَبْل السَّنَةِ وَبَعْدَ تَمَامِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ يَكْفِي، وَفَسَّرُوا الثَّنِيَّ مِنْ الْمَعْزِ بِمَا بَلَغَ سَنَتَيْنِ، وَكَذَلِكَ الْبَقَرُ.
__________
(1) حديث: " لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم. . . . " أخرجه مسلم وغيره من حديث جابر (صحيح مسلم 3/ 1555 ط. الحلبي) وقوله: (إلا أن يعسر) إلخ ظاهره أن الجذع لا يجزئ إلا عند عسر المسنة، لكنه محمول على أن من أراد الأكمل ينبغي له ألا يقدم على التضحية
(2) المجموع 8/ 393.
(3) حديث: " نعمت الأضحية. . . . " أخرجه الترمذي وقال: حسن غريب (سنن الترمذي 4/ 87، ونصب الراية 4/ 216).
(4) الثني من الحيوان ما ألقى ثنيته وفي الفم أربع من الثنايا، ويكون ذلك عند بلوغ الحيوان سنا معينة كما هو مبين فيما سبق.
--------------------------------------------------------
،، ومما سبق تجد أن أقل سن للأضحية مختلف فيه بين المذاهب الأربعة على قولين، فلو كانت أضحيتك أقل من ستة أشهر للضأن وسنة للمعز وسنتين للبقر وخمسة للإبل، فلاتجزئ عند أقل سن معتبر فى المذاهب وهو الحنفى والحنبلى،،، وإن كانت أعلى قليلا فلاتُجزئ عند المالكية والشافعية.
،، قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - فى فتاويه:
الشرط الثاني: أن تبلغ السن المعتبر شرعًا:
وهي في الضأن: ستة أشهر.
وفي المعز: سنة.
وفي البقر: سنتان.
وفي الإبل: خمس سنوات.
فمن ضحى بما دون ذلك فلا أُضحية له، فلو ضحى بشيء من الضأن له خمسة أشهر لم تصح الأضحية به، أو بشيء من المعز له عشرة أشهر لم تصح الأضحية به، أو بشيء من البقر له سنة وعشرة أشهر لم تصح الأضحية به، أو بشيء من الإبل له أربع سنين وستة أشهر لم تصح به، فلابد أن يبلغ السن المعتبر، ودليل ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تذبحوا إلا مُسِنَّة- يعني ثنيّة- إلا أن تعْسُرَ عليكم فتذبحوا جَذَعة من الضأن " (1).
،، وللإمام النووى - رحمه الله - فى المجموع:
ولا يجزئ من الضان الا الجذع والجذعة فصاعدا ولا من الابل والبقر والمعز الا الثنى أو الثنية فصاعدا هكذا نص عليه الشافعي وقطع به الاصحاب
* وحكى الرافعي وجها انه يجزئ الجذع من المعز وهو شاذ ضعيف بل غلط ففي الصحيحين عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي بردة بن دينار خال البراء بن عازب (تجزئك يعني الجذعة من المعز ولا تجزئ أحدا بعدك) والله أعلم
* ثم الجذع ما استكمل سنة على أصح الاوجه والوجه الثاني ما استكمل ستة أشهر والثالث ثمانية أشهر والرابع إن كان متولدا بين شابين فستة أشهر والا فثمانية وقد سبق بيان هذه الاوجه في كتاب الزكاة وهناك ذكر المصنف سن الجذع والثنى فلهذا أهمله هنا وذكره في التنبيه في البابين لكنه خالف ما صححه الجمهور
* قال أبو الحسن العبادي وغيره فإذا قلنا بالمذهب ان الجذع ماله سنة كاملة فلو أجذع قبل تمام السنة أي سقطت سنه أجزأ في الاضحية كما لو تمت السنة قبل أن يذبح ويكون ذلك كالبلوغ بالسن أو الاحتلام فانه يكتفي فيه أسبقهما وهكذا صرح البغوي به فقال الجذع ما استكملت سنة أو أجذعت قبلها (وأما) الثنى من الابل فما استكملت خمس سنين ودخل في السادسة
* وروى حرملة عن الشافعي أنه الذي استكمل ست سنين ودخل في السابعة قال الروياني وليس هذا قولا آخر للشافعي وان توهمه بعض أصحابنا ولكنه اخبار عن نهاية سن الثنى وما ذكره الجمهور هو بيان لابتداء سنه والله أعلم
* (وأما) الثنى من البقر فهو ما استكمل سنتين ودخل في الثالثة وروى حرملة عن الشافعي أنه ما استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة والمشهور من نصوص الشافعي الاول وبه قطع الاصحاب وغيرهم من أهل اللغة وغيرهم (وأما) الثني من المعز ففيه وجهان سبقا في كتاب الزكاة (أصحهما) ما استكمل سنتين (والثاني) ما استكمل سنة.
،،،
الثانية: هل لابدّ أن يكون سنّ الأضحية قد بلغ السنّ الشرعي للإجزاء وقت الدخول في العشر، أم عند الذبح في أيام النحر؟
للسرخسى فى المبسوط:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/265)
ثم أول وقت الأضحية عند طلوع الفجر الثاني من يوم النحر إلا أن في حق أهل الأمصار يشترط تقديم الصلاة على الأضحية فمن ضحى قبل الصلاة في المصر لا تجزئه لعدم الشرط لا لعدم الوقت ولهذا جازت التضحية في القرى بعد انشقاق الفجر ودخول الوقت لا يختلف في حق أهل الأمصار والقرى إنما يختلفون في وجوب الصلاة فليس على أهل القرى صلاة العيد وإنما عرفنا هذا في حق أهل الأمصار بحديث البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته: "من ضحى قبل الصلاة فليعد" فقام خالي أبو بردة بن بشار رضي الله عنه قال إني عجلت نسيكتي لأطعم أهلي وجيراني فقال عليه الصلاة والسلام: "تلك شاة لحم فأعد نسيكتك" فقال عندي عتود خير من شاتين فقال صلوات الله وسلامه عليه: "تجزئك ولا تجزئ أحدا بعدك" وقال عليه الصلاة والسلام: "إن أول نسكنا في هذا اليوم أن نصلي ثم نذبح" ومن يذبح من أهل الأمصار أضحيته قبل أن يصلي الإمام لم تجزه عندنا وقال الشافعي رحمه الله تعالى إذا مضى من الوقت مقدار ما يصلي فيه صلاة العيد عادة جازت الأضحية بعد ذلك لأنهم لو صلوا جازت التضحية فلا يتغير ذلك بتأخير الإمام الصلاة كما لو زالت الشمس ولكن نقول الواجب مراعاة الترتيب المنصوص وما بقي وقت الصلاة فمراعاة الترتيب ممكن بخلاف مابعد الزوال فقد خرج وقت صلاة العيد بزوال الشمس في هذا اليوم ولهذا تجوز التضحية بعد ذلك.
،، قلت فإن الوقت الذى حدده الشارع الحكيم للتضحية يبدأ من طلوع فجر يوم النحر، وتتعلق الشعيرة بالوقت الشرعى المحدد لها، فما قبل ذلك ولم تبلغ الأضحية السن المعتبر فلاتُجزئ، وإن أتمت هذا السن قبل وقت النحر فتُجزئ، فجُعل تعلق سن الأضحية بوقت النسك وهو يوم النحر، وليس للتسع القبلية حكم، لأن التضحية فى التسع قبل النحر، لايُصدق أن يطلق عليها أضحية لقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إن أول ما نبدأ به يومنا هذا نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيءٌ،، والله تعالى أعلم
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:13 م]ـ
قال أحد العلماء: ليس هناك إجماع حول اشتراط السن في الأضحية، وإنما هو اتفاق أكثر العلماء على هذا الشرط؛ فالجمهور على اشتراط السن وإن كانت الأضحية المسنة أقل في اللحم من غير المسنة؛ لأن سن الأضحية أمر توقيفي، لا يخضع لباب الاجتهاد، وهو الأحوط في المسألة.
إلا أن بعض التابعين كالأوزاعي وعطاء وبعض المتأخرين لم يشترطوا السن في الأضحية؛ لا سيما إذا كانت وافرة اللحم؛ لأنه من الحكم المتعلقة باشتراط سن الأضحية كثرة لحمها للفقراء والمحتاجين.
والله أعلم،،،
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 03:14 ص]ـ
أين رأي الأوزاعي وعطاء
فهذا الموضوه هام جدا الآن.(119/266)
[من تواضع الإمام السعدي رحمه الله]
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[16 - 11 - 09, 11:31 ص]ـ
قال العلامة المفسر عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
( .... فعرفت أن أهل العلم الذين ليس لي نسبة إلى علمهم و فضلهم أولى مني بذلك،
و أن مقاصدهم جليلة حسنة، هذا فيما ظهر فيه خطأ القول وضعفه، فكيف بجمهور مسائل العلم التي وقع عليها الاتفاق أو كانت أصحّ من غيرها.
بهذا و نحوه سلمت من اعتقاد من إذا بان له قول راجح قد خالفه غيره من أهل العلم وقع في قلبه نوع تنقيص لمقادير أهل العلم، وغمض فضلهم إنها طريقة وخيمة، و صاحبها منقوص الحظ من التوفيق، فإن أهل العلم لهم من الفضائل و المحاسن و المزايا ما لا يعرفها حق المعرفة إلا من شاركهم في طريقهم و أعمالهم.
وحاصل هذا: أن نصرنا لقول على آخر لا يدل على انتقاصنا من كان يرى خلاف ما رأينا لاجتهاده،
و الحمد لله على هذه النعمة.")
" المناظرات الفقهية" {ص:58}
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[16 - 11 - 09, 08:11 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب جهاد ..
رحمهم الله علمهم نافع فنفعهم علمهم .. والله المستعان ..
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[16 - 11 - 09, 09:47 م]ـ
وفيكم بورك، أخي الفاضل أبا راكان.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[17 - 11 - 09, 12:03 ص]ـ
رحم الله الشيخ العلامة السعدي
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 11 - 09, 08:31 م]ـ
رحم الله الشيخ العلامة السعدي
آمين،
بوركت أخي.(119/267)
حكم مباريات كرة القدم ومشاهدتها
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[16 - 11 - 09, 11:34 ص]ـ
(498)
سؤال: ما حكم مشاهدة المباريات في الكرة للرجال والنساء؟
الجواب: ننصح بالإعراض عنها وترك الانشغال بمشاهدتها سواء عبر الشاشات أو في المدرجات ونحوها حيث أن لا فائدة تعود على المشاهدين في أبدانهم ولا في مجتمعهم ولا في أديانهم، مع أن ذلك مضيعة للوقت الثمين الذي يجب شغله بالعلم والعمل النافع في دين أو دنيا، ثم في المشاهدة منكر هو رؤية الرجال لمن هو يكشف بعض عورته ورؤية النساء للرجال وهو من دوافع الفتنة.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
(6847)
سؤال: ما حكم النظر إلى المباريات الرياضية "كرة القدم"؟
الجواب: أرى أن هذا النظر من إضاعة الوقت وشغل للعمر في غير فائدة دينية أو بدنية أو ثقافية أو علمية، فإن مجرد تسريح النظر في اللعابين وكيفية لعبهم لا يكسب الناظر معرفة ولا قوة ولا مناعة فلا فائدة فيه سوى تسريح النظر والقهقهة والضحك وإذهاب الزمان سواء كان ذلك نظر في الشاشات التي يُعرض فيها اللعابون أو نظر إليهم وهم يُمارسون اللعب في الميادين وأماكن المباريات أو سماعها لما ينتقل عنهم في المذياع وإنما الفائدة تعود على الذين يمارسون اللعب سواء كانت فائدتهم تقوية البدن أو تنشيط القلب أو تثبيت المعلومات أو الحصول على الجوائز التشجيعية ولا يحصل للناظر شيء من ذلك. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
(1975)
س: ماذا تقول في لعب كرة القدم أو أى كرة كانت. خصوصاً إذا كانت لم تقطع مصلحة أو تلهى عن صلاة أو عمل نافع؟
الجواب: اللعب المذكور يزاوله اللاعبون لما فيه من تقوية البدن وتنشيطه حيث أن هذه الحركات والتنقلات يتمرن منها الإنسان لكثرة حركته على تقوية عضلاته مما يكسبه قوة بدنية يستطيع من آثارها على مزاولة حمل الأثقال عند الحاجة وقطع المسافات الطويلة مشياً على الأقدام فإذا كان هذا هو مقصد اللاعب فهو مقصد حسن ولكن لا ينبغي المبالغة منه بجعله الشغل الشاغل في جميع الأوقات بل يكون ساعة وساعة وأما الذين يشاهدون اللاعبين للفرجة والتسلية فإنهم لا يكتسبون فائدة بل تضيع عليهم أوقاتهم وتفنى أعمارهم في مشاهدة هؤلاء اللاعبين سواء حضروا ميدان ونادى اللعب وجلسوا يقبلون أصدقاءهم وينظرون إلى فلان وفلان أو جلسوا أمام الشاشات وأخذوا ينظرون بواسطتها ما يعرض فيها من تلك المباريات فنرى أن هؤلاء المشاهدين قد أضاعوا وقتاً ثميناً فيما لا فائدة فيه سوى مجرد تسريح الأنظار وتقليب الأحداق مع ما يصحب ذلك من ضحك ولهو وكلام سخيف بمدح أو ذم ومع ما ينتج عن ذلك من خصومات ومنازعات تحصل بين الأفراد عند الاختلاف في تفضيل فريق على فريق فننصح بحفظ الأوقات واستغلالها في العلم النافع والعمل الصلح. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
6/ 8/1420هـ
(6847)
سؤال: ما حكم النظر إلى المباريات الرياضية "كرة القدم"؟
الجواب: أرى أن هذا النظر من إضاعة الوقت وشغل للعمر في غير فائدة دينية أو بدنية أو ثقافية أو علمية، فإن مجرد تسريح النظر في اللعابين وكيفية لعبهم لا يكسب الناظر معرفة ولا قوة ولا مناعة فلا فائدة فيه سوى تسريح النظر والقهقهة والضحك وإذهاب الزمان سواء كان ذلك نظر في الشاشات التي يُعرض فيها اللعابون أو نظر إليهم وهم يُمارسون اللعب في الميادين وأماكن المباريات أو سماعها لما ينتقل عنهم في المذياع وإنما الفائدة تعود على الذين يمارسون اللعب سواء كانت فائدتهم تقوية البدن أو تنشيط القلب أو تثبيت المعلومات أو الحصول على الجوائز التشجيعية ولا يحصل للناظر شيء من ذلك. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ـ[المحبرة]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا
نسأل الله أن يغفر لشيخنا ويرحمه وأن يبدل سيئاته حسنات وأن يسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:44 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم وتقبل دعاءكم
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[17 - 11 - 09, 12:09 ص]ـ
جزيت الجنان يا حامل المسك(119/268)
ما هو الراحج في صيام الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة؟؟؟
ـ[حفيدة الصحابيات]ــــــــ[16 - 11 - 09, 12:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سؤال بارك الله فيكم
ما هو الراجح في سرد صيام الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة؟؟؟
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[16 - 11 - 09, 01:19 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
يقول الشيخ المحدث عبدالله السعد ـ حفظه الله ـ في رسالته المفيدة في هذا الباب والموسومة بأحكام ذي الحجة:
ومن الأعمال الصالحة التي تشرع في هذه الأيام عبادة الصيام, فيستحب للشخص أن يصومها, وخاصة يوم عرفة, ودليل ذلك ما جاء في «صحيح مسلم» (1162) وغيره من حديث غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزَمَّاني عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: « ... صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده».
والدليل على بقية التسعة: ما جاء في حديث ابن عباس السابق: «من أيام العمل الصالح فيهن أحب الله عز وجل من هذه العشر».
وأما ما جاء في «صحيح مسلم» (1176) من حديث الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صائما في العشر قط.
فهذا لا يمنع من استحباب صومها، بدليل أنها داخلة ضمن الأعمال الصالحة، والرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حث على العمل الصالح مطلقا، ومعلوم أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد يترك العمل لأسباب ولحِكَم، فيكفي قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الحث على ذلك.
وقد جاء من حديث هنيدة عن حفصة أنها قالت: أربع لم يكن يدعهن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة.
أخرجه النسائي (4/ 220) وأحمد (6/ 287) وغيرهما.
ولكن هذا الحديث لا يصح، وهو معلول إسنادا ومتنا، فأما إسنادا فقد وقع اضطراب في إسناده ومتنه، وبين ذلك النسائي في «سننه» وساق روايته.
فلم يصح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه كان يصوم العشر, ولكن هذا لا يمنع استحباب صيام هذه العشر – كما سبق-، لأن كل الأعمال الصالحة هي مستحبة في هذه العشر. اهـ
و الرسالة تجدونها منسقة في المشاركة 22 من هذا الموضوع:
أحكام عشر ذي الحجة للشيخ عبدالله السعد ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=155151)
قام بتنسيقها أخونا سلمان أبو زيد بارك الله فيه.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:45 م]ـ
(2792)
سؤال: صيام عشر من ذي الحجة هل تختص بالأيام الأولى العشر من نفس الشهر أم أي يوم من شهر ذي الحجة؟
الجواب: العشر الذي ورد فضلها هي العشر الأولى من شهر ذي الحجة والصيام منها في التسعة الأولى وأما العاشر فلا يجوز صومه لأنه عيد المسلمين وكذا ثلاثة أيام بعده أيام التشريق لا تصام إلا لمن لم يجد الهدي من الحجاج ولم يصم الأيام الثلاثة قبل العيد.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
9/ 3/1420 هـ
ـ[المحبرة]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:48 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صيام كل العشر من ذي الحجة
َيُسْتَحَبُّ صَوْمُ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ غير العيد بِلَا نِزَاعٍ، وَأَفْضَلُهُ: يَوْمُ التَّاسِعِ، وَهُوَ يَوْمُ عَرَفَةَ.
راجع: شرح مختصر خليل للخرشي (6/ 488)، روضة الطالبين وعمدة المفتين (1/ 280)،روضة الطالبين وعمدة المفتين (1/ 280)،
شرح النووي على مسلم (8/ 71)،الإنصاف (5/ 496)،المحلى (7/ 19)
نقلا عن " خادم الإسلام " جزاه الله خيرا ..
ذكر مالا يشتهر من أحكام عشر ذي الحجة عند الفقهاء ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=155110)
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[16 - 11 - 09, 03:58 م]ـ
سؤل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى:
روى النسائي في سننه، عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان لا يدع ثلاثا: صيام العشر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة.»
وروى مسلم في صحيحه، عن عائشة رضي الله عنها قولها: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قط.» وفي رواية: لم يصم العشر قط.
وقد ذكر الشوكاني في الجزء الرابع ص 324 من نيل الأوطار، قول بعض العلماء في الجمع بين الحديثين، حديث حفصة وحديث عائشة، إلا أن الجمع غير مقنع، فلعل لدى سماحتكم جمعًا مقنعًا بين الحديثين؟
فأجاب سماحته فقال:
قد تأملت الحديثين، واتضح لي أن حديث حفصة فيه اضطراب، وحديث عائشة أصح منه.
والجمع الذي ذكره الشوكاني فيه نظر،
ويبعد جدًا أن يكون النبي صلى الله عليهوسلم يصوم العشر، ويخفى ذلك على عائشة، مع كونه يدور عليها في ليلتين ويومين، من كل تسعة أيام؛ لأن سودة وهبت يومها لعائشة، وأقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فكان لعائشة يومان وليلتان من كل تسع.
ولكن عدم صومه صلى الله عليه وسلم العشر، لا يدل على عدم أفضلية صيامها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تعرض له أمور، تشغله عن الصوم.
وقد دل على فضل العمل الصالح في أيام العشر، حديث ابن عباس المخرج في صحيح البخاري، وصومها من العمل الصالح،
فيتضح من ذلك استحباب صومها في حديث ابن عباس، وما جاء في معناه.
وهذا يتأيد بحديث حفصة، وإن كان فيه بعض الاضطراب،
ويكون الجمع بينهما على تقدير صحة حديث حفصة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر في بعض الأحيان، فاطلعت حفصة على ذلك وحفظته، ولم تطلع عليه عائشة، أو اطلعت عليه ونسيته. والله ولي التوفيق. اهـ.
مجموع فتاوى ابن باز 15/ 417 - 418.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/269)
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[16 - 11 - 09, 05:11 م]ـ
رحم الله الشيخ عبد العزيز بن باز(119/270)
سؤال: من غسل ابراهيم ابن النبي عند موته؟
ـ[أبو عمر الفاروقي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 02:38 م]ـ
هل النساء هي التي غسلت إبراهيم ابن نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
قرأت ذلك في بعض كتب الفقه .. فهل هناك دليل على ذلك؟
أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا(119/271)
روابط - ملتقى أهل الحديث - تتكلم عن الأضحية
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 04:29 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181111&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181111&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25892&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25892&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88761&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88761&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26152&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26152&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=118911&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=118911&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=498&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=498&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9)
انتظروا المزيد ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 04:33 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=117400&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124623&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=122001&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=120155&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 04:50 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119878&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119699&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119783&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17421&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88984&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 04:51 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88964&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88964&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88806&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88806&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88539&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88539&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87748&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87748&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70477&highlight=%C7%E1%C3%D6%CD%ED%C9(119/272)
آداب أهل الإنصاف
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[16 - 11 - 09, 06:46 م]ـ
التّحلّي بصفة الإنصاف، وسلوك درب المنصفين يلزم معه التّأدّب بآداب خاصّة، وقد التزم بها أهل السّنّة والجماعة، وعلى من يسير على منهجهم أن يتأدّب بتلك الآداب، وأهمّها:
1 - التّجرّد وتحرّي القصد عند الكلام على المخالفين:
وذلك أنّه قد تلتبس المقاصد عند الكلام عن المخالفين، فهناك قصد حبّ الظّهور، وقصد التّشفّي والانتقام، وقصد الانتصار للنّفس أو للطّائفة الّتي ينتمي إليها النّاقد .. وقد حذّر ابن تيمية من يردّ على أهل البدع من التباس المقاصد فقال: « ... وهكذا الرّدّ على أهل البدع من الرّافضة وغيرهم، وإذا غلّظ في ذمّ بدعة أو معصية كان قصده بيان ما فيها من إفساد ليحذر العباد، كما في نصوص الوعيد وغيرها. وقد يهجر الرّجل عقوبة وتعزيرا والمقصود بذلك ردعه وردع أمثاله للرّحمة والإحسان، لا للتّشفّي والانتقام» وقد انتبه ابن القيّم- رحمه اللّه- إلى هذا الأمر فوضع قاعدة لمن يريد أن يتجرّد من الهوى فقال: «وكلّ أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن ما يقدرون عليه من الألفاظ، ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ، ومن رزقه اللّه بصيرة فهو يكشف بها حقيقة ما تحت الألفاظ من الحقّ والباطل، ولا تغترّ باللّفظ كما قيل في هذا المعنى:
تقول هذا جنى النّحل تمدحه ... وإن تشأ قلت: ذا قيء الزّنابير
مدحا وذمّا وما جاوزت وصفهما ... والحقّ قد يعتريه سوء تعبير
2 - أهمية التبين والتثبت قبل إصدار الأحكام:
وذلك امتثالا لقول اللّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ (الحجرات/ 6)، وقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً (النساء/ 94).
والتّبيّن والتّثبّت من خصائص أهل الإيمان، قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه-: «المؤمن وقّاف حتّى يتبيّن» وقال الإمام محمّد بن عبد الوهّاب- رحمه اللّه-:
«ومتى لم يتبيّن لكم المسألة لم يحلّ لكم الإنكار على من أفتى أو عمل حتّى يتبيّن لكم خطؤه، بل الواجب السّكوت والتّوقّف».
3 - حمل الكلام على أحسن الوجوه، وإحسان الظن بالمسلمين:
فالواجب على المسلم أن يحسن الظّنّ بكلام أخيه المسلم، وأن يحمل العبارة المحتملة محملا حسنا.
فقد حثّ الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم على إحسان الظّنّ بالمسلم حين قال وهو يطوف بالكعبة: «ما أطيبك وأطيب ريحك، وما أعظمك وأعظم حرمتك، والّذي نفس محمّد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند اللّه حرمة منك، ماله ودمه، وأن لا يظنّ به إلّا خيرا».
وقال سعيد بن المسيّب: كتب إليّ بعض إخواني من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك ما يغلبك، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرّا وأنت تجد لها في الخير محملا».
4 - ألّا ينشر سيّئات المخالف ويدفن حسناته:
فقد ذكّر الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم عمر بحسنات حاطب فقال: «وما يدريك يا عمر لعلّ اللّه قد اطّلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».
فكون حاطب من أهل بدر ترفعه ويذكر له في مقابل خطئه الفاحش، ولذا غفر له خطؤه.
5 - النقد يكون للرأي وليس لصاحب الرأي:
فالنّقد الموضوعيّ هو الّذي يتّجه إلى الموضوع ذاته وليس إلى صاحبه. وكان الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم إذا حدث خطأ من أحد أصحابه أو بعضهم. لا يسمّيهم غالبا وإنّما يقول: «ما بال أقوام»، «ما بال رجال».
6 - الامتناع عن المجادلة المفضية الى النزاع:
وقد حذّر الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم من الجدل المفضي إلى الخصومة فقال: «إنّ أبغض الرّجال إلى اللّه الألدّ الخصم».
وقال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: «لا تمار أخاك فإنّ المراء لا تفهم حكمته، ولا تؤمن غائلته .. ».
وقال مالك بن أنس: «المراء يقسّي القلوب، ويورث الضّغائن».
7 - حمل كلام المخالف على ظاهره وعدم التعرض للنوايا والبواطن:
وقد علّمنا ذلك رسولنا الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم حينما قتل أسامة بن زيد المشرك بعد أن قال: لا إله إلّا اللّه، فلمّا علم صلّى اللّه عليه وسلّم أنكر ذلك عليه، فقال أسامة: إنّما قالها متعوّذا. فقال صلّى اللّه عليه وسلّم: «هلّا شققت عن قلبه» ..
نضرة النعيم (3/ 583)، بتصرف وإيجاز عن: إنصاف أهل السنة والجماعة ومعاملتهم لمخالفيهم محمد بن صالح بن يوسف العلي (69 - 101)، ط دار الأندلس الخضراء.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[16 - 11 - 09, 07:59 م]ـ
جزاك ربي خير الجزاء ..
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[17 - 11 - 09, 08:12 م]ـ
وخيراً جزيت أخي
ـ[السوادي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 08:37 ص]ـ
جزاك ربي خير الجزاء ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/273)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 11 - 09, 10:11 م]ـ
وخيراً جزيت أخي الكريم
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 12:04 ص]ـ
أحسنت أخي جهاد، لا حرمك الله الأجر والثواب ..
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[20 - 11 - 09, 12:18 ص]ـ
آمين، بوركت.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[04 - 12 - 09, 10:44 م]ـ
سَأل الإمام أحمد - رحمه الله - بعض تلاميذه:
من أين أقبلتم؟
قالوا: من مجلس أبي كريب،
فقال: اكتبوا عنه؛ فإنه شيخ صالح،
فقالوا: إنه يطعن عليك!!
قال: فأي شيء حيلتي؟! شيخ صالح قد بلي بي!!
«السير» (11/ 317)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[08 - 12 - 09, 07:56 ص]ـ
قال الإمام الذهبي -رحمه الله -:
ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له، قمنا عليه وبدعناه، وهجرناه،
لما تسلّم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده، ولا من هو أكبر منهما،
والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة
«سير أعلام النبلاء» (14/ 40)
ـ[السوادي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 03:24 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[بهاء الدين السماحي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 04:07 م]ـ
أحسنت أخي بارك الله فيك
ولي مشاركة في منتدى آخر أوردها هنا
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم
وبعد
ماذا ينقمون على الإنصاف؟
هل سيسلبهم الإنصاف جاها أم سمعة أم ريادة؟
أم سيظهر عليهم من حباه الله مواهب جمة ومنعهموها؟
إنها مصيبة والله أن يكون بعض غير المسلمين عنده من العدل والإنصاف أكثر من هذا الذي يملك نفساً أنانية ولا يريد إلا التسلق على حساب عثرات إخوانه ولذلك أقول: إن أزمتنا في بعض جوانبها أزمة أخلاقية.
لذلك تجد من يبدل أعز معاني الإنسانية - الإنصاف - بمصطلح "منهج الموازنات الفاسد" أتى به من يضرب صفحا عن حسنات الآخرين ويريد بخسا لأشيائهم ونسفا لأعمالهم وغمطا لحقوقهم.
هذه مقدمة لابد منها عند التعرض لبعض أمراضنا التي نعانيها، والتي تعيقنا عن التقدم ولو قليلاً في أحيان كثيرة.
وإن من أهم الأمراض التي ابتلي بها حقل الدعوة إلى الله، ظاهرة تصنيف الناس لا سيما عندما تطرح بعض الأسماء المشهورة ومواقفنا منها، فإن هذه المواقف تكون في الأغلب مطبوعة بطابع المغالاة: حبًا أو بغضًا، اتباعًا أو نبذًا.
وقليل أن تجدوا من اتخذ الإنصاف سبيلا.
ولمَ لم يلتفت نظرنا إلى عنوان كتاب شهير في الجرح والتعديل لأشهر إمام عرف عنه الإنصاف: كتاب ميزان الاعتدال للحافظ الذهبي رحمه الله وكفى باسم كتابه من جواب, ففي محتواه من الموازين ما للرجال وما عليهم؟! والجمع بين ما جُرح به الرجال وما عُدِّلوا به لنخرج بدرجة أقرب ما تكون إلى الإنصاف في الحكم على الناس.
إن الاتجاه لإسقاط الإنصاف وجعله "منهج الموازنات الفاسد في تقويمِ الناس والآراء، يفقد المجتمع التوازن، ويغدو من الصعب أن تجد غير هذين الصنفين في المجتمع:
إما أنبياء أو شياطين!
إما معصوم أو موصوم بكل سيئة!
إما إمام أهل السنة أو متلبس بكل بدعة!
وهذا لا يستقيم أبدا كما لا يخفى.
ومنهج الذهبي في العدل في وصف الآخرين، منهج علمي دقيق، وهو منهج أهل السنة والجماعة في أحكامهم على غيرهم، وهو نابع من قوله تعالى: [وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ] "هود: 85" والآيات المشابهة لها.
ولذلك ينبغي لكل من رام الحكم على الناس أن لا يحيد عن هذا المنهج السوي، وأن يتقي الله عز وجل في وصف غيره، ويتكلم بعدل وإنصاف.
وأن يقدم حسن الظن بالمسلم لقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا) " الحجرات 12 "
والعبرة بكثرة الفضائل: فإن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث، فمن غلبت فضائله هفواته، اغتفر له ذلك.
يقول ابن رجب الحنبلي: (والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه) وكلمة ابن رجب بمثابة منهج صحيح في الحكم على الشخص الواحد، لأن كل إنسان لا يسلم من الخطأ، ومن قل خطأه وكثر صوابه، فهو على خير كثير.
ومنهج السلف هو: اعتبار الغالب على المرء من الصواب أو الخطأ، والنظر إليه بعين الإنصاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/274)
يقول الحافظ الذهبي: (ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن) " سير أعلام النبلاء 20/ 46 ".
وقد قيل: كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.
وأيضا قيل:
سامح أخاك إذاخلط # # # منه الإصابة بالغلط
وتجاف عن تعنيفه # # # إن زاغ يوما أو قسط
واعلم بأنك إن طلبت # # # مبرأ رمت الشطط
من ذا الذي ما ساء قط # # # ومن له الحسنى فقط
قال البخاري رحمه الله: سمعت أبا عاصم النبيل يقول: منذ أن
عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحدا قط " التاريخ الكبير 4/ 336 "
وقال البخاري رحمه الله: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت
أحداً قال (الذهبي): صدق رحمه الله، ومن ينظر في كلامه في الجرح والتعديل، علم ورعه في الكلام في الناس، وإنصافه فيمن يضعفه ... حتى إنه قال: إذا قلت: فلان في حديثه نظر، فهو متهم واه، وهذا معنى قوله: لا يحاسبني الله أني اغتبت أحداً، وهذا والله غاية الورع " سير أعلام النبلاء 12/ 439 ".
ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلمة لطيفة: ولكن كثير من الناس من يرى المثالب، ويعمى عن المناقب، وفي ذلك يقول الشعبي رحمه الله: (والله لو أصبت تسعاً وتسعين مرة، وأخطأت مرة، لأعدوا على تلك الواحدة) " سير أعلام النبلاء 12/ 308 ".
فعلى كل من يصنف مسلما مهما علا شأنه أو صغر أن يتقي الله عز وجل في نقده وألفاظه، ويخلص النية لله ويتجرد عن الهوى وحظوظ النفس، ولا يتكلم إلا بعلم وعدل وإنصاف ويقدم حسن الظن بالمسلم، ويوازن بين المحاسن والمساوئ، ويجعل لكثرة الحسنات أو قوتها اعتبارها، ويتذكر أن الشخص الواحد غالباً ما يجتمع فيه أمران، فيحمد ويحب بسبب أحدهما، ويذم ويبغض بسبب الآخر، ثم تكون ألفاظه مهذبة ويبتغي بذلك وجه الله تبارك تعالى.
فمن سلك هذا السبيل، فيرجى له الصواب والسداد، وعدم التبعة يوم القيامة بما يقول، ومن أخل بشيء مما سبق. فقد وقف على حفرة من حفر النار فلينظر موقع قدمه أن تزل وهو لا يشعر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وعلى طلاب العلم بالمنتدى أن يستفيدوا من كلام السلف الصالح عند الكلام على العلماء فإنهم إذا كان لا بد لهم من الحديث عرضوا ما للعالم وما عليه, ولا ينسفوا الإنصاف بما يسموه " منهج الموازنات الفاسد " وإلا كفوا عن ذلك وشغلتهم عيوبهم عن عيوب غيرهم.
والله أعلى وأعلم.
وصلى الله على سيدنا وقرة عيننا نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[10 - 12 - 09, 12:15 ص]ـ
بوركت أخي الفاضل، أثريت الموضوع بإضافتك القيمة
ـ[بهاء الدين السماحي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 11:16 ص]ـ
وفيك بارك أخي جهاد
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[15 - 12 - 09, 02:36 ص]ـ
بارك الله في الشيخ المفضال جهاد وسدد خطاه وحقق له في الدارين ما تمناه فما زلنا مذ عرفناه نقطف من ثمار حدائقه الغناء ما لذ ونفع
قواعد مهمة وفقه جهله كثير من طلبة العلم وإنما يؤسف على حال كثير من العلماء الذين غاب عنصر الإنصاف بينهم فعادى بعضهم بعضا بسبب فرع وسع الخلاف فيه السلف (ولا أقصد المخالف في الأمور العقدية) فتراه يسبه ويشوه ذكره وينعته بكل قبيح من القول.
(قال يونس الصدفي ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال يا أبا موسى: ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة) (سير أعلام النبلاء 10/ 16)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 12 - 09, 10:40 م]ـ
بارك الله في الشيخ المفضال جهاد وسدد خطاه وحقق له في الدارين ما تمناه فما زلنا مذ عرفناه نقطف من ثمار حدائقه الغناء ما لذ ونفع
قواعد مهمة وفقه جهله كثير من طلبة العلم وإنما يؤسف على حال كثير من العلماء الذين غاب عنصر الإنصاف بينهم فعادى بعضهم بعضا بسبب فرع وسع الخلاف فيه السلف (ولا أقصد المخالف في الأمور العقدية) فتراه يسبه ويشوه ذكره وينعته بكل قبيح من القول.
(قال يونس الصدفي ما رأيت أعقل من الشافعي ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا ولقيني فأخذ بيدي ثم قال يا أبا موسى: ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة) (سير أعلام النبلاء 10/ 16)
الأخ الفاضل / محمد الشنقيطي
جزاك الله خيراً، على حسن ظنك بأخيك.
ولكن أخي، من الإنصاف -أيضاً - أن تنزل الناس منازلهم.
فما أنصفتني بكلامك، إذ نعتني بلفظ لست له - والله- أهلاً، لا اسماً ولا رسماً
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[15 - 12 - 09, 10:58 م]ـ
قال أحمد بن حنبل في اسحاق بن راهويه:
لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق،
وإن كان يخالفنا في أشياء،
فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا.
«السير» (11/ 371)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[26 - 12 - 09, 06:50 ص]ـ
قال ابن عبد البر –رحمه الله-:
من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه، ومن لم ينصف لم يفهم، ولم يتفهم!
«تفسير القرطبي» (1/ 286)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/275)
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[26 - 12 - 09, 09:06 ص]ـ
الأخ الكريم جهاد يعلم الله كم أحبك في الله وإني لأدعو لك َ بظهر الغيب ...
محبك ..
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 12 - 09, 05:23 ص]ـ
الكريم الفاضل / أنس
أحبك الله ورفع قدرك وبارك فيك
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[06 - 01 - 10, 05:28 م]ـ
إن أبا نعيم الحافظ ذكر له ابن مندة،
فقال:
كان جبلا من الجبال!
قال الذهبي رحمه الله معلقاً:
فهذا يقوله أبو نعيم مع الوحشة الشديدة التي بينه وبينه
السير (17/ 32)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[02 - 02 - 10, 06:07 ص]ـ
عن طاوس بن كيسان:
أن زيد بن ثابت وابن عباس تماريا في صدر الحائض قبل أن يكون آخر عهدها الطواف بالبيت فقال ابن عباس تنفر وقال زيد لا تنفر فدخل زيد على عائشة فسألها فقالت تنفر فخرج زيد وهو يتبسم ويقول ما الكلام إلا ما قلت
قال أبو عمر (ابن عبد البر) - توفي سنة (463 هـ) -رحمه الله -:
هكذا يكون الإنصاف وزيد معلم ابن عباس فما لنا لا نقتدي بهم والله المستعان.
«التمهيد» (17/ 270)
قلت: كان هذا في زمانه!! - رحمه الله - ... فكيف به لو أدرك زماننا!؟
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 03 - 10, 09:56 ص]ـ
قال الشافعي:
قال لي محمد: أيهما أعلم، صاحبنا أم صاحبكم؟ -يعني: أبا حنيفة ومالكا-.
قلت: على الإنصاف؟
قال: نعم.
قلت: أنشدك بالله، من أعلم بالقرآن؟
قال: صاحبكم.
قلت: من أعلم بالسنة؟
قال: صاحبكم.
قلت: فمن أعلم بأقاويل الصحابة والمتقدمين؟
قال: صاحبكم.
قلت (الذهبي):
فلم يبق إلا القياس، والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء، فمن لم يعرف الأصول، على أي شيء يقيس؟
قلت: وعلى الإنصاف؟ لو قال قائل: بل هما سواء في علم الكتاب، والأول أعلم بالقياس، والثاني أعلم بالسنة، وعنده علم جم
من أقوال كثير من الصحابة،
كما أن الأول أعلم بأقاويل علي، وابن مسعود، وطائفة ممن كان بالكوفة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرضي الله عن الإمامين،
فقد صرنا في وقت لا يقدر الشخص على النطق بالإنصاف! - نسأل الله السلامة -.
[سير أعلام النبلاء: 8/ 113]
ـ[مصطفى سمير]ــــــــ[23 - 03 - 10, 11:55 ص]ـ
قال ابن عبد البر –رحمه الله-:
من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه، ومن لم ينصف لم يفهم، ولم يتفهم!
«تفسير القرطبي» (1/ 286)
عساك تقصد لن مكان لم الثالثة يارعاكَ الله
جزاكَ الله خيراً ونفع بك.
ـ[مصطفى سمير]ــــــــ[23 - 03 - 10, 11:58 ص]ـ
واسمح لي بأن أضيف مشاركة كنت شاركتُ بها في منتديات للمشغوفين بالرجح والتجريح هذه الأيام والله المستعان.
بسم الله الرحمن الرحيم
ربِّ يسِّر وأعن ياكريم
الحمد لله وبعد,
مقدمة
يُعلِّق ابن القيم -رحمه الله- على قول الله " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداءَ بالقِسطِ ولا يجْرِمَنَّكُم شنآن ثومْ على ألا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون "
فيقول: فإذا كان قد نهى عباده أن يحملهم بغضهم لأعدائه أن لا يعدلوا عليهم مع ظهور عداوتهم ومخالفتهم وتكذيبهم لله ورسوله, فكيف يسوغ لمن يدعي الإيمان أن يحمله بغضه لطائفة منتسبة إلى الرسول تصيب وتُخطيء على أن لا يعدل فيهم (!!!؟) , بل يُجَرِّد لهم العداوة وأنواع الأذى, ولعله لا يدري أنهم أولى بالله ورسوله وما جاء به منه علماً وعملاً ودعوة إلى الله على بصيرة, وصيراً من قومهم على الأذى في الله, وإقامة لحجة لله ومعذرة لمن خالفهم بالجهل " (1)
وأما هديتي لكم, فهو هذا الأثر:
عن عقيل ومعمر والزهري, حدثني عروة أن المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد على معاوية, فقضى حاجته, ثم خلا به فقال: يا مسور! ما فعل طعنك على الأئمة .. ؟!
قال -أي مسور-: دَعْنا من هذا وأحسِن.
قال: لا والله! , لتُكلمني بذات نفسك نفسك بالذي تعيب عليَّ.
قال مسور: فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بينت له.
فقال -أي معاوية-: لا أبرأ من الذنب, فهل تَعُدّ لنا يا مسور ما نلي من الإصلاح في أمر العامة; فإن الحسنة بعشر أمثالها, أم تعدّ الذنوب وتترك الحسنات .. ؟!
قال مسور: ما تُذكر إلا الذنوب (*).
قال معاوية: فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه, فهل لك يا مسور ذنوبٌ في خاصتك تخشى أن تُهلكك إن لم تُغفر .. ؟
قال مسور: نعم.
قال معاوية: فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق منّي! , فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي, ولكن والله لا أُخيّر بين أمرين: بين الله وبين غيره, إلا اخترتُ الله على ما سواه, وإنّي لعلى دين يُقبل فيه العمل, ويُجزى فيه بالحسنات, ويُجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها.
قال مسورة: فخصمني.
قال عروة -راوي الأثر-: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلّى عليه -أي دعا له-. (3)
الله أكبر!! .. كلام أغلى من الذهب! إين أنتم من هذا -وفقني الله وإياكم للخير- .. ؟
لا أريد أن أُكثر من الكلمات والعبارات ففيما كُتِبَ كفاية لمن أراد الهداية
ولكنها كلمة واحدة
كونوا كـ مسور بعد المناظرة, ولا تظلوا على حال مسور قبل المناظرة
الله أسأل لي ولكم الهداية
والحمد لله رب العالمين
..
-----
(1).
(2) كما يقول أهل السبابة اليوم نفس المقولة!.
(3) سير أعلام النبلاء (3/ 150) , نقلاً من كتاب "وكذلك جعلناكم أمة وسطا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/276)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[24 - 03 - 10, 12:52 ص]ـ
الأخ الفاضل / مصطفى سمير
بارك الله فيك ونفع بك، اتحافة طيبة
عساك تقصد لن مكان لم الثالثة يارعاكَ الله
كذا وقعت في نسخة دار الكتب المصرية (لم)، وليس (لن)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[13 - 04 - 10, 09:24 م]ـ
سئل على ابن المدينى عن أبيه فقال:
اسألوا غيرى فقالوا سألناك.
فأطرق ثم رفع رأسه وقال: هذا هو الدين أبى ضعيف.
(المجروحون 2/ 14).
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 04 - 10, 07:02 ص]ـ
قَالَ عَلَّامَةُ القَصِيْمِ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ بْنِ سِّعْدِيِّ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ـ في كِتَابِهِ النَّفِيسِ (الرِّياض النَّاضِرة والحدائق النيرة الزَّهرة في العقائد والفنون المتنوّعة) (ص 105 ـ 106):
«ومن أعظم المحرمات وأشنع المفاسد،إشاعة عثراتهم،والقدح فيهم (و) في غلطاتهم. وأقبح من هذا وأقبح: إهدار محاسنهم عند وجود شيء من ذلك.
وربما يكون ـ وهو الواقع كثيرًا ـ أن الغلطات التي صدرت منهم لهم فيها تأويل سائغ،ولهم اجتهادهم فيه.
معذورون، والقادح فيهم غير معذور.
وبهذا وأشباهه يظهر لك الفرق بين أهل العلم النَّاصحين،والمنتسبين للعلم من أهل البغي والحسد والمعتدين.
فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم التّعاون على البر والتّقوى؛ والسّعي في إعانة بعضهم بعضًا في كل ما عاد إلى هذا الأمر،وستر عورات المسلمين، وعدم إشاعة غلطاتهم،والحرص على تنبيههم،بكل ما يمكن من الوسائل النَّافعة،والذّب عن أعراض أهل العلم والدِّين.
ولا ريب أن هذا من أفضل القربات.
ثم لو فرض أن ما أخطأوا فيه أو عثروا ليس لهم فيه تأويل ولا عذر، لم يكن من الحق والإنصاف أن تهدر المحسان، وتمحي حقوقهم الواجبة بهذا الشيء اليسير،كما هو دأب أهل البغي والعدوان، فإن هذا ضرره كبير، وفساده مستطير.
أي عالم لم يخطئ؟ وأي حكيم لم يعثر؟»
من مشاركة للأخ / سلمان أبو زيد، في المجلس العلمي
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[27 - 04 - 10, 06:16 م]ـ
وفيكم بورك أخي
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[29 - 05 - 10, 12:45 م]ـ
قال ابن حزم –رحمه الله-:
من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه فإن يلوح له وجه تعسفه
الأخلاق والسير ص (80)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[13 - 06 - 10, 06:26 ص]ـ
سئل عبد الله بن وهب تلميذ الإمام مالك عن عبد الله بن زياد بن سمعان فقال: ثقة.
فقلت: إن مالكا يقول فيه: كذاب.
فقال: لا يقبل قول بعضهم في بعض
جامع بيان العلم وفضله 2/ 305
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[02 - 07 - 10, 12:23 ص]ـ
قال الإمام الشوكاني رحمه الله:-
فإن وطنت نفسك أيها الطالب على الإنصاف وعدم التعصب لمذهب من المذاهب ولا لعالم من العلماء بل جعلت الناس جميعا بمنزلة واحدة في كونهم منتمين إلى الشريعة محكوما عليهم بما لا يجدوا لأنفسهم عنها مخرجا ولا يستطيعون تحولا فضلا عن أن يرتقوا إلى واحد منهم أو يلزمه تقليده وقبوله قوله فقد فزت بأعظم فوائد العلم وربحت بأنفس فرائده
أدب الطلب (ص 89)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[09 - 08 - 10, 03:44 م]ـ
تثبُّت الشيخ السعدي -رحمه الله-، (حتّى في هتلر)!!! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=197421)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[09 - 08 - 10, 03:49 م]ـ
قال الإمام الشوكاني - رحمه الله -
ومن جملة الأسباب التي يتسبب عنها ترك الإنصاف ويصدر عنها البعد عن الحق وكتم الحجة وعدم ما أوجبه الله من البيان حب الشرف والمال اللذين هما أعدى على الإنسان من ذئبين ضاريين كما وصف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن هذا هو السبب الذي حرف به أهل الكتاب كتب الله المنزلة على رسله وكتموا ما جاءهم فيها من البينات والهدى كماوقع من أحبار اليهود وقد أخبرنا الله بذلك في كتابه العزيز وأخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثابت عنه في الصحيح وبهذا السبب بقى من بقى على الكفر من العرب وغيرهم بعد قيام الحجة عليهم وظهور الحق لهم وبه نافق من نافق ووقع في الإسلام من أهل العلم بذلك السبب عجائب مودعة بطون كتب التاريخ وكم من عال قد مال إلى هوى ملك من الملوك فوافقه على ما يريد وحسن له ما يخالف الشرع وتظهر له بما ينفق لديه من المذاهب بل قد وضع بعض المحدثين للملوك أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وقع من وهب بن وهب أبو البخترى مع الرشيد ووقع من آخر في حديث لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل فزاد في الحديث أو جناح موافقة للملك الذي رآه يلعب بالحمام ويسابق بينها ووضع جماعة مناقب لقوم وآخرون مثالب لآخرين لا حامل لهم على ذلك إلا حب الدنيا والطمع في الحطام والتقرب إلى أهل الرئاسة بما ينفق لديهم ويروح عليهم نسأل الله الهداية والحماية من الغواية وكم قد سمعنا ورأينا في عصرنا من أهله فكثيرا ما نرى الرجل يعتقد في نفسه اعتقادا يوافق الحق ويطابق الصواب فإذا تكلم عند من يخالفه في ذلك ويميل إلى شئ من البدعة فضلا عن أن يكون من أهل الرئاسة وممن بيده من الدنيا فضلا عن أن يكون من الملوك وافقه وساعده وسانده وعاضده وأقل الأحوال أن يكتم ما يعتقده من الحق ويغمط ما قد تبين له من الصواب عند من لا يجوز منه ضررا ولا يقدر منه نفعا فكيف ممن عداه وهذا في الحقيقة من تأثير الدنيا على الدين والعاجلة على الآجلة وهو لو أمعن نظره وتدبر ما وقع فيه لعلم أن ميله إلى هوى رجل أو رجلين أو ثلاثة أو أكثر ممن يجاملهم في ذلك المجلس ويكتم الحق مطابقة لهم واستجلابا لمودتهم واستبقاء لما لديهم وفرارا من نفورهم وهو من التقصير بجانب الحق والتعظيم لجانب الباطل فلولا أن هؤلاء النفر لديه أعظم من الرب سبحانه لما مال إلى هواهم وترك ما يعلم أنه مرادالله سبحانه ومطلبه من عباده وكفاك بهذه الفاقرة العظيمة والداهية الجسيمة فإن رجلا يكون عنده فرد من أفراد عباد الله أعظم قدرا من الله سبحانه ليس بعد تجرئه على الله شئ.
أدب الطلب (ص 110)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/277)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 08 - 10, 01:56 ص]ـ
أخرج الطبراني في مسند الشاميين (ص 298) بسند جيد
عن الخولاني: أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود، فتذاكروا الإيمان،
فقلت: أنا مؤمن.
فقال ابن مسعود: أتشهد أنك في الجنة؟
فقلت: لا أدري مما يحدث الليل والنهار.
فقال ابن مسعود: لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة.
قال أبو مسلم: فقلت: يا ابن مسعود! ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
على ثلاثة أصناف:
مؤمن السريرة مؤمن العلانية،
كافر السريرة كافر العلانية،
مؤمن العلانية كافر السريرة؟
قال: نعم.
قلت: فمن أيهم أنت؟
قال: أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية.
قال أبو مسلم: قلت: وقد أنزل الله عز وجل: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن
فمن أي الصنفين أنت؟
قال: أنا مؤمن.
قلت: صلى الله على معاذ.
قال: وما له؟
قلت: كان يقول: اتقوا زلة الحكيم وهذه منك زلة يا ابن مسعود!
فقال: أستغفر الله.
قال الشيخ الألباني –رحمه الله - معلقاً على هذا الخبر:
رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه، وأشد تواضعه، لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة، فابن مسعود نظر إلى المآل، ولذلك وافقه عليه أبو مسلم، وهذا نظر إلى الحال، ولهذا وافقه ابن مسعود، وأما استغفاره، فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كان عاما فيما يبدو من ظاهر كلامه. والله أعلم.
«السلسلة الضعيفة» (4/ 193)
ـ[مجاهد بن محمد]ــــــــ[28 - 08 - 10, 05:03 ص]ـ
قال أخونا "أبو المظفر السِّنَّاري" العضو في ملتقى أهل الحديث في توقيعه:
رُوِّينا بالإسناد الصحيح عن إمام دار الهجرة أنه قال: (لَيْسَ فِي النَّاسِ شَيْءٌ أَقَلُّ مِنَ اْلإِنْصَاف)!!
جزاك الله خيراً أخي جهاد، وكذلك الأخ السناري.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[18 - 09 - 10, 02:07 ص]ـ
وخيراً جزيت أخي الفاضل
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 06:09 م]ـ
أخي - جهاد- اسمحْ لي بوضع ِ هذا الرابط.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=192349
ما أجمل َ الإنصاف َ ... !!! - قصة لطيفة ٌ طريفة ٌ.
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 09:27 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[05 - 10 - 10, 05:30 م]ـ
الشيخ المفيد جهاد ... أسأل الله لك التوفيق في الدنيا والآخرة
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[05 - 10 - 10, 11:59 م]ـ
أخي الكريم صاحب الفوائد الماتعة (جهاد)
أرجو أن يتسع نادي محبيك الكبير لعضوية شخص آخر^.^
واسمح لي بالتطفل عليكم بذكر بعض ما مر بي
في مقدمة التحقيق لكتاب الصلاة للامام احمد [ص 21]
قال المرّوذي: (سألت أبا عبدالله عن قومٍ من أهل البدع يُتعرّضون ويُكفّرون؟ قال: لا تتعرّضوا لهم، قلت: وأيّ شيء تكره أن يُحبسوا؟ قال: لهم والداتٌ وأخوات)
قال ابن كثير في البداية والنهاية [11/ 114] في محمد بن عبدالله الناشي المعتزلي
قلت: وهذه القصيدة تدل على فضيلته وبراعته وفصاحته وبلاغته وعلمه وفهمه وحفظه وحسن لفظه واطلاعه واضطلاعه واقتداره على نظم هذا النسب الشريف في سلك شعره وغوصه على هذه المعاني التي هي جواهر نفيسة من قاموس بحره فرحمه الله وأثابه وأحسن مصيره وإيابه.
قال الإمام الجويني:
((ولو عرض ما ذكرناه على جملة المحدثين لأبوه فإن فيه سقوط منصب الرواية عند ظهور الثقة وصحة الراوية وهم عصبة لا مبالاة بهم في حقائق الأصول)) اهـ
البرهان في أصول الفقه [1/ 416]
قال السيوطي:
((يعني المقتصرين على السماع لا أئمة الحديث)) اهـ
تدريب الراوي [1/ 151]
فما أحسن الاعتذار لأهل العلم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:26 ص]ـ
وإياكم، بوركتم إخوتي.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:28 ص]ـ
سمعت عائشة- رضي اللّه عنها- عروة ابن الزّبير يسبّ حسّان بن ثابت، وكان ممّن خاض في حديث الإفك .. فقالت- رضي اللّه عنها-:
يا ابن أختي دعه، فإنّه كان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
البخاري 7 (4145)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 10 - 10, 07:28 ص]ـ
قال أبو داود:
جاء رجلٌ إلى أحمد، فقال: أنكتب عن محمد بن منصور الطوسي؟
فقال: إذا لم تكتب عن محمد بن منصور فعمن؟! يقول ذلك مراراً.
ثم قال له الرجل: إنه يتكلم فيك!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/278)
فقال أحمد: رجل صالح ابتُلي بِنا! فما نعمل؟!
طبقات الحنابلة (2/ 45)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[22 - 10 - 10, 06:25 م]ـ
قال تعالى:
إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً (النساء/ 105)،
يتلخّص سبب النّزول في «أنّ طعمة ابن أبيرق سرق درعا في جراب فيه دقيق لقتادة بن النّعمان، وخبّأها عند يهوديّ، فحلف طعمة مالي بها علم، فاتّبعوا أثر الدّقيق إلى دار اليهوديّ، فقال اليهوديّ: دفعها إليّ طعمة» البحر المحيط (3/ 358)
يقول أحد العلماء المعاصرين معلّقا على هذه الواقعة:
يا للّه! إنّه الإسلام! الإسلام وحده في تاريخ البشريّة كلّه. وغير الإسلام لم يكن ضميره ليتحرك لتبرئة متّهم ينتمي إلى قوم بينه وبينهم كلّ ذلك العداء.
ألا إنّها القمّة السّامقة الّتي لا يقيمها ابتداء إلّا الإسلام، ولا يرقاها إلّا المسلمون في كلّ التّاريخ.
لقد كانت كلّ الظّروف «مشجّعة» على اتّهام ذلك اليهوديّ وتبرئة ذلك المنافق الّذي ينتمي ولو شكلا إلى الإسلام!.
فالعداوة بين المسلمين واليهود قائمة في المدينة، وكيد اليهود للمسلمين قائم واضح للعيان.
إلّا أنّ الإسلام ما جاء ليتستّر على انحرافات البشريّة أو يتسامح مع شيء منها! وما جاء ليجاري الجاهليّات فيما تقع فيه من انحراف. وإنّما جاء لينشأ الإنسان الصّالح في الأرض.
إنّها ليست حادثا عارضا يمرّ فينسى، إنّها درس هائل في التّربية على الأفق الأعلى لا يقدّمه إلّا الإسلام، ولا يقدر عليه إلّا المسلمون. وإنّه لدرس في التّطبيق العمليّ للإنصاف الإلهيّ والعدل الرّبّانيّ الّذي لم تعرفه أمة في التّاريخ، إلّا الأمّة الّتي ربّاها القرآن الكريم. تسع آيات كريمة تنزل لكشف ذلك المنافق الّذي انضمّ إلى المشركين بعد فضحه، ولتبرئة ساحة ذلك اليهوديّ، وما كان الإسلام ليتألّف قلب المنافق لأنّه يحمل اسما مسلما على حساب الإنصاف والعدل الّذي يريد إقامتهما في الأرض نبراسا لكلّ البشريّة .. لقد ذهب ابن أبيرق مع الشّيطان، وبقي ذلك الدّرس الرّبّانيّ الخالد درسا وعاه المسلمون وحفظوه، لتتعلّمه البشريّة منهم يوم تفيء إلى رشدها وتحبّ أن تعرف الطّريق إلى ما فيه خيرها وسعادتها
نضرة النعيم (3/ 580)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[02 - 11 - 10, 06:46 ص]ـ
قال الشعبي –رحمه الله-:
كان بين عمر بن الخطاب وبين أبى بن كعب رضى الله عنهما تدارى فى شىء وادعى أبى على عمر رضى الله عنهما فأنكر ذلك فجعلا بينهما زيد بن ثابت فأتياه فى منزله
فلما دخلا عليه قال له عمر رضى الله عنه أتيناك لتحكم بيننا وفى بيته يؤتى الحكم فوسع له زيد عن صدر فراشه فقال ها هنا يا أمير المؤمنين
فقال له عمر رضى الله عنه لقد جرت فى الفتيا ولكن أجلس مع خصمى
فجلسا بين يديه فادعى أبى وأنكر عمر رضى الله عنهما فقال زيد لأبى أعف أمير المؤمنين من اليمين وما كنت لأسألها لأحد غيره
فحلف عمر رضى الله عنه ثم أقسم لا يدرك زيد بن ثابت القضاء حتى يكون عمر ورجل من عرض المسلمين عنده سواء.
السنن الكبرى (10/ 136)(119/279)
أحتاج لرقم مكتبة السعدي بعنيزة!!!
ـ[النقاء]ــــــــ[16 - 11 - 09, 06:48 م]ـ
ما هو رقم المكتبة؟؟؟
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[17 - 11 - 09, 12:17 ص]ـ
أختي الاستاذة الطيبة لعلك تزورين هذا الموقع وتتصلين بهم فيسعفوك بطلبك
http://www.onaizahdata.com/news/onaizah.htm(119/280)
من يعثر لي على اصل لهذا الحديث [لا إله إلا الله عدد لمح العيون] .. رواه الونائي؟
ـ[عبدالله محمود]ــــــــ[16 - 11 - 09, 07:31 م]ـ
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من قال في عشر ذي الحجة كل يوم عشر مرات: "لا إله إلا الله عدد الدهور، لا إله إلا الله عدد النبات والشجر، لا إله إلا الله عدد لمح العيون، لا إله إلا الله خير مما يجمعون، لا إله إلا الله من يومنا هذاإلى يوم ينفخ في الصور، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر").
رواه الونائي في المعجم الكبير
ومن هو الونائي وهل له معجم كبير او صغير؟
ثمة طلب آخر هل أجد نسخة الكترونية من كتاب
كنز النجاح والسرور في الادعية التي تشرح الصدور لعبد الحميد قدس
وجزاكم الله خيرا وسدد خطاكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 08:31 م]ـ
الظاهر أن هذا تصحيف فالصواب (الطبراني) فلا أعرف الونائي هذا
ولم أجده في معاجم الطبراني
لكن للطبراني جزءٌ في (فضل عشر ذي الحجة) لعله فيه
والكتاب عندي من قديم لكنِّي لم أعثر عليه في مكتبتي
فلعلَّ الله أن ييسّره لي
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[17 - 11 - 09, 01:18 م]ـ
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من قال في عشر ذي الحجة كل يوم عشر مرات: "لا إله إلا الله عدد الدهور، لا إله إلا الله عدد النبات والشجر، لا إله إلا الله عدد لمح العيون، لا إله إلا الله خير مما يجمعون، لا إله إلا الله من يومنا هذاإلى يوم ينفخ في الصور، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر").
هذا أخي الكريم ليس حديثًا،
وإنما هو أثرٌ تنسبه الرافضة، لعلي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، ولا يصح،
وقد جاء ذكره، في عدة كتبٍ من كتبهم، ومنها كتاب عدّة الداعي ونجاح الساعي، وهو من كتب القوم،
لمؤلفه أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي الأسدي الشيعي، المتوفى بكربلاء عام 841 هـ،
قال:
روى الصدوق بإسناده، إلى عبده الأنصاري، عن الخليل البكري، قال سمعت بعض أصحابنا يقول:
إن علي بن أبي طالب عليه السلام، كان يقول في كل يوم من أيام عشر ذي الحجة، هذه الكلمات الفاضلات، ... ثم ذكره.
دعوة الداعي ص 270.(119/281)
هل الدعاء بملذات الدنيا في الصلاة يبطل الصلاة؟
ـ[براءة]ــــــــ[16 - 11 - 09, 07:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سمعت شيخاً في قناة الناس اليوم يقول أن الحنابلة يقولون: أنه من يطلب ويسأل ملذات الدنيا في الصلاة يبطل الصلاة!!!
هل هذا الكلام صحيح؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 08:51 م]ـ
إحدى الأخوات سألت:
هل يجوز أن أدعو في الصلاة أن أتزوج برجل محدد؟
فكان الجواب:
الحمد لله
ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية وبعض الحنابلة إلى جواز الدعاء في الصلاة بحاجات الدنيا المتنوعة، مما يُحِبُّ المُصلي أن يدعوَ به ويحتاج إليه، كأن يدعو بالزواج أو الرزق أو النجاح وغير ذلك.
واستدلوا عليه بحديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم الصحابة التشهد ثم قال في آخره: (ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ المَسْأَلَةِ مَا شَاءَ)
رواه البخاري (5876) ومسلم (402)
وقد روى ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 331) عَنْ الْحَسَنِ والشَّعْبِيِّ أَنَّهُمَا قَالَا:
" اُدْعُ فِي صَلَاتِك بِمَا بَدَا لَك " انتهى.
وجاء في "المدونة" (1/ 192):
" قَالَ مَالِكٌ: وَلَا بَأْسَ أَنْ يَدْعُوَ الرَّجُلُ بِجَمِيعِ حَوَائِجِهِ فِي الْمَكْتُوبَةِ، حَوَائِجِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، فِي الْقِيَامِ وَالْجُلُوسِ وَالسُّجُودِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مَالِكٌ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: إنِّي لَأَدْعُو اللَّهَ فِي حَوَائِجِي كُلِّهَا فِي الصَّلَاةِ حَتَّى فِي الْمِلْحِ " انتهى.
وخالف في ذلك الحنفية وأكثر الحنابلة، فقالوا بعدم جواز الدعاء بأمور الدنيا في الصلاة، بل قالوا ببطلان صلاة من دعا بأي شيء من ذلك.
جاء في "الإنصاف" (1/ 81 - 82) من كتب الحنابلة:
" الدُّعَاءُ بِغَيْرِ مَا وَرَدَ , وَلَيْسَ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ: فَالصَّحِيحُ مِنْ الْمَذْهَبِ: أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ , وَتَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِهِ. وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْأَصْحَابِ.
وَعَنْهُ – أي عن الإمام أحمد - يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِحَوَائِجِ دُنْيَاهُ , وَعَنْهُ يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِحَوَائِجِ دُنْيَاهُ وَمَلَّاذِهَا. كَقَوْلِهِ: اللَّهُمَّ اُرْزُقْنِي جَارِيَةً حَسْنَاءَ , وَحُلَّةً خَضْرَاءَ , وَدَابَّةً هِمْلَاجَةً , وَنَحْوَ ذَلِكَ " انتهى.
وجاء في "الفتاوى الهندية (1/ 100) من كتب الحنفية:
" وَلَوْ قَالَ: اللَّهُمَّ اُرْزُقْنِي فُلَانَةَ فَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يَفْسُدُ ; لِأَنَّ هَذَا اللَّفْظَ أَيْضًا مُسْتَعْمَلٌ فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ " انتهى.
وانظر "فتح القدير" (1/ 319)، "نصب الراية" (1/ 558)
وقد أخذوا ذلك عن جماعة من السلف، روى عنهم ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ 332) أنهم كانوا يستحبون الدعاء في الفريضة بما في القرآن فقط، بل روى عن عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَدْعُوَ فِي الصَّلَاةِ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا.
جاء في "الموسوعة الفقهية" (20/ 265 - 266):
" قال الحنفيّة والحنابلة: يسنّ الدّعاء في التّشهّد الأخير بعد الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم بما يشبه ألفاظ القرآن، أو بما يشبه ألفاظ السّنّة، ولا يجوز له الدّعاء بما يشبه كلام النّاس، كأن يقول: اللّهمّ زوّجني فلانة، أو أعطني كذا من الذّهب والفضّة والمناصب.
وأمّا المالكيّة والشّافعيّة فذهبوا إلى أنّه: يسنّ الدّعاء بعد التّشهّد وقبل السّلام بخيري الدّين والدّنيا، ولا يجوز أن يدعو بشيء محرّم أو مستحيل أو معلّق، فإن دعا بشيء من ذلك بطلت صلاته، والأفضل أن يدعو بالمأثور " انتهى.
والصحيح هو قول المالكية والشافعية، وذلك لقوة ما استدلوا به، ولضعف حجة ما استدل به أصحاب القول الآخر.
قال النووي رحمه الله في "المجموع" (3/ 454):
" مذهبنا أنه يجوز أن يدعو فيها بكل ما يجوز الدعاء به خارج الصلاة من أمور الدين والدنيا، وله – أن يقول -: اللهم ارزقني كسبا طيبا، وولدا، ودارا، وجارية حسناء يصفها، و: اللهم خلص فلانا من السجن، وأهلك فلانا، وغير ذلك، ولا يبطل صلاته شيء من ذلك عندنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/282)
وبه قال مالك والثوري وأبو ثور وإسحق.
وقال أبو حنيفة وأحمد لا يجوز الدعاء إلا بالأدعية المأثورة الموافقة للقرآن.
واحتج لهم بقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: (إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) رواه مسلم.
وبالقياس على رد السلام وتشميت العاطس.
واحتج أصحابنا بقوله صلى الله عليه وسلم: (وأما السجود فاجتهدوا فيه من الدعاء)
فأطلق الأمر بالدعاء ولم يقيده، فتناول كل ما يُسَمَّى دعاءً.
ولأنه صلى الله عليه وسلم دعا في مواضع بأدعية مختلفة، فدل على أنه لا حجر فيه.
وفى الصحيحين في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر التشهد: (ثم ليتخير من الدعاء ما أعجبه) و (أحب إليه) و (ما شاء)
وفى روايه أبى هريرة " ثم يدعو لنفسه ما بدا له " قال النسائي وإسناده صحيح.
وعن أبى هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول في قنوته: (اللهم أنج الوليد بن الوليد، وعياش بن أبى ربيعة، وسلمة بن هشام، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلهما عليهم سنين كسني يوسف) رواه البخاري ومسلم.
وفى الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم العن رِعلاً وذَكوانَ وعُصَيَّةَ عصت الله ورسوله) وهؤلاء قبائل من العرب.
والأحاديث بنحو ما ذكرناه كثيرة.
والجواب عن حديثهم: أن الدعاء لا يدخل في كلام الناس.
وعن التشميت ورد السلام أنهما من كلام الناس؛ لأنهما خطاب لآدمي بخلاف الدعاء.
والله تعالى أعلم " انتهى.
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (3/ 283):
" وظاهر كلام المؤلِّف – يعني الإمام موسى الحجاوي من الحنابلة -: أنه لا يدعو بغير ما وَرَدَ، فلا يدعو بشيء مِن أمور الدُّنيا مثل أن يقول: اللَّهُمَّ اُرزقني بيتاً واسعاً، أو: اللَّهُمَّ ارزقني زوجة جميلة، أو: اللَّهُمَّ اُرزقني مالاً كثيراً، أو: اللَّهُمَّ اُرزقني سيارة مريحة، وما أشبه ذلك؛ لأن هذا يتعلَّق بأمور الدُّنيا، حتى قال بعض الفقهاء رحمهم الله: لو دعا بشيء مما يتعلَّق بأمور الدنيا بطلت صلاتُه.
لكن هذا قول ضعيف بلا شَكٍّ.
والصحيح: أنه لا بأس أن يدعو بشيء يتعلَّق بأمور الدُّنيا؛ وذلك لأن الدُّعاء نفسه عبادة ولو كان بأمور الدنيا، وليس للإنسان ملجأ إلا الله، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أقربُ ما يكون العبدُ مِن ربِّه وهو ساجد) ويقول: (أمَّا السُّجودُ فأكثروا فيه مِن الدُّعاء فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم) ويقول في حديث ابن مسعود لما ذَكَرَ التَّشهُّدَ: (ثم ليتخيَّر مِن الدُّعاء ما شاء) والإنسان لا يجد نفسه مقبلاً تمام الإقبال على الله إلا وهو يُصلِّي، فكيف نقول: لا تسأل الله - وأنت تُصلِّي - شيئاً تحتاجه في أمور دنياك! هذا بعيد جدًّا ...
فالصَّواب بلا شَكٍّ أن يدعوَ بعد التشهُّدِ بما شاء مِن خير الدُّنيا والآخرة " انتهى.
والحاصل أنه لا حرج عليك من الدعاء بتيسير الزواج من رجل معين – إذا كان من أهل الصلاح والخير – وإن كان الأولى دائما استعمال جوامع الدعاء وما أُثِرَ عنه صلى الله عليه وسلم، وانظري جواب السؤال رقم (5236)، (6585)، (75058)
....
الإسلام سؤال وجواب
ـ[براءة]ــــــــ[16 - 11 - 09, 09:05 م]ـ
جوابك شافٍ كاف، جزاك الله خيرا
الله يرضى عنك
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 09:12 م]ـ
رحم الله والديك وبارك فيك ...
**************
هل يشترط في أدعية الصلاة أن تكون مما ثبت في السنة؟
في قيام الليل عندما يطيل المصلي الركوع أو السجود هل يجب عليه أن يأتي بجميع الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو الدعاء بما شاء من الأدعية؟.
الحمد لله
لا حرج على المصلي أن يدعو في صلاته بما شاء , مما ورد في السنة – وهو أفضل الأدعية وأجمعها , ومما لم يَرِدْ مما يجوز الدعاء به.
ومن دعا بما ورد في الشرع فله ثوابٌ على اتباعه ما ورد في الشرع، وله أجرٌ على دعائه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/283)
ومن النصوص المبيحة لعموم الدعاء بما يجوز قوله صلى الله عليه وسلم: (ثم يتخيّر من المسألة ما شاء) وفي لفظ: (ثم يتخيّر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو) رواه البخاري (835) ومسلم (402) وقد ورد هذا في الدعاء قبل التسليم من الصلاة.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
" يشرع للمؤمن أن يدعو في صلاته في محل الدعاء سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة، ومحل الدعاء في الصلاة هو السجود، وبين السجدتين، وفي آخر الصلاة بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقبل التسليم، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بين السجدتين بطلب المغفرة، وثبت أنه كان يقول بين السجدتين: (اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني).
وقال عليه الصلاة والسلام: (أما الركوع فعظِّموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقَمِن – أي: جدير وحقيق - أن يُستجاب لكم) أخرجه مسلم في صحيحه، وخرَّج مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء).
وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علَّمه التشهد قال: (ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء)، وفي لفظ: (ثم ليتخيَّر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو).
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل على شرعية الدعاء في هذه المواضع بما أحبه المسلم من الدعاء سواء كان يتعلق بالآخرة أو يتعلق بمصالحه الدنيوية , بشرط ألا يكون في دعائه إثم ولا قطيعة رحم، والأفضل أن يكثر من الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى.
" فتاوى الشيخ ابن باز " (11/ 171، 172).
وقال رحمه الله أيضاً:
" الدعاء في الصلاة لا بأس به سواء كان لنفسه أو لوالديه أو لغيرهما، بل هو مشروع؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء). . . ثم ذكر الأحاديث المتقدمة ثم قال: فإذا دعا في سجوده أو في آخر الصلاة لنفسه أو لوالديه أو المسلمين: فلا بأس؛ لعموم هذه الأحاديث وغيرها " انتهى.
" فتاوى الشيخ ابن باز " (11/ 173، 174).(119/284)
ما هو عنوان رسالة ابن عثيمين رحمه الله تعالى التي تتحدث عن أحكام السفر؟
ـ[أبو إياس الرشيد]ــــــــ[16 - 11 - 09, 08:53 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع (4/ 379):"ولنا في هذا رسالة (أي في مسألة القصر للمسافر إذا نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام) بيّنّا فيها من اختار هذا القول من العلماء أمثال: شيخ الإِسلام ابن تيمية، وابن القيم، والشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، وشيخنا عبد الرحمن بن سعدي، والشيخ محمد رشيد رضا ... "
وقمت بالبحث في موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى وفي المكتبة الشاملة عن رسالة حول هذا الموضوع أي أحكام السفر والإقامة فوجدت رسالة بعنوان
"إعلام المسافرين ببعض آداب وأحكام السفر وما يخص الملاحين الجويين"
فلا أدري هل الشيخ يقصد هذه الرسالة أم هناك رسالة أخرى لم أعلم عنها
فإن كان أحد من الأفاضل لديه علم بعنوان هذه الرسالةالتي أشار إليها الشيخ في الشرح الممتع وهل هي مطبوعة أم لا فليرشدنا ...
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 10:54 م]ـ
يوجد في مجموع فتاوى ورسائل الشيخ رحمه الله عدة رسائل تتعلق بالموضوع وهي في المجلد الخامس عشر، لكن يبدو أن ما يقصده الشيخ ـ والله أعلم ـ هي التي في صفحة (288 ـ 314) لأنها أطول من غيرها وفيها توثيق ونقولات عن هؤلاء العلماء الذين ذكرهم الشيخ في الممتع.
ـ[أبو إياس الرشيد]ــــــــ[17 - 11 - 09, 12:35 م]ـ
الأخ المفضال أبا عمر القصيمي وفقه الله
بارك الله فيك على تعليقك وجوابك
لكن أشعر من خلال كلام الشيخ السابق في الممتع أن هناك رسالة خاصة كتبها في هذا الشأن ولا شك أن كونها رسالة سيكون الاعتناء بها في ترتيب المواضيع أفضل ...
أسعدك الله في الدارين ومتعك في الحياتين
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[17 - 11 - 09, 01:04 م]ـ
نعم أخي الفاضل أبا إياس؛ يوجد رسالة تتعلق بالسفر وأحكامة للشيخ: ابن عثيمين رحمه الله
بعنوان (إعلام المسافرين ببعض آداب وأحكام السفر) وتقع في أكثر من 100 صفحة. وأحرص على اقتناء ما طبع تحت إشراف مؤسسة الشيخ ابن عثيمين الخيرية .. وتجد ذلك على الغلاف من الخارج في الأسفل ..
ـ[أبو إياس الرشيد]ــــــــ[17 - 11 - 09, 08:34 م]ـ
حبيبنا الفاضل أبو معاذ عبدالله وفقه الله
عند الاطلاع على كتاب إعلام المسافرين ببعض آداب وأحكام السفر وحدت أنه يحتوى على فتاوى قد جمعت للشيخ رحمه الله تعالى
وكونه في الممتع يذكر أنها رسالة يفهم منه أن الشيخ كتبها ابتداء لا أنها فتاوى ...
جزيت الجنة وبورك فيك
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:37 ص]ـ
لا أعلم.
لكن أنا مشترك في جوال الشيخ ابن عثيمين الخيري ويأتيني منه رسائل وتعزى بعضها إلى هذا العنوان ..(119/285)
هل النهي أقوى هنا
ـ[حيان]ــــــــ[16 - 11 - 09, 11:41 م]ـ
اذا اراد الانسان أن يضحي واعتمر في العشر من ذي الحجة هل يقدم النهي عن الأخذ من شعره أم يجب عليه أن يتحلل من عمرته بالأخذ منه.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[17 - 11 - 09, 01:57 م]ـ
(13550)
سؤال: ما حكم من أراد أن يضحي وقد أخذ من شعره أو ظفره ناسيًا أو عامدًا؟
الجواب: في الحديث عند مسلم عن أم سلمة قالت: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من بشرته شيئًا حتى يضحي"، قال بعض العلماء، الحكمة فيه أنه شبيه بمن أحرم وساق الهدي لقوله تعالى: {ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله}، والحاج قد عرف بأنه قد يوصي أهله بذبح أضحية عنه وعن أهل بيته، فعليه في هذه الحال أن يتفقد أظافره وشعره في آخر شهر ذي القعدة، ثم يمسك بعد ذلك، ولا يأخذ من الشعر والأظافر عند الميقات، ولكن إذا كان متمتعًا وانتهى من العمرة فإن عليه أن يحلق أو يقصر، ولا يرده عزمه على الأضحية عن هذا التقصير، فإن هذا التقصير نسك، ويتوقف عن أخذ الشعر والظفر بعد ذلك وقبله حتى يضحي، وإن فعل شيئًا من ذلك قبل أن يحرم أو بعد التحلل فلا فدية عليه، سواء كان ناسيًا أو عامدًا.
(13551)
سؤال: ما حكم من أراد أن يضحي وقد حج فهل يجوز له حلق رأسه وتقليم أظفاره قبل الأضحية؟
الجواب: الحاج إذا رمى الجمرة شرع له حلق رأسه أو تقصيره فإنه نسك، ولو قبل أن تذبح أضحيته، لأنه قد تحلل برمي الجمرة وبالحلق، ولأنه في ذلك الوقت قد دخل وقت ذبح الأضحية، ولو تأكد أن أهله ما ذبحوا الأضحية إلا بعد العيد بيوم أو نحوه.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
17/ 3/1426هـ(119/286)
إباضي المذهب لكنه يدرس المذهب المالكي .. عجبا
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[16 - 11 - 09, 11:50 م]ـ
فتح الشيخ المتواضع الخلوق المثقف "بلحاج شريفي"، أحد أعمدة المذهب الإباضي في الجزائر، قلبه لـ"الشروق اليومي" في بيته بحي الجرف بباب الزوار، وتحدث عن مساره الطويل الذي قضى جله في تعليم كتاب الله ولغته العربية.
أحداث "بريان" فتنة افتعلتها أطراف تسعى لضرب استقرار المنطقة
إجبارية تعليم الأمازيغية تضييع للوقت والجهد
كما عبر عن مواقفه تجاه العديد من القضايا الراهنة، وعن بعض أسرار المذهب الإباضي المصنف تعدادا في المرتبة الثالثة في الجزائر بعد المذهب المالكي والمذهب الحنفي. وقد وجدنا فيه الرجل الوطني الداعي إلى وحدة الجزائر بغض النظر عن الانتماءات الدينية والأديولوجية، كما اكتشفنا دفاعه المستميت عن اللغة العربية وعن العيش بسلام في كنف وطن الشهداء بكل أخوة ومحبة. وندع القارئ الكريم للتعرف على هذه الشخصية النموذج التي لم يكفنا مساء رمضاني كامل لتدوين حديثه الشائق.
ابن "ال?رارة" .. الميزابي الأصيل
الشيخ "بالحاج شريفي" ميزابي أصيل من مواليد 27 جوان 1927 بـ "ال?رارة" ولاية غرداية، وهو الابن الأكبر لوالده العلامة الشيخ "سعيد شريفي" المعروف بالشيخ "عدون" الذي كان محبا للعلم رغم ظروفه المادية البسيطة، وكان له الفضل في تعليم ابنه مبادئ اللغة والأدب العربي. زاول الشيخ "بالحاج" تعليمه الأول بالمدرسة الحرة "الحياة" بمسقط رأسه، حيث حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم التحق بمدرسة "الشباب" التي أسسها العالم الجليل الشيخ "بيوص" بـ "ال?رارة" سنة 1925، والمجتهد في تفسير القرآن الكريم على أصول المذهب الإباضي.
الشيخ بيوض أرسله إلى الزيتونة على نفقته الخاصة
قال الشيخ "بالحاج" أن قدوته الشيخ "بيوض" هو صاحب الفضل الكبير في تعليمه، حيث أرسله إلى الزيتونة بتونس أواخر سنة 1945 ليكمل دراسته، على نفقته الخاصة، بعد عجز والده عن إعالته. وأكد أنه سافر إلى تلك الروضة العطرة ليطلب العلم دون أن يكون له غاية في الحصول على شهادة تعليمية، حيث كان طالبا حرا يحضر مجالس العلم طيلة سنتين، دون أن ينتسب انتسابا إداريا. وكان من أبرز شيوخه هناك "بن زنيقة"، "الفاضل بن عاشور" ابن الشيخ "محمد الطاهر بن عاشور" و"أحمد مختار الوزير". وفي سنة 1948، عاد إلى الجزائر وأكمل نصف دينه بزواجه من ربيبة الشيخ "بيوض"، وبعد 5 أشهر من زواجه سافر مجددا إلى تونس طالبا للعلم. وفي سنة 1951 التحق بمعهد الدراسات العليا بـ "شارع عنابة" بتونس العاصمة، والذي كان ملحقا لجامعة "بوردو" ويمنح الديبلوم العالي في اللغة العربية، وتتلمذ بهذا المعهد على أيدي الشيوخ "الكابادي"، "عثمان كعاك"، "مسعدي"، "بكيز".
يعشق مهنة التعليم والعيش مع القرآن الكريم
أشار الشيخ أن من أوائل الطلبة المستفيدين من هذه البعثات "محمد الأخضر السائحي" و"محمد علي دبوز". وأشار أيضا أن "المزابيين" في ذلك الوقت كان لديهم زعيم يمثلهم لدى السلطات الفرنسية ومقابر خاصة وممتلكات. وفي سنة 1951 عاد إلى الجزائر العاصمة وحاول الالتحاق بالجامعة، لكن عدم امتلاكه لشهادة البكالوريا منعته من ذلك، فالتحق بالمعهد الإسلامي العالي بـ "قصر حسان" المجاور لجامع "كتشاوة" بالقصبة، وكان يديره آنذاك المستشرق "هنري بيريس". وبعد حصوله على الديبلوم المكافئ لشهادة البكالوريا، التحق بسلك التدريس كأستاذ ثانوي. وفي سنة 1956 تمكن من الحصول على شهادة "الأستاذية"، وتم ترسيمه، ليقضي في التعليم الثانوي 14 سنة كاملة.
وفي سنة 1970 تحصل على شهادة "التبريز" بعد مسابقة أجري امتحانها النهائي بباريس، وهي شهادة مكافئة لشهادة الدكتوراه من الدرجة الثالثة، وقد فتحت أمامه باب الالتحاق بالجامعة كمكلف بتعريب قسم علم النفس، وكان من ضمن زملائه الشيخ "نحناح" رحمه الله، وفي سنة 1982 التحق بمعهد الدراسات الإسلامية. وقضى الشيخ "بالحاج" في التعليم الجامعي 26 سنة وتقاعد سنة 1996، لكنه مازال متعاقدا مع كلية الشريعة بجامعة الجزائر كأستاذ مساعد إلى اليوم.
إباضي المذهب لكنه يدرس المذهب المالكي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/287)
يرى الشيخ "بالحاج شريفي" أن المذاهب الأربعة ليس بينها اختلاف في الأصول، لذلك فهي كلها في خدمة الإسلام والمسلمين. وأكد أنه رغم انتمائه للمذهب الإباضي، إلا أنه قضى حياته مدرسا لأصول المذهب المالكي. وذكر أن الرستميين هم من أصلوا للمذهب الإباضي في الجزائر، أما الدولة التي ينتشر فيها بشكل كبير فهي سلطنة "عمان". ويعتبر منصب "الإمامة" هو أرقى المناصب الروحية في المجتمع الإباضي، ويختار من يشغله بالانتخاب بناء على العديد من المواصفات مثل "التقى، الحكمة، الفقه، الحنكة وغيرها". كما يوجد في ذات المجتمع مايسمى بـ "العزابة"، وهي عبارة عن مجموعة من أعيان "عشائر" المجتمع المحلي طاهري السريرة، يسهرون على تنظيم سير شؤون البلدة. وقد ضرب مثالا على بعض وظائفها: البراءة، وهي استتابة الواقع في كبيرة من الكبائر من خلال هجران الجميع له. نظام الحراسة: وهو تعيين أفراد لحراسة أعراض الناس وحماية المدينة من اللصوص وبسط الأخلاق العامة، تقسيم الميراث وتسيير الزكاة ومساعدة الفقراء والمساكين وغيرها من المهام.
حقق أقدم كتاب في التفسير دخل الجزائر
يعتبر تحقيق الشيخ "بالحاج" لمخطوط تفسير القرآن الكريم برؤية إباضية أهم عمل قام به في حياته. وعن قصته قال: من خلال بحثي في المصادر الإباضية وجدت أن أقدم كتاب تفسير في التاريخ دخل الجزائر هو تفسير الشيخ "هود بن المحكم الهواري"، وهو أحد علماء القرن الثالث الهجري، ووجدت أن مخطوطاته موجودة في "وادي ميزاب" وفي "جربة" التونسية، فقمت ببذل جهد لمدة عشرين سنة لجمعها من "غرداية، العطف، بني يز?ن وال?رارة" وقمت بتحقيقها. ومن جملة ما توصلت إليه، أن هذا التفسير هو مختصر لتفسير "ابن سلام البصري" المتوفى سنة 200 للهجرة. وسعى الشيخ لنشر هذا التفسير، فتمكن من إصدار طبعته الأولى ببيروت سنة 1990 والطبعة الثانية بدار البصائر الجزائرية سنة 2003.
الشيخ ضد تدريس الأمازيغية في المؤسسات التربوية
اعتبر الشيخ "بالحاج" تدريس الأمازيغية في المؤسسات التربوية بشكل إجباري ليس فيه فائدة ومجرد إضاعة للجهد والوقت؛ لأن الأمازيغية لا يمكن في الوقت الراهن أن تكون لغة تكنولوجيا، والأحرى أن تركز الجهود على ترقية اللغة العربية؛ لأنها ثرية وقادرة على استيعاب العلم، أما تعليم الأمازيغية للأجيال كتراث تبقى من مسؤوليات الأسرة.
أحداث "بريان" فتنة مفتعلة
تحدث الشيخ "بالحاج" بأسف شديد عن أحداث "بريان" فقال أنها مفتعلة من أطراف سعت لإثارة الفتنة بين المالكيين والإباضيين، وكلا الفئتين متجاورتين في سلام منذ قرون.
"أرفض رفضا قاطعا تهجم الشيعة على القرضاوي"
قال الشيخ تعليقا على الهجوم الذي تعرض له مؤخرا الشيخ القرضاوي من أطراف شيعية: "القرضاوي" عالم جليل وقدوة نادرة، وأعتبر هجوم الشيعة على شخصه سفالة ونقص نظر. وأشكر الشروق على وقفتها معه، كما أشكر العلماء والدعاة الجزائريين الذين ساندوه. وأنا دائم الدعاء له بأن يطيل الله في عمر شيخ الشيوخ وأن يثبته على نهجه التنويري، كما أحيي فيه نشاطه الدائم ودفاعه المستميت على قيم المسلمين.
على لسان الشيخ "بالحاج شريفي"
- هناك خطأ فادح في المنهاج الدراسي الجديد، وهو حذف المحفوظات من البرنامج.
- أعتبر تفسير الشيخ "الطاهر بن عاشور" هو أفضل التفاسير.
- أنا ضد أن يكون هناك مفت للجمهورية، أفضل تشكيل لجنة بدل حصرها في شخص واحد.
- لم أمارس السياسة لأني خلقت لتعليم القرآن، ولا أريد في هذه الدنيا إلا العيش مع كتاب الله.
- الأسرة الجزائرية لا تؤدي دورها في تلقين الأخلاق لأبنائها، والمدرسة تعلم أكثر مما تربي.
- أنا متفائل جدا لمستقبل الجزائر، فأنا أرى صحوة في التفكير ستحقق التطور لو أخذت بجد.
- أقضي يومياتي الرمضانية في العبادة، وألقي دروسا بمسجد "الفرقان" بباب الزوار. لدينا مساجد إباضية في العاصمة، لكني أصلي في المساجد المالكية؛ لأني لا أجد حرجا في ذلك.
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[17 - 11 - 09, 01:27 م]ـ
بارك الله فيك
كان معنا في الجامعة طلبة إباظيون يدسون المذهب المالكي ولم نر منهم إلا خيرا
حتي أن الشيخ التواتي بن التواني صاحب (المبسط في الفقه المالكي) قال أن الشيخ بيوض كان يوصينا بدراسة المذهب المالكي بالأغواط
نريد محبة وأخوة بين المسلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/288)
وهذا هو سواء السبيل الذي سنقتنع به عاجلا أو آجلا
والله أعلم.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[17 - 11 - 09, 02:04 م]ـ
أخي الكريم ابا إيمان أمنك الله في الدنيا والاخرة
بورك فيكم على ما اضفتموه من كلام وتوجيه
غير اني اخي لا ارضى و لن يرضي المالكيون هذا ابدا ... نحن نهينا الطلبة عن دراسة بعض كتب فقهائنا المالكيين لا لشيء الا انه لم يعرفوا فقهنا جيدا و لا أخدوه من وجهه .. فخرجت بعض اقوالهم وكتبهم عن المعروف والمشهور عن الامام مالك وترجيحات كبراء اصحابه ... أفنرضى أخذ الفقه عن إباضي خارجي
كلا ورب الكعبة لسنا نرضى هذا وفي الشيوخ المالكيين المعاصرين جلة صالحة والحمد لله
لذا اريدك ان تجيبني ماذا ينتفع هؤلاء الخوارج من دراسة مذهبنا .. حقيقة انا ارتاب في الامرجدا
ولم تركوا فقههم وصاروا الى فقهنا؟؟؟
وازدكم امر اخي منهج الامام مالك الذي اعرفه أن الاخوة في الاسلام لا تغني عن إحقاق الحق و إبطال الباطل فكم من عالم جهبذ حافظ تركه الامام رضي الله عنه واسقط حديثه أو ضعفه لانه لم يكن من اهل هذا الشأن
قال علي بن المديني عن سفيان بن عيينة: ما كان أشد انتقاد مالك للرجال وأعلمه لشأنهم، وقال علي أيضا عن حبيب الوراق كاتب مالك: جعل لي الدراوردي وابن أبي حازم وابن كنانة دينارا على أن أسأل مالكا عن ثلاثة رجال لم يرو عنهم فسألته فأطرق، ثم رفع رأسه وقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. وكان كثيرا ما يقولها، ثم قال يا حبيب: أدركت هذا المسجد وفيه سبعون شيخا ممن أدرك أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- وروى عن التابعين ولم نحمل العلم إلا عن أهله .....
وقال مطرف بن عبد الله عن مالك: لقد تركت جماعة من أهل المدينة ما أخذت عنهم من العلم شيئا وإنهم لممن يؤخذ عنهم العلم، وكانوا أصنافا فمنهم من كان كذابا في غير علمه تركته لكذبه ومنهم من كان جاهلا بما عنده فلم يكن عندي موضعا للأخذ عنه لجهله، ومنهم من كان يؤمن برأي سوء.
قال معن بن عيسى: كان مالك يقول لا يؤخذ العلم من أربعة، ويؤخذ من سوى ذلك. لا يؤخذ من سفيه، ولا يؤخذ من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه و لا من كذاب يكذب في أحاديث الناس وإن كان لا يتهم على أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ولا من شيخ له فضل وصلاح وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث.
قال إبراهيم بن المنذر: فذكرت هذا الحديث لمطرف بن عبد الله، فقال: أشهد على مالك لسمعته يقول: أدركت بهذا البلد مشيخة أهل فضل وصلاح يحدثون ما سمعت من أحد منهم شيئا قط. قيل لم؟ قال كانوا لا يعرفون ما يحدثون.
وقال إسماعيل بن أبي أويس: سمعت خالي مالكا يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم لقد أدركت سبعين ممن يقول: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عند هذه الأساطين فما أخذت عنهم شيئا، وإن أحدهم لو اؤتمن على بيت مال لكان به أمينا؛ لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن فقدم علينا ابن شهاب فكنا نزدحم على بابه.
وقال عبد الله بن إدريس: كنت عند مالك، فقال له رجل إن محمد بن إسحاق يقول: أعرضوا علي علم مالك فإني أنا بيطاره، فقال مالك: انظروا إلى دجال من الدجاجلة يقول أعرضوا علي علم مالك، قال ابن إدريس ما رأيت أحدا جمع الدجال قبله. وقال عتيق بن يعقوب الزبيري سمعت مالكا يقول: أتيت عبد الله بن محمد بن عقيل أسأله عن حديث الربيع بن معوذ بن عفراء في وضوء رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فلما أن بلغ إلى مسح رأسه ومسح أذنيه تركته وخرجت ولم أسمع منه
وقال يحيى بن معين عن سفيان بن عيينة: من نحن عند مالك إنما كنا نتبع آثار مالك وننظر إلى الشيخ إن كان مالك كتب عنه وإلا تركناه.
من كتاب: إسعاف المبطأ برجال الموطأ)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[17 - 11 - 09, 02:28 م]ـ
رسالة الإمام مالك بن أنس ... إلى الإمام الليث بن سعد
من مالك بن أنس، إلى الليث بن سعد: سلامٌ عليك، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو.
أما بعد، عصمنا الله وإياك بطاعته في السر والعلانية، وعافانا وإياك من كل مكروه.
كتبت إليك وأنا ومَن قبلي من الولدان والأهل على ما تحب، والله محمودٌ.
أتانا كتابك تَذكرُ من حالك ونعمة الله عليك الذي أنا به مسرور، أسأل الله أن يتم عليَّ وعليك صالح ما أنعم علينا وعليك، وأن يجعلنا له شاكرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/289)
وفهمتُ ما ذكرتَ في كتب بعثت بها لأعرضها لك، وأبعث بها إليك، وقد فعلتُ ذلك وغيَّرتُ منها ما غيرت حتى صح أمرها على ما تحب، وختمتُ على كل قنداق منها بخاتمي، ونقشه: حسبي الله ونعم الوكيل.
وكان حبيباً إليَّ حفظُك وقضاءُ حاجتك، وأنت لذلك أهلٌ، وصيرتُ لك في نفسي في ساعةٍ لم أكن أعرض فيها لأن أنجح ذلك، فتأتيك مع الذي جاءني بها، حيث دفعتُها إليه، وبلغتُ من ذلك الذي رأيتُ أنه يلزمني لك في حقك وحرمتك.
وقد نشَّطني ما استطلعتَ مما قبلي في ذلك، في ابتدائك بالنصيحة لك، ورجوتُ أن يكون لها عندك موضعٌ، ولم يكن منعني من ذلك قبل اليوم أن لا يكون رأيي لم يزل فيك جميلاً إلا أنك لم تُذاكرني شيئاً من هذا الأمر، ولا تكتب فيه إليَّ.
واعلم رحمك الله أنه بلغني أنك تفتي الناس بأشياء مخالفةٍ لما عليه جماعةُ الناس عندنا، وببلدنا الذي نحن فيه، وأنت في إمامتك وفضلك، ومنزلتك من أهل بلدك، وحاجة من قبلك إليك، واعتمادهم على ما جاءهم منك: حقيقٌ بأن تخاف على نفسك وتتبع ما ترجو النجاة باتباعه.
فإن الله عز وجل يقول في كتابه العزيز: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأعدَّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً، ذلك الفوز العظيم)، وقال تعالى: (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب).
وإنما الناس تبع لأهل المدينة، إليها كانت الهجرة، وبها نزل القرآن، وأحل الحلال وحرم الحرام، إذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم، يحضرون الوحي والتنزيل، ويأمرهم فيطيعونه، ويسن لهم فيتبعونه، حتى توفاه الله واختار له ما عنده، صلوات الله وسلامه عليه ورحمته وبركاته.
ثم قام بمن بعده أتبع الناس له من أمَّته ممن ولي الأمر من بعده، فما نزل بهم مما علموا أنفذوه، وما لم يكن عندهم فيه علم سألوا عنه، ثم أخذوا بأقوى ما وجدوا في ذلك في اجتهادهم وحداثة عهدهم، وإن خالفهم مخالفٌ أو قال امرؤ غيره أقوى منه وأولى ترك قوله وعمل بغيره.
ثم كان التابعون من بعدهم يسلكون تلك السبيل ويتبعون تلك السنن.
فإذا كان الأمر بالمدينة ظاهراً معمولاً به لم أر لأحدٍ خلافه، للذي في أيديهم من تلك الوراثة التي لا يجوز لأحدٍ انتحالها ولا ادعاؤها.
ولو ذهب أهل الأمصار يقولون: هذا العمل الذي ببلدنا وهذا الذي مضى عليه من مضى منَّا، لم يكونوا من ذلك على ثقة، ولم يكن لهم من ذلك مثل الذي كان لهم.
فانظر رحمك الله فيما كتبتُ إليك به لنفسك، واعلم أني أرجو لا يكون دعاني إلى ما كتبتُ به إليك، إلا النصيحة لله تعالى وحده، والنظر لك والضن بك، فأنزل كتابي منك منزلةً، فإنك إن فعلت تعلم أني لم آلك نصحاً.
وفقنا الله وإياك لطاعته وطاعة رسوله في كل أمرٍ، وعلى كل حال، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[17 - 05 - 10, 03:37 ص]ـ
نحمد الله جل وعلا أن قيض لنا علماء مجتهدين أمثال الشيخ بن التواتي يجمعون ولا يفرقون
لا أفهم لحد الآن سر الهجمة علي الأشاعرة والإباضية من طرف بعض الإخوة هنا
سبحان الله
إلي متي يستمر بنا الحال هكذا
من المؤكد أن من يملك قناعات تشربها من خلال الزمن والتجارب وقراءات متراكمة لن يقتنع بمثل هذا الهجوم
ونرجوا من إخواننا في هذا الملتقي أن يبتعدوا عما يفرق المسلمين. والله من وراء القصد
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[17 - 05 - 10, 04:11 ص]ـ
الشيخ بلحاج شريفي أسأل الله أن يشرفه باعتقاد أهل السنة والجماعة كما شرفه بعلو الأخلاق فلم نر منه إلا طيبا وهو متمكن جدا في النحو ولم أره يوما يدعو إلى مذهبه "الإباضي" ....
أخي الكريم " وذان " لعله ليس لديك كثير اطلاع على هجوم الأشاعرة وغيرهم ولا تقارن هجوم الإخوة المستضعين هنا وفي بعض المنتديات كهجوم الأشاعرة وغيرهم في المحاضرات في الجامعات والإعلام فلهم الدعم الكبير من الدولة وخاصة أن غالب الجامعات الإسلامية مقرر عليهم المذهب الأشعري ولعلي أضرب لك مثالا واحدا فقط من بين عشرات الأمثلة وانظر وفرق بين الهجومين:
هجوم على السلفية في الجامعة الإسلامية بماليزيا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81187
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[17 - 05 - 10, 06:02 ص]ـ
لي سؤالان أيها الأحبة إن أذنتم بالإجابة عليها لكن ليطمئن قلبي.
هل ما يشاع عن الإباضية باستباحة نكاح الذكور دون الإناث صحيح أم أنها فرية عليهم؟ وهل الإباضية يسدلون أيديهم في الصلاة؟
أرجو أن توضحوا لي فأنا مستفهم فقط.
ـ[أبو السها]ــــــــ[18 - 05 - 10, 04:01 ص]ـ
لي سؤالان أيها الأحبة إن أذنتم بالإجابة عليها لكن ليطمئن قلبي.
هل ما يشاع عن الإباضية باستباحة نكاح الذكور دون الإناث صحيح أم أنها فرية عليهم؟ وهل الإباضية يسدلون أيديهم في الصلاة؟
أرجو أن توضحوا لي فأنا مستفهم فقط.
مسألة استباحة نكاح الذكور هذه فرية على الإباضية -بلا ريب- أما الصلاة فهم يسدلون أيديهم فيها، وكذا لا يرفعون أيديهم في شيء من التكبيرات حتى في تكبيرة الإحرام، بل عدم الرفع لديهم كاد يكون من أصول مذهبهم، علما بأني كنت إباضيا فأقذني الله فله الحمد والمنة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/290)
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[18 - 05 - 10, 06:12 ص]ـ
شكر الله لك أخي أبا السها, والذي جعلني أسأل هو أن بعض العمانيين يأتون إلى المملكة ويصلون معنا مسدلي أيديهم, فلما سألت أحدهم قال: نحن مالكية, فشككت في قوله لعلمي بأن المذهب المنتشر عندهم هو الإباضية, فأحببت التأكد, لكن هل تصح الصلاة خلفهم وهم ينتحلون مذهبا مبتدعا كهذا؟ نسأل الله تعالى العافية.
ـ[أبو السها]ــــــــ[18 - 05 - 10, 11:56 ص]ـ
شكر الله لك أخي أبا السها, والذي جعلني أسأل هو أن بعض العمانيين يأتون إلى المملكة ويصلون معنا مسدلي أيديهم, فلما سألت أحدهم قال: نحن مالكية, فشككت في قوله لعلمي بأن المذهب المنتشر عندهم هو الإباضية, فأحببت التأكد, لكن هل تصح الصلاة خلفهم وهم ينتحلون مذهبا مبتدعا كهذا؟ نسأل الله تعالى العافية.
بارك الله فيك أخي أبا معاذ
لكن أهل عمان فيهم المالكية، والعمل على سدل الأيدي عند المالكية، والفرق بينهم وبين المالكية في الصلااة هو أن الإباضية لا يرفعون أيديهم في تكبيرة الإحرام، ويبطلون بها الصلاة، ويفتيهم بعض مشايخهم-عند الخوف- بأن يرفعوا قبل التكبير حتى تكون حركة اليدين قبل الدخول في الصلاة، والله يهديهم إلى الحق والطريق المستقيم
أما الصلاة خلفهم فهي مسألة خلافية، تراها في هذا المنتدى باستعمال خاصية البحث
ـ[عبد الله البجاوي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 02:16 م]ـ
ايها المازري فليكن ميزانك العقيدة و التقليد حرام
المذهبية هي الفتنة فاحذروها.(119/291)
استفسار عن بعض الشروحات
ـ[أبو عمر البرقاوي]ــــــــ[17 - 11 - 09, 09:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اتمنى المساعده من الاخوه
هناك شروحات عديده لبعض السنن مثل البخاري والترمذي وابن داود وغيرهم
اتمنى ان اجد مختصر لهذه الشروحات
اقصد في ذلك
افضل شرح لهذه السنن ويكون مختصر
بارك الله فيكم
ـ[أبو عمر البرقاوي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 05:43 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟(119/292)
ما معنى هذه العبارات (تقديم ـ تقريظ ـ تحقيق) التي توجد على كتب الشريعة
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[17 - 11 - 09, 11:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما معنى هذه العبارات التي توجد على أكثر كتب أهل العلم:-
1 - تقديم العلاّمة الشيخ فلان الفلاني.
2 - تقريظ المحدث الشيخ فلان الفلاني.
3 - تحقيق الشيخ فلان الفلاني.
أريد إجابه شافية من المشايخ الكرام في الملتقى .. وشكرا
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[17 - 11 - 09, 12:11 م]ـ
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
تقديم العلامه فلان الفلاني: تعني ان احد المشايخ قام بتأليف كتاب واطلع عليه الشيخ فلان الفلاني ونال على اعجابه واثنى عليه (يعني تزكيه للكتاب وللمؤلف)
تحقيق اي تخريج احاديث الكتاب
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[17 - 11 - 09, 01:08 م]ـ
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
تقديم العلامه فلان الفلاني: تعني ان احد المشايخ قام بتأليف كتاب واطلع عليه الشيخ فلان الفلاني ونال على اعجابه واثنى عليه (يعني تزكيه للكتاب وللمؤلف) هل يلزم من هذه التزكية الموافقة على ما قال في مسائل داخل الكتاب.
تحقيق اي تخريج احاديث الكتاب
بقي التقريظ لم توضح فيه شيء؟
وأين بقية الأخوة في التوضيح؟
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[17 - 11 - 09, 01:56 م]ـ
التقديم: هو أن يكتب أحد العلماء مقدمة لكتابٍ ما يتناول فيها أهمية هذا الكتاب ومؤلفه، كأنْ يكتب الشيخ مقبل بن هادي الوادعي مقدمة لكتاب "إتحاف النبيل" للشيخ مصطفى بن إسماعيل السليماني.
التحقيق: هو تخريج الأحاديث والآثار وتوثيق النقول وشرح غريب الألفاظ وغيرها، كأنْ يُحقِّق الشيخُ أبو إسحاق الدمياطي نفسَ الكتاب المذكور أعلاه.
التقريظ: هو أن يطّلع أحدُ العلماء على الكتاب ويُعجب به، فيكتب له إشادةً ويُثني عليه.
والله أعلى وأعلم
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:39 ص]ـ
جزاك الله خير ..
وهل يلزم من التقديم والتقريظ أن يكون موافق له فيما قال كتابه ..(119/293)
كلام العلامة صالح بن فوزان الفوزان في على قصيدة البردة
ـ[عبدالرحمن بن قعود]ــــــــ[17 - 11 - 09, 01:04 م]ـ
كلام العلامة صالح بن فوزان الفوزان في على قصيدة البردة
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في كتابه إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد:
قوله تعالى ; ولا شفيعٌ ; أي: واسطة، يتوسط له عند الله، ما أحد يشفع له يوم القيامة إلا بإذن الله سبحانه وتعالى، وبشرط أن يكون هذا الشخص ممن يرضى الله عنه، هذه شفاعة منفيّة فبطل أمر هؤلاء الذين يتخذون الشفعاء ويظنون أنهم يخلصونهم يوم القيامة من عذاب الله كما يقول صاحب " البردة ":
يا أكرم الخلق ما لي من أولذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً ***** بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلّة القدم
هذا على اعتقاد المشركين أن الرسول يأخذ بيده ويخلصه من النار، وهذا ليس بصحيح، لا يخلصه من النار إلا الله سبحانه وتعالى إذا كان من أهل الإيمان.
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (1/ 241)(119/294)
أسباب ضعف الأمة الإسلامية اليوم لابن جبرين رحمه الله
ـ[عبدالرحمن بن قعود]ــــــــ[17 - 11 - 09, 01:05 م]ـ
أسباب ضعف الأمة الإسلامية اليوم لابن جبرين رحمه الله
يراد بالضعف هنا ضعف الإيمان وضعف التمسك بالدين والاقتناع من غالب المسلمين بمجرد الانتماء إلى الإسلام دون التحقيق بتعاليمه ولا شك أن لذلك أسباباً عديدية أشدها كثرة الدعاة إلى الفساد والمنكرات والمعاصي بالقول والفعل من أناس ثقلت عليهم الطاعات ومالت نفوسهم إلى الشهوات المحرمة كالزنا وشرب الخمر وسماع الأغاني ونحو ذلك فقاموا بالدعوة إلى الاختلاط وزينوا للمرأة التبرج والسفور وجعلوا ذلك من حقها ودعوا إلى إعطائها الحرية والتصرف في نفسها فجعلوا لها أن تمكن من نفسها برضاها ولو غضب أبوها أو زوجها فلا حد عليها ولا على من زنا بها برضاها وعند الانهماك في هذه الشهوات ثقلت عليهم الصلوات وتخلفوا عن الجمع والجماعات ومنعوا الواجبات وتعاطوا المسكرات والمخدرات مما كان سبباً لضعف الإيمان في قلوبهم وهكذا من أسباب ضعف الأمة الإسلامية كثرة الفتن والمغريات حيث توفرت أفلام الجنس وأصوات المغنين والفنانين والفنانات وصور النساء العاريات أو شبه العراة ولك ذلك سبب الانهماك في هذه المحرمات فضعف الإيمان في القلوب وهكذا من أسباب ضعف الأمة الإسلامية انفتاح الدنيا على أغلب الناس وانشغالهم بجمع الحطام الفاني والإعراض عن العلم والعمل والسعي وراء جمع المال وتنمية التجارات والمكاسب فكان سبباً لنسيان حق الله تعالى وتقديم الشهوات وما تتمناه النفس مع توفر الأسباب والتمكن من الحصول عليها، ومن الأسباب أيضاً ضعف الدعاة إلى الإسلام الحقيقي وقلة ما معهم من العلم الصحيح ورضاهم بأقل عمل مع مشاهدة كثرة الفساد وتمكن المعاصي وكثرة من يتعاطى على مرأى ومسمع من الجماهير ولا شك أن الأمة متى ضعف فيها جانب الإيمان والعمل الصالح وفسدت فطرها وانهمكت في الملاهي والشهوات وأعرضت عن الآخرة فإنها تضعف حسياً ويقوى الأعداء من كل جانب ويسيطرون على ما يليهم من بلاد المسلمين ولا يكون مع المسلمين قوة حسية ولا معنوية تقاوم قوة الأمم الكافرة وذلك ما حصل في كثير من البلاد الإسلامية التي تسلط عليهم الأعداء يسومونهم سوء العذاب وتسلط عليهم ولاة السوء وأذلوهم وقهروهم حتى يرجعوا عن دينهم والله المستعان.(119/295)
استفسار عن كتاب (الأشباه والنظائر)
ـ[آمنة شميس]ــــــــ[17 - 11 - 09, 01:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أيام وقفت على كتاب (الوجوه والنظائر في القرآن العظيم) لمقاتل بن سليمان البلخي تحقيق: الأستاذ الدكتور حاتم الصالح الضامن / طبعة مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث - دبي ولاحظت أنه ذكر في فهرس المصادر الكتاب التالي:
الأشباه والنظائر في الألفاظ القرآنية التي ترادفت مبانيها وتنوعت معانيها: المنسوب غلطا إلى الثعالبي، عبدالملك بن محمد، ت 429، تحقيق محمد المصري (والكتاب لابن الجوزي، طبع باسم: منتخب قرة العيون النواظر ... )
فهل الكتاب ينسب إلى الثعالبي أم ابن الجوزي؟؟ وما سبب الغلط .. أرجو منكم إفادتي
وجزاكم الله خيرا(119/296)
وقفة تأمل تدعو الحاجة إليها
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[17 - 11 - 09, 02:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع أن المتقرر أن العبادات المتعدية كتعليم العلم ودعوة الناس وجهاد أعداء الإسلام بالقلم واللسان والسنان أفضل من العبادات اللازمة التي يقتصر نفعها على العابد وحده، إلا أنه قد تترجح أفضلية العبادة اللازمة في بعض الأحيان ولبعض الأشخاص.
ويقال هذا لأنه قد يوجد في العبادات اللازمة من الخصائص ما لا يوجد في العبادات المتعدية من الإخلاص والبعد عن الرياء ومحاسبة النفس ومراجعتها والبعد ضوضاء الدنيا وصخبها وما إلى ذلك من الأمور التي لا تخفى على المتبصرين.
ولهذا المعنى وغيره جاءت النصوص الشرعية بالاستكثار من العبادات اللازمة خصوصا في زمن الفتنة والتباس الأمور واتباع الهوى كقوله صلى الله عليه وسلم: (عبادة في الهرج والفتنة كهجرة إلي).
وحديث (إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم وخفت أماناتهم وكانوا هكذا - وشبك بين أنامله - فالزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بخاصة أمر نفسك ودع عنك أمر العامة).
وقد ذكر بعض العلماء وأظنه ابن الجوزي أن طول مدارسة المسائل الفقهية الجافة وتشقيقها وكثرة محاورة الخصوم في هذه المسائل مما يقسي القلب.
وإذا كان هذا يقال في مدارسة العلم فكيف يكون حال القلب عند الانغماس في الدنيا والتخليط فيها ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومع طول الطريق وقلة المعين يكون للعبادة اللازمة في وقتها من ترقيق القلب ما لا يخفى خصوصا إذا اقترنت بالمحاسبة الشديدة للنفس ومراجعة الأخطاء واستعراض العيوب والاعتراف لله بالتقصير والحاجة واللجأ إليه سبحانه بفقر وانكسار.
ومن المعلوم أن من خير ما عبد به الله بعد الفرائض العلم الذي يقود إلى خشية الله وتعظيم شعائره.
وشتان بين عبادة الجاهل الذي يؤدي عبادته بمقتضى العادة وبين عبادة العالم الذي يؤدي عبادته باحتساب وتلذذ بما يعلم من الأجر المترتب على هذه العبادة.
ونحن -إخوتي الكرام- مقبلون على أيام فاضلة وردت في فضلها نصوص الكتاب والسنة فينبغي للعاقل التي لا تمر عليه هذه الأيام كغيرها خصوصا مع غفلة الكثيرين عنها وعن فضلها، فلنر الله من أنفسنا خيرا في هذه الأيام الفاضلة ولنعظمها كما عظمها من خلقها.
الرابطان أدناه عبارة عن مطويتين عن عشر ذي الحجة وفضلها وأحكام العيد للشيخ الفاضل عبد الملك القاسم.
نرجو احتساب الأجر في نشرها والدال على الخير كفاعله.
http://www.islamcvoice.com/play.php?catsmktba=3324
http://www.islamcvoice.com/play.php?catsmktba=3322
أسأل الله لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح ونعوذ بالله من علم لا ينفع.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
والسلام(119/297)
سؤال عن بيع المرابحة للواعد بالشراء
ـ[أبو تميم محمد]ــــــــ[17 - 11 - 09, 03:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أحد المصارف فتح شباك لشراء سيارات للراغبين وبيعها لهم عن طريق المرابحة الشرعية وبالتقسيط وهو ما يسمى ببيع المرابحة للواعد بالشراء، وهو أن يذهب الزبون لأحد معارض السيارات التي يحددها المصرف ويختار السيارة التي تعجبه و يحضر فاتورة مبدئية بالسعر ومن ثم يقوم المصرف بشرائها من المعرض ويبيعها للزبون على أقساط معلومة ودفعة أولية معلومة لكلا الطرفان.
الإشكال الوحيد هو أن المصرف لم يمتلك السيارة ملكا تاماً بحيث يحتازها إلى أحد مستودعاته أو مراكزه بل أن الزبون وبعد إتمام الإجراءات يذهب ويستلم السيارة من المعرض الذي أختار منه السيارة.
فهل امتلاك السيارة ملكا تاماً من قبل المصرف بحيث يخرجها من المعرض بعد الشراء ومن ثم بيعها للزبون يعتبر شرطا لصحة العقد؟ أم أن في المسألة تفصيل؟
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[17 - 11 - 09, 04:11 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177524&highlight=%C7%E1%E3%D1%C7%C8%CD%C9(119/298)
سؤالين مهمين في صلاة نرجوا الإفادة
ـ[ابو تركي]ــــــــ[17 - 11 - 09, 06:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
لدي مسالتين وفقنا الله وياكم نرجوا الإفادة
1/رجل منذ تقريباً سنه أو اكثر يحتلم ولا يغتسل ويصلي جهلاً منه هل يعذر بالجهل أما لا؟
2/شباب مستأجرين شقة وكانوا يصلون في نفس الشقة لان المسجد يبعد عنهم تقريباً 10كيلو ولكن بعد ثمانية أشهر عرفوا أنهم لا يصلون إلى القبلة بل كانوا يصلون شرقاً علماً أنهم في المنطقة الوسطي فمالحكم في ذلك هل يعيدون أم ماذا عليهم؟
وفقكم المولى لكل خير.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[17 - 11 - 09, 06:53 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بالنسبة للسؤال الاول: http://islamqa.com/ar/ref/115532/%D9%84%D8%A7%20%D9%8A%D8%BA%D8%AA%D8%B3%D9%84
بالنسبة للسؤال الثاني: http://islamqa.com/ar/ref/43504/%D8%A7%D9%84%D9%8A%20%D8%BA%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D 9%84%D9%82%D8%A8%D9%84%D8%A9
ـ[ابو تركي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 09:28 ص]ـ
مشكور أخي حفظك الله ولكن بالنسبة للسؤال الثاني إذا كان في مدينة ولم يستفسروا عن القبلة بل اجتهدوا هل إجتهادهم هذا في محلة علماً أنه في مدينة. وشكراً
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 09:59 ص]ـ
أما الأول فلا يعذر و يؤمر بالقضاء.
و الثاني كذلك و يؤمرون بالقضاء.
و الله أعلم.
ـ[أبو زكريا يحيى الباكستاني]ــــــــ[18 - 11 - 09, 01:58 م]ـ
أما الأول فلا يعذر و يؤمر بالقضاء.
ما الدليل يا أخي؟ الصحيح أنه يعذر كما ذكر في الفتوى المنقول من موقع إسلام سؤال وجواب.
و الثاني كذلك و يؤمرون بالقضاء
هذا صحيح.
والله أعلم.
وجزاكم الله خيرا.(119/299)
لو افترضنا أن غدا هو الأول من ذي الحجة .. هل نمسك الآن عن
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[17 - 11 - 09, 06:56 م]ـ
الآن وقت صلاة العشاء من ليل الأربعاء الموافق 29/ 11/1430 هـ
ولو افترضنا أن غدا هو أول أيام العشر فهل نمسك الآن أم قبيل منتصف الليل
أم غدا صباحا .... ؟؟؟
فماهو الراجح في هذه المسألة ... ؟؟؟؟
بارك الله فيكم جميعا ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[17 - 11 - 09, 07:42 م]ـ
قال الإمام مسلم في صحيحه:
وَحَدَّثَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو اللَّيْثِىُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِىِّ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلاَلُ ذِى الْحِجَّةِ فَلاَ يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلاَ مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّىَ».
قال الشيخ المنجد حفظه الله في أحد دروسه:
إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره ولا من بشره شيئاً، فهذا يدل على النهي، وظاهره التحريم عن أخذ شيء من الشعر والأظفار والبشرة لكل من أراد الأضحية، ابتداء من أول ليلة الواحد من ذي الحجة، فإذا عرفنا دخول ذي الحجة فمن تلك الليلة، يمتنع المسلم عن هذه الأشياء، إذا كان عنده أضحية أو نواها.
والله تعالى أعلم
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[17 - 11 - 09, 08:55 م]ـ
بارك الله فيك أخي في الله .. !!!!!!!!!(119/300)
إتحافُ الطالِب الحاذِق اللَّبيب، بما يحصِّل العلم الرَّحيب الرَّطيب
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[17 - 11 - 09, 10:09 م]ـ
إتحاف الطالب الحاذق اللبيب، بما يحصِّل العلم الرحيب الرطيب
تحقيق: حسام الحفناوي
--------------------------------------------------------------------------------
إتحافُ الطالِب الحاذِق اللَّبيب، بما يحصِّل العلم الرَّحيب الرَّطيب
للعلامة أبي المواهب جعفر بن إدريس الشريف الكتاني، رحمه الله تعالى
مقدمة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وبعد:
فهذه رسالة لطيفة في الحَثِّ على تَصحيح النِّيَّة في طلب العلم، والاجتهاد في تحصيله، وبيان بعض الآداب التي يَلْزَم طالب العلم أن يَتَحَلَّى بها، وهذا بابٌ عظيمٌ من الأبواب التي اهتم العلماء قديمًا وحديثًا بالتَّصنيف فيه، فمنهم من تناول بعض مسائله، ومنهم من حاول استيعاب هذا الباب.
ومن أشهر التَّصَانيف فيه: "الجامع لأخْلاق الرَّاوي وآدابِ السَّامع" للخطيب البغدادي، و"جامع بيان العلم وفضله" لابن عبدالبر، و"أدب الإملاء والاستملاء" لابن السَّمْعَاني، و"تَعْليم المُتَعَلِّم طريق التَّعَلُّم" للزّرْنوجي، و"تَذْكِرة السَّامع والمُتَكِّلم في أدب العالم والمُتَعَلِّم" لابن جَماعة، و"أدب الطَّلَب" للشَّوْكاني، و"حِلْيَة طالب العلم" للشَّيخ بكر أبي زيد، وغيرها كثير.
والرِّسالة التي معنا لواحدٍ من عُلماء المغرِب، الذين لا نعرف عنهم الكثير؛ إذِ اقتصرت معرفَتُنا بعلماء المغرب والأندلس على أسْماءٍ بعَيْنِها، أمَّا أكْثَرُهم فهم - كما قال بعض العلماء المعاصرين – مظلومون؛ إذْ لا نكاد نعرف عنهم شيئًا، رحِم الله جَميع علماء المسلمين، وجزاهم عن الإسلام خير الجزاء.
وهي مطبوعة على الحجر بفاس، بتصْحيح مؤلِّفها - رحِمه الله تعالى - منذُ أكثرَ من قرن.
ترجمة العلاَّمة الشَّيخ جعفر بن إدريس الكتَّاني
رحمه الله تعالى [1]
هو العَلاَّمة الفقيه، المُحَدِّث، النَّسَّابة، أبو المواهب، جعفر بن إدريس، الكتاني، الحسني، المالكي.
وُلد - رحِمه الله تعالى - بفاس حوالَي سنة ست وأرْبعين ومائتين وألف، وأخَذَ بِها عن كبار مشايخِها، ونَبَغ مبكِّرًا، فتَصَدَّر للتَّدريس والخطابة والإمامة في رَيْعان شبابِه بجامع القرويين، وغيره من جوامع ومساجد وزوايا فاس.
وقد رفض - رحِمه الله تعالى - تَوَلِّي القضاء في أي من مدن المغرب، ومع ذلك فقد ظلَّ المرْجع في الأحكام التي تُستأنف عند سُلطان بلاد المغرب في ذلك الوقْت، وهو السلطان الحسن الأوَّل العلوي، وكان السلطان المذكور قد قَرَّب الشيخ جعفرًا؛ لما رأى من نُبوغه، وصار الشَّيخ أحد رجال مجلس الشورى عنده، وواحدًا من الذين ساهموا في النهضة العلمية والحضاريَّة، التي شهِدَها عصر السلطان المذكور.
وكان عالمًا، ورعًا، مُنْقَبِضًا عن النَّاس، كثيرَ التَّصْنيف، قليلَ التَّدريس، مُهابًا في أعيُن النَّاس، مُحَبَّبًا لهم، يُرْجَع إليْه في النَّوازل والأحكام، ولا يُداهِن أحدًا، وكان يُعرف في عصره بِمالكٍ الصَّغير؛ نظرًا لتَبَحُّره في الفِقْه، ومعرفته بأساليب الاستِدْلال، وحفْظِه لنصوص المذهب، مع ميْله للآثار، واعتِنائه بنوازل الوقْت.
ترك - رحِمه الله تعالى - مؤلَّفات تُقارب المائة، منها: حَوَاشٍ على الصَّحيح، وأُخرى على جامع الترمذي، وصَنَّف "الشِّرْب المُحْتَضَر في رجال القرن السادس عشر"، وله عِدَّةُ أَثْباتٍ ذكر فيها شيوخَه، وكان يروي بالإجازة العامَّة عن الشيخ عابد السِّندي، رحمه الله تعالى.
وكان له - رحِمه الله - دَوْر مهمٌّ في إحْياء تراث علماء المغرب، فقام بتحْقيق وتصحيح مَجموعة من أمَّهات المؤلَّفات، كحاشية المَكُودي على ألفية ابن مالك، وغيره.
خَتَمَ الصحيحين سَرْدًا ودراسة بالزَّاوية الكِتَّانِيَّة بفَاسٍ أَزْيَد من عشرين مرَّة، كما أَقْرَأ بها بَقِيَّة الكتب السِّتة، عدا ابن ماجه.
وكان - رحِمه الله تعالى - سيفًا على رقاب المُتَجَنِّسين بجنسيَّات الكفار، كما قام بدور كبير في تحريض سلطان بلاده على قتال الفرنسيين، عندما حاولوا احتلال موريتانيا، وصَنَّف في ذلك رسالة يَسْتَنْفِر فيها السلطان وجنوده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/301)
توفي - رحِمه الله تعالى - بفاس في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف، عن نَيِّف وسبعين سنة، وخرج جُلُّ أهل فاس في جنازته، ولما بَلَغَت وفاتُه مكةَ المكرمة، صُلِّيَ عليه بالمسجد الحرام صلاة الغائب.
وأنْجَبَ عِدَّة أولادٍ كانوا أطوادًا للعلم، دَرَّسوا وخَطَبوا وأفْتَوا ونَظَموا ونَثَروا وحَدَّثوا [2]، رحم الله الجميع.
صورة الغلاف
صورة الصفحة الأولى
صورة الصفحة الأخيرة
* * * * *
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
حمدًا لمن أخرجنا من الجهل، بمحْض الكرم والجود والفضل، بعدما هَيَّأ أسباب ذلك، ويَسَّرَها لمن أراد فوزه بما هنالك، وصلاةً وسلامًا على مدينة العلم ولُبَابها، وآله وصحبه، سِيَّما نسل بابها [3]، وبعد:
فهذا بعون الله تقييدٌ منيفٌ [4]، ومختصرٌ لطيفٌ ظريفٌ شريف، تَضَمَّن ما يَحتاج إليه طالب العلم، مِمَّا هو سبب في الإدراك والتحصيل والفهْم.
* * * * *
اعلم أنَّ أوَّل ما يحتاج إليه مُتَعَلِّم العلم أن يُصَحِّح نيَّته؛ لينتفع بما يتعلم، وينتفع به من يأخذ عنه، وذلك بأن ينوي بتعلمه:
أ- الخروج من الجهل؛ لأنَّ الله تعالى قال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9].
ب- ومنفعة الخلق؛ لأنَّ النَّبيَّ - عليْه السَّلام – قال: ((خير النَّاس مَن ينفع الناس)) [5].
ج- وإحياء العلم؛ لأن الناس لو تركوا التعلم لذهب العلم؛ قال - عليه السلام -: ((تعلَّموا العلم قبل أن يُرْفَع، ورَفْعُه بذهاب العلماء)) [6].
د- والعمل به؛ لأنَّ العلم آلةٌ للعمل، وطلب الآلة - لا للعمل -لَغو، والعلم بلا عمل وَبال، والعمل بلا علم ضلال.
هـ- ووجه الله تعالى، والدار الآخرة، لا الدنيا؛ قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَاوَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى: 20].
وقال - عليه السلام -: ((مَن كانت نيَّته الدنيا، فَرَّق اللهُ عليه أمره، وجَعَل فَقْرَه بين عينيه، ولم يَأْتِه من الدنيا إلا ما كتب الله له، ومن كانت نِيَّتُه الآخرة، جَمَع الله شَمْلَه، وجَعَل غِناه في قَلْبِه، وأتتْه الدنيا وهي رَاغِمَةٌ ذَليلَةٌ)) [7].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم -: ((من تَعَلَّم علمًا ممَّا يُبْتغى به وجهُ الله - عزَّ وجلَّ - لا يتعلَّمه إلا ليصيبَ به عَرَضًا من الدنيا - لم يجد عَرْفَ – أي: رائحة - الجنة يوم القيامة)) [8].
* * * * *
فإن لم يقدر على تصحيح نيَّته، فالتعلم أفضل من تركه؛ لأنَّه إذا تعلَّم العلم، يُرْجى بأن يُصَحِّح العلمُ نيَّته؛ كما قال مجاهد: "طلبنا هذا العلم وما كان لنا فيه كثيرٌ من النيَّة، ثم رزق الله لنا فيه النيَّة" [9].
على أنَّ الوعيد الوارد إنَّما هو لمن كان أصل عمله الرياء والسمعة والدنيا، أمَّا من كان أصل عمله لله، وعلى ذلك عقد نيته، فلا تضرُّه إن شاء الله الخَطَرات التي تقع بالقلب ولا تُمْلَك، كما قال مالك - رحمه الله.
* * * * *
ولا يُحَصِّل العلم إلا من كان جادًّا في طلبه، بالعناية والمباحثة، والملازمة والنَّصَب، والصَّبر على الطلب، مع هداية الله تعالى وتيسيره؛ كما حكى الله عن سيِّدنا موسى - عليه السلام - أنَّه قال لسيدنا الخضر: {سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً} [الكهف: 69]، وأنَّه قال لفتاه: {آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً} [الكهف: 62].
وقال سعيد بن المسيب: "إنْ كنتُ لأرحل في طلب العلم والحديث الواحد مسيرة الأيَّام والليالي" [10].
وبذلك ساد أهل عصره، وكان يُسمَّى سَيِّد التابعين.
وقال مالك - رحمه الله -: أقمت خَمْس عشرة سنة، أغدو من منزلي إلى منزل ابن هُرْمُز، وأقيم عنده إلى صلاة الظهر [11]، مع ملازمته لغيره، وكثْرة عنايته، وبذلك فاق أهل عصره، وسُمِّي إمام دار الهجرة.
وأقام ابن القاسم [12] مُتغرِّبًا عن بلَده في رحلته إلى مالك عشرين سنة، حتى مات مالك - رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/302)
ورحل أيضًا سُحنون [13]- رحمه الله - إلى ابن القاسم، فكان ممَّا قرأ عليه مسائل المُدَوَّنة والمُخْتَلِطة [14]، وكان سُحنون إذا حَثَّ على طلب العلم والصبر عليه، تَمَثَّل بهذا البيت:
أَخْلِقْ بِذِي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظَى بِحَاجَتِهِ وَمُدْمِنِ القَرْعِ لِلأَبْوَابِ أَنْ يَلِجَا [15]
وفي مختصر المَتِّيطِيَّة [16]: في الحديث "لا يُنال العلم براحة الجسم" [17].
قال يحيى بن يحيى [18]: إنَّ رجلاً من الطلبة ذكر هذا الحديث وهو على بطن امرأته، فنزل عنها قبل أن يقضي حاجته، وأخذ دَفْتَره من العلم يقرؤه.
* * * * *
وإذا أراد الخروج إلى الغربة في طلب العِلْم، فالأفضل له أن يَخرج بإِذْن أبويْه، فإن لَم يأْذَنا له، فلا بأْسَ بالخروج إذا كانا مُسْتَغْنِيَينِ عنه.
وفي حديث مسلم عن أبي هريرة: ((ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة)) [19]، وفيه دليل على استحباب المشي في طلب العلم.
ويُروى أنَّ الله - سبحانه وتعالى - أوحى إلى سيدنا داود - عليه السلام – أنْ: "خذ عصًا من حديد، ونعلين من حديد، وامش في طلب العلم، حتى يتَخَرَّق النَّعْلان، وتنكسر العصا" [20].
وفيه دليلٌ على خدمة العلماء، وملازمتهم، والسفر معهم، واكتساب العلم منهم.
قال الله تعالى حاكيًا عن سيِّدنا موسى - عليه السلام -: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} [الكهف: 66].
وبتعظيم أستاذِه تظهَرُ فيه بركة العلم، وبالاستخفاف به تذهب عنه.
وقال العلاَّمة ابن مرزوق [21] في "شرح البُرْدة" [22]: ولا يَحْصُل العلم إلا مع تَفَرُّغ البال له، وقطْع العلائق التي تشغل عنه، ولذلك كان أيضًا [23] أوقات طلبه الليل، ألا ترى أنَّ أصله إنَّما حَصَل لسيد البشر - صلى الله عليه وسلم - بعد تنقية قلبه من علاقة الدنيا، التي هي حظُّ الشيطان، وذلك تفرغ البال، وأيضًا الليل وقت الخَلَوات، وهدوء الأصوات.
وقال مالك: لا يُنال هذا العلم حتى يُذاق فيه طعْم الفقْر، وذكر ما نزل برَبيعة من الفقر، حتَّى باع خُشُب سَقْف بيته في طلب العلم [24].
وقال سُحنون: لا يَحْصُلُ العلم لمن يأكل حتى يشبع، ولا لمن يَهْتَمُّ بغَسْل ثوبه [25].
وقال ابن عباس: خُيِّر سُليْمان - عليْه السَّلام - بين العلم والمال والمُلك، فاختار العِلْم، فأعْطاه الله تعالى المالَ والمُلك معه [26].
وفي كتاب "الذَّرِيعَة" لابن العِماد [27]: تَكَفَّل الله تعالى برزق طالب العلم؛ أي: تكفلاً خاصًّا، وإلاَّ فالله تعالى تَكَفَّل برزق كلِّ أحد.
وللمرادي [28]:
فَوَائِدُ العِلْمِ يَحْوِيهَا وَيَجْمَعُهَا مَنْ لَمْ يَكُنْ هَمُّهُ أَنْ يَجْمَعَ الذَّهَبَا
أي: المُطْغِي، والذي يُوجب نقصَ حظِّ الآخرة، وأمَّا القَدْرُ الضروري الذي يتَقَوَّى به على العلم، فلا بُدَّ منه، فيَرْضَى بالدُّونِ من العَيْش من غير أن يترك حَظَّ نفسه من الأكل والشرب والنوم.
* * * * *
ولا ينبغي له أن يترك شيئًا من الفرائض، أو يُؤخرها عن وقتها، ولا من السُّنَن والنَّوافل، ولا أن يُؤذي أحدًا لأجل التَّعَلُّم، فتذهب بَرَكة العلم، ولا أن يكون بخيلاً بعلمه، من إعارة كتاب، أو تَفَهُّم مسألة، أو نحو ذلك لمن كان أهلاً؛ لأنَّه يَقْصِد بتَعَلُّمِه أمورًا، من جُملتها: مَنْفَعَةُ الخَلْق في المآل، فلا يمنع منفعته في الحال.
* * * * *
وينبغي له أن يُعَظِّم العلم، ويُقَلِّل معاشرة الناس ومُخالطتهم، ومُباشرة النِّساء ومُخَالَطَتَهُنَّ، ويَشْتَغِل بِما يَعْنِيه، ويَتَذَاكر المسائل مع أصحابه، أو وَحْدَه.
قيل لابن عباس - رضي الله عنهما -: بِمَ أدركتَ العلم؟ قال: بلِسانٍ سَؤول، وقَلْبٍ عَقُول، وفُؤادٍ غيرِ مَلُول، وكَفٍّ بَذُول، وبَدَنٍ في السَّراء والضَّراء صَبُور [29].
ويقال: مَنْ رقَّ وَجْهُه، رقَّ عِلْمُه [30].
وقيل لبعضهم: بِمَ نِلْتَ ما نِلْت؟ قال: ببُكُورٍ كبُكُورِ الغُراب، وتَمَلُّق كتَمَلُّق الكلب، وتَضَرُّع كتَضَرُّع السِّنَّوْر، وحِرْصٍ كحرص الخِنزير، وصَبْر كصبر الحمار [31].
ويستعمل الرِّفق والإنصاف إذا وقعتْ بينه وبين إنسان مُنازعة أو خُصومة؛ ليَظْهَر الفَرْقُ بينه وبين الجاهل، ويُداري الناس؛ إذ خَيْرُهُم مَنْ يُداري، وشَرُّهُم مَنْ يُمَاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/303)
وإنما ينتفع المُتَعَلِّم بكلام العالم إذا كان فيه خِصال التَّواضع في نفسه، والحرص على التَّعَلُّم، والتَّعظيم للعالم، فبتواضعه ينجح فيه العلم، وبحِرْصِه يستخرج العلم، وبتعظيمه يستعطف العلماء.
ويُقال: المُخْتَصُّ بالمُتَعَلِّم من التوفيق أربعة: شِدَّة العِناية، وذكاء القَرِيْحَة [32]، ومُعَلِّمٌ ذو نصيحة، واستواء الطبيعة؛ أي: خُلوُّها من المَيْل لغير ما يُلْقَى إليها.
وإذا جَمَع العالمُ ثلاثًا، تَمَّت النِّعْمَة على المُتَعَلِّم: الصبر، والتواضع، وحسن الخلق، وإذا جمع المتعلم ثلاثًا، تمت النعمة على العالم: العقل، والأدب، وحُسْن الفهم.
ويقال: العلم يَفْتَقِر إلى خمسة أشياء، متى نقص منها شيء، نقص من علمه بقَدْر ذلك، وهي: ذِهْن ثاقب [33]، وشهوة باعثة [34]، وعُمُر، وجِدَة، وأُستاذ.
والجِدَة: الاستغناء، والمُراد به: ما كان من ضروريات المعيشة، التي لا يُتَوَصَّل للعلم إلا به؛ إذ لا يتَفَرَّغ للعلم إلا من كُفي ذلك، والمراد بالفقر في قول مالك: حتى يُذاق فيه طعم الفقر: عدم الزيادة على ذلك القدر.
وله خَمسُ مراتب: أن تذهب وتستمع، ثم أن تسأل فتفهم ما تسمع، ثم أن تحفظ ما تفهم، ثم أن تعمل بما تعلم، ثم أن تُعَلِّم ما تَعْلَم، والله الموفق.
قاله جامِعُه ومُلَفِّقُه، عَبْدُ رَبِّه، جعفر بن إدريس الكِتَّاني، مَنَحَه اللهُ دار التَّهاني، بفَضْله ومَنِّه، آمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] هذه الترجمة مستفادة من كتاب "فهرس الفهارس والأثبات" لمحمد عبدالحي بن عبدالكبير الكتَّاني، رحمه الله تعالى (1/ 186 - 188) ومن الترجمة التي صنعها الشيخ الدكتور حمزة الكتَّاني، وقد أرسل إليَّ بنسخة منها، جزاه الله خيرًا.
[2] من أولاده: العلاَّمة محمد بن جعفر الكِتَّاني صاحب "الرسالة المُسْتَطْرَفَة".
[3] يشير إلى ما رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قوله "أنا مَدينة العِلْم، وعَلِيٌّ بابُها" وفي لفظ "أنا دارُ الحِكْمَة، وعَلِيٌّ بابُها" وهو حديث كذب، لا أصل له؛ كما قال ابن معين، وابن حبان، وحكم عليه بالوضع غير واحد من الأئمة، منهم: ابن طاهر، وابن الجَوْزي، والنَّووي، وابن تَيْمِيَّة، والذَّهَبي، وغيرهم، واسْتَغْرَبَه التَّرمذي بعد أن رواه، ووَصَفَه في بعض نُسَخِه بالنَّكارة، ونقل الأئمَّة الذين خَرَّجَوا الحديث عن البخاري إنكار أن يكون له وجهٌ صحيحٌ، وعن أبي زُرْعَة قوله في هذا الحديث: كم خَلْق افْتُضِحُوا فيه، ووَصَفَه الدَّارقُطني بالاضطراب وعدم الثُبوت، وقال العُقَيْلي: لا يَصِحُّ في هذا المتن حديث.
نعم، صَحَّحَه الحاكم، وحَسَّنَه بمَجْموع طُرُقه العَلائي، وابن حجر.
أمَّا الحاكم، فقد صَحَّح غَيْرَ مَتْنٍ موضوع في مُسْتَدْرَكه، وهذا منها.
وأمَّا تحسين الحديث بمجموع طرقه، فلا يَستقيم مع تصريح الأئمَّة كابن حبان، وابن عدي بأنَّ هذا الحديث إنَّما يُعرف بأبي الصَّلْت الهَرَوي، وإنَّما كَثُرَت طُرُقه لكون سُرَّاق الحديث سرقوه منه، ورَكَّبُوا له أسانيد عِدَّة.
انظر: "المجروحين" لابن حبَّان (2/ 94،152،151)، و"الكامل" لابن عدي (1/ 189،192)، و (2/ 341)، و (3/ 412)، و (5/ 177،67)، و "ضعفاء العُقيلي" (3/ 149)، و"علل الدارقطني" (3/ 247)، و"مجموع الفتاوى" لابن تيمية (4/ 410)، و (18/ 123،377)، و"كشف الخفاء" للعجلوني (1/ 234 - 236)، و"الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص349،348)، و"السلسلة الضعيفة" للألباني (برقم2955).
وكنتُ أنوي تَخريج الحديث هنا، ثم أعْرَضْتُ عن ذلك خَشية الإطالة؛ إذ مثل هذه الرسالة لا تتَحَمَّل مثل هذا التَّطويل، لا من حيث حجمُها، ولا من حيثُ طبيعة موضوعها، فالله المستعان.
[4] ناف الشيء: ارتفع، وأشرف، فلَعَلَّ المصنف أراد وَصْفَ تقييده للرسالة برفعة الشأن، والله أعلم.
وانظر: لسان العرب، مادة (نَوَفَ)
[5] أخرجه الطَّبَرَاني في "الأوسط" (6/ 58)، والقُضَاعِي في "مُسند الشِّهاب" (1/ 108)، (2/ 223)، وأبو سعيد النَّقَّاش في "فوائد العِراقيين" برقم 99، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/ 404)، وغيرهم من حديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - بلفظ ((خير الناس أنفعهم للناس))، وهذا اللفظ جزء من الحديث، وليس هو بتمامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/304)
قال المناوي في فيض القدير (3/ 481)، بعد أن ذكر عزو السيوطي الحديث لمسند الشهاب: وفيه عمرو بن أبي بكر - كذا والصواب عمرو بن بكر- السَّكْسَكي الرَّمْلي، قال في الميزان: واهٍ، وقال ابن عدي: له مناكير، وقال ابن حبان: يروي عن الثِّقات الطَّامَّات، ثم أورد له أخبارًا هذا منها.
قلت: الحديث إنما ذكره السيوطي في هذا الموضع من "الجامع الصغير" مَعْزوًا للقضاعي كما سبق، وقد رواه في موضعين من مسنده ذكرتهما آنفًا بإسنادٍ واحدٍ، وليس فيه السَّكْسَكي المذكور، وإنما وجدته في إسناد ابن عساكر في الموضع المذكور سابقًا.
وأورد ابن حبان هذا الحديث في ترجمته من المجروحين (2/ 79)، بعد أن قال فيه: يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة، وابن جريج، وغيرهما من الثقات - الأَوَابَدَ والطَّامَّات التي لا يَشُكُّ مَنْ هذا الشَّأنُ صِنَاعَتُه أنها مَعْمُولَةٌ أو مَقْلُوبَةٌ، لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ به، وذكر أنه روى هذا الحديث عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر.
لكن الحديث في مسند الشهاب، و كذا المصدرين الآخرين اللذين عزوت إليهما - وهما المعجم الأوسط وفوائد العراقيين - من طريق علي بن بُهرام، عن عبدالملك بن أبي كريمة، عن ابن جريج بالإسناد المذكور، وعبدالملك ثقة.
وقال الطبراني عقب روايته للحديث: "لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا عبدالملك بن أبي كريمة، تَفَرَّد به علي ابن بُهرام". اهـ.
فلعلَّ السَّكْسَكي المذكور سَرَقه من عبدالملك، فرواه، لكن علي بن بُهرام لم أقف على تعديل فيه ولا تجريح، وترجمته في "تاريخ بغداد" (11/ 353)، وذكر أربعة رووا عنه، وإكمال ابن ماكولا (2/ 395)، وقد صَرَّح الهَيْثَمَي في "مَجْمَع الزَّوائد" (10/ 484): أنَّه لم يعرف علي بن بهرام هذا، وذكر في موضع أنَّه لم يقف على من تَرْجَمَه (3/ 614)، والأغرب من هذا أنَّه قال في حديث (8/ 166،165): "رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق عليِّ بن بهرام عن عبدالملك بن أبي كريمة ولم أعرِفْهما، وبقيَّة رجاله رجال الصحيح". اهـ؛ فإنَّ عبدالملك مُتَرْجَم في "تهذيب الكمال" (18/ 396،395).
وقد عَزَا السَّيوطي الحديث في "الجامع الصغير"، في موضع آخر (برقم 11608 بترقيم الجامع مع الزيادة) للدَّارقطني في "الأفْراد"، والضياء في "المختارة"، وحَسَّنَه العَلاَّمة الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (6662، 3289)، وصَحَّحَه في "السلسلة الصحيحة" (426).
وقد رُوي من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - بلفظ ((أَحَبُّ الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس))؛ أخرجه الطبراني في الصغير (2/ 106)، والأوسط (6/ 139)، والكبير (12/ 453)، قال الهيثمي في "المجمع" (8/ 349): "رواه الطبراني في الثلاثة، وفيه سكين بن سراج، وهو ضعيف". اهـ.
