ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[18 - 10 - 09, 06:07 م]ـ
بارك الله فيك أخي(117/262)
ما حكم قول (مولانا) لأحد العلماء أو المشايخ
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[18 - 10 - 09, 03:40 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ينتشر قول (مولانا) للمشايخ و العلماء بمصر الحبيبة، فهل يجوز ذلك و كيف نجمع بين هذه اللفظة إن أجيزت و قول رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر (الله مولانا و لا مولى لكم) و جزاكم الله خيرا.
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[18 - 10 - 09, 04:26 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبق بحث المسألة في الملتقى، أنظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=171938
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[18 - 10 - 09, 06:03 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي و بارك فيك(117/263)
هل يجوز الاتصال هاتفيا عن طريق الانترنت
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[18 - 10 - 09, 04:40 م]ـ
هل يجوز الاتصال هاتفيا عن طريق الانترنت مع ان الدولة تمنع هذا لانه اقل تكلفة واما الاتصال هاتفيا عن طريق الهاتف اغلى لان الهاتف ملك للدولة اى ان شِركة الاتصال هاتفى ملك للدولة و الذى يحدد ثمن المكالمة الدولة فهل يجوز استخدام برامج لاتصال هاتفى من النت ام لا
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[19 - 10 - 09, 10:04 ص]ـ
أخي الكريم أي دولة هي التي تمنع الاتصالات الهاتفية عن طريق الإنتر نت!!
لو كان الأمر كذلك لأغلق هذا الموقع، و لكن بما أنه مفتوح كالسكاي بي و غيره من المواقع فأعتقد أن لك الحرية في استخدامه كيفما تشاء
لعل الإخوة يفيدوك
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[28 - 10 - 09, 06:40 م]ـ
لا أرى مانعا من استخدام برامج النت التي يسمح اصحابها بحرية الاستعمال او بيعها بثمن بخس
اما الدولة او السلطان فليس له ان يمنع احدا من هذا .. وان منع فينظر هل فيه مصلحة عامة راجحة بينة الرجحان فان كانت ينظر عندئذ هل يتضرر المسلمون بهذا المنع فان لم يكن ضرر ... فالمصلحة العامة للمسلمين اولى من المصلحة الخاصة والا فلا يتبع السلطان ولا الحكومات في مثل هذه الامور ولتضرب قراراتها عرض الحائط
والله اعلم
ـ[سامر المصري]ــــــــ[28 - 10 - 09, 06:42 م]ـ
نعم الدولة تغلق الدخول للموقع ولكن لم تستطع إغلاق البرنامج والذي أصبح إنزاله ممكنا من شتى المصادر. أعلم ما يتحدث عنه الأخ عاشور فرجاءا أفيدونا.
فهل يعتبر استخدامه مخالفة لولي الأمر أم أن إجبار الناس على دفع المبالغ الخيالية للتسعيرات الدولية يدخل في ظل أخذ الأموال بالباطل ولذا يحق للناس التهرب منها كالمكوس؟
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[28 - 10 - 09, 09:52 م]ـ
اخى ابو نصر
وان منع فينظر هل فيه مصلحة عامة راجحة بينة الرجحان فان كانت ينظر عندئذ هل يتضرر
الضرر على الدولة هو ان الناس هتتجه الى هذا البرامج الارخص ثمن وتترك الاتصال من شركات الدولة فتخسر الدولة فهل هذا حرام ام حلا وهل يجوز للدولة منع الناس
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[28 - 10 - 09, 10:22 م]ـ
وماذا تخسر الدولة ولها من الريوع ما الله أعلم به ....
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 02:30 ص]ـ
أعتقد أنه لا يجوز إلا إذا استدعت الضرورة ذلك ..
ما يصدره الحاكم من قوانين يجب على الجميع الإلتزام به ..
ـ[أبو البركات]ــــــــ[29 - 10 - 09, 07:02 ص]ـ
لا اعتقد انه يوجد نظام يمنع تمرير المكالمات عبر الشبكه وهو مايعرف بـ Voice over IP
ثم خصم المستخدم هنا هو شركات الاتصالات وليست الدوله
وطالما انه لا توجد قيود واضحه فلا اجد مايحرمه
ومثله مثل البريد الالكتروني فهل استخدامه حرام في مقابل البريد العادي
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 07:40 ص]ـ
لا اعتقد انه يوجد نظام يمنع تمرير المكالمات عبر الشبكه وهو مايعرف بـ Voice over IP
ثم خصم المستخدم هنا هو شركات الاتصالات وليست الدوله
وطالما انه لا توجد قيود واضحه فلا اجد مايحرمه
ومثله مثل البريد الالكتروني فهل استخدامه حرام في مقابل البريد العادي
بل هناك دول تمنع هذه الخدمة ..
وتفرض عقوبات على من يستخدمون تلك البرامج لإجراء مكالمات هاتفية عبر الانترنت ..
ـ[سامر المصري]ــــــــ[29 - 10 - 09, 07:47 ص]ـ
والهدف صريح وهو استخدام الشركات المحلية المرعية من الدولة الأغلى، ولكن هذا من الاحتكار والمكوس أليس كذلك؟ والمال المحصل للشركة المحلية هو من قوت الشعب وليس مالا خارجيا ولذا لا توجد منفعة حقيقية.
أفيدونا يا أهل الاجتهاد بارك الله فيكم
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[01 - 11 - 09, 04:46 ص]ـ
هناك دول تمنع هذه الخدمة ..
وتفرض عقوبات على من يستخدمون تلك البرامج لإجراء مكالمات هاتفية عبر الانترنت ..
إذا كانت دولتكم تمنع تلك البرامج ..
فعليك بعدم استخدامها إلا إذا كنت مضطراً ..
والله أعلم
ـ[أسامة بن يحيى الجزائري]ــــــــ[01 - 11 - 09, 01:35 م]ـ
الحمد لله
إن أضر هذا بأحد فلا ... وهو لا يضر قطعا بأحد
لذلك:
قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ [الأعراف/32]
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[01 - 12 - 09, 05:56 م]ـ
هل الموضوع صعب
ـ[الاسيوطى]ــــــــ[04 - 12 - 09, 05:10 م]ـ
اين يا اخى هذا البرنامج
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[04 - 12 - 09, 05:35 م]ـ
الدول التى تمنع استخدام الانترنت فى مكالمات الهاتف تمنع الاستخدام على المستوى التجارى و لا تمنع الاستخدام الخاص
ـ[سبتي جمال]ــــــــ[04 - 12 - 09, 09:17 م]ـ
للرفع
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[04 - 12 - 09, 09:46 م]ـ
اين يا اخى هذا البرنامج؟
ليه؟!
تريد أن تتصل بمن؟!
نحن لم نتفق بعد أخي الكريم، أحلال أم حرام؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/264)
ـ[المعلمي]ــــــــ[05 - 12 - 09, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة أن كثيرا من شركات الإتصالات تخسر الكثير بسبب هذه البرامج وما تقدمه من أسعار تنافسية!
لكن هل يلزم على الدولة حمايتها؟
الجواب لا أعلم.
أما إن كانت ملكا للدولة فالراجح الحرمة.
لأن الدولة لها إلتزامات أمام رعاياها ولابد لها من سن بعض القوانين التي تحمي مصلحة العامة، فالدول اليوم ليست كاالأمس فلديها طرقات وموانىء ومطارات وجيوش ومدارس ومشافي وغيرها وكل هذه النفقات مبنية على نزع بعض الحقوق من رعاياها لأجل رعاياها.
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[07 - 12 - 09, 12:50 ص]ـ
اخى المعلمى على كلامك ان الجمارك حلال؟؟؟؟؟
ـ[أبو محمد المكي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 09:52 ص]ـ
الانترنت أصلا عن طريق الاتصالات وتأخذ عليه رسوم شهرية وهو مفتوح لمثل هذه الأغراض فما أتوقع أن هناك ما يمنع من ذلك
ـ[عاشور العدوى]ــــــــ[08 - 12 - 09, 04:30 ص]ـ
????????????(117/265)
يا الله .. فتوى مبكية طازجة! عن فتاة نصرانية أسلمت
ـ[ابو الفيصل]ــــــــ[18 - 10 - 09, 04:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في الوقت الذي تنزع فيه المسلمات حجابهن طواعية!
و يتافخرن بالرقص، و التطور المزعوم!
أتت هذه الفتوى التي يعلم الله وحده أين أرض صاحبتها، لتنزل على فؤادي كالصاعقة، لقد صرخ قلبي:
{يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ}
صورة مع التحية:
لهيئات العلماء في الدول الإسلامية
للمجمعات الفقهية
و التحية و الدعاء و الشكر و الثناء - بعد الله -:
لهذا الموقع
الإسلام سؤال وجواب
الذي طغى فضله و خيره على هذه الهيئات و المجمعات النائمة!
فسد ثغرا عظيما!
فلله در الشيخ الجليل:
محمد صالح المنجد و القائمين عليه.
أترككم مع الفتوى،
و لا تنسوا صاحبتها من الدعاء:
مسلمة عمرها 12 عاماً والدها ملحد وأمها نصرانية يسبَّان ربها ونبيَّها فماذا تصنع؟
السؤال:
أبلغ من العمر اثني عشر عاماً، وأعيش مع أب ملحد، وأم مسيحية، وقد اعتنقتُ الإسلام مؤخراً، إن والداي لم يرحبا باعتناقي الإسلام، والأسوأ من ذلك: أنهما منعاني من قراءة القرآن، ودخول المواقع الإسلامية، وإخبار الناس بإسلامي، ومقابلة المسلمين - سواء على النت، أو في الواقع -، ومنعوني ارتداء ثياب متواضعة، وأشياء أخرى كثيرة، والسبب: " فوبيا الإسلام " الغبية، وغير العقلانية، لقد حاولت أن أريهم كيف هو الإسلام في الحقيقة، ولكن ما من شيء أقوله، أو أفعله يغيِّر من رأيهم. في الواقع: إنهما يحاولان الآن أن يرياني كيف يحتقران الإسلام في كل كلمة، وكل فعل، من إلقاء النكات الغبية عن الإرهاب، وحتى سب الله والرسول صلى الله عليه وسلم بأقذع الألفاظ. إن المشكلة تزداد سوءاً؛ لأنه نظراً لأنني ما زلت صغيرة: فأنا لا استطيع القيام بأي شيء دون مساعدة والديَّ، فعلى سبيل المثال: لا تباع هنا الملابس الإسلامية؛ نظراً لوجود قلة من المسلمين، ومن ثم أضطر إلى شراء الحجاب من الإنترنت، وأحتاج إلى بطاقات الائتمان الخاصة بهما من أجل إتمام عملية الشراء، كما أنني أدرس في مدرسة مسيحية! وأحتاج إليهما لتغييرها، حيث إنني لا أستطيع القيام بذلك بنفسي، كما أنهما لا يتركاني أغادر البيت بمفردي، لذا فأنا أحتاج إليهما لكي يقوما بتوصيلي إلى المسجد، وهكذا، لذا فإن عدم موافقتهما تعني أيضاً عدم قدرتي على إتباع الدين بالكامل. كما أنهما يجبرانني على القيام بأشياء تخالف الإسلام، مثل: الذهاب إلى الكنيسة، والرقص، وارتداء ملابس تجعل ذراعي، وساقي، وشعري: عاريا جزئيّاً، أو تماماً. إنني قلقة بهذا الشأن، فالقرآن يأمرنا بطاعة الوالدين، واحترامهما، والإحسان إليهما، ولكنه لا يبدي أي تهاون عندما يتعلق الأمر بمن يكرهون الإسلام، وأنا لا أعلم ماذا أفعل، فإذا أطعت والديَّ: فسأقوم بالكثير من الأشياء التي تخالف الإسلام، وإذا قمت باحترامهما: فإنني بذلك أحترم من لا يحترمونني كمسلمة، وسأدعهما يقولان تلك الأشياء الرهيبة عن الإسلام، ولكني إذا لم أطعهما وأحترمهما فإنني بذلك أسلك مسلكا رهيباً من وجهة نظر الإسلام، وأنا أعتقد أن كِلا الفعلين خطأ، فما الذي يجب عليَّ فعله؟. وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله
1. نحن في غاية الفرح أن وصلتنا رسالتك، وفيها البشارة بدخولك في الإسلام، ونعتقد أن فرحتك بالانتساب لهذا الإسلام هي فرحة العمر؛ فإن أجل نعم الله على عبد من عبيده: أن يهديه ويشرح صدره للإسلام، فنسأل الله أن يتم عليك نعمة الإيمان والعافية، وأن يثبتك على ذلك إلى يوم لقاء رب العالمين.
2. وأفرحنا جدّاً حبُّكِ للإسلام، ورغبتك بالتمسك بشرائعه، ونرى أن هذا من فضل الله تعالى عليكِ، حيث إننا نشعر أنك قد تذوقت حلاوة الإيمان، في الوقت الذي حرم منها كثيرون ممن ينتسب إلى الإسلام في الاسم والصورة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/266)
3. وآلمنا جدّاً ما عليه والداك من الكفر بالله تعالى، وآلمنا أكثر: سبُّهم لله تعالى، ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، مع أن الرب تعالى هو ربُّهم، وخالقهم، ورازقهم، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين، الذي أخذ الله ميثاقه على كل نبي ـ وعلى أتباعه من باب أولى ـ أن يكون تابعا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، إذا بعث محمد وهو حي. قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) سورة آل عمران/81 - 83.
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن من سمع به، ولم يتبعه، ولم يؤمن به: فقد حرم الله عليه الجنة:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ: إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ). رواه مسلم (153).
قال الإمام النووي رحمه الله:
" وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ): أَيْ مِمَّنْ هُوَ مَوْجُودٌ فِي زَمَنِي وَبَعْدِي، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَكُلُّهُمْ يَجِبُ عَلَيْهِ الدُّخُولُ فِي طَاعَتِهِ. وَإِنَّمَا ذَكَرَ الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيَّ تَنْبِيهًا عَلَى مَنْ سِوَاهُمَا، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَهُمْ كِتَابٌ فَإِذَا كَانَ هَذَا شَأْنَهُمْ مَعَ أَنَّ لَهُمْ كِتَابًا، فَغَيْرُهُمْ مِمَّنْ لَا كِتَابَ لَهُ أَوْلَى. وَاللَّهُ أَعْلَمُ " انتهى. "شرح مسلم". 4. إننا نقدر جدا صعوبة الظرف الذي أنت فيه، ونسأل الله جل جلاله، أن ييسر لك أمرك، وأن يجعل لك فرجا ومخرجا مما أنت فيه؛ لكن الأمر ـ رغم صعوبته ـ ليس لغزا محيرا؛ فأنت ـ أولا، وقبل كل شيء ـ مأمورة بطاعة الله جل جلاله فيما فرض عليك؛ فتفعلي ما أمرك به من العبادات، وتتركي ما نهاك عنه من المحرمات، وهذا فقط هو سبيل الهداية، قال الله تعالى: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) سورة النور/54.
وإذا كنت مأمورة بالإحسان إلى والديك وحسن صحبتهما، وإن كانا كافرين، فليس معنى ذلك أن تعصي ربك إرضاء لهما، أو أن تقدمي طاعتهما على طاعة الله تعالى، بل طاعة الله وطاعة رسوله مقدمة على كل شيء، وعلى طاعة كل أحد. قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) العنكبوت /8.
قال ابن كثير رحمه الله:
" يقول تعالى آمرا عباده بالإحسان إلى الوالدين، بعد الحث على التمسك بتوحيده، فإن الوالدين هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان ... ومع هذه الوصية بالرأفة والرحمة والإحسان إليهما في مقابلة إحسانهما المتقدم، قال: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا} أي: وإن حَرَصا عليك أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين، فإياك وإياهما، لا تطعهما في ذلك، فإن مرجعكم إليَّ يوم القيامة، فأجزيك بإحسانك إليهما، وصبرك على دينك، وأحشرك مع الصالحين، لا في زمرة والديك، وإن كنت أقرب الناس إليهما في الدنيا؛ فإن المرء إنما يحشر يوم القيامة مع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/267)
مَنْ أحب، أي: حبا دينيا؛ ولهذا قال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ} " انتهى.
"تفسير ابن كثير" (6/ 264 - 265).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ) رواه البخاري (7257) ومسلم (1840).
وقال صلى الله عليه وسلم: (لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) رواه أحمد (1089) وصححه الألباني.
وبناء على ذلك: فحين يتعارض أمر والديك لك بأي شيء، مع أمر الله ورسوله لك: فلا تطيعي أبويك، بل قدمي طاعة الله ورسوله، وليس ها هنا شيء من الخطأ.
لكن ذلك لا يعني سقوط كل حق لوالديك عليك، بل أمر الله تعالى بالإحسان إليهما، ومعاملتهما معاملة طيبة، رغم ذلك، قال الله تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) لقمان/15.
ونعتقد أن ما قدمناه لك من بيان الموقف الشرعي من هذه المشكلة، هو حل كاف لها، من الناحية النظرية على الأقل.
5. لكن تبقى بعد ذلك الناحية العملية، وهي الجانب الأصعب في مشكلتك، نظرا لظروفك المحيطة بك، وصغر سنك الذي لا يمكنك من الاستقلال بنفسك، وتطبيق ما ترينه صحيحا؛ فاعلمي – أختنا – أن الله تعالى لا يكلفك فوق ما تستطيعين وتقدرين، قال تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) البقرة/ من الآية 286، وقال تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا) الطلاق/ من الآية 7، وقال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) التغابن/ من الآية 16، وقال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ).
رواه البخاري (6858) ومسلم (1337)، وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) رواه ابن ماجه (2045) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه.
6. وحينئذ؛ فالواجب عليك أن تجتهدي في عمل كل ما تسطيعينه من الواجبات الشرعية، وترك كل ما تقدرين على تركه من المحرمات، وأن تبادري إلى ذلك بقدر إمكانك؛ فإن منعوك من الصلاة أمامهم: فصلي من ورائهم، وإن منعوك من ارتداء الحجاب الكامل، أو لم تتمكني من الحصول على الملابس الإسلامية: فاجعلي ملابسك أقرب ما يمكنك إلى الملابس الإسلامي، ولو أن تتعلمي أنت أن تصنعي لنفسك شيئا من ذلك، أو قريبا منه. وإذا طلبوا منك أن تذهبي للكنيسة: فتعللي بأي شيء، وتهربي من ذلك قدر الإمكان، واخترعي الأعذار التي تعفيك من ذلك، وليس كل النصارى في الغرب، ولا في الشرق، يذهبون إلى الكنيسة، بل الأقل منهم من يفعلون ذلك.
وهكذا: حاولي أن تتهربي من حفلات الرقص والغناء، وما يأمرانك به مما فيه معصية، بأي عذر تخترعينه لذلك، فإن أجبرت على حضور الحفل، فاهربي من ممارسة الرقص، خاصة إذا كان مع الرجال، أو في حضورهم، وأظهري المرض، أو نحو ذلك مما يعفيك منه.
وما يجبرانك عليه من محرمات فافعلي منها الحد الأدنى، فاجعلي اللباس أستر ما يكون، ولا تسهري في مناسبتهم الحفلة كاملة، وهكذا في سائر المحرمات.
وبصفة عامة: اجتهدي في أن تفعلي ما تستطيعينه من شعائر الإسلام، وأن تتركي ما تقدرين على تركه، فإن أكرهوك على شيء من ذلك، فاجعلي تصرفاتك من الخارج فقط، واجعلي قلبك دائم الصلة بالله، والذكر له، إلى أن ييسر الله لك فرجا مما أنت فيه، وأبشري فإن الفرج قريب، وإن مع العسر يسرا: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) سورة الطلاق/2 - 3.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/268)
7. وننصحك بالتواصل مع الأخوات المسلمات، سواء بالمواجهة، أو عن طريق الإنترنت، وكما ننصحك بالتواصل مع المواقع الإسلامية النافعة لك في دينك، والتي تستفيدين منها لتقوية إيمانك، وتزدادين بها علماً، وإذا أمكنك التواصل مع أحد المراكز الإسلامية القريبة منك: فسوف يكون في ذلك خير كثير، إن شاء الله، ولعلهم ـ بحكم خبرتهم بالمكان، وتعرضهم لكثير من هذه المشكلات ـ أن يكون عندهم من الحلول والمساعدات العملية أكثر مما اقترحناه عليك.
8. واعلمي – أختنا – أن من سبقك بالإسلام قد عاش طائفة منهم في ظروف قاسية، حيث تعذيب الأبوين، وضربهم، ومنعهم من حقوقهم الإنسانية، وقد صبروا على ما أوذوا، واحتملوا ما أصابهم في سبيل الله، حتى جاءهم نصر الله، فنجاهم الله مما كانوا فيه، وانقلبوا بنعمة من الله وفضل، وكانوا من الفائزين، فلا تيأسي مما أصابك، ولا تحزني على حالك، فأنت في رعاية الله، وتحت سمعه وبصره، واثبتي على ما أنتِ عليه من الهدى والحق، كما صبر من قبلك، واعلمي أن هذا اختبار من الله تعالى ليرى صدق إيمانك، فيجازيك عليه خير الجزاء، في الدنيا، والآخرة، وعسى الله أن يجعل نصره وتأييده لك عاجلاً غير آجل.
9. والداك بحاجة لك لإنقاذهما من نار جهنم، ومن سخط الله، فنوصيك بإظهار خير صورة للمسلمة المستقيمة، بحسن التصرف معهما، وبرهما، والتلطف في مخاطبتهما، والعناية بطعامهما وشرابهما، والقيام على خدمتهما، فلعلهما أن يراجعا نفسيهما، ويخففا عنك الضغط، أو يتركانه، كما نوصيك بصدق الدعاء والطلب من الله أن يهديهما للإسلام، وأن يميتهما على الإيمان، وما ذلك على الله بعزيز، واسمعي لهذه القصة:
روى مسلم (2491) عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ) فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ، فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ فَقَالَتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ، قَالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَفَتَحَتْ الْبَابَ ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبْشِرْ، قَدْ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْراً.
10. ولا ننصحك بالهرب من البيت، والخروج منه؛ فإن مفاسد ذلك أكثر من بقائك فيه، وإن من قد يؤويك فإنه يعرِّض نفسك لأقسى العقوبات في قوانين بلادكم الجائرة، فليس أمامنا من نصح لك إلا الصبر، وقطع التفكير في الهروب من البيت.
ونسأل الله العلي القدير أن يثبتك على الهدى والرشاد، وأن يعافيك في دينك وبدنك، وأن يهدي أبويك للإسلام، وأن يقر عينيك بهما مؤمنين صالحين، في الدنيا، والآخرة.
ونرجو منك أن تبقي على تواصل معنا، ونحن أهلك، وإخوانك، ولعل الله أن يرزقك من دعوات إخوانك الذي يطالعون قصتك: ما ينفعك الله به، ويفرج عنك كربك ببركته.
والله الموفق
الإسلام سؤال وجواب
ـ[أبو نجيد الأثرى]ــــــــ[19 - 10 - 09, 03:30 ص]ـ
نسأل الله تعالى أن يفرج عنها وأن يثبتها وأن يهدى أبويها للإسلام.
ـ[أبو العلاء الأزدي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 04:04 ص]ـ
نسأل الله لنا ولها الثبات ..
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[19 - 10 - 09, 07:37 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذا النقل الطيب ... و أسأل الله تعالى لأختنا الصغيرة الثبات على دينه ...
و في عالم المهتدين عجائب و سبحان الله الذي هدى هذه الطفلة الصغيرة وهي في دار كفر وبين أبوين كافرين و حرم منها عقلاء الرجال من أهل مكة و قد رأوا النبي صلى الله عليه و سلم عيانا ...
نسأل الله لنا و لكم الهداية و الثبات ...
تعرفت على شاب بريطاني عمره 14 سنة أسلم و سألني: هل يجوز أن أصلي بالحمام حتى لا يعلم بإسلامي أبواي لأنهما لو علموا سيفتنوني في ديني؟
سبحان الله الهادي لا إله إلا هو .....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/269)
ـ[بن نعمان]ــــــــ[20 - 10 - 09, 12:45 ص]ـ
اللهم ثبتها على الحق واجعل لها فرجا ومخرجا
ـ[ابو حازم الشريف]ــــــــ[20 - 10 - 09, 01:53 ص]ـ
اللهم ثبتها على دينك وفرج عنها وأهد أبويها أنك على كل شئ قدبر
ـ[محمد الطنطاوي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 03:43 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[أم رائد مفرح]ــــــــ[10 - 11 - 09, 12:16 م]ـ
مشكور جزاك الله خيرا
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[10 - 11 - 09, 01:02 م]ـ
لله در فضيلة الشيخ الذي أجاب هذه الأخت المسلمة،
فإنه قد أجاب إجابة جامعة،
ونصح فأحسن النصح،
وما ترك شيئًا إلا وأعطاه حقه من البيان والتوضيح،
فجزاه الله خيرًا على ذلك،
وجعله في ميزان حسناته يوم القيامة.
ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى،
أن يثبت أختنا المسلمة على دينه،
وأن يجعل لها مما هي فيه فرجًا ومخرجًا،
إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 11 - 09, 02:18 م]ـ
حقيقة جزاك الله خيرا أخي الناقل أبى الفيصل , فالسؤال مؤثر والإجابة أكثر تأثيرا
ونسأل الله العظيم الرحمن الرحيم المنان الكريم أن يهدي والديها لطريق الرشاد
ويثبتها على الحق حتى تلقاه , فما أشدها من فتنة حقيقة , نحن والله في نعمة يا إخوة!
لله ربنا الحمد والشكر , ونسأله سبحانه أن يعيننا على أداء حق هذه النعم , وأن يوفقنا إلى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
ـ[أبو معاذ الأسواني]ــــــــ[10 - 11 - 09, 05:34 م]ـ
هكذا عهدنا بفضيلة الشيخ المنجد - حفظه الله - عالماً عاملاً، والله أسأل أن يبارك في علمه، و أن ينفع هذه الأخت الفاضلة بتلك النصائح الغالية.(117/270)
نصيحة تكتب بماء الذهب من الشيخ ابن عثيمين لطالب العلم
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[18 - 10 - 09, 06:32 م]ـ
قال رحمه الله في شرح رياض الصالحين باب المجاهده حديث رقم 100
ثم قال: (ولا تعجز) يعني استمر في العمل ولا تعجز وتتأخر، وتقول: إن المدى طويل والشغل كثير، فما دمت صممت في أول الأمر أن هذا هو الأنفع لك واستعنت بالله وشرعت فيه فلا تعجز.
وهذا الحديث في الحقيقة يحتاج إلى مجلدات يتكلم عليه فيها الإنسان؛ لأن له من الصور والمسائل ما لا يحصى، منها مثلاً طالب العلم الذي يشرع في كتاب يرى أن فيه منفعة ومصلحة له، ثم بعد أسبوع أو شهر يمل، وينتقل إلى كتاب آخر، هذا نقول عنه: إنه استعان بالله وحرص على ما ينفعه ولكنه عجز، كيف عجز؟ بكونه لم يستمر، لأن معنى قوله: (لا تعجز) أي لا تترك العمل؛ بل ما دمت دخلت فيه على أنه نافع فاستمر فيه، ولذا تجد هذا الرجل يمضي عليه الوقت ولم يحصل شيئاً؛ لأنه أحياناً يقرأ في هذا، وأحياناً في هذا.
حتى في المسألة الجزئية؛ تجد بعض طلبة العلم مثلاً يريد أن يرجع مسألة من المسائل في كتاب، ثم يتصفح الكتاب، يبحث عن هذه المسألة، فيعرض له أثناء تصفح الكتاب مسألة أخرى يقف عندها، ثم مسألة ثانية، فيقف عندها، ثم ثالثة، فيقف، ثم يضيع الأصل الذي فتح الكتاب من أجله، فيضيع عليه الوقت، وهذا ما يقع كثيراً في مثل فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ تجد الإنسان يطالعها ليأخذ مسألة، ثم تمر مسألة أخرى تعجبه وهكذا، وهذا ليس بصحيح؛ بل الصحيح أن تنظر الأصل الذي فتحت الكتاب من أجله.
كذلك أيضاً في تراجم الصحابة، في الإصابة ـ مثلاً ـ لابن حجر ـ رحمه الله ـ حين يبحث الطالب عن ترجمة صحابي من الصحابة، ثم يفتح الكتاب من أجل أن يصل إلى ترجمته، فتعرض له ترجمة صحابي آخر، فيقف عندها ويقرؤها، ثم يفتح الكتاب، يجد صحابياً آخر، ثم هكذا يضيع عليه الوقت ولا يحصل الترجمة التي من أجلها فتح الكتاب، وهذا فيه ضياع للوقت.
ولهذا كان من هدي الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن يبدأ بالأهم الذي تحرك من أجله، ولذلك لما دعا عتبان بن مالك الرسول صلى الله عليه وسلم، قال له: أريد أن تأتي لتصلي في بيتي؛ لأتخذ من المكان الذي صليت فيه مصلى لي، فخرج النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ومعه نفر من أصحابه، فلما وصلوا، إلي بيت عتبان واستأذنوا ودخلوا، وإذا عتبان قد صنع لهم طعاماً، ولكن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ لم يبدأ بالطعام، بل قال: (أين المكان الذي تريد أن نصلي فيه؟) فأراه إياه، فصلى، ثم جلس للطعام (62)، فهذه دليل على أن الإنسان يبدأ بالأهم، وبالذي تحرك من أجله؛ من أجل ألا يضيع عمله سدى.
فقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تعجز) أي لا تكسل وتتأخر في العمل إذا شرعت فيه، بل استمر؛ لأنك إذا تركت ثم شرعت في عمل آخر، ثم تركت ثم شرعت ثم تركت، ما تم لك عمل.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[18 - 10 - 09, 07:17 م]ـ
بارك الله فيك اخى الرشدان
ورحم الله الشيخ ... وفعلا هذا واقع فينا تجد احدنا يدخل الملتقى ليبحث عن مسأله فتعجبه مسائل كثيره ولا يشعر والا وقد مر الوقت ولم يركز على الاصل الذى من اجله دخل الملتقى ...
ولكن الافضل فى هذه الحاله ما عليك الا ان تفتح الوورد وتنسخ الفوائد وتحفظها وتعود لها فى وقت اخر ثم تكمل المسيره فى بحثك عن المسأله ...
وهكذا كلما تجد فائده ....
واما ان كان فى كتاب فأشر اليها بثنى الصفحه او وضع ملصق للعوده لها وهكذا ..
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[18 - 10 - 09, 08:13 م]ـ
فأشر اليها بثنى الصفحه او وضع ملصق للعوده لها وهكذا ..
وطريقة ارى انها افضل ان تجعل على الورقة البيضاء في او الكتاب فهرسا للفوائد تكتبه بيدك
وهذه المشاركه من فوائد كتابة فهرس الفوائد فقد اشرت اليها قبل ثمانية اشهر تقريبا
وجزاك الله خيرا على مرورك وتعليقك
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[18 - 10 - 09, 08:50 م]ـ
ولكن بعض المؤلفات الفوائد فيها كثيره فى اغلب الصفحات ككتب شيخ الاسلام وغيره ... وما ان تنتهى الا وقد صففت كتابا من الفوائد ...
فتحتاج الى همه .... مع وجود ذاكره ضعيفه (ابتسامه)
نسأل الله العون والتوفيق
بوركت(117/271)
سؤال عن تكبيرة الاحرام،ونصيحه لاعضاء المنتدى
ـ[محمد بن صالح الصقري]ــــــــ[18 - 10 - 09, 09:35 م]ـ
السلام عليكم
سؤالي عن من ادرك الامام وهو راكع هل يكفيه التكبير للركوع عن تكبيرة الاحرام
ام لابد ان ياتي بتكبيرة الاحرام اولا ثم يكبر للركوع؟
نصيحتي لاعضاء المنتدى من طلبة العلم هو الاحتساب في الرد على تساؤلات الاعضاء
وان كانت اسئلة من وجهة نظرهم انها تافهه ولاتخفى على صغار طلبة العلم
فكيف كبارهم لاني صراحة لاحظت احجام من بعض طلبة العلم عن الاجابه
على بعض الاستفسارات وان كان هناك اجابه فتكون بأقتضاب
ارجو ان تقبلوا هذه النصيحه من اخوكم الصغير ولانكون ممن اخذ مقلب بنفسه
كما ذكر اخونا المسيطير غفر الله لنا وله ولجميع المسلمين
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[18 - 10 - 09, 09:45 م]ـ
و عليكم السلام
تكفي تكبيرة الاحرام
و انظر هنا
http://www.islam-qa.com/ar/ref/75156
و بخصوص النصيحة فعندك حق فكثيرا ما اسأل اسئلة سهلة و لا يرد علي احد
ـ[محمد بن صالح الصقري]ــــــــ[18 - 10 - 09, 09:56 م]ـ
غفر الله لك يابا معاذ على هذا الرابط
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[18 - 10 - 09, 10:15 م]ـ
الحياء من موانع العلم
فبورك فيك إذ طلبت العلم ولم تخجل منه
فهناك أقوام يتركون السؤال خجلا
والله المستعان
أحسن الله إليك وبارك فيك على التذكرة الطيبة .. إليك:
سئل الشيخ ابن باز: إذا حضر المأموم إلى الصلاة والإمام راكع هل يكبر تكبيرة الافتتاح والركوع أو يكبر ويركع؟
فأجاب:
" الأولى والأحوط أن يكبر التكبيرتين: إحداهما: تكبيرة الإحرام وهي ركن ولا بد أن يأتي بها وهو قائم، والثانية: تكبيرة الركوع يأتي بها حين هويه إلى الركوع، فإن خاف فوت الركعة أجزأته تكبيرة الإحرام في أصح قولي العلماء، لأنهما عبادتان اجتمعتا في وقت واحد فأجزأت الكبرى عن الصغرى، وتجزئ هذه الركعة عند أكثر العلماء " انتهى.
هنا للزيادة:
http://www.islam-qa.com/ar/ref/75156 (http://www.islam-qa.com/ar/ref/75156)
بورك فيكم وجزيتم خيرا
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[19 - 10 - 09, 12:56 ص]ـ
إذا أدرك الإمام راكعاً فماذا يفعل؟
إذا دخلت المسجد وكان الإمام راكعاً، فهل إذا ركعت معه تحسب لي هذه الركعة؟ مع العلم أني لم أقرأ الفاتحة، وهل أكبر تكبيرة واحدة أو تكبيرتين؟.
الحمد لله
أولاً:
إذا دخل المسجد والإمام راكع ركع معه , ويكون مدركاً للركعة إذا اجتمع مع الإمام في الركوع , ولو لم يطمئن إلا بعد رفع الإمام. قال أبو داود: " سمعت أحمد سئل عمن أدرك الإمام راكعاً , فكبر ثم ركع فرفع الإمام؟ قال: إذا أمكن يديه من ركبتيه قبل أن يرفع الإمام فقد أدرك " انتهى.
انظر: "مسائل الإمام أحمد لأبي داود" (ص 35) , "حاشية الروض" لابن قاسم (2/ 275) , "المجموع" (4/ 215).
الإسلام سؤال وجواب
ثم يطمئن في الركوع ويرفع منه ويتابع إمامه.
قال الشيخ ابن باز: " إذا أدرك المأموم الإمام راكعا أجزأته الركعة ولو لم يسبح المأموم إلا بعد رفع الإمام " انتهى.
"مجموع فتاوى ابن باز" (11/ 245 - 246).
ثانياً:
وإذا أدركه حال الركوع أجزأته تكبيرة واحدة , وهي تكبيرة الإحرام عن تكبيرة الركوع , روي ذلك عن زيد بن ثابت وابن عمر وسعيد وعطاء والحسن وإبراهيم النخعي , وبه قال الأئمة الأربعة (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد). قال أبو داود: " قلت لأحمد: أُدرك الإمام راكعاً؟ قال: يجزيك تكبيرة " انتهى.
"مسائل الإمام أحمد" (ص 35).
وذلك لأن حال الركوع يضيق عن الجمع بين تكبيرتين في الغالب , ولأنه اجتمع عبادتان من جنس واحد في محل واحد , ونية الركوع لا تنافي نية افتتاح الصلاة , فأجزأ الركن وهي تكبيرة الإحرام عن الواجب وهي تكبيرة الركوع , كطواف الإفاضة يغني عن طواف الوداع إذا جعله آخر شيء.
انظر: "المغني" (2/ 183) , "القواعد" لابن رجب " القاعدة الثامنة عشرة ".
فإن أمكن أن يأتي بتكبيرتين: الأولى للإحرام , والثانية للركوع فهذا أولى , قال أبو داود: " قلت لأحمد: يكبر مرتين أحب إليك؟ قال: فإن كبر مرتين فليس فيه اختلاف " انتهى.
"مسائل الإمام أحمد" (ص 35).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/272)
وسئل الشيخ ابن باز: إذا حضر المأموم إلى الصلاة والإمام راكع هل يكبر تكبيرة الافتتاح والركوع أو يكبر ويركع؟
فأجاب:
" الأولى والأحوط أن يكبر التكبيرتين: إحداهما: تكبيرة الإحرام وهي ركن ولا بد أن يأتي بها وهو قائم، والثانية: تكبيرة الركوع يأتي بها حين هويه إلى الركوع، فإن خاف فوت الركعة أجزأته تكبيرة الإحرام في أصح قولي العلماء، لأنهما عبادتان اجتمعتا في وقت واحد فأجزأت الكبرى عن الصغرى، وتجزئ هذه الركعة عند أكثر العلماء " انتهى.
"مجموع فتاوى ابن باز" (11/ 244 - 245).
وعلى الداخل أن يكبر للإحرام قائماً , فإن أتى به على حال انحنائه للركوع لم يصح.
قال النووي في "المجموع" (4/ 111):
" إذا أدرك الإمام راكعا كبر للإحرام قائما ثم يكبر للركوع ويهوي إليه , فإن وقع بعض تكبيرة الإحرام في غير القيام لم تنعقد صلاته فرضا بلا خلاف , ولا تنعقد نفلا أيضا على الصحيح " انتهى.
وانظر: "المغني" (2/ 130).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (4/ 123):
" ولكن هنا أمْرٌ يجبُ أن يُتفَطَّنُ له، وهو أنَّه لا بُدَّ أنْ يكبِّرَ للإحرامِ قائماً منتصباً قبل أنْ يهويَ؛ لأنَّه لو هَوى في حالِ التكبيرِ لكان قد أتى بتكبيرةِ الإحرامِ غير قائمٍ، وتكبيرةُ الإحرامِ لا بُدَّ أن يكونَ فيها قائماً " انتهى.
ثالثاً:
وإذا ركع مع الإمام أجزأته الركعة ولو لم يقرأ الفاتحة , وهو قول الجمهور , وهو الراجح ـ إن شاء الله ـ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكرة رضي الله عنه لما انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِعٌ فَرَكَعَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الصَّفِّ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَلا تَعُدْ) رواه البخاري (783).
ووجه الدلالة: أنه لو لم يكن إدراك الركوع مجزئاً لإدراك الركعة مع الإمام لأمره النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء تلك الركعة التي لم يدرك القراءة فيها , ولم ينقل عنه ذلك , فدل على أن من أدرك الركوع فقد أدرك الركعة.
انظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (230).
قال الشوكاني: " وكذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الداخل بأن يصنع كما يصنع الإمام , ومعلوم أنه لا يحصل الامتثال إلا إذا ركع مع إمامه , فإذا أخذ يقرأ الفاتحة فقد أدرك الإمام على حالة ولم يصنع كما صنع إمامه , فخالف الأمر الذي وجب عليه امتثاله " انتهى من رسالة نقلها له صاحب "عون المعبود" (3/ 157).
وأما أدلة وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة فهي عامة تشمل المسبوق وغير المسبوق , وهذا حديث خاص يدل على سقوط الفاتحة عمن أدرك إمامه راكعاً، فيكون هذا الحديث مخصصاً لعموم تلك الأحاديث.
انظر: "مجموع الفتاوى" (23/ 290).
وقد سبق في جواب السؤال (74999) أن قراءة الفاتحة تسقط عن المأموم في موضعين:
1 - إذا أدرك الإمام راكعاً.
2 - إذا أدركه قبيل الركوع، ولم يتمكن من إتمام قراءة الفاتحة.
انظر: "أحكام حضور المساجد" (ص141 - 143) للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[19 - 10 - 09, 01:04 ص]ـ
طبعا هذه نقلا عن رابط الأخ " الاسلام سؤال وجواب " ...
وأظن أن هذا هو جواب الشيخ إحسان العتيبي حفظه الله تعالى ..(117/273)
مسألة المسعى الجديد! وهذا مخرج انشرح له صدري (مُدارسة فقط)؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 12:49 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
يقول الله تعالى (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)
ويقول أرحم الراحمين (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).
وقال صلى الله عليه وسلم "ولكني بعثت بالحنيفية السمحة" (انظر السلسلة الصحيحة).
والحديث هنا ليس عن الزيادة الجديدة في المسعى هل تصح أو لا تصح، فتلك مسألة قد بُحثت وأدلى العلماء بدلوهم فمن أراده فسيجده هنا في هذا المنتدى المبارك، وقد ترجح لي ما عليه جمعٌ من علمائنا وهو أنها – أي الزيادة - لا تصح لقوة حجة من قال بعدم الصحة ولأن أدلة المجيزين لم تنهض ولم تقوى (بالنسبة لما ظهر لي).
.................................................. ......
فلما صار الأمر لمن أجاز، وأصبح الأمر واقعا لا محيد عنه – حاليا-، و لاسبيل لمن لا يرى صحة الزيادة إلى رده البتة إلا أن يشاء الله في أزمان قادمة.
وعليه فقد تعين على من لم يرى صحة الزيادة أن يبحثها بحثا ينشرح بها صدره وفقا لهدي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ إن هذا الدين يسر وسمح لا حرج فيه – وما جعل عليكم في الدين من حرج - فالمخرج لابد منه والأمر إذا ضاق اتسع والحمد لله، فلا يعقل أن يكون هاجس كثير من الطلاب العلم هل تصح عمرة من سعى بالجديد إذا كان لا يرى صحة الزيادة، وهل كان كذلك وهو قادر على السعي في القديم إذا هو لا يزال على إحرامة؛ إذاً عليه أن يجتنب محظورات الإحرام من عقد نكاح وجماع وأخذ شعر وأظفرا وهكذا سلسلة من التصورات ... !!
.................................................. ........ ..
قبل ذلك لا بد أن يعرف الإخوة حفظهم الله أن من يقول لا تقلق اذهب واسْعَ في القديم وما يضيرك؛ فأقول هذا جواب لا ينبغي أن يقال إلا على مستوى الأفراد فمن أراد أن يحتاط للأمر فعليه أن يسعى في القديم والأمر متيسر مالم يحدث فوضى أو حرج للآخرين والحمد لله الأدوار العلوية تتيح لك ذلك من غير تضييق على الآخرين وفي وقت الحج تستطيع أن تحج مفردا أو قارنا وتسعى سعي الحج قبل الزحمة وإن كنت متمتعا فعليك بالأدوار العلوية وكذلك في رمضان فلا أظن أن الأدوار العلوية الجديدة ستزدحم وأذكر أني قبل أعوام حججت متمتعا وسعيت في السطح ولا يوجد إلا أفراد قلة لا يذكرون، أما من لا يرى السعي إلا في الأرضي فقط فهذا قد يقع في حرج في رمضان فقط أو إن حج متمتعا،إلا أن البعض ذكر أن ممر العربات من القديم ولا أعلم صحة ذلك فإن كان نعم فالحمد لله وإن كان لا فالإشكالية باقية في وقت الزحام.
.................................................. ....... ..
أما المخرج والذي أريد أن يبحثه الإخوة هنا حتى تنشرح صدور الكثيرين ولا يقعون في حرج وخصوصا من يفتي وتكثر عليه الأسئلة فلو جاء شخص وقال لك لا أرى صحة الزيادة لكني سعيت مع الناس ولا أريد المخالفة و أعلم أن هذه الزيادة لا تصح فماذا ستجيبه وهذا قد يقع لكثير من الناس، وأيضا إذا قال لك طالب علم أن الزيادة تصح لكن لا أريد أن أخالف الناس فماذا ستجيبة مع أن الأمر متيسر بالنسبة له في السعي في القديم إما في الأرضي في غير أوقات الزحام أو في الأدوار العلوية إن كان يرى ذلك!.
وأما بخصوص مسألتنا أقول قد انشرح صدري كثيرا لهذا المخرج (وهو صحة السعي وإن كان لا يرى صحة الزيادة،والصحة مبنية على ما أخذ به جمع من العلماء وولاة الأمور وفي مسألة عُممت على الأمة والاجتهاد فيها وارد، والصحة متعلقة بالفعل لا بالزيادة ذاتها)
وقد بنيت المسألة على أدلة وأعتبرها هنا مدارسة فقط فأقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/274)
من المعلوم أن جمع من أهل العلم ذهبوا إلى أن من رأى هلال ذي الحجة ولم يعتد برؤيته،أن عليه أن يقف معهم،ولا يذهب ويقف قبلهم ويتخلف عنهم في وقوفهم وفي مبيتهم! ومن المعلوم أن جمع من أهل العلم ذهبوا إلى أن من رأى هلال رمضان ثم لم يُعتد برؤيته فعليه أن يصوم مع الناس ويفطر مع الناس وهذا القول يغلب على ظني أنه سيكون مخرجا لمن لا يرى هذه الزيادة في المسعى ويصح السعي فيها لا لأنها زيادة صحيحة وإنما لأن هناك شبهة رؤية للزيادة وأخذ بها ولي الأمر وعُممت على الناس وعمت بها البلوى "ألا يقال المسعى يوم يسعى الناس " والذين أخذوا بأن هذه الزيادة صحيحة هم علماء نحسبهم أهل صلاح وأهل تقوى من أهل السنة وقد سَنَّدوا الأمر على شهود، ويغلب على ظنهم أنها صحيحة وأن الأدلة على المنع ليست بصريحة ولأن الشهود قد أثبتوا رؤيتهم وهكذا من الأدلة التي له وجه عندهم فلما صار الأمر عاما وأخذت به الأمة (حاليا) وعمت بها البلوى ولا مناص من ذلك شئنا أم أبينا.
.......................................
ثم ألا نقول أن (مسألة زيادة المسعى) هذا شبيه بمسألة من رأى الهلال ولم تقبل شهادته بناءً على أدلة، ألا يكون هذا مخرج عظيم للجميع وتتفق كلمة الأمة على أمر واحد وهو أن من سعى بهذه الزيادة فقد صح سعيه والأمر كما قلت أعلاه متعلق في صحة السعي لا في صحة الزيادة والأدلة يا أخي الكريم قوية (في نظري)
هاك الاستدلال على ذلك:
قوله صلى الله عليه وسلم:
" الصوم يوم تصومون، و الفطر يوم تفطرون، و الأضحى يوم تضحون ".
صححه الألباني (انظر السلسلة الصحيحة) (إرواء الغليل)
انظر حديث رقم: 3869 في صحيح الجامع.
وقال في إرواء الغليل وجملة القول أن الحديث بمجموع طرقه صحيح إن شاء الله تعالى
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقال إنما معنى هذا أن الصوم والفطر مع الجماعة وعظم الناس.
وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم:
" وَفِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ وَأَضْحَاكُمْ يَوْمَ تُضَحُّونَ وَكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ مَنْحَرٌ وَكُلُّ جَمْعٍ مَوْقِفٌ». . رواه أبو داود وصححه الألباني
فدلت هذه الأحاديث على أن الذي تعم به البلوى، وكان للاجتهاد فيها وارد ومحتمل،أن على الأمة أن تسير مع إمامها وعلمائها الذين تحروا الحق وأخذوا به، ألا ترى أن من رأى الهلال (رمضان أو ذي الحجة) ولم يعتد برؤيته أن عليه أن يصوم معهم ويفطر معهم ويقف معهم وإن كان يغلب على ظنه بحكم رؤيته للهلال أن الصواب خلاف ذلك فاعتُبر صحة صومه وفطره ووقوفه لاتباعه ما أخذت به الأمة في مسألة اجتهد الإمام وجمع من العلماء الثقات في تحري الصواب،فاعتبر جمعٌ من أهل العلم صحة صومه وفطره وحجه لموافقته لما اختارته الأمة وعمت بها البلوى مع علمهم بأنه يرى الصواب خلاف ذلك فصححوا وقوفه وصومه مع أنهم يعلمون أنه الصواب بالنسبة لرؤيته خلاف ذلك.
فصحة الفعل في مثل هذه المسألة (التي بُنيت على أدلة) لا تعني صحة الشيء نفسه.
فصحة الوقوف لا تعني صحة الموافقة في الرؤية وهذا كما قلت خاص في مسألة اجتهادية وتعم بها البلوى وأخذ بها علماء ثقات متحرين الحق!
.................................................. ........
فلو قال قائل ما تقول لو أن ولي الأمر أمر بالفطر والشمس ظاهرة عيانا بيانا والناس عملوا بقوله هل تقول مع الناس فأقول لا ولا طاعة في ذلك بلا شك لأن هذا لا يدخله الاحتمال البتة ولايفعل مثل هذه المخالفة الصريحة إلا مبتدع وليس مجتهد فقد قلت سابقا في أن هذا مخصوص في مسألة الاحتمال والاجتهاد فيها وارد والمسألة مقارِبة ومن ثقات متحرين للحق وليس لمسألة الاحتمال فيها لا يمكن إطلاقا.
فمسألة زيادة المسعى مسألة مقاربة جدا وقال بها علماء ثقات وشهود والاحتمال فيها وارد عند من أخذ به من الثقات ومما عمت بها البلوى أيضا
قال الألباني في الصحيحة: عن الحديث السابق:
قال السندي في حاشيته على ابن ماجة
و الظاهر أن معناه أن هذه الأمور ليس للآحاد فيها دخل، و ليس لهم التفرد
فيها، بل الأمر فيها إلى الإمام و الجماعة، و يجب على الآحاد اتباعهم للإمام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/275)
و الجماعة، و على هذا، فإذا رأى أحد الهلال، و رد الإمام شهادته ينبغي أن لا
يثبت في حقه شيء من هذه الأمور، و يجب عليه أن يتبع الجماعة في ذلك ".
قلت: و هذا المعنى هو المتبادر من الحديث، و يؤيده احتجاج عائشة به على مسروق
حين امتنع من صيام يوم عرفة خشية أن يكون يوم النحر، فبينت له أنه لا عبرة
برأيه و أن عليه اتباع الجماعة فقالت:
" النحر يوم ينحر الناس، و الفطر يوم يفطر الناس ".
قلت: و هذا هو اللائق بالشريعة السمحة التي من غاياتها تجميع الناس و توحيد
صفوفهم
قال ابن باز رحمه الله:
ومن رأى الهلال وحده في الدخول أو الخروج ولم يعمل بشهادته فإنه يصوم مع الناس، ويفطر مع الناس، ولا يعمل بشهادة نفسه في أصح أقوال أهل العلم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «الصوم يوم تصومون , والفطر يوم تفطرون , والأضحى يوم تضحون» والله ولي التوفيق. .
وقال أيضا (ابن باز):
إذا رأى الشخص الهلال ولم يتمكن من إخبار المسئولين أو ردت شهادته، فهل يصوم وحده؟ وكذلك بالنسبة للعيد هل يفطر وحده؟ (1)
ج: ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يصوم وحده، والصواب أنه لا يجوز له أن يصوم وحده، ولا أن يفطر وحده، بل عليه أن يصوم مع الناس ويفطر معهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون» (1). أما إذا كان في البرية ما عنده أحد فإنه يعمل برؤيته في الصوم والفطر.
وقال في تحفة الأحوذي:
قال الشوكاني في النيل بعد كلام المنذري
وقد ذهب إلى الأخير محمد بن الحسن الشيباني قال إنه يتعين على المنفرد برؤية هلال الشهر حكم الناس في الصوم والحج وإن خالف ما تيقنه وروى مثل ذلك عن عطاء والحسن
قال في حاشية السندي على ابن ماجة:
وَالظَّاهِر أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّ هَذِهِ الْأُمُور لَيْسَ لِلْآحَادِ فِيهَا دَخْل وَلَيْسَ لَهُمْ التَّفَرُّد فِيهَا بَلْ الْأَمْر فِيهَا إِلَى الْإِمَام وَالْجَمَاعَة وَيَجِب عَلَى الْآحَاد اِتِّبَاعهمْ لِلْإِمَامِ وَالْجَمَاعَة وَعَلَى هَذَا فَإِذَا رَأَى أَحَد الْهِلَال وَرَدَّ الْإِمَام شَهَادَته يَنْبَغِي أَنْ لَا يَثْبُت فِي حَقّه شَيْء مِنْ هَذِهِ الْأُمُور وَيَجِب عَلَيْهِ أَنْ يَتْبَع الْجَمَاعَة.
قال الخطابي معنى الحديث أن الخطأ موضوع عن الناس فيما كان سبيله الاجتهاد فلو أن قوما اجتهدوا فلم يروا الهلال إلا بعد الثلاثين فلم يفطروا حتى استوفوا العدد ثم ثبت عندهم أن الشهر كان تسعا وعشرين فإن صومهم وفطرهم ماض لا شيء عليهم من وزر أو عتب وكذلك هذا في الحج إذا اخطئوا يوم عرفة فإنه ليس عليهم إعادته ويجزيهم أضحاؤهم كذلك وإنما هذا تخفيف من الله سبحانه ورفق بعباده ولو كلفوا إذا أخطئوا العدد ثم يعيدوا لم يأمنوا أن يخطئوا ثانيا وأن لا يسلموا من الخطأ ثالثا ورابعا فأما ما كان سبيله الاجتهاد كان الخطأ غير مأمون فيه انتهى.
الخلاصة يا إخوة أن الشيء:
1 - إذا كان فيه احتمال للاجتهاد وأخذ به جمعٌ من العلماء الثقات
2 - ومما تعم به البلوى
3 - وأخذ به ولي الأمر بناء على علماء ثقات**
4 - وصار أمرا عاما على الأمة،
5 - وأُثبت بناء على شهود أو رد بناء على تحري الصواب من متخصصيين مجتهدين عدول.
فإن الأمر يقتضي اتباع ما أخذت به الأمة وإن كان يغلب على ظنه أن الصواب خلاف ذلك وذلك بناء على الأدلة السابقة.
هذا والله أعلم وأذكر إخواني أنها مدارسة فقط فقط ومن له علاقة ببعض العلماء - كالشيخ البراك أو الفوزان أو العباد أو الخضير وغيرهم حفظهم الله جميعا- أن يعرض عليه هذا فيفيدنا، بارك الله فيكم جميعا وزادكم علما وهدى وبصيرة.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 05:02 م]ـ
هل من إفادة ...
وما رأيكم .. والمسألة كما قلت أعلاه (مدارسة) فليت الإخوة يفيدونا بإطروحاتهم. والله أعلم
ـ[أبوعاصم الأحمدي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 02:32 م]ـ
رغم ارتياحي للذي ذكرته وموافقتي لك لكن أرى من الأنسب أن تعرضه على أهل العلم المحققين وهم كثر في بلادنا لعله أنسب من طرحه في مكان المستويات العلمية فيه متفاوتة ولا تدري من سيأيدك وتعتد برأيه،،وفقك الله ونفع بك.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 09:29 م]ـ
جزاك الله خير أخي أبو عاصم ..
إلا أني لم أطرح الموضوع هنا إلا لعلمي أنه مليئ بطلاب العلم المتمكنين بل والمشايخ البارزين نفعنا الله بعلمهم وأيضا أحببت أن تصل لبعض العلماء الكبار لأن هناك جمعٌ طيب من الطلاب الذين يصلون إليهم، لعلهم يوصلونها ويفيدونا ..
والله تعالى أعلم
بارك الله بالجميع
ـ[ابومالك السودانى]ــــــــ[22 - 10 - 09, 11:30 م]ـ
اخى اظنك لوسمعت كلام الشيخ محمد ابن محمد المختارالشنقيطى عن المسعى وهو كان متوقف في الكلام والفتيا فيه حتى جاء في شرحه على سنن الترمذى ورجح في درسين في اسبوعين بعد عرض الأدلة كافة بجواز السعى والله اعلم وان لم تقتنع فتستفيد بكل حال فكلام الشيخ قوى حفظه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/276)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 05:01 م]ـ
اخى اظنك لوسمعت كلام الشيخ محمد ابن محمد المختارالشنقيطى عن المسعى وهو كان متوقف في الكلام والفتيا فيه حتى جاء في شرحه على سنن الترمذى ورجح في درسين في اسبوعين بعد عرض الأدلة كافة بجواز السعى والله اعلم وان لم تقتنع فتستفيد بكل حال فكلام الشيخ قوى حفظه الله
جزاك الله خير أخي ..
فمسألة هل تصح الزيادة أو لا تصح قد تحدث عنها العلماء وكل أخذ ما ترجح له فإن قلت قال فلان أقول أيضا قلان وفلان وفلان وهكذا .. والبحوث مطروحة هنا فمن أراد بحثها من هذه الحيثية (أي الزيادة) فدونك صفحات الملتقى قد أشبعت ولله الحمد ..
فنحن هنا نبحث عن مخرج لمن لا يرى صحة هذه الزيادة مطلقا ولكن البلوى الآن قائمة وعامة (لمن لا يرى الصحة) ..
فكثير من طلاب العلم قرأ أقوال المجيزين ولكن لم تنهض عنده للأخذ بها،،
وقد تعين عليهم البحث عن مخرج، حتى تطمئن قلوبهم ويرتاح بالهم .. والله المستعان وعليه التكلان.
ـ[أبو عبد الله محمد جمعة]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:26 ص]ـ
بارك الله فيك، الذي ذكرته متوجه لما قرره أهل الأصول: حكم الحاكم يرفع الخلاف ...
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:10 م]ـ
بارك الله فيك، الذي ذكرته متوجه لما قرره أهل الأصول: حكم الحاكم يرفع الخلاف ...
جزاك الله خير يا أخي ..
هل من بسط للمسألة .... نفع الله بكم
ـ[أبومشاري الحكمي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:23 م]ـ
راجع كلام جيد في موقع الامر الاول في ايقونة الميزان بقلم الشيخ الحجي
ـ[محمود محمود]ــــــــ[25 - 10 - 09, 07:02 م]ـ
أخي أبو البراء
اعذرني، فأنا أرى أن التبرير لن يحل المشكلة، ولا أؤيدك في تشجيع الناس على السعي في الزيادة من عدة جهات:
أولا: أن حكم الحاكم يرفع الخلاف في المسائل الخلافية التي تحتمل الخلاف فقط، وهذا أمر يعلمه أعضاء هيئة كبار العلماء، وهم يرون المسألة لا تحتمل الخلاف
ثانيا: لم يأت المجوزون بأي دليل معتبر يعارض الأدلة التي استدل به المانعون، بل إنهم قد استدلوا برواية متهم رجالها بالكذب والوضع لإثبات رأيهم. ثم جاؤوا بخرائط ليستدلوا منها على حد جبل الصفا قديما بناء على تلك الرواية.
ثالثا: أنهم لم يستطيعوا تخريج الخلاف في المسألة على أي مذهب من المذاهب الفقهية المعترة أو أي قاعدة معتبرة ومنضبطة معمول بها عند أحد من السلف.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:47 م]ـ
أخي أبو البراء
اعذرني، فأنا أرى أن التبرير لن يحل المشكلة، ولا أؤيدك في تشجيع الناس على السعي في الزيادة من عدة جهات:
أولا: أن حكم الحاكم يرفع الخلاف في المسائل الخلافية التي تحتمل الخلاف فقط، وهذا أمر يعلمه أعضاء هيئة كبار العلماء، وهم يرون المسألة لا تحتمل الخلاف
ثانيا: لم يأت المجوزون بأي دليل معتبر يعارض الأدلة التي استدل به المانعون، بل إنهم قد استدلوا برواية متهم رجالها بالكذب والوضع لإثبات رأيهم. ثم جاؤوا بخرائط ليستدلوا منها على حد جبل الصفا قديما بناء على تلك الرواية.
ثالثا: أنهم لم يستطيعوا تخريج الخلاف في المسألة على أي مذهب من المذاهب الفقهية المعترة أو أي قاعدة معتبرة ومنضبطة معمول بها عند أحد من السلف.
جزاكم الله خير جميعا ..
أولا المسألة لا بد لها من مخرج إذ البلوى عامة.
وقولك أخي (لا أؤيدك في تشجيع الناس) لم أشجع الناس وإنما شجعت على المدارسة والبحث عن مخرج لبلية قد تبتلى بها الأمة قرون ولايخفاك أن الشريعة ليس فيها حرج.
أما قولك في المسائل التي تحتمل الخلاف فكلام جميل قد ذكرت نحو ذلك أنظر أعلاه ..
فلذلك ذكرتُ وقلت قد ذهب جمع من أهل العلم أن من رأى الهلال ثم لم يعتد برؤيته أن عليه أن يكون مع الناس مع أنه لا تحتمل الخلاف عنده! وقد رأه عيانا بيانا مع ذلك قال العلماء أن عليه أن يقف مع الناس. وذلك بناءً على أدلة (أنظر أعلاه)
وإذا كان كذلك مالحل مع أن الله قال (وما جعل عليكم في الدين من حرج)!!
ولا شك أن من يقول بأن سعى في الجديد أنه لا يزال على إحرامه (بحكم ركنية السعي) أن هذا حرج عظيم على الأمة على مدى الدهر وقد يستمر قرون. والله المستعان .. !!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/277)
فلذلك وإن كنت لا أرى صحة الزيادة وأنها بلية إلا أني خرجتها على نحو ما رأيت مدارسة مع الإخوة. والله أعلم نفع الله بك أخي وبالإخوة الكرام
ـ[محمود محمود]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:58 م]ـ
أخي أبو البراء بارك الله فيك على سعة صدرك
ولكني أرى أن الحل واضح وسهل
وهو يتمثل ببساطة في التمسك بموقف واضح رافض للتوسعة مع نشر الوعي لدى الناس ما أمكن بعدم جواز السعي فيها مع تقليد مذهب أبي حنيفة رحمه الله في حالة العجز عن السعي في المسعى القديم بسبب وجود العذر المبيح لترك واجب السعي ولذلك فلا يجب في ذلك دم عندهم لأنه تركه لعذر
أما قياس هذه المسألة على مسألة المنفرد برؤية الهلال فهو قياس مع الفارق
لأن مسألة رؤية الهلال أولا محكومة بنص خاص بها وهو الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون
وثانيا: فقد نص العلماء المعاصرون وغيرهم أنه حتى في مسائل الصوم والإفطار إذا خالفت الدولة وانتهجت مسلكا فيه مخالفة صريحة وواضحة لا يقول بها أحد من العلماء أنها لا تتبع
فمثلا قال الشيخ الألباني رحمه الله في شريط له بعنوان صوموا لرؤيته:
فأنا أقول: إن من قواعد الشرع منع ظاهرة الاختلاف ما أمكن، فالآن قلنا: الأصل أن يصوم المسلمون جميعا برؤية بلد واحد .. لكن هذا غير واقع فإذا بقينا على هذا الأصل في البلد الواحد فستصير الفرقة أوسع دائرة من الفرقة التي لا نملكها ... من أجل تقليل دائرة الاختلاف نقول: نصوم مع البلد الذي نحن فيه بشرط ألا نقع في مخالفة جذرية لا يقول بها عالم، فمثلا: ليس من الممكن أن نصوم ثمان وعشرين يوما، ليس من الممكن أن نصوم واحدا وثلاثين يوما.فإذا وقع الأمر- مثل هذا الاختلاف - وصام المقيم مع (رؤية بلده)، لا يزيد على الثلاثين ولا ينقص على تسع وعشرين فهذا (أقل شرا) من أن يصوم مع بلد آخر لأن هذا سيزيد الخلاف خلافا والفرقة فرقة،.هذا الذي أنا أراه.
خلاصة القول: هناك نص عام يجب التسليم له: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
وهناك رأي واجتهاد ممكن للإنسان أن يتبناه أو يخالفه بنوع من الاجتهاد وهو: أن يصوم مع أهل البلد ويفطر مع أهل البلد دون أن يقع في تلك المخالفة الجذرية، أو أن يصوم مع البلد الذي أعلن لأن هذا هو الأصل، وهنا تصير الدقة في المسألة كما هو الشأن في كثير من المسائل التي هي من مواطن الخلاف والنزاع والاجتهاد.هذا جوابي} انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
المصدر: تفريغ لشريط (صوموا لرؤيته) ضمن تسجيلات التقوى في الرياض ويحمل التسلسل 12304
وقال الشيخ صالح اللحيدان: روى ابن نافع عن مالك في الإمام الذي يعتمد الحساب أنه لا يقتدي به ولا يتابع ونقل في شرح المرشد عن القرافي أنه لو كان إمام يرى الحساب فأثبت به الهلال لم يتبع لإجماع السلف على خلافه
أما مسألة المنفرد برؤية الهلال فإنها متعلقة بمبحث تعريف الهلال عند شيخ الإسلام ابن تيمية فالهلال عنده هو ما رآه الناس واشتهر وما رآه العدل الواحد ليس هلالا عنده في الحقيقة أصلا
قال في مجموع الفتاوى:
وقد تنازع الناس في الهلال: هل هو اسم لما يطلع في السماء وأن لم يره أحد؟ أو لا يسمى هلالا حتى يستهل به الناس ويعلموه؟ على قولين في مذهب أحمد وغيره
وقال أيضا: وَالْهِلَالُ اسْمٌ لِمَا يُسْتَهَلُّ بِهِ: أَيْ يُعْلَنُ بِهِ وَيُجْهَرُ بِهِ فَإِذَا طَلَعَ فِي السَّمَاءِ وَلَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ وَيَسْتَهِلُّوا لَمْ يَكُنْ هِلَالًا.
وَكَذَا الشَّهْرُ مَأْخُوذٌ مِنْ الشُّهْرَةِ فَإِنْ لَمْ يَشْتَهِرْ بَيْنَ النَّاسِ لَمْ يَكُنْ الشَّهْرُ قَدْ دَخَلَ وَإِنَّمَا يَغْلَطُ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ؟ لِظَنِّهِمْ أَنَّهُ إذَا طَلَعَ فِي السَّمَاءِ كَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ أَوَّلَ الشَّهْرِ سَوَاءٌ ظَهَرَ ذَلِكَ لِلنَّاسِ وَاسْتَهَلُّوا بِهِ أَوْ لَا. وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ بَلْ ظُهُورُهُ لِلنَّاسِ وَاسْتِهْلَالُهُمْ بِهِ لَا بُدَّ مِنْهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {صَوْمُكُمْ يَوْمَ تَصُومُونَ وَفِطْرُكُمْ يَوْم تُفْطِرُونَ وَأَضْحَاكُمْ يَوْم تُضَحُّونَ}.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[27 - 10 - 09, 09:05 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/278)
أخي محمود ... نفع الله بك ورفع قدرك وزادك علما ..
أولا لابد أن أذكر محل اتفاق نتفق عليه جميعا:
نحن متفقون أن الدين لا حرج فيه بلا شك ولا ريب والدليل على ذلك قوله تعالى (وما جعل عليكم في الدين من حرج).
هل تتفق معي يا أخي محمود أ kمن يقول أن جميع من سعى بالمسعى الجديد أنه باق على إحرامه! أن هذا حرج على عامة الناس حيث يندرح تحت هذا أمور عظيمة جدا منها أن عليه أن يجتنب جميع محظورات الإحرام هذا بالنسبة للمعتمر فهل توافقني يا أخي محمود أن هذا حرج عظيم؟
وقد وقفت على المسعى ورأيت عامة الناس يسعون بالجديد وقلة قليلة جدا هم من يسعون بالأول؟ ..
والذي جعلني أخرج بهذه المدارسة هو أنه لا بد من مخرج وإلا وقعنا في حرج عظيم،
وقد سعى الآن الملايين في الجديد فماذا نقول؟ أليس قول الرسول صلى الله عليه وسلم: الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون. وقول عائشة رضي الله عنها " النحر يوم ينحر الناس، و الفطر يوم يفطر الناس ".
أليس هذا رفع للحرج والالتباس والتشكيك بالعبادة والحيرة في الأمر أليس هذا موافق تماما للآية الكريم (وما جعل عليكم في الدين من حرج) أليس هذا مخرج لكثير من الناس أليس هذا يجمع الأمة على كلمة واحدة وتتفق؟ فالشريعة لا حرج فيها ألا تتفق معي يا أخي؟
أن مسألة الهلال والمسعى الجديد هناك وجه شبه (في نظري) وهو أن من قال بصحة الزيادة يثبت الرؤية لامتداد الجبلين! فلما أثبتها وأيده علماء وأخذ بها ولي الأمر وعممت على الأمة أصبحت قريبة (في نظري) من مسألة رؤية الهلال؟ ..
فلو أن جماعة من الناس رأو هلال ذي الحجة عيانا بيانا ولم يعتد برؤيتهم لشبهة ما؟
هل يجوز لهم أن يذهبوا ويخالفوا الناس؟ ما تقول أخي محمود فهم رأوه عيانا بيانا يقينا؟
وأظن جوابك سوف يكون لا لا يخالفوا الناس وأن عليهم أن يقفوا مع عامة المسلمين ويصح وقوفهم، وإن خالفوا رؤيتهم لوجود شبهة.
فكذلك زيادة المسعى أصبحت فيها شبهة رؤية وتحري من علماء ثقات فلما عممت على الناس، فلا بد من مخرج ما تجده في هذه الشريعة السمحة التي ما تركت شيئا إلا وبينته ووضحته وأزالة اللبس فيه، فوجدنا أن عرفه يوم تعرفون حلا عظيما يوافق تماما نفي الحرج عن هذه الأمة!! نهايك عن أنه يجمع العلماء على قول واحد وهو صحة السعي فبذلك يزول الحرج عن جميع الأمة على مدى الزمن وإن اختلفوا في صحة الزيادة؟
وهذا ما جعلني أقول (صحة السعي لا تعني صحة الزيادة) وذلك للأدلة السابقة. والله أعلم
وأذكر الإخوة أن المسألة:
** لا زالت مدارسة ** نفع الله بالجميع
ـ[محمود محمود]ــــــــ[27 - 10 - 09, 10:31 م]ـ
بارك الله لك في علمك أخي البراء ونفع بك
وجزاك خيرا على سعة صدرك في المدارسة ولكن
مسألة الرؤية يوم يرى الناس: بمعنى أن من رأى الهلال بعينيه ولم يعتد برؤيته قضاء أن عليه أن يتبع ما عليه غالبية الناس واتبعه الإمام من ثبوت الشهر أو عدمه: هذه الفتوى في الحقيقة هي فتوى شيخ الإسلام بن تيمية وعلينا أن نفهمها في سياقها.
وهو لم يقل أنه يترك الأخذ برؤية الهلال المتحققة المقطوع بها بل قال إن ما رآه الرائي ليس بهلال أصلا وأن الهلال لا يكون هلالا بمجرد ظهوره في السماء بل حتى يراه الناس ويشتهر عندهم وما لم يشتهر فهو ليس هلالا أصلا ولذلك لا يؤخذ فيه بالرؤية التي لم يعمل بها الحاكم ولم تشتهر
فالخلاف في نفس تعريف الهلال كما نقلت سابقا عن ابن تيمية أنه قال في مجموع الفتاوى:
وقد تنازع الناس في الهلال: هل هو اسم لما يطلع في السماء وإن لم يره أحد؟ أو لا يسمى هلالا حتى يستهل به الناس ويعلموه؟ على قولين في مذهب أحمد وغيره
فالفارق واضح بين المسألتين، علاوة على أن جمهور أهل العلم قالوا إن عليه أن يعمل برؤيته
ـ[محمود محمود]ــــــــ[27 - 10 - 09, 11:02 م]ـ
أما بالنسبة للحرج ورفعه
فلا حرج أصلا لمن قلد مذهب أبي حنيفة في أن السعي واجب وليس ركنا
بل إن الأحناف يقولون أن ترك الواجب لعذر لا يجب عليه حتى الهدي
أما إن ترك السعي في القديم مع القدرة عليه فعليه دم ويتحلل ولا يبقى على إحرامه
فلا حاجة للفتوى بجواز السعي ما دمت مقتنعا بأن الزيادة الجديدة غير صحيحة
والله أعلم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 04:03 م]ـ
أما بالنسبة للحرج ورفعه
فلا حرج أصلا لمن قلد مذهب أبي حنيفة في أن السعي واجب وليس ركنا
بل إن الأحناف يقولون أن ترك الواجب لعذر لا يجب عليه حتى الهدي
أما إن ترك السعي في القديم مع القدرة عليه فعليه دم ويتحلل ولا يبقى على إحرامه
فلا حاجة للفتوى بجواز السعي ما دمت مقتنعا بأن الزيادة الجديدة غير صحيحة
والله أعلم
جزاك الله خير أخي الكريم ونفع بك ..
ليس هذا حل لجميع الناس بل هذا فئة لمن ترجح له الرأي الذي ذكرته فقط؟!
أما من ترجح له أن ركن كما يفتي به كثير من علمائنا وأخذ به كثير من الناس فلا أظن أن له مخرجا إلا ما كتبته أعلاه وإلا سيقع في إشكال؟
فالمسألة يا أخي الفاضل حفظك الله ليست بهذه البساطة التي ذكرتها وهو أن يقال لمن يعتقد بركنية السعي من خلال ما ترجح له وثبت لديه من أدلة (كل ما عليك أن تعتقد مذهب الأحناف وبالتالي تكون قد خرجت مما يترتب عليك!!)،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/279)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 04:08 م]ـ
مسألة الرؤية يوم يرى الناس: بمعنى أن من رأى الهلال بعينيه ولم يعتد برؤيته قضاء أن عليه أن يتبع ما عليه غالبية الناس واتبعه الإمام من ثبوت الشهر أو عدمه: هذه الفتوى في الحقيقة هي فتوى شيخ الإسلام بن تيمية وعلينا أن نفهمها في سياقها.
وهو لم يقل أنه يترك الأخذ برؤية الهلال المتحققة المقطوع بها بل قال إن ما رآه الرائي ليس بهلال أصلا وأن الهلال لا يكون هلالا بمجرد ظهوره في السماء بل حتى يراه الناس ويشتهر عندهم وما لم يشتهر فهو ليس هلالا أصلا ولذلك لا يؤخذ فيه بالرؤية التي لم يعمل بها الحاكم
أنظر أعلاه نفع الله بك .. :
وقال في تحفة الأحوذي:
قال الشوكاني في النيل بعد كلام المنذري
وقد ذهب إلى الأخير محمد بن الحسن الشيباني قال إنه يتعين على المنفرد برؤية هلال الشهر حكم الناس في الصوم والحج وإن خالف ما تيقنه وروى مثل ذلك عن عطاء والحسن
قال الألباني في الصحيحة: عن الحديث السابق:
قال السندي في حاشيته على ابن ماجة
و الظاهر أن معناه أن هذه الأمور ليس للآحاد فيها دخل، و ليس لهم التفرد
فيها، بل الأمر فيها إلى الإمام و الجماعة، و يجب على الآحاد اتباعهم للإمام
و الجماعة، و على هذا، فإذا رأى أحد الهلال، و رد الإمام شهادته ينبغي أن لا
يثبت في حقه شيء من هذه الأمور، و يجب عليه أن يتبع الجماعة في ذلك ".
قلت: و هذا المعنى هو المتبادر من الحديث، و يؤيده احتجاج عائشة به على مسروق
حين امتنع من صيام يوم عرفة خشية أن يكون يوم النحر، فبينت له أنه لا عبرة
برأيه و أن عليه اتباع الجماعة فقالت:
" النحر يوم ينحر الناس، و الفطر يوم يفطر الناس ".
قلت: و هذا هو اللائق بالشريعة السمحة التي من غاياتها تجميع الناس و توحيد
صفوفهم
قال ابن باز رحمه الله:
ومن رأى الهلال وحده في الدخول أو الخروج ولم يعمل بشهادته فإنه يصوم مع الناس، ويفطر مع الناس، ولا يعمل بشهادة نفسه في أصح أقوال أهل العلم.
أعتقد هذا واضح .. زادك الله علما .. ورفع قدرك ..
ـ[محمود محمود]ــــــــ[03 - 11 - 09, 08:51 م]ـ
أخي البراء اعذرني إن كنت قد أثقلت عليك في النقاش
لكن كلامك فيه نظر من وجوه
أولا: أن مسألة الصيام وعرفة والأضحى مسائل كما قلت ثبتت بالنص استثناء ولا يقاس عليها
والأصل القطعي المتفق عليه هو عدم جواز طاعة المخلوق في معصية الخالق ووجوب الاجتهاد وتحري الحق واليقين والبحث عنه ومن ثم وجوب العمل به.
ثانيا: أن غالبية العلماء فسروا الحديث بأنه في حالة حصول خطأ في إثبات الشهر بالرؤية أو الإتمام فيرفع الإثم ووجوب القضاء عمن أخطأ لأن الواجب هو العمل بغالب الظن وقد قاموا بذلك فعلا.
ثالثا: أن على طلبة العلم أن يتبعوا العلماء ويؤيدوهم وينصروهم بالحجة والكلمة ويبينوا للناس وجوب طاعتهم وهيئة كبار العلماء هي أعلى جهة إفتاء رسمية في الدولة وأعضاؤها مشهور علمهم ومشهود لهم بالعمل والتقوى نحسبهم ولا نزكي على الله أحدا وفتواهم صريحة في المسألة فضلا عن فتاوى العلماء الآخرين المؤيدين لهم كالعباد والبراك وأعضاء الهيئة السابقة مثل الشيخ بن باز وبن حميد وعبد الرزاق عفيفي والشنقيطي وأنت يا أخي أعلم بهم مني فأنت من بلاد الحرمين وتستطيع أن تمدني بقائمة طويلة أخرى من العلماء المانعين الذين لم تصلني فتاواهم
وأنت يا أخي مقتنع بالمنع
ولست أظن أن من دأبك دائما تلمَس المخارج للفتاوى التي تقول بالمنع وأنت مقتنع بصحتها
وأقول يا أخي أبو البراء ما دمت قد طرحت المسألة للمدارسة: فأنا أيضا مقتنع بالمنع وأرى أن المجوزين ليس لديهم أي دليل قوي يثبتون يه اتساع الجبلين ولذلك فخلافهم في الحقيقة غير معتبر فإن كان لهم دليل واحد مقبول في ذلك فما هو؟
وأنت رجل كما يبدو من مشاركاتك من صاحب علم واطلاع واسع فلا تسخر طاقاتك في نصرة قول تعتقد عدم صحته.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[07 - 11 - 09, 08:44 م]ـ
فلا تسخر طاقاتك في نصرة قول تعتقد عدم صحته.
جزاك الله خير أخي ونفع بك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/280)
لستُ أنصر قولا ألا ترى أن الراجح عندي أن الزيادة لا تصح وإنما لأن البلية عمت والشريعة لا حرج فيها كما يعلم الجميع بحثت عن حل ومخرج فملت لهذا (مدارسةً فقط كما قلت أعلاه) ولو كنت أنصر قول من يرى جواز الزيادة لانتهى الأمر بالنسبة لي ولما أتعبت نفسي بالبحث عن مخرج.
زادك الله علما ورفع قدرك واعذرني على التأخر في الرد، رفع الله قدرك.
ـ[محمود محمود]ــــــــ[07 - 11 - 09, 09:55 م]ـ
أخي البراء
أشكرك كثيرا على تواضعك الجم وأدبك الكبير وأسلوبك الراقي
وأود أن أشير إلى أن مجرد إثارة هذا الموضوع للنقاش هو في حد ذاته إنجاز ورفض للتسليم بالأمر الواقع
والحقيقة أنني مثلك أؤيد وجهة النظر المفتية بالمنع
وأدعو طلبة العلم إلى النظر في أدلة المسألة ليتبين لهم صحة ذلك من عدمه وألا يكتفوا بالتقليد المحض من دون نظر في الأدلة
خاصة وأن مجموعة من أكابر العلماء وأهل الاختصاص بالفتوى قد عارضوا التوسعة وهم لا ينالون حقهم كاملا في الدعاية لفتاويهم ونشرها ولذلك فأنا أدعو طلبة العلم المتبنين لهذا القول والمقتنعين به إلى القيام بهذا الواجب ماداموا يعتقدون أن هذا القول "أعني المنع " هو القول الحق
وأدعوهم إلى الالتفاف حول أعضاء الهيئة وتأييدهم ليس من باب التعصب والتقليد بل من باب اتباع الحق والعمل بالدليل
وعلى كل من يقول أن المسألة محل خلاف ويفتي بناء على ذلك بالتيسير ورفع الحرج أن يتأكد أولا من كون هذا الخلاف معتبرا وهل توجد فيه أدلة قوية على الجواز قبل أن يفتي بجواز العمل بالقول المجيز فليس كل خلاف جاء معتبرا وليست المسألة هي البحث عن الرخصة المجردة عن الدليل
وهذا لا يعني أبدا عدم احترام العلماء الذين أفتوا بالمنع حاشا لله
لكن العالم المجتهد قد يخطئ بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد "أو كما قال عليه الصلاة والسلام
وقال عليه الصلاة والسلام أيضا: ثلاث تهدم الدين .. فذكر منها زلة العالم
وقد أجمع العلماء على أن الخلاف منه ما هو معتبر ومنه ما هو شاذ عار عن الدليل.
وأشكرك أخي البراء مجددا على اهتمامك بالموضوع وإثارتك له.
ـ[أبو زكريا يحيى الباكستاني]ــــــــ[08 - 11 - 09, 09:52 ص]ـ
أخي الفاضل أبو البراء:
أقول لا يصح قياس مسألة المسعى الجديد على مسألة رؤية الهلال لأن ذلك متعلق بالزمان ومسألتنا متعلق بالمكان.
أوضح أكثر فأقول: إن هذه العبادات المتعلقة بالزمان (أي الصوم والحج والعيدين) زمان فعلها مضيق أي المخالف للجماعة في هذه المسائل بين أمرين فقط لا ثالث لهما. لنأخذ مسألة الصيام مثلا وبقية المسائل (أي الحج والعيدين) مثلها تماما. فالذي رأى هلال رمضان ولم يعتد برؤيته إما أن يصوم ذلك اليوم أو يفطر و لا ثالث لهما. ولا يقال هنا أن لهما ثالث وهو أنه يصوم اليوم الذي رأى الهلال له وكذلك اليوم الذي أعلن فيه بداية رمضان لأن ذلك منهي عنه بالنص الصريح كما أشار إلى ذلك الأخ محمود. وما الذي سيفعله هذا الرجل إذا كان الشهر ثلاثين يوما فهل يصوم واحد وثلاثين يوما أم يصلي العيد مرتين مرة مع الناس و مرة منفردا؟
المهم الذي أريد أن أشير إليه هو أنه لا يمكنه أن يخرج من مخالفة جميع الناس (أو أهل منطقته) إلا بعدم اعتداده لرؤيته ومتابعة الناس على ما هم عليه أي ليس هنا حل وسط يتفق عليه الجميع وذلك لأن وقت العبادة مضيق.
فخلاصة ما سبق أن المخالفة في مسألة رؤية الهلال متحققة ولا يمكن رفع هذا الخلاف إلا بحكم حاكم أو من ينوب عنه.
أما مسئلة المسعى الجديد فمكانه ليس بمضيق بل هو موسع لوجود المسعى القديم. فالمخالف في هذه المسئلة له خيار ثالث وحل وسط يتفق عليه الجميع وهو السعي في المسعى القديم. فليس هناك حاجة للحاكم لرفع الخلاف لأن المخالفة ليست متحققة لوجود المخرج والحل الوسط.
نعم، يتأتى ما ذكرته إذا أغلق المسعى القديم ولم يبق خيار للناس إما أن يسعوا في المسعى الجديد أو لا يسعوا أصلا. فهنا بإمكاننا أن نقول أن حكم الحاكم يرفع الخلاف تيسيرا للناس ومنعا للمنازعة والخلاف مع أننا نرجح أن حكم الحاكم إنما يرفع الخلاف في المسائل الخلافية التي تحتمل الخلاف فقط. والله أعلم.
(أرجوا أن يكون كلامي واضحا وأعتذر إن كان فيه غموض.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/281)
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 10:19 ص]ـ
كلامك وجيه ابو زكريا
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 01:52 م]ـ
أخي محمود، أبو زكريا، أبو اليقظان
جزاكم الله خير جميعا ونفع بكم ورفع قدركم
أخي محمود قد أجدت، وأشكرك على حسن خلقك ولطف حوارك أخي الكريم
أما ما ذكره أخي أبو زكريا فكلام جميل إلا أني أقول ما تقول في ملايين المعتمرين والحجاج الذين لا يرون صحة الزيادة ويرون ركنية السعي ولكنهم سعوا مع الناس وانتهى الأمر!؟
فمن هذا المنطلق نبحث .. (والشريعة لا حرج فيها بلا شك ولا يرتاب في ذلك أحد)
فهل تقول أنهم لا زالوا على إحرامهم الآن وأن عليهم أن يجتنبوا محظورات الإحرام!!
وبالتالي تبطل آلاف الأنكحة ومئات العقود (على رأي جمهور أهل العلم في بطلان نكاح المحرم)!!
وأذكرك بأني تطرقت للنقطة في أول الأمر (أنظر أعلاه) وقلتُ:
قبل ذلك لا بد أن يعرف الإخوة حفظهم الله أن من يقول لا تقلق اذهب واسْعَ في القديم وما يضيرك؛ فأقول هذا جواب لا ينبغي أن يقال إلا على مستوى الأفراد فمن أراد أن يحتاط للأمر فعليه أن يسعى في القديم والأمر متيسر مالم يحدث فوضى أو حرج للآخرين والحمد لله الأدوار العلوية تتيح لك ذلك من غير تضييق على الآخرين وفي وقت الحج تستطيع أن تحج مفردا أو قارنا وتسعى سعي الحج قبل الزحمة وإن كنت متمتعا فعليك بالأدوار العلوية وكذلك في رمضان فلا أظن أن الأدوار العلوية الجديدة ستزدحم
ثم قلت أيضا:
أما المخرج والذي أريد أن يبحثه الإخوة هنا حتى تنشرح صدور الكثيرين ولا يقعون في حرج وخصوصا من يفتي وتكثر عليه الأسئلة فلو جاء شخص وقال لك لا أرى صحة الزيادة لكني سعيت مع الناس ولا أريد المخالفة و أعلم أن هذه الزيادة لا تصح فماذا ستجيبه وهذا قد يقع لكثير من الناس، وأيضا إذا قال لك طالب علم أن الزيادة تصح لكن لا أريد أن أخالف الناس فماذا ستجيبة مع أن الأمر متيسر بالنسبة له في السعي في القديم إما في الأرضي في غير أوقات الزحام أو في الأدوار العلوية إن كان يرى ذلك!.
.
فيا إخوتي الكرام نحن الآن في أمر واقع لا محيد عنه البتة وسيظل إلى أن يشاء الله تعالى
فلابد من النظر بواقيعة بدلا من أن نناقش وكأن أمرا لم يكن ولن يكون!!
فقد كان وسيكون إلى أن يشاء الله، فأين المخرج يا إخوة؟ إن لم يكن ما قلت رفع الله قدركم
فقد كان وسيكون إلى أن يشاء الله، فأين المخرج يا إخوة؟ إن لم يكن ما قلت رفع الله قدركم
فقد كان وسيكون إلى أن يشاء الله، فأين المخرج يا إخوة؟ إن لم يكن ما قلت رفع الله قدركم
فأين المخرج وأين اليسر إذا لم نعتبر ما ذكرته مخرج وتتفق الأمة على كلمة واحدة،
ـ[أبو زكريا يحيى الباكستاني]ــــــــ[08 - 11 - 09, 07:30 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو اليقظان
وجزاك أخي أبو البراء
أعذرني أخي أبو البراء فإني لم أفهم مرادك وقصدك
قلت:
فلو جاء شخص وقال لك لا أرى صحة الزيادة لكني سعيت مع الناس ولا أريد المخالفة و أعلم أن هذه الزيادة لا تصح فماذا ستجيب،
وقلت أيضا:
وأيضا إذا قال لك طالب علم أن الزيادة تصح لكن لا أريد أن أخالف الناس فماذا ستجيب،
إن كان السعي في المسعى القديم متاح ومفتوح ومسموح، فأين المخالفة؟ وهل نقول للذي يرى عدم صحة المسعى الجديد اسع في المسعى الجديد (مع إمكان السعي في المسعى القديم) حرصامنك على جمع الكلمة وعدم المخالفة وتقليلا للشبه والشكوك بين العوام؟ ألا يؤدي مثل هذا التصرف إلى إثبات هذه الزيادة على مر الزمن؟ بل سنجد في المستقبل القريب من يدعي إجماع العلماء على صحة هذه الزيادة لأننا لم نخالف ولم ننكر الأمر بل وافقنا الناس على السعي فيها حرصا على جمع الكلمة؟ وهل خفي هذه الحكمة على العماء الكبار الذين لا يزالون يفتون بعدم صحة الزيادة؟
أخي أبو البراء ظني بك أنك لا تقصد هذا المعنى ولكني قلت ما قلت أعلاه للاستيضاح.
وحسب ما فهمت من كلامك أنك تقصد من ابتلي بالسعي في المسعى الجديد لسبب من الأسباب (سواء كان لجهل أو لغيره) ورجع إلى أهله فما المخرج له؟ والمسئلة يترتب عليها مسائل عظيمة كما تفضلت. وأوافقك أن الشريعة السمحة لا يمكن (حسب فهمنا وإدراكنا) أن يضيق على الناس في مثل هذا الوضع بحيث تبطل أنكحتهم وووو إلخ.
ولكن المخرج في مثل هذه المسئلة سهل ولا يحتاج إلى هذا التكلف الذي تكلفته (واعذرني على هذه الكلمة).
والمخرج كما ذكر الأخ محمود هو الأخذ بقول الحنفية وليس مجرد تقليد لهم ولكن لأن الناس لايسعهم إلا ذلك. بل أشار بعض العلماء (أقول أشار ولم ينص) أن من سعى في المسعى الجديد لعذر فلا شيئ عليه حتى الدم لا يجب في حقه لأنه عمل ما كان بوسعه ولم يكن يسعه إلا ذلك كمن يجتهد في تحديد القبلة ويصلي لغير القبلة فلا يجب عليه الإعادة بعد معرفة خطئه (وإن كان بين المسئلتين فرق ولكن بينهما شبها).
وإن لم نأخذ بقول الحنفية فنقول الذي يسعى في المسعى الجديد إما أن يفعل لذلك لأنه منع من السعي في المسعى القديم (لسبب من الأسباب) فهذا في حكم من أحصر وعليه الهدي أو الصيام. وإما أن يفعل ذلك لأنه أخذ بقول المجيزين فهذا لا شيئ عليه. وإما أن يفعل ذلك لجهله. فهذا أقصى ما يمكننا أن نقول في حقه أنه فسد حجه (على قول الجمهور بركنية السعي) وعليه الإعادة في العام القادم أو متى ما تيسر (إن لم يتيسر له ذلك في العام القادم). أما أن نقول في مثل هذا الرجل أنه باق على إحرامه وما يترتب على ذلك من مسائل مع وجود الخلاف في المسئلة وحكم الحاكم فيه فلا أظن ذلك إلا تعنتا.
فالخلاصة أخي الكريم أننا لسنا بحاجة إلى التكلف التي تكلفته (واعذرني مرة أخرى) وفيفما ذكره الأئمة المتقدمون كفاية ومخرج واضح لمن أراده وتأمله.
وفي النهاية لا أملك إلا أن أقول لك جزيت خيرا على هذا الموضوع ولا شك أنه جدير بأن يثار ويناقش. وننتظر المزيد من المشايخ والفضلاء.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/282)
ـ[محمود محمود]ــــــــ[09 - 11 - 09, 12:09 ص]ـ
أخي البراء
جزاك الله خيرا على سعة صدرك وطول نفسك في النقاش والمدارسة
وأنا شخصيا أؤيد ما ذكره أخي أبو زكريا يحيى وفقه الله
فواجبنا في هذه المرحلة هو إظهار القول بالمخالفة حتى لا يدعى أحد انعقاد اإجماع في المستقبل على الجواز
وما دمت مقتنعا بأن الزيادة غير صحيحة فأفت بأنها غير صحيحة وبأن السعي فيها باطل
ولا تفت بما يعارض قناعاتك
وتقليد مذهب من مذاهب السلف المعتبرة كمذهب أبي حنيفة أقرب في وجهة نظري من تكلف تصحيح شيء نحن مقتنعون بعدم صحته، علاوة على أنه المنهج الذي اختاره أعضاء الهيئة كالشيخ اللحيدان عندما قال يكفيه أن ينحر هديا وهذا القدر من التيسير الذي أفتى به العلماء معقول ومبرر ولا يتعارض مع القول بعدم صحة السعي وإظهار المخالفة فيه
كما أن أعضاء الهيئة من أكثر الناس حرصا على موافقة رأي ولي الأمر وحكمه وعدم الاعتراض عليه في المسائل الخلافية ولولا علمهم بأن المسألة لا تحتمل الخلاف ما تمسكوا بقولهم المعارض للتوسعة من باب الحرص على النصح لولي الأمر في القول ببطلانها
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[09 - 11 - 09, 09:29 م]ـ
جزاكم الله خير جميعا ونفع بكم ورفع قدركم وزادكم علما ..
أولا قولكم عن هذا الذي نتدارسه (أنه تكلف) ثم بعد ذلك أراكم تكلفون الآخرين بأن يغيروا ما يرونه من ركنية إلى الوجوب
يا إخوان حفظكم الله لا يعقل أن يقال لشخص درس وسبر أقوال أهل العلم وأفتى عقود من الزمن بأن السعي ركن وذلك بما ترجح له من أدلة أن يقال له لا عليك فقط اعتقد أنه واجب ومن ثم ابن على هذا ما تراه!!
يا إخوة حفظكم الله ألا يوجد علماء لم يترجح لهم هذا القول (أعني بالوجوب)! ولا يرى صحة الزيادة البتة! فهؤلاء علماء ويعرفون أدلة من قال بالوجوب لكن لم يترجح لهم إلا الركنية فقط! ..
السؤال: هل من مخرج لهم (بحكم يسر الشريعة كما لايخفى) فهو يعتقد الركنية ويعتقد أن الزيادة لا تصح البتة؟
فسأله خلق ألوف مؤلفة ممن على مذهبه (الركنية وعدم صحة الزيادة) وقد سعوا مع الناس في الزيادة وعقدت الأنكحة وغشيت النساء؟ فهل من مخرج لهؤلاء؟ غير ما قلت؟! أو يقال يترتب على ذلك ما يترتب؟
ثم يقال أيضا أن المخرج غالبا ما يكون لأمر لم يكن في الحسبان اعتقاده إلا بعد أن يطرح وليس المخرج تغير رأي راجح إلى مرجوح بالنسبة له
فمثلا لو أن رجلا جاء بيد شاة قطعها منها وهي حية ثم بعد ذلك ذبحت الشاة، ما حكم هذه اليد؟ لا شك أنك ستقول لا تجوز لأن ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميت، فستعارض وتمانع بالحجة والبرهان وستمتنع عن الأكل، فإذا قال لك شخص اعتقد أنها حلال وكل فلا شك أنك لايمكن أن تقبل هذا فالدليل عندك واضح، لكن لو جاء شخص وقال لك أن هذه اليد قطعت من حية وتأصيلك صحيح لكنها هذه اليد قطعت من طريدة ومن المعلوم أن ما قطع من الطريدة التي ذبحت بعد ذلك يجوز أكلها كما ورد عن الصحابة؟ فهذا مخرج بالدليل أما الأول فقد قال غير اعتقادك الذي لاشك عندك أنه هو الصواب؟
وهذا مثال للتقريب وإلا قد يقال فيه ما فيه (ابتسامة)
فكذلك هنا لا يقال لشخص غير اعتقادك في المسألة من الركنية إلى الوجوب!، لكن لو قيل له هناك مخرج وهو أن هذه المسألة تشبه مسألة من رأى الهلال ولم يعتد بقوله (اجتهادا وتحريا من ثقات) فهذا مخرج بالدليل ومتى ما رجع المسعى على ما كان رجعنا لأن الدليل أيضا يقتضي ذلك ..
أما قول أخي محمود عن أعضاء الهيئة (لولا علمهم بأن المسألة لا تحتمل الخلاف ما تمسكوا بقولهم المعارض للتوسعة) فالاعتراض عن أمر لا يصح من النصحية لكن لما ألزم الناس فالأمر أصبح مغايرا فتؤخذ المسألة من جانب آخر وهو جانب هل يصح السعي مع أن الزيادة لا تصح البتة وهل ثمة مخرج بعد تعميمه على الأمة على مدى الدهر؟
وأذكر الإخوة (أنها لا زالت مدارسة) والله تعالى أعلم
ـ[محمود محمود]ــــــــ[10 - 11 - 09, 09:44 م]ـ
أخي أبو البراء
من باب الاستمرار المدارسة أود أن أقول:
إن المسائل نوعان: مسائل اجتهادية ومسائل قطعية
والمسائل الاجتهادية الخلافية يراعى فيها حكم الحاكم بحيث يرفع الخلاف، ويعذر فيها المضطر في تقليد أحد الأقوال المعتبرة قوية المدرك ولا يمكن الجزم فيها بيقين ببطلان أحد الأقوال
بخلاف المسائل القطعية التي لا يعتبر الخلاف فيها والتي توصف بالشذوذ فمعروف عند جميع العلماء أن هذه المسائل ينقض حكم الحاكم إذا خالف المقطوع به فيها
فما أقصد أن أقوله هو أن ما ما ذكرته لا يصلح في الحقيقة لأن يكون مخرجا
لكن المخرج في الحقيقة هو القيام بما أوجبه الشارع إذا توفرت القدرة والاستطاعة وسقوط كل ما يعجز الإنسان عن القيام به لقوله عليه الصلاة والسلام: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/283)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 09:44 ص]ـ
والمسائل الاجتهادية الخلافية يراعى فيها حكم الحاكم بحيث يرفع الخلاف، ويعذر فيها المضطر في تقليد أحد الأقوال المعتبرة قوية المدرك ولا يمكن الجزم فيها بيقين ببطلان أحد الأقوال
بخلاف المسائل القطعية التي لا يعتبر الخلاف فيها والتي توصف بالشذوذ فمعروف عند جميع العلماء أن هذه المسائل ينقض حكم الحاكم إذا خالف المقطوع به فيها
جزاك الله خير أخي كلام جميل جدا، نفع الله بك ورفع قدرك.
إلا أن لقائل أن يقول وهذه اجتهاديه مستنبطة بالدليل كما في مسألة رؤية الهلال ..
فكما أنه هناك علماء شهدوا بالرؤية كابن جبرين ومعه جمع من الشهود يذكرون أنهم رأوه فأثبتت شهادتهم بناءً على هذا ووسع المسعى بناء على هؤلاء الشهود وألزم (عامة الناس) إلى أن يشاء الله أليس هذه اجتهاديه مع أنهم يقولون في أثناء ردهم أن ما قام العلماء السابقين في تحديد المسعى (كما نقل عن ابن ابراهيم) أن هذا ليس تعميما لجميع الصفا وإنما وسعوا ما يحتاجون إليه (بنحوه) هذا وجهة نظرهم ..
وبما أني لم يترجح لي قولهم (أي المجيزين) بدليل أن ابن ابراهيم ومن معه من العلماء قد حدوه كاملا ووافق تحديدهم تحديد العلماء السابقين ناهيك عن وقوفهم عيانا بينا على الصفا!!
فأما الشهود المتأخرين فالوهم من جهتم محتمل ..
الخلاصة أقول فهذه شبهة رؤية أثبتت الآن وألزم الناس بها أليست تشبهة
فمثلا:
لو أن هؤلاء الشهود من ظمنهم ابن جبرين شهدوا لرؤية الهلال في أحد السنوات وأثبتها ولي الأمر أليس نعمل بها جميعا ثم عارضهم علماء وشهود وقالوا أننا رأينا أن الهلال قد غرب قبل الشمس يقينا بدليل كذا وكذا وأجهزة علمية تفيد أن الهلال قد غرب يقينا بلا شك وأن رؤيتهم للهلال موهومة ..
فماذا تقول بعد أن يأخذ ولي الأمر بقول الشهود ابن جبرين ومن معه الذين قالوا أننا رأيناه؟ مع أن الطرف الآخر يقول أنهم واهمون يقينا بلا شك! .. ؟ وتيقتنت أنت أنهم واهمون بلا شك ...
فهل تخالف الناس وتترك قول هؤلاء الشهود أم تصوم مع الناس والأدلة تدل على ذلك ...
فكذلك قد يقال هنا كما في مسألة المسعى ... والله أعلم (مدارسة)
نفع الله بك أخي ورفع قدرك
ـ[محمود محمود]ــــــــ[18 - 11 - 09, 08:48 م]ـ
أخي البراء: أعتذر على تأخري في الرد
لكن بالنسبة لشهادة الشيخ بن جبرين وغيره من الشهود بامتداد الصفا شرقا مسافة تزيد على 20 متر
أنت تعلم أنها معارضة بما يردها وهو شهادة لجنة من كبار العلماء بإشراف الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله بالإضافة إلى شهادة غيرهم من المأرخين المعاصرين الذين نبهوا على أن الهدم حصل لأجزاء من جبل أبي قبيس المتصلة بالصفا وليس في الصفا نفسه
والشيخ بن جبرين له قدره ومكانته ولكن شتان بين شهادة صدرت منه لأمر كان قد رآه قبل أكثر من أربعين سنة فأداها في أيام حياته الأخيرة رحمه الله وبين شهادة مدونة في حينها ومسجلة في سجلات المفتي من مجموعة من كبار العلماء
والشهادات إذا تعارضت يجب العمل بالراجح منها وتلغى الشهادة المرجوحة
ولا عذر لمن عمل بالمرجوح مع علمه بوجود الراجح
وكما يقول العلماء: لا عبرة بالظن البين خطؤه
وحكم الحاكم لا يحلل الحرام ولا يحرم الحلال
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 03:03 م]ـ
أخي محمود حفظك الله لا أختلف معاك في أن الراجح عدم صحة الزيادة لأدلة من أهمها وقوف العلماء السابقين بإشراف ابن ابراهيم رحمه الله عليهم وهم أوثق بلا شك وقد وقفوا الصفا عيانا بيانا بلا شبهة بخلاف غيرهم فإن الوهم وارد ومحتمل وهم أي ابن ابراهيم ومن معه قد حددوا الصفا ووافق أيضا تحديد العلماء السابقين!! فهل بعد قولهم قول ....... فلا أختلف البتة في هذا ..
لكن الكلام بعد أن ألزم الناس ونحن نرى أن الصحيح عدم صحية الزيادة،،
وقد سألتك سؤال ولم تجبني:
لنفرض أنك ومجموعة من العلماء الثقات تيقنتوا بلا شك أن الهلال يغرب قبل الشمس من خلال أدلة وأجهزة إلا أن ثمة شهود ثقات عارضوكم وهم في متوهمون في نظركم بلا شك، ثم أخذ ولي الأمر برأي الشهود المثبتين وأثبت دخول الشهر؟ ماذا تعملون هل تصومون مع الناس أن تفطرون؟ ما تقول أخي ....
وهذا ما كنت أدور حوله بل المقال برمته ما قصدت إلا مثل هذا المثال؟؟!! نفع الله بك أخي محمود
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 05:56 م]ـ
وأيضا نفس السؤال أيضا في مسألة عرفة؟
لو أنك ومجموعة من العلماء الثقات ثبت لديكم أن هلال ذي القعدة غرب قبل الشمس وبذلك يكمل شهر ذي القعدة يقينا عندكم بلا أدنى شك، ثم جاء علماء ثقات وأثبتوا الرؤية وأخذ بها ولي الأمر؟
مع العلم أنكم متيقنون أنهم واهمون بلا أدنى أدنى أدنى شك؟ فهل تقفون مع عامة الناس أم لا؟
حفظك الله رعاك ورفع قدرك،،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/284)
ـ[محمود محمود]ــــــــ[26 - 11 - 09, 12:21 ص]ـ
أخي البراء
اعذرني على التأخير في الرد بسبب خلل في الجهاز
لكن أقول:
عندما أتأكد من أن الهلال غير موجود قطعا فبالتأكيد لن أصوم
أما إذا كانت المسألة اجتهادية فحكم الحاكم حينئذ يرفع الخلاف
والرؤية في النهار محل خلاف
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 11:40 م]ـ
جزاك الله خير أخي محمود ورفع الله قدرك في الدارين ...
نعم الرؤية محل خلاف لكن سألتك عن أمر قطعي بالنسبة لكم وهو تيقنكم بلا أدنى شك بعدم الرؤية ثم أثبتت رؤية هولاء الثقات باعتبار شبهة رؤية؟
بل أقول أيضا عكس ذلك فلو ثبت لديكم يقينا بلا شك (وضع خطا تحت بلا شك) رؤية الهلال في شهر ذي الحجة ولم تثبت رؤيتكم من قبل ولي الأمر هل تقف قبل الناس؟ أم مع الناس وإن أخطأوا في نظرك ..
وأيضا مثل مسألتنا نقول بأن الجبل موجود قطعا بلا شك لكن شبهة المثبتين أنه هذه الرؤية امتداد للصفا بل حتى من ينفي امتداد الصفا يثبت هذا الجبل القريب جدا ويقول أنكم أيها المثبتين متوهمين في ذلك باعتبار هذه الشبهة،
ثم هذه الشبهة (شبهة رؤية زيادة الجبل أكبر مما هو عليه الآن)، (في نظري) كشبهة رؤية الهلال وإن لم يثبت عند غيرهم من النافين؟! فكما أن ولي الآمر آخذ بشبهة رؤية الهلال (التي تنفونها بلا شك باعتبار رؤيتكم) لدلالات واعتبارات معينة فكذلك هنا شبهة زيادة الجبل أخذ بها باعتبار دلالات معينة وشهود فأثبتها ولي الأمر من هؤلاء الثقات! ....
فلا أقل أن تقلوا في هذا كما يقال في هلال ذي الحجة نقف مع الناس وهم مخطئون في رؤيتهم قطعا بلا أدنى شك (في نظركم باعتبار رؤيتكم الجازمة بخطئهم) ولا شيء عليهم ولا عليكم لأن الرؤية وإن أخطأوا فيها فالوقوف يصح وعرفة يوم تعرفون والأضحى يوم تضحون ... !!
(مدارسة ... ) نفع الله بكم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 08:37 م]ـ
يرفع للمدارسة مع الإخوة الأفاضل ..
نفع الله بالجميع
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[09 - 01 - 10, 11:06 م]ـ
...............
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 11 - 10, 11:39 م]ـ
يبدوا لي من خلال حج هذا العام أن بعض الإخوة لا زال متحيرا، ولم أرى مثل ماذكرتُ مخرجا مريحا للمسألة مطمئنا للجميع، بإذن الله عز وجل.
وثمة سؤال لمن هو قريب من المسؤولين في الحرم وهو (هل ممر العربات يعتبر من المسعى القديم أم الجديد)؟!
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[23 - 11 - 10, 09:43 م]ـ
وللفائدة أيضا، نقل أحد الإخوة أن الدور الأرضي (البد روم) ليس فيه إلا المسعى الأول فقط وليس هناك زيادة، فهل ثمة أحد متأكد من هذا فيفيدنا، نفع الله بكم ..
ـ[أبوخالد]ــــــــ[23 - 11 - 10, 10:35 م]ـ
الدور الأخير (الجديد) يمكنك تعكس فيه بالراحة سواء في الحج أو رمضان (طبعا لا تأتي وقت الزحمة).
سمعت أن للشيخ الطريفي كلاما حول المسألة، فمن ينزله لنا.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 03:44 م]ـ
جزاك الله خير، إذا كان الدور الأرضي لا زيادة فيه (البد روم كما يقال)، انتهت الإشكالية لمن في نفسه شيء، فليسعى هناك. لكن من يأتينا بالخبر اليقين ..
ـ[أبو البراء]ــــــــ[27 - 11 - 10, 10:32 ص]ـ
ربما مسألة كانت خلافية في أولها، لكن انعقد عليها الاجماع لاحقا، وتقبلتها الأمة بالتسليم والقبول.
ـ[أبو رحاب]ــــــــ[27 - 11 - 10, 11:25 ص]ـ
فى حج هذا العام
تيسر لى السعى فى المسعى القديم فى الدور الثانى بدون ان تحدث مزاحمة مع الحجيج
ووجدت من يسعى مثلى فلم أشعر بالوحدة! حتى أنى مازحت أحدهم لماذا تسعى عكس الناس؟! فقال لى هو أحوط لحجك
نسأل الله أن يتقبل منا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 11 - 10, 05:06 م]ـ
وفقكم الله وشكر لكم ونفع بما قلتم
قال المكرم أبو البراء القصيمي:
ما تقول في ملايين المعتمرين والحجاج الذين لا يرون صحة الزيادة ويرون ركنية السعي ولكنهم سعوا مع الناس وانتهى الأمر!؟
فمن هذا المنطلق نبحث .. (والشريعة لا حرج فيها بلا شك ولا يرتاب في ذلك أحد)
أرى أن هذا الفرض غير متصور، فكيف لا يرى صحة الزيادة وفي نفس الوقت يرى أن السعي ركن، ثم لا يسعى في المسعى الحقيقي؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/285)
فهؤلاء الملايين الذي يسعون في الجديد، عامتهم لا يعلم عن الموضوع شيئا ولا اعتقاد لهم فيه، وهؤلاء لا شيء عليهم لأنهم في حكم من أفتاه مَن رضي بتوسيع المسعى وقبل هو فتواه.
وإلى الآن لم يحدث حسب علمي قهر على السعي في الجديد لا نظاما ولا واقعا.
والقول بان السعي واجب أيضا رواية عند الحنابلة بل وعندهم رواية أنها سنة، في الحج والعمرة.
والنزول إلى القول المرجوح الذي له أدلة وقال به القدماء للحاجة خير من النزول لقول أضعف ولا سلف له.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[28 - 11 - 10, 04:25 م]ـ
جزاكم الله خير جميعا ونفع بكم ..
أخي الفاضل عبد الرحمن السديس، قد تقول أن قولي ملايين فيه مبالغة، كيف ذلك وأكثر العلماء الثقات قالوا بعدم صحة الزيادة ولهم أتباع بالآلاف.
أما أن الفرض غير متصور فكيف لا يتصور هذا وكثير من الناس في نفسه شيء لكن مخالفة الناس عنده صعبة. فكوني أقول لفرد عاكس هذا محتمل أما أن أفتي لعامة الناس بالمعاكسة لأصبح الأمر فيه نظر ظاهر لمن تأمل ولا يخفاك. وأذكر (فيما يغلب على ظني) أن الشيخ صالح الفوزان حفظه الله لا يرى صحة الزيادة وقوله معروف مع ذلك قال لمن سأله عن السعي (اسع مع الناس)
وقولك أخي الفاضل: النزول إلى قول مرجوح، كيف يقال هذا، بمجرد الزيادة أليس الواجب أن تثبت على الأدلة الراجحة، وإلا أصبحنا ننزل لكثير من المسائل بحكم الإلزام ثم نعتقد هذا القول المرجوح في نظرنا ونعمل به، فالمشكلة باقية إذا!؟ حتى مع النزول (أليس هذا من الحرج الذي جاءت الشريعة برفعه)
أما قولك أخي الكريم:
النزول إلى قول لا سلف له، فالموضوع لازال مدارسة!! وانشرح صدري لها لماذا؟ لأن لها سلف وأدلة بحسب تصوري وقياس على مسائل قريبة منها كمسألة مجموعة رأو الهلال ولم يعتد بهم ولي الأمر لشبهة عنده فليس لهم أن يقفوا لوحدهم، فكذلك هنا شبهة وأدلة وشهود وأخذ به علماء ثقات متحرين للحق (وقولهم مرجوح بالنسبة لما ظهر لي)، فأشبهت هذه بتلك وذكرت المخرج.
ثم إني ذكرت أن الشيخ الفوزان قال اسع مع الناس وهو لا يرى صحة الزيادة (فما توجيهكم لكلام الشيخ)
وإن تفضلت علي بذكره للشيخ البراك ودارسته معه لعله يفيدنا، غفر الله لي ولك وله ولجميع أهل المتلقى ..
زادك الله علما ورفع قدرك في الدارين ..
ـ[أبو مازن السلفي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 12:49 م]ـ
فى حج هذا العام
تيسر لى السعى فى المسعى القديم فى الدور الثانى بدون ان تحدث مزاحمة مع الحجيج
ووجدت من يسعى مثلى فلم أشعر بالوحدة! حتى أنى مازحت أحدهم لماذا تسعى عكس الناس؟! فقال لى هو أحوط لحجك
نسأل الله أن يتقبل منا
وهذا هو عين ما فعلته أنا ولكن في العمرة
انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1370403&postcount=17 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1370403&postcount=17)
وهذا رابطٌ مفيدٌ:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1370403 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1370403)(117/286)
نفيس: أحكام النظر ... للشيخ مرعي الكرمي.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 02:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
: "النظر ثمانية أقسام:
الأول:
نظر الرجل البالغ _ولو مجبوبا_ للحرة البالغة الأجنبية , لغير حاجة ..
فلا يجوز له نظر شيء منها , حتى شعرها المتصل.
الثاني:
نظره لمن لا تشتهى: كعجوز وقبيحة ..
فيجوز: لوجهها خاصة.
الثالث:
نظره للشهادة عليها ,أو لمعاملتها ..
فيجوز: لوجهها, وكذا كفيها لحاجة.
الرابع:
نظره لحرة بالغة يخطبها ..
فيجوز:للرقبة, والوجه, واليد, والقدم.
الخامس:
نظره إلى ذوات محارمه ,أو لبنت تسع ,أو أمة لا يملكها ,أو يملك بعضها ,أو كان لا شهوة له, كعنين أو كبير ,أو كان مميزا وله شهوة, أو رقيقا غير مبغض, ومشترك ,ونظره لسيدته ..
فيجوز: للوجه ,والرقبة ,واليد ,والقدم ,والرأس والساق.
السادس:
نظره للمداواة ..
فيجوز: إلى المواضع التي يحتاج إليها.
السابع:
نظره لأمته المحرمة ,ولحرة مميزة دون تسع ,ونظر المرأة للمرأة ,وللرجل الأجنبي ,ونظر المميز الذي لا شهوة له للمرأة ,ونظر الرجل للرجل ولو أمرد ..
فيجوز: إلى ما عدا ما بين السرة والركبة.
الثامن:
نظره لزوجته , وأمته المباحة له ,ولو لشهوة ,ونظر من دون سبع ..
فيجوز لكل نظر جميع بدن الآخر."ا. هـ
{الدليل صـ275}
لكن قوله:
"الثاني:
نظره لمن لا تشتهى: كعجوز وقبيحة ..
فيجوز: لوجهها خاصة."
فيه نظر .. وفتح هذا الباب مما لايحمد, وهو مظنة لفتح باب التأويلات الشيطانية ..
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[19 - 10 - 09, 02:10 ص]ـ
جزاك الله خير لكن
ما الدليل علي جواز النظر الي وجه القبيحة
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[17 - 11 - 09, 02:01 م]ـ
جزاك الله خير لكن
ما الدليل علي جواز النظر الي وجه القبيحة
لكن قوله:
"الثاني:
نظره لمن لا تشتهى: كعجوز وقبيحة ..
فيجوز: لوجهها خاصة."
فيه نظر .. وفتح هذا الباب مما لايحمد, وهو مظنة لفتح باب التأويلات الشيطانية ..
.
والله أعلم.
ـ[محمد التركي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 06:58 ص]ـ
ما الدليل على هذا التفصيل؟!
وبعضه يتعارض مع أدلة ثابتة كقول أنس: وإني لأرى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم ... (الحديث في الصحيحين) وقد دلت الآثار الثابتة على أنهم لم يكونوا ينكرون النظر للفخذ ولا للسرة ولا ينكرون إظهارهما ولا حتى لمسهما
والأصوب من ذلك القول بأنه: إذا أمنت الفتنة جاز النظر، وإذا لم تؤمن الفتنة وجب الحذر والتحرز من النظر، سواء للرجل أو المرأة، والمقصود فتنة الفرج، والدليل قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... وقل للمؤمنات ... ) الآيتين، فالمنع هنا مقيد بحفظ الفرج، والحكم للرجل والمرأة سواء، وكل امرئٍ حسيب نفسه.
والدليل الثاني حديث الخثعمية؛ حيث أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس حين سأله: {لم لويت عنق ابن عمك؟) فقال: {رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما} فعلق الإنكار بالفتنة، ولم يقل له إن النظر لا يجوز مطلقا.
وعلى هذا؛ قد يحرم النظر حتى للمحارم أو لبنت تسع أو حتى دون تسع إذا خاف على نفسه الفتنة، وكذا نظر المرأة للرجل الأجنبي، فمتى خافت أو خاف على نفسه الفتنة وجب عليه الحذر مطلقا لأن الآية الكريمة لم تحدد الأصناف الذين يحرم النظر إليهم ...
والحكم ليس معلق بالاستمتاع ولا بالشهوة، بل هو معلق بفتنة الفرج فقط، فمتى خاف على نفسه الفتنة وجب عليه وعليها الحذر والتحرز من النظر مطلقا ولو لأخته أو لأخيها، ومتى أمن الفتنة جاز له النظر مطلقا ولو لأجنبية حسناء مع الكراهة لأن النظر قد يورث الحسرة لدى البعض، وهو معنى قوله: {الثانية عليك} وليس معناه الإثم، لأن هذا التفسير يقتضي أن يكون معنى: {الأولى لك} أنه يؤجر على النظرة الأولى! وهذا غريب!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/287)
والناس يختلفون في تأثرهم بالنظر اختلافا واسعا سواء في الرجال أو النساء، وقد سمعنا بمن تفتنه النظرة حتى توقعه في الفاحشة رغم أنه متزوج، وسمعنا بمن لا يتأثر بالنظر كثيرا، وسمعنا بمن يستمتع بالنظر دون أن تخطر الفاحشة على باله، فلا يجوز لأحد أن يفتي في هذه المسألة وفق تصوراته وطبيعته الخاصة، بل الواجب الالتزام بما دل عليه الدليل، والناس لا تضبطهم الأحكام وحدها دون قوة الإيمان في قلوبهم.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[18 - 11 - 09, 06:00 م]ـ
ما الدليل على هذا التفصيل؟!
وبعضه يتعارض مع أدلة ثابتة كقول أنس: وإني لأرى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم ... (الحديث في الصحيحين) وقد دلت الآثار الثابتة على أنهم لم يكونوا ينكرون النظر للفخذ ولا للسرة ولا ينكرون إظهارهما ولا حتى لمسهما
والأصوب من ذلك القول بأنه: إذا أمنت الفتنة جاز النظر، وإذا لم تؤمن الفتنة وجب الحذر والتحرز من النظر، سواء للرجل أو المرأة، والمقصود فتنة الفرج، والدليل قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... وقل للمؤمنات ... ) الآيتين، فالمنع هنا مقيد بحفظ الفرج، والحكم للرجل والمرأة سواء، وكل امرئٍ حسيب نفسه.
والدليل الثاني حديث الخثعمية؛ حيث أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس حين سأله: {لم لويت عنق ابن عمك؟) فقال: {رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما} فعلق الإنكار بالفتنة، ولم يقل له إن النظر لا يجوز مطلقا.
وعلى هذا؛ قد يحرم النظر حتى للمحارم أو لبنت تسع أو حتى دون تسع إذا خاف على نفسه الفتنة، وكذا نظر المرأة للرجل الأجنبي، فمتى خافت أو خاف على نفسه الفتنة وجب عليه الحذر مطلقا لأن الآية الكريمة لم تحدد الأصناف الذين يحرم النظر إليهم ...
والحكم ليس معلق بالاستمتاع ولا بالشهوة، بل هو معلق بفتنة الفرج فقط، فمتى خاف على نفسه الفتنة وجب عليه وعليها الحذر والتحرز من النظر مطلقا ولو لأخته أو لأخيها، ومتى أمن الفتنة جاز له النظر مطلقا ولو لأجنبية حسناء مع الكراهة لأن النظر قد يورث الحسرة لدى البعض، وهو معنى قوله: {الثانية عليك} وليس معناه الإثم، لأن هذا التفسير يقتضي أن يكون معنى: {الأولى لك} أنه يؤجر على النظرة الأولى! وهذا غريب!!.
والناس يختلفون في تأثرهم بالنظر اختلافا واسعا سواء في الرجال أو النساء، وقد سمعنا بمن تفتنه النظرة حتى توقعه في الفاحشة رغم أنه متزوج، وسمعنا بمن لا يتأثر بالنظر كثيرا، وسمعنا بمن يستمتع بالنظر دون أن تخطر الفاحشة على باله، فلا يجوز لأحد أن يفتي في هذه المسألة وفق تصوراته وطبيعته الخاصة، بل الواجب الالتزام بما دل عليه الدليل، والناس لا تضبطهم الأحكام وحدها دون قوة الإيمان في قلوبهم.
اخي الكريم تعليق الحكم علي فتنة الفرج فقط فيه نظر
و لم اسمع عالم يبيح النظر الي المرأة الحسناء عند امن الفتنة
فاذا كان عنك اقوال علماء في هذه المسألة فاكتبها حتي نستفيد
ـ[محمد التركي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 09:52 م]ـ
ألا يكفيك الدليل؟!
النبي صلى الله عليه وسلم أنكر النظر لأنه لم يأمن عليهما الشيطان، وأجاب عمه العباس بهذا السبب وحده، ولو كان سبب الإنكار هو التحريم المطلق أو حتى تحريم استمتاعه بالنظر إليها واستمتاعها بالنظر إليه لذكره النبي صلى الله عليه وسلم وكفى، لأن ذكر الأدنى يغني عن الأعلى وليس العكس، فتعليقه الإنكار بخوف الفتنة له دلالة صريحة لا تحتاج معها لقول أحد، وهو تأكيد لدلالة الآية
وإليك بعض النقولات من بعض العلماء رغم قناعتي بكفاية الدليل:
قال ابن عبد البر:
وجائز أن ينظر إلى يديها ووجهها كل من نظر إليها لغير ريبة ومكروه (ص 31)
وقال البغوي في " شرح السنة ":
لا يجوز للرجل أن ينظر إلى شيء منها إلا الوجه والكفين إلا عند خوف الفتنة (ص 35 - 36)
وقال ابن رسلان من شرح " سنن الترمذي ":
يجوز نظر الأجنبية عند أمن الفتنة (ص 27)
وفي " الفقه على المذاهب الأربعة " قال جماعة من علماء المذاهب الأربعة المعاصرين:
يحل النظر لهما -أي الوجه والكفين- عند أمن الفتنة (ص 30)
أرجو أن يكون في ذلك كفاية والآية والحديث فيهما كفاية، وبالله التوفيق.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:15 م]ـ
ألا يكفيك الدليل؟!
النبي صلى الله عليه وسلم أنكر النظر لأنه لم يأمن عليهما الشيطان، وأجاب عمه العباس بهذا السبب وحده، ولو كان سبب الإنكار هو التحريم المطلق أو حتى تحريم استمتاعه بالنظر إليها واستمتاعها بالنظر إليه لذكره النبي صلى الله عليه وسلم وكفى، لأن ذكر الأدنى يغني عن الأعلى وليس العكس، فتعليقه الإنكار بخوف الفتنة له دلالة صريحة لا تحتاج معها لقول أحد، وهو تأكيد لدلالة الآية
وإليك بعض النقولات من بعض العلماء رغم قناعتي بكفاية الدليل:
قال ابن عبد البر:
وجائز أن ينظر إلى يديها ووجهها كل من نظر إليها لغير ريبة ومكروه (ص 31)
وقال البغوي في " شرح السنة ":
لا يجوز للرجل أن ينظر إلى شيء منها إلا الوجه والكفين إلا عند خوف الفتنة (ص 35 - 36)
وقال ابن رسلان من شرح " سنن الترمذي ":
يجوز نظر الأجنبية عند أمن الفتنة (ص 27)
وفي " الفقه على المذاهب الأربعة " قال جماعة من علماء المذاهب الأربعة المعاصرين:
يحل النظر لهما -أي الوجه والكفين- عند أمن الفتنة (ص 30)
أرجو أن يكون في ذلك كفاية والآية والحديث فيهما كفاية، وبالله التوفيق.
جزاك الله خير اخي محمد علي التوضيح(117/288)
هل هذا تزكية للنفس ... ؟؟
ـ[احمد رمضان]ــــــــ[19 - 10 - 09, 02:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أرى فى بعض المنتديات الاسلامية بعض الاعضاء يلقبون انفسهم بأسماء مثل
رفيق القران .... حامل المسك .... عاشق الشهادة .. ؟؟
فهل هذه الالقاب تزكية للنفس .. ؟؟
ـ[احمد رمضان]ــــــــ[21 - 10 - 09, 10:23 م]ـ
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[21 - 10 - 09, 10:29 م]ـ
أخي .. أعتقد أن هذا الأمر يختلف من شخص لشخص، و لكل شخص نظرته .. و النوايا متفاوتة .. فمنهم من يريد أن يشحذ عزيمته بأن يكون كذلك .. فيختار لنفسه ألقاب تدفعه لأن يكون بما لقب به نفسه .. و بعضهم تجده يريد أن يحصل على الاستمرارية بتلقيب نفسه بهذا اللقب .. أقصد بالاستمرارية أي أنه فعلا محافظ على قراءة قرآن أو ما شابه .. فيريد أن يستمر على هذا الفعل ..
لا تجد رأيًا قاطعًا مهما بلغك من أعلم الناس و أوثقهم .. فالمسألة تختلف حسب نظرة كل شخص .. فقد يرى البعض أن مثل هذه الألقاب ليست سوى (مراءاة) أو (تزيكة) أو (شحذ عزيمة) .. إلخ، فلا يوجد أي رأي قاطع .. و لكل شخص نيّته، و لنحكم على الأشخاص بأفكارهم لا بألقابهم.
تمنياتي لك بالتوفيق و السداد
ـ[احمد رمضان]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا وفيكم بارك الله(117/289)
طريفة مناظرة ومحاورة الرافضة والحديث عن أصولهم
ـ[أبو البركات]ــــــــ[19 - 10 - 09, 02:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بصراحة لا أجيد كتابة المقدمات وعليه سوف أدخل في صلب الموضوع
الرافضة مذهب يغلب عليه الخرافة والإعتقادات الباطلة فهم أجهل الناس في العقليات والنقليات كما بين ذلك أهل العلم
فعلماءهم في الظاهر لعوامهم وكذلك أمام أهل السنة دائما يدندنون على آل البيت و حب آل البيت وعن فضائلهم (علي والحسين وبقية الأئمة الأثني عشر)
حتى إذا أرادوا اثبات كلامهم امام عوامهم ... جلبوا احاديث أهل السنة في فضل أهل البيت وهكذا
وبالتالي أرى مايلي:
إن مناقشة حب اهل البيت مع الرافضة وأن أهل السنة يحبونهم ولا يبغضونهم لا اجدها تنفع معهم
وهذا هو التاريخ فلا يزيدهم إلا تعزيز
فأرى أن أنجع طريقة في محاورتهم هي طريقة شيخ الإسلام بن تيمية في تحجيم كثير من المسائل لكي لا نعطيهم فرصة لإستغلال المواقف
فمثلا فضل ابو بكر وعمر وعثمان كبير لا يقارن بفضل علي رضي الله عنهم وبالتالي نثبت الفضل بالتسلسل وأن مرتبة علي رضي الله عنه في المرتبة الرابعة بعد الخلفاء الثلاثة وهكذا
وعلى هذا قس كذلك فيما حصل بين الصحابة من أحداث رضوان الله عليهم
وكذلك لابد من بيان منزلة أئمة أهل البيت بين العلماء فالقياس هو العلم والتقوى ولا دخل للنسب هنا اطلاقا
فلا يقارن الأئمة مثل الشافعي وأحمد ومالك بمن عاصرهم من الأئمة من أهل البيت وهكذا
هذا ما أردت أن اطرحه عليكم للمناقشة
تحيتي لكم
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 04:00 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي وبارك فيك
كلامك رائع ومحل التقدير والنظر
أنا لي عدة سنوات أناقش الرافضة في البالتوك وفي الحرم المكي , ورأيت أن كثير من الأمور التاريخية و كثير من فضائل آل البيت الثابته مغيبة عن عقول الشيعة عامتهم وكثير من علمائهم , حتى أن مريدي الحق منهم يكاد يصعق عندما يجري احصائية لعدد الأقوال التي نقلها أهل السنة عن فضائل آل البيت ويقارنها بما نقولوا هم عن آل البيت
أما المعاندين منهم , فليس لهم إلا كشف الشبهه و فضحهم أمام أتباعهم بكل ما أوتي المرء من قوة وعلم وبصيرة , فإن في ذلك رفعة للدين وعلو له
مع سؤال الله جل وعلا العون و التوفيق
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[أبوإسحاق الوهراني]ــــــــ[20 - 10 - 09, 04:17 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى على هدا الموضوع اكيد مناضرتهم لبد ان تكون بعلم وبصيرة والدى أتعجب منه قليل منهم يرجع إلى الحق هل هدا تقصير فى إيصال الحق إليهم من طرف اهل السنة ام انها معاندة منهم نسأل الله ان يبصرهم بالحق وجزاك الله خيرا على الموضوع
ـ[عبدالرحمن الشيخ]ــــــــ[20 - 10 - 09, 04:58 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خير يا أخي على طرح هذا الموضوع المهم وأنا أوافق الأخ أبو طلحة على طريقته في محاورتهم وهدايتهم بإذن الله بعد ذلك.
كان لي صديق شيعي جعفري أيام المدرسة/الجاهلية وهذا الصديق تخرج من المدرسة ثم حصل على الدكتوراة في علم النفس من كندا وأيضا" ذهب لطلب العلم الجعفري فاصبح معمماً وهو يلقي المحاضرات في المأتم والقنوات التلفزيونية فبإمكانك أن تقول أنه أصبح شيخ - فل أوبشن- (أي بجميع المواصفات). ذات يوم قبل سنتين تقريباً قال لي أحد الإخوة أنه موجود في البحرين وأنه يريد أن يجتمع بي مع أحد الإخوة لنتجاذب الأحاديث الودية ولنلتقي بعد انقطاع طويل. فقلت له لا بأس وقلت في قرارة نفسي أنها فرصة لكي أناظره فاستعددت للقاء بقراءة كتاب قيم أسمه "حوار هادئ بين حيدر و خالد" أنصح الجميع بقرائته.
ثم ذهبت إلى لقائنا المرتقب وعندما لاقيته تفاجأ أني أصبحت ملتحياً (وهابي) ومن الذين يقصرون ثيابهم فجلسنا نتذكر أيام المدرسة والذكريات الطيبة التي جمعتنا وكيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم. تدرج الحديث إلى أن بدأنا التكلم في الدين والخلافات التي بين أهل السنة والشيعة ثم تدرج الحديث أكثر فبدأت أناظرة حتى لم يستطع التنفس من الحجج والبراهين التي القيت عليه فما كان عساه إلا أن يقول "سوف أبحث في هذا الموضوع اكثر" و "سوف اراجع ثم أرجع إليك" فهذا الشخص الذي ربما تخوفتم من مصادمته بسبب علمه المزعوم وهيبته الزائفة أصبح في دقيقة كالفأر الذي يريد أن ينفذ بجلده.
في اليوم الثاني بعد المناظرة كلمته لكي أتابع مراجعته للبراهين التي طرحتها وطلبت منه أن نتقابل مرة ثانية لكي نرى نتائج المراجعة فبدأ الدكتور - قدس الله سرة- بالتعذر بأن اليوم هو وفاة الإمام علي فكلمته اليوم التالي فقال أنه سيسافر.
الخلاصة يا اخوان، لا يغرنك الشيعة وأئممتهم ودكاترهم فأنت مع الحق والحق سوف يكون معاك أينما كنت إذا توكلت على الله واستعنت به لمواجهة هؤلاء الفئران. نسأل الله أن يهديهم ويرشدهم إلى الصواب.
والسلام عليكم(117/290)
لاتجد مبتدعاً , إلا وفي قلبه حرج من الآيات التي تخالف بدعته
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 07:58 ص]ـ
قال تعالى ((كِتَـ?بٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَج مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى? لِلْمُؤْمِنِينَ))
قال الامام ابن القيم رحمه الله في الفوائد (ص 82): [لا تجد مبتدعاً في دينه قط , إلا وفي قلبه حرج من الآيات التي تخالف بدعته , كما أنك لا تجد ظالماً فاجراً إلا وفي صدره حرج من الآيات التي تحول بينه وبين إرادته, فتدبر هذا المعنى ثم أرض لنفسك ما تشاء] أهـ.
قلت:بلغني ان بعضهم يغضب اذا قرا بعض الائمة ((عبس وتولى))
او ((تبت يدا ابي لهب))
بدعوى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي انزلت عليه وعلمها اصحابه رضي الله عنهم
ـ[أحمد عبدالله المقبلي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 10:09 م]ـ
[لا تجد مبتدعاً في دينه قط , إلا وفي قلبه حرج من الآيات التي تخالف بدعته , كما أنك لا تجد ظالماً فاجراً إلا وفي صدره حرج من الآيات التي تحول بينه وبين إرادته, فتدبر هذا المعنى ثم أرض لنفسك ما تشاء] أهـ.
صدقت بارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 08:29 ص]ـ
شكرا وبارك الله فيك
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[20 - 10 - 09, 05:13 م]ـ
ويشبه هذا من يجد في نفسه حرجاً وضيقاً حينما يقع على أدلة صحيحة وصريحة ليس فيها مطعن تخالف مذهبه في المسائل الفقهية فيضطر إلى صرفها عن ظاهرها ومحاولة نقض الإجماعات الواردة في المسألة المعنية.
ـ[سالم العريض]ــــــــ[20 - 10 - 09, 05:27 م]ـ
شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله خير
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:22 ص]ـ
شكرا وبارك الله فيك
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 02:32 ص]ـ
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى:
وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير
قوله تعالى: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات يعني القرآن. تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر أي الغضب والعبوس. يكادون يسطون أي يبطشون. والسطوة شدة البطش؛ يقال: سطا به يسطو إذا بطش به؛ كان ذلك بضرب أو بشتم، وسطا عليه. بالذين يتلون عليهم آياتنا وقال ابن عباس: يسطون يبسطون إليهم أيديهم. محمد بن كعب: أي يقعون بهم. الضحاك: أي يأخذونهم أخذا باليد، والمعنى واحد. وأصل السطو القهر. والله ذو سطوات؛ أي أخذات شديدة. قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار أي أكره من هذا القرآن الذي تسمعون هو النار. فكأنهم قالوا: ما الذي هو شر؛ فقيل هو النار. وقيل: أي هل أنبئكم بشر مما يلحق تالي القرآن منكم هو النار؛ فيكون هذا وعيدا لهم على سطواتهم بالذين يتلون القرآن. ويجوز في (النار) الرفع والنصب والخفض؛ فالرفع على هو النار، أو هي النار. والنصب بمعنى أعني، أو على إضمار فعل مثل الثاني، أو يكون محمولا على المعنى؛ أي أعرفكم بشر من ذلكم النار. والخفض على البدل. وعدها الله الذين كفروا في القيامة. وبئس المصير أي الموضع الذي
يصيرون إليه وهو النار.
قال الشوكاني رحمه الله في تفسيره
وهكذا ترى أهل البدع المضلة إذا سمع الواحد منهم ما يتلوه العالم عليهم من آيات الكتاب العزيز، أو من السنة الصحيحة مخالفا لما اعتقده من الباطل والضلالة رأيت في وجهه من المنكر ما لو تمكن من أن يسطو بذلك العالم لفعل به ما لا يفعله بالمشركين، وقد رأينا وسمعنا من أهل البدع ما لا يحيط به الوصف، والله ناصر الحق ومظهر الدين وداحض الباطل ودامغ البدع وحافظ المتكلمين - بما أخذه عليهم - المبينين للناس ما نزل إليهم. وهو حسبنا ونعم الوكيل.(117/291)
أريد صحة هذا الحديث ...
ـ[محمد ابوبلال]ــــــــ[19 - 10 - 09, 10:59 ص]ـ
إخوانى فى الله أهل الحديث .. يعلم ربى كم أحبكم فى الله .. أسأل الله أن يجمعنا بكم فى جنته .. أما بعد إخوانى .. أريد معرفة صحة هذا الحديث الذى قرأته فى أحدى المنتديات. وجزاكم الله خيرا ... ما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكى وهو يقبل حجر، وما بال سيدنا عمر يبكي لبكائه وهو الذي قال في ما رواه عنه ابن شهاب أنه رضي الله عنه قبل الحجر وقال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك" فقال علي بن أبي طالب:"أما أنه ينفع ويضر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" أن الله تبارك وتعالى لما أخذ العهد على آدم وذريته، أودعه في رق في هذا الحجر، فهو يشهد لمن وافاه يوم القيامة".
وأيضاً حديث ... عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض يصافح بها عباده"، وجزاكم الله كل خير
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[19 - 10 - 09, 04:43 م]ـ
هذا أثر لايصح، وقد نقلت لك أقوال بعض أئمة الحديث فيه من موقع الدرر السنية على الرابط:
http://www.dorar.net/enc/hadith/%D9%8A%D8%B6%D8%B1+%D9%88%D9%8A%D9%86%D9%81%D8%B9/+p
1 - حججنا مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فلما دخل الطواف استقبل الحجر، فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك، ثم قبله، فقال له علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: بلى يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع، قال: بم؟ قال: بكتاب الله عز وجل، قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله عز وجل: ?وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى? خلق الله آدم ومسح على ظهره، فقرره بأنه الرب وأنهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان، فقال: افتح فاك، قال: ففتح فاه فألقمه ذلك الرق، فقال: أشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد، فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع، فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البيهقي - المصدر: شعب الإيمان - الصفحة أو الرقم: 3/ 1471
خلاصة الدرجة: [فيه] أبو هارون العبدي غير قوي
--------------------------------------------------------------------------------
2 - أن عليا حين سمع عمر يقول إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك قال له بلى إنه يضر وينفع وإن الله لما أخذ المواثيق على بني آدم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى كتب ذلك في كتاب وأودعه الحجر الأسود فهو يشهد بما فيه
الراوي: - المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 2/ 305
خلاصة الدرجة: ضعيف فاسد ليس له أصل
--------------------------------------------------------------------------------
3 - حججنا مع عمر رضي الله تعالى عنه فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ثم قبله فقال علي رضي الله تعالى عنه إنه يضر وينفع قال بم قال بكتاب الله تعالى عز وجل {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} وذلك أن الله لما خلق آدم مسح على ظهره فقررهم بأنه الرب وأنهم العبيد وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال افتح ففتح فاه فألقمه ذلك الرق فقال أشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة وأني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان دلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع فقال عمر رضي الله تعالى عنه أعوذ بالله من قوم لست فيهم يا أبا الحسن
الراوي: عمر وعلي المحدث: العيني - المصدر: عمدة القاري - الصفحة أو الرقم: 9/ 344
خلاصة الدرجة: في إسناده أبو هارون عمارة بن جوين ضعيف
--------------------------------------------------------------------------------
4 - أن عمر رضي الله عنه لما قال هذا [أي إنك حجر لا تضر ولا تنفع] قال له علي بن أبي طالب إنه يضر وينفع وذكر أن الله تعالى لما أخذ المواثيق على ولد آدم كتب ذلك في رق وألقمه الحجر قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى يوم القيامة بالحجر وله لسان ذلق يشهد لمن يستلمه بالتوحيد
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: السيوطي - المصدر: شرح النسائي للسيوطي - الصفحة أو الرقم: 5/ 251
خلاصة الدرجة: إسناده ضعيف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/292)
ـ[أبوإسحاق الوهراني]ــــــــ[19 - 10 - 09, 04:51 م]ـ
جزاك الله خيرا على التوضيح
ـ[محمد ابوبلال]ــــــــ[20 - 10 - 09, 08:30 ص]ـ
جزاك الله كل خير أخى ابو عبد الله .. أسأل الله تعالى أن يحفظك من كل سوء .. وأن يمن عليك من فضله .. وأن يعلمك العلم النافع .. اللهم آمين(117/293)
ماحكم تمثيل الأمثال النبوية؟
ـ[أم ضياء]ــــــــ[19 - 10 - 09, 11:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س/ ماحكم تصوير الأمثال النبوية على هيئة مشاهد تمثيلية، كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها ... "؟(117/294)
كيف تستيقظ على صلاة الفجر
ـ[ياسرالأفندي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 12:02 م]ـ
كيف تستيقظ على صلاة الفجر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف تستيقظ على صلاة الفجر
لقد تخلف كثير من المسلمين اليوم عن صلاة الفجر في جماعة المسجد وذلك بسبب النوم في الغالب، وهناك عدة خطوات يمكن للمسلم إذا إتبعها أن يزداد إعتيادا ومواظبة على صلاة الفجر مع الجماعة فمن ذلك:
1_ الحرص على الطهارة (الوضوء) وقراءة الأذكار التي تقال قبل النوم وانظرها في كتاب (حصن المسلم).
2_ أن تعزم عزما أكيدا وتعقد النية على أن تؤدي صلاة الفجر جماعة، لأ، النائم كالميت فلا يدري هل يستيقظ أم تقبض روحه وهو نائم؟ ومن لم ينوي أداء صلاة الفجر جماعة ومات فبئست الميته؟.
3_ الإخلاص لله تعالى فهو خير دافع للإنسان للإستيقاظ للصلاة وهو أمير الأسباب المعينة فإذا وجد الإخلاص الذي يلهب القلب ويوقظ الوجدان، فهو كفيل بإذن الله بإيقاظ صاحبه لصلاة الفجر مع الجماعة ولو نام قبل دخول وقت الفجر بدقائق.
4_ أن يدعو المسلم ربه ان يوفقه للإستيقاظ لأداء صلاة الفجر مع الجماعه ويلح في! الدعاء.
5_ لابد من الإستعانه على القيام للصلاة بالأهل الصالحين والتواصي بذلك قال الله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) ومثال ذلك:
أ_ تعاون الجيران في الحي حيث يطرق الجار باب جاره ليوقظه للصلاة.
ب_ تعاون بين الإخوان في الله فيعن بعضهم بعضا من خلال الطرق التاليه:_
بواسطة الهاتف ومن الطرائف .... كان أحدهم يربط في يده عند النوم خيطا، ويدليه من نافذة غرفته، فإذا مر أحد أصحابه ذاهبا إلى المسجد جذب هذا الخيط فيستيقط للفجر.
_6 من وسائل التنبيه (الساعة المنبهه) وتوضع في مكان بعيد ورفيع من أرضية الغرفه ولقد قام بعض الحريصين على الإستيقاظ على إستعمال ساعات منبهه ويجعل بين موعد تنبيه كل واحدة والأخرى بعض دقائق، حتى إذا أطفأ التي دقت أولا، دقت الثانيه بعدها بقليل وهكذا .. وقام بعض الحريصين ايضا بكتابة الأحاديث الشريفه التي تذكر بفضائل صلاة الفجر مع الجماعة بخط عريض على ورقة ووضعها عند الساعة المنبهه حتى عندما يريد أن يطفئ الساعة يرى تلك الأحاديث الشريفة ويتذكر فضائلها وإليك الأحاديث:
1_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى الفجر فهو في! ذمة الله (حفظه) فلا يطلبنكم الله بشئ من ذمته) حديث صحيح رواه الطبران ي ومسلم بلفظ مشابه.
2_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله) رواه مسلم.
3_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامه) صحيح.
4_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون مافيهما لأتوهما ولو حبوا) رواه أحمد البخاري.
وأخيرا .... إن المحافظة على الفجر تدل على صدق إيمان الرجل ومعيار يقاس به إخلاصه.
عن عبد الله بن عمر _ رضي الله عنهما _ قال (كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا الظن)
أخواني .. أخواتي
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية) وقد يكون بإرسال هذه الرسالة لغيرك قد بلغت آية
تقف لك شفيعة يوم القيامة
سبحان الله وبحمده .. ،سبحان الله العظيم
ـ[أبوإسحاق الوهراني]ــــــــ[19 - 10 - 09, 04:16 م]ـ
السلام عليكم وجزاك الله خيرا اخى ونفع بك الأمةفوائد ثمينة ونصائح غالية نسأل الله ان يجعلها فى ميزان حسناتك
ـ[أبو البراء الليبي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 07:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك أخانا على هذا الموضوع القيِّم وجعله الله في ميزان حسناتك
ـ[ياسرالأفندي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 08:21 م]ـ
حياكم الله إخوتي الكرام ... والله ينتعش قلبي عندما أتواصل مع إخوة لي في الله ... لم أرهم ولم يروني ولم يجمعنا إلا حب الله وحب الرسول .. بعيدا عن البدع والمبتدعين ... أرجو الله العلي العظيم أن يظلنا بظله يوم لاظل إلا ظله ... والحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ...(117/295)
هل أترك الدراسة ..
ـ[أبو محمد الزرهوني]ــــــــ[19 - 10 - 09, 04:13 م]ـ
السلام عليكم!
أيها الإخوة:
أنا شاب مولع بدراسة الهندسة العسكرية , ولقد أتيحت لي فرصة ولوج مدرسة متخصصة في هندسة الطائرات الحربية, و هذه المدرسة هي الأولى أوروبيا في هذا المجالوتعداد الفوج 50 طالب سنويا 4 منهم فقط من الغير أوروبيين, و أود التخصص في هندسة الدفاعات الجوية (أرض جو) إذ لا يخفى عليكم كيف أصبحت أجواء الدول الإسلامية و العربية مرتعا سهلا يخترقه من هب ودب, وأود بعد إنهاء دراستي الرجوع إلى بلدي والعمل في بعض الشركات الخاصة أو الشبه حكو مية حتى يكتفي بلدي في هذا المجال ويستغني عن فتات الشرق و الغرب!!
لكن الإشكال الآن هو أني أميل كثيرا إلى دراسة العلوم الشرعية لأنني كلما رأيت طلاب العلم أحسست بالغبطة حتى أفكر بترك هذه الدراسة و التخصص في العلم الشرعي.
لكني حاولت إيجاد حل وسط بتخصيص وقت من اليوم لطلب العلم, فهل هذا البرنامج اليومي سيمكنني من تحصيل العلم الشرعي جيدا و الرسوخ فيه:
البرنامج:
5 ساعات لطلب العلم
3 ساعات الصلوات المكتوبة
3 ساعات تدبر القرآن
11 ساعة دراسة الهندسة
ساعتان للنوم(117/296)
هل صح عن العثيمين رحمه الله تراجعا عن تشقير الحواجب
ـ[ام عثمان الاثرية]ــــــــ[19 - 10 - 09, 06:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذا استفسار لاحد الاخوة رفعته الى قسمنا لعل احدانا تجد له الجواب وعن نفسي فمن مدة بذلت قصارى جهدي في البحث في موقع الشيخ وعبر الشبكة ولم افلح
من المشهور أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول بجواز تشقير الحواجب ..
ولكن قرأنا قبل فترة في احدى المواقع لأحد الأشخاص يقول بأن الشيخ تراجع عن القول بالجواز في هذه المسألة وأن ذلك موجود على موقعه الرسمي رحمه الله .. وقد حاولنا التحقق فلم نفلح ..
فمن يفيدنا .. جزاه الله خيرا
ـ[بن نصار]ــــــــ[19 - 10 - 09, 11:28 م]ـ
يبقى الأصل على الفتوى بالجواز. . هو رأي الشيخ
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 10 - 09, 11:50 م]ـ
رابط قد يفيد:
حكم التشقير للشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - (علي الفضلي) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79055)
ـ[ام عثمان الاثرية]ــــــــ[20 - 10 - 09, 01:11 ص]ـ
شكر الله لكم مروركم
تابعت كلام الفضلي كذلك بسحاب وهو من طالب المدعي بتراجع الشيخ لكن الاخر استدل بقول الثقات وهنا يكمن السؤال وهو موجه لطلبة الشيخ حفظهم الله هل فعلا صح عن الشيخ ام مجرد ادعاء
ـ[محمد العبد الله]ــــــــ[20 - 10 - 09, 03:31 ص]ـ
في بحث فضيلة الشيخ أحمد الخليل ذكر أن الشيخ ابن عثيمين يرى الجواز والشيخ الخليل من ألصق الطلاب بالشيخ ابن عثيمين.
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[20 - 10 - 09, 05:01 م]ـ
جاء في جواب اللجنة الدائمة للإفتاء عن السؤال التالي:
انتشر في الآونة الأخيرة بين أوساط النساء ظاهرة تشقير الحاجبين بحيث يكون هذا التشقير من فوق الحاجب ومِن تحته بشكل يُشابه بصورة مطابقة للنمص، من ترقيق الحاجبين، ولا يخفى أن هذه الظاهرة جاءت تقليداً للغرب، وأيضاً خطورة هذه المادة المُشقّرة للشعر من الناحية الطبية، والضرر الحاصل له، فما حُكم الشرع في مثل هذا الفعل؟
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت:
بأن تشقير أعلى الحاجبين وأسفلهما بالطريقة المذكورة: لا يجوز لما في ذلك من تغيير خلق الله سبحانه ولمشابهته للنمص المحرّم شرعاً، حيث إنه في معناه ويزداد الأمر حُرمة إذا كان ذلك الفعل تقليداً وتشبهاً بالكفار أو كان في استعماله ضرر على الجسم أو الشعر لقول الله تعالى: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)، وقوله صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار "، وبالله التوفيق.اهـ.
فتوى رقم (21778) وتاريخ 29/ 12/1421 هـ.
وقال الشيخ عبد الله الجبرين – حفظه الله -:
أرى أن هذه الأصباغ وتغيير الألوان لشعر الحواجب لا تجوز فقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصات والمتنمصات والمغيرات لخلق الله الحديث، وقد جعل الله من حكمته من وجود الاختلاف فيها. فمنها كثيف ومنها خفيف منها الطويل ومنها القصير وذلك مما يحصل به التمييز بين الناس، ومعرفة كل إنسان بما يخصه ويعرف به، فعلى هذا لا يجوز الصبغ لأنه من تغيير خلق الله تعالى.
-----------------------------------------------
لاشك أن تعليل هيئة كبار العلماء وكثير من العلماء بأن هذا الفعل - وهو التشقير - هو نوع من التحايل هو تعليل قوي يحتاج إلى أن تتوقف كل أخت مسلمة كثيراً قبل أن تقدم على هذا الفعل.
ولم يتبين من فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه سُئِلَ عن هذه الجزئية فقد تكون إجابته مختلفه أو بالتحريم لو أنه أشير في السؤال على أن هذا الفعل هل هو داخل في التحايل على الشرع أم لا.
ـ[ام عثمان الاثرية]ــــــــ[20 - 10 - 09, 10:52 م]ـ
عفوا الاخ صالح هل العثيمين رحمه الله من اعضاء اللجنة الدائمة؟
السؤال مقيد بارك الله فيك و جزيت خيرا على المرور
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 10 - 09, 11:06 م]ـ
من المشهور أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول بجواز تشقير الحواجب ..
ولكن قرأنا قبل فترة في احدى المواقع لأحد الأشخاص يقول بأن الشيخ تراجع عن القول بالجواز في هذه المسألة وأن ذلك موجود على موقعه الرسمي رحمه الله .. وقد حاولنا التحقق فلم نفلح ..
فمن يفيدنا .. جزاه الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/297)
الناقل مجهول (قرأنا) ... والمنقول عنه مجهول (لأحد الأشخاص) ... والموقع مجهول (إحدى المواقع) ... والإحالة مجهولة (موجود على موقعه الرسمي ... أين؟!).
والمثْبَت (في موقعه رحمه الله، وما نُقل عنه) يخالف مانقله المجاهيل.
ـ[المحبرة]ــــــــ[21 - 10 - 09, 04:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي أم عثمان ..
أظن أني وجدت ما كنا نبحث عنه ..
فهذا هو الشيخ (عبدالله بن حميد بن صوان الغامدي - أبو عاصم -) حفظه الله ..
كان ممن يظن أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تراجع عن قوله بالجواز في مسألة تشقير الحواجب، وقد حكى ذلك عنه دون الرجوع بنفسه والتأكد، ولكن بعد أن نبهه أحد الإخوة، قام بمراجعات مطولة في فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فلم يجد هذا التراجع المذكور آنفا ..
وهذا هو نص تراجعه عن الحكاية عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، كما هو مبين في موقعه الرسمي حفظه الله، يقول:
" قد ذكر بعض الإخوة – وهو علي الفضلي - أن الشيخ ابن عثيمين معروف عنه الجواز –
قلت: وهو المشهور عنه –
وقد ذكر الأخ: أن الشيخ لم يعرف عنه التراجع؛ ولايجوز نسبة قول لعالم - وخصوصا مثل الشيخ ابن عثمين رحمه الله - في مسألة ما، ولم يثبت عنه القول به
وطلب مني إما أن:
- أثبت تراجعه من موقعه
- أو أبين تراجعي وأظهره
فأقول: أنا أخذت كلامي السابق عن تراجع الشيخ من قول بعض الناس قال فيه: (الشيخ ابن عثيمين يحرم التشقير ويجعله من كبائر الذنوب، وذلك كما هو موجود ومسجل بصوته في موقعه على الانترنت، وانا سمعته بصوته على موقعه، وكما أعرف ان رأيه في البداية بالجواز ولم يكن قد تحقق من صورته، ولكن قدتراجع عن قوله بالجواز الى التحريم ... فليراجع في موقع الشيخ مسجلا بالصوت ضمن برنامج نور على الدرب)
فحسنت الظن بقوله وأخذت به، ورأيت نقلا عن بعض طلاب الشيخ فكان مما قاله: أن ماقصده الشيخ رحمه الله هو تشقير الحاجب ككل وليس تحديده بالتشقير فيبدو بالنمص ..... كل هذه قرائن جعلتني أحكيه دون الرجوع بنفسي للتأكد، وهذا لايكفي؛ لأن الناقل مجهول ..
وقد قمت بعد تعليق الأخ الفضلي بمراجعات مطولة في فتاوى الشيخ فلم أجد هذا التراجع المذكور آنفا؛ ولهذا أعلن عن تراجعي في حكايته عن الشيخ " حتى يثبت عنه "، ولا أجيز أن ينقله عني أحد، وجزى الله خيرا الأخ علي الفضلي على التنبيه وبارك فيه .. " انتهى كلامه حفظه الله
المصدر اضغط هنا
ـ[ام عثمان الاثرية]ــــــــ[22 - 10 - 09, 02:10 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
نعم اختي اعلم بتراجع ابي عاصم جزاك الله خيرا وقد اسلفت انني تابعت ردرد الاخوة بسحاب
ومن باب التحصيل العلمي اردت ان ادقق لعلنا نقف على تراجع فمن يدري فليس لنا المام بفتاوى الشيخ رحمه الله
اختك ام عثمان
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[22 - 10 - 09, 04:51 م]ـ
مما يؤسف له أن كثيراً من النساء هداهن الله يتتبعن الرخص عند العلماء فهي تتبع الشيخ ابن عثيمين رحمه في فتواه بالجواز للتشقير ولا تتبعه في تحريمه لبس البنطلون عند الزوج فالشيخ يعده من التشبه بالرجال.
وتتبع شيخاً آخر يفتي بجواز لبس البنطلون وهكذا ... وتعد هذا من التحصيل العلمي واتباع العلماء وهو في الحقيقة اتباع للهوى واتباع للرخص وقد عدّ كثير من العلماء أن تتبع الرخص من الزندقة.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في هذه المقولة: (لأن الذي يتتبع الرخص لم يعبد الله إنما عبد هواه وجعل الدين ألعوبة بيده، فيسأل هذا العالم بأنه الواسطة بينه وبين شريعة الله وأنما قاله العالم له حق، فإذا أعجبه فهو حق وإذا لم يعجبه تركه وذهب إلى آخر يفتيه بأهون ولا شك أنه من اتباع الهوى ... لكن لا نقول أنه تزندق والصواب من تتبع الرخص فسق، أي عُد فاسقاً).
ـ[ام عثمان الاثرية]ــــــــ[23 - 10 - 09, 12:18 ص]ـ
مما يؤسف له أن كثيراً من النساء هداهن الله يتتبعن الرخص عند العلماء فهي تتبع الشيخ ابن عثيمين رحمه في فتواه بالجواز للتشقير
ولاجل ذلك نبحث عن تراجع الشيخ رحمه الله ليضم الى فتاوى اللجنة الدائمة فالقول بالجواز مما لاتطمئن له النفس ونسال الله تعالى ان يوفقنا لما يحب ويرضى
... وتعد هذا من التحصيل العلمي واتباع العلماء وهو في الحقيقة اتباع للهوى واتباع للرخص وقد عدّ كثير من العلماء أن تتبع الرخص من الزندقة.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ا سبحان الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[24 - 10 - 09, 05:52 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ا سبحان الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الأخت الأثرية قد صدرت أول كلامي بقولي (كثيراً من النساء) فكلامي ليس موجهاً لشخص بعينه، إنما ذكرت ذلك لمناسبته لموضوعك.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 - 10 - 09, 09:39 م]ـ
الاصل أن يبقى الامر على الاباحة ما لم يرد نص بالتحريم
والقول في التقشير أن فيه تغيير لخلق الله ليس بسديد والله اعلم وهو يشابه كثيرا ما تستخدمه النساء من طلاء الشفاه والكحلة فهو يغير اللون الى فترة محدوة ثم يعود الامر الى ما كان عليه بعد إزالته مثل بقية الاصباغ التي افتى بجوازها العلماء للزوجة امام زوجها والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/298)
ـ[ام الخطاب رشا]ــــــــ[25 - 10 - 09, 06:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(117/299)
شخص مسحور ويريد علاجا لا يخرم عقيدته!!
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[19 - 10 - 09, 08:07 م]ـ
أخ لنا في الله كان من خيرة الشباب وكان متوجهاً لطلب العلم ثم لما تزوج ظهرت عليه هو وزوجته أمور تدل على أن بينهم شيء غريب لأنهم تزوجوا عن رغبة كل منهما بالآخر فأصبحوا بعد اسبوع من زواجهم لا يطيقون بعض وأصبحوا إذا وضع أحدهم العطر على ملابسه يشمّون أجلكم الله رائحة مجاري، وغير ذلك كثير من الأمور التي تغيرت عندهما من الحالة الصحية إلى البغض لبعضهما البعض ولكن صبر الزوج عليها لأنها حملت وأنجبت منه ولداً فهو يقول: صبرت لأنني أريد الزوجة وهي امرأة صالحة ولكن متأكد أن هناك شي غريب في حياتنا، وآخر شيء استجد في موضوعهما أنه رأى في المنام مرتين منامات مزعجة جداً وعبّرها له أحد المعبرين بأنه مسحور هو وزوجته سحر تفريق بينهما ولاحول ولا قوة إلا بالله.
الرجل أعرفه شخصياً إخواني: صابر ومحتسب الأجر ولكنه يريد شيئاً شرعياً وطريقة يتخلص فيها من السحر الذي قال له المعبر أنه مشروب ولا يريد اللجوء إلا لله سبحانه وتعالى ولا يريد لا كهآن ولا سحره ولا غيرهم.
أفيدونا مأجورين فأخيكم محتآج لمشورتكم وحلولكم بعد تيسير الله له.
ـ[الحاج أحمد]ــــــــ[19 - 10 - 09, 08:12 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ..
لا أعظم وأنجع وأحسن من كتاب الله ..
خصوصا .. الفاتحة .. المعوذتان .. آية الكرسي .. آخر آيتين من سورة البقرة ..
والمهم .. المداومة .. المداومة ..
وإنما يشفي الله ..
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[19 - 10 - 09, 09:37 م]ـ
نسأل الله تعالى أن يشفيه وأن يفك السحر عن المسحورين ...
هذا من الابتلاء لعباد الله المؤمنين ليختبر صبره وإيمانه وصدق التجائه لربه ..
أولاً: عليه بالأذكار ولايتخلّف عنها مهما كان ..
ثانياً: قيام الليل والصبر على ذلك ..
ثالثاً: الانطراح بين الله تعالى والافتقار إليه والانكسار والذل والخضوع للجبار, وماصدق عبد الالتجاء إلى الله إلا أتته الفتوحات الربانية والمنح الآلهية ..
رابعاً: أكل سبع تمرات يومياً من تمر عجوة المدينة إن استطاع ..
خامساً: المكوث في المسجد حسب استطاعته ..
سادساً: عليه بسورة البقرة فهذه هي التي لايستطيعها السحرة يومياً .. وهذه مجربة من قِبَل أحد إخواني فقد ابتُلي والحمدلله عافاه الله من ذلك ...
سابعاً: ملازمة الأذكار المطلقة كالاستغفار والتسبيح وغيرها ...
ثامناً: كذلك أيضاً عليه بزيت الزيتون والحبة السوداء والعسل فإنها نافعة بإذن الله تعالى ...
تاسعاً: عليه بتلاوة القرآن ووضع المسجل في البيت لتشغيله على القرآن وخاصة البقرة ...
عاشراً وأخيراً:
أعلم أخي في الله أنك في مصيبة ولكن ثق تمام الثقة أنها ستنجلي وتذهب طالت أم قصرت فالصبر الصبر .. أعرف أحد الإخوة مثل قصة هذا الأخ ... ولكن عرف أخونا كيف يأتي فوفقه ربي .. والأن هو بصحة وعافية ويذهب ويروح مع امرأته بعد أن كان يكرهها وكان يكره الكتب .. والأن ماشاء الله يقرأ ويطّلع ويجلس في المسجد بعد أن كان لايطيقه .. والأن حُبّب إليه الذكر والجلوس في المسجد .. والحمدلله أولاً وآخراً ...
أسأل الله أن يحبب إليه أهله وأن يجمع بينهم على خير .. وأن يفك سحرهم وأن يعجل بفرجهم ...
محبك أبوراكان ...
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 09:48 م]ـ
أسأل الله أن يشفيهم ..
هل ذهب إلى قارئ ثقة ... وواصل معه فسيستفيد إفادة عظيمة بإذن الله
الحجامة أيضا أمرها عظيم .. ولعلك تراسل مراسلة خاصة في هذا المنتدى المبارك مع الشيخ الألفي ابحث عن أي موضوع أو رد له واكتب له رسالة خاصة فسيرشدك بإذن الله
هل هو في السعودية؟ لعلنا ندله على من يرقي الرقية الشرعية ..
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[20 - 10 - 09, 12:35 ص]ـ
عليك بمنتدى الخير للرقية الشرعية
ففيه خير معين بعد الله
وعليه أن يصبر ويعتبر مشاعره بالكره تجاه زوجته وهمية ولا يقيم لها وزنا
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 12:54 ص]ـ
السحر المشروب امره سهل بأذن الله والحمد لله هناك اعشاب تشرب فيلقي المسحور ما في جوفه
وهذه الاعشاب معروفة عند اهل الاختصاص مع الرقية الشرعية ومداومة الاذكار وسورة البقرة
نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيه
نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/300)
نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيه
نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيه
نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيه
نسال الله العظيم ربنسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيه العرش العظيم ان يشفيه
ـ[أم ديالى]ــــــــ[20 - 10 - 09, 02:57 ص]ـ
انصحه بسماع شريط اسباب منسية للشيخ الجبير ذكر علاجا للسحر، وهذا رابط المحاضرة الرائعة:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=22157
وانصحه كذلك بالاستغفار فانه يعجل بالشفاء بإذن الله.
واقرأ قصة هذا الاخ الذي اصيب بالسحر فعالجه بالاستغفار يقول:
كانت حكايتى مع السحر ولزمت الاستغفار واشتريت مجموعه من السبح لان الشياطين كانت تقطع السبح طبعا مو الشياطين ولكن تسلط عليها الابناء فيقطعونها او تختفى خلف السرير او دولاب الملابس لذلك اشتروا كميه منها 20 سبحه وخلوا فى غرفه النوم عند السرير 2 وفى شنطه يدك 2 وفى السيارة 2 وفى مكان عملك اذا كنت موظفه 2 واحتفظى بالباقي
لايجيكم واحد مايعرف شى ويقول هذا شغل الصوفيه فقد سؤال سماحه الشيخ عبدالعزيز بن باز عن استخدام السبحه فقال ان كانت تساعدك فلا يمنع
وفي سؤال لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (اللقاء المفتوح 3/ 30) عن التسبيح بالمسبحة هل هي بدعة فأجاب: التسبيح بالمسبحة تركه أولى وليس ببدعة لأن له أصلا وهو تسبيح بعض الصحابة بالحصى، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى أن التسبيح بالأصابع أفضل وقال " اعقدن - يخاطب النساء - بالأنامل فإنهن مستنطقات " فالتسبيح بالمسبحة ليس حراما ولا بدعة لكن تركه أولى لأن الذي يسبح بالمسبحة ترك الأولى وربما يشوب تسبيحه شيء من الرياء لأننا نشاهد بعض الناس يتقلد مسبحة فيها ألف خرزة كأنما يقول للناس: انظروني إني أسبح ألف تسبيحة، ثالثا: أن الذي يسبح بالمسبحة في الغالب يكون غافل القلب ولهذا تجده يسبح بالمسبحة وعيونه في السماء وعلى اليمين وعلى الشمال مما يدل على غفلة قلبه فالأولى أن يسبح الإنسان بأصابعه والأولى أن يسبح باليد اليمنى دون اليسرى لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه ولو سبح بيديه جميعا فلا بأس لكن الأفضل أن يسبح بيده اليمنى فقط.ا. هـ.
هذا للانسان العادى فكيف الانسان المريض الذى يحتاج الى تذكير خاصه ان جميع المرضى يصيبهم التشتيت والنسيان
طبعا التسبيح باليد افضل لكن
هذا لمن اراد ان يسبح عقب الصلاة اما من يريد ان يكون لسانه رطب بذكر الله وتكون صحيفته فيها كلها استغفار وذكر وتسمو روحه ويشفى صدره وينور قلبه فعليه باستخدامها فهى تساعده كثيرا
المهم لزمت الاتستغفار 24 ساعه فى المنزل فى السيارة على السرير واذا استيقظت من النوم اواصل استغفار وبعد 3شهور بداء الوضع يتغير قليلا قليل وبعد ان فقدت وظيفتى رزقنى الله وظيفه افضل منها بل خيرت بين 3 وظائف اخترت افضلها ثم فرج الله عليه وابطل السحر ثم فرج الله عليه وبدات اسدد ديونى وهذا بفضله وكرمه ومنه وعفوه
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[20 - 10 - 09, 05:52 ص]ـ
الحآج أحمد
ابو راكان الوضاح
ابو البراء
إسلام سلامة
عمر الحيدي
أم ديآلى
أسأل الله أن يغفر لكم ووالديكم وذرياتكم وأن يجعلكم من أهل العلم العاملين وأن يفقهكم في الدين.
ـ[الدسوقي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 06:48 ص]ـ
... قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله:
((ومن علاج السحر بعد وقوعه أيضا وهو علاج نافع للرجل إذا حبس من جماع أهله أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصب عليه من الماء ما يكفيه للغسل , ويقرأ فيها آية الكرسي و (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) وآيات السحر التي في سورة الأعراف , وهي قوله سبحانه: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} (3) {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (4) {فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ} (5) والآيات التي في سورة يونس وهي قوله سبحانه: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} (6) {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/301)
مُلْقُونَ} (7) {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} (8) {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (9) والآيات التي في سورة طه {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} (1) {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (2) {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} (3) {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى} (4) {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (5)
وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله, وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء)).
وقال: ((وإن قرأ هذه الرقية والدعاء في ماء ثم شرب منه المسحور واغتسل بباقيه كان هذا من أسباب الشفاء والعافية بإذن الله، وإن جعل في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان هذا أيضا من أسباب الشفاء، وقد جرب هذا كثيرا ونفع الله به، وقد فعلناه مع كثير من الناس فنفعهم الله بذلك. فهذا دواء مفيد ونافع للمسحورين وهكذا ينفع هذا الدواء لمن حبس عن زوجته؛ لأن بعض الناس قد يحبس عن زوجته فلا يستطيع جماعها، فإذا استعمل هذه الرقية وهذا الدعاء نفعه بإذن الله، سواء قرأه على نفسه أو قرأه عليه غيره أو قرأه في ماء ثم شرب منه واغتسل بالباقي - كل هذا نافع بإذن الله للمسحور والمحبوس عن زوجته، وهذه من الأسباب، والله سبحانه وتعالى هو الشافي وحده، وهو على كل شيء قدير، بيده جل وعلا الدواء والداء، وكل شيء بقضائه وقدره سبحانه، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله»، وهذا فضل منه سبحانه وتعالى. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل))
وقال: ((وهذه الآيات مما ينفع الله بها في رقية السحر , وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة , وآية الكرسي , وبقل هو الله أحد والمعوذتين في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور , أو محبوس عن زوجته فإنه يشفى بإذن الله , إن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسبا , كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في (فتح المجيد) عن بعض أهل العلم في باب (ما جاء في النشرة).
ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث , وهي: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (1) و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (2) و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (3) ثلاث مرات.
والمقصود: أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء: وهو السحر , ويعالج به أيضا من حبس عن زوجته , وقد جرب ذلك كثيرا فنفع الله به , وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى , وقد يعالج بقل هو الله أحد والمعوذتين وحدها ويشفى.
ومن المهم جدا أن يكون المعالج والمعالج عندهما إيمان صادق , وعندهما ثقة بالله , وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور , وأنه متى شاء شيئا كان , وإذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى , فالأمر بيده جل وعلا , ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن , فعند الإيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإذن الله وبسرعة , وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية.
نسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يرضيه , إنه سميع قريب)).
وقال: ((ولا حرج في القراءة في الماء والزيت في علاج المريض والمسحور والمجنون , ولكن القراءة على المريض بالنفث عليه أولى وأفضل وأكمل. قال:وقد قرأ صلى الله عليه وسلم في ماء لثابت بن قيس رضي الله عنه، وأمر بصبه عليه، كما روى ذلك أبو داود في الطب بإسناد حسن. قال: وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا» رواه مسلم وأبو داود واللفظ له.
وهذا الحديث الصحيح يعم الرقية للمريض على نفسه وفي الماء والزيت ونحوهما , والله ولي التوفيق)).ا. هـ
من مجموع فتاوي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/302)
*** هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
________________________ (يتبع) ________________________
ـ[الدسوقي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 06:52 ص]ـ
((علاج السحر، وكيفية الرقية، وذكر الآيات والأذكار التي يرقى بها))
... وسئل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله:
س 1: ما العلاج لمن به صرف أو عطف أو سحر؟ وكيف يمكن للمؤمن أن ينجو من ذلك ولا يضره فعله؟ وهل هناك أدعية أو ذكر من القرآن والسنة لذلك الشيء؟.
ج 1: هناك أنواع من العلاج:
أولا: ينظر فيما فعله الساحر , إذا عرف أنه مثلا جعل شيئا من الشعر في مكان , أو جعله في أمشاط , أو في غير ذلك , إذا عرف أنه وضعه في المكان الفلاني أزيل هذا الشيء وأحرق وأتلف فيبطل مفعوله ويزول ما أراده الساحر.
ثانيا: أن يلزم الساحر إذا عرف أن يزيل ما فعل , فيقال له: إما أن تزيل ما فعلت أو تضرب عنقك , ثم إذا أزال ذلك الشيء يقتله ولي الأمر; لأن الساحر يقتل على الصحيح بدون استتابة , كما فعل ذلك عمر رضي الله تعالى عنه , وقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «حد الساحر ضربه بالسيف» (1)، ولما علمت حفصة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أن جارية لها تتعاطى السحر قتلتها.