قلت: قال البخاري - كما في لسان الميزان (3/ 56) -: منكر الحديث، ونقل الخطيب عن أبي علي الحافظ (14/ 297) مثل قول البخاري، وزاد وَصْفَه بالجََهَالة، وقال ابن حبان في المجروحين (1/ 360): يروي الموضوعات عن الأثبات، وقال أبو نعيم في الضعفاء (ص90) نحو قوله.
وقد رُوي الحديث بإسناد آخر عن ابن عمر، رَكَّبَه أحد الوضّاعين.
انظر "لسان الميزان" (5/ 201).
والحديث حَسَّنَه الألباني في "صحيح الترغيب" (برقم 2623) لغيره، وهو في "السلسلة الصحيحة" (برقم 906).
ورواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحَوائج" (برقم36) عن عبدالله بن دينار عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يُسَمِّ الصَّحابي، وهو من التابعين، وكان مولى لابن عمر، وقد سبق أنَّ الحديث روي عنه.
ورُوي من حديث أنس بلفظ "الخلق عيال الله، فأحبهم إليه أنفعهم لعياله"؛ رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (بغية الباحث 2/ 857)، وأبو يعلى في مسنده (6/ 65)، وابن عدي في "الكامل" (7/ 153)، والقضاعي في مسنده (2/ 255)، والبيهقي في "الشُّعَب" (6/ 43،42) وغيرهم.
قال ابن عدي - بعد أن أورد هذا الحديث ضمن أحاديث أخرى في ترجمة يوسف بن عطية -: "وكلُّها غير محفوظة"، وقال البيهقي: "تَفَرَّد به يوسف بن عطية"، وضعَّفه النَّوَوي في فتاويه، وقال الهيثمي في "المجمع" (8/ 349): "رواه أبو يعلى، والبزَّار، وفيه يوسف بن عطيَّة الصَّفَّار، وهو متروك".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/305)
ووافق السيوطي في "الدرر المنتثرة" (ص214) الزَّرْكَشي على تضعيفه، وقد ذكر الذهبي في "الميزان" (4/ 469) هذا الحديث من مناكير يوسف بن عطية.
وقد رُوي هذا الحديث من حديث ابن مسعود - رضي الله عنهما - مرفوعًا بنحوه؛ أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5/ 356)، و"الكبير" (10/ 86)، وابن عدي في "الكامل" (6/ 341)، والبيهقي في "الشُّعَب" (6/ 43) وضَعَّفَه.
قال ابن عدي في "الكامل" في ترجمة موسى بن عمير: "وعامَّة ما يرويه مما لا يُتابعه الثِّقات عليه".
وقال ابن حبان في "المجروحين" عنه (2/ 238): "كان ممن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، حتَّى ربَّما سبق إلى قلب المستمع لها أنه كان المتعمد لها"، ثم أورد هذا الحديث.
وقال ابن الجوزي: "حديث لا يصح"، وقال الهيْثمي في "المجمع" عن روايته عند الطبراني في "الأوسط"، و"الكبير" (8/ 349): "وفيه موسى بن عُمير، وهو أبو هارون القرشي متروك".
وقد ضَعَّف الألباني في "الجامع الصغير" (برقم 2946) حديث أنس، وابن مسعود جدًا.
ورُوي من حديث الحسن البصري مرسلاً بنحو حديث أنس، وابن مسعود، أخرجه عبدالله بن أحمد في زوائد الزهد (الجامع الصغير مع الزيادة 172)، قال المناوي في "فيض القدير" (1/ 174): بإسناد ضعيف، لكن شواهده كثيرة، وحَسَّنَه الألباني في "صحيح الجامع" (برقم 172) ولعلَّه لشواهده المذكورة.
وعزاه في "كشف الخفاء" (2/ 200) للطبراني، من حديث زيد بن خالد - رضي الله عنهما - بلفظ حديث جابر بن عبدالله، ولم أجده فيه.
وعزاه في "الكنز" (برقم 16170) للديلمي من حديث أبي هريرة، وللخطيب من حديث ابن عباس (16171).
قال ابن حجر المكي في "الفتاوى الحديثية" (ص159): "ورد من طرق كثيرة، لكنها ضعيفة".
تنبيه: لفظ الحديث الذي ذكره المصنف أعلاه قال عنه العَجْلوني في "كشف الخفاء" (2/ 234): "لم أرَ من ذكر أنَّه حديث أو لا، فليُراجع، لكن معناه صحيح". اهـ.
ولم أقف على اللفظ المذكور في شيء من الكتب.
أمَّا صحَّة معناه، فهي واضحة؛ ولذلك فإنَّ العلماء المحقِّقين لا زالوا يُردِّدون مَضْمَونه في تصانيفهم، وإن لم ينسبوه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا شكَّ أنَّ كلَّ ما قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم - حق، ولكن ليس كل حق قاله الرَّسول، فلا ننسب له إلا ما صَحَّتْ نسبته إليه - صلى الله عليه وسلم.
[6] أخرجه الدارمي في مسنده (1/ 90)، وأحمد في "الزهد" (ص144)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 113)، والبيهقي في "الشعب" (2/ 73)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من (47/ 132)، ومن طريقٍ آخر (47/ 172)، من طرق عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - موقوفًا. قال حسين سليم أسد في تعليقه على الدارمي: "إسناده ضعيف لانقطاعه؛ سالم لم يُدرك أبا الدرداء - فيما نعلم".
قلت: قد رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 213)، من طريق معاوية بن قرة، عن أبيه، عن أبي الدرداء، وظاهر إسناده النظافة، عدا شيخ أبي نعيم، وشيخ شيخه، فلم أقف على تراجِمهم إلى الآن.
ورواه الحافظ أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (2/ 651) من حديث أبي أمامة مرفوعًا بلفظ: "خذوا العلم قبل أن يُقبض؛ فإن قَبْض العلم ذهابُ العلماء"، وهو من رواية القاسم بن عبدالرحمن الشامي عنه، وقد كان أحمد يحمل في المناكير المروية من طريق القاسم عليه، وذكر غير واحد أن البلاء إنما يكون ممن رووا عنه من الضعفاء، لا منه، لكن الراوي عنه هنا هو الوليد بن عبدالرحمن بن أبي مالك، وقد وثقه كثير من الأئمة، كما أن في إسناده مؤمل بن إسماعيل، وهو مع صدقه وإمامته في السُّنَّة كَثُر خطؤه، حتى قال البخاري عنه: منكر الحديث، وفي إسناده كذلك حجاج بن أرطاة، وهو صدوق كثير التدليس، وكان يُخطئ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/306)
وعلى كل حال، فإن هذا المعنى – أي: ذهاب العلم بذهاب العلماء - قد جاء في عدة أحاديث مرفوعة، وآثار موقوفة، ومن أشهرها - وهو أصَحُّها إن شاء الله -: ما أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب: كيف يُقبض العلم (100)، ومسلم في كتاب العلم أيضًا، باب: رفع العلم وقبضه (2673)، من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما – مرفوعًا: ((إن الله لا يَقْبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقْبض العلم بقَبْض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالمًا، اتخذ الناس رؤوسًا جُهَّالاً، فسُئِلوا، فأفتوا بغير علمٍ، فضَلُّوا، وأضَلُّوا))، وهذا لفظ البخاري في الموضع المذكور.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" في شرحه للحديث (1/ 195)، وكذا في شرحه للحديث لمّا أعاده البخاري في باب: "ما يُذكر من ذَمِّ الرأي" (13/ 283 - 286) - آثارًا أخرى في هذا المعنى، والموضع الأخير أكثر استيفاءً.
[7] ورد من حديث أنس بن مالك، وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء - رضي الله عنهم - ومن حديث الحسن البصري مرسلاً.
فأما حديث أنس، فورد من طريق يزيد الرَّقاشي عنه مرفوعًا، ومن طريق إسماعيل بن مسلم المكي، عن الحسن وقتادة، كلاهما عنه مرفوعًا.
فأخرجه الترمذي (4/ 642)، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (برقم 399،353)، وهناد في "الزهد" (2/ 355)، وابن الأعرابي في "الزهد" (برقم73)، وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 307،308) من طرق عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي عنه، والربيع صدوق سيء الحفظ، ويزيد الرقاشي ضعيف مع زهده وورعه، وكان شعبة يَحْمِل عليه بشدة، ويُشَبِّهه بأبان أبي عياش، وأبان متروك، وروى أبو طالب عن أحمد قال: لا يكتب حديث يزيد الرقاشي، فقال أبو طالب: لم تُرِك حديثه؟ لهوى كان فيه؟ قال: لا، ولكن كان منكر الحديث.
قال الحافظ المنذري في الترغيب (4/ 57): رواه الترمذي عن يزيد الرقاشي عنه، ويزيد قد وُثِّق، ولا بأس به في المتابعات. كذا قال، ثم عزاه للبزار.
وأخرجه هناد في "الزهد" (2/ 354)، وابن الأعرابي في "الزهد" (برقم 72)، وابن عدي في "الكامل" (1/ 284)، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 796) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن الحسن وقتادة، عن أنس.
قال ابن عدي في آخر ترجمته من "الكامل" - بعد أن أورد له عدة أحاديث هذا منها -: "وأحاديثه غير محفوظة عن أهل الحجاز والبصرة والكوفة؛ إلا أنه ممن يُكتب حديثه"، وقال ابن الجوزي في "العلل": هذا حديث لا يصح، قال ابن المديني: لا يُكتب حديث إسماعيل بن مسلم، وقال النسائي: متروك الحديث.
وقد روي هذا الحديث عن قتادة عن أنس، من غير طريق إسماعيل بن مسلم، أخرجه ابن الأعرابي في "الزهد" (برقم73)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 100)، من طريق داود بن المحبر، عن همام، عن قتادة، عن أنس، وداود كذاب.
وقد رواه الطبراني في "الأوسط" (8/ 363) من طريق أيوب بن خوط، عن قتادة به، وأيوب متروك.
وقد صحح الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (3/ 127) حديث أنس لغيره.
وأما حديث زيد بن ثابت، فأخرجه أحمد في مسنده (5/ 183)، وفي "الزهد" (ص33)، وابن ماجه (2/ 1375)، والدارمي في مسنده (1/ 86)، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (برقم 352)، وابن حبان في صحيحه (2/ 454)، والطبراني في الكبير (5/ 143)، والبيهقي في الشعب (7/ 288)، وتمام في فوائده (2/ 175)، كلهم من طرق عن عبدالرحمن بن أبان بن عثمان، عن أبيه، عن زيد.
قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (4/ 56): رواه ابن ماجه، ورواته ثقات، ثم ذكر لفظ الطبراني، وقال: رواه بإسناد لا بأس به، وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه": إسناده صحيح، رجاله ثقات، وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (4/ 164): أخرجه ابن ماجه من حديث زيد بن ثابت بإسناد جيد، وصَحَّحه الألباني في "صحيح ابن ماجه" (برقم 3313).
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7/ 202،201)، وأبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" (1/ 345)، وابن عساكر في تاريخه (43/ 545) من طرق عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن زيد، قال الهيثمي في "المجمع" (10/ 432): رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله وُثِّقوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/307)
قلت: الأمر كما قال، عدا شيخ الطبراني، فلم أقف على ترجمته، والعبارة التي قالها الهيثمي - رحمه الله تعالى - لا تكفي للحكم على الحديث بالصحة أو الحسن، فقد يكون الرجال موثقين، والحديث شاذًّا أو معللاً، فضلاً عن كون وصفهم بهذه العبارة أقلَّ مرتبة من توثيقهم، وهذا متحقِّق في إسناد هذا الحديث، فإن فيهم من تُكُلِّمَ فيه.
ففي إسناد الحديث موسى بن عامر، وهو وإن كان ابن حبان قد ذكره في الثقات؛ إلا أن أبا داود السجستاني كان لا يحدث عنه، ووصفه ابن عدي بأن عنده أفراد وأحاديث يَعِزُّ وجودها عند غيره، وهذا من ابن عدي فيه إشارة إلى وقوع الغرائب والمناكير في مروياته.
وفي إسناد الحديث عنده كذلك عراك بن خالد بن يزيد، قال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بقوي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أغرب وخالف، وذكر المزي في ترجمته من "تهذيب الكمال" (19/ 544): أن أبا داود قد أخرج له هذا الحديث في القَدَر.
أما حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5/ 186)، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 227)، قال الهيثمي في "المجمع" (10/ 433): رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه محمد بن سعيد بن حسان المصلوب، وهو كذاب، وقال الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (2/ 161): موضوع.
أما مرسل الحسن البصري، فقد رواه عبدالله في زوائد الزهد (ص33)، وروى الإمام أحمد في "الزهد" (ص286) لفظًا قريبًا منه مع بعض اختلاف من حديث الحسن مرفوعًا أيضًا.
ورواه الدارمي في مسنده (1/ 108) عن الحسن مقطوعًا، ولم يرفعه.
ومعلوم أن مراسيل الحسن البصري - رحمه الله تعالى - من أوهى المراسيل عندهم.
تنبيه: اللفظ الذي ذكره المصنف الظاهر أنه أورده من حفظه، ولم أقف في أي من طرق الحديث على لفظ "ذليلة" في آخره، وإنما هذا شرح لمعنى الكلمة الأخيرة من الحديث"راغمة"
[8] أخرجه أبو داود (2/ 346)، وابن ماجه (1/ 92)، وأحمد في مسنده (2/ 338)، وابن حبان في صحيحه (1/ 279)، والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 466)، والحاكم في "المستدرك" (1/ 160)، وغيرهم من طرق، عن فُليح بن سليمان، عن أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا.
قال العقيلي - بعد أن رواه في ترجمة فليح -: الرواية في هذا الباب لينة.
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (10/ 399) - بعد أن أورد كلام العقيلي -: "هذا الحديث على نكارته على شروط الشَّيخين، ولم يخرجاه". اهـ. كذا قال.
وقال الحاكم في "المستدرك": هذا حديث صحيح، سنده ثقات على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال النَّووي في "التبيان في آداب حملة القرآن" (ص13): رواه أبو داود بإسناد صحيح، وقال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (1/ 39): أخرجه أبو داود وابن ماجه بإسناد جيد.
وأخرجه الدارمي في مسنده (1/ 92) من طريق محمد بن عمارة بن حزم، عن أبي طوالة عبدالله بن عبدالرحمن مرسلاً أو معضلاً، قال الدارقطني في "العلل" (11/ 10) - بعد أن ذكر رواية فليح الموصولة المسندة، ثم هذه الرواية المرسلة -: "المرسل أشبه بالصواب".
وقد صَحَّح الألباني في "صحيح الترغيب" (1/ 25) الحديث لغيره.
[9] رواه الدارمي في مسنده (1/ 113)، والفَسَوي في "المعرفة والتاريخ" (1/ 712)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (57/ 37،36)، وذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام"، في ترجمة الإمام مجاهد بن جبر (7/ 237)، وقد حَسَّن إسناده حسين سليم أسد في تعليقه على الدارمي.
وقد رواه خيثمة الأطرابلسي في حديثه (ص170)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (2/ 267) عن حبيب بن أبي ثابت، وهو أيضًا تابعي ثقة، فقيه، جليل القدر.
[10] أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (2/ 381)، (5/ 120)، وابن أبي خيثمة في تاريخه - كما في التعديل والتجريح للباجي (3/ 1083) - والخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (برقم 44،42،41)، وفي "الجامع لأخلاق الراوي" (2/ 226برقم 1688)، من طرق عن مالك بن أنس أنَّه بلغه أن سعيد بن المُسيّب قال، فذكره بنحوه.
ورواه الخطيب في "الرحلة" (برقم43)، و"الجامع" (برقم 1689) من طريق خالد بن نزار، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب موصولاً.
وخالد ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 224،223)، وقال: يُغرب ويُخطئ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/308)
وفي أحد ألفاظ الأثر "إن كنت لأغيب"، وليس في شيء من ألفاظه لفظة "العلم" المذكورة أعلاه.
[11] لم أقف على أثر بهذا اللفظ إلى الآن، ولكن رواه محمد بن مخلد في "ما رواه الأكابر عن مالك بن أنس" (ص58) بلفظ "رُحْتُ إلى الظهر من بيت ابن هرمز اثنتي عشرة سنة"، وأورده الذهبي في ترجمة عبدالله بن يزيد بن هرمز من "تاريخ الإسلام" (8/ 159)، وهو المراد هنا، لا عبدالرحمن بن هرمز الأعرج، صاحب أبي هريرة.
وعبدالله بن يزيد بن هرمز كان أحد فقهاء المدينة وصالحيها، ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 12)، وابن شاهين في الثقات (ص131)، ونقل عن أبي مُسْهِر توثيقه، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، يُكتب حديثه، وهو أحد فقهاء أهل المدينة، وذكر ابن عبدالبر في "التَّمهيد" (19/ 171): أنَّ مالكًا لم يرو في الموطأ حديثًا واحدًا مسندًا عن عبدالله بن يزيد، والله أعلم.
وذكر القاضي عياض في ترتيب المدارك (1/ 81)، نقلاً عن بهلول بن راشد - وهو واحد من كبار أصحاب مالك - رواية فيها: أنَّ مالكًا جالس ابن هرمز ثلاث عشرة سنة، وقيل: ست عشرة، ونقل القاضي (1/ 55) عن مالك أنه قال: إن كان الرجل ليختلف للرَّجُل ثلاثين سنة يتعلَّم منه، قال الراوي عنه: فظنَنَّا أنَّه يريد نفسه مع ابن هرمز.
ونقل عن مصعب الزبيري أنَّ مالكًا قال: كنت آتي ابن هرمز بكرة، فما أخرج من بيته حتى الليل، وهذا القول الأخير قد رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 287).
وأورد الذهبي أيضًا في ترجمة مالك من تاريخه قول مالك: جلست إلى ابن هرمز ثلاث عشرة سنة، وكنت قد اتخذت في الشتاء سراويل، محشوًا، كنا نجلس معه في الصحن في الشتاء.
[12] هو الإمام، أبو عبدالله عبدالرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة، العُتَقي، المصري، الفقيه، راوية المسائل عن مالك، قال النسائي: ثقة مأمون، أحد الفقهاء، وقال ابن حبان: كان خَيِّرًا فاضلاً، ممن تَفَقَّه على مذهب مالك، وفَرَّع على أصوله، وذَبَّ عنها، ونصر من انتحلها، وقال أبو زرعة الرازي: ثقة، رجل صالح، كان عنده ثلاثمائة جلد أو نحوه عن مالك مسائل.
تُوفي سنة إحدى وتسعين ومائة.
انظر: ترتيب المدارك (2/ 433 وما بعدها)، وتهذيب الكمال (17/ 344 - 346).
وأمَّا كونه صحب مالكًا عشرين سنة، فقد قال هذا الإمام أبو إسحاق الشيرازي في "طبقات الفقهاء" (ص150)، وقد نقل المزي في "تهذيب الكمال" (17/ 346)، عن الحافظ أبي نعيم بإسناده إلى ابن القاسم أنه قال: خرجت إلى مالك بن أنس اثنتي عشرة خَرْجَة، أنفقت في كل خَرْجَة ألف دينار.
[13] هو الإمام، أبو سعيد، عبدالسلام بن سعيد بن حبيب، التنوخي، المغربي، الملقب بسحنون، وهو اسم نوع من أنواع الطيور، راوية مسائل مالك عن ابن القاسم.
وترجمته في ترتيب المدارك (2/ 585 وما بعدها) مطولة، وثناء العلماء عليه كثير جدًا، وأفرده بعضهم بالتصنيف، كأبي العرب القيراوني، وكان سيد أهل المغرب، وهو الذي نشر علم مالك بالمغرب - رحمه الله تعالى - وكان إلى جانب حفظه وفقهه، وورعه وزهده، وكرم أخلاقه وصرامته في الحق، وتجافيه عن السلاطين - مرابطًا مجاهدًا كشيخه ابن القاسم، وكم من علماء رابطوا في الثغور، وجمعوا بين عقد الدروس وتقديم النفوس والرؤوس، ولا يحصيهم إلا الله تعالى، رحمهم الله وأجزل لهم المثوبة.
وقد خرج سحنون إلى ابن القاسم وهو ابن خمس وعشرين سنة، وقدم من عنده وهو ابن ثلاثين سنة.
[14] قال الشيرازي: اقتصر النَّاس - يقصد المتفقِّهين على مذهب مالك في تلك الطبقة وما بعدها - على التفقُّه في كتب سحنون، ونظر سحنون فيها نظرًا آخر، فهَذَّبَها، وبَوَّبها، ودَوَّنها، وألحق فيها من خِلاف كبار أصحاب مالك ما اختار ذكره، وذيَّل أبوابها بالحديث والآثار، إلا كتباً منها مُفَرّقة، بقيت على أصل اختلاطِها في السَّماع، فهذه هي كتب سحنون: المُدَوَّنة والمُخْتَلِطة، وهي أصل المذهب، المُرَجَّح روايتها على غيرها عند المغاربة، وإيَّاها اختصر مُخْتَصِروهم، وشرح شارِحُوههم، وبها مُناظرتهم ومُذاكرتهم.
وانظر: "طبقات الفقهاء" للشيرازي (157،156)، و"ترتيب المدارك" (2/ 585).
[15] البيت من قصيدة لمحمد بن بشير الرِّياشي.
انظر: "البيان والتبيين" للجاحظ (ص390)، و"ديوان الحماسة" (2/ 34)، و"الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني (14/ 43).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/309)
[16] متِّيْطَة: قرية بناحية من الجزيرة الخضراء بالأندلس، منها الفقيه القاضي، أبو الحسن، علي بن عبدالله بن إبراهيم، الأنصاري، المالكي، المُتَوَفَّى بشريش بالأندلس سنة سبعين وخمسمائة، مُصَنِّف كتاب (النهاية والتمام في معرفة الوثائق والأحكام)، والذي اختصره الإمام ابن هارون الكناني المالكي.
انظر ترجمته في "إيضاح المكنون" (2/ 693)، و"شجرة النور الزكيَّة" (1/ 163)، و"معجم المؤلفين" (7/ 129).
[17] رواه مسلم في صحيحه، كتاب: الصلاة، باب: أوقات الصلوات الخمس، عن يحيى بن يحيى، عن عبدالله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه مقطوعًا (برقم612) بلفظ: "لا يستطاع العلم".
وقد ورد هذا الأثر بلفظ "لا ينال العلم" في بعض الكتب؛ كـ "الشذا الفَيَّاح" للبرهان الأبناسي (1/ 404)، و"تدريب الراوي" (2/ 141)، وبعض كتب ابن القيم؛ كـ "تحفة المودود" (ص241)، ولم أجدْه بِهذا اللفظ في شيء من الكتب المسندة، والله أعلم.
ولم أقف على أحد ذكر هذا الكلام مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ الظاهر من قول المُصَنِّف: "في الحديث" أنَّه مرفوع، مع أنَّ هذه العبارة تطلق في كلام المتقدمين على الموقوفات، والمقاطيع، لكن غلب على المتأخرين إطلاقها في حقِّ المرفوعات، والله أعلم.
وقد أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/ 215) عنه بلفظ "كان يقال" فذكره، فهو على هذه الرواية مِنْ نقله، لا من قوْله، لكن رواية مسلم قد تقدَّمت.
وعن سبب رواية مسلم لهذا الأثر المقطوع - والمقطوع هو ما روي عن التابعين فمن بعدهم من الأقوال موقوفًا عليهِمْ من أقوالهم - مع أنَّ هذه ليست عادة مسلم في صحيحه انظر: "شرح النووي" (5/ 113).
وقد اشتهر استشهاد الإمام أبي حاتم الرازي بهذه العبارة في موقف حدث له في أثناء رحلته إلى مصر في طلب العلم، وفيه شَحْذٌ للهِمَم القاصرة، أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (35/ 361).
[18] المشهورون بهذا الاسم ثلاثة، وهم:
يحيى بن يحيى الغساني: إمام أهل دمشق، وفقيههم، وسيدهم، المتوفى سنة خمس وثلاثين ومائة، المترجم في "تَهذيب الكمال" (32/ 37 - 40).
ويحيى بن يحيى النيسابوري: الإمام الحافظ الجليل، وترجمته في "تَهذيب الكمال" (32/ 31 - 36)، والرَّاجح: أنَّه هو المقصود هنا؛ لأنَّه شيخ مسلم في هذا الأثر كما مرَّ.
والثَّالث هو الإمام يحيى بن يحيى الليثي القرطبي: الفقيه المالكي، وهو من أشهر رواة الموطَّأ عن مالك، بل هو الذي أظهر الله على يديه مذهب مالك في بلاد الأندلس.
انظر ترجمته في "ترتيب المدارك" (2/ 534 وما بعدها)، و"تاريخ الإسلام" (17/ 414 - 417).
ولم أقِفْ على قصَّة هذا الطَّالب إلى الآن.
[19] أخرجه مسلم، كتاب: الذكر، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن (2699).
[20] أخرجه الخطيب البغدادي في "الرحلة في طلب الحديث" (برقم 9)، ومن طريقه ابن عبدالدائم في مشيخته (برقم 46)، عن أبي مطيع معاوية بن يحيى، وهو أبومطيع، معاوية بن يحيى، الأطرابلسي، الدمشقي، المترجم في "تهذيب الكمال" (28/ 224 - 226).
وأخرج الدارمي في مسنده (1/ 149) عن عبدالله بن عبدالرحمن القشيري قال: قال داود النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قل لصاحب العلم يتخذ .. "، فذكره.
قال محقق الدارمي: إسناده مظلم.
وأخرج ابن أبي الدنيا في التفكر والاعتبار (كما في تفسير ابن كثير3/ 305) عن مالك بن دينار: أنَّ الله - تعالى - أوْحى إلى موسى - عليْه السَّلام - فذكر نحو هذا الأثر، غير أن الله تعالى حَثَّه في هذا الخبر على طلب العبر والآثار، لا العلم.
وأمثال هذه الأخبار المأخوذة عن كتب بني إسرائيل - إذا لم يكن فيها ما يخالف الكتاب والسنة - فهي تُروى ولا تُصَدَّق ولا تُكَذَّب، وإنما يُستأنس بها فقط في أخذ العِبِر والعِظات ونحوها.
وأخرج الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص40) جزءًا منه من كلام عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما.
وافترى الوضَّاعون حديثًا مرفوعًا نسبوه إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – فيه: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلَّم - أمر عليًّا - رضِي الله عنْه - باتِّخاذ نعلَيْن من حديد، وعصًا من حديد في طلب العلم حتَّى تفنيا.
قال ابن تيمية في "الفتاوى" (18/ 382): ليس هذا من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وانظر: "الفوائد المجموعة" (ص285).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/310)
[21] هو أبو عبدالله، محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق، التلمساني، المالكي، المولود سنة إحدى عشرة وسبعمائة، والمتوفى سنة إحدى وثمانين وسبعمائة، وترجمته في "إنباء الغمر" لابن حجر (1/ 75)، و"نفح الطيب" للمقري (5/ 420 - 433).
[22] شرحه على بُردة البوصيري يُسمى بـ (الاستيعاب لما فيها من البيان والإعراب)، وله شرح آخر يسمى: (إظهار صدق المودة في شرح قصيدة البُردة)، وقد وصف حاجي خليفة في "كشف الظنون" كلا الشرحين بالعظمة.
انظر: "كشف الظنون" (2/ 1331)، وشروحات البردة كثيرة جدًا.
وقد وقع في البردة من الغلو في النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لا يُنكره مُنْصِف، انظر إلى قوله:
دَعْ ما ادَّعَتْهُ النَّصَارَى فِي نَبِيِّهِمُ وَاحْكُمْ بِمَا شِئْتَ مَدْحًا فِيهِ وَاحْتَكِمِ
فكأنَّه ظنَّ أنَّ الغلوَّ المنهيَّ عنْه في النَّبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – هو: أن تعتقِد فيه ما اعتقده النَّصارى في المسيح، من أنَّه هو الله - تعالى الله عن ذلك - أو أنَّه ابن الله - جَلَّ الله عن الولد - وما سوى ذلك من المدْح والإطْراء المبالغ فيه، فلا يَعُدُّه البوصيري غلوًّا، وقوله:
يَا أَكْرَمَ الخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ سِوَاكَ عِنْدَ حُدُوثِ الحَادِثِ العَمَمِ
إِنْ لَمْ تَكُنْ فِي مَعَادِي آخِذًا بِيَدِي فَضْلاً وَإِلاَّ فَقُلْ يَا زَلَّةَ القَدَمِ
فَإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضُرَّتَهَا وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ
والغلوُّ في المدح لم يقتصر على النبي - صلّى الله عليه وسلَّم - بل شمِل الصالحين والأولياء، ومن قرأ شيئًا من الأشْعار التي قيلت في الشَّيخ عبدالقادر الجيلاني - رحمه الله تعالى - مثلاً، علم ذلك، هذا فضلاً عن غلوِّ الشيعة - الإسماعيلية منهم والإماميَّة - في أئمَّتهم، وإضفاء صفات الألوهية عليهم، بل رأينا من يُصَرِّح بذلك، كقول بعض شعراء الرَّوافض المعاصرين مُخاطبًا عليًّا - رضي الله عنْه -:
أَبَا حَسَنٍ أَنْتَ عَيْنُ الإِلَهِ وَعُنْوَانُ قُدْرَتِهِ السَّامِيَهْ
وَأَنْتَ المُحِيطُ بِعِلْمِ الغُيُوبِ فَهَلْ عَنْكَ تَعْزُبُ مِنْ خَافِيَهْ
لَكَ الأَمْرُ إِنْ شِئْتَ تُنَجِي غَدًا وَإِنْ شِئْتَ تَسْفَعُ بِالنَّاصِيَهْ
وقال آخر - وهو يتكلَّم عن عليٍّ رضِي الله عنْه -:
إِنْ قُلْتُ ذَا بَشَرٌ فَالعَقْلُ يَمْنَعُنِي أَخْشَى مِنَ اللهِ فِي قَوْلِي هو اللهُ
[23] كذا بالأصل، ولعلَّ ثمَّة سبق قلَم من المصنِّف - رحمه الله تعالى - وأظنُّ صوابها (أفضل).
[24] نقل القاضي عياض في ترتيب المدارك (1/ 100) عن ابن القاسم: أن مالكًا قال: "لن يُنال هذا الأمر حتى يُذاق فيه طعم الفقر"، ونقل عن ابن القاسم أيضًا (1/ 54) أنَّه قال: "أفضى بمالك طلب العلم إلى أن نَقَض سقف بيته، فباع خشبه، ثم مالت عليه الدنيا بعد".
قال القاضي عياض: وروي مثل هذا عن ربيعة.
وربيعة المذكور هنا: هو الإمام التابعي الجليل، ربيعة بن أبي عبدالرحمن، القرشي، التَّيْمِي، مولى آل المُنْكدر، المعروف بربيعة الرأي، وكان من كبار فقهاء المدينة والمُفتين فيها، المتوفى سنة ست وثلاثين ومائة - رحمه الله تعالى.
انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (9/ 123 - 130).
وممن اشتهر عنه نحو هذا: الإمام أبو عبدالرحمن، عبيد الله بن محمد بن حفص، القرشي، البصري، المعروف بابن عائشة، روى الخطيب البغدادي في تاريخه (10/ 316): أنَّ يعقوب بن شيْبة قال: أنفق ابن عائشة على إخوانِه أربعمائة ألف دينار في الله - عزَّ وجلَّ - حتَّى التجأ إلى أن باع سقف بيته.
وانظر: "تهذيب الكمال" (10/ 316).
[25] نقل القاضي عياض في "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" (1/ 72) عن سحنون أنه قال: "لا يصلح العلم لمن يأكل حتى يشبع".
[26] أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/ 275،274) من حديث ابن عبَّاس - رضي الله عنهما - مرفوعًا، وعزاه السيوطي في "الجامع الصغير" (الجامع مع الزيادة 6678) للديلمي في "مسند الفردوس"، قال الألباني في "ضعيف الجامع" (2933): موضوع.
قال المناوي في "فيض القدير" (3/ 500): وذكره ابن عبدالبر مُعَلَّقًا. اهـ.
قلت: إنَّما وجدته في "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 237) معلَّقا عن عبدالله بن المبارك - رحمه الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/311)
أمَّا مجيء الخبر موقوفًا على ابن عباس - رضي الله عنهما - فلم أقف عليه في شيء من الكتب المسندة، وإنَّما ذكره موقوفًا كثيرٌ من المُصَنِّفين، كالغزالي في "الإحياء" (1/ 7)، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (17/ 300)، والآلوسي في "روح المعاني" (28/ 29).
[27] ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون" (1/ 826) باسم "الذريعة إلى معرفة الأعداد الواردة في الشريعة"، ومُصَنِّفه هو الإمام، شمس الدين محمد بن شهاب الدين أحمد بن عماد، الأقفهسي، المصري، الشافعي، المتوفى سنة سبع وستين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
انظر ترجمته في الضوء اللامع للسخاوي (7/ 24)
[28] من المشهورين بهذه النسبة: الإمام بدر الدين، أبو محمد، حسن بن قاسم بن عبدالله، المرادي، المصري، المالكي، اللغوي، المعروف بابن أم قاسم، المتوفى سنة تسع وأربعين وسبعمائة، صاحب كتاب "الجَنَى الداني في حروف المعاني"، المطبوع بمطبعة الجوائب، لصاحبها أحمد فارس الشدياق - رحمه الله تعالى - وكذا الإمام أبو الفضل، محمد خليل بن علي بهاء الدين، المرادي، البخاري، الدمشقي، الحنفي، المتوفى سنة ست ومائتين وألف، صاحب كتاب "سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر".
[29] أخرج عبدالله بن أحمد في "زوائد فضائل الصحابة" (برقم 1903) جزءًا منه، وقد ذكر هذه العبارة عن ابن عباس كثير من المصنفين، فما رأيتهم ذكروا ما يزيد على هذا.
وقد أخرج عبدالرزاق في "المصنف" (11/ 241)، ومن طريقه أحمد في "فضائل الصحابة" (2/ 844 برقم 1555)، والحاكم في "المستدرك" (3/ 621) عن الزهري: أن عمر بن الخطاب وصف ابن عباس بقوله: " ذاكم فتى الكهول، إن له لسانًا سؤولاً، وقلبًا عقولاً"، قال الذهبي في "التلخيص": منقطع.
قلت: يشير إلى انقطاع إسناده بين الزهري وعمر.
وأخرجه عبدالرزاق في "المصنف" (4/ 376)، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (10/ 265) عن الحسن، عن عمر، وهو أيضًا منقطع بين الحسن وعمر - رضي الله عنه.
وأخرجه حمزة السهمي في "تاريخ جرجان" (برقم 971) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن عبدالله، قال: قال عمر، فذكره.
ولم أدْرِ من هو محمد بن عبدالله هذا.
وقد اشتهر هذا المعنى عن دَغْفَل النَّسَّابة - رحْمة الله عليه - وقد قيل: إنَّ له صحبة؛ فقد روى ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/ 294)، وابن أبي الدنيا في "العيال" (برقم 349)، والطبراني في "الكبير" (4/ 226)، والبغوي في "معرفة الصحابة" (إصابة2/ 389)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/ 292)، وأخرجه من طريق ابن بشران (17/ 291)، كلهم يَرْوُونه من طريق أبي هلال الراسبي، عن عبدالله بن بريدة: أن معاوية - رضي الله عنه - أرسل إلى دغفل، فسأله عن العربية، وعن أنساب الناس، وعن النجوم، فإذا هو عالم، فقال: يا دغفل، أين حفظت هذا؟ فقال: "حفظت هذا بلسان سؤول، وقلب عقول، وإن آفة العلم النسيان"، وفي رواية ابن أبي عاصم: "وأذن واعية"، بدلاً من قوله: "وإن آفة العلم النسيان".
وأخرجه ابن أبي عاصم (3/ 293) عن عمران بن حطان، عن دغفل، أنه قال: قال لي معاوية، فذكر نحوه، غير أنه زاد بعد قوله"وأذن واعية" قوله: "للعلم".
غير أنَّ الزمخشري قد ذكر قول دغفل هذا في كتابه "المستقصى في أمثال العرب" (1/ 252،253)، والسيوطي في "المزهر في علوم اللغة" (1/ 392) بزيادة طويلة، فانظرها في الموضِعَين المذكورين إن شئت.
[30] رُوي هذا القول عن عمر بن الخطاب وابنه - رضي الله عنهما - وعن عامر بن شراحيل الشعبي، وسفيان الثوري، وإبراهيم النخعي - رحمهم الله جميعًا.
أمَّا أثر عمر - رضي الله عنه - فأخرجه الدارمي في مسنده (برقم550)، وضعَّفه حسين سليم أسد في تعليقه على الدارمي؛ لجهالة حفص بن عمر الراوي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه.
وأمَّا أثر ابن عمر - رضي الله عنهما - فأخرجه عباس الدوري في تاريخه عن ابن معين (3/ 74).
وأمَّا أثر الشعبي، فأخرجه الدارمي (برقم550)، وابن حبان في "الثقات" (9/ 130)، وصحح إسناده مُحقق الدارمي.
وأمَّا أثر سفيان الثوري، فأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 364).
وأمَّا أثر إبراهيم النخعي، فأخرجه الدارمي في مسنده (برقم550)، وصحح إسناده محقق المسند.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/312)
[31] بعض هذا القول مشهور عن الإمام التابعي الجليل، الفقيه الحافظ، عامر بن شراحيل، الشعبي، الهمداني، الكوفي، المتوفى بعد سنة مائة من الهجرة.
انظر ترجمته في "تذكرة الحفَّاظ" (1/ 81 - 88)، و"تهذيب الكمال" (14/ 28 - 40).
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/ 355) عن أبي الحسن المدائني: أنه قال في كتاب الحكمة: فذكره هكذا دون إسناد، وبينه وبين الشعبي نحو رجلين؛ لأنَّه ولد سنة إحدى أو اثنين وثلاثين ومائة.
وذكره الذهبي في "تذكرة الحفَّاظ" (1/ 81)، ووقع فيه: "وعن ابن المديني"، وأظنُّه تصحيفًا؛ لأنَّ ناقل هذا الخبر عن الشعبي هو المدائني المؤرخ - كما مرَّ - لا علي بن المديني الحافظ، ولفظه فيهما: بنفي الاعتماد - ووقع في "تاريخ دمشق": بنفي الاغتمام، ولعله تحريف - والسَّير في البلاد، وصبرٍ كصبْر الجماد - وفي "تاريخ دمشق" كصبر الحمار - وبكورٍ كبكور الغراب".
ورُوي أيضًا عن الحكيم الفارسي بزرجمهر، أخرجه السمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص112) من طريق الخرائطي قال: أخبرني إبراهيم بن محمد، قال: قال بزرجمهر: "إنما أدركت ما أدركت من العلم ببكور كبكور الغراب، وصبر كصبر الحمار، وحرص كحرص الخنزير".
وروى ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/ 24) عن ابن المُعْتَزِّ الأديب قال: يُروى عن بزرجمهر أنَّه قال: "أخذت من كلِّ شيء أحسن ما فيه، حتَّى انتهيتُ إلى الكلب والهِرِّ والخنزير والغراب، فقيل له: وما أخذت من الكلب؟ قال: إلْفُه لأهله، وذَبُّه عن حَريمه، قيل له: فمِنَ الغراب؟ قال: شدَّة حَذَره، قيل له: فمن الخنزير؟ قال: بكوره في إرادته، قيل: فمن الهِرِّ؟ قال: حسنُ رِفْقِها عند المسألة، ولينُ صِياحِها"، ونقل هذه العبارة أيضًا عنه ابن الجوزي في "المدهش" (ص520).
ثُم وجدت المناوي في "فيض القدير" (3/ 196) قد ذكر العبارة باللفظ الذي ذكره المصنف - رحمه الله تعالى - أعْلاه، وجعلها من قول بزرجمهر، والظَّاهر أنه نقلها عن ابن كمال باشا - رحمه الله تعالى - ولعلَّ الشَّعبي - رحمه الله تعالى - إن صحَّ عنه القول المذكور قد استفاد من تلك الحكمة المروية عن بزرجمهر، فالحكمة ضالَّة المؤمن، وكان بزرجمهر حكيمًا فارسيًّا أيَّام كسرى أنوشروان، وتولَّى الوزارة له، وله كتاب في الحكمة اسمه "ظفر نامه"، وهي أسئِلة سألها له أنوشروان، وأجابه عنها، ترجمه من اللغة الفهلوية إلى الفارسية ابن سينا الفيلسوف بأمْرٍ من نوح بن منصور الساماني، ملك الدولة السامانية.
انظر: "كشف الظنون" (2/ 1120)، وهو عند الفرس كأفلاطون عند اليونان، وقد ذكر بعض أمثاله وحكمه أحمد زكي باشا في كتابه "جمهرة خطب العرب" (1/ 136 - 141)، مع حكم أكثم بن صيفي الحكيم العربي.
وكان أبو مسلم الخراساني، الدَّاعي إلى الدولة العباسية من ذرية بزرجمهر هذا. انظر ترجمته في "تاريخ بغداد" (10/ 207).
[32] قَريحَةُ الإنسان: طبيعَتُه التي جُبِلَ عليها، وجَمْعُها: قَرَائح، وقريحةُ الشباب: أولُهُ، وقيل: قريحة كل شيء: أوله، والقريحة والقُرْحُ: أول ما يخرج من البئر حين تُحْفَر، ومنه قولهم: لفُلانٍ قريحة جَيِّدة، يُراد استنباط العلم بجودة الطبع.
انظر: لسان العرب، مادة (قرح).
[33] أي: مُتَوَقِّد مضيء.
[34] المراد - والله أعلم - هو اشتهاء العلم، الباعث لصاحبه على تحصيله.
قال محمد بن أبي حاتم وَرَّاق البخاري: بلغني أنَّ أبا عبدالله - يقصد البخاري - شرب البَلاذُر للحفظ، فقلت له: هل من دواء يشربه الرجل للحفظ؟ فقال: لا أعلم، ثم أقبل عليَّ وقال: لا أعلم شيئًا أنفع لحفظٍ من نَهْمَة الرَّجُل، ومُداومة النَّظر. انظر: "تاريخ الإسلام" (19/ 250)
والبَلاذُر: دواء كانوا يتناولونه لتقوية الحفظ، وهو الذي أخذه المؤرِّخ النَّسَّابة، أحمد بن يحيى بن جابر، البغدادي، فأحدث شيئًا في عقْله، فنُسِبَ إليه، وعُرِف بالبَلاذُري.
انظر ترجمته في "تاريخ الإسلام" (20/ 290،289).
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[17 - 11 - 09, 10:18 م]ـ
الموضوع منقول من هنا
http://www.alukah.net/articles/1/4645.aspx(119/313)
غدً الأربعاء أول أيام شهر ذي الحجة
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[17 - 11 - 09, 10:10 م]ـ
أعلنت المملكة العربية السعودية الليلة:
أن الأربعاء الموافق للثامن عشر من شهر نوفمبر، هو أول أيام شهر ذي الحجة،
وأن الوقوف بعرفة، هو يوم الخميس الموافق للسادس والعشرين من نوفمبر،
وبالتالي فإن عيد الأضحى، هو يوم الجمعة الموافق للسابع والعشرين من نوفمبر.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[أبو ملادس]ــــــــ[17 - 11 - 09, 10:29 م]ـ
كُلَّ عَامٍ أَنْتُمْ بِخَيْرٍ
ـ[أبو معاوية غالب]ــــــــ[17 - 11 - 09, 10:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
فمن أراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا ظفره شيئا
وأكثروا من العمل الصالح الصيام وغيره في هذه الأيام
ـ[أبو الوليد العمراني]ــــــــ[17 - 11 - 09, 11:11 م]ـ
كُلَّ عَامٍ أَنْتُمْ بِخَيْرٍ
ـ[عبدالسلام رفعت عبدالسلام]ــــــــ[17 - 11 - 09, 11:33 م]ـ
كل عام و انتم بخير .... اللهم اعنا جميعا على التقرب إليك فى هذه العشر بما تحبه من صلاة و صيام و ذكر و صدقات و صلة رحم و اعانة المحتاج .... يارب ... قولوا امين(119/314)
فتوى اللجنة الدائمة فيما إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[17 - 11 - 09, 10:13 م]ـ
فتوى اللجنة الدائمة فيما إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة أرجو التثبيت
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .. أما بعد: فقد كثر السؤال عما إذا وقع يوم عيد في يوم جمعة فاجتمع العيدان: عيد الفطر أو الأضحى مع عيد الجمعة التي هي عيد الأسبوع، هل تجب صلاة الجمعة على من حضر صلاة العيد أم يجتزئ بصلاة العيد ويصلى بدل الجمعة ظهراً؟ وهل يؤذن لصلاة الظهر في المساجد أم لا؟ إلى آخر ما حصل عنه السؤال، فرأت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إصدار الفتوى الآتية:
الجواب:
في هذه المسألة أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة منها:
1 - حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سأله: هل شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم، قال: كيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: (من شاء أن يصلي فليصل). رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي والحاكم في "المستدرك" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وله شاهد على شرط مسلم. ووافقه الذهبي، وقال النووي في "المجموع": إسناده جيد.
2 - وشاهده المذكور هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون). رواه الحاكم كما تقدم، ورواه أبو داود وابن ماجه وابن الجارود والبيهقي وغيرهم.
3 - وحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ثم قال: (من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها، ومن شاء أن يتخلف فليتخلف). رواه ابن ماجه ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" بلفظ: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم فطر وجمعة، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد، ثم أقبل عليهم بوجهه فقال: (يا أيها الناس إنكم قد أصبتم خيراً وأجراً وإنا مجمعون، ومن أراد أن يجمع معنا فليجمع، ومن أراد أن يرجع إلى أهله فليرجع).
4 - وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اجتمع عيدان في يومكم هذا فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون إن شاء الله). رواه ابن ماجه، وقال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
5 - ومرسل ذكوان بن صالح قال: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة ويوم عيد فصلى ثم قام، فخطب الناس، فقال: (قد أصبتم ذكراً وخيراً وإنا مجمعون، فمن أحب أن يجلس فليجلس -أي في بيته- ومن أحب أن يجمع فليجمع). رواه البيهقي في السنن الكبرى.
6 - وعن عطاء بن أبي رباح قال: صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أول النهار ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا، فصلينا وحداناً، وكان ابن عباس بالطائف فلما قدمنا ذكرنا ذلك له، فقال: (أصاب السنة). رواه أبو داود، وأخرجه ابن خزيمة بلفظ آخر وزاد في آخره: قال ابن الزبير: (رأيت عمر بن الخطاب إذا اجتمع عيدان صنع مثل هذا).
7 - وفي صحيح البخاري رحمه الله تعالى وموطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال أبو عبيد: شهدت العيدين مع عثمان بن عفان، وكان ذلك يوم الجمعة، فصلى قبل الخطبة ثم خطب، فقال: (يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له).
8 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما اجتمع عيدان في يوم: (من أراد أن يجمع فليجمع، ومن أراد أن يجلس فليجلس). قال سفيان: يعني: يجلس في بيته. رواه عبد الرزاق في المصنف ونحوه عند ابن أبي شيبة.
وبناء على هذه الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذه الآثار الموقوفة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، وعلى ما قرره جمهور أهل العلم في فقهها، فإن اللجنة تبين الأحكام الآتية:
1 - من حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل.
2 - من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة، فإن لم يوجد عدد تنعقد به صلاة الجمعة صلاها ظهراً.
3 - يجب على إمام مسجد الجمعة إقامة صلاة الجمعة ذلك اليوم ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد، إن حضر العدد التي تنعقد به صلاة الجمعة وإلا فتصلى ظهرا.
4 - من حضر صلاة العيد وترخص بعدم حضور الجمعة فإنه يصليها ظهراً بعد دخول وقت الظهر.
5 - لا يشرع في هذا الوقت الأذان إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، فلا يشرع الأذان لصلاة الظهر ذلك اليوم.
6 - القول بأن من حضر صلاة العيد تسقط عنه صلاة الجمعة وصلاة الظهر ذلك اليوم قول غير صحيح، ولذا هجره العلماء وحكموا بخطئه وغرابته، لمخالفته السنة وإسقاطه فريضةً من فرائض الله بلا دليل، ولعل قائله لم يبلغه ما في المسألة من السنن والآثار التي رخصت لمن حضر صلاة العيد بعدم حضور صلاة الجمعة، وأنه يجب عليه صلاتها ظهراً.
والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ .. الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان .. الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد .. الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/315)
ـ[ابن عزمى]ــــــــ[19 - 11 - 09, 12:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 12:41 ص]ـ
جزاكم الله خير
قال لي أحد الإخوان
أنه سمع أحد المشايخ يقول من صلى العيد فإنه أن أراد أن يصلي الظهر يصليها في بيته
ولايجوز له صلاتها جماعة
هل هذا القول صحيح أم وهم من الناقل؟
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:17 ص]ـ
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ:
ما حكم صلاة الجمعة إذا صادفت يوم العيد هل تجب إقامتها على جميع المسلمين أم على فئة معينة، ذلك أن بعض الناسيعتقد أنه إذا صادف العيد الجمعة فلا جمعة إذاً؟
فأجاب:
الواجب على إمام الجمعة وخطيبها أن يقيم الجمعة وأن يحضر في المسجد ويصلي بمن حضر، فقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقيمها في يوم العيد يصلي العيد والجمعة عليه الصلاة والسلام وربما قرأ في العيد وفي الجمعة جميعا بسبح والغاشيةفيها جميعا، كما قاله النعمان بن بشير ـ رضي الله عنهما ـ فيما ثبت عنه في الصحيح، لكن من حضر صلاة العيد ساغ له ترك الجمعة ويصلي ظهرا في بيته أو مع بعض إخوانه إذا كانوا قد حضروا صلاة العيد، وإن صلى الجمعة مع الناس كان أفضل وأكمل، وإن تركصلاة الجمعة لأنه حضر العيد وصلى العيد فلا حرج عليه لكن عليه أن يصلي ظهراً فرداً أوجماعة. والله ولي التوفيق.
http://www.binbaz.org.sa/mat/1320
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مذهب الشافعية هو وجوب الجمعة فى البلد وسقوطها عن اهل القرى وهو مروى عن عثمان بن عفان رضة الله عنه وعمر بن عبد العزيز رحمه الله وعليه جماهير اهل العلم\قال الامام ابو اسحاق الشيرازى رحمه الله فى المهذب\ وان اتفق يوم عيد ويوم جمعة فحضر أهل السواد فصلوا العيد جاز ان ينصرفوا ويتركوا الجمعة لما روى عن عثمان رضي الله عنه انه قال في خطبته " ايها الناس قد اجتمع عيدان في يومكم فمن أراد من اهل العالية ان يصلي معنا الجمعة فليصل ومن اراد ان ينصرف فلينصرف " ولم ينكر عليه احد
ولانهم إذا قعدوا في البلد لم يتهيؤا بالعيد فان خرجوا ثم رجعوا للجمعة كان عليهم في ذلك مشقة والجمعة تسقط بالمشقة \ شرح المهذب ج5 \ص473
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 08:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[20 - 11 - 09, 10:22 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[26 - 11 - 09, 10:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - 11 - 09, 01:59 ص]ـ
ممكن نتحصل على رقم وتاريخ الفتوى أخي ناصر؟
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 02:01 ص]ـ
أخي أبو سلمى ـ حفظه الله وفرج كربته ـ
فتوى اللجنة الدائمة في ما إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة
رقم 21160 وتاريخ 8/ 11/1420 هـ
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - 11 - 09, 02:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي ضيدان .. هكذا أفضل(119/316)
أحد الرقاة يأخذ مبلغ مالي كبير جداً 500 دولار هل من مستند شرعي في ذلك أرجوا الاجابة للاهمية
ـ[بن موسى]ــــــــ[17 - 11 - 09, 11:11 م]ـ
الاخوة الافاضل
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحد الرقاة يأخذ مبلغ مالي كبير جداً 500 دولار هل من مستند شرعي في ذلك أرجوا الاجابة للاهمية
وبعضهم يستدل بأحاديث في الصحيحين بجواز ذلك
وبعضهم يرى حال المريض اذا كان غنياً اشترط مبلغ كبير واذا كان فقيراً أخذ مبلغ قليل
والبعض الاخر يبيع الماء والزيت والعسل بضعف قيمته وعندما سألته عن ذلك أجاب قائلا لقد قرأت فيه القران كاملاً
هل الادلة التي يستندون عليها تخول لهم فعل كل ذلك
الله المستعان
انتظر اجابتكم
ـ[بن موسى]ــــــــ[17 - 11 - 09, 11:15 م]ـ
ارجوا الاجابة للاهمية
ـ[عبدالسلام رفعت عبدالسلام]ــــــــ[17 - 11 - 09, 11:28 م]ـ
أريد فقط ان أوضح للأخوة أن الذى يقراء القرآن كاملاً على ماء أو زيت أو عسل ... إلخ، لا يفعل ذلك على كل زجاجة أو برطمان، بل هو يقراء على لتر واحد مثلا ثم يأخذ منه بعضه و يضعه على لتر أخر فيصبح هذا الماء الجديد هو أيضاً مقروء عليعه القرآن كاملاً ... و هكذا، فهو لا يقعد يقراء القرآن كل مرة على كل زجاجة ... و هذا فقط للعلم
ـ[عبدالسلام رفعت عبدالسلام]ــــــــ[17 - 11 - 09, 11:30 م]ـ
هذا ما اخبرنى به احد المعالجين الثقات ... و بالمناسبة هو لا يأخذ اجر على الجلسات بل فقط ثمن العلاج ... من عسل و مسك و زيوت
ـ[بن موسى]ــــــــ[17 - 11 - 09, 11:33 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن هذه الاموال ما هو مستندها الشرعي؟
ـ[عبدالسلام رفعت عبدالسلام]ــــــــ[18 - 11 - 09, 12:02 ص]ـ
فى الصحيحين من حديث أبى سعيد الخدرى (رضى الله عنه) .... : "انطلق نفر من اصحاب النبى (صلى الله عليه و سلم) فى سفرة سافروها، حتى نزلوا على حى من احياء العرب فاستضافوهم، فأبوا ان يضيفوهم. فلدغ سيد ذلك الحى، فسعوا له بكل شئ، لا ينفعه شئ. فقال بعضهم: لو اتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله ان يكون عند بعضهم شئ، فأتوهم، فقالوا: يا ايها الرهط إن سيدنا لدغ، و سعينا له بكل شئ لا ينفعه شئ، فهل عند احد منكم من شئ؟؟ فقال بعضهم: نعم والله إنى لارقى، و لكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما انا براقٍ لكم حتى تجعلوا لى جعلاً. فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل و يقرأ (الحمد لله رب العالمين) فكأنما نشط من عقال. فانطلق يمشى و ما به قلبة. قال فأوفوهم جُعلهم الذى صالحوهم عليه. فقال بعضهم: اقتسموا. فقال الذى رقى: لا نفعل حتى نأتى رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فنذكر له ما كان، فننظر ماذا يأمرنا. فقدموا على رسول الله (صلى الله عليه و سلم) فذكروا له ذلك: فقال " و ما يدريك انها رقية؟؟؟ " ثم قال:"قد أصبتم. أقتسموا و اضربوا لى معكم سهماً"; ..... صحيح البخارى (2276،5007) و صحيح مسام (2201)
ـ[بن موسى]ــــــــ[18 - 11 - 09, 10:08 ص]ـ
بالنسبة لحديث أبى سعيد الخدرى (رضى الله عنه)
انما هو جعل
واما الرقاة فهم يشترطون المبلغ قبل الرقية سواء عوفي المريض ام لا
ـ[بن موسى]ــــــــ[18 - 11 - 09, 10:11 ص]ـ
ننتظر مشاركة الاخوة
ـ[عبدالسلام رفعت عبدالسلام]ــــــــ[18 - 11 - 09, 12:28 م]ـ
شكراً للإضاح
ـ[بن موسى]ــــــــ[19 - 11 - 09, 12:35 م]ـ
هل من مجيب يا طلبة العلم
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[19 - 11 - 09, 12:53 م]ـ
أما أخذ أجرة الرقية فهذا مافيه حرج باتفاق الأئمة الأربعة ..
أخوي بن موسى ليست الأن المشكلة في الجواز وعدم الجواز ولكن الإشكال الذي يُمكن أن نسأل عنه هو:
استغلال هؤلاء هذه العبادة الجليلة كوسيلة لنيل مآربهم من تجارات وفتح محلاّت وغيرها ولذلك تجد بعضهم والعياذ بالله ممن يستغل هذا الأمر وهو جاهل لايعرف من القرآن إلا رسمه وحتى الرسم لايعرف ينطق به وهذا حاصل .. تجده بعد مدّة يتركها بعد أن حصّل على دراهم من الناس .. والأن أعرف أحد الإخوة الجهلاء والله حتى القرآن لايعرف ينطق به النطق الصحيح ابتدأ في الرقية بفتح مقرأة وهو الآن تركها بعد أن حصّل ما حصّل وهو الأن لايقرأ إلا على الأثرياء وكلما اتصلوا به أتاهم .. وهذا هو يحدّث بذلك نفسه وللأسف ونوصح على ذلك .. ولكنه الهوى .. ووالله أن أحد الإخوة الثقات ذهب معه إلى أحد الأثرياء ووجد أخونا في الله جالس ولاينكر وجود الشيشة والدخان .. كل هذا من أجل الدراهم .. وهذا بشهادته هو بذلك .. والله المستعان .. بل واتصل على أحد الإخوة لكي يفتح مقرأة وقال له: يافلان وش رايك نفتح كذا وكذا وتجي آخر السنة معنا جيوب آخر موديل .. فيقول زميلي: تركته والله بعد أن عرفته هكذا ... والأن أعرفه جيداً هو مفتون المسكين حتى الصلوات لايأتي إلا متأخراً وأحياناً يصلي في البيت والأن يستخدم الجن في العلاج .. وكل هذا من خطوات الشيطان ..
والله من جعل الدين مطيّة للدنيا الزائلة سيفتن فتنة ينحرف بها عن دينه بعد أن كان متمسّكاً به .. والرب سبحانه يريد أن يكون الدين كله لله وعندما جعلت هذا الدين لغير الله جعلك الله عبداً للذين تهواه وصرفت أمورك إليه من أجله .. وهذا الأخ جعلناه عبرةً لنا .. لأنه كان في المخيمات الدعوية ومشتغل في الدعوة والإنكار وغيرها .. لكنه الجهل والهوى أوصله إلى ماوصل .. فلنعتبر بمصير أقوام يا أحبة .. ولا نعتمد على أنفسنا الضعيفة ... والله المستعان ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/317)
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:08 م]ـ
قال سماحة الإمام ابن باز رحمه الله تعالى: " أخذ الأجرة على العلاج لا على الرقية بالقرآن ".
نقلها الشيخ أحمد الخليل في كتاب الجامع لأحاديث البيوع.
--
أخذ الأجرة على القراءة على المرضى
نسمع عن بعض المعالجين بالقرآن، يقرؤون قرآناً وأدعية شرعية على ماء أو زيت طيب لعلاج السحر، والعين والمس الشيطاني، ويأخذون على ذلك أجراً، فهل هذا جائز شرعاً وهل القراءة على الزيت أو الماء تأخذ حكم قراءة المعالج على المريض نفسه؟.
الحمد لله
لا حرج في أخذ الأجرة على رقية المريض، لما ثبت في الصحيحين أن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وفدوا على حي من العرب فلم يقروهم ولدغ سيدهم وفعلوا كل شيء؛ لا ينفعه، فأتوا الوفد من الصحابة رضي الله عنهم، فقالوا لهم: هل فيكم من راق فإن سيدنا قد لدغ؟ فقالوا: نعم، ولكنكم لم تقرونا فلا نرقيه إلا بجعل، فاتفقوا معهم على قطيع من الغنم، فرقاه أحد الصحابة بفاتحة الكتاب فشفى فأعطوهم ما جعل لهم، فقال الصحابة فيما بينهم: لن نفعل شيئاً حتى نخبر النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدموا المدينة أخبروه بذلك فقال: (قد أصبتم). ولا حرج في القراءة في الماء والزيت في علاج المريض والمسحور والمجنون، ولكن القراءة على المريض بالنفث عليه أولى وأفضل وأكمل، وقد خرج أبو داود رحمه الله بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ لثابت بن قيس بن شماس في ماء وصبه عليه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً) وهذا الحديث الصحيح يعم الرقية للمريض على نفسه وفي الماء والزيت ونحوهما، والله ولي التوفيق.
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله. م/9 ص/408.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/12627/ الرقية
--
وهنا رابط قد يفيد:
ما الدليل على منع أخذ الجعل على الرقية؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6646)
ـ[بن موسى]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:55 م]ـ
احبتي الفضلاء غفر الله لكم وجزاكم الله خيرا
قصدت من سؤالي الاتي
العسل قيمته الحقيقية 80دولار والرقاة يبيعونه ب 200 دولار!!!!!!! اليس في هذا غبن
والماء والزيت معروف ان اسعارها رخيصة جدا وتجد الرقاة يبيعونها بأغلى الاسعار!!!!!!!
والسبب في ذلك انه قرأ القران كاملا فيه
هل كلام الله أصبح تجارة!!!!!!!
هل يوجد ضابط شرعي في أخذ الاموال على الرقية؟
كلام اخونا ابو راكان صحيح واصبح منتشر بكثرة(119/318)
ماهي التوبة المستحبة؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 01:34 ص]ـ
ماهي التوبة المستحبة؟؟ قال الامام ابن تيمية رحمه الله:
التوبة نوعان واجبة ومستحبة
فالواجبة هي التوبة من ترك مأمور أو فعل محظور وهذه واجبة على جميع المكلفين كما أمرهم الله بذلك في كتابه وعلى ألسنة رسله
والمستحبة هي التوبة من ترك المستحبات وفعل المكروهات فمن اقتصر على التوبة الأولى كان من الأبرار المقتصدين ومن تاب التوبتين كان من السابقين المقربين ومن لم يأت بالأولى كان من الظالمين إما الكافرين وإما الفاسقين قال الله تعالى (وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم (سورة الواقعة 7 12) وقال تعالى (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم) (سورة الواقعة 88 94) وقال تعالى (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله (سورة فاطر 32) وقال تعالى ((إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا (سورة الإنسان 3 6) وقال سبحانه (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين إلى قوله كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون إلى قوله ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون (سورة المطففين 7 28)
قال ابن عباس تمزج لأصحاب اليمين مزجا ويشرب بها المقربون صرفا <>
والتوبة رجوع عما تاب منه إلى ما تاب إليه فالتوبة المشروعة هي الرجوع إلى الله وإلى فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه وليست التوبة من فعل السيئات فقط كما يظن كثير من الجهال لا يتصورون التوبة إلا عما يفعله العبد من القبائح كالفواحش والمظالم بل التوبة من ترك الحسنات المأمور بها أهم من التوبة من فعل السيئات المنهي عنها فأكثر الخلق يتركون كثيرا مما أمرهم الله به من أقوال القلوب وأعمالها وأقوال البدن وأعماله وقد لا يعلمون أن ذلك مما أمروا به أو يعلمون الحق ولا يتبعونه فيكونون إما ضالين بعدم العلم النافع وإما مغضوبا عليهم بمعاندة الحق بعد معرفته
وقد أمر الله عباده المؤمنين أن يدعوه في كل صلاة بقوله اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولهذا نزه الله نبيه عن هذين فقال تعالى والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى (سورة النجم 1 4) فالضال الذي لا يعلم الحق بل يظن أنه على الحق وهو جاهل به كما عليه النصارى قال تعالى (ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل (سورة المائدة 77) >
والغاوي الذي يتبع هواه وشهواته مع علمه بأن ذلك خلاف الحق كما عليه اليهود قال تعالى سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين (سورة الأعراف 146) وقال تعالى ((واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث الآية (سورة الأعراف 175 176)
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إن أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الفتن
فإن الغي والضلال يجمع جميع سيئات بني آدم فإن الإنسان كما قال تعالى ((وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا (سورة الأحزاب 72)
فبظلمه يكون غاويا وبجهله يكون ضالا
وكثيرا ما يجمع بين الأمرين فيكون ضالا في شيء غاويا في شيء آخر
إذ هو ظلوم جهول
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - 06 - 10, 11:57 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[27 - 06 - 10, 10:13 ص]ـ
من نفائس الإمام ابن تيمية رفع الله منزلته في عليين
ننتظر المزيد أخي الكريم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو حذيفة الهلالي]ــــــــ[27 - 06 - 10, 07:11 م]ـ
ماشاءالله موضوعك هذا قيم اسال الله التوبة النصوح اخي للاتنساني من دعائك فذنوبي كالجبال استحلكفك بالله على ذلك ادع لي أيضا أخي بالزوجة الصالحة والنجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن. أخوك أبو حذيفة الهلالي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=73565)
ـ[أم ديالى]ــــــــ[27 - 06 - 10, 09:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على مروركم وتقبل دعائكم وغفر لي ولكم(119/319)
اليوم 1/ 12/1430هـ أول العشر المباركة وبداية لسنة مهجورة عن طلبة العلم إلا ما رحم ربي
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 08:02 ص]ـ
_ اليوم 1/ 12/1430هـ أول العشر المباركة وبداية لسنة مهجورة عند طلبة العلم إلا ما رحم ربي وهي سنة التكبير حتى عصر الثالث من أيام التشريق لغير الحاج وأما الحاج من حين إحرامه حتى رمي جمرة العقبة .. والتكبير في بداية العشر حتى عصر آخر أيام التشريق يكون مقيد ومطلق.
_ وهما يجتمعان أي المطلق والمقيد في أصح أقوال العلماء في خمسة أيام، وهي يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة. وأما اليوم الثامن وما قبله إلى أول الشهر فالتكبير فيه مطلق لا مقيد. قلت: المقيد أي المقيد بأدبار الصلوات الخمس في خمسة أيام وسائر الوقت فيها مشروع فيه التكبير.
_ وفي المسند عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. (1)
_ الأول: " الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "
_ الثاني: " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله، الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد "
_ الثالث: " الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله، الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد ".
_ والأمر واسع في هذا لعدم وجود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد صيغة معينة.
أخي المبارك أعزم من الآن على تطبيق السنة والحرص على التزود من الطاعات في هذه الأيام المباركة التي هي أفضل من أيام العشر الأواخر من رمضان غير أن ليلة القدر خير من عشر ذالحجة (كما ذكر ذلك الشيخ محمد المختار الشنقيطي في موضوع للأخ زيد الشنقيطي)
(1) كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - م/13 ص/17.
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[18 - 11 - 09, 09:56 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 10:08 ص]ـ
وفيك بارك الله
ـ[بن موسى]ــــــــ[18 - 11 - 09, 10:20 ص]ـ
ماهو دليل التقيد بأدبار الصلوات وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 10:47 ص]ـ
بن موسى حياك الله أخي وزاد الله حرصا على طاعته ..
اقتبس لك ..
2 – وأما التكبير المقيد: فهو المشروع عقب كل صلاة مكتوبة بعد الاستغفار.
ويبدأ من صلاة يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق والمحرم يبدؤه من صلاة الظهر يوم النحر.
وأدلته:
- ما روى جابر _رضي الله عنه_ قال: "إن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إذا صلى الصبح من غداة يوم عرفة أقبل على أصحابه فيقول: على مكانكم ويقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد فيكبر من غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق" أخرجه الدارقطني وفي إسناده ضعف.
- وأخرج البيهقي والحاكم عن علي رضي الله عنه "أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ويكبر بعد العصر" صححه الألباني 3/ 125. وروي عن عباس وابن مسعود مثله.
- وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر _رضي الله عنه_ "أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد" صححه الألباني في الإرواء 3/ 115.
وهذا من السنة.
وأما من الإجماع:
فقد قال الإمام النووي (وأما التكبير المقيد فيشرع في عيد الأضحى بلا خلاف بإجماع الأمة).
وقال شيخ الإسلام (التكبير في النحر أوكد من جهة أنه يشرع أدبار الصلوات، وأنه متفق عليه).
قلت: اتفق المذاهب الأربعة على مشروعية التكبير والمقيد وإن اختلفوا في وقته. (ينظر المبسوط 2/ 42، والتاج والإكليل 1/ 198، ومغني المحتاج 1/ 314، والمغني لابن قدامة 3/ 287).
أما وقته وصفته:
فقد قال شيخ الإسلام: "أصح الأقوال في وقت التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة أنه يكبر من فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة، لما صحيح الترمذي (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب وذكر لله. وقد روي مرفوعاً إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن جابر _رضي الله عنه_.
وصفة التكبير المنقول عن أكثر الصحابة أن يقول: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .. وإن قال الله أكبر ثلاثاً جاز" ا. هـ. مجموع الفتاوى 24/ 220.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:40 ص]ـ
وفيك بارك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/320)
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[18 - 11 - 09, 01:20 م]ـ
أحسنت أخونا الفاضل عبدالله ونفع الله بك وبارك فيك ..
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 04:20 م]ـ
وفيك بارك الله ..(119/321)
هل هؤلاء الشهود شهود زور ... أفيدونا .. ؟؟
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[18 - 11 - 09, 08:43 ص]ـ
موظف لم يتم تعديل مهنته .. حيث مازال طالبا في البطاقة ..
تقدم لطلب قرض من بنك التسليف فأشاروا عليه
بتعديل مهنته من طالب إلى متسبب ..
وقد تقدم بطلب وأتى بشاهدين لذلك .. وشهدا الشاهدين بأنه متسبب
فهل ماقام به الشاهدين يعتبر من شهادة الزور .. ؟؟؟
وماهو الحل في نظركم لتدارك مافات ..
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:13 م]ـ
موظف لم يتم تعديل مهنته .. حيث مازال طالبا في البطاقة ..
تقدم لطلب قرض من بنك التسليف فأشاروا عليه
بتعديل مهنته من طالب إلى متسبب ..
وقد تقدم بطلب وأتى بشاهدين لذلك .. وشهدا الشاهدين بأنه متسبب
فهل ماقام به الشاهدين يعتبر من شهادة الزور .. ؟؟؟
وماهو الحل في نظركم لتدارك مافات ..
لا شك بأن هذه شهادة زور , فهما يعلمان أنه موظف فكيف يشهدان بأنه متسبب بلا وظيفة؟
و الحل أن يلغي هذه الطلب و لا يستمر فيه.
لكن ما المانع من أن يعدل مهنته إلى موظف؟ فالموظف له الحق في طلب القرض
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[21 - 11 - 09, 02:25 م]ـ
و يترتب على هذه الشهاده أن هذا الموظف يعطى صلاحيات ليست له كاستخراج سجل تجاري و غيره و هذا من الكذب و التحايل ...(119/322)
ما حكم إستخدام السبحة الإلكترونية على الجوال في ضبط العدد؟
ـ[بهاء محمد القاضي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 03:10 م]ـ
إنتشر في الآونة الأخيرة على الجوالات البرنامج المعروف بإسم "السبحة الإلكترونية" وهو برنامج يساعد على ضبط عدد التسبيح ويساعد الإنسان على التسبيح بأعداد كبيرة جداً حتى ألف أو عشرة آلاف تسبيحة.
وقد يضع المستخدم الجوال في يده اليسرى ويضغط على الزر مع كل تسبيحة يعقدها على يده اليمنى حتى يكون أصاب السنة.
فما الحكم في إستخدام هذا البرنامج بهذه الطريقة؟
أفتونا مأجورين، وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 03:18 م]ـ
ممكن يكون نثل السبحة العادية جائزة لكن إتخاذها شعار لا يجوز كما قال الشيخ بكر في كتابه السبحة
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[18 - 11 - 09, 05:55 م]ـ
لعل هذه الفتوي تفيد
http://islamqa.com/ar/ref/128914/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%AD%D8%A9(119/323)
" كلام نفيس للإمام ابن القيم رحمه الله حول " أقسام الناس من حيث المخالطة!!!! جميل جدا ...
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[18 - 11 - 09, 05:43 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد:
فقد قال الإمام البحر "ابن القيم " رحمه الله في كتابه الماتع: بدائع الفوائد " ج 2 ص 298 وما بعدها .. " كلاما حول مخالطة الناس مفاده ما يلي:"
إن فضول المخالطة هي الداء العضال الجالب لكل شر وكم سلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة وكم زرعت من عداوة وكم غرست في القلب من حزازات تزول الجبال الراسيات وهي في القلوب لا تزول ففضول المخالطة فيه خسارة الدنيا والآخرة وإنما ينبغي للعبد أن يأخذ من المخالطة بمقدار الحاجة ويجعل الناس فيها [أربعة أقسام] متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر.
أول هذه الأقسام هو: مَنْ مخالطتُه كالغذاء؛ لا يستغنى عنه في اليوم والليلة، فإذا أخذ حاجتَهُ منه تركَ الخلطة، ثم إذا احتاج إليه خالطه ... هكذا على الدوام.
وهذا الضرب أعز من الكبريت الأحمر وهم: العلماء بالله تعالى ... الناصحون لله تعالى ولكتابه ولرسوله ولخلقه.
فهذا الضرب في مخالطتهم الربح كله.
القسم الثاني:مَنْ مخالطته كالدواء يحتاج إليه عند المرض فما دمت صحيحا فلا حاجة لك في خلطته وهم من لا يستغنى عنه مخالطتهم في مصلحة المعاش وقيام ما أنت محتاج إليه من أنواع المعاملات والمشاركات والإستشارة والعلاج للأدواء ونحوها.
القسم الثالث: وهم مَنْ مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه.
فمنهم من مخالطته كالداء العضال والمرض المزمن وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا، ومع ذلك فلا بد من أن تخصر عليه الدين والدنيا أو أحدهما فهذا إذا تمكنت مخالطته واتصلت فهي مرض الموت المخوف
ومنهم من مخالطته: كوجع الضرس يشتد ضربا عليك فإذا فارقك سكن الألم.
- ثم قال رحمه الله تعالى -:" ويذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال ما جلس إلى جانبي ثقيل إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر.
القسم الرابع: مَنْ مخالطته الهلاك كله ومخالطته بمنزلة أكل السم فإن اتفق لأكله ترياق وإلا فأحسن الله فيه العزاء وما أكثر هذا الضرب في الناس لا كثرهم الله وهم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة رسول الله الداعون إلى خلافها الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا فيجعلون البدعة سنة والسنة بدعة والمعروف منكرا والمنكر معروفا إن جردت التوحيد بينهم قالوا تنقصت جناب الأولياء والصالحين وإن جردت المتابعة لرسول الله قالوا أهدرت الأئمة المتبوعين وإن وصفت الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير غلو ولا تقصير قالوا أنت من المشبهين وإن أمرت بما أمر الله به ورسوله من المعروف ونهيت عما نهى الله عنه ورسوله من المنكر قالوا أنت من المفتنين وإن اتبعت السنة وتركت ما خالفها قالوا أنت من أهل البدع المضلين وإن انقطعت إلى الله تعالى وخليت بينهم وبين جيفة الدنيا قالوا أنت من المبلسين وإن تركت ما أنت عليه واتبعت أهواءهم فأنت عند الله تعالى من الخاسرين وعندهم من المنافقين فالحزم كل الحزم التماس مرضاة الله تعالى ورسوله بإغضابهم وأن لا تشتغل بإعتابهم ولا باستعتابهم ولا تبالي بذمهم.
ولا بغضبهم فإن عين كمالك كما قال:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل
وقال آخر:
وقد زادني حبا لنفسي أنني ... بغيض إلى كل امريء غير طائل
قلت: رحم الله الشيخ فقد وصف الناس وصفا دقيقا!! ... ، لكن المهم الآن في كل واحد منا أن يحدد أصحابه من أي الأصناف هم ثم يسير معهم كلٌّ على حسب صنفه فمن مستقل منهم ومن مستكثر لرفقته حتى لا يذهب العمر هكذا دونما فائدة ....
النقل فيه قليل من التصرف ..
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[18 - 11 - 09, 08:53 م]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله الامام ابن القيم
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[19 - 11 - 09, 12:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله الامام ابن القيم
وإياك أيها الفاضل ....
بارك الله فيك على مرورك ...
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[27 - 11 - 09, 11:21 ص]ـ
ــــــ
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[04 - 01 - 10, 12:58 ص]ـ
ترفع للأهمية وللمطالعة!!:)(119/324)
تفضلوايالإجابة علي هذه الأسئلة وتوجرواإن شاء الله
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 07:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أيهاالإخوة الأفاضل من فضلكم أجيبواعلي أسئلتي التاليةونوجواعندالله تعالي ان شاءالله تعالي
الأول
مات رجل وله ثلاث بنات حية وكانت له بنت رابعة ولكنهاكانت ماتت قبل موت هذالرجل وهذه البنت الرابعةوقت موت هذاالرجل بنتان وولدان
المطلوب والمسؤل أن هل هذان الولدان والبنتان لهذه البنت الرابعة يرثون لهذاالرجل أم لا
الثاني
كيف صليت علي النبي صلي الله عليه وسلم صلاةجنازته وبعد مضي كم الوقت علي وفاته صليت
الثالث
هل ابونا آدم عليه السلام كان يصلي أم لا وإنيصلي فكيف كانت طريقة صلاته عليه السلام
الرابع
هل وردفي الحديث دعاء وكلمات يقولها ويدعوبهاالذي يبتلي بالسعال وهكذا دعاء وكلمات يجيب بهاالذي يسمع دعاء المبتلي بالسعال كما وردللعاطش"الحمدلله" وللسامع له "يرحمك الله"
الخامس
قال الله تعالي (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)
المطلوب والمسؤل أن هل العلماء المشغولون بتدريس العلوم الشرعية داخلون في هذه الآية أم لا ومن الذين يطلق عليهم لفظ الفقراء في هذاالعصر
السادس
قال الله تعالي (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
من فضلكم وضحو وعرفوابعبارة واضحةوسهلة لمصارف الثمانية المذكورة في الآية
السابع
أي لباس يعتبر ويقال في هذاالعصرلباس العلماء والصلحاء
الثامن
هل يجوز لرجل ولعالم استخدام الأزرارالتي صنعت بالذهب او الحديداوالنحاس
التاسع
هل يجوزللنساء الفقيرات استخدام الحلي المصنوعة بالحديداوالنحاس بدل الذهب والفضة
العاشر
قال الله تعالي (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)
أرجومنكم أن توضحواوتفسرواهذه الآية بعبارة واضحةوسهلة
الحادي عشر
ماحكم الكف من تقليم الأظفاروحلق الشعر من روية هلال ذي الحجة الي يوم الأضحي يعني مسنون أومستحب وفي البلادالتي يفهم هذاالعمل لازماوينكرعلي من لايقوم بهذالعمل يكون مسنونا ومستحباأوتركه أحسن
الثاني عشر
ماهو طريقة الجمع بين هذين الحديثين
الحديث الاول
تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم
الحديث الثاني
إِنَّ أَغْبَطَ النَّاسِ عِنْدِي لَمُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ ذُو حَظٍّ مِنْ صَلاةٍ , أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا , لا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ , وَصَبَرَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ حَلَّتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...(119/325)
ما حكم نداء الأشخاص بأسمائهم المختصرة
ـ[عبدالرحمن اسحاق]ــــــــ[18 - 11 - 09, 08:29 م]ـ
ما حكم نداء الأشخاص بأسمائهم المختصرة أو ما يسمى بالدلع. إذا كان الإسم مشتقاً من اسم الله -عز وجل-، مثل ما هو معتاد على نداء عبدالعزيز بعزوز، أو عبدالحكيم بحكيمو، أو عبدالرحمان بمانو. وغيرها الكثير مما هو معروف بين الناس. أتمنى أن تفيدوني بحكمها والله يجازيكم بأحسن الجزاء على ما تقدموه، وشكراً للجميع
ـ[المحبرة]ــــــــ[18 - 11 - 09, 09:54 م]ـ
رقم الفتوى: 48598
عنوان الفتوى: حكم مناداة من اسمه عبد الرحمن برحمون
تاريخ الفتوى: 22 ربيع الأول 1425/ 12 - 05 - 2004
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
ماحكم مناداة الطفل الذي اسمه ((عبد الرحمن)) باسم رحمون على سبيل الدلع؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي أن ينادي من اسمه (عبد الرحمن) (برحمون) لأن هذا النداء تغيير لاسم الله الرحمن، ولا بأس بأن يحصل النداء لاسم عبد الرحمن على سبيل المداعبة باسم عبود أو عبادي أو نحو ذلك من الاسماء التي فيها تغيير للاسم الأول الذي هو العبد وليس الاسم الثاني الذي هو المعبود.
وراجع أيضا الفتوى رقم: 18957.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=48598&Option=FatwaId
ـ[المحبرة]ــــــــ[18 - 11 - 09, 09:56 م]ـ
رقم الفتوى: 18957
عنوان الفتوى: لا حرج في مناداة الطفل بدودو تحبباً
تاريخ الفتوى: 01 جمادي الأولى 1423/ 11 - 07 - 2002
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي رزقت بطفل أسمته عبد الله وعندما تناديه تقول له دودو اسم الدلع حاولت نصحها وقلت لها إن عبد الله اسم من أسماء الله ولا يجوز أن تناديه إلا باسمه .. لكنها طلبت رأي الشرع حتى لا أفتي بدون علم، وهل يجوز أن تناديه باسم عبد الله عندما يكون في الحمام.
ما رأيكم جزاكم الله خيرا
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في مناداة الطفل بدودو على سبيل التدليل والتحبب، وليس في هذا اعتداء على اسم الله تعالى، إذ يجوز أن يدعى الطفل بأكثر من اسم، وقولهم دودو أو عبادي أو عبود كل ذلك راجع إلى لفظ " عبد " وليس إلى اسم الله عز وجل.
وأما أن تناديه بعبد الله وهو في الحمام فلا حرج عليها فيه.
والذي ينبغي أن يعدل عنه هو أن يذكر الشخص اسم عبد الله وهو في الحمام، فلا ينبغي ذلك، صيانة لاسم الله تعالى.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=18957&Option=FatwaId
ـ[عبدالرحمن اسحاق]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:15 ص]ـ
جزاكي الله أخت المحبرة، لكن لازال هناك شيء يحيرني
الاسم (مانو) من عبدالرحمن هل هي تغيير لإسم الرحمن؟
مع العلم أنها لا تمت بصفة الرحمن ولا بإسمه - عز وجل- أي صلة، بل هي إقتباس لأخر ثلاثة أحرف مع زيادة (ان)
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:44 ص]ـ
في صحيح البخاري:
بَاب مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَنَقَصَ مِنْ اسْمِهِ حَرْفًا.
وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لِي النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَا أَبَا هِرٍّ.
وفيه أَنَّ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَا عَائِشَ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ، قُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، قَالَتْ وَهُوَ يَرَى مَا لا نَرَى.
وعَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ كَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ فِي الثَّقَلِ وَأَنْجَشَةُ غُلامُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسُوقُ بِهِنَّ فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَا أَنْجَشُ رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ.
ففي ماسبق من الآثار ومن تبويب البخاري يتبين أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يحذف بعض الحروف من الأسماء تلطفا وتوددا إلى أصحابها، وهذا الصنيع مما تعارف عليه الناس وأصبح شائعا دون نكير، مما يدل على جوازه بل استحبابه.
والله أعلم
ـ[المحبرة]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:46 م]ـ
الاسم (مانو) من عبدالرحمن هل هي تغيير لإسم الرحمن؟
مع العلم أنها لا تمت بصفة الرحمن ولا بإسمه - عز وجل- أي صلة، بل هي إقتباس لأخر ثلاثة أحرف مع زيادة (ان)
والله لا نعلم
ولكن نرجو ممن لديه علم أن يفيدكم
ـ[نبيل العمري]ــــــــ[20 - 11 - 09, 01:21 ص]ـ
لاريب ان مانو مقتبسة من (الرحمن) بدليل أنهم لا ينادون بها إلا من كان تعبيده بالرحمن.
فلو وجدت اسما معبدا ب (اللطيف) لسمعتهم ينادونه لطيفو مثلا , واسما آخر معبدا بالمجيد لسمعتهم ينادونه (جيدو) وهذا كله ليس من باب الافتراض وإنما هو واقع سمعناه.
فالترخيم هنا منصب على أسماء الله وهذا هو محل السؤال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/326)
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 02:19 ص]ـ
لاريب ان مانو مقتبسة من (الرحمن) بدليل أنهم لا ينادون بها إلا من كان تعبيده بالرحمن.
فلو وجدت اسما معبدا ب (اللطيف) لسمعتهم ينادونه لطيفو مثلا , واسما آخر معبدا بالمجيد لسمعتهم ينادونه (جيدو) وهذا كله ليس من باب الافتراض وإنما هو واقع سمعناه.
فالترخيم هنا منصب على أسماء الله وهذا هو محل السؤال.
أحسنت , سلمت يداك و بارك الله فيك.
ـ[عبدالرحمن اسحاق]ــــــــ[20 - 11 - 09, 04:41 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً
ـ[بندر الظفيري]ــــــــ[20 - 11 - 09, 06:15 ص]ـ
قالها الشيخ: عبدالله الجبرين - رحمه الله - في أحد محاضراته في جامع الراجحي وقد تم طرح هذا السؤال عليه واجاب بالجواز .. والله اعلم(119/327)
فَطْمُ الصَّغِير المُثِير شُبْهَة رِضَاع الكَبِير ـ حوار سني إثني عشري
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:22 م]ـ
فَطْمُ الصَّغِير المُثِير شُبْهَة رِضَاع الكَبِير
نظرة في كتب السنة وجولة في كتب الإثني عشرية
قال تعالى: " وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ "
[النسخة الأولى]
اهتم به
أبو عبد الرحمن العاقل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد:
فهذه المسودة هي جمع للمواضيع التي كتبت حول هذه القضية ونقلها بتصرف سواء من الشيخ رفاعي او الأمين أو غيرهم من الكتاب , مع تعليقنا على فتوى الألباني التي يتشدق بها المخالفون هداهم الله , وأشكر الأخ الفاضل (ساجد لله) و الأخ (ابن عراق) و غيرهم من الأخوة الذين لم نذكرهم وذكرهم الله , والله نسأل أن يشرح صدرونا للحق وأن يهدنا إلى ما أختلف فيه من الحق بإذنه إنه
يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
أولا: إن الله قد شاء قدرا الخلاف في الفهم بين العلماء رحمهم الله , قال تعالى: (وَ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ)
ومن المسائل التي تنازع فيها العلماء مسألة فقهية هي إرضاع الكبير , ولسنا بحاجة إلى أن نقول أن خلافهم أعلى الله قدرهم لم يكن عن شهوة وهوى؛ لوضوح أن مناط الخلاف ورعهم وخوفهم من أن يتكلموا في مراد رسول الله الذي بلغهم بلا علم وحجة وأسبابه (الخلاف) قد بسط في غير هذا الموضع في رسالة (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) للعالم الهمام شيخ الإسلام فراجعه , وسنبين في التعليق على فتوى الألباني نقاط من المهم ذكرها.
ثانيا: أن الله أخبر أن الذين في قلوبهم زيغ يتركون المحكم ويذهبون إلى المتشابه , فالنصارى مثلا يتركون كل ما في الإسلام من أدلة قاطعة وبراهين ساطعة ويخوضون في مسائل اختلف فيها بعض العلماء على أقوال كل بحسب ما بلغه من حديث رسول الله او لم يصح عنده ذاك الحديث او لم يبلغه نسخه أو جائه من طريق ضعيف أو. . ألخ , و بعض الرافضة لهم حظ في ما خالفوا به المسلمين وانفردوا عنهم من النصارى فقد تركوا ما عند أهل السنة والجماعة أعلى الله كلمتهم من الأدلة المحكمة والبينات المسددة وذهبوا إلى ما تشابه ليضعوا كل أهل السنة في دائرته! قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).
ولا يقال: اننا نستدل بهذا لنبين أن خلافكم كان بسبب تركم أهل البيت فوقعتم في الخلاف! لأننا سنقول: لا نشك أن هذا هراء لما في عقائدكم فضلا عن فقهياتكم من الإختلاف والتضاد وأنتم المدعون اتباع طريقهم , بل ليس وحدكم أنتم من يدعي هذه الدعوى فالواقفة والفطحية كلامهم من جنس كلامكم وهم ضلال عندكم
,
أما خلافكم عقائديا
كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - ص 434
أما الأول، فلوجود الخلاف في كثير من المسائل العقيدية حتى مثل سهو النبي في جانب التفريط أو نسبة التفويض في بعض معانيها في جانب الافراط، فان بعض هذه المسائل وإن صارت من عقائد الشيعة الضرورية بحيث يعرفها العالي والدائي، غير أنها لم تكن بهذه المثابة في العصور الغابرة. . . انتهى
الفوائد الرجالية - الوحيد البهبهاني - ص 38
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/328)
(وبالجملة) الظاهر أن القدماء كانوا مختلفين في المسائل الأصولية أيضا فربما كان شئ عند بعضهم فاسدا أو كفرا غلوا أو تفويضا أو جبرا أو تشبيها أو غير ذلك ذلك وكان عند اخر مما يجب اعتقاده أولا هذا ولا ذاك. . . انتهى
وأما فقهيا فقد تجاوزتم الخلاف الذي عند أهل السنة
عدة الأصول (ط. ج) - الشيخ الطوسي - ج 1 - ص 136 - 138ومما يدل أيضا على جواز العمل بهذه الاخبار التي أشرنا إليها ما ظهر بين الفرقة المحقة من الاختلاف الصادر عن العمل بها فاني وجدتها مختلفة المذاهب في الاحكام، يفتي أحدهم بما لا يفتي به صاحبه في جميع أبواب الفقه من الطهارة إلى أبواب الديات من العبادات، والاحكام، والمعاملات، والفرائض، وغير ذلك، مثل اختلافهم في العدد والرؤية في الصوم. واختلافهم في أن التلفظ بثلاث تطليقات هل يقع واحدة أم لا؟ ومثل اختلافهم في باب الطهارة وفي مقدار الماء الذي لا ينجسه شئ. ونحو اختلافهم في حد الكر. ونحو اختلافهم في استئناف الماء الجديد لمسح الرأس والرجلين. واختلافهم في اعتبار أقصى مدة النفاس. واختلافهم في عدد فصول الأذان والإقامة وغير ذلك في سائر أبواب الفقه حتى أن بابا منه لا يسلم الا (وقد) وجدت العلماء من الطائفة مختلفة في مسائل منه أو مسألة متفاوتة الفتاوى! وقد ذكرت ما ورد عنهم عليهم السلام من الأحاديث المختلفة التي تختص الفقه في كتابي المعروف ب (الاستبصار) وفي كتاب (تهذيب الأحكام) ما يزيد على خمسة آلاف حديث، وذكرت في أكثرها اختلاف الطائفة في العمل بها وذلك أشهر من أن يخفى حتى انك لو تأملت اختلافهم في هذه الأحكام وجدته يزيد على اختلاف أبي حنيفة، والشافعي، ومالك. . . انتهى موضع الشاهد من النص
قلت: فإن سلمنا جدلا وقلنا أن وجود الخلاف في مسألة ما دليل على ترك مذهب أهل البيت
فترككم أشد وأعظم.
ثالثا: ليس الخلاف بيننا وبين مخالفينا هو رضاع الكبير فليس من يعتقد به دخل في الإسلام ولا
من إعتقد بخلافه خرج منه , ليس هذا خلافنا الحقيقي , ونقول للرافضة هل القول برضاع الكبير حق أم باطل؟ إن كان حقا فقد قال به
من قاله منهم وإن كان باطل بمعنى أنه غير محرم فعليه جمهور أهل السنة وأكثر علمائهم قال شيخ الإسلام: " ولهذا كان جمهور العلماء والأئمة الأربعة وغيرهم على أن رضاع الكبير لا تأثيرله واحتجوا بما فى الصحيحين. . . "
فعلى هذا كان الحق مع جماهير أهل السنة والأئمة الأربعة وأكثر أهل العلم وبهذا فليس في طرح القوم لهذه المسألة إلا تثبيت الحق مع جمهور أهل السنة , بمعنى أنه على كلا التقديرين فالحق لا يخرج من أهل السنة وان كنا لا نقول بعصمة آحادهم.
قال شيخ الإسلام في أحد مسائله: " فالشناعة التي شنع بها على أبي حنيفة إن كان حقا فجمهور أهل السنة يوافقون عليها وإن كانت باطلا لم تضرهم شيئا "
وقال أيضا: " وكذلك ان هذا القول لم يقله جميعهم، فان كان حقا فقد قاله بعضهم، وان كان الحق هو نقيضه
فقد قال بعضهم ذلك , فعلى التقديرين لم يخرج الحق عن أهل السنّة "
رابعا: أن موضوع رضاع الكبير لا يطرح غالبا إلا حين يحرج القوم ولا يجدون ملجأ ولا مغارات ولا مدخرا في مقابلة محاوريهم لهم ببعض القضايا في الجنس والمتعة , كفتوى مرجعهم حين سأل: [هل يجوز أن تمتهن المرأة، أو الفتاة زواج المتعة كمهنة ضمن الضوابط الشرعية تعيش وتتكسب من خلالها؟
الفتوى: يجوز] وفتوى مرجعهم الآخر [سؤال: هل يجوز لمس العورة من وراء الثياب من الرجل لعورة رجل آخر، ومن المرأة لعورة أخرى، لمجرد اللعب والمزاح، مع فرض عدم إثارة الشهوة؟ الخوئي: لا يحرم في الفرض، والله العالم] فيحرج ويرمي مخالفيه بدائه وينسل محاولا قلب الطاولة أو رمي الكرة في ملعبهم! بمعنى أن هذا
الموضوع لا يطرح غالبا في ما نعلم من بعضهم إلا تشفيا لا طرحا يراد منه الوصول إلى حقيقة المسألة وفهمها من جميع جوانبها.
علما أن كلامنا هنا – للإنصاف - عن المتشددين والمعاندين المكابرين عن الحق , أما عوام الشيعة وعقلائهم الباحثين عن الحقيقة
فهؤلاء نمد لهم أيدينا محبين لهم الخير والهداية والله نسأل أن يوفقنا وإياهم إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:24 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/329)
عفوا ارجوا من المشرف تقصير علامة (ـــــــــــــــــــــ) لأنها طويلة جدا ,
نكمل
الخلفية الواقعية التي نزل فيها الحكم
[الحكم عن الشئ فرع عن تصوره]
الحكمة من أحكام الأعراض غيرة الله على عباده.
قال الشيخ رفاعي: يجب أن نفهم ابتداءً أن لله سبحانه وتعالى حقَّ الحُكم، وأنه يحكم ما يريد، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو
المبلِّغ عن الله ..
وأن أحكام «الأَعْرَاض» من هذه الأحكام ..
وأن الحكمة من هذه الأحكام هي غيرة الله تعالى على العباد ..
كما قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، وَاللَّهُ أَشَدُّ غَيْرًا»
وقَالَ: « ... يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ
قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا»
فإذا حكم الله وقضى فلا نجد في أنفسنا حرجا مما قضى {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ
حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء: 65].
وينبه حديث سعد الذي رواه البخاري إلى التعامل الصحيح مع حكم الله: قال سعد بن عبادة: «لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته
بالسيف غير مصفح عنه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْد، ٍ فَوَاللَّهِ لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ
مِنِّى؛ مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّه ... »
قاعدة «المخارج الشرعية»
وفي حادثة سالم مولى أبي حذيفة حكمٌ من أحكام الشرع الذي كشف عظمة الشريعة نفسها؛ إذ قام الحكم على اعتبار الحالة الإنسانية
الصعبة التي ترتبت على إنهاء حكم التبني.
فأصبحت الشبهة المثارة دليلاً على إنسانية الشريعة التي تحسب للإسلام، والتي بلغت حدًّا أوجد قاعدة «المخارج الشرعية» والتي كان
منها حكم رضاع سالم ..
ومثاله المخرج الشرعي الذي جعله الله لنبيه أيوب حتى يمنعه من ضرب زوجته!!
يقول ابن كثير في تفسير قوله سبحانه:) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (: (وذلك أن أيوب
عليه الصلاة والسلام كان قد غضب على زوجته ووَجَدَ عليها في أمْرٍ فعلته ... وحلف إن شفاه الله تعالى ليضربنها مائة جلدة ... فلما
شفاه الله عز وجل وعافاه ما كان جزاؤها -مع هذه الخدمة التامة والرحمة والشفقة والإحسان- أن تقابل بالضرب؛ فأفتاه الله عز وجل
أن يأخذ ضغثا -وهو الشمراخ فيه مائة قضيب- فيضربها به ضربة واحدة، وقد برت يمينه وخرج من حنثه)
فالمخرج الشرعي هو حكم استثنائي تحافظ به الشريعة على أحكامها مع الاعتبار الكامل لظروف الواقع، وهو ما حدث في قضية سالم
مولى أبي حذيفة وغيرها.
وبعد المقدمة يأتي الردُّ على الشبهة ..
ببيان الخلفية الواقعية التي نزل فيها الحكم. . .
أَبَو حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ... تَبَنَّى سَالِمًا ... وزَوَّجَه بِنْتَ أَخِيهِ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ -وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ ابْنُهُ-؛ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ
مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ، وَهِيَ مِنْ أَفْضَلِ أَيَامَى قُرَيْشٍ.
إذن سالم هو –أصلا- ابنٌ لأبي حذيفة بالتبني، وزوجته سهلة هي أمُّه بالتبني .. بكل ما يترتب على ذلك من أحكام التبني من الوراثة،
ووجوب النفقة وحرمة المصاهرة .. وهي الأحكام التي كانت ثابتة بالولادة أو الرضاع أو التبني.
إنهاء التبني. . .
فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيات إنهاء التبني: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} رُدَّ كُلُّ
وَاحِدٍ مِنْ أُولَئِكَ إِلَى أَبِيهِ، فَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ أَبُوهُ رُدَّ إِلَى مَوْلَاهُ.
فنشأ مع ذلك مشكلة إنسانية؛ حيث رد الحكمُ الشرعي سالمًا إلى أن يصبح مولًا لأبي حذيفة بعدما كان ابنًا له بالتبني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/330)
وكان أبو حذيفة متبنيًا لسالم، وله كل أحكام التبني؛ من حيث العلاقة بأهل البيت كما تصف سهلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا، وَكَانَ يَدْخُلُ على وَأَنَا فُضُلٌ وَلَيْسَ لَنَا إِلَّا بَيْتٌ وَاحِدٌ. فَمَاذَا تَرَى فِي شَأْنِهِ؟
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضَعَاتٍ؛ فَيَحْرُمُ بِلَبَنِهَا؛ وَكَانَتْ تَرَاهُ ابْنًا مِنْ الرَّضَاعَةِ».
حال أبي حذيفة وسهلة بنت سهيل وسالم
فأما عن أبي حذيفة: فكان من فضلاء الصحابة من المهاجرين الأولين، جمع الله له الشرف والفضل، صلى القبلتين وهاجر الهجرتين
جميعاً، وكان إسلامه قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم للدعاء فيها إلى الإسلام، هاجر مع امرأته سهلة بنت سهيل
بن عمرو إلى أرض الحبشة وولدت له هناك محمد بن أبي حذيفة، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فأقام بها حتى
هاجر إلى المدينة، وشهد بدراً وأحداً والخندق والحديبية والمشاهد كلها، وقُتل يوم اليمامة شهيداً وهو ابن ثلاث أو أربع وخمسين سنة.
وأما عن سهلة بنت سهيل: فهي صحابية، أسلمت قديماً، وهاجرت الهجرتين.
وأما سالم مولى أبي حذيفة: فهو من فضلاء الموالي ومن خيار الصحابة وكبارهم وهو معدود في المهاجرين وفي الأنصار أيضا لعتق
مولاته الأنصارية، شهد سالم بدرا وقتل يوم اليمامة شهيدا هو ومولاه أبو حذيفة، فوجد رأس أحدهما عند رجلي الآخر وذلك سنة اثنتي
عشرة من الهجرة.
تقول عنه عائشة: أبطأت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما حبسك يا عائشة قالت: يا رسول الله إن في المسجد رجلا ما رأيت
أحدا أحسن قراءة منه، قال: فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك.
ويقول عنه ابْنَ عُمَرَ رضى الله عنهما: كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِى حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ وَأَصْحَابَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى
مَسْجِدِ قُبَاءٍ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو سَلَمَةَ وَزَيْدٌ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ.
بل يقول عمر عنه: لو كان سالم مولى حذيفة حيًّا لوليته.
قاعدة إنسانية الشريعة
وهي المعالجة الإنسانية للآثار المترتبة على الأحكام،
ونضرب لذلك مثالا يوضحه: ما حدث بإسلام أبي العاص بن الربيع؛ حيث كان زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
الجاهلية، فلما أسلمت بقي هو على شركه ..
والحكم الشرعي في هذه الحالة هو إنهاء العلاقة الزوجية شرعًا بتأخر أحد الزوجين عن الإسلام؛ لكن المعالجة الإنسانية أعادت
الاعتبار الكامل للعلاقة الزوجية السابقة بمجرد دخول الطرف المتأخر عن الدخول في الإسلام دون عقد جديد.
وهذا الذي حدث عندما أجارت زينب أبا الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي بنية، أكرمي مثواه ولا يخلص
إليك فإنك لا تحلِّين له.
ومن هذه العبارة يكون الحد الفاصل بين المعالجة الإنسانية والحسم الشرعي ..
فكانت المعالجة الإنسانية: «أكرمي مثواه» وكان الحسم الشرعي: «ولا يخلص إليك فإنك لا تحلِّين له».
فلما أسلم أبو العاص بن الربيع رَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَيه بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ وَلَمْ يُحْدِثْ نِكَاحًا. رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْأَرْبَعَةُ إلَّا النَّسَائِيّ، وَصَحَّحَهُ أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ
إنهاء حالة التبني .. قد عالجته الشريعة بصورة إنسانية:
فكانت هناك مرحلة انتقالية بين التبني وإنهائه ..
فكان للمتبنى حقوق الأبناء من النفقة والميراث والمحرمية ..
فلما أبطل الله التبني كان لهذا الحكم آثاره، فلم يترك الشرع -إزاء هذه الآثار- المكلفين بغير معالجة إنسانية لهذا الواقع.
فعالج «إنهاء التوارث والنفقة» الذين كانا قائمين حال التبني بالوصية.
يقول ابن كثير في قوله: {إِلا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا} أي: ذهب الميراث، وبقي النصر والبر والصلة والإحسان والوصية
قال الزهري عن سعيد بن المسيب: أنزلت هذه الآية في الذين كانوا يتبنون رجالا غير أبنائهم، يورثونهم، فأنزل الله فيهم، فجعل لهم
نصيبا في الوصية، ورد الميراث إلى الموالي في ذي الرحم والعَصبة وأبى الله للمدعين ميراثًا ممن ادعاهم وتبناهم، ولكن جعل لهم
نصيبا من الوصية. رواه ابن جرير.
كما عالج «المحرمية» في حادثة سالم ببقاء سالم في البيت بعد إبطال التبني، حتى عرفت سهلة الكراهية في وجه أبي حذيفة من
دخول سالم؛ فكانت فتوى الرضاع في إطار المعالجة الإنسانية للموقف تمامًا مثل الوصية بعد إنهاء الميراث.
انتهى كلام الشيخ رفاعي.
[هناك الكثير من الهوامش في الملف الذي سنرفقه بعد انزال الموضوع كاملا]
يتبع. . . يتبع. . [/ FONT][/SIZE][/COLOR][/RIGHT]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/331)
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:26 م]ـ
هل رضاع الكبير محرِّم ومؤثر و يعمل به الآن؟
سنن الترمذي (3 / ح 1152)
- حدثنا قتيبة حدثنا أبو عوانة عن هشام بن عروة عن أبيه عن فاطمة بنت المنذر (و فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام وهي
امرأة هشام بن عروة) عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي
وكان قبل الفطام
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه
و سلم وغيرهم أن الرضاعة لا تحرم إلا ما كان دون الحولين وما كان بعد الحولين الكاملين فإنه لا يحرم شيئا. انتهى
قال ابن قدامة في المغني (9/ 201):
فإن من شرط تحريم الرضاع أن يكون في الحولين وهذا قول أكثر أهل العلم. . . " انتهى
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (34/ 59 في الشاملة):
. . . ولهذا كان جمهور العلماء والأئمة الأربعة وغيرهم على أن رضاع الكبير لا تأثير له واحتجوا بما فى
الصحيحين. . . " انتهى
فجمهور الصحابة والتابعين والعلماء المتقدمين والمتاخرين ومتأخري المتأخرين كلهم يذهبون إلى
عدم اعتبار رضاع الكبير وعدم العمل به ونذكر على سبيل المثال لا الحصر
فمن الصحابة:
1 - عمر بن الخطاب
2 - علي بن أبي طالب
3 - عبد الله بن مسعود
4 - عبد الله بن عمر
5 - أبو هريرة
6 - ابن عباس
7 - سائر أمهات المؤمنين غير عائشة
وجمهور التابعين وجماعة فقهاء الامصار ومنهم على سبيل المثال: 1 - الثوري
2 - والامام مالك وأصحابه
3 - الإمام الاوزاعي
4 - ابن أبي ليلي
5 - الإمام أبو حنيفة وأصحابه
6 - الامام الشافعي وأصحابه
7 - الامام احمد بن حنبل
8 - اسحاق
9 - ابو ثور
10 - أبو عبيد
11 - الطبري
فإذا جمهور السلف والخلف رضوان الله عليهم يذهبون إلى عدم اعتبار رضاع الكبير وعدم العمل به وعلى هذا
اتفق الأئمة الاربعة ائمة المذاهب الفقهية. على ذمة من نقل
قال ابن عبد البر: "وممن قال أن رضاع الكبير ليس بشيء (ممن رويناه لك عنه وصح لدينا)
، عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وابن عمر وأبو هريرة وابن عباس وسائر أمهات المؤمنين غير عائشة
وجمهور التابعين وجماعة فقهاء الأمصار منهم الثوري ومالك وأصحابه والأوزاعي وابن أبي
ليلى وأبو حنيفة وأصحابه والشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيد والطبري. . . "
قال الشيخ سليمان سعود الصقر: وممن روى حديث سهلة هذا، عبد الله بن أبي مليكة عن عروة
بن الزبير، قال ابن أبي مليكة: " فمكثت سنة أو قريبا منها لا أحدث به رهبة له، ثم لقيت القاسم فقلت له لقد حدثتني حديثا ما حدثته بعد
، قال: "ما هو فأخبرته. قال حدث به عني أن عائشة أخبرتنيه".
وهذا يوحي أن رضاعة الكبير لم تكن معروفة عن جماعة التابعين من أهل المدينة، وقد كانت
معرفتهم بالفقه حجة آنذاك ولأنهم الأقرب عهدا بالنبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وباقي الصحابة. ذلك أن ابن أبي مليكة
من علماء التابعين من أهل المدينة ولقي الكثير من الصحابة وحدث عنهم (فحدث عن عائشة أم المؤمنين وأختها أسماء أبنة ابي بكر
الصديق، وأم سلمة وأبي محذورة وابن عباس وعبد الله بن عمرو وابن عمر وابن الزبير والمسور بن مخرمة وغيرهم – سير أعلام
النبلاء – المجلد 5 صفحة 88) ومع ذلك لم يحدث بحديث إرضاع سالم مولى أبي حذيفة عاما كاملا رهبة لذلك. وهذا يدل على أن
موضوع إرضاع الكبير كان مستغربا للغاية عندهم.!!
قال ابن عبد البر: " هذا يدلك على أنه حديث ترك قديما، ولم يعمل به
ولم يتلقه الجمهور بالقبول على عمومه بل تلقوه على أنه مخصوص والله أعلم".
وهناك حقيقة أخرى: وهي أن الذي خالف أهل المدينة هو من أهل المدينة، وهي عائشة رضي الله عنها، ولا يختلف إثنان على ذلك.
لأنه لو كان أحدا من أصحاب محمدا صلى الله عليه وسلم الذين خرجوا إلى الأمصار، لربما قلنا أنه حفظ شيئا لم يحفظه الآخرون ..
انتهى
أقول: ومن العلماء المعاصرين:
1 - سماحة الشيخ العلامة مفتي الديار السعودية السابق محمد بن أبراهيم آل الشيخ.
2 - سماحة الشيخ العلامة مفتي الديار السعودية السابق عبد العزيز بن باز
3 - سماحة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين الفقيه الاصولي المعروف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/332)
4 - سماحة الشيخ العلامة عضو هيئة كبار العلماء عبد الرزاق عفيفي
5 - سماحة الشيخ العلامة عضو هيئة كبار العلماء عبد الله الغديان
6 - سماحة الشيخ العلامة عضو هيئة كبار العلماء عبد الله بن قعود
7 - سماحة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
8 - سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين
9 - الشيخ المجاز محمد بن صالح المنجد
[والكثير الكثير ممن لا يحصيهم إلا الله من علماء الأمصار كعلماء اليمن ومصر والشام والمغرب بأكمله والعراق وبلاد السند وغيرهم
من علماء أهل السنة والجماعة أعلى الله مقامهم ممن لم نذكرهم وانما اقتصرنا على هؤلاء لحاجة في نفس يعقوب سيلتفت لها القارئ
اللبيب]
1 - سماحة الشيخ العلامة مفتي الديار السعودية السابق محمد بن أبراهيم آل الشيخ.كتاب (فتاوى
ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ) رقم السؤال (3273) - (ص/ف 974/ 1 في 15/ 4/1385)
من محمد بن إبراهيم إلى المكرم مبارك بن ...... سلمه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فقد جرى الاطلاع على استفتائك الموجه إلينا منك بخصوص ذكرك أن سوء تفاهم حصل بينك وبين زوجتك ذهبت على إثره إلى بيت
أبيها وتركت طفلها الرضيع عندك، وأنها بعد ذلك تورمت ثدياها نتيجة امتلائهما باللبن فصارت ترضع نفسها وتمج اللبن، إلا أنها
ذكرت أن شيئاً منه يصل إلا حلقها وأنها استمرت على هذا أكثر من خمسة أيام، وتسأل هل يؤثر رضاعها نفسها على زوجته منها؟
والجواب: الحمد لله. الرضاع المحرم شرعاً ما كان خمس رضعات فأكثر، وفكان في الحولين، أما رضاع
الكبير فالذي عليه الجمهور وهو المفتى به عندنا أنه لا ينشر حرمة، وعليه فلا أثر لهذا الرضاع، وبالله التوفيق. والسلام
عليكم.
نفس المصدر السابق سؤال رقم (3276)
. . . وأما رضاع الكبير الذي قد تجاوز الحولين فلا يؤثر ولا ينشر الحرمة، وهذا هو قول الجماهير من
الصحابة والتابعين والفقهاء، وهو مذهب الإمام أحمد، وهو الصواب؛
2 - سماحة الشيخ العلامة مفتي الديار السعودية السابق عبد العزيز بن باز
كتاب (مجموع فتاوى ابن باز رحمه الله) الجزء رقم: 22، الصفحة رقم: 263
قال سماحة الشيخ رحمه الله:. . . لهذا الأمر، فأمرها أن ترضعه خمس رضعات، فاختلف العلماء في ذلك والصحيح من قولي العلماء
أن هذا خاص بسالم وبسهلة بنت سهيل وليس عاما للأمة، قاله غالب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -،
وقاله جمع غفير من أهل العلم وهذا هو الصواب
3 - سماحة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين الفقيه الاصولي المعروف.
كتاب (فتاوى اسلامية) – (3/ 338) قال سماحة الشيخ رحمه الله: رضاع الكبير لا يؤثّر لأنّ الرضاع المؤثّر هو ما كان خمس
رضعات فأكثر في الحولين قبل الفطام، وعلى هذا فلو قُدِّر أنّ أحدا رضع من زوجته أو شرب من لبنها فإنه لا يكون ابنا لها.
وقال رحمه الله: والخلاصة: بعد انتهاء التبني نقول لا يجوز إرضاع الكبير، ولا يؤثر إرضاع الكبير بل لا
بد إما أن يكون في الحولين وإما أن يكون قبل الفطام وهو الراجح اهـ
4 - سماحة الشيخ العلامة عضو هيئة كبار العلماء عبد الرزاق عفيفي
5 - ماحة الشيخ العلامة عضو هيئة كبار العلماء عبد الله الغديان
6 - سماحة الشيخ العلامة عضو هيئة كبار العلماء عبد الله بن قعود
في كتاب (فتاوى الاسلام سؤال وجواب- سؤال رقم 47721)
وحتى لو رضع من ثديها، فهو داخل في الاستمتاع المباح، ولا يقال
بتأثير اللبن عليه؛ لأن رضاع الكبير غير مؤثر في التحريم، وإنما الرضاع المؤثر هو
ما كان في الحولين.
قال علماء اللجنة الدائمة:
يجوز للزوج أن يستمتع من زوجته بجميع جسدها، ما عدا الدبر
والجماع في الحيض والنفاس والإحرام للحج والعمرة حتى يتحلل التحلل الكامل.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الله بن قعود. " فتاوى اللجنة الدائمة " (19/ 351، 352).
وقال علماء اللجنة الدائمة:
يجوز للزوج أن يمص ثدي زوجته، ولا يقع تحريم بوصول اللبن إلى
المعدة.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله الغديان،الشيخ عبد الله بن قعود.
7 - سماحة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
كتاب (المنتقى من فتاوى الفوازن) رقم السؤال: (399)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/333)
س: ما حكم رضاع الكبير؟ وما هو حرمته؟ وما الراجح في هذه المسألة؟ أفتونا جزاكم الله خيرًا.
ج: رضاع الكبير: هو إرضاع من عمره فوق الحولين؛ لقوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ
الرَّضَاعَةَ} [سورة البقرة: آية 233]، وحكمه أنه لا يجوز، ولو وقع؛ فإنه لا ينشر الحرمة عند الجمهور
.أما قصة سالم مولى أبي حذيفة "؛ فهي واقعة عين لا عموم لها. والله أعلم.
8 - سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين
كتاب فتاوى اسلامية (3/ 465) بعنوان (رضاع الكبير لا يؤثر)
س - سمعت من البعض أن رضاعة الرجل من زوجته ليس حراما، وهذا جعلني في قلق داخلي إذ كيف تكون زوجته أمه من
الرضاعة وليس بحرام، أرجو التوضيح؟
ج- رضاع الكبير لا يؤثر لأن الرضاع المؤثر ما كان خمس رضعات فأكثر في الحولين قبل الفطام، وأما
رضاع الكبير فلا يؤثر، وعلى هذا قدر أن أحداً رضع من زوجته أو شرب من لبنها فإنه لا يكون أبنا لها.
9 - الشيخ المجاز محمد بن صالح المنجد حفظه الله
كتاب (فتاوى الاسلام سؤال وجواب سؤال رقم 2864 - )
قال الشيخ حفظه الله: وبهذا يتبين أن مص لبن الزوجة لا يؤثر في المحرمية قال ابن قدامة في المغني (9/ 201):
فإن من شرط تحريم الرضاع أن يكون في الحولين وهذا قول اكثر أهل العلم روي نحو ذلك عن
عمر وعلي وابن عمر وابن مسعود وابن عباس وأبي هريرة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم سوى عائشة وإليه ذهب الشعبي وابن
شبرمة والأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبو يوسف ومحمد وأبو ثور ورواية عن مالك.
وبناء على ما تقدّم فإنّ مصّ لبن الزّوجة لا يؤثّر وإن كان الأولى ترك ذلك.
وقد سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن هذه المسألة فأجاب: رضاع الكبير لا يؤثّر لأنّ الرضاع المؤثّر هو ما كان خمس
رضعات فأكثر في الحولين قبل الفطام، وعلى هذا فلو قُدِّر أنّ أحدا رضع من زوجته أو شرب من لبنها فإنه لا يكون ابنا لها. فتاوى
إسلامية 3/ 338 والله تعالى أعلم. [/ FONT][/SIZE][/RIGHT]
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:26 م]ـ
اعتراض وجوابه:
اعتراض: هناك من ذهب إلى أن هذا ليس خاص بسالم فما معنى كلامه؟!
والجواب أن يقال: بعد أن وضحنا أن جمهور العلماء من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة
على أن رضاع الكبير لا يحرم فقد ذهب البعض رحمهم الله اجتهادا منهم إلى أن عدم الخصوصية من جهة والخصوصية من جهة
أخرى فالمدار في كلامهم على دائرة الخصوص , وبيانه: أنهم قالوا أن هذا ليس خاص بسالم وإنما (
خاص) بمن كانت حالته وضرورته وحاجته ومشقته كسالم , ولا يفهم من هذا (مطلق
الحاجة) لأن [حاجة سالم غير ممكنة ولن تنطبق على أحد بعده، فسالم حضر إباحة التبني وكان ابنا بالتبني لأبي
حذيفة وحضر بطلان التبني!! وإلى هذا التوجيه السَّديد أشار شيخنا العلامة ابن عثيمين رحمه الله، فقال في (الشرح الممتع 13 /
436): ((ليس مطلق الحاجة بل الحاجة الموازية لقصة سالم والحاجة الموازية لقصة سالم غير ممكنة لأن
التبني أبطل فلما انتفت الحال انتفى الحكم)) اهـ. فمَنْ مِن الناس اليوم له مثل حكم سالم في التبني؟ لا أحد. ثم بعد
بطلان التبني احتاج سالم لهذا الحكم فكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته هذه التي لا تنطبق على غيره، فهي حالة خاصة
انتهت بانتهاء أطرافها. قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: ((والخلاصة: بعد انتهاء التبني نقول لا يجوز
إرضاع الكبير، ولا يؤثر إرضاع الكبير بل لا بد إما أن يكون في الحولين وإما أن يكون قبل الفطام وهو الراجح)) اهـ
] وحتى لو سلمنا جدلا أن شيخ الإسلام ذهب إلى أنها ليست خاصة بالتبني ففي كلامه (خصوصية
) من ناحية أخرى قال تلميذه ابن القيم مانصه: " الْمَسْلَكُ الثّالِثُ أَنّ حَدِيثَ سَهْلَةَ لَيْسَ بِمَنْسُوخِ وَلَا مَخْصُوصٍ
وَلَا عَامّ فِي حَقّ كُلّ أَحَدٍ وَإِنّمَا هُوَ رُخْصَةٌ
لِلْحَاجَةِ لِمَنْ لَا يَسْتَغْنِي عَنْ دُخُولِهِ عَلَى الْمَرْأَةِ وَيَشُقّ احْتِجَابُهَا عَنْهُ كَحَالِ سَالِمٍ مَعَ امْرَأَةِ أَبِي حُذَيْفَةَ فَمِثْلُ هَذَا الْكَبِيرِ إذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/334)
أَرْضَعَتْهُ لِلْحَاجَةِ أَثّرَ رَضَاعُهُ وَأَمّا مَنْ عَدَاهُ فَلَا يُؤَثّرُ إلّا رَضَاعُ الصّغِيرِ وَهَذَا مَسْلَكُ شَيْخِ الْإِسْلَامِ. . . "
تأمل التالي:
1 - ولا عام في حق كل أحد
2 - رخصة
3 - للحاجة
4 - لمن لا يستغنى عن دخوله
5 - يشق احتجابها
6 - ما عداه فلا يؤثر
التعليق على الفقرات المرقمة:
أما رقم (1) فهي توضح أنها (خاصة) لا عامة
لكل أحد كما يحاول أن يوهم البعض أن كل من هب ودب يأتي ليرضع وكأنه سبيل! وهذا ما يحاول بعض الخصوم أن يروجه على
العوام , لكن العقلاء أذكى من أن يلتبس عليهم الأمر.
أما رقم (2) فقد عبروا عنه اصطلاحا بـ: إجازة المكلف الإتيان بالأمر، أو إجازته الإتيان
بضد الأمر، وهو بخلاف التخيير والذي يعني أن يختار المكلف بين الفعل والترك. (انظر: تخيير، ترخيص إفطار).
أما رقم (3) (الحاجة) الغرض، الهدف.: ما هو ضروري لفعاليات الشئ.
أما رقم (4) فهو تضيق فوق التضيق وتصغير دائرة الحاجة و (خصوصيتها) بمن لا يستغنى
عن دخوله , ومعلوم أن هذا القيد كاشف عن القيد المقيد وينبئك أن هذا الأمر لا وجود له بعد إنهاء التبني أو كان نادرا ندرة من لا يجد
إلا لحم الميتة والخمر مأكلا ومشربا , ومعلوم أن هناك ألف طريقة للإستغناء عن الدخول مما يؤكد لك أن هذا الإستغناء كعدم استغناء
المريضة عن طبيبها ومعالجها.
أما رقم (5)
* الحرج: الارتباك.
* الحراجة.
* الخطورة.
* الضيق.
* المشقة.
* الصعوبة.
معجم ألفاظ الفقه الجعفري
* الحرج: بفتح الحاء والراء مصدر حرج (بكسر الراء) الضيق والشدة. . Narrowness
* ومنه: رفع الحرج، الاثم. . . . Sin
* ومنه: لا حرج عليك في فعله.
معجم لغة الفقهاء
* ثم قال ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج والحرج الضيق
مختلف الشيعة ج 1 ص 50
* والحرج المنفي في صحيحة محمد بن مسلم هو إمكان الفعل مع المشقة كما في قوله
تعالى: وما جعل عليكم في الدين من حرج أي مشقة وعسر.
الحدائق الناضرة ج 13 ص 422
* لان المراد بالحرج المشقة التي لا تتحمل عادة و إن كانت دون الطاقة.
جواهر الكلام ج 5 ص 98
أما رقم (6) فهذه لوحدها كافية عن توضيح مقصده في أن رضاع الكبير لا يؤثر بمجرده عن
الضوابط والمشقة والحرج وعدم الاسغناء و. . التي ذكرها.
قال تعالى: " مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ "
وقال سبحانه: " وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ "
واذا كان الإنسان قد يقول كلمة الكفر مكرها فما بالك بما هو أقل من الكفر عند الوصول الى حد إكراهي.
هكذا قصد من ذهب إلى هذا القول , وأما ما ذهب إليه ابن حزم فهو وهم منه جائز عليه كما قد يرى الإنسان السراب
ماءا , وهو على مذهب الظاهرية الذين علم منهجهم وتوجههم وطريقتهم , فرحم الله أبا محمد ورحمنا وعفا عنا وعنه فما من شرط
العالم أن لا يخطأ في اجتهاده وقد خالف ابن حزم في مسألة القياس وفي مسائل أخرى ليس هذا مقام بسطها.
ومن المهم أن نذكر بأن طرح هذه المسائل هي واقعا لأهل السنة لا عليهم:
اذ أنه يتضح للناس سواء الموافقين أو المخالفين المنصفين المتجردين أن أهل السنة لديهم سعة البحث العلمي تحت مظلة الورع
والخوف من الله ومراقبته لا التقليد والجمود الذي يتهمهم به مخالفوهم كقولهم هؤلاء مقلدين للألباني أو شيخ الإسلام أو فلان وفلان ,
وتتبع الإتهامات والأكاذيب يضيع الوقت على الباحث عن الحقيقة التي ينشدها , فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب ذاك القبر.
تابع تابع
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:27 م]ـ
ما لمقصود بكلمة (كبير) في فتوى الرضاع لأم المؤمنين؟!
قال الشيخ رفاعي سرور: في الواقع إن حقيقة الخلاف دائرة على معنى كلمة كبير ..
وحسم هذا الخلاف لا يكون إلا بتحديد معنى كلمة كبير الواردة في الأحاديث والروايات، ولتحديد معنى الكلمة .. يجب مبدئيًّا الفصل بين
معناها في حادثة سالم ومعناها في فعل عائشة ..
ليكون رضاع الكبير في حادثة سالم هو إرضاعه بعد أن كان رجلاً، ثم دخوله على سهلة .. ومعناه في فعل عائشة هو الإرضاع بعد
تجاوز السن الشرعي للرضاعة (حولين)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/335)
ومن هنا نلاحظ أن مسألة إرضاع الكبير في كتب التفسير والحديث والفقه وردت في سياق تفسير آية سورة البقرة: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ
أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} [البقرة: 233].
وآية سورة النساء: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ
وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ} [النساء: 23].
وسواء كان الدخول على عائشة في مرحلة ما قبل البلوغ " الغلام الأيفع " أو مرحلة الرجولة فإن الرضاع الذي كان به الدخول .. كان
في سن الرضاع أو تجاوز سن الرضاع بقليل، ولم يكن هناك بالنسبة لعائشة ومع كل الاحتمالات رضاع رجل كبير.
ومن هنا ارتبط لفظ (المهد) في الروايات التي ذكرت فعل عائشة بلفظ (
الكبير) ليتبين أن كلمة الكبير لا تعني أكثر من تجاوز مرحلة المهد؛ ومن أمثلة هذا الارتبط بين الكلمتين في الروايات ما
جاء في مسند أحمد (57/ 193) ومستخرج أبي عوانة (9/ 179) ومسند الصحابة في الكتب التسعة (8/ 336):
(فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَأْمُرُ أَخَوَاتِهَا وَبَنَاتِ أَخَوَاتِهَا أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ عَائِشَةُ أَنْ يَرَاهَا وَيَدْخُلَ عَلَيْهَا (وَإِنْ كَانَ
كَبِيرًا) خَمْسَ رَضَعَاتٍ ثُمَّ يَدْخُلُ عَلَيْهَا، وَأَبَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ
الرَّضَاعَةِ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ حَتَّى يَرْضَعَ (فِي الْمَهْد).
وهذا المعنى المستنبط جاء صريحًا في الروايات عند مالك في الموطأ:
... عن نافع أن سالم بن عبد الله بن عمر أخبره أن عائشة أم المؤمنين أرسلت به -وهو رضيع- إلى أختها أم كلثوم بنت أبي بكر
الصديق فقالت: أرضعيه عشر رضعات حتى يدخل عليَّ.
قال سالم: فأرضعتني أم كلثوم ثلاث رضعات، ثم مرضَتْ فلم ترضعني غير ثلاث رضعات، فلم أكن أدخل على عائشة من أجل أن أم
كلثوم لم تُتِمَّ لي عشر رضعات.
ولعلنا نلاحظ أن عائشة كانت ترغب في دخول سالم بن عبد الله عليها لذلك أرسلت به إلى أم كلثوم لترضعه.
ولكن أم كلثوم لم تتم رضاعته، فلم يدخل على السيدة عائشة، واو كان الأمر هو جواز إرضاع الرجال لجعلت إحدى بنات أخيها
ترضعه؛ ولكنه لما كبر وصار رجلا لم يكن ليدخل على عائشة.
ومن الجدير بالذكر أن أصحاب الشبهة أوردوا: أن عائشة أرسلت سالم بن عبد الله لترضعه أم كلثوم دون أن يذكروا أن سالم بن عبد
الله كان طفلا رضيعًا كما جاء في الحديث؛ ليفهم الناس أن أم كلثوم كانت تُرضع رجلاً كبيراً!! بطلب عائشة.
ويجب تقرير أن طلب عائشة بالإرضاع كان لأطفال صغار، وأن ما ذُكر في الرواية (فيمن كانت تحب أن
يدخل عليها من الرجال) هو باعتبار ما سيكون منهم بعد أن يصبحوا رجالا.
ودليل ذلك قول نافع أن سالم بن عبد الله بن عمر أخبره أن عائشة أم المؤمنين أرسلت به وهو رضيع إلى أختها أم كلثوم بنت أبي بكر
الصديق فقالت: أرضعيه عشر رضعات حتى يدخل عليَّ.
فلم تكن عائشة تقصد -طبعا- حتى يدخل علي وهو رضيع، بل كانت تقصد حتى يدخل علي بعد أن يكبر.
فلا يكون لقولها (حتى يدخل علي) إلا هذا المعنى.
ويؤكد ذلك عملها بهذا القصد، الذي شاركتها فيه حفصة فصنعت كما صنعت عائشة؛ عن مالك عن نافع أن صفية بنت أبي عبيد
أخبرته: أن حفصة أم المؤمنين أرسلت بعاصم بن عبد الله بن سعد إلى أختها فاطمة بنت عمر بن الخطاب ترضعه عشر رضعات
ليدخل عليها وهو صغير يرضع ففعلت فكان يدخل عليها)
فلا يمكن فهم عبارة "فكان يدخل عليها" إلا بمعني بعد أن كبر كما سبق بيانه في حديث عائشة.
وقد جاء هذا المعنى صراحة في أحكام القرآن للجصاص (3/ 25):وَقَدْ رُوِيَ حَدِيثُ عَائِشَةَ الَّذِي
قَدَّمْنَاهُ فِي رَضَاعِ الْكَبِيرِ عَلَى وَجْهٍ آخَرَ، وَهُوَ مَا رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَأْمُرُ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
بَكْرٍ أَنْ تُرْضِعَ الصِّبْيَانَ حَتَّى يَدْخُلُوا عَلَيْهَا إذَا صَارُوا رِجَالًا. انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/336)
فكانت عائشة تحب أن يدخلوا عليها بعد أن يصيروا رجالا؛ لتعلمهم أمر دينهم؛ التزاما بقوله تعالى: {واذكرن
ما يتلى عليكن في بيوتكن من آيات الله والحكمة}.
وفي هذا الموقف دلالة على حرص أم المؤمنين –رضي الله عنها- على تبليغ دين رب العالمين، وحديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وما تتمتع به من ذكاء وبُعدِ نَظَرٍ
- وعلى ذلك فاختلاف أمهات المؤمنين مع أم المؤمنين عائشة ليس في إرضاع كبيرٍ أو إدخال رجال عليها بهذا الإرضاع؛ لأن هذا لم
يحدث من أم المؤمنين عائشة أصلاً .. !
ولكن كان وجه اعتراض أمهات المؤمنين هو إرضاع الصغار بقصد الدخول، سواء كان الرضاع قبل حولين أو تجاوزه بقليل.
فكان هذا القصد هو وجه الاعتراض كما في رواية صحيح مسلمٍ وغيره عن زينب بنت أمّ سلمة أنّ أمّ سلمة قالت لعائشة: إنّه يدخل
عليك الغلام الأيفع الّذي ما أحبّ أن يدخل عليّ.
فقالت عائشة: أما لك في رسول اللّه أسوة حسنة؟!
قالت: إنّ امرأة أبي حذيفة قالت يا رسول اللّه: إنّ سالماً يدخل علي وهو رجل، وفي نفس أبي حذيفة منه شيء، فقال رسول اللّه صلى
الله عليه وسلم: «أرضعيه حتّى يدخل عليك» وفي روايةٍ لمالكٍ في الموطّأ قال: «أرضعيه خمس رضعاتٍ» فكان بمنزلة ولدها من
الرّضاعة.
والغلام الأيفع: هو من لم يتجاوز الحلم ()
- مما يدل على أن احتجاج عائشة بحادثة سالم كان: "الإرضاع بقصد الدخول" ولم يكن الاحتجاج برضاعة
من بلغ من الرجال مثل سالم. انتهى
# الموقف من أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها
نقل ابن القيم رحمه الله في المسلك الثاني ما نصه:. . . وَأَمّا حَدِيثُ السّتْرِ الْمَصُونِ وَالْحُرْمَةِ الْعَظِيمَةِ وَالْحِمَى الْمَنِيعِ
فَرَضِيَ اللّهُ عَنْ أُمّ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنّهَا وَإِنْ رَأَتْ أَنّ هَذَا الرّضَاعَ يُثْبِتُ الْمَحْرَمِيّةَ فَسَائِرُ أَزْوَاجِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ
وَسَلّمَ يُخَالِفْنَهَا فِي ذَلِكَ وَلَا يَرَيْنَ دُخُولَ هَذَا السّتْرِ الْمَصُونِ وَالْحِمَى الرّفِيعِ بِهَذِهِ الرّضَاعَةِ فَهِيَ مَسْأَلَةُ اجْتِهَادٍ وَأَحَدُ الْحِزْبَيْنِ مَأْجُورٌ أَجْرًا
وَاحِدًا وَالْآخَرُ مَأْجُورٌ أَجْرَيْنِ وَأَسْعَدُهُمَا بِالْأَجْرَيْنِ مَنْ أَصَابَ حُكْمَ اللّهِ وَرَسُولِهِ فِي هَذِهِ الْوَاقِعَةِ فَكُلّ مِنْ الْمُدْخِلِ لِلسّتْرِ الْمَصُونِ بِهَذِهِ
الرّضَاعَةِ وَالْمَانِعِ مِنْ الدّخُولِ فَائِزٌ بِالْأَجْرِ مُجْتَهِدٌ فِي مَرْضَاةِ اللّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ وَتَنْفِيذِ حُكْمِهِ وَلَهُمَا أُسْوَةٌ بِالنّبِيّيْنِ الْكَرِيمَيْنِ - دَاوُدَ
وَسُلَيْمَانَ اللّذَيْنِ أَثْنَى اللّهُ عَلَيْهِمَا بِالْحِكْمَةِ وَالْحُكْمِ وَخَصّ بِفَهْمِ الْحُكُومَةِ أَحَدَهُمَا. . . انتهى
قلت: إشارة ألى قوله تعالى: وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78)
فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ "
# اعتراف علماء الإثني عشرية بإكرام أم المؤمنين رضي الله عنها
رسائل ومقالات - الشيخ جعفر السبحاني - ص 231
الرسالة الخامسة , موقف الشيعة الإمامية من حديث الإفك , إن السيدة عائشة من زوجات النبي وأمهات
المؤمنين لها من الشرف والكرامة ما لسائر نسائه صلى الله عليه وآله وسلم غير خديجة - رضي الله عنها - فقد رأت
النور في بيتها، وعاشت معه فترة طويلة. . . انتهى
نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج 2 - شرح ص 64
وإن أدب الفرقة الإمامية، وحسن مكارم الشيعة الاثني عشرية، وإكرامهم للنبي الأعظم، واحترامهم له
يقتضي السكوت عن عرضه وحرمه، وترى الكل يلهجون بلسان الحال بقولهم: فيا حميرا! سبك محرم * لأجل عين ألف عين
تكرم وأمرها إلى الله تعالى، ونعم الحكم الله، ونعم الزعيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ونعم الموعد القيامة.
انتهى
قال المرجع العلامة الوكيل العام للخوئي آية الله العظمى محمد حسين فضل الله في (مقابلة صحيفة (عكاظ) السعودية، الحلقة-3. 6 - 3
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/337)
-2008م) ما نصه: أما أمهات المؤمنين، فنحن نحرّم سبهنّ، ونقول إنّه لا
بد من إكرامهنّ إكراماً لرسول الله (ص)، وأنا أنقل بيتاً من قصيدة لأحد علمائنا المتوفى قبل مئة سنة، واسمه السيد محمد
باقر حجة الإسلام. يقول:
فيا حميراً سبّك محرّمُ لأجل عينٍ ألف عين تكرمُ
لذلك نحن نحرِّم سبّ أمهات المؤمنين والإساءة إليهن، كما نحرِّم سب الصحابة، وقد أصدرنا فتوى
في ذلك انتشرت في العالم. انتهى
وسأل المرجع فضل الله بتاريخ (1/ 23/2006 12:53:09 PM ) في موقعه الرسمي (بينات): س: كيف نقول أن عائشة هي أم
المؤمنين وهي لم تنجب أولادا؟
ج: لا يشترط لكونها أم المؤمنين أن يكون عندها أولاد والقول أنها أم المؤمنين إعتماداً على القرآن الكريم فقد.
ورد في القرآن الكريم (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ
اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً) (الأحزاب:6).
تاريخ النشر: 2/ 20/2006 4:35:16 PM
ويقول الشيخ الشيعي الصفار في موقعه الرسمي:. . . وبراءة أم المؤمنين عائشة من الإفك،
وعدم تكفير الصحابة وسبّ الشيخين، هو القول المعتمد عند جمهور علماء الشيعة، وخلاف ذلك قول شاذّ. . . انتهى
المصدر: http://www.saffar.org/?act=artc&id=1845
قلت: فأنظر إلى وصفهم الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها بـ (أم المؤمنين) و
(السيدة) و أن لها (الشرف) و (
الكرامة) والأمر بـ (إكرامها) وهي الغنية عن وصفهم وكلامهم زوجة النبي
وحبيبته وحضنه الدافي , وهذا يدل على أن ما اجتهدت به في فتواها لا يستحق كل هذا الاستهزاء والسخرية
من قبل البعض الذين لا هم لهم إلا التخصص في عرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. [/ FONT][/SIZE]
[/RIGHT]
تابع. . تابع
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:29 م]ـ
طريقة الإرضاع هل هي بكأس أم بالتقام الحلمة؟!
من المهم أن نوضح أن الكلام عن طريقة الإرضاع هل هي بكأس أم باللتقام الحلمة انما المقصود به هو الكلام عن من ذهب إلى القول
بأن رضاع الكبير يحرم أو تكلم عن صفة إرضاع سالم , بمعنى أننا لو قلنا أن الإرضاع بالكأس مثلا فهذا لا يعني أننا نقول بأن
رضاع الكبير محرم أي له حكم في عصرنا الحالي , بل هو أما كلام عن صفة ما قد تم مع سالم أو بيان مقصد من أفتى به , فنقول
مستعينين بالله:
أولا: ينبغي أن يفرق بين الأصل في الكلام وبين ما قد يشمله وبين مايكفي عنه و مايماثله
فمثلا كلمة (امح) فعل أمر والاصل في الأمر الوجوب هذا الأصل لكن قد يكون الأمر للاستحباب
لا الوجوب , وقد تطلق كلمة ما ويراد بها أكثر من معنى مثل كلمة (المشتري) يراد بها الكوكب
ويراد بها عكس البائع.وقد تطلق كلمة مثل (الصلاة) ويكون لها معنيان لغوي واصطلاحي فلغة
الدعاء وهكذا , فمن ذهب إلى أن الرضاع هو التقام الثدي فانما يتكلم إما بالاصل (فرضا) لا حصرا لمعاني الرضاع وما يكفي عنه ,
فنحن لاننكر أن الرضاع يطلق على التقام الحلمة لكن ننكر حصر الرضاع به فلا يحرم إلا التقام دون غيره!
ثانيا: الجمع بين النصوص مقدم على إعمال احدهما وإبطال الآخر , فلدينا نص قطعي بحرمة
الثدي ونص ظني مبني على كلمة أرضعيه , فلا يقدم الظني على القطعي ,. . .
ثالثا: الحديث خير ما يفسر به الحديث , وهذا الخبر الذي سنورده كاشف عن المقصود
المصنف - عبد الرزاق الصنعاني - ج 7 - ص 45813883 - أخبرنا عبد الرزاق قال:
أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عطاء يسأل، قال له رجل: سقتني
امرأة من لبنها بعد ما كنت رجلا كبيرا، أأنكحها؟ قال: لا، قلت: وذلك رأيك؟ قال: نعم، قال عطاء: كانت عائشة تأمر بذلك
بنات أخيها.
أقول: بغض النظر عن الجزء الثاني من الخبر وهو [قال عطاء:. .] ففيه بحث وكلام في ثبوته وتحقيقه ليس هذا مقامه , إلا أنه
يهمنا الجزء الأول من الخبر والذي فيه كلمة (سقتني) والتي توضح طريقة الإرضاع المقصود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/338)
وتكشف عن اللبس الذي وقع فيه البعض ممن لم يبلغهم الخبر أو بلغهم ولم يلتفتوا إليه أو لم يثبت لديهم لعدم التلازم بين ثبوت أمر عند
شخص أن يثبت عند الآخرين والأسباب يطول شرحها. .
وإلى هذا نفهم مقصود من تكلموا عن وضع الحليب في الكأس:
1 - القاضي عياض
2 - الإمام النووي
3 - الحافظ ابن عبد البر
4 - الزرقاني
5 - الإمام اللغوي ابن قتيبة
6 - رفاعي سرور
7 - سليمان سعود الصقر
8 - الدكتور: أبو بكر خليل
9 - محمد الأمين
1 - قال القاضي: لعلّها حَلَبَته ثم شرِبَه، دون أن يمسَّ ثديَها، و لا التَقَت بشرتاهُما. انتهى
2 - قال الإمام النووي رحمه الله: و هذا الذي قاله القاضي حَسَنٌ.انتهى
3 - قال الإمام ابن عبد البر: هكذا إرضاع الكبير كما ذكر: يحلب له اللبن ويسقاه.وأما أن تلقمه المرأة ثديها
–كما تصنع بالطفل– فلا. لأن ذلك لا يَحِلُّ عند جماعة العلماء. وقد أجمع فقهاء الأمصار على التحريم بما يشربه الغلام الرضيع من لبن
المرأة، وإن لم يمصه من ثديها. وإنما اختلفوا في السعوط به وفي الحقنة والوجور وفي حين يصنع له منه، بما لا حاجة بنا إلى ذكره
هاهنا.انتهى
4 - قال الزرقاني: " وكأن القائلين بأن ظاهر الحديث أنه رضع من ثديها لم يقفوا على شيء.
فقد روى ابن سعد عن الواقدي عن محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن أبيه قال: كانت سهلة تحلب في إناء قدر رضعته، فيشربه
سالم في كل يوم، حتى مضت خمسة أيام، فكان بعد ذلك يدخل عليها وهي حاسرة، رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
لسهلة.ا. هـ.
5 - قال ابن قتيبة الدينوري و هو عالم نحوي ليس له مثيل و خبير باللغة العربية و معانيها: فقال لها "
أرضعيه". و لم يرد: ضعي ثديك في فيه، كما يفعل بالأطفال. و لكن أراد: احلبي له من لبنك شيئاً، ثم ادفعيه إليه ليشربه. ليس يجوز
غير هذا، لأنه لا يحل لسالم أن ينظر إلى ثدييها، إلى أن يقع الرضاع. فكيف يبيح له ما لا يحل له و ما لا يؤمن معه من
الشهوة؟!» انتهى
6 - قال الشيخ رفاعي سرور جمعة: وتفسير الرضاعة لغة يحتمل الطريقتين: التقام الثدي أو
شرب اللبن بالقدح بعد حلبه من الثدي. وقصر معنى الرضاعة لغة على (التقام الثدي) فقط قول خاطئ؛ بل (قد) يطلق الرضاع ويراد
به السقاية أيضًا. قال ابن منظور في لسان العرب في باب مادة (موت): (وقول عمر رضي الله عنه في الحديث: اللَّبَنُ لا يموتُ () أَراد
أَن الصبي إِذا رَضَع امرأَةً مَيِّتةً حَرُمَ عليه من ولدها وقرابتها ما يَحْرُم عليه منهم لو كانت حَيَّةً، وقد رَضِعَها، وقيل معناه: إِذا فُصِلَ
اللبنُ من الثَّدْي وأُسْقِيه الصبيُّ فإِنه يحرم به ما يحرم بالرضاع، ولا يَبْطُل عملُه بمفارقة الثَّدْي؛ فإِنَّ كلَّ ما انْفَصل من الحَيِّ مَيِّتٌ إِلا
اللبنَ والشَّعَر والصُّوفَ لضرورة الاستعمال) (). انتهى.
7 - قال الشيخ سليمان سعود الصقر: أما من قال أن كلمة " الرضاعة " تعني المص من الثدي
بالضرورة، فالحقيقة أنه كلام لا معنى له .... فليس المقصود هنا المصطلح اللغوي المجرد ولكن المصطلح الشرعي من الرضاعة،
لدخول اللبن في جسد المرضع،. والأهم أنه قول يخالف جماعة العلماء، كما ذكر ابن عبد البر ... انتهى
8 - قال الدكتور أبو بكر خليل:. . . فالظاهرية لا يعدّون وصول لبن المرأة - إلى جوف
المرتضع - بغير التقام الثدي و مصه رضاعا معتبرا شرعا يثبت به التحريم؛
فلا يعدّون شرب لبن المرأة المحلوب في كوب أو إناء (الوجور و اللدود) رضاعا تثبت به حرمة النكاح و حل الخلوة بضوابطها - و
هذا عندهم يشمل الصغير و الكبير،
و رتبوا على أصلهم هذا: لزوم التقام الثدي في تفسيرهم لرضاع الكبير. و هو تفسير فاسد عقلا و نقلا؛ لقول رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
"لأن يطعن في رأس أحدكم بمخبط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. [مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي]
و (المسّ) هو اللمس باليد و بغير اليد، و لا يصرف عن حقيقته إلا بصارف من قرينة و سياق كلام؛ لأن الأصل في الكلام:
الحقيقة لا المجاز.