ثالثا: القراءة؛ فإن لها أثرا عظيما في إزالة السحر؛ وهو أن يقرأ على المسحور أو في إناء آية الكرسي وآيات السحر التي في سورة الأعراف , وفي سورة يونس , وفي سورة طه , ومعها سورة الكافرون , وسورة الإخلاص , والمعوذتين , ويدعو له بالشفاء والعافية , ولا سيما بالدعاء الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو: «اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما» (1). ومن ذلك ما رقى به جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم، وهو: «باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك» (2) ويكرر هذه الرقية ثلاثا , ويكرر قراءة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (3) و (المعوذتين) ثلاثا.
ومن ذلك أن يقرأ ما ذكرناه في ماء ويشرب منه المسحور , ويغتسل بباقيه مرة أو أكثر حسب الحاجة , فإنه يزول بإذن الله تعالى , وقد ذكر هذا العلماء رحمهم الله , كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في كتاب: (فتح المجيد شرح كتاب التوحيد) في باب (ما جاء في النشرة) وذكره غيره.
رابعا: أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر ويدقها ويجعلها في ماء ويقرأ فيه ما تقدم من الآيات والسور السابقة والدعوات فيشرب منه ويغتسل , كما أن ذلك ينفع في علاج الرجل إذا حبس عن زوجته فتوضع السبع الورقات من السدر الأخضر في ماء فيقرأ فيه ما سبق ثم يشرب منه ويغتسل , فإنه نافع بإذن الله جل وعلا.
والآيات التي تقرأ في الماء وورق السدر الأخضر بالنسبة للمسحورين , ومن حبس عن زوجته ولم يجامعها هي كما يلي:
1 - قراءة الفاتحة.
2 - قراءة آية الكرسي من سورة البقرة , وهي قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}
3 - قراءة آيات الأعراف , وهي قوله تعالى: {قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} (1) {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} (2) {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} (3) {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ} (4) {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} (5) {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} (6) {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} (7) {وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ} (8) {قَالَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/303)
نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (9) {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ} (10) {قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} (11) {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} (12) {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (13) {فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ} (14) {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ} (15) {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (16) {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} (17)
4 - قراءة آيات في سورة يونس , وهي قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} (18) {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ} (19) {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} (20) {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (21)
5 - قراءة آيات في سورة طه , وهي قوله عز وجل: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} (22) {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} (23) {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} (24) {قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى} (25) {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (26)
6 - قراءة سورة الكافرون.
7 - قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين: وهما سورة الفلق والناس (ثلاث مرات).
8 - قراءة بعض الأدعية الشرعية مثل: " اللهم رب الناس , أذهب البأس , اشف أنت الشافي , لا شفاء إلا شفاؤك , شفاء لا يغادر سقما " (ثلاث مرات) فهذا طيب , وإذا قرأ مع ذلك " باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك , ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك , باسم الله أرقيك " (ثلاث مرات) فهذا طيب.
وإن قرأ ما سبق على المسحور مباشرة ونفث على رأسه أو على صدره فهذا من أسباب الشفاء بإذن الله أيضا كما تقدم)) اهـ.
* وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[22 - 10 - 09, 10:21 ص]ـ
جزاك الله الجنة أخي الدسوقي
ـ[أم الجوري]ــــــــ[22 - 10 - 09, 12:37 م]ـ
ياخووي رااح تلقى الحل لصديقك .. بمنتدى الشيخ عبدالله الخليفه
فاهوو يعالج المسحوورين والعين وكل شيء باموور شرعيه وطبيه ومع القران والررقيه ..
عسى تستفيد منه ...
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[25 - 10 - 09, 06:43 م]ـ
نسأل الله رب العرش العظيم أن يمن عليه وعلي زوجه بالشفاء العاجل وأن يحفظناو إخواننا من شر كل ساحر وحاقد وحاسد
ـ[الدسوقي]ــــــــ[07 - 11 - 09, 11:57 م]ـ
شفى الله مرضى المسلمين، وجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[08 - 11 - 09, 09:28 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
إضافة لما تكرم به الأخوة من قراءة القرآن خصوصا الكرسي والمعوذات فأنصح الكريم بالإكثار من الآذان في البيت وفي الأماكن الفارغة من الناس لما للآذان من تأثير شديد على الشيطان قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا أُذِّنَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ أَقْبَلَ فَإِذَا ثُوِّبَ أَدْبَرَ فَإِذَا سَكَتَ أَقْبَلَ فَلَا يَزَالُ بِالْمَرْءِ يَقُولُ لَهُ اذْكُرْ مَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى لَا يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى) متفق عليه.
قال ابن عبد البر في التمهيد: ويدل هذا على ان للآذان من التأثير الشديد والفزع على الشيطان ما ليس لقراءة القرآن والصلاة .... ولأن فيه الصدع بدين الله عاليا ............
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/304)
أما الذهاب لقاريء ليقرأ عليه القرآن من المتخصصين بفك السحر وتخريج الجن فلم يكن من فعل السلف الصالح والتابعين لهم بإحسان.
(حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه المتفق عليه-لدغ سيد الحي- ليس دليلا على ذلك لأسباب منها:1 - أنه قرأ على كافر وليس مسلم 2 - قرأ لمرة واحدة ولم يتخذ ذلك اختصاص له حيث في ذلك تزكية للنفس 3_قرأ من اللدغ أو مرض عضوي وليس للسحر وتخريج الجن)
هذا والله أعلم
ـ[الدسوقي]ــــــــ[12 - 11 - 09, 03:16 ص]ـ
... عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ "
أخرجه البخاري (10/ 165) و اللفظ له و مسلم (7/ 18).
* قال في فيض القدير: ("اسْتَرْقُوا لَهَا" أي اطلبوا لها من يرقيها، وفيه مشروعية الرقية فلا يعارضه النهي عن الرقية في عدة أحاديث كقوله في الحديث الآتي الذين لا يسترقون ولا يكتوون لأن الرقية المأذون فيها هي ما كانت بما يفهم معناه ويجوز شرعا مع اعتقاد أنها لا تؤثر بذاتها بل بتقديره تعالى والمنهي عنها ما فقد فيها شرط من ذلك) اهـ
* روى ابن وهب عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: " بلغنى عن رجال من أهل العلم أنهم كانوا يقولون إن رسول الله نهى عن الرقى حتى قدم المدينة، وكان الرقى فى ذلك الزمان فيها كثير من كلام الشرك، فلما قدم المدينة لدغ رجل من أصحابه، قالوا: يارسول الله قد كان آل حزم يرقون من الحمة، فلما نهيت عن الرقى تركوها، فقال رسول الله عليه السلام ادعوا إلى عمارة - وكان قد شهد بدرًا - فقال: اعرض على رقيتك. فعرضها عليه فلم ير بها بأسًا، وأذن له فيها". هذا مرسل.
* مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ
دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَشْتَكِي وَيَهُودِيَّةٌ تَرْقِيهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ارْقِيهَا بِكِتَابِ اللَّهِ "
أخرجه مالك في " الموطأ " (3/ 121) و ابن أبي شيبة (8/ 50 / 3663) و البيهقي (9/ 349)، وهو صحيح متصل.
* قل ابن عبد البر في " التمهيد " (5/ 278) جازما بنسبته إلى الصديق: " و قد جاء عن أبي بكر الصديق كراهية الرقية بغير كتاب الله، و على ذلك العلماء، وأباح لليهودية أن ترقي عائشة بكتاب الله ".
* وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنْ الرَّجُلِ يَرْقِي وَيَنْشُرُ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ بِالْكَلَامِ الطَّيِّبِ.
* عن الربيع قال سألت الشافعي عن الرقية فقال لا بأس ان يرقى الرجل بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله فقلت أيرقى اهل الكتاب المسلمين؟ فقال نعم إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وذكر الله فقلت وما الحجة في ذلك؟ فقال غير حجة (يعني ليست حجة واحدة بل كثير) واما رواية صاحبنا وصاحبك فان مالكا أخبرنا عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن ابا بكر رضى الله عنه (دخل على عائشة وهى تشتكى ويهودية ترقيها، قال ارقيها بكتاب الله (قال البيهقي رحمه الله): والاخبار فيما رقى به النبي صلى الله عليه وسلم ورقى به وفيما تداوى به وأمر بالتداوي به كثيرة).
* قَالَ الشَّيْخ شَمْس الدِّين بْن الْقَيِّم رَحِمَهُ اللَّه:
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَة " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرهَا أَنْ تَسْتَرِقِي مِنْ الْعَيْن ".
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أُمّ سَلَمَة " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجَارِيَةٍ فِي بَيْت أُمّ سَلَمَة، رَأَى بِوَجْهِهَا سَفْعَة، فَقَالَ: بِهَا نَظْرَة، فَاسْتَرْقُوا لَهَا " يَعْنِي بِوَجْهِهَا صُفْرَة.
وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ جَابِر قَالَ: " رَخَّصَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِآلِ حَزْم بِرُقْيَةِ الْحَيَّة ".
وَقَالَ لِأَسْمَاء بِنْت عُمَيْس " مَا لِي أَرَى أَجْسَام بَنِي أَخِي ضَارِعَة، أَتُصِيبُهُمْ الْحَاجَة؟ قَالَتْ: لَا، وَلَكِنَّ الْعَيْن تُسْرِع إِلَيْهِمْ، قَالَ: اِرْقِيهِمْ، قَالَ: فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ: اِرْقِيهِمْ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/305)
وَفِي صَحِيح مُسْلِم أَيْضًا عَنْ جَابِر قَالَ " لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا عَقْرَب، وَنَحْنُ جُلُوس مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُل: يَا رَسُول اللَّه، أَرْقِي لَهُ؟ قَالَ: " مَنْ اِسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَع أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ ".
وَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث جَابِر " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الرُّقَى ".
فَهَذَا لَا يُعَارِض هَذِهِ الْأَحَادِيث، فَإِنَّهُ إِنَّمَا نَهَى عَنْ الرُّقَى الَّتِي تَتَضَمَّن الشِّرْك، وَتَعْظِيم غَيْر اللَّه سُبْحَانه، كَغَالِبِ رُقَى أَهْل الشِّرْك.
وَالدَّلِيل عَلَى هَذَا: مَا رَوَاهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث عَوْف بْن مَالِك الْأَشْجَعِيّ قَالَ " كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّة، فَقُلْنَا: يَا رَسُول اللَّه، كَيْف تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: اِعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ.
لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْك ".
وَفِي حَدِيث النَّهْي أَيْضًا: مَا يَدُلّ عَلَى ذَلِكَ.
فَإِنَّ جَابِرًا قَالَ " نَهَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرُّقَى، فَجَاءَ آل عَمْرو بْن حَزْم إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُول اللَّه، إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدنَا رُقْيَة نَرْقِي بِهَا مِنْ الْعَقْرَب، وَإِنَّك نَهَيْت عَنْ الرُّقَى، قَالَ فَاعْرِضُوهَا عَلَيَّ، فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا أَرَى بِهَا بَأْسًا، مَنْ اِسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَع أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ " رَوَاهُ مُسْلِم.
وَهَذَا الْمَسْلَك فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث وَأَمْثَالهَا: فِيمَا يَكُون الْمَنْهِيّ عَنْهُ نَوْعًا، وَالْمَأْذُون فِيهِ نَوْعًا آخَر، وَكِلَاهُمَا دَاخِل تَحْت اِسْم وَاحِد مَنْ تَفَطَّنَ لَهُ زَالَ عَنْهُ اِضْطِرَاب كَثِير، يَظُنّهُ مَنْ لَمْ يُحِطْ عِلْمًا بِحَقِيقَةِ الْمَنْهِيّ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ الْجِنْس، وَالْمَأْذُون فِيهِ مُتَعَارِضًا، ثُمَّ يَسْلُك مَسْلَك النَّسْخ، أَوْ تَضْعِيف أَحَد الْأَحَادِيث.
وَأَمَّا هَذِهِ الطَّرِيقَة فَلَا يَحْتَاج صَاحِبهَا إِلَى رُكُوب طَرِيق النَّسْخ، وَلَا تَعَسُّف أَنْوَاع الْعِلَل.
وَقَدْ يَظْهَر فِي كَثِير مِنْ الْمَوَاضِع، مِثْل هَذَا الْمَوْضِع، وَقَدْ يَدِقّ وَيَلْطُف فَيَقَع الِاخْتِلَاف بَيْن أَهْل الْعِلْم، وَاَللَّه يُسْعِد بِإِصَابَةِ الْحَقّ مَنْ يَشَاء، وَذَلِكَ فَضْله يُؤْتِيه مَنْ يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْل الْعَظِيم) ا. هـ
* اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الفتوى رقم (14746)
س: إنني زوجة مسلمة ولله الحمد، متزوجة منذ حوالي ثماني سنوات، ومشكلتي هي الآن أنني أكره المجامعة مع زوجي، وأحاول إرضاءه في كل حين خشية من ارتكاب ذنب، وطول هذه الفترة السابقة لم نرزق إلا بمولود واحد، ولم يحل لي النوم في فراش واحد مع زوجي، حاولت كثيرا ولم أستطع، وتلقيت بعض النصائح من بعض الأقارب أنني أعرض نفسي على بعض المشعوذين والكهنة؛ لذا أرجو من سماحتكم إرشادي إلى الحل الأسلم.
ج: لا يجوز الذهاب إلى الكهنة والمشعوذين والسحرة للعلاج عندهم وتصديقهم بما يقولون؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» (1) رواه مسلم، وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد» (2) - صلى الله عليه وسلم -، ولكن عليك بمعالجة نفسك بالقرآن والأذكار والأدعية الصحيحة، مثل تلاوة سورة الفاتحة وآية الكرسي والإخلاص والمعوذتين، وما صح من الأذكار والأدعية مما هو موجود في كتب الأذكار وفي كتاب (زاد المعاد) لابن القيم، ويجوز لك الذهاب إلى من يرقي بالقرآن والأذكار والأدعية الصحيحة. نسأل الله لك الشفاء العاجل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
... هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ـ[الدسوقي]ــــــــ[15 - 11 - 09, 12:34 ص]ـ
شفى الله مرضى المسلمين، وجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[ابراهيم العنزي]ــــــــ[07 - 02 - 10, 04:46 ص]ـ
ااامييين
ـ[أبو محمد الحلوانى]ــــــــ[08 - 02 - 10, 10:20 م]ـ
أخى الكريم نصيحة متمرس لا تستهين بأبسط الوسائل وتبحث عن غير المشهور وغير المعروف فإن
الاستعاذة وفاتحة الكتاب والمعوذتين والآذان لها فوائد وآثار مؤثرة ولكن أكثر الناس يعرض عنها لكونها معروفة ويتجه لأى شىء غير مشهور
كما أوصيك أخى الكريم بأعظم سلاح وأمضاه وهو الدعاء مع الالحاح وعدم القنوط والاستعجال وسبفرج عنه بإذن الله عز وجل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/306)
ـ[عبد الحكيم بن عبد القادر]ــــــــ[08 - 02 - 10, 11:35 م]ـ
نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يشفيه
ـ[ابو عبادة]ــــــــ[08 - 02 - 10, 11:36 م]ـ
هل ينفع ورق السدر اليابس في حال عدم توفر الاخضر؟
ـ[الدسوقي]ــــــــ[01 - 06 - 10, 04:58 ص]ـ
لا بد من ورق السدر الاخضر لأن به رغوة وعصارة لا توجد في اليابس، وفي حال عدم توفر الاخضر يكفي الرقية على الماء الطهور إن شاء الله، ولا تستخدم ورق السدر اليابس، والله أعلم.
وشفى الله مرضى المسلمين، وجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى من الجنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[02 - 06 - 10, 08:43 م]ـ
الأخوة والأخوات الأعزاء ....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .... فهناك لبسا واضحا في فهم كثيرا من الأحاديث وتوجيهها لتحقيق مصالح بعض (الرقاة) زورا- خصوصا في هذا الزمان ومن ذلك للحذر:
أولا:فحديث عوف بن مالك الأشجعي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=6201)- رضي الله عنه - قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله! كيف ترى في ذلك؟ فقال: " اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ". رواه مسلم.
وللأسف الشديد ما نجد أحدا من الذين يجوزون امتهان الرقيا بقراءة القرآن إلا يحتج بهذا الحديث، بالرغم من أنه يسأل رضي الله عنه عن رقى كانت عندهم في الجاهلية!!!!! أي قبل نزول القرآن وقبل البعثة المحمدية!! أي رقى مادية من عشب وخلطات وما شابه ذلك ... !! من الأمراض العادية وربما لدغة العقرب والأفعي وغير ذلك ........
ومثله حديث عمرو بن حزم
ثانيا: حديث أسماء بنة عميس رضي الله عنها: حيث قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة؟؟. قالت لا ولكن العين تسرع إليه قال أرقيهم قالت فعرضت عليه فقال أرقيهم" مسلم.
وهذا معناه أن ترقيهم هي رضي الله عنها ..... لأنه لو كان غير ذلك لرقاهم النبي صلى الله عليه وسلم
ثالثا: مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ
دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَشْتَكِي وَيَهُودِيَّةٌ تَرْقِيهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ارْقِيهَا بِكِتَابِ اللَّهِ "
أخرجه مالك في " الموطأ " (3/ 121) و ابن أبي شيبة (8/ 50 / 3663) و البيهقي (9/ 349
فلا يمكن أن يكون المعنى الرقيا بالقرآن .... ولا تفعل ذلك يهودية بأحب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم .....
ولكن معنى كتاب الله أي ما أحل في شرع الله أي تداويها بما هو حلال من الأدوية ... وهذا مثل قوله تعالى:
(والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم ........ الآية) 24 النساء.
قال ابو جعفر الطبري في معنى (كتاب الله) =" كتب الله تحريم ما حرم من ذلك وتحليل ما حلل من ذلك عليكم، كتابا" ونقل عن جماعة من السلف بمعنى ذلك بأسانيد اليهم منها ما هو على شرط البخاري. مثل ابراهيم النخعي ومحمد بن سيرين .... (راجع تفسير الآية في تفسير الطبري). وهذا المعني هو الأقوى ذلك كونها كافرة يهودية فقد خشي الصديق أن تداوي عائشة بما هو حرام من الأشربة أو الأطعمة وغيرها من الأدوية ... وهذا معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداوا بحرام" رواء أبو داوود وغيره بنفس المعنى ...
وربما كانت يهودية قبل أن تسلم ثم أسلمت فيما بعد!! لأن تعبير " كتاب الله يقصد به شرع الله!!.
إذا فمعنى الرقيا أي العلاج بالدواء العادي من أعشاب وغيره ...
مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب: " إنهم لا يسترقون ولا يكتوون .... " الحديث بطوله متفق عليه.
وليس بالقرآن ولو كان بالقرآن لكانت عائشة رضي الله عنها أولى الناس بذلك فهي زوج النبي صلى الله عليه وسلم, أقرب نسائه إليه، الصديقة ابنة الصديق المبرأة من فوق سبع سماوات ...............
ومع أنه ثبت أن عائشة رضي الله عنها كانت عالمة بالطب (في سيرتها للذهبي كثيرا من الآثار بذلك).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/307)
ولا يمكن أن يكون المعنى أن اليهودية على دينها ترقي بالقرآن فهذا لا يعقل أبدا وحيث أن اليهودية على دينها وهي تقول (افتراه ... مع أنها تعلم أنه الحق من رب العالمين ... )
وهذا غير السؤال عن شيء من التفسير .. وربما يطول شرح ذلك وليس هذا محله .......
رابعا:
وَعَنْ عَائِشَة " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرهَا أَنْ تَسْتَرِقِي مِنْ الْعَيْن ".
أي ترقي عائشة نفسها من العين حيث تصاب بها كثيرا خصوصا لمنزلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
وليس كما يظن البعض أن تلتمس راقيا ولو كان ذلك لرقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: "اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَة"َ متفق عليه.
قوله صلى الله عليه وسلم: "استرقوا لها" لا يعني إلا ارقوها!!! وإلا فبيت النبوة أولى أن يرقي بكتاب الله! ولو كان المعنى أن يلتمسوا من يقرأ عليها لرقاها هو صلى الله عليه وسلم ...
خامسا: أجاز بعض أهل العلم للراقي بما هو جائز أن يرقي وينشر , وهو منقول عن سعيد بن المسيب ومالك ... : فالراقي بما هو جائز من الأدوية أن يصاحب ذلك بالأدعية والذكر والتوكل على الله حيث أن الدواء بذاته لا ينفع ولا يضر إلا بإذن الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ..... والله أعلم.
فكل إنسان أولى أن يرقي بتلاوة آيات الله على نفسه وإن كان لا يحفظ شيئا فيرقي بالفاتحة أو يرقيه به أقرب الناس له ....
أولا: أنه لم يؤثر عن أحد من الصحابة التخصص في الرقيا من الجن والسحر والعين ... والله تعالى يقول:
(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 100.
ثانيا:" أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك فقالوا هل معكم من دواء أو راق فقالوا إنكم لم تقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا فجعلوا لهم قطيعا من الشاء فجعل يقرأ بأم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ فأتوا بالشاء فقالوا لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فضحك وقال وما أدراك أنها رقية خذوها واضربوا لي بسهم" متفق عليه.
فلو كان التخصص بذلك جائزا أو حتى معروفا: لكن ذلك الصحابي (والراجح أنه أبو سعيد الخدري) من أولى الناس به بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثا:
عن سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ قَالَ
اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا قَدْ احْمَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" فَقَالُوا لِلرَّجُلِ أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنِّي لَسْتُ بِمَجْنُونٍ.
فالشاهد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" ولم يقل لو قال أحد عليه أو قرأ عليه القرآن ............. الخ.
رابعا: وذكر ابن عبد البر في التمهيد وعن سحيم بن نوفل قال كنا عند عبدالله نعرض المصاحف فجاءت جارية أعرابية إلى رجل منا فقالت أن فلانا قد لقع مهرك بعينه وهو يدور في فلك لا يأكل ولا يشرب ولا يبول ولا يروث فالتمس له راقيا فقال
عبدالله لا نلتمس له راقيا ولكن ائته فانفخ في منخره الأيمن أربعا وفي الأيسر ثلاثا وقل لا بأس أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا يكشف الضر إلا أنت فقام الرجل فانطلق فما برحنا حتى رجع فقال لعبدالله فعلت الذي أمرتني به فما برحت حتى أكل وشرب وبال وارث.
فأمر عبد الله بن مسعود صاحب المهر أن يرقيه بنفسه. أَمَّن
خامسا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/308)
صاحب الحاجة أقرب إلى الإستجابة من راقي يرقي بالأجر أو غيره لأن الله تعالى يقول:
(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) النمل62 ..
أما ما كان من رقيا مادية من حجامة أو عشب أو كي فنعم .. فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو من الرقى ..... فلا يوجد ما يمنع شرعا من الإختصاص بذلك وذهاب الناس اليه وطلب الدواء عنده ...
لذا فالصحيح الثابت أنه لم يتخصص أحد برقيا الناس على عهد رسول الله ولا بعده ولا في القرون الخيرية ممن هو معتبر يقتدى به من أهل العلم والتقوى ... وجل ما فعله بعض أهل العلم هو القراءة لمرة أو مرات قليلة!! والمحزن أن البعض ينسب ذلك للإمام أحمد .... مع أنه كان شديد الفرار من تزكية نفسه ... بل وأين الفراغ الذي كان للإمام ليفعل ذلك!! وربما جاء الرجل من خرسان فيمكث شهورا حتى يتسنى له الدخول على الإمام!! رحمة الله عليه ....
أما ما يفعله البعض في هذا الزمان من الإختصاص بالرقيا بالقرآن واتخاذ ذلك مهنة له: ويجوز لنفسه بذلك –كضرورة- الإختلاء بالنساء والإمساك بهن بزعمهم إن ذلك ضروري للعلاج ... بل والضرب المبرح!! لإخراج الجن ...
ويتقاضى أجرا على ذلك! ومنهم من يتقاضى مبالغ باهظة جدا من الغرباء خاصة!! فمنهم من تقاضى مبلغ ألفي دينار أردني من مسلم فرنسي من أصل جزائري!! وقد رأيت هذا الشخص وجالسته مرارا وشكى لي أنه لم يشعر باي تغيير!!
بل لم يكن يعاني من شيء غير عادي أصلا!! غير أنه لم يكن ملتزما ثم تاب والتزم والحمد لله , لذا يبدو أن الشيطان اجتهد عليه ومكر به بشكل أشد! وقد نصحناه بقراءة القرآن والأذكار والإستمرار في ذلك ....... الخ.
وقد اتصل بعض الأخوة في الله مع ذلك الراقي ليستفسر عن سبب تقاضي ذلك المبلغ فما كان منه إلا أن أجابه بالشتم والسباب وأقذر الكلام!!!
وللأسف يتهافت البعض عليه وطلب الرقيا بالقرآن عنده!!
نفعنا الله وإياكم وشفانا ومرضى المسلمين من كل سوء ... والله أعلم والله الموفق ...
ـ[الدسوقي]ــــــــ[04 - 06 - 10, 07:00 ص]ـ
... عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ "
أخرجه البخاري (10/ 165) و اللفظ له و مسلم (7/ 18).
* قال في فيض القدير: ("اسْتَرْقُوا لَهَا" أي اطلبوا لها من يرقيها، وفيه مشروعية الرقية فلا يعارضه النهي عن الرقية في عدة أحاديث كقوله في الحديث الآتي الذين لا يسترقون ولا يكتوون لأن الرقية المأذون فيها هي ما كانت بما يفهم معناه ويجوز شرعا مع اعتقاد أنها لا تؤثر بذاتها بل بتقديره تعالى والمنهي عنها ما فقد فيها شرط من ذلك) اهـ
* روى ابن وهب عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: " بلغنى عن رجال من أهل العلم أنهم كانوا يقولون إن رسول الله نهى عن الرقى حتى قدم المدينة، وكان الرقى فى ذلك الزمان فيها كثير من كلام الشرك، فلما قدم المدينة لدغ رجل من أصحابه، قالوا: يارسول الله قد كان آل حزم يرقون من الحمة، فلما نهيت عن الرقى تركوها، فقال رسول الله عليه السلام ادعوا إلى عمارة - وكان قد شهد بدرًا - فقال: اعرض على رقيتك. فعرضها عليه فلم ير بها بأسًا، وأذن له فيها". هذا مرسل.
* مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ
دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تَشْتَكِي وَيَهُودِيَّةٌ تَرْقِيهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ ارْقِيهَا بِكِتَابِ اللَّهِ "
أخرجه مالك في " الموطأ " (3/ 121) و ابن أبي شيبة (8/ 50 / 3663) و البيهقي (9/ 349)، وهو صحيح متصل.
* قل ابن عبد البر في " التمهيد " (5/ 278) جازما بنسبته إلى الصديق: " و قد جاء عن أبي بكر الصديق كراهية الرقية بغير كتاب الله، و على ذلك العلماء، وأباح لليهودية أن ترقي عائشة بكتاب الله ".
* وَسُئِلَ مَالِكٌ عَنْ الرَّجُلِ يَرْقِي وَيَنْشُرُ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ بِالْكَلَامِ الطَّيِّبِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/309)
* عن الربيع قال سألت الشافعي عن الرقية فقال لا بأس ان يرقى الرجل بكتاب الله وما يعرف من ذكر الله فقلت أيرقى اهل الكتاب المسلمين؟ فقال نعم إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله وذكر الله فقلت وما الحجة في ذلك؟ فقال غير حجة (يعني ليست حجة واحدة بل كثير) واما رواية صاحبنا وصاحبك فان مالكا أخبرنا عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أن ابا بكر رضى الله عنه (دخل على عائشة وهى تشتكى ويهودية ترقيها، قال ارقيها بكتاب الله (قال البيهقي رحمه الله): والاخبار فيما رقى به النبي صلى الله عليه وسلم ورقى به وفيما تداوى به وأمر بالتداوي به كثيرة).
* قَالَ الشَّيْخ شَمْس الدِّين ابْن الْقَيِّم رَحِمَهُ اللَّه:
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَة " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرهَا أَنْ تَسْتَرِقِي مِنْ الْعَيْن ".
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أُمّ سَلَمَة " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجَارِيَةٍ فِي بَيْت أُمّ سَلَمَة، رَأَى بِوَجْهِهَا سَفْعَة، فَقَالَ: بِهَا نَظْرَة، فَاسْتَرْقُوا لَهَا " يَعْنِي بِوَجْهِهَا صُفْرَة.
وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ جَابِر قَالَ: " رَخَّصَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِآلِ حَزْم بِرُقْيَةِ الْحَيَّة ".
وَقَالَ لِأَسْمَاء بِنْت عُمَيْس " مَا لِي أَرَى أَجْسَام بَنِي أَخِي ضَارِعَة، أَتُصِيبُهُمْ الْحَاجَة؟ قَالَتْ: لَا، وَلَكِنَّ الْعَيْن تُسْرِع إِلَيْهِمْ، قَالَ: اِرْقِيهِمْ، قَالَ: فَعَرَضَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ: اِرْقِيهِمْ ".
وَفِي صَحِيح مُسْلِم أَيْضًا عَنْ جَابِر قَالَ " لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا عَقْرَب، وَنَحْنُ جُلُوس مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَجُل: يَا رَسُول اللَّه، أَرْقِي لَهُ؟ قَالَ: " مَنْ اِسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَع أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ ".
وَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث جَابِر " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الرُّقَى ".
فَهَذَا لَا يُعَارِض هَذِهِ الْأَحَادِيث، فَإِنَّهُ إِنَّمَا نَهَى عَنْ الرُّقَى الَّتِي تَتَضَمَّن الشِّرْك، وَتَعْظِيم غَيْر اللَّه سُبْحَانه، كَغَالِبِ رُقَى أَهْل الشِّرْك.
وَالدَّلِيل عَلَى هَذَا: مَا رَوَاهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث عَوْف بْن مَالِك الْأَشْجَعِيّ قَالَ " كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّة، فَقُلْنَا: يَا رَسُول اللَّه، كَيْف تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: اِعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ.
لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْك ".
وَفِي حَدِيث النَّهْي أَيْضًا: مَا يَدُلّ عَلَى ذَلِكَ.
فَإِنَّ جَابِرًا قَالَ " نَهَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرُّقَى، فَجَاءَ آل عَمْرو بْن حَزْم إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُول اللَّه، إِنَّهُ كَانَتْ عِنْدنَا رُقْيَة نَرْقِي بِهَا مِنْ الْعَقْرَب، وَإِنَّك نَهَيْت عَنْ الرُّقَى، قَالَ فَاعْرِضُوهَا عَلَيَّ، فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا أَرَى بِهَا بَأْسًا، مَنْ اِسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَع أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ " رَوَاهُ مُسْلِم.
وَهَذَا الْمَسْلَك فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث وَأَمْثَالهَا: فِيمَا يَكُون الْمَنْهِيّ عَنْهُ نَوْعًا، وَالْمَأْذُون فِيهِ نَوْعًا آخَر، وَكِلَاهُمَا دَاخِل تَحْت اِسْم وَاحِد مَنْ تَفَطَّنَ لَهُ زَالَ عَنْهُ اِضْطِرَاب كَثِير، يَظُنّهُ مَنْ لَمْ يُحِطْ عِلْمًا بِحَقِيقَةِ الْمَنْهِيّ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ الْجِنْس، وَالْمَأْذُون فِيهِ مُتَعَارِضًا، ثُمَّ يَسْلُك مَسْلَك النَّسْخ، أَوْ تَضْعِيف أَحَد الْأَحَادِيث.
وَأَمَّا هَذِهِ الطَّرِيقَة فَلَا يَحْتَاج صَاحِبهَا إِلَى رُكُوب طَرِيق النَّسْخ، وَلَا تَعَسُّف أَنْوَاع الْعِلَل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/310)
وَقَدْ يَظْهَر فِي كَثِير مِنْ الْمَوَاضِع، مِثْل هَذَا الْمَوْضِع، وَقَدْ يَدِقّ وَيَلْطُف فَيَقَع الِاخْتِلَاف بَيْن أَهْل الْعِلْم، وَاَللَّه يُسْعِد بِإِصَابَةِ الْحَقّ مَنْ يَشَاء، وَذَلِكَ فَضْله يُؤْتِيه مَنْ يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْل الْعَظِيم) ا. هـ
* اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الفتوى رقم (14746)
س: إنني زوجة مسلمة ولله الحمد، متزوجة منذ حوالي ثماني سنوات، ومشكلتي هي الآن أنني أكره المجامعة مع زوجي، وأحاول إرضاءه في كل حين خشية من ارتكاب ذنب، وطول هذه الفترة السابقة لم نرزق إلا بمولود واحد، ولم يحل لي النوم في فراش واحد مع زوجي، حاولت كثيرا ولم أستطع، وتلقيت بعض النصائح من بعض الأقارب أنني أعرض نفسي على بعض المشعوذين والكهنة؛ لذا أرجو من سماحتكم إرشادي إلى الحل الأسلم.
ج: لا يجوز الذهاب إلى الكهنة والمشعوذين والسحرة للعلاج عندهم وتصديقهم بما يقولون؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» (1) رواه مسلم، وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد» (2) - صلى الله عليه وسلم -، ولكن عليك بمعالجة نفسك بالقرآن والأذكار والأدعية الصحيحة، مثل تلاوة سورة الفاتحة وآية الكرسي والإخلاص والمعوذتين، وما صح من الأذكار والأدعية مما هو موجود في كتب الأذكار وفي كتاب (زاد المعاد) لابن القيم، ويجوز لك الذهاب إلى من يرقي بالقرآن والأذكار والأدعية الصحيحة. نسأل الله لك الشفاء العاجل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
... وأجر الراقي أحل وأطيب من أجر الطبيب، فأجر الراقي أكل منه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ورقى وأخذ أجرا على رقيته، بينما رد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طبيب المقوقس، وفي الحديث: " الله الطبيب "، وكان هناك رقاة متخصصون في عهده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمرهم أن يعرضوا عليه رقاهم وأجاز ما ليس فيه شرك. ويكفي قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ".
... فتوى مهمة في أخذ الأجرة على الرقية وفتح عيادة لذلك:
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: نسمع عن بعض المعالجين بالقرآن، يقرؤون قرآنا وأدعية شرعية على ماء أو زيت طيب لعلاج السحر، والعين والمس الشيطاني، ويأخذون على ذلك أجرا، فهل هذا جائز شرعا؟ وهل القراءة على الزيت أو الماء تأخذ حكم قراءة المعالج على المريض نفسه؟
فأجاب:
" لا حرج في أخذ الأجرة على رقية المريض، لما ثبت في الصحيحين (أن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم وفدوا على حي من العرب فلم يقروهم (أي: لم يضيفوهم) ولدغ سيدهم وفعلوا كل شيء؛ لا ينفعه , فأتوا الوفد من الصحابة رضي الله عنهم فقالوا لهم: هل فيكم من راق فإن سيدنا قد لدغ؟ فقالوا: نعم , ولكنكم لم تقرونا فلا نرقيه إلا بجُعْلٍ (أي: أجرة) فاتفقوا معهم على قطيع من الغنم , فرقاه أحد الصحابة بفاتحة الكتاب فشفي فأعطوهم ما جعل لهم فقال الصحابة فيما بينهم: لن نفعل شيئا حتى نخبر النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدموا المدينة أخبروه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: قد أصبتم) رواه البخاري (2115)، ومسلم (4080).
ولا حرج في القراءة في الماء والزيت في علاج المريض والمسحور والمجنون، ولكن القراءة على المريض بالنفث عليه أولى وأفضل وأكمل، وقد خرج أبو داود رحمه الله بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ لثابت بن قيس بن شماس في ماء وصبه عليه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا) مسلم (4079) وهذا الحديث الصحيح يعم الرقية للمريض على نفسه وفي الماء والزيت ونحوهما، والله ولي التوفيق " انتهى.
"مجموع فتاوى ابن باز" (19/ 338).
وسئل علماء اللجنة الدائمة: عن رجل يرقي الناس بأجرة ولا يعرف إلا بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم , ويرجع في ذلك إلى كتب أهل العلم الموثوقين؟
فأجابوا:
" إذا كان الواقع منك كما ذكرت أنك تعالج المرضى بالرقية الشرعية , وأنك لم ترق أحدا إلا بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنك تتحرى الرجوع في ذلك إلى ما ذكره العلامة ابن تيمية رحمه الله في كتبه المعروفة، وما كتبه العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في "زاد المعاد" وأمثالهما من كتب أهل السنة والجماعة فعملك جائز، وسعيك مشكور ومأجور عليه إن شاء الله، ولا بأس بأخذك أجرا عليه؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي أشرت إليه في سؤالك " انتهى.
وحديث أبي سعدي هو الحديث المتقدم في رقية الرجل الذي لدغ بالفاتحة.
وحيث جازت الرقية، وجاز أخذ الأجر عليها، فلا فرق بين أن يكون ذلك في البيت، أو في محل مستأجر، أو في دار خاصة، دفعا للحرج والمشقة عن أهل المنزل. ولا وجه لمن منع ذلك بحجة أنه لم يعرف عن السلف التكسب بهذه الطريقة، فإنه إذا ثبت أن العمل مباح، وأن الأجرة عليه جائزة، كان القول بتحريم هذه المهنة قولا بغير علم.
وقد قال البخاري في "صحيحه" في كتاب الإجارة: " باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب. وقال ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله) " انتهى.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/60162
... هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/311)
ـ[أبو إلياس آل علي]ــــــــ[04 - 06 - 10, 07:15 ص]ـ
البقرة ثم البقرة ثم البقرة
وليعلم يقيناً أن ما أصابه لم يكن ليخطئه
وأن الشافي هو الله
وأن الله عزوجل يبتلي ليهذب ليس ليعذب فهذا تمحيص له ولزوجته الصالحة
اصبر يا أخي
ومتى ما تحقق لديك يقينا ومن قلبك بأن الله هو الوحيد الذي يرفع الضر عن عباده
فعلم أن البلاء قد زال
ولا يغلب عسر يسريين
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيكما ويجمع لكما بين الأجر والعافية
ـ[الدسوقي]ــــــــ[04 - 06 - 10, 07:25 ص]ـ
... عن يعلى بن مرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:
" سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا، ... ، وأتته امرأة فقالت: إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدنيه، فأدنته منه، فتفل في فيه و قال: اخرج عدو الله أنا رسول الله، ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبلته و معها كبشان و أقط و سمن، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ هذا الكبش، فاتخذ منه ما أردت، فقالت: و الذي أكرمك ما رأينا به شيئا منذ فارقتنا ".
رواه أحمد والحاكم، و قال المنذري في " الترغيب " (3/ 158): " و إسناده جيد ". وقال الألباني في الصحيحة (485): " الحديث بهذه المتابعات جيد. و الله أعلم " اهـ.
... فأجر الراقي أحل وأطيب من أجر الطبيب، فأجر الراقي أكل منه النبي ورقى وأخذ أجرا على رقيته، بينما رد طبيب المقوقس، وفي الحديث: " الله الطبيب "، وكان هناك رقاة متخصصون في عهده أمرهم أن يعرضوا عليه رقاهم وأجاز ما ليس فيه شرك. ويكفي قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ".
ـ[الدسوقي]ــــــــ[04 - 06 - 10, 07:36 ص]ـ
... قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
" وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك والحس والوجود شاهد به وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها ...
وهذا التأويل نشأ لهم من جهلهم بهذه الأرواح وأحكامها وتأثيراتها وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده
ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع وأمر من جهة المعالج فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان فإن هذا نوع محاربة والمحارب لا يتم له الإنتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا وأن يكون الساعد قويا فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل فكيف إذا عدم الأمران جميعا: يكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ولا سلاح له
والثاني: من جهة المعالج بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله: اخرج منه أو بقول: بسم الله أو بقول لا حول ولا قوة إلا بالله والنبى صلى الله عليه و سلم كان يقول: [اخرج عدو الله أنا رسول الله]
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول: قال لك الشيخ: اخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب فيفيق المصروع ولا يحس بألم وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا
وكان كثيرا ما يقرأ في أذن المصروع: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} [المؤمنون: 115]
وحدثني أنه قرأها مرة في أذن المصروع فقالت الروح: نعم ومد بها صوته قال: فأخذت له عصا وضربته بها في عروق عنقه حتى كلت يداي من الضرب ولم يشك الحاضرون أنه يموت لذلك الضرب ففي أثناء الضرب قالت: أنا أحبه فقلت لها: هو لا يحبك قالت: أنا أريد أن أحج به فقلت لها: هو لا يريد أن يحج معك فقالت: أنا أدعه كرامة لك قال: قلت: لا ولكن طاعة لله ولرسوله قالت: فأنا أخرج منه قال: فقعد المصروع يلتفت يمينا وشمالا وقال: ما جاء بي إلى حضرة الشيخ قالوا له: وهذا الضرب كله؟ فقال: وعلى أي شئ يضربني الشيخ ولم أذنب ولم يشعر بأنه وقع به ضرب البتة
وكان يعالج بآية الكرسي وكان يأمر بكثرة قراءتها المصروع ومن يعالجه بها وبقراءة المعوذتين
وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والايمانية فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا
ولو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى هذه الأرواح الخبيثة وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ولا يمكنها الإمتناع عنها ولا مخالفتها وبها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة وبالله المستعان " اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/312)
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[04 - 06 - 10, 11:21 ص]ـ
... عن يعلى بن مرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:
" سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا، ... ، وأتته امرأة فقالت: إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدنيه، فأدنته منه، فتفل في فيه و قال: اخرج عدو الله أنا رسول الله، ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رجعنا فأعلمينا ما صنع. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبلته و معها كبشان و أقط و سمن، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ هذا الكبش، فاتخذ منه ما أردت، فقالت: و الذي أكرمك ما رأينا به شيئا منذ فارقتنا ".
رواه أحمد والحاكم، و قال المنذري في " الترغيب " (3/ 158): " و إسناده جيد ". وقال الألباني في الصحيحة (485): " الحديث بهذه المتابعات جيد. و الله أعلم " اهـ.
... فأجر الراقي أحل وأطيب من أجر الطبيب، فأجر الراقي أكل منه النبي ورقى وأخذ أجرا على رقيته، بينما رد طبيب المقوقس، وفي الحديث: " الله الطبيب "، وكان هناك رقاة متخصصون في عهده أمرهم أن يعرضوا عليه رقاهم وأجاز ما ليس فيه شرك. ويكفي قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ".
بارك الله بكم وأحسن إليكم
المحزن أن بعض الناس حاليا يمتهن التفل على الناس أو يتفل لهم في ماء فيشربوه ... محتجا بهذا الأثر ...........
وما هذه الكرامات إلا خاصة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - .... ولم يؤثر عن خير أمة أخرجت للناس أنهم كانوا يفعلون ذلك!!! مثل ما يفعل رقاة هذا الزمان ... !
ـ[الدسوقي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 03:49 ص]ـ
بارك الله بكم وأحسن إليكم
المحزن أن بعض الناس حاليا يمتهن التفل على الناس أو يتفل لهم في ماء فيشربوه ... محتجا بهذا الأثر ...........
وما هذه الكرامات إلا خاصة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - .... ولم يؤثر عن خير أمة أخرجت للناس أنهم كانوا يفعلون ذلك!!! مثل ما يفعل رقاة هذا الزمان ... !
لا تتعجل بارك الله فيك، ولا تنف أو تكذب بما لم تحط به:
* عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَيِّ فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَعَمْ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْقِي وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدْ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنْ الْغَنَمِ فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ قَالَ فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمْ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ اقْسِمُوا فَقَالَ الَّذِي رَقَى لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ثُمَّ قَالَ قَدْ أَصَبْتُمْ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رواه البخاري ومسلم
وفي رواية: " فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ فَبَرَأَ "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/313)
* الصحابي تفل على المريض، والنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صوبه وأقره؛ فهي سنة، فالرجاء من أخي أبي عامر الصقر ألا يتعجل.
ـ[الدسوقي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 04:03 ص]ـ
وجود الرقاة في عهده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإذنه لهم بالرقية وتعليمها ما لم تكن شركا
" ارقيه، و علميها حفصة، كما علمتيها الكتاب، و في رواية الكتابة ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 289:
أخرجه الحاكم (4/ 56 - 57) من طريق إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان حدثنا
إسماعيل بن محمد بن سعد أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي حدثه أن رجلا
من الأنصار خرجت به نملة، فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة،
فجاءها فسألها أن ترقيه، فقالت: و الله ما رقيت منذ أسلمت، فذهب الأنصاري
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالت الشفاء، فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم الشفاء، فقال اعرضي علي، فعرضتها عليه فقال: فذكر الحديث
و قال: " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي.
قلت: و قد تابع إبراهيم بن سعد عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، و لكنه
خالفه في السند و المتن.
أما السند فقال: عن صالح بن كيسان عن أبي بكر بن عبد الرحمن ابن سليمان بن أبي
حثمة عن الشفاء بنت عبد الله. فأسقط منه إسماعيل بن محمد بن سعد.
و أما المتن فرواه بلفظ:
" دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم و أنا عند حفصة، فقال لي: ألا تعلمين
هذه رقية النملة، كما علمتها الكتابة؟ ".
فلم يذكر فيه عرضها الرقية عليه صلى الله عليه وسلم و أمره إياها بالرقية،
و ستعلم أهمية ذلك في فهم الحديث على الوجه الصحيح قريبا إن شاء الله تعالى.
أخرجه أحمد (6/ 372) و أبو داود (2/ 154) و الطحاوي في " شرح معاني
الآثار " (2/ 388) و النسائي أيضا كما في " الفتاوي الحديثية " للسخاوي
(81/ 2) و " نيل الأوطار " للشوكاني (8/ 176).
و الرواية الأولى أصح لوجهين:
الأول: أن إبراهيم بن سعد أحفظ من مخالفه عبد العزيز بن عمر.
فإنهما و إن كان الشيخان قد احتجا بهما كليهما، فإن الأول قال فيه الحافظ في
" التقريب ": " ثقة حجة: تكلم فيه بلا قادح ". و أما الآخر، فقال فيه:
" صدوق يخطىء "، و لهذا أورده الذهبي في " الميزان " و في " الضعفاء "، و لم
يورد الأول.
الثاني: أن إبراهيم معه زيادة في السند و المتن، و زيادة الثقة مقبولة كما هو
معروف.
و قد تابعه في الجملة محمد بن المنكدر عن أبي بكر بن سليمان به مختصرا لكنه
خالفه في إسناده فقال:
" عن حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها، و عندها امرأة يقال لها
شفاء ترقي من النملة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: علميها حفصة ".
فجعل الحديث من مسند حفصة لا الشفاء.
أخرجه أحمد (6/ 286) و الطحاوي و الحاكم (4/ 414) و أبو نعيم في " الطب "
(2/ 28 / 2) عن سفيان عن ابن المنكدر.
و قال الحاكم: " صحيح الإسناد ". و وافقه الذهبي.
قلت: و هو كما قالا أيضا، و الخلاف المذكور لا يضر إن شاء الله تعالى، لأن
من الممكن أن تكون حفصة حدثت به كما حدثت به الشفاء، فإن القصة وقعت بحضورهما
ثم رواه أبو بكر بن سليمان تارة عن هذه، و تارة عن هذه، لكن ذكر السخاوي أنه
اختلف على سفيان في وصله، و إرساله.
قلت: و هذا لا يضر أيضا، فقد رواه عنه موصولا كما أوردناه جماعة من الثقات
عند الحاكم، و غيرهم عند غيره فلا عبرة بمخالفة من خالفهم.
و تابعه أيضا كريب بن سليمان الكندي قال:
" أخذ بيدي علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم حتى انطلق بي إلى رجل من قريش
أحد بني زهرة يقال له: ابن أبي حثمة، و هو يصلي قريبا منه، حتى فرغ ابن أبي
حثمة من صلاته، ثم أقبل علينا بوجهه، فقال له علي بن الحسين: الحديث الذي
ذكرت عن أمك في شأن الرقية؟ فقال: نعم: حدثتني أمي أنها كانت ترقي برقية في
الجاهلية فلما أن جاء الإسلام قالت: لا أرقي حتى أستأمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال النبي " أرقي ما لم يكن شرك بالله عز و جل ".
أخرجه ابن حبان (1414) و الحاكم (4/ 57) من طريق الجراح بن الضحاك الكندي
عن كريب به. و علقه ابن منده من هذا الوجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/314)
و كريب هذا أورده ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " (3/ 2 / 169) لكنه
سمى أباه سليما، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا.
ثم رواه الحاكم و ابن منده في " المعرفة " (2/ 332 / 1) من طريق عثمان
ابن عمر بن عثمان بن سليمان بن أبي حثمة القرشي العدوي حدثني أبي عن جدي عثمان
بن سليمان عن أبيه عن أمه الشفاء بنت عبد الله أنها كانت ترقي برقى الجاهلية،
و أنها لما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قدمت عليه فقالت: يا رسول الله
إني كنت أرقي برقى في الجاهلية، فقد رأيت أن أعرضها عليك، فقال: اعرضيها
فعرضتها عليه، و كانت منها رقية النملة، فقال ارقي بها و علميها حفصة: بسم
الله، صلوب، حين يعود من أفواهها، و لا تضر أحدا، اللهم اكشف البأس، رب
الناس، قال: ترقي بها على عود كركم سبع مرات، و تضعه مكانا نظيفا، ثم تدلكه
على حجر، و تطليه على النملة.
سكت عليه الحاكم. و قال الذهبي: " سئل ابن معين عن عثمان فلم يعرفه ".
يعني عثمان بن عمر، و قال ابن عدي: " مجهول ".
قلت: و هذه الطريق مع ضعفها و كذا التي قبلها، فلا بأس بهما في المتابعات.
غريب الحديث
------------
(نملة) هي هنا قروح تخرج في الجنب.
(رقية النملة) قال الشوكاني في تفسيرها:
" هي كلام كانت نساء العرب تستعمله، يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر و لا
ينفع، و رقية النملة التي كانت تعرف بينهن أن يقال للعروس تحتفل و تختضب،
و تكتحل، و كل شيء يفتعل، غير أن لا تعصي الرجل ".
كذا قال، و لا أدري ما مستنده في ذلك، و لاسيما و قد بني عليه قوله الآتي
تعليقا على قوله صلى الله عليه وسلم: " ألا تعلمين هذه ... ":
" فأراد صلى الله عليه وسلم بهذا المقال تأنيب حفصة و التأديب لها تعريضا،
لأنه ألقى إليها سرا فأفشته على ما شهد به التنزيل في قوله تعالى (و إذ أسر
النبي إلى بعض أزواجه حديثا) الآية ".
و ليت شعري ما علاقة الحديث بالتأنيب لإفشاء السر، و هو يقول:
" كما علمتها الكتاب، فهل يصح تشبيه تعليم رقية لا فائدة منها بتعليم
الكتابة؟! و أيضا فالحديث صريح في أمره صلى الله عليه وسلم للشفاء بترقية
الرجل الأنصاري من النملة و أمره إياها بأن تعلمها لحفصة، فهل يعقل بأن يأمر
صلى الله عليه وسلم بهذه الترقية لو كان باللفظ الذي ذكره الشوكاني بدون أي سند
و هو بلا شك كما قال كلام لا يضر و لا ينفع، فالنبي صلى الله عليه وسلم أسمى
من أن يأمر بمثل هذه الترقية، و لئن كان لفظ رواية أبي داود يحتمل تأويل
الحديث على التأنيب المزعوم، فإن لفظ الحاكم هذا الذي صدرنا به هذا البحث لا
يحتمله إطلاقا، بل هو دليل صريح على بطلان ذلك التأويل بطلانا بينا كما هو
ظاهر لا يخفى، و كأنه لذلك صدر ابن الأثير في " النهاية " تفسير الشوكاني
المذكور لـ (رقية النملة) و عنه نقله الشوكاني، صدره بقوله " قيل " مشيرا
بذلك إلى ضعف ذلك التفسير و ما بناه عليه من تأويل قوله " ألا تعلمين ... "!
(كركم) هو الزعفران، و قيل العصفر، و قيل شجر كالورس، و هو فارسي معرب.
(صلوب) كذا و لم أعرف له معنى، و لعله - إن سلم من التحريف - لفظ عبري.
و الله أعلم.
ـ[الدسوقي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 04:05 ص]ـ
" كل، فلعمري لمن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5/ 44:
أخرجه أبو داود (3420، 3896، 3897) و النسائي في " عمل اليوم و الليلة " (
1032) و عنه ابن السني (رقم 624) و الطحاوي في " شرح المعاني " (2/ 269)
و الحاكم (1/ 559 - 560) و الطيالسي (1362) و أحمد (5/ 210 - 211) من
طريق الشعبي عن خارجة بن الصلت عن عمه: " أنه مر بقوم فأتوه، فقالوا: إنك
جئت من عند هذا الرجل بخير، فارق لنا هذا الرجل، فأتوه برجل معتوه في القيود
، فرقاه بأم القرآن ثلاثة أيام غدوة و عشية، كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل،
فكأنما أنشط من عقال، فأعطوه شيئا، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره له
، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فذكره. و قال الحاكم: " صحيح الإسناد،
و وافقه الذهبي.
قلت: و هو كما قالا إن شاء الله، فإن رجاله ثقات رجال الشيخين غير خارجة بن
الصلت، فروى عنه مع الشعبي عبد الأعلى بن الحكم الكلبي، و ذكره ابن حبان في
" الثقات "، لكن قال ابن أبي خيثمة: " إذا روى الشعبي عن رجل و سماه فهو ثقة
، يحتج بحديثه ". ذكره الحافظ في " التهذيب " و أقره، و كأنه لذلك قال الذهبي
في " الكاشف ": " ثقة ".
ـ[أم ديالى]ــــــــ[06 - 06 - 10, 03:00 م]ـ
هل القراءة اول ثم التفل ام العكس؟
ـ[الدسوقي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 06:55 م]ـ
هل القراءة اول ثم التفل ام العكس؟
فيها قولان للعلماء بناء على روايتين صحيحتين:
(فَقَرَأْتُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً أَجْمَعُ بُزَاقِي ثُمَّ أَتْفُلُ)
(فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
والتفل قبل القراءة شبيه بالقراءة على الماء أي يتفل أولا ثم يقرأ عليه.
لكن المختار القراءة أولا وجمع البزاق ثم التفل.
قال ابن أبي جمرة: " محل التفل في الرقية يكون بعد القراءة لتحصيل بركة القراءة في الجوارح التي يمر عليها الريق فتحصل البركة في الريق الذي يتفله" نقله ابن حجر في الفتح. وهو ظاهر الروايات،
والله أعلم.
* والتوسع هنا:
http://www.ruqya.net/mosoah.html
http://www.ruqya.net/mauthat.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/315)
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 07:03 م]ـ
جزا الله الاخوة كل خير على ما قدموا
ـ[الدسوقي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 01:57 ص]ـ
وجزاك الله خيرا.
وشفى الله مرضى المسلمين، وجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[07 - 06 - 10, 06:17 ص]ـ
فيها قولان للعلماء بناء على روايتين صحيحتين:
(فَقَرَأْتُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً أَجْمَعُ بُزَاقِي ثُمَّ أَتْفُلُ)
(فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
والتفل قبل القراءة شبيه بالقراءة على الماء أي يتفل أولا ثم يقرأ عليه.
لكن المختار القراءة أولا وجمع البزاق ثم التفل.
قال ابن أبي جمرة: " محل التفل في الرقية يكون بعد القراءة لتحصيل بركة القراءة في الجوارح التي يمر عليها الريق فتحصل البركة في الريق الذي يتفله" نقله ابن حجر في الفتح. وهو ظاهر الروايات،
والله أعلم.
* والتوسع هنا:
http://www.ruqya.net/mosoah.html
http://www.ruqya.net/mauthat.html
جزاكم الله خيرا
طيب عندما يرقى الانسان نفسه متى يكون التفل؟ وهل يجمع كفيه وينفث فيهما ثم يقرأ فيمهما السورة او الاية ثم يمسح .. وفي كل مرة يقرأ السورة او الاية يكرر العملية (جميع الكفين والنفث والقراءة فيهما ثم المسج على الجسد) .. ام يكفي مرة واحدة مع تكرار القراءة؟؟؟
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[08 - 06 - 10, 12:15 ص]ـ
لا تتعجل بارك الله فيك، ولا تنف أو تكذب بما لم تحط به:
* عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَيِّ فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لَا يَنْفَعُهُ فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَعَمْ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْقِي وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدْ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنْ الْغَنَمِ فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ قَالَ فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمْ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ اقْسِمُوا فَقَالَ الَّذِي رَقَى لَا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ثُمَّ قَالَ قَدْ أَصَبْتُمْ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رواه البخاري ومسلم
وفي رواية: " فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ فَبَرَأَ "
* الصحابي تفل على المريض، والنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صوبه وأقره؛ فهي سنة، فالرجاء من أخي أبي عامر الصقر ألا يتعجل.
بارك الله فيك:
لكن ما هو ضابط التفل والقراءة أن كانت سنة؟؟!!
أم هل كل إنسان يرى نفسه أهلا للعلاج بالتفل والقراءة يستطيع ممارسة ذلك؟؟!!
وطالما أنها سنة فلكل إنسان الحق في عمل ذلك؟؟
وهل ذلك الصحابي (الراجح أنه أبو سعيد الخدري) اتخذ القراءة والتفل مهنة له؟؟
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[09 - 06 - 10, 08:18 م]ـ
للرفع والمزيد من المدارسة ........
ـ[الدسوقي]ــــــــ[10 - 06 - 10, 07:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/316)
طيب عندما يرقى الانسان نفسه متى يكون التفل؟ وهل يجمع كفيه وينفث فيهما ثم يقرأ فيمهما السورة او الاية ثم يمسح .. وفي كل مرة يقرأ السورة او الاية يكرر العملية (جميع الكفين والنفث والقراءة فيهما ثم المسج على الجسد) .. ام يكفي مرة واحدة مع تكرار القراءة؟؟؟
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت:
(كان رسول الله إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاثا)
أخرجه البخاري في صحيحه.
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت:
(إن رسول الله كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح بيده، رجاء بركتها) متفق عليه
عن عائشة – رضي الله عنها - قالت:
(كان رسول الله إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح، قال باصبعه: هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض، ثم رفعها، وقال بسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا بإذن ربنا) متفق عليه
قال الحافظ ابن حجر: (وقوله " بريقة بعضنا " يدل على أنه كان يتفل عند الرقية)
(فتح الباري – 10/ 208)
* قال الإمام النووي: (قولها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات هي بكسر الواو والنفث نفخ لطيف بلا ريق. فيه استحباب النفث في الرقية، وقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم. قال القاضي: وأنكر جماعة النفث والتفل في الرقى، وأجازوا فيها النفخ بلا ريق، وهذا المذهب والفرق إنما يجيء على قول ضعيف. قيل: إن النفث معه ريق. قال: وقد اختلف العلماء في النفث والتفل، فقيل: هما بمعنى، ولا يكونان إلا بريق. قال أبو عبيد: يشترط في التفل ريق يسير، ولا يكون في النفث، وقيل عكسه. قال: وسئلت عائشة عن نفث النبي صلى الله عليه وسلم في الرقية، فقالت: كما ينفث آكل الزبيب لا ريق معه قال: ولا اعتبار بما يخرج عليه من بلة، ولا يقصد ذلك، وقد جاء في حديث الذي رقى بفاتحة الكتاب: "فجعل يجمع بزاقه ويتفل"، والله أعلم " اهـ
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن التوفيق بين كون التبرك بغير ريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين حديث " بسم الله تربة أرضنا ... الحديث "
فأجاب – حفظه الله -: (ذكر بعض العلماء أن هذا مخصوص برسول الله صلى الله عليه وسلم وبأرض المدينة فقط وعلى هذا فلا إشكال، ولكن رأي الجمهور أن هذا ليس خاصا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بأرض المدينة بل هو عام في كل راق وفي كل أرض ولكنه ليس من باب التبرك بالريق المجردة بل هو ريق مصحوب برقية وتربة للاستشفاء وليس لمجرد التبرك ... ) اهـ
* قال ابن مفلح: (وقال صالح بن الإمام أحمد: ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحا فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي: اشرب منه، واغسل وجهك ويديك.
ونقل عبدالله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه، ويصب على نفسه منه.
قال عبدالله: ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها. ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم، فيستشفي به ويمسح به يديه ووجهه.
وقال يوسف بن موسى: أن أبا عبدالله كان يؤتى بالكوز ونحن بالمسجد فيقرأ عليه ويعوذ) (الآداب الشرعية - 2/ 441)
* سئل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - عن النفث في الماء
فأجاب: (لا بأس بذلك فهو جائز، بل قد صرح العلماء باستحبابه.
وبيان حكم هذه المسألة مدلول عليه بالنصوص النبوية، وكلام محققي الأئمة)
(مجموع فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - 1/ 92 - جزء من فتوى صادرة عن مكتبه برقم (12) في 5/ 9 / 1374 هـ)
* يقول فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -: (الأولى أن يقرأ المسلم على أخيه بأن ينفث على جسمه بعدما يقرأ الآيات أو على موضع الألم منه وهذه هي الرقية الشرعية وإن قرأ له في ماء وشربه فكذلك أيضا) (المنتقى - 1/ 72 - برقم 131)
وقال - حفظه الله -: (رقية المريض بالقرآن الكريم إذا كانت على الطريقة الواردة بأن يقرأ وينفث على المريض أو على موضع الألم أو في ماء يشربه المريض فهذا العمل جائز ومشروع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقي وأمر بالرقية وأجازها) (المنتقى - 2/ 141)
... والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[10 - 06 - 10, 01:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم الدسوقي وجعله في ميزان حسناتكم
ـ[الدسوقي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 10:21 م]ـ
وجزاك الله خيرا.
وشفى الله مرضى المسلمين، وجمعنا في الفردوس الأعلى من الجنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/317)
ـ[الدسوقي]ــــــــ[30 - 06 - 10, 01:44 ص]ـ
... قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
" وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك والحس والوجود شاهد به وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها ...
وهذا التأويل نشأ لهم من جهلهم بهذه الأرواح وأحكامها وتأثيراتها وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده
ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع وأمر من جهة المعالج فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان فإن هذا نوع محاربة والمحارب لا يتم له الإنتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا وأن يكون الساعد قويا فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل فكيف إذا عدم الأمران جميعا: يكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ولا سلاح له
والثاني: من جهة المعالج بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله: اخرج منه أو بقول: بسم الله أو بقول لا حول ولا قوة إلا بالله والنبى صلى الله عليه و سلم كان يقول: [اخرج عدو الله أنا رسول الله]
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول: قال لك الشيخ: اخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب فيفيق المصروع ولا يحس بألم وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا
وكان كثيرا ما يقرأ في أذن المصروع: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} [المؤمنون: 115]
وحدثني أنه قرأها مرة في أذن المصروع فقالت الروح: نعم ومد بها صوته قال: فأخذت له عصا وضربته بها في عروق عنقه حتى كلت يداي من الضرب ولم يشك الحاضرون أنه يموت لذلك الضرب ففي أثناء الضرب قالت: أنا أحبه فقلت لها: هو لا يحبك قالت: أنا أريد أن أحج به فقلت لها: هو لا يريد أن يحج معك فقالت: أنا أدعه كرامة لك قال: قلت: لا ولكن طاعة لله ولرسوله قالت: فأنا أخرج منه قال: فقعد المصروع يلتفت يمينا وشمالا وقال: ما جاء بي إلى حضرة الشيخ قالوا له: وهذا الضرب كله؟ فقال: وعلى أي شئ يضربني الشيخ ولم أذنب ولم يشعر بأنه وقع به ضرب البتة
وكان يعالج بآية الكرسي وكان يأمر بكثرة قراءتها المصروع ومن يعالجه بها وبقراءة المعوذتين
وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والايمانية فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا
ولو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى هذه الأرواح الخبيثة وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ولا يمكنها الإمتناع عنها ولا مخالفتها وبها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة والمعاينة فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة وبالله المستعان " اهـ
ـ[الدسوقي]ــــــــ[31 - 07 - 10, 08:29 ص]ـ
شفى الله مرضى المسلمين، وجمعنا في الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[31 - 07 - 10, 01:05 م]ـ
الأخوة الأفاضل
أفتونا في خلطة الرومي المكونة من الملح والشبة والسدر، فهناك من أهل العلم لايجيز استخدام الملح لأنه تقرب إلى الشياطين، أرجو توضيح هذا الأمر؟
ـ[الدسوقي]ــــــــ[31 - 07 - 10, 01:55 م]ـ
حكم استعمال ما يسمى " خلطة الرومي " لعلاج السحر والعين والأمراض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/318)
السؤال: قرأت في كثير من المنتديات عن " خلطة الرومي "، وأن كثيراً من الفتيات استفادوا منها , وهي عبارة عن كيلو من: (ملح خشن، سدر، شبة بيضاء) ومقسمة إلى سبعة أجزاء، يضاف إليها الماء، ويُغتسل بها ما بين العصر والمغرب. ما رأيكم بهذا؟ وهل هو صحيح؟ هل يمكن استعمالها للفتاة اللتي لم تتزوج ولم يسبق أن تقدم لها أحد، أو يكون كلام فقط ثم لا يأتي؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
هذه الخلطة تنسب للشيخ " محمد بن إبراهيم الرومي "، وهو من معبري الأحلام المشهورين، وقد ثبتت عنه هذه الوصفة بصوته في شريط " الرؤى الخرجية " – في الدقيقة 35 فما بعدها – وقد سماها " الوصفة الذهبية "!، وطريقة استعمالها كما سبق في السؤال، وقد ذكر أنها تستخدم لعلاج (السحر , العين , المس , العقم , البهاق , الاكتئاب، الشلل , الهموم، الغموم، وجميع الأمراض، ولا تستعملها الحامل، ولا من به جروح ظاهرة).
واشترط أن يتم التصدق في كل يوم تستعمل فيه العلاج، ولو بريال واحد، واشترط عدم وجود تماثيل في البيت، وعدم وجود صور معلقة، أو خادمة كافرة – لمن يسكن في جزيرة العرب -.
ثانياً:
وما يحدث مع الأخت السائلة من كونه لم يأتها أحد يخطبها: يحتمل أن يكون ذلك مجرد ابتلاء من رب العالمين ليرى صبرها فيكتب لها أجر الصابرين، ويحتمل أن يكون ذلك لأسباب مادية تتعلق بعدم معرفة الناس بها، أو لغير ذلك من الأسباب؛ فنوصيها بالصبر والاحتساب، ودعاء الله تعالى أن يرزقها زوجاً صالحاً، وذرية طيبة، وفي هذه الحالة: لا قيمة للرقية المذكورة، ولا لغيرها من الرقى في جلب الخطاب، أو غير ذلك، فإنها لا تغير من قدر الله شيئا؛ فإنها كالدواء لمرض السحر؛ فإذا لم يكن ثمة سحر ولا حسد: فأي شيء تداوي؟!
وأما إذا كانت هناك أمارات تدل على أنها قد سحرت لأجل أن يبتعد عنه الخطاب، أو أصابها عائن بعينه، وحسدها حاسد: فلا بأس من أن تتداوى من ذلك البلاء، ولا بأس بأن ترقي نفسها، أو يرقيها غيرها، بما يعرف من الأقوال والأفعال، ما لم تكن شركا. وأفضل ذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى الصالحة النافعة.
وإن كانت تعرف من أصابها بعين: أخذت غِسله، وهو الماء النازل من وضوئه أو غسل أعضائه، وترشه على نفسها، وقد بيَّنا ذلك الأفضل في علاج من أصيب بالعين في جواب السؤال رقم (20954).
ولمعرفة علاج السحر انظري جوابي السؤالين (11290) و (12918).
وفي جواب السؤال رقم (13792) تجدين – أيضاً – كيفية التخلص من السحر، واستعمال ماء زمزم في علاجه، وتجدين شروط الرقية الصحيحة.
ثالثاً:
أما بخصوص الوصفة الوارد ذكرها في السؤال: فلا يظهر ما يمنع من استعمالها، وإن كان في التقييد باستعمالها بين العصر والمغرب نظر.
وقد سئل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين – رحمه الله – عن هذه الرقية:
أحد الإخوة المعروفين بتأويل الرؤى، رأى أنه ينفع لعلاج السحر أن يؤخذ كيلو من السدر المطحون، وكيلو من الملح الخشن (الصخري) المطحون، وكيلو من الشبه المطحونة، ويخلط خلطاً جيداً، ثم يوزع على سبعة أكياس، بحيث يتم استخدام كل يوم كيس من السبعة أجزاء، يوضع في جالون ماء يقارب خمسة لترات، وتخض جيداً، ويغتسل بها المسحور لمدة سبعة أيام، بحيث يكون استخدام الكمية لتلك الأيام المذكورة، وقد جرب ذلك الأمر فنفع مع بعض الحالات، ولم ينفع مع البعض الآخر، فهل يجوز استخدام ذلك؟.
أفتونا مأجورين، وجزاكم الله خيراً.
فأجاب رحمه الله:
لا بأس باستخدام هذا الدواء على وجه التجربة؛ فإن هذه الأدوية لا محظور في استخدامها على الصفة المذكورة، ولا تدخل في الشعوذة، ولا الأعمال الشيطانية، وحيث إنها قد جربت ونفعت: فنرى أنه لا بأس باستخدامها في علاج السحر ونحوه، والله أعلم.
" فتوى مطبوعة صادرة عن " مكتب الشيخ " رحمه الله، برقم (4298)، تاريخ 5/ 8 / 1422 هـ.
والله أعلم)) اهـ
الإسلام سؤال وجواب: http://www.islam-qa.com/ar/ref/145305
ـ[أبو سلامة]ــــــــ[28 - 10 - 10, 06:35 م]ـ
جزاك الله خيرا(117/319)
هل هذه القصة صحيحة؟
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[19 - 10 - 09, 09:11 م]ـ
هل صحيح أن قصة احراق السفن و خطبة طارق ابن زياد المشهورة غير صحيحة؟
و ماهو الدليل على ذلك؟
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 09:33 م]ـ
هناك رسالة للشيخ السدحان أثبت فيها عدم ثبوتها .. إضافة إلى غيرها من القصص المشتهرة على الألسن .. لكن للأسف لا أستحضر اسم الكتيب فإني بعيد عهد به ...
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 09:42 م]ـ
أخي جمال ـ حفظه الله ـ:
رابط مفيد في الموضوع:
http://www.muslm.net/vb/archive/index.php/t-287518.html
http://www.islamichistory.net/forum/archive/index.php/t-1858.html(117/320)
الإشهاد على الطلاق
ـ[علاء الدين محمد أحمد]ــــــــ[19 - 10 - 09, 10:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإخوة الأفاضل
من من أهل العلم المعتبرين- سواء من القدماء أو المعاصرين- ذهب إلى وجوب الإشهاد على الطلاق؟
و لكم جزيل الشكر
ـ[ام عثمان الاثرية]ــــــــ[20 - 10 - 09, 03:28 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
من الائمة المعاصرين احمد شاكر و الالباني رحمهما الله
ـ[علاء الدين محمد أحمد]ــــــــ[21 - 10 - 09, 06:43 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أشكر لك أختي في الله هذه الإفادة.
ثم إنني وجدت ابن كثير رحمه الله نقل في تفسيره عن ابن جريج قوله: (كان عطاء يقول: {واشهدوا ذوي عدل منكم} قال: لا يجوز في نكاح ولا طلاق ولا رجاع إلا شاهدا عدل). كما ذكر ما روي عن عمران بن حصين أنه سئل عن الرجل يطلق المرأة، ثم يقع بها ولم يشهد على طلاقها ولا على رجعتها، فقال: ''طلّقت لغير سنة، ورجعت لغير سنة، أشهد على طلاقها وعلى رجعتها ولا تعد " أخرجه أبو داود وابن ماجة.
و أسأل من عنده علم في هذه المسألة أن يخرجه لنا.
و شكرا.
ـ[ام عثمان الاثرية]ــــــــ[22 - 10 - 09, 02:52 م]ـ
امين
اليك جواب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني
الإعلام بأن إشتراط الإشهاد في الطلاق من خطأ الكلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
إنتشرت عند البعض من أهل الشام ا لفتوى بإشتراط الإشهاد في الطلاق حتى أني سمعت بعض طلبة العلم هناك من الذين يرجع إليه العوام وقد زرته في بيته
يساله رجل عن مسألة طلاق بالهاتف أو قع فقال وأنا قاعد بجانبه
هل أشهدت على الطلاق فقال السائل لا
فقال لم يقع طلاقك 000فقلت لهذا المفتي كم أفتيت بهذا فقال كثير وأخذ يضحك وهو مطمئن لفتواه هذه والتي أخذه عن بعض المشائخ الفضلاء بلا تفقه ولا تأمل وقد قال شيخ الإسلام بن تيمية لايفتي أحد بقول أحد حتى يعرف وجه صحته فلو تفقه فيها حق التفقه وأعمل عمل السلف المفسر للمجمل من قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما هي عادة حذاق التحقيق العلمي السلفي كشيخ الإسلام ابن تيمية
لعرف خطأ فتواه وبلاوه فإن القول بإشتراط الشهادة في الطلاق خطأ ومحدث في الدين وبرهان ذلك وبيانه من عدة أوجه:
الوجه الأول: أن الأصل وقوع الطلاق عند التكلم به بلفظه الصريح أو الكناية عنه لمن قصده إذا سلم من الموانع كالإكراه والحيض على قول البعض وغيرها مما دلت الأدلة عليه وليس هناك دليل على أن الإشهاد شرط فيه كأن يأتي دليل فيه دلالة على الشرطية كالنفي للعبادة او المعاملة بلا صارف كقوله صلى الله عليه وسلم لاصلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب وكقوله لايصلين أحدكم وليس على عاتقيه شيء او إنما الأعمال بالنيات أو لانكاح إلا بولي 000إلخ فلم يقل لاطلاق إلا بإشهاد أو لايطلقن أحدكم إلا وقد أشهد ونحو ذلك من الألفاظ التي تدل على الشرطية فالأصل براءة الذمة من الشرط حتى يدل عليه دليل بين الدلالة ولادليل فيما أعلم على إمضاء شرط الإشهاد في الطلاق 0
الوجه الثاني: أن مااحتجوا به مما رواه أبو داود في سننه أن عمران ابن الحصين سئل عن الرجل يطلق امرأته ثم يقع بها ولم يشهد على طلاقها ولا على رجعتها فقال طلقت لغير سنة وراجعت لغير سنة ولا تعد 0
لاحجة فيه وذلك من عدة أوجه:
الأول: أن قوله لغير سنة مجمل والمجمل مااحتمل معاني لامزية لأحدها على الآخر فيحتمل الشرط ويحتمل الواجب ويحتمل المسنون فكل ذلك يسمى سنة فإن السنة مانقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من شرط وواجب ومباح أباحه كما قيل لجابر الصحابي في الضبع صيد قال نعم قيل سنة قال نعم وفي الواجب قال بن عباس في إتمام الصلاة خلف الإمام سنة أبا القاسم 00وهكذا فالسنة الطريقة وليست الشرط أو او الواجب فلا تحصر في أفراد بل قال البربهاري السنة هي الإسلام وافسلام هو السنة فلا وجه لتخصيص اللفظ بالشرط 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/321)
الثاني: أن عمران لم يقل له طلاقك باطل وكيف يترك بيان ذلك وهو الراوي للحديث والراوي مؤتمن والصحابة عدول فلو كان ينقض ترك الإشهاد الطلاق لقال له ذلك كما قال النبي للمسيء لصلاته غرجع فصلي فإنك لم تصلي وكما احتج الذين قالوا بعدم إيقاع طلاق الحائض بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال راجعها ثم بين له كيف يطلق لو أراد أن يطلق طلاقا معتبرا شرعا على أن بعض العلماء رجح خلافه
والراوي أدرى بمرويه 0
الثالث: أن المجمل في قوله طلقت لغير سنة مفسر بعمل السلف
فكم سأل غير عمران ولم يشترط ذلك ولم يسأل عنه ولا يزال المفتون يفتون من لدن السلف ولا يسألون السائل أشهدت مما يدل أنه شرط كمال عندهم إما واجب أو مستحب لاشرط إجزاء
ففي صحيح البخاري في تطليق ابن عمر قال حسبت تطليقة ولم يسأل أشهد أو مااشهد0
وماثبت في سنن النسائي بسند حسن أن فاطمة بنت قيس قد أرسل لها زوجها ثلاث تطليقات وأخبر النبي ولم يسأل عن الإشهاد أوقع مع أن المقتضي قائم لحماية البيت المسلم لفاطمة من البينونةالكبرى والتي مامعها رجعة حتى تنكح زوجا غيره فلو وجد سبيل نحو هذا لسأل عنه لبقاء الزوجية 0
وماجاء عن أبي ركانة بسند حسن لما طلق زوجته ثلاثا فحسبها النبي بواحدة لكونها في مجلس واحد ولم يسأله عن الإشهاد وبه ينجو حتى من الواحدة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريص على إذهاب الحزن عن أصحابه بأحسن مايجد شرعا
وراجع فتواى الصحابة كابن عباس وغيره والتابعين فستجد جمهورهم على ترك السؤال عن الإشهاد 000مع حرصهم على إبقاء عقدة النكاح لفرح إبليس بالطلاق0
الوجه الثالث / أن الإشهاد إما أن يكون بعد التلفظ بالطلاق أو أثناءه
فإذا كان أثناءه فعلى قول من يشترطه فإن جمهور الناس لم يقع طلاقهم عبر السنين إذا أنهم لايجدون شهودا عدولا عند قيام المقتضي عندهم في أنفسهم لإيقاع الطلاق فكيف لايبين الرسول صلى الله عليه وسلم ثم جمهور السلف أن ذلك شرط بكلام واضح يفهمه كل أحد وجمهور العلماء من بعدهم لم يخطر هذا على بالهم أثناء ضبط واقعة الطلاق وهو أنه شرط فلم يسألوا عنه فأين غاب هذا القول عنهم فلاأعرف الآن سلف له تكلم بكلام بين يدل على الشرطية والإحتمال لايتعين به الشرط ا 0
وإما أن تكون الشهادة على الطلاق بعد وقوعه فهذا وقع وانتهى أمره فكيف يكون شرطا للوقوع بعد فكونها بعد إذن إشهاد على شيء تم وانقضى لإثبات تلفظه به 0
الوجه الرابع / إيقاع الرسول للطلاق لإبنة الجون وقوله إلحقي باهلك ولم يكن في المجلس شهود ولم يذكر أنه أشهد بعد فيما أعلم 0فكيف يقال بالشرطية أو حتى الوجوب 0
الوجه الخامس / إيقاع الفقهاء لطلاق الكناية مأظنهم يختلفون فيه كقوله روحي بيت أهلك مالك جلوس عندي 000إلخ وهومما لايفهمه الشهود ولا يعرف تفصيله المستفتي إلا بعد القضاء ومعرفة قصده فلا يساله القاضي أشهدت على قصدك فلا أمضي طلاقك 0بها بل إذا علم انه قصده أمضاه 0 وكان كالصريح في الحكم0
الوجه السادس / سلمنا أنه للوجب (الإشهاد) ولكنه ليس بشرط في صحة الطلاق ولم يذكر من سلف من قال بالشرطية وقد قال الإمام أحمد إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام
الوجه السابع / قال عمران لاتعد ولم يقل لم يقع الطلاق وهم يفتون الجاهل بالإشهاد أن طلاقه لم يقع 0فمن سلفهموقد واختلفوا هل الإشهاد مستحب أو واجب على قولين ولم يذكر فيما قرأت عنهم أن أحدا قال شرطا إلا أن يكون ابن حزم فيراجع المحلى والله أعلم 0
الوجه الثامن / لايقاس بطبيعة الحال الطلاق على النكاح في اشتراط أو وجوب الشهادة على قول من يقوله فالنكاح يشترط له ولي والطلاق ليس كذلك 0وقد قال بعض الفهاء مالا يشترط فيه الولي لايشترط الإشهاد 0
الوجه التاسع / قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (جزء 33) (ص 34) وَقَدْ ظَنَّ بَعْضُ النَّاسِ: أَنَّ الْإِشْهَادَ هُوَ الطَّلَاقُ وَظَنَّ أَنَّ الطَّلَاقَ الَّذِي لَا يَشْهَدُ عَلَيْهِ لَا يَقَعُ. وَهَذَا خِلَافُ الْإِجْمَاعِ وَخِلَافُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ الْمَشْهُورِينَ بِهِ ; فَإِنَّ الطَّلَاقَ أَذِنَ فِيهِ أَوَّلًا وَلَمْ يَأْمُرْ فِيهِ بِالْإِشْهَادِ وَإِنَّمَا أَمَرَ بِالْإِشْهَادِ حِينَ قَالَ: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ}. وَالْمُرَادُ هُنَا بِالْمُفَارَقَةِ تَخْلِيَةُ سَبِيلِهَا إذَا قَضَتْ الْعِدَّةَ وَهَذَا لَيْسَ بِطَلَاقِ وَلَا بِرَجْعَةِ وَلَا نِكَاحٍ. وَالْإِشْهَادُ فِي هَذَا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ فَعُلِمَ أَنَّ الْإِشْهَادَ إنَّمَا هُوَ عَلَى الرَّجْعَةِ. وَمِنْ حِكْمَةِ ذَلِكَ: أَنَّهُ قَدْ يُطَلِّقُهَا وَيَرْتَجِعُهَا فَيُزَيِّنُ لَهُ الشَّيْطَانُ كِتْمَانَ ذَلِكَ حَتَّى يُطَلِّقَهَا بَعْدَ ذَلِكَ طَلَاقًا مُحَرَّمًا وَلَا يَدْرِي أَحَدٌ فَتَكُونُ مَعَهُ حَرَامًا فَأَمَرَ اللَّهُ أَنْ يَشْهَدَ عَلَى الرَّجْعَةِ لِيُظْهِرَ أَنَّهُ قَدْ وَقَعَتْ بِهِ طَلْقَةٌ كَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ وَجَدَ اللُّقَطَةَ أَنْ يُشْهِدَ عَلَيْهَا ; لِئَلَّا يُزَيِّنَ الشَّيْطَانُ كِتْمَانَ اللُّقَطَةِ ; وَهَذَا بِخِلَافِ الطَّلَاقِ فَإِنَّهُ إذَا طَلَّقَهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا بَلْ خَلَّى سَبِيلَهَا فَإِنَّهُ يُظْهِرُ لِلنَّاسِ أَنَّهَا لَيْسَتْ امْرَأَتَهُ ; بَلْ هِيَ مُطَلَّقَةٌ ; بِخِلَافِ مَا إذَا بَقِيَتْ زَوْجَةً عِنْدَهُ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي النَّاسُ أَطَلَّقَهَا أَمْ لَمْ يُطَلِّقْهَا
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/322)
ـ[علاء الدين محمد أحمد]ــــــــ[22 - 10 - 09, 07:07 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أجدت و أفدت.
فالشيخ-حفطه الله- انتصر لمذهب الجمهور في هذه المسألة و هوما جرى عليه العمل عند أصحاب المذاهب الأربعة قضاء و فتيا.(117/323)
بحث فقهى
ـ[صباح أحمد البيلى]ــــــــ[20 - 10 - 09, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ارجوا المساعده فى اختيار موضوع للماجستير فى الفقه وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 09:43 ص]ـ
تفضل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186867
وليتك تراجع منتدى الرسائل الجامعية في الملتقى وستجد المزيد من العناوين(117/324)
عبارة: "ما حكم الإسلام في كذا"
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 03:37 ص]ـ
سئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمة الله عليه -: عن حكم الدين في بناء المقابر بالطوب والأسمنت فوق ظهر الأرض؟.
فأجاب بقوله: أولا أنا أكره أن يوجه للشخص مثل هذا السؤال بأن يقال: ما حكم الدين، ما حكم الإسلام وما أشبه ذلك لأن الواحد من الناس لا يعبر عن الإسلام إذ قد يخطئ ويصيب ونحن إذا قلنا: إنه يعبر عن الإسلام معناه أنه لا يخطئ، لأن الإسلام لا خطأ فيه، فالأولى في مثل هذا التعبير أن يقال: ما ترى في حكم من فعل كذا وكذا أو ما ترى فيمن فعل كذا وكذا، أو ما ترى في الإسلام هل يكون كذا وكذا حكمه، المهم أن يضاف السؤال إلى المسؤول فقط.
أما بالنسبة لما أراه في هذه المسألة فهو أنه لا يجوز أن يبنى على القبور فقد ثبت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، " أنه نهى عن البناء على القبور ونهى أن يجصص القبر وأن يبنى عليه". فالبناء على القبور محرم لأنه وسيلة إلى أن تعبد ويشرك بها مع الله - عز وجل-.
[مجموع الفتاوى - المجلد الثاني - رقم (310)]
وسئل - رحمه الله -: هل يجوز أن يقول الإنسان للمفتي: ما حكم الإسلام في كذا وكذا؟ أو ما رأي الإسلام؟
فأجاب بقوله: لا ينبغي أن يقال:"ما حكم الإسلام في كذا"، أو "ما رأي الإسلام في كذا" فإنه قد يخطئ فلا يكون ما قاله حكم الإسلام، لكن لو كان الحكم نصا صريحا فلا بأس مثل أن يقول: ما حكم الإسلام في أكل الميتة؟ فنقول: حكم الإسلام في أكل الميتة أنها حرام.
[مجموع الفتاوى - المجلد الثالث - رقم (460)]
إذا كان المستفتي لا يعرف حكم الإسلام في تلك المسألة .. ولا يدري أن فيها نصاً صريحاً .. هل يلام على سؤاله بتلك الصيغة؟
اللوم هو على المفتي إن قال (حكم الإسلام هو كذا) وكان مخطئاً في فتواه ..
هل من تعليق؟
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 04:48 ص]ـ
للرفع(117/325)
الصيغة المشروعة لـ الصلاة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 04:37 ص]ـ
الجميع هنا - والحمد لله - يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند ذكر اسمه ..
لكن هل كل صيغ الصلاة عليه مشروعة وصحيحة؟ مثل: عليه الصلاة والسلام - صلى الله عليه وآله وسلم- صلى الله عليه وسلم - اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد؟
إن كانت كلها جائزة .. هل منها ما هو أفضل وأصح وأولى؟
أم كلها في درجة واحدة؟
ـ[احمدالانصارى]ــــــــ[21 - 10 - 09, 03:17 ص]ـ
الوارد فى السنة (اللهم صل على محمد وعلى ال محمد)
الذى اجده فى جميع الكتب الشرعية قديما وحديثا (صلى الله عليه وسلم)
اما فى الدروس والخطب فان الشيوخ والعلماء يقولون (عليه الصلاة والسلام)
ولا ادرى - الصيغة الثانية والثالثه اين وردت فى السنة؟
وكيف يترك علماء الاسلام اللفظ الوارد فى السنة؟
لعل احد الاخوة يفيدنا
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[10 - 11 - 09, 10:06 ص]ـ
الوارد فى السنة (اللهم صل على محمد وعلى ال محمد)
الذى اجده فى جميع الكتب الشرعية قديما وحديثا (صلى الله عليه وسلم)
اما فى الدروس والخطب فان الشيوخ والعلماء يقولون (عليه الصلاة والسلام)
ولا ادرى - الصيغة الثانية والثالثه اين وردت فى السنة؟
وكيف يترك علماء الاسلام اللفظ الوارد فى السنة؟
لعل احد الاخوة يفيدنا
جزاك الله خيراً ...
وأرجو أن يتكرم أحد الأخوة بمزيد من التوضيح ..(117/326)
الذبيح هو إسماعيل عليه السلام، الشيخ سمير المالكي
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 09:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الذبيح هو إسماعيل عليه السلام
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد،
فقد قرأت قبل نحو أسبوعين مقالاً نشرته صحيفة المدينة لأحد مشايخ المدينة النبوية، وهو إمام وخطيب مسجد قباء، استنكر فيه النقد الذي وجه إلى فضيلته من قبل بعض طلبة العلم، لأنه ذكر في بعض دروسه أن الذبيح هو إسحق وليس إسماعيل عليهما السلام.
وذكر فضيلته أن المسألة خلافية وأنه لا نص فيها من كتاب أو سنة، وأن أكثر علماء السلف رجحوا أن الذبيح هو إسحق. ونسب هذا القول إلى الإمام أحمد وطائفة من الصحابة والتابعين، مقلداً في ذلك ما قاله ابن الجوزي والقرطبي، ومن قبلهما ابن جرير الطبري رحمهم الله تعالى.
قلت: من قرأ مقال الشيخ قد يظن لأول وهلة أن قوله هو الصواب وأن قول مخالفيه خطأ، لكن من أمعن النظر في المسألة واطلع على كلام المحققين سيتبين له خلاف ذلك.
وهذه المسألة وإن كانت خلافية، لكن الأولى بفضيلة الشيخ أن يتجنب إثارتها وإشاعة الخلاف فيها، لأنها – كما ذكر فضيلته – لا يتعلق بها عمل، وإنما هي فضيلة ومنقبة لنبي من الأنبياء ذكرها الله تعالى في كتابه.
وإسماعيل وإسحق عليهما السلام من جملة المصطفين الأخيار وقد ورد في القرآن من ذكر مناقبهما الشيء الكثير، ويكفي أن الله اصطفاهما بالرسالة والنبوة، ونوه بذكرهما وجعل في ذريتهما النبوة والكتاب.
وكان الأولى إذاً أن يترك الناس على ما علموه وتعلموه في مدارسهم وجامعاتهم وما رجحه أكثر العلماء من أن الذبيح هو إسماعيل لا إسحق، عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام. وسأنقل للقارئ نبذة مما ذكره بعض شيوخ الإسلام حتى لا يغتروا بما ذكره الشيخ، مع التنبيه على أن ذلك لا ينقص من قدر فضيلته، وهو مأجور إن شاء الله على اجتهاده، وإن رأينا أنه أخطأ فيه.
1 – كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
سئل رحمه الله عن الذبيح هل هو إسماعيل أو إسحق فأجاب بقوله:
((هذه المسألة فيها مذهبان مشهوران للعلماء، وكل منهما مذكور عن طائفة من السلف، وذكر أبو يعلى في ذلك روايتين عن أحمد، ونصر أنه إسحق، إتباعاً لأبي بكر عبدالعزيز، وأبو بكر اتبع محمد بن جرير. ولهذا يذكر أبو الفرج بن الجوزي: أن أصحاب أحمد ينصرون أنه إسحق، وإنما ينصره هذان، ومن اتبعهما، ويحكى ذلك عن مالك نفسه لكن خالفه طائفة من أصحابه.
وذكر الشريف أبو علي بن أبي يوسف: أن الصحيح في مذهب أحمد أنه إسماعيل، وهذا الذي رواه عبدالله بن أحمد عن أبيه، قال: مذهب أبي أنه إسماعيل، وفي الجملة فالنزاع فيها مشهور، لكن الذي يجب القطع به أنه إسماعيل، وهذا الذي عليه الكتاب والسنة والدلائل المشهورة، وهو الذي تدل عليه التوراة التي بأيدي أهل الكتاب.
وأيضاً فإن فيها أنه قال لإبراهيم: اذبح ابنك وحيدك. وفي ترجمة أخرى: بكرك. وإسماعيل هو الذي كان وحيده وبكره باتفاق المسلمين وأهل الكتاب، لكن أهل الكتاب حرفوا فزادوا إسحق، فتلقى ذلك عنهم من تلقاه، وشاع عند بعض المسلمين أنه إسحق، وأصله من تحريف أهل الكتاب.
ومما يدل على أنه إسماعيل قصة الذبيح المذكورة في سورة الصافات. قال تعالى: {وبشرناه بغلام حليم}، وقد انطوت البشارة على ثلاث: على أن الولد غلام ذكر، وأنه يبلغ الحلم، وأنه يكون حليما. وأي حلم أعظم من حلمه حين عرض عليه أبوه الذبح فقال: {ستجدني إن شاء الله من الصابرين}؟ وقيل: لم ينعت الله الأنبياء بأقل من الحلم، وذلك لعزة وجوده، ولقد نعت إبراهيم به في قوله تعالى: {إن إبراهيم لأواه حليم}، {إن إبراهيم لحليم أواه منيب}، لأن الحادثة شهدت بحلمهما: {فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى؟ قال يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين – إلى قوله – وفديناه بذبح عظيم، وتركنا عليه في الآخرين، سلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين، إنه من عبادنا المؤمنين، وبشرناه بإسحق نبياً من الصالحين، وباركنا عليه وعلى إسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين}.
فهذه القصة تدل على أنه إسماعيل من وجوه:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/327)
أحدها: أنه بشره بالذبيح وذكر قصته أولاً، فلما استوفى ذلك قال: {وبشرناه بإسحق نبياً من الصالحين، وباركنا عليه وعلى إسحق}، فبين أنهما بشارتان: بشارة بالذبيح، وبشارة ثانية بإسحق، وهذا بين.
الثاني: أنه لم يذكر قصة الذبيح في القرآن إلا في هذا الموضع , وفي سائر المواضع يذكر البشارة بإسحق خاصة كما في سورة هود: من قوله تعالى: {وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب}، فلو كان الذبيح إسحق لكان خلفا للوعد في يعقوب. وقال تعالى: {فأوجس منهم خيفة قالوا: لا تخف وبشرناه بغلام عليم، فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم}، وقال تعالى في سورة الحجر: {قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم، قال أبشرتموني على أن مسّني الكبر فبم تبشرون؟ قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين}، ولم يذكر أنه الذبيح، ثم لمّا ذكر البشارتين جميعا: البشارة بالذبيح والبشارة بإسحق بعده، كان هذا من الأدلة على أن إسحق ليس هو الذبيح.
ويؤيد ذلك انه ذكر هبته، وهبة يعقوب لإبراهيم في قوله تعالى: {ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين}، وقوله: {ووهبنا له إسحق ويعقوب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين}، ولم يذكر الله الذبيح.
الوجه الثالث: أنه ذكر في الذبيح أنه غلام حليم، ولما ذكر البشارة بإسحق ذكر البشارة بغلام عليم في غير هذا الموضع، والتخصيص لا بد له من حكمة وهذا مما يقوي اقتران الوصفين، والحلم هو مناسب للصبر الذي هو خُلق الذبيح.
وإسماعيل وصف بالصبر في قوله تعالى: {واذكر إسماعيل و اليسع و ذا الكفل كل من الصابرين}، وهذا أيضا وجه ثالث فإنه قال في الذبيح: {يا أبت افعل ما تؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين}، وقد وصف الله إسماعيل أنه من الصابرين، ووصف الله تعالى إسماعيل أيضا بصدق الوعد في قوله تعالى: {إنه كان صادق الوعد}، لأنه وعد أباه من نفسه الصبر على الذبح فوفى به.
الوجه الرابع: أن البشارة بإسحق كانت معجزة، لأن العجوز عقيم، ولهذا قال الخليل عليه السلام: {أبشرتموني على أن مسني الكبر؟ فبم تبشرون؟} وقالت امرأته: {أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا؟!} وقد سبق أن البشارة بإسحق في حال الكبر، وكانت البشارة مشتركة بين إبراهيم وامرأته.
وأما البشارة بالذبيح فكانت لإبراهيم عليه السلام، وامتحن بذبحه دون الأم المبشرة به، وهذا مما يوافق ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الصحيح وغيره: من أن إسماعيل لما ولدته هاجر غارت سارة، فذهب إبراهيم بإسماعيل وأمه إلى مكة، وهناك أمر بالذبح. وهذا مما يؤيد أن هذا الذبيح دون ذلك.
ومما يدل على أن الذبيح ليس هو إسحق أن الله تعالى قال: {فبشرناها بإسحق، ومن وراء إسحق يعقوب}، فكيف يأمر بعد ذلك بذبحه؟ والبشارة بيعقوب تقتضي أن إسحق يعيش ويولد له يعقوب، ولا خلاف بين الناس أن قصة الذبيح كانت قبل ولادة يعقوب، بل يعقوب إنما ولد بعد موت إبراهيم عليه السلام، وقصة الذبيح كانت في حياة إبراهيم بلا ريب.
ومما يدل على ذلك: أن قصة الذبيح كانت بمكة، والنبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة كان قرنا الكبش في الكعبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للسادن: " إني آمرك أن تخمر قرني الكبش فإنه لا ينبغي أن يكون في القبلة ما يلهي المصلي ".
ولهذا جعلت منى محلاً للنسك من عهد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وهما اللذان بنيا البيت بنص القرآن.
ولم ينقل أحد أن إسحق ذهب إلى مكة، لا من أهل الكتاب، ولا غيرهم، لكن بعض المؤمنين من أهل الكتاب يزعمون أن قصة الذبح كانت بالشام، فهذا افتراء. فإن هذا لو كان ببعض جبال الشام لعرف ذلك الجبل، وربما جعل منسكاً كما جعل المسجد الذي بناه إبراهيم وما حوله من المشاعر.
وفى المسألة دلائل أخرى على ما ذكرناه، وأسئلة أوردها طائفة كابن جرير، والقاضي أبي يعلى، والسهيلي، ولكن لا يتسع هذا الموضع لذكرها والجواب عنها والله عز وجل أعلم)) اهـ. انظر مجموع الفتاوى [4/ 331 – 336].
2 – كلام ابن القيم
قال ابن القيم رحمه الله ((وإسماعيل هو الذبيح على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/328)
وأما القول بأنه إسحق فباطل بأكثر من عشرين وجهاً، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه يقول: هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب، مع أنه باطل بنص كتابهم، فإن فيه: إن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره، وفي لفظ: وحيده، ولا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاده، والذي غرّ أصحاب هذا القول أن في التوراة التي بأيديهم: اذبح ابنك إسحق، قال وهذه الزيادة من تحريفهم وكذبهم، لأنها تناقض قوله: اذبح بكرك ووحيدك، ولكن اليهود حسدت بني إسماعيل على هذا الشرف، وأحبوا أن يكون لهم، وأن يسوقوه إليهم، ويحتازوه لأنفسهم دون العرب، ويأبى الله إلا أن يجعل فضله لأهله. وكيف أن يسوغ أن يقال: إن الذبيح هو إسحق، والله تعالى قد بشر أم إسحق به وبابنه يعقوب، فقال تعالى عن الملائكة: إنهم قالوا لإبراهيم لما أتوه بالبشرى: {لا تخف إنا أرسِلْنا إلى قوم لوط. وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب} [هود: 70 – 71] فمحال أن يبشرها بأنه يكون لها ولد، ثم يأمر بذبحه، ولا ريب أن يعقوب عليه السلام داخل في البشارة، فتناول البشارة لإسحق ويعقوب في اللفظ واحد، وهذا ظاهر الكلام وسياقه.
فإن قيل: لو كان الأمر كما ذكرتموه لكان يعقوب مجروراً عطفاً على إسحق، فكانت القراءة {ومن وراء إسحق يعقوب} أي: ويعقوب من وراء إسحق. قيل لا يمنع الرفع أن يكون يعقوب مبشراً به، لأن البشارة قول مخصوص، وهي أول خبر سار صادق. وقوله تعالى: {ومن وراء إسحق يعقوب} جملة متضمنة لهذه القيود، فتكون بشارة، بل حقيقة البشارة هي الجملة الخبرية. ولما كانت البشارة قولاً، كان موضع هذه الجملة نصباً على الحكاية بالقول، كأن المعنى: وقلنا لها: من وراء إسحق يعقوب، والقائل إذا قال: بشرت فلانا بقدوم أخيه وثَقلِه في أثره، لم يعقل منه إلا بشارته بالأمرين جميعاً)).
ثم ذكر ابن القيم آيات من سورة الصافات ودلالتها على أن الذبيح هو إسماعيل، لأنه بشر بعدها بإسحق، ثم قال ابن القيم ((وأيضاً فلا ريب أن الذبيح كان بمكة، ولذلك جعلت القرابين يوم النحر بها ... )) إلى أن قال ((ولو كان الذبح بالشام كما يزعم أهل الكتاب ومن تلقى عنهم لكانت القرابين والنحر بالشام، لا بمكة)).
ثم قال رحمه الله: ((وأيضاً فإن الله سبحانه أجرى العادة البشرية أن بكر الأولاد أحب إلى الوالدين ممن بعده، وإبراهيم عليه السلام لما سأل ربه الولد، ووهبه له، تعلقت شعبة من قلبه بمحبته، والله تعالى قد اتخذه خليلا، والخُلة منصب يقتضي توحيد المحبوب بالمحبة، وأن لا يشارك بينه وبين غيره فيها، فلما أخذ الولد شعبة من قلب الوالد، جاءت غيرة الخلة تنتزعها من قلب الخليل، فأمره بذبح المحبوب، فلما أقدم على ذبحه، وكانت محبة الله أعظم عنده من محبة الولد، خلصت الخلة حينئذ من شوائب المشاركة، فلم يبق في الذبح مصلحة، إذ كانت المصلحة إنما هي في العزم وتوطين النفس عليه، فقد حصل المقصود، فنُسخ الأمر، وفُدي الذبيح، وصدّق الخليل الرؤيا، وحصل مراد الرب.
ومعلوم أن هذا الامتحان والاختبار إنما حصل عند أول مولود، ولم يكن ليحصل في المولود الآخر دون الأول، بل لم يحصل عند المولود الآخر من مزاحمة الخلة ما يقتضي الأمر بذبحه، وهذا في غاية الظهور.)) اهـ باختصار. انظر زاد المعاد [1/ 71 – 74].
3 – كلام ابن كثير
قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية بعد أن سرد آيات سورة الصافات ((يذكر تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهب له ولداً صالحاً، فبشره الله تعالى بغلام حليم، وهو إسماعيل عليه السلام، لأنه أول من ولد له على رأس ست وثمانين سنة من عمر الخليل.
وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل الملل، لأنه أول ولده، وبكره)).
ثم قال ((وهذا هو الظاهر من القرآن، بل كأنه نص على أن الذبيح هو إسماعيل، لأنه ذكر قصة الذبيح ثم قال بعده {وبشرناه بإسحق نبياً من الصالحين} ومن جعله حالاً فقد تكلف، ومستنده أنه إسحق إنما هو إسرائيليات وكتابهم فيه تحريف)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/329)
ثم قال رحمه الله: ((وقد قال بأنه إسحق طائفة كثيرة من السلف وغيرهم. وإنما أخذوه والله أعلم من كعب الأحبار أو صحف أهل الكتاب وليس في ذلك حديث صحيح عن المعصوم حتى نترك لأجله ظاهر الكتاب العزيز ولا يفهم هذا من القرآن بل المفهوم بل المنطوق بل النص عند التأمل على أنه إسماعيل. وما أحسن ما استدل محمد بن كعب القرظي على أنه إسماعيل وليس بإسحق من قوله {فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب} قال: " فكيف تقع البشارة بإسحق وأنه سيولد له يعقوب ثم يؤمر بذبح إسحق وهو صغير قبل أن يولد له هذا لا يكون لأنه يناقض البشارة المتقدمة والله أعلم ")).
ثم قال رحمه الله ((فمن حُكي القول عنه بأنه إسحق كعب الأحبار، وروي عن عمر والعباس وعلي وابن مسعود ومسروق وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء والشعبي ومقاتل وعبيد بن عمر وأبي ميسرة وزيد بن أسلم وعبدالله بن شقيق والزهري والقاسم وابن أبي بردة ومكحول وعثمان بن حاضر والسدي والحسن وقتادة وأبي الهذيل وابن سابط وهو اختيار ابن جرير وهذا عجب منه وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس ولكن الصحيح عنه وعن أكثر هؤلاء أنه إسماعيل عليه السلام.
قال مجاهد وسعيد والشعبي ويوسف بن مهران وعطاء وغير واحد عن ابن عباس: هو إسماعيل عليه السلام، وقال ابن جرير حدثني يونس أنبأنا ابن وهب أخبرني عمرو بن قيس عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أنه قال: المفدى إسماعيل وزعمت اليهود أنه إسحق وكذبت اليهود. وقال عبدالله بن الإمام أحمد عن أبيه: هو إسماعيل. وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عن الذبيح فقال: إنه إسماعيل عليه السلام)). اهـ[1/ 157 - 160].
قلت: فقد تبين لك مما نقلته من كلام الأئمة أن ظاهر القرآن يدل على أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام، وأنه مما يجب القطع به، وأنه هو قول أهل الملل، وهو القول المعتبر الذي نصره أئمة السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وهو قول الإمام أحمد وأبي حاتم. وأما القول الآخر فهو باطل، كما قال ابن تيمية وابن القيم وابن كثير، وهو مأخوذ مما حرفه أهل الكتاب في التوراة، ونصره كعب الأحبار، وأخذه عنه طائفة من السلف.
وقد مر معنا قول ابن كثير بعد أن سرد أسماء من قال بأنه إسحق، من الصحابة والتابعين، " وهو اختيار ابن جرير، وهذا عجب منه، وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس، ولكن الصحيح عنه وعن أكثر هؤلاء أنه إسماعيل عليه السلام " اهـ.
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب / سمير بن خليل المالكي المكي الحسني
جوال 0591114011
تاريخ 23/ 10 /1430هـ
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 12:40 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 02:00 م]ـ
أحسنت يا أخي وجزاك الله خير .. ونفع بك فقد أجدت ...
وقول ابن القيم رحمه قوي واستدلال في محلة عندما قال:
((وأيضاً فلا ريب أن الذبيح كان بمكة، ولذلك جعلت القرابين يوم النحر بها ... )) إلى أن قال ((ولو كان الذبح بالشام كما يزعم أهل الكتاب ومن تلقى عنهم لكانت القرابين والنحر بالشام، لا بمكة)).
فلله درك ودر ابن القيم ...
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[20 - 10 - 09, 02:28 م]ـ
سمعت كلمة من الشيخ المغامسي حفظه الله علي قناة المجد فيما أذكر وانه إمام في مسجد قباء منذ مدة وقد خطب بها اكثر من ثلاثمائة خطبة فما تطرق مرة لهذا الموضوع.وقد ترجح لديه بعد بحث دقيق وطويل استمر لسنوات-كما يقول-أن الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل عليهما السلام.
والمسألة خلافية ولا ضير فيمن يقول بهذا أو بذاك
لانه لاينبني عليها عمل مهم مباشر.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[20 - 10 - 09, 02:47 م]ـ
السلام عليكم
ومما يؤيد القول بكونه إسماعيل، إضطرار أهل الكتاب إلى تحريف التوراة لكي يجعلوا الذبيح إسحاق وذلك بزيادة لفظة إسحاق في الإصحاح الذي يذكر القصة
خُذِ ابْنَكَ وحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إسحاق وقد وضح الأمر جمع من المتخصصين في الرد على أهل الكتاب,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/330)
نكتة: من المعلوم أن قوم سيدنا إبراهيم كانت فيهم عادة تقديم القرابين البشرية لمعبوداتهم وكذلك الأمر في باقي الشعوب المعاصرة لهم, ولذلك كان من بين فوائد تقديم بدل حيواني وهو الكبش في قصة ذبح سيدنا إسماعيل وهو وضح حد لعادة القربان البشري وأن التضحية يفضل فيها الحيوان وبالضبط الكبش والله أعلم
ـ[أبوإسحاق الوهراني]ــــــــ[20 - 10 - 09, 04:32 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى على هدا التوضيح نعم لقد تتبعت الحلقة فى قناة المجد ولكن الدى تبين لى من الحلقة ان الشيخ نقل كلام اهل العلم والخلاف فى مسالة فقط وإن كان هو ترجح له إسحاق عليه السلام يبقى هدا رايه لان المسألة العبرة بالدليل وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[20 - 10 - 09, 08:35 م]ـ
سمعت كلمة من الشيخ المغامسي حفظه الله علي قناة المجد فيما أذكر وانه إمام في مسجد قباء منذ مدة وقد خطب بها اكثر من ثلاثمائة خطبة فما تطرق مرة لهذا الموضوع.وقد ترجح لديه بعد بحث دقيق وطويل استمر لسنوات-كما يقول-أن الذبيح هو إسحاق وليس إسماعيل عليهما السلام.
والمسألة خلافية ولا ضير فيمن يقول بهذا أو بذاك
لانه لاينبني عليها عمل مهم مباشر.
مِن المآخذِ على بعض المفسّرين لآي الكتاب العزيز اعتمادهم على الإسرائيليات أكثّر مِن تدبّرهم وتمعّنهم في ألفاظ القرآن. حتى إنَّ القرطبي رحمه الله نقل عن القائلين بأنه إسحاق - وهو منهم - أن إسحاق هو الابن الأكبر، فلمَّا تعارضَ هذا مع كون إسماعيل هو البكر، نفوا أن يكون إسماعيلُ البكرَ حتى يُسَلَّك الرأيُ!
يقول رحمه الله (الصافات 102): ((فذكر أن الفداء في الغلام الحليم الذي بُشِّر به إبراهيم، وإنما بُشِّر بإسحاق لأنه قال: "وبشَّرناه بإسحاق" وقال هنا: "بغلام حليم". وذلك قبل أن يتزوَّجَ هاجرَ وقبل أن يولد له إسماعيل، وليس في القرآن أنه بُشِّر بولد إلا إسحاق)). اهـ
ثم لمَّا أورد بعدها قول المعترضين بأن إسماعيل كان أكبر مِن إسحاق، قال غفر الله له (الصافات 113): ((قد ذكرنا أولاً ما يدلّ على أن إسحاقَ أكبرُ مِن إسماعيل، وأنَّ المبشَّر به هو إسحاق بنصّ التنزيل)). اهـ
فانظر! كيف قدَّم الآثارَ على التمعُّنِ في قوله تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء" [إبراهيم 39] وهو صريحٌ في أن إسماعيل هو الابن البكر لا إسحاق، وكذا قوله تعالى: "قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" [البقرة 133] وهو صريحٌ في أن إسماعيلَ عند بني إسرائيل أكبرُ مِن إسحاق، وكذا هو في توراتهم.
العجيب أن القرطبيَّ في الصافات غالط نفسه حينما بالغ في الردّ على المعترضين، إذ نسي ما قاله في آية البقرة هذه حين قال: ((وبدأ بذِكر الجدّ، ثم إسماعيل العمّ لأنه أكبر مِن إسحاق)). اهـ فانظر!
ولا مزيد على كلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير، فقد ربطوا مواضع القصة القرآنية واحتكموا إلى ألفاظها، وفرّقوا بين الغلام العليم والغلام الحليم. كما انتقدوا نصّ التوراة الذي اعتمد عليه أهل الكتاب. ولعلّي أُفَصِّل هذه المسألة إن أحياني الله عز وجلّ، فأذكر اختلاف النصّ العبرانيّ واليونانيّ وبعض الأسفار القديمة لديهم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 10:33 م]ـ
أحسنتم
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو محمد المكي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 08:30 م]ـ
في حلقة استثنائية ضمن برنامجه الشهري القطوف الدانية أوضح فضيلة الشيخ/ صالح بن عواد المغامسي" إمام وخطيب مسجد قباء وعضو هيئة التدريس بجامعة طيبة ومدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة "مسألة الذبيح تفصيلا،وخاصة بعد ما كثر الحديث حولها عقب ترجيح الشيخ في بعض دروسه العلمية أن الذبيح هو إسحاق فقد أكد الشيخ المغامسي في بداية حديثه أن المسألة خلافية والخلاف في هذه المسألة قديم منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم وأنه لم يتكلم فيها إلا في درس علمي قبل ثلاث سنوات، ونفى المغامسي ما تردد أنه أشغل الناس بهذه المسألة فقال: "لقد خطبت في مسجد قباء ولازلت منذ أربع سنين تقريباً أكثر من مائة خطبة جمعة لم يحدث أبداً أن تحدثت فيها عن هذه المسألة أبداً، لعلمي أن ليس مما يخاطب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/331)
به العامة ولا يتعلق به عمل، كما ألقيت مئات المحاضرات داخل المملكة وخارجها ولم يحدث أن تطرقت إلى هذه المسألة بل كنتُ أتحدث عما يغلب على الظن أن الناس يحتاجون إليه مما فيه صلاح قلوبهم وأعمالهم ويذكرهم بربهم جل وعلا".
وقد أحضر الشيخ معه للأستديو العديد من كتب التفسير الشهيرة وقرأ منها واحداً واحداً ليثبت خطأ من زعم أن الشيخ المغامسي قال قولاً لم يسبق إليه أو أن القول بأن الذبيح إسحاق قول شاذ، وقرأ المغامسي من كتاب تفسير ابن جرير الطبري وقال:" هذا أول كتاب تفسير بين أيدينا وقد قال العلماء عنه "إنه لم يصنف في الإسلام مثله" ومع هذا نراه يخبر باختلاف الصحابة والتابعين والسلف عموماً في المسألة بل ونرى ابن جرير الطبري يرجح القول بأنه إسحاق عليه السلام. ثم قرأ المغامسي من كتاب تفسير القرطبي قوله "واختلف العلماء في المأمور بذبحه فقال أكثرهم إسحاق، وممن قال بذلك العباس ابن عبد المطلب وابنه عبد الله وهو الصحيح عنه" وقول القرطبي "وهو الصحيح عن عبد الله ابن مسعود" وقوله – أي القرطبي- وقاله به من التابعين وغيرهم علقمة والشعبي ومجاهد وسعيد بن جبير)، كما استشهد الشيخ صالح بقول ابن الجوزي في زاد المسير أن للإمام أحمد في المسألة روايتين وأن أكثر أصحاب الإمام ينصرون القول بأنه إسحاق عليه السلام، وقد أوضح جليا المغامسي وهو يقرأ في الكتب أراد أن يثبت أن القرآن لم ينص أبداً على من هو الذبيح، وإلا لما اختلف هؤلاء الأكابر من سلف الأمة في المسألة".
وأضاف المغامسي: "أن عدداً من أجلاء العلماء في الأمة ذهبوا إلى أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام وأن مما قال بذلك من العلماء شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير والأمين الشنقيطي وغيرهم، هؤلاء علماء أجلاء لا يجهل فضلهم أحد ولهم حجج قوية في المسألة وأنا أقتات على موائد علمهم"
واسترسل المغامسي موضحا حجج من رجح أن الذبيح إسماعيل عليه السلام فقال:"استدلالهم بقول الله تعالى "فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب" إذ وجه الدلالة عند القائلين بهذا القول أنه كيف يمكن أن يبتلى إبراهيم عليه السلام بذبح إسحاق وقد بُشر بأنه سيكون له عقب منه، وأن هذا ينافي التكليف".
وأضاف المغامسي قائلاً:" لقد تتبعت هذا القول فوجدته قد أخذه العلماء عن محمد بن كعب القرظي وهو من التابعين الذي عرفوا بالتفسير إلا أن الإمام السُهيلي رحمه الله أجاب عن هذا الاستدلال في كتابه التعريف والإعلام إذ قال إن قول الله "ومن وراء إسحاق يعقوب" ليس من ضمن جملة البشارة إذ لو كانت منها لوجب أن يكون السياق وفق قواعد اللغة العربية "ومن وراء إسحاق بيعقوب" فلما حذفت "الباء" عرفنا أن هذه الجملة ليست من البشارة وأن الواو استئنافية وأن الجملة معترضة لتأكيد بيان فضل الله على آل إبراهيم، وأن لهذا نظائر في كتاب الله كما في سورة لقمان "
أما الاحتجاج بأن الله بعد أن ذكر قصة الذبيح قال "وبشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين" وأن في هذا دليلا أن الذبيح غير إسحاق قال المغامسي:" إن قتادة رحمه الله كان يقول بأن الذبيح هو إسحاق عليه السلام وأنه – أي قتادة – أجاب على هذا الاستدلال بأن البشارة الثانية بشارة نبوته جزاءً على صبره وأن البشارة الأولى بشارة بمولده".
واستطرد المغامسي بذكر تصوره للمسألة قائلاً: " إن الذي أفهمه من كلام الله حول هذه المسألة أن إبراهيم عليه السلام تزوج سارة أول الأمر فلم تنجب له، ثم حدث أن أهديت هاجر لسارة من قبل ذلك الملك الطاغية الذي عجز أن يصل إلى سارة فأخدمها هاجر كما دل عليه حديث البخاري. ثم إن سارة أهدت هاجر لزوجها خليل الله إبراهيم فأنجب منها إسماعيل، والأصل في النساء أنهن يلدن، فالعقم هو الطارئ وعليه فلا تحتاج ولادة إسماعيل إلى بشارة، ثم إن إبراهيم عليه السلام ذهب بزوجته هاجر وابنها إلى مكة حيث موضع البيت قبل أن يُبنى وعاد إلى العراق ليدعو أباه وقومه فكفروا به وتآمروا عليه فنجاه الله من النار كما في سورة الصافات ثم لما نجاه الله منهم هجرهم وقال "إني ذاهب إلى ربي سيهدين * رب هب لي من الصالحين" فالدعاء بالصالحين من الذرية لا يمنع أن يكون له ابن من قبل وهو إسماعيل عليه السلام من هاجر، فجاءته الملائكة تبشره بإسحاق عليه السلام ثم لما ترعرع الغلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/332)
وراهق أمر بذبحه بدليل قول الله جل وعلا "فلما بلغ معه السعي" ومعلوم أن قوله جل شأنه "معه" يدل على أن هذا الغلام نشأ مع والده وهذا لم يكن إلا إسحاق لأن إسماعيل كان بعيداً عن والده مع أمه في مكة، وهذا يرجح أن إسحاق عليه السلام هو الذبيح، ومع ذلك فلا أقطع ولا أجزم لأنه ليس في المسألة نص صريح".
وأوضح المغامسي حديث " أنا ابن الذبيحين " فقال:"أن هذا الحديث له لفظان: أحدهما "أنا ابن الذبيحين" وهذا اللفظ لا أصل له والآخر ما جاء عن معاوية رضي الله عنه أن أعرابيا خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا ابن الذبيحين" فقال الشيخ إن سند هذا الحديث واهٍ جداً وقرأ الشيخ من كتاب الحاوي للفتاوى للسيوطي وكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني وحكم الشوكاني في تفسيره على أحاديث الباب بأنها إما موضوعة أو ضعيفة جداً لا يصح أبدا الاحتجاج بها، وقال إن أي أحد من علماء الحديث لم يقل بصحتها، أما ما جاء في كتاب كشف الغطاء أن الزرقاني حسّن حديث الإمام الحاكم "يا ابن الذبيحين" فقد قرأ المغامسي في الحلقة قول الإمام الألباني أن هذا وهم فاحش وأن الحديث لا يصح الاحتجاج به".
كما بين المغامسي أن الآثار والأخبار التي تدل على أن هناك ارتباطا بين الذبح ورمي الجمرات لا ترقى في صحتها الى أن تقوم بها حجة بل قال بعض السلف نصاً أن مكان الذبح كان في بيت المقدس كما نقل ذلك عن سعيد بن جبير، والصواب أنه ليس في هذا أثر يصح للاحتجاج به لكلا الفريقين، كما أبدى الشيخ صالح تعجبه ممن يقول إن مكان الذبح مكة بدليل الأضاحي، وبين أننا بالأضحية نُحيي سنة أبينا إبراهيم عليه السلام لما شرع في ذبح أحد أبنيه ففدى الله الابن الذبيح بكبش عظيم، لكن لا علاقة بهذا بمكة ومتى ذلك أنه مقرر عند المسلمين جميعا أن الذبح يكون في أي مكان فهو مرتبط بالمكان الذي يعيش فيه المضحي حال نحره لأضحيته، وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين في المدينة كما في حديث أنس ويستطيع المسلم يوم النحر أن يضحي في أي مكان، أما الهدي وما يشرع في الحج فهذا لعلاقته بالنسك هل هو دم جبران أو دم قربان وشكر ولا علاقة له بمسألة الذبيح لا من قريب ولا من بعيد". وأضاف المغامسي إنه يرجو بهذا التوضيح أن يكون قد أزال اللبس ودفع المغبة عن نفسه، وبين أن لطرائق العلم مناهج بحثية ومن لم يكن له ارتباط بالمكتبة الإسلامية وما دوّنه العلماء فلا يحق له أن يخوض برأيه، وبين أنه لا بد من الديانة الحقة والتقوى مع العلم حتى لا يقع الإنسان في عرض أخيه، وختم المغامسي لقاءه بقوله:" إن المسألة لا نص فيها ولهذا فهو لا يقطع ولا يجزم بل يرجح أنه إسحاق عليه السلام، وأياً كان الذبيح فإسماعيل وإسحاق نبيان كريمان من أنبياء الله"، وعقب المغامسي في لقائه على من فهم أن القول بأن الذبيح ليس بإسماعيل قد يفهم منه – خطاً- أن ذلك يقلل – لا قدر الله- من مقام رسولنا صلى الله عليه وسلم، فبين الشيخ –بأسلوب علمي رصين- خطأ هذا الظن وقال إن العرب والعدنانيين وبني كنانة وقريش ثم بني هاشم كلهم هم الذين شرفوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم واستشهد بقول ابن الرومي: وكم أبٍ علا بابن ذرا شرفٍ كما علت برسول الله عدنان واختتم المغامسي حديثه قائلاً "إنني قد عفوت عن كل من أساء إلي بهذه المسألة، لكن الله الله في الديانة والتقوى والحذر من الكلام على الله بلا علم.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:46 ص]ـ
ينبغي لطالب العلم المبتدئ أو المتوسط = الانشغال بمسائل الأبواب الكبار، والمهمات، والقواعد الكليَّة، وإحكام الفروع المرعيَّة، وأن لا يغرق نفسه، ويضيع وقته في أمثال هذه المسائل العلميَّة التي لا يتحقَّق بالتصويب فيها مصلحةٌ قويَّة.
الذبيح إسماعيل أم إسحاق .. ثم ماذا؟؟
هذا في حق مَنْ لم يتقن أصول العلم؛ حتى لا يعترضَ كاتبٌ عليَّ، ويصفني بالتزهيد في العلم!(117/333)
ماحكم عمل دميه بالقماش ورسم العينين نقط بالقلم فقط
ـ[روائع دعويه]ــــــــ[20 - 10 - 09, 10:46 ص]ـ
ماحكم عمل دميه بالقماش ورسم العينين نقط بالقلم فقط
بدون وضع يدين او رجلين مجرد دميه ملفوفه؟؟؟؟
بارك الله لكم في علمكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 11:25 ص]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): متفرقه
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): متفرقه
السؤال: المستمع على أحمد من جدة يقول ما حكم الشرع في نظركم فضيلة الشيخ في لعب الأطفال حيث إن لدي طفلة متعلقة بهذه الألعاب وهي عبارة عن قطعة من القماش مخاطة ومحشوة من القطن فتبدو وكأنها طفلة فابنتي تلاعب هذه اللعبة وكأنها طفلة صغيرة حاولت أن أبعدها عن مثل هذه الألعاب خشيت أن يكون فيها محظور وأرجو من فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين مشكوراً بالاجابة؟
الجواب
الشيخ: لعب الأطفال قد جاءت بها السنة من حيث العموم فإن عائشة رضي الله عنها (كان لها بنات أي لعب تلعب بهن في عهد النبي صلي الله عليه وسلم) وإذا كانت هذه اللعبة لا تمثل الصورة الكاملة وإنما هي قطن أو صوف أو نحوه محشو وفي أعلاها نقط على أنها عضو أو ما أشبه ذلك فإن هذا لا بأس فيه ولا حرج فيه والصبية تلعب بهذه اللعبة تتسلى بها وتفرح بها وتخدمها خدمة بليغة فتجعل لها فراشاً ووسادة وتجعلها في أيام الصيف تحت المروحة لتروح عليها وفي أيام الشتاء تغطيها بالغطاءات وربما وضعتها أما المكيف للتدفئة في الشتاء أو للتبريد في الصيف فهي تشعر وكأنها بنت حقيقية ولا شك أن هذا يعطيها تعليماً لتربية الأولاد في المستقبل ويعطيها أيضاً حناناً على من يكون طفلاً لها حقيقة ويعطيها تسلية وفرحاً وسروراً ولهذا تجدها تخاطبها مخاطبة العاقل فمن أجل هذه المصالح أباح الشارع مثل هذه أما اللعب التي تمثل الصورة وكأنها حقيقة لها رأس وأنف وعين و ربما يكون لها حركات مشي أو أصوات وما أشبه ذلك فإن الواجب لمن ابتلي بشيء من هذا أن يغير الصورة بحيث يدنيها من النار حتى تلين ثم يضغط عليها حتى تذهب ملامح الوجه ولا يتبين أنها مثل الصورة الحقيقية ومن العلماء من يتساهل في هذا الأمر مستدلاً بعموم أو مستدلاً بعموم الحالات لا بعموم اللفظ لأنه ليس هناك لفظ عام لأن المقصود بهذه الصور تسلية الصبية وما أشرنا إليه من المصالح السابقة ولكن كون الإنسان يدع الأشياء التي فيها شك أولى من كونه يمارسها نعم.
الشيخ: ابن عثيمين رحمه الله / اضغط هنا ( http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8132.shtml)
فيتبين أخي الكريم من كلام الشيخ أن فعلك فيه خلاف بين أهل العلم والأولى تركه.والله أعلم.
ـ[روائع دعويه]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الكريم
ـ[أم رائد مفرح]ــــــــ[01 - 11 - 09, 06:41 ص]ـ
مشكور على نقل الفتوى
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا(117/334)
مسألة للبحث والمدارسة حول " حكم أخذ الأجرة على تأويل الرؤيا "
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 02:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين ,, وبعد
أخواني الأفاضل ,, أيها الأشياخ الأماجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله بمنه وكرمه أن ينفع بي وبكم الإسلام والمسلمين
وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه , و أن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
من جملة البحوث التي أشغلت نفسي بها , بحثٌ عنونته بعنوان " حكم أخذ الأجرة على تأويل الرؤيا " وهو بحث يتناول هذه المسألة من جميع أطرافها بقدر الإمكان , و الذي دعاني لذلك ما نراه في بعض القنوات وبعض خدمات الاتصال كـ " 700 " وغيره من الخدمات الربحية والتي يقوم عليها , من ليس ظاهره الصلاح فضلاً على أن ينسب إلى أهل العلم , ورأيت أن أشارككم وأن تشاركوني النقاش والحوار حول هذه المسألة لعل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين
فإن سمحتم لي أن نجعل النقاش حول النقاط التالية
- ما وقع عليه النظر من آراء العلماء المتقدمين و المتأخرين
- مدى صحة قياس من قاس اخذ الأجرة للمعبّر كما يأخذها إمام المسجد و المفتي و القاضي و نحو ذلك
- أدلة كلا الطرفين في المسألة من رأي بالجواز و من لم يرى بالجواز
أسأل الله بمنه وكرمه أن يجري على لساني وألسنتكم الحق والصواب
و الله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 02:12 م]ـ
جزاك الله خير أخي ..
ونفع بك
ألا يقال أن تأويل الرؤى تعتبر فتوى (أفتوني في رؤياي) وبالتالي يندرج تحت هذا سؤال هل يجوز أخذ الأجرة على الفتوى،؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38052
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 06:26 ص]ـ
جزاك الله خير أخي أبو البراء
أنا عندي بعض الإيرادات لعلي آتي بها في المستقبل القريب
فقط أريد أن أسمع من الإخوان الذين هم أكبر مني سناً و علماً وفضلاً وقدراً
شكر الله لك مداخلتك
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 02:04 م]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم ..
أرى والله أعلم أن تطرح ما عندك حتى يشارك الإخوة في الأخذ والرد والنقاش العلمي. والله أعلم
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 11:19 م]ـ
حسناً رأيت
لعلي أعود إلى منزلي ثم ييسر الله الأمر
شكر الله لك أبو البراء
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:36 ص]ـ
بارك الله فيكم.
أما أنها فتوى، فهذا هو الحق و لا ريب، و به يفتي العلامة العثيمين، و عليه فإن المسألة تصبح من مسائل أخذ الأجر على القربات.
و المعروف عند أهل العلم أنّ أخذ الأجور على القربات لا يجوز.
و هنا تنبيه:
و هو أن النقاش على هذه المسألة هو بقطعها عن هؤلاء الذين ذكرهم الأخ الثمالي هنا، فهؤلاء لا يستريب عاقل بأنهم سماسرة تجار لا يؤبه بهم، و لا يرسل لهم إلا من قل علمه أو قل عقله.
و الله أعلم.
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 10:15 م]ـ
حياكم الله جميعاً أيها الإخوة الأفاضل
لعلي ابدأ بذكر بعض من الأقوال التي لا ترى الجواز في أخذ الأجرة على فعل الطاعة ومنها تأويل الرؤيا:
فأقول
نقل بعض العلماء منهم الشيخ بن باز و بن عثيمين وغيرهم من المتقدمين القول بعدم جواز أخذ الأجرة على مجرد فعل الطاعة والقربة , مثل الأذان والإمامة و القضاء وغير ذلك و قال بن باز رحمه الله تعالى " إن كان المقصود تعليم القرآن للناس وتحفيظهم إياه فلا حرج في أخذ الأجرة على ذلك في أصح قولي العلماء للحديث الصحيح في القراءة على اللديغ بشرط أجرة معلومة، ولقوله صلى الله عليه وسلم، في الحديث نفسه صحيح البخاري الطب إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله أخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه، أما إن كان المراد أخذ الأجرة على مجرد التلاوة في أي مناسبة فهذا لا يجوز أخذ الأجرة عليه.
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- أنه لا يعلم نزاعا بين أهل العلم في تحريم ذلك "
واستدل الشيخ بن عثيمين على هذا بقول الله جل وعلا في سورة هود " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون "
ويقول صاحب أضواء البيان
(ومنها ما رواه الإمام أحمد، عن عبد الرحمن بن شبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به "
قال الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار في هذا الحديث: قال في مجمع الزوائد رجال أحمد ثقات.
ومنها ما أخرجه الأثرم في سننه عن أبي رضي الله عنه قال: كنت أختلف إلى رجل مسن قد أصابته علة، قد احتبس في بيته أقرئه القرآن، فيؤتي بطعام لا آكل مثله بالمدينة، فحاك في نفسي شيء فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إن كان ذلك الطعام طعامه وطعام أهله فكل منه، وإن كان يتحفك به فلا تأكله" ا هـ بواسطة نقل ابن قدامة في "المغني" والشوكاني في "نيل الأوطار".
فهذه الأدلة ونحوها تدل على أن تعليم القرآن والمسائل الدينية لا يجوز أخذ الأجرة عليه.
وممن قال بهذا: الإمام أحمد في إحدى الروايتين، وأبو حنيفة والضحاك بن قيس وعطاء. وكره الزهري وإسحاق تعليم القرآن بأجر. وقال عبد الله بن شقيق: هذه الرغف التي يأخذها المعلمون من السحت.
وممن كره أجرة التعليم مع الشرط: الحسن وابن سيرين، وطاوس، والشعبي، والنخعي قاله في المغني وقال: إن ظاهر كلام الإمام أحمد جواز أخذ المعلم ما أعطيه من غير شرط)
هذا بعض ما تم جمعه
وبهذه الصورة يتضح ما مدى صحة قياس من قاس على هذه المسائل
ولي عودة إن شاء الله لإكمال ما تيسر , ولطرح الرأي الآخر
وأنا في انتظار آراءكم و نقاشكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/335)
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[28 - 10 - 09, 08:48 م]ـ
جاء في المغني المجلد الخامس الصفحة " 555 " وكذلك في الإنصاف المجلد الثالث صفحة " 45 " , روياتان عن الإمام أحمد في مسألة أخذ الأجرة على القرب:
الأولى: أنه لا يجوز، وهو المذهب وعليه جماهير الأصحاب.
الثاني: يجوز.
وهذا إن كان بشرط، أما ما كان بلا شرط فظاهر كلام الإمام أحمد جوازه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن حكم الأجرة على قراءة القرآن لروح الميت: (أما الاستئجار لنفس القراءة والإهداء فلا يصح ذلك، فإن العلماء إنما تنازعوا في جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن، والأذان، والإمامة، والحج عن الغير، لأن المستأجر يستوفي المنفعة، فقيل: يصح ذلك كما هو المشهور من مذهب مالك والشافعي، وقيل: لا يجوز، لأن هذه الأعمال يختص فاعلها أن يكون من أهل القربة، فإنما تصح من المسلم دون الكافر، فلا يجوز إيقاعها إلا على وجه التقرب إلى الله تعالى، فإذا فعلت بعروض لم يكن فيها أجر بالاتفاق، لأن الله إنما يقبل من العمل ما أريد به وجهه، لا ما فعل لأجل عروض الدنيا.
أما إذا كان لا يقرأ القرآن إلا لأجل العروض، فلا ثواب لهم على ذلك، وإن لم يكن في ذلك ثواب فلا يصل إلى الميت شيء، لإنه إنما يصل إلى الميت ثواب العمل، لا نفس العمل).
و جاء عن بن الصلاح في مقدمته
الثانية عشر: من أخذ على التحديث أجراً منع ذلك من قبول روايته عند قوم من أئمة الحديث. روينا عن (إسحاق بن إبراهيم): أنه سُئل عن المحدث يحدث بالأجر؟ فقال: لا يكتب عنه. وعن (أحمد بن حنبل) و (أبي حاتم الرازي) نحو ذلك.
وترخص (أبو نعيم الفضل بن دكين) و (علي بن عبد العزيز المكي)، وآخرون، في أخذ العوض على التحديث. وذلك شبيه بأخذ الأجرة على تعليم القرآن ونحوه. غير أن في هذا من حيث العرف خرماً للمروءة، والظن يساء بفاعله، إلا أن يقترن ذلك بعذر ينفي ذلك عنه، كمثل ما حديثنيه الشيخ أبو المظفر، عن أبيه الحافظ أبي سعد السمعاني: أن أبا الفضل محمد بن ناصر السلامي ذكر: أن أبا الحسين بن النقور فعل ذلك، لأن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي أفتاه بجواز أخذ الأجرة على التحديث، لأن أصحاب الحديث كانوا يمنعونه عن الكسب لعياله، و الله أعلم.
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 02:42 ص]ـ
هل يوجد أحد من الإخوان عنده مناقشه لما سبق قبل أن ننتقل لأقوال من يجيز أخذ الأجرة؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 07:38 م]ـ
جزاك الله خير أخي ونفع بك ..
هل نفرق بين من يُسأل ويُجيب ويأخذ على هذا أجرا فنقول هذا لا يجوز بلا شك، وبين من يتفرغ لذلك بحيث يشغله عن الكسب ويأخذ أجرا على التفرغ والجلوس للناس لا بقصد الفتوى؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[01 - 11 - 09, 05:58 م]ـ
الذي يظهر هو جواز أخذ الأجرة على تعبير الرؤيا
وتعبير الرؤيا هو من العلوم المباحة ليس من العلوم الشرعية بل هو كعلم العربية أو الحساب. ولا يختص المسلمون به، بل الكفار منهم من يجيد التعبير، والمعبرون المسلمون ينقلون عن المعبرين الكفار في كتبهم، وكما أنه تصح رؤيا أهل الكفر والفساد فكذلك يصح تعبيرهم
وخرج ابن حبان والطبراني وغيرهما عن ابن عمر (
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ بِعَيْنَيْ صَفِيَّةَ خُضْرَةٌ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذِهِ الْخُضْرَةُ بِعَيْنَيْكِ؟ فَقَالَتْ: قُلْتُ لِزَوْجِي: إِنِّي رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمِ قَمَرًا وَقَعَ فِي حِجْرِي فَلَطَمَنِي، وَقَالَ: أَتُرِيدِينَ مَلِكَ يَثْرِبَ؟) وقال الألباني "إسناده صحيح " وكان زوجها كافرا يهوديا، فأولها بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان تأويله وتعبيره صحيحا.
والذي أشكل على الأخوة هو ما جاء في سورة "يوسف " من قولك الملك (أفتوني) فالجواب: أن الملك كافر ولم يرد الاستفتاد الدنيي إنما أراد السؤال والجواب. قال ابن الأثير في "النهاية "- (ج 3 / ص 778) (يقال: أفتاه في المسئلة يفتيه إذا أجابه. والاسم: الفتوى)
ومن أردت أن تسأله في الحساب أو العربية تقول أفتني في مسألتي هذه وجاء في (المزهر - (ج 1 / ص 304) التحري في الفتوى
فصل: ويكون تحريه في الفتوى أبلغ مما يذكر في المذاكرة. قال أبو حاتم السجستاني في كتاب الليل والنهار، سمعت الأصمعي مرة يتحدث فقال: في حمرة الشتاء، فسألته بعد ذلك هل يقال: حمرة الشتاء؟ فجبن عن ذلك وقال: حمرة القيظ.) فقد جعل جواب الأصمعي فتوى مع أنه سؤال في العربية وليس سؤلا شرعيا.
فعلم تأويل الرؤى من العلوم المباحة التي تصير بالنية علما شرعيا كالحساب وغيرها. فكما أنه يجوز أخذ الأجرة على الإجابة في مسائل الحساب فكذلك يجوز في التعبير. ولا يشترط القطع في الإصابة بل يكفي غلبة الظن. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/336)
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 04:13 م]ـ
جزاك الله خير أخي ونفع بك ..
هل نفرق بين من يُسأل ويُجيب ويأخذ على هذا أجرا فنقول هذا لا يجوز بلا شك، وبين من يتفرغ لذلك بحيث يشغله عن الكسب ويأخذ أجرا على التفرغ والجلوس للناس لا بقصد الفتوى؟
الذين افتوا بعدم الجواز كان ظاهر رأيهم يدل على أن الأجر إنما كان على الفتوى وليس على التفرغ
هذا من وجه
أما الذين افتوا بالجواز فهم يرون بأن الأجر إنما هو على الوقت الذي يقتطعه المفتي و المعبر للجلوس للناس وقضاء ما يحتاجون في هذا الباب
وهذا من وجه آخر
ولعل الله ييسر الجمع بين الأقوال
المهم أن نأخذ رأي أخواننا هنا , ما إذا كان هناك بعض الإيرادات على من يقول بعدم الجواز
نفع الله بك أخي أبو البراء الإسلام والمسلمين
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[02 - 11 - 09, 04:31 م]ـ
الذي يظهر هو جواز أخذ الأجرة على تعبير الرؤيا
وتعبير الرؤيا هو من العلوم المباحة ليس من العلوم الشرعية بل هو كعلم العربية أو الحساب. ولا يختص المسلمون به، بل الكفار منهم من يجيد التعبير، والمعبرون المسلمون ينقلون عن المعبرين الكفار في كتبهم، وكما أنه تصح رؤيا أهل الكفر والفساد فكذلك يصح تعبيرهم
وخرج ابن حبان والطبراني وغيرهما عن ابن عمر (
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ بِعَيْنَيْ صَفِيَّةَ خُضْرَةٌ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذِهِ الْخُضْرَةُ بِعَيْنَيْكِ؟ فَقَالَتْ: قُلْتُ لِزَوْجِي: إِنِّي رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمِ قَمَرًا وَقَعَ فِي حِجْرِي فَلَطَمَنِي، وَقَالَ: أَتُرِيدِينَ مَلِكَ يَثْرِبَ؟) وقال الألباني "إسناده صحيح " وكان زوجها كافرا يهوديا، فأولها بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان تأويله وتعبيره صحيحا.
والذي أشكل على الأخوة هو ما جاء في سورة "يوسف " من قولك الملك (أفتوني) فالجواب: أن الملك كافر ولم يرد الاستفتاد الدنيي إنما أراد السؤال والجواب. قال ابن الأثير في "النهاية "- (ج 3 / ص 778) (يقال: أفتاه في المسئلة يفتيه إذا أجابه. والاسم: الفتوى)
ومن أردت أن تسأله في الحساب أو العربية تقول أفتني في مسألتي هذه وجاء في (المزهر - (ج 1 / ص 304) التحري في الفتوى
فصل: ويكون تحريه في الفتوى أبلغ مما يذكر في المذاكرة. قال أبو حاتم السجستاني في كتاب الليل والنهار، سمعت الأصمعي مرة يتحدث فقال: في حمرة الشتاء، فسألته بعد ذلك هل يقال: حمرة الشتاء؟ فجبن عن ذلك وقال: حمرة القيظ.) فقد جعل جواب الأصمعي فتوى مع أنه سؤال في العربية وليس سؤلا شرعيا.
فعلم تأويل الرؤى من العلوم المباحة التي تصير بالنية علما شرعيا كالحساب وغيرها. فكما أنه يجوز أخذ الأجرة على الإجابة في مسائل الحساب فكذلك يجوز في التعبير. ولا يشترط القطع في الإصابة بل يكفي غلبة الظن. والله أعلم
أخي الكريم بنيت كلامك على أن علم تعبير الرؤيا علم غير شرعي ثم استنتجت كل هذه الاستنتاجات بناءً على هذا الأساس وهو أساس أحسبه غير صحيح فكيف يكون علم غير شرعي والنبي صلى الله عليه وسلم عدّه جزء من النبوة كما ورد في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام.
كما أنه ورد في الصحيحن من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل اصحابه فيقول (هل رأى أحد منكم رؤيا؟)
وحديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله علي وسلم قال: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحراها في السبع الأواخر)
وأحاديث أخرى كثيرة تدل على أن الرؤيا وتعبيرها من الشرع فكيف وهي مصدر من مصادر الوحي للأنبياء عليهم السلام
وقال ابن عبد البر رحمه الله (وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها لأنه لم يكن صلى الله عليه وسلم يقول إذا انصرف من صلاة الغداة:" هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ " إلا ليقصها عليه ويعبرها ليتعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها وذلك دليل على فضل عبارة الرؤيا وشرف علمها وحسبك بيوسف عليه السلام وما أعطاه الله منها وفي أنبياء الله أسوة حسنة صلوات الله عليهم).
وقال الحافظ ابن حجرفي الفتح: (وفي هذه الأحاديث الاهتمام بأمر الرؤيا بالسؤال عنها وفضل تعبيرها)
فلا يلزم من معرفة بعض الكفار تعبير بعض الرؤى أنه علم غير شرعي فقد تكون معرفتهم مبنية على ما بقي من آثار الأنبياء عليهم السلام في أممهم، اضافة إلى أن الرؤى وتعبيرها درجات فمنها ما يعرف بالتتبع والملاحظة وهذا هو الذي أخذه بعض المسلمين من معبري الرؤى غير المسلمين.
ومما يدل على أن علم تعبير الرؤى علم شرعي هو اعتماده بالأساس على تفسيرات النبى صلى الله عليه وسلم من خلال الأحاديث التي وردت عنه عليه الصلاة والسلام في هذا المجال.
والله أعلم
ـ[السيد زكي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 04:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/337)
ـ[السيد زكي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 04:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[المحبرة]ــــــــ[02 - 11 - 09, 08:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ السعدي رحمه الله: " إن علم التعبير من العلوم الشرعية، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه "
تفسير كلام المنان (66/ 4)
(من كتاب القواعد الحسنى في تأويل الرؤى / ص 47)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[02 - 11 - 09, 09:52 م]ـ
أخي الكريم بنيت كلامك على أن علم تعبير الرؤيا علم غير شرعي ثم استنتجت كل هذه الاستنتاجات بناءً على هذا الأساس وهو أساس أحسبه غير صحيح فكيف يكون علم غير شرعي والنبي صلى الله عليه وسلم عدّه جزء من النبوة كما ورد في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام.
كما أنه ورد في الصحيحن من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل اصحابه فيقول (هل رأى أحد منكم رؤيا؟)
وحديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله علي وسلم قال: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحراها في السبع الأواخر)
وأحاديث أخرى كثيرة تدل على أن الرؤيا وتعبيرها من الشرع فكيف وهي مصدر من مصادر الوحي للأنبياء عليهم السلام
وقال ابن عبد البر رحمه الله (وهذا الحديث يدل على شرف علم الرؤيا وفضلها لأنه لم يكن صلى الله عليه وسلم يقول إذا انصرف من صلاة الغداة:" هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ " إلا ليقصها عليه ويعبرها ليتعلم أصحابه كيف الكلام في تأويلها وذلك دليل على فضل عبارة الرؤيا وشرف علمها وحسبك بيوسف عليه السلام وما أعطاه الله منها وفي أنبياء الله أسوة حسنة صلوات الله عليهم).
وقال الحافظ ابن حجرفي الفتح: (وفي هذه الأحاديث الاهتمام بأمر الرؤيا بالسؤال عنها وفضل تعبيرها)
فلا يلزم من معرفة بعض الكفار تعبير بعض الرؤى أنه علم غير شرعي فقد تكون معرفتهم مبنية على ما بقي من آثار الأنبياء عليهم السلام في أممهم، اضافة إلى أن الرؤى وتعبيرها درجات فمنها ما يعرف بالتتبع والملاحظة وهذا هو الذي أخذه بعض المسلمين من معبري الرؤى غير المسلمين.
ومما يدل على أن علم تعبير الرؤى علم شرعي هو اعتماده بالأساس على تفسيرات النبى صلى الله عليه وسلم من خلال الأحاديث التي وردت عنه عليه الصلاة والسلام في هذا المجال.
والله أعلم
بارك الله فيكم ونفع بكم
أولا: أن أتكلم عن تعبير الرؤيا لا عن الرؤيا نفسها
ثانيا: من مصادره الكتاب و السنة والاشتقاق و الأمثلة والنظائر والعادات، كما أن مصادر الطب الكتاب والسنة والتجارب. ولذلك ألف بعض العلماء كتب (الطب النبوي)
ثالثا: علم تعبير الرؤيا ليس خاصا بالمسلمين أو بأهل الكتاب بل هو موجود عند الوثنين من فلاسفة وهنادكة وعبدة نيران كما أن علم الطب موجود عندهم
رابعا: علم تعبير الرؤيا يقع لكثير من المعبرين موهبة من الله وهم أميون لا يعرفون الكتاب ولا السنة وأعرف رجالا ونساء يعبرون الرؤى خير من كثير من أصحاب تعبير الرؤيا الدارسين وهم لا يعرفون شيئا في الكتاب والسنة وهذا موجود بين الناس لا ينكره أحد ومن هنا رجح بعض أهل العلم أن علم التعبير لا يتعلم بل هو موهبة. فلو كان من علوم الشرع لما وصل لهؤلاء إلا بالتعلم.
خامسا: تعبير الرؤى لا تأخذ منه الأحكام الشرعية بالاتفاق، فلو كان علما شرعيا لأخذت منه أحكام شرعية بخلاف العلوم الشرعية فهي يستقى منها الأحكام الشرعية
سادسا: قد سبقني إلى ذلك الحافظ السيوطي - رحمه الله - فقال (الحاوي للفتاوي بواسطة الشاملة)
(وفي جواز أخذ الجعالة على تأويل الرؤيا وقفة ويقرب الجواز لأنه ليس من الفروض والعبادات التي يمتنع أخذ الأجرة عليها و وجه التوقف كونه كلاما يقال فيشبه الاستئجار على كلمة لا تتعب ولكن الفرق أوضح وفي الثواب عليه إذا لم يأخذ أجرة وقفة أيضا والأقرب أنه لا ثواب لأنه ليس من العلوم المفروضة ولا المندوب بل من المباحات والله أعلم.)
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[03 - 11 - 09, 05:04 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
بارك الله فيك ونفع بك وزادك الله فقهاً وعلماً
أولا: أن أتكلم عن تعبير الرؤيا لا عن الرؤيا نفسها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/338)
الكلام عن تعبير الرؤيا هو فرع عن الكلام عن الرؤيا وشرف هذا العلم بشرف أصله حيث أن الرؤيا جعلها الله عز وجل طريقا للوحي لأنبيائه عليهم الصلاة والسلام
ويدُلّ على شرف علم تعبير الرؤيا أن الله سبحانه وتعالى اختص به بعض أنبيائه كما قال عن نبيه يوسف عليه السلام {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} يوسف6
فنسبة التعليم من الله عزو وجل صراحة لنبيه يوسف عليه السلام دلالة على أن هذا العلم مرتبته شريفة وعالية كما ذكر أنه علم موسى عليه السلام في هذه الآية {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} آل عمران48
ثانيا: من مصادره الكتاب و السنة والاشتقاق و الأمثلة والنظائر والعادات، كما أن مصادر الطب الكتاب والسنة والتجارب. ولذلك ألف بعض العلماء كتب (الطب النبوي)
ينقض استشهادك هذا بأن علم الفرائض وهو علم شرعي من مصادره الحساب والرياضيات وكذلك علم أصول الفقه فمن مصادره المنطق واللغة العربية
ثالثا: علم تعبير الرؤيا ليس خاصا بالمسلمين أو بأهل الكتاب بل هو موجود عند الوثنين من فلاسفة وهنادكة وعبدة نيران كما أن علم الطب موجود عندهم
اشتراك الأمم في بعض العلوم لا يعني اختصاص بعضها دون بعض فينقض أيضا ما ذكرته من استشهاد بأن علم أصول الفقه يعتمد على المنطق وهو مأخوذ من اليونان فلم يقل أحد من العلماء أن علم أصول الفقه ليس علما شرعيا
فكذلك علم تعبير الرؤيا جزء منه مشترك بين الأمم وهو ما يؤخذ من الملاحظة والتتبع للرؤى لكنه يظل علم قاصر عن العلم المستنبط من علم الأنبياء عليهم السلام والذي علمهم الله إياه وهذا ما يدل عليه فعل حاشية ملك مصر كما ورد في سورة يوسف حيث أنهم لم يتوصلوا إلى تفسير رؤيا الملك لكن عرفها نبي الله يوسف عليه السلام بتعليم الله له.
رابعا: علم تعبير الرؤيا يقع لكثير من المعبرين موهبة من الله وهم أميون لا يعرفون الكتاب ولا السنة وأعرف رجالا ونساء يعبرون الرؤى خير من كثير من أصحاب تعبير الرؤيا الدارسين وهم لا يعرفون شيئا في الكتاب والسنة وهذا موجود بين الناس لا ينكره أحد ومن هنا رجح بعض أهل العلم أن علم التعبير لا يتعلم بل هو موهبة. فلو كان من علوم الشرع لما وصل لهؤلاء إلا بالتعلم.
هذا الكلام فيه عموم واستدلال غير صحيح يحتاج إلى تفصيل
من المحال أن الأميين الذين لا يعرفون الكتاب والسنة يكون لديهم من العلم ما يفوق من درس هذا العلم على أصوله الصحيحة ولكن سبب الخطأ في استدلالك هو عدة أمور منها:
- وجه استدلالك (بما أن هؤلاء الأميون الجهلة برعوا في علم تعبير الرؤيا أكثر ممن درس فهذا يدل على أن هذا العلم وضيع أو غير شرعي) وهذا الاستدلال بهذه الطريقة لاشك غير صحيح فعلم تعبير الرؤيا درجات كثيرة من الصعوبة يبدأ بالسهل جدا والذي يعرفه أناس كثيرون وينتهي بمستوى من الصعوبة لا يعلمه إلا النادر من المختصين.
ولو أردنا تقريب الخطأ الذي وقعت فيه بمثال وهو علم الرياضيات، فالطفل الذي يدرس الجمع والطرح يصنف أنه يدرس الرياضيات كما يصنف الذي يدرس في المستويات المتقدمة من الدكتوراة في الرياضيات بأنه يدرس هذا العلم وبينهما فرق شاسع، فكذلك من عبر بعض الرؤى البسيطة لا يعني ابداً أنه متمكن من هذا العلم ولا يقارن بالبارعين أمثال ابن سيرين رحمه الله او من برعوا فيه.
- معرفة الأميين لعلم التعبير هو معرفتهم لجزء بسيط منه وليست معرفة كاملة إنما تفسير لبعض الرؤى الدارجة والتي يكثر حدوثها للناس فهذه المعرفة لا تعني أبدا معرفتهم بأصوله وطرق استنباطه.
- كثير من الناس يظن أن هؤلاء العوام على صواب في التعبير وحتى من يتصدون للظهور في القنوات الفضائية أو المشهور منهم فأغلب هؤلاء على خطأ في التعبير فلا يميز الكثير من الناس خطأ هؤلاء لأنهم لا يعلمون دقائق هذا العلم.
فلذا مقارنتك الأميين بالدارسين وهم كلهم على خطأ مقارنة خاطئة أنتجت نتيجة خاطئة فلو قارنتهم أو قارنت تفسيراتهم بتفسيرات البارعين بالتفسير كابن سيرين لظهر لك الفرق.
وعلى هذا فاستنتاجك (فلو كان من علوم الشرع لما وصل لهؤلاء إلا بالتعلم) استنتاج غير صحيح لأنهم لم يصلوا إليه أصلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/339)
وقولك (ومن هنا رجح بعض أهل العلم أن علم التعبير لا يتعلم بل هو موهبة) فالصحيح خلاف هذا فهو علم يؤتاه الشخص بالتعلم مع الموهبة الفطرية مثل الشعر وغيره فالشعر يصقل بالممارسة وكثرة محفوظات الشعر فلا يولد إنسان وهو شاعر كما لا يوهب شخص ما تعبير الرؤى من دون تعلم.
ويدل على إمكانية تعلمه ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما كان يسأل الصحابة هل رأى أحد منك رؤيا؟ وقد سأله أبو بكر رضي الله عنه أن يفسر رؤيا بحضرته وصوبه الرسول عليه الصلاة والسلام مما يدل دلالة قاطعة على إمكانية تعلمه.
خامسا: تعبير الرؤى لا تأخذ منه الأحكام الشرعية بالاتفاق، فلو كان علما شرعيا لأخذت منه أحكام شرعية بخلاف العلوم الشرعية فهي يستقى منها الأحكام الشرعية
يقصد العلماء بأن تعبير الرؤى لا يؤخذ منه أحكاما شرعية بمعنى لو رأى الرائي شخص على هيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد من الملائكة وأمره بأمر يخالف الشرع فلا يأخذ بهذه الرؤيا لأن الشرع كامل وتام.
لكن رؤى الصالحين تأتي موافقة للشرع أحياناً كما أقر النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا أحد الصحابة في الأذان وإقراره للصحابة في تحريهم لليلة القدر في العشر الأواخر لتواطئ رؤاهم على ذلك فالرؤى في هذه الحالة تأتي موافقة للشرع.
وإن كنت تعتبر إنفاذ الوصية هو حكم شرعي فهذه قصة الصحابي ثابت بن قيس رضي الله عنه كما رواها الحاكم في المستدرك
(فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ اسْتُشْهِدَ فَرَآهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي مَنَامِهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَمَّا قُتِلْتُ انْتَزَعَ دِرْعِي رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَخَبَّأَهُ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ وَهُوَ عِنْدَهُ، وَقَدْ أَكَبَّ عَلَى الدِّرْعِ بُرْمَةً، وَجَعَلَ عَلَى الْبُرْمَةِ رَحْلا، فَائِتِ الأَمِيرَ فَأَخْبِرْهُ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ هَذَا حُلْمٌ فَتُضَيِّعَهُ، وَإِذَا أَتَيْتَ الْمَدِينَةَ فَائِتْ فَقُلْ لِخَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا، وَغُلامِي فُلانٌ مِنْ رَقِيقِي عَتِيقٌ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ هَذَا حُلْمٌ فَتُضَيِّعَهُ، قَالَ: فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَوَجَدَ الأَمْرَ عَلَى مَا أَخْبَرَهُ، وَأَتَى أَبَا بَكْرٍ فَأَخْبَرَهُ فَأَنْفَذَ وَصِيَّتَهُ، فَلا نَعْلَمُ أَحَدًا بَعْدَمَا مَاتَ أَنْفَذَ وَصِيَّتَهُ غَيْرُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ)
ولا يعني أن الرؤى لا يؤخذ منها أحكام شرعية أن علم تعبير الرؤى غير شرعي لكن يستفاد منها أمور شرعية مثل ما حصل لابن عمر رضي الله عنه في الحديث عند مسلم
عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا عَزَبًا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيِ الْبِئْرِ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ، فَقَالَ لِي: لَمْ تُرَعْ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا "
والله أعلم
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[05 - 11 - 09, 12:19 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/340)
أسأل الله أن لا يحرمكم الأجر على هذه الفوائد
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[10 - 11 - 09, 03:19 م]ـ
يبدو أن الآراء لا تبتعد كثيراً عن عدم الجواز في ذلك
ويبقى أن نطرح الرأي المخالف لما طرحناه في مقدمة الموضوع إن شاء الله تعالى
ـ[أبو الوليد العمراني]ــــــــ[10 - 11 - 09, 10:12 م]ـ
هات ما عندك يارجل
يبدو أن جعبتك تخفي الشيء الكثير
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[12 - 11 - 09, 01:54 م]ـ
أبو الوليد , كل هذا من فراستك
نعم
يقول صاحب مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر
(ولا) يجوز أخذ الأجرة عند المتقدمين (على الطاعات).
والمذهب عندنا أن كل طاعة يختص بها المسلم فالاستئجار عليها باطل (كالأذان، والحج، والإمامة)، والتذكير، والتدريس، والغزو (وتعليم القرآن، والفقه وقراءتهما)؛ لأن القربة تقع على العامل ولقوله عليه الصلاة والسلام: {اقرءوا القرآن} أي علموا ولا تأكلوا به بخلاف بناء المساجد وأداء الزكاة وكتابة المصحف، والفقه وتعليم الكتابة، والنجوم، والطب، والتعبير، والعلوم الأدبية، فإن أخذ الأجرة في الجميع جائز بالاتفاق.
وقال الشافعي: يجوز في كل ما لا يتعين على الأجير وعند مالك يجوز على الإمامة إذا جمعها مع الأذان.
وفي المحيط إذا أخذ المال من غير شرط يباح له؛ لأنه عن طوع من غير عقد.
وفي الولوالجي: رجل استأجر رجلا ليضرب له الطبل إن كان للهو لا يجوز، وإن كان للغزو أو القافلة أو العرس يجوز؛ لأنه مباح فيها (ويفتى اليوم بالجواز) أي بجواز أخذ الأجرة (على الإمامة وتعليم القرآن، والفقه)، والأذان كما في عامة المعتبرات، وهذا على مذهب
يقول شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس رحمه الله تعالى
في الفتاوى , في المجلد 30 صفحة 204
الحمد لله أما تعليم القرآن والعلم بغير أجرة فهو أفضل الأعمال وأحبها إلى الله وهذا مما يعلم بالإضطرار من دين الإسلام ليس هذا مما يخفى على أحد ممن نشأ بديار الإسلام والصحابة والتابعون وتابعوا التابعين وغيرهم من العلماء المشهورين عند الأمة بالقرآن والحديث والفقه إنما كانوا يعلمون بغير أجرة ولم يكن فيهم من يعلم بأجرة أصلا
فإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما , وإنما ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر والأنبياء صلوات الله عليهم إنما كانوا يعلمون العلم بغير أجرة كما قال نوح عليه السلام (وما أسئلكم عليه من أجر أن أجرى إلا على رب العالمين) وكذلك قال هود وصالح وشعيب ولوط وغيرهم وكذلك قال خاتم الرسل (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) وقال (قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا)
وتعليم القرآن والحديث والفقه وغير ذلك بغير أجرة لم يتنازع العلماء فى أنه عمل صالح فضلا عن أن يكون جائزا بل هو من فروض الكفاية فإن تعليم العلم الذى بينه فرض على الكفاية كما قال النبى فى الحديث الصحيح (بلغوا عنى ولو آية) وقال (وليبلغ الشاهد الغائب)
وإنما تنازع العلماء فى جواز الإستئجار على تعليم القرآن والحديث والفقه على قولين مشهورين هما روايتان عن أحمد
إحداهما وهو مذهب أبى حنيفة وغيره أنه لايجوز الإستئجار على ذلك
والثانية وهو قول الشافعى أنه يجوز الإستئجار
وفيها قول ثالث فى مذهب أحمد أنه يجوز مع الحاجة دون الغنى كما قال تعالى فى ولى اليتيم (فمن كان غنيا فليستعفف) (ومن كان فقيرا فيأكل بالمعروف)
ويجوز أن يعطى هؤلاء من مال المسلمين على التعليم كما يعطى الأئمة والمؤذنون والقضاة وذلك جائز مع الحاجة
وهل يجوز الإرتزاق مع الغنى على قولين للعلماء فلم يقل أحد من المسلمين أن عمل هذه الأعمال بغير أجر لا يجوز
ومن قال أن ذلك لا يجوز فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل لكن إن أراد أنه فقير متى علم بغير أجر عن الكسب لعياله والكسب لعياله واجب عليه متعين فلا يجوز له ترك الواجب المتعين لغير متعين وإعتقد مع ذلك جواز التعليم بالأجرة مع الحاجة أو مطلقا فهذا متأول فى قوله لا يكفر بذلك ولا يفسق باتفاق الأئمة بل أما أن يكون مصيبا أو مخطئا
ومأخذ العلماء فى عدم جواز الإستئجار على هذا النفع أن هذه الأعمال يختص أن يكون فاعلها من أهل القرب بتعليم القرآن والحديث والفقه والإمامة والأذان لا يجوز أن يفعله كافر ولا يفعله إلا مسلم بخلاف النفع الذى يفعله المسلم والكافر كالبناء والخياط والنسج ونحو ذلك وإذا فعل العمل بالأجرة لم يبق عبادة لله فإنه يبقى مستحقا بالعوض معمولا لأجله والعمل إذا عمل للعوض لم يبق
عبادة كالصناعات التى تعمل بالأجرة فمن قال لا يجوز الإستئجار على هذه الأعمال قال إنه لا يجوز إيقاعها على غير وجه العبادة لله كما لا يجوز إيقاع الصلاة والصوم والقراءة على غير وجه العبادة لله والإستئجار يخرجها عن ذلك
ومن جوز ذلك قال إنه نفع يصل إلى المستأجر فجاز أخذ الأجرة عليه كسائر المنافع قال وإذا كانت لا عبادة فى هذه الحال لا تقع على وجه العبادة فيجوز إيقاعها على وجه العبادة وغير وجه العبادة لما فيها من النفع
ومن فرق بين المحتاج وغيره وهو أقرب قال المحتاج إذا اكتسب بها أمكنه أن ينوي عملها لله ويأخذ الأجرة ليستعين بها على العبادة فإن الكسب على العيال واجب أيضا فيؤدي الواجبات بهذا بخلاف الغني لأنه لا يحتاج الكسب فلا حاجة تدعوه أن يعملها لغير الله بل كان الله قد أغناه وهذا فرض على الكفاية كان هو مخاطبا به وإذا لم يقم إلا به كان ذلك واجبا عليه عينا والله أعلم
سأعود إن شاء الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/341)
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[07 - 08 - 10, 11:02 م]ـ
تأويل الرؤيا علم شرعي ولا يقاس بالهندسة والحساب .. لأن الهندسة والحساب علوم قطعية النتائج بينما أجمع أهل السنة أن تأويل الرؤيا لا قطع فيه إنما هو ظن ولأجله منعوا اعتماده في الشريعة فلا وجه للقياس .. هو شرعي بالوحي إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم يبقى من النبوة إلا المبشرات قالوا ما هي يا رسول الله قال الرؤيا الصالحة " .. والإشتراك في الوصف لا يلزم منه اشتراك الحكم.
فعلم تأويل الرؤى من العلوم المباحة التي تصير بالنية علما شرعيا كالحساب وغيرها. فكما أنه يجوز أخذ الأجرة على الإجابة في مسائل الحساب فكذلك يجوز في التعبير. ولا يشترط القطع في الإصابة بل يكفي غلبة الظن. والله أعلم
فأين تذهب أمام قول ربنا جل جلاله: (وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الظن أكذب الحديث " .. فما دمت أقررت بأنه ظن .. وربنا قال إن الظن لا يغني من الحق شيئا .. ورسول الله قال إنه أكذب الحديث .. فباي حجة بعد هذا تستبيح بيع الظن وهو أكذب الحديث ولا يغني من الحق شيئا؟! هذا وقد أجمع أهل السنة والجماعة بأن تأويل الرؤيا إنما هو ظن ولأجل ذلك منعوا بالإطباق اعتماد المنامات في الأحكام الشرعية الحلال والحرام .. ومادام تأويل الرؤيا من الأمور الغير متحققة النتيجة يكون إذن غررا محضا لا شبهة فيه .. فما الفرق بين أخذ المال على أمر ظني محض كتأويل الرؤيا وبين شراء الحمام وهو في الجو؟ مثلما أن الرؤيا تصيب وتخيب أيضا الحمام ربما يحط حتى تحصل عليه وربما لا يحط فيضيع مالك!
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[07 - 08 - 10, 11:19 م]ـ
من المحال أن الأميين الذين لا يعرفون الكتاب والسنة يكون لديهم من العلم ما يفوق من درس هذا العلم على أصوله الصحيحة ولكن سبب الخطأ في استدلالك هو عدة أمور منها:
- وجه استدلالك (بما أن هؤلاء الأميون الجهلة برعوا في علم تعبير الرؤيا أكثر ممن درس فهذا يدل على أن هذا العلم وضيع أو غير شرعي) وهذا الاستدلال بهذه الطريقة لاشك غير صحيح فعلم تعبير الرؤيا درجات كثيرة من الصعوبة يبدأ بالسهل جدا والذي يعرفه أناس كثيرون وينتهي بمستوى من الصعوبة لا يعلمه إلا النادر من المختصين.
بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه .. محال عندك لا يلزم أن يكون محالا في العلم .. لو ذهبنا إلى أن تأويل الرؤيا علم ليس كسبيا وإنما يهبه الله للكاتب والأمي عند ذلك يكون الأمي أو العجوز الغير كاتبة أبرع في تأويل الرؤيا من الدكاترة والزاعمين التخصص .. فهو ليس قياسا للكل والجزء ولكنه موهبة تامة يؤتاها ناس غير كاتبين ويُحرمها من يتكلف العمر في تعلمها لا يحسن منها شيئا .. فأصلا كلامك الأول في الجحود لأنه لم تستوعب ذلك .. وكلامك الثاني تبرير هذا الجحود .. وفق الله الجميع.
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[07 - 08 - 10, 11:32 م]ـ
لاشك بأن علم الرؤيا من الإسلام فليقرأ في صحيح البخاري كتاب الرؤيا ... هذا صحيح بأن الرؤيا وتعبيره لا تأخذ منه الأحكام الشرعية بالاتفاق، ليس لأن ليس من الشريعة بل لأنه لايعرف بأنه من الله أم من الشيطان .. ولايعرف تعبيره صحيح أم لا فيكف توخذ منه الأحكام الشرعية ... وكيف يأخذ الأنسان الأجرة علي شئي ليس عنده دليل هل أخطا أم اصاب ولانعرف من السلف من ياخذ ....
أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون منها، فالمستكثر والمستقل، وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع ثم وصل. فقال أبو بكر: يا رسول الله، بأبي أنت، والله لتدعني فأعبرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اعبرها). قال: أما الظلة فالإسلام، وأما الذي ينطف من العسل والسمن فالقرآن، حلاوته تنطف، فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه، تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله، بأبي أنت، أصبت أم أخطأت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أصبت بعضا وأخطأت بعضا). قال: فوالله لتحدثني بالذي أخطأت، قال: (لا تقسم).
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 7046
خلاصة حكم المحدث: [صحيح
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[08 - 08 - 10, 01:45 م]ـ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - لصفحة أو الرقم: 7046
خلاصة حكم المحدث: [صحيح
أضحك الله سنك .. من هذا الذي يذكر حديثا رواه محمد بن إسماعيل البخاري ثم يستخف بنفسه و يجرؤ على قول: (صحيح)؟! ما كنت أعلم أن صحيح البخاري يحتاج لتصحيح!! أو أنها من مناكير آخر الزمان بعد أن رُفع العلم نسأل الله حسن الختام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/342)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[08 - 08 - 10, 02:30 م]ـ
أضحك الله سنك .. من هذا الذي يذكر حديثا رواه محمد بن إسماعيل البخاري ثم يستخف بنفسه و يجرؤ على قول: (صحيح)؟! ما كنت أعلم أن صحيح البخاري يحتاج لتصحيح!! أو أنها من مناكير آخر الزمان بعد أن رُفع العلم نسأل الله حسن الختام.
أخي الكريم هل تعلم أن في كتاب صحيح البخاري معلقات لا تصح!!
أما الحديث المسند في صحيح البخاري فهذا لا كلام فيه، ويكتفى بقول رواه البخاري، وهذا الإطلاق عند أهل العلم يقصد به الحديث المسند في البخاري، وإذا كان ثمة أمر آخر كالمعلق أو في كتاب آخر فيجب عزوه بما يحيل للكتاب المذكور أو أنه معلق، ولا يصح أن يقال عن حديث رواه البخاري في الأدب المفرد أو في التاريخ، أن يقال عنه (رواه البخاري)!!! بل لا بد من تقييده، لأن الإطلاق يقتضي الحديث المسند في صحيح البخاري، والله أعلم
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[09 - 08 - 10, 11:07 ص]ـ
[
السؤال
UOTE= أيوب بن عبدالله العماني;1344637]
أضحك الله سنك .. من هذا الذي يذكر حديثا رواه محمد بن إسماعيل البخاري ثم يستخف بنفسه و يجرؤ على قول: (صحيح)؟! ما كنت أعلم أن صحيح البخاري يحتاج لتصحيح!! أو أنها من مناكير آخر الزمان بعد أن رُفع العلم نسأل الله حسن الختام.
[/
السؤال
UOTE
أولا اريد ان أوضح لك بأني نسخت حكم الحديث من درر السنية وليس من عملي، وأما الشي الثاني هذا ليس من مناكير آخر الزمان بل هذا موقف الإمام الألباني لتصحيح بعض أحاديث البخاري وقد اعترض عليه، ولكن دافع الشيخ الألباني موقفه حق الدفاع وقد قرأته في كتابه أو في مقالاته ولكن لااذكر الآن في أي كتاب قرأته وأنقل لكم فيما بعد.
والآن أنقل لكم عن هذا من موقع إسلام ويب:
رقم الفتوى: 58778عنوان الفتوى:تصحيح الألباني لبعض الأحاديث في صحيح البخاري ثابت تاريخ الفتوى:29 ذو الحجة 1425/ 09 - 02 - 2005السؤال
غالباً ما أقرأ (عن) أحاديث صححها الألباني، وأود أنأعرف كيف يتم التصحيح، وهل تصبح بعد ذلك أحاديث يؤخذ بها، وهل الألباني صحح حقاأحاديث من صحيح البخاري؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسولالله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعلامةالألباني من علماء العصر المشهودلهم بالعلم والتحري والإتقان، وقد ساهم في تنقية السنة المشرفة مما علق بها منالأحاديث الضعيفة والموضوعة، وقد شهد له بذلك علماء العصر المنصفون، وهذا لا يعنيأنه معصوم من الخطأ فهو -كغيره من العلماء- يصيب ويخطئ، وخطؤه مغفور له إن شاء اللهتعالى مغمور في بحر صوابه.
أما كيف يتم تصحيحالحديث أو تضعيفه فذلك يكون بالاعتماد على أهل العلم السابقين والترجيح بين أقوالهم بميزان دقيق، كما سبق في الفتوى رقم: 58380 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=58380).
ولمعرفة الضوابط التي يحكمبها على صحة الحديث راجع الفتوى رقم: 18973 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=18973)، والفتوى رقم: 13202 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=13202).
وإذا حكم الشيخ الألباني بصحة حديث ما فمعناه أنه بعد البحث فيه وفي سنده وجده مستوفياً لشروط الصحة وبالتالي فيعمل به، أما تصحيح الألباني لبعض الأحاديث في صحيح البخاري فثابت عنه، ولعل الشيخ رحمهالله فعل هذا في بعض الأحاديث القليلة جداً التي انتقدها بعض أهل العلم كالدارقطني وهي صحيحة المتون، فوجدلهاالألباني طريقاً سالماً عند أصحاب المستخرجات أوغيرهم وإلا فالشيخ في غالب كتبه يكتفي بالعزو إلى أحد الصحيحين عن التصحيح، وقدسبقه البغوي في شرح السنة حيث قال: حديث صحيح رواه البخاري ومسلم. وتراجع الفتوى رقم35370 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=35370)
ـ[ساعي]ــــــــ[10 - 08 - 10, 02:05 ص]ـ
للشيخ المنجد شريط اسمه: رؤوس أقلام في تعبير الرؤى والأحلام
خلص أنه فتوى ولا سبيل لتعلمه إنما هو منة من الله
مع أني أكثر من مرة أسمع من المتخصصين عبر إذاعة القرآن علم يتعلم ويكتسب!
بالمناسبة: جارتنا عجوز معروفة بتعبير الرؤى وقد عبرت رؤيا ووقعت كما عبرت كما أخبرني من وقع عليه التعبير
وكم من رجل عامي وامرأة عامية عرفوا بتعبير الرؤى!!!!
فهل هو علم يتعلم أم هو منة محضة أم أنه منة وموهبة قابلة للتطوير ... الله أعلم
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[11 - 08 - 10, 04:35 ص]ـ
حياكم الله يا أحبة وشكر الله لكم هذا الطرح المبارك
فأين تذهب أمام قول ربنا جل جلاله: (وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا إن الله عليم بما يفعلون) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الظن أكذب الحديث " .. فما دمت أقررت بأنه ظن .. وربنا قال إن الظن لا يغني من الحق شيئا .. ورسول الله قال إنه أكذب الحديث .. فباي حجة بعد هذا تستبيح بيع الظن وهو أكذب الحديث ولا يغني من الحق شيئا؟!
أخي أيوب هون عليك قليلاً
لم يقل أحد في الموضوع أن المسألة مسألة بيع للرؤيا أو شراء , بالكلام في ما مضى هو عن الحكم الشرعي لأخذ الأجرة على تأويل الرؤيا , وليس على بيعها فالبيع لا يشك في حرمته أحد من العلماء و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/343)
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[14 - 08 - 10, 02:47 ص]ـ
أخي الكريم هل تعلم أن في كتاب صحيح البخاري معلقات لا تصح!!
هذا الكلام باطل .. وعليك إثبات عدم صحة شئ منه .. وأما الأدب المفرد أو التاريخ الكبير فلم يتحدث عنه أحد ولا أحد قال كل ما فيه صحيح .. نحن نتحدث عن الجامع الصحيح المسند الذي هو (صحيح البخاري) .. وقد جزم ابن حجر العسقلاني بأن كل معلقات البخاري في الجامع الصحيح صحيحة .. وما لم يسنده فقد أسند له من طريق أخرى فيه نفس الجزء المعلق من المتن كل ذلك في صحيح البخاري وليس خارجه .. .. جميع معلقات البخاري - التي في الجامع الصحيح - لها طرق مسنودة رواها في الجامع الصحيح وليس شئ منها لا طرف له بمحل آخر من الجامع الصحيح .. فلا عبرة لخلو المعلقات من السند مادام طرف المتن موجودا في موضع آخر .. والدعاوى بغير بينات أصحابها أدعياء.
وأما الشي الثاني هذا ليس من مناكير آخر الزمان بل هذا موقف الإمام الألباني لتصحيح بعض أحاديث البخاري وقد اعترض عليه، [/ B]
دافع عن حقه؟ أي حق؟! الشيخ الألباني اعتمد على حكم ابن حجر وابن حجر مخطئ .. تعرف لماذا؟ لم يصرح أحد على تضعيف يحيى بن سليم .. والشيخ إنما نزل عند حكم ابن الحجر الغير معلل واتجح به فيه .. وبحسبك أن الذي وثق يحيى بن سليم هو يحيى بن معين .. هل تعرف ما معنى أن يوثق يحيى بن معين رجلا؟ ما يصلح تقول الألباني ضعف وتعتبر هذا حجة لأن تتمادى وتعتبر تضعيف الألباني .. وهو حديث واحد فقط - وليس بضع أحاديث كما تقول .. وأظنك لا تدري ما تقول ولست بكاذب - وحكم الألباني هذا لم يقل به أحد قبله أبدا من نقاد أهل السنة والجماعة وإنما هو الذي خرج به وخالف إجماع أهل الحديث .. ناهيك عن أنه توهم في هذا فهو معذور ولكن الذي يجعلها حجة بعد ذلك غير معذور .. وتزعم أن الشيخ دافع عن موقفه هذا في تضعيف حديث في صحيح البخاري فهذا غير صحيح لأن الخطأ فيه أوضح من مكابرتك وجعلك الشيخ أيضا مكابرا فيه أو يلزمك إثبات هذا الدفاع عن الموقف إما مسموعا أو مقروءا .. لأن غاية ما حصل أنه وهم غير مقصود من الشيخ نزولا عند حكم ابن حجر وابن حجر كلامه غير صحيح 100% لأنه لم يختلف أحد في عدالة يحيى بن سليم .. وحتى الجرح - لو ثبت - فإن فيه نوع عدالة في العين لقوله (صدوق) وإنما رموه بالوهم فقط .. وهو مردود طبعا بتعديل ثلاثة من المتشددين (يحيى بن معين .. والعجلي .. وابن عدي) ووثقه الشافعي وأحمد بن حنبل وأمة من الكبار الذين لا يتعبر تجريح أحد أمامهم - لا سيما يحيى بن معين - .. القضية ليست جدالا ومكابرة .. هذا علم .. ولا يجوز لمن يقول إنه طالب علم أن يلفق الزعم على أن هناك (بعض الأحاديث) لأن كلمة (بعض) جمع .. والجمع لا حد لقلته .. فربما كانت الأحاديث الضعاف في البخاري لأجل كلمة بعض عشرة أحاديث وربما وصلت إلى مئة .. وإنما هو حديث واحد .. واحد فقط .. ثم يتمادى لواحد في المراء بأن الشيخ دافع عن موقفه .. أخي الفاضل نحن لسنا في منتدى دردشة وكلام إنشائي ورمي بعمومات الألفاظ التي لا تفيد العلم ولا ترفع الجهل .. عندما تتكلم في العلم فاعلم ما تقول أو خير لك أن تراقب كلام الناس وتستفيد .. غير ذلك أنت أتيت باستفتاء وإفتاء .. هل لك أن تتكرم بإخبارنا من الذي أفتاك؟ وهل لك أن تتكرم بإخبارنا من هو العلامة المفتي الذي اسمه (مركز الفتوى) .. أتأخذ دينك عن مجهول لا تدري أهو خريج ثانوية جيد في البحث ولم يجد وظيفة فوظفوه تحت اسم الشيخ عبدالله الفقيه؟ عبدالله الفقيه ترك هذا الموقع من زمان .. وقيل إنه رجع .. ثم قيل إنه تركه ثانية .. ولا تصدق أن كل سؤال يرد - وهي بالعشرات يوميا وتحتاج لبحوث مستقلة - أن عبدالله الفقيه يجيب عليها .. المواقع لا يجوز أن تكون قبلة لطالب العلم ليأخذ دينه عن مجهول العين والحال .. ولا يدري أهو مفوض يعبث به أو أشعري يلبس عليه دينه .. ياخي الجواب الذي حصلت عليه من العلامة مركز الفتوى جواب مائع .. لا يفيد علما .. ونقله عن الإمام الحسين بن منصور البغوي قوله: حديث صحيح رواه البخاري .. ليس معناه تصحيح الحديث الذي في البخاري .. بل الجزم بصحته ثم رفع منزلته إلى البخاري .. كما يقول أحدنا: حديث صحيح رواه الإمام البخاري والإمام مسلم .. وهذا كثير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/344)
جدا وليس معناه تصحيح متن أو سند البخاري وإنما رفت مستوى الصحة لحد يمتنع الشك فيه فينسب إلى أقوى تعديل ممكن وهو نسبته إلى الشيخين .. أرأيت الشيخ مركز الفتوى ليس حجة في جواباته؟ وقبل ذلك يشرح لك من هو الألباني وما منزلته مع أنه واضح أن السائل ليس عاميا لا يدري من الألباني .. ثم أردف بجواب ما هو بجواب في الحقيقة.
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[14 - 08 - 10, 02:48 ص]ـ
عفوا مكرر لسوء الإتصال
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 04:20 م]ـ
هذا الكلام باطل .. وعليك إثبات عدم صحة شئ منه .. وأما الأدب المفرد أو التاريخ الكبير فلم يتحدث عنه أحد ولا أحد قال كل ما فيه صحيح .. نحن نتحدث عن الجامع الصحيح المسند الذي هو (صحيح البخاري) .. وقد جزم ابن حجر العسقلاني بأن كل معلقات البخاري في الجامع الصحيح صحيحة .. وما لم يسنده فقد أسند له من طريق أخرى فيه نفس الجزء المعلق من المتن كل ذلك في صحيح البخاري وليس خارجه .. .. جميع معلقات البخاري - التي في الجامع الصحيح - لها طرق مسنودة رواها في الجامع الصحيح وليس شئ منها لا طرف له بمحل آخر من الجامع الصحيح .. فلا عبرة لخلو المعلقات من السند مادام طرف المتن موجودا في موضع آخر .. والدعاوى بغير بينات أصحابها أدعياء.
جزاك الله خير أخي الكريم،
على رسلك فلم آتي بشيء من عندي وإنما ما علمته من كلام أهل العلم، أما الكلام على المسند في البخاري، فقد بينت أعلاه، وكلامي واضح!!، أما عما قاه ابن حجر فهل هذا في كل معلق أم هذا في كل معلق مجزوم!!! (لماذ لم تذكر هذا القيد المهم في مسألتنا هداك الله) قال الألباني في تحريم آلات الطرب:
(وقد تقرر عند الحفاظ أن الذي يأتي به البخاري من التعاليق كلها بصيغة الجزم يكون صحيحا)
فهل تقول أن كلام الحافظ في كل معلق غير مجزوم (أفدنا، بارك الله فيك)
قال ابن حجر في النكت على ابن الصلاح:
تقسيم التعليق في البخاري:]
الأحاديث المرفوعة التي لم يوصل البخاري إسنادها في صحيحه.
أ- منها: ما يوجد في موضع آخر من كتابه/ (ر28/ب).
ب- ومنها: ما لا يوجد إلا معلقا.
فأما الأول: فالسبب في تعليقه أن البخاري من عادته في صحيحه أن لا يكرر شيئا إلا لفائدة، فإذا كان المتن يشتمل على أحكام كرره في الأبواب بحسبها، أو قطعة في الأبواب إذا كانت الجملة/ (ب59) يمكن انفصالها من الجملة الأخرى. ومع ذلك فلا يكرر الإسناد بل يغاير بين رجاله إما شيوخه أو شيوخ شيوخه ونحو ذلك.
فإذا ضاق مخرج الحديث ولم يكن له إلا إسناد واحد، واشتمل على أحكام واحتاج إلى تكريرها، فإنه والحالة والحالة هذه أما أن يختصر المتن أو يختصر الإسناد.
وهذا أحد الأسباب في تعليقه الحديث الذي وصله في موضع آخر1.
وأما الثاني: وهو ما لا يوجد فيه إلا معلقا، فهو على صورتين:
إما بصيغة الجزم وإما بصيغة التمريض.
فأما الأول: فهو صحيح إلى من علقه عنه، وبقي النظر فيما2 أبرز من رجاله، فبعضه3 يلتحق بشرطه.
والسبب في تعليقه له إما كونه4 لم5 يحصل له مسموعا، وإنما أخذه على طريق المذاكرة أو الإجازة، أو كان قد خرج ما يقوم مقامه، فاستغنى بذلك عن إيراد هذا المعلق مستوفي السياق أو لمعنى غير ذلك، [وبعضه] 1يتقاعد عن شرطه، وإن صححه غيره أو حسنه، وبعضه يكون ضعيفا من جهة الانقطاع خاصة.
وأما الثاني: وهو المعلق بصيغة التمريض مما لم يورده في موضع آخر فلا/ (ي50) يوجد فيه ما يلتحق بشرطه إلا مواضع يسيرة، قد أوردها بهذه الصيغة لكونه ذكرها بالمعنى كما نبه عليه شيخنا رضي الله عنه.
نعم، فيه ما هو صحيح وإن تقاعد عن شرطه إما لكونه لم يخرج لرجاله أو لوجود علة فيه عنده/ (ر29/أ)، ومنه2: ما هم حسن، ومنها: ما هو ضعيف وهو على قسمين:
أحدهما: ما ينجبر بأمر آخر. وثانيهما: ما لا يرتقي عن رتبة الضعيف/ (?29/ب) وحيث يكون بهذه المثابة، فإنه يبين ضعفه ويصرح به حيث يورده في كتابه3.
ثم ضرب مثالا حيث قال في نفس الكتاب: ومثال التعليق الممرض الذي لا يرتقي عن درجة الضعيف ولم ينجبر بأمر آخر، وعقبه البخاري بالتضعيف - قوله في الصلاة:
"ويذكر عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - رفعه "لا يتطوع الإمام في مكانه". ولم يصح
انتهى كلام ابن حجر رحمه الله!!!!!!
بل قال البخاري في صحيحه!!!!!!!!:
باب مُكْثِ الْإِمَامِ فِي مُصَلَّاهُ بَعْدَ السَّلَامِ
848 - وَقَالَ لَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي فِي مَكَانِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ الْفَرِيضَةَ وَفَعَلَهُ الْقَاسِمُ وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ لَا يَتَطَوَّعُ الْإِمَامُ فِي مَكَانِهِ وَلَمْ يَصِحَّ
قال الألباني:
من المعروف عند أهل العلم أن في صحيح البخاري كثيرا من الأحاديث المعلقة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو بعض أصحابه فإذا أراد طالب العلم أن ينقل شيئا من هذه الأحاديث فلا يقول فيها: (روى البخاري) لأن هذا التعبير خاص بالأحاديث المسندة وإنما يقول: (قال البخاري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . أو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. . .) ولا يقول في هذا الجنس (روى البخاري) كما ذكرنا إلا أن يقيد ذلك بقوله (روى البخاري معلقا) كما أنه لا يقول في الجنس المسند من الأحاديث قال البخاري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يوهم أنه من المعلقات عنده وهذا ما وقع فيه حضرة الدكتور بتصديره
...................
فلم نكن أدعياء كما زعمت أخي الكريم، رفع الله قدرك ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/345)
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 06:00 م]ـ
يا أخي انت في واد وأنا في واد .... وأقول لك كيف اتهمتني بالتمادي والجهل والجدل والمكابرة قبل ان درست وفهمت الموضوع جيدا .. وأرجع إليك قولك " وأظنك لا تدري ما تقول " و "أخي الفاضل نحن لسنا في منتدى دردشة وكلام إنشائي ورمي بعمومات الألفاظ التي لا تفيد العلم ولا ترفع الجهل"
وأشكر الأخ أبو البراء القصيمي شكرا جميلا لحسن ظنه بي، وما قال الأخ أبو البراء عن المعلقات فمبني بالعلم والنقولات الوثيقة وأما ماقال الأخ أيوب فمبني علي عدم المعرفة التامه عن المعلقات ... ولاشك بأن المعلقات ليست علي درجة الأحاديث المستنده
وأما تصحيح الإمام الألباني لبعض احاديث البخاري فليس معناه أنه يصحح متن وسند البخاري بل هذا موافقة علي تصحيحه وأنه علي شرطه كما يقول المسلم بعد ما يقرأ آيات القرآن صدق الله العظيم، هولايريد أن يصدق الله في قوله، توضيح: وانا ممن يري بأن قول صدق الله العظيم بعد قرأت آيات القرآن ليس بصحيح، لأنه ليس بثابت من النبي صلي الله عليه وسلم وعن أصحابه. والله أعلم بالصواب
وكل ماكتبت هذه فلسوء فهمك وحجة عليك لاعلي، ولله الفضل والمنة:
"دافع عن حقه؟ أي حق؟! الشيخ الألباني اعتمد على حكم ابن حجر وابن حجر مخطئ .. تعرف لماذا؟ لم يصرح أحد على تضعيف يحيى بن سليم .. والشيخ إنما نزل عند حكم ابن الحجر الغير معلل واتجح به فيه .. وبحسبك أن الذي وثق يحيى بن سليم هو يحيى بن معين .. هل تعرف ما معنى أن يوثق يحيى بن معين رجلا؟ ما يصلح تقول الألباني ضعف وتعتبر هذا حجة لأن تتمادى وتعتبر تضعيف الألباني .. وهو حديث واحد فقط - وليس بضع أحاديث كما تقول .. وأظنك لا تدري ما تقول ولست بكاذب - وحكم الألباني هذا لم يقل به أحد قبله أبدا من نقاد أهل السنة والجماعة وإنما هو الذي خرج به وخالف إجماع أهل الحديث .. ناهيك عن أنه توهم في هذا فهو معذور ولكن الذي يجعلها حجة بعد ذلك غير معذور .. وتزعم أن الشيخ دافع عن موقفه هذا في تضعيف حديث في صحيح البخاري فهذا غير صحيح لأن الخطأ فيه أوضح من مكابرتك وجعلك الشيخ أيضا مكابرا فيه أو يلزمك إثبات هذا الدفاع عن الموقف إما مسموعا أو مقروءا .. لأن غاية ما حصل أنه وهم غير مقصود من الشيخ نزولا عند حكم ابن حجر وابن حجر كلامه غير صحيح 100% لأنه لم يختلف أحد في عدالة يحيى بن سليم .. وحتى الجرح - لو ثبت - فإن فيه نوع عدالة في العين لقوله (صدوق) وإنما رموه بالوهم فقط .. وهو مردود طبعا بتعديل ثلاثة من المتشددين (يحيى بن معين .. والعجلي .. وابن عدي) ووثقه الشافعي وأحمد بن حنبل وأمة من الكبار الذين لا يتعبر تجريح أحد أمامهم - لا سيما يحيى بن معين - .. القضية ليست جدالا ومكابرة .. هذا علم .. ولا يجوز لمن يقول إنه طالب علم أن يلفق الزعم على أن هناك (بعض الأحاديث) لأن كلمة (بعض) جمع .. والجمع لا حد لقلته .. فربما كانت الأحاديث الضعاف في البخاري لأجل كلمة بعض عشرة أحاديث وربما وصلت إلى مئة .. وإنما هو حديث واحد .. واحد فقط .. ثم يتمادى لواحد في المراء بأن الشيخ دافع عن موقفه"
ـ[أبو طلحة الثمالي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 06:35 م]ـ
يا أخوة لعل النقاش ذهب بنا بعيداً عن صلب الموضوع
فلذلك أرجوا منكم جميعاً , العودة إلى صلبه كرماً لا أمراً
شاكراً لكم سلفاً هذا الاثراء المبارك
ـ[أبو النصر المنصوري]ــــــــ[14 - 08 - 10, 06:53 م]ـ
جزاك الله خيرا ابا طلحة(117/346)
هل يجوز أن ينشد المغني أناشيد إسلامية؟
ـ[أم عبد الرحمن الأثرية]ــــــــ[20 - 10 - 09, 03:07 م]ـ
السلام عليكم، هناك قصيدة كتبها أحد المشايخ، وأنشدها مغني، فلا أعلم حقيقة ما رأي أهل العلم بهذه الأنشودة وهل يجوز أن ينشد مغني مثل هذه الكلمات؟ وهل في هذا إهانة لهذه العبارة ((لا إله إلا الله))؟
كلمات الانشودة:-
لا إله إلا الله أبدأ بها حق وصواب كلمة من عالم الغيب ربك جاء بها
لا إله إلا الله فضاضة الصخر الصلاب أحمد المختار للخلد يسبق نابها
و لا إله إلا الله الريح تشهد والسحاب والجبال الراسية كلها وهضابها
و لا إله إلا الله أكبر سؤال أعظم جواب الرعود أصواتها والبروق أثوابها
و لا إله إلا الله القاهر الفرد المُهاب جابر العثرات معطي الكنوز أصحابها
و لا إله إلا الله أول كلام أصدق متاب الحِكَم في سرها والهدى بأهدابها
و لا إله إلا الله تخضع لها كل الرقاب حظ والله من حملها وجاء يسعى بها
و لا إله إلا الله ترجح بميزان الثواب بالسماء والأرض بحجارها وأترابها
و لا إله إلا الله حصن من الشرك الكُذاب ما تمس النار من جاءه في جلبابها
و لا إله إلا الله ذخر ولي يوم الحساب يوم تدنو الشمس والكرب بعض أسبابها
و لا إله إلا الله أجمل خبر وأكمل نصاب تشرح الخاطر وهي مفزع لا غِنى بها
و لا إله إلا الله ننسج بها حسن الثياب هي نشيد المجد والنور من محرابها
و لا إله إلا الله فكّر وهن عتق الرقاب طهرة للخلق بحسابها وأسبابها
و لا إله إلا الله يفتح لها سبعين باب كل باب فاح من عودها وأطيابها
ولا إله إلا الله لو نُزّلت في الصخر ذاب هي سلاح الجند وسيوفها وأحرابها
و لا إله إلا الله خذها معك وقت الذهاب جنة الفردوس وين إنتِ يا طلابها
يا الله يا غفار سهّل لنا كل الصعاب فكّنا من كربةٍ مظلمٍ سردابها
مالنا غيرك ملاذ ولا دونك حجاب يرتجيك الخلق عنوانها وأحبابها
فالق الإصباح باني السماء مرسي الهضاب عالم الأسرار هازم جميع أحزابها
محييَ الميت مبيد الجيوش أهلَ الخراب كاسر الجبار جابر كسير أطنابها
مغنيَ المحتاج مشبع أهل المخلب وناب مروي الظامي مفرج جميع أكرابها
حيِّ يا قيوم أنا بأسألك بأم الكتاب حاجة في كامن القلب وإنتَ أدرى بها
اعفو عنا يا مجير النبي من العذاب واعفو عن أمة محمد فهو وصّى بها
أنا عبدك وإنتَ بالخير تبدأ والثواب رجمتك تسبق عذابك تبشرنا بها
أسألك باسمك ووجهي لمجدك في التراب الملوك بجندها سلمت بأرقابها
أنت يا رحمان من رحمتك كشف العذاب إلتجينا بك وغيرك نصّب حجّابها
السلاطين المُهابة هباب في هباب كلهم في قبضتك لو علت بأشنابها
ما عليه من البشر لو بنت فوق السحاب دود فقر يحطم الموت ركن أقبابها
بأسألك بأسمائك الغُر والوصف المهاب بالفواتح والخواتيم كم من قرأ بها
أسألك بحروف كتاب إي والله من كتاب بالسور إجازها بأهل وأسهابها
بالطوال السبع في شرحها فصل الخطاب وسورة الإخلاص يا ربنا عُذنا بها
ونسألك بالاسم الأعظم وبه كشف المُصاب وآية الكرسي وكم قلب تهجا بها
تغفر الذلة وتفتح لنا للخلد باب واحمنا من نارك الموقدة وعقابها
والله إني بالخجل مثل محموح مُصاب جيت بالتقصير والذنب نفسي عابها
لكن إن العبد لا مارجع بعد الغياب يغتفر له شردته بعد طول غيابها
مين أنا حتى أمدحه من تراب في تراب جوده الواسع رفعني على مرقابها
أتوسل بالشهادة وهي رأس الزهاب وأعترف بذنوب عبد وأنا قصابها
من شكر ولا كفر ما يزيد الله مهابالله مستغني عن الكل هو وهابها
الخليقة في موازين تقديرها ذباب والله ما تنقص من الملك وزن ذبابها
كلهم ريشة بعوضة على نسمة هباب الله كم من جمجمة حُنطت بأترابها
دمر الأملاك وكنوزها صارت مَهَابزلزل الباغين حط الفنى قصابها
الله كم فرعون حطه على رأس الحراب الله كم جبار دق الوتد بأطنابها
الله كم من واسطه موت جرته الكلاب الله كم من دولة جت ولا يُدرى بها
الله كم من قائد في البرايا ما يُهابصار زاد الدود سلاّبها وهابها
لا تقل هذا عظيم وذا حضرة جنابالعظيم الله يكفي البشر ما صابها
كلما تبصر من البشوات أهل القبابمثل دود القز سم الفنى بثيابها
من غباهم علّم الدفن قابيل الغراب وانتزل هدهد لبلقيس في محرابها
وسد مأرب في سبأ جد فاره في الخراب ونامسه في رأس نمرود أمثال ألعابها
شوف ثمود البغي ماتوا بناقة في شرابوغار ثور بالحمامة يرد أعرابها
وقوم نوح كالضفادع بطوفان عُبابوصار قوم شعيب مثل الجيف بأشعابها
كلهم عبد الطمع يا ذئاب في ثياب كشرّت بأنيابها واحتمى بأخلابها
لا ترجاهم تراهم سراب في سراب فوّض أمرك للمهيمن يفتّح بابها
وإيش بقي من مال قارون وأصحاب العياب زر مقابرهم ترى البوم قد غنّى بها
أجيبوني بارك الله فيكم.
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[20 - 10 - 09, 03:33 م]ـ
سُئلَ الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ:
لو كان هناك أحد المشايخ مثلا هو مجتهد، ويكتب الشعر الذي من الممكن أن يخدم الإسلام فهل يجوز أن يعطي هذا الشعر لأحد المغنيين لينشده؟
فأجاب:
[ينبغي لنا النظر في الأمور وأن ننزه القرآن والسنة وآداب الإسلام عن أصوات المغنيين، ينبغي أن تكون لنا نظرة فاحصة، وأخشى أن يكون هذا إحياءاً للسماع الصوفي الذي لا خير فيه،
وسئل أيضا عن دخول بعض الكتاب في بعض المسائل الخلافية وإثارتها، فقال:
ينبغي لكتابنا جميعا أن يتقوا الله وأن يتحدثوا فيما فيه مصلحة الأمة والتحدث فيما ينفع الأمة، أما أن يتحدثوا في أمور فارغة، ربما يعالج قضية هو لا يعلم حكمها الشرعي، وإنما يعالجها من منظار خاص بعيدا عن التأدب بالكتاب والسنة فهذا لا يصلح.
الشيخ عبدالله الغديان عضو هيئة كبار العلماء وعضو لجنة الإفتاء:
[لايجوز وهذا من السخرية بكلمة لاإله إلا الله]
الشيخ صالح الفوزان عضو هيئةكبارالعلماء وعضو لجنة الإفتاء:
[هذا من الغناء المحرم]
ملحوظة:
المشايخ وجه إليهم السؤال وفيه: أن الأنشودة بدون موسيقى وكانت هذه إجابتهم
المصادر: كما يقول الأخ سلمان الحران:
المفتي/جاءتني إجابته من جوال زاد بإشراف: الشيخ محمدالمنجد
أماالغديان والفوزان فأنامن سألتهما بنفسي حتى أن الغديان غضب وقال:وش هالكلام؟
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/347)
ـ[أم عبد الرحمن الأثرية]ــــــــ[22 - 10 - 09, 04:21 م]ـ
سُئلَ الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ:
لو كان هناك أحد المشايخ مثلا هو مجتهد، ويكتب الشعر الذي من الممكن أن يخدم الإسلام فهل يجوز أن يعطي هذا الشعر لأحد المغنيين لينشده؟
فأجاب:
[ينبغي لنا النظر في الأمور وأن ننزه القرآن والسنة وآداب الإسلام عن أصوات المغنيين، ينبغي أن تكون لنا نظرة فاحصة، وأخشى أن يكون هذا إحياءاً للسماع الصوفي الذي لا خير فيه،
وسئل أيضا عن دخول بعض الكتاب في بعض المسائل الخلافية وإثارتها، فقال:
ينبغي لكتابنا جميعا أن يتقوا الله وأن يتحدثوا فيما فيه مصلحة الأمة والتحدث فيما ينفع الأمة، أما أن يتحدثوا في أمور فارغة، ربما يعالج قضية هو لا يعلم حكمها الشرعي، وإنما يعالجها من منظار خاص بعيدا عن التأدب بالكتاب والسنة فهذا لا يصلح.
الشيخ عبدالله الغديان عضو هيئة كبار العلماء وعضو لجنة الإفتاء:
[لايجوز وهذا من السخرية بكلمة لاإله إلا الله]
الشيخ صالح الفوزان عضو هيئةكبارالعلماء وعضو لجنة الإفتاء:
[هذا من الغناء المحرم]
ملحوظة:
المشايخ وجه إليهم السؤال وفيه: أن الأنشودة بدون موسيقى وكانت هذه إجابتهم
المصادر: كما يقول الأخ سلمان الحران:
المفتي/جاءتني إجابته من جوال زاد بإشراف: الشيخ محمدالمنجد
أماالغديان والفوزان فأنامن سألتهما بنفسي حتى أن الغديان غضب وقال:وش هالكلام؟
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
جزاكِ الله خيراً، وأحسن إليك
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 05:15 م]ـ
تنزيه ذكر الله ودعائه عن غناء المغنين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فإن ذِكر الله ودعاءه وتعظيمه وتمجيده والثناء عليه من أجلِّ القربات وأفضل الطاعات، وهو من أيسر ما يكون على الإنسان؛ لأن اللسان متحرك ولا بد، وتحريكه بذكر الله ودعائه فيه حفظ اللسان مما لا ينبغي وشغله بما تعود فائدته وثمرته على المسلم في دنياه وأخراه، وقد جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة الحث عليه والترغيب فيه، قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ?41? وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [سورة الأحزاب: 42]، وقال: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة: 152]، وختم الصفات العشر التي أعدَّ الله لأهلها المغفرة والأجر العظيم بقوله: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} [سورة الأحزاب: 35]، وقال صلى الله عليه وسلم: «كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمد، سبحان الله العظيم» [رواه البخاري (7563) ومسلم (6846)]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَثل الذي يَذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» [رواه البخاري (6407) عن أبي موسى رضي الله عنه]، ورواه مسلم (1823) بلفظ: «مثل البيت الذي يُذكر الله فيه والبيت الذي لا يُذكر الله فيه مثل الحي والميت»، وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورِق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله تعالى» [رواه الترمذي (3377) وغيره بإسناد صحيح، وروى الترمذي (3375) وغيره بإسناد صحيح عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه: أن رجلاً قال: "يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به"، قال: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله»، والمراد بالشرائع النوافل؛ لأن الفرائض يجب على كل مسلم الأخذ بها، وذكر الله ودعاؤه يكون سراً وجهراً خوفاً وطمعاً بحضور قلب، ولا يكون بغناء المغنين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/348)
وأما ما نشر في صحيفة المدينة الصادرة في 12/ 5/1430هـ ــ ملحق الرسالة ــ من تنويه وإشادة بما جرى بين الشيخ عائض القرني وأحد المغنين من اتفاق على أن يغني له قصيدته ((الواحد الأحد)) فما كان ينبغي ذلك، وكان ينبغي له الاكتفاء بإنشادها على الوجه المعروف عند المسلمين منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وأما الغناء بما فيه ذكر الله مع التلحين والتطريب والتمايل والاهتزاز والإتيان بما فيه عشق الأصوات والطرب لها كما هو شأن المغنين فهو من الأمور الحادثة سواءً صحبه آلات عزف أو كان بدونها، وفيه من المحاذير ما يلي:
(1): أن الغناء بذكر الله على طريقة المغنين لا يَسْلم من الامتهان له.
(2): ما فيه من اتجاه من لا يسمع الأغاني إلى سماع هذا النوع من الأغاني، فيسهل عليه أمر الغناء وسماعه بإطلاق.
(3): أن يؤول الأمر إلى تسمية هذا النوع أغاني إسلامية كما وُصفت من قبل بعض الأناشيد التي فتن بها كثير من الشباب بأنها أناشيد إسلامية!!
(4): أن هذا العمل ليس من الجد بذكر الله، بل هو من لهو الحديث وأشبه ما يكون بالهزل فيه.
(5): أن الدعوة إلى الله لا تكون بالغناء والطرب له، وإنما تكون بنور الوحيين وهو ما كان عليه سلف الأمة.
(6): ما جاء في خبر الصحيفة من رصد مليون ريال جائزةً لمن يأتي بقصيدة تجاري قصيدة ((الواحد الأحد))، إن كان المقصود من هذه القصيدة المجارية لتلك القصيدة تقديمها للمغنين للغناء بها فيكون ذلك من قبيل اتباع سنة غير حسنة، وأما ما جاء في الخبر من وصف رصد مبلغ مليون ريال جائزةً مخصصةً لمجارة قصيدة ((الواحد الأحد)) بأنها الجائزة التي تُرصد لأول مرة في تاريخ البشرية للثناء على الباري سبحانه وتعالى فهي مبالغة مبالغ فيها، ومَن مِن الناس أحاط بتاريخ البشرية ليظهر له خلوُّه من ذلك؟
(7): مرَّ في الحديث: «مثل البيت الذي يُذكر الله فيه والبيت الذي لا يُذكر الله فيه مثل الحي والميت»، فمن أي البيتين يكون البيت الذي يُسمع فيه الغناء بقصيدة ((الواحد الأحد)) إن تم الغناء بها؟! وعسى ألا يتم.
(8): أن غناء المغنين بما فيه ذكر الله والتطريب به وهو من أمراض الشهوات شبيه بغناء الصوفية بالذكر وسماعهم الذي هو من أمراض الشبهات، وهما جميعاً من الباطل ومجانبان للصواب.
والمأمول من الشيخ عائض عدوله ــ إن لم يكن عدل من قبل ــ عن هذه الفكرة التي عرضت له عند التقائه بالمغني اتفاقاً في رحلة في الطائرة؛ ليسلم من سنِّ سنة سيئة يكون عليه إثمها وأثم من عمل بها من بعده، وأن يكون منهجه ومنهج غيره من الدعاة في الدعوة إلى الله موافقاً لما كان عليه سلف الأمة، وكان عليه عند هذا اللقاء العارض في الطائرة أن ينصح هذا المغني بترك الغناء والابتعاد عنه، وعلى هذا المغني وغيره من المغنين ترك ما هم عليه من الغناء الذي لا يفيدهم في قبورهم شيئاً، ويُخشى عليهم من آثاره السيئة وقد قال صلى الله عليه وسلم: «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات» [رواه مسلم (2822) عن أنس بن مالك رضي الله عنه].
وأسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين ويهديهم سبل السلام وأن يرينا جميعاً الحق حقاً ويوفقنا لاتباعه، والباطل باطلاً ويوفقنا لاجتنابه، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
5/ 8/1430هـ، عبد المحسن بن حمد العباد البدر
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 05:17 م]ـ
النشيد الراحل و الغناء الحاضر د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف
قد لا يُستغرب أن يكون التصوف مورداً لغناء المجون والفجور؛ إذ قد شهد بذلك من عاينَ مجالس الصوفية، وتحلَّى بطرقها، كما اعترف زكي مبارك قائلاً:
«قد لاحظت أن مجالس الصوفية كانت تنقلب أحياناً إلى مجالس فنية، فهي مجالس تُعقد ظاهراً لذكر الله، والغرض منها الغناء ..
وكانت مجالس الذكر مدرسة لتخريج المغنين .. فالصوفية تفرَّدوا بين رجال الدين بالتشيُّع للموسيقا والغناء، فأقبلوا على الغناء، وتفرَّدت الطريقة المولوية باستجازة العزف على الآلات الموسيقية على اختلاف أنواعها أثناء مجالس الذكر» [1].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/349)
ولا عجب أن الروافض يعوِّلون على تأجيج العواطف الرعناء وتحريك مشاعر البكاء والعويل؛ فدين القوم أكاذيب في المنقول، وحماقات في المعقول؛ فلا يمكن أن يروج الكذب والشطح إلا بامتطاء هذه العاطفة الهوجاء، والمشاعر العوجاء، والعارية من الدليل والبرهان .. وهذا ما أوصى به خامنئي شيعته - بمناسبة عاشوراء عام 1426هـ - قائلاً: «إن مجالس العزاء [2] مستمرة إلى يومنا هذا، ولا بد من أن تستمر إلى الأبد؛ لأجل استقطاب العواطف؛ فمن خلال أجواء العاطفة والمحبة والشفقة يمكن أن تُفهم كثير من الحقائق» [3]!
لكن العجب أن يضاهي أولئك ويسلك سبيلهم طوائف من متسننة هذا العصر؛ فما كان يُسمَّى إنشاداً - في الماضي القريب - قد أضحى غناءً ومجوناً .. فالترخُّص المُفْرِط في النشيد أفضى إلى الافتتان بالمؤثرات الصوتية، والولع بمعالجة الأصوات وَفْق تقنيات الحاسوب، والهيام بالآهات والترنُّمات .. !
فهذا الركام المتتابع من الانفلات أوقع ولوغاً في غناء الفجور، وسماع المعازف، فانحدر بعض المنشدين إلى خمر النفوس ورقية الزنى والمجاهرة باستعمال ألحان وموسيقى المجون .. بل تفوَّه أحد المنحدرين بأن إظهار الموسيقى هو مقتضى الصراحة!
وهكذا البدع والانحرافات تبدأ شبراً، ثم تكون ذراعاً، ثم تصير باعاً، فأميالاً وفراسخ .. وكما قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: «الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل» [4].
ومن المعلوم أن البقل ينبت في الأرض شيئاً فشيئاً لا يحسّ الناس بنباته [5].
وهذه الأناشيد الموسيقية تحرِّك الشهوات الكامنة في النفس، وتثيرها تلك الأصوات والمعازف «فالنغمات المرتبة على النسب التلحينية هو المؤثر في الطباع فيهيجها إلى ما يناسبها، وهي الحركات على اختلافها» [6].
فالأصوات الملحّنة تهيِّج وتحرِّك من كل قلب ما فيه من محبة مطلقة لا تختص بأهل الإيمان، «وكل إناء بالذي فيه ينضح»، فقد تحرِّك محبة الله تعالى، أو محبة الأوثان، والصلبان، والأوطان، والنسوان .. [7].
كما أن هذه الأصوات المطربة يزداد أثرها وتعظم حركتها عند النسوان والصبيان والحيوان؛ لأنه ثوران الطباع، فيشترك فيه الإنسان والحيوان، وكلما ضعف العقل قويت حركة النفوس وتواجدها فرحاً أو حزناً .. لكنها حركة ووجد بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير [8].
قال ابن تيمية: «وأما التحرك بمجرد الصوت فهذا أمر لم يأت الشرع بالندب إليه، ولا عقلاء الناس يأمرون بذلك، بل يعدُّون ذلك من قلة العقل، وضعف الرأي، كالذي يفزع عن مجرد الأصوات المفزعة المرعبة» [9].
وتحاكي الأناشيدُ الحاضرة الغناء المعهود، بل تماثله مماثلة القُذَّة للقُذَّة، بحيث يتعذر على أرباب الإنشاد والمونتاج التفريق بينهما فضلاً عن غيرهم!
فهذا النشيد الموسيقي والغناء:
رضيعا لبان ثدي أم تقاسما بأسحم داج عوْضَ لا نتفرقُ
ومع هذه المماثلة الظاهرة إلا أن بعضهم يصرُّ على تفريق موهوم بين إنشاده وغناء المجون، فليحذر من هذا التحايل البغيض والذي اتسع خرقه، وتتابع نقضه، فتلبَّس أصحابه بسماع الغناء الحرام مع المخادعة والاحتيال.
قال أيوب السختياني: يخادعون الله، كأنما يخادعون الصبيان. ولو أتى الأمر على وجهه لكان أهون عليّ [10].
وها هو ابن القيم يحذِّر من التوثُّب على محارم الله - تعالى - باسم الحيل، فيقول: «فحقيق بمن اتقى الله وخاف نكاله أن يحذر استحلال محارم الله بأنواع المكر والاحتيال، وأن يعلم أنه لا يخلصه من الله ما أظهره مكراً وخديعة من الأقوال والأفعال، وأن يعلم أن لله يوماً تُبلى فيه السرائر، ويحصّل ما في الصدور .. هنالك يعلم المخادعون أنهم لأنفسهم كانوا يخدعون، وبدينهم كانوا يلعبون، وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون» [11].
ويتعلَّل بعض المولعين بالنشيد المتهتك بأن أصل النشيد مباح، فهي أصوات بشر وشجر ونحوهما، وتم تركيبها ومعالجتها حسب تقنيات الحاسوب .. وهذا تعليل عليل؛ إذ العبرة بالحقائق، ومآلات الأمور، فقد استحال هذا النشيد إلى غناء ومعازف، كما لو استحال العنب إلى خمر، وهذه المعالجة الحاسوبية أوقعت في تلاعب بالأصوات وتغييرها من صوت بشر وشجر وماء .. إلى صوت معازف وموسيقى ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/350)
فهذا الغناء الحاضر مركب من تلك الأصوات بعد تعديلها ومعالجتها .. فالعبرة بالنتائج وعواقب الأشياء، كما قال ابن الجوزي: «ولما يئس إبليس أن يسمع من المتعبدين شيئاً من الأصوات المحرمة كالعود نظر إلى المعنى الحاصل بالعود فدرجه في ضمن الغناء بغير العود وحسَّنه لهم، وإنما مراده التدرج من شيء إلى شيء. والفقيه من نظر في الأسباب والنتائج، وتأمَّل المقاصد» [12].
وكما يُحكى عن إياس بن معاوية (ت 122هـ) أن رجلاً قال له: ما تقول في الماء؟ قال حلال. قال: والتمر؟ قال: حلال. قال: فالنبيذ تمر وماء! فقال له إياس: أرأيت لو ضربتُكَ بكفٍّ من تراب أكنتُ أقتلكَ؟ قال: لا. قال: فإن ضربتُكَ بكفٍّ من تبن أكنتُ أقتلكَ؟ قال: لا. قال: فإن ضربتُكَ بماء أكنتُ أقتلكَ؟ قال: لا. قال: فإن أخذتُ الماء والتبن والتراب فجعلتها طيناً، وتركته حتى جفَّ، وضربتُكَ به أقتلك؟ قال: نعم! فقال: كذلك النبيذ.
ومقصوده أن القاتل هو القوة الحاصلة بالتركيب، والمفسد للعقل هو القوة المسكرة الحاصلة بالتركيب [13]. فكذا النشيد الحاضر بعد التركيب؛ فقد تغيَّرت صفاته السابقة، وانمحت آثاره السالفة.
وأخيراً: فإن فتنة الأصوات والصور المحرمة قد وَلِعَ بها كثير من أرباب التعبُّد المحدث، وإن كانت فتنة الصور أشد فتكاً، ولئن سلم فئام من المتديِّنة من شراك الصور الفاتنة، لكن أسرتهم الأصوات الملحنة؛ فإن غناء المجون وفتنة الأصوات سبيل الولوج في فتنة الصور، فالغناء رقية الزنى ..
قال ابن القيم: «أهل الأصوات طرقوا لأهل الصور الطريق، ونهجوا لهم السبيل، وطيَّبوا لهم السير، فساروا وجدّوا بهم إلى مطارح الجمال، فطاب لهم اللعب، ووصفوا لهم سمر القدود وورود الخدود وسواد العيون وبياض الثغور، ونادوا (حيَّ على الوصال)، فأجاب القوم منادي الهوى إذ نادى بهم بحيَّ على غير الفلاح، وباعوا أنفسهم بالغبن، وبذلوها في مرضاة الصور الجميلة» [14].
والمقصود أن هذا النشيد «المستنسخ» من الغناء حافل بمفاسد ظاهرة؛ كالصدِّ عن سماع القرآن، والإعراض عن التفقه في دين الله تعالى، واستثارة العواطف الرعناء، وتحريك الشهوات من مكانها، والتحايل على المحرمات، ومشابهة لحون أهل الفسق والفجور .. فهل من توبة نصوح عن ذاك الغناء؟!
ولقد أحسن القائل:
برئنا إلى الله من معشر بهم مرض من سماع الغنا
وكم قلتُ يا قوم أنتم على شفا جُرُف ما به من بِنَا
فلما استهانوا بتنبيهنا رجعنا إلى الله في بِنَا
فعشنا على سنة المصطفى وماتوا على تِنْتِنا تِنْتِنا [15].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] التصوف الإسلامي ص 193ـ195 بتصرف
[2] يعني: حماقات أتباعه من النحيب وضرب الصدور وإسالة الدماء ..
[3] موقع علي الخامنئي مركز العهد الثقافي بدمشق 4/ 2/2006م.
[4] أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى، 2/ 704.
[5] انظر: الاستقامة لابن تيمية 1/ 393، وإغاثة اللهفان 1/ 374، ومدارج السالكين 1/ 497.
[6] الاعتصام للشاطبي 1/ 280.
[7] انظر: العبودية لابن تيمية ص 71، والاستقامة 1/ 261.
[8] انظر: الاستقامة 1/ 306، 373. ومجموع الفتاوى 2/ 242، 10/ 76. والاعتصام 1/ 280.
[9] الاستقامة 1/ 374، وانظر: مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية 2/ 313.
[10] انظر: مجموع الفتاوى 30/ 223.
[11] إعلام الموقعين: 3/ 163؛ باختصار.
[12] تلبيس إبليس، ص 249.
[13] السماع، ص 362 = باختصار. وانظر: الاستقامة: 1/ 346.
[14] انظر: الاستقامة لابن تيمية: 1/ 244.
[15] إغاثة اللهفان 1/ 346.
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=*******&task=view&id=14029
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 06:46 م]ـ
أعتقد أن الأمر لا يدخل فيه حلال و حرام .. و لكل شخص رأيه و وجهة نظره .. فما يراه الشيخ عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله - أنه يجب تنزيهه عن أصواتهم و من هذا القبيل، لا يعطي رأيه الصحة المطلقة، و تبقى وجهة نظر ..
و في تقديري أن الشيخ عائض القرني - حفظه الله - كان ذكيًا جدًا، إذ أنه - في تقديري - يريد أن يذيب جبل الجليد الذي يحول بين المجتمع، و يريد أن يمزج المجتمع ببعضه، بعيدًا عن الإقصاء .. و في تقديري أن الاحتواء بحد ذاته فكرة سديدة .. و لكل شخص رأيه
في حفظ الرحمن
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 07:49 م]ـ
خل رأيك لنفسك .. فالمشايخ تكلموا عن علم أما أنت فعن ماذا؟؟!!!!
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:45 ص]ـ
خل رأيك لنفسك .. فالمشايخ تكلموا عن علم أما أنت فعن ماذا؟؟!!!!
الكلام موجه لي؟
بارك الله في الشيخ عائض القرني .. حكيم جدًا ..
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 04:38 م]ـ
أخي المسألة ليست طرح وجهات النظر وإبداء آراء بل هذه أحكام شرعية بأدلتها تكلم بها العلم ممن هم أهل للكلام ولا يتكلم كل أحد وعايض القرني في الآونة الأخيرة صدر منه العديد منالأخطاء والزلات حتى أنه في ورقات نشرت تراجع عن خمس عشرة خطأ أو يزيد منها في العقيدة و غيرها فالأولى بمتحر الصواب التزام كلام الكبار من العلماء ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/351)
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[24 - 10 - 09, 07:22 م]ـ
بارك الله فيك ..
نصيحة أخي أبو حمزة المقدادي .. إذا رأيت رأيًا مخالفًا يغيضك أو تراه أنه رأي بدون علم شرعي، فلا تغضب و ترد مثل هذه الردود " خل رأيك لنفسك .. فالمشايخ تكلموا عن علم أما أنت فعن ماذا؟؟!!!! "، و لأنه كما يقال: النفوس بيوت أصحابها، فإذا طرقتموها فاطرقوها برفق ..
مشكلتي ليست مع ردك بحد ذاته، و لكن مع الأسلوب المتبع .. لأن مثل هذا الأسلوب، يأتي بنتائج عكسية و يجعل من قلت في حقه الكلام أن يتمسك برأيه و ينظر لك على أنك متعصب لرأيك فقط .. فكل إقصاء يولد تطرف ..
تمنياتي لك بالتوفيق، و سأقرأ الأدلّة التي طرحها بعض العلماء .. و صدقني لن أتأخر في تغيير رأيي متى ما اقتنعت بالأدلّة ..
تمنياتي لك بالتوفيق و السداد
ـ[مالك النجدي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 11:20 م]ـ
الأخ عبد الله القحطاني:
وشلون الجو عندكم يالحبيب؟؟!!
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:25 ص]ـ
بارك الله فيك ..
نصيحة أخي أبو حمزة المقدادي .. إذا رأيت رأيًا مخالفًا يغيضك أو تراه أنه رأي بدون علم شرعي، فلا تغضب و ترد مثل هذه الردود " خل رأيك لنفسك .. فالمشايخ تكلموا عن علم أما أنت فعن ماذا؟؟!!!! "، و لأنه كما يقال: النفوس بيوت أصحابها، فإذا طرقتموها فاطرقوها برفق ..
مشكلتي ليست مع ردك بحد ذاته، و لكن مع الأسلوب المتبع .. لأن مثل هذا الأسلوب، يأتي بنتائج عكسية و يجعل من قلت في حقه الكلام أن يتمسك برأيه و ينظر لك على أنك متعصب لرأيك فقط .. فكل إقصاء يولد تطرف ..
تمنياتي لك بالتوفيق، و سأقرأ الأدلّة التي طرحها بعض العلماء .. و صدقني لن أتأخر في تغيير رأيي متى ما اقتنعت بالأدلّة ..
تمنياتي لك بالتوفيق و السداد
جزاك الله خيراً على نصحك ...
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:58 ص]ـ
الأخ عبد الله القحطاني:
وشلون الجو عندكم يالحبيب؟؟!!
ممتاز (ابتسامة)
_______
و إيّاك أخي أبو حمزة ..(117/352)
ما هو أفضل تصرف في هذه الحالات؟
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[20 - 10 - 09, 03:51 م]ـ
1: إذا اصطدمت ب (بنت) أجنبية فسقطت في الشارع؟؟
2: طفل عمره عشر سنوات كان ينتطر الصلاة في الصف الأول فلما أقيمت الصلاة أجبر على التأخر ... كيف يتصرف من حضر الموقف؟
3: مررت على مكان لبيع السجائر؟
4:رأيت بنتا متبرجة في الشارع؟
5 أمرك والدك بأن تشتري له أمواس حلق اللحية؟
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[20 - 10 - 09, 04:51 م]ـ
بالنسبة للرابعة اغض بصري عنها
بالنسيه للخامسة اعتذر بادب و ابين له حكم حلق اللحية
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:25 ص]ـ
1 - أعتذر منها .. !!
2 - أتحدث بعد الصلاة مع الطفل، بأن تصرفه تصرف رجال و أنه يأتي في الصف الأوّل، و أتحدث مع الشخص الذي أجبره على التأخر، بأن لا حق له في ذلك، و أن يجب أن نهتم بتربية الأطفال و إعاطاءهم حقهم من الاحترام، و إن كان الوقت يسع لذكر قصة الرسول صلى الله عليه و سلم و الصبي الذي كان على يمين الرسول صلى الله عليه و سلم عندما أتاه اللبن ليشرب منه، فسأله: " أتأذن لي أن أعطي هؤلاء"؟ فأجابه الغلام رضي الله عنه بأنه لا يؤثر بنصيبه منه أحد .. فوضع الرسول صلى الله عليه و سلم في يده ..
3 - المشكلة أخي أن (الشق أكبر من الرقعة) .. تنكر على من و تخلي من!!
4 - أعتقد إن كان الرجل مطبقًا لسنة الرسول صلى الله عليه و سلم ظاهريًا .. من ثوب قصير و إعفاء للحيته، فهذا بحد ذاته رسالة لا شعورية لها بأن لا تتبرج، لا أفضل الإحراج و النصيحة على الملأ .. لأنه قد يأتي بنتائج عكسية، رسالة غير مباشرة كفيلة بأن تجعل الإنسان يتفكر في خطأه .. عكس الرسالة المباشرة التي قد تجعله يسهب التفكير في المشاعر السلبية التي نالته.
5 - لم امر بهذا الموقف .. و لكن يعتمد على الحالة النفسية للوالد في وقتها .. فأرى أن أشتري له ما يريد، لكي أجد في الأمر سعة بأن أعتذر منه و أخبره بلطف بأني أتيت له بهذه الأمواس و أنا أفكر بالذنب .. فلا أستطيع أن أقول لوالدي: لا .. و تأتي النتائج عكسية على المدى البعيد و يظن الامر فيه عقوق .. أعتقد أنه يجب أن أجيب له بالموافقة .. و من ثم أتحدث معه على جنب بأن يعفيني المرة القادمة بأن آتي له بمثل هذا (مع قبلة في الرأس) .. و توضيح أنه لا يقصد أن يعقه .. و لكن أجد أن تأثير الرفض على نفسية الوالد من ولده .. و جرح لشعور الوالد فيها ذنب عظيم .. خصوصًا إذا رفع الوالد النقود بيده لابنه و فجأة يقول الابن: لا يا أبي لا أستطيع .. !! الله أعلم مشاعر الناس مختلفة
رعاك المولى
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[31 - 10 - 09, 11:26 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[01 - 11 - 09, 06:47 م]ـ
بالنسبة للرابعة اغض بصري عنها
بالنسيه للخامسة اعتذر بادب و ابين له حكم حلق اللحية
بارك الله فيك
لكن ماذا تقول في مسألة النصيحة المباشرة أو إعطائها رسالة فيها نصيحة؟
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[06 - 11 - 09, 02:53 م]ـ
..
3 - المشكلة أخي أن (الشق أكبر من الرقعة) .. تنكر على من و تخلي من!!
رعاك المولى
فاتقوا الله ما استطعتم
وتمنيت أن أرى إجابات أكثر من الإخوة
فإنه قد مر بي كل ما سألت عنه(117/353)
هل لطالب العلم أن يبحث على من ينفق عليه
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[20 - 10 - 09, 05:54 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل لطالب العلم الذي لا يقدر على الكسب و لا يملك ما يشتري به الكتب التي تعينه على الطلب أن يبحث على من يكفله؟ و كيف يتصرف في ذلك إن أراد ألا يعرفه أحد أي يطلب العلم بغير رياء و سمعة؟ و جزاكم الله خيرا.
ـ[مالك النجدي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 05:56 م]ـ
جاء رجل إلى الثوري فقال: يا أبا عبدالله! تمسك هذه الدنانير؟؟!!
فقال: اسكت، لولا هذه الدنانير لتمندل [يعني: لتمسح] بنا هؤلاء الملوك.
ـ[مالك النجدي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 05:57 م]ـ
قال ابن القيم في اعلام الموقعين (4/ 204):
" وقد كان لسفيان شيء من مال، وكان لا يتروى في بذله، ويقول: لولا ذلك لتمندل بنا هؤلاء. فالعالم إذا منح غناء فقد أعين على تنفيذ علمه، وإذا احتاج الناس فقد مات علمه وهو ينظر ".
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:48 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صراحة في هذه الأيام لا يوجد من لا يقدر على الكسب ... ولكن يوجد من لم يحاول ... في هذا الزمن يتكسب الناس ولو من أبسط الأشياء إن وجدت عندهم الهمة والعزيمة والتوكل على الله ...
وديننا الحنيف يحث على العمل والكسب وكف الوجه عن مسألة الناس .. لو فكر طالب العلم قليلاً لوجد انه بعد حين سيتزوج وسيكون اسرة فهل يستمر بالبحث عمن ينفق عليه؟! هنا وقبل الزواج يكون هذا الشخص عالة على الناس وسيتعود على هذه الحالة والأدهى أن البعض يصل لمرحلة يرى فيها أن من الواجب على الناس أن تنفق عليه وتساعده لأنه طالب علم وهو في الأصل لم يساعد نفسه .. !؟
إليكم هذه الأحاديث
- سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى. قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أرزأ أحدا بعدك شيئا، حتى أفارق الدنيا. فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئا، فقال عمر: إني أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم، أني أعرض عليه حقه من هذا الفيء، فيأبى أن يأخذه. فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي.
الراوي: حكيم بن حزام المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1472
خلاصة الدرجة: [صحيح]
- لأن يأخذ أحدكم حبله، فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه.
الراوي: الزبير بن العوام المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1471
خلاصة الدرجة: [صحيح]
- ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1040
خلاصة الدرجة: صحيح
ما أجمل أن يسأل الإنسان خالقه ورازقه أن يوفقه ويرزقه من فضله ويعينه على أمر دينه ودنياه وعليه أن يأخذ بالأسباب من عمل وكد ويستعمل هذا المال فيما يرضي الله من إنفاقه على نفسه وأهله وإخوانه المسلمين ونصرة الدين وغيره من أوجه الإنفاق ..
وإليكم هذه الأحاديث
- اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله.
الراوي: حكيم بن حزام المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1427
خلاصة الدرجة: [صحيح]
- لأن يغدو أحدكم فيحطب على ظهره، فيتصدق به ويستغني به من الناس، خير له من أن يسأل رجلا، أعطاه أو منعه ذلك. فإن اليد العليا أفضل من اليد السفلى. وابدأ بمن تعول. وفي رواية: والله! لأن يغدو أحدكم فيحطب على ظهره فيبيعه. ثم ذكر بمثل حديث بيان.
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1042
خلاصة الدرجة: صحيح
- ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم. فقال " وما ذاك؟ " قالوا: يصلون كما نصلي. ويصومون كما نصوم. ويتصدقون ولا نتصدق. ويعتقون ولا نعتق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم؟ ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم " قالوا: بلى: يا رسول الله! قال " تسبحون وتكبرون وتحمدون، دبر كل صلاة، ثلاثا وثلاثين مرة ". قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا. ففعلوا مثله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء "
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 595
خلاصة الدرجة: صحيح
نسأل الله أن يرزقنا من فضله وأن يصب علينا الخير صبا صبا ولا يجعل عيشنا كدا كدا وأن يعينا على انفاق واستعمال نعمه فيما يرضيه عنا
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/354)
ـ[خالد السيناوي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 04:24 ص]ـ
بعض الإخوة هداهم الله يظن أن طلب العلم أن ينام على الكتب ويطلب العلم ولا يعمل وهذا من جهله فانظر إلى سير الأئمة تجد لكل منهم صنعة ومن آخرهم وهو آخر المحدثين الإمام محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
وأعرف واحدًا -يدعي- أنه من طلبة العلم لديه كفيل يكفله ويدفع له كل ما يرد من شراء كتب ومصاريف وغيرها والله إن هذا الشاب لينام عن الصلوات بحجة أنه مسافر وسيقضي الظهر مع العصر ولا يحضر دروس العلم وغيرها من المصائب والاستخفاف ولا يحفظ جزء عم .. إني لأنزعج فقط لأجل كفيله الذي يظن أن يكفل طالب علم!!!
اعمل وانفق على نفسك
والله المستعان
ـ[الحريص بن محمد]ــــــــ[21 - 10 - 09, 04:43 ص]ـ
الشيخ محمد الحسن الددو ذكر في محاضرة حضرتها له: أن لطالب العلم ذلك بشرطين:
الأول: أن يكون مخلصاً في طلب العلم.
الثاني: أن يكون مؤهلاً عقلياً - ليس بليداً - وعنده همة في طلب العلم - ليس كسولاً -
ثم ذكر - حفظه الله - أبياتاً لبعض كبار العلماء المتقدمين في ذلك.
ثم أقول لأخي السيناوي: ترفق قليلاً، فهو ما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع منه إلا شانه.
ثم هذا الشخص الذي ذكرته هل سيكون حجة على غيره؟
فاتق الله، ما هكذا تورد الإبل.
ـ[خالد السيناوي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 04:51 ص]ـ
ما قلت أنه حجة عليه أخي الفاضل ...
ولكن لعل كلامي يكون تذكيرًا للأخ لتخلص نيته وهمته ولا يكون كهذا الذي ينفق عليه لأنه كان الأول من نوعه عندي فما رأيت أحدًا يطلب العلم ويكفله شخص غريب ليس أباه أو من أقاربه وفوق هذا هو لا يستحق -في نظري-
ـ[الحريص بن محمد]ــــــــ[21 - 10 - 09, 08:06 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي السيناوي، فلقد كان لذلك الشخص أثره السيء على غيره، وكما يقول إخواننا المصريون: "أولاد الحرام ما بقوش لاولاد الحلال حاجة"
وإني لأعرف عدداً من طلاب العلم الموهوبين الذين لولا حاجتهم الدنيوية وإنشغالهم بها لكان لهم شأن آخر، وأعرف قليلاً ممن كُفلوا وأجدهم في حال جيدة مع طلب العلم -ولله الحمد-
والحمد لله الذي كفانا وأغنانا
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:21 م]ـ
السؤال فيه خطر ولكن من جاءه رزق بدون سؤال فهو حسن
ويمكن أن يستعين على النفقة بالزهد والقناعة
وأعظم أسباب الرزق الدعاء والتقوى
وعليه أن يبحث عن عمل يمكنه من طلب العلم
والتيسير بيد الله وحده
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:23 م]ـ
هذا داخل في تكفف الناس وهو من دناءة النفس .. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه .. ومن نفسه دنيئة فلا خير يرجى منه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .. مثله يبدأ متسولا وينتهي مرتشيا مداهنا يبيع دين الله على دراهم بخسة .. قد خالطنا من يعرف يومئذ بطلاب العلم .. ورأينا مثل هذا الذي يتسول .. ووالله الذي لا إله إلا هو .. كل من كان يتكفف ويأكل وجوه الناس ليعطوه ليس فيهم اليوم واحد .. ولا واحد ممن يشتغل اليوم بالدعوة إلى الله والصبر على أذى الناس في ذات الله .. لأن من لا يصبر احتسابا وتبرعا لوجه الله فلن يصبر اضطرارا من أذى الناس .. ولا واحد أعرف منهم صار اليوم مهديا هاديا - ونسأل الله أن يردهم إليه - إما تجار لا شأن لهم بالعلم ولا بالدعوة إليه .. وإما على حالهم من الشحاذة باسم طلب العلم .. ياخي هذا الدين بدأ بنفس عزيزة .. ولن ينمو على أيدي النفوس الدنيئة .. ولا خير في يد سفلى .. أحدهم يربي الشحم ولا ينشط عن القيام لشرب الماء ثم يزعم أنه متفرغ لطلب العلم .. ويتجنب إمامة الناس لا لورع ولكن لقلة محفوظ .. نسأل الله الستر والسلامة .. قل لقريبك إعمل وادرس .. تكفيك ساعتان لثني الركبة .. وخمس ساعات للمذاكرة والمراجعة .. وسبع ساعات للنوم .. وساعتان لطعامك .. وثمان ساعات لطلب الرزق والعيش مسلما مرفوع الرأس .. ولكن إن لم يجد عملا فلا حاجة له للتوسع ويكفيه ما يقيم صلبه من الطعام .. كل من عرفت من طلاب العلم هكذا كانوا وهكذا عاشوا .. وسيعيش من غير أن يأكل الدجاج المشوي والفواكه ويحلي بالآيس كريم .. إنما هو صبر زمن ويقضي ويفرجها الله .. أعرف رجلا كان له ثوبان يغسلهما ولا كتب له وكثيرا ما طرده الشيخ من الدروس - عن قصد ليذله ويختبره - ليس لشئ إلا لأجل أنه لا يملك الكتب ولا يملك ثمنها ولا يسأل الناس .. وما ضرته اليوم حاجته بالأمس .. وما مات من الجوع .. ولا حاجة لك لأن تشتري المتون العملاقة والأسفار الكبيرة ويكفيك من الكتب ما تدرسه على شيخك وتراجع شرحه .. البحث والتحرير ليس الان وقته .. وبلغه سلامي وقل له .. طالب العلم أكبر عدو له هو الإنترنت فإنه يهلك الوقت ويحرقه عليه حرقا .. يوفر مال الإنترنت ليقيم صلبه ويتقوى على طلب العلم .. يترك الجهاز ويطلب عملا خير له من الشحاذة والبحث عن المحسنين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/355)
ـ[أحمد البكيرات]ــــــــ[25 - 10 - 09, 04:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً كفيتم و وفيتم
أرى و الله أعلم أن لا يسأل طالب العلم الناس فضول أموالهم , و لكن لو كان الشيخ (العالم) هو من يطلب لمن يرى من طلبته النجابة و الحاجة , فهذا أحسن من حيث أن سؤال الناس فيه ذل كما تحدث أخوتي و هذا لا يليق بمن يحمل نور الله (العلم) ...
أما طلب الشيخ أو من له اتصال بطلبة العلم فهذا لا شيء فيه بل هو أمر مطلوب لمن يتعلم (في سبيل الله)
و الله أعلى و أعلم
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[25 - 10 - 09, 05:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس من سلفنا الصالح في القرون الخيرية -على حد علمي - من سأل الناس للتفرغ للعلم. وإن كانت قلة قليلة للغاية سألوا بعض السلاطين ليقضوا عنهم دينا عظيما كان عليهم .... ولأن السلطان يعطي من بيت المال وليس من ماله ولا مال أبيه ............
ولذلك قال سفيان الثوري: أعطيات السلطان أحب الي من هبات الأخوان .. الأخوان يمنون ...
قال ابن عبد البر: لأنه يرى أن السلطان يعطي من بيت مال المسلمين ....
ولطالب العلم أن يأخذ ما يستعين به إن أعطي بدون سؤال من الزكاة .. بشرط أن يعلم أنه طالب عالم حقيقي: وإلا كان كالسارق ... لأن هذا المال يعطى من سهم (في سبيل الله) من المصارف الثمانية للزكاة ....
قال تعالى:
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) ألتوبة
والله أعلم
ـ[الجُمَّان]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:08 م]ـ
من يستعفف يعفه الله << هكذا أجاب فضيلة الشيخ سعد الشثري حفظه الله سائلا سأله: هل لطالب العلم ان يسأل الناس حتى يطلب العلم أم يعف نفسه عن السؤال؟
ثم بعد فترة قصيرة رزقه الله مالا من غير ان يحتسب (شيء عجيب!) ... فالملك ملك الله.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 10:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخوتي في الله و بارك الله في علمكم و أعماركم و زادكم حرصا على نفع اخوانكم.
ـ[ابو عبد الله نبيل بن سعد]ــــــــ[16 - 11 - 09, 11:59 م]ـ
قال الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله في شرحه لحديث رفاعة بن رافع رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أيُّ الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور) رواه البزار وصححه الحاكم.
قوله: (أطيب الكسب) ولماذا كانوا يسألون عن أطيبه؟ لأنهم يعلمون بأن طيب الكسب صحة في البدن، وعون على الطاعة، لما سأل سعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادعُ الله أن يجعلني مستجاب الدعوة -ماذا قال له؟ هل قال له: أكثر من الصلاة في الليل، أكثر الصيام، أكثر الصدقة؟ لا- ولكن قال: أطب مطعمك)، وفي الحديث الآخر: (الرجل أشعث أغبر يطيل السفر، يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! أنّى يستجاب له؟! ومطعمه حرام، وملبسه حرام .. ) إذاً: حرمة المطعم ومحرميته حالت دون استجابة دعائه، إذاً: من حقهم رضوان الله تعالى عليهم أن يسألوا عن أطيب الكسب، ولم يسألوا عن أطيب الكسب إلا ليتحروه ويعملوا به .. فماذا كان الجواب؟ قال: (عمل الرجل بيده). يقولون: لفظة (الرجل) وصف طردي لا مفهوم له؛ فالمرأة في بيتها قد تغزل وتبيع الغزل، وتنسج، وتخيط الثياب، فإذا كان للمرأة عمل فكذلك: أطيب كسبها عملها بيدها. وهنا إذا نظرنا إلى بعض الأشخاص نجده لا عمل له، يقول عمر رضي الله تعالى عنه: كنت أرى الشاب فيعجبني، فأسأل عن عمله؟ فيقال: لا عمل له، فيسقط من عيني. من هنا فالمرابي لا يعمل بيده شيئاً، وإنما يرسل دراهمه تعمل على حساب الناس وهو لا يعمل، فلا يتاجر، ولا يزرع .. وإنما يتابع الدراهم أين ذهبت؟ ومن أين جاءت؟ ونبي الله داود -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- ماذا كان يفعل؟ كان يأكل من كسب يده وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ [الأنبياء:80]، وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ [سبأ:10] نبي ملك، ولكن ما كان يعوِّل على ما في ملكه وما في خزائنه، وإنما كان يعمل بيده ويأكل من كسب يده. فالموظف في آخر الشهر، يذهب ويستلم الراتب، فيحس بلذة ذلك، وهذا مجرب؛ لأنه من عرق جبينه، ومن عمل يده، ولو أن إنساناً جاء وأعطاك عشرة ريالات وقال: هذه هدية، هل تحس لهذا لذة كلذة عمل يدك؟ لا؛ لأنك لم تبذل جهداً مقابل الهدية، وإن كانت حلالاً، فالشخص الذي لا يكسب من عمل يده، وإنما ورث مالاً كثيراً، تجده يأكل ولا يشعر بما يأكل، ولا يستطعم نوع طعامه، بخلاف الشخص الذي يكد ويعمل، مهما كان نوع العمل، كما قيل: لا عيب في الكسب، العيب في مد اليد، وذكرنا لكم مراراً: كان في هذا المسجد النبوي الشريف نجوم، فإذا كانوا في الصباح ذهبوا في سوق الخضرة، وإذا كان بين المغرب والعشاء تراهم مثل الشموع المضيئة: نظافة، أناقة، عزة نفس، حاضرين في الدرس ... لا أستطيع أن أقول لك أكثر من هذا، يعمل ويكسب بيده، ولا ينتظر حسنات الناس! إذاً: أطيب الكسب عمل الرجل بيده، ولا يضير إنسان أنه يعمل بيده، وكان العرب ينظرون إلى بعض الأعمال الدنيئة بازدراء، كالحجامة والحلاقة .. وكذا وكذا، وهذه عادات، وربما ما كان قبيحاً في مجتمع يكون عادياً في مجتمع آخر، فهذه بحسب العادة، وحسب العرف عند الناس، ولكن إذا كان هذا العمل يعفه عن مد اليد فهو شريف، وإن كان وضيعاً عند الناس. وهذا الحديث يرشد أن أطيب الكسب: عمل اليد، فهو يقضي على الفراغ؛ لأن كل إنسان يريد أطيب الكسب، فيذهب ويفتش ويعمل بقدر ما يستطيع فتقل نسبة البطالة التي يشتكي منها العالم المتمدن والمتحضر الآن، وكسب الرجل بيده يكون بأي صفة من صفات العمل، ولو بالكلام، فهو كسب، ولو بالتوجيه فهو كسب بيده، ولو بالحركة: يفلح الأرض، أو يصنع الصناعة أو ... إلخ فهو كسب باليد. إذاً: (سئل صلى الله عليه وسلم عن أطيب كسب الرجل، فقال: عمل الرجل بيده).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/356)
ـ[ابو عبد الله نبيل بن سعد]ــــــــ[16 - 11 - 09, 11:59 م]ـ
قال الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله في شرحه لحديث رفاعة بن رافع رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أيُّ الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور) رواه البزار وصححه الحاكم.
قوله: (أطيب الكسب) ولماذا كانوا يسألون عن أطيبه؟ لأنهم يعلمون بأن طيب الكسب صحة في البدن، وعون على الطاعة، لما سأل سعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادعُ الله أن يجعلني مستجاب الدعوة -ماذا قال له؟ هل قال له: أكثر من الصلاة في الليل، أكثر الصيام، أكثر الصدقة؟ لا- ولكن قال: أطب مطعمك)، وفي الحديث الآخر: (الرجل أشعث أغبر يطيل السفر، يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! أنّى يستجاب له؟! ومطعمه حرام، وملبسه حرام .. ) إذاً: حرمة المطعم ومحرميته حالت دون استجابة دعائه، إذاً: من حقهم رضوان الله تعالى عليهم أن يسألوا عن أطيب الكسب، ولم يسألوا عن أطيب الكسب إلا ليتحروه ويعملوا به .. فماذا كان الجواب؟ قال: (عمل الرجل بيده). يقولون: لفظة (الرجل) وصف طردي لا مفهوم له؛ فالمرأة في بيتها قد تغزل وتبيع الغزل، وتنسج، وتخيط الثياب، فإذا كان للمرأة عمل فكذلك: أطيب كسبها عملها بيدها. وهنا إذا نظرنا إلى بعض الأشخاص نجده لا عمل له، يقول عمر رضي الله تعالى عنه: كنت أرى الشاب فيعجبني، فأسأل عن عمله؟ فيقال: لا عمل له، فيسقط من عيني. من هنا فالمرابي لا يعمل بيده شيئاً، وإنما يرسل دراهمه تعمل على حساب الناس وهو لا يعمل، فلا يتاجر، ولا يزرع .. وإنما يتابع الدراهم أين ذهبت؟ ومن أين جاءت؟ ونبي الله داود -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- ماذا كان يفعل؟ كان يأكل من كسب يده وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ [الأنبياء:80]، وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ [سبأ:10] نبي ملك، ولكن ما كان يعوِّل على ما في ملكه وما في خزائنه، وإنما كان يعمل بيده ويأكل من كسب يده. فالموظف في آخر الشهر، يذهب ويستلم الراتب، فيحس بلذة ذلك، وهذا مجرب؛ لأنه من عرق جبينه، ومن عمل يده، ولو أن إنساناً جاء وأعطاك عشرة ريالات وقال: هذه هدية، هل تحس لهذا لذة كلذة عمل يدك؟ لا؛ لأنك لم تبذل جهداً مقابل الهدية، وإن كانت حلالاً، فالشخص الذي لا يكسب من عمل يده، وإنما ورث مالاً كثيراً، تجده يأكل ولا يشعر بما يأكل، ولا يستطعم نوع طعامه، بخلاف الشخص الذي يكد ويعمل، مهما كان نوع العمل، كما قيل: لا عيب في الكسب، العيب في مد اليد، وذكرنا لكم مراراً: كان في هذا المسجد النبوي الشريف نجوم، فإذا كانوا في الصباح ذهبوا في سوق الخضرة، وإذا كان بين المغرب والعشاء تراهم مثل الشموع المضيئة: نظافة، أناقة، عزة نفس، حاضرين في الدرس ... لا أستطيع أن أقول لك أكثر من هذا، يعمل ويكسب بيده، ولا ينتظر حسنات الناس! إذاً: أطيب الكسب عمل الرجل بيده، ولا يضير إنسان أنه يعمل بيده، وكان العرب ينظرون إلى بعض الأعمال الدنيئة بازدراء، كالحجامة والحلاقة .. وكذا وكذا، وهذه عادات، وربما ما كان قبيحاً في مجتمع يكون عادياً في مجتمع آخر، فهذه بحسب العادة، وحسب العرف عند الناس، ولكن إذا كان هذا العمل يعفه عن مد اليد فهو شريف، وإن كان وضيعاً عند الناس. وهذا الحديث يرشد أن أطيب الكسب: عمل اليد، فهو يقضي على الفراغ؛ لأن كل إنسان يريد أطيب الكسب، فيذهب ويفتش ويعمل بقدر ما يستطيع فتقل نسبة البطالة التي يشتكي منها العالم المتمدن والمتحضر الآن، وكسب الرجل بيده يكون بأي صفة من صفات العمل، ولو بالكلام، فهو كسب، ولو بالتوجيه فهو كسب بيده، ولو بالحركة: يفلح الأرض، أو يصنع الصناعة أو ... إلخ فهو كسب باليد. إذاً: (سئل صلى الله عليه وسلم عن أطيب كسب الرجل، فقال: عمل الرجل بيده).
ـ[ابراهيم العنزي]ــــــــ[26 - 03 - 10, 12:38 ص]ـ
كتب التخريج كتب الأطراف
سابق البحث تالي البحث
عودة لنتائج البحث تخريج الحديث أسانيد الحديث
حلية الأولياء >> أبو هريرة >>
الطرف:وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة ألزم النبي صلى الله عليه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/357)
1342 حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، حدثني سعيد، وأبو سلمة، أن أبا هريرة، قال: " إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتقولون: مال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث أبي هريرة، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكان يشغل إخواني من الأنصار عمل أموالهم، وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة ألزم النبي صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون " *
ـ[أبو لبيد]ــــــــ[27 - 06 - 10, 07:28 م]ـ
الشيخ محمد الحسن الددو ذكر في محاضرة حضرتها له: أن لطالب العلم ذلك بشرطين:
الأول: أن يكون مخلصاً في طلب العلم.
الثاني: أن يكون مؤهلاً عقلياً - ليس بليداً - وعنده همة في طلب العلم - ليس كسولاً -
ثم ذكر - حفظه الله - أبياتاً لبعض كبار العلماء المتقدمين في ذلك.
ثم أقول لأخي السيناوي: ترفق قليلاً، فهو ما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع منه إلا شانه.
ثم هذا الشخص الذي ذكرته هل سيكون حجة على غيره؟
فاتق الله، ما هكذا تورد الإبل.
أظن أن الأبيات هي نفسها التي ذكرها في الرد على سؤال حول سبب صعوبة شروط الدخول لمركز تكوين العلماء .. و الإجابة أوردها كاملة كما قالها للفائدة:
بالنسبة للمركز لا يملك مالا و النفقات التي تنفق هي من أموال أشخاص من المسلمين يأتمنون القائمين على المركز عليها فلا يمكن أين يضعوها إلا في من يستحقها لأنها استثمارات لأشخاص لا يريدون أن تنفق أموالهم إلا على من هو أهل لإنفاقها , وقد ذكر الفقهاء شروط من ينفق عليه في هذه الحالة و قد نظمها جدي الشيخ محمد عالي رحمه الله عليه فقال:
من واجب الإسلام جمع مال تقضى به حقوق بيت المال
إن لم يكن كحاملي علوم فرض الكفاية من الموسوم
بحسن إدراك مع السريرة والطيب في سجية والسيرة
ومن خلا من هذه الأوصاف منعه لفقد الاتصاف
بل طلب العلم بتلك المرتبة خال من المصلحة المجتلبة
بل هو من تكليف ما لم يطق وعبث في فعله والمنطق
وكل دين حجروه حجرا فكيف يأخذ عليه أجرا
فكيف يمكن أن يسهل الأمر حتى يدخل من هو في مقام المتردية و النطيحة و ما أكل السبع بل المقررات قاسية و صعبة و هذه العلوم لا يتصدى لها إلا من هو أهل لها كما قال المعري
أرى العنقاء أكبر أن تصادا فعاند من تطيق له عنادا(117/358)
من نقل الاجماع على تحريم لحم الميتة وعصبها ومافي جوفها؟
ـ[نايف عبيد العنزي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 10:00 م]ـ
من نقل الاجماع على تحريم لحم الميتة وعصبها ومافي جوفها؟؟؟ وجزيتم الجنة جميعاً
ـ[نايف عبيد العنزي]ــــــــ[20 - 10 - 09, 10:01 م]ـ
ولكم جزيل الشكر(117/359)
هل الصلاة الإبراهيمية هي افضل صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[روائع دعويه]ــــــــ[20 - 10 - 09, 10:17 م]ـ
ذكر بعض اهل العلم ان الصلاة الإبراهيمية هي افضل صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يذكر في الصلاة الابراهيمية التسليم على النبي صلى الله عليه وسلم والله جلا وعلا يقول {يأيها الذين أمنوا صلو اعليه وسلموا تسليما} ,,, والله جلا وعلا في هذه الاية أمرنا بالتسليم، فكيف نجمع بينهما؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الكثير من طلبة العلم لم يجبني عنه.فمن يجيب؟؟؟
بارك الله في علمكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين
ـ[ابو عبد الله الشريف]ــــــــ[20 - 10 - 09, 10:57 م]ـ
هناك فرق بين الصلاة وبين السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدليل على هذا الفرق مارواه الإمام مسلم من حديث أبي مسعود الأنصاري قال: أتانا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمَرَنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم"
قال النووي رحمه الله في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " والسلام كما قد علمتم": معناه قد أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام علي، فأما الصلاة فهذه صفتها، وأما السلام فكما علمتم في التشهد وهو قوله " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته" ا. هـ
فالصلاة الإبراهيمية هي أكمل صيغ الصلاة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم يقل أهل العلم هي أكمل صيغ السلام عليه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ـ[ام الخطاب رشا]ــــــــ[21 - 10 - 09, 04:54 ص]ـ
وايضا لزيادة الفائدة يمكنكم الاطلاع على كتاب جلاء الافهام لابن القيم رحمه ففيه فوائد عظيمه(117/360)
لدي إشكال في فهم هذا الحديث
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[20 - 10 - 09, 11:38 م]ـ
آمل من لديه علم في رفع إشكال لدي وهو في فهمي لحديث النبي صلى الله عليه وسلم" (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
الحديث فيه حصر لبعثه عليه الصلاة والسلام أنها من أجل الأخلاق فأين الدعوة للتوحيد وبقية الشرائع؟
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[21 - 10 - 09, 12:20 ص]ـ
هذا إشكال غريب لأنه لا يشكل أبدا: ويمكن أن يقال الجواب على أنواع:
1 - أن إنما لا تفيد الحصر هنا بحيث تنفي ما سواها وتكون بمعنى التأكيد على أهمية مكارم الأخلاق والدليل أن هناك أحاديث أخرى منها إنما أنا فاتح وإنما أنا قاسم فهل ينفي ذلك المهام الأخرى التي كلفه الله بها
2 - الأخلاق هنا بمعناها الواسع تشمل كل أبواب الدين فالخلق مع الله ومع الناس والمخلوقات الأخرى أليس شكر الله المنعم بالحياة من الخلق وشكره يكون بتوحيده وعبادته وفق ما أمر به وساعتها لا إشكال في الفهم وفي هذا يقول الطحاوي في شرح مشكل الآثار:
فكان معنى ذلك عندنا والله أعلم أن الله عز وجل إنما بعثه ليكمل للناس دينهم وأنزل عليه مما يدخل في هذا المعنى وهو قوله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم " فكانت بعثته إياه عز وجل ليكمل للناس أديانهم التي قد كان تعبد من تقدمه من أنبيائه بما تعبده به منها ثم كملها عز وجل له بقوله " اليوم أكملت لكم دينكم " والإكمال هو الإتمام فهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم بعثت لأتمم صالح الأخلاق أي صالح الأديان وهو الإسلام وبالله التوفيق
3 - إن صح الحديث بذلك(117/361)
مات الأب قبل أن يعق عن ابنه , فهل تخرج تكلفة العقيقة من التركة؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[21 - 10 - 09, 12:30 ص]ـ
مات الأب قبل أن يعق عن ابنه , فهل تخرج تكلفة العقيقة من التركة؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[21 - 10 - 09, 12:37 ص]ـ
وقفت على هذا الجواب للشيخ محمد بن المختار الشنقيطي حفظه الله تعالى:
السؤال: إذا كانت العقيقة واجبة في حق الأب، فهل إذا كان ميتاً أو غائباً ينتقل الحق إلى الأم؟ الجواب: اختلف العلماء رحمهم الله فيما إذا مات الأب: هل الأم هي التي تعق أو العصبة؟ والذي يظهر والله أعلم من ظاهر أحكام الشرع: أن العصبة ينزلون منزلة الأب والجد، فيقدم في هذا الجد، فإنه يعق عن ولد ولده، ولذلك عق عليه الصلاة والسلام عن الحسن والحسين، ثم يأتي في الترتيب أبو الجد ثم أبوه وإن علا، ثم بعد ذلك الإخوة الأشقاء، والإخوة لأب، وأبناء كلٍ، وينظر بعد ذلك إلى الأعمام وأبناء الأعمام كل على حسب قرابته، فيقدم بالجهات ثم بالقرب، فالعصبات أولى بالعقيقة، ولذلك نجد في أحكام الشريعة أن الغرم المالي متعلق بالعصبات، ومن هنا قال الله تعالى: وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ [البقرة:233]، فجعل الأمر راجعاً إلى العصبة، والعقيقة فيها شيء من الغرم، ومن هنا عندما تقع الجناية والقتل الخطأ فإن القرابة والعصبة من بني العم ونحوهم على حسب الرتب هم الذين يعقلون، كما هو قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيأتينا إن شاء الله في باب الديات. إذاً: هذا الأمر ليس مما تدخل فيه الأم، ولا يدخل فيه القرابة من جهة النساء والأرحام، وإنما هو مختص بالعصبة، كما هو الأصل في المواريث، ويكون من باب الغنم بالغرم؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (الخراج بالضمان)، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[21 - 10 - 09, 12:39 ص]ـ
وفي الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين:
وقوله: «تسن» أي: سنة في حق الأب، وهي سنة مؤكدة حتى أن الإمام أحمد قال: يقترض إذا لم يكن عنده مال وأرجو أن يخلف الله عليه؛ لأنه أحيا سنة، فإن لم يكن الأب موجوداً فهل تسن في بقية العصبة أو في حق الأم؟
الظاهر أنه إذا لم يكن الأب موجوداً كما لو مات وابنه حمل، فإن الأم تقوم مقام الأب في هذه المسألة.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[21 - 10 - 09, 12:46 ص]ـ
جاءَ في الموسوعةِ الفقهيةِ (30/ 279):
" ذهبَ الشّافعيّةُ إلى أنّ العقيقةَ تُطلبُ من الأصلِ الّذي تلزمُه نفقةُ المولودِ، فيؤدّيها من مالِ نفسِه لا من مالِ المولود، ولا يفعلُها من لا تلزمُه النّفقةُ إلاّ بإذنِ من تلزمُه.
وصرّحَ الحنابلةُ أنّه لا يَعقّ غيرُ أبٍ إلاّ إن تعذّرَ بموتٍ أو امتناعٍ، فإن فعلَها غيرُ الأبِ لم تُكرَه، ولكنّها لا تكون عقيقةً، وإنّما عقّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين، لأنّه أولى بالمؤمنينَ من أنفسِهم " انتهى.
فإن كان الأبُ حيًا قادرًا، فإنه ينصح بالعقيقةِ عن المولود، فإن امتنعَ أو أذنَ للأمِّ بالعقيقةِ فيُشرَعُ لها ذلك.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 12:57 ص]ـ
إنما تقضى من التركة الحقوق الواجبة في ذمة المتوفي،وحيث قلنا بعدم وجوب العقيقة كما هو مذهب عامة العلماء فإن الورثة لا يكلفون اخراج ثمنها من التركة، أما على مذهب الظاهرية القائلين بوجوبها فتخرج كسائر الحقوق قبل قسمة التركة. والعلم عند الله تعالى.
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 03:34 ص]ـ
إنما تقضى من التركة الحقوق الواجبة في ذمة المتوفي،وحيث قلنا بعدم وجوب العقيقة كما هو مذهب عامة العلماء فإن الورثة لا يكلفون اخراج ثمنها من التركة، أما على مذهب الظاهرية القائلين بوجوبها فتخرج كسائر الحقوق قبل قسمة التركة. والعلم عند الله تعالى.
إذا كان لايؤخذ من التركة إلا الحقوق الواجبة، صح أن يقال إن الورثة لا يلزمون بحق لم يكن واجبا على أحد أصلا.
فالأقرب - والعلم عند الله- أن يعق عنه من تركة الأب إن كان له تركة، وأنه بمثابة نذر ينفذ عنه بالنيابة.(117/362)
سؤال في حكم اللحوم المستورده
ـ[أبو حور]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:25 ص]ـ
السلااام عليكم يا أخوهـ
أسأل الله ينفع بسؤالي
واقول
في وقتناا الحااضر كثرت اللحوم المستورده من قبل الغرب
ولا شك ان أكل لحوم اهل الكتاب جائز بالكتاب
ولكن في حال علمنا او شككنا في طريقة ذبحهم للدجاج او عموم اللحوم
هل يجوز الاكل منهم
اريد الاجاابهـ بارك اللهـ فيكم
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:28 ص]ـ
http://www.youtube.com/watch_popup?v=TxsuZAjfnWY
ـ[أبو حور]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:33 ص]ـ
الله يكتب اجركـ
باللهـ اذا فيه كلام مكتوب كي انسخ واطبعهـ
ورعاكـ اللهـ
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:34 ص]ـ
جزاك الله خير اخي عبد الله
لكن ادارة الملتقي تمنع وضع الفيديو و صور ذوات الارواح
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:35 ص]ـ
أعتذر لم أكن أعلم أن ذوات الأرواح ممنوع وضعها في الملتقى .. أحترم رأي و توجه الملتقى (و أعتذر)
ـ[أبو حور]ــــــــ[23 - 10 - 09, 03:28 م]ـ
يا اخوان الا افدتموني بالتفصيل
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[23 - 10 - 09, 03:51 م]ـ
انظر هنا
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&Itemid=31&catid=0&id=22251
ـ[عماد بن محمد الجنابي البغدادي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 07:03 م]ـ
أخي الكريم، من المعلوم أن لحوم الغرب كلها لا تُذكى مما يجعل لحومهم محرمة على المسلم حتى و إن كانوا نصارى و قد ذكر الأستاذ الدكتور محمد فائد أستاذ الزراعة و البيطرة في الرباط أن كل حيوان له طريق معينة لقتله و لقد رأيت ما يصنعون من قطع للرأس من الخلف و القتل بالكهرباء، كما أني رأيت بقرة تُطحن و هي حية حتى يُصنع منها نقانق، فنسأل الله تعالى أن يجنبنا هذه اللحوم. فعلينا أن نخبر علماءنا بما يقع فعلا حتى يعلموا هذه الأمور ثم تكون فتواهم مبنية على حقائق و الله تعالى أعلم.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[23 - 10 - 09, 07:21 م]ـ
أخي الكريم، من المعلوم أن لحوم الغرب كلها لا تُذكى مما يجعل لحومهم محرمة على المسلم حتى و إن كانوا نصارى و قد ذكر الأستاذ الدكتور محمد فائد أستاذ الزراعة و البيطرة في الرباط أن كل حيوان له طريق معينة لقتله و لقد رأيت ما يصنعون من قطع للرأس من الخلف و القتل بالكهرباء، كما أني رأيت بقرة تُطحن و هي حية حتى يُصنع منها نقانق، فنسأل الله تعالى أن يجنبنا هذه اللحوم. فعلينا أن نخبر علماءنا بما يقع فعلا حتى يعلموا هذه الأمور ثم تكون فتواهم مبنية على حقائق و الله تعالى أعلم.
يا اخي هل ان متأكد من ان كلها و ليس معظمها لا يذكي
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 07:33 م]ـ
يمكنك أخي الكريم أن تقوم ببحث في ذلك و الحمد لله شبكة الأنترنت فضحت الغرب و لله الحمد و المنة.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:26 ص]ـ
(2014)
سؤال: نريد أن نسأل عن أكل الدجاج المستورد من فرنسا ومن البرازيل وهو مكتوب عليه ذبح على الطريقة الإسلامية. فهل أكله جائز؟
الجواب: أرى أنه لا يجوز أكله حيث إن ذبحه غير شرعي، فإنه أولاً: يضغط بعضه على بعض وقد يموت من الضغط، وثانيًا: أنه يعلق بأرجله في أسياخ من حديد دقيقة فهي تدور به عند تحريكها وذلك قد يسبب موته مع كثرة الحركة، ثالثًا: أنه يغمس وهو حي في ماء حار شديد الحرارة وهو حي والقصد من غمسه أن ينسلخ جلده فلا يخرج من ذلك الماء إلا وقد مات، رابعًا: أنهم يحرصون على بقاء دمه فيه ليزيد في وزنه. وخامسًا: أن الذين يتولون تعليقه وربطه وتغليفه ممن لا دين لهم فليسوا من الكتابيين حقًا ولا من المسلمين المتمسكين بالإسلام، وسادسًا: عدم ذكر اسم الله عليه قبل ذبحه أو قبل موته، وهذه المعلومات متواترة مشهورة عن المجازر الفرنسية والبرازيلية وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/363)
فأما كونه مكتوبًا عليه: (ذبح على الطريقة الإسلامية) فهو غير صحيح، وإنما أرادوا ترويجه وكثرة من يشتريه ليربحوا فيه، وقد وجد الكثير منه برأسه لم يقطع الرأس بل أخطأه الموسى الذي يقطع الرأس بعد الموت، لكن إن أرسل أحد التجار من يشرف عليه من المسلمين الموثوقين ويتأكد من ذبحه وهو حي وذكر اسم الله عليه وأهلية الذابح وتحديد السكين وتصفية الدم، فلا بأس بأكله وإلا فلا. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
(13131)
سؤال: نحن في الجزائر نقوم بتسويق اللحوم المجمدة المستوردة من دول أمريكا اللاتينية (البرازيل -الأرجنتين) ونطلب من المستوردين إظهار شهادات الذبح الحلال التي تصدرها المراكز الإسلامية المعتمدة في تلك الدول، وقد انتشر عندنا في الجزائر القول بأن بعض المستوردين سامحهم الله يقومون بتزوير الشهادات، فأفتى بعض علمائنا بتحريم هذه اللحوم حتى يتثبت من هذه الشهادات، فقمنا نحن بهذا، فكنا نراسل المراكز الإسلامية المعتمدة في تلك الدول، فنتأكد من كل شهادة تكون مرفقة مع شحنة اللحوم المجمدة، فتقوم المراكز الإسلامية جزاهم الله خيرًا بإرسال البيانات اللازمة عن كل شهادة يطلب منهم التأكد من صحتها، ثم انتشر القول بأن المذابح المنتشرة في تلك الدول لا تذبح على الطريقة الإسلامية، سواء كانت اللحوم المجمدة التي تصدر إلى البلدان الإسلامية أو غيرها، لوجود جمعيات حقوق الحيوان التي تطالب بالصعق الكهربائي، فأفتى علماؤنا بتحريم هذه اللحوم المجمدة المستوردة من تلك الدول، فأرسلنا إلى المراكز الإسلامية للتأكد من هذه المعلومات، فكان جواب المركز الإسلامي في الأرجنتين بنفي صحة هذه المعلومات، وأكد أن كل اللحوم المصدرة إلى الدول الإسلامية ذبحت على الطريقة الإسلامية وبشهادة مبعوث الأزهر، ثم راسلناهم مرة أخرى فأحالوا الجواب إلى شركة ((كاترينغ للذبح الحلال))، فأكد لنا رئيسها الأستاذ/ خليل بأن كل اللحوم المصدرة إلى البلاد الإسلامية ذبحت على الطريقة الإسلامية، ولا توجد أي قطعة لحم صدرت إلى الدول الإسلامية ذبحت على غير الطريقة الإسلامية، فنحن نسأل هل نكتفي بهذه الشهادات الصادرة من المراكز الإسلامية المعتمدة، فتكون هذه اللحوم المجمدة المستوردة حلال أم ماذا نفعل؟
الجواب: حيث تأكدتم من المراكز الإسلامية والمراكز المعتمدة في تلك الدول، وحيث أكد لكم الأستاذ/ خليل بما ذكر، وأن جميع ما يصدر إلى الدول الإسلامية كله قد ذبح على الطريقة الإسلامية، فلكم أن تكتفوا بهذه الشهادات الصادرة من المراكز الإسلامية، وتكون تلك اللحوم حلالاً لا محذور فيها، وعليكم أن تستمروا على هذه الاتصالات، حتى لا تتغير تلك العمليات، وحتى لا يتغذى المسلمون بشيء فيه شبهة. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
10/ 1/1426هـ
ـ[أبو حور]ــــــــ[08 - 04 - 10, 03:55 م]ـ
الله يجزاكم خير(117/364)
نصائح لطالب العلم من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[21 - 10 - 09, 03:44 ص]ـ
قال رحمه الله:
144 ـ وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثاً. رواه مسلم (173).
المتنطعون: المتعمقون المتشددون في غير مواضع التشديد.
الشرح
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما تقله عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هلك المتنطعون. هلك المتنطعون. هلك المتنطعون) الهلاك: ضد البقاء، يعني أنهم تلفوا وخسروا، والمتنطعون: هم المتشددون في أمورهم الدينية والدنيوية، ولهذا جاء في الحديث: (لا تشددوا فيشدد الله عليكم) (174).
وانظر إلى قصة بني إسرائيل حين قتلوا قتيلاً فادرؤوا فيه وتنازعوا حتى كادت الفتنة أن تثور بينهم، فقال لهم موسى عليه الصلاة والسلام: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) (البقرة:67)، يعني وتأخذوا جزءاً منها فتضربوا به القتيل، فيخبركم من الذي قتله، فقالوا له (قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً) يعني: تقول لنا اذبحوا بقرة واضربوا ببعضها القتيل ثم يخبركم عن قتله؟ ولو أنهم استسلموا وسلموا لأمر الله وذبحوا أي بقرة كانت لحصل مقصودهم، لكنهم تعنتوا فهلكوا، قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي؟ ثم قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها؟ ثم قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي وما عملها؟ وبعد أن شدد عليهم ذبحوها وما كادوا يفعلون.
كذلك أيضاً من التشديد في العبادة، أن يشدد الإنسان على نفسه في الصلاة أو في الصوم أو في غير ذلك مما يسره الله عليه، فإنه إذا شدد على نفسه فيما يسره الله فهو هالك. ومن ذلك ما يفعله بعض المرضى ولا سيما في رمضان حي يكون الله قد اباح له الفطر وهو مريض ويحتاج إلي الأكل والشرب، ولكنه يشدد على نفسه فيبقى صائماً فهذا أيضاً نقول إنه ينطبق عليه الحديث: هلك المتنطعون.
ومن ذلك ما يفعله بعض الطلبة المجتهدين في باب التوحيد؛ حيث تجدهم إذا مرت بهم الآيات والأحاديث في صفات الرب عز وجل جعلوا ينقبون عنها، ويسألون أسئلة ما كلفوا بها، ولا درج عليها سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى من بعدهم، فتجد الواحد ينقب عن أشياء ليست من الأمور التي كلف بها تنطعاً وتشقاً، فنحن نقول لهؤلاء: إن كان يسعكم ما وسع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فأمسكوا، وإن لم يسعكم فلا وسع الله عليكم، وثقوا بأنكم ستقعون في شدة وفي حرج وفي قلق.
مثال ذلك: يقول بعض الناس: إن الله عز وجل له أصابع، كما جاء في الحديث الصحيح: (إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء) (175) فيأتي هذا المتنطع فيبحث: هذه الأصابع كم عددها؟ وهل لها أنامل؟ وكم أناملها؟ وما أشبه ذلك.
كذلك مثلاً: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى الثلث الآخر) (176)، يقول: كيف ينزل؟ كيف ينزل في ثلث الليل وثلث الليل يدور على الأرض كلها؟ معنى هذا أنه نازل دائماً، وما أشبه ذلك الكلام الذي لا يؤجرون عليه، ولا يحمدون عليه، بل هم إلى الإثم أقرب منهم إلى السلامة وهم إلى الذم أقرب منهم إلى المدح.
هذه المسائل التي يكلف بها الإنسان، وهي من مسائل الغيب، ولم يسال عنها من هو خير منه، وأحرص منه على معرفة الله بأسمائه وصفاته، يجب عليه أن يمسك عنها، وأن يقول: سمعنا وأطعنا وصدقنا وآمنا، أما أن يبحث أشياء هي مسائل الغيب، فإن هذا لا شك أنه من التنطع.
ومن ذلك أيضاً ما يفعله بعض الطلبة من إدخال الاحتمالات العقلية في الدلائل اللفظية؛ فتجده يقول: يحتمل كذا ويحتمل كذا، حتى تضيع فائدة النص، وحتى يبقى النص كله مرجوجاً لا يستفاد منه. هذا غلط. خذ بظاهر النصوص ودع عنك هذه الاحتمالات العقلية، فإننا لو سلطنا الاحتمالات العقلية على الأدلة اللفظية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما بقى لنا حديث واحد أو آية واحدة يستدل بها الإنسان، ولأورد عليها كل شيء، وقد تكون هذه الأمور العقلية وهميات وخيالات من الشيطان، يلقيها في قلب الإنسان حتى يزعزع عقيدته وإيمانه والعياذ بالله.
ومن ذلك أيضاً ما يفعله بعض المتشددين في الوضوء، حيث تجده مثلاً يتوضأ ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً أو سبعاً أو أكثر، وهو في عافية من ذلك. يذكر أن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ كان يتوضأ، فإذا وجهه الأرض التي تحته ليس فيها إلا نقط من الماء، من قلة ما يستعمل من الماء، وبعض الناس تجده يشدد في الماء فيشدد الله عليه، فإنه إذا استرسل مع هذه الوساوس ما كفاه أربع ولا خمس ولا ست ولا أكثر من ذلك، فيسترسل مع الشيطان حتى يخرج عن طوره، حتى يقول: هل أحد عاقل يتصرف هذا التصرف.
أيضاً في الاغتسال من الجنابة، تجده يتعب تعباً عظيماً عند الاغتسال، في إدخال الماء في أذنيه، وفي إدخال الماء في منخريه، وكل هذا داخل في قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (هلك المتنطعون. هلك المتنطعون. هلك المتنطعون). فكل من شدد على نفسه في أمر قد وسع الله له فيه فإنه يدخل في هذا الحديث. والله الموفق.
قاله رحمه الله في شرحه على رياض الصالحين في باب الاقتصاد في الطاعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/365)
ـ[عماد بن محمد الجنابي البغدادي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 12:31 ص]ـ
رحم الله الشيخ كان عالما ومعلما
ـ[ام الخطاب رشا]ــــــــ[25 - 10 - 09, 05:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا(117/366)
القصيدة اللامية المنسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[21 - 10 - 09, 08:22 ص]ـ
القصيدة اللامية المنسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية
السؤال: هل ثبت نسب القصيدة اللامية في العقيدة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية؟ هل في أبياتها ما يخالف مذهب أهل السنة والجماعة؟ وأي الأبيات؟ ما معنى الشطر الثاني من البيت الثالث: " ومودة القربى بها أتوسل "؟ أرجو تزويدي بقول الشيخ ابن عثيمين يرحمه الله في هذا الموضوع إن وجد. جزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله
اختلف أهل العلم المتأخرون في صحة نسبة القصيدة " اللامية " لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وذلك على قولين:
القول الأول: تصحيح نسبتها إليه، وهذا ظاهر كلام كثير من أهل العلم، منهم:
الشيخ نعمان الألوسي في كتابه " جلاء العينين في محاكمة الأحمدين "، والشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد في شرحه على الواسطية، والشيخ أحمد بن عبد الله المرداوي الذي شرح القصيدة في كتاب أسماه: " اللآلئ البهية في شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية "، ولكنه قال في المقدمة عن هذه الأبيات إنها " تنسب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "، وقد علق عليها الشيخ صالح الفوزان حفظه الله، وغيرهم كثير.
وأهم ما يستدل به لهذا القول ما يلي:
1 - شهرة هذه النسبة بين أهل العلم.
2 - جود القصيدة في مخطوط بين كتب ورسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية وإن كان هذا المخطوط لم يكتب عليه أنه من كلام شيخ الإسلام، ولكن مكانه يشير إلى مؤلفه.
القول الثاني: إنكار نسبتها إليه.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" الظاهر أنها لا تصح أصلا عن الشيخ " انتهى.
" شرح السفارينية " (ص427 - 428) طبعة دار البصيرة، تحت شرح البيت رقم (102)
ويمكن أن يستدل لهذا القول بما يلي:
1 - أن أحدا من أهل العلم المتقدمين الذين ترجموا لشيخ الإسلام ابن تيمية وسردوا أسماء مصنفاته لم يذكروا هذه القصيدة في مؤلفاته، فكيف يمكن إثبات نسبة كتاب لأحد العلماء ولم ينسبه إليه تلاميذه الذين اعتنوا بمصنفاته، بل ولا أحد ممن ترجم له من أصحاب كتب التراجم.
2 - جاء في أحد أبيات هذه القصيدة ما يلي:
قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكتابَ وراءَهُ ... وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ.
وهذا البيت نفسه نقله شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في " مجموع الفتاوى " (6/ 297)
عازيا إياه لأحد المنشدين، فقال: " وقد أنشد فيهم المنشد .... " انتهى.
والأمر ربما كان يحتاج إلى مزيد من البحث والتحري في شأن هذه النسبة.
يقول الشيخ علي العمران حفظه الله:" لامية شيخ الإسلام نشرها الأخ خالد اللحيدان
معتمدا على عدة نسخ خطية متأخرة، وذكر بعض أدلة ثبوتها، وإن كنت لا أوافقه على الجزم بنسبتها إليه، بل فيه نظر كبير.
ثم وقفت على نسخة خطية منها على طرة مجموع فيه فتاوى لابن تيمية
بخط أحد أبناء عمومة ابن تيمية، بتاريخ (762)، في غاية الجودة والنفاسة، لكنه لم
يجزم بنسبتها لشيخ الإسلام، فيبقى أن تجمع هذه الدلائل والقرائن إذا أردنا الجزم بإثباتها أو نفيها " انتهى.
نقلا عن هذا الرابط:
http://saaid.net/leqa/17.htm
وأما عن نص هذه القصيدة، فهو:
يا سائلي عن مذهبي وعقيدتي ... رزق الهدى من للهداية يسأل
اسمع كلام محقق في قوله ... لا ينثني عنه ولا يتبدل
حب الصحابة كلهم لي مذهب ... ومودة القربى بها أتوسل
ولكلهم قدر وفضل ساطع ... لكنما الصديق منهم أفضل
وأقول في القرآن ما جاءت به ... آياته فهو القديم المنزل
وجميع آيات الصفات أمرُّها ... حقاً كما نقل الطراز الأول
وأرد عهدتها إلى نقّالها ... وأصونها من كل ما يُتخيل
قبحاً لمن نبذ القرآن وراءه ... وإذا استدل يقول قال الأخطل
والمؤمنون يرون حقاً ربهم ... وإلى السماء بغير كيف ينزل
وأقر بالميزان والحوض الذي ... أرجو بأني منه رياً أنهل
وكذا الصراط يمد فوق جهنم ... فموحد ناج وآخر مهمل
والنار يصلاها الشقي بحكمة ... وكذا التقي إلى الجنان سيدخل
ولكل حي عاقل في قبره ... عمل يقارنه هناك ويسأل
هذا اعتقاد الشافعي ومالك ... وأبي حنيفة ثم أحمد ينقل
فإن اتبعت سبيلهم فموفق ... وإن ابتدعت فما عليك معول
وقوله في القصيدة: " حب الصحابة كلهم لي مذهب ... ومودة القربى بها أتوسل ": يعني أن حب الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات والقرب التي نتقرب بها إلى الله تعالى، ونتوسل بها إليه، فإن التوسل بالأعمال الصالحة جائز باتفاق العلماء، وهذا البيت من هذا الباب.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[21 - 10 - 09, 08:53 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[21 - 10 - 09, 10:03 م]ـ
قال الشيخ اياد القيسي حفظه الله محقق اللالئ البهيه شرح لامية شيخ الاسلام ابن تيميه
هذا البيت سقط من كتاب (الصحيح من النظم الفصيح لشيخ الاسلام ابن تيميه) للفاضل عبدالسلام بن برجس بن ناصر آل عبدالكريم
وكذا هو ليس في جلاء العينين
واقول قال الله جل جلاله ******المصطفى الهادي ولا اتأول
وهذا البيت ذكره الشيخ حفظه الله بعد قول الناظم
وأقول في القران ما جاءت به****** اياته فهو القديم المنزل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/367)
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 11 - 10, 01:12 م]ـ
قوله (فهو القديم المنزل) مخالف لعقيدة الشيخ. . ولعل الصحيح (فهو الكريم المنزل) كما ورد هنا:
http://www.islamdor.com/vb/showthread.php?t=10386
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[21 - 11 - 10, 02:37 ص]ـ
بارك الله فيكم(117/368)
تدمية راس الطفل بدم العقيقة
ـ[عبد الحميد المشيخي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 11:54 ص]ـ
قراءة في كتاب:موسوعة الاجماع في الفقه الاسلامي تاليف المستشار سعدي ابو جيب القاضي الشرعي بدمشق
الجزء الثاني ص: 805
(تلطيخ راس الطفل بدم العقيقة في قول سائر اهل العلم الاالحسن وقتادة فنهما قالا يستحب ذلك)
هل هذا القول فيه تفصيل وامل شرح معنى التلطيخ؟
مع شكري الكبير لجميع الاخوة
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 12:42 م]ـ
أخي الفاضل:
هذا ما توصلت له.
عن بريدة رضي الله عنه قال: (كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران).
رواه أبو داود (2843) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود ".
معنى التلطيخ؟
يوضع شيء من الدم على رأسه من العقيقة، وظاهر الحديث أنه قبل الإسلام أما الآن فلا .. والله أعلم .. ونحتاج من الأخوة الأفاضل في الملتقى يبينون لنا قول الفقهاء في ذلك.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[21 - 10 - 09, 12:49 م]ـ
جاء في كتاب المفصل في أحكام العقيقة للدكتور حسام الدين عفانة:
حكم تلطيخ رأس المولود بشيء من دم العقيقة
للعلماء في هذه المسألة قولان:
القول الأول: ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة وأهل الحديث إلى كراهة تلطيخ رأس المولود بشيء من دم العقيقة، لأن ذلك من عادة أهل الجاهلية، وهو قول الزهري وإسحاق وابن المنذر وداود (370).
وقال بعض الشافعية بتحريم ذلك، قال الحافظ العراقي: [وأنكر شيخنا الإمام جمال الدين عبد الرحيم الإسنوي على أصحابنا اقتصارهم على كراهة لطخ رأس المولود بدم العقيقة وقال المشهور تحريم التضمخ بالنجاسة ويحرم على الولي أن يفعل به شيئاً من المحرمات على المكلفين كسقيه الخمر ... فينبغي في اللطخ مثله] (371).
القول الثاني: ذهب الحسن البصري وقتادة من التابعين وابن حزم الظاهري إلى أن ذلك مستحب فيلطخ رأس المولود بدم العقيقة ثم يغسل بعد ذلك، ونقله ابن حزم عن ابن عمر وهو قول عند الحنابلة (372).
قال الحافظ ابن عبد البر: [ولا أعلم أحداً من أهل العلم قال: يدمَّى رأس الصبي إلا الحسن وقتادة فإنهما قالا: يطلى رأس الصبي بدم العقيقة، وأنكر ذلك سائر أهل العلم وكرهوه] (373).
وذكر الحافظ ابن حجر أنه قد ورد عن الحسن كراهة التدمية رواه ابن أبي شيبة عنه بسند صحيح (374).
واحتج هؤلاء بما رواه همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة أن الرسول (قال: (كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويحلق ويدمَّى) فكان قتادة إذا سئل عن الدم كيف يصنع به قال: [إذا ذبحت العقيقة أخذت منها صوفة واستقبلت بها أوداجها ثم توضع على يافوخ الصبي حتى يسيل على رأسه مثل الخيط ثم يغسل رأسه بعد ويحلق] (375).
وروى ابن حزم بسنده عن ابن عمر قال: [يحلق رأسه ويلطخه بالدم] (376).
وقد أجاب الجمهور على هذا الاستدلال وبينوا أن هذا القول شاذ وأن الرواية المحفوظة لحديث سمرة (يسمَّى) وليست (يدمَّى) وهذا بيان ما قالوه:
1. قال أبو داود صاحب السنن بعد روايته للحديث المذكور: [هذا وهم من همام ويدمَّى. قال أبو داود: خولف همام في هذا الكلام وهو وهم من همام وإنما قالوا
يسمَّى. فقال: همام: يدمَّى. قال أبو داود وليس يؤخذ بهذا] (377).
2. وقال أبو داود بعد أن ساق الرواية الثانية لحديث سَمُرة وفيها: (يسمَّى)، قال أبو داود: [ويسمَّى أصح، كذا قال سلام بن أبي مطيع عن قتادة وإياس ابن دغفل وأشعث عن الحسن قال: ويسمَّى، ورواه أشعث عن الحسن عن النبي (قال: ويسمَّى] (378).
3. نقل الخلال عن الإمام أحمد أنه سئل: [فيحلق رأسه؟ قال: نعم. قلت: فيدمَّى؟ قال: لا هذا من فعل الجاهلية. قلت: فحديث قتادة عن الحسن كيف ويدمَّى؟ فقال: أما همام فيقول: ويدمَّى وأما سعيد فيقول ويسمَّى].
وقال في رواية الأثرم: [قال ابن عروبة: يسمَّى، وقال همام: يدمَّى. وما أراه إلا خطأ] (379).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/369)
4. ويرى الشيخ ناصر الدين الألباني أن رواية الحديث بلفظ: (ويسمَّى) هي التي ينشرح لها الصدر لاتفاق الأكثر عليها ولا سيما أن لها متابعات وشواهد بخلاف رواية (ويدمَّى) فهي غريبة وأكد كلام أبي داود في تخطئة همام في قوله (ويدمَّى) وإن كان ثقة فقال: [وهذا وإن كان بعيداً بالنسبة للثقة فلا بد من ذلك ليسلم لنا حفظ الجماعة فإنه إذا كان صعباً تخطئة الثقة الذي زاد على الجماعة فتخطئة هؤلاء ونسبتهم إلى عدم الحفظ أصعب] (380).
وقال الجمهور لو سلمنا أن رواية (يدمَّى) ثابتة ومحفوظة، فهي منسوخة (381).
5. وأكد الجمهور قولهم بأن التدمية منسوخة أنها كانت من أمر الجاهلية فلما جاء الإسلام أبطلها ويدل على نسخها وإبطالها ما يلي:
أ. حديث عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: سمعت أبي - بريدة - يقول: [كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران] (382).
ب. عن عائشة رضي الله عنها في حديث العقيقة قالت: (وكان أهل الجاهلية يجعلون قطنة في دم العقيقة ويجعلونه على رأس الصبي فأمر رسول الله (أن يجعل مكان الدم خلوقاً) رواه البيهقي وهذا لفظه (383)، وقال النووي بإسناد صحيح (384). وقال الحافظ ابن حجر: [وزاد أبو الشيخ (ونهى أن يمس رأس المولود بدم)] (385). وقال الألباني: [بإسناد رجاله ثقات لكن فيه عنعنة ابن جريج لكن قد صرح بالتحديث عند ابن حبان فصح الحديث والحمد لله] (386)، ورواه ابن حبان وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح (387).
والخَلوق: بفتح الخاء هو طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة، قاله الإمام النووي (388).
ج. عن يزيد بن عبدٍ المزني عن أبيه أن الرسول (قال: (يعق عن الغلام ولا يمس رأسه بدم) (389). [قال مهنا بن يحيى الشامي: ذكرت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل حديث يزيد بن عبدٍ المزني عن أبيه أن النبي (قال: (يعق عن الغلام ولا يمس رأسه بدم) فقال أحمد: ما أظرفه! ورواه ابن ماجة في سننه ولم يقل عن أبيه] (390).
فهذه الأحاديث تدل على نسخ التدمية وأنها كانت من أمر الجاهلية، قال ابن رشد: [وجميع العلماء على أنه كان يدمَّى رأس الطفل في الجاهلية بدمها وأنه نسخ في الإسلام بحديث بريدة ... ] (391).
6. قالوا لقد ورد في حديث سلمان بن عامر الضبي: ( ... وأميطوا عنه الأذى) وهذا يفسر بترك ما كانت الجاهلية تفعله في تلطيخ رأس المولود بدم العقيقة (392).
وقالوا أيضاً أن النبي (قال: (أميطوا عنه الأذى) والدم أذى فيكف يؤمر بأن يصاب بالأذى ويلطخ به (393).
7. وقالوا إن الدم نجس فلا يشرع إصابة الصبي به كسائر النجاسات (394).
وبعد هذا الاستعراض لحجج الفريقين أرى أن قول الجمهور هو الصحيح وأن التدمية غير جائزة وأن تدمية رأس المولود كانت من أمر الجاهلية ونسخها الإسلام.
قال ابن القيم: [ولما أقر رسول الله (العقيقة في الإسلام وأكد أمرها وأخبر أن الغلام مرتهن بها. نهاهم أن يجعلوا على رأس الصبي من الدم شيئاً وسن لهم أن يجعلوا عليه شيئاً من الزعفران لأنهم في الجاهلية إنما كانوا يلطخون رأس المولود بدم العقيقة تبركاً به فإن دم الذبيحة كان مباركاً عندهم حتى كانوا يلطخون منه آلهتهم تعظيماً لها وإكراماً فأمروا بترك ذلك لما فيه من التشبه بالمشركين وعوضوا عنه بما هو أنفع للأبوين وللمولود وللمساكين وهو حلق رأس الطفل والتصدق بزنة شعره ذهباً أو فضة وسن لهم أن يلطخوا الرأس بالزعفران الطيب الرائحة الحسن اللون بدلاً عن الدم الخبيث الرائحة النجس العين، والزعفران من أطيب الطيب وألطفه وأحسنه لوناً] (395). وقال الإمام النووي: [ولا بأس بلطخه بخلوق أو زعفران] (396).
(370) المجموع 8/ 432، 448، المغني 9/ 462، عون المعبود 8/ 28، شرح الخرشي 3/ 48، بداية المجتهد 1/ 377، الإنصاف 4/ 112، التهذيب 8/ 50، التاج والإكليل 4/ 394.
(2) طرح التثريب 5/ 216.
(372) المحلى 6/ 234، المجموع 8/ 432، المغني 9/ 462 الإنصاف 4/ 112.
(373) فتح المالك 7/ 108.
(374) فتح الباري 12/ 12.
(375) سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود 8/ 27.
(376) المحلى 6/ 236.
(377) سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود 8/ 27 - 28.
(378) سنن أبي داود مع شرحه عون المعبود 8/ 29.
(379) تحفة المودود ص 35 - 36.
(380) إرواء الغليل 4/ 387 - 388.
(381) الاستذكار 15/ 381، فتح المالك 7/ 109، فتح الباري 12/ 11.
(382) سبق تخريجه ص 8.
(383) سنن البيهقي 9/ 303.
(384) المجموع 8/ 428.
(385) فتح الباري 12/ 11.
(386) إرواء الغليل 4/ 389.
(387) الإحسان 12/ 124.
(388) المجموع 8/ 429، وانظر المصباح المنير ص 180.
(389) سبق تخريجه.
(390) شرح ابن القيم على سنن أبي داود 8/ 28، وانظر المغني 9/ 462.
(391) بداية المجتهد 1/ 377.
(392) الاستذكار 15/ 382، شرح الخرشي 3/ 48.
(393) تحفة المودود ص 36.
(394) شرح ابن القيم على سنن أبي داود 8/ 29، المغني 9/ 462.
(395) تحفة المودود ص 56.
(396) المجموع 8/ 432.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/370)
ـ[عبد الحميد المشيخي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:01 م]ـ
أخي الفاضل:
هذا ما توصلت له.
عن بريدة رضي الله عنه قال: (كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح شاة ولطخ رأسه بدمها، فلما جاء الله بالإسلام كنا نذبح شاة ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران).
رواه أبو داود (2843) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح أبي داود ".
يوضع شيء من الدم على رأسه من العقيقة، وظاهر الحديث أنه قبل الإسلام أما الآن فلا .. والله أعلم .. ونحتاج من الأخوة الأفاضل في الملتقى يبينون لنا قول الفقهاء في ذلك.
شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري وقد افدتنا كثيرا بارك الله فيك
ـ[عبد الحميد المشيخي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:08 م]ـ
[
السؤال
UOTE= أبو معاذ الحسن;1147518] جاء في كتاب المفصل في أحكام العقيقة للدكتور حسام الدين عفانة:
حكم تلطيخ رأس المولود بشيء من دم العقيقة
للعلماء في هذه المسألة قولان:
بارك الله فيك والحقيقه رد شامل ومفصل في المسالة ولكن بودي تعليق على ماجاء في الكتاب من اقرار الاجماع وقول الاستحباب وراء عن الكتاب بصفه عامة اذا اطلعت عليه بارك الله فيك وثقل موازينك
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[21 - 10 - 09, 01:56 م]ـ
الذي يظهر أن المؤلف قصد الاجماع على عدم الجواز , ويدل لهذا
أنه قال: الا الحسن وقتادة فإنهما قالا يستحب ذلك.
ويؤيد هذا أيضا صراحة نقل ابن عبدالبر الاجماع كما هو مدون أعلاه.(117/371)
الفوائد التربوية من شرح النووي على صحيح مسلم
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 06:03 م]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه فوائد تربوية استخرجت من شرح الإمام النووي على صحيح مسلم، والطريقة في عرضها هو ذكر الحديث، ثم ذكر الفائدة عقبه، هذا إن كان الحديث قصيراً، وأما إن كان طويلاً اقتصرت على موضع الشاهد الذي يدل على الفائدة المستنبطة منه، وأحياناً أثبت الإسناد إذا كانت الفائدة متعلقة به،وقد ذكرت قبل كلِ حديثٍ رقمه وفق ترقيم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، وذكرت الفائدة بلفظ النووي – رحمه الله – دون تصرف إلا لحاجة كإضافة كلمة ووضعتها بين معكوفتين []، أو حذف يسير، ووضعت لكل فائدةٍ رقماً تسلسليا، وأتبعت كل فائدة رقم الجزء والصفحة في شرح النووي، والطبعة التي رجعت إليها هي طبعة دار المعرفة بتحقيق: الشيخ / خليل مأمون شيحا، واعتمدت رقم المجلد لا الجزء إذ كل مجلدٍ يحوي جزءين.
وأشكر - بعد شكري لله- الشيخ الفاضل / محمد بن صالح الراشد " المحاضر بجامعة القصيم " إذ هو صاحب هذه الفكرة فوفقه الله وسدد خطاه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه /
أبو المهند القصيمي
Saleh1427@hotmail.com
******
(5) قال عمر بن الخطاب ?: (بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع).
1 - [فيه] الزجر عن التحديث بكل ما سمع الانسان فإنه يسمع فى العادة الصدق والكذب فإذا حدث بكل ما سمع فقد كذب لإخباره بما لم يكن. [1/ 34]
...
قال مسلم: حدثني عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي قال كتبت إلى شعبة أسأله عن أبي شيبة قاضي واسط فكتب إلي لا تكتب عنه شيئا ومزِّق كتابي
2 - أمره بتمزيقه مخافة من بلوغه إلى أبي شيبة ووقوفه على ذكره له بما يكره لئلا يناله منه أذى أو يترتب على ذلك مفسدة. [1/ 70]
...
(8) عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبدالرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا لو لقينا أحد من أصحاب رسول الله ? فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوفق لنا عبدالله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والأخر عن شماله فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي فقلت أبا عبدالرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف قال فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم قال حدثني أبي عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله ? ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي ? فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله ?: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ? وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا) قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) قال فأخبرني عن الساعة قال: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل) قال فأخبرني عن أمارتها قال: (أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان) قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم قال: (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم)
3 - في هذا تنبيه على أدب الجماعة في مشيهم مع فاضلهم وهو أنهم يكتنفونه ويحفون به. [1/ 110]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/372)
4 - فيه أنه ينبغي للعالم والمفتي وغيرهما إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم، وأن ذلك لا ينقصه بل يستدل به على ورعه وتقواه ووفور علمه. وقد بسطت هذا بدلائله وشواهده وما يتعلق به في مقدمة شرح المهذب المشتملة على أنواع من الخير لابد لطالب العلم من معرفة مثلها وإدامة النظر فيه والله أعلم. [1/ 113]
5 - فيه أنه ينبغي لمن حضر مجلس العالم إذا علم بأهل المجلس حاجة، إلى مسألة لا يسألون عنها أن يسأل هو عنها ليحصل الجواب للجميع. [1/ 114]
6 - فيه أنه ينبغي للعالم أن يرفق بالسائل، ويدنيه منه، ليتمكن من سؤاله غير هائب ولا منقبض.وأنه ينبغي للسائل أن يرفق في سؤاله. [1/ 114]
...
(17) عن شعبة عن أبي جمرة قال: كنت أترجم بين يدي ابن عباس وبين الناس فأتته امرأة تسأله عن نبيذ الجر فقال إن وفد عبدالقيس أتوا رسول الله? فقال رسول الله ?: (من الوفد؟ أو من القوم؟) قالوا: ربيعة قال: (مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا الندامى) قال فقالوا يا رسول الله إنا نأتيك بشقة بعيدة وإن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وإنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا ندخل به الجنة قال فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع قال أمرهم بالأيمان بالله وحده وقال: (هل تدرون ما الإيمان بالله)؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال: (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تؤدوا خمسا من المغنم) ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت قال شعبة وربما قال النقير قال شعبة وربما قال المقير وقال: (احفظوه وأخبروا به من ورائكم).
(18) عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال حدثنا من لقي الوفد الذين قدموا على رسول الله ? عبدالقيس قال سعيد وذكر قتادة أبا نضرة عن أبي سعيد الخدري في حديثه هذا أن أناسا من عبدالقيس قدموا على رسول الله ? فقالوا: يا نبي الله إنا حي من ربيعة وبيننا وبينك كفار مضر ولا نقدر عليك إلا في أشهر الحرم فمرنا بأمر نأمر به من وراءنا وندخل به الجنة إذا نحن أخذنا به فقال رسول الله ?: (آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان وأعطوا الخمس من الغنائم وأنهاكم عن أربع عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير) قالوا يا نبي الله ما علمكم بالنقير؟ قال: (بلى جذع تنقرونه فتقذفون فيه من القطيعاء - قال سعيد أو قال من التمر- ثم تصبون فيه من الماء حتى إذا سكن غليانه شربتموه حتى إن أحدكم - أو إن أحدهم - ليضرب ابن عمه بالسيف) قال وفي القوم رجل أصابته جراحة كذلك قال وكنت أخبأها حياء من رسول الله ? فقلت ففيم نشرب يا رسول الله؟ قال: (في أسقية الأدم التي يلاث على أفواهها) قالوا يا رسول الله إن أرضنا كثيرة الجرذان ولا تبقى بها أسقية الأدم فقال نبي الله ?: (وإن أكلتها الجرذان، وإن أكلتها الجرذان، وإن أكلتها الجرذان) قال: وقال نبي الله ? لأشج عبدالقيس: (إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة)
7 - في هذا الحديث وفادة الرؤساء والأشراف إلى الأئمة عند الأمور المهمة. [1/ 144]
8 - فيه تقديم الاعتذار بين يدي المسألة. [1/ 144]
9 - فيه استعانة العالم في تفهيم الحاضرين والفهم عنهم ببعض أصحابه كما فعله ابن عباس رضي الله عنهما. [1/ 144]
10 - فيه استحباب قول الرجل لزواره والقادمين عليه مرحبا ونحوه والثناء عليهم إيناسا وبسطا. [1/ 144]
11 - فيه جواز الثناء على الإنسان في وجهه إذا لم يخف عليه فتنة إعجاب ونحوه. وأما استحبابه فيختلف بحسب الأحوال والأشخاص. [1/ 144]
12 - في حديث الباب من الفوائد أنه لا عتب على طالب العلم والمستفتي إذا قال للعالم أوضح لي الجواب ونحو هذه العبارة. [1/ 145]
13 - فيه جواز مراجعة العالم على سبيل الاسترشاد والاعتذار ليتلطف له في جواب لا يشق عليه. [1/ 145]
14 - فيه تأكيد الكلام وتفخيمه ليعظم وقعه في النفس. [1/ 145]
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/373)
(20) عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول الله ? واستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب لأبي بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله ?: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله) فقال أبو بكر والله لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله ? لقاتلتهم على منعه فقال عمر بن الخطاب فوالله ما هو إلا رأيت الله عز و جل قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق.
15 - فيه جواز مراجعة الأئمة والأكابر ومناظرتهم لإظهار الحق. [1/ 160]
16 - فيه ترك تخطئة المجتهدين المختلفين في الفروع بعضهم بعضا. [1/ 160]
...
(24) عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله ? فوجد عنده أبا جهل وعبدالله بن أبي أمية بن المغيرة ..... حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبدالمطلب وأبي أن يقول لا إله إلا الله ... الحديث
17 - من أحسن الآداب والتصرفات أن من حكى قول غيره القبيح أتى به بضمير الغيبة لقبح صورة لفظه الواقع. [1/ 162]
...
(27) عن أبي هريرة قال كنا مع النبي ? في مسير قال فنفذت أزواد القوم قال حتى هم بنحر بعض حمائلهم قال فقال عمر: يا رسول الله لو جمعت ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله عليها ... الحديث.
18 - في هذا الذي هم به النبي ? بيان لمراعاة المصالح وتقديم الأهم فالأهم وارتكاب أخف الضررين لدفع أضرهما. [1/ 169]
19 - فيه بيان جواز عرض المفضول على الفاضل ما يراه مصلحة لينظر الفاضل فيه، فإن ظهرت له مصلحة فعله. [1/ 170]
...
(27) عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد (شك الأعمش) قال لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة قالوا: يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا فقال رسول الله ?: (افعلوا) قال فجاء عمر فقال يا رسول الله إن فعلت قل الظهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم وادع الله لهم عليها بالبركة لعل الله أن يجعل في ذلك ... الحديث.
20 - من أحسن آداب خطاب الكبار والسؤال منهم. فيقال: لو فعلت كذا. أو أمرت بكذا، لو أذنت في كذا، وأشرت بكذا. [1/ 171]
21 - فيه جواز الإشارة على الأئمة والرؤساء. وأن للمفضول أن يشير عليهم بخلاف ما رأوه إذا ظهرت مصلحته عنده، وأن يشير عليهم بإبطال ما أمروا بفعله. [1/ 171]
...
(29) عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال دخلت عليه وهو في الموت فبكيت فقال مهلا لم تبكي؟ فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك ولئن شفعت لأشفعن لك ولئن استطعت لأنفعنك ثم قال: والله ما من حديث سمعته من رسول الله ? لكم فيه خير إلا حدثتكموه إلا حديثا واحدا وسوف أحدثكموه اليوم وقد أحيط بنفسي سمعت رسول الله ? يقول: (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار)
22 - قال القاضي عياض رحمه الله: فيه دليل على أنه كتم ما خشي الضرر فيه والفتنة مما لا يحتمله عقل كل واحد، وذلك فيما ليس تحته عمل، ولا فيه حد من حدود الشريعة. قال: ومثل هذا عن الصحابة رضي الله عنهم كثير في ترك الحديث بما ليس تحته عمل، ولا تدعو إليه ضرورة، أو لا تحمله عقول العامة، أو خشيت مضرته على قائله أو سامعه لا سيما ما يتعلق بأخبار المنافقين والإمارة وتعيين قوم وصفوا بأوصاف غير مستحسنة وذم آخرين ولعنهم. والله أعلم. [1/ 175]
...
(30) عن معاذ بن جبل قال كنت ردف النبي ? ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل فقال: (يا معاذ بن جبل) قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال: (يا معاذ بن جبل) قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال: (يا معاذ بن جبل) قلت لبيك رسول الله وسعديك قال: (هل تدري ما حق الله على العباد؟) قال قلت الله ورسوله أعلم قال: (فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا) ثم سار ساعة ثم قال: (يا معاذ بن جبل) قلت لبيك رسول الله وسعديك قال: (هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك) قال قلت الله ورسوله أعلم قال: (أن لا يعذبهم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/374)
23 - أما تكريره ? نداء معاذ رضي الله عنه فلتأكيد الاهتمام بما يخبره، وليكمل تنبه معاذ فيما يسمعه. وقد ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لهذا المعنى. والله أعلم. [1/ 177]
...
(31) عن أبي هريرة قال: كنا قعودا حول رسول الله ? معنا أبو بكر وعمر في نفر فقام رسول الله ? من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع فخرجت أبتغي رسول الله ? حتى أتيت حائطا للأنصار لبني النجار فدرت به أجد له بابا فلم أجد فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله ? فقال: (أبو هريرة؟) فقلت نعم يا رسول الله قال: (ما شأنك؟) قلت كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تقطع دوننا ففزعنا فكنت أول من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورائي فقال: (يا أبا هريرة) وأعطاني نعليه قال: (اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة) فكان أول من لقيت عمر فقال ما هاتان النعلان يا أبا هريرة فقلت هاتان نعلا رسول الله ? بعثني بهما من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشرته بالجنة فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لأستي فقال ارجع يا أبا هريرة فرجعت إلى رسول الله ? فأجهشت بكاء وركبني عمر فإذا هو على أثرى فقال لي رسول الله ?: (ما لك يا أبا هريرة؟) قلت لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربة خررت لأستي قال ارجع فقال له رسول الله ?: (يا عمر ما حملك على ما فعلت؟) قال يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة؟ قال: (نعم) قال فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون قال رسول الله ?: (فخلهم)
24 - قوله: (لاستي) فهو اسم من أسماء الدبر والمستحب في مثل هذا الكناية عن قبيح الأسماء واستعمال المجاز والألفاظ التي تحصل الغرض ولا يكون في صورتها ما يستحيا من التصريح بحقيقة لفظه. وبهذا الأدب جاء القرآن العزيز والسنن كقوله تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} {وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض} {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن} {أو جاء أحد منكم من الغائط} {فاعتزلوا النساء في المحيض} وقد يستعملون صريح الاسم لمصلحة راجحة وهي إزالة اللبس أو الاشتراك أو نفي المجاز أو نحو ذلك كقوله تعالى {الزانية والزاني} وكقوله ?: (أنكتها) وكقوله ?: (أدبر الشيطان وله ضراط) وكقول أبي هريرة ?: الحدث فساء أو ضراط، ونظائر ذلك كثيرة، واستعمال أبي هريرة هنا لفظ الاست من هذا القبيل. والله أعلم. [1/ 183]
25 - في هذا الحديث أن الإمام والكبير مطلقا إذا رأى شيئا ورأى بعض أتباعه خلافه أنه ينبغي للتابع أن يعرضه على المتبوع لينظر فيه فإن ظهر له أن ما قاله التابع هو الصواب رجع إليه وإلا بين للتابع جواب الشبهة التي عرضت له. والله أعلم. [1/ 183]
26 - فيه جلوس العالم لأصحابه ولغيرهم من المستفتين وغيرهم يعلمهم ويفيدهم ويفتيهم. [1/ 184]
27 - فيه أنه إذا أراد ذكر جماعة كثيرة فاقتصر على ذكر بعضهم ذكر أشرافهم أو بعض أشرافهم ثم قال: وغيرهم. [1/ 184]
28 - فيه اهتمام الأتباع بحقوق متبوعهم والاعتناء بتحصيل مصالحه ودفع المفاسد عنه. [1/ 184]
29 - فيه إشارة بعض الأتباع على المتبوع بما يراه مصلحة، وموافقة المتبوع له إذا رآه مصلحة، ورجوعه عما أمر به بسببه. [1/ 185]
...
(33) عن أنس بن مالك قال حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك قال قدمت المدينة فلقيت عتبان فقلت حديث بلغني عنك قال: أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت إلى رسول الله ? أني أحب أن تأتيني فتصلى في منزلي فأتخذه مصلى قال فأتى النبي ? ومن شاء الله من أصحابه فدخل وهو يصلى في منزلي وأصحابه يتحدثون بينهم ثم أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دخشم قالوا ودوا أنه دعا عليه فهلك وودوا أنه أصابه شر فقضى رسول الله ? الصلاة وقال: (أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟) قالوا إنه يقول ذلك وما هو في قلبه قال: (لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/375)
النار أو تطعمه) قال أنس: فأعجبني هذا الحديث فقلت لابني اكتبه فكتبه.
30 - وفيه جواز استدعاء المفضول للفاضل لمصلحة تعرض. [1/ 189]
31 - فيه البداءة بالأهم فالأهم؛ فإنه ? في حديث عتبان هذا بدأ أول قدومه بالصلاة ثم أكل. وفي حديث زيارته لأم سليم بدأ بالأكل، ثم صلى. لأن المهم في حديث عتبان هو الصلاة فإنه دعاه لها، وفي حديث أم سليم دعته للطعام. ففي كل واحد من الحديثين بدأ بما دعي إليه والله أعلم. [1/ 189]
32 - فيه جواز استتباع الإمام والعالم أصحابه لزيارة أو ضيافة أو نحوها. [1/ 190]
...
(79) عن عبدالله بن عمر عن رسول الله ? أنه قال: (يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار) فقالت امرأة منهن جزلة وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار قال: (تكثرن اللعن وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن) قالت يا رسول الله وما نقصان العقل والدين؟ قال: (أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين)
33 - فيه وعظ الإمام وأصحاب الولايات وكبراء الناس رعاياهم وتحذيرهم المخالفات، وتحريضهم على الطاعات. [1/ 254]
34 - فيه مراجعة المتعلم العالم، والتابع المتبوع فيما قاله إذا لم يظهر له معناه، كمراجعة هذه الجزلة رضي الله عنها. [1/ 255]
...
(81) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول يا ويله - وفي رواية أبي كريب: (يا ويلي) - أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار)
35 - (قوله يا ويله) هو من آداب الكلام، وهو أنه إذا عرض في الحكاية عن الغير ما فيه سوء واقتضت الحكاية رجوع الضمير إلى المتكلم، صرف الحاكي الضمير عن نفسه تصاونا عن صورة إضافة السوء إلى نفسه. [1/ 258]
...
(85) عن أبي عمرو الشيباني قال حدثني صاحب هذه الدار - وأشار إلى دار عبدالله - قال: سألت رسول الله ? أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها) قلت ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين) قلت ثم أي؟ قال: (ثم الجهاد في سبيل الله) قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني.
36 - فيه حسن المراجعة فى السؤال. [1/ 265]
37 - فيه صبر المفتي والمعلم على من يفتيه أو يعلمه واحتمال كثرة مسائله وتقريراته. [1/ 265]
38 - فيه رفق المتعلم بالمعلم ومراعاة مصالحه والشفقة عليه لقوله فما تركت أستزيده الا إرعاء عليه. [1/ 265]
...
(97) عن معتمر قال سمعت أبي يحدث أن خالدا الأثبج ابن أخي صفوان بن محرز أنه حدث أن جندب بن عبدالله البجلي بعث إلى عسعس بن سلامة زمن فتنة ابن الزبير فقال: اجمع لي نفرا من إخوانك حتى أحدثهم فبعث رسولا إليهم فلما اجتمعوا جاء جندب وعليه برنس أصفر فقال تحدثوا بما كنتم تحدثون به حتى دار الحديث فلما دار الحديث إليه حسر البرنس عن رأسه فقال إني أتيكم ولا أريد أن أخبركم عن نبيكم إن رسول الله ? بعث بعثا من المسلمين إلى قوم من المشركين ... الحديث.
39 - ما فعله جندب بن عبد الله ? من جمع النفر ووعظهم فيه أنه ينبغي للعالم والرجل العظيم المطاع وذي الشهرة أن يسكن الناس عند الفتن ويعظهم ويوضح لهم الدلائل. [1/ 289]
...
(119) ن أنس بن مالك أنه قال: لما نزلت هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} إلى آخر الآية جلس ثابت بن قيس في بيته وقال أنا من أهل النار واحتبس عن النبي ? فسأل النبي سعد بن معاذ فقال: (يا أبا عمرو ما شأن ثابت؟ أشتكى؟) ... الحديث.
40 - فيه أنه ينبغي للعالم وكبير القوم أن يتفقد أصحابه ويسأل عمن غاب منهم. [1/ 314]
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/376)
(150) عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد أن رسول الله ? أعطى رهطا وسعد جالس فيهم قال سعد فترك رسول الله ? منهم من لم يعطه وهو أعجبهم إلي فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا فقال رسول الله ?: (أو مسلما) قال فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم منه فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا فقال رسول الله ?: (أو مسلما) قال فسكت قليلا ثم غلبني ما علمت منه فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا فقال رسول الله ?: (أو مسلما إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه)
41 - فيه الشفاعة إلى ولاة الأمور فيما ليس بمحرم. [1/ 358]
42 - فيه مراجعة المسؤول في الأمر الواحد. [1/ 358]
43 - فيه تنبيه المفضول الفاضل على ما يراه مصلحة. [1/ 358]
44 - فيه أن الفاضل لا يقبل ما يشار عليه به مطلقا بل يتأمله فإن لم تظهر مصلحته لم يعمل به. [1/ 358]
45 - فيه الأمر بالتثبيت وترك القطع بما لا يعلم القطع فيه. [1/ 358]
...
(154) عن صالح بن صالح الهمداني عن الشعبي قال رأيت رجلا من أهل خراسان سأل الشعبي فقال يا أبا عمرو إن من قبلنا من أهل خراسان يقولون في الرجل إذا أعتق أمته ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته فقال الشعبي حدثني أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه أن رسول الله ? قال: (ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي ? فآمن به واتبعه وصدقه فله أجران وعبد مملوك أدى حق الله تعالى وحق سيده فله أجران ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها ثم أدبها فأحسن أدبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران) ثم قال الشعبي للخراساني: خذ هذا الحديث بغير شيء فقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا إلى المدينة.
46 - قول الشعبي: (خذ هذا الحديث بغير شيء فقد كان الرجل يرحل فيما دون هذا إلى المدينة) فيه جواز قول العالم مثل هذا تحريضا للسامع على حفظ ما قاله. [1/ 366]
47 - فيه بيان ما كان السلف رحمهم الله عليه من الرحلة إلى البلدان البعيدة في حديث واحد أو مسألة واحدة. والله أعلم. [1/ 366]
...
(160) عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي ? أخبرته أنها قالت: كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه - وهو التعبد - الليالي أولات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فستزود فيتزود لمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراءفجاءه الملك فقال اقرأ قال قلت: (ما أنا بقارئ) قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قال قلت: (ما أنا بقارئ) قال فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت: (ما أنا بقارئ) فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم} فرجع بها رسول الله ? ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال: (زملوني زملوني) فزملوه حتى ذهب عنه الروع ثم قال لخديجة: (أي خديجة ما لي) وأخبرها الخبر قال: (لقد خشيت على نفسي) قالت له خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا والله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى وهو ابن عم خديجة أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة أي عم اسمع من ابن أخيك قال ورقة بن نوفل يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله ? خبر ما رآه فقال له ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى صلى الله عليه و سلم يا ليتني فيها جذعا يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك قال رسول الله ?: (أومخرجي هم؟) قال ورقة نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/377)
48 - قال العلماء: والحكمة في الغط شغله من الالتفات والمبالغة في أمره بإحضار قلبه لما يقوله له وكرره ثلاثا مبالغة في التنبه ففيه أنه ينبغي للمعلم أن يحتاط في تنبيه المتعلم وأمره بإحضار قلبه والله أعلم. [1/ 375]
49 - فيه مدح الإنسان في وجهه في بعض الأحوال لمصلحة نظرا. [1/ 377]
50 - فيه تأنيس من حصلت له مخافة من أمر وتبشيره وذكر أسباب السلامة له. [1/ 377]
51 - [من] عادة العرب في آداب خطابهم يخاطب الصغير الكبير بيا عم احتراما له ورفعا لمرتبته ولا يحصل هذا الغرض بقولها يا ابن عم. والله أعلم. [1/ 378]
...
(162) عن أنس بن مالك أن رسول الله ? قال: (أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه قال فركبته حتى أتيت بيت المقدس قال فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء قال ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل ? اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل من أنت؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من أنت؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه؟ ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد ? قيل وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف ? إذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل من هذا؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قال وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير قال الله عز و جل {ورفعناه مكانا عليا} ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل قيل من هذا؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل وقد بعث إليه؟ قال وقد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون ? فرحب ودعا لي بخير ثم عرج إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل عليه السلام قيل من هذا؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى ? فرحب ودعا لي بخير ثم عرج إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من هذا؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل وقد بعث إليه؟ قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه و سلم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى السدرة المنتهى وإن ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها فأوحى الله إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى ? فقال ما فرض ربك على أمتك؟ قلت خمسين صلاة قال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم قال فرجعت إلى ربي فقلت يا رب خفف على أمتي فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى فقلت حط عني خمسا قال إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة قال فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ? فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقال رسول الله ? فقلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه)
52 - في ربط البراق الأخذ بالاحتياط في الأمور وتعاطي الأسباب وأن ذلك لا يقدح في التوكل إذا كان الاعتماد على الله تعالى. والله أعلم. [1/ 385]
53 - قوله (جبريل) فيه بيان الأدب فيمن استأذن بدق الباب ونحوه فقيل له من أنت فينبغي أن يقول: زيد مثلا إذا كان اسمه زيدا ولا يقول: أنا فقد جاء الحديث بالنهي عنه ولأنه لا فائدة فيه. [1/ 386]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/378)
54 - فيه استحباب لقاء أهل الفضل بالبشر والترحيب والكلام الحسن والدعاء لهم وإن كانوا أفضل من الداعي. [1/ 386]
55 - فيه جواز مدح الإنسان في وجهه إذا أمن عليه الإعجاب وغيره من أسباب الفتنة. [1/ 386]
...
(182) عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبره أن ناسا قالوا لرسول الله ?: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله ?: (هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟) قالوا لا يا رسول الله قال: (هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟) قالوا لا يا رسول الله قال: (فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة .... ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم ... الحديث).
56 - فيه أن الدعوات تكون بحسب المواطن فيدعى في كل موطن بما يليق به. والله أعلم. [2/ 23]
...
(186) عن عبدالله قال: قال رسول الله ?: (إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار رجل يخرج منها زحفا فيقال له انطلق فادخل الجنة قال فيذهب فيدخل الجنة فيجد الناس قد أخذوا المنازل فيقال له أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟ فيقول نعم فيقال له تمن فيتمنى فيقال له لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا قال فيقول أتسخر بي وأنت الملك؟) قال فلقد رأيت رسول الله ? ضحك حتى بدت نواجذه.
57 - [فيه] جواز الضحك، وأنه ليس بمكروه في بعض المواطن، ولا بمسقط للمروءة إذا لم يجاوز به الحد المعتاد من أمثاله في مثل تلك الحال. والله أعلم. [2/ 40]
...
(191) قول مسلم بعد روايته هذا الحديث: أو كما قال أبو نعيم.
58 - المراد بأبي نعيم: الفضل بن دكين،وهو شيخ شيخ مسلم، وهذا الذي فعله أدب معروف من آداب الرواة، وهو أنه ينبغي للراوي إذا روى بالمعنى أن يقول عقب روايته: أو كما قال، احتياطا وخوفا من تغيير حصل. [2/ 50]
...
(193) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ?: (يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك .... الخ حديث الشفاعة الطويل وفيه ذهاب الناس إلى آدم, ونوح, وإبراهيم)
59 - قال القاضي عياض: فيه تقديم ذوي الأسنان والآباء على الأبناء في الأمور التي لها بال. [2/ 54]
...
(193) عن معبد بن هلال العنزي قال: انطلقنا إلى أنس بن مالك وتشفعنا بثابت فانتهينا إليه وهو يصلي الضحى فاستأذن لنا ثابت فدخلنا عليه وأجلس ثابتا معه على سريره فقال له يا أبا حمزة إن إخوانك من أهل البصرة يسألونك أن تحدثهم حديث الشفاعة .... الحديث وفي آخره: فخرجنا من عنده فلما كنا بظهر الجبان قلنا لو ملنا إلى الحسن فسلمنا عليه وهو مستخف في دار خليفة قال فدخلنا عليه فسلمنا عليه فقلنا يا أبا سعيد جئنا من عند أخيك أبي حمزة فلم نسمع مثل حديث حدثناه في الشفاعة قال هيه فحدثناه الحديث فقال هيه قلنا ما زادنا قال قد حدثنا به منذ عشرين سنة وهو يومئذ جميع ولقد ترك شيئا ما أدري أنسي الشيخ أو كره أن يحدثكم فتتكلوا قلنا له حدثنا فضحك وقال خلق الإنسان من عجل ما ذكرت لكم هذا إلا وأنا أريد أن أحدثكموه ... الخ
60 - فيه: أنه ينبغي للعالم وكبير المجلس أن يكرم فضلاء الداخلين عليه ويميزهم بمزيد إكرام في المجلس وغيره. [2/ 59]
61 - فيه أنه لا بأس بضحك العالم بحضرة أصحابه إذا كان بينه وبينهم أنس، ولم يخرج بضحكه إلى حد يعد تركا للمروءة. [2/ 61]
...
(203) عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي؟ قال: (في النار) فلما قفى دعاه فقال: (إن أبي وأباك في النار).
62 - قوله ?: (إن أبي وأباك في النار) هو من حسن العشرة للتسلية بالاشتراك في المصيبة. [2/ 74]
...
(215) عن عمرو ابن العاص قال: سمعت رسول الله ? جهارا غير سر يقول: (ألا إن آل أبي - يعني فلانا - ليسوا لي بأولياء إنما ولي الله وصالح المؤمنين)
63 - هذه الكناية بقوله: يعني فلانا، هي من بعض الرواة خشي أن يسميه فيترتب عليه مفسدة وفتنة إما في حق نفسه وإما في حقه وحق غيره، فكنى عنه. [2/ 83]
...
(243) عن أبي الزبير عن جابر أخبرني عمر ابن الخطاب أن رجلا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه فأبصره النبي ? فقال: (ارجع فأحسن وضوءك) فرجع ثم صلى.
64 - فيه تعليم الجاهل والرفق به. [2/ 126]
...
(271) عن عطاء بن أبي ميمونة أنه سمع أنس بن مالك يقول: كان رسول الله ? يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام نحوي إداوة من ماء وعنزة فيستنجي بالماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/379)
65 - [فيه] جواز استخدام الرجل الفاضل بعض أصحابه في حاجته. [2/ 155]
...
(274) عن المغيرة بن شعبة قال: خرج رسول الله ? ليقضي حاجته فلما رجع تلقيته بالإداوة فصببت عليه فغسل يديه ثم غسل وجهه ثم ذهب ليغسل ذراعيه فضاقت الجبة فأخرجهما من تحت الجبة فغسلهما ومسح رأسه ومسح على خفيه ثم صلى بنا.
66 - قوله: (فأخرجهما من تحت الجبة) فيه جواز مثل هذا للحاجة وفي الخلوة، وأما بين الناس فينبغي ألا يفعل لغير حاجة لأن فيه إخلالا بالمروءة. [2/ 161]
...
(276) عن شريح بن هانئ قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين فقالت عليك بابن أبي طالب فسله فإنه كان يسافر مع رسول الله ? فسألناه فقال جعل رسول الله ?ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوما وليلة للمقيم.
67 - في هذا الحديث من الأدب ما قاله العلماء: إنه يستحب للمحدث وللمعلم والمفتي إذا طُلِب منه ما يعلمه عند أجلَّ منه أن يرشد إليه، وإن لم يعرفه قال اسأل عنه فلانا. [2/ 168]
...
(277) عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي ? صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال له عمر لقد صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه قال: (عمدا صنعته يا عمر).
68 - في هذا الحديث: جواز سؤال المفضول الفاضل عن بعض أعماله التي في ظاهرها مخالفة للعادة، لأنها قد تكون عن نسيان فيرجع عنها، وقد تكون تعمدا لمعنى خفي على المفضول فيستفيده. والله أعلم. [2/ 169]
...
(278) عن أبي هريرة أن النبي ? قال: (إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده)
69 - [فيه] استحباب استعمال ألفاظ الكنايات فيما يتحاشى من التصريح به فإنه صلى الله عليه وسلم قال: لا يدري أين باتت يده، ولم يقل فلعل يده وقعت على دبره أو ذكره أو نجاسة أو نحو ذلك، وإن كان هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم. ولهذا نظائر كثيرة في القرآن العزيز والأحاديث الصحيحة، وهذا إذا علم أن السامع يفهم بالكناية المقصود، فإن لم يكن كذلك فلا بد من التصريح لينفي اللبس والوقوع في خلاف المطلوب، وعلى ذا يحمل ما جاء من ذلك مصرحا به. والله أعلم. [2/ 171]
...
(286) عن عائشة زوج النبي ? أن رسول الله ? كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم فأتي بصبي فبال عليه فدعا بماء فأتبعه بوله ولم يغسله.
70 - فيه: الندب إلى حسن المعاشرة واللين والتواضع والرفق بالصغار وغيرهم. [2/ 184]
...
(303) عن علي قال: كنت رجلا مذاء وكنت أستحيي أن أسأل النبي ? لمكان ابنته فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال: (يغسل ذكره ويتوضأ)
71 - فيه استحباب حسن العشرة مع الأصهار، وأن الزوج يستحب له أن لا يذكر ما يتعلق بجماع النساء والاستمتاع بهن بحضرة أبيها وأخيها وابنها، وغيرهم من أقاربها، ولهذا قال علي رضي الله عنه: فكنت أستحيي أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته. [2/ 205]
...
(312) عن أنس بن مالك قال سألت امرأة رسول الله ? عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل في منامه؟ فقال: (إذا كان منها ما يكون من الرجل فلتغتسل)
72 - قوله ?: (إذا كان منها ما يكون من الرجل فلتغتسل) معناه إذا خرج منها المني؛ فلتغتسل، كما أن الرجل إذا خرج منه المني اغتسل، وهذا من حسن العشرة ولطف الخطاب، واستعمال اللفظ الجميل موضع اللفظ الذي يستحيا منه في العادة. والله أعلم. [2/ 214]
...
(313) عن أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى النبي ? فقالت يا رسول الله ? إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فقال رسول الله ?: (نعم إذا رأت الماء) فقالت أم سلمة يا رسول الله وتحتلم المرأة؟ فقال: (تربت يداك فبم يشبهها ولدها)
73 - فيه: أنه ينبغي لمن عرضت له مسألة أن يسأل عنها، ولا يمتنع من السؤال حياء من ذكرها، فإن ذلك ليس بحياء حقيقي لأن الحياء خير كله، والحياء لا يأتي إلا بخير، والإمساك عن السؤال في هذه الحال ليس بخير، بل هو شر. فكيف يكون حياء. [2/ 215]
...
(320) عن أبي سلمة بن عبدالرحمن قال: دخلت على عائشة أنا وأخوها من الرضاعة فسألها عن غسل النبي ?من الجنابة؟ فدعت بإناء قدر الصاع فاغتسلت وبيننا وبينها ستر وأفرغت على رأسها ثلاثا قال وكان أزواج النبي ? يأخذن من رؤوسهن حتى تكون كالوفرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/380)
74 - في هذا الذي فعلته عائشة رضي الله عنها دلالة على استحباب التعليم بالوصف بالفعل؛ فإنه أوقع في النفس من القول، ويثبت في الحفظ ما لا يثبت بالقول: والله أعلم. [2/ 229]
...
(327) عن جبير بن مطعم قال: تماروا في الغسل عند رسول الله? فقال بعض القوم أما أنا فإني أغسل رأسي كذا وكذا فقال رسول الله ?: (أما أنا فإني أفيض على رأسي ثلاث أكف)
75 - فيه جواز مناظرة المفضولين بحضرة الفاضل، ومناظرة الأصحاب بحضرة إمامهم وكبيرهم. [2/ 234]
...
(332) عن عائشة قالت: سألت امرأة النبي ? كيف تغتسل من حيضتها؟ قال فذكرت أنه علمها كيف تغتسل ثم تأخذ فرصة من مسك فتطهر بها قالت كيف أتطهر بها؟ قال (تطهري بها سبحان الله) ... الحديث.
76 - فيه استحباب استعمال الكنايات فيما يتعلق بالعورات. [2/ 240]
...
(367) عن عائشة أنها قالت: خرجنا مع رسول الله ? في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء -أو بذات الجيش -انقطع عقد لي فأقام رسول الله ? على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى أبي بكر فقالوا ألا ترى إلى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله ? وبالناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله ? واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله ?والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعن بيده في حاضرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله ? على فخذي ... الحديث.
77 - فيه تأديب الرجل ولده بالقول والفعل والضرب ونحوه، وفيه تأديب الرجل ابنته وإن كانت كبيرة مزوجة خارجة عن بيته. [2/ 281]
...
(371) عن أبي هريرة أنه لقيه النبي ?في طريق من طرق المدينة وهو جنب فانسل فذهب فاغتسل فتفقده النبي ? فلما جاءه قال: (أين كنت؟ يا أبا هريرة) قال يا رسول الله لقيتني وأنا جنب فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل فقال رسول الله ?: (سبحان الله إن المؤمن لا ينجس)
78 - في هذا الحديث استحباب احترام أهل الفضل وأن يوقرهم جليسهم ومصاحبهم، فيكون على أكمل الهيئات وأحسن الصفات. وقد استحب العلماء لطالب العلم أن يحسن حاله في حال مجالسة شيخه، فيكون متطهرا متنظفا بإزالة الشعور المأمور بإزالتها وقص الأظفار وإزالة الروائح الكريهة والملابس المكروهة وغير ذلك؛ فإن ذلك من إجلال العلم والعلماء. والله أعلم. [2/ 288]
79 - في هذا الحديث أيضا من الآداب أن العالم إذا رأى من تابعه أمرا يخاف عليه فيه خلاف الصواب سأله عنه، وقال له صوابه وبين له حكمه. والله أعلم. [2/ 289]
...
(376) عن عبدالعزيز بن صهيب سمع أنس بن مالك قال: أقيمت الصلاة والنبي ? يناجي رجلا فلم يزل يناجيه حتى نام أصحابه ثم جاء فصلى بهم.
80 - فيه جواز مناجاة الرجل بحضرة الجماعة. [2/ 295]
...
(377) عن عبدالله بن عمر قال: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلوات وليس ينادي بها أحد فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم قرنا مثل قرن اليهود فقال عمر أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة؟ قال رسول الله ?: (يا بلال قم فناد بالصلاة)
81 - فيه التشاور في الأمور لا سيما المهمة؛ وذلك مستحب في حق الأمة بإجماع العلماء. [2/ 298]
...
(380) عن ابن عمر قال: كان لرسول الله ? مؤذنان بلال وابن أم مكتوم الأعمى.
82 - [فيه] جواز وصف الإنسان بعيب فيه للتعريف أو مصلحة تترتب عليه، لا على قصد التنقيص، وهذا أحد وجوه الغيبة المباحة وهي ستة مواضع يباح فيها ذكر الإنسان بعيبه ونقصه وما يكرهه وقد بينتها بدلائلها واضحة في آخر كتاب الأذكار () الذي لا يستغني متدين عن مثله. [2/ 304]
...
(384) عن عبدالله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي ? يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة)
83 - فيه أنه يستحب لمن رغب غيره في خير أن يذكر له شيئا من دلالته لينشطه لقوله ?: (فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشرا ومن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة) [2/ 409]
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/381)
(397) عن أبي هريرة أن رسول الله ? دخل المسجد، فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على رسول الله ? فرد رسول الله ? السلام فقال: (ارجع فصل فإنك لم تصل) فرجع الرجل فصلى كما كان صلى ثم جاء إلى النبي ? فسلم عليه فقال رسول الله ?: (وعليك السلام) ثم قال: (ارجع فصل فإنك لم تصل) حتى فعل ذلك ثلاث مرات فقال الرجل والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا علمني قال: (إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها)
84 - فيه أن المفتي إذا سئل عن شيء وكان هناك شيء آخر يحتاج إليه السائل ولم يسأله عنه يستحب له أن يذكره له ويكون هذا من النصيحة لا من الكلام فيما لا يعني، وموضع الدلالة أنه قال: علمني يا رسول الله أي علمني الصلاة فعلمه الصلاة، واستقبال القبلة، والوضوء، وليسا من الصلاة لكنهما شرطان لها. [2/ 328]
85 - فيه الرفق بالمتعلم والجاهل وملاطفته وإيضاح المسألة وتلخيص المقاصد والاقتصار في حقه على المهم دون المكملات التي لا يحتمل حاله حفظها والقيام بها. [2/ 328]
...
(400) عن أنس قال: بينا رسول الله ? ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال: (أنزلت علي آنفا سورة فقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر} ثم قال أتدرون ما الكوثر؟) فقلنا الله ورسوله أعلم قال: (فإنه نهر وعدنيه ربي عز و جل عليه خير كثير و حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول رب إنه من أمتي فيقول ما تدري ما أحدثت بعدك)
86 - فيه جواز نوم الإنسان بحضرة أصحابه. [2/ 334]
87 - [فيه] أنه إذا رأى التابع من متبوعه تبسما أو غيره مما يقتضي حدوث أمر يستحب له أن يسأل عن سببه. [2/ 334]
...
(418) عن عبيدالله بن عبدالله قال: دخلت على عائشة فقلت لها ألا تحدثيني عن مرض رسول الله ?؟ قالت بلى ثقل النبي ? فقال: (أصلى الناس؟) قلنا لا وهم ينتظرونك يا رسول الله .... وفيه: فأرسل رسول الله ? إلى أبي بكر أن يصلي بالناس فأتاه الرسول فقال إن رسول الله ? يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا يا عمر صل بالناس قال فقال عمر أنت أحق بذلك قالت فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام .... الحديث.
88 - [فيه] أن المفضول إذا عرض عليه الفاضل مرتبة لا يقبلها بل يدعها للفاضل إذا لم يمنع مانع. [2/ 358]
89 - [فيه] جواز الثناء في الوجه لمن أمن عليه الإعجاب والفتنة لقوله: أنت أحق بذلك. [2/ 358]
...
(418) عن عائشة قالت: لما دخل رسول الله ? بيتي قال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس) قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه فلو أمرت غير أبي بكر قالت والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله ? قالت فراجعته مرتين أو ثلاثا فقال: (ليصل بالناس أبو بكر فإنكن صواحب يوسف)
90 - في مراجعة عائشة جواز مراجعة ولي الأمر على سبيل العرض والمشاورة والإشارة بما يظهر أنه مصلحة، وتكون تلك المراجعة بعبارة لطيفة. [2/ 361]
...
(421) عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله ? ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر فقال
: أتصلي بالناس فأقيم؟ قال نعم قال فصلى أبو بكر فجاء رسول الله ? والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله ? فأشار إليه رسول الله ?أن امكث مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله عز و جل على ما أمره به رسول الله ?من ذلك ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف وتقدم النبي ? فصلى ثم انصرف فقال: (يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك) قال أبو بكر ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله ? فقال رسول الله ?: (مالي رأيتكم أكثرتم التصفيق من نابه شيء في صلاته فليسبح فإنه إذا سبح التفت إليه وإنما التصفيح للنساء)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/382)
91 - فيه أن التابع إذا أمره المتبوع بشيء وفهم منه إكرامه بذلك الشيء لا تحتم الفعل فله أن يتركه ولا يكون هذا مخالفة للأمر، بل يكون أدبا وتواضعا وتحذقا في فهم المقاصد. [2/ 366]
92 - فيه ملازمة الأدب مع الكبار. [2/ 366]
...
(432) عن أبي مسعود قال: كان رسول الله ?يمسح منا كبنا في الصلاة ويقول: (استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) قال أبو مسعود فأنتم اليوم أشد اختلافا.
93 - في هذا الحديث تقديم الأفضل فالأفضل إلى الإمام لأنه أولى بالإكرام، ولأنه ربما احتاج الإمام إلى استخلاف فيكون هو أولى، ولأنه يتفطن لتنبيه الإمام على السهو لما لا يتفطن له غيره، وليضبطوا صفة الصلاة، ويحفظوها وينقلوها ويعلموها الناس وليقتدي بأفعالهم من ورائهم ولا يختص هذا التقديم بالصلاة، بل السنة أن يقدم أهل الفضل في كل مجمع إلى الإمام وكبير المجلس كمجالس العلم والقضاء والذكر والمشاورة، ومواقف القتال وإمامة الصلاة والتدريس والإفتاء وإسماع الحديث ونحوها، ويكون الناس فيها على مراتبهم في العلم والدين والعقل والشرف والسن والكفاءة في ذلك الباب، والأحاديث الصحيحة متعاضدة على ذلك. [2/ 376]
...
(450) عن عبدالله قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله ?ووددت أني كنت معه.
94 - فيه الحرص على مصاحبة أهل الفضل في أسفارهم ومهماتهم ومشاهدهم ومجالسهم مطلقا والتأسف على فوات ذلك. [2/ 392]
...
(453) عن جابر بن سمرة أن أهل الكوفة شكوا سعدا إلى عمر بن الخطاب فذكروا من صلاته فأرسل إليه عمر فقدم عليه فذكر له ما عابوه من أمر الصلاة فقال: إني لأصلي بهم صلاة رسول الله ? ما أخرم عنها إني لأركد بهم في الأوليين وأحذف في الأخريين فقال ذاك الظن بك أبا إسحاق.
95 - فيه مدح الرجل الجليل في وجهه إذا لم يخف عليه فتنة بإعجاب ونحوه، والنهي عن ذلك إنما هو لمن خيف عليه الفتنة، وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيح بالأمرين، وجمع العلماء بينهما بما ذكرته وقد أوضحتهما في كتاب الأذكار. () [2/ 396]
96 - فيه خطاب الرجل الجليل بكنيته دون اسمه. [2/ 397]
...
(470) عن ثابت البناني عن أنس قال أنس: كان رسول الله ? يسمع بكاء الصبي مع أمه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة أو بالسورة القصيرة.
97 - فيه دليل على الرفق بالمأمومين وسائر الأتباع ومراعاة مصلحتهم، وألا يدخل عليهم ما يشق عليهم، وإن كان يسيرا من غير ضرورة. [2/ 409]
...
(537) عن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله ? إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم؟ تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله ? فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال: (إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن) .... الحديث
98 - فيه التخلق بخلقه ? في الرفق بالجاهل، وحسن تعليمه واللطف به، وتقريب الصواب إلى فهمه. [3/ 24]
...
(572) عن إبراهيم عن علقمة قال: قال عبدالله صلى رسول الله ? - قال إبراهيم زاد أو نقص - فلما سلم قيل له يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء؟ قال: (وما ذاك؟) قالوا صليت كذا وكذا قال فثنى رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم سلم ثم أقبل علينا بوجهه فقال: (إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به ولكن إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسجد سجدتين)
99 - فيه أمر التابع بتذكير المتبوع بما ينساه. [3/ 64]
...
(572) عن إبراهيم بن سويد قال: صلى بنا علقمة الظهر خمسا فلما سلم قال القوم يا أبا شبل قد صليت خمسا قال كلا ما فعلت قالوا بلى قال وكنت في ناحية القوم وأنا غلام فقلت بلى قد صليت خمسا قال لي وأنت أيضا يا أعور تقول ذاك؟ قال قلت نعم …. الحديث
100 - فيه دليل على جواز قول مثل هذا الكلام لقرابته وتلميذه وتابعه إذا لم يتأذ به. [3/ 67]
...
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 06:10 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/383)
(612) حدثنا يحيى بن يحيى التميمي قال أخبرنا عبدالله بن يحيى بن أبي كثير قال سمعت أبي يقول: لا يستطاع العلم براحة الجسم.
101 - جرت عادة الفضلاء بالسؤال عن إدخال مسلم هذه الحكاية عن يحيى مع أنه لا يذكر في كتابه إلا أحاديث النبي ? محضة، مع أن هذه الحكاية لا تتعلق بأحاديث مواقيت الصلاة، فكيف أدخلها بينها؟ وحكى القاضي عياض - رحمه الله تعالى - عن بعض الأئمة أنه قال: سببه أن مسلما - رحمه الله تعالى - أعجبه حسن سياق هذه الطرق التي ذكرها لحديث عبد الله بن عمرو، وكثرة فوائدها، وتلخيص مقاصدها، وما اشتملت عليه من الفوائد في الأحكام وغيرها، ولا نعلم أحدا شاركه فيها، فلما رأى ذلك أراد أن ينبه من رغب في تحصيل الرتبة التي ينال بها معرفة مثل هذا فقال: طريقه أن يكثر اشتغاله وإتعابه جسمه في الاعتناء بتحصيل العلم، هذا شرح ما حكاه القاضي. [3/ 115]
...
(639) عن عبدالله بن عمر قال: مكثنا ذات ليلة ننتظر رسول الله ? لصلاة العشاء الآخرة فخرج إلينا حين ذهب ثلث الليل أو بعده فلا ندري أشيء شغله في أهله أو غير ذلك فقال حين خرج: (إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة) ثم أمر المؤذن فأقام الصلاة وصلى.
102 - فيه أنه يستحب للإمام والعالم إذا تأخر عن أصحابه أو جرى منه ما يظن أنه يشق عليهم أن يعتذر إليهم ويقول: لكم في هذا مصلحة من جهة كذا أو كان لي عذر أو نحو هذا. [3/ 140]
...
(33) عن ابن شهاب أن محمود بن الربيع الأنصاري حدثه أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ممن شهد بدرا من الأنصار أنه أتى رسول الله ? فقال: يا رسول الله إني قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي وإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم ولم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي لهم وددت أنك يا رسول الله تأتي فتصلي في مصلي فأتخذه مصلي قال فقال رسول الله ?: (سأفعل إن شاء الله) قال عتبان فغدا رسول الله ? وأبو بكر الصديق حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله ? فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال: (أين تحب أن أصلي من بيتك؟) قال فأشرت إلى ناحية من البيت فقام رسول الله ? فكبر فقمنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم قال وحبسناه على خزير صنعناه له قال فثاب رجال من أهل الدار حولنا حتى اجتمع في البيت رجال ذوو عدد فقال قائل منهم أين مالك بن الدخشن؟ فقال بعضهم ذلك منافق لا يحب الله ورسوله فقال رسول الله ?: (لا تقل له ذلك ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟) قال قالوا الله ورسوله أعلم قال فإنما نرى وجهه ونصيحته للمنافقين قال فقال رسول الله ?: (فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله) وفي رواية: عن محمود بن الربيع قال: إني لأعقل مجة مجها رسول الله ?من دلو في دارنا قال محمود فحدثني عتبان بن مالك قال قلت يا رسول الله إن بصري قد ساء وساق الحديث.
103 - فيه زيارة الفاضل المفضول وحضور ضيافته. [3/ 163]
104 - فيه استصحاب الإمام والعالم ونحوهما بعض أصحابه. [3/ 163]
105 - فيه أنه يستحب لأهل المحلة وجيرانهم إذا ورد رجل صالح إلى منزل بعضهم أن يجتمعوا إليه، ويحضروا مجلسه لزيارته وإكرامه والاستفادة منه. [3/ 163]
106 - [فيه] ملاطفة الصبيان وتأنيسهم وإكرام آبائهم بذلك، وجواز المزاح. [3/ 164]
...
(686) عن يعلي بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب {ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} فقد أمن الناس فقال عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله ? عن ذلك فقال: (صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته)
107 - فيه أن المفضول إذا رأى الفاضل يعمل شيئا يشكل عليه يسأله عنه. والله أعلم. [3/ 202]
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/384)
(728) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبو خالد - يعني سليمان بن حيان - عن داود بن أبي هند عن النعمان ابن سالم عن عمرو بن أوس قال حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسار إليه قال سمعت أم حبيبة تقول سمعت رسول الله ? يقول: (من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة) قالت أم حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله ?.وقال ابن عنبسة فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة.وقال عمرو بن أوس ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة.وقال النعمان بن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس.
108 - [في الحديث أنه] يحسن من العالم ومن يقتدى بخلفه به أن يقول مثل هذا ولا يقصد به تزكية نفسه، بل يريد حث السامعين على التخلق بخلقه في ذلك وتحريضهم على المحافظة عليه وتنشيطهم لفعله. [3/ 252]
...
(746) عن قتادة عن زرارة أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله فقدم المدينة فأراد أن يبيع عقارا له بها فيجعله في السلاح والكراع ويجاهد الروم حتى يموت فلما قدم المدينة لقي أناسا من أهل المدينة فنهوه عن ذلك وأخبروه أن رهطا ستة أرادوا ذلك في حياة نبي الله ?فنهاهم نبي الله ? وقال (أليس لكم في أسوة؟) فلما حدثوه بذلك راجع امرأته وقد كان طلقها وأشهد على رجعتها فأتى ابن عباس فسأله عن وتر رسول الله ?؟ فقال ابن عباس
: ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله ?؟ قال من؟ قال عائشة
109 - فيه أنه يستحب للعالم إذا سئل عن شيء ويعرف أن غيره أعلم منه به أن يرشد السائل إليه، فإن الدين النصيحة، ويتضمن مع ذلك الإنصاف والاعتراف بالفضل لأهله والتواضع.