و عليه: فلا يحل للرجل أن يمس بدن امرأة أجنبية عنه - غير زوجته - و لو كانت أخته من الرضاع؛ قلا يحل له ذلك منها قبل ان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/339)
تكون أختا له من الرضاع بطريق الأولى و إذا كان هذا في البدن عامة فهو أشد حرمة في الثدي خاصة من باب الأولى و الأغلظ؛
لأنه عورة.انتهى
9 - قال الشيخ محمد الأمين: موضع الشبهة: يقول الشيعي: كيف أرضعت سهلة بنت سهيل ذلك
الرجل؟ وهل يجوز لها أن تكشف عورتها أو ترضعه؟
الجواب: نقول: الحديث ذَكَرَ الرّضاعة، ولم يَذكر مباشرتها الرجل بالرضاعة أو مصّ الثدي أصلاً! بل قامت سهلة بنت سهيل بوضع
اللبن في الإناء وسقيه له. قال الإمام ابن عبد البر في التمهيد (8|257): «هكذا إرضاع الكبير كما ذكر: يحلب له اللبن ويسقاه. وأما
أن تلقمه المرأة ثديها –كما تصنع بالطفل– فلا. لأن ذلك لا يَحِلُّ عند جماعة العلماء. وقد أجمع فقهاء الأمصار على التحريم بما يشربه
الغلام الرضيع من لبن المرأة، وإن لم يمصه من ثديها. وإنما اختلفوا في السعوط به وفي الحقنة والوجور وفي حين يصنع له منه، بما
لا حاجة بنا إلى ذكره هاهنا». و [نقل] ابن حجر في الفتح: «التغذية بلبن المرضعة يحرِّم، سواء كان بشرب أم بأكل، بأيِّ صفةٍ
كان، حتى الوجور والسعوط والثرد والطبخ، وغير ذلك إذا ما وقع ذلك بالشرط المذكور من العدد، لأن ذلك يطرد الجوع». الوجور
هو صب اللبن في الفم، والثرد هو خلط اللبن بالخبز. فمن الواضح أن العلماء مجمعون على أنه لا يجوز بحال أن يرى ويمس ثدي
المرأة من الرجال غير زوجها. وإلا فإن التعسف والقول بالرضاعة المباشرة فيه نكارة شديدة. ذلك أن حذيفة يغار من دخوله على
زوجه. فكيف يأمرها النبي بأمرٍ يغار منه المرء أشد من غيرته من الدخول، ألا وهو الرضاعة؟ هذا إذا افترضنا أن الرضاعة لا بد أن
تكون من الثدي مباشرة. وإلا فالسلف الصالح مجمعون على أن الطفل الذي يشرب الحليب من غير رضعه من الثدي مباشرة يثبت له
حكم الرضاعة.
وإلى هذا تشير روايةٌ أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى: «أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن أبيه
قال: كانت سهلة تحلب في مسعط أو إناءٍ قدر رضعة، فيشربه سالمٌ في كل يومٍ حتى مضت خمسة أيام. فكان بعد ذلك يدخل عليها وهي
حاسِرٌ رأسها، رُخصة من رسول اللّه ? لسهلة بنت سهيل».
وأخرج عبد الرازق في مصنفه: عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يُسأل، قال له رجل: «سقتني امرأة من لبنها بعدما كنت رجلاً
كبيراً، أأنكحها؟». قال: «لا». قلت: «وذلك رأيك؟». قال: «نعم. كانت عائشة تأمر بذلك بنات أخيها». ويتضح من هذين الأثرين أن
تناول الكبار اللبن كان من إناء، كما صرح به في الأول وهو مرسل، وكما هو واضح من لفظة "سقتني" في الثاني وهو متصل (إذ
صح سماع عطاء من أمنا عائشة). اننتهى
اعتراض: ان الذين قالوا برضاع الكأس إنما اعتمدوا على روايات ضعيفة وفيها الواقدي.
والجواب: أن رواية مصنف عبد الرزاق ليس في سندها الواقدي وهي ثابتة , على انه قد علم
أن الرواية الضعيفة غير الموضوعة لا سيما وان الصحيح لم يعارضها , استئناسا لا استشهادا , وفرق كبير بين الارتكاز على رواية
كدليل مستقل، وبين ذكرها كشاهد ومؤيد , على أن قول القائل أن القول برضاع الكأس هو اعتماد على الروايات الضعيفة فيه نظر لان
الذين ذهبوا إلى هذا لم يستندوا فقط على الروايات (على فرض ضعفها جميعا) بل كذلك استندوا على قرائن أخرى والامام اللغوي
ابن قتيبة لم يستدل بالرواية بل استدل بقرينة قد ذكرها في كلامه عن الرضاع فتأمل.
قال الوحيد البهبهاني:. . . بل معظم الفقه من الاخبار الغير الصحيحة بلا شبهة. . .
والمحقق في (المعتبر) بالغ في التشنيع على من اقتصر على الصحيح. والعلامة في (الخلاصة) بنى على
حجية الخبر الغير الصحيح، وبنى خلاصته على القسمين في القسم الأول من أوله إلى آخره. وجميع تأليفات جميع الفقهاء مبنية على
ذلك، بل ضعافهم أضعاف الصحاح إلا النادر من المتأخرين، بل النادر أيضا في كثير من المواضع عمل بالمنجبر، مصرحا بأنه
وإن كان ضعيفا إلا أنه عمل به الأصحاب "
تابع. . تابع
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:29 م]ـ
التعليق على فتوى الألباني في رضاع الكبير
مدخل:
قد علم أن الصراع بين الحق والباطل مستمر إلى قيام الساعة , وحتى نعرف هذا الحق فقد أرسل الله إلينا رسولا وانزل معه الكتاب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/340)
ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه , ثم أمرنا الله أن نتبع رسوله ونطيعه , وكان مما وصف به هذا الرسول انه
معصوم ومنزه عن كل ما يطعن في نبوته وتبليغه عن الله , بخلاف غيره من أتباعه الذين هم على جلالة قدرهم وعلو
منزلتهم غير معصومين , سواء من يوم أن بعث بابي هو وأمي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) إلى يومنا هذا ,
ولم يدع أهل السنة أن هؤلاء العلماء (أتباع نبيه) معصومون ولا أن كلامهم وحي منزل , بل لم
يدع هذا العلماء أنفسهم على ورعهم وتقواهم , وكونهم غير معصومين لا يعني الطعن فيهم والانتقاص من قدرهم ,
فالوالدين لكل إنسان هما شخصيتان غير معصومتان وانتفاء العصمة عنهما لا يعني عدم التأدب ومصاحبتهم
بالمعروف واحترامهم وتقديرهم كما هو معلوم , وهذا ليس مقتصرا على الوالدين بل الصغير للكبير كذلك وهذا أمر
مشهور معلوم , وعليه فهناك فرق بين احترام العالم وتقديره وبين تقليده فالتقدير لا يلزم منه التقليد , ومعلوم أن العلماء رحمهم الله
تعالى قد اختلفوا في بعض مسائل الشرع , وهذا الاختلاف له أسبابه كعدم علمه بضعف الحديث , أو عدم بلوغه الحديث , أو ربما
وقف على الحديث لكنه لم يطلع على طرقه الأخرى لعدم وجود جميع الكتب بين يديه , او معرفته لكن نسيه لبشريته , أو عدم معرفته
بان الحديث منسوخ , وأسباب الاختلاف كثيرة ذكرها بتفصيلها والأمثلة عليها العلامة البحر شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه (رفع
الملام عن الأئمة الأعلام) وفي كتابه (منهاج السنة النبوية) قائلا: فإن هؤلاء الأئمة لم يكونوا في عصر
واحد بل أبو حنيفة توفي سنة خمسين ومائة ومالك سنة تسع وسبعين ومائة والشافعي سنة أربع ومائتين وأحمد بن حنبل سنة إحدى
وأربعين ومائتين وليس في هؤلاء من يقلد الآخر ولا من يأمر بإتباع الناس له بل كل منهم يدعو إلى متابعة الكتاب والسنة وإذا قال
غيره قولا يخالف الكتاب والسنة عنده رده ولا يوجب على الناس تقليده , وإن قلت إن أصحاب هذه المذاهب اتبعهم الناس فهذا لم
يحصل بموطأة بل اتفق أن قوما اتبعوا هذا وقوما اتبعوا هذا كالحجاج الذين طلبوا من يدلهم على الطريق فرأى قوم هذا دليلا خبيرا
فاتبعوه وكذلك الآخرون , وإذا كان كذلك لم يكن في ذلك اتفاق أهل السنة على باطل بل كل قوم منهم ينكرون ما عند غيرهم من الخطأ
فلم يتفقوا على أن الشخص المعين عليه أن يقبل من كل هؤلاء ما قاله بل جمهورهم لا يأمرون العامي بتقليد شخص معين غير النبي
صلى الله عليه وسلم في كل ما يقوله والله تعالى قد ضمن العصمة للأمة فمن تمام العصمة أن يجعل عددا من العلماء إن أخطأ الواحد
منهم في شيء كان الآخر قد أصاب فيه حتى لا يضيع الحق ولهذا لما كان في قول بعضهم من الخطأ مسائل كبعض المسائل التي
اوردها كان الصواب في قول الآخر فلم يتفق أهل السنة على ضلالة أصلا وأما خطأ بعضهم في بعض الدين فقد قدمنا غير مرة أن هذا
لا يضر كخطأ بعض المسلمين وأما الشيعة فكل ما خالفوا فيه أهل السنة كلهم فهم مخطئون فيه كما أخطأ اليهود والنصارى في كل ما
خالفوا فيه المسلمين " انتهى
ولإدراك العلماء الأجلاء أعلى الله مقامهم لهذه الحقيقة حملهم ورعهم وخوفهم من ربهم أن يقولوا ويصرحوا للأمة بان كلامهم إذا
خالف كلام النبي (ص) فليضرب بالحائط , بل صرحوا بما هو اشد من هذا فقد نقل عن الإمام احمد رحمه الله: " لا تقلدني ولا تقلد
مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا. وهذه النقل قطرة من بحر كلامهم رحمهم الله تعالى في ذم
التقليد وقد نقل كلام أئمة المذاهب الأربعة في هذا الشأن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في مقدمة رسالته (
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم) فإذا كان هذا حال الألباني في ذمه لتقليد الائمة الكبار رحمهم الله تعالى تقليدا دون تحقيق فكيف
بكم بتقليده هو , أترونه يدعوا الناس إلى تقليده!! أين الأنصاف يا أهل الإنصاف؟! ومع من المضحك المبكي والعجب
العجاب أن تجد من يتلبس بالإسلام ويحاول أن يقحم نفسه داخل هذا المسمى العظيم يشارك النصارى في طعنهم في الاسلام
والاستهزاء به وتجد أن شبهات النصارى حول الاسلام هي عين شبهات الرافضة على أهل السنة والجماعة!! فهم ناقلي قاذورات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/341)
النصارى إلى أهل السنة , واذا دخلت أي موقع للرد على شبهات النصارى ستجد الشبهات التي يُرد عليها هي نفس الشبهات التي
تلقفها الرافضة ورددوها كالبغباء في منتدياتهم و في البالتوك وغيره من برامج المحادثة! ولك أن تعجب عزيزي القارئ المنصف
وانت بداخل البالتوك (برنامج محادثة شهير) ستجد جميع الغرف الصوتية التي ترد وتناقش النصارى وتحاورهم في كتابهم الذي
يدعون بأنه مقدس هي غرف لأهل السنة والجماعة ولا توجد غرفة واحدة فقط ترد على النصارى للشيعة الاثني عشرية!! وكأن
الشيعة الاثني عشرية مادخلوا البالتوك إلا للطعن في أهل السنة والجماعة فقط وهذا هو هدفهم الذي يستمتيون في تحقيقه تحت لباس
الدعوة إلى منهج أهل البيت عليهم السلام وهم (أهل البيت) وبالله أقسم برآء منهم براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام , وحتى
المنتديات التي خصصت للرد على النصارى اقامها أهل السنة أيضا!!
فان قيل: شبهات النصارى هي من كتب أهل السنة وليس من كتب الشيعة لذلك لا علاقة لنا
بالرد عليهم!
قيل: كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا , وهذا لاينطوي إلا لمن على من هم
كالاموات في ايدي مغسليهم كحال بعض الشيعة بين يدي ملاليهم , وينقض هذا الاعتراض أن الحوار مع النصارى قسمان , قسم يسمى
(إسلاميات) وقسم يسمى (مسيحيات) أو (نصرانيات) , أما القسم الأول فيقصد به الحوار في الاسلام والرد على شبهات النصارى
ومعلوم أن النصارى لم يقتصروا على كتب أهل السنة (أن سلمنا لهذا الاعتراض الضعيف) بل معلوم عند كل مشتغل بالرد عليهم
انهم يثيرون الشبهات حول القرآن في بلاغته واعجازه! فلماذا لا يرد الشيعة الاثني عشرية عليهم أم أن القران من كتب أهل السنة
والجماعة وليس من كتبهم كما اصبحوا يدندون في هذا الزمن؟! وكذلك القسم الثاني وهو الحوار في كتب النصارى لماذا لاينبرون له
!! ربما كان السبب أن المسيحي أن قال القرآن محرف ورد عليه الرافضي سيقول له المسيحي علماء الرافضة قالوا بتحريف القرآن
وخير مثال كتاب (فصل الخطاب في تحريف كلام رب الأرباب) وقس على هذا بقية القضايا التي لاتخفى على كل عاقل منصف!
والمقصود: أن الرافضة والنصارى يكررون نفس الشبهة وهي (رضاع الكبير (ويسخرون من أهل السنة والجماعة وصدق الله: "
وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " وهم يعلمون أن جمهور الصحابة والتابعيين وتابعي التابعين والعلماء
المتقدمين والمتاخرين ومتاخري المتاخرين وأئمة المذاهب الفقهية الاربعة احمد والشافعي ومالك وابي حنيفة على عدم اعتبار رضاع
الكبير وانه انتهى وعلى قول الخصوصية بسالم ثم أن الذين قالوا بعموميته واعتباره أيضا في كلامهم خصوصية وهي من كانت حالته
كحالة سالم وهذا لاوجود له بإنهاء التبني ,! هذا المشهور المعروف عند أهل السنة والجماعة أو كانت ضرورته كضرورة سالم ,
ومن اجتهد برأي آخر وأخطأ فله اجر وهذا معروف معلوم وارجع اخي القارئ الكريم إلى كتاب (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)!
ولم يقل العلماء المعتبرون أن الرضاع هو ماء سبيل بحيث من أراد أن يرضع فما عليه إلا أن يطرق الباب ليدخل! ولم يقولوا أن من
أرضع مرة كانت درجته كفلان ومن أرضع مرتين كانت درجته كعلان كما نقل البعض من المخالفين! ولا قالوا أن الرضاع مهنة
يجوز للمرأة أن تمتهنا وتعمل بها لتكتسب بها كما أفتى بذللك المخالفون في المتعة!
# تناقض منهجية الإثني عشرية (هداهم الله) مع مخالفيهم!
للاسف الشديد نجد الشيعة الاثني عشرية هداهم الله يتناقضون من حيث لايشعرون فمثلا حينما يقول لهم منازعهم هناك جمع من
علمائكم يعتقد بتحريف القرآن الذي بين ايدينا وينتصر له ويكفي في هذا من ذكرناه سابقا وهو العالم الأكبر عندهم النوري الطبرسي
وكتابه فصل الخطاب في تحريف كلام رب الارباب وهذا الكتاب ميزته انه ذكر مقدمة كاملة في أقوال علماء الشيعة في التحريف
وعدهم واحدا تلو الآخر , إذا سمع الاثني عشري هذا من منازعه رد عليه بان هؤلاء اجتهدوا واخطؤوا لشبهة وقعت لهم ثم يستدل
بكلام اربعة أو يزيدون من بعض علماء الشيعة السابقيين الذين انكروا التحريف على حد قوله , فيرمي بعرض الحائط ذلك الجمع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/342)
الغفير أو يحاول يتأول كلامهم بتعسف شديد ثم يتظلم ويشتكي قائلا: " لماذا لا توضحون أن هناك من أنكر
التحريف " و " لماذا تحملون الشيعة كلهم هذه العقيدة "!! وليت شعري أنحن حملناهم أم علمائهم هم من حملوهم
فيحملون أوزارهم وأوزار الذي يضلونهم؟!
لكن!! في موضوع رضاع الكبير يعكسون المعادلة فيرمي بالجمهور وكلام أكثر أهل العلم من الكثرة الكاثرة بعرض الحائط ثم يأتي
إلى اجتهاد من اجتهد وتأول بعض النصوص ليعمم كلامه على الجميع ويلزم الجميع بكلامه بل يلزم أهل السنة بأجمعهم في كل مجلس
وكل حوار؟! سبحانك ربي ما أحلمك
# ومع هذا يخفون كثيرا من كلام الشيخ الألباني!
الفتوى المنسوبة للشيخ الالباني رحمه الله والتي يلهج بها النصارى والرافضة ويطبلون ويزمرون يكفينا إجمالا في تحقيقها علمنا موقف
الشيخ من التقليد فهو لم يدع الناس إلى تقليده والله لم يأمرنا إلا بإتباع الحق لا إتباع الأولياء من دون الله قال تعالى: "
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " وعند الخلاف أمرنا
بتحكيم نبيه (ص) قال تعالى: " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا " وبهذا لا مستمسك أبدا على أهل السنة لأنهم لم يوجبوا على الناس إتباع الألباني سواء اقواله وأفعاله , بل قد يخالفه طلبته
وتلامذته واقرانه من العلماء والمشائخ , واتفق أهل السنة والجماعة أنهم لا يتعاطون مع كلامه كما هو الحال مع كلام النبي الأكرم
الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ومع هذا كله نقول مستعينين بالله:
قد أخفى المعترضون أو حاولوا أن يغضوا الطرف عن نقاط عدة ركز عليها الألباني في كلامه
المنسوب في شريط له الله أعلم به , وسنتكلم على فرض صحة التسجيل ونناقشه:
# النقاط التي ذكرها الشيخ رحمه الله في التسجيل المنسوب:
1 - " فليس إذا في قصة رضاعة الكبير شئ مما يمكن أن يستروح إليه المتبنون لما يسمونه بالحيل
الشرعية لذلك فلا يجوز أن يتبادر إلى ذهن احد أن في قصة إرضاع الكبير عند الضرورة والحاجة. . . "
2 - " فانا أقول لم ينقل إلينا فيما علمنا طريقة إرضاع زوجة أبي حذيفة لسلمان مولاه لم تنقل إلينا
الوسيلة وأنا أقول شخصيا لا مانع عندي من أن يكون الرضاع مباشرة من الحلمة لان هذا لا يستلزم أن ما قد يخطر ببال الناس فتنة
"
3 - " الفتنة تكون في إظهار الثدي الممتلئ قد يكون هنا فتنة "
4 - " وإنما تكشف مقدار الحلمة "
5 - " والحلمة ليست موضع شهوة لأنها سوداء قاتمة "
6 - " والمفروض في الحادثة انه مرشح ليصبح ولدا لها , فابعد ما تكون الفتنة والحالة هذه فان
تحرج متحرج ما من أن يسمح للرجل الذي يراد تبنيه بطريقة شرعية .. يتحرج أن يرضع من زوجته ولو بالاقتصار على النظر فقط
على الحلمة مباشرة , فهناك طريقة أخرى بان ينقل الحليب من ثديها إلى كاس فيشربه "
أقول: هنا عده ملاحظات مهمة:
أولا: الشيخ الألباني (رحمه الله) لم يقل أن زوجة أبي حذيفة أرضعت من ثديها مباشرة. وهنا
رد على كل من قال أن الرضاعة في الحديث بملامسة الثدي هو قوله!
ثانيا: الشيخ (رحمه الله) بين أن رضاع الكبير يكون وقت (الضرورة) لا على سبيل الإطلاق
كما يظن البعض! ومعلوم أن الضرورة تبيح شرب الخمر واكل لحم الخنزير والميتة وعلى هذا اتفاق السنة والشيعة , وكما علم أن
الضرورات تبيح المحضورات
ثالثا: الشيخ (رحمه الله) يقول بوضوح أن الثدي الممتلئ فتنة ولا يجوز النظر إليه إطلاقا. ولا
يجوز كشفه إطلاقا , وهذا يبين لنا وبوضوح أن كل من اتهم الشيخ بجواز النظر ولمس الثدي هو في الحقيقة لم يفهم مراده ولا تدبر
كلامه بل قوله ما لم يقل.
رابعا: أن الشيخ (رحمه الله) يوضح أن رضاع الكبير له طريقة وهو أن ينقل الحليب من الثدي
إلى الكأس فيشربه ,, وهذا في قوله " فان تحرج متحرج ما من أن يسمح للرجل الذي يراد تبنيه بطريقة شرعية .. يتحرج أن يرضع
من زوجته ولو بالاقتصار على النظر فقط على الحلمة مباشرة , فهناك طريقة أخرى بان ينقل الحليب من ثديها إلى كاس فيشربه "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/343)
خامسا: رأي الشيخ في الرضاعة من (الحلمة) عليه عدة ملاحظات:
أ - أن الشيخ لم يدعي أن هذا القول هو القول الصحيح الذي يجب على الناس أن يأخذوا به
بدليل قوله " لم ينقل إلينا طريقة الرضاع "
ب - أن الشيخ لم يدعوا الناس لهذا القول بل وضح أن هذا قوله الشخصي بدليل قوله "
وأنا أقول شخصيا "
ج – أن الشيخ لم يوجب ولم يستحب هذه الطريقة على الإطلاق بل قال "
لا مانع عندي " وهذه لها مدلولها عند الفقهاء
سادسا: أن الشيخ بني هذا الرأي الشخصي عند الضرورة والحاجة على مقدمات:
المقدمة الأولى: أن الذي يُكشف فقط إنما هو مقدار الحلمة كما أن لو كان هناك حائط يخفي
وراءه امرأة لا تظهر إلا حلمتها , وهي المنطقة السوداء القاتمة , ولا تظهر ثديها كما يتصور البعض بل الحلمة فقط فهذا الابن لها
مستقبلا لا يرى أمامه إلا حائط ولا يظهر منه إلا مثل الحبة السوداء الصغيرة فقط حائطا قاتما وحبة قاتمة وبهذا تنتفي علة الشهوة.
هذه المقدمة التي بني عليها الشيخ الجواز وهي [انتفاء الشهوة] وهذه دقيقة سنرجع إليها مما يدل أنه يرى الحرمة ان تحققت الشهوة
في الحلمة أيضا!
المقدمة الثانية: أن هذا الراضع وهذه المرضعة بينهما صلة مستقبلية من الأمومة والعطف
والحنان والشفقة التي تتخلل قلب الأم وبين الإحساس بكون الشخص ابنا له والدة يستطيع رعايتها وخدمتها. فهذا الإحساس بالأمومة
يفقد هذا الرضاع المذكورة صفته آنفا الشهوة كذلك لأنه من المحال عادة أن يشتهي الابن أمه!! وعلى هذا فلا مانع عند الشيخ ما هكذا
صفته
المقدمة الثالثة: انه ليس كل شخص يريد الرضاعة يتقدم ولا كل من هب ودب يفعل معه هذا
إنما هي الضرورة وظروف خاصة جدا بضوابط مشددة , كما أن الطبيب قد يفحص فرج المرأة وينظر إليه عند الحاجة أو عند تقدير
الحاجة , فان كان هذا على عظمه أصبح جائزا فالحلمة من باب أولى مع الضوابط المذكورة وقد سال الخوئي في صراط النجاة هذا
السؤال: ما هي حدود عورة المرأة بالنسبة إلى محارمها؟ الخوئي: هي القبل والدبر / قلت فان كان الأمر كذلك فهذا كذلك بالنسبة لمن
سيكون من محارمها مستقبلا , فان المفتي الشيعي الاثني عشري لم يجعل الثدي من العورة التي يحرم النظر إليه ولمسه!!
المقدمة الرابعة: أن يكون هذا الأمر لشخص متقي لله خائفا من الله قائما بواجباته طائعا له
يرجوا رحمته ويخشى عذابه ولا يتعد حدوده , ويعلم أن ما يقوم به هو أمر شرعي كما أن النساء ينظرون إلى أجساد الرجال وهي
ظاهرة من الإحرام وقد يفتنوا بها .. وكما أن المصلي قد ينظر إلى شاب أمرد يسجد وتظهر مؤخرته بشكل بارز حال السجود ومع هذا
فان التفكير بالشهوة أمر بعيد جدا لما علم أن هذه تأدية شعائر لله!! فكما أن الشهوة انتفت أو عطلت مؤقتا هنا فهناك من أيضا.
ونحن إذ نذكر هذه المقدمات لا نقصد تصويب هذا الرأي بل نقصد ما قد كان اعتمد عليه
وعليه فلا مانع من القول: أن الشيخ الألباني يثبت ويقرر بكل وضوح بحرمة إلتقام الحلمة في
الرضاع إذا كان هناك شهوة ,,بالقرائن التالية
القرينة الأولى: الشيخ لم يثبت عنده كون هذا الالتقام فيه شهوة , ومعلوم أن عدم ثبوت أمر لا
يعني الجزم بعدمه , ومعلوم كذلك أن الحكم يدور مع العلة , فان العلة التي ذكرها الشيخ عدم وقوع الشهوة , وبعد بيان وقوعها فهو
يرى عدم جوازه بالتبع.
القرينة الثانية: أن كلامه يوضح انه بعد ثبوت الحرج فالرضاع يكون عن طريق الكأس بدليل
قوله " فان تحرج متحرج ما من أن يسمح للرجل الذي يراد تبنيه بطريقة شرعية .. يتحرج أن يرضع من زوجته ولو بالاقتصار
على النظر فقط على الحلمة مباشرة , فهناك طريقة أخرى بان ينقل الحليب من ثديها إلى كاس فيشربه" فحدد هنا العلة الحرج إضافة
إلى علة الشهوة ...
القرينة الثالثة: انه علل فتواه بعدم وصول طريقة الإرضاع , فنحصل على نتيجة: انه لو صل
لنا طريقة الإرضاع لاكتفينا به , ومعلوم أن عدم علمه لا يعني العدم فقد ذكر ابن سعد روايتين احدها صحيحة أن صح سماع عطاء
من عائشة وعدم إحاطته رحمه الله بهذا الأثر الذي بين الطريقة لا يطعن فيه لاتفاق السنة على عدم عصمته وتراجعه عن كثير من
الأحاديث التي حكم عليها إما بالصحة أو الضعف حين تبين له خلاف ذلك وهذا من ورعه رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/344)
ونقول كذلك: الإثني عشرية هداههم الله يشنعون وفي كلامهم ما ينكرون!
فأولا: الإشكال في كون الرجل ذو اللحية يرضع مباشرة مع ضمن الشروط المشددة والضرورة
التي ذكرناها ان سلم به فأعظم منه وأقوى في الرجل ذو اللحية الذي يتمتع بالرضيعة مفاخذة بان يجعل ذكره بين فخذيها دون أي
ضرورة أو حاجة تجبره ولا شروط مثل تلك الشروط التي ذكرناها في الرضاع (على فرض القول بصحة الرضاع من الحلمة) وهذا
ما أفتى به الخميني!!
ثانيا: الإشكال في لمس العورة أعظم منه ما ذكره الخوئي في كتابه صراط النجاة (3/ 784)
سؤال: هل يجوز لمس العورة من وراء الثياب من الرجل لعورة رجل آخر، ومن المرأة لعورة أخرى، لمجرد اللعب والمزاح، مع
فرض عدم إثارة الشهوة؟ الخوئي: لا يحرم في الفرض، والله العالم.انتهى
و الاعتراض على هذا بأن الخوئي انما ذكر الرجل مع الرجل وليس الرجل مع المرأة لا ينقض الاستدلال؛ بناءا على أن وجهه إنما
كان في لمس العورة دون شهوة , فاللمس للعورة دون حصول شهوة هو المطلب , ولا ينقضه أيضا أن هذا مع الجنس نفسه لا يسبب
شهوة إنما مع الجنس الآخر فالشهوة حاصلة بين الجنس نفسه كالسحاق واللواط! وهما مع الجنس نفسه فتأمل
ثالثا: الإشكال هو بأن حليب الزوجة يدخل إلى جوف رجل غريب قد ذكره الخوئي في صراط
النجاة (1 / س 1068): سؤال: ماهو حكم شرب حليب المرأة سواء كان الشارب زوجها أم شخصا آخر؟ الخوئي: لا بأس بذلك
في نفسه. انتهى
رابعا: الإشكال بظهور جزء صغير جدا قاتم اللون عند من اجتهد وذهب اليه لعدم ثبوت تحريكه
للشهوة عنده اشنع منه واعظم ظهور فرج المرأة ثدييها ومؤخرتها وكامل جسدها فقد سبق بيان أن الشيخ يقرر ان الثدي الممتلئ فتنة
وعدم كشفه وانما الكلام في (الجزء الصغير جدا القاتم) تحت ضوابط مشددة وضرورة تبيح المحضورات , أما ظهور المرأة بكامل
جسدها ومفاتنها فهو عند القوم قد يكون للأجنبي دقائق أو ساعات أو أسابيع أو اشهر. . الخ وليس هذا فحسب أي ظهور الجسد بأكمله
عاريا بل والتلذذ والاستمتاع به ليس بفمه فقط بل بفرجه ثم تنتهي المتعة بانتهاء المدة! فأيهم أعظم الجزء أم الكل؟ وأيهم أشنع الفم أم
الفرج؟! سامحنا الله على تفصيلنا هذا الذي لا نقصد به ايضاح الحق والله من وراء القصد
ولعل هناك إشارة ينتبه لها اللبيب تأملها
الاستبصار - الشيخ الطوسي - ج 3 - ص 143 [515] 4 - فأما ما رواه أحمد بن محمد عن
أبي الحسن علي عن بعض أصحابنا يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تمتع بالمؤمنة فتذلها.
فهذا الخبر مقطوع الاسناد مرسل ولا يعترض بما هذا سبيله على الاخبار المسندة التي قدمنا طرقا منها،
ويحتمل مع تسليمه أن يكون المراد به إذا كانت المرأة من أهل بيت الشرف فإنه لا ينبغي التمتع بها لما يلحق أهلها في ذلك من (العار
) ويصيبها هي من (الذل) وإن لم يكن ذلك محظورا.انتهى
والخلاصة: أن الشيخ الألباني رحمه الله على جلالة قدره وعلو منزلته قد اجتهد واخطأ , وقد
سبق التفريق بين التقدير والتقليد ولسنا نوافقه فيما ذهب إليه إن صحت الفتوى له لان الحق لا
يعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق مع التزامنا بما نكنه من احترام وتقدير له رحمه الله تعالى ومخالفة شيخ في مسالة لا يعد
طعنا فيه وذكرنا في هذه الرسالة المتواضعة ما قد يلتمس للشيخ فيه العذر.
ولا أنسى أن أذكر بموقف الميلاني من النوري الطبرسي قائلا: إلا أنهم ما زالوا يواجهون الطائفة الشيعية
بكتاب فصل الخطاب للميرزا النوري، صحيح أن الميرزا نوري من كبار المحدثين، إننا نحترم الميرزا النوري، الميرزا النوري
رجل من كبار علمائنا، ولا نتمكن من الاعتداء عليه بأقل شئ، ولا يجوز، وهذا حرام، إنه محدث كبير من علمائنا.
انتهى
وقال أيضا: ولو سلمنا أن الشيخ النوري يعتقد بنقصان القرآن، فهو قوله، لا قول الطائفة، قول الواحد لا
ينسب إلى الطائفة، وكل بحثنا عن رأي الطائفة، ولم يكن بحثنا عن رأي الشيخ النوري، كنا نبحث عن مسألة التحريف على ضوء
الأقوال عند الطائفة كلها، على ضوء الروايات عند الطائفة كلها، لا على رأي واحد أو اثنين. انتهى
أقول: هذا وقد تقدم ما عليه جمهور أهل العلم وأكثرهم فاصرار المنازع على من اجتهد وذهب الى قول آخر هو عين ما يستنكره
كبارهم!
على أن هذا مثل التقليد في الموضوعات لا يلزمنا , وقد قال الإثني عشري السيد علي الأمين حين سمع رأي السستاني في ردة
الصحابة قال مانصه: " أما فيما يعود لو سمحت لي دكتور أما فيما يعود لما يعني لما يقوله السيد السستاني
بما هو مرجع وله مقلدون , المقلدون في هذه المسألة هو لا يقول يجب ان تقلدوني في هذه المسألة , هذا رأيه في موضوع من
الموضوعات , وأهل الاختصاص يقولون التقليد في الموضوعات غير واجب وغير صحيح , يعني يمكن أن يعتقد السييد السستاني أن
هذا السائل الموجود في الاناء خمر وطرف آخر يعتقد أنه ماء , فهنا لا يجب تقليده في أن هذا السائل هو خمر لأنه في الموضوعات لا
يصح التقليد , ولذلك هو عندما يقول بأن الصحابة مثلا ارتدوا أنا ارى أن هذا موضوع من الموضوعات التي لا يجب فيها رجوع
المقلدين ألى مقلدهم فيها , وإنما هم بإمكانهم أن تكون لهم أنظارهم في هذه القضية , فلذلك الحكم بالارتداد مبني على تنقيح موضوع
من الموضوعات ولا يجب التقليد في الموضوعات " وهذا قاله في مقابلة له على اليوتيوب في قناة المستقلة عبر الهاتف
ومصدرها مرفق في مسودة بعنوان (الكاشفة عن ما قاله علماء الشيعة بقدر الصديق والفاروق وأم المؤمنين عائشة) الذي سيرفع على
النت قريبا , والشاهد من هذا النقل أن عينه يقال في الشيخ الألباني رحمه الله فو لم يوجب على الناس تقليده فيه وهو من تقليد
الموضوعات ان قلنا به!
تابع تابع. . [/ FONT][/SIZE][/RIGHT]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/345)
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:31 م]ـ
جولة في كتب الشيعة الإثني عشرية
# شرب شخص غريب لحليب الزوجة
كتاب (صراط النجاة) للخوئي (1 / س 1068) والذي قال عنه التبريزي معلقا على الفتاوى فيه بقوله: "
بسمه تعالى لا بأس بالعمل بهذه المسائل صراط النجاة وهو مجزئ للذمة إن شاء الله تعالى ".
سؤال 1068: ماهو حكم شرب حليب المرأة سواء كان الشارب زوجها أم شخصا آخر؟
الخوئي: لا بأس بذلك في نفسه.
ملاحظة قوله (شخص آخر) تشمل الكبير أيضا فتأمل.
فان قال قائل: السؤال عن (شرب) وليس (رضع)!
قلنا: هذا عين ما قاله العلماء الأجلاء قدس الله ارواحهم الطاهرة في طريقة الإرضاع من انه
يحلب ويوضع في كأس , فعليه هذه موافقة على عدم استقباح هذا الفعل عقلا , وجوازه شرعا عنده , ثم ينبغي أن يعلم أننا إذا تكلمنا
عن رضاع الكبير فاننا نقصد التنزل مع المخالف في الاخذ بقول من ذهب إليه ولا يعني اقرارنا بصحته كما عليه الجمهور واكثر أهل
العلم , ومن قال برضاع الكبير لم يقل أن المرأة تعطي حليبها لشخص آخر لكي يشربه هكذا بهذا التصور مطلقا إلا ما علقنا عليه!
بل قد سبق التعليق على فتوى الشيخ الألباني ومناقشتها (تنزلا مع المخالف) وحتى هذه الفتوى المنسوبة ليس فيها أن يشرب الشخص
الآخر من الحليب هكذا بلا ضوابط ولا قيود بل ذكرنا التشدد الظاهر في الفتوى لمن ذهب إلى هذا الإرضاع وذكرنا ان مفهموم كلامه
حرمة التقام الحلمة فراجعه! بيد أن الخوئي فتح الباب على مصراعيه فلم يذكر علة شرب الشخص الآخر للحليب وهل هو جائز
مطلقا أم لابد من علة له ولم يجعل له ضوابط ولا قيود!! وقوله (في نفسه) لاتخرج كلام الخوئي وتصرفه عن ظاهره لان الظاهر
النص حجة فتأمل.
ثم نقول لهذا المعترض حنانيك , لا تعجل فتهلك , إن كان يغضبك عدم وجود كلمة (رضع)
فتابع معي. .
من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج 3 - ص 4794683 - وقال أبو عبد الله عليه السلام
: " وجور الصبي اللبن بمنزلة الرضاع "
بخبر الجعفريات عن الإمام علي (عليه السلام): إذا أوجر الصبي أو أسعط باللبن فهو رضاع (4) ونحوه خبر دعائم الاسلام عنه
(5). الهامش
والوجور هو صب اللبن في فمه وليس امتصاص الحلمة , وهو كحلب اللبن في كأس وشربه , فهو بمنزلة الرضاع , فإذا نخرج بنتيجة
[الشرب من الكأس بمنزلة الرضاع] وفتوى الخوئي في شرب حليب الزوجة لرجل (آخر) هو بمنزلة الرضاع!!
الاعتراض الأول: اطبق علماء الشيعة الاثني عشرية على وجوب امتصاص الصبي اللبن من
الثدي وان الوجور لايحرم وليس هو بمنزلة الرضاع وهذا الخبر اعرض عنه علماء الشيعة!!
والجواب:
1 - أن اعراضهم عن الخبر قد يكون لعدم بلوغهم اياه أو انه لم يصح عندهم فليس كل من
اعرض عن خبر أصبح الخبر ساقط عن الاحتجاج!!
2 - أن دعوى الاطباق من علماء الشيعة دعوى غير تامة لمخالفة ابن الجنيد فقد نقل الشهيد الثاني
كلامه والذي نصه: إلا أن الذي أوجبه الفقه عندي واحتياط المرء لنفسه أن كل ما وقع عليه اسم
رضعة - وهو ما ملأت بطن الصبي، إما بالمص أو بالوجور - محرم للنكاح. انتهى كلام ابن الجنيد. والتفت
إلى قوله (اسم رضعة) فهي دقيقة.
3 - كذلك اعترف الشهيد الثاني أن هناك من مال إلى قول ابن الجنيد فقال مانصه: واعلم أن نسبة
المصنف اشتراط الارتضاع من الثدي إلى قول مشهور يشعر بتردد فيه، أو أنه لم يجد عليه دليلا، كما هو المنقول عنه في اصطلاحه
، وهو يدل على الميل إلى قول ابن الجنيد.انتهى , وتامل قوله (اشتراط الارتضاع)!!
هامش (فان قيل أن الشهيد الثاني لايرى ماترونه نقول: لم نقل أن الشهيد الثاني قال هذا بل اتينا به ناقلا كلام من اقر بما قلناه فتأمل)
الإعتراض الثاني: أن الخبر المروي مرسل ومردود!!
والجواب:
1 - الحديث المرسل لايعني انه مكذوب
2 - ضعف السند على فرضه لا يكذب المضمون
3 - ليس شرطا أن يكون من ذهب إلى اعتبار الوجور أن يكون استدل بالخبر منفردا بل وجوها
أخرى لاعتبار الوجور غير الخبر وارجع إلى كلام ابن الجنيد ومن مال إلى قوله!
4 - إن هناك من علماء الشيعة الاثني عشرية قد شنعوا على من اقتصر على الصحيح في الفقه!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/346)
قال الوحيد البهبهاني:. . . بل معظم الفقه من الاخبار الغير الصحيحة بلا شبهة (). . . والمحقق في (المعتبر) بالغ في التشنيع
على من اقتصر على الصحيح. والعلامة في (الخلاصة) بنى على حجية الخبر الغير الصحيح، وبنى خلاصته على القسمين في
القسم الأول من أوله إلى آخره. وجميع تأليفات جميع الفقهاء مبنية على ذلك، بل ضعافهم أضعاف الصحاح إلا النادر من المتأخرين،
بل النادر أيضا في كثير من المواضع عمل بالمنجبر، مصرحا بأنه وإن كان ضعيفا إلا أنه عمل به الأصحاب " ()
5 - أن مراسيل الصدوق معتبرة!
معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص ترجمة المؤلف 13 - ترجمة المؤلف 14وقال الوحيد
البهبهاني بعد نقله ذلك عن البهائي: كذا (أي قول البهائي) في صفحة ترجمة المؤلف 14 حاشية للمحقق البحراني على بلغته،
وفي أخرى له عليها أيضا: كان بعض مشايخنا يتوقف في وثاقة شيخنا الصدوق عطر الله مرقده، وهو غريب، مع أنه رئيس
المحدثين المعبر عنه في عبارات الأصحاب بالصدوق، وهو المولود بالدعوة، الموصوف في التوقيع المقدس بالفقيه، وصرح العلامة
في المختلف بتعديله وتوثيقه، وقبله ابن طاووس في كتاب فلاح السائل ونجاح المسائل وغيره ولم أقف على أحد من أصحابنا يتوقف
في روايات من لا يحضره الفقيه إذا صح طريقه، بل ورأيت جمعا من الأصحاب يصفون مراسيله بالصحة
ويقولون: إنها لا تقصر عن مراسيل ابن أبي عمير منهم العلامة في المختلف، والشهيد في شرح الارشاد، والسيد المحقق الداماد -
قدس الله أرواحهم - انتهى.
الحبل المتين (ط. ق) - البهائي العاملي - ص 11 - 12
وان ضعفت أوليهما بالارسال والثانية بان في طريقها إبراهيم بن إسحاق بن الأحمري وهو ضعيف جدا الا انهما مجبورتان بعمل
الأصحاب ومعتضدتان بالحديث الحسن الوارد في العمل بالضعاف فيما هو من باب السنن على أن الرواية الأولى من مراسيل
الصدوق رحمه الله في كتاب من لا يحضره الفقيه وقد ذكر رحمه الله ان ما أورده فيه فهو حاكم بصحته ومعتقدا به حجة فيما بينه وبين
الله تعالى فينبغي ان لا يقصر مراسيله عن مراسيل ابن أبي عمير وان تعامل معاملتها ولا تطرح بمجرد
الارسال
كتاب البيع - الامام الخميني - ج 2 - ص 628فهي رواية معتمدة ; لكثرة طرقها، بل لو كانت
مرسلة، لكانت من مراسيل الصدوق التي لا تقصر عن مراسيل مثل ابن أبي عمير ; فإن مرسلات الصدوق على قسمين: أحدهما:
ما أرسله ونسبه إلى المعصوم (عليه السلام) بنحو الجزم، كقوله: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) كذا. وثانيهما ما قال: روي
عنه (عليه السلام) مثلا. والقسم الأول من المراسيل هي المعتمدة المقبولة.
كتاب الصلاة - تقرير بحث النائيني، للكاظمي - ج 2 - ص 261 - 262
ومن هنا كانت مراسيله معتبرة
الاعتراض الثالث: أن هذا قد صدر من الإمام تقية!!
والجواب:
1 - أن المدعي عليه البينة , والدعاوى إذا لم تقيموا عليها ادلة فاصحابها ادعياء , فاولا إثبات
انها صدرت تقية ثم الاعتراض! اثبت العرش ثم انقشه!
2 - أن الأصل في الروايات إما أن يكون التقية أو غير التقية! فالأول يلزم منها أن الأصل في
روايات الولاية والعصمة كلها تقية! والثاني يلزم منه أن الأصل في الرواية التي وضعناها هو عدم التقية , فإذا الأصل معنا! والأصل
بقاء الأصل.
3 - أخبار التقية قد سببت الشك في احكام الدين فلم يعد يعلم من احكام الدين على (اليقين) إلا
القليل!! قال العالم الشيعي البحراني:. . . فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل، لامتزاج أخباره بأخبار التقية، كما قد
اعترف بذلك ثقة الاسلام وعلم الأعلام (محمد بن يعقوب الكليني نور الله تعالى مرقده) في جامعه الكافي. . . "
4 - التخبط في تحديد الروايات الصادرة تقية!! قال الشيخ الشيعي جعفر الشاخوري في كتابه (
حركية العقل الاجتهادي لدى فقهاء الشيعة الإمامية) ص 72 - 75: إننا نجد ان كبار علماء الشيعة يختلفون
في تحديد الروايات الصادرة تقية والروايات الصادرة لبيان الحكم الواقعي.وخذ مثالاً على ذلك مسالة نجاسة الخمر، فيما يفتي
الكثيرون بالنجاسة ومنهم الشيخ الطوسي، لانهم حملوا روايات الطهارة على التقية، نجد ان هناك من الفقهاء من يفتي بالطهارة
كالمقدس الاردبيلي وغيره لانهم حملوا روايات النجاسة على التقية، وهذا يكشف عن التخبط في استخدام التقية لدى القدماء.
وقال أيضاً: لو أردنا استعراض غيره من عشرات الأمثلة لألفنا كتاباً خاصاً يؤكد فوضى تحديد موارد التقية، التي تشبه فوضى
ادعاءات الإجماع في مسائل الفقه مما أدى إلى اختلاف كثير من فتاوى العلماء تبعاً لتحديد ما هي الروايات الصادرة عن التقية وغيرها
.انتهى
أقول: وعلى هذا فالأصل هو عدم التقية.
تابع. . تابع. . [/ RIGHT][/FONT][/SIZE]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/347)
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:32 م]ـ
# امرأة أرضعت غلاما مملوكا لها من لبنها!
وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 20 - ص 405 (25944) 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن سنان - يعني عبد الله - (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل وأنا حاضر، عن امرأة أرضعت غلاما مملوكا لها من لبنها حتى فطمته هل لها أن تبيعه؟ فقال: لا هو ابنها من الرضاعة حرم عليها بيعه واكل ثمنه ثم قال: أليس رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب. ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد مثله.
الاعتراض الأول: الاتهام بالتدليس لأن الرواية في الكافي مرسلة وسندها كالآتي: (عن ابن سنان عن رجل) و ليس (عن ابن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام)!! وعليه فالراوي عن ابن سنان مجهول لم يذكر! وقد قال المجلسي في مرآة العقول انه مرسل!
والجواب:
1 - قبل مناقشة الاعتراض نلاحظ فيما رأينا أن الرواية كلما طرحت على الشيعة الاثني عشرية سواء في البالتوك أو المنتديات يسارعون إلى تضعيفها!! وكأن في الرواية ما يزعجهم؟! أو فيها ما يعارض قولهم وهذه الملاحظة دقيقة فلا تنسها!! مع أننا نجدهم يتمسكون ببعض الروايات الضعيفة (كما قيل) في كتبهم ولو كان اسنادها مرسل (ولا يفوتك نهج البلاغة)
2 - أن متهمنا بالتدليس (هداه الله ثم سامحه) هو واهم في الحقيقة! لأنه - إن احسنا الظن به – ظن أننا نقلنا الرواية من الكافي! والحال انها منقولة من كتاب (وسائل الشيعة) للحر العاملي فإذا كلامه بعيد وكلام المجلسي يختص برواية الكافي لاغيرها لان مرآة العقول هو كتاب خاص لشرح روايات الكافي والتعليق عليها بالدرجة الأولى! واسنادها كما نقلناه بنصه لم نتلاعب به وفي سنده هكذا (عن ابن سنان - يعني عبد الله - (1)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وليس فيه (عن ابن سنان عن رجل)! فاتهامنا بالتدليس هو في الواقع اتهام للحر العاملي! بل واتهام لكل من صحح الرواية! إذ أن كلامه هذا يلزم منه أن العالم الشيعي الحر العاملي مدلس! لأنه نقل الراوية كما نقلنا!
3 - أن هناك من علماء الشيعة المحققين من ذهب إلى القول بصحة الرواية
تذكرة الفقهاء (ط. ج) - العلامة الحلي - ج 10 - ص 308
لما رواه ابن سنان - في الصحيح - قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) - وأنا حاضر - عن امرأة أرضعت غلاما مملوكا لها من لبنها حتى فطمته هل يحل لها بيعه؟
نهاية المرام - السيد محمد العاملي - ج 1 - شرح ص 98 - 99
وروى الشيخ في الصحيح عن ابن سنان، قال: سئل أبو عبد الله شرح ص 99 عليه السلام وأنا حاضر عن امرأة أرضعت غلاما مملوكا لها، من لبنها حتى فطمته هل يحل لها بيعه (أن تبيعه - ثل)؟
رياض المسائل - السيد علي الطباطبائي - ج 10 - ص 130
وفي الصحيح: عن امرأة أرضعت غلاما مملوكا لها من لبنها حتى فطمته هل يحل لها بيعه؟ قال: فقال: لا، هو ابنها من الرضاع
مستند الشيعة - المحقق النراقي - ج 16 - ص 268
ففي صحيحة ابن سنان: عن امرأة أرضعت غلاما مملوكا لها من لبنها حتى فطمته هل لها أن تبيعه؟ قال: فقال: " لا، هو ابنها من الرضاعة
الاعتراض الثاني: كلمة الغلام يقصد بها المولود بدليل ماجاء في كتاب (تهذيب اللغة) ج 3 ص 84 مانصه: والعرب تقول: للمولود حين يولد ذكراً غلام وسمعتهم يقولون للكهل غلام نجيب وكل ذلك فاش في كلامهم.
والجواب:
1 - ليت المعترض انصف مخالفه فنقل مافي كتاب (تهذيب اللغة) دون بتر واخلال بالامانة العلمية فلو رجعنا إلى المصدر لوجدنا ما يلي (مالون بالاحمر):
وقال الليث: الغلام الطار الشارب وجاء في الشعر لامة للجارية، وأنشد:
يُهلنُ لَها الغلامة والغلامُ
وقد سمعت العرب تقول للمولود حين يولد ذكراً غلام، وسمعتهم يقولون للكهل غلام نجيب وكل ذلك فاش في كلامهم. انتهى
فلماذا اخفى أن الغلام الطار الشارب؟!
2 - حتى النص الذي نقله هو لنا عليه وليس له , الستم ترون أن (الكهل) يطلق عليه (غلام) كما في قوله (وقد سمعت العرب تقول للمولود حين يولد ذكراً غلام، وسمعتهم يقولون للكهل غلام نجيب وكل ذلك فاش في كلامهم)
3 -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/348)
كتاب العين - الخليل الفراهيدي - ج 4 - ص 422
غلم: غلم يغلم غلما وغلمة أي غلب شهوة. والمغليم يستوي فيه الذكر والأنثى، يقال: جارية مغليم. واغتلم الشراب: صلب واشتد. وغلام بين الغلوم والغلامية، وهو الطار الشارب.انتهى
4 -
معجم مقاييس اللغة - أبو الحسين أحمد بن فارس زكريا - ج 4 - ص 387 (باب الغين واللام وما يثلثهما) (غلم) الغين واللام والميم أصل صحيح يدل على حداثة وهيج شهوة من ذلك الغلام هو الطار الشارب وهو بين الغلومية والغلومة والجمع غلمة وغلمان ومن بابه اغتلم الفحل غلمة هاج من شهوة الضراب والغيلم الجارية الحدثة والغيلم الشاب والغيلم ذكر السلاحف وليس بعيدا أن يكون قياسه قياس الباب.انتهى
الاعتراض الثالث: الغلام يقصد به المولود الرضيع لقوله تعالى: " قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا "
والجواب: أن المعترض إما أن يقصد بكلامه حصر كلمة الغلام بالمولود أو عدم حصرها؟
فان قال بحصرها فهذه دعوى ممنوعة ,
وان قال بعدم حصرها الزمه مخالفه أن يقرر أن المقصود بها في الرواية المولود (دون) غيره! لاسيما وقد سقنا من كتب اللغة ما يثبت انه الطار الشارب وعلاقة التعريف اشتقاقا أو اقتباسا من غلب الشهوة أو هيجانها!
قال تعالى: فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا
تفسير الرازي - الرازي - ج 21 - ص 154 - 155
* (فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معى صبرا * قال إن سألتك عن شىء بعدها فلا تصاحبنى قد بلغت من لدنى عذرا) * اعلم أن لفظ الغلام قد يتناول الشاب البالغ بدليل أنه يقال رأى الشيخ خير من مشهد الغلام جعل الشيخ نقيضا للغلام وذلك يدل على أن الغلام هو الشاب وأصله من الاغتلام وهو شدة الشبق وذلك إنما يكون في الشباب، وأما تناول هذا اللفظ للصبي الصغير فظاهر، وليس في القرآن كيف لقياه هل كان يلعب مع جمع من الغلمان الصبيان أو كان منفردا؟ وهل كان مسلما أو كان كافرا؟ وهل كان منعزلا؟ وهل كان بالغا أو كان صغيرا؟ وكان اسم الغلام بالصغير أليق وإن احتمل الكبير إلا أن قوله: * (بغير نفس) * أليق بالبالغ منه بالصبي لأن الصبي لا يقتل. . . انتهى
فان اصر المخالف أن المقصود به المولود دون غيره وانه لا خلاف حولها ارجعناه إلى كتبه فهذا الشيخ ناصر مكارم الشيرازي لم يقطع بكونه المولود دون غيره
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 9 - ص 323
كلمة " غلام " تعني الفتى الحدث، أي الصبي سواء كان بالغا أو غير بالغ. وبين المفسرين ثمة كلام كثير عن الغلام المقتول، وفيما إذا كان بالغا أم لا، فالبعض استدل بعبارة نفسا زكية على أن الفتى لم يكن بالغا. والبعض الآخر اعتبر عبارة بغير نفس دليلا على أن الفتى كان بالغا، ذلك لأن القصاص يجوز بحق البالغ فقط، ولكن لا يمكن القطع في هذا المجال بالنسبة لنفس الآية.انتهى
الاعتراض الرابع: قرينة (ارضعته) وقرينة (فطمته) تؤكد أنه طفلا صغيرا
الجواب:
1 - لابد أن تنهض القرينة لافادة مطلب المعترض والا لم يكن لذكرها معنى , ومن راجع ما ذكرناه في الأعلى تبين له المقصود.
2 - قوله (ارضعته) لا يلزم أن يكون المقصود طفلا مطلقا , بدليل ما ذكرناه من رواية أن الوجور بمنزلة الرضاع كما في الأعلى , وشرب حليب المرأة لا يتوقف في الطفل فقط! بل حتى في الكبار وان لم يكونوا يقرون بأنه محرم كما جاء في فتوى الخوئي التي سقناها والتي نصها " سؤال 1068: ماهو حكم شرب حليب المرأة سواء كان الشارب زوجها أم شخصا آخر؟
الخوئي: لا بأس بذلك في نفسه "
3 - وقرينة (فطمته) ليس بالضرورة أن يكون المقصود بها الطفل (دون) غيره , فكلمة (فطمته) يقصد بها (فصلته) واثبات الشئ لا ينفي ما سواه.
4 - أن المعترض كانه يريد الخلاص إلى أن الرواية لو كان فيها (رجلا) لكان ما قلناه صحيحا بيد أن فيها (غلاما)! ونقول هب أننا سلمنا لك ما قلت , فالتفت إلى هذه الرواية التي تنهض أن تكون قرينة لنا عليك
بلغة الفقيه - السيد محمد بحر العلوم - ج 3 ص 125:رسالة في الرضاع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/349)
عرض الآيات والروايات الدالة على نشر الحرمة - في الجملة -.
ومنها عن التهذيب في الموثق: " عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام، قال: إذا رضع (!) الرجل (!!) من لبن امرأة حرم عليه كل شئ من ولدها، وان كان الولد من غير الرجل الذي كان أرضعته بلبنه، وإذا ارضع من لبن رجل حرم عليه كل شئ من ولده وإن كان من غير المرأة التي أرضعته ".
قلت: بعد تأمل كلمة (الرجل) ـــــــــــــــــــــــ. , ترك المخالف النزاع حول (الغلام) وبدأ يشاغب حول المقصود بالرجل!! والمقصود بالرضاع! ولن نطيل في الإجابة على الإعتراضات بل نترككم مع موضوع في صفحات احد المنتديات الحوارية وقد ناقش الإشكال بقوله (إذا) رضع! , نحاول أن ننقل بعضه بتصرف:
إعتراض: أن المقصود بالخبر الصغير!
قال الإثني عشري المخالف: والمقصود أى إذا رضع الرجل - فى صغره - من لبن إمرأة. . .
أجاب العضو (بتار):
تقول الرواية:
إذا رضع الرجل من لبن امرأة حرم عليه كل شئ من ولدها , والجملة هنا شرطية , فعل الشرط (رضع) جواب الشرط (حرم) ومن شروط فعل الشرط أن لا يكون ماضي المعنى وهذا هو الشرط الأول من شروط فعل الشرط مع أن فعل الشرط يأتي غالباً بصيغة الماضي لكن يشترط فيه أن لا يكون ماضي المعنى , فلا يجوز في اللغة العربية أن تقول:إذا حضر في الأمس أكرمته
فكما أول [المخالف] الجملة الشرطية بصورة مضحكة للغاية فقال (والمقصود أى إذا رضع الرجل - فى صغره - من لبن إمرأة) وهذا لا يكون في أسلوب الشرط ولا يجوز فيه , وعليه أن يراجع كتاب شذور الذهب لابن هشام الأنصاري ص 338
قال الإثني المخالف: هذا بالنسبة لفعل الشرط وحواب الشرط بمعنى أى بفرض إذا حدث كذا يحدث كذا وإن كان غير مطلقا كما سأبين لك
أما كلامى انا فهو عن كلمة رجل قلت عند صغره او حال صغره فهل كلمة رجل هى فعل الشرط أو جوابه.
(إن كان ثقميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت وهو من الصّادقين)
(ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم)
(ذلك بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير)
وأجيب عليه بالتالي: من أعظم المصائب مناقشة الجاهل أو المتجاهل , فلو أنك فكرت قليلاً لوجدت أن الفعل (رضع) فعل ماض , وقلت لك أن فعل الشرط غالباً يأتي ماضياً لكن يمتنع وقوعه ماضياً في المعنى , فكيف سنعرف أن الفعل ماض في المعنى أو أنه ليس كذلك
هل يتم ذلك بالعودة للفعل؟؟؟؟ لا يقول هذا عاقل لأن الفعل ماض , إذاً لا يعرف ذلك إلا بالعودة لجملة الفعل
فمثالك: (إذا رضع الرجل في صغره) كلمة في صغره دلت على أن الفعل ماض حقيقة ولكي تستفيد أكثر راجع الرابط التالي:
http://www.reefnet.gov.sy/Arabic_Proficiency/100.htm
ومن الرابط السابق أقتبس لك ما يلي:
[1ً- يمتنع وقوع فعل الشرط ماضيَ المعنى حقيقةً، فلا يصحّ أن نقول: إنْ هَطَل المطر أمسِ يشرب النبات. وأما قوله تعالى على لسان عيسى عليه السلام:) إن كنتُ قلتُه فقد عَلِمتَه (فالقرائن تدل على أن المراد: إنْ يثْبتْ في المستقبل أني قلتّه فقد عَلِمتَه.]
فمثالك الأول مردود عليه في الاقتباس (ما بين [])
مع العلم أن (إن) تختلف عن (إذا) في بعض الأحكام راجع الرابط السابق
ومثالك الثاني عن (لما) وهذه خارج الموضوع ولا أريد أن أدخل فيها حتى لا يتحول الموضوع إلا درس عن أدوات الشرط
أما مثالك الثالث:إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا
فعلا الشرط دعي ويشرك يدلان على المستقبل أي فيما بعد وهذا ما نقوله.
قال الإثني عشري: ولكن هل يجوز لك ان تقول:إذا ذهبت إليه امس أدركته قبل سفره
وأجيب عليه: هذا كلام عامي وغير مقبول باللغة , والأصح هنا أن تأتي (لو) لأن الجملة فيها امتناع لامتناع وهذا من خصائص (لو) أما إذا فهي لما يستقبل من الزمان.
قال الإثني عشري: وأنا اريد منك شيئا إسأل رجل متخصصا فى اللغة العربية قل له (إذا رضع رجل فى طفولته من إمرأة حرمت عليه) قل له افى هذه الجملة إشكال لغوى
وأجيب عليه: لا يجوز لك استعمال (إذا) في هذا المثال وممكن أن تضع بدلاً عنها (إن كان) فـ (إذا) تختص في المتأكد حصوله أو المتوقع حصوله مستقبلاً راجع الرابط] إلى هنا انتهى الحوار بتصرف
اعتراض: الروايات الشيعية حددت الرضاع بالحولين فقط وأن ما سواه لا يحرم
والجواب: أننا لو تغاضينا عن كل ما ذكرناه سابقا , فوجود مثل هذه الروايات في كتب الشيعة لا يعني عدم وجود غيرها , قال الشيخ الطوسي في كتابه (تهذيب الأحكام) - ج 1 - ص 2:
ذاكرني بعض الأصدقاء أيده الله ممن أوجب حقه (علينا) بأحاديث أصحابنا أيدهم الله ورحم السلف منهم، وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد، حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه. . . انتهى
[/ RIGHT][/FONT][/SIZE]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/350)
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:33 م]ـ
# رضاعة الرجل من الثدي
الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 448:
(أبواب التاريخ)
(باب) * (مولد النبي صلى الله عليه وآله ووفاته) *
27 - محمد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن علي بن المعلى، عن أخيه محمد، عن درست بن
أبي منصور، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما ولد النبي صلى الله عليه وآله مكث أياما
ليس له لبن، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه، فأنزل الله فيه لبنا
فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها. (إنتهى)
مناقب آل ابي طالب - ابن شهر آشوب ج 1 ص 31:
فصل: في منشه صلى الله عليه وآله ابانة بن بطة قال: ولد النبي صلى الله عليه وآله مختونا مسرورا فحكى ذلك عنده جده عبد
المطلب فقال: ليكونن لابني هذا شان. كافي الكليني، الصادق (ع): لما ولد النبي صلى الله عليه وآله مكث اياما ليس له لبن فألقاه
أبو طالب على ثدي نفسه فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه اياما حتى وقع أبو طالب على حليمة فدفعه إليها. (إنتهى)
حلية الأبرار - السيد هاشم البحراني ج 1 ص 28:
الباب الثاني في مولده الشريف صلى الله عليه وآله.
وعنه، عن محمد بن يحيى عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن علي بن المعلي، عن أخيه محمد، عن
/ صفحة 29 /
درست بن أبي منصور، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما ولد النبي صلى الله عليه
وآله، مكث أياما ليس له لبن، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه، فأنزل الله فيه لبنا،
فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 15 ص 340:
11 - كا: محمد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن علي بن المعلى، عن أخيه محمد، عن درست
بن أبي منصور، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما ولد النبي صلى الله عليه وآله مكث
أياما " ليس له لبن، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه، فأنزل الله فيه لبنا "
فرضع منه أياما " حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 35 ص 136:
80 - كا: محمد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن علي ابن المعلى، عن أخيه محمد، عن درست
، عن البطائني، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما ولد النبي صلى الله عليه واله مكث أياما ليس له لبن فألقاه أبو
طالب على ثدي نفسه فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى
وقع أبو طالب على حليمة السعدية، فدفعه إليها.
مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي ج 6 ص 555:
الكافي: عن الصادق (عليه السلام): لما ولد النبي (صلى الله عليه وآله) مكث أياما ليس له لبن، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه،
فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما، حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية، فدفعه إليها
واعترض المخالفون بأن الرواية ضعيفة لأن فيها (البطائني)!
والجواب على سبيل المقابلة جوابان مجمل ومفصل:
أما المجمل:
الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج 1 - ص 97
ولعل الوجه فيه ما ذكره بعض مشايخنا (رضوان الله عليهم) من أنه لما كانت أحاديث كتابه كلها صحيحة عنده
- كما صرح به في غير موضع من ديباجة كتابه - فلا وجه للترجيح بعدالة الراوي.
التفسير الصافي – الفيض الكاشاني (1/ 52)
واما اعتقاد مشايخنا (ره) في ذلك فالظاهر من ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في
القرآن لأنه روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه
كان يثق بما رواه فيه
وسائل الشيعة – الحر العاملي (30/ 196 – 197)
وهو صريح - أيضا - في الشهادة بصحة أحاديث كتابه لوجوه: منها: قوله: (بالآثار الصحيحة). ومعلوم أنه لم يذكر فيه قاعدة
يميز بها الصحيح عن غيره لو كان فيه غير صحيح، ولا كان اصطلاح المتأخرين موجودا في زمانه - قطعا - كما يأتي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/351)
فعلم أن كل ما فيه صحيح باصطلاح القدماء بمعنى الثابت عن المعصوم بالقرائن القطعية أو،
التواتر.ومنها: وصفة لكتابه بالأوصاف المذكورة البليغة التي يستلزم ثبوت أحاديثه كما لا يخفى. ومنها: ما ذكره من أنه صنف
الكتاب لإزالة حيرة السائل. ومعلوم أنه لو لفق كتابا من الصحيح وغيره، وما ثبت من الأخبار وما لم يثبت، لزاد السائل حيرة
وإشكالا. فعلم أن أحاديثه - كلها - ثابتة. ومنها: أنه ذكر: أنه لم يقصر في إهداء النصيحة وأنه
يعتقد وجوبها. فكيف لا يرضى بالتقصير في ذلك ويرضى بأن يلفق كتابه من الصحيح والضعيف مع كون القسمين متميزين في زمانه
- قطعا. ويأتي ما يؤيد ذلك - أيضا - إن شاء الله.
خاتمة المستدرك – الميرزا النوري الطبرسي (3/ 463)
وكتاب الكافي بينها كالشمس بين نجوم السماء، وامتاز عنها بأمور، إذا تأمل فيها المنصف يستغني عن
ملاحظة حال آحاد رجال سند الأحاديث المودعة فيه، وتورثه الوثوق، بحصل له الاطمئنان بصدورها، وثبوتها،
وصحتها بالمعنى المعروف عند الأقدمين
خاتمة المستدرك – الميرزا النوري الطبرسي (3/ 496)
وتقدم قول الشهيد في الذكرى، بعد نقل خبر مرسل عن الكافي، في بعض أنواع الاستخارة ما لفظه: ولا يضر
الارسال، فان الكليني (رحمه الله) ذكرها في كتابه، والشيخ في التهذيب
هامش خاتمة المستدرك – رقم الصفحة: (497)
(2) شرح من لا يحضره الفقيه - فارسي - وترجمته ما يلي: (وكذلك الأحاديث المرسلة لمحمد بن يعقوب الكليني، ومحمد بن
بابويه القمي، بل يمكن القول: أن جميع أحاديث الكافي، ومن لا يحضره الفقيه صحيحة، لان
شهادة هذين الشيخين الكبيرين يقينا لا تقل عن شهادة أصحاب الرجال إن لم تكن أفضل. . . إلى آخره)
وقد تركنا الكثير حتى لا نطيل على القارئ المنصف
أما المفصل:
قال جعفر السبحاني في كتابه (كليات في علم الرجال):. . . أقول: إن علي بن أبي حمزة البطائني من الواقفة، وهو ضعيف
المذهب، وليس ضعيفا في الحديث على الأقوى وهو مطعون لأجل وقفه في موسى بن جعفر عليه
السلام وعدم اعتقاده بامامة الرضا عليه السلام وليس مطعونا من جانب النقل والرواية، وقد
عرفت أن المراد من " عمن يوثق به " في عبارة الكشي هو الموثوق في الحديث، فيكفي في ذلك أن يكون مسلما متحرزا عن الكذب
في الرواية، وأما كونه إماميا فلا يظهر من عبارة " العدة " وعلى ذلك فالنقض غير تام. انتهى
وقال هاشم الهاشمي عن احد الروايات فيها البطائني: والسند صحيح بناء على رأي من يذهب إلى توثيق علي
بن أبي حمزة البطائني كما عليه الامام الخميني والشيخ المامقاني، أما على رأي السيد الخوئي فالسند ضعيف به.
انتهى
وقال أيضا:. . . وبناء على توثيق علي بن أبي حمزة البطائني عن قول الامام الخميني والعلامة المامقاني
. انتهى
# رضاعة الرجل عن طريق الإصبع واللسان
شرح أصول الكافي – مولي محمد صالح المازندراني – ج 7 – ص 233
". . . ولم يرضع الحسين من فاطمة (عليها السلام) ولا من أنثى، كان يؤتى به النبي فيضع إبهامه في فيه
فيمص منها ما يكفيها اليومين والثلاث، فنبت لحم الحسين (عليه السلام) من لحم رسول الله ودمه (صلى الله عليه وآله
) ولم يولد لستة أشهر إلا عيسى بن مريم (عليه السلام) والحسين بن علي (عليهم السلام). وفي رواية أخرى، عن أبي الحسن
الرضا (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يؤتى به الحسين فيلقمه لسانه فيمصه فيجتزىء به ولم يرتضع مع أنثى
.
* الشرح: قوله (ولم يولد لستة أشهر) يعني لم يولد لستة أشهر ولد يعيش وقد يقال إن يحيى (عليه السلام) أيضا ولد لستة أشهر.
قوله (فيلقمه لسانه) لا ينافي ما سبق لوقوع هذا تارة وذلك أخرى. انتهى
وقد يقول من يقرأ هذه المرويات:
أنه لا نريد أن نقول أن أبا طالب سيكون [بمثابة ام النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعه ويكون علي بن ابي طالب اخ للنبي من
الرضاعه كذلك , وتكون فاطمه رضي الله عنها ابنة اخ علي بن ابي طالب من الرضاعه , فكيف يزوجه النبي صلى الله عليه وسلم
ابنته فاطمة رضي الله عنها لاخوه بالرضاعة]
لكننا نقول أن فعل الإمام سنة! وقد تكرر مع الحسين!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/352)
على أن رضاعة المرأة مقبول وجدنا لخلقتها والتي فيها ثدي إما الرجل فالوجدان عنه ابعد
علما أن هناك فرق بين قدرة الله على أمر وبين ثبوته!
تابع. . تابع. .
[/ SIZE][/FONT]
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:34 م]ـ
# رضاعة رجل من رجل عن طريق الفم رضاعة إمامية!
يقول المرجع ميرزا حسن الحائرى الإحقاقي فى كتاب الدين بين السائل والمجيب ج 2 ص 76 السؤال رقم
256 منشورات مكتبة الإمام الصادق العامة الكويت يقول: الجواب: النفس هنا معناها الروح يعنى خرجت روحى من
من جسدى فتبارك بها وامسح بها وجهك لان روحه الزكية أفضل روح واشرف روح بين الأرواح فهى مباركة طيبة هذا إذا كانت
روحه البشرية واما ان كانت النفس الاهوتية فهي التي تنتقل من معصوم إلى معصوم بعد وفاة كل منهم وهى
الملك المسدد الذى جاء فى اخبارنا وفى بعض الروايات تتجسم كالزبدة على شفتي الإمام عند وفاته فيتناولها الإمام من بعده بفمه
ويأكلها وفى بعضها تتجسم كعصفور فيبلعها وصيه الإمام من بعده كما جرى ذلك بين الإمامين الرضا والجواد عليهما
السلام. (منقول)
كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج 3 - ص 120 - 121
" الفصل السادس في ذكر وفاته عليه السلام أورد في هذا الفصل ما قدمناه من الأسباب التي كان المأمون يأخذها عليه كما أورده
الشيخ المفيد رحمه الله حذو النعل بالنعل وقال إن الرضا عليه السلام لما دخل إلى داره حين خرج من عند المأمون مغطى الرأس فلم
أكلمه وكان قد أوصاني قبل ذلك أن يحفروا له في الموضع الذي عينه وان يشق له ضريح. . . فبينا انا كذلك إذ دخل شاب حسن
الوجه قطط الشعر أشبه الناس بالرضا فبادرت إليه وقلت من أين دخلت والباب مغلق فقال الذي جاء بي من المدينة هذا الوقت هو الذي
أدخلني الدار والباب مغلق فقلت ومن أنت قال انا حجة الله عليك يا أبا الصلت انا محمد بن علي ثم مضى نحو أبيه عليهما السلام فدخل
وأمرني بالدخول معه فلما نظر إليه الرضا عليه السلام وثب إليه وعانقه وضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه ثم سحبه سحبا في
فراشه واكب عليه محمد يقبله ويساره بشئ لم أفهمه فرأيت على شفتي الرضا عليه السلام زبدا أشد بياضا من
الثلج فرأيت أبا جعفر يلحسه بلسانه ثم ادخل يده بين ثوبيه وصدره فاستخرج منه شيئا شبيها بالعصفور فابتلعه أبو جعفر ومضى
الرضا عليه السلام. . . انتهى
# معاكسة النساء اختبارا لهن قبل زواج المتعة!
الكافي - الشيخ الكليني - ج 5 - ص 454
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير رفعه، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن
المرأة ولا أدري ما حالها أيتزوجها الرجل متعة؟ قال: يتعرض لها فإن أجابته إلى الفجور فلا يفعل.
قال المجلسي عن هذه الرواية (حسن) في مرآة العقول (20/ 236)
ولعل البعض من المخالفين ي
ستميت في الدفاع عن هذه الرواية وبأنها خالية عن الإشكال! وإنما قصرت عقولنا عن فهمها وإدراكها لأن كلامهم صعب مستصعب!
, وعليه فلن نعلق على هذه الرواية بل سنترك أحد كبار علماء الشيعة يعلق على مضمونها!
جامع المقاصد - المحقق الكركي - ج 12 - شرح ص 315 - 316
. . . ولما رواه الحلبي في الصحيح، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (أيما رجل فجر بامرأة حراما، ثم بدا له أن يتزوجها،
قال: أوله سفاح وآخره نكاح، فمثله كمثل النخلة أصاب الرجل من ثمرها ثم اشتراها بعده فكانت له حلالا). احتجوا بما رواه أبو
بصير، قال: سألته عن رجل فجر بامرأة ثم أراد بعد أن يتزوجها، قال: (إذا تابت حل له نكاحها). قلت: كيف تعرف توبتها؟
قال: (يدعوها إلى ما كان عليه من الحرام، فإن امتنعت واستغفرت ربها عرف توبتها)، وفي معناها رواية عمار الساباطي عن
الصادق عليه السلام. أجاب في المختلف بالطعن في سند الروايتين، مع أن رواية أبي بصير غير مسندة إلى إمام. وبالحمل على
الكراهية، قال: مع أن في مضمونها إشكالا. قلت: لعل الإشكال من جهته أن دعائه إياها إلى الحرام يتضمن
إغرائها بالقبيح، وهو محرم. انتهى
أقول: كأن هذا الكلام ومضمونه شق على المحقق البحراني فحاول الإنتصار للرواية!
# لمن تبحث عن وظيفة؟! وظيفة زواج المتعة!
سأل المرجع الشيعي السستاني سؤالا نصه:
هل يجوز أن تمتهن المرأة، أو الفتاة زواج المتعة كمهنة ضمن الضوابط الشرعية تعيش وتتكسب من خلالها
؟
الفتوى: يجوز
المصدر:
http://www.alseraj.net/ar/fikh/2/?TzjT8odmvl1075094365&181&210&7
ملاحظة: تأمل أننا قصدنا (المهنة) ولم نتكلم عن زواج المتعة حتى يقارن بغيره من الزواجات!
# تشخيص المرأة العفيفة من الفاسدة!
في كتاب (التحفة الرضوية في مجربات الإمامية) للعلامة الشيعي محمد الرضي الرضوي ص (214) ما
نصه: 3 - ما جرب في معرفة عفة المرأة وعدمها وجدت في مخطوطات للمرحوم جدّي العالم الرباني السيد مرتضى
الرضوي الشهير بالكشميري طاب ثراه إذا أردت أن تعلم أن المرأة عفيفة أم فاسدة، فاحسب اسمها واسم أمها بالجُمل الكبير أولاً،
وأسقط من الجميع ثلاثة ثلاثة، فإن بقي واحد فهي فاسدة وإن بقي إثنان فهي عفيفة، وإن بقي ثلاثة فهي متهمة،
صحيح مجرب (!). انتهى / الوثيقة http://dhr12.com/?wi126
كلمة حق وإنصاف: يعلم الله أننا لا نريد بهذا الكلام الإساءة إلى بنات الناس أو إحراجهن أو
الطعن في شرفهن , فكم من بنت شريفة وإن كانت مخالفة لنا في الإعتقاد إلا أنها محترمة صالحة لا تقبل بما سبق لأن الإسلام يوافق
العقل والفطرة ولا يخالفهما , فهنيئا لها وهنيئا لأهلها وليمضوا في طريق البحث عن الحقيقة تاركين خلفهم وجدنا آباءنا على أمة وإنا
على آثارهم مقتدون فكم هن المهتديات اللواتي أبصرن النور في بحثهن عن الحق والدليل الذي أينما مال نميل , فهدانا الله وإياكم إلى
طريق أهل البيت الصحيح.
تابع. . تابع. .
[/ RIGHT][/FONT][/SIZE]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/353)
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:34 م]ـ
# ردود متوقعة. .
يلهج المخالفون ببعض الكتابات والمقالات التي أٌشبعت ردا فينسخونها ويلصقونها في كل موضوع بغض النظر عن نقطة البحث , فلا
هم لهم إلا تسويد الصفحات ليوهموا القارئ أن لديهم ردود علمية من مصادر القوم! ومن هذه المقالات مقال مضحك بعنوان (
الوهابية والجنس) لا يكاد يستطيع القارئ أن يمسك نفسه من شدة الضحك من الأسلوب التي
اتخذه الكاتب في البتر والتدليس والتناقض والإضطراب الواضح الفاضح , وقد رد على هذا المقال بمقال عنوانه (
رد عقلاء الإنس على كتاب الوهابية والجنس) وسنذكر رده المجمل إبتداءا ثم نترك الرد
المفصل لمن يريد قرآئته أن يحمل الكتاب لكي لا نخرج كثيرا عن نقطة بحثنا في هذه المسودة بل القصد الإشارة إلى ما قد يفعله
المخالف مما يظنه إنجازا واكتشافا ينتظر المصفقون له والمطبلون!!
جاء في كتاب (رد عقلاء الإنس) مانصه:
(حقائق و أرقام)
- ذكر الرافضي أن سبب إنشائه لهذا الملف هو الرد على مقالة النجف و الجنس للشيخ محمد الخضر، ولو قارنا بين
هذين الملفين لوجدنا البون شاسعا، فقد كان أكثر من نصف تقرير الشيخ محمد الخضر (النجف و
الجنس) وبالتحديد 62% من محتوياته نقولات من كتاب شهلا الحائري والذي هو
دراسة ميدانية أكاديمية عن واقع المتعة في المجتمع الإيراني، بينما نجد ان ملف الوهابية و الجنس عبارة عن حشد لأحكام فقهية
أقتطعها خارج سياقها ووضع عليها عناوين كبيرة و تعليقات ساخرة تبين جهله فيما ينقله كما سيتضح لاحقا
- جعل الرافضي ملفه في 38 بندا، وأشار إلى 24
مصدرا وبلغ مجموع نقولاته منها 61 نقلا، الثلث منها كان من كتابي المحلي
لابن حزم رحمه الله و الفقه على المذاهب الأربعة لعبد الرحمن الجزيري، وبهذا يكون قد أسقط ثلث ملفه لأن ابن حزم (وبحسب
ما ينقله الرافضي) لم يكن ينقل الأقوال التي يعيبها الرافضي على أهل السنة من كتب الفقه بحروفها، بل هي صياغته
(أي إبن حزم) لعباراتهم، ويكون للأحناف مثلا أن يعترضوا على هذه الأقوال بأنها ليست
عباراتهم، وكذلك كتاب الجزيري فهو ليس كتابا في الفقه أو أصوله معتمد عند أي مذهب، بل هو جمع لكاتب معاصر لا يصح أن
يشار إليه عند الاستدلال بأقوال فقهاء المذاهب
- من جهل الرافضي انه جعل مصطلح الوهابية يتصدر ملفه، ومعلوم انه من يسميهم الوهابية هم حنابلة في الفقه بينما
نجد ان الملف نقل ما نسبته 43% عن الفقه الحنفي مقابل 20%
عن الحنابلة من جملة النقولات المعتبره، وهذا يدل على إن الرافضي قد بلغ به الجهل غايته فلا يدري من هم الوهابية
أو انه يقصد بهم جميع أهل السنة باعتبار انه ينقل عن جميع المذاهب
- وجدنا عن شروعنا في الرد على الملف أن لعلماء الرافضة أقوال مطابقة لبعض ما يعيبه الرافضي على أهل السنة،
وهذا من جهل الرافضي بدينه وما تحتويه كتب علمائهم من مخازي
- تكرر عند الرافضي انه ينقل النص ومعه قول الجمهور الذي ينص على عدم القبول بالرأي الفاسد. ولا ندري من هم
الوهابية هنا، هل هم أصحاب القول الذي يعيبه أم الجمهور الذي خالفه؟؟
- وضع الرافضي في نهاية الملف خلاصة مايريده من خلال 18 بندا و تكررت
عبارة " لا حد عليه " في 10 منها، وهذا يعني بوضوح
ان الرافضي يريد ان تقام الحدود على المراة المغتصبه و الذي يستمني وفي المجاهد الذي ينكح أحدى السبايا .. الخ بلا شرع ولا
نص بل بحسب ما يمليه عليه هواه، وسنرى فيما يأتي ان علماء الرافضة يفتون بإقامة الحدود على المجانين!! فأحمد الله أيها القارئ
على نعمة الإسلام و العقل
- علم الرافضي ان في بعض ما ينقله ما يرد عليه، فعمد إلى روايات عن النبي صلى الله عليه وسلم تحدد التعزير بعشر
ضربات وهذا من باب تعظيم الجريمة و التقليل من حجم العقوبة، وسنرى كيف ان رصيد الرافضي من الجهل و الغباء قد صار
متخما بسبب هذا القياس الفاسد
الرد المجمل على ملف الوهابية و الجنس
الرد المجمل على ما احتواه ملف الوهابية و الجنس هو كما يلي: -
1 - كتب الفقه تنقسم إلى أبواب منها ما هو خاص بالزكاة ومنها
ما هو خاص بالجهاد و أخرى في الصلاة و هكذا، فلو أخذنا باب النكاح أو الحدود لوجدنا بطبيعة مكونات هذين البابين ان عبارات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/354)
وكلمات مثل زنا، عورة، إستمناء، وطء، دبر، لواط .. الخ تتكر كثيرا جدا فيهما بينما لا نجدها في باب الزكاة مثلا حيث تتكر
كلمات وعبارات مثل أنعام، إبل، ثمار، ربع العشر، ذهب، فضة، .. الخ، فالذي فعله الرافضي انه أخذ باب النكاح أو الحدود من
بعض كتب الفقه وأفردها في ملفه وعنونها بالجنس!! وهذا الفعل منه يدل على أننا نسود الصفحات في الرد على جاهل بأبجديات
العلم الشرعي. ولنا في المقابل أن نأخذ ما جاء في كتب علماء الرافضة في باب الخمس ونفرده في ملف ونجعله تحت عنوان العمامة و
الخمس اسمان لا يفترقان
2 - ليس فيما جاء في ملف الرافضي شبهات حتى نكشفها، فهي
مجرد أقوال لفقهاء إما مقبولة و إما مردودة على قائلها عند الجمهور ولم نجد من يزعم العصمة في عالم أو فقيه، وهذا بخلاف الحال
عند الرافضة حيث إن الأحكام الفقهية المخزية الصادرة من مراجعهم الجهلة لا تقابل بالنقد و المراجعة وكأنها وحي من الله لا يقبل
النقاش ويلتزم المقلد بإتباعها رغم أنها في الأغلب الأعم (أقصد فتاوى مراجعهم الجهلة) تخلو من أي دليل من القرآن أو السنة
3 - العقوبات الشرعية تنقسم إلى حدود و تعزيرات، فإسقاط
الحد الوارد في بعض نقولات الرافضي كان إما بسبب وجود شبهة تمنع إقامته، و إما أن استدلال الفقيه خاطئ وخالفه الجمهور.
وفي كلا الحالتين يكون البحث عن توفر شروط إقامة الحد الشرعي المنصوص عليه في القرآن و السنة كما وكيفا وليس عن استحقاق
الفاعل للعقوبة من عدمه، ومثال ذلك من وجد مع إمراة لا تحل له تحت لحاف واحد فهل يقام عليه حد الزنا من رجم أو جلد؟؟ يكون
البحث عن توافر شروط إقامة الحد من وجود أربعة شهود أو إقرار أو بينة وهي الشروط التي نص عليها الشارع فمتى لم تتوفر صار
العقوبة تعزيرية، ولهذا نجد عبارة " لا حد عليه " في بعض ما ينقله الرافضي بجهله
4 - الأحكام الشرعية تراعي حالة الاضطرار ولهذا نجد أن
الشارع أسقط حد السرقة لمن سرق بدافع الجوع وأسقط الحد عن من يشرب الخمر لمن أشرف على الهلاك عطشا، بل إن في مثل
هذه الحالات يكون واجبا لوجوب حفظ النفس، وعليه فشبهة الحاجة تسقط الحد الشرعي رأسا عن من ترتكب الزنا بدافع حفظ النفس
من الهلاك جوعا مثلا.
5 - كتب الفقه و أصوله تحتوي على الكثير من المسائل
الافتراضية الغير واقعية، وسبب وجودها هو إما كونها تمرينا للذهن على القواعد الأصولية و إما إنها بسبب الجمود الفكري الذي
لحق بهذه الأمة فأنشغل بسببها طلاب العلم في جدل عقيم، ومثل هذه الجدليات نجدها في أبواب الطهارة و الصلاة وليست مختصة
فقط في باب النكاح، و الرافضي نفسه لم يذكرها في الخلاصة لعلمه بعدم وجود حكم شرعي ينبني عليها. . . انتهى
لتحميل كتاب (رد عقلاء الإنس على كتاب الوهابية والجنس) اضغط هنا ( http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=8046)
قلت: ومن أراد أن يراجع الرد المفصل فلا أقل من تحميل الكتاب وقرآئته كاملا. . , ومن
المهم مراجعة كلام شيخ الإسلام الذي توجنا به التعليق على فتوى الالباني ففيه كلام جميل جدا وهو عام مفيد في مثل هذه القضايا ,
ومن الأمثلة على سبيل مقابلة صاحب الكتاب بأسلوبه ما جاءا في كتاب نهاية الإحكام للشيعي الحلي - ج 1 - ص 208 ما نصه: وفي
أجزاء مسح الوجه بكف واحد إشكال. ولو قلنا أن مس الفرج حدث لو ضرب يده على فرج امرأة عليه تراب،
صح التيمم، لأن أول الأركان المسح لا النقل. انتهى
قال أحد الأخوة معلقا: أضاقت به الأمثلة حتى يمثل لشيء عليه تراب بفرج امرأة! قلت: هذا كله على سبيل
المقابلة , وبعدا عن التشعب نقف عند هذا الحد , ليس بالضرورة أن أكون معتقدا بما نقلته من أقوال. ونسأل الله أن يعفوا
عنا ويتوب علينا وأن يهدنا ويهدي بنا , وماكان في ما كتب حقا فمن الله وما كان فيه من خطأ فمن نفسي وأستغفر الله فإني لست بفوق
أن أخطئ والله أعلم
[/ RIGHT][/FONT][/SIZE]
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:39 م]ـ
فهرس المواضيع
المقدمة وفيها أربعة نقاط
الأولى: الخلاف في الاجتهاد بين العلماء و قضية داوود وسليمان
الثانية: الذين في قلوبهم زيغ يتبعون المتشابه ويتركون المحكم
اعتراض: اختلافكم بسبب ترككم أهل البيت , والجواب عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/355)
الثالثة: على كلا التقديرين الحق لم يخرج من أهل السنة
الرابعة: هدف المخالف من طرح الموضوع
الخلفية الواقعية التي نزل فيها الحكم (إنهاء التبني)
الحكم عن الشئ فرع عن تصوره
هل رضاع الكبير محرم ومؤثر ويعمل به الآن؟
جمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين
الأئمة الأربعة
فتاوى اللجنة الدائمة
اعتراض وجوابه: هناك من ذهب إلى أن هذا ليس خاص بسالم فما معنى كلامه؟!
التعليق على كلام شيخ الإسلام
موقفنا من الظاهرية وموقف ابن حزم من القياس
ما لمقصود بكلمة (كبير) في فتوى الرضاع؟!
موقفنا من أم المؤمنين وحبيبة رسول رب العالمين
اعتراف علماء الإثني عشرية بإكرامها وشرفها وعدم الإساءة إليها
جعفر السبحاني
المرجع فضل الله
الشيخ الصفار
طريقة الإرضاع هل هي بكأس أم بالتقام الحلمة؟!
أثر المصنف وفيه كلمة (سقتني) والتعليق عليها
1 - القاضي عياض
2 - الإمام النووي
3 - الحافظ ابن عبد البر
4 - الامام لزرقاني
5 - الإمام اللغوي ابن قتيبة
6 - رفاعي سرور
7 - سليمان سعود الصقر
8 - الدكتور: أبو بكر خليل
9 - محمد الأمين
اعتراض: القول بأن الرضاعة عن طريق الكأس معتمد على روايات ضعيفة , وجوابه
لتعليق على فتوى الألباني في رضاع الكبير
مدخل:
التعليق على اختلاف العلماء [رفع الملام عن الأئمة الأعلام]
الفرق بين التقدير والتقليد
كلام جميل لشيخ الإسلام عن موقف الأئمة من تقليدهم
موقف الألباني من التقليد في مقدمة كتابه (صفة صلاة النبي)
تلقف الرافضة شبهات النصارى ونقلهم قاذوراتهم!
لاتوجد غرفة واحدة فقط شيعية للرد على النصارى وهناك أكثر من سبعة غرف سنية متخصصة للرد عليهم!
جواب بارد ورده
تناقض منهجية الرافضة مع مخالفيهم [اعتذارهم للقائلين بالتحريف وتشنجهم في مسألة فقهية]
ومع هذا يخفون كثيرا من كلام الشيخ الألباني!
النقاط التي ذكرها الشيخ رحمه الله في التسجيل المنسوب
المقدمات الأربع
لا مانع من القول: أن الشيخ الألباني يثبت ويقرر بكل وضوح بحرمة إلتقام الحلمة في الرضاع إذا كان هناك شهوة
القرآئن الثلاث
الرافضة يشنعون وفي كلامهم ما ينكرون!
الإشكال في كون الرجل ذو اللحية يرضع مباشرة
الإشكال في لمس العورة
الإشكال بأن حليب الزوجة يدخل إلى جوف رجل غريب
أيهم أعظم ظهور (الجزء) أم (الكل)؟
أيهم أعظم (الفم) أم (الفرج)؟
هل التمتع بالمؤمنة يأتي بـ (الذل) و (العار) عليها وعلى أهلها؟
مقارنة بين موقف الإثني عشرية من (الألباني) و (النوري الطبرسي)!
جولة في كتب الشيعة الإثني عشرية
شرب شخص غريب لحليب الزوجة
اعتراض: السؤال عن (شرب) وليس (رضع) , وجوابه
رواية: وجور الصبي بمنزلة الرضاع
الاعتراض الأول: اعراض علماء الشيعة عن الخبر , وجوابه
كلام ابن الجنيد والتأمل فيه
الإعتراض الثاني: أن الخبر المروي مرسل ومردود , وجوابه
الكلام عن مراسيل الصدوق
الاعتراض الثالث: أن هذا قد صدر من الإمام تقية , وجوابه
امرأة أرضعت غلاما مملوكا لها من لبنها!
الاعتراض الأول: الاتهام بالتدليس لأن الرواية في الكافي مرسلة , وجوابه
الاعتراض الثاني: كلمة الغلام يقصد بها المولود , وجوابه
الاعتراض الثالث , والرابع وجوابهما
كأن المعترضين يريدون كلمة (الرجل) بدل (الغلام)
الإنتقال من كلمة (غلام) إلى كلمة (رجل) في خبر موثق
إعتراض: أن المقصود بالخبر الصغير , وجوابه
نقاش لغوي حول رواية (الرجل) منقول
اعتراض: الروايات الشيعية حددت الرضاع بالحولين , وجوابه
رضاعة الرجل من الرجل عن طريق الثدي
الاعتراض بضعف الرواية وجوابه بجوابين (مجمل) و (مفصل)
رضاعة الرجل من الرجل عن طريق الإصبع واللسان
وقفات
1 - بعد رضاعة النبي من أبي طالب وصلة القرابة
2 - فعل الإمام سنة وقد تكرر أكثر من مرة
3 - الفرق بين قدرة الله على أمر وبين ثبوت فعله له
رضاعة رجل من رجل عن طريق الفم رضاعة إمامية!
معاكسة النساء اختبارا لهن قبل زواج المتعة!
الخبر مشكل باعتراف علماء الإثني عشرية
لمن تبحث عن وظيفة؟! وظيفة زواج المتعة!
تشخيص المرأة العفيفة من الفاسدة!
كلمة حق وإنصاف مع نساء المخالفين
ردود متوقعة. .
كتاب (الوهابية والجنس) في الميزان
الرد عليه بكتاب (رد عقلاء الإنس على كتاب الوهابية والجنس)
حقائق وأرقام
الرد المجمل
مثال على سبيل مقابلة صاحب الكتاب [التيمم على فرج المرأة]
ـ[أبو عبد الرحمن العاقل]ــــــــ[21 - 11 - 09, 01:12 ص]ـ
عفوا:
يضاف على النقطة الأخيرة [ما يذكر على سبيل مقابلة الكاتب بأسلوبه]
الموقع الرسمي المعتمد للسستاني:
مسألة 899: لو رضع جدي أو عناق أو عجل من لبن أمرأة حتى فطم وكبر لم يحرم لحمه لكنه مكروه
المصدر:
http://www.sistani.org/local.php?modules=nav&nid=2&bid=25&pid=2112(119/356)
حادثة ذات انواط للشيخ فركوس
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:53 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال:
.. ثمَّ إنَّ أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قد سألوا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أن تكون لهم شجرة ينوطون بها سلاحَهم ويستمدُّون منها البركةَ والنصرَ، فلم يُجِبْهُمْ إلى طلبهم، بل أنكر عليهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أشدَّ الإنكار لِمَا وقعوا فيه من معصية الشِّرك، فكان التحذير على أصلٍ من أصول الدِّين، وقد أعذرهم بسبب الجهل لكونهم حديثي عهد بالكفر، فلذلك كان اعتبار الجهل عذرًا بحادثة ذات أنواط، وهذا نصُّها:
«عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ -وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ-، ولِلْمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا، ويَنُوطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَا: ذَاتُ أَنْوَاطٍ، قَالَ: فَمَرَرْنَا بِالسِّدْرَةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ, اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: اللهُ أَكْبَرُ، إِنَّهَا السُّنَنُ، قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: ?اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ? [الأعراف: 138]، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» (1 - أخرجه الترمذي في «سننه» كتاب الفتن، باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم: (2180)، وقال: «حسن صحيح»، وأحمد في «مسنده»: (21390)، والحديث صححه الألباني في «جلباب المرأة المسلمة»: (202).).
فإن كان للشيخ أبي عبد المعز –حفظه الله- توجيه آخر سليم على غير ما ذكر، فليوضِّحه لنا ونكون له من الشاكرين.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالتوجيهُ المطلوبُ لهذه الواقعة يظهر بوضوح في أنَّ أصحاب النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إنما طلبوا مجرَّدَ المشابهة للمشركين لا عَيْنَ الشِّرك، حيث إنَّ سؤالَهم له باتخاذ ذات أنواط يشبه سؤالَ بني إسرائيل لموسى عليه السلام باتخاذ الآلهة من دون الله لا أنه هو بعينه؛ ذلك لأنَّ التشابه في وجهٍ أو فردٍ لا يلزم التشابه بينهما من كلِّ وجهٍ وفردٍ، كتعلُّق قلبِ المدمن بالخمر في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مُدْمِنُ الخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ» (2 - أخرجه ابن ماجه في «سننه» كتاب الأشربة، باب مدمن الخمر: (3375)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنهم، وأخرجه أحمد في «مسنده»: (2449)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. قال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2/ 289): «فالحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح، والله أعلم».)، فوجه التشابه بينهما أنَّ المدمنَ لا يكاد يمكنه أن يَدَع الخمرَ، كما لا يدع عابِدُ الوثن عبادته، ولم يقل أحدٌ إنَّ مدمنَ الخمر مشركٌ بهذه المشابهة في بعض الأفراد، ويمكن الاستئناس بأثر عليٍّ رضي الله عنه لَمَّا مَرَّ على قومٍ يلعبون بالشطرنج قال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟ (3 - أخرجه البيهقي في سننه، كتاب «الشهادات» باب الاختلاف في اللعب بالشطرنج (21532)، وفي شعب الإيمان (6518)، عن الأصبغ بن نباتة عن علي رضي الله عنه. وأخرجه البيهقي في «سننه» (21532)، والآجري في «تحريم النرد» (ق43/ 1)، وابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي» (47)، من طريق ميسرة بن حبيب. والحديث صحَّحه ابن حزم في «المحلى»: (9/ 63)، وقال عنه ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (32/ 244): «ثابت»، وصحَّحه ابن القيم في «الفروسية»: (310)، وضعَّفه الألباني في «إرواء الغليل»: (8/ 288). وانظر: «جامع العلوم والحكم» لابن رجب: (395).) فشبَّههم بالعاكفين على التماثيل، لذلك فالتشبيه من هذا الوجه لا يلزم بالضرورة المشابهة بينهما من كلِّ وجهٍ، قال الشوكاني -رحمه الله-: «هذا وعيدٌ شديد وتهديدٌ ما عليه مزيد؛ لأنَّ عابد الوثن أشدُّ على الكافرين كفرًا، فالتشبيه لفاعل هذه المعصية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/357)
بفاعل العبادة للوثن من أعظم المبالغة والزجر» (4 - «نيل الأوطار» للشوكاني: (10/ 129).).
ومثله قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «تَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَيَانًا كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ» (5 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب «التوحيد»، باب قول الله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة: (6998)، من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه، وانظر «ظلال الجنة في تخريج السنة» للألباني: حديث رقم: (461).)، قال ابن أبي العزِّ: «وَليس تشبيه رؤية الشمس والقمر تشبيهًا لله، بل هو تشبيه الرؤية بالرؤية، لا تشبيه المرئي بالمرئي» (6 - «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (1/ 219).).
فلذلك لم يطلب القوم الشرك الأكبر يقينًا، وإنما طلبوا أن تكون لهم شجرة ينوطون بها السلاح، ويستمدُّون من الله بها البركة والنصر، ولا يستمدُّون منها، لقيام الفرق بين طلب النصر والقُوَّة والبركة من الشجرة، وهو شركٌ أكبرُ، لصرف عبادة الدعاء والسؤال لغير الله تعالى، وبين الطلب من الله ذلك عندها أو بسببها، فهذا إنما يدخل في البدعة والشرك الأصغر، فشأنه كمن يعبد اللهَ وحده لا شريك له عند القبور، فهذا مُوَحِّدٌ لم يشرك بالله غيرَه، إلاَّ أنه مبتدعٌ؛ لأنه فضَّل مكانًا بغير مستنَدٍ شرعيٍّ، فانتقل من السُّنَّة إلى البدعة، وضمن هذا المعنى يقول ابن تيمية -رحمه الله-: «ولما كان للمشركين شجرةٌ يعلقون عليها أسلحتهم، ويسمونها ذات أنواط، فقال بعض الناس: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال: اللهُ أَكْبَرُ، قُلْتُمْ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: ?اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ?، إِنَّهَا السُّنَنُ، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» (7 - سبق تخريجه.)، فأنكر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم مجرَّدَ مشابهتهم للكفار في اتخاذ شجرة يعكفون عليها، معلِّقين عليها سلاحهم، فكيف بما هو أعظم من ذلك من مشابهتهم المشركين، أو هو الشرك بعينه؟
فمن قصد بقعةً يرجو الخيرَ بقصدها، ولم تستحِب الشريعة ذلك، فهو من المنكرات، وبعضه أشدُّ من بعض، سواء كانت البقعة شجرة أو عين ماء، أو قناة جارية أو جبلاً أو مغارة، وسواء قصدها ليُصليَ عندها، أو ليدعو عندها، أو ليقرأ عندها، أو ليذكر الله سبحانه عندها، أو ليتنسَّك عندها، بحيث يخصُّ تلك البقعة بنوع من العبادة التي لم يُشرع تخصيص تلك البقعة به لا عينًا ولا نوعًا» (8 - «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية: (2/ 157 - 158).).
فالحاصل أنَّ أصحابَ رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لم يطلبوا الشركَ الأكبرَ وإنما طلبوا مجرَّد المشابهة حيث قالوا: «اجعل لنا ذات أنواط»، فإنه يشبه قول بني إسرائيل: «اجعل لنا إلهًا»، فاتخاذ ذات أنواط يشبه اتخاذ الآلهة من دون الله لا أنه هو بنفسه، فحذَّرهم النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وغلَّظ عليهم مع أنهم طلبوا ولم يفعلوا، والتغليظ كما يرد في الشرك الأكبر يرد -أيضًا- في الشرك الأصغر، فمثله: قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في قول من قال له: «ما شاء الله وشئت»، فقال: «أَجَعَلْتَنِي للهِ نِدًّا؟» (9 - أخرجه أحمد في «مسنده»: (1842)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (5906)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث حسّنه العراقي في «تخريج الإحياء»: (3/ 128)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (139).)، فكان في زجره صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لهم عن هذه المشابهة خشية أن يؤول أمرها إلى الشرك الأكبر، فقطع مادة المشابهة من أساسها وجذورها حملاً لهم على السُّنَّة والمعتقد السليم؛ لأنَّ البدع بريد الشرك الأكبر.
قال الشوكاني ?رحمه الله?: «ولم يكن من قصدهم أن يعبدوا تلك الشجرة أو يطلبوا منها ما يطلبه القبوريون من أهل القبور، فأخبرهم صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنّ ذلك بمنزلة الشرك الصريح، وأنه بمنزلة طلب آلهةٍ غير الله تعالى» (10 - «الدر النضيد» للشوكاني: (9).).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 5 شعبان 1429ه
الموافق ل: 06 أوت 2008م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/358)
1 - أخرجه الترمذي في «سننه» كتاب الفتن، باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم: (2180)، وقال: «حسن صحيح»، وأحمد في «مسنده»: (21390)، والحديث صححه الألباني في «جلباب المرأة المسلمة»: (202).
2 - أخرجه ابن ماجه في «سننه» كتاب الأشربة، باب مدمن الخمر: (3375)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنهم، وأخرجه أحمد في «مسنده»: (2449)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. قال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2/ 289): «فالحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح، والله أعلم».
3 - أخرجه البيهقي في سننه، كتاب «الشهادات» باب الاختلاف في اللعب بالشطرنج (21532)، وفي شعب الإيمان (6518)، عن الأصبغ بن نباتة عن علي رضي الله عنه. وأخرجه البيهقي في «سننه» (21532)، والآجري في «تحريم النرد» (ق43/ 1)، وابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي» (47)، من طريق ميسرة بن حبيب. والحديث صحَّحه ابن حزم في «المحلى»: (9/ 63)، وقال عنه ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (32/ 244): «ثابت»، وصحَّحه ابن القيم في «الفروسية»: (310)، وضعَّفه الألباني في «إرواء الغليل»: (8/ 288). وانظر: «جامع العلوم والحكم» لابن رجب: (395).
4 - «نيل الأوطار» للشوكاني: (10/ 129).
5 - أخرجه البخاري في «صحيحه» كتاب «التوحيد»، باب قول الله وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة: (6998)، من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه، وانظر «ظلال الجنة في تخريج السنة» للألباني: حديث رقم: (461).
6 - «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (1/ 219).
7 - سبق تخريجه.
8 - «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية: (2/ 157 - 158).
9 - أخرجه أحمد في «مسنده»: (1842)، والبيهقي في «السنن الكبرى»: (5906)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث حسّنه العراقي في «تخريج الإحياء»: (3/ 128)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (139).
10 - «الدر النضيد» للشوكاني: (9).
http://www.ferkous.com/rep/Ba71.php(119/359)
هل عامل الرسول صلى الله عليه وسلم العباس عمه معاملة الكفار ام خكم بكفره؟
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[19 - 11 - 09, 12:13 ص]ـ
هل حكم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بكفر العباس عمه في يوم اسارى بدر ام عامله معاملة الكفار اي فقط معاملة؟(119/360)
حكم الابتسامات
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير ما نرى في المنتديات - وعند الكتابة - الابتسامات المتحركة سواء كانت وجوه أو أشكال.
فما حكم استخدام مثل هذه الابتسامات.؟؟؟
وجزيتم كل خير
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:54 ص]ـ
منقول من الإسلام سؤال وجواب
استعمال الأيقونات والصور التعبيرية في الإنترت
ما حكم استخدام الصور التعبيرية والرسومات التي في المنتديات [كالأيقونات] أو بعض الصور الحقيقية للتوضيح؟
الحمد لله
أولا:
الأصل في تصوير ذوات الأرواح أنه محرم، سواء كانت الصورة مجسمة، أو مرسومة باليد، على ورق أو قماش أو جدار أو غيره، وهذا ما ذهب إليه جمهور أهل العلم. وراجع السؤال رقم (34839)، (10668)، (39806).
قال النووي رحمه الله في "رياض الصالحين": " باب تحريم تصوير الحيوان في بساط أو حجر أو ثوب أو درهم أو دينار أو مخدة أو وسادة وغير ذلك، وتحريم اتخاذ الصورة في حائط وسقف وستر وعمامة وثوب ونحوها، والأمر بإتلاف الصورة " انتهى.
إلا أن أهل العلم المعاصرين اختلفوا في ما يسمى بالتصوير الفوتوغرافي بين مانع ومجوّز، والراجح هو المنع إلا لضرورة أو حاجة، وانظر جواب السؤال رقم (22660)، (8954).
ثانيا:
الصور التعبيرية التي توجد في المنتديات، كوجه ضاحك أو حزين، لا تأخذ حكم الصور فيما يظهر؛ لأمرين:
الأول: أنها غير واضحة المعالم، وإنما هي أشبه بالرمز، بل ذهب بعض أهل العلم إلى أن الصورة " لو كانت صغيرة بحيث لا تبدو للناظر إلا بتأمل: لا يُكْره " اهـ الفتاوى الهندية (1/ 108).
والثاني: أنه قد قُطع منها ما لا تبقى معه الحياة، فلا صدر ولا بطن، بل ولا رأس في الحقيقة، فإنها لا تعدو أن تكون دوائر للوجوه خالية من شعر أو أنف أو أذن.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة) رواه الإسماعيلي في معجمه من حديث ابن عباس، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1921).
وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الصورة إذا قطع منها ما لا تبقى معه الحياة أنها لا تأخذ حكم الصورة، قال ابن قدامة رحمه الله: "فإن قطع رأس الصورة , ذهبت الكراهة. قال ابن عباس: الصورة الرأس , فإذا قطع الرأس فليس بصورة. وحكي ذلك عن عكرمة. وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل , فقال: أتيتك البارحة , فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل , وكان في البيت ستر فيه تماثيل , وكان في البيت كلب , فمر برأس التمثال الذي على الباب فيقطع , فيصير كهيئة الشجر , ومر بالستر فلتقطع منه وسادتان منبوذتان يوطآن , ومر بالكلب فليخرج. ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإن قطع منه ما لا يبقى الحيوان بعد ذهابه , كصدره أو بطنه , أو جعل له رأس منفصل عن بدنه , لم يدخل تحت النهي , لأن الصورة لا تبقي بعد ذهابه , فهو كقطع الرأس.
وإن كان الذاهب يبقي الحيوان بعده , كالعين واليد والرجل , فهو صورة داخلة تحت النهي.
وكذلك إذا كان في ابتداء التصوير صورة بدن بلا رأس , أو رأس بلا بدن , أو جعل له رأس وسائر بدنه صورة غير حيوان , لم يدخل في النهي ; لأن ذلك ليس بصورة حيوان ". انتهى من "المغني" (7/ 216).
وينظر تفصيل هذه المسألة وأقوال المذاهب الأخرى في: "أحكام التصوير في الفقه الإسلامي" ص 234 - 240.
ثالثا:
ينبغي تجنب وضع الصورة الحقيقية في المنتديات، ولو كانت مجرد صورة للوجه، فإن ذلك أسلم وأبرأ، لاسيما وظاهر حديث الصورة الرأس، أن الرأس هو المعتبر في حكم الصورة سواء كان متصلاً بالجسد أو منفصلاً عنه.
وإلى هذا ذهب بعض فقهاء الشافعية [انظر: أحكام التصوير (235)]
قال الشيخ محمد بن إبراهيم التصوير النصفي لا إشكال عندي في أَنه محرم، وان كان ذهب نزر قليل إلى القول بعدم التحريم، وربما يكون أَخف من الكامل لأَجل هذا القول، وأَما أَنا فلا إشكال عندي فيه، لأَن الوجه هو المقصود " اهـ.
فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (1/ 165).
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: " ويستدل بالحديث المذكور أيضا على أن قطع غير الرأس من الصورة كقطع نصفها الأسفل ونحوه لا يكفي ولا يبيح استعمالها، ولا يزول به المانع من دخول الملائكة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بهتك الصور ومحوها وأخبر أنها تمنع من دخول الملائكة إلا ما امتهن منها أو قطع رأسه، فمن ادعى مسوغا لبقاء الصورة في البيت غير هذين الأمرين فعليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله عليه الصلاة والسلام. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الصورة إذا قطع رأسها كان باقيها كهيئة الشجرة، وذلك يدل على أن المسوغ لبقائها خروجها عن شكل ذوات الأرواح ومشابهتها للجمادات، والصورة إذا قطع أسفلها وبقي رأسها لم تكن بهذه المثابة لبقاء الوجه، ولأن في الوجه من بديع الخلقة والتصوير ما ليس في بقية البدن، فلا يجوز قياس غيره عليه عند من عقل عن الله ورسوله مراده. وبذلك يتبين لطالب الحق أن تصوير الرأس وما يليه من الحيوان داخل في التحريم والمنع؛ لأن الأحاديث الصحيحة المتقدمة تعمه "
فتاوى الشيخ ابن باز (4/ 212).
، وقد تستغل هذه الصورة الحقيقية استغلالا سيئا، مع التنبه إلى أن المحرّم هو رسم الصورة أو التقاطها، وأما مجرد الضغط عليها، أو النظر إليها، فلا، إلا أن تكون صور نساء، أو صورا تدعو للفحشاء والمنكر.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/78963/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D 8%A9(119/361)
التوكيل في أداء العمرة عن الميت
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:49 ص]ـ
التوكيل في أداء العمرة عن الميت
السؤال: شخص تعرفت عليه في مكة المكرمة أقوم بتوكيله بين فترة وأخرى لأداء فريضة العمرة عن والدتي وجدتي المتوفين، وكذلك أسأل الأصدقاء والأهل إن رغبوا بأن يتم توكيل هذا الشخص لأداء العمرة عن ذويهم الأموات. يتم دفع مبلغ 300 درهم للوكيل عن كل متوفى يقوم بأداء العمرة عنه، ودوري أنا هو الوسيط بين الوكيل وبين الأهل والأصدقاء، وأتحمل أنا دفع مصاريف الحوالة من مالي الخاص، أي ما يعادل أحياناً 20 درهم عن كل حوالة تكثر أو تقل. سؤالي هو هل ما نقوم به مكروه أم محبب؟ وهل لي أنا اجر من كوني أسهل الأمور على الأهل والأصدقاء، وكوني كذلك أبذل جهدا بالذهاب للمصرف لأقوم بالتحويل، وأدفع مصاريف الحوالة من مالي الخاص من دون أن أعلمهم بهذه المصاريف؟ أعلم بأن الأفضل أن أقوم أنا شخصيا بأداء العمرة عن أمي وجدتي، ولكن لتسهيل الأمر وزيادة عدد مرات العمرة نقوم بهذا العمل. مع العلم بأن ما أقوم به هو خالص لوجه الله تعالى، من دون ابتغاء أية عوائد مالية أو مادية. جزاكم الله كل خير.
الجواب:
الحمد لله
لا حرج في الاعتمار عن الميت، وعن الحي العاجز عن أداء العمرة بنفسه لكبر أو مرض لا يرجى برؤه، وفاعل ذلك محسن مأجور إن شاء الله.
ولا حرج في دفع مال لمن يقوم بذلك، لكن ينبغي اختيار من يُظن به الخير والصلاح ومعرفة الأحكام، على أن يقوم الوكيل بأداء ما وكل فيه بنفسه، أو يخبر موكله بأنه سيوكل شخصا آخر، لأن موكله قد يرضى بإنابته في ذلك، لثقته به، لكن لو علم أن شخصا آخر هو الذي سيقوم بالعمرة لم يقبل.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عمن وكل شخصاً ليحج عن أمه، ثم علم بعد ذلك أن هذا الشخص قد أخذ وكالات عديدة، فما الحكم حينئذ أفتونا مغفوراً لكم؟
فأجاب فضيلته بقوله: الذي ينبغي للإنسان أن يكون حازماً في تصرفه، وأن لا يكل الأمر إلا إلى شخص يطمئن إليه في دينه، بأن يكون أميناً عالماً بما يحتاج إليه في مثل ذلك العمل الذي وكل إليه، فإذا أردت أن تعطي شخصاً ليحج عن أبيك المتوفى أو أمك، فعليك أن تختار من الناس من تثق به في علمه وفي دينه؛ وذلك لأن كثيراً من الناس عندهم جهل عظيم في أحكام الحج، فلا يؤدون الحج على ما ينبغي، وإن كانوا هم في أنفسهم أمناء، لكنهم يظنون أن هذا هو الواجب عليهم، وهم يخطئون كثيراً، ومثل هؤلاء لا ينبغي أن يعطوا إنابة في الحج لقصور علمهم، ومن الناس من يكون عنده علم لكن ليس لديه أمانة فتجده لا يهتم بما يقوله أو يفعله في مناسك الحج، لضعف أمانته ودينه، ومثل هذا أيضا لا ينبغي أن يعطى، أو أن يوكل إليه أداء الحج.
فعلى من أراد أن ينيب شخصاً في الحج عنه أن يختار أفضل من يجده علماً وأمانة، حتى يؤدي ما طلب منه على الوجه الأكمل.
وهذا الرجل الذي ذكر السائل أنه أعطاه ليحج عن والدته، وسمع فيما بعد أنه أخذ حجات أخرى لغيره، ينظر: فلعل هذا الرجل أخذ هذه الحجات عن غيره، وأقام أناساً يؤدونها وقام هو بأداء الحج عن الذي استنابه، ولكن هل يجوز للإنسان أن يفعل هذا الفعل؟ أي هل يجوز للإنسان أن يتوكل عن أشخاص متعددين في الحج، أو في العمرة، ثم لا يباشر هو بنفسه ذلك، بل يكلها إلى ناس آخرين؟
فنقول في الجواب: إن ذلك لا يجوز ولا يحل، وهو من أكل المال بالباطل، فإن كثيراً من الناس يتاجرون في هذا الأمر، تجدهم يأخذون عدة حجج، وعدة عمر، على أنهم هم الذين سيقومون بها، ولكنه يكلها إلى فلان وفلان من الناس بأقل مما أخذ هو، فيكسب أموالاً بالباطل، ويعطي أشخاصا قد لا يرضونهم من أعطوه هذه الحجج أو العمر، فعلى المرء أن يتقي الله عز وجل في إخوانه وفي نفسه، لأنه إذا أخذ مثل هذا المال فقد أخذه بغير حق، ولأنه إذا اؤتمن من قبل إخوانه على أنه هو الذي يؤدي الحج أو العمرة فإنه لا يجوز له أن يكل ذلك إلى غيره، لأن هذا الغير قد لا يرضاه من أعطاه هذه الحجج أو هذه العمر " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (21/ 154).
وما تقوم به من التوسط بين النائب والمعتمَر عنه، وما تبذله من مالك في الحوالة، كل ذلك من الأعمال الصالحة التي يرجى لك فيها الأجر والثواب إن شاء الله، لأن الدال على الخير كفاعله.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب(119/362)
الفرائض عموما والمناسخات خصوصا
ـ[أبو عبدالهادي رشيد]ــــــــ[19 - 11 - 09, 09:55 ص]ـ
هل هناك مصدر يوضح أحكام المناسخات في الفرائض من خلال البرامج أو الرسومات ونحوها؟
ـ[أبو عبدالهادي رشيد]ــــــــ[19 - 11 - 09, 10:36 ص]ـ
خصوصاً عند قول الفرضيين في الماسخات بعد قسمة سهم الميت على عدد مشترك:
ونضع الناتج (وفق سهم الميت) فوق أصل المسألة
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[28 - 07 - 10, 01:18 ص]ـ
جرب هذا الرابط واخبرنى ان كان ينفع ام لا
http://www.lawyers-gate.com/vb/threads/79-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84-%D9%84%D8%AD%D8%B3%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AB-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%83%D8%A7%D8%A9(119/363)
يا اهل العلم ما هى اقوا العلماء فى موت عيسى
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[19 - 11 - 09, 10:10 ص]ـ
السلام عليكم
نريد اقوال العلماء فى موت عيسى حتى نرد على الاحمدية الفرقة الكافرة التى تقول بموته
وايضا نريد اقوال العلماء فى رفع وجزاكم الله خيرا ونريد ان تذكروا القول الراجح فى المسألتين
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 11:10 ص]ـ
المسألة ليست من المسائل الخلافية بين علماء أهل السنة والجماعة المعتبرين، وإنما هي من أمور العقيدة التي يجب الإيمان بها كما ورد ذكرها في كتاب الله تعالى.
واتفقت كلمة العلماء أن عيسى عليه السلام رفع حيا إلى السماء، وأن موته سيكون بعد نزوله آخر الزمان.
وهاتان فتوتان من مركز الفتوى يؤكدان ما سبق:
وفاة أم رفع لعيسى عليه السلام
سؤال:
يقول الله عز وجل من سورة آل عمران آية 54: {ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي} وفي سورة المائدة آية 119: {فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم} ويقول في سورة النساء آية 157: {وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه} الضمير في رفعه يعود إلى عيسى عليه السلام، الآية الأولى والثانية تفيدان أنه رفع روحه، لأن الرفع بعد الموت لا يكون إلا للروح، الآية الثالثة تفيد أنه رفع بذاته السؤال: فأي المعنيين أصح؟ هل رفعت الذات أم رفعت الروح؟ وكيف نوفق بين الآيتين لرفع التناقض على الأقل في الظاهر؟
جواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد دلت الأحاديث بأن عيسى عليه السلام لا يزال حيًّا وأنه لم يمت، وأنه باقٍ في السماء على الحياة التي كان عليها في الدنيا حتى ينزل إلى الأرض في آخر الزمان.
وأما ما أشارت إليه آية آل عمران وآية المائدة من الوفاة قبل رفعه، فالمراد به عند جمهور المفسرين هو: وفاة نوم، أي أن الله تعالى ألقى عليه النوم قبل رفعه إلى السماء. قال ابن كثير في تفسيره: وقال الأكثرون المراد بالوفاة هاهنا النوم؛ كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [الأنعام:60]، وقال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً [الزمر:42]. انتهى.
وقال القرطبي في تفسيره عن قوله تعالى: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [المائدة:117] قال: قيل هذا يدل على أن الله عز وجل توفاه قبل أن يرفعه، وليس بشيء؛ لأن الأخبار تظاهرت برفعه وأنه في السماء حي، وأنه ينزل ويقتل الدجال، وإنما المعنى: فلما رفعتني إلى السماء. انتهى.
وبهذا يعلم السائل أنه لا تعارض بين الآيتين من سورتي آل عمران والمائدة، وهما قوله سبحانه: إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ [آل عمران:55]، وقوله: فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [المائدة:117]. وبين آية سورة النساء وهي قوله سبحانه: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْه [النساء: 157، 158]، وأن الرفع بالروح والجسد معاً، وليس بالروح فقط.
والله أعلم.
رفع عيسى إلى السماء بجسده وروحه وحكم من أنكر ذلك
سؤال:
هل تلزمنا نصوص القرآن بالاعتقاد بأن المسيح رفع إلى السماء بجسده، وهل القول بإلزامها يعني القول بتكفير من يعتقد غير ذلك؟
جواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مما يجب على المسلم اعتقاده والإيمان به هوأن الله سبحانه وتعالى رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، بروحه وجسده، وأنه حي وأنه سينزل في آخر الزمان، كما دلت على ذلك الآيات والأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {آل عمران:55}.وقال في سورة النساء: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {النساء:157 - 158} وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ما نصه: يجب الإيمان بأن عيسى ابن مريم رفع إلى السماء بجسده وروحه حيا لم يمت حتى الآن ولم يقتله اليهود ولم يصلبوه ولكن شبه لهم فزعموا أنهم قتلوه وصلبوه.) انتهى
وجاء فيها أيضا: ومقتضى الإضراب في قوله تعالى: بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ أن يكون سبحانه قد رفع عيسى عليه الصلاة والسلام بدنا وروحا حتى يتحقق به الرد على زعم اليهود أنهم صلبوه وقتلوه لأن القتل والصلب إنما يكون للبدن أصالة ولأن رفع الروح وحدها لا ينافي دعواهم القتل والصلب فلا يكون رفع الروح وحدها ردا عليهم ولأن اسم عيسى عليه السلام حقيقة في الروح والبدن جميعا فلا ينصرف إلى أحدهما عند الإطلاق إلا بقرينة ولا قرينة هنا. انتهى
وجاء فيها أيضا: ثبت بالأدلة من الكتاب والسنة أن عيسى بن مريم عليه السلام لم يقتل ولم يمت بل رفعه الله إليه حيا، وأنه سينزل آخر الزمان حكما عدلا في هذه الأمة فمن قال إن عيسى قد مات وأنه لا ينزل آخر الزمان فقد خالف كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأخطأ خطأ فاحشا ويحكم بكفره بعد البلاغ وإقامة الحجة عليه لتكذيبه لله ورسوله. انتهى.
وإذا كان هذا هو حكم من أنكر نزول عيسى الثابت بالسنة فمن باب أولى من أنكر رفعه إلى السماء الثابت بنص كتاب الله تعالى. وعليه، فإن من أنكر أن الله رفع عيسى عليه السلام إن كان من غير المسلمين فلا يحتاج إلى تكفير لأن ذلك تحصيل الحاصل والعياذ بالله تعالى، وإن كان من المسلمين وأنكر رفعه إلى السماء فإنه يوضح له الحق وتقام عليه الحجة، فإن أصر فإنه مرتد، لأنه بإنكاره لهذا الأمر بعد قيام الحجة عليه يكون قد كذب القرءان والسنة، وما دام جاهلا عذر بجهله.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/364)
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:00 م]ـ
اخى يقولون ان ابن عباس قال معنى متوفيك يعنى مميتك ويقولن انه فى البخارى نرجوا الرد
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:37 م]ـ
أخي الفاضل ...
ها هنا موقع متخصص في الرد على القاديانية وإبطال شبههم ..
تفضّل:
http://www.anti-ahmadiyya.org/site/index.php
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 03:53 م]ـ
أخي / عاشور
هذا الجزء من الفتوى السابقة يرد على سؤالك؛ لأنها توضح أن المراد الموتة الصغرى، وهي النوم:
وأما ما أشارت إليه آية آل عمران وآية المائدة من الوفاة قبل رفعه، فالمراد به عند جمهور المفسرين هو: وفاة نوم، أي أن الله تعالى ألقى عليه النوم قبل رفعه إلى السماء. قال ابن كثير في تفسيره: وقال الأكثرون المراد بالوفاة ها هنا النوم؛ كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ [الأنعام:60]، وقال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً [الزمر:42]. انتهى.
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[19 - 11 - 09, 10:11 م]ـ
هل قال ابن عباس انه مات ام لا؟
ومن من الصحابة قال بعدم موته
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 11 - 09, 12:29 ص]ـ
لم يصح عن ابن عباس ولا عن أحد من السلف أن المقصود بذلك الموت أو النوم
التوفي هو القبض. انظر: http://www.ibnamin.com/maslub.htm
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[20 - 11 - 09, 01:10 ص]ـ
لى سوالين الاول
1 - قال لى احد الكفره ان بن عباس قال متوفيك يعنى مميتك وقال لى ان هذا فى البخارى؟؟
واريد قول لابن عباس بعدم قوله بالموت بل الرفع يكون بسند صحيح
2 - هذه قصة وفد نجران اقتبست منها هذه الفقرة
قال صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أنا ربنا حى لا يموت وأن عيسى يأتى عليه الفناء؟
فى اى كتاب هذه القصة؟؟؟؟؟؟
وارجوا كتابتها هنا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 11 - 09, 09:39 ص]ـ
التوفي هو القبض. انظر: http://www.ibnamin.com/maslub.htm
الجزء المهم من المقال هو:
بقي أن نعرف كيفية رفع عيسى عليه السلام. والصواب أن هذا تم بجسده وروحه في حال يقظته. والتوفي المذكور لا يمكن أن يكون هو النوم أو الموت. قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (المائدة 5|117).
فقوله {فلما توفيتني} تشير إلى تغيّر من الحالة الأولى وهي وجوده بينهم {ما دُمتُ فيهم}. فالتوفي هنا هو الرفع إلى السماء. ومحالٌُ أن يكون هو النوم، لأن معنى الآية أن عيسى عليه السلام كان شهيداً عليهم في حال وجوده معهم، فلما توفاه الله، لم يكن شهيدا عليهم بعد ذلك. وقد كان ينام النوم الطبيعي قبل التوفي، فلم يكن ذلك مانعا لهمن الشهادة عليهم. فدل هذا على أن المقصود بالوفاة هنا غير النوم. والكلام على النصارى قبل نزوله في آخر الزمان ثم موته، كما دلت الأحاديث المتواترة. فظهر أن المراد غير الموت كذلك. وقد دلت على هذا الآية الأخرى كذلك.
قال الله عز وجل: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ... } (آل عمران 3|55). معنى ذلك: إني قابضك من الأرض، فرافعك إليّ. والتَّوَفِّي في اللغة: أَخْذُ الشَّيْءِ وَافِياً تَامّاً، فهو بمعنى القبض والاستيفاء. يقال:"توفَّيت من فلان ما لي عليه"، بمعنى: قبضته واستوفيته. ومن ثَم استُعمل بمعنى الإماتة. لكن المقصود بالآية هو المعنى الأصلي، أي: قابضك من الأرض حيًّا إلى جواري، وآخذُك إلى ما عندي بغير موت، ورافعُك من بين المشركين وأهل الكفر بك.فليست هي وفاة الموت ولا وفاة النوم بل هي القبض من الدنيا واستيفاء الأجل الأول.
وذكر الرفع بعد ذكر التوفي هو من باب تعيين النوع، لا من باب التكرار. وهو كذلك توكيد على أن الرفع هو بالجسد والروح معاً. قال الرازي: "إن التوفي أخذ الشيء وافياً. ولما علم الله إن من الناس من يخطر بباله أن الذي رفعه الله هو روحه لا جسده ذكر هذا الكلام ليدل على أنه عليه الصلاة والسلام رفع بتمامه إلى السماء بروحه وبجسده". وعلى هذا اتفقت أقوال السلف. وقد روي عن الحسن البصري من أكثر من وجه. واختاره الفراء وابن قتيبة وغيرهما من اللغويين، واختاره ابن جرير الطبري. قال ابن زيد: "متوفيك: قابضك. قال ابن جريج: "فرفعه إياه إِلَيْهِ توفيه إياه، وتطهيره من الذين كفروا".
أما تفسير الوفاة بالموت، فلم يصح عن أحد من السلف. وقد جاء في صحيفة الوالبي عن ابن عباس، وهذا إسنادٌ ضعيف. وقال به وهب بن منبه، وليس ممن يُعتد به لأن عامة علمه من الإسرائيليات. والعجيب هو قول ابن كثير: "وقال الأكثرون: المراد بالوفاة هاهنا: النوم". مع أن هذا لم يصح عن أحد من السلف. والإسناد إلى الحسن ضعيف.
وقال بعض السلف وأهل اللغة: في الآية تقديم وتأخير، تقديره: إني رافعك إليَّ ومطهِّرك من الذين كفروا، ومتوفيك بعد ذلك. فتكون الفائدة في إعلامه بالتوفي تعريفه أن رفعَه إلى السماء لا يمنع من موته. ولا شك أن هذا جائزٌ لغةً وشرعاً، لكنه خلاف ظاهر الآية. والله أعلم.(119/365)
بين الشيخين (الأشقر) و (الأرنؤوط) في عزاء العلامة الراحل د. محمد الأشقر
ـ[أبو العالية]ــــــــ[19 - 11 - 09, 10:56 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
ثمانون عاماً .. أُسِّست على خير ونرجو الله أن تكون ختمت بخير وعلى كل خير، نحسبه والله حسيبه.
((ثمانون عاماً عاشها أخي محمد، ولم يكن قبلها بشيء، (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً) واليوم أخي محمد بين يدي ربه.
فالميت لا يحتاج إلى الثناء، بقدرما يحتاج إلى الدعاء))
بعض كلمات دافئة حزينة قالها شيخي العلامة عمر الأشقر قبل الصلاة على أخيه في موقف مهيب تعلوه السكينة والوقار.
توفي شيخنا العلامة اللغوي الأصولي الفقيه محمد بن سليمان بن عبد الله الأشقر رحمه الله، وكانت جنازته حاشدة تجمَّع فيها اهل العلم من كل حدب وصوب من الداخل والخارج، بل حتى بعض من كانت بينهم منافرات علمية تجمعوا في هذا الموقف.
لا أود الترجمة للشيخ العلامة، فمثلي أقل من أن يكتب عنه، وأحيلك أيها القارئ الكريم إلى كتابين تستفيد منهما على عجل في معرفة بعض حياة الشيخ الراحل رحمه الله تعالى مما كتبه بنفسه.
الأول: كتاب (نيل المآرب بشرح دليل الطالب) للتغلبي، حققه الشيخ رحمه الله وكتب عن سيرته باختصار في مقدمته (24)
والثاني: كتابه المميز: (الواضح في أصول الفقه) سرد كافة مؤلفاته في طلبعته وبعض أبحاثه.
وكتب شيخ العلامة عمر الأشقر كلمات خاطفة عن الموقف قال فيها:
(الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإنَّ الموت نهاية كل حيٍّ، والأحياء جميعاً مصيرهم إلى الله تبارك وتعالى، لا يتخلف منهم أحد، وكنت أعلم أنني يوماً سأفارق أخي وشيخي محمد سليمان الأشقر، ولكنني لم أكن أتصور أن ذلك سيكون سريعاً؛ فقبل أن تبلغني وفاته بساعات كنت أجلس إلى جوار سريره أتحدث إليه في مشفى الجامعة الأردنية .. كان حاضر العقل، واعياً لكل ما يدور حوله، وقد سألته عن بعض المسائل العلمية أستطلع فيها رأيه، فأجاب إجابة حاضرة بيِّنة، وأخذنا الحديث بعيداً، حدثني عن رحلته من فلسطين إلى مكة في عام 1949م، وحدثني عن حياته في المملكة العربية السعودية، فمن مكة إلى الرياض إلى بريدة، ثم عمله في التجارة، ثم التحاقه بكلية الشريعة، ثم عُيِّن قبل إنهائها مدرساً في معهد شقراء، ثم رئيساً له، وبعد أن أتم دراسته في كلية الشريعة في الرياض عُيِّن مدرساً في كلية الشريعة، ليكون أول خريجيها عاملاً بها.
وفي كلية الشريعة درستُ على أخي الشيخ محمد في مادة آيات الأحكام، وحدثني عن العلماء الذين درس عليهم، كالشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبد الرحمن الإفريقي، والشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمهم الله تعالى- وحدثني بحرارة عن شيخه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى- وكيف درس عليه في كلية الشريعة الفقهَ، وكيف لازمه في الدراسة في المسجد بعد الفجر، يقرأ عليه كتاب (المغني) مدة سنتين، وقطع فيه معه شوطاً كبيراً، وتطرقنا إلى حجَّاته التي حجَّها وغير ذلك.
وتطرق الحديث إلى موضوعات شتى، وقد توقف عن الحديث عندما جاء موظف المستشفى يقول لي بأن مكثي طال أكثر مما يُسمح به، فودّعته وكلي أمل أن أعود إليه غداً في وقت مبكِّر، خرجت من عنده وأنا آمل أن يأمر طبيبه بإخراجه في اليوم التالي، ولكنني فوجئت في اليوم التالي بتلفون يعزيني بأخي الذي فارق الحياة منذ دقائق؛ فقد وافته المنية بعد الساعة الثانية عشرة ظهراً بقليل، وهزني النبأ؛ فلم أكن مهيّأً له، وكنت أنتظر ساعات للعودة إلى زيارته، ولم يكن يخطر ببالي أن ذلك اللقاء هو آخر لقاء يجمعني به، ولم أملك إلاّ أن أقول: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون.
رحمك الله يا أبا عبد الله، مضيت إلى الله، ونحن إلى ما صرت إليه صائرون، لقد غادرت هذه الدار كما غادرها الصالحون، رحمك الله، فقد كنت –كما أعلم والله أعلم مني به- نهمك في العلم و التقى والصلاح، ولقد علمتك حريصاً على تحري الحق، وتبيّن الصواب، وتعليم العلم، ولم تكن تهتم بالدنيا كثيراً، وكنت راعياً لحق الوالدين، وَصُولاً للأرحام، متحرّياً لنفع العباد ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/366)
لقد صحبت أخي كثيراً، وسكنت معه في دار واحدة، وصحبته لزيارة العلماء؛ فوالله لا أذكر أنه غضب عليَّ يوماً، ولا آذاني بكلمة، وكان يسع جهلي بعلمه وحلمه، ويعظني بالتي هي أحسن، وعندما أصبح لديَّ غلوٌّ في فترة الشباب، لم أجده يغضب، وإنما هي الكلمة الحانية المصحوبة بالدليل والبرهان.
أحببت الانتقال إلى مدينة شقراء عندما كان مديراً لمعهدها محبة في صحبته، فرحّب بي في منزله، ولكنه لم يغضب، ولم يثر عندما ضاقت بي شقراء، ولم تسع حركتي؛ فابن الرياض أنى له أن يستطيع العيش في قرية صغيرة كشقراء في تلك الأيام، وأرسل معي خطاباً إلى مدير المعهد في الرياض ليقبل رجوعي إلى ذلك المعهد الذي لم يطل غيابي عنه إلاّ مدة شهور.
رحمك الله يا أبا عبد الله؛ فقد كان له فضل كبير في إصلاح والديه وإخوانه وأخواته، ولا أعلم -حتى اليوم- أنه جرت له مشكلة مع والديه، ولا مع إخوته أو أخواته وأقاربه.
وعندما صار إلى السعودية، وحصّل لنفسه بعض المال علمت –عرضاً- أنه لم يكتفِ بإمداد والديه لينفقوا على أنفسهم و على إخوانه، بل علمت من بعض الأقارب أنه وصلهم منه خير في حال حاجتهم إليه.
كنت أزوره في مرضه بين الحين والحين، ومع أن المرض أعجزه وأقعده إلاّ أنك إذا زرته لقيته يقابلك ببشاشة وجه، وابتسامة عريضة، ومع ذلك كله كلمات طيبة تفيض بالمودة والمحبة.
وخرجنا من الكويت، واستقر بنا المقام في عمان، وحاول أن يعمل في إحدى كليات الشريعة، ولكنه بعد أن أُسند إليه التدريس في بعض المواد، وجد أنه لا يستطيع أن يعطي المواد حقها بالسرعة الكافية؛ لقد أصبح التأليف والكتابة أحب إليه من التدريس الجامعي بما فيه من لقاءات واجتماعات، وتصحيح للأوراق؛ فأعرض عن العمل في هذا المجال.
واستمر يعمل في مجال التأليف، والتدريس على طريقة الشيوخ، خاصة في علم أصول الفقه، وكان كل همِّه أن يفقّه طلابه فيما يدرس لهم، بعيداً عن الامتحانات المنهجية، التي تقتضي التصويب والتصحيح على المنهج الجامعي.
لقد كانت صحة أخي محمد عبر سنوات عمره طيبة جيدة، ولم يكن يعاني من أمراض مزمنة، حتى أصابه عوار في رأسه، وقد انتهت البحوث التي أُجريت له عن وجود تدرّنات في دماغه، وانتهت بإجراء عملية استمرت عشر ساعات استُؤصلت من دماغه عدة تدرنات، ولم تؤثر هذه العملية على قواه العقلية، ولا على علمه، ولكنها أثرت على الجانب الأيسر من جسده، وكان يمشي بشيء من الصعوبة، ولكنه وقع أكثر من مرة، وقد أعجزه وقوعه وانكسار إحدى رجليه عن القدرة على السير، وما زال المرض يعمل عمله فيه حتى أفقده القدرة على النهوض.
فَقَد قدرته على السير، وضعف نظره في إحدى عينيه، ولكن بقي نظره صالحاً للرؤية والمطالعة والكتابة، وبقيت يده اليمنى تعمل جيداً.
لقد كان صابراً محتسباً في مرضه، وقد زرته في مرضه الأخير، فوجدته يدعو ويستغيث بالله ويناديه، ووجدته يكثر التأوّه، ووجدت حفيده الذي درس عليه في دراساته العليا يحاول أن يمنعه من التأوّه، فقال له: إن هذا التأوّه يخفف الألم الذي يشعر به، فقلت لحفيده: لقد كان خليل الرحمن نبي الله إبراهيم أوّاهاً حليماً (إن إبراهيم لأوّاه حليم). فلما سمعني أتلو الآية استنار وجهه، وقال لحفيده: هذا نبي الله إبراهيم -عليه السلام- كان أوّاهاً!!
أقعد المرض جسده، لكن لم يتوقف علمه ولا عطاؤه، فبقي يفتي ويجيب عن الأسئلة التي تُوجَّه إليه عبر الهاتف، وبقيت صلته بالكتاب، يقرأ ما يصل إليه من كتب، وفي زيارة قريبة له منذ شهر أو شهر ونصف رأيته فرحاً متهللاً، فقد ذهب إليه أحد أبنائي بكتاب صدر لي قريباً أوردت فيه صفحات من حياتي، فوجدته قد قرأه قراءة كاملة، وعدَّد لي بعض ما أعجبه في الكتاب، ولم يورد عليَّ في الكتاب إلاّ قضية واحدة، وعدته بالنظر فيها عندما أعيد النظر في الكتاب.
ولم يتوقف عند حدود قراءة بعض الكتب، بل جاوزه إلى التأليف في مرضه، فكتب عدة كتب، وكان أحد أحفاده من إحدى بناته يدرس في الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه، فكان يطيل الجلوس معه، ويشاوره فيما يكتب، وفيما يخطط له، ولم يُتوفَّ حتى أتمَّ حفيده رسالة الدكتوراه، وكانت رسالة موفقة حظيت بمناقشة علمية مسدّدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/367)
لقد صحبت أخي وشيخي محمداً في دراسته العلمية في الدراسات العليا، فسار فيها بسرعة فائقة، وتأخرت عنه سنوات؛ لقد كان جاداً فيما يأخذ نفسه به، وقد حظيت رسالة الدكتوراه في أفعال الرسول -صلى الله عليه وسلم- باحترام لجنة المناقشة، وأصبحت هذه الرسالة إحدى المراجع العلمية في أبها.
وعندما افتتحت الموسوعة الفقهية الكويتية أبوابها التحق بها، وأصبح خبيراً من خبرائها، وكانت فكرة الموسوعة واضحة في ذهنه، فقدم ثماراً طيبة من إنتاجه، وقد كان سعيداً في عمله الذي يقوم به، وكان موضع احترام وتقدير من قبل العاملين في وزارة الأوقاف.
وهُدي إلى تأليف تفسير مختصر للقرآن الكريم، اختصره من كتاب (فتح القدير) للشوكاني، وعندما أوشك على الانتهاء منه، كانت وزارة الأوقاف الكويتية تبحث عن مثل هذا التفسير، فلما أعلمهم بتفسيره الذي أوشك على الاكتمال سارعوا إلى طبعه بمجرد إكماله له، وقد قُدّر لهذا التفسير القبول؛ فانتشر في بقاع الأرض، وأقبل عليه الناس إقبالاً عظيماً، وهو المسمى بـ"زبدة التفسير".
لم يُقدّر لي أن أكون إلى جنبه وهو يغادر الحياة، ولكنني علمت ممن نقل لي كيف فارق الحياة، قال من كان إلى جانبه: لقد سمعته يقرأ الفاتحة ثلاث مرات، ورأيته يسبح ويستغفر، ثم أسلم الروح.
رحمة الله عليك يا أبا عبد الله، ولقد –والله- كتبت هذه الصفحات على عجل، بعد أن طُلب مني أن أكتب هذه الكلمة، فكتبتها على البديهة، من غير تحضير ولا تخطيط .. لقد اتصل بي كثير من العلماء والفضلاء بعد إعلان وفاته معزين ومثنين، وهكذا العلم رحم بين أهله. لقد رحل قبله كثير من شيوخه وأقرانه، ذهبوا إلى الله –تبارك وتعالى- وها هو يلحق بهم على إثرهم، وأسأل الله له ولهم الرحمة والمغفرة، وأسأل الله أن يلحقنا بهم غير فاتنين ولا مفتونين ولا مضيّعين، وجزى الله كل من أحسن إلينا بالاتصال و التعزية، أو الدعاء له بالمغفرة والرحمة؛ فالذي خرج من الدنيا إنما ينفعه من إخوانه دعاؤهم واستغفارهم له وصلاتهم عليه، والله هو الذي يكافئ المحسنين، ويجزل لهم الأجر والثواب.
أسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يتقبله بقبول حسن، وأن يغفر له ذنبه، وأن يغسله بالماء والثلج والبرد، وأن يطهِّره من ذنوبه وخطاياه، وأن يلحقنا به غير فاتنين ولا مفتونين، ولا مضيّعين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.)
هذه كلمات حنونة سريعة عن هذا الجبل الهمام من أخيه العلامة د. عمر.
وما لوَّنتُه لك فيه شجون كثيرة، ولكن أستحي أن أتقدم بالتعليق عليها فأذهب جمالها ورونقها في سياقها وموضعها بسوء قولي، وجعلت لونها المغاير لمحة دالة على حسن فهمك لما وراءها من فوائد طيبة.
بقي مما ليس فيهما من مؤلفات الشيخ، ما هو تحت الطبع إن شاء الله:
1_صحيح مسند الإمام احمد
2_ الجامع العزيز الشامل للأحاديث العزيزة.
ثم ذهبت مع شيخي العلامة المحدث شعيب الأرنؤوط إلى بيت العزاء، وكان الشيخ شعيب أطال الله في عمره يثني على الشيخين الاخوين كثيراً ويحبهما.
فلما دخلنا وسلمنا على الشيخ عمر وعزيناه أخذ الشيخ شعيب _ وأنا معه _ زاوية خفية لانشغال الشيخ عمر بالقادمين، فلما أنصرفنا وسلمنا على الشيخ ثانية مسك بيدي وقال من الذي معك (لأن الشيخ شعيب كان متلثماً بشماغه من البرد ولا يحب أن يثير امراً كبيراً عرف او لم يعرف،وللشيخ مواقف تفل العقل في التواضع والخلق الحسن) ولم ينتبه له الشيخ عمر للسلام والحضور. فقلت له: هذا الشيخ شعيب.
فقال الشيخ عمر: أووه، وانطلق مسرعاً نحو الشيخ ويدي بيده (والله نعمة أحسد عليها)
ثم تعانقاً، وكشف الفارس المحدث لثامه فتعانقا طويلاً، وجعل الشيخ عمر يعتذر له من عدم العناية به وأنه لم ينتبه له ويتودد له ويأخذ بيده بأدب والله ما رأيت مثله.
وانظر الان:
فيقول الشيخ شعيب للشيخ عمر: لا عليك يا شيخ عمر، ادخل لا يصيبك البرد.
الشيخ عمر: لا لا أنتم العلماء، والمشي مع العلماء مغنم، فجعلا يتحادثان بأنس ومحبة حتى وصلنا إلى السيارة ويدعوان أن يمتعهما الله بالصحة والعافية في السمع والبصر وقوة البدن (وكأني بك تنظر إلي يديهما تتحركان علوا ونزولاً)
ويقولان بعض الشعر (ونسي الراوي = اختلط رحمه الله في اول عمره من هول ما رأى)
والشيخ شعيب يقول له: البرد، يا شيخ عمر.
والشيخ عمر: يجيبه لا .. خدمة العلماء وأهل الفضل!!
قال الراوي المختلط: لله درك يا شيخ عمر، فقد سطرت دروساً لا درساً.
(ثم: مناصحة حول بعض أراء الشيخ الراحل).
حتى إذا ما وصلنا إلى السيارة: فإذا بالشيخ عمر (وهو هو) يتقدم فيفتح الباب ويمسك بيد الشيخ شعيب للركوب، ويشكره ويدعو له ويلاطفه بالحديث والوداد الجميل، حتى استوى راكباً (فائدة عقدية/ عيني عينك)
آه ما أروع وأغلى هذه الدقائق اليسيرة بين الشيخين.
حتى ركب الشيخ، ثم قفلت لأسلم على شيخي عمر وأودِّعه وأنال بركة دعواته التي دوماً يسمعني إياها رفع الله قدره.
وانطلقنا ..