...
(761) عن عائشة أن رسول الله ?: صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله ? فلما أصبح قال: (قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم).
110 - فيه أن الإمام وكبير القوم إذا فعل شيئا خلاف ما يتوقعه أتباعه وكان له فيه عذر يذكره لهم تطييبا لقلوبهم وإصلاحا لذات البين؛ لئلا يظنوا خلاف هذا وربما ظنوا ظن السوء. والله أعلم. [3/ 284]
...
(773) عن أبي وائل قال قال عبدالله: صليت مع رسول الله ? فأطال حتى هممت بأمر سوء قال قيل وما هممت به؟ قال هممت أن أجلس وأدعه.
111 - فيه أنه ينبغي الأدب مع الأئمة والكبار، وألا يخالفوا بفعل ولا قول ما لم يكن حراما. [3/ 305]
...
(775) عن علي بن أبي طالب أن النبي ? طرقه وفاطمة فقال: (ألا تصلون؟) فقلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله ? حين قلت له ذلك ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ويقول: (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا)
112 - [فيه] تعهد الإمام والكبير رعيته بالنظر في مصالح دينهم ودنياهم، وأنه ينبغي للناصح إذا لم تُقبل نصيحته أو اعتُذِر إليه بما لا يرتضيه أن ينكف ولا يعنف إلا لمصلحة. [3/ 306]
...
(810) عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله ?: (يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) قال قلت الله ورسوله أعلم قال: (يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال: (والله ليهنك العلم أبا المنذر)
113 - فيه تبجيل العالم فضلاء أصحابه وتكنيتهم، وجواز مدح الإنسان في وجهه إذا كان فيه مصلحة، ولم يخف عليه إعجاب ونحوه؛ لكمال نفسه ورسوخه في التقوى. [3/ 334]
...
(834) عن كريب مولى ابن عباس أن عبدالله بن عباس وعبدالرحمن بن أزهر والمسور بن مخرمة أرسلوه إلى عائشة زوج النبي ? فقالوا: اقرأ عليها السلام منا جميعا وسلها عن الركعتين بعد العصر وقل إنا أخبرنا أنك تصلينهما وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عنهما قال ابن عباس وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليها قال كريب فدخلت عليها وبلغتها ما أرسلوني به فقالت سل أم سلمة فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة فقالت أم سلمة سمعت رسول الله ? ينهى عنهما ثم رأيته يصليهما أما حين صلاهما فإنه صلى العصر ثم دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فصلاهما فأرسلت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/385)
إليه الجارية فقلت قومي بجنبه فقولي له تقول أم سلمة يا رسول الله إني أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين وأراك تصليهما؟ فإن أشار بيده فاستأخري عنه قال ففعلت الجارية فأشار بيده فاستأخرت عنه فلما انصرف قال: (يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر إنه أتاني ناس من عبدالقيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان)
114 - فيه أنه يستحب للعالم إذا طلب منه تحقيق أمر مهم ويعلم أن غيره أعلم به أو أعرف بأصله أن يرشد إليه إذا أمكنه. [3/ 359]
115 - فيه الاعتراف لأهل الفضل بمزيتهم. [3/ 359]
116 - فيه إشارة إلى أدب الرسول في حاجته، وأنه لا يستقل فيها بتصرف لم يؤذن له فيه، ولهذا لم يستقل كريب بالذهاب إلى أم سلمة؛ لأنهم إنما أرسلوه إلى عائشة، فلما أرشدته عائشة إلى أم سلمة وكان رسولا للجماعة لم يستقل بالذهاب حتى رجع إليهم فأخبرهم فأرسلوه إليها. [3/ 359]
117 - [فيه] أنه ينبغي للتابع إذا رأى من المتبوع شيئا يخالف المعروف من طريقته والمعتاد من حاله أن يسأله بلطف عنه، فإن كان ناسيا رجع عنه، وإن كان عامدا وله معنى مخصص عرفه التابع واستفاده، وإن كان مخصوصا بحال يعلمها ولم يتجاوزها. [3/ 360]
118 - [فيه] أنه بالسؤال يسلم من إرسال الظن السيئ بتعارض الأفعال أو الأقوال وعدم الارتباط بطريق واحد. [3/ 360]
119 - [فيه] أنه إذا تعارضت المصالح والمهمات بدئ بأهمها، ولهذا بدأ النبي ? بحديث القوم في الإسلام، وترك سنة الظهر حتى فات وقتها؛لأن الاشتغال بإرشادهم وهدايتهم وقومهم إلى الإسلام أهم .. [3/ 360]
...
(845) عن ابن شهاب حدثنني سالم بن عبدالله عن أبيه: أن عمر بن الخطاب بينا هو يخطب الناس يوم الجمعة دخل رجل من أصحاب رسول الله ? فناداه عمر أية ساعة هذه؟ فقال إني شغلت اليوم فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت النداء فلم أزد على أن توضأت قال عمر والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله ? كان يأمر بالغسل.
120 - فيه تفقد الإمام رعيته وأمرهم بمصالح دينهم والإنكار على مخالف السنة وإن كان كبير القدر. [3/ 373]
121 - فيه جواز الإنكار على الكبار في مجمع من الناس. [3/ 373]
122 - فيه الاعتذار إلى ولاة الأمور وغيرهم. [3/ 373]
...
(876) عن أبي رفاعة? قال: انتهيت إلى النبي ? وهو يخطب قال فقلت يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه قال فأقبل على رسول الله ? وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتى بكرسي حسبت قوائمه حديدا قال فقعد عليه رسول الله ? وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها.
123 - فيه استحباب تلطف السائل في عبارته وسؤاله العالم. [3/ 403]
124 - فيه المبادرة إلى جواب المستفتي وتقديم أهم الأمور فأهمها. [3/ 403]
...
(892) عن عائشة قالت: دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله ?؟ وذلك في يوم عيد فقال رسول الله ?: (يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا)
125 - فيه أن مواضع الصالحين وأهل الفضل تنزه عن الهوى واللغو ونحوه وإن لم يكن فيه إثم. [3/ 423]
126 - فيه أن التابع للكبير إذا رأى بحضرته ما يستنكر أو لا يليق بمجلس الكبير ينكره ولا يكون بهذا افتياتا على الكبير، بل هو أدب ورعاية حرمة وإجلال للكبير من أن يتولى ذلك بنفسه وصيانة لمجلسه، وإنما سكت النبي ? عنهن لأنه مباح لهن وتسجى بثوبه وحول وجهه إعراضا عن اللهو، ولئلا يستحيين فيقطعن ما هو مباح لهن، وكان هذا من رأفته ? وحلمه وحسن خلقه. . [3/ 423]
...
(898) عن ثابت البناني عن أنس قال قال أنس: أصابنا ونحن مع رسول الله ? مطر قال فحسر رسول الله ? ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا؟ قال: (لأنه حديث عهد بربه تعالى)
127 - فيه أن المفضول إذا رأى من الفاضل شيئا لا يعرفه أن يسأله عنه ليعلمه فيعمل به ويعلمه غيره. [3/ 435]
...
(924) عن عبدالله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتى رسول الله ? يعوده مع عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبدالله بن مسعود .... الحديث.
128 - [فيه] عيادة المفضول للفاضل. [3/ 365]
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/386)
(926) عن أنس بن مالك: أن رسول الله ? أتى على امرأة تبكي على صبي لها فقال لها: (اتقي الله واصبري) فقالت وما تبالي بمصيبتي فلما ذهب قيل لها إنه رسول الله ? فأخذها مثل الموت فأتت بابه فلم تجد على بابه بوابين فقالت يا رسول الله لم أعرفك فقال: (إنما الصبر عند أول صدمة) أو قال: (عند أول الصدمة)
129 - فيه الاعتذار إلى أهل الفضل إذا أساء الإنسان أدبه معهم. [3/ 467]
...
(928) عن عبدالله بن أبي مليكة قال: كنت جالسا إلى جنب ابن عمر ونحن ننتظر جنازة أم أبان بنت عثمان وعنده عمرو بن عثمان فجاء ابن عباس يقوده قائد فأراه أخبره بمكان ابن عمر فجاء حتى جلس إلى جنبي فكنت بينهما ... الحديث.
130 - [جلوس ابن أبي مليكة] بين ابن عمر وابن عباس وهما أفضل بالصحبة والعلم والفضل والصلاح والنسب والسن وغير ذلك مع أن الأدب أن المفضول لا يجلس بين الفاضلين إلا لعذر فمحمول على عذر إما لأن ذلك الموضع أرفق بابن عباس وإما لغير ذلك. [3/ 470]
...
(965) عن جابر بن سمرة قال: صلى رسول الله ? على ابن الدحداح ثم أتي بفرس عري فعقله رجل فركبه فجعل يتوقص به ونحن نتبعه نسعى خلفه قال فقال رجل من القوم إن النبي ?قال: (كم من عذق معلق - أو مدلى - في الجنة لابن الدحداح)
131 - فيه جواز مشى الجماعة مع كبيرهم الراكب وأنه لا كراهة فيه في حقه ولا في حقهم اذا لم يكن فيه مفسدة وانما كره ذلك اذا حصل فيه انتهاك للتابعين أو خيف اعجاب ونحوه في حق التابع أو نحو ذلك من المفاسد. [4/ 37]
132 - [فيه] أنه لا بأس بخدمة التابع متبوعه برضاه. [4/ 37]
...
(94) عن أبي ذر قال: كنت أمشي مع النبي ? في حرة المدينة عشاء ونحن ننظر إلى أحد فقال لي رسول الله ?: (يا أبا ذر) قال قلت لبيك يا رسول الله ... الحديث
133 - فيه مناداة العالم والكبير صاحبه بكنيته اذا كان جليلا. [4/ 77]
...
(998) عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بيرحى وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله ? يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما أنزلت هذه الآية {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قام أبو طلحة إلى رسول الله ? فقال: إن الله يقول في كتابه {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وإن أحب أموالي إلى بيرحى وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث شئت قال رسول الله ?: (بخ ذلك مال رابح قد سمعت ما قلت فيها وإني أرى أن تجعلها في الأقربين) فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
134 - [فيه] مشاورة أهل العلم والفضل في كيفية الصدقات ووجوه الطاعات وغيرها. [4/ 86]
...
(1006) عن أبي ذر أن ناسا من أصحاب النبي ? قالوا للنبي ? يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: (أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة) قالوا يا رسول الله أياتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: (أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرا)
135 - [فيه] ذكر العالم دليلا لبعض المسائل التي تخفى وتنبيه المفتى على مختصر الأدلة. [4/ 94]
136 - [فيه] جواز سؤال المستفتي عن بعض ما يخفى من الدليل إذا علم من حال المسئول أنه لا يكره ذلك، ولم يكن فيه سوء أدب. والله أعلم [4/ 94]
...
(1027) عن أبي سلمة بن عبدالرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله ?: (من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة كل خزنة باب أي فل هلم) فقال أبو بكر يا رسول الله ذلك الذي لاتوى عليه قال رسول الله ?: (إني لأرجو أن تكون منهم)
137 - فيه: جواز الثناء على الإنسان في وجهه إذا لم يخف عليه فتنة بإعجاب وغيره. والله أعلم. [4/ 118]
...
(150) عن عامر بن سعد عن أبيه سعد أنه أعطى رسول الله ? رهطا وأنا جالس فيهم قال: فترك رسول الله ? منهم رجلا لم يعطه وهو أعجبهم إلي فقمت إلى رسول الله ? فساورته فقلت يا رسول الله مالك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا ..... الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/387)
138 - فيه التأدب مع الكبار وأنهم يسارون بما كان من باب التذكير لهم والتنبيه ونحوه، ولا يجاهرون به فقد يكون في المجاهرة به مفسدة. [4/ 150]
...
(1148) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة أتت رسول الله ? فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر فقال: (أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه)؟ قالت نعم قال: (فدين الله أحق بالقضاء)
139 - فيه أنه يستحب للمفتي أن ينبه على وجه الدليل إذا كان مختصرا واضحا، وبالسائل إليه حاجة، أو يترتب عليه مصلحة؛ لأنه ? قاس على دين الآدمي، تنبيها على وجه الدليل. [4/ 269]
...
(1211) عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله ? مهلين بالحج في أشهر الحج وفي حرم الحج وليالي الحج حتى نزلنا بسرف فخرج إلى أصحابه فقال: (من لم يكن معه منكم هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل ومن كان معه هدي فلا) فمنهم الآخذ بها والتارك لها ممن لم يكن معه هدي فأما رسول الله ? فكان معه الهدي ومع رجال من أصحابه لهم قوة فدخل علي رسول الله ? وأنا أبكى فقال: (ما يبكيك؟) قلت سمعت كلامك مع أصحابك فسمعت بالعمرة - فمنعت العمرة – قال: (ومالك؟) قلت لا أصلي قال: (فلا يضرك فكوني في حجك فعسى الله أن يرزقكيها وإنما أنت من بنات آدم كتب الله عليك ما كتب عليهن) .... الحديث.
140 - فيه استحباب الكناية عن الحيض ونحوه مما يستحى منه، ويستشنع لفظه، إلا إذا كانت حاجة كإزالة وهم ونحو ذلك. [4/ 385]
...
(1270) عن عبدالله بن سرجس قال: رأيت الأصلع - يعني عمر بن الخطاب - يقبل الحجر ويقول والله إني لأقبلك وإني أعلم أنك حجر وأنك لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله ? قبلك ما قبلتك.
141 - فيه أنه لا بأس بذكر الإنسان بلقبه، وإن كان قد يكره غيره مثله. [5/ 20]
...
(1280) عن كريب أنه سأل أسامة بن زيد كيف صنعتم حين ردفت رسول الله ? عشية عرفة فقال جئنا الشعب الذي ينيخ الناس فيه للمغرب فأناخ رسول الله ? ناقته وبال وما قال أهراق الماء ثم دعا بالوضوء فتوضأ وضوءا ليس بالبالغ فقلت يا رسول الله الصلاة فقال: (الصلاة أمامك) ... الحديث
142 - فيه استحباب تذكير التابع المتبوع بما تركه خلاف العادة ليفعله أو يعتذر عنه أو يبين له وجه صوابه، وأن مخالفته للعادة سببها كذا وكذا. [5/ 29]
143 - فيه استعمال صرائح الألفاظ التي قد تستبشع ولا يكنى عنها إذا دعت الحاجة إلى التصريح بأن خيف لبس المعنى أو اشتباه الألفاظ أو غير ذلك. [5/ 35]
...
(1305) عن أنس بن مالك أن رسول الله ? رمى جمرة العقبة ثم انصرف إلى البدن فنحرها والحجام جالس وقال بيده عن رأسه فحلق شقه الأيمن فقسمه فيمن يليه ثم قال احلق الشق الآخر فقال: (أين أبو طلحة؟) فأعطاه إياه.
144 - [فيه] مساواة الإمام والكبير بين أصحابه وأتباعه فيما يفرقه عليهم من عطاء وهدية ونحوها. والله أعلم. [5/ 58]
...
(1325) عن موسى بن سلمة الهذلي قال: انطلقت أنا وسنان بن سلمة معتمرين قال وانطلق سنان معه ببدنة يسوقها فأزحفت عليه بالطريق فعي بشأنها إن هي أبدعت كيف يأتي بها فقال لئن قدمت البلد لأستحفين عن ذلك قال فأضحيت فلما نزلنا البطحاء قال انطلق إلى ابن عباس نتحدث إليه قال فذكر له شأن بدنته فقال على الخبير سقطت ... الحديث.
145 - فيه دليل لجواز ذكر الإنسان بعض ممادحته للحاجة، وإنما ذكر ابن عباس ذلك ترغيبا للسامع في الاعتناء بخبره، وحثا له على الاستماع له، وأنه علم محقق. [5/ 82]
...
(1333) عن عطاء قال: لما احترق البيت زمن زيد بن معاوية حين غزاها أهل الشام فكان من أمره ما كان تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم يريد أن يجرئهم - أو يحر بهم - على أهل الشام فلما صدر الناس قال يا أيها الناس أشيروا على في الكعبة أنقضها ثم أبني بناءها أو أصلح ما هو منها؟ قال ابن عباس فإني قد فرق لي رأي فيها أرى أن تصلح ما وهي منها وتدع بيتا أسلم الناس عليه وأحجارا أسلم الناس عليها ا وبعث عليها النبي ? .... الحديث.
146 - فيه دليل لاستحباب مشاورة الإمام أهل الفضل والمعرفة في الأمور المهمة [5/ 97]
...
(1475) عن عائشة قالت: لما أمر رسول الله ?بتخيير أزواجه بدأ بي فقال: (إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك) ... الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/388)
147 - فيه نصيحة الإنسان صاحبه وتقديمه في ذلك ما هو أنفع في الآخرة. [5/ 320]
...
(1478) عن جابر بن عبدالله قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله ? فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لأحد منهم قال فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له فوجد النبي ? جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا قال فقال لأقولن شيئا أضحك النبي ? .... الحديث.
148 - [فيه] أن الإنسان إذا رأى صاحبه مهموما حزينا يستحب له أن يحدثه بما يضحكه أو يشغله ويطيب نفسه. [5/ 323]
...
(1479) عن عبيد ابن حنين أنه سمع عبدالله بن عباس يحدث قال مكثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن آية فما أستطيع أن أسأله هيبة له حتى خرج حاجا فخرجت معه فلما رجع فكنا ببعض الطريق عدل إلى الأراك لحاجة له فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت يا أمير المؤمنين من اللتان تظاهرتا على رسول الله ? من أزواجه؟ فقال تلك حفصة وعائشة قال فقلت له والله إن كنت لأريد أن أسألك عن هذا منذ سنة فما أستطيع هيبة لك قال فلا تفعل ما ظننت أن عندي من علم فسلني عنه فإن كنت أعلمه أخبرتك قال وقال عمر والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء م أمرا حتى أنزل الله تعالى فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم قال فبينما أنا في أمر أأتمره إذ قالت لي امرأتي لو صنعت كذا وكذا فقلت لها ومالك أنت ولما ههنا؟ وما تكلفك في أمر أريده؟ فقالت لي عجبا لك يا ابن الخطاب ما تريد أن تراجع أنت وإن ابنتك لتراجع رسول الله ? حتى يظل يومه غضبان قال عمر فآخذ ردائي ثم أخرج مكاني حتى أدخل على حفصة فقلت لها يا بنية إنك لتراجعين رسول الله ? حتى يظل يومه غضبان فقالت حفصة والله إنا لنراجعه فقلت تعلمين أني أحذرك عقوبة الله وغضب رسوله يا بنية لا يغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها وحب رسول الله ? إياها ثم خرجت حتى أدخل على أم سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت لي أم سلمة عجبا لك يا ابن الخطاب قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله ? وأزواجه قال فأخذتني أخذا كسرتني عن بعض ما كنت أجد فخرجت من عندها وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر وإذا غاب كنت أنا آتيه بالخبر ونحن حينئذ نتخوف ملكا من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا فقد امتلأت صدورنا منه فأتى صاحبي الأنصاري يدق الباب وقال افتح افتح فقلت جاء الغساني؟ فقال أشد من ذلك اعتزل رسول الله ? أزواجه فقلت رغم أنف حفصة وعائشة ثم آخذ ثوبي فأخرج حتى جئت فإذا رسول الله ? في مشربة له يرتقى إليها بعجلة وغلام لرسول الله ? أسود على رأس الدرجة فقلت هذا عمر فأذن لي قال عمر فقصصت على رسول الله ? هذا الحديث فلما بلغت حديث أم سلمة تبسم رسول الله ? وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف وإن عند رجليه قرظا مضبورا وعند رأسه أهبا معلقة فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله ? فبكيت فقال: (ما يبكيك؟) فقلت يا رسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله؟ فقال رسول الله ?: (أما ترضى أن تكون لهما الدنيا ولك الآخرة؟) وفي رواية قال عمر: أستأنس يا رسول الله. وفي رواية قال عمر لحفصة: ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله ? منك – يريد عائشة -.
149 - [فيه] استحباب حضور مجالس العلم واستحباب التناوب في حضور العلم إذا لم يتيسر لكل واحد الحضور بنفسه. [5/ 327]
150 - فيه استحباب التجمل بالثوب والعمامة ونحوهما عند لقاء الأئمة والكبار احتراما لهم. [5/ 327]
151 - فيه أنه لا فرق بين الرجل الجليل وغيره في أنه يحتاج إلى الاستئذان. [5/ 333]
152 - فيه أخذ العلم عمن كان عنده وإن كان الآخذ أفضل من المأخوذ منه كما أخذ عمر عن هذا الأنصاري. [5/ 333]
153 - فيه أن الإنسان إذا رأى صاحبه مهموما وأراد إزالة همه ومؤانسته بما يشرح صدره ويكشف همه ينبغي له أن يستأذنه في ذلك كما قال عمر رضي الله عنه: أستأنس يا رسول الله. ولأنه قد يأتي من الكلام بما لا يوافق صاحبه فيزيده هما وربما أحرجه وربما تكلم بما لا يرتضيه وهذا من الآداب المهمة. [5/ 333]
154 - فيه توقير الكبار وخدمتهم وهيبتهم كما فعل ابن عباس مع عمر. [5/ 334]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/389)
155 - فيه الخطاب بالألفاظ الجميلة كقوله: (أن كانت جارتك) ولم يقل (ضرتك) والعرب تستعمل هذا لما في لفظ الضرة من الكراهة. [5/ 334]
...
(1480) عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله مالك علينا من شيء فجاءت رسول الله ? فذكرت ذلك له فقال: (ليس لك عليه نفقة) فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال: (تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني) قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله ?: (أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحى أسامة بن زيد) فكرهته ثم قال: (انكحى أسامة) فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت.
156 - فيه دليل على جواز ذكر الإنسان بما فيه عند المشاورة وطلب النصيحة ولا يكون هذا من الغيبة المحرمة بل من النصيحة الواجبة. وقد قال العلماء إن الغيبة تباح في ستة مواضع أحدها الاستنصاح وذكرتها بدلائلها في كتاب الأذكار ثم في رياض الصالحين (). [5/ 337]
157 - قبول نصيحة أهل الفضل والانقياد إلى إشارتهم وأن عاقبتها محمودة. [5/ 346]
...
(1481) عن هشام حدثني أبي قال تزوج يحيى بن سعيد بن العاص بنت عبدالرحمن بن الحكم فطلقها فأخرجها من عنده فعاب ذلك عليهم عروة فقالوا إن فاطمة قد خرجت قال عروة فأتيت عائشة فأخبرتها بذلك فقالت ما لفاطمة بنت قيس خير في أن تذكر هذا الحديث
158 - جواز إنكار المفتي على مفت آخر خالف النص أو عمم ما هو خالص لأن عائشة أنكرت على فاطمة بنت قيس تعميمها ألا سكنى للمبتوتة وإنما كان انتقال فاطمة من مسكنها لعذر من خوف اقتحامه عليها أو لبذاءتها أو نحو ذلك. [5/ 346]
...
(1504) عن عائشة قالت دخلت علي بريرة فقالت: إن أهلي كاتبوني على تسع أوق في تسع سنين في كل سنة أوقية فأعينيني .... وفيه: ثم خطب رسول الله ? عشية فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: (أما بعد فما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله؟ .... الحديث)
159 - استعمال الأدب وحسن العشرة وجميل الموعظة كقوله صلى الله عليه وسلم: (ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله) ولم يواجه صاحب الشرط بعينه لأن المقصود يحصل له ولغيره من غير فضيحة وشناعة عليه. [5/ 384]
...
(1587) عن أبي قلابة قال كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار فجاء أبو الأشعث قال قالوا أبو الأشعث أبو الأشعث فجلس فقلت له حدث أخانا حديث عبادة بن الصامت قال نعم: غزونا غزاة وعلى الناس معاوية فغنمنا غنائم كثيرة فكان فيما غنمنا آنية من فضة فأمر معاوية رجلا أن يبيعها في أعطيات الناس فتسارع الناس في ذلك فبلغ عبادة بن الصامت فقام فقال إني سمعت رسول الله ? ينهى عن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح إلا سواء بسواء عينا بعين فمن زاد أو ازداد فقد أربى فرد الناس ما أخذوا فبلغ ذلك معاوية فقام خطيبا فقال ألا ما بال رجال يتحدثون عن رسول الله ? أحاديث قد كنا نشهده ونصحبه فلم نسمعها منه فقام عبادة بن الصامت فأعاد القصة ثم قال لنحدثن بما سمعنا من رسول الله ?وإن كره معاوية
160 - [فيه] الاهتمام بتبليغ السنن ونشر العلم وإن كرهه من كرهه لمعنى، وفيه القول بالحق وإن كان المقول له كبيرا. [6/ 16]
...
(715) عن جابر بن عبدالله قال: غزوت مع رسول الله ? فتلاحق بي وتحتي ناضح لي قد أعيا ولا يكاد يسير قال فقال لي (ما لبعيرك؟) قال قلت عليل ..... الحديث وفيه: قال وقد كان رسول الله ? قال لي حين استأذنته (ما تزوجت؟ أبكرا أم ثيبا؟) فقلت له تزوجت ثيبا قال (أفلا تزوجت بكرا تلاعبك وتلاعبها؟) ... الحديث.
161 - [فيه] استحباب سؤال الرجل الكبير أصحابه عن أحوالهم والإشارة عليهم بمصالحهم. [6/ 36]
...
(1632) عن ابن عمر قال: أصاب عمر أرضا بخيبر فأتى النبي ? يستأمره فيها فقال يا رسول الله إني أصبيت أرضا بخيبر لم أصب مالا قط هو أنفس عندي منه فما تأمرني به؟ قال (إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها) ... الحديث.
162 - فيه مشاورة أهل الفضل والصلاح في الأمور وطرق الخير. [6/ 89]
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/390)
(1675) عن أنس: أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانا فاختصموا إلى النبي ? فقال رسول الله ? (القصاص القصاص) فقالت أم الربيع يا رسول الله أيقتص من فلانة؟ والله لا يقتص منها فقال النبي ? (سبحان الله يا أم الربيع القصاص كتاب الله) قالت لا والله لا يقتص منها أبدا قال فما زالت حتى قبلوا الدية فقال رسول الله ?: (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره)
163 - [فيه] جواز الثناء على من لا يخاف الفتنة بذلك. [6/ 165]
...
(1680) عن سماك بن حرب أن علقمة بن وائل حدثه أن أباه حدثه قال: إني لقاعد مع النبي ? إذ جاء رجل يقود آخر بنسعة فقال يا رسول الله هذا قتل أخي فقال رسول الله ? (أقتلته؟) فقال إنه لم يعترف أقمت عليه البينة قال نعم قتلته قال (كيف قتلته؟) قال كنت أنا وهو نختبط من شجرة فسبني فأغضبني فضربته بالفأس على قرنه فقتلته فقال له النبي ? (هل لك من شيء تؤديه عن نفسك؟) قال ما لي مال إلا كسائي وفأسي قال (فترى قومك يشترونك؟) قال أنا أهون على قومي من ذاك فرمى إليه بنسعته وقال (دونك صاحبك) فانطلق به الرجل فلما ولى قال رسول الله ? (إن قتله فهو مثله) فرجع فقال يا رسول الله إنه بلغني أنك قلت (إن قتله فهو مثله) وأخذته بأمرك فقال رسول الله ? (أما تريد أن يبوء بإثمك وإثم صاحبك؟) قال يا نبي الله - لعله قال - بلى قال (فإن ذاك كذاك) قال فرمى بنسعته وخلى سبيله.
164 - قال الضمري وغيره من علماء أصحابنا وغيرهم: يستحب للمفتي إذا رأى مصلحة في التعريض للمستفتي أن يعرض تعريضا يحصل به المقصود، مع أنه صادق فيه، قالوا: ومثاله أن يسأله إنسان عن القاتل، هل له توبة؟ ويظهر للمفتي بقرينة أنه إن أفتى بأن له توبة ترتب عليه مفسدة، وهي أن السائل يستهون القتل لكونه يجد بعد ذلك منه مخرجا، فيقول المفتي الحالة هذه: صح عن ابن عباس أنه قال: لا توبة لقاتل، فهو صادق في أنه صح عن ابن عباس، وإن كان المفتي لا يعتقد ذلك، ولا يوافق ابن عباس في هذه المسألة، لكن السائل إنما يفهم منه موافقته ابن عباس فيكون سببا لزجره، فهكذا وما أشبه ذلك كمن يسأل عن الغيبة في الصوم، وهل يفطر بها؟ فيقول: جاء في الحديث: " الغيبة تفطر الصائم " والله أعلم. [6/ 174]
...
(1697/ 1698) عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني أنهما قالا: إن رجلا من الأعراب أتى رسول الله ? فقال يا رسول الله أنشدك الله إلا قضيت لي بكتاب الله فقال الخصم الآخر وهو أفقه منه نعم فاقض بيننا بكتاب الله وائذن لي فقال رسول الله ? (قل) قال إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة فسألت أهل العلم فأخبروني أنما على ابني جلد مائة وتغريب عام وأن على امرأة هذا الرجم فقال رسول الله ? (والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة والغنم رد وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام واغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها) قال فغدا عليها فاعترفت فأمر بها رسول الله ? فرجمت.
165 - فيه جواز استفتاء المفضول مع وجود أفضل منه. [6/ 205]
...
(1780) عن ثابت عن عبدالله بن رباح قال وفدنا إلى معاوية بن أبي سفيان وفينا أبو هريرة فكان كل رجل منا يصنع طعاما يوما لأصحابه فكانت نوبتي فقلت يا أبا هريرة اليوم نوبتي فجاؤوا إلى المنزل ولم يدرك طعامنا فقلت يا أبا هريرة لو حدثتنا عن رسول الله ? حتى يدرك طعامنا فقال: كنا مع رسول الله ? يوم الفتح .... الحديث.
166 - فيه أنه يستحب إذا كان في الجمع مشهور بالفضل أو بالصلاح أن يطلب منه الحديث فإن لم يطلبوا استحب له الابتداء بالحديث، كما كان النبي ? يبتديهم بالتحديث من غير طلب منهم. [6/ 345]
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/391)
(1785) عن أبي وائل قال: قام سهل بن حنيف يوم صفين فقال أيها الناس اتهموا أنفسكم لقد كنا مع رسول الله ?يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله ?وبين المشركين فجاء عمر بن الخطاب فأتى رسول الله ?فقال يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال (بلى) قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال (بلى) قال ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال (يا ابن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا) قال فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا فأتى أبا بكر فقال يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال بلى قال فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال يا ابن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال فنزل القرآن على رسول الله ? بالفتح فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه فقال يا رسول الله أو فتح هو؟ قال (نعم) فطابت نفسه ورجع
167 - فيه إعلام الإمام والعالم كبار أصحابه ما يقع له من الأمور المهمة، والبعث إليهم لإعلامهم بذلك. والله أعلم. [6/ 353]
...
(1807) عن إياس بن سلمة قال حدثني أبي قال: قدمنا الحديبية مع رسول الله ? ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها قال فقعد رسول الله ? على جبا الركية … .. وفيه: (كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة) …الحديث.
168 - فيه استحباب الثناء على الشجعان وسائر أهل الفضائل لا سيما عند صنيعهم الجميل، لما فيه من الترغيب لهم ولغيرهم في الإكثار من ذلك الجميل، وهذا كله في حق من يأمن الفتنة عليه بإعجاب ونحوه. [6/ 389] وقال أيضاً: [فيه] جواز الثناء على من فعل جميلا واستحباب ذلك إذا ترتب عليه مصلحة كما أوضحناه قريبا. [6/ 392]
...
(1828) عن عبدالرحمن بن شماسة قال: أتيت عائشة أسألها عن شيء فقالت ممن أنت؟ فقلت رجل من أهل مصر فقالت كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه؟ فقال ما نقمنا منه شيئا إن كان ليموت للرجل منا البعير فيعطيه البعير والعبد فيعطيه العبد ويحتاج إلى النفقة فيعطيه النفقة فقالت أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر أخي أن أخبرك ما سمعت من رسول الله ?يقول في بيتي هذا (اللهم من ولى من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به)
169 - فيه أنه ينبغي أن يذكر فضل أهل الفضل، ولا يمتنع منه لسبب عداوة ونحوها. [6/ 416]
...
(1832) عن أبي حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله ? رجلا من الأزد على صدقات بني سليم يدعى ابن الأتبية فلما جاء حاسبه قال هذا مالكم وهذا هدية فقال رسول الله ? (فهلا جلست في بت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا؟) ... الحديث وفيه: بصر عيني وسمع أذني وفي رواية: وسلوا زيد بن ثابت فإنه كان حاضرا معي
170 - استشهاد الراوي والقائل بقول من يوافقه؛ ليكون أوقع في نفس السامع، وأبلغ في طمأنينته. [6/ 424]
...
(1935) عن جابر قال: بعثنا رسول الله ? وأمر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرا لقريش وزودنا جرابا من تمر لم يجد لم غيره فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة قال فقلت كيف كنتم تصنعون بها؟ قال نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها من الماء فتكفينا يومنا إلى الليل وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله بالماء فنأكله قال وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر قال قال أبو عبيدة ميتة ثم قال لا بل نحن رسل رسول الله ?وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا قال فأقمنا عليه شهرا ونحن ثلاث مائة حتى سمنا قال ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن ونقتطع منه الفدر كالثور - أو كقدر الثور - فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في وقب عينه وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها وتزودنا من لحمه وشائق فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله ?فذكرنا ذلك له فقال (هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟) قال فأرسلنا إلى رسول الله ?منه فأكله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/392)
171 - فيه أنه يستحب للمفتي أن يتعاطى بعض المباحات التي يشك فيها المستفتي إذا لم يكن فيه مشقة على المفتي، وكان فيه طمأنينة للمستفتي. [7/ 86]
...
(2001) عن عائشة قالت: سئل رسول الله ?عن البتع؟ فقال (كل شراب أسكر فهو حرام)
172 - فيه أنه يستحب للمفتي إذا رأى بالسائل حاجة إلى غير ما سأل أن يضمه في الجواب إلى المسئول عنه، ونظير هذا الحديث حديث: (هو الطهور ماؤه الحل ميتته). [7/ 170]
...
(2038) عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله ?ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال (ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟) قالا الجوع يا رسول الله قال (وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما قوموا) فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأة قالت مرحبا وأهلا فقال لها رسول الله ? (أين فلان؟) قالت ذهب يستعذب لنا من الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله ? وصاحبيه ثم قال الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني قال فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال كلوا من هذه وأخذ المدية فقال له رسول الله ? (إياك والحلوب) فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله ?لأبي بكر وعمر (والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم)
173 - فيه جواز الإدلال على الصاحب الذي يوثق به. [7/ 212]
...
(2067) أبي وفرة أنه سمع عبدالله بن عكيم قال: كنا مع حذيفة بالمدائن فاستسقى حذيفة فجاءه دهقان بشراب في إناء من فضة فرماه به وقال إني أخبركم أني أمرته أن لا يسقيني فيه فإن رسول الله ?قال (لا تشربوا في إناء الذهب والفضة ولا تلبسوا الديباج و الحرير فإنه لهم في الدنيا وهو لكم في الآخرة يوم القيامة)
174 - فيه أن الأمير والكبير إذا فعل شيئا صحيحا في نفس الأمر، ولا يكون وجهه ظاهرا فينبغي أن ينبه على دليله وسبب فعله ذلك. [7/ 261]
...
(2068) عن ابن عمر: أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها للناس يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك فقال رسول الله ? (إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة) ... الحديث.
175 - [فيه] عرض المفضول على الفاضل، والتابع على المتبوع ما يحتاج إليه من مصالحه التي قد لا يذكرها. [7/ 265]
...
(2105) عن عبدالله بن عباس قال أخبرتني ميمونة: أن رسول الله ?أصبح يوما واجما فقالت ميمونة يا رسول الله لقد استنكرت هيئتك منذ اليوم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن جبريل كان وعدني أن يلقاني الليلة فلم يلقني أم والله ما أخلفني) .... الحديث.
176 - فيه أنه يستحب للإنسان إذا رأى صاحبه ومن له حق واجما أن يسأله عن سببه، فيساعده فيما يمكن مساعدته، أو يتحزن معه، أو يذكره بطريق يزول به ذلك العارض. [7/ 309]
...
(2165) عن عائشة قالت أتى النبي ? أناس من اليهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم قال وعليكم قالت عائشة قلت بل عليكم السام والذام فقال رسول الله ?: (يا عائشة لا تكوني فاحشة) فقالت ما سمعت ما قالوا؟ فقال: (أو ليس قد رددت عليهم الذي قالوا؟ قلت وعليكم)
177 - فيه الانتصار لأهل الفضل ممن يؤذيهم. [7/ 372]
178 - في هذا الحديث استحباب تغافل أهل الفضل عن سفه المبطلين إذا لم تترتب عليه مفسدة. قال الشافعي رحمه الله: الكيس العاقل هو الفطن المتغافل. [7/ 372]
...
(2170) عن عائشة: أن أزواج رسول الله ? كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيح وكان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله ? احجب نساءك فلم يكن رسول الله ? يفعل فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي ? ليلة من الليالي عشاء وكانت امرأة طويلة فناداها عمر ألا قد عرفناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب.قالت عائشة فأنزل الله عز و جل الحجاب
179 - فيه تنبيه أهل الفضل والكبار على مصالحهم، ونصيحتهم، وتكرار ذلك عليهم. [7/ 377]
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/393)
(2174) عن أنس: أن النبي ? كان مع إحدى نسائه فمر به رجل فدعاه فجاء فقال: (يا فلان هذه زوجتي فلانة) فقال يا رسول الله من كنت أظن به فلم أكن أظن بك فقال رسول الله ?: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم) وفي حديث صفية بنت حيي أن النبي? قال للأنصاريين لما أسرعا: (على رسلكما إنها صفية بنت حيي) .... الحديث.
180 - [في الحديثين] استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الإنسان، وطلب السلامة والاعتذار بالأعذار الصحيحة، وأنه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق، وقد يخفى، أن يبين حاله ليدفع ظن السوء. [7/ 380]
...
(2176) عن أبي واقد الليثي: أن رسول الله ? بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل نفر ثلاثة فأقبل اثنان إلى رسول الله ? وذهب واحد قال فوقفا على رسول الله ?فأما أحدهما فرأى فرجه في الحلقة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهبا فلما فرغ رسول الله ? قال: (ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه)
181 - فيه استحباب جلوس العالم لأصحابه وغيرهم في موضع بارز ظاهر للناس، والمسجد أفضل، فيذاكرهم العلم والخير. [7/ 382]
182 - فيه الثناء على من فعل جميلا فإنه صلى الله عليه وسلم أثنى على الاثنين في هذا الحديث، وأن الإنسان إذا فعل قبيحا ومذموما وباح به جاز أن ينسب إليه. والله أعلم. [7/ 382]
...
(2219) عن عبدالله بن عباس: أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أهل الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام قال ابن عباس فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين فدعوتهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا فقال بعضهم قد خرجت لأمر ولا نرى أن ترجع عنه وقال بعضهم معك بقية الناس وأصحاب رسول الله ? ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع لي الأنصار فدعوتهم له فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم فقال ارتفعوا عني ثم قال ادع لي من كان ههنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان فقالوا نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر في الناس إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه فقال أبو عبيدة ابن الجراح أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر لو غيرك قالها يا أبا عبيدة - وكان عمر يكره خلافه - نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال فجاء عبدالرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته فقال إن عندي من هذا علما سمعت رسول الله ? يقول: (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه) قال فحمد الله عمر بن الخطاب ثم انصرف.
183 - [فيه] استحباب مشاورة أهل العلم والرأي في الأمور الحادثة، وتقديم أهل السابقة في ذلك. [7/ 432]
184 - [فيه] تنزيل الناس منازلهم، وتقديم أهل الفضل على غيرهم، والابتداء بهم في المكارم. [7/ 432]
185 - [فيه] ابتداء العالم بما عنده من العلم قبل أن يسأله كما فعل عبد الرحمن. [7/ 432]
...
(1392) عن أبي حميد قال: خرجنا مع رسول الله ? غزوة تبوك فأتينا وادي القرى على حديقة لامرأة فقال رسول الله ?: (اخرصوها) فخرصناها وخرصها رسول الله ? عشرة أوسق وقال: (أحصيها حتى نرجع إليك إن شاء الله)
186 - فيه استحباب امتحان العالم أصحابه بمثل هذا التمرين. [8/ 43]
...
(2315) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ?: (ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم) ثم دفعته إلى أم سيف امرأة قين يقال له أبو سيف فانطلق يأتيه واتبعته فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره قد امتلأ البيت دخانا فأسرعت المشي بين يدي رسول الله ? فقلت يا أبا سيف أمسك جاء رسول الله ? فأمسك فدعا النبي ? بالصبي فضمه إليه ... الحديث.
187 - فيه استتباع العالم والكبير بعض أصحابه إذا ذهب إلى منزل قوم ونحوه. [8/ 74]
188 - فيه الأدب مع الكبار. [8/ 74]
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/394)
(2380) عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى عليه السلام صاحب بني إسرائيل ليس هو موسى صاحب الخضر عليه السلام فقال كذب عدو الله سمعت أبي بن كعب يقول سمعت رسول الله ? يقول: (قام موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم؟ فقال أنا أعلم قال فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال موسى أي رب كيف لي به فقيل له احمل حوتا في مكتل فحيث تفقد الحوت فهو ثم فانطلق وانطلق معه فتاه وهو يوشع بن نون فحمل موسى عليه السلام حوتا في مكتل وانطلق هو وفتاه يمشيان حتى أتيا الصخرة فرقد موسى عليه السلام وفتاه فاضطرب الحوت في المكتل حتى خرج من المكتل فسقط في البحر قال وأمسك الله عنه جرية الماء حتى كان مثل الطاق فكان للحوت سربا وكان لموسى وفتاه عجبا فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ونسي صاحب موسى أن يخبره فلما أصبح موسى عليه السلام قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أمر به قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال موسى ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا قال يقصان آثارهما حتى أتيا الصخرة فرأى رجلا مسجى عليه بثوب فسلم عليه موسى فقال له الخضر أنى بأرضك السلام؟ قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل؟ قال نعم قال إنك على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه قال له موسى عليه السلام هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا؟ قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا قال له الخضر فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا قال نعم فانطلق الخضر وموسى يمشيان على ساحل البحر فمرت بهما سفينة فكلماهم أن يحملوهما فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه فقال له موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه فاقتلعه بيده فقتله فقال موسى أقتلت نفسا زاكية بغير نفس؟ لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا؟ قال وهذه أشد من الأولى قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه يقول مائل قال الخضر بيده هكذا فأقامه قال له موسى قوم أتيناهم فلم يضيفونا ولم يطعمونا لو شئت لتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا) قال رسول الله ?: (يرحم الله موسى لوددت أنه كان صبر حتى يقص علينا من أخبارهما) قال وقال رسول الله ?: (كانت الأولى من موسى نسيانا) قال: (وجاء عصفور حتى وقع على حرف السفينة ثم نقر في البحر فقال له الخضر ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر)
189 - [فيه] استحباب الرحلة في طلب العلم، واستحباب الاستكثار منه. [8/ 135]
190 - يستحب للعالم وإن كان من العلم بمحل عظيم أن يأخذه ممن هو أعلم منه، ويسعى إليه في تحصيله. [8/ 135]
191 - في هذا الحديث الأدب مع العالم، وحرمة المشايخ، وترك الاعتراض عليهم، وتأويل ما لا يفهم ظاهره من أفعالهم وحركاتهم وأقوالهم، والوفاء بعهودهم، والاعتذار عند مخالفة عهدهم. [8/ 135]
...
(2401) عن عائشة قالت: كان رسول الله ? مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله ? وسوى ثيابه فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/395)
192 - في هذا الحديث جواز تدلل العالم والفاضل بحضرة من يدل عليه من فضلاء أصحابه، واستحباب ترك ذلك إذا حضر غريب أو صاحب يستحي منه. [8/ 164]
...
(2403) عن أبي موسى الأشعري قال: بينما رسول الله ? في حائط من حائط المدينة وهو متكئ يركز بعود معه بين الماء والطين إذا استفتح رجل فقال: (افتح وبشره بالجنة) قال فإذا أبوبكر .... الحديث.
193 - فيه جواز الثناء على الإنسان في وجهه إذا أمنت عليه فتنة الإعجاب ونحوه. [8/ 166]
...
(2417) عن أبي هريرة: أن رسول الله ? كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله ?: (اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد)
194 - [فيه] جواز التزكية والثناء على الإنسان في وجهه إذا لم يخف عليه فتنة بإعجاب ونحوه. [8/ 186]
...
(2421) عن أبي هريرة قال: خرجت مع رسول الله ? في طائفة من النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى جاء سوق بني قينقاع ثم انصرف حتى أتى خباء فاطمة فقال: (أثم لكع؟ أثم لكع؟) يعني حسنا فظننا أنه إنما تحبسه أمه لأن تغسله وتلبسه سخابا فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه فقال رسول الله ?: (اللهم إني أحبه فأحبه وأحبب من يحبه)
195 - في هذا الحديث جواز إلباس الصبيان القلائد والسخب ونحوها من الزينة، واستحباب تنظيفهم لا سيما عند لقائهم أهل الفضل، واستحباب النظافة مطلقا. [8/ 189]
...
(2426) عن عبدالله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول: بعث رسول الله ? بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن الناس في إمرته ... الحديث.
196 - [فيه] جواز تولية المفضول على الفاضل للمصلحة. [8/ 192]
...
(2454) عن أنس قال: قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله ? لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله ? يزورها فلما انتهينا إليها بكت فقالا لها ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله ? فقالت ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله ? ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها.
197 - [فيه] زيارة الصالح لمن هو دونه. [8/ 228]
198 - [فيه] زيارة الإنسان لمن كان صديقه يزوره، ولأهل ود صديقه. [8/ 228]
199 - [فيه] استصحاب العالم والكبير صاحبا له في الزيارة، والعيادة، ونحوهما. [8/ 228]
...
(2463) عن مسروق عن عبدالله قال: والذي لا إله غيره ما من كتاب الله سورة إلا أنا أعلم حيث نزلت وما من آية إلا أنا أعلم فيما أنزلت ولو أعلم أحدا هو أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لركبت إليه.
200 - في هذا الحديث جواز ذكر الإنسان نفسه بالفضيلة والعلم ونحوه للحاجة، وأما النهي عن تزكية النفس فإنما هو لمن زكاها ومدحها لغير حاجة، بل للفخر والإعجاب، وقد كثرت تزكية النفس من الأماثل عند الحاجة كدفع شر عنه بذلك، أو تحصيل مصلحة للناس، أو ترغيب في أخذ العلم عنه، أو نحو ذلك. فمن المصلحة قول يوسف ?: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} ومن دفع الشر قول عثمان ? في وقت حصاره أنه جهز جيش العسرة، وحفر بئر رومة. ومن الترغيب قول ابن مسعود هذا، وقول سهل بن سعد: ما بقي أحد أعلم بذلك مني، وقول غيره: على الخبير سقطت، وأشباهه. [8/ 234]
...
(2769) عن عبدالرحمن بن عبدالله بن كعب بن مالك أن عبدالله بن كعب كان قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله ? في غزوة تبوك قال كعب بن مالك لم أتخلف عن رسول الله ? ...... وفيه: فانطلقت أتأمم رسول الله ? يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بالتوبة ويقولون لتهنئك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله? جالس في المسجد وحوله الناس فقام طلحة بن عبيدالله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام رجل من المهاجرين غيره قال فكان كعب لا ينساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول الله ? قال وهو يبرق وجهه من السرور ويقول: (أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك) .... الحديث.
201 - [فيه] استحباب اجتماع الناس عند إمامهم وكبيرهم في الأمور المهمة من بشارة ومشورة وغيرهما. [9/ 102]
202 - [فيه] استحباب القيام للوارد إكراما له إذا كان من أهل الفضل بأي نوع كان. [9/ 102]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/396)
203 - [فيه] استحباب سرور الإمام وكبير القوم بما يسر أصحابه وأتباعه. [9/ 102]
...
(2770) عن عائشة زوج النبي ? قالت: كان رسول الله ? إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله ? معه قالت عائشة فأقرع بيننا في غزوة غزاها ..... وفيه: فاشتكيت حين قدمنا المدينة شهرا والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه و سلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل رسول الله ? فيسلم ثم يقول: (كيف تيكم؟) فذاك يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعدما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح وهي بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب فأقبلت أنا وبنت أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا قد شهد بدرا قالت أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال؟ قلت وماذا قال؟ قالت فأخبرتني بقول أهل الإفك ..... وفيه: فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله ? فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء قالت فتشهد رسول الله ? حين جلس ثم قال: (أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه) قالت فلما قضى رسول الله ? مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب عني رسول الله ? فيما قال فقال والله ما أدري ما أقول لرسول الله ? فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله ? فقالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله ? ..... الحديث.
204 - فيه تفويض الكلام إلى الكبار، لأنهم أعرف بمقاصده، واللائق وبالمواطن منه. [9/ 110] وقال أيضاً: [فيه] تفويض الكلام إلى الكبار دون الصغار لأنهم أعرف [9/ 115]
205 - [فيه] أنه يستحب أن يستر عن الإنسان ما يقال فيه إذا لم يكن في ذكره فائدة، كما كتموا عن عائشة رضي الله عنها هذا الأمر شهراً، ولم تسمع بعد ذلك، إلا بعارض عرض، وهو: قول أم مسطح: تعس مسطح. [9/ 114]
...
(2811) عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله ?: (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي؟) فوقع الناس في شجر البوادي قال عبدالله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا حدثنا ما هي؟ يا رسول الله قال فقال: (هي النخلة) قال فذكرت ذلك لعمر قال لأن تكون قلت هي النخلة أحب إلي من كذا وكذا. وفي رواية: ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان.
206 - [فيه] استحباب إلقاء العالم المسألة على أصحابه، ليختبر أفهامهم، ويرغبهم في الفكر والاعتناء. [9/ 151]
207 - توقير الكبار كما فعل ابن عمر لكن إذا لم يعرف الكبار المسألة فينبغي للصغير الذي يعرفها أن يقولها. [9/ 151]
208 - سرور الإنسان بنجابة ولده، وحسن فهمه، وقول عمر ?: (لأن تكون قلت هي النخلة أحب إلي) أراد بذلك أن النبي ?كان يدعو لابنه، ويعلم حسن فهمه ونجابته. [9/ 152]
...
(2942) عن عامر بن شراحيل الشعبي شعب همدان: أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس وكانت من المهاجرات الأول فقال حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله ? لا تسنديه إلى أحد غيره فقالت لئن شئت لأفعلن فقال لها أجل حدثيني فقالت نكحت ابن المغيرة وهو من خيار شباب قريش يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله ? ..... وفيه: سمعت نداء المنادي منادي رسول الله ? ينادي الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله ? فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله ? صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: (ليلزم كل إنسان مصلاه) ثم قال: (أتدرون لما جمعتكم؟) قالوا الله ورسوله أعلم قال: (إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال) ... الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/397)
209 - [فيه] رواية الفاضل عن المفضول، ورواية المتبوع عن تابعه. [9/ 282]
...
(2966) عن إسماعيل عن قيس قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول والله إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله ولقد كنا نغزو مع رسول الله ? ما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الدين لقد خبت إذا وضل عمل.
210 - [فيه] جواز مدح الإنسان نفسه عند الحاجة. [9/ 302]
...
(3006 - 3008) عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله ? ..... وفيه: ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبدالله في مسجده وهو يصلي في ثوب واحد مشتملا به فتخطيت القوم حتى جلست بينه وبين القبلة فقلت يرحمك الله أتصلي في ثوب واحد ورداؤك إلى جنبك؟ قال فقال بيده في صدري هكذا وفرق بين أصابعه وقوسها أردت أن يدخل علي الأحمق مثلك فيراني كيف أصنع فيصنع مثله.
211 - [في قوله: أردت أن يدخل علي الأحمق مثلك] جواز مثل هذا اللفظ للتعزير والتأديب، وزجر المتعلم وتنبيهه، ولأن لفظة الأحمق والظالم قل من ينفك من الاتصاف بهما، وهذه الألفاظ هي التي يؤدب بها المتقون والورعون من استحق التأديب والتوبيخ والإغلاظ في القول؛ لا ما يقوله غيرهم من ألفاظ السفه. [9/ 334]
...
(2009) عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول: جاء أبو بكر الصديق إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلا فقال لعازب ابعث معي ابنك يحمله معي إلى منزلي فقال لي أبي احمله فحملته وخرج أبي معه ينتقد ثمنه فقال له أبي يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما ليلة سريت مع رسول الله ? قال نعم أسرينا ليلتنا كلها حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق فلا يمر فيه أحد حتى رفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليه الشمس بعد فنزلنا عندها فأتيت الصخرة فسويت بيدي مكانا ينام فيه النبي ? في ظلها ثم بسطت عليه فروة ثم قلت نم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك فنام وخرجت أنفض ما حوله .... الحديث.
212 - فيه خدمة التابع للمتبوع. [9/ 345]
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا،،،???
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 06:16 م]ـ
وهذه الفوائد مجموعة في ملف وورد ..
.
.
.
.
.
.
ـ[أبو الهيجاء العاصمي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 02:00 ص]ـ
لله درك يا أبا المهندعلى انتقاء هذه الفوائد التربوية المهمة
بارك الله فيك وفي علمك ومالك وأهلك وجعلك مباركا أينما كنت
ووفقنا جميعا للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 07:38 ص]ـ
لله درك يا أبا المهندعلى انتقاء هذه الفوائد التربوية المهمة
بارك الله فيك وفي علمك ومالك وأهلك وجعلك مباركا أينما كنت
ووفقنا جميعا للعلم النافع والعمل الصالح
آآآآآآآآآآمين
وفيك الله باركـ ..
وجزاك الله خيرا على دعواتك ...
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[22 - 10 - 09, 08:34 ص]ـ
خليلي: أبا المهند
أبليتَ بلاءً حسناً وبذلتَ جهداً مضنياً
وقرَّبتَ علماً جمّاً فأحسنتَ صنعاً.
وأنتَ بين هذا وذا مأجورٌ عند ربِّك مشكورٌ عند محبِّك
فلا حرمك الله عظيمَ الأجرِ وجزيلَ المثوبة، ولا عُدمتَ الرَّشد.
والحقُّ يا أُخيَّ أنَّ أخاك: محمَّد الراشد قد وفِّق حقّاً في أمرين:
أن هداك ودلَّك على النهل من هذا المورد الزلال والينبوع الصافي في اقتناص هذا الجانب من الفوائد
وأن اجتباك واصطفاك لهذه المهمَّة التي انبريتَ لها فكنتَ أحقَّ بها وأهلَها، هكذا أحسبُك يا عزيزي.
وإني على يقينٍ تام أن الفوائد التربوية المستخلصة من الصحيح لا الشرح أكثر من ذلك أضعافاً مضاعفة، وتربو عدداً وافراً عما نقلتَ، ولكنك التزمتَ بما أورده الشارحُ رحمه الله، فأقترحُ على شخصكم الكريم أن تجعل ختام هذا العمل ذيلاً وملحقاً لما يجودُ به عليك ذهنُك الوقَّاد من الفوائد التي تؤيدها النصوص وتعضدها، واسلم لأخيك المقصِّرِ في جنبك.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 03:02 م]ـ
خليلي: أبا المهند
أبليتَ بلاءً حسناً وبذلتَ جهداً مضنياً
وقرَّبتَ علماً جمّاً فأحسنتَ صنعاً.
وأنتَ بين هذا وذا مأجورٌ عند ربِّك مشكورٌ عند محبِّك
فلا حرمك الله عظيمَ الأجرِ وجزيلَ المثوبة، ولا عُدمتَ الرَّشد.
والحقُّ يا أُخيَّ أنَّ أخاك: محمَّد الراشد قد وفِّق حقّاً في أمرين:
أن هداك ودلَّك على النهل من هذا المورد الزلال والينبوع الصافي في اقتناص هذا الجانب من الفوائد
وأن اجتباك واصطفاك لهذه المهمَّة التي انبريتَ لها فكنتَ أحقَّ بها وأهلَها، هكذا أحسبُك يا عزيزي.
وإني على يقينٍ تام أن الفوائد التربوية المستخلصة من الصحيح لا الشرح أكثر من ذلك أضعافاً مضاعفة، وتربو عدداً وافراً عما نقلتَ، ولكنك التزمتَ بما أورده الشارحُ رحمه الله، فأقترحُ على شخصكم الكريم أن تجعل ختام هذا العمل ذيلاً وملحقاً لما يجودُ به عليك ذهنُك الوقَّاد من الفوائد التي تؤيدها النصوص وتعضدها، واسلم لأخيك المقصِّرِ في جنبك.
أهلاً بأبي ثابت أخباركم وأخبار أهل الشمال؟
صدقت يا أخي فيما تقول ولكن أردت أولاً أن أبدأ بما ذكر النووي ولعل الله ييسر فسحة في العمر والوقت ونفعل ما وجهت إليه وهو كان في البال ..
بوركت أخي الفاضل ويعلم الله إني لمشتاق غلى رؤية والجلوس معك والأنس بحديثكـ ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/398)
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[22 - 10 - 09, 04:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك لكم فيما كتبتم
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 08:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك لكم فيما كتبتم
وباركـ الله فيكـ على مرورك وتعقيبك ..
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[03 - 12 - 09, 08:16 م]ـ
بارك الله في هذا الجمع المبارك، وكتب له قبولاً حسناً ..
وهذه أول مشاركةٍ بالجديد، في الجديد.
واسلم لمحبك.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[03 - 12 - 09, 10:40 م]ـ
بارك الله في هذا الجمع المبارك، وكتب له قبولاً حسناً ..
وهذه أول مشاركةٍ بالجديد، في الجديد.
واسلم لمحبك.
حياك الله يا أخي ..
وعوداً حميداً ..
وتقبل الله حجكم ..
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[04 - 12 - 09, 12:50 ص]ـ
أحسنت يا أبا مهند لكن أنصحك أن تسمي ما كتب الآداب الشرعية لا فوائد تربوية لأن هذه الفوائد مستنبطة من الشرع فتكون آداباً شرعية
أما التربية فهي مستنبطة من شيئين من الفلسفة و هذه تسمى تربية نظرية و حقيقتها أنها ليست بعلم إنما فلسفة نظرية
و تربية مستنبطة من علم النفس التربوي و هو علم تجريبي غير شرعي و إن كان علماً نافعاً
و على هذا فعلم التربية مصلحة مرسلة و علم الآداب الشرعية أحكام و هذا فرق عظيم لا ينتبه له بعض الطلبة مما جعلهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير فتركوا علم الآداب الشرعية و صاروا يعلمون طلابهم التربية مما تسبب في جهل عظيم بالشرع بين الشباب فجعلوا التربية بديلاً عن الآداب الشرعية و العياذ بالله
و هذه قلة فقه فالفقه يؤخذ من الكتاب ثم من السنة ثم من الإجماع ثم من القياس فإذا لم توجد هذه الأدلة صارت المسألة مصلحة مرسلة و جاز لك أن تأخذها من علم الإدارة أو علم النفس أو علم التربية أو نحوها و الله الموفق
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[04 - 12 - 09, 08:28 م]ـ
أحسنت يا أبا مهند لكن أنصحك أن تسمي ما كتب الآداب الشرعية لا فوائد تربوية لأن هذه الفوائد مستنبطة من الشرع فتكون آداباً شرعية
أما التربية فهي مستنبطة من شيئين من الفلسفة و هذه تسمى تربية نظرية و حقيقتها أنها ليست بعلم إنما فلسفة نظرية
و تربية مستنبطة من علم النفس التربوي و هو علم تجريبي غير شرعي و إن كان علماً نافعاً
و على هذا فعلم التربية مصلحة مرسلة و علم الآداب الشرعية أحكام و هذا فرق عظيم لا ينتبه له بعض الطلبة مما جعلهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير فتركوا علم الآداب الشرعية و صاروا يعلمون طلابهم التربية مما تسبب في جهل عظيم بالشرع بين الشباب فجعلوا التربية بديلاً عن الآداب الشرعية و العياذ بالله
و هذه قلة فقه فالفقه يؤخذ من الكتاب ثم من السنة ثم من الإجماع ثم من القياس فإذا لم توجد هذه الأدلة صارت المسألة مصلحة مرسلة و جاز لك أن تأخذها من علم الإدارة أو علم النفس أو علم التربية أو نحوها و الله الموفق
أخي الكريم أبا فارس ..
قولك المذكور لايصحّ ..
فهذا المصطلح (التربية، والتزكية، والرياضة ... ) موجودٌ في كلام أهل العلم المتقدمين.
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[05 - 12 - 09, 07:22 ص]ـ
لا بأس يا خليل لكن التربية و الرياضة عند المتقدمين تكون للأطفال و الصبيان و لغير العاقل من البهائم كما في الحديث: " كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله " أما العاقل فيعلم و يؤدب و لا يربى كما تربى البهائم و قد كان لهم كتب في رياضة الصبيان و كما في حديث " فأبواه يهودانه أو ينصرانه " قالوا إنه يكون على ما رباه أهله عليه فالتربية كانت عندهم لغير العاقل لأن العاقل يعلم و يؤدب و لا يربى كما تربى البهائم و لكننا دائماً نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير مأسوفاً علينا أنا لا أعنيك بهذا الكلام أو الأخ أبو مهند معاذ الله لكن أعني ما يقع من بعض طلبة العلم من غلو في التربية و رفعها فوق علم الآداب الشرعية
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[05 - 12 - 09, 11:02 ص]ـ
بارك الله فيك أخي القصيمي على هذه الفوائد الشرعية
أما مذكره أخونا أبو فارس النجدي , فمن وجهة نظري أن له وجها من الصواب , لأن التربية تختلف عن الأحكام
لأن الأحكام معرفة , والتربية تتعلق بتأديب النفس وتعويدها وقسرها على هذه الأحكام
وعموما بارك الله فيك أخي القصيمي على هذه الفوائد سواء سميتها آداب أو تربوية لا مشاحة في الأصطلاح
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[05 - 12 - 09, 11:20 ص]ـ
بارك الله فيك أخي القصيمي على هذه الفوائد الشرعية
أما مذكره أخونا أبو فارس النجدي , فمن وجهة نظري أن له وجها من الصواب , لأن التربية تختلف عن الأحكام
لأن الأحكام معرفة , والتربية تتعلق بتأديب النفس وتعويدها وقسرها على هذه الأحكام
وعموما بارك الله فيك أخي القصيمي على هذه الفوائد سواء سميتها آداب أو تربوية لا مشاحة في الأصطلاح
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[05 - 12 - 09, 01:05 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/399)
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[05 - 12 - 09, 07:01 م]ـ
لا بأس يا خليل لكن التربية و الرياضة عند المتقدمين تكون للأطفال و الصبيان و لغير العاقل من البهائم كما في الحديث: " كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله " أما العاقل فيعلم و يؤدب و لا يربى كما تربى البهائم و قد كان لهم كتب في رياضة الصبيان و كما في حديث " فأبواه يهودانه أو ينصرانه " قالوا إنه يكون على ما رباه أهله عليه فالتربية كانت عندهم لغير العاقل لأن العاقل يعلم و يؤدب و لا يربى كما تربى البهائم و لكننا دائماً نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير مأسوفاً علينا أنا لا أعنيك بهذا الكلام أو الأخ أبو مهند معاذ الله لكن أعني ما يقع من بعض طلبة العلم من غلو في التربية و رفعها فوق علم الآداب الشرعية
أبا فارسٍ .. وفقك الله ..
كلامك مبنيّ على استقراءٍ - ولو كان ناقصاً -؟
أم مجرد بحث سريع لهذا الاصطلاح؟
وربُّنا الذي ربَّانا بنعمه .. أهو من تربية الأطفال والبهائم .. ؟
أو تأثرت ببعض من كتبَ في ظاهرة (الفكر التربوي) ..
أنا هنا أناقش في مصلح التربية، والفوائد التربيويّة، والمسالك التربيوية؛ دون التقيّد بالإطلاق المعاصر عند بعض الأكاديميات ..
ابن مقدماتك - سلمك الله - على استقراءٍ، ولو ناقص؛ خير من التقليد أو التخمين.
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[05 - 12 - 09, 08:15 م]ـ
أبا فارسٍ .. وفقك الله ..
كلامك مبنيّ على استقراءٍ - ولو كان ناقصاً -؟
أم مجرد بحث سريع لهذا الاصطلاح؟
وربُّنا الذي ربَّانا بنعمه .. أهو من تربية الأطفال والبهائم .. ؟
أو تأثرت ببعض من كتبَ في ظاهرة (الفكر التربوي) ..
أنا هنا أناقش في مصلح التربية، والفوائد التربيويّة، والمسالك التربيوية؛ دون التقيّد بالإطلاق المعاصر عند بعض الأكاديميات ..
ابن مقدماتك - سلمك الله - على استقراءٍ، ولو ناقص؛ خير من التقليد أو التخمين.
حسناً أفدنا بمعنى التربية في اصطلاح المتقدمين من أهل العلم
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 12 - 09, 10:36 م]ـ
بوركتم وسددتم ..
ونقاش مفيد بين الأخوين (أبو فارس) و (خليل الفائدة) ..
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ما كتبه الشيخ ذياب الغامدي صواباً؟!
أنا تصفحت الكتاب ولم أقرأه وقد استمعت لآراء من قرأه فمنهم من وهنه مذ طالعه لأول وهلة وقال: لقد بالغ الشيخ في ذلك!
ومنهم من قال: كلام الشيخ جيد في الجملة ولا يوافق على بعض النقاط!
والله أعلم
لعل شيخنا خليل الفائدة يعطينا رأيه إن كان قد قرأ الكتاب ..
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 04:57 ص]ـ
أنا لم أقرأ الكتاب
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 07:38 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مهند على تقبلك لملاحظتي و ملاحظة أخي خليل الفائدة لكننا نخاف أن نطيل المذاكرة في موضوع الموافقة بين علم الآداب الشرعية و علم التربية و عدم الغلو في أحدهما و الجفاء في الآخر فنخرج عن موضوعك الأصلي فلعل من أراد المذاكرة في هذا الموضوع من أعضاء الملتقى يفتح له موضوعاً خاصاً
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 01:56 م]ـ
جزاكم الله خير ابوالمهند
وبارك الله بوقتك وذريتك ومالك ..
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 01:48 م]ـ
وجزى الله خيراً كل من مر من هنا وسطر حرفاً ..
ـ[أسماء]ــــــــ[04 - 02 - 10, 01:19 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء ..
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 02 - 10, 11:12 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء ..
وإياكِ ..
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[06 - 02 - 10, 12:20 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل أبا المهنّد ...
لقد جمعت فأفدتَ .. وأرجو أن يكتب الله لك الأجر ويجزل لك المثوبة ..
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[06 - 02 - 10, 12:56 ص]ـ
أحسنت يا أبا مهند لكن أنصحك أن تسمي ما كتب الآداب الشرعية لا فوائد تربوية لأن هذه الفوائد مستنبطة من الشرع فتكون آداباً شرعية
أما التربية فهي مستنبطة من شيئين من الفلسفة و هذه تسمى تربية نظرية و حقيقتها أنها ليست بعلم إنما فلسفة نظرية
و تربية مستنبطة من علم النفس التربوي و هو علم تجريبي غير شرعي و إن كان علماً نافعاً
و على هذا فعلم التربية مصلحة مرسلة و علم الآداب الشرعية أحكام و هذا فرق عظيم لا ينتبه له بعض الطلبة مما جعلهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير فتركوا علم الآداب الشرعية و صاروا يعلمون طلابهم التربية مما تسبب في جهل عظيم بالشرع بين الشباب فجعلوا التربية بديلاً عن الآداب الشرعية و العياذ بالله
و هذه قلة فقه فالفقه يؤخذ من الكتاب ثم من السنة ثم من الإجماع ثم من القياس فإذا لم توجد هذه الأدلة صارت المسألة مصلحة مرسلة و جاز لك أن تأخذها من علم الإدارة أو علم النفس أو علم التربية أو نحوها و الله الموفق
أخي الكريم أبا فارس ...
بورك فيك ..
في "صحيح البخاري": (وَيُقَالُ: الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ).
وهذا القول جاء عن مجاهدٍ رحمه الله وغيره ...
واستعمال "التربية " بمعناها المشار إليه في هذه العبارة أو بما يشبهه أمرٌ مألوف جرى عليه المتقدّمون من الأئمّة والمتأخرون .. فلا إشكال .. والله تعالى أعلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/400)
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[19 - 02 - 10, 05:55 م]ـ
أبو عبد الله الروقي ..
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك ..(117/401)
طلب مساعدة عن بحث في أثر الأحاديث الموضوعة
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[21 - 10 - 09, 09:34 م]ـ
آمل ممن لديه علم عن بحث أو مصنف يتحدث عن أثر الأحاديث الضعيفة والموضوعة على الإسلام بشكل عام.
وجدت عدة مؤلفات ولكنها خاصة بالأثر العقدي
أرجو المساعدة ولكم جزيل الشكر
ـ[ام حذيفة]ــــــــ[21 - 10 - 09, 09:53 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
ليس لدي علم في هذا الموضوع
الا انني منذ مدة حملت كتابا و لم اقرأه بعد
فيه احاديث لم تثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم
عنوان الكتاب:
تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع
تأليف:
محمد عمرو عبد اللطيف
ان شاء الله ننتفع به
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[21 - 10 - 09, 09:59 م]ـ
أشكرك
لكن ليس هذا ما أردت
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[26 - 10 - 09, 12:22 ص]ـ
للرفع(117/402)
هل ثبت هذا الدعاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[21 - 10 - 09, 09:34 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل ثبت هذا الدعاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم (اللهم هب منا المسيئين للصالحين)، و إن ثبت فما معناه و كيف نجمع بينه و بين قول الله سبحانه (كل نفس بما كسبت رهينة) و جزاكم الله خيرا.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 09:54 م]ـ
لعل هذا يفيدك
http://ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?t=149117
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا العز و بارك فيك(117/403)
أرجو إفادتي عن صحت هذا الدعاء (مهم)
ـ[سلطان المرشدي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
أحببت إفادتي عن صحت هذا الدعاء المذكور أدناه .. وجزاكم الله خير.
الدعآء الذي جعل الشيطان يتوسل لـ أحمد بن واسع أن لايدعوه ولا يعلم به أحداً
احمد بن واسع كان يدعوا الله كل يوم بدعاء خاص .. فجاءه الشيطان وقال له " ياامام
أعاهدك أنى لن أوسوس لك أبدا ولن أمرك بمعصيه ولكن بشرط ألا تدعوا الله بهذا
الدعاء ولا تعلمه لأحد؟؟ " هل تريد معرفه هذا الدعاء؟ "" اللهم انك سلطت علينا عدوا
عليما بعيوبنا .. يرانا هو وقبيلته من حيث لا نراهم .. اللهم آيئسه منا كما أيئسته من
رحمتك ............ ‘‘‘
لاتجعلها تقف عندك,,.
أتمنى إجابتي إجابة شافيه
بارك الله فيكم ..
سلطان
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:38 ص]ـ
ذكر هذا الدعاء الشيخ محمد الزغبي في احدي الحلقات علي قناة الحكمة و قال انه دعاء لاحد الصالحين
ـ[سلطان المرشدي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 11:09 م]ـ
ذكر هذا الدعاء الشيخ محمد الزغبي في احدي الحلقات علي قناة الحكمة و قال انه دعاء لاحد الصالحين
بارك الله فيك أخي احمد أبومعاذ وغفر الله لك ...
ـ[سلطان المرشدي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 11:16 م]ـ
ذكر هذا الدعاء الشيخ محمد الزغبي في احدي الحلقات علي قناة الحكمة و قال انه دعاء لاحد الصالحين
بارك الله فيك أخي احمد أبومعاذ وغفر الله لك ...(117/404)
ما دليل العلماء على مسألة انتقال الماء من الطهورية إذا تغيرت أحد أوصافه؟
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[22 - 10 - 09, 09:35 ص]ـ
السلام عليكم
ما الدليل الذي بنى عليه العلماء الإجماع من أن الماء لا يعد طهوراً إذا تغيرت أحد أوصافه الثلاثة، مع أن الحديث الواضح في هذا ضعيف بالاجماع:"الماء طهور إلا إن تغير لونه أو طعمه أو ريحه بنجاسة تحدث فيه"
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبد البر الحرزلي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 04:21 م]ـ
الذي أعلمه أن هذا الحكم متوارث بالمعنى من عهد النبوة، لذلك أجمع العلماء على ضعف تلك الزيادة، وفي نفس الوقت أجمعوا على صحة معناها، إستفدت هذا من أحد شيوخنا ـ حفظهم الله ـ، والله أعلم.
ـ[علاء الدين محمد أحمد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 05:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أي نعم, كما ذكر الأخ الفاضل فإن الدليل على هذا الحكم هو الإجماع.
هذا و الله أعلم.
ـ[أبو زكريا يحيى الباكستاني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 06:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام ابن قدامة في المغني:
((وَقَالَ حَرْبُ بْنُ إسْمَاعِيلَ: سُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ الْمَاءِ إذَا تَغَيَّرَ طَعْمُهُ أَوْ رِيحُهُ، قَالَ: لَا يَتَوَضَّأُ بِهِ وَلَا يَشْرَبُ، وَلَيْسَ فِيهِ حَدِيثٌ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ الْمَيْتَةَ، فَإِذَا صَارَتْ الْمَيْتَةُ فِي الْمَاءِ فَتَغَيَّرَ طَعْمُهُ أَوْ رِيحُهُ، فَذَلِكَ طَعْمُ الْمَيْتَةِ وَرِيحُهَا، فَلَا يَحِلُّ لَهُ، وَذَلِكَ أَمْرٌ ظَاهِرٌ.))
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[30 - 10 - 09, 08:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
أي نعم, كما ذكر الأخ الفاضل فإن الدليل على هذا الحكم هو الإجماع.
هذا و الله أعلم.
لكن ماهو مستند الإجماع
بارك الله فيكم
ـ[نبيل العمري]ــــــــ[30 - 10 - 09, 01:00 م]ـ
أخي الحبيب راجع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44870
وراجع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177880
ـ[نبيل العمري]ــــــــ[30 - 10 - 09, 01:02 م]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26689
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:12 م]ـ
جزاكم الله خيراً(117/405)
فقيهٌ حنفي يوثّق مذهبه بالنقل عن إمامٍ حنبلي!!
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 12:34 م]ـ
العلامة ابن عابدين يوثق رأياً حنفياً من كتاب الشيخ العلامة أبي العباس ابن تيمية الحنبلي!
كتب الشيخ الدكتور سعد بن مطر العتيبي حفظه الله:
رحم الله علماءنا العاملين، فقد كانوا أهل علم ديانة وأمانة وإنصاف، وإن خذلت بعضهم بعض المصادر المقربة منهم في وقائع معاصرة لهم، لم تكتمل صورتها الحقيقية؛ فبنوا عليها تصورات خاصّة حول بعض القضايا أو الأشخاص ..
لكنهم في باب التوثيق العلمي يتحرون الدقة كثيرا، ويوثقون الأقوال في صور من الأمانة نادرة، ربما عابها عليهم بعض من تطغى عليه العصبية لمذهب ما ..
وهنا أمثِّل لذلك بنقل عن العلامة محمد الأمين بن عمر بن عبد العزيز الدمشقي المشهور بابن عابدين (1198 - 1252هـ)، وهو من أواخر كبار مؤلفي الحنفية، فهو صاحب كتاب: ردّ المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار، المعروف بحاشية ابن عابدين؛ فقد قال رحمه الله في كتابه هذا ما نصّه:
" ورأيت في كتاب الصارم المسلول لشيخ الاسلام ابن تيمية الحنبلي ما نصه: وأما أبو حنيفة وأصحابه فقالوا: لا ينتقض العهد بالسب، ولا يقتل الذمي بذلك، لكن يعزر على إظهار ذلك كما يعزر على إظهار المنكرات التي ليس لهم فعلها من إظهار أصواتهم بكتابهم ونحو ذلك، وحكاه الطحاوي عن الثوري، ومن أصولهم: يعني الحنفية أن ما لا قتل فيه عندهم مثل القتل بالمثقل والجماع في غير القبل إذا تكرر، فللامام أن يقتل فاعله، وكذلك له أن يزيد على الحد المقدر إذا رأى المصلحة في ذلك، ويحملون ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من القتل في مثل هذه الجرائم، على أنه رأى المصلحة فذلك ويسمونه القتل سياسة.
وكان حاصله: أن له أن يعزر بالقتل في الجرائم التي تعظمت بالتكرار، وشرع القتل في جنسها، ولهذا أفتى أكثرهم بقتل من أكثر من سب النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الذمة وإن أسلم بعد أخذه، وقالوا يقتل سياسة، وهذا متوجه على أصولهم اهـ.
فقد أفاد أنه يجوز عندنا قتله إذا تكرر منه ذلك وأظهره، وقوله: وإن أسلم بعد أخذه، لم أر من صرح به عندنا، لكنه نقله عن مذهبنا وهو ثبت فيقبل " (حاشية ابن عابدين: 4/ 233).
رحم الله الناقل والمنقول عنه، وغفر لنا ولهم، فما أجلهم في أنفسهم، وما أنفعهم للأمة.
وله خبر عجيب جدا في شأن ورعه في الديانة، يأتي ذكره إن شاء الله في لطيفة أخرى
http://www.smotaibi.com/articles-action-show-id-155.htm
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[22 - 10 - 09, 02:52 م]ـ
رحم الله الناقل والمنقول عنه، وغفر لنا ولهم، فما أجلهم في أنفسهم، وما أنفعهم للأمة
جزاك الله خيرا
فائدة طيبة نفع الله بك
لكن قولك ما أجلهم في أنفسهم ما أدري وجهها هنا
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 07:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
فائدة طيبة نفع الله بك
لكن قولك ما أجلهم في أنفسهم ما أدري وجهها هنا
بارك الله فيك أخي الكريم أبا القاسم .. وجزاك خيرا ..
وأفيدك أنني لست كاتب الموضوع كما هو ظاهر من تصريحي بالكاتب ..
وأما سؤالك .. فإن المقصود وصف الأئمّة الأكابر بجلالة القدر .. وهو تعبير دارج لدى كتّاب السيّر ومؤلّفي التراجم .. فيقولون: (كان فلانٌ جليلا في نفسه ... ) ..
نفع الله بالجميع ...
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[22 - 10 - 09, 09:44 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائده
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[23 - 10 - 09, 02:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبا القاسم .. وجزاك خيرا ..
وأفيدك أنني لست كاتب الموضوع كما هو ظاهر من تصريحي بالكاتب ..
وأما سؤالك .. فإن المقصود وصف الأئمّة الأكابر بجلالة القدر .. وهو تعبير دارج لدى كتّاب السيّر ومؤلّفي التراجم .. فيقولون: (كان فلانٌ جليلا في نفسه ... ) ..
نفع الله بالجميع ...
أحسن الله إليك ونفع بك
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:03 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائده
وإيّاك أخي الكريم محمد الرشدان
بارك الله فيك(117/406)
لدي عده اسئله .. اتمنى الاجابه عليهااا
ـ[أم الجوري]ــــــــ[22 - 10 - 09, 12:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاااته ..
بالاول ابي اقوول السموحه منكم .. لان قالوا لي لازم اني اكتب بالعربيه الفحصى .. ومشكلتي ما اعرف اووصل اللي ابيه بالعربيه الصفحى لاني ما امارسهاا
فاسمحوولي بموضووعي اني اكتب بالعاميه .. واسفه ان كان هذا يخالف المنتدى ... بس لان هالموضوع جدا ضروري ..
موضوعي ان شخص قرريب مناا اصاب بمرض السررطاان الررئه قبل اسبووعين .. وهوو مساافر .. واول ما اعرف هالشيئ ..
قمت اتصدق بشتى الاشكال يعني بكل يووم اتصدق بشيء عنه ولله الحمد .. وبووقتها انوويها شفاء عنه وان ربي يدفع هالبلاء والمررض منهـ ..
طبعاا انا ما اقدر اوصل لاهل هالشخص واقوولهم تصدقوواا .. يعني هالشيء انا اسوويه بيني وبين ربي وهم اموور ثانيه ..
فعندي سؤال جزاكم ربي كل خي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - .. واتمنى التوضيح منكم جزاكم ربي كل خي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ..
سؤالي اهوو
هل الصدقه تاثيررها يكوون سرريع ولا ع حسب نووع الصدقه يكوون؟؟؟؟ يعني مثلا انا قريت من ايام ان الصدقه تكوون ع حسب المرض او الحاجه
فانا مثلا اتصدق بريال كل يووم عن هالشخص بنيه الشفاء وهم تصدقت بقراان للمسجد كصدقه جااريه .. فابي اعررف هل يعني اني ازيد من الصدقه او مهما كانت فاهي لها تاثيرها كبيرر
وسوالي الثااني .. هل الصدقه يبين تاثيررها من اول مررهـ .. ولا يحتاج لووقت فيظهر تاثيررهاا وشلوون يمكن يكون تاثير الصدقه .. مع العلم اني ما اعررف احوال هالشخص
وشيء اخرر .. هل الصدقه يكون لها نفس التاثير اذا اظهررت مني او اظهرت من الشخص نفسه او اهله؟؟؟؟؟
وهم عندي اساله ثانيه واهي
انا قمت اقراء سووره البق1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - هـ وانوويهاا عن هالشخص هل راح يتاثر فيها الشخص والمرض اللي فيه مثل تاثيرره اذا اهوو قام يقراهاا .. وانا اقراها بقيام الليل كلهاا وانوويها بالبدايه نيه شفاء لهالشخص وان ربي يزيل بكلمات هالسووره هالمررض منه ..
ومراات اقراهاا كرقيه له ...
هل اللي اسوويه صحيح؟؟؟؟ او بالطريقه الصحيحه؟؟؟
وابي طلب صغيرر منكم
ابي تقوولولي شاللي اقدر اسوويه اكثرر غير الصدقه والدعاء وتوزيع الماء ع المحتاجين والاكل ..
يعني اللي اقدر اسوويه انا وانوويه عن هالشخص بنيه الشفاء ودفع البلاء ...
اتمنى القى اجووبتكم ...
ومشكوورين
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 02:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
عندي موضوعٌ .. بغايةِ الضرورةِ .. وهُو:
أنّ لي شخصٌ قريبٌ مني أصيب بمرض ِسرطانِ الرئة قبل أسبوعين .. وهو مسافر .. ولما علمت ُ بذلك بدأت ُ أتصدّق عنه كلَّ يوم .. لله الحمد .. بنيّة الشفاء ودفع ِ البلاء ..
وأنا لا أستطيع أن أقول لأهله .. تصدّقوا عنه .. بل أنا فعلته بيني وبين ربّي؟؟
وسؤالي:
هل الصدقة لها تأثيرٌ سريع .. وهل نوع ُالصدقةِ يؤثر ???
قرأت يوما أن الصدقةَ تكون ُعَلى حسبِ المرض ِ .. فأنا تصدقت بريال .. وهم تصدقوا بقرآن للمسجد كصدقة جارية!! فهل أزيد من صدقتي ليكون لها تأثيرا أكبر؟!!!
والسؤال الثاني:
هل يظهر تأثير الصدقة من أول مرة .. أم يحتاج لها وقت!! وكيف يكون التأثير وأنا أعلم حالة الشخص!!! وهل صدقتي تختلف عن صدقة أهله من ناحية التأثير
قمت قرأت سورة البقرة في قيام الليل و ونويتها عن هذا الشخص للشفاء .. هل سيتأثر بقراءتي باختلاف ما لو هو قرأها!!! وهل تعتبر قرءاتي رقية له!! ..
هل فعلي على الطريقة الشرعية؟؟؟
وطلب أخير منكم:
ما الذي باستطاعي فعله تجاه المريض عدا الدعاء والصدقة وتوزيع المال والأكل .. ؟؟؟؟؟؟؟؟
أفيدوني أفادكم الله
تمّت الترجمة على خير:)
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 10 - 09, 02:57 م]ـ
روابط قد تفيد:
وصفة علاجية تزيل الأمراض بالكلية ... جربها الكثير من المرضى فشفاهم الله ( http://saaid.net/rasael/345.htm)
خذ نسختك الذهبية من كتاب التداوي بالصدقة، وفيه (18) قصة عجيبة جداً جداً ومؤثرة!
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84888)
الأخ الكريم ابن الكريم ابن الكرام / أبا الهمام البرقاوي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه ... وأسأل الله أن يسعدك ووالديك وإخوانك في الدارين.
ـ[أم الجوري]ــــــــ[22 - 10 - 09, 04:19 م]ـ
أبا الهمام البرقاوي
شكرا لك اخي على تصحيح صيغه كلامي باللغه العرربيه
جزاك ربي كل الخير
لكن اتمنى قرائت رد لك يكون تعليق على ما كتبت
ـ[أم الجوري]ــــــــ[22 - 10 - 09, 04:21 م]ـ
المسيطير
شكرا لك اخي على ردك الطيب والروابط التي وضعتها
جزاك ربي كل الخير
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 10:59 م]ـ
زاد وأفاد وأجاد شيخنا المسيطير .. وشكر الله لكم
الأخ الكريم ابن الكريم ابن الكرام / أبا الهمام البرقاوي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه ... وأسأل الله أن يسعدك ووالديك وإخوانك في الدارين.
وإياكم أيها المبارك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/407)
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[23 - 10 - 09, 11:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد لا يكون في ما سأكتبه إضافة لكن أسأل الله أن يجعل فيه نفعاً ينتفع به من قرأه، ولا أتعدى على مشايخنا الأفاضل من قبلي، ولكن هي كليمات نود أن تكون مسطورة في نفس صفحة مشايخنا من محبتنا لهم.
بداية أسأل الله العلي الرحيم أن يعجل بشفاء مرضى المسلمين عامة.
إعلمي، رحمكم الله، أنّ الأمراض ما هي إلا مطهرة النفوس والأبدان من الذنوب والأدران، وكيف لا تكون كذلك، وهي من علامات الإيمان، ومن أسباب رفع الدرجات ومن علامات حب الرحمن، فسبحان من قرب عباده منه فضلاً منه ومنّة.
أما فضل الصدقة فمعروف، وأثره أوجب إن صاحبته نية خالصة ودعاء مُلّح. وإستعجال العلاج لا ينبغي ففيه تعدٍ ظاهر، فحال الصدقة كحال الدعاء، لا تستعجل الإجابة فيه. والظاهر أنّ أثر الصدقة يكون بمجى النفع التي تجري به على الناس، فمن حفر بئر ينتفع به الناس أعظم نفعاً ممن أعطى فقيراً بضع دنانير. لذا إنظري ما يحتاج الناس إليه وتصدقي به سواء أكان بئر ماء أو سماعات للمسجد أو سجاد للمسجد أو التكفل بإيتام أو أرامل لا معيل لهم وما إلى ذلك من صدقات.
وقراءة القران بنية شفاء المريض والدعاء بظهر الغيب له ففه نفع عظيم وأثره أعظم وأظهر وأسرع، ولكن لا تيأسي إن لم يظهر أثر لصدقاتك ودعائك، فلا يعلم حكم ما يجري للعباد إلا من خلقهم ولله الحكمة البالغة
والله أعلم وأحكم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[23 - 10 - 09, 11:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد لا يكون في ما سأكتبه إضافة لكن أسأل الله أن يجعل فيه نفعاً ينتفع به من قرأه، ولا أتعدى على مشايخنا الأفاضل من قبلي، ولكن هي كليمات نود أن تكون مسطورة في نفس صفحة مشايخنا من محبتنا لهم.
بداية أسأل الله العلي الرحيم أن يعجل بشفاء مرضى المسلمين عامة.
إعلمي، رحمكم الله، أنّ الأمراض ما هي إلا مطهرة النفوس والأبدان من الذنوب والأدران، وكيف لا تكون كذلك، وهي من علامات الإيمان، ومن أسباب رفع الدرجات ومن علامات حب الرحمن، فسبحان من قرب عباده منه فضلاً منه ومنّة.
أما فضل الصدقة فمعروف، وأثره أوجب إن صاحبته نية خالصة ودعاء مُلّح. وإستعجال العلاج لا ينبغي ففيه تعدٍ ظاهر، فحال الصدقة كحال الدعاء، لا تستعجل الإجابة فيه. والظاهر أنّ أثر الصدقة يكون بمجى النفع التي تجري به على الناس، فمن حفر بئر ينتفع به الناس أعظم نفعاً ممن أعطى فقيراً بضع دنانير. لذا إنظري ما يحتاج الناس إليه وتصدقي به سواء أكان بئر ماء أو سماعات للمسجد أو سجاد للمسجد أو التكفل بإيتام أو أرامل لا معيل لهم وما إلى ذلك من صدقات.
وقراءة القران بنية شفاء المريض والدعاء بظهر الغيب له ففه نفع عظيم وأثره أعظم وأظهر وأسرع، ولكن لا تيأسي إن لم يظهر أثر لصدقاتك ودعائك، فلا يعلم حكم ما يجري للعباد إلا من خلقهم ولله الحكمة البالغة
والله أعلم وأحكم
ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[24 - 10 - 09, 08:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد لا يكون في ما سأكتبه إضافة لكن أسأل الله أن يجعل فيه نفعاً ينتفع به من قرأه، ولا أتعدى على مشايخنا الأفاضل من قبلي، ولكن هي كليمات نود أن تكون مسطورة في نفس صفحة مشايخنا من محبتنا لهم.
بداية أسأل الله العلي الرحيم أن يعجل بشفاء مرضى المسلمين عامة.
إعلمي، رحمكم الله، أنّ الأمراض ما هي إلا مطهرة النفوس والأبدان من الذنوب والأدران، وكيف لا تكون كذلك، وهي من علامات الإيمان، ومن أسباب رفع الدرجات ومن علامات حب الرحمن، فسبحان من قرب عباده منه فضلاً منه ومنّة.
أما فضل الصدقة فمعروف، وأثره أوجب إن صاحبته نية خالصة ودعاء مُلّح. وإستعجال العلاج لا ينبغي ففيه تعدٍ ظاهر، فحال الصدقة كحال الدعاء، لا تستعجل الإجابة فيه. والظاهر أنّ أثر الصدقة يكون بمجى النفع التي تجري به على الناس، فمن حفر بئر ينتفع به الناس أعظم نفعاً ممن أعطى فقيراً بضع دنانير. لذا إنظري ما يحتاج الناس إليه وتصدقي به سواء أكان بئر ماء أو سماعات للمسجد أو سجاد للمسجد أو التكفل بإيتام أو أرامل لا معيل لهم وما إلى ذلك من صدقات.
وقراءة القران بنية شفاء المريض والدعاء بظهر الغيب له ففه نفع عظيم وأثره أعظم وأظهر وأسرع، ولكن لا تيأسي إن لم يظهر أثر لصدقاتك ودعائك، فلا يعلم حكم ما يجري للعباد إلا من خلقهم ولله الحكمة البالغة
والله أعلم وأحكم
الله يجزيك كل خير يا اخي فالله
يعلم الله كم احبك فالله
ـ[أم الجوري]ــــــــ[27 - 10 - 09, 08:19 ص]ـ
جزاكم ربي خير الجزاء ع ردودكم الطيبه ..
والله يرزقنا حسن عبادته
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[27 - 10 - 09, 09:14 ص]ـ
الله يجزيك كل خير يا اخي فالله
يعلم الله كم احبك فالله
وإياكم أخي الحبيب،
أحبك الذي أحببتنا فيه، هذا من طيب أصلك يا ابن عباد (ابتسامة)(117/408)
مسألة مهمة في تحري وقت الفجر, أظنها جديدة وتحتاج بحث
ـ[أبوعبدالله العربي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:22 م]ـ
أولا سأعرض الموضوع في جزئين, جزء أبين فيه معلومات عن الفجر والجزء الأخر عن الاعتماد على الحساب, ثم أطرح التساؤل:
الجزء الأول:
قبل طلوع الفجر تكون السماء مظلمة تماما خالية من أي إضاءة، وقبل ظهور الفجر الصادق، يظهر في جهة الشرق ما يسمى "بالفجر الكاذب" والذي يسمى فلكيا "بالضوء البرجي zodiacal light " وهو ناتج عن انعكاس أشعة الشمس عن حبيبات غبارية وأتربة تسبح في الفضاء على نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس.
والفجر الكاذب عبارة عن إضاءة بيضاء باهتة تظهر في جهة الشرق على شكل مثلث كبير قاعدته على الأفق ورأسه إلى الأعلى (مثل ذنب السرحان)، وبمرور الوقت تزداد شدة إضاءة الفجر الكاذب إلى أن يبدأ الفجر الصادق بالظهور.
و الفجر الصادق يبدأ كإضاءة بيضاء أيضا ولكنه يكون منتشرا بشكل أفقي على كامل الأفق الشرقي وهو ناتج عن تشتت أشعة الشمس من قبل الغلاف الجوي للأرض، وفي البداية يكون الفجر الصادق متداخلا مع الفجر الكاذب، وبمرور الوقت تزداد إضاءة الفجر الصادق إلى أن يختفي الفجر الكاذب بسبب شدة إضاءة الفجر الصادق.
ويمكن التمييز بين الفجر الكاذب والفجر الصادق بملاحظة أن الفجر الكاذب يكون منتشرا بشكل عامودي على الأفق الشرقي، أما الفجر الصادق فإنه يكون منتشرا بشكل أفقي على الأفق الشرقي.
بالنسبة لوقت صلاة العشاء، بعد غروب الشمس تكون السماء مضيئة كما هو الحال قبل شروق الشمس، وبمرور الوقت بعد غروب الشمس تقل إضاءة السماء في جهة الغرب إلى أن تختفي الإضاءة، وهذا هو موعد اختفاء الشفق الاحمر، فعندما يغيب الشفق الأحمر يحين موعد صلاة العشاء حسب أغلب المذاهب الفقهية، وبعد اختفاء الشفق الأحمر من جهة الغرب لا يبقى في السماء إلا إضاءة الشفق الأبيض في جهة الغرب والذي هو نفسه الضوء البرجي. وهذا يعني أن الشفق الأحمر هو مقابل للفجر الصادق، وأن الشفق الأبيض هو مقابل للفجر الكاذب، ويظهر الشفق الأحمر في جهة الغرب بعد غروب الشمس بنفس شكل الفجر الصادق الذي يظهر في جهة الشرق قبل شروق الشمس، بحيث يكون منتشرا بشكل أفقي على الأفق الغربي،، ويظهر الشفق الأبيض في جهة الغرب بعد اختفاء الشفق الأحمر بنفس شكل الفجر الكاذب الذي يظهر في جهة الشرق قبل ظهور الفجر الصادق، بحيث يكون منتشرا بشكل عامودي على الأفق الغربي. ويجب ملاحظة أنه لا يقصد بالشفق الأحمر اللون الأحمر، فقد لا يكون لون السماء أحمر بعد غروب الشمس، فأحيانا يكون لون السماء برتقالياً أو أصفر، وفي بعض الأحيان لا تظهر أي من هذه الألوان بل يتدرج لون السماء بعد الغروب من اللون الأزرق إلى الأزرق الداكن إلى الكحلي إلى أن تختفي كامل إضاءة الشفق الأحمر.
وكخلاصة لما سبق فإن لون السماء عند اختفاء الشفق الأحمر هو نفسه لون السماء عند بداية ظهور الفجر الصادق، فالظاهرتان متماثلتان، والفرق الوحيد بينهما أن الفجر الصادق يظهر في جهة الشرق في حين أن الشفق الأحمر يظهر في جهة الغرب.
ويظهر فيما يلي صور للفجرين, الفجر الكاذب على اليمين, والفجر الصدق على اليسار:
http://www.archive.org/download/Fajr_Time/image007.jpg
وفيما يلي رسم توضيح يفسر الظاهرتين:
http://ia311009.us.archive.org/1/items/Fajr_Time/image008.jpg
http://www.archive.org/download/Fajr_Time/image009.jpg
وفيما يلي الدرجات التي تحسب عندها المنظمات والهيئات وقت صلاة الفجر والعشاء:
المنظمة
الفجر
العشاء
المنطقة
جامعة العلوم الإسلامية بكراتشي
18 ?
18 ?
باكستان, أفغانستان, بنجلاديش, جزء من الهند
الإتحاد الإسلامي بأمريكا الشمالية ISNA
15 ?
15 ?
أمريكا, كندا, المملكة المتحدة, معظم أوروبا
رابطة العالم الإسلامي
18 ?
17 ?
جزء من أوروبا, جزء من الشرق الأقصى
تقويم أم القرى
19 ?
وقت ثابت
المملكة العربية السعودية
الهيئة المصرية العامة للمساحة
19.5 ?
17.5 ?
جزء من أفريقيا, سوريا, العراق, لبنان, ماليزيا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/409)
خلاصة هذا الأمر أن الفجر الصادق يبدأ عندما تكون زاوية انخفاض الشمس هي 18 درجة (هذا ما تم استنتاجه فلكيا ودلت عليه مصادر فلكية عديدة) لكن عند هذه الدرجة يكون الضوء خافت لدرجة لا يدرك عندها بالحس البشري (العين المجردة) , ولرؤية الفجر بالعين المجردة يجب الانتظار حتى يبدأ الضوء بالظهور وهذا يحدث عند زاوية انخفاض 15 أو 14 أو حول ذلك, وهذا يختلف باختلاف عوامل كثيرة منها التلوث والغبار الموجود بالجو وارتفاع محل الرصد عن سطح البحر وكذلك يجب أن يكون الراصد في مكان بعيد عن المدن حتى لا تؤثر إضاءة المدن على عملية الصد.
الأمر الثاني هو الاعتماد على الحساب في تحديد أوقات الصلاة, قال الشيخ الخثلان حفظه الله:
يثير بعض الناس أمرا متعلقا بالاعتماد على الحساب، يقولون: أنتم تعتمدون على الحساب في أوقات الصلوات، فلماذا لا تعتمدون على الحساب في إثبات دخول الشهر؟ وأقول: هذا الإيراد ذكره القرافي - رحمه الله - في كتابه الفروق، في الفرق الثاني والمائة، كتاب الفروق كتاب قيم، ذكر هذا الإيراد في كتابه الفروق في الفرق الثاني والمائة، قال الفرق الثاني والمائة بين قاعدة أوقات الصلوات يجوز إثباتها بالحساب والآلات وكل ما دل عليها، وبين قاعدة الأهلة في الرمضانات لا يجوز إثباتها بالحساب.
ثم بين - رحمه الله - هذا الفرق، وقال: إن الله تعالى جعل أسبابا لوجوب الصلوات، فمتى علم السبب بأي طريق لزم الحكم، فجعل نصب، قال: إن الله تعالى نصب زوال الشمس سببا لوجوب صلاة الظهر، فمتى ما علم زوال الشمس بأي طريق فحينئذ لزم الحكم، وهكذا بالنسبة لوقت العصر والمغرب والعشاء والفجر، فمتى ما علمت هذه الأسباب التي نصبها الشارع لزم الحكم، إذا علمنا زوال الشمس بأي طريق لزم الحكم، علمنا أن يصبح طول ظل كل شيء مثله بعد ظل الزوال بأي طريق لزم الحكم، وهكذا، فجعل لأوقات الصلوات أسباب، متى ما علم هذا السبب لزم الحكم، فيمكن أن نعرف هذا السبب عن طريق الحساب الفلكي.
قال: وأما بالنسبة للأهلة، فلم ينصب صاحب الشرع خروجها خروج الشمس من الشعاع سببا للصوم، خروجها يعني خروج الأهلة من الشعاع، يعني من شعاع الشمس، سببا للصوم، بل رؤية الهلال خارجا من شعاع الشمس هو السبب، فإذا لم تحصل الرؤية لم يحصل السبب الشرعي، قال: فصاحب الشرع لم ينصب نفس خروج الهلال عن شعاع الشمس سببا للصوم.
خلاصة هذا الكلام نقول إن الشارع في أوقات الصلوات نصب أسبابا لدخول الوقت، فمتى علم هذا السبب بأي طريق دخل الوقت، ويمكن أن نعرف هذا السبب عن طريق الحساب الفلكي، أما بالنسبة لدخول الشهر، فقد جعل الشارع المعول عليه في ذلك هو الرؤية، ولم يجعل المعول عليه في ذلك هو الحساب، أو خروج الهلال كما ذكر من شعاع الشمس، وإنما المعول عليه الرؤيا.
فنجد أنه في دخول الشهر قال: (صوموا لرؤيته ( http://**********/Hits24013464.htm%27%29)) ولم يقل لخروج الهلال من الشعاع، وإنما قال صوموا لرؤيته، بينما في وقت صلاة الظهر قال: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ ( http://www.taimiah.org/Display.Asp?f=13nwazel00013.htm)) يعني لزوال الشمس، فهذا هو الفرق، وبذلك نعرف أنه لا يصح هذا القياس، لا يصح قياس إثبات دخول الشهر على أوقات الصلوات في الاعتماد على الحساب، هذا ما يتعلق ببحث هذه المسألة-.انتهى كلامه-
إضافة لما سبق, صعوبة رصد الشمس والفجر والشفق في هذه الأيام , فهذا الأمر يحتاج من الراصد الابتعاد عن إضاءة المدن والمرتفعات ويتطلب وقتا كبيرا, فهل يعتبر هذا الأمر عذر للاعتماد على الحساب استنادا لحديث الدجال حين سئل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اليوم الذي بسنة هل تكفيهم صلاة يوم وليلة فقال صلى الله عليه وسلم " لا, اقدروا له قدره "
والسؤال الذي أطرحه على أشياخنا الأفاضل:
هل يصح الاعتماد على الحساب في تحديد أوقات الصلاة بدلا من رصد الشمس أو الفجر؟
إن صح الاعتماد على الحساب ففي هذه الحالة تكون درجة 18 صحيحة, وتكون معظم التوقيتات التي تستخدم حاليا إما صحيحة أو قريبة من الصحيحة.
ـ[أبوعبدالله العربي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:58 م]ـ
أرجو من الأخوة الإهتمام, ودعوة أهل الفضل والعلم لمانقشة هذا الأمر
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[23 - 10 - 09, 07:14 م]ـ
بحث جميل اخي الكريم
لكن الغريب ان هناك من يقول ان تقويم ام القري هو الصحيح و انه قد رأي الفجر الصادق فوجد انه موافق له
و هناك من يقول ان تقويم رابطة العالم الاسلامي صحيح و انه قد رأي الفجر الصادق فوجد انه موافق له
و هناك من يقول مثل ذلك في تقويم الاتحاد الاسلامي بامريكا الشمالية
مما يؤكد انه لا يمكن الاعتماد علي تقويم واحد في معرفة الوقت لان الظاهر ان ظهور الفجر الصادق يختلف علي مدار العام و ان الاحوط ان نأخذ برأي الاتحاد الاسلامي بامريكا الشمالية
حتي يتم تحقيق المسألة اكثر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/410)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 10 - 09, 11:52 م]ـ
موضوع طيب بارك الله فيكم
فيما يخص الاعتماد على الحساب فالذي أعلمه أن كل بلدان العالم يعتمدون عليه في تحديد مواقيت الصلاة
أما التحديد بـ 18 درجة فيعرض على التجربة العلمية.
ـ[أبوعبدالله العربي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 08:53 ص]ـ
الأخ أحمد أبو معاذ, بارك الله فيك
يختلف الوقت الذي يظهر فيه للراصد بناء على عدة أمور منها تلوث الجو وصفاءه من الغبار وبعض الأمور الأخرى التي تؤثر على وقت ظهور الفجر, وهي تختلف من مكان لآخر, وهذه لا تتعتبر حسابيا
الأخ إبراهيم الجزائري, وفقه الله
المشكلة في التحري عندما تكون الشمس عند 18 درجة هي أن الضوء يكون ضئيل جدا لدرجة لا يرى فيها بالعين المجردة, أي هذه الدرجة تصح حسابيا فقط
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 10 - 09, 01:38 م]ـ
الدراسة العلمية تثبت أن تقويم إسنا أقرب للصواب حيث لا يمكن رؤية الشفق الأحمر إلا عندما تصل الشمس إلى ما بين 15 إلى 12 درجة، والله أعلم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:04 م]ـ
بارك الله فيك
لو كان الموضوع (هل يصحَّ الاعتماد على الحساب في تحديد أوقات الصلاة بدلاً من رصد الشمس أو الفجر؟)
لكان أجود
ـ[أبوعبدالله العربي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 03:57 م]ـ
الأخ محمد الأمين وفقه الله,
فعلا لا يمكن رؤية الفجر بالعين المجردة عند درجة 18 لأن الضوء يكون خافت جدا , كل ما وقفت عليه من عمليات وأبحاث لرصد الفجر كانت تدور حول درجة 14 وهذا يختلف باختلاف الظروف.
نحن نتكلم هنا عن مشروعية الاعتماد على الحساب في تحري وقت الفجر, لأنه إن صح, فالدرجة 18 تكون صحيحة فلكيا.
الأخ أبو العز النجدي, جزاك الله خيرا, فعلا أنا عندي مشكلة في اختيار عناوين الموضوعات, بورك فيك
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[11 - 12 - 09, 01:59 ص]ـ
هل يصح الاعتماد على الحساب في تحديد أوقات الصلاة بدلا من رصد الشمس أو الفجر؟ نعم , لأن الحساب بُني على الرصد (طبعاً إن بُني , لأنه في واقعنا لم يبن على الرصد)
أولاً: جزاك الله خيراً على هذا البحث النافع. (أضف إلى أنني بحاجة لهذه الصور فبارك الله فيك)
ثانياً: أعتقد أن خط الأفق في الصورة لا بد أن يكون من عين الإنسان وليس من مستوى الأرض , طبعاً الفرق يسير جداً لكن ليتضح الأمر فقط.
ثالثاً: في موضوع الحساب الفلكي للدرجة , ليعلم أنه يجب أن تكون الدرجة ثابتة لوقت الفجر الصادق وذلك على أي نقطة على الأرض بشرط أن تكون جنوب دائرة عرض 66.5 شمال، وشمال دائرة عرض 66.5 جنوب.
رابعاً:
من النقطة السابقة
ومن تبين اختلاف التقاويم (في البلدان الإسلامية) في تحديد زاوية الدرجة كما ذكرت أخي أبا عبدالله؛ يتبين أنه يوجد خطأ ما!!
خامساً: قلت أخي أبا عبدالله:
نحن نتكلم هنا عن مشروعية الاعتماد على الحساب في تحري وقت الفجر, لأنه إن صح, فالدرجة 18 تكون صحيحة فلكيا. وأيضاً قلت:
ولرؤية الفجر بالعين المجردة يجب الانتظار حتى يبدأ الضوء بالظهور وهذا يحدث عند زاوية انخفاض 15 أو 14 أو حول ذلكواعلم أنه:
ذكرت الموسوعة البريطانية للدكتور عبدالملك الكليب أن الفجر الفكلي: عندما تنخفض الشمس 18ْ تحت الأفق فقد تقرر إنها النقطة التي تفصل الظلام التام عن الشروق أو الغروب ومهما يكن من أمر فإن الإضاءة لا تدرك بالحس عندما تكون زاوية انخفاض الشمس أقل قليلا من 18ْ تحت الأفق.
لهذا فإن:
الفجر الصادق يطلع على الدرجة (14.6)
وهذا ما أثبته البحث: الشرعي الفلكي - الجماعي الفردي - البعيد عن المؤثرات النفسية والمادية - المعتمد على التجارب المتكررة بالبصر والأجهزة الدقيقة - ثم والمثبت أن من عمل التقويم ليس لديه الأساس الذي بنى عليه صلاة المسلمين للفجر , وهو البحث الصادر من مدينة الملك عبدالعزيز والذي يقطع الشك باليقين حين استنتج بالمتوسط الدرجة (14.6) , وهو قد صدر في عام 1426هـ - 2005 م , فتعتبر هي آخر دراسة وأدقها وأثبتها وخاصة أن العاملين بها أيضاً هم من البارزين في العلم الشرعي كما منهم المسؤول في قسم الفلك في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الرياض
** أترككم مع البحث لتطلعوا عليه بأنفسكم على الرابط التالي:
http://www.box.net/shared/851ndq6o0c
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/411)
وهذه الدرجة (14.6) , ليست بدعاً من القول أو غريبة بين المسلمين قديماً وحديثاً فقبل أن تثبتها دراسة مدينة الملك عبدالعزيز فقد أثبتها تقويم الإتحاد الإسلامي في شمال أمريكا والذين وضعوا تقويمهم على الدرجة (15) - ,
أيضاً , أثبتها الكثير من أهل العلم كالتالي:
1/ بحث قام الدكتور سليمان بن إبراهيم الثنيان - عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة القصيم - ببحث -لم ينشر- بعنوان: ((أوقات الصلوات المفروضة))، وقد ذكر فيه أنه قام برصد الفجر لعام كامل، وأن وقت الفجر حسب تقويم أم القرى، متقدم عن التوقيت الشرعي للفجر ما بين 15 دقيقة إلى 24 دقيقة حسب فصول السنة. . . .
* وكما تعلمون أن هذا في القصيم وهم يتبعون الدرجة (19) تقويم أم القرى , يتبين أن الفرق الذي ذكره بالدقائق يساوي تقريباً الدرجة (14.6).
2/ أطروحة دكتوراه لنبيل يوسف حسنين مقدمة في كلية العلوم بجامعة الأزهر عام 1408هـ-1988م , بعنوان (دراسة الشفق لتحقيق أوقات الصلاة ورؤية الهلال) مكتوبة باللغة الإنجليزية ومرفق معها ملخص باللغة العربية , ولم تناقش حيث توفي صاحبها قبيل المناقشة , وقد ذكر في الملخص: (ولما كان الأصل في الرؤية هو العين العادية ... , وأوضحت الدراسة أن صلاة الفجر تجب حين يكون انخفاض الشمس تحت الأفق في المتوسط في حدود (14.5) درجة.
3/ وقد خرج الشيخ عدنان العرعورإلى البر في عدة دول وتبين له يقيناً ما ذهبت إليه دراسة مدينة الملك عبدالعزيز , وله بحث في ذلك , حمله على الرابط التالي:
http://islamwasat.com/file.php?id=32&catid=5
4/ قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: ((وقد رأيت ذلك بنفسي مراراً من داري في جبل هملان -جنوب شرق عمان- ومكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين؛ أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يرفع قبل الفجر الصادق بزمن يتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقة، أي قبل الفجر الكاذب أيضاً، وكثيراً ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق، وهم يؤذنون قبلها بنحو نصف ساعة، وعلى ذلك فقد صلوا سنة الفجر قبل وقتها، وقد يستعجلون بأداء الفريضة قبل وقتها في شهر رمضان ... وفي ذلك تضييق على الناس بالتعجيل بالإمساك عن الطعام، وتعريض لصلاة الفجر للبطلان، وما ذلك إلا بسبب اعتمادهم على التوقيت الفلكي , وإعراضهم عن التوقيت الشرعي , كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)) وحديث: ((فكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر))، وهذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين)).
[السلسلة الصحيحة (5/ 52) حديث رقم (2031)]
*وكما تعلمون أن هذا في الأردن وهم يتبعون الدرجة (18) تقويم رابطة العالم الإسلامي , يتبين أن الفرق الذي ذكره بالدقائق يساوي تقريباً الدرجة (14.6).
5/ قال الشيخ ابن عثيمين في شرح زاد المستقنع باب الأذان والإقامة ((فإذا اختلف تقويمان وكلٌّ منهما صادرٌ عن عارف بعلامات الوقت، فإننا نُقدِّم المتأخِر في كلِّ الأوقات؛ لأنَّ الأصل عدم دخول الوقت، مع أن كلًّا من التَّقويمين صادر عن أهلٍ، وقد نصَّ الفقهاء رحمهم الله على مثل هذا فقالوا: لو قال لرَجُلين ارْقُبَا لي الفجر، فقال أحدهما: طلع الفجرُ، وقال الثاني: لم يطلع؛ فيأخذ بقول الثَّاني، فله أن يأكلَ ويشرب حتى يتَّفقا بأن يقول الثَّاني: طلع الفجر (1) أما إذا كان أحد التقويمين صادراً عن أعلم أو أوثق فإنَّه يقدَّم.))
وقال:
((بالنسبة لصلاة الفجر؛ المعروف أن التوقيت الذي يعرفه الناس ليس بصحيح، فالتوقيت مقدم على الوقت بخمس دقائق على أقل تقدير، وبعض الإخوان خرجوا إلى البر فوجدوا أن الفرق بين التوقيت الذي بأيدي الناس وبين طلوع الفجر نحو ثلث ساعة، فالمسألة خطيرة جداً، ولهذا لا ينبغي للإنسان في صلاة الفجر أن يبادر في إقامة الصلاة، وليتأخر نحو ثلث ساعة أو (25) دقيقة حتى يتيقن أن الفجر قد حضر وقته)). [شرح رياض الصالحين (3/ 216)]
*وكما تعلمون أن هذا في بريدة وهم يتبعون الدرجة (19) تقويم أم القرى , يتبين أن الفرق الذي ذكره بالدقائق يساوي تقريباً الدرجة (14.6).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/412)
6/ قال الشيخ مصطفى العدوي: ((تنبيه: في بعض البلاد -بل في كثير منها- يؤذن للفجر قبل تبين الفجر الثاني وهو الفجر الصادق الذي يظهر مستطيراً أبيضاً في عرض السماء في اتجاه المشرق في موضع طلوع الشمس - على ما مضى بيانه - وقد راقبت ذلك في قريتي بمصر فإذا بهذا الخيط الأبيض (الفجر الثاني الصادق) يظهر بعد الأذان المثبت بالتقاويم بمدة تدور حول الثلث ساعة, وذلك يترتب عليه أمور منها أن الصلاة قد تصلى في غير وقتها , وكذلك يترتب عليه تحريم الطعام والشراب على من أراد الصوم , وقد صدرت فتوى من شيخ الأزهر توافق -تقريباً ما ذكرناه في جريدة اللواء الإسلامي من العام الماضي فليراجعها من شاء , وعلى المؤذنين أن يراقبوا الله عز وجل في مواقيت صلواتهم فهم مؤتمنون)) كتاب يواقيت الفلاة في مواقيت الصلاة.
*وكما تعلمون أن هذا في مصر وهم يتبعون الدرجة (19.5) تقويم الهيئة العامة المصرية للمساحة , يتبين أن الفرق الذي ذكره بالدقائق يساوي تقريباً الدرجة (14.6).
7/ قال الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره "المنار" عند قوله تعالى:) حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر (. [البقرة (187)]، قال (2/ 184): (ومن مبالغة الخلف في تحديد الظواهر مع التفريط في إصلاح الباطن من البر والتقوى، أنهم حددوا الفجر، وضبطوه بالدقائق، وزادوا عليه في الصيام، إمساك عشرين دقيقة تقريباً , وأما وقت المغرب، فيزيدون فيه على وقت الغروب التام خمس دقائق على الأقل، ويشترط بعض الشيعة فيه ظهور بعض النجوم. وهذا نوع من اعتداء على حدود الله تعالى .... بيد أنه يجب إعلام المسلمين ... بأن وقت الإمساك الذي يرونه في التقاويم (النتائج) والصحف، إنما وضع لتنبيه الناس إلى قرب طلوع الفجر الذي يجب في بدء الصيام ... وأن من أكل، وشرب حتى طلوع الفجر الذي تصح فيه صلاته، ولو بدقيقة واحدة، فإن صيامه صحيح.
وأيضاً:
فإن جمعية الفلك بالقطيف وبإجابة سؤال لي على البريد الإلكتروني
بتاريخ 25/ 04/2008
قالت أن: أكثر الفلكيين يتبنى درجة الفجر 18د تحت الأفق ولكن البعض منهم يأخذ بدرجات مختلفة كما أشرت ومنها المؤسسة المشرفة على تقويم أم القرى. وما زال البحث عن الدرجة المثلى لتحقق الفجر قائماً مع العلم أن المؤسسة المشرفة على تقويم أم القرى عرضت في الملتقى الفلكي الخليجي الذي أقيم بالكويت في منتصف مارس الماضي بحثاً للتحقق من الفجر وملخص بحثها أن درجة الفجر هي 15.4د بدل 19د.
بالطبع وبعد صدور بحث مدينة الملك عبدالعزيز قُطِع الشكّ باليقين وخاصة أنه توافق مع بحث رسالة الدكتراه لنبيل يوسف حسنين وأيضاً بحث الدكتور سليمان بن إبراهيم الثنيان وأيضاً تقويم الإتحاد الإسلامي في شمال أمريكا وأيضاً أقوال أهل العلم كابن حجر العسقلاني والقرافي ومحمد رشيد رضا وتقي الدين الهلالي والألباني وابن عثيمين ومصطفى العدوي وعدنان العرعور وغيرهم , كلهم تواطئت قلوبهم - وعلى اختلاف وتباعد بلدانهم - على ما صحت به دراسة مدينة الملك عبدالعزيز ,
والله أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمد
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 12 - 09, 12:19 ص]ـ
لم أستطع تحميل ملف العرعور
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[12 - 12 - 09, 07:55 ص]ـ
لم أستطع تحميل ملف العرعور
http://www.box.net/shared/fem3yulgp5(117/413)
بعض أحكام الرقية الشرعية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ...
ـ[أبو بشر الغامدي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:52 م]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ...
وبعد:
فهذه بعض الأحكام الشرعية للرقية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
قال رحمه الله تعالى عن مشروعية الرقية وفضلها وأخذ الجعل عليها: (فهذا من أفضل الأعمال، وهو من أعمال الأنبياء والصالحين؛ فإنه ما زال الأنبياء والصالحون يدفعون الشياطين عن بني آدم بما أمر اللّه به ورسوله، كما كان المسيح يفعل ذلك، وكما كان نبينا صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، فقد روى أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه من حديث مطر بن عبد الرحمن الأعنق قال: حدثتني أم أَبَان بنت الوازع بن زارع بن عامر العبدي، عن أبيها؛ أن جدها الزارع انطلق إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فانطلق معه بابن له مجنون ـ أو ابن أخت له ـ قال جدي: فلما قدمنا على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قلت: إن معي ابنًا لي ـ أو ابن أخت لي ـ مجنون، أتيتك به تدعو اللّه له. قال: (ائتني به) قال: فانطلقت به إليه وهو في الركاب، فأطلقت عنه وألقيت عنه ثياب السفر وألبسته ثوبين حسنين، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال: (ادْنُهُ مني، اجعل ظهره مما يليني) قال: بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه، ويقول: (اخرج عدو اللّه! اخرج عدو اللّه!) فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول، ثم أقعده رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بين يديه، فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يفضل عليه.
وقال أحمد في المسند: ثنا عبد اللّه بن نُمَيْرٍ، عن عثمان بن حكيم، أنا عبد الرحمن ابن عبد العزيز، عن يعلى بن مرة قال: لقد رأيت من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثلاثًا ما رآها أحد قبلي، ولا يراها أحد بعدي، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها، فقالت: يا رسول اللّه، هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة، قال: (ناولينيه)، فرفعته إليه، فجعله بينه وبين واسطة الرَّحْل، ثم فَغَرَ فَاهُ فنفث فيه ثلاثًا، وقال: (بسم اللّه أنا عبد اللّه اخْسَأ عدو اللّه) ثم ناولها إياه، فقال: القينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل، قال: فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث، فقال: (ما فعل صبيك؟) فقالت: والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئًا حتى الساعة فاجْتَرِر هذه الغنم، قال: (انزل خذ منها واحدة ورد البقية). وذكر الحديث بتمامه).
ثنا وكيع قال: ثنا الأعمش، عن المِنْهَال بن عمرو، عن يعلى بن مرة، عن أبيه قال وَكِيع: مرة يعنى الثقفي، ولم يقل: مرة عن أبيه؛ أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لمم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اخرج عدو اللّه أنا رسول اللّه) قال: فبرأ، قال: فأهدت إليه كبشين، وشيئًا من أقط، وشيئًا من سمن. قال: فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (خذ الأقْطَ والسمن، وخذ أحد الكبشين ورد عليها الآخر).
ثنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَر، عن عطاء بن السائب، عن عبد اللّه بن حفص، عن يعلى بن مرة الثقفي قال: ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث، وفيه قال: ثم سرنا فمررنا بماء فأتته امرأة بابن لها به جِنَّةٌ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنخره فقال: (اخرج إني محمد رسول اللّه) قال: ثم سرنا فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء فأتته المرأة بجزر ولبن، فأمرها أن ترد الجزر، وأمر أصحابه فشربوا من اللبن، فسألها عن الصبي فقالت: والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبًا بعدك. ولو قدر أنه لم ينقل ذلك لكون مثله لم يقع عند الأنبياء؛ لكون الشياطين لم تكن تقدر تفعل ذلك عند الأنبياء وفعلت ذلك عندنا، فقد أمرنا اللّه ورسوله من نصر المظلوم والتنفيس عن المكروب ونفع المسلم بما يتناول ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/414)
وقد ثبت في الصحيحين حديث الذين رَقَوا بالفاتحة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وما أدراك أنها رقية)، وأذن لهم في أخذ الجعل على شفاء اللديغ بالرقية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للشيطان الذي أراد قطع صلاته: (أعوذ باللّه منك، ألعنك بلعنة اللّه التامة ثلاث مرات). وهذا كدفع ظالمي الإنس من الكفار والفجار، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وإن كانوا لم يروا الترك ولم يكونوا يرمون بالقِسِيِّ الفارسية ونحوها مما يحتاج إليه في قتال، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بقتالهم، وأخبر أن أمته ستقاتلهم)، ومعلوم أن قتالهم النافع إنما هو بالقسي الفارسية، ولو قوتلوا بالقسي العربية التي تشبه قوس القطن لم تغن شيئًا، بل استطالوا على المسلمين بقوة رميهم، فلابد من قتالهم بما يقهرهم.
وقد قال بعض المسلمين لعمر بن الخطاب: إن العدو إذا رأيناهم قد لبسوا الحرير وجدنا في قلوبنا روعة، فقال: وأنتم فالبسوا كما لبسوا. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في عمرة القضية بالرَّمَل والاضْطِبَاع؛ لِيُرِىَ المشركين قوتهم، وإن لم يكن هذا مشروعًا قبل هذا، ففعل لأجل الجهاد مالم يكن مشروعًا بدون ذلك.)
وقال رحمة الله في ضرب المصروع: (لذلك ولهذا قد يحتاج في إبراء المصروع ودفع الجن عنه إلى الضرب، فيضرب ضربًا كثيرًا جدًا، والضرب إنما يقع على الجني ولا يحس به المصروع، حتى يفيق المصروع ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك، ولا يؤثر في بدنه، ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل، بحيث لو كان على الإنسي لقتله، وإنما هو على الجني، والجني يصيح ويصرخ، ويحدث الحاضرين بأمور متعددة، كما قد فعلنا نحن هذا وجربناه مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين.)
وقال عن الرقى التي لا يفهم معناها: (وأما الاستعانة عليهم بما يقال ويكتب مما لا يعرف معناه فلا يشرع، لا سيما إن كان فيه شرك؛ فإن ذلك محرم. وعامة ما يقوله أهل العزائم فيه شرك، وقد يقرؤون مع ذلك شيئًا من القرآن ويظهرونه، ويكتمون ما يقولونه من الشرك، وفي الاستشفاء بما شرعه الله ورسوله ما يغني عن الشرك وأهله.)
وقال رحمه الله في المحوات وما شابهها: (ويجوز أن يكتب للمصاب وغيره من المرضى شيئًا من كتاب اللّه وذكره بالمداد المباح ويغسل ويسقى، كما نص على ذلك أحمد وغيره، قال عبد اللّه بن أحمد: قرأت على أبي، ثنا يَعلى بن عبيد، ثنا سفيان، عن محمد بن أبي ليلى، عن الحكم، عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس قال: إذا عسر على المرأة ولادتها فليكتب: بسم اللّه لا إله إلا اللّه الحليم الكريم، سبحان اللّه رب العرش العظيم، الحمد للّه رب العالمين {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}
[النازعات: 46]، {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}
[الأحقاف: 35]. قال أبي: ثنا أسود بن عامر بإسناده بمعناه، وقال: يكتب في إناء نظيف فيسقى، قال أبي: وزاد فيه وكيع: فتسقى وينضح ما دون سرتها، قال عبد الله: رأيت أبي يكتب للمرأة في جَامٍ أو شيء نظيف.
وقال أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحِيرى: أنا الحسن بن سفيان النَّسَويّ، حدثني عبد اللّه بن أحمد بن شبويه، ثنا علي بن الحسن بن شَقِيق، ثنا عبد اللّه بن المبارك، عن سفيان، عن ابن أبي ليلي، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: إذا عسر على المرأة ولادها فليكتب: بسم اللّه لا إله إلا اللّه العلى العظيم لا إله إلا اللّه الحليم الكريم، سبحان اللّه وتعالى رب العرش العظيم والحمد للّه رب العالمين {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}
[النازعات: 46] {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}
[الأحقاف: 35]. قال على: يكتب في كاغَدَة [كاغدة: الكاغَدُ: القرطاس، مُعَرَّب] فيعلق على عضد المرأة، قال على: وقد جربناه فلم نر شيئًا أعجب منه، فإذا وضعت تحله سريعًا، ثم تجعله في خرقة أو تحرقه. آخر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ قدس اللّه روحه، ونَوَّر ضريحه.)
والله أعلم
والحمدلله رب العلمين.
ـ[أبو زياد يوسف عبدالله الدخيل]ــــــــ[24 - 10 - 09, 12:43 م]ـ
بورك فيك
ولو وضعت المرجع تحديدا للرجوع إليه لكان فيه زيادة خير،،،،،،،،،،،،،،،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/415)
ـ[أبو بشر الغامدي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:13 م]ـ
الإخوة الفضلاء
مالك النجدي
أبو زياد يوسف عبدالله الدخيل
جزاكم الله خيرا علي طيب المرور
المرجع مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد 19 من الصفحة 42 حتى61
ـ[أبو بشر الغامدي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:16 م]ـ
وقال رحمه الله أيضا في الرقى التي لا يفهم معناها: (ولهذا نهي علماء المسلمين عن الرقي التي لا يفقه معناها؛ لأنها مظنة الشرك وإن لم يعرف الراقي أنها شرك. وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشْجَعي، قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله، كيف تري في ذلك؟ فقال: (اعرضوا على رقاكم، لا بأس بالرقي ما لم يكن فيه شرك). وفي صحيح مسلم ـ أيضًا ـ عن جابر قال: نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقي، فجاء آل عمرو بن حزم إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقي، قال: فعرضوها عليه، فقال: (ما أرى بأسًا، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه).
وقال قدس الله سره عن حكم قتل الجني: (والمقصود أن الجن إذا اعتدوا على الإنس أخبروا بحكم الله ورسوله وأقيمت عليهم الحجة، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، كما يفعل بالإنس؛ لأن الله يقول: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15]، وقال تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا} [الأنعام: 130]؛ ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل حيات البيوت حتى تؤذن ثلاثًا، كما في صحيح مسلم، وغيره عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بالمدينة نفرًا من الجن قد أسلموا، فمن رأي شيئًا من هذه العَوَامِر فليؤذنه ثلاثًا، فإن بدا له بعد فليقتله فإنه شيطان).
وفي صحيح مسلم ـ أيضًا ـ عن أبي السائب مولي هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته، قال: فوجدته يصلى فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته، فسمعت تحريكًا في عَرَاجِين في ناحية البيت، فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها، فأشار إلى أن اجلس، فجلست، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال: أتري هذا البيت؟ فقلت: نعم. فقال: كان فيه فتي منا حديث عهد بعرس، قال: فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فكان ذلك الفتي يستأذن رسول لله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار ويرجع إلى أهله، فاستأذنه يومًا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خذ عليك سلاحك فإني أخشي عليك قريظة) فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع، فإذا امرأته بين البابين قائمة، فأَهْوَى إليها بالرمح ليطعنها به، وأصابته غِيَرة. فقالت: اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني، فدخل فإذا بحية عظيمة مُنْطَوِيةً على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به، ثم خرج فَرَكَّزَه في الدار فاضطربت عليه، فما يدرى أيهما كان أسرع موتًا الحية أم الفتي؟ قال: فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ذلك، وقلنا: ادع الله يحييه لنا، قال: [استغفروا لصاحبكم] ثم قال: (إن بالمدينة جنًا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئًا فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان)، وفي لفظ آخر لمسلم ـ أيضًا ـ: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لهذه البيوت عَوَامر، فإذا رأيتم شيئًا منها فَحَرِّجوا [وقوله: [حَرِّجوا] أي: ضيقوا عليه ثلاثًا] عليه ثلاثًا، فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر) وقال لهم: (اذهبوا فادفنوا صاحبكم).
وذلك أن قتل الجن بغير حق لا يجوز، كما لا يجوز قتل الإنس بلا حق، والظلم محرم في كل حال، فلا يحل لأحد أن يظلم أحدًا ولو كان كافرًا، بل قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8] ... )(117/416)
[دعوة للمشاركة] الإجارة المنتهية بالتمليك
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 02:48 م]ـ
السلام عليكم
أرجو من الإخوة المشاركة بوضع كل ما يتعلق بـ"الإجارة المنتهية بالتمليك" من فتاوى وبحوث وغيرها بارك الله فيكم ...
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 12:41 ص]ـ
الإجارة المنتهية بالتمليك في الفقه الإسلامي
إعداد:
فهد بن علي الحسون ( http://islamport.com/w/fqh/Web/3530/1.htm)
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:32 ص]ـ
(17494)
سؤال: ما رأيكم في هذا العقد بصيغته وشروطه المسطرة في هذه الورقات، والذي هو عبارة عن عقد إيجار منتهي بالتمليك؟
الجواب: هذا العقد بين الشركة وبين المشتري منهم هو ما يسمى بالتأجير المنتهي بالتمليك، ونقول: إذا كان ذلك المستأجر عنده القدرة على تسديد الأقساط في حينها، وعدم تأخير شيء منها، فلا مانع من هذا التأجير، وهو في الحقيقة بيع على أقساط شهرية، يعمل به في شراء العمارات وقطع الأراضي، والحاجات التي يكثر ثمنها ويعجز المشتري عن دفعه حالاً، فيقسط عليه كل شهر بألف أو نحوه، وعلى هذا فإذا كان المشتري لهذه السيارة عنده رصيد أو عنده دخل ثابت يقدر على تسديده، فإن له أن يتدخل في هذه المعاملة، ويلتزم بهذه الشروط، ومنها شرط التأمين، سواء التزم دفع التأمين أو التزمته الشركة، أما إذا كان يخشى أن يعجز عن بعض الأقساط فنرى أنه لا يدخل في هذه المعاملة، فقد يسدد نصف القيمة ويتأخر شهرًا أو شهرين، فتأخذ الشركة تلك السيارة، وتحتسب ما دفعه أجرة مقابل استعماله لتلك السيارة ونحوها. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
9/ 10/1429هـ
(14650)
سؤال: ما رأي فضيلتكم في عقد الإيجار المنتهي بالتمليك مع ذكر الدليل؟
الجواب: لعل الأقرب أنه يجوز إذا كان قادرًا، على أن يسدد الأقساط، حتى ينهي دفع القيمة، ثم بعد ذلك يملك المنزل أو السيارة ونحوها، ويكون هذا العقد كمسألة الرهن، الذي يتمكن المرتهن من بيعه إذا لم يسدد الراهن ذلك الدين. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
22/ 2/1427هـ
ـ[أبو معاوية غالب]ــــــــ[24 - 10 - 09, 01:21 م]ـ
لا بد من ملاحظة أن ضمان العين المؤجرة على المؤجر لا المستأجر فإن جعله البنك على التأمين فلا بد أن يكون تأمينا مباحا بأن يكون تأمينا تعاونيا حقيقيا لا حيلة فيه.(117/417)
ما هو الإعجاز العلمي في لِمَ لا تعادل شهادة المرأة شهادة الرجل
ـ[أيوب البرزنجي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 03:54 م]ـ
ما هي الإعجاز العلمي في هذه المسألة (لِمَ لا تعادل شهادة المرأة شهادة الرجل؟)
جزاكم الله خيراً<? xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
ـ[مشرف الشهري]ــــــــ[22 - 10 - 09, 05:29 م]ـ
ففي دراسة حديثة قام بها علماء في (سيدني ـ أستراليا) ونشرت نتائجها على شبكة CNN وشبكة BBC الإخبارية بعنوان الدراسة: Pregnancy does cause memory loss, study says ( الحمل يجعل الذاكرة أقل، الدراسة تقول ذلك). أثبتت الدراسة أن الحمل يتسبب بضعف ذاكرة النساء، وأن هذه الحالة تستمر لفترة ما بعد الولادة أحياناً حيث يتسبب الحمل في تناقص طفيف في عدد خلايا الذاكرة لدماغ الأم الحامل.
وقالت جوليا هنري، وهي إحدى العاملات على البحث من جامعة نيوساوث ويلز بسيدني، لشبكة CNN : " ما وجدناه هو أن المجهود الذهني المرتبط بتذكر تفاصيل جديدة أو أداء مهام متعددة المراحل، يصاب باضطراب." وأضافت: "قد تعجز المرأة الحامل مثلاً عن تذكّر رقم جديد، لكنها ستستعيد بسهولة الأرقام القديمة التي كانت تطلبها على الدوام." وقالت هنري إنها قامت، مساعدة الدكتور بيتر ريندل، بوضع هذه الدراسة بالاعتماد على تحليل 12 بحث شمل مسحاً لقدرات النساء الذهنية قبل الولادة وبعدها.
ولفتت إلى أن النتائج تشير إلى احتمال استمرار حالة الاضطراب هذه بعد الولادة لعام كامل أحياناً، دون أن تؤكد بأن الوضع يتحسن بعد تلك الفترة بسبب الحاجة إلى المزيد من الأبحاث. غير أن الدراسة لم تحدد أسباب هذه الظاهرة، نظراً للحاجة إلى إجراء المزيد من الفحوصات المخبرية المعمقة، وإن كانت قد استعرضت مجموعة من السيناريوهات المحتملة، وفي مقدمتها تبدل هرمونات الجسد والتغيّر السريع في نمط العيش.
الخلاصة رأي العلم: المرأة الحامل تصاب ذاكرتها بالضعف والاضطراب أثناء الحمل وربما تعاني من ضعف الذاكرة لمدة عام كامل أحياناً بعد الولادة وربما أكثر بسبب تناقص في عدد خلايا الذاكرة وللأسباب غير معروفة لحد الآن.
الإعجاز العلمي في الآية:
الإشارة إلى كثرة نسيان النساء لذلك جعل شهادتهم نصف شهادة الرجل وهذا ما أثبته العلم الحديث.
المصادر:
Pregnancy does cause memory loss, study says
http://www.cnn.com/2008/HEALTH/condi...ory/index.html (http://www.cnn.com/2008/HEALTH/conditions/02/05/pregnancy.memory/index.html)
Does pregnancy affect memory
http://www.bbc.co.uk/radio4/memory/u...regnancy.shtml (http://www.bbc.co.uk/radio4/memory/understand/memory_pregnancy.shtml)
Pregnancy 'does cause memory loss'
http://www.guardian.co.uk/science/20...arch.pregnancy (http://www.guardian.co.uk/science/2008/feb/03/medicalresearch.pregnancy)
<!-- google_ad_section_end -->
<!-- / message -->
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[22 - 10 - 09, 11:21 م]ـ
بارك الله بك أخي مشرف الشهري
هذا يدل على أن مسألة الإعجاز العلمي برمتها مسألة ظنية تخريصية , ولذلك مفاسد عظيمة حيث القرآن ثابت الإعجاز بعجز الإنس والجن عن معارضته لأقل قدر مطلوب في التحدي (وهو سورة) ولو كانت أقصر سورة وعجزهم عن ذلك مع اضطرارهم الشديد لذلك ....
وليس هناك إعجازا أعظم من عجز هذا الزمان خاصة بكل وسائله التقنية التي لا توصف عن عمل قدر سورة من كتاب بلغه إلينا رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب (صلى الله عليه وسلم)
وفي هذا الحالة التي ذكرت أخي العزيز بارك الله بك، لو كان الأمر كما تقول، لبين الشارع تبارك وتعالى أن رجل وامرأتين من الحوامل أو ذوات الأزواج على الأقل، ولاستثنى البنات!! لأنهن خارج هذا الوصف الذي ذكرت ......... !!!
بينما الشرع -على حد علمي- لم يفرق في الحكم في حالة المرأة أبدا بين بنت عذراء أو زوجة ... نهائيا ...
ومن ذلك قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) رواه مسلم.
ولم يقل بنتا أو غيرها ...
أما الفارق العظيم بين الرجل والمرأة فثابت مجمع عليه عند الجميع - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم يقل بالمساواه إلا في هذا الزمن الأبعد عن المساواه ........
أما نحن معشر المسلمين فحسبنا كتاب الله تعالى وسنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ...
قال تعالى: (ألرجال قوامون على النساء بما فضل بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم .. الآية) النساء.
والله الموفق والله أعلم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[26 - 10 - 09, 08:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 01:51 م]ـ
بارك الله بك أخي مشرف الشهري
هذا يدل على أن مسألة الإعجاز العلمي برمتها مسألة ظنية تخريصية ,
وفي هذا الحالة التي ذكرت أخي العزيز بارك الله بك، لو كان الأمر كما تقول، لبين الشارع تبارك وتعالى أن رجل وامرأتين من الحوامل أو ذوات الأزواج على الأقل، ولاستثنى البنات!! لأنهن خارج هذا الوصف الذي ذكرت ......... !!!
بينما الشرع -على حد علمي- لم يفرق في الحكم في حالة المرأة أبدا بين بنت عذراء أو زوجة ... نهائيا ...
ومن ذلك قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) رواه مسلم.
ولم يقل بنتا أو غيرها ...
والله الموفق والله أعلم
صدقت!
كثير من مسائل العلم هو ظني، ومع هذا لا مانع من الاستناس بما نقله الأخ الفاضل كحكمة من حكم الشارع في جعل شهادة الرجل تعادل شهادة امرأتين، وما ذكرته من عدم التفريق بين الحامل وغيرها ليس بناهض، فإن مصير البنت إلى الزواج، والعادة:أن تكون قبله صغيرة، فليس الزواج أو الحمل وصفا صالحا ليعلق الشارع الحكم عليه.(117/418)
علم النفس الشرعي
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 04:54 م]ـ
هذه مسائل في علم النفس الشرعي مجموعة من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
مسألة متى خلقت النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 16 / ص 230)
هِيَ آخِرُ الْمَخْلُوقَاتِ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ آخِرَ الْمَخْلُوقَاتِ.
مسألة ما المراد بالنفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 292)
فَصْلٌ:
وَلَكِنَّ لَفْظَ " الرُّوحِ وَالنَّفْسِ " يُعَبَّرُ بِهِمَا عَنْ عِدَّةِ مَعَانٍ: فَيُرَادُ بِالرُّوحِ الْهَوَاءُ الْخَارِجُ مِنْ الْبَدَنِ وَالْهَوَاءُ الدَّاخِلُ فِيهِ وَيُرَادُ بِالرُّوحِ الْبُخَارُ الْخَارِجُ مِنْ تَجْوِيفِ الْقَلْبِ مِنْ سويداه السَّارِي فِي الْعُرُوقِ وَهُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْأَطِبَّاءُ الرُّوحَ وَيُسَمَّى الرُّوحُ الْحَيَوَانِيُّ. فَهَذَانِ الْمَعْنَيَانِ غَيْرُ الرُّوحِ الَّتِي تُفَارِقُ بِالْمَوْتِ الَّتِي هِيَ النَّفْسُ. وَيُرَادُ بِنَفْسِ الشَّيْءِ ذَاتُهُ وَعَيْنُهُ كَمَا يُقَالُ رَأَيْت زَيْدًا نَفْسَهُ وَعَيْنَهُ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} وَقَالَ: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّهُ {قَالَ لِأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: لَقَدْ قُلْت بَعْدَك أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ لَوْ وُزِنَّ بِمَا قلتيه لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ} وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الْإِلَهِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي إنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْته فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْته فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ}. فَهَذِهِ الْمَوَاضِعُ الْمُرَادُ فِيهَا بِلَفْظِ النَّفْسِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ: اللَّهُ نَفْسُهُ الَّتِي هِيَ ذَاتُهُ الْمُتَّصِفَةُ بِصِفَاتِهِ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهَا ذَاتًا مُنْفَكَّةً عَنْ الصِّفَاتِ وَلَا الْمُرَادُ بِهَا صِفَةً لِلذَّاتِ وَطَائِفَةٌ مِنْ النَّاسِ يَجْعَلُونَهَا مِنْ بَابِ الصِّفَاتِ كَمَا يَظُنُّ طَائِفَةٌ أَنَّهَا الذَّاتُ الْمُجَرَّدَةُ عَنْ الصِّفَاتِ وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ خَطَأٌ. وَقَدْ يُرَادُ بِلَفْظِ النَّفْسِ الدَّمُ الَّذِي يَكُونُ فِي الْحَيَوَانِ كَقَوْلِ الْفُقَهَاءِ " مَا لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ وَمَا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ " وَمِنْهُ يُقَالُ نَفِسَتْ الْمَرْأَةُ إذَا حَاضَتْ وَنَفِسَتْ (*) إذَا نَفَّسَهَا وَلَدُهَا وَمِنْهُ قِيلَ النُّفَسَاءُ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: تَسِيلُ عَلَى حَدِّ الظباة نُفُوسُنَا وَلَيْسَتْ عَلَى غَيْرِ الظباة تَسِيلُ فَهَذَانِ الْمَعْنَيَانِ بِالنَّفْسِ لَيْسَا هُمَا مَعْنَى الرُّوحِ وَيُرَادُ بِالنَّفْسِ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ صِفَاتُهَا الْمَذْمُومَةُ فَيُقَالُ: فُلَانٌ لَهُ نَفْسٌ وَيُقَالُ: اُتْرُكْ نَفْسَك وَمِنْهُ قَوْلُ أَبِي مَرْثَدٍ " رَأَيْت رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ فَقُلْت أَيْ رَبِّ كَيْفَ الطَّرِيقُ إلَيْك فَقَالَ اُتْرُكْ نَفْسَك " وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَا يَتْرُكُ ذَاتَه وَإِنَّمَا يَتْرُكُ هَوَاهَا وَأَفْعَالَهَا الْمَذْمُومَةَ
مسألة ما أنواع النفس؟ و ماذا يحصل إذا فسدت النفوس؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 294)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/419)
لَفْظُ " النَّفْسِ " يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ النَّفْسِ الْمُتَّبِعَةِ لِهَوَاهَا أَوْ عَنْ اتِّبَاعِهَا الْهَوَى بِخِلَافِ لَفْظِ " الرُّوحِ " فَإِنَّهَا لَا يُعَبَّرُ بِهَا عَنْ ذَلِكَ إذْ كَانَ لَفْظُ " الرُّوحِ " لَيْسَ هُوَ بِاعْتِبَارِ تَدْبِيرِهَا لِلْبَدَنِ. وَيُقَالُ النُّفُوسُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ: وَهِيَ " النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ " الَّتِي يَغْلِبُ عَلَيْهَا اتِّبَاعُ هَوَاهَا بِفِعْلِ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي. وَ " النَّفْسُ اللَّوَّامَةُ " وَهِيَ الَّتِي تُذْنِبُ وَتَتُوبُ فَعَنْهَا خَيْرٌ وَشَرٌّ لَكِنْ إذَا فَعَلَتْ الشَّرَّ تَابَتْ وَأَنَابَتْ فَتُسَمَّى لَوَّامَةً لِأَنَّهَا تَلُومُ صَاحِبَهَا عَلَى الذُّنُوبِ وَلِأَنَّهَا تَتَلَوَّمُ أَيْ تَتَرَدَّدُ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَ " النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ " وَهِيَ الَّتِي تُحِبُّ الْخَيْرَ وَالْحَسَنَاتِ وَتُرِيدُهُ وَتُبْغِضُ الشَّرَّ وَالسَّيِّئَاتِ وَتَكْرَهُ ذَلِكَ وَقَدْ صَارَ ذَلِكَ لَهَا خُلُقًا وَعَادَةً وَمَلَكَةً. فَهَذِهِ صِفَاتٌ وَأَحْوَالٌ لِذَاتٍ وَاحِدَةٍ وَإِلَّا فَالنَّفْسُ الَّتِي لِكُلِّ إنْسَانٍ هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ وَهَذَا أَمْرٌ يَجِدُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ نَفْسِهِ.
مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 148)
وَهَذِهِ الْقِسْمَةُ الثُّلَاثِيَّةُ كَمَا قِيلَ: الْأَنْفُسُ ثَلَاثٌ: أَمَّارَةٌ؛ وَمُطَمْئِنَةٌ؛ وَلَوَّامَةٌ. فَالْأَوَّلُونَ هُمْ أَهْلُ الْأَنْفُسِ الْأَمَّارَةِ الَّتِي تَأْمُرُهُ بِالسُّوءِ. وَالْأَوْسَطُونَ هُمْ أَهْلُ النُّفُوسِ الْمُطْمَئِنَّةِ الَّتِي قِيلَ فِيهَا: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} {ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} {وَادْخُلِي جَنَّتِي}. وَالْآخَرُونَ هُمْ أَهْلُ النُّفُوسِ اللَّوَّامَةِ الَّتِي تَفْعَلُ الذَّنْبَ ثُمَّ تَلُومُ عَلَيْهِ؛ وَتَتَلَوَّنُ: تَارَةً كَذَا. وَتَارَةً كَذَا. وَتَخْلِطُ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا.
وَلِهَذَا لَمَّا كَانَ النَّاسُ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ اللَّذَيْنِ أُمِرَ الْمُسْلِمُونَ بِالِاقْتِدَاءِ بِهِمَا كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {اقْتَدُوا بالذين مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ} أَقْرَبُ عَهْدًا بِالرِّسَالَةِ وَأَعْظَمُ إيمَانًا وَصَلَاحًا؛ وَأَئِمَّتُهُمْ أَقْوَمُ بِالْوَاجِبِ وَأَثْبَتُ فِي الطُّمَأْنِينَةِ: لَمْ تَقَعْ فِتْنَةٌ؛ إذْ كَانُوا فِي حُكْمِ الْقِسْمِ الْوَسَطِ. وَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ وَخِلَافَةِ عَلِيٍّ كَثُرَ الْقِسْمُ الثَّالِثُ؛ فَصَارَ فِيهِمْ شَهْوَةٌ وَشُبْهَةٌ مَعَ الْإِيمَانِ وَالدِّينِ؛ وَصَارَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ الْوُلَاةِ وَبَعْضِ الرَّعَايَا ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ بَعْدُ؛ فَنَشَأَتْ الْفِتْنَةُ الَّتِي سَبَبُهَا مَا تَقَدَّمَ مِنْ عَدَمِ تَمْحِيصِ التَّقْوَى وَالطَّاعَةِ فِي الطَّرَفَيْنِ؛ وَاخْتِلَاطِهِمَا بِنَوْعِ مِنْ الْهَوَى وَالْمَعْصِيَةِ فِي الطَّرَفَيْنِ: وَكُلٌّ مِنْهُمَا مُتَأَوِّلٌ أَنَّهُ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنْ الْمُنْكَرِ وَأَنَّهُ مَعَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَمَعَ هَذَا التَّأْوِيلِ نَوْعٌ مِنْ الْهَوَى؛ فَفِيهِ نَوْعٌ مِنْ الظَّنِّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ؛ وَإِنْ كَانَتْ إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَوْلَى بِالْحَقِّ مِنْ الْأُخْرَى.
مسألة ما أنواع قوى النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 15 / ص 428)
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:
فَصْلٌ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/420)
أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ ثَلَاثٌ: الْكُفْرُ ثُمَّ قَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ثُمَّ الزِّنَا كَمَا رَتَّبَهَا اللَّهُ فِي قَوْلِهِ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: {قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَك قُلْت: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَك خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَك. قُلْت: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِك}.
وَلِهَذَا التَّرْتِيبِ وَجْهٌ مَعْقُولٌ وَهُوَ أَنَّ قُوَى الْإِنْسَانِ ثَلَاثٌ:
قُوَّةُ الْعَقْلِ وَقُوَّةُ الْغَضَبِ وَقُوَّةُ الشَّهْوَةِ. فَأَعْلَاهَا الْقُوَّةُ الْعَقْلِيَّةُ - الَّتِي يَخْتَصُّ بِهَا الْإِنْسَانُ دُونَ سَائِرِ الدَّوَابِّ وَتَشْرَكُهُ فِيهَا الْمَلَائِكَةُ كَمَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرُهُ: خُلِقَ لِلْمَلَائِكَةِ عُقُولٌ بِلَا شَهْوَةٍ، وَخُلِقَ لِلْبَهَائِمِ شَهْوَةٌ بِلَا عَقْلٍ وَخُلِقَ لِلْإِنْسَانِ عَقْلٌ وَشَهْوَةٌ فَمَنْ غَلَبَ عَقْلُهُ شَهْوَتَهُ فَهُوَ خَيْرٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَمَنْ غَلَبَتْ شَهْوَتُهُ عَقْلَهُ فَالْبَهَائِمُ خَيْرٌ مِنْهُ. ثُمَّ الْقُوَّةُ الْغَضَبِيَّةُ الَّتِي فِيهَا دَفْعُ الْمَضَرَّةِ ثُمَّ الْقُوَّةُ الشهوية الَّتِي فِيهَا جَلْبُ الْمَنْفَعَةِ. وَمِنْ الطبائعيين مَنْ يَقُولُ: الْقُوَّةُ الْغَضَبِيَّةُ هِيَ الْحَيَوَانِيَّةُ؛ لِاخْتِصَاصِ الْحَيَوَانِ بِهَا دُونَ النَّبَاتِ. وَالْقُوَّةُ الشهوية هِيَ النَّبَاتِيَّةُ لِاشْتِرَاكِ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ فِيهَا. وَاخْتِصَاصُ النَّبَاتِ بِهَا دُونَ الْجَمَادِ. لَكِنْ يُقَالُ: إنْ أَرَادَ أَنَّ نَفْسَ الشَّهْوَةِ مُشْتَرَكَةٌ بَيْنَ النَّبَاتِ وَالْحَيَوَانِ فَلَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّ النَّبَاتَ لَيْسَ فِيهِ حَنِينٌ وَلَا حَرَكَةٌ إرَادِيَّةٌ وَلَا شَهْوَةٌ وَلَا غَضَبٌ. وَإِنْ أَرَادَ نَفْسَ النُّمُوِّ وَالِاغْتِذَاءِ فَهَذَا تَابِعٌ لِلشَّهْوَةِ وَمُوجِبُهَا. وَلَهُ نَظِيرٌ فِي الْغَضَبِ. وَهُوَ أَنَّ مُوجَبَ الْغَضَبِ وَتَابِعَهُ هُوَ الدَّفْعُ وَالْمَنْعُ وَهَذَا مَعْنَى مَوْجُودٌ فِي سَائِرِ الْأَجْسَامِ الصُّلْبَةِ الْقَوِيَّةِ فَذَاتُ الشَّهْوَةِ وَالْغَضَبِ مُخْتَصٌّ بِالْحَيِّ. وَأَمَّا مُوجِبُهُمَا مِنْ الِاعْتِدَاءِ وَالدَّفْعِ فَمُشْتَرَكٌ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ النَّبَاتِ الْقَوِيِّ فَقُوَّةُ الدَّفْعِ وَالْمَنْعِ مَوْجُودٌ فِي النَّبَاتِ الصُّلْبِ الْقَوِيِّ دُونَ اللَّيِّنِ الرَّطْبِ فَتَكُونُ قُوَّةُ الدَّفْعِ مُخْتَصَّةٌ بِبَعْضِ النَّبَاتِ؛ لَكِنَّهُ مَوْجُودٌ فِي سَائِرِ الْأَجْسَامِ الصُّلْبَةِ فَبَيْنَ الشَّهْوَةِ وَالْغَضَبِ عُمُومٌ وَخُصُوصٌ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ: أَنَّ قُوَى الْأَفْعَالِ فِي النَّفْسِ إمَّا جَذْبٌ وَإِمَّا دَفْعٌ فَالْقُوَّةُ الْجَاذِبَةُ الْجَالِبَةُ لِلْمُلَائِمِ هِيَ الشَّهْوَةُ وَجِنْسُهَا: مِنْ الْمَحَبَّةِ وَالْإِرَادَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَالْقُوَّةُ الدَّافِعَةُ الْمَانِعَةُ لِلْمُنَافِي هِيَ الْغَضَبُ وَجِنْسُهَا: مِنْ الْبُغْضِ وَالْكَرَاهَةِ وَهَذِهِ الْقُوَّةُ بِاعْتِبَارِ الْقَدْرِ الْمُشْتَرَكِ بَيْنَ الْإِنْسَانِ وَالْبَهَائِمِ هِيَ مُطْلَقُ الشَّهْوَةِ وَالْغَضَبِ وَبِاعْتِبَارِ مَا يَخْتَصُّ بِهِ الْإِنْسَانُ الْعَقْلُ وَالْإِيمَانُ وَالْقُوَى الرُّوحَانِيَّةُ الْمُعْتَرِضَةُ. فَالْكُفْرُ مُتَعَلِّقٌ بِالْقُوَّةِ الْعَقْلِيَّةِ النَّاطِقَةِ الْإِيمَانِيَّةِ؛ وَلِهَذَا لَا يُوصَفُ بِهِ مَنْ لَا تَمْيِيزَ لَهُ وَالْقَتْلُ نَاشِئٌ عَنْ الْقُوَّةِ الْغَضَبِيَّةِ وَعُدْوَانٍ فِيهَا. وَالزِّنَا عَنْ الْقُوَّةِ الشَّهْوَانِيَّةِ. فَالْكُفْرُ اعْتِدَاءٌ وَفَسَادٌ فِي الْقُوَّةِ الْعَقْلِيَّةِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَقَتْلُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/421)
النَّفْسِ اعْتِدَاءٌ وَفَسَادٌ فِي الْقُوَّةِ الْغَضَبِيَّةِ وَالزِّنَا اعْتِدَاءٌ وَفَسَادٌ فِي الْقُوَّةِ الشَّهْوَانِيَّةِ. وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ ظَاهِرٍ: أَنَّ الْخَلْقَ خَلَقَهُمْ اللَّهُ لِعِبَادَتِهِ وَقِوَامُ الشَّخْصِ بِجَسَدِهِ وَقِوَامُ النَّوْعِ بِالنِّكَاحِ وَالنَّسْلِ فَالْكُفْرُ فَسَادُ الْمَقْصُودِ الَّذِي لَهُ خُلِقُوا وَقَتْلُ النَّفْسِ فَسَادُ النُّفُوسِ الْمَوْجُودَةِ وَالزِّنَا فَسَادٌ فِي الْمُنْتَظَرِ مِنْ النَّوْعِ. فَذَاكَ إفْسَادُ الْمَوْجُودِ وَذَاكَ إفْسَادٌ لِمَا لَمْ يُوجَدْ بِمَنْزِلَةِ مَنْ أَفْسَدَ مَالًا مَوْجُودًا أَوْ مَنَعَ الْمُنْعَقِدَ أَنْ يُوجَدَ وَإِعْدَامُ الْمَوْجُودِ أَعْظَمُ فَسَادًا فَلِهَذَا كَانَ التَّرْتِيبُ كَذَلِكَ. وَمِنْ وَجْهٍ ثَالِثٍ أَنَّ الْكُفْرَ فَسَادُ الْقَلْبِ وَالرُّوحِ الَّذِي هُوَ مَلِكُ الْجَسَدِ وَالْقَتْلُ إفْسَادٌ لِلْجَسَدِ الْحَامِلِ لَهُ وَإِتْلَافُ الْمَوْجُودِ. وَأَمَّا الزِّنَا فَهُوَ فَسَادٌ فِي صِفَةِ الْوُجُودِ لَا فِي أَصْلِهِ لَكِنَّ هَذَا يَخْتَصُّ بِالزِّنَا وَمِنْ هُنَا يَتَبَيَّنُ أَنَّ اللِّوَاطَ أَعْظَمُ فَسَادًا مِنْ الزِّنَا.
مسألة ما منافع هذه القوى؟
مجموع الفتاوى - (ج 13 / ص 83)
يُقَالُ: الْقُوَّةُ الْمَلَكِيَّةُ وَالْبَهِيمِيَّةُ والسبعية والشيطانية فَإِنَّ الْمَلَكِيَّةَ فِيهَا الْعِلْمُ النَّافِعُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ وَالْبَهِيمِيَّةَ فِيهَا الشَّهَوَاتُ كَالْأَكْلِ وَالشُّرْبِ والسبعية فِيهَا الْغَضَبُ وَهُوَ دَفْعُ الْمُؤْذِي وَأَمَّا الشَّيْطَانِيَّةُ فَشَرٌّ مَحْضٌ لَيْسَ فِيهَا جَلْبُ مَنْفَعَةٍ وَلَا دَفْعُ مَضَرَّةٍ. وَالْفَلَاسِفَةُ وَنَحْوُهُمْ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُ الْجِنَّ وَالشَّيَاطِينَ لَا يَعْرِفُونَ هَذِهِ وَإِنَّمَا يَعْرِفُونَ الشَّهْوَةَ وَالْغَضَبَ وَالشَّهْوَةُ وَالْغَضَبُ خُلِقَا لِمَصْلَحَةِ وَمَنْفَعَةٍ؛ لَكِنَّ الْمَذْمُومَ هُوَ الْعُدْوَانُ فِيهِمَا وَأَمَّا الشَّيْطَانُ فَيَأْمُرُ بِالشَّرِّ الَّذِي لَا مَنْفَعَةَ فِيهِ وَيُحِبُّ ذَلِكَ كَمَا فَعَلَ إبْلِيسُ بِآدَمَ لَمَّا وَسْوَسَ لَهُ
مسألة هل النفس تتحرك و تريد؟
مجموع الفتاوى - (ج 1 / ص 34)
فَصْلٌ:
وَهُوَ مِثْلُ الْمُقَدِّمَةِ لِهَذَا الَّذِي أَمَامَهُ، وَهُوَ أَنَّ كُلَّ إنْسَانٍ فَهُوَ هَمَّامٌ حَارِثٌ حَسَّاسٌ مُتَحَرِّكٌ بِالْإِرَادَةِ، بَلْ كُلُّ حَيٍّ فَهُوَ كَذَلِكَ لَهُ عِلْمٌ وَعَمَلٌ بِإِرَادَتِهِ. وَالْإِرَادَةُ هِيَ الْمَشِيئَةُ وَالِاخْتِيَارُ، وَلَا بُدَّ فِي الْعَمَلِ الْإِرَادِيِّ الِاخْتِيَارِيِّ مِنْ مُرَادٍ وَهُوَ الْمَطْلُوبُ، وَلَا يَحْصُلُ الْمُرَادُ إلَّا بِأَسْبَابِ وَوَسَائِلَ تُحَصِّلُهُ، فَإِنْ حَصَلَ بِفِعْلِ الْعَبْدِ فَلَا بُدَّ مِنْ قُدْرَةٍ وَقُوَّةٍ؛ وَإِنْ كَانَ مِنْ خَارِجٍ فَلَا بُدَّ مِنْ فَاعِلٍ غَيْرِهِ؛ وَإِنْ كَانَ مِنْهُ وَمِنْ الْخَارِجِ فَلَا بُدَّ مِنْ الْأَسْبَابِ كَالْآلَاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَلَا بُدَّ لِكُلِّ حَيٍّ مِنْ إرَادَةٍ، وَلَا بُدَّ لِكُلِّ مُرِيدٍ مِنْ عَوْنٍ يَحْصُلُ بِهِ مُرَادُهُ. فَصَارَ الْعَبْدُ مَجْبُولًا عَلَى أَنْ يَقْصِدَ شَيْئًا وَيُرِيدَهُ؛ وَيَسْتَعِينَ بِشَيْءِ وَيَعْتَمِدَ عَلَيْهِ فِي تَحْصِيلِ مُرَادِهِ هَذَا أَمْرٌ حَتْمٌ لَازِمٌ ضَرُورِيٌّ فِي حَقِّ كُلِّ إنْسَانٍ يَجِدُهُ فِي نَفْسِهِ.
مسألة ما أنواع حركة النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 6 / ص 559)
وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ كُلَّ حَرَكَةٍ فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ " قَسْرِيَّةً " وَهِيَ تَابِعَةٌ لِلْقَاسِرِ أَوْ " طَبِيعِيَّةً " وَإِنَّمَا تَكُونُ إذَا خَرَجَ الْمَطْبُوعُ عَنْ مَرْكَزِهِ فَيُطْلَبُ عَوْدُهُ إلَيْهِ؛ أَوْ " إرَادِيَّةً " وَهِيَ الْأَصْلُ فَجَمِيعُ الْحَرَكَاتِ تَابِعَةٌ لِلْحَرَكَةِ الْإِرَادِيَّةِ
مسألة ما هو العقل؟ و أين مسكنه؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 271)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/422)
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَد بْنُ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -:
عَنْ " الْعَقْلِ " الَّذِي لِلْإِنْسَانِ هَلْ هُوَ عَرَضٌ؟ وَمَا هِيَ " الرُّوحُ " الْمُدَبِّرَةُ لِجَسَدِهِ؟ هَلْ هِيَ النَّفْسُ؟ وَهَلْ لَهَا كَيْفِيَّةٌ تُعْلَمُ؟ وَهَلْ هِيَ عَرَضٌ أَوْ جَوْهَرٌ؟ وَهَلْ يُعْلَمُ مَسْكَنُهَا مِنْ الْجَسَدِ؟ وَمَسْكَنُ الْعَقْلِ؟.
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، " الْعَقْلُ " فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَكَلَامِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ هُوَ أَمْرٌ يَقُومُ بِالْعَاقِلِ سَوَاءٌ سُمِّيَ عَرَضًا أَوْ صِفَةً لَيْسَ هُوَ عَيْنًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا سَوَاءٌ سُمِّيَ جَوْهَرًا أَوْ جِسْمًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ. وَإِنَّمَا يُوجَدُ التَّعْبِيرُ بِاسْمِ " الْعَقْلِ " عَنْ الذَّاتِ الْعَاقِلَةِ الَّتِي هِيَ جَوْهَرٌ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ فِي كَلَامِ طَائِفَةٍ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْعَقْلِ وَالنَّفْسِ وَيَدَّعُونَ ثُبُوتَ عُقُولٍ عَشَرَةٍ كَمَا يَذْكُرُ ذَلِكَ مَنْ يَذْكُرُهُ مِنْ أَتْبَاعِ أَرِسْطُو أَوْ غَيْرِهِ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ الْمَشَّائِينَ. وَمَنْ تَلَقَّى ذَلِكَ عَنْهُمْ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْمِلَلِ. وَقَدْ بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى هَؤُلَاءِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ وَبُيِّنَ أَنَّ مَا يَذْكُرُونَهُ مِنْ الْعُقُولِ وَالنُّفُوسِ وَالْمُجَرَّدَاتِ وَالْمُفَارَقَاتِ وَالْجَوَاهِرِ الْعَقْلِيَّةِ لَا يَثْبُتُ لَهُمْ مِنْهُ إلَّا نَفْسُ الْإِنْسَانِ وَمَا يَقُومُ بِهَا مِنْ الْعُلُومِ وَتَوَابِعهَا؛ فَإِنَّ أَصْلَ تَسْمِيَتِهِمْ لِهَذِهِ الْأُمُورِ مُفَارَقَاتٍ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ مُفَارَقَةِ النَّفْسِ الْبَدَنَ بِالْمَوْتِ وَهَذَا أَمْرٌ صَحِيحٌ فَإِنَّ نَفْسَ الْمَيِّتِ تُفَارِقُ بَدَنَهُ بِالْمَوْتِ وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ النَّفْسَ قَائِمَةٌ بِنَفْسِهَا تَبْقَى بَعْدَ فِرَاقِ الْبَدَنِ بِالْمَوْتِ مُنَعَّمَةً أَوْ مُعَذَّبَةً وَهَذَا مَذْهَبُ أَهْلِ الْمِلَلِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ وَهُوَ قَوْلُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَسَائِرِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ يَزْعُمُونَ أَنَّ النَّفْسَ هِيَ الْحَيَاةُ الْقَائِمَةُ بِالْبَدَنِ. وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ: هِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ الْبَدَنِ كَالرِّيحِ الْمُتَرَدِّدَةِ فِي الْبَدَنِ أَوْ الْبُخَارِ الْخَارِجِ مِنْ الْقَلْبِ. فَفِي الْجُمْلَةِ النَّفْسُ الْمُفَارِقَةُ لِلْبَدَنِ بِالْمَوْتِ لَيْسَتْ جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءِ الْبَدَنِ وَلَا صِفَةً مِنْ صِفَاتِ الْبَدَنِ عِنْدَ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا. وَإِنَّمَا يَقُولُ هَذَا وَهَذَا مَنْ يَقُولُهُ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ الْمُبْتَدَعِ الْمُحْدَثِ مِنْ أَتْبَاعِ الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةِ وَنَحْوِهِمْ. وَالْفَلَاسِفَةُ الْمَشَّاءُونَ يُقِرُّونَ بِأَنَّ النَّفْسَ تَبْقَى إذَا فَارَقَتْ الْبَدَنَ؛ لَكِنْ يَصِفُونَ النَّفْسَ بِصِفَاتِ بَاطِلَةٍ فَيَدَّعُونَ أَنَّهَا إذَا فَارَقَتْ الْبَدَنَ كَانَتْ عَقْلًا. وَالْعَقْلُ عِنْدَهُمْ هُوَ الْمُجَرَّدُ عَنْ الْمَادَّةِ وَعَلَائِقِ الْمَادَّةِ وَالْمَادَّةُ عِنْدَهُمْ هِيَ الْجِسْمُ وَقَدْ يَقُولُونَ: هُوَ الْمُجَرَّدُ عَنْ التَّعَلُّقِ بِالْهَيُولَى وَالْهَيُولَى فِي لُغَتِهِمْ هُوَ بِمَعْنَى الْمَحَلِّ. وَيَقُولُونَ: الْمَادَّةُ وَالصُّورَةُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/423)
وَالْعَقْلُ عِنْدَهُمْ جَوْهَرٌ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ لَا يُوصَفُ بِحَرَكَةِ وَلَا سُكُونٍ وَلَا تَتَجَدَّدُ لَهُ أَحْوَالٌ أَلْبَتَّةَ. فَحَقِيقَةُ قَوْلِهِمْ أَنَّ النَّفْسَ إذَا فَارَقَتْ الْبَدَنَ لَا يَتَجَدَّدُ لَهَا حَالٌ مِنْ الْأَحْوَالِ لَا عُلُومٌ وَلَا تَصَوُّرَاتٌ. وَلَا سَمْعٌ وَلَا بَصَرٌ وَلَا إرَادَاتٌ. وَلَا فَرَحٌ وَسُرُورٌ وَلَا غَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا قَدْ يَتَجَدَّدُ وَيَحْدُثُ بَلْ تَبْقَى عِنْدَهُمْ عَلَى حَالٍ وَاحِدَةٍ أَزَلًا وَأَبَدًا كَمَا يَزْعُمُونَهُ فِي الْعَقْلِ وَالنَّفْسِ. ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إنَّ النُّفُوسَ وَاحِدَةٌ بِالْعَيْنِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هِيَ مُتَعَدِّدَةٌ. وَفِي كَلَامِهِمْ مِنْ الْبَاطِلِ مَا لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِهِ. وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ التَّنْبِيهُ عَلَى مَا يُنَاسِبُ هَذَا الْمَوْضِعَ: فَهُمْ يُسَمُّونَ مَا اقْتَرَنَ بِالْمَادَّةِ الَّتِي هِيَ الْهَيُولَى وَهِيَ الْجِسْمُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ نَفْسًا كَنَفْسِ الْإِنْسَانِ الْمُدَبِّرَةِ لِبَدَنِهِ. وَيَزْعُمُونَ أَنَّ لِلْفَلَكِ نَفْسًا تُحَرِّكُهُ كَمَا لِلنَّاسِ نُفُوسٌ لَكِنْ كَانَ قُدَمَاؤُهُمْ يَقُولُونَ: إنَّ نَفْسَ الْفَلَكِ عَرَضٌ قَائِمٌ بِالْفَلَكِ كَنُفُوسِ الْبَهَائِمِ وَكَمَا يَقُومُ بِالْإِنْسَانِ الشَّهْوَةُ وَالْغَضَبُ لَكِنَّ طَائِفَةً مِنْهُمْ كَابْنِ سِينَا وَغَيْرِهِ زَعَمُوا أَنَّ النَّفْسَ الْفَلَكِيَّةَ جَوْهَرٌ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ كَنَفْسِ الْإِنْسَانِ وَمَا دَامَتْ نَفْسُ الْإِنْسَانِ مُدَبِّرَةً لِبَدَنِهِ سَمَّوْهَا نَفْسًا فَإِذَا فَارَقَتْ سَمَّوْهَا عَقْلًا؛ لِأَنَّ الْعَقْلَ عِنْدَهُمْ هُوَ الْمُجَرَّدُ عَنْ الْمَادَّةِ وَعَنْ عَلَائِقِ الْمَادَّةِ. وَأَمَّا النَّفْسُ فَهِيَ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالْبَدَنِ تَعَلُّقَ التَّدْبِيرِ وَالتَّصْرِيفِ.
وَأَصْلُ تَسْمِيَتِهِمْ هَذِهِ مُجَرَّدَاتٍ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ كَوْنِ الْإِنْسَانِ يُجَرِّدُ الْأُمُورَ الْعَقْلِيَّةَ الْكُلِّيَّةَ عَنْ الْأُمُورِ الْحِسِّيَّةِ الْمُعَيَّنَةِ فَإِنَّهُ إذَا رَأَى أَفْرَادًا لِلْإِنْسَانِ كَزَيْدِ وَعَمْرٍو عَقَلَ قَدْرًا مُشْتَرِكًا بَيْنَ الْأَنَاسِيِّ وَبَيْنَ الْإِنْسَانِيَّةِ الْكُلِّيَّةِ الْمُشْتَرِكَةِ الْمَعْقُولَةِ فِي قَلْبِهِ. وَإِذَا رَأَى الْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ وَبَهِيمَةَ الْأَنْعَامِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَفْرَادِ الْحَيَوَانِ عَقَلَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرًا كُلِّيًّا مُشْتَرِكًا بَيْنَ الْأَفْرَادِ وَهِيَ الْحَيَوَانِيَّةُ الْكُلِّيَّةُ الْمَعْقُولَةُ. وَإِذَا رَأَى مَعَ ذَلِكَ الْحَيَوَانَ وَالشَّجَرَ وَالنَّبَاتَ عَقَلَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرًا مُشْتَرِكًا كُلِّيًّا وَهُوَ الْجِسْمُ النَّامِي الْمُغْتَذِي وَقَدْ يُسَمُّونَ ذَلِكَ النَّفْسَ النَّبَاتِيَّةَ.
وَإِذَا رَأَى مَعَ ذَلِكَ سَائِرَ الْأَجْسَامِ الْعُلْوِيَّةِ الْفَلَكِيَّةِ وَالسُّفْلِيَّةِ الْعُنْصُرِيَّةِ عَقَلَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرًا مُشْتَرِكًا كُلِّيًّا هُوَ الْجِسْمُ الْعَامُّ الْمُطْلَقُ وَإِذَا رَأَى مَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْمَوْجُودَاتِ عَقَلَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرًا مُشْتَرَكًا كُلِّيًّا وَهُوَ الْوُجُودُ الْعَامُّ الْكُلِّيُّ الَّذِي يَنْقَسِمُ إلَى جَوْهَرٍ وَعَرَضٍ وَهَذَا الْوُجُودُ هُوَ عِنْدَهُمْ مَوْضُوعُ " الْعِلْمِ الْأَعْلَى " النَّاظِرِ فِي الْوُجُودِ وَلَوَاحِقِهِ وَهِيَ " الْفَلْسَفَةُ الْأُولَى " وَ " الْحِكْمَةُ الْعُلْيَا " عِنْدَهُمْ. وَهُمْ يُقَسِّمُونَ الْوُجُودَ: إلَى جَوْهَرٍ وَعَرَضٍ وَالْأَعْرَاضُ يَجْعَلُونَهَا " تِسْعَةَ أَنْوَاعٍ " هَذَا هُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ أَرِسْطُو وَأَتْبَاعُهُ يَجْعَلُونَ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ الْمَنْطِقِ؛ لِأَنَّ فِيهِ الْمُفْرَدَاتِ الَّتِي تَنْتَهِي إلَيْهَا الْحُدُودُ الْمُؤَلَّفَةُ وَكَذَلِكَ مَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ مِمَّنْ صَنَّفَ فِي هَذَا الْبَابِ كَابْنِ حَزْمٍ وَغَيْرِهِ. وَأَمَّا ابْنُ سِينَا وَأَتْبَاعُهُ فَقَالُوا: " الْكَلَامُ فِي هَذَا لَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/424)
يَخْتَصُّ بِالْمَنْطِقِ "
فَأَخْرَجُوهَا مِنْهُ وَكَذَلِكَ مَنْ سَلَكَ سَبِيلَ ابْنِ سِينَا كَأَبِي حَامِدٍ وَالسُّهْرَوَرْدِي الْمَقْتُولِ وَالرَّازِيَّ وَالْآمِدِيَّ وَغَيْرِهِمْ. وَهَذِهِ هِيَ " الْمَقُولَاتُ الْعَشْرُ " الَّتِي يُعَبِّرُونَ عَنْهَا بِقَوْلِهِمْ: الْجَوْهَرُ. وَالْكَمُّ. وَالْكَيْفُ. وَالْأَيْنُ. وَمَتَى وَالْإِضَافَةُ وَالْوَضْعُ وَالْمِلْكُ وَأَنْ يَفْعَلَ وَأَنْ يَنْفَعِلَ وَقَدْ جُمِعَتْ فِي بَيْتَيْنِ وَهِيَ:
زَيْدُ الطَّوِيلُ الْأَسْوَدُ ابْنُ مَالِكِ * * * فِي دَارِهِ بِالْأَمْسِ كَانَ متكي
فِي يَدِهِ سَيْفٌ نَضَاهُ فانتضا * * * فَهَذِهِ عَشْرُ مَقُولَاتٍ سوا
وَأَكْثَرُ النَّاسِ مِنْ أَتْبَاعِهِ وَغَيْرِ أَتْبَاعِهِ أَنْكَرُوا حَصْرَ الْأَعْرَاضِ فِي تِسْعَةِ أَجْنَاسٍ وَقَالُوا: إنَّ هَذَا لَا يَقُومُ عَلَيْهِ دَلِيلٌ. وَيُثْبِتُونَ إمْكَانَ رَدِّهَا إلَى ثَلَاثَةٍ وَإِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَعْدَادِ. وَجَعَلُوا الْجَوَاهِرَ " خَمْسَةَ أَنْوَاعٍ ": الْجِسْمَ وَالْعَقْلَ وَالنَّفْسَ وَالْمَادَّةَ وَالصُّورَةَ. فَالْجِسْمُ جَوْهَرٌ حِسِّيٌّ وَالْبَاقِيَةُ جَوَاهِرُ عَقْلِيَّةٌ؛ لَكِنْ مَا يَذْكُرُونَهُ مِنْ الدَّلِيلِ عَلَى إثْبَاتِ الْجَوَاهِرِ الْعَقْلِيَّةِ إنَّمَا يَدُلُّ عَلَى ثُبُوتِهَا فِي الْأَذْهَانِ لَا فِي الْأَعْيَانِ. وَهَذِهِ الَّتِي يُسَمُّونَهَا " الْمُجَرَّدَاتِ الْعَقْلِيَّةَ " وَيَقُولُونَ: الْجَوَاهِرُ تَنْقَسِمُ إلَى مَادِّيَّاتٍ وَمُجَرَّدَاتٍ فَالْمَادِّيَّاتُ الْقَائِمَةُ بِالْمَادَّةِ وَهِيَ الْهَيُولَى وَهِيَ الْجِسْمُ وَالْمُجَرَّدَاتُ هِيَ الْمُجَرَّدَاتُ عَنْ الْمَادَّةِ وَهَذِهِ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الْمُجَرَّدَاتِ أَصْلُهَا هِيَ هَذِهِ الْأُمُورُ الْكُلِّيَّةُ الْمَعْقُولَةُ فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ كَمَا أَنَّ الْمُفَارَقَاتِ أَصْلُهَا مُفَارَقَةُ النَّفْسِ الْبَدَنَ وَهَذَانِ أَمْرَانِ لَا يُنْكَرَانِ؛ لَكِنْ ادَّعَوْا فِي صِفَاتِ النَّفْسِ وَأَحْوَالِهَا أُمُورًا بَاطِلَةً وَادَّعَوْا أَيْضًا ثُبُوتَ جَوَاهِرَ عَقْلِيَّةٍ قَائِمَةٍ بِأَنْفُسِهَا وَيَقُولُونَ فِيهَا: الْعَاقِلُ وَالْمَعْقُولُ وَالْعَقْلُ شَيْءٌ وَاحِدٌ كَمَا يَقُولُونَ: مِثْلَ ذَلِكَ فِي رَبِّ الْعَالَمِينَ. فَيَقُولُونَ: هُوَ عَاقِلٌ وَمَعْقُولٌ وعقل وَعَاشِقٌ وَمَعْشُوقٌ وعشق وَلَذِيذٌ وَمُلْتَذٌّ وَلَذَّةٌ. وَيَجْعَلُونَ الصِّفَةَ عَيْنَ الْمَوْصُوفِ وَيَجْعَلُونَ كُلَّ صِفَةٍ هِيَ الْأُخْرَى فَيَجْعَلُونَ نَفْسَ الْعَقْلِ الَّذِي هُوَ الْعِلْمُ نَفْسَ الْعَاقِلِ الْعَالِمِ وَنَفْسَ الْعِشْقِ الَّذِي هُوَ الْحُبُّ نَفْسَ الْعَاشِقِ الْمُحِبِّ وَنَفْسَ اللَّذَّةِ هِيَ نَفْسُ الْعِلْمِ وَنَفْسُ الْحُبِّ وَيَجْعَلُونَ الْقُدْرَةَ وَالْإِرَادَةَ هِيَ نَفْسَ الْعِلْمِ فَيَجْعَلُونَ الْعِلْمَ هُوَ الْقُدْرَةَ وَهُوَ الْإِرَادَةَ وَهُوَ الْمَحَبَّةَ وَهُوَ اللَّذَّةَ وَيَجْعَلُونَ الْعَالِمَ الْمُرِيدَ الْمُحِبَّ الْمُلْتَذَّ هُوَ نَفْسَ الْعِلْمِ الَّذِي هُوَ نَفْسُ الْإِرَادَةِ وَهُوَ نَفْسُ الْمَحَبَّةِ وَهُوَ نَفْسُ اللَّذَّةِ فَيَجْعَلُونَ الْحَقَائِقَ الْمُتَنَوِّعَةَ شَيْئًا وَاحِدًا وَيَجْعَلُونَ نَفْسَ الصِّفَاتِ الْمُتَنَوِّعَةِ هِيَ نَفْسَ الذَّاتِ الْمَوْصُوفَةِ ثُمَّ يَتَنَاقَضُونَ فَيُثْبِتُونَ لَهُ عِلْمًا لَيْسَ هُوَ نَفْسَ ذَاتِهِ كَمَا تَنَاقَضَ ابْنُ سِينَا فِي إشَارَاتِهِ. وَغَيْرُهُ مِنْ مُحَقِّقِيهِمْ وَبَسْطُ الْكَلَامِ فِي الرَّدِّ عَلَيْهِمْ بِمَوْضِعِ آخَرَ. وَالْمَقْصُودُ أَنَّهُمْ يُعَبِّرُونَ بِلَفْظِ الْعَقْلِ عَنْ جَوْهَرٍ قَائِمٍ بِنَفْسِهِ وَيُثْبِتُونَ جَوَاهِرَ عَقْلِيَّةً يُسَمُّونَهَا الْمُجَرَّدَاتِ وَالْمُفَارَقَاتِ لِلْمَادَّةِ وَإِذَا حُقِّقَ الْأَمْرُ عَلَيْهِمْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ غَيْرُ نَفْسِ الْإِنْسَانِ الَّتِي يُسَمُّونَهَا النَّاطِقَةَ وَغَيْرُ مَا يَقُومُ بِهَا مِنْ الْمَعْنَى الَّذِي يُسَمَّى عَقْلًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/425)
وَكَانَ أَرِسْطُو وَأَتْبَاعُهُ يُسَمُّونَ " الرَّبَّ " عَقْلًا وَجَوْهَرًا. وَهُوَ عِنْدَهُمْ لَا يَعْلَمُ شَيْئًا سِوَى نَفْسِهِ وَلَا يُرِيدُ شَيْئًا وَلَا يَفْعَلُ شَيْئًا وَيُسَمُّونَهُ " الْمَبْدَأَ " وَ " الْعِلَّةَ الْأُولَى " لِأَنَّ الْفَلَكَ عِنْدَهُمْ مُتَحَرِّكٌ لِلتَّشَبُّهِ بِهِ أَوْ مُتَحَرِّكٌ لِلشَّبَهِ بِالْعَقْلِ فَحَاجَةُ الْفَلَكِ عِنْدَهُمْ إلَى الْعِلَّةِ الْأُولَى مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ مُتَشَبِّهٌ بِهَا كَمَا يَتَشَبَّهُ الْمُؤْتَمُّ بِالْإِمَامِ وَالتِّلْمِيذُ بِالْأُسْتَاذِ. وَقَدْ يَقُولُ: إنَّهُ يُحَرِّكُهُ كَمَا يُحَرِّكُ الْمَعْشُوقُ عَاشِقَهُ لَيْسَ عِنْدَهُمْ أَنَّهُ أَبْدَعَ شَيْئًا وَلَا فَعَلَ شَيْئًا وَلَا كَانُوا يُسَمُّونَهُ وَاجِبَ الْوُجُودِ وَلَا يُقَسِّمُونَ الْوُجُودَ إلَى وَاجِبٍ وَمُمْكِنٍ وَيَجْعَلُونَ الْمُمْكِنَ هُوَ مَوْجُودًا قَدِيمًا أَزَلِيًّا كَالْفَلَكِ عِنْدَهُمْ. وَإِنَّمَا هَذَا فِعْلُ ابْنِ سِينَا وَأَتْبَاعِهِ وَهُمْ خَالَفُوا فِي ذَلِكَ سَلَفَهُمْ وَجَمِيعَ الْعُقَلَاءِ وَخَالَفُوا أَنْفُسَهُمْ أَيْضًا فَتَنَاقَضُوا؛ فَإِنَّهُمْ صَرَّحُوا بِمَا صَرَّحَ بِهِ سَلَفُهُمْ وَسَائِرُ الْعُقَلَاءِ مِنْ أَنَّ الْمُمْكِنَ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مَوْجُودًا وَأَنْ يَكُونَ مَعْدُومًا لَا يَكُونُ إلَّا مُحْدَثًا مَسْبُوقًا بِالْعَدَمِ. وَأَمَّا الْأَزَلِيُّ الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ فَيَمْتَنِعُ عِنْدَهُمْ وَعِنْدَ سَائِرِ الْعُقَلَاءِ أَنْ يَكُونَ مُمْكِنًا يَقْبَلُ الْوُجُودَ وَالْعَدَمَ بَلْ كُلُّ مَا قَبِلَ الْوُجُودَ وَالْعَدَمَ لَمْ يَكُنْ إلَّا مُحْدَثًا وَهَذَا مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ فَهُوَ مُحْدَثٌ مَسْبُوقٌ بِالْعَدَمِ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ كَمَا بُسِطَ فِي مَوْضِعِهِ. لَكِنَّ ابْنَ سِينَا وَمُتَّبِعُوهُ تَنَاقَضُوا فَذَكَرُوا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنَّ الْوُجُودَ يَنْقَسِمُ إلَى: وَاجِبٍ وَمُمْكِنٍ. وَأَنَّ الْمُمْكِنَ قَدْ يَكُونُ قَدِيمًا أَزَلِيًّا لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ يَمْتَنِعُ عَدَمُهُ وَيَقُولُونَ: هُوَ وَاجِبٌ بِغَيْرِهِ وَجَعَلُوا الْفَلَكَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ؛ فَخَرَجُوا عَنْ إجْمَاعِ الْعُقَلَاءِ الَّذِينَ وَافَقُوهُمْ عَلَيْهِ فِي إثْبَاتِ شَيْءٍ مُمْكِنٍ يُمْكِنُ أَنْ يُوجَدَ وَأَلَّا يُوجَدَ وَأَنَّهُ مَعَ هَذَا يَكُونُ قَدِيمًا أَزَلِيًّا أَبَدِيًّا مُمْتَنِعَ الْعَدَمِ وَاجِبَ الْوُجُودِ بِغَيْرِهِ فَإِنَّ هَذَا مُمْتَنِعٌ عِنْدَ جَمِيعِ الْعُقَلَاءِ. وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي صَرِيحِ الْعَقْلِ لِمَنْ تَصَوَّرَ حَقِيقَةَ الْمُمْكِنِ الَّذِي يَقْبَلُ الْوُجُودَ وَالْعَدَمَ كَمَا بُسِطَ فِي مَوْضِعِهِ. وَهَؤُلَاءِ الْمُتَفَلْسِفَةُ إنَّمَا تَسَلَّطُوا عَلَى الْمُتَكَلِّمِينَ الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةِ وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ؛ لِأَنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَعْرِفُوا حَقِيقَةَ مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ. وَلَمْ يَحْتَجُّوا لِمَا نَصَرُوهُ بِحُجَجِ صَحِيحَةٍ فِي الْمَعْقُولِ. فَقَصَّرَ هَؤُلَاءِ الْمُتَكَلِّمُونَ فِي مَعْرِفَةِ السَّمْعِ وَالْعَقْلِ. (حَتَّى قَالُوا: إنَّ اللَّهَ لَمْ يَزَلْ لَا يَفْعَلُ شَيْئًا وَلَا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ [ثُمَّ حَدَثَ مَا حَدَثَ مِنْ غَيْرِ تَجَدُّدِ سَبَبٍ حَادِثٍ وَزَعَمُوا دَوَامَ امْتِنَاعِ كَوْنِ الرَّبِّ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ] ثُمَّ حَدَثَ مَا حَدَثَ مِنْ غَيْرِ تَجَدُّدِ سَبَبٍ حَادِثٍ وَزَعَمُوا دَوَامَ امْتِنَاعِ كَوْنِ الرَّبِّ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ فَعَّالًا لِمَا يَشَاءُ؛ لِزَعْمِهِمْ امْتِنَاعَ دَوَامِ الْحَوَادِثِ) (*) ثُمَّ صَارَ أَئِمَّتُهُمْ كَالْجَهْمِ بْنِ صَفْوَانَ وَأَبِي الهذيل الْعَلَّافِ إلَى امْتِنَاعِ دَوَامِهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ وَالْمَاضِي فَقَالَ الْجَهْمُ: بِفَنَاءِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَقَالَ أَبُو الهذيل: بِفَنَاءِ حَرَكَاتِهِمَا وَأَنَّهُمْ يَبْقَوْنَ دَائِمًا فِي سُكُونٍ وَيَزْعُمُ بَعْضُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/426)
مَنْ سَلَكَ هَذِهِ السَّبِيلَ أَنَّ هَذَا هُوَ مُقْتَضَى الْعَقْلِ وَأَنَّ كُلَّ مَا لَهُ ابْتِدَاءٌ فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ لَهُ انْتِهَاءٌ. وَلَمَّا رَأَوْا الشَّرْعَ قَدْ جَاءَ بِدَوَامِ نَعِيمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أُكُلُهَادَائِمٌ وَظِلُّهَا} وَقَالَ: {إنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ} ظَنُّوا أَنَّهُ يَجِبُ تَصْدِيقُ الشَّرْعِ فِيمَا خَالَفَ فِيهِ أَهْلُ الْعَقْلِ وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الْحُجَّةَ الْعَقْلِيَّةَ الصَّرِيحَةَ لَا تُنَاقِضُ الْحُجَّةَ الشَّرْعِيَّةَ الصَّحِيحَةَ بَلْ يَمْتَنِعُ تَعَارُضُ الْحُجَجِ الصَّحِيحَةِ سَوَاءً كَانَتْ عَقْلِيَّةً أَوْ سَمْعِيَّةً أَوْ سَمْعِيَّةً وَعَقْلِيَّةً. بَلْ إذَا تَعَارَضَتْ حُجَّتَانِ دَلَّ عَلَى فَسَادِ إحْدَاهُمَا أَوْ فَسَادِهِمَا جَمِيعًا. وَصَارَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ إلَى جَوَازِ دَوَامِ الْحَوَادِثِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ دُونَ الْمَاضِي وَذَكَرُوا فُرُوعًا عَرَفَ حُذَّاقُهُمْ ضَعْفَهَا كَمَا بُسِطَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ. وَهُوَ لُزُومُهُمْ أَنْ يَكُونَ الرَّبُّ كَانَ غَيْرَ قَادِرٍ ثُمَّ صَارَ قَادِرًا مِنْ غَيْرِ تَجَدُّدِ سَبَبٍ يُوجِبُ كَوْنَهُ قَادِرًا وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَفْعَلَ وَلَا يَتَكَلَّمَ بِمَشِيئَتِهِ ثُمَّ صَارَ الْفِعْلُ مُمْكِنًا لَهُ بِدُونِ سَبَبٍ يُوجِبُ تَجَدُّدَ الْإِمْكَانِ. وَإِذَا ذُكِرَ لَهُمْ هَذَا قَالُوا: كَانَ فِي الْأَزَلِ قَادِرًا عَلَى مَا لَمْ يَزَلْ فَقِيلَ لَهُمْ: الْقَادِرُ لَا يَكُونُ قَادِرًا مَعَ كَوْنِ الْمَقْدُورِ مُمْتَنِعًا بَلْ الْقُدْرَةُ عَلَى الْمُمْتَنِعِ مُمْتَنِعَةً وَإِنَّمَا يَكُونُ قَادِرًا عَلَى مَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَفْعَلَهُ فَإِذَا كَانَ لَمْ يَزَلْ قَادِرًا فَلَمْ يَزَلْ يُمْكِنُهُ أَنْ يَفْعَلَ. وَلَمَّا كَانَ أَصْلُ هَؤُلَاءِ هَذَا صَارُوا فِي كَلَامِ اللَّهِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ:
فِرْقَةٌ قَالَتْ: الْكَلَامُ لَا يَقُومُ بِذَاتِ الرَّبِّ بَلْ لَا يَكُونُ كَلَامُهُ إلَّا مَخْلُوقًا؛ لِأَنَّهُ إمَّا قَدِيمٌ وَإِمَّا حَادِثٌ وَيَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ قَدِيمًا لِأَنَّهُ مُتَكَلِّمٌ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ وَالْقَدِيمُ لَا يَكُونُ بِالْقُدْرَةِ وَالْمَشِيئَةِ وَإِذَا كَانَ الْكَلَامُ بِالْقُدْرَةِ وَالْمَشِيئَةِ كَانَ مَخْلُوقًا لَا يَقُومُ بِذَاتِهِ. إذْ لَوْ قَامَ بِذَاتِهِ كَانَتْ قَدْ قَامَتْ بِهِ الْحَوَادِثُ وَالْحَوَادِثُ لَا تَقُومُ بِهِ لِأَنَّهَا لَوْ قَامَتْ بِهِ لَمْ يَخْلُ مِنْهَا وَمَا لَمْ يَخْلُ مِنْ الْحَوَادِثِ فَهُوَ حَادِثٌ. قَالُوا: إذْ بِهَذَا الْأَصْلِ أَثْبَتْنَا حُدُوثَ الْأَجْسَامِ وَبِهِ ثَبَتَ حُدُوثُ الْعَالَمِ. قَالُوا: وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَا لَمْ يَسْبِقْ الْحَادِثُ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ إمَّا مَعَهُ وَإِمَّا بَعْدَهُ. وَمَا كَانَ مَعَ الْحَادِثِ أَوْ بَعْدَهُ فَهُوَ حَادِثٌ. وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ لَمْ يَتَفَطَّنْ لِلْفَرْقِ بَيْنَ نَوْعِ الْحَوَادِثِ وَبَيْنَ الْحَادِثِ الْمُعَيَّنِ فَإِنَّ الْحَادِثَ الْمُعَيَّنَ وَالْحَوَادِثَ الْمَحْصُورَةَ يَمْتَنِعُ أَنْ تَكُونَ أَزَلِيَّةً دَائِمَةً وَمَا لَمْ يَكُنْ قَبْلَهَا فَهُوَ إمَّا مَعَهَا وَإِمَّا بَعْدَهَا وَمَا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ حَادِثٌ قَطْعًا. وَهَذَا لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ. وَلَكِنَّ مَوْضِعَ النَّظَرِ وَالنِّزَاعِ " نَوْعُ الْحَوَادِثِ ". وَهُوَ أَنَّهُ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ النَّوْعُ دَائِمًا فَيَكُونُ الرَّبُّ لَا يَزَالُ يَتَكَلَّمُ أَوْ يَفْعَلُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ أَمْ يَمْتَنِعُ ذَلِكَ؟ فَلَمَّا تَفَطَّنَ لِهَذَا الْفَرْقِ طَائِفَةٌ قَالُوا: وَهَذَا أَيْضًا مُمْتَنِعٌ لِامْتِنَاعِ حَوَادِثَ لَا أَوَّلَ لَهَا وَذَكَرُوا عَلَى ذَلِكَ حُجَجًا كَحُجَّةِ التَّطْبِيقِ وَحُجَّةِ امْتِنَاعِ انْقِضَاءِ مَا لَا نِهَايَةَ لَهُ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ. وَقَدْ ذَكَرَ عَامَّةَ مَا ذَكَرَ فِي هَذَا الْبَابِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ فِي مَوَاضِعَ غَيْرِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/427)
هَذَا الْمَوْضِعِ وَلِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالٌ. وَأُولَئِكَ الْمُتَفَلْسِفَةُ لَمَّا رَأَوْا أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ مِمَّا يُعْلَمُ بُطْلَانُهُ بِصَرِيحِ الْعَقْلِ وَأَنَّهُ يَمْتَنِعُ حُدُوثُ الْحَوَادِثِ بِدُونِ سَبَبٍ حَادِثٍ وَيَمْتَنِعُ كَوْنُ الرَّبِّ يَصِيرُ فَاعِلًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ. وَأَنَّ الْمُؤَثِّرَ التَّامَّ يَمْتَنِعُ تَخَلُّفُ أَثَرِهِ عَنْهُ - ظَنُّوا أَنَّهُمْ إذَا أَبْطَلُوا هَذَا الْقَوْلَ فَقَدْ سَلِمَ لَهُمْ مَا ادَّعَوْهُ عَنْ " قِدَمِ الْعَالَمِ " كَالْأَفْلَاكِ وَجِنْسِ الْمُوَلَّدَاتِ وَمَوَادِّ الْعَنَاصِرِ وَضَلُّوا ضَلَالًا عَظِيمًا خَالَفُوا بِهِ صَرَائِحَ الْعُقُولِ وَكَذَّبُوا بِهِ كُلَّ رَسُولٍ. فَإِنَّ الرُّسُلَ مُطْبِقُونَ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ مُحْدَثٌ مَخْلُوقٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ. لَيْسَ مَعَ اللَّهِ شَيْءٌ قَدِيمٌ بِقِدَمِهِ وَأَنَّهُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ. وَالْعُقُولُ الصَّرِيحَةُ تَعْلَمُ أَنَّ الْحَوَادِثَ لَا بُدَّ لَهَا مِنْ مُحْدِثٍ فَلَوْ لَمْ تَكُنْ إلَّا الْعِلَّةُ الْقَدِيمَةُ الْأَزَلِيَّةُ الْمُسْتَلْزِمَةُ لِمَعْلُولِهَا لَمْ يَكُنْ فِي الْعَالَمِ شَيْءٌ مِنْ الْحَوَادِثِ. فَإِنَّ حُدُوثَ ذَلِكَ الْحَادِثِ عَنْ عِلَّةٍ قَدِيمَةٍ أَزَلِيَّةٍ مُسْتَلْزِمَةٍ لِمَعْلُولِهَا مُمْتَنِعٌ فَإِنَّهُ إذَا كَانَ مَعْلُولُهَا لَازِمًا لَهَا كَانَ قَدِيمًا مَعَهَا لَمْ يَتَأَخَّرْ عَنْهَا فَلَا يَكُونُ لِشَيْءِ مِنْ الْحَوَادِثِ سَبَبٌ اقْتَضَى حُدُوثَهُ فَتَكُونُ الْحَوَادِثُ كُلُّهَا حَدَثَتْ بِلَا مُحْدِثٍ وَهَؤُلَاءِ فَرُّوا مِنْ أَنْ يُحْدِثَهَا الْقَادِرُ بِغَيْرِ سَبَبٍ حَادِثٍ وَذَهَبُوا إلَى أَنَّهَا تَحْدُثُ بِغَيْرِ مُحْدِثٍ أَصْلًا لَا قَادِرٍ وَلَا غَيْرِ قَادِرٍ. فَكَانَ مَا فَرُّوا إلَيْهِ شَرًّا مِمَّا فَرُّوا مِنْهُ وَكَانُوا شَرًّا مِنْ الْمُسْتَجِيرِ مِنْ الرَّمْضَاءِ بِالنَّارِ. وَاعْتَقَدَ هَؤُلَاءِ أَنَّ الْمَفْعُولَ الْمَصْنُوعَ الْمُبْتَدَعَ الْمُعَيَّنَ كَالْفَلَكِ يُقَارِنُ فَاعِلَهُ أَزَلًا وَأَبَدًا لَا يَتَقَدَّمُ الْفَاعِلُ عَلَيْهِ تَقَدُّمًا زَمَانِيًّا وَأُولَئِكَ قَالُوا: بَلْ الْمُؤَثِّرُ التَّامُّ يَتَرَاخَى عَنْهُ أَثَرُهُ ثُمَّ يَحْدُثُ الْأَثَرُ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ اقْتَضَى حُدُوثَهُ فَأَقَامَ الْأَوَّلُونَ الْأَدِلَّةَ الْعَقْلِيَّةَ الصَّرِيحَةَ عَلَى بُطْلَانِ هَذَا كَمَا أَقَامَ هَؤُلَاءِ الْأَدِلَّةَ الْعَقْلِيَّةَ الصَّرِيحَةَ عَلَى بُطْلَانِ قَوْلِ الْآخَرِينَ وَلَا رَيْبَ أَنَّ قَوْلَ هَؤُلَاءِ أَهْلِ الْمُقَارَنَةِ أَشَدُّ فَسَادًا وَمُنَاقَضَةً لِصَرِيحِ الْمَعْقُولِ. وَصَحِيحِ الْمَنْقُولِ مِنْ قَوْلِ أُولَئِكَ أَهْلِ التَّرَاخِي. وَ الْقَوْلُ الثَّالِثُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمَعْقُولُ الصَّرِيحُ وَيُقِرُّ بِهِ عَامَّةُ الْعُقَلَاءِ وَدَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَأَقْوَالُ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ لَمْ يَهْتَدِ لَهُ الْفَرِيقَانِ: وَهُوَ أَنَّ الْمُؤَثِّرَ التَّامَّ يَسْتَلْزِمُ وُقُوعَ أَثَرِهِ عَقِبَ تَأَثُّرِهِ التَّامِّ لَا يَقْتَرِنُ بِهِ وَلَا يَتَرَاخَى كَمَا إذَا طَلَّقْت الْمَرْأَةَ فَطَلَقَتْ. وَأَعْتَقْت الْعَبْدَ فَعَتَقَ. وَكَسَرْت الْإِنَاءَ فَانْكَسَرَ وَقَطَعْت الْحَبْلَ فَانْقَطَعَ فَوُقُوعُ الْعِتْقِ وَالطَّلَاقِ لَيْسَ مُقَارِنًا لِنَفْسِ التَّطْلِيقِ وَالْإِعْتَاقِ بِحَيْثُ يَكُونُ مَعَهُ وَلَا هُوَ أَيْضًا مُتَرَاخٍ عَنْهُ بَلْ يَكُونُ عَقِبَهُ مُتَّصِلًا بِهِ. وَقَدْ يُقَالُ هُوَ مَعَهُ وَمُفَارِقٌ لَهُ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ يَكُونُ عَقِبَهُ مُتَّصِلًا بِهِ كَمَا يُقَالُ: هُوَ بَعْدَهُ مُتَأَخِّرٌ عَنْهُ بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ إنَّمَا يَكُونُ عَقِبَ التَّأْثِيرِ التَّامِّ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّمَا أَمْرُهُ إذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فَهُوَ سُبْحَانَهُ يَكُونُ مَا يَشَاءُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/428)
تَكْوِينَهُ فَإِذَا كَوَّنَهُ كَانَ عَقِبَ تَكْوِينِهِ مُتَّصِلًا بِهِ لَا يَكُونُ مَعَ تَكْوِينِهِ فِي الزَّمَانِ وَلَا يَكُونُ مُتَرَاخِيًا عَنْ تَكْوِينِهِ بَيْنَهُمَا فَصْلٌ فِي الزَّمَانِ؛ بَلْ يَكُونُ مُتَّصِلًا بِتَكْوِينِهِ كَاتِّصَالِ أَجْزَاءِ الْحَرَكَةِ وَالزَّمَانِ بَعْضِهَا بِبَعْضِ. وَهَذَا مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ حَادِثٌ كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ وَإِنْ قِيلَ مَعَ ذَلِكَ بِدَوَامِ فَاعِلِيَّتِهِ ومتكلميته وَهَذِهِ الْأُمُورُ مَبْسُوطَةٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
وَ الْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ هَذَا هُوَ أَصْلُ مَنْ قَالَ الْقُرْآنُ مُحْدَثٌ وَمَنْ قَالَ إنَّ الرَّبَّ لَمْ يَقُمْ بِهِ كَلَامٌ وَلَا إرَادَةٌ بَلْ وَلَا عِلْمٌ بَلْ وَلَا حَيَاةٌ وَلَا قُدْرَةٌ وَلَا شَيْءٌ مِنْ الصِّفَاتِ. فَلَمَّا ظَهَرَ فَسَادُ هَذَا الْقَوْلِ شَرْعًا وَعَقْلًا قَالَتْ طَائِفَةٌ مِمَّنْ وَافَقَتْهُمْ عَلَى أَصْلِ مَذْهَبِهِمْ: هُوَ لَا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ بَلْ كَلَامُهُ أَمْرٌ لَازِمٌ لِذَاتِهِ كَمَا تَلْزَمُ ذَاتَه الْحَيَاةُ ثُمَّ مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هُوَ مَعْنًى وَاحِدٌ لِامْتِنَاعِ اجْتِمَاعِ مَعَانٍ لَا نِهَايَةَ لَهَا فِي آنٍ وَاحِدٍ وَامْتِنَاعِ تَخْصِيصِهِ بِعَدَدِ دُونَ عَدَدٍ وَقَالُوا: ذَلِكَ الْمَعْنَى هُوَ الْأَمْرُ بِكُلِّ مَأْمُورٍ وَالْخَبَرُ عَنْ كُلِّ مُخْبَرٍ عَنْهُ إنْ عُبِّرَ عَنْهُ بِالْعَرَبِيَّةِ كَانَ قُرْآنًا وَإِنْ عُبِّرَ عَنْهُ بِالْعِبْرِيَّةِ كَانَ تَوْرَاةً وَإِنْ عُبِّرَ عَنْهُ بالسريانية كَانَ إنْجِيلًا. وَقَالُوا: إنَّ الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ صِفَاتٌ لِلْكَلَامِ لَا أَنْوَاعٌ لَهُ. فَإِنَّ مَعْنَى " آيَةِ الْكُرْسِيِّ " وَ " آيَةِ الدَّيْنِ " وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} مَعْنًى وَاحِدٌ. فَقَالَ جُمْهُورُ الْعُقَلَاءِ لَهُمْ: تَصَوُّرُ هَذَا الْقَوْلِ يُوجِبُ الْعِلْمَ بِفَسَادِهِ وَقَالُوا لَهُمْ: مُوسَى سَمِعَ كَلَامَ اللَّهِ كُلَّهُ أَوْ بَعْضَهُ. إنْ قُلْتُمْ كُلَّهُ لَزِمَ أَنْ يَكُونَ قَدْ عَلِمَ عِلْمَ اللَّهِ. وَإِنْ قُلْتُمْ بَعْضَهُ فَقَدْ تَبَعَّضَ. وَقَالُوا لَهُمْ: إذَا جَوَّزْتُمْ أَنْ تَكُونَ حَقِيقَةُ الْخَبَرِ هِيَ حَقِيقَةَ الْأَمْرِ وَحَقِيقَةُ النَّهْيِ عَنْ كُلِّ مَنْهِيٍّ عَنْهُ. وَالْأَمْرِ بِكُلِّ مَأْمُورٍ بِهِ هُوَ حَقِيقَةُ الْخَبَرِ عَنْ كُلِّ مُخْبَرٍ عَنْهُ فَجَوَّزُوا أَنْ تَكُونَ حَقِيقَةُ الْعِلْمِ هِيَ حَقِيقَةَ الْقُدْرَةِ وَحَقِيقَةُ الْقُدْرَةِ هِيَ حَقِيقَةَ الْإِرَادَةِ. فَاعْتَرَفَ حُذَّاقُهُمْ بِأَنَّ هَذَا لَازِمٌ لَهُمْ لَا مَحِيدَ لَهُمْ عَنْهُ وَلَزِمَهُمْ إمْكَانُ أَنْ تَكُونَ حَقِيقَةُ الذَّاتِ هِيَ حَقِيقَةَ الصِّفَاتِ وَحَقِيقَةُ الْوُجُودِ الْوَاجِبِ هِيَ حَقِيقَةَ الْوُجُوبِ الْمُمْكِنِ وَالْتَزَمَ ذَلِكَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا:
الْوُجُودُ وَاحِدٌ وَعَيْنُ الْوُجُودِ الْوَاجِبِ الْقَدِيمِ الْخَالِقِ هُوَ عَيْنُ الْوُجُودِ الْمُمْكِنِ الْمَخْلُوقِ الْمُحْدَثِ. وَهَذَا أَصْلُ قَوْلِ الْقَائِلِينَ بِوَحْدَةِ الْوُجُودِ كَابْنِ عَرَبِيٍّ الطَّائِيِّ وَابْنِ سَبْعِينَ وَأَتْبَاعِهِمَا كَمَا بُسِطَ فِي مَوَاضِعَ. وَمِنْ هَؤُلَاءِ الْقَائِلِينَ بِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ مَعَ قِيَامِ الْكَلَامِ بِهِ مَنْ قَالَ: كَلَامُهُ الْمُعَيَّنُ حُرُوفٌ وَأَصْوَاتٌ مُعَيَّنَةٌ قَدِيمَةٌ أَزَلِيَّةٌ لَمْ تَزَلْ وَلَا تَزَالُ. وَزَعَمُوا أَنَّ كُلًّا مِنْ الْقُرْآنِ وَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ حُرُوفٌ وَأَصْوَاتٌ قَدِيمَةٌ أَزَلِيَّةٌ لَمْ تَزَلْ وَلَا تَزَالُ فَقَالَ لَهُمْ جُمْهُورُ الْعُقَلَاءِ: مَعْلُومٌ بِالِاضْطِرَارِ أَنَّ الْبَاءَ قَبْلَ السِّينِ وَالسِّينَ قَبْلَ الْمِيمِ فَكَيْفَ يَكُونَانِ مَعًا أَزَلًا وَأَبَدًا وَمَعْلُومٌ أَنَّ الصَّوْتَ الْمُعَيَّنَ لَا يَبْقَى زَمَانَيْنِ فَكَيْفَ يَكُونُ أَزَلِيًّا لَمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/429)
يَزَلْ وَلَا يَزَالُ. فَقَالَتْ (الطَّائِفَةُ الثَّالِثَةُ - مِمَّنْ سَلَكَ مَسْلَكَ أُولَئِكَ الْمُتَكَلِّمِينَ - بَلْ نَقُولُ إنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ كَلَامًا قَائِمًا بِذَاتِهِ كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةُ وَإِجْمَاعُ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ وَإِنْ لَزِمَ مِنْ ذَلِكَ قِيَامُ الْحَوَادِثِ بِهِ فَلَا مَحْذُورَ فِي ذَلِكَ لَا شَرْعًا وَلَا عَقْلًا بَلْ هَذَا لَازِمٌ لِجَمِيعِ طَوَائِفِ الْعُقَلَاءِ وَعَلَيْهِ دَلَّتْ النُّصُوصُ الْكَثِيرَةُ وَأَقْوَالُ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ. وَنَقُولُ: إنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ بِالْقُرْآنِ الْعَرَبِيِّ وَأَنَّهُ نَادَى مُوسَى بِصَوْتِ سَمِعَهُ مُوسَى كَمَا دَلَّتْ عَلَى ذَلِكَ النُّصُوصُ وَأَقْوَالُ السَّلَفِ لَكِنْ نَقُولُ إنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الْأَزَلِ مُتَكَلِّمًا وَيَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ لِأَنَّ ذَلِكَ يَسْتَلْزِمُ حَوَادِثَ لَا أَوَّلَ لَهَا. وَهُوَ أَصْلُ هَؤُلَاءِ. فَقِيلَ لَهُمْ: مَعْلُومٌ أَنَّ الْكَلَامَ صِفَةُ كَمَالٍ لَا صِفَةُ نَقْصٍ وَأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ أَكْمَلُ مِمَّنْ لَا يَكُونُ قَادِرًا عَلَى الْكَلَامِ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ. وَحِينَئِذٍ فَمَنْ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ أَكْمَلُ مِمَّنْ صَارَ قَادِرًا عَلَى الْكَلَامِ بَعْدَ أَنْ كَانَ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ. وَقَالُوا لَهُمْ: إذَا قُلْتُمْ تَكَلَّمَ بَعْدَ أَنْ كَانَ الْكَلَامُ مُمْتَنِعًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ سَبَبٌ أَوْجَبَ تَجَدُّدَ قُدْرَتِهِ وَتَجَدُّدَ إمْكَانِ الْكَلَامِ لَهُ قُلْتُمْ إنَّهُ لَمْ يَزَلْ غَيْرُ قَادِرٍ عَلَى الْكَلَامِ وَلَمْ يَزَلْ الْكَلَامُ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَهُ ثُمَّ صَارَ قَادِرًا يُمْكِنُهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمَشِيئَتِهِ مِنْ غَيْرِ حُدُوثِ شَيْءٍ وَهَذَا مُخَالَفَةٌ لِصَرِيحِ الْعَقْلِ وَسَلْبٌ لِصِفَاتِ الْكَمَالِ عَنْ الْبَارِي وَجَعْلُهُ مِثْلَ الْمَخْلُوقِ الَّذِي صَارَ قَادِرًا عَلَى الْكَلَامِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ قَادِرًا عَلَيْهِ. وَالسَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ نَصُّوا عَلَى أَنَّ الرَّبَّ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ وَكَمَا شَاءَ كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ وَسَلَفِ الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ الَّذِينَ قَالُوا بِأَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ مُنَزَّلٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ. لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ. وَلَا قَالَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إنَّهُ مَخْلُوقٌ بَائِنٌ عَنْهُ. وَلَا قَالَ أَحَدٌ مِنْهُمْ إنَّهُ صَارَ مُتَكَلِّمًا أَوْ قَادِرًا عَلَى الْكَلَامِ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ. وَقَدْ بُسِطَتْ هَذِهِ الْأُمُورُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ.
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَذِهِ الْأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا هَؤُلَاءِ الْمُتَكَلِّمُونَ مِنْ الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةِ والْكُلَّابِيَة والكَرَّامِيَة والسالمية وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ الَّذِينَ انْتَسَبُوا إلَى بَعْضِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ وَخَالَفُوا بِهَا إجْمَاعَ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةَ وَمَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَخَالَفُوا بِهَا صَرِيحَ الْمَعْقُولِ الَّذِي فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ عِبَادَهُ هِيَ الَّتِي سَلَّطَتْ أُولَئِكَ الْمُتَفَلْسِفَةَ الدَّهْرِيَّةَ عَلَيْهِمْ لَكِنَّ قَوْلَ الْفَلَاسِفَةِ أَعْظَمُ فَسَادًا فِي الْمَعْقُولِ وَالْمَنْقُولِ.
مسألة هل يسمى العلم عقلاً؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 286)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/430)
الْعَقْلَ مَصْدَرُ عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلًا وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالْعَقْلُ لَا يُسَمَّى بِهِ مُجَرَّدُ الْعِلْمِ الَّذِي لَمْ يَعْمَلْ بِهِ صَاحِبُهُ. وَلَا الْعَمَلُ بِلَا عِلْمٍ؛ بَلْ إنَّمَا يُسَمَّى بِهِ الْعِلْمُ الَّذِي يُعْمَلُ بِهِ وَالْعَمَلُ بِالْعِلْمِ وَلِهَذَا قَالَ أَهْلُ النَّارِ: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا}. وَالْعَقْلُ الْمَشْرُوطُ فِي التَّكْلِيفِ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عُلُومًا يُمَيِّزُ بِهَا الْإِنْسَانُ بَيْنَ مَا يَنْفَعُهُ وَمَا يَضُرُّهُ فَالْمَجْنُونُ الَّذِي لَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الدَّرَاهِمِ وَالْفُلُوسِ وَلَا بَيْنَ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ وَلَا يَفْقَهُ مَا يُقَالُ لَهُ مِنْ الْكَلَامِ لَيْسَ بِعَاقِلِ. أَمَّا مَنْ فَهِمَ الْكَلَامَ وَمَيَّزَ بَيْنَ مَا يَنْفَعُهُ وَمَا يَضُرُّهُ فَهُوَ عَاقِلٌ
مسألة: هل العقل غريزة أو هو العمل بالعلم؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 287)
مِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ: الْعَقْلُ هُوَ عُلُومٌ ضَرُورِيَّةٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الْعَقْلُ هُوَ الْعَمَلُ بِمُوجَبِ تِلْكَ الْعُلُومِ. وَالصَّحِيحُ أَنَّ اسْمَ الْعَقْلِ يَتَنَاوَلُ هَذَا وَهَذَا وَقَدْ يُرَادُ بِالْعَقْلِ نَفْسُ الْغَرِيزَةِ الَّتِي فِي الْإِنْسَانِ الَّتِي بِهَا يَعْلَمُ وَيُمَيِّزُ وَيَقْصِدُ الْمَنَافِعَ دُونَ الْمَضَارِّ كَمَا قَالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَالْحَارِثُ المحاسبي وَغَيْرُهُمَا: أَنَّ الْعَقْلَ غَرِيزَةٌ. وَهَذِهِ الْغَرِيزَةُ ثَابِتَةٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُقَلَاءِ كَمَا أَنَّ فِي الْعَيْنِ قُوَّةً بِهَا يُبْصِرُ؛ وَفِي اللِّسَانِ قُوَّةً بِهَا يَذُوقُ وَفِي الْجِلْدِ قُوَّةً بِهَا يَلْمِسُ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُقَلَاءِ.
مسألة أين مسكن العقل؟ و كيف يبدأ الإنسان بالنظر و ينتهي بالعمل ثم يعود للنظر؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 303)
أَمَّا قَوْلُهُ: أَيْنَ مَسْكَنُ الْعَقْلِ فِيهِ؟ فَالْعَقْلُ قَائِمٌ بِنَفْسِ الْإِنْسَانِ الَّتِي تَعْقِلُ وَأَمَّا مِنْ الْبَدَنِ فَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِقَلْبِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} وَقِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: بِمَاذَا نِلْت الْعِلْمَ: قَالَ: " بِلِسَانِ سَئُولٍ وَقَلْبٍ عَقُولٍ " لَكِنَّ لَفْظَ " الْقَلْبِ " قَدْ يُرَادُ بِهِ الْمُضْغَةُ الصَّنَوْبَرِيَّةُ الشَّكْلِ الَّتِي فِي الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ مِنْ الْبَدَنِ الَّتِي جَوْفُهَا عَلَقَةٌ سَوْدَاءُ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ}. وَقَدْ يُرَادُ بِالْقَلْبِ بَاطِنُ الْإِنْسَانِ مُطْلَقًا فَإِنَّ قَلْبَ الشَّيْءِ بَاطِنُهُ كَقَلْبِ الْحِنْطَةِ وَاللَّوْزَةِ وَالْجَوْزَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَمِنْهُ سُمِّيَ الْقَلِيبُ قَلِيبًا لِأَنَّهُ أَخْرَجَ قَلْبَهُ وَهُوَ بَاطِنُهُ وَعَلَى هَذَا فَإِذَا أُرِيدَ بِالْقَلْبِ هَذَا فَالْعَقْلُ مُتَعَلِّقٌ بِدِمَاغِهِ أَيْضًا وَلِهَذَا قِيلَ: إنَّ الْعَقْلَ فِي الدِّمَاغِ. كَمَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنْ الْأَطِبَّاءِ وَنُقِلَ ذَلِكَ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد وَيَقُولُ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: إنَّ أَصْلَ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ فَإِذَا كَمُلَ انْتَهَى إلَى الدِّمَاغِ. وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الرُّوحَ الَّتِي هِيَ النَّفْسُ لَهَا تَعَلُّقٌ بِهَذَا وَهَذَا وَمَا يَتَّصِفُ مِنْ الْعَقْلِ بِهِ يَتَعَلَّقُ بِهَذَا وَهَذَا لَكِنَّ مَبْدَأَ الْفِكْرِ وَالنَّظَرِ فِي الدِّمَاغِ وَمَبْدَأَ الْإِرَادَةِ فِي الْقَلْبِ. وَالْعَقْلُ يُرَادُ بِهِ الْعِلْمُ وَيُرَادُ بِهِ الْعَمَلُ فَالْعِلْمُ وَالْعَمَلُ الِاخْتِيَارِيُّ أَصْلُهُ الْإِرَادَةُ وَأَصْلُ الْإِرَادَةِ فِي الْقَلْبِ وَالْمُرِيدُ لَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/431)
يَكُونُ مُرِيدًا إلَّا بَعْدَ تَصَوُّرِ الْمُرَادِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الْقَلْبُ مُتَصَوِّرًا فَيَكُونُ مِنْهُ هَذَا وَهَذَا وَيَبْتَدِئُ ذَلِكَ مِنْ الدِّمَاغِ وَآثَارُهُ صَاعِدَةٌ إلَى الدِّمَاغِ فَمِنْهُ الْمُبْتَدَأُ وَإِلَيْهِ الِانْتِهَاءُ وَكِلَا الْقَوْلَيْنِ لَهُ وَجْهٌ صَحِيحٌ. وَهَذَا مِقْدَارُ مَا وَسِعَتْهُ هَذِهِ الْأَوْرَاقُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مسألة: ما هي شروط عقل القلب؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 309)
الْقَلْبَ بِنَفْسِهِ يَقْبَلُ الْعِلْمَ وَإِنَّمَا الْأَمْرُ مَوْقُوفٌ عَلَى شَرَائِطَ وَاسْتِعْدَادٍ قَدْ يَكُونُ فِعْلًا مِنْ الْإِنْسَانِ فَيَكُونُ مَطْلُوبًا وَقَدْ يَأْتِي فَضْلًا مِنْ اللَّهِ فَيَكُونُ مَوْهُوبًا. فَصَلَاحُ الْقَلْبِ وَحَقُّهُ وَاَلَّذِي خُلِقَ مِنْ أَجْلِهِ هُوَ أَنْ يَعْقِلَ الْأَشْيَاءَ لَا أَقُولُ أَنْ يَعْلَمَهَا فَقَطْ فَقَدْ يَعْلَمُ الشَّيْءَ مَنْ لَا يَكُونُ عَاقِلًا لَهُ بَلْ غَافِلًا عَنْهُ مُلْغِيًا لَهُ وَاَلَّذِي يَعْقِلُ الشَّيْءَ هُوَ الَّذِي يُقَيِّدُهُ وَيَضْبُطُهُ وَيَعِيهِ وَيُثْبِتُهُ فِي قَلْبِهِ فَيَكُونُ وَقْتَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ غَنِيًّا فَيُطَابِقَ عَمَلُهُ قَوْلَهُ وَبَاطِنُهُ ظَاهِرَهُ وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي أُوتِيَ الْحِكْمَةَ. {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}. وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يُؤْتَى عِلْمًا وَلَا يُؤْتَى حُكْمًا وَإِنَّ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ مِمَّنْ أُوتِيَ عِلْمًا وَحُكْمًا. وَهَذَا مَعَ أَنَّ النَّاسَ مُتَبَايِنُونَ فِي نَفْسِ عَقْلِهِمْ الْأَشْيَاءَ مِنْ بَيْنِ كَامِلٍ وَنَاقِصٍ وَفِيمَا يَعْقِلُونَهُ مِنْ بَيْنِ قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ وَجَلِيلٍ وَدَقِيقٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
مسألة متى يسمى الشخص عاقلاً؟
مجموع الفتاوى - (ج 7 / ص 24)
لَفْظُ " الْعَقْلِ " - وَإِنْ كَانَ هُوَ فِي الْأَصْلِ: مَصْدَرُ عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلًا وَكَثِيرٌ مِنْ النُّظَّارِ جَعَلَهُ مِنْ جِنْسِ الْعُلُومِ - فَلَا بُدَّ أَنْ يُعْتَبَرَ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ عِلْمٌ يُعْمَلُ بِمُوجِبِهِ فَلَا يُسَمَّى " عَاقِلًا " إلَّا مَنْ عَرَفَ الْخَيْرَ فَطَلَبَهُ وَالشَّرَّ فَتَرَكَهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ أَصْحَابُ النَّارِ: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}. وَقَالَ عَنْ الْمُنَافِقِينَ: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}. وَمَنْ فَعَلَ مَا يَعْلَمُ أَنَّهُ يَضُرُّهُ؛ فَمِثْلُ هَذَا مَا لَهُ عَقْلٌ. فَكَمَا أَنَّ الْخَوْفَ مِنْ اللَّهِ يَسْتَلْزِمُ الْعِلْمَ بِهِ؛ فَالْعِلْمُ بِهِ يَسْتَلْزِمُ خَشْيَتَهُ وَخَشْيَتُهُ تَسْتَلْزِمُ طَاعَتَهُ. فَالْخَائِفُ مِنْ اللَّهِ مُمْتَثِلٌ لِأَوَامِرِهِ مُجْتَنِبٌ لِنَوَاهِيهِ وَهَذَا هُوَ الَّذِي قَصَدْنَا بَيَانَهُ أَوَّلًا. وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا قَوْله تَعَالَى {فَذَكِّرْ إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى} {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}. فَأَخْبَرَ أَنَّ مَنْ يَخْشَاهُ يَتَذَكَّرُ، وَالتَّذَكُّرُ هُنَا مُسْتَلْزِمٌ لِعِبَادَتِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إلَّا مَنْ يُنِيبُ}. وَقَالَ: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}. وَلِهَذَا قَالُوا فِي قَوْلِهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/432)
{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} سَيَتَّعِظُ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ. وَفِي قَوْلِهِ {وَمَا يَتَذَكَّرُ إلَّا مَنْ يُنِيبُ} إنَّمَا يَتَّعِظُ مَنْ يَرْجِعُ إلَى الطَّاعَةِ. وَهَذَا لِأَنَّ التَّذَكُّرَ التَّامَّ يَسْتَلْزِمُ التَّأَثُّرَ بِمَا تَذَكَّرَهُ؛ فَإِنْ تَذَكَّرَ مَحْبُوبًا طَلَبَهُ وَإِنْ تَذَكَّرَ مَرْهُوبًا هَرَبَ مِنْهُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}. وَقَالَ سُبْحَانَهُ: {إنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ}. فَنَفَى الْإِنْذَارَ عَنْ غَيْرِ هَؤُلَاءِ مَعَ قَوْلِهِ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}. فَأَثْبَتَ لَهُمْ الْإِنْذَارَ مِنْ وَجْهٍ وَنَفَاهُ عَنْهُمْ مِنْ وَجْهٍ؛ فَإِنَّ الْإِنْذَارَ هُوَ الْإِعْلَامُ بِالْمَخُوفِ. فَالْإِنْذَارُ مِثْلُ التَّعْلِيمِ وَالتَّخْوِيفِ فَمَنْ عَلَّمْتَهُ فَتَعَلَّمَ فَقَدْ تَمَّ تَعْلِيمُهُ وَآخَرُ يَقُولُ: عَلَّمْتُهُ فَلَمْ يَتَعَلَّمْ. وَكَذَلِكَ مَنْ خَوَّفْتَهُ فَخَافَ فَهَذَا هُوَ الَّذِي تَمَّ تَخْوِيفُهُ. وَأَمَّا مَنْ خُوِّفَ فَمَا خَافَ؛ فَلَمْ يَتِمَّ تَخْوِيفُهُ. وَكَذَلِكَ مَنْ هَدَيْتَهُ فَاهْتَدَى؛ تَمَّ هُدَاهُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}. وَمَنْ هَدَيْتَهُ فَلَمْ يَهْتَدِ - كَمَا قَالَ: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} - فَلَمْ يَتِمَّ هُدَاهُ كَمَا تَقُولُ: قَطَّعْتُهُ فَانْقَطَعَ وَقَطَّعْتُهُ فَمَا انْقَطَعَ. فَالْمُؤَثِّرُ التَّامُّ يَسْتَلْزِمُ أَثَرَهُ: فَمَتَى لَمْ يَحْصُلْ أَثَرُهُ لَمْ يَكُنْ تَامًّا وَالْفِعْلُ إذَا صَادَفَ مَحَلًّا قَابِلًا تَمَّ وَإِلَّا لَمْ يَتِمَّ. وَالْعِلْمُ بِالْمَحْبُوبِ يُورِثُ طَلَبَهُ وَالْعِلْمُ بِالْمَكْرُوهِ يُورِثُ تَرْكَهُ؛ وَلِهَذَا يُسَمَّى هَذَا الْعِلْمُ: الدَّاعِيَ وَيُقَالُ: الدَّاعِي مَعَ الْقُدْرَةِ يَسْتَلْزِمُ وُجُودَ الْمَقْدُورِ، وَهُوَ الْعِلْمُ بِالْمَطْلُوبِ الْمُسْتَلْزِمِ لِإِرَادَةِ الْمَعْلُومِ الْمُرَادِ، وَهَذَا كُلُّهُ إنَّمَا يَحْصُلُ مَعَ صِحَّةِ الْفِطْرَةِ وَسَلَامَتِهَا وَأَمَّا مَعَ فَسَادِهَا فَقَدْ يُحِسُّ الْإِنْسَانُ بِاللَّذِيذِ فَلَا يَجِدُ لَهُ لَذَّةً بَلْ يُؤْلِمُهُ، وَكَذَلِكَ يَلْتَذُّ بِالْمُؤْلِمِ لِفَسَادِ الْفِطْرَةِ
مسألة: ما الأعضاء التي يتعلق بها العقل و العلم؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 308)
سَيِّدَ الْأَعْضَاءِ وَرَأْسَهَا هُوَ الْقَلْبُ: كَمَا سُمِّيَ قَلْبًا. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ} وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْإِسْلَامُ عَلَانِيَةٌ وَالْإِيمَانُ فِي الْقَلْبِ ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إلَى صَدْرِهِ وَقَالَ أَلَا إنَّ التَّقْوَى هَاهُنَا أَلَا إنَّ التَّقْوَى هَاهُنَا}. وَإِذْ قَدْ خُلِقَ الْقَلْبُ لِأَنْ يُعْلَمَ بِهِ فَتَوَجُّهُهُ نَحْوَ الْأَشْيَاءِ ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ بِهَا هُوَ الْفِكْرُ وَالنَّظَرُ كَمَا أَنَّ إقْبَالَ الْأُذُنِ عَلَى الْكَلَامِ ابْتِغَاءَ سَمْعِهِ هُوَ الْإِصْغَاءُ وَالِاسْتِمَاعُ وَانْصِرَافَ الطَّرْفِ إلَى الْأَشْيَاءِ طَلَبًا لِرُؤْيَتِهَا هُوَ النَّظَرُ. فَالْفِكْرُ لِلْقَلْبِ كَالْإِصْغَاءِ لِلْأُذُنِ وَمِثْلُهُ نَظَرُ الْعَيْنَيْنِ فِيمَا سَبَقَ وَإِذَا عَلِمَ مَا نَظَرَ فِيهِ فَذَاكَ مَطْلُوبُهُ كَمَا أَنَّ الْأُذُنَ كَذَلِكَ إذَا سَمِعَتْ مَا أَصْغَتْ إلَيْهِ أَوْ الْعَيْنُ إذَا أَبْصَرَتْ مَا نَظَرَتْ إلَيْهِ. وَكَمْ مِنْ نَاظِرٍ مُفَكِّرٍ لَمْ يُحَصِّلْ الْعِلْمَ وَلَمْ يَنَلْهُ كَمَا أَنَّهُ كَمْ مِنْ نَاظِرٍ إلَى الْهِلَالِ لَا يُبْصِرُهُ وَمُسْتَمِعٍ إلَى صَوْتٍ لَا يَسْمَعُهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/433)
وَعَكْسُهُ مَنْ يُؤْتَى عِلْمًا بِشَيْءِ لَمْ يَنْظُرْ فِيهِ وَلَمْ تَسْبِقْ مِنْهُ إلَيْهِ سَابِقَةُ تَفْكِيرٍ فِيهِ كَمَنْ فَاجَأَتْهُ رُؤْيَةُ الْهِلَالِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ إلَيْهِ أَوْ سَمِعَ قَوْلًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُصْغِيَ إلَيْهِ وَذَلِكَ كُلُّهُ لَا لِأَنَّ الْقَلْبَ بِنَفْسِهِ يَقْبَلُ الْعِلْمَ وَإِنَّمَا الْأَمْرُ مَوْقُوفٌ عَلَى شَرَائِطَ وَاسْتِعْدَادٍ قَدْ يَكُونُ فِعْلًا مِنْ الْإِنْسَانِ فَيَكُونُ مَطْلُوبًا وَقَدْ يَأْتِي فَضْلًا مِنْ اللَّهِ فَيَكُونُ مَوْهُوبًا. فَصَلَاحُ الْقَلْبِ وَحَقُّهُ وَاَلَّذِي خُلِقَ مِنْ أَجْلِهِ هُوَ أَنْ يَعْقِلَ الْأَشْيَاءَ لَا أَقُولُ أَنْ يَعْلَمَهَا فَقَطْ فَقَدْ يَعْلَمُ الشَّيْءَ مَنْ لَا يَكُونُ عَاقِلًا لَهُ بَلْ غَافِلًا عَنْهُ مُلْغِيًا لَهُ وَاَلَّذِي يَعْقِلُ الشَّيْءَ هُوَ الَّذِي يُقَيِّدُهُ وَيَضْبُطُهُ وَيَعِيهِ وَيُثْبِتُهُ فِي قَلْبِهِ فَيَكُونُ وَقْتَ الْحَاجَةِ إلَيْهِ غَنِيًّا فَيُطَابِقَ عَمَلُهُ قَوْلَهُ وَبَاطِنُهُ ظَاهِرَهُ وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي أُوتِيَ الْحِكْمَةَ. {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}. وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يُؤْتَى عِلْمًا وَلَا يُؤْتَى حُكْمًا وَإِنَّ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ مِمَّنْ أُوتِيَ عِلْمًا وَحُكْمًا. وَهَذَا مَعَ أَنَّ النَّاسَ مُتَبَايِنُونَ فِي نَفْسِ عَقْلِهِمْ الْأَشْيَاءَ مِنْ بَيْنِ كَامِلٍ وَنَاقِصٍ وَفِيمَا يَعْقِلُونَهُ مِنْ بَيْنِ قَلِيلٍ وَكَثِيرٍ وَجَلِيلٍ وَدَقِيقٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ. ثُمَّ هَذِهِ الْأَعْضَاءُ الثَّلَاثَةُ هِيَ أُمَّهَاتُ مَا يُنَالُ بِهِ الْعِلْمُ وَيُدْرَكُ أَعْنِي الْعِلْمَ الَّذِي يَمْتَازُ بِهِ الْبَشَرُ عَنْ سَائِر الْحَيَوَانَاتِ دُونَ مَا يُشَارِكُهَا فِيهِ مِنْ الشَّمِّ وَالذَّوْقِ وَاللَّمْسِ وَهُنَا يُدْرِكُ بِهِ مَا يُحِبُّ وَيَكْرَهُ وَمَا يُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ مَنْ يُحْسِنُ إلَيْهِ وَمَنْ يُسِيءُ إلَيْهِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} وَقَالَ: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} وَقَالَ: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} وَقَالَ: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً} وَقَالَ: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}. وَقَالَ فِيمَا لِكُلِّ عُضْوٍ مِنْ هَذِهِ الْأَعْضَاءِ مِنْ الْعَمَلِ وَالْقُوَّةِ: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا}. ثُمَّ إنَّ الْعَيْنَ تَقْصُرُ عَنْ الْقَلْبِ وَالْأُذُنِ وَتُفَارِقُهُمَا فِي شَيْءٍ وَهُوَ أَنَّهَا إنَّمَا يَرَى صَاحِبُهَا بِهَا الْأَشْيَاءَ الْحَاضِرَةَ وَالْأُمُورَ الْجُسْمَانِيَّةَ مِثْلَ الصُّوَرِ وَالْأَشْخَاصِ فَأَمَّا الْقَلْبُ وَالْأُذُنُ فَيَعْلَمُ الْإِنْسَانُ بِهِمَا مَا غَابَ عَنْهُ وَمَا لَا مَجَالَ لِلْبَصَرِ فِيهِ مِنْ الْأَشْيَاءِ الروحانية وَالْمَعْلُومَاتِ الْمَعْنَوِيَّةِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَفْتَرِقَانِ: فَالْقَلْبُ يَعْقِلُ الْأَشْيَاءَ بِنَفْسِهِ إذْ كَانَ الْعِلْمُ هُوَ غِذَاءَهُ وَخَاصِّيَّتَهُ أَمَّا الْأُذُنُ فَإِنَّهَا تَحْمِلُ الْكَلَامَ الْمُشْتَمِلَ عَلَى الْعِلْمِ إلَى الْقَلْبِ فَهِيَ بِنَفْسِهَا إنَّمَا تَحْمِلُ الْقَوْلَ وَالْكَلَامَ فَإِذَا وَصَلَ ذَلِكَ إلَى الْقَلْبِ أَخَذَ مِنْهُ مَا فِيهِ مِنْ الْعِلْمِ فَصَاحِبُ الْعِلْمِ فِي حَقِيقَةِ الْأَمْرِ هُوَ الْقَلْبُ وَإِنَّمَا سَائِرُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/434)
الْأَعْضَاءِ حَجَبَةٌ لَهُ تُوَصِّلُ إلَيْهِ مِنْ الْأَخْبَارِ مَا لَمْ يَكُنْ لِيَأْخُذَهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى إنَّ مَنْ فَقَدَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأَعْضَاءِ فَإِنَّهُ يَفْقِدُ بِفَقْدِهِ مِنْ الْعِلْمِ مَا كَانَ هُوَ الْوَاسِطَةَ فِيهِ. فَالْأَصَمُّ لَا يَعْلَمُ مَا فِي الْكَلَامِ مِنْ الْعِلْمِ وَالضَّرِيرُ لَا يَدْرِي مَا تَحْتَوِي عَلَيْهِ الْأَشْخَاصُ مِنْ الْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ وَكَذَلِكَ مَنْ نَظَرَ إلَى الْأَشْيَاءِ بِغَيْرِ قَلْبٍ أَوْ اسْتَمَعَ إلَى كَلِمَاتِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِغَيْرِ قَلْبٍ فَإِنَّهُ لَا يَعْقِلُ شَيْئًا؛ فَمَدَارُ الْأَمْرِ عَلَى الْقَلْبِ وَعِنْدَ هَذَا تَسْتَبِينُ الْحِكْمَةُ فِي قَوْله تَعَالَى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} حَتَّى لَمْ يَذْكُرْ هُنَا الْعَيْنَ كَمَا فِي الْآيَاتِ السَّوَابِقِ فَإِنَّ سِيَاقَ الْكَلَامِ هُنَا فِي أُمُورٍ غَائِبَةٍ وَحِكْمَةٍ مَعْقُولَةٍ مِنْ عَوَاقِبِ الْأُمُورِ لَا مَجَالَ لِنَظَرِ الْعَيْنِ فِيهَا وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ} وَتَتَبَيَّنُ حَقِيقَةُ الْأَمْرِ فِي قَوْلِهِ: {إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. فَإِنَّ مَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ وَيَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ إمَّا رَجُلٌ رَأَى الْحَقَّ بِنَفْسِهِ فَقَبِلَهُ فَاتَّبَعَهُ وَلَمْ يَحْتَجْ إلَى مَنْ يَدْعُوهُ إلَيْهِ فَذَلِكَ صَاحِبُ الْقَلْبِ؛ أَوْ رَجُلٌ لَمْ يَعْقِلْهُ بِنَفْسِهِ بَلْ هُوَ مُحْتَاجٌ إلَى مَنْ يُعَلِّمُهُ وَيُبَيِّنُهُ لَهُ وَيَعِظُهُ وَيُؤَدِّبُهُ فَهَذَا أَصْغَى فَ: {أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}. أَيْ حَاضِرُ الْقَلْبِ لَيْسَ بِغَائِبِهِ. كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ: أوتى الْعِلْمَ وَكَانَ لَهُ ذِكْرَى. وَيَتَبَيَّنُ قَوْلُهُ: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ} {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ} وَقَوْلُهُ: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا}. ثُمَّ إذَا كَانَ حَقُّ الْقَلْبِ أَنْ يَعْلَمَ الْحَقَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إلَّا الضَّلَالُ} إذْ كَانَ كُلُّ مَا يَقَعُ عَلَيْهِ لَمْحَةَ نَاظِرٍ أَوْ يَجُولُ فِي لَفْتَةِ خَاطِرٍ فَاَللَّهُ رَبُّهُ وَمُنْشِئُهُ وَفَاطِرُهُ وَمُبْدِئُهُ لَا يُحِيطُ عِلْمًا إلَّا بِمَا هُوَ مِنْ آيَاتِهِ الْبَيِّنَةِ فِي أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ. وَأَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيَدٍ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ.
أَيْ مَا مِنْ شَيْءٍ مِنْ الْأَشْيَاءِ إذَا نَظَرْت إلَيْهِ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ إلَّا وَجَدْته إلَى الْعَدَمِ وَمَا هُوَ فَقِيرٌ إلَى الْحَيِّ الْقَيُّومِ فَإِذَا نَظَرْت إلَيْهِ وَقَدْ تَوَلَّتْهُ يَدُ الْعِنَايَةِ بِتَقْدِيرِ مَنْ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى رَأَيْته حِينَئِذٍ مَوْجُودًا مَكْسُوًّا حَلَّلَ الْفَضْلَ وَالْإِحْسَانَ فَقَدْ اسْتَبَانَ أَنَّ الْقَلْبَ إنَّمَا خُلِقَ لِذِكْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ - أَظُنُّهُ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ رَحِمَهُ اللَّهُ - قَالَ: الذِّكْرُ لِلْقَلْبِ بِمَنْزِلَةِ الْغِذَاءِ لِلْجَسَدِ فَكَمَا لَا يَجِدُ الْجَسَدُ لَذَّةَ الطَّعَامِ مَعَ السَّقَمِ فَكَذَلِكَ الْقَلْبُ لَا يَجِدُ حَلَاوَةَ الذِّكْرِ مَعَ حُبِّ الدُّنْيَا. أَوْ كَمَا قَالَ. فَإِذَا كَانَ الْقَلْبُ مَشْغُولًا بِاَللَّهِ عَاقِلًا لِلْحَقِّ مُتَفَكِّرًا فِي الْعِلْمِ فَقَدْ وُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا أَنَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/435)
الْعَيْنَ إذَا صُرِفَتْ إلَى النَّظَرِ فِي الْأَشْيَاءِ فَقَدْ وُضِعَتْ فِي مَوْضِعِهَا أَمَّا إذَا لَمْ يُصْرَفْ إلَى الْعِلْمِ وَلَمْ يُوعَ فِيهِ الْحَقُّ فَقَدْ نَسِيَ رَبَّهُ فَلَمْ يُوضَعْ فِي مَوْضِعٍ بَلْ هُوَ ضَائِعٌ وَلَا يَحْتَاجُ أَنْ نَقُولَ قَدْ وُضِعَ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ مَوْضِعِهِ بَلْ لَمْ يُوضَعْ أَصْلًا. فَإِنَّ مَوْضِعَهُ هُوَ الْحَقُّ وَمَا سِوَى الْحَقِّ بَاطِلٌ فَإِذَا لَمْ يُوضَعْ فِي الْحَقِّ لَمْ يَبْقَ إلَّا الْبَاطِلُ وَالْبَاطِلُ لَيْسَ بِشَيْءِ أَصْلًا وَمَا لَيْسَ بِشَيْءِ أَحْرَى أَنْ لَا يَكُونَ مَوْضِعًا. وَالْقَلْبُ هُوَ نَفْسُهُ لَا يَقْبَلُ إلَّا الْحَقَّ. فَإِذَا لَمْ يُوضَعْ فِيهِ فَإِنَّهُ لَا يَقْبَلُ غَيْرَ مَا خُلِقَ لَهُ. {سُنَّةَ اللَّهِ} {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ لَيْسَ بِمَتْرُوكِ مُخِلٍّ فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ فِي أَوْدِيَةِ الْأَفْكَارِ وَأَقْطَارِ الْأَمَانِي لَا يَكُونُ عَلَى الْحَالِ الَّتِي تَكُونُ عَلَيْهَا الْعَيْنُ وَالْأُذُنُ مِنْ الْفَرَاغِ وَالتَّخَلِّي فَقَدْ وُضِعَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ لَا مُطْلَقٍ وَلَا مُعَلَّقٍ مَوْضُوعٍ لَا مَوْضِعَ لَهُ. وَهَذَا مِنْ الْعَجَبِ فَسُبْحَانَ رَبِّنَا الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ وَإِنَّمَا تَنْكَشِفُ لِلْإِنْسَانِ هَذِهِ الْحَالُ عِنْدَ رُجُوعِهِ إلَى الْحَقِّ إمَّا فِي الدُّنْيَا عِنْدَ الْإِنَابَةِ أَوْ عِنْدَ الْمُنْقَلَبِ إلَى الْآخِرَةِ فَيَرَى سُوءَ الْحَالِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا وَكَيْفَ كَانَ قَلْبُهُ ضَالًّا عَنْ الْحَقِّ. هَذَا إذَا صُرِفَ فِي الْبَاطِلِ. فَأَمَّا لَوْ تُرِكَ وَحَالُهُ الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا فَارِغًا عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ خَالِيًا عَنْ كُلِّ فِكْرٍ فَقَدْ كَانَ يَقْبَلُ الْعِلْمَ الَّذِي لَا جَهْلَ فِيهِ وَيَرَى الْحَقَّ الَّذِي لَا رَيْبَ فِيهِ فَيُؤْمِنُ بِرَبِّهِ وَيُنِيبُ إلَيْهِ. فَإِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتِجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ لَا يُحَسُّ فِيهَا مِنْ جَدْعٍ {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} وَإِنَّمَا يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَقِّ فِي غَالِبِ الْحَالِ شُغْلُهُ بِغَيْرِهِ مِنْ فِتَنِ الدُّنْيَا وَمَطَالِبِ الْجَسَدِ وَشَهَوَاتِ النَّفْسِ فَهُوَ فِي هَذِهِ الْحَالِ كَالْعَيْنِ النَّاظِرَةِ إلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لَا يُمْكِنُهَا أَنْ تَرَى مَعَ ذَلِكَ الْهِلَالَ أَوْ هُوَ يَمِيلُ إلَيْهِ فَيَصُدُّهُ عَنْ اتِّبَاعِ الْحَقِّ فَيَكُونُ كَالْعَيْنِ الَّتِي فِيهَا قَذًى لَا يُمْكِنُهَا رُؤْيَةَ الْأَشْيَاءِ. ثُمَّ الْهَوَى قَدْ يَعْتَرِضُ لَهُ قَبْلَ مَعْرِفَةِ الْحَقِّ فَيَصُدُّهُ عَنْ النَّظَرِ فِيهِ فَلَا يَتَبَيَّنُ لَهُ الْحَقُّ كَمَا قِيلَ: حُبُّك الشَّيْءَ يُعْمِي وَيَصُمُّ. فَيَبْقَى فِي ظُلْمَةِ الْأَفْكَارِ وَكَثِيرًا مَا يَكُونُ ذَلِكَ عَنْ كِبْرٍ يَمْنَعُهُ عَنْ أَنْ يَطْلُبَ الْحَقَّ {فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} وَقَدْ يَعْرِضُ لَهُ الْهَوَى بَعْدَ أَنْ عَرَفَ الْحَقَّ فَيَجْحَدَهُ وَيُعْرِضَ عَنْهُ كَمَا قَالَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ فِيهِمْ: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/436)
ثُمَّ الْقَلْبُ لِلْعِلْمِ كَالْإِنَاءِ لِلْمَاءِ وَالْوِعَاءِ لِلْعَسَلِ وَالْوَادِي لِلسَّيْلِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} الْآيَةُ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا: فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَسَقَى النَّاسُ وَزَرَعُوا. وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً إنَّمَا قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا أُرْسِلْت بِهِ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْت بِهِ} وَفِي حَدِيثِ كميل بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا. وَبَلَغَنَا عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ قَالَ: الْقُلُوبُ آنِيَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ فَأَحَبُّهَا إلَى اللَّهِ تَعَالَى أَرَقُّهَا وَأَصْفَاهَا. وَهَذَا مَثَلٌ حَسَنٌ فَإِنَّ الْقَلْبَ إذَا كَانَ رَقِيقًا لَيِّنًا كَانَ قَبُولُهُ لِلْعِلْمِ سَهْلًا يَسِيرًا وَرَسَخَ الْعِلْمُ فِيهِ وَثَبَتَ وَأَثَّرَ وَإِنْ كَانَ قَاسِيًا غَلِيظًا كَانَ قَبُولُهُ لِلْعِلْمِ صَعْبًا عَسِيرًا. وَلَا بُدَّ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ زَكِيًّا صَافِيًا سَلِيمًا حَتَّى يَزْكُوَ فِيهِ الْعِلْمُ وَيُثْمِرَ ثَمَرًا طَيِّبًا وَإِلَّا فَلَوْ قَبِلَ الْعِلْمَ وَكَانَ فِيهِ كَدَرٌ وَخَبَثٌ أَفْسَدَ ذَلِكَ الْعِلْمَ وَكَانَ كَالدَّغَلِ فِي الزَّرْعِ إنْ لَمْ يَمْنَعْ الْحَبَّ مِنْ أَنْ يَنْبُتَ مَنَعَهُ مِنْ أَنْ يَزْكُوَ وَيَطِيبَ وَهَذَا بَيِّنٌ لِأُولِي الْأَبْصَارِ.
وَ تَلْخِيصُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ أَنَّهُ إذَا اُسْتُعْمِلَ فِي الْحَقِّ فَلَهُ وَجْهَانِ:وَجْهٌ مُقْبِلٌ عَلَى الْحَقِّ وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ يُقَالُ لَهُ: وِعَاءٌ وَإِنَاءٌ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يَسْتَوْجِبُ مَا يُوعَى فِيهِ وَيُوضَعُ فِيهِ وَهَذِهِ الصِّفَةُ صِفَةُ وُجُودٍ وَثُبُوتٍ.
وَوَجْهٌ مُعْرِضٌ عَنْ الْبَاطِلِ وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ يُقَالُ لَهُ: زَكِيٌّ وَسَلِيمٌ وَطَاهِرٌ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ تَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الشَّرِّ وَانْتِفَاءِ الْخَبَثِ وَالدَّغَلِ وَهَذِهِ الصِّفَةُ صِفَةُ عَدَمٍ وَنَفْيٍ. وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّهُ إذَا صُرِفَ إلَى الْبَاطِلِ فَلَهُ وَجْهَانِ كَذَلِكَ.
وَجْهُ الْوُجُودِ أَنَّهُ مُنْصَرِفٌ إلَى الْبَاطِلِ مَشْغُولٌ بِهِ.
وَوَجْهُ الْعَدَمِ أَنَّهُ مُعْرِضٌ عَنْ الْحَقِّ غَيْرُ قَابِلٍ لَهُ وَهَذَا يُبَيِّنُ مِنْ الْبَيَانِ وَالْحُسْنِ وَالصِّدْقِ مَا فِي قَوْلِهِ:
إذَا مَا وَضَعْت الْقَلْبَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ * * * بِغَيْرِ إنَاءٍ فَهُوَ قَلْبٌ مُضَيِّعُ
فَإِنَّهُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ حَالَ مَنْ ضَيَّعَ قَلْبَهُ فَظَلَمَ نَفْسَهُ بِأَنْ اشْتَغَلَ بِالْبَاطِلِ وَمَلَأَ بِهِ قَلْبَهُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِيهِ مُتَّسَعٌ لِلْحَقِّ وَلَا سَبِيلَ لَهُ إلَى الْوُلُوجِ فِيهِ ذَكَرَ ذَلِكَ مِنْهُ فَوَصَفَ حَالَ هَذَا الْقَلْبِ بِوَجْهَيْهِ وَنَعَتَهُ بِمَذْهَبَيْهِ فَذَكَرَ أَوَّلًا وَصْفَ الْوُجُودِ مِنْهُ فَقَالَ: إذَا مَا وَضَعْت الْقَلْبَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. يَقُولُ إذَا شَغَلْته بِمَا لَمْ يُخْلَقْ لَهُ فَصَرَفْته إلَى الْبَاطِلِ حَتَّى صَارَ مَوْضُوعًا فِيهِ. ثُمَّ الْبَاطِلُ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ:
إحْدَاهُمَا: تَشْغَلُ عَنْ الْحَقِّ وَلَا تُعَانِدُهُ مِثْلَ الْأَفْكَارِ وَالْهُمُومِ الَّتِي فِي عَلَائِقِ الدُّنْيَا وَشَهَوَاتِ النَّفْسِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/437)
وَالثَّانِيَةُ: تُعَانِدُ الْحَقَّ وَتَصُدُّ عَنْهُ مِثْلَ الْآرَاءِ الْبَاطِلَةِ وَالْأَهْوَاءِ الْمُرْدِيَةِ مِنْ الْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ وَالْبِدَعِ وَشِبْهِ ذَلِكَ بَلْ الْقَلْبُ لَمْ يُخْلَقْ إلَّا لِذِكْرِ اللَّهِ فَمَا سِوَى ذَلِكَ فَلَيْسَ مَوْضِعًا لَهُ. ثُمَّ ذَكَرَ " ثَانِيًا " وَصْفَ الْعَدَمِ فِيهِ فَقَالَ بِغَيْرِ إنَاءٍ ثُمَّ يَقُولُ: إذَا وَضَعْته بِغَيْرِ إنَاءٍ ضَيَّعْته وَلَا إنَاءَ مَعَك كَمَا تَقُولُ حَضَرْت الْمَجْلِسَ بِلَا مَحْبَرَةٍ فَالْكَلِمَةُ حَالٌ مِنْ الْوَاضِعِ. لَا مِنْ الْمَوْضُوعِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. وَبَيَانُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّهُ يَقُولُ إذَا مَا وَضَعْت قَلْبَك فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فَقَدْ شُغِلَ بِالْبَاطِلِ وَلَمْ يَكُنْ مَعَك إنَاءٌ يُوضَعُ فِيهِ الْحَقُّ وَيَنْزِلُ إلَيْهِ الذِّكْرُ وَالْعِلْمُ الَّذِي هُوَ حَقُّ الْقَلْبِ فَقَلْبُك إذًا مُضَيَّعٌ ضَيَّعْته مِنْ وَجْهَيْ التَّضْيِيعِ وَإِنْ كَانَا مُتَّحِدَيْنِ مِنْ جِهَةِ أَنَّك وَضَعْته فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ وَمِنْ جِهَةِ أَنَّهُ لَا إنَاءَ مَعَك يَكُونُ وِعَاءً لِلْحَقِّ الَّذِي يَجِبُ أَنْ يُعْطَاهُ؛ كَمَا لَوْ قِيلَ لِمَلِكِ قَدْ أَقْبَلَ عَلَى اللَّهْوِ: إذَا اشْتَغَلَ بِغَيْرِ الْمَمْلَكَةِ وَلَيْسَ فِي الْمَمْلَكَةِ مَنْ يُدَبِّرُهَا فَهُوَ مَلِكٌ ضَائِعٌ لَكِنَّ الْإِنَاءَ هُنَا هُوَ الْقَلْبُ بِعَيْنِهِ وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لِأَنَّ الْقَلْبَ لَا يَنُوبُ عَنْهُ غَيْرُهُ فِيمَا يَجِبُ أَنْ يُوضَعَ فِيهِ {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
وَإِنَّمَا خَرَجَ الْكَلَامُ فِي صُورَةِ اثْنَيْنِ بِذِكْرِ نَعْتَيْنِ لِشَيْءِ وَاحِدٍ. كَمَا جَاءَ نَحْوُهُ فِي قَوْله تَعَالَى {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} {مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} قَالَ قتادة وَالرَّبِيعُ: هُوَ الْقُرْآنُ: فَرَّقَ فِيهِ بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَهَذَا لِأَنَّ الشَّيْءَ الْوَاحِدَ إذَا كَانَ لَهُ وَصْفَانِ كَبِيرَانِ فَهُوَ مَعَ وَصْفٍ وَاحِدٍ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ وَمَعَ الْوَصْفَيْنِ بِمَنْزِلَةِ الِاثْنَيْنِ حَتَّى لَوْ كَثُرَتْ صِفَاتُهُ لَتَنَزَّلَ مَنْزِلَةَ أَشْخَاصٍ. أَلَا تَرَى أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي يُحْسِنُ الْحِسَابَ وَالطِّبَّ يَكُونُ بِمَنْزِلَةِ حَاسِبٍ وَطَبِيبٍ وَالرَّجُلُ الَّذِي يُحْسِنُ النِّجَارَةَ وَالْبِنَاءَ بِمَنْزِلَةِ نَجَّارٍ وَبَنَّاءٍ. وَالْقَلْبُ لَمَّا كَانَ يَقْبَلُ الذِّكْرَ وَالْعِلْمَ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْإِنَاءِ الَّذِي يُوضَعُ فِيهِ الْمَاءُ وَإِنَّمَا ذَكَرَ فِي هَذَا الْبَيْتِ الْإِنَاءَ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ أَسْمَاءِ الْقَلْبِ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَكُونُ رَقِيقًا وَصَافِيًا وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِهِ الْمُسْتَطْعِمُ الْمُسْتَعْطِي فِي مَنْزِلَةِ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ. وَلَمَّا كَانَ يَنْصَرِفُ عَنْ الْبَاطِلِ فَهُوَ زَكِيٌّ وَسَلِيمٌ فَكَأَنَّهُ اثْنَانِ. وَلِيَتَبَيَّنَ فِي الصُّورَةِ أَنَّ الْإِنَاءَ غَيْرُ الْقَلْبِ فَهُوَ يَقُولُ: إذَا وَضَعْت قَلْبَك فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ. وَهُوَ الَّذِي يُوضَعُ فِيهِ الذِّكْرُ وَالْعِلْمُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَك إنَاءٌ يُوضَعُ فِيهِ الْمَطْلُوبُ فَمِثْلُك مِثْلُ رَجُلٍ بَلَغَهُ أَنَّ غَنِيًّا يُفَرِّقُ عَلَى النَّاسِ طَعَامًا وَكَانَ لَهُ زُبْدِيَّةٌ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/438)
أَوْ سُكْرُجَةٌ فَتَرَكَهَا ثُمَّ أَقْبَلَ يَطْلُبُ طَعَامًا فَقِيلَ لَهُ: هَاتِ إنَاءً نُعْطِيَك طَعَامًا فَأَمَّا إذَا أَتَيْت وَقَدْ وَضَعْت زُبْدِيَّتَك - مَثَلًا - فِي الْبَيْتِ وَلَيْسَ مَعَك إنَاءٌ نُعْطِيك فَلَا تَأْخُذْ شَيْئًا فَرَجَعْت بِخُفَّيْ حنين. وَإِذَا تَأَمَّلَ مَنْ لَهُ بَصِيرَةٌ بِأَسَالِيبِ الْبَيَانِ وَتَصَارِيفِ اللِّسَانِ وَجَدَ مَوْقِعَ هَذَا الْكَلَامِ مِنْ الْعَرَبِيَّةِ وَالْحِكْمَةِ كِلَيْهِمَا مَوْقِعًا حَسَنًا بَلِيغًا فَإِنَّ نَقِيضَ هَذِهِ الْحَالِ الْمَذْكُورَةِ أَنْ يَكُونَ الْقَلْبُ مُقْبِلًا عَلَى الْحَقِّ وَالْعِلْمِ وَالذِّكْرِ مُعْرِضًا عَنْ غَيْرِ ذَلِكَ وَتِلْكَ هِيَ الْحَنِيفِيَّةُ مِلَّةُ إبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّ الْحَنَفَ هُوَ إقْبَالُ الْقَدَمِ وَمَيْلُهَا إلَى أُخْتِهَا فَالْحَنَفُ الْمَيْلُ عَنْ الشَّيْءِ بِالْإِقْبَالِ عَلَى آخَرَ؛ فَالدِّينُ الْحَنِيفُ هُوَ الْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ وَحْدَهُ وَالْإِعْرَاضُ عَمَّا سِوَاهُ. وَهُوَ الْإِخْلَاصُ الَّذِي تَرْجَمَتْهُ كَلِمَةُ الْحَقِّ وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ: " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " اللَّهُمَّ ثَبِّتْنَا عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ. وَهَذَا آخِرُ مَا حَضَرَ فِي هَذَا الْوَقْتِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ.
مسألة: هل العلم و العقل يقبلان الزيادة و النقصان؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 722)
ظَاهِرُ مَذْهَبِ أَحْمَد وَهُوَ أَصَحُّ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ وَقَوْلُ أَكْثَرِ أَصْحَابِهِ - أَنَّ الْعِلْمَ وَالْعَقْلَ وَنَحْوَهُمَا يَقْبَلُ الزِّيَادَةَ وَالنُّقْصَانَ بَلْ وَكَذَلِكَ الصِّفَاتُ الَّتِي تَقُومُ بِغَيْرِ الْحَيِّ: كَالْأَلْوَانِ وَالطُّعُومِ وَالْأَرْوَاحِ. فَنَقُولُ أَوَّلًا الْإِرَادَةُ الْجَازِمَةُ هِيَ الَّتِي يَجِبُ وُقُوعُ الْفِعْلِ مَعَهَا إذَا كَانَتْ الْقُدْرَةُ حَاصِلَةً فَإِنَّهُ مَتَى وُجِدَتْ الْإِرَادَةُ الْجَازِمَةُ مَعَ الْقُدْرَةِ التَّامَّةِ وَجَبَ وُجُودُ الْفِعْلِ لِكَمَالِ وُجُودِ الْمُقْتَضِي السَّالِمِ عَنْ الْمُعَارِضِ الْمُقَاوِمِ وَمَتَى وُجِدَتْ الْإِرَادَةُ وَالْقُدْرَةُ التَّامَّةُ وَلَمْ يَقَعْ الْفِعْلُ لَمْ تَكُنْ الْإِرَادَةُ جَازِمَةً وَهُوَ إرَادَاتُ الْخَلْقِ لِمَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ مِنْ الْأَفْعَالِ وَلَمْ يَفْعَلُوهُ وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْإِرَادَاتُ مُتَفَاوِتَةً فِي الْقُوَّةِ وَالضَّعْفِ تَفَاوُتًا كَثِيرًا؛ لَكِنْ حَيْثُ لَمْ يَقَعْ الْفِعْلُ الْمُرَادُ مَعَ وُجُودِ الْقُدْرَةِ التَّامَّةِ فَلَيْسَتْ الْإِرَادَةُ جَازِمَةً جَزْمًا تَامًّا. وَهَذِهِ " الْمَسْأَلَةُ " إنَّمَا كَثُرَ فِيهَا النِّزَاعُ؛ لِأَنَّهُمْ قَدَّرُوا إرَادَةً جَازِمَةً لِلْفِعْلِ لَا يَقْتَرِنُ بِهَا شَيْءٌ مِنْ الْفِعْلِ وَهَذَا لَا يَكُونُ. وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْعَزْمِ عَلَى أَنْ يَفْعَلَ فَقَدْ يَعْزِمُ عَلَى الْفِعْلِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مَنْ لَا يَفْعَلُ مِنْهُ شَيْئًا فِي الْحَالِ وَالْعَزْمُ عَلَى أَنْ يَفْعَلَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لَا يَكْفِي فِي وُجُودِ الْفِعْلِ بَلْ لَا بُدَّ عِنْدَ وُجُودِهِ مِنْ حُدُوثِ تَمَامِ الْإِرَادَةِ الْمُسْتَلْزِمَةِ لِلْفِعْلِ وَهَذِهِ هِيَ الْإِرَادَةُ الْجَازِمَةُ.
أيهما أفضل العلم أو العقل؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 305)
سُئِلَ الشَّيْخُ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
أَيُّمَا أَفْضَلُ: الْعِلْمُ، أَوْ العقل؟
فَأَجَابَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/439)
إنْ أُرِيدَ بِالْعِلْمِ عِلْمُ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَهُوَ الْكِتَابُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْ عَقْلِ الْإِنْسَانِ؛ لِأَنَّ هَذَا صِفَةُ الْخَالِقِ: وَالْعَقْلُ صِفَةُ الْمَخْلُوقِ وَصِفَةُ الْخَالِقِ أَفْضَلُ مِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِ. وَإِنْ أُرِيدَ بِالْعَقْلِ أَنْ يَعْقِلَ الْعَبْدُ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ فَيَفْعَلَ مَا أُمِرَ بِهِ وَيَتْرُكَ مَا نُهِيَ عَنْهُ فَهَذَا الْعَقْلُ يَدْخُلُ صَاحِبُهُ بِهِ الْجَنَّةَ. وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ الْعِلْمِ الَّذِي لَا يَدْخُلُ صَاحِبُهُ بِهِ الْجَنَّةَ. كَمَنْ يَعْلَمُ وَلَا يَعْمَلُ. وَإِنْ أُرِيدَ الْعَقْلُ الْغَرِيزَةُ الَّتِي جَعَلَهَا اللَّهُ فِي الْعَبْدِ الَّتِي يَنَالُ بِهَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ فَاَلَّذِي يَحْصُلُ بِهِ أَفْضَلُ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ هُوَ الْمَقْصُودُ بِهِ وَغَرِيزَةُ الْعَقْلِ وَسِيلَةٌ إلَيْهِ. وَالْمَقَاصِدُ أَفْضَلُ مِنْ وَسَائِلِهَا. وَإِنْ أُرِيدَ بِالْعَقْلِ الْعُلُومُ الَّتِي تَحْصُلُ بِالْغَرِيزَةِ فَهَذِهِ مِنْ الْعِلْمِ فَلَا يُقَالُ: أَيُّمَا أَفْضَلُ الْعِلْمُ أَوْ الْعَقْلُ وَلَكِنْ يُقَالُ أَيُّمَا أَفْضَلُ هَذَا الْعِلْمُ أَوْ هَذَا الْعِلْمُ فَالْعُلُومُ بَعْضُهَا أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ فَالْعِلْمُ بِاَللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ الْعِلْمِ بِخَلْقِهِ وَلِهَذَا كَانَتْ آيَةُ الْكُرْسِيِّ أَفْضَلَ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّهَا صِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى. وَكَانَتْ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ " ثَلَاثَةُ أَثْلَاثٍ ": ثُلُثٌ تَوْحِيدٌ وَثُلُثٌ قَصَصٌ وَثُلُثٌ أَمْرٌ وَنَهْيٌ. وَثُلُثُ التَّوْحِيدِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ. وَالْجَوَابُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مَسْأَلَةِ الْعِلْمِ وَالْعَقْلِ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ التَّفْصِيلِ؛ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الِاسْمَيْنِ يَحْتَمِلُ مَعَانٍ كَثِيرَةً فَلَا يَجُوزُ إطْلَاقُ الْجَوَابِ بِلَا تَفْصِيلٍ وَلِهَذَا كَثُرَ النِّزَاعُ فِيهَا لِمَنْ لَمْ يَفْصِلْ وَمَنْ فَصَلَ الْجَوَابَ فَقَدْ أَصَابَ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مسألة ما هي الفطرة التي فطر عليها الناس و لماذا يخالفونها أحياناً؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 30)
الْأَسْبَابُ الْعَارِضَةُ لِغَلَطِ الْحِسِّ الْبَاطِنِ أَوْ الظَّاهِرِ وَالْعَقْلِ: بِمَنْزِلَةِ الْمَرَضِ الْعَارِضِ لِحَرَكَةِ الْبَدَنِ وَالنَّفْسِ وَالْأَصْلُ هُوَ الصِّحَّةُ فِي الْإِدْرَاكِ وَفِي الْحَرَكَةِ. فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ عِبَادَهُ عَلَى الْفِطْرَةِ. وَهَذِهِ الْأُمُورُ يُعْلَمُ الْغَلَطُ فِيهَا بِأَسْبَابِهَا الْخَاصَّةِ؛ كَالْمُرَّةِ الصَّفْرَاءِ الْعَارِضَةِ لِلطَّعْمِ وَكَالْحَوَلِ فِي الْعَيْنِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَإِلَّا فَمَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ عَلَى مَا يَجْزِمُ بِهِ وَجَدَ أَكْثَرَ النَّاسِ الَّذِينَ يَجْزِمُونَ بِمَا لَا يُجْزَمُ بِهِ إنَّمَا جَزْمُهُمْ لِنَوْعِ مِنْ الْهَوَى كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} وَقَالَ: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}. وَلِهَذَا تَجِدُ الْيَهُودَ يُصَمِّمُونَ وَيُصِرُّونَ عَلَى بَاطِلِهِمْ لِمَا فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ الْكِبْرِ وَالْحَسَدِ وَالْقَسْوَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَهْوَاءِ. وَأَمَّا النَّصَارَى فَأَعْظَمُ ضَلَالًا مِنْهُمْ وَإِنْ كَانُوا فِي الْعَادَةِ وَالْأَخْلَاقِ أَقَلَّ مِنْهُمْ شَرًّا فَلَيْسُوا جَازِمِينَ بِغَالِبِ ضَلَالِهِمْ بَلْ عِنْدَ الِاعْتِبَارِ تَجِدُ مَنْ تَرَكَ الْهَوَى مِنْ الطَّائِفَتَيْنِ وَنَظَرَ نَوْعَ نَظَرٍ تَبَيَّنَ لَهُ الْإِسْلَامُ حَقًّا.
مسألة ما الفرق بين فطرة الإسلام و فطرة الخلق؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 245)
سُئِلَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/440)
عَنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ} مَا مَعْنَاهُ؟: أَرَادَ فِطْرَةَ الْخَلْقِ أَمْ فِطْرَةَ الْإِسْلَامِ؟. وَفِي قَوْلِهِ: {الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ} الْحَدِيثَ. هَلْ ذَلِكَ خَاصٌّ أَوْ عَامٌّ. وَفِي الْبَهَائِمِ وَالْوُحُوشِ هَلْ يُحْيِيهَا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ لَا؟.
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ} فَالصَّوَابُ أَنَّهَا فِطْرَةُ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا وَهِيَ فِطْرَةُ الْإِسْلَامِ وَهِيَ الْفِطْرَةُ الَّتِي فَطَرَهُمْ عَلَيْهَا يَوْمَ قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}. وَهِيَ السَّلَامَةُ مِنْ الِاعْتِقَادَاتِ الْبَاطِلَةِ وَالْقَبُولُ لِلْعَقَائِدِ الصَّحِيحَةِ. فَإِنَّ حَقِيقَةَ " الْإِسْلَامِ " أَنْ يَسْتَسْلِمَ لِلَّهِ؛ لَا لِغَيْرِهِ وَهُوَ مَعْنَى لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَقَدْ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلَ ذَلِكَ فَقَالَ: {كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟} بَيَّنَ أَنَّ سَلَامَةَ الْقَلْبِ مِنْ النَّقْصِ كَسَلَامَةِ الْبَدَنِ وَأَنَّ الْعَيْبَ حَادِثٌ طَارِئٌ. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يُرْوَى عَنْ اللَّهِ: {إنِّي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاءَ فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ وَحَرَّمَتْ
عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْت لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا}. وَلِهَذَا ذَهَبَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمَشْهُورِ عَنْهُ: إلَى أَنَّ الطِّفْلَ مَتَى مَاتَ أَحَدُ أَبَوَيْهِ الْكَافِرَيْنِ حُكِمَ بِإِسْلَامِهِ؛ لِزَوَالِ الْمُوجِبِ لِلتَّغْيِيرِ عَنْ أَصْلِ الْفِطْرَةِ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ؛ وَعَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَعَنْهُمَا: أَنَّهُمْ قَالُوا " يُولَدُ عَلَى مَا فُطِرَ عَلَيْهِ مِنْ شَقَاوَةٍ وَسَعَادَةٍ " وَهَذَا الْقَوْلُ لَا يُنَافِي الْأَوَّلَ فَإِنَّ الطِّفْلَ يُولَدُ سَلِيمًا وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ سَيَكْفُرُ فَلَا بُدَّ أَنْ يَصِيرَ إلَى مَا سَبَقَ لَهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ كَمَا تُولَدُ الْبَهِيمَةُ جَمْعَاءَ وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهَا سَتُجْدَعُ. وَهَذَا مَعْنَى مَا جَاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: {قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ: طُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا؛ وَلَوْ تُرِكَ لَأَرْهَقَ أَبَوَيْهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا} يَعْنِي طَبَعَهُ اللَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ أَيْ كَتَبَهُ وَأَثْبَتَهُ كَافِرًا؛ أَيْ أَنَّهُ إنْ عَاشَ كَفَرَ بِالْفِعْلِ. وَلِهَذَا {لَمَّا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّنْ يَمُوتُ مِنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ وَهُوَ صَغِيرٌ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ} أَيْ اللَّهُ يَعْلَمُ مَنْ يُؤْمِنُ مِنْهُمْ وَمَنْ يَكْفُرُ لَوْ بَلَغُوا. ثُمَّ إنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي حَدِيثٍ إسْنَادُهُ مُقَارِبٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " {إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَإِنَّ اللَّهَ يَمْتَحِنُهُمْ وَيَبْعَثُ إلَيْهِمْ رَسُولًا فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ أَجَابَهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَاهُ أَدْخَلَهُ النَّارَ} فَهُنَالِكَ يَظْهَرُ فِيهِمْ مَا عَلِمَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَيَجْزِيهِمْ عَلَى مَا ظَهَرَ مِنْ الْعِلْمِ وَهُوَ إيمَانُهُمْ وَكُفْرُهُمْ؛ لَا عَلَى مُجَرَّدِ الْعِلْمِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/441)
وَهَذَا أَجْوَدُ مَا قِيلَ فِي أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ وَعَلَيْهِ تَتَنَزَّلُ جَمِيعُ الْأَحَادِيثِ. وَمَثَلُ الْفِطْرَةِ مَعَ الْحَقِّ: مَثَلُ ضَوْءِ الْعَيْنِ مَعَ الشَّمْسِ وَكُلُّ ذِي عَيْنٍ لَوْ تُرِكَ بِغَيْرِ حِجَابٍ لَرَأَى الشَّمْسَ وَالِاعْتِقَادَاتِ الْبَاطِلَةَ الْعَارِضَةَ مَنْ تَهَوَّدَ وَتَنَصَّرَ وَتَمَجَّسَ: مَثَلُ حِجَابٍ يَحُولُ بَيْنَ الْبَصَرِ وَرُؤْيَةِ الشَّمْسِ. وَكَذَلِكَ أَيْضًا كُلُّ ذِي حِسٍّ سَلِيمٍ يُحِبُّ الْحُلْوَ إلَّا أَنْ يَعْرِضَ فِي الطَّبِيعَةِ فَسَادٌ يُحَرِّفُهُ حَتَّى يُجْعَلَ الْحُلْوُ فِي فَمِهِ مُرًّا. وَلَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِمْ مَوْلُودِينَ عَلَى الْفِطْرَةِ أَنْ يَكُونُوا حِينَ الْوِلَادَةِ مُعْتَقِدِينَ لِلْإِسْلَامِ بِالْفِعْلِ فَإِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَنَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِنَا لَا نَعْلَمُ شَيْئًا وَلَكِنْ سَلَامَةُ الْقَلْبِ وَقَبُولُهُ وَإِرَادَتُهُ لِلْحَقِّ: الَّذِي هُوَ الْإِسْلَامُ بِحَيْثُ لَوْ تُرِكَ مِنْ غَيْرِ مُغَيِّرٍ لَمَا كَانَ إلَّا مُسْلِمًا. وَهَذِهِ الْقُوَّةُ الْعِلْمِيَّةُ الْعَمَلِيَّةُ الَّتِي تَقْتَضِي بِذَاتِهَا الْإِسْلَامَ مَا لَمْ يَمْنَعْهَا مَانِعٌ: هِيَ فِطْرَةُ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا.
وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ: فَقَدْ صَحَّ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ " وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ - {إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُبْعَثُ إلَيْهِ الْمَلَكُ فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَيُقَالُ: اُكْتُبْ رِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَعَمَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ. ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ}. وَهَذَا عَامٌّ فِي كُلِّ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ قَدْ عَلِمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ - بِعِلْمِهِ الَّذِي هُوَ صِفَةٌ لَهُ - الشَّقِيَّ مِنْ عِبَادِهِ وَالسَّعِيدَ وَكَتَبَ سُبْحَانَهُ ذَلِكَ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَيَأْمُرُ الْمَلَكَ أَنْ يَكْتُبَ حَالَ كُلِّ مَوْلُودٍ مَا بَيْنَ خَلْقِ جَسَدِهِ وَنَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ إلَى كُتُبٍ أُخَرَ يَكْتُبُهَا اللَّهُ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهَا. وَمَنْ أَنْكَرَ الْعِلْمَ الْقَدِيمَ فِي ذَلِكَ فَهُوَ كَافِرٌ.
وَأَمَّا الْبَهَائِمُ فَجَمِيعُهَا يَحْشُرُهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ. قَالَ تَعَالَى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} وَحَرْفُ (إذَا إنَّمَا يَكُونُ لِمَا يَأْتِي لَا مَحَالَةَ. وَالْأَحَادِيثُ فِي ذَلِكَ مَشْهُورَةٌ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْشُرُ الْبَهَائِمَ وَيَقْتَصُّ لِبَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ ثُمَّ يَقُولُ لَهَا: كُونِي تُرَابًا. فَتَصِيرُ تُرَابًا. فَيَقُولُ الْكَافِرُ حِينَئِذٍ {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} وَمَنْ قَالَ إنَّهَا لَا تَحْيَا فَهُوَ مُخْطِئٌ فِي ذَلِكَ أَقْبَحَ خَطَأٍ؛ بَلْ هُوَ ضَالٌّ أَوْ كَافِرٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ أَيْضًا - رَحِمَهُ اللَّهُ -::
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/442)
{كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ} فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ فَطَرَ الْقُلُوبَ عَلَى أَنْ لَيْسَ فِي مَحْبُوبَاتِهَا وَمُرَادَاتِهَا مَا تَطْمَئِنُّ إلَيْهِ وَتَنْتَهِي إلَيْهِ إلَّا اللَّهُ؛ وَإِلَّا فَكُلَّمَا أَحَبَّهُ الْمُحِبُّ يَجِدُ مِنْ نَفْسِهِ أَنَّ قَلْبَهُ يَطْلُبُ سِوَاهُ وَيُحِبُّ أَمْرًا غَيْرَهُ يتألهه وَيَصْمُدُ إلَيْهِ وَيَطْمَئِنُّ إلَيْهِ وَيَرَى مَا يُشْبِهُهُ مِنْ أَجْنَاسِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
مسألة هل يمكن أن تزول فطرة الإسلام أو يذهل عنها الإنسان؟
مجموع الفتاوى - (ج 16 / ص 344)
هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَنْكَرُوا مَحَبَّتَهُ هُمْ الَّذِينَ قَالُوا: مَعْرِفَتُهُ لَا تَحْصُلُ إلَّا بِالنَّظَرِ فَأَنْكَرُوا مَا فِي فِطَرِهِمْ وَقُلُوبِهِمْ مِنْ مَعْرِفَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ. ثُمَّ قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ الْإِنْكَارُ سَبَبًا إلَى امْتِنَاعِ مَعْرِفَةِ ذَلِكَ فِي نُفُوسِهِمْ وَقَدْ يَزُولُ عَنْ قَلْبِ أَحَدِهِمْ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ الْمَعْرِفَةِ وَالْمَحَبَّةِ فَإِنَّ الْفِطْرَةَ قَدْ تَفْسُدُ فَقَدْ تَزُولُ وَقَدْ تَكُونُ مَوْجُودَةً وَلَا تُرَى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} {مُنِيبِينَ إلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتِجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ}. ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إنْ شِئْتُمْ {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}.
مسألة متى يحصل ذلك؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 312)
إِذَا كَانَ الْقَلْبُ مَشْغُولًا بِاَللَّهِ عَاقِلًا لِلْحَقِّ مُتَفَكِّرًا فِي الْعِلْمِ فَقَدْ وُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ كَمَا أَنَّ الْعَيْنَ إذَا صُرِفَتْ إلَى النَّظَرِ فِي الْأَشْيَاءِ فَقَدْ وُضِعَتْ فِي مَوْضِعِهَا أَمَّا إذَا لَمْ يُصْرَفْ إلَى الْعِلْمِ وَلَمْ يُوعَ فِيهِ الْحَقُّ فَقَدْ نَسِيَ رَبَّهُ فَلَمْ يُوضَعْ فِي مَوْضِعٍ بَلْ هُوَ ضَائِعٌ وَلَا يَحْتَاجُ أَنْ نَقُولَ قَدْ وُضِعَ فِي مَوْضِعٍ غَيْرِ مَوْضِعِهِ بَلْ لَمْ يُوضَعْ أَصْلًا. فَإِنَّ مَوْضِعَهُ هُوَ الْحَقُّ وَمَا سِوَى الْحَقِّ بَاطِلٌ فَإِذَا لَمْ يُوضَعْ فِي الْحَقِّ لَمْ يَبْقَ إلَّا الْبَاطِلُ وَالْبَاطِلُ لَيْسَ بِشَيْءِ أَصْلًا وَمَا لَيْسَ بِشَيْءِ أَحْرَى أَنْ لَا يَكُونَ مَوْضِعًا. وَالْقَلْبُ هُوَ نَفْسُهُ لَا يَقْبَلُ إلَّا الْحَقَّ. فَإِذَا لَمْ يُوضَعْ فِيهِ فَإِنَّهُ لَا يَقْبَلُ غَيْرَ مَا خُلِقَ لَهُ. {سُنَّةَ اللَّهِ} {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ لَيْسَ بِمَتْرُوكِ مُخِلٍّ فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ فِي أَوْدِيَةِ الْأَفْكَارِ وَأَقْطَارِ الْأَمَانِي لَا يَكُونُ عَلَى الْحَالِ الَّتِي تَكُونُ عَلَيْهَا الْعَيْنُ وَالْأُذُنُ مِنْ الْفَرَاغِ وَالتَّخَلِّي فَقَدْ وُضِعَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ لَا مُطْلَقٍ وَلَا مُعَلَّقٍ مَوْضُوعٍ لَا مَوْضِعَ لَهُ. وَهَذَا مِنْ الْعَجَبِ فَسُبْحَانَ رَبِّنَا الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ وَإِنَّمَا تَنْكَشِفُ لِلْإِنْسَانِ هَذِهِ الْحَالُ عِنْدَ رُجُوعِهِ إلَى الْحَقِّ إمَّا فِي الدُّنْيَا عِنْدَ الْإِنَابَةِ أَوْ عِنْدَ الْمُنْقَلَبِ إلَى الْآخِرَةِ فَيَرَى سُوءَ الْحَالِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا وَكَيْفَ كَانَ قَلْبُهُ ضَالًّا عَنْ الْحَقِّ. هَذَا إذَا صُرِفَ فِي الْبَاطِلِ. فَأَمَّا لَوْ تُرِكَ وَحَالُهُ الَّتِي فُطِرَ عَلَيْهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/443)
فَارِغًا عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ خَالِيًا عَنْ كُلِّ فِكْرٍ فَقَدْ كَانَ يَقْبَلُ الْعِلْمَ الَّذِي لَا جَهْلَ فِيهِ وَيَرَى الْحَقَّ الَّذِي لَا رَيْبَ فِيهِ فَيُؤْمِنُ بِرَبِّهِ وَيُنِيبُ إلَيْهِ. فَإِنَّ كُلَّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتِجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ لَا يُحَسُّ فِيهَا مِنْ جَدْعٍ
{فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} وَإِنَّمَا يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَقِّ فِي غَالِبِ الْحَالِ شُغْلُهُ بِغَيْرِهِ مِنْ فِتَنِ الدُّنْيَا وَمَطَالِبِ الْجَسَدِ وَشَهَوَاتِ النَّفْسِ فَهُوَ فِي هَذِهِ الْحَالِ كَالْعَيْنِ النَّاظِرَةِ إلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لَا يُمْكِنُهَا أَنْ تَرَى مَعَ ذَلِكَ الْهِلَالَ أَوْ هُوَ يَمِيلُ إلَيْهِ فَيَصُدُّهُ عَنْ اتِّبَاعِ الْحَقِّ فَيَكُونُ كَالْعَيْنِ الَّتِي فِيهَا قَذًى لَا يُمْكِنُهَا رُؤْيَةَ الْأَشْيَاءِ. ثُمَّ الْهَوَى قَدْ يَعْتَرِضُ لَهُ قَبْلَ مَعْرِفَةِ الْحَقِّ فَيَصُدُّهُ عَنْ النَّظَرِ فِيهِ فَلَا يَتَبَيَّنُ لَهُ الْحَقُّ كَمَا قِيلَ: حُبُّك الشَّيْءَ يُعْمِي وَيَصُمُّ. فَيَبْقَى فِي ظُلْمَةِ الْأَفْكَارِ وَكَثِيرًا مَا يَكُونُ ذَلِكَ عَنْ كِبْرٍ يَمْنَعُهُ عَنْ أَنْ يَطْلُبَ الْحَقَّ {فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ} وَقَدْ يَعْرِضُ لَهُ الْهَوَى بَعْدَ أَنْ عَرَفَ الْحَقَّ فَيَجْحَدَهُ وَيُعْرِضَ عَنْهُ كَمَا قَالَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ فِيهِمْ: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا}.
مسألة هل فساد الفطرة مرض؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 135)
فَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ فَطَرَ عِبَادَهُ عَلَى مَحَبَّتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ؛ فَإِذَا تُرِكَتْ الْفِطْرَةُ بِلَا فَسَادٍ كَانَ الْقَلْبُ عَارِفًا بِاَللَّهِ مُحِبًّا لَهُ عَابِدًا لَهُ وَحْدَهُ لَكِنْ تَفْسُدُ فِطْرَتُهُ مِنْ مَرَضِهِ كَأَبَوَيْهِ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُغَيِّرُ فِطْرَتَهُ الَّتِي فَطَرَهُ عَلَيْهَا وَإِنْ كَانَتْ بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ - كَمَا يُغَيَّرُ الْبَدَنُ بِالْجَدْعِ - ثُمَّ قَدْ يَعُودُ إلَى الْفِطْرَةِ إذَا يَسَّرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهَا مَنْ يَسْعَى فِي إعَادَتِهَا إلَى الْفِطْرَةِ. وَالرُّسُلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ بُعِثُوا لِتَقْرِيرِ الْفِطْرَةِ وَتَكْمِيلِهَا لَا لِتَغْيِيرِ الْفِطْرَةِ وَتَحْوِيلِهَا وَإِذَا كَانَ الْقَلْبُ مُحِبًّا لِلَّهِ وَحْدَهُ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ لَمْ يُبْتَلَ بِحُبِّ غَيْرِهِ أَصْلًا، فَضْلًا أَنْ يُبْتَلَى بِالْعِشْقِ. وَحَيْثُ اُبْتُلِيَ بِالْعِشْقِ فَلِنَقْصِ مَحَبَّتِهِ لِلَّهِ وَحْدَهُ. وَلِهَذَا لَمَّا كَانَ يُوسُفُ مُحِبًّا لِلَّهِ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ لَمْ يُبْتَلَ بِذَلِكَ بَلْ قَالَ تَعَالَى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}. وَأَمَّا امْرَأَةُ الْعَزِيزِ فَكَانَتْ مُشْرِكَةً هِيَ وَقَوْمُهَا فَلِهَذَا اُبْتُلِيَتْ بِالْعِشْقِ وَمَا يُبْتَلَى بِالْعِشْقِ أَحَدٌ إلَّا لِنَقْصِ تَوْحِيدِهِ وَإِيمَانِهِ وَإِلَّا فَالْقَلْبُ الْمُنِيبُ إلَى اللَّهِ الْخَائِفُ مِنْهُ فِيهِ صَارِفَانِ يَصْرِفَانِ عَنْ الْعِشْقِ: (أَحَدُهُمَا إنَابَتُهُ إلَى اللَّهِ وَمَحَبَّتُهُ لَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ أَلَذُّ وَأَطْيَبُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ فَلَا تَبْقَى مَعَ مَحَبَّةِ اللَّهِ مَحَبَّةُ مَخْلُوقٍ تُزَاحِمُهُ.
كيف تجتمع فطرة الإسلام مع فطرة الخلق بالشقاوة؟ فكيف يولد الإنسان على فطرة الإسلام و مع هذا يكون مكتوباً عليه الشقاء؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/444)
مجموع الفتاوى - (ج 8 / ص 395)
نَقُولُ: الْجَبْرُ الْمَنْفِيُّ هُوَ الْأَوَّلُ كَمَا فَسَّرْنَاهُ وَأَمَّا إثْبَاتُ الْقِسْمِ الثَّانِي فَلَا رَيْبَ فِيهِ عِنْدَ أَهْلِ الِاسْتِنَانِ وَالْآثَارِ وَأُولِي الْأَلْبَابِ وَالْأَبْصَارِ لَكِنْ لَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ الْجَبْرِ خَشْيَةَ الِالْتِبَاسِ بِالْقِسْمِ الْأَوَّلِ وَفِرَارًا مِنْ تَبَادُرِ الْأَفْهَامِ إلَيْهِ وَرُبَّمَا سُمِّيَ جَبْرًا إذَا أَمِنَ مِنْ اللَّبْسِ وَعُلِمَ الْقَصْدُ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الدُّعَاءِ الْمَشْهُورِ عَنْهُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ دَاحِي الْمَدْحُوَّاتِ وَبَارِيَ الْمَسْمُوكَاتِ جَبَّارَ الْقُلُوبِ عَلَى فِطْرَاتِهَا شَقَاهَا أَوْ سَعْدِهَا. فَبَيَّنَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ جَبَرَ الْقُلُوبَ عَلَى مَا فَطَرَهَا عَلَيْهِ: مِنْ شَقَاوَةٍ أَوْ سَعَادَةٍ وَهَذِهِ الْفِطْرَةُ الثَّانِيَةُ لَيْسَتْ الْفِطْرَةُ الْأُولَى وَبِكِلَا الْفِطْرَتَيْنِ فُسِّرَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ} وَتَفْسِيرُهُ بِالْأُولَى وَاضِحٌ قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ القرظي - وَهُوَ مِنْ أَفَاضِلِ تَابِعِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَعْيَانِهِمْ وَرُبَّمَا فُضِّلَ عَلَى أَكْثَرِهِمْ - فِي قَوْلِهِ {الْجَبَّارُ} قَالَ جَبَرَ الْعِبَادَ عَلَى مَا أَرَادَ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِهِ وَشَهَادَةُ الْقُرْآنِ وَالْأَحَادِيثِ وَرُؤْيَةُ أَهْلِ الْبَصَائِرِ وَالِاسْتِدْلَالِ التَّامِّ لِتَقْلِيبِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قُلُوبَ الْعِبَادِ وَتَصْرِيفِهِ إيَّاهَا وَإِلْهَامِهِ فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا وَتَنْزِيلِ الْقَضَاءِ النَّافِذِ مِنْ عِنْدِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ فِي أَدْنَى مِنْ لَمْحِ الْبَصَرِ عَلَى قُلُوبِ الْعَالَمِينَ حَتَّى تَتَحَرَّكَ الْجَوَارِحُ بِمَا قُضِيَ لَهَا وَعَلَيْهَا بَيَّنَ غَايَةَ الْبَيَانِ إلَّا لِمَنْ أَعْمَى اللَّهُ بَصَرَهُ وَقَلْبَهُ.
ما الرد على من أنكر فطرة الإسلام لفطرة الخلق؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 243)
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
رَدًّا لِقَوْلِ مَنْ قَالَ: كُلُّ مَوْلُودٍ عَلَى مَا سَبَقَ لَهُ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنَّهُ سَائِرٌ إلَيْهِ:
مَعْلُومٌ أَنَّ جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ؛ فَجَمِيعُ الْبَهَائِمِ هِيَ مَوْلُودَةٌ عَلَى مَا سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ لَهَا؛ وَحِينَئِذٍ فَيَكُونُ كُلُّ مَخْلُوقٍ مَخْلُوقًا عَلَى الْفِطْرَةِ. وَأَيْضًا: فَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِقَوْلِهِ {فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ} مَعْنًى: فَإِنَّهُمَا فَعَلَا بِهِ مَا هُوَ الْفِطْرَةُ الَّتِي وُلِدَ عَلَيْهَا فَلَا فَرْقَ بَيْنَ التَّهْوِيدِ وَالتَّنْصِيرِ. ثُمَّ قَالَ: فَتَمْثِيلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَهِيمَةِ الَّتِي وَلَدَتْ جَمْعَاءَ؛ ثُمَّ جُدِعَتْ: يُبَيِّنُ أَنَّ أَبَوَيْهِ غَيَّرَا مَا وُلِدَ عَلَيْهِ. ثُمَّ يُقَالُ: وَقَوْلُكُمْ خُلِقُوا خَالِينَ مِنْ الْمَعْرِفَةِ وَالْإِنْكَارِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ الْفِطْرَةُ تَقْتَضِي وَاحِدًا مِنْهُمَا؛ بَلْ يَكُونُ الْقَلْبُ كَاللَّوْحِ الَّذِي يَقْبَلُ كِتَابَةَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ وَلَيْسَ هُوَ لِأَحَدِهِمَا أَقْبَلَ مِنْهُ لِلْآخَرِ فَهَذَا قَوْلٌ فَاسِدٌ جِدًّا.
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 244)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/445)
فَحِينَئِذٍ لَا فَرْقَ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْفِطْرَةِ بَيْنَ الْمَعْرِفَةِ وَالْإِنْكَارِ وَالتَّهْوِيدِ وَالتَّنْصِيرِ وَالْإِسْلَامِ؛ وَإِنَّمَا ذَلِكَ بِحَسَبِ الْأَسْبَابِ فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ: فَأَبَوَاهُ يُسَلِّمَانِهِ وَيُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ؛ فَلَمَّا ذَكَرَ أَنَّ أَبَوَيْهِ يُكَفِّرَانِهِ وَذَكَرَ الْمِلَلَ الْفَاسِدَةَ دُونَ الْإِسْلَامِ: عُلِمَ أَنَّ حُكْمَهُ فِي حُصُولِ سَبَبٍ مُفَصَّلٍ غَيْرِ حُكْمِ الْكُفْرِ. ثُمَّ قَالَ: فَفِي الْجُمْلَةِ كُلُّ مَا كَانَ قَابِلًا لِلْمَدْحِ وَالذَّمِّ عَلَى السَّوَاءِ لَا يَسْتَحِقُّ مَدْحًا وَلَا ذَمًّا وَاَللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}. وَأَيْضًا: فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَّهَهَا بِالْبَهِيمَةِ الْمُجْتَمِعَةِ الْخَلْقِ وَشَبَّهَ مَا يَطْرَأُ عَلَيْهَا مِنْ الْكُفْرِ بِجَدْعِ الْأَنْفِ وَمَعْلُومٌ أَنَّ كَمَالَهَا مَحْمُودٌ وَنَقْصَهَا مَذْمُومٌ فَكَيْفَ تَكُونُ قَبْلَ النَّقْصِ لَا مَحْمُودَةً وَلَا مَذْمُومَةً؟ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مسألة على ماذا تدل الفطرة؟
مجموع الفتاوى - (ج 16 / ص 345)
مَعْنَى قَوْلِ " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " كَمَا جَاءَ مُفَسَّرًا: {كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ} وَرُوِيَ {عَلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ}. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {إنِّي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاءَ فَاجْتَالَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْت لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا}. فأخبر أَنَّهُ خَلَقَهُمْ حُنَفَاءَ وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ مَعْرِفَةَ الرَّبِّ وَمَحَبَّتَهُ وَتَوْحِيدَهُ. فَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ تَضَمَّنَتْهَا الْحَنِيفِيَّةُ وَهِيَ مَعْنَى قَوْلِ " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ". فَإِنَّ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ الَّتِي هِيَ {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} فِيهَا إثْبَاتُ مَعْرِفَتِهِ وَالْإِقْرَارِ بِهِ. وَفِيهَا إثْبَاتُ مَحَبَّتِهِ فَإِنَّ الْإِلَهَ هُوَ الْمَأْلُوهُ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ مَأْلُوهًا؛ وَهَذَا أَعْظَمُ مَا يَكُونُ مِنْ الْمَحَبَّةِ. وَفِيهَا أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ. فَفِيهَا الْمَعْرِفَةُ وَالْمَحَبَّةُ وَالتَّوْحِيدُ. وَكُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ وَهِيَ الْحَنِيفِيَّةُ الَّتِي خَلَقَهُمْ عَلَيْهَا. وَلَكِنَّ أَبَوَاهُ يُفْسِدَانِ ذَلِكَ فَيُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ وَيُشْرِكَانِهِ.
كَذَلِكَ يُجَهِّمَانِهِ فَيَجْعَلَانِهِ مُنْكِرًا لِمَا فِي قَلْبِهِ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَمَحَبَّتِهِ وَتَوْحِيدِهِ. ثُمَّ الْمَعْرِفَةُ يَطْلُبُهَا بِالدَّلِيلِ وَالْمَحَبَّةُ يُنْكِرُهَا بِالْكُلِّيَّةِ. وَالتَّوْحِيدُ الْمُتَضَمِّنُ لِلْمَحَبَّةِ يُنْكِرُهُ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ وَإِنَّمَا ثَبَتَ تَوْحِيدُ الْخَلْقِ وَالْمُشْرِكُونَ كَانُوا يُقِرُّونَ بِهَذَا التَّوْحِيدِ وَهَذَا الشِّرْكُ. فَهُمَا يُشْرِكَانِهِ وَيُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ. وَقَدْ بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَأَقْوَالُ النَّاسِ فِيهِ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
مسألة كيف يولدون على الفطرة و هم خرجوا من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئاً؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 247)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/446)
لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِمْ مَوْلُودِينَ عَلَى الْفِطْرَةِ أَنْ يَكُونُوا حِينَ الْوِلَادَةِ مُعْتَقِدِينَ لِلْإِسْلَامِ بِالْفِعْلِ فَإِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَنَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِنَا لَا نَعْلَمُ شَيْئًا وَلَكِنْ سَلَامَةُ الْقَلْبِ وَقَبُولُهُ وَإِرَادَتُهُ لِلْحَقِّ: الَّذِي هُوَ الْإِسْلَامُ بِحَيْثُ لَوْ تُرِكَ مِنْ غَيْرِ مُغَيِّرٍ لَمَا كَانَ إلَّا مُسْلِمًا. وَهَذِهِ الْقُوَّةُ الْعِلْمِيَّةُ الْعَمَلِيَّةُ الَّتِي تَقْتَضِي بِذَاتِهَا الْإِسْلَامَ مَا لَمْ يَمْنَعْهَا مَانِعٌ: هِيَ فِطْرَةُ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا.
مسألة: إذا كانت الفطرة أصل الخير في الإنسان فما أصل الشر؟
مجموع الفتاوى - (ج 14 / ص 289)
الْغَفْلَةُ وَالشَّهْوَةُ أَصْلُ الشَّرِّ. قَالَ تَعَالَى {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} وَالْهَوَى وَحْدَهُ لَا يَسْتَقِلُّ بِفِعْلِ السَّيِّئَاتِ إلَّا مَعَ الْجَهْلِ. وَإِلَّا فَصَاحِبُ الْهَوَى، إذَا عَلِمَ قَطْعًا أَنَّ ذَلِك يَضُرُّهُ ضَرَرًا رَاجِحًا: انْصَرَفَتْ نَفْسُهُ عَنْهُ بِالطَّبْعِ. فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ فِي النَّفْسِ حُبًّا لِمَا يَنْفَعُهَا، وَبُغْضًا لِمَا يَضُرُّهَا. فَلَا تَفْعَلُ مَا تَجْزِمُ بِأَنَّهُ يَضُرُّهَا ضَرَرًا رَاجِحًا. بَلْ مَتَى فَعَلَتْهُ كَانَ لِضَعْفِ الْعَقْلِ. وَلِهَذَا يُوصَفُ هَذَا بِأَنَّهُ عَاقِلٌ، وَذُو نُهًى، وَذُو حِجًا.
مسألة: هل هناك من يزين للنفس السيئات؟
مجموع الفتاوى - (ج 14 / ص 289)
لِهَذَا كَانَ الْبَلَاءُ الْعَظِيمُ مِنْ الشَّيْطَانِ. لَا مِنْ مُجَرَّدِ النَّفْسِ. فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُزَيِّنُ لَهَا السَّيِّئَاتِ. وَيَأْمُرُهَا بِهَا، وَيَذْكُرُ لَهَا مَا فِيهَا مِنْ الْمَحَاسِنِ. الَّتِي هِيَ مَنَافِعُ لَا مَضَارَّ. كَمَا فَعَلَ إبْلِيسُ بِآدَمَ وَحَوَّاءَ. فَقَالَ {يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ}. وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} وَقَالَ تَعَالَى {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} وَقَالَ تَعَالَى {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. وَقَوْلُهُ {زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ} هُوَ بِتَوْسِيطِ تَزْيِينِ الْمَلَائِكَةِ، وَالْأَنْبِيَاءِ، وَالْمُؤْمِنِينَ لِلْخَيْرِ. وَتَزْيِينِ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لِلشَّرِّ. قَالَ تَعَالَى {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ} فَأَصْلُ مَا يُوقِعُ النَّاسَ فِي السَّيِّئَاتِ: الْجَهْلُ، وَعَدَمُ الْعِلْمِ بِكَوْنِهَا تَضُرُّهُمْ ضَرَرًا رَاجِحًا، أَوْ ظَنُّ أَنَّهَا تَنْفَعُهُمْ نَفْعًا رَاجِحًا. وَلِهَذَا قَالَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ " كُلُّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ " وَفَسَّرُوا بِذَلِك قَوْله تَعَالَى {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} كَقَوْلِهِ {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وَلِهَذَا يُسَمَّى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/447)
حَالُ فِعْلِ السَّيِّئَاتِ: الْجَاهِلِيَّةَ. فَإِنَّهُ يُصَاحِبُهَا حَالٌ مِنْ حَالٍ جَاهِلِيَّةٍ. قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: سَأَلْت أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ؟ {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ} فَقَالُوا: كُلُّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ. وَمَنْ تَابَ قُبَيْلَ الْمَوْتِ: فَقَدْ تَابَ مِنْ قَرِيبٍ. وَعَنْ قتادة قَالَ " أَجْمَعَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَنْ عَصَى رَبَّهُ فَهُوَ فِي جَهَالَةٍ، عَمْدًا كَانَ أَوْ لَمْ يَكُنْ. وَكُلُّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ " وَكَذَلِك قَالَ التَّابِعُونَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ. قَالَ مُجَاهَدٌ: مَنْ عَمِلَ ذَنْبًا - مِنْ شَيْخٍ، أَوْ شَابٍّ - فَهُوَ بِجَهَالَةٍ، وَقَالَ: مَنْ عَصَى رَبَّهُ فَهُوَ جَاهِلٌ. حَتَّى يَنْزِعَ عَنْ مَعْصِيَتِهِ. وَقَالَ أَيْضًا: هُوَ إعْطَاءُ الْجَهَالَةِ الْعَمْد. وَقَالَ مُجَاهَدٌ أَيْضًا: مَنْ عَمِلَ سُوءًا خَطَأً، أَوْ إثْمًا عَمْدًا: فَهُوَ جَاهِلٌ. حَتَّى يَنْزِعَ مِنْهُ.
أَبِي حَاتِمٍ. ثُمَّ قَالَ: وَرُوِيَ عَنْ قتادة، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَالثَّوْرِيِّ، وَنَحْوِ ذَلِك " خَطَأٌ، أَوْ عَمْدًا ". وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهَدٍ وَالضَّحَّاكِ قَالَا: لَيْسَ مِنْ جَهَالَتِهِ أَنْ لَا يَعْلَمَ حَلَالًا وَلَا حَرَامًا. وَلَكِنْ مِنْ جَهَالَتِهِ: حِينَ دَخَلَ فِيهِ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: الدُّنْيَا كُلُّهَا جَهَالَةٌ وَعَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهَا؟ فَقَالَ: هُمْ قَوْمٌ لَمْ يَعْلَمُوا مَا لَهُمْ مِمَّا عَلَيْهِمْ. قِيلَ لَهُ: أَرَأَيْت لَوْ كَانُوا قَدْ عَلِمُوا؟ قَالَ: فَلْيَخْرُجُوا مِنْهَا. فَإِنَّهَا جَهَالَةٌ. قُلْت: وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِك: قَوْله تَعَالَى {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وَكُلُّ مَنْ خَشِيَهُ، وَأَطَاعَهُ، وَتَرَكَ مَعْصِيَتَهُ: فَهُوَ عَالِمٌ. كَمَا قَالَ تَعَالَى {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}. وَقَالَ رَجُلٌ لِلشَّعْبِيِّ: أَيُّهَا الْعَالِمُ. فَقَالَ: إنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ. قَوْله تَعَالَى {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} يَقْتَضِي أَنَّ كُلَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ فَهُوَ عَالِمٌ. فَإِنَّهُ لَا يَخْشَاهُ إلَّا عَالِمٌ.
وَيَقْتَضِي أَيْضًا: أَنَّ الْعَالِمَ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ. كَمَا قَالَ السَّلَفُ. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ " كَفَى بِخَشْيَةِ اللَّهِ عِلْمًا، وَكَفَى بِالِاغْتِرَارِ جَهْلًا ". وَمِثْلُ هَذَا الْحَصْرُ يَكُونُ مِنْ الطَّرَفَيْنِ. حَصْرُ الْأَوَّلِ فِي الثَّانِي. وَهُوَ مُطَّرِدٌ، وَحَصْرُ الثَّانِي فِي الْأَوَّلِ نَحْوَ قَوْلِهِ {إنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} وَقَوْلِهِ {إنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} وَقَوْلِهِ {إنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}. وَذَلِك: أَنَّهُ أَثْبَتَ الْخَشْيَةَ لِلْعُلَمَاءِ، وَنَفَاهَا عَنْ غَيْرِهِمْ. وَهَذَا كَالِاسْتِثْنَاءِ. فَإِنَّهُ مِنْ النَّفْيِ: إثْبَاتٌ، عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ. كَقَوْلِنَا " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " قَوْله تَعَالَى {وَلَا يَشْفَعُونَ إلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} وَقَوْلِهِ {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ} وَقَوْلِهِ {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}. وَقَدْ ذَهَبَ طَائِفَةٌ إلَى أَنَّ الْمُسْتَثْنَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/448)
مَسْكُوتٌ عَنْهُ. لَمْ يُثْبِتْ لَهُ مَا ذَكَرَ. ولم يَنْفِ عَنْهُ. وَهَؤُلَاءِ يَقُولُونَ ذَلِك فِي صِيغَةِ الْحَصْرِ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى. فَيَقُولُونَ: نَفَى الْخَشْيَةَ عَنْ غَيْرِ الْعُلَمَاءِ، وَلَمْ يُثْبِتْهَا لَهُمْ
وَالصَّوَابُ: قَوْلُ الْجُمْهُورِ. أَنَّ هَذَا كَقَوْلِهِ {قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} فَإِنَّهُ يَنْفِي التَّحْرِيمَ عَنْ غَيْرِ هَذِهِ الْأَصْنَافِ وَيُثْبِتُهَا لَهَا. لَكِنْ أَثَبَتَهَا لِلْجِنْسِ. أَوْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ؟ كَمَا يُقَالُ: إنَّمَا يَحُجُّ الْمُسْلِمُونَ. وَلَا يَحُجُّ إلَّا مُسْلِمٌ. وَذَلِك أَنَّ الْمُسْتَثْنَى هَلْ هُوَ مُقْتَضٍ أَوْ شَرْطٌ؟. فَفِي هَذِهِ الْآيَةِ وَأَمْثَالِهَا: هُوَ مُقْتَضٍ. فَهُوَ عَامٌّ. فَإِنَّ الْعِلْمَ بِمَا أَنَذَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ يُوجِبُ الْخَوْفَ. فَإِذَا كَانَ الْعِلْمُ يُوجِبُ الْخَشْيَةَ الْحَامِلَةَ عَلَى فِعْلِ الْحَسَنَاتِ. وِتْرِك السَّيِّئَاتِ. وَكُلُّ عَاصٍ فَهُوَ جَاهِلٌ. لَيْسَ بِتَامِّ الْعِلْمِ. يُبَيِّنُ مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَنَّ أَصْلَ السَّيِّئَاتِ الْجَهْلُ، وَعَدَمُ الْعِلْمِ. وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ. فَعَدَمُ الْعِلْمِ لَيْسَ شَيْئًا مَوْجُودًا. بَلْ هُوَ مِثْلُ عَدَمِ الْقُدْرَةِ، وَعَدَمِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ، وَسَائِرِ الأعدام. وَالْعَدَمُ: لَا فَاعِلَ لَهُ. وَلَيْسَ هُوَ شَيْئًا. وَإِنَّمَا الشَّيْءُ الْمَوْجُودُ. وَاَللَّهُ تَعَالَى خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ. فَلَا يَجُوز أَنْ يُضَافَ الْعَدَمُ الْمَحْضُ إلَى اللَّهِ. لَكِنْ قَدْ يَقْتَرِنُ بِهِ مَا هُوَ مَوْجُودٌ. فَإِذَا لَمْ يَكُنْ عَالِمًا بِاَللَّهِ، لَا يَدْعُوهُ إلَى الْحَسَنَاتِ، وَتَرْكِ السَّيِّئَاتِ. وَالنَّفْسُ بِطَبْعِهَا مُتَحَوِّلَةٌ. فَإِنَّهَا حَيَّةٌ. وَالْإِرَادَةُ وَالْحَرَكَةُ الْإِرَادِيَّةُ مِنْ لَوَازِمِ الْحَيَاةِ. وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ {أَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ: حَارِثٌ وَهَمَّامٌ} فَكُلُّ آدَمِيٍّ حَارِثٌ وَهَمَّامٌ. أَيْ عَامِلٌ كَاسِبٌ، وَهُوَ هَمَّامٌ. أَيْ يَهِمُّ وَيُرِيدُ. فَهُوَ مُتَحَرِّكٌ بِالْإِرَادَةِ. وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ {مَثَلُ الْقَلْبِ: مَثَلُ رِيشَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضِ فَلَاةٍ وَلَلْقَلْبُ أَشَدُّ تَقَلُّبًا مِنْ الْقِدْرِ إذَا اُسْتُجْمِعَتْ غَلَيَانًا}. فَلَمَّا كَانَتْ الْإِرَادَةُ وَالْعَمَلُ مِنْ لَوَازِمِ ذَاتِهَا. فَإِذَا هَدَاهَا اللَّهُ: عَلَّمَهَا مَا يَنْفَعُهَا وَمَا يَضُرُّهَا. فَأَرَادَتْ مَا يَنْفَعُهَا، وَتَرَكَتْ مَا يَضُرُّهَا.
ما سبب وجود الشر في النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 8 / ص 211)
قَالَ تَعَالَى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} فَلَهُ الْوَحْدَانِيَّةُ فِي إلَهِيَّتِهِ، وَلَهُ الْعَدْلُ وَلَهُ الْعِزَّةُ وَالْحِكْمَةُ، وَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ إنَّمَا يُثْبِتُهَا السَّلَفُ وَأَتْبَاعُهُمْ، فَمَنْ قَصَّرَ عَنْ مَعْرِفَةِ السُّنَّةِ نَقَصَ الرَّبَّ بَعْضَ حَقِّهِ. والجهمي الْجَبْرِيُّ: لَا يُثْبِتُ عَدْلًا وَلَا حِكْمَةً، وَلَا تَوْحِيدَ إلَهِيَّتِهِ، بَلْ تَوْحِيدُ رُبُوبِيَّتِهِ، وَالْمُعْتَزِلِيُّ لَا يُثْبِتُ تَوْحِيدَ إلَهِيَّتِهِ، وَلَا عَدْلًا وَلَا عِزَّةً وَلَا حِكْمَةً، وَإِنْ قَالَ: إنَّهُ يُثْبِتُ حِكْمَةً مَا، مَعْنَاهَا يَعُودُ إلَى غَيْرِهِ، فَتِلْكَ لَا تَكُونُ حِكْمَةً، فَمَنْ فَعَلَ لَا لِأَمْرِ يَرْجِعُ إلَيْهِ بَلْ لِغَيْرِهِ، فَهَذَا عِنْدَ الْعُقَلَاءِ قَاطِبَةً لَيْسَ بِحَكِيمِ، وَإِذَا كَانَ الْحَمْدُ لَا يَقَعُ إلَّا عَلَى نِعْمَةٍ، فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ رَأْسُ الشُّكْرِ، فَهُوَ أَوَّلُ الشُّكْرِ وَالْحَمْدِ، وَإِنْ كَانَ عَلَى نِعْمَةٍ وَعَلَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/449)
حِكْمَةٍ، فَالشُّكْرُ بِالْأَعْمَالِ هُوَ عَلَى نِعْمَتِهِ، وَهُوَ عِبَادَةٌ لَهُ لِإِلَهِيَّتِهِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ حِكْمَتَهُ، فَقَدْ صَارَ مَجْمُوعُ الْأُمُورِ دَاخِلًا فِي الشُّكْرِ. وَلِهَذَا عَظَّمَ الْقُرْآنُ أَمْرَ الشُّكْرِ، وَلَمْ يُعَظِّمْ أَمْرَ الْحَمْدِ مُجَرَّدًا إذْ كَانَ نَوْعًا مِنْ الشُّكْرِ، وَشُرِعَ الْحَمْدُ الَّذِي هُوَ الشُّكْرُ مَقُولًا أَمَامَ كُلِّ خِطَابٍ مَعَ التَّوْحِيدِ، فَفِي الْفَاتِحَةِ الشُّكْرُ مَعَ التَّوْحِيدِ، وَالْخُطَبُ الشَّرْعِيَّةُ لَا بُدَّ فِيهَا مِنْ الشُّكْرِ وَالتَّوْحِيدِ. وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ نَوْعَانِ: فَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِيهَا الشُّكْرُ وَالتَّنْزِيهُ وَالتَّعْظِيمُ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ فِيهَا التَّوْحِيدُ وَالتَّكْبِيرُ، [وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}] (*) وَهَلْ الْحَمْدُ عَلَى الْأُمُورِ الِاخْتِيَارِيَّةِ، كَمَا قِيلَ فِي الْعَزْمِ، أَمْ عَامٌّ؟ فِيهِ نَظَرٌ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَهُ. وَفِي الصَّحِيحِ {أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ يَقُولُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدَ أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدُّ مِنْكَ الْجَدُّ} هَذَا لَفْظُ الْحَدِيثِ. و " أَحَقُّ " أَفْعَلُ التَّفْضِيلِ، وَقَدْ غَلِطَ فِيهِ طَائِفَةٌ فَقَالُوا: {حَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ} وَهَذَا لَيْسَ بِسَدِيدِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ يَقُولُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ؛ بَلْ حَقُّ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ، كَمَا قَالَ: {فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ} وَلَكِنْ أَحَقُّ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ الْحَمْدُ أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ فَفِيهِ أَنَّ الْحَمْدَ أَحَقُّ مَا قَالَهُ الْعَبْدُ، وَلِهَذَا وَجَبَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ.
وَإِذَا قِيلَ: يَخْلُقُ مَا هُوَ شَرٌّ مَحْضٌ، لَمْ يَكُنْ هَذَا مُوجِبًا لِمَحَبَّةِ الْعِبَادِ لَهُ، وَحَمْدِهِمْ؛ بَلْ الْعَكْسُ؛ وَلِهَذَا كَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ بِالذَّمِّ وَالشَّتْمِ نَظْمًا وَنَثْرًا، وَكَثِيرٌ مِنْ شُيُوخِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ يَذْكُرُ ذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ يَقُلْهُ بِلِسَانِهِ، فَقَلْبُهُ مُمْتَلِئٌ بِهِ لَكِنْ يَرَى أَنْ لَيْسَ فِي ذِكْرِهِ مَنْفَعَةٌ، أَوْ يَخَافُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، وَفِي شِعْرِ طَائِفَةٍ مِنْ الشُّيُوخِ ذِكْرُ نَحْوِ هَذَا؛ وَيُقِيمُونَ حُجَجَ إبْلِيسَ وَأَتْبَاعِهِ عَلَى اللَّهِ؛ وَهُوَ خِلَافُ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي قَوْلِهِ: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} فَقَوْلُهُ: {أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ} يَقْتَضِي أَنَّ حَمْدَهُ أَحَقُّ مَا قَالَهُ الْعَبْدُ؛ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَا يَفْعَلُ إلَّا الْخَيْرَ وَهُوَ سُبْحَانَهُ. . . (1) (*).
وَنَفْسُهُ مُتَحَرِّكَةٌ بِالطَّبْعِ حَرَكَةً لَا بُدَّ فِيهَا مِنْ الشَّرِّ حِكْمَةً بَالِغَةً وَنِعْمَةً سَابِغَةً. فَإِذَا قِيلَ: فَلِمَ لَا خَلَقَهَا عَلَى غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ؟. قِيلَ كَانَ يَكُونُ ذَلِكَ خَلْقًا غَيْرَ الْإِنْسَانِ، وَكَانَتْ الْحِكْمَةُ بِخَلْقِهِ لَا تَحْصُلُ، وَهَذَا سُؤَالُ الْمَلَائِكَةِ حَيْثُ قَالُوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} - إلَى قَوْلِهِ - {إنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} فَعَلِمَ مِنْ الْحِكْمَةِ فِي خَلْقِ هَذَا مَا لَمْ تَعْلَمْهُ الْمَلَائِكَةُ، فَكَيْفَ يَعْلَمُهُ آحَادُ النَّاسِ، وَنَفْسُ الْإِنْسَانِ خُلِقَتْ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} {إذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا} {وَإِذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/450)
مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} وَقَالَ: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} فَقَدْ خَلَقَ خِلْقَةً تَسْتَلْزِمُ وُجُودَ مَا خُلِقَ مِنْهَا، لِحِكْمَةِ عَظِيمَةٍ وَرَحْمَةٍ عَمِيمَةٍ. فَهَذَا مِنْ جِهَةِ الْغَايَةِ مَعَ أَنَّ الشَّرَّ لَا يُضَافُ إلَيْهِ سُبْحَانَهُ.
وَأَمَّا (الْوَجْهُ الثَّانِي): مِنْ جِهَةِ السَّبَبِ - فَإِنَّ هَذَا الشَّرَّ إنَّمَا وُجِدَ لِعَدَمِ الْعِلْمِ وَالْإِرَادَةِ الَّتِي تُصْلِحُ النَّفْسَ، فَإِنَّهَا خُلِقَتْ بِفِطْرَتِهَا تَقْتَضِي مَعْرِفَةَ اللَّهِ وَمَحَبَّتَهُ، وَقَدْ هُدِيَتْ إلَى عُلُومٍ وَأَعْمَالٍ تُعِينُهَا عَلَى ذَلِكَ، وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَإِحْسَانِهِ؛ لَكِنَّ النَّفْسَ الْمُذْنِبَةَ (*) لَمَّا حَصَلَ لَهَا مَنْ زَيَّنَ لَهَا السَّيِّئَاتِ مِنْ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ مَالَتْ إلَى ذَلِكَ، وَكَانَ ذَلِكَ مُرَكَّبًا مِنْ عَدَمِ مَا يَنْفَعُ، وَهَذَا الْأَصْلُ وَوُجُودُ هَذَا الْعَدَمِ لَا يُضَافُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَهَؤُلَاءِ الْقَوْلُ فِيهِمْ كَالْقَوْلِ فِيهَا خَلَقَهُمْ لِحِكْمَةِ، فَلَمَّا كَانَ عَدَمُ مَا تَصْلُحُ بِهِ هُوَ أَحَدُ السَّبَبَيْنِ، وَالشَّرُّ الْمَحْضُ هُوَ الْعَدَمُ الْمَحْضُ، وَهُوَ لَيْسَ شَيْئًا، وَاَللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، فَكَانَتْ السَّيِّئَاتُ مِنْهَا بِاعْتِبَارِ أَنَّهَا مُسْتَلْزِمَةٌ لِلْحَرَكَةِ الْإِرَادِيَّةِ. وَالْعَبْدُ إذَا اعْتَرَفَ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُ أَفْعَالِهِ، فَإِنْ اعْتَرَفَ إقْرَارًا بِخَلْقِ اللَّهِ لِكُلِّ شَيْءٍ، وَبِكَلِمَاتِهِ التَّامَّاتِ، وَاعْتِرَافًا بِفَقْرِهِ إلَيْهِ، وَأَنَّهُ إنْ لَمْ يَهْدِهِ فَهُوَ ضَالٌّ، فَخَضَعَ لِعِزَّتِهِ وَحِكْمَتِهِ فَهَذَا حَالُ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ اعْتَرَفَ احْتِجَاجًا بِالْقَدَرِ فَهَذَا الذَّنْبُ أَعْظَمُ مِنْ الْأَوَّلِ، وَهَذَا مِنْ اتِّبَاعِ الشَّيْطَانِ.
مسألة: هل النفس و الشيطان يعبدان من دون الله؟
مجموع الفتاوى - (ج 14 / ص 362)
أَصْلُ الشَّرِّ: عِبَادَةُ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ وَجَعْلُهُمَا شَرِيكَانِ لِلرَّبِّ وَأَنْ يَعْدِلَا بِهِ. وَنَفْسُ الْإِنْسَانِ تَفْعَلُ الشَّرَّ بِأَمْرِ الشَّيْطَانِ. وَقَدْ {عَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يَقُولَ - إذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى وَإِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ - اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وميكائيل وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ. أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِك. إنَّك تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. وَهَذَا مِنْ تَمَامِ تَحْقِيقِ قَوْله تَعَالَى {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} مَعَ قَوْله تَعَالَى {إنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} وَقَوْلِهِ {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} وَقَدْ ظَهَرَتْ دَعْوَى النَّفْسِ الْإِلَهِيَّةِ فِي فِرْعَوْنَ وَنَحْوِهِ مِمَّنْ ادَّعَى أَنَّهُ إلَهٌ مَعَ اللَّهِ أَوْ مِنْ دُونِهِ وَظَهَرَتْ فِيمَنْ ادَّعَى إلَهِيَّةَ بَشَرٍ مَعَ اللَّهِ كَالْمَسِيحِ وَغَيْرِهِ.
وَأَصْلُ الشِّرْكِ فِي بَنِي آدَمَ: كَانَ مِنْ الشِّرْكِ بِالْبَشَرِ الصَّالِحِينَ الْمُعَظَّمِينَ. فَإِنَّهُمْ لَمَّا مَاتُوا: عَكَفُوا عَلَى قُبُورِهِمْ ثُمَّ صَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ ثُمَّ عَبَدُوهُمْ. فَهَذَا أَوَّلُ شِرْكٍ كَانَ فِي بَنِي آدَمَ. وَكَانَ فِي قَوْمِ نُوحٍ. فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بُعِثَ إلَى أَهْلِ الْأَرْضِ. يَدْعُوهُمْ إلَى التَّوْحِيدِ. وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الشِّرْكِ. كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/451)
{وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} وَهَذِهِ أَسْمَاءُ قَوْمٍ صَالِحِينَ كَانُوا فِي قَوْمِ نُوحٍ. فَلَمَّا مَاتُوا جَعَلُوا الْأَصْنَامَ عَلَى صُوَرِهِمْ ثُمَّ ذَهَبَتْ هَذِهِ الْأَصْنَامُ لَمَّا أَغْرَقَ اللَّهُ أَهْلَ الْأَرْضِ ثُمَّ صَارَتْ إلَى الْعَرَبِ. كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ. إنْ لَمْ تَكُنْ أَعْيَانُهَا وَإِلَّا فَهِيَ نَظَائِرُهَا. وَأَمَّا الشِّرْكُ بِالشَّيْطَانِ: فَهَذَا كَثِيرٌ. فَمَتَى لَمْ يُؤْمِنْ الْخَلْقُ بِأَنَّهُ " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " بِمَعْنَى: أَنَّهُ الْمَعْبُودُ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ دُونَ مَا سِوَاهُ. وَأَنَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُعْبَدَ وَأَنَّهُ أَمَرَ أَنْ يُعْبَدَ وَأَنَّهُ لَا يُعْبَدُ إلَّا بِمَا أَحَبَّهُ مِمَّا شَرَعَ مِنْ وَاجِبٍ وَمُسْتَحَبٍّ - فَلَا بُدَّ أَنْ يَقَعُوا فِي الشِّرْكِ وَغَيْرِهِ.
إذا كان الشيطان سبب لحصول الجهل في النفس فهل يوجد أسباب لحصول العلم في النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 31)
الْعِلْمُ يَحْصُلُ فِي النَّفْسِ كَمَا تَحْصُلُ سَائِرُ الْإِدْرَاكَاتِ وَالْحَرَكَاتِ بِمَا يَجْعَلُهُ اللَّهُ مِنْ الْأَسْبَابِ وَعَامَّةِ ذَلِكَ بِمَلَائِكَةِ اللَّهِ تَعَالَى. فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يُنْزِلُ بِهَا عَلَى قُلُوبِ عِبَادِهِ مِنْ الْعِلْمِ وَالْقُوَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَا يَشَاءُ. وَلِهَذَا {قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَسَّانِ: اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} " وَقَالَ تَعَالَى: {كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {مَنْ طَلَبَ الْقَضَاءَ وَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ وُكِلَ إلَيْهِ وَمَنْ لَمْ يَطْلُبْ الْقَضَاءَ وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَيْهِ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ} " وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: " كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ " وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَيْضًا: " إنَّ لِلْمَلَكِ لَمَّةً وَلِلشَّيْطَانِ لَمَّةً فَلَمَّةُ الْمَلَكِ: إيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ. وَلَمَّةُ الشَّيْطَانِ إيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ " وَهَذَا الْكَلَامُ الَّذِي قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ هُوَ مَحْفُوظٌ عَنْهُ وَرُبَّمَا رَفَعَهُ بَعْضُهُمْ إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ كَلَامٌ جَامِعٌ لِأُصُولِ مَا يَكُونُ مِنْ الْعَبْدِ مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ مِنْ شُعُورٍ وَإِرَادَةٍ. وَذَلِكَ: أَنَّ الْعَبْدَ لَهُ قُوَّةُ الشُّعُورِ وَالْإِحْسَاسِ وَالْإِدْرَاكِ وَقُوَّةُ الْإِرَادَةِ وَالْحَرَكَةِ وَإِحْدَاهُمَا أَصْلُ الثَّانِيَةِ مُسْتَلْزِمَةٌ لَهَا. وَالثَّانِيَةُ مُسْتَلْزِمَةٌ لِلْأُولَى وَمُكَمِّلَةٌ لَهَا. فَهُوَ بِالْأُولَى يُصَدِّقُ بِالْحَقِّ وَيُكَذِّبُ بِالْبَاطِلِ وَبِالثَّانِيَةِ يُحِبُّ النَّافِعَ الْمُلَائِمَ لَهُ؛ وَيُبْغِضُ الضَّارَّ الْمُنَافِيَ لَهُ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ خَلَقَ عِبَادَهُ عَلَى الْفِطْرَةِ الَّتِي فِيهَا مَعْرِفَةُ الْحَقِّ وَالتَّصْدِيقُ بِهِ وَمَعْرِفَةُ الْبَاطِلِ وَالتَّكْذِيبُ بِهِ وَمَعْرِفَةُ النَّافِعِ الْمُلَائِمِ وَالْمَحَبَّةُ لَهُ وَمَعْرِفَةُ الضَّارِّ الْمُنَافِي وَالْبُغْضُ لَهُ بِالْفِطْرَةِ. فَمَا كَانَ حَقًّا مَوْجُودًا صَدَّقَتْ بِهِ الْفِطْرَةُ وَمَا كَانَ حَقًّا نَافِعًا عَرَفَتْهُ الْفِطْرَةُ فَأَحَبَّتْهُ وَاطْمَأَنَّتْ إلَيْهِ. وَذَلِكَ هُوَ الْمَعْرُوفُ وَمَا كَانَ بَاطِلًا مَعْدُومًا كَذَّبَتْ بِهِ الْفِطْرَةُ فَأَبْغَضَتْهُ الْفِطْرَةُ فَأَنْكَرَتْهُ. قَالَ تَعَالَى: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ}. وَالْإِنْسَانُ كَمَا سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ: " {أَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ حَارِثٌ وَهَمَّامٌ} " فَهُوَ دَائِمًا يَهُمُّ وَيَعْمَلُ لَكِنَّهُ لَا يَعْمَلُ إلَّا مَا يَرْجُو نَفْعَهُ أَوْ دَفْعَ مَضَرَّتِهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/452)
وَلَكِنْ قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ الرَّجَاءُ مَبْنِيًّا عَلَى اعْتِقَادٍ بَاطِلٍ إمَّا فِي نَفْسِ الْمَقْصُودِ: فَلَا يَكُونُ نَافِعًا وَلَا ضَارًّا وَإِمَّا فِي الْوَسِيلَةِ: فَلَا تَكُونُ طَرِيقًا إلَيْهِ. وَهَذَا جَهْلٌ. وَقَدْ يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الشَّيْءَ يَضُرُّهُ وَيَفْعَلُهُ وَيَعْلَمُ أَنَّهُ يَنْفَعُهُ وَيَتْرُكُهُ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ الْعِلْمَ عَارَضَهُ مَا فِي نَفْسِهِ مِنْ طَلَبِ لَذَّةٍ أُخْرَى أَوْ دَفْعِ أَلَمٍ آخَرَ جَاهِلًا ظَالِمًا حَيْثُ قَدَّمَ هَذَا عَلَى ذَاكَ. وَلِهَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: " سَأَلْت أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْله تَعَالَى {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ}؟ فَقَالُوا. كُلُّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ وَكُلُّ مَنْ تَابَ قَبْلَ الْمَوْتِ فَقَدْ تَابَ مِنْ قَرِيبٍ ". وَإِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ لَا يَتَحَرَّكُ إلَّا رَاجِيًا. وَإِنْ كَانَ رَاهِبًا خَائِفًا لَمْ يَسْعَ إلَّا فِي النَّجَاةِ وَلَمْ يَهْرُبْ إلَّا مِنْ الْخَوْفِ فَالرَّجَاءُ لَا يَكُونُ إلَّا بِمَا يُلْقَى فِي نَفْسِهِ مِنْ الْإِيعَادِ بِالْخَيْرِ الَّذِي هُوَ طَلَبُ الْمَحْبُوبِ أَوْ فَوَاتُ الْمَكْرُوهِ فَكُلُّ بَنِي آدَمَ لَهُ اعْتِقَادٌ؛ فِيهِ تَصْدِيقٌ بِشَيْءِ وَتَكْذِيبٌ بِشَيْءِ وَلَهُ قَصْدٌ وَإِرَادَةٌ لِمَا يَرْجُوهُ مِمَّا هُوَ عِنْدَهُ مَحْبُوبٌ مُمْكِنُ الْوُصُولِ إلَيْهِ أَوْ لِوُجُودِ الْمَحْبُوبِ عِنْدَهُ؛ أَوْ لِدَفْعِ الْمَكْرُوهِ عَنْهُ. وَاَللَّهُ خَلَقَ الْعَبْدَ يَقْصِدُ الْخَيْرَ فَيَرْجُوهُ بِعَمَلِهِ فَإِذَا كَذَّبَ بِالْحَقِّ فَلَمْ يُصَدِّقْ بِهِ وَلَمْ يَرْجُ الْخَيْرَ فَيَقْصِدَهُ وَيَعْمَلَ لَهُ: كَانَ خَاسِرًا بِتَرْكِ تَصْدِيقِ الْحَقِّ وَطَلَبِ الْخَيْرِ فَكَيْفَ إذَا كَذَّبَ بِالْحَقِّ وَكَرِهَ إرَادَةَ الْخَيْرِ؟ فَكَيْفَ إذَا صَدَّقَ بِالْبَاطِلِ وَأَرَادَ الشَّرَّ؟ فَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَنَّ لِقَلْبِ ابْنِ آدَمَ لَمَّةً مِنْ الْمَلَكِ وَلَمَّةً مِنْ الشَّيْطَانِ فَلَمَّةُ الْمَلَكِ تَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ وَهُوَ مَا كَانَ مِنْ غَيْرِ جِنْسِ الِاعْتِقَادِ الْفَاسِدِ وَ لَمَّةُ الشَّيْطَانِ هُوَ تَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَهُوَ مَا كَانَ مِنْ جِنْسِ إرَادَةِ الشَّرِّ وَظَنِّ وُجُودِهِ: إمَّا مَعَ رَجَائِهِ إنْ كَانَ مَعَ هَوَى نَفْسٍ وَإِمَّا مَعَ خَوْفِهِ إنْ كَانَ غَيْرَ مَحْبُوبٍ لَهَا. وَكُلٌّ مِنْ الرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ مُسْتَلْزِمٌ لِلْآخَرِ.
فَمَبْدَأُ الْعِلْمِ الْحَقِّ وَالْإِرَادَةِ الصَّالِحَةِ: مِنْ لَمَّةِ الْمَلَكِ. وَمَبْدَأُ الِاعْتِقَادِ الْبَاطِلِ وَالْإِرَادَةِ الْفَاسِدَةِ: مِنْ لَمَّةِ الشَّيْطَانِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا} وَقَالَ تَعَالَى: {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أَيْ: يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاءَهُ وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ}. وَالشَّيْطَانُ وَسْوَاسٌ خَنَّاسٌ إذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ خَنَسَ فَإِذَا غَفَلَ عَنْ ذِكْرِهِ وَسْوَسَ فَلِهَذَا كَانَ تَرْكُ ذِكْرِ اللَّهِ سَبَبًا وَمَبْدَأً لِنُزُولِ الِاعْتِقَادِ الْبَاطِلِ وَالْإِرَادَةِ الْفَاسِدَةِ فِي الْقَلْبِ وَمِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى: تِلَاوَةُ كِتَابِهِ وَفَهْمُهُ وَمُذَاكَرَةُ الْعِلْمِ كَمَا قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: " وَمُذَاكَرَتُهُ تَسْبِيحٌ ".
من علم الحق فأعرض عنه تبعاً لهواه فهل يورثه ذلك الجهل؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 10)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/453)
مَنْ أَعْرَضَ عَنْ اتِّبَاعِ الْحَقِّ الَّذِي يَعْلَمُهُ تَبَعًا لِهَوَاهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُهُ الْجَهْلَ وَالضَّلَالَ حَتَّى يَعْمَى قَلْبُهُ عَنْ الْحَقِّ الْوَاضِحِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}. وَقَالَ تَعَالَى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} وَقَالَ تَعَالَى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} وَهَذَا اسْتِفْهَامُ نَفْيٍ وَإِنْكَارٍ: أَيْ وَمَا يُدْرِيكُمْ أَنَّهَا إذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ وَإِنَّا نُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ
و ماذا في النفس من الدواعي؟
مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 146)
دَاعِي الظُّلْمِ لِنَفْسِهَا بِتَنَاوُلِ الشَّهَوَاتِ الْقَبِيحَةِ كَالزِّنَا وَأَكْلِ الْخَبَائِثِ. فَهِيَ قَدْ تَظْلِمُ مَنْ لَا يَظْلِمُهَا؛ وَتُؤْثِرُ هَذِهِ الشَّهَوَاتِ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْهَا؛ فَإِذَا رَأَتْ نُظَرَاءَهَا قَدْ ظَلَمُوا وَتَنَاوَلُوا هَذِهِ الشَّهَوَاتِ صَارَ دَاعِي هَذِهِ الشَّهَوَاتِ أَوْ الظُّلْمِ فِيهَا أَعْظَمَ بِكَثِيرِ وَقَدْ تَصْبِرُ؛ وَيَهِيجُ ذَلِكَ لَهَا مِنْ بُغْضِ ذَلِكَ الْغَيْرِ وَحَسَدِهِ وَطَلَبِ عِقَابِهِ وَزَوَالِ الْخَيْرِ عَنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا قَبْلَ ذَلِكَ وَلَهَا حُجَّةٌ عِنْدَ نَفْسِهَا مِنْ جِهَةِ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؛ يَكُونُ ذَلِكَ الْغَيْرُ قَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَالْمُسْلِمِينَ؛ وَإِنَّ أَمْرَهُ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيَهُ عَنْ الْمُنْكَرِ وَاجِبٌ؛ وَالْجِهَادُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ الدِّينِ.
و غير ذلك من الدواعي؟
مجموع الفتاوى - (ج 13 / ص 83)
الشَّهْوَةَ وَالْغَضَبَ وَالشَّهْوَةُ وَالْغَضَبُ خُلِقَا لِمَصْلَحَةِ وَمَنْفَعَةٍ؛ لَكِنَّ الْمَذْمُومَ هُوَ الْعُدْوَانُ فِيهِمَا
كيف نستعمل دواعي النفس و قواها في طاعة الله؟
مجموع الفتاوى - (ج 15 / ص 435)
فِعْلُ الْمَأْمُورِ بِهِ صَادِرٌ عَنْ الْقُوَّةِ الْإِرَادِيَّةِ الحبية الشهوية وَتَرْكُ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ صَادِرٌ عَنْ الْقُوَّةِ الكَرَاهِيَّةِ الْبُغْضِيَّةِ الْغَضَبِيَّةِ النفرية وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ صَادِرٌ عَنْ الْمَحَبَّةِ وَالْإِرَادَةِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ صَادِرٌ عَنْ الْبُغْضِ وَالْكَرَاهَةِ كَذَلِكَ التَّرْغِيبُ فِي الْمَعْرُوفِ وَالتَّرْهِيبُ عَنْ الْمُنْكَرِ وَالْحَضُّ عَلَى هَذَا وَالزَّجْرُ عَنْ هَذَا وَلِهَذَا لَا تَكُفُّ النُّفُوسُ عَنْ الظُّلْمِ إلَّا بِالْقُوَّةِ الْغَضَبِيَّةِ الدفعية وَبِذَلِكَ يَقُومُ الْعَدْلُ وَالْقِسْطُ فِي الْحُكْمِ وَالْقِسْمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ كَمَا أَنَّ الْإِحْسَانَ يَقُومُ بِالْقُوَّةِ الْجَذْبِيَّةِ الشهوية فَإِنَّ انْدِفَاعَ الْمَكْرُوهِ بِدُونِ حُصُولِ الْمَحْبُوبِ عَدَمٌ؛ إذْ لَا مَحْبُوبَ وَلَا مَكْرُوهَ وَحُصُولُ الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ وُجُودٌ فَاسِدٌ إذْ قَدْ حَصَلَا مَعًا وَهُمَا مُتَقَابِلَانِ فِي التَّرْجِيحِ فَرُبَّمَا يَخْتَارُ بَعْضَ النُّفُوسِ هَذَا وَيَخْتَارُ بَعْضَهَا هَذَا وَهَذَا عِنْدَ التَّكَافُؤِ وَأَمَّا الْمَكْرُوهُ الْيَسِيرُ مَعَ الْمَحْبُوبِ الْكَثِيرِ فَيَتَرَجَّحُ فِيهِ الْوُجُودُ كَمَا أَنَّ الْمَكْرُوهَ الْكَثِيرَ مَعَ الْمَحْبُوبِ الْيَسِيرِ يَتَرَجَّحُ فِيهِ الْعَدَمُ. لَكِنْ لَمَّا كَانَ الْمُقْتَضِي لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ الَّذِي هُوَ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ مَوْجُودًا؛ وَبِتَقْدِيرِ وَجُودِهِمَا يَحْصُلُ النَّصْرُ كَالرِّزْقِ مَعَ الْخَوْفِ صَارَ يَعْظُمُ فِي الشَّرْعِ وَالطَّبْعِ دَفْعُ الْمَكْرُوهِ. أَمَّا فِي الشَّرْعِ فَبِالتَّقْوَى فَإِنَّ اسْمَهَا فِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/454)
الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ عَظِيمٌ وَالْعَاقِبَةُ لِأَهْلِهَا وَالثَّوَابُ لَهُمْ. وَأَمَّا فِي الطَّبْعِ فَتَعْظِيمُ النُّفُوسِ لِمَنْ نَصْرُهُمْ بِدَفْعِ الضَّرَرِ عَنْهُمْ مِنْ عَدُوٍّ أَوْ غَيْرِهِ فَإِنَّ أَهْلَ الرِّزْقِ مُعَظَّمُونَ لِأَهْلِ النَّصْرِ أَكْثَرُ مِنْ تَعْظِيمِ أَهْلِ النَّصْرِ لِأَهْلِ الرِّزْقِ وَذَاكَ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - لِأَنَّ النَّصْرَ بِلَا رِزْقٍ يَنْفَعُ فَإِنَّ الْأَسْبَابَ الْجَالِبَةَ لِلرِّزْقِ مَوْجُودَةٌ تَعْمَلُ عَمَلَهَا وَأَمَّا الرِّزْقُ بِلَا نَصْرٍ فَلَا يَنْفَعُ فَإِنَّ الْأَسْبَابَ النَّاصِرَةَ تَابِعَةٌ وَفِي هَذَا نَظَرٌ فَقَدْ يُقَالُ: هُمَا مُتَقَابِلَانِ فَإِنَّ أَهْلَ النَّصْرِ يُحِبُّونَ أَهْلَ الرِّزْقِ أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّ أَهْلُ الرِّزْقِ لِأَهْلِ النَّصْرِ فَإِنَّ الرِّزْقَ مَحْبُوبٌ وَالنَّصْرَ مُعَظَّمٌ.
وَغَيْرِ ذَلِكَ كَمَا أَنَّ الْإِحْسَانَ يَقُومُ بِالْقُوَّةِ الْجَذْبِيَّةِ الشهوية فَإِنَّ انْدِفَاعَ الْمَكْرُوهِ بِدُونِ حُصُولِ الْمَحْبُوبِ عَدَمٌ؛ إذْ لَا مَحْبُوبَ وَلَا مَكْرُوهَ وَحُصُولُ الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ وُجُودٌ فَاسِدٌ إذْ قَدْ حَصَلَا مَعًا وَهُمَا مُتَقَابِلَانِ فِي التَّرْجِيحِ فَرُبَّمَا يَخْتَارُ بَعْضَ النُّفُوسِ هَذَا وَيَخْتَارُ بَعْضَهَا هَذَا وَهَذَا عِنْدَ التَّكَافُؤِ وَأَمَّا الْمَكْرُوهُ الْيَسِيرُ مَعَ الْمَحْبُوبِ الْكَثِيرِ فَيَتَرَجَّحُ فِيهِ الْوُجُودُ كَمَا أَنَّ الْمَكْرُوهَ الْكَثِيرَ مَعَ الْمَحْبُوبِ الْيَسِيرِ يَتَرَجَّحُ فِيهِ الْعَدَمُ. لَكِنْ لَمَّا كَانَ الْمُقْتَضِي لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ الَّذِي هُوَ الْخَيْرُ وَالشَّرُّ مَوْجُودًا؛ وَبِتَقْدِيرِ وَجُودِهِمَا يَحْصُلُ النَّصْرُ كَالرِّزْقِ مَعَ الْخَوْفِ صَارَ يَعْظُمُ فِي الشَّرْعِ وَالطَّبْعِ دَفْعُ الْمَكْرُوهِ. أَمَّا فِي الشَّرْعِ فَبِالتَّقْوَى فَإِنَّ اسْمَهَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ عَظِيمٌ وَالْعَاقِبَةُ لِأَهْلِهَا وَالثَّوَابُ لَهُمْ. وَأَمَّا فِي الطَّبْعِ فَتَعْظِيمُ النُّفُوسِ لِمَنْ نَصْرُهُمْ بِدَفْعِ الضَّرَرِ عَنْهُمْ مِنْ عَدُوٍّ أَوْ غَيْرِهِ فَإِنَّ أَهْلَ الرِّزْقِ مُعَظَّمُونَ لِأَهْلِ النَّصْرِ أَكْثَرُ مِنْ تَعْظِيمِ أَهْلِ النَّصْرِ لِأَهْلِ الرِّزْقِ وَذَاكَ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - لِأَنَّ النَّصْرَ بِلَا رِزْقٍ يَنْفَعُ فَإِنَّ الْأَسْبَابَ الْجَالِبَةَ لِلرِّزْقِ مَوْجُودَةٌ تَعْمَلُ عَمَلَهَا وَأَمَّا الرِّزْقُ بِلَا نَصْرٍ فَلَا يَنْفَعُ فَإِنَّ الْأَسْبَابَ النَّاصِرَةَ تَابِعَةٌ وَفِي هَذَا نَظَرٌ فَقَدْ يُقَالُ: هُمَا مُتَقَابِلَانِ فَإِنَّ أَهْلَ النَّصْرِ يُحِبُّونَ أَهْلَ الرِّزْقِ أَكْثَرَ مِمَّا يُحِبُّ أَهْلُ الرِّزْقِ لِأَهْلِ النَّصْرِ فَإِنَّ الرِّزْقَ مَحْبُوبٌ وَالنَّصْرَ مُعَظَّمٌ.