فإذا بالشيخ شعيب يثني على الأخوين ويقول: هما بركة يتبرك بهم والله، ولكن لا نستغيث بهم (يعرِّض بأحد الصوفية المحترق ولا حاجة لذكره)
وهكذا فلتكن السلفية الصحيحة.
والشيخ شعيب من الحريصين على نشر كتب الشيخ عمر (سلسلة العقيدة وغيرها) في ألبانيا وكوسوفا وبعض الدول الأوربية ممن يأخذ عنه الشيخ العلم يزودهم بها ويقول شرح الطحاوية التي حققتها لا يفهمونها كثيراً، وأحب إلى قلبي كتب الشيخ عمر.
ويحرص ويتابع كتب الشيخ عمر، وربما ذهبنا سوياً لشراء بعض الكتب ولا بد من المرور على دار النفائس فكم فيها من نفائس الشيخين الأخوين.
أخيراَ .. رحم الله العلامة محمد الأشقر وأسكنه فسيح جناته.
هذه شجون فيها عبر وفوائد احببت تسطيرها على عجالة.
ولعل الله ييسر لأمر اوسع من ذلك، فهو الموفق لكل خير.
فيا أيها القارئ الكريم حلق بخيالك الفسيح، وحينها تعلم الدافع لنشر هذه الكلمات اليسيرة.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وكتب
ابن يوسف
عفا الله عنهما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/368)
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 12:39 م]ـ
رحم الله الشيخ محمد .. وغفرله ذنبه .. وأسكنه فسيح جناته ..
وبارك الله في الشيخين (عمر وشعيب) ...
وأطال في عمرهما على حسن عمل صالح ...
وبارك فيهما ...
وفي علمهما ...
والله المستعان ..
وجزيت خيرا على هذا المقال البديع ...
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[19 - 11 - 09, 12:48 م]ـ
العلم رحمٌ بين أهله ... حسبي هذه الكلمة ولا أزيد
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:28 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل .....
ولا كسر الله قلمك .... وسدد على طريقالحق خطاي وخطاك ....
ورحم الله من مات من علمائنا وحفظ من بقي منهم ..
اللهم آمين ..(119/369)
سؤال لأهل العلم .. يبحث عن بسط المسألة .. ماحكم جمع الجمعة مع العصر؟؟!!
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:18 م]ـ
سؤال لأهل العلم .. يبحث عن بسط المسألة ..
ماحكم جمع الجمعة مع العصر؟
أريد الأقوال والفتاوى مبسوطة في هذه المشاركة وبذكر كذلك أقوال أهل العلم المعاصرين.
وشكر الله لكم يا أهل القمم.
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 03:46 م]ـ
لا يصح جمع صلاة العصر مع الجمعة
السؤال:
كنت مسافرا ونزلت في الطريق في إحدى القرى وصليت معهم صلاة الجمعة وبعد الصلاة قمت وصليت صلاة العصر أي جمعت الجمعة والعصر وكان معي بعض أصحابي فاعترض علي وقال لا يجوز جمع صلاة العصر مع الجمعة، فما حكم ذلك؟.
الجواب:
الحمد لله
ما قاله صاحبك صحيح، أن صلاة الجمعة لا تجمع مع صلاة العصر، وإنما ورد الشرع بجمع صلاة الظهر مع العصر، وصلاة المغرب مع العشاء.
وعلى هذا فعليك أن تعيد صلاة العصر التي جمعتها مع الجمعة لأنك قد صليتها قبل وقتها، والصلاة قبل وقتها باطلة لا تصح.
وقد فصَّل الشيخ ابن عثيمين حكم هذه المسألة فقال:
" لا يجوز جمع العصر إلى الجمعة في الحال التي يجوز فيها الجمع بين الظهر والعصر.
فلو مر المسافر ببلد وصلى معهم الجمعة لم يجز أن يجمع العصر إليها.
ولو نزل مطر يبيح الجمع – وقلنا بجواز الجمع بين الظهر والعصر للمطر – لم يجز جمع العصر إلى الجمعة. ولو حضر المريض الذي يباح له الجمع إلى صلاة الجمعة فصلاها لم يجز أن يجمع إليها صلاة العصر.
ودليل ذلك قوله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) النساء/103. أي: مفروضاً لوقت معين , وقد بين الله تعالى هذا الوقت إجمالاً في قوله تعالى: (أ َقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) الإسراء /78.
فـ (دلوك الشمس) زوالها , و (غسق الليل) اشتداد ظلمته , وهذا منتصف الليل. ويشمل هذا الوقت أربع صلوات: الظهر والعصر والمغرب والعشاء، جمعت في وقت واحد؛ لأنه لا فصل بين أوقاتها , فكلما خرج وقت صلاة كان دخول وقت الصلاة التي تليها، وفصل صلاة الفجر لأنها لا تتصل بها صلاة العشاء ولا تتصل بصلاة الظهر.
وقد بينت السنة هذه الأوقات بالتفصيل في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص , وجابر وغيرهما , وهو أن الظهر من زوال الشمس إلى أن يصير ظل كل شيء مثله , ووقت العصر من حين أن يصير ظل كل شيء مثله إلى غروب الشمس، لكن ما بعد اصفرارها وقت ضرورة , ووقت المغرب من غروب الشمس إلى مغيب الشفق الأحمر, ووقت صلاة العشاء من غروب الشفق الأحمر إلى نصف الليل , ووقت الفجر من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس , هذه حدود الله تعالى لأوقات الصلوات في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم.
فمن صلى صلاة قبل وقتها المحدد في كتاب الله تعالى وسنة رسوله فهو آثم وصلاته مردودة , لقوله تعالى: (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) البقرة / 229. ولقوله صلي الله عليه وسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). وكذلك من صلاها بعد الوقت لغير عذر شرعي.
فمن صلى الظهر قبل زوال الشمس فصلاته باطلة مردودة وعليه قضاؤها. ومن صلى العصر قبل أن يصير ظل كل شيء مثله فصلاته باطلة مردودة , وعليه قضاؤها إلا أن يكون له عذر شرعي يبيح له جمعها تقديماً إلى الظهر.
ومن صلى المغرب قبل غروب الشمس فصلاته باطلة مردودة , وعليه قضاؤها.
ومن صلى العشاء قبل مغيب الشفق الأحمر فصلاته باطلة مردودة , وعليه قضاؤها إلا أن يكون له عذر شرع يبيح له جمعها تقديماً إلى المغرب.
ومن صلى الفجر قبل طلوع الفجر فصلاته مردودة , وعليه قضاؤها. هذا ما يقتضيه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم.
وعلى هذا فمن جمع صلاة العصر إلى صلاة الجمعة فقد صلاها قبل أن يدخل وقتها , وهو أن يصير ظل كل شيء مثله فتكون باطلة مردودة.
فإن قال قائل: أفلا يصح قياس جمع العصر إلى الجمعة على جمعها إلى الظهر؟
فالجواب: لا يصح ذلك لوجوه:
الأول: أنه قياس في العبادات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/370)
الثاني: أن الجمعة صلاة مستقلة منفردة بأحكامها تفترق مع الظهر بأكثر من عشرين حكماً , ومثل هذه الفروق تمنع أن تلحق إحدى الصلاتين بالأخرى.
الثالث: أن هذا القياس مخالف لظاهر السنة , فإن في صحيح مسلم عن عبد الله عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر , وبين المغرب والعشاء في المدينة من غير خوف ولا مطر, فسئل عن ذلك , فقال: أراد أن لا يُحَرِّج أمته.
وقد وقع المطر الذي فيه المشقة في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ولم يجمع فيه بين العصر والجمعة كما في صحيح البخاري وغيره عن أنس بن مالك أن النبي صلي الله عليه وسلم استسقى يوم الجمعة وهو على المنبر , فما نزل من المنبر إلا والمطر يتحادر من لحيته , ومثل هذا لا يقع إلا من مطر كثير يبيح الجمع لو كان جائزاً بين العصر والجمعة , قال: وفي الجمعة الأخرى دخل رجل فقال: يا رسول الله! غرق المال , وتهدم البناء , فادع الله يمسكها عنا. ومثل هذا يوجب أن يكون في الطرقات وحل يبيح الجمع لو كان جائزاً بين العصر والجمعة. فإن قال قائل: ما الدليل على منع جمع العصر والجمعة؟
فالجواب: أن هذا السؤال غير وارد؛ لأن الأصل في العبادات المنع إلا بدليل , فلا يطالب من منع التعبد لله تعالى بشيء من الأعمال الظاهرة أو الباطنة , وإنما يطالب بذلك من تعبد به لقوله تعالى منكراً على من تعبدوا الله بلا شرع: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) الشورى /21. وقال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً) المائدة /3. وقال النبي صلي الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس فيه أمرنا فهو رد). وعلى هذا:
فإذا قال القائل: ما الدليل على منع جمع العصر مع الجمعة؟
قلنا: ما الدليل على جوازه؟ فإن الأصل وجوب فعل صلاة العصر في وقتها خولف هذا الأصل في جمعها عند وجود سبب الجمع فبقي ما عداه على الأصل , وهو منع تقديمها على وقتها. فإن قال قائل: أرأيتم لو نوى بصلاة الجمعة صلاة الظهر ليتم له الجمع؟
فالجواب: إن كان ذلك إمام الجمعة في أهل البلد أي أن أهل البلد نووا بالجمعة صلاة الظهر فلا شك في تحريمه وبطلان الصلاة؛ لأن الجمعة واجبة عليهم , فإذا عدلوا عنها إلى الظهر فقد عدلوا عما أمروا به إلى ما لم يؤمروا به ,فيكون عملهم باطلاً مردوداً لقول النبي صلي الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).
وأما إن كان الذي نوى بالجمعة الظهر كمسافر صلى الجمعة وراء من يصليها فنوى بها الظهر ليجمع إليها العصر فلا يصح أيضاً , لأنه لما حضر الجمعة لزمته , ومن لزمته الجمعة فصلى الظهر قبل سلام الإمام منها لم تصح ظهره. وعلى تقدير صحة ذلك فقد فوت على نفسه خيراً كثيراً وهو أجر صلاة الجمعة.
هذا , وقد نص صاحبا المنتهى والإقناع (من علماء الحنابلة) على أن الجمعة لا يصح جمع العصر إليها، ذكرا ذلك في أول باب صلاة الجمعة.
وإنما أطلت في ذلك للحاجة إليه , والله أسأل أن يوفقنا للصواب , ونفع العباد , إنه جواد كريم" اهـ.
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (15/ 371 - 375).
الإسلام سؤال وجواب
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 04:49 م]ـ
لا بأس بالجمع ولا دليل يمنع هذا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69861
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162589
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 11:02 ص]ـ
أتمنى يا أحبة إثراء الموضوع بأكثر من ذلك
ولكم الشكر جميعاً ..(119/371)
هل يجب تقديم الحج على الزواج؟
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[19 - 11 - 09, 03:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
أثابكم الله هذه رسالة وردتنا من المستمع من الجمهورية العراقية من البصرة يقول فيها التائب فقط ولم يذكر اسمه يقول أرجو إذا تكرمتم أن تفتوني هل يجوز للفتى الشاب أن يحج إلى بيت الله الحرام قبل الزواج أم لا بد من زواجه ثم بعد ذلك الحج وما هي الشروط الواجبة عليه أفيدونا وفقكم الله؟.
أجاب فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – تعالى -:
يجوز للشاب أن يحج قبل أن يتزوج ولا حرج عليه في ذلك، لكن إذا كان محتاجاً إلى الزواج ويخاف العنت والمشقة في تركه، فإنه يقدمه على الحج، لأن الله - تبارك وتعالى - اشترط في وجوب الحج أن يكون الإنسان مستطيعاً، وكفاية الإنسان نفسه بالزواج من الأمور الضرورية، فإذا كان الرجل أو الشاب لا يهمه إذا حج وأخر الزواج، فإنه يحج ويتزوج بعد، وأما إذا كان يشق عليه تأخير الزواج فإنه يقدم الزواج على الحج.
انظر: [فتاوى نور على الدرب (نصية): الحج والجهاد].
السؤال:
شكر الله لكم فضيلة الشيخ، يقول رجل يريد أن يحج ولم يتزوج فأيهما يقدم؟.
أجاب فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – تعالى -:
[ليس من شرط صحة الحج أن يتزوج المرء، بل يصح الحج وإن لم يتزوج، ولكن إذا كان الإنسان محتاجاً إلى الزواج، ويلحقه بتركه المشقة، وعنده دراهم إن حج بها لم يتمكن من الزواج، وإن تزوج لم يتمكن من الحج، فإنه في هذه الحال يقدم الزواج. لأن الزواج في حقه حينئذ صار من ضروريات حياته، والحج إنما يجب على من استطاع إليه سبيلاً، وما سمعه من العامة من أن الإنسان لا يحج حتى يتزوج، فليس بصحيح].
انظر: [فتاوى نور على الدرب (نصية): الحج والجهاد].
ومن فتاوى اللجنة الدائمة أيضا:
[إن كان المسلم لا يخاف على نفسه من الزنا وجب عليه تقديم الحج على الزواج، وإن كان يخاف على نفسه من ذلك قدم الزواج على الحج من أجل إعفاف نفسه، ولأن الحج إنما يجب على المستطيع، وهذا يعتبر غير مستطيع حتى يعف نفسه] انتهى.
وقال فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله - تعالى -:
[من اشتدت حاجته إلى الزواج وجبت عليه المبادرة به قبل الحج؛ لأنه في هذه الحال لا يسمى مستطيعاً، إذا كان لا يستطيع نفقة الزواج والحج جميعاً فإنه يبدأ بالزواج حتى يعف نفسه] انتهى.
«مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله – تعالى - (16/ 359)».
و قد ضعف شيخنا الألباني رحمه الله – تعالى -:
هذه الأحاديث الواردة عن تقديم الحج على الزواج:
[وقد رُوِيَ في موضوع «الحج قبل الزواج أو بعده» حديثان كلاهما عن أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعاً، ولكنهما موضوعان، كما بينته في «سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة» (رقم 221 – 222) ... ] [انتهى كلامه رحمه الله – تعالى -].
والحديثان الموضوعان هما:
1 ــ (الحج قبل التزوّج) (موضوع) انظر: [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1/ 256 رقم 221]. قال شيخنا الألباني في تخريجه لهذا الحديث: [(موضوع) أورده السيوطي في الجامع الصغير من رواية الديلمي في «مُسند الفردوس» عن أبي هريرة – رضي الله عنه – وتعقّبه المناوي بقوله: وفيه غيّاث بن إبراهيم، قال الذهبي: تركوه، وميسرة بن عبد ربه قال الذهبي: «كذاب مشهور» .... فأعجب من السيوطي كيف يورد في «جامعه» أحاديث هؤلاء الكذابين! وقد روي هذا الحديث عن أبي هريرة بلفظ آخر وهو:
2 ــ (من تزوّجَ قبل أن يحج فقد بدأ بمعصية الله) (موضوع) انظر: [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1/ 256 رقم 222].
«هل يُقَدّمُ الحَجّ على الزواج بامرأة ثانية»؟؟
من كان متزوجاً، فقد أعفّ نفسه بالزواج، فالواجب عليه المبادرة إلى حجة الفريضة قبل الزواج بامرأة ثانية؛ لأن الحج ركن من أركان الإسلام، والله - تعالى - يقول: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران 97].
وقد يكون الرجل متزوجاً ولكنه يحتاج إلى أخرى لقوة الشهوة، أو لمرض تبتلى به الزوجة، ففي هذه الحالة يُقدّمُ الزواج بامرأة ثانية على الحج، وذلك لحاجته الماسّة إليه.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – تعالى -:
[لو كان الأب نفسَهُ يحتاج إلى نكاح، ويخشى على نفسِهِ إن لم يتزوج، وليس في يده إلا هذه الدراهم، فهو إما أن يحج بها، وأما أن يتزوج فحينئذٍ نقول: قدِّمِ الزواج. ولا تعجب إذا قلت إن الأب محتاج إلى الزواج وليس عنده إلا هذه الدراهم؛ لأن هذا يقع كثيرا قد يكون الرجل كثير الشهوة لم ُتغنِهِ المرأة الأولى، أو تكون المرأة الأولى قد ماتت أو طلقت فيحتاج إلى زوجة أخرى] انتهى كلامه رحمه الله – تعالى -.
«فتاوى نور على الدرب (227/ 30)».
للفائدة(119/372)
من له شرح زاد المعاد
ـ[أبودجانة فارس الخميس الخشني]ــــــــ[19 - 11 - 09, 06:39 م]ـ
من له شرح زاد المعاد
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[19 - 11 - 09, 10:31 م]ـ
الكتاب يشرح نفسه وليس بحاجة إلى شرح فيما أحسب , والله المستعان وهو ولي التوفيق.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[20 - 11 - 09, 12:25 ص]ـ
تعليقات الشيخ ابن باز رحمه الله كما في مشاركة الشيخ الفاضل ضيدان اليامي وهي مُثبتة .. ومفيدة ..
وكنت قبل قليل في تسجيلات الراية فوجدت ألبوم كامل مكتوب عليه: [زاد المعاد في هدي خير العباد] امعالي الشيخ صالح آل الشيخ ..
والله أعلم ..
ـ[أبودجانة فارس الخميس الخشني]ــــــــ[21 - 11 - 09, 02:24 م]ـ
بارك الله فيك
الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله شرح باب السهو فقط
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[29 - 04 - 10, 11:26 م]ـ
هناك شرح للشيخ سيد العربي ولكنه غير متكمل(119/373)
التكبير أيام عشر ذي الحجة أنواعه وصفته، للشيخ المحدث عبد الله السعد
ـ[المعتصم بالله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 07:36 م]ـ
(من العبادات العظيمة التي تختص بها هذه الأيام عبادة التكبير لله عز وجل، ورفع الصوت بذلك؛ قال الله تعالى: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} [الحج: 28].
والأيام المعلومة هي عشر ذي الحجة، كما ذهب إلى هذا جمهور أهل العلم (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1).
وفي صحيح البخاري (كتاب العيدين/باب فضل العمل في أيام التشريق): (وقال ابن عباس: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} في أيام العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق. وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما) (2) ا. هـ.
وقال البخاري في كتاب العيدين أيضا: (باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة.
وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه وممشاه، تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة تكبر يوم النحر، وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا مالك بن أنس قال: حدثني محمد بن أبي بكر الثقفي قال: سألت أنسا - ونحن غاديان من منى إلى عرفات - عن التلبية، كيف كنتم تصنعون مع النبي r؟ قال: كان يلبي الملبي لا ينكر عليه، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه).
وقال الإمام مسلم في «صحيحه» (1284): وحدثني محمد بن حاتم وهارون بن عبد الله ويعقوب الدورقي قالوا أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عمر بن حسين عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كنا مع رسول الله r في غداة عرفة، فمنا المكبر، ومنا المهلل، فأما نحن فنكبر، قال: قلت: والله لعجبا منكم كيف لم تقولوا له: ماذا رأيت رسول الله r يصنع؟!
وعبادة تكبير الله عز وجل، من أعظم العبادات، وقد أمر الله عز وجل بها نبيه r، وهو أمر لأمته من بعده، قال تعالى في خاتمة سورة الإسراء: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا}.
ومعنى (وكبره تكبيرا) أي: عظمه عظمة تامة، ويقال: أبلغ لفظة للعرب في معنى التعظيم والإجلال: الله أكبر؛ أي: صفه بأنه أكبر من كل شيء. قال الشاعر:
رأيت الله أكبر كل شيء محاولة وأكثرهم جنودا
وقال عمر بن الخطاب: قول العبد: الله أكبر خير من الدنيا وما فيها ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)).
ويحكى عن بعض السلف أن هذه الآية هي خاتمة «التوراة».
ومن عظمة هذا الذكر أن الصلاة تفتتح به، وأن النداء إليها يفتتح بها ويختتم بها، كما أن الصلاة في نهيتها يكون الاستغفار والتهليل والتسيبح والتحميد والتكبير.
وفي «الصحيحين» (البخاري/806، مسلم/583) من حديث ابن عباس أنه قال: كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله r بالتكبير.
والطواف بالبيت يفتتح بالتكبير، ورمي الجمار السنة فيه التكبير مع كل جمرة، وعند الصفا وكذلك المروة يفتتح الدعاء بالتكبير ثلاثا، وعند الذبح تقول: بسم الله، والله أكبر.
وقد جاء في «صحيح مسلم» (2173) من حديث هلال بن يساف عن الربيع بن عميلة عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله r: « أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت».
ولو فقه المسلمون معنى هذه العبادة وعملوا بمقتضاها لاستقامة أحوالهم دينا ودنيا، وأولى وأخرى، وذلك عندما يعلم المسلم حقيقة أن الله أكبر من كل شيء، فإنه سوف يلتزم بأوامره، ويجتنب نواهيه، ويعبده حق عبادته، ويتوكل عليه، ولا يخشى فيه لومة لائم.
التكبير المطلق والتكبير المقيد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/374)
ذهب بعض أهل العلم إلى أن التكبير ينقسم إلى قسمين: مطلق ومقيد، فيكون مطلقاً منذ دخول العشر إلى نهاية أيام التشريق، وأما التكبير المقيد فيبدأ من بعد صلاة الفجر من يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر يوم من أيام التشريق، وذلك بعد أدبار الصلوات الخمس.
قال القاضي أبو يعلى: (التكبير في الأضحى مطلق ومقيد؛ فالمقيد عقيب الصلوات، والمطلق في كل حال في الأسواق وفي كل زمان). ا. هـ ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4)).
وهذا لغير الحاج، قال الإمام أحمد عن هذا: في حق أهل الأمصار، فأما أهل الموسم فإنهم يكبرون من صلاة الظهر يوم النحر؛ لأنهم قبل ذلك مشتغلون بالتلبية. وحكاه عن سفيان بن عيينة واستحسنه، فقال: (ما أحسن ما قال سفيان) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5)).
ودليلهم في ذلك هو ما نقل عن جمع من الصحابة أنهم كانوا يكبرون من بعد صلاة الصبح يوم عرفة، مع أن التكبير يبدأ منذ دخول العشر، فلذا حملوا هذا على التكبير المقيد، وحملوا ما جاء عن بعض الصحابة من التكبير في أول العشر حملوه على المطلق.
وقد نقل الإمام أحمد الإجماع على التكبير المقيد الذي يكون بعد صلاة الصبح من يوم عرفة، فقد حكاه عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس. قيل له: فابن عباس اختلف عنه؟ فقال: هذا هو الصحيح عنه، وغيره لا يصح عنه. نقله الحسن بن ثواب عن أحمد ا. هـ من «فتح الباري» لابن رجب (9/ 22) ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6)).
قلت: فأما الرواية عن عمر ففيها ضعف، أخرجها ابن أبي شيبة (2/ 167) وابن المنذر في «الأوسط» (2200) و (2207)، والبيهقي (3/ 314) من طرق عن حجاج بن أرطاة قال: سمعت عطاء يحدث عن عبيد بن عمير قال: كان عمر ... ، فذكره.
قال البيهقي: (كذا رواه الحجاج عن عطاء، وكان يحيى بن سعيد القطان ينكره، قال أبو عبيد القاسم بن سلام: ذاكرت به يحيى بن سعيد فأنكره وقال: هذا وهم من الحجاج، وإنما الإسناد عن عمر أنه كان يكبر في قبته بمنى.
قال الشيخ - أي البيهقي -: والمشهور عن عطاء ابن أبي رباح أنه كان يكبر من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، ولو كان عند عطاء عن عمر هذا الذي رواه عنه الحجاج لما استجاز لنفسه خلاف عمر والله أعلم.
وقد روي عن أبي إسحاق السبيعي أنه حكاه عن عمر وعلي وهو مرسل) ا. هـ.
قلت: ثم رواه من طريق علي بن مسلم الطوسي ثنا أبو يوسف _ يعني القاضي _ ثنا مطرف بن طريف عن أبي إسحاق قال: اجتمع عمر وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم، على التكبير في دبر صلاة الغداة من يوم عرفة، فأما أصحاب ابن مسعود فإلى صلاة العصر من يوم النحر، وأما عمر وعلي فإلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7)).
قلت: هذا منقطع كما قال البيهقي.
وأما التكبير في أيام منى – وهي أيام التشريق – فهذا ثابت عن عمر رضي الله عنه عند البخاري معلقا مجزوما به, كما سبق.
وأما ما جاء عن علي فهو ثابت عنه، قال ابن أبي شيبة (2/ 165): ثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن شقيق عن علي، وعن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن عن علي.
وأخرجه ابن المنذر في الأوسط (2203)، وينظر: (2201).
قلت: الإسناد الأول حسن من أجل عاصم، وأما الثاني ففيه ضعف من أجل عبد الأعلى، وهو ابن عامر الثعلبي.
وجاء طريق ثالث: رواه ابن المنذر (2209): ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج ثنا حماد عن الحجاج عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي أنه كان يكبر يوم عرفة صلاة الفجر إلى العصر من آخر أيام التشريق يقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
وروى ابن أبي شيبة (2/ 168): ثنا يزيد بن هارون ثنا شريك قال: قلت لأبي إسحاق: كيف كان يكبر علي وعبدالله؟ قال: كانا يقولان: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
قال البيهقي في «الكبرى» (3/ 314) بعد أن رواه من طريق حسين بن علي عن زائدة به: (وكذلك رواه أبو جناب عن عمير بن سعيد عن علي) ا. هـ.
وأما عبد الله بن مسعود فقد ثبت عنه بإسناد صحيح من طريق أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/375)
أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 167 - 168) وابن المنذر في «الأوسط» (2240).
وأخرج ابن أبي شيبة في «المصنف» (2/ 167) عن وكيع عن حسن بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله أنه كان يكبر أيام التشريق.
قلت: والأول أصح.
وأما ابن عباس فهو صحيح عنه أيضا؛ رواه ابن أبي شيبة (2/ 167): ثنا يحيى بن سعيد القطان عن أبي بكار عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، لا يكبر في المغرب، يقول: الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد.
وأخرجه البيهقي في «الكبرى» (3/ 134، 315)، ولفظه: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا.
وأخرجه ابن المنذر (2202) من طريق ابن أبي شيبة ولفظه كما عند ابن أبي شيبة.
قلت: وما نقل عن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم في بداية التكبير وأنه يبدأ من صلاة الصبح من يوم عرفة يحتمل عدة احتمالات:
الأول: أن هذا التكبير إنما هو المقيد الذي يكون أدبار الصلوات المكتوبة كما ذهب إلى هذا الإمام أحمد.
الثاني: أن التكبير يتأكد من يوم عرفة وإن كان هو مشروعا منذ بداية العشر، ولا يخفى أن آكد التكبير في هذه الأيام إنما يكون في يوم العيد الذي هو يوم النحر، ولذا تقدم ما نقل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يكبر إلى صلاة العصر من يوم النحر.
ولا يخفى أن هذا الوقت هو آكد أوقات التكبير في هذه الأيام.
الثالث: أن هؤلاء الصحابة كانوا يبدؤون بالتكبير من يوم عرفة بغض النظر عن كونه مطلقا أو مقيدا، وخاصة أن الذين نقل عنهم هذا الشيء لم ينقل عنهم أنهم كانوا يكبرون من أول أيام العشر.
نعم سبق عن ابن عمر وأبي هريرة أنهما كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران, ويكبر الناس بتكبيرهما.
وجاء عن ابن عمر أيضا أنه كان يكبر من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الفجر من آخر أيام التشريق، ولكن في إسناده عبد الله العُمَرِي وفيه ضعف. أخرجه ابن المنذر (2205)، ورواه أيضا البيهقي في «الكبرى» (3313).
وسبق ما رواه عنه مسلم أنه قال: كنا مع رسول الله r في غداة عرفة، فمنا المكبر ومنا المهلل، فأما نحن فنكبر.
وثبت عنه من طريق ابن جريج قال: أخبرني نافع أن ابن عمر كان يكبر بمنى تلك الأيام خلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه، وفي ممشاه. رواه ابن المنذر في «الأوسط» (22) وعلقه البخاري في «صحيحه» ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn8)) مجزوما به.
والذي أميل إليه أن ما جاء عن علي وغيره أن هذا من باب تأكيد التكبير، وأنه يتأكد في يوم عرفة وما بعده، وبالذات في يوم النحر، وذلك لأمرين:
الأمر الأول: حديث محمد بن أبي بكر الثقفي – السابق - أنه سأل أنس بن مالك - وهما غاديان من منى إلى عرفة - كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله r؟ فقال: كان يهل المهل منا فلا ينكر عليه، ويكبر المكبر منا فلا ينكر عليه.
وفي رواية لمسلم: فمنا المكبر ومنا المهلل، ولا يعيب أحدنا على صاحبه.
ففي هذا الحديث لم يقيد التكبير بصلاة، بل أطلقه في اليوم كله.
بل في حديث ابن عمر – السابق - عند مسلم (1284): غدونا مع رسول الله r من منى إلى عرفات، منا الملبي ومنا المكبر.
وفي لفظ: كنا مع رسول الله r في غداة عرفة، فمنا المكبر ومنا المهلل، فأما نحن فنكبر. قال: قلت: والله لعجباً منكم! كيف لم تقولوا له ماذا رأيت رسول الله r يصنع؟!
ففي هذا الخير أن ابن عمر أطلق التكبير منذ الصباح لم يقيده بصلاة، وقال: (فأما نحن فنكبر)، وأما استثناء بعض أهل العلم الحاج من التكبير المقيد فهذا فيه بعض النظر لما تقدم في هذين الحديثين، وبالذات في قول ابن عمر: «وأما نحن فنكبر»، وقد كانا – أي: أنس وابن عمر – حاجين.
الأمر الثاني: أن الله عز وجل قال: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات} والأيام المعلومة هي: الأيام العشر، وقال عز وجل: {واذكروا الله في أيام معدودات} وهي: أيام التشريق، فهذا يفيد العموم، وأن التكبير سواء كان قبل الصلاة أو بعدها أو في الصباح أو في المساء فكل هذا مشروع. ولكن يتأكد التكبير في يوم عرفة وما بعده، وبالذات في يوم النحر، والأمر في ذلك واسع، والله تعالى أعلم.
صفة التكبير:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/376)
لم يثبت عن الرسول r صفة معينة في التكبير، وإنما ثبت عن صحابته رضي الله عنهم في ذلك عدة صفات:
الصفة الأولى: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا):
روى البيهقي في «الكبرى» (3/ 316) وفي «فضائل الأعمال» (227) من طريق عبدالرزاق عن معمر عن عاصم عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه كان يكبر فيقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا.
وهذا إسناد صحيح، وصحح سنده الحافظ ابن حجر في «الفتح» (2/ 462).
الصفة الثانية: (الله أكبر، الله أكبر، لا إلهإلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد):
روى ابن أبي شيبة في كتابه «المصنف» (5633) عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن الأسود عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من النحر، يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
وهذا إسناد صحيح.
الصفة الثالثة: (الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد):
روى ابن أبي شيبة في «المصنف» (5646) عن يحيى بن سعيد القطان عن أبي بكار عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، لا يكبر في المغرب: الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد.
وهذا إسناد صحيح.
هذا ما وقفت عليه مما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم في هذه المسألة.
فينبغي للإنسان في هذه العشر أن يكثر من التكبير، وإذا التزم بهذه الصفات التي ثبتت عن الصحابة فهذا أحسن وأكمل؛ لأن الذي يغلب على الظن أن الصحابة رضي الله عنهم قد أخذوا هذا عن الرسول r).
انتهى من كتاب الشيخ: (عشر ذي الحجة وشيء من فضائلها وأحكامها وآدابها ص: 38 - 50)
(1 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1)) ينظر: «لطائف المعارف» (ص:471).
(2) قال ابن رجب في «الفتح» (9/ 8): (وأما ما ذكره البخاري عن ابن عمر وأبي هريرة، فهو من رواية سلام أبي المنذر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان في العشر إلى السوق يكبران، لا يخرجان إلاّ لذلك.
خرجه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في كتاب «الشافي»، وأبو بكر المروزي القاضي في كتاب «العيدين».
ورواه عفان: نا سلام أبو المنذر ... فذكره. ولفظه: «كان أبو هريرة وابن عمر يأتيان السوق أيام العشر، فيكبران ويكبر الناس معهما، ولا يأتيان لشيء إلا لذلك) ا. هـ وينظر: «اللطائف» (ص:475).
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات سوى سَلاّم؛ وهو ابن سليمان المزني المقرئ النحوي الكوفي، مختلف فيه، والراجح أنه لا بأس به، وقد أنكر عليه شيء يتعلق بالقراءة، قال أبو داود: «ليس به بأس، أنكر عليه حديث داود عن عامر في القراءة».
(2) ينظر: «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (10/ 345).
(3) ينظر: «المغني» (3/ 256).
(4) ينظر: «الأوسط» لابن المنذر (4/ 303)، و «فتح الباري» لابن رجب (9/ 23).
(5) ينظر: «المغني» (3/ 289).
(6) «سنن البيهقي» (3/ 314).
(7) في كتاب العيدين/باب التكبير أيام منى, وإذا غدا إلى عرفة.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[20 - 11 - 09, 12:34 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك ..
ـ[بن موسى]ــــــــ[20 - 11 - 09, 01:39 م]ـ
كأن الشيخ ذهب الى انه لا يوجد تكبير مقيد بمعنى المقيد والله اعلم
لان الادلة صريحه في التكبير المطلق طيلة ايام العشر وكذلك ايام التشريق أ, هـ
ـ[المعتصم بالله]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:04 م]ـ
شكر الله لكم.
ـ[أبو عبد اللطيف العتيبي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 11:43 م]ـ
الصفة الثانية: (الله أكبر، الله أكبر، لا إلهإلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد):
روى ابن أبي شيبة في كتابه «المصنف» (5633) عن أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن الأسود عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من النحر، يقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد
وهذا إسناد صحيح.
.
من أين جاءت هذه الثالثة؟!
.
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[23 - 11 - 09, 06:32 ص]ـ
جزاكم الله خير(119/377)
ماحكم صيام العشر الاولى من أيام ذي الحجة؟
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 07:39 م]ـ
ماحكم صيام العشر الاولى من أيام ذي الحجة؟
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[19 - 11 - 09, 08:14 م]ـ
http://islamqa.com/ar/ref/41633/%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B 4%D8%B1(119/378)
حكم الأضحية، ووقت ذبحها، للشيخ المحدث عبد الله بن عبد الرحمن السعد
ـ[المعتصم بالله]ــــــــ[19 - 11 - 09, 07:52 م]ـ
(الأضحية؛ وهي من سنة أبينا إبراهيم u ، كما قال عز وجل: {وفديناه بذبح عظيم}، وقد أمر نبينا r باتباع ملته u.
وقال تعالى: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجلا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو غير له عند ربه .... }.
[تكتب الآيات إلى الآية: 37]
قال ابن كثير في تفسير هذه الآيات: «يقول تعالى: هذا (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ) أي: أوامره (فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ). ومن ذلك تعظيم الهدايا والبدن، كما قال الحكم، عن مقْسَم، عن ابن عباس: تعظيمها: استسمانها واستحسانها.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشجّ، حدثنا حفص بن غياث، عن ابن أبي ليلى، عن ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عباس: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ} قال: الاستسمان، والاستحسان، والاستعظام.
وقال أبو أمامة بن سهل: كنا نسمن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يُسمّنون. رواه البخاري) ا. هـ.
وروى البخاري (5553) من حديث شعبة عن عبدالعزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك قال: كان النبي r يضحي بكبشين، قال أنس: وأنا أضحي بكبشين.
وفي رواية له (5229) من حديث أيوب عن أبي قلابة عن أنس أن الرسول r انكفأ إلى كبشين أقرنين أملحين فذبحهما بيده.
وفي رواية أخرى له (5238) ولمسلم (1966) من حديث شعبة عن قتادة عن أنس قال: ضحى النبي r بكبشين أملحين، فرأيته واضعاً قدمه على صفاحهما، يسمي ويكبر، فذبحهما بيده.
ورواه مسلم (1966) أيضا من طريق أبي عوانة عن قتادة عن أنس بنحوه.
حكم الأضحية:
الأضحية عبادة من أفضل العبادات، وأعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عز وجل، وقد اختلف أهل العلم في حكمها على قولين:
القول الأول: وجوبها, وهو مذهب أبي حنيفة، وقول في مذهب الإمام أحمد، وقول في مذهب الإمام مالك، وهو اختيار أبي العباس ابن تيمية.
والقول الثاني: استحبابها وعدم وجوبها, وهو مذهب الإمام الشافعي، والمشهور في مذهب الإمام أحمد، والإمام مالك، وهذا هو الصحيح، ولكنها من السنن المؤكدة, ويدل على هذا عدة أدلة:
الدليل الأول: أن الأصل براءة الذمة، ولا نعلم دليلا صحيحا صريحا يدل على وجوب الأضحية، والأحاديث التي فيها الأمر بها لا يصح منها شيء ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)).
والدليل الثاني: روى أبو داود (2789) من حديث عياش بن عباس القتباني عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي r قال: «أمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله عز وجل لهذه الأمة». قال الرجل: أرأيت إن لم أجد إلا أضحية أنثى، أفأضحي بها؟ قال: «لا، ولكن تأخذ من شعرك وأظفارك، وتقص شاربك، وتحلق عانتك، فتلك تمام أضحيتك عند الله عز وجل».
وهذا في يوم العيد، فلو كانت الأضحية واجبة لأمره أن يضحي بهذه المنيحة الأنثى.
والدليل الثالث: ما رواه مسلم في «صحيحه» (1977) عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة أن النبي r قال: «إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي ... » الحديث، فعلق الأضحية بإرادة الشخص ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2)).
والدليل الرابع: أنه لم يثبت عن أحدمن الصحابة أنه أوجب الأضحية, قال أبو محمد ابن حزم في «المحلى» (7/ 358): (لا يصح عن أحد من الصحابة أن الأضحية واجبة) ا. هـ.
وروى البيهقي (9/ 265) بإسناد صحيح عن الشعبي عن أبي سريحة الغفاري – وهو حذيفة بن أسيد - قال: أدركت أبا بكر - أو رأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما - كانا لا يضحيان كراهية أن يقتدى بهما.
وروى البيهقي أيضا (9/ 265) بإسناد صحيح عن أبي مسعود الأنصاري قال: إني لأدع الأضحى وإني لموسر، مخافة أن يرى جيراني أنه حتم علي.
وقد جاء معنى هذا عن ابن عباس وبلال وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/379)
وعلق البخاري في «صحيحه» ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)) عن ابن عمر أنه قال عن الأضحية: سنة ومعروف.
ولا يعلم لهؤلاء الصحابة مخالف، بل الذي ثبت عنهم أنها سنة.
وقد روي عن أبي هريرة مرفوعا وموقوفا ما يفيد الوجوب.
أخرج الإمام أحمد (2/ 321) وابن ماجه (3123) وغيرهما من حديث عبدالله بن عياش عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله r قال: «من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا».
هذا الإسناد فيه عبدالله بن عياش وفيه ضعف, وقد اختلف في رفعه ووقفه.
قال ابن الجوزي في «التحقيق» - كما في «التنقيح» (3/ 566) -: (قال أحمد: هو حديثٌ منكرٌ. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: قد روي موقوفًا، والموقوف أصحُّ) ا. هـ.
وقال ابن عبدالهادي في «التنقيح» (3/ 563): (وقد رواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن زيد بن الحبُاب عن عبد الله بن عيَّاش، وكذلك رواه حَيْوة بن شُريح وغيره عن عبد الله بن عيَّاش.
ورواه ابن وهبٍ عن عبد الله بن عيَّاش عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفًا، وكذلك رواه جعفر بن ربيعة وعبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفًا، وهو أشبه بالصَّواب) ا. هـ.
قلت: رواية عبدالله بن أبي جعفر لا يصح إسنادها إليها, ورواية جعفر بن ربيعة لم أقف على إسنادها.
والخلاصة أن كبار الصحابة رضي الله عنهم لم يثبت عن أحدمنهم إيجاب الأضحية، فدل هذا على أنها سنة وليست بواجبة.
الأضحية عنه وعن أهل بيته:
روى الإمام مالك في «الموطأ» (2/ 486) والترمذي في «جامعه» (1505) – واللفظ له - من حديث عطاء بن يسار قال: سألت أبا أيوب الأنصاري: كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله r؟ فقال: كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون، حتى تباهى الناس فصارت كما ترى.
وقال الترمذي: (حسن صحيح). وأنا أذهب إلى ما ذهب إليه الترمذي.
فالسنة في ذلك أن أهل البيت الواحد تكفيهم أضحية واحدة، ولو أرادوا أن يزيدوا فهذا أفضل وأحسن، وسبق في حديث أنس أن r ضحى بكبشين.
وإذا تيسر للإنسان أن يذبح خارج بلده بالإضافة إلى ذبحه في بلده فهذا حسن جدا.
ولا يخفى ما تمر به بعض بلاد المسلمين من حاجة شديدة وفقر مدقع، فعلى المسلم أن لا ينسى إخوانه من مساعدتهم بما ييسره الله له؛ فإن في هذا الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى.
ما يجب على من أراد أن يضحي:
روى مسلم في «صحيحه» (1977) عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة أن النبي r قال: «إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا».
فدل هذا الحديث على أنه لا يجوز لمن أراد أن يضحي الأخذ من هذه الأشياء الثلاثة - الشعر والأظفار والبشرة – حتى يذبح أضحيته.
والمقصود بالبشرة: اللحم اليابس، الذي قد يكون في نهاية الأظافر، أو في أسفل القدم.
وذهب الإمام أحمد إلى وجوب الامتناع من هذه الأمور, كما هو ظاهر حديث أم سلمة، وذهب الجمهور إلى الكراهية فقط.
والقول الأول هو الأرجح، بدليل أن الرسول r قد نهى عن ذلك، والأصل في النهي التحريم.
والإنسان الذي يريد أن يضحي هو الذي يجب عليه الامتناع، وأما إذا أشرك أهل بيته معه فلا يلزمهم الامتناع.
وكذلك لو وَكَّل غيره في التضحية عنه، فالوكيل لا يلزمه عدم الأخذ من هذه الأشياء؛ لأنه وكيل، وأما الإنسان الذي وَكَّل فهو الذي يجب عليه الامتناع.
ولمن أراد أن يضحي أن يمتشط وأن يمس الطيب, وإنما يمنع من هذه الأشياء الثلاثة فقط.
ومما يدل على أن الامتشاط ليس بممنوع منه من أراد أن يضحي: ما رواه البخاري في «صحيحه» (310) من حديث عروة أن النبي r قال لعائشة - وهي محرمة -: «انقضي رأسك وامتشطي».
والإحرام أشد ممن أراد أن يضحي، والمحرم تحرم عليه هذه الأشياء أشد من الإنسان الذي يريد أن يضحي، ومع ذلك قال: «انقضي رأسك وامتشطي».
وقت ذبح الأضحية:
كان النبي r أول ما يبدأ به يوم العيد بعد الصلاة النحر؛ ففي «الصحيحين» (البخاري/922، مسلم/1961) من طريق الشعبي عن البراء قال: قال النبي r: « إن أول ما نبدأ في يومنا هذا: أن نصلي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله، ليس من النسك في شيء»).
انتهى من كتاب الشيخ: (عشر ذي الحجة وشيء من فضائلها وأحكامها وآدابها ص:29 - 37)
______________________________
([1]) وأما ما جاء في حديث جندب بن سفيان، وحديث البراء بن عازب، وحديث أنس – وكلها في «الصحيحين» - فهو مقيد بمن ذبح قبل الصلاة, ولذا جاء في حديث جندب: «من ذبح قبل الصلاة فليذبح شاة مكانها, ومن لم يكن ذبح فليذبح على اسم الله».
([2]) في عدم دلالة تعليق الأمر بالإرادة على وجوب العبادة كلام لأهل العلم, فهو ليس على إطلاقه, فالإرادة أحيانا لا تنافي الوجوب، كما في قوله r عندما وقت المواقيت، قال: «هن لهن ولمن أتى عليهن ممن أراد الحج والعمرة»، ولا شك أن الحج واجب، والراجح في العمرة أنها واجبة أيضا, ولكن الإرادة في الغالب تدل على عدم الوجوب، والأدلة الأخرى في هذه المسألة كافية, والله تعالى أعلم.
([3]) في كتاب الأضاحي, باب سنة الأضحية (5/ 2109).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/380)
ـ[أبو العباس الشمالي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 08:53 م]ـ
بارك الله فيك. . .
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[20 - 11 - 09, 12:27 ص]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[المعتصم بالله]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:04 م]ـ
وفيكم.(119/381)
هل هناك أجر أخروي لمن يأخذ أجرة على عمل ديني سواء حج أو غيره؟
ـ[مختار بلال]ــــــــ[19 - 11 - 09, 11:27 م]ـ
أخواني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أرجو التكرم بتوضيح هذه المسألة بأحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم
إن وجدت
هل هناك أجر أخروي لمن يأخذ أجرة على عمل ديني سواء حج أو غيره؟
وبصيغة أخرى ..
هل لمن يعمل عبادة بأجر دنيوي ثواب من الله تعالى (كحج أو عمرة عن الغير - الإمامة أو الأذان - تحفيظ وتعليم القرآن)؟
وجزاكم الله خيراً ونفع بكم.
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 01:58 م]ـ
وأنا كذلك أسأل نفس السؤال ..
أرجو ممن لديه علم بالأمر .. أن ينفعنا بما علمه الله.(119/382)
التمذهب و التعصب ... وآفة التعالم
ـ[ربى الجزائرية]ــــــــ[20 - 11 - 09, 12:12 ص]ـ
الفَرْقُ بين التمذهب والتعصب
كتبه طالب العلم:سيف بن علي العصري
تم حذف الموضوع من قبل المشرف
والكاتب سيف العصري من المبتدعة الضلال الدعاة للبدع، فينبغي الحذر والتحذير منه وعدم النقل ممن هب ودب من المواقع بدون معرفة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162523
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=182803
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=165466(119/383)
أبحث عن أحاديث ورد فيها ذكر كلمة (حين , عند, ونحوهما)
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 01:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعينوني يا إخوة فإني أبحث لسائلة عن أحاديث
ورد فيها ذكر كلمة (حين , عند, ونحوهما)
وذلك للبحث في مسألة متعلقة بذكر هاتين الكلمتين أو ماشابههما في الأحاديث
وإلى ماذا ترمي .. ؟
وفقكم المولى أينما حللتم
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 02:01 ص]ـ
ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها. ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم}.
وهو حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 02:06 ص]ـ
أراني الليلة عند الكعبة، فرأيت رجلا آدم، كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال، له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم، قد رجلها، تقطر ماء، متكئا على رجلين أو على عواتق رجلين، يطوف بالبيت، فسألت: من هذا؟ فقيل: المسيح ابن مريم، ثم إذا أنا برجل جعد قطط، أعور العين اليمنى، كأنها عنبة طافية. فسألت: من هذا؟ فقيل: المسيح الدجال
رواه البخاري في صحيحه.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 02:09 ص]ـ
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر ب {السماء ذات البروج} {والسماء والطارق} ونحوهما من السور.
أخرجه ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار عن جابر بن سمرة (1/ 439) وهو صحيح.
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 07:13 ص]ـ
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
****
أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ولا تحت ورقها. فوقع في نفسي أنها النخلة، فكرهت أن أتكلم، وثم أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما، قال النبي صلى الله عليه وسلم: هي النخلة. فلما خرجت مع أبي قلت: يا أبتاه، وقع في نفسي أنها النخلة، قال: ما منعك أن تقولها، لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا، قال: ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت.
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 09:49 م]ـ
بارك ربي بكم وفع بعلمك
ومازلنا نطلب المزيد.
وفقتم لخيري الدنيا والآخرة
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 09:50 م]ـ
بارك ربي بكم ونفع بعلمك
ومازلنا نطلب المزيد.
وفقتم لخيري الدنيا والآخرة
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 12:04 ص]ـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس: (تدري أين تذهب). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، يقال لها: ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: {الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}).
رواه البخاري في صحيحه
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 12:05 ص]ـ
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول حين أجلى الأحزاب عنه الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نخن نسير إليهم.
رواه البخاري في الصحيح
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 12:06 ص]ـ
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر في الإزار ما ذكر، قال أبو بكر: يا رسول الله، إن إزاري يسقط من أحد شقيه؟ قال: (إنك لست منهم).
صحيح البخاري
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 12:09 ص]ـ
كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه حين يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت.
صحيح البخاري
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 12:14 ص]ـ
صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسلمنا حين سلم.
صحيح البخاري(119/384)
سؤال فقط لكن مع الدليل!! ما هي المدة التي مابين الآذان الأول والثاني عند صلاة الجمعة!!؟؟
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 02:19 ص]ـ
سؤال فقط لكن مع الدليل!!
ما هي المدة التي مابين الآذان الأول والثاني عند صلاة الجمعة!!؟؟
فبعضهم يُبكِّر بالآذان قبل ساعة من دخول الوقت، وبعضهم قبل خمس دقائق من دخول الوقت، وبعضم ما بين ذلك!!
أفتونا مأجورين بارك الله فيكم!!
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 01:37 م]ـ
أفتونا مأجورين ..
بارك الله فيكم ..
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 01:47 م]ـ
هذا الوقت قدروه بما يعادل النصف ساعة، لأن أصله أذان عثمان، و علته أن يستعد الناس لصلاة الجمعة.
و الله أعلم.
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 02:25 م]ـ
هذا الوقت قدروه بما يعادل النصف ساعة، لأن أصله أذان عثمان، و علته أن يستعد الناس لصلاة الجمعة.
و الله أعلم.
حبيبي وشيخي من الذي قدره؟؟
وأين النص؟؟
وجزاك الله خيرا على تفاعلك ..
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 11:00 ص]ـ
؟؟!!؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[براءة]ــــــــ[27 - 11 - 09, 12:01 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=190813
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 07:13 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=190813
أحسنت ياحبيب على نقل هذا الرابط ..
ولكن يبدو أن المسألة لم تنته بعد!!
فأتمنى الإثراء أكثر وأكثر بارك الله فيكم ...
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[27 - 11 - 09, 09:16 م]ـ
سؤال فقط لكن مع الدليل!!
ما هي المدة التي مابين الآذان الأول والثاني عند صلاة الجمعة!!؟؟
الآذان جمع أذن
والأذان هو النداء للصلاة
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 09:21 م]ـ
بارك الله فيكم أخي أسامة على التنبيه، و هذا خطأ شائع في الجرايد والإذاعات،و يقع فيه بعض طلبة العلم بل كثير منهم!
قال العلامة العثيمين في تعليقه على صحيح البخاري:
(( .. و لكن هل الأذان الأول يكون قبل الثاني بدقائق، أو قبله بمدة يتمكن الناس بها من الحضور؟
الظاهر الثاني، لأنه إذا كان قبله بدقائق فليس منه فائدة، بل يكون في وقت تتمكن به الناس من الحضور إلى المسجد، و ما أحسن ما يستعمله الناس عندنا هنا في البلد، أنه يُؤذِّن قبل الوقت بساعة أو بخمسة و أربعين دقيقة حتى يحضر الناس .. )) اهـ من التعليق على صحيح البخاري.
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 12:29 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي أسامة على التنبيه، و هذا خطأ شائع في الجرايد والإذاعات،و يقع فيه بعض طلبة العلم بل كثير منهم!
قال العلامة العثيمين في تعليقه على صحيح البخاري:
(( .. و لكن هل الأذان الأول يكون قبل الثاني بدقائق، أو قبله بمدة يتمكن الناس بها من الحضور؟
الظاهر الثاني، لأنه إذا كان قبله بدقائق فليس منه فائدة، بل يكون في وقت تتمكن به الناس من الحضور إلى المسجد، و ما أحسن ما يستعمله الناس عندنا هنا في البلد، أنه يُؤذِّن قبل الوقت بساعة أو بخمسة و أربعين دقيقة حتى يحضر الناس .. )) اهـ من التعليق على صحيح البخاري.
أخي وحبيبي أبو مريم العراقي /
بارك الله فيك على هذا النقل الرائع الفريد
من شيخنا وحبيبنا الشيخ ابن عثيمين
عليه رحمة ربي ..
وأنت كذلك ياحبيبنا أسامة/ على هذا التنبيه الجميل
وإلى الأمام يا طلاب العلم
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 12:40 ص]ـ
سؤال: الأذان يوم الجمعة كم مرة يجب؟ واحدة أم أثنين أم ثلاثة؟ وما دليله؟
الجواب: الأذان يوم الجمعة كان واحدًا على عهد النبي والخليفتين بعده ثم إن عثمان رأى في الناس تأخرًا وتثاقلاً وانشغالاً عن التكبير إلى الجمعة فأمر بالأذان الأول قبل الثاني الذي عند المنبر بنحو ساعة أو ساعتين حتى ينتبه الناس ويعرفوا قرب الصلاة ويتخلوا عن أعمالهم وحرفهم ويستعدوا للصلاة بالطهارة واللباس ونحو ذلك وحيث أن عثمان رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين المهديين فإن اجتهاده يعتبر سنة فقد قال النبي: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ… إلخ" فعلى هذا يشرع يوم الجمعة الأذان الأول قبل وقت الخطبة بساعة أو نحوها ثم الأذان الثاني عند دخول الخطيب وجلوسه على المنبر فبعده يخطب خطبتين ويكمل الصلاة. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
20/ 2/1419 هـ
نقلاً من / مكتب الشيخ عبدالله الجبرين
www.ibn-jebreen.com
البريد الإلكتروني mktb@ibn-jebreen.com
جوال ابن جبرين 816661(119/385)
هل يجوز ترك جمعة واحدة بسبب طفل يبكي و يحمل النجاسة؟
ـ[أبو نوح]ــــــــ[20 - 11 - 09, 10:39 ص]ـ
السلام عليكم.
إخوة الكرام، رجل يرعى طفلاً في بيته يومَ الجمعة و لم يجد أحداً من النساء حتى يسلم لها الطفل لترعاه مدةَ كونه في المسجد ... فيرى أنه لو أخذه معه في المسجد اضطر إلى حمله و عليه بول أو غائط و كذا يخشى أن يبكي و يصيح الطفل أثناء الخطبة.
فهل يجوز أن يترك جمعة واحدة من أجل هذا أم يصبر و لا يبالي؟
أرجو الإفادة و جزاكم الله خيرا.(119/386)
هل يجب تغيير لون الشيب؟
ـ[محمد بن صالح الصقري]ــــــــ[20 - 11 - 09, 10:50 ص]ـ
يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما (رواه مسلم) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: "أُتِيَ بأبي قحافة والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما يوم فتح مكة، ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غَيِّروا هذا واجتنبوا السواد".
وفي حديث اخر غيّروا الشيب ولا تتشبهوا باليهود) رواه النسائي
هل هذا الامر للوجوب اذا لم يكن كذلك فما الصارف له
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 02:47 م]ـ
قال شيخنا صالح الفوزان في الحديث الأول أن هذا خاص بأبي قحافة و ذكر علة لا أذكرها و قال في الحديث الآخر أن التشبة إذا كان بفعل الله فهو مكروه لا محرم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 02:55 م]ـ
السلام عليكم،
أخي أبو فارس الحديث على العموم فكيف حصره في أبي قحافة؟
و قد سألت هذا السؤال قديما في الملتقى و قد علمت أن الشيخ الألباني قال بالوجوب. و هو كذلك إذا لم تكن هناك قرينة تصرف الوجوب للاستحباب.
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 03:27 م]ـ
الظاهر أن الشيخ ذكر ما يصرف الوجوب لكني نسيته
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[20 - 11 - 09, 03:29 م]ـ
ولكن سمعت أن الشيخ الألباني قال بالوجوب مرة واحدة في العمر أو نحو ذلك
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 05:54 م]ـ
نطلب من الأخ الكريم أبو فراس أن يبحث لنا عن القرينة الصارفة التي ذكرها الشيخ الفوزان و جزاكم الله خيرا.
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[20 - 11 - 09, 07:56 م]ـ
إن كان في المسألة إجماع على الاستحباب فالقرينة الصارفة هي الإجماع
وإن لم يكن إجماع فالأصل في الأمر الوجوب
فهل يستطيع بعض الإخوة أن يثبت لنا أن أحدا قال بالوجوب غير الشيخ الألباني رحمه الله
من السابقين
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 12:11 ص]ـ
للأسف لم أتذكر ما قال الشيخ و لم أجده لعل باحثاً يجد الصارف عند الشيخ أو غيره و كما قال أهل العلم من حفظ حجة على من لم يحفظ
ـ[أبو عبدالله العريني]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:29 ص]ـ
----------------------
ـ[محمد بن صالح الصقري]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:17 م]ـ
اتمنى اثراء الموضوع
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:51 م]ـ
سمعت ُ ..
كأنّي ..
رأيت ُ ..
؟؟؟
هاتوا لنا بشيء مفيد موثّق ..
هداكم الله وأصلحكم ..
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
ما حكم تغيير الشيب؟؟ وبم يغيّر؟؟
فاجاب:
تغيير شعر الشيب سنة أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، ويُغيَّره بكل لون ما عدا السواد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يغير بالسواد فقال: "جنبوه السواد". وورد في الحديث الوعيد على من صبغه بالسواد، فالواجب على المؤمن أن يتجنب صبغة بالسواد، لما فيه من النهي عنه والوعيد على فعله، ولأن الذي يصبغه بالسواد كأنما يعارض سنة الله عزّ وجل ّ في خلقه، فإن الشعر في حال الشباب يكون أسود، فإذا أبيضَّ للكبر أو لسبب آخر فإنه يحاول أن يرد هذه السنة إلى ما كنت عليه من قبل، وهذا فيه شيء من تغيير خلق الله عز وجل، ومع ذلك فإن الذي يصبغ بالسواد لا بد أن يتبين أنه صابغ به لأن أصول الشعر ستكون بيضاء.
وقد قال الشاعر:
نسودُ أعلاها وتأبي أصولها ... ولا خير في فرع إذا خانه الأصل
ــــــــــ
مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الحادي عشر - باب السواك وآداب الفطرة.
1. س هل يجوز للمرأة أن تصبغ شعر رأسها باللون الأسود؟
الجواب: لا يجوز للمرأة ولا غيرها تغيير الشيب بالصبغ الأسود؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: غيروا هذا الشيب واجتنبوا السواد خرجه مسلم في صحيحه.
أما تغييره بغير السواد فلا بأس، أو بالحناء والكتم مخلوطين فلا بأس إذا خرج اللون ليس بأسود، بل بين السواد والحمرة.
- الشيخ ابن باز رحمه الله –
1. ما حكم صبغ الشعر بحيث تغير المرأة لون شعرها من الأسود إلى الأشقر أو غيره؟
الجواب:المشروع صبغ الشعر الأبيض (الشيب) بلون غير السواد لقوله صلى الله عليه وسلم: (غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد) رواه الإمام مسلم ...
والرجل والمرأة في هذا سواء - أما الشعر الأسود فلا داعي لصبغه بلون آخر. لأن لونه جميل.
- الشيخ الفوزان حفظه الله -
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 10:03 م]ـ
ذكر ابن بطال رحمه الله في شرحه على البخاري أن العلة الصارفة للأمر عن الوجوب الى الاستحباب هي الاجماع على ترك الانكار على من لم يغير شيبه. أو كلاما قريبا من هذا ولا اصل الى الشرح المذكور لأتأكد من لفظه، فرحم الله عبدا اعان على ذلك.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 10:10 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو العلياء .. فائدة جميلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/387)
ـ[توبة]ــــــــ[22 - 11 - 09, 10:30 م]ـ
ذكر ابن بطال رحمه الله في شرحه على البخاري أن العلة الصارفة للأمر عن الوجوب الى الاستحباب هي الاجماع على ترك الانكار على من لم يغير شيبه. أو كلاما قريبا من هذا ولا اصل الى الشرح المذكور لأتأكد من لفظه، فرحم الله عبدا اعان على ذلك.
هذا نصه أنقله كاملا للفائدة:
قال ابن بطال في شرح البخاري:
"قد اختلف السلف قبلنا فى تغيير الشيب، فرأى بعضهم أن أمر النبى - عليه السلام - بصبغه ندب، وأن تغييره أولى من تركه أبيض. ذكر من رأى ذلك: روى عن قيس بن أبى حازم قال: كان أبو بكر الصديق يخرج إلينا وكأن لحيته (صرام العرفج) (شرح المعنى) من الحناء والكتم. وعن أنس أن أبا بكر وعمر كان يخضبان بالحناء والكتم، وكان الشعبى وابن أبى مليكة يخضبان بالسواد ويقول: هو اسكن للزوجة وأهيب للعدو، وعن أبن مليكة أن عثمان كان يخضب بالسواد، وعن عقبة بن عامر والحسن والحسين أنهم كانوا يخضبون بالسواد، ومن التابعين: على بن عبد الله بن عباس وعروة بن الزبير وابن سيرين وأبو برده. وروى ابن وهب، عن مالك قال: لم أسمع فى صبغ الشعر بالسواد بنهى معلوم، وغيره أحب إلى. وممن كان يخضب بالصفرة على بن أبى طالب، وابن عمر، والمغيرة بن شعبة، وجرير البجلى، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، ومن التابعين عطاء، وأبو وائل، والحسن، وطاوس، وسعيد بن المسيب. واعتل مغيرو الشيب من حديث أبى هريرة وغيره، بما رواه مطر الوراق، عن أبى رجاء، عن جابر قال: جيء بأبى قحافة إلى النبي ورأسه ولحيته كأنهما ثغامة بيضاء، فأمر رسول الله أن يغيروه، فحمروه.
ورأى آخرون ترك الشعر أبيض من تغييره وأن الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام نهيه عن تغييره الشيب، وقالوا: توفى النبى عليه الصلاة والسلام وقد بدا فى عنفقه ورأسه الشيب، ولم يغيره بشىء ولو كان تغييره الاختيار لكان هو قد آثر الأفضل. ذكر من راى ذلك: قال أبو إسحاق الهمدانى: رايت على بن أبى طالب ابيض الرأس واللحية. وقاله الشعبى، وكان أبى بن كعب ابيض اللحية،. واعتلوا بما روى أبو إسحاق عن أبى جحيفة قال: (رايت النبى عليه السلام عنفقه بيضاء). والصواب عندنا الآثار التى رويت عن النبى عليه السلام بتغيير الشيب وبالنهى عن تغييره كلها صحاح، وليس فيها شىء يبطل معنى غيره، ولكن بعضها عام وبعضها خاص، فقوله عليه السلام: (خالفوا اليهود وغيروا الشيب) المراد منه الخصوص، ومعناه: غيروا الشيب الذى هو نظير شيب أبى قحافة، وأما من كان اشمط فهو الذى أمره النبى عليه السلام ألا يغيره وقال: (من شاب شيبة فى الإسلام كانت له نورًا). فإن قيل: ما لدليل على ذلك؟ قيل: لا يجوز أن يكون من النبى عليه السلام قولان متضادان فى شىء واحد فى حالة واحدة إلا وأحدهما ناسخ للآخر، فإذا كان ذلك كذلك فغير جائز أن يكون الناسخ منهما إلا معلومًا عند الأمة. ولما وردت الأخبار بنقل العدول أنه أمر بتغيير الشيب، وأنه نهى عن تغييره، ولم يعلم الناسخ منهما فينتهوا إليه كان القول فى ذلك أن الذين غيروا شيبهم كشيب من أصحاب النبى إنما غيروا فى الحالة التى كان فيها شيبهم كشيب أبى قحافة أو قريبا منه، وأما الذين أجازوا ترك تغييره كان شيبهم مخالفًا لشيب ابى قحافة إما بالشمط أو بغلبة السواد عليه، كالذى روى عن النبى أنه لم يغير شيبه لقلته، مع أن تغيير الشيب ندب لا فرط، ولا ارى مغير ذلك وإن كان قليلاً حرجًا بتغييره، إذ كان النهى عن ذلك نهى كراهة لا تحريمًا لإجماع سلف الأمة وخلفها على ذلك، وكذلك الأمر فيما أمر به على وجه الندب، ولو يكن كذلك كان تاركو التغيير قد انكروا على المغيرين، أو أنكر المغيرون على تاركى التغيير. انتهى ()
ـ[أبو عبد اللطيف العتيبي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 10:52 م]ـ
الأمر للوجوب بظاهر الحديث
ولا دليل على الإجماع بعدم الإنكار
وكل تخصيص مالم يخصصه الشرع فهو بدعة
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 11:49 م]ـ
قال شيخنا صالح الفوزان في الحديث الأول أن هذا خاص بأبي قحافة و ذكر علة لا أذكرها و قال في الحديث الآخر أن التشبة إذا كان بفعل الله فهو مكروه لا محرم
بناء على ما نقله الإخوة عن ابن بطال فربما العلة التي قالها الشيخ صالح في أبي قحافة و من كان مثله هي أنه كالثغامة أي كله أبيض فيكون حديث أبي قحافة خاصاً فيمن كانت لحيته كالثغامة و حديث مخالفة اليهود محمول على الكراهة لأن التشبه إذا كان من فعل الله كان مكروهاً و قد قال شيخنا صالح لما أكثر عليه الطلاب في خضب اللحية و سألوه عن السبب في عدم خضب لحيته قال بعد أن ذكر هذه الصوارف و قد أدركنا الشيخ ابن إبراهيم و شيخنا الشنقيطي و غيرهم لم يكونوا يخضبون
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 12:20 ص]ـ
صح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: اول من شاب ابراهيم عليه السلام فقال:ما هذا يا رب؟ فقال:وقار. قال رب زدني وقارا. وصح الامر بتغيير الشيب. فما وجه الجمع بينهما ايها الفضلاء؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/388)
ـ[أبو معاذ الهلالي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:23 م]ـ
ذكر أخي الفاضل محمد بن عبد الجليل الإدريسي أنّ الشيخ الألباني يرى وجوب تغيير الشيب،
فهل يمكن توثيق رأي الشيخ ـ رحمه الله ـ؟
ثم هل كان هو يصبغ؟ لأني رأيتُ له صورة كانت لحيته فيها بيضاء،
فلعل أحداً من الإخوة يفيدنا.
ـ[أحمد سعد سامي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:41 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو الهمام البرقاوي
صبغ الشيب واجب
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 08:50 م]ـ
قال البخاري – رحمه الله تعالى: حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن محمد بن سيرين قال: [سألت أنسا أخضب النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يبلغ الشيب إلا قليلا].
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن ثابت قال سئل أنس عن خضاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [إنه لم يبلغ و ما يخضب لو شئت أن أعد شمطاته في لحيته].
حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: [أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء وقبض إسرائيل ثلاث أصابع من فضة فيه شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مخضبه فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمرا].
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا سلام عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: [دخلت على أم سلمة فأخرجت إلينا شعرا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم مخضوبا وقال لنا أبو نعيم حدثنا نصير بن أبي الأشعث عن بن موهب أن أم سلمة أرته شعر النبي صلى الله عليه وسلم أحمر].
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن أبي سلمة وسليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: [إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم].
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في شرح كتاب اللباس من صحيح البخاري:
[ظاهر حديث أم سلمة – رضي الله عنها – أنه يخالف حديث أنس، فإن أنس بن مالك – رضي الله عنه- قال: "لم يبلغ الشيب إلا قليلا".، وقال:" إنه لم يبلغ ما يخضب"، فجمع بعض العلماء بينها بأن الشعرات الحمر إنما كانت حمرا من أثر الطيب، فإن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يحب الطيب ويكثر منه، وأن هذا ليس هو الخضاب الذي هو خضاب الشعر، لأن الشيب في لحية الرسول – صلى الله عليه وسلم- بل وفي رأسه كان قليلا، ........ وأما الحديث الذي معنا وهو هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيبه أم لا؟ الظاهر أنه لم يخضب].
وقال – رحمه الله تعالى – في حديث أبي هريرة: [إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم]:
[ .... هذا الأمر للاستحباب، وظاهره أنه للوجوب لأن الأصل في مخالفة اليهود الوجوب، ولكن نظرا إلى أن بعض الصحابة – رضي الله عنهم – من كبرائهم كانوا لا يخضبون، واشتهر ذلك بينهم ولم ينكر، يدل على أنهم فهموا أن الأمر للاستحباب وليس للوجوب].
والله الموفق.
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[24 - 11 - 09, 06:51 ص]ـ
هل أحد يعلم أن أحدا من العلماء غير العلامة الألباني رحمه الله قال بالوجوب
وهل قال الألباني يجب مرة واحدة في العمر أم أحيانا
من عنده علم فليتحفنا جزاه الله خيرا
ـ[أحمد سعد سامي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 02:38 م]ـ
هناك كتاب مسائل الإمام أحمد بن حنبل وهو صغير فيه من هذه المسألة طرف
ـ[محمد بن صالح الصقري]ــــــــ[07 - 12 - 09, 08:44 م]ـ
شكرا لكم على ماطرحتموه
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[07 - 02 - 10, 11:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الإفادة و الإثراء
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[27 - 07 - 10, 05:50 م]ـ
"جنبوه السواد".
هذه لفظة مدرجة.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[28 - 07 - 10, 01:14 ص]ـ
صح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: اول من شاب ابراهيم عليه السلام فقال:ما هذا يا رب؟ فقال:وقار. قال رب زدني وقارا. وصح الامر بتغيير الشيب. فما وجه الجمع بينهما ايها الفضلاء؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 07:35 ص]ـ
اخي الفاضل ابوالعلياءالواحدي قلت:
صح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: اول من شاب ابراهيم عليه السلام فقال:ما هذا يا رب؟ فقال:وقار. قال رب زدني وقارا. وصح الامر بتغيير الشيب. فما وجه الجمع بينهما ايها الفضلاء؟ 1
اقول:
هو حديث لم يصح مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم كماهو واضح من التخريج التالي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/389)
ولوصح فهذا شرع من قبلنا وورد في شرعنا الامر بابقائه وعدم نتقه ولكن ورد الترغيب في صبغه بغير السواد مخالفة لليهود والنصارى والله اعلم
- عن يحيى بن سعيد، أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: كان إبراهيم - خليل الرحمن - أول الناس ضيف الضيف، وأول الناس اختتن، وأول الناس قص شاربه،
وأول الناس رأى الشيب، فقال: يا رب! ما هذا؟! قال الرب - تبارك وتعالى -: وقار يا إبراهيم! قال: رب! زدني وقارا.
الراوي: سعيد بن المسيب المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4414
خلاصة حكم المحدث: مقطوع غير مرفوع لكن شطره الأول مرفوعاً من حديث آخر
?
--------------------------------------------------------------------------------
2 - عن أبي هريرة قال اختتن إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عشرين ومائة، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة.
قال سعيد بن المسيب: إبراهيم أول من اختتن، وأول من أضاف وأول من قص الشارب، وأول من قص الظفر، وأول من شاب، فقال: يا رب! ما هذا؟ قال: وقار، قال: يا رب! زدني وقارا
الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 946
خلاصة حكم المحدث: صحيح الإسناد موقوفاً ومقطوعا
20 - لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم من شاب شيبة في الإسلام كتب الله له بها حسنة وكفر عنه بها خطيئة ورفعه بها درجة
الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: ابن حجر العسقلاني ( http://www.dorar.net/mhd/852)- المصدر: تخريج مشكاة المصابيح ( http://www.dorar.net/book/3031&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 4/ 242
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]
?
21 - غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود
الراوي: أبو هريرة المحدث: محمد جار الله الصعدي ( http://www.dorar.net/mhd/1181)- المصدر: النوافح العطرة ( http://www.dorar.net/book/6411&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 211
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
22 - أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نتف الشيب وقال: إنه نور المسلم
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح الترمذي ( http://www.dorar.net/book/977&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2821
خلاصة حكم المحدث: صحيح
?
23 - نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نتف الشيب وقال هو نور المؤمن
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني ( http://www.dorar.net/mhd/1420)- المصدر: صحيح ابن ماجه ( http://www.dorar.net/book/13560&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 3013
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح(119/390)
ما حكم الإستغفار والصلاة على القاتل
ـ[عبدالرحمن الجامع]ــــــــ[20 - 11 - 09, 01:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده
كنت استمع الى كلام أحد المشايخ عبر اذاعة القرآن الكريم وكأني سمعته يتكلم عن حكم الصلاة والإستغفار للقاتل قتلا عمدا
وقد سمعته فى أخر كلامه ولم اسمعه منذ البدء
فما حكم الإستغفار والصلاة على القاتل وما هو قول السادة الحنابلة فى هذه المسالة وهل القول بعدم الصلاة عليه من مفردات المذهب
وجزاكم الله خيرا(119/391)
توضيح معنى المحاذاة بالخرائط، وعلاقتها بمسألة الإحرام من جدة
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[20 - 11 - 09, 02:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فإن الكلام في جدة فرع عن الكلام في مسألتين كلتاهما محل إشكال وخلاف:
الأولى: تحديد ميقات يلملم، هل هو جبل أم وادٍ كبير (يمتد 150كم) كما ذكر؟
قال ياقوت: (ألملم بفتح أوله وثانيه ويقال يلملم والروايتان جيدتان صحيحتان مستعملتان جبل من جبال تهامة على ليلتين من مكة وهو ميقات أهل اليمن)
والذي رجحه البسام أنه واد ممتد نحو من 150 كم ينتهي بقرية مجيرمة على شاطئ البحر الأحمر
الثانية: معنى المحاذة.
وقد وقفت فيها على ثلاثة أقوال:
الأول: أن يمد خط بين المواقيت ليشكل خماسي غير متساوي الأضلاع، وهو قول عدنان عرعور وسمعته من شيخنا ابن عقيل وأفتى به الددو، ويتبين بالصورة التالية:
http://www.mmf-4.com/vb/attachment.php?attachmentid=1296&stc=1&d=1258703120
وبها يتبين أن جدة ليست على الخط كما ذكر، بل هي خارج ما سموه بـ (محيط المواقيت)، وأن محاذاة الميقات أمام الخارج من مكة إلى جدة.
http://www.mmf-4.com/vb/attachment.php?attachmentid=1297&stc=1&d=1258703324
الثاني من الأقوال: أن العبرة في ذلك بالمسافة فإذا كانت المساقة بين نقطة ومكة كالمسافة بين أقرب المواقيت إليها ومكة فهي نقطة محاذاة، وهو قول الشيخ عبد الله السلمي، عبد الله السكاكر في نوازل الحج، إبراهيم الصبيحي في رده على عرعور، وتوضيحها كالآتي:
http://www.mmf-4.com/vb/attachment.php?attachmentid=1298&stc=1&d=1258703361
والصورة تبين محاذاة الجحفة ومحاذاة ذات عرق وقس عليهما محاذاة سائر المواقيت، وتنبه إلى أن المطلوب هو محاذاة أقرب المواقيت إليه.
وقد بنى عليه الشيخ السكاكر جواز الإحرام من جنوب جدة دون شمالها لأن جنوبها أقرب إلى يلملم وشمالها أقرب إلى الجحفة
وقد حسبت المسافات عن طريق جوجل إيرث فوجدت بين مطار جدة والمجيرمه (غرب يلملم) 150كم
وبين مطار جدة والجحفة 113كم
وأما ميناء جدة فبينه وبين المجيرمه 127كم
وبينه وبين الجحفة 135كم
القول الثالث: أن المحاذاة هي أن يكون الميقات عن يمين الذاهب إلى مكة أو يساره تماما وتوضيح ذلك أن ترسم خطا يمثل طريقك إلى مكة وتمد من أقرب المواقيت خطا يتقاطع مع طريقك بزاوية 90 درجة فنقطة تقاطعهما هي نقطة المحاذاة.
وهو قول الشيخ صالح غزالي وما فهمته من فروع لأصحابنا الحنابلة -في وجهة نظري- وعليه العمل في الخطوط السعودية كما أخبرني أحد الطيارين وأحد المهندسين في الخطوط
غير أنه إذا لم يكن يحاذ الميقات حتى مسافة مرحلتين من مكة فإنه يحرم من مرحلتين حتى لا يكون أقرب من أقرب المواقيت
http://www.mmf-4.com/vb/attachment.php?attachmentid=1299&stc=1&d=1258703689
ويتضح من الصورة نقطة المحاذاة بدائرة وتختلف حسب اختلاف الطريق المسلوك وحسب الجهة التي يأتي منها
(الأحمر الطريق، الأصفر خط ممدود من الميقات لتوضيح نقطة التقاطع).
والذي يظهر والله أعلم أن مراد الفقهاء -على الأقل الحنابلة أصحابنا- هو الثالث:
لأنهم نصوا على جواز الإحرام من جدة لأهل سواكن ونحوهم ممن يأتي من غرب جدة تماما دون غيرهم وعللوا ذلك بأنهم يصلون جدة قبل محاذاة يلملم والجحفة دون غيرهم
وقد سبرت هذا فوجدته لا ينطبق إلا على المعنى الأخير للمحاذاة
والله أعلم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 06:28 م]ـ
لله درك يا أخي نفع الله بك ..
بالنسبة للقول الثالث من يكون مثلا سكنه بعد أحد المواقيت مثلا شخص منزله بعد ذي الحليفة بعشرين كيلو باتجاه مكة، فلو فرضنا مثلا أنه وبعد أن أحرم من منزله حاذى ميقات الجحفة باعتبار امتداد الخط المحاذي للجحفة فهل يقال له أحرم إذا حاذيت الجحفة!! أم يقال أن ميقاتك منزلك الذي بعد ميقات ذي الحليفة ولا عبرة بتقاطعك مع ميقات الجحفة؟ أليس هذا هو الصحيح وبذلك يكون القول الثالث فيه نظر!
لكن هل ثمة أدلة تقوي الدليل الصحيح في مسألة المحاذاة بحيث يطمئن الشخص بالدليل بأحد القوال؟
وهل ذات عرق محاذا للسيل كما هو القول الثالث أم باعتبار المسافة؟
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[21 - 11 - 09, 12:43 ص]ـ
لله درك يا أخي نفع الله بك ..
بالنسبة للقول الثالث من يكون مثلا سكنه بعد أحد المواقيت مثلا شخص منزله بعد ذي الحليفة بعشرين كيلو باتجاه مكة، فلو فرضنا مثلا أنه وبعد أن أحرم من منزله حاذى ميقات الجحفة باعتبار امتداد الخط المحاذي للجحفة فهل يقال له أحرم إذا حاذيت الجحفة!! أم يقال أن ميقاتك منزلك الذي بعد ميقات ذي الحليفة ولا عبرة بتقاطعك مع ميقات الجحفة؟ أليس هذا هو الصحيح وبذلك يكون القول الثالث فيه نظر!
لكن هل ثمة أدلة تقوي الدليل الصحيح في مسألة المحاذاة بحيث يطمئن الشخص بالدليل بأحد القوال؟
وهل ذات عرق محاذا للسيل كما هو القول الثالث أم باعتبار المسافة؟
يتبين الجواب من قيد في القول الثالث
القول الثالث .... غير أنه إذا لم يكن يحاذ الميقات حتى مسافة مرحلتين من مكة فإنه يحرم من مرحلتين حتى لا يكون أقرب من أقرب المواقيت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/392)
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 11:20 ص]ـ
نفع الله بكم!
الصور لا تظهر عندي. من يعرف السبب ويدلني على الحل؟
ـ[النقاء]ــــــــ[22 - 11 - 09, 06:43 ص]ـ
نفع الله بكم!
الصور لا تظهر عندي. من يعرف السبب ويدلني على الحل؟
وأنا كذلك!!!!!!
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[22 - 11 - 09, 11:32 ص]ـ
نفع الله بكم!
الصور لا تظهر عندي. من يعرف السبب ويدلني على الحل؟
وأنا كذلك!!!!!!
لا أدري
على كل هذه الصور في المرفقات
الصورة الأولى: تبين معنى المحاذاة على القول الأول:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72030&stc=1&d=1258878567
والثانية تبين أن جدة ليست محاذية للميقات على القول الأول وإنما هي قبل المحاذاة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72031&stc=1&d=1258878567
والثالثة تبين المحاذاة على القول الثاني:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72032&stc=1&d=1258878567
والرابعة تبين المحاذاة على القول الثالث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=72033&stc=1&d=1258878567
وهذا رابط الموضوع الأصلي وفيه تعديلات وإضافات يسيرة:
http://www.mmf-4.com/vb/t4227.html
ـ[النقاء]ــــــــ[22 - 11 - 09, 02:22 م]ـ
ظهرت الصور شيخنا الفاضل
ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 12 - 09, 05:06 م]ـ
الشيخ الفاضل عامر ..
هذه ملاحظات مقتضبة كتبتها على عجل بقصد الفائدة لعلكم تراجعون المسألة أكثر.
وقد أعرضت عن نقاش مسائل جانبية وآثرت التنبيه على بعض ما يمس منهاج البحث، والمنصف المتمعن اللبيب مثلك أهل لإدراك كثير من الجزئيات المسكوت عنها.
وبعد:
فالذي يظهر أن القول الأول محدث، ولم أجده بهذا الوضوح إلاّ في تقرير الشيخ عدنان الذي اضطرب في كلامه غير المنسجم مع ما نقله من تعريف للمحاذاة عن ابن الأثير وغيره، وبعدها سمعناه عند غير واحد من المشايخ المعاصرين، وقد أنكره عليه الشيخ إبراهيم الصبيحي إنكاراً مفصلاً وهو من أشهر المعاصرين المنتصرين لأقوال الحنابلة بالكتاب والسنة.
كما أنكره من قبل أهل العلم كعلماء اللجنة الدائمة وكالشيخ عبد العزيز بن باز رحم الله علماءنا أحياء وأمواتاً.
مع أن الشيخ قرر ابتداء ما ذكره ابن الأثير وغيره من اعتبار أن لايقل بعد ما بين مكة والمحاذى بعد ما بين مكة والمحاذى به (وهذا هو المنسجم مع القول الثاني الذي ذكرته).
أما القول الثالث الذي اخترته ففي عده ظاهر مذهب الحنابلة نظر وتخريجه على بعض فروعهم فيه نظر، ففيه إشكال من جهتين وإشكال آخر في صحته ضابطا:
فمن جهة تصويرك له بقولك: "وتوضيح ذلك أن ترسم خطا يمثل طريقك إلى مكة وتمد من أقرب المواقيت خطا يتقاطع مع طريقك بزاوية 90 درجة فنقطة تقاطعهما هي نقطة المحاذاة" إشكال، إذ لا يلزم أن يكون الميقات متقاطعاً بزاوية قائمة مع طريق المسافر حتى يكون يمينه أو شماله فلو كانت الزاوية حادة أو منفرجة لم ينف ذلك أن يكون الميقات يمين أو يسار القادم من جهته وشرط التقاطع بـ 90 درجة لم أقف عليه في غير هذا الكلام! وما وقفت عليه لدى بعض كبار المشايخ -الذين يقولون بأصل القول الثالث هنا- في تحديد المحل المعتبر للمحاذاة (إذا اتضح أن الميقات سيكون في يمين القادم أو يساره في محال كثيرة من طريقه بعضها يتقاطع مع خط القادم بزاوايا حادة أو منفرجة أو قائمة) قولاً آخر غير ما وصفت لعله يأتي بيانه.
وتأمل في الصورة الثالثة التي أدرجتها، تقاطع القادم من مصر (من الشمال الغربي أو الغرب الشمالي) مع الجحفة لم جعلت الحذاء عند النقطة التي تجعل الزاوية 90 وقد كان يمكن الحذاء قبل ذلك بمعني يكون الميقات يسار القادم والزاوية حادة 85 درجة مثلاً، كما كان يمكن أن يكون الحذاء بعد نقطة تقاطع ال 90 وتكون الزاوية منفرجة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/393)
ثم يلزم على ما قلت أن يختلف حذاء الناس القادمين من مصر مثلاً للميقات باختلاف جهات ورودهم إلى جدة اختلافاً لا ينضبط وانظر الخط الذي جعلته خارجاً من الجحفة متعامداً مع القادم من الغرب الشمالي، ماذا لو كانت سفينة أخرى (سفينة 2) تسير معها موازية لها إلى الغرب منها ببضعة كيلومترات متعامدة مع الخط القادم من الجحفة فنقطة حذائها أبعد من السفينة الأولى التي رسمتَ مسارها، فإذا كانت قد انطلقت من الميناء سفينة ثالثة وأخذت أثناء حركتها زاوية مغايرة قليلاً كانت نقطة حذائها كما في (الشكل 1 في الرد التالي) نقطة أخرى، فإذا فرضت أن السفينة 2 بعد أن تجازت نقطة حذائها على تعريفك للحذاء، ثم أخذت مسار السفينة 3 فستمر بها نقطة حذاء أخرى، وتأمل الشكل 1 الذي أرفقه إن شاء الله لك في الرد التالي لهذا.
هذا ولا أعلم ظاهر كلام أحد من الفقهاء يشترط هذا الشرط أعني أن يكون الميقات يمين المار أو يساره بزاوية 90 درجة ولو قال به بعضهم للزمه التعليل أو الدليل ليكون حجة وإلاّ فهو تحكم في معنا الحذو والحذاء.
ويدلك على أن هذا الشرط محدث المأخذ الثاني أنه لا ينطبق مع ظاهر كلام (بعض الحنابلة) الذي صغته في الرابط أعلاه بقولك: "وأما الحنابلة فقد أجازوا للقادم من سواكن دون غيره أن يحرم من جدة وعللوا ذلك بأنه يصل إلى جدة قبل أن يحاذي يلملم والجحفة ولا يكون الكلام صحيحا متجها إلا على القول الثالث" فهذا الكلام فيه لبس ظاهر؛ وذلك أن القادم لميناء جدة من جهة الغرب لابد أن يحاذي ميقاتاً على ما عرَّفتَ به المحاذاة في القول الثالث؛ وبيان ذلك:
من أتى من الغرب الشمالي (بالنسبة للميناء): فسوف يحاذي ميقات الجدة في البحر على ما صورت القادم من مصر تقريباً (انظر الصورة الأخيرة التي علقتها أنت)، وستقترب نقطة المحاذاة من ساحل جدة كلما كان مقدمه من جهة أقرب للجنوب (لكنه شمال جدة) حتى إذا قدم من نقطة تحاذي ميناء جدة من جهة الغرب على استقامة معها واحدة كان حذاؤه على القول الثالث حسبما أفهمته داخل مدينة جدة على بعد بضعة كلمترات من الساحل.
أما من قدم من الغرب الجنوبي كأهل سواكن الذين نص (بعض) الحنابلة على عدم حذائهم ميقاتاً فعلى تعريفك لايستقيم قول هؤلاء بل لابد أن يحاذوا ميقات يلملم كأهل مصر مع الجحفة (وميناء جدة ليلملم أقرب منه إلى الجحفة)، فصل خطا من سواكن إلى جدة ثم قاطعه بخط يتعامد معه يكون رأسه يلملم تقع نقطع الحذاء على قولك قبل الشاطئ أو بعيده بحسب ما تعتبر به موضع يلملم (ففي موضع يلملم كما تعلم هل هو الوادي (نحو 100 كم! أو أكثر) أم الجبل وهل جبل واحد أم جبلان وأي جبل منهما المقصود إلخ في هذا كلام يعرفه المعنييون).
وانظر (الشكل 2 في الرد التالي لهذا إن شاء الله) ليتضح المراد أكثر.
فتبين بهذا أن ما وضحت به القول الثالث لا ينسجم مع ما ذكره الحنابلة إذ لابد في ما ذكرته من محاذاة وكلامهم عند عدم حصولها، بل ما شرحت به القول الثالث أشد بعداً من قول الشيخ عدنان عرور حفظه الله -على بعده- وذلك لأن قول الشيخ عدنان يمكن أن ينسجم مع ما ذكره بعض الحنابلة وهو قول للشافعية مشهور بإمكان عدم الحذاء .. ومع ذلك عده أحد أعظم الناس انتصاراً للحنابلة -أعني العلامة إبراهيم الصبيحي- قولا مخالفاً لقول العلماء.
وبيان احتمال انسجام قول الشيخ عدنان مع قول بعض الحنابلة وما هو مشهور عند الشافعية -ولا يظهر لي صحة هذا الاحتمال لكنه احتمال غير متعين بخلاف شرحكم فهو غير محتمل أصلاً- بيانه أن الخط الواصل بين الجحفة ويلملم لو رسمته بدقة من طرف الوادي عند مسجد الميقات الحالي تقريباً إلى ميقات الجحفة القديم يكاد يمس طرف الحرم الغربي (يبعد عنه بنحو 3 كم).
انظر الشكل رقم 3 وفيه ثلاث رسمات:
(أ) صورة لوادي يلملم مقربة يظهر في ركنها الجنوبي الغربي أثر الطريق من ميقات السعدية إلى مكة.
(ب) صورة تبين محل مرور الخط الواصل من مسجد ميقات السعدية إلى الجحفة عند منطقة الحرم، وخطاً آخر من نقطة أقرب للطرف الغربي لوادي يلملم إلى الجحفة وثالثة من منطقة جبال يجتمع عندها معظم وادي يلملم، وهي تمر بجزء من وادي يلملم.
(ج) صورة مكبرة تبين لك دقة الرسم في تحديد موضع السعدية (توضح مسجد الميقات).
(د) صورة مكبرة لمحل تلك الخطوط الثلاثة من الحرم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/394)
وتلاحظ أنك إذا رسمت الخط الواصل من الجزء الشرقي للوادي (يلملم) فسوف يمر شرق الكعبة!
فعليه يتصور أن من جاء من سواكن أو جدة مطلقاً لن يحاذي ميقاتاً.
وللتنبيه فإن الشيخ عدنان لم يتنبه لهذا وذلك لاعتماده على خرائط بدائية بالإضافة إلى أن رسمه حفظه الله للخطوط غير دقيق لهذا ظن أن جدة واقعة على الخط الممتد من الجحفة إلى يلملم ومن حقق عرف أنها تقع غرب الحرم والخط يمر بالحرم، وههنا تنبيه آخر وهو أن الشيخ إبراهيم الصبيحي حفظه الله وسدده لم يتنبه لهذا أيضاً فقد أنكر على الشيخ عدنان ميله بالخط جهة الغرب ليجعل جدة محاذية مع أن الخط شرقها، وهذا بمجرده لا يضير الشيخ عدنان أو ينقض مذهبه في اعتبارها ميقاتاً خلافاً لما يظهر من كلام الشيخ الصبيحي ومن كلامك أنت أيضاً في هذا البحث لأن ما كان غرب الخط فهو قبل حذاء الميقات فلا يضر الإحرام منه عند الجمهور، لكن نقض قول الشيخ عدنان حفظ الله الجميع ببيان أن هذا الخط لا يصلح أن يكون حذاء ميقات لمروره داخل الحرم ولاسيما وأن الشيخ عدنان يقول إن يلملم هو الوادي.
وأنبه في الختام على مساءل تطرقت إليها أحببت التنبيه إليها بأدنى إشارة:
الأولى: طريقة تخريجك معنى المحاذاة على كلام بعض الأصحاب ونسبت ما فهمته للمذهب فيها نظر، أعني بذلك قولك: "والذي يظهر والله أعلم أن مراد الفقهاء -على الأقل الحنابلة أصحابنا- هو الثالث"، فما هكذا تخرج مذاهب الفقهاء.
وقد أوضحت فيما سبق عدم انسجام ما شرحت به القول الثالث على أحرف النقول التي بنيت عليها مرادهم.
ولو لم يكن ذلك كذلك وكان قولهم كما ذكرت منسجماً مع ما رأيت، فإن تخريج فرع على فرع مسألة لها أصول لا يرمى بها هكذا!
فهل من نقلت عنهم ابتداء هم كل الأصحاب أم بعضهم؟
فإذا كان ما بنيت عليه إنما هو قول بعض الأصحاب وافقوا فيه مشهور مذهب آخر فهل هم من أصحاب الوجوه أو الروايات في المذهب أم ماذا؟
وقولهم هل هو اجتهاد ينسب لمذهب الإمام وما مبناه هل خرجوا أم وجدوا رواية أم قولاً أم نصاً؟
ثم هل ظاهر قولهم لا يفهم منه إلاّ ما ذكرت أم قد يفهم فهوماً أخرى.
كل هذا يحتاج إلى تمحيص قبل الحكم بأن مراد الأصحاب كذا، ولو جئت تطبقه على المسألة بدا لك إشكال فيه.
الثانية: ما ذكرته في الرابط المحال عليه من أن الأول قول المالكية فما هكذا تخرج مذاهبهم كما قيل فيما سبق، وكذلك فيه غلط على المالكية، فالمحاذاة في البحر تتصور على القول الأول والثاني والثالث جميعاً، أما الثاني فظاهرة بأدنى تأمل لحال أهل مصر القادمين إلى جدة، وأما الثالث فقد بينت لك أن شرحه على ما شرطت ليس بجيد.
وكذلك الشأن في المعنى عند الشافعية ما هكذا يخرج مذهب القوم، وهو غلط عليهم فقد نص من نص منهم على تأخير إحرام اليمني إلى جدة على أن جدة حذاء يلملم، وهذا يتصور على القول الثاني والأول بل والثالث بحسب شرحك له إذا قدم إليها من طريق محتمل ممكن له ويمكنك أن ترسم خطاً من يلملم إلى جدة ثم ترسم خطاً للقادم من البحر من جهة اليمن يتقاطع مع الخط الأول بـ 90 درجة!.
الثالثة: بعض كبار مشايخنا يفسر المحاذاة بمعنى أشبه إلى ما أشرت إلى أصله في القول الثالث، لكنه يجعل المعتبر في محل المحاذة جهة الميقات للقادم من مكة، فميقات مكة للقادم من جهة الشمال ذو الحليفة فمنه ارسم خطا يمر من الشرق إلى الغرب الجغرافي فذاك حذاء ذي الحليفة يمر به من جاء من جهة الشمال، وميقات القادم من الشرق قرن فمنه ارسم خطا يمر به من الشمال إلى الجنوب فهذا حذاؤ قرن عنده للقادم من الشرق، وميقات القادم من الجنوب يلملم فمنه ارسم خطا يمر من الشرق إلى الغرب فمن مر به من الجنوب فقد حاذى يلملم، وميقات أهل الغرب الجحفة فمنه ارسم خطا يمر من به من الشمال إلى الجنوب فمن حاذاه فق حاذى الجحفة وحذا المواقيت على هذا القول تحددها أضلاع مستطيل لا يتجاوزها أحد دون إحرام، وقال: ولذا كان ميقات أهل العراق حذاء قرن بهذا الاعتبار، أما رابغ فنص الفقهاء على أنهم احتاطوا للميقات فقدموه قليلاً، وعلى هذا القول كذلك مناقشات واعتراضات تطول وإنما ذكرته لأبين معنى آخر ذهب إليه بعض أهل العلم المعروفين للمحاذاة.
رابعاً: القول المتجه فيما يظهر لمعنى المحاذاة هو ما نقله ابن الأثير وغيره، وهو حاصل القول الثاني فيما ذكرتَه ههنا، بقيد اعتبار جهة القادم فلا يحاذى بغير ميقات جهته، ولايتعدى نقطة محاذة ميقات جهته لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت لكل أهل ناحية ميقاتاً وقال هن لهن ولمن أتى عليهن، فمن جاء من تلك الناحية من أهلها أو غيرهم لزمه اعتبار ميقات أهل تلك الناحية وهل له تجاوزه إلى محاذاة ميقات ناحيته الأصلية إذا كانت محاذاتها بعده فيه خلاف للمالكية مشهور، ومن علم أن كل نقطتين في الفراغ متحاذيتين يمكن الوصل بينهما بخط مستقيم، لاحظ أن تقييد ذلك بغير جهة المَقْدَم، وبعد القادِم من مكة باعتبار ما يحاذيه فيه نوع تحكم، والله أعلم.
خامساً: من قال بإمكان عدم المحاذاة فإما أنه بنى القول على منع اعتبار المحاذاة في البحر وكذا الهواء، أو قال به لكنه لم يتصور أماكن المواقيت من مكة تصوراً دقيقاً، أو حد للمحاذاة حداً خاصاً به قد يختلف.
سادساً: أرفق في ردي اللاحق -إن شاء الله- بعض الصور المذكورة في هذا الرد توضح شيئاً مما قيل هنا.
والله يحفظكم وأسأله أن يفتح علي وعليكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/395)
ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 12 - 09, 05:38 م]ـ
الأشكال
1
2
3أ
3ب
3ج
بالترتيب:
ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 12 - 09, 05:43 م]ـ
وهذه الأخيرة 3 - د:
مرفقة
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[15 - 12 - 09, 09:31 ص]ـ
سيدي الشيخ حارث همام
أشكرك جزيل الشكر على اهتمامك بالموضوع وإثرائك البالغ له
وأحمد الله أنّ أكرمني باطلاعك على الموضوع والرد عليه
وسأعود بإذن الله لبيان حجتي في نسبة القول الثالث وكلام الفقهاء الذي يسنده موضحا على الخرائط بإذن الله لأن عباراتي ربما قصرت في ذلك، مما جعل فضيلتكم ينتقده بنحو قوله: (ما هكذا تخرج مذاهب الفقهاء ... مسألة لها أصول لا يرمى بها هكذا!) والعبارتان على قسوتهما عليّ لكن لعلّي المتسبب فيهما لعدم تمام عبارتي في بيان الحجة.
بالمناسبة ذكرت أن (بعض كبار مشايخنا يفسر المحاذاة بمعنى أشبه إلى ما أشرت إلى أصله في القول الثالث) وهذه غنيمة لا أفرّط فيها فمن هو الشيخ القائل -شكر الله لك-؟
ـ[محمد القحطاني]ــــــــ[15 - 12 - 09, 04:54 م]ـ
أشكركم شكرجزيل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 10 - 10, 11:33 م]ـ
للمزيد من النقاش
ـ[ابنة عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 10 - 10, 12:02 ص]ـ
أحسن الله إليكم ..
تكلم الشيخ: عبد الله بن حمد السكاكر - حفظه الله - حول هذه المسألة في دروسه حول: " نوازل الحج "
وهي موجودة مُفرّغة على هذا الرابط:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/1210/1573/
وكان من ضمن مسائله هذه المسألة ..
هل جدة ميقات: أو لا؟
وهذه المسألة قد تكون نازلة باعتبار أن جدة لم تكن على عهد النبي - صلى الله علية وسلم - كما هي الآن مدينة مأهولة وعامرة، وباعتبار أيضًا أن الناس إلى عهد قريب كان كثير منهم يأتي إلى الحج عن طريق البر، وحتى الذين يأتون عن طريق البحر، كانوا ربما ينزلون عن طريق "ينبع"، أو عن طريق الشعيبة، وهذه كلها لا إشكال، فالذي يأتي مِن ينبع يُحرِم من ذي الحُلَيْفة، أو من الجُحْفَة، والذي يأتي من الشعيبة يُحرِم من يَلَمْلَم. أما في هذه الأزمنة، فأنتم تعرفون أن أكثر من نصف الحجاج يأتي عن طريق جدة، إما عن طريق الطيران، أو عن طريق البحر، فبالنسبة إلى هؤلاء، هل نقول لهم: إن جدة ميقات بحيث إن الواحد منهم لا يُحرِم حتى يصل إلى جدة وينزل فيها، ثم بعد ذلك يُحرِم؟ أم نقول: إن الإحرام واجب عليهم قبل أن يصلوا إلى جدة؟
قبل أن نبحث هذه المسألة، يَحسُن بنا أن نحرر محل النزاع؛ حتى نعرف ما هو متفق علية، وما هو مختلف فيه من هذه المسألة. فنقول: إن أهل العلم أجمعوا على أن أهل جدة، والمقيمين في جدة، وحتى الطارئين على جدة؛ لكنهم ما أنشؤوا نية النسك من حجٍ أو عمرة إلا وهم في جدة، أن هؤلاء جدة بالنسبة لهم ميقات، فأهل جدة مثلاً إذا أراد الواحد منهم أن يعتمر، فبإجماع أهل العلم أنه يُحرِم من بيته في جدة، وحتى القادمين عليها من الآفاق. افترض أن إنسانًا من مصر وضيفته في جدة، فسكن جدة؛ فإنه إذا أراد أن يعتمر أو يحج يُحرِم من جدة. هذا يإجماع أهل العلم، حتى غير المقيم فيها إذا جاء إليها، ثم أنشأ النية في جدة؛ فإن ميقاته جدة بإجماع أهل العلم. إذًا هؤلاء لا يدخلون في محل النزاع، فجدة بالنسبة لهم ميقات بالإجماع.
إذًا محل النزاع الذي نريد أن نبحثه - أيها الإخوة - هو من يأتي إلى جدة، وهو في نيته أن يحج أو يعتمر قبل أن يصل إلى جدة؛ كمن يسافر مثلاً مِن بريدة إلى جدة وهو ينوي الحج أو العمرة، أو يأتي من مصر، أو يأتي من العراق، أو من الباكستان، أو من المغرب، أو من أي بلد، يأتي إلى جدة، وهو من حين أنشأ السفر ينوي الإحرام بالحج أو العمرة، فهذا مِن أين يُحرِم؟ وهل تعد جدة بالنسبة له ميقاتًا أو لا؟
الذي يأتي إلى جدة وهو في نيته الإحرام، إذا مر فوق أحد المواقيت؛ كأن يمر فوق قَرْنِ المَنَازِل أو السيل الكبير الآن، أو فوق ذي الحليفة، أو فوق الجحفة، أو فوق يلملم، فإذا أحرم فوق الميقات، أو من محاذاة الميقات الذي يمر عليه، فهذا لا شك أنه أبرأ لذمته وأسلم له؛ لأنه يكون قد خرج من الخلاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/396)
الذي يمر على ميقات من المواقيت، في الجو أو في البر أو في البحر، فيحرم من الميقات الذي يمر عليه قبل أن يصل إلى جدة، فإن هذا يخرج من خلاف أهل العلم، ومن النزاع، ويسلم من التأثُّم على قول بعض أهل العلم. لكن نأتي إلى أحد رجلين: إما شخص يأتي إلى جدة ولم يمر بميقات من المواقيت، ولا بما يحاذيه، أو أنه مرَّ بميقات؛ ولكنه أراد أن يحرم من جدة. افترض أن إنسانًا خرج من عندنا، من هنا من بريدة، وهو يريد أن يذهب إلى العمرة، وقال أنا أريد أن أحرم من جدة، فهل يجوز لي ذلك أم لا يجوز؟ هذه هي مسألتنا فهذا بالتأكيد أنه سيمر فوق ذي الحليفة، أو قرن المنازل، أو الجحفة؛ لكنه يريد أن لا يحرم إلا من جدة. فهل يجوز له أن يحرم من جدة أم لا؟ أهل العلم اختلفوا في هذه المسألة على أربعة أقوال:
* القول الأول: قالوا إن جدة ليست ميقاتًا لأحد. ليست ميقاتًا إلا لمن ذكرناهم في المسألة المُجمَع عليها قبل ذلك، وهم أهلها والمقيمون فيها، أو مَن لم ينوِ العمرة أو الحج إلا فيها. أما القادم عليها بنيَّة العمرة، فإنها ليست ميقاتًا له، وبالتالي فإن مَن تجاوز الميقات قبل أن يحرم؛ فإنه آثم، وهل عليه فدية أو لا؟ هذه مسألة خلافية بين أهل العلم، واستدلوا بأن جدة لم يوقِّتْها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليست محاذية لأقرب المواقيت إليها؛ فإن يَلَمْلَمَ أقرب المواقيت إليها، ويلملم تبعد عن مكة أكثر من تسعين كيلو متر، وجدة لا تبعد أكثر من سبعين كيلو متر.
* القول الثاني: قالوا إن جدة ميقات لمن يأتي من جهة الغرب عنها، وهم الذين يأتون من شمال السودان، أو من جنوب مصر، فهؤلاء الذين يأتون من هذا الاتجاه؛ يعني من جهة الغرب لا يمرون بميقات من المواقيت، وبالتالي فإن جدة تعتبر ميقاتًا لهم، أما من عدا هؤلاء فليست ميقاتًا له، وبالتالي إذا تجاوز الميقات ولم يحرم منه؛ فإنه آثم.
* القول الثالث: قالوا إن جدة ميقات لمن قَدِمَ إليها عن طريق الجو أو عن طريق البحر، أما من جاء عن طريق البر فليست ميقاتًا له؛ وإنما ميقاته ما قبلها من المواقيت، أما الذي يأتي من البحر أو من الجو فجدة تعتبر ميقاتًا له. هذا هو القول الثالث في هذه المسألة، وحُجة أصحابه أن جدة ليست محاذية؛ ولكن لمشقة إحرام الناس في الطائرة والباخرة، ولأن الحرج مرفوع؛ فيجوز لهم الإحرام من جدة.
* القول الرابع: يقول إن جدة ميقات فرعيٌّ لكل مَن أتى إليها من الجو أو البحر أو حتى من البر، فهي ميقات فرعي، وحينما نقول ميقات فرعي؛ لأن المواقيت التي وقَّتها النبي - صلى الله عليه وسلم - معروفة، أربعة، وزاد عمر - رضي الله عنه – خامسًا، وما عدا ذلك فهو ميقات فرعي، كما سنبيِّنه الآن. هذا هو القول الرابع في هذه المسألة، وهو أوسع هذه الأقوال، أن جدة ميقات لكل مَن أتى إليها. لو أردنا - أيها الإخوة - أن نستعرض أدلةَ كلِّ قولٍ من هذه الأقوال، لطال بنا المقام واتسع، ولكننا سننظر في هذه المسألة باعتبار أن ملايين من المسلمين يأتون إلى جدة عن طريق البحر، أو عن طريق الجو، وهؤلاء منهم الجاهل، ومنهم من له أحد يفتيه، ومنهم من لم يعلم حتى وصل. فهؤلاء إذا جاؤوا إلى جدة وأحرَمُوا منها، أو قيل لهم لا تحرِمُوا إلا من جدة، أو وصلوا إلى جدة وقيل لهم ليست ميقاتًا، أو نحو ذلك. هؤلاء ما حُكْمهم؟ الذين يقولون بأن جدة ميقات لكل من أتى إليها عن طريق البر أو البحر أو الجو، هؤلاء قالوا إن جدة تعتبر محاذية لميقات يلملم، وإذا كانت محاذية لهذا الميقات فإنها تكون ميقاتًا فرعيًّا، فمَن أتى إليها فإنها ميقاته؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((هن لهن، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن))، فمن أتى عليها من غير أهلها أصبحت ميقاتًا له، وقبل أن نتبين هل جدة فعلاً محاذية ليلملم؟ نتبين بعض الأمور: أولها ما معنى المحاذاة؟ المحاذاة: هي التي وردت في حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في صحيح البخاري، فإن أهل العراق، لما فتح العراق، جاؤوا إلى عمر- رضي الله عنه – فقالوا: "يا أمير المؤمنين، إن قرنًا جور عن طريقنا - يعني قرن المنازل، الذي هو السيل الكبير الآن بعيد عن طريقنا، ويشق علينا - وإن ذهبنا إليه شق علينا"، فقال عمر - رضي الله تعالى عنه -: "انظروا حذوه من طريقكم - يعني انظروا ما يحاذي قرن المنازل من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/397)
طريقكم –"، ثم وقَّت لهم - رضي الله تعالى عنه - ذات عِرْقٍ. وذات عرق تقع تقريبًا إلى جهة الشمال من قرن المنازل على طريق الحاج العراقي قديمًا. أخذ من ذلك أهلُ العلم أن كل إنسان يأتي إلى الحرم من طريق، لا تمر بإحدى النقاط التي وقَّتها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي ذو الحليفة والجحفة ويلملم وقرن المنازل، أن كل من أتى من غير هذه الطرق، أنه يحرم إذا حاذى أقرب هذه المواقيت.
فما معنى المحاذاة؟ كثير من الناس يتبادر إلى ذهنه أن المحاذاة هي أن الإنسان يخط خطوطًا بين المواقيت الأربعة، ثم إذا وصل إلى هذا الخط يعتبر محاذيًا للميقات الذي يليه، ويكون هذا محل إحرامه؛ والحقيقة أن المحاذاة ليست بهذا المفهوم، فالمحاذاة عند عامة أهل العلم هي أن الإنسان إذا أتى من طريق، لا يمر على ميقات من المواقيت التي وقَّتها الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنه ينظر إلى أقرب ميقات من المواقيت التي وقَّتها الرسول - صلى الله علية وسلم - إليه، فإذا كان مثلاً أقربها ذا الحليفة ينتقل إلى الخطوة التالية، وهي أنه ينظر كم المسافة بين الميقات القريب، وهو ذو الحليفة، وبين الحرم؟ فإذا كان في نقطة بينه وبين الحرم مثلها، فإن هذا هو ميقاته، فإذا قلنا مثلاً إن ذا الحليفة بينه وبين مكة أربعمائة كيلو متر، فجاء إنسان مثلاً من جهة مهد الذهب، قلنا أقرب المواقيت إليك ما هو؟ قال أقرب المواقيت إليَّ هو ذو الحليفة، نقول له انظر إذا كنت في نقطة بينك وبين مكة أربعمائة كيلو، فهذا هو ميقاتك، هذا هو معنى المحاذاة. المحاذاة - كما قلت لكم - أن تنظر إلى أقرب المواقيت الأصلية، التي وقَّتها النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث إليك، فتنظر المسافة بين هذا الميقات وبين مكة، فإذا كنت أنت في مكان، بينك وبين مكة مثلُ المسافة التي بين هذا الميقات وبين مكة، فأنت حينئذ في المحاذاة، فلو نظرت مثلاً إلى ذات عرق لوجدت أن المسافةَ التي بينها وبين قرن المنازل أقربُ من المسافة التي بينها وبين ذي الحليفة، إذًا هي محاذية لقرن المنازل. ثم تنظر المسافة بين قرن المنازل ومكة، هي المسافة نفسها التي بين ذات عرق وبين مكة، هذا معنى المحاذاة.
نرجع الآن إلى جدة. فنقول العملية الأولى: ما هي أقرب المواقيت إلى جدة؟ جدة بين ميقاتين بين الجحفة وبين يلملم. الجحفة ميقات أهل الشام ومصر، ويلملم ميقات أهل اليمن. فجدة بين هذين الميقاتين؛ لكنها كما هو معروف أقرب إلى يلملم، وإذًا إذا أردنا أن ننظر هل تكون جدة محاذية ليلملم؟ نقول يجب أن ننظر كم المسافة التي تكون بين يلملم وبين مكة؟ فإذا كانت المسافة بين جدة وبين مكة هي نفس المسافة، قلنا أن جدة ميقات. يلملم في موقع الميقات الموجود الآن الذي يسمى السعدية، أو الذي على طريق الساحل، المسافة بينه وبين الحرم مسافة كبيرة، المسافة بحدود ستة وتسعين كيلو متر (96 كم)، وجدة بينها وبين مكة ما يصل إلى ستين (60) أو خمسة وستين كيلو متر (65 كم)، إذًا كيف قال أصحاب هذا القول إن جدة ميقات، وأنها محاذية ليلملم؟! أقول لكم أولاً ما هي يلملم؟ ثبت كما في الصحيحين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقَّت لأهل اليمن يلملم، فما هي يلملم؟ اختلف أهل العلم في يلملم. قد رجعتُ إلى كثير من كتب البلدان والأماكن والبقاع واللغة، فوجدت أن مِن أهل اللغة مَن يقول إن يلملم جبل، ومنهم من يقول إنها وادٍ. والذي يظهر لي - والله سبحانه وتعالى أعلم - أن يلملم جبل ووادٍ جميعًا، ولهذا تجد بعض أهل العلم يقول إنها جبل، وبعضهم يقول إنها وادٍ، والذين قالوا إنها وادٍ كثيرون من أهل العلم، فقد ذُكِر ذلك في "معجم البلدان" وفي كتاب أُلِّف حديثًا، تكلم عن المواقع التي وردت في السيرة، كلهم قالوا يلملم عبارة عن وادٍ، فإذا نظرنا إلى هذا الوادي الذي هو يلملم، نجد أن هذا الوادي تمتد أصوله وأعاليه من أعلى جبال تهامة، أعلى جبال السروات، فهو في أعلاه يكون تقريبًا على شكل سبعة، له أصلان أحدهما ينحدر تقريبًا من منطقة الشفا بالطائف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/398)
والثاني يقع شمالاً عنه بحدود عشرة كيلو مترات في بلاد هذيل، ثم ينزل هذا الوادي، ثم يجتمع هذان الواديان في وادٍ واحد، فيمر في يلملم التي كانت ميقاتًا عصورًا طويلة، ثم تقريبًا بحدود الأربع مائة والألف هجرية خرج طريق الساحل مما يلي الليث والشعيبة تقريبًا، وكان قريبًا من الساحل، فنُقِل الميقات أو انتقل الناس وبدؤوا يُحرِمون من مسجدٍ أقيم على هذا الطريق في أسفل هذا الوادي. الوادي هذا ينطلق تقريبًا من الشمال الشرقي ويتجه إلى الجنوب الغربي بهذا الشكل، ولهذا حتى الذين نقلوا الميقات من موقعه الأول إلى موقعه الجديد على الطريق الساحلي نظروا إلى الوادي، فإنك لو تأملت الميقات الجديد وجدته أبعد من الميقات القديم، فلو كان في المحاذاة لوضعوه في موضعٍ تكون المسافة واحدة، لكنهم نظروا إلى الوادي، فالوادي ينزل حتى يقطع الطريق الجديد طريق الساحل، فجعلوا الميقات على تقاطع طريق الساحل مع هذا الوادي. وهذا الوادي ممتد؛ كأن النبي النبي - صلى الله عليه وسلم - جعله ميقاتًا لكل مَن أتى من أهل اليمن عن طريق تهامة؛ إن أتى من أسفل فهو من طريق الساحل الآن، أو من أعلى فمن الذي كان الناس يحرمون منه سابقًا، ومن أتى من أعلى فإنه يحرم من أصول هذا الوادي ومن أعاليه. فهذا الوادي الذي هو يلملم لا شك أنه أقرب المواقيت إلى جدة، فإذا نظرنا إلى أعالي هذا الوادي - كما قلت لكم - أعلى هذا الوادي واديان؛ أحدهما قريب من منطقة الشفا بالطائف، وهذه المنطقة التي هي طرف الوادي من هنا، بينها وبين مكة بحدود ستين كيلو متر (60 كم)، وإذا أتينا إلى الفرع الشمالي منه الذي في بلاد هذيل، فإن المسافة بينه وبين الحرم لا تزيد على خمسين كيلو متر (50 كم)، فأهل العلم الذين قالوا بأن جدة ميقات، وأنها محاذية ليلملم، نظروا إلى أقرب نقطة من يلملم وقاسوا المسافة بينها وبين الحرم، ثم نظروا إلى المسافة بين جدة وبين الحرم، فوجدُوا أن المسافتين متساويتان؛ بل إن أوسط جدة وغرب جدة أبعد من أصول و أعالي وادي يلملم عن الحرم، وبناء على ذلك قالوا إنها تُعَدُّ محاذية ليلملم، وبالتالي فإنها ميقات من المواقيت. إذا قلنا إنها ميقات من المواقيت، وهذا القول هو الذي يظهر لي - والعلم عند الله سبحانه وتعالى - أنها ميقات فرعي؛ لمحاذاتها لوادي يلملم في أعاليه. فننتقل إلى مسألتين هما آخر المسألة.
* المسألة الأولى هي: إذا قلنا إن جدة ميقات فرعي، فالذي يأتي من جهة البحر مثلاً من السودان أو من مصر أو نحو ذلك، يأتي إلى جدة، هذا لا إشكال فيه؛ لأن هذا الميقات هو أول ميقات يصل إليه، فحينئذ يُحرِم منه، ولا خلاف بين مَن يقول هذا القول في أنه قد أحرم من الميقات، وأنه ليس عليه شيء أمام الله - سبحانه وتعالى - وأنه أحرم من الميقات الفرعي المقيس على الميقات الذي وقَّته رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكن الإشكال هو في أمثالنا مثلاً، من يأتي مثلاً من القصيم أو من الرياض أو من الشام أو من اليمن، فيأتي عن طريق الطائرة مثلاً أو عن طريق السيارة، فيتجاوز قرن المنازل ويذهب إلى جدة، أو يتجاوز ذا الحليفة أو يتجاوز الجحفة ويذهب إلى جدة، ويقول لن أحرِم إلا من جدة، فما حكم هذا؟ أهل العلم يبحثون هذه المسألة في مسألة حُكْم تجاوز الميقات إلى ميقات آخر. يعني افترض أنك أنت مِن أهل المدينة، وأردت أن تعتمر، وقلت لن أحرم من ذي الحليفة ميقات أهل المدينة، وسأذهب إلى الجحفة فتعتمر من هناك، ما حكم هذا عند أهل العلم؟ المسألة فيها قولان عند أهل العلم: أكثر أهل العلم يقولون لا يجوز أن يتجاوز الإنسان ميقاتًا إلى ميقاتٍ آخر. وهذا يقول به كثير من أهل العلم، وعلى هذا مَن يذهب مِن هنا على الطائرة لا يجوز له أن يحرم من جدة؛ بل يجب عليه أن يحرم إذا حاذى السيل، أو حاذى ذا الحليفة، أو حاذى الجحفة، ولا يجوز له أن يتجاوز ذلك إلى الميقات الآخر وهو جدة، هذا هو القول الأول. واستدلوا لذلك بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه المواقيت: ((هن لهن، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن))، فإن من يأتي على أي ميقات من المواقيت، سواء كان من أهله أو من غير أهله، فإنه لا يجوز له أن يتجاوز إلا بإحرام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/399)
ومن أهل العلم، وهو منسوب إلى الإمام مالك وأبي حنيفة و أبي ثور، وهو قبل ذلك مروي عن عائشة - رضي الله عنها - مَن يقول إنه يجوز تجاوز الميقات إلى ميقات آخر. فإنه قد ذكر أهل العلم أن عائشة - رضي الله عنها -كانت مقيمة في المدينة، فكانت إذا أرادت أن تعتمر أحرمت من الجحفة، وإذا أرادت أن تحج أحرمت من ذي الحليفة، فإذا أرادت أن تعتمر فلا شك أنها تجاوزت ذا الحليفة إلى الجحفة، وثبت أيضًا في الصحيحين من حديث أبي قتادة - رضي الله عنه - أنه خرج مع المسلمين عام الحديبية، فالمسلمون أحرموا من ذي الحليفة، وأبو قتادة - رضي الله تعالى عنه - ما أحرم من ذي الحليفة، فالموفَّق بن قُدَامَة يقول إنه أحرم من الجحفة، فيكون أبو قتادة - رضي الله تعالى عنه - أيضًا مثل عائشة، تجاوز ميقاتًا إلى ميقاتٍ آخر. وأيضًا يمكن أن يُستدل لأصحاب هذا القول بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((هن لهن، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن))، فإذا أتيت إلى جدة، وإن كانت جدة ليست ميقاتًا لك، إلا أنك إذا أتيت من جهتها تصبح ميقاتًا لك، والذي يظهر لي - والله سبحانه وتعالى أعلم - أن هذا القول هو الراجح؛ لأنه بالنظر إلى هذه المواقيت، نلاحظ أن هذه المواقيت جعلها الله - سبحانه وتعالى - حرمة للبيت الحرام، تعظيمًا لهذا البيت، فإن الله - عز وجل - جعل لبيته الحرام وللكعبة المشرفة ثلاث حرمات:
"حرمة المسجد، وحرمة الحرم، وحرمة المواقيت"، فأنت لو وضعت نقاطًا على كل منطقة - سواء كانت ميقاتًا أصليًّا أو فرعيًّا - لوجدت أنها تحيط بالحرم من كل جوانبه، فهي كما إذا أتيت هذا المسجد، فإذا دخلت مع هذا الباب، وتريد أن تخرج مع هذا الباب، ثم ترجع مرة أُخرى، هل نقول صلِّ تحية المسجد الآن أم إذا رجعت؟ نقول صلِّ تحية المسجد إذا أردت أن تجلس ولو مررت بالمسجد. فنحن نقول لمن دخل في حدود المواقيت ثم خرج أنه لم يُرِد الحج والعمرة في هذا الدخول، وبالتالي فإنه لا يجب عليه الإحرام؛ حتى يدخله مرة أُخرى بنيَّة الحج أو العمرة، تمامًا كما لو أن إنسانًا ذهب من هنا وهو يريد أن يمر بالمدينة، ويصطاف بالطائف لمدة أسبوع، ثم يرجع ويعتمر، ومن حين خرج من هنا وهو يريد العمرة؛ لكنه ما أرادها في الدخول الأول، دخل حدود المواقيت ثم خرج، ثم يريد أن يرجع مرة أُخرى، فهذا - والعلم عند الله سبحانه وتعالى - يجوز أن يتجاوز الميقات الأول إلى الميقات الثاني؛ لأنه لا يعتبر مُخلاًّ بهذا البيت إن دخل وخرج، ولا شك أن تأثيم ملايين المسلمين ليس من مقاصد الدين، ولا من أهداف الشريعة، فما دام أن الأمر يحتمل، وأن المسألة ليس فيها تجاوز لكتاب الله ولا لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تجاوزًا صريحًا، وأن هذا له مسوِّغ من كلام أهل العلم؛ فإنه لا معنى أن نذهب للقول الأشد، أو حتى الأحوط؛ لأن الأحوط أحيانًا يكون فيه حرج على مئات الملايين من المسلمين، الذين يأتون في كل عام للحج والعمرة.
* المسألة الثانية هي: هل جدة كلها ميقات أم لا؟ تعرفون أن جزءًا كبيرًا من الحجاج الآن ينزل في مطار الملك عبدالعزيز، فهل نقول إن مطار الملك عبدالعزيز ميقات؟ وجزء كبير ينزل في ميناء جدة الإسلامي. مدينة جدة واسعة جدًّا وطويلة، تمتد على البحر ما يقرب من سبعين كيلو متر، وبناء على هذا القول الذي أراه - والعلم عند الله سبحانه وتعالى – راجحًا؛ فإن جدة ليست كلها ميقاتًا، فمطار الملك عبدالعزيز ليس ميقاتًا، ولا يجوز لمن ذهب إلى جدة أن يحرِم من المطار؛ لأنه بالنظر إلى مطار جدة نجد أن بينه وبين الجحفة أقرب من المسافة بينه وبين يلملم، وقد قلنا في المحاذاة: إن المحاذاة أن تنظر إلى أقرب الميقاتين إليك، فبالنسبة إلى شمال جدة والمطار فإن الجحفة أقرب من يلملم، وبالتالي لا تكون محاذية حتى تكون المسافة بينها وبين الحرم كالمسافة بين الجحفة وبين الحرم، وإذًا فبناء على هذا القول الذي يعتبر ميقاتًا هو وسط وجنوب جدة، هذا هو الذي يعتبر ويعد ميقاتًا، بناء على هذا القول فالميناء الإسلامي وأوسط جدة وجنوب جدة وغرب جدة، هذا كله يعد ميقاتًا. وقبل أن أختم هذه المسألة فإني أقول إن هذه المسألة من المسائل الكبيرة والمهمة، التي تعم بها البلوى، والتي وردت فيها فتاوى كثيرة، ودرسها مَجمَع الفقه الإسلامي، وبحثها غير واحد من أهل العلم وطلابه، ومن أحسن من بحث هذه المسألة هو الشيخ عدنان العرعور -حفظه الله تعالى- في كتاب أو رسالة سماها "أدلة إثبات أن جدة ميقات"؛ لكني أقول إن هذه المسألة تحتاج إلى مزيد بحث، والذي أراه و أشير به وأدعو إليه، هو أن الجهات المختصة وولاة الأمر يُكلِّفون عددًا من طلبة العلم، ممن يرى هذا الرأي ويرى أن جدة ميقات، ويكلفون معهم عددًا من المختصين بعلم الجغرافيا، الذين عندهم القدرة والخبرة على قراءة الخرائط وقراءة الصور الجوية، وأن يجتمع هؤلاء ثم يبحثوا هذه المسألة بحثًا شرعيًّا، وينزلونها على الواقع، ويضعون المعالم لما يُعدُّ من جدة ميقاتًا، وما لا يعد منها ميقاتًا، ثم تعرض هذه المسألة وهذا البحث على هيئة كبار العلماء للنظر فيه، فإذا أقر فإنه ينزل على الواقع، وتوضع علامات في جدة للمواقيت، وأيضًا يستحسن أن يوضع في جدة - كما وضع في سائر المواقيت - مسجدًا يكون علامة على الميقات، بحيث إن الناس يُحرِمون منه، مَن أتى من طريق المطار أو من البحر أو من غيره، فيكون هذا مَعْلَمًا وميقاتًا مثل المساجد التي أقامتها الدولة - بارك الله فيها - في بقية المواقيت، هذا ما يسر الله - سبحانه وتعالى - وفتح به في هذة المسألة، أسأل الله - سبحانه وتعالى - السداد والتوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/400)
ـ[ابنة عبد الرحمن]ــــــــ[27 - 10 - 10, 02:26 ص]ـ
،،
قال الشيخ عبد العزيز الطريفي - حفظه الله -:
" وجدة ميقات على الصحيح؛ لأنها مُحاذية "
//
يُنظر: صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم " شرح حديث جابر " / ص 62 ..
//(119/401)
الدعاء بـ (فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم).
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 03:07 م]ـ
السلام عليكم.
قد دعا موسى عليه السلام على فرعون ومَلئه قائلا: (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم).
فهل يعني هذا أنه يجوز للإنسان أن يدعو على ظالم مجرم بألا يهديه الله إلا بعد أن يُنزل به عذا با أليما؟ أم أن حالة فرعون حالة خاصة لا يجوز القياس عليها؟
والسلام عليكم.
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 02:21 م]ـ
للرفع، رفع الله قدركم.
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[24 - 11 - 09, 04:43 م]ـ
في تفسير القرطبي ما نصه:
وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ بَعْض النَّاس هَذِهِ الْآيَة، فَقَالَ: كَيْفَ دَعَا عَلَيْهِمْ وَحُكْم الرُّسُل اِسْتِدْعَاء إِيمَان قَوْمهمْ؟!
فَالْجَوَاب أَنَّهُ لَا يَجُوز أَنْ يَدْعُو نَبِيّ عَلَى قَوْمه إِلَّا بِإِذْنٍ مِنْ اللَّه، وَإِعْلَام أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُؤْمِن وَلَا يَخْرُج مِنْ أَصْلَابهمْ مَنْ يُؤْمِن.
دَلِيله قَوْله لِنُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَام: "إِنَّهُ لَنْ يُؤْمِن مِنْ قَوْمك إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ" [هُود: 36] وَعِنْد ذَلِكَ قَالَ: "رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْض مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا" الْآيَة [نُوح: 26]. وَاَللَّه أَعْلَم.
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 07:14 م]ـ
شكرا جزيلا لك أخي الكريم، وجزاك الله خيرا.
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[24 - 11 - 09, 07:37 م]ـ
يقول المفسرون: بين الدعاء والاجابة 40 سنة ... !!!!!!!!!!
قال قد أجيبت دعوتكما .. !!!!!!! المطلوب: فاستقيما ولاتتبعان سبيل الذين لايعلمون ...
الآن مطلوب منا بعد الدعاء الاستقامة ... !!!!!!!!!
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 06:54 م]ـ
الأخ الكريم صالح: لقد كان السؤال:
هل يجوز لنا مثل هذا الدعاء من الأساس؟؟
ـ[محمود المحلي]ــــــــ[03 - 12 - 09, 03:15 م]ـ
لقد وجدت الآتي في موقع (الإسلام سؤال وجواب):
قد يشتبه على بعض الناس دليلان، في ظاهرهما الدلالة على جواز الدعاء على الظالم بالإثم والمعصية.
أحدهما: من القرآن الكريم، وذلك في حكاية الله عز وجل عن موسى عليه السلام دعاءه على فرعون وقومه وفيه: (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ) يونس/88
فالجواب عن هذا بأن يقال إن دعاء موسى جاء بعد علمه بوحي من الله تعالى أن قوم فرعون لا يؤمنون، ولو جاءتهم كل آية ومعجزة، وليس فيه الدعاء مطلقا على كل كافر أو ظالم بطمس القلب واليأس من الإيمان والتوبة.
يقول ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (4/ 290):
" (وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ) قال ابن عباس: أي اطبع عليها، (فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ) وهذه الدعوة كانت من موسى عليه السلام غضبًا لله ولدينه على فرعون وملئه الذين تبين له أنه لا خير فيهم، ولا يجيء منهم شيء، كما دعا نوح عليه السلام فقال: (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلا فَاجِرًا كَفَّارًا) " انتهى.
ويقول القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (8/ 375):
" وقد استشكل بعض الناس هذه الآية فقال: كيف دعا عليهم، وحُكْم الرسل استدعاء إيمان قومهم؟
فالجواب: أنه لا يجوز أن يدعو نبي على قومه إلا بإذن من الله، وإعلام أنه ليس فيهم من يؤمن ولا يخرج من أصلابهم من يؤمن، دليله قوله لنوح عليه السلام: (إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن) وعند ذلك قال: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) " انتهى.
ويقول الشيخ أحمد النفراوي في "الفواكه الدواني" (1/ 470):
" اختلف في جواز الدعاء على المسلم العاصي بسوء الخاتمة.
قال ابن ناجي: أفتى بعض شيوخنا بالجواز، محتجا بدعاء موسى على فرعون بقوله تعالى حكايةً عنه: (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ) يونس/88
والصواب عندي أنه لا يجوز، وليس في الآية ما يدل على الجواز؛ لأنه فرق بين الكافر المأيوس من إيمانه كفرعون، وبين المؤمن العاصي المقطوع له بالجنة إما ابتداءً أو بعد عذابٍ " انتهى.
الثاني: حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه، في قصة شكاية أهل الكوفة سعد بن أبي وقاص إلى عمر، وقيام ذلك الرجل في المسجد واتهامه لسعد بتهم عدة قال:
(قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللَّهِ لأدْعُوَنَّ بِثَلاَثٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا كَاذِبًا قَامَ رِيَاءً وَسُمْعَةً فَأَطِلْ عُمْرَهُ، وَأَطِلْ فَقْرَهُ، وَعَرِّضْهُ بِالْفِتَنِ.
وَكَانَ بَعْدُ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ مِنْ الْكِبَرِ، وَإِنَّهُ لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ)
رواه البخاري (755)
فظن بعض الناس أن سعدا دعا عليه بالمعصية والإثم، ولكن الصواب أنه دعا عليه بتعرضه للفتن والبلايا والمحن في الدين والدنيا – كما قال: " وعرضه بالفتن " - والفتنة لا تعني المعصية، ولكنها تعني الشدة التي قد توقع في المعصية إن لم يصبر عليها، وهذا ما حصل.
يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 241):
" وفيه جواز الدعاء على الظالم المعين بما يستلزم النقص في دينه، وليس هو من طلب وقوع المعصية، ولكن من حيث إنه يؤدي إلى نكاية الظالم وعقوبته " انتهى.(119/402)
سؤال عن عدة المرأة المتوفى عنها زوجها ...
ـ[الروميصاء السلفية]ــــــــ[20 - 11 - 09, 04:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل عدة المرأة المتوفى عنها زوجها تحسب بالتقويم الهجري أم الميلادي؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[20 - 11 - 09, 04:50 م]ـ
الأصل في حساب الشهور للمواقيت الشرعية أن تكون بالأشهر العربية التي كانت معهودة وقت التشريع ... والتقويم الهجري يعتمد الأشهر العربية ... فهو المعتمد في حساب الـ "أربعة أشهر وعشرا".
والله أعلى وأعلم.
ـ[الروميصاء السلفية]ــــــــ[20 - 11 - 09, 05:37 م]ـ
بارك الله فيكم أختي الباحثة عن الأصول وزادكم الله من فضله ...(119/403)
الترغيب في فعل الخيرات بأحاديث موضوعات
ـ[أبو محمد الوهبي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 04:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كثير منا يحب فعل الخير ويحب أن يفعل الناس الخير
وهذا أمر جميل جداً بل ضروري وفي غاية الأهمية قال الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (104) سورة آل عمران.
فهو أمر مهم جداً ومن ساهم فيه فقد ساهم في أمر عظيم.
لكن البعض لا يحسن هذا فيحسن بأخيه المسلم أن ينبهه على ذلك ويرشده إلى ما هو أقوم وأفضل.
ومن ذلك الدعوة إلى فعل الخيرات والترغيب في فعلها بالأحاديث الموضوعة - والمراد بالحديث الموضوع أي المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم- فنرى كثيراً من الناس يتساهلون في ذلك جداً ويذكرون أحاديث يعلم أنها موضوعة بمجرد قراءتها والنظر فيها، وهذا أمر بالغ الخطورة لأن فيه كذب على الناس وتشويش عليهم إذ غلباً نجد هذه الأحاديث إن لم يكن جميعها تحتوي على معلومات مغلوطة وأحكام خاطئة سواء كانت تاريخية أو شرعية أو عقدية.
وأخطر من هذا أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ) (رواه البخاري ومسلم) وهذا تهديد عظيم وزجر شديد عن الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم،
ولا تقل أنا لم أكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وإنما نقلت هذه الكذبة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ حَدَّثَ عَنِّى بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ» (رواه مسلم في مقدمة صحيحه والترمذي وابن ماجة)،
ولا تقل إنما أردت النصيحة للناس وأن يعملوا الخير وسواء في ذلك عندي أن يكون الحديث صحيحاً أو ضعيفاً أو موضوعاً فإن هذا لا يشفع لك ولا يفيدك شيئاً لأنه لا يخرجك من مدلول الحديث الثاني ولأنه كذب على الناس والكذب محرم بلا شك وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح لكم فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) (رواه الترمذي وقال: حسن صحيح وصححه الألباني) وفي هذا الحديث دلالة على المراد،
ولا تقل معرفة الحديث الصحيح من الضعيف والموضوع صعب علي وعسر جداً فإن هذا غير صحيح إذ الآن تحصيل العلم سهل والحمد لله فبإمكانك البحث في الكتب الموجودة عندك في المنزل وإن تعسر ذلك ففي الكتب المصورة أو المنقولة بكاملها والموجودة على الشبكة العنكبوتية وعلى أسواء الأحوال فبإمكانك البحث في أحد محركات البحث عن هذا الحديث أو في المواقع الموثوقة - وهذا أفضل بلا شك - مثل مواقع العلماء وغيرها الكثير الكثير,
ثم هناك أحاديث صحيحة مشهورة يعرفها الصغير والكبير وتكون غالباً دلالتها قوية وعبارتها واضحة وفيها الغنية بلا شك عن غيرها من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة فاستعمالها أولى من غيرها بلا شك.
أرجو أن تكون نصيحة مقبولة وأن ينفع الله بها كاتبها وقارئها.
تنبيه: أعلم أن هذا المنتدى أكثر ما يزوره طلبة العلم الذين لا يخفى عليهم غالباً مثل هذا الكلام لكن أردت به تنبيه من قد يغفل عنه ولأنه كثر جداً في المنتديات تناقل أحاديث موضوعة يعرف العامي قبل طالب العلم أنها مكذوبة ويساهم في انتشارها أناس كثر ما كنا نظن أنهم تنطلي عليهم مثل تلك الأحاديث فعسى أن يكون في كلامي هذا مساهمة في التوعية بخطورة مثل هذا , وجزاكم الله خيراً.(119/404)
الخاتم
ـ[صابر ريان]ــــــــ[20 - 11 - 09, 06:52 م]ـ
هل هناك مايثبت أن لبس الخاتم الفضي من السنة كم يشيع كثيرا أرجو التفاعل مع الادلة من الكتاب او السنة(119/405)
الخاتم
ـ[صابر ريان]ــــــــ[20 - 11 - 09, 06:56 م]ـ
الخاتم
هل هناك مايثبت أن لبس الخاتم الفضي من السنة كم يشيع كثيرا أرجو التفاعل مع الادلة من الكتاب او السنة
ـ[عبد المحسن الوجدي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 01:14 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21101
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 01:17 م]ـ
هناك كتاب لابن رجب الحنبلي جمع فيه أحكام الخواتيم(119/406)
بعض رموز الشاطبية في نظم من الرجز
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 07:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فهذه ابيات افادنيها شيخي العلامة محمد الأزعر بن حامد الابهمي حفظه الله تعالى أردت ان اتحفها طلبة القراءات:
أ: نافعٌ، ب: عيسى، جا: ورش، ودا= مكٍّ،وها: بزٍّ، وزا: محمدا
ح: البصري، ط: الدوري، وي: السوسي، وشام=كَ، مَ: ابن ذكوانٍ، ولامٌ: لهشام
ن عاصم، ص: شعبة، ع:حفصُ، فا=حمزة،ضا:خلف، خلاد: قفا
ور:الكسائي، س: أبو الحارث، تا:=لحفص الدوري، وللبصري أتى
انتهت الابيات
ولدي بحث حول ترتيب القراءات حسب مجموعات القراء حيث آتي بكل ما انفرد به أحد القراء عن البقية ثم أتي بما اشترك فيه اثنان ثم ثلاثة وهكذا
وبحث آخر رتبت فيه القراءات على حروف المعجم فآتي بمثلا بكلمة ملك في باب الميم و حمالة في الحاء والسحُت في السين وهزؤا في الهاء وهكذا
ولدي نظم في المتشابه اللفظي انحو فيه نحو نظم السخاوي "هداية المرتاب" أقول في مقدمته:
بسم الآله يبتدي محمد=نجل محنض قائلا اذ يحمد
الحمد لله الذي بالقلم=قد علم الانسان ما لم يعلم
وانزل الروح الأمين بالهدي =على النبي العربي أحمدا
ذكرا وقرىنا مبينا أنذرا= من كان حيا قلبه من الورى
وبعد ذي ارجوزة رمت بها=تقييد جل ما أتى مشتبها
في الذكر من لفظ يهم قيده=مكررا،نقصانُه وزيدُه
بحرف او اكثر يشكل على=حفاظ وحي الله جل وعلا
........
إلى ان اقول
فيه اقتفيت اثر السخاوي=ولم اكن لقفوه بالناوي
معْ انَّ قفو خلف للسلف=منقبة اصبو لها وأحتفي
فلم أجد "هداية المرتاب"=قبل كمال ثُلُثيْ كتابي
اتْحفني به الإمامُ المنصِفُ=محمد الحسنُ نعم المُتحِف
وهو نجل الددو المسُّومي= بحر الندى لا غرْوَ والعلوم
ألى آخر المنظومة
إنني أرجو من الاخوة المعتنين بالقراءات ان يبحثوا لي في الشبكة والمكتبات اذا كان قد صنف أحد في هذا ام لا
وأرجو موافاتي بالتعليق بعد هذه المشاركة أو على الميل
soufimahand@gmail.com
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 10:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 02:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذه مفردات من كتابي "ترتيب القراءات على مجموعات القراء"
اختص الكوفيون عن سائر العشرة بهذه الحروف:-بما كانوا يَكْذبون (البقرة) - تُظاهِرون (البقرة 85) --
-كفَّلها (آل عمران37)
تساءلون به (بالتخفيف في النساء)
عقدتْ أيمانكم (النساء بقصر العين) - تجارةً عن تراضٍ- أن يُصْلِحا (النساء) -
في الدرْك (النساء بإسكان الراء) -
-ويقولُ الذين ءامنوا (المائدة بزيادة الواو مع رفع الفعل) -
لئن أنجانا من هذه (الانعام63) -ليُضلون بأهوائهم (الانعام) - وجعلَ الليلَ سكنا (الأنعام) –
-فان يكن منكم مائة (الانفال بياء التذكير)
ليُضلوا عن سبيلك - (يونس)
يابشرى (يوسف) - نرفع درجاتٍ (يوسف) -
لا يَهدِي من يضل (النحل) -
-تزاور (الكهف بالتخفيف) - دكّاءَ (الكهف خاصةً) -
مخلَصا (مريم بفتح اللام) -)
- مهْدا (طه و الزخرف) -
وإن هذه أمتكم (المومنون بكسر همزة إنَّ)
ولم يَقتُروا (الفرقان) -
من فزعٍ (النمل) -
-لا ينفع الذين ظلموا (في الروم بياء التذكير)
سِحْران تظاهرا (القصص)
-صدَّق عليهم (سبأ بالتشديد) -
فتحت (بتخفيف التاء في الزمر والنبإ) -
قليلا ماتتذكرون (غافر58 بتاء الخطاب)
بوالديه إحْسانا (الأحقاف) -
ولا يُنزِفون (الواقعة) -
وان تَظاهرا (التحريم بالتخفيف)
ربِّ السماوات (النبإ) -
أنا صببنا (عبس بفتح الهمزة) -
فعدلك (الانفطار بالتخفيف)
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 03:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا تعديل على مشقدمة مشاركتي الماضية تاخر عن الوقت المسموح به فاحببت اضافته هنا
هذه مفردات من كتابي "ترتيب القراءات على مجموعات القراء" وهو بحث اصطنعته لنفسي اثناء الطلب سنة 1415 هـ\ 1994 م ثم رغبني شيخي احمد بن محمد فال في نشره لتعم الفائدة
وقدر الله ان يضيع الأصل ثم لا اعثر عليه الا في هذه السنة
ومنهجي فيه أني أبتدئ بما انفرد به نافع عن سائر القراء ثم ما انفرد به قالون ثم ورش ثم المكي ثم راويه البزي ثم قنبل وهلم جرا حتى اتي على جمبع الانفرادات للقراء ورواتهم
ثم اذكر ما اشترك فيه اثنان مثل نافع وابن كثير ثم ما اشترك فيه ثلاثة وهكذا حتى آتي على جميع كلمات الفرش
فلما اكملت الفرش بهذه الطريقة بدا لي ان ادرِجَ الأصول ايضا
والكتاب لم ينشر حتى الان لاني آمل من المعتنين بهذا الفن ان يوافوني بملاحظاتهم عليه ويخبروني ان كان هذا الترتيب قد طرقه قبلي احد المؤلفين
اختص الكوفيون عن سائر العشرة بهذه الحروف:
-بما كانوا يَكْذبون (البقرة) - تُظاهِرون (البقرة 85) -
تساءلون به (بالتخفيف في آل عمران) - -كفَّلها (آل عمران37)
عقدتْ أيمانكم (النساء بقصر العين) - تجارةً عن تراضٍ- أن يُصْلِحا (النساء) -
في الدرْك (النساء بإسكان الراء) -
-ويقولُ الذين ءامنوا (المائدة بزيادة الواو مع رفع الفعل) -
لئن أنجانا من هذه (الانعام63) ليُضلون بأهوائهم (الانعام) - وجعلَ الليلَ سكنا (الأنعام) –
-فان يكن منكم مائة (الانفال بياء التذكير)
ليُضلوا عن سبيلك - (يونس)
يابشرى (يوسف) - نرفع درجاتٍ (يوسف) -
لا يَهدِي من يضل (النحل) -
-تزاور (الكهف بالتخفيف) - دكّاءَ (الكهف خاصةً) -
مخلَصا (مريم بفتح اللام) -)
- مهْدا (طه و الزخرف) -
أمتكم (المومنون بكسر همزة إنَّ)
ولم يَقتُروا (الفرقان) -
من فزعٍ (النمل) -
-لا ينفع الذين ظلموا (في الروم)
سِحْران تظاهرا (القصص)
صدَّق عليهم (سبأ) -
فتحت (بتخفيف التاء في الزمر والنبإ) -
قليلا ماتتذكرون (غافر58)
بوالديه إحْسانا (الأحقاف) -
ولا يُنزِفون (الواقعة) -
وان تَظاهرا (التحريم بالتخفيف)
ربِّ السماوات (النبإ) -
أنا صببنا (عبس بفتح الهمزة) -
فعدلك (الانفطار بالتخفيف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/407)
ـ[أبو محمد الأبييري]ــــــــ[23 - 11 - 09, 12:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هلا نشرت كتبك هنا وقولكم في النظم انكم: "نجل محنض باب" هل هو الكبير ام الصغير الذي ما زال حيا
وهلا اتحفتنا ببعض مؤلفات محنض باب الكبير في النحو واللغة
بارك الله فيكم
ـ[البهناوي الشنقيطي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 03:35 م]ـ
وفيك بارك الله
من اي اولاد ابييري انت
اما انا فمن ادكبهن ولم اقل "محنض باب" بل قلت محنض فقط وهو بن سيديا بن الصوفي
اما عن نشر الكتب فاسال الله ان ييسر
فالطباعة الالكترونية ما زالت غلية عندنا فالصفحة بنصف يورو تقريبا
ولم تجبني هل الف احد في المجالين اللذين ذكرتُ
وهما معجم مفهرس للقراءات
وترتيب الفرش على مجموعات القراء ويدرج معه الاصول
ـ[أبو محمد الأبييري]ــــــــ[09 - 12 - 09, 01:43 م]ـ
وفيك بارك الله
من اي اولاد ابييري انت
ادادهس
ولم تجبني هل الف احد في المجالين اللذين ذكرتُ
وهما معجم مفهرس للقراءات
وترتيب الفرش على مجموعات القراء ويدرج معه الاصول
لا علم لي لعدم التخصص وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وفي علمكم وعملكم(119/408)
اسئلة تحتاج اجابة من اهل العلم الكبار؟؟؟
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[20 - 11 - 09, 08:41 م]ـ
لى سوالين الاول
1 - قال لى احد الكفره ان بن عباس قال متوفيك يعنى مميتك وقال لى ان هذا فى البخارى؟؟
واريد قول لابن عباس بعدم قوله بالموت بل الرفع يكون بسند صحيح
2 - هذه قصة وفد نجران اقتبست منها هذه الفقرة
قال صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أنا ربنا حى لا يموت وأن عيسى يأتى عليه الفناء؟
فى اى كتاب هذه القصة؟؟؟؟؟؟
وارجوا كتابتها هنا
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[21 - 11 - 09, 12:44 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟؟
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:22 ص]ـ
اولاً لست عالماً كبيراً كما اشترطت
و لكن بحثت لك لعلك تستفيد من هذه الروابط
حول أثر ابن عباس
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=19939
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=193973&highlight=%C7%C8%E4+%DA%C8%C7%D3+%E3%E3%ED%CA%DF
حول قصة وفد نجران
http://www.ebnmaryam.com/web/modules.php?name=News&file=article&sid=906(119/409)
أسئلة مشكلة في الحج
ـ[ابو المنذر النجدي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 10:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسئلة تحتاج الى إجابة
1_هل يجوز قلب النسك من تمتع الى قرآن أو العكس أرجو الاجابة بشي من التفصيل ومتى يبتدأ وقت القلب ومتى ينتهي
2_لو أن حاج رمى الجمرة الوسطى في يوم النحر جاهلاً أو ناسياً فماذا عليه وماذا على من فعل هذا الفعل عامداً. وماذا على من رمى بالعكس في الرمي في يوم الحادي جاهلاًأو ناسياً هل يأمر بالإعادة
3_حاج رأى الضعفة يدفعون من مزدلفة فدفع معهم وهو قوي ولكنه كان جاهلاً فماذا عليه وماذا على المتعمد.