يَبْقَى أَنْ يُقَالَ: فَلَمْ عَظُمَتْ التَّقْوَى؟ فَيُقَالُ: إنَّهَا هِيَ تَحْفَظُ الْفِطْرَةَ وَتَمْنَعُ فَسَادَهَا وَاحْتَاجَ الْعَبْدُ إلَى رِعَايَتِهَا لِأَنَّ الْمَحَبَّةَ الْفِطْرِيَّةَ لَا تَحْتَاجُ إلَى مُحَرِّكٍ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَعْظَمُ مَا دَعَتْ إلَيْهِ الرُّسُلُ الْإِخْلَاصَ وَالنَّهْيَ عَنْ الْإِشْرَاكِ لِأَنَّ الْإِقْرَارَ الْفِطْرِيَّ حَاصِلٌ لِوُجُودِ مُقْتَضِيهِ وَإِنَّمَا يَحْتَاجُ إلَى إخْلَاصِهِ وَدَفْعِ الشِّرْكِ عَنْهُ؛ وَلِهَذَا كَانَتْ حَاجَةُ النَّاسِ إلَى السِّيَاسَةِ الدَّافِعَةِ لِظُلْمِ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ وَالْجَالِبَةِ لِمَنْفَعَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا كَمَا أَوْجَبَ اللَّهُ الزَّكَاةَ النَّافِعَةَ وَحَرَّمَ الرِّبَا الضَّارَّ وَأَصْلُ الدِّينِ هُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ: الَّذِي أَصْلُهُ الْحُبُّ وَالْإِنَابَةُ وَالْإِعْرَاضُ عَمَّا سِوَاهُ وَهُوَ الْفِطْرَةُ الَّتِي فَطَرَ عَلَيْهَا النَّاسَ. وَهَذِهِ الْمَحَبَّةُ الَّتِي هِيَ أَصْلُ الدِّينِ: انْحَرَفَ فِيهَا فَرِيقٌ مِنْ مُنْحَرِفَةِ الموسوية مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّمِين حَتَّى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/455)
أَنْكَرُوهَا وَزَعَمُوا أَنَّ مَحَبَّةَ اللَّهِ لَيْسَتْ إلَّا إرَادَةُ عِبَادَتِهِ ثُمَّ كَثِيرٌ مِنْهُمْ تَارِكُونَ لِلْعَمَلِ بِمَا أُمِرُوا بِهِ فَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهَذَا فَاشٍ فِيهِمْ وَهُوَ عَدَمُ الْمَحَبَّةِ وَالْعَمَلِ وَفَرِيقٌ مِنْ مُنْحَرِفَةِ العيسوية مِنْ الصُّوفِيَّةِ والمتعبدين خَلَطُوهَا بِمَحَبَّةِ مَا يَكْرَهُهُ وَأَنْكَرُوا الْبُغْضَ وَالْكَرَاهِيَةَ فَلَمْ يُنْكِرُوا شَيْئًا وَلَمْ يُكَرِّهُوهُ أَوْ قَصَّرُوا فِي الْكَرَاهَةِ وَالْإِنْكَارِ وَأَدْخَلُوا فِيهَا الصُّوَرَ وَالْأَصْوَاتَ وَمَحَبَّةَ الْأَنْدَادِ. وَلِهَذَا كَانَ لِغُوَاةِ الْأَوَّلِينَ وَصْفُ الْغَضَبِ وَاللَّعْنَةِ النَّاشِئُ عَنْ الْبُغْضِ لِأَنَّ فِيهِمْ الْبُغْضَ دُونَ الْحُبِّ وَكَانَ لِضَلَالِ الْآخَرِينَ وَصْفُ الضَّلَالِ وَالْغُلُوِّ لِأَنَّ فِيهِمْ مُحِبَّةً لِغَيْرِ مَعْبُودٍ صَحِيحٍ فَفِيهِمْ طَلَبٌ وَإِرَادَةٌ وَمَحَبَّةٌ وَلَكِنْ لَا إلَى مَطْلُوبٍ صَحِيحٍ وَلَا مُرَادٍ صَحِيحٍ وَلَا مَحْبُوبٍ صَحِيحٍ بَلْ قَدْ خَلَطُوا وَغَلَوْا وَأَشْرَكُوهُ فَفِيهِمْ مَحَبَّةُ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَهُوَ وُجُودُ الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ كَمَا فِي الْآخَرِينَ بُغْضُ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَهُوَ دَفْعُ الْمَحْبُوبِ وَالْمَكْرُوهِ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ يَهْدِينَا صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ. فَيُحْمَدُ مِنْ هَؤُلَاءِ مَحَبَّةُ الْحَقِّ وَالِاعْتِرَافُ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ بُغْضُ الْبَاطِلِ وَإِنْكَارُهُ.
لما كانت النفوس فيها شر و الشياطين تزينه لها فهل هناك أثر لخلطة النفوس و الشياطين و إجتماعها؟
مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 149)
وَهَذِهِ الْأُمُورُ مِمَّا تَعْظُمُ بِهَا الْمِحْنَةُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ. فَإِنَّهُمْ يَحْتَاجُونَ إلَى شَيْئَيْنِ: إلَى دَفْعِ الْفِتْنَةِ الَّتِي اُبْتُلِيَ بِهَا نُظَرَاؤُهُمْ مِنْ فِتْنَةِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا عَنْ نُفُوسِهِمْ مَعَ قِيَامِ الْمُقْتَضِي لَهَا: فَإِنَّ مَعَهُمْ نُفُوسًا وَشَيَاطِينَ كَمَا مَعَ غَيْرِهِمْ فَمَعَ وُجُودِ ذَلِكَ مِنْ نُظَرَائِهِمْ يَقْوَى الْمُقْتَضِي عِنْدَهُمْ؛ كَمَا هُوَ الْوَاقِعُ؛ فَيَقْوَى الدَّاعِي الَّذِي فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ وَشَيْطَانُهُ؛ وَمَا يَحْصُلُ مِنْ الدَّاعِي بِفِعْلِ الْغَيْرِ وَالنَّظِيرِ. فَكَمْ مِمَّنْ لَمْ يَرِدْ خَيْرًا وَلَا شَرًّا حَتَّى رَأَى غَيْرَهُ - لَا سِيَّمَا إنْ كَانَ نَظِيرُهُ -يَفْعَلُهُ فَفَعَلَهُ فَإِنَّ النَّاسَ كَأَسْرَابِ الْقَطَا؛ مَجْبُولُونَ عَلَى تَشَبُّهِ بَعْضِهِمْ بِبَعْضِ. وَلِهَذَا كَانَ الْمُبْتَدِئُ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ: لَهُ مِثْلُ مَنْ تَبِعَهُ مِنْ الْأَجْرِ وَالْوِزْرِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا؛ وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا} وَذَلِكَ لِاشْتِرَاكِهِمْ فِي الْحَقِيقَةِ. وَأَنَّ حُكْمَ الشَّيْءِ حُكْمُ نَظِيرِهِ. وَشَبَهُ الشَّيْءِ مُنْجَذِبٌ إلَيْهِ. فَإِذَا كَانَ هَذَانِ دَاعِيَيْنِ قَوِيَّيْنِ: فَكَيْفَ إذَا انْضَمَّ إلَيْهِمَا دَاعِيَانِ آخَرَانِ؟ وَذَلِكَ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ أَهْلِ الْمُنْكَرِ يُحِبُّونَ مَنْ يُوَافِقُهُمْ عَلَى مَا هُمْ فِيهِ؛ وَيُبْغِضُونَ مَنْ لَا يُوَافِقُهُمْ وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي الدِّيَانَاتِ الْفَاسِدَةِ مِنْ مُوَالَاةِ كُلِّ قَوْمٍ لِمُوَافَقِيهِمْ؛ وَمُعَادَاتِهِمْ لِمُخَالِفِيهِمْ. وَكَذَلِكَ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا وَالشَّهَوَاتِ كَثِيرًا مَا يَخْتَارُونَ وَيُؤْثِرُونَ مَنْ يُشَارِكُهُمْ: إمَّا لِلْمُعَاوَنَةِ عَلَى ذَلِكَ؛ كَمَا فِي الْمُتَغَلِّبِينَ مِنْ أَهْلِ الرِّيَاسَاتِ وَقُطَّاعِ الطَّرِيقِ وَنَحْوِهِمْ. وَإِمَّا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/456)
بِالْمُوَافَقَةِ؛ كَمَا فِي الْمُجْتَمِعِينَ عَلَى شُرْبِ الْخَمْرِ؛ فَإِنَّهُمْ يَخْتَارُونَ أَنْ يَشْرَبَ كُلُّ مَنْ حَضَرَ عِنْدَهُمْ وَإِمَّا لِكَرَاهَتِهِمْ امْتِيَازَهُ عَنْهُمْ بِالْخَيْرِ: إمَّا حَسَدًا لَهُ عَلَى ذَلِكَ؛ لِئَلَّا يَعْلُوَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ وَيُحْمَدُ دُونَهُمْ. وَإِمَّا لِئَلَّا يَكُونَ لَهُ عَلَيْهِمْ حُجَّةٌ. وَإِمَّا لِخَوْفِهِمْ مِنْ مُعَاقَبَتِهِ لَهُمْ بِنَفْسِهِ؛ أَوْ بِمَنْ يَرْفَعُ ذَلِكَ إلَيْهِمْ؛ وَلِئَلَّا يَكُونُوا تَحْت مِنَّتِهِ وَخَطَرِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْبَابِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} وَقَالَ تَعَالَى فِي الْمُنَافِقِينَ: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً}. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَدَّتْ الزَّانِيَةُ لَوْ زَنَى النِّسَاءُ كُلُّهُنَّ. وَالْمُشَارِكَةُ قَدْ يَخْتَارُونَهَا فِي نَفْسِ الْفُجُورِ كَالِاشْتِرَاكِ فِي الشُّرْبِ وَالْكَذِبِ وَالِاعْتِقَادِ الْفَاسِدِ وَقَدْ يَخْتَارُونَهَا فِي النَّوْعِ؛ كَالزَّانِي الَّذِي يَوَدُّ أَنَّ غَيْرَهُ يَزْنِي؛ وَالسَّارِقُ الَّذِي يَوَدُّ أَنَّ غَيْرَهُ يَسْرِقُ أَيْضًا؛ لَكِنْ فِي غَيْرِ الْعَيْنِ الَّتِي زَنَى بِهَا أَوْ سَرَقَهَا. وَأَمَّا الدَّاعِي الثَّانِي فَقَدْ يَأْمُرُونَ الشَّخْصَ بِمُشَارَكَتِهِمْ فِيمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الْمُنْكَرِ. فَإِنْ شَارَكَهُمْ وَإِلَّا عَادُوهُ وَآذَوْهُ عَلَى وَجْهٍ يَنْتَهِي إلَى حَدِّ الْإِكْرَاهِ؛ أَوَّلًا يَنْتَهِي إلَى حَدِّ الْإِكْرَاهِ ثُمَّ إنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَخْتَارُونَ مُشَارَكَةَ الْغَيْرِ لَهُمْ فِي قَبِيحِ فِعْلِهِمْ أَوْ يَأْمُرُونَهُ بِذَلِكَ وَيَسْتَعِينُونَ بِهِ عَلَى مَا يُرِيدُونَهُ: مَتَى شَارَكَهُمْ وَعَاوَنَهُمْ وَأَطَاعَهُمْ انْتَقَصُوهُ وَاسْتَخَفُّوا بِهِ. وَجَعَلُوا ذَلِكَ حُجَّةً عَلَيْهِ فِي أُمُورٍ أُخْرَى. وَإِنْ لَمْ يُشَارِكْهُمْ عَادَوْهُ وَآذَوْهُ. وَهَذِهِ حَالُ غَالِبِ الظَّالِمِينَ الْقَادِرِينَ. وَهَذَا الْمَوْجُودُ فِي الْمُنْكَرِ نَظِيرُهُ فِي الْمَعْرُوفِ وَأَبْلَغُ مِنْهُ كَمَا قَالَ
تَعَالَى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} فَإِنَّ دَاعِيَ الْخَيْرِ أَقْوَى؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ فِيهِ دَاعٍ يَدْعُوهُ إلَى الْإِيمَانِ وَالْعِلْمِ؛ وَالصِّدْقِ وَالْعَدْلِ؛ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ فَإِذَا وُجِدَ مَنْ يَعْمَلُ مِثْلَ ذَلِكَ صَارَ لَهُ دَاعٍ آخَرُ؛ لَا سِيَّمَا إذَا كَانَ نَظِيرُهُ؛ لَا سِيَّمَا مَعَ الْمُنَافَسَةِ وَهَذَا مَحْمُودٌ حَسَنٌ. فَإِنْ وُجِدَ مَنْ يُحِبُّ مُوَافَقَتَهُ عَلَى ذَلِكَ وَمُشَارَكَتَهُ لَهُ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالصَّالِحِينَ؛ وَيُبْغِضُهُ إذَا لَمْ يَفْعَلْ: صَارَ لَهُ دَاعٍ ثَالِثٌ؛ فَإِذَا أَمَرُوهُ بِذَلِكَ وَوَالَوْهُ عَلَى ذَلِكَ وَعَادَوْهُ وَعَاقَبُوهُ عَلَى تَرْكِهِ صَارَ لَهُ دَاعٍ رَابِعٌ. وَلِهَذَا يُؤْمَرُ الْمُؤْمِنُونَ أَنْ يُقَابِلُوا السَّيِّئَاتِ بِضِدِّهَا مِنْ الْحَسَنَاتِ؛ كَمَا يُقَابِلُ الطَّبِيبُ الْمَرَضَ بِضِدِّهِ. فَيُؤْمَرُ الْمُؤْمِنُ بِأَنْ يُصْلِحَ نَفْسَهُ وَذَلِكَ بِشَيْئَيْنِ: بِفِعْلِ الْحَسَنَاتِ. وَتَرْكِ السَّيِّئَاتِ مَعَ وُجُودِ مَا يَنْفِي الْحَسَنَاتِ وَيَقْتَضِي السَّيِّئَاتِ. وَهَذِهِ أَرْبَعَةُ أَنْوَاعٍ. وَيُؤْمَرُ أَيْضًا بِإِصْلَاحِ غَيْرِهِ بِهَذِهِ الْأَنْوَاعِ الْأَرْبِعَةِ بِحَسَبِ قُدْرَتِهِ وَإِمْكَانِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: {وَالْعَصْرِ} {إنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} {إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}. وَرُوِيَ عَنْ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ فَكَّرَ النَّاسُ كُلُّهُمْ فِي سُورَةِ (وَالْعَصْرِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/457)
لَكَفَتْهُمْ. وَهُوَ كَمَا قَالَ. فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ خَاسِرُونَ إلَّا مَنْ كَانَ فِي نَفْسِهِ مُؤْمِنًا صَالِحًا؛ وَمَعَ غَيْرِهِ مُوصِيًا بِالْحَقِّ مُوصِيًا بِالصَّبْرِ. وَإِذَا عَظُمَتْ الْمِحْنَةُ كَانَ ذَلِكَ لِلْمُؤْمِنِ الصَّالِحِ سَبَبًا لِعُلُوِّ الدَّرَجَةِ وَعَظِيمِ الْأَجْرِ؛ كَمَا {سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ الْأَنْبِيَاءُ: ثُمَّ الصَّالِحُونَ؛ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ؛ يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ. فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلَابَةٌ زِيدَ فِي بَلَائِهِ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ. وَلَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ} وَحِينَئِذٍ فَيَحْتَاجُ مِنْ الصَّبْرِ مَا لَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ غَيْرُهُ: وَذَلِكَ هُوَ سَبَبُ الْإِمَامَةِ فِي الدِّينِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}. فَلَا بُدَّ مِنْ الصَّبْرِ عَلَى فِعْلِ الْحَسَنِ الْمَأْمُورِ بِهِ وَتَرْكِ السَّيِّئِ الْمَحْظُورِ؛ وَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الصَّبْرُ عَلَى فِعْلِ الْأَذَى وَعَلَى مَا يُقَالُ؛ وَالصَّبْرُ عَلَى مَا يُصِيبُهُ مِنْ الْمَكَارِهِ؛ وَالصَّبْرُ عَنْ الْبَطَرِ عِنْدَ النِّعَمِ: وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الصَّبْرِ. وَلَا يُمْكِنُ الْعَبْدُ أَنْ يَصْبِرَ إنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يَطْمَئِنُّ بِهِ وَيَتَنَعَّمُ بِهِ وَيُغْتَذَى بِهِ وَهُوَ الْيَقِينُ؛ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ سَلُوا اللَّهَ الْيَقِينَ؛ وَالْعَافِيَةَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ فَسَلُوهُمَا اللَّهُ}. وَكَذَلِكَ إذَا أَمَرَ غَيْرَهُ يُحْسِنُ أَوْ أَحَبَّ مُوَافَقَتَهُ عَلَى ذَلِكَ؛ أَوْ نَهَى غَيْرَهُ عَنْ شَيْءٍ؛ فَيَحْتَاجُ أَنْ يُحْسِنَ إلَى ذَلِكَ الْغَيْرِ إحْسَانًا يَحْصُلُ بِهِ مَقْصُودُهُ؛ مِنْ حُصُولِ الْمَحْبُوبِ وَانْدِفَاعِ الْمَكْرُوهِ؛ فَإِنَّ النُّفُوسَ لَا تَصْبِرُ عَلَى الْمُرِّ إلَّا بِنَوْعِ مِنْ الْحُلْوِ؛ لَا يُمْكِنُ غَيْرُ ذَلِكَ؛ وَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ؛ حَتَّى جَعَلَ لِلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ نَصِيبًا فِي الصَّدَقَاتِ. وَقَالَ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} فَلَا بُدَّ أَنْ يَصْبِرَ وَأَنْ يَرْحَمَ وَهَذَا هُوَ الشَّجَاعَةُ وَالْكَرَمُ.
مسألة: ما هي أخلاق النفوس و صفاتها و ما الذي يمدح و يذم منها؟
مجموع الفتاوى - (ج 28 / ص 154)
النُّفُوسَ لَا تَصْبِرُ عَلَى الْمُرِّ إلَّا بِنَوْعِ مِنْ الْحُلْوِ؛ لَا يُمْكِنُ غَيْرُ ذَلِكَ؛ وَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ؛ حَتَّى جَعَلَ لِلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ نَصِيبًا فِي الصَّدَقَاتِ. وَقَالَ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}. وَقَالَ تَعَالَى: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} فَلَا بُدَّ أَنْ يَصْبِرَ وَأَنْ يَرْحَمَ وَهَذَا هُوَ الشَّجَاعَةُ وَالْكَرَمُ. وَلِهَذَا يُقْرِنُ اللَّهُ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ تَارَةً؛ وَهِيَ الْإِحْسَانُ إلَى الْخَلْقِ وَبَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الصَّبْرِ تَارَةً. وَلَا بُدَّ مِنْ الثَّلَاثَةِ: الصَّلَاةِ؛ وَالزَّكَاةِ؛ وَالصَّبْرِ. لَا تَقُومُ مَصْلَحَةُ الْمُؤْمِنِينَ إلَّا بِذَلِكَ؛ فِي صَلَاحِ نُفُوسِهِمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/458)
وَإِصْلَاحِ غَيْرِهِمْ؛ لَا سِيَّمَا كُلَّمَا قَوِيَتْ الْفِتْنَةُ وَالْمِحْنَةُ؛ فَالْحَاجَةُ إلَى ذَلِكَ تَكُونُ أَشَدَّ؛ فَالْحَاجَةُ إلَى السَّمَاحَةِ وَالصَّبْرِ عَامَّةً لِجَمِيعِ بَنِي آدَمَ لَا تَقُومُ مَصْلَحَةُ دِينِهِمْ وَلَا دُنْيَاهُمْ إلَّا بِهِ. وَلِهَذَا جَمِيعُهُمْ يَتَمَادَحُونَ بِالشَّجَاعَةِ وَالْكَرَمِ حَتَّى إنَّ ذَلِكَ عَامَّةُ مَا يَمْدَحُ بِهِ الشُّعَرَاءُ فِي شِعْرِهِمْ. وَكَذَلِكَ يَتَذَامُّونَ بِالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ. وَالْقَضَايَا الَّتِي يَتَّفِقُ عَلَيْهَا بَنُو آدَمَ لَا تَكُونُ إلَّا حَقًّا؛ كَاتِّفَاقِهِمْ عَلَى مَدْحِ الصِّدْقِ وَالْعَدْلِ؛ وَذَمِّ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ. وَقَدْ قَالَ {النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا سَأَلَهُ الْأَعْرَابُ؛ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إلَى سَمُرَةٍ فَتَعَلَّقَتْ بِرِدَائِهِ؛ فَالْتَفَتَ إلَيْهِمْ وَقَالَ: وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ عِنْدِي عَدَدَ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْته عَلَيْكُمْ؛ ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا جَبَانًا وَلَا كَذُوبًا}. لَكِنْ يَتَنَوَّعُ ذَلِكَ بِتَنَوُّعِ الْمَقَاصِدِ وَالصِّفَاتِ؛ فَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى. وَلِهَذَا جَاءَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ بِذَمِّ الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ؛ وَمَدْحِ الشَّجَاعَةِ وَالسَّمَاحَةِ فِي سَبِيلِهِ دُونَ مَا لَيْسَ فِي سَبِيلِهِ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {شَرُّ مَا فِي الْمَرْءِ شُحٌّ هَالِعٌ وَجُبْنٌ خَالِعٌ}. وَقَالَ: {مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟ فَقَالُوا الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ عَلَى أَنَّا نَزِنُهُ بِالْبُخْلِ فَقَالَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنْ الْبُخْلِ؟} وَفِي رِوَايَةٍ: {إنَّ السَّيِّدَ لَا يَكُونُ بَخِيلًا بَلْ سَيِّدُكُمْ الْأَبْيَضُ الْجَعْدُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ}. وَكَذَلِكَ فِي الصَّحِيحِ قَوْلُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إمَّا أَنْ تُعْطِيَنِي وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي فَقَالَ تَقُولُ: وَإِمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنْ الْبُخْلِ؟ فَجَعَلَ الْبُخْلَ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمْرَاضِ. وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: {قَالَ عُمَرُ: قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْمًا فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاَللَّهِ لَغَيْرُ هَؤُلَاءِ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُمْ فَقَالَ: إنَّهُمْ خَيَّرُونِي بَيْنَ أَنْ يَسْأَلُونِي بِالْفُحْشِ وَبَيْنَ أَنْ يبخلوني وَلَسْت بِبَاخِلِ يَقُولُ: إنَّهُمْ يَسْأَلُونِي مَسْأَلَةً لَا تَصْلُحُ فَإِنْ أَعْطَيْتهمْ وَإِلَّا قَالُوا: هُوَ بَخِيلٌ فَقَدْ خَيَّرُونِي بَيْنَ أَمْرَيْنِ مُكْرِهِينَ لَا يَتْرُكُونِي مِنْ أَحَدِهِمَا: الْفَاحِشَةُ وَالتَّبْخِيلُ. وَالتَّبْخِيلُ أَشَدُّ؛ فَأَدْفَعُ الْأَشَدَّ بِإِعْطَائِهِمْ}. وَالْبُخْلُ جِنْسٌ تَحْتَهُ أَنْوَاعُ: كَبَائِرَ؛ وَغَيْرُ كَبَائِرَ قَالَ تَعَالَى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}. وَقَالَ: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا} إلَى قَوْلِهِ: {إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ}. وَقَالَ: {فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ}. وَقَالَ: {وَمَنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/459)
يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ}. وَقَالَ: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}. وَقَالَ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} الْآيَةَ. وَمَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ الْأَمْرِ بِالْإِيتَاءِ وَالْإِعْطَاءِ وَذَمِّ مَنْ تَرَكَ ذَلِكَ: كُلُّهُ ذَمٌّ لِلْبُخْلِ وَكَذَلِكَ ذَمُّهُ لِلْجُبْنِ كَثِيرٌ مِثْلَ قَوْلِهِ: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}. وَقَوْلُهُ عَنْ الْمُنَافِقِينَ: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ}. وَقَوْلُهُ: {فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ}. وَقَوْلُهُ: {أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}. وَمَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ الْحَضِّ عَلَى الْجِهَادِ وَالتَّرْغِيبِ فِيهِ وَذَمِّ النَّاكِلِينَ عَنْهُ وَالتَّارِكِينَ لَهُ: كُلُّهُ ذَمٌّ لِلْجُبْنِ. وَلَمَّا كَانَ صَلَاحُ بَنِي آدَمَ لَا يَتِمُّ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ إلَّا بِالشَّجَاعَةِ وَالْكَرَمِ: بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ مَنْ تَوَلَّى عَنْ الْجِهَادِ بِنَفْسِهِ أَبْدَلَ اللَّهُ بِهِ مَنْ يَقُومُ بِذَلِكَ؛ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إلَّا قَلِيلٌ} {إلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. وَقَالَ تَعَالَى: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}.
وَبِالشَّجَاعَةِ وَالْكَرَمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَضَّلَ السَّابِقِينَ فَقَالَ: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}. وَقَدْ ذَكَرَ الْجِهَادَ بِالنَّفْسِ وَالْمَالِ فِي سَبِيلِهِ؛ وَمَدَحَهُ فِي غَيْرِ آيَةٍ مِنْ كِتَابِهِ؛ وَذَلِكَ هُوَ الشَّجَاعَةُ وَالسَّمَاحَةُ فِي طَاعَتِهِ سُبْحَانَهُ فَقَالَ: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/460)
وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. وَالشَّجَاعَةُ لَيْسَتْ هِيَ قُوَّةُ الْبَدَنِ وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ قَوِيَّ الْبَدَنِ ضَعِيفَ الْقَلْبِ؛ وَإِنَّمَا هِيَ قُوَّةُ الْقَلْبِ وَثَبَاتُهُ. فَإِنَّ الْقِتَالَ مَدَارُهُ عَلَى قُوَّةِ الْبَدَنِ وَصَنْعَتِهِ لِلْقِتَالِ؛ وَعَلَى قُوَّةِ الْقَلْبِ وَخِبْرَتِهِ بِهِ. وَالْمَحْمُودُ مِنْهُمَا مَا كَانَ بِعِلْمِ وَمَعْرِفَةٍ؛ دُونَ التَّهَوُّرِ الَّذِي لَا يُفَكِّرُ صَاحِبُهُ وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الْمَحْمُودِ وَالْمَذْمُومِ؛ وَلِهَذَا كَانَ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ. حَتَّى يَفْعَلَ مَا يَصْلُحُ. فَأَمَّا الْمَغْلُوبُ حِينَ غَضَبِهِ فَلَيْسَ بِشُجَاعِ وَلَا شَدِيدٍ. وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ جِمَاعَ ذَلِكَ هُوَ الصَّبْرُ؛ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهُ. وَالصَّبْرُ صَبْرَانِ: صَبْرٌ عِنْدَ الْغَضَبِ؛ وَصَبْرٌ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ. كَمَا قَالَ الْحَسَنُ: مَا تَجَرَّعَ عَبْدٌ جُرْعَةً أَعْظَمَ مِنْ جُرْعَةِ حِلْمٍ عِنْدَ الْغَضَبِ؛ وَجُرْعَةِ صَبْرٍ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ أَصْلَ ذَلِكَ هُوَ الصَّبْرُ عَلَى الْمُؤْلِمِ. وَهَذَا هُوَ الشُّجَاعُ الشَّدِيدُ الَّذِي يَصْبِرُ عَلَى الْمُؤْلِمِ. وَالْمُؤْلِمُ إنْ كَانَ مِمَّا يُمْكِنُ دَفْعُهُ أَثَارَ الْغَضَبَ وَإِنْ كَانَ مِمَّا لَا يُمْكِنُ دَفْعُهُ أَثَارَ الْحُزْنَ؛ وَلِهَذَا يَحْمَرُّ الْوَجْهُ عِنْدَ الْغَضَبِ لِثَوَرَانِ الدَّمِ عِنْدَ اسْتِشْعَارِ الْقُدْرَةِ وَيَصْفَرُّ عِنْدَ الْحُزْنِ لِغَوْرِ الدَّمِ عِنْدَ اسْتِشْعَارِ الْعَجْزِ؛ وَلِهَذَا جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الرَّقُوبُ الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ بِالرَّقُوبِ؛ وَلَكِنَّ الرَّقُوبَ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: مَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ؟ قُلْنَا: الَّذِي لَا تَصْرَعُهُ الرِّجَالُ فَقَالَ: لَيْسَ بِذَلِكَ وَلَكِنَّ الصُّرَعَةُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ} فَذَكَرَ مَا يَتَضَمَّنُ الصَّبْرَ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وَالصَّبْرَ عِنْدَ الْغَضَبِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمُصِيبَةِ: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} {الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ} الْآيَةَ. وَقَالَ تَعَالَى فِي الْغَضَبِ: {وَمَا يُلَقَّاهَا إلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}. وَهَذَا الْجَمْعُ بَيْنَ صَبْرِ الْمُصِيبَةِ وَصَبْرِ الْغَضَبِ نَظِيرُ الْجَمْعِ بَيْنَ صَبْرِ النِّعْمَةِ وَصَبْرِ الْمُصِيبَةِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ} {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} {إلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ}. وَقَالَ: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}. وَبِهَذَا وَصَفَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ مَنْ وَصَفَهُ مِنْ الصَّحَابَةِ الْمُهَاجِرِينَ حَيْثُ قَالَ:
لَا يَفْرَحُونَ إذَا نَالَتْ سُيُوفُهُمْ * * * قَوْمًا وَلَيْسُوا مجازيعا إذَا نِيلُوا
وَكَذَلِكَ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ فِي صِفَةِ الْأَنْصَارِ:
لَا فَخْرَ إنْ هُمْ أَصَابُوا مِنْ عَدُوِّهِمْ * * * وَإِنْ أُصِيبُوا فَلَا خَوْرَ وَلَا هَلَعَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/461)
وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْلِبُ فَلَا يَبْطَرُ؛ وَيَغْلِبُ فَلَا يَضْجَرُ. وَلَمَّا كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُو النَّاسَ عِنْدَ هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ إلَى تَعَدِّي الْحُدُودِ بِقُلُوبِهِمْ وَأَصْوَاتِهِمْ وَأَيْدِيهِمْ: {نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَمَّا قِيلَ لَهُ: وَقَدْ بَكَى لَمَّا رَأَى إبْرَاهِيمَ فِي النَّزْعِ أَتَبْكِي؟ أَوَلَمْ تَنْهَ عَنْ الْبُكَاءِ؟ فَقَالَ: إنَّمَا نَهَيْت عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ: صَوْتٌ عِنْدَ نَغْمَةِ لَهْوٍ وَلَعِبٍ وَمَزَامِيرَ شَيْطَانٍ. وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةِ لَطْمِ خُدُودٍ وَشَقِّ جُيُوبٍ وَدُعَاءٍ بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ} فَجَمَعَ بَيْنَ الصَّوْتَيْنِ.
وَأَمَّا نَهْيُهُ عَنْ ذَلِكَ فِي الْمَصَائِبِ فَمِثْلُ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ}. وَقَالَ: {أَنَا بَرِيءٌ مِنْ الْحَالِقَةِ وَالصَّالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ}. وَقَالَ: {مَا كَانَ مِنْ الْعَيْنِ وَالْقَلْبِ فَمِنْ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ الْيَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنْ الشَّيْطَانِ}. وَقَالَ: {إنَّ اللَّهَ لَا يُؤَاخِذُ عَلَى دَمْعِ الْعَيْنِ وَلَا حُزْنِ الْقَلْبِ؛ وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا أَوْ يَرْحَمُ - وَأَشَارَ إلَى لِسَانِهِ وَقَالَ: مَنْ يُنَحْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ}. وَاشْتَرَطَ عَلَى النِّسَاءِ فِي الْبَيْعَةِ أَنْ لَا يَنُحْنَ وَقَالَ: {إنَّ النَّائِحَةَ إذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا فَإِنَّهَا تَلْبَسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دِرْعًا مَنْ جَرَبٍ وَسِرْبَالًا مِنْ قَطِرَانٍ}. وَقَالَ فِي الْغَلَبَةِ وَالْمَصَائِبِ وَالْفَرَحِ: {إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ؛ وَلْيَحُدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ}. وَقَالَ: {إنَّ أَعَفَّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الْإِيمَانِ}. وَقَالَ: {لَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا}. إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أَمَرَ بِهِ فِي الْجِهَادِ مِنْ الْعَدْلِ وَتَرْكِ الْعُدْوَانِ؛ اتِّبَاعًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}. وَنَهَى عَنْ لِبَاسِ الْحَرِيرِ وَتَخَتُّمِ الذَّهَبِ؛ وَالشُّرْبِ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ؛ وَإِطَالَةِ الثِّيَابِ؛ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ السَّرَفِ وَالْخُيَلَاءِ فِي النِّعَمِ وَذَمِّ الَّذِينَ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ وَجَعَلَ فِيهِمْ الْخَسْفَ وَالْمَسْخَ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}. وَقَالَ عَنْ قَارُونَ: {إذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}. وَهَذِهِ الْأُمُورُ الثَّلَاثَةُ مَعَ الصَّبْرِ عَنْ الِاعْتِدَاءِ فِي الشَّهْوَةِ هِيَ جَوَامِعُ هَذَا الْبَابِ. وَذَلِكَ أَنَّ الْإِنْسَانَ بَيْنَ مَا يُحِبُّهُ وَيَشْتَهِيهِ: وَبَيْنَ مَا يُبْغِضُهُ وَيَكْرَهُهُ فَهُوَ يَطْلُبُ الْأَوَّلَ بِمَحَبَّتِهِ وَشَهْوَتِهِ وَيَدْفَعُ الثَّانِيَ بِبُغْضِهِ وَنُفْرَتِهِ. وَإِذَا حَصَلَ الْأَوَّلُ أَوْ انْدَفَعَ الثَّانِي أَوْجَبَ لَهُ فَرَحًا وَسُرُورًا وَإِنْ حَصَلَ الثَّانِي أَوْ انْدَفَعَ الْأَوَّلُ حَصَلَ لَهُ حُزْنٌ فَهُوَ مُحْتَاجٌ عِنْدَ الْمَحَبَّةِ وَالشَّهْوَةِ أَنْ يَصْبِرَ عَنْ عُدْوَانِهِمَا؛ وَعِنْدَ الْغَضَبِ وَالنُّفْرَةِ أَنْ يَصْبِرَ عَنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/462)
عُدْوَانِهِمَا؛ وَعِنْدَ الْفَرَحِ أَنْ يَصْبِرَ عَنْ عُدْوَانِهِ؛ وَعِنْدَ الْمُصِيبَةِ أَنْ يَصْبِرَ عَنْ الْجَزَعِ مِنْهَا فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الصَّوْتَيْنِ الْأَحْمَقَيْنِ الْفَاجِرَيْنِ: الصَّوْتُ الَّذِي يُوجِبُ الِاعْتِدَاءَ فِي الْفَرَحِ حَتَّى يَصِيرَ الْإِنْسَانُ فَرِحًا فَخُورًا؛ وَالصَّوْتُ الَّذِي يُوجِبُ الْجَزَعَ. وَأَمَّا الصَّوْتُ الَّذِي يُثِيرُ الْغَضَبَ لِلَّهِ: كَالْأَصْوَاتِ الَّتِي تُقَالُ فِي الْجِهَادِ مِنْ الْأَشْعَارِ الْمُنْشَدَةِ: فَتِلْكَ لَمْ تَكُنْ بِآلَاتِ وَكَذَلِكَ أَصْوَاتُ الشَّهْوَةِ فِي الْفَرَحِ؛ فَرَخَّصَ مِنْهَا فِيمَا وَرَدَتْ بِهِ السُّنَّةُ مِنْ الضَّرْبِ بِالدُّفِّ فِي الْأَعْرَاسِ وَالْأَفْرَاحِ لِلنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ. وَعَامَّةِ الْأَشْعَارِ الَّتِي تُنْشَدُ بِالْأَصْوَاتِ لِتَحْرِيكِ النُّفُوسِ هِيَ مِنْ هَذِهِ الْأَقْسَامِ الْأَرْبِعَةِ وَهِيَ التَّشْبِيبُ؛ وَأَشْعَارُ الْغَضَبِ وَالْحَمِيَّةِ؛ وَهِيَ الْحَمَاسَةُ وَالْهِجَاءُ. وَأَشْعَارُ الْمَصَائِبِ كَالْمَرَاثِي وَأَشْعَارِ النِّعَمِ وَالْفَرَحِ وَهِيَ الْمَدَائِحُ. وَالشُّعَرَاءُ جَرَتْ عَادَتُهُمْ أَنْ يَمْشُوا مَعَ الطَّبْعِ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} وَلِهَذَا أَخْبَرَ أَنَّهُمْ يَتْبَعُهُمْ الْغَاوُونَ وَالْغَاوِي: هُوَ الَّذِي يَتْبَعُ هَوَاهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ؛ وَهَذَا هُوَ الْغَيُّ؛ وَهُوَ خِلَافُ الرُّشْدِ. كَمَا أَنَّ الضَّالَّ الَّذِي لَا يَعْلَمُ مَصْلَحَتَهُ هُوَ خِلَافُ الْمُهْتَدِي قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى} {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي}. فَلِهَذَا تَجِدُهُمْ يَمْدَحُونَ جِنْسَ الشُّجَاعَةِ وَجِنْسَ السَّمَاحَةِ؛ إذْ كَانَ عَدَمُ هَذَيْنِ مَذْمُومًا عَلَى الْإِطْلَاقِ وَأَمَّا وُجُودُهُمَا فَبِهِ تَحْصُلُ مَقَاصِدُ النُّفُوسِ عَلَى الْإِطْلَاقِ؛ لَكِنَّ الْعَاقِبَةَ فِي ذَلِكَ لِلْمُتَّقِينَ. وَأَمَّا غَيْرُ الْمُتَّقِينَ فَلَهُمْ عَاجِلَةٌ لَا عَاقِبَةٌ وَالْعَاقِبَةُ وَإِنْ كَانَتْ فِي الْآخِرَةِ فَتَكُونُ فِي الدُّنْيَا أَيْضًا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ قِصَّةَ نُوحٍ وَنَجَاتَهُ بِالسَّفِينَةِ: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} إلَى قَوْلِهِ: {فَاصْبِرْ إنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}. وَقَالَ:
{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}. وَالْفُرْقَانُ: أَنْ يَحْمَدَ مِنْ ذَلِكَ مَا حَمِدَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي حَمْدُهُ زَيْنٌ وَذَمُّهُ شَيْنٌ؛ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ الشُّعَرَاءِ وَالْخُطَبَاءِ وَغَيْرِهِمْ؛ وَلِهَذَا لَمَّا قَالَ الْقَائِلُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّ حَمْدِي زَيْنٌ وَذَمِّي شَيْنٌ قَالَ لَهُ: " ذَاكَ اللَّهُ ". وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ حَمِدَ الشَّجَاعَةَ وَالسَّمَاحَةَ فِي سَبِيلِهِ؛ كَمَا فِي الصَّحِيحِ عَنْ {أَبِي مُوسَى قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً؛ وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً؛ وَيُقَاتِلُ رِيَاءً فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}. وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} وَذَلِكَ أَنَّ هَذَا هُوَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/463)
الْمَقْصُودُ الَّذِي خُلِقَ الْخَلْقُ لَهُ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ} فَكُلُّ مَا كَانَ لِأَجْلِ الْغَايَةِ الَّتِي خُلِقَ لَهَا الْخَلْقُ كَانَ مَحْمُودًا عِنْدَ اللَّهِ وَهُوَ الَّذِي يَبْقَى لِصَاحِبِهِ وَهَذِهِ الْأَعْمَالُ الصَّالِحَاتُ. وَلِهَذَا كَانَ النَّاسُ أَرْبَعَةَ أَصْنَافٍ: مَنْ يَعْمَلْ لِلَّهِ بِشَجَاعَةِ وَسَمَاحَةٍ؛ فَهَؤُلَاءِ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ الْمُسْتَحِقُّونَ لِلْجَنَّةِ. وَمَنْ يَعْمَلْ لِغَيْرِ اللَّهِ بِشَجَاعَةِ وَسَمَاحَةٍ؛ فَهَذَا يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ فِي الدُّنْيَا وَلَيْسَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ. وَمَنْ يَعْمَلْ لِلَّهِ لَكِنْ لَا بِشَجَاعَةِ وَلَا سَمَاحَةٍ؛ فَهَذَا فِيهِ مِنْ النِّفَاقِ وَنَقْصِ الْإِيمَانِ بِقَدْرِ ذَلِكَ. وَمَنْ لَا يَعْمَلْ لِلَّهِ وَلَيْسَ فِيهِ شَجَاعَةٌ وَلَا سَمَاحَةٌ؛ فَهَذَا لَيْسَ لَهُ دُنْيَا وَلَا آخِرَةٌ. فَهَذِهِ الْأَخْلَاقُ وَالْأَفْعَالُ يَحْتَاجُ إلَيْهَا الْمُؤْمِنُ عُمُومًا وَخُصُوصًا فِي أَوْقَاتِ الْمِحَنِ وَالْفِتَنِ الشَّدِيدَةِ؛ فَإِنَّهُمْ يَحْتَاجُونَ إلَى صَلَاحِ نُفُوسِهِمْ وَدَفْعِ الذُّنُوبِ عَنْ نُفُوسِهِمْ عِنْدَ الْمُقْتَضِي لِلْفِتْنَةِ عِنْدَهُمْ وَيَحْتَاجُونَ أَيْضًا إلَى أَمْرِ غَيْرِهِمْ وَنَهْيِهِ بِحَسَبِ قُدْرَتِهِمْ وَكُلٌّ مِنْ هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ فِيهِ مِنْ الصُّعُوبَةِ مَا فِيهِ؛ وَإِنْ كَانَ يَسِيرًا عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَهَذَا لِأَنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَأَمَرَهُمْ بِدَعْوَةِ النَّاسِ وَجِهَادِهِمْ عَلَى الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ؛ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} {الَّذِينَ إنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}. وَكَمَا قَالَ: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} وَكَمَا قَالَ: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}. وَكَمَا قَالَ: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}.
مسألة: ما هي آثار أخلاق النفس على البدن؟
مجموع الفتاوى - (ج 5 / ص 570)
الْغَضَبُ - وَإِنْ كَانَ بَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: إنَّهُ غَلَيَانُ دَمِ الْقَلْبِ فَهُوَ - صِفَةٌ تَقُومُ بِنَفْسِ الْغَضْبَانِ غَيْرُ غَلَيَانِ دَمِ الْقَلْبِ؛ وَإِنَّمَا ذَلِكَ أَثَرُهُ؛ فَإِنَّ حَرَارَةَ الْغَضَبِ تُسَخِّنُ الدَّمَ حَتَّى يَغْلِيَ. فَإِنَّ مَبْدَأَ الْغَضَبِ مِنْ النَّفْسِ هِيَ الَّتِي تَتَّصِفُ بِهِ أَوَّلًا ثُمَّ يَسْرِي ذَلِكَ إلَى الْجِسْمِ وَكَذَلِكَ الْحُزْنُ وَالْفَرَحُ وَسَائِرُ الْأَحْوَالِ النَّفْسَانِيَّةِ. وَالْحُزْنُ يُوجِبُ دُخُولَ الدَّمِ؛ وَلِهَذَا يَصْفَرُّ لَوْنُ الْحَزِينِ وَهُوَ مِنْ الْأَحْوَالِ النَّفْسَانِيَّةِ؛ لَكِنَّ الْحَزِينَ يَسْتَشْعِرُ الْعَجْزَ عَنْ دَفْعِ الْمَكْرُوهِ الَّذِي أَصَابَهُ وَيَيْأَسُ مِنْ ذَلِكَ؛ فَيَغُورُ دَمُهُ وَالْغَضْبَانُ يَسْتَشْعِرُ قُدْرَتَهُ عَلَى الدَّفْعِ أَوْ الْمُعَاقَبَةِ؛ فَيَنْبَسِطُ دَمُهُ. وَالْحَرَكَةُ وَالسُّكُونُ وَالطُّمَأْنِينَةُ الَّتِي تُوصَفُ بِهَا النَّفْسُ لَيْسَتْ مُمَاثِلَةً لِمَا يُوصَفُ بِهِ الْجِسْمُ قَالَ تَعَالَى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} وَالِاطْمِئْنَانُ هُوَ السُّكُونُ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اطْمَأَنَّ الرَّجُلُ اطْمِئْنَانًا وَطُمَأْنِينَةً: أَيْ سَكَنَ قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} {ارْجِعِي إلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} وَكَذَلِكَ لِلْقُلُوبِ سَكِينَةٌ تُنَاسِبُهَا. قَالَ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/464)
لِيَزْدَادُوا إيمَانًا مَعَ إيمَانِهِمْ}. وَكَذَلِكَ " الرَّيْبُ " حَرَكَةُ النَّفْسِ لِلشَّكِّ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِظَبْيٍ حَاقِفٍ فَقَالَ لَا يُرِيبُهُ أَحَدٌ} وَيُقَالُ: رَابَنِي مِنْهُ رَيْبٌ و {دَعْ مَا يَرِيبُك إلَى مَا لَا يَرِيبُك} وَقَالَ: {الْكَذِبُ رِيبَةٌ وَالصِّدْقُ طُمَأْنِينَةٌ} فَجَعَلَ الطُّمَأْنِينَةَ ضِدَّ الرِّيبَةِ وَكَذَلِكَ الْيَقِينُ ضِدُّ الرَّيْبِ.
مسألة: هل تتألم النفس و تتلذ؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 325)
سَوَاءٌ قِيلَ: إنَّهُ مِنْ بَابِ الِاعْتِقَادَاتِ أَوْ مِنْ بَابِ الْإِرَادَاتِ أَوْ قِيلَ: إنَّهُ مِنْ بَابِ الْآلَامِ الَّتِي تَلْحَقُ النَّفْسَ بِسَبَبِ فِعْلِ مَا يَضُرُّهَا؛ فَإِذَا اسْتَشْعَرَ الْقَلْبُ أَنَّهُ فَعَلَ مَا يَضُرُّهُ حَصَلَ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِأَنَّ الَّذِي فَعَلَهُ كَانَ مِنْ السَّيِّئَاتِ، وَهَذَا مِنْ بَابِ الِاعْتِقَادَاتِ، وَكَرَاهِيَةٌ لِمَا كَانَ فَعَلَهُ، وَهُوَ مِنْ جِنْسِ الْإِرَادَاتِ؛ وَحَصَلَ لَهُ أَذًى وَغَمٌّ لِمَا كَانَ فَعَلَهُ؛ وَهَذَا مِنْ بَابِ الْآلَامِ كَالْغُمُومِ وَالْأَحْزَانِ كَمَا أَنَّ الْفَرَحَ وَالسُّرُورَ هُوَ مِنْ بَابِ اللَّذَّاتِ لَيْسَ هُوَ مِنْ بَابِ الِاعْتِقَادَاتِ وَالْإِرَادَاتِ. وَمَنْ قَالَ مِنْ الْمُتَفَلْسِفَةِ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ: إنَّ اللَّذَّةَ هِيَ إدْرَاكُ الْمُلَائِمِ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُلَائِمٌ، وَأَنَّ الْأَلَمَ هُوَ إدْرَاكُ الْمُنَافِرِ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُنَافِرٌ، فَقَدْ غَلِطَ فِي ذَلِكَ؛ فَإِنَّ اللَّذَّةَ وَالْأَلَمَ حَالَانِ يَتَعَقَّبَانِ إدْرَاكَ الْمُلَائِمِ وَالْمُنَافِرِ، فَإِنَّ الْحُبَّ لِمَا يُلَائِمُهُ كَالطَّعَامِ الْمُشْتَهَى مَثَلًا لَهُ ثَلَاثَةُ أَحْوَالٍ: (أَحَدُهَا) الْحُبُّ كَالشَّهْوَةِ لِلطَّعَامِ.
وَالثَّانِي: إدْرَاكُ الْمَحْبُوبِ كَأَكْلِ الطَّعَامِ.
وَالثَّالِثُ: اللَّذَّةُ الْحَاصِلَةُ بِذَلِكَ وَاللَّذَّةُ أَمْرٌ مُغَايِرٌ لِلشَّهْوَةِ وَلِذَوْقِ الْمُشْتَهِي؛ بَلْ هِيَ حَاصِلَةٌ لِذَوْقِ الْمُشْتَهِي؛ لَيْسَتْ نَفْسَ ذَوْقِ الْمُشْتَهِي. وَكَذَلِكَ " الْمَكْرُوهُ " كَالضَّرْبِ مَثَلًا. فَإِنَّ كَرَاهَتَهُ شَيْءٌ وَحُصُولَهُ شَيْءٌ آخَرُ وَالْأَلَمُ الْحَاصِلُ بِهِ ثَالِثٌ.
مسألة: كيف تطمئن القلوب؟
مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 249)
وَقَالَ أَيْضًا - رَحِمَهُ اللَّهُ -::
{كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ} فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ فَطَرَ الْقُلُوبَ عَلَى أَنْ لَيْسَ فِي مَحْبُوبَاتِهَا وَمُرَادَاتِهَا مَا تَطْمَئِنُّ إلَيْهِ وَتَنْتَهِي إلَيْهِ إلَّا اللَّهُ؛ وَإِلَّا فَكُلَّمَا أَحَبَّهُ الْمُحِبُّ يَجِدُ مِنْ نَفْسِهِ أَنَّ قَلْبَهُ يَطْلُبُ سِوَاهُ وَيُحِبُّ أَمْرًا غَيْرَهُ يتألهه وَيَصْمُدُ إلَيْهِ وَيَطْمَئِنُّ إلَيْهِ وَيَرَى مَا يُشْبِهُهُ مِنْ أَجْنَاسِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.
مسألة: بم تسعد النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 8 / ص 206)
سَعَادَتَهَا أَنْ تَحْيَا الْحَيَاةَ النَّافِعَةَ فَتَعْبُدَ اللَّهَ، وَمَتَى لَمْ تَحْيَا هَذِهِ الْحَيَاةَ كَانَتْ مَيِّتَةً، وَكَانَ مَا لَهَا مِنْ الْحَيَاةِ الطَّبِيعِيَّةِ مُوجِبًا لِعَذَابِهَا، فَلَا هِيَ حَيَّةٌ مُتَنَعِّمَةٌ بِالْحَيَاةِ، وَلَا مَيِّتَةٌ مُسْتَرِيحَةٌ مِنْ الْعَذَابِ، قَالَ تَعَالَى: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا} فَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ لَمَّا كَانَ فِي الدُّنْيَا لَيْسَ بِحَيِّ الْحَيَاةَ النَّافِعَةَ وَلَا مَيِّتًا عَدِيمَ الْإِحْسَاسِ، كَانَ فِي الْآخِرَةِ كَذَلِكَ، وَالنَّفْسُ إنْ عَلِمَتْ الْحَقَّ وَأَرَادَتْهُ فَذَلِكَ مِنْ تَمَامِ إنْعَامِ اللَّهِ عَلَيْهَا، وَإِلَّا فَهِيَ بِطَبْعِهَا لَا بُدَّ لَهَا مِنْ مُرَادٍ مَعْبُودٍ غَيْرِ اللَّهِ؛ وَمُرَادَاتٍ سَيِّئَةٍ؛ فَهَذَا تَرَكَّبَ مِنْ كَوْنِهَا لَمْ تَعْرِفْ اللَّهَ وَلَمْ تَعْبُدْهُ وَهَذَا عَدَمٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/465)
وَالْقَدَرِيَّةُ يَعْتَرِفُونَ بِهَذَا، وَبِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مُرِيدًا، لَكِنْ يَجْعَلُونَهُ مُرِيدًا بِالْقُوَّةِ وَالْقَبُولِ، أَيْ قَابِلًا لِأَنْ يُرِيدَ هَذَا وَهَذَا، وَأَمَّا كَوْنُهُ مُرِيدًا لِهَذَا الْمُعَيَّنِ وَهَذَا الْمُعَيَّنِ، فَهَذَا عِنْدَهُمْ لَيْسَ مَخْلُوقًا لِلَّهِ، وَغَلِطُوا بَلْ اللَّهُ خَالِقُ هَذَا كُلِّهِ، وَهُوَ الَّذِي أَلْهَمَ النَّفْسَ فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا} إلَخْ " وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ إبْرَاهِيمَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ أَئِمَّةً يَدْعُونَ بِأَمْرِهِ، وَجَعَلَ آلَ فِرْعَوْنَ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إلَى النَّارِ
مسألة: هل الذكاء و الفطنة و الزهد و الأخلاق تكفي لسعادة النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 18 / ص 58)
لَا يَكْفِي فِي السَّعَادَةِ وَالنَّجَاةِ بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَيَتَّخِذُوهُ إلَهًا دُونَ مَا سِوَاهُ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ: " لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ " فَكَيْفَ وَهُمْ فِي الْقَوْلِ وَالْكَلَامِ مُعَطِّلُونَ جَاحِدُونَ لَا مُوَحِّدُونَ وَلَا مُخْلِصُونَ فَإِذَا كَانَ مَا تَحْصُلُ بِهِ السَّعَادَةُ وَالنَّجَاةُ مِنْ الشَّقَاوَةِ لَيْسَ عِنْدَهُمْ أَصْلًا كَانَ مَا يَأْمُرُونَ بِهِ مِنْ الْأَخْلَاقِ وَالْأَعْمَالِ وَالسِّيَاسَاتِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. وَالْقَوْمُ وَإِنْ كَانَ لَهُمْ ذَكَاءٌ وَفِطْنَةٌ وَفِيهِمْ زُهْدٌ وَأَخْلَاقٌ فَهَذَا الْقَوْلُ لَا يُوجِبُ السَّعَادَةَ وَالنَّجَاةَ مِنْ الْعَذَابِ إلَّا بِالْأُصُولِ الْمُتَقَدِّمَةِ وَإِنَّمَا قُوَّةُ الذَّكَاءِ بِمَنْزِلَةِ قُوَّةِ الْبَدَنِ وَالْإِرَادَةِ فَاَلَّذِي يُؤْتَى فَضَائِلَ عِلْمِيَّةٍ وَإِرَادِيَّةٍ بِدُونِ هَذِهِ الْأُصُولِ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يُؤْتَى قُوَّةً فِي جِسْمِهِ وَبَدَنِهِ بِدُونِ هَذِهِ الْأُصُولِ وَأَهْلُ الرَّأْيِ وَالْعِلْمِ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْمُلْكِ وَالْإِمَارَةِ وَكُلٌّ مِنْ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ شَيْئًا إلَّا أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَيُؤْمِنُ بِرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ. وَلَمَّا كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْمُلْكِ وَالْعِلْمِ قَدْ يُعَارِضُونَ الرُّسُلَ، وَقَدْ يُتَابِعُونَهُمْ ذَكَرَ اللَّهُ ذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ فَذَكَرَ فِرْعَوْنَ؛ وَاَلَّذِي حَاجَّ إبْرَاهِيمَ لَمَّا آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ؛ وَالْمَلَأَ مِنْ قَوْمٍ نُوحٍ وَعَادٍ وَغَيْرَهُمْ وَذَكَرَ قَوْلَ عُلَمَائِهِمْ كَقَوْلِهِ: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} وَقَالَ: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا} إلَى قَوْلِهِ: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} إلَى قَوْلِهِ: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ} الْآيَةَ. وَالسُّلْطَانُ: هُوَ الْوَحْيُ الْمُنَزَّلُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. وَقَدْ ذَكَرَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ: " حم غَافِرُ " مِنْ حَالِ مُخَالِفِي الرُّسُلِ مِنْ الْمُلُوكِ وَالْعُلَمَاءِ وَمُجَادَلَتِهِمْ مَا فِيهِ عِبْرَةٌ مِثْلَ قَوْلِهِ: {إنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إنْ فِي صُدُورِهِمْ إلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} وَمِثْلَ قَوْلِهِ: {أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ} إلَى قَوْلِهِ: {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ}. وَكَذَلِكَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ وَالْأَعْرَافِ وَعَامَّةِ السُّوَرِ الْمَكِّيَّةِ وَطَائِفَةٍ مِنْ السُّوَرِ الْمَدَنِيَّةِ؛ فَإِنَّهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/466)
تَشْتَمِلُ عَلَى خِطَابِ هَؤُلَاءِ وَضَرْبِ الْمَقَايِيسِ وَالْأَمْثَالِ لَهُمْ وَذِكْرِ قَصَصِهِمْ وَقَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَتْبَاعِهِمْ مَعَهُمْ؛ وَلِهَذَا قَالَ - سُبْحَانَهُ -: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً}. . الْآيَةَ. فَأَخْبَرَ بِمَا مُكِّنُوا فِيهِ مِنْ أَصْنَافِ الْإِدْرَاكَاتِ وَالْحَرَكَاتِ وَأَخْبَرَ أَنَّ ذَلِكَ لَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ شَيْئًا حَيْثُ جَحَدُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَالرِّسَالَةِ؛ وَلِهَذَا حَدَّثَنِي ابْنُ الشَّيْخِ الْفَقِيه الْخُضَرِيّ (*) عَنْ وَالِدِهِ شَيْخِ الْحَنَفِيَّةِ فِي زَمَنِهِ قَالَ: كَانَ فُقَهَاءُ بخارى يَقُولُونَ فِي ابْنِ سِينَا: {كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ} الْآيَةَ وَالْقُوَّةُ تَعُمُّ قُوَّةَ الْإِدْرَاكِ النَّظَرِيَّةِ وَقُوَّةَ الْحَرَكَةِ الْعَمَلِيَّةِ وَقَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: {كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً} فَأَخْبَرَ بِفَضْلِهِمْ فِي الْكُمِّ وَالْكَيْفِ وَأَنَّهُمْ أَشَدَّ فِي أَنْفُسِهِمْ وَفِي آثَارِهِمْ فِي الْأَرْضِ.
مسألة: بم تكمل النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 2 / ص 94)
تَفَرَّقَ النَّاسُ فِي هَذَا الْمَقَامِ - الَّذِي هُوَ غَايَةُ مَطَالِبِ الْعِبَادِ - فَطَائِفَةٌ مِنْ الْفَلَاسِفَةِ وَنَحْوِهِمْ: يَظُنُّونَ أَنَّ كَمَالَ النَّفْسِ فِي مُجَرَّدِ الْعِلْمِ وَيَجْعَلُونَ الْعِلْمَ - الَّذِي بِهِ تَكْمُلُ مَا يَعْرِفُونَهُ هُمْ مِنْ - عِلْمِ مَا بَعْدَ الطَّبِيعَةِ وَيَجْعَلُونَ الْعِبَادَاتِ رِيَاضَةً لِأَخْلَاقِ النَّفْسِ حَتَّى تَسْتَعِدَّ لِلْعِلْمِ. فَتَصِيرُ النَّفْسُ عَالَمًا مُعْتَزِلًا مُوَازِيًا لِلْعَالَمِ الْمَوْجُودِ. وَهَؤُلَاءِ ضَالُّونَ؛ بَلْ كَافِرُونَ مِنْ وُجُوهٍ: - مِنْهَا: أَنَّهُمْ اعْتَقَدُوا الْكَمَالَ مِنْ مُجَرَّدِ الْعِلْمِ كَمَا اعْتَقَدَ جَهْمٌ والصالحي وَالْأَشْعَرِيُّ - فِي الْمَشْهُورِ مِنْ قَوْلَيْهِ - وَأَكْثَرُ أَتْبَاعِهِ: أَنَّ الْإِيمَانَ مُجَرَّدُ الْعِلْمِ؛ لَكِنَّ الْمُتَفَلْسِفَةَ أَسْوَأُ حَالًا مِنْ الْجَهْمِيَّة؛ فَإِنَّ الْجَهْمِيَّة يَجْعَلُونَ الْإِيمَانَ هُوَ الْعِلْمُ بِاَللَّهِ وَأُولَئِكَ يَجْعَلُونَ كَمَالَ النَّفْسِ: فِي أَنْ تَعْلَمَ الْوُجُودَ الْمُطْلَقَ مِنْ حَيْثُ هُوَ وُجُودٌ وَالْمُطْلَقُ بِشَرْطِ الْإِطْلَاقِ؛ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَذْهَانِ لَا فِي الْأَعْيَانِ وَالْمُطْلَقُ لَا بِشَرْطِ لَا يُوجَدُ أَيْضًا فِي الْخَارِجِ إلَّا مُعَيَّنًا. وَإِنْ عَلِمُوا الْوُجُودَ الْكُلِّيَّ الْمُنْقَسِمَ إلَى وَاجِبٍ وَمُمْكِنٍ فَلَيْسَ لِمَعْلُومِ عِلْمِهِمْ وُجُودٌ فِي الْخَارِجِ وَهَكَذَا مَنْ تَصَوَّفَ وَتَأَلَّهَ عَلَى طَرِيقَتِهِمْ كَابْنِ عَرَبِيٍّ وَابْنِ سَبْعِينَ وَنَحْوِهِمَا. وَأَيْضًا: فَإِنَّ الْجَهْمِيَّة يُقِرُّونَ بِالرُّسُلِ وَبِمَا جَاءُوا بِهِ فَهُمْ فِي الْجُمْلَةِ يُقِرُّونَ بِأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ؛ بِخِلَافِ الْمُتَفَلْسِفَةِ. وَبِالْجُمْلَةِ: فَكَمَالُ النَّفْسِ لَيْسَ فِي مُجَرَّدِ الْعِلْمِ بَلْ لَا بُدَّ مَعَ الْعِلْمِ بِاَللَّهِ مِنْ مَحَبَّتِهِ وَعِبَادَتِهِ وَالْإِنَابَةِ إلَيْهِ فَهَذَا عَمَلُ النَّفْسِ وَإِرَادَتُهَا وَدَالُّ عِلْمِهَا وَمَعْرِفَتِهَا. الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّ الْعِلْمَ الَّذِي تَكْمُلُ بِهِ النَّفْسُ هُوَ عِلْمُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُ جَهْلٌ لَا عِلْمٌ. الثَّالِثُ: أَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الْعِلْمَ الْإِلَهِيَّ الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَهُوَ الْعِلْمُ الْأَعْلَى؛ الَّذِي تَكْمُلُ بِهِ النَّفْسُ مَعَ الْعَمَلِ بِمُوجِبِهِ. الرَّابِعُ: أَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُ إذَا حَصَلَ لَهُمْ ذَاكَ الْعِلْمُ: سَقَطَتْ عَنْهُمْ وَاجِبَاتُ الشَّرْعِ وَأُبِيحَتْ لَهُمْ مُحَرَّمَاتُهُ وَهَذِهِ طَرِيقَةُ الْبَاطِنِيَّةِ مِنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/467)
الْإِسْمَاعِيلِيَّة وَغَيْرِهِمْ؛ مِثْلُ أَبِي يَعْقُوبَ السجستاني صَاحِبِ الْأَقَالِيدِ الملكوتية وَأَتْبَاعِهِ وَطَرِيقَةُ مَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ مَلَاحِدَةِ الصُّوفِيَّةِ الَّذِينَ يَتَأَوَّلُونَ قَوْلَهُ: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} أَنَّك تَعْمَلُ حَتَّى يَحْصُلَ لَك الْعِلْمُ فَإِذَا حَصَلَ الْعِلْمُ سَقَطَ عَنْك الْعَمَلُ وَقَدْ قِيلَ للجنيد إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ: إنَّهُمْ يُصَلُّونَ مِنْ طَرِيقِ الْبِرِّ إلَى أَنْ تَسْقُطَ عَنْهُمْ الْفَرَائِضُ وَتُبَاحَ لَهُمْ الْمَحَارِمُ - أَوْ نَحْوُ هَذَا الْكَلَامِ - فَقَالَ: الزِّنَا وَالسَّرِقَةُ وَشُرْبُ الْخَمْرِ: خَيْرٌ مِنْ هَذَا وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَكُونُ طَلَبُهُ لِلْمُكَاشَفَةِ وَنَحْوِهَا مِنْ الْعِلْمِ: أَعْظَمَ مِنْ طَلَبِهِ لِمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ أَسْأَلُك الْعِصْمَةَ فِي الْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ وَالْخُطُوَاتِ وَالْإِرَادَاتِ وَالْكَلِمَاتِ؛ مِنْ الشُّكُوكِ؛ وَالظُّنُونِ؛ وَالْإِرَادَةِ؛ وَالْأَوْهَامِ السَّاتِرَةِ لِلْقُلُوبِ عَنْ مُطَالَعَةِ الْغُيُوبِ وَأَصْلُ الْمَسْأَلَةِ: أَنَّ الْمُكْنَةَ الَّتِي هِيَ الْكَمَالُ عِنْدَهُمْ مِنْ الْمُكْنَةِ وَطَائِفَةٌ أُخْرَى: عِنْدَهُمْ أَنَّ الْكَمَالَ فِي الْقُدْرَةِ وَالسُّلْطَانِ وَالتَّصَرُّفِ فِي الْوُجُودِ: نَفَاذُ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ؛ إمَّا بِالْمُلْكِ وَالْوِلَايَةِ الظَّاهِرَةِ وَإِمَّا بِالْبَاطِنِ. وَتَكُونُ عِبَادَتُهُمْ وَمُجَاهَدَتُهُمْ - لِذَلِكَ وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ يَدْخُلُ فِي الشِّرْكِ وَالسِّحْرِ فَيَعْبُدُ الْكَوَاكِبَ وَالْأَصْنَامَ؛ لِتُعِينَهُ الشَّيَاطِينُ عَلَى مَقَاصِدِهِ وَهَؤُلَاءِ أَضَلُّ وَأَجْهَلُ مِنْ الَّذِينَ قَبْلَهُمْ وَغَايَةُ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ: يَطْلُبُ خَوَارِقَ الْعَادَاتِ يَكُونُ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ هَذَا؛ وَلِهَذَا كَانَ مِنْهُمْ مَنْ يُرَى طَائِرًا وَمِنْهُمْ يُرَى مَاشِيًا وَمِنْهُمْ.
وَفِيهِمْ جُهَّالٌ ضُلَّالٌ. وَطَائِفَةٌ تَجْعَلُ الْكَمَالَ فِي مَجْمُوعِ الْأَمْرَيْنِ فَيَدْخُلُونَ فِي أَقْوَالٍ وَأَعْمَالٍ مِنْ الشِّرْكِ وَالسِّحْرِ لِيَسْتَعِينُوا بِالشَّيَاطِينِ عَلَى مَا يَطْلُبُونَهُ مِنْ الْإِخْبَارِ بِالْأُمُورِ الْغَائِبَةِ وَعَلَى مَا يَنْفُذُ بِهِ تَصَرُّفُهُمْ فِي الْعَالَمِ. وَالْحَقُّ الْمُبِينُ: أَنَّ كَمَالَ الْإِنْسَانِ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ عِلْمًا وَعَمَلًا كَمَا أَمَرَهُ رَبُّهُ وَهَؤُلَاءِ هُمْ عِبَادُ اللَّهِ وَهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُسْلِمُونَ وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ الْمُتَّقُونَ وَحِزْبُ اللَّهِ الْمُفْلِحُونَ وَجُنْدُ اللَّهِ الْغَالِبُونَ وَهُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ النَّافِعِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَهُمْ الَّذِينَ زَكُّوا نُفُوسَهُمْ وَكَمَّلُوهَا كَمَّلُوا الْقُوَّةَ النَّظَرِيَّةَ الْعِلْمِيَّةَ وَالْقُوَّةَ الْإِرَادِيَّةَ الْعَمَلِيَّةَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَالنَّجْمِ إذَا هَوَى} {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} {إنْ هُوَ إلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وَقَالَ تَعَالَى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} وَقَالَ تَعَالَى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} وَقَالَ تَعَالَى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} وَقَالَ تَعَالَى: {إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
مسألة هل النفس تزكو و ترتاض بالغناء؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 571)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/468)
كَانَ الْفَارَابِيُّ قَدْ حَذَقَ فِي حُرُوفِ الْيُونَانِ الَّتِي هِيَ تَعَالِيمُ أَرِسْطُو وَأَتْبَاعِهِ مِنْ الْفَلَاسِفَةِ الْمَشَّائِينَ وَفِي أَصْوَاتِهِمْ صِنَاعَةُ الْغِنَاءِ فَفِي هَؤُلَاءِ الطَّوَائِفِ مَنْ يَرْغَبُ فِيهِ وَيَجْعَلُهُ مِمَّا تَزْكُو بِهِ النُّفُوسُ وَتَرْتَاضُ بِهِ وَتُهَذَّبُ بِهِ الْأَخْلَاقُ.
وَأَمَّا " الْحُنَفَاءُ " أَهْلُ مِلَّةِ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ إمَامًا وَأَهْلُ دِينِ الْإِسْلَامِ الَّذِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ أَحَدٍ دِينًا غَيْرَهُ الْمُتَّبِعُونَ لِشَرِيعَةِ خَاتَمِ الرُّسُلِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهَؤُلَاءِ لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يَرْغَبُ فِي ذَلِكَ وَلَا يَدْعُو إلَيْهِ. وَهَؤُلَاءِ هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ وَالْإِيمَانِ وَالْهُدَى وَالسَّعْدِ وَالرَّشَادِ وَالنُّورِ وَالْفَلَّاحِ وَأَهْلُ الْمَعْرِفَةِ وَالْعِلْمِ وَالْيَقِينِ وَالْإِخْلَاصِ وَالْمَحَبَّةِ لَهُ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَالْخَشْيَةِ لَهُ وَالْإِنَابَةِ إلَيْهِ. وَلَكِنْ قَدْ حَضَرَهُ أَقْوَامٌ مِنْ أَهْلِ الْإِرَادَةِ وَمِمَّنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْ الْمَحَبَّةِ لِمَا فِيهِ مِنْ التَّحْرِيكِ لَهُمْ وَلَمْ يَعْلَمُوا غَائِلَتَهُ وَلَا عَرَفُوا مَغَبَّتَهُ كَمَا دَخَلَ قَوْمٌ مِنْ الْفُقَهَاءِ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ فِي أَنْوَاعٍ مِنْ كَلَامِ الْفَلَاسِفَةِ الْمُخَالِفِ لِدِينِ الْإِسْلَامِ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّهُ حَقٌّ مُوَافِقٌ وَلَمْ يَعْلَمُوا غَائِلَتَهُ وَلَا عَرَفُوا مَغَبَّتَهُ فَإِنَّ الْقِيَامَ بِحَقَائِقِ الدِّينِ عِلْمًا وَحَالًا وَقَوْلًا وَعَمَلًا وَمَعْرِفَةً وَذَوْقًا وَخِبْرَةً لَا يَسْتَقِلُّ بِهَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَكِنَّ الدَّلِيلَ الْجَامِعَ هُوَ الِاعْتِصَامُ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}. قَالَ {عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطًّا وَخَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ. ثُمَّ قَالَ: هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إلَيْهِ. ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}} فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ السَّابِقِينَ رِضًا مُطْلَقًا وَرَضِيَ عَمَّنْ اتَّبَعَهُمْ بِإِحْسَانِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قَلْبِ مُحَمَّدٍ فَوَجَدَ قَلْبَهُ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَاصْطَفَاهُ لِرِسَالَتِهِ ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ النَّاسِ بَعْدَ قَلْبِهِ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَمَا رَآهُ الْمُؤْمِنُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ وَمَا رَأَوْهُ قَبِيحًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ قَبِيحٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ فَإِنَّ الْحَيَّ لَا تُؤْمَنُ عَلَيْهِ الْفِتْنَةُ أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَرُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا وَأَعْمَقُهَا عِلْمًا وَأَقَلُّهَا تَكَلُّفًا قَوْمٌ اخْتَارَهُمْ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ وَإِقَامَةِ دِينِهِ فَاعْرِفُوا لَهُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/469)
حَقَّهُمْ وَتَمَسَّكُوا بِهَدْيِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ. وَمَنْ كَانَ لَهُ خِبْرَةٌ بِحَقَائِقِ الدِّينِ وَأَحْوَالِ الْقُلُوبِ وَمَعَارِفهَا وَأَذْوَاقِهَا وَمَوَاجِيدِهَا عَرَفَ أَنَّ سَمَاعَ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ لَا يَجْلِبُ لِلْقُلُوبِ مَنْفَعَةً وَلَا مَصْلَحَةً إلَّا وَفِي ضِمْنِ ذَلِكَ مِنْ الضَّرَرِ وَالْمَفْسَدَةِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ فَهُوَ لِلرُّوحِ كَالْخَمْرِ لِلْجَسَدِ يَفْعَلُ فِي النُّفُوسِ فِعْلَ حُمَّيَا الْكُؤُوسِ. وَلِهَذَا يُوَرِّثُ أَصْحَابَهُ سُكْرًا أَعْظَمَ مِنْ سُكْرِ الْخَمْرِ فَيَجِدُونَ لَذَّةً بِلَا تَمْيِيزٍ كَمَا يَجِدُ شَارِبُ الْخَمْرِ؛ بَلْ يَحْصُلُ لَهُمْ أَكْثَرُ وَأَكْبَرُ مِمَّا يَحْصُلُ لِشَارِبِ الْخَمْرِ وَيَصُدُّهُمْ ذَلِكَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ أَعْظَمَ مِمَّا يَصُدُّهُمْ الْخَمْرُ وَيُوقِعُ بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ أَعْظَمَ مِنْ الْخَمْرِ حَتَّى يَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ غَيْرِ مَسٍّ بِيَدِ بَلْ بِمَا يَقْتَرِنُ بِهِمْ مِنْ الشَّيَاطِينِ؛ فَإِنَّهُ يَحْصُلُ لَهُمْ أَحْوَالٌ شَيْطَانِيَّةٌ بِحَيْثُ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الشَّيَاطِينُ فِي تِلْكَ الْحَالِ وَيَتَكَلَّمُونَ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ كَمَا يَتَكَلَّمُ الْجِنِّيُّ عَلَى لِسَانِ الْمَصْرُوعِ: إمَّا بِكَلَامٍ مِنْ جِنْسِ كَلَامِ الْأَعَاجِمِ الَّذِينَ لَا يُفْقَهُ كَلَامُهُمْ كَلِسَانِ التُّرْكِ أَوْ الْفُرْسِ أَوْ غَيْرِهِمْ وَيَكُونُ الْإِنْسَانُ الَّذِي لَبِسَهُ الشَّيْطَانُ عَرَبِيًّا لَا يُحْسِنُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِذَلِكَ بَلْ يَكُونُ الْكَلَامُ مِنْ جِنْسِ كَلَامِ مَنْ تَكُونُ تِلْكَ الشَّيَاطِينُ مِنْ إخْوَانِهِمْ. وَإِمَّا بِكَلَامٍ لَا يُعْقَلُ وَلَا يُفْهَمُ لَهُ مَعْنًى وَهَذَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الْمُكَاشَفَةِ " شُهُودًا وَعِيَانًا ". وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ النَّارَ مَعَ خُرُوجِهِمْ عَنْ الشَّرِيعَةِ هُمْ مِنْ هَذَا النَّمَطِ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تُلَابِسُ أَحَدَهُمْ بِحَيْثُ يَسْقُطُ إحْسَاسُ بَدَنِهِ حَتَّى إنَّ الْمَصْرُوعَ يُضْرَبُ ضَرْبًا عَظِيمًا وَهُوَ لَا يُحِسُّ بِذَلِكَ وَلَا يُؤَثِّرُ فِي جِلْدِهِ فَكَذَلِكَ هَؤُلَاءِ تَلْبِسُهُمْ الشَّيَاطِينُ وَتَدْخُلُ بِهِمْ النَّارَ وَقَدْ تَطَيَّرَ بِهِمْ فِي الْهَوَاءِ وَإِنَّمَا يَلْبَسُ أَحَدُهُمْ الشَّيْطَانَ مَعَ تَغَيُّبِ عَقْلِهِ كَمَا يَلْبَسُ الشَّيْطَانُ الْمَصْرُوعَ. وَبِأَرْضِ الْهِنْدِ وَالْمَغْرِبِ ضَرْبٌ مِنْ الزُّطِّ يُقَالُ لِأَحَدِهِمْ: الْمُصْلَى فَإِنَّهُ يَصْلَى النَّارَ كَمَا يَصْلَى هَؤُلَاءِ وَتَلْبَسُهُ وَيُدْخِلُهَا وَيَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ وَيَقِفُ عَلَى رَأْسِ الزَّجِّ وَيَفْعَلُ أَشْيَاءَ أَبْلَغَ مِمَّا يَفْعَلُهُ هَؤُلَاءِ وَهُمْ مِنْ الزُّطِّ الَّذِينَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ وَالْجِنُّ تَخْطَفُ كَثِيرًا مِنْ الْإِنْسِ وَتُغَيِّبُهُ عَنْ أَبْصَارِ النَّاسِ وَتَطِيرُ بِهِمْ فِي الْهَوَاءِ وَقَدْ بَاشَرْنَا مِنْ هَذِهِ الْأُمُورِ مَا يَطُولُ وَصْفُهُ وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ هَذَا هَؤُلَاءِ الْمُتَوَلِّهُونَ وَالْمُنْتَسِبُونَ إلَى بَعْضِ الْمَشَايِخِ إذَا حَصَلَ لَهُ وَجْدٌ سَمَاعِيٌّ وَعِنْدَ سَمَاعِ الْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ مِنْهُمْ مَنْ يَصْعَدُ فِي الْهَوَاءِ وَيَقِفُ عَلَى زَجِّ الرُّمْحِ وَيَدْخُلُ النَّارَ وَيَأْخُذُ الْحَدِيدَ الْمُحْمَى بِالنَّارِ ثُمَّ يَضَعُهُ عَلَى بَدَنِهِ. وَأَنْوَاعٌ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ وَلَا تَحْصُلُ لَهُ هَذِهِ الْحَالُ عِنْدَ الصَّلَاةِ وَلَا عِنْدَ الذِّكْرِ وَلَا عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ عِبَادَاتٌ شَرْعِيَّةٌ إيمَانِيَّةٌ إسْلَامِيَّةٌ نَبَوِيَّةٌ مُحَمَّدِيَّةٌ تَطْرُدُ الشَّيَاطِينَ وَتِلْكَ عِبَادَاتٌ بِدْعِيَّةٌ شَرِكِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ فَلْسَفِيَّةٌ تَسْتَجْلِبُ الشَّيَاطِينَ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/470)
مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إلَّا غَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السِّكِّينَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ} " وَقَدْ ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ {أَنَّ أسيد بْنَ حضير لَمَّا قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ تَنَزَّلَتْ الْمَلَائِكَةُ لِسَمَاعِهَا كَالظُّلَّةِ فِيهَا السُّرُجُ.} وَلِهَذَا كَانَ الْمُكَاءُ وَالتَّصْدِيَةُ يَدْعُو إلَى الْفَوَاحِشِ وَالظُّلْمِ وَيَصُدُّ عَنْ حَقِيقَةِ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَالصَّلَاةِ كَمَا يَفْعَلُ الْخَمْرُ وَالسَّلَفُ يُسَمُّونَهُ تَغْبِيرًا؛ لِأَنَّ التَّغْبِيرَ هُوَ الضَّرْبُ بِالْقَضِيبِ عَلَى جِلْدٍ مِنْ الْجُلُودِ وَهُوَ مَا يُغَبِّرُ صَوْتَ الْإِنْسَانِ عَلَى التَّلْحِينِ فَقَدْ يُضَمُّ إلَى صَوْتِ الْإِنْسَانِ. إمَّا التَّصْفِيقُ بِأَحَدِ الْيَدَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى وَإِمَّا الضَّرْبُ بِقَضِيبٍ عَلَى فَخِذٍ وَجِلْدٍ وَإِمَّا الضَّرْبُ بِالْيَدِ عَلَى أُخْتِهَا أَوْ غَيْرِهَا عَلَى دُفٍّ أَوْ طَبْلٍ كَنَاقُوسِ النَّصَارَى وَالنَّفْخِ فِي صَفَّارَةٍ كَبُوقِ الْيَهُودِ. فَمَنْ فَعَلَ هَذِهِ الْمَلَاهِي عَلَى وَجْهِ الدِّيَانَةِ وَالتَّقَرُّبِ فَلَا رَيْبَ فِي ضَلَالَتِهِ وَجَهَالَتِهِ. وَأَمَّا إذَا فَعَلَهَا عَلَى وَجْهِ التَّمَتُّعِ وَالتَّلَعُّبِ فَذَهَبَ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ: أَنَّ آلَاتِ اللَّهْوِ كُلَّهَا حَرَامٌ فَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ أَنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ أُمَّتِهِ مَنْ يَسْتَحِلُّ الْحَرَّ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ وَذَكَرَ أَنَّهُمْ يُمْسَخُونَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ}. و " الْمَعَازِفُ " هِيَ الْمَلَاهِي كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَهْلُ اللُّغَةِ. جَمْعُ مِعْزَفَةٍ وَهِيَ الْآلَةُ الَّتِي يُعْزَفُ بِهَا: أَيْ يُصَوَّتُ بِهَا. وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْ أَتْبَاعِ الْأَئِمَّةِ فِي آلَاتِ اللَّهْوِ نِزَاعًا. إلَّا أَنَّ بَعْضَ الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ ذَكَرَ فِي الْيَرَاعِ وَجْهَيْنِ بِخِلَافِ الْأَوْتَارِ وَنَحْوِهَا؛ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا فِيهَا نِزَاعًا. وَأَمَّا الْعِرَاقِيُّونَ الَّذِينَ هُمْ أَعْلَمُ بِمَذْهَبِهِ وَأَتْبَعُ لَهُ فَلَمْ يَذْكُرُوا نِزَاعًا لَا فِي هَذَا وَلَا فِي هَذَا بَلْ صَنَّفَ أَفْضَلُهُمْ فِي وَقْتِهِ أَبُو الطَّيِّبِ الطبري شَيْخُ أَبِي إسْحَاقَ الشِّيرَازِيِّ فِي ذَلِكَ مُصَنَّفًا مَعْرُوفًا. وَلَكِنْ تَكَلَّمُوا فِي الْغَنَاءِ الْمُجَرَّدِ عَنْ آلَاتِ اللَّهْوِ: هَلْ هُوَ حَرَامٌ؟ أَوْ مَكْرُوهٌ؟ أَوْ مُبَاحٌ؟ وَذَكَرَ أَصْحَابُ أَحْمَدَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ ثَلَاثَةَ أَقْوَالٍ وَذَكَرُوا عَنْ الشَّافِعِيِّ قَوْلَيْنِ وَلَمْ يَذْكُرُوا عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ فِي ذَلِكَ نِزَاعًا. وَذَكَرَ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الساجي - وَهُوَ أَحَدُ الْأَئِمَّةِ الْمُتَقَدِّمِينَ الْمَائِلِينَ إلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ - أَنَّهُ لَمْ يُخَالِفْ فِي ذَلِكَ مِنْ الْفُقَهَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ إلَّا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَمَا ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي وَأَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِي وَغَيْرُهُمَا: عَنْ مَالِكٌ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي ذَلِكَ فَغَلِطَ. وَإِنَّمَا وَقَعَتْ الشُّبْهَةُ فِيهِ لِأَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانَ يَحْضُرُ السَّمَاعَ إلَّا أَنَّ هَذَا لَيْسَ قَوْلَ أَئِمَّتِهِمْ وَفُقَهَائِهِمْ؛ بَلْ قَالَ إسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطِّبَاعُ: سَأَلْت مَالِكًا عَمَّا يَتَرَخَّصُ فِيهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ الْغِنَاءِ فَقَالَ: إنَّمَا يَفْعَلُهُ عِنْدَنَا الْفُسَّاقُ وَهَذَا مَعْرُوفٌ فِي كُتَّابِ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَهُمْ أَعْلَمُ بِمَذْهَبِهِ وَمَذْهَبِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ طَائِفَةٍ فِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/471)
الْمَشْرِقِ لَا عِلْمَ لَهَا بِمَذْهَبِ الْفُقَهَاءِ وَمَنْ ذَكَرَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ ضَرَبَ بِعُودِ فَقَدْ افْتَرَى عَلَيْهِ وَإِنَّمَا نَبَّهْت عَلَى هَذَا؛ لِأَنَّ فِيمَا جَمَعَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِي وَمُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ المقدسي فِي ذَلِكَ حِكَايَاتٌ وَآثَارٌ يَظُنُّ مَنْ لَا خِبْرَةَ لَهُ بِالْعِلْمِ وَأَحْوَالِ السَّلَفِ أَنَّهَا صِدْقٌ.
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 594)
فَلَمَّا كَانَ هَذَا السَّمَاعُ لَا يُعْطِي بِنَفْسِهِ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ الْأَحْوَالِ وَالْمَعَارِفِ بَلْ قَدْ يَصُدُّ عَنْ ذَلِكَ وَيُعْطِي مَا لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَوْ مَا يُبْغِضُهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ لَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ بِهِ وَلَا رَسُولُهُ وَلَا سَلَفُ الْأُمَّةِ وَلَا أَعْيَانُ مَشَايِخهَا. وَمِنْ نُكَتِهِ أَنَّ الصَّوْتَ يُؤَثِّرُ فِي النَّفْسِ بِحُسْنِهِ: فَتَارَةً يَفْرَحُ وَتَارَةً يَحْزَنُ وَتَارَةً يَغْضَبُ وَتَارَةً يَرْضَى وَإِذَا قَوِيَ أَسْكَرَ الرُّوحَ فَتَصِيرُ فِي لَذَّةٍ مُطْرِبَةٍ مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ. كَمَا يَحْصُلُ لِلنَّفْسِ إذَا سَكِرَتْ بِالرَّقْصِ وَلِلْجَسَدِ أَيْضًا إذَا سَكِرَ بِالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فَإِنَّ السُّكْرَ هُوَ الطَّرَبُ الَّذِي يُؤَثِّرُ لَذَّةً بِلَا عَقْلٍ فَلَا تَقُومُ مَنْفَعَتُهُ بِتِلْكَ اللَّذَّةِ بِمَا يَحْصُلُ مِنْ غَيْبَةِ الْعَقْلِ الَّتِي صَدَّتْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلَاةِ وَأَوْقَعَتْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ.
مسألة: ما هي مكاشفات و مشاهدات القلب و سماعه ومخاطباته و محادثاته؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 636)
قَدْ كَتَبْت فِيمَا تَقَدَّمَ: الْكَلَامَ فِي " الْمُكَاشَفَاتِ وَالْمُشَاهَدَاتِ " وَأَنَّهَا عَلَى " ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ " فِي الظَّاهِرِ وَالْبَاطِنِ. وَكَذَلِكَ " السَّمَاعُ وَالْمُخَاطَبَاتُ وَالْمُحَادَثَاتُ " ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ: فِي الْبَاطِنِ وَالظَّاهِرِ. فَإِنَّ " السَّامِعَ " إمَّا أَنْ يَسْمَعَ نَفْسَ الصَّوْتِ الَّذِي هُوَ كَلَامُ الْمُتَكَلِّمِ الصَّوْتِيُّ أَوْ غَيْرُ كَلَامِهِ. كَمَا تَرَى عَيْنُهُ وَإِمَّا أَنْ يَسْمَعَ صَدَى الصَّوْتِ وَرَجْعَهُ كَمَا يَرَى تِمْثَالَهُ فِي مَاءٍ أَوْ مِرْآةٍ فَهَذِهِ رُؤْيَةٌ مُقَيَّدَةٌ وَسَمَاعٌ مُقَيَّدٌ كَمَا يُقَالُ: رَأَيْته فِي الْمِرْآةِ لَكِنَّ السَّمْعَ يَجْمَعُ بَيْنَ الصُّورَتَيْنِ. وَإِمَّا أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ: يَعْنِي كَلَامَهُ فِي أَصْوَاتٍ مَسْمُوعَةٍ كَمَا يَتَمَثَّلُ لَهُ فِي صُورَةٍ فَيَرَاهَا. مِثْلُ أَنْ يَنْقُرَ بِيَدِهِ نَقَرَاتٍ أَوْ يَضْرِبَ بِيَدِهِ أَوْتَارًا أَوْ يُظْهِرَ أَصْوَاتًا مُنْفَصِلَةً عَنْهُ يُبَيِّنُ فِيهَا مَقْصُودَهُ.
وَكَذَلِكَ فِي الْبَاطِنِ: إمَّا أَنْ يَسْمَعَ فِي الْمَنَامِ أَوْ فِي الْيَقَظَةِ نَفْسَ كَلَامِ الْمُتَكَلِّمِ. مِثْلُ الْمَلَائِكَةِ مَثَلًا كَمَا يَرَى بِقَلْبِهِ عَيْنَ مَا يُكْشَفُ لَهُ فِي الْمَنَامِ وَالْيَقَظَةِ. وَإِمَّا أَنْ يَسْمَعَ مِثَالَ كَلَامِهِ فِي نَفْسِهِ كَمَا يَرَى مِثَالَهُ فِي نَفْسِهِ بِمَنْزِلَةِ الرُّؤْيَا الَّتِي يَكُونُ تَعْبِيرُهَا عَيْنَ مَا رُئِيَ وَإِمَّا أَنْ تَتَمَثَّلَ لَهُ الْمَعَانِي فِي صُورَةِ كَلَامٍ مَسْمُوعٍ يَحْتَاجُ إلَى تَعْبِيرٍ. كَمَا تَتَمَثَّلُ لَهُ الْأَعْيَانُ فِي صُورَةِ أَشْخَاصٍ مَرْئِيَّةٍ تَحْتَاجُ إلَى تَعْبِيرٍ. وَهَذَا غَالِبُ مَا يُرَى وَيُسْمَعُ فِي الْمَنَامِ. فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إلَى تَأْوِيلٍ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الِاسْتِعَارَةِ وَالْأَمْثَالِ الْمَضْرُوبَةِ. فَهَذَا هَذَا. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
فَصْلٌ:
فِي الْكَوْنِ يَقَظَةً وَمَنَامًا: لَمَّا كَانَتْ الرُّؤْيَةُ بِالْعَيْنِ لِلْأَشْيَاءِ عَلَى وَجْهَيْنِ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/472)
أَحَدُهُمَا: رُؤْيَةُ الْعَيْنِ الشَّيْءَ بِلَا وَاسِطَةٍ وَهِيَ الرُّؤْيَةُ الْمُطْلَقَةُ. مِثْلُ رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} " وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ هَلْ الرُّؤْيَةُ انْطِبَاعُ الْمَرْئِيِّ فِي الْعَيْنِ أَوْ لِانْعِكَاسِ شُعَاعِ الْبَصَرِ أَوْ لَا لِوَاحِدِ مِنْهُمَا. عَلَى أَقْوَالٍ مَعْرُوفَةٍ.
وَالثَّانِي: رُؤْيَةُ الْمِثَالِ؛ وَهِيَ الرُّؤْيَةُ فِي مَاءٍ وَمِرْآةٍ وَنَحْوِهِمَا. وَهِيَ رُؤْيَةٌ مُقَيَّدَةٌ وَلِهَذَا قَالَ الْفُقَهَاءُ لَوْ حَلَفَ لَا رَأَيْت زَيْدًا؛ فَرَأَى صُورَتَهُ فِي مَاءٍ أَوْ مِرْآةٍ لَمْ يَحْنَثْ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ هُوَ الْمَفْهُومُ مِنْ مُطْلَقِ الرُّؤْيَةِ وَهَذَا فِي الرُّؤْيَةِ. كَسَمَاعِ الصَّدَى فِي السَّمْعِ فَإِذَا أَرَادَ الْإِنْسَانُ أَنْ يَرَى مَا يَمُرُّ وَرَاءَهُ مِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ الَّتِي تُوَاجِهُهُ فَتَنْجَلِي لَهُ فِيهَا حَقَائِقُ مَا وَرَاءَهُ فَمِنْ هَذِهِ الرُّؤْيَا قَدْ يَرَى بَيَانَ الْحَقِيقَةِ وَقَدْ تَتَمَثَّلُ لَهُ الْحَقِيقَةُ بِمِثَالِ يَحْتَاجُ إلَى تَحْقِيقٍ. كَمَا تَمَثَّلَ جِبْرِيلُ فِي صُورَةِ الْبَشَرِ وَهَكَذَا الْقَلْبُ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُبْصِرَ فَإِنَّ بَصَرَهُ هُوَ الْبَصَرُ وَعَمَاهُ هُوَ الْعَمَى. كَمَا قَالَ تَعَالَى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. فَتَارَةً يَرَى الشَّيْءَ نَفْسَهُ إذَا كُشِفَ لَهُ عَنْهُ وَتَارَةً يَرَاهُ مُتَمَثِّلًا فِي قَلْبِهِ الَّذِي هُوَ مِرْآتُهُ وَالْقَلْبُ هُوَ الرَّائِي أَيْضًا. وَهَذَا يَكُونُ يَقَظَةً وَيَكُونُ مَنَامًا كَالرَّجُلِ يَرَى الشَّيْءَ فِي الْمَنَامِ ثُمَّ يَكُونُ إيَّاهُ فِي الْيَقَظَةِ مِنْ غَيْرِ تَغَيُّرٍ. وَلِلْقَلْبِ " حَالٌ ثَالِثَةٌ " كَمَا لِلْعَيْنِ نَظَرٌ فِي الْمَنَامِ: وَهِيَ الَّتِي تَقَعُ لِغَالِبِ الْخَلْقِ. أَنْ يَرَى الرُّؤْيَا مَثَلًا مَضْرُوبًا لِلْحَقِيقَةِ لَا يَضْبُطُ رُؤْيَةَ الْحَقِيقَةِ بِنَفْسِهَا وَلَا بِوَاسِطَةِ مِرْآةِ قَلْبِهِ. وَلَكِنْ يَرَى مَا لَهُ تَعْبِيرٌ فَيَعْتَبِرُ بِهِ وَ " عِبَارَةُ الرُّؤْيَا " هُوَ الْعُبُورُ مِنْ الشَّيْءِ إلَى مِثَالِهِ وَنَظِيرِهِ وَهُوَ حَقِيقَةُ الْمُقَايَسَةِ وَالِاعْتِبَارِ؛ فَإِنَّ إدْرَاكَ الشَّيْءِ بِالْقِيَاسِ وَالِاعْتِبَارِ الَّذِي أَلِفَهُ الْإِنْسَانُ وَاعْتَادَهُ أَيْسَرُ مِنْ إدْرَاكِ شَيْءٍ عَلَى الْبَدِيهَةِ مِنْ غَيْرِ مِثَالٍ مَعْرُوفٍ. ثُمَّ الْمَرْئِيُّ فِي هَذَا الْوَجْهِ: فِي هَذِهِ الْحَالِ؛ وَفِي الْحَالِ الَّتِي قَبْلَهَا هُوَ مَوْجُودٌ فِي قَلْبِ الْإِنْسَانِ وَنَفْسِهِ وَإِنْ كَانَ مَثَلًا لِلْحَقِيقَةِ وَوَاسِطَةً لَهَا. وَالْمَرْئِيُّ فِي الْوَجْهِ الْأَوَّلِ: هُوَ عَيْنُ الْمَوْجُودِ فِي الْخَارِجِ لَا مَرْئِيٌّ فِي الْقَلْبِ وَمِنْ الْعَامَّةِ الْمُتَفَلْسِفَةِ مَنْ يَزْعُمُ: أَنَّ مَا يَسْمَعُهُ الْأَنْبِيَاءُ مِنْ الْكَلَامِ وَيَرَوْنَهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إنَّمَا وُجُودُهُ فِي قُلُوبِهِمْ وَذَلِكَ مَبْلَغُ هَؤُلَاءِ مِنْ الْعِلْمِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ غَايَةُ مَا وَجَدُوهُ وَرَأَوْهُ مِنْ أَبْنَاءِ جِنْسِهِمْ فَظَنُّوا أَنْ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ غَايَةٌ. وَقَدْ يُعَارِضُهُمْ مَنْ يَتَوَهَّمُ أَنَّ مَا يُسْمَعُ وَيُرَى لَا يَكُونُ فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ بَلْ جَمِيعُهُ مِنْ الْخَارِجِ. وَكِلَاهُمَا خَطَأٌ؛ بَلْ مِنْهُ مَا يَكُونُ فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ: مِثْلُ مَا يَرَاهُ وَيَسْمَعُهُ فِي الْمَنَامِ إمَّا مِثَالًا لَا تَعْبِيرَ لَهُ أَوْ لَهُ تَعْبِيرٌ. وَمِنْهُ مَا يَكُونُ فِي الْخَارِجِ: مِثْلُ رُؤْيَةِ مَرْيَمَ لِلرَّسُولِ إذْ تَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا وَرُؤْيَةِ الصَّحَابَةِ لِجِبْرِيلَ فِي صُورَةِ الْأَعْرَابِيِّ. فَقَدْ ظَهَرَ أَنَّ رُؤْيَةَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/473)
الْحَقَائِقِ بِالْعَيْنِ تُطَابِقُ لِرُؤْيَاهَا بِالْقَلْبِ كُلٌّ مِنْهُمَا " ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ " إدْرَاكُ الْمَوْجُودِ فِي الْخَارِجِ بِعَيْنِهِ وَإِدْرَاكُهُ بِوَاسِطَةِ تَمَثُّلِهِ فِي مِرْآةٍ بَاطِنَةٍ أَوْ ظَاهِرَةٍ وَإِدْرَاكُهُ مُتَمَثِّلًا فِي غَيْرِ صُورَتِهِ إمَّا بَاطِنًا فِي الْقَلْبِ وَإِمَّا ظَاهِرًا فِي الْعَيْنِ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ. فَالْقِيَاسُ فِي الْحِسِّيَّاتِ كَالْقِيَاسِ فِي الْعَقْلِيَّاتِ وَهَذَا الَّذِي كَتَبْته فِي الْمُكَاشَفَاتِ يَجِيءُ مِثْلُهُ فِي الْمُخَاطَبَاتِ فَإِنَّ الْبَصَرَ وَالسَّمْعَ يُظْهِرَانِ مَا يَتْلُوهُ.
مسألة ما أنواع الرؤيا التي يراها الإنسان في منامه؟
مجموع الفتاوى - (ج 17 / ص 522)
{الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: رُؤْيَا مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مَا يُحَدِّثُ بِهِ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فِي الْيَقَظَةِ فَيَرَاهُ فِي النَّوْمِ} وَقَدْ قِيلَ: إنَّ هَذَا مِنْ كَلَامِ ابْنِ سِيرِين لَكِنَّ تَقْسِيمَ الرُّؤْيَا إلَى نَوْعَيْنِ: نَوْعٌ مِنْ اللَّهِ وَنَوْعٌ مِنْ الشَّيْطَانِ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَا رَيْبٍ. فَهَذَانِ النَّوْعَانِ: مِنْ وَسْوَاسِ النَّفْسِ وَمِنْ وَسْوَاسِ الشَّيْطَانِ وَكِلَاهُمَا مَعْفُوٌّ عَنْهُ فَإِنَّ النَّائِمَ قَدْ رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْهُ وَوَسْوَاسُ الشَّيْطَانِ يَغْشَى الْقَلْبَ كَطَيْفِ الْخَيَالِ فَيُنْسِيهِ مَا كَانَ مَعَهُ مِنْ الْإِيمَانِ حَتَّى يَعْمَى عَنْ الْحَقِّ فَيَقَعُ فِي الْبَاطِلِ فَإِذَا كَانَ مِنْ الْمُتَّقِينَ كَانَ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَسَّهُمْ بِطَيْفٍ مِنْهُ يَغْشَى الْقَلْبَ وَقَدْ يَكُونُ لَطِيفًا وَقَدْ يَكُونُ كَثِيفًا إلَّا أَنَّهُ غِشَاوَةٌ عَلَى الْقَلْبِ تَمْنَعُهُ إبْصَارُ الْحَقِّ.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ الْعَبْدَ إذَا أَذْنَبَ نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ. فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ زَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ فَذَلِكَ الران الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}}. لَكِنَّ طَيْفَ الشَّيْطَانِ غَيْرُ رَيْنِ الذُّنُوبِ هَذَا جَزَاءٌ عَلَى الذَّنَبِ وَالْغَيْنِ أَلْطَفُ مِنْ ذَلِكَ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إنَّهُ ليغان عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً} فَالشَّيْطَانُ يُلْقِي فِي النَّفْسِ الشَّرَّ وَالْمَلَكُ يُلْقِي الْخَيْرَ وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَقَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ. قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: وَإِيَّايَ إلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ وَفِي رِوَايَةٍ فَلَا يَأْمُرُنِي إلَّا بِخَيْرِ} أَيْ اسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ. وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَة يَرْوِيه فَأَسْلَمَ بِالضَّمِّ وَيَقُولُ: إنَّ الشَّيْطَانَ لَا يُسْلِمُ لَكِنَّ قَوْلَهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى: فَلَا يَأْمُرُنِي إلَّا بِخَيْرِ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ يَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَهَذَا إسْلَامُهُ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كِنَايَةً عَنْ خُضُوعِهِ وَذِلَّتِهِ لَا عَنْ إيمَانِهِ بِاَللَّهِ كَمَا يَقْهَرُ الرَّجُلُ عَدُوَّهُ الظَّاهِرَ وَيَأْسِرُهُ وَقَدْ عَرَفَ الْعَدُوَّ الْمَقْهُورَ أَنَّ ذَلِكَ الْقَاهِرَ يَعْرِفُ مَا يُشِيرُ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ الشَّرِّ. فَلَا يَقْبَلُهُ بَلْ يُعَاقِبُهُ عَلَى ذَلِكَ فَيَحْتَاجُ لِانْقِهَارِهِ مَعَهُ إلَى أَنَّهُ لَا يُشِيرُ عَلَيْهِ إلَّا بِخَيْرٍ لِذِلَّتِهِ وَعَجْزِهِ لَا لِصَلَاحِهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/474)
وَدِينِهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَلَا يَأْمُرُنِي إلَّا بِخَيْرِ} وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إنَّ لِلْمَلَكِ لَمَّةً وَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً فَلَمَّةُ الْمَلَكِ إيعَادٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ. وَلَمَّةُ الشَّيْطَانِ إيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبُ بِالْحَقِّ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أَيْ يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاؤُهُ بِمَا يَقْذِفُ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ الْوَسْوَسَةِ الْمُرْعِبَةِ كَشَيْطَانِ الْإِنْسِ الَّذِي يُخَوِّفُ مِنْ الْعَدُوِّ فَيَرْجُفُ وَيَخْذُلُ. وَعَكْسُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {إذْ يُوحِي رَبُّكَ إلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} وَقَالَ تَعَالَى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} وَالتَّثَبُّتُ جَعَلَ الْإِنْسَانَ ثَابِتًا لِأَمْرِ تَابَا وَذَلِكَ بِإِلْقَاءِ مَا يُثْبِتُهُ مِنْ التَّصْدِيقِ بِالْحَقِّ وَالْوَعْدِ بِالْخَيْرِ كَمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَمَّةُ الْمَلَكِ وَعْدٌ بِالْخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ فمتى عَلِمَ الْقَلْبُ أَنَّ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ حَقٌّ صَدَّقَهُ وَإِذَا عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَهُ بِالتَّصْدِيقِ وَثِقَ بِوَعْدِ اللَّهِ فَثَبَتَ فَهَذَا يَثْبُتُ بِالْكَلَامِ كَمَا يُثَبِّتُ الْإِنْسَانُ الْإِنْسَانَ فِي أَمْرٍ قَدْ اضْطَرَبَ فِيهِ بِأَنْ يُخْبِرَهُ بِصِدْقِهِ وَيُخْبِرَهُ. بِمَا يُبَيِّنُ لَهُ أَنَّهُ مَنْصُورٌ فَيَثْبُتُ وَقَدْ يَكُونُ التَّثَبُّتُ بِالْفِعْلِ بِأَنْ يُمْسِكَ الْقَلْبَ حَتَّى يَثْبُتَ كَمَا يَمْسِكُ الْإِنْسَانُ الْإِنْسَانَ حَتَّى يَثْبُتَ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَنْ سَأَلَ الْقَضَاءَ وَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ وُكِّلَ إلَيْهِ وَمَنْ لَمْ يَسْأَلْ الْقَضَاءَ وَلَمْ يَسْتَعِنْ عَلَيْهِ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ} فَهَذَا الْمَلَكُ يَجْعَلُهُ سَدِيدَ الْقَوْلِ بِمَا يُلْقِي فِي قَلْبِهِ مِنْ التَّصْدِيقِ بِالْحَقِّ وَالْوَعْدِ بِالْخَيْرِ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ} فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ سَبَبٌ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ وَقَدْ ذَكَرَ إخْرَاجَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ فِي غَيْرِ آيَةٍ. كَقَوْلِهِ: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إلَى الظُّلُمَاتِ} وَقَالَ: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ} وَقَالَ: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} وَفِي الْحَدِيثِ {أَنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِي النَّاسِ الْخَيْرَ} وَذَلِكَ أَنَّ هَذَا بِتَعْلِيمِهِ الْخَيْرَ يُخْرِجُ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ وَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ وَلِهَذَا كَانَ الرَّسُولُ أَحَقَّ النَّاسِ بِكَمَالِ هَذِهِ الصَّلَاةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}. وَالصَّلَاةُ هِيَ الدُّعَاءُ إمَّا بِخَيْرٍ يَتَضَمَّنُ الدُّعَاءَ وَإِمَّا بِصِيغَةِ الدُّعَاءِ فَالْمَلَائِكَةُ يَدْعُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَمَا فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {وَالْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/475)
عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ} فَبَيَّنَ أَنَّ صَلَاتَهُمْ قَوْلُهُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. وَفِي الْأَثَرِ {إنَّ الرَّبَّ يُصَلِّي فَيَقُولُ: سَبَقَتْ - أَوْ غَلَبَتْ - رَحْمَتِي غَضَبِي}
وَهَذَا كَلَامُهُ سُبْحَانَهُ هُوَ خَبَرٌ وَإِنْشَاءٌ يَتَضَمَّنُ أَنَّ الرَّحْمَةَ تَسْبِقُ الْغَضَبَ وَتَغْلِبُهُ وَهُوَ سُبْحَانَهُ لَا يَدْعُو غَيْرَهُ أَنْ يَفْعَلَ كَمَا يَدْعُوهُ الْمَلَائِكَةَ وَغَيْرَهُمْ مِنْ الْخَلْقِ بَلْ طَلَبَهُ بِأَمْرِهِ وَقَوْلُهُ وَقَسَمِهِ كَقَوْلِهِ: لَأَفْعَلَنَّ كَذَا. وَقَوْلُهُ: كُنْ فَيَكُونُ؛ وَقَوْلِهِ: لَأَفْعَلَنَّ كَذَا قَسَمٌ مِنْهُ كَقَوْلِهِ: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ} وَقَوْلِهِ: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} وَقَوْلِهِ: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} وَقَوْلِهِ: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} وَهَذَا وَعْدٌ مُؤَكَّدٌ بِالْقَسَمِ بِخِلَافِ قَوْلِهِ: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} فَإِنَّ هَذَا وَعْدٌ وَخَبَرٌ لَيْسَ فِيهِ قَسَمٌ لَكِنَّهُ مُؤَكَّدٌ بِاللَّامِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ جَوَابَ قَسَمٍ وَقَوْلِهِ: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا} وَقَوْلِهِ: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ} وَنَحْوُ ذَلِكَ وَعْدٌ مُجَرَّدٌ. وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ يُوحِي إلَى الْبَشَرِ تَارَةً وَحْيًا مِنْهُ وَتَارَةً يُرْسِلُ رَسُولًا فَيُوحِي إلَى الرَّسُولِ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ.
وَالْمَلَائِكَةُ رُسُلُ اللَّهِ. وَلَفْظُ الْمَلَكِ يَتَضَمَّنُ مَعْنَى الرِّسَالَةِ فَإِنَّ أَصْلَ الْكَلِمَةِ مَلْأَك عَلَى وَزْنِ مفعل لَكِنْ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ خُفِّفَتْ. بِأَنْ أُلْقِيَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ عَلَى السَّاكِنِ قَبْلَهَا وَحُذِفَتْ الْهَمْزَةُ وَمَلَاك مَأْخُوذٌ مِنْ الْمَأْلُك وَالْمَلْأَك بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ عَلَى اللَّامِ وَاللَّامِ عَلَى الْهَمْزَةِ وَهُوَ الرِّسَالَةُ وَكَذَلِكَ الْأَلُوكَةُ بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ عَلَى اللَّامِ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَبْلِغْ النُّعْمَانَ عَنِّي مَأْلُكًا * * * أَنَّهُ قَدْ طَالَ حَبْسِي وَانْتِظَارِي
وَهَذَا بِتَقْدِيمِ الْهَمْزَةِ. لَكِنَّ الْمَلَكَ هُوَ بِتَقْدِيمِ اللَّامِ عَلَى الْهَمْزَةِ وَهَذَا أَجْوَدُ فَإِنَّ نَظِيرَهُ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَكْبَرِ لَاكَ يَلُوكُ إذَا لَاكَ الْكَلَامَ وَاللِّجَامَ وَالْهَمْزُ أَقْوَى مِنْ الْوَاوِ وَيَلِيهِ فِي الِاشْتِقَاقِ الْأَوْسَطِ: أَكَلَ يَأْكُلُ فَإِنَّ الْآكِلَ يَلُوكُ مِمَّا يَدْخُلُهُ فِي جَوْفِهِ مِنْ الْغِذَاءِ وَالْكَلَامِ وَالْعِلْمِ مَا يَدْخُلُ فِي الْبَاطِنِ وَيُغَذِّي بِهِ صَاحِبَهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إنَّ كُلَّ آدِبٍ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى مَأْدُبَتُهُ وَإِنَّ مَأْدُبَةَ اللَّهِ الْقُرْآنُ. وَالْآدِبُ الْمُضِيفُ وَالْمَأْدُبَةُ الضِّيَافَةُ وَهُوَ مَا يُجْعَلُ مِنْ الطَّعَامِ لِلضَّيْفِ. فَبَيَّنَ أَنَّ اللَّهَ ضَيَّفَ عِبَادَهُ بِالْكَلَامِ الَّذِي أَنْزَلَهُ إلَيْهِمْ فَهُوَ غِذَاءُ قُلُوبِهِمْ وَقُوتِهَا وَهُوَ أَشَدُّ انْتِفَاعًا بِهِ وَاحْتِيَاجًا إلَيْهِ مِنْ الْجَسَدِ بِغِذَائِهِ. وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الرَّبَّانِيُّونَ هُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/476)
الَّذِينَ يُغَذُّونَ النَّاسَ بِالْحِكْمَةِ وَيُرَبُّونَهُمْ عَلَيْهَا وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنِّي أَبِيت عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي} وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْقُرْآنَ شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَالنَّاسُ إلَى الْغِذَاءِ أَحْوَجُ مِنْهُمْ إلَى الشِّفَاءِ فِي الْقُلُوبِ وَالْأَبْدَانِ وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَشَرِبَ النَّاسُ وَسَقُوا وَزَرَعُوا وَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ إنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً. فَذَلِكَ مِثْلُ مِنْ فَقِهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ وَمَثَلُ مِنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْت بِهِ}. فَأَخْبَرَ أَنَّ مَا بُعِثَ بِهِ لِلْقُلُوبِ كَالْمَاءِ لِلْأَرْضِ تَارَةً تَشْرَبُهُ فَتَنْبُتُ وَتَارَةً تَحْفَظُهُ وَتَارَةً لَا هَذَا وَلَا هَذَا وَالْأَرْضُ تَشْرَبُ الْمَاءَ وَتُغْتَذَى بِهِ حَتَّى يَحْصُلَ الْخَيْرُ وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ رُوحٌ تَحْيَا بِهِ الْقُلُوبُ فَقَالَ: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. وَإِذَا كَانَ مَا يُوحِيهِ إلَى عِبَادِهِ تَارَةً يَكُونُ بِوَسَاطَةِ مَلَكٍ وَتَارَةً بِغَيْرِ وَسَاطَةٍ فَهَذَا لِلْمُؤْمِنِينَ كُلِّهِمْ مُطْلَقًا لَا يَخْتَصُّ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ. قَالَ تَعَالَى: {وَأَوْحَيْنَا إلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} وَإِذَا كَانَ قَدْ قَالَ: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إلَى النَّحْلِ} الْآيَةَ. فَذَكَرَ أَنَّهُ يُوحِي إلَيْهِمْ فَإِلَى الْإِنْسَانِ أَوْلَى وَقَالَ تَعَالَى: {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} فَهُوَ سُبْحَانَهُ يُلْهِمُ الْفُجُورَ وَالتَّقْوَى لِلنَّفْسِ وَالْفُجُورُ يَكُونُ بِوَاسِطَةِ الشَّيْطَانِ وَهُوَ إلْهَامُ وَسْوَاسٍ وَالتَّقْوَى بِوَاسِطَةِ مَلَكٍ وَهُوَ إلْهَامُ وَحْيٍ هَذَا أَمْرٌ بِالْفُجُورِ وَهَذَا أَمْرٌ بِالتَّقْوَى وَالْأَمْرُ لَا بُدَّ أَنْ يَقْتَرِنَ بِهِ خَبَرٌ.
وَقَدْ صَارَ فِي الْعُرْفِ لَفْظُ الْإِلْهَامِ إذَا أُطْلِقَ لَا يُرَادُ بِهِ الْوَسْوَسَةُ. وَهَذِهِ الْآيَةُ مِمَّا تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يُفَرَّقُ بَيْنَ إلْهَامِ الْوَحْي وَبَيْنَ الْوَسْوَسَةِ. فَالْمَأْمُورُ بِهِ إنْ كَانَ تَقْوَى اللَّهِ فَهُوَ مِنْ إلْهَامِ الْوَحْيِ وَإِنْ كَانَ مِنْ الْفُجُورِ فَهُوَ مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ. فَيَكُونُ الْفَرْقُ بَيْنَ الْإِلْهَامِ الْمَحْمُودِ وَبَيْنَ الْوَسْوَسَةِ الْمَذْمُومَةِ هُوَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَإِنْ كَانَ مِمَّا أُلْقِيَ فِي النَّفْسِ مِمَّا دَلَّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَى أَنَّهُ تَقْوَى لِلَّهِ فَهُوَ مِنْ الْإِلْهَامِ الْمَحْمُودِ وَإِنْ كَانَ مِمَّا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ فُجُورٌ فَهُوَ مِنْ الْوَسْوَاسِ الْمَذْمُومِ وَهَذَا الْفَرْقُ مُطَّرِدٌ لَا يَنْتَقِضُ وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو حَازِمٍ فِي الْفَرْقِ بَيْنَ وَسْوَسَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ فَقَالَ: مَا كَرِهَتْهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/477)
نَفْسُك لِنَفْسِك فَهُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَاسْتَعِذْ بِاَللَّهِ مِنْهُ وَمَا أَحَبَّتْهُ نَفْسُك لِنَفْسِك فَهُوَ مِنْ نَفْسِك فَانْهَهَا عَنْهُ.
وَقَدْ تَكَلَّمَ النُّظَّارُ فِي الْعِلْمِ الْحَاصِلِ فِي الْقَلْبِ عَقِبَ النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ فَذَكَرُوا فِيهِ ثَلَاثَةَ أَقْوَالٍ كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو حَامِدٍ - فِي مُسْتَصْفَاهُ - وَغَيْرُهُ قَوْلُ الْجَهْمِيَّة وَقَوْلُ الْقَدَرِيَّةِ وَقَوْلُ الْفَلَاسِفَةِ. وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ لَا يَذْكُرُ إلَّا الْقَوْلَيْنِ: قَوْلَ الْجَهْمِيَّة وَقَوْلَ الْقَدَرِيَّةِ. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَذْكُرُونَ فِي كُتُبِهِمْ مَا يَعْرِفُونَهُ مِنْ أَقْوَالِ مَنْ يَعْرِفُونَهُ تَكَلَّمَ فِي هَذَا وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَ إلَّا هَؤُلَاءِ وَالْمَسْأَلَةُ هِيَ مِنْ فُرُوعِ الْقَدَرِ فَإِنَّ الْحَاصِلَ فِي نَفْسٍ حَادِثٍ فِيهَا فَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْأَقْوَالِ فِي أَمْثَالِهِ. وَمَذْهَبُ جَهْمٍ وَمَنْ وَافَقَهُ كَأَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ وَكَثِيرٍ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ الْمُثَبِّتَةِ هُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ؛ أَنَّ اللَّهَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَأَنَّ اللَّهَ خَالِقُ أَفْعَالِ الْعِبَادِ لَكِنَّهُ لَا يَثْبُتُ سَبَبًا وَلَا قُدْرَةً مُؤَثِّرَةً وَلَا حِكْمَةً لِفِعْلِ الرَّبِّ فَأَنْكَرَ الطَّبَائِعَ وَالْقُوَى الَّتِي فِي الْأَعْيَانِ وَأَنْكَرَ الْأَسْبَابَ وَالْحُكْمَ فَلِهَذَا لَمْ يَجْعَلْ لِشَيْءِ سَبَبًا. بَلْ يَقُولُ هَذَا حَاصِلٌ بِخَلْقِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ وَلَمْ يَذْكُرُوا لَهُ سَبَبًا وَهُمْ صَادِقُونَ فِي
إضَافَتِهِ إلَى قَدَرِهِ وَأَنَّهُ خَالِقُهُ خِلَافًا لِلْقَدَرِيَّةِ لَكِنَّ مِنْ تَمَامِ الْمَعْرِفَةِ إثْبَاتُ الْأَسْبَابِ وَمَعْرِفَتُهَا. وَأَمَّا الْقَدَرِيَّةُ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ: فَبَنَوْهُ عَلَى أَصْلِهِمْ وَهُوَ أَنَّ كُلَّ مَا تَوَلَّدَ عَنْ فِعْلِ الْعَبْدِ فَهُوَ فِعْلُهُ لَا يُضَافُ إلَى غَيْرِهِ كَالشِّبَعِ وَالرِّيِّ وَزَهُوقِ الرُّوحِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَقَالُوا: هَذَا الْعِلْمُ مُتَوَلَّدٌ عَنْ نَظَرِ الْعَبْدِ أَوْ تَذَكُّرِ النَّظَرِ. والمتفلسفة بَنَوْهُ عَلَى أَصْلِهِمْ: فِي أَنَّ مَا يَحْدُثُ مِنْ الصُّوَرِ هُوَ مِنْ فَيْضِ الْعَقْلِ الْفَعَّالِ عِنْدَ اسْتِعْدَادِ الْمَوَادِّ الْقَابِلَةِ فَقَالُوا: يَحْصُلُ فِي نُفُوسِ الْبَشَرِ مِنْ فَيْضِ الْعَقْلِ الْفَعَّالِ عِنْدَ اسْتِعْدَادِ النَّفْسِ بِاسْتِحْضَارِ الْمُقْدِمَتَيْنِ وَهَذَا الْقَوْلُ خَطَأٌ وَاَلَّذِي قَبْلَهُ أَقْرَبُ مِنْهُ وَالْأَوَّلُ أَقْرَبُ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا تَحْقِيقُ الْأَمْرِ فِي ذَلِكَ. وَحَقِيقَتُهُ أَنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِالْإِنْسِ مَلَائِكَةً وَشَيَاطِينَ يُلْقُونَ فِي قُلُوبِهِمْ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَالْعِلْمُ الصَّادِقُ مِنْ الْخَيْرِ وَالْعَقَائِدِ الْبَاطِلَةِ مِنْ الشَّرِّ كَمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَمَّةُ الْمَلَكِ تَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ وَلَمَّةُ الشَّيْطَانِ تَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ وَكَمَا {قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَاضِي: أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَلَكًا يُسَدِّدُهُ} وَكَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ تُوحِي إلَى الْبَشَرِ مَا تُوحِيهِ وَإِنْ كَانَ الْبَشَرُ لَا يَشْعُرُ بِأَنَّهُ مِنْ الْمَلَكِ كَمَا لَا يَشْعُرُ بِالشَّيْطَانِ الْمُوَسْوِسِ لَكِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أَنَّهُ يُكَلِّمُ الْبَشَرَ وَحْيًا وَيُكَلِّمُهُ بِمَلَكِ يُوحِي بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ وَالثَّالِثُ التَّكْلِيمُ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ: الْمُرَادُ بِالْوَحْيِ هُنَا الْوَحْيُ فِي الْمَنَامِ وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو الْفَرَجِ غَيْرَهُ وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ. فَإِنَّ الْمَنَامَ تَارَةً يَكُونُ مِنْ اللَّهِ وَتَارَةً يَكُونُ مِنْ النَّفْسِ وَتَارَةً يَكُونُ مِنْ الشَّيْطَانِ وَهَكَذَا مَا يُلْقَى فِي الْيَقَظَةِ. وَالْأَنْبِيَاءُ مَعْصُومُونَ فِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/478)
الْيَقَظَةِ وَالْمَنَامِ. وَلِهَذَا كَانَتْ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيًا كَمَا قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَقَرَأَ قَوْلَهُ: {إنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ رَأَى رُؤْيَا كَانَتْ وَحْيًا فَكَذَلِكَ لَيْسَ كُلُّ مَنْ أَلْقِي فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ يَكُونُ وَحْيًا وَالْإِنْسَانُ قَدْ تَكُونُ نَفْسُهُ فِي يَقَظَتِهِ أَكْمَلَ مِنْهَا فِي نَوْمِهِ كَالْمُصَلِّي الَّذِي يُنَاجِي رَبَّهُ فَإِذَا جَازَ أَنْ يُوحَى إلَيْهِ فِي حَالِ النَّوْمِ فَلِمَاذَا لَا يُوحَى إلَيْهِ فِي حَالِ الْيَقَظَةِ كَمَا أَوْحَى إلَى أُمِّ مُوسَى وَالْحَوَارِيِّينَ وَإِلَى النَّحْلِ لَكِنْ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُطْلِقَ الْقَوْلَ عَلَى مَا يَقَعُ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ وَحْيٌ لَا فِي يَقَظَةٍ وَلَا فِي الْمَنَامِ إلَّا بِدَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّ الْوَسْوَاسَ غَالِبٌ عَلَى النَّاسِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
مسألة هل الكاذب في الرؤيا متنبئ كاذب؟
مجموع الفتاوى - (ج 12 / ص 25)
ذَكَرَ تَعَالَى حَالَ الْكَذَّابِ وَالْمُتَنَبِّئِ. فَقَالَ: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} فَجَمَعَ فِي هَذَا بَيْنَ مَنْ أَضَافَ مَا يَفْتَرِيهِ إلَى اللَّهِ وَبَيْنَ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُوحَى إلَيْهِ وَلَا يُعَيِّنُ مَنْ أَوْحَاهُ فَإِنَّ الَّذِي يَدَّعِي الْوَحْيَ لَا يَخْرُجُ عَنْ هَذَيْنِ الْقِسْمَيْنِ. وَيَدْخُلُ فِي " الْقِسْمِ الثَّانِي " مَنْ يُرِي عَيْنَيْهِ فِي الْمَنَامِ مَا لَا تَرَيَا
مسألة: ما هي الأحوال التي تحصل للنفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 612)
إِذَا كَانَتْ " الرُّؤْيَا " عَلَى " ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ ":
رُؤْيَا مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا مِنْ حَدِيثِ النَّفْسِ. وَرُؤْيَا مِنْ الشَّيْطَانِ فَكَذَلِكَ مَا يُلْقَى فِي نَفْسِ الْإِنْسَانِ فِي حَالِ يَقَظَتِهِ " ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ " وَلِهَذَا كَانَتْ الْأَحْوَالُ " ثَلَاثَةً " رَحْمَانِيٌّ وَنَفْسَانِيٌّ وَشَيْطَانِيٌّ. وَمَا يَحْصُلُ مِنْ نَوْعِ الْمُكَاشَفَةِ وَالتَّصَرُّفِ " ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ " مَلَكِيٌّ وَنَفْسِيٌّ وَشَيْطَانِيٌّ فَإِنَّ الْمَلَكَ لَهُ قُوَّةٌ وَالنَّفْسَ لَهَا قُوَّةٌ وَالشَّيْطَانَ لَهُ قُوَّةٌ وَقَلْبَ الْمُؤْمِنِ لَهُ قُوَّةٌ. فَمَا كَانَ مِنْ الْمَلَكِ وَمِنْ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ فَهُوَ حَقٌّ وَمَا كَانَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَوَسْوَسَةِ النَّفْسِ فَهُوَ بَاطِلٌ وَقَدْ اشْتَبَهَ هَذَا بِهَذَا عَلَى طَوَائِفَ كَثِيرَةٍ فَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَأَعْدَاءِ اللَّهِ بَلْ صَارُوا يَظُنُّونَ فِي مَنْ هُوَ مِنْ جِنْسِ الْمُشْرِكِينَ وَالْكُفَّارِ - أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ - أَنَّهُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ. وَالْكَلَامُ فِي هَذَا مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ.
مسألة: ماذا تفيد الرؤيا؟
مجموع الفتاوى - (ج 12 / ص 278)
" الرُّؤْيَا ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ " رُؤْيَا بُشْرَى مِنْ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ بِهِ الْمَرْءُ نَفْسَهُ فِي الْيَقَظَةِ فَيَرَاهُ فِي الْمَنَامِ. وَقَدْ ثَبَتَ هَذَا التَّقْسِيمُ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
مسألة: إذا كانت الرؤيا في النوم و هو وفاة فما هي أنواع الوفاة؟ و كيف تحصل الرؤيا و كيف تصدق و كيف تكذب؟
مجموع الفتاوى - (ج 5 / ص 452)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/479)
اللَّهَ قَالَ: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} فَذَكَرَ إمْسَاكَ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتُ مِنْ هَذِهِ الْأَنْفُسِ الَّتِي تَوَفَّاهَا بِالنَّوْمِ وَأَمَّا الَّتِي تَوَفَّاهَا حِينَ مَوْتِهَا فَتِلْكَ لَمْ يَصِفْهَا بِإِمْسَاكِ وَلَا إرْسَالٍ وَلَا ذَكَرَ فِي الْآيَةِ الْتِقَاءَ الْمَوْتَى بِالنِّيَامِ. وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الْآيَةَ تَتَنَاوَلُ النَّوْعَيْنِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ ذَكَرَ تَوْفِيَتَيْنِ: تَوَفِّي الْمَوْتِ وَتَوَفِّي النَّوْمِ وَذَكَرَ إمْسَاكَ الْمُتَوَفَّاةِ وَإِرْسَالَ الْأُخْرَى. وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ يُمْسِكُ كُلَّ مَيْتَةٍ سَوَاءٌ مَاتَتْ فِي النَّوْمِ أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ؛ وَيُرْسِلُ مَنْ لَمْ تَمُتْ. وَقَوْلُهُ: {يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} يَتَنَاوَلُ مَا مَاتَتْ فِي الْيَقَظَةِ وَمَا مَاتَتْ فِي النَّوْمِ؛ فَلَمَّا ذَكَرَ التَّوْفِيَتَيْنِ ذَكَرَ أَنَّهُ يُمْسِكُهَا فِي أَحَدِ التَّوْفِيَتَيْنِ وَيُرْسِلُهَا فِي الْأُخْرَى؛ وَهَذَا ظَاهِرُ اللَّفْظِ وَمَدْلُولُهُ بِلَا تَكَلُّفٍ. وَمَا ذَكَرَ مِنْ الْتِقَاءِ أَرْوَاحِ النِّيَامِ وَالْمَوْتَى لَا يُنَافِي مَا فِي الْآيَةِ؛ وَلَيْسَ فِي لَفْظِهَا دَلَالَةٌ عَلَيْهِ؛ لَكِنَّ قَوْلَهُ: {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} يَقْتَضِي أَنَّهُ يُمْسِكُهَا لَا يُرْسِلُهَا كَمَا يُرْسِلُ النَّائِمَةَ؛ سَوَاءٌ تَوَفَّاهَا فِي الْيَقَظَةِ أَوْ فِي النَّوْمِ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {اللَّهُمَّ أَنْتَ خَلَقْت نَفْسِي وَأَنْتَ تَتَوَفَّاهَا؛ لَك مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا؛ فَإِنْ أَمْسَكْتهَا فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَك الصَّالِحِينَ} فَوَصَفَهَا بِأَنَّهَا فِي حَالِ تَوَفِّي النَّوْمِ إمَّا مُمْسَكَةٌ وَإِمَّا مُرْسَلَةٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: ثنا أَبِي ثنا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ؛ ثنا بَقِيَّةُ؛ ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْحَضْرَمِيُّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَعْجَبُ مِنْ رُؤْيَا الرَّجُلِ أَنَّهُ يَبِيتُ فَيَرَى الشَّيْءَ لَمْ يَخْطِرْ لَهُ عَلَى بَالٍ؛ فَتَكُونُ رُؤْيَاهُ كَأَخْذِ بِالْيَدِ وَيَرَى الرَّجُلُ الشَّيْءَ؛ فَلَا تَكُونُ رُؤْيَاهُ شَيْئًا؛ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَفَلَا أُخْبِرُك بِذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ إنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} فَاَللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ كُلَّهَا فَمَا رَأَتْ - وَهِيَ عِنْدَهُ فِي السَّمَاءِ - فَهُوَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ وَمَا رَأَتْ - إذَا أُرْسِلَتْ إلَى أَجْسَادِهَا - تَلَقَّتْهَا الشَّيَاطِينُ فِي الْهَوَاءِ فَكَذَّبَتْهَا فَأَخْبَرَتْهَا بِالْأَبَاطِيلِ وَكَذَبَتْ فِيهَا؛ فَعَجِبَ عُمَرُ مِنْ قَوْلِهِ. وَذَكَرَ هَذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إسْحَاقَ بْنِ منده فِي كِتَابِ " الرُّوحِ وَالنَّفْسِ " وَقَالَ: هَذَا خَبَرٌ مَشْهُورٌ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو وَغَيْرِهِ وَلَفْظُهُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} وَالْأَرْوَاحُ يُعْرَجُ بِهَا فِي مَنَامِهَا فَمَا رَأَتْ وَهِيَ فِي السَّمَاءِ فَهُوَ الْحَقُّ فَإِذَا رُدَّتْ إلَى أَجْسَادِهَا تَلَقَّتْهَا الشَّيَاطِينُ فِي الْهَوَاءِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/480)
فَكَذَّبَتْهَا. فَمَا رَأَتْ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ الْبَاطِلُ. قَالَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ منده: وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: رَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ نُعَيْمٍ الرعيني عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الأصبحي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: إذَا نَامَ الْإِنْسَانُ عُرِجَ بِرُوحِهِ حَتَّى يُؤْتَى بِهَا الْعَرْشَ قَالَ: فَإِنْ كَانَ طَاهِرًا أُذِنَ لَهَا بِالسُّجُودِ وَإِنْ كَانَ جُنُبًا لَمْ يُؤْذَنْ لَهَا بِالسُّجُودِ. رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ الحباب وَغَيْرُهُ.
وَرَوَى ابْنُ منده حَدِيثَ عَلِيٍّ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مَرْفُوعًا حَدَّثَنَا أَبُو إسْحَاقَ إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ ثَنَا ابْنُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي إسْمَاعِيلَ وَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا قُتَيْبَةُ وَالرَّازِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حميد ثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مغراء الدوسي ثَنَا الْأَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأزدي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَان عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: {لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ رُبَّمَا شَهِدْت وَغِبْنَا وَرُبَّمَا شَهِدْنَا وَغِبْت ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ أَسْأَلُك عَنْهُنَّ فَهَلْ عِنْدَك مِنْهُنَّ عِلْمٌ؟ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يُحِبُّ الرَّجُلَ وَلَمْ يَرَ مِنْهُ خَيْرًا: وَالرَّجُلُ يُبْغِضُ الرَّجُلَ وَلَمْ يَرَ مِنْهُ شَرًّا. فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إنَّ الْأَرْوَاحَ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ تَلْتَقِي فِي الْهَوَاءِ فتشام فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ قَالَ عُمَرُ: وَاحِدَةٌ. قَالَ عُمَرُ: وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ الْحَدِيثَ إذْ نَسِيَهُ فَبَيْنَمَا هُوَ قَدْ نَسِيَهُ إذْ ذَكَرَهُ. فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ الْقُلُوبِ قَلْبٌ إلَّا وَلَهُ سَحَابَةٌ كَسَحَابَةِ الْقَمَرِ فَبَيْنَمَا الْقَمَرُ يُضِيءُ إذْ تَجَلَّلَتْهُ سَحَابَةٌ فَأَظْلَمَ؛ إذْ تَجَلَّتْ عَنْهُ فَأَضَاءَ؛ وَبَيْنَمَا الْقَلْبُ يَتَحَدَّثُ إذْ تَجَلَّلَتْهُ فَنَسِيَ إذْ تَجَلَّتْ عَنْهُ فَذَكَرَ. قَالَ عُمَرُ: اثْنَتَانِ. قَالَ: وَالرَّجُلُ يَرَى الرُّؤْيَا: فَمِنْهَا مَا يَصْدُقُ وَمِنْهَا مَا يَكْذِبُ. فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَنَامُ فَيَمْتَلِئُ نَوْمًا إلَّا عُرِجَ بِرُوحِهِ إلَى الْعَرْشِ فَاَلَّذِي لَا يَسْتَيْقِظُ دُونَ الْعَرْشِ فَتِلْكَ الرُّؤْيَا الَّتِي تَصْدُقُ وَاَلَّذِي يَسْتَيْقِظُ دُونَ الْعَرْشِ فَهِيَ الرُّؤْيَا الَّتِي تَكْذِبُ. فَقَالَ عُمَرُ: ثَلَاثٌ كُنْت فِي طَلَبِهِنَّ؛ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَصَبْتهنَّ قَبْلَ الْمَوْتِ.} وَرَوَاهُ مِنْ وَجْهٍ ثَالِثٍ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سَأَلَ عَنْهُ عُمَرَ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ ثَنَا آدَمَ بْنُ أَبِي إيَاسٍ ثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الخثعمي عَنْ ابْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْقُرَشِيِّ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِعُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَشْيَاءُ أَسْأَلُك عَنْهَا؟ قَالَ: سَلْ عَمَّا شِئْت؛ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّ يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَمِمَّ يَنْسَى؟ وَمِمَّ تَصْدُقُ الرُّؤْيَا وَمِمَّ تَكْذِبُ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَمَّا قَوْلُك مِمَّ يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَمِمَّ يَنْسَى؛ فَإِنَّ عَلَى الْقَلْبِ طخاة مِثْلَ طخاة الْقَمَرِ فَإِذَا تَغَشَّتْ الْقَلْبَ نَسِيَ ابْنُ آدَمَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/481)
فَإِذَا تَجَلَّتْ عَنْ الْقَلْبِ ذَكَرَ مِمَّا كَانَ يَنْسَى. وَأَمَّا مِمَّ تَصْدُقُ الرُّؤْيَا وَمِمَّ تَكْذِبُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} فَمَنْ دَخَلَ مِنْهَا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاءِ فَهِيَ الَّتِي تَصْدُقُ وَمَا كَانَ مِنْهَا دُونَ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ فَهِيَ الَّتِي تَكْذِبُ. قُلْت: وَفِي هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ ذَكَرَ أَنَّ الَّتِي تَكْذِبُ مَا لَمْ يَكْمُلْ وُصُولُهَا إلَى الْعُلُوِّ. وَفِي الْأَوَّلِ ذَكَرَ أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ مِمَّا يَحْصُلُ بَعْدَ رُجُوعِهَا. وَكِلَا الْأَمْرَيْنِ مُمْكِنٌ؛ فَإِنَّ الْحُكْمَ يَخْتَلِفُ لِفَوَاتِ شَرْطِهِ أَوْ وُجُودِ مَانِعِهِ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ عِكْرِمَةُ وَمُجَاهِدٌ إذَا نَامَ الْإِنْسَانُ فَإِنَّ لَهُ سَبَبًا تَجْرِي فِيهِ الرُّوحُ وَأَصْلُهُ فِي الْجَسَدِ. فَتَبْلُغُ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ فَمَا دَامَ ذَاهِبًا فَإِنَّ الْإِنْسَانَ نَائِمٌ. فَإِذَا رَجَعَ إلَى الْبَدَنِ انْتَبَهَ الْإِنْسَانُ؛ فَكَانَ بِمَنْزِلَةِ شُعَاعٍ هُوَ سَاقِطٌ بِالْأَرْضِ وَأَصْلُهُ مُتَّصِلٌ بِالشَّمْسِ. قَالَ ابْنُ منده: وَأُخْبِرْت عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ - وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْأَدَبِ وَلَهُ بَصَرٌ بِالطِّبِّ وَالتَّعْبِيرِ - قَالَ: إنَّ الْأَرْوَاحَ تَمْتَدُّ مِنْ مَنْخِرِ الْإِنْسَانِ وَمَرَاكِبُهَا وَأَصْلُهَا فِي بَدَنِ الْإِنْسَانِ فَلَوْ خَرَجَ الرُّوحُ لَمَاتَ كَمَا أَنَّ السِّرَاجَ لَوْ فَرَّقْت بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْفَتِيلَةِ لطفئت. أَلَا تَرَى أَنَّ تَرَكُّبَ النَّارِ فِي الْفَتِيلَةِ وضوءها وَشُعَاعَهَا مَلَأَ الْبَيْتَ فَكَذَلِكَ الرُّوحُ تَمْتَدُّ مِنْ مَنْخِرِ الْإِنْسَانِ فِي مَنَامِهِ حَتَّى تَأْتِيَ السَّمَاءَ وَتَجُولُ فِي الْبُلْدَانِ وَتَلْتَقِي مَعَ أَرْوَاحِ الْمَوْتَى. فَإِذَا رَآهَا الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِأَرْوَاحِ الْعِبَادِ أَرَاهُ مَا أَحَبَّ أَنْ يَرَاهُ وَكَانَ الْمَرْءُ فِي الْيَقَظَةِ عَاقِلًا ذَكِيًّا صَدُوقًا لَا يَلْتَفِتُ فِي الْيَقَظَةِ إلَى شَيْءٍ مِنْ الْبَاطِلِ رَجَعَ إلَيْهِ رُوحُهُ فَأَدَّى إلَى قَلْبِهِ الصِّدْقَ بِمَا أَرَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى حَسَبِ صِدْقِهِ. وَإِنْ كَانَ خَفِيفًا نَزِقًا يُحِبُّ الْبَاطِلَ وَالنَّظَرَ إلَيْهِ فَإِذَا نَامَ وَأَرَاهُ اللَّهُ أَمْرًا مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ رَجَعَ رُوحُهُ فَحَيْثُ مَا رَأَى شَيْئًا مِنْ مخاريق الشَّيْطَانِ أَوْ بَاطِلًا وَقَفَ عَلَيْهِ كَمَا يَقِفُ فِي يَقَظَتِهِ وَكَذَلِكَ يُؤَدِّي إلَى قَلْبِهِ فَلَا يَعْقِلُ مَا رَأَى لِأَنَّهُ خَلَطَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ؛ فَلَا يُمْكِنُ مُعَبِّرٌ يَعْبُرُ لَهُ وَقَدْ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ. قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ منده: وَمِمَّا يَشْهَدُ لِهَذَا الْكَلَامِ مَا ذَكَرْنَاهُ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. قُلْت: وَخَرَجَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي كِتَابِ " تَعْبِيرُ الرُّؤْيَا " قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْمَرْوَزِي أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَبْدُ اللَّهِ ثَنَا الْمُبَارَكُ {عَنْ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: أُنْبِئْت أَنَّ الْعَبْدَ إذَا نَامَ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: اُنْظُرُوا إلَى عَبْدِي رُوحُهُ عِنْدِي وَجَسَدُهُ فِي طَاعَتِي}. وَإِذَا كَانَتْ الرُّوحُ تَعْرُجُ إلَى السَّمَاءِ مَعَ أَنَّهَا فِي الْبَدَنِ. عُلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ عُرُوجُهَا مِنْ جِنْسِ عُرُوجِ الْبَدَنِ الَّذِي يَمْتَنِعُ هَذَا فِيهِ. وَعُرُوجُ الْمَلَائِكَةِ وَنُزُولُهَا مِنْ جِنْسِ عُرُوجِ الرُّوحِ وَنُزُولِهَا لَا مِنْ جِنْسِ عُرُوجِ الْبَدَنِ وَنُزُولِهِ. وَصُعُودُ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ فَوْقَ هَذَا كُلِّهِ وَأَجَلُّ مِنْ هَذَا كُلِّهِ؛ فَإِنَّهُ تَعَالَى أَبْعَدُ عَنْ مُمَاثَلَةِ كُلِّ مَخْلُوقٍ مِنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/482)
مُمَاثَلَةِ مَخْلُوقٍ لِمَخْلُوقِ. وَإِذَا قِيلَ: الصُّعُودُ وَالنُّزُولُ وَالْمَجِيءُ وَالْإِتْيَانُ أَنْوَاعٌ جِنْسُ الْحَرَكَةِ؛ قِيلَ: وَالْحَرَكَةُ أَيْضًا أَصْنَافٌ مُخْتَلِفَةٌ فَلَيْسَتْ حَرَكَةُ الرُّوحِ كَحَرَكَةِ الْبَدَنِ وَلَا حَرَكَةُ الْمَلَائِكَةِ كَحَرَكَةِ الْبَدَنِ. وَالْحَرَكَةُ يُرَادُ بِهَا انْتِقَالُ الْبَدَنِ وَالْجِسْمِ مِنْ حَيِّزٍ وَيُرَادُ بِهَا أُمُورٌ أُخْرَى كَمَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنْ الطبائعية وَالْفَلَاسِفَةِ: مِنْهَا الْحَرَكَةُ فِي الْكَمِّ كَحَرَكَةِ النُّمُوِّ وَالْحَرَكَةُ فِي الْكَيْفِ كَحَرَكَةِ الْإِنْسَانِ مِنْ جَهْلٍ إلَى عِلْمٍ وَحَرَكَةِ اللَّوْنِ أَوْ الثِّيَابِ مِنْ سَوَادٍ إلَى بَيَاضٍ وَالْحَرَكَةُ فِي الْأَيْنِ كَالْحَرَكَةِ تَكُونُ بِالْأَجْسَامِ النَّامِيَةِ مِنْ النَّبَاتِ وَالْحَيَوَانِ: فِي النُّمُوِّ وَالزِّيَادَةِ أَوْ فِي الذُّبُولِ وَالنُّقْصَانِ؛ وَلَيْسَ هُنَاكَ انْتِقَالُ جِسْمٍ مِنْ حَيِّزٍ إلَى حَيِّزٍ. وَمَنْ قَالَ: إنَّ الْجَوَاهِرَ الْمُفْرَدَةَ تَنْتَقِلُ؛ فَقَوْلُهُ غَلَطٌ كَمَا هُوَ مَبْسُوطٌ فِي مَوْضِعِهِ.
مسألة: كيف تعبر الرؤيا؟
مجموع الفتاوى - (ج 20 / ص 82)
الِاعْتِبَارِ وَالتَّشْرِيكِ وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّنْظِيرِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ فَيُسْتَدَلُّ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ عَلَى الْقِيَاسِ الصَّحِيحِ الْعَقْلِيِّ وَالشَّرْعِيِّ وَيُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ تَعْبِيرُ الرُّؤْيَا فَإِنَّ مَدَارَهُ عَلَى الْقِيَاسِ وَالِاعْتِبَارِ وَالْمُشَابَهَةِ الَّتِي بَيْنَ الرُّؤْيَا وَتَأْوِيلِهَا.
مسألة كيف تمرض النفس؟
مجموع الفتاوى - (ج 19 / ص 34)
الْإِنْسَانُ إذَا فَسَدَتْ نَفْسُهُ أَوْ مِزَاجُهُ يَشْتَهِي مَا يَضُرُّهُ وَيَلْتَذُّ بِهِ؛ بَلْ يَعْشَقُ ذَلِكَ عِشْقًا يُفْسِدُ عَقْلَهُ وَدِينَهُ وَخُلُقَهُ وَبَدَنَهُ وَمَالَهُ
مجموع الفتاوى - (ج 10 / ص 599)
طَالِبُ الرِّئَاسَةِ - وَلَوْ بِالْبَاطِلِ - تُرْضِيهِ الْكَلِمَةُ الَّتِي فِيهَا تَعْظِيمُهُ وَإِنْ كَانَتْ بَاطِلًا، وَتُغْضِبُهُ الْكَلِمَةُ الَّتِي فِيهَا ذَمُّهُ وَإِنْ كَانَتْ حَقًّا.
وَالْمُؤْمِنُ تُرْضِيهِ كَلِمَةُ الْحَقِّ لَهُ وَعَلَيْهِ، وَتُغْضِبُهُ كَلِمَةُ الْبَاطِلِ لَهُ وَعَلَيْهِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ الْحَقَّ وَالصِّدْقَ وَالْعَدْلَ وَيُبْغِضُ الْكَذِبَ وَالظُّلْمَ. فَإِذَا قِيلَ: الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالْعَدْلُ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ أُحِبُّهُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ مُخَالَفَةُ هَوَاهُ. لِأَنَّ هَوَاهُ قَدْ صَارَ تَبَعًا لِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ. وَإِذَا قِيلَ: الظُّلْمُ وَالْكَذِبُ فَاَللَّهُ يُبْغِضُهُ وَالْمُؤْمِنُ يُبْغِضُهُ وَلَوْ وَافَقَ هَوَاهُ. وَكَذَلِكَ طَالِبُ " الْمَالِ " - وَلَوْ بِالْبَاطِلِ - كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} وَهَؤُلَاءِ هُمْ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ: {تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ} الْحَدِيثَ. فَكَيْفَ إذَا اسْتَوْلَى عَلَى الْقَلْبِ مَا هُوَ أَعْظَمُ اسْتِعْبَادًا مِنْ الدِّرْهَمِ وَالدِّينَارِ مِنْ الشَّهَوَاتِ وَالْأَهْوَاءِ وَالْمَحْبُوبَاتِ الَّتِي تَجْذِبُ الْقَلْبَ عَنْ كَمَالِ مَحَبَّتِهِ لِلَّهِ وَعِبَادَتِهِ لِمَا فِيهَا مِنْ الْمُزَاحَمَةِ وَالشِّرْكِ بِالْمَخْلُوقَاتِ كَيْفَ تَدْفَعُ الْقَلْبَ وَتُزِيغُهُ عَنْ كَمَالِ مَحَبَّتِهِ لِرَبِّهِ وَعِبَادَتِهِ وَخَشْيَتِهِ لِأَنَّ كُلَّ مَحْبُوبٍ يَجْذِبُ قَلْبَ مُحِبِّهِ إلَيْهِ وَيُزِيغُهُ عَنْ مَحَبَّةِ غَيْرِ مَحْبُوبِهِ، وَكَذَلِكَ الْمَكْرُوهُ يَدْفَعُهُ وَيُزِيلُهُ وَيَشْغَلُهُ عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
مسألة: ما هي الروح المدبرة لجسم الإنسان؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 301)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/483)
النَّفْسُ - وَهِيَ الرُّوحُ الْمُدَبِّرَةُ لِبَدَنِ الْإِنْسَانِ - هِيَ مِنْ بَابِ مَا يَقُومُ بِنَفْسِهِ الَّتِي تُسَمَّى جَوْهَرًا وَعَيْنًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا لَيْسَتْ مِنْ بَابِ الْأَعْرَاضِ الَّتِي هِيَ صِفَاتٌ قَائِمَةٌ بِغَيْرِهَا. وَأَمَّا التَّعْبِيرُ عَنْهَا بِلَفْظِ " الْجَوْهَرِ " " وَالْجِسْمِ " فَفِيهِ نِزَاعٌ بَعْضُهُ اصْطِلَاحِيٌّ وَبَعْضُهُ مَعْنَوِيٌّ. فَمَنْ عَنَى بِالْجَوْهَرِ الْقَائِمَ بِنَفْسِهِ فَهِيَ جَوْهَرٌ وَمَنْ عَنَى بِالْجِسْمِ مَا يُشَارُ إلَيْهِ وَقَالَ إنَّهُ يُشَارُ إلَيْهَا فَهِيَ عِنْدُهُ جِسْمٌ وَمَنْ عَنَى بِالْجِسْمِ الْمُرَكَّبَ مِنْ الْجَوَاهِرِ الْمُفْرَدَةِ أَوْ الْمَادَّةِ وَالصُّورَةِ فَبَعْضُ هَؤُلَاءِ قَالَ إنَّهَا جِسْمٌ أَيْضًا. وَمَنْ عَنَى بِالْجَوْهَرِ الْمُتَحَيِّزَ الْقَابِلَ لِلْقِسْمَةِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ إنَّهَا جَوْهَرٌ وَالصَّوَابُ أَنَّهَا لَيْسَتْ مُرَكَّبَةً مِنْ الْجَوَاهِرِ الْمُفْرَدَةِ وَلَا مِنْ الْمَادَّةِ وَالصُّورَةِ وَلَيْسَتْ مِنْ جِنْسِ الْأَجْسَامِ الْمُتَحَيِّزَاتِ الْمَشْهُودَةِ الْمَعْهُودَةِ وَأَمَّا الْإِشَارَةُ إلَيْهَا فَإِنَّهُ يُشَارُ إلَيْهَا وَتَصْعَدُ وَتَنْزِلُ وَتَخْرُجُ مِنْ الْبَدَنِ وَتُسَلُّ مِنْهُ كَمَا جَاءَتْ بِذَلِكَ النُّصُوصُ وَدَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّوَاهِدُ الْعَقْلِيَّةُ.
مسألة: ما هو الذي تسميه الأطباء الروح الحيواني؟
مجموع الفتاوى - (ج 19 / ص 32)
الدَّمِ الَّذِي هُوَ الْبُخَارُ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْأَطِبَّاءُ الرُّوحَ الْحَيَوَانِيَّ الْمُنْبَعِثُ مِنْ الْقَلْبِ السَّارِي فِي الْبَدَنِ الَّذِي بِهِ حَيَاةُ الْبَدَنِ
مسألة: هل للروح اختصاص بشيء من الجسد؟
مجموع الفتاوى - (ج 9 / ص 302)
وَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ أَيْنَ مَسْكَنُهَا مِنْ الْجَسَدِ؟ فَلَا اخْتِصَاصَ لِلرُّوحِ بِشَيْءِ مِنْ الْجَسَدِ بَلْ هِيَ سَارِيَةٌ فِي الْجَسَدِ كَمَا تَسْرِي الْحَيَاةُ الَّتِي هِيَ عَرَضٌ فِي جَمِيعِ الْجَسَدِ فَإِنَّ الْحَيَاةَ مَشْرُوطَةٌ بِالرُّوحِ فَإِذَا كَانَتْ الرُّوحُ فِي الْجَسَدِ كَانَ فِيهِ حَيَاةٌ وَإِذَا فَارَقَتْهُ الرُّوحُ فَارَقَتْهُ الْحَيَاةُ.
مسألة: مم خلق الإنسان و الملك و الجان؟
مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 94)
ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ مجموع الفتاوى - (ج 11 / ص 95)
صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ مِنْ نُورٍ؛ وَخَلَقَ إبْلِيسَ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ؛ وَخَلَقَ آدَمَ مِمَّا وَصَفَ لَكُمْ} وَلَيْسَ تَفْضِيلُ بَعْضِ الْمَخْلُوقَاتِ عَلَى بَعْضٍ بِاعْتِبَارِ مَا خُلِقَتْ مِنْهُ فَقَطْ؛ بَلْ قَدْ يُخْلَقُ الْمُؤْمِنُ مِنْ كَافِرٍ؛ وَالْكَافِرُ مِنْ مُؤْمِنٍ؛ كَابْنِ نُوحٍ مِنْهُ وَكَإِبْرَاهِيمَ مِنْ آزَرَ؛ وَآدَمُ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ طِينٍ: فَلَمَّا سَوَّاهُ؛ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ؛ وَأَسْجَدَ لَهُ الْمَلَائِكَةَ؛ وَفَضَّلَهُ عَلَيْهِمْ بِتَعْلِيمِهِ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ وَبِأَنْ خَلَقَهُ بِيَدَيْهِ؛ وَبِغَيْرِ ذَلِكَ. فَهُوَ وَصَالِحُو ذُرِّيَّتِهِ أَفْضَلُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ؛ وَإِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ مَخْلُوقِينَ مِنْ طِينٍ؛ وَهَؤُلَاءِ مِنْ نُورٍ. وَهَذِهِ " مَسْأَلَةٌ كَبِيرَةٌ " مَبْسُوطَةٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ؛ فَإِنَّ فَضْلَ بَنِي آدَمَ هُوَ بِأَسْبَابِ يَطُولُ شَرْحُهَا هُنَا. وَإِنَّمَا يَظْهَرُ فَضْلُهُمْ إذَا دَخَلُوا دَارَ الْقَرَارِ: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}. وَالْآدَمِيُّ خُلِقَ مِنْ نُطْفَةٍ؛ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ؛ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ انْتَقَلَ مَنْ صِغَرٍ إلَى كِبَرٍ ثُمَّ مِنْ دَارٍ إلَى دَارٍ فَلَا يَظْهَرُ فَضْلُهُ وَهُوَ فِي ابْتِدَاءِ أَحْوَالِهِ؛ وَإِنَّمَا يَظْهَرُ فَضْلُهُ عِنْدَ كَمَالِ أَحْوَالِهِ؛ بِخِلَافِ الْمَلَكِ الَّذِي تَشَابَهَ أَوَّلُ أَمْرِهِ وَآخِرِهِ. وَمِنْ هُنَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/484)
غَلِطَ مَنْ فَضَّلَ الْمَلَائِكَةَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ حَيْثُ نَظَرَ إلَى أَحْوَالِ الْأَنْبِيَاءِ. وَهُمْ فِي أَثْنَاءِ الْأَحْوَالِ. قَبْلَ أَنْ يَصِلُوا إلَى مَا وُعِدُوا بِهِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ مِنْ نِهَايَاتِ الْكَمَالِ.
مسألة: و كيف يخلق الحيوان؟
مجموع الفتاوى - (ج 17 / ص 243)
وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ فِيمَا يَخْلُقُهُ اللَّهُ مِنْ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالْمَعْدِنِ وَالْمَطَرِ وَالنَّارِ الَّتِي تُورَى بِالزِّنَادِ وَغَيْرِ ذَلِكَ هَلْ تَحْدُثُ أَعْيَانُ هَذِهِ الْأَجْسَامِ فَيُقْلَبُ هَذَا الْجِنْسُ إلَى جِنْسٍ آخَرَ. كَمَا يُقْلَبُ الْمَنِيُّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً أَوْ لَا تَحْدُثُ إلَّا أَعْرَاضٌ وَأَمَّا الْأَعْيَانُ الَّتِي هِيَ الْجَوَاهِرُ فَهِيَ بَاقِيَةٌ بِغَيْرِ صِفَاتِهَا بِمَا يُحْدِثُهُ فِيهَا مِنْ الْأَكْوَانِ الْأَرْبِعَةِ: الِاجْتِمَاعِ وَالِافْتِرَاقِ وَالْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ: فَالْقَائِلُونَ بِأَنَّ الْأَجْسَامَ مُرَكَّبَةٌ مِنْ الْجَوَاهِرِ الْمُنْفَرِدَةِ الَّتِي لَا تَقْبَلُ التجزي كَمَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ. وَإِمَّا مِنْ جَوَاهِرَ لَا نِهَايَةَ لَهَا كَمَا يُحْكَى عَنْ النَّظَّامِ.
مسألة: من هم الشياطين؟
مجموع الفتاوى - (ج 15 / ص 7)
سُئِلَ الشَّيْخُ - رَحِمَهُ اللَّهُ -:
عَنْ قَوْله تَعَالَى {إنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ. هَلْ ذَلِكَ عَامٌّ لَا يَرَاهُمْ أَحَدٌ أَمْ يَرَاهُمْ بَعْضُ النَّاسِ دُونَ بَعْضٍ؟ وَهَلْ الْجِنُّ وَالشَّيَاطِينُ جِنْسٌ وَاحِدٌ وَلَدُ إبْلِيسَ أَمْ جِنْسَيْنِ: وَلَدُ إبْلِيسَ وَغَيْرُ وَلَدِهِ؟.
فَأَجَابَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْنُ تَيْمِيَّة - رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ آمِينَ - فَقَالَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، الَّذِي فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُمْ يَرَوْنَ الْإِنْسَ مِنْ حَيْثُ لَا يَرَاهُمْ الْإِنْسُ وَهَذَا حَقٌّ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ يَرَوْنَ الْإِنْسَ فِي حَالٍ لَا يَرَاهُمْ الْإِنْسُ فِيهَا وَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُمْ لَا يَرَاهُمْ أَحَدٌ مِنْ الْإِنْسِ بِحَالِ؛ بَلْ قَدْ يَرَاهُمْ الصَّالِحُونَ وَغَيْرُ الصَّالِحِينَ أَيْضًا؛ لَكِنْ لَا يَرَوْنَهُمْ فِي كُلِّ حَالٍ وَالشَّيَاطِينُ هُمْ مَرَدَةُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ وَجَمِيعُ الْجِنِّ وَلَدُ إبْلِيسَ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 01:49 ص]ـ
و فيك يبارك
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:53 ص]ـ
جزاك الله خير(117/485)
من بديع كلام بن القيم رحمه الله
ـ[عمرو جمال حسن أبوشاهين]ــــــــ[22 - 10 - 09, 07:01 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
هو الامام ابن القيم رحمه الله تعالى المشهور بكلامه النفيس الذي يكتب بماء الذهب لذا فقد اخترت لاخواني من اهل المنتدى مجموعة من نفيس كلامه ومن باب الامانة العلمية فهي منقولة من كتاب الدرر والحكم من كلام ابن القيم لاخينا أبي اياس البلوشي .....
1_للعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس&فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله &هتك الستر الذي بينه وبين الناس.
2_كيف يكون عاقلا من باع الجنة وما فيه بشهوة ساعة؟؟!!
3_المخلوق إذا خفته استوحشت منه وهربت منه؛ والرب تعالى اذا خفت منه أنست به وهربت إليه.
4_كفى بك عزا أنك له عبد؛ وكفى بك فخرا أنه لك رب.
5_الذنوب جراحات؛ ورب جرح وقع في مقتل
6_قيل لبعض العباد: إلى كم تتعب نفسك؟ قال راحتها أريد.
جزاكم الله خيرا إخواني
وصلى الله على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين
أخوكم أبو بسطام
ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[24 - 10 - 09, 09:05 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[24 - 10 - 09, 12:48 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[عمرو جمال حسن أبوشاهين]ــــــــ[24 - 10 - 09, 04:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الرد اخواني وانتظروا المزيد من مشاركاتي
أخوكم أبو بسطام(117/486)
مالفرق بين السنن التي تُقضى والتي لا تُقضى؟
ـ[أم ضياء]ــــــــ[23 - 10 - 09, 12:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
س/مالفرق بين السنن التي لا يصح قضاؤها والتي يقول فيها العلماء (سنة فات محلها)، وبين السنن التي يشرع قضاؤها كركعتي الفجر وصلاة الوتر؟ وأريد أن تدلوني على مراجع في ذلك أثابكم الله؟
ـ[السيدعمرالسيد]ــــــــ[23 - 10 - 09, 01:30 ص]ـ
سنة فات محلها
كصلاة الإستخارة فى أمر قد تم فعلا
لا تقضى
و لم أعرف أبدا مصطلح "سنة فات محلها"
من أين أتيت به؟
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[23 - 10 - 09, 12:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ:
متى يقال بعدم قضاء النفل.
هل لأنه سنة فات محلها، إذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقضي بعض النوافل بعد فوات وقتها كالوتر، وكصيام الست من شوال؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السنن المشروعة إما سنن مطلقة يجوز فعلها في أي وقت سوى أوقات النهي فهذا لا يتصور فيها القضاء لأنها تفعل في أي وقت سوى أوقات النهي ومثل ذلك نوافل الصيام المطلقة وإما أن تكون هذه السنن غير موقتة لكنها لا تفعل إلا عند وجود سببها كصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف على القول بأنهما سنتين فهذا لا تقضى إذا فات محلها، والقسم الثالث هي السنن الموقتة بوقت معين كسنة الفجر القبلية وبقية السنن الرواتب وصلاة الضحى وفي الصيام كصيام الست من شوال فهذه إن تركها المكلف لعذر كنوم أو نسيان وهو يريد فعلها فهذه تقضى لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما فاتته صلاة الفجر بسبب النوم ولم يقم هو وأصحابه حتى طلعت الشمس أمر بلالاً فأذن ثم صلى ركعتي الفجر ثم أمره فأقام الصلاة فصلى الفريضة. أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه 680/ 310 ومن حديث أبي قتادة رضي الله عنه 681 وقد ركع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر ومعلوم نهيه عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس فسألته أم سلمة رضي الله عنها فقال: "يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر وإنه أتاني ناس من عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان" أخرجه البخاري 1233 ومسلم 834، وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غلبه نوم أو رجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة. أخرجه مسلم 746 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل" أخرجه مسلم 747، وأيضاً لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها" أخرجه البخاري 597 ومسلم 684/ 315 من حديث أنس رضي الله عنه.
ومثل ذلك صيام الست من شوال إذا ترك صيامها في شوال لعذر كمرض أو قضاء رمضان فإنه يصومها ولو في ذي القعدة قضاء ويرجى له ثوابها.
أما إن كان تركه لهذه السنن لغير عذر وإنما هو التساهل فلا تقضى إذا فات وقتها كما هو مفهوم الأدلة السابقة، ولأنها سنة فات محلها فلا تقضى، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المفتي: الشيخ سليمان الأصقه
نائب رئيس محكمة الخرج
المصدر: http://almoslim.net/node/105350
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[23 - 10 - 09, 01:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ:
متى يقال بعدم قضاء النفل.
هل لأنه سنة فات محلها، إذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقضي بعض النوافل بعد فوات وقتها كالوتر، وكصيام الست من شوال؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/487)
فإن السنن المشروعة إما سنن مطلقة يجوز فعلها في أي وقت سوى أوقات النهي فهذا لا يتصور فيها القضاء لأنها تفعل في أي وقت سوى أوقات النهي ومثل ذلك نوافل الصيام المطلقة وإما أن تكون هذه السنن غير موقتة لكنها لا تفعل إلا عند وجود سببها كصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف على القول بأنهما سنتين فهذا لا تقضى إذا فات محلها، والقسم الثالث هي السنن الموقتة بوقت معين كسنة الفجر القبلية وبقية السنن الرواتب وصلاة الضحى وفي الصيام كصيام الست من شوال فهذه إن تركها المكلف لعذر كنوم أو نسيان وهو يريد فعلها فهذه تقضى لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما فاتته صلاة الفجر بسبب النوم ولم يقم هو وأصحابه حتى طلعت الشمس أمر بلالاً فأذن ثم صلى ركعتي الفجر ثم أمره فأقام الصلاة فصلى الفريضة. أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه 680/ 310 ومن حديث أبي قتادة رضي الله عنه 681 وقد ركع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العصر ومعلوم نهيه عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس فسألته أم سلمة رضي الله عنها فقال: "يا بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر وإنه أتاني ناس من عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان" أخرجه البخاري 1233 ومسلم 834، وقالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غلبه نوم أو رجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة. أخرجه مسلم 746 وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل" أخرجه مسلم 747، وأيضاً لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها" أخرجه البخاري 597 ومسلم 684/ 315 من حديث أنس رضي الله عنه.
ومثل ذلك صيام الست من شوال إذا ترك صيامها في شوال لعذر كمرض أو قضاء رمضان فإنه يصومها ولو في ذي القعدة قضاء ويرجى له ثوابها.
أما إن كان تركه لهذه السنن لغير عذر وإنما هو التساهل فلا تقضى إذا فات وقتها كما هو مفهوم الأدلة السابقة، ولأنها سنة فات محلها فلا تقضى، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المفتي: الشيخ سليمان الأصقه
نائب رئيس محكمة الخرج
المصدر: http://almoslim.net/node/105350
بارك الله فيك أيها المفضال!
أجدت فأفدت كتب الله أجرك ونفع بك الإسلام والمسلمين.
لا يزال يراعك بالحق ممدودا وبالتسديد من الله موصولا!
محبك أبو معاذ.
ـ[أم ضياء]ــــــــ[24 - 10 - 09, 04:47 ص]ـ
جزى الله الجميع خيرا على البيان والإفادة.
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[24 - 10 - 09, 08:14 ص]ـ
بارك الله فيك أيها المفضال!
أجدت فأفدت كتب الله أجرك ونفع بك الإسلام والمسلمين.
لا يزال يراعك بالحق ممدودا وبالتسديد من الله موصولا!
محبك أبو معاذ.
وفيكم بارك أخي الحبيب، لا حرمكم الله الأجر والثواب.
وصدق الصادق المصدوق في قوله: "الحكمة يمانية" (ابتسامة)
محبكم في الله
أيمن بن خالد(117/488)
اريد بحث الشيخ العلوان في حكم التشقير
ـ[أم ديالى]ــــــــ[23 - 10 - 09, 02:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قيل لي ان للشيخ سليمان العلوان فك الله اسره بحث في مسألة التشقير ..
اتمنى ان تزودوني به جزاكم الله خيرا
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 05:27 م]ـ
لا أعلم أنه بحثها بحث موسع وإنما سئل عن حكم التشقير فأجاب بأنه يجوز واستدل بقول الله تعالى (قل من حرم زينة الله .. ).
لكن هذا القول أعتبره مجملا لكن لو نظرت إلى التشقير لوجدت أنه على أقل تقدير تشبه بالنمصات بل لا تكاد تفرق بين النامصة وبين المشقرة!! وأظن هذا لا يخفاكم ..
وأيضا حتى من الناحية الطبية وجدت أن التشقير يحرق الجلد وقد رأيت هذا بأم عينين لأحد القريبات هداها الله وقد أخذت بقول من يقول بالجواز وكنت قد نصحتها ثم ما أن مر الزمن حتى رأيت عيانا بيانا رموشها قد احترق جزء منها!!
صفة التشقير: أن تعمد المرأة إلى جزء من شعر الحاجب وتصبغه بلون قريب من لون بشرة وجهها بحيث يظن الرائي لهذه المرأة أنها نامصة وأنها قد رققت حواجبها، وهي في الحقيقة لم تقص شيئا من شعر الحاجب ولكن اللون القريب من البشرة الذي وضعته على جزء من شعر الحاجب أخفى جزءا من هذا الشعر، فأصبحت هذه المرأة المشقرة تشبه النامصة، فهل يعتبر هذا من النمص المحرم، وما أثره على الطهارة؟
أما أثره على الطهارة فظاهر أنه لا يمنع وصول الماء إلى البشرة ولا إلى الشعر، فحكمه من حيث الطهارة الأمر فيه ظاهر وهو أنه لا يمنع وصول الماء، مجرد تلوين فقط، مجرد تلوين يوضع على هذا الشعر فلا يمنع وصول الماء إلى الشعر ولا إلى البشرة.
ولكن حكمه في الأساس اختلف العلماء المعاصرون في حكمه على قولين، ومنشأ الخلاف في هذه المسألة، منشأ الخلاف بين العلماء راجع إلى مسألة أخرى وهي: هل النمص يختص بإزالة الشعر فقط؟ هل النمص يختص بإزالة شعر الحاجبين فقط؟ أو أنه يشمل أيضا ما كان في معناه؟ ومعلوم أن التشقير ليس فيه إزالة للشعر، وإنما فيه تلوين لبعض شعر الحاجب.
فمن العلماء من قال: إن التشقير جائز، قالوا: لأنه ليس بنمص في حقيقة الأمر، فإن النمص هو إزالة شعر الحاجب أو بعضه، فإن النمص هو إزالة شعر الحاجب أو بعضه، وهذا ليس بمتحقق في التشقير، ومن أبرز من قال بهذا القول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.
والقول الثاني في المسألة: إن التشقير محرم؛ لأنه وإن لم تنطبق عليه حقيقة النمص فليس فيه قص ولا أخذ لشعر الحاجب، إلا أنه في معنى النمص، فهو في الحقيقة حيلة على النمص، ولهذا لا تكاد تفرق بين المرأة المشقرة، والمرأة النامصة، وذكر أحد المشايخ أنه رأى امرأة من أقاربه مشقرة فأنكر عليها إنكارا شديدا يظن أنها قد نمصت، وبين لها أن النمص من الكبائر، فأخبرته بأنه تشقير وليس بنمص، فتعجب وقال: إن من يرى المرأة مشقرة لا يفرق في الحقيقة بين المرأة المشقرة والمرأة النامصة. قالوا: فيكون التشقير حيلة على النمص، والعبرة في الشريعة بالمعاني والمقاصد.
ومن أبرز من أفتى بهذا القول وهو القول بتحريم التشقير اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فقد أصدرت قبل سنوات فتوى بتحريم التشقير.
والأقرب، والله أعلم، إلى هذه المسألة هو القول الثاني، وهو تحريم التشقير؛ لأنه هو في معنى النمص حقيقة، وهو في واقع الأمر حيلة على النمص، بدل ما تزيل المرأة بعض شعر الحاجب حقيقة لجأت إلى هذه الحيلة بحيث لا يفرق الرائي بين هذه المرأة النامصة، وبين هذه المرأة المشقرة.
والأصل في هذه الزينة التي تكون على هذا الوجه الأصل فيها المنع، لهذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة، والفالجة والمتفلجة، طالبات الحسن المغيرات لخلق الله عز وجل هذا هو حاصل كلام أهل العلم في هذه المسألة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/489)
هناك مسألة مرتبطة بهذه المسألة وهي تحديد الحاجب بقلم أسود يعني عكس هذه المسألة، تحديد الحاجب بقلم أسود، فهذه المرأة لون شعر حاجبها أسود لكنها فقط تريد زيادة تلوين شعر الحاجب، فنقول: إن هذا لا بأس به؛ لأنه ليس بمعنى النمص، فإن النمص هو ترقيق شعر الحاجب، وهذا إنما هو فقط فيه زيادة تلوين شعر الحاجب، فليس في معنى النمص، ولهذا نقول: إن تحديد الحاجب بقلم أسود إنه لا بأس به؛ لأنه في واقع الأمر إنما هو زيادة تلوين لشعر الحاجب.
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:56 م]ـ
حُكم تشقير الحواجب - فتوى اللجنة الدائمة -
فتوى رقم (21778) وتاريخ 29/ 12/1421 هـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي مبارك صالح، والمُحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (7868) وتاريخ 19/ 12/1421 هـ وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه:
(فقد انتشر في الآونة الأخيرة بين أوساط النساء ظاهرة تشقير الحاجبين بحيث يكون هذا التشقير من فوق الحاجب ومِن تحته بشكل يُشابه بصورة مطابقة للنمص، من ترقيق الحاجبين، ولا يخفى أن هذه الظاهرة جاءت تقليداً للغرب. وأيضا خطورة هذه المادة المُشقّرة للشعر من الناحية الطبية، والضرر الحاصل له، فما حُكم الشرع في مثل هذا الفعل؟ أفتونا مأجورين، علماً بأن الأغلبية من النساء عند مناصحتها تطلب ما كُتِب من اللجنة، وتَردّ الفتوى الشفهية فنرغب – حفظكم الله – إصدار فتوى. سائلينه سبحانه عز وجل أن ينفع بها، ويحفظ لهذه الأمة دينها. إنه ولي ذلك والقادر عليه).