أرجو من أحبتي التفصيل والتوضيح مع ذكر القائل إن أمكن أو العزو لتلك المسائل في مظانها
ـ[ابو المنذر النجدي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 04:19 م]ـ
الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله الله اكبر الله أكبر ولله الحمد
ارجو من الأخوة التفاعل وسرعة الإجابة(119/410)
من فوائد أ. د.ياسين بن ناصر الخطيب-حفظه الله-!!
ـ[النقاء]ــــــــ[20 - 11 - 09, 10:29 م]ـ
هذه فوائد من الشيخ أ. د. ياسين الخطيب، الأستاذ في الدراسات العليا بجامعةأم القرى، قيدتها إحدى طالباته في مرحلة الماجستير وعرضتها عليه فقرأها فاستحسنها، حملها على الرابط التالي:
http://www.4shared.com/file/156131017/5b91e5ff/__online.html
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[21 - 11 - 09, 02:33 م]ـ
الملف على شكل صور ولو جعل بي دي إف أو وورد يمكن أحسن وأسهل.
جزاك الله خيرا استاذتنا الفاضلة
نفع الله بك ويسر لك طريق العلم
ـ[النقاء]ــــــــ[21 - 11 - 09, 02:41 م]ـ
الملف على شكل صور ولو جعل بي دي إف أو وورد يمكن أحسن وأسهل.
جزاك الله خيرا استاذتنا الفاضلة
نفع الله بك ويسر لك طريق العلم
آمين ولكم وللمسلمين
وأرجو ممن يعرف جعله على شكل بي دي إف أن يحوله أو يعلمني كيف أحوله. والثاني أحب إليّ.
ـ[ربى الجزائرية]ــــــــ[21 - 11 - 09, 02:47 م]ـ
أختي الكريمة النقاء هناك برنامج النيترو بي دي اف يساعدك على استيراد صور وتحويلها الى بي دي اف والعكس
رابط للبرنامج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=126547&highlight=nitro
ـ[النقاء]ــــــــ[21 - 11 - 09, 06:40 م]ـ
بارك الله فيك أختي ربى الجزائرية.
هذه الفوائد على بي دي إف:
http://www.4shared.com/file/156659756/1a44eb1f/__online.html
ودعواتكم لصاحب الفوائد ومقيدتها
ـ[النقاء]ــــــــ[21 - 11 - 09, 06:45 م]ـ
مع ملاحظة أنه توجد أخطاء مطبعية طفيفة، (( ... فادركه بفضلة من الحلم))(119/411)
كلام نفيس للشيخ عبد الرحمن السعدي حول الحجاب
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[20 - 11 - 09, 11:37 م]ـ
قال رحمه الله في شرحه على عمدة الأحكام (3/ 1163):
وقوله في حديث عائشة: " إنَّ أفلحَ أخا أبي القعيس استأذن عليَّ بعدما أُنزل الحجاب " وكان عادتهم في الجاهلية لا يحتجب النساء عن الرجال، مع ما فيهم من الغيرة الشديدة؛ خصوصًا الأحرار، واستمرت هذه العادة في أول الإسلام، فلم يؤمر به في مكة، ولا غرابة في ذلك؛ فإنَّ كثيرًا من [الشرائع] التي هي أعظم من ذلك لم يؤمر بها إلا بعد الهجرة؛ كالصيام والحج والزكاة، فكانت الشرائع تنزل شيئًا فشيئًا مدة ثلاثٍ وعشرين سنة؛ لأجل تدريج الناس؛ ليتقنوا الشرائع إلى غير ذلك من الحكم.
ولم تنزل آية الحجاب إلا في المدينة، وسبب نزولها: عمر؛ فإنه قال: " يا رسول الله! نساؤك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أنْ يحتجبن؟ " فنزلت آية الحجاب، فاحتجب نساء الصحابة والتابعين وتابعيهم، واستمر على ذلك عمل القرون المفضلة، فكان كالإجماع عندهم؛ حتى شذَّ بعض الفقهاء فقال بعدم وجوبه، فَنَمَا هذا الأمر إلى أنْ عُدَّ هذا القول الباطل خلافًا في هذا الزمان، وأخذَ بِهِ كثيرٌ من المنتسبين للعلم؛ بل ومن العلماء الذين يعدون علماء في هذا الزمان، فأخذوا ينشرون على صفحات المجلات والجرائد الإسلامية إباحةَ السفور للنساء.
والحال أنَّ هذا قولٌ باطل، لا يُعَدُّ خلافًا في المسألة؛ لأنه خارق لِمَا أَجمعَ عليه الصحابة وسائر القرون المفضلة، فلو أنَّ أحدًا استعمله في تلك الأزمنة، لأنكروا عليه أشدَّ الإنكار، ولعدُّوهُ مخالفًا لِمَا عُلِمَ بالضرورة وجوبه، هذا مجرد فعله، فضلاً عن القول بجوازه وإباحته.
والعجب أنَّ العلماء من المصريين نصروا هذا القول نصرًا عظيمًا، مع أنه مخالف لصريح القرآن، ولا نقول هذا قدحًا بهم، ولكن نبين أنَّ هذا القول باطل، وإنما دخلَ عليهم هذا من التعشُّق لحالة الفرنج، وتسميتهم تلك العوائد تمدنًا، وإنكارهم على من خالفهم، وهذه الأحوال أعظم طريق يتوصل بها الفرنج إلى إخراج المسلمين من دينهم؛ فإن المبشرين – وهم الدعاة الذين بثوهم في البلاد، وفتحوا لهم المدارس، واتفقت دول الفرنج على مساعدتهم – مقصودهم: إخراج المسلمين عن دينهم، وإذهاب روح الإسلام عنهم؛ ومن أعظم الطرق لهم: هذه المسألة، ونشر زيهم ولغتهم، إلى غير ذلك من الطرق، وليس مقصودهم أن يقولوا: هم نصارى؛ بل يكفيهم أن يسلبوهم دينهم، ولو قالوا: إنهم مسلمون.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[21 - 11 - 09, 10:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالله على هذا النقل النادر عن ذلك الإمام الفذ رحمه الله
لكن هل يوجد الكتاب على الشبكة؟
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[21 - 11 - 09, 10:19 ص]ـ
رحم الله العلامة ابن سعدي ..
وجزاكم الله خيرا يا ابا معاذ.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:34 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالله على هذا النقل النادر عن ذلك الإمام الفذ رحمه الله
لكن هل يوجد الكتاب على الشبكة؟
وجزاك خيرًا أخي الفاضل ... لا أعرف أنه موجود على الشبكة حاليًا.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:35 م]ـ
رحم الله العلامة ابن سعدي ..
وجزاكم الله خيرا يا ابا معاذ.
وجزاك خيرًا.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[22 - 11 - 09, 01:00 ص]ـ
أحسنت أخونا الغالي الشيخ عبدالله ..
نقل موفّق وفي وقته نفع الله بك وبارك فيك ..
ـ[أم عبد الرحمن المصرية]ــــــــ[22 - 11 - 09, 03:37 ص]ـ
رحم الله العلامة ابن سعدي ..
وجزاكم الله خيرا يا ابا معاذ.
آمين(119/412)
حكم توكيل مشروع الهدي والأضاحي؟؟
ـ[سبع بن محمد آل ابن يعقوب]ــــــــ[21 - 11 - 09, 02:42 ص]ـ
أشكلت علي مسألة توكيل مشروع الهدي والأضاحي الذي يقيمه البنك الإسلامي للتنمية .. بالذات الأضحية .. فالهدي من المعروف أنهم يذبجون في مجزرتهم بمنى .. لكن الأضحية .. هل يذبحونها هنا في السعودية أم تذبح في البلد الذي سيوزع فيه لحمها؟؟ وقد بحثت عن هذه المسألة فتبين أن أكثر أهل العلم أجمعوا (أو فضلوا) أن تكون في نفس البلد، بل بعضهم عدها صدقة لحم وليست أضحية إذا كانت خارج بلده!!؟؟؟
فالسؤال هنا: ما واقع هذا المشروع؟ ثم ما الحكم فيه؟؟
ـ[سبع بن محمد آل ابن يعقوب]ــــــــ[21 - 11 - 09, 10:30 م]ـ
هل من أحد لديه معلومة عن هذا المشروع؟؟
بانتظار مشاركاتكم قبل العيد -إن أحيانا الله-(119/413)
استفسار هل يجوز الافتخار بالفراعنة؟
ـ[ابو مريم الأثري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 10:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
هل يجوز للمسلم (من أهل مصر، أن يفتخر بالفراعنة فيقول كلمات مثل:
احنا أحفاد الفراعنة!!
أجدادنا الفراعنة ملوك الدنيا!!
وغير ذلك من الألفاظ؟
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 01:52 م]ـ
قطعا لا يجوز، لأن الفراعنة كفار.
و للعلامة العثيمين و الفوزان فتوى بانتقاد ذلك و الحط عليه.
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 02:28 م]ـ
هل كان عبد المطلب كافراً مشركاً .. ؟
وقد ورد أن النبي تفاخر به قائلاً:
(أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)
******
أعتقد هناك فرق بين افتخار المرء بأصله وحسبه ونسبه ..
وبين افتخاره بالكفر والشرك الذي كان في أجداده ..
وللمصري أن يفتخر بأجداده وأصوله في ما كان خيراً كالعلم والحضارة التي أبدعوها .. وليس بكفرهم وشركهم
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:02 م]ـ
استمع للعلامة العثيمين بتحميل هذا المقطع:
لا فخر بفرعون.العلامة العثيمين. rar (http://www.flflh.com/download-17631- لا فخر بفرعون.العلامة العثيمين. rar.html)
و ها هي الفتوى مفرغة:
السؤال:
قال بعض الناس في قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} [يونس:92] إن هذه الآية تدل على أن فرعون ما زالت جثمانه موجودة في الأهرامات، وبعضهم يزور ويقول: رأينا الجثمان، وبعض العلماء يقولون هذا، هل كلامهم هذا له مستند؟
الجواب:
(ليس لهم مستند إطلاقاً، لكن الذين يريدون أن يفتخروا بآثار الفراعنة -وبئس ما فخروا وفرحوا به- هم الذين يقولون: إن فرعون صاحب موسى موجود في الأهرامات، هذا كذب وكلام لا أصل له، رجل في وسط البحر وفي عذاب كيف يمكن لأحد أن يجرأ على أن يستخرج هذه الجثة من البحر؟ هل يمكن؟! وأين الأدوات وأين الآلات التي تحفظه حتى يأتي من يبني الأهرام ويجعله في الأهرام؟ أين هذا؟! هذا كذب وباطل.
لكن كما قلت: الذين صار فيهم جنون حب الآثار هم الذين يأخذون مثل هذا.
ثم أي فخر لنا -أيها الإخوان- في جسد أهلكه الله عز وجل، كذب الله وكذب رسوله؟ أي فخر لنا بهذا؟ لا فخر بهذا، لكن الله نجى فرعون ببدنه؛ لأن بني إسرائيل كان فرعون قد أرهبهم وأخافهم، وتعرفون الإنسان إذا كان أمامه من يخافه لا يطمئن قلبه حتى يراه هالكاً ميتاً، لأنه يلقي الشيطان في قلبه أن فرعون نجا، وفرعون سوف يرجع إليكم يا بني إسرائيل! ويفعل فيكم كذا وكذا، فقوله: (لمن خلفك) أي: لبني إسرائيل، و (لمن خلفك) أي: في نفس الوقت، ولا يبعد أن تكون هناك قراءة ولكن لا تحضرني الآن هل هناك قراءة (لمن خَلَفَكَ) أي: لمن خَلَفَكَ في أرضك، والذين خلفوه في أرضه هم بنو إسرائيل في وقته، لكن لا أدري عن هذه الآية، لا تعتمدوا أنها قراءة لا أذكر، لكن (لمن خلفك) أي: من بني إسرائيل في ذلك الوقت) اهـ. (لقاء الباب المفتوح) شريط (183) ب.
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:06 م]ـ
و أما ما قاله النبي -صلى الله عليه و سلم - فهو من باب الإخبار لا الافتخار!
و الله أعلم.
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:49 م]ـ
و أما ما قاله النبي -صلى الله عليه و سلم - فهو من باب الإخبار لا الافتخار!
و الله أعلم.
إخبار ... ؟
وهل كان أحدٌ يجهل نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن جده هو عبد المطلب .. ؟
استمع للعلامة العثيمين بتحميل هذا المقطع:
لا فخر بفرعون.العلامة العثيمين. rar (http://www.flflh.com/download-17631- لا فخر بفرعون.العلامة العثيمين. rar.html)
و ها هي الفتوى مفرغة:
السؤال:
قال بعض الناس في قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} [يونس:92] إن هذه الآية تدل على أن فرعون ما زالت جثمانه موجودة في الأهرامات، وبعضهم يزور ويقول: رأينا الجثمان، وبعض العلماء يقولون هذا، هل كلامهم هذا له مستند؟
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/414)
(ليس لهم مستند إطلاقاً، لكن الذين يريدون أن يفتخروا بآثار الفراعنة -وبئس ما فخروا وفرحوا به- هم الذين يقولون: إن فرعون صاحب موسى موجود في الأهرامات، هذا كذب وكلام لا أصل له، رجل في وسط البحر وفي عذاب كيف يمكن لأحد أن يجرأ على أن يستخرج هذه الجثة من البحر؟ هل يمكن؟! وأين الأدوات وأين الآلات التي تحفظه حتى يأتي من يبني الأهرام ويجعله في الأهرام؟ أين هذا؟! هذا كذب وباطل.
لكن كما قلت: الذين صار فيهم جنون حب الآثار هم الذين يأخذون مثل هذا.
ثم أي فخر لنا -أيها الإخوان- في جسد أهلكه الله عز وجل، كذب الله وكذب رسوله؟ أي فخر لنا بهذا؟ لا فخر بهذا، لكن الله نجى فرعون ببدنه؛ لأن بني إسرائيل كان فرعون قد أرهبهم وأخافهم، وتعرفون الإنسان إذا كان أمامه من يخافه لا يطمئن قلبه حتى يراه هالكاً ميتاً، لأنه يلقي الشيطان في قلبه أن فرعون نجا، وفرعون سوف يرجع إليكم يا بني إسرائيل! ويفعل فيكم كذا وكذا، فقوله: (لمن خلفك) أي: لبني إسرائيل، و (لمن خلفك) أي: في نفس الوقت، ولا يبعد أن تكون هناك قراءة ولكن لا تحضرني الآن هل هناك قراءة (لمن خَلَفَكَ) أي: لمن خَلَفَكَ في أرضك، والذين خلفوه في أرضه هم بنو إسرائيل في وقته، لكن لا أدري عن هذه الآية، لا تعتمدوا أنها قراءة لا أذكر، لكن (لمن خلفك) أي: من بني إسرائيل في ذلك الوقت) اهـ. (لقاء الباب المفتوح) شريط (183) ب.
الفتوى تتحدث عن الفرعون الذي حارب نبي الله موسى عليه السلام ..
وليس كل الفراعنة (حكام مصر) حاربوا النبي وأتباعه ..
والقول الراجح والسديد أراه هنا:
الجمع بين افتخار النبي _صلى الله عليه وآله وسلم_ بنسبه ونهيه عن ذلك
اجاب عليها فضيلة الشيخ د. عمر بن عبد الله المقبل ( http://www.almoslim.net/elmy/author_fatawa/57)
التاريخ 19/ 12/1426 هـ
http://www.almoslim.net/node/60891
*******************
نص السؤال:
كيف نرد على من قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفتخر بالأنساب ويستدل على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم أنا سيد ولد آدم ولا فخر وبقول النبي أيضا في معركة حنين أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب؟ وجزكم الله خيرا.
الجواب:
اعلم – بارك الله فيك – أنه لا يمكن أن يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ويكون متعارضاً ومتناقضاً، فيبقى دور طالب العلم هو في التوفيق بين ما صح عنه صلى الله عليه وسلم بأحد الأوجه المعروفة عند أهل العلم في التوفيق بين النصوص التي ظاهرها التعارض، وحينما أقول: صح، فهذا يعني أننا يجب أن نتأكد من صحة ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ ليس كل ما يروى عنه صحيحاً – كما هو معلوم-.
وفيما يتصل بسؤالك فيقال: أما الحديثان اللذان ذكرتهما فهما صحيحان – مع التنبيه إلى أن زيادة "ولا فخر" ليست في صحيح مسلم، وكذلك ما يتعلق بالنهي عن التفاخر بالأحساب، فهو يكاد يصل إلى حد التواتر، فيبقى الجمع بين ما ذكرته فيقال: الجمع بين هذه النصوص بأحد الأوجه التالية:
الوجه الأول: أن الذي ورد ذمه في النصوص هوما كان على سبيل التفاخر، والتنقص للآخرين، وهذا ممتنع في حقه صلى الله عليه وسلم، وعليه فإذا خلا الإخبار من هذا السبب فلا حرج فيه، قال شيخ الإسلام – في المنهاج 7/ 256 - : "إن التفضيل إذا كان على وجه الغض من المفضول في النقص له نهي عن ذلك، كما نهى عن تفضيله على موسى، وكما قال لمن قال: يا خير البرية، قال: "ذاك إبراهيم"، وصح قوله: "أنا سيد ولد آدم، ولا فخر آدم" انتهى، وسيأتي مزيد إيضاح لذلك في كلام ابن القيم بعد قليل.
الوجه الثاني: أن قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا النبي لا كذب" كان في غزوة حنين، وفي مقام حرب، وهو مقام يحتاج إلى إظهار القوة البدنية والقلبية، ومن ذلك الفخر على العدو – وهو جائز حينها – وعلى هذا توجه كلمة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام، وينظر في هذا منهاج السنة 8/ 77 - 78 للإمام ابن تيمية ففيه بحث لطيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/415)
يقول النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم 12/ 120: "ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: "أنا النبي لا كذب" أي: أنا النبي حقاً فلا أفر، ولا أزول، وفي هذا دليل على جواز قول الإنسان في الحرب: أنا فلان، وأنا ابن فلان، ومثله قول سلمة: أنا ابن الأكوع، وقول علي رضي الله عنه: أنا الذي سمتني أمي حيدره، وأشباه ذلك، وقد صرح بجوازه علماء السلف، وفيه حديث صحيح، قالوا: وإنما يكره قول ذلك على وجه الافتخار كفعل الجاهلية والله أعلم" انتهى كلامه.
الوجه الثالث: أن هذا الكلام منه صلى الله عليه وسلم خرج منه مخرج التحدث بنعمة اله تعالى، ولا مدخل فيه للفخر، وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتحدث بنعمته عليه، فقال: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى:11).
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم 15/ 37 [وينظر: 15/ 121]: (وقوله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم" لم يقله فخراً، بل صرح بنفي الفخر في غير مسلم، في الحديث المشهور: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"، وإنما قاله لوجهين: أحدهما: امتثال قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)، والثاني: ... ) سيأتي ذكره قريباً في موضعه.
وقال العلامة ابن القيم في تحفة المودود (126) – في جوابه عن حديث عبد الله بن الشخير الذي قال فيه -: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنت سيدنا، فقال: "السيد الله! " قلنا: وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً، فقال: "قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان"، ولا ينافي هذا قوله: "أنا سيد ولد آدم" فإن هذا إخبار منه عما أعطاه الله من سيادة النوع الإنساني، وفضله وشرفه عليهم" انتهى.
الوجه الرابع: ما ذكره النووي في الوجه الثاني في جوابه الآنف الذكر عن حديث "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"، وهو: "أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته؛ ليعرفوه ويعتقدوه، ويعملوا بمقتضاه، ويوقروه صلى الله عليه وسلم بما تقتضي مرتبته كما أمرهم الله تعالى) ".
وقال ابن القيم في المدارج 3/ 86: "وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم، ولا فخر! "، فكيف أخبر بفضل الله ومنته عليه! وأخبر أن ذلك لم يصدر منه افتخاراً به على من دونه، ولكن إظهاراً لنعمة الله عليه وإعلاماً للأمة بقدر إمامهم ومتبوعهم عند الله، وعلو منزلته لديه؛ لتعرف الأمة نعمة الله عليه وعليهم، ويشبه هذا قول يوسف الصديق للعزيز: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) (يوسف: من الآية55)، فإخباره عن نفسه بذلك؛ لما كان متضمناً لمصلحة تعود على العزيز، وعلى الأمة، وعلى نفسه كان حسناً، إذ لم يقصد به الفخر عليهم، فمصدر الكلمة، والحامل عليها يحسنها ويهجنها، وصورته واحدة" انتهى.
وقال ابن عبد البر – في التمهيد (20/ 39) مقرراً جواز مدح الرجل لنفسه، ونفيه عن نفسه ما يعيبه بالحق الذي هو فيه، إذا دفعت إلى ذلك ضرورة، أو معنى يوجب ذلك – قال رحمه الله: "ومثل هذا كثير في السنن، وعن علماء السلف لا ينكر ذلك إلا من لا علم له بآثار من مضى"، وينظر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة: (116)، والله أعلم.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:49 م]ـ
هل الحديث عن الفراعنة وكيف علوا في البنيان وفاقوا الأمم علما وفنا وبناء وتشييدا هل في ذلك مخالفة؟
مع التأكيد على أنهم ضلوا في مراحل تاريخية منها مرحلةفرعون موسى عليه السلام.
"وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ "
قال تعالى: كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب" سورة ص"
قال القرطبي في تفسير الآية:
ووصف فرعون بأنه ذو الأوتاد. وقد اختلف في تأويل ذلك، فقال ابن عباس: المعنى ذو البناء المحكم. وقال الضحاك: كان كثير البنيان، والبنيان يسمى أوتادا. وعن ابن عباس أيضا وقتادة وعطاء: أنه كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يلعب له عليها. وعن الضحاك أيضا: ذو القوة والبطش. وقال الكلبي ومقاتل: كان يعذب الناس بالأوتاد، وكان إذا غضب على أحد مده مستلقيا بين أربعة أوتاد في الأرض، ويرسل عليه العقارب والحيات حتى يموت. وقيل: كان يشبح المعذب بين أربع سوار، كل طرف من أطرافه إلى سارية مضروب فيه وتد من حديد ويتركه حتى يموت. وقيل: ذو الأوتاد أي: ذو الجنود الكثيرة، فسميت الجنود أوتادا ; لأنهم يقوون أمره كما يقوي الوتد البيت. وقال ابن قتيبة: العرب تقول: هم في عز ثابت الأوتاد، يريدون دائما شديدا. وأصل هذا أن البيت من بيوت الشعر إنما يثبت ويقوم بالأوتاد. وقال الأسود بن يعفر:
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة في ظل ملك ثابت الأوتاد
وواحد الأوتاد وتد بالكسر، وبالفتح لغة. وقال الأصمعي: يقال وتد واتد كما يقال: شغل شاغل. وأنشد [للشاعر أبي محمد الفقعسي]:
لاقت على الماء جذيلا واتدا ولم يكن يخلفها المواعدا" انتهى
.................
لا ينبغي لنا أن ندعو بدعوى الفرعونية بأن نقول أن أجددانا فراعنة وعلينا أن نحيي عاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم فهذه دعوى مخالفة للإسلام وضرورة الاعتزاز والفخر بهذه النعمة.
الإسلام يجب أن يكون لحمنا ودماءنا التي تجري في عروقنا ....
سُئِل سيدنا سلمان الفارسي " من أبوك " .... فقال " أبي الإسلام لا أب لي سواه " .... فسمعه سيدنا عمر بن الخطاب فقال " وأنا أخو سلمان " ..... هكذا كان الإنتماء للدين بالنسبة لهم.
و يقول (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه:" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/416)
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[21 - 11 - 09, 10:34 م]ـ
أحفاد الفراعنة؟
ما هذه الدعوى البغيضة؟ التي يذكيها من يتربص ببلاد الكنانة الدوائر
{أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير}؟
و الله إنه لشيء محزن أن يترك أبناء المسلمين الافتخار بدينهم أو على الأقل الافتخار بأهل التقوى و الصلاح كالصحابة الكرام و التابعين ثم تراهم يفتخرون بقوم كفار قد أهلهكم الله و حاق بهم سوء العذاب.
ألم يعلموا أن مصر قد سكنها كثير من القبائل العربية التي هاجرت إليها بعد الفتوح الإسلامية و استوطنت تلك البلاد و تكاثرت فيها و صارت أكثر من أهلها الأصليين و مازالت تلك القبائل فيها إلى اليوم من شمالها إلى جنوبها و اندمجت مع أهلها اندماجاً يصعب تمييزه.
هذا في الهجرة الجماعية
أما هجرة الأفراد فهذه لا يمكن حصرها فكم من العرب من استوطن مصر من الصحابة فمن بعدهم؟
ألم يعلموا أن مصر في قديم الدهر كانت موطناً للعرب قبل الفراعنة؟ كما يقوله بعض المؤرخين
هذا في شأن العرب فكيف بغيرهم؟ من البربر و الرومان و الأفارقة و الأجناس الأخرى؟ فكم نسبة الفراعنة حينئذ؟
أما عن وجود ذرية لآل فرعون فهذا يحتاج إلى إثبات , و لا علم لي بذلك , و لو كانت هناك ذرية لهم فما نسبتهم؟ و من هم؟ و لماذا التعميم في الانتساب إليهم مع أن الله أخبر بإهلاك فرعون و جنوده في غيرما آية.
أما إن كان قصد من ينتسب إليهم أنهم ورثوا أرض الفراعنة و تملكوها فهذا خير من الانتساب العرقي.
أسأل الله أن يحمي بلاد مصر من كيد الأعداء و أن يحمي جميع بلاد المسلمين أجمعين.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[21 - 11 - 09, 11:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً
صراحة لا أعرف أي حضارة هي يفخرون بها
عبادة الخروف والشمس والثعبان
أم بناء التماثيل والمعابد
من ينبهر بالأهرامات وعظمها أقول له لا تنبهر
الأهرامات هذه من الطين
نعم ماء + كلس + تراب ويتم تعبئته في فرم معدنية وتسخينه ليصبح قاس
وهذه كانت تقنية البناء عندهم
{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (38) سورة القصص
فبأي شيء نفخر وقد لعنهم الله في القرآن
التي يذكيها من يتربص ببلاد الكنانة الدوائر
وحتى حديث مصر كنانة الله في أرضه حديث لا يصح
وحتى إن صح فكيف يفخر من يفخر ـ فخر بباطل كان أم بحق ـ بتاريخنا
وحاضرنا يبكي الصخر؟!
كيف سمحنا لسفن الحرب بعبور قناة السويس , وكيف سكتنا عن ضرب أهلنا في غزة وكيف وكيف؟
نسأل الله أن يهدينا ويوفقنا للقيام بأمر دينه فينا
ثم بعد ذلك نفخر
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 11:42 م]ـ
هل الحديث عن الفراعنة وكيف علوا في البنيان وفاقوا الأمم علما وفنا وبناء وتشييدا هل في ذلك مخالفة؟
مع التأكيد على أنهم ضلوا في مراحل تاريخية منها مرحلةفرعون موسى عليه السلام.
"وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ "
قال تعالى: كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب" سورة ص"
قال القرطبي في تفسير الآية:
ووصف فرعون بأنه ذو الأوتاد. وقد اختلف في تأويل ذلك، فقال ابن عباس: المعنى ذو البناء المحكم. وقال الضحاك: كان كثير البنيان، والبنيان يسمى أوتادا. وعن ابن عباس أيضا وقتادة وعطاء: أنه كانت له أوتاد وأرسان وملاعب يلعب له عليها. وعن الضحاك أيضا: ذو القوة والبطش. وقال الكلبي ومقاتل: كان يعذب الناس بالأوتاد، وكان إذا غضب على أحد مده مستلقيا بين أربعة أوتاد في الأرض، ويرسل عليه العقارب والحيات حتى يموت. وقيل: كان يشبح المعذب بين أربع سوار، كل طرف من أطرافه إلى سارية مضروب فيه وتد من حديد ويتركه حتى يموت. وقيل: ذو الأوتاد أي: ذو الجنود الكثيرة، فسميت الجنود أوتادا ; لأنهم يقوون أمره كما يقوي الوتد البيت. وقال ابن قتيبة: العرب تقول: هم في عز ثابت الأوتاد، يريدون دائما شديدا. وأصل هذا أن البيت من بيوت الشعر إنما يثبت ويقوم بالأوتاد. وقال الأسود بن يعفر:
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة في ظل ملك ثابت الأوتاد
وواحد الأوتاد وتد بالكسر، وبالفتح لغة. وقال الأصمعي: يقال وتد واتد كما يقال: شغل شاغل. وأنشد [للشاعر أبي محمد الفقعسي]:
لاقت على الماء جذيلا واتدا ولم يكن يخلفها المواعدا" انتهى
.................
لا ينبغي لنا أن ندعو بدعوى الفرعونية بأن نقول أن أجددانا فراعنة وعلينا أن نحيي عاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم فهذه دعوى مخالفة للإسلام وضرورة الاعتزاز والفخر بهذه النعمة.
الإسلام يجب أن يكون لحمنا ودماءنا التي تجري في عروقنا ....
سُئِل سيدنا سلمان الفارسي " من أبوك " .... فقال " أبي الإسلام لا أب لي سواه " .... فسمعه سيدنا عمر بن الخطاب فقال " وأنا أخو سلمان " ..... هكذا كان الإنتماء للدين بالنسبة لهم.
و يقول (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه:" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله "
حياكم الله جميعاً ..
من قال أنه يجوز الافتخار بكفر الآباء والأجداد ... ؟
ومن قال أنه يجوز الدعوة إلى إحياء عاداتهم الوثنية وشركياتهم ... ؟
الحديث هو عن التفاخر بما كان من فضل وخير عندهم ..
كل القبائل والشعوب تفتخر بآبائها وأجدادها وأصولها في الأمور التي لا ينكرها الدين ..
ارجعوا إلى المشاركة رقم 6
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/417)
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 06:26 ص]ـ
الله يهديك، معنى كلامك أنه للنصراني الذي أسلم، و اليهودي الذي أسلم أن يفتخر بما عندهم من فضل و صنع للأمور المحسوسات المفيدة كالمكيفات، و السيارات إلى آخره!!!!!! فيقول: نحن أبناء اليهود!! أو أحفاد النصارى!!!
فهل تلتزم ذلك؟!!
أنقل لك فتوى العلماء الكبار، و تقول الذي أراه!!!
يقولون هذا عندنا جائز **و من أنتمو حتى يكون عندكم عند؟!!
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 06:38 ص]ـ
السؤال:
فرعون الذي أغرقه الله يقولون: إنه الآن موجود في الآثار، وإنهم الآن يزورونه -أي: بمبلغ كذا- في الآثار، ومكتوب تحت تمثاله أظن اسمه رمسيس الثاني، ويقولون: إن هذا هو الذي أغرقه الله في اليم وأن الله جعله عبرة لمن بعده ويستدلون بالآية وهي: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} [يونس:92]؟
الجواب:
(الذين خلفه هم بنو إسرائيل؛ لأن فرعون أرعب بني إسرائيل، وأقض مضاجعهم، وأرعب قلوبهم، ولو لم يروا بدنه هالكاً لكان قدَّر لهم كل تقدير، لقالوا: ربما أنه نجا، فإذا رأوه بأعينهم عين اليقين تأكدوا ذلك، أتظن أن فرعون يبقى ببدنه وبنو إسرائيل يرثون أرضه ويجعلونه متحفاً؟ أنا لا أقول لك: الناس أسألك عقلياً، هل يمكن هذا؟ لو أنهم تمكنوا من بدنه لقطعوه إرباً إربا، وهذا كله كذب، لكن مع الأسف الآن الدول الإسلامية صارت تحتفل أو تفخر بفرعون، على زعمهم أنه فرعون موسى عليه الصلاة والسلام يفخرون به، وما نظير ذلك من بعض الوجوه إلا فخر النصارى بالصليب الذي صلب عليه عيسى عليه الصلاة والسلام بعد أن قتل، وكان على النصارى لو كانوا يعقلون أنهم إذا رأوا الصليب كسروه، لكن الجهل.
المهم أن تعتقد أن هذا الرجل ليس فرعون موسى، لكنه فرعون من الفراعنة أو تمثال مصنوع باليد، نسأل الله أن يجيرنا من فرعون وقومه وطريقه، وأن يهدي أصحابنا لما فيه الخير والصلاح).اهـ من (لقاء الباب المفتوح). العلامة العثيمين شريط (186) ب.
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 07:40 ص]ـ
دعوها فانها منتنة
و الا سيفتخر الناس بابي جهل و ابي لهب
و يفتخر هذا بجنكيز خان
و ذاك بمسيلمة
و الاخر سيقتخر بلنين و ستالين
ما رايكم؟
هل ما وجد هؤلاء غير الطواغيت ان يفتخروا؟
العقل زين ....
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 07:57 ص]ـ
العقل زين ....
إي و الله يا أخوي يا ردريقو، العقل زينة و نعمة.
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 10:26 ص]ـ
الله يهديك، معنى كلامك أنه للنصراني الذي أسلم، و اليهودي الذي أسلم أن يفتخر بما عندهم من فضل و صنع للأمور المحسوسات المفيدة كالمكيفات، و السيارات إلى آخره!!!!!! فيقول: نحن أبناء اليهود!! أو أحفاد النصارى!!!
فهل تلتزم ذلك؟!!
أنقل لك فتوى العلماء الكبار، و تقول الذي أراه!!!
يقولون هذا عندنا جائز **و من أنتمو حتى يكون عندكم عند؟!!
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 11:14 ص]ـ
مجرد الإعجاب بنبوغ قوم ما في فن ما أو علم ما ليس فيه شيء، أما الافتخار بهم مع العلم بكفرهم وشركهم القبيح المقيت الذي هو أدنى درجات التخلف في التفكير الديني- هذا الافتخار هو المحذور والممنوع، وهو الذي يدعو إليه بنو علمان في أرض مصر الحبيبة، وكنت في أيام الجامعة سمعت أحدهم وهو يحاضرنا يقول:"ولاؤنا للهرم لا للحرم".
والمعركة في مصر حامية الوطيس بيننا وبين العلمانيين فنحن نريد أن تكون هويتنا إسلامية، وهم يريدون أن تكون فرعونية، فلا نامت عين من حقق مراد العلمانيين بافتخاره بأحط الناس عقيدة ممن كانوا لا يجدون شيئا إلا اتخذوه إلها!
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 11:41 ص]ـ
مجرد الإعجاب بنبوغ قوم ما في فن ما أو علم ما ليس فيه شيء،!
و هل تظن أخي الروبي أن هذا الذي تقوله هنا منضبط شرعا؟!!
و ما هو ضابط هذا الإعجاب الدنيوي؟!! و يا ترى هل ورد عن السلف إطراؤهم على الكفار، و إعجابهم بأمورهم الدنيوية؟
على كل حال: ضابط هذا الآن منخرم عند الناس لضعف الديانة.
و الله أعلم.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[22 - 11 - 09, 12:13 م]ـ
النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يفتخر بعبد المطلب أبدا ... إنما كان هذا اسمه وكان المشركون يقولوا:ابن عبد المطلب لأن جده هو الذي رباه وقام على نشأته حيث توفي والده صغيرا ....
ولذلك كانوا يقولوا في معركة حنين بعدما انكشف الناس عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:عليكم برأس الأمر عليكم بابن عبد المطلب!!! إي اذا تخلصتم منه -حاشى لله- قضيتم على الإسلام وحزتم لهوازن شرفا عظيما ليس مثله شرف , حيث تكونوا قد فعلتم ما عجزت قريش عنه .....
فكان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب) أي هذا أنا بينكم فاقتلوني ان اساتطعتم وكان يدفع براحلته في وسط صفوفهم وابو سفيان بن عبد المطلب (عمه) يمسك بخطام الراحلة ويدفع الى الخلف خوفا عليه .......
وما ذكر عبد المطلب الى للتسمية به فقط وليس افتخارا بعبد المطلب ....
تماما كما قال قوم فرعون عن موسى:
(وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) (الأعراف 127)
وقال هو:
((وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي
أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) (غافر:26)
فهذا هو فرعون وقومه -فكيف يفتخرون بهم .....
والله أعلم والله الموفق ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/418)
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 07:39 م]ـ
... سؤال ذو صلة:
إذا لم يكن هناك انتقاص أو إهانة للآخرين ..
هل يجوز القول - تفاخراً -:
نحن أبناء الجزيرة ..
نحن أبناء عدنان وقحطان ...
نحن أبناء سبأ ..
نحن أبناء الرافدين
أحفاد الآشوريين
أحفاد بني هاشم
؟؟؟؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 08:47 م]ـ
إخوتي في الله , أفلح من توقف عن الاستنباط بلا دليل. و أفلح من و جد نصاًّ شرعياًّ فتوقف عنده و سلّم تسليماً قال أبو داود السجستاني: (حدثنا موسى بن مروان الرقي حدثنا المعافي (ح) و حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني أخبرنا ابن وهب وهذا حديثه عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان (حشرة كالخنفساء تدير البراز بأنفها) التي تدفع بأنفها النتن.) (رواه أبو داود (5116) و حسنه الشيخ الالباني رحمه الله في صحيح أبي داود و في صحيح الترمذي (4233).)
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 11:27 ص]ـ
و هل تظن أخي الروبي أن هذا الذي تقوله هنا منضبط شرعا؟!!
و ما هو ضابط هذا الإعجاب الدنيوي؟!! و يا ترى هل ورد عن السلف إطراؤهم على الكفار، و إعجابهم بأمورهم الدنيوية؟
على كل حال: ضابط هذا الآن منخرم عند الناس لضعف الديانة.
و الله أعلم.
لو تأملت لوجدتني قلت: الإعجاب بنبوغ قوم وليس بقوم.
وقضية إعجابنا بالشيء البارع أو بالجمال أو الكمال في كل شيء مسألة فطرية لا نستطيع دفعها عن أنفسنا لا نحن ولا السلف، فكيف لا تعجب بفصاحة قس بن ساعدة وكرم حاتم وشجاعة عنترة وشعر زهير ..... إلخ
لكن المسلم ينضبط بضوابط الشرع في كل شيء وتأخذ أفعاله وأقواله إملاء الشرع عليها.
فلو وجد - مثلا - تمثالا فاق الجودة لرمسيس الثاني وقد برع الفنان الفرعوني في نحته، فإنه يمتثل أمر الشرع "ولا تمثالا إلا كسرته" لكن لا يفعل هذا بالمتحف المصري حتى يحدث معه ما يعرفه الجميع (ابتسامة)
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 11:38 ص]ـ
هل عندك آثار صحيحة عن السلف في إعجابهم بالروم أو الفرس مستفيضة تجعل ذلك ديدنا عندهم كما هو الحال في مسألة صاحبنا؟ أم أنه قياس البيضة على الباذنجانة؟!!
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[23 - 11 - 09, 02:37 م]ـ
لا مجال للمقارنة بين عبد المطلب و بين فرعون
و ان كان الاثنان غير مسلمين
على الاقل عبد المطلب لم يحارب الاسلام و المسلمين و لم ينبأ النبي صلى الله عليه و سلم و لم يرسل في حياته
اما فرعون فلقد ارسل الله له سيدنا موسى و سيدنا هارون عليهما و على نبينا الصلاة و السلام فعاند و تكبر على الحق و اراد ان يقتلهما و ... و ... و ...
و فرعون ملعون في القرآن ...
بكيف يمكن لمسلم ان يفتخر و يقول نحن الفراعنة و غير ذلك من العبارات
الحقيقة ان من يقول ذلك هم المصريين
و اخواننا المصريين اليوم اصبحوا يفتخرون باشياء تدمي القلب
يعني ترى مصري او مصرية تقول بلدنا ام الدنيا بلد الفن و الحضارة ... نحن الفراعنة ... نفتخر بالفنان الفلاني الذي رفع رأس مصر فوق و نفتخر بالمغنية الفلانية التي حازت على الجوائز الفلانية و شرفت مصر ...
وهذا مما عمت به البلوى
فكل البلاد الاسلامية اصبح اهلها يفتخرون بمثل هذه الاشياء الا من رحم الله نسأل الله ان نكون منهم
فالمشكل عقائدي
هكذا تربوا
نسأل الله ان يرد الامة اليه ردا جميلا
فيما يخص الافتخار بالفراعنة اظن ان فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كافية لنعلم انه سفه
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[23 - 11 - 09, 02:38 م]ـ
صحيح ان الفراعنة لم يحاربوا كلهم الانبياء و الرسل
ولكن الذين يفتخرون بهم يقولون:
نحن احفاد الفراعنة و يقولون مصر الفرعونية ...
فهم لم يستثنوا فرعون موسى عليه السلام و لا غيرة بل اللفظ شامل لهم جميعا(119/419)
هل صح أن الرسول عليه الصلاة و السلام أفطر في رمضان؟
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 11:28 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
منذ فترة ليست بالبسيطة، سمعت احد المشايخ يقول بأن الرسول عليه الصلاة و السلام أفطر في رمضان لثمانية عشر يوما ً في رمضان، و ذلك بسبب من المدينة الى مكة،
و ذكر ان الحديث في البخاري، فهل صح هذا الحديث؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 01:33 م]ـ
نعم سلمك الله فالحديث متفق عليه من مسند ابن عباس رضي الله عنهما
ـ[أبو مسلم الشامي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:55 م]ـ
جزاك الله عنا ألف خير،
أخي الكريم، أتمنى لو تأتي لي بمتن الحديث و سنده، حفظك الله:)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 05:49 م]ـ
عن ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ أَفْطَرَ، فَأَفْطَرَ النَّاسُ(119/420)
سؤال عن الكباش الصوماليه هل تجزئ في الهدي
ـ[عبدالله الحداد]ــــــــ[21 - 11 - 09, 12:39 م]ـ
سؤال مهم
ماحكم التضحية بالكباش الصومالية (البرابر)
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[21 - 11 - 09, 12:48 م]ـ
سؤال مهم
ماحكم التضحية بالكباش الصومالية (البرابر)
إذا تمت فيها الأوصاف المعتبرة في الشرع وبلغت السن المعتبرة فإنها مجزئة , ومالذي يمنع إجزاءها؟
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[21 - 11 - 09, 12:49 م]ـ
سؤال مهم
ماحكم التضحية بالكباش الصومالية (البرابر)
إذا تحققت فيها الأوصاف المعتبرة في الشرع وبلغت السن المعتبرة فإنها مجزئة , ومالذي يمنع إجزاءها؟ وكونها صومالية أو بربرية أو غير ذلك ليس مانعا من صحة التضحية بها إذا تحقق ما ذكر , فما ذكرته إنما هو وصف طردي في البهيمة لا أثر له في الحكم.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 01:49 م]ـ
لعل أنها ليس لها ألية فظن أنها لا تجزئ، لكن مثلها تجزئ عند الفقهاء كالأسترالي.
و الله أعلم.
ـ[عبدالله الحداد]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:44 م]ـ
احسنتم وبارك الله فيكم ونفعنا بما علمنا
وتوفق ابو مريم الى معرفة العلة التي لاجلها يتردد كثير من العوام(119/421)
الرأي السديد فيما إذا وافق يوم الجمعة العيد. للعلامة ابن جبرين (بحث نفيس).
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد ..
فإن مسألة اجتماع العيد مع الجمعة في يوم واحد ..
من المسائل التي كثر فيها الأخذ والرد والشد والجذب ..
ولما كان عيد هذه السنة يوافق يوم الجمعة.
أحببت إعادة نشر بحث لشيخنا العلامة / عبد الله الجبرين. _ رحمه الله_.
وهو بحث نفيس نافع ..
أسأل الله أن ينفع به.
والله من وراء القصد.
تنبيه: مافي البحث من حواش فهي موجودة في آخر البحث.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:45 م]ـ
الرأي السديد
فيما إذا وافق يوم الجمعة العيد
لصاحب الفضيلة العلامة
عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
-حفظه الله ورعاه -
المقدمة
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. أما بعد:
ففي عام 1420 هـ وافق يوم عيد الفطر يوم جمعة، وقد تكرر مثل ذلك في أعوام سابقة، فكثر الكلام حول أداء الجمعة على من شهد العيد، حتى تجرأ بعض الخطباء فأسقط صلاة الجمعة أو الظهر عن المصلين، واستثنى بعضهم الإمام فقط، وحملهم على ذلك ما قرءوه في كتب العلماء الحنابلة المتداولة. فكان ذلك مما حملني على أن أبحث المسألة في المذاهب الأخرى لأتحقق من أسباب الإسقاط والخلاف، واقتضى الحال أن أذكر ما يترجح لي وما أختاره من الأدلة والتعليلات، وذلك أن الكثير من الخطباء والأئمة في ذلك العام تجرءوا فرخصوا في ترك صلاة الجمعة للقريب والبعيد وبدون عذر، واستثنى بعضهم إمام الجامع وحده، فتقبل العامة هذه الرخصة، وتركوا صلاة الجمعة رغم قربهم من المساجد، وسماعهم للأذانين وللخطبة، ولقراءة الإمام وتكبيراته وصلاته التي تقع بجوار منازلهم، بحيث خليت الجوامع إلا من عدد قليل، وترك كثير من الناس صلاة الجمعة، بل وصلاة الظهر، أو أخروها عن وقتها، وأبدلها الكثير باللهو واللعب، والغناء والطرب، وضرب الطبول وآلات الملاهي، والعكوف على سماع أشرطة الأغاني، وتقليب الأحداق نظرا إلى الصور الفاتنة، والأفلام الخليعة، فصدق عليهم قول الله تعالى:} وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً {] سورة الأنفال الآية 35 [، أي صفير وتصفيقا، نعوذ بالله من الخذلان، ونسأله العفو والغفران.
مخطط هذا البحث الوجيز:
أبتدئ أولا: بالنقل عن الأئمة وأهل المذاهب ما كتبوه حول هذه المسألة،
وأذكر ثانيا: ما حضرني من الأدلة في ذلك ووجه دلالتها،
ثم أذكر ثالثا: ما ترجح لي مع بيان وجه الترجيح، والجواب عن أدلة الآخرين، وأشير إلى الفرق الكبير بين حالة الأولين وحالة أهل هذا الزمان. ([1])
نقول عن الأئمة وأهل المذاهب
[مذهب الحنفية في ذلك]
يظهر من مذهبهم عدم سقوط الجمعة، ويرون لزومها لكل مكلف حر ذكر مقيم، قال في الدر المختار وحاشيته: فلو اجتمعا - أي الجمعة والعيد لم يلزم إلا صلاة أحدهما، وقيل: الأولى صلاة الجمعة، وقيل: صلاة العيد. . . . .
قلت: قد راجعت التمرتاشي فرأيته حكاه عن مذهب الغير، وبصورة التمريض فتنبه. أهـ.
قال ابن عابدين في الحاشية: قوله: عن مذاهب الغير، أي مذهب غيرنا، أما مذهبنا فلزوم كل منهما.
قال في الهداية ناقلا عنالجامع الصغير: عيدان اجتمعا في يوم واحد، فالأول سنة، والثاني فريضة، ولا يترك واحد منهما اهـ.
قال في المعراج: احترز به عن قول عطاء: تجزئ صلاة العيد عن الجمعة، ومثله علي وابن الزبير.
قال ابن عبد البر: سقوط الجمعة بالعيد مهجور وعن علي أن ذلك في أهل البادية، ومن لا تجب عليهم الجمعة. اهـ. ([2])
ونقل الكاساني في البدائع عن صاحب الجامع الصغير أنه قال في العيدين اجتمعا في يوم واحد فالأول ([3]). اهـ. يقرر أن العيد سنة، وصلاة الجمعة فرض، فلا تسقط، وقد روى الطحاوي في المشكل حديث زيد بن أرقم في الترخيص في الجمعة، ثم حمله على الرخصة لمن هم في خارج المصر كأهل العوالي، فإنهم لا جمعة عليهم، واستدل بما أسنده عن علي رضي الله عنه قال: لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر من الأمصار. وذكر أن هذا لا مجال للرأي فيه، فلا بد أن يكون توقيفا، وقاس رجوعهم على إباحة السفر يوم الجمعة ([4]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/422)
وقد ظهر من كلام الحنفية أن الجمعة لا تسقط يوم عيد الفطر أو عيد الأضحى؛ لأن العيد سنة، والجمعة فرض واجب الإتيان لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [سورة الجمعة الآية 9]
فالأمر بالسعي إليها لكل من سمع النداء واجب، فلا يسقط في الظاهر يوم العيد كغيره.
وهكذا يرى ابن حزم عدم سقوط الجمعة حيث قال:
مسألة: وإذا اجتمع عيد في يوم جمعة صلى للعيد ثم للجمعة، ولا بد، ولا يصح أثر بخلاف ذلك؛ لأن في رواته إسرائيل وعبد الحميد بن جعفر، وليسا بالقويين، ولا مؤنة على خصومنا من الاحتجاج بهما إذا وافق ما روياه تقليدهما، وهنا خالفا روايتهما. فأما رواية إسرائيل فإنه روى عن عثمان بن المغيرة، عن إياس بن أبي رملة: سمعت معاوية سأل زيد بن أرقم: أشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين؟ قال: نعم، صلى العيد أول النهار، ثم رخص في الجمعة.
وروى عبد الحميد بن جعفر: حدثني وهب بن كيسان قال: اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير، فأخر الخروج حتى تعالى النهار، ثم خرج فخطب فأطال، ثم نزل فصلى ركعتين ولم يصل للناس يومئذ الجمعة، فقال ابن عباس: أصاب السنة. قال أبو محمد: الجمعة فرض والعيد تطوع، والتطوع لا يسقط الفرض ([5]).اهـ.
[مذهب المالكية في ذلك]:
قال الخرشي على قول خليل: لا عرس، ولا عمى، ولا شهود عيد: أي لا حق للزوجة في إقامة زوجها عندها، بحيث يبيح ذلك تخلفه عن الجمعة والجماعة. . . أو عمى: يريد أن العمى لا يكون عذرا يبيح التخلف عن حضور الجمعة، وهذا إذا كان ممن يهتدي إلى الجامع. . . أو شهود عيد: يعني أنه إذا وافق العيد يوم جمعة فلا يباح لمن شهد العيد داخل البلد أو خارجه التخلف عن الجمعة والجماعة، وإن أذن له الإمام في التخلف على المشهور، إذ ليس حقا له ([6]).اهـ.
قال العدوي في الحاشية: بل مراده: كان بيته داخل البلد أو خارجه. قوله: وإن أذن الإمام في التخلف. أي فلم ينفعهم، إذنه لهم في التخلف، ومقابله ما رواه ابن حبيب من أن له أن يأذن، وأنهم ينتفعون، وظاهر الشارح أن الخلاف جار سواء كان في البلد أو خارجه، ثم ذكر أن عبارة مصطفى الجزائري المغربي: أو شهود عيد فطر أو أضحى إذا وافق يومها لا يباح التخلف عنها، ولو أذن الإمام في التخلف، وسواء كان مسكن من شهد العيد داخل المصر أو خارجه، خلافا لأحمد وعطاء في الأول. ولمطرف وابن الماجشون، وابن وهب في الثاني، أي لما في رجوع أهل القرى الخارجة عن المدينة من المشقة، على ما بهم من شغل العيد، وبه يعلم أن الخلاف عندنا إنما هو في الخارج عن المصر أي وكان على ثلاثة أميال أو داخلها كما أفاده بعض الشيوخ، فإذا قول الشارح: على المشهور. يفيد أن الخلاف داخل البلد، وقد علمت أنه في داخله وخارجه. ([7]).
وفي المدونة قلت: ما قول مالك إذا اجتمع الأضحى والجمعة، أو الفطر والجمعة، فصلى رجل من أهل الحضر العيد مع الإمام، ثم أراد أن لا يشهد الجمعة هل يضع عنه شهوده صلاة العيد ما وجب عليه من إتيان الجمعة؛ قال: لا. وكان مالك يقول: لا يضيع ذلك عنه ما وجب عليه من إتيان الجمعة. قال مالك: ولم يبلغني أن أحدا أذن لأهل العوالي إلا عثمان. ولم يكن مالك يرى الذي فعل عثمان، وكان يرى أن من وجبت عليه الجمعة لا يضعها عنه إذن الإمام، وإن شهد مع الإمام قبل ذلك من يومه ذلك عيدا، وبلغني ذلك عن مالك ([8]).اهـ.
وقد توسع في المسألة ابن عبد البر في التمهيد لما ذكر مالك عن الزهري، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، قال: شهدت العيد مع عمر بن الخطاب فصلى ثم انصرف فخطب الناس فقال: إن هذين يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما، يوم فطركم من صيامكم، والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم. قال أبو عبيد: ثم شهدت العيد مع عثمان بن عفان فجاء فصلى، ثم انصرف فخطب فقال: إنه قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان، فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر الجمعة فلينتظرها، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له. ([9]) إلخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/423)
وقد أطال ابن عبد البر في شرحه إلى أن قال: وأما إذن عثمان لأهل العوالي، وقوله: قد اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان. يعني الجمعة والعيد. . . إلخ فقد اختلف العلماء في تأويل قول عثمان هذا، واختلفت الآثار في ذلك أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم، واختلف العلماء في تأويلها والأخذ بها.
فذهب عطاء بن أبي رباح إلى أن شهود العيد يوم الجمعة يجزئ عن الجمعة إذا صلى بعدها ركعتين على طريق الجمع، وروي عنه أيضا أنه يجزيه وإن لم يصل غير صلاة العيد ولا صلاة بعد صلاة العيد حتى العصر، وحكى ذلك عن ابن الزبير، وهذا القول مهجور؛ لأن الله عز وجل افترض صلاة العيد في يوم الجمعة على كل من في الأمصار من البالغين الذكور الأحرار، فمن لم يكن بهذه الصفات ففرضه الظهر في وقتها فرضا مطلقا، لم يختص به يوم عيد من غيره.
وقول عطاء هذا ذكره عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قال عطاء بن أبي رباح: إن اجتمع يوم الجمعة ويوم الفطر في يوم واحد فليجمعهما وليصلهما ركعتين فقط، حين يصلي صلاة الفطر، ثم هي هي حتى العصر، ثم أخبرنا عند ذلك قال: اجتمعا يوم فطر ويوم جمعة في يوم واحد في زمن ابن الزبير، فقال ابن الزبير: عيدان اجتمعا في يوم واحد. فجمعهما جميعا، جعلهما واحدا، فصلى يوم الجمعة ركعتين بكرة صلاة الفطر، لم يزد عليهما حتى صلى العصر. قال: فأما الفقهاء فلم يقولوا في ذلك، وأما من لم يفقه فأنكر ذلك عليه، قال: ولقد أنكرت أنا ذلك عليه، وصليت الظهر يومئذ، حتى بلغنا بعد أن العيدين كانا إذا اجتمعا صليا كذلك واحدا. وذكر عن محمد بن علي بن الحسين أنه أخبرهم أنهما كانا يجمعان إذا اجتمعا، ورأى أنه وجده في كتاب لعلي زعم؛ قال: وأخبرني ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير في جمع ابن الزبير بينهما يوم جمع بينهما، قال: سمعنا في ذلك أن ابن عباس قال: أصاب، عيدان اجتمعا في يوم واحد.
ثم قال ابن عبد البر: ليس في حديث ابن الزبير أنه صلى مع صلاة العيد ركعتين للجمعة، وأي الأمرين كان فإن ذلك أمر متروك مهجور، وإن كان لم يصل مع صلاة العيد غيرها حتى العصر فإن الأصول كلها تشهد بفساد هذا القول؛ لأن الفرضين إذا اجتمعا في فرض واحد لم يسقط أحدهما بالآخر، فكيف أن يسقط فرض لسنة حضرت في يومه؟! هذا ما لا يشك في فساده ذو فهم، وإن كان صلى مع صلاة الفطر ركعتين للجمعة فقد صلى الجمعة في غير وقتها عند أكثر الناس.
وذهب الجمهور إلى أن وقت الجمعة وقت الظهر، وعلى هذا فقهاء الأمصار.
وأما القول الأول أن الجمعة تسقط بالعيد، ولا تصلى ظهرا ولا جمعة، فقول بين الفساد، وظاهر الخطأ متروك مهجور لا يعرج عليه؛ لأن الله عز وجل يقول:} إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ {] سورة الجمعة الآية 9 [ولم يخص يوم عيد من غيره.
وأما الآثار المرفوعة في ذلك فليس فيها بيان سقوط الجمعة والظهر، ولكن فيها الرخصة في التخلف عن شهود الجمعة، وهذا محمول عند أهل العلم على وجهين:
(أحدهما) أن تسقط الجمعة عن أهل المصر وغيرهم ويصلون ظهرا
(والآخر) أن الرخصة إنما وردت في ذلك لأهل البادية، ومن لا تجب عليه الجمعة.
وسنذكر اختلاف الناس في ذلك، وفيمن تجب عليه الجمعة في هذا الباب إن شاء الله تعالى، ثم ساق بإسناده إلى بقية: حدثنا شعبة، حدثني المغيرة البصري، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأته الجمعة، وإنا مجمعون إن شاء الله ([10]).
قال أبو عمر: احتج من ذهب مذهب عطاء بهذا الحديث؛ لما فيه من قوله صلى الله عليه وسلم: إن شئتم أجزأكم، فمن شاء أجزأته وهذا الحديث لم يروه فيما علمت عن شعبة أحد من ثقات أصحابه، وإنما رواه عنه بقية بن الوليد، وليس بشيء في شعبة أصلا، وروايته عن أهل بلده أهل الشام فيها كلام، وأكثر أهل العلم يضعفون بقية عن الشاميين وغيرهم، وله مناكير، وهو ضعيف، ليس ممن يحتج به.
وقد رواه الثوري عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح مرسلا، قال: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنا مجمعون، فمن شاء منكم أن يجمع فليجمع، ومن شاء أن يرجع فليرجع ([11]).فاقتصر في هذا الحديث على ذكر إباحة الرجوع، ولم يذكر الإجزاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/424)
ثم ذكره بإسناده إلى زياد بن عبد الله البكائي، قال: حدثنا عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: اجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عيد، ويوم جمعة، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في العيد: " هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، عيدكم هذا والجمعة، وإني مجمع إذا رجعت، فمن أحب منكم أن يشهد الجمعة فليشهدها " فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بالناس.
قال: فقد بان من هذه الرواية ورواية الثوري لهذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع ذلك اليوم بالناس، وفي ذلك دليل على أن فرض الجمعة والظهر لازم، وأنها غير ساقطة، وأن الرخصة إنما أريد بها من لم تجب عليه الجمعة ممن شهد العيد من أهل البوادي، والله أعلم.
وهذا تأويل تعضده الأصول، وتقوم عليه الدلائل، ومن خالفه فلا دليل معه ولا حجة له.
فإن احتج محتج بما حدثناه ثم ساق الإسناد إلى عبد الحميد بن جعفر قال: أخبرني أبي عن وهب بن كيسان قال: اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير، فصلى العيد ولم يخرج إلى الجمعة، فذكرت ذلك لابن عباس فقال: ما أماط عن سنة نبيه. فذكرت ذلك لابن الزبير فقال: هكذا صنع بنا عمر ([12]). قيل له: هذا حديث اضطرب في إسناده، فرواه يحيى القطان، قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر، قال: أخبرني وهب بن كيسان، قال: اجتمع على عهد ابن الزبير عيدان، فأخر الخروج حتى تعالى النهار، ثم خرج فخطب فأطال الخطبة، ثم نزل فصلى ركعتين، ولم يصل للناس يومئذ الجمعة، فذكر ذلك لابن عباس فقال: أصاب السنة.
ذكره أحمد بن شعيب النسوي، عن سوار، عن القطان، عن عبد الحميد بن جعفر، لم يقل عن أبيه عن وهب بن كيسان، وذكر أن ذلك حين تعالى النهار، وأنه أطال الخطبة، وقد يحتمل أن يكون صلى تلك الصلاة في أول الزوال، وسقطت صلاة العيد، واستجزى بما صلى في ذلك الوقت.
وفي رواية الأعمش عن عطاء، عن ابن الزبير، أن الناس جمعوا في ذلك اليوم، ولم يخرج إليهم ابن الزبير، وكان ابن عباس بالطائف، فلما قدم ذكرنا له ذلك فقال: أصاب السنة.
وهذا يحتمل أن يكون صلى الظهر ابن الزبير في بيته، وأن الرخصة وردت في ترك الاجتماعين؛ لما في ذلك من المشقة، لا أن الظهر تسقط.
وأما حديث إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن إياس بن أبي رملة الشامي، قال: شهدت معاوية بن أبي سفيان يسأل زيد بن أرقم:هل شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم؟ قال: نعم. قال: فكيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: "من شاء أن يصلي فليصل ([13]).
وهذا الحديث لم يذكره البخاري، وذكره أبو داود عن محمد بن كثير، عن إسرائيل، وذكره النسائي عن عمر بن علي عن ابن مهدي، عن إسرائيل، وليس فيه دليل على سقوط الجمعة، وإنما فيه دليل أنه رخص في شهودها، وأحسن ما يتأول في ذلك أن الإذن خص به من لم تجب الجمعة عليه ممن شهد ذلك العيد، والله أعلم.
ثم قال ابن عبد البر: وإذا احتملت هذه الآثار من التأويل ما ذكرنا لم يجز لمسلم أن يذهب إلى سقوط فرض الجمعة عمن وجبت عليه، لأن الله عز وجل يقول:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ {] سورة الجمعة الآية 9 [ولم يخص الله ورسوله
يوم عيد من غيره من وجه تجب حجته، فكيف بمن ذهب إلى سقوط الجمعة والظهر المجتمع عليهما في الكتاب والسنة والإجماع، بأحاديث ليس منها حديث إلا وفيه مطعن لأهل العلم بالحديث، ولم يخرج البخاري ولا مسلم منها حديثا واحدا، وحسبك بذلك ضعفا لها. . إلى أن قال: وأما اختلاف العلماء فيمن تجب عليه الجمعة من الأحرار البالغين الذكور غير المسافرين، فقال ابن عمر، وأبو هريرة، وأنس، والحسن البصري، ونافع مولى ابن عمر: تجب الجمعة على كل من كان بالمصر وخارجا عنه، ممن إذا شهد الجمعة أمكنه الانصراف إلى أهله، فآواه الليل إلى أهله ([14]) وبهذا قال الحكم بن عتيبة، وعطاء بن أبي رباح، والأوزاعي، وأبو ثور.
وقال ربيعة، ومحمد بن المنكدر: إنما تجب على من كان على أربعة أميال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/425)
وذكر عبد الرزاق عن محمد بن راشد، قال: أخبرني عبدة بن أبي لبابة أن معاذ بن جبل كان يقول على منبره: يا أهل فردا، ويا أهل دامرة - قريتين من قرى دمشق، إحداهما على أربعة فراسخ، والأخرى على خمسة-: إن الجمعة لزمتكم، وإنه لا جمعة إلا معنا ([15]).
وقد روي عن معاوية أنه كان يأمر من بينه وبين دمشق أربعة وعشرون ميلا بشهود الجمعة، وذكر معمر عن هشام بن عروة، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص قالت: كان أبي من المدينة على ستة أميال أو ثمانية، فكان ربما شهد الجمعة، وربما لم يشهدها.
وقال الزهري: ينزل إليها من ستة أميال ([16])، وروي عن ربيعة أنه قال: تجب الجمعة على من إذا سمع النداء وخرج من بيته أدرك الصلاة.
وقال مالك والليث: تجب الجمعة على كل من كان على ثلاثة أميال، وقال الشافعي: تجب على كل من كان بالمصر، وكذلك كل من سمع النداء ممن يسكن خارج المصر. وهو قول داود.
وقال أبو حنيفة: الجمعة على كل من كان بالمصر، وليس على من كان خارج المصر جمعة، سمع النداء أو لم يسمع.
وقال أحمد بن حنبل وإسحاق: لا تجب الجمعة إلا على من سمع النداء، كان بالمصر أو خارجا عنه، يريدان الموضع الذي يسمع منه ومن مثله النداء، روي مثل ذلك عن عبد الله بن عمرو، وسعيد بن المسيب.
وقد كان الشافعي يقول: لا يتبين عندي أن يحرج بترك الجمعة إلا من يسمع النداء، قال: ويشبه أن يحرج أهل المصر وإن عظم بترك الجمعة.
قال أبو عمر: يشبه أن يكون مذهب مالك وأصحابه والليث في مراعاة الثلاثة أميال لأن الصوت الندي في الليل عند هدوء الأصوات يمكن أن يسمع من ثلاثة أميال، والله أعلم.
فلا يكون مذهب مالك في هذا التأويل مخالفا لمن قال: لا تجب الجمعة إلا على من سمع النداء، وهو قول أكثر فقهاء الأمصار، وقد ذكر ابن عبدوس في المجموعة عن علي بن زياد، عن مالك قال: عزيمة الجمعة على من كان بموضع يسمع منه النداء، وذلك من ثلاثة أميال، ومن كان أبعد فهو في سعة، إلا أن يرغب في شهودها فهو أحسن، فهذه رواية مفسرة. وعلى هذا قال مالك فيما روى عنه ابن القاسم وغيره، أن ليس العمل على ما صنع عثمان في إذنه لأهل العوالي؛ لأن الجمعة كانت عنده واجبة على أهل العوالي، لأن العوالي من المدينة على ثلاثة أميال ونحوها، وذهب غير مالك إلى أن إذن عثمان لأهل العوالي إنما كان أن الجمعة لم تكن واجبة على أهل العوالي عنده؛ لأن الجمعة إنما تجب على أهل المصر عنده، هذا قول الكوفيين سفيان وأبي حنيفة.
ومن حجة مالك في مراعاة الثلاثة أميال. . . ثم ساق بسنده إلى ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عل أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم، فينزل بها على رأس ميلين أو ثلاثة من المدينة، فتأتي الجمعة فلا يجمع فيطبع على قلبه ([17]).
ومن حجة من شرط سماع النداء. . . ثم ساق بسنده إلى عبد الله بن هارون، أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: الجمعة على من سمع النداء. وذكر عبد الرزاق عن داود بن قيس، قال: سئل عمرو بن شعيب: من أين تؤتى الجمعة؛ فقال: من مدى الصوت ([18]).
قال أبو عمر: ما يحضرني على من ذهب مذهب عطاء وابن الزبير على ما تقدم ذكرنا له إجماع المسلمين قديما وحديثا أن من لا تجب عليه الجمعة، ولا النزول إليها لبعد موضعه عن موضع إقامتها. . مجمع أن الظهر واجبة لازمة على من كان هذه حاله، وعطاء وابن الزبير موافقان للجماعة في غير يوم عيد، فكذلك يوم العيد في القياس والنظر الصحيح، هذا لو كان قولهما اختلافا يوجب النظر، فكيف وهو قول شاذ، وتأويله بعيد، والله المستعان وبه التوفيق ([19]). انتهى كلام ابن عبد البر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/426)
وقد ظهر أن مذهب مالك رحمه الله تعالى عدم سقوط الجمعة عن أهل الحضر والمصر إذا شهدوا العيد، ولو أذن لهم الإمام، حيث لم يوافق على فعل عثمان في إذنه لأهل العوالي، وهكذا ما ذكره شارح مختصر خليل من أن شهود العيد لا يبيح التخلف عن الجمعة، سواء كان في داخل البلد أو خارجه، وأن إذن الإمام لا يبرر التخلف عن الجمعة، وخص بعضهم الخلاف أنه فيمن هو خارج البلد، وقد حمل ابن عبد البر الرخصة في الأحاديث على اختصاصها بالبوادي، ومن لا تجب عليه ممن هو خارج البلد، ورأى أن عموم كلام مالك ومذهبه فيمن تجب عليهم الجمعة عدم سقوطها عن أهل العوالي؛ لأنهم من المدينة على ثلاثة أميال أو نحوها، ويمكن أن سقوطها عنهم لكونهم خارج البلد.
[مذهب الشافعية في اجتماع العيدين]:
قال الشافعي في الأم: أخبرنا إبراهيم بن محمد، أخبرنا إبراهيم بن عقبة، عن عمر بن عبد العزيز قال: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أحب أن يجلس من أهل العالية فليجلس في غير حرج ([20]).
ثم روى من طريق مالك حديث أبي عبيد مولى ابن أزهر قال: شهدت العيد مع عثمان. . . إلخ ([21]).
قال الشافعي: وإذا كان يوم الفطر يوم الجمعة صلى الإمام العيد حين تحل الصلاة، ثم أذن لمن حضره من غير أهل المصر أن ينصرفوا إن شاءوا إلى أهليهم، ولا يعودون إلى الجمعة، والاختيار لهم أن يقيموا حتى يجمعوا، أو يعودوا بعد انصرافهم إن قدروا حتى يجمعوا، وإن لم يفعلوا فلا حرج إن شاء الله تعالى.
قال الشافعي: ولا يجوز هذا لأحد من أهل المصر أن يدعوا أن يجمعوا إلا من عذر يجوز لهم به ترك الجمعة، وإن كان يوم عيد. قال الشافعي: وهكذا إن كان يوم أضحى، لا يختلف إذا كان ببلد يجمع فيه الجمعة ويصلي العيد ([22]) اهـ.
وقال النووي (فرع): إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة، وحضر أهل القرى الذين يبلغهم النداء لصلاة العيد، وعلموا أنهم لو انصرفوا لفاتتهم الجمعة، فلهم أن ينصرفوا ويتركوا الجمعة في هذا اليوم على الصحيح المنصوص في القديم والجديد، وعلى الشاذ: عليهم الصبر للجمعة ([23]) اهـ.
وقال صاحب المهذب كما في المجموع: " وإن اتفق يوم عيد ويوم جمعة، فحضر أهل السواد فصلوا العيد، جاز أن ينصرفوا ويتركوا الجمعة، لما روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال في خطبته: أيها الناس قد اجتمع عيدان في يومكم، فمن أراد من أهل العالية أن يصلي معنا الجمعة فليصل، ومن أراد أن ينصرف فلينصرف، ولم ينكر عليه أحد، ولأنهم إذا قعدوا في البلد لم يتهيئوا بالعيد، فإن خرجوا ثم رجعوا للجمعة كان عليهم في ذلك مشقة، والجمعة تسقط بالمشقة، ومن أصحابنا من قال: تجب عليهم الجمعة؛ لأن من لزمته الجمعة في غير يوم العيد وجبت عليه في يوم العيد كأهل البلد؟ والمنصوص في الأم هو الأول ([24]) اهـ
قال النووي في شرحه: قال الشافعي والأصحاب: إذا اتفق يوم جمعة يوم عيد، وحضر أهل القرى الذين تلزمهم الجمعة لبلوغ نداء البلد، فصلوا العيد لم تسقط الجمعة بلا خلاف عن أهل البلد، وفي أهل القرى وجهان، الصحيح المنصوص للشافعي في الأم والقديم أنها: تسقط، والثاني: لا تسقط، ودليلها في " الكتاب وأجاب هذا الثاني عن قول عثمان، ونص الشافعي فحملهما على من لا يبلغه النداء (فإن قيل): هذا التأويل باطل، لأن من لا يبلغه النداء لا جمعة عليه في غير يوم العيد، ففيه أولى، فلا فائدة في هذا القول (فالجواب) أن هؤلاء إذا حضروا البلد يوم الجمعة غير يوم العيد يكره لهم الخروج قبل أن يصلوا الجمعة، صرح بهذا كله المحاملي، والشيخ أبو حامد في التجريد، وغيرهما من الأصحاب، قالوا: فإذا كان يوم عيد زالت تلك الكراهة، فبين عثمان والشافعي زوالها، والمذهب ما سبق، وهو سقوطها عن أهل القرى الذين يبلغهم النداء. ([25]) اهـ.
وقد ظهر من مذهب الشافعية أن الجمعة لا تسقط عن أهل البلد، بل يلزمهم أن يصلوا الجمعة مع الإمام، وإنما تسقط عن أهل القرى النائية، مع أن الأولى لهم حضورها، وإنما سقطت للمشقة، أو لأن الجمعة لا تلزمهم لخروجهم عن المصر، أو لبعدهم عن محل إقامة الجمعة.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:48 م]ـ
[مذهب الحنابلة في اجتماع الجمعة والعيد]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/427)
قال عبد الله بن أحمد في مسائله. سألت أبي عن عيدين اجتمعا في يوم يترك أحدهما؟ قال: لا بأس به أرجو أن يجزئه ([26]).
وقال أبو الخطاب الكلوذاني: وإذا وقع العيد في يوم الجمعة استحب له حضورهما، فإن اجتزئ بحضور العيد عن الجمعة وصلى ظهرا جاز ([27]).
وقال المجد ابن تيمية: وإذا اجتمع عيد وجمعة سقطت الجمعة عمن حضر العيد إلا الإمام (وعنه) تسقط عنه أيضا، وحضورها أولى، وكذلك يسقط العيد بالجمعة إذا قدمت عليه. ([28]) اهـ.
وقال ابن الجوزي: وإذا اتفق العيد يوم الجمعة أجزأت إحداهما عن الأخرى إلا الإمام ([29]). اهـ.
وقال ابن هبيرة: واختلفوا إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد، فقال أبو حنيفة، ومالك، والشافعي: لا تسقط الجمعة بحضور العيد، ولا العيد بحضور الجمعة. وقال أحمد: إن جمع بينهما فهو الفضيلة، وإن حضر العيد سقطت عنه الجمعة ([30]). اهـ
وقال البعلي في الاختيارات: وإذا وقع العيد يوم الجمعة فاجتزئ بالعيد، وصلوا ظهرا جاز إلا للإمام، وهو مذهب أحمد ([31]) اهـ.
وقال الموفق بن قدامة: وإذا وقع العيد يوم الجمعة، فاجتزئ بالعيد وصلى ظهرا جاز إلا للإمام ([32]) اهـ.
وقال أيضا في الكافي: وإذا اتفق عيد في يوم جمعة فصلوا العيد لم تلزمهم الجمعة، ويصلون ظهرا، ثم ذكر حديث زيد وأبي هريرة، ثم ذكر وجوبها على الإمام ودليله، والرواية بسقوطها عنه ([33]).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الحمد لله إذا اجتمع الجمعة والعيد في يوم واحد فللعلماء في ذلك ثلاثة أقوال:
(أحدها) أنه تجب الجمعة على من شهد العيد كما تجب سائر الجمع للعمومات الدالة على وجوب الجمعة.
(والثاني) تسقط عن أهل البر، مثل أهل العوالي والسواد؛ لأن عثمان بن عفان أرخص لهم في ترك الجمعة لما صلى بهم العيد.
(والقول الثالث) وهو الصحيح أن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة، لكن على الإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها، ومن لم يشهد العيد وهذا هو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كعمر وعثمان، وابن مسعود، وابن عباس، وابن الزبير وغيرهم، ولا يعرف عن الصحابة في ذلك خلاف.
وأصحاب القولين المتقدمين لم يبلغهم ما في ذلك من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم لما اجتمع في يومه عيدان صلى العيد ثم رخص في الجمعة، وفي لفظ أنه قال: أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرا، فمن شاء أن يشهد الجمعة فليشهد فإنا مجمعون ([34]). وأيضا فإنه إذا شهد العيد حصل مقصود الاجتماع، ثم إنه يصلي الظهر إذا لم يشهد الجمعة، فتكون الظهر في وقتها، والعيد يحصل مقصود الجمعة، وفي إيجابها على الناس تضييق عليهم، وتكدير لمقصود عيدهم، وما سن لهم من السرور فيه والانبساط، فإذا حبسوا عن ذلك عاد العيد على مقصوده بالإبطال، ولأن يوم الجمعة عيد، ويوم الفطر والنحر عيد، ومن شأن الشارع إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد أدخل إحداهما في الأخرى، كما يدخل الوضوء في الغسل، وأحد الغسلين في الآخر والله أعلم ([35]) اهـ. وله رسالة بعدها بمعناها.
وذكر ابن القيم رخصة النبي صلى الله عليه وسلم لهم إذا وقع العيد يوم الجمعة أن يجتزئوا بصلاة العيد عن حضور الجمعة ([36]).وقد تتابع على ذلك الفقهاء في مؤلفاتهم فذكره ابن رجب في القاعدة الثامنة عشر.
وقال الشويكي: وإن وقع عيد يوم جمعة سقطت عمن حضر العيد مع الإمام سقوط حضور لا وجوب، كمريض إلا الإمام، فإذا اجتمع معه القدر المعتبر أقامها، وإلا صلوا ظهرا.
(وعنه) لا تسقط عن العدد المعتبر، فتكون فرض كفاية ([37]). اهـ. ونحو ذلك في الروض المربع، ومنهم من ذكر روايتين أو ثلاثا.
قال ابن مفلح: تسقط الجمعة- إسقاط حضور لا وجوب فيكون حكمه كمريض ونحوه لا كمسافر ونحوه - عمن حضر العيد مع الإمام عند الاجتماع، وذكر في الخلاف أنه الظاهر من قول الشافعية فيمن كان خارج البلد، ويصلي الظهر كصلاة أهل الأعذار (وعنه) لا تسقط كالإمام (وعنه) تسقط عنه أيضا. (وعنه) لا تسقط عن العدد المعتبر. . . إلخ ([38]).
وقال المرداوي في الإنصاف مع المقنع والشرح الكبير:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/428)
قوله: وإذا وقع العيد يوم الجمعة فاجتزئ بالعيد وصلي ظهرا جاز. هذا المذهب بلا ريب، وعليه الأصحاب، وهو من المفردات- (وعنه) لا يجوز، ولا بد من صلاة الجمعة، فعلى المذهب إنما تسقط الجمعة عنهم إسقاط حضور لا وجوب، فيكون بمنزلة المريض لا المسافر والعبد، فلو حضر الجامع لزمته كالمريض، وتصح إمامته فيها، وتنعقد به، حتى لو صلى العيد أهل بلد كافة كان له التجميع بلا خلاف.
وأما من لم يصل العيد فيلزمه السعي إلى الجمعة بكل حال، سواء بلغوا العدد المعتبر أم لم يبلغوا، ثم إن بلغوا بأنفسهم أو حضر معهم تمام العدد لزمتهم الجمعة، وإن لم يحضر معهم تمامه فقد تحقق عددهم.
وقال بعض أصحابنا: إن تتميم العدد وإقامة الجمعة إن قلنا تجب على الإمام؟ يكون فرض كفاية. وليس ببعيد.
قوله: " إلا الإمام " يعني أنه لا يجوز له تركها، ولا تسقط عنه الجمعة، وهذا المذهب، وهو ظاهر ما جزم به في الخلاصة، وقدمه في الفروع، واختاره المصنف وغيره. قال في التلخيص: وليس للإمام ذلك في أصح الروايتين، هذا الأظهر، وصححه ناظم المفردات (وعنه) تسقط عنه لعظم المشقة عليه، فهو أولى بالرخصة، واختاره جماعة (وعنه) لا تسقط عن العدد المعتبر، قال في التلخيص: وعندي أن الجمعة لا تسقط عن أحد من أهل المصر بحضور العيد ما لم يحضر العدد المعتبر وتقام اهـ. قال ابن رجب في القواعد: على رواية عدم السقوط عن الإمام يجب أن يحضر معه من تنعقد به تلك الصلاة، فتصير الجمعة فرض كفاية تسقط بحضور أربعين. . . إلخ ([39]) اهـ.
وقد ظهر من قول الحنابلة أن المذهب المشهور سقوط الجمعة عن كل من حضر العيد، وفي سقوطها عن الإماء روايتان، والمشهور منهما عدم سقوطها عنه، وهناك رواية بعدم السقوط كقول الحنفية والمالكية (وعنه) رواية: أنها تكون فرض كفاية بأن يحضر مع الإمام العدد المعتبر لإقامتها وهو الأربعون. ورواية: إن حضر العدد المعتبر وإلا صلوها مع الإمام ظهرا كغيرهم. وكأنهم اعتمدوا العمل بظاهر الأحاديث ما فيها من المقال نظرا لشهرتها، ومنه يعلى أن إسقاطها عمن حضر العيد من مفردات المذهب قال ناظم المفردات:
والعيد والجمعة إن قد جمعا * * * فتسقط الجمعة نصا سمعا
عمن أتى بالعيد لا يستثنى * * * سوى الإمام في أصح المعنى
قال الشارح: يعني إذا وافق العيد يوم الجمعة سقطت عمن حضر مع الإمام، وممن قال بالسقوط الشعبي، والنخعي، والأوزاعي، وقد قيل: إنه مذهب عمر، وعثمان، وعلي، وسعيد، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وقال أكثر الفقهاء: لا تسقط الجمعة؛ لعموم الآية والأخبار الدالة على وجوبها، ولنا حديث معاوية، ثم ذكر حديث زيد بن أرقم، وحديث أبي هريرة ([40]) وقد سبق ذكرهما في كلام ابن عبد البر، وهكذا قال: أبو محمد بن قدامة: وزاد في تعليل الفقهاء لعدم السقوط لأنهما صلاتان واجبتان، فلم تسقط إحداهما بالأخرى كالظهر مع العيد وأجاب بأن الجمعة إنما زادت عن الظهر بالخطبة، وقد حصل سماعها في العيد، فأجزأ عن سماعها ثانيا، ولأن وقتهما واحد بما بيناه فسقطت إحداهما بالأخرى كالجمعة مع الظهر، وما احتجوا به مخصوص بما رويناه وقياسهم منقوض بالظهر مع الجمعة. فأما الإمام فلم تسقط عنه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وإنا مجمعون ([41]) ولأنه لو تركها لامتنع فعل الجمعة في حق من تجب عليه، ومن يريدها ممن سقطت عنه، بخلاف غيره من الناس ([42]) اهـ. وهكذا ذكر ابن أبي عمر ([43]).
[تلخيص المذاهب السابقة]
وقد لخص النووي المذاهب بقوله: (فرع) في مذاهب العلماء في ذلك، قد ذكرنا أن مذهبنا وجوب الجمعة على أهل البلد، وسقوطها عن أهل القرى، وبه قال عثمان بن عفان، وعمر بن عبد العزيز، وجمهور العلماء، وقال عطاء بن أبي رباح: إذا صلوا العيد لم تجب بعده في هذا اليوم صلاة الجمعة ولا الظهر ولا غيرهما إلى العصر، لا على أهل القرى ولا أهل البلد. قال ابن المنذر: وروينا نحوه عن علي بن أبي طالب وابن الزبير رضي الله عنهم، وقال أحمد: تسقط الجمعة عن أهل القرى وأهل البلد، ولكن يجب الظهر. وقال أبو حنيفة: لا تسقط الجمعة عن أهل البلد ولا أهل القرى. واحتج الذين أسقطوا الجمعة عن الجميع بحديث زيد بن أرقم. ثم ذكره وذكر حديث أبي هريرة، وصحح الأول، وضعف سند الثاني، واحتج لأبي حنيفة بأن الأصل الوجوب، واحتج عطاء ثم ذكر فعل ابن الزبير، وقول ابن عباس: أصاب السنة وأنه على شرط مسلم.
واحتج أصحابنا بحديث عثمان، وتأولوا الباقي على أهل القرى، لكن قول ابن عباس: من السنة. مرفوع وتأويله أضعف ([44]). اهـ.
وقد تكلم على المذاهب وأدلتها الساعاتي البنا، وتوسع في ذكر المذاهب وأدلتها ناقلا عن النووي وغيره ([45]).
وذكر الشوكاني حديث زيد، وأبي هريرة، وقصة ابن الزبير، وصحح حديث ابن الزبير، ومال إلى ترجيح العمل به ([46]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/429)
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:50 م]ـ
-: تخريج الأحاديث والآثار في الباب:
وحيث إن العمدة في ذلك هذه الأحاديث والآثار فإنا ننقلها من كتب الحديث ونذكر الكلام حولها.
فأما حديث زيد بن أرقم؛ فرواه الإمام أحمد في المسند وأبو داود والنسائي وابن ماجه وغيرهم ([47]) من طرق عن إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن إياس بن أبي رملة الشامي، قال: شهدت معاوية سأل زيد بن أرقم. . . إلخ، قال محقق المسند: وهذا إسناد ضعيف لجهالة إياس بن أبي رملة الشامي، ذكره الذهبي في الميزان، وأشار إلى هذا الحديث، وقال: قال ابن المنذر: لا يثبت هذا، فإن إياسا مجهول، قلنا: وبقية رجاله ثقات اهـ. وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه ابن المديني قاله الحافظ ابن حجر ([48]) وقد أطال في تخريجه. ولعله صححه لشواهده التي يتقوى بها.
وقد تقدم أن ابن حزم رده؛ لأن في رواته إسرائيل وليس بالقوي، وهذا غير صحيح، فهو من رجال الشيخين، وحمله ابن عبد البر على أن الإذن خص به من لم تجب الجمعة عليه ممن شهد ذلك العيد.
وأما حديث أبي هريرة فرواه أبو داود وابن ماجه وغيرهما كما رواه ابن عبد البر من طريق بقية بن الوليد، عن شعبة عن المغيرة الضبي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ([49])، وصححه الحاكم مع قوله: هذا حديث غريب من حديث شعبة. وقال الخطابي: في إسناده مقال ([50])، ونقله المنذري في تهذيب السنن وأقره. وقد سبق قول ابن عبد البر: هذا الحديث لم يروه عن شعبة فيما علمت أحد من الثقات، وإنما رواه بقية بن الوليد، وليس بشيء في شعبة أصلا، وروايته عن أهل بلده فيها كلام، وأكثر أهل العلم يضعفون بقية عن الشاميين وغيرهم، وله مناكير، وهو ضعيف ليس ممن يحتج به ([51]). اهـ
وقد سمعت من بعض مشايخنا ما قيل فيه عبارة: أحاديث بقية، غير نقية، فكن منها على تقية. وذلك لأنه اشتهر بتدليس التسوية ([52])، ووقع في رواية عند ابن ماجه، عن أبي صالح عن ابن عباس، وتقدم أن ابن عبد البر رواه من طريق الثوري عن ابن رفيع، عن أبي صالح مرسلا، ثم رواه من طريق زياد البكائي عن ابن رفيع وأسنده، وقد صحح الدارقطني إرساله وكذا نقل عن الإمام أحمد تصحيح المرسل، وقد رواه عبد الرزاق من طريق الثوري مرسلا ([53])،
وقال الحافظ: إن ذكر ابن عباس عند ابن ماجه وهم، ورواية زياد البكائي مسندة، لكن زياد بن عبد الله البكائي قد ضعفه ابن معين، وذكره ابن حبان في المجروحين مع تساهله، والنسائي في الضعفاء له.
وقد روى له مسلم لكنه يختار من رواية المجروحين ما حفت به القرائن ولهذا لم يخرج هذا الحديث، وروى له البخاري حديثا واحدا مقرونا بغيره وقد صحح هذا الحديث جمع من العلماء لشواهده، ومنها: حديث عن ابن عمر عند ابن ماجه عن جبارة بن المغلس عن مندل بن علي عن عبد العزيز بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ثم قال: " من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها ومن شاء أن يتخلف فليتخلف ([54]). تفرد به ابن ماجه. وضعفه البوصيري في الزوائد؛ لضعف جبارة ومندل ([55]).
وأصح ما في الباب حديث ابن الزبير، وقد ساقه ابن عبد البر كما سبق، وهو عند النسائي عن ابن بشار، عن يحيى القطان، كما ساقه ابن عبد البر، لكن ذكر أنه عن سوار، والصواب محمد بن بشار، وقد رواه أبو داود من طريق الأعمش، عن عطاء بن أبي رباح، قال: صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أول النهار، ثم رحنا إلى الجمعة، فلم يخرج إلينا، فصلينا وحدنا، وكان ابن عباس بالطائف، فلما قدم ذكرنا ذلك له فقال: أصاب السنة ([56]).
ثم رواه من طريق ابن جريج، قال: قال عطاء: اجتمع يوم جمعة ويوم فطر على عهد ابن الزبير، فقال: عيدان اجتمعا في يوم واحد، فجمعهما جميعا، فصلاهما ركعتين بكرة، لم يزد عليهما حتى صلى العصر انظر ([57]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/430)
وقد ذكر ابن عبد البر أنه حديث اضطرب في إسناده، ولعل ذلك أنه روي عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن وهب، وعند النسائي عن عبد الحميد، عن وهب، لكن قد رواه ابن أبي شيبة من طريق هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، قال: اجتمع عيدان في يوم، فخرج عبد الله بن الزبير فصلى العيد بعد ما ارتفع النهار، ثم دخل فلم يخرج حتى صلى العصر، فذكر ذلك لابن عمر فلم ينكره ([58]).
ولعل من الاضطراب الاختلاف في المتن، حيث ذكر في رواية النسائي أنه أخر الخروج حتى تعالى النهار، وأنه أطال الخطبة، فاحتمل أنه دخل عليه وقت الجمعة وهو في خطبة العيد، فصلى بعد الخطبة، ونواها صلاة الجمعة، لأنه نزل من الخطبة فصلى بعدها كما يفعل في الجمعة، بخلاف خطبة العيد فإنها بعد الصلاة، لكن رواية ابن جريج عن عطاء عند أبي داود، قال: فجمعهما جميعا فصلاهما ركعتين بكرة. ورواية الأعمش فيها أنه صلى أول النهار، قال: ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا، فصلينا وحدانا، فقد حصل الاختلاف في فعله، ولعل الأقرب لفظ النسائي أنه أخر الصلاة حتى قرب وقت الجمعة؟ فنوى الجمعة التي هي فرض عين اتفاقا، واكتفى بها عن العيد الذي هو فرض كفاية، أو سنة عند بعض العلماء.
وقد سبق قول ابن عبد البر: يحتمل أن ابن الزبير صلى الظهر في بيته، وأن الرخصة وردت في ترك الاجتماعين؛ لما في ذلك من المشقة.
وأما الآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين فقد ذكر الموفق في المغني أنه مذهب عمر، وعثمان، وعلي، وسعيد، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، وأن ممن قال بالسقوط الشعبي، والنخعي، والأوزاعي.
فأما عمر فوقع في حديث وهب بن كيسان عند ابن أبي شيبة: فبلغ ذلك ابن الزبير فقال: شهدت العيد مع عمر فصنع كما صنعت ([59]).
وفي هذه الرواية أن ابن الزبير أخر الخروج، وأطال الخطبة، ثم صلى بعد الخطبة، ولم يخرج إلى الجمعة، فاحتمل أن عمر - رضي الله عنه- أخر صلاة العيد، وجمع العيدين في صلاة، حيث قدم الخطبة على الصلاة، وتبعه ابن الزبير في ذلك.
وأما عثمان فتقدم حديثه عند مالك والبخاري وغيرهما" ولكنه خص الرخصة بأهل العالية بقوله: فمن أحب من أهل العالية أن ينتظر الجمعة فلينتظرها، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له. وهو صريح في تخصيص الإذن بأهل العالية، ولفظ ابن أبي شيبة: فمن كان هاهنا من أهل العوالي فقد أذنا له أن ينصرف، ومن أحب أن يمكث فليمكث.
وأما علي فقد وقع في حديث عطاء عند عبد الرزاق بعد فعل ابن الزبير، قال: وذكر ذلك عن محمد بن علي بن الحسين ([60])، أخبر أنهما كانا يجمعان إذا اجتمعا، قال: إنه وجده في كتاب لعلي زعم ([61])،ثم روى عن جعفر بن محمد ([62]) أنهما اجتمعا وعلي بالكوفة، فصلى ثم صلى الجمعة، وقال حين صلى الفطر: من كان هاهنا فقد أذنا له كأنه لمن حوله يريد الجمعة ([63])، ثم روى بعده عنه قال: من أراد أن يجمع فليجمع، ومن أراد أن يجلس فليجلس. ثم روى عن معمر، عن صاحب له، أن عليا كان إذا اجتمعا صلى في أول النهار العيد، وصلى في آخر النهار الجمعة.
ورواه ابن أبي شيبة عن أبي عبد الرحمن قال: اجتمع عيدان على عهد علي، فصلى بالناس، ثم خطب على راحلته فقال: يا أيها الناس من شهد منكم العيد فقد قضى جمعته إن شاء الله.
ثم روى عن جعفر، عن أبيه، وهو محمد بن علي قال: اجتمع عيدان على عهد علي، فشهد بهم العيد، ثم قال: إنا مجمعون، فمن أراد أن يشهد فليشهد ([64]) ففي هذه الآثار أنه أقام الجمعة، وأنه أذن لمن شهد العيد بالانصراف، ويظهر أن الإذن لأجل المشقة.
وأما سعيد فقد وقع هكذا في المغني ومن نقل عنه، ولم أجده عن سعيد بن زيد، ولا من اسمه سعيد من الصحابة والتابعين ([65]).
وأما ابن عمر فذكرنا قريبا ما رواه ابن أبي شيبة كما في حديث ابن الزبير عن هشام، وقوله: فذكرت ذلك لنافع، فقال: ذكر ذلك لابن عمر فلم ينكره ولم أجد عنه غير هذه الرواية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/431)
وأما ابن عباس وابن الزبير فقد سبق فعل ابن الزبير، من رواية وهب ابن كيسان وعطاء، وأن ابن عباس قال: أصاب السنة. وهو تصريح منه بتصويب فعل ابن الزبير، وقد استدل به على إسقاط الجمعة عن الإمام، ولم يذكر في أكثر الروايات أن ابن الزبير صلى الظهر، وقال بعضهم: لعله صلاها في بيته، لكن وقع عند ابن أبي شيبة: حدثنا هشيم، عن منصور، عن عطاء قال: اجتمع عيدان في عهد ابن الزبير، فصلى بهم العيد، ثم صلى بهم الجمعة صلاة الظهر أربعا ([66]).
وأما الشعبي فرواه عنه ابن أبي شيبة، قال: إذا كان يوم جمعة وعيد أجزأ أحدهما من الآخر.
وأما النخعي فروى ابن أبي شيبة، عن الحكم، عن إبراهيم وهو النخعي، قال: يجزئه الأولى منهما. وفي لفظ: يجزئ أحدهما. ورواه عبد الرزاق بلفظ: يجزئ واحد منهما عن صاحبه ([67]).
ولم أجده في هذه المراجع عن الأوزاعي.
فهذا ما وقفت عليه من هذه الآثار وفيها دلالة واضحة على أنهم فهموا من إطلاق الأحاديث المرفوعة التخيير العام في ترك الجمعة، وقد ذكرنا جواب ابن عبد البر عن الأحاديث، وما حملها عليه، ولا شك في دلالتها صراحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الجمعة بمن حضره، وأنهم عدد كثير كما ذكر ذلك في حديث أبي هريرة بقوله في رواية شعبة: وإنا مجمعون إن شاء الله ([68]) وفي رواية الثوري المرسلة قال: إنا مجمعون، فمن شاء منكم أن يجمع فليجمع، ومن شاء أن يرجع فليرجع وفي رواية البكائي قال: وإني مجمع إذا رجعت، فمن أحب منكم أن يشهد الجمعة فليشهدها " فلما رجع رسول الله صلى الله عليه سلم جمع بالناس.
ومما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم يقيم الجمعة يوم العيد حديث النعمان بن بشير عند مسلم وغيره أن رسول الله صلى عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بـ} سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى {] سورة الأعلى: 1 [و} هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ {] سورة الغاشية: 1 [قال: وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأ بهما ([69]) وقد رواه ابن أبي شيبة في باب اجتماع العيد والجمعة.
والذي يظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم رفق بالمصلين الذين يأتون من مكان بعيد كالعوالي، كما روى عبد الرزاق عن ابن جريج، قال. أخبرني بعض أهل المدينة عن غير واحد منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع في زمانه يوم جمعة ويوم فطر، أو يوم جمعة وأضحى، فصلى بالناس العيد الأول، ثم خطب فأذن للأنصار في الرجوع إلى العوالي وترك الجمعة، فلم يزل الأمر على ذلك بعد، قال ابن جريج: وحدثت عن عمر بن عبد العزيز، وعن أبي صالح الزيات: أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع في زمانه يوم جمعة ويوم فطر، فقال: " إن هذا يوم قد اجتمع فيه عيدان، فمن أحب فلينقلب، ومن أحب فلينتظر اهـ. فإن هذا الحديث صريح أن الرخصة كانت لأهل العوالي، ويدل عليه قوله: " فلينقلب " أي يرجع إلى منزله البعيد، ويدل على ذلك كلام عثمان الذي رواه مالك والبخاري وغيرهما، فإن إذنه إنما هو لأهل العوالي، وقد سبق قول ابن عبد البر بعد حديث زيد بن أرقم: أن الإذن خص به من لم تجب الجمعة عليه ممن شهد ذلك العيد. وإذا احتملت هذه الآثار ما ذكرنا لم يجز لمسلم أن يذهب إلى سقوط فرض الجمعة عمن وجبت عليه؛ لأن الله عز وجل يقول:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ {] سورة الجمعة: 9 [الآية.
تلخيص مذاهب العلماء:
وقد تلخص أن قول الحنفية لزوم الجمعة على من تجب عليه في غير العيد، وعللوا بأن الجمعة فرض، والعيد سنة، ولا يسقط الفرض بأداء السنة.
وأن مذهب الظاهرية وجوب العيد ووجوب الجمعة، وعدم سقوط إحداهما بأداء الأخرى، وقد توسع ابن حزم في الاستدلال لما يقول.
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن صلاة العيد فرض عين، وذكروا أدلة على ذلك ليس هذا موضع ذكرها.
وأما الجمعة فلا خلاف في وجوبها على من سمع النداء أو قرب من موضع إقامة الجمعة، وقد ذكرنا ما أورده ابن عبد البر فيمن تجب عليه الجمعة، حتى قال بعضهم: تجب على من آواه الليل إذا رجع إلى أهله، أي وصلهم قبل الليل، وحدده أكثرهم بثلاثة أميال أو بفرسخ، وهو ما يبلغه النداء غالبا.
وعرفنا أيضا أن قول مالك وأتباعه عدم سقوط الجمعة عمن شهد العيد، ولم يعتبر مالك إذن الإمام، وذكر أنه لم يبلغه أن أحدا من الأئمة أو الخلفاء رخص في ترك الجمعة غير عثمان، فاختار لزوم الجمعة لأهل العوالي كغيرهم من أهل الأمصار، وكأنها لم تبلغه الأحاديث في الرخصة، أو حملها على من لا تلزمه الجمعة؛ لبعده، أو كونه خارج البلد، كالبوادي.
وأما الشافعي فقد عمل بحديث عثمان، وما رواه عن عمر بن عبد العزيز مرسلا، وهو سقوط الجمعة عن أهل العوالي، أو من كان من غير أهل المصر إذا أذن لهم الإمام، مع اختياره لهم الانتظار أو الرجوع إلى الجمعة بعد انصرافهم، فإن لم يرجعوا فلا حرج.
وأما الحنابلة فقد أخذوا بظاهر الأحاديث، لما فيها من الإطلاق، والرخصة لكل من شهد العيد من قريب أو بعيد في ترك الجمعة، وما ورد في ذلك من الآثار عن الصحابة وغيرهم كما سبق، وقد ذكرنا ما تحتمله الأحاديث والآثار، وما يقال حولها، ولم نتكلم على طرق وأسانيد تلك الآثار؛ اكتفاء بالإحالة إلى مواضعها من كتب الأسانيد المطبوعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/432)
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:54 م]ـ
-: القول المختار:
وبعد هذه الجولة والمراجعة لكتب الأئمة، والتعرف على مذاهب العلماء وأقوالهم، يترجح لي قول الشافعية، ولعله رواية عن الإمام أحمد، وإن كانت غير المشهورة، فتكون الرخصة خاصة بمن يأتي إلى العيد من مكان بعيد، كأهل العوالي ونحوهم، وذلك من باب التخفيف عليهم، فإنهم يأتون من مسيرة ساعتين أو نحوها، فقد يسير بعضهم قبل الفجر بساعة أو أكثر، ويضطرون إلى الرجوع إلى أهليهم على أرجلهم، أو على رواحل عادية كالحمر والإبل، وذلك قد يستغرق ساعتين أو نحوها، فلو لزمهم الرجوع إلى الجمعة لساروا راجعين نحو ساعتين، ثم رجعوا مثلها، فينقضي عيدهم ذلك كله في ذهاب ورجوع، وفي هذا من المشقة والصعوبة ما يخالف تعاليم الإسلام، وما جاء فيه من السهولة والتيسير، ونفي الحرج والضرر عن المسلمين، كما قال تعالى:} يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ] {سورة البقرة: 185 [وقال تعالى:} مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ] {سورة المائدة: 6 [
-: حال الناس في الزمان الأول:
وهذا هو الواقع ممن عرفناه قبل خمسين عاما في القرى والمدن، حيث يأتون إلى صلاة العيد أو صلاة الجمعة من مسيرة ساعتين أو ثلاث، والكثير منهم يسيرون على أقدامهم حفاة ومنتعلين، ويتحملون ما في ذلك من المشقة والصعوبة، رغبة في الخير، وكثرة الأجر الذي يترتب على شهود الجمعة، مما هو مذكور في كتب الفضائل والأحكام، ولا شك أن تكليفهم بالرجوع لصلاة الجمعة يشق عليهم.
وحيث إن يوم العيد يوم فرح وسرور وابتهاج، فإن المعتاد تزاور الأقارب فيه، وتبادلهم التهاني والدعاء من بعضهم لبعض بالقول والبركة، وهذا مما يحتاج معه إلى لزوم منازلهم؛ ليقصدهم إخوتهم وأصدقاؤهم للتهنئة والتبريك، فإذا انشغلوا يوم العيد، وقطعوا فيه نحو ثمان ساعات ذهابا وإيابا، فات عليهم ما فيه غيرهم من الفرح والابتهاج فأما أهل المصر ومن حول المساجد الجوامع فلا مشقة عليهم في الإتيان إلى الجمعة، وأداء فريضتها؛ لوجوبها على الأعيان الذين يسمعون النداء، أو يقربون من محل إقامة الجمعة، فقد ورد الأمر بالإتيان إليها عند النداء بقول الله تعالى:} إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ {] سورة الجمعة الآية 9 [فهذا الخطاب عام لكل من سمع النداء أو كان قريبا من محل الصلاة، ولا مخصص له.
ولما ورد من الوعيد الشديد في ترك الجمعة، كقوله صلى الله عليه وسلم: من ترك الجمعة ثلاث مرار من غير عذر طبع الله على قلبه ([70])، رواه أحمد وغيره عن جابر " وإسناده حسن".
ومثله حديث أبي الجعد الضمري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه ([71])، رواه أحمد وغيره، وحسنه الترمذي.
وقوله صلى الله عليه وسلم: لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ([72]) رواه مسلم عن ابن عمر وأبي هريرة.
وروى النسائي عن حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رواح الجمعة واجب على كل محتلم ([73])، وغير ذلك من الأدلة على وجوب حضور الجمعة، وإثم من تركها، وقد ورد ثواب الخطوات إلى الجمعة، وفضل التقدم إليها، وكتابة الملائكة للأول فالأول، وكفارتها لما بينها وبين الجمعة الثانية، وغير ذلك من الفضائل التي تفوت من تركها، ولم يرد مثل ذلك في صلاة العيد، وإن كانت من القربات، ومما يحصل بها أجر الذهاب والانتظار، والصلاة والتكبير، واستماع الخطبة ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/433)
وأما ما ذكره بعض العلماء ومنهم شيخ الإسلام في أن الجمعة إنما اختصت بالخطبتين، وقد حصلت لمن حضر العيد، أو أن شهود العيد يحصل مقصود الاجتماع، فهذا قد يكون صحيحا إذا قيل: إن الحكمة في صلاة الجمعة هي الاستفادة من سماع الخطبة، أو الاجتماع والتلاقي، وتبادل السلام، والتعارف، ولكن قد ذهب الجمهور إلى أن صلاة العيد سنة أو فرض كفاية؛ ولذلك تفوت الكثيرين من المواطنين، ومع ذلك فإن الجمعة فيها حكم وفضائل غير سماع الخطبة، وحصول الاجتماع، كالتقدم، والنوافل، والانتظار، ونحو ذلك مما لم يرد مثله في صلاة العيد، وحيث إن أهل العوالي والمساكن النائية يشق عليهم الرجوع للجمعة، رخص لهم في تركها، وقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرا، فمن شاء أن يشهد الجمعة فليشهد فإنا مجمعون ([74]) وقد سبق الحديث، فعلى هذا تكون الرخصة في ترك الجمعة خاصة بمن منزله بعيد، كمن بينه وبين الجمعة مسيرة ساعة أو أكثر.
-: حال الناس في هذه الأزمنة:
أما في هذه الأزمنة فقد خفت أو عدمت المشقة التي يلاقيها الأولون، فأولا: بوجود وسائل النقل، وهي السيارات المريحة، والتي تقرب البعيد، بحيث تقطع الفرسخ في بضع دقائق، بدل ما كان يستغرق السير فيه أكثر من ساعة ونصف، فمع توفر هذه الوسائل، وتيسر الحصول عليها لا عذر في ترك الجمعة، ولو شهد العيد، فمن لم يملك السيارة وجدها عند جاره أو قريبه، أو دفع أجرة لركوبه لا تضر باقتصاده غالبا، فمن لم يجد الأجرة، ولم يستطع السير إلى الجامع على قدميه؟ لاستغراقه زمنا كثيرا كساعة ونصف أو أكثر فهو معذور في تركها، ولو في غير يوم العيد كما هو الواقع من الكثير.
وثانيا: ما حصل من تسهيل العلماء في الإذن بتعدد الجوامع، والإكثار منها، فالمدينة النبوية في العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين ليس فيها مسجد تقام فيه الجمعة سوى المسجد النبوي، أما الآن فقد توسع الناس وأكثروا من الجوامع، حتى بلغت العشرات هناك، ويقال كذلك في مكة المكرمة، والطائف، وجدة، والرياض، وغيرها، فقد كثرت الجوامع بل وتقاربت، بحيث يسمع بعضهم خطبة الآخر وتكبيراته، فضلا عن الأذان بل تكررت في القرى الصغيرة وملحقات المدن، وإن كان هذا التوسع خلاف المشهور من أقوال العلماء، وخلاف ما شرعت له الجمعة من اجتماع أهل البلد، وتعارفهم، وتقاربهم، ولكن حصل هذا التساهل بسبب كثرة الزحام، وصغر المساجد، أو التعلل بالمشقة والضعف ونحو ذلك، وبكل حال فإن تقارب الجوامع وكثرتها تزول معه المشقة في شهود الجمعة لمن حضر صلاة العيد وغيره، فلا يجوز التسهيل في أمرها، والترخيص في حضورها أو تركه، وإن كان ذلك القول المشهور في المذهب الحنبلي؛ نظرا لزوال العذر أو تخفيفه كما ذكرنا،
والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
الفهرس
مقدمة ......................... .............................. .............................. .............................. .... 22
نقول عن الأئمة وأهل المذاهب .............................. .............................. ............................. 3
مذهب الحنفية .............................. .............................. .............................. ................... 3
مذهب المالكية .............................. .............................. .............................. .................. 4
مذهب الشافعية ...................... .............................. .............................. ......................... 10
مذهب الحنابلة ...................... .............................. .............................. ......................... 11
تلخيص المذاهب السابقة ....................... .............................. .............................. ............. 15
تخريج الأحاديث والآثار في الباب .............................. .............................. ....................... 15
تلخيص مذاهب العلماء ....................... .............................. .............................. .............. 20
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/434)
القول المختار .............................. .............................. .............................. ................. 20
حال الناس في الزمان الأول ......................... .............................. .............................. ...... 21
حال الناس في هذه الأزمنة ....................... .............................. .............................. .......... 22
(1) ((مجلة البحوث الإسلامية)) ص254 ـ العدد: 64 من رجب إلى شوال لسنة 1422هـ
..............
(1) رد المحتار 2\ 166
(2) سنة بدائع الصنائع 1\ 275
(3) انظر. مشكل الآثار للطحاوي 2\ 52.
........
(1) المحلى رقم المسألة 547.
(2) شرح الخرشي على مختصر خليل 2\ 92
(3) حاشية العدوي على شرح الخرشي 2\ 92.
............
(1) انظر. المدونة لمالك 1\ 142.
(2) رواه مالك في الموطأ 1\ 178.
.......
(1) سنن أبو داود الصلاة (1073) , سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1311).
(2) سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1311).
........
(1) رواه أبو داود 1071، والنسائي 1593 وغيرهما.
(2) سنن النسائي صلاة العيدين (1591) ,سنن أبو داود الصلاة (1070) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1310) ,مسند أحمد بن حنبل (4/ 372) ,سنن الدارمي الصلاة (1612).
......
(1) خرج ذلك عبد الرزاق 5151 - 5164، 5164، وابن شيبة 2\ 102.
(2) رواه عبد الرزاق 5162.
(3) انظر: تخريج هذه الآثار في شرح الزركشي 2\ 201.
.........
(1) سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1127).
(2) في مصنف عبد الرزاق برقم 5155.
(3) في التمهيد 10\ 239 وفتح البر 5\ 315.
......
(1) سنن النسائي صلاة العيدين (1571) ,سنن أبو داود الصلاة (1155) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1290).
(2) الأم 1\ 212، وفي المسند رقم 464، 465.
(3) كتاب الأم للشافعي 1\ 212.
(4) في الروضة 2\ 79.
..........
(1) انظر: المجموع شرح المهذب 4\ 491.
(2) المجموع 4\ 491.
(3) مسائل عبد الله رقم المسألة 482.
(4) في الهداية 1\ 53.
(5) انظر: المحرر 1\ 159.
........
(1) كما في المذهب الأحمد 35.
(2) الإفصاح 1\ 174.
(3) الاختيارات الفقهية 81.
(4) المقنع مع حاشيته 1\ 251.
(5) قاله في الكافي 1\ 510.
......
(1) سنن أبو داود الصلاة (1073) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1311).
(2) مجموع فتاوى شيخ الإسلام 24\ 210.
(3) زاد المعاد 1\ 448.
(4) التوضيح 1\ 61.
(5) كما في الفروع 1\ 134.
.......
(1) الإنصاف مع الشرح الكبير 5\ 260.
(2) منح الشفاء الشافيات للبهوتي ص157.
..........
(1) سنن أبو داود الصلاة (1073)،سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1311).
(2) المغني مع الشرح الكبير2\ 212.
(3) كما في الشرح الكبير 2\ 193.
(4) المجموع شرح المهذب 4\ 492.
(5) انظر: الفتح الرباني 6\ 34.
(6) كما في نيل الأوطار 3\ 320.
..........
(1) مسند أحمد 4\ 372 رقم 19318، وسنن أبي داود هـ 1070، والنسائي 3\ 194، وفي الكبرى رقم 1793، وسنن ابن ماجه هـ 1310، ومسند الطيالسي 685، ومصنف ابن أبي شيبة 2\ 188، وصحيح ابن خزيمة 1464، ومستدرك الحاكم 1\ 288، وسنن البيهقي الكبرى 3\ 317.
(2) كما في التلخيص الحبير 2\ 88
(3) للطحاوي 2\ 54، ومستدرك الحاكم 1\ 288، والسنن الكبرى للبيهقي 3\ 318.
(4) كما في معالم السنن شرحه لأبي داود 2\ 11
(5) كما في التمهيد 10\ 239، وانظر. فتح البر 5\ 315.
(6) وهو شر أنواع التدليس وهو أن يصرح بالتحديث ويسقط شيخ شيخه الضعيف كما ذكر ذلك في كتب المصطلح.
(7) كما في مصنفه 5728.
.............
(1) سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1312).
(2) كما في مصباح الزجاجة 1\ 155.
(3) كما في سنن أبي داود 1071، والنسائي 1593.
(4) سنن أبي داود 1072، ومختصر السنن للمنذري 1030.
(5) مصنف ابن أبي شيبة 2\ 187.
................
(1) كما في المصنف 2\ 186.
(2) وهو الباقر بن زين العابدين
(3) هو في المصنف برقم 5725 وقد سبق بتمامه في كلام ابن عبد البر.
(4) وهو جعفر الصادق.
(5) مصنف عبد الرزاق 5730.
(6) كما في مصنف ابن أبي شيبة 2\ 187.
(7) ووقع في كلام شيخ الإسلام السابق ابن مسعود.
.............
(1) مصنف أبن أبي شيبة 2\ 187، ولعل المراد صلاة غيره ممن اجتمعوا لصلاة الجمعة فقد ذكر أنهم صلوها ظهرا.
(2) مصنف ابن أبي شيبة 2\ 187، وعبد الرزاق 5727.
(3) سنن أبو داود الصلاة (1073) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1311).
(4) صحيح مسلم الجمعة (878) ,سنن الترمذي الجمعة (533) ,سنن النسائي الجمعة (1423) ,سنن أبو داود الصلاة (1123) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1119) ,مسند أحمد بن حنبل (4/ 273) ,موطأ مالك النداء للصلاة (247) ,سنن الدارمي الصلاة (1566).
....................
(1) سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1126) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 332).
(2) سنن الترمذي الجمعة (500) ,سنن النسائي الجمعة (1369) ,سنن أبو داود الصلاة (1052) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1125) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 425) ,سنن الدارمي الصلاة (1571).
...............
(1) صحيح مسلم الجمعة (865) ,سنن النسائي الجمعة (1370) ,سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (794) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 239) ,سنن الدارمي الصلاة (1570).
(2) سنن النسائي الجمعة (1371) ,سنن أبو داود الطهارة (342).
(3) سنن أبو داود الصلاة (1073) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1311).
.............................. ..............
قام بتنسيق البحث ونشره: سلمان بن عبدالقادر أبو زيد.
رحم الله شيخنا ...
وغفر له ذنبه ...
وأسكنه فسيح جناته ...
http://saaid.net/book/open.php?cat=87&book=2930
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/435)
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 04:58 م]ـ
فتوى اللجنة الدائمة فيما إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .. أما بعد: فقد كثر السؤال عما إذا وقع يوم عيد في يوم جمعة فاجتمع العيدان: عيد الفطر أو الأضحى مع عيد الجمعة التي هي عيد الأسبوع، هل تجب صلاة الجمعة على من حضر صلاة العيد أم يجتزئ بصلاة العيد ويصلى بدل الجمعة ظهراً؟ وهل يؤذن لصلاة الظهر في المساجد أم لا؟ إلى آخر ما حصل عنه السؤال، فرأت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إصدار الفتوى الآتية:
الجواب:
في هذه المسألة أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة منها:
1
- حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سأله: هل شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم، قال: كيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: (من شاء أن يصلي فليصل). رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي والحاكم في "المستدرك" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وله شاهد على شرط مسلم. ووافقه الذهبي، وقال النووي في "المجموع": إسناده جيد.
2 - وشاهده المذكور هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون). رواه الحاكم كما تقدم، ورواه أبو داود وابن ماجه وابن الجارود والبيهقي وغيرهم.
- وحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ثم قال: (من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها، ومن شاء أن يتخلف فليتخلف). رواه ابن ماجه ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" بلفظ: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم فطر وجمعة، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد، ثم أقبل عليهم بوجهه فقال: (يا أيها الناس إنكم قد أصبتم خيراً وأجراً وإنا مجمعون، ومن أراد أن يجمع معنا فليجمع، ومن أراد أن يرجع إلى أهله فليرجع).
4 - وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اجتمع عيدان في يومكم هذا فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون إن شاء الله). رواه ابن ماجه، وقال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
5 - ومرسل ذكوان بن صالح قال: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة ويوم عيد فصلى ثم قام، فخطب الناس، فقال: (قد أصبتم ذكراً وخيراً وإنا مجمعون، فمن أحب أن يجلس فليجلس -أي في بيته- ومن أحب أن يجمع فليجمع). رواه البيهقي في السنن الكبرى.
6 - وعن عطاء بن أبي رباح قال: صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أول النهار ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا، فصلينا وحداناً، وكان ابن عباس بالطائف فلما قدمنا ذكرنا ذلك له، فقال: (أصاب السنة). رواه أبو داود، وأخرجه ابن خزيمة بلفظ آخر وزاد في آخره: قال ابن الزبير: (رأيت عمر بن الخطاب إذا اجتمع عيدان صنع مثل هذا).
7 - وفي صحيح البخاري رحمه الله تعالى وموطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال أبو عبيد: شهدت العيدين مع عثمان بن عفان، وكان ذلك يوم الجمعة، فصلى قبل الخطبة ثم خطب، فقال: (يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له).
8 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما اجتمع عيدان في يوم: (من أراد أن يجمع فليجمع، ومن أراد أن يجلس فليجلس). قال سفيان: يعني: يجلس في بيته. رواه عبد الرزاق في المصنف ونحوه عند ابن أبي شيبة.
وبناء على هذه الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذه الآثار الموقوفة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، وعلى ما قرره جمهور أهل العلم في فقهها، فإن اللجنة تبين الأحكام الآتية:
1 - من حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل.
2 - من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة، فإن لم يوجد عدد تنعقد به صلاة الجمعة صلاها ظهراً.
3 - يجب على إمام مسجد الجمعة إقامة صلاة الجمعة ذلك اليوم ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد، إن حضر العدد التي تنعقد به صلاة الجمعة وإلا فتصلى ظهرا.
4 - من حضر صلاة العيد وترخص بعدم حضور الجمعة فإنه يصليها ظهراً بعد دخول وقت الظهر.
5 - لا يشرع في هذا الوقت الأذان إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، فلا يشرع الأذان لصلاة الظهر ذلك اليوم.
6 - القول بأن من حضر صلاة العيد تسقط عنه صلاة الجمعة وصلاة الظهر ذلك اليوم قول غير صحيح، ولذا هجره العلماء وحكموا بخطئه وغرابته، لمخالفته السنة وإسقاطه فريضةً من فرائض الله بلا دليل، ولعل قائله لم يبلغه ما في المسألة من السنن والآثار التي رخصت لمن حضر صلاة العيد بعدم حضور صلاة الجمعة، وأنه يجب عليه صلاتها ظهراً.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ..
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان ..
الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد ..
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/436)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 05:08 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ....
ورحم الله شيخنا العلامة: عبد الله الجبرين ..
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 02:31 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ....
ورحم الله شيخنا العلامة: عبد الله الجبرين ..
آمين ..
بورك فيك ..
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[24 - 11 - 09, 06:08 م]ـ
جزاك الله خيرا على نقلك لهذا البحث وهذه الفتوى ورحم الله الشيخ ابن جبرين والشيخ بكرا وأسكنهما فسيح جناته وحفظ الله علماءنا الأحياء وأطال في عمرهم على طاعته.
هل لديك فتوى اللجنة المذكورة مصورة؟ فقد رأيتها في عدد من المواقع مكتوبة هكذا وليست موجودة في فتاوى اللجنة حيث إنها صدرت بعد تنسيق فتاوى الجمعة والعيد. والأعداد الأخيرة لم تصل أبواب الجمعة (إلى العدد32) ولا أعلم هل طبع بعدها شيء أو لا. وليست موجودة كذلك في موقع رئاسة البحوث العلمية والإفتاء فأين أجدها؟
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[04 - 08 - 10, 11:25 ص]ـ
يرفع لموافقة أول أيام العيد يوم جمعة إن شاء الله تعالى(119/437)
الراجح في المائة ألف صلاة بمكة المكرمة.
ـ[أبو حسن عبد الحكيم]ــــــــ[21 - 11 - 09, 07:18 م]ـ
الحمد والصلاة والسلام على رسوله وآله وسلم وبعد:
كثيرا ما يسألني رواد المسجد عن أفضلية الصلاة بمكة وهل المائة ألف صلاة تشمل الحرم كله، فأفتيهم بما أفتى به الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة. وأخبرهم أن في المسألة قولان، والأقرب إلى النفس ما ذهب إليه من رأى بأن الحرم كله يشمل تلك المضاعفة.
مع العلم بأنهم لا يسألون عن الأدلة واستقصائها.
فهل يكفي ذلك؟؟ وهل في ذلك من حرج؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:35 م]ـ
بل الصحيح أنه خاص بالمسجد الحرام فقط بدليل الحديث الوارد الذي قيد الأجر بمسجد الكعبة ولا يخفاك ما هو مسجد الكعبة.
وهذا سؤال موجه إلى ابن عثيمين رحمه الله:
اختصاص الأجر بالصلاة داخل مسجد الكعبة دون غيره:
________________________________________
السؤال: فضيلة الشيخ: هل الصلاة في المسجد المجاور للحرم تعادل الصلاة في الحرم نفسه؟
________________________________________
الجواب: الصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، والمساجد المجاورة للمسجد النبوي لا يكون فيها ثواب المسجد النبوي، أما مكة فقد اختلف العلماء هل يحصل ثواب المسجد الذي فيه الكعبة للمساجد الأخرى أم لا، والصحيح أنه لا يحصل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة) فقوله: (إلا مسجد الكعبة) نصٌّ في أن الذي فيه هذا التفضيل هو مسجد الكعبة، ومعلوم أنك لو صليت في مسجد بالعزيزية مثلاً ما قال الناس هذا مسجد الكعبة، لكن الصلاة في الحرم أي فيما كان داخل حدود الحرم، أفضل من الصلاة في الحل، يعني: لو صليت في مسجد العزيزية أو العوالي أو ما أشبه ذلك، فهو أفضل مما لو صليت في مسجد في الرياض أو ما أشبهه، والدليل على هذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل بالحديبية وكان بعضها من الحرم وبعضها من الحل، (كان إذا حضرت الصلاة دخل إلى الحرم وصلى فيه).
ـ[أبو حسن عبد الحكيم]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:31 م]ـ
بل الصحيح أنه خاص بالمسجد الحرام فقط بدليل الحديث الوارد الذي قيد الأجر بمسجد الكعبة ولا يخفاك ما هو مسجد الكعبة.
وهذا سؤال موجه إلى ابن عثيمين رحمه الله:
اختصاص الأجر بالصلاة داخل مسجد الكعبة دون غيره:
________________________________________
السؤال: فضيلة الشيخ: هل الصلاة في المسجد المجاور للحرم تعادل الصلاة في الحرم نفسه؟
________________________________________
الجواب: الصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، والمساجد المجاورة للمسجد النبوي لا يكون فيها ثواب المسجد النبوي، أما مكة فقد اختلف العلماء هل يحصل ثواب المسجد الذي فيه الكعبة للمساجد الأخرى أم لا، والصحيح أنه لا يحصل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة) فقوله: (إلا مسجد الكعبة) نصٌّ في أن الذي فيه هذا التفضيل هو مسجد الكعبة، ومعلوم أنك لو صليت في مسجد بالعزيزية مثلاً ما قال الناس هذا مسجد الكعبة، لكن الصلاة في الحرم أي فيما كان داخل حدود الحرم، أفضل من الصلاة في الحل، يعني: لو صليت في مسجد العزيزية أو العوالي أو ما أشبه ذلك، فهو أفضل مما لو صليت في مسجد في الرياض أو ما أشبهه، والدليل على هذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل بالحديبية وكان بعضها من الحرم وبعضها من الحل، (كان إذا حضرت الصلاة دخل إلى الحرم وصلى فيه).
جزاك الله خيراً أيها الكريم ولكن ما هو تخريج الحديث؟ وما توجيهه لدى من جعل التضعيف يشمل كل مكة؟
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام (صحيح) الإرواء 971 وأخرجه البخاري ومسلم.
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام (صحيح) الإرواء 144/ 4 أخرجه مسلم.
وإن كان حديث ابن عمر يؤيد قول من رأى أن الفضيلة تختص بما حول الكعبة، الشاهد: من المساجد إلا المسجد الحرام؛ فإن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، عام ويدل على أن المسجد الحرام يشمل الأرض الحرام بحدودها المعروفة علاوة على استشهادهم بأن المسجد الحرام تعني كل أرض الحرم.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 10:55 م]ـ
جزاك الله خير .....
الحديث رواه مسلم: قال في صحيحه:
3449 - وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ جَمِيعًا عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ - قَالَ قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا لَيْثٌ - عَنْ نَافِعٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ إِنَّ امْرَأَةً اشْتَكَتْ شَكْوَى فَقَالَتْ إِنْ شَفَانِى اللَّهُ لأَخْرُجَنَّ فَلأُصَلِّيَنَّ فِى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. فَبَرَأَتْ ثُمَّ تَجَهَّزَتْ تُرِيدُ الْخُرُوجَ فَجَاءَتْ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- تُسَلِّمُ عَلَيْهَا فَأَخْبَرَتْهَا ذَلِكَ فَقَالَتِ اجْلِسِى فَكُلِى مَا صَنَعْتِ وَصَلِّى فِى مَسْجِدِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «صَلاَةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ» والله أعلم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/438)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 11:09 م]ـ
وقال أيضا (أي ابن عثيمين) رحمه الله في الممتع:
وقال بعض العلماء: إن جميع الحرم يثبت له هذا الفضل، ولكل دليل فيما ذهب إليه، أما الذين قالوا إنه خاص في المسجد الذي فيه الكعبة فاستدلوا بما يلي:
1 ـ قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد الكعبة» (1) ولا نعلم في مكة مسجداً يقال له مسجد الكعبة إلا المسجد الذي فيه الكعبة فقط، فلا يقال عن المساجد التي في الشبيكة والتي في الزاهر، والتي في الشعب، وغيرها لا يقال: إنها مسجد الكعبة، وهذا نص كالصريح في الموضوع.
2 ـ قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى» (1)، ومعلوم أن الناس لا يشدون الرحال إلى المساجد التي في العزيزية والشبيكة، والزاهر، وغيرها، وإنما تشد الرحال إلى المسجد الذي فيه الكعبة، ولهذا اختص بهذه الفضيلة، ومن أجل اختصاصه بهذه الفضيلة صار شد الرحل إليه من الحكمة؛ لينال الإنسان هذا الأجر.3 ـ قول الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} [الإسراء: 1] وقد أسري بالنبي صلّى الله عليه وسلّم من الحِجْر ـ بكسر الحاء ـ الذي هو جزء من الكعبة.
4 ـ قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28] فالمسجد الحرام هنا المراد به مسجد الكعبة، لا جميع الحرم، لأن الله قال: {فَلاَ يَقْرَبُوا} ولم يقل: فلا يدخلوا، ومن المعلوم أن المشرك لو جاء ووقف عند حد الحرم ليس بينه وبينه إلا شعرة لم كن ذلك منهياً عنه، ولو كان المسجد الحرام هو كل الحرم، لكان ينهى المشرك أن يقرب حدود الحرم، لأن الله قال: {فَلاَ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ} نسأل هل يحرم على المشرك أن يدخل داخل الأميال، أو أن يأتي حولها؟
الجواب: الأول هو المحرم؛ لأنه إذا دخل الأميال، وهي العلامات التي وضعت تحديداً للحرم، لو دخلها لكان قارباً من المسجد الحرام.
واستدل أهل الرأي الثاني: بأن النبي صلّى الله عليه وسلّم في الحديبية نزل في الحل، والحديبية بعضها من الحل وبعضها من الحرم، ولكنه كان يصلي داخل الحرم، أي: يتقصد أن يدخل داخل الحرم للصلاة (1).
وهذا لا دليل فيه عند التأمل؛ لأن هذا لا يدل على الفضل الخاص، وهو أن الصلاة أفضل من مائة ألف صلاة، وإنما يدل على أن أرض الحرم أفضل من أرض الحل، وهذا لا إشكال فيه، فلا إشكال في أن الصلاة في المساجد التي في الحرم، أفضل من الصلاة في مساجد الحل.
واستدلوا أيضاً بقوله تعالى: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: 95] فإن من المعلوم أن الهدي لا يذبح في الكعبة، وإنما يذبح داخل حدود الحرم في مكة أو خارجها.
والجواب عنه أنه لا يمكن أن يتبادر إلى ذهن المخاطب، أن المراد به وصول الهدي إلى الكعبة، والكلام يحمل على ما يتبادر إلى الذهن، ولذلك حملنا قوله صلّى الله عليه وسلّم «مسجد الكعبة» (1) على المسجد الخاص الذي فيه بناية الكعبة؛ لأن ذلك هو المتبادر إلى ذهن المخاطب.
لو قال قائل: إذا امتلأ المسجد الحرام، واتصلت الصفوف وصارت في الأسواق وما حول الحرم، فهل يثبت لهؤلاء أجر من كان داخل الحرم؟
فالجواب: نعم؛ لأن هذه الجماعة جماعة واحدة، وهؤلاء الذين لم يحصل لهم الصلاة إلا في الأسواق خارج المسجد لو حصلوا على مكان داخله لكانوا يبادرون إليه، فما دامت الصفوف متصلة، فإن الأجر حاصل حتى لمن كان خارج المسجد.
وأما المسجد الأقصى فخاص بالمسجد؛ مسجد الصخرة، أو ما حوله حسب اختلاف الناس فيه، ولا يشمل جميع المساجد في فلسطين.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[25 - 05 - 10, 02:18 ص]ـ
لا أدري أسبقت إلى الاستدلال بما يأتي من الآيات أم لا دليل فيها
قوله تعالى: وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
أرى أن في هذه الآية الكريمة إشارات إلى أن المراد المسجد الحرام دون الحرم لوجوه:
1. في قوله تعالى "بيتي" إشارة إلى المسجد بعينة وليس إلى سائر أحياء مكة.
2. كونه مثابة يرجع الناس إليه والناس لايثوبون إلى أحياء مكة وإنما إلى المسجد الحرام.
3. أن المصلى المأمور باتخاذه هو مقام إبراهيم وليس مكة كلها.
4. أنهما أمرا بتطهير البيت للطائفين والعاكفين والاعتكاف لايكون إلا في المسجد.
5. أن تطهير مكة كلها متعذر.
6. أن قضاء الحاجة لايجوز في المساجد التي أمر النبيون بتطهيرها من النجاسات المادية والمعنوية.
وفي قوله تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لِلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيم وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا
7. قوله: "للذي ببكة" أي في بعض مكة وليس كلها.
والله أعلم(119/439)
ماهي أحسن ترجمة لمعاني القرآن للغتين؟
ـ[عبد الحفيظ المقري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:00 م]ـ
أرجو من إخواني إرشادي إلى أحسن ترجمة للقرآن الكريم للغتين الفرنسية والإنجليزية
ـ[عبد الحفيظ المقري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:30 م]ـ
أين أصحاب الهمم؟
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:33 م]ـ
تفضل أخي الكريم:
هذه الترجمة الفرنسية ( http://www.islamhouse.com/d/files/fr/ih_books/fr2243.pdf)،
و هذه الإنجليزية ( http://www.islamhouse.com/d/files/en/ih_books/signal/en_Translation_of_the_Meanings_
السؤال
uran.pdf)،
من موقع IslamHouse (http://www.islamhouse.com/) الرائع،
بارك اله في جهودهم.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:36 م]ـ
أيضًا موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من المواقع الموثوقة والتي أخرجت ترجمات جيدة وإليك رابطهم:
http://www.qurancomplex.org/
السؤال
uran/Targama/Targama.asp?TabID=4&SubItemID=1&l=arb&t=eng&SecOrder=4&SubSecOrder=1
ـ[معاذ الجلال]ــــــــ[21 - 11 - 09, 09:42 م]ـ
بارك الله فيك(119/440)
مسئلة في الاضاحي وخطيب جمعتنا للنقاش
ـ[عبدالله الحداد]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:56 م]ـ
بسم الله
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطرح بينكم هذا الموضوع للنقاش المفيد كما عهدناكم وعرفناكم
الاخوة نحن في بلدة ينتمي سكانها منذ مئات السنين الى مذهب الامام الشافعي وعليه مدار الفتوى وحكم القضاء
وفي هذه البلد خطيب جامعها احد الشباب ولكنه قليل علم وخاصة بالاحكام الفقهية
وفي خطبة الجمعه الماضية تطرق الى احكام الاضحية وكان اعتماده على مطوية ومؤلفها حنبلي المذهب فتطرق الى سن الاضحية من الضان وقال بجوازها وان كان سنها ستة اشهر
واهل البلد بما عرفوه من علمائها وسابق اهلها ان السن ف الضان اكمال سنة
وقد انكر الناس مقالته وضجت بعض الالسن
والان ماراي الشرع واهله في هذا الخطيب اما كان الاجمل ان يتكلم عن المذهب الذي يعتنقه اهل البلد ويكتفي به او يذكر اختلاف العلماء ويبسط اراء المذاهب الاربعه في هذه المسئلة
بحاجة الى اغنائكم المسئلة
ـ[عبدالله الحداد]ــــــــ[24 - 11 - 09, 09:53 ص]ـ
السلام عليكم
بحاجة الى ارائكم النيرة
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:38 م]ـ
نعم؛ كان الصواب أن يعلمهم السنة، و يبين لهم هذا المذهب مدعما بالسنة، ثم ينشر ما دلت عليه السنة، أي: إنه يبدأ بتعظيم السنة النبوية و الاتباع في قلوب أتباع النبي -صلى الله عليه و سلم - و يؤصل لهم أن المسلم الأصل فيه أن يدور مع الدليل، ثم يتدرج معهم في ذلك، ثم بعد ذلك ينشر الراجح عنده بدليله.
أما ما فعله ففي رأيي أنه خطأ.
و الله أعلم.
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:45 م]ـ
وعليم السلام ورحمة الله وبركاته
أرى والله أعلم ضرورة الاستئناس بأقوال المذاهب الأخرى، وعدم التعصب لمذهب معين في جميع مسائله لا لشيء إلا لأنه مذهب أهل البلدة؛ وذلك لأن آراء المذهب الواحد فيها ما هو راجح وما هو مرجوح، وكثير من المسائل الخلافية بين المذاهب الأربعة، الخلاف فيها معتبر.
فيجب على أهل كل مذهب أن يعترفوا بالمذاهب الأخرى وألا يطرحوها جانبا كأنها من الآراء المبتدعة أو من الآراء الخارجة عن منهج أهل السنة والجماعة.
لكن من الواجب على من يذكر الخلاف -لا سيما إذا كان أهل البلدة المخاطبون متعصبين لمذهب معين- أن يبين مدى قابلية الدليل للقولين، وأن الخلاف أتى نتيجة ظنية ثبوت الدليل المتعلق بالمسألة التي يتناولها أو ظنية دلالته، فيقوم بذكر سبب الخلاف في المسألة؛ لأن ذلك يساعده ذلك على استماعهم إلى أقوال المذاهب الأخرى.
والله أعلم،،،
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[24 - 11 - 09, 06:12 م]ـ
ليته إذ خالف المشهور عندكم بالبلدة أن يبين الدليل
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[24 - 11 - 09, 11:06 م]ـ
العبرة بالدليل وليس بالمذهب ان كان مع هذا او هذا فمن وافق الدليل فهو اظهر وحجته اقوى هل نتعبد الله بالشافعي او احمد او مالك نعم هم علماء كبار وعناوين في الاسلام ولكننا نتعبد الله بالدليل وكان عليه ان يبين الدليل وان لم يذكر المذاهب فلا اشكال ويعمل على ربط الناس بالدليل الصحيح
ـ[أبوسهل العتيبي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 12:06 ص]ـ
الاولى بالخطيب ان يبين الدليل
والاولى بك ان تسأل عن الدليل لا عن فعل الخطيب(119/441)
(الميمني الصغير) فيمن قيلت؛ ومن قالها؟
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 11:56 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
(الميمني الصغير) فيمن قيلت؛ ومن قالها؟
الجواب:
قالها الأستاذ العلامة: ......
في الأستاذ: ......
ونقلها الأستاذ ..... : في ......
والله الموفق
.
ـ[أشرف السلفي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 12:43 ص]ـ
يرفع.(119/442)
السؤال عن صاحب سلسلة " كيف نتلذذ بالصلاة "؟
ـ[أبو عُمَيْر الأثرىّ]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:27 ص]ـ
السلام عليكم
من هو الداعية الشيخ " مشارى الخراز " وفقه الله؟؟؟
ـ[أبو عُمَيْر الأثرىّ]ــــــــ[22 - 11 - 09, 05:58 م]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[براءة]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:26 م]ـ
مشاري سليمان الخراز، كويتي عمره 27 تقريبا
خطيب مسجد عبدالوهاب الفارس بكيفان(119/443)
حكم الموعظة فى الأعراس
ـ[أبوإسحاق الوهراني]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:40 ص]ـ
السلام عليكم هذا الموضوع لأخونا أبوعبيدة الوهرانى كتبه فى موقع المجلس العلمى وطلب منى أن أنقله إلى هنا http://majles.alukah.net/showthrea
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على المصطفى، وعلى كل من على نهجه سار واقتفى.
أما بعد:
كثيرة هي الأدلة و الأسباب الماسة إلي وعظ الناس و دعوتهم إلى الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح من الأمة.
فدعوة الناس إلى التوحيد وتعليمهم الدين، حيث ما كانوا وحيث ما وجدوا، دون أن يقتصر ذلك بزمان أو مكان، هو منهج الأنبياء والمرسلين عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
أما الأسباب فهي أكثر من أن تعد أو أن تحصى.
ـــ فالموعظة في الأعراس عندنا تقتضيها الحاجة و المصلحة.
تعريف المصالح المرسلة (01):
<< المصالح: هي الأوصاف التي تلائم الشارع ومقاصده، ولكن لم يشهد لها دليل معين من الشرع بالاعتبار أو الإلغاء.
ويحصل من ربط الحكم بها جلب مصلحة أو دفع مفسدة عن الناس.
المرسلة: سميت مرسلة لعدم وجود ما يوافقها أو يخالفها في الشرع.>>
وللفقهاء طريقان:
1: أن يفعل ذلك ما لم ينه عنه، (وهو قول القائلين بالمصالح المرسلة).
2: أن ذلك لا يفعل ما لم يؤمر به، (وهو قول من لا يرى إثبات الأحكام بالمصالح المرسلة).
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في كتابه العجاب (الموافقات 3/ 74):
<< .... لأن ما سكت عنه في الشريعة على وجهين:
أحدهما: أن تكون مظنة العمل به موجودة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يشرع له أمر زائد على معنى فيه، فلا سبيل إلى مخالفته، لأن تركهم لما عمل بيه هؤلاء مضاد له، فمن استأنفه صار مخالفا للسنة.
الثاني: أن لا يوجد مظنة العمل بيه ثم توجد، فيشرع له أمر زائد يلائم تصرفات الشرع في مثله، وهي المصالح المرسلة، وهي من أصول الشريعة المبني عليها، إذ هي راجعة إلى أدلة الشرع حسبما تبين في علم الأصول، فلا يصح إدخال ذلك تحت جنس البدع .... >>.
فالموعظة في الأعراس مطلوبة خاصة في بلادنا ومن كان حاله كحالنا.
خاصة أن هناك أصناف من المسلمين اليوم حالهم كحال الكفار، لا الصلاة يوصلون (02) و لا الدروس في المساجد يحضرون.
فما هو الطريق الموصل إلى دعوة هؤلاء؟ وما هو السبيل إلى انتشالهم من الشر الذي هم فيه؟
فلم نجد سبيلا إلى ذلك سوى الأعراس، التي أصبحت تجمعهم، لأننا لا نستطيع دعوتهم في المساجد فهم لا يصلون، ولا الذهاب إلى أوكارهم التي هم فيها، و بها يعتصمون، فلا قدرة لنا على ذلك.
وفي نفس الوقت نحن مطالبون بنصحهم و دعوتهم إلي الله.
فكم من عائد إلى الله بسبب تلك المواعظ، وكم من عريس كان يحلم أن يحتفل في يوم عرسه بالمغني الفلاني، ولكن بعد حضوره لتلك المواعظ أصبح عرسه قدوة ومثالا و الحمد لله.
هذا من جهة الناس الحضور، أما من جهة العادات فحدث ولا حرج.
فهناك مثلا في بعض الأماكن من بلادنا، أن العرسان لا بد أن يمروا علي قبر الوالي الفلاني حتى يدوم زواجهما و يكون مباركا، وكل من لا يمر عليه لا يدوم زواجه.
كما هناك أيضا من يضع للعروسة بيضة عند عتبة باب بيت زوجها عند دخوله، حتى تبيض لها الأيام.
فمن يعلم هؤلاء التوحيد؟
الأئمة عندنا صوفيون (إلا من رحم ربك و قليل ما هم)، وكثير من طلاب العلم ليس لهم منابر، زد على ذلك الجهل و إتباع العادات و التقاليد التي أكثرها مخالف للشرع.
وزد على ذلك ما توارثته الناس من الموسيقى و الرقص والاختلاط، مع العلم أن هذا الأخير لم يكن عندنا في السنوات الماضية، لكن اليوم الله المستعان.
وليس يخفى على عاقل حال الأعراس اليوم من:
ـ الاختلاط و المجون.
ـ العادات و التقاليد المخالفة لإسلام، ومنها ما هو شرك أكبر.
ــ التشبه بالبغايا والفاجرات.
ـ فكم من الأموال في الفسق وللفسق صرفت؟
ـ وكم من عرض من أعراض المسلمين انتهك
حتى أصبحنا في حال يندب له الجبين و تذرف له العين، حيث أضحى الرقص و الفحش سنة تتبع، وأصبحت الشهرة (في التبذير والمجون) خصلة محمود يتنافس عليها المتنافسون.
وبعضها أصبح (أي الأعراس) معرضا لأنواع الخمور والمخضرات، نهيك عن المتاجرة بالبغايا و الفاجرات، فإلى الله المشتكى إلى ما صار إليه أبناء وبنات المسلمين اليوم.
فهذا غيض من فيض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/444)
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
فليس هناك سبيل إلى دعوة هؤلاء والاحتكاك بهم، سوى الأعراس.
أذكر مرة أني ألقيت كلمة في عرس، فتكلمت عن حكم تارك الصلاة، لأني رأيت أن أكثر الحضور كم الشباب، إن لم أقل كلهم،
وفي الغد جاءني بغض الشباب وقالوا لي: أن معظم من حضر البارحة هم من أصحاب المخضرات، وأنهم لا يصلون، بل فيهم بعض قطاع الطرق.
فالله المستعان فهم لا يصلون، والناس لا ينصحونهم لأنهم يخافون منهم.
فهل بعد كل هذا يقول قائل ليس في وعظ الناس في الأعراس من حاجة!!!
ــ ونحن لم نجد غير ذلك بديلا.
ــ والقنوات والإذاعات و رفقاء السوء مع الجهل والبعد عن الدين لم يتركوا لنا البديل.
ولقد سمعت أحد الأفاضل سئل عن الموعظة في الأعراس فقال:
<< لم تكن على عهد السلف و لسنا بحاجة إليها >>.
فأقول أن هذا راجع إلى حسب الحاجة و المصلحة.
فإن كان هناك ما يغني عن هذه الموعظة (كأن يكون الناس الحضور من أهل الدين والاستقامة) فلا حاجة إليها.