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن
تشقير أعلى الحاجبين وأسفلهما بالطريقة المذكورة لا يجوز لما في ذلك من تغيير خلق الله سبحانه ولمشابهته للنمص المحرّم شرعاً، حيث إنه في معناه ويزداد الأمر حُرمة إذا كان ذلك الفعل تقليداً وتشبهاً بالكفار أو كان في استعماله ضرر على الجسم أو الشعر لقول الله تعالى: (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) وقوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
عضو
عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
عضو
صالح بن فوزان الفوزان
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:58 م]ـ
سئل العلامة صالح الفوزان حفظه الله فقال السائل:
كثيرا ما سمعنا فتوى التشقير للشعر، بعضهم أجاز ذلك وبعضهم منعها واختلاف الفتوى فيها، ولكن قيل لنا يا شيخ بأنه عند فحصها في المختبر وجد أنها عبارة عن سحب لون الشعر وليس طبقة على الشعر وإنما يسحب اللون فهل هذا صحيح؟
فأجاب حفظه الله ورعاه: لا يجوز العبث بالحواجب لا بالقص ولا بالنتف ولا بالحلق ولا بتغيير لونها، لأن هذا من تغيير خلق الله إلا إذا كان لونها مشوها خارجا عن المألوف، فلا بأس أن يعالج بما يزيل التشويه، وأما العبث فيها وهي سليمة فإنها تبقى على هيئتها ولا يعبث فيها لأن هذا يدخل في تغيير خلق الله من غير حاجة أو من غير ضرورة إلى ذلك، فالشيطان حريص على أن يتلاعب ببني آدم ولهذا قال لربه عز وجل في بني آدم " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " فهذا من تغيير خلق الله من دون ضرورة.نعم.
نور على الدرب يوم الأحد 12 رجب
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 09:58 م]ـ
صفة التشقير: أن تعمد المرأة إلى جزء من شعر الحاجب وتصبغه بلون قريب من لون بشرة وجهها بحيث يظن الرائي لهذه المرأة أنها نامصة وأنها قد رققت حواجبها، وهي في الحقيقة لم تقص شيئا من شعر الحاجب ولكن اللون القريب من البشرة الذي وضعته على جزء من شعر الحاجب أخفى جزءا من هذا الشعر، فأصبحت هذه المرأة المشقرة تشبه النامصة، فهل يعتبر هذا من النمص المحرم، وما أثره على الطهارة؟
أما أثره على الطهارة فظاهر أنه لا يمنع وصول الماء إلى البشرة ولا إلى الشعر، فحكمه من حيث الطهارة الأمر فيه ظاهر وهو أنه لا يمنع وصول الماء، مجرد تلوين فقط، مجرد تلوين يوضع على هذا الشعر فلا يمنع وصول الماء إلى الشعر ولا إلى البشرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/490)
ولكن حكمه في الأساس اختلف العلماء المعاصرون في حكمه على قولين، ومنشأ الخلاف في هذه المسألة، منشأ الخلاف بين العلماء راجع إلى مسألة أخرى وهي: هل النمص يختص بإزالة الشعر فقط؟ هل النمص يختص بإزالة شعر الحاجبين فقط؟ أو أنه يشمل أيضا ما كان في معناه؟ ومعلوم أن التشقير ليس فيه إزالة للشعر، وإنما فيه تلوين لبعض شعر الحاجب.
فمن العلماء من قال: إن التشقير جائز، قالوا: لأنه ليس بنمص في حقيقة الأمر، فإن النمص هو إزالة شعر الحاجب أو بعضه، فإن النمص هو إزالة شعر الحاجب أو بعضه، وهذا ليس بمتحقق في التشقير، ومن أبرز من قال بهذا القول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله.
والقول الثاني في المسألة: إن التشقير محرم؛ لأنه وإن لم تنطبق عليه حقيقة النمص فليس فيه قص ولا أخذ لشعر الحاجب، إلا أنه في معنى النمص، فهو في الحقيقة حيلة على النمص، ولهذا لا تكاد تفرق بين المرأة المشقرة، والمرأة النامصة، وذكر أحد المشايخ أنه رأى امرأة من أقاربه مشقرة فأنكر عليها إنكارا شديدا يظن أنها قد نمصت، وبين لها أن النمص من الكبائر، فأخبرته بأنه تشقير وليس بنمص، فتعجب وقال: إن من يرى المرأة مشقرة لا يفرق في الحقيقة بين المرأة المشقرة والمرأة النامصة. قالوا: فيكون التشقير حيلة على النمص، والعبرة في الشريعة بالمعاني والمقاصد.
ومن أبرز من أفتى بهذا القول وهو القول بتحريم التشقير اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فقد أصدرت قبل سنوات فتوى بتحريم التشقير.
والأقرب، والله أعلم، إلى هذه المسألة هو القول الثاني، وهو تحريم التشقير؛ لأنه هو في معنى النمص حقيقة، وهو في واقع الأمر حيلة على النمص، بدل ما تزيل المرأة بعض شعر الحاجب حقيقة لجأت إلى هذه الحيلة بحيث لا يفرق الرائي بين هذه المرأة النامصة، وبين هذه المرأة المشقرة.
والأصل في هذه الزينة التي تكون على هذا الوجه الأصل فيها المنع، لهذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة، والواشمة والمستوشمة، والفالجة والمتفلجة، طالبات الحسن المغيرات لخلق الله عز وجل هذا هو حاصل كلام أهل العلم في هذه المسألة.
هناك مسألة مرتبطة بهذه المسألة وهي تحديد الحاجب بقلم أسود يعني عكس هذه المسألة، تحديد الحاجب بقلم أسود، فهذه المرأة لون شعر حاجبها أسود لكنها فقط تريد زيادة تلوين شعر الحاجب، فنقول: إن هذا لا بأس به؛ لأنه ليس بمعنى النمص، فإن النمص هو ترقيق شعر الحاجب، وهذا إنما هو فقط فيه زيادة تلوين شعر الحاجب، فليس في معنى النمص، ولهذا نقول: إن تحديد الحاجب بقلم أسود إنه لا بأس به؛ لأنه في واقع الأمر إنما هو زيادة تلوين لشعر الحاجب.
هذا الكلام قاله الشيخ الخثلان حفظه الله ...
ـ[أم ديالى]ــــــــ[24 - 10 - 09, 12:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني الافاضل
انا بحمد الله لا اشقر لانه بالنسبة لي شبهة ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، وكل ما ذكرتموه من فتاوى سبق ان وقفت عليها .. ولكن هناك من ذكر لي ان للشيخ العلوان فك الله قيده بحيث في هذه المسألة فأحببت الاطلاع عليه لاسيما وان الشيخ عالم مبرز .. ولن ابالغ ان قلت انه اعلم اهل الارض في هذا الزمان نفعنا الله بعمله ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 12:28 ص]ـ
لا أعلم أنه بحثها بحث موسع وإنما سئل عن حكم التشقير فأجاب بأنه يجوز واستدل بقول الله تعالى (قل من حرم زينة الله .. ).
.
أما قولك أنه أعلم أهل الأرض فقد بالغت أيما مبالغة!!
ولا أدري من أين جئت بهذه المقولة العجيبة
فالشيخ سليمان عالم مبرز بلا جدال وكغيره من أهل العلم يخطئ ويصيب،
ـ[أبو البركات]ــــــــ[24 - 10 - 09, 01:11 م]ـ
ولمشابهته للنمص المحرّم شرعاً
من قال أنه يشبه النمص؟
وكيف تم التشبيه؟
فالنمص له طريقته وكيفيته والتشقير لها طريقتها وكيفيتها ...
ـ[أبو البركات]ــــــــ[24 - 10 - 09, 01:15 م]ـ
ماهو حكم صبغ شعر المرأة وحواجبها؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[24 - 10 - 09, 01:18 م]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فنحن مشغل نسائي ولدينا قسم خاص بتجميل المرأة
وتطلب بعض النساء نمص أجفانهن فنرفض بسبب حرمة هذا العمل، ولكن نقترح على النساء بوضع صبغة على الجفن وهذه الصبغة تجعل الشعر غير واضح بسبب لون هذه الصبغة.
فهل هذه الصبغة محرمة أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأصل في حكم الأصباغ في الوجه والشعر الجواز قال تعالى {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده}.
ولا يُحضر من ذلك إلا أمران:
الأول: صبغ الشعر بالسواد فإنه مكروه في أصح مذاهب أهل العلم، وإن كان المقصود منه التغرير وغش الخاطب فإنه يحرم.
الثاني: ما فيه تشبه بالكافرات فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. رواه أحمد من حديث ابن عمر وسنده جيد.
ولا حرج في صبغ الأجفان لأنه لم يرد دليل من الكتاب ولا من السنة على منع ذلك، والأصل الجواز مالم يقصد بذلك التشبه بالكافرات والعاهرات وهذا بخلاف النمص فإنه محرم وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم النامصة – متفق عليه من حديث ابن مسعود، والنمص هو إزالة شعر الحاجبين بنتف أو قص أو حلق ولا يرخص في قص شعر الحاجبين إلا ماكان نازلاً على العينين فإنه يؤخذ المؤذي منه، وقالت طائفة من العلماء إن النمص هو إزالة شعر الوجه وفيه نظر.
والصواب قصر معنى النمص على حلق شعر الحاجبين وما كان في معنى الحلق والله أعلم.
قاله
سليمان بن ناصر العلوان
29/ 7 / 1422 هـ(117/491)
روح لا إله إلا الله (الحلقة الثانية)
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:21 م]ـ
ذو النون (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1) يونس بن متى u
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في قصّة يونس u:
هذه القصّة مذكورة هناـ يقصد سورة الأنبياء ـ وفي سورة الصافات، وفي سورة ن، وذلك أنّ يونس بن متّى u بعثه الله إلى أهل قرية نِينْوَى، وهي قرية من أرض الموصل، فدعاهم إلى الله، فأبوا عليه، وتمادوا على كفرهم، فخرج من بين أظهرهم مغاضبا لهم، ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث، فلمّا تحقّقوا من ذلك، وعلموا أنّ النبيّ لا يَكذِب، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم، وأنعامهم، ومواشيهم، وفرّقوا بين الأمّهات وأولادها، ثمّ تضرّعوا إلى الله عزّ وجلّ وجأروا إليه، ورَغَت (2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2) الإبل و فِصلانُها، وخارت (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3) البقر وأولادُها، وثَغَت (4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4) الغنم و سِخالُها، فرفع الله عنهم العذاب (5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5) كما أخبر: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} (يونس: 98)، وأمّا يونس u، فإنّه ذهب فركب مع قوم في سفينة فلجلجت بهم، وخافوا أن يغرقوا، فاقترعوا على رجل يلقونه بينهم، يتخفّفون منه، فوقعت القرعة على يونس، فأبَوا أن يُلقوه، ثمّ أعادوها فوقعت عليه أيضا فأبَوا، ثمّ أعادوها فوقعت عليه أيضا، قال تعالى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ} (الصافات: 141)، فقام يونس u وتجرّد من ثيابه، ثمّ ألقى بنفسه في البحر، وقد أرسل الله سبحانه من البحر الأخضرـ فيما قاله ابن مسعود رضي الله عنه ـ حُوتًا يشقّ البحر حتّى جاء فالتقم يونس حين ألقى نفسه من السفينة، فأوحى الله إلى ذلك الحوت أن لا تأكل له لحما، ولا تهشم له عظما، فإنّ يونس ليس لك رزقا، إنّما بطنك له سجنا. اهـ (6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6)
وقد حفظ لنا الباري جلّ شأنه أخبار هذه القصّة في سورة الصافات فقال سبحانه: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَvإِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِvفَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَvفَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌvفَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَvلَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (الصافات 139: 144)، وحفظ لنا سبحانه جلّ في علاه التسبيح الذي كان من يونس uبقوله في سورة الأنبياء: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَvفَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} (الأنبياء 77: 88).
ومعنى قوله (مغاضبا) قال النّسفي رحمه الله: أي مراغما لقومه، ومعنى مغاضبته لقومه أنّه أغضبهم بمفارقته، لخوفهم حلول العقاب عليهم عندها، روي أنّه تبرّم بقومه لطول ما ذكّرهم، فلم يتّعظوا وأقاموا على كفرهم فراغمهم، وظنّ أنّ ذلك يسوغ حيثُ لم يفعله إلاّ غضبا لله وبغضا للكفر وأهله، وكان عليه أن يصابر وينتظر الإذن من الله تعالى في المهاجرة، فابتلي ببطن الحوت. اهـ (7) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7)
وذكر الإمام الشوكاني رحمه الله عن بعض السلف في قوله (مغاضبا): ذهب مغاضبا لربّه ... قال والمعنى: مغاضبا لأجل ربّه، كما تقول غضبت لك أي من أجلك. اهـ (8) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn8)
و أمّا قوله تعالى {فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ}:
فقال ابن كثير رحمه الله: أي نضيّق عليه، كما في قوله تعالى: {وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ الله} (الطلاق: 7).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/492)
وأمّا الشوكاني رحمه الله فحكى معنى آخر قال: وقيل هو من القَدَر الذي هو القضاء و الحكم، أي ظنّ أن لن نقضي عليه بالعقوبة. اهـ (9) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn9)
فلمّا كان من حال يونس ما أخبر الله تعالى عنه بقوله: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} أي: التقمه الحوت حال كونه أتى ما يلام عليه، ووجد نفسَه في ظلمات ثلاث، ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، وأيقن أنّه لا ملجأ من الله إلاّ إليه، دعا ربّه وناجاه، وتضرّع إليه وناداه، وتوسّل إليه بأحبّ الأشياء إليه سبحانه جلّ في علاه، بإثبات الألوهية له، ونفيها عمّا عداه.
قال ابن سعدي رحمه الله: فأقرّ لله بكمال الألوهية، ونزّهه عن كلّ نقص وعيب وآفة، واعترف بظلم نفسه وجنايته. اهـ (10) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn10)
فجاءته الإجابة على إثر ذلك مباشرة بالفاء التي توحي في طيّاتها بأنّه لم تكن ثمّت مهلة بين فراغه من دعواته تلك وبين حصول الفرج، فقال تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}، وختم الله إكرامه لعبده بتفريج كربته أن حلاّه بصفة الإيمان، وجعل من مقتضياتها حصول الإنجاء لعباد الرحمن.
فلله درّ هذه الكلمات، ما أعظمها، وما أجلّها، إذا خرجت من قلبٍ صادقٍ مخلصٍ، مُستشعرٍ لما تحمله من معاني جليلة، عنوانُها: انطراحُ العبد بين يدي ربّه، وانكسارُه أمام عتبة عبوديته، كانت جديرة ألاّ تُردّ، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلوات ربّي وسلامه عليه حيث قال فيها: ((لم يدع بها مسلم في شيء قط إلاّ استجاب الله له)). (11) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn11)
(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1) النون هو الحوت وذو بمعنى صاحب، وإنّما قال في سورة الأنبياء (وذا النون) بالنصب لأنّه مفعول لفعل محذوف تقديره: واُذكر ذا النون أي: اُذكر صاحبَ الحوت.
(2) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) قال في القاموس (4/ 485): رغا البعير والضّبع والنعام رُغاءً بالضّم: صوّتت فضجّت، والفصيل قال في (4/ 41): والفصيل ولد الناقة إذا فصل عن أمّه ج فُصلان بالضم والكسر وكَكِتاب.
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3) قال في القاموس (2/ 37): الخُوار من صوت البقر والغنم والظباء والسهام.
(4) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref4) قال في القاموس (4/ 446): الثُّغاء بالضمّ صوت الغنم والظباء وغيرها عند الولادة .. وثغت كدعت: صوّتت.
(5) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref5) ولعلّ أهم أسباب قبول الله لتوبتهم، ورفعه العذاب عنهم، ما تصوّره لنا هذه الفقرة التي ذكرها ابن كثير رحمه الله عنهم من الذلّ والخضوع الذي كان منهم حينما تيقّنوا العذاب الذي وعدهم به نبيّ الله u، فخرجوا ببهائهم، وفرّقوا بين الأمهات وأولادها، ورغت الإبل، وخارت البقر، وثغت الغنم، فلمّا رأى الله ما حصل منهم من خضوع وافتقار، ورجوع وانكسار، رفع عنهم العذاب وقبل توبتهم، وامتدح رجوعهم إليه بآية ستبقى تُتلى إلى قيام الساعة، فما أعظم هذه الرّوح وما أجل مردودها على صاحبها.
(6) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref6) تفسر القرآن العظيم للحافظ ابن كثير (5/ 361).
قلت: في هذه القصة من الفوائد مايلي:
*أوّلاً: أنّ الغيرةَ المعتبرةَ والحميّةَ المحمودةَ للدِّين ما كانت منضبطةً بالضوابط الشرعية، فهذا يونس u ما ترك قومه وهجرهم، وخرج من بين أظهرهم إلاّ غضبا لله وبغضا لما هم عليم من الكفر و الشرك، ولكن لمّا كان ذلك بغير إذن من الله غدا مستحقا ـ لا أقول ـ لعدم حصول الأجر، بل للّوم كما قال تعالى: {وهو مليم}، و أَيْمُ الله إنّها لفائدة كفيلة بأن تدفعنا لمراجعة كثيرٍ من مواقفنا الاندفاعية التي ما تفتأ أن تعود علينا بالضّرر، فلا نكونُ شرعيين أكثر من صاحب الشريعة!!!
*ثانيا: أنّه في المقابل ينبغي ألاّ نتجاوز الحدّ في الإنكار على من وقعت منه مثل هذه المخالفة، فهذا أحد أنبياء الله وخيرته من خلقه تحمله الغيرة على الوقوع في هذا النوع من المجاوزة، فالمسألةُ متوقّعةُ الحصول، فينبغي أن تنال العلاج المناسب بالقدر المناسب.
*ثالثا: أنّ يونس u كانت له حظوة ومكانة عند أصحاب السفينة، ولهذا أعادوا القرعة لأجله ثلاث مرّات.
*رابعا: فيها تسليم يونس u للقضاء والقدر بإلقاء نفسه في البحر.
*خامسا: وفيها أنّ القرعة من شريعة من قبلنا وردت بها شريعتنا فأقرّتها، فقد كان r إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيّتهنّ خرج سهمها خرج بها معه، والحديث متفق عليه، وهو في صحيح الجامع برقم (4661).
(7) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref7) مدارك التنزيل وحقائق التأويل (3/ 133).
(8) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref8) فتح القدير (3/ 521).
(9) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref9) فتح القدير (3/ 521).
(10) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref10) تيسير الكريم الرحمن (3/ 1081).
(11) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref11) أخرجه أحمد والترمذي والنسائي والحاكم وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3383).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/493)
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[26 - 10 - 09, 08:05 ص]ـ
شكر الله لك أختاه مرورك وتعليقك مما زاد من عزمي وبعث في روح الثقة، أسأل الله أن يفتح عليك أبواب فضله في الدنيا والآخرة(117/494)
الميت الذي لم يعثر على ماء يغسل به يُيَمم!
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:30 م]ـ
هل هناك دليل على أن الميت الذي لم يعثر على ماء يغسل به يُيَمم؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[24 - 10 - 09, 03:42 ص]ـ
عن حذيفة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " فضلنا على الناس بثلاث، جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء وذكر خصلة أخرى"، رواه مسلم.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 10 - 09, 03:49 ص]ـ
أخي الجبوري
يجب أن نعلم أولاً لماذا يغسل الميت
ألأنه محدث يعني ان الموت حدث؟
أم لشيء آخر؟
فيرِد بهذه المناسبة سؤال لعله يوضِّح المسألة أكثر إن أجبنا عليه
وهو
هل من يجب عليه غسل الجمعة يتيمم إذا لم يجد الماء؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:52 م]ـ
هل من يجب عليه غسل الجمعة يتيمم إذا لم يجد الماء؟
جزاكم الله خيرا
غسل الجمعة يختلف عن غسل الميت، لأن الأول مستحب والثاني واجب.
والله أعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 10 - 09, 03:38 م]ـ
ليتك تجيبني يا أخي الكريم
هل من يجب عليه غسل الجمعة يتيمم إذا لم يجد الماء؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 10 - 09, 03:47 م]ـ
.... عفواً
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:00 م]ـ
هل يصح قياس الميت على الحي؟؟ وكما قال الاخ هل الموت يعتبر حدثا!!؟؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[24 - 10 - 09, 11:14 م]ـ
إذا كان الغسل بالماء أيا كان نوع الغسل يقصد به الطهارة، فقد نص الحديث على أن التراب يقوم مقامه في التطهير إذا لم يوجد الماء.
وإذا كان النوم يوجب الوضوء فلاغرابة بإيجاب الغسل على جسد الميت.
والله أعلم
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 11:43 م]ـ
هل هناك من قال بهذا القياس من أهل العلم أخي الفاضل ...
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:23 ص]ـ
أخي الجبوري
هل من يجب عليه غسل الجمعة يتيمم إذا لم يجد الماء؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:26 ص]ـ
فلاغرابة بإيجاب الغسل على جسد الميت
أخي. من قال بوجوب غسل الميت وما دليله؟
ـ[محمد الطنطاوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:53 ص]ـ
أخي. من قال بوجوب غسل الميت وما دليله؟
قال الشيخ صالح الفوزان في المخلص الفقهي (1/ 186):
ومن أحكام الجنازة وجوب غسل الميت على من علم به وأمكنه تغسيله، قال صلى الله عليه وسلم في الذي وقصته راحلته: ((اغسلوه بماء وسدر ... ))، وقد تواتر تغسيل الميت في الإسلام قولاً وعملاً، وُغسل النبي صلى الله عليه وسلم وهو الطاهر المطهر، فكيف بمن سواه، فتغسيل الميت فرض كفاية على من علم بحاله من المسلمين.) انتهى كلامه حفظه الله.
وعن سؤالك الذي فُتح الموضوع من أجله: يقول الشيخ محمد العثيمين في الشرح الممتع (5/ 297):
قوله: (ومن تعذر غسله يُمم)، أي: من امتنع غسله، أي: تغسيله، فإنه ييمم.
وكيفية التيمم: أنه يضرب الحي يديه على الأرض، ثم يمسح بهما وجه الميت وكفيه.
ويكون التعذر: إما بعدم الماء، وإما بتعذر استعماله في هذا الميت بأن يكون الميت قد تمزق، أو يكون محترقاً لايمكن مسه إلا بتمزيق جلده فهنا ييمم، لأن تغسيل الميت طهارة مأمور بها، فإذا تعذر تطهيره بالماء عدلنا إلى بدله وهو التراب.
وقيل: بأنه لاييمم إذا تعذر غسله، لأن هذه ليست طهارة حدث، وإنما هي طهارة تنظيف، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء اللاتي يغسلن ابنته: ((اغسلنها ثلاثاً، أو خمساً، أو سبعاً، أو أكثر من ذلك)) وطهارة الحدث لاتزيد على ثلاث، فإذا كان المقصود تنظيف الميت وتعذر الماء، فإن استعمال التراب لايزيده إلا تلويثاً، فتجنبه أولى.
وهذا هو الراجع. وهذا أقرب إلى الصواب من القول بتيميمه.) انتهى كلامه رحمه الله.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:45 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 06:00 م]ـ
أخي محمد الطنطاوي بارك الله فيك
لاييمم إذا تعذر غسله، لأن هذه ليست طهارة حدث، وإنما هي طهارة تنظيف
من أجل هذا أنا طرحتُ سؤالي في غسل الجمعة الذي لم يُجَبْ عليه لحد الآن. لكن لا داعي للإجابة عليه أخي الجبوري فالمسألة اتضحت بنقل الأخ الطنطاوي لترجيح العلامة الفوزان.(117/495)
اريد تعريف عقد الامان فى الشريعة الاسلامية
ـ[ميساء محمد]ــــــــ[23 - 10 - 09, 07:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد تعريف عقد الامان فى الشريعة الاسلامية
او كتب تتحدث عن عقد الامان
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[24 - 10 - 09, 12:33 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من الموسوعة الفقهية:
«الصّورة الثّانية من عقد السّلم المؤقّت»
«عقد الأمان»
10 - وهو عقد غير لازم، قابل للنّقض بشروطه، وحكمه الجواز مع شرط انتفاء الضّرر - وإن لم يظهر المصلحة فيه على ما ذهب إليه المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة، خلافاً للحنفيّة الّذين يشترطون: أن تكون فيه مصلحة ظاهرة للمسلمين.
ومن الفروق الظّاهرة بين عقد الأمان وعقد الهدنة أنّه لا تجوز الهدنة إلاّ بعقد الإمام أو نائبه، أمّا الأمان فإنّه يجوز من الإمام ومن جماعة من المسلمين ومن آحادهم ولو من امرأة عند جمهور الفقهاء.
وقال ابن الماجشون من المالكيّة: إنّ أمان المرأة والعبد والصّبيّ لا يجوز ابتداءً، ولكن إن وقع يمضي إن أمضاه الإمام وإن شاء ردّه.
وقد فصّل الفقهاء أحكامه في أبواب السّير والجهاد انظر مصطلح «أمان» من الموسوعة
«6/ 233 - 235».
وعرّفه الفقهاء بأنّه: رفع استباحة دم الحربيّ ورقّه وماله حين قتاله أو الغرم عليه، مع استقراره تحت حكم الإسلام.
والأمان قسمان:
الأوّل: أمان يعقده الإمام أو نائبه، وهو نوعان:
مؤقّت، وهو ما يسمّى بالهدنة وبالمعاهدة وبالموادعة - وهو عقد الإمام أو نائبه على ترك القتال مدّةً معلومةً - مع اختلاف الفقهاء في مقدار مدّة الموادعة.
وقد روي أنّ «رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وادع أهل مكّة عام الحديبية على أن توضع الحرب بين الفريقين عشر سنين».
والنّوع الثّاني: الأمان المؤبّد، وهو ما يسمّى عقد الذّمّة، وهو إقرار بعض الكفّار على كفرهم بشرط بذل الجزية والتزام أحكام الإسلام والأصل فيه قوله تعالى: «قاتلوا الّذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم اللّه ورسوله ولا يدينون دين الحقّ من الّذين أوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون».
وأنظري الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=182870(117/496)
الله الله يا مسلمين في الرواية عن رسول الله
ـ[عبدالله بن علي صغير]ــــــــ[23 - 10 - 09, 09:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- إنّ دراسة السيرة النبوية الصحيحة الثابتة تعطي بناءً فكرياً متيناً لشخصية المسلم عموماً والداعي خصوصاً , وأشدِّد على كلمة الصحيحة لأنّ البعض راح يستسهل الحديث عن الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم , فتراه يتحدث عن الرسول الكريم دون تحقق أو تدبر فللأسف تنتشر في مجتمعنا الكثير من الأحاديث والقصص عن الرسول الكريم علماً أنّها واهية السند أو حتى موضوعة , واحذر نفسي وجميع المسلمين من خطورة ذلك فالله عزّ وجلّ يقول ((مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) الآية 18 من سورة ق.
فكل كلمة يقولها المرء مسجّلة عليه وسوف يحاسب عليها , والناس في حديثهم عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاثة أقسام:
- القسم الأوّل: يحدث بكل ما سمع دون تفحّص ولا تدقيق ولا متابعة لمدى صحة الرواية: وهذا القسم من المسلمين يعتبر فاسق وكاذب وجاهل وخصوصاً إذا كان يعلم أن الرواية غير صحيحة أو حسنة أو غير مقبول الاحتجاج بها ,ومع ذلك يرويها نصرة لأفكاره وتعصّباً لآرائه, لأنّ الأحاديث النبوية و الآثار عن الصحابة والتابعين قد تضافرت وكثرت في النهي عن الحديث بكل ما يسمعه الإنسان ومن هذه الأحاديث والآثار:
عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» أخرجه مسلم في صحيحه.
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللّهُ تَعَالَى عَنْهُ ـ" بِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ". أخرجه مسلم في صحيحه.
- عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ لِي مَالِكٌ:" اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ يَسْلَمُ رَجُلٌ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ, وَلاَ يَكُونُ إِمَاما أَبَدا، وَهُوَ يُحَدِّثُ بِكُلِّ مَا سَمِعَ". أخرجه مسلم في صحيحه
- وحّدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْم?نِ بْنَ مَهْدِيَ [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1) ، يَقُولُ: "لاَ يَكُونُ الرَّجُلُ إِمَامَا يُقْتَدَى بِهِ حَتّى يُمْسِكَ عَنْ بَعْضِ مَا سَمِعَ". أخرجه مسلم في صحيحه
فيجب الحذر كل الحذر عندما نروي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم , وهنا أذكِّر نفسي وطلبة العلم بضرورة التدقيق عند قراءة الكتب الدينية وسماع الخطب والمواعظ فيجب أن لا نقبل وأن لا نروي أي حديث نبوي إلا بعد التأكد من صحته , وأشدد على نفسي وعلى طلبة العلم بضرورة الانتباه إلى هذه النقطة, والتي تعتبر من أساسيات بناء الشخصية الإسلامية , فنحن أمة عُرفت بدقَّتها وتدقيقها للروايات التاريخية عموماً والأحاديث النبوية خصوصاً.
القسم الثاني: يتعمَّد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
وهذا القسم هم فجّار وضلال وقد يكونوا كفاراً إذا لم توبوا عن ذلك , وهذا القسم أخطر على الإسلام من أي شيء آخر , هذا القسم من الدجالين لعنهم الله , هم أخطر من الملاحدة والكفار والمنافقين على دين الإسلام ..... لأنّ هذا القسم من الدجالين يأتونك باسم الإسلام ليخرِّبوا الإسلام , وقد حذرنا رسولنا الكريم منهم وتنبَّأ بظهورهم فيقول محذراً من هذه الفتنة:
: «سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ». أخرجه مسلم في صحيحه.
ويقول أيضاً: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لاَ يُضِلُّونَكُمْ وَلاَ يَفْتِنُونَكُمْ». أخرجه مسلم في صحيحه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(117/497)
وجزاء هؤلاء الدجالين في الدنيا القتل والتشريد ويحكم بذلك القاضي الشرعي المفوض بذلك , و أمّا جزاؤهم في الآخرة نار جهنمّ وبئس المهاد , لأنّ تعمُّد الكذب على الرسول الكريم صلوات ربي عليه وعلى آله وسلم من الذنوب العظيم التي تدخل صاحبها في نار جهنّم فالرسول الكريم يقول: «إِنَّ كَذِبا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلى? أَحَدٍ, فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». أخرجه مسلم في صحيحه.
وهنا يجب الانتباه إلى أمر خطير و هام جداً وهو قول الرسول الكريم " فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدا"
هذا الكذب يشمل جميع أنواع الكذب مهما كانت النية ومهما كان السبب , فالذي يكذب على الرسول الكريم ويلفق الأحاديث النبوية كذباً وبهتاناً لنصرة مذهبه أو أفكاره الباطلة ينطبق عليه الحديث السابق , والذي يكذب على الرسول الكريم بحجة أنّه يحفّز المسلمين لفعل الخيرات ينطبق عليه أيضاً هذا الحديث , لأنّ بعض الجهلة يظن أنّه إذا كذب على الرسول الكريم وكانت نيته حسنة بقصد هداية بعض المسلمين أنّ هذا جائز!! وهذا يتعلق بمفهوم هذا الشخص للإسلام ويعود أيضاً إلى تربيته الفكرية والعقائدية التي نشأ عليها , فمن تربَّى على البدع والخرافات وعلى الدين المشوه , فمن الطبيعي أن لا يكترث ولا يخاف من الكذب على الرسول الكريم! ... وطبعاً هذا مخطئ لأنّ لفظ الحديث عام واللفظ العام لا يقيد إلا بحديث يخصصه , فكل الكذب على الرسول الكريم سواء ,سواء بنية حسنة أم بنية غير حسنة كله يقود إلى الهاوية وكل الكذب على الرسول الكريم يدخل ناراً وقودها الناس والحجارة.
لذلك يا أخوة الإيمان و العقيدة شمروا عن سواعدكم وأطلقوا ألسنتكم في التصدي لمن يكذب على رسولنا الكريم ولمن يروي عنه بجهل دون تدقيق , وتصدوا لكل من يتعمد الإفساد في هذا الدين العظيم , فالصحابة الكرام والتابعين قد تعبوا أشد التعب في تدقيق الأحاديث النبوية وفي التصدي للوضاعين , و يا حبذا لو نسير على نهجهم لنكون خير خلف لخير سلف.
القسم الثالث: هم المدققون للأحاديث النبوية الذين لا يروون ولا يصدقون أي حديث نبوي إلا بعد التأكد من صحته:
وهم شباب الصحوة وهم شباب التجديد , الذين هم ثقل الإسلام , هم المعول عليهم في نشر السنة النبوية الصحيحة والتصدي لمن يروي الأحاديث الواهية والمكذوبة عن الرسول الكريم صلوات ربي عليه وعلى آله وسلم , هؤلاء هم من ينطبق عليهم حديث رسولنا الكريم:
" ..... النبيَّ قالَ لِبلاَلِ بنِ الحَارِثِ «اعْلَمْ. قالَ: مَا أَعْلَمُ يَا رَسُولَ الله؟ قالَ إِنَّهُ مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي فإن لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ منْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْقِصَ مِنْ أَجُورِهِمْ شَيْئاً، وَمَنْ ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلاَلَةٍ لاَ يَرْضَاهَا الله وَرَسُولُهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لاَ ينْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أَوْزَار النَّاسِ شَيْئاً». أخرجه الترمذي وقال هذا حديثٌ حسنٌ.
فنشر الأحاديث الصحيحة ومحاربة الأحاديث الموضوعة, والواهية والتصدي لها يعتبر من أهم أسس إحياء السنة وإماتة البدعة أعاذني الله وإيّاكم من أهل السنة وجنبني الله وإياكم البدعة وأهلها.
والحمد لله شباب الصحوة كثر وشباب التجديد أكثر وعلى مر التاريخ هم موجودون في كل مكان وزمان ينشرون السنة ويميتون البدعة.
ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[24 - 10 - 09, 08:54 ص]ـ
الله يجزيك الخير يا اخي
واللهم اجعلنا من اهل القسم الثالث########
ـ[عبدالله بن علي صغير]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:39 ص]ـ
بارك الله بك أخي أبو أيهم وجعلني الله وإياك ممن يسمع القول فيتبع أحسنه.(117/498)
ماهو الكتاب الذي أبكاك كثيرا ........ شاركونا
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 08:22 ص]ـ
السلام عليكم
أما بالنسبة لي فهو كتاب من لا يعرفه قد يستغرب انه كتاب يُبكي
كتاب
(مناهج العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
لفاروق السامرائي طبعة مكتبة دار الوفاء -جدة
لكم ابكاني هذا الكتاب وحفزني على العمل وفيه من مواقف العلماء والصدع بالحق
ما يجعل طالب العلم يراجع حساباته ويقرر العمل بعلمه وهذا ما نفتقده في هذا الزمن
وللأستفادة من الكتاب اذكر
اولا:الكتاب نصح به الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله في حلية طالب العلم
والشيخ ذياب الغامدي في المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي
ثانيا: بداية الكتاب فيه تأصيل شرعي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا تسأم
واصبر ثم ستعيش لذة مع الكتاب وبإذن الله ستقرأه اكثر من مرة
وفي كل مرة ستشعر انها الاولى ...................................
ولمن كان في الرياض فأذكر ان الكتاب موجود عند دار المحدث والنسخ محدودة
بارك الله فيكم .................................... وننتظر مشاركاتكم
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:35 م]ـ
كتاب الله تعالى
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:38 م]ـ
وعليكم السلام وجزاكم ربي خيراً ...
ومكتبة دار المحدّث انتقلت من مكانها .. لكن أين .. لا أدري .. ؟
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:47 م]ـ
وعليكم السلام وجزاكم ربي خيراً ...
ومكتبة دار المحدّث انتقلت من مكانها .. لكن أين .. لا أدري .. ؟
أبا راكان ..
انتقلت إلى أول الشارع الذي كانت عليه المكتبة.
والله أعلم.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:53 م]ـ
أفدتني أخ عبدالعزيز جزاك ربي خيراً .. وأرشدك إلى مرضاته ...
ـ[بهاء الدين السماحي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 03:02 م]ـ
هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم يا محب
للشيخ أبي بكر جابر الجزائري
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 05:31 م]ـ
اين المشاركات
الاخ عبدالعزيز والاخ ابو راكان لم تشاركونا
ـ[أبوعبدالله العربي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 05:34 م]ـ
"رحلتي إلى النور" للأخ مالك الرحبي رحمه الله ولكنه نسخة إلكترونية
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 06:28 ص]ـ
اتمنى ان تضع رابط للكتاب اخي ابا عبدالله
هكذا حتى تعم الفائدة
ـ[مزاحمة الركب]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:32 ص]ـ
وحي القلم للرافعي ..
ـ[أبوعبدالله العربي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 10:34 ص]ـ
كتاب رحلتي إلى النور, يروي فيه الأخ مالك الرحبي قصته مع الشيخ ابن عثيمين, وهي قصة رائعة جدا جدا
وهذا هو الرابط
http://www.saaid.net/book/open.php?book=1962&cat=93
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:39 م]ـ
جزاكم الله خير
هل من مزيد
ـ[أحمد بن منصور]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:47 م]ـ
إني أقرأ الكتب كثيرا" لكن لم أجد غير كتاب الله يبكيني
ـ[أبوخالد الحارثي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:53 م]ـ
تهذيب سيرة ابن هشام(117/499)
هل يوجد أحد من العلماء أو طلبة العلم اختصر جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر رحمه الله
ـ[محمد العوض]ــــــــ[24 - 10 - 09, 11:25 ص]ـ
قرأت في مقدمة تحقيق أبي الأشبال للكتاب السابق أن لديه نية في إخراج مختصر لهذا الكتاب يقتصر فيه على الصحيح من الآثار و الأحاديث، لا سيما بعد أن جاوز المرحلة الأصعب و هي التحقيق، فهل خرج هذا المختصر، أو هل يوجد مختصر للكتاب مطبوع؟
مع التأكيد على نفسي وعلى طلاب العلم أن يُعنوا بأصول الكتب دون المختصرات، و لكن هذه المختصرات قد تكون من باب مراجعة العلم بصورة أخصر، و قد تكون معينة لمن لم يسعفه الوقت لقراءة الأصل أو من ضعفت همته عن قراءته ..
و الله المعين(117/500)
هل يوجد أحد من العلماء أو طلبة العلم اختصر جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر رحمه الله
ـ[محمد العوض]ــــــــ[24 - 10 - 09, 11:54 ص]ـ
قرأت في مقدمة تحقيق أبي الأشبال للكتاب السابق أن لديه نية في إخراج مختصر لهذا الكتاب يقتصر فيه على الصحيح من الآثار و الأحاديث، لا سيما بعد أن جاوز المرحلة الأصعب و هي التحقيق، فهل خرج هذا المختصر، أو هل يوجد مختصر للكتاب مطبوع؟
مع التأكيد على نفسي وعلى طلاب العلم أن يُعنوا بأصول الكتب دون المختصرات، و لكن هذه المختصرات قد تكون من باب مراجعة العلم بصورة أخصر، و قد تكون معينة لمن لم يسعفه الوقت لقراءة الأصل أو من ضعفت همته عن قراءته ..
و الله المعين
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:08 م]ـ
نعم أخي الحبيب الشيخ أبو الأشبال أخرج المختصر واقتصر فيه على الصحيح فقط وهو مطبوع بمكتبة ابن تيمية
وقد اختصره أحد العلماء وهو أحمد بن عمر البيروتي وطبع سنة 1994 بدار الخير بيروت
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=986402&postcount=17
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:09 م]ـ
بارك الله بكما ........
الكتاب رائع للغاية وفيه خلاصة ما في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد
حيث في هذا الكتاب من كنوز العلم مالا يوصف ....... غفر الله للشيخ واسكنه فسيح جنانه حيث كان من بحور العلم الراسخين ....
ليت الأخوة المهتمين يتواصلوا عبر هذا المنتدى
ـ[محمد العوض]ــــــــ[25 - 10 - 09, 04:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
أخي هل هو موجود عندنا في الرياض؟
أعني كتاب أبي الأشبال
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[25 - 10 - 09, 05:55 م]ـ
يمكنك الاتصال على هذا الرقم وتسأله لأنه هو الذي طبع الكتاب وهو في الرياض هذه الأيام
0548300642
وإلا فممكن تجده في التدمرية
ـ[محمد العوض]ــــــــ[26 - 10 - 09, 09:57 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أشرف
و أنت أخي عامر
ـ[محمد العوض]ــــــــ[30 - 10 - 09, 10:19 م]ـ
اطلعت على صحيح أبي الأشبال فوجدته في مجلد!
و كنتُ أظنه أخصر من ذلك، لكن فيه طول بعض الشيء، و قد أثقل الكتاب بالحواشي، أضف إلى ذلك سوء الطباعة و لكن مختصر البيروتي، هل هو موجود في المكتبات؟!، و هل يمكن لأحد ان يقارن بينهما؟!
ـ[محمد العوض]ــــــــ[30 - 10 - 09, 10:25 م]ـ
اطلعت على صحيح أبي الأشبال فوجدته في مجلد!
و كنتُ أظنه أخصر من ذلك، لكن فيه طول بعض الشيء، و قد أثقل الكتاب بالحواشي، أضف إلى ذلك سوء الطباعة و لكن مختصر البيروتي، هل هو موجود في المكتبات؟!، و هل يمكن لأحد ان يقارن بينهما؟!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 11:14 م]ـ
عندي طبعة بتحقيق الشيخ أبي الأشبال .. وهي على مجلدين .. والحواشي طويلة وكثيرة جدا جدا
أظن أن الشيخ قد تعب عليها .. حفظه الله(118/1)
تمتع بأقوال الشيخ علي الطنطاوي
ـ[عبد الحميد المشيخي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 12:12 م]ـ
1
قال الشيخ علي الطنطاوي في " فصول إسلامية " (ص 96): " يا سادة إن السيل إذا انطلق دمر البلاد، وأهلك العباد، ولكن إن أقمنا في وجهه سداً، وجعلنا لهذا السد أبواباً نفتحها ونغلقها، صار ماء السيل خيراً ونفع وأفاد.
وسيل الفساد، المتمثل في العنصر الاجتماعي، مر على مصر من خمسين سنة وعلى الشام من خمس وعشرين أو ثلاثين، وقد وصل إليكم الآن [يعني: المملكة]، فلا تقولوا: نحن في منجاة منه، ولا تقولوا: نأوي إلى جبل يعصمنا من الماء، ولا تغتروا بما أنتم عليه من بقايا الخير الذي لا يزال كثيراً فيكم، ولا بالحجاب الذي لا يزال الغالب على نسائكم، فلقد كنا في الشام مثلكم ـ إي والله ـ وكنا نحسب أننا في مأمن من هذا السيل لقد أضربت متاجر دمشق من ثلاثين سنة أو أكثر قليلاً وأغلقت كلها، وخرجت مظاهرات الغضب والاحتجاج؛ لأن مديرة المدرسة الثانوية، مشت سافرة ـ إي والله ـ فاذهبوا الآن فانظروا حال الشام!!
دعوني أقل لكم كلمة الحق، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس، إن المرأة في جهات كثير ة من المملكة، قريب وضعها من وضع المرأة المصرية يوم ألف قاسم أمين كتاب تحرير المرأة فلا يدع العلماء مجالاً لقاسم جديد .... لقد نالوا منا جميعاً، لم ينج منهم تماماً قطر من أقطار المسلمين.
إنه لا يستطيع أحد منا أن يقول إن حال نسائه اليوم، كما كانت حالهن قبل أربعين أو ثلاثين سنة.
ولكن الإصابات كما يقال، ليست على درجة واحدة، فمن هذه الأقطار ما شمل السفور والحسور نساءه جميعاً، أو الكثرة الكاثرة منهن، ومنها ما ظهر فيه واستعلن وإن لم يعمّ ولم يشمل، ومنها ما بدأ يقرع بابه، ويهم بالدخول، أو قد وضع رجله في دهليز الدار كهذه المملكة، ولا سيما جهات نجد وأعالي الحجاز.
فإذا كان علينا مقاومة المرض الذي استشرى، فإن عملكم أسهل وهو التوقي وأخذ (اللقاح) الذي يمنع العدوى ".ا. هـ.
2
قال الشيخُ علي الطنطاوي في " ذكرياته " (8/ 279): " إنه لا يزالُ منا من يحرصُ الحرص كله على الجمع بين الذكور والإناث، في كل مكان يقدر على جمعهم فيه، في المدرسة، وفي الملعب، وفي الرحلات، الممرضات مع الأطباء والمرضى في المستشفيات، والمضيفات مع الطيارين والمسافين في الطيارات، وما أدري وليتني كنتُ أدري: لماذا لا نجعل للمرضى من الرجال ممرضين بدلا من الممرضات؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ هل لديكم برهان فتلقوه علينا؟
إن كان كل ما يهمكم في لعبة كرة القدم أن تدخل وسط الشبكة، أفلا تدخل الكرة في الشبكة إن كانت أفخاذ اللاعبين مستورة؟
خبروني بعقل يا أيها العقلاء؟
لقد جاءتنا على عهد الشيشكلي من أكثر من ثلاثين سنة، فرقة من البنات تلعبُ بكرة السلة، وكان فيها بنات جميلات مكشوفات السيقان والأفخاذ، فازدحم عليها الناس حتى امتلأت المقاعد كلها، ووقفوا بين الكراسي، وتسوروا الجدران، وصعدوا على فروع الأشجار، وكنا معشر المشايخ نجتمعُ يومئذ في دار السيد مكي الكتاني رحمة الله عليه، فأنكرنا هذا المنكر، وبعثنا وفدًا منا، فلقي الشيشكلي، فأمر غفر الله له بمنعه، وبترحيل هذه الفرقة وردها فورًا من حيث جاءت فثار بي وبهم جماعة يقولون أننا أعداء الرياضة، وأننا رجعيون، وأننا متخلفون، فكتبتُ أرد عليهم، أقول لهم: هل جئتم حقا لتروا كيف تسقط الكرة في السلة؟ قالوا نعم. قلتُ: لقد كذبتم والله، إنه حين يلعب الشباب تنزلُ كرة السلة سبعين مرة فلا تقبلون عليها مثل هذا الإقبال، وتبقى المقاعد نصفها فارغاً، وحين لعبت البنات نزلت الكرة في السلة ثلاثين مرة فقط، فلماذا ازدحمت عليها وتسابقتم إليها؟ كونوا صادقين ولو مرة واحدة، واعترفوا بأنكم ما جئتم إلا لرؤية أفخاذ البنات ...
وهذا الذي سردته ليس منه والحمد لله شيء في مدارس المملكة، ولا تزال على الطريق السوي، ولكن من رأى العبرة بغيره فليعتبر وما اتخذ أحد عند الله عهدًا أن لا يحل به ما حل بغيره إن سلك مسلكه، فحافظوا يا إخوتي على ما أنتم عليه، واسألوا الله وأسأله معكم العون.
إن المدارس هنا لا تزال بعيدة عن الاختلاط، قاصرة على المدرسات والطالبات ... ".ا. هـ
<<< منقول >>>
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[24 - 10 - 09, 04:27 م]ـ
رحم الله الشيخ علي طنطاوي
ـ[محمد الطنطاوي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 02:46 ص]ـ
رحمه الله كان قلمه سيال ...
ـ[ابو ايهم المهيرات]ــــــــ[26 - 10 - 09, 07:51 ص]ـ
رحم الله الشيخ الطنطاوي رحمة واسعة
وانت يا أخي عبد الحميد جزاك الله كل خير على هذا الاختيار
والله كلام مؤثر جدا ومبكي
ـ[أم رائد مفرح]ــــــــ[01 - 11 - 09, 06:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على نقل هذه الأقوال المليئة بالعبرة
والعظة لعل قومنا يتعظون(118/2)
كيفَ أْكْتَسِبُ صِفَة الإخلاص؟
ـ[عبد الحميد المشيخي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 12:53 م]ـ
كيفَ أْكْتَسِبُ صِفَة الإخلاص، تلك الصِّفة القَلْبِيَّة التِّي بها
نجاةُ المُؤمن في الدُّنيا والآخرة؟!
لا شكَّ أنَّ الإخلاص شرط لقبُول العمل، فلا يُقبل العمل ما لم يكُن خَالِصاً لله -جلَّ وعلا-، مُراداً بِهِ وَجْهُه، فلا بُدَّ من تَحقُّق هذا الشَّرْط لِقَبُول العمل، إضَافةً إلى الشَّرط الثَّاني وهو المُتابعة للنَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، ويكُون الإخلاص بِمُعالجة القلب، كما قال ابن القيم -رحمهُ اللهُ تعالى-: "إذا حَدَّثَتْكَ نَفْسُكَ بالإخلاص؛ فاعْمَد إلى حُبِّ المَدْحِ والثَّناء؛ فاذْبَحْهُ بِسِكِّينِ عِلْمِكَ أنَّهُ لا أحد مَدْحُهُ زين وذَمُّهْ شين إلاَّ الله -جلَّ وعلا-، ثُمَّ اعْمَدْ إلى الطَّمَعَ واذْبَحْهُ بِسِكِّينِ عِلْمِكَ ويَقِينِك أنَّهُ لا أحد يَسْتَطِيع أنْ يَنْفَعَكَ بِشَيءٍ لم يُقدِّرْهُ الله لك"، ولا شكَّ أنَّ الذِّي يُخلّ بالإخلاص؛ إمَّا حُبّ المَدْح والثَّناء من النَّاسْ، أو الطَّمع فيما عندهم، فإذا عَرَفْتَ أنَّ مَدْحْ المَخْلُوق وذَمّ المَخْلُوقْ لا ينفع! إذا لم يكُن ذلك على أمرٍ مُوافقٍ لمُراد الله -جلَّ وعلا-، وإلاَّ فإذا مُدِحَ الإنْسَانْ بما يَفْعَلُهُ من الأعمال الصَّالحة المُوَافِقَة لِمُرادِ الله -عَزَّ وجل-؛ هذا عاجل بُشرى المُؤمن؛ لكنَّهُ لا يُؤثِّرُ في العمل؛ ولِذا لمَّا جاء الأعرابي إلى النَّبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-، فقال: أعْطِني يا مُحمد! فإنَّ مَدْحي زين وذمِّي شين، قال: ذاكَ الله -عزَّ وجل-، ما هو بأنت، فيحرص الإنسان على هذا.
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:49 م]ـ
جزاك ربي خيراً ..
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المخلصين ..
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[29 - 10 - 09, 08:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[قافية الركب]ــــــــ[29 - 10 - 09, 09:18 م]ـ
جزآك الله خير ..
نسأل الله أن نكون من المخلصين في القول والعمل ..
بارك الله فيكم ..
ـ[أم ديالى]ــــــــ[30 - 10 - 09, 01:37 ص]ـ
جزآك الله خير ..
نسأل الله أن نكون من المخلصين في القول والعمل(118/3)
ـ هل يُحرم التسمّي بفرعون؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 02:31 م]ـ
ـ فهناك شخصية ميلود فرعون. فهل من مفيد؟
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 04:24 م]ـ
توجد أسر عريقة ومنتشرة في مختلف الأقطار تحمل لقب فرعون ويسمون أولادهم بهذا الإسم ..
لا أعتقد أن هناك ما يمنع من التسمي بـ فرعون ومسيلمة إلا إذا كان للإسم معنى غير شرعي ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 04:50 م]ـ
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في تحفة المودود (1/ 118) في سياق الأسماء المكروهة: " فصل: ومنها أسماء الفراعنة، والجبابرة كفرعون، وقارون، وهامان، والوليد ". أهـ
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 10 - 09, 06:34 م]ـ
نعم .. هو الكاتب الأديب مولود فرعون الأمازيغي الجزائري المسلم الذي أزعج وأتعب المستعمر الفرنسي حتى لجؤوا إلى اغتياله قبل وقف إطلاق النار قبيل الاستقلال.
وكثير من الأمازيغ في بلادنا - هداهم الله - يسمون بناتهم باسم " كَهِينَة " معناه " الكاهنة " وهو وصف ملكة شمال إفريقيا الكاهنة الكافرة التي حاربت الصحابة - رضي الله عنهم - أيام فتح شمال إفريقيا. و يسمونهن أيضاً باسم " دِيهِيَّة " وهو و الاسم الحقيقي لتلك الملعونة.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 10 - 09, 06:37 م]ـ
لا أعتقد أن هناك ما يمنع من التسمي بـ فرعون ومسيلمة إلا إذا كان للإسم معنى غير شرعي ..
لا حول ولا قوَّة إلا بالله .. عش نصف رجب ترى كل العجب
هذا في اعتقادك أنت؟ يعني لو سماك أبوك " أبو جهل " أو " أبو لهب " وأنت مسلم .. يعني هذا ما فيش مشكل في اعتقادك؟
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:49 م]ـ
بدلاً من هذا التهكم .. ليتك جئت بفائدة في مشاركتك هذه يا أبا سلمى ..
أما اسم: مسيلمة وفرعون واسرائيل .. فمادامت اسماء شائعة ولا يختص بها كافر أو معادٍ للدين فهي مباحة ..
أما (ابو جهل وأبو لهب) فهما كنيتان لشخصيتين محددتين .. والتسمي بهما لا يجوز .. بل يكون كفراً إن كان القصد باختيار هذه الكنى هو العداء والبغض للدين وللرسالة ..
************
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:53 م]ـ
وكلمة فرعون معناها: الراعي
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:13 ص]ـ
سامحني وخذ هذه الفائدة
- (فرعن)
فرعنة تجبر وتكبر وفلانا مكنه أن يتجبر ويطغى
(تفرعن) النبات طال وقوي واشتد وفلان تجبر وطغى وتخلق بأخلاق الفراعنة
(فرعون) لقب ملك مصر في التاريخ القديم وأصله بالمصرية (يرعو) بغير نون ومعناه البيت العظيم ولقب كل عات
المرجع [المعجم الوسيط].
- قال الزبيدي: " أَو كلُّ عاتٍ مُتَمَرِّدٍ فِرْعَوْن ". [تاج العروس]
- قال ابن منظور: " (فرعن) الفَرْعَنَةُ الكِبْرُ والتَّجَبُّر وفِرْعَوْنُ كل نَبِيٍّ مَلِكُ دَهْره. . . وكلُّ عاتٍ فِرْعَوْنٌ والعُتاةُ الفراعنة وقد تَفَرْعَنَ وهو ذو فَرْعَنَة أَي دَهاءٍ وتَكَبُّر. . . وقيل الفِرْعَوْنُ بلغة القِبْط التّمسَاح. . . " [المرجع "لسان العرب"].
- قال أبو الأعلى المودودي: " ومن المعلوم أنه كان إله أهل مصر الأكبر على العموم هو الشمس، وكانوا يعبرون عنها باللغة المصرية بكلمة (رع). وكان معنى (فرعون) خاف (رع). أو مظهر (رع). وعلى هذا كان كل ما يدعي فرعون في الحقيقة هو أنه المظهر المادي لإله الشمس الأكبر، وكفى ". [المصطلحات الأربعة في القرآن الكريم].
- قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله -: " وتُكرهُ التسميةُ بأسماءِ الفراعنةِ والجبابرة ومنها: فِرعونُ، قارونُ، هامانُ ... " [المرجع "معجم المناهي اللفظية"]
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 01:59 ص]ـ
سامحني وخذ هذه الفائدة
- (فرعن)
فرعنة تجبر وتكبر وفلانا مكنه أن يتجبر ويطغى
(تفرعن) النبات طال وقوي واشتد وفلان تجبر وطغى وتخلق بأخلاق الفراعنة
(فرعون) لقب ملك مصر في التاريخ القديم وأصله بالمصرية (يرعو) بغير نون ومعناه البيت العظيم ولقب كل عات
المرجع [المعجم الوسيط].
- قال الزبيدي: " أَو كلُّ عاتٍ مُتَمَرِّدٍ فِرْعَوْن ". [تاج العروس]
- قال ابن منظور: " (فرعن) الفَرْعَنَةُ الكِبْرُ والتَّجَبُّر وفِرْعَوْنُ كل نَبِيٍّ مَلِكُ دَهْره. . . وكلُّ عاتٍ فِرْعَوْنٌ والعُتاةُ الفراعنة وقد تَفَرْعَنَ وهو ذو فَرْعَنَة أَي دَهاءٍ وتَكَبُّر. . . وقيل الفِرْعَوْنُ بلغة القِبْط التّمسَاح. . . " [المرجع "لسان العرب"].
- قال أبو الأعلى المودودي: " ومن المعلوم أنه كان إله أهل مصر الأكبر على العموم هو الشمس، وكانوا يعبرون عنها باللغة المصرية بكلمة (رع). وكان معنى (فرعون) خاف (رع). أو مظهر (رع). وعلى هذا كان كل ما يدعي فرعون في الحقيقة هو أنه المظهر المادي لإله الشمس الأكبر، وكفى ". [المصطلحات الأربعة في القرآن الكريم].
- قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله -: " وتُكرهُ التسميةُ بأسماءِ الفراعنةِ والجبابرة ومنها: فِرعونُ، قارونُ، هامانُ ... " [المرجع "معجم المناهي اللفظية"]
رحم الله والديك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/4)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 10 - 09, 02:18 ص]ـ
آمين وإياك .. وهل سامحتني؟
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 02:43 ص]ـ
آمين وإياك .. وهل سامحتني؟
بارك الله فيك ..
سامحتك وأدعو لك بالتوفيق والخير والجنة ...
وأسألك الدعاء لي بظهر الغيب ..
ـ[محمد الطنطاوي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 03:03 ص]ـ
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - في كتابه تسمية المولود (ص53):
(ويُكْرَهُ التسميةُ بأسماء الفراعنةِ والجبابرة ومنها: فِرعونُ، قارونُ، هامانُ ... ) انتهى كلامه رحمه الله.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 10:13 م]ـ
بارك الله فيك ..
سامحتك وأدعو لك بالتوفيق والخير والجنة ...
وأسألك الدعاء لي بظهر الغيب ..
لله دركما ودر أبيكما.
ـ[أبو معاذ فؤاد الأثري]ــــــــ[28 - 10 - 09, 09:29 ص]ـ
بوركت أخي أبا فارس
زادك الله حرصاً
بوركت أخي أبا سلمى
زادك الله حكمة وعلماً
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[28 - 10 - 09, 01:28 م]ـ
بارك الله فيك ..
سامحتك وأدعو لك بالتوفيق والخير والجنة ...
وأسألك الدعاء لي بظهر الغيب ..
أبا فارس وأبا سلمى ..
هذا درس تربوي تطبيقي عملي للأخلاق الطيبة والمعاملة بالحسنى ..
أسأل الله أن يبارك فيكما وأن يجمعكما في دار كرامته ..(118/5)
الجرأة والجهل .. كاتبة تضعف حديث في البخاري
ـ[الموسى]ــــــــ[24 - 10 - 09, 04:12 م]ـ
إذا اجتمع الجهل مع الجرأة
(أزمة تسليم لا أزمة فهم)
حصة آل الشيخ (نموذج)
الكاتب/ فيصل الثنيان
كثيراً ماكنت أسمع عبارة متذمرة يكررها كثير من المفكرين والمثقفين والأدباء الذين اعتزلوا الكتابة، وتحولوا إلى كائنات منعزلة لاتظهر بالقرب من الأضواء، يقولون: بأن الكتابة الصحفية بعد ماكانت مهنة محترمة صعبة المنال تحولت إلى " مهنة من لامهنة له " فتحول لاعب البالوت والملاحق البارح أمنياً في قضايا أخلاقية إلى مناضل تنوير وأصبحت أعمدة المقالات هي أقرب إلى "كتالوج طرائف" لا يتستطيع القارئ بعد أن ينتهي من قراءة المقالة إلا أن يحمل منديله ويمسح دموعة من شدة الضحك قائلاً " الله يوسع صدرهم " ولا أخفي أحترمي الشديد إلى قائمة من الكتاب حرصوا على سلامة التصورات الإسلامية من الانحطاط المعرفي الحاصل في هذه الأيام فضحوا براحة أوقاتهم في سبيل مواصلتهم تأدية الرسالة وإعطاء القارئ المسلم أدق تصور تجاه أبرز القضايا الشائكة استشعاراً منهم بأهمية " الدور المعرفي " الذي يقومون به فمن واجب الوفاء أن نحفظ ذكرهم وأن ندعوا لهم فإلى تلك الرجال يعود الفضل بعد الله في حفظ تصور الشاب المسلم ..
على أية حال ..
طالعتنا صحيفة الوطن اليوم بمقالة للكاتبة حصة محمد آل الشيخ وماهي إلا حالة تؤكد أزمة الإنحطاط المعرفي الذي تمر به صحفنا المحلية ولا ينتابك سوى تساؤل في داخل نفسك، ياترى كيف سمح لمثل هذه الأقلام أن تكتب في مواضيع لم تتصدر لها معرفياً بل تقحم نفسها في قضايا هي من أعمق التخصصات ويفريك العجب بعدما تطالع مقالات الكاتبة السابقة وكيف تتوصل إلى النتائج النقدية القائمة على أهون البراهين .. فوآ عجباه
بضرب عشوائي وبضجيج بالكاد تحدد مصدر صوته _ ما يؤكد لك ضعف القدرات وعدم تبلور الرؤية_ قدمت لنا الأخت " وبقفزات بهلوانية " منتج فكري جديد وهو يعتبر بالطبع سابقة تخلفية للجريدة الحاضنة حيث توصلت الكاتبة إلى التشكيك في سلامة السنة النبوية والإعتماد عليها كمرجع يحتكم إليه عن طريق " المعادلة الذوقية " فإذا لم يرق لك الحديث النبوي وترى انه يخالف ذوقك فقم بالمعادلة التالية التالية:
بما أن الحديث لايناسب ما أشتهي، إذا يكون الحديث = حديث ضعيف
علماً بأن الحديث قد ينتمي إلى صحيح البخاري ومسلم
حينها ستجد محدثة (الوطن) (الحافظة حصة) تزكي نقدك وتحكم على الحديث بالضعف.
وهكذا نقوم بدراسة السنة _ حاشا وكلا _ ونفتح أضخم موسوعة حديثية ونمارس عملية التصحيح والتضعيف وتصبح أقوالك في عداد أقوال أحمد بن حنبل وابن معين وابن المديني وأبي زرعة وأبي حاتم والبخاري ومسلم والنسائي والترمذي والدارقطني
واليوم قامت المحدثة بعدما خرجت الحديث " ناقصات عقل ودين " إلى التوصل بالحكم على الحديث بالضعف ضمنياً من خلال تطبيق منهجيتها في تقويم نصوص السنة!
يالله العجب .. جرأة وتجني على سنة المصطفى صلوات الله عليه ..
ياويلها لو وقفت بين يدي خالقها بأي جواب تدفع جرأتها في تكذيب نقلة هذا الحديث فلا برهان ولا حجة إلا الجرأة والسفه .. فياويلها ويالغرورها ..
وأخيراً ..
ليست القضية والخلاف مع هذه الطغم هو خلاف علمي وإلا لاستطردت في النقاش حول ماجاء في المقالة وإن كان كل ماورد في المقالة العشوائية اجترار وتكرار لإطروحات المستشرقين أمثال جولدزهير وشاخت ولكني على ثقة بأن الأزمة في حقيقتها ضعف إيمان وهشاشة في التسليم والإنقياد ..
يقول أحد الأساتذة الفضلاء:
لو أفلحنا في إقناع الشاب المسلم بالإقبال على القرآن بالتدبر الصادق المتجرد للبحث عن الحق .. فاعتبروا أن "الدور المعرفي" تقريباً انتهى .. وبقيت مرحلة الإيمان .. فمن كان معه إيمان وخوف من الله فسيحمله على الانقياد والانصياع لله سبحانه .. ومن أرخى لهواه العنان .. فسيتخبط في شُعب النفاق الفكري .. حيث سيبدأ في أن يعلن على الملأ –كما يعلن غيره- أنه "يحترم ضوابط الشريعة" .. لكنه في دخيلة نفسه يدرك أن كل مايقوله مخالف للقرآن .. !
بقي الاستثناء الوحيد هاهنا .. وهو أنني أقول أن من كانت نفسيته المعرفية سوية .. أعني أنها تنظر في "جوهر البرهان" وليس في "شكليات الخطاب" فلن يحتاج إلا لقراءة القرآن بتجرد .. أما من كان يعاني من عاهات في شخصيته الفكرية .. بحيث أنه يقدم وهج الديكور اللغوي على جوهر البرهان .. فهذا النوع المريض من الناس قد يحتاج فعلاً بعض الكتابات الفكرية التي تخدعه ببعض الطلاء التسويقي .. كما قال الامام ابن تيمية في حادثة مشابهة في كتابه "الرد على المنطقيين":
(وبعض الناس: يكون الطريق كلما كان أدق وأخفى وأكثر مقدمات وأطول كان أنفع له, لأن نفسه اعتادت النظر الطويل في الأمور الدقيقة, فإذا كان الدليل قليل المقدمات, أو كانت جلية, لم تفرح نفسه به .. , فإن من الناس من إذا عرف ما يعرفه جمهور الناس وعمومهم, أو ما يمكن غير الأذكياء معرفته, لم يكن عند نفسه قد امتاز عنهم بعلم, فيحب معرفة الأمور الخفية الدقيقة الكثيرة المقدمات)
انتهى كلامه حفظه الله وانتهى المقال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/6)
ـ[مالك النجدي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 11:26 م]ـ
بارك الله في الكاتب والناقل
وهدى الله الكاتبة
ـ[أم البخاري]ــــــــ[07 - 04 - 10, 06:49 م]ـ
سبحان الله
لقد قرات اليوم لهذه الكاتبة انها تبيح الاختلاط وتجيز السفر بدون محرم
وتعتبر أن الشريعة ظلمت المرأة(118/7)
حكم استئجار العربات في صحن المطاف
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[24 - 10 - 09, 06:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هذا سؤال من موقع الشيخ سليمان الماجد
س: السلام عليكم .. رأي فضيلتكم في استئجار العربات داخل صحن المطاف، أليس هذا في حكم بيع؟
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. اختلف العلماء في حكم البيع والشراء داخل المسجد على قولين: الأول: الكراهة التنزيهية، وهو قول الأئمة الأربعة، عدا الرواية الثانية عن أحمد. والثاني: التحريم وهو قول لأحمد وغيره، وهو أقرب القولين؛ لحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا لا رد الله عليك" رواه الترمذي وغيره، وهو حديث جيد. ولكن لما كان ذلك لمصلحة العبادة، ولما يلحق الناسك من الحرج في الخروج بأهل العربات خارجه فلا أرى بأسا باستئجار هذه العربات داخل المسجد الحرام. وقد نص جمع من العلماء على جواز شراء الماء للوضوء والثياب لستر العورة بعد النداء الثاني للجمعة، وفيه التفات إلى المعنى المذكور. والله أعلم. سليمان الماجد
منقول من موقع الشيخ حفظه الله
http://www.salmajed.com/fatwa/findnum.php?arno=10562
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:19 ص]ـ
للرفع(118/8)
للمدارسة!! هل يجوز للمؤذن أن يقيم الصلاة وهو جالس؟؟!!
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[24 - 10 - 09, 08:05 م]ـ
للمدارسة!! هل يجوز للمؤذن أن يقيم الصلاة وهو جالس؟؟!!
ما رأي الفضلاء .. ّّ
طبعا بحثت في الأرشيف قبل وضع السؤال فلم أجد جوابا لذا وضعته للمدارسة ...
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 07:00 ص]ـ
يجوز، لكنه خلاف السنة، فقد اتفق العلماء على سنية الإقامة قائما.
و لكن ثبتت بعض الآثار عن بعض الصحب الكرام أنه أذّن أو أقام راكبا، فلينظر.
و الله أعلم.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[25 - 10 - 09, 07:40 ص]ـ
نعم يجوز ذلك ومن قال خلاف ذلك فعليه الدليل ... بورك فيك أخي علي ...
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[26 - 10 - 09, 10:35 م]ـ
مما جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
اتّفق الفقهاء على أنّه يكره أن يؤذّن المؤذّن جالساً إلاّ لعذر، أو إذا كان يؤذّن لنفسه كما يقول الحنفيّة والمالكيّة، «لأمره صلى الله عليه وسلم بلالاً بالقيام بقوله: قم فناد بالصّلاة».
وكان مؤذّنوا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يؤذّنون قياماً، ولأنّ القيام أبلغ في الإعلام، كما أنّ الأذان والإقامة قاعداً خلاف المتوارث.
وقال ابن حامد من الحنابلة: إن أذّن قاعدا بطل، وكذلك قال الشّيخ تقيّ الدّين إلى عدم إجزاء أذان القاعد، وحكى أبو البقاء: أنّه يعيد إن أذّن قاعداً.
وأمّا صاحب العذر فلا بأس أن يؤذّن جالساً، قال الحسن بن محمّد العبديّ: رأيت أبا زيد صاحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وكانت رجله أصيبت في سبيل اللّه يؤذّن قاعداً.
ـ[سنية كوردية]ــــــــ[27 - 10 - 09, 12:27 ص]ـ
بارك الله فيكم يا اخواني في الله
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[27 - 10 - 09, 12:29 ص]ـ
وقال ابن حامد من الحنابلة: إن أذّن قاعدا بطل، وكذلك قال الشّيخ تقيّ الدّين إلى عدم إجزاء أذان القاعد، وحكى أبو البقاء: أنّه يعيد إن أذّن قاعداً.
الدليل وفقكم ربي ..
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[28 - 10 - 09, 11:47 م]ـ
الإخوة جميعا بارك الله فيكم ....
أقوى شيء وأصرحه هو ما ذكره الفاضل أحمد بن شبيب من حديث بلال وهو «لأمره صلى الله عليه وسلم بلالاً بالقيام بقوله: قم فناد بالصّلاة».
فإذا لم يثبت غير هذا فالقول ما قاله الفاضل أبو راكان الوضاح ... والله أعلم ..
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 07:49 ص]ـ
الإخوة جميعا بارك الله فيكم ....
أقوى شيء وأصرحه هو ما ذكره الفاضل أحمد بن شبيب من حديث بلال وهو «لأمره صلى الله عليه وسلم بلالاً بالقيام بقوله: قم فناد بالصّلاة».
فإذا لم يثبت غير هذا فالقول ما قاله الفاضل أبو راكان الوضاح ... والله أعلم ..
حتى لو ثبت هذا القول، فالوجوب شيء، و القول بالبطلان شيء آخر زائد على الوجوب، فالإبطال لابد له من دليل ظاهر بين، لأن إبطال عبادات الناس ليس بالأمر الهين.
و الله أعلم.(118/9)
" طلب " تلخيص كتاب " شرح حلية طالب العلم " لأبن عثيمين.
ـ[ماجد العتيبي]ــــــــ[24 - 10 - 09, 08:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
مطلوب ايه الأخوه الاعزاء
تلخيصاً جيداً لكتاب " شرح الحلية " لعلامتنا الشيخ / محمد بن عثيمين - رحمة الله -
وجزاكم الله خير
ـ[محمد الطنطاوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:58 ص]ـ
الكتاب نفسهُ ملخصاً ... !!(118/10)
ما رأيكم بمسألة مس المصحف بدون وضوء
ـ[ابن سهيلة]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
...
- ما رأيكم بمسألة مس المصحف بدون وضوء ..
- وهل صحيح أن ابن عثيمين كان يرى الجواز وفي آخر عمره تراجع وحرم مس المصحف بدون طهارة؟.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[24 - 10 - 09, 10:41 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اولا اهلا و سهلا بالاخ ابن سهيلة لانه يظهر انها مشاركته الاولي
ثانيا بالنسبة لحكم مس المصحف فيرجي النظر هنا ( http://islamqa.com/ar/ref/10672/%D9%85%D8%B3%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%AD%D9%8 1)
ـ[أبو عبد البر الحرزلي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 04:09 م]ـ
بارك الله فيكم، وللفائدة:
نقل جمع من أهل العلم الإجماع على تحريم مس المصحف للمحدث، منهم:
إبن المنذر، وابن هبيرة وابن قدامة في المغني وغيرهم.
ـ[ابن سهيلة]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:06 م]ـ
لا يصح نقل الإجماع على وجوب الطهارة لمس المصحف
بل فيه خلاف معتبر وقد قال به بعض أهل العلم قديماً وحديثا
وقد نقل القول بعدم الوجوب عن ابن عباس والشعبي والضحاك
وذهب إليه داود الظاهري
وابن حزم
والصنعاني
والشوكاني
والألباني
وغيرهم ..
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:40 م]ـ
لا يصح نقل الإجماع على وجوب الطهارة لمس المصحف
بل فيه خلاف معتبر وقد قال به بعض أهل العلم قديماً وحديثا
أخي الحبيب،
أتسأل أم تقرر؟
فموضوعك اصلاً كان في محل إستفهام، لكنك الان تتصدرو لتقف مقام من يقرر وينافح!!
الموضوع بحث من قبل في الملتقى، ولا ضرورة لإعادته لكثرة ما تكرر، فاستخدم خاصية البحث، حفظك الله وستجد ما كتب في المسألة، ففيها ما يغني.
اسأل الله العظيم أن يعظم كلامه في قلبك قبل يدك.
وفقكم الله.
ـ[ابن سهيلة]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:07 م]ـ
بارك الله فيك(118/11)
المقصود بجملة " اختلاف الفتوى باختلاف الزمان والمكان "
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:15 ص]ـ
المقصود بجملة " اختلاف الفتوى باختلاف الزمان والمكان "
السؤال: هل هناك ما يعرف بـ " اختلاف الفتوى باختلاف الزمان والمكان " , فهل هناك ما يثبت ذلك من الكتاب والسنَّة النبوية؟. أفيدونا، أفادكم الله , وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله
مسألة " اختلاف – أو تغيُّر - الفتوى باختلاف الزمان والمكان ": لنا معها وقفات:
1. يجب أن يُعلم أن الأحكام الشرعية المبنية على الكتاب والسنَّة: غير قابلة للتغيير، مهما اختلف الزمان، والمكان، فتحريم الخمر، والزنا، والربا، وعقوق الوالدين، وما يشبه ذلك من الأحكام: لن يكون حلالاً في زمان، أو في مكان؛ لثبوت تلك الأحكام الشرعية بنصوص الوحي، ولاكتمال التشريع بها.
2. اتخذ بعض أهل الأهواء من تلك الجملة مطية لهم للعبث بالأحكام الشرعية الثابتة بنصوص الوحي المطهَّر، ولتمييع الدين من خلال تطبيقها على أحكام قد أجمع أهل العلم على حكمها منذ الصدر الأول، ولا يسلم لهم الاستدلال بها، فهي لا تخدم أغراضهم، وإنما نص الجملة في " الفتوى "، لا في " الأحكام الشرعية "، وبينهما فرق كبير، فالأول في مسائل الاجتهاد، وما كان بحسب الواقع، فاختلاف الواقع والزمان له تأثير في الفتوى باحتمال تغيرها.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله:
وحكم الله ورسوله لا يختلف في ذاته باختلاف الأزمان، وتطور الأحوال، وتجدد الحوادث؛ فإنه ما من قضية، كائنة ما كانت، إلا وحكمها في كتاب الله تعالى، وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، نصّاً أو ظاهراً أو استنباطاً أو غير ذلك، علِم ذلك مَن علمهُ، وجهله من جهله، وليس معنى ما ذكره العلماء من " تغير الفتوى بتغير الأحوال ": ما ظنه من قَلَّ نصيبهم - أو عُدم - من معرفة مدارك الأحكام وعِلَلها، حيث ظنوا أن معنى ذلك بحسب ما يلائم إراداتهم الشهوانية البهيمية، وأغراضهم الدنيوية، وتصوراتهم الخاطئة الوبية، ولهذا تجدهم يحامون عليها، ويجعلون النصوص تابعة لها، منقادة إليها، مهما أمكنهم، فيحرفون لذلك الكلِم عن مواضعه، وحينئذ معنى " تغير الفتوى بتغير الأحوال والأزمان ": مراد العلماء منه: ما كان مستصْحَبة فيه الأصول الشرعية، والعلل المرعية، والمصالح التي جنسها مراد لله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم.
" فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم " (12/ 288، 289).
3. القول بتغير الأحكام الشرعية الثابتة بالوحي يعني تجويز تحريف الدِّين، وتبديل أحكامه، والقول بذلك يعني تجويز النسخ بعد كمال التشريع، ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وليُعلم أن الإجماع نفسه لا يمكن أن ينسخ حكماً ثابتاً في الشرع إلا أن يكون مستنده النص، فإن لم يكن كذلك – وهو غير واقع في حقيقة الأمر -: كان القول به تجويزا لتبديل الشريعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
وكنا نتأول كلام هؤلاء على أن مرادهم أن " الإجماع " يدل على نص ناسخ، فوجدنا من ذُكر عنهم: أنهم يجعلون الإجماع نفسه ناسخاً! فإن كانوا أرادوا ذلك: فهذا قول يجوِّز تبديل المسلمين دينَهم بعد نبيِّهم، كما تقول النصارى مِن: أن المسيح سوَّغ لعلمائهم أن يحرِّموا ما رأوا تحريمه مصلحة، ويحلوا ما رأوا تحليله مصلحة، وليس هذا دين المسلمين، ولا كان الصحابة يسوِّغون ذلك لأنفسهم، ومَن اعتقد في الصحابة أنهم كانوا يستحلون ذلك: فإنه يستتاب، كما يستتاب أمثاله، ولكن يجوز أن يجتهد الحاكم، والمفتي، فيصيب، فيكون له أجران، ويخطئ، فيكون له أجر واحد.
" مجموع الفتاوى " (33/ 94).
وهذا من أعظم خصائص الشريعة وأحكامها القطعية.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في بيان ميزات أحكام التشريع القطعية -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/12)
الثبوت من غير زوال، فلذلك لا تجد فيها بعد كمالها نسخاً، ولا تخصيصاً لعمومها، ولا تقييداً لإطلاقها، ولا رفعاً لحكم من أحكامها، لا بحسب عموم المكلفين، ولا بحسب خصوص بعضهم، ولا بحسب زمان دون زمان، ولا حال دون حال، بل ما أثبت سبباً: فهو سبب أبداً لا يرتفع، وما كان شرطاً: فهو أبداً شرط، وما كان واجباً: فهو واجب أبداً، أو مندوباً: فمندوب، وهكذا جميع الأحكام، فلا زوال لها، ولا تبدل، ولو فُرض بقاء التكليف إلى غير نهاية: لكانت أحكامها كذلك.
" الموافقات " (1/ 109، 110).
4. ضابط فهم هذه العبارة في أمرين:
أ. التغير في الفتوى، لا في الحكم الشرعي الثابت بدليله.
ب. التغير سببه اختلاف الزمان، والمكان، والعادات، من بلد لآخر.
وقد جمعهما الإمام ابن القيم رحمه الله في قوله:
" فصل، في تغير الفتوى، واختلافها، بحسب تغير الأزمنة، والأمكنة، والأحوال، والنيات، والعوائد "، والعوائد: جمع عادة، وهو فصل نفيس، ذكر فيه – رحمه الله – أمثلة كثيرة، فلتنظر في " إعلام الموقعين " (3/ 3 فما بعدها).
ونضرب على ذلك أمثلة، منها:
1. اللُّقَطة، فإنها تختلف من بلد لآخر، ومن زمان لآخر، في تحديد قيمة ما يجوز التقاطه، وتملكه من غير تعريف، فيختلف الأمر في البلد نفسه، فالمدينة غير القرية، ويختلف باختلاف البلدان، والأزمنة.
2. زكاة الفطر، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرعها طعاماً، بمقدار صاع، وقد نص الحديث على " الشعير "، و " التمر "، و " الإقط "، وهي الآن ليست أطعمة في كثير من البلدان، فالشعير صار طعاماً للبهائم، والتمر صار من الكماليات، والإقط لا يكاد يأكله إلا القليل، وعليه: فيفتي العلماء في كل بلد بحسب طعامهم الدارج عندهم، فبعضهم يفتي بإخراج الأرز، وآخر يفتي بإخراجها ذرة، وهكذا.
فالحكم الشرعي ثابت ولا شك، وهو وجوب زكاة الفطر، وثابت من حيث المقدار، ويبقى الاختلاف والتغير في نوع الطعام المُخرَج.
والأمثلة كثيرة جدّاً، في الطلاق، والنكاح، والأيمان، وغيرها من أبواب الشرع.
وانظر مثالاً صالحاً لهذا في جوابنا على السؤال رقم (125853).
قال القرافي رحمه الله:
فمهما تجدد في العُرف: اعتبره، ومهما سقط: أسقطه، ولا تجمد على المسطور في الكتب طول عمرك، بل إذا جاءك رجل من غير أهل إقليمك يستفتيك: لا تُجْرِه على عرف بلدك، واسأله عن عرف بلده، وأَجْرِه عليه، وأفته به دون عرف بلدك، ودون المقرر في كتبك، فهذا هو الحق الواضح.
والجمود على المنقولات أبداً: ضلال في الدِّين، وجهل بمقاصد علماء المسلمين، والسلف الماضين، وعلى هذه القاعدة تتخرج أيمان الطلاق، والعتاق، وجميع الصرائح والكنايات، فقد يصير الصريح كناية فيفتقر إلى النية، وقد تصير الكناية صريحا فتستغني عن النية.
" الفروق " (1/ 321).
وقد أثنى ابن القيم رحمه الله على هذا الفقه الدقيق فقال – بعد أن نقل ما سبق -:
وهذا محض الفقه، ومَن أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عُرفهم، وعوائدهم، وأزمنتهم، وأحوالهم، وقرائن أحوالهم: فقد ضلَّ، وأضل، وكانت جنايته على الدِّين أعظم من جناية مَن طبَّب الناس كلهم على اختلاف بلادهم، وعوائدهم، وأزمنتهم، وطبائعهم، بما في كتابٍ من كتب الطب على أبدانهم، بل هذا الطبيب الجاهل، وهذا المفتي الجاهل: أضر ما يكونان على أديان الناس، وأبدانهم، والله المستعان.
" إعلام الموقعين " (3/ 78).
ولينظر جواب السؤال رقم: (39286 ( http://islamqa.com/ar/ref/39286) ) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/130689
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:19 ص]ـ
رابط للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=182188
ـ[محمد المناوى]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا بوركت يا شيخنا
ـ[ام الخطاب رشا]ــــــــ[25 - 10 - 09, 06:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[25 - 10 - 09, 07:58 ص]ـ
بوركت شيخنا الفاضل ...
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[25 - 10 - 09, 06:51 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 02:47 م]ـ
ثبات الأحكام الشرعية، وضوابط تغيُّر الفتوى
محمد بن شاكر الشريف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=511816&postcount=12
**
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[31 - 10 - 09, 04:56 م]ـ
نقولاتك درر
جزاك الله كل خير
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 11 - 09, 02:19 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[02 - 11 - 09, 06:58 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا وجزاكم الله خيرا(118/13)
هل ثبت هذا الأثر عن السلف
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:19 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عن أحد السلف (أنه كان يقبّل المصحف و يقول كتاب ربي كتاب ربي) فعمن ورد هذا الأثر و هل صح أم لا؟ و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:31 ص]ـ
عن عكرمة ولا يصح
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:35 ص]ـ
........
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:35 ص]ـ
عن ابن أبي مليكة قال كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويبكي ويقول كتاب ربي وكلام ربي وفي لفظ كلام ربي كلام ربي) 000
قلت: أخرج هذا الأثر كلا من عبدالله بن المبارك في كتاب الجهاد (89) دار المطبوعات الحد يثة وعبدالله بن الإمام أحمد في السنة (1 - 140) دار بن القيم والحاكم في مستدركه (3 - 217) والطبراني في معجمه الكبير (17 - 371) والخطيب البغدادي في تايخ بغداد (10 - 320) من طرق كلهم عن حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال فذكره0000
قلت وهذا إسناد ضعيف وعلته الإنقطاع حيث إن بن أبي مليكة لم يدرك عكرمة ذالكم أن بن أبي مليكة توفي سنة 117من الهجرة وعكرمة سنة 15للهجرة فيبعد أن يكون أدركه بل أن الترمذي قال لم يدرك ابن أبي مليكة طلحة بن عبيد الله مع أن طلحة بن عبيد الله توفي سنة 36من الهجرة فكيف يكون بن أبي مليكة قد أدرك عكرمة وقد قال أبو زرعة بن أبي مليكة عن عمر وعثمان مرسلا (ذكر ذلك صاحب جامع التحصيل في ترجمة ابن أبي مليكة) فكيف يظن بعد ذلك الإتصال0
وعليه فلما كان الحكم الشرعي كالإستحباب لايبنى على حديث أوأثر ضعيف كما قرر شيخ الإسلام في الفتاوىلأن الحديث الضعيف ظن مرجوح واحسن أحواله الشك والشك ليس بعلم كما هو مفهوم كلام بن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم وفضله قال تعالى: (وإن الظن لايغني من الحق شيئا) فيكون تقبيل المصحف بدعة محدثة يينبغي تركها والتحذير منها فقد تفشت في أوساط العامة من أهل هذا الزمان فهوتشريع لم يأذن به الله بل أن ذلك ضرب من قلة تعظيمه وتوقيره فإن توقيره لايكون إلا بإتباع ماأنزل الله فيه ومن ذلك قوله تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله) فلم يأذن الله بتقبيله ولوكان تقبيله من توقيره لما أهمل أصحاب النبي ذلك ولوكان خيرا لسبقونا إليه ولأمرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولدلناعلى ذلك وقد أخرج الشافعي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالماتركت من خير يقربكم من الله ويباعدكم عن النار إلا دللتكم عليه) أوكما قال
ولقد جاءفي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله وقال إني أعلم أنك حجر لاتضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ماقبلتك فيمكن أن يخرج على ذلك مذهب لعمر بعدم جواز تقبيل المصحف لأنه امتنع عن تقبيل التعبد فيما لم يثبت أن النبي قبله فقبل الحجر فقط ولم يقبل غيره ولو قبل المصحف لنقل عنه رضي الله عنه فلو إدعا المقبل له أنه قبله عادة ماقبل منه لأن القرينة تدل على التعبد ولاشك والدين لايهتدىإليه بالعقل يقول علي بن أبي طالب لو كان الدين بالرأي لكان المسح على باطن الخف أولى من ظاهره فهؤلاء عظموا القرآن بعقولهم وأهوأهم ولم يعقلوا أن خير من فهم الطريق لتعظيمه هم السلف رحمهم الله
كتبه شيخنا الفاضل ماهر بن ظافر القحطاني سلمه الله
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[28 - 10 - 09, 10:48 ص]ـ
رابط ذو صلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=190805
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[28 - 10 - 09, 11:27 ص]ـ
(8491)
سؤال: ما حكم تقبيل المصحف؟
الجواب: لا يشرع ذلك حيث لم ينقل عن السلف من الصحابة والتابعين وعلماء سلف الأمة، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ولا يقال إن ذلك من تعظيمه أو من دلائل محبته، فإن المحبة في القلوب والتعظيم هو بإتباع أوامره وترك زواجره، وبتلاوته وتدبره ونحو ذلك.والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
(7767)
سؤال: ما حكم تقبيل المصحف من باب الاحترام والتقدير؟
الجواب: لا يُشرع تقبيل المصحف ولو كان من باب الاحترام والتقدير لعدم نقل ذلك عن السلف؛ فاحترامه برفعه وإبعاده عن الأقذار وعن الامتهان لقوله تعالى: {في صُحف مكرمة * مرفوعة مُطهرة?} ويعم الرفع الحسي بأن يُرفع عن مستوى الأرض، والمعنوي بأن يعمل به ويتلوه حق تلاوته ويحترمه بإكرامه وصيانته عن العابثين وعن تناول السفهاء له ولعبهم به عن جهل وتغفيل، والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين(118/14)
هل معنى حديث (شقي أو سعيد) الشقاء والسعادة في الدنيا؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:32 ص]ـ
هل معنى حديث (شقي أو سعيد) الشقاء والسعادة في الدنيا؟
السؤال: كنت أنا وبعض الإخوة في الله نناقش مغزى حديث رسولنا الكريم الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: حدَّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: (إن أحدكم ليُجمع خلْقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الله إليه الملَك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) متفق عليه، صدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم. ومن المعلوم أننا كمسلمين يجب أن نؤمن بلب هذا الحديث إيماناً راسخاً، ولكن وردت الأسئلة التالية أثناء النقاش، ولقلة زادنا الشرعي: رغبنا أن نستزيد من علمكم: 1. هل السعادة والشقاء من منظور شرعي - التي وردت في الحديث - هما نفس السعادة والشقاء من منظور حسي - أي: التي نعيشهما، ونحسهما في هذه الدنيا الفانية؟. 2. هل يمكن للإنسان أن يعرف مع أيِّ الفريقين هو؟ هل هناك علامات نستدل بها؟. 3. في واقعنا الإنساني نجد بعض القصور في التسليم بذلك - أي: بما ورد في الحديث - فهل هذا يعتبر قصوراً في الدين، أو التقوى؟. 4. بسبب طبيعتنا الإنسانية نتذمر في العادة عندما يتلبسنا الإحساس بالتعاسة، هل ذلك يعتبر إنكاراً لقدَر الله؟. 5. عندما تغمرنا السعادة من كل جانب، وتنبسط لنا الدنيا: قلَّ أن ننسب ذلك لقدر الله، ولكن نحاول الإيحاء أن ذلك بجهدنا، وعلو همتنا، هل هذا يعتبر نقضاً، أو إنكاراً لقدر الله؟. نسأل الله أن لا يحرمكم الأجر، وأن ينفع الإسلام والمسلمين بجهودكم، وعلمكم.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
لفظا " السعادة " و " الشقاء " الواردان في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ليسا هما ما نحسه في الدنيا من " سعادة "، وما يصيبنا فيها من " شقاء "، بل هما " الإسلام " و " الكفر "، وهما الطريقان إلى " الجنة " و " النار "، والمقصود بالحديث: ما يختم للإنسان بأحد الأمرين في الدنيا، فمن ختم له بخير فهو سعيد، وهو من أهل السعادة، وجزاؤه الجنة، ومن خُتم له بشرٍّ فهو شقي، وهو من أهل الشقاء، ومصيره النار – والعياذ بالله -.
وقد جاء هذا اللفظان في الكتاب والسنَّة بذات المعنى الذي قلناه:
أ. (يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ. فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ. خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) هود/ 105 – 108.
ب. عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كُنَّا فِى جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ ثُمَّ قَالَ: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلاَّ وَقَدْ كَتَبَ اللَّهُ مَكَانَهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلاَّ وَقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً) قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟ فَقَالَ: (اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ)، ثُمَّ قَرَأَ (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/15)
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى).
رواه البخاري (4666) ومسلم (2647).
(المِخصرة): ما اختصر الإنسان بيده، فأمسكه من عصا، أو عَنَزة.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله -:
وقد تكاثرت النُّصوص بذكرِ الكتابِ السابقِ، بالسَّعادة والشقاوة، ففي " الصحيحين " عن عليِّ بن أبي طالب – وذكر الحديث -.
ففي هذا الحديث: أنَّ السعادة، والشقاوة: قد سبقَ الكتابُ بهما، وأنَّ ذلك مُقدَّرٌ بحسب الأعمال، وأنَّ كلاًّ ميسر لما خُلق له من الأعمال التي هي سببٌ للسعادة، أو الشقاوة.
وفي " الصحيحين " عن عمرانَ بن حُصينٍ، قال: قال رجل:يا رسول الله، أيُعرَفُ أهلُ الجَنَّةِ مِنْ أهلِ النَّارِ؟ قالَ: (نَعَمْ)، قالَ: فَلِمَ يعملُ العاملونَ؟ قال: (كلٌّ يعملُ لما خُلِقَ له، أو لما ييسر له).
وقد روي هذا المعنى عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم من وجوهٍ كثيرةٍ، وحديث ابن مسعود فيه أنَّ السعادة والشقاوة بحسب خواتيم الأعمال.
" جامع العلوم والحِكَم " (ص 55). وينظر: " فتح الباري " (11/ 483).
ثانياً:
ما يشير إليه السائل من الغنى أو الفقر، والصحة أو المرض ... ، وسائر ما يصيب الناس من السراء والضراء في عيشهم، وهو ما يعنيه بقوله: السعادة والشقاوة من المنظور الحسي: هذا كله قد سبق به الكتاب، من قبل أن تخلق السموات والأرض، وقد كتب أيضا فيما كتب للجنين من رزقه: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) القرآن/49.
وإنما يُعرف المؤمن أنه محقق للإيمان في هذا الباب، وأنه مسلِّم لقدَر الله تعالى، مؤمن به: إذا شكر ربه في السرَّاء، وصبر عند الضرَّاء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
جعل اللهُ سبحانَه وتعالى لعباده المؤمنين بكل منزلة خيراً منه، فهم دائماً في نعمةٍ من ربهم، أصابَهم ما يُحِبَّون، أو ما يكرهون، وجعل أقضيته، وأقداره التي يقضيها لهم، ويُقدرها عليهم: متاجرَ يَربحون بها عليه، وطُرُقًا يصلون منها إليه، كما ثبت في الصحيح عَن إمامهم ومتبوعهم - الذي إذا دُعي يوم القيامة كلُّ أناسٍ بإمامهم دُعُوا به صلواتُ الله وسلامه عليه - أنه قال: (عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله عجب، ما يقضي الله له من قضاء إلاّ كان خيراً له، إن أصابته سرَّاءُ شكَرَ فكان خيراً له، وإن أصابَتْه ضرَّاءُ صَبَر فكان خيراً له).
فهذا الحديث يَعمُّ جميعَ أَقضيتِه لعبده المؤمن، وأنها خير له إذا صبر على مكروهها، وشكرَ لمحبوبها، بل هذا داخلٌ في مسمَّى الإيمان، فإنه كما قال السلف: " الإيمان نصفان، نصفٌ صبر، ونصفٌ شكر "، كقوله تعالى: (إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)، وإذا اعتَبر العبدُ الدينَ كلَّه: رآه يَرجِعُ بجملته إلى الصبر، والشكر.
" جامع المسائل " (1/ 165).
فعلى المسلم أن يؤمن بقدر الله تعالى خيره وشرِّه، ولا يسعه غير ذلك؛ لأن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، والذي لا يصح من غيره.
وعلى المسلم أن يرضى بقضاء الله، ويسلِّم لما يكتبه الله له، أو عليه؛ فإن في ذلك حكَم بالغة، ولا يتعجل في النظر لظاهر الأمر أنه نعمة، أو نقمة، بل العبرة بما يترتب على ذلك من شكر للنعم، ومن رضى بالمصائب، فهمنا يكون مؤمناً محققا لما طلبه الله منه، ويكون مستفيداً من ذلك دوافع تدفعه للعمل وعدم القنوط واليأس، كما تدفعه لشكر الله تعالى لنيل المزيد منها.
ثالثاً:
ثمة علامات يمكن للمسلم أن يستدل بها على كون أصحابها من أهل الجنة، أو أهل النار؛ وذلك بحسب اتصافه بها، وتخلقه بأخلاقها، ظاهراً وباطناً، وعليه بوَّب الإمام النووي رحمه الله بقوله في " شرح مسلم ": " بَاب الصِّفَاتِ الَّتِي يُعْرَفُ بِهَا فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ "، وقد جعل تبويبه هذا على حديث عياض بن حمار المجاشعي، والذي رواه مسلم (2265)، وفيه:
(وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ.
قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/16)
وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا وَالْخَائِنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلَّا خَانَهُ وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوْ الْكَذِبَ وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ).
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
(ذو سلطان مقسط موفق) وهذا هو الشاهد، يعني: صاحب سلطان، والسلطان يعم السلطة العليا، وما دونها.
(مقسط) أي: عادل بين مَن ولاَّه الله عليهم.
(موَّفق) أي: مهتد لما فيه التوفيق والصلاح، قد هدى إلى ما فيه الخير.
فهذا من أصحاب الجنة.
(ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم) رجل رحيم، يرحم عبادَ الله، يرحم الفقراء، يرحم العجزة، يرحم الصغار، يرحم كل من يستحق الرحمة.
(رقيق القلب) ليس قلبه قاسياً.
(لكل ذي قربى ومسلم) وأما للكفار: فإنه غليظ عليهم.
هذا أيضاً من أهل الجنة: أن يكون الإنسان رقيق القلب، يعني: فيه لين، وفيه شفقة على كل ذي قربى ومسلم.
والثالث: (رجل عفيف متعفف ذو عيال) يعني: أنه فقير، ولكنه متعفف لا يسأل الناس شيئاً يحسبه الجاهل غنيّاً من التعفف.
(ذو عيال) أي: أنه مع فقره عنده عائلة، فتجده صابراً، محتسباً، يكد على نفسه، فربما يأخذ الحبل ويحتطب ويأكل منه، أو يأخذ المخلب يحتش فيأكل منه، المهم: أنه عفيف، متعفف، ذو عيال، ولكنه صابر على البلاء، صابر على عياله، فهذا من أهل الجنة، نسأل الله أن يجعلنا من أحد هؤلاء الأصناف.
" شرح رياض الصالحين " (3/ 648، 649).
وقال النووي – رحمه الله -:
شرح النووي على مسلم - (17/ 199)
(الضعيف الذي لا زَبر له الذين هم فيكم تبعاً لا يبتغون أهلاً، ولا مالاً).
فقوله (زبر) بفتح الزاي وإسكان الموحدة، أي: لا عقل له يزبره، ويمنعه مما لا ينبغى، وقيل: هو الذي لا مال له، وقيل: الذي ليس عنده ما يعتمده.
وقوله (لا يتبعون) بالعين المهملة، مخفف، ومشدد، من الاتباع، وفي بعض النسخ " يبتغون " بالموحدة والغين المعجمة، أي: لا يطلبون.
قوله صلى الله عليه و سلم (والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانة) معنى (لا يخفى): لا يظهر، قال أهل اللغة: يقال خفيت الشيء إذا أظهرته، وأخفيته إذا سترته وكتمته، هذا هو المشهور، وقيل: هما لغتان فيهما جميعاً.
قوله (وذكر البخل والكذب) هي في أكثر النسخ (أو الكذب) بـ (أو)، وفي بعضها (والكذب)، بالواو، والأول: هو المشهور في نسخ بلادنا، وقال القاضي: روايتنا عن جميع شيوخنا بالواو إلا ابن أبي جعفر عن الطبري فبـ (أو) وقال بعض الشيوخ: ولعله الصواب، وبه تكون المذكورات خمسة.
وأما (الشنظير) فبكسر الشين والظاء المعجمتين وإسكان النون بينهما، وفسَّره في الحديث بأنه الفحَّاش، وهو السيء الخلق.
" شرح مسلم " (17/ 199، 200).
فليتأمل العبد الموفق، كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل علامة أهل الجنة في الآخرة أن يعملوا بأعمالهم في الدنيا، وجعل علامة أهل النار في الآخرة أن يعملوا بأعمالهم في الدنيا.
قال الإمام أحمد رحمه الله: " سمعت سفيان بن عيينة يقول: من يزرع خيرا يحصد غِبطة، ومن يزرع شرا يحصد ندامة؛ تفعلون السيئات وترجون أن تُجْزَوُا الحسنات؟!
أجل؛ كما يجني من الشوك العنب!! "
"العلل ومعرفة الرجال" (2/ 373).
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/130860
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ... وبارك فيكم شيخنا إحسان ..
ملاحظة: كرر الموضوع مرتين ..(118/17)
تعليقاتي على (زاد المعاد) لابن قيم الجوزية أثناء ملازمتي لشيخي العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ:
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:01 ص]ـ
تعليقاتي على (زاد المعاد) لابن قيم الجوزية أثناء ملازمتي لشيخي العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
لقد من الله عليّ وعلى كثير من إخواني طلاب العلم ملازمة شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ سنين طويلة حتى توفاه الله تعالى، وكان لفقده ـ رحمه الله ـ غربة في قلوبنا أنكرنا معها حالنا، فكم كان لشيخنا ـ رحمه الله ـ من فضل علينا، وعلى أهل العلم وطلابه في جميع أنحاء العالم، فضلاً عمن دونهم.
وكنت في كل يوم عندما أطالع الكتب التي كنا ندرسها على شيخنا ـ رحمه الله ـ والتي تم قراءتها عليه، وأنظر إلى ما كتبته وعلقت فيها من الفوائد والأحكام، أتذكر تلك اللحظات التي قضيتها مع ذلك الشيخ العلامة، فما يسعني بعد دمع العين إلا أن أقول: رحمك الله يا شيخ عبد العزيز بن باز رحمة واسعة، واسكنك فسيح جناته، فكم لك علينا من فضل وبر وإحسان، بعد الله ـ عز وجل ـ.
ولقد خطر لي من منذ زمن أن أنقل ما علقت وكتبت في درس شيخنا أثناء قراءة كتاب زاد المعاد عليه، إلى إخواننا طلاب العلم لنشر ما أفادنا به شيخنا، وذلك لتعم الفائدة على إخواننا طلاب العلم، وأن يكون ذلك ايضاً صدقة جارية لشيخنا، وعلم نافع ينتفع به.
وهذه التعليقات تنقسم إلى:
(1) ما إملاه الشيخ وهو قليل.
(2) ما صوبه الشيخ، فأكتبه بالحرف الواحد كما قاله الشيخ.
(3) ما قرره الشيخ فأكتب ملخصه، وأكتب أمامه (تقرير).
(4) ضبط الكلمات التي يصوب الشيخ النطق بها، فأقوم بتشكيلها كما نطقها الشيخ.
(5) الحكم على الأحاديث كما يراه الشيخ ويميل إليه.
(6) وغير ذلك من الفوائد.
وقد أكون مسبوقاً إلى مثل هذا العمل، لكن لعلمي التام أن كل طالب علم ينقل ويكتب حسب حضوره وانتباهه وأهمية المسألة لديه، فقد يفوت ذاك ما لايفوت هذا والعكس، وكل له طريقته في الكتابة والتعليق.
فأسأل الله تعالى التوفيق والسداد.
وأرجو من الله أن أكون بهذا العمل قد قدمت لإخوان طلبة العلم شيئاً يستفيدون منه، وينتفعون به في هذا الملتقى المبارك. وسوف تكون هذا التعليقات حلقات يتبع بعضها بعضاً.
ومن لديه من الإخوة الأفاضل أي توجيه فلا يبخل به علينا، وذلك لطلب الوصول بالعمل إلى الوجه المطلوب.
تنبيه:
النسخة التي تم قراءتها على الشيخ، هي نسخة مؤسسة الرسالة ـ مكتبة المنار الإسلامية ـ تحقيق: شعيب الأرنؤوط، وعبد القادر الأرنؤوط. الطبعة الثانية 1401هـ / 1981م ن أن.
وكان البدأ بالمجلد الأول عام 1405 هـ
فأقول وبالله التوفيق:
(1) ص (41)، سطر (17)، قوله: (زائداً عليه).
قال شيخنا: " لعل الصواب (دالاً عليه) بدل (زائداً عليه) لأنه يحتمل التضمين والدلالة ".
(2) ص (43)، آخر سطر من تعليق المحقق، قوله: (وفي سنده ثلاثة ضعفاء).
التعليق: الضعفاء الثلاثة هم:
المسعودي، وأبو عمر الدمشقي وقيل أبو عمرو، وعبيد الخشخاش.
(3) ص (44)، سطر (13) من تعليق المحقق، قوله: (وفي سنده ثلاثة ضعفاء أيضاً).
التعليق: الضعفاء هم:
معان بن رفاعة، و علي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن.
(4) ص (44)، سطر (15) من تعليق المحقق، قوله: (عشرة قرون).
قال شيخنا: " صوابه: «عَشْرُ قُرونٍ».
(5) ص (46)، سطر ما قبل الأخير مع الأخير من كلام المحقق، قوله نقلاً عن الهيثمي: (ورجال أحمد رجال الصحيح، غير الحسن بن سوار، وأبي الحلبس يزيد بن ميسرة، وهما ثقتان).
قال شيخنا: " يستدرك هذا على الهيثمي: الحسن بن سوار، صدوق، وأبو حَلْبَس، مجهول من مشايخ بقية، كما في التقريب ".
(6) ص (47)، السطر الأول، قوله: (ولا يختلى خلاه).
قال شيخنا: " وهذا اللفظ يدخل فيه العمرة، كما جاء في لفظ آخر خاص بالحج: " من حج "، فهذا الحديث عام تدخل فيه العمرة، فسبحان الله ما أعظم نعمه وخيره "
(7) ص (48) سطر (14)، قوله (الحزورة).
ضبطه شيخنا: (الحَزَوَّرَة).
(8) ص (50)، سطر (8) قوله: (ومن خصائصها أنها لا يجوز دخوها .... ).
قال شيخنا: الصواب جواز دخولها من غير إحرام للتجارة، وزيارة الأقارب، أو غير ذلك، وأن هذا مخصوص لمن أراد الحج أو العمرة. (تقرير).
(9) ص (60)، سطر (4)، قوله: (وكذلك ليلة القدر).
قال شيخنا: ليلة القدر أفضل من ليلة الجمعة، وهذا محقق بنص قوله تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر)، ويوم الجمعة أفضل من يوم ليلة القدر بنص الحديث: " إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة "، وكذا لوجود الساعة في يوم الجمعة والتي لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله إلا أعطاه الله ما شاء. والله أعلم. (تقرير).
(10) ص (71)، سطر (11)، قوله: (وإسماعيل: هو الذبيح ... ).
قال شيخنا: وقد ورد أن الذبيح هو إسحاق كما ذكر الطبري والقرطبي، وهذا القول باطل، والصواب أنه إسماعيل كما ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ. (تقرير).
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/18)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:07 ص]ـ
الحلقة الثانية:
(11) ص (79) سطر (1) قوله: (تستكمل رزقها).
قال الشيخ: " وفيه: (وأجلها).
(12) ص (80) السطر (5، 7) قوله: (السادسة .... السابعة).
قال شيخنا: " الفرق بين السادسة والسابعة، أن الوحي في الإسراء والمعراج على نوعين: وحي، وكلام ". (17/ 2/1405 هـ).
(13) ص (80)، نهاية السطر الأخير.
قال شيخنا: " وهو الصواب، فليس لأحد أن يرى الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا، لا موسى، ولا محمد، ولا غيرهم ـ عليهم أفضل الصلاة والسلام ـ، فهي نعيم يجعله الله للمؤمنين يوم القيامة ". (17/ 2/1405 هـ).
(14) ص (81) السطر (5)، قوله: (ذكره أبو الفرج بن الجوزي في الموضوعات).
قال شيخنا: " ما قاله المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ هو الصحيح والصواب، وقد عدَّ ه ابن الجوزي في الموضوعات ". (21/ 2/1405هـ).
(15) ص (82) حاشية رقم (2).
سألت شيخنا ـ رحمه الله تعالى ـ بعد قراءة الحاشية عليه، عن أعمال الكفار في الدنيا هل يجزون عنها يوم القيامة؟
فقال ـ رحمه الله ـ: " هذا معلق عن عروة، أما أعمال الكفار في الدنيا فلا تنفعهم، والدليل قوله تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً) وما ورد في بعض الأحاديث كحديث أبي لهب، وأبي طالب، فهو مستثنى من ذلك، وكل ما ورد في ذلك فهو مستثنى، والحكم على ما جاء في الآية ".
(16) ص (83)، السطر (17)، قوله: (وكانت دايته).
قال شيخنا: " تخدمه، وتحضنه ".
(17) ص (99)، حاشية رقم (2).
قال الشيخ: وهو غير شريك بن عبد الله النخعي الكوفي، أبو عبد الله القاضي (قاضي الكوفة) فهو صدوق يخطئ كثيراً، تغير حفظه لما ولي قضاء الكوفة. كما في التقريب.
(18) ص (103) الحاشية السطر (4) قوله (البحيرية).
قال شيخنا: " البحرية، كذا في البخاري ".
(19) ص (104) السطر (6) قوله: (وقيل: بل بالوقف في ذلك).
قال شيخنا: وهو الأولى، لأن الجزم بذلك يحتاج إلى نص صريح، وكلهنّ ـ رضي الله عنهن ـ من أفضل النساء على الإطلاق لا يشك أحد من أهل الإيمان في ذلك.
أما تفضيل واحدة على أخرى، فالجزم فيه يحتاج إلى بيان ونص صريح في ذلك.
وقد ذهب بعضهم إلى أن فاطمة سيدة على نساء أهل الجنة، وهذا جاء صريح في حديث عائشة عند البخاري، ولكن البحث في هل هي أفضل النساء على الإطلاق؟
وهل الأفضلية في الدنيا وفي الآخرة في الجنة.
هذا يتوقف فيه. والله أعلم. (تقرير).
(20) ص (104)، حاشية السطر (4)، قوله (قالت: سارني الني).
صوابه: التبي.
يتبع ....
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:35 ص]ـ
(20) ص (104)، حاشية السطر (4)، قوله (قالت: سارني الني).
صوابه: النبي.
الحلقة الثالثة:
(21) ص (105)، السطر (12)، قوله: (وأرسل الله إليها السلام مع جبريل).
قال الشيخ: " سلام جبريل على خديجة، فيه دليل على فضلها ـ رضي الله عنها، وهذا يعتبر من خاصيتها ".
(22) ص (106)، الحاشية السطر (2)، قوله: (وهي بنت سبع وبناؤه بها وهي بنت تسع).
قال شيخنا: هذا دليل على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان بناؤه بعائشة وهي في التاسع من عمرها. (تقرير).
(23) ص (109)، السطر (1)، قوله: (وتوفيت في أول خلافة عمر بن الخطاب).
قال شيخنا: " والصحيح أنه في آخر خلافة عمر لا في أولها ".
(24) ص (112)، السطر (9)، قوله: (وكانت قد صارت له من الصَّفي أمه فأعتقها).
قال شيخنا: " صوابه: وكانت قد صارت له من السَّبي أمه فأعتقها ".
(25) ص (116)، السطر (2) قوله: (أعتقته أم سلمة).
قال شيخنا: " وهو الصواب ".
(26) ص (126)، السطر (3)، قوله: (وله دون العشرين سنة).
قال شيخنا: " هكذا فيما أعلمه، وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولاه، وكان له إحدى وعشرون سنة ".
(27) ص (126)، السطر (4)، قوله: (وولى علي بن أبي طالب الأخماس باليمن والقضاء بها).
قال شيخنا: " النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولى عدداً من الصحابة على اليمن، وذلك محمول على أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولى كل واحد منهم على جهة من اليمن، وذلك لسعة أرض اليمن. والله أعلم ".
(28) ص (127)، حاشية (1).
قال شيخنا: " وفي صحة هذا نظر ".
(29) ص (129)، السطر (2)، قوله: (يعني ضعفة النساء).
قال شيخنا: " المشهور أنه في جنس النساء عامة ".
(30) ص (131)، السطر (11)، قوله: (العَنَزة يمشى بها بين يديه في الأعياد).
قال شيخنا: " والأسفار ".
يتبع ....
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:02 ص]ـ
جزاك الله خيرًا، ونفع بك ...
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:38 ص]ـ
بارك الله فيك و عليك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/19)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:45 ص]ـ
بيض الله وجهك , وأحسن إليك , وأصلح حالك , وبارك فيك.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:04 ص]ـ
ممتاز شيخنا الحبيب ضيدان وجزاك ربي خير الجزاء .. وهذا من بِرّك بشيخك رحمه الله ونفع بك ...
واصل حبيبنا وصلك الله بطاعته وكرمه ..
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:31 ص]ـ
بارك الله فيكم، أخي المكرم و أحسن الله إليكم.
بودي أعرف إن كان لديك تحرير لمذهب الشيخ في مسألة بيع المرابحة الحادثة في البنوك في هذه الأيام.
ـ[أيو عبد الرحمن النوبى]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:04 ص]ـ
فقال ـ رحمه الله ـ: " هذا معلق عن عروة، أما أعمال الكفار في الدنيا فلا تنفعهم، والدليل قوله تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً) وما ورد في بعض الأحاديث كحديث أبي لهب، وأبي طالب، فهو مستثنى من ذلك، وكل ما ورد في ذلك فهو مستثنى، والحكم على ما جاء في الآية ".
لعلها أما أعمال الكفار فى الآخرة فلا تنفعهم
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:10 ص]ـ
لعلها أما أعمال الكفار فى الآخرة فلا تنفعهم
بل هي على الجادة، أي: أعمال الكفار الصالحة في الدنيا لا تنفعهم في الآخرة، لأن الآخرة ليس فيها عمل، فهي دار حساب لا دار عمل، إلا ما خصه الدليل كمن يختبر من أهل الفترة و الأحمق و الشيخ الهرم ...
و الله أعلم.
ـ[محمد عبد الرحيم عليوة]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:12 ص]ـ
بيض الله وجهك , وأحسن إليك , وأصلح حالك , وبارك فيك.
غبت كثيرا وجئت بدرر الشيخ رحمه الله وأثابك واصل وصلك الله برحمته
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:27 ص]ـ
(15) ص (82) حاشية رقم (2).
سألت شيخنا ـ رحمه الله تعالى ـ بعد قراءة الحاشية عليه، عن أعمال الكفار في الدنيا هل يجزون عنها يوم القيامة؟
فقال ـ رحمه الله ـ: " هذا معلق عن عروة، أما أعمال الكفار في الدنيا فلا تنفعهم، والدليل قوله تعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً) وما ورد في بعض الأحاديث كحديث أبي لهب، وأبي طالب، فهو مستثنى من ذلك، وكل ما ورد في ذلك فهو مستثنى، والحكم على ما جاء في الآية ".
فعلاً لعله كما قال أخانا "أبو عبدالرحمن النوبى"
[أما أعمال الكفار في الآخرة فلا تنفعهم]
وبالمناسبة كنت ليلة البارحة اقرأ في تعليقات للشيخ ابن باز رحمه الله جمعها الشيخ السليمان في ثمان مجلدات بينها كتاب التوحيد وإعلام الموقعين والحديث وغيرها وأسماها (الفوائد العلمية من الدروس البازية) .. وقال رحمه الله معلقاً / أنقله بالمعنى / أما الكافر فيثاب على ما عمل من خير في الدنيا ولا نصيب له في الآخر فإن أسلم في الدنيا وقد كان عمل خير يريد به الله فهو له ويضاف لحسناته بعد الإسلام. كما صح بذلك الحديث عن رسول الله عندما جاءه رجل مسلم فسأله هل لي أجر على ما عملت من خير قبل إسلامي فقرره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بذلك، لكن ما يحضرني نص الحديث (1). وكأني فهمت من كلام الشيخ ايضاً أن الكافر إذا اسلم وقد عمل خيراً في كفر لا يريد به الله فإنه لا ينفعه بعد إسلامه .. والضابط فيما ينتفع به الكافر من عمل خير إذا اسلم إذا كان عمله خالصاً لله .. وأما إن كان الشيخ رحمه الله يقصد بهذه العبارة (أما أعمال الكفار في الدنيا فلا تنفعهم ـ أي في الآخرة فالعبارة صحيحة ولا إشكال فيها) فإنه لا ينتفع به بل له العذاب والويل نسأل الله السلامة والعافية ..
(1) وهذا تقصير مني بسبب ذنوبي والله المستعان ...
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:37 ص]ـ
فضيلة الأخ: ضيدان اليامي ..
أحسن الله إليك بهذا العمل الجليل وبرك بشيخك رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته
بارك الله فيك وفي مجهودك وجعل له الأثر ..
لدي سؤال هل تعليقاتك على كتاب زاد المعاد كامله من أول حتى آخره؟ إن كان كذلك فسأل الله أن يعينك على كتابتها لنا هنا حتى نستفيد
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:54 ص]ـ
فعلاً لعله كما قال أخانا "أبو عبدالرحمن النوبى"
[أما أعمال الكفار في الآخرة فلا تنفعهم]
.
بارك الله فيكم.
أخي: كلا العبارتين يصلح في المعنى، أما المنقولة، فهي كما وجهتها آنفا.
و أما هذه: فهي على حذف أو إضمار: أعمال الكفار (التي عملوها في الدنيا)، في الآخرة لا تنفعهم.
و عليه فالمنقولة ليست خطأ.
و الله أعلم.
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
شيخنا الفاضل ضيدان اليامي
و نفع بكم الإسلام المسلمين
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:17 م]ـ
جزاكم الله كل خير، , اسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح ..
و أشكركم واحداً واحداً على هذا الحافز والنقاش المفيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/20)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:53 م]ـ
الحلقة الرابعة:
(31) ص (131)، سطر (15)، قوله: (قيل فيها: جبة سندس أخضر).
قال شيخنا: " إن صح هذا فهو محمول على أنه قبل التحريم ".
(31) ص (136)، السطر (6)، قوله: (رآه في المدينة).
قال شيخنا: " هذا يحتاج إلى دليل، وإن كان الناقل عظيماً، والمنقول عنه عظيم، لكن هذا لا يكفي ". (8/ 6/1405هـ).
(32) ص (139)، السطر (3)، قوله: (وإنما وقعت الشبهة من لفظ الحلة الحمراء، والله أعلم).
قال شيخنا: " هذا يحتاج إلى مزيد عناية، والنظر في العلة، لأن ظاهر النص أنه لبس حلة حمراء، والأمر على الإطلاق ".
(33) ص (148)، السطر (4)، قوله: (وأكل القديد).
قال شيخنا: " القديد اللحم اليابس، ولما رآه ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل فخاف منه، قال له ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إنما أنا من امرأة كانت تأكل القديد ". أهـ
(34) ص (148)، السطر (11)، قوله: (ما يكون من الأكله).
ضبط شيخنا (الإِكْلَة) بكسر الهمزة، وسكون الكاف، وفتح اللام.
(35) ص (148)، السطر (14)، قوله: (والثاني: التربع).
قال شيخنا: تسمية التربع بالاتكاء كما ذكره الخطابي وغيره ليس بجيد، لأن الاتكاء هو الميل في الجلوس، كما ورد في حديث أَبِي بَكْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ في الصحيحين: " وَكَانَ مُتّكِئاً فَجَلَسَ ". (تقرير).
(36) ص (148)، الحاشية السطر ما قبل الأخير، قوله: (وقوله: ربنا، بالنصب على النداء، أو بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف).
قال شيخنا: " ويجوز فيه الجر، على أنه بدل من الضمير عنه ".
(37) ص (149)، السطر (1)، قوله: (الذي يُطْعِمُ ولا يُطْعَم).
قال شيخنا: " الذي يُطْعِمُ، ولا يَطْعَم " بفتح الياء في يطعم الثانية، وسكون الطاء، وفتح العين ".
(38) قبل بدأ القراءة في هديه في النكاح ومعاشرته صلى الله عليه وسلم أهله، ص (150).
سئل الشيخ ـ رحمه الله ـ هذا السؤال؟
إذا تزوج الرجل المرأة وشُرِطَ عليه أن لا يتزوج عليها، فهل هذا الشرط صحيح؟
فأجاب: إذا تزوج الرجل المرأة وشُرِطَ عليه أن لا يتزوج عليها، فهو شرط صحيح، ولها الحق في مطالبته بفسخ النكاح، " لإِنَّ أَحَقَّ الشَّرْطِ أَنْ يُوفَى بِهِ، مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ " كما في الصحيحين من حديث عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ، ولأن المسلمين على شروطهم. (تقرير) الأحد 3/ 7/1405هـ
(39) ص (154)، السطر (4)، قوله: (ولم يمس ماء).
قال شيخنا: " حمله بعضهم على ماء الغسل ".
(40) ص (159)، السطر (14) الأخير، قوله: (وكان له مائة شاة).
قال شيخنا: " رواه أحمد وغيره ". الأحد 12/ 7/1405 هـ
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[25 - 10 - 09, 05:42 م]ـ
جزاك الله خير وهكذا طلبه العلم لابد لهم من نشر علم مشائخهم فهو من البر بهم وكما قيل الحر لاينسى وداد لحظه ولاتعليم لفظه
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 06:56 م]ـ
الحلقة الخامسة:
(41) ص (164)، السطر (10)، قوله: (ورقى ولم يَسْتَرْق .. ).
قال شيخنا: " معناه أنه لم يطلب الرقية ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلقد رقاه جبريل ـ عليه السلام ـ ".
(42) ص (164)، السطر الحاشية، السطر الأخير، قوله: " وقال الترمذي: هذا حديث غريب وإسناده ليس بالقائم، ولا يعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ركانة).
قال شيخنا: " أبو الحسن العسقلاني، مجهول ـ كما في التقريب ـ ".
(43) ص (165)، ص (12)، نهاية الفصل.
قال شيخنا: " وقد فات المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ قوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف 31]، فهذه الآية جامعة في حفظ الصحة في الاقتصاد في الأكل والشرب. وقد ذكر ها المؤلف في غير هذا الموضع ".
(44) ص (166)، السطر (4)، قوله: (وأربعين سلفة).
قال شيخنا: يصح (وأربعين سُلْفِةً) أو (وأربعين سَلَفَهُ).
(45) ص (169)، السطر (13)، قوله: (هل أنت إلا أُصْبُعٌ دَميتِ).
قال شيخنا: " هل أنت إلا أَصْبُعٌ (بفتح الهمزة) دَميتِ، وفيه لغات ".
(46) ص (182)، السطر (1)، قوله: (فكذلك الشارب).
قال شيخنا: " فيه نظر، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في الحلق: " اللهم ارحم المحلقين "، ولم يقل في الشارب: " احلقوا "، فعلى هذا لا يكون ما قاله المؤلف بجيد ".
(47) ص (182)، السطر (13)، قوله: (وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون).
قال شيخنا: " هذا فيه جواز البكاء على الميت بدون رفع صوت ".
(48) ص (185)، السطر (1)، قوله: (وأسخن الله عينه به).
قال شيخنا: " وأَسْخَنَ اللهُ عيْنَه به ".
(49) ص (187) الحاشية سطر (16) قوله: (علمنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خطبة الحاجة).
سألت شيخنا ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ عن الالتزام دائماً أثناء الخطب بخطبة الحاجة، هل هو ملزم أم لا؟
فأجاب: " الذي يظهر لي التنوع ". الأربعاء 11/ 8/1405هـ
(50) ص (188)، الحاشية (7)، قوله: (من يعص الله ورسوله).
قال شيخنا: " هذا كان في أول الأمر ثم نسخ، ويحتمل أن يكون أحاديث الجواز أكثر من النهي، فقد صح عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ الجمع في الضمير.
وفي رواية أبي داود: " قم بئس الخطيب أنت ". الأربعاء 11/ 8/1405هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/21)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 10:42 م]ـ
فضيلة الأخ: ضيدان اليامي ..
لدي سؤال هل تعليقاتك على كتاب زاد المعاد كامله من أول حتى آخره؟ إن كان كذلك فسأل الله أن يعينك على كتابتها لنا هنا حتى نستفيد
أخي عبد الله ـ حفظه الله ـ:
حتى المجلد الخامس كتاب الطب.
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:40 م]ـ
) ضبط الكلمات التي يصوب الشيخ النطق بها، فأقوم بتشكيلها كما نطقها الشيخ.
تحتاج إلى تحرير
قال شيخنا: يصح (وأربعين سُلْفِةً). {الأظهر: سَلَفَهُ}
قال شيخنا: " صوابه: «عَشْرُ قُرونٍ».
كان بناؤه بعائشة وهي في التاسع
قال شيخنا: " صوابه: وكانت قد صارت له من السَّبي أمه فأعتقها {الصواب: أمة}
ضبط شيخنا (الإِكْلَة) بكسر الهمزة، وسكون الكاف، وفتح اللام. {مافي الكتاب أصح حسب علمي القاصر}
182
قال شيخنا: " وأَسْخَنَ اللهُ عيْنَه به ". (هكذا بالكتاب)
ومن لديه من الإخوة الأفاضل أي توجيه فلا يبخل به علينا، وذلك لطلب الوصول بالعمل إلى الوجه المطلوب.
لله درك و در أبيك
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:43 م]ـ
) ضبط الكلمات التي يصوب الشيخ النطق بها، فأقوم بتشكيلها كما نطقها الشيخ.
تحتاج إلى تحرير
قال شيخنا: يصح (وأربعين سُلْفِةً). {الأظهر: سَلَفَهُ}
قال شيخنا: " صوابه: «عَشْرُ قُرونٍ».
كان بناؤه بعائشة وهي في التاسع
قال شيخنا: " صوابه: وكانت قد صارت له من السَّبي أمه فأعتقها {الصواب: أمة}
ضبط شيخنا (الإِكْلَة) بكسر الهمزة، وسكون الكاف، وفتح اللام. {مافي الكتاب أصح حسب علمي القاصر}
182
قال شيخنا: " وأَسْخَنَ اللهُ عيْنَه به ". (هكذا بالكتاب)
ومن لديه من الإخوة الأفاضل أي توجيه فلا يبخل به علينا، وذلك لطلب الوصول بالعمل إلى الوجه المطلوب.
لله درك و در أبيك
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 03:55 ص]ـ
جزاك الله خير .....
بل هي على الجادة، أي: أعمال الكفار الصالحة في الدنيا لا تنفعهم في الآخرة، لأن الآخرة ليس فيها عمل، فهي دار حساب لا دار عمل، إلا ما خصه الدليل كمن يختبر من أهل الفترة و الأحمق و الشيخ الهرم ...
و الله أعلم.
أعمالهم (الصالحة) تنفعهم وتكون سبباً لنخفيف العذاب عنهم ..
في الآيات والأحاديث التي تؤكد أن أعمالهم تكون هباءً منثوراً .. المقصود بها الأعمال الفاسدة
(الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً)
ولذلك تتفاوت مراتب أهل النار ..
وأكثر العلماء لا يجزمون بوقوع التخفيف ولا بعدم وقوعه ..
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 08:50 ص]ـ
واصل بارك الله فيك وأعانك ..
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[29 - 10 - 09, 11:10 ص]ـ
الشَيْخُ الْحَبِيْبُ الْفَاْضِلُ / ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
حَقِيْقَةً، قَدْ كُلِّلَ الْتَاْجُ تَاْجَ فَضْلِكَ بِهَذِه الْجَوَاْهِرِِِ الْزَوَاْهِرِ.
دُمْتَ مُوَفَّقًا مُسَدَّدًا، وَبَاْرَكَ الله فِيْ هَذِهِ اليَرَاع الْتِيْ سَطََّرَتْ هَذَاْ الْمَوْضُوْعَ الْقَيِّم.
وَاْصِلْ، وَصَلَكَ اللهُ بِطَاْعَتِهِ ...
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 07:14 ص]ـ
الشَيْخُ الْحَبِيْبُ الْفَاْضِلُ / ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
حَقِيْقَةً، قَدْ كُلِّلَ الْتَاْجُ تَاْجَ فَضْلِكَ بِهَذِه الْجَوَاْهِرِِِ الْزَوَاْهِرِ.
دُمْتَ مُوَفَّقًا مُسَدَّدًا، وَبَاْرَكَ الله فِيْ هَذِهِ اليَرَاع الْتِيْ سَطََّرَتْ هَذَاْ الْمَوْضُوْعَ الْقَيِّم.
وَاْصِلْ، وَصَلَكَ اللهُ بِطَاْعَتِهِ ...
لافض فوك
ـ[أبوعبدالله بن عيسى]ــــــــ[31 - 10 - 09, 06:46 م]ـ
جزاك الله خيرا أيها الأخ الكريم على جهدك\المبارك؛ ولكن لي ملاحظة عند قولك:
(4) ص (44)، سطر (15) من تعليق المحقق، قوله: (عشرة قرون).
قال شيخنا: " صوابه: «عَشْرُ قُرونٍ».
لعل الصواب ما ذكره المحقق لأن القاعدة في ذلك أن الأعداد من الثلاثة إلى التسعة العدد فيها يخالف المعدود وبما أن كلمة (قرون) مذكر فيكون العدد مؤنث.
قال العلامة الشنقيطي في تفسير سورة الإسراء:
((الجهة الثالثة: أن قوله {مِن بَعْدِ نُوحٍ} يدل على أن القرون التي كانت بين آدم ونوح أنها على الإسلام. كما قال ابن عباس: كانت بين آدم ونوح عشرة قرون، كلهم على الإسلام؛ نقله عنه ابن كثير في تفسير هذه الآية.))
ـ[أبوعبدالله بن عيسى]ــــــــ[31 - 10 - 09, 09:27 م]ـ
تصحيح: لعل الصواب ما ذكره المحقق لأن القاعدة في ذلك أن الأعداد من الثلاثة إلى العشرة العدد فيها يخالف المعدود وبما أن كلمة (قرون) مذكر فيكون العدد مؤنث.
انظر النحو الوافي 4/ 537
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:14 ص]ـ
أخي أبو عبد الله ـ حفظه الله ـ:
الشيخ رحمه الله صوب ذلك حسب ما جاءت به الرواية:
قال الحاكم في المستدرك (3089): حدّثني إبراهيم بن إسماعيل القاري، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، ثنا معاوية بن سلام، حدّثني زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول: حدّثني أبو أمامة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله أنبيّ كان آدم؟ قال: «نَعَمْ مُعَلَّمٌ مُكَلَّم»، قال: كم بينه وبين نوح؟ قال: «عَشْرُ قُرونٍ». قال: كم كان بين نوح وإبراهيم؟ قال: «عَشْرُ قُرونٍ»، قالوا: يا رسول الله كم كانت الرسل؟ قال: «ثَلاثَمائَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ جَمّاً غَفيراً». هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وفي البزار (4815): حدثنا محمد بن عبد الرحيم قال: نا عبد الصمد بن النعمان قال: نا همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان بين آدم ونوح عشر قرون كلهم على شريعة من الحق قال: فلما بعث الله النبي وأنزل كتابه قال: فكان الناس أمة واحدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/22)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:24 ص]ـ
الشَيْخُ الْحَبِيْبُ الْفَاْضِلُ / ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
حَقِيْقَةً، قَدْ كُلِّلَ الْتَاْجُ تَاْجَ فَضْلِكَ بِهَذِه الْجَوَاْهِرِِِ الْزَوَاْهِرِ.
دُمْتَ مُوَفَّقًا مُسَدَّدًا، وَبَاْرَكَ الله فِيْ هَذِهِ اليَرَاع الْتِيْ سَطََّرَتْ هَذَاْ الْمَوْضُوْعَ الْقَيِّم.
وَاْصِلْ، وَصَلَكَ اللهُ بِطَاْعَتِهِ ...
الكريم والعزيز والفاضل:
أخي الحبيب جهاد حلس، والله ما أملك إلا أن أقول لك: أسأل الله أن يديم علينا وعليك نعمة العلم النافع والعمل الصالح.
وجزاكم الله عنا كل خير.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:27 ص]ـ
أخي المحبوب عجب الرويلي ـ حفظه الله ـ:
أسعدك الله بطاعته، فلا عجب أن يصدر من الفضل والإحسان.
أخي عبد الله المجمعي ـ حفظه الله ـ:
جزاك ربي كل خير، وصلك الله بالطاعة والإيمان.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[01 - 11 - 09, 10:55 م]ـ
الحلقة السادسة:
(51) ص (198)، سطر (1)، قوله: (وقال أحمد وأبو زرعة، لايثبت في تخليل اللحية حديث).
قال شيخنا: " ما ذكره محقق الكتاب هو الصحيح ".
(52) ص (211)، الحاشية رقم (1).
قال شيخنا: " فيه نظر ظاهر، فإن إسناد النسائي مرسل، ولا يكفي هذا ".
الأحد 29/ 1/1406هـ
(53) ص (215)، الحاشية (2).
صحح الحديث شيخنا ـ رحمه الله ـ.
(54) ص (217)، سطر (4) قوله: (وأما حديث البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ رمقت الصلاة خلف النبي ـ صلى الله عليه وسلم،ـ، فكان قيامه فركوعه فاعتداله فسجدته فجلسته ما بين السجدتين قريباً من السواء).
قال شيخنا: " ما خلا القيام والقعود، فإنه طان يطيل فيهما، جاء هذا في رواية أخرى عند البخاري ومسلم، وبهذا يزول الإشكال.
وكأن المؤلف ـ رحمه الله ـ لم يستحضر هذا ". الأحد 12/ 3/1406هـ
(55) فائدة:
قال شيخنا: " جاء عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن أقل التسبيح ثلاث ".
(56) ص (219)، سطر (3)، قوله: (زيادة يزيد بن زياد).
قال شيخنا: " صوابه: يزيد بن أبي زياد ".
(57) ص (219)، سطر (7)، قوله: (وأين الأحاديث ..... ).
قال شيخنا: " وقوله: " وأين " يعود على مسألة الرفع، وليس هو تابعاً للإنكار على ابن مسعود ـ كما قد يفهم ـ ".
(58) ص (320)، سطر (5)، قوله: (ملء السموات، وملء الأرض).
قال شيخنا: " صح أيضاً قوله: " وملء ما بينهما ".
(59) ص (320)، سطر (10)، قوله: (وباعد بيني وبين خطاياي ... ).
قال شيخنا: ولعلّ الشيخ ابن القيم ـ رحمه الله ـ ظنه عند إملائه أنه مثل دعاء الاستفتاح ".
(60) ص (321)، الحاشية (1).
قال شيخنا: " في إسناد النسائي رجل من بني عبس، عن حذيفة.
أما أبو حمزة الراوي عن الرجل المبهم فينظر من هو ".
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[02 - 11 - 09, 01:59 م]ـ
رفع الله قدرك واعانك
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 03:10 م]ـ
بارك الله في الشيخ ضيدان ونفع به
شَرَّفْتَ مَوقِعَنَا بِتَسْطِيرِ الدُّرَرْ .......... يا ابْنَ ابْنَ بازٍ قُدوة المُتَعَلِّمِ.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[05 - 11 - 09, 06:43 ص]ـ
الحلقة السابعة:
(61) ص (222)، سطر (1)، قوله: (فلو كان القيام والقعود المستثنين هو .. ).
قال شيخنا: " صوابه: هما ".
(62) ص (222)، نهاية سطر (10).
قال شيخنا: " وقد قصر بذلك بعض أهل الكوفة من اتباع أبي حنيفة وأخطأوا في فهم قوله ـ رضي الله عنه ـ والسنة في ذلك حاكمة ".
(63) ص (223)، التعليق على حاشية رقم (2).
قال شيخنا: " وقد تكلم البيهقي على هذا الحديث، وقال: إنه موقوف على ابن عمر ".
(64) ص (238)، سطر (6)، قوله: (جلسة غير هذه).
ضبط شيخنا كلمة (جلسة) بكسر الجيم، وسكون اللام، وفتح السين (جِلْسَة).
(65) ص (238)، سطر (6)، قوله: (ولم يحفظ عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الموضع جِلْسَة غير هذه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/23)
قال شيخنا: " هذا هو الغالب على فعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وما ذكره المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيه نظر، فقد ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جِلْسَة أخرى وهي الإقعاء كما ورد ذلك في حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ".
(66) ص (241)، سطر (10) مبحث جلسة الاستراحة وقول المؤلف ـ رحمه الله ـ: (ومجرد فعله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها لا يدل على انها من سنن الصلاة .. ).
قال شيخنا: " والأرجح أنها من سنن الصلاة كما ورد في حديث مالك بن الحويرث، وحديث أبي حميد، والأمر بذلك واسع. أما قول من قال أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يفعلها إلا من كبر، فإن عليه الدليل ". الأحد 24/ 4/1406هـ.
(67) ص (245)، سطر (2)، قوله: (وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخفف هذا التشهد جداً حتى كأنه على الرَّضْف، وهو الحجارة المحماة ".
قال شيخنا: " ضغيف منقطع، رواه النسائي من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه ".
(68) ص (245)، نهاية سطر (7)، في رده على ما ذكره المؤلف في هذا المبحث.
قال شيخنا:
" أما الدعاء فإنه مُسَّلم.
أما الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما ذكره المؤلف لا يُسلم له، فالعمومات حجة في هذا الباب.
وأما حديث تخفيف الجلوس في هذا التشهد فليس بصحيح كما تقدم.
والحاصل أنه لا يطيل الجلوس في هذا التشهد بخلاف التشهد الأخير ".
الأحد 24/ 4/1403هـ
(69) ص (247)، سطر (14) في الجواب على حديث أبي سعيد الخدري، وحديث أبي قتادة ـ رضي الله عنهما ـ في قراءة شيء من القرآن في الركعتين الأخريين بعد الفاتحة في صلاة الظهر والعصر.
أفاد شيخنا: بأن المثبت مقدم على النافي.
أو أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ينوع، فتارة يقرأ بالفاتحة وشيء من القرآن، وتارة يقتصر على الفاتحة. والله أعلم. الأحد 24/ 4/1406هـ
(70) ص (255)، سطر (5)، قوله: " ثم رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعو بها ".
قال شيخنا: " التحريك بالأصبع إنما يكون عند الدعاء وتوحيد الله، أما ماورد أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يحركها شديداً، وأنها أشد على الشيطان، فهي أحاديث وآثار ضعيفة لا تصح ". الأحد 2/ 5/1406هـ.
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[05 - 11 - 09, 08:07 ص]ـ
بارك الله فيكم
واصلوا مشكورين مأجورين
متابعون باهتمام وبجد
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[05 - 11 - 09, 04:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد العبد ووفقك لما يحبه ويرضاه.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - 11 - 09, 08:05 م]ـ
الحلقة الثامنة:
(71) ص (257)، سطر (11)، قوله: (وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين، فلم يكن ذلك من هديه ـ صلى الله عليه وسلم أصلاً، ولا روي عنه بغسناد صحيح ولا حسن).
قال شيخنا: " هذا فيه نظر، فقد ثبت في سنن أبي داود وغيره من حديث علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا سلم من الصلاة قال: " اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم والمؤخر لاإله إلا أنت ".
(72) ص (258)، سطر (5)، قوله: (إلا أن هنا نكته لطيفه، وهو أن المصلي إذا ... ).
قال شيخنا: " صوابه: وهي أن المصلي إذا .... ".
الأحد 2/ 5/1406هـ
(73) ص (258)، سطر (14، 15)، قوله: (وعن يساره كذلك).
قال شيخنا: " جاء من رواية وائل زيادة " وبركاته " من رواية ابنه علقمة، وفي سماعه من أبيه نظر ".
الأحد 9/ 5/1406 هـ
(74) ص (259)، سطر (1).
قال شيخنا: " وأيضاً عند مسلم من رواية سمرة بن جندب ".
الأحد 9/ 5/1406هـ
(75) ص (261)، سطر (7)، قوله: (الذي يحتج به ما كان في زمن الخلفاء الراشدين).
قال شيخنا: " عمل الخلفاء الراشدين مقدم إذا خفيت السنة، أما إذا اتضحت السنة، فالسنة مقدمة على قول كل أحد ".
الأحد 9/ 5/1406هـ
(76) ص (261)، سطر (8)، قوله: (وبعد انقراض عصر من كان بها في الصحابة).
قال شيخنا: " صوابه: من كان بها من الصحابة ".
(77) ص (270)، حاشية (2).
قال شيخنا: " له شاهد في الصحيح من حديث ابن عباس في صلاة الليل ".
الأحد 30/ 5/1406هـ
(78) ص (273)، سطر (6)، قوله: (وكان من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ القنوت في النوازل خاصة).
قلت ـ ضيدان ـ قنت شيخنا ـ رحمه الله تعالى ـ يوم الأحد الموافق 14 من شهر جمادى الأولى سنة 1408 هـ (14/ 5/1408هـ) في صلاة الفجر، وصلاة المغرب يدعو للمجاهدين الأفعان خاصة، وللمسلمين المستضعفين عامة.
(79) ص (273)، سطر (10)، قوله: (كما روي هذ .. )
تصحيح: كما روي هذا.
(80) ص (275)، سطر (6)، قوله: (فقد جهر عمر بالاستفتاح ليعلم المأمومين، وجهر ابن عباس بقراءة الفاتحة في صلاة الجنازة ليعلمهم أنها سنة).
علقت على نسختي هذا التعليق ولم أنسبه كالعادة إلى شيخنا ـ رحمه الله ـ عند كتابة أي تعليق بقولي قال: شيخنا، فلا أدري هو مني، أم استفدته من شيخنا.
أنقله لكم والعهدة عليّ:
" في هذا جواز مخالفة السنة لما هو أعظم وأهم وأفيد، وهو تعليم الناس أمور دينهم، أو لتعليم الناس سنة نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولا يكون ذلك دائماً، إنما إذا اقتضت المصلحة ذلك، أو لا يتعلم الناس إلا بذلك، مع الحرص على تعليمهم وتوجيههم بالقول والبيان ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/24)
ـ[أبو ياسر الجنوبي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 02:16 م]ـ
جزاكم الله خير شيخنا ضيدان ..
قد فرحتنا كثيراً بهذه الدرر ..
اللهم ارحم الشيخ ابن باز رحمة واسعة ..
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[08 - 11 - 09, 02:33 م]ـ
الأخ الحبيب الغالي الشيخ ضيدان ..
أعلم رحمك الله أنك أفدتنا بفوائد جميلة ومباحث جليلة من إمام جليل نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة ..
أحسن الله إليك كما أحسنت إلينا وأسأل الله أن يجعلك ممن زاده علماً وعملاً ..
أسأل الله أن يقر عينك بصلاح ذريتك وأن يجعلهما بارّين مباركين موفّقين ...
واصل يا غالي واصل ..
محبك أبوراكان ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[08 - 11 - 09, 06:37 م]ـ
أخي الكريم: أبو ياسر الجنوبي ـ حفظك الله ـ أشكرك على ما قلت، أسأل الله لك العلم النافع والعمل الصالح .. أحبك في الله.
أما أنت أخي الكريم والعزيز والفاضل أبو راكان الوضاح، فلا أدري ما أقول لك، إلا غفر الله لك ذنبك، ويسر أمرك، ورزقك العلم والتقوى. محبكم ضيدان.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[10 - 11 - 09, 11:58 م]ـ
الحلقة التاسعة:
(81) ص (288)، سطر (4) إضافة:
قال شيخنا: " وفيه علة رابعة: وهو أن المسعودي يضعف في الحديث وهو الذي روى حديث المغيرة ".
(82) ص (289)، سطر (3)، قوله: (وأمر بلالاً فأقام الصلاة ... ).
قال شيخنا: " وقد يراد من معنى الإقامة هنا جمع الناس، وذلك لسكوت الأمر عنها في رواية الصحيحين، و الله أعلم ".
(83) ص (289)، حاشية رقم (1):
قال شيخنا: " ورواه النسائي أيضاً ".
(84) ص (290)، سطر (7):
مال شيخنا ـ رحمه الله ـ إلى كلام الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ في المسألة وصوّبه.
الأحد 21/ 6/1406 هـ
(85) ص (291)، سطر (5)، قوله: (وقال داود بن علي: لا يسجد أحد للسهو إلا في الخمسة المواضع التي سجد فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ انتهى).
قال شيخنا: " هذا جمود لا وجه له ".
الأحد 21/ 6/1406 هـ
(86) ص (292)، سطر (10) نهاية السطر.
قال شيخنا: " وهذا القول ليس بجيد بل الصواب خلافه كما جاء في حديث أبي سعيد، وابن مسعود ".
الأحد 21/ 6/1406هـ
(87) فائدة:
قال شيخنا: " هذا السجود ـ يعني سجود السهو ـ واجب في الفرض، أما النافلة فلا يجب فيه سجود السهو بل يسن ".
الأحد 21/ 6/1406هـ
(88) ص (294)، سطر (1، 2)، قوله: (ولا يدل حديث التفاته إلى الشعب لما أرسل إليه الفارس طليعة).
قال شيخنا: " سيأتي تخريج الحديث وذكر المؤلف له في الالتفات في الصلاة، وكان ينبغي على المخرج أن ينبه على ذلك، فسبحان من لا يغفل ".
(89) ص (294)، سطر (11)، قوله: (وقد اختلف الفقهاء في كراهته).
قال شيخنا: " والصواب أنه مكروه مطلقاً لعدم فعله له ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكذا سلف الأمة ".
الأحد 28/ 6/1406 هـ
(90) ص (297)، نهاية سطر (4).
قال شيخنا: " وفي رواية النسائي، وغيره: يقولها ثلاثاً، وفي مسند عبد بن حميد زيادة " يحي ويميت ".
الأحد 28/ 6/1406 هـ
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[11 - 11 - 09, 06:51 ص]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ ضيدان ...
واصل وصلك الله ببرِّه ..
متابع وبتأمُّل ... أحسن الله إليكم ...
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[11 - 11 - 09, 01:06 م]ـ
وفيك أخي الكريم الفاضل أبو الوضاح الحمراني .. جزاك الله عنا كل خير.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[12 - 11 - 09, 09:07 م]ـ
الحلقة العاشرة:
(91) ص (301)، سطر (11، 12)، قوله: (وقد تقدم قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الاستفتاح ... ).
تقدم تخريج الحديث ص (204). لم ينبه المحقق على ذلك.
(92) ص (303) بداية سطر (5).
هنا توقف الدرس في 28/ 6/1406 هـ حيث سافر شيخنا ـ رحمه الله ـ إلى مكة، وعاد وبدأ الدرس في يوم الأحد 4/ 8/1406هـ
(93) ص (305)، سطر (9، 10، 11)، قوله: (وكان إذا صلى إلى عود أو عمود أو شجرة، جعله على حاجبه الأيمن أو الأيسر، ولم يصمد له صمداً).
قال شيخنا: " الحديث في هذا رواه أبو داود وإسناده ضعيف، وقد تتبعت طرق هذا الحديث فلم أر له إسناداً صحيحاً ".
(94) ص (308)، سطر (3، 4)، قوله: (وقضاء السنن الرواتب في أوقات النهي عام له ولأمته).
قال شيخنا: " هذا فيه نظر، أما سنة الفجر فقد جاء بها دليل خاص ".
الأحد 11/ 8/1406هـ
(95) ص (309)، سطر (11، 12)، قوله: (فتكون هذه الأربع التي قبل الظهر ورداً مستقلاً سببه انتصاف النهار وزوال الشمس ".
قال شيخنا: ظاهر الأمر أنها سنة الظهر كما في حديث أم حبيبة ".
11/ 8/1406هـ
(96) ص (309)، سطر (13)، قوله: (إنهن يَعْدِلْنَ):
ضبطه شيخنا: " إنهن يُعْدَلْنَ " بضم الياء، وسكون العين، وفتح الدال، وسكون اللام ".
(97) ص (309)، سطر (14)، قوله: (وسر هذا والله أعلم أن انتصاف النهار مقابل لانتصاف الليل، وأبواب السماء تفتح بعد زوال الشمس، ويحصل النزول الإلهي بعد انتصاف الليل).
قال شيخنا: " هذا فيه نظر، لأن النزول الإلهي في الليل بعد مضي الثلثان من الليل، وفي رواية بعد مضي شطر الليل، فليس هو بعد انتصاف الليل مباشرة كما يفهم من كلام المؤلف ـ رحمه الله ـ ".
11/ 8/1406هـ
(98) ص (311)، حاشية (1).
قال شيخنا: " حديث حسن، ولقد تتبعت طرق حديث ابن عمر منذ مدة فرأيته حديثاً حسناً ".
11/ 8/1406هـ
(99) ص (312)، سطر (11، 12)، قوله: (وكان يصلي عامة السنن، والتطوع الذي لا سبب له في بيته، لاسيما سنة المغرب، فإنه لم ينقل عنه أنه فعلها في المسجد البته).
قال شيخنا: " هذا فيه نظر، جاء في سنن أبي داود أنه فعلها ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المسجد، فهو يدل على أنه فعلها في المسجد، وأما فعلها دائماً في المسجد فلم ينقل ".
(100) ص (312)، حاشية رقم (1)، سطر (5) من الحاشية، قال المحقق: (رواه مسلم (838) في صلاة المسافرين .... ).
قال شيخنا: " هذا فيه نظر، فليس هو عند مسلم بهذا اللفظ، وكان الأولى أن يقال: ليس هو عند مسلم بهذا اللفظ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/25)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[12 - 11 - 09, 09:11 م]ـ
تنبيه:
سوف يتم تنزيل جميع هذه التعليقات على ملف ورد في حال الانتهاء من الجزء الأول ـ بإذن الله تعالى ـ.
وهكذا عند نهاية كل جزء.
علماً أن هذه التعليقات سوف تطبع ـ بإذن الله ـ في كتاب مستقر.
نسأل الله التوفيق والإعانة على ذلك.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[13 - 11 - 09, 02:00 ص]ـ
شيخنا الحبيب ضيدان ..
متابع معك .. وأعجبني دقتك في النقل والعزو .. وكتابة التاريخ .. وصلت في التاريخ:11/ 8/1406هـ
وحتى الآن لم يأتي التاريخ الذي خرجت فيه إلى الدنيا ... والله المستعان ..
سبحان من جمع بيننا في هذا المكان إخوة متحابّين .. فنسأله أن يجمع بيننا في الفردوس الأعلى .. آمين ..
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 09:30 ص]ـ
شيخنا وفقك الله ,,,
لقد امتعتنا بهذه الفوائد القيمة نسأل الله ألا يحرمك الأجر , وقولك أنك سوف تطبع هذه التعليقات فهذا جهد تشكر عليه ,,,
ولكن من خلال متابعة هذا الملتقى ورد فيه أن الشيخ عبدالله بن مانع الروقي وفقه الله سوف يخرج هذه التعليقات مطبوعة ,,
فحتى لا يتكرر العمل ولا تتبعثر الجهود , لو تم التنسيق بينكما وجمع هذه الفوائد , فمما هو معروف أن كل طالب له طريقته ومنهجه في تسجيل الفوائد وتقييد الفرائد ..
وقد لمست ذلك من خلال المقارنة بين ماتكتبه هنا وبين ماقد كتبه الشيخ الدكتور تيسير أبو حيمد وفقه من تعليقات سماحة الشيخ على زاد المعاد انظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87543
وقد تتبعت مثل ذلك في شرح الشيخ لصحيح البخاري فقارنت بين المسموع وما طبع من شرح الشيخ في كتاب ((الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري مع بعض المواضع من فتح الباري)) فوجدت انه قد فات الشيخ عبدالله الروقي وفقه الله كثير من التعليقات , مع أن هناك أبواب كثيرة لم يتم ذكر تعليق سماحة الشيخ عليها وقد اجتمع لي كثير من تللك المواضع ...
فحبذا لو تم التنسيق بينك وبين الشيخ الروقي وبين طلابه الآخرين في تتميم مثل هذه الأعمال لكان فيه جمع للفوائد في مكان واحد ,,,
هذا رأي أقترحه لكي تخرج تعليقات سماحة الشيخ في أجمل حلة وأحسن صورة ,,,,
مع أني أبشرك بأنه قد خرجت تعليقات سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله على الفتوى الحموية والتي قد سجلت بقراءتك على الشيخ رحمه الله قام بإخراجها / غزاي بن حمدان السلمي جزاه الله خيرا ...
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ...
محبكم / خالد الحربي
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 11:38 ص]ـ
شيخنا وفقك الله ,,,
لقد امتعتنا بهذه الفوائد القيمة نسأل الله ألا يحرمك الأجر , وقولك أنك سوف تطبع هذه التعليقات فهذا جهد تشكر عليه ,,,
ولكن من خلال متابعة هذا الملتقى ورد فيه أن الشيخ عبدالله بن مانع الروقي وفقه الله سوف يخرج هذه التعليقات مطبوعة ,,
فحتى لا يتكرر العمل ولا تتبعثر الجهود , لو تم التنسيق بينكما وجمع هذه الفوائد , فمما هو معروف أن كل طالب له طريقته ومنهجه في تسجيل الفوائد وتقييد الفرائد ..
وقد لمست ذلك من خلال المقارنة بين ماتكتبه هنا وبين ماقد كتبه الشيخ الدكتور تيسير أبو حيمد وفقه من تعليقات سماحة الشيخ على زاد المعاد انظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87543
وقد تتبعت مثل ذلك في شرح الشيخ لصحيح البخاري فقارنت بين المسموع وما طبع من شرح الشيخ في كتاب ((الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري مع بعض المواضع من فتح الباري)) فوجدت انه قد فات الشيخ عبدالله الروقي وفقه الله كثير من التعليقات , مع أن هناك أبواب كثيرة لم يتم ذكر تعليق سماحة الشيخ عليها وقد اجتمع لي كثير من تللك المواضع ...
فحبذا لو تم التنسيق بينك وبين الشيخ الروقي وبين طلابه الآخرين في تتميم مثل هذه الأعمال لكان فيه جمع للفوائد في مكان واحد ,,,
هذا رأي أقترحه لكي تخرج تعليقات سماحة الشيخ في أجمل حلة وأحسن صورة ,,,,
مع أني أبشرك بأنه قد خرجت تعليقات سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله على الفتوى الحموية والتي قد سجلت بقراءتك على الشيخ رحمه الله قام بإخراجها / غزاي بن حمدان السلمي جزاه الله خيرا ...
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ...
محبكم / خالد الحربي
جزاك الله خيراً أخي الحبيب خالد الحربي على هذا التعليق المفيد، وصدقت فيما قلت، وسوف يكون ذلك إن شاء الله
كما أقول لك بشرك الله بالجنة، وفقد كنت أنوي إخراج العقيدة الحموية فالحمد لله، أن قام بذلك أخونا الكريم / غزاي بن حمدان، لا حرمه الله الجنة.
والقصد أن نخدم علم هذا الشيخ الغزير ـ رحمه الله ـ لينتفع منه طلاب العلم، وهذا حقه علينا له في رد الجميل له بعد مماته.
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/26)
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 01:38 م]ـ
تصويب: وهذا حقه علينا في رد الجميل له بعد مماته.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 01:57 م]ـ
أخي الفاضل خالد الحربي ـ حفظه الله ـ
أين أجد رسالة أخينا الكريم غزاي السلمي؟
بارك الله فيك.
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 02:24 م]ـ
تجدها بارك الله فيك في دار ابن الأثير في حي السويدي قريبة من مكتبة طيبة ... على شارع السويدي العام.
وتم أيضا طباعة تعليقات سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله على شرح الطحاوية في مجلدين عند نفس الدار للأخ غزاي الأسلمي ...
وربما تجدها في التدمرية ,,,
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 02:26 م]ـ
أحسن الله إليك.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 02:27 م]ـ
أحسن الله إليك.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[14 - 11 - 09, 07:28 م]ـ
الحلقة (11):
(101) ص (313)، سطر (14)، قوله: (وفي رواية الميموني والمروزي).
قال شيخنا: " صوابه: المروذي " بالذال.
وضبطه هكذا: " المرُّوْذي ".
25/ 8/1406 هـ
(102) ص (313، 314)، آخر ص (313) وأول ص (314)، التعليق على حديث: " من صلى ركعتين بعد المغرب قبل أن يتكلم، رفعت صلاته في عليين ".
قال شيخنا: " هذا لا يثبت ولا يصح، بل يجوز له الكلام والحديث، ولا أعلم في هذا الباب شيئاً يثبت عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإذا جاز الكلام في نافلة الفجر وهي أقرب وأفضل من سنة المغرب، فكيف بسنة المغرب ".
25/ 8/1406هـ
(103) ص (314)، حاشية (1)، سطر (3) قوله: (ذكره رزين).
قال شيخنا: " زيادات رزين لا أصل لها ".
(104) ص (318)، سطر (4) قوله: (فأحرى بهذا الحديث أن يكون صحيحاً).
ضبط شيخنا " فأحرى " هكذا " فَأَحْرِي ".
بفتح الفاء والهمزة بعدها حاء ساكنة وواو مكسورة بعدها ياء.
(105) ص (321)، سطر (7)، قوله: (قال الخلال: وأنبأنا المروزي).
قال شيخنا: " صوابه: " المروذي " بالذال.
(106) ص (322)، سطر (3)، قوله: (فالنوم على الجانب الأيمن أنفع للقلب).
قال شيخنا: " وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعجبه التيمن في كل شيء، وهذا من التيمن ".
16/ 1/1407هـ
(107) ص (322)، آخر السطر من الصفحة، قوله: (حدثنا يعلى بن أبي عبيد).
قال شيخنا: " لعله يعلى بن عبيد، ينظر ".
اعترض أحد الحضور ـ هداه الله ـ على شيخنا قوله هذا، بعبارة فيها عدم توقير واحترام للعلماء، بأن قول شيخنا هذا بعيد عن الصواب، فرد عليه شيخنا ـ رحمه الله ـ بصوت عال وجهوري ـ وجدت صداه في قلبي ـ: " سبح جزاك الله خيراً، ما سالناك؟، يا أخي نعرف أنك طالب علم، لكن ما سألناك؟ ".
هذا الموقف من شيخنا، أهابني جداً وعلمت وقتها أن من الناس من لا يحترم نفسه ولا شيخه الذي أمامه، وماله من الفضل والنفع عليه بعد الله تعالى.
فكان لا بد لمثل هؤلاء من هذا الأسلوب ليتعلم كيف يتعلم، وكيف يرد على من هو أعلم منه، وكيف التأدب والاحترام في مجالس أهل العلم.
فكان هذا درس استفدته من شيخنا لن أنساه في حياتي.
23/ 1/1407هـ
(108) ص (323)، سطر (9)، قوله: (وذكر سليم بن حيان).
ضبط المحقق (سُليم) بضم السين.
قال شيخنا: " بالفتح كما في التقريب ".
(109) ص (324)، حاشية (2)، سطر (2)، قوله: (فإنه عندهم من رواية أبي غسان، عن محمد بن مطرف).
صوّبه شيخنا: " من رواية أبي غسان بن محمد بن مطرف ".
وتم مراجعة التقريب في الدرس وفيه: " محمد بن مطرف المدني أبو غسان ".
(110) ص (329)، حاشية (2).
قال شيخنا: " ورواه البخاري أيضاً ".
ـ[الفارسكوري]ــــــــ[15 - 11 - 09, 07:08 ص]ـ
تجدها بارك الله فيك في دار ابن الأثير في حي السويدي قريبة من مكتبة طيبة ... على شارع السويدي العام.
وتم أيضا طباعة تعليقات سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله على شرح الطحاوية في مجلدين عند نفس الدار للأخ غزاي الأسلمي ...
وربما تجدها في التدمرية ,,,
الأخ الكريم خالد بن محمد الحربي ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حاولت إرسال رسالة لكم على الخاص رداً على رسالتكم ... لكنكم اخترتم: عدم استقبال رسائل خاصة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/27)
يمكنكم التواصل عبر البريد الالكتروني 2081963@ gmail.com
ـ[الفارسكوري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 04:46 م]ـ
الأخ الكريم خالد بن محمد الحربي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
للأسف .. لم أجد أية رسائل منكم في بريدي الالكتروني.!!.
والسلام عليكم
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[21 - 11 - 09, 06:12 ص]ـ
الحلقة (12):
(111) ص (330)، سطر (6)، قوله: (ولا تشبهوا بصلاة المغرب).
قال شيخنا: التشبيه بصلاة المغرب هو أن يصلي الوتر كصفة صلاة المغرب، يعني يجلس في الثانية ثم يقوم للثالثة، أما إذا سردها سرداً فإن ذلك ليس فيه تشبيه بصلاة المغرب بجيث يجلس في الركعة الثالثة للتشهد والسلام، وهذا هو الوارد في حديث عائشة، وأبي بن كعب ـ رضي الله عنهما ـ فهي صفة من صفات الوتر الواردة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
تقرير ـ الأحد ـ 2/ 2/1407 هـ
(112) ص (331)، حاشية رقم (2)، قول المحقق في آخر الحاشية: (وإسناده صحيح).
قال شيخنا: لو قال: إسناده حسن لكان أولى، فإن جسرة قال عنها الحافظ في التقريب: مقبولة.
تقرير ـ الأحد ـ 2/ 2/1407 هـ
(113) ص (332)، سطر (3)، قوله: (قال النسائي: لا أعلم أحداً روى هذا الحديث غير أبي داود، يعني الحفري، وأبو داود ثقة، ولا أحسب إلا أن هذا الحديث خطأ، والله أعلم).
قال شيخنا: " كلام النسائي ليس بشيء ".
الأحد ـ 2/ 2/1407 هـ
(114) ص (332)، سطر (4)، قوله: (يعني الحفري).
ضبطه شيخنا: " الحَفَري " بفتح الحاء والفاء.
(115) ص (332)، حاشية (1)، سطر (3)، قول المحقق: (وروي في الموطأ ... ).
قال شيخنا: " هذا خلاف ما روته عائشة ـ رضي الله عنها ـ، والبحث في قيام الليل، وما ذكره المحقق ليس له علاقة بقيام الليل ".
الأحد ـ 9/ 2/1407 هـ
(116) ص (333)، سطر (11)، قوله: (ليبين جواز الصلاة بعد الوتر).
قال شيخنا: " والقول بالجواز هو الأظهر ".
الأحد ـ 9/ 2/1407 هـ
(117) ص (335)، سطر (7)، قوله: (حديث أبي الحوراء).
ضبطه شيخنا: " الحَوْرَاء ".
(118) ص (337)، سطر (13)، قوله: (وكان صلى الله عليه وسلم يرتل السورة حتى تكون أطولَ مِنْ أَطْوَلِ منها).
ضبطه شيخنا: " أَطْوَلَ " بالنصب.
(119) ص (338)، سطر (2)، قوله: (فذهب ابن مسعود وابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها).
هذا القول رجحه شيخنا ـ رحمه الله ـ، وقال:
" ختمة واحدة بتدبر خير من ختمتين بلا تدبر ".
الأحد ـ 16/ 2/1407 هـ
(120) ص (338)، سطر (14)، قوله: (والثانية: من عدم القرآن والإيمان).
قال شيخنا: " وهم شر الناس والعياذ بالله ".
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 01:23 م]ـ
الأخ الشيخ الكريم ضيدان ..
جزاك الله خيراً على هذا الجنى الدان ..
وأورثك الجنان والحور والولدان ..
ولو طبعت هذه التعليقات وأمثالها في حواشي الكتاب لكان أحفظ لها ..
مع طباعتها مستقلة ..
أعانكم الله وزادكم من فضله ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 03:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الفاضل أبا سليمان الأسعدي، اقتراحكم طيب.
جزاكم الله كل خير، ونفع بكم .. وأسعدكم بطاعته.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 03:31 ص]ـ
الحلقة (13):
(121) ص (338)، سطر (14، 15)، قوله: (الثالثة: من أوتي قرآناً، ولم يؤت إيماناً).
قال شيخنا: " كالمنافقين، وكذا الخوارج والعياذ بالله ".
(122) فائدة:
قال شيخنا: " قال تقي الدين: أجمع أهل العلم على عدم جواز أخذ الأجرة على القراءة.
لكن الخلاف في أجرة التعليم، والصواب جواز ذلك ".
(123) ص (339)، سطر (3)، قوله: (وقال أصحاب الشافعي ـ رحمه الله ـ: كثرة القراءة أفضل، واحتجوا بحديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " من قرأ حرفاً من كتاب الله، فله به حسنة ..... ).
قال شيخنا: " هذا لا حجة لهم فيه؛ لأن الذي يقرأ بتدبر تضاعف له الحسنات أيضاً مع التدبر ".
(124) ص (340)، حاشية (2).
قال شيخنا: " وحسنه الحافظ في البلوغ ".
الأحد 30/ 2/1407 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/28)
(125) ص (341)، سطر (5)، قوله: (وإن كان مَحْمِلاً)، وسطر (8)، قوله: (يسجد في المَحْمِلِ إذا أقلته).
ضبط شيخنا " المحمل " بكسر الميم الأولى، وفتح الميم الثانية، على وزن " منبر"، هكذا " المِحْمَل ".
الأحد 30/ 2/1407 هـ
(126) ص (343)، سطر (2)، قوله: (عن بكر بن الأشج).
قال شيخنا: " صوابه: بكير مصغراً ".
(127) ص 345)، سطر (1)، قوله: (ابن ضُمرة).
قال شيخنا: " صوابه: ابن ضَمرة، بالفتح ".
الأحد 7/ 3/1407 هـ
(128) ص (350)، حاشية (1).
قال شيخنا: " اسناده لا بأس به ".
(129) ص (351)، سطر (1)، قوله: (قال الحاكم: صحبت جماعة من أئمة الحديث الحفاظ الأثبات، فوجدتهم يختارون هذا العدد، يعني أربع ركعات، ويصلون هذه الصلاة أربعاً .... ).
قال شيخنا: " ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يصلى الضحى أربعاً ويزيد ما شاء.
فمن صلى أربعاً فحسن، وكذا من صلى اثنتين، وإن زاد فلا حرج، والأمر في ذلك واسع ".
الأحد 28/ 3/1407 هـ
(130) ص (359) / سطر (15)، قوله: (وأما حديث محمد بن إسحاق، عن موسى ... ).
قال شيخنا: " يراجع الترمذي في موسى هذا من هو؟ ".
ولقد قمت بمراجعة الحديث في سنن الترمذي (2/ 497) ح (470) فتبين أنه موسى بن فُلان بن أنس:
قال الترمذي: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثني موسى بن فُلان بن أنس، عن عمه ثُمامة بن أنس بن مالك، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصراً في الجنة من ذهب ".
قال أبوعيسى: " حديث أنس حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ".
وموسى بن فُلان بن أنس بن مالك، قال الحافظ في التقريب ص (134) ترجمة (853) طبعة عوامة: " موسى بن فُلان بن أنس بن مالك، مجهول، من السادسة، ويقال هو ابن حمزة. ت، ق ".
والحديث رواه ابن ماجة من طريق محمد بن إسحاق، عن موسى بن أنس به.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 11 - 09, 09:53 ص]ـ
الشيخ الكريم / ضيدان اليامي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، أوفاه، وأعلاه.
سعدت كثيرا بقراءة تقييداتكم لتعليقات سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى ... وقد شرعت بتقييدها على نسختي ... منسوبة لك ... وفقك الله.
وننتظر تقييداتكم على باقي الكتب.
ـ[أبوسهل العتيبي]ــــــــ[01 - 12 - 09, 02:15 ص]ـ
بارك الله فيك أخانا ضيدان
وسلمت أناملك على هذا الجهد المبارك
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[06 - 12 - 09, 07:40 ص]ـ
رحم الله ابنَ باز، ورفع درجاته في أعلى علِّيين ..
وأحسن الله إليك أخي الشيخ ضيدان.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 06:30 م]ـ
الحلقة: (14).
(131) ص (368)، سطر (4، 5)، قوله: (عن عبد الله بن عبيد، عن عمير بن أنس).
قال شيخنا: " صوابه: عبدالله بن عبيد بن عمير، عن أنس ".
(132) ص (373)، سطر (9)، قوله: (وذلك قبل تأسيس مسجده).
قال شيخنا: " وهذا يدل على جواز صلاة الجمعة في الصحراء، ولا يلزم أن تكون في البنيان لأن الحاجة تدعو إلى ذلك ".
25/ 5/1407 هـ
(133) ص (373)، سطر (11)، قوله: (ونعوذ بالله أن نقول على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مالم يقل).
قال شيخنا: " القائل هو ابن إسحاق ـ رحمه الله ـ ".
(134) ص (376)، سطر (13)، قوله: (وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضه سوى مجمع عرفة).
قال شيخنا: " يوم العيد أكثر جمعاً، فمجمع عرفة أولاً، ثم مجمع العيد، ثم مجمع الجمعة ".
(135) ص (377)، سطر (15)، قوله: (يضيء به يوم القيامة).
قال شيخنا: " لعله يضيء له يوم القيامة ".
(136) ص (379)، سطر (16، 17)، قوله: (عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبي هريرة).
قال شيخنا: " عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن ابي هريرة ".
(137) ص (380)، سطر (13، 14)، قوله: (الثالث: أنه وقت كراهة إلا يوم الجمعة، فليس بوقت كراهة، وهذا مذهب الشافعي).
هذا القول رجحه شيخنا ـ رحمه الله ـ.
(138) ص (382)، سطر (6، 7)، قوله: (عن نعيم بن المجمر، أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أمر أن يجمر مسجد المدينة كل جمعة حين ينتصف النهار).
قال شيخنا: " صوابه: عن نعيم بن المجمر، أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أمره أن يجمر مسجد المدينة كل جمعة حين ينتصف النهار.
ولهذا كما ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ ولذلك سمي نعيم المجمر ".
(139) ص (382)، سطر (9)، قوله: (السادسة عشرة: أنه لا يجوز السفر في يومها لمن تلزمه الجمعة ... ).
قال شيخنا: " الصواب أنه لا حرج في السفر يوم الجمعة إلا إذا أدركه النداء لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة 9].
الأحد 1/ 7/1407 هـ
(140) ص (384)، حاشية (3)، (وصالح بن كثير مجهول).
قال شيخنا: " في التقريب: مقبول ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/29)
ـ[أحمد سكر]ــــــــ[06 - 12 - 09, 07:05 م]ـ
رحم الله الشيخ الإمام وأسكنه فسيح جناته، ونرجو الله أن نكون ممن يسير على نهجه رحمه الله تعالى الذي هو نهج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ونهج صحابته رضي الله عنهم، وجزاك الله خير الجزاء شيخنا الجليل ضيدان بن عبد الرحمن اليامي.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[06 - 12 - 09, 07:21 م]ـ
المشايخ والإخوة الأفاضل:
المسيطير، أبو سهل العتيبي، خليل الفائدة، أحمد سكر.
جزاكم الله خير الجزاء، وبارك فيكم.
ـ[مجود]ــــــــ[08 - 12 - 09, 12:58 م]ـ
(87) فائدة:
قال شيخنا: " هذا السجود ـ يعني سجود السهو ـ واجب في الفرض، أما النافلة فلا يجب فيه سجود السهو بل يسن ".
الأحد 21/ 6/1406هـ
[/ INDENT]
رحم الله شيخنا ابن باز وأجزل له العطاء والمثوبة وبل ضريحه بمزون الرحمة .. وبارك فيكم يا شيخ ضيدان ..
لدي إشكال في سنية سجود السهو في النافلة .. فما هو المستند على سنيته .. ؟؟ ..
لأنه وقع نقاش في أحد المساجد بخصوص هذا الموضوع وكثر الأخذ والرد بعد أن سها الإمام في صلاة التراويح ولم يسجد للسهو .. !! .. فهل كون الصلاة سنة يبرر عدم جبر النقص فيها .. ؟؟ .. وهل سنيتها ابتداء يسوّغ عدم صونها انتهاء .. وألا ينقض هذا الرأي القاعدة التي تقول أن ما ثبت في الفرض يثبت في النفل إلا ما دل الدليل على خلافه .. ؟؟ ..
أفيدونا يا مشائخنا بارك الله في علمكم ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[08 - 12 - 09, 04:15 م]ـ
رحم الله شيخنا ابن باز وأجزل له العطاء والمثوبة وبل ضريحه بمزون الرحمة .. وبارك فيكم يا شيخ ضيدان ..
لدي إشكال في سنية سجود السهو في النافلة .. فما هو المستند على سنيته .. ؟؟ ..
لأنه وقع نقاش في أحد المساجد بخصوص هذا الموضوع وكثر الأخذ والرد بعد أن سها الإمام في صلاة التراويح ولم يسجد للسهو .. !! .. فهل كون الصلاة سنة يبرر عدم جبر النقص فيها .. ؟؟ .. وهل سنيتها ابتداء يسوّغ عدم صونها انتهاء .. وألا ينقض هذا الرأي القاعدة التي تقول أن ما ثبت في الفرض يثبت في النفل إلا ما دل الدليل على خلافه .. ؟؟ ..
أفيدونا يا مشائخنا بارك الله في علمكم ..