أما إذا كان الحضور من أهل الفسق و المجون فلا حرج في نصحهم ووعظهم، فهذا يرجع إلى حسب الحال والمكان.
فالمملكة السعودية مثلا: كثير علمائها، كثير دعاتها، ولعل في هذا كله تكفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أما عندنا فهناك من إذا وجعه رأسه فسئل الناس عن الدواء أرشدوه إلى مشعوذ ذو خبرة.
فالدعاة عندنا قليلون، والدعوة متعثرة، و القبوريون كثر، خاصة في بعض الأماكن التي تعاني من ندرة من يعلمهم الدين الصافي من البدع والخرافات.
فالمصلحة تقتضي تعليم الناس وعدم تركهم مع لأشباه المشايخ (الطلبة عندنا).
فهؤلاء كل شئ جائز عندهم حتى ولو كان الاستغاثة بالأموات أو الطواف بالقبور ماداما الغاية واضحة وهى عدم مخالفة الأعراف و الاجداد وتكثير سواد الناس عليهم
هذا ما تيسر لي جمعه و كتابته، فما كان فيه الصواب فبفضل الله، وما كان فيه من تقصير أو نسيان فمني ومن الشيطان
كما أرجوا من كل من يقرأ هذه الرسالة أن لا يبخل علينا بالنصح والرشاد، والله ولي التوفيق والسداد.
01: أصول الفقه الإسلامى (2/ 757) وهبة الزحيلي
02: إذا قلنا بعدم تكفير تارك الصلاة
d.php?t=45264 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=45264)
ـ[أبوإسحاق الوهراني]ــــــــ[22 - 11 - 09, 10:00 ص]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=45264
ـ[أبوإسحاق الوهراني]ــــــــ[23 - 11 - 09, 06:44 م]ـ
للرفع والمناقشة(119/445)
فأرة المِسْك
ـ[حيدره]ــــــــ[22 - 11 - 09, 12:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه فائده اعجبتني للشيخ العلامه ابن عثيمين من خلال مطالعتي لشرحه الماتع شرح الممتع واحببت انقلها لكم هنا ومن كان عنده اضافه .. فحياهلا ..
يقول الشيخ مانصه:
المِسْك وفأرته، ويكون من نوع من الغزلان يُسمَّى:غزال المسك.
يُقال: إنهم إذا أرادوا استخراج المِسْكِ، فإِنهم يُركِضُونه فينزل منه دم من عند سُرَّته، ثم يأتون بخيط شديد قويٍّ فيربطون هذا الدم النازل ربطاً قويًّا من أجل أن لا يتَّصل بالبدن فيتغذَّى بالدَّم، فإِذا أخذ مدَّة فإنه يسقط، ثم يجدونه من أطيب المسك رائحة.
وهذا الوعاء يُسمَّى فأرة المِسْك، والمِسْكُ هو الذي في جوفه.
ولهذا يقول المتنبي:
فإنْ تَفُقِ الأنامَ وأنت منهم** فإِنَّ المِسْكَ بعضُ دم الغزال
انظر [ص 98/ 1 من الشرح الممتع على زاد المستقنع - للعلامه ابن عثيمين] رحمه الله
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 02:02 م]ـ
جزاك الله خيرا .. ورحم الله شيخنا
ـ[حيدره]ــــــــ[14 - 03 - 10, 08:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا .. ورحم الله شيخنا
حياك وبياك ..
وشاكر لك مرورك العطر ..
ـ[أبوخالد]ــــــــ[14 - 03 - 10, 01:23 م]ـ
هل يوجد لها صورة؟
ـ[أم سلمة]ــــــــ[14 - 03 - 10, 09:17 م]ـ
قال البخاري رحمه الله تعالى في " صحيحه " (ك: الذبائح / بـ المسك):
قال الحافظ:
قَوْله (بَاب الْمِسْك) بِكَسْرِ الْمِيم الطِّيب الْمَعْرُوف , قَالَ الْكَرْمَانِيُّ مُنَاسَبَة ذِكْره فِي الذَّبَائِح أَنَّهُ فَضْلَة مِنْ الظَّبْي.
قُلْت: وَمُنَاسَبَته لِلْبَابِ الَّذِي قَبْله وَهُوَ جِلْد الْمَيْتَة إِذَا دُبِغَ تَطْهُر مِمَّا سَأَذْكُرُهُ , قَالَ الْجَاحِظ: هُوَ مِنْ دُوَيْبَّة تَكُون فِي الصِّين تُصَاد لِنَوَافِجِهَا وَسُرُرهَا , فَإِذَا صِيدَتْ شُدَّتْ بِعَصَائِب وَهِيَ مُدْلِيَة يَجْتَمِع فِيهَا دَمهَا , فَإِذَا ذُبِحَتْ قُوِّرَتْ السُّرَّة الَّتِي عُصِبَتْ وَدُفِنَتْ فِي الشَّعْر حَتَّى يَسْتَحِيل ذَلِكَ الدَّم الْمُخْتَنِق الْجَامِد مِسْكًا ذَكِيًّا بَعْد أَنْ كَانَ لَا يُرَام مِنْ النَّتْن , وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الْقَفَّال: إِنَّهَا تَنْدَبِغ بِمَا فِيهَا مِنْ الْمِسْك فَتَطْهُر كَمَا يَطْهُر غَيْرهَا مِنْ الْمَدْبُوغَات , وَالْمَشْهُور أَنَّ غَزَال الْمِسْك كَالظَّبْيِ لَكِنْ لَوْنه أَسْوَد وَلَهُ نَابَانِ لَطِيفَانِ أَبْيَضَانِ فِي فَكّه الْأَسْفَل , وَأَنَّ الْمِسْك دَم يَجْتَمِع فِي سُرَّته فِي وَقْت مَعْلُوم مِنْ السَّنَة فَإِذَا اِجْتَمَعَ وَرِمَ الْمَوْضِع فَمَرِضَ الْغَزَال إِلَى أَنْ يَسْقُط مِنْهُ , وَيُقَال إِنَّ أَهْل تِلْكَ الْبِلَاد يَجْعَلُونَ لَهَا أَوْتَادًا فِي الْبَرِّيَّة تَحْتَكّ بِهَا لِيَسْقُط. وَنَقَلَ اِبْن الصَّلَاح فِي " مُشْكِل الْوَسِيط " أَنَّ النَّافِجَة فِي جَوْف الظَّبْيَة كَالْإنْفَحَة فِي جَوْف الْجَدْي , وَعَنْ عَلِيّ بْن مَهْدِيّ الطَّبَرِيّ الشَّافِعِيّ أَنَّهَا تُلْقِيهَا مِنْ جَوْفهَا كَمَا تُلْقِي الدَّجَاجَة الْبَيْضَة , وَيُمْكِن الْجَمْع بِأَنَّهَا تُلْقِيهَا مِنْ سُرَّتهَا فَتَتَعَلَّق بِهَا إِلَى أَنْ تَحْتَكّ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29695&highlight=%C7%E1%DB%D2%C7%E1
http://www.e-mailaat.com/infimages/myuppic/4aaa5e96ea54f.jpg
هذه هي فأرة المسك:
http://www.e-mailaat.com/infimages/myuppic/4aaa5e97060d9.jpg
http://www.e-mailaat.com/infimages/myuppic/4aaa5ed1d36ad.jpg
وأحسن أنواع المسك هو الوارد من الصين أو التبت ويليه الوارد من أسام أو نيبال واقلها الوارد من سيبريا. والمسك الجيد مادة جافة, قاتمة اللون, أرجوانية, ملساء مرة المذاق
http://www.e-mailaat.com/infimages/myuppic/4aaa5ed1e4fe0.jpg
كيس المسك وهذي صورته لما يستخرجونه (سبحان الله)
http://www.e-mailaat.com/infimages/myuppic/4aaa5eea32c1d.jpg
للعلم: فإن فأرة المسك تلك التي هي كمثرية الشكل الدم الذي فيها نتن الرائحة و لا يكون جميلا إلا بمعالجته ...
منقول
ـ[أبوخالد]ــــــــ[16 - 03 - 10, 03:08 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ويستحق التثبيت.
ـ[حيدره]ــــــــ[05 - 04 - 10, 12:30 ص]ـ
أم سلمه
أبو خالد
جزاكم الله خير على مرورك الطيب ..
كما اخص اختنا الفاضله على اضافتها هذه الصور التي زادت الموضوع وضوح وتصور لمسألة فأرة المسك ..
:
وثبت في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "أطيب الطيب المسك" وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: "كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يحرم ويوم النحر, وقبل ان يطوف بالبيت بطيب فيه مسك.
*والمسك ملك انواع الطيب واشرفها واطيبها وهو الذي يضرب به المثل بين الاطياب جميعها لأنه يسر النفس ويقويها ويقوي الأعضاء, الباطنة جميعها شربا وشما والأعضاء الظاهرة اذا وضع عليها.
:
نفع الله بكم الاسلام والمسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/446)
ـ[باحثة شرعية]ــــــــ[05 - 04 - 10, 12:57 ص]ـ
سبحان الله ..
جزاكم الله خيرا
ـ[أم ديالى]ــــــــ[05 - 04 - 10, 02:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[05 - 04 - 10, 03:20 ص]ـ
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76596
ـ[حيدره]ــــــــ[14 - 04 - 10, 11:30 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على مروركم العطر والذي اضافي لي الكثير ..
نفع الله بكم الاسلام والمسلمين ..
ـ[حيدره]ــــــــ[05 - 06 - 10, 11:39 ص]ـ
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=76596
جزاك الله خير على نقلك الماتع ..
الباحثة الشرعية
أم ديالى
شاكر لكم مروركم نفع الله بكم
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 12:26 ص]ـ
فهلْ يُباعُ هذا المسكُ الناتجِ من الغزالِ اليومَ في الأسواق؟
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 01:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي حيدرة(119/447)
حكم صيام يوم السبت
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 01:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأفاضل
إحدى الأخوات .. قررت في عشر ذي الحجة أن تصوم يوماً وتفطر يوماً
فصادف يوم صيامها يوم السبت
فهل يجوز لها صومه؟ أم لا يجوز؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[22 - 11 - 09, 02:20 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" وليعلم أن صيام يوم السبت له أحوال:
الحال الأولى: أن يكون في فرضٍ كرمضان أداء، أو قضاءٍ، وكصيام الكفارة، وبدل هدي التمتع، ونحو ذلك، فهذا لا بأس به ما لم يخصه بذلك معتقدا أن له مزية.
الحال الثانية: أن يصوم قبله يوم الجمعة فلا بأس به؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لإحدى أمهات المؤمنين وقد صامت يوم الجمعة: (أصمت أمس؟) قالت: لا، قال: (أتصومين غدا؟) قالت: لا، قال: (فأفطري). فقوله: (أتصومين غدا؟) يدل على جواز صومه مع الجمعة.
الحال الثالثة: أن يصادف صيام أيام مشروعة كأيام البيض ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، وستة أيام من شوال لمن صام رمضان، وتسع ذي الحجة فلا بأس، لأنه لم يصمه لأنه يوم السبت، بل لأنه من الأيام التي يشرع صومها.
الحال الرابعة: أن يصادف عادة كعادة من يصوم يوما ويفطر يوما فيصادف يوم صومه يوم السبت فلا بأس به، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين: (إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه)، وهذا مثله.
الحال الخامسة: أن يخصه بصوم تطوع فيفرده بالصوم، فهذا محل النهي إن صح الحديث في النهي عنه " انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين" (20/ 57).
http://islamqa.com/ar/ref/81621
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 04:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ..
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[23 - 11 - 09, 06:36 م]ـ
و قد أفرد هذا الموضوع بالتأليف فهناك رسالة اسمها زهر الروض في حكم صيام يوم السبت في غير الفرض لكن صاحبها يقول - تبعاً للسيخ ناصر و هو شيخه - أنه لا يجوز إطلاقاً صيام يوم السبت في غير الفريضة.
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[23 - 11 - 09, 06:37 م]ـ
و الرسالة للشيخ علي الحلبي
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:18 م]ـ
للأمانة العلمية فشيخنا العلامة الألباني -رحمه الله- يرى عدم جواز صيام السبت إلا في الفريضة، فالشيخ يصحح حديث "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم"، أما شيخنا الحويني -حفظه الله- فيرى أن هذا الحديث فيه علة فهو لا يقول بذلك.
فنقول أن طالب العلم يتبع الدليل الذي يراه صحيحا و أن العامي مذهبه مذهب مفتيه.
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:57 م]ـ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
نسأل الله السداد
جزاكم الله خيراً أجمعين ..
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[24 - 11 - 09, 12:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الاخت التي تعطي دروسا في مسجدنا كلما سألتها اختا من الحاضرات عن حكم صوم يوم السبت
تقول لها: لا تصومي
و تعطيها الدليل و تذكر الحديث الذي صححه الشيخ الالباني رحمه الله
شخصيا اقتنعت بقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله و من يقولون بمثل قوله
كما انني لا انكر على من لا يصوم يوم السبت الا فيما افترض علينا
ولكن هل يجوز ان ينكر احد على الاخر
يعني اختنا في المسجد تنكر على من يصوم السبت و تقول عليك ان لا تصومه و تنهانا عن ذلك
فهل هذا جائز؟
يعني من يقول بذلك و كأنه يسفه القول الاخر؟ او ماذا؟!
خلاصة القول:
بماذا نجيب ان سئلنا مثل هذا السؤال؟!!
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله الساحلي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 03:17 م]ـ
رأي الحافظ ابن حجر رحمه الله: أن النهي عن صوم السبت كان أولا من باب موافقة أهل الكتاب فيما لم ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء ثم ارتفع النهي.
وهذا نص كلامه: ((قوله كان يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه في رواية معمر وكان إذا شك في أمر لم يؤمر فيه بشيء صنع ما يصنع أهل الكتاب قوله وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم بسكون السين وكسر الدال المهملتين أي يرسلونها قوله وكان المشركون يفرقون هو بسكون الفاء وضم الراء وقد شددها بعضهم حكاه عياض قال والتخفيف أشهر وكذا في قوله ثم فرق الأشهر فيه التخفيف وكأن السر في ذلك أن أهل الأوثان أبعد عن الإيمان من أهل الكتاب ولأن أهل الكتاب يتمسكون بشريعة في الجملة فكان يحب موافقتهم ليتألفهم ولو أدت موافقتهم إلى مخالفة أهل الأوثان فلما أسلم أهل الأوثان الذين معه والذين حوله واستمر أهل الكتاب على فرهم تمحضت المخالفة لأهل الكتاب قوله ثم فرق بعد في رواية معمر ثم أمر بالفرق ففرق وكان الفرق آخر الأمرين ومما يشبه الفرق والسدل صبغ الشعر وتركه كما تقدم ومنها صوم عاشوراء ثم أمر بنوع مخالفة لهم فيه بصوم يوم قبله أو بعده ومنها استقبال القبلة ومخالفتهم في مخالطة الحائض حتى قال اصنعوا كل شيء الا الجماع فقالوا ما يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه وقد تقدم بيانه في كتاب الحيض وهذا الذي استقر عليه الأمر ومنها ما يظهر لي النهي عن صوم يوم السبت وقد جاء ذلك من طرق متعددة في النسائي وغيره وصرح أبو داود بأنه منسوخ وناسخه حديث أم سلمة أنه صلى الله عليه و سلم كان يصوم يوم السبت والأحد يتحرى ذلك ويقول أنهما يوما عيد الكفار وأنا أحب أن أخالفهم وفي لفظ ما مات رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى كان أكثر صيامه السبت والأحد أخرجه أحمد والنسائي وأشار بقوله يوما عيد إلى أن يوم السبت عيد عند اليهود والأحد عيد عند النصارى وأيام العيد لا تصام فخالفهم بصيامها ويستفاد من هذا أن الذي قاله بعض الشافعية من كراهة إفراد السبت وكذا الأحد ليس جيدا بل الأولى في المحافظة على ذلك يوم الجمعة كما ورد الحديث الصحيح فيه وأما السبت والأحد فالأولى أن يصاما معا وفرادى امتثالا لعموم الأمر بمخالفة أهل الكتاب)) فتح الباري 10/ 361 - 362
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/448)
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 07:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الاخت التي تعطي دروسا في مسجدنا كلما سألتها اختا من الحاضرات عن حكم صوم يوم السبت
تقول لها: لا تصومي
و تعطيها الدليل و تذكر الحديث الذي صححه الشيخ الالباني رحمه الله
شخصيا اقتنعت بقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله و من يقولون بمثل قوله
كما انني لا انكر على من لا يصوم يوم السبت الا فيما افترض علينا
ولكن هل يجوز ان ينكر احد على الاخر
يعني اختنا في المسجد تنكر على من يصوم السبت و تقول عليك ان لا تصومه و تنهانا عن ذلك
فهل هذا جائز؟
يعني من يقول بذلك و كأنه يسفه القول الاخر؟ او ماذا؟!
خلاصة القول:
بماذا نجيب ان سئلنا مثل هذا السؤال؟!!
جزاكم الله خيرا
لا يجوز لها الانكار خصوصا أن القول بالمنع مطلقا حادث لم يعرف عن السلف وقد جاء عنهم:
كان محمد بن أبي بكر بن حزم ربما قال له أخوه: لِم لم تقض بحديث كذا؟ فيقول: " لم أجد الناس عليه" ...
بل قال النخعي كلمة أعظم:" لو رأيت الصحابة يتوضؤون إلى الكوعين _ الرسغين_ لتوضأت كذلك، وأنا أقرؤها إلى المرافق ".
وقَالَ مَالِكٌ رحمه الله تعالى الْعِلْمُ الَّذِي هُوَ الْعِلْمُ مَعْرِفَةُ السُّنَنِ وَالْأَمْرِ الْمَاضِي الْمَعْرُوفِ الْمَعْمُولِ بِهِ.
قال ابن وهب كلمة في هذا المعنى:" كل صاحب حديث ليس له إمام في الفقه فهو ضال، ولولا أن الله أنقذنا بمالك والليث لضللنا".
وقال الذهبي _ رحمه الله _:" .. أما من أخذ بحديث صحيح _ يعني من حيث الصناعة الحديثية _ وقد تنكبه سائر أئمة الاجتهاد فلا ".
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 07:25 م]ـ
وهناك ملاحظة اخرى على كون هذه الاخت تلقي الدروس في المسجد:
حكم إكثار المرأة من الخروج للدعوة
السؤال
تقوم بعض النسوة بالخروج لدعوة النساء، حيث يقمن بزيارتهن في بيوتهن ودعوتهن لدروس خاصة، وقد يكثر ذلك منهن، فهل يخالف ذلك ما أمرهن الله به من القرار في البيوت؛ لأنها تذهب وتتنقل، وخاصة عندنا -يا شيخ- مأذون للمرأة أن تسوق السيارة، فتذهب لهذه وتذهب لهذه فهل هذا مخالف؟
الجواب
أعتقد أن هذا العمل أيضاً من مشاكل العصر الحاضر، ومن ذلك أننا أصبحنا اليوم نقول: إن هناك دعاة وداعيات، وهذه -بلا شك- من محدثات الأمور، فما ينبغي أن يكون هناك نساء يتسمين بالداعيات، لا بأس، بل هذا واجب أن يكون هناك نساء متعلمات العلم الشرعي، بحيث أنهن يُقصدن من النساء بسؤال؛ لأن كثيراً من النساء يتحرجن من أن يتوجهن بأسئلتهن الخاصة بهن إلى أفاضل العلماء، وإذا وجدت في النساء عالمات حقاً على الشرط الذي سبق بيانه آنفاً، أي: بالكتاب والسنة، فينبغي على النساء أن يأتينهن وليس هو العكس؛ لأننا نعتقد بحق قول من قال من أهل العلم: وكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف.
وقد وصل الأمر ببعض النساء هنا وربما في بلاد أخرى أنها تصعد المنبر في المسجد وتلقي الدروس على النساء، وقد يكون هناك في باحة المسجد رجال فاتتهم الصلاة مع الجماعة فيدخلون ويصلون، أنا -بلا شك- لا أتورع أن أقول: إن هذه من البدع، فالأمر -كما ذكرت في سؤالك- أن واجب المرأة أن تقر في بيتها، فإذا كانت مميزة على غيرها بالعلم بشرع الله عز وجل فذلك لا يؤهلها أن تنطلق هكذا كالرجال، وتساويهم في الخروج، كأنَّ ربنا عز وجل ما قال في كتابه الكريم: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:33].
فالأصل في المرأة ألا تخرج إلا لحاجة لا يمكنها أن تحققها إلا بالخروج، وهنا يظهر الأمر بين المرأة العالمة، فلا يجوز لها أن تخرج وتنطلق -كما يقولون- كداعية، وبين المرأة التي تريد أن تتعلم العلم فهي تخرج؛ لأنه يجوز لها أن تخرج إلى المسجد كما هو معلوم، وكما كان الأمر في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، مع العلم أن الرسول عليه السلام قد قال لهن: (وبيوتهن خير لهن) ومع ذلك فقد أقرهن عليه الصلاة والسلام في خروجهن إلى المساجد حتى في صلاة العشاء، وجاء النهي الصريح: (لا يمنعنَّ أحدكم زوجته أن تخرج لصلاة العشاء) وكانت المرأة تنصرف من صلاة الفجر كما جاء في صحيح مسلم (وهن متلفعات بمروطهن).
فإقرار الرسول عليه السلام لخروج النساء لأداء الصلوات الخمس في المساجد مع بيان أن صلاتهن في بيوتهن خير لهن؛ ما ذلك إلا لأنهن كن يخرجن لطلب العلم، فإذا كان هناك امرأة تجلس في بيتها، ولا مانع من أن تحضر النساء إليها كل على حسب ظرفها وطاقتها إلخ، أما هي فلا تخرج خروج الرجال؛ لأن هذا من التشبه بالرجال.
من دروس العلامة الالباني
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 03:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سُئل العلامة الفوزان -حفظه الله-: فضيلة الشيخ وفقكم الله، هذا سائل من ليبيا يقول: ما حكم القراءة الجماعية للنساء في المسجد لأجل التعليم و المراجعة؛ و إذا كان غير جائز، فهل الفتاة تترك المسجد لهذا الأمر؟
فأجاب -حفظه الله-: و الله ما في شك أن النساء في البيوت -سواء في الصلاة أو في تعلم القرآن - كونهن في بيوتهن - لا شك - أن هذا هو الأصل؛ أما إذا عودناهن الخروج لدراسة القرآن، و ما أدري كيف، فهذا يجعلهن بعدين ما يبالين بالبقاء بالبيوت.
فأنا أرى أن تعليم النساء في البيوت، صلاتهن في البيوت، أن هذا هو الأصل، و هو الأحفظ لهن.
الآن صاروا يشيلون النساء و يطلعوهن لبيوتهن، و بالسيارات و رايحة؛ و المرأة تحب انها تطلع، تروح، و تجي؛ أنتم فتحتوا لهن المجال الآن، صار لا يألفن البيوت و لا يَبْن البيوت؛ بحجة انهن يتعلمن و ما أدري كيف.
فأنا أرى أن هذا الأولى تركه، وأن تبقى النساء في البيوت، و ما تعلمنه يكفي -إن شاء الله-؛ و لا حاجة إلى التبحر في تعليم و، نعم"
من هنا ( http://jadwal.org/audio/002%20Fatwas%2005-04-08/questions%20ikhsar%20228-11%20%5BD%c3%a9cod%c3%a9%5D%2825%29%20.mp3) بالصوت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/449)
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[28 - 11 - 09, 02:13 م]ـ
اناالاخت فى الله ام الزبيراودالتسجيل فى المنتدى كيف افعل
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 04:10 م]ـ
عليك أولا تسجيل الخروج من المنتدى من معرف الاخ ابو الزبير ثم الضغط على كلمة التسجيل في الاعلى
ـ[أبو عبد البر الحرزلي]ــــــــ[29 - 11 - 09, 12:08 ص]ـ
أخي المقدادي لقد ذكرت كلاما رائعا وقل ما ينتبه له طلبة العلم في هذا الزمان للأسف، وهو ضرورة مراعاة ما كان عليه العمل عند السلف وعدم الاكتفاء بالحديث إذا صح من حيث الصناعة، وقد ذكرت نقولا مباركة عن أهل العلم في وجوب التأسي بمن سلف ـ جزاك الله خيرا ـ، فالواجب على طلبة العلم أن يركزو في تحريراتهم على هذا الأصل العظيم، وهو وجوب لزوم ما كان عليه السلف في جميع أبواب الدين، وعدم الخروج عن أقوالهم إلى أقوال أحدثت بعدهم، قال الإمام عبد الله ابن ابي زيد القيرواني في النوادر والزيادات: (إنه ليس لأحد أن يحدث قولا أو تأويلا لم يسبقه به سلف)
وقال الإمام أبو إسحاق الشاطبي في الموافقات: (الحذر الحذر من مخالفة الأولين، فلو كان ثم فضل ما، لكان الأولون أحق به، والله المستعان)
أما عن مسألة صيام يوم السبت، فإن حديث الصماء وان كان ظاهر سنده الصحة من حيث الصناعة الحديثية. إلا أن أئمة الشأن من أهل الحديث المتقدمين قد تكلموا فيه وحكموا عليه بالنكارة، بل حكم عليه الإمام مالك بأنه مكذوب، قال أبو داود: قال مالك: "هذا كذب".
وصرح شيخ الاسلام بأن هذا الحديث يخالف الاجماع بعد ما تكلم عن موقف الأثرم منه قائلا في شرح العمدة من كتاب الصيام (2/ 753): (وهذا يدل على توقفه عن الأخذ بالحديث، لأن ظاهر الحديث خلاف الإجماع).
فالقول بحرمة صيام يوم السبت قول ظاهر البطلان وهو قول محدث لم يقل به أحد من السلف والحمد لله.
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[30 - 11 - 09, 01:22 م]ـ
الاخ الفاضل ابو حمزة المقدادي و الاخوة الافاضل
بارك الله فيكم و احسن اليكم
هذا ما كنت اود معرفته سأكتب لها ما كتب في هذا الموضوع و اطلعها عليه ان شاء الله
مرة تناقشت معها (علما انها درست الشريعة الاسلامية و انا درست شيئا اخر لا علاقة له بالدين) فهي دائما لا تعطينا مجالا لمناقشتها و تقول الامر كذا و كذا يعني لا احد يمكنه ان يغير لها رأيها
ولا حول ولا قوة الا بالله
قلت لها ما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لكنها قالت لي قول الرسول صلى الله عليه و سلم اولى و قد نهانا عن صوم يوم السبت الا فيما افترض علينا
قلت لها زوجة النبي صلى الله عليه و سلم كانت صائمة يوم الجمعة فسألها النبي صلى الله عليه و سلم ان صامت يوما قبله او هل ستصوم اليوم الذي بعده ...
قالت لي: وما يدريك انها ان قالت له نعم ساصوم غدا كان سينهاها عن ذلك صلى الله عليه و سلم؟!! (هذه حجتها)
فيما يخص كثرة خروج المرأة ...
جزاكم الله خيرا
بجد نبهتموني لامر كنت غافلة عنه
اخي انت تكلمت عن الاخت التي تعطي الدروس و هذه الاخت تأتي مرتين في الاسبوع فقط الى المسجد لتعطي دروسا (و بصراحة كلما اراها تعطي دروسا اتذكر قول النبي صلى الله عليه و سلم عن التماس العلم عند الاصاغر ... )
الاخت صغيرة السن (وان كان السن لا يعد معيارا) و ايضا درست علوم اسلامية و ماشاء الله تعلم الكثير من امور ديننا و لكنها لا تميز بين الحديث الصحيح و الضعيف ولا غيره وتفتي بذلك تبعا لقول المحدث الذي اقتنعت بقوله
كما انها غير متمكنة و معظم النساء لا تعجبهن طريقتها في القاء الدرس و لا معاملتها لهن ... ولكن لا سبيل لنا للتفقه في الدين الا ان نحضر حلقاتها عسى ان يرزقنا الله فوائد منها
والحمد لله ناخذ فوائد من حلقاتها
يعني ليست سيئة جدا و لكن ماكان يجب لها ان تتصدر للتعليم الان
جزاها الله خيرا
كلامكما عن خروج المرأة افادني بحق
لا اخفي عنكم انني اذهب تقريبا كل يوم الى المسجد!!!
و لكن السبب ليس للخروج بالعكس لا اذهب لاي مكان اخر غير المسجد الا للضرورة و لا ارتاح لذلك
لكنني احب الذهاب الى المسجد للهروب من منزلنا!!!
لا ارى في بيتنا الا اختي تشاهد المسلسلات و الافلام و اختي الاخرى تدردش مع الشباب على النت
و ابي يشاهد الافلام المصرية القديمة
و لا اسمع في بيتنا اي شيء يذكرني باننا مسلمين الا نادرا
ولا حول ولا قوة الا بالله
(اعلم انه يجب علي نصحهم و بالفعل انصحهم و اذكرهم و لا يوجد غير امي من يأخذ بالنصيحة)
ولكنني متفائلة و اسأل الله ان يهديهم و ان يهديني معهم
حتى انا في الماضي كنت مثلهم لولا ان من الله علي
كما انني لا علم من امور الدين الا الشيء القليييييييييييييل اسأل الله ان يرزقني علما نافعا
اود التفقه في الدين باذن الله و ذهابي الى المسجد يشحذ همتي
خرجت عن الموضوع المطروح لكنني اود ان اعرف:
هل ذهابي كل يوم تقريبا الى المسجد امر غير جائز ان كان هذا سبب ذهابي؟!!!
بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/450)
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[30 - 11 - 09, 05:59 م]ـ
لا يجوز لها الانكار خصوصا أن القول بالمنع مطلقا حادث لم يعرف عن السلف وقد جاء عنهم:
كان محمد بن أبي بكر بن حزم ربما قال له أخوه: لِم لم تقض بحديث كذا؟ فيقول: " لم أجد الناس عليه" ...
بل قال النخعي كلمة أعظم:" لو رأيت الصحابة يتوضؤون إلى الكوعين _ الرسغين_ لتوضأت كذلك، وأنا أقرؤها إلى المرافق ".
وقَالَ مَالِكٌ رحمه الله تعالى الْعِلْمُ الَّذِي هُوَ الْعِلْمُ مَعْرِفَةُ السُّنَنِ وَالْأَمْرِ الْمَاضِي الْمَعْرُوفِ الْمَعْمُولِ بِهِ.
قال ابن وهب كلمة في هذا المعنى:" كل صاحب حديث ليس له إمام في الفقه فهو ضال، ولولا أن الله أنقذنا بمالك والليث لضللنا".
وقال الذهبي _ رحمه الله _:" .. أما من أخذ بحديث صحيح _ يعني من حيث الصناعة الحديثية _ وقد تنكبه سائر أئمة الاجتهاد فلا ".
لا فض فوك!
هل تتفضل علينا بمصدر النقولات بارك الله فيك(119/451)
هل هذه من السنن عندالإحرام؟! ابن جبرين رحمه الله
ـ[عبدالرحمن بن قعود]ــــــــ[22 - 11 - 09, 01:59 م]ـ
* قد اشتهر عند الإحرام أن يقلم المحرم أظفاره، و يقص من شاربه، و يحلق شعر عانته و نحو ذلك.
فهل هذه من السنن؟!
نقول: ليست هذه من السنن، و لكن شُرِعَت للمحرم مخافة أن يتأذَّى بهذا الشعر، و هذه الأَظفار عند إطالتها، فبعد الإحرام عادة ما يبقى الحجاج في إحرامهم نصف الشهر، أو عشرين يوماً و هم محرمون، و لا شك أن المحرم منهي أن يقلم أظفاره، و أن يقص من شعر شاربه أو شعر عانته أو إبطه أو نحو ذلك.
فلسان حاله يقول: بما أني منهي عن ذلك و أنا محرم، فسوف أقلمها و أقصها ما دام ذلك حلالاً، قبل أن تطول و تؤذي و أكون ممنوعاً منها بعد عقد النية بالنسك.
أما في هذه الأزمنة فالحاجة إلى أخذ هذه الأشياء قليلة، و ذلك لقصر مدة الإحرام لتقارب المسافة، و ذلك لوجود الناقلات التي تقرب البعيد.
و قد قيل: إن الصحابة رضي الله عنهم بقوا مع النبي صلى الله عليه و سلم خمسة عشر يوماً و هم محرمون، و بعضهم أحرم في خمس و عشرين من شهر ذي القعدة، و لم يتحلل إلا يوم العيد، فبقوا خمسة عشر يوماً و هم محرمون، و بعضهم تحلل في اليوم الخامس من ذي الحجة، حيث جعلوها عمرة، ثم أحرموا في اليوم الثامن من ذي الحجة، و بقوا على إحرامهم إلى اليوم العاشر، و بكل حال فقد خشوا في هذه المدة الطويلة أن تطول أظافرهم فتعاهدوها قبل الإحرام، و تعاهدوا شعورهم مخافة أن تؤذيهم.
أما إن أحرم مثلاً في اليوم الثامن و تحلل في اليوم العاشر، فإن هذه المدة لا يطول فيها الشعر و الظفر، فلا أهمية و لا إلزام في أخذ هذا الشعر و لا هذه الأظافر و نحوها؛ سيما إذا كانت قصيرة.(119/452)
مسألة في الأضحية: هل من الشروط - أن يكون مالكا وقت الذبح؟
ـ[أبو حبيب التتاري]ــــــــ[22 - 11 - 09, 02:43 م]ـ
السلام عليكم يا سادة أفاضل أحتاج لعلمكم بل نحتاج لعلمكم))
عندنا في روسيا بعض الذين يريدون أن يضحوا يسجل اسمه وربما لا يسلم الفلوس قبل الذبح للبائع بس عنده اتفاق معه أنه يشتري منه ويسلم الفلوس بعد ذبح اضحيته مثلا لو اشارك في البقرة
هل كونه لم يسلم الفلوس يجعله غير مالك للأضحية؟
وإذا كان ذاك فهل يضر هذا ويجعله لم يضحي لأنه لم يدفع الفلوس مسبقا؟
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 04:25 م]ـ
يعني: أن الأضحية بالدين؟
لا حرج في ذلك، و يكون مالكا لها، و يسدد فيما بعد.
و الله أعلم.(119/453)
الاعجاز وضوابطه عندي مشكلة تحتاج لحل
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[22 - 11 - 09, 07:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني الكرام كنت أقرأ في إحدى المنتديات فوجدت هذهالمشاركة عن
ضوابط الإعجاز العلمي في القرآن والسنّة كتبها أحد الإخوة
الإعجاز العلمي هو ذلك العلم الذي يبحث في معجزات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والتي لم تظهر إلا حديثاً في عصر العلم. فالله تبارك وتعالى أنزل القرآن ليكون كتاباً صالحاً لكل زمان ومكان، وأودع فيه من الحقائق العلمية ما يعجز البشر عن الإتيان بمثله.
فالقرآن يتميز بأسلوبه الرائع والمختصر في عرض الحقيقة العلمية، وفي كلمات قليلة نجد حقائق علمية غزيرة، وهنا يكمن الإعجاز. هذه الحقائق والتي تتجلى في عصرنا هذا لم تكن معروفة لأحد زمن نزول القرآن. ولكن اكتشافات العلماء أظهرت هذه المعجزات. ولابد أن يكون هناك ضوابط لهذا العلم لنبقى بعيدين عن الأخطاء كما يحدث في بعض المقالات التي نجد أصحابها يبالغون فيها ويبتعدون كثيراً عن معنى الآية.
ومن أهم هذه الضوابط أو الأسس:
1 - يجب أن نعلم ونستيقن لدى البحث في إعجاز القرآن من الناحية العلمية أن العلم تابع للقرآن، وليس العكس. فالباحث في الإعجاز العلمي ينبغي عليه أن يعطي ثقته لكتاب الله أولاً، ثم يبحث في كتب ومؤلفات وتجارب البشر عن حقائق علمية تتوافق مع الحقائق القرآنية.
2 - ينبغي أن ندرك بأن تفسير ودلالات آيات الإعجاز العلمي تتطور مع تقدم العلوم دون أن تتناقض مع العلم، وهذه معجزة بحدّ ذاتها أنك تجد الحقائق العلمية التي تحدث عنها القرآن مفهومة وواضحة لكل عصر من العصور. بينما مؤلفات البشر تصلح لعصرها فقط. وهذا يدفعنا لمزيد من البحث عن دلالات جديدة لآيات القرآن العظيم.
3 - بما أن الله تعالى قد أنزل القرآن باللغة العربية فيجب علينا ألا نخرج خارج معاني الكلمة في قواميس اللغة، وإذا لم نستطع التوفيق بين الآية القرآنية وبين الحقيقة العلمية، فنتوقف عن التدبر، حتى يسخّر الله لهذه الآية من يتدبرها ويقدم لنا التفسير الصحيح والمطابق للعلم اليقيني.
وهذا يدعونا إلى الحذر وعدم التسرع وألا نقول في كتاب الله برأينا، بل يجب أن نستند إلى التفسير واللغة والدعاء بإخلاص، لأن كشف معجزات القرآن هو عطاء من الله تعالى. ويجب أن يكون عملنا هذا خالصاً لوجه الله لا نبتغي به شيئاً من عرض الدنيا.
إذا توافقت نظرية ما مع القرآن فهذا يعني أن النظرية صحيحة، وإذا خالفت هذه النظرية نص القرآن الكريم فهذا يعني أن النظرية خاطئة، أي أن القرآن هو الميزان، وليست النظريات العلمية. لأننا نعلم في العلوم التجريبية أنه لا توجد حقائق مطلقة أبداً. بل إنك تظن أحياناً أن هذه النظرية صحيحة مئة بالمئة ولكن بعد سنوات يأتي من يكتشف أن هنالك نقص في أو خلل في بناء هذه النظرية. بينما في كتاب الله عز وجل، مهما تقدم الزمن ومهما تطور العلم فإنك لا تجد أي تناقض أو خلل أو نقص في البناء القرآني العلمي.
4 - أن تكون الحقيقة العلمية غير معروفة زمن نزول القرآن من قبل البشر. وأن القرآن قد سبق العلماء إلى الحديث عن هذه الحقيقة. وهنا تكون المعجزة أقوى، ولكن لا يمنع أن نجد بعض الحقائق العلمية المذكورة في القرآن والتي كان الناس يدركون شيئاً منها قديماً، مثل فوائد العسل، فهذا الأمر معروف منذ آلاف السنين، فجاء القرآن وأكَّده وهذا نوع من أنواع الإعجاز، إذ أن البشر في ذلك الزمن لم يكونوا قادرين على تحديد الصواب من الخطأ، والتمييز بين الأسطورة والحقيقة. ولكن القرآن تحدث فقط عن الحقائق الصحيحة، ولو كان القرآن كلام بشر لامتزج فيه الحق بالباطل، واختلطت الأساطير بالحقائق.
5 - بالنسبة للإعجاز العلمي في السنة النبوية، فيجب أن يكون الحديث الشريف صحيحاً، أو بمرتبة الحسن، ولا يمكن الاعتماد على الأحاديث الضعيفة، إلا إذا توافقت مع العلم الحديث. فالحديث الضعيف لا يعني أنه غير صحيح! إنما هنالك احتمال قليل لصحته، ولذلك يجب عدم إهماله في البحث العلمي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/454)
6 - يجب أن يعلم من يبحث في إعجاز القرآن أن خير من يفسر القرآن هو القرآن نفسه، ثم يأتي بعد ذلك أحاديث الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، ثم اجتهادات الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم، ثم من تبعهم من العلماء والأئمة الثقات رحمهم الله ورضي عنهم جميعاً.
7 - كما ينبغي الإحاطة بدلالات الآية ومعانيها المتعددة وألا نخرج خارج قواعد اللغة العربية ولا نضع تأويلات غير منطقية بهدف التوفيق بين العلم والقرآن، بل يجب أن نعلم بأن المعجزة القرآنية تتميز بالوضوح والتفصيل التام، ولا تحتاج لالتفافات من أجل كشفها. يقول تعالى: (ألر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) [هود: 1].
8 - ينبغي أن نعلم بأن المعجزة العلمية هي هدف وليست غاية لحد ذاتها، فهي هدف للتقرب من الله تعالى وزيادة اليقين به وبلقائه. ونتذكر قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام. يقول تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة: 260].
سؤال: ما هو العمل إذا حدث تناقض بين القرآن والعلم؟
قبل كل شيء يجب أن نعلم بأن الذي أنزل القرآن هو نفسه الذي خلق الكون، فلا يمكن أبداً أن يخلق الله شيئاً ثم يتحدث عنه في القرآن بشكل يخالف حقيقة هذا المخلوق. إذن عندما نفهم الحقيقة الكونية ونفهم الحقيقة القرآنية فهماً صحيحاً فسوف نجد التطابق التام.
بل إن وجود تناقض أو اختلاف بين الحقيقة العلمية الثابتة والواضحة وبين آية من آيات القرآن يعني أن الحقيقة العلمية فيها شك أو غير صحيحة لأن العلم يجب أن يطابق القرآن! وإذا رأينا الآية تتطابق تماماً مع العلم فهذا يعني أن الآية صحيحة ومنزلة من عند الله تعالى، وهذا ما تحدث عنه الله بوضوح عندما قال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].
ولكننا قد نجهل التفسير الدقيق للآية القرآنية فلا يجوز لنا أن نحمّل الآية غير ما تحتمله من الدلالات والمعاني، وأن نبني عقيدتنا على لغة الحقائق العلمية.
ولكن إذا كانت النظرية العلمية تتفق مع القرآن تماماً فيمكن الاستئناس بها، أما إذا خالفت القرآن بشكل صريح فلا يجوز لنا أن نعتقد بصحتها.
سؤال: ما هي فوائد الإعجاز العلمي؟
1 - زيادة الإيمان لدى المؤمن.
2 - إقناع الملحدين بصدق القرآن العظيم، وأن التوافق بين العلم والقرآن هو دليل وبرهان مادي ملموس في عصر العلم على أن القرآن لم يُحرّف وأن الله قد حفظه كما نزل منذ 1400 سنة.
3 - إن الإعجاز العلمي وسيلة لتوسيع مدارك المؤمن وزيادة معرفته العلمية، ولكن على أساس إيماني، وليس كما يقدمها لنا الغرب على أساس من الإلحاد. فهم يردون كل شيء للطبيعة، ونحن ينبغي أن نصحح هذه العقيدة فنرد كل شيء لله القائل: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [الزمر: 62].
4 - الإعجاز العلمي وسيلة للدعوة إلى الله تعالى وتعريف غير المسلمين بهذا الدين الحنيف.
5 - إظهار عظمة القرآن وعظمة الأحاديث الشريفة، وأن القرآن يحوي جميع العلوم.
سؤال: لماذا لا نكتشف هذه الحقائق قبل الغرب؟
هذا السؤال يتكرر كثيراً، فالقرآن مادام يحوي كل هذه الحقائق العلمية فلماذا لا نكتشفها نحن المسلمون ونسبق الغرب إليها، وأقول: إن السبب هو تقصيرنا وإهمالنا لكتاب الله وللبحث العلمي. والدليل على ذلك أن أجدادنا رحمهم الله عندما تدبروا القرآن وعملوا بما فيه واستجابوا للتعاليم الإلهية التي تأمرهم أن يسيروا في الأرض ويفتشوا عن أسرار الخلق، صنعوا أعظم حضارة علمية في التاريخ، وهذا باعتراف الغرب نفسه.
وإنني أرى بأن أفضل طريقة للنهوض بأمتنا أن نلجأ إلى كتاب الله وسنة نبيه، وأن نبني علومنا على أساس إيماني، والله تعالى يعطي من يشاء من فضله فهو القائل:
(قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [البقرة: 73 - 74].
ثم دخل أحد الأعضاء ورد عليه بهذا الكلام:
تعليق مهم على ضوابط الاعجاز العلمي
أول تعليق:
عندما نطلق العبارات ينبغي أن نفطن لمعانيها اللغوية ولتعريفاتها الاصطلاحية (الحد أو الرسم)
الاعجاز العلمي
المعجزة: هي خرق الحكم العادي
والحكم العادي: هو الربط بين أمر وأمر وجوداً وعدماً دون تأثير لأحدهما على الآخر البتة
وانفكاك هذا الربط يكون بمعجزة لنبي أو كرامة لولي.
أما العلم: فعلى صعوبة تعريفه منطقياً إلا أن أجمع تعريف له هو إدراك الأشياء على حقيقتها بدليل
والعلم: يرادف اليقين
فأي إدارك حصله الانسان بشكل قاطع بدليل قاطع فهو علم
فإدراكنا أن الله عز وجل واحد بدليل قاطع هو علم
لذلك لا يجوز أن نطلق العلم على الأمور المدركة عن طريق الحس فقط
ونجاري بذلك فلسفة كانت وماركس المادية
خاصة وأن جميع العقلاء يسلمون أن العلم لا يحصر بالمدركات عن طريق الحواس فحسب
اعجاز علمي
وهل معجزات النبي صلى الله عليه وسلم التي حصلت في عهد الصحابة لم تكن علمية
هل العلم فقط هو المحصور بالمدركات الحسية
ثم قولك ياأ خ أن الحقيقة العلمية إذا تعارضت مع القرآن يكون مشكوك فيها هذا كلام يحتاج إلى تدقيق
لأن الحقيقة العلمية كما قلت هي مدرك يقيني مطابق للواقع خارج الذهن
لذلك الجواب على سؤالك إذا تعارض الحكم العقلي مع القرآن ما العمل
الجواب أن هذا مستحيل الوقوع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
فأرجو من الإخوة أن يوجهوني إلى الصواب في الموضوع وكيف ترد على من يناقش عن الموضوع وحبذا لو يجمع لنا بعض الإخوة كلام العلماء القدامى في الموضوع مع المصدر شاكرا لكم ولجهودكم جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/455)
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:14 م]ـ
للشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله كلام جميل في المسألة وناقش فيه أدلة المخالفين
يُمنع وضع المرئيات هنا، ابحث عنها ستجده
أخوك.
ـ[أبو محمد الحلوانى]ــــــــ[24 - 11 - 09, 07:24 م]ـ
لعل هذا الرابط يفيدك بعض الشىء
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=77
ـ[وراق لبنان]ــــــــ[24 - 11 - 09, 09:14 م]ـ
حبذا لو يكتب احدكم رداً مباشراً لتعم الفائدة وجزاكم الله خيرا للمساعدة(119/456)
أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ... وتعليمه الناس الخير
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:16 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد، فقد حثّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم على طلب العلم وتعلّمه وتعليمه للناس كما ورد في عدّة أحاديث، وسيدنا معاوية رضي الله عنه من تلك الفئة التي اهتمّت بتعليم الناس دينهم، وكيف لا يهتم بتعليم الناس دينهم وهو الراوي لحديث النبي صلى الله عليه وسلّم: " من يُرِد الله به خيراً يفقهه في الدين " (رواه البخاري 71 ومسلم 1037)، وكان قلّما يخطب إلاّ ذكر هذا الحديث في خطبته ليحثّ الناس على التفقه في الدين (رواه أحمد 16954 وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1196).
ولهذا الصحابي الجليل 136 حديثاً مسنداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بعضها في الصحيحين والسنن الأربعة، وهذا يدلّنا على اهتمامه بنشر العلم والسنة، وقد شهد له أهل عصره بالفقه والأمانة في نقل الحديث،
وقد شكا غلامٌ لابن عباس إلى ابن عباس رضي الله عنهما أن معاوية أوتر بعد صلاة العِشاء بركعة واحدة، فقال له ابن عباس: إنه فقيه، وفي رواية: إنه قد صَحِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم (رواه البخاري 3764 و 3765)،
وقال ابن سيرين: كان معاوية لا يُتّهم في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم (رواه أبو داود 4129).
وإتماماً للفائدة جمعتُ بعض الأحاديث التي رواها سيدنا معاوية رضي الله عنه لتعليم الناس الخير:
-------------------------------------------
الحديث الأول:
عن محمد بن جبير بن مطعم قال: بلغ معاوية وهو عنده في وفدٍ من قريش أن عبد الله بن عمرو بن العاص يُحَدِّث أنه سيكون ملكٌ من قحطان، فغضب معاوية، فقام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإنه بلغني أن رجالاً منكم يتحدّثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تُؤثَر عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فأولئك جُهّالكم، فإيّاكم والأمانيّ التي تُضِلُّ أهلها، فإني سمعتُ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلّم يقول: (إن هذا الأمر في قريش، لا يُعاديهم أحد إلاّ كبّه الله على وجهه، ما أقاموا الدين). (رواه البخاري 3500).
الحديث الثاني:
النهي عن رواية الأحاديث من غير تثبّت
عن عبد الله بن عامر اليحصبي قال: سمعتُ معاوية رضي الله عنه يقول: إيّاكم وأحاديث، إلاّ حديثاً كان في عهد عمر، فإن عمر كان يُخيفُ الناس في الله عزّ وجلّ، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو يقول: " من يُرِد الله به خيراً يُفّقهه في الدين ". (رواه مسلم 1037).
فقه الحديث: قال النووي في " شرح مسلم " (7/ 114): ومراد معاوية النهي من الإكثار من الأحاديث بغير تثبّت، لِما شاع في زمنه من التحدّث عن أهل الكتاب وما وُجِدَ في كتبهم حين فُتِحَت بلدانهم، وأمرهم بالرجوع في الأحاديث إلى ما كان في زمن عمر رضي الله عنه لضبطه الأمر وشدّته فيه وخوف الناس من سطوته، ومنعه الناس من المسارعة إلى الأحاديث، وطلبه الشهادة على ذلك حتى استقرّت الأحاديث واشتهرت السنن. اهـ.
الحديث الثالث:
كيفية وضوء النبي صلى الله عليه وسلّم
عن أبي الأزهر قال: أن معاوية ذكر لهم وُضوء رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأنه مسح رأسه بغرفة من ماء حتى يقطر الماء من رأسه أو كاد يقطر، وأنه أراهم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فلمّا بلغ مسح رأسه وضع كفّيه على مقدّم رأسه، ثم مرّ بهما حتى بلغ القفا، ثم ردّهما حتى بلغ المكان الذي بدأ منه. (رواه أحمد 16905 وأبو داود 124، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 115).
الحديث الرابع:
النهي عن الركعتين بعد العصر
عن حمران بن أبان، عن معاوية قال: إنكم لتصلّون صلاةً لقد صحِبنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فما رأيناه يُصَلّيها، ولقد نهى عنها. يعني الركعتين بعد العصر. (رواه البخاري 587)
الحديث الخامس:
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 02:34 م]ـ
الحديث الخامس:
حكم صيام يوم عاشوراء
عن حميد بن عبد الرحمن؛ أنه سمع معاوية رضي الله عنه عام حَجَّ على المنبر يقول: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: " هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائمٌ، فمن شاء منكم فليَصُم، ومن شاء فليفطر ". (رواه البخاري 2003 ومسلم 1129).
الحديث السادس
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 08:43 ص]ـ
الحديث السادس
النهي عن الشِّغار
عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج قال: إن العباس بن عبد الله بن العباس أنكَحَ عبدَ الرحمن بن الحكم ابنته، وأنكحه عبدُ الرحمن ابنته، وكانا جعلا صَداقاً، فكتب معاوية 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إلى مروان يأمره بالتفريق بينهما، وقال في كتابه: هذا الشِّغار الذي نهى عنه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
(رواه أبو داود 2075، وحسنه الألباني في إرواء الغليل 1896)
الحديث السابع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/457)
ـ[ابن العيد]ــــــــ[28 - 02 - 10, 09:36 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو الياس]ــــــــ[01 - 03 - 10, 06:00 ص]ـ
رضيَّ اللهُ عن أميرِ المُؤمنِين وخالِهِم معاويَّة بن أبِي سُفيانَ ...
جزاكَ اللهُ خيرًا أخِي الحبيبُ أبَا معاويَّة ...
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 05:17 م]ـ
رضيَّ اللهُ عن أميرِ المُؤمنِين وخالِهِم معاويَّة بن أبِي سُفيانَ ...
جزاكَ اللهُ خيرًا أخِي الحبيبُ أبَا معاويَّة ...
و ننتظر المزيد.
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[01 - 03 - 10, 08:29 م]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علماً وعملاً
هل من دراسة أو بحث في تسلسل الغزوات التي خرج بها أو أرسلها أمير المؤمنين، وتفصيل في من خرج فيها من باقي الصحابة
أظنها مهمة
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 08:36 ص]ـ
الحديث السابع
تحريم وصل الشعر
عن سعيد بن المسيّب قال: قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة آخر قدمة قدِمَها، فخطبنا، فأخرج كُبَّةً من شَعَرٍ، فقال: ما كنتُ أرى أن أحداً يفعل هذا غير اليهود! وإن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سمّاه الزّور. يعني الوِصال في الشَّعَر.
(رواه البخاري 3488 ومسلم 2127)
فقه الحديث: وصل الشعر: أي الزيادة فيه من غيره، كالباروكة وأمثالها.
الحديث الثامن
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 08:27 ص]ـ
الحديث الثامن
تعليم الناس الوضوء
عن أبي الأزهر المغيرة بن فروة ويزيد بن أبي مالك أن معاوية توضأ للناس كما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فلما بلغ رأسه غرف غرفة من ماء فتلقاها بشماله حتى وضعها على وسط رأسه حتى قطر الماء أو كاد يقطر ثم مسح من مقدمه إلى مؤخره ومن مؤخره إلى مقدمه.
(رواه أبو داود 124، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود)
الحديث التاسع
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 08:33 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك، ما أجمل حرصك على السنة والعناية بها ..
وفقك الله تعالى للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[20 - 04 - 10, 11:56 ص]ـ
الله المستعان!
الحديث الثامن مكرر،
فإليكم:
الحديث الثامن
الترغيب في مجالس الذكر
عن أبي سعيد الخدري قال: خرج معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله أقل حديثاً مني، وإن رسول الله خرج على حلقة من أصحابه، فقال: " ما أجلسكم؟ " قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنّ به علينا، قال: " آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ " قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: " أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة ".
[رواه مسلم (2701)].
الحديث التاسع
ـ[أيو عبد الرحمن النوبى]ــــــــ[20 - 04 - 10, 03:31 م]ـ
رضيَّ اللهُ عن أميرِ المُؤمنِين وخالِهِم معاويَّة بن أبِي سُفيانَ ...
جزاكَ اللهُ خيرًا أخِي الحبيبُ أبَا معاويَّة ...
اللهم آمين
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[20 - 04 - 10, 05:06 م]ـ
جزاك الله خيرا
استمر بارك الله فيك.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[05 - 05 - 10, 07:21 م]ـ
الحديث التاسع
عن أبي مِجلز قال: خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير،
فقال معاوية لابن عامر: اجلس! فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول:
" من أحبَّ أن يَمْثُلَ له الرجال قياماً فليتبوّأ مقعده من النار ".
(رواه أبو داود 5229 والترمذي 2915، وصححه الألباني)
الحديث العاشر
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 04:34 م]ـ
قلّة رواية معاوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم
قال الإمام الدارمي في " نقضه على المريسي الجهمي " (2/ 632 / ط. الرشد):
كان معاوية معروفاً بقلّة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولو شاء لأكثر، إلا أنه كان يتقي ذلك ويتقدّم إلى الناس ينهاهم عن الإكثار على رسول الله صلى الله عليه وسلّم؛ حتى إنه كان ليقول:
" اتقوا الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، إلا ما كان يُذكَر منها في زمن عمر رضي الله عنه، كان يُخَوِّف الناس في الله ". اهـ.
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[29 - 05 - 10, 03:04 م]ـ
بارك الله فيكم وزادكم علماً وعملاً
هل من دراسة أو بحث في تسلسل الغزوات التي خرج بها أو أرسلها أمير المؤمنين، وتفصيل في من خرج فيها من باقي الصحابة
أظنها مهمة
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1283947#post1283947
ـ[عبدالله محمود]ــــــــ[30 - 05 - 10, 01:42 ص]ـ
الحديث العاشر
باب يُؤَذِّنُ الإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ.
قال الإمام البخاري رحمه الله
حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ
قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِى سُفْيَانَ، وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ مُعَاوِيَةُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَأَنَا. فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَأَنَا. فَلَمَّا أَنْ قَضَى التَّأْذِينَ قَالَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى هَذَا الْمَجْلِسِ حِينَ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ يَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ مِنِّى مِنْ مَقَالَتِى [/ SIZE][/FONT][/B]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/458)
ـ[صالح المسلم]ــــــــ[31 - 05 - 10, 10:23 ص]ـ
رضيَّ اللهُ عن أميرِ المُؤمنِين وخالِهِم معاويَّة بن أبِي سُفيانَ ...
جزاكَ اللهُ خيرًا أخِي الحبيبُ أبَا معاويَّة ...
محبك أبو أسامة
ـ[مهند ابو همام]ــــــــ[31 - 05 - 10, 01:51 م]ـ
السلام عليكم جزاك الله كل خير والرزق الحلال والهدى امين السلام عليكم
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 02:52 م]ـ
(((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لمعاوية اللهم علمه الكتاب والحساب وقه العذاب
الراوي: العرباض بن سارية المحدث: ابن عساكر - المصدر: معجم الشيوخ - الصفحة أو الرقم: 2/ 1041
خلاصة حكم المحدث: حسن غريب)))
و يكفيه هذا الحديث و فيه الدعاء له بأن لا يعذب.(119/459)
اذا كان الحسة بعشر امثالها فما فائدة تحديد صيام سته شوال ليكون صام الدهر
ـ[مختار بلال]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وبعد
سؤال يراودني وارغب من اهل العلم افادتي مأجورين00
اذا كانت الحسنة بعشر امثالها فلماذا تحديد صيام ست من شوال ليكون صيام الدهر؟؟
اليس كل وقت الحسنة بعشر امثالها؟؟
طبعا مع السمع والطاعة لسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهل من لم يستطع الصيام في شوال لمن عليه قضاء رمضان هل يصوم الست في اي وقت؟؟
شكر الله لكم وجزاكم خير
ـ[محمد عمر باجابر]ــــــــ[23 - 11 - 09, 08:08 ص]ـ
......
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[23 - 11 - 09, 08:47 ص]ـ
قد يقال - والله أعلم - ان أجر صيام الست من شوال مع رمضان كصيام سنة بأجر رمضان الذي هو فرض
اما بقية صيام التطوع فأجره أجر النفل
ومعلوم ان أجر الفرض اعظم من اجر النفل وان كان في الجميع الحسنة بعشر أمثالها
ـ[السوادي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 09:13 ص]ـ
شهر رمضان عن عشره شهور والست ايام عن شهرين 10ضرب 6 يساوي 60 يوم والله اعلم
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[24 - 11 - 09, 04:24 م]ـ
وقد ورد صيام النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام من كل شهر؛ وذلك يعدل في الثواب صيام الشهر كله.
والله أعلم،،،(119/460)
حكم السحر وإتيان السحرة وحل السحر بالسحر للشيخ سمير المالكي
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 08:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
التبصرة في حكم السحر وإتيان السحرة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وحجة على المخالفين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا بحث مختصر في حكم السحر، ابتدأته بالتعريف به وبيان بعض أنواعه، ثم ذكرت مذاهب العلماء في حكمه وحكم الساحر، وفي النشرة.
ورددت في آخره على رسالة الشيخ العبيكان التي أجاز فيها حل السحر بالسحر.
فأقول، وبالله التوفيق:
تعريف السحر
قال ابن منظور " السحر عمل تقرب فيه إلى الشيطان وبمعونة منه. و السحر الأُخْذة. وكل ما لطف مأخذه ودق فهو سحر.
والسحر: البيان في فطنة، كما جاء في الحديث: إن من البيان لسحراً.
قال ابن الأثير: أي منه ما يصرف قلوب السامعين وإن كان غير حق.
قال الزهري: وأصل السحر صرف الشيء عن حقيقته إلى غيره ... " ا هـ. باختصار من لسان العرب [سحر] [4/ 348 – 349].
وقال أبوبكر الجصاص في أحكام القرآن في معنى السحر " إن أهل اللغة يذكرون أن أصله في اللغة لما لطف وخفي سببه، والسَّحر عندهم بالفتح هو الغذاء، لخفائه ولطف مجاريه.
والسحر الرئة، وما يتعلق بالحلقوم، وهذا يرجع إلى معنى الخفاء، ومنه قول عائشة رضي الله عنها: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري ... " اهـ. باختصار [1/ 50].
وذكر الشنقيطي في أضواء البيان نحو هذا المعنى في لغة العرب، ثم قال " اعلم أن السحر في الاصطلاح لا يمكن حده بحد جامع مانع، لكثرة الأنواع المختلفة الداخلة تحته، ومن هنا اختلفت عبارات العلماء في حده اختلافاً متبايناً .. " الخ ما ذكره. [4/ 444].
أقسام السحر
أطال الرازي في تفسيره في بيان أقسام السحر، وقد لخصها ابن كثير والشنقيطي في أضواء البيان، ومنها:
1 - سحر الكلدانيين الذين كانوا يعبدون الكواكب. قال الشنقيطي: ومعلوم أن هذا النوع من السحر كفر بلا خلاف، لأنهم كانوا يتقربون فيه للكواكب.
2 – الاستعانة بالجن وتسخيرهم، باستعمال الرقى وغيرها، وهو المسمى: بالعزائم.
3 – ومنه الحيل التي يستعملها بعض الناس، فيوهم الآخرين بها، كاستعمال آلات معينة أو أشياء خفية تخيل للناظر أن الجمادات تتحرك بنفسها.
وهذا سحر التخييل والخداع، ومنه سحر سحرة فرعون.
4 – استعمال بعض الأدوية المؤثرة في عقول الناس، إما بإزالتها أو بإسكارها، حتى إذا غلبوا على عقولهم سهل الاحتيال عليهم.
5 – ومنه أعمال عجيبة تظهر من تركيب الآلات المركبة على النسب الهندسية ... الخ.
قال الشنقيطي " لا ينبغي عده اليوم من أنواع السحر، لأن أسبابه صارت واضحة متعارفة عند الناس بسبب تقدم العلم المادي ... " الخ [ص 450].
قال سمير: يظهر لي أن إدخال مثل هذه العلوم في السحر ليس لكونها من الأمور التي لم تعرف أسبابها من قبل، ثم عرفت اليوم، بل لكونها أشبه بالخوارق، وفيها أسباب خفية عن الأعين، مثل الساعات والآلات البخارية ونحوها، وقد كانت معروفة عند علماء ذاك الزمان، ولم يكن يخفى عليهم حقيقتها، وهذا ما يدل عليه كلام ابن كثير وغيره.
وابن تيمية تكلم عن علوم الفلاسفة، وذكر منها الهندسة والرياضيات وشرحها شرحاً وافياً في مواضع كثيرة من كتبه، وبيّن حذق الأولين بها.
فإدخالها في باب السحر، كإدخال البيان المرتب والسجع ونحو ذلك في باب السحر للطافتها، والله تعالى أعلم.
يدل على ذلك إدخال النميمة في أنواع السحر، وهي معروفة لدى عامة الناس.
قال الشنقيطي بعد أن ساق تلك الأنواع والأقسام " قلت: وإنما أدخل كثيراً من هذه الأنواع المذكورة في فن السحر للطافة مداركها، لأن السحر في اللغة عبارة عما لطف وخفي سببه، ولهذا جاء في الحديث ((إن من البيان لسحراً ... )) الخ [ص 451].
وزاد الشنقيطي على تلك الأنواع التي ذكرها الرازي، أنواعاً أخرى نقلها من كلام ابن الحاج الشنقيطي، ثم قال " وذكر رحمه الله من علوم الشر أنواعاً كثيرة، كالخط والأشكال ... " إلى أن قال " والكهانة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/461)
قال الشنقيطي " وعلوم الشر كثيرة، منها ما هو كفر بواح، ومنها ما يؤدي إلى الكفر، وأقل درجاتها التحريم الشديد. وقد دل بعض الأحاديث والآثار على أن العيافة والطرق والطيرة من السحر.
وعنه صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنه ((من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد)) رواه أبو داود بإسناد صحيح ... " ا هـ. باختصار.
انظر أضواء البيان [4/ 444 – 455].
وانظر أيضاً أحكام القرآن للجصاص [1/ 50 – 59]، وفتح الباري [10/ 222 – 223].
قال سمير: والذي يعنينا من تلك الأقسام، القسم الذي يستخدم فيه الجن، أو يتقرب فيه إلى الكواكب ونحوها، مما هو معروف من أفعال السحرة.
آية السحر في سورة البقرة
قال الله تعالى {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ... } الآية. سورة البقرة [102].
ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره لهذه الآية الخلاف في قوله تعالى {وما أنزل} هل هو نفي، فيكون المعنى: ولم ينزل السحر على الملكين.
أو أن " ما " إسم موصول بمعنى " الذي ".
فيكون المعنى: والذي أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت. وهو الذي رجحه ابن جرير.
قال ابن جرير " فمعنى الآية: واتبعت اليهود الذي تلت الشياطين في ملك سليمان، والذي أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، وهما ملكان من ملائكة الله، سنذكر ما روي من الأخبار في شأنهما إن شاء الله تعالى ".
قال ابن جرير " إن قال لنا قائل: وهل يجوز أن ينزل الله السحر؟ أم هل يجوز لملائكته أن تعلمه للناس؟
قلنا له: إن الله عز وجل قد أنزل الخير والشر كله، وبين جميع ذلك لعباده، فأوحاه إلى رسله، وأمرهم بتعليم خلقه و تعريفهم ما يحل لهم مما يحرم عليهم , كالزنا و السرقة و سائر المعاصي التي عرّفهمُوها , و نهاهم عن ركوبها , فالسحر أحد تلك المعاصي التي أخبرهم بها , ونهاهم عن العمل بها ... ".
إلى أن قال " فليس في إنزال الله إياه على الملكين , ولا في تعليم الملكين من علماه من الناس إثم , إذ كان تعليمهما من علّماه ذلك بإذن الله لهما بتعليمه , بعد أن يخبراه بأنهما فتنة و ينهياه عن السحر و العمل به و الكفر.
و إنما الإثم على من يتعلمه منهما و يعمل به ... ".
ثم قال ابن جرير " القول في تأويل قوله تعالى {و ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} , و تأويل ذلك: وما يعلِّم الملكان أحداً من الناس الذي أنزل عليهما من التفريق بين المرء و زوجه , حتى يقولا له: إنما نحن بلاء و فتنة لبني آدم , فلا تكفر بربك ... ".
و ذكر ابن جرير بإسناده إلى ابن جريج أنه قال " لا يجترئ على السحر إلا كافر ".
انظر تفسير ابن جرير [1/ 498 ـ 510].
قال سمير: في هذه الآية عدة مسائل:
الأولى: الحكم على متعاطي السحر، تعليماً وعملاً، بالكفر.
لأن الله تعالى ذكر أن الشياطين كفروا، ثم عقب ذلك ببيان أحد أسباب كفرهم، وهو تعليمهم الناس السحر.
وأكد ذلك بما جاء على لسان الملكين – هاروت وماروت – حين كانا يعلِّمان السحر ويقولان للمتعلّم " لا تكفر ". أي: بتعلم السحر والعمل به.
وأما عن الملكين فإنهما كانا يعلمان ذلك بأمرالله، لا كما كانت الشياطين تفعل.
ولهذا كان الملكان يذكّران الناس بأنهما فتنة، وينهيانهم عن الوقوع في الكفر بسبب السحر.
وأكد ذلك في آخر الآية حيث قال {ولقد علموا لمن اشتراه} أي السحر، {ماله في الآخرة من خلاق} أي نصيب. كما ذكر ابن جرير في تفسيره.
الثانية: أن السحر ضرر محض، لا نفع فيه من وجه. لأن الله تعالى قال {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم}.
وقال تعالى أيضاً {ولا يفلح الساحر حيث أتى}. [طه 69].
وقال سبحانه {قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين}. [يونس 81].
وما كان فاسداً فلا نفع فيه.
ولما بين سبحانه أنه لا نفع فيه في الدنيا، وأنه يضرهم، بين أن هذا الضرر إنما هو بقدر من الله، وما كان كذلك فإنه يلجأ فيه إلى الله تعالى لرفعه وكشفه، مع الأخذ بالأسباب التي شرعها الله تعالى وأباحها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/462)
الثالثة: أن مآل السحر وأهله في الآخرة الخسران، فليس فيه نفع في الدنيا ولا حظَّ في الآخرة.
حكم السحر
اختلف أهل العلم من السلف والخلف في حكم السحر.
فقالت طائفة: السحر كفر.
وفصّل بعضهم في الأمر، وجعلوا السحر قسمين: كفر، ومعصية دون الكفر.
قال ابن كثير في تفسيره " وقد استدل بعضهم بهذه الآية على تكفير من تعلم السحر، ويستشهد له بالحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البزار ... "
ثم ساق إسناده إلى عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال ((من أتى كاهناً أو ساحراً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)).
قال ابن كثير " وهذا إسناد جيد، وله شواهد أخر ".
وقال ابن كثير أيضاً " وقد يستدل بقوله {ولو أنهم آمنوا واتقوا} من ذهب إلى تكفير الساحر، كما هو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل وقول طائفة من السلف.
وقيل: بل لا يكفر، ولكن حدُّه ضرب عنقه، لما رواه الشافعي وأحمد بن حنبل رحمهما الله .. " ثم ساق الإسناد إلى بََجالة بن عبدة قال " كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن: اقتلوا كل ساحر وساحرة .. قال: فقتلنا ثلاث سواحر ".
قال ابن كثير " وقد أخرجه البخاري في صحيحه أيضاً. وهكذا صح أن حفصة أم المؤمنين سحرتها جارية لها، فأمرت بها فقُتلت.
قال الإمام أحمد بن حنبل: صح عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الساحر ".
ثم ذكر ابن كثير حديث جندب الأزدي المرفوع ((حد الساحر ضربه بالسيف))، وذكر أيضاً أثرين آخرين، ثم قال " وحمل الشافعي رحمه الله قصة عمر وحفصة على سحر يكون شركاً، والله أعلم ".
ثم نقل ابن كثير كلام الرازي في أن العلم بالسحر ليس بقبيح ولا محظور، وردّ عليه وقال " ففي هذه الآية الكريمة تبشيع لتعلم السحر. وفي الصحيح " من أتى عرّافاً أو كاهناً فقد كفر بما أنزل على محمد ". وفي السنن ((من عقد عقدة ونفث فيها فقد سحر)) ".
ثم قال " كيف لا يكون محظوراً مع ما ذكرناه من الآية والحديث "؟.
ثم قال ابن كثير، في آخر كلامه عن السحر " فصل: وقد ذكر أبو المظفر يحي بن محمد بن هبيرة رحمه الله، في كتابه " الإشراف على مذاهب الأشراف " باباً في السحر فقال: أجمعوا على أن السحر له حقيقة، إلا أبا حنيفة، فإنه قال: لا حقيقة له عنده ".
واختلفوا فيمن يتعلم السحر ويستعمله، فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد: يكفر بذلك.
ومن أصحاب أبي حنيفة من قال: إن تعلمه ليتقيه أو ليجتنبه فلا يكفر، ومن تعلمه معتقداً جوازه، أو أنه ينفعه، كفر.
وكذا من اعتقد أن الشياطين تفعل له ما يشاء فهو كافر.
وقال الشافعي رحمه الله: إذا تعلم السحر، قلنا له: صف لنا سحرك. فإن وصف ما يوجب الكفر، مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب إلى الكواكب السبعة، وأنها تفعل ما يلتمس منها، فهو كافر. وإن كان لا يوجب الكفر، فإن اعتقد إباحته فهو كافر.
قال ابن هبيرة: وهل يقتل بمجرد فعله واستعماله؟ فقال مالك وأحمد: نعم.
وقال الشافعي و أبوحنيفة: لا.
فأما إن قتل بسحره إنساناً فإنه يُقتل عند مالك والشافعي و أحمد.
وقال أبو حنيفة: لا يقتل حتى يتكرر منه ذلك، أو يقر بذلك في حق شخص معين.
وإذا قتل، فإنه يُقتل حداً عندهم، إلا الشافعي، فإنه قال: يقتل والحالة هذه قصاصاً.
قال: وهل إذا تاب الساحر تقبل توبته؟ فقال مالك وأبو حنيفة وأحمد في المشهور عنهم: لا تقبل. وقال الشافعي وأحمد في الرواية الأخرى: تقبل. وأما ساحر أهل الكتاب، فعند أبي حنيفة فإنه يقتل، كما يقتل الساحر المسلم.
وقال مالك وأحمد والشافعي: لا يقتل. يعني لقصة لبيد بن الأعصم.
واختلفوا في المسلمة الساحرة، فعند أبي حنيفة أنها لا تقتل، ولكن تحبس.
وقال الثلاثة: حكمها حكم الرجل، والله أعلم ... )) الخ.
انظر تفسير ابن كثير [1/ 536 – 548].
قال سمير: الذين قالوا إن السحر كفر , استدلوا بظاهر الآية {إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
واستدلوا أيضا بالآية التالية {ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عندالله خير لو كانوا يعلمون}.
واستدلوا بالأحاديث و الآثار الواردة في حكم السحر و الكهانة وحدِّ الساحر.
وذهب آخرون إلى أن السحر ليس كفراً إلا إذا تضمن الكفر والشرك , وحملوا معنى الآية والأحاديث على ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/463)
وقد أطال ابن حزم – رحمه الله – في تقرير هذا القول , و أجاب عن أدلة المذهب الأول , وفنَّدها.
وأقوى ما استدل به ابن حزم على أن السحر ليس كفراً , حديث ((اجتنبوا السبع الموبقات)) وذكر منها: الشرك والسحر.
قال ابن حزم ((فكان هذا بياناً جلياً بأن السحر ليس من الشرك , ولكنه معصية موبقة , كقتل النفس و شبهها)).
واستدل أيضاً بحديث " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بثلاث .. " الحديث. ثم قال ((فالساحر ليس كافراً كما بينَّا , ولا قاتلاً , ولا زانياً محصناً , ولا جاء في قتله نص صحيح فيضاف إلى هذه الثلاث , كما جاء في المحارب و المحدود في الخمر ثلاث مرات , فصح تحريم دمه بيقين لا إشكال فيه)). انظر المحلى [11/ 394 - 401].
قال سمير: ما ذكره ابن حزم و أطال في تقريره من أن الساحر لا يقتل , وأن السحر معصية موبقة ليس كفراً , قد ذكره بعض أئمة السلف. لكن ابن حزم لم يصب في جوابه عن الآثار الواردة عن عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة , ولا في جوابه عن الآية , لأنها صريحة في تكفير السحر , كما تقدم من كلام ابن كثير و غيره.
وفي مقابل ما ذكره ابن حزم، ذكر أبو بكر الجصاص في أحكام القرآن [1/ 61 – 71] الخلاف في المسألة، واختار قول الجمهور في تكفير الساحر، ونقل كلام الشافعي ثم قال " وقول الشافعي في ذلك خارج عن قول جميعهم ... " ا هـ.
كلام الفقهاء في المسألة
1 – قال الإمام الشافعي رحمه الله " وإذا سحر رجلاً فمات، سئل عن سحره، فإن قال: أنا أعمل هذا لأقتل، فأخطئ القتل وأصيب، وقد مات من عملي، ففيه الدية، وإن قال: مرض منه ولم يمت، أقسم أولياؤه لمات من ذلك العمل، وكانت الدية. وإن قال: عملي يقتل المعمول به، وقد عمدت قتله به، قتل به قوداً " اهـ. انظر مختصر المزني [ص 255].
وانظر نحو ذلك في روضة الطالبين للنووي [9/ 127].
2 – وقال الترمذي في باب ما جاء في حد الساحر بعد أن أخرج حديث ((حد الساحر ضربه بالسيف)) " والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهو قول مالك بن أنس.
وقال الشافعي: إنما يُقتل الساحر إذا كان يعمل في سحره ما يبلغ به الكفر، فإذا عمل عملاً دون الكفر، فلم نر عليه قتلاً " اهـ.
3 – وقال في فتح القدير [5/ 119] " الساحرة تقتل بردتها، وإن كانت المرتدة لا تقتل عندنا، لكن الساحرة تقتل بالأثر، وهو ما روي عن عمر أنه كتب إلى عماله " اقتلوا الساحر والساحرة ". زاد في فتاوى قاضيخان: وإن كان يستعمل السحر ويجحد ولا يدري كيف يقول، فإن هذا الساحر يُقتل، إذا أُخِذَ وثبت ذلك منه، ولا تقبل توبته.
وفي الفتاوى: رجل يتخذ لعبة للناس ويفرق بين المرء وزوجه بتلك اللعبة، فهذا سحر، ويُحكم بارتداده ويُقتل.
قال في الخلاصة: هكذا ذكره القاضي مطلقاً، وهو محمول على ما إذا كان يعتقد أن له أثراً. انتهى " ا هـ.
4 – وقال خليل في مختصره " الردة كفر المسلم بصريح، أو لفظ يقتضيه، أو فعل يتضمنه، كإلقاء مصحف بقذر، وشد زُنَّار، وسحر، و .... " الخ.
قال في مواهب الجليل " ظاهر كلامه أن السحر ردة، وأنه يستتاب الساحر إذا أظهر ذلك، فإن تاب وإلا قتل.
والقول الراجح فيه: أن حكمه حكم الزنديق، يُقتل ولا تقبل توبته إلا أن يجيء تائباً بنفسه. انظر ابن الحاجب والتوضيح ".
قال الموّاق " قول مالك وأصحابه: أن الساحر كافر بالله تعالى. قال مالك: هو كالزنديق إذا عمل السحر بنفسه قتل ولم يستتب ".
انظر مواهب الجليل وبهامشه التاج والإكليل [8/ 371].
5 – قال ابن قدامة " ويكفر الساحر بتعلمه وفعله، سواء اعتقد تحريمه أو إباحته. وروي عن أحمد ما يدل على أنه لا يكفر .. " إلى أن قال " وقال أصحاب أبي حنيفة: إن اعتقد أن الشياطين تفعل له ما يشاء، كفر، وإن اعتقد أنه تخييل لم يكفر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/464)
وقال الشافعي: إن اعتقد ما يوجب الكفر، مثل التقرب إلى الكواكب السبعة، وأنها تفعل ما يلتمس، أو اعتقد حِلّ السحر، كفر، لأن القرآن نطق بتحريمه، وثبت بالنقل المتواتر والإجماع عليه، وإلا فُسّق ولم يُكفّر، لأن عائشة رضي الله عنها باعت مدبَّرة لها سحرتها، بمحضر من الصحابة. ولو كفرت لصارت مرتدة يجب قتلها، ولم يجز استرقاقها، ولأنه شيء يضر بالناس، فلم يكفر بمجرده، كأذاهم ".
قال ابن قدامة " ولنا قول الله تعالى {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا} إلى قوله {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}.
أي: وما كفر سليمان، أي وما كان ساحراً كفر بسحره.
وقولهما {إنما نحن فتنة فلا تكفر}، أي لا تتعلمه، فتكفر بذلك .. ".
إلى أن قال " وقول عائشة قد خالفها فيه كثير من الصحابة. وقال علي رضي الله عنه، الساحر كافر. ويحتمل أن المدبّرة تابت، فسقط عنها القتل والكفر بتوبتها.
ويحتمل أنها سحرتها، بمعنى أنها ذهبت إلى ساحر سحر لها ".
قال ابن قدامة " وحد الساحر القتل، روي ذلك عن عمر وعثمان بن عفان وابن عمر وحفصة وجندب بن عبدالله وجندب بن كعب وقيس بن سعد وعمر بن عبدالعزيز. وهو قول أبي حنيفة ومالك.
ولم ير الشافعي عليه القتل بمجرد السحر، وهو قول ابن المنذر، ورواية عن أحمد، قد ذكرناها فيما تقدم.
ووجه ذلك: أن عائشة رضي الله عنها باعت مدبّرة سحرتها، ولو وجب قتلها لما حلّ بيعها، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، كفر بعد إيمان، أو زنىً بعد إحصان، أو قتل نفس بغير حق ".
ولم يصدر منه أحد الثلاثة فوجب أن لا يحلّ دمه ".
قال ابن قدامة " ولنا ما روى جندب بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((حد الساحر ضربه بالسيف)).
قال ابن المنذر: رواه إسماعيل بن مسلم، وهو ضعيف.
وروى سعيد وأبو داود في كتابيهما عن بَجالة قال: كنت كاتباً لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس، إذ جاءنا كتاب عمر قبل موته بسنة: اقتلوا كل ساحر. فقتلنا ثلاث سواحر في يوم.
وهذا اشتهر فلم يُنكَر، فكان إجماعاً، وقتلتْ حفصة جاريةً لها سحرتها. وقتل جندب بن كعب ساحراً كان يسحر بين يدي الوليد بن عقبة. ولأنه كافر، فيقتل، للخبر الذي رووه .. " الخ.
انظر المغني [12/ 300 – 305].
6 – قال ابن القيم " فصل: في حكمه صلى الله عليه وسلم في الساحر.
في الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم " حد الساحر ضربة بالسيف ". والصحيح أنه موقوف على جندب بن عبدالله.
وصح عن عمر رضي الله عنه أنه أمر بقتله، وصح عن حفصة أنها قتلت مدبّرة سحرتها، فأنكر عليها عثمان إذ فعلته دون أمره. وروي عن عائشة رضي الله عنها أيضاً، أنها قتلت مدبرة سحرتها، وروي أنها باعتها. ذكره ابن المنذر وغيره ". اهـ.
انظر زاد المعاد [5/ 57].
7 – ذكر البخاري في صحيحه في كتاب الطب " باب السحر"، واستدل بآية البقرة {ولكن الشياطين كفروا} إلى قوله {من خلاق}، وبقوله تعالى {ولا يفلح الساحر حيث أتى} قال الحافظ ابن حجر في الفتح " وقد استدل بهذه الآية على أن السحر كفر، ومتعلمه كافر، وهو واضح في بعض أنواعه التي قدمتها، وهو التعبد للشياطين أو للكواكب.
وأما النوع الآخر، الذي هو من باب الشعوذة، فلا يكفر به من تعلمه أصلاً .. "
إلى أن قال " وقد أجاز بعض العلماء تعلم السحر لأحد أمرين: إما لتمييز ما فيه كفر من غيره، وإما لإزالته عمن وقع فيه.
فأما الأول: فلا محذور فيه إلا من جهة الاعتقاد، فإذا سلم الاعتقاد، فمعرفة الشيء بمجرده لا تستلزم منعاً، كمن يعرف كيفية عبادة أهل الأوثان للأوثان، لأن كيفية ما يعمله الساحر إنما هي حكاية قول أو فعل، بخلاف تعاطيه والعمل به.
وأما الثاني: فإن كان لا يتم، كما زعم بعضهم، إلا بنوع من أنواع الكفر أو الفسق، فلا يحل أصلاً، وإلا جاز للمعنى المذكور، وسيأتي مزيد لذلك في " باب هل يستخرج السحر " قريباً، والله أعلم.
وفي إيراد المصنف هذه الآية إشارة إلى اختيار الحكم بكفر الساحر .. " ا هـ.
انظر الفتح [10/ 224 – 225].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/465)
8 – قال الإمام أبو بكرابن العربي في تفسيره لآية البقرة، بعد أن ذكر بعض أنواع السحر " والكلُّ حرام كفر. قاله مالك. وقال الشافعي: السحر معصية، إن قتل بها الساحر قُتل، وإن أضرّ بها أدِّب على قدر الضرر.
وهذا باطل من وجهين: أحدهما: أنه لم يعلم السحر، وحقيقته أنه كلام مؤلف يُعظّم به غير الله تعالى، وتنسب إليه فيه المقادير والكائنات.
الثاني: أن الله سبحانه قد صرح في كتابه بأنه كفر، لأنه تعالى قال {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان} من السحر وما كفر سليمان بقول السحر، ولكن الشياطين كفروا به وبتعليمه، وهاروت وماروت يقولان: إنما نحن فتنة فلا تكفر، وهذا تأكيد للبيان ".
إلى أن قال " قوله تعالى {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم}، هم يعتقدون أنه نفع لما يتعجلون به من بلوغ الغرض، وحقيقته مضرة، لما فيه من عظيم سوء العاقبة.
وحقيقة الضرر عند أهل السنة: كل ألم لا نفع يوازيه، وحقيقة النفع: كل لذة لا يتعقبها عقاب، ولا تلحق فيه ندامة.
والضرر وعدم المنفعة في السحر متحقق " ا هـ.
9 – قال شيخ الإسلام ابن تيمية " وقد علم أنه محرّم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة، بل أكثر العلماء على أن الساحر كافر يجب قتله.
وقد ثبت قتل الساحر عن عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان وحفصة بنت عمر وعبدالله بن عمر و جندب بن عبدالله، وروي ذلك مرفوعاً عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد قال الله تعالى {واتبعوا ما تتلو الشياطين .. } الآيات.
فبين سبحانه أن طلاب السحر يعلمون أن صاحبه ماله في الآخرة من خلاق: أي من نصيب، ولكن يطلبون به الدنيا، من الرئاسة والمال .. ".
انظر مجموع الفتاوى [29/ 384]، وانظر نحوه في [28/ 346].
قال سمير: قد رأيت مما تقدم نقله عن أولئك الأئمة، واختلافهم في حكم السحر وحد الساحر، أن أدلة من ذهب إلى كفر السحر وقتل الساحر، وهو قول الجمهور، أقوى وأظهر من القول الآخر.
وظاهر الآيات تدل على قول الجمهور.
وكذا النصوص من السنة، ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم " من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " رواه أحمد [2/ 429] والحاكم [1/ 8].
وابن كثير استدل بهذا الحديث على حكم السحر، مع أنه ذكر فيه الكاهن والعراف، لأن السحر ضرب من الكهانة.
يؤيد ذلك أثر ابن مسعود ((من أتى عرافاً أو ساحراً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)). رواه أبو يعلى [9/ 5408]، وقال ابن كثير: إسناده جيد. وجود الحافظ ابن حجر إسناده، وقال " ومثله لا يقال بالرأي " انظر الفتح [10/ 217]، أي له حكم الرفع. وفي صحيح مسلم [ح 2230] عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ".
قال ابن الأثير ((العراف كالكاهن، وقيل: هو الساحر)). جامع الأصول [5/ 65].
قال ابن قدامة ((فأما الكاهن الذي له رئيّ ٌ من الجن، تأتيه بالأخبار، والعرّاف الذي يحْدس ويتخرّص، فقد قال أحمد، في رواية حنبل، في العرّاف والكاهن والساحر: أرى أن يستتاب من هذه الأفاعيل. قيل له: يقتل؟ قال: لا، يحبس لعله يرجع.
قال والعِرافة طرَف من السحر، والساحر أخبث، لأن السحر شعبة من الكفر. وقال: الساحر والكاهن حكمهما القتل أو الحبس حتى يتوبا، لأنهما يلبِّسان أمرهما. وحديث عمر: اقتلوا كل ساحر وكاهن ... )) ا هـ.
انظر المغني [12/ 305].
قال سمير: قول عمر " اقتلوا كل ساحر وكاهن " قد عزاه الحافظ ابن حجر إلى سنن سعيد بن منصور. انظر الفتح [6/ 261].
ومما يؤيد أن السحر من باب الكهانة أيضاً، حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر مسترقي السمع، فقال " فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن ... " الحديث. رواه البخاري [8/ 538].
وقد قال الحافظ ابن حجر ((إيراد باب الكهانة في كتاب الطب لمناسبته لباب السحر، لما يجمع بينهما من مرجع كل منهما للشياطين)). انظر الفتح [10/ 221].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/466)
وقال العيني أيضاً ((ثم إنه – يعني البخاري – جمع بين باب السحر وباب الكهانة، لأن مرجع كل منهما الشياطين، وكأنهما من واد واحد)) اهـ. انظر عمدة القاري [17/ 418].
وفي سنن النسائي [7/ 112] من حديث أبي هريرة مرفوعاً ((من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق بشيء وُكل إليه)).
وهذا – إن صح – صريح في حكم السحر، وأنه شرك.
لكن نقل الشيخ سليمان في تيسير العزيز الحميد [ص 401] قول الذهبي: لا يصح، ونقل أيضاً تحسين ابن مفلح له. والله أعلم.
السحر والكهانة والعرافة
وفي شرح صحيح مسلم للنووي نقل عن القاضي قوله: إن الكهانة ثلاثة أضرب، ومنها التنجيم. ثم قال " وهذه الأضرب كلها تسمى كهانة، وقد أكذبهم كلهم الشرع ونهى عن تصديقهم وإتيانهم، والله أعلم ". انظر شرح حديث رقم 537.
وذكر أبو بكرالجصاص في أحكام القرآن [1/ 64] في تفسير آية السحر من سورة البقرة أنواع السحر، ومنها ما كان معروفاً في " بابل " من قديم ثم قال " ولا يبعد أن يكون في ذلك الوقت من يتعاطى سائر ضروب السحر الذي ذكرنا , وكانوا يجرون في دعواهم الأخبار بالغيوب ... , وكذلك كهان العرب , يشمل الجميع اسم الكفر لظهور هذه الدعاوى منهم , وتجويزهم مضاهاة الأنبياء في معجزاتهم .. ".
وسئل شيخ الإسلام عن التنجيم , فأطال الكلام عليه , وذكر أنه من السحر , و استدل بحديث " من أتى عرافاً فسأله عن شئ ... " الحديث , ثم قال " والعراف , قد قيل: إنه اسم عام للكاهن والمنجِّم والرمَّال ونحوهم , ممن يتكلم في تقدم المعرفة بهذه الطرق.
ولو قيل: إنه في اللغة اسم لبعض هذه الأنواع , فسائرها يدخل فيه بطريق العموم المعنوي , كما قيل في اسم الخمر والميسر ونحوهما " اهـ. المجموع [35/ 173].
وقال شيخ الإسلام في موضع آخر " وصناعة التنجيم , صناعة محرمة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة , بل هي محرمة على لسان جميع المرسلين في جميع الملل , قال الله تعالى {ولا يفلح الساحر حيث أتى}.
وقال {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت}.
قال عمر وغيره: الجبت السحر.
وروى أبو داود في سننه بإسناد حسن عن قبيصة بن مخارق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((العيافة و الطرق و الطيرة من الجبت)).
قال عوف , راوي الحديث ,: العيافة زجر الطير , و الطرق: الخط يخط في الأرض. وقيل بالعكس.
فإذا كان الخط ونحوه , الذي هو من فروع النَّجامة من الجبت , فكيف بالنجامة؟
وروى أحمد و أبو داود و ابن ماجه بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر , زاد ما زاد)) فقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن علم النجوم من السحر، وقد قال الله تعالى {ولا يفلح الساحر حيث أتى}، وهكذا الواقع، فإن الاستقراء يدل على أن أهل النجوم لا يفلحون، لا في الدنيا ولا في الآخرة.
وروى أحمد ومسلم في الصحيح عن صفية بنت عبيد عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)).
والمنجِّم يدخل في اسم العراف عند بعض العلماء، وعند بعضهم هو في معناه.
فإذا كانت هذه حال السائل، فكيف بالمسئول؟
وروى أيضاً في صحيحه عن معاوية بن الحكم السلمي قال: قلت يا رسول الله: إن قوماً منا يأتون الكهان، قال ((فلا تأتوهم)). فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إتيان الكهان، والمنجم يدخل في اسم الكاهن عند الخطابي وغيره من العلماء، وحكي ذلك عن العرب.
وعند آخرين هو من جنس الكاهن وأسوأ حالاً منه فلحق به من جهة المعنى ". اهـ. باختصار. المجموع [35/ 192 – 194].
وذكر الإمام البغوي في شرح السنة [12/ 177] حديث ((العيافة والطّرْق والطيرة من الجبت))، أخرجه أبو داود [3907].
وقال " وقال ابن سيرين: الجبت الساحر، والطارق: الكاهن " اهـ.
وذكر البغوي في باب " الكهانة " من شرح السنة [12/ 182] حديث ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء ... )) الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/467)
ثم قال " فالكاهن هو الذي يخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار، ومطالعة علم الغيب .. " إلى أن قال " ومنهم من يسمي المنجِّم كاهناً. وقد روي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر)). ".
قال سمير: حديث ابن عباس هذا أخرجه أحمد في المسند [ح 2000] وأبوداود [3905].
وقال الشنقيطي في أضواء البيان [2/ 197] " ولا خلاف بين العلماء في منع العيافة والكهانة والعرافة والطرق والزجر والنجوم، وكل ذلك يدخل في الكهانة، لأنها تشمل جميع أنواع ادعاء الاطلاع على علم الغيب. وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال " ليسوا بشيء " ا هـ.
قال سمير: حديث ((ليسوا بشيء)) متفق عليه. انظر جامع الأصول [5/ 63].
وذكر ابن منظور في لسان العرب [13/ 363] في مادة " كهن "، قول ابن الأثير " وقوله في الحديث ((من أتى كاهناً))، يشتمل على إتيان الكاهن والعراف والمنجم ".
وذكر ابن منظور أيضاً [9/ 238] في مادة " عرف " حديث ((من أتى عرافاً أو كاهناً .. )) ثم قال " أراد بالعراف المنجم أو الحازي، الذي يدعي علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه " ا هـ.
قال سمير: فتبين مما تقدم نقله عن الأئمة دخول الساحر في حكم العراف والكاهن، " بطريق العموم المعنوي " كما قال شيخ الإسلام، بل هو أولى بالحكم، لأن السحر أشد من الكهانة والعرافة وأعظم، كما قال الإمام أحمد " الساحر أخبث ".
السحر والرقى
المقصود من الرقى هنا، أي المنهي عنها، وهي التي فيها شرك، أو ما لايفهم معناه، مما يتعاطاه السحرة والكهنة والمنجمون.
وقد جاء في الحديث ((إن الرقى والتمائم والتولة شرك)) رواه أحمد [3615] وأبوداود [3883] والبغوي في شرح السنة [12/ 57].
قال البغوي " التولة ضرب من السحر. قال الأصمعي: وهو الذي يحبب المرأة إلى زوجها .. ".
إلى أن قال " والمنهي من الرقى ما كان فيه شرك، أو كان يذكر مردة الشياطين، أو ما كان منها بغير لسان العرب، ولا يدرى ماهو، ولعله يدخله سحر أو كفر.
فأما ماكان بالقرآن وبذكر الله عز وجل، فإنه جائز مستحب، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه بالمعوذات .. " الخ. [12/ 159].
وقال النووي في شرح باب الطب والمرض والرقى، من صحيح مسلم " قال المازري: جميع الرقى جائزة، إذا كانت بكتاب الله أو بذكره، ومنهي عنها إذا كانت باللغة الأعجمية، أو بما لا يدرى معناه، لجواز أن يكون فيه كفر ... "
ثم قال النووي " قال القاضي: وجاء في حديث في غير مسلم: سئل عن النشرة، فأضافها إلى الشيطان.
قال: والنشرة معروفة مشهورة عند أهل التعزيم، وسميت بذلك لأنها تنشر عن صاحبها، أي تخلِّي عنه.
وقال الحسن: هي من السحر. قال القاضي: وهذا محمول على أنها خارجة عن كتاب الله تعالى وأذكاره، وعن المداواة المعروفة التي هي من جنس المباح.
وقد اختار بعض المتقدمين هذا، فكره حل المعقود عن امرأته.
وقد حكى البخاري في صحيحه عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن رجل به طب، أي ضرب من الجنون، أو يؤخذ عن امرأته، أ يحلُّ عنه أو ينشر؟
قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فلم ينه عما ينفع.
وممن أجاز النشرة الطبري، وهو الصحيح .. " اهـ. شرح مسلم [ص 1366 – 1367].
قال سمير: سيأتي الكلام عن النشرة بعد قليل، والغرض هنا بيان العلاقة بين الرقى والسحر، وقد علمت وجه العلاقة والشبه بينهما، لأن الساحر إنما يستعمل رقى وتعاويذ ونحوها في سحره، والراقي بمثل هذه الأمور الشركية كالساحر في الحكم، وكانت العرب من قبل تستعمل الرقى الشركية، التي هي من جنس السحر، لمداواة المجنون والمصروع ونحوهما، فنهى الشرع عن مثل هذه الرقى وجعلها من باب الشرك.
والخلاصة: أن السحر والتنجيم والعرافة والكهانة والرقى الشركية ونحوها، هي من باب واحد، وكلها محرمة، يحرم تعاطيها والمداواة بها، ويحرم الذهاب إلى من يزعم أنه يجلب بها النفع أو يرفع بها الضر، والله أعلم.
حكم حل السحر بالسحر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/468)
هذه المسألة كنا نظن أنه لا يحكى فيها خلاف، خاصة عندنا هنا في هذه البلاد التي من الله تعالى عليها بدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب، عليه رحمة الله.
فحكم السحر والساحر والنشرة، مما يتعلمه أبناؤنا وبناتنا في الصفوف الأولى في مراحل التعليم، ويكرر لهم ذكره في خطب الجمعات وفي غيرها من المناسبات، حتى استقر في أذهان الخاصة والعامة حكم تلك المسائل، واطمأنت قلوبهم لها، كما هو ظاهر.
وقد مرت عقود والناس فيها هنا لا يعرفون إلا القول الراجح الموافق للكتاب والسنة ولآثار السلف ولقول جماهير العلماء من الخلف، وهو أن السحر كفر، وأن الساحر كافر، ولا يجوز حل السحر بالسحر.
وضرر السحر والسحرة، ومفسدتهم في الدين والدنيا، مما لا يخفى على عاقل، ولا يحتاج إثباته إلى دليل.
لكننا ابتلينا بطائفة ممن ينتسب إلى العلم والإفتاء، ممن أعجبه رأيه وأخذ يعمل فكره في استخراج الآراء الشاذة المخالفة للنصوص الصريحة، والانتصار لها والإفتاء بها للعوام، دون النظر إلى عواقب الأمور، ولا أخذ مشورة ولاة الأمور من العلماء والأمراء، الذين هم أعلم منه بما يصلح أن يفتى به وما لا يصلح.
وسنذكر هنا ما قاله أهل العلم في هذه المسألة، حتى يعلم ذلك المفتي أن من سبقه أعلم منه بها، وأن اختيارهم للقول الصحيح في منع حل السحر بالسحر، والإنكار على من قصد السحار لطلب النشرة، لم يكن عن جهل بالقول الشاذ الذي اختاره هو، وظنه أرجح من اختيارهم.
ذكر ابن قدامة حكم حل السحر بالسحر، فقال ((وأما من يحُلّ السحر، فإن كان بشيء من القرآن، أو شيء من الذكر والأقسام والكلام الذي لا بأس به، فلا بأس به.
وإن كان بشيء من السحر، فقد توقف أحمد عنه. قال الأثرم: سمعت أبا عبدالله سئل عن رجل يزعم أنه يحل السحر، فقال قد رخّص فيه بعض الناس. قيل لأبي عبدالله: إنه يجعل في الطنجير ماءً ويغيب فيه ويعمل كذا، فنفض يده كالمنكِر، وقال: ما أدري ماهذا.
قيل له: فترى أن يؤتى مثل هذا يحل السحر؟ فقال: ما أدري ماهذا؟.
وروي عن محمد بن سيرين أنه سئل عن امرأة يعذبها السحرة، فقال رجل: أخط خطاً عليها، وأغرز السكين عند مجمع الخط، وأقرأ القرآن. فقال محمد: ما أعلم بقراءة القرآن بأساً على حال، ولا أدري ما الخط والسكين؟.
وروي عن سعيد بن المسيب في الرجل يؤخذ عن امرأته، فيلتمس من يداويه، فقال: إنما نهى الله عما يضر، ولم ينهَ عما ينفع.
وقال أيضاً: إن استطعت أن تنفع أخاك فافعل.
فهذا من قولهم يدل على أن المعزِّم ونحوه، لم يدخلوا في حكم السحرة، لأنهم لا يُسمّوْن به، وهو مما ينفع ولا يضر .. )) ا هـ. انظر المغني [12/ 300 – 305].
قال سمير: ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سُحر، كما روت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والحديث مشهور، وقد جاء في حديثها " قلت يا رسول الله أفلا استخرجته؟
قال: قد عافاني الله، فكرهت أن أثير على الناس فيه شراً .. ".
وفي لفظ " قال: فاستخرج. قالت: فقلت: أفلا – أي تنشّرت -؟
فقال: أما والله فقد شفاني، وأكره أن أثير على أحد من الناس شراً ".
وقد بين الحافظ في الفتح اختلاف الرواة في بعض ألفاظ هذا الحديث، ومنه سؤال عائشة رضي الله عنها هل هو عن استخراج السحر، أم عن النشرة؟
قال الحافظ ((قال ابن بطال: ذكر المهلب أن الرواة اختلفوا على هشام في إخراج السحر المذكور، فأثبته سفيان، وجعل سؤال عائشة عن النشرة، ونفاه عيسى بن يونس، وجعل سؤالها عن الاستخراج، ولم يذكر الجواب، وصرح به أبو أسامة .. )).
ثم ذكر الجمع بين الروايات، بأن يحمل الاستخراج المثبت على الجف، والمنفي على ما حواه الجف، حتى لا يراه الناس فيتعلمه من أراد استعمال السحر. انظر الفتح [10/ 235].
وقد بوب البخاري في صحيحه بقوله: باب: هل يُستخرج السحر؟
قال البخاري ((وقال قتادة: قلت لسعيد بن المسيب: رجل به طبٌّ، أو يؤخّذ عن امرأته، أ يُحلُّ عنه أو يُنشّر؟
قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم يُنه عنه)).
قال الحافظ ((أورد الترجمة بالاستفهام إشارة إلى الاختلاف، وصدر بما نقله عن سعيد بن المسيب من الجواز إشارة إلى ترجيحه)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/469)
ثم ذكر الحافظ رواية قتادة عن سعيد بن المسيب التي علقها البخاري، وذكر أنها وردت بلفظ " إنما نهى الله عما يضر ولم ينه عما ينفع ".
وفي لفظ ((عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يرى بأساً إذا كان بالرجل سحر أن يمشي إلى من يطلق عنه. قال قتادة: وكان الحسن يكره ذلك يقول: لا يعلم ذلك إلا ساحر. قال: فقال سعيد بن المسيب: إنما نهى الله عما يضر ولم ينه عما ينفع)).
قال الحافظ ((وقد أخرج أبو داود في " المراسيل " عن الحسن رفعه " النشرة من عمل الشيطان "، ووصله أحمد و أبوداود بسند حسن عن جابر. قال ابن الجوزي: النشرة حل السحر عن المسحور، ولا يكاد يقدر عليه إلا من يعرف السحر.
وقد سئل أحمد عمن يطلق السحر عن المسحور فقال: لا بأس به. وهذا هو المعتمد.
ويجاب عن الحديث والأثر بأن قوله " النشرة من عمل الشيطان "، إشارة إلى أصلها، ويختلف الحكم بالقصد، فمن قصد بها خيراً كان خيراً، وإلا فهو شر.
ثم الحصر المنقول عن الحسن ليس على ظاهره، لأنه قد ينحل بالرقى والأدعية والتعويذ، ولكن يحتمل أن تكون النشرة نوعين .. )).
ثم قال الحافظ ابن حجر ((قوله " أو يُنشّر "، بتشديد المعجمة، من النُّشرة، بالضم، وهي ضرب من العلاج يعالج به من يظن أن به سحراً أو مساً من الجن، قيل لها ذلك، لأنه يكشف بها عنه ما خالطه من الداء.
ويوافق قول سعيد بن المسيب ما تقدم في " باب الرقية " في حديث جابر عند مسلم مرفوعاً " من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل ". ويؤيد مشروعية النشرة ما تقدم في حديث " العين حق " في قصة اغتسال العائن.
وقد أخرج عبدالرزاق من طريق الشعبي قال: لا بأس بالنشرة العربية التي إذا وطئت لا تضره، وهي أن يخرج الإنسان في موضع عضاه فيأخذ عن يمينه وعن شماله من كلٍّ، ثم يدقه ويقرأ فيه ثم يغتسل به.
وذكر ابن بطال أن في كتب وهب بن منبِّه: أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر، فيدقه بين حجرين، ثم يضربه بالماء، ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل، ثم يحسو منه ثلاث حسوات، ثم يغتسل به، فإنه يذهب عنه كل ما به، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله)).
قال الحافظ ((و ممن صرح بجواز النشرة: المزني، صاحب الشافعي، وأبو جعفر الطبري وغيرهما.
ثم وقفت على صفة النشرة في كتاب " الطب النبوي " ... )) إلى آخر ما نقله، وفيه ذكر طريقة من طرق النشرة والحل، وليس فيها سحر ولا رقى مجهولة، بل هي بنحو ما تقدم ذكره عن الشعبي ووهب بن منبه. انظر الفتح [10/ 233 – 234].
قال سمير: هاهنا عدة مسائل:
الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين سحر، لم يلجأ إلى ساحر ليحل عنه السحر، مع أنه مكث مدة يعاني من السحر، قيل أربعين ليلة، وقيل ستة أشهر.
قال الحافظ في الفتح [10/ 226] " وهو المعتمد ".
ثم جاء الملكان فأخبراه بمكان السحر، فاستخرجه وشفاه الله منه.
وفي رواية ذكرها الحافظ في الفتح [10/ 230] ((فاستخرج السحر من الجف من تحت البئر ثم نزعه فحله، فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
وفي رواية أنه وجد في الطلعة تمثالاً من شمع، تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا فيه إبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فنزل جبريل بالمعوذتين، فكلما قرأ آية انحلت عقدة .... )).
فدل ذلك على أن شفاءه صلى الله عليه وسلم كان بسببين من الأسباب التي شرعها الله وهما: استخراج السحر، وقراءة المعوذتين.
الثانية: أن الذين أباحوا حل السحر بالسحر، ليس معهم دليل، لا من كتاب ولا من سنة، ولا إجماع، ولا قياس، ولا قول صحابي.
وغاية ما عندهم هو قول التابعي الجليل سعيد بن المسيب.
ولم يقل أحد من أهل العلم، إن قول التابعي حجة في دين الله.
وهذه كتب الأصول لدينا قد ذكرت الأدلة المتفق عليها، وهي الكتاب والسنة والإجماع، ثم الأدلة المختلف فيها، ومنها القياس وقول الصحابي وعمل أهل المدينة والاستحسان ونحوها.
لكنهم لم يذكروا أن قول التابعي دليل شرعي يحتج به في شرع الله.
ومعلوم أنه لو قال بهذا القول صحابي، لوجب رده لمخالفته للنصوص، فكيف بقول التابعي، وقد خالفه غيره من التابعين، فما الذي جعل قول ذاك حجة؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/470)
حتى إذا قيل إن هذا الأثر قد قال به البخاري وأحمد بن حنبل وغيرهما من الفقهاء، فإنه لا يجعله حجة في دين الله، كما تقرر في الأصول، ولا ينبغي أن يختلف في هذا.
وهذا كله على فرض أن هؤلاء الأئمة، ابن المسيب وغيره، يجيزون حل السحر بالسحر.
الثالثة: وعندنا كتاب الله، يحكم بأن السحر كفر، فكيف يجرؤ أحد أن يعارضه بقول سعيد بن المسيب و غيره؟
فإن قال لنا قائل بنحو قول سعيد بن المسيب ((إنما نهى الله عما يضر ولم ينه عما ينفع)) أو قال ((إنما يريدون به الإصلاح)).
قلنا: لكن الله تعالى قال {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم}.
فأثبت الضرر ونفى النفع عن السحر.
قال ابن العربي في أحكام القرآن ((والضرر وعدم المنفعة في السحر متحقق)) ا هـ.
ونقول أيضا ً: إن الله تعالى ذم السحر في كل آية ورد فيها، فقال {ولا يفلح الساحر حيث أتى} ومن كان هذا حاله فكيف يرجى منه الشفاء والفلاح؟.
وقال سبحانه {قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين}.
فالساحر مفسد، فكيف يرجى منه النفع والصلاح؟
ثم عندنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد نهانا فيها عن السحر بأبلغ عبارة، فقال " اجتنبوا "!
فكيف يعارض قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعيد وغيره، والله تعالى يقول {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
وقد أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله عن مسترقي السمع ((حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن .. فيكذب معها مائة كذبة)).
فالساحر كذاب مفترٍ، فكيف يوثق به وبسحره؟
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ((من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد)).
وهذا، وإن لم ينص فيه على الساحر، لكنه نص على من هو مثله أو دونه في المفسدة، ولهذا رأى أهل العلم، أن الساحر يدخل في هذا الحديث، كما تقدم نقل كلامهم.
ويؤيد ذلك أيضاً أثر ابن مسعود " من أتى عرافاً أو ساحراً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ".
وقد تقدم أن هذا الأثر جود إسناده ابن كثير وابن حجر، وقال الأخير " ومثله لا يقال بالرأي ".
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الكهان قال ((فلا تأتوهم)).
رواه مسلم [1748].
ويدخل في ذلك الساحر، كما تقدم، فكيف يصح الإفتاء بالذهاب إلى السحرة لحل السحر؟.
الرابعة: ثم جاءت الآثار تؤيد ما سبق، حين أمرت بقتل الساحر.
ولا يصح أن يؤمر بقتل الساحر، ويطلب منه حل السحر، كيف يصح الجمع بينهما؟
حتى من لا يرى قتل السحرة، فإنه يعلم أنهم مجرمون مفسدون في الأرض، عصاة بغاة، مرتكبون للموبقات، فلا يستقيم أن يسألوا حل السحر، وشفاء المسحور.
لأن في ذلك إعلاءً لشأنهم، وإعظاماً لقدرهم، فالمريض هو الضعيف المحتاج، والطبيب هو المتحكم في العلاج، كما هو ظاهر لكل عاقل.
فكيف - بالله – يصلح أن يأتي المؤمن أو المؤمنة، إلى من حكم عليه أكثر السلف بالردة والزندقة، وحكم عليه الآخرون بأنه من الكذبة الفجرة، فيسأله منفعة أو دفع مضرة؟!.
رسالة العبيكان في
حل السحر بالسحر
لم يكتف الشيخ العبيكان بما أفتى به الناس في القناة الفضائية، وأضل بها ما لايحصى عدده من العامة، وأثار به البلبلة، بل ألف رسالة أتى فيها بالعجائب، كما سترى.
قال الشيخ ((ومن المؤسف أن بعض الذين تكلموا في هذه المسألة رادين هذه الفتوى، أخذوا يستدلون بما لا دليل فيه ويخلطون بين الساحر والكاهن والعراف، ويستدلون بقوله " أتى كاهناً أو عرافاً ... ")) الخ.
قال سمير: من المؤسف حقاً أن يجهل الشيخ أثر ابن مسعود المتقدم، الذي جود إسناده ابن كثير وابن حجر، ويجهل استدلال الأئمة بحديث " من أتى كاهناً أو عرافاً .. " على مسألة السحر، ويجهل كذلك ما قاله الأئمة من أن السحر باب من الكهانة، وأن الساحر أخبث، وأن دخوله في هذا الحديث من باب أولى.
ومن المؤسف، أيضاً، أن يتكلم الشيخ في هذه المسألة ويفتي بما يخالف النصوص الصريحة، وبما يخالف ما عليه أئمة السلف والخلف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/471)
ومن عجائب ما جاء في رسالة الشيخ العبيكان , قوله " و أقول لمن قال: إن هذه الفتوى تقتضي السماح للسحرة بمزاولة عمل السحر , بأن هذا الكلام باطل , بل المطلوب القضاء على السحرة , وهذا ما تقضي به أنظمة بلادنا المباركة , ولكن هناك من يقوم بمزاولة العمل سراً منذ سنين طويلة , ولم تستطع السلطة القضاء التام عليهم , كما أننا نعلم أن السحرة في دول كثيرة بعضها عربية إسلامية , يقومون بمزاولة عملهم بدون معارض , فلو استطعنا القضاء على جميع السحرة في العالم لما احتجنا إلى الفتوى بذهاب المسحور عند الضرورة إلى أولئك السحرة " اهـ.
قال سمير: لا أدري , هل الشيخ موافق للأنظمة " المباركة " , في القضاء على السحرة , أم هو يخالفها , كما يظهر من فتواه؟ وإذا رأى – فضيلته – أن القضاء على السحرة , بمعنى إقامة حد الردة عليهم , أو بسجنهم و تعزيرهم , ومنعهم من مزاولة السحر , كما هو الحال عليه عندنا , وكما ينبغي أن يكون في كل مكان , لأن شرع الله لا يخص مكاناً دون مكان , فإذا رأى الشيخ أن هذا هو المطلوب فعله مع كل السحرة , في شرع الله , وأن أئمة المسلمين يلزمهم تطبيق هذا الشرع، فكيف يبيح بعد ذلك أن يلجأ المؤمنون إلى أولئك السحرة لحل السحر بالسحر؟
ثم إن كان أولئك المجرمون المفسدون في الأرض مستخفين عن أعين السلطة، ويعملون السحر في الخفاء، كما يعلم الشيخ، فكيف يصح أن يتستر عليهم أهل هذه البلاد؟
أليس الواجب الشرعي على كل مؤمن ومؤمنة، إذا عرف مكان أحد من هؤلاء السحرة أن يدل عليه السلطة حتى تخلص العباد والبلاد من شرهم؟
أم يرى الشيخ – أصلحه الله – أن يذهب إليهم هؤلاء المؤمنون ليعينوهم على جرمهم وفسادهم، ويدفعوا إليهم أموالهم، وربما أعانوهم على شركهم أيضاً، كذبح قربان ونحوه، مما اشتهر ذكره، ولا إخاله يخفى على فضيلة الشيخ خبره؟
ثم أليس في مثل تلك الفتوى العجيبة افتئات على ولاة الأمر من العلماء والأمراء، حيث يجاهر الشيخ بمخالفتهم ومعارضة أنظمتهم، التي وصفها الشيخ بأنها مباركة؟
كيف تكون مباركة أيها الشيخ، وأنت تقول: اذهبوا أيها الناس إلى أولئك السحرة المستخفين عن أعين العدالة والسلطة، وترددوا إليهم، ولا حرج عليكم في ذلك، من باب الضرورة؟!
ولو قال لك أحد المصابين بالسحر، إني وجدت ساحراً فهل أذهب إليه ليحل السحر عني أم أذهب إلى السلطة لأبلغهم عن مكانه حتى يقبضوا عليه، فبماذا تجيبه؟
إن أجبته بالأول، فقد نازعت الأمر أهله، وإن أجبته بالثاني فقد ناقضت نفسك وخالفت فتواك.
ثم نقول للشيخ: إن في ذلك فتحاً لأبواب من المفاسد والشر، وإعانة للمجرمين بل والمشركين ولا يبعد أن يقوم بعض الناس بإيواء السحرة والتستر عليهم، حتى يحلوا عنهم السحر، وقد صح في الحديث ((لعن الله من آوى محدثاً)). رواه مسلم [1978].
وأي حدث أعظم من الشرك والسحر والإفساد في الأرض. ويكفينا من ذلك كله قول الله تعالى {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
شد الرحل لحل السحر
وأما قول الشيخ إن السحرة متوافرون في دول كثيرة، فإن معناه: أن من أصابه شيء من السحر، وعجز عن أن يجد ساحراً يحل عنه السحر في هذه البلاد، فليشد رحله إلى أي بلد من تلك البلدان التي تسمح للسحرة " بمزاولة عملهم بدون معارض "!
ولا أدري هل يعلم فضيلته خطر مثل هذا القول؟
أيصح أن يسافر المسلمون من بلاد التوحيد , لا لكسب العلم , و لا لتجارة ولا لمنفعة مباحة , بل ليبحثوا عن السحرة ويطلبوا منهم النشرة؟
سبحان الله! أي فساد سيجره مثل هذا القول الذي يزعم قائله أنه ينصح به المسلمين , ويستدل بقوله صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة "؟!
أي نصيحة يا شيخ , و أنت تسوق الناس إلى بلدان يكثر فيها الكفر و الشر , وينتشر فيها الشعوذة والكهانة و السحر؟.
وأي نصيحة تلك التي تزعمها، وتستدل عليها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تجاهر بمخالفته وعصيان أمره، حيث قال ((اجتنبوا السبع الموبقات)) وذكر منها السحر، وقال ((من أتى كاهناً أو عرافاً .. )) وقال عن الكهان ((فلا تأتوهم)) وقال أيضاً ((ليسوا بشيء))؟.
لا تداووا بحرام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/472)
ونقول للشيخ أيضاً: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أمته عن التداوي بحرام في غير ما حديث , ومنها:
1 – حديث أبي الدرداء (( ..... فتداووا ولا تداووا بحرام)) رواه أبو داود [3874].
2 – وحديث وائل بن حجر أن طارق بن سويد سأل النبي عن التداوي بالخمر , فقال صلى الله عليه وسلم ((ليست بدواء ولكنها داء)) رواه مسلم وأبو داود والترمذي. انظر جامع الأصول [7/ 538].
3 – حديث أبي هريرة ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث)).
رواه أبو داود والترمذي. انظر جامع الأصول [7/ 539].
4 – حديث أم سلمة ((إن الله عز وجل لم يجعل شفاءكم في حرام)) رواه أبو يعلى [12/ 402] وصححه ابن حبان [1397 موارد].
و ذكره البخاري معلقاً موقوفاً على ابن مسعود. انظر فتح الباري [10/ 78].
و إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد منع التداوي بالخمر , وهي أخف إثماً ومفسدة من السحر , فكيف بالتداوي بالسحر , لحل السحر؟
وقد ردّ الشيخ العبيكان على من استدل بأحاديث النهي عن التداوي بحرام فقال " وأقول لمن يستدل بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التداوي بالحرام، بأن حل السحر ليس من تعاطي الأدوية المحرمة المأكولة والمشروبة، فالحديث هو في التداوي بأكل الطعام المحرم أو شرب ماهو محرم، كالخمر، ولو على سبيل التداوي، أما السحر فهو: بحلِّ عقد وإتلاف ما وضع فيه السحر واستخراجه، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد يعطي الساحر للمسحور أدوية مباحة من الأعشاب ونحوها، وإنما المحرم أن يقوم المسحور هو بفعل محرم، مثل الذبح لغير الله أو تعليق ما يتضمن المحرم، ونحو ذلك " ا هـ.
قال سمير: أولاً: النهي عن التداوي بالحرام، ليس خاصاً بالمأكول والمشروب، بل هو عام في كل دواء وعام في كل انتفاع، حتى طلاء السفن.
ففي الصحيحين من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ((أرأيت شحوم الميتة، فإنه يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس، فقال: لا، هو حرام .. )) الحديث. صحيح البخاري [2236]. وصحيح مسلم [3/ 1207].
قال الحافظ " منهم من حمل قوله " هو حرام "، على الانتفاع، فقال: يحرم الانتفاع بها، وهو قول أكثر العلماء ... ". انظر الفتح [4/ 425].
ثانياً: السحر نوع من الأمراض، فيدخل في هذا الباب أيضاً، ولهذا ورد في الحديث بلفظ " ما وجع الرجل "؟ قال الملك الآخر " مطبوب ".
والعرب تسمي المسحور مطبوباً، تفاؤلاً، كما قال الحافظ في الفتح [10/ 228]، وزاد " قال ابن الأنباري: الطب من الأضداد، يقال لعلاج الداء طب، والسحر من الداء، ويقال له طب ".
وورد في الحديث أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم ((أما أنا فقد شفاني الله))، ويؤيده رواية عائشة عند البيهقي في الدلائل " فكان يدور ولا يدري ما وجعه "، ورواية ابن عباس عند ابن سعد " مرض النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عن النساء والطعام والشراب فهبط عليه ملكان ". انظر الفتح [10/ 227].
ولهذا أورد البخاري حديث السحر في كتاب الطب من صحيحه , وقال الحافظ ((إيراد باب السحر في كتاب الطب لمناسبته ذكر الرقى وغيرها من الأدوية المعنوية)). الفتح [10/ 221].
وقال البغوي في شرح السنة [12/ 187] عن السحر " وهو من أعظم الأدواء " ا هـ.
وقال ابن القيم ((فصل: في هديه صلى الله عليه وسلم في علاج السحر الذي سحرته اليهود به , قد أنكر هذا طائفة من الناس , وقالوا: لا يجوز هذا عليه , وظنوه نقصاً و عيباً , وليس الأمر كما زعموا , بل هو من جنس ما كان يعتريه صلى الله عليه وسلم من الأسقام والأوجاع , وهو مرض من الأمراض , و إصابته به كإصابته بالسُّمِّ , لا فرق بينهما ... ))
إلى أن قال ((قال القاضي عياض: والسحر مرض من الأمراض , وعارض من العلل يجوز عليه صلى الله عليه وسلم , كأنواع الأمراض .. )).
إلى أن قال ((والمقصود ذكر هديه في علاج هذا المرض , وقد روي عنه فيه نوعان:
أحدهما , وهو أبلغهما , استخراجه و إبطاله .. فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب.
والنوع الثاني: الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر .. )).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/473)
ثم قال ابن القيم ((ومن أنفع علاجات السحر الأدوية الإلهية , بل هي أدويته النافعة بالذات , فإنه من تأثيرات الأرواح الخبيثة السفلية , ودفع تأثيرها يكون بما يعارضها و يقاومها من الأذكار والآيات والدعوات، التي تبطل فعلها وتأثيرها , وكلما كانت أقوى و أشد , كانت أبلغ في النشرة .. )) اهـ. باختصارمن زاد المعاد [4/ 113 - 116].
قال سمير: تأمل قول ابن القيم " بل هي أدويته النافعة بالذات ". فإنه صريح في حصر حل السحر بالأدوية المشروعة وترك ما سواها.
والتداوي من السحر إن كان من باب الرقية، فهو أيضاً لا يشرع إلا بما هو مباح.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم كما نهى أمته عن التداوي بالحرام، وعن الانتفاع به، كذلك نهاهم عن الرقى بالشرك أو بما لا يعرف معناه من الكلام، كما تقدم.
جاء في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم ((اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بما ليس فيه شرك)). رواه مسلم [2200].
وفي سنن أبي داود [3883] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((إن الرقى والتمائم والتولة شرك)).
قال ابن الأثير " التولة، بكسر التاء وفتح الواو، ما يحبب المرأة إلى زوجها من أنواع السحر)). جامع الأصول [7/ 575].
قال ابن حجر " وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط: أن يكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته، وباللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بذات الله تعالى ".
ثم ذكر ابن حجر حديث ((إن الرقى والتمائم والتولة شرك))، وذكر أن التولة ضرب من السحر. انظر الفتح [10/ 195].
ثالثاً: إن باب العلاج بالرقى أضيق من باب العلاج بالأدوية المباحة، كما يظهر من النصوص، فالنهي عن التداوي بالمحرم منها أظهر من غيرها من الأدوية المحرمة، والسحر أضيق منها كلها، لأنه محرم كله.
كلام ابن تيمية
ولشيخ الإسلام كلام نفيس عن الرقية بالقرآن، ومما قاله رحمه الله " وأما الاستعانة عليهم – أي الجن – بما يقال ويكتب، مما لا يعرف معناه، فلا يشرع، لا سيما إن كان فيه شرك، فإن ذلك محرم، وعامة ما يقوله أهل العزائم فيه شرك. وقد يقرأون مع ذلك شيئاً من القرآن ويظهرونه، ويكتمون ما يقولونه من الشرك.
وفي الاستشفاء بما شرعه الله ورسوله ما يغني عن الشرك وأهله. والمسلمون، وإن تنازعوا في جواز التداوي بالمحرمات، كالميتة والخنزير، فلا يتنازعون في أن الكفر والشرك لا يجوز التداوي به بحال، لأن ذلك محرم في كل حال ... " مجموع الفتاوى [19/ 61].
قال سمير: ولا ريب أن الساحر أخبث من أهل العزائم، ولا يحل السحر بالسحر إلا إذا تقرب إلى الجن بالشرك.
وكلام شيخ الإسلام صريح في منع حل السحر بالسحر، الذي فيه شرك وكفر، وأنه مما لا نزاع فيه، بخلاف التداوي بالمحرمات الأخرى.
كلام ابن القيم
ولابن القيم أيضاً كلام نفيس عن النهي عن التداوي بالحرام، فقال، رحمه الله، بعد أن سرد الأحاديث في ذلك " المعالجة بالمحرمات قبيحة عقلاً و شرعاً , أما الشرع فما ذكرنا من هذه الأحاديث و غيرها , وأما العقل , فهو أن الله سبحانه إنما حرمه لخبثه , فإنه لم يحرِّم على هذه الأمة طيباً عقوبة لها , كما حرمه على بني إسرائيل بقوله {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم}.
و إنما حرم على هذه الأمة ما حرم لخبثه , وتحريمه له حمية لهم , وصيانة عن تناوله , فلا يناسب أن يطلب به الشفاء من الأسقام و العلل , فإنه و إن أثَّر في إزالتها , لكنه يُعقب سقماً أعظم منه في القلب بقوة الخبث الذي فيه , فيكون المداوى به قد سعى في إزالة سقم البدن بسقم القلب.
و أيضاً , فإن تحريمه يقتضي تجنبه و البعد عنه بكل طريق , وفي اتخاذه دواءً حض على الترغيب فيه وملابسته , وهذا ضد مقصود الشارع , وأيضاً , فإنه داء , كما نص عليه صاحب الشريعة , فلا يجوز أن يتخذ دواء.
و أيضاً , فإنه يكسب الطبيعة و الروح صفة الخبث , لأن الطبيعة تنفعل عن كيفية الدواء انفعالاً بيناً .. )) الخ. انظر زاد المعاد [4/ 143 - 144].
قال سمير: وهذا الكلام النفيس من شيخي الإسلام , ابن تيمية وابن القيم , صريح في منع النشرة بالسحر و التداوي منه به , كما هو ظاهر. وانظر كلام الحافظ في الفتح [10/ 78 - 80].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/474)
الفهم الصحيح لكلام ابن المسيب
قد قدمنا من النصوص ما يكفي في الرد على من أباح النشرة بالسحر , وذكرنا أنه لو فرض أن ابن المسيب و البخاري و أحمد وغيرهم من الأئمة أباحوا ذلك , فإن قولهم مردود بالنصوص الصريحة في المنع والتحريم. وهذا كله على فرض أنهم قالوا بجواز حل السحر بالسحر. لكن الصحيح أنهم لم يجيزوا ذلك.
يدل عليه كلام الحافظ في الفتح [10/ 233 - 234] , حيث ذكر كراهة الحسن للنشرة وقوله " لا يعلم ذلك إلا ساحر " وجواب ابن المسيب له " إنما نهى الله عما يضر ... " الخ , فقال الحافظ " ثم الحصر المنقول عن الحسن ليس على ظاهره , لأنه قد ينحلُّ بالرقى والأدعية و التعويذ , ولكن يحتمل أن تكون النشرة نوعين ".
قال سمير: فالحافظ وجَّه كلام ابن المسيب , بأن معناه أن يُنشَّر عن المسحور بالرقى المباحة.
و أكد ذلك ابن حجر بقوله بعد ذلك ((ويوافق قول سعيد بن المسيب ما تقدم في باب " الرقية " في حديث جابر عند مسلم مرفوعاً " من أستطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ".
ويؤيد مشروعية النشرة ما تقدم في حديث " العين حق " , في قصة اغتسال العائن)).
ثم ذكر الحافظ قول الشعبي في النشرة العربية، وهي " أن يخرج الإنسان في موضع عضاه فيأخذ عن يمينه وعن شماله من كلٍ، ثم يدقه ويقرأ فيه ثم يغتسل به ".
وذكر الحافظ أيضاً صفة أخرى للحلِّ، وصفة للنشرة، وليس فيها أي سحرأو شرك.
ويؤيده أيضاً قول ابن حجر، الذي نقلناه من قبل حين ذكر أن إزالة السحر عمن وقع فيه، إن كان لا يتم إلا بنوع من أنواع الكفر أو الفسق، فلا يحل أصلاً. الفتح [10/ 225].
فجعل الحافظ كلام ابن المسيب في النشرة من السحر، من باب النشرة من العين، وهي مشروعة، أو النشرة العربية، وهي مباحة.
وأما النشرة بالسحر، فقد صرح بتحريمها، كما هو ظاهر كلامه – رحمه الله.
ويؤيد ذلك أن الذين ذكروا النشرة عن المسحور، ونقلوا كلام ابن المسيب في إباحتها، إنما قصدوا النشرة المباحة، ولهذا قال البغوي، بعد أن ذكر حديث ((النشرة من الشيطان)) " والنشرة ضرب من الرقية، يعالج بها من كان يظن به مس الجن .. " ثم ذكر قول الحسن " النشرة من السحر "، وقول سعيد بن المسيب " لا بأس بها ". ثم ذكر البغوي أن المنهي من الرقى ما كان فيه شرك .. الخ. انظر شرح السنة للبغوي [12/ 159].
ويؤيد ذلك أيضاً، أنه جاء في أثر ابن المسيب قوله " من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل ".
انظر شرح السنة للبغوي [12/ 190].
قال سمير: ومعلوم أن الساحر ليس أخاً للمؤمن عند أكثر العلماء، لأنه كافر زنديق، فدل ذلك على أن سعيد بن المسيب لم يقصد الساحر الذي يكفر بسحره، وإنما قصد من يحسن النشرة بالمباح. والله أعلم.
كلام الشيخ سليمان
وقال الشيخ سليمان بن عبدالله في تيسير العزيز الحميد [418]، تعليقاً على أثر سعيد بن المسيب " وهذا الكلام من ابن المسيب يحمل على نوع من النشرة لا يعلم هل هو نوع من السحر أم لا؟
فأما أن يكون ابن المسيب يفتي بجواز قصد الساحر الكافر المأمور بقتله ليعمل السحر، فلا يُظن به ذلك، حاشاه منه، ويدل على ذلك قوله: إنما يريدون به الإصلاح. فأي إصلاح في السحر؟ بل كله فساد وكفر، والله أعلم " ا هـ.
وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله " وروي عن الحسن أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر.
قال ابن القيم: النشرة حلُّ السحر عن المسحور، وهي نوعان، حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان، بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.
والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية المباحة، فهذا جائز ".
قال الشيخ سليمان في الشرح " هذا الثاني هو الذي يحمل عليه كلام ابن المسيب، أو على نوع لا يدرى هل هو من السحر أم لا؟
وكذلك ما روي عن الإمام أحمد من إجازة النشرة، فإنه محمول على ذلك، وغلط من ظن أنه أجاز النشرة السحرية، وليس في كلامه ما يدل على ذلك.
بل لما سئل عن الرجل يحل السحر قال: قد رخص فيه بعض الناس.
قيل إنه يجْعل في الطنجير ماءً ويغيب فيه؟ فنفض يده وقال: لا أدري ما هذا؟ قيل له: أفترى أن يؤتى مثل هذا؟ قال: لا أدري ما هذا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/475)
وهذا صريح في النهي عن النشرة على الوجه المكروه، وكيف يجيزه، وهو الذي روى الحديث إنها من عمل الشيطان؟
ولكن لما كان لفظ النشرة مشتركاً بين الجائزة والتي من عمل الشيطان، ورأوه قد أجاز النشرة، ظنوا أنه قد أجاز التي من عمل الشيطان، وحاشاه من ذلك .. "
انظر تيسير العزيز الحميد [418 – 420].
هل طلب العلاج من الواجبات
وهاهنا مسألة نضيفها إلى ما تقدم، رداً على من ظن أن الضرورة تبيح التداوي بالمحرم، بل بالسحر الذي هو كفر وشرك.
فنقول: قد اختلف علماء السلف في حكم التداوي بالمباح، هل هو واجب أو مستحب أو الأولى تركه والصبر على البلاء بالمرض.
قال ابن عبدالبر " واختلف العلماء في هذا الباب، فذهبت منهم طائفة إلى كراهية الرقى والمعالجة، قالوا: الواجب على المؤمن أن يترك ذلك اعتصاماً بالله تعالى وتوكلاً عليه وثقة به وانقطاعاً إليه، وعلماً بأن الرقية لا تنفعه، وأن تركها لا يضره .. "
ثم ذكر أنهم احتجوا بحديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وجاء فيه " لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون " رواه البخاري ومسلم. جامع الأصول [7/ 571].
قال ابن عبدالبر " فلهذه الفضيلة ذهب بعض أهل العلم إلى كراهية الرقى والاكتواء، والآثار بهذا كثيرة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وممن ذهب إلى هذا: داود بن علي وجماعة من أهل الفقه والأثر ... "
ثم نقل الآثار في ذلك عن ابن مسعود وأبي الدرداء والربيع بن خيثم وسعيد بن جبير والحسن البصري وغيرهم.
ثم قال ابن عبد البر " وذهب آخرون من العلماء إلى إباحة الاسترقاء والمعالجة والتداوي، وقالوا: إن من سنة المسلمين التي يجب عليهم لزومها، لروايتهم عن نبيهم صلى الله عليه وسلم الفزع إلى الله عند الأمر يعرض لهم، وعند نزول البلاء بهم في التعوذ بالله من كل شر، وإلى الاسترقاء وقراءة القرآن والذكر والدعاء.
واحتجوا بالآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في إباحة التداوي والاسترقاء.
منها: قوله صلى الله عليه وسلم ((تداووا عبادالله، ولا تداووا بحرام، فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواءً .. )).
ثم ساق عدة أحاديث في التداوي بالحجامة وبالحبة السوداء وبالكمأة والرقية بالمعوذات، ونحو ذلك.
ثم قال " والذي أقول به أنه قد كان من خيار هذه الأمة وسلفها وعلمائها قوم يصبرون على الأمراض حتى يكشفها الله، ومعهم الأطباء، فلم يعابوا بترك المعالجة.
ولو كانت المعالجة سنة من السنن الواجبة لكان الذّم قد لحق من ترك الاسترقاء والتداوي، وهذا لا نعلم أحداً قاله. ولكان أهل البادية والمواضع النائية عن الأطباء قد دخل عليهم النقص في دينهم لتركهم ذلك.
وإنما التداوي – والله أعلم – إباحة على ما قدمنا، لميل النفوس إليه، وسكونها نحوه، {ولكل أجل كتاب}، لا أنه سنة، ولا أنه واجب، ولا أن العلم بذلك علم موثوق به لا يخالف، بل هو خطر وتجربة موقوفة على القدر، وعلى إباحة التداوي والاسترقاء جمهور العلماء .. " اهـ. باختصار. انظر التمهيد [5/ 265 – 279].
قال سمير: فإذا كان هذا حكم التداوي عند السلف، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمربه بقوله ((تداووا))، لكنهم فهموا منه الإباحة لا الوجوب.
ومن قال بالإباحة، أو بالوجوب أو الاستحباب، فإنه خصه بالأدوية المباحة ولم يتجاوزها إلى العلاج بالمحرمات، فضلاً عن الشرك والموبقات.
ومن هنا تعلم خطأ الشيخ العبيكان، وتعجله في فتواه التي زعم أنه نصح بها الناس.
ومن عجائب ما جاء في رسالة العبيكان " الساحرة "، قوله " ومن الأمور العجيبة أن الذين يحرمون ذلك، لا حلَّ لديهم سوى أمر الناس بالصبر، ولا شك أن الصبر مطلوب، ولكن لا يتعارض مع بذل الأسباب، فالنبي لم يأمر المريض بالصبر فقط، بل قال ((تداووا عبادالله))، وقال في الجارية ((استرقوا لها فإن بها النظرة)) ... " الخ.
قال سمير: أولاً: أدخل الشيخ حديث ((تداووا عبادالله)) في مسألة السحر، مع أنه ذكر من قبل أن السحر ليس من الأمراض، فتناقض!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/476)
ثانياً: أنه استدل بأول الحديث ((تداووا عبادالله)) وحذف آخره، وهو قوله صلى الله عليه وسلم ((ولا تداووا بحرام))، وهو حجة عليه لا له. وهذا يشبه من وقف على آية {فويل للمصلين} ولم يكملها.
وقوله صلى الله عليه وسلم في الرقية أيضاً ((استرقوا لها .. )) قد جاء في الحديث الآخر ((لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً)).
وفي الحديث الآخر أيضاً ((إن الرقى والتمائم والتولة شرك)).
ثالثا: قوله " لا حلّ لديهم سوى أمر الناس بالصبر "، ليس صحيحاً، فإنهم أجازوا حل السحر بالأسباب المشروعة، وقد ذكروها في كتبهم، ومنها:
1 – الرقية بفاتحة الكتاب وبالمعوذات وبسورة البقرة، وبغيرها من الآيات.
2 – الرقية بالأذكار الواردة في السنة.
3 – العلاج بالحجامة.
4 – النشرة المباحة بأوراق السدر وبالعسل وبماء زمزم ونحوها.
5 – الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أثر السحر.
6 – استخراج السحر.
فكيف يزعم الشيخ أنه لا حلَّ لديهم سوى أمر الناس بالصبر؟
رابعاًً: والأمر بالصبر أمر بما شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما لا يكاد يحصى عدده من النصوص.
وقد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم تلك المرأة السوداء التي اشتكت إليه أنها تصرع وتتكشف، وسألته أن يدعو لها، والدعاء مشروع، لا خلاف في ذلك، لكنه صلى الله عليه وسلم رغّبها في الصبر، لتنال الحسنى في الآخرة، فقال لها ((إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك)).
قالت " أصبر ". ثم قالت " فإني أتكشف، فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها ". رواه البخاري [10/ 99] ومسلم [2576].
ومثله حديث الأعمى الذي جاءه يسأله أن يدعو الله ليرد إليه بصره. رواه الترمذي [5/ 569].
ومثله حديث خباب حين شكوا للرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ فذكر لهم صبر المؤمنين من قبلهم على البلاء، رواه البخاري [7/ 126].
فإذا كان هذا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن سأله الدعاء لكشف الضر، من مرض وغيره، والدعاء سبب مشروع، فحثهم صلى الله عليه وسلم على الصبر، ورغب فيه، ووعد عليه الجنة، فكيف لا يؤمر بالصبر على ترك التداوي بالكفر والسحر؟.
الصارم المشهور
ومن العجيب أيضاً في رسالة الشيخ العبيكان، تسميتها ب " الصارم المشهور على من أنكر حل السحر بسحر عن المسحور "!
فكيف يسوغ أن يشهر السيف على منكري حل السحر بالسحر، وهم جمهور أئمة المسلمين من السلف والخلف، ووافقهم على ذلك أكثر العلماء وطلبة العلم وكثير من العوام أيضاً، فهم ينكرون ذلك أشد الإنكار، لما تقدم ذكره من نصوص القرآن والسنة والآثار، ولما ركِّب فيهم من الفطرة في اجتناب السحر والسحرة، ولما تقرر عندهم أيضاً، أن السحر لا يأتي بخير، وأن السحرة هم أخبث الناس وأفسد الناس، ولا يكاد يخالف أحد في ذلك، إلا من غلب على عقله أو اتبع هواه فأرداه.
ولقد عكس الشيخ العبيكان القضية، وقلبها رأساً على عقب، فإن الآثار قد جاءت بإشهار السيف على السّحار لا على المؤمنين الأخيار!
ولقد علمت مما تقدم – أخي القارئ – أن منكري حل السحر بالسحر، هم جماهير العلماء من السلف والخلف، فكيف ساغ للشيخ العبيكان أن يختار لرسالته مثل هذا العنوان؟
ولا يعفيه قوله " ولا أقصد بهذا العنوان من خالف من العلماء، ورأى التحريم، كما سيأتي، ولكن من أنكر القول الآخر وعنف القائلين بالجواز من الأئمة والفقهاء، لقلة علمه وسفاهة رأيه "!
قال سمير: وهذه فلسفة كمضغ الماء، فإن من المعلوم بداهة أن أصحاب القول الآخر من العلماء ممن يرى تحريم حل السحر بالسحر، منكرون لمذهب المبيحين له غاية الإنكار، ويعدونه من المذاهب الضعيفة الشاذة التي تعارض نصوص الكتاب والسنة وآثار الصحابة.
ويكفي في بيان ضعف هذا المذهب مخالفته للنصوص الصريحة في المنع والتحريم.
وقد تقدم بيان أن الأئمة الذين حكي عنهم إباحته، كابن المسيب والإمام أحمد وغيرهما، لم يقصدوا حل السحر بالسحر.
فلم يبق من القائلين به إلا عدد قليل، زادهم العبيكان ضعفاً وقلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/477)
ومن العجائب أنه وقع فيما أنكره على غيره من العلماء، حيث ذكر أنهم " أنكروا القول الآخر وعنفوا القائلين بالجواز "، فقابلهم الشيخ بما هو أشد من ذلك، بمثل هذا العنوان الذي اختاره لرسالته، ولم يوفق في اختياره.
وبوصفه مخالفيه ب " قلة العلم وسفاهة الرأي "!! والله تعالى أعلم بمن هو أولى وأحق بهذا الوصف.
نشر الجهل
قال الشيخ العبيكان في رسالته " وأقول لمن اعترض على نشر هذه الفتوى بين العامة والاقتصار على إفتاء من يحتاج إلى ذلك في السر، إن هذا لا يتفق مع قوله تعالى {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}.
وقوله صلى الله عليه وسلم ((من كتم علماً يعلمه جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نار)) ... ".
قال سمير: أصلح الله الشيخ! كيف يزعم أن نشر فتوى مخالفة لنصوص القرآن، ومنها قوله تعالى {فلا تكفر} وقوله {ولا يفلح الساحر} وقوله {إن الله لا يصلح عمل المفسدين} ومخالفة لنصوص السنة المشهورة، يدخل في معنى تلك الآية التي تأمر ببيان ما نزل الله تعالى وتحرم كتمانه؟ وأين وجد الشيخ في كتاب الله جواز حل السحر بالسحر؟ وغاية ما جاء به الشيخ هو: أثر واحد عن تابعي، وآراء عن علماء لا يحتج بشيء منها، ولا تدخل في معنى الآية بوجه من الوجوه.
فكيف وقد ظهر بأن الشيخ لم يفهم ذلك الأثر، وحمله على غير ما يحتمل، فوقع في جهلين:
الأول: الجهل بمعنى الآية حيث أدخل فيها ما لا يصلح دخوله من المذاهب والآراء التي تصيب وتخطئ.
الثاني: الجهل بمعنى الأثر، فحمَّله ما لا يحتمل، حيث زعم أن معناه " حل السحر بالسحر ".
وأما استدلاله بحديث ((من كتم علماً .. )) فهو مثل الاستدلال بالآية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قصد به العلم الذي ورثه لأمته.
فهل ورد عنه صلى الله عليه وسلم حديث، ولو ضعيف أو موضوع، يبيح حل السحر بالسحر؟ ولو صح الاستدلال بالآية والحديث على نشر كل علم، لصح الاستدلال بهما على نشر العلوم الفاسدة والآراء المبتدعة والمذاهب المخالفة.
ولن يعدم أن يجد المخالفون من يوافقهم في أقوالهم، وربما استند بعضهم إلى أثر عمن سلف، فهل يصيره ذلك ديناً وعلماً يجب نشره ويحرم كتمه؟
هذا وقد جاء في الحديث ((إن من البيان سحراً وإن من العلم جهلاً ... )) الحديث. رواه أبو داود [5012].
فمثل هذا النوع من العلم، الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالجهل، لا يصلح نشره وإعلانه، بل يلزم إخفاؤه وكتمانه.
وقد ذكر أهل العلم أن معنى حديث ((من كتم علماً يعلمه))، أي العلم الواجب.
قال ابن الأثير " وذلك في العلم الذي يلزمه تعليمه إياه، ويتعين عليه فرضه، كمن رأى كافراً يريد الإسلام فيقول: علموني ما الإسلام وما الدين؟ ... " إلى أن قال " فمن منعه استحق الوعيد، وليس الأمر كذلك في نوافل العلم التي لا يلزم تعليمها " ا هـ. باختصار.
جامع الأصول [8/ 13].
قال سمير: فإذا كانت نوافل العلم المشروعة المنصوص عليها في الكتاب والسنة لا تدخل في معنى هذا الحديث، فكيف يدخل فيها الآراء والأقوال، وكيف إذا كانت مخالفة لنصوص الكتاب والسنة؟
والذي يصلح أن يستدل به هنا من أحاديث العلم، في نقض هذه الفتوى، قوله صلى الله عليه وسلم في حديث قبض العلم (( ... حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)). رواه البخاري ومسلم. انظر جامع الأصول [8/ 35].
القواعد الحسان
ثم نقول بعد كل ما تقدم ذكره، إن قواعد الشريعة وأصولها الحسان تنقض فتوى العبيكان، ومن ذلك:
القاعدة الأولى: " المحكم يقضي على المتشابه ".
إن محكمات النصوص من القرآن والسنة تمنع حل السحر بالسحر، وقد نصت على تحريم السحر واجتنابه وتحريم إتيان السحرة، بألفاظ عامة أو مطلقة، ولم ينسخها أو يخصصها أو يقيدها شيء ألبتة، ومعلوم من قواعد الشريعة أن أقوال الأئمة، ولو كثرت، فإنها لا تنسخ النصوص ولا تخصص عامها، ولا تقيد مطلقها.
القاعدة الثانية: " إذا ورد الاحتمال بطل الاستدلال ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/478)
وقد ورد الاحتمال على أقوال من أباح النشرة بالسحر، كما تقدم، ومعلوم أنها لو كانت نصوصاً شرعية، وورد عليها مثل ذلك الاحتمال في معناها، لبطل الاستدلال بها، فكيف وهي مجرد أقوال لا تنهض للاستدلال.
القاعدة الثالثة: " إذا تعارض حاظر ومبيح قدم الحاظر ".
ونصوص الكتاب والسنة حرمت السحر، وحرمت إتيان السحرة والكهان، وسؤالهم وتصديقهم، ووصفته بالكفر، وهو وإن لم يكن مخرجاً من الملة، فإنه يدل على التشديد والتغليظ في النهي، وأنه من الكبائر، كما هو ظاهر.
ولو فرض أن مع المبيحين للنشرة بالسحر، نصوص شرعية، فإنها مبيحة، وتلك حاظرة، والحاظر يقدم على المبيح.
القاعدة الرابعة: " درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ".
ومعلوم قطعاً، أن في إباحة النشرة بالسحر من المفاسد العظيمة في الدنيا والدين، منها: تسلط الشياطين على عباد الله المؤمنين، وتكثير سواد السحرة المفسدين، وفيه تعطيل لإقامة الحدود على السحرة، إلى غير ذلك من المفاسد الظاهرة المتحققة.
وأما المصلحة المرجوة من ذلك فهي غير متحققة، بل هي أوهام عند التحقيق، لأنه قد لا يكون المريض مسحوراً، فيوهمه الساحر بأنه مسحور لينال منه أكبر قدر من المنافع الدنيوية.
وربما كان الساحر هو الذي قام بسحر ذلك المسحورأو أعان على ذلك، فيحتال عليه بأنواع الحيل، كما هو معلوم، فيظل المسحور رهينة في يد الساحر، يوجهه حيث شاء.
وربما احتج علينا الشيخ ببعض القواعد، مثل " المشقة تجلب التيسير "، و " الضرورات تبيح المحظورات "، فأقول باختصار: إن التيسير لا يصلح أن يكون بالهوى، وإنما له ضوابط شرعية أخرى معتبرة، وإلا لردت نصوص كثيرة، ولأهملت واجبات وفرائض، بمثل هذه القاعدة.
ثم إن التيسير لا يكون بما حرم الله تعالى وسماه كفراً وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وذم متعاطيه، وأغلظ على السائل والمسئول، والطالب والمطلوب.
وإنما التيسير فيما شرعه الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم، من الأمور، وقد شرع التداوي بالرقى والمعوذات والأذكار المتحقق نفعها في الدنيا والآخرة، وليس فيها أدنى مشقة ولا ضرر، بل هي منفعة محضة.
وكذلك الأمر في النشرة المباحة، فليس فيها إنفاق مال كثير، والجهد فيها قليل.
وأما المشقة فهي متحققة في إتيان الكهنة والسحرة، كما لا يخفى، والضررحاصل في المال، ومترجح في الحال والمآل.
وأما الضرورات التي تبيح المحظورات، فإنها مقيدة، فليس كل ضرورة تبيح محظوراً، فالشرك والكفر من المحظورات، ولا يباح من الكفر إلا ما نطق به اللسان في حال الإكراه.
وقتل النفس والزنا من المحظورات التي لا تبيحها ضرورة، والسحر من هذا الباب أيضاً.
ولا يصح أن يستباح محظور بما يجلب ضرراً أشد، وإثماً أعظم.
وضرر إتيان السحرة لحل السحر، أعظم من أثر السحر على المسحور.
وقد حرم النبي صلى الله عليه وسلم التداوي بالحرام والانتفاع به.
خاتمة
وبعد، فإني أسأل الله تعالى أن يبصرنا بالحق ويهدينا إلى سبيل الرشاد، وأن يجعل ما علمناه حجة لنا لا علينا، وأن يصلح نياتنا وأعمالنا، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.
وأقول للشيخ العبيكان، ولغيره ممن تصدى لإفتاء العامة في الفضائيات وغيرها، لا تغتروا بكثرة المستمعين ولا الموافقين من العوام، فإنها لا تدل على صحة الفتوى، فربما كانت موافقة لأهواء الناس فاستجابوا لها وفرحوا بها، وإنما العبرة بإصابة الحق، لا بكثرة الموافقين من الخلق.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب / سمير بن خليل المالكي المكي الحسني
جوال 0591114011
1/ 12 / 1430هـ
ـ[أبو محمد الحلوانى]ــــــــ[24 - 11 - 09, 07:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 07:22 م]ـ
جزاك الله خيراً(119/479)
عاجل لأهل الحديث: ما حكم لبس " الصندل " للمحرم؟!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 02:32 م]ـ
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على أشرف خلق الله.
أما بعد.
أتمنّى من الإخوة والمشايخ الأكارم: الإجابة على هذه الأسئلة - سريعا -
هل يجوز ابتداءا لبس الصندل للمحرم؟؟
وهل له حكم النعل أم حكم الخف؟؟؟
وهل صحت زيادة " أحمد " (وليقطعهما أسفل العقبين)؟
جزاكم الله خيرا .. وبارك فيكم ..
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[23 - 11 - 09, 03:29 م]ـ
نعم يجوز بشرط أن يكون للحرم فقط
يعني نعل نظيف
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[23 - 11 - 09, 03:30 م]ـ
لكن المشكلة في بعض العوام الذين ـ حتماً ـ سينكرون عليك لقلة علمهم
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 03:46 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي إسلام ..
أريد ُ كلاما ً موثّقا .. من نقلك للعلماء
.. بارك الله فيك ..
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[23 - 11 - 09, 06:49 م]ـ
الإجابة سمعتها في برنامج في قناة الرحمة
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 06:51 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
ما قصّرت يا أخي ..
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:00 م]ـ
لا أدري ما هو مفهوم الصندل عندك، فهلا وضحته؟
و أما قطع الخف -فيما لو لبس- على الصحيح منسوخ.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:04 م]ـ
لا أدري ما هو مفهوم الصندل عندك، فهلا وضحته؟
الصندل مثل الحذء العادي حاشا أنه يوجد رباط من خلف القدم إلى مقدمته.
أتمنّى المشاركة من مشايخنا وإخواننا
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:12 م]ـ
بارك الله فيكم.
الصندل نعل، لكن غاية ما فيه أن فيه سيور ليثبت على القدم، و إلا فهو مفتوح من الأمام و مفتوح من الخلف، فلا شيء فيه، لأنه لا دليل على منعه، و لا يقاس على الخف لأن الخف يغطي الرجل كلها.
و من منعه عليه الدليل.
و الله أعلم.
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:16 م]ـ
و هذه بغيتك من كلام العالِم الشيخ عبد الكريم الخضير - حفظه الله تعالى -:
((طالب: أحسن الله إليك بعض الأحذية مغلقة من الأمام ومقطوعة من الأسفل قليل.
لا، لا هذا حذاء، ما هو بخف، هذا يكشف نصف القدم الخلفي كامل؛ لكن هناك أحذية تربط من الخلف يسمونها (صندل)، وهي حذاء؛ لأنها لا تغطي، ليست خف ولا في معنى الخف، فلا يمسح عليها، ولا تأخذ أحكام الخف)).
انتهى من شرح منسك شيخ الإسلام.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:40 م]ـ
أحسنت ...
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 08:36 م]ـ
السنة أن يحرم الذكر في نعلين؛ لأنه جاء عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: " ليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين ". رواه الإمام أحمد في المسند (4881) فالأفضل أن يحرم في نعلين حتى يتوقى الشوك والرمضاء والشيء البارد، فإن لم يحرم في نعلين فلا حرج عليه، فإن لم يجد نعلين جاز له أن يحرم في خفين.
وهل يقطعهما أم لا؟ على خلاف بين أهل العلم.
وقد ثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: " من لم يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين " رواه البخاري (1542)، ومسلم (1177).
وجاء عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في خطبته في حجة الوداع في عرفات أنه أمر من لم يجد نعلين أن يلبس الخفين ولم يأمر بقطعهما.
فاختلف العلماء في ذلك:
فقال بعضهم: إن الأمر الأول منسوخ فله أن يلبس من دون قطع.
وقال آخرون: ليس بمنسوخ ولكنه للندب لا للوجوب، بدليل سكوته عنه في عرفات.
والأرجح أن القطع منسوخ؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خطب الناس في عرفات وقد حضر خطبته الجمع الغفير من الناس من الحاضرة والبادية ممن لم يحضر خطبته في المدينة التي أمر فيها بالقطع. فلو كان القطع واجباً أو مشروعاً لبينه للأمة، فلما سكت عن ذلك في عرفات دل على أنه منسوخ، وأن الله ـ جل وعلا ـ عفا وسامح العباد عن القطع؛ لما فيه من إفساد الخف.
وهذا ما اختاره شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ.
والصندل ليس بخف وأقرب ما يكون إلى النعلين، وعلى فرضية أنه ملحق بالخف فلا حرج في لبسه لما تقدم. والله أعلم
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 09:11 م]ـ
قال شيخ الإسلام في الفتاوى في بعض استطراداته -رحمه الله تعالى -:
((وَكَذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَجَابِرٌ فِي تَرْخِيصِهِ فِي الْخُفِّ وَالسَّرَاوِيلِ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ {ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ بِعَرَفَاتِ يَقُولُ: السَّرَاوِيلَاتُ لِمَنْ لَمْ يَجِدْ الْإِزَارَ وَالْخُفَّانِ لِمَنْ لَمْ يَجِدْ النَّعْلَيْنِ}. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ جَابِرٍ: {مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ}. فَهَذَا كَلَامٌ مُبْتَدَأٌ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيِّنٌ فِيهِ فِي عَرَفَاتٍ - وَهُوَ أَعْظَمُ مَجْمَعٍ كَانَ لَهُ - أَنَّ مَنْ لَمْ يَجِدْ إزَارًا فَلْيَلْبَسْ السَّرَاوِيلَ وَمَنْ لَمْ يَجِدْ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ الْخُفَّيْنِ. وَلَمْ يَأْمُرْ بِقَطْعِ وَلَا فَتْقٍ وَأَكْثَرُ الْحَاضِرِينَ بِعَرَفَاتِ لَمْ يَشْهَدُوا خُطْبَتَهُ وَمَا سَمِعُوا أَمْرَهُ بِقَطْعِ الْخُفَّيْنِ وَتَأْخِيرُ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْحَاجَةِ لَا يَجُوزُ فَعُلِمَ أَنَّ هَذَا الشَّرْعَ الَّذِي شَرَعَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِهِ بِعَرَفَاتِ لَمْ يَكُنْ شُرِعَ بَعْدُ بِالْمَدِينَةِ وَأَنَّهُ بِالْمَدِينَةِ إنَّمَا أَرْخَصَ فِي لُبْسِ النَّعْلَيْنِ وَمَا يُشْبِهُهُمَا مِنْ الْمَقْطُوعِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ مَنْ عَدِمَ مَا يُشَبِّهُ بِهِ الْخُفَّيْنِ يَلْبَسُ الْخُفَّ ... )) اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/480)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 09:19 م]ـ
جزاكما الله خيرا وبارك فيكما
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 09:19 م]ـ
قال الموفق في المغني:
((فَصْلٌ: وَإِذَا لَبِسَ الْخُفَّيْنِ، لِعَدَمِ النَّعْلَيْنِ، لَمْ يَلْزَمْهُ قَطْعُهُمَا، فِي الْمَشْهُورِ عَنْ أَحْمَدَ، وَيُرْوَى ذَلِكَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَبِهِ قَالَ عَطَاءٌ.
وَعِكْرِمَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ.
وَعَنْ أَحْمَدَ، أَنَّهُ يَقْطَعُهُمَا، حَتَّى يَكُونَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ، فَإِنْ لَبِسَهُمَا مِنْ غَيْرِ قَطْعٍ، افْتَدَى.
وَهَذَا قَوْلُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمَالِكٍ، وَالثَّوْرِيِّ، وَالشَّافِعِيِّ، وَإِسْحَاقَ، وَابْنِ الْمُنْذِرِ، وَأَصْحَابِ الرَّأْيِ؛ لِمَا رَوَى ابْنُ عُمَرَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا، حَتَّى يَكُونَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ}.
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَهُوَ مُتَضَمِّنٌ لِزِيَادَةٍ عَلَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٍ، وَالزِّيَادَةُ مِنْ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْعَجَبُ مِنْ أَحْمَدَ فِي هَذَا، فَإِنَّهُ لَا يَكَادُ يُخَالِفُ سُنَّةً تَبْلُغُهُ، وَقَلَّتْ سُنَّةٌ لَمْ تَبْلُغْهُ.
وَاحْتَجَّ أَحْمَدُ بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٍ: (مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ).
مَعَ قَوْلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَطْعُ الْخُفَّيْنِ فَسَادٌ، يَلْبَسُهُمَا كَمَا هُمَا.
مَعَ مُوَافَقَةِ الْقِيَاسِ، فَإِنَّهُ مَلْبُوسٌ أُبِيحَ لِعَدَمِ غَيْرِهِ، فَأَشْبَهَ السَّرَاوِيلَ، وَقَطْعُهُ لَا يُخْرِجُهُ عَنْ حَالَةِ الْحَظْرِ، فَإِنَّ لُبْسَ الْمَقْطُوعِ مُحَرَّمٌ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَى النَّعْلَيْنِ، كَلُبْسِ الصَّحِيحِ، وَفِيهِ إتْلَافُ مَالِهِ، وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ إضَاعَتِهِ.
فَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ، فَقَدْ قِيلَ إنَّ قَوْلَهُ: (وَلْيَقْطَعْهُمَا) مِنْ كَلَامِ نَافِعٍ.
كَذَلِكَ رَوَيْنَاهُ فِي (أَمَالِي أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ بَشْرَانَ)، بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، أَنَّ نَافِعًا قَالَ بَعْدَ رِوَايَتِهِ لِلْحَدِيثِ: وَلْيَقْطَعْ الْخُفَّيْنِ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ.
وَرَوَى ابْنُ أَبِي مُوسَى،عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلْمُحْرِمِ أَنْ يَلْبَسَ الْخُفَّيْنِ، وَلَا يَقْطَعَهُمَا}، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُفْتِي بِقَطْعِهِمَا، قَالَتْ صَفِيَّةُ: فَلَمَّا أَخْبَرْته بِهَذَا رَجَعَ.
وَرَوَى أَبُو حَفْصٍ، فِي (شَرْحِهِ) بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، {أَنَّهُ طَافَ وَعَلَيْهِ خُفَّانِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَالْخُفَّانِ مَعَ الْقَبَاءِ، فَقَالَ: قَدْ لَبِسْتُهُمَا مَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْك}.
يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ بِقَطْعِهِمَا مَنْسُوخًا؛ فَإِنَّ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ رَوَى الْحَدِيثَيْنِ جَمِيعًا، وَقَالَ: اُنْظُرُوا أَيَّهُمَا كَانَ قَبْلُ؛ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ.
حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ قَبْلُ؛ لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَاتِهِ، قَالَ: {نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، يَعْنِي بِالْمَدِينَةِ، فَكَأَنَّهُ كَانَ قَبْلَ الْإِحْرَامِ}.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ، يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ}.
فَيَدُلُّ عَلَى تَأَخُّرِهِ عَنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فَيَكُونُ نَاسِخًا لَهُ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ الْقَطْعُ وَاجِبًا لَبَيَّنَهُ لِلنَّاسِ، إذْ لَا يَجُوزُ تَأْخِيرُ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْحَاجَةِ إلَيْهِ، وَالْمَفْهُومُ مِنْ إطْلَاقِ لُبْسِهِمَا لُبْسُهُمَا عَلَى حَالِهِمَا مِنْ غَيْرِ قَطْعٍ.
وَالْأَوْلَى قَطْعُهُمَا، عَمَلًا بِالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، وَخُرُوجًا مِنْ الْخِلَافِ، وَأَخْذًا بِالِاحْتِيَاطِ)) اهـ.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 12:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا إخواني وبارك فيكم ..
لكن!!
أريد أمرين:
1_ فتوى الشيخين الإمامين (عبد العزيز ابن باز) (محمد بن صالح العثيمين)
2_ جوازكم له .. يخالف ما نقله الحافظ ابن حجر عن ابن العربي
ففي " فتح الباري " (3/ 403):
وقال ابن العربي:
إن صارا كالنعلين جاز وإلا متى سترا من ظاهر الرجل شيئا لم يجز إلا للفاقد ..
قلت ُ: والصندل يسترُ شيئا ً من القدم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/481)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 12:23 ص]ـ
ولم تنبّهوا على الحكم ِ على حديث أحمج َ ..
حيث قال شعيب الأرناؤوط: إن " العقبين " شاذة!
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 01:46 ص]ـ
أخي أبو همام ـ حفظه الله ـ:
المسالة كما ذكرنا خلافيه، وما ذُكر هو الراجح.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ:
والأرجح إن شاء الله أن القطع منسوخ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس في عرفات وقد حضر خطبته الجمع الغفير من الناس من الحاضرة والبادية ممن لم يحضر خطبته في المدينة التي أمر فيها بالقطع. فلو كان القطع واجباً أو مشروعاً لبينه للأمة، فلما سكت عن ذلك في عرفات دل على أنه منسوخ، وأن الله جل وعلا عفا وسامح العباد عن القطع؛ لما فيه من إفساد الخف.
نشر في مجلة (التوعية الإسلامية في الحج) العدد 11 في عام 1400هـ، والعدد 3 في عام 1404هـ، وفي كتاب (فتاوى وأحكام تتعلق بالحج والعمرة والزيارة) لسماحته ص 22، وفي مجلة. (رابطة العالم الإسلامي) لشهر ذي القعدة عام 1406هـ ص 60.
ــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ محمد بن عثيمين في الشرح الممتع (المجلد السابع) (باب محظورات الإحرام):
" قال: «ولا الخفاف» هي ما يلبس على الرجل من جلد، أو نحوه فلا يلبسها المحرم، إلا أن النبي صلّى الله عليه وسلّم استثنى: «من لم يجد نعلين فليلبس الخفين، ومن لم يجد إزاراً فليلبس السراويل» .... قال: «ومن لم يجد نعلين فليلبس الخفين»، وهل هذا عند الحاجة أو مطلقاً ـ بمعنى لو كان الإنسان كما هو حالنا اليوم راكباً في السيارة تصل به إلى المسجد الحرام لا يحتاج إلى المشي، فهل نقول: إنه في هذه الحال له أن يلبس الخفين إذا لم يجد النعلين؟ أو نقول: إن الرسول ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ أجاز لبس الخفين عند عدم النعلين؛ لأن الإنسان يحتاج إلى المشي، وما حول مكة فيه أودية وجبال لا تخلو من الأشواك غالباً، ومن الأحجار التي تدمي الأصابع، فلهذا رخص له أن يلبس الخفين؟
الجواب: الذي يظهر لي أنه لا يلبس الخفين إلا عند الحاجة، أما إذا لم يكن محتاجاً كما في وقتنا الحاضر، فلا يلبس.
مسألة: هل إذا جاز له لبس الخفاف يلزمه أن يقطعها حتى تكون أسفل من الكعبين؟
اختلف العلماء في هذا على قولين:
الأول: يلزمه أن يقطعها؛ لحديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ في الصحيحين أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال: «فليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين».
الثاني: لا يجب القطع، لأنه ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ خطب الناس يوم عرفة وقال: «من لم يجد نعلين فليلبس الخفين، ومن لم يجد إزاراً فليلبس السراويل»، ولم يأمر بالقطع.
وحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ متأخر؛ لأن حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ كان في المدينة قبل أن يسافر النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إلى الحج، وحديث ابن عباس كان في عرفة بعد.
أيضاً الذين حضروا كلام الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ في عرفة أكثر من الذين حضروا في المدينة، ولو كان القطع واجباً لم يؤخر النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ البيان عن وقت الحاجة، وعليه فلا يكون هذا من باب حمل المطلق على المقيد؛ لأن حمل المطلق على المقيد فيما لو تساوت الحالان، حال المطلق وحال المقيد، فحينئذٍ نحمل المطلق على المقيد، أما مع اختلاف الحال فلا يمكن أن يحمل المطلق على المقيد، وهذا هو الصحيح." أهـ
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 01:57 ص]ـ
يا أخي الكريم ابن الكريم:
مسألتنا عن الصندل ...
هل يلحق بحكم الخف .. أو النعل؟؟؟!!
وما رأي شيخك وشيخنا عبد العزيز الباز والشيخ العثيمين فيها ...
فإن كانت حكمُهَا حكمَ الخف فيداس ُ على الرابط ِ الخلفي أو ينزل تحت َ العكبين ...
وإن كان له حكم النعل فيربطُ من الخلف .. ولا حرج ..
أرجوا الإنتباه والتدقيق للسؤال!!
حفظكم الله وبارك فيكم
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 02:06 ص]ـ
أخي أبو همام ـ حفظك الله ـ:
سؤالك مفهوم وواضح، أحسن الله إليكم.
وقد قلنا سابقاً أن الصندل ليس بخف وأقرب ما يكون إلى النعلين، وعلى فرضية أنه ملحق بالخف، وهذا الذي جعلنا نطيل الكلام في الخف، فلا حرج في لبسه لما تقدم. والله أعلم
ولم أسمع من الشيخ عبد العزيز، أو الشيخ محمد ـ رحمهما الله ـ في الصندل شيئاً، ولعل أحد الإخوة قد وقف على شيء فيفيدنا ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 02:11 ص]ـ
أخي أبو همام ـ حفظك الله ـ:
سؤالك مفهوم وواضح، أحسن الله إليكم.
وإليكم شيخنَا ضيدان ..
وقد قلنا سابقاً أن الصندل ليس بخف وأقرب ما يكون إلى النعلين،
والذي أردتُه أخي الكريم قول الشيخين ..
وعلى فرضية أنه ملحق بالخف،
وإن كان ملحقا ً بالنعل!! يحتاج لضبط!!؟
وهذا الذي جعلنا نطيل الكلام في الخف، فلا حرج في لبسه لما تقدم. والله أعلم
جزاك الله خيرا وبارك فيك ..
ولم أسمع من الشيخ عبد العزيز، أو الشيخ محمد ـ رحمهما الله ـ في الصندل شيئاً، ولعل أحد الإخوة قد وقف على شيء فيفيدنا.
نتمنّى ذلك ....
وفقكم الله لكل ما يحبه ويرضاها ....(119/482)
ما حكم هذا البيع؟
ـ[أبو تميم محمد]ــــــــ[23 - 11 - 09, 03:24 م]ـ
رجل ذهب لمربي أغنام ليشتري أضحية واختار خروف ولكن الطرفان لم يتفقا على السعر بعد بل اكتفى الزبون بحجز خروف بإسمه ويبقى الخروف عند التاجر إلى أن يتم تسعير الخروف يوم عرفة. ما حكم هذا البيع؟
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 04:43 م]ـ
هذا البيع فيه جهالة و غرر و هو الثمن، و معرفة الثمن من شروط البيع، و الحكمة في النهي عن مثل هذه البيوع هو دفع التنازع بين المسلمين.
و الله أعلم.(119/483)
لكن الحرمان لا نهاية له ..
ـ[فارس النهار]ــــــــ[23 - 11 - 09, 05:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
قال العلامة عبد الكريم الخضير -حفظه الله- في أثناء شرحه لحديث جابر في صفة حجة النبي -صلى الله عليه وسلم-:
" .. ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، في يومٍ مائة مرة حصل له أمور، واحد منها يكفي، كتب له مائة حسنة، وحطّ عنه مائة خطيئة، وحذر من الشيطان حتى يمسي ... الخ.
فالمحروم من حرم مثل هذه الأذكار، والناس في غفلةٍ عن مثل هذا، إذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير، كان كمن أعتق أربعةً من ولد إسماعيل، شيء لا يكلف، يعني عشر مرات تقال بدون مبالغة في دقيقة، لكن الحرمان لا نهاية له، من قال: سبحان الله وبحمده مائة مرة حطّت عنه خطاياه، خطايا جمع مضاف فيفيد العموم، وإن كانت مثل زبد البحر ... "
المصدر: شرح حديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم (2) ( http://www.khudheir.com/audio/900)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 08:35 م]ـ
صدقت وصدق الشيخ ....
المشكلة أننا نعرف هذه الأحاديث لكن الغفلة والله المستعان .....
و قوله تعالى (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، لابد أن يضعه طالب العلم نصب عينيه فلربما ذكرت عالما جهبذا أو عامي فالتذكير لا يختص بأحد بل لكل مؤمن كما في الآية، وإن شئت فاسأل أحد العلماء الكبار فلربما قال لك استفدت من عامي كلمة أو طريقة أو فكرة وهكذا ....
وأذكر أن أحد الشباب في أحد المساجد ألقى كلمة يسيرة يذكرنا بملازمة الأذكار ناهيك عن سهولتها وعظم أجرها، وكأنه أيقظنا من غفلة ...
ويالله العجب أمر يسير بأجر عظيم ثم نحرم أنفسنا ..
ونربط على شفاهنا ... والله المستعان وعليه التكلان ...
فلنزم الذكر ولنذكر إخواننا ... فخذوا بايدي أهاليكم وإخوانكم يا إخوة .... فأمامنا ميزان عظيم فلربما كلمة كانت هي التي ترجح كفت الحسنات وتكون من الفائزين الفالحين فلاحا لا ينقطع!!!
ـ[فارس النهار]ــــــــ[23 - 11 - 09, 09:49 م]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم ..
قال ابن الجوزي -رحمه الله- في رسالته لابنه:
( .. وفي الحديث: " من قال سبحان الله وبحمده غُرسَت له نخلةٌ في الجنة " فانظر إلى مضيِّعِ الساعات كم يفوته من النخل .. )
والرسالة كاملة تجدها هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=157655)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 10:04 م]ـ
لا يزَال ُ لسانُكَ رطبا ً بذكر ِ الله ِ
جزاكم الله ُ خيرا ً
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[24 - 11 - 09, 01:37 ص]ـ
فارس النهار .. جزاك ربي خير الجزاء وبارك الله فيك ونفع بك ..
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[27 - 11 - 09, 04:20 م]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا
ـ[فارس النهار]ــــــــ[28 - 11 - 09, 11:56 م]ـ
وفيكم بارك وبكم نفع وجزاكم خير الجزاء ...
قال الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله:
( .. "باب: ما جاء في ذكر الله تبارك تعالى"
الذكر شأنه عظيم، {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} [(35) سورة الأحزاب] ((سبق المفردون)) جاء في فضله نصوص كثيرة جداً، وهو من أسهل الأعمال وأيسرها، بالإمكان والإنسان جالس قائم قاعد {يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ} [(191) سورة آل عمران] لا يكلف شيء، ولو عود المسلم نفسه على أن يكون لسانه رطباً بذكر الله -جل وعلا- ما دب اليأس إلى قلبه، ولا حزن، ولا لحقه هم ولا نصب؛ لأنه يحزن على إيش؟ إن فاته شيء من أمر الدنيا فالباقيات الصالحات خير من الدنيا كلها، وإن جلس ينتظر -ومن أشق الأمور على النفس الانتظار- لكن إذا كان يذكر الله وهو ينتظر لا يضيره أن يتأخر صاحبه ساعة أو أكثر أو أقل، بل إذا جرب الذكر وأنس بالله -جل وعلا- يتمنى أن صاحبه لا يحضر، يتمنى أن يتأخر صاحبه، وفي الذكر أكثر من مائة فائدة، أكثر من مائة فائدة ذكرها العلامة ابن القيم في الوابل الصيب، ومن أهمها يقول: أنه يطرد الشيطان، ويقمعه، ويكسره، ومنها: أنه يرضي الرحمن -عز وجل-، ومنها: أنه يزيل الهم والغم عن القلب، ومنها: أنه يجلب للقلب الفرح والسرور ومنها: أنه يقوي القلب والبدن، ومنها: أنه ينور الوجه والقلب، ويجلب الرزق، ويكسو الذاكر المهابة والنضرة، ومنها: أنه يورث المحبة التي هي روح الإسلام، وقطب رحى الدين، ومدار السعادة والنجاة، ومنها: أنه يورث المراقبة، الذي ديدنه ذكر الله -جل وعلا-، ولسانه دائماً رطب بذكر الله -جل وعلا-، لا شك أن الذي بعثه على ذلك مراقبة الله -جل وعلا-، فالإكثار من ذكر الله -جل وعلا- يورث المراقبة، فيدخل الإنسان في مرتبة الإحسان، إلى غير ذلك مما ذكره ابن القيم -رحمه الله تعالى-.
الذكر: الذكر باللسان فقط يترتب عليه ما وعد به من قال كذا فله كذا، يترتب عليه هذا، لكن إذا صحب الذكر باللسان حضور القلب والتدبر والعمل بما يقتضيه هذه الأذكار فأمر .. ، قدر زائد لا يعرف قدره إلا الله -جل وعلا-، ولذا جاء فيه ما يأتي من الفضل العظيم، يعني: "أفضل من أن تلقوا عدوكم" على ما سيأتي -إن شاء الله تعالى- قريباً.
نعم من أعظم الفوائد -كما نبه الشيخ-: ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه)) يعني لو أن واحداً منا -وهذا يوجد على كافة المستويات- لو أن الملك مثلاً أو أمير جالس مع أحد من أهل العلم أو كذا، وقال: فلان ماذا فعل؟ وفلان .. ، ثم يخبر فلان بأن الملك ذكره، ما ينام تلك الليلة، ما يجيه النوم، قطعاً ما ينام، هذا شيء شاهدناه، ومن الذي ذكره؟ مخلوق لا يقدم ولا يؤخر، لا يقدم ولا يؤخر، لكن إذا ذكره الله -جل وعلا-: ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي))، والله المستعان .. )
المصدر: شرح: باب: ما جاء في ذكر الله -تبارك وتعالى-، وباب: ما جاء في الدعاء (الموطأ: كتاب القرآن) - 4 ( http://www.khudheir.com/audio/1559)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/484)
ـ[فارس النهار]ــــــــ[29 - 11 - 09, 12:10 ص]ـ
قال أيضا حفظه الله وبارك في عمره:
( .. أيضاً مما يُوصى بِهِ المُسلم عُمُوماً لا يزال لِسَانُهُ رطب بذكر الله -جل وعلا-، و الذِّكر لا يُكلِّف شيء، الذِّكر لا يُكلِّف يعني سُبحان الله وبحمدِهِ مئة مرَّة حُطَّت عنهُ خطاياهُ وإنْ كانت مثل زبد البحر، سُبحان الله وبحمدِهِ بالتَّجربة تحتاج إلى دقيقة ونصف، ما يحتاج مثل الآصار والأغلال التِّي كانت على من قبلنا أنْ يأخذ الإنسان سيف ويقتل نفسه لِيتُوب اللهُ عليه، ما يلزم هذا، دقيقة ونصف سُبحان الله وبحمدِهِ حُطَّت عنهُ خطاياه وإنْ كانت مثل زبد البحر، من لزم الاستغفار، وللاستغفار فوائِدُهُ شيء لا يخطُر على البال، يعني لهُ دور في شرح النَّفس، وطيب العيش، وكثرة المال والولد، والبركة في الرِّزق، لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ، لهُ الملك ولهُ الحمد، وهو على كلِّ شيء قدير، عشر مرَّات، كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، عشر مرَّات تُقال بدقيقة، مائة مرَّة عاد هذا أمر لا يكون أحد مثله إلا إذا أتى بِمثلِهِ أو زاد، حرز من الشيطان، و مائة درجة، ويُمحى عنهُ مائة سيِّئة، و كمن أعتق عشرة من ولد إسماعيل، أُجُور؛ لكن يا الإخوان الحرمان ليست لهُ نهاية، تجِد كثير من النَّاس إذا ذهب إلى أمرٍ من الأُمُور ووجد صاحب الأمر غير موجُود ولا خرج مشوار يأتي بعد رُبع ساعة، الرُّبع ساعة الخمسة عشر دقيقة هذه أثقل عليه في الانتظار من خمسة عشر سنة، تجدُهُ يتوهَّج ويتأسَّف ويتألَّم وشوي يخرج وشوي يدخل ينتظر هذا لماذا؟ ما عوَّد نفسهُ على الذِّكر، يعني لو شرع في قراءة جُزء من القرآن بربع هالسَّاعة، ألا يود أنْ يتأخَّر صاحبهُ حتَّى يُكمل هذا الجُزء؟ إذا كان لهُ وِرْد ونصيب يومي من القُرآن ألا يتمنَّى أنْ تتأخَّر الإقامة قليلاً حتَّى يُكمل قراءَتهُ؟ والله هذا الحاصل يا الإخوان؛ لكنْ الذِّي يتَّخِذ القرآن لمُجرَّد إمضاء وقت، أو يتَّخِذ الذِّكر لذلك ما يُفلح، بس ينتظر الإقامة وينتظر الباب متى يأتي الإمام لماذا؟ لأنَّهُ ما عوَّد نفسهُ، ولا تعرَّف على الله في الرَّخاء ليُعْرف في مثل هذه الشَّدائد؛ لكنْ لو تأخَّر المُوظَّف الذِّي ينتظرُهُ عشر دقائق أو رُبع ساعة وتعوَّد إنْ كان لا يحفظ القرآن في جيبِهِ جُزء من القرآن قرأهُ يكفيه مائة ألف حسنة أفضل من العمل الذِّي جاء من أجلِهِ أفضل بكثير من العمل الذِّي جاء من أجلِهِ؛ لكنْ باعتبار أنَّنا ما عوَّدنا أنفُسنا على هذا نتضايق كثيراً، الإنسان في طريقه في مِشوارِهِ رايح وجاي، ويضيع أكثر أوقات النَّاس في السَّيَّارات الآن، وكثير من النَّاس لا يُحْسِن استغلال مثل هذه الأوقات، اقرأ قُرآن، اذكُر من الأذكار ما جاء الشَّرع بالحثِّ عليهِ، اسمع أشرطة علميَّة تستفيد.
المقصُود أنَّ على الإنسان أنْ يحفظ الوقت؛ لأنَّ العُمر هو عبارة عن هذه الأنفاس وهذه الدَّقائق وقبلها الثَّواني وبعدها السَّاعات هذا هُو عُمر الإنسان؛ بل هذا هو حقيقة الإنسان، فإذا ضيَّع الإنسان نفسهُ فعلام يُحافظ؟ إذا ضيَّع الإنسان نفسهُ يعني انتهت بالكُلِّيَّة ما سوى شيء، وكم من شخص يُمَد لهُ في العُمر إلى مائة سنة فإذا طُلب من أهلهِ وذويه ماذا أنجز خلال هذه المائة سنة؟ والله ما نشوف شيء .. )
المصدر: وصايا للشباب ( http://www.khudheir.com/audio/498)
ـ[السوادي]ــــــــ[29 - 11 - 09, 01:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[29 - 11 - 09, 01:27 ص]ـ
الحرمان لا نهاية له
وقع بنفسي أن الكلام لشيخنا
جزاكم الله خير وحفظكم الله أخي فارس النهار
ـ[أبوسليم السلفي]ــــــــ[30 - 11 - 09, 04:30 م]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ
ونسأل الله التوفيق
ـ[الأبهيشي]ــــــــ[30 - 11 - 09, 05:19 م]ـ
جزاك الله خيرا .. و أثابك و رفع درجتك
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 12 - 09, 09:38 م]ـ
الأخ الفاضل / فارس النهار
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، وأعلاه، وأوفاه.
وأسأل الله أن يبارك في عمر الشيخ / عبدالكريم الخضير وفي علمه، وعمله، ووقته، وأهله، وذريته، وطلابه، وماله، وأن يرزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب ...
ومن قال: آمين.
--
أقول ما قال الشيخ حفظه الله:
- إذا رأيت نفسي وبعض إخواني نفرط في الواجبات، والسنن المؤكدات!، ونفعل خلاف ذلك ... أقول: الحرمان لانهاية له!.
- وإذا رأيت من يفرط في بره بوالديه، ويقصر في حقوقهما .. أقول: الحرمان لا نهاية له!.
- وإذا رأيت من يقصر في تلاوة كتاب الله تعالى وتدبره وحفظه تقصيرا ظاهرا بيّنا .. أقول: الحرمان لا نهاية له!.
- وإذا رأيت انشغال البعض في الأيام الفاضلة بما لايفيد ولا يليق .. كأيام رمضان ولياليهن، وأيام عشر ذي الحجة ونحوها .. أقول: الحرمان لا نهاية له!.
- وإذا رأيت انشغال البعض بسفاسف الأمور دون معاليها ... أقول: الحرمان لانهاية له!.
- وإذا رأيت تفريط وتساهل بعض كبار السن ومن هم دونهم في الواجبات .. أقول: الحرمان لانهاية له!.
- وإذا رأيت مدرجات الملاعب قد امتلأت بالجماهير من صباح ذاك اليوم استعدادا لمباراة المساء .. أقول: الحرمان لانهاية له!.
- وإذا رأيت المقاهي وأماكن اللهو قد امتلأت واكتظت بالزوار والمرتادين .. أقول: الحرمان لا نهاية له!.
- وإذا رأيت أسرة المستشفيات قد امتلأت بالمرضى على تفريط ظاهر بيّن من بعضهم .. أقول: الحرمان لانهاية له!.
أسأل الله أن يصلح أحوالنا وقلوبنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/485)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[09 - 12 - 09, 10:00 م]ـ
الذكر يورث الخشية .. وقد أورد ابن القيم 100 فائدة للذكر في كتابه الوابل الصيب
ومقصود الصلاة وجميع الطاعات هو ذكر الله " وأقم الصلاة لذكري " ...
حقيقة الذكر هو عدم الغفلة. وتأدية الفرائض الدينية هي أعلى درجة الذكر , فلذا الانشغال في نصرة الدين والجد والاجتهاد في نشر الدين أعلى درجة الذكر بشرط أن يكون تأديتها بمراعات أوامر الله ومواعيده.) وقال (إن أصل الذكر وأعلاه هو مراعاة أحكام الله تعالى في كل وقت حسب أحواله، وفي قوله تعالى: {لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله} إذا كان الرجل يراعي حدود الله ويمتثل أوامر الله في تجارته وفي تعامله مع أولاده فهو من الذاكرين الله وإن كان مشغولاً في هذه المعاملات.)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[09 - 12 - 09, 10:02 م]ـ
تكملة:
الذكر:
معنى الذكر وأهميته: الذكر هواستحضار الشيء في القلب، ضد النسيان، والمراد هنا ذكر الله وهو من اهم ا لاعمال المقربة لله بل جميع الأعمال شرعت من اجل ذكر الله
وقد جاء الذكر في القرآن على عشرة أوجه:
1 - الأمر به مطلقا ومقيدا، كقوله تعالى: {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ ?ذْكُرُواْ ?للَّهَ ذِكْراً كَثِيراً *وَسَبّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب:41، 42].
2 - النهي عن ضده من الغفلة والنسيان، كقوله تعالى: {وَ?ذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ ?لْجَهْرِ مِنَ ?لْقَوْلِ بِ?لْغُدُوّ وَ?لآصَالِ وَلاَ تَكُنْ مّنَ ?لْغَـ?فِلِينَ} [الأعراف:205].
3 - تعليق الفلاح باستدامته وكثرته، كقوله: {يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَ?ثْبُتُواْ وَ?ذْكُرُواْ ?للَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال:45].
4 - الثناء على أهله، والإخبار بما أعد الله لهم من الجنة والمغفرة، كقوله: {وَ?لذ?كِرِينَ ?للَّهَ كَثِيراً وَ?لذ?كِر?تِ أَعَدَّ ?للَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيما} [الأحزاب:35].
5 - الإخبار عن خسران من لها عنه بغيره، كقوله: {?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْو?لُكُمْ وَلاَ أَوْلَـ?دُكُمْ عَن ذِكْرِ ?للَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـ?ئِكَ هُمُ ?لْخَـ?سِرُونَ} [المنافقون:9].
6 - أنه سبحانه جعل ذكره لهم جزاء لذكرهم له، كقوله سبحانه: {فَ?ذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:152].
7 - الإخبار أنه أكبر من كل شيء، كقوله تعالى: {وَلَذِكْرُ ?للَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت:45].
8 - أنه جعله خاتمة الأعمال الصالحة، كما كان مفتاحها، مثل ما ختم به الصلاة كقوله: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ ?لصَّلَو?ةَ فَ?ذْكُرُواْ ?للَّهَ قِيَـ?ماً وَقُعُوداً وَعَلَى? جُنُوبِكُمْ} [النساء:103]، وختم به شعيرة الصيام بقوله: {وَلِتُكْمِلُواْ ?لْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ?للَّهَ عَلَى? مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:182]، وختم به الحج في قوله: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَـ?سِكَكُمْ فَ?ذْكُرُواْ ?للَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءابَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة:200].
9 - الإخبار عن أهله بأنهم هم أهل الانتفاع بآياته، وأنهم أولو الألباب دون غيرهم، كقوله تعالى: {إِنَّ فِى خَلْقِ ?لسَّمَـ?و?تِ وَ?لأرْضِ وَ?خْتِلَـ?فِ ?لَّيْلِ وَ?لنَّهَارِ لآيَـ?تٍ لأوْلِى ?لألْبَـ?بِ * ?لَّذِينَ يَذْكُرُونَ ?للَّهَ قِيَـ?ماً وَقُعُوداً وَعَلَى? جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ?لسَّمَـ?و?تِ وَ?لأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَـ?طِلاً سُبْحَـ?نَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:190، 191].
10 - أنه جعله قرين جميع الأعمال الصالحة وروحَها، فمتى عدمته كانت كالجسد بلا روح، كقرنه بالصلاة في قوله تعالى: {وَأَقِمِ ?لصَّلَو?ةَ لِذِكْرِى} [طه:14]، وقرنه بالجهاد كما في قوله: {يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَ?ثْبُتُواْ وَ?ذْكُرُواْ ?للَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال:45].
مقصد الذكر: هو إستحضار عظمة الله في القلب وعدم الغفلة
انواع الذكر: الذكر ثلاثة انواع
1 ـ ذكر بالقلب: وهوإستحضار عظمة الله في القلب وعدم الغفلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/486)
2 ـ ذكر باللسان: وهو التسبيح والتحميد والتكبيروالتهليل وكل ذكر صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قسمان
1 ـ مقيد:هو ما قيد بزمان او مكان او حال كأذكار الصباح والمساء ودخول المسجد
والخروج منه واذكار الصلاة وغيرها من الأذكار المقيدة
2 ـ مطلق: وهو مالم يقيد كالتسبيح والتكبير والتحميد والتهليل
3 ـ ذكر بالجوارح: وهو جميع العبادات العملية
احكام الذكر: أجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء، وذلك بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء وغير ذلك، ولكن لا يقرأ القرآن الجنب والحائض والنفساء.
وقد ذكر العلماء الأحوال التي يكره فيها الذكر:
فمن ذلك: حالة الجلوس على قضاء الحاجة، وفي حالة الجماع، وفي حالة الخطبة لمن يسمع صوت الخطيب، وفي القيام في الصلاة بل يشتغل بالقراءة، وفي حالة النعاس.
وذكروا الأحوال التي يستحب فيها قطع الذكر بسبب عارض ثم العودة إليه بعد زواله:
فمن ذلك: إذا سُلِّم عليه ردَّ السلام ثم عاد إلى الذكر، وكذا إذا عطس عنده عاطس شمته ثم عاد إلى الذكر، وكذا إذا سمع المؤذن، وكذا إذا رأى منكرا أزاله أو معروفا أرشده إليه، وكذا إذا غلبه النعاس ونحوه.
وكل محرم أو مكروه من قول أو عمل لا يجوز افتتاحه بشيء من ذكر الله تعالى، لما فيه من الامتهان، وافتتاح المعصية بالطاعة 0
فضل الذكروفوائده:
لذكر الله عز وجل من الفوائد الدنيوية والأخروية ما لا يمكن حصره ولا استقصاؤه، وكيف يمكن حصر فضل الله أو استقصاء نعمائه وآلائه وقد قال سبحانه: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ?للَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ?لإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم:34].وقد ذكر ابن القيم أكثر من مئة فائدة للذكر
فمن هذه الفوائد:
1 - أن ذكر الله عز وجل يقوي صلة العبد بربه، وذلك أنه يورث الذاكر رضا الله ومحبته ومراقبته والإنابة إليه والقرب منه وأنه معه والهيبة له وذكر الله تعالى له. كما في قوله تعالى: {فَ?ذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:152]، وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى: ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم))، ويذكره الله عند الشدة، ويزيل الوحشة بين العبد وبين ربه، ويوجب له الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده، وأنه أصل موالاة الله عز وجل ورأسها، والغفلة أصل معاداته وأسها، ويوجب صلاة الله وملائكته على الذاكر.
2 - أن ذكر الله عز وجل يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره، ولا يحرز العبد نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى، كما جاء في حديث الحارث الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا، حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى .. )).
3 - أنه يزيل الهم والغم عن القلب، ويجلب له الفرح والسرور والبسط، ويقويه وينوره، ويورث حياة القلب، وينبهه من نومه، ويوقظه من سنته، وأنه قوت القلب والروح، وأن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى، وأنه شفاؤه ودواؤه، ويذهب عنه الخوف.
4 - أنه أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها، وأنه من أكبر العون على طاعة الله، وله من بين الأعمال لذة لا يشبهها شيء، قال مالك بن دينار: "وما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل، فليس شيء من الأعمال أخف مؤونة منه، ولا أعظم لذة"، وقال الحسن البصري: "تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء: في الصلاة، وفي الذكر، وفي قراءة القرآن، فإن وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق". وأن إدامته تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها سواء كانت بدنية أو مالية أو بدنية مالية، كحج التطوع.
5 - أن كثرة ذكر الله أمان من النفاق، قال تعالى: {إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ يُخَـ?دِعُونَ ?للَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ?لصَّلَو?ةِ قَامُواْ كُسَالَى? يُرَاءونَ ?لنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ?للَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء:142]، قال كعب بن مالك رضي الله عنه: (من أكثر ذكر الله برئ من النفاق).
6 - أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/487)
7 - ويفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة.
8 - وأنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل.
9 - وأنه يجلب الرزق والنعم، ويدفع النقم.
10 - وأنه يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق، وأنه يعطي للذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطق فعله بدونه.
11 - وأنه رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره، وجمع الله بينهما قال تعالى: {فَ?ذْكُرُونِى أَذْكُرْكُمْ وَ?شْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [البقرة:152]، وكذلك جمع بينهما النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((والله ـ يا معاذ ـ إني لأحبك، فلا تنس أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك، وحسن عبادتك)).
12 - أنه يجعل الدعاء مستجابا، فالدعاء الذي تقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد كما في حديث فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله تعالى ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد عجل هذا))، ثم دعاه فقال له أو لغيره: ((إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه عز وجل والثناء عليه، ثم ليصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعدُ بما شاء)).
13 - أنه منجاة من عذاب الله تعالى قال معاذ رضي الله عنه: (ما عمل العبد عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله).
14 - وأنه غرس الجنة، كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقيت ليلة أسري بي إبراهيم الخليل عليه السلام فقال: يا محمد أقرئ أمتك السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر)).
15 - وأن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، ويسعى بين يديه على الصراط
16 - ان الذكر من خير الأعمال وازكاها وارفعها: قال النبي صلى الله عليه وسلم ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((ذكر الله عز وجل))
كيف نكون من الذاكرين كثيرا: حتى نكون من الذاكرين الله كييرا لابد من
1 - استخضار عظمة الله عند اي عمل نقوم به
2 - المحافظة على الأذكار المقيدة
3 - الأكثار من الذكر المطلق(119/488)
لفتةٌ رائعة من الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 11 - 09, 06:42 م]ـ
لفتةٌ رائعة، وتوجيه مبارك من الشيخ الفاضل / عبدالكريم الخضير حفظه الله، سمعتها منه مرارا في دروسه ومحاضراته، أرى فيها وصفا دقيقا، وتحليلا عجيبا لحالنا ... وأسباب ضعفنا وتقصيرنا ... لا أملُّ من قراءتها وسماعها، ولاينقضي عجبي من قوتها .. رغم بساطتها ... فأترككم معها:
من عرف الله في الرخاء عرفهُ في الشدة
الشيخ / عبد الكريم الخضير
" فما رأيتُ رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - استنَّ استناناً أحسن منه " - عليه الصلاة والسلام - حرصاً على هذه السَّنَّة، والمُوفَّق لا يُفرِّطُ بشيءٍ من السُّنن حتى في أحلك الظُّرُوف والأحوال.
وكثيرٌ من النَّاس تُشاهِدُونهُ في الأوقات التِّي تضييق بالنِّسبة لهُ يُهدر كثير من الواجبات فضلاً عن السُّنن، يتخفَّف من الواجبات لأدْنَى سبب، ويعْذُر نفسهُ بأدْنَى عُذْر عن الواجبات يتخفَّف ويقول: الله غفورٌ رحيم لأدْنى عُذر، يُصاب بزُكام ويترك الصَّلاة مع الجماعة، وعكة خفيفة يترك الصَّلاة، يُؤخِّر الصَّلاة حتى يخرج وقتُها و يقول: الله غفورٌ رحيم، نعم الله غفورٌ رحيم، رحمتُهُ وسعت كُلَّ شيء كَتَبَها لمن؟ و {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا} [(156) سورة الأعراف] لمن؟، للمُفرِّطين؟، للذِّين يُزاولُون المُنكرات ويعتمدُون على سعة رحمة الله؟ لا، هو غفورُ رحيم كما أخبر عن نفسِهِ -جل وعلا-، ومع ذلكم شديدُ العقاب.
والله -سبحانه وتعالى- يغار، ولذا حُدَّت الحُدُود، يزني الزَّاني ويقول: الله غفورٌ رحيم، ويسرق السَّارق ويقول: الله غفورٌ رحيم، ورحمة الله -جل وعلا- لا تُحد وسِعت كل شيء؛ ولكنْ مع ذلكم هناك مع هذا الوعد وعيد، وعلى المُسلم أنْ ينظر إلى النُّصُوص مُجتمعة، لا ينظر إلى الوعد فقط فيُصاب باليأس والقُنُوط، ويسلك مسالك الخوارج، لا، ولا ينظر إلى نُصُوص الوعد مُعرضاً عن نُصُوص الوعيد فيسلك مسلك الإرجاء، وينسلخ من الدِّين وهو لا يشعر، على الإنسان أنْ يتوسَّط في أُمُورِهِ كما هو مذهب أهل الحق مذهب أهل السُّنة والجماعة، النبي -عليه الصلاة والسلام- ما فرَّط في هذه السنة رغم ما يُكابِدُهُ من آلام وأوجاع.
ومن عرف الله وتعرَّف على الله في الرَّخاء عرفهُ في الشِّدَّة، من أراد أنْ ينظر الشَّاهد على ذلك الشَّواهد الحيَّة على ذلك: يزُور المرضى في المُستشفيات لاسيَّما من كانت أمراضُهُم شديدة مُقلِقة؛ بل ينظر إلى أماكن العِناية، وينظر الفُرُوق، دخلنا المُستشفى مرَّة فإذا بشخص أكثر من ثمانين عُمرهُ في آخر لحظاتِ حياتِهِ على لسانِهِ اللَّعن والسَّب والشَّتم، لا يفترُ عن ذلك كبير في السِّن في آخر لحظاته، أين أنت والله يفعل ويترك، يلعن باللعن الصَّريح، وخرجنا من عندهُ وهو على هذه الحال؛ لأنَّهُ عاش أيَّام الرَّخاء على هذه الحال.
وشخص؛ بل أشخاص بالعناية لا يعرفُ الزَّائِرين ويُسْمع القرآن منهُ ظاهر، يُرتِّل القرآن ترتيل، وهو لا يعرف من حوله، وهو مُغمىً عليه، وكم من شخص في حال إغماء فإذا جاء وقتُ الأذان أذَّن أذان واضح وظاهر يُسْمَع منهُ، وكم من شخص يُلازم الذِّكر وهو بالعناية، وتُرى علامات الذِّكر على وجهِهِ، وقدِّم تجد.
تعرَّف على الله في الرَّخاء يعرفك في الشِّدَّة، أما لأدنى سبب تعذر نفسك وتترك الواجبات فضلاً عن المُستحبَّات، هذا في النِّهاية ما تجد شيء، ما تُعان.
كثير من طُلاَّب العلم مع الأسف الشَّديد ليس لهم نصيب كما ينبغي من كتاب الله -عز وجل-، فإذا ذهب إلى الأماكن الفاضلة، في الأوقات المُفضَّلة في العشر الأواخر من رمضان في مكة يتفرَّغ للعبادة فيجلس من صلاة العصر إلى أذان المغرب يتعرَّض لِنفحات الله في ذلك الوقت، يفتح المُصحف؛ لكن ليس لهُ رصيد سابق طُول عُمره يُريد أنْ يستغل هذه الأيام، هل يُعان على قراءة القرآن؟!، ما يُعان أبداً، هذا الشَّاهد حاصل، يعني موجُودة الشَّواهد، تجد شخص من خيار النَّاس يفتح المُصحف بعد صلاة العصر خمس دقائق ثُم يغلق المُصحف؛ يمل؛ يتلفَّت يمين وشمال لعلُّه يشُوف أحد يقضي معه بعض الوقت يُنفِّس عنهُ، هل أنت في كُربة يُنفِّس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/489)
عنك؟!.
لكن رأينا من ينظر السَّاعة كيف تمشي بسُرعة قبل أنْ يُكمل ما حدَّدَهُ من التِّلاوة حِزبهُ الذِّي اعتادهُ.
بعض النَّاس يقول: ((من حجَّ فلم يرفُث ولم يَفْسُق خرج من ذُنُوبِهِ كيوم ولدتهُ أُمُّه)) الحج أربعة أيَّام، يقول: لو الإنسان يخيط الشفتين خياط ما عليه لو سكت أربعة أيام؟!، لكن هل يُعان على السُّكُوت؛ وهو طُول أيَّامِهِ أيَّام الرَّخاء قيل وقال؟ والله ما يُعان على السُّكُوت.
فعلى الإنْسان أنْ يتعرَّف على الله في الرَّخاء ليُعرف في مثل هذه اللحظات، كما قال الله -جل وعلا-: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [(4) سورة الليل].
في العناية شخص يلعن و يسبُّ و يشتم، وشخصٍ يقرأ القُرآن، يعني الله -جل وعلا- ظلم هذا ولطف بهذا؟!، أبداً، هذا ما قدَّم وهذا ما قدَّم، والنَّتيجة أمامه.
النَّبي -عليه الصلاة والسلام- يُكابد من المرض ما يُكابد ويحرص على تطبيق السُّنَّة -عليه الصلاة والسلام-.
" فما رأيتُ رسُول الله -صلى الله عليه وسلم- استنَّ استناناً أحسن منه " بعد أنْ فرغ، مُجرَّد ما فرغ رسُول الله -صلى الله عليه وسلم- رفع يدهُ أو إصبعهُ، ثُمَّ قال: ((في الرَّفيق الأعلى)) ثلاثاً ثُمَّ قضى -عليه الصلاة والسلام-، خرجت رُوحُهُ الشَّريفة إلى بارئِها، وكانت تقول: " مات بين حاقنتي وذاقنتي " الوهدة المُنخفضة ما بين الترقوتين، والذِّقن معروف مكان اللحية، " مات بين سحري ونحري " هذا من مناقبها -رضي الله عنها-، وفي لفظٍ: " فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يُحب السواك " فقلت: " آخذه لك؟ " فأشار برأسه: أن نعم - عليه الصلاة والسلام - وهذا لفظُ البُخاري، ولمسلم نحوه.
فعلينا أنْ نحرص أشدَّ الحرص على الواجبات ((وما تقرَّب احدٌ إلى الله بأفضل مما افترض عليه)) ويحرص أيضاً على تطبيق السُّنن في الرَّخاء ليُمكَّن منها في الشِّدَّة، ولِيَأْلَفها ولِيَتجاوز مرحلة الاختبار إلى مرحلة التَّلذُّذ بالطّاعة العبادة، يكُون لهُ نصيب من الذِّكر، من التِّلاوة من الانكسار بين يدي الله -عز وجل-، ليُعرف إذا احتاج فيما بعد، ليُكْتب لهُ هذا العمل إذا مرض وعجز عنهُ، يستمر لهُ هذا العمل.
http://www.khudheir.com/text/142
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 06:47 م]ـ
الله أكبر!!!
يا لها من كلمات!!!!!
جزاك الله خيرا شيخنا سامي ..
وجزى الله شيخنا العلّامة: عبد الكريم الخضير ..
ـ[سعيد يوسف الأثري]ــــــــ[23 - 11 - 09, 06:50 م]ـ
أخي الفاضل المسيطير
انتقاء مميز
وكلام العلامة الخضير حفظه الله من الكلام الذي سؤثر في النفس وكثيرا حفظه الله ما يعظ ووعظه يصل للقلوب فيحفزها.
جزاه الله خيرا
وجزاك الله خيرا
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[23 - 11 - 09, 06:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا على نقل هذه النصيحة أخانا وشيخنا الفاضل المسيطير ..........
وحفظ الله لنا شيخنا الخضير من كل مكروه .....
ـ[أبو راشد التواتي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:07 م]ـ
حفظ الله الشيخ عبدالكريم الخضير ورعاه
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 07:57 م]ـ
قال الله تعالى: {ورحمتي وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون}
جزاكم الله خيرا على نقل هذه النصيحة أخانا وشيخنا الفاضل المسيطير ..........
وحفظ الله لنا شيخنا الخضير من كل مكروه .....
درر .. سلمت يمينك
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[23 - 11 - 09, 08:51 م]ـ
حفظكم الله يا شيخ سامي ...
وحفظ الله الشيخ الفاضل المبارك / عبد الكريم الخضير ...
ـ[مسلم الخولاني]ــــــــ[23 - 11 - 09, 09:28 م]ـ
الله المستعان ..
حفظ الله علمائنا من كيد الفجار
بورك فيك أخي الفاضل
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 11:09 م]ـ
جزاكم الله خير ..
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[23 - 11 - 09, 11:37 م]ـ
الله أكبر .. الله أكبر ...
كلام رائع من العالم الجليل الشيخ عبدالكريم حفظه الله ورعاه ..
ونقل متميز لشيخنا المسيطير
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 01:22 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[24 - 11 - 09, 01:30 ص]ـ
جزاك ربي خير الجزاء ..
سلمت يمينك ياغالي .. جعلك الله من عباده الأتقياء الأنقياء الأخفياء ..
سبحان الله كنت أسمع للشيخ المبارك الخضير في هذا اليوم شريط: قد أفلح من زكّاها .. أنصحكم باستماعه .. فقد ذكر كلاماً جيداً طيباً ينفع المؤمن .. وهذا الكلام المنقول موجود بعضه في هذا الشريط وزيادة في التوجيهات النيّرات .. والله المستعان ..
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[24 - 11 - 09, 10:09 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا المبدع أبا محمد على نقلك المتميز جدددددددددا
وبارك الله في الشيخ عبدالكريم الخضير ووهبه طول العمر على الطاعة والعافية
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 10:42 م]ـ
نفعنا الله بهذه الكلمات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/490)
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 12:22 ص]ـ
جزيتم خيرا انتفعنا بما ذكرتم
ـ[أبو السها]ــــــــ[25 - 11 - 09, 01:19 ص]ـ
إن الإكثار من المسائل الفقهية والغوص في المعاني العقلية واستنباط العلل من مظانها مما يقسي القلوب الزكية ولا دواء لها إلا مثل هذه الدرر البهية، بارك الله في الشيخ القدوة العالم الرباني عبد الكريم الخضير نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا، وجزيت خيرا أخانا المسيطير
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 11 - 09, 11:39 م]ـ
الإخوة المشايخ الفضلاء /
أبا الهمام البرقاوي
سعيد يوسف الأثري
علي سلطان الجلابنة
التواتي
عجب الرويلي
أسامة بن الزهراء
مسلم الخولاني
أبا الهنوف العنزي
صالح الطريف
أحمد بن الحنبلي
أبا راكان الوضاح
عبدالله الميمان
نور الدين الساعي
ابو ابراهيم امام العربي
أبا السها
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، وأعلاه، وأوفاه ... وأسأل الله أن يسعدنا جميعا ووالدينا ومشايخنا ومن نحب ... في الدارين.
ـ[السوادي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 11:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 08:17 ص]ـ
لله درك ودر الشيخ ,، فسبحان الله ..
وهذه خطبة للشيخ السعدي قال:
أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتعرفوا إليه بالأعمال الصالحة في حال الرخاء يعرفكم في الشدة، وقوموا بحقوق ربكم في كل حال ينقذكم من كل مشقة، فقد قال الله تعالى في ذكر السبب الذي أنقذ به يونس عليه السلام من بطن الحوت إذ نادى وهو مكظوم: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: «دعوة أخي ذي النون ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربته: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}»، قال تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}. وقد قال يوسف عليه السلام، حيث أزال الله عنه المكاره والمشقات، وأوصله إلى الخير العاجل والعز والتمكين، وجمع له بين خير الدنيا وخير الدين: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}. وقال موسى عليه السلام لقومه: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}. لما امتثلوا أمره واستعانوا بالله وصبروا قال الله مخبرا عما إليه وصلوا: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا} وقال تعالى مذكرا للمؤمنين حالهم مع نبيهم عليه الصلاة والسلام بعد الشدائد والاضطهاد وإبدالها بالخير والسكون: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم الصخرة العظيمة فسدت عليهم باب الغار، فتوسلوا بأعمالهم الصالحة إلى الملك الغفار، فأحدهم توسل ببره الكامل لأبويه، والثاني بعفته العظيمة حين ترك محبوبه مع القدرة عليه، والثالث بالوفاء بالمعاملة الذي لا نظير له فيقاس عليه، ففرج الله عنهم بهذه المقدمات الطيبة حين لجؤا إليه. وقال صلى الله عليه وسلم: «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة». فمن حفظ الله في حال الصحة والقوة والشباب حفظه الله في كبره وأحسن له الخاتمة والمآب. فكم لله على المحسنين من فضل عظيم،وكم له على المطيعين من ألطاف وخير جسيم.
.............
وهذه فائدة لابن عثيمين (وإن كانت بعيدة عن الموضوع) من أحد طلابه: قال
مسألة (1) (27/ 7/1417هـ)
سألت شيخنا رحمه الله:هل يوصف الله بـ (العارف)؟ وما توجيه الحديث (تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) (1)؟
فأجاب: لا يوصف الله بـ (العارف)، لأن المعرفة لا تكون إلا بعد جهل، وأما الحديث فالمراد بمعرفة الله بالعبد اللطف به.
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 06:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم.
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 02:27 ص]ـ
سمعت الشيخ الخضير يقول لا يوصف الله بالعارف أما ورودها بالحديث فهي من باب المقابلة ..
ـ[أبوسليم السلفي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 10:09 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 12:46 م]ـ
[ويعْذُر نفسهُ بأدْنَى عُذْر عن الواجبات يتخفَّف ويقول: الله غفورٌ رحيم لأدْنى عُذر،
يُصاب بزُكام ويترك الصَّلاة مع الجماعة، وعكة خفيفة يترك الصَّلاة،
اليس من الواجب عليه أن يترك الصلاة مع الجماعة ,لإن هذا المرض ضرره متعد
وبارك الله فيك على هذا النقل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/491)
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[28 - 11 - 09, 12:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[منى ريمة]ــــــــ[28 - 11 - 09, 01:24 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[28 - 11 - 09, 01:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا
كلمات نافعة
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[28 - 11 - 09, 03:31 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم
اللهم أرحمنا وتجاوز عنا
ـ[أبو أحمد السكندرى]ــــــــ[28 - 11 - 09, 04:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا على نقل هذه النصيحة أخانا وشيخنا الفاضل المسيطير ..........
وحفظ الله لنا شيخنا الخضير من كل مكروه .....
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[28 - 11 - 09, 06:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو عزام خالد]ــــــــ[28 - 11 - 09, 09:56 م]ـ
لفته يغفل عنها كثير من الناس من الشيخ المسدد عبدالكريم الخضير
ولاحرمك الله الاجر المسيطير على النقل والتذكير
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 12 - 09, 07:52 م]ـ
(الله لطيف بعباده) أوصى ابن قدامة رحمه الله أحد إخوانه قائلا: " واعلم أن من هو في البحر؛ على اللوح .. ليس بأحوج إلى الله وإلى لطفه ممن هو في بيته؛ بين أهله وماله، فإذا حققت هذا في قلبك فاعتمد على الله اعتماد الغريق الذي لا يعلم له سبب نجاة غير الله ".
--
الإخوة المشايخ الأكارم /
السوادي
أبا البراء القصيمي
أباعبدالرحمن العتيبي
عجب الرويلي
أبا سليم السلفي
عبدالرحمن الوادي
مهاجرة إلى ربي
منى ريمة
أم ديالى
أبا مالك المصرى
أبا أحمد السكندرى
محمد بن عمران
أباعزام خالد
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، وأعلاه، وأوفاه ... وأسأل الله أن يسعدنا جميعا ووالدينا ومشايخنا ومن نحب ... في الدارين.
ـ[آل شطارة الجزائري]ــــــــ[06 - 12 - 09, 08:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولِيَتجاوز مرحلة الاختبار إلى مرحلة التَّلذُّذ بالطّاعة العبادة
اللهم بلغنا هذه المرتبة يا رب العالمين.
ـ[سالم ابن النابلسي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 11:04 ص]ـ
و الله إن هذا الأمر لعظيم و مقلق ........
جزاك الله عنا خيرا أخي المسيطير
و أسأل الله أن يبارك للشيخ الخضير في عمره ...
و أن يبارك في علمه و عمله ...
و وقته ...
و صحته ...
و أهله و ماله ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 01 - 10, 07:26 ص]ـ
قال الشيخ العلامة / عبدالكريم الخضير حفظه الله تعالى عند شرحه لكتاب العلم لأبي خيثمة:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله أهلين)، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: (هم أهل القرآن، أهل الله وخاصته).
هذا معروف مخرج عند الدارمي في المسند وابن ماجه بإسناد حسن، عند الدارمي إسناده جيد، لا بأس به.
(هم أهل الله وخاصته): فأهل العناية بكتاب الله -جل وعلا- هم أهل الله وخاصته.
ويقرر ابن القيم -رحمه الله تعالى- أن أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته هم أهل العناية به، هم أهل العناية به والاهتمام بقراءته وتدبره وترتيله والعمل به، يقول: هم أهل القرآن وإن لم يحفظوه، على أنه جاء في الحفظ على وجه الخصوص ما جاء من نصوص تحث عليه، لكن لا ييأس من لم يستطع حفظ القرآن، تكن له عناية بالقرآن، وورد يومي من القرآن، يعنى بكتاب الله -جل وعلا-، ينظر في عهد ربه، بحيث لا تغيب شمس يوم إلا وقد قرأ حزبه من القرآن، والمسألة تحتاج إلى همة، تحتاج إلى عزيمة، والتسويف لا يأتي بخير، وإذا فات ورد النهار قرأناه في الليل، فات ورد الليل نضاعف حزب الغد، ما ينفع هذا.
أناس نعرفهم إذا جاء وقت الورد - وقت الحزب - وهو في سفر في طريق في البراري والقفار يلبق السيارة (يوقفها) يقرأ حزبه ويواصل إذا لم يحفظ، هنا لا يضيع الحفظ بهذه الطريقة.
من حدد لنفسه ورداً وحزباً يومياً بحيث لا يفرط فيه مثل هذا يفلح، ولا يفرط في نصيبه من القرآن، وتلاوة القرآن لا تكلف شيئاً ترى، لا تكلف شيئاً.
يعني بالتجربة من جلس بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس قرأ القرآن في سبع، يعني في كل جمعة يختم القرآن، ما تكلف شيئاً، المسألة تحتاج إلى ساعة، لكن مع ذلكم تحتاج إلى همة تحتاج إلى همة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/492)
أما من يقول: إذا جاء الصيف والله الآن الليل قصير، فإذا طال الليل أجلس بعد صلاة الصبح - إن شاء الله - وإذا جاء الشتاء قال: والله براد إذا دفينا شوية جلسنا، الفجر برد في الشتاء معروف، لكن إذا قال مثل هذا لن يصنع شيئاً.
ومعروف أن أناس ما ينامون بالليل ويجلسون بعد صلاة الصبح؛ لأنهم اعتادوا هذا ووطنوا أنفسهم على هذا، وجعل هذا جزء من حياته كغداءه وعشاءه، كأكله وشربه، ما يفرط في هذا وإذا جلس إلى أن تنتشر الشمس يقرأ السبع بدون أي مشقة - سبع القرآن - فتكون هذه القراءة بتعهد القرآن والنظر في عهد الله -جل وعلا- في هذا الكتاب.
وأيضاً من أجل اغتنام الأجر المرتب على الحروف أقل الأحوال، ويكون له ساعة أيضاً من يومه قراءة تدبر يقرأ فيها ولو يسيراً، يراجع عليه ما يشكل من التفاسير الموثوقة، وبهذا يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
لكن المشكل التسويف، هذا الإشكال، والله إذا دفينا إذا بردنا ما ينفع يا أخي، ينتهي العمر وأنت ما دفيت، أو الآن والله انشغلنا جاءنا ما يشغلنا نجعل نصيب النهار إلى الليل، ثم جاء الليل والله جاءنا ضيف، جاءنا كذا، والله الإخوان مجتمعين بالاستراحة، وإلا ... ، ما يجدي هذا، هذا ما يمشي.
فإذا اقتطع الإنسان من وقته جزءً لا يفرط فيه مهما بلغت المساومة، مهما بلغت المغريات حينئذ يستطيع أن يقرأ القرآن بالراحة في كل سبع، وقد جاء الأمر بذلك في حديث عبد الله بن عمرو: (اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)، نعم لا يزيد على سبع؛ لأنه مطالب بواجبات أخرى لكن الذي عنده من الفراغ أكثر وارتباطاته العامة أقل؛ مثل هذا لو قرأ القرآن في ثلاث ما كلفه شيئاً، يزيد ساعة من بعد صلاة العصر يقرأ القرآن في ثلاث، والدنيا ملحوق عليها ترى ما فاته شيء، والرزق المقسوم يجي (يأتي)، وليت الناس ما ينشغلون إلا بما ينفعهم؛ لأن من اليسير أن يجلس الإنسان بعد صلاة العشاء يسولف إلى أذان الفجر، سهل مع الإخوان ومع الأقران، ومع الأحباب، يمشي سهل، لكن تقول له: اجلس، وهو ما تعود يقرأ ما يستطيع، والمسألة تحتاج إلى أن الإنسان يري الله -جل وعلا- منه شيئاً في حال الرخاء، ويتعرف عليه في حال الرخاء بحيث إذا أصابه شدة أو مأزق أو جاءه ضائقة أو شيء يعرفه الله -جل وعلا- (تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، ثم جربت كثيراً من الإخوان ومن الأخيار ومن طلاب العلم يهجرون بلدانهم وأهليهم إلى الأماكن المقدسة في الأوقات الفاضلة من أجل أن يتفرغ للعبادة، ثم إذا فتح المصحف ...... مع الجهاد يقرأ جزء بين صلاة العصر وهو جالس ما طلع من المسجد الحرام إلى أذان المغرب يا الله يقرأ جزء، يقرأ ويتلفت ويناظر، عسى الله يجيب أحد، إن جاء أحد وإلا هو قام يدور؛ لأنه ما تعود، ما تعود صعب، وهو بالراحة بعض الناس ما يغير جلسته يقرأ عشرة وهو مرتاح؛ لأنه تعود، فالمسألة مسألة تعود.
http://www.khudheir.com/audio/1762
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[10 - 01 - 10, 01:07 ص]ـ
كلام من قلب صادق نحسبه كذلك و لا نزكي أحداً على الله ..
بارك الله فيك أخوي الغالي أبو محمد ..
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[10 - 01 - 10, 10:13 ص]ـ
إمام إمام إمام
من الراسخين فى العلم
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 10:59 ص]ـ
جزاك الله يا شيخ سامي خيري الدنيا والآخرة ونفع الله بك .. كلام قاسي وقارص للقلوب المقصرة (مثلي) الله المستعان، وأحسب الشيخ عبدالكريم خرج الكلام من قلبه بصدق، ونقلته لنا كذلك بصدق (أحسبك كذلك) سائلاً المولى أن يوفقني لملازمته والنهل من علمه والإستفادة منه، لأنه نحسبه جمع بين العلم والعمل والتربية والوعظ.
ـ[علاء ابراهيم]ــــــــ[10 - 01 - 10, 11:15 ص]ـ
لله درك يا شيخنا
حفظ الله الشيخ عبدالكريم الخضير من كل مكروه وأطال في عمره ليتحفنا بدرره وجواهره
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 04 - 10, 12:01 ص]ـ
ألا تريد استغلال هذه المواسم في الطاعات؟!
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/493)
هذا الذِّي ضيَّع أوقاتهُ في القيل والقال ... هل يُعان على حِفْظِ لسانِهِ في أوقات المواسم؟، هل يُعان على استغلال المواسم؟، يسمع بقوله -عليه الصَّلاة والسَّلام-: ((من حجَّ فلم يرفث ولم يفسُق رجع من ذُنُوبِهِ كيوم ولدته أُمُّهُ))؛ أربعة أيَّام يحرص على حِفْظِ لِسانِهِ فلا يستطيع؛ لأنَّهُ لم يتعرَّف على الله في حال الرَّخاء، لِسَانُهُ في القيل والقال في أوقات الرَّخاء؛ فإذا جاء وقتُ الشِّدَّة لا يُعان على ذلك.
وقُل مثل هذا في تلاوة القرآن، نجد من طلبة العِلم من يَتَفرَّغ في رمضان أو في العشر الأواخر من رمضان بأنْ يهجُر أهلهُ ووطنَهُ وجميع وسائل الرَّاحة إلى أماكن المُضاعفات، في أشْرَف الأوقات، ويَسْمع عن سَلَفِ هذهِ الأُمَّة من يقرأ القُرآن في يوم، ومن يقرأ القُرآن في اليوم مرَّتين، ومنهم من يقرأ في يومين، ومنهم من يقرأ في ثلاث، فَيَحرص على أنْ يختم القرآن فلا يَسْتطيع، يَجْلِس ويتعرَّض لهذا، يجلس من صلاة العصر إلى أذان المغرب فَاتِحاً المُصحف يُريد أنْ يقرأ في ساعتين يعني أقل تقدير يقرأ سِتَّة أجزاء هذا إذا كان مِمَّن لم يَتَعوَّد ويَتَمَرَّنْ على قِراءة القُرآن، يعني الجُزء بثُلث ساعة كُل إنسان يستطيع هذا؛ لكن ما الحَصِيلة؟، وما النَّتيجة؟، لأنَّهُ لم يتعوَّد في وقت الرَّخاء ... كم يقرأ؟ لا يزيد على الجُزء، يقرأ آية آيتين؛ ثُمَّ يلتفِت يَمِيناً وشِمالاً عَلَّ أحداً أنْ يَعْرِفَهُ فيَجْلِسْ معهُ؛ لِيُزاول المِهنة التِّي كان يُزاولُها عَامَهُ كُلَّهُ؛ إنْ وجد أنْ جاءهُ أحد؛ وإلا ذهب هو ليبحث عن النَّاس ... طيب لماذا أنت سافرت وتركت أهلك ... ألا تُريد أنْ تستغل هذهِ الأوقات؟ هذا واقع كثير من الشَّباب.
وأقول: يُوجد -ولله الحمد- منْ يفعل فِعل السَّلف، يعني يُوجد من يقرأ القرآن في يوم، ليست المسألة مسألة يأس وقنوط – لا – لكن هذا فيه الحثّ حث الأخوان على استغلال الأوقات، وقولُهُ -عليه الصَّلاة والسَّلام-: ((تعرَّف على الله في الرَّخاء يعرفكَ في الشِّدَّة)) مُضطرِد في كُلِّ شيء؛ فإذا تعوَّدْت قراءة القرآن في أوقات الرَّخاء، وخَصَّصْت لهُ وقتاً من سَنَام وقتك، لا على الفَرغة! بحيث إذا جئت قبل الإقامة بخمس دقائق أو عشر دقائق فتحت المُصحف وقرأت وإلا فلا! – لا – يعني لو جَلَس طالب العلم من صلاة الصُّبح في مكانِهِ، وأتى بالأذكار المُرغَّب فيها؛ ثُمَّ قرأ القرآن إلى أنْ تَنْتَشِر الشَّمس هذا يقرأ القرآن في سبع من غير مَشَقَّة، ومن غير تفويت أي مصلحة لا دينيَّة ولا دُنيويَّة؛ بل سوف يجدُ أثرها على بقيَّة يومِهِ، كما قال شيخ الإسلام، هي الزَّاد التِّي تُعينُهُ على بقيَّة أعمالِهِ الصَّالحة في يومِهِ.
ابن القيم رحمهُ الله تعالى لمَّا شَرَح حال الأبرار، وحال المُقرَّبين في (طريق الهِجرتين) وَضع برنامج من استِيقاظهم من النَّوم لصلاة الصُّبح، وكيفيَّة استعدادِهِم للصَّلاة، وذهابِهِم إليها، وقُربهِم من الإمام، واستِماعُهم للقراءة المشهُودة؛ ثُمَّ الجُلُوس إلى انتِشَار الشَّمس مع الانكِسَار بين يدي الله -جلَّ وعلا-، والتَّعرُّض لنَفَحَاتِهِ؛ مثل هذا يُعان بَقِيَّة يومِهِ، وإذا كان هذا ديْدَنُهُ يُعانْ بَقِيَّة عُمرِهِ.
والإنسان يمُوت على ما عاش عليهِ، المُغنِّي يمُوت على خشبة المسرح، والتَّالي لِكِتاب الله يمُوت ورأسُهُ في المُصحف، هذهِ حقائق، والمُصلِّي يمُوت وهو ساجد، يعني هذه حقائق أمثلة عملِيَّة، نعرف من شيُوخنا من صار عليهِ حادث سيَّارة، وأُدْخِل المُستشفى في العِناية المُركَّزة لا يَعْرِفُ أحداً، ولا ينْطِق بكلمة، والقُرآنُ يُسمعُ من لِسَانِهِ واضِحاً جَلِيًّا، ويُوجد من المُؤذِّنِين من أفْنَى عُمرَهُ في هذا العمل الجليل - والمُؤذِّنُون أطول النَّاس أعناقاً يوم القيامة - يُوجد من يُسمع منهُ الأذان وهو في العناية في وقت الأذان.
والمقصُود أنَّ على طالب العلم أنْ يبذل الأسباب، ويدفع الموانع قَدْر استطاعتِهِ، مثل هذا الجِهاد، والمُجاهدة تأتي بالتَّدريج، ما تأتِي دُفْعة واحِدة؛ ولِذا جاء عنْ بعض السَّلف أنَّهُم كابَدُوا قِيام الليل سِنين؛ ثُمَّ تَلَذَّذُوا بِهِ بَقِيَّة العُمر، كُل شخص يَتَلَذَّذ بِمُناجاة محبُوبِهِ؛ بل وُجِد هذا في الحيوان يَتَلَذَّذ بِمُجالسة ومُناجاة محبُوبِهِ؛ فإذا كان المحبُوب هو الله -جلَّ وعلا- فحدِّث ولا حرج، وإذا كان ابن القيم يشرح حال المُقرَّبين يُقسِمُ بالله أنَّهُ ما شمَّ لهُم رائِحة ... فكيف بغيرِهِ؟!.
وقد وَصَف حالهُم وبرنامجهم اليومي وصفاً دقيقاً كأنَّهُ منهم ومن بينهم؛ بل الذِّي يغلبُ على الظَّن أنَّهُ منهم، ويقول مع ذلك إنَّهُ يستفيد فائِدة ولو لم يكن ممَّن يفعل هذا علَّ أحداً أنْ يفعلهُ فيُكتب لهُ من أجرِهِ، وإذا تَحَدَّثنا عن القِيام، وعن الصِّيام، وعن تِلاوة القرآن فلا يعني هذا أنَّ الإنسان مُتَّصِف بهذا الوصف! والله المُستعان.
http://www.khudheir.com/ref/539
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/494)
ـ[السوادي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 05:00 م]ـ
..... جزاك الله خيرا ً , وباركَ فيك .....
ـ[أم عبد الله الليبية]ــــــــ[03 - 04 - 10, 08:57 م]ـ
الله أكبر .... كلام يكتب بماء الذهب من عالم راسخ نحسبه كذلك ولانزكي على الله أحدا.
ـ[أبو عبدالرحمن البجيدي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 08:58 م]ـ
شيخنا المسيطير
ما أغزر فوائدك وألطف عباراتك
ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[04 - 04 - 10, 01:05 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - 04 - 10, 09:23 ص]ـ
قال ابن القيم رحمه الله: من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه. اهـ
أسأل الله أن يوفقني وإياكم للخير وأن يختم لنا به
ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[21 - 04 - 10, 02:52 م]ـ
جزيت خيراً
ـ[أبو أسماء]ــــــــ[21 - 04 - 10, 10:32 م]ـ
جميلة ومؤثرة كلمات الشيخ عبدالكريم
جزاه الله خيرا
وجزى الله خيرا من نقل عنه
مشكور اخى المسيطير
ـ[خالد ضيف الله]ــــــــ[22 - 04 - 10, 05:14 ص]ـ
كلمات رائعه وجزى الله الشيخ خيرا
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[22 - 04 - 10, 01:31 م]ـ
أرسل سائل بعد انتهاء أحد دروس الشيخ يقول ما مفاده:
كنت حفظت القرآن ثم بدأت في حفظ المتون ولكن توقفت ولي الآن أشهر لم أراجع ولم أحفظ فبماذا تنصحوني؟
فأجاب الشيخ أمتع الله المسلمين بعمره:
إذا عرفت لماذا خلقت عرفت العلاج
ثم قال: الإنسان يتخيل أن عنده عدد من الآولاد ووالد ووالدة وزوجة ثم فقدهم جميعا كم يحس بالخسارة
ولكن البعد عن طلب العلم المشار إليه أشد من ذلك.أهـ
أعتذر عن الكتابة الغير منظمة لانشغالي ولكن أردت المشاركة في الخير ولحبي الشديد للشيخ حفظه الله
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[22 - 04 - 10, 09:15 م]ـ
جزاك الله خيرا و حفظ الله الشيخ و جزاه خير الجزاء في الدنيا و الآخرة
ـ[نواف الموسى]ــــــــ[23 - 04 - 10, 12:23 ص]ـ
أسأل الله أن يحفظ الشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[أبومحمد الحنبلي]ــــــــ[27 - 04 - 10, 07:28 م]ـ
جزاك الله شيخنا المسيطير على هذا النقل الموفق والمبارك
وجزى الله شيخنا عبدالكريم الخضير خير الجزاء ورفع درجته في عليين
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 08 - 10, 11:15 م]ـ
قلت لقلبي: نقلت وقرأت وفهمت .. فهل تتعظ؟!.
ـ[محبة للخير]ــــــــ[21 - 10 - 10, 01:08 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.(119/495)
من فوائد أ. د.ياسين بن ناصر الخطيب-حفظه الله- bdf
ـ[النقاء]ــــــــ[23 - 11 - 09, 10:23 م]ـ
كنت قد أنزلتها على شكل صور، وهي الآن على بي دي إف، ليسهل تصفحها:
http://www.4shared.com/file/156659756/1a44eb1f/__online.html(119/496)
سؤال .. عن كتاب تفسير بهذه المواصفات (للمبتدىء)
ـ[ابو نوح]ــــــــ[24 - 11 - 09, 03:01 ص]ـ
1 - أن يكون الكتاب مستوعبا ً لمسائل التفسير , قدر الطاقة , أي يكون فيه أسباب النزول , وبيان
المفردات والمعنى الإجمالي و غيرها.
2 - أن يكون سهل العبارة , لا يحتاج إلى فكّ.
3 - أن يكون مختصرا ً , لكي يَقصُر زمن قراءته.
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[24 - 11 - 09, 01:54 م]ـ
وفقك الله
إليك هذا الكتاب المهم للشيخ د مساعد الطيار
[المنهجية العلمية لدراسة التفسير]
ستجد فيه بغيتك بأذن الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=192038
ـ[أبو عبدالرحمن البجيدي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 02:42 م]ـ
قد يلبي شيئا من طلبك:
" توفيق الرحمن " للشيخ فيصل آل مبارك
أو " تفسير السعدي "
وإن أردت أسباب النزول فلديك كتاب الشيخ مقبل الوادعي " الصحيح المسند من أسباب النزول "
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 02:53 م]ـ
أو كتاب " زبدة النفسير " للشيخ محمد الأشقر رحمه الله
ـ[ابو نوح]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:55 م]ـ
جزى الله الإخوة الكرام خير الجزاء و ننتظر المزيد من الآراء
ـ[ابو نوح]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:59 م]ـ
حقيقة ً .... الذي وقع في قلبي هو تفسير " زبدة التفسير " للأشقر رحمه الله رحمة واسعة
لكن ننتظر المزيد من آراء الإخوة و المشايخ الفضلاء
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 07:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. وبارك فيكم
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 01:21 ص]ـ
أو كتاب " زبدة النفسير " للشيخ محمد الأشقر رحمه الله
هل الكتاب متوفر على النت؟
نفع الله بكم
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 06:58 ص]ـ
بحثت فلم أجد ...
هذا رابط الأجزاء الثلاث الأخيرة ..
http://www.fileflyer.com/view/iHALdBr
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 09:56 ص]ـ
(أيسر التفاسير) يلبّي طلبك
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 10:02 ص]ـ
هناك كتاب سمعت من يثني عليه موافق لما تريد بإذن الله
وجه النهار
عبدالعزيز الحربي
مجلد
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[25 - 11 - 09, 10:12 ص]ـ
وربما أيسر التفاسير
أو مختصرا لابن كثير
ـ[ابو نوح]ــــــــ[25 - 11 - 09, 03:25 م]ـ
لكن أين يوجد كتاب (وجه النهار الكاشف عن معاني كلام الواحد القهار) للدكتور عبد العزيز الحربي
و جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
ـ[ابو نوح]ــــــــ[25 - 11 - 09, 03:28 م]ـ
أقصد في مصر
ـ[ابو نوح]ــــــــ[25 - 11 - 09, 03:29 م]ـ
كتاب (وجه النهار الكاشف عن معاني كلام الواحد القهار) للدكتور عبد العزيز الحربي أثنى عليه الدكتور محمد الخضيري والدكتور مساعد الطيار والدكتور عبد الرحمن الشهري ثناءً عطراً
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 03:49 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو نوح]ــــــــ[29 - 11 - 09, 03:35 م]ـ
للرفع
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 05:24 ص]ـ
أو كتاب " زبدة النفسير " للشيخ محمد الأشقر رحمه الله
حقيقة ً .... الذي وقع في قلبي هو تفسير " زبدة التفسير " للأشقر رحمه الله رحمة واسعة
لكن ننتظر المزيد من آراء الإخوة و المشايخ الفضلاء
هل الكتاب متوفر على النت؟
نفع الله بكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
هاكم رابط تحميل زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان عبدالله الأشقر رحمه الله تعالى وهو أحد تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وأخو الشيخ عمر الأشقر حفظه الله، مصوراً بصيغة Pdf والذي قام بتصويره الاخوة الأجلاء في المكتبة الوقفية جزاهم الله خيراً، وأسأل الله تعالى أن ينفع به كل قارئ، والكتاب رائع في بابه لطلبة العلم المبتدئين أو لعامة المسلمين الذين لا يجدون الوقت الكافي لقراءة المجلدات تلو المجلدات، وقد أثنى بعض المشايخ وطلبة العلم على الكتاب ولله الحمد والمنة.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3553 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3553)
لا تنسوني من دعوة في ظهر الغيب بارك الله فيكم.(119/497)
سؤال .. عن كتاب تفسير بهذه المواصفات (للمبتدىء)
ـ[ابو نوح]ــــــــ[24 - 11 - 09, 03:09 ص]ـ
1 - أن يكون الكتاب مستوعبا ً لمسائل التفسير , قدر الطاقة , أي يكون فيه أسباب النزول , وبيان
المفردات والمعنى الإجمالي و غيرها.
2 - أن يكون سهل العبارة , لا يحتاج إلى فكّ.
3 - أن يكون مختصرا ً , لكي يَقصُر زمن قراءته.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:03 ص]ـ
لست من المتخصصين ولكن من باب المشاركة:
1) مختصرات تفسير ابن كثير كـ مختصر أحمد شاكر رحمه الله في ثلاث مجلدات أو المباركفوري رحمه الله في مجلد واحد.
2) مختصر فتح القدير المسمى (زبدة التفسير) للأشقر رحمه الله في مجلد واحد.
والله أعلم.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[24 - 11 - 09, 07:53 ص]ـ
أُُرَشِّحُ لكَ (أيسر التفاسير) للشيخ أبي بكر الجزائري حفظه الله. ولا تغترّ بعدد المجلّدات؛ فإنّهُ بسبب التنسيق وكبر الخطّ.
ـ[ابو إسحاق عبد الله السلفي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 10:35 ص]ـ
تفسير الجلالين من أيسر التفاسير فهو قليل العبارة، سهلها،كثير الفائدة و لكن للأسف فيه تأويلات و هو مخدوم على كل حال بحاشية ابن المنير
ثم هناك تفسير الشيخ السعدي رحمه الله
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 07:59 ص]ـ
(أيسر التفاسير) يحتوي على شروطك التي طلبتها
ـ[أم عبد الرحمن المصرية]ــــــــ[25 - 11 - 09, 09:56 ص]ـ
1) مختصرات تفسير ابن كثير كـ مختصر أحمد شاكر رحمه الله في ثلاث مجلدات أو المباركفوري رحمه الله في مجلد واحد.
ولشيخنا أبي عبد الله مصطفى العدوي - حفظه الله- اختصار وتحقيق لتفسير ابن كثير، بذل فيه جهدًا ملحوظًا، فجزاه الله خيرًا.
وهو في ثلاثة مجلدات (لكن الخط كبير)
تفسير الجلالين من أيسر التفاسير فهو قليل العبارة، سهلها،كثير الفائدة و لكن للأسف فيه تأويلات و هو مخدوم على كل حال بحاشية ابن المنير
عندي طبعة لتفسير الجلالين بتحقيق الشيخ هاني الحاج - حفظه الله -، حيث علق في الحاشية على مثل هذه التأويلات، لذا أرشحها فهي تقع في مجلد واحد.
ـ[ابو نوح]ــــــــ[26 - 11 - 09, 01:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ... أما بخصوص "الجلالين" فالشيخ مساعد الطيار لاينصح به مطلقا للمبتديء واستغرب ممن يوصي المبتديء به
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[24 - 12 - 09, 12:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا ... أما بخصوص "الجلالين" فالشيخ مساعد الطيار لاينصح به مطلقا للمبتديء واستغرب ممن يوصي المبتديء به
نعم؛ لا يصلح للمبتدئ، ولا يُنصَحُ بهِ. فهمو متنٌ يحتاج إلى شرحٍ، وفيه إشاراتٌ تحتاج إلى بسطٍ وتفصيلٍ.
وقد يُساعد تهذيب الجلالين للصبّاغ.
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[24 - 12 - 09, 12:27 م]ـ
أخي الكريم أبو نوح وفقه الله تعالى لخيري الدنيا والآخرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضل رابط تحميل كتاب زبدة التفسير للشيخ محمد سليمان عبدالله الأشقر رحمه الله تعالى وهو أحد تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وأخو الشيخ عمر الأشقر حفظه الله، مصوراً بصيغة Pdf والذي قام بتصويره الاخوة الأجلاء في المكتبة الوقفية جزاهم الله خيراً، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به والكتاب رائع في بابه لطلبة العلم المبتدئين أو لعامة المسلمين الذين لا يجدون الوقت الكافي لقراءة المجلدات تلو المجلدات، وقد أثنى بعض المشايخ وطلبة العلم على الكتاب ولله الحمد والمنة.
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3553 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=3553)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 12 - 09, 08:20 م]ـ
كتاب " مختصر تفسير ابن كثير " لأحمد شاكر.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[25 - 12 - 09, 08:32 م]ـ
أوافق الأخوة في الكتابين:
(1) مختصر تفسير ابن كثير لأحمد شاكر. فهو واضح العبارة , يذكر كل سبب نزول , يورد قولا أو قولين لكل تفسير. وهذا الكتاب أراه جامعا للمتطلبات الذي طلبها الأخ.
(2) زبدة التفسير لمحمد الأشقر. فهو سلس العبارة , أحيانا يذكر سبب النزول (لأنه مختصر فتح القدير للشوكاني والشوكاني لم يهتم بهذا الشيء كثيرا). يورد قولا واحدا وتفسيرا واحدا في العادة.
(3) أيسر التفاسير للجزائري. إذ يذكر غريب كل كلمة. ويورد معنى الآية بالشكل الإجمالي. وهو (بين. بين).
وأولاهم الكتاب الأول
وأخالفهم في كتابين:
(1) تفسير الجلالين. إذ هو مختصر مختصر مختصر مختصر تفسير الكشاف للزمخشري!!!!. ولا ينصح العلماء به إلا المنتهي , إذ إن مؤلفا هذا الكتاب (جلال الدين السيوطي) (جلال الدين المحلي) من الأشاعرة. وللشيخ مباركقوري تعليقا عليه. وعلى كل تأويل.
(2) تفسير السعدي. -مع فائدته الكبيرة وأهميته العظيمة وانتفاعه المبتدي جدا- إلا أنه ليس على شروط كاتب الموضوع التي يريدها.
والله أعلم.
ـ[خالد السيناوي]ــــــــ[25 - 12 - 09, 08:55 م]ـ
(1) تفسير الجلالين. إذ هو مختصر مختصر مختصر مختصر تفسير الكشاف للزمخشري!!!!. ولا ينصح العلماء به إلا المنتهي , إذ إن مؤلفا هذا الكتاب (جلال الدين السيوطي) (جلال الدين المحلي) من الأشاعرة. وللشيخ مباركقوري تعليقا عليه. وعلى كل تأويل.
ما اسمه وهل هو على الشبكة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(119/498)
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 04:06 م]ـ
ما اسمه وهل هو على الشبكة؟
أخي الفاضل خالد: الكتاب أشهر من الدنيا في الدنيا , وهو مطبوع وموجود في الدول العربية كلها , كونا عن وجده في الشبكة. واسم الكتاب / تفسير الجلالين / لمؤلفاه / جلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلي.
وللكتاب خدمة طيّبة. فالشيخ المباكفوري علّق على تأويلاتهم الخاطئة , لآيات كتاب الله عزوجل. ولم يسمّه.
ـ[خالد السيناوي]ــــــــ[26 - 12 - 09, 05:44 م]ـ
أخي الفاضل قصدت تعليق المباركفوري
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[27 - 12 - 09, 12:52 ص]ـ
وللكتاب خدمة طيّبة. فالشيخ المباكفوري علّق على تأويلاتهم الخاطئة , لآيات كتاب الله عزوجل. ((ولم يسمّه))
الله أعلم عن مدى شهرته.(119/499)
غسل لحم الذبيحة بدعة
ـ[أبو تميم محمد]ــــــــ[24 - 11 - 09, 12:59 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" أكل الشوى والشريح جائز سواء غسل اللحم أو لم يغسل؛ بل غسل لحم الذبيحة بدعة فما زال الصحابة رضي الله عنهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يأخذون اللحم فيطبخونه ويأكلونه بغير غسله، وكانوا يرون الدم في القِدْر خطوطاً؛ وذلك أن الله إنما حرم عليهم الدم المسفوح، أي: المصبوب المهراق، فأما ما يبقى في العروق فلم يحرمه. ولكن حرم عليهم أن يتبعوا العروق كما تفعل اليهود " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (21/ 522)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 01:33 م]ـ
(بل غسل لحم الذبيحة بدعة فما زال الصحابة رضي الله عنهم على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأخذون اللحم فيطبخونه ويأكلونه بغير غسله وكانوا يرون الدم في القدر خطوطًا وذلك أن الله إنما حرم عليهم المسفوح أي المصبوب المهراق فأما ما يبقي في العروق فلم يحرمه ولكن حرم أن يتبعوا العروق كما تفعل اليهود الذين بظلم منهم حرم الله عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرًا) أ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 11 - 09, 01:50 م]ـ
هناك فرق بين غسلها لاعتقاد نجاستها وبين غسلها للتنظيف
فمن ظن أن الدم الذي على لحم الذبيحة نجس فعمله تنطع ومخالفة للسنة
أما من أراد غسل لحم الذبيحة من باب التنظيف مع علمه بأنها طاهرة فلا حرج في ذلك.
وهذا ما يقصده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 01:52 م]ـ
استنباط دقيق ..
جزاك الله خيرا شيخَنا عبدَ الرحمن ..
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 02:41 م]ـ
هناك فرق بين غسلها لاعتقاد نجاستها وبين غسلها للتنظيف
فمن ظن أن الدم الذي على لحم الذبيحة نجس فعمله تنطع ومخالفة للسنة
أما من أراد غسل لحم الذبيحة من باب التنظيف مع علمه بأنها طاهرة فلا حرج في ذلك.
وهذا ما يقصده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ...
ولا ريب أن ما تفضّلتم به هو المتعيّن، وعليه فلا مستمسك للمشغّبين على شيخ الإسلام من الروافض وغيرهم والذين أخذوا هذه الفتيا محلّ تندّر وسخرية ..
ووجدت هذه الفتوى الموافقة لما قرّره الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله:
رقم الفتوى: 23097
عنوان الفتوى: غسل اللحم بدعة
تاريخ الفتوى: 23 رجب 1423/ 30 - 09 - 2002
السؤال
أود السؤال عن كيفية غسل اللحوم بكافة أنواعها (كلحوم الغنم وما يماثلها واللحوم البيضاء كالدجاج والأسماك) فقد علمنا أن غسل اللحوم يؤدي إلى جعلها نجسة وهل هذا ينطبق على جميع أنواع اللحوم؟
ولكم جزيل الشكر ......
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن غسل اللحوم المباحة بكافة أنواعها مباح وغسلها لا يؤدي إلى نجاستها؛ بل يؤدي إلى طهارتها إن كان قد علق بها شيء من الدم المسفوح.
لكن إن كان غسل اللحوم لظن الغاسل أن الدم المتبقى في العروق مما يجب إزالته فهذا الغسل محدَث مخالف لما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم، حيث كانوا لا يغسلون اللحم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 21/ 523: أكل الشوى والشريح جائز سواء غسل اللحم أو لم يغسل، بل إن غسل اللحم بدعة، فما زال الصحابة رضوان الله عليهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يأخذون اللحم فيطبخونه ويأكلونه بغير غسل، وكانوا يرون الدم في القدر خطوطاً وذلك أن الله إنما حرم عليهم الدم المسفوح أي المصبوب المهراق، فأما ما يبقى في العروق فلم يحرمه ولكن حرم عليهم أن يتبعوا العروق كما تفعل اليهود. انتهى المراد منه.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=23097&Option=FatwaId
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 03:29 م]ـ
هناك فرق بين غسلها لاعتقاد نجاستها وبين غسلها للتنظيف
فمن ظن أن الدم الذي على لحم الذبيحة نجس فعمله تنطع ومخالفة للسنة
أما من أراد غسل لحم الذبيحة من باب التنظيف مع علمه بأنها طاهرة فلا حرج في ذلك.
وهذا ما يقصده شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
صدقتَ أيُّها المُباركَ، وقدْ كنتُ عزمتُ على كتابةِ ردٍ بنحوِ قولِكَ، غير أنَّكَ كفيتَنا.
ـ[سعود الكابري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 06:38 ص]ـ
هل أحد من المذاهب الأربعة قال بنجاسة اللحم قبل غسله؟(119/500)
ترتيب المواضيع الفقهية في الملتقى
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[24 - 11 - 09, 02:50 م]ـ
لقد رأيت المواضيع المرتبطة دلاليا في الملتقى فانتفعت منها ما شاء الله أن انتفع، فرأيت أن اقترح جمعا مستقصيا لجميع المواضيع الفقهية كل على حدا للإخوة فان ذلك سيسهل البحث و الاستفادة وتغرف مواضع النقص في البحث كي نحدث التوازن، نرجو التواصل.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 03:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا اليمن ...
وفقك الله .. هذا عمل طيّب ..
بانتظارك أخي الكريم ..(120/1)
سؤال من مستغيث .. صوم يوم عرفة غدا الأربعاء!!
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[24 - 11 - 09, 04:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد إلي صباح اليوم سؤال من سائل مصري يعيش في ليبيا، وهذا نصه:
العيد عندنا الخميس، وأنا مش عارف أصوم إمتى وأصلي العيد إمتى؟
مرفوع للإخوة الفضلاء بالملتقى،،،
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:06 م]ـ
للمدارسة وليس للفتوى
يصوم الأربعاء والخميس
لكن يخفي صيامه يوم الخميس
لأن دولة ليبيا تعتمد في إثبات الشهور العربية على مولد الهلال لا على امكانية رؤيته ولا على الرؤية الشرعية
فبالتالي الخطأ وارد جدا عليهم كما حصل في رمضان الماضي
وننتظر المشاركة ممن لديه فائدة
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:13 م]ـ
هناك سائل من ليبيا سأل الشيخ جمال المراكبي علي التلفاز متي يصوم فقال الشيخ صم يوم الخميس لان يوم عرفة هو اليوم الذي يقف فيه الحجيج بعرفة
اما عن صلاة العيد فلا اعلم
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:19 م]ـ
جزاكما الله خيرا،،،
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:37 م]ـ
لأن دولة ليبيا تعتمد في إثبات ......
أظن أنها تثبتها على أساس مخالفة السعودية
الله يهديني ويهدي معمر القدافي
آمين
ـ[أبو الحسن السكندري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 02:17 ص]ـ
عرض ذلك السؤال على الدكتور هاني الجبير القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة، في برنامج فتوى على قناة دليل الفضائية، فأجاب السائل من ليبيا أن يصوم الأربعاء، وله أجر صيام عرفة، لأن يوم عرفة في حقهم هو ذلك اليوم، استدلالاً بحديث أضحاكم يوم تضحون، وعليه أن يتبع ما عليه غالب أهل بلده، ويحرم له صيام يوم العيد.
النقل بالمعنى، ويمكن الرجوع لتسجيل الحلقة للتحقق.
ـ[أحمد العماني]ــــــــ[25 - 11 - 09, 10:51 ص]ـ
عرض ذلك السؤال على الدكتور هاني الجبير القاضي بالمحكمة العامة بمكة المكرمة، في برنامج فتوى على قناة دليل الفضائية، فأجاب السائل من ليبيا أن يصوم الأربعاء، وله أجر صيام عرفة، لأن يوم عرفة في حقهم هو ذلك اليوم، استدلالاً بحديث أضحاكم يوم تضحون، وعليه أن يتبع ما عليه غالب أهل بلده، ويحرم له صيام يوم العيد.
النقل بالمعنى، ويمكن الرجوع لتسجيل الحلقة للتحقق.
هذه فتوى الشيخ هاني الجبير
السؤال /
السلام عليكم. السؤال عن اختلاف المطالع في شهر ذي الحجة هل يجوز بمعنى أن يكون اليوم عيد في معظم الدول وفي دول أخرى يكون عندهم صوم يوم عرفة كما حدث في باكستان وموريتانيا، وهل يوم عرفة لا يرتبط بالمكان أي وقوف الحجيج في صعيد عرفات، وهل يحصل للمسلم في مثل هذه البلاد أجر صوم يوم عرفة؟ وإن كان يوافق العيد في السعودية أفتونا أثابكم الله.
الجواب /
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد ..
فإذا كان المسلم في بلد يعمل الرؤية الشرعية، ويعتمدها طريقاً لإثبات التاريخ فإن المسلم فيه يعمل بمقتضى ما أثبته المختصون عنده، ويصوم عرفة يوم التاسع، ولو كان يوافق في مكة اليوم الثامن أو العاشر، أما في المناسك فإنه يعمل بالرؤية حسب ثبوتها في مكة، عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون"،رواه الترمذي (697)، وأبو داود (2324) وابن ماجة (1660)، ومثله عن عائشة – رضي الله عنها- عند الترمذي (802)، وصححه الألباني في السلسلة برقم (224)، والله الموفق والهادي.
د. الشيخ هاني بن عبدالله الجبير
قاضي بمحكمة مكة المكرمة
وفي البحث الذي في الرابط أدناه ملحق لبعض الفتاوى المتعلقة حول الموضوع
** بحث حول مسألة (تحديد يوم عرفة إذا اختلفت المطالع) ** ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=161892)
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 11:06 ص]ـ
بارك الله فيكم،،،
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 02:25 م]ـ
لا أدري أمة واحدة، وتفرق كلي والله المستعان ..
لا أدري كيف يفتى بجواز صيام الأربعاء وهذا مخالف لما عليه أهل العلم.
الله يهديني ويهدي معمر القدافي
لا هدى الله من كتب كتاباً تافهاً ماجناً غبياً لدرجة تنفر منه العقول السليمة ويقارنه بكتاب الله العظيم=
=ولا هدى الله من أنكر سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/2)
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[25 - 11 - 09, 04:21 م]ـ
وسئل سماحة المفتي أمس عن ذلك فأجاب السائل بأن عليه ان يتبع بلده.
أخي أبا مجاهد الحنبلي احفظ لسانك عما لا يليق، وأظنه لا يخفى عليك حديث: (والله لا يغفر الله لفلان)
هدانا الله جميعا صراطه المستقيم وجنبنا صراط المغضوب عليهم والضالين
ـ[عبد العزيز بن غيث]ــــــــ[26 - 11 - 09, 12:07 ص]ـ
الحمد لله
إذا كان عنصرا الفتوى الأساسيان هم العلم بالأدلة الشرعية ثم العلم بالواقع المنزلة عليه فإن كل مفت ينبغي أن يعلم الواقع الذي ينزل عليه فتواه حتى تكون الفتوى صائبة أو مستفرغ الجهد فيها في إصابة الحق.
لهذا فإن فتاوى العلماء التى قالت بالصيام مع الناس إنما تنطبق - على سبيل المثال - على بلد خالف ما عليه أكثر الأمة باجتهاد سائغ ودون قصد للمخالفة وإصرار في كل عام على ذلك ففي مثل هذه الحالة يمكن أن يقال هذا، أما في حال ليبيا التي يقرر أمر الصيام فيها جماعة الاستشعار بضوابط غريبة لم يوافقوا فيها لا أهل الشرع ولا أهل الفلك والحساب وأصروا عليها حتى بعد مناصحة أهل العلم لهم مما جعلنا ننفرد في صيامنا وإفطارنا في كل عام وأضحانا - هذا العام- عن مسلمي القارات الست فلا أظن أن الأمر يمكن أن يستقيم.
والأنكى من هذا أن الإعلان عن رمضان أو العيد لا يكون صريحا ومن أناس معروفة أسماؤهم وصفاتهم، بل هم أناس مجهولون وهم عادة يذكرون حالة الهلال ومولده ويُكتفى بهذا، وفي هذه النازلة على سبيل رغم أنهم يريدون العيد غدا إلا أنهم حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات لم يذكروها صراحة، حتى أن أئمة المساجد لا يدرون هل سيصلون العيد غدا أم لا!!
لهذا أفتى ويفتي علماء البلد ممن يعرفون الحال والواقع كالشيخ الصادق الغرياني - حفظه الله - بعدم مشروعية اتباع ما يقرره هذا المركز، وأفتى بعض علماء بلاد الحرمين بذلك أيضا.
وهذا ما أرتاح له كطالب علم والله أعلم(120/3)
جوابات القرآن (4) .. إبراهيم السكران
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 07:25 م]ـ
جوابات القرآن (4)
-كلما عظم شأن الرسالة عظم شأن ناقلها، فأي رسالة أعظم من أن يكون المتكلم بها رب العالمين، ونزل بها من السماء سيد الملائكة، واستقبلها على الأرض قلب سيد البشر: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى? قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) [الشعراء:192 - 194]
ولذلك فإن كل من نقل هذه الرسالة القرآنية وبثها في الناس فقد تشرف بارتباطه بهذه السلسله، ألا ترى النبي في الصحيح يقول (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
-إذا كان الله نهى نبيه عن مقاطعة القرآن بالقرآن، فكيف بمن يقاطع القرآن بأمر الدنيا، (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى? إِلَيْكَ وَحْيُهُ) [طه:114]
-تختلف طرائق الدعاة في تذكير الناس، فبعضهم يستعمل القصص والأمثال، وبعضهم بذكر الأهوال، وبعضهم بالأصوات الزاجرة، وأشرف من ذلك كله إيقاظ القلوب بالقرآن، ألا ترى الله يقول عن نبيه (قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) [الأنبياء: 45]
-ما قرأت هذه الآية إلا شعرت بالخجل من جنس بني آدم، كيف عبر عن غيرنا بالعموم وعبر عنا بالجزء: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ) [الحج: 18]
-حين يكون مع المبدأ شئ من حظ النفس يُقبِل الكثيرون، وحين يكون مع المبدأ شئ من الكلفة يكثر التعلل والتنصل، ألا ترى الله تعالى يقول (لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاتَّبَعُوكَ وَلَ?كِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) [التوبة:42] وهذا مايفسر للمراقب: لماذا في وقت نفوذ الدعوات ينتسب لها الرسالي والنفعي، وفي فترات الضعف يتساقط النفعيون؟!
-إذا عمر القلب بإرادة وجه الله والدار الآخرة استكثر أدنى تقدير يبديه من حوله تجاهه، فتراه ممتناً لأبسط اهتمام تبذله زوجته له، وخجولاً من أقل توقير يبديه أقرانه تجاهه، ألا ترى الله يقول عن هذا الصنف (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاشُكُورًا) [الإنسان: 9]
وإذا شحن القلب بحظوظ النفس استقل كل حشمة يحيطه من حوله بها، ويتطلب فيمن حوله أن لاتنقطع إشادتهم وتنويههم بما قام به، لذا تراه دائم التذمر والنقمة ولمز من حوله بجحد فضائله، وينسى أنه يعمل العمل لنفع نفسه أصلاً، ألا ترى الله يقول عن هذا الصنف (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاتَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ) [الحجرات: 17]
-لو فتشت في خفايا كثير من النفوس لوجدت تصورات مطمورة بأن هذه الأمم الغربية قوة لاتقهر، بل لقد صرح بذلك كثير من "أهل الأهواء الفكرية" فرددوا في كتاباتهم مصطلح "المعجزة الغربية" بما يحمله من إيحاءات الاستسلام وتأبيد الهزيمة .. ولأن العليم الخبير سبحانه يعلم مايتسرب إلى النفوس من هذه التصورات فقد نبه سبحانه لذلك مسبقاً فقال (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ) [النور: 57]
-في سورة النور ذكر الله ثمان آيات متصلة كلها في تعظيم "الانقياد للوحي" (الآيات 47 - 54)، ثم أعقبها بآية عن "الاستخلاف والتمكين" (55)، فكأن هذا –والله أعلم- إشارة إلى أن التمكين ثمرة الانقياد.
-يكثر في كتابات أهل الأهواء الفكرية أنهم حين يستعرضون أصحاب المكتشفات العلمية أو الأعمال الإنسانية أن يجزموا بأن هذه الشخصيات في الجنة حتى وإن لم يؤمنوا بنبوة محمد، وتراهم يقولون "كيف يكون هؤلاء في النار وقد نفعوا البشرية جمعاء؟! "، فلست أدري كيف يتجرأ هؤلاء على تحدي حكم الله الذي اشترط الإيمان بنبوة محمد (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ) [التوبة:54]
-مروجوا الشهوات لايقتصر ضررهم على أنفسهم كما يتصور البعض، بل يورطون أقوامهم معهم إذا أتاحوا الفرصة لهم، ألا ترى الله يقول (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) [إبراهيم:28]
-مارأيت أحداً من المجادلين في دين الله بلامخزون علمي إلا وأدهشني كيف يلوي عنقه استكباراً إذا واجهته الأدلة التي تحرج جدله، وقد أشار القرآن لهذه العلاقة فقال: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِير، ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) [الحج: 8 - 9]
-لايحصل العلم بلقاء عابر، وإنما بملازمة ومتابعة العلماء، ألا ترى موسى يقول للخضر (قَالَ لَهُ مُوسَى? هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى? أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) [الكهف:66]
-أي بشاعة للتقصير في بر الوالدين أكثر من كون الله جعله جريمة "جبروت" فقال عن عيسى (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) وقال عن يحي (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) [مريم: 32، 14]
والله أعلم،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/4)
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[24 - 11 - 09, 11:43 م]ـ
أحسنت أخي الحبيب عبدالله ..
بارك الله فيك ونفع بك ..(120/5)
من سبق المغماري بالقول بوجوب إعادة الركعة التي أدرك فيها المأموم الإمام راكعاً؟
ـ[سعيد بن خليل]ــــــــ[24 - 11 - 09, 08:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
قال أبو الفضل المغماري في [الأدلة الراجحة على وجوب قراءة الفاتحة: 28]:
[-- يؤخذ منه: أنّ من أدرك الإمام راكعاً لا يعتد بتلك الركعة، ويجب عليه أن يأتي بركعة يقرأ فيها فاتحة الكتاب، لأنها ركن في الصلاة فلا يتحملها الإمام، كما لا يتحمل تكبيرة الإحرام والسلام --]
فمن من أهل المذاهب قرر هذا القول ودلل عليه؟
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[24 - 11 - 09, 10:02 م]ـ
أذكر أن الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله في فتاواه يميل إلى هذا القول وذكر أن هذا اختيار البخاري رحمه الله وبه قال الشوكاني.
ـ[أبو معاذ الهلالي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 10:45 م]ـ
ساق الشوكاني في نيل الأطار ـ عند شرحه لحديث عبادة: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا يقرأن أحد منكم شيئا من القرآن إذا جهرت بالقراءة إلا بأم القرآن) ـ أسماءَ جملة ممن ذهب إلى هذا القول.
فراجعه غير مأمور.
ـ[خالد السيناوي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 11:21 م]ـ
للشيخ العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله رسالة بعنوان إعلام الخاص والعام ببطلان الركعة لمن فاتته الفاتحة والقيام
وذكر فيه أن ممن يأخذ بهذا القول الإمام البخاري رحمه الله
ـ[وضاح الحمادي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 12:55 م]ـ
وللإمام عبدالرحمن المعلمي رحمه الله رسالة بعنوان (هل يدرك المأموم الركعة بإدراكه الركوع مع الإمام)، وراجع أيضاً الموضوع على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81911
ـ[سعيد بن خليل]ــــــــ[26 - 11 - 09, 05:52 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على البيان(120/6)
تفريغ شرح كتاب الحج من بلوغ المرام لشيخ/ ابن باز .. رحمه الله تنبيه .. ! الشرح القديم المطول الذي يقراءه الشيخ /الراجحي
ـ[نايف بن خلوفه علي المباركي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 12:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........
*****
الحمدالله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أمابعد ...............
عود على بدأ .....
اخواني واخواتي الاعزاء قد انقطعتو عنكم شهرا او يزيد لضروف خارجه عن طوري ...
تبداء انطلاقتي من هذا اليوم ان شاء الله بمناسبه شهر ذو الحجه
فاحببت ان افيدكم اخواني واخواتي بشرح اقوم بتفريغه وهو شرح كتاب بلوغ المرام كتاب الحج
للامام الشيخ / عبدالعزيز ابن باز رحمه الله
وهو شرح قديم من دروسه التي القاها بعد صلاة الفجر غير التي فرغت وطبعت ...
فأنا اقوم بتفريغه وسأضيفه هنا على المنتدى مجزا بحسب تيسير الله ...
الشريط الاول: الوجه الاول
الشرح:
بسم الله والصلاة والسلام على نبينا محمد ......... أما بعد
هذ الكتاب كتاب الحج .. الحج هو آخر الأركان الخمسه أما الشهادتين فقد إصطلح كثير من أهل العلم على الكلام عليها في مؤلفات
مستقله تتعلق بالعقيدة واصطلح الفقهاء غالبآ على ان يبدؤن بالطهاره والصلاه وأما العقائد فهي في كتب مستقله وكان بالمناسب أن تكون في أول كل كتاب حتى يكون الأفهام لها والفقه فيها أكثر فيبداء بالعقائد ثم بالطهارة والصلاه كان هذا الأنسب كما فعله جمع من المتقدمين ومن هذا السبب والله أعلم تجد كثيرآ من الناس فقيهآ في الطهارة والصلاه والأحكام وأيضآ غير متبصر في العقائد لأنه يقراء الكتب ولايعتني بكتب العقائد كما ينبغي ولهذا يفوته في العقائد أشياء كثيره ويغلطون فيها لقلت الدرس فيها لأن غالب الدروس تكون في الأحكام التي من الطهاره ومابعدها وكان الشيخ / محمد رحمه الله كثيرآ مايقول لمن يناظره إني اطلب منكم أن تدرسو العقيدة كما تدرسون كتاب االوقف وكتاب الأجاره وما أشبه ذلك حتى تعلمو ما جاء بها من النصوص والآدله وتعرفوا كلام أهل العلم بما يتعلق بالشرك والتوحيد والعقائد التي غلط فيها كثير من أهل البدع المقصود أن الكلام في العقيدة أهم الأمور وأعظم الأمور
كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقن الناس بالشهادتين قبل كل شي فلا يدخل في الأسلام إلا بذلك لاكن لما كان أمر العقيدة عظيمآ ومهمآ
ويحتاج إلابعض البسط صار كثير من الناس يخصهم في مؤلفات مستقله ورسائل مستقله ويبداء كتب الأحكام بالطهارة وما بعدها ومن أجل هذا وقع كثيرآ من الناس والله أعلم في الجهل الكثير في الكثير من أحكام العقيدة لأنهم يبدؤن أهل الكتب بالطهارة ويشغلون بها ولايكون عندهم عنايه بالكتب الآخرا المؤلفه في العقيدة إلا على طرف ليس بكافي المقصود أن هذا الركن هو الركن الخامس تقدم بحث الطهارة والصلاه ثم الزكاة ثم الصيام وهذا هو الحج هو الرابع من الأركان بعد الشهادتين والأركان الخمسه كما تقدم كما جاء في حديث عمر في الصحيحين من حديث عمر أن النبي عليه الصلاه والسلام قال: ((بني الأسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
وإقام الصلاه وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت)) ... وغالب الروايات كلها فيها أن الحج ركن متأخر وجاء في بعض روايات عمر تقديم الحج على الصيام ولاكن الصواب كما في الروايات الآخرا الكثيرة أن الحج هو المتأخر في اللفظ وفي الوقوع أيضآ فإنه فرض أخيرآ ما بعد الصوم بمدة طويله وهو المتأخر في الفرضيه وفي الذكر أيضآ وعلى الصواب وهاكذا جاء في حديث عمر وقصة سؤال جبرائيل ذكر الحج هو الأخر وجاء في النصوص الآخرا كلها تدل على أنه هو الركن الخامس
وجاء في رواية ابن عمر عند مسلم: ((بني الأسلام على خمس على أن يعبد الله وحده ويكفر بما دونه))
وفي رواية آخرا على أن يوحد الله وعلى ايقام الصلاه وإيتاء الزكاة
وفي رواية سؤال جبرائيل في رواية ابي هريرة لما سأل عن الأسلام تعبدو الله ولاتشركو به شياء وتقيم الصلاه وفسر لاإله إلا الله بقوله
أن تعبدو الله ولاتشركو به شياء وهذا يبين لنا معنى لا إله إلا الله كما هو معلوم كثير من الناس لايفقه هذه الكلمه ويضن أن
من قالها أسلم ودخل في الأسلام مطلقآ ولو عبد الأوثان ولوعبد الأولياء والصالحين يكفيه قول هذا من الجهل العظيم والبلاء الكبير لأن الكلمه مقصود معناها مو لفضها المقصود معناها وهو إفراد الله بالعبادة تخصه بالعبادة دون ما سواه ولهذا جاء في رواية جبرائيل في الصحيحين في سؤال جبرائيل فسر الركن الأول تعبدو الله ولا تشركو به شياء بدل من قول
لا إله إلا الله يبين المعنى في رواية مسلم من حديث ابن عمر على أن يوحد الله وفي اللفظ الآخر على أن يعبد الله ويكفر بما دونه
وجاء هذا المعنى في عدة أحاديث كلها تبين معنى لاإله إلا الله في حديث ابن مالك ............................
.................................................. ..
للحديث بقيه سيكون إن شاء الله في الايام القادمه
لا تنسوني من صااااااااااااااااالح دعااااااااااااااائكم ....
.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مع تحيات أخوكم في الله / نايف المباركي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/7)
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[25 - 11 - 09, 12:07 ص]ـ
ان استطعت ترفق المادة الصوتية
شكر الله لك
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 07:00 ص]ـ
بارك الله فيكم.
شرح هام، و أهم ما فيه الأسئلة التي تلي شرح كل باب أو مجموعة أحاديث.
فلا تغفل تفريغ الأسئلة لأن الأسئلة التي كانت تلقى على الشيخ دقيقة و يلابسها الناس كثيرا.
و بودي لو أكملت تفريغه كله ثم نزلته كلا، أو على الأقل شريطا شريطا.
و الله الموفق.
ـ[نايف بن خلوفه علي المباركي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 11:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...
أشكر الأخوه اللذينا تفاعلو مع الموضوع من المغربي ابو عمر و ابو مريم العراقي ...
1_ بالنسبه إلى طلب الاخ/ المغربي ابو عمر برفق الماده صوتيآ أعتذر منه لاني لا أجيد فعل ذلك ..
2_ بالنسبه إلى طلب الاخ/ ابو مريم العراقي بكتابة الأسئله التي تلقى على الشيخ إن شاء الله سأقوم بذلك ..
وأما تفريغه كاملآ لا أستطيع فعلا ذلك ولاكن إن شاء الله سيكون نهجي الذي اسير عليه هو تفريغ شريط شريط
بالكامل ثم اضعه هنا مجزآ .. بما اعانني الله به ..
تنبيه .. !! من لديه دروس لسماحه الشيخ العلامه/ عبدالعزيز ابن باز غير التي موجوده في الساحه وعرفت
عندا طلابه ارجو منه ان يبلغني بذلك برساله على الايميل التالي/ nkam-1407@hotmail.com
ـ[نايف بن خلوفه علي المباركي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على نبينا محمد ......... أما بعد
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
نور (الله) صدوركم كلما طلعت الشمس والقمر .....
وأزاح (الله) همومكم كلما حج فوج واعتمر .....
وغفر (الله) لكم ولوالديكم على مد البصر ....
وكثر (الله) أحبابكم بعدد ملايين البشر .....
وبارك (الله) لكم في أبنائكم مدى الدهر .....
كل عام وأنتم بـ خير
ان شاءالله سيكون قريبا تكملات ماشرعنا به فاعتذر من الجميع على تاخري في الكتابه لي ضروف ....
.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 11:15 ص]ـ
بارك الله فيكم.
لكن اجعله شريطا شريطا كما ذكرت.
و لا تنس الأسئلة.
ـ[نايف بن خلوفه علي المباركي]ــــــــ[30 - 11 - 09, 12:31 ص]ـ
وفيك بارك اخي - أبو مريم العراقي - وجزاك الله خير
ـ[نايف بن خلوفه علي المباركي]ــــــــ[01 - 12 - 09, 07:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدالله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
............... أمابعد
عود على بدأ .....
تابع - الشريط الاول: الوجه الاول
الشرح:
وجاء هذا المعنى في عدة أحاديث كلها تبين معنى لاإله إلا الله في حديث ابن مالك ........ ((من وحد الله وكفر بمايعبد من دونه ..... )) الحج هو الركن الخامس من أركان الأسلام فهو يفتح ويكسر الحج وحج ومصدر حج يحج و حجا إذا قصدا شياء معظما ولماكان قصد الكعبة امرا عظيم سميا حجا لأن قاصدها يريد عبادة الله واطواف بها والتحنث هناك فهو قصد عظيم والمراد بالحج هنا أفعال مخصوصه تفعل في أوقات مخصوصه في مكان مخصوص من شخص مخصوص
فالأفعال المخصوصه هي لأحرام والطواف والسعي والوقوف بعرفات ومايلحق بذلم في وقت مخصوص في أوقات الحج في يوم عرفا وما بعد في مكان مخصوص في مكة حول الكعبة في المشعر من شخص مخصوص يسعى للحج وهو المسلم العاقل أو من في هوبحكم العاقل كالصغير هذا هو الحج فهو فرضا في العمر ومازاد فهو تطوع كما في الحديث الصحيح (( ... الحج مره فما زاد فهو تطوع)) وهو من أفضل الأعمال بعد الفريضه من أفصل الأعمال والقربات جتى قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (( ... الحج المبرور ليس لهجزاء إلا الجنه كمافي الحديث الأول هنا والحديث اللفظ الأخر ((من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)) هذا يدل على الفصل العظيم في الحج وأنه من أسباب المغفره أسباب العتق من النار وأسباب دخول الجنه وهوفرضا بشرط الأستطاعه كما قال جلاوعلا {ولله على الناس حج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/8)
جعلا فرضها لرجال ولنساء جميعا الأحرار فأما العبيد فلا فرض عليهم إلابعد العتق لاكن فرضها على الذكروالأنثى من الاحراربعد البلوغ إن إستطاع السبيل إليه الباب الأول في فضل الحج وبيان من فرضا عليه الترجمه لأمرين فضله وبيان فضل من فرض عليه فأما فضله فقد سمعت بعضه من الحديث الأول يقول صلى الله عليه و سلم ((العمره إلى العمره كفاره لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلاالجنه)) هذا فضل عظيم للحج والعمره جميعا وجاء في هذا الباب أحاديث إخراء أيضا تدل على فضل الحج والعمره عن ابن مسعود ((تابعوا بين الحج والعمره فإنهما ينفاني الفقرو الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد و الذهب والفضه والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنه)) رواه الخمسه و الجماعه الحديث الثاني حديث عائشه رضي الله عنها إنها قالت يارسول الله على النساء جهاد ((قال جهاد لا قتال في الحج والعمره)) أخرجه أحمد وابن ماجه وإسناده صحيح وأصله في البخاري هذا الحديث رواه البخاري في الصحيح بغير هذا اللفظ قالت يارسول الله نرى الجهاد أفضل العمال أفلا نجاهد قال ((لا لكن أفضل جهاد حج مبرور)) ويدل على ان الجهاد له شأن عظيم وفضل عظيم من افضل الأعمال التي (العبالره غير مفهومه) بها الناس لما فيه الأسلام وإعلا كلمته وفسح الطريق لدعوه إلى الله وإخراج الناس من الظلمات إلى النور فالجهاد له شاءن عظيم والحج من الجهاد لهاذا قال: ((لكن افضل الجهاد حج مبرور))
فدل ذلك على أن النساء ليس من أهل الجهاد فعلهما بحيث القتال وليس بفضل حقهما ولكن عليهن الحج والعمره يقومان مقام الجهاد وهذا يدل على وجوب العمره أنها فرض كما أن الحج فرض وهذا أظهر ماجاء في فرض العمره وأوضح ماجاء في فرض العمره أو من أضح ماجاء في فرض العمره ويؤي ذلك مارواه دارالقطني بإسناد جيد وصححه ابن خزيمه من حديث عمر في سؤال جبرائيل قال فيه ((أن تعبد الله وتقيم الصلاة وتوتي الزكاه وتصوم رمضان وتحج وتعتمر)) انه ذكر العمره في تفسير الاسلام ودل ذلك على فرضها كما دلا حديث عائشه على هذا وهذان الحديثان فيما أعلم أصح ماورد في فرض العمره وهما دليلان ظاهران في فرض العمره وأنها فرض مع فعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكونه قد إعتمر قال: ((خذو عني منا سككم)) عليه الصلاة وسلم فدلا على فرضها فعلا و قلا ..................................
وللحديث بقيه
ـ[نايف بن خلوفه علي المباركي]ــــــــ[03 - 12 - 09, 04:18 ص]ـ
تعديل .. فدلا على فرضها فعلا و قولا ..................................(120/9)
الخميس هو اول ايام عيد الاضحى المبارك في ليبيا
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 02:06 ص]ـ
الخميس هو اول ايام عيد الاضحى والاربعاء هو يوم عرافات ... والله المستعان ... ودخلت على منتدى ليبي ووجدت موضوع بعنوان
((مركز الإستعباط عن عمد يعلن الخميس أول أيام العيد ( http://www.alhandasa.net/forum/showthread.php?t=206066) ))
ويقصدون مركز الاستشعار عن بعد الذي يأخذ بالحسابات الفلكية في تحديد بداية الشهر ويقوم هذا المركز بحساب بداية الشهر بتتبع ولادة القمر حتى الفجر وهذا بخلاف اليوم الشرعي الذي يبدأ بولادة القمر قبل الغروب
والخبر يلاقي معارضة وتذمر من قبل الليبيين كما هو واضح و الليبيين منقسمين وفي حيرة ولكن الاغلبية ترى ان تسير مع السعودية في هذا ... ولكن كيف ستحسب يوم عرفة وصلاة العيد!!!!
ولا حول ولا قوة الا بالله
نرجو من الإخوة طلبة العلم أن يفيدونا بكلام العلماء في هذا و بارك الله فيكم
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 03:05 ص]ـ
أخى ناصر المسمارى حفطك الله
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
( ... أما بالنسبة لرؤية هلال ذي الحجة فإن المعتبر بلا شك البلد التي فيها إقامة المناسك فإذا ثبت الهلال فيها عُمل به ولا عبرة ببقية البلدان وذلك لأن الحج مخصوص بمكان معين لا يتعداه فمتى ثبتت رؤية هلال ذي الحجة في ذلك المكان وما يُنسب إليه فإنه يثبت الحكم حتى ولو خالفه بقية الأقطار.) فتاوى نور على الدرب ش 115 الوجه ب الدقيقة 7:42
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 03:07 ص]ـ
ويقول الشيخ اللحيدان حفظه الله لسائل من ليبيا (نصيحتى أن يعتمد ماثبت فى السعودية لان الحج فيها ونسبة يوم عرفة انما هو نسبة للموقف فى تلك الرحاب)
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 03:12 ص]ـ
ولعل هذا الرابط يفيدك أخى المسمارى وأسأل اله عز وجل بأسمائه وصفاته أن يجمع المسلمين على كلمة سواء
ـ[أبو راشد التواتي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 02:13 م]ـ
بارك الله فيك اخي ابو الزبير اسال الله ان يهدي ولاة امرنا في ليبيا
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 04:54 م]ـ
أعانكم الله ..
دليل جديد على تخبط أهل الحسابات الفلكية ..
ـ[البتيري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 08:18 م]ـ
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
" الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس"
رواه الترمذي
بهذا الحديث افتى الشيخ خالد المصلح امس سائلا ليبيا على قناة دليل.
واخبره ان يصوم عرفة ويضحي مع اهل بلده.
ـ[ابو إسحاق عبد الله السلفي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 09:19 م]ـ
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
" الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس"
رواه الترمذي
بهذا الحديث افتى الشيخ خالد المصلح امس سائلا ليبيا على قناة دليل.
واخبره ان يصوم عرفة ويضحي مع اهل بلده.
و هذا هو قول شيخ الإسلام و عليه إجماع الأمة
ـ[عبد العزيز بن غيث]ــــــــ[25 - 11 - 09, 11:58 م]ـ
الحمد لله
إذا كان عنصرا الفتوى الأساسيان هم العلم بالأدلة الشرعية ثم العلم بالواقع المنزلة عليه فإن كل مفت ينبغي أن يعلم الواقع الذي ينزل عليه فتواه حتى تكون الفتوى صائبة أو مستفرغ الجهد فيها في إصابة الحق.
لهذا فإن فتاوى العلماء التى قالت بالصيام مع الناس إنما تنطبق - على سبيل المثال - على بلد خالف ما عليه أكثر الأمة باجتهاد سائغ ودون قصد للمخالفة وإصرار في كل عام على ذلك ففي مثل هذه الحالة يمكن أن يقال هذا، أما في حال ليبيا التي يقرر أمر الصيام فيها جماعة الاستشعار بضوابط غريبة لم يوافقوا فيها لا أهل الشرع ولا أهل الفلك والحساب وأصروا عليها حتى بعد مناصحة أهل العلم لهم مما جعلنا ننفرد في صيامنا وإفطارنا في كل عام وأضحانا - هذا العام- عن مسلمي القارات الست فلا أظن أن الأمر يمكن أن يستقيم.
والأنكى من هذا أن الإعلان عن رمضان أو العيد لا يكون صريحا ومن أناس معروفة أسماؤهم وصفاتهم، بل هم أناس مجهولون وهم عادة يذكرون حالة الهلال ومولده ويُكتفى بهذا، وفي هذه النازلة على سبيل رغم أنهم يريدون العيد غدا إلا أنهم حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذه الكلمات لم يذكروها صراحة، حتى أن أئمة المساجد لا يدرون هل سيصلون العيد غدا أم لا!!
لهذا أفتى ويفتي علماء البلد ممن يعرفون الحال والواقع كالشيخ الصادق الغرياني - حفظه الله - بعدم مشروعية اتباع ما يقرره هذا المركز، وأفتى بعض علماء بلاد الحرمين بذلك أيضا.
وهذا ما أرتاح له كطالب علم والله أعلم
ـ[احمد بن جمال بن علام]ــــــــ[26 - 11 - 09, 12:23 ص]ـ
نسأل الله ان يصلح الحال نشكو الي الله ما يحدث نسأله الله ان يولي علي امور المسلمين من يكن اهلا لذلك
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[27 - 11 - 09, 03:44 ص]ـ
و هذا هو قول شيخ الإسلام و عليه إجماع الأمة
أخى الكريم ألا تنقل لنا هذا القول وتنقل لنا هذا الإجماع؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/10)
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[27 - 11 - 09, 09:54 ص]ـ
الذي يظهر لي أنهم لو كانوا يعتمدون على الحساب فلا طاعة لهلم لأنهم هم الذين نقضوا مقصد الاجتماع بهذا الابتداع
إما إذا كانوا يثبتونه عن رؤية فلا أدري ما المانع من مخالف بلاد الحرمين في صوم عرفة. ويوم النحر
فالحجيج يقفون على عرفات
أما أنا فأصوم التاسع من ذي الحجة المسمى في نفسه بعرفة
هذا ما ظهر لي فإن كان هناك مخالفة لنص أو إجماع فعلموني، بارك الله فيكم
ـ[عبد العزيز الجهني]ــــــــ[27 - 11 - 09, 01:40 م]ـ
بارك الله فيك اخي ابو الزبير اسال الله ان يهدي ولاة امرنا في ليبيا
السلام عليك أخي الحبيب إن قصدت أنه من ولاة أمرنا الشرعين فلا حول ولا قوة إلا بالله تسمي هذا ولي أمر مالك هديت ألست بصيرا؟! ولي أمرك رجل علماني يدعي النبوة عجبا
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[27 - 11 - 09, 11:31 م]ـ
للأسف الشديد
تفرق المسلمين وتمزقهم يزداد شرخا من يوم إلي يوم
بالأمس كان العيد في لبيا واليوم العيد عند الغالبية العظمي وغدا العيد عند المغرب وشيعة العراق
ولا حول ولا قوة إلا بالله
العبرة بالوقوف بعرفة
ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[28 - 11 - 09, 12:28 ص]ـ
لا حول و لا قوة الا بالله
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 04:38 م]ـ
لاحول ولا قوة إلاّ بالله ...
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[28 - 11 - 09, 05:45 م]ـ
هل تم بحث هذه المسئلة في الملتقى
أعني مخالفة ما تعلنه الدولة إن كانت تعتمد على الحسابات الفلكية؟
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[30 - 11 - 09, 09:42 ص]ـ
المسألة سياسية محضة
مقصود الشيخ العلامة القذافي مخالفة بلاد الحرمين ليس الا
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[30 - 11 - 09, 11:26 م]ـ
الرد الشافي على مفتريات القذافي
رابطة العالم الإسلامي
مكة المكرمة
الحجم: 1 ميجا
http://www.archive.org/download/rsmqrsmq/rsmq.pdf (http://www.archive.org/download/rsmqrsmq/rsmq.pdf) 1403 هـ
منقول
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[01 - 12 - 09, 10:42 م]ـ
المسألة سياسية محضة
مقصود الشيخ العلامة القذافي مخالفة بلاد الحرمين ليس الا
محتمل .. لكن ليبيا لها طريقتها الخاصة فيما يخص رؤية الهلال و هذا يظهر بشكل أوضح في رمضان، إذا رؤي الهلال من فجر اليوم الحالي إلى فجر اليوم التالي، فإن اليوم الذي بعده هو أول الشهر .. و هذا يخالف ما عليه بقية أهل الفلك حيث الرؤية تكون قبل غروب الشمس.(120/11)
هل يصح قول أحدهم "طاب ممشاكم "في منتدي أو غرفة بالتوك ونحوها؟
ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 09:48 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فقد وجدت بعض الإخوة في المنتديات وغرف البالتوك ونحوها يبدأ كلامه بالعبارة المعروفة " طبتم وطاب ممشاكم"
فاستغربت قوله ممشاكم
وقلت: من مشى لمن؟
ففي الواقع لم يمش أحد بل الكل جالس أمام الحواسيب في مختلف أنحاء العالم
وفي اللغة لا أظن ذلك يصح
وجزاكم الله خيرا(120/12)
هل يصح أن يقال: أنا أظن أن فلانا هو السارق، وذكره باسمه؟
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[25 - 11 - 09, 10:12 ص]ـ
هل يصح أن يقال: أنا أظن أن فلانا هو السارق، وذكره باسمه؟
أو أرتاب منه أو أشك فيه ونحو ذلك ...
هل يدخل ذلك في الغيبة المحرمة أو الظن المحرم؟
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 11 - 09, 01:58 م]ـ
أنقلك إليك جواباً من موقع الاسلام سؤال وجواب عله يفيد:
ضابط الغيبة المحرمة وصورها
ما حكم سؤال الأم عن شيء مهم "يبدو لي أنه سيء والله أعلم" حصل لابن خالتي؟ هل يعتبر من الغيبة أم لا؟
الحمد لله
الغيبة هي كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم: أن يذكر المسلم أخاه بما يكره.
وهذا يشمل الصفات الخِلقية والخُلقية، بل وما يتصل به كماله وولده وأهله.
قال النووي رحمه الله: " فأما الغيبة: فهي ذكرك الإنسان بما فيه مما يكره، سواء كان في بدنه، أو دينه، أو دنياه، أو نفسه، أو خَلقه، أو خُلقه، أو ماله، أو ولده، أو والده، أو زوجه، أو خادمه، أو مملوكه، أو عمامته، أو ثوبه، أو مشيته، وحركته وبشاشته وخلاعته، وعبوسه، وطلاقته، أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته بلفظك أو كتابك، أو رمزت، أو أشرت إليه بعينك، أو يدك، أو رأسك أو نحو ذلك.
أما البدن، فكقولك: أعمى، أعرج، أعمش، أقرع، قصير، طويل، أسود، أصفر.
وأما الدين، فكقولك: فاسق، سارق، خائن، ظالم، متهاون بالصلاة، متساهل في النجاسات، ليس بارا بوالده، لا يضع الزكاة مواضعها، لا يجتنب الغيبة.
وأما الدنيا: فقليل الأدب، يتهاون بالناس، لا يرى لأحد عليه حقا، كثير الكلام، كثير الأكل أو النوم، ينام في غير وقته، يجلس في غير موضعه.
وأما المتعلق بوالده، فكقوله: أبوه فاسق، أو هندي، أو زنجي، نجار، حداد.
وأما الخُلُق، فكقوله: سيئ الخلق، متكبر، مراء، عجول، جبار، عاجز، ضعيف القلب، متهور، عبوس، خليع، ونحوه.
وأما الثوب: فواسع الكم، طويل الذيل، وسخ الثوب ونحو ذلك، ويقاس الباقي بما ذكرناه.
وضابطه: ذكره بما يكره " انتهى من "الأذكار" ص 336.
فسؤالك عن ابن خالتك إن كان يجر إلى الحديث عنه بأمر يكرهه، فهذا من الغيبة المحرمة، لكن يستثنى من ذلك بعض الصور التي تغلّب فيها المصلحة الشرعية على مفسدة الغيبة، كالاستعانة على تغيير منكر يقع فيه الشخص، كمن علم أن فلانا يقترف شيئا من المنكرات، ولا يستطيع أن ينكر عليه، فيذكر هذا لمن يستطيع، وقد سبق بيان هذه الصور المستثناة في جواب السؤال رقم (7660)، وفيه ذكر بعض النصوص الواردة في ذم الغيبة، والتحذير منها.
ومن علم حرمة الغيبة وخطرها وأنها من كبائر الذنوب، أمسك لسانه، وأحصى كلماته، وترك السؤال عما لا يعنيه، فإن الكلام قد يبدأ مباحا، ثم يجر صاحبه إلى الحرام.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.
والله أعلم.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/115105
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[26 - 11 - 09, 11:01 م]ـ
جزاك الله خيرا ........
والسؤال بالتحديد إذا كان يقول ذلك على سبيل التنبيه وأخذ الحذر منه؟
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[06 - 12 - 09, 10:24 ص]ـ
بارك الله فيك
إن كان على سبيل التحذير فذلك يعني أنك متأكذ من فعله (أي أنه سارق)، وإن كان على سبيل الشك فقط فهو كما قال النووي في الفتوى السابقه أنها لا تجوز، وانظر إلى قوله:
(فأما الغيبة: فهي ذكرك الإنسان بما فيه مما يكره، ... ، وأما الدين، فكقولك: فاسق، سارق، ... )
وقد جاء في الفتوى رقم 7660 من نفس الموقع نقلاً أيضاً عن النووي وفيه:
(لَكِنْ تُبَاح الْغِيبَة لِغَرَضٍ شَرْعِيّ , وَذَلِكَ لِسِتَّةِ أَسْبَاب: ... ، الثَّانِي الاسْتِغَاثَة عَلَى تَغْيِير الْمُنْكَر , وَرَدّ الْعَاصِي إِلَى الصَّوَاب , فَيَقُول لِمَنْ يَرْجُو قُدْرَته: فُلان يَعْمَل كَذَا فَازْجُرْهُ عَنْهُ وَنَحْو ذَلِكَ. ... . الرَّابِع تَحْذِير الْمُسْلِمِينَ مِنْ الشَّرّ , وَذَلِكَ مِنْ وُجُوه: مِنْهَا جَرْح الْمَجْرُوحِينَ مِنْ الرُّوَاة , وَالشُّهُود , وَالْمُصَنِّفِينَ , وَذَلِكَ جَائِز بِالإِجْمَاعِ , بَلْ وَاجِب صَوْنًا لِلشَّرِيعَةِ , وَمِنْهَا الإِخْبَار بِعَيْبِهِ عِنْد الْمُشَاوَرَة فِي مُوَاصَلَته , وَمِنْهَا إِذَا رَأَيْت مَنْ يَشْتَرِي شَيْئًا مَعِيبًا أَوْ عَبْدًا سَارِقًا أَوْ زَانِيًا أَوْ شَارِبًا أَوْ نَحْو ذَلِكَ تَذْكُرهُ لِلْمُشْتَرِي إِذَا لَمْ يَعْلَمهُ نَصِيحَة , لا بِقَصْدِ الإِيذَاء وَالإِفْسَاد , ... . الْخَامِس أَنْ يَكُون مُجَاهِرًا بِفِسْقِهِ أَوْ بِدْعَته كَالْخَمْرِ وَمُصَادَرَة النَّاس وَجِبَايَة الْمُكُوس وَتَوَلِّي الأُمُور الْبَاطِلَة فَيَجُوز ذِكْره بِمَا يُجَاهِر بِهِ , وَلا يَجُوز بِغَيْرِهِ إِلا بِسَبَبٍ آخَر. ... . وَاَللَّه أَعْلَم).
ثم قال -من قول أهل الموقع- في نهاية الفنوى:
(أما إن كان الكلام لا فائدة منه أو يقصد منه السخرية والاستهزاء أو التشهير فهذه غيبة لا تجوز، والله تعالى أعلم.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/13)
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[07 - 12 - 09, 07:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[07 - 12 - 09, 10:26 ص]ـ
هل يصح أن يقال: أنا أظن أن فلانا هو السارق، وذكره باسمه؟
أو أرتاب منه أو أشك فيه ونحو ذلك ...