أخي مجود ـ حفظه الله ـ:
مبحث المسالة:
هل سجود السهو في النافلة سنة أم واجب؟
فمن العلماء من يرى أن الصلاة إذا كانت نافلة فسجود السهو ليس بواجب فيها، لأن الصلاة من أساسها نافلة. بخلاف الفرض الواجب.
فالقاعدة التي ذكرت: ما ثبت في الفرض يثبت في النفل إلا ما دل الدليل على خلافه، صحيحة فالسجود في النفل مشروع كماهو مشروع في الفرض ولا أحد يقول بخلاف ذلك، ولكن الخلاف في حكم السجود هل هو واجب أم لا.
ويرى الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ وجوبه في النفل، قال في الشرح الممتع:
" فإن قال قائل: هل توجبون سجود السَّهو في صلاة النافلة فيما لو ترك واجباً من واجبات الصلاة؟
فالجواب: نعم؛ نوجبه.
فإن قال: كيف توجبون شيئاً في صلاة نَفْلٍ، وصلاة النَّفْلِ أصلاً غير واجبة؟
نقول: إنه لما تلبَّس بها وَجَبَ عليه أن يأتي بها على وَفْقِ الشريعة، وإلا كان مستهزئاً، وإذا كان لا يريد الصلاة فمن الأصل لا يُصلِّي، أما أن يتلاعب فيأتي بالنافلة ناقصة ثم يقول: لا أجبرها، فهذا لا يوافق عليه ". والله أعلم
ـ[مجود]ــــــــ[08 - 12 - 09, 06:22 م]ـ
أخي مجود ـ حفظه الله ـ:
مبحث المسالة:
هل سجود السهو في النافلة سنة أم واجب؟
فمن العلماء من يرى أن الصلاة إذا كانت نافلة فسجود السهو ليس بواجب فيها، لأن الصلاة من أساسها نافلة. بخلاف الفرض الواجب.
فالقاعدة التي ذكرت: ما ثبت في الفرض يثبت في النفل إلا ما دل الدليل على خلافه، صحيحة فالسجود في النفل مشروع كماهو مشروع في الفرض ولا أحد يقول بخلاف ذلك، ولكن الخلاف في حكم السجود هل هو واجب أم لا.
ويرى الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ وجوبه في النفل، قال في الشرح الممتع:
" فإن قال قائل: هل توجبون سجود السَّهو في صلاة النافلة فيما لو ترك واجباً من واجبات الصلاة؟
فالجواب: نعم؛ نوجبه.
فإن قال: كيف توجبون شيئاً في صلاة نَفْلٍ، وصلاة النَّفْلِ أصلاً غير واجبة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/30)
نقول: إنه لما تلبَّس بها وَجَبَ عليه أن يأتي بها على وَفْقِ الشريعة، وإلا كان مستهزئاً، وإذا كان لا يريد الصلاة فمن الأصل لا يُصلِّي، أما أن يتلاعب فيأتي بالنافلة ناقصة ثم يقول: لا أجبرها، فهذا لا يوافق عليه ". والله أعلم
نفع الله بكم يا شيخنا وبارك فيكم .. كلام الشيخ ابن عثيمين قوي الحجة واضح الدلالة .. ترتاح له النفس .. و -بإذن الله - تبرأ به الذمة ..
قبلة على جبينكم نتقرب بها إلى الله ..
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[09 - 12 - 09, 08:48 م]ـ
الحلقة (15):
(141) ص (385)، سطر (1)، قوله: (حسان بن أبي عطية).
قال شيخنا: " حسان بن عطية ".
(142) ص (386)، سطر (3)، قوله: (وفي المسند أيضاً من حديث عطاء الخراساني ..... ) الحديث.
قال شيخنا: " هذا الحديث فيه نظر، يخالف حديث سليك الغطفاني. لأن الأحاديث الصحيحة دالة على صلاة ركعتين قبل الجلوس مع التجوز فيهما إذا كان يوم الجمعة وقد دخل الإمام ".
(143) ص (386)، سطر (14)، قوله: (ثم لبس ثيابه).
قال شيخنا: " ثيابه المخصوصة ليوم الجمعة ".
(144) ص (386)، حاشية (2)، قوله: (وقال الهيثمي في المجمع (2/ 171): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، خلا شيخ أحمد وهو ثقة).
قال شيخنا: " الهيثمي يتساهل كثيراً في الحكم على الأحاديث، يحصل في كلامه تساهل كثير ".
1/ 7/1407 هـ
(145) ص (391)، سطر (4)، قوله: (الجمعة اثنا عشر ساعة).
في النسائي (3/ 99): اثنا عشرة ساعة.
(146) ص (393)، سطر (17)، قوله: (وروى عبد الرحمن بن حجيرة، عن أبي ذر أن امرأته سألته عن الساعة التي يستجاب فيها يوم الجمعة للعبد المؤمن، فقال لها: هي مع رفع الشمس بيسير، فإن سألتني بعدها فأنت طالق).
قال شيخنا: " كذلك وقع له معها، في ليلة القدر كما وقع له معها هنا حينما ألحت عليه في معرفتها ".
الأحد 15/ 7/1407 هـ
(147) ص (396)، سطر (7)، قوله: (وأما من قال بتنقلها ... ).
قال شيخنا: " والذي يظهر لي أن هذه الساعة ليست ثابتة بل هي تتنقل جمعاً بين الأحاديث في ذلك ".
(148) ص (401)، سطر (1)، قوله: (وذكر الأثرم، قال: قيل لأحمد بن حنبل: كان مالك بن أنس يقول: لا ينبغي التهجير يوم الجمعة باكراً، فقال: هذا خلاف حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وقال سبحان الله إلى أي شيء ذهب في هذا، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " كالمهدي جزوراً ").
قال شيخنا: " ونحر الهدي يكون في أول النهار بعد رمي جمرة العقبة، وهذا وجه الاستشهاد من الدليل ".
(149) ص (407)، نهاية سطر (5).
قال شيخنا: " والخلاصة: أن الحق هو التبكير إلى صلاة الجمعة من أول النهار ".
الأحد 29/ 7/1407هـ
(150) ص (411)، سطر (2)، قوله: (حدثنا عبدالله بن موسى).
قال شيخنا: " عبيد الله بن موسى ".
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[20 - 01 - 10, 11:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا على مشاركتنا هذا الكنز النفيس في انتظار البقية و فقكم الله
ـ[أم عبد الكريم]ــــــــ[21 - 01 - 10, 01:22 ص]ـ
نفع الله بك ..
ورحم الشيخ رحمة واسعة
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[18 - 04 - 10, 09:39 ص]ـ
الشيخ الكريم الفاضل / ضيدان
أحسن الله إليك و بارك فيك و جزاك خيرا(118/31)
المقصود بجملة " اختلاف الفتوى باختلاف الزمان والمكان "
ـ[محمد الطنطاوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:25 ص]ـ
السؤال: هل هناك ما يعرف بـ " اختلاف الفتوى باختلاف الزمان والمكان " , فهل هناك ما يثبت ذلك من الكتاب والسنَّة النبوية؟. أفيدونا، أفادكم الله , وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله
مسألة " اختلاف – أو تغيُّر - الفتوى باختلاف الزمان والمكان ": لنا معها وقفات:
1. يجب أن يُعلم أن الأحكام الشرعية المبنية على الكتاب والسنَّة: غير قابلة للتغيير، مهما اختلف الزمان، والمكان، فتحريم الخمر، والزنا، والربا، وعقوق الوالدين، وما يشبه ذلك من الأحكام: لن يكون حلالاً في زمان، أو في مكان؛ لثبوت تلك الأحكام الشرعية بنصوص الوحي، ولاكتمال التشريع بها.
2. اتخذ بعض أهل الأهواء من تلك الجملة مطية لهم للعبث بالأحكام الشرعية الثابتة بنصوص الوحي المطهَّر، ولتمييع الدين من خلال تطبيقها على أحكام قد أجمع أهل العلم على حكمها منذ الصدر الأول، ولا يسلم لهم الاستدلال بها، فهي لا تخدم أغراضهم، وإنما نص الجملة في " الفتوى "، لا في " الأحكام الشرعية "، وبينهما فرق كبير، فالأول في مسائل الاجتهاد، وما كان بحسب الواقع، فاختلاف الواقع والزمان له تأثير في الفتوى باحتمال تغيرها.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله:
وحكم الله ورسوله لا يختلف في ذاته باختلاف الأزمان، وتطور الأحوال، وتجدد الحوادث؛ فإنه ما من قضية، كائنة ما كانت، إلا وحكمها في كتاب الله تعالى، وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، نصّاً أو ظاهراً أو استنباطاً أو غير ذلك، علِم ذلك مَن علمهُ، وجهله من جهله، وليس معنى ما ذكره العلماء من " تغير الفتوى بتغير الأحوال ": ما ظنه من قَلَّ نصيبهم - أو عُدم - من معرفة مدارك الأحكام وعِلَلها، حيث ظنوا أن معنى ذلك بحسب ما يلائم إراداتهم الشهوانية البهيمية، وأغراضهم الدنيوية، وتصوراتهم الخاطئة الوبية، ولهذا تجدهم يحامون عليها، ويجعلون النصوص تابعة لها، منقادة إليها، مهما أمكنهم، فيحرفون لذلك الكلِم عن مواضعه، وحينئذ معنى " تغير الفتوى بتغير الأحوال والأزمان ": مراد العلماء منه: ما كان مستصْحَبة فيه الأصول الشرعية، والعلل المرعية، والمصالح التي جنسها مراد لله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم.
" فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم " (12/ 288، 289).
3. القول بتغير الأحكام الشرعية الثابتة بالوحي يعني تجويز تحريف الدِّين، وتبديل أحكامه، والقول بذلك يعني تجويز النسخ بعد كمال التشريع، ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وليُعلم أن الإجماع نفسه لا يمكن أن ينسخ حكماً ثابتاً في الشرع إلا أن يكون مستنده النص، فإن لم يكن كذلك – وهو غير واقع في حقيقة الأمر -: كان القول به تجويزا لتبديل الشريعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
وكنا نتأول كلام هؤلاء على أن مرادهم أن " الإجماع " يدل على نص ناسخ، فوجدنا من ذُكر عنهم: أنهم يجعلون الإجماع نفسه ناسخاً! فإن كانوا أرادوا ذلك: فهذا قول يجوِّز تبديل المسلمين دينَهم بعد نبيِّهم، كما تقول النصارى مِن: أن المسيح سوَّغ لعلمائهم أن يحرِّموا ما رأوا تحريمه مصلحة، ويحلوا ما رأوا تحليله مصلحة، وليس هذا دين المسلمين، ولا كان الصحابة يسوِّغون ذلك لأنفسهم، ومَن اعتقد في الصحابة أنهم كانوا يستحلون ذلك: فإنه يستتاب، كما يستتاب أمثاله، ولكن يجوز أن يجتهد الحاكم، والمفتي، فيصيب، فيكون له أجران، ويخطئ، فيكون له أجر واحد.
" مجموع الفتاوى " (33/ 94).
وهذا من أعظم خصائص الشريعة وأحكامها القطعية.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في بيان ميزات أحكام التشريع القطعية -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/32)
الثبوت من غير زوال، فلذلك لا تجد فيها بعد كمالها نسخاً، ولا تخصيصاً لعمومها، ولا تقييداً لإطلاقها، ولا رفعاً لحكم من أحكامها، لا بحسب عموم المكلفين، ولا بحسب خصوص بعضهم، ولا بحسب زمان دون زمان، ولا حال دون حال، بل ما أثبت سبباً: فهو سبب أبداً لا يرتفع، وما كان شرطاً: فهو أبداً شرط، وما كان واجباً: فهو واجب أبداً، أو مندوباً: فمندوب، وهكذا جميع الأحكام، فلا زوال لها، ولا تبدل، ولو فُرض بقاء التكليف إلى غير نهاية: لكانت أحكامها كذلك.
" الموافقات " (1/ 109، 110).
4. ضابط فهم هذه العبارة في أمرين:
أ. التغير في الفتوى، لا في الحكم الشرعي الثابت بدليله.
ب. التغير سببه اختلاف الزمان، والمكان، والعادات، من بلد لآخر.
وقد جمعهما الإمام ابن القيم رحمه الله في قوله:
" فصل، في تغير الفتوى، واختلافها، بحسب تغير الأزمنة، والأمكنة، والأحوال، والنيات، والعوائد "، والعوائد: جمع عادة، وهو فصل نفيس، ذكر فيه – رحمه الله – أمثلة كثيرة، فلتنظر في " إعلام الموقعين " (3/ 3 فما بعدها).
ونضرب على ذلك أمثلة، منها:
1. اللُّقَطة، فإنها تختلف من بلد لآخر، ومن زمان لآخر، في تحديد قيمة ما يجوز التقاطه، وتملكه من غير تعريف، فيختلف الأمر في البلد نفسه، فالمدينة غير القرية، ويختلف باختلاف البلدان، والأزمنة.
2. زكاة الفطر، ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرعها طعاماً، بمقدار صاع، وقد نص الحديث على " الشعير "، و " التمر "، و " الإقط "، وهي الآن ليست أطعمة في كثير من البلدان، فالشعير صار طعاماً للبهائم، والتمر صار من الكماليات، والإقط لا يكاد يأكله إلا القليل، وعليه: فيفتي العلماء في كل بلد بحسب طعامهم الدارج عندهم، فبعضهم يفتي بإخراج الأرز، وآخر يفتي بإخراجها ذرة، وهكذا.
فالحكم الشرعي ثابت ولا شك، وهو وجوب زكاة الفطر، وثابت من حيث المقدار، ويبقى الاختلاف والتغير في نوع الطعام المُخرَج.
والأمثلة كثيرة جدّاً، في الطلاق، والنكاح، والأيمان، وغيرها من أبواب الشرع.
وانظر مثالاً صالحاً لهذا في جوابنا على السؤال رقم (125853).
قال القرافي رحمه الله:
فمهما تجدد في العُرف: اعتبره، ومهما سقط: أسقطه، ولا تجمد على المسطور في الكتب طول عمرك، بل إذا جاءك رجل من غير أهل إقليمك يستفتيك: لا تُجْرِه على عرف بلدك، واسأله عن عرف بلده، وأَجْرِه عليه، وأفته به دون عرف بلدك، ودون المقرر في كتبك، فهذا هو الحق الواضح.
والجمود على المنقولات أبداً: ضلال في الدِّين، وجهل بمقاصد علماء المسلمين، والسلف الماضين، وعلى هذه القاعدة تتخرج أيمان الطلاق، والعتاق، وجميع الصرائح والكنايات، فقد يصير الصريح كناية فيفتقر إلى النية، وقد تصير الكناية صريحا فتستغني عن النية.
" الفروق " (1/ 321).
وقد أثنى ابن القيم رحمه الله على هذا الفقه الدقيق فقال – بعد أن نقل ما سبق -:
وهذا محض الفقه، ومَن أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب على اختلاف عُرفهم، وعوائدهم، وأزمنتهم، وأحوالهم، وقرائن أحوالهم: فقد ضلَّ، وأضل، وكانت جنايته على الدِّين أعظم من جناية مَن طبَّب الناس كلهم على اختلاف بلادهم، وعوائدهم، وأزمنتهم، وطبائعهم، بما في كتابٍ من كتب الطب على أبدانهم، بل هذا الطبيب الجاهل، وهذا المفتي الجاهل: أضر ما يكونان على أديان الناس، وأبدانهم، والله المستعان.
" إعلام الموقعين " (3/ 78).
ولينظر جواب السؤال رقم: (39286 ( http://islamqa.com/ar/ref/39286) ) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/130689(118/33)
حكم الكلام في الجنازة
ـ[أبو المنذر الشلقاني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 04:30 ص]ـ
السلام عليكم، ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
بفضل الله انتهيت من بحث مسألة "حكم الكلام في الجنازة"، والرسالة تم صفها، وقبل أن تخرج أردت الاستفادة من إخواني.
فهل أحد وقف على رسالة في هذا الباب، أو أحد له علم فيها، فليفد، وجزاه الله خيرًا.(118/34)
هل للمرأة المنتقبة ان تكشف وجهها أمام الصبى المميز الذ ى دون البلوغ
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[25 - 10 - 09, 06:41 ص]ـ
مع ذكر أقوال العلماء المعاصرين فى المسألة إن أمكن
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[12 - 11 - 09, 01:22 ص]ـ
???????????????????
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[12 - 11 - 09, 04:31 ص]ـ
ما هو سن الطفل الذي تحتجب منه المرأة؟
ما هو سن الطفل الذي تحتجب منه المرأة هل هو التمييز أم البلوغ؟.
الحمد لله
" يقول الله تعالى في سياق من يباح إبداء الزينة لهم: (أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ) النور/31، والطفل إذا ظهر على عورة المرأة وصار ينظر إليها ويتحدث إليها كثيراً، فإنه لا يجوز للمرأة أن تكشف أمامه.
وهذا يختلف باختلاف الصبيان من حيث الغريزة وباختلاف الصبيان من حيث المجالسة، لأن الصبي ربما يكون له شأن في النساء إذا كان يجلس إلى أناس يتحدثون بهن كثيراً، ولولا هذا لكان غافلاً لا يهتم بالنساء.
المهم أن الله حدد هذا الأمر بقوله: (أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ) النور/31، يعني أن هذا مما يحل للمرأة أن تبدي زينتها له إذا كان لا يظهر على العورة ولا يهتم بأمر النساء " اهـ
فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، " مجموعة أسئلة تهم الأسرة المسلمة ص 148
ومن الأمور التي تدل على أن الطفل بدأ يظهر على عورات النساء:
- قيامه بوصف المرأة أمام الغير
- تمييز المرأة الجميلة من القبيحة
- المقارنة بين النساء في أشكالهن وصورهن
- إطالة النظر إلى النساء والتحديق فيهن
ولا شك أن الأفلام والمسلسلات والفساد الاجتماعي يؤدي إلى سرعة اطلاع الأطفال على عورات النساء فينبغي الحرص والحذر نسأل الله العافية
الشيخ محمد صالح المنجد.
المصدر: http://islamqa.com/ar/ref/14259
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[12 - 11 - 09, 01:01 م]ـ
أحسنت أخي أيمن فقد أجدت في النقل نفع الله بك ورفع قدرك ...(118/35)
خُلق النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
خُلق النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد ...
فإن الله سبحانه وتعالى اختار محمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبعثه إلى هذه الأمة وقد اخبر تعالى بأنه يخلق ما يشاء ويختار فمن اختياره لهذا النبي انه جبل على أحسن الأخلاق كما قال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم:4، وقالت عائشة رضي الله عنها: "كان خلقه القران"، يتأدب بآدابه ويمتثل أوامره وينتهي عن زواجره ويتبع إرشاداته.
وحيث إنه صلى الله عليه وسلم قدوة لأمته في هذه الأخلاق فإنه يجب على المسلمين أن يعرفوا أخلاقه ومعاملته للناس حتى يتأسوا به كما قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} أي قدوة حسنة تتبعونه فيها وكذلك أمر الله بإتباعه في قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} آل عمران:31، ذكر العلماء أن هذه الآية تسمى آية المحنة، فكل من يدعي أنه يحب النبي صلى الله عليه وسلم فان عليه أن يقتدي به ويتأدب بآدابه ويتبع ما كان يعمله وما كان يتأدب به، وهكذا قال تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} المائدة:158، الاتباع هو الاقتداء بآثاره وبأعماله وبسيرته وبما كان عليه.
وقد كتب العلماء قديمًا وحديثًا في سيرته صلى الله عليه وسلم وبما كان يتعامل به، وتوسع الأولون في السيرة النبوية كما فعل ابن إسحاق ومن جاء بعده في كتابة السيرة النبوية وما فيها من العبر وما فيها من الصبر ونحو ذلك، وكذلك أيضًا كتبوا في أعماله وما كان يتبعه، كما ألف الترمذي كتاب شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وكتب ابن القيم رحمه الله كتابه الكبير: (زاد المعاد في هدي خير العباد)، وتوسعوا في ذلك.
وحيث إن من أعماله معاملته للناس المسلمين والمشركين واليهود وغيرهم قبل النبوة وبعدها فان معرفة ذلك مما يهم المسلم ليحصل له الاقتداء بالنبي صلى اله عليه وسلم في ذلك وفي هذه الورقات شيء مما يتعلق بمعاملته للناس مما جبل عليه، فإنه صلى الله عليه وسلم جبل على أتم الأخلاق وأحسنها حتى قبل النبوة وكذلك بعدها فنكتب في ذلك بحسب ما تتم الحاجة والضرورة إليه
خلق النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة:
لا شك أن الله تعالى أنشأه نشأة صالحة، حيث اختاره لحمل النبوة ولحمل الرسالة ولتبليغ هذه الشريعة، وهذه الجبلة وهذا الخُلُق أدى به إلى أن يشتهر بين أهل مكة بالصدق والأمانة، فكانوا يسمونه الأمين، وكانوا يودعون عنده ودائع وأمانات لأجل أن يحفظها، وهذا اسم شريف يدل على رفعة له كما أن الله تعالى اختار له الاسم الحسن الذي هو "محمد"، فإنه سمي به لكثرة خصاله الحميدة هذا من أمانته بحيث كثُرت عنده الودائع والأمانات التي يودعها عنده أهل مكة، ولذلك لما هاجر وكل عليًا رضي الله عنه ليؤدي ما عنده من الأمانات والودائع إلى أهلها وهو يعرفهم، مع أنهم من أهل مكة هذا من اختيار الله له حيث جعله أمينا على هذه الودائع ونحوها وبذلك يكون أهلاً لحمل الرسالة ولأدائها كما أمر، فقد بلغ الرسالة التي أرسل بها وذلك من أمانته كما أمره الله بقوله: {بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} المائدة:67.
فبلغ كل شي أمر به وما كتم منه شيئًا حتى ما يختص به مما قد يكون فيه شي من العتاب، مثل قوله تعالى في قصة زيد: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ} الأحزاب:37. يعني عندما أمره بأن يمسك زوجته مع أن الحكمة تقتضي انه يطلقها حتى ينكحها النبي صلى الله عليه وسلم قطعا لما كان عليه أهل الجاهلية ولذلك قال تعالى: {لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ} الأحزاب:37. ولذلك عاتبه الله بقوله: {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} فتقول عائشة: "لو كتم النبي صلى الله عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/36)
وسلم شيئًا من الوحيين لكتم هذه الآية".
وكذلك قوله تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ} الإسراء:73. هذه الآية أيضا فيها شيئًا من الإنكار عليه ولكنه بينها وقرأها للناس وكتبت مع أن الله تعالى حماه أن يفتنوه عن شي من الوحي الذي أنزل عليه ومثلها أول سورة عبس في قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى} عبس:1 - 2. لما جاءه ابن أم مكتوم وكان عنده بعض أكابر قريش وطمع في إيمانهم فلم يلتفت إلى ابن أم مكتوم وهو لا يعلم فعاتبه الله في هذه الآية ولم يكتمها فكل ذلك دليل على أمانته حيث كان أمينا في الجاهلية وكذلك أمينا على وحي الله سبحانه.
قصة بناء قريش الكعبة ووضع الحجر الأسود:
في حدود سنة خمس وثلاثين بعد قصة الفيل عزمت قريش على بناء الكعبة وكانت قد انهدمت وكان الناس يطوفون حولها وهي منهدمة اشترك معهم النبي صلى الله عليه وسلم في بنائها وكانوا ينقلون الحجارة وهم عراة يضع أحدهم إزاره على منكبه لحمل الحجارة اشترك معهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال له العباس: "اخلع إزارك وضعه على كتفك ليقيك الحجارة" ولما خلعه وبدت عورته سقط مغمًا عليه حماية له عن إبداء عورته ولما أفاق قال: "إزاري إزاري" ولم يرى بعد ذلك كاشفًا عورته.
ولما وصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا أيهم يضعه في موضعه ثم قالوا: "نحكم أول من يدخل علينا" فكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من دخل عليهم فرضوا به حكما فأمرهم أن يضعوا الحجر على ثوب وان يحمله من كل قبيلة واحد يحمل بزاوية من زواياه الأربع وأخذه بيديه الكريمتين ووضعه في موضعه وهذا أيضا مما اختاره الله تعالى له لا شك أن ذلك كله دليل على ما جبله الله علية من هذه الأخلاق الكريمة.
ملامح من أخلاقه صلى الله عليه وسلم:
ولما قرب وقت إنزال الوحي عليه بدا بالرؤيا الصادقة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، فكان يخلوا في غار حراء و يتزود لذلك، وجاءه الحق وهو بغار حراء ونزل عليه أول ما نزل قوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} العلق:1. ثم بعد ذلك فتر الوحي مدة ثم نزل عليه بعد ذلك أول سورة المدثر، فامتثل ما أمر به فقام بالدعوة إلى الله بعد الوحي، فكان ينذر الناس ويدعوهم ولكن لا يشدد عليهم حتى لا ينفروا من دعوته، فمن ذلك أنه رقى مرة على الصفا ورفع صوته بقوله: "وا صباحاه" وجاء عنده أهل مكة وحظروا عنده فضرب لهم مثلا قال: "أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا وراء هذا الجبل تصبحكم أو تمسيكم أكنتم مصدقي" قالوا: "ما جربنا عليك كذبا"فقال لهم: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" هذا من أسلوبه الحسن يدعو به الناس.
كذلك في موضع آخر قال لهم: "إنما أريد منكم كلمة تملكون بها العرب وتدينون بها العجم" قالوا: "نعطيكها وعشرا" فقال: "قولوا لا اله إلى الله" فثقلت عليهم وقالوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً} ص:5، فهذا أيضا من خلقه وتعامله معهم لأجل أن يقبلوا دعوته بضرب هذه الأمثال.
ثم كان صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في الموسم على القبائل، ففي السنن أنه كان يعرض نفسه على كل قبيلة من قبائل العرب الذين كانوا يتوافدون في موسم الحج ويقول: "من يجيرني حتى أبلغ كلام ربي" يعني القران، وكان يمشي عليهم ويدعوهم إلى التوحيد يدعوهم إلى كلمة التوحيد، ولكن كان ممن عارضه عمه أبو لهب لعنه الله، فكان يحذر الناس منه، ولكن من ركن إلى قوله واطمأن إليه عرف صحة ما يدعو إليه، هكذا كان خلقه صلى الله عليه وسلم وتعامله مع الناس.
وعندما كان أهل مكة يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك، كان يقول لهم إذا قالوا: لبيك لا شريك لك، يقول: "قعد قعد" أي قفوا هاهنا فإن هذا هو الصحيح فإن الله لا شريك له فلا تزيدوا عليها فتفسدوا توحيدكم، فلا يستجيبون له إلا من هداه الله ويعرفون أن ما قاله صحيح وذلك لأنهم يقرون أن الله تعالى هو الخالق الرازق كما في قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} 61العنكبوت. ولكنهم يدعون أن آلهتهم التي يدعونها تنفعهم وتشفع لهم وتقربهم إلى الله زلفى فيدعوهم بالتي هي أحسن، فقد كان يعرض دعوته بلطف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/37)
ولين على بعض الأفراد يعمل بقول الله تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} النحل:125. فيعرض عليهم الدعوة بهذا الأسلوب ولا شك انه مؤثر وقد تكلم العلماء على هذه الآية وبينوا الحكمة والموعظة والمجادلة وتوسعوا في ذلك ولنا رسالة في الدعوة إلى الله تعالى مطبوعة في أساليب الدعوة.
واستجاب لدعوته أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وكان قد صحبه واطلع على صحة نبوته واطلع على أخلاقه ورأى بعض الآيات والمعجزات التي حصلت له، فعند ذلك استجاب له وصدقه ونزل في ذلك قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِه} الزمر:33 الذي صدق به هو أبو بكر، وكان أبو بكر رضي الله عنه له أيضا أسلوب حسن فكان يدعو بعض الصحابة الذين يعرف قربهم من التقبل، فأسلم بدعوته الكثير من الصحابة هكذا كان أسلوبه وكان هؤلاء الذين استجابوا لدعوته وقبلوا منه، وكانوا بعد ذلك مساعدين له بالدعوة.
ومع ذلك كان يعامل المشركين بالمعاملة الحسنة خصوصا إذا كان لهم قرابة، كأبي طالب حيث كان يحرص على إسلامه ويدعوه ويبين له، ولما حضرته الوفاة عرض عليه الشهادة وقال: "قل لا اله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله" ولكن كان عنده جلساء سوء صرفوه عن قبولها وقالوا: "أترغب عن ملة عبدالمطلب" فكان آخر ما قاله: هو على ملة عبد الطلب ونزل قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} القصص:56. وكان التزم أن يستغفر له حتى نهاه الله بقوله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى} التوبة:113.
أما بقية أهله وأقاربه فانه قد اهتدى منهم كثير كعمه حمزة رضي الله عنه وكذلك ابن عمه علي بن أبي طالب وكان صغيرا في حجره، وكذلك ابن عمه جعفر وغيرهم.
هكذا كانت معاملته وكانت دعوته لهم ثم أذن الله تعالى له بالهجرة إلى المدينة وذلك بعد أن عرض دعوته على حجاج أهل المدينة ولما عرضها عليهم عرفوا صدقه، وكانوا يسمعون من اليهود أن هذا زمن نبي سوف يخرج قريبًا، وأنه يدعو إلى التوحيد، وأن من علاماته كذا وكذا، فأسرعوا إلى قبوله وإلى قبول دعوته، فبايعوه والتزموا أنه إذا هاجر إليهم ينصرونه مما ينصرون منه آبائهم وأبنائهم وأقاربهم، وتمت دعوته إلى الهجرة.
هكذا كانت مبادئ دعوته ومبادئ أخلاقه حيث كانوا يتخلقون بالأخلاق الحسنة التي تدل على ما كان عليه النبي صلى الله عيه وسلم، ولما قدم المدينة كان بها ثلاث قبائل من اليهود، ولم يسلموا فدعاهم وبين لهم، ولكن لم يسلموا حسدًا وبغيًا كما ذكر الله تعالى بقوله: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه} النساء:54 ومع ذلك عاهدهم وأكد معهم العهد على ألا ينقضوا العهد، فنقضوا العهد كان أول من نقض بنو قينقاع ثم بنو النضير ثم بنو قريظة فأجلى بني قينقاع والنضير وقتل بني قريظة، ثم كان أيضا أهل خيبر على عهد ولما نقضوا العهد أو انتهت مدته غزاهم، وفتح خيبر وأبقاهم فيها كعمال ولهم شطر ما يخرج منها من ثمر وزرع، وكذلك أيضا عاهد قريش في الحديبية وأوفى لهم بعهدهم مع كراهة المسلمين لبعض فقرات تلك المعاهدة التي جاء فيها أن من جاء مسلما فإنه يرد عليهم وان كان مسلما ومع ذلك أوفى لهم بهذا العهد وهذا دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الوفاء بالعهود وقد جعل إخلاف الوعد ونقض العهد من سمات المنافقين هذه حالته مع الكفار من المشركين واليهود.
أما حالته مع المسلمين فإنه كان رفيقا بهم كما وصفه الله بقوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} يونس:128 هذه صفته أنه منهم من أنفسهم وأنه يشق عليه الشيء الذي يعنتهم ويكلفهم وأنه حريص على هدايتهم وأنه رؤوف بهم ورحيم بهم لا يحب شيئا يشق عليهم بل يرفق بهم مهما استطاع فمن ذلك أنه رفق بأصحابه كثيرًا، فلما سافروا لغزوة الفتح وصاموا في رمضان شكي إليه لما قرب من مكة أن الناس قد شق عليهم الصيام فأفطر وأمرهم بالفطر وأكد ذلك عليهم ليكون ذلك علامة على أنه رفق بهم وكذلك أيضا كان يرفق بهم في أسفاره بحيث أنه لا يكلفهم الشيء الذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/38)
يشق عليهم، والشيء الذي يطيقونه كأن يسري بهم إلى نصف الليل أو نحو ذلك، فإن هذا مما يطيقونه وهو قدوتهم فيصبرون على ما يصبر عليه.
وكان أيضا ينبسط مع أصحابه رضي لله عنهم يقول جرير رضي الله عنه: "ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت وما رآني إلا تبسم" يدل على محبته له وأنه لم يحجبه عن الدخول عليه هذا أيضا من رفقه بأصحابه رضي الله عنهم، كذلك كان يجلس معهم بعد صلاة الصبح إلى أن تشرق الشمس يحضرون معه يتناشدون الشعر ويذكرون حالاتهم في الجاهلية قبل الإسلام ويقرهم على ذلك ويضحكون، ولكنه يتبسم – كان أكثر ضحكه تبسمًا – وإن كان قد روي عنه في بعض الأحيان أنه يضحك إذا رأى شيئًا يعجبه يقولون فيه: "ضحك حتى بدت نواجذه".
كذلك من رفقه ما حصل لذلك الأعرابي الذي بال في المسجد ولما أنكر عليه الصحابة منعهم وقال: "دعوه فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" ثم دعاه وعلمه أن هذه المساجد لا يصلح فيها شي من هذا البول ونحوه إنها للصلاة والذكر وقراءة القران وأمر أن يطهر بوله كما هو معروف، وكذلك كان أيضا يتوسع مع بعض أصحابه وبالأخص مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فكان يخرج معهما ويدخل معهما كما شهد بذلك علي رضي الله عنه يقول: "إني كثيرا ما كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول خرجت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وجلست أنا وأبو بكر وعمر" كان مرة جالسًا في بيته وقد توسع فأخرج بعض فخذيه دخل عليه أبو بكر فبقي كذلك ثم عمر ولما دخل عليه عثمان رضي الله عنه ستر فخذيه وركبتيه فقال: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"، هكذا يحب أن يتوسع مع بعض أصحابه.
ونقل أبو موسى رضي الله عنه قصة دخوله ذلك الحش، ثم لما دخل وقضى حاجته جلس على شفير البئر وأدلى رجليه وقام أبو موسى كبواب له، فاستأذن أبو بكر ثم عمر فأمره أن يأذن لهما وجلسا إلى جانبيه ثم استأذن عثمان رضي الله عنه وجلس مقابلا لهم في الجانب الثاني يقول الراوي فأولت ذلك قبورهم، هذا أيضًا من توسعه مع أصحابه.
وكان إذا بعثهم للدعوة يوصيهم فيقول لأبي موسى ومن معه كعمار وسلمان ومن معهم: "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا" لأن في ذلك ما يبين خصال الإسلام وما عليه المسلمون لتكون هذه المعاملة داعية للناس إلى اعتناق دين الإسلام وعدم الخروج منه هكذا كان يوصيهم بهذه المعاملة.
وكان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه مما علمه الله فكان يجلس في المسجد في الضحى في ظل مسجده أو بيته ولا يزال كذلك يتوافد إليه صحابته ويتحلقون عنده يحدثهم ويقرأ عليهم القران ويخبرهم بما نزل ويعلمهم، وهم كذلك يتلقون ما يأخذون عنه ويصبر على ذلك ولو طال المجلس كساعتين أو خمس ساعات أو نحو ذلك حتى تدركهم الشمس، وكل ذلك من حرصه على معاملته لأصحابه بما يكون سببًا في تقبلهم وثباتهم على الإسلام.
وكان أيضا عليه الصلاة والسلام يرفق حتى بغير المسلمين ولا يشدد عليهم ففي الصحيحين عن عائشة رضي اله عنها قالت: دخل قوم من اليهود فقالوا: السام عليكم فقال: "وعليكم" فقالت عائشة رضي الله عنها: بل السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم فأنكر عليها وقال: "مهلا يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش" قالت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: "أولم تسمعي ما قلت ردوا علينا فرددنا عليهم فيستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا" مع أنه نهى عن ابتداء اليهود والنصارى بالسلام وقال: "إنهم يقولون السام عليكم" يعني يدعون بالسام الذي هو الموت هذا كان يدل على حقدهم على المسلمين، ولكن مع ذلك لم يرد عليهم ردًا شديدًا وإنما يقول: "عليكم" أو "وعليكم" مما يدل على حسن معاملته صلى الله عليه وسلم للناس ولو لم يكونوا من المسلمين، كاليهود والمعاهدين ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/39)
كذلك كان يمازح أصحابه ويقول حق، قيل يا رسول الله: إنك تمازح فقال: "إني لا أقول إلا حقا" وقد ذكر العلماء لذلك أمثلة ذكر صاحب مشكاة المصابيح أحاديث في ذلك فمنها أحاديث أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ليخالطنا ويقول لأخ لي صغير: "يا أبا عمير ما فعل النغير" وكان لذلك الغلام نغير يلعب به – أي طير – فمات، فهذا أيضًا من مزاحه على ذلك الطفل ليقربه وليمزح معه، وذكر أن رجلاً قال: يا رسول الله احملني فقال: "أحملك على ولد الناقة" فقال لا يطيقني وفي رواية: ماذا أفعل بولد الناقة فقال: الحاضرون وهل الجمل إلا ولد الناقة؟ وفي رواية: وهل تلد الإبل إلا النوق؟ هكذا كان معه مثل هذه الممازحة، كذلك جاءته امرأة كبيرة السن فقالت: ادعوا الله أن يدخلني الجنة فقال: "إنه لا يدخل الجنة عجوز" فبكت لذلك فقال: "اخبروها أن الله تعالى يقول: {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً} الواقعة:36.35. أي أنهن في الآخرة يرجعن فتيات وأبكارًا ولا تبقى كبيرة السن، وكذلك أيضا الرجال كما ورد في بعض الأحاديث، وذكروا أيضًا قصته مع أعرابي يقال له زاهر لما جاءهمرة وهو يبيع متاعًا له في السوق، فاحتضنه من ورائه، ولما عرف النبي صلى الله عليه وسلم جعل يلصق ظهره ببطن النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: "من يشتري العبد" فقال: إذا تجدني كاسدا، فقال: "لكنك عند الله لست بكاسد" كان يقول: "زاهر باديتنا ونحن حاضرته" أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وجاءته امرأة ذكرت له زوجها فقال: "زوجك الذي في عينيه بياض" فأنكرت ذلك ولما جاءته فقالت: هل في عينيك بياض؟ فقال: وهل أحد إلا في عينيه بياض وسواد؟، هذا من جميل مزاحه ولكنه لا يقول إلا حقا.
وكان الصحابة يتسابقون إلى مجلسه ويحرصون أن يقابلوه، إذا انصرف من الصلاة انصرف غالبا على جانبه الأيمن، فكانوا يحبون أن يكونوا في الصف الأيمن ليقابلهم بوجهه، وأنه أحيانا ينصرف على وجهه الأيسر، هذا من جملة محبة الصحابة له ونظرهم إليه، وكان إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه فلقة قمر هكذا ذكر الصحابة عنه، وكذلك ذكروا أنه ما غضب لنفسه ما غضب إلا أن تنتهك محارم الله، فإذا انتهكت يغضب لله تعالى لا يغضب لنفسه كذلك كانت حالته عليه الصلاة والسلام.
وذكروا أنه ما ضرب خادمًا ولا زوجة ولا أحد إلا أن يقاتل في سبيل الله، لما أمره الله تعالى بالجهاد صبر على ذلك وحث أصحابه بالجهاد ورغبهم فيه وكان يقول: "لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما عليها" هكذا كان يخرج معهم بنفسه وقد يتوسط صفوف القتال كما فعل في غزوة حنين لما أن الكثير منهم هربوا وانصرفوا ثبت وجعل يقول: "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد الطلب" يشهر بنفسه ثم أمره الله تعالى فحذفهم بحصيات في يمينه وقال: "شاهت الوجوه" فما زال يضعف أمرهم إلى أن انهزموا، كذلك صبره في غزوة أحد مع أن المشركين يحاولون أن يقتلوه، ومع ذلك حصل أن بعضهم كسر رباعيته وشجه في وجهه آخر وهشمت المغفر عليه ودخلت حلقتان من حلق المغفر في وجننته ومع ذلك صبر.
وكان صلى الله عليه وسلم يتواضع مع أصحابه لا يترفع عليهم فكان إذا جاء وقاموا له نهاهم أن يقوموا له من باب التواضع، وكذلك أيضًا يجلس على التراب، ولما استنكر ذلك بعضهم قال: "اللهم أحيني مسكينا وتوفني مسكينا واحشرني في جملة المساكين" ولما جاء أعرابي وهابه لما قيل هذا النبي صلى الله عليه وسلم تواضع وقال له: "إني ابن امرأة من قريش تأكل القديد" أي هذا من تواضعه، كذلك أيضا لما جاء مرة وأرادوا أن يجلسوه على فراش ونحوه جلس على الأرض من باب تواضعه يجلس على التراب.
وقد يكرم بعض أصحابه إذا قدم عليه في منزله جاء بوسادة حشوها ليف وأجلس الزائر عليها من باب تكريمه له، كان صلى الله عليه وسلم يحرص على إكرام مزاره ورفع مكانته بقدر الاستطاعة، وكان يمشي معهم متواضع دون أن يتميز أو يترفع عنهم بشي، ويأكل أيضا مع زوجاته تذكر عائشة أنها تشرب من القدح فيأخذه ويشرب بل يضع فمه موضع فمها وتتعرق من العظم أي تنهس منه بأسنانها ويأخذه بعدها ويتعرق ويضع أسنانه موضع أسنانها، وكذلك كان يأكل معه ربيبه الذي هو عمر ابن أبي سلمة فأدبه يقول لما رأى يده تطيش في الصفحة قال: "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/40)
يليك" يقول رضي الله عنه "فما زالت تلك طعمتي" أي تأدب بذلك والتزم بهذا الإرشاد النبوي، ولما زار مرة أو زاره يهودي وقدم له خبزا وفيه شيا من الدباء الذي هو القرع جعل يتتبع الدباء وجعل أنس يجمعه إليه فيقول انس "ما زلت أحب الدباء من يومئذ" تواضع لأنه يجيب دعوة ذلك الذي دعاه ولو لم يكن على دينه.
وكذلك أيضا لما دعته مليكة التي هي جدة أنس لطعام صنعته لم يتكبر بل أجابها وأكل من طعامها ثم أراد أن يكافئهم فقال: "قوموا لأصلي بكم" فصلى بهم على حصير فقام أنس وغلام يتيم معه يعني قد بلغ خلفه وقامت العجوز خلفهم وصلى بهم ركعتين كان ذلك ليؤنس أصحابه ويعاملهم هذه المعاملة الحسنة.
كان أهله وزوجاته قد يشتكين من قلة النفقة، لكنه مع ذلك يحثهن على الصبر إلى أن ييسر الله، ومع ذلك لم يكن يدخر لنفسه شيئًا بل كان يعيش عيشة الفقراء ويتحمل ذلك، ويمر عليه الشهر والشهران لا يوقد في بيته نار، إنما هما الأسودان التمر والماء، وحتى لما جاءه المال الكثير الذي قيل إنه تسعون ألف درهم من خراج البحرين أو جزيته نثره على بساط أو على ثوب وجاء الناس وجعل يحثوا لهم ويعطيهم، ولم يقم حتى فرقه ولم يدخر لنفسه شيئًا كل ذلك دليل على زهده في الدنيا وتقشفه وعدم توسعه، عملاً بقول الله تعالى: {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا} أي لا تغبط الذين انبسطوا في الدنيا وتوسعوا فيها، هكذا كانت حالته، ولما أن بعض زوجاته أسأن صحبته أو عملن معه عملاً فيه شيء من الخشونة أو الشدة، آلى ألا يدخل عليهن شهرًا واعتزل في مشربة له وظن بعض الناس أنه قد طلقهن، وجاء إليه عمر رضي الله عنه وصعد إليه في تلك المشربة أي الغرفة يقول: "فما رأيت ما يرد بصري إلا ثلاثة أهب" جمع إيهاب وهي الجلود التي لم تدبغ وجلس على حصير قد أثر الحصير في جنبه فدمعت عينا عمر رضي الله عنه وقال: "يا رسول الله فارس والروم قد بسطت عليهم الدنيا وأنت رسول الله" فقال: "أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم" فزهده وأخبره بأن هذه الدنيا إنما هي متاع، مما يدل على تقشفه وزهده وعدم التكلف في المأكل والمشرب ونحو ذلك.
وكان أيضا لا يعيب طعامًا أيا كان ذلك الطعام إن اشتهاه أكله وإلا تركه، هكذا معاملته للمسلمين وللصحابة رضي الله عنهم، وهو قدوة لامته الذين مرهم الله بأن يتأسوا به ويسيروا على طريقته.
نسأل الله أن يرزقنا حسن الاستماع والاتباع، وأن يجعلنا من أهل الاستقامة والسير على طريق السلف ومن المتمسكين بالسنة والسائرين على نهج نبينا صلى الله عليه وسلم والله أعلم وصلى الله على محمد.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
رحمه الله
29/ 12/1429هـ
الرابط: http://www.ibn-jebreen.com/article2.php?id=74(118/41)
ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق؟
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:06 م]ـ
ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق؟
هذه الشريعة "عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها" [1]، هكذا دون تردد سطر ابن القيم رحمه الله تعالى هذه الكلمات بثقة العالم الرباني الموقن بحكمة الله تعالى وكمال دين الإسلام، قد يقولها سواه كثير، لكن ما إن تتعارض الشريعة مع القضايا التي صارت مسلمة في الثقافة الغربية ومؤسساتها التي فُرضَت على العالم، حتى يصبح الإسلام في قفص الاتهام، يحتاج إلى من يدافع عنه ويؤول نصوصه وتاريخه لتتلاءم مع ميثاق حقوق الإنسان، وميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ الثورة الفرنسية ....
قال أحدهم: "إذا أردت أن تُصدَّق كذبتك فأكثر تردادها"، لقد انبهرنا بالثقافة الغربية وهيمنتها إلى حد صدقنا فيه بعض الكذبات من كثرة ما رددت علينا، وصرنا نتصور بعض القضايا بمفاهيم غير إسلامية، ثم نناقشها على ذلك الأساس.
ابتدع الكفار لحماية ثقافتهم وأفكارهم أنبازا يقذفون بها من حاد عن صفهم، صار بعضنا اليوم في البلاد الإسلامية يخشى أن يقذف بها إذا تكلم بالحق: معاد للسامية (لمن يعادي اليهود)،كاره للمثليين (لمن يتبرأ من عمل قوم لوط)،جنسي (لمن يرى قوامة الرجل على امرأة)، عنصري واستعبادي (لمن يسلّم بمشروعية الاسترقاق).
أثار أعداء ديننا شبهة إقرار شريعتنا للرق للطعن في الإسلام، فانبرى العلماء والمفكرون للرد على شبهات المبطلين، وإن كان معظمهم أفلح في إظهار الفارق بين "رقنا" و"رقهم"،فإن جمهور من تكلم في قضية الرق خلص إلى أن الإسلام عمل على إلغاء الرق وإعدامه، وأن ما نعيشه في العصور المتأخرة من منع الاسترقاق إنما هو من بركة الإسلام وأن تلك نعمة ينبغي أن نشكرها.
والحق أن إلغاء الرق من المصائب العظيمة التي مني بها المسلمون بسبب ابتعادهم عن شريعة ربهم و تقاعسهم عن نصرة دينه سبحانه وتعالى، وانقطع بانقطاع الرق سبل كثيرة من سبل الخير في الدنيا والآخرة على المسلمين، نعم ... لقد خسر المسلمون بإلغاء الرق نعما كثيرة اقتضتها حكمة الله تعالى في تشريع هذا النظام المحكم العادل.
ولك أن تسأل-أيها القارئ الكريم-:ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق؟ اذكر لنا شيئا من ذلك مصداقا لدعواك!
سأعدد لك -أيها القارئ الكريم- في هذا المقال -إن شاء الله تعالى- شيئا مما وقفتُ عليه من النعم التي حُرمتها أنا وأنت وكل مسلم بسبب إلغاء الرق، هذه المصيبة التي ينبغي أن نحتسب أجرها عند الله تعالى، فأقول:
خسر المسلمون بإلغاء الرق ...
.... سبيلا من سبل الدعوة إلى الله تعالى
خير لك من حمر النعم ... من الدنيا وما فيها .. أن يهدي الله تعالى بك رجلا ... أن يعتقه من الخلود في النار بسببك، هذا هو حلم كل مسلم.
كان استرقاق المسلمين الكفار من أعظم سبل الدعوة إلى الإسلام وإنقاذ الناس من الكفر، ذلك أن الكافر إذا أُسر وعاش بين ظهراني المسلمين ورأى حسن معاملتهم فإنه لا يلبث أن يقتنع بهذا الدين العظيم فيسلم، وإن لم يسلم هو أسلمت ذريته التي تنشأ في بيئة إسلامية، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، فإن عددا لا يحصيهم إلا الله تعالى من الرقيق دخلوا في الإسلام ثم صاروا أو صار أبناؤهم وأحفادهم علماء وملوكا ومجاهدين يدافعون عن الإسلام وينصرونه، فسبحان مقلب القلوب، وسبحان من يخرج الحي من الميت، قال الشنقيطي:"ومن المعلوم أن كثيرا من أجلاء علماء المسلمين ومحدثيهم الكبار كانوا أرقاء مملوكين، أو أبناء أرقاء مملوكين، فهذا محمد بن سيرين كان أبوه سيرين عبدا لأنس بن مالك، وهذا مكحول كان عبدا لامرأة من هذيل فأعتقته، ومثل هذا أكثر من أن يحصى كما هو معلوم" [2]
وهذا الجيش الإنكشاري سيف الدولة العثمانية المسلط على أعداء الدين، كان أصله من سبي النصارى من الغلمان الذين أنشئوا على حب الإسلام والجهاد في سبيل الله سبحانه [3]،وقامت دولة المماليك في مصر والشام التي دفع الله بها كيد المغول والصليبيين، وكان أسلافهم من الرقيق والسبي. [4]
... سبيلا من سبل الأجر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/42)
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا اسْتَنْقَذَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنْ النَّارِ" [5]، لقد كان إعتاق الرقيق مكرمة في الجاهلية والإسلام، وكان المسلمون يهرعون إلى الإعتاق إذا ألمت بهم المصائب وحلت بهم النوائب ورأوا آيات العذاب، فعَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها قَالَتْ:" لَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ" [6]، وكثيرا ما نقرأ في كتب التاريخ أن فلانا من الملوك أو الأغنياء ألم به مرض أو مصاب فأعتق جميع غلمانه، أما في مواسم الخير فكان سلفنا يتسارعون إلى إعتاق العبيد في العشر الأواخر من رمضان وفي يوم عرفة عند الموقف عسى أن يعتق الكريم جل جلاله رقابهم من النار.
كأني بك أيها القارئ الكريم الراغب في رحمة الله تحترق شوقا لأن تعتق نسمة مؤمنة، وترى الفرح والسرور على وجه ذلك العتيق، وتسمعه يلهج لك بالدعاء أن:"أَعتَقَ الله من أعتقني! " لكن أنّا لنا ذلك، فقد ألغي الرق فإنا لله وإنا إليه راجعون، إن الأجر الذي حرمناه بانقطاع هذا السبيل من سبل الخير لمن أعظم المصائب المترتبة على إلغاء الرق.
... سبيلا من سبل الاستعفاف والإعفاف
صار الزواج معضلة من معضلات العصر بين شباب المسلمين، لأن قسمة قضاء الوطر في عصرنا ثنائية: زواج أو زنا! وكانت قسمة أسلافنا ثلاثية: زواج أو زنا أو ... تسري! قال تعالى مبينا صفات المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)} (المؤمنون 5 - 6)،َوقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} (النساء 25).
والكلفة في الحالتين: التسري بملك اليمين أو نكاح الأمة، أقل وأيسر من نكاح الحرة، فلعلك ترث أمة أو تُوهبها أو تدخر لتشتريها كما تدخر لشراء الثلاجة والسيارة! بخلاف الحرة التي لا يُتوصل إليها إلا بالوسائل العظيمة والأموال الجزيلة ثم تشترط عليك الشروط الكثيرة .. أما الأمة فأنت سيدها تأتمر بأمرك وتنتهي بنهيك ...
تخيل أيها القارئ الكريم أننا لا نزال ننعم بنعمة الرق، أليس في ذلك سبيل إحصان لجحافل العزاب في مجتمعاتنا؟ أليس نكون كُفينا آفات العزوبة من تهتك أخلاقي وأمراض نفسية، بل ... وعمليات انتحارية! لكن كان أمر الله قدرا مقدورا وما أصابنا فبما كسبت أيدينا.
ثم لعلك تقول:هاهي ذي فائدة الرق في إحصان الرجل، فما فائدته في إحصان المرأة؟
فأقول:هب أن المسلمين استعادوا قوتهم وغزوا أقواما من الكفار وسجنوا رجالهم أو قتلوهم، فما يُفعل بنسائهم من ينفق عليهن ... من يحميهن ... من يحصنهن ويعفهن؟ قال صاحب الظلال:"على أنه يحسن ألا ننسى أن هؤلاء الأسيرات المسترقات لهن مطالب فطرية لا بد أن يحسب حسابها في حياتهن ولا يمكن إغفالها في نظام واقعي يراعي فطرة الإنسان وواقعه، فإما أن تتم تلبية هذه المطالب عن طريق الزواج وإما أن تتم عن طريق تسري السيد ما دام نظام الاسترقاق قائماً كي لا ينشرن في المجتمع حالة من الانحلال الخلقي والفوضى الجنسية لا ضابط لها حين يلبين حاجتهن الفطرية عن طريق البغاء أو المخادنة كما كانت الحال في الجاهلية." [7]
تالله إن السبي رحمة للبشر -كفارا ومسلمين- لو كانوا يعلمون، فتأمل كيف تكون المرأة امرأة كافر محارب للإسلام، ثم يقتل زوجها في الحرب فتقع في سهم رجل من المسلمين، فيتسراها، فتصير من حريمه يصونها ويحصنها ويحفظها ويحرم ديننا -الذي ذم الدياثة- عليه أن يفرط في عرضها. قال الشيخ الطاهر ابن عاشور:" وألحق التسري بالنكاح في صحة النسب الناشئ عنه لأن السيد إذا اتخذ أمته سرية له حاطها من حراسته بأقوى مما يحوط به إماء الخدمة بدافع مركب من الجبلة والعادة، فإذا صارت أم ولد له صارت لها أحكام خاصة " [8]
... سبيلا من سبل التفرغ للعبادة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/43)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" الْعَبْدُ إِذَا نَصَحَ سَيِّدَهُ وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ" [9]،في هذا الحديث وفي نظائره حِكَم لمن تأمل، فإن الله تعالى خلقنا في هذه الدنيا لعبادته، والعزيمة شغل كل وقت الحياة بعبادته تعالى، لكن من رحمته سبحانه رخص لنا وخفف علينا ووضع عنا الآصار والأغلال، ثم مع ذلك جعل الأجر العميم في أمور نفعلها لمعاشنا كالأكل والنوم وقضاء الوطر من الأزواج والفرح بالذرية إذا نوينا بها طاعة الله، وجعل تعالى لمن بلي بنوع شغل زائدٍ أجرُه في ذلك الشغل إن أحسن فيه، أليس جعل جنة المرأة في طاعة زوجها لما كانت وظيفتها الاشتغال بطاعته وخدمته، وجعل سبحانه مضاعفة الأجر للعبد في حسن خدمة سيده لما كانت تلك وظيفته، فهذا العبد المشغول صباحا ومساء بخدمة سيده لو لم يُجعل ثوابه في ذلك عظيما لأرهق ولشق عليه أن يؤدي وظيفة العبد ثم يعبد عبادة السيد، لذلك فُرِّغ لعبادته وهي حسن الخدمة للسيد، فسبحان من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى!
لكن همة ساداتنا من السلف الذي ابتلوا بالرق تفوق الجبال، قال سيدنا أبو العالية: "كنا عبيدا مملوكين، منا من يؤدي الضرائب، ومنا من يخدم أهله، فكنا نختم كل ليلة، فشق علينا حتى شكا بعضنا إلى بعض، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلمونا أن نختم كل جمعة، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا". [10]
ثم إنك قد تعجب من كثرة صلاة سلفنا وكثرة صيامهم وتفرغهم للعبادة والتلاوة والذكر والتسبيح بما لا نستطيع معشار عشره، فنحن يلزمنا الذهاب صباحا إلى الدوام، فنكدح ثمانية ساعات ثم نعود مرهقين إلى بيوتنا فنرتمي على فرشنا صرعى أخي الموت! نعم ... قد بورك لسلفنا في أوقاتهم، ومن هذه البركة أن سخر الله تعالى لهم الغلمان والعبيد الذين يكفونهم المهنة وأشغال البيت، فاعجب من حكمة الله في تشريع الرق ... ثم اعجب ... ثم اعجب ...
وإليك هذه القصة عن أسماء رضي الله عنه لترى كيف يعتق العبد حرا لمّا يكفيه مؤنة الشغل، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ:" تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الْأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ وَلَا شَيْءٍ غَيْرَ فَرَسِهِ، قَالَتْ فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَكْفِيهِ مَئُونَتَهُ وَأَسُوسُهُ وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ وَأَعْلِفُهُ وَأَسْتَقِي الْمَاءَ وَأَخْرُزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ ..... وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ ..... حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَتْنِي". [11]
... سبيلا من سبل الرزق
رأينا قبلُ أن الله تعالى سخر لسلفنا العبيد والغلمان والإماء يكفونهم أمر المهنة وكثير من أمور الاسترزاق، فهذا سبيل رزق حرمناه بإلغاء الرق، بل كانت تجارة الرقيق النافقة يوم كانت سوق الجهاد قائمة من أعظم دعائم الاقتصاد الإسلامي، فهذه مدينة الجزائر -حرسها الله- أيام الجهاد في أوائل العهد العثماني كان قائمةُ اقتصادها على الغنائم والسبي مما يناله المجاهدون في غزوهم البحري.
ثم إن شرعنا أوجب الإنفاق على الرقيق وإطعامهم وكسوتهم، لا يُطعمون فضلة الطعام ولا يُكسون بالي الثياب، بل تطعمه مما تطعم وتكسوه مما تلبس، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ". [12]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/44)
فكون العبد رقيقا باب من أبواب الرزق لطائفة من الناس خرقى أو سذج لا يحسنون الاسترزاق، أو لا تتاح لهم فرص العمل، فالعبد في الغالب غريب عن أهل البلد، وكان هو أو آباؤه كفارا محاربين للإسلام،فمن كان ليوظفه لو كان حرا؟ لذلك نص بعض العلماء على رجحان عدم إجزاء عتق من لا يقوم على نفسه في الكفارات، قال الشيخ السعدي: " الحكمة تقتضي أن لا يجزئ عتق المعيب في الكفارة؛ لأن المقصود بالعتق نفع العتيق، وملكه منافع نفسه، فإذا كان يضيع بعتقه، وبقاؤه في الرق أنفع له فإنه لا يجزئ عتقه، مع أن في قوله: (تحرير رقبة) ما يدل على ذلك؛ فإن التحرير: تخليص من استحقت منافعه لغيره أن تكون له، فإذا لم يكن فيه منافع لم يتصور وجود التحرير. فتأمل ذلك فإنه واضح." [13]
... سبيلا من سبل إكرام المسلمين ومعاقبة الكافرين
قال الشنقيطي رحمه الله:" وسبب الملك بالرق: هو الكُفر، ومحاربة الله ورسوله، فإذا أقدر الله المسلمين المجاهدين الباذلين مهجهم وأموالهم، وجميع قواهم، وما أعطاهم الله لِتكون كلمة الله هي العليا على الكفار ـ جعلهم ملكاً لهم بالسبي. إلا إذا اختار الإمام المن أو الفداء. لما في ذلك من المصلحة على المسلمين، وهذا الحكم من أعدل الأحكام وأوضحها وأظهرها حكمة، وذلك أن الله جلَّ وعلا خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه، ويمتثلوا أوامره ويجتنبوا نواهيه ...... وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة ...... وجعل لهم السمع والأبصار والأفئدة ليشكروه, .... فتمرد الكفار على ربهم وطغوا وعتوا، وأعلنوا الحرب على رسله لئلا تكون كلمته هي العليا، واستعملوا جميع المواهب التي أنعم عليهم بها في محاربته، وارتكاب ما يسخطه، ومعاداته ومعاداة أوليائه القائمين بأمره. وهذا أكبر جريمة يتصورها الإنسان.
فعاقبهم الحكم العدل اللطيف الخبير جلَّ وعلا ـ عقوبة شديدة تُناسب جريمتهم. فسلبهم التصرف، ووضعهم من مقام الإنسانية إلى مقام أسفل منه كمقام الحيوانات، فأجاز بيعهم وشِراءهم، وغير ذلك من التصرفات المالية، مع أنه لم يسلبهم حقوق الإنسانية سلباً كلياً. فأوجب على مالكيهم الرفق والإحسان إليهم، وأن يطعموهم مما يطعمون، ويكسوهم مما يلبسون، ولا يكلفوهم من العمل ما لا يطيقون، وإن كلفوهم أعانوهم." [14]
... سبيلا من سبل علو الهمة في المروءة
لو تساوى الناس في الغنى والفقر، والرفعة والوضاعة، والصحة والمرض، لاختل ناموس الحياة ولما احتاج بعضهم إلى بعض، ولما ميزوا بين الحسن والقبيح، فإن الضد يظهر حسنه الضد، لذلك رفع الله سبحانه وتعالى عباده بعضهم فوق بعض درجات ليفتن بعضهم ببعض، وليتخذ بعضهم بعضا سخريا، ومن ذلك أن خلق تعالى أناسا وسخرهم ليكونوا عبيدا وخلق أناسا وسخرهم ليكونوا أحرارا وفرق الله سبحانه وتعالى بينهم كونا وشرعا، قال ابن قيم رحمه الله تعالى:" أما جلد قاذف الحر دون العبد فتفريق لشرعه بين ما فرق الله بينهما بقدره، فما جعل الله سبحانه العبد كالحر من كل وجه لا قدرا ولا شرعا، وقد ضرب الله سبحانه لعباده الأمثال التي أخبر فيها بالتفاوت بين الحر والعبد، وأنهم لا يرضون أن تساويهم عبيدهم في أرزاقهم، فالله سبحانه وتعالى فضل بعض خلقه على بعض، وفضل الأحرار على العبيد في الملك وأسبابه والقدرة على التصرف، وجعل العبد مملوكا والحر مالكا، ولا يستوي المالك والمملوك، وأما التسوية بينهما على أحكام الثواب والعقاب فذلك موجب العدل والإحسان، فإنه يوم الجزاء لا يبقى هناك عبد ولا حر ولا مالك ولا مملوك" [15]
وقال الشيخ الطاهر ابن عاشور رحمه الله:" لفظ الحرية في اللغة العربية كان يطلق على السلامة من النقائص التي كانوا يعتبرونها من صفات العبيد" [16] لذلك جاء في كلام العرب وأشعارهم وأمثالهم ما يدل على هذا المعنى كقولهم: وعد الحر دين عليه، وتجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.
فهذه الحقيقة الواقعة كانت حافزا للأحرار أن يُعلُوا همتهم في المروءة فلا يشابهوا الأخلاق التي تفشو في العبيد فيُعيَّروا بذلك، وكانت حافزا للعبيد أيضا أن يسموا إلى الحرية بالمكاتبة فجاء ديننا بالحث عليها، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} (النور 33).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/45)
ثم ألغي الرق، وحرر العبيد من الاسترقاق وبعضهم لمّا يحرر بعد من مساوئ الأخلاق التي كانت مستساغة في حقهم أو متجاوز عنها أيام كونهم رقيقا، ثم اختلط الأحرار والمحررون وامتزجت أخلاقهم فضاعت الكثير من خصال المروءة لانعدام الحافز لتحصيلها.
... سبيلا من سبل التخفيف في التكاليف
كما فضل الله تعالى الناس بعضهم على بعض في المروءة، فقد جعلهم سبحانه درجات في منازل العبادة والتكليف كل حسب مقدرته، لذلك سلط الله تعالى برحمته البلاء على عباده بقدر إيمانهم، ونحن نعلم أن الرق سببه الكفر، فالمسلم من الرقيق إما أن يكون حديثا عهد به أو منحدرا من أسرة قريبة عهد به ترسخت فيها بعض العادات، ثم إن العبد في مشغلة غالبا عن تعلم أمور الدين، وذلك من أسباب التجاوز والتخفيف، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجاوز عن كثير من أفاعيل الأعراب التي لو فعلها حر لاستحق عليها العقوبة الموجعة.
من أجل ذلك خفف الله سبحانه وتعالى برحمته على الرقيق في تنصيف الحد وسقوط الجمعة والزكاة ... ، وتنصيف العدة على الإماء، وخُفف على الإماء في أمور الحجاب والستر.
قال ابن القيم في بيان حكمةجعل حد الرقيق على النصف من حد الحر: "فلا ريب أن الشارع فرق بين الحر والعبد في أحكام وسوى بينهما في أحكام فسوى بينهما في الإيمان والإسلام ووجوب العبادات البدنية كالطهارة والصلاة والصوم لاستوائهما في سببهما، وفرق بينهما في العبادات المالية كالحج والزكاة والتكفير بالمال لافتراقهما في سببهما، وأما الحدود فلما كان وقوع المعصية من الحر أقبح من وقوعها من العبد من جهة كمال نعمة الله تعالى عليه بالحرية، وأن جعله مالكا لا مملوكا ولم يجعله تحت قهر غيره وتصرفه فيه، ومن جهة تمكنه بأسباب القدرة من الاستغناء عن المعصية بما عوض الله عنها من المباحات، فقابل النعمة التامة بضدها واستعمل القدرة في المعصية فاستحق من العقوبة أكثر مما يستحقه من هو أخفض منه رتبة وأنقص منزلة، فإن الرجل كلما كانت نعمة الله عليه أتم كانت عقوبته إذا ارتكب الجرائم أتم ...... فإن العبد كلما كملت نعمة الله عليه ينبغي له أن تكون طاعته له أكمل وشكره له أتم ومعصيته له أقبح وشدة العقوبة تابعة لقبح المعصية، ولهذا كان أشد الناس عذابا يوم القيامة عالما لم ينفعه الله بعلمه، فإن نعمة الله عليه بالعلم أعظم من نعمته على الجاهل، وصدور المعصية منه أقبح من صدورها من الجاهل، ولا يستوي عند الملوك والرؤساء من عصاهم من خواصهم وحشمهم ومن هو قريب منهم ومن عصاهم من الأطراف والبعداء، فجعل حد العبد أخف من حد الحر جمعا بين حكمة الزجر وحكمة نقصه، ولهذا كان على النصف منه في النكاح والطلاق والعدة، إظهارا لشرف الحرية وخطرها وإعطاء لكل مرتبة حقها من الأمر كما أعطاها حقها من القدر، ولا تنتقض هذه الحكمة بإعطاء العبد في الآخرة أجرين بل هذا محض الحكمة، فإن العبد كان عليه في الدنيا حقان حق لله وحق لسيده، فأعطي بإزاء قيامه بكل حق أجرا، فاتفقت حكمة الشرع والقدر والجزاء والحمد لله رب العالمين." [17]
خاتمة
إن من تمعن في نصوص الكتاب والسنة ونظر في كتب الفقه و التاريخ والأدب ليستخلص أضعاف ما ذكرته من حِكم الرق ومنافعه التي حرمناها في زماننا هذا، وكان القصد من هذا المقال أولا أن نصحح مفاهيمنا على ضوء النصوص الشرعية، ولا نبالي إن نخر الكفار،فإن الكافر مهما عظم شأنه عند قومه أقل وأذل من أن يعبأ برأيه ويسمع لقوله في مثل هذه القضايا التي كفانا ديننا العظيم معالجتها، ثم أن نسعى إلى تحصيل نعم الله تعالى التي حرمناها بشؤم ذنوبنا بالعودة إلى تطبيق شرعه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم،عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:"إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ " [18].
نسأل الله تعالى الهداية والسداد.
[1] أعلام الموقعين- ابن قيم الجوزية-ت عصام الصبايطي 1425 - 2004 المجلد 2 الجزء 3 ص3.
[2] أضواء البيان-محمد الأمين الشنقيطي-دار الفكر-1415 - 1995 7/ 250.
[3] انظر تاريخ الدولة العثمانية –شكيب أرسلان-ت حسن السماحي سويدان-دار ابن كثير /دار التربية-ط1 - 1422 - 2001 ص 58 وما بعدها.
[4] انظر التاريخ الإسلامي –محمود شاكر-المكتب الإسلامي-ط4 - 1411 - 1991 (7/ 21 - 22).
[5] متفق عليه واللفظ للبخاري.
[6] البخاري كتاب الجمعة باب من أحب العتاقة في كسوف الشمس.
[7] في ظلال القرآن-سيد قطب-دار إحياء التراث الإسلامي -ط4 - 1386 - 1967 2/ 248
[8] مقاصد الشريعة الإسلامية-محمد الطاهر بن عاشور- ضمن "محمد الطاهر بن عاشور وكتابه مقاصد الشريعة"-محمد الحبيب بن الخوجة –طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر 436 - 437
[9] متفق عليه
[10] سير أعلام النبلاء –ترجمة أبي العالية
[11] متفق عليه وأوردته هنا باختصار
[12] متفق عليه
[13] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان-عبد الرحمن بن ناصر السعدي-ت. عبد الرحمن بن معلا اللويحق-دار ابن حزم-ط1 - 1424 - 2003 ص173
[14] أضواء البيان 3/ 29 - 30 باختصار
[15] أعلام الموقعين المجلد1 الجزء2 ص361
[16] أصول النظام الاجتماعي في الإسلام - محمد الطاهر بن عاشور –دار سحنون /دار السلام ط2 - 1427 - 2006 وأورد رحمه الله تعالى على ذلك شواهد من الحديث النبوي وأشعار العرب ص 151 - 152
[17] انظر أعلام الموقعين المجلد1 الجزء2 ص394 - 395
[18] أبو داود وصححه الألباني في الصحيحة رقم 11
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/46)
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:09 م]ـ
شكراً لك، هذا الكلام الذي قلتَ ذهب أهلُهُ، لا يستطيع عالم أن يصدعَ به اليوم لأن ضعف ممثلي الشخصية الإسلامية الحديثة يستحيون من مسألة الرق في الإسلام كأنه هو الذي ابتدعها أو كأنه لم يضع أعدل نظم المعاملة بين من جعله الله سيداً لأرقاء ومن جعله رقيقاً تحت يد أخيه.
ـ[محمد الجروان]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:59 م]ـ
صدقتما
ـ[ابن سهيلة]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:09 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:47 م]ـ
الفاضل الغائب الحاضر سيد أحمد مهدي جزاكم الله خيرا
مسألة كبيرة: هل تحرير العبد بقرار حكومي معتبر شرعا؟
تحتاج لإجابة كبيرة ......
ـ[أبو زكريا يحيى الباكستاني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 06:28 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي سيد أحمد مهدي
الموضوع جدا جميل وفريد في بابه. فكثيرا من طلاب العلم فضلا عن غيرهم لا يعرفون الفوائد والحكم من الرق بل ويتسائلون لماذا لم يلغ الإسلام الرق؟
فلله درك
زادك الله علما ورزقك الإخلاص في جميع أعمالك.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:36 م]ـ
ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق؟
خسر المسلمون بإلغاء الرق ...
.... سبيلا من سبل الدعوة إلى الله تعالى
خير لك من حمر النعم ... من الدنيا وما فيها .. أن يهدي الله تعالى بك رجلا ... أن يعتقه من الخلود في النار بسببك، هذا هو حلم كل مسلم.
كان استرقاق المسلمين الكفار من أعظم سبل الدعوة إلى الإسلام وإنقاذ الناس من الكفر، ذلك أن الكافر إذا أُسر وعاش بين ظهراني المسلمين ورأى حسن معاملتهم فإنه لا يلبث أن يقتنع بهذا الدين العظيم فيسلم، وإن لم يسلم هو أسلمت ذريته التي تنشأ في بيئة إسلامية، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، فإن عددا لا يحصيهم إلا الله تعالى من الرقيق دخلوا في الإسلام ثم صاروا أو صار أبناؤهم وأحفادهم علماء وملوكا ومجاهدين يدافعون عن الإسلام وينصرونه، فسبحان مقلب القلوب، وسبحان من يخرج الحي من الميت، قال الشنقيطي:"ومن المعلوم أن كثيرا من أجلاء علماء المسلمين ومحدثيهم الكبار كانوا أرقاء مملوكين، أو أبناء أرقاء مملوكين، فهذا محمد بن سيرين كان أبوه سيرين عبدا لأنس بن مالك، وهذا مكحول كان عبدا لامرأة من هذيل فأعتقته، ومثل هذا أكثر من أن يحصى كما هو معلوم" [2]
وهذا الجيش الإنكشاري سيف الدولة العثمانية المسلط على أعداء الدين، كان أصله من سبي النصارى من الغلمان الذين أنشئوا على حب الإسلام والجهاد في سبيل الله سبحانه [3]،وقامت دولة المماليك في مصر والشام التي دفع الله بها كيد المغول والصليبيين، وكان أسلافهم من الرقيق والسبي. [4]
الأ توجد وسيلة لنا في العصر الحديث لنشر الإسلام والدعوة إلى الله إلا بالسبايا والعبيد الأرقاء.؟
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 03:13 ص]ـ
الأ توجد وسيلة لنا في العصر الحديث لنشر الإسلام والدعوة إلى الله إلا بالسبايا والعبيد الأرقاء.؟
هل سمعت أحداً يقول إن الدعوة تنحصر في هذه النقطة؟
هل كاتب الموضوع قال ذلك؟
طيب .. هل أخطأ حين قال:
كان استرقاق المسلمين الكفار من أعظم سبل الدعوة إلى الإسلام وإنقاذ الناس من الكفر، ذلك أن الكافر إذا أُسر وعاش بين ظهراني المسلمين ورأى حسن معاملتهم فإنه لا يلبث أن يقتنع بهذا الدين العظيم فيسلم، وإن لم يسلم هو أسلمت ذريته التي تنشأ في بيئة إسلامية،
*************************
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 03:33 ص]ـ
ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق؟
... سبيلا من سبل الاستعفاف والإعفاف
صار الزواج معضلة من معضلات العصر بين شباب المسلمين، لأن قسمة قضاء الوطر في عصرنا ثنائية: زواج أو زنا! وكانت قسمة أسلافنا ثلاثية: زواج أو زنا أو ... تسري! قال تعالى مبينا صفات المؤمنين: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)} (المؤمنون 5 - 6)،َوقال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} (النساء 25).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/47)
والكلفة في الحالتين: التسري بملك اليمين أو نكاح الأمة، أقل وأيسر من نكاح الحرة، فلعلك ترث أمة أو تُوهبها أو تدخر لتشتريها كما تدخر لشراء الثلاجة والسيارة! بخلاف الحرة التي لا يُتوصل إليها إلا بالوسائل العظيمة والأموال الجزيلة ثم تشترط عليك الشروط الكثيرة .. أما الأمة فأنت سيدها تأتمر بأمرك وتنتهي بنهيك ...
تخيل أيها القارئ الكريم أننا لا نزال ننعم بنعمة الرق، أليس في ذلك سبيل إحصان لجحافل العزاب في مجتمعاتنا؟ أليس نكون كُفينا آفات العزوبة من تهتك أخلاقي وأمراض نفسية، بل ... وعمليات انتحارية! لكن كان أمر الله قدرا مقدورا وما أصابنا فبما كسبت أيدينا.
ثم لعلك تقول:هاهي ذي فائدة الرق في إحصان الرجل، فما فائدته في إحصان المرأة؟
فأقول:هب أن المسلمين استعادوا قوتهم وغزوا أقواما من الكفار وسجنوا رجالهم أو قتلوهم، فما يُفعل بنسائهم من ينفق عليهن ... من يحميهن ... من يحصنهن ويعفهن؟ قال صاحب الظلال:"على أنه يحسن ألا ننسى أن هؤلاء الأسيرات المسترقات لهن مطالب فطرية لا بد أن يحسب حسابها في حياتهن ولا يمكن إغفالها في نظام واقعي يراعي فطرة الإنسان وواقعه، فإما أن تتم تلبية هذه المطالب عن طريق الزواج وإما أن تتم عن طريق تسري السيد ما دام نظام الاسترقاق قائماً كي لا ينشرن في المجتمع حالة من الانحلال الخلقي والفوضى الجنسية لا ضابط لها حين يلبين حاجتهن الفطرية عن طريق البغاء أو المخادنة كما كانت الحال في الجاهلية." [7]
تالله إن السبي رحمة للبشر -كفارا ومسلمين- لو كانوا يعلمون، فتأمل كيف تكون المرأة امرأة كافر محارب للإسلام، ثم يقتل زوجها في الحرب فتقع في سهم رجل من المسلمين، فيتسراها، فتصير من حريمه يصونها ويحصنها ويحفظها ويحرم ديننا -الذي ذم الدياثة- عليه أن يفرط في عرضها. قال الشيخ الطاهر ابن عاشور:" وألحق التسري بالنكاح في صحة النسب الناشئ عنه لأن السيد إذا اتخذ أمته سرية له حاطها من حراسته بأقوى مما يحوط به إماء الخدمة بدافع مركب من الجبلة والعادة، فإذا صارت أم ولد له صارت لها أحكام خاصة " [8]
يقول تعالى:
(ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم .. )
ويقول الشيخ محمد بن صالح المنجد:
الحل الإسلامي في مواجهة العنت لما كانت هذه القضية لها وطأتها في النفوس شرعت لها الحدود عند انتهاك حدود الله ومحارمه ...
هذا العنت جاءت الشريعة بأسباب في مواجهته، هذا العنت حتى من بداية البلوغ أحكام تتعلق بتسكين الشهوات، ماذا نقول في الوضوء وأثره، ماذا نقول في غسل (الاحتلام)، ماذا نقول في الصيام يا معشر الشباب: ((يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ] القدرة على النكاح بجميع ما تحمله الكلمة من معنى [فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ)). هذا هو الحل الجذري، الزواج، فإن لم يستطع، فالصيام ...
وإذا كان كل صاحب ضيق ومن قدر عليه رزقه سيرد، حصل في الأرض فتنة وفساد عريض، وإذا كان الرد للأسباب الواهية والأمور الدنيوية تافهة حصل فتنة في الأرض وفساد عظيم. النكاح لا يؤخر، قال العلماء:: يَجِبُ النِّكَاحُ لَوْ خَافَ الْعَنَتَ وَتَعَيَّنَ طَرِيقًا لِدَفْعِهِ مَعَ قُدْرَتِهِ ...
جاءت الشريعة بأكثر من هذا، جاءت بالعجب العجاب في هذا الباب، تعدد الزوجات، لا تكفيك واحدة، {انْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} (النساء: من الآية3). لا تكفيك حتى الأربعة؟ {مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (النساء: من الآية3). بلا عدد كل الحالات. الذي ليس له قدرة على التعدد واحدة إذا خشي الجور، ويزيد من ملك اليمين ما يريد، مما ملكت إيمانكم من فتياتكم المؤمنات، الذي عنده يسار وقدره ويريد المزيد من الحرائر إلى أربع، ومن الإماء بلا عدد ينتهي إليه، والأمة ليست مثل الحرة في حقوقها، بل وفي كلفتها، فأما في قضية التسري فإنه في كتاب الله تعالى مشروع واضح جلي، وهو مباح بالكتاب والسنة والإجماع إذا تمت شروطه، وقد تسرى إبراهيم الخليل -عليه والسلام- بهاجر، وكانت ماريا القبطية للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان لعمر بن الخطاب أولاد أمهات وكذلك لعلي بن أبي طالب ولكثير من الصحابة رضوان الله عنهم. إذا لم يستطع نكاح الحرة، ولم يجد أمة يتسرى يشتريها، يتسرى بها والتسري شراء ملك اليمين، واتخاذ الإماء، لا جناح عليكم إن تبتغوا من أموالكم من الحرائر أو من التسري وشراء ملك اليمين، فمن لم يستطع؟ نكاح الحرة ولا التسري، ولا يجد إلا أمة لكن لا طريق له إليها إلا بالزواج ماذا يفعل؟
. قال الله تعالى في هذه الآية التي لا يعرف كثير من الناس معناها، والواقع أيضاً لا يساعدهم على فهمها: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} يعني الحرائر. لم يستطع طولا: يني قدرة ومالاً وسعةً. فما هو الحل؟ لم يستطع نكاح الحرائر كأن لم يجد ما يعطيها من مهر أو لم ترضى به النساء الحرائر لعيب فيه، وعنده القدرة على نكاح الأمة، قال الله تعالى: {فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ}
والآن .. لا سرائر ولا ملك يمين ولا زواج مؤقت ...
والجرائم الجنسية تحقق أرقاماً قياسية في المجتمعات الإسلامية!
ما الحل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/48)
ـ[أبو معاوية غالب]ــــــــ[26 - 10 - 09, 08:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي سيد أحمد على هذا المقال النافع المتجرد من تأثير أفكار الكفار على أحكام الإسلام وأضيف إلى ما قلته هذه الفوائد:
* الرق مباح وليس بواجب ولا مستحب لذلك يجوز تركه بمعاهدة بين المسلمين والكفار كما هو الواقع الآن كما أجابني بذلك شيخنا الألباني رحمه الله.
• إنكار إباحة الرق كفر لأنه إنكار ما ثبت في النصوص على وجه القطع واليقين فمنكره مكذب لله ورسوله. فالرأي الذي رآه بعض المعاصرين أن الرق أصبح محرما هو كفر ولكن من المعلوم أن الكفر العام لا يلزم منه كفر المعين.
• الكفار المستشنعون للرق إما يهود أو نصاري ودينهم يبيح ذلك كما في الكتاب الذي يقدسونه وإما ملاحدة فهم مارسوا الرق في أشنع صوره من منع التدين بالأديان والقتل الجماعي وتدمير البلاد والهيمنة عليها بالسيف والنار.
وكذلك الكفار أدعياء الحرية في هذا الزمان في حين أنهم يستنشعون الرق الفردي فهم يسترقون الأمم استرقاقا جماعيا ينهبون خيراتهم ويتدخلون في شؤونهم ويفسدون أعراضهم وأديانهم.
أليس كون الكفار أرقاء في أيدي المسلمين خيرا لهم في الدنيا والآخرة من هذه الحياة التي يعيشونها مخدرات وجنون وأمراض نفسية وانتحار وجرائم وعصابات واغتصاب ... إلخ.
وفي الآخرة النار خالدين فيها أبدا
ثم إن الإسلام جفف منابع الرق فلم يجعل له سوى منبع واحد وهو الحروب.
والأسير من الرجال إما أن يقتل أو يؤسر أو يمن عليه بحسب المصلحة أما هم فيسجنونه ويعذبونه ويغتصبونه ويسيمونه ألوان الإهانة والعذاب ثم يزعمون أنهم أهل حضارة وحرية وحقوق كما فعلوا في سجن أبي غريب وجتنامو وغير ذلك.
وإما أن يكون الأسرى من النساء والأطفال وخير سبيل لهم هو الرق مع ما في تعاليم الإسلام من الأمر بالإحسان إلى الرقيق والإنفاق عليهم ومع ما في شريعة الإسلام من إباحة الوطء بملك اليمين الذي يتحقق منه العفة لكلا الطرفين وتكثير نسل المسلمين.
ثم حين ترك الكفار من قبل المسلمين لضعف المسلمين وذلتهم بسبب معاصيهم ماذا كانت النتيجة النتيجة هي الوضع الذي نعيشه فكف شر الكافر عن الإسلام وأهله إنما يتحقق بالجهاد في سبيل الله والرق والسبي وغنم الأموال.
وإلا فإن أهل الباطل لا يمكن أن يتركوا أهل الحق بدون مكر وكيد بهم وعمل لإفساد ما هم عليه من الدين والخلق والواقع أكبر شاهد.
ثم إن استرقاق الرجال في الحروب الإسلامية خير لهم ولنا من سجنهم
خير لنا لأنهم سيعملون حينئذ في المزارع والمصانع وغيرها فيكون في ذلك قوة للاقتصاد الإسلامي الذي يحمل دعوة الحق للعالم ويكون خيرا للكفار أنفسهم لأن حال الرقيق حين يكون طليقا ليس مسجونا مع حسن المعاملة يكون أحسن بكثير من سجنه أو تعذيبه كما يفعل الكفار بأسراهم.
كتبه أبو معاوية غالب المشرف على موقع روضة السلفيين
ـ[عبدالله عطوة]ــــــــ[26 - 10 - 09, 10:26 ص]ـ
طرح رائع بوركت ...
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[26 - 10 - 09, 12:43 م]ـ
كثير من الناس المحدَِثين (بفتح الدال وكسرها) ممن يكتبون عن أمهات المؤمنين تقريباً للناشئة (زعموا) يعدون ماريَةَ القبطية رضي الله عنها في أمهات المؤمنين، وهي سُرِّيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم مِلْكُ يَمينه!!.
أجهلاً أم تَجاهُلاً؟؟
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 01:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله تعالى خيرا على المشاركة والتعقيب.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[17 - 12 - 09, 06:03 م]ـ
جزاك الله خير، فقد أجدت وأفدت يكفينا قوله تعالى (أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين)، لو لم يكن من فوائد الرق إلا هذه لكفت، وأنعم بها وأكرم، ألا ترى أن غالبية الفساد إنما هو بسبب الفواحش نسأل الله السلامة،
وقد كنت قد قرأت قبل فترة ليست بالقصيرة مقالا لكاتب في صحيفة محررها خبيث وكاتبها (هذا) خبيث ومما قال في مقالة أن الرق ينافي ما جاء به الإسلام أو بنحو ذلك، وكأنه لم يقرأ قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، ونسي المسكين أن الإسلام جعل العتق أجره عظيم وبل ورتب عليه بإن من أعتق رقبة مؤمنة أن يعتق الله بكل عضوا منه عضوا من النار،
قال الإمام البخاري:
حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي غسان محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن علي بن حسين عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة
: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال (من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار حتى فرجه بفرجه) ......................... الله أكبر
ـ[أبو عمار السلفي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 03:12 م]ـ
حين أدرس في كتب الفقه عن العبيد والإماء
كان يراودني قول: لماذا نتعلمه وقت مضى زمن العبيد؟
ووالله ماعلمت إلا بعد تنبيه أن بهم عزة الإسلام
وأننا لما هُنَّا وضعفنا ذهب عنا هذا الصنف من العزة
لكن أصبحت أتشوق لمسائلهم وذلك من باب التفاؤل
فما يدرينا لعل التاريخ يعيد نفسه, وتعود العزة للمسلمين
ويكون هناك عبيد وإماء
مميز موضوعك أخي
يجعلنا فعلا نتحسر على ما وصل المسلمون إليه الآن ومافقدوا وماخسروا
عسى أن يكتب الله لنا النصر و العزة قريبا
شكر الله لك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/49)
ـ[أبو أنس المسلم]ــــــــ[19 - 12 - 09, 04:48 م]ـ
نعم الابتعاد عن الدين ضعف و هزيمة
و نظروا حرمنا الرق و استبدلاناه بالخادمات و حصل ما حصل من المنكرات و المشكلات تأتي مسلمة من بلادها
كاشفة و حاسرة لرأسها و ذراعيها أمام الرجال كأن الأحكام الشرعية لا تنطبق عليها
و الله المستعان
ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[10 - 02 - 10, 12:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
تنبيه: لقد تم نقل هذا الموضوع لمناقشته إلى منتديات ومواقع عديدة،من هذه المنتديات والمواقع من لا أرتضي منهجه ولا أوافق على طريقه، فليعلم أني ما وضعت هذا الموضوع إلا في ملتقى أهل الحديث و المجلس العلمي لموقع الألوكة، أما ما وجد في غيرهما من المنتديات والمواقع فهو منقول من أحدهما من غير علمي ولا موافقتي، ولا تلزمني تعليقات وتحليلات أي مناقش للموضوع ومعقب عليه.
والله تعالى الموفق.
ـ[أبو عائشة المغربي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 05:58 م]ـ
مقالك أخي الكريم أثار ضجة عند بني علمان، فقد كتب عبد الكريم الامراني أحد أساطين العلمانية ببلاد المغرب مقالا بجريدة (الصباح) المغربية بعنوان: يوجد بيننا من يتحسر على إلغاء الرق، وكذلك الكاتبة التونسية العلمانية رجاء بنسلامة، نشرت في موقع العلمانيين الإلكتروني (الأوان) مقالا بعنوان: (يعيش بيننا من يتحسّر على إلغاء الرّقّ)،هذا نصه:
ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرّقّ؟ " مقال نشر بـ"ملتقى أهل الحديث" منذ بضعة أشهر، ولقي قبولا واستحسانا. لم أصدّق عندما وصلني الرّابط وقرأت المقال، وظننته لأوّل وهلة محاكاة ساخرة لخطاب الإسلاميّين الأصوليّين الرّاديكاليّين، وظننت نفسي في حاجة إلى مزيد من القهوة حتّى أفيق من نومي. لكنّني عندما أعدت قراءته وجدته لا يحتمل هذا التّأويل. وازداد عجبي عندما وجدته منشورا في خمسة مواقع، وعندما قرأت تعليقات عليه من هذا القبيل: "فما يدرينا لعل التاريخ يعيد نفسه، وتعود العزة للمسلمين ويكون هناك عبيد وإماء. مميز موضوعك أخي."
انتقلت بسرعة فائقة من فرضيّة سخريّة المقال إلى التّسليم بسخرية الأقدار بنا. يعيش بيننا، ويتكلّم لغتنا، ويستعمل شبكة العنكبوت مثلنا، من ينبش في مزابل التّاريخ، ليخرج نفايات يعتبرها مقدّسة، مطلقا صيحات الظّفر: "حِكم الرق ومنافعه التي حرمناها في زماننا هذا". هل هي "أصوليّة عنصريّة"، تعتبر المسلمين جنسا متفوّقا يحقّ له استرقاق غير المسلمين؟ هل مضى عهد الأصوليّة "الحالمة" التي تعتبر الإسلام متنافرا مع الرّقّ، وتنسب إلى عمر بن الخطّاب قوله "متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا؟ ".
أدافع منذ مدّة عن فكرة مفادها أنّ الأصوليّة الدّينيّة والفتاوى التّي تحرّم أكثر ممّا تحلّ مبصومة بفوات الأوان وبانتهاء الصّلوحيّة، لأنّها تفضي إلى أوامر بعيدة عن الحياة ولا يحتملها الأحياء، إلاّ بعض الموسوسين ومن يحتاجون إلى نماذج قصوى وطقوس لا نهائيّة يغالبون بها قلقهم. لكن لم يخطر على بالي يوما أنّ فوات الأوان هذا يمكن أن يخرج إلى الأوان العبوديّة، فظيع العبوديّة القديمة. كيف يمكن الحنين إلى العبوديّة، في مطلع الألفيّة الثّالثة، وفي غمرة الاحتفال بالذّكرى السّتّين للإعلان العالميّ عن حقوق الإنسان؟ وفي عصر ندين فيه الأشكال الجديدة للرّق، وهي على أيّة حال أكثر التباسا من الرّقّ بأتمّ معنى الكلمة، ومن السّبي الذي يدافع عنه صاحب المقال، ويعتبره طريقا إلى نشر الإسلام؟
كنّا منذ فترة نطالب أو نحلم، بحميّة الشّبان والمطالبين بالحقّ وبـ"واجب الذّاكرة"، باعتذار من العرب، عبر جامعة دولهم، مثلا، عن دور أجدادهم التّاريخيّ في النّخاسة وفي تجارة الرّقيق العابرة للقارّات: في اختطاف البشر، واجتثاثهم من أسرهم وقراهم، وإبعادهم عن أوطانهم، وتقييدهم، وإخضاعهم للسّخرة، وتحويلهم إلى آلات حيّة، ونفي بشريّتهم وكرامتهم…
صاحب المقال، هل يعرف حقّا ما هو الرّقّ وكيف يتمّ الاسترقاق، وكيف يتمّ "إنتاج" العبيد؟ هل رأى صورا عن "بيت العبيد" بجزيرة غورية السّنيغالية، وهل رأى ما خطّته أكفّ العبيد المرحّلين على جدران ذلك البيت ("لا تبك يا بنيّ! ")، وهل رأى تلك الأصفاد الحديديّة التي تنوء بحملها الجبال، وهل رأى بوّابة الرّحيل بلا عودة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/50)
ولنأخذ سجلّ الأمومة، الحبيب لدى الأصوليّين عادة، في كرههم للأنوثة وتغليبهم الأمومة عليها: هل فكّر صاحب المقال في دموع الأمّهات وصيحات الأطفال الذين فرّقت بينهم وبين أمّهاتهم أيدي النّخّاسين؟ أين الرّحمة في ديانة تسمّي الإله "رحمانا رحيما"، وتحضّ على "صلة الرّحم"؟
هل هناك "أبعد من هذا الحضيض"؟ وأيّ أدوات معرفيّة تصلح لتحليل هذا الحضيض؟
http://www.alawan.org/%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%B4-%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%86%D8%A7-%D9%85%D9%86.html
ـ[إبراهيم محمد عبد الله الحسني]ــــــــ[28 - 04 - 10, 06:23 م]ـ
مقالك أخي الكريم أثار ضجة عند بني علمان، فقد كتب عبد الكريم الامراني أحد أساطين العلمانية ببلاد المغرب مقالا بجريدة (الصباح) المغربية بعنوان: يوجد بيننا من يتحسر على إلغاء الرق، وكذلك الكاتبة التونسية العلمانية رجاء بنسلامة، نشرت في موقع العلمانيين الإلكتروني (الأوان) مقالا بعنوان: (يعيش بيننا من يتحسّر على إلغاء الرّقّ)،هذا نصه:
كنّا منذ فترة نطالب أو نحلم، بحميّة الشّبان والمطالبين بالحقّ وبـ"واجب الذّاكرة"، باعتذار من العرب، عبر جامعة دولهم، مثلا، عن دور أجدادهم التّاريخيّ في النّخاسة وفي تجارة الرّقيق العابرة للقارّات: في اختطاف البشر، واجتثاثهم من أسرهم وقراهم، وإبعادهم عن أوطانهم، وتقييدهم، وإخضاعهم للسّخرة، وتحويلهم إلى آلات حيّة، ونفي بشريّتهم وكرامتهم…
http://www.alawan.org/%D9%8A%D8%B9%D9%8A%D8%B4-%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%86%D8%A7-%D9%85%D9%86.html
على كل أمثال هؤلاء لا ينتظر منهم إلا أسوأ من هذا الفهم واجترار ما تلوكه الأسنان المنتنة بالخمور.
ولكن لا بأس:
لماذا لم تكونوا تطالبون أو تحلمون باعتذار من أسيادكم عن الرق والعبودية التي ما رسوها ليس بسبب دعوة إلى دين أو رغبة في تكافل اجتماعي أو نزعة إلى هداية البشر وإنما بغرض سرقة أقوات الأرقاء، ولم تكن السنغال وحدها الضحية؛ بل عامة إفريقيا وآسيا وأجزاء من أوربا والأمريكيتين ..
ألم يسجل التاريخ عن معبوديكم إبادة شعوب كاملة وتقتيل كثير من الشعوب الأخرى واسترقاقها فلماذا لا ترون اعوجاج رقبتكم .. ؟
أنسيتم أن "الازدهار" الغربي إنما قام على استرقاقكم ولا زال مستمرا إلى الآن؛ فمن لم يستعبدوه جسديا استرقوا وسرقوا عقله وفكره وجعلوه آلة جامدة تسبح وتمجد من يضربها ويكسرها على مثل "فاستخف قومه فأطاعوه"
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[28 - 04 - 10, 10:07 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم سيدي أحمد على هذا الموضوع الطيب
و نحن خسرنا أشياء كثيرة بترك الجهاد في سبيل الله تعالى ليس أهمها الرق وإنما الأهم من ذلك هو تحصيل فضل الشهادة في سبيل الله و نصرة دين الله تعالى و نصرة المسلمين المستضعفين في الأرض و خسرنا الدعوة إلى الله تعالى و إسقاط أنظمة الكفر التي تسلطت على بلاد المسلمين و تحرير بلاد المسلمين و نفوسهم من الذل الذي كاد أن يطبق علينا من كل صوب ...
أما الرق فهو نظام قديم سابق للإسلام ولكن الإسلام جعل له شروطا و ضوابط والرق في صورته التي عشناها في ديارنا والله صورة طيبة مشرفة و الحمدلله ...
و أنا أتكلم عن عائلتنا مثلا فقد كان لدينا أرقاء من الرجال و النساء ما زال بعضهم على قيد الحياة وتربطهم بنا علاقة ممتازة و احترام وتقدير منهم لنا إلى اليوم و نحن كذلك نبادلهم هذا الأمر بل إنه إذا توفى أحد منهم نذهب مع أهله للمقبرة و نقف مع أهل المتوفى ونصطف مع الناس لتلقي العزاء عن هذا الميت و كأنه من أهلنا القريبين و قد قرأت لجدي رحمه الله وصية رائعة يوصي بها بوصائفه فلانة وفلانة وفلانة بمبالغ مالية و أنهم أحرار لوجه الله بعد موته ...
تعامل الغرب مع العبيد يختلف عن تعاملنا معهم فنحن على سبيل المثال كان ولي عهد الكويت مثلا الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح أسود اللون لأن أمه عبده سوداء و كذلك ولي عهد العهد الكويتي الحالي نفس الشيء أمه عبدة سوداء و هو كذلك أسمر اللون كثيرا
وأنا عندي أقارب من كبار عائلتنا و أمهم جارية من جورجيا تم شراءها قبل ثمانين سنة من تركيا و انتقلت و هي صغيرة إلى العراق ثم إلى الكويت و قد كانت آية في الجمال و التدين و الالتزام بفرائض الدين رحمها الله تعالى وقد نعمت هي بثروة أبنائها ورعايتهم ومن أبنائها وزراء و تجار و وجهاء ...
هذا الأمر لا يوجد عند الغرب بل ولا يعرفونها ...
بل هل علم الغرب و العلمانيون أن الأرقاء حكمونا قرونا طويلة وصاروا هم سادتنا في عهد المماليك الذين نصروا الإسلام و حموا بيضته في وقت كان المسلمون أحوج ما يكون لجنود أبطال يدافعون عن الدين و أهله
((أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا))
هذه عبارة قالها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب العدوي القرشي رضي الله عنها ويقصد بسيدنا بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه ...
هذا هو الإسلام و هذا هو مفهوم الرق فيه
شكرا لك أخي الكريم و جزاك الله خيرا على هذا الطرح الذي يليق بعزة المسلم(118/51)
جَواز تقبيل المصحَفِ ومشروعيّتِه ...
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:05 م]ـ
قال ابن كثير: عكرمة بن أبي جهل عمروا بن هشام بن المغيرة لاقرشي المخزومي .. من سادات الجاهلية كأبيه أسلم عام الفتح .. بعد ما فر ثم رجع إلى الحق .. استعمله الصديق على عمان حين ارتدوا ..
ويقال: إنه لا يعرف له ذنب بعد ما أسلم .. وكان يقبّل المصحف َ ويبكي .. ويقول: كلام ربي كلام ربي ... واحتج به الإمام أحمد َ على جواز تقبيل المصحف ومشروعيته .. إلخ بتصرف ..
البداية والنهاية _ دار الفكر _ الجزء الخامس _ ص 102
ننظر تعليقاتكم ومشاركاتكم ...
أخوكم: أبو الهمام البرقاوي
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:39 م]ـ
بارك الله فيك أبا الهمام
إلا أني أذكر أن شيخنا الحبيب أبا إسحاق الحويني شفاه الله وعافاه قال عن إسناد هذا الأثر "ما أحسنه من إسناد لولا أنه منقطع" أو كلاما نحوه، فقد أخرج هذا الأثر الطبراني في الكبير عن ابن أبي مليكة قال كان عكرمة ابن أبي جهل ... الحديث ... وعبد الله ابن أبي مليكة لم يدرك عكرمة رضي الله عنه فقد قتل عكرمة يوم اليرموك سنة 15 في خلافة عمر رضي الله عنه وتوفي ابن أبي مليكة سنة 117 وكان من أبناء الثمانين كما قال الحافظ الذهبي في السير.
والله تعالى أعلم
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:44 م]ـ
عن ابن أبي مليكة قال كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويبكي ويقول كتاب ربي وكلام ربي وفي لفظ كلام ربي كلام ربي) 000
قلت: أخرج هذا الأثر كلا من عبدالله بن المبارك في كتاب الجهاد (89) دار المطبوعات الحد يثة وعبدالله بن الإمام أحمد في السنة (1 - 140) دار بن القيم والحاكم في مستدركه (3 - 217) والطبراني في معجمه الكبير (17 - 371) والخطيب البغدادي في تايخ بغداد (10 - 320) من طرق كلهم عن حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال فذكره0000
قلت وهذا إسناد ضعيف وعلته الإنقطاع حيث إن بن أبي مليكة لم يدرك عكرمة ذالكم أن بن أبي مليكة توفي سنة 117من الهجرة وعكرمة سنة 15للهجرة فيبعد أن يكون أدركه بل أن الترمذي قال لم يدرك ابن أبي مليكة طلحة بن عبيد الله مع أن طلحة بن عبيد الله توفي سنة 36من الهجرة فكيف يكون بن أبي مليكة قد أدرك عكرمة وقد قال أبو زرعة بن أبي مليكة عن عمر وعثمان مرسلا (ذكر ذلك صاحب جامع التحصيل في ترجمة ابن أبي مليكة) فكيف يظن بعد ذلك الإتصال0
وعليه فلما كان الحكم الشرعي كالإستحباب لايبنى على حديث أوأثر ضعيف كما قرر شيخ الإسلام في الفتاوىلأن الحديث الضعيف ظن مرجوح واحسن أحواله الشك والشك ليس بعلم كما هو مفهوم كلام بن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم وفضله قال تعالى: (وإن الظن لايغني من الحق شيئا) فيكون تقبيل المصحف بدعة محدثة يينبغي تركها والتحذير منها فقد تفشت في أوساط العامة من أهل هذا الزمان فهوتشريع لم يأذن به الله بل أن ذلك ضرب من قلة تعظيمه وتوقيره فإن توقيره لايكون إلا بإتباع ماأنزل الله فيه ومن ذلك قوله تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله) فلم يأذن الله بتقبيله ولوكان تقبيله من توقيره لما أهمل أصحاب النبي ذلك ولوكان خيرا لسبقونا إليه ولأمرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولدلناعلى ذلك وقد أخرج الشافعي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قالماتركت من خير يقربكم من الله ويباعدكم عن النار إلا دللتكم عليه) أوكما قال
ولقد جاءفي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله وقال إني أعلم أنك حجر لاتضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ماقبلتك فيمكن أن يخرج على ذلك مذهب لعمر بعدم جواز تقبيل المصحف لأنه امتنع عن تقبيل التعبد فيما لم يثبت أن النبي قبله فقبل الحجر فقط ولم يقبل غيره ولو قبل المصحف لنقل عنه رضي الله عنه فلو إدعا المقبل له أنه قبله عادة ماقبل منه لأن القرينة تدل على التعبد ولاشك والدين لايهتدىإليه بالعقل يقول علي بن أبي طالب لو كان الدين بالرأي لكان المسح على باطن الخف أولى من ظاهره فهؤلاء عظموا القرآن بعقولهم وأهوأهم ولم يعقلوا أن خير من فهم الطريق لتعظيمه هم السلف رحمهم الله
كتبه شيخنا الفاضل ماهر بن ظافر القحطاني سلمه الله
منقول من مشاركة الاخ ابو حمزه المقدادي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/52)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=190736
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:53 م]ـ
جزَاكُما الله خيرا ً أخواي َ التونسي والقرون ...
بارك الله فيكما .. فائدة طيبة ..
محبكما: أبو الهمام
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:53 م]ـ
بارك الله فيكم و احسن اليكم ...
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[25 - 10 - 09, 05:51 م]ـ
الاصل في العبادات الحظر الابدليل كما هو معلوم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصحيح في مسألة تقبيل المصحف هو الجواز والإستحباب وذلك لما فيه من تعظيم للقران وكلام الله المكتوب بين الدفتين، والأثار التي سلف ذكرها يستأنس بها في ذلك، لكنها ليست أصلاً في المسألة حتى ينتفي الحكم بضعفها أو عدم صحتها.
لذا نقول لمن إحتج بأن القول بإستحباب فعل لايبنى على حديث أو أثر ضعيف، هو قول صحيح لكن ليس على إطلاقه وليس له مكان في هذه المسألة. فالإستحباب أعتمد هنا من أصل وطريق عام صحيح، والأثار أستأنس بها فقط. كما لا يخفى اسحباب أهل العلم للكثير من الأفعال التي لم تثبت بحديث أو أثر صحيح، كالخرور على القدمين قبل اليدين، فتأمل وتمعن بكلام أهل العلم من المتقدمين وأئمة المتأخرين.
أما حجة أنّ الفعل مما لم يرد عن السلف فهذا ليس بدليل يرد فيه فعل، لكنه أصل في استحباب التورع، فتنبه. وقولنا بالجواز لا يعني بالضرورة مشروعية الفعل، لوجود فرق بائن بين القول بالجواز أو الإستحباب وبين القول بالمشروعية، لذا قلنا بجواز وإستحباب الفعل فقط، ولم نقل بالمشروعية وإن أحتمل مجازاً لوجود أصل عام يرد الفعل اليه.
ولا يستحب التنطع في مثل هذه الأمور، فليس فيه ما يخالف أصلاً ولا نصاً، والفعل بحد ذاته حسن يحمد فاعله، فأرجو أن لا نكون سبباً في محي تعظيم الشعائر من قلوب العامة بحجة الدليل!!
------------------------------------------------------------------------------------------------------
حكم تقبيل المصحف
السؤال: ما حكم تقبيل المصحف بعد سقوطه من مكان مرتفع؟.
الجواب:
الحمد لله
لا نعلم دليلاً على مشروعية تقبيله، ولكن لو قبله الإنسان فلا بأس لأنه يروى عن عكرمة بن أبي جهل الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه أنه كان يقبل المصحف ويقول: هذا كلام ربي، وبكل حال التقبيل لا حرج فيه ولكن ليس بمشروع وليس هناك دليل على شرعيته، ولكن لو قبله الإنسان تعظيماً واحتراماً عند سقوطه من يده أو من مكان مرتفع فلا حرج في ذلك ولا بأس إن شاء الله.
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله. م/9 ص/289.
المصدر: http://www.islam-qa.com/ar/ref/9320
والله أعلم وأعلى وأحكم
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:37 م]ـ
فتوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله من فتاوى مجلة الدعوة العدد:1643
هل يجوز تقبيل القران؟
الجواب: لا حرج في ذلك لكن تركه أفضل لعدم الدليل، وان قبله فلا بأس. وقد روي عن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنة أنه كان يقبله ويقول. هذا كلام ربي "، لكن هذا لا يحفظ عن غيره من الصحابة ولا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي روايته نظر، لكن لو قبله من باب التعظيم والمحبة لا بأس، ولكن ترك ذلك أولى.
--------------------------------------------------------------------------------
مسألة تقبيل المصحف أجابت اللجنة الدائمة للإفتاء عن سؤال وُجّه إليها حول الموضوع بالفتوى التالية: لا نعلم لتقبيل الرجل القرآن أصلا. وفي جواب آخر: لا نعلم دليلا على مشروعية تقبيل القرآن الكريم وهو أنزل لتلاوته وتدبره وتعظيمه والعمل به. فتاوى اللجنة الدائمة (رقم4172).
--------------------------------------------------------------------------------
وجاء في الآداب الشرعية (2/ 273 ط. الرسالة) لابن مفلح ما نصه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/53)
وعنه (أي جاء عن الإمام أحمد) التوقف فيه (أي في تقبيل المصحف) وفي جَعْلِه على عينيه. قال القاضي في الجامع الكبير: إنما توقف عن ذلك وإن كان فيه رفعة وإكرام لأن ما طريقه القُرَب إذا لم يكن للقياس فيه مدخل لا يُستحب فعله وإن كان فيه تعظيم إلا بتوقيف ألا ترى أن عمر لما رأى الحجر قال: لا تضر ولا تنفع ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّلك ما قبَّلتُك.ا. هـ. رواه البخاري (1597) ومسلم (1270).
--------------------------------------------------------------------------------
ما حكم تقبيل المصحف؟ للعلامة الألباني رحمه الله
سؤال8: ما حكم تقبيل المصحف؟
الجواب: هذا مما يدخل – في اعتقادنا – في عموم الأحاديث التي منها (إياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة) (1) , وفي حديث آخر (كل ضلالة في النار) (2) , فكثير من الناس لهم موقف خاص من مثل هذه الجزئية , يقولون: وماذا في ذلك؟! ما هو إلا إظهار تبجيل وتعظيم القران , ونحن نقول صدقتم ليس فيه إلا تبجيل وتعظيم القران الكريم! ولكن تُرى هل هذا التبجيل والتعظيم كان خافياً على الجيل الأول -وهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم- وكذلك أتباعهم وكذلك أتباع التابعين من بعدهم؟ لا شك أن الجواب سيكون كمال قال علماء السلف: لو كان خيراُ لسبقونا إليه.
هذا شيء , والشيء الآخر: هل الأصل في تقبيل شيء ما الجواز أم الأصل المنع؟
هنا لا بد من إيراد الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحهما ليتذكر من شاء أن يتذكر , ويعرف بُعد المسلمين اليوم عن سلفهم الصالح , وعن فقههم , وعن معالجتهم للأمور التي قد تحدث لهم.
ذاك الحديث هو: عن عباس بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُقبل الحجر (يعني: الأسود) ويقول (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع , فلولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبلك ما قبلتُك) (3) , وما معنى هذا الكلام من هذا الفاروق: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبلك ما قبلتك؟!.
إذاً , لماذا قبل عمرُ الحجر الأسود , وهو كما جاء في الحديث الصحيح (الحجر الأسود من الجنة) (4)؟! فهل قبله بفلسفة صادرة منه , ليقول كما قال القائل بالنسبة لمسألة السائل: إن هذا كلام الله ونحن نقبله؟! هل يقول عمر: هذا حجر أثر من آثار الجنة التي وُعد المتقون فأنا أُقبله , ولست بحاجة إلى نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبين لي مشروعية تقبيله؟! أم يعاملُ هذه المسألة الجزئية كما يريد أن يقول بعض الناس اليوم بالمنطق الذي نحن ندعو إليه , ونسميه بالمنطق السلفي , وهو الإخلاص في اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام , ومن استن بسنته إلى يوم القيامة؟ هكذا كان موقف عمر , فيقول: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبلك لما قبلتك.
إذاُ الأصل في هذا التقبيل أن نجري فيه على سنة ماضية , لا أن نحكم على الأمور – كما أشرنا آنفا – فنقول: هذا حسن , وماذا في ذلك؟! اذكروا معي موقف زيد بن ثابت كيف تجاه عرض أبي بكر وعمر عليه] في [(5) جمع القران لحفظ القران من الضياع , لقد قال: كيف تفعلون شيئاً ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فليس عند المسلمين اليوم هذا الفقه في الدين إطلاقاً.
إذا قيل للمقبل للمصحف: كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! واجهك بأجوبة غريبة عجيبة جداً , منها: يا أخي! وماذا في ذلك؟! هذا فيه تعظيم للقران! فقل له: يا أخي! هذا الكلامُ يعاد عليك: وهل الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يُعظم القران؟ لا شك أنه كان يعظم القران , ومع ذلك لم يُقبله , أو يقولون: أنت تنكر علينا تقبيل المصحف! و ها أنت تركب السيارة , وتسافر بالطيارة وهذه أشياء من البدعة؟! يأتي الرد على ما سمعتم أن البدعة التي هي ضلالة , إنما ما كان منها في الدين.
أما في الدنيا , فكما ألمحنا آنفا أنه قد تكون جائزة , وقد تكون محرمة إلى آخره , وهذا الشيء معروف , ولا يحتاج إلى مثال.
فالرجل يركب الطيارة ليسافر إلى بيت الله الحرام للحج , لا شك أنه جائز , والرجل الذي يركب الطيارة ليسافر إلى بلاد الغرب ويحُج إليه , لا شك أن هذه معصية , وهكذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/54)
أما الأمور التعبدية التي سئُل عنها السائل: لماذا تفعل] هذا [(6)؟ قال التقرب إلى الله!
فأقول: لا سبيل إلى التقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بما شرع الله , ولكني أريد أن أُذكر بشيء وهو – في اعتقادي – مهم جدا لتأسيس ودعم هذه القاعدة (كل بدعة ضلالة) , لا مجال لاستحسان عقلي بتاتاً.
يقول بعض السلف: ما أُحدثت بدعة إلا و أُميتت سنةٌ.
وأنا ألمس هذه الحقيقة لمس اليد بسبب تتبعي للمحدثات من الأمور , وكيف أنها تخالف ما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام في كثير من الأحيان.
وأهل العلم والفضل حقاً إذا أخذ أحدهم المصحف ليقرأ فيه , لا تراهم يُقبلونه , وإنما يعملون بما فيه , وأما الناس – الذين ليس بلعواطفهم ضوابط – فيقولون: وماذا في ذلك؟! ولا يعلمون بما فيه! فنقول: ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة.
ومثل هذه البدعة بدعة أخرى: نرى الناس – حتى الفُساق منهم الذين لا زال في قلوبهم بقية إيمان- إذا سمعوا المؤذن قاموا قياماً! وإذا سألتهم: ما هذا القيام؟! يقولون: تعظيما لله عزوجل! ولا يذهبون إلى المسجد , يظلون يلعبون بالنرد والشطرنج ونحو ذلك , ولكنهم يعتقدون أنهم يعظمون ربنا بهذا القيام! من أين جاء هذا القيام؟! جاء طبعاً من حديث موضوع لا أصل له وهو (إذا سمعتم الأذان فقوموا) (7).
هذا الحديث له أصل , لكنه حُرف من بعض الضعفاء أو الكذابين , فقال (قوموا) بدل (قولوا) واختصر الحديث الصحيح (إذا سمعتم الأذان , فقولوا مثل ما يقول , ثم صلوا علي .. ) (8) الخ الحديث , فانظروا كيف أن الشيطان يُزين للإنسان بدعة] بدعته [(9) , ويقنعه في نفسه بأنه مؤمن يُعظم شعائر الله , والدليل أنه إذا أخذ المصحف يُقبله , وإذا سمع الأذان يقوم له؟!
لكن هل هو يعمل بالقران؟ لا يعمل بالقران! مثلاً قد يُصلي , لكن هل لا يأكل الحرام؟ هل لا يأكل الربا؟ هل لا يُطعم الربا؟ هل لا يُشيع بين الناس الوسائل التي يزدادون بها معصية لله؟ هل؟ هل؟ أسئلة لا نهاية لها , لذلك نحن نقف فيما شرع الله لنا من طاعات وعبادات , ولا نزيد عليها حرفاً واحداً , لأنه كما قال عليه الصلاة والسلام (ما تركت شيئاً مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به) (10) , وهذا الشيء الذي أنت تعمله , هل تتقرب به إلى الله؟ وإذا كان الجواب: نعم. فهات النص عن الرسول عليه الصلاة والسلام. الجواب: ليس هناك نص. إذا هذه بدعة , ولكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
ولا يُشْكلن على أحد فيقول: إن هذه المسألة بهذه الدرجة من البساطة , مع ذلك فهي ضلالة وصاحبها في النار؟!
أجاب عن هذه القضية الإمام الشاطبي بقوله (كل بدعة مهما كانت صغيرة فهي ضلالة).
ولا يُنظر في هذا الحكم – على أنها ضلالة – إلى ذات البدعة , وإنما يُنظر في هذا الحكم إلى المكان الذي وضعت فيه هذه البدعة , ما هو هذا المكان؟ إن هذا المكان هو شريعةُ الإسلام التي تمتْ وكملتْ , فلا مجال لأحد للاستدراك ببدعة صغيرة أو كبيرة , من هنا تأتي ضلالةُ البدعة , لا لمجرد إحداثه إياها , وإنما لأنه يعطي معنى للاستدراك على ربنا تبارك وتعالى وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم.
منقول: من كتاب كيف يجيب علينا أن نفسر القرآن
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:46 م]ـ
قول الشيخ الألباني - رحمه الله وغفر له - في مسألة تقبيل القران ضعيف، ولا يأتي الان من ينافح وكأننا انتقصنا من قدر الشيخ، ولكن كلام كبار أهل العلم من السف والخلف أولى وأقوى، وليس الشيخ بمعصوم وهو قال بما رأى فهو مأجور بإذن الله.
وينظر الرابط التالي في المسألة وفيه الردود أو التعقيبات على ما قاله الشيخ، ولا تلقي بالاً لمن تعصب للشيخ، فالمسألة في حكم فقهي لا شخصية كما يأخذها البعض:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22263
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 08:49 م]ـ
أحسنت أخي أيمن. وبهذا يقول الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمة الله عليه ـ
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:48 م]ـ
الإخوة والمشايخ الفضلاء الكرماء ...
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وزادكم علما على علما
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[26 - 10 - 09, 11:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/55)
الصحيح في مسألة تقبيل المصحف هو الجواز والإستحباب وذلك لما فيه من تعظيم للقران وكلام الله المكتوب بين الدفتين، والأثار التي سلف ذكرها يستأنس بها في ذلك، لكنها ليست أصلاً في المسألة حتى ينتفي الحكم بضعفها أو عدم صحتها.
لذا نقول لمن إحتج بأن القول بإستحباب فعل لايبنى على حديث أو أثر ضعيف، هو قول صحيح لكن ليس على إطلاقه وليس له مكان في هذه المسألة. فالإستحباب أعتمد هنا من أصل وطريق عام صحيح، والأثار أستأنس بها فقط. كما لا يخفى اسحباب أهل العلم للكثير من الأفعال التي لم تثبت بحديث أو أثر صحيح، كالخرور على القدمين قبل اليدين، فتأمل وتمعن بكلام أهل العلم من المتقدمين وأئمة المتأخرين.
أما حجة أنّ الفعل مما لم يرد عن السلف فهذا ليس بدليل يرد فيه فعل، لكنه أصل في استحباب التورع، فتنبه. وقولنا بالجواز لا يعني بالضرورة مشروعية الفعل، لوجود فرق بائن بين القول بالجواز أو الإستحباب وبين القول بالمشروعية، لذا قلنا بجواز وإستحباب الفعل فقط، ولم نقل بالمشروعية وإن أحتمل مجازاً لوجود أصل عام يرد الفعل اليه.
ولا يستحب التنطع في مثل هذه الأمور، فليس فيه ما يخالف أصلاً ولا نصاً، والفعل بحد ذاته حسن يحمد فاعله، فأرجو أن لا نكون سبباً في محي تعظيم الشعائر من قلوب العامة بحجة الدليل!!
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أيمن بن خالد وفقني الله وإياك لكل خير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يوجد في كلامك تناقضات وأخطأ غريبة، ولعل في بعضها سبق (لوحة المفاتيح)، ولكن في البعض الأخر لا يمكن حمله على ذلك فلذا أردت بيانها نصحاً لأخي المسلم وقد وضعت قولك بين قوسين ():
قلت في مشاركتك: (الصحيح في مسألةتقبيلالمصحفهو الجواز والاستحباب).
أخي أيمن حفظك الله: الجواز والاستحباب حكمان مختلفان فكيف تقول (الصحيح .... هو الجواز والاستحباب) وأما قول بعض العلماء في حكم من الأحكام {هذا جائز} ويقصدون به الاستحباب فهذا سائغ إن كان في مقابل من قال بالوجوب مثلاً والأولى استخدام كل لفظ في مكانه.
وأما قولك في تعليل الاستحباب (وذلك لما فيه من تعظيمللقران وكلام الله المكتوب بين الدفتين، والآثار التي سلف ذكرها يستأنس بها في ذلك، لكنها ليست أصلاً في المسألة حتى ينتفي الحكم بضعفها أو عدم صحتها لذا نقوللمن إحتج بأن القول بإستحباب فعل لايبنى على حديث أو أثر ضعيف، هو قول صحيح لكن ليسعلى إطلاقه وليس له مكان في هذه المسألة. فالإستحباب أعتمد هنا من أصل وطريق عامصحيح، والأثار أستأنس بها فقط. كما لا يخفى اسحباب أهل العلم للكثير من الأفعالالتي لم تثبت بحديث أو أثر صحيح،.)
لو صح كلامك السابق لكان القول الصحيح في المولد النبوي هو استحباب إقامته لما فيه من تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى عليك أن المولد من البدع
فإن قلت: المولد لم يثبت عن السلف من الصحابة والتابعين.
فأقول: كذلك تقبيل المصحف
وأما قولك (لذا نقوللمن إحتج بأن القول بإستحباب فعل لايبنى على حديث أو أثر ضعيف، هو قول صحيح لكن ليسعلى إطلاقه وليس له مكان في هذه المسألة.) أرجو أن تبين لي مكان استخدامها وفقك الله؟
أما تمثيلك بقولك (كالخرور على القدمين قبل اليدين) إن كنت تقصد الخرور في الصلاة للسجود فالصواب أن تقول {الخرور على الركبتين قبل اليدين} فإن كنت تقصد ذلك فهو تمثيل خاطئ لأن من قالوا به استدلوا بأحاديث يرونها ثابتة ثم أضافوا عليها أموراً عقلية بعد الاستدلال بالحديث ولم يقتصرا على العقل في ذلك وهذا سائغ فتنبه حفظك الله.
ثم قلت (وقولنا بالجواز لا يعني بالضرورة مشروعية الفعل، لوجود فرق بائن بين القول بالجوازأو الإستحباب وبين القول بالمشروعية، لذا قلنا بجواز وإستحباب الفعل فقط، ولم نقلبالمشروعية وإن أحتمل مجازاً لوجود أصل عام يرد الفعل اليه)
أخي أيمن: هذا خلط في المصطلحات الأصولية:
إذا قال أحد العلماء {هذا الفعل مشروع}: فهو إما يعني الاستحباب أو الوجوب أو فرضيته على الكفاية.
وإذا قال {لا يشرع} فيحتمل التحريم أو الكراهة أو البدعة
فلو اقتصرت في كلامك على قولك (وقولنا بالجواز لا يعني بالضرورة مشروعية الفعل) لكان كلاماً مقبولاً من الناحية الأصولية أما أن تقول (لذا قلنا بجواز وإستحباب الفعل فقط، ولم نقلبالمشروعية .. ) أقول: إن قلت بالاستحباب فقد قلت بالمشروعية.
وبعض العلماء قد يقول في أمر ما (يشرع لك فعله) أي يجوز لك فعله. ولكن حتى على هذا يكون كلامك متناقض لجمعك بين الجواز والاستحباب في مقابل المشروعية
وكلام الإمام ابن باز رحمه الله ليس فيه شيء من هذا الخلط. وليس مثلي يحكم على كلامه ولكن لكي لا يفهم كلامي على غير وجهه.
ثم قلت (ولا يستحب التنطع في مثل هذه الأمور، فليس فيه ما يخالف أصلاً ولا نصاً، والفعل بحد ذاته حسنيحمد فاعله، فأرجو أن لا نكون سبباً في محي تعظيم الشعائر من قلوب العامة بحجةالدليل!!)
أقول: التنطع مذموم في جميع الأمور وقولك (لا يستحب التنطع) تعبير غير دقيق لأن غير المستحب قد يكون جائزاً والتنطع ليس بجائز فتنبه.
وهذا المسألة لا ينبغي أن تكون مدخلاً للعداوة والبغضاء بين طلبة العلم ولكن لا مانع من بحثها.
وقولك (والفعل بحد ذاته حسن ... ) فهذا لا يكفي للتشريع وإلا لقلنا بجواز تقبيل المساجد لما فيها من تعظيم الله وتقبيل جميع أركان الكعبة وتقبيل ... وتقبيل ................................... إلخ.
فالخلاصة: أن حكم تقبيل المصحف إن ثبت فيه أثر فهو مشروع وإن لم يثبت فليس بمشروع وقياس المصحف على غيره لا يصح للتوقيف في العبادات والذي يظهر عدم ثبوت شيء فيه.
وخير الهدي هدي من سلف وهم أحرص منا على الخير و على تعظيم حرمات الله، ودين الله لا يحتاج إلى تكميل.
رزقني الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح وجعلنا من
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ
كتبه: محبك في الله: أبو عزام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/56)
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[27 - 10 - 09, 09:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أيمن بن خالد وفقني الله وإياك لكل خير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: [
شيخنا الكريم أبو عزام بن يوسف وفقه الله،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يوجد في كلامك تناقضات وأخطأ غريبة، ولعل في بعضها سبق (لوحة المفاتيح)، ولكن في البعض الأخر لا يمكن حمله على ذلك فلذا أردت بيانها نصحاً لأخي المسلم وقد وضعت قولك بين قوسين ():لا بأس، شكر الله لك تصحيح ما وقع عندنا من أخطاء.
قلت في مشاركتك: (الصحيح في مسألة تقبيل المصحف هو الجواز والاستحباب).
أخي أيمن حفظك الله: الجواز والاستحباب حكمان مختلفان فكيف تقول (الصحيح .... هو الجواز والاستحباب) وأما قول بعض العلماء في حكم من الأحكام {هذا جائز} ويقصدون به الاستحباب فهذا سائغ إن كان في مقابل من قال بالوجوب مثلاً والأولى استخدام كل لفظ في مكانه. أما جمعنا بين "الجواز والإستحباب" في حكم مسألة واحدة فكان لسبب ظاهر، إن تأملت أو رجعت لما سبق من مشاركات.
فالجمع كان في محل الرد على حكمين مختلفين ذكرهما ونقلهما الأخوة الأفاضل، فمنهم من نقل عدم الجواز ومنهم من نقل الكراهة والبدعية. وعليه تعلم أننا ما قصدنا الأمر على ما ظهر لك.
وأما قولك في تعليل الاستحباب (وذلك لما فيه من تعظيمللقران وكلام الله المكتوب بين الدفتين، والآثار التي سلف ذكرها يستأنس بها في ذلك، لكنها ليست أصلاً في المسألة حتى ينتفي الحكم بضعفها أو عدم صحتها لذا نقوللمن إحتج بأن القول بإستحباب فعل لايبنى على حديث أو أثر ضعيف، هو قول صحيح لكن ليسعلى إطلاقه وليس له مكان في هذه المسألة. فالإستحباب أعتمد هنا من أصل وطريق عامصحيح، والأثار أستأنس بها فقط. كما لا يخفى اسحباب أهل العلم للكثير من الأفعالالتي لم تثبت بحديث أو أثر صحيح،.)
لو صح كلامك السابق لكان القول الصحيح في المولد النبوي هو استحباب إقامته لما فيه من تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى عليك أن المولد من البدع
فإن قلت: المولد لم يثبت عن السلف من الصحابة والتابعين.
فأقول: كذلك تقبيل المصحف أولاً: قياسك الإحتفال بالمولد النبوي على مسألة تقبيل المصحف فيه نظر لأنه قياس مع الفارق. فالأول مخالفٌ لأصلٍ ونصٍ شرعي، لما فيه من مشابهة أهل الكتاب، بينما الثاني - وهي مسألتنا - لا يوجد فيها ما يخالف نصاً أو أصلاً، بل الفعل موافق للأصول والنصوص، فتنبه رحمك الله.
ثانياً: ذكرنا سابقاً أنّ "عدم ثبوت الفعل عن السلف" ليس بحجة إن كان الفعل موافق للأصول والنصوص. كما لا يخفى عليك أنّ القول بالكراهة في ما لم يثبت عن السلف هي كراهة ورع لا كراهة شرعية!
وأما قولك (لذا نقوللمن إحتج بأن القول بإستحباب فعل لايبنى على حديث أو أثر ضعيف، هو قول صحيح لكن ليسعلى إطلاقه وليس له مكان في هذه المسألة.) أرجو أن تبين لي مكان استخدامها وفقك الله؟ من المعلوم أنّ أهل العلم قد يستحبون أفعالاً وإن لم يرد فيها نص، وذلك لما يرونه من ترجيح أو لموافقة الفعل أصول الدين و مقاصد الشرع. ومن نظر في كتب أهل العلم من المتقدمين وجد ذلك ظاهراً، وقد مثلنا لك بمسألة الخرور على الركبتين.
أما تمثيلك بقولك (كالخرور على القدمين قبل اليدين) إن كنت تقصد الخرور في الصلاة للسجود فالصواب أن تقول {الخرور على الركبتين قبل اليدين} فإن كنت تقصد ذلك فهو تمثيل خاطئ لأن من قالوا به استدلوا بأحاديث يرونها ثابتة ثم أضافوا عليها أموراً عقلية بعد الاستدلال بالحديث ولم يقتصرا على العقل في ذلك وهذا سائغ فتنبه حفظك الله.أولاً: جزاك الله خيراً على تصحيح ما ورد، فهو سبق قلم وسهو.
ثانياً: جميع الأحاديث التي تذكر هيئة الخرورللسجود معلولة عند المتقدمين وقد تم بحث المسألة من قبل وتوضحيهها في الملتقى.
ثالثاً: قال الشيخ النووي في المجموع: "مذهبنا انه يستحب أن يقدم في السجود الركبتين ثم اليدين ثم الجبهة والانف" ثم ذكر بعد ذلك أحاديث الباب ونقل تضعيف الأئمة والنقاد لها، لذا ذكر ملخصاً المسألة: "ولا يظهر ترجيح احد المذهبين من حيث السنة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/57)
ثم قلت (وقولنا بالجواز لا يعني بالضرورة مشروعية الفعل، لوجود فرق بائن بين القول بالجوازأو الإستحباب وبين القول بالمشروعية، لذا قلنا بجواز وإستحباب الفعل فقط، ولم نقلبالمشروعية وإن أحتمل مجازاً لوجود أصل عام يرد الفعل اليه)
أخي أيمن: هذا خلط في المصطلحات الأصولية:
إذا قال أحد العلماء {هذا الفعل مشروع}: فهو إما يعني الاستحباب أو الوجوب أو فرضيته على الكفاية.
وإذا قال {لا يشرع} فيحتمل التحريم أو الكراهة أو البدعة
فلو اقتصرت في كلامك على قولك (وقولنا بالجواز لا يعني بالضرورة مشروعية الفعل) لكان كلاماً مقبولاً من الناحية الأصولية أما أن تقول (لذا قلنا بجواز وإستحباب الفعل فقط، ولم نقلبالمشروعية .. ) أقول: إن قلت بالاستحباب فقد قلت بالمشروعية.
وبعض العلماء قد يقول في أمر ما (يشرع لك فعله) أي يجوز لك فعله. ولكن حتى على هذا يكون كلامك متناقض لجمعك بين الجواز والاستحباب في مقابل المشروعية هلا تريثت في نقدك، ولو تأملت كلامي و مقصدي لما تسرعت في نقدك لي، بارك الله فيك.
تفريقي بين "الجواز والإستحباب" و "المشروعية" بناءً على الأصول التي تستخلص منها الأحكام. فعلى وجه العموم نستطيع أن نخلص إلى أنّ أقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم يستفاد منها التشريع والمشروعية. بينما الإستحباب قد يستفاد مما سبق أو من موافقه الفعل لأصول الدين وإن لم يكن له ذكر، ويدخل في هذا الباب المصالح المرسلة والوسائل لها حكم المقاصد وما إلى ذلك من قواعد الدين. لذلك فرقنا بين الأحكام بناءً على مصادرها. وعليه تعلم أنّ ليس كل فعل مستحب يطلق عليه لفظ "المشروع" بمعناه الضيق، وإنما أدخلناه مجازاًَ لذا أنهيت جملتي ب "ولم نقل بالمشروعية وإن أحتمل مجازاً لوجود أصل عام يرد الفعل اليه"
وكلام الإمام ابن باز رحمه الله ليس فيه شيء من هذا الخلط. وليس مثلي يحكم على كلامه ولكن لكي لا يفهم كلامي على غير وجهه. ليس في كلامي ما يخالف قول شيخنا ابن باز رحمه الله!
ثم قلت (ولا يستحب التنطع في مثل هذه الأمور، فليس فيه ما يخالف أصلاً ولا نصاً، والفعل بحد ذاته حسنيحمد فاعله، فأرجو أن لا نكون سبباً في محي تعظيم الشعائر من قلوب العامة بحجةالدليل!!)
أقول: التنطع مذموم في جميع الأمور وقولك (لا يستحب التنطع) تعبير غير دقيق لأن غير المستحب قد يكون جائزاً والتنطع ليس بجائز فتنبه.
وهذا المسألة لا ينبغي أن تكون مدخلاً للعداوة والبغضاء بين طلبة العلم ولكن لا مانع من بحثها.أرجو أن تأخذ كلامي على معناه في مجمل الحديث لا على ما يحتمله، ومن قرأ كلامي فهم مغزاي، فتأمل رحمك الله.
وقولك (والفعل بحد ذاته حسن ... ) فهذا لا يكفي للتشريع وإلا لقلنا بجواز تقبيل المساجد لما فيها من تعظيم الله وتقبيل جميع أركان الكعبة وتقبيل ... وتقبيل ................................... إلخ. أولاً: لم نقل بالتشريع أصلاً! بل فرقنا في إستعمالنا المصطلحات حتى لا يستشكل الأمر على القارئ
ثانياً: وإن لم أقل بالمشروعية، لكنني قلت بالجواز على أقل تقدير رداً على من منع وبالإستحباب رداً على من كره.
ثالثاً: تمثيلك ليس في محله وقياسك بعيد، فشتان بين كتاب الله وبين ما مثلت به، وإن إستحب بعض أهل العلم ما ذكرته!
فالخلاصة: أن حكم تقبيل المصحف إن ثبت فيه أثر فهو مشروع وإن لم يثبت فليس بمشروع وقياس المصحف على غيره لا يصح للتوقيف في العبادات والذي يظهر عدم ثبوت شيء فيه.لو فرقت بين المشروعية والجواز والإستحباب لما إستشكل عليك الحكم، فتقبيل المصحف من تعظيم شعائر الله، والأصل في التقبيل الجواز، ومن أتى بالمنع في هذا المقام فعليه بالدليل، ولا دليل! لذا أفتى الشيخ ابن باز وغيره إما بالجواز أو بالندب وهم أفقه وأعلم.
والله الموفق
وخير الهدي هدي من سلف وهم أحرص منا على الخير و على تعظيم حرمات الله، ودين الله لا يحتاج إلى تكميل.لا خلاف في ذلك، ولكن ليس في ذلك حجة لأحد للمنع. ولو فهمنا هذه المقولة على ما أصل ما فهمته أنت لمنع الشيخ ابن باز التقبيل. فتأمل فهم أهل العلم لهذه النقولات وهذه الأصول.
رزقني الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح وجعلنا من
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ
كتبه: محبك في الله: أبو عزام
آمين ثم آمين.
أحبكم الله يا أخي، ونشهدكم أننا نحبكم في الله أيضاً
محبكم وتلميذكم
أيمن بن خالد
ـ[بن الصلاح الشنقيطى]ــــــــ[27 - 10 - 09, 09:27 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[28 - 10 - 09, 02:25 م]ـ
(8491)
سؤال: ما حكم تقبيل المصحف؟
الجواب: لا يشرع ذلك حيث لم ينقل عن السلف من الصحابة والتابعين وعلماء سلف الأمة، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ولا يقال إن ذلك من تعظيمه أو من دلائل محبته، فإن المحبة في القلوب والتعظيم هو بإتباع أوامره وترك زواجره، وبتلاوته وتدبره ونحو ذلك.والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
(7767)
سؤال: ما حكم تقبيل المصحف من باب الاحترام والتقدير؟
الجواب: لا يُشرع تقبيل المصحف ولو كان من باب الاحترام والتقدير لعدم نقل ذلك عن السلف؛ فاحترامه برفعه وإبعاده عن الأقذار وعن الامتهان لقوله تعالى: في صُحف مكرمة * مرفوعة مُطهرة? ويعم الرفع الحسي بأن يُرفع عن مستوى الأرض، والمعنوي بأن يعمل به ويتلوه حق تلاوته ويحترمه بإكرامه وصيانته عن العابثين وعن تناول السفهاء له ولعبهم به عن جهل وتغفيل، والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/58)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[28 - 10 - 09, 03:13 م]ـ
من رأى تجويز كل معظم في الشرع جعل ذلك مضطردا في تقبيل الركن اليماني وتقبيل قبور الصالحين. قال ابن حجر في "الفتح" ((ج 5 / ص 273)
استنبط بعضهم من مشروعية تقبيل الأركان جواز تقبيل كل من يستحق التعظيم من آدمي وغيره، فأما تقبيل يد الآدمي فيأتي في كتاب الأدب، وأما غيره فنقل عن الإمام أحمد أنه سئل عن تقبيل منبر النبي صلى الله عليه وسلم وتقبيل قبره فلم ير به بأسا، واستبعد بعض اتباعه صحة ذلك، ونقل عن ابن أبي الصيف اليماني أحد علماء مكة من الشافعية جواز تقبيل المصحف وأجزاء الحديث وقبور الصالحين وبالله التوفيق)
وتقبيل المصحف قربة و إنما تثبت القرب التفصيلية بالدليل الخاص وهناك قول عند الحنيفة أنه بدعة
فق نقل صاحب" الدر المحتار "عن القنية: وقيل: إن تقبيل المصحف بدعة) وعند المالكية مكروه، ومن جوزه إنما احتج بأثر عكرمة، فإن لم يثبت فلا يصح الاستدلال بالنص العام
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 11:00 ص]ـ
شيخنا الكريم أبو عزام بن يوسف وفقه الله،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا بأس، شكر الله لك تصحيح ما وقع عندنا من أخطاء.
أما جمعنا بين "الجواز والإستحباب" في حكم مسألة واحدة فكان لسبب ظاهر، إن تأملت أو رجعت لما سبق من مشاركات.
فالجمع كان في محل الرد على حكمين مختلفين ذكرهما ونقلهما الأخوة الأفاضل، فمنهم من نقل عدم الجواز ومنهم من نقل الكراهة والبدعية. وعليه تعلم أننا ما قصدنا الأمر على ما ظهر لك.
أولاً: قياسك الإحتفال بالمولد النبوي على مسألة تقبيل المصحف فيه نظر لأنه قياس مع الفارق. فالأول مخالفٌ لأصلٍ ونصٍ شرعي، لما فيه من مشابهة أهل الكتاب، بينما الثاني - وهي مسألتنا - لا يوجد فيها ما يخالف نصاً أو أصلاً، بل الفعل موافق للأصول والنصوص، فتنبه رحمك الله.
ثانياً: ذكرنا سابقاً أنّ "عدم ثبوت الفعل عن السلف" ليس بحجة إن كان الفعل موافق للأصول والنصوص. كما لا يخفى عليك أنّ القول بالكراهة في ما لم يثبت عن السلف هي كراهة ورع لا كراهة شرعية!
من المعلوم أنّ أهل العلم قد يستحبون أفعالاً وإن لم يرد فيها نص، وذلك لما يرونه من ترجيح أو لموافقة الفعل أصول الدين و مقاصد الشرع. ومن نظر في كتب أهل العلم من المتقدمين وجد ذلك ظاهراً، وقد مثلنا لك بمسألة الخرور على الركبتين.
أولاً: جزاك الله خيراً على تصحيح ما ورد، فهو سبق قلم وسهو.
ثانياً: جميع الأحاديث التي تذكر هيئة الخرورللسجود معلولة عند المتقدمين وقد تم بحث المسألة من قبل وتوضحيهها في الملتقى.
ثالثاً: قال الشيخ النووي في المجموع: "مذهبنا انه يستحب أن يقدم في السجود الركبتين ثم اليدين ثم الجبهة والانف" ثم ذكر بعد ذلك أحاديث الباب ونقل تضعيف الأئمة والنقاد لها، لذا ذكر ملخصاً المسألة: "ولا يظهر ترجيح احد المذهبين من حيث السنة".
هلا تريثت في نقدك، ولو تأملت كلامي و مقصدي لما تسرعت في نقدك لي، بارك الله فيك.
تفريقي بين "الجواز والإستحباب" و "المشروعية" بناءً على الأصول التي تستخلص منها الأحكام. فعلى وجه العموم نستطيع أن نخلص إلى أنّ أقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم يستفاد منها التشريع والمشروعية. بينما الإستحباب قد يستفاد مما سبق أو من موافقه الفعل لأصول الدين وإن لم يكن له ذكر، ويدخل في هذا الباب المصالح المرسلة والوسائل لها حكم المقاصد وما إلى ذلك من قواعد الدين. لذلك فرقنا بين الأحكام بناءً على مصادرها. وعليه تعلم أنّ ليس كل فعل مستحب يطلق عليه لفظ "المشروع" بمعناه الضيق، وإنما أدخلناه مجازاًَ لذا أنهيت جملتي ب "ولم نقل بالمشروعية وإن أحتمل مجازاً لوجود أصل عام يرد الفعل اليه"
ليس في كلامي ما يخالف قول شيخنا ابن باز رحمه الله!
أرجو أن تأخذ كلامي على معناه في مجمل الحديث لا على ما يحتمله، ومن قرأ كلامي فهم مغزاي، فتأمل رحمك الله.
أولاً: لم نقل بالتشريع أصلاً! بل فرقنا في إستعمالنا المصطلحات حتى لا يستشكل الأمر على القارئ
ثانياً: وإن لم أقل بالمشروعية، لكنني قلت بالجواز على أقل تقدير رداً على من منع وبالإستحباب رداً على من كره.
ثالثاً: تمثيلك ليس في محله وقياسك بعيد، فشتان بين كتاب الله وبين ما مثلت به، وإن إستحب بعض أهل العلم ما ذكرته!
لو فرقت بين المشروعية والجواز والإستحباب لما إستشكل عليك الحكم، فتقبيل المصحف من تعظيم شعائر الله، والأصل في التقبيل الجواز، ومن أتى بالمنع في هذا المقام فعليه بالدليل، ولا دليل! لذا أفتى الشيخ ابن باز وغيره إما بالجواز أو بالندب وهم أفقه وأعلم.
والله الموفق
لا خلاف في ذلك، ولكن ليس في ذلك حجة لأحد للمنع. ولو فهمنا هذه المقولة على ما أصل ما فهمته أنت لمنع الشيخ ابن باز التقبيل. فتأمل فهم أهل العلم لهذه النقولات وهذه الأصول.
آمين ثم آمين.
أحبكم الله يا أخي، ونشهدكم أننا نحبكم في الله أيضاً
محبكم وتلميذكم
أيمن بن خالد
أخي الفاضل لا يسوغ الاحتجاج بفتوى العلامة ابن باز لسبب واضح وهو أنه لم يجزها إلا لأنه صحح أثر عكرمة بينما أنت تعتمد في كلامك على العموم فانتبه لهذا!!
الأمر الأىخر: ما رأيك في تقبيل الكعبة وحدران المسجد الحرام جوازا واستحبابا كما ذكرت؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/59)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 12:04 م]ـ
قال ابن كثير: عكرمة بن أبي جهل عمروا بن هشام بن المغيرة لاقرشي المخزومي .. من سادات الجاهلية كأبيه أسلم عام الفتح .. بعد ما فر ثم رجع إلى الحق .. استعمله الصديق على عمان حين ارتدوا ..
ويقال: إنه لا يعرف له ذنب بعد ما أسلم .. وكان يقبّل المصحف َ ويبكي .. ويقول: كلام ربي كلام ربي ... واحتج به الإمام أحمد َ على جواز تقبيل المصحف ومشروعيته .. إلخ بتصرف ..
البداية والنهاية _ دار الفكر _ الجزء الخامس _ ص 102
ننظر تعليقاتكم ومشاركاتكم ...
أخوكم: أبو الهمام البرقاوي
أنا أذكر أن هذا الأثر ثابت عن ابن مسعود -رضي الله عنه-!
لكن ليس فيه وجه استدلال على جعل التقبيل ديدناً بعد القراءة فالفرق بينهما واضح فعكرمة هنا أراد تبيين تعظيمه لكتاب الله أما ما يصنعه الناس اليوم من المواظبة على هذا الفعل هو المنتقد .. والله أعلم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[17 - 11 - 10, 12:59 م]ـ
السؤال:
تقبيل القران الكريم أيهما أفضل هل الأفضل تقبيل القران الكريم أم الحجر الأسود مع العلم بأن الحجر لا ينفع ولا يضر والقران ينفع ويضر وأنا أجد راحة نفسية في تقبيل القران الكريم فهو كلام الله تعالى علماً بأن القران في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن مجموعا في مصحف واحد بل كان موزعاً , فماذا تقولون في هذا؟
الجواب:
(أقول في هذا إن تقبيل المصحف بدعة ليس بسنة والفاعل لذلك إلي الإثم اقرب منه إلي السلامة فضلا عن الأجر فمقبل المصحف لا أجر له لكن هل عليه إثم أو لا نقول أما نيته تعظيم كلام الله فلاشك أنه مأجور عليه لكن التقبيل بدعة لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يكن في عهد الصحابة رضى الله عنهم وأما قول السائل انه لم يجمع في مصحف فنعم لكنه موجود مكتوباً في اللخاف وعسب النخل وغيرها ولم يرد أن الرسول كان يقبل ما كتبت فيه الآية ولا أن الصحابة يفعلون ذلك في عهده ولا فعلوه بعد جمع القران أيضا فدل ذلك على أنه من البدع حتى لو استراحت نفسك إلى تقبيله فإن ذلك لا يعني أنه مشروع وسنة ولو رجعنا إلى أذواق الناس وارتياحهم في مشروعية العبادة لكان الدين أوزاعاً وفرقاً ولكن المرجع في ذلك إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما المقارنة بينه وبين الحجر الأسود فهذا المقارنة بين سنة وبدعة فالحجر الأسود قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أنه كان يقبله في طوافه وثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال حين قبل الحجر (والله أني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك) إذاً فتقبيلنا للحجر الأسود ليس لأنه ينفعنا الحجر أو يضرنا ولكن اتباعاً للسنة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولو قبل النبي صلى الله عليه وسلم الحجر وجميع الأركان لفعلنا لكنه لم يقبل إلا الحجر ولهذا لا يوجد شيء في الدنيا يشرع تقبيله إلا الحجر الأسود فقط كما جاء ذلك في الطواف عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما قوله إن الحجر لا يضر ولا ينفع والقرآن يضر وينفع فهذا غلط أيضاً نفسه نفس الحروف أو نفس المصحف الذي كتبت به الحروف لا يضره ولا ينفع الذي يضر وينفع هو العمل بالقران تصديقاً للأخبار وامتثالاً للأوامر واجتنابنا للنواهي.كذلك الحجر هو نفسه لا ينفع ولا يضر لكن تقبيلنا إياه عبادة يحصل لنا به ثواب وهذا انتفاع) اهـ العلامة العثيمين (نور على الدرب).
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[17 - 11 - 10, 03:25 م]ـ
قال ابن كثير: عكرمة بن أبي جهل عمروا بن هشام بن المغيرة لاقرشي المخزومي .. من سادات الجاهلية كأبيه أسلم عام الفتح .. بعد ما فر ثم رجع إلى الحق .. استعمله الصديق على عمان حين ارتدوا ..
ويقال: إنه لا يعرف له ذنب بعد ما أسلم .. وكان يقبّل المصحف َ ويبكي .. ويقول: كلام ربي كلام ربي ... واحتج به الإمام أحمد َ على جواز تقبيل المصحف ومشروعيته .. إلخ بتصرف ..
البداية والنهاية _ دار الفكر _ الجزء الخامس _ ص 102
ننظر تعليقاتكم ومشاركاتكم ...
أخوكم: أبو الهمام البرقاوي
أنظر الرابط
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/286.htm
ـ[ابو سمية الأثري]ــــــــ[17 - 11 - 10, 03:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفعنا بكم
لا نعلم لتقبيل الرجل القرآن أصلا. وفي جواب آخر: لا نعلم دليلا على مشروعية تقبيل القرآن الكريم وهو أنزل لتلاوته وتدبره وتعظيمه والعمل به. فتاوى اللجنة الدائمة (رقم4172).
اللجنة الدائمة للإفتاء(118/60)
هل الصحيح: أن مسائل الخلاف لا إنكار فيها؟
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 01:38 م]ـ
السؤال / بعض الناس يقول: المسائل التي اختلف فيها العلماء لا ينكر فيها على من أخذ بقول واحد منهم، ويذكرون قاعدة: "لا إنكار في مسائل الخلاف" فهل هذه القاعدة صحيحة؟.
الحمد لله
هذه القاعدة التي يقولها بعض الناس: (لا إنكار في مسائل الخلاف) غير صحيحة، والصواب أن يقال: (لا إنكار في مسائل الاجتهاد) وبيان ذلك:
أن المسائل التي اختلف العلماء فيها نوعان:
الأول: مسائل ورد في بيان حكمها نص صريح من القرآن الكريم أو السنة الصحيحة، ولا معارض له، أو نقل فيها إجماع، ثم شذ بعض المتأخرين وخالف الإجماع، أو دل على حكمها القياس الجلي الواضح. فهذه المسائل ينكر فيها على من خالف الدليل. (قلت: وهذه هي التي لا تنطبق عليها القاعدة الباطله ـ لا إنكار في مسائل الخلاف)
ولهذا النوع من المسائل أمثلة كثيرة، منها:
1 - إنكار صفات الله تعالى التي مدح بها نفسه، ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم تحت مسمى: "التأويل" وهو في الحقيقة تحريف لنصوص الكتاب والسنة.
2 - إنكار بعض الحقائق التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم مما سيحدث يوم القيامة كالميزان والصراط.
3 - ما قاله بعض المعاصرين من جواز أخذ الفائدة على الأموال المودعة في البنوك، مع أن هذا هو عين الربا الذي حرم الله ورسوله.
4 - القول بجواز نكاح التحليل، فإنه قول باطل مخالف للعن النبي صلى الله عليه وسلم المحلل والمحلل له.
5 - القول بإباحة سماع آلات الموسيقى والمعازف، فإنه قول منكر، دل على بطلانه كثير من الأدلة من القرآن والسنة وأقوال السلف ولذلك اتفقت كلمة الأئمة الأربعة على تحريمها.
6 - القول بأن الداخل إلى المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب يجلس ليستمع الخطبة ولا يصلي تحية المسجد.
7 - القول بعدم استحباب رفع الأيدي في الصلاة مع تكبيرة الركوع والرفع منه والقيام إلى الركعة الثالثة.
8 - القول بعدم استحباب صلاة الاستسقاء. وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لها جماعة مع أصحابه.
9 - القول بعدم استحباب صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان.
فهذه المسائل وأمثالها مما وردت نصوص ببيان حكمها ينكر فيها على المخالف، ولم يزل الصحابة ومن بعدهم من الأئمة ينكرون على من خالف دليلاً صحيحا، ولو كان مجتهداً.
النوع الثاني: مسائل لم يرد ببيان حكمها دليل صريح من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس الجلي.
أو ورد بحكمها دليل من السنة، ولكنه مختلف في تصحيحه، أو ليس صريحاً في بيان الحكم، بل يكون محتملاً.
أو ورد فيها نصوص متعارضة في الظاهر.
فهذه المسائل تحتاج إلى نوع اجتهاد ونظر وتأمل لمعرفة حكمها، ومن أمثلة هذا النوع:
1 - الخلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا.
2 - الخلاف في سماع الموتى لكلام الأحياء.
3 - نقض الوضوء بمس الذكر، أو مس المرأة، أو أكل لحم الإبل.
4 - القنوت في صلاة الفجر كل يوم.
5 - القنوت في صلاة الوتر، هل يكون قبل الركوع أم بعده؟
فهذه المسائل وأمثالها مما لم ترد نصوص صريحة ببيان حكمها هي التي لا ينكر فيها على المخالف، ما دام متبعاً لإمام من الأئمة وهو يظن أن قوله هو الصواب، ولكن لا يجوز لأحد أن يأخذ من أقوال الأئمة ما يتوافق مع هواه، فإنه بذلك يجتمع فيه الشر كله.
وعدم الإنكار على المخالف في هذه المسائل ونحوها، لا يعني عدم التباحث فيها، أو عدم التناظر وبيان القول الراجح بدليله، بل لم يزل العلماء قديماً وحديثاً تعقد بينهم اللقاءات والمناظرات للتباحث في مثل هذه المسائل، ومن ظهر له الحق وجب عليه الرجوع إليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" ... إن مثل هذه المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد، وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها، ولكن يتكلم فيها بالحجج العلمية، فمن تبين له صحة أحد القولين: تبعه، ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه " انتهى من "مجموع الفتاوى" (30/ 80).
وهذه أقوال لبعض العلماء تؤيد ما سبق من التقسيم:
1 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/61)
"وقولهم مسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح، فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول بالحكم أو العمل.
أمّا الأول فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعاً قديماً وجب إنكاره وفاقاً. وإن لم يكن كذلك فإنه يُنكر بمعنى بيان ضعفه عند من يقول المصيب واحد وهم عامة السلف والفقهاء.
وأما العمل فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره أيضاً بحسب درجات الإنكار.
أما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل بها مجتهداً أو مقلداً.
وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد، كما اعتقد ذلك طوائف من الناس. والصواب الذي عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً، مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه، فيسوغ إذا عدم ذلك فيها الاجتهاد لتعارض الأدلة المتقاربة أو لخفاء الأدلة فيها" انتهى باختصار.
"بيان الدليل على بطلان التحليل" (ص 210 - 211).
وقال أيضاً:
" مسائل الاجتهاد من عمل فيها بقول بعض العلماء لم ينكر عليه ولم يهجر، ومن عمل بأحد القولين لم ينكر عليه " انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 207).
2 - وقال ابن القيم رحمه الله:
"وقولهم: "إن مسائل الخلاف لا إنكار فيها" ليس بصحيح. . . ثم ذكر كلام شيخ الإسلام المتقدم، ثم قال:
وكيف يقول فقيه: لا إنكار في المسائل المختلف فيها، والفقهاء من سائر الطوائف قد صرحوا بنقض حكم الحاكم إذا خالف كتاباً أو سنة وإن كان قد وافق فيه بعض العلماء؟! وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مَسَاغ لم تنكر على مَنْ عمل بها مجتهداً أو مقلداً. . .
والمسائل التي اختلف فيها السلف والخلف وقد تيقنا صحة أحد القولين فيها كثير، مثل كون الحامل تعتد بوضع الحمل، وأن إصابة الزوج الثاني شرط في حلها للأول، وأن الغسل يجب بمجرد الإيلاج وإن لم ينزل، وأن ربا الفضل حرام، وأن المتعة حرام، وأن النبيذ المسكر حرام، وأن المسلم لا يُقتل بكافر، وأن المسح على الخفين جائز حضراً وسفرا، وأن السنة في الركوع وضع اليدين على الركبتين دون التطبيق، وأن رفع اليدين عند الركوع والرفع منه سنة، وأن الشفعة ثابتة في الأرض والعقار، وأن الوقف صحيح لازم، وأن دية الأصابع سواء، وأن يد السارق تقطع في ثلاثة دراهم، وأن الخاتم من حديد يجوز أن يكون صَدَاقاً، وأن التيمم إلى الكوعين (مفصل الكف) بضربة واحدة جائز، وأن صيام الولي عن الميت يجزئ عنه، وأن الحاج يلبي حتى يرمي جمرة العقبة، وأن المحرم له استدامة الطيب دون ابتدائه، وأن السنة أن يسلم في الصلاة عن يمينه وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، وأن خيار المجلس ثابت في البيع، وأن المصَراة يرد معها عوض اللبن صاعاً من تمر، وأن صلاة الكسوف بركوعين في كل ركعة، وأن القضاء جائز بشاهد ويمين، إلى أضعاف ذلك من المسائل، ولهذا صرح الأئمة بنقض حكم مَنْ حكم بخلاف كثير من هذه المسائل، من غير طعن منهم على من قال بها.
وعلى كل حال فلا عذر عند الله يوم القيامة لمن بلغه ما في المسألة من الأحاديث والآثار التي لا معارض لها إذا نَبَذَها وراء ظهره" انتهى.
"إعلام الموقعين" (3/ 300 - 301).
3 - وقال ابن قدامة المقدسي: " لا ينبغي لأحد أن ينكر على غيره العمل بمذهبه، فإنه لا إنكار على المجتهدات " انتهى من "الآداب الشرعية" لابن مفلح (1/ 186).
4 - قال النووي في "شرح مسلم":
" قال العلماء: لَيْسَ لِلْمُفْتِي وَلا لِلْقَاضِي أَنْ يَعْتَرِض عَلَى مَنْ خَالَفَهُ إِذَا لَمْ يُخَالِف نَصًّا أَوْ إِجْمَاعًا أَوْ قِيَاسًا جَلِيًّا " انتهى.
5 - وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "فإن أراد القائل مسائل الخلاف، فهذا باطل يخالف إجماع الأمة، فما زال الصحابة ومن بعدهم ينكرون على من خالف وأخطأ كائناً من كان، ولو كان أعلم الناس وأتقاهم، وإذا كان الله بعث محمداً بالهدى ودين الحق، وأمرنا باتباعه، وترك ما خالفه؛ فمن تمام ذلك أن من خالفه من العلماء مخطئ ينبه على خطئه وينكر عليه، وإن أريد بمسائل الاجتهاد: مسائل الخلاف التي لم يتبين فيها الصواب فهذا كلام صحيح، ولا يجوز للإنسان أن ينكر الشيء لكونه مخالفاً لمذهبه أو لعادة الناس، فكما لا يجوز للإنسان أن يأمر إلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/62)
بعلم، لا يجوز أن ينكر إلا بعلم، وهذا كله داخل في قوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم) " انتهى من "الدرر السنية" (4/ 8).
6 - وقال الشوكاني:
"هذه المقالة –أي لا إنكار في مسائل الخلاف- قد صارت أعظم ذريعة إلى سدّ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما بالمثابة التي عرفناك، والمنزلة التي بيّناها لك، وقد وجب بإيجاب الله عز وجل، وبإيجاب رسوله صلى الله عليه وسلم على هذه الأمة، الأمر بما هو معروف من معروفات الشرع، والنهي عما هو منكر من منكراته: ومعيار ذلك الكتاب والسنة، فعلى كل مسلم أن يأمر بما وجده فيهما أو في أحدهما معروفاً، وينهى عما هو فيهما أو في أحدهما منكراً.
وإن قال قائل من أهل العلم بما يخالف ذلك، فقوله منكر يجب إنكاره عليه أولاً، ثم على العامل به ثانياً.
وهذه الشريعة الشريفة التي أُمِرْنا بالأمر بمعروفها، والنهي عن منكرها، هي هذه الموجودة في الكتاب والسنة" انتهى من "السيل الجرّار" (4/ 588).
7 - وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ردًا على من قال: "المسائل الخلافية لا إنكار فيها".
" لو أننا قلنا: المسائل الخلافية لا ينكر فيها على الإطلاق، ذهب الدين كلّه حين تتبع الرخص لأنك لا تكاد تجد مسألة إلا وفيها خلاف بين الناس. . .
المسائل الخلافية تنقسم إلى قسمين؛ قسم: مسائل اجتهادية يسوغ فيها الخلاف؛ بمعنى أن الخلاف ثابت حقاً وله حظ من النظر، فهذا لا إنكار فيه على المجتهد، أما عامة الناس، فإنهم يلزمون بما عليه علماء بلدهم، لئلا ينفلت العامة؛ لأننا لو قلنا للعامي: أي قول يمرُّ عليك لك أن تأخذ به، لم تكن الأمة أمة واحدة، ولهذا قال شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: "العوام على مذهب علمائهم". . .
القسم الثاني من قسمي الخلاف: لا مساغ له ولا محل للاجتهاد فيه، فينكر على المخالف فيه لأنه لا عذر له" انتهى باختصار من "لقاء الباب المفتوح" (49/ 192 - 193).
والله أعلم.
وانظر كتاب: "حكم الإنكار في مسائل الخلاف" للدكتور فضل إلهي ظهير.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[25 - 10 - 09, 06:41 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبدالله وأرشدك ربي إلى طاعته ..
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[26 - 10 - 09, 08:52 ص]ـ
آمين .. وشكراً لك على مرورك العطر أخي الفاضل ...(118/63)
يا أهل السعودية هل للجمعة عندكم أذان أو أذانين
ـ[صهيب عبدالجبار]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:00 م]ـ
إمام المسجد في بلدي ملتزم بسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهو يصعد إلى المنبر عند وقت أذان الظهر (يوم الجمعة) وبعد أن ينتهي المؤذن من الأذان يبدأ بالخطبة
لكنه الآن تعرض لضغوط كثيرة من المسؤولين عنه أن يجعل للجمعة أذانين.
بحيث يؤذَّن الأذان الأول في أول وقت صلاة الظهر , ثم يصلي الناس سنة الجمعة القبلية ,
ثم يصعد إلى المنبر فيؤذن المؤذن الأذان الثاني بين يدي الإمام (إقتداءً بسنة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -!!)
فأجابهم بأن عثمان إنما زاد الأذان قبل موعد أذان الظهر يوم الجمعة وليس بعده.
فأجابوه بأن هذا النظام (الذي يريدون تطبيقه) معمول به في المسجد الحرام بمكة.
فأفيدونا مأجورين حول هذا الموضوع , فأهل مكة أدرى بشعابها
وهذا الإمام يقول: نحن نطبق سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منذ سنوات , ولا أريد أن تُغَيَّر على يدي
فأكون سببا في إضلال الناس.
ـ[أبوخالد الحارثي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:00 م]ـ
نعم الحال في بلاد الحرمين كما ذكر لك ولكن وضع الحرمين يختلف عن الجوامع الأخرى
ففي المسجد الحرام يؤذن قبل الأذان الأول بخمس إلى عشر دقائق
أما في المساجد الأخرى فيؤذن الأذان الأول قبل صعود الإمام بساعة تقريبا
وفي الحالتين يكون الأذان الثاني بعد صعود الإمام وتسليمه على الناس.
أما ذكرك للسنة القبلية للجمعة فلا أعلم حفظكم الله أن للجمعة سنة قبلية ولكن إذا أتى الرجل المسجد يصلي ماكتب له.
غفر الله لنا ولكم
ـ[صهيب عبدالجبار]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:20 م]ـ
بارك الله فيك , الرجل في حيرة من أمره لا يدري ماذا يفعل
فإنهم يطلبون منه أن يكون الأذان الأول في أول وقت الظهر , والثاني بعده بخمس دقائق
فهو يخشى إن أطاعهم أن يكون قد عصى ربه.
وإن عصاهم فإنه لا يدري ماذا ستكون ردة فعلهم.
أما بالنسبة للسنة القبلية , فنحن نعلم أنه لا يوجد سنة قبلية لصلاة الجمعة
لكن الناس في بلدي تعودوا أنه إذا أذن المؤذن أذان الجمعة فإنهم يقومون كلهم فيصلون ركعتين , ويسمونها: سنة الجمعة القبلة!!
لكن في مسجدي الذي أصلي فيه , الإمام لا يعطي الناس فرصة ليصلوا السنة القبلة هذه , فهو يبدأ الخطبة فورا بعد الأذان
فتعود الناس على ذلك وأصبحوا لا يصلون السنة القبلية يوم الجمعة
لكن الإمام إن فعل كما طُلب منه , فإنه سيكون هناك وقت قريب من خمس دقائق بين أذان الجمعة , والأذان الثاني عند المنبر , مما سيؤدي إلى رجوع الناس إلى عادتهم القديمة بأن يصلوا سنة الجمعة القبلية.
فالرجل يقول لكم مارأيكم إيش يفعل؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:22 م]ـ
عندنا في الأردن ... يؤذن الأول .. وبعده بخمس دقائق يؤذن للثاني .. ولا يوجد البتة سنة قبلية
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[25 - 10 - 09, 03:35 م]ـ
فأجابهم بأن عثمان إنما زاد الأذان قبل موعد أذان الظهر يوم الجمعة وليس بعده.
فأجابوه بأن هذا النظام (الذي يريدون تطبيقه) معمول به في المسجد الحرام بمكة.
كلاهما صادق!
فأذان عثمان قبل دخول الوقت ليتهيَّأ الناس للصلاة من غسل ونحوه
وفي الرياض يؤذَّن الأول قبل دخول الوقت بحوالي ساعة وربع
وهذا هو الصحيح في نظري، بصرف النظر عن مقدار الفاصل، المهم أن يكفي للغرض
وأما في المسجد الحرام فالفاصل بين الأذانين خمس دقائق أو أقلّ
ولعل لهم نظراً في الأمر، ولكنه قد انتُقد عليهم
ـ[صهيب عبدالجبار]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:11 م]ـ
المشكلة كما ذكرت ليس فقط سنة قبلية , المشكلة أن الأذان الأول سيكون في أول وقت الظهر والثاني سيكون بين يدي الإمام في السماعات الداخلية فقط
ماذا تقولون لهذا الإمام أن يفعل؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:43 م]ـ
الأفضل أن يكون هناك فاصل في حدود ساعة ليتحقق الغرض من الأذان الأول
وإن لم يستطع إلا خمس أو عشر دقائق فله في الحرمين وغيرهما أسوة
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:58 م]ـ
ولا تصل إلى البدعة .. بل مخالفة الأولى والله اعلم
ـ[صهيب عبدالجبار]ــــــــ[25 - 10 - 09, 10:07 م]ـ
يا جماعة الخير المسؤولون لا يريدون أن يكون أذان الجمعة قبل الوقت بخمس دقائق
بل بعد أذان الجمعة الذي هو أول دخول وقت الظهر
ولا يستطيع المؤذن أن يقدم الأذان الأول قبل موعد صلاة الظهر ,
لأن هذا سيحدث بلبلة بين الناس , لأنهم غير معتادين عليه , ولن يرضى المسؤولون عن هذا التصرف.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[25 - 10 - 09, 11:30 م]ـ
يا أخي
لم تفهم ما نقول!
في الحرم يدخل وقت الظهر فيؤذنون مرتين بينهما خمس دقائق!
ـ[أبو زياد يوسف عبدالله الدخيل]ــــــــ[26 - 10 - 09, 11:07 ص]ـ
أريد من الإخوة الأفاضل تصويب كلامي وهو ليس فتيا للسائل:
لو جعل صاحبكم هذا أذآنيين وصلى الناس بينهما!!!!
إلا يقال أن هذا سائغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين كل أذآنيين صلاة)) ولو قال قائل: المقصود به الآذان والإقامة ألا يكون هذا عام وقد يدخل في مسألتنا هذه.
وعلى أن لا ينوي المصلى أنها سنة قبلية بل ينوى سنة مطلقة لأن المقاصد معتبره شرعا.
والله أعلم،،،
أرجو التعقيب والإفادة،،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/64)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[26 - 10 - 09, 11:28 ص]ـ
أريد من الإخوة الأفاضل تصويب كلامي وهو ليس فتيا للسائل:
لو جعل صاحبكم هذا أذآنيين وصلى الناس بينهما!!!!
إلا يقال أن هذا سائغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين كل أذآنيين صلاة)) ولو قال قائل: المقصود به الآذان والإقامة ألا يكون هذا عام وقد يدخل في مسألتنا هذه.
وعلى أن لا ينوي المصلى أنها سنة قبلية بل ينوى سنة مطلقة لأن المقاصد معتبره شرعا.
والله أعلم،،،
أرجو التعقيب والإفادة،،،
كلامك هو كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
قال في (مختصر الفتاوي المصرية) - (ج 1 / ص 68)
(ويتوجه أن يقال لما سن عثمان رضي الله عنه الأذان الأول انفق المسلمون عليه فصار أذانا شرعيا وحينئذ فتكون الصلاة بينه وبين الثاني جائزة حسنة وليست سنة راتبة كالصلاة قبل المغرب فمن فعل لم ينكر عليه ومن ترك لم ينكر عليه وهذا أعدل الأقوال وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل قبلها شيئا فقد قال بين كل أذانين صلاة لمن شاء وقد يكون تركها أفضل إذا كان الجهال يظنون أنها سنة راتبة أو واجبة فتترك حتى يعرف الناس أنها ليست براتبة لا سيما إذا داوم عليها الناس فينبغي تركها أحيانا كما استحب أكثر العلماء أن لا يداوم على قراءة السجدة يوم الجمعة وإن فعله لأجل تأليف القلوب وترك الخصام فحسن فالفعل الواحد يستحب فعله تارة ويترك أخرى بحسب المصالح وكذلك لو جهر بالبسملة من يرى المخافتة بها لأجل تأليف قلوب المأمومين خلفه أو خافت بها من يرى الجهر فحسن كما كان عمر رضي الله عنه يجهر)
ـ[أبو زياد يوسف عبدالله الدخيل]ــــــــ[26 - 10 - 09, 11:37 ص]ـ
أشكرك أبا عبدالرحمن
والحمد لله على أن كلامي وافق كلام ابن تيميه مع العلم أني لم اطلع عليه فبارك الله فيك.
وقد أفدتني بما هو زيادة على ذلك كتركها خشية أن يظنها الجهال سنة راتبة.
جزيت خيرا ونفع بعلمك،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[26 - 10 - 09, 02:29 م]ـ
سؤال: الأذان يوم الجمعة كم مرة يجب؟ واحدة أم أثنين أم ثلاثة؟ وما دليله؟
الجواب: الأذان يوم الجمعة كان واحدًا على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والخليفتين بعده ثم إن عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رأى في الناس تأخرًا وتثاقلاً وانشغالاً عن التكبير إلى الجمعة فأمر بالأذان الأول قبل الثاني الذي عند المنبر بنحو ساعة أو ساعتين حتى ينتبه الناس ويعرفوا قرب الصلاة ويتخلوا عن أعمالهم وحرفهم ويستعدوا للصلاة بالطهارة واللباس ونحو ذلك وحيث أن عثمان رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين المهديين فإن اجتهاده يعتبر سنة فقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ… إلخ" فعلى هذا يشرع يوم الجمعة الأذان الأول قبل وقت الخطبة بساعة أو نحوها ثم الأذان الثاني عند دخول الخطيب وجلوسه على المنبر فبعده يخطب خطبتين ويكمل الصلاة. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
20/ 2/1419 هـ
ـ[صهيب عبدالجبار]ــــــــ[26 - 10 - 09, 04:53 م]ـ
يا أخي
لم تفهم ما نقول!
والله لقد جرحتني ..
ـ[أم الفرسان]ــــــــ[28 - 10 - 09, 03:47 م]ـ
والله لقد جرحتني ..
لا ناخذ على خاطرك يا أخي بالتأكيد الأخ خزانة الأدب لم يقصدأن يجرحك
ونقول للأخ خزانة الادب لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
ـ[همام النجدي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 10:16 م]ـ
خزانة الأدب
قد جرحني من قبل
الله يهديه
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 11:03 م]ـ
جزاكم الله خير جميعا فوائد طيبة نفع الله بكم ..
ويا إخوة حفظكم الله تغافلوا عن الزلات ولو أن كل شخص أخذ بكل ما يقال عنه في أي مكان لمتلئ قلبه جروح لكن السعيد من أعرض عن هذا ولم يبال بما يقال عنه فإن فعل حتما سيرتاح قلبه أيما راحة بإذن الله، لأنك لن ثم لن ثم لن تسلم من أحد وإن كنت ما كنت وإن فعلت ما فعلت،،؟
وقد تلتمس لأخيك عذر، قد يكون لا يقصد شيئا لكن هكذا طبع .... وهلم جرا
ـ[أبو عبد اللطيف العتيبي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 01:12 ص]ـ
أولا: وهل من السنة أن يكون الفاصل بين الأذانين خمس دقائق فقط؟! وإن فُعل ذلك ألا يكون بدعة؟!
ثانيا: ماذا لو تنفل الناس بعد الأذان الأول لو كان الفاصل بين الأذانين كبيرا ألا تكون تلك النافلة في وقت نهي؟!
فمن المعلوم أن ذلك الوقت وقت نهي ..
وتخصيص الجمعة بالخروج من النهي لا دليل عليه!
ثالثا: الأذان الأول في عهد عثمان - رضي الله عنه - لم يكن داخل المسجد بل في السوق