هل يدخل ذلك في الغيبة المحرمة أو الظن المحرم؟
قال الشيخ ابن عثيمين في تفسيره لسورة الحجرات:
{يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً}. تصدير الخطاب بـ {يا أيها الذين آمنوا} يدل على العناية به، ولهذا روي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: إذا سمعت الله يقول {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك: فإما خير تؤمر به، وإما شر تُنهى عنه. ويعني: وإما خير تحصل به العبرة والاتعاظ، كما قال تعالى: {لقد كان في قصصهم عبرة لأُولى الأَلباب} وهنا يقول - عز وجل -: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن}، الظن: هو أن يكون لدى الإنسان احتمالان يترجح أحدهما على الآخر، وهنا عبر الله تعالى بقوله: {كثيراً من الظن} ولم يقل: اجتنبوا الظن كله، لأن الظن ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ظن خير بالإنسان، وهذا مطلوب أن تظن بإخوانك خيراً ماداموا أهلاً لذلك، وهو المسلم الذي ظاهره العدالة، فإن هذا يُظن به خيراً، ويُثنى عليه بما ظهر لنا من إسلامه وأعماله.
القسم الثاني: ظن السوء، وهذا يحرم بالنسبة لمسلم ظاهره العدالة، فإنه لا يحل أن يظن به ظن السوء، كما صرح بذلك العلماء، فقالوا - رحمهم الله -: يحرم ظن السوء بمسلم ظاهره العدالة. أما ظن السوء بمن قامت القرينة على أنه أهل لذلك، فهذا لا حرج على الإنسان أن يظن السوء به، ولهذا من الأمثال المضروبة السائرة: (احترسوا من الناس بسوء الظن)، ولكن هذا ليس على إطلاقه، كما هو معلوم، وإنما المراد: احترسوا من الناس الذين هم أهل لظن السوء فلا تثقوا بهم، والإنسان لابد أن يقع في قلبه شيء من الظن بأحد من الناس لقرائن تحتف بذلك، إما لظهور علامة في وجهه، بحيث يظهر من وجهه العبوس والكراهية في مقابلتك وما أشبه ذلك، أو من أحواله التي يعرفها الإنسان منه أو من أقواله التي تصدر منه فيظن به ظن السوء، فهذه إذا قامت القرينة على وجوده فلا حرج على الإنسان أن يظن به ظن السوء.
فإذا قال قائل: أيهما أكثر الظن المنهي عنه أم الظن المباح؟
قلنا: الظن المباح أكثر؛ لأنه يشمل نوعاً كاملاً من أنواع الظن، وهو ظن الخير، ويشمل كثيراً من ظن السوء الذي قامت القرينة على وجوده؛ لأنه إذا لم يكن هناك قرينة تدل على هذا الظن السيء، فإنه لا يجوز للإنسان أن يتصف بهذا الظن، ولهذا قال: {كثيراً من الظن} ولم يقل: أكثر الظن، ولا كل الظن، بل قال: {كثيراً من الظن} ثم قال: {إن بعض الظن إثم} وقد توحي هذه الجملة أن أكثر الظن ليس بإثم، وهو منطبق تماماً على ما بيناه وقسمناه، أن الظن نوعان: ظن خير، وظن سوء، ثم ظن السوء لا يجوز إلا إذا قامت القرينة على وجوده، ولهذا قال: {إن بعض الظن إثم} فما هو الظن الذي ليس بإثم؟ نقول: هو ظن الخير، وظن السوء الذي قامت عليه القرينة هذا ليس بإثم، لأن ظن الخير هو الأصل، وظن السوء الذي قامت عليه القرينة هذا أيضاً أيدته القرينة.
المصدر: موقع الشيخ ابن عثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17818.shtml
ولكن حذار حذار من ظن السوء بأخيك المسلم بحجة القرائن التي هي في الحقيقة وساوس:
السؤال:
المستمع محمد حمود يقول إذا قيل على رجل بأنه يشرب الخمر أو ما شابه ذلك والقائل عنه لم يعرف أنه لم يتعاطى هذا الشيء المحرم بل يريد أن يشوه أن تشوه سمعته في المجتمع فقط ما الحكم في هذا؟
أجاب الشيخ ابن عثيمين:
.... لا يحل لأحد أن يتكلم في أخيه لمجرد التهمة ويلطخ عرضه ويسيء سمعته قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا) وكون الإنسان يرمي غيره بالعيوب والذنوب والفسوق بمجرد تهمةٍ طرأت على خاطره أو قرينةٍ ضعيفة لا تستلزم هذا الظن هو أمرٌ محرمٌ عليه وداخلٌ فيما نهى الله عنه في قوله بل داخلٌ فيما أمر الله باجتنابه في قوله (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن) وليعلم الإنسان أنه لا يلفظ كلمةً واحدة إلا كانت مكتوبة لقوله تعالى (ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد) ...
المصدر: موقع الشيخ ابن عثيمين
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_7915.shtml
هذا كله فيما يتعلق بالظن، أما ذكر اسم هذا المظنون به ظن السوء ولو كان بقرينة صحيحة فهذا من مسائل الغيبة، فلينظر إلى ما أجاب به الأخ بو عبد الرحمن، أهي من القسم المحرم أم من المباح، وإذا كان مَنْ ذكر اسمه ظُنَّ به ظن السوء بغير قرينة فهذا قد يكون من البهتان.
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[08 - 12 - 09, 01:12 ص]ـ
نقل موفق بارك الله فيك ........
لللتأكيد شخص ظهرت عليه بعض علامات الريبة فأحببت أن أحذر الناس منه هل أحذرهم بذكر اسمه أم لا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/14)
ـ[بو عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 12 - 09, 06:39 ص]ـ
الذي يظهر لي من كلام الشيخ ابن عثيمين السابق نقله عن الأخ عبد الوهاب الأثري وفقه الله، أنه لا يجوز تحذير الناس منه باسمه إن كانت هذه القرائن التي رأيتها ضعيفة أو عن خواطر، ولكن إذا وجدت القرائن كان لا بأس بأن تظن أنتَ به ظن السوء، وتأمل كلام الشيخ رحمه الله حينما قال: (والإنسان لابد أن يقع في قلبه شيء من الظن بأحد من الناس لقرائن تحتف بذلك، إما لظهور علامة في وجهه، بحيث يظهر من وجهه العبوس والكراهية في مقابلتك وما أشبه ذلك، أو من أحواله التي يعرفها الإنسان منه أو من أقواله التي تصدر منه فيظن به ظن السوء، فهذه إذا قامت القرينة على وجوده فلا حرج على الإنسان أن يظن به ظن السوء.)
والله أعلم.
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[08 - 12 - 09, 03:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا للاهتمام .....(120/15)
{قالَ إنّك من َ المنظّرينَ} .. هل هناكَ منظرٌ غيرُ إبليس َ؟!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 04:19 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد.
{قال َ ربّ أنظِرنِي إلى يومِ يُبْعثونَ * قالَ إنّك مِنَ المنظَرينَ}
قال الإمام الطبري – بعد كلام على مسائل َ معيّنة في هذه الآية –:
منها:
1_فإن قال قائل: فإن الله قد قال له إذ سأله الإنظار إلى يوم يبعثون: (إنك من المنظرين) في هذا الموضع، فقد أجابه إلى ما سأل؟
قيل له: ليس الأمر كذلك، وإنما كان مجيبًا له إلى ما سأل لو كان قال له:"إنك من المنظرين إلى الوقت الذي سألت = أو: إلى يوم البعث = أو إلى يوم يبعثون"، أو ما أشبه ذلك، مما يدل على إجابته إلى ما سأل من النظرة. وأما قوله: (إنك من المنظرين)، فلا دليل فيه لولا الآية الأخرى التي قد بيَّن فيها مدة إنظاره إياه إليها، وذلك قوله: (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ)، سورة ص: 80، 81]،
كم المدة التي أنظره إليها , لأنه إذا أنظره يومًا واحدًا أو أقل منه أو أكثر، فقد دخل في عداد المنظرين، وتمَّ فيه وعد الله الصادق، ولكنه قد بيَّن قدر مدة ذلك بالذي ذكرناه، فعلم بذلك الوقت الذي أُنظِر إليه.
* *
المسألة الثانية
2_عن السدي: (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ. إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) [سورة ص: 80، 81]، فلم ينظره إلى يوم البعث، ولكن أنظره إلى يوم الوقت المعلوم، وهو يوم ينفخ في الصور النفخة الأولى، فصعق مَنْ في السموات ومَنْ في الأرض، فمات.
* * *
قال أبو جعفر: فتأويل الكلام: قال إبليس لربه:"أنظرني"، أي أخّرني وأجّلني، وأنسئْ في أجلي، ولا تمتني ="إلى يوم يبعثون"، يقول: إلى يوم يبعث الخلق. فقال تعالى ذكره: (إنك من المنظرين)، إلى يوم ينفخ في الصور، فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله.
* * *
المسألة الثالثة – وهي الشاهد من موضوعنا -.
3_فإن قال قائل: فهل أحَدٌ مُنْظرٌ إلى ذلك اليوم سوى إبليس، فيقال له:"إنك منهم"؟
قيل: نعم، مَنْ لم يقبض الله روحه من خلقه إلى ذلك اليوم، ممن تقوم عليه الساعة، فهممن المنظرين بآجالهم إليه. ولذلك قيل لإبليس: (إنك من المنظرين)، بمعنى: إنك ممن لا يميته الله إلا ذلك اليوم.
إذا ً (من) للتبعيض!!
فهل يصلح ُ أن تكون ابتدائية ً؟!
أو زائدة؟!
ـــــــــ
تفسير الطبري .. ج: 12 ص: 332
ــــــــــــــــــ
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 06:43 م]ـ
عفوا ً ..
العنوان {قال إنك من المنظَرين) .. بفتح الظاء دون تضعيف ..
ـ[أبوسهل العتيبي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 01:27 ص]ـ
بارك الله فيك ابو الهمام
وننتظر الفوائد من الأخوان
ولوكنت بجانب كتبي الغالية كان شاركت ولكنه الفراق ياأبا الهمام
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 01:35 ص]ـ
وفيك أخي الغالي أبو سهل ٍ العتيبي ...
لا بأس َ عليك ..
ننتظرك عندما تكون بجانبك ..
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك , لا تحرمنا من الفوائد والدرر.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 01:42 ص]ـ
وإياك شيخَنا أبا عبدِ العزيز الجالولي ...
ـ[مسلم ابن مسلم]ــــــــ[27 - 11 - 09, 01:14 ص]ـ
فائدة قيمة
جزيت خيرا لحروفك
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 08:42 ص]ـ
وإياك أخي المسلم .. مسلم بن مسلم ..
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[27 - 11 - 09, 09:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[29 - 11 - 09, 03:48 م]ـ
وإياك أخي المنصور .. ناصر ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[04 - 12 - 09, 04:10 م]ـ
لله درك يا أخي ... نفع لله بك ورفع الله قدرك في الدارين .. فوائد قيمة
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[04 - 12 - 09, 04:23 م]ـ
رأيتُ تشديدك للظاء فقلتُ أن موضوعك يدور حول ذلك، فإذا الأمر ليس كما ظننتُ، لكن هذا لا يمنع من أن أتسائل: هل قُرئت بتشديدها؟!
وجزيت الخير أخي
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[04 - 12 - 09, 04:44 م]ـ
بارك الله فيكم ..
وأما أنّ هناك منظَرين غيرَه: فإن مثل ذلك مظنّته كتب قصص الأنبياء وكتب التاريخ، واحتجّ من قال بحياة (الخضِر) بمثل هذه الآية الكريمة وغيرها، كما أنّ بعض العلماء عدّ (السامري) و (الدجّال) من أولئك المنظَرين ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - 12 - 09, 07:44 م]ـ
الأخ الشيخ الفاضل: أبو البراء القصيمي .. جزاك َ الله ُ خيرا ً
الأخ الفاضل: أبو عاصم المغربي .. بارك َ الله ُ فيك .. لاحظت ُ الخطأ َ أول ما رفعت المقال َ لكنّي لا أستطيع تعديل العنوان بعد رفعه .. ولا إخال أن هناك قراءة.
الأخ المبارك: أبو عبد الله الروقي .. جزاك الله خيرا على الإضافة الطيّبة .. ولا يخفى ضعف ما قلتَه!!
لأن الدجال يقتُله المسيح عند باب ِ لد .. وفسّر العلماء ُ {المنظرين} بأنّه المنظر إلى يوم الدين - النفخة الأولى -؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/16)
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[04 - 12 - 09, 09:07 م]ـ
الأخ الشيخ الفاضل: أبو البراء القصيمي .. جزاك َ الله ُ خيرا ً
الأخ الفاضل: أبو عاصم المغربي .. بارك َ الله ُ فيك .. لاحظت ُ الخطأ َ أول ما رفعت المقال َ لكنّي لا أستطيع تعديل العنوان بعد رفعه .. ولا إخال أن هناك قراءة.
الأخ المبارك: أبو عبد الله الروقي .. جزاك الله خيرا على الإضافة الطيّبة .. ولا يخفى ضعف ما قلتَه!!
لأن الدجال يقتُله المسيح عند باب ِ لد .. وفسّر العلماء ُ {المنظرين} بأنّه المنظر إلى يوم الدين - النفخة الأولى -؟!
أخي الفاضل ..
أنا لم أقُل ذلك مقرّا له .. بل ذكرته من باب (ذِكر ما في الباب) .. كما أن الإنظار بالنسبة للدجّال ـ الذي هو حيّ بظاهر حديث الجسّاسة ـ هو إنظار نسبي .. بمعنى أنه يُنظر إلى أن ينزل نبي الله عيسى عليه السلام فيقتله بباب لُدّ .. فقد يكون هذا مرادهم والله أعلم ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[05 - 12 - 09, 03:11 م]ـ
أخي الفاضل ..
أنا لم أقُل ذلك مقرّا له ..
ولم أردّ عليك بل على القول ..
بل ذكرته من باب (ذِكر ما في الباب) .. كما أن الإنظار بالنسبة للدجّال ـ الذي هو حيّ بظاهر حديث الجسّاسة ـ هو إنظار نسبي .. بمعنى أنه يُنظر إلى أن ينزل نبي الله عيسى عليه السلام فيقتله بباب لُدّ
هذا ضعيف يا أخي .. لأن الإنظار: المقصود به في الآية إلى يوم الدّين وقد بيّن ذلك الطبري قبل أن يذكر هذه الفائدة .. والله أعلم ..
.. فقد يكون هذا مرادهم والله أعلم ..
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا عبد الله الروقي(120/17)
اريد الحصول على رسالة الشيخ عمر السيد ابو سلامه رسالة ماجستير تبحث جهود أنور الجندي الثقافيه.
ـ[محمد القحطاني]ــــــــ[25 - 11 - 09, 04:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام في هذا الصرح العلمي الرائع
اما بعد/
أنا بصدد الإعداد لرسالة الماجستير و قد اخترت عنواناً لرسالتي وهي شخصية الشيخ أنور الجندي
وأريد بحث جهوده من الناحية الثقافيه الاسلاميه,,
وقد اطلعت على عنوان رسالة الشيخ عمر السيد ابو سلامه ورأيست أنها ستفيدني كثيرا
لذلك أريد رابط رسالة الشيخ
عمر السيدأبو سلامه ,,,التي هي عباره عن رسالة ماجستير بعنوان جهود الشيخ انور الانصاري في الدفاع عن الاسلام في الاستشراق ...... لاأتذكر العنوان جيدا لكنه قريب منه.
أتمنى الحصول على رابط لها,,,وأرجوا منكم مد يد المساعده ومعاونتي ..
مع جزيل الشكر لكل من من طالعت عيناه هذا الموضوع.
ـ[أسلمة الجندي]ــــــــ[30 - 11 - 09, 01:22 م]ـ
أخي بارك الله فيك ونفع بعلمك
أخوك في الله ممن كتبوا عن جهود الأستاذ أنور الجندي في التأصيل الإسلامي للعلوم الإنسانية وعندي نسخة من رسالة الشيخ عمر، كما أن هناك ثلاث رسائل في السعودية عنه أحدها للدكتور رشدان العصيمي والثانية للباحث محمد كيرالا من الهند والثالث للدكتور حسن المسعودي وقد بلغت الرسائل عنه ما يزيد عن العشرة.
بارك الله فيك ونفع بعلمك - أخوك في الله سامي سمير عبد الفتاح مصري الجنسية
ـ[محمد القحطاني]ــــــــ[26 - 12 - 09, 02:16 ص]ـ
جزاك الله خير ونفع بك
ـ[محمد القحطاني]ــــــــ[26 - 12 - 09, 02:18 ص]ـ
الله اكبر
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[26 - 12 - 09, 10:05 م]ـ
أخي بارك الله فيك ونفع بعلمك
أخوك في الله ممن كتبوا عن جهود الأستاذ أنور الجندي في التأصيل الإسلامي للعلوم الإنسانية وعندي نسخة من رسالة الشيخ عمر، كما أن هناك ثلاث رسائل في السعودية عنه أحدها للدكتور رشدان العصيمي والثانية للباحث محمد كيرالا من الهند والثالث للدكتور حسن المسعودي وقد بلغت الرسائل عنه ما يزيد عن العشرة.
بارك الله فيك ونفع بعلمك - أخوك في الله سامي سمير عبد الفتاح مصري الجنسية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106393
ـ[محمد القحطاني]ــــــــ[26 - 12 - 09, 10:11 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[26 - 12 - 09, 10:12 م]ـ
تفضل هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1097430&postcount=4144
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[26 - 12 - 09, 10:17 م]ـ
أخي بارك الله فيك ونفع بعلمك
أخوك في الله ممن كتبوا عن جهود الأستاذ أنور الجندي في التأصيل الإسلامي للعلوم الإنسانية وعندي نسخة من رسالة الشيخ عمر، كما أن هناك ثلاث رسائل في السعودية عنه أحدها للدكتور رشدان العصيمي والثانية للباحث محمد كيرالا من الهند والثالث للدكتور حسن المسعودي وقد بلغت الرسائل عنه ما يزيد عن العشرة.
بارك الله فيك ونفع بعلمك - أخوك في الله سامي سمير عبد الفتاح مصري الجنسية
الأخ/ سامي أعزه الله أراد أن يستأثر وحده بالفضل-جزاه الله خيرا- دون أن يشير من قريب أو من بعيد إلى جمعية أنور الجندي التي أنشئت لخدمة الباحثين والدارسين في الفكر الإسلامي وأيضا من يريد دراسة جهود العلامة /أنور الجندي.
فحبذا لو أرشد السائل إليها.
روابط قد تفبد-إن شاء الله:
موقع المفكر الإسلامي الأستاذ/أنور الجندي
للتعريف به وبمؤلفاته على هذا الرابط:
http://anwaralgendi.com
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112872
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=190786
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184883
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=106393
ـ[محمد القحطاني]ــــــــ[28 - 12 - 09, 12:11 ص]ـ
تفضل هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1097430&postcount=4144
جزاك الله خيرا وبارك فيك وكثر من امثالك يعلم الله انك فرجت كربة عني ,فأسأل الله بمنه وكرمه ان لايدع لك حاجة من حوائج الدنيا والاخره الا قضاها لك وأسأل المولى ان يفرج عنك سائر كربك.
اكرر شكري وعظيم امتناني لشخصكم الكريم.
ـ[محمد القحطاني]ــــــــ[28 - 12 - 09, 01:53 ص]ـ
أخي بارك الله فيك ونفع بعلمك
أخوك في الله ممن كتبوا عن جهود الأستاذ أنور الجندي في التأصيل الإسلامي للعلوم الإنسانية وعندي نسخة من رسالة الشيخ عمر، كما أن هناك ثلاث رسائل في السعودية عنه أحدها للدكتور رشدان العصيمي والثانية للباحث محمد كيرالا من الهند والثالث للدكتور حسن المسعودي وقد بلغت الرسائل عنه ما يزيد عن العشرة.
بارك الله فيك ونفع بعلمك - أخوك في الله سامي سمير عبد الفتاح مصري الجنسية
ياليتك اخي الكريم تفيدني بها بالفعل انا محتاج لها
ـ[أسلمة الجندي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 11:46 ص]ـ
أخي جعل الله لنا ولك من كل ضيق مخرجاً.
كما ذكر الأستاذ الفاضل محمد مبروك عبد الله - جزاه الله خيراً ونفع بعلمه - فقد أفادني كثيراً بما عنده في مرحلة إعداد الرسالة هناك جمعية محبي أنور الجندي والتي يشرف عليها الأستاذ محمد مبروك يمكنك الاتصال به وأنا إن شاء الله سأشرع في سحب النسخة الموجودة عندي من رسالة الشيخ عمر وأرسلها لك إن شاء الله وإلى أن يتم ذلك إليك هذه الهدية المتواضعة والتي قدمها الأستاذ محمد المبروك عبد الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184883
وقريبا إن شاء الله أرسل لك رابط كتاب شهادة العصر والتاريخ (فيه قصة حياة الأستاذ الجندي كاملة) والذي قدمه لي الأستاذ حسام الزهري - وفقه الله وأعانه _ واقبل عذري أخي الفاضل على تأخري في الرد عليك فقد كنت في فترة تجهيز رسالتي للطبع فسامحني سامحك الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/18)
ـ[أسلمة الجندي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 12:46 م]ـ
أخي سامحني لم أنتبه أن الأخ مختار الديره - حفظه الله قد أرسلها لك، عذراً وأعدك بإرسال الجديد قريباً إن شاء الله
ـ[أسلمة الجندي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 04:18 م]ـ
وهذا رابط لكتاب شهادة العصر والتاريخ (المصدر الأول لدراسة حياة الأستاذ أنور الجندي) أتمنى أن يفيدك فيما عزمت عليه، نفعنا الله وإياك واستعملنا في خدمة دينه ... آمين
ـ[أسلمة الجندي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 04:19 م]ـ
وهذا رابط لكتاب شهادة العصر والتاريخ (المصدر الأول لدراسة حياة الأستاذ أنور الجندي) أتمنى أن يفيدك فيما عزمت عليه، نفعنا الله وإياك واستعملنا في خدمة دينه ... آمين
http://www.4shared.com/file/78778385/b8b4c192/___.html(120/19)
إذا عطس الإنسان أثناء الصلاة هل يجوز أن يقول الحمدلله؟ |فتوى| للألباني ..
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[25 - 11 - 09, 04:44 م]ـ
سئل العلامة الألباني _رحمه الله_
إذا عطس الإنسان أثناء الصلاة هل يجوز أن يقول الحمدلله؟
_فأجاب _رحمه الله_ إذا كان مقتدين ورا الإمام في الصلاة الجهرية فلا يجوز قولاً واحداً
أما إذا كان في الصلاة السرية أو كان يصلى لوحدهِ فعطس ولم يكن عُطاس في أتناء قرأته القرآن فيجوز أن يحمد الله. أما في أثناء القراءة فلا ينبغي أن يُدخل في كلام اللهِ ما ليس منه.
(سلسلة الهدى والنور شريط رقم 97)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 04:51 م]ـ
رحم الله شيخنا المحدّث الألباني ...
ما دليل التفريق؟؟ ..
وما دام أنه (ذكر ٌ لله) فما المانع أن يقولَها؟!
أرجوا التعقيب.!
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 05:09 م]ـ
عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله! فرماني القوم بأبصارهم ..
فقلت: وَا ثُكْلَ أُمِّيَاه، ما شأنكم تنظرون إليّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يُصَمِّتُونَني لَكِنِّي سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه! فوالله، ما كَهَرَنِي، ولا ضربني، ولا شتمني،
قال: ((إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)).
النبي لم ينهاه عن الحمد بل نهاه عن التشميت لأنه فيه خطاب لغيره
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 05:22 م]ـ
نعم أحسنت أخي أبو مسلم ..
وعلل بعضهم: أنه جاز الحمد .. لأنّ فيه ثناءا على الله تعالى بخلاف ما كان للمخلوقين ..
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 05:29 م]ـ
و من قال ان الرجل حمد الله اصلا
ولو فعل فهل فيه انه جهر بها .. فلربما لم يسمعه الا معاوية .. فالامر محتمل فلا يبنى عليه حكم ...
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 05:41 م]ـ
وجدتُ كلاما ً جيّدا ً للإمام النووي ..
أوافيكم به بعد الصلاة ..
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[25 - 11 - 09, 06:28 م]ـ
جزاكم الله خيراً، وإليكم هذة النقولات:
ويسن لمن عطس في الصلاة أن يحمد الله تعالى ويسمع نفسه، قال ع ش لكن إذا وقع
ذلك في الفاتحة قطع الموالاة (إعانة الطالبين).
ولو عطس في الصلاة وقال الحمد لله وبنى على الفاتحة لا يحسب (المنثور في القواعد).
(مسألة: ش): عطس في الصلاة سنّ له أن يحمد سرّاً ولو في أثناء الفاتحة، لكنها تنقطع بذلك فيعيدها (القوانين الفقهية).
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 06:29 م]ـ
قال الإمام النووي - رحمه الله - "
وفي هذا الحديث: - معاوية بن الحكم - النهيُ عن تشميت العاطس في الصلاة، وأنه من كلام الناس الذي يحرم في الصلاة وتفسد به إذا أتى به عالما عامدا. قال أصحابنا: إن قال: يرحمك الله بكاف الخطاب بطلت صلاته، وإن قال: يرحمه الله، أو اللهم ارحمه، أو رحم الله فلانا لم تبطل صلاته؛ لأنه ليس بخطاب. وأما العاطس في الصلاة فيستحب له أن يحمد الله تعالى سرا، هذا مذهبنا، وبه قال مالك وغيره، وعن ابن عمر والنخعي وأحمد - رضي الله عنهم - أنه يجهر به، والأول أظهر؛ لأنه ذكر، والسنة في الأذكار في الصلاة الإسرار إلا ما استثنى من القراءة في بعضها ونحوها. اهـ.
شرح النووري على صحيح مسلم .. ج: 2 ص 298
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 06:34 م]ـ
والعلماء بالإتفاق أن الصلاة تبطل بالكلام عمدا ً ..
وأما لمصلحة فقول أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد: تبطل .. وجوّزه الأوزاعي وبعض أصحاب مالك وطائفة قليلة ..
وأما الناسي بالكلام القليل فعند الجمهور أنها لا تبطل .. وجوّزه بعض أصحاب الشافعي .. واستدلوا بحديث ذي اليدين.(120/20)
هل يوصف الله جل وعلا بأنه ساكت؟ لفضيلة الشيخ (صالح آل الشيخ).
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[25 - 11 - 09, 09:21 م]ـ
السؤال:
هل يوصف الله جل وعلا، أو يُخبر عنه بأنه ساكت؟
الجواب:
الجواب أن السكوت له معنيان:
* المعنى الأول: سكوت مقابل للكلام، تكلم وسكت
* والمعنى الثاني: سكوت عن إظهار الحكم، الإظهار الكلامي، الإظهار الشيء
أما الأول فلا أعلم أن أهل السنة يصفون الله جل وعلا بالسكوت الذي هو مخالف للكلام، يعني يتكلم، ويسكت، بمعنى يترك الكلام أصلاً، فلا أعلم أن أحداً من أهل السنة قال به.
وأما المعنى الثاني، وهو السكوت بمعنى عدم إظهار الخبر، أو ترك إظهار الحكم، أو إظهار الكلام، هذا جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: (وسكت عن أشياء رحمة بكم، غير نسيان، فلا تبحثوا عنها) (1).
(سكت عن أشياء): هنا السكوت بمعنى عدم إظهار الحكم، لأنه قال: (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء)، فالسكوت هنا عدم إظهار حكم تلك الأشياء، ليس هو السكوت الذي هو ضد الكلام.
فهذا النوع ثابت، سكت الله جل وعلا عن هذا الحكم، يعني لم يظهر حكمه، لا في الكتاب، ولا في السنة، تركها جل وعلا، فيرجع الأمر إلى القواعد، إما أن الأصل الإباحة، أو إلى آخر ما هو معلوم.
وهذا هو المراد بقول من قال من السلف: يتكلم إذا شاء، ويسكت إذا شاء رعاية لهذا الحديث، هذا تحقيق القول في هذه المسألة، والله أعلم.
--------------------
1 - أخرجه الدارقطني في (سننه) (ص 502)، وكذا البيهقي (10/ 12 - 13)، وقال الشيخ الألباني رحمه الله في (غاية المرام) (الحديث:4): (ضعيف): وقال: له علتان كما قال الحافظ ابن رجب في (شرح الأربعين النووية) (ص200) ..... ، وضعفه كذلك في (تخريج أحاديث رياض الصالحين) (621)، ولكن الشيخ رحمه الله تعالى في (تخريج الطحاوية) قال: (حسن لغيره)، وكذا قال رحمه الله تعالى: في تخريج أحاديث (كتاب الإيمان) لشيخ الإسلام ابن تيمية، (حسن بشاهده).
المصدر: الأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية
الشيخ صالح آل الشيخ
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[25 - 11 - 09, 09:45 م]ـ
جزاك الله خير
اخي سامي
ـ[أم ديالى]ــــــــ[25 - 11 - 09, 10:09 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 10:20 م]ـ
بارك الله فيك ياسامي ..
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[26 - 11 - 09, 04:07 ص]ـ
أكرمك الباري أخي الفاضل سامي ....
فائدة جميلة جدا لمن وعاها!! ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 05:41 ص]ـ
بارك الله ُفيك أخي الفاضل - سامي عبد العزيز - وحفظَك ...
فائدةٌ جليلةٌ لمن حَفِظها ... ووعَاها ... وعَقَلها ..(120/21)
إذا هم العبد بالحسنة سراً ولم يعملها، فكيف تطلع عليها الملائكة لتكتبها له؟
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[25 - 11 - 09, 09:31 م]ـ
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوله صلى الله عليه وسلم:
" إذا هم العبد بالحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة" الحديث. فإذا كان الهم سرا بين العبد وبين ربه فكيف تطلع الملائكة عليه؟
فأجاب:
الحمد لله: قد روي عن سفيان بن عيينة في جواب هذه المسألة قال: " إنه إذا هم بحسنة شم الملك رائحة طيبة , وإذا هم بسيئة شم رائحة خبيثة "
والتحقيق: أن الله قادر أن يعلم الملائكة بما في نفس العبد كيف شاء , كما هو قادر على أن يطلع بعض البشر على ما في الإنسان.
فإذا كان بعض البشر قد يجعل الله له من الكشف ما يعلم به أحيانا ما في قلب الإنسان: فالملك الموكل بالعبد أولى بأن يعرفه الله ذلك.
وقد قيل في قوله تعالى: ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) أن المراد به الملائكة: والله قد جعل الملائكة تلقى في نفس العبد الخواطر , كما قال عبد الله ابن مسعود:" إن للملك لمة [وللشيطان لمة] فلمة الملك تصديق بالحق ووعد بالخير, ولمة الشيطان تكذيب بالحق وإيعاد بالشر ". وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال:" ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الملائكة , وقرينه من الجن , قالوا: واياك يا رسول الله؟ قال:" وأنا , إلا أن الله قد أعانني عليه , فلا يأمرني إلا بخير ".
فالسيئة التي يهم بها العبد إذا كانت من إلقاء الشيطان: علم بها الشيطان.
والحسنة التي يهم العبد إذا كانت من القاء الملك: علم بها الملك أيضا بطريق أولى , وإذا علم بها هذا الملك: أمكن علم الملائكة الحفظة لأعمال بني آدم.
---------
المصدر: مجموع فتاوى إبن تيمية رحمه الله ج 4 ص 253
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[25 - 11 - 09, 09:43 م]ـ
جزاك الله خير
فائدة لطيفة
ـ[السوادي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 11:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[26 - 11 - 09, 07:17 ص]ـ
أحسنت أخي الحبيب سامي ..(120/22)
قيام ليلة عرفة .. ارجو الرد عاجل
ـ[أم ديالى]ــــــــ[25 - 11 - 09, 10:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام
اذا كان شخص يقوم كل ليلة .. ولكنه في ليلة عرفة اراد ان يقوم بـ 1000 آية عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قام بألف آية كتب من المقنطرين) .. فهل له اجر ام يكون بدعة؟ وهل الاجر الوارد في فضل عرفة خاص بيوم عرفة يعني من الفجر الى الغروب، أم يدخل فيه ليلتها ايضا فيجتهد العبد فيها؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 04:27 ص]ـ
الأجر الوارد في يوم عرفة إنما هو في صيامه، و كونه من العشر من ذي الحجة.
و من كان له عادة بالقيام فلا تثريب عليه دون تخصيص لكونها ليلة العيد أو ما شابه،
و لكن لا يسن القيام لمن كان في المزدلفة لأنه خلاف فعل النبي -صلى الله عليه و سلم -.
و الله أعلم.(120/23)
خاص بتفريغات موقع اسلام ويب
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 10:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ما رأي الاحبة من طلبة العلم والمهتمين، في التفريغات التي في موقع اسلام ويب، هل تُعتمد بإطلاق أم بعضها يحتاج لإعادة نظر ومراجعة
أرجو من الاخوة الاجابة على سؤالي هذا خاصة ممن له سبق تجربة أو معاملة مع تفريغات الموقع الكريم ومقابلة المفرغ بالمسموع
وجزاكم الله عني من اخوة في الله خير الجزاء(120/24)
الأحكام الخاصة بعيد الأضحى والأضحية
ـ[عبدالرحمن ناصر]ــــــــ[25 - 11 - 09, 10:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العظيم الجليل، العزيز الكريم، الغفور الرحيم، ذي العرش المجيد، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد الأمين، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد أيها المسلم ـ وفقك الله للفقه في دينه ـ:
فإن من التقصير التي يقع فيها جمع كثير من أهل الإسلام في أقطار شتى:
ترك تعلم الأحكام الشرعية المتعلقة بالعيد عند حلوله.
وقد كتبت هذه الرسالة المختصرة عن الأحكام الخاصة بعيد الأضحى، عيد المسلمين الثاني، وذلك تذكيراً لي ولك، وقد جعلتها في مسائل ليسهل بإذن الله عليك فهمها، والإلمام بها.
هذا وأسأل الله تعالى أن ينفع بها كاتبها وقارءها والساعي بين الناس في نشرها، أو تفقيههم بها.
ثم أقول مستعينا به عز وجل:
المسألة الأولى / وهي عن مشروعية صلاة العيد.
قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في "مجموع الفتاوى" (23/ 161) عن صلاة العيد:
إنها من أعظم شعائر الإسلام، والناس يجتمعون لها أعظم من الجمعة. اهـ
ومشروعيتها ثابتة بالسنة النبوية المشتهرة المستفيضة، وإجماع أهل العلم، وقد كان النبي r والخلفاء بعده يداومون عليها، ولم يأت عنهم تركها في عيد من الأعياد.
وقد قال ابن عباس: t(( شهدت العيد مع رسول الله r وأبي بكر وعمر وعثمان y فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة)) رواه البخاري (962) واللفظ له، ومسلم (884).
وقال جابر بن سمرة t: (( صليت مع رسول الله r العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة)) رواه مسلم (887).
بل حتى النساء كن يشهدنها على عهد رسول الله r، فقد قالت أم عطية ـ رضي الله عنها ـ: ((كنا نؤمر أن نَخْرُجَ يوم العيد، حتى نُخْرِج البكر من خدرها، حتى نُخّرِج الحِيَّض، فكن خلف الناس، فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته)) رواه البخاري (971) واللفظ له، ومسلم (890).
وقال الإمام إسحاق بن راهويه ـ رحمه الله ـكما في "مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه" رواية إسحاق بن منصور الكوسج (رقم: 2865):
يُستحب الخروج لهن في العيدين، لما مضت السنة بذلك، ولكن لا يتزيَّن ولا يتَطيَّبن. اهـ
فإذا خرجن على هذه الصفة جمعن بين فعل السنة واجتناب الفتنة.
وهي من السنن المؤكدة عند جماهير أهل العلم، وقد نسبه إليهم النووي ـ رحمه الله ـ في "المجموع" (5/ 6) وابن جزي في "القوانين الفقهية" (ص103).
وقال النووي ـ رحمه الله ـفي "المجموع (5/ 24):
تسن صلاة العيد جماعة، وهذا مجمع عليه، للأحاديث الصحيحة المشهورة. اهـ
المسألة الثانية / وهي عن الاغتسال للعيد.
وتحت هذه المسألة فرعان:
الفرع الأول: وهو عن استحباب الغسل للعيد.
الاغتسال للعيد هو فعل أصحاب النبي r.
فقد ثبت عن نافع أنه قال: ((كان ابن عمر t يغتسل للعيدين)) رواه الفريابي في "أحكام العيدين" (رقم:15).
وثبت عن الجعد بن عبد الرحمن أنه قال: ((رأيت السائب بن يزيد t يغتسل قبل أن يخرج إلى المصلى)) رواه الفريابي في "أحكام العيدين" (رقم:16).
وقال ابن رشد ـ رحمه الله ـفي "بداية المجتهد" (1/ 505):
أجمع العلماء على استحسان الغسل لصلاة العيدين. اهـ
الفرع الثاني: وهو عن وقت الاغتسال للعيد وصفته.
الأفضل أن يكون الاغتسال للعيد بعد صلاة فجره، وقبل الذهاب إلى المصلى، وأن تكون صفته كصفة غسل الجنابة.
وعليه يدل ظاهر الآثار الواردة عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ومنهم ابن عمر t.
فقد قال محمد بن إسحاق: قلت لنافع: كيف كان ابن عمر يصلي يوم العيد؟ فقال: ((كان يشهد صلاة الفجر مع الإمام ثم يرجع إلى بيته فيغتسل كغسله من الجنابة، ويلبس أحسن ثيابه، ويتطيب بأحسن ما عنده ثم يخرج حتى يأتي المصلى)) رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" بسند حسن، كما في "المطالب العالية" (رقم:2753).
وثبت عن الجعد بن عبد الرحمن أنه قال: ((رأيت السائب بن يزيد t يغتسل قبل أن يخرج إلى المصلى)) رواه الفريابي في "أحكام العيدين" (رقم:16).
وإن اغتسل للعيد قبل صلاة الفجر لضيق الوقت، وحتى يتمكن من التبكير إلى المصلى فحسن، وقد فعله جمع من السلف الصالح، واستحسنه كثير.
المسألة الثالثة / وهي عن التجمل للعيد بأحسن الثياب والطيب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/25)
عن عبد الله بن عمر t أنه قال: ((وجد عمر بن الخطاب حُلة من إستبرق تباع في السوق، فأخذها فأتى بها رسول الله r، فقال: يا رسول الله ابتع هذه فتجمل بها للعيد والوفود)) رواه البخاري (948) ومسلم (2068).
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـفي كتابه "فتح الباري لابن رجب" (6/ 67 – 62):
وقد دَلَّ هذا الحديث على التجمل للعيد، وأنه كان معتاداً بينهم .. وهذا التزين في العيد يستوي فيه الخارج إلى الصلاة، والجالس في بيته حتى النساء والأطفال. اهـ
ولكن المرأة إذا خرجت إلى صلاة العيد تخرج غير متجملة ولا متطيبة ولا متبرجة ولا سافرة عن حجابها، لأنها منهية عن ذلك في جميع أحوال خروجها، والخروج للعبادة أشد.
وقال الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ في "الأم" (1/ 388):
ويلبس الصبيان أحسن ما يقدرون عليه ذكوراً وإناثاً. اهـ
وثبت عن ابن عمر tأنه إذا كان يوم العيد: ((يلبس أحسن ثيابه، ويتطيب بأحسن ما عنده)) رواه الحارث في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (رقم:2753) والبيهقي (3/ 388).
وقال الإمام مالك بن أنس ـ رحمه الله ـكما في كتاب"الأوسط" (4/ 265) لابن المنذر:
سمعت أهل العلم يستحبون الزينة والتطيب في كل عيد. ا هـ
المسألة الرابعة / وهي عن ترك الأكل في يوم العيد حتى يرجع من المصلى.
قال الإمام ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في "المغني" (3/ 258 - 259):
السنة أن يأكل في الفطر قبل الصلاة، ولا يأكل في الأضحى حتى يصلي، وهذا قول أكثر أهل العلم .... لا نعلم فيه خلافاً. اهـ
وقال ابن رشد ـ رحمه الله ـ في "بداية المجتهد" (1/ 514):
وأجمعوا على أنه يستحب أن يفطر في عيد الفطر قبل الغدو إلى المصلى، وأن لا يفطر يوم الأضحى إلا بعد الانصراف من الصلاة. اهـ
وثبت عن سعيد بن المسبب ـ رحمه الله ـ أنه قال: ((كان المسلمون يأكلون في يوم الفطر قبل الصلاة، ولا يفعلون ذلك يوم النحر)) رواه الشافعي في "الأم" (1/ 387).
وثبت عن الشعبي ـ رحمه الله ـ أنه قال: ((إن من السنة أن يطعم يوم الفطر قبل أن يغدو، ويؤخر الطعام يوم النحر حتى يرجع)) رواه ابن أبي شيبة (5590).
المسألة الخامسة / وهي عن الخروج إلى مصلى العيد والعودة منه.
وتحت هذه المسألة فرعان:
الفرع الأول: وهو عن استحباب المشي على القدمين عند الذهاب إلى مصلى العيد.
قال زر بن حبيش: t(( خرج عمر بن الخطاب في يوم فطر أو في يوم أضحى، خرج في ثوب قطن مُتلبباً به يمشي)) رواه ابن أبي شيبة بسند حسن (5606).
وثبت عن جعفر بن برقان ـ رحمه الله ـ أنه قال: ((كتب عمر بن عبد العزيز يرغبهم في العيدين من استطاع أن يأتيهما ماشياً فليفعل)) رواه عبد الرزاق (5664) واللفظ له، وابن أبي شيبة (5604).
وقال الإمام الترمذي ـ رحمه الله ـ في "سننه" (2/ 410):
أكثر أهل العلم يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشياً. اهـ
وقال الإمام ابن المنذر ـ رحمه الله ـفي "الأوسط" (4/ 264):
المشي إلى العيد أحسن، وأقرب إلى التواضع، ولا شيء على من ركب. اهـ
الفرع الثاني: وهو عن استحباب أن يكون الذهاب إلى مصلى العيد من طريق والرجوع من طريق آخر.
قال جابر بن عبد الله: t(( كان النبي r إذا كان يوم عيد خالف الطريق)) رواه البخاري (986).
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ رحمه اللهـ في كتابه "فتح الباري" (6/ 166):
وقد استحب كثير من أهل العلم للإمام وغيره إذا ذهبوا في طريق إلى العيد أن يرجعوا في غيره. ا هـ
بل قال ابن رشد ـ رحمه الله ـ في "بداية المجتهد" (1/ 514 - 515):
وأجمعوا على أنه يستحب أن يرجع من غير الطريق التي مشى عليها لثبوت ذلك من فعله عليه الصلاة والسلام. اهـ
المسألة السادسة / وهي عن صلاة النوافل في مصلى العيد.
وتحت هذه المسألة ثلاثة فروع:
الفرع الأول: وهو عن تطوع الإمام قبل صلاة العيد.
أخرج البخاري (989) ومسلم (884) واللفظ له، عن ابن عباس t: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم أضحى أو فطر فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما)).
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "فتح الباري" (6/ 186):
فأما الإمام فلا نعلم في كراهة الصلاة له خلافاً قبلها وبعدها، وكل هذا في الصلاة في موضع صلاة العيد. اهـ
الفرع الثاني: وهو عن تطوع المأموم قبل صلاة العيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/26)
ثبت عند الإمام مالك في "الموطأ" (ص14رقم:422) عن نافع: ((أن عبد الله بن عمر لم يكن يصلي يوم الفطر قبل الصلاة ولا بعدها)).
وقال أبو المعلى سمعت سعيداً عن ابن عباس t: (( كره الصلاة قبل العيد)) رواه البخاري (عند رقم:989) معلقاً بالجزم.
وثبت عن يزيد بن أبي عبيد قال: ((صليت مع سلمة بن الأكوع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، ثم خرج فخرجت معه، حتى أتينا المصلى، فجلس وجلست حتى جاء الإمام فصلى، ولم يصل قبلها ولا بعدها ثم رجع)) رواه الفريابي في "أحكام العيدين" (رقم:173).
وقال الإمام الزهري ـ رحمه الله ـ: لم أسمع أحداً من علمائنا يذكر عن أحد من سلف هذه الأمة أنه كان يصلي قبلها ولا بعدها. اهـ
ونسبه ابن رشد ـ رحمه الله ـ في "بداية المجتهد" (1/ 511 - 512) إلى جماهير أهل العلم.
الفرع الثالث: وهو عن تحية المسجد إذا كانت صلاة العيد في المسجد.
إذا صلى الإنسان صلاة العيد خارج البلد في المصلى المعد لذلك فلا يصلي ركعتين تحية لهذا المصلى، وذلك لأن ركعتي التحية خاصة بالمسجد، كما دل على ذلك حديث أبي قتادة tعند البخاري (444) ومسلم (417) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس)).
وأما إذا صلى في المسجد فالغالب أنه يأتي في وقت نهي، وصلاة تحية المسجد في وقت النهي للعلماء فيها قولان مشهوران:
القول الأول: أنها لا تصلى.
وبه قال أكثر أهل العلم، وذلك للأحاديث الواردة عن النهي عن الصلاة في أوقات النهي، ومنها حديث عقبة بن عامر الجهني عند مسلم (831): ((ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا، حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب)).
القول الثاني: أنها تصلى.
وبه قال الشافعي، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم علق فعلها بدخول المسجد، وقد وقع، فتصلى.
وقد أجيب عن هذا الاستدلال بجوابين:
الأول: بأن حديث الصلاة عند الدخول إلى المسجد عام في جميع الأوقات، وحديث النهي خاص ببعض الأوقات، فيقدم العمل بخاص الأوقات على عامها.
الثاني: بأن النهي الوارد للتحريم، وتحية المسجد سنة، وقد حكى غير واحد الإجماع على سنيتها، فترك المحرم أولى من فعل المستحب.
المسألة السابعة / وهي عن دعاء الاستفتاح في صلاة العيد.
دعاء الاستفتاح مستحب في صلاة العيد قياساً على باقي الصلوات، وإلى هذا ذهب عامة من يرى مشروعية دعاء الاستفتاح.
إلا أنهم اختلفوا في موضعه على قولين:
القول الأول: أنه يقال بعد تكبيرة الإحرام ثم يكبر بعده التكبيرات الزوائد.
وهو قول الأكثر.
القول الثاني: أنه يقال بعد الانتهاء من التكبيرات الزوائد.
المسألة الثامنة / وهي عن التكبيرات الزوائد في صلاة العيد.
وتحت هذه المسألة أربعة فروع:
الفرع الأول: وهو عن المراد بالكبيرات الزوائد.
المراد بالتكبيرات الزوائد:
التكبيرات التي تكون بعد تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى، وبعد تكبيرة النهوض إلى الركعة الثانية.
الفرع الثاني: وهو عن عدد هذه التكبيرات في كل ركعة.
قال الإمام مالك ـ رحمه الله ـ في "الموطأ" (ص144رقم:421):
أخبرنا نافع مولى عبد الله بن عمر أنه قال: ((شهدت الأضحى والفطر مع أبي هريرة فكبر في الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة بخمس تكبيرات قبل القراءة)) وسنده صحيح.
وثبت نحوه عن ابن عباس رضي الله عنه.
وقال الخطابي ـ رحمه الله ـ في "معالم السنن" (1/ 217رقم:319):
وهذا قول أكثر أهل العلم. اهـ
وقال النووي ـ رحمه الله ـ في "المجموع" (5/ 24):
وحكاه صاحب "الحاوي" عن أكثر الصحابة والتابعين. اهـ
وقال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في "مجموع الفتاوى" (24/ 220):
وأما التكبير في الصلاة فيكبر المأموم تبعاً للإمام وأكثر الصحابة رضي الله عنهم والأئمة يكبرون سبعاً في الأولى وخمساً في الثانية. اهـ
الفرع الثالث: عن نسيان الإمام للتكبيرات الزوائد أو شيء منها.
قال الإمام ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في "المغني" (3/ 275):
والتكبيرات والذكر بينها سنة وليس بواجب، ولا تبطل الصلاة بتركه عمداً أو سهواً، ولا أعلم فيه خلافاً. اهـ
الفرع الرابع: وهو عن رفع اليدين مع هذا التكبيرات الزوائد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/27)
ثبت عن ابن جريج ـ رحمه الله ـ أنه قال: قلت لعطاء: ((يرفع الإمام يديه كلما كبر هذه التكبيرات الزيادة في صلاة الفطر؟ قال: نعم، ويرفع الناس أيضاً)) رواه عبد الرزاق (5699).
وقال الإمام البغوي ـ رحمه الله ـ في "شرح السنة" (4/ 310):
ورفع اليدين في تكبيرات العيد سنة عند أكثر أهل العلم. اهـ
وباستحباب هذا الرفع يقول:
ابن قيم الجوزية وابن باز وابن عثيمين.
المسألة التاسعة / وهي عن قضاء صلاة العيد.
من فاتته ركعة من صلاة العيد أو أدركهم في التشهد أو فاتته صلاة العيد كلها هل يشرع له أن يقضي؟ وإن قضى فعلى أي صفة؟.
قالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة برئاسة العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـكما في "الفتاوى" (8/ 306 - 307رقم: 4517):
من فاتته صلاة العيد وأحب قضاءها استحب له ذلك، فيصليها على صفتها من دون خطبة بعدها، وبهذا قال الإمام مالك والشافعي وأحمد و النخعي وغيرهم من أهل العلم، والأصل في ذلك قوله r:
(( إذا أتيتم الصلاة فامشوا وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا)) وما روي عن أنس: ((أنه كان إذا فاتته صلاة العيد مع الإمام جمع أهله ومواليه ثم قام عبد الله بن أبي عتبة مولاة فيصلى بهم ركعتين يكبر فيهما)).
ولمن حضر يوم العيد والإمام يخطب أن يستمع الخطبة ثم يقضي الصلاة بعد ذلك حتى يجمع بين المصلحتين. اهـ
وقالت أيضا:
ومن أدرك التشهد فقط مع الإمام من صلاة العيدين صلى بعد سلام الإمام ركعتين يفعل فيهما كما فعل الإمام من تكبير وقراءة وركوع وسجود. اهـ
المسألة العاشرة / وهي عن خطبة العيد وهل هي واحدة أو اثنتان.
للعيد خطبتان لا واحدة، يفصل بينهما بجلوس، لا خلاف في ذلك بين أهل العلم، وقد نقله عنهم ابن حزم الأندلسي ـ رحمه الله ـ في"المحلى" (3/ 543مسألة:543) فقال:
فإذا سلم الإمام قام فخطب الناس خطبتين يجلس بينهما جلسة، فإذا أتمها افترق الناس، فإن خطب قبل الصلاة فليست خطبة، ولا يجب الإنصات له، كل هذا لا خلاف فيه إلا في مواضع نذكرها إنشاء الله تعالى. اهـ
ونقل جمال الدين ابن عبد الهادي الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "مغني ذوي الأفهام" (7/ 350مع غاية المرام) اتفاق المذاهب الأربعة على الخطبتين.
وقال العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ في "الشرح الممتع" (5/ 145):
هذا ما مشى عليه الفقهاء ـ رحمهم الله ـ أن خطبة العيد اثنتان. اهـ
وقد ثبت عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة ـ رحمه الله ـ أنه قال:
((يكبر الإمام على المنبر يوم العيد قبل أن يخطب تسع تكبيرات، ثم يخطب، وفي الثانية سبع تكبيرات)).
وعبيد الله هذا، قال عنه الحافظ ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ:
هو أحد الفقهاء العشرة ثم السبعة الذين تدور عليهم الفتوى. اهـ
وقال الحافظ ابن حبان ـ رحمه الله ـ:
وهو من سادات التابعين. اهـ
وثبت عن إسماعيل بن أمية ـ رحمه الله ـ وهو من أتباع التابعين أنه قال: ((سمعت أنه يكبر في العيد تسعاً وسبعاً ـ يعني: في الخطبة)).
وهذان الأثران يؤكدان الخطبتان، وجريان العمل في عهد السلف الصالح بذلك.
وقد ذهب بعض المعاصرين ـ سلمهم الله ـ إلى أن للعيد خطبة واحدة، وقالوا: ظاهر أحاديث خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في العيد يشعر بأنه لم يخطب إلا واحدة.
ويقال جواباً عن هذا القول:
أولاً: الوارد في الأحاديث محتمل وليس بصريح، وذلك لأنه ليس فيها النص على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخطب إلا واحدة.
ثانياً: هذا الفهم مدفوع بالإجماع الذي نقله ابن حزم.
ثالثاً: هذه الأحاديث معروفة مشهورة عند السلف الصالح، وأئمة السنة والحديث، ومع ذلك لم يكن هذا فهمهم، وهم عند الجميع أعلم بالنصوص وأفهم، ومتابعتهم وعدم الخروج عن فهمهم وعملهم أحق وأسلم.
رابعاً: أنه يكبر أن تكون السنة خطبة واحدة، ثم يتتابع أئمة السنة والحديث من أهل القرون المفضلة على مخالفتها، ثم لا يعرف بينهم منكر، ومبين للسنة، لا سيما والخطبة ليست من دقائق المسائل التي لا يطلع عليها إلا الخواص، بل من المسائل الظاهرة التي يشهدها ويشاهدها ويدركها العالم والجاهل، والصغير والكبير، الذكر والأنثى.
المسألة الحادية عشرة / وهي عن بدأ خطبتي العيد بالتكبير.
بدأ خطبة العيد بالتكبير جرى عليه عمل السلف الصالح.
قال الإمام ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في "المغني" (2/ 239):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/28)
وقال سعيد ـ يعني: ابن منصور ـ: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة قال: ((يكبر الإمام على المنبر يوم العيد قبل أن يخطب تسع تكبيرات، ثم يخطب، وفي الثانية سبع تكبيرات)) وسنده صحيح.
وعبيد الله هذا، قال عنه الحافظ ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ:
هو أحد الفقهاء العشرة ثم السبعة الذين تدور عليهم الفتوى. اهـ
وقال الحافظ ابن حبان ـ رحمه الله ـ:
وهو من سادات التابعين. اهـ
وقال إسماعيل بن أمية ـ رحمه الله ـ وهو من أتباع التابعين:
((سمعت أنه يكبر في العيد تسعاً وسبعاً ـ يعني: في الخطبة)) رواه عبد الرزاق (3/ 290) بسند صحيح.
وبهذا قال عامة أهل العلم، ومنهم الأئمة الأربعة، بل جاء في مذاهبهم أنه يسن، وقد نقل اتفاقهم على ذلك العلامة ابن مفلح ـ رحمه الله ـ في "الفروع" (2/ 141 - 142).
وعلى هذا التكبير بوب جماعة كثيرة من أهل الحديث في مصنفاتهم،
ولم أجد أحداً ذكر عن السلف غير ذلك، أو أن أحداً من الفقهاء المشهورين خالف.
المسألة الثانية عشرة / وهي عن شهود خطبة العيد.
وتحت هذه المسألة فرعان:
الفرع الأول: وهو عن الجلوس لاستماعها.
من صلى مع الإمام فالسنة في حقه أن لا ينصرف حتى يسمع الخطبة.
قال الحافظ ابن عبد البر في "الاستذكار" (7/ 61):
وعلى هذا جماعة الفقهاء. اهـ
وهو المعمول به على عهده r، فقد قال أبو سعيد الخدري t: (( كان النبي r يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس، والناس جلوس على صفوفهم ـ ولمسلم: ـ في مصلاهم ـ فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم)) رواه البخاري (956) واللفظ له، ومسلم (889).
وأما حديث: ((إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب)).
فأكثر أهل العلم على أن الصواب فيه أنه مرسل، ومنهم:
ابن معين وأبو زرعة الرازي والنسائي وأبو داود والبيهقي والوادعي. والمرسل من أقسام الحديث الضعيف.
الفرع الثاني: وهو عن الكلام في أثنائها.
يكره لمن حضر الخطبة الكلام مع غيره من المصلين، أو عبر الهاتف الجوال، وذلك لما فيه من الانشغال عن الانتفاع بالخطبة، والتشويش على المستمعين، والإخلال بأدب حضور مجالس الذكر.
قال ابن بطال ـ رحمه الله ـ في "شرح صحيح البخاري" (2/ 572):
وكره العلماء كلام الناس والإمام يحطب. اهـ
المسألة الثالثة عشرة / وهي عن التهنئة بالعيد.
التهنئة بالعيد جرى عليها عمل السلف الصالح من أهل القرون المفضلة وعلى رأسهم الصحابة y.
وقد قال الإمام الآجري ـ رحمه الله ـ عن هذه التهنئة:
فعل الصحابة وقول العلماء. اهـ
وقال الإمام مالك بن أنس ـ رحمه الله ـ عنها:
لم يزل يُعرف هذا بالمدينة. اهـ
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ:
وَرُوِّينَا في "المحامليات" بإسناد حسن عن جبير بن نفير أنه قال:
((كان أصحاب رسول الله r إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك)).اهـ
وقال أيضا:
وَرُوِّينَا في كتاب "التحفة" بسند حسن إلى محمد بن زياد الألهاني أنه قال: ((رأيت أبا أمامة الباهلي صاحب رسول الله r يقول في العيد لأصحابه: تقبل الله منا ومنكم)) وقال الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ: إسناد حديث أبي أمامة إسناد جيد. اهـ
وينظر:
[فتح الباري لابن حجر (2/ 446) والمغني (3/ 295) وجزء التهنئة لابن حجر (34 - 40) والحاوي (1/ 82) والفروع) 2/ 150) وتمام المنة (355)].
تنبيه وتذكير:
بعض الناس قد يُهنئ بالعيد قبل حلوله بيوم أو أكثر أو يهنئ به في ليلته، والمنقول عن السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ أنهم كانوا يُهنئون في نهار يوم العيد، والأحب فعلهم.
المسألة الرابعة عشرة / وهي عن صيام يومي العيد.
والمراد بيومي العيد:
يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى.
وقد أخرج البخاري (1991) ومسلم (827) عن أبي سعيد الخدري tأنه قال: ((نهى النبي r عن صوم يوم الفطر والنحر)).
وقال الحافظ ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في "التمهيد" (13/ 26):
وصيام هذين اليومين لا خلاف بين العلماء انه لا يجوز على حال من الأحوال لا لمتطوع ولا لناذر ولا لقاض فرضاً ولا لمتمتع لا يجد هدياً ولا لأحد من الناس كلهم أن يصومهما، وهو إجماع لا تنازع فيه. اهـ
المسألة الخامسة عشرة / وهي عن صيام أيام التشريق.
أيام التشريق هي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/29)
الأيام الثلاثة التي بعد يوم عيد الأضحى.
وهذه الأيام لا يجوز صيامها لا تطوعاً ولا فرضاً إلا لمن لم يجد الهدي، وبه قال أكثر أهل العلم.
وذلك لما أخرجه البخاري (1997– 1998) عن عائشة وابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنهما قالا: ((لم يُرَخَّص في أيام التشريق أن يُصَمْنَ إلا لمن لم يجد الهدي)).
وثبت عن أبي مرة مولى عقيل أنه دخل هو وعبد الله بن عمرو بن العاص وذلك الغد أو بعد الغد من يوم الأضحى، فَقَرَّبَ إليهم عمرو بن العاص طعاماً، فقال عبد الله: إني صائم، فقال له عمرو:
((أفطر فإن هذه الأيام التي كان رسول الله r يأمر بفطرها، وينهى عن صيامها، فأفطر عبد الله فأكل وأكلت)) رواه ابن خزيمة
(2149) والدا رمي (1808).
المسألة السادسة عشرة / لا عيد للمسلمين إلا عيدان.
قال العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ كما في " مجموع فتاويه ورسائله" (3/ 111): إن جنس العيد الأصل فيه أنه عبادة وقربة إلى الله تعالى. اهـ
وقال أنس بن مالك ـ t: (( كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي r المدينة قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما، يوم الفطر ويوم الأضحى)).
رواه النسائي (1556) وأبو داود (1134) وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله في "فتح الباري" (2/ 513): إسناده صحيح. اهـ
وقال العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ في "الشرح الممتع" (5/ 113) عقب هذا الحديث:
وهذا يدل على أن الرسول r لا يحب أن تُحِدث أمته أعياداً سوى الأعياد الشرعية التي شرعها الله عز وجل. اهـ
المسألة السابعة عشرة / وهي عن التكبير في أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة، ويوم عيد الأضحى، وأيام التشريق.
وتحت هذه المسالة ثمانية فروع:
الفرع الأول: وهو عن مشروعية التكبير في أيام العشر:
التكبير في أيام العشر جرى عليه العمل في أيام السلف الصالح من أهل القرون المفضلة وعلى رأسهم أصحاب النبي r.
وقد قال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في "صحيحه" (عند حديث رقم:969):
((وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر، يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما)).
وزاد غيره: ((لا يخرجان إلا لذلك)).
وقال ميمون بن مهران ـ رحمه الله ـ: ((أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر)).
وهذا التكبير مشروع في حق سائر الناس من الرجال والنساء والصغار والكبار، في البيوت والأسواق والمساجد والمراكب، وفي السفر والحضر، والإنسان جالس أو راكب أو مضطجع أو وهو يمشي، وفي سائر الأوقات.
إلا أنه لا يكبر بعد صلاة الفريضة مع الأذكار بعد السلام منها، وسواء صُليت في المسجد أو في البيت أو في العمل أو أي مكان.
الفرع الثاني: وهو عن مشروعية التكبير في أيام عيد الأضحى.
التكبير في عيد الأضحى مشروع باتفاق أهل العلم، نقله عنهم ابن قدامة في "المغني" (3/ 287) والنووي في "المجموع" (5/ 38 - 39) وابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" (24/ 220) وغيرهم.
وقد ثبت عن جمع من الصحابة y ومنهم:
عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وأم المؤمنين ميمونة.
وينظر:
[مصنف ابن أبي شيبة (1/ 488 - 489) وسنن الدار قطني (2/ 44) والمعجم الكبير للطبراني (12/ 268و9/ 9537) والأوسط (4/ 301و305 - 306) وسنن البيهقي (3/ 312 - 315) وفتح الباري لابن رجب (6/ 123 - 131) وتغليق التعليق (2/ 378 - 380) والمطالب العالية (9/ 151) وإرواء الغليل (3/ 124 - 125)].
الفرع الثالث: وهو عن أقسام التكبير في أيام عيد الأضحى.
يشرع للناس أن يكبروا في أيام عيد الأضحى في هذين الموضعين:
أولاً: عقيب الانتهاء من أداء صلاة الفريضة.
ويسمى هذا "بالتكبير المقيد"، وذلك لأنه قيد فعله بالانتهاء من الصلاة.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "فتح الباري" (6/ 124):
اتفق العلماء على أنه يشرع التكبير عقيب الصلوات في هذه الأيام في الجملة، وليس فيه حديث مرفوع صحيح، بل إنما فيه آثار عن الصحابة، ومن بعدهم، وعمل المسلمين، وهذا يدل على أن بعض ما أجمعت الأمة عليه لم ينقل إلينا فيه نص صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل يكتفى بالعمل به. اهـ
ثانياً: في سائر الأوقات من ليل أو نهار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/30)
ويسمى هذا "بالتكبير المطلق" وذلك لأنه لا يتقيد بوقت، يفعله المسلم في أي وقت شاء من ليل أو نهار، في بيته أو مركبته أو سوقه، وهو قائم أو جالس أو وهو يمشي.
قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في "مجموع الفتاوى" (24/ 220):
وأما التكبير في النحر فهو أوكد من جهة أنه يشرع أدبار الصلوات، وأنه متفق عليه. اهـ
وقال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في "صحيحه" (عند رقم:970):
1 - ((وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمع أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج من تكبيراً)).
2 - ((وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، و في فسطاطه ومجلسة وممشاه تلك الأيام جمعاً)).
3 - ((وكانت ميمونة تكبر يوم النحر)).
4 - ((وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد)).اهـ
الفرع الرابع: وهو عن وقت التكبير المقيد بأدبار الصلوات.
يبدأ وقت التكبير المقيد بالنسبة لمن في الأمصار بأدبار الصلوات من فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ثم يقطع.
قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في "مجموع الفتاوى" (24/ 220):
أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبر من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة. اهـ
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "فتح الباري" (6/ 124):
وقد حكى الإمام أحمد هذا القول إجماعاً من الصحابة، حكاه عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس. اهـ
وقال السرخسي ـ رحمه الله ـ في "المبسوط" (2/ 42):
اتفق المشايخ من الصحابة: عمر وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم أنه يبدأ بالتكبير من صلاته الغداة من يوم عرفة. اهـ
وأما الحجاج فالتكبير في حقهم يبدأ من ظهر يوم النحر، وذلك لأنهم مشغولون بالتلبية حتى يرموا جمرة العقبة.
وإلى هذا ذهب أكثر أهل العلم.
الفرع الخامس: وهو عن مشروعية الجهر بالتكبير عند الخروج إلى صلاة عيد الأضحى.
ثبت عن ابن عمر t: (( أنه كان إذا غدا يوم الأضحى ويوم الفطر، يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى، ثم يكبر حتى يأتي الإمام)) رواه الدار قطني (2/ 45) والفريابي في "أحكام العيدين" (رقم:43و53).
وقال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في "مجموع الفتاوى" (24/ 220):
ويشرع لكل أحد أن يجهر بالتكبير عند الخروج إلى العيد، وهذا باتفاق الأئمة الأربعة. اهـ
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "فتح الباري" (6/ 133):
ولذلك يشرع إظهار التكبير في الخروج إلى العيدين في الأمصار، وقد روي ذلك عن عمر وعلي وابن عمر وأبي قتادة، وعن خلق من التابعين ومن بعدهم، وهو إجماع من العلماء ولا يُعلم بينهم خلاف في عيد النحر، إلا ما رو الأثرم عن أحمد: أنه لا يجهر به في عيد النحر، ويجهر به في عيد الفطر، ولعل مراده أن يجر به في عيد النحر دون الجهر في عيد الفطر، فإن تكبير عيد الفطر عنده آكد. اهـ
الفرع السادس: وهو عن مشروعية الجهر بالتكبير أيام العشر وفي يوم النحر وأيام التشريق.
قال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في "صحيحه" (عند حديث رقم:969):
((وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر، يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما)).
وقال أيضاً (عند رقم:970):
((وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمع أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج مني تكبيراً)).
الفرع السابع: وهو عن تكبير النساء.
قالت أم عطية ـ رضي الله عنها ـ: ((كنا نؤمر أن نَخْرُج يوم العيد، حتى نُخْرِجَ البكر من خدرها، حتى نُخْرِجَ الحِيَّض، فيكن خلف الناس، فيكبرن بتكبيرهم)) رواه البخاري (971) واللفظ له، ومسلم (890).
وفي رواية لمسلم: ((يكبرن مع الناس)).
وهذا نصٌ في مشروعية التكبير للنساء حتى ولو كُنَّ حِيَّض.
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "فتح الباري" (6/ 130):
ولا خلاف في أن النساء يكبرن مع الرجال تبعاً إذا صلين معهم جماعة، ولكن المرأة تخفض صوتها بالتكبير. اهـ.
وقال النووي ـ رحمه الله، في "شرح صحيح مسلم" (6/ 429) عقب حديث أم عطية:
وهذا دليل على استحباب التكبير لكل أحد في العيدين وهو مجمع عليه. اهـ
وقال البخاري ـ رحمه الله ـ في "صحيحه" (عند رقم:970):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/31)
((وكان النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد)).
قال ابن بطال ـ رحمه الله ـ في "شرح صحيح البخاري" (2/ 567):
وهذا أمر مستفيض. اهـ
الفرع الثامن: وهو عن صيغة هذا التكبير.
للتكبير في العيد عدة صيغ جاءت عن الصحابة y:
الأولى: ((الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد)).
وثبتت عن ابن عباس t عند ابن أبي شيبة في "مصنفه" (1/ 489).
الثانية: ما أخرج عبد الرزاق (11/ 295رقم:20581) ومن طريقه البيهقي (3/ 316) عن أبي عثمان النهدي قال كان سلمان يعلمنا التكبير يقول: كبروا الله، الله أكبر الله أكبر مراراً، اللهم أنت أعلى وأجل من أن تكون لك صاحبة أو يكون لك ولد أو يكون لك شريك في الملك أو يكون لك ولي من الذل، وكبره تكبيراً، الله أكبر تكبيراً، اللهم اغفر لنا، اللهم ارحمنا، ثم قال: والله لتكتبن هذه، ولا تترك هاتان، وليكونن هذا شفعاء صدق لهاتين)).
ولفظ البيهقي: ((كان سلمان رضي الله عنه يعلمنا التكبير يقول: كبروا، الله أكبر الله أكبر كبيراً أو قال تكبيراً، اللهم أنت أعلى وأجل من أن تكون لك صاحبة أو يكون لك ولد أو يكون لك شريك في الملك أو يكون لك ولي من الذل، وكبره تكبيراً، اللهم اغفر لنا، اللهم ارحمنا، ثم قال: والله لتكتبن هذه، لا تترك هاتان، ولتكونن شفعاً لهاتين)).
وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في "فتح الباري" (2/ 462) عن هذه الصيغة: أصح ما ورد. اهـ
ووافقته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة برئاسة العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ.
الثالثة: ((الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله وأكبر، ولله الحمد)).
وجاءت عن ابن مسعود tعند ابن أبي شيبة في "مصنفه" (1/ 488 - 490) وصححها العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في "إرواء الغليل" (3/ 125).
وقدثبتت هذه الصيغة أيضاً عن جمع كثير من التابعين ـ رحمهم الله ـ كما عند ابن أبي شيبة في "مصنفه" (1/ 490) والفريابي في "أحكام العيدين" (رقم: 62) وغيرهما.
المسألة الثامنة عشرة / وهي عن الأضحية.
وتحت هذه المسألة فروع:
الفرع الأول: وهو عن المراد بالأضحية.
الأضحية هي:
ما يذبح من بهيمة الأنعام في أيام الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله عز وجل.
الفرع الثاني: وهو عن مشروعية الأضحية.
قال الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـكما في "مجموع الفتاوى" (23/ 161):
وأما الأضحية فإنها من أعظم شعائر الإسلام، وهي النسك العام في جميع الأمصار، والنسك المقرون بالصلاة، وهي من ملة إبراهيم الذي أمرنا باتباع ملته. اهـ
وهي مشروعة بالسنة النبوية المستفيضة، وبالقول والفعل عنه r.
قال أنس بن مالك t: (( ضحى رسول الله r بكبشين أقرنين أملحين)) رواه البخاري (5565) ومسلم (1966).
وقال r للناس في خطبة عيد الأضحى معلماً ومرغباً:
((إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا)) رواه البخاري (951) ومسلم (1961 - 7).
بل وضحى r حتى في السفر، قال ثوبان t: (( ذبح رسول الله ضحيته، ثم قال: يا ثوبان أصلح لحم هذه، فلم أزل أطعمه منها حتى قدم المدينة)) رواه مسلم (1975).
وأعطى r أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ غنماً ليضحوا بها. فقد ذكر عقبة بن عامر t: (( أن النبي rأعطاه غنماً يقسمها على صحابته ضحاياً، فبقي عتود، فقال: ضح به أنت)) رواه البخاري (5555) ومسلم (1965).
وقال الإمام ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في كتابه "المغني" (13/ 360):
وأجمع المسلمون على مشروعية الأضحية. اهـ
الفرع الثالث: وهو عن نوع هذه المشروعية.
قال العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله ـفي كتابه "أضواء البيان" (5/ 619):
أكثر أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم على أن الأضحية سنة لا واجبة. اهـ
واستُدل لكونها سنة بما يأتي:
أولاً: بحديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ.
حيث أخبرت أن النبي rالله عليه وسلم قال: ((إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئاً)) رواه مسلم (1977).
ووجه الاستدلال من هذا الحديث:
أن النبي r علق الأضحية بإرادة المضحي، والواجب لا يعلق على الإرادة.
ثانياً: بالآثار الواردة عن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في ترك الأضحية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/32)
حيث ثبت عن أبي سريحة الغفاري t أنه قال: ((رأيت أبا بكر وعمر وما يُضحيان)) رواه عبد الرزاق (4/ 381) والبيهقي (9/ 265).
وقال البيهقي ـ رحمه الله ـ بعد أن خرجه:
وفي حديث بعضهم: ((كراهية أن يُقتدى بهما)).اهـ
وثبت عن أبي مسعود الأنصاري t أنه قال: ((لقد هممت أن أدع الأضحية، وإني لمن أيسركم بها، مخافة أن يُحْسَبَ أنها حتمٌ واجب)).
وفي لفظ آخر: ((مخافة أن يرى جيراني أنه حتم)) رواه عبد الرزاق (4/ 983) والبيهقي (9/ 265).
وقال ابن حزم ـ رحمه الله ـفي كتابه "المحلى" (6/ 10 مسألة رقم:973):
لا يصح عن أحد من الصحابة أن الأضحية واجبة. اهـ
وقال ابن بطال ـ رحمه الله ـ عن فوائد هذا الترك للأضحية من هؤلاء الصحابة:
وهكذا ينبغي للعالم الذي يُقتدى به إذا خشي من العامة أن يلتزموا السنن التزام الفرائض أن يترك فعلها ليُتأسى به فيها، ولئلا يُخلط على الناس أمر دينهم فلا يفرقوا بين فرضه ونفله. اهـ
الفرع الرابع: وهو عن الأضحية للمسافر.
الأضحية مشروعة للمسافر، وبذلك قال أكثر أهل العلم، وذلك لحديث ثوبان t قال: ((ذبح رسول الله r ضحيته، ثم قال: يا ثوبان أصلح لحم هذه، فلم أزل أطعمه منها حتى قدم المدينة)) رواه مسلم (1795)
الفرع الخامس: وهو عن البخل بالأضحية مع وجود اليسار والسعة في الرزق.
البخيل عن نفسه بما يقربه من ربه مع اليسار قد قال الله تعالى في شأنه: {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء}.
ومن ضحى وهو يخشى الفقر والحاجة، فليبشر بموعود الله تعالى له بالخلف الحسن، حيث قال سبحانه في سورة سبأ:
{وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}.
وقال الحافظ ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في كتابه "الاستذكار" (15/ 163 - 164):
ولم يأت عنه r أنه ترك الأضحية، وندب إليها، فلا ينبغي لموسر تركها اهـ
وثبت عن أبي هريرة tأنه قال: ((من وجد سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا)) رواه
الدار قطني (4/ 27) والحاكم (4/ 232) والبيهقي (9/ 260) وابن عبد البر في والتمهيد (23/ 191).
الفرع السادس: وهو عن الأجناس التي يضحى بها من الحيوانات.
الأنواع التي يُضحى بها من الحيوانات باتفاق أهل العلم هي هذه الأصناف الأربعة:
الإبل والبقر والضأن والمعز ذكوراً وإناثاً.
ومن ضحى بغير هذه الأصناف الأربعة لم تجزئه عند عامة أهل العلم، بل ذكر النووي ـ رحمه الله ـ أن من أهل العلم من نقل اتفاق أهل العلم على عدم الإجزاء.
الفرع السابع: وهو عن الأفضل من هذه الأصناف الأربعة.
أفضل ما يضحى به من هذه الأصناف الأربعة:
الإبل ثم البقر ثم الضأن ثم المعز ثم سبع بدنة ثم سبع بقرة،
وبهذا قال أكثر أهل العلم من السلف الصالح فمن بعدهم.
وذلك لما يأتي:
أولاً: قول النبي r: (( من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن)) رواه البخاري (881) ومسلم (850) من حديث أبي هريرة.
والمراد بالبدنة: الناقة من الإبل.
ووجه الاستدلال من الحديث:
أنه دل على أن أفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى من بهيمة الأنعام الإبل ثم البقر ثم الغنم.
ثانياً: قول النبي r لما سئل: أي الرقاب أفضل؟: ((أعلاها ثمناً، وأنفسها عند أهلها)) رواه البخاري (2581) واللفظ له، ومسلم (84) من حديث أبي ذر.
والإبل أغلى وأنفس من البقر، والبقر أغلى وأنفس من الغنم، بل وأكثر لحماً، ونفعاً للفقراء.
ثالثاً: قياساً على الهدي في الحج.
حيث قال ابن رشد ـ رحمه الله ـ في "بداية المجتهد" (2/ 320):
العلماء متفقون على أن الأفضل في الهدايا الإبل ثم البقر ثم الغنم ثم المعز. اهـ
والهدي من أعظم شعائر الحجاج في أيام النحر، والأضحية من أعظم شعائر غير الحجاج في الأمصار، والجميع نسك، وأيام ذبحهما واحدة.
الفرع الثامن: وهو عن الاشتراك بين المضحين في الإبل والبقر.
يجوز أن يشترك في البعير أو البقرة سبعة من المضحين، كل واحد عن نفسه، عند أكثر أهل العلم.
وذلك قياساً على الهدي في الحج، لأن الجميع نسك، ووقت ذبحهما واحد.
وقد قال جابر بن عبد الله: t(( حججنا مع رسول الله r فنحرنا البعير عن سبعة، والبقرة عن سبعة)) رواه ومسلم (1318).
فقام سبع البعير وسبع البقرة مقام الواحدة من الغنم، والواحدة من الغنم لا تجزئ إلا عن واحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/33)
الفرع التاسع: وهو عن الأفضل في الأضحية وهل هو شاة كاملة أو سبع من بعير أو بقرة.
الأفضل هو التضحية بشاة كاملة، وإلى هذا ذهب أكثر أهل العلم.
وذلك لأن مقصود الأضحية الأعظم هو إراقة دمها تقرباً إلى الله تعالى، ومن ضحى بشاة كان قد تقرب إلى الله بالدم كله.
الفرع العاشر: وهو عن الأضاحي من الغنم.
وتحت هذه الفرع ثلاثة أقسام:
القسم الأول: وهو عن اشتراك أهل البيت الواحد في أضحية واحدة من الغنم.
تجزأ الواحدة من الضأن والمعز عن الرجل وأهل بيته، وعن المرأة وأهل بيتها، ومن أحد الإخوان في البيت الواحد عن جميع من في البيت.
وذلك لما ثبت عن أبي أيوب t أنه سُئل: كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله r فقال: ((كان الرجل يضحي بالشاة عنهوعن أهل بيته فيأكلون ويُطْعمُون)) رواه الترمذي (1505).
ولما أضجع النبي rأضحيته ليذبحها قال: ((باسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد، ومن أمة محمد)) رواه مسلم (1967) من حديث عائشة.
وقال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ في كتابه "إكمال المعلم" (6/ 413):
وكافة علماء الأمصار في تجويز ذبح الرجل عنه وعن أهل بيته الضحية، وإشراكهم فيها معه. اهـ
القسم الثاني: وهو عن ضابط أهل البيت الذين تجزؤهم أضحية واحدة.
قال العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ كما في "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (41ص-42و43) في بيان ضابط أهل البيت الواحد الذين تكفي في حقهم أضحية واحدة:
إذا كان طعامهم واحداً، وأكلهم واحداً، فإن الواحدة تكفيهم، يضحي الأكبر عنه وعن أهل بيته، وأما إذا كان كل واحد له طعام خاص، يعني مطبخ خاص به، فهنا كل واحد منهم يضحي، لأنه لم يشارك الآخر في مأكله ومشربه. اهـ
وقال أيضاً:
أصحاب البيت الواحد أضحيتهم واحدة ولو تعددوا، فلو كانوا إخوة مأكلهم واحد، وبيتهم واحد، فأضحيتهم واحدة، ولو كان لهم زوجات متعددة، وكذا الأب مع أبنائه، ولو كان أحدهم متزوجاً، فالأضحية واحدة. اهـ
وذكر القاضي عياض ـ رحمه الله ـ في كتابه "إكمال المعلم" (6/ 414) هذه الضوابط الثلاثة عند المالكية:
الأول: أن يكونوا من قرابته ومن في حكمهم كالزوجة.
الثاني: أن يكونوا تحت نفقته وجوباً أو تطوعاً.
الثالث: أن يكونون ساكنين معه غير بايتين عنده.
القسم الثالث: وهو عن أفضل الأضاحي من الغنم.
الأفضل في الأضاحي من الغنم، هو ما كان موافقاً لأضحية النبي r من جميع الجهات، ثم الأقرب منها.
وقد جاء في حديث أنس بن مالك t: (( ضحى النبي r بكبشين أملحين أقرنين)) رواه البخاري (5558و5553و5564) ومسلم (1966).
والأملح هو: الأبيض الذي يشوبه شيء من السواد.
وفي حديث عائشة رضي الله عنهاـ: ((أن رسول الله r أمر بكبش أقرن، يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد، فأتي به ليضحي به)) رواه مسلم (1967).
قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ في كتابه "إكمال المعلم" (6/ 412):
قوله في الحديث: ((يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد)) أي أن قوائمه وبطنه وما حول عينيه أسود. اهـ
فدل هذا الحديث على أن أضحية النبي r قد جمعت هذا الأمور الثلاثة:
الأول: أنها كباش.
يعني: من ذكران الضأن.
وقال العلامة العثيمين ـ رحمه الله ـ:
الكباش هي الخِرَف الكبار. اهـ
وفي كونها كباش إشارة إلى سمنها، وقد أخرج البخاري في "صحيحه"معلقاً مجزوماً به عن سهل بن حنيف t أنه قال: ((كنا نسمن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمنون)).
وقال النووي ـ رحمه الله ـ في كتابه "المجموع" (8/ 369):
وأجمع المسلمون على استحباب السمين في الأضحية، واختلفوا في استحباب تسمينها، فمذهبنا والجمهور استحبابه. اهـ
الثاني: أن لها قرنان.
قال النووي ـ رحمه الله ـ في "شرح صحيح مسلم" (13/ 128عند حديث رقم:1966):
قال العلماء: فيستحب الأقرن. اهـ
الثالث: أن لونها أملح.
قال النووي ـ رحمه الله ـ في "شرح صحيح مسلم" (13/ 129عند حديث رقم:1966):
وأما قوله: ((أملحين)) ففيه استحسان لون الأضحية، وقد أجمعوا عليه. اهـ
وقال أيضاً:
وأجمعوا على استحباب استحسانها واختيار أكملها. اهـ
الفرع الحادي عشر: وهو عن اشتراك أهل البيت الواحد في سبع بعير أو سبع بقرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/34)
الأفضل للرجل أن يضحي عنه وعن أهل بيته برأس واحد من الغنم، لأن هذا التشريك هو الثابت عن النبي r وأصحابه في حديث أبي أيوب t: (( كان الرجل يضحي بالشاة عنهوعن أهل بيته فيأكلون ويُطْعمُون)) رواه الترمذي (1505)
وحديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي rقال حين ذبح أضحيته: ((باسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد، ومن أمة محمد)) رواه مسلم (1967).
فإن اشترك في سبع بعير أو سبع بقرة وجعله أضحية عنه، وعن أهل بيته، فللعلماء خلاف في إجزاء هذا السبع عن الجميع، حتى قيل:
إنه لا يعرف نقل فيه عن أحد من السلف، ولا عن أحد من الفقهاء المشهورين، وأن الخلاف الموجود متأخر.
وقال العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـكما في "مجموع فتاوى ابن باز" (18/ 44):
السبع من البدنة والبقرة في إجزائه عن الرجل وأهل بيته تردد وخلاف بين أهل العلم، والأرجح أنه يجزأ عن الرجل وأهل بيته، لأن الرجل وأهل بيته كالشخص الواحد، لكن الرأس الواحد من الغنم أفضل. اهـ
واختاره:
السعدي والعثيمين ـ رحمهما الله ـ.
الفرع الثاني عشر: وهو عن سن الأضحية.
الأضحية من جهة السن تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الإبل والبقر والمعز.
وهذه الأصناف الثلاثة قد اتفق العلماء على أنه لا يجزأ منها في الأضحية إلا الثني فما فوق.
وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة برئاسة العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ عن الثني:
وهو من المعز ما بلغ سنة ودخل في الثانية، ومن البقر ما أتم سنتين ودخل في الثالثة، ومن الإبل ما أتم خمس سنين ودخل في السادسة. اهـ
القسم الثاني: الضأن من الغنم.
ولا يجزأ منه إلا الجذع فما فوق عند عامة أهل العلم.
وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة برئاسة العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ كما في "فتاوى اللجنة الدائمة" (فتوى رقم: 2613) في بيان سن الجذع أنه:
ما كان سنه ستة أشهر ودخل في السابع فأكثر. اهـ
وقال الإمام ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في كتابه "المغني" (13/ 436 - 438):
قال أبو القاسم: وسمعت أبي يقول: سألت بعض أهل البادية: كيف تعرفون الضأن إذا أجذع؟ قالوا: لا تزال الصوفة قائمة على ظهره ما دام حَملاً، فإذا نامت الصوفة على ظهره، عُلم أنه قد أجذع. اهـ
الفرع الثالث عشر: وهو عن العيوب التي ترد بها الأضحية ولا تجزأ معها.
ثبت عن النبي r أنه قال: ((أربعة لا يجزين في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظَلَعُها، والعجفاء التي لا تُنْقِي)) رواه أبو داود (2804) والترمذي (1497) والنسائي (4369 - 4371) واللفظ له، وابن ماجه (3144).
والمراد بـ ((العجفاء التي لا تُنْقِي)): الهزيلة التي لا مخ في عظامها بسبب شدة هزالها.
وقال الإمام ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في كتابه "المغني" (13/ 369) عن هذه العيوب الأربعة:
لا نعلم خلافاً بين أهل العلم في أنها تمنع الإجزاء. اهـ
ومن الأضاحي التي ذُكر أنها لا تجزأ ما يأتي:
أولاً: العمياء.
وذلك لأن النبي r قد منع من العوراء البين عورها، فمن باب أولى أن يمنع من العمياء، لأن العمى أشد في العيب من العور.
وقد اتفق أهل العلم على أن العمياء لا تجزأ في الأضحية.
ثانياً: مقطوعة أو مكسورة اليد أو الرجل.
وذلك لأن النبي r قد منع من العرجاء البين عرجها، فمن باب أولى أن يمنع من المقطوعة والمكسورة، لأن القطع والكسر أشد في العيب من العرج.
وبعدم الإجزاء قال عامة أهل العلم.
ثالثاً: مقطوعة الأذن كلها أو أكثرها.
قال الإمام ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في كتابه "الاستذكار" (15/ 128):
ولا خلاف علمته بين العلماء أن قطع الأذن كلها أو أكثرها عيب يتقى في الأضاحي. اهـ
وثبت عن على بن أبي طالب t أنه قال: ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن)) رواه أحمد (1/ 95و105و125و152) وابن خزيمة (4/ 293) والحاكم (1/ 468) والبيهقي (9/ 275) وابن عبد البر في التمهيد (20/ 172 - 173) وابن حزم في المحلى (6/ 11 - 12 مسألة رقم:974) وغيرهم.
ومعنى ((نستشرف العين والأذن)): أي نطلب سلامتهما من العيب.
رابعاً: الهتماء.
والهتماء هي:
التي لا أسنان لها.
قال الإمام ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في كتابه الاستذكار" (15/ 131):
الهتماء لا تجوز عند أكثر أهل العلم في الضحايا. اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/35)
وذلك لأن ذهاب الأسنان يؤثر على أكلها العلف، ويسبب ضعفها وهزالها.
وقد ثبت عن عبد الله بن عمر t أنه: ((كان يتقي من الضحايا والبُدْن، التي لم تُسِن، والتي نقص من خَلْقِهَا)) رواه مالك في "الموطأ" (2/ 482).
والمراد بالتي ((لم تسن)) عند كثير من العلماء: التي لا أسنان لها.
خامساً: الجرباء.
وبهذا قال أكثر أهل العلم.
وذلك لأن الجرب مرض بين، ويؤثر في سمنها، وفي طعم اللحم.
وقال الإمام الزهري ـ رحمه الله ـ: ((لا تجوز في الضحايا المسلولة الأسنان، ولا الجرباء)).
وقال الحافظ ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في كتابه "الاستذكار" (15/ 135) عقبه:
قول ابن شهاب في هذا الباب هو المعمول به. اهـ
يعني: عند العلماء.
سادساً: الصكاء أو السكاء.
والصكاء أو السكاء هي:
التي خلقت بلا أذنين.
وبه قال أكثر أهل العلم.
ووجه ذلك عندهم:
أن قطع الأذن لما كان مانعاً من الجواز، فعدم الأذن أولى.
سابعاً: مقطوعة الإلية.
وبه قال أكثر أهل العلم.
الفرع الرابع عشر: وهو عن العيوب التي لو وجدت في الأضحية لم تؤثر في إجزائها.
الأفضل عند جميع أهل العلم هو سلامة الأضحية من العيوب التي لا تؤثر في الإجزاء.
وقد تقدم أن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ: ((كان يتقي من الضحايا والبُدْن، التي لم تُسِن، والتي نقص من خَلْقِهَا)).
وقال القاضي عياض ـ رحمه الله ـفي كتابه "إكمال المعلم: (6/ 411):
واستحب جميعهم ـ يعني: العلماء ـ فيها غاية الكمال، واجتناب النقص. اهـ
ومن العيوب التي لا تؤثر في إجزاء الأضحية:
أولاً: عدم وجود قرن لها خلقة.
قال النووي ـ رحمه الله ـ في "شرح صحيح مسلم" (13/ 128عند حديث رقم:1966) عقب حديث: ((ضحى النبي r بكبشين أملحين أقرنين)):
قال العلماء: فيستحب الأقرن، وفي هذا الحديث جواز تضحية الإنسان بعدد من الحيوان، واستحباب الأقرن، وأجمع العلماء على جواز التضحية بالأجم الذي لم يخلق له قرنان. اهـ
ثانياً: القطع اليسير أو الشق أو الكي في الأذن.
وبهذا قال أكثر أهل العلم.
بل قال الإمام ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في كتابه "المغني" (13/ 373):
ويحصل الإجزاء بها، لا نعلم فيه خلافاً، ولأن شرط السلامة من ذلك يشق، إذ لا يكاد يوجد سالم من هذا كله. اهـ
ثالثاً: التضحية بما لا خصية له من ذكور بهيمة الأنعام.
وبهذا قال عامة أهل العلم.
بل قال الإمام ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في كتابه "المغني" (13/ 371):
ولا نعلم فيه خلافاً. اهـ
رابعا: البتراء التي لا ذنب لها خلقة.
وهو قول أكثر أهل العلم.
خامسا: مكسورة القرن.
قال الإمام بن عبد البر ـ رحمه الله ـ في كتابه "التمهيد" (20/ 171):
على هذا جماعة الفقهاء، لا يرون بأساً أن يضحي بالمكسورة القرن، وسواء كان قرنها يدمي أو لا يدمي. اهـ
وقال ـ رحمه الله ـ في كتابه "الاستذكار" (15/ 132 - 133):
جمهور العلماء على القول بجواز الأضحية المكسورة القرن. اهـ
سادساً: دل قول النبي r المتقدم:
((أربعة لا يجزين في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ظَلَعُها، والعجفاء التي لا تُنْقِي)).
على: " أن المرض الخفيف يجوز في الضحايا، والعرج الخفيف الذي تلحق به الشاة في الغنم، وكذلك النقطة في العين إذا كانت يسيرة، وكذلك المهزولة التي ليست بغاية في الهزال، ولا خلاف في ذلك".اهـ
قاله الحافظ ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ في كتابيه "التمهيد" (20/ 168) و"الاستذكار" (15/ 125).
الفرع الخامس عشر: وهو عن وقت ذبح الأضحية.
وتحت هذه الفرع أربعة أقسام:
القسم الأول: وهو عن أول وقت ذبح الأضاحي.
اتفق العلماء على أن أول أيام ذبح الأضحية هو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بعد صلاة العيد، وأن ذبحها قبل الصلاة لمن كان من أهل الحضر لا يجزأ.
وذلك لقوله r:
(( من ذبح قبل الصلاة فليعد مكانها أخرى)) رواه البخاري (5562) ومسلم (1960).
وهذا الوقت هو أفضل أوقات الذبح لأنه فعل النبي r.
وأما من كان في مكان لا تقام فيه صلاة العيد كالبدو الذين يتنقلون من مكان إلى آخر بدوابهم لطلب العشب، أومن يُعَيدون في مخيماتٍ في البر، أومن يعملون بعيداً عن المدن والقرى، فإنهم ينتظرون بعد طلوع شمس يوم العيد مقدار صلاة العيد وخطبته ثم يذبحون أضاحيهم.
وبهذا قال أكثر أهل العلم.
القسم الثاني: وهو عن آخر وقت ذبح الأضاحي.
آخر وقت ذبح الأضاحي هو:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/36)
غروب شمس اليوم الثاني من أيام التشريق.
فتكون أيام الذبح ثلاثة:
يوم العيد ويومان بعده، يعني: اليوم العاشر، واليوم الحادي عشر، واليوم الثاني عشر إلى غروب شمسه.
وبهذا قال أكثر أهل العلم من السلف الصالح فمن بعدهم.
وثبت هذا القول عن عبد الله بن عمر وأنس بن مالك ـ رضي الله عنهما ـ من الصحابة.
وقال الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ:
أيام النحر ـ يعني: الذبح ـ ثلاثة، عن غير واحد من أصحاب رسول الله r. اهـ
وقال أيضاً:
أيام الأضحى التي أجمع عليها ثلاثة أيام. اهـ
ومن ذبح قبلها لم تجزئه أضحيته بإجماع، ومن ذبح بعدها لم تجزئه أضحيته عند جماهير أهل العلم.
وذهبت طائفة من أهل العلم إلى جواز ذبح الأضحية في اليوم الثالث عشر، وهو ثالث أيام التشريق.
وذلك لحديث: ((أيام التشريق كلها ذبح)).
وقد أخرجه الإمام أحمد ((4/ 82) وغيره.
وهو حديث ضعيف، وقد ضعفه أكثر أئمة الحديث ـ رحمهم الله ـ.
القسم الثالث: وهو عن الذبح ليلاً.
ذبح الأضحية في النهار أفضل، لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن ذبحها ليلاً جاز عند أكثر أهل العلم.
القسم الرابع: وهو عن ذبح الأضحية بعد انتهاء وقتها.
قال الوزير بن هبيرة ـ رحمه الله ـ في كتابه "الإفصاح" (1/ 560):
واتفقوا ـ يعني: الأئمة الأربعة ـ على أنه إذا خرج وقت الأضحية على اختلافهم فيه فقد فات وقتها، وأنه إن تطوع بها متطوع لم يصح، إلا أن تكون منذورة فيجب عليه ذلك، وإن خرج الوقت. اهـ
الفرع السادس عشر: وهو عن الأكل والتصدق والإهداء من لحم الأضحية.
قال القرطبي ـ رحمه الله ـ في "تفسيره" (12/ 32):
ذهب أكثر أهل العلم إلى أنه يستحب أن يتصدق بالثلث، ويُطْعِمَ الثلث، ويأكل هو وأهله الثلث. اهـ
وعن سلمة بن الأكوع t أن النبي r قال في شأن لحوم الأضاحي: ((كلوا وأطعموا وتصدقوا)) رواه البخاري (5569) ومسلم (1971).
وفي رواية لمسلم: ((كلوا وادخروا وتصدقوا)).
وتقدم قول أبي أيوب: t(( كان الرجل يضحي بالشاة عنه، وعن أهل بيته، فيأكلون ويُطْعمُون)).
وقال ابن عمر t:(( الضحايا والهدايا: ثلث لأهلك، وثلث لك، وثلث للمساكين)).
رواه ابن حزم في "المحلى" (5/ 313) وغيره، وحسنه بعض أهل العلم.
وثبت عن ابن مسعود t أنه كان يبعث بالهدي مع علقمة ثم يقول له: ((كل ثلثاً، وتصدق بثلث، وابعث إلى آل عتبة ثلثاً)) رواه ابن أبي عروبة في كتاب "المناسك" (رقم: 110) وابن أبي شيبة (4/ 88) والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ 241 – 242) وابن حزم في "المحلى" (5/ 313).
وقال الإمام ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في كتابه "المغني" (13/ 380) عن استحباب التثليث:
ولأنه قول ابن مسعود وابن عمر، ولم نعرف لهما مخالفاً في الصحابة فكان إجماعاً. اهـ
فإن لم يأكل المضحي من أضحيته شيئاً، وأطعم الفقراء جميعها جاز، وكان تاركاً للأكمل.
قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ في كتابه "إكمال المعلم" (6/ 425):
وقال الطبري: جميع أئمة الأمصار على جواز أن لا يأكل منها شيئاً، ويُطعم جميعها. اهـ
وقال النووي ـ رحمه الله ـ في كتابه "المجموع" (08/ 391):
بل يجوز التصدق بالجميع، هذا هو المذهب، وبه قطع جماهير الأصحاب، وهو مذهب عامة العلماء. اهـ
الفرع السابع عشر: وهو عن كيفية ذبح الأضحية.
وتحت هذا الفرع ثلاثة أقسام:
القسم الأول: وهو عن أنواع الأضحية المذبوحة.
الأضحية المذبوحة على قسمين:
النوع الأول: الإبل.
وهذه السنة فيها أن تُنْحَرَ في اللبة قائمة مقيدة.
قال أنس بن مالك t: (( نحر النبي r سبع بُدْن قياماً)) رواه البخاري (1717).
وقال زياد بن جبير ـ رحمه الله ـ: ((رأيت ابن عمر t أتى على رجل قد أناخ بدنته ينحرها، قال: ابعثها قياماً مقيدة، سنة محمد صلى الله عليه وسلم)) رواه البخاري (1713) ومسلم (1320).
قال النووي ـ رحمه الله ـ في "شرح صحيح مسلم" (9/ 76رقم:1320):
يستحب نحر الإبل وهي قائمة معقولة اليد اليسرى ... ، وهو مذهب الشافعي ومالك وأحمد والجمهور. اهـ
وقال العلامة ابن قاسم ـ رحمه الله ـ في كتابه "حاشية الروض المربع" (4/ 225):
قال الموفق وغيره: لا خلاف في استحباب نحر الإبل، وذبح ما سواها. اهـ
النوع الثاني: البقر والضأن والمعز.
وهذه الأنواع يستحب أن تضجع على جانبها الأيسر، ثم تذبح.
وقال العلامة ابن قاسم ـ رحمه الله ـ في كتابه "حاشية الروض المربع" (4/ 226):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/37)
وأجمع المسلمون على إضجاع الغنم والبقر في الذبح. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في كتابه "فتح الباري" (10/ 21) عن الغنم:
واتفقوا ـ يعني: أهل العلم ـ على أن إضجاعها يكون على الجانب الأيسر، يضع رجله على الجانب الأيمن ليكون أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين، وإمساك رأسها باليسار. اهـ
القسم الثاني: وهو عن تنكيس صفة الذبح.
إذا عكس المضحي أو من ينوب عنه فذَبَح ما يُنْحَر، أو نحرَ ما يُذبَح جاز عند أكثر أهل العلم، ومنهم الأئمة الأربعة
أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد لكن مع الكراهة.
بل قال الإمام ابن المنذر ـ رحمه الله ـ في كتابه "الإشراف" (3/ 431):
وليس يختلف الناس أن من نحر الإبل وذبح البقر والغنم أنه مصيب، ولا أعلم أحداً حرم أكل ما نحر مما يذبح، أو ذبح مما ينحر، وكره مالك ذلك، وقد يكره المرء الشيء ولا يحرمه. اهـ
وذلك لأن الذكاة قد وقعت في محلها وهو الرقبة، فحل الأكل.
القسم الثالث: وهو عن التوكيل في ذبحها.
الأفضل أن يذبح المضحي أضحيته بيده، لأنه فعل النبي r، فقد قال أنس بن مالك: t(( ضحى رسول الله r بكبشين أملحين، فرأيته واضعاً قدمه على صِفَاحِها، يسمي ويكبر، فذبحهما بيده)) رواه البخاري (5558) واللفظ له، ومسلم (1966).
وفي حديث عائشة رضي الله عنهاـ: ((أن رسول الله r أمر بكبش أقرن، يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظر في سواد، فأتي به ليضحي به، فقال لها: يا عائشة هَلمِي المُدية، ثم قال: اشحذيها بحجر، ففعلت، ثم أخذها، وأخذ الكبش فأضجعه، ثم ذبحه، ثم قال: باسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد، ومن أمة محمد، ثم ضحى به)) رواه مسلم (1967).
وقال البخاري ـ رحمه الله ـ في "صحيحه" معلقاً بالجزم:
((وأمر أبو موسى بناته أن يضحين بأيديهن)).
وذكر الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في كتابه "فتح الباري" (10/ 21) من وصله، وقال عقبه:
وسنده صحيح. اهـ
الفرع الثامن عشر: وهو عن التسمية والتكبير والدعاء بالقبول عند ذبح الأضحية.
جاء في حديث أنس بن مالك t أن النبي r لما ذبح أضحيته: ((سمى وكبر)) رواه البخاري (5565) ومسلم (1966).
وفي لفظ آخر عند مسلم: ((ويقول: باسم الله، والله أكبر)).
وفي حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي r: (( أخذ الكبش فأضجعه، ثم ذبحه، ثم قال: باسم الله، اللهم تقبل من محمد وآل محمد، ومن أمة محمد، ثم ضحى به))
رواه مسلم (1967).
وقال النووي ـ رحمه الله ـ في "شرح صحيح مسلم" (13/ 129رقم:1966):
قوله: ((وسمى)) فيه إثبات التسمية على الضحية، وسائر الذبائح، وهذا مجمع عليه. اهـ
ومن نسي التسمية عند الذبح، فإن ذبيحته حلال، ويجوز له الأكل منها.
وإلى هذا ذهب أكثر أهل العلم، ومنهم الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد.
والتكبير عند الذبح سنة بإجماع أهل العلم، نقله العلامة ابن قاسم ـ رحمه الله ـ في كتابه "حاشية الروض المربع" (4/ 215).
الفرع التاسع عشر: وهو عن استقبال القبلة عند ذبح الأضحية.
يستحب عند ذبح الأضحية أن تكون إلى جهة القبلة.
وقد نقل العلامة ابن قاسم ـ رحمه الله ـ في كتابه "حاشية الروض المربع" (4/ 226) الإجماع على ذلك.
وقد ثبت عن عبد الله بن عمر t أنه: ((كان ينحر هديه بيده، ويصفهن قياماً، ويوجههن إلى القبلة، ثم يأكل ويُطعِم)) رواه مالك في "الموطأ" (1/ 379).
وثبت عنه t أيضاً أنه: ((كان يكره أن يأكل ذبيحة ذبحت لغير القبلة)) رواه عبد الرزاق (4/ 489رقم:8585).
وثبت عن ابن سيرين ـ رحمه الله ـ أنه قال: ((كان يُسْتَحَبُ أن توجه الذبيحة إلى القبلة)) رواه عبد الرزاق (4/ 489 - 490رقم:8587).
ومن ذبح أضحيته إلى غير القبلة أجزأته، وأكلها حلال.
الفرع الأخير: وهو عن أخذ مريد الأضحية من شعره وأظفاره وجلده إذا دخلت العشر.
إذا دخلت العشر الأول من شهر ذي الحجة فإن مريد الأضحية منهي عن الأخذ من شعره وأظفاره وجلده حتى يضحي.
وذلك لحديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي r قال:
((إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئاً)) رواه مسلم (1977).
وفي لفظ آخر: ((من كان له ذِبْحٌ يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة، فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي)).
وقال النووي ـ رحمه الله ـ في كتابيه "المجموع" (8/ 363) و"شرح صحيح مسلم" (13/ 147 - 148رقم:1977):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/38)
والمراد بالنهي عن الحلق والقلم المنع منن إزالة الظفر بقلم أو كسر أو غيره، والمنع من إزالة الشعر بحلق أو تقصير أو نتف أو إحراق أو أخذ بنورة أو غير ذلك وسواء شعر والعانة والإبط والشارب والرأس وغير ذلك من شعور بدنه. اهـ
فإن أخذ من ذلك شيئاً فقد أساء، وخالف السنة.
قال الأمام ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في كتابه "المغني" (13/ 362 - 363):
فإن فعل استغفر الله تعالى، ولا فدية عليه إجماعاً، وسواء فعله عمداً أو نسياناً. اهـ
وأما بالنسبة لأهل البيت من زوجة وأولاد وغيرهم الذين يُضَحي عنهم من يعولهم من أب أو زوج أو ابن فلأهل العلم في أخذهم قولان:
القول الأول: جواز الأخذ.
وبهذا القول يفتى هؤلاء العلماء:
ابن باز والألباني والعثيمين.
وذلك لأن حديث أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ إنما فيه نهي مريد الأضحية وحده من الأخذ.
القول الثاني: الكراهة.
وذلك لأن الشرع قد جعل لهم نوع مشاركة في الأضحية مع المضحي، وهي المشاركة في الثواب، فيشاركوه في حكم الأخذ.
وقد ثبت عن سليمان التيمي ـ رحمه الله ـ أنه قال: ((كان ابن سيرين يكره إذا دخل العشر أن يأخذ الرجل من شعره، حتى يكره أن يحلق الصبيان في العشر)).
ويبدأ وقت النهي عن الأخذ من الشعر والأظفار والبشرة بغروب شمس ليلة أول أيام شهر ذي الحجة، وينتهي بذبح الأضحية، وسواء ذبحها المضحي في يوم العيد أو اليوم الأول أو الثاني من أيام التشريق.
وذلك لقوله r: (( من كان له ذِبْحٌ يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة، فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي)) رواه مسلم (1977).
وفي لفظ آخر: ((إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره)).
المسألة الأخيرة / وهي عن بعض المظاهر السيئة التي تحصل في العيد.
العيد من أجمل المظاهر التي امتن الله بها على عباده، ففيه: يجتمع المسلمون في مصلياتهم، ويتقربون بعبادات شتى، ويكبرون الله ويشكرونه على ما أنعم عليهم، ويواسي غنيهم فقيرهم، ويصل القريب فيه قريبه، والجار جاره، وتصفو النفوس، ويُصفَح ويُتَجَاوز، وتحل الألفة، ويظهر الكرم، ويكون السرور، ويهنأ الناس بعضهم بعضاً، فحمداً الله على ما أنعم.
أيها المسلم ويا أيتها المسلمة:
ثمة مظاهر كثيرة تُرى في العيد لا يليق بالمسلمين أو المسلمات أن تقع منه، وأن يكونوا من أهلها، أو من العاملين بها، وهذا شيء منهما:
1 - من الرجال من يتشاغل عن أهم شعائر العيد وهي صلاة العيد بالنوم أو التبضع أو التجمل أو الزبائن أو أمور ضيافة الزوار والمهنئين.
2 - من النساء من تجعل العيد مظهراً من مظاهر التبرج والسفور والتكشف، وإظهار المفاتن والعورات، فَتَفْتن وتُفتن، وتأثم وتتسبب في الإثم، وذلك في وقت التزاور أو حضور العزائم والولائم أو عند الشواطئ والحدائق وأماكن التنزه.
3 - من الناس من يكون في العيد من الضارين لأنفسهم وأهليهم وأصدقائهم بحضور تجمعات الغناء والموسيقى والرقص وحفلات أهلها، بل قد يسافر في طلبها، فيفسد نفسه ويُكَثَّر وزره، ويبُدد ماله الذي أنعم الله عليه به، وما هكذا تشكر النعم. لله عليه به، وما هكذتا هكذتا يكو396) والتحجيل للطريقي (1/ 205 - 206) خالفاار العلماء، والثابت من أصحاب النبي صلى الله عليه وس
4 - من الناس من واقعه في العيد سهر بالليل يُمتَّع النفس مع الأصحاب، ثم نوم بالنهار تضيع به الصلوات في أوقاتها، فَيُهلك النفس بالإثم، ويُسخط ربه الذي أنعم عليه بهذه النفس، وباقي النعم.
5 - من الذكور والإناث من يجعل عيده محلاً للتشبه بأهل الكفر والفجور والفساد في ألبستهم وشعورهم وأفعالهم وعاداتهم.
6 - من الرجال والنساء من يؤثم نفسه عند اللقاء في العيد والتزاور، وذلك بمصافحة من ليس أو ليست بمحرم.
7 - من الناس من يُبدد الكثير من المال في شراء المفرقعات "الألعاب النارية" لأولاده، فيتعلمون منه تبديد المال، وقد يكون سبباً في إيذاء الناس بها، أو إلحاق الضرر بعياله، والمستشفيات والمطافئ تشهد.
8 - من الناس من يقلب لقاءه في العيد مع أهله وإخوانه وقرابته إلى تشاحن وتخاصم وتهاجر وزيادة في التباغض.
9 - من الناس من يجعل العيد موسماً لزيارة المقابر والجلوس فيها والتجمع عندها، وما جعلها موسماً للزيارة في العيد، ولا خصصها بالزيارة فيه رسول الله r ولا صحابته ولا بقية السلف الصالح بعدهم، فإن لم نقتد بهؤلاء الأكابر الأجلاء فبمن نقتدي؟
10 - من الناس من يخص ليلة العيد بالإحياء ببعض العبادات من صلوات وأوراد أ وغيرها، ولو كان هذا هو الخير فيها لفعله رسول الله r وخلفاؤه الراشدون، أو أمر به أو رغب فيه، فقف حيث وقف النبي r، وسر على طريقه وطريق أصحابه، فإن الخير لك هو في ذلك.
11 - من الناس من أنعم الله عليه بُبَنَّيات، فتراه يخرجهن في العيد بألبسة إن رأيتها لم تتذكر إلا ألبسة الكاسيات العاريات المفسدات، وإن رأيتهن سألت الله أن يُسلمهن ويحفظهن من الفتن وأهلها، وخشيت عليهن من الشر، وأن يكبرن على هذه الألبسة ويتعودن عليها، فيكن معول إفساد لبلدانهن ومجتمعاتهن.
12 - من الناس من يضيع ماله، ويضر نفسه ويؤثمها في العيد بالنظر إلى الفضائيات ومكالمة أهلها لطلب الأغاني ومشاهد الفساد والتعري فيها، فيراها ويهديها، ويتسبب في أن يسمعها ويراها غيره من الناس بسبب طلبه لها فيؤثمهم معه، ويحمل أوزاراً مع أوزاره.
13 - من الشُّبان والشَّابات من يعايد غيره عبر الهاتف الجوال بكلمات ماجنة، وأصوات هابطة، وصور فاتنة، والجميع لا يضر إلا نفسه وأخاه وصاحبه.
14 - من النساء من تظهر في الأعياد والمناسبات أمام أخواتها من النساء بألبسة فاضحة إن رأيتها لم تتذكر إلا نساء أهل الكفر والفجور والفساد والإفساد، وتتعجب وقوعه ممن أنعم الله عليها بدينه وشرعه، وستره وحفظه، وأفضاله الكثيرة.
وفي الختام:
أسأل الله ـ جل وعلا ـ أن يرزقنا توبة صادقة، وحسنات متزايدة، وقلوباً تخشع، وإقبالاً على الطاعة يكثر، وبعداً عن المعاصي، وتركاً لأماكنها وأهلها وأسبابها.
وكتبه: عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/39)
ـ[سلام السالم]ــــــــ[26 - 11 - 09, 02:10 ص]ـ
بارك الله في أخينا عبد الرحمن هذا الجمع الطيب المبارك ..
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[26 - 11 - 09, 03:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا المقال المفيد ....
لم أستطع قراءته كاملا .... عسانس أكمله غدا ....
لكن هناك بعض الأخطاء والسقط في بعض الحروف ....
غدا أعدلها لكم يا فاضل
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 04:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ...
ولعلّك قلبتَ بعض الحروف أيها المفضال: علي سلطان:)
(((لم أستطع قراءته كاملا .... عسان (س) أكمله غدا .... )))
لعله من النعاس ..
والخلط والإلتباس ..
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[26 - 11 - 09, 01:15 م]ـ
بحث رائغ جمع فأوعى .... لكنه يعيبه تداخل عنوانينه فلو انبرى له من يقوم باخراجه بشكل افضل وجعل مسافات بين المسائل المختلفة لكمل البحث مادة وشكلاً.
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبد اللطيف العتيبي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 12:22 ص]ـ
لكن تبقى مسألة بدء الخطبة بالتكبير .. !
ـ[عبدالرحمن ناصر]ــــــــ[29 - 11 - 09, 09:37 م]ـ
لكن تبقى مسألة بدء الخطبة بالتكبير .. !
هات ماعندك بارك الله فيك إثراء للموضوع ...(120/40)
إشكالات في حديث: وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام
ـ[سعيد بن خليل]ــــــــ[26 - 11 - 09, 06:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
عندي بعض الإشكالات في حديث: كُلّ مُسْكِر حَرامٌ، وَمَا أسْكَرَ مِنْهُ الْفَرْقُ فَمِلءُ الكَفّ مِنْهُ حَرامٌ.
الأول: "الفرق" مقدار كبير جداً لا يستطيع أحد شربه، فكيف يعرف الناس أن نوعاً ما من العصائر مثلاً يُسكر إن شُرب منه الفرق؟
الثاني: هل يلزم الناس أن يشربوا هذا القدر من السائل حتى يعرفوا أنه يُسكر؟ أم ماذا يفعلون؟
الثالث: إن قلنا كما قال بعض العلماء: إنّ الفرق هنا المقصود به: الكثرة، لا التحديد. فما حدّ هذه الكثرة التي يحرم بها السائل؟
وجزاكم الله خيراً(120/41)
حكم الهز والحركة عند تلاوة القرآن (فتوى) لابن عثيمين.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 11 - 09, 02:07 م]ـ
السؤأل:
يا شيخ أرى كثير ممن يقرأون القرآن وخاصة في حلقات القرآن يهزون أو يتحركون حركة ما حكم هذا الهز؟
الجواب:
هذا إن جاء تقائياً فهذا ما فيه بأس لأن بعض الناس يستعين بالهز هذا على التلاوة وإن جاء تعبدياً فإنه لا يجوز بدعة ومع ذلك نحن نحث الذين يهزون تلقائياً أن يعودوا أنفسهم ترك الهز لأنه قد يقتدي بهم غيرهم ويظن أن هذا أمر مشروط.
المصدر / الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
من سلسلة لقاء الباب المفتوح شريط رقم 150 الوجه ب الدقيقة 10.15
ـ[أم رائد مفرح]ــــــــ[26 - 11 - 09, 02:24 م]ـ
مشكور على نقل هذه الفتوى الهامة
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[26 - 11 - 09, 02:24 م]ـ
جزاك الله خير
و رحم الله الامام ابن عثيمين
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[26 - 11 - 09, 04:16 م]ـ
نحاول تجنب هذا الأمر وما نستطيع
إنه أمر لاشعوري
شكرا جزاك الله خيرا
ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - 11 - 09, 04:29 م]ـ
لمزيد الإثراء يتأكد الرجوع إلى الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89255(120/42)
[فتوى] هل كلمات الله من صفاته، وهل يجوز الاستعاذة بها؟ (لابن عثيمين).
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[26 - 11 - 09, 02:18 م]ـ
سُئِل -رحمه الله-:
هل يجوز للإنسان أن يستعيذ بكلمات الله؟
فأجاب -رحمهُ الله-:
نعم، يجوز ذلك لأن كلمات الله من صفاته، ولهذا استدلّ العلماء بقول النّبي –صلى الله عليه وسلّم-: (من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التّامات من شرّ ما خلق لم يضرّه شئٌ حتّى يرتحل من منزله ذلك) (1) استدلّوا بهذا الحديث على أن كلام الله من صفاته غير مخلوق؛ لأن الاستعاذة بالمخلوق لا تجوز، ولو كانت الكلمات مخلوقة ما أرشد النّبي –صلى اللهُ عليه وسلّم- إلى الاستعاذة بها.
________
(1): صحيح: رواه مسلم (2708)، والترمذي (3437)، وأحمد (26579، 26581، 26582، 26584) من حديث سعد بن أبي وقّاص عن خولة بنت حكيم السُّلميّة -رضي الله عنها-.
أجاب عليه
أبو عبد الله محمد الصالح بن عثيمين
-رحمه الله-
من فتاوى العقيدة وأركان الإسلام (ص 87).
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[26 - 11 - 09, 02:24 م]ـ
جزاك الله خير(120/43)
هل ورد وصف الله عز وجل بأنه سريع النقم؟
ـ[أبوعبدالله العربي]ــــــــ[26 - 11 - 09, 04:41 م]ـ
السلام عليكم,
اشتهر على ألسنة الناس بيتين من الشعر هما
إذا كنت في نعمة فارعها فأن الذنوب تزيل النعمْ
وحطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقمْ
فهل ورد هذا الوصف في السنة أو أقوال السلف
ـ[أبوعبدالله العربي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 12:13 م]ـ
للأهمية(120/44)
إذا جهر في الركعة الثالثة سهواً، هل يلزمه سجود السهو؟
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[26 - 11 - 09, 06:40 م]ـ
إذا جهر في الركعة الثالثة سهواً، هل يلزمه سجود السهو؟
السؤال: صلينا مع إمام في أحد الأيام، فنسي وقرأ الفاتحة في الركعة الثالثة، وسبح المأمومون لكن الإمام لم يسجد للسهو، فما حكم التسبيح؟ وما حكم عدم سجود الإمام؟
الجواب:
الحمد لله
"السنة السر في الثالثة والرابعة في العشاء، والثالثة في المغرب، فهذا سنة، فلو جهر لا يضر، لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يُسمع بالآية أحياناً في السرية.
فالأفضل للإمام أنه لا يجهر، بل يسر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولو جهر ونبهه المأموم فلا بأس، إذا نبهه المأموم حتى يأخذ بالسنة وينتبه للسنة فلا بأس، ولا يلزمه السجود؛ لأن الجهر والإخفاء سنتان والسجود إنما يلزم فيما إذا فعل ما تبطل به الصلاة، فإذا كان أمر يبطل الصلاة وجب سجود السهو كما لو زاد سجدة أو زاد ركوعاً أو زاد قياماً، هذا ينبه وإذا تعمد تبطل الصلاة، وإذا كان ما تعمد يسجد للسهو.
أما الجهر في الثالثة في المغرب وفي الثالثة والرابعة في العشاء فهذا لا يوجب سجود السهو، لكن تنبيهه حسن، كون المأموم ينبهه فيقول: سبحان الله، حتى ينتبه الإمام إلى السنة فهذا مشروع، وإن كان سجد للسهو فهذا حسن ولكن لا يلزمه، لأن الجهر ليس بمحرم" انتهى.
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (2/ 852).
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله "فتاوى نور على الدرب" (2/ 852).
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[27 - 11 - 09, 01:17 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 02:21 ص]ـ
جزاك الله خير(120/45)
من أراد أن يضحى بكبشين هل يحل له الحلق بعد ذبح الأول
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[26 - 11 - 09, 10:05 م]ـ
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته ..
أرجو إفادتي جزاكم الله خيرا ..
من عزم على الأضحية بكبشين وذبح الأول في يوم العيد والآخر أجله لليوم الثاني فهل يحل له الحلق بعد ذبح الأول؟؟
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[27 - 11 - 09, 07:45 م]ـ
.........
ـ[أبو محمد الحلوانى]ــــــــ[28 - 11 - 09, 02:14 م]ـ
إذا ذبح الأول فقد صدق عليه كونه قد ضحى أما ما بعد ذلك فهو فضل
كما أن سؤالك هذا قد زادنى ميلا إلى قول من ذهب إلى عدم الاحتجاج والعمل بهذا الحديث
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 05:37 م]ـ
بل ظاهر حديث أم سلمة أنه يمسك حتى يذبح الثاني، لأنه ينطبق عليه وصف أنه يريد أن يضحي.
و الله أعلم.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 06:14 م]ـ
بل ظاهر حديث أم سلمة أنه يمسك حتى يذبح الثاني، لأنه ينطبق عليه وصف أنه يريد أن يضحي.
و الله أعلم.
نعم، هذا هو الصحيح.
لأن في لفظ إحدى روايات الحديث: «من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي»، أي حتى ينتهي من ذبح أضحيته.
وحتى تفيد: انتهاء الغاية. والله أعلم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 08:08 م]ـ
نعم، هذا هو الصحيح.
لأن في لفظ إحدى روايات الحديث: «من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي»، أي حتى ينتهي من ذبح أضحيته.
وحتى تفيد: انتهاء الغاية. والله أعلم
أحسنت الاستدلال أخي والحديث رواه مسلم.
بل يفترض أن تلون أو النص (من كان له ذبح يذبحه) فمن عزم على ذبح أضحيتين وضحى بواحدة وأبقى الثانية إلى الغد فقد صدق عليه أنه لا زال عنده (ذبح يذبحه) ولم يكن انتهى بعدُ، فلذلك فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا .. (مدارسة مع الميل لهذا القول بدليله) والله أعلم
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[05 - 12 - 09, 09:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:04 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[08 - 12 - 09, 12:51 ص]ـ
هل يوجد أقوال للعلماء في هذه المسألة بارك الله فيكم ..(120/46)
ماذا تعرفون عن الجن المسمى "أبو باروك"
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[26 - 11 - 09, 10:49 م]ـ
السلام عليكم
لي اثنان من الأصدقاء يعانون من هذا الأمر ... وهو أنهم يستيقظون في الليل ويشعرون بأحد يمنعهم عن القيام ولا يستطيعون الصراخ وكأن أحدا يجلس على صدريهما ... فيستمرون بقراءة القرآن سرا حتى ينصرف.
هذه الحالة متكررة عندهم حتى أنها أصبحت واقعا يوميا أو شبه يومي.
أنا قد حصلت معي مرة واحدة في حياتي.
التفسير المشهور عندنا وبين باقي الناس أنه نوع من الجن يسمى أبا باروك نسبة لقيامه بالبرك على صدر الشخص.
هل مر أحد منكم بهذا من قبل؟
ما رأيكم بهذا التفسير علما أنه شائع في أكثر من بلد .. ولكن يمكن أن تتغير التسمية؟
جزيتم خيرا وبارك الله فيكم
وتقبل الله منا ومنكم
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[27 - 11 - 09, 03:36 م]ـ
السلام عليكم
لي اثنان من الأصدقاء يعانون من هذا الأمر ... وهو أنهم يستيقظون في الليل ويشعرون بأحد يمنعهم عن القيام ولا يستطيعون الصراخ وكأن أحدا يجلس على صدريهما ...
هذا الذي وصفت أخي الكريم، هو أحد اضطرابات النوم،
والمُسَمَّى بالجاثوم أو الباروك أو الكابوس Nightmare.
وسُمِّيَ كذلك، لأنه يجثم أو يبرك على صدر من يُصاب به.
قال في القاموس الوسيط:
الكابوس: ضغط يقع على صدر النائم، لا يقدر معه أن يتحرك.
قِيل ليس بعربي، وهو بالعربية:
الجاثوم والباروك والنيدلان. اهـ.
القاموس الوسيط 2/ 773.
والكوابيس Nightmares هي أحلام مخيفة،
تجعل الشخص الذي يعاني منها، يستيقظ بحالة من الخوف أو الهياج.
ومعظم الأشخاص الطبيعيين حدثت لديهم مثل هذه الظواهر،
وليس لها أي أهمية بلغة المرض العضوي.
وهناك أنواعٌ من الأدوية يمكن أن يسبب تناولُها الكوابيس، وهي:
- المرتازابين.
- الريزربين.
- مونتيلوكاست الصوديوم.
- الزوبيكلون.
- البينتازوسين.
- حاصرات بتا.
- الميثال دوبا.
- السبروفلوكساسين.
- والكلورال هايدريت.
وهناك نوع آخر من اضطرابات النوم يُسمى:
بالرعب الليلي Night Terror،
ويحدث على شكل استيقاظ فجائي، من النوم العميق بطيء الموجات،
وفيه يستيقظ الشخص الذي يعاني منه، بحالة من الهياج والصراخ والخوف،
قد تستمر لعدة دقائق،
وقد يحدث أحيانًا سلوك عنيف.
وهو أكثر شيوعًا عند الأطفال، لكنه قد يصيب البالغين.
وانظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18202
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163496
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74633
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103827
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35344
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=190035
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[27 - 11 - 09, 04:35 م]ـ
غفر الله لك يا أخي
أفادتني الروابط كثيرا ..
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[27 - 11 - 09, 05:44 م]ـ
يا اخوان بارك الله فيكم
كان يصيبني هذا الذي لا ادري ما هو في ليلة عيد الاضحى من كل سنه وكان يربط جسمي في السرير فلا استطيع القيام كأن شيئ يشدني الى السرير ويلجم لساني عن القول فلا استطيع حتى التلفظ بالشهاده او حتى الصراخ فلساني يلجم بشده ولكن بفضل الله منذ فتره وانقطع عن هذا الميعاد وأتى لي منذ فتره قريبه قبل رمضان الماضي
فهل هذا هو ذلك المرض الذي تتحدثون عنه ام انه النوع الجديد منه (ابتسامه)
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[27 - 11 - 09, 09:26 م]ـ
غفر الله لك يا أخي
أفادتني الروابط كثيرا ..
وأنت غفر الله لك أخي الكريم،
وهذه الروابط التي أفدتَ منها،
إنما هي ثمرة سؤالك،
ولولاه لما بحثت عنها.
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[27 - 11 - 09, 10:51 م]ـ
يا اخوان بارك الله فيكم
وفيك بارك أخي الكريم،
وجُزيتَ خيرًا على المرور.
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[28 - 11 - 09, 12:28 ص]ـ
لم تجب على السؤال يا دكتور بارك الله فيكم
وتقبل الله منا ومنكم
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[28 - 11 - 09, 06:40 م]ـ
سألت شيخى عن مثل هذا مرة
فسماه لي بالتكتيف وقال أن هذا مضايقات من الجن
ويُصرف إن شاء الله رب العالمين بالأذكار والنوم علي طهارة والقرآن.
وصراحة يحدث لي هذا الأمر كثيرًا وذلك لتقصيري فيما ذكرت من العلاج.
ـ[أبوعبدالله العربي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 07:01 م]ـ
هذا يا أخي يسمى بالجاثوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/47)
و " الجثام " و " الجاثوم ": الكابوس، يجثم على الإنسان، ... ويقال للذي يقع على الإنسان وهو نائم " جاثوم ". " لسان العرب " (12/ 83).
يشير العلماء الى هذه الحالة، بالجاثوم، أو شلل النوم وهي حالة تستغرق ثوان إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى البكاء؛ لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج.
وقد أظهرت الدراسات بأن 2% من الناس يتعرضون لشلل النوم على الأقل مرة في الشهر. وقد يصيب هذا المرض المرء في أي عمر. ويتعرض 12% من الناس لهذه الأعراض لأول مرة خلال الطفولة.
ما الذي يحدث في الدماغ خلال هذه الظاهرة الغريبة؟
من الثابت علمياً أن النوم يتكون من عدة مراحل، أحد هذه المراحل يدعى (حركة العين السريعة)، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة. وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا؛ تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات). وارتخاء العضلات يعني:
أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز، وعضلات العينين. وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالك إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظك من النوم، إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ المريض خلال مرحلة حركة العين السريعة، في حين أن هذه الآلية (ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد؛ وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتاً. وبما أن الدماغ كان في طور الحلم فإن ذلك قد يؤدي إلى هلوسات مرعبة وشعور المريض باقتراب الموت أو ما شابه ذلك.
وشاعت الكثير من التفسيرات الغريبة للموضوع منها من اقتراب ساعة الموت، وحتى ظن البعض الآخر بأن جنّي أو عفريت يضغط على صدره، إلا أن ذلك ليس له أي أساس علمي. كما أنه لم يثبت حدوث أي حالة وفاة خلال شلل النوم، فالحجاب الحاجز لا يتأثر، ويبقى التنفس طبيعي وكذلك مستوى الأوكسجين في الدم.
في بعض الحالات يكون شلل النوم مصحوباً باضطراب آخر يدعى نوبات النعاس أو النوم القهري. والنوم القهري اضطراب نوم يتميز بهجمات غير مقاومة، ولا يمكن السيطرة عليها من النعاس تصيب المريض بالنوم. والمرضى المصابون بشلل النوم المصاحب للنوم القهري يحتاجون إلى العلاج الطبي والمتابعة الطبية لعلاج النوم القهري.
اما العلاج المقترح:
يحتاج المرضى المصابين بشلل النوم غير المصاحب للنوم القهري أن يدركوا بأنهم غير مصابين بأي مرض عقلي أو مرض عضوي خطير، كما أن معظمهم لا يحتاجون إلى أي علاج طبي. وأفضل ما يمكن أن يفعله مرضى شلل النوم خلال حدوث النوبة أن يحاولوا تحريك عضلات الوجه وتحريك العينين من جهة إلى أخرى، ففعل ذلك كفيل بإسراع إنهاء هذه الأعراض.
وفي حالات الزيادة المتكررة في حدوث هذه الأعراض كحدوثها أكثر من مرّة في الأسبوع على سبيل المثال، قد يصف الطبيب المختص أدوية لاستخدامها. ومن المعروف بأن الضغط النفسي والتوتر إضافة إلى عدم كفاية النوم يزيد من حدوث هذه الأعراض، لذلك ولتقليل احتمال حدوث ذلك ينصح باتباع التالي:
1 حاول الحصول على القدر الكافي من النوم
2 حاول التقليل من الضغوط التي تتعرض لها.
3 مارس التمارين الرياضية، ولكن قبل النوم بوقت كافٍ.
4 حافظ على جدول نوم واستيقاظ منتظم.
-----------------------------------
عن موقع اريبين نيوز
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[28 - 11 - 09, 11:23 م]ـ
بارك الله فيكم يا اخوان ونفع الله بكم
ولكن يا اخي الكريم ما يحدث لي هذا يحدث لي في وقت معين في السنة وهي ليلة عيد الاضحى وخاصة عندما يصيح خروف الاضحيه والحمد الله لم يحدث لي هذه السنه ولكنه تقدم موعده فحدث قبل رمضان
مع العلم اخي بارك الله فيكم ان لساني يلجم عن الكلام نهائي حتى اني اتمنى النطق بالشهاده او حتى الصراخ لا استطيع احس ان لساني داخل فمي قد قلب
فهل هو ذلك المرض بارك الله فيكم
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[29 - 11 - 09, 12:37 ص]ـ
يا اخوان بارك الله فيكم
كان يصيبني هذا الذي لا ادري ما هو في ليلة عيد الاضحى من كل سنه وكان يربط جسمي في السرير فلا استطيع القيام كأن شيئ يشدني الى السرير ويلجم لساني عن القول فلا استطيع حتى التلفظ بالشهاده او حتى الصراخ فلساني يلجم بشده ولكن بفضل الله منذ فتره وانقطع عن هذا الميعاد وأتى لي منذ فتره قريبه قبل رمضان الماضي
فهل هذا هو ذلك المرض الذي تتحدثون عنه ام انه النوع الجديد منه (ابتسامه)
لم تجب على السؤال يا دكتور بارك الله فيكم
وتقبل الله منا ومنكم
هذا الذي تشكو منه أخي الكريم، هو ما يُعرفُ طبيًا بشلل النوم Sleep Paralysis.
وهو شلل قصير الأمد، يحصل للشخص عند الإستيقاظ من النوم،
وفيه يكونُ غير قادرٍ على تحريك عضلاته لفترةٍ وجيزةٍ،
كما لو كانت قد أصيبت بالشلل.
وهذا المرض هو نوعٌ من اضطرابات النوم.
وقد يحصل بمفرده، أو جزءً من متلازمة رباعية النوم الإنتيابي Narcolepsy،
والتي أبرز أعراضها النيمومة (النعاس) أثناء النهار،
حيث يحصل في 64% من الحالات.
كما إنه قد يحدث عند الأشخاص الأسوياء.
وإن علاج شلل النوم هو تناول مضادات الإكتئاب ثلاثية الحلقة:
مثل عقار بروتربتلين Protriptyline بواقع 10 - 40 مجم/ اليوم،
أو عقار كلوميبرامين Clomipramine بواقع 25 - 50 مجم/ اليوم.
أو تناول مثبطات إعادة قبط السيروتونين الإنتقائية:
مثل عقار فلوكسيتين Fluoxetine بواقع 10 - 20 مجم/ اليوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/48)
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[29 - 11 - 09, 04:22 م]ـ
يشير العلماء الى هذه الحالة، بالجاثوم، أو شلل النوم
ذكر صاحب المقال: الجاثوم وشلل النوم، كمترادفين وكإسمين لمسمَّى واحدٍ،
وهذا طبيًا غير صحيح.
إذ أن كل منهما ينتمي إلى كيانٍ مرضي مختلف Different Disease Entity.
فالجاثوم Nightmare:
هو جزء من الكيان المرضي المُسمَّى ب: أخطال النوم Parasomnias،
والذي يندرج تحته بالإضافة إلى الجاثوم، إضطرابات النوم التالية:
- الكلام أثناء النوم Sleeptalking،
- والمشي أثناء النوم Sleepwalking،
- والرعب الليلي Night Terror.
وشلل النوم Sleep Parralysis:
هو جزء من الكيان المرضي المُسمَّى ب: النوم الإنتيابي Narcolepsy،
والذي يندرج تحته بالإضافة إلى شلل النوم، إضطرابات النوم التالية:
- الجُمدة Cataplexy،
- ونُوَبُ النوم Sleep Attacks،
- والهلوسات في مقبل النوم، أو عند الإستيقاظ Hypnagogic Hallucinations.
ولذا وجب التنبيه.
ـ[أبو مازن السلفي]ــــــــ[08 - 07 - 10, 11:39 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم على هذه الفوائد القيِّمة،
وجعل ذلك في ميزان حسناتك.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[09 - 07 - 10, 01:21 ص]ـ
هذا يسمى عندنا في فلسطين بأبي رابوص
ويعاني الكثير منه من الناس وقد عانى منه بعض أقاربي فسألت البعض فقالوا قد يكون أثر عين او سحر وسبحان الله بعد قراءة الرقية الشرعية إنقلع عنهم ولم يعد إليهم الا نادرا
فعليكم بالرقية فإنها نافعة بإذن الله
ـ[عبد المحسن الأثري]ــــــــ[26 - 10 - 10, 03:23 م]ـ
للرفع(120/49)
رجل يساعد والده المريض في عملية التبول ويضطر للمس فرجه فهل ينتقض وضوء الرجل؟؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[27 - 11 - 09, 12:17 ص]ـ
رجل يساعد والده المريض في عملية التبول ويضطر للمس فرجه في كل مرة يتوبل فيها والده فهل ينتقض وضوء الرجل مع الدليل بارك الله فيكم؟
ـ[ربى الجزائرية]ــــــــ[27 - 11 - 09, 12:25 ص]ـ
أخي الكريم لعلي أجيبك نيابة عن الاخوة المالكية
إعلم أخي ان نجاسة البول عندنا لاتؤثر على الوضوء إنما يطلب ممن مسه البول أو لمسه ان يغسله فقط ووضوؤه صحيح
أما مس ذكر الغير فغير مبطل شرط عدم وجود الالتذاذ باللمس، اما مس الرجل ذكره فشرطه الا يمس بباطن الكف وان لايلتذ بلمسه لا غير ...
وفقك الله اخي الفاضل
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[27 - 11 - 09, 10:05 ص]ـ
لم في ظهر لي دليل على رجان مذهبنا-الحنبلي-في نقض وضوء من مس فرجا اللهم إلا أن يكون احتياطا ويكون النص خرج على الغالب والله أعلم
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[27 - 11 - 09, 09:34 م]ـ
مس الفرج لا ينقض الوضوء إلا إذا كان بشهوة راجع تمام المنة للألباني
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[28 - 11 - 09, 08:09 م]ـ
أخي الكريم نضال دويكات وفقه الله،
إن كان مس الفرج بباطن الكف، فإن ذلك ينقض وضوءه - سواء أكان لمساً بشهوة أو بغير شهوة - على مذهب السادة الشافعية.
الحل في هذه الحالة أن يتفادى الرجل مس الذكر بباطن كفه وليستخدم أصابع يديه بدلاً من ذلك
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 09:22 م]ـ
يا إخوة وأصحاب المذاهب أين الدليل ...
فان الله تعبدنا بالدليل لا بالسادات الأكارم ..
وفقكم الله ..
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[29 - 11 - 09, 07:29 ص]ـ
أليست الأصابع من باطن الكف أرجو توضيح ذلك
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[29 - 11 - 09, 10:54 ص]ـ
يا إخوة وأصحاب المذاهب أين الدليل ...
فان الله تعبدنا بالدليل لا بالسادات الأكارم ..
وفقكم الله ..
أخي الكريم أبو مجاهد الحنبلي، وفقه الله
في كلامك تجريح لا يليق بعامي حتى يخرج من فيه طالب علم، فدعواك التي جرحتنا بها وجرحت بها السادات الكرام - على قولك - هي من البلاء الذي حل في عصرنا والتي تقال في غالب الأحيان متجردة من فقه يمن الله به على من يشاء على عباده، وكيف لا يكون ذاك، والمصطفى - صلوات ربي وسلامه عليه - يقول في الحديث المتفق على صحته عند الشيخان: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين". فلو كان الدليل بالأدلة فقط لما وجدت خلافاً في أغلب المسائل العملية، والخلاف يكون لإختلاف الأصول وفقه الأدلة وتوجيهها أو الجمع بينها وما إلى ذلك يعلمه من أسباب يعلمها أهل العلم.
إذا علمت ذلك، لزمك أن تعلم أنه لا يفتى بقول في مذهب إلا ولهذه الفتوى توجيه وأصل ودليل يستند عليه. لذا نقول لك: بل أمرنا أن نتعبد بفهم السادات الكرام للأدلة، فتنبه واحفظ لسانك عن من أهم أصلح منك وأعلم منك (اقصد بذاك السادات الكرام لا نفسي أعوذ بالله منها).
أما الحكم فهي مسألية خلافية، وكل مذهب له توجيهه الخاص في فهم أدلة الباب، لكن لما أني ذكرت مذهبي - مذهب السادة الشافعية - فدليلهم أنقله من كلام الشافعي - رضي الله عنه - من كتابه الأم: " عن بسرة ابنة صفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ " أخبرنا سليمان بن عمرو ومحمد بن عبد الله عن يزيد بن عبد الملك الهاشمي عن سعيد ابن أبى سعيد المقبرى عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره ليس بينه وبينه شئ فليتوضأ " أخبرنا الشافعي قال أخبرنا عبد الله بن نافع وابن أبى فديك عن ابن أبي ذئب عن عقبة ابن عبد الرحمن عن محمد بن
عبد الرحمن بن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره فليتوضأ" (مختصر كتاب الأم: صفحة 23 - 24)
شِيخنا الفاضل نضال دويكات حفظك الله:
الحل الأسلم والذي لا مشقة فيه أن يلبس قفازاً بيده وبهذا يستطيع أن يساعد والده بلا مشقة عليه أو على نفسه.
والله أعلم وأحكم
ـ[هشام بن محمد البسام]ــــــــ[29 - 11 - 09, 11:18 ص]ـ
نقض الوضوء بمس الذكر اختلف فيه العلماء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/50)
- فمذهب الشافعية والحنابلة: نقض الوضوء بمس الذكر مطلقا، سواء مسه بشهوة أو بغير شهوة. ثم اختلفوا فقال الحنابلة: ينقض مسه بالكف ظاهره وباطنه. وقال الشافعية: لا ينقض إلا إن مسه بباطن كفه.
- وقال المالكية: إن مسه بشهوة بباطن كفه نقض وإلا فلا.
(المراد بالكف: من رؤوس الأصابع إلى الكوع).
- وقال الحنفية: لا ينتقض الوضوء بمس الذكر مطلقا.
- وقيل: يستحب الوضوء من مس الذكر.
- وقيل: إن مسه بعمد نقض، وإن مسه بغير عمد لم ينتقض.
دليل القائلين بنقض الوضوء مطلقا:
حديث بُسْرَة بِنْت صَفْوَانَ أنها سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ r يقول: ((من مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ)) رواه الخمسة، وصححه الترمذي وابن حبان والألباني، وقال البخاري: هو أصح شيء في هذا الباب.
وعن عَمْرِو ابن شُعَيْبٍ عن أبيه عن جَدِّهِ قال قال رسول اللَّهِ r: (( من مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مَسَّتْ فَرْجَهَا فَلْتَتَوَضَّأْ)). رواه أحمد.
وعن أبي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي e قال: ((من أَفْضَى بيده إلى ذَكَرِهِ ليس دُونَهُ سِتْرٌ، فَقَدْ وَجَبَ عليه الْوُضُوءُ)) رواه أحمد وصححه ابن حبان.
ودليل القائلين لا ينقض مس الذكر مطلقا:
حديث طَلْقِ بن عَلِيٍّ قال: خَرَجْنَا وَفْدًا حتى قَدِمْنَا على رسول اللَّهِ r فَبَايَعْنَاهُ وَصَلَّيْنَا معه، فلما قَضَى الصَّلاةَ، جاء رَجُلٌ كَأَنَّهُ بَدَوِيٌّ فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، ما تَرَى في رَجُلٍ مَسَّ ذَكَرَهُ في الصَّلاةِ؟ قال: ((وَهَلْ هو إلا مُضْغَةٌ مِنْكَ أو بَضْعَةٌمِنْكَ)) رواه الخمسة وصححه ابن حبان والألباني، وقال ابن المديني: هو أحسن من حديث بسرة.
ودليل القائلين ينقض مسه بشهوة لا بدونها: أنّ قوله r (( وَهَلْ هو إلا بَضْعَةٌ مِنْكَ)) يدل على أنك إذا مسسته بدون شهوة منك: لم يكن هناك فرق بينه وبين سائر الجسد، وأما إذا مسسته بشهوة فإنه يفارق بقية الأعضاء حيث يجد اللذة بلمسه دون غيره، وقد يخرج منه شيء وهو لا يشعر، فما كان مظنة للحدث علق الحكم به كالنوم. ويدل لذلك أن السائل سأل عن مس الرجل ذكره في الصلاة، والمس في الصلاة لا يكون بشهوة لأن في الصلاة شغلا.
ووجه القول باستحباب الوضوء من مس الذكر: الجمع بين الأحاديث، فحديث طلق يدل على عدم وجوب الوضوء من مس الذكر، وحديث بسرة يدل على الاستحباب.
انظر المسألة في موسوعة أحكام الطهار للشيخ دبيان الدبيان 10/ 713 - 760.
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[29 - 11 - 09, 11:26 ص]ـ
العلامة العثيمين يختار أنه لا ينقض إلا إذا كان المس بشهوة، باجتماع دليلين:
الأول: (إنما هو بضعة منك).
و الثاني: (من مس فرجه فليتوضأ).
فحمل الثاني على المس بشهوة بدليل الأول، أو يقال إن المس ليس بناقض مطلقا، و الأمر لاستحباب الوضوء.
و الله أعلم.
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[29 - 11 - 09, 05:42 م]ـ
لكن يا إخواني حديث طلق مرجوح أصوليا وحديثيا فلا يقال به إلا على سبيل الاحتياط أو الاستحباب
والله أعلم
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[29 - 11 - 09, 05:59 م]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين و بعد فقد اطلعت على كلام الاخوة الكرام فاحببت ان انبه ان المسالة تتعلق بمس ذكر الغير لا بمس الذكر المتصل و لعل المسالتين بينهما فرق واضح ...
و اعلموا ان مذهب مالك رحمه الله في مس الفرج انه ناقض للوضوء مطلقا على المشهور و لو سهوا ول بغير لذة و في المذهب اقوال اخرى غير هذا لكن الذي ذكرت هو الذي شهره خليل قائلا: " و مطلق مس ذكره المتصل و لو خنثى مشكلا ببطن او جنب لكف و ان زائدا حس " و في شروح العلامة خليل نجد الشراح تعرضوا للمسالة التي ذكر اخونا الفاضل ففي الشرح الكبير للامام الدردير رحمه الله:" (مطلق مس ذكره المتصل) من غير حائل إن كان بالغا (ولو) كان الماس (خنثى مشكلا) سواء كان المس عمدا أو سهوا التذ أو لا من الكمرة أو غيرها فالاطلاق في الماس والممسوس لا إن مس ذكر غيره فيجري على الملامسة " (نقلته من المكتبة الشاملة)
اي ان مس ذكر الغير يجري مجرى الملامسة فان قصد اللذة او وجدها فانه ينقض و الا فلا و الله اعلم و ننتظر مشايخنا الكرام ليفيدونا
ـ[أبو مجاهد الحنبلي]ــــــــ[29 - 11 - 09, 08:53 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(120/51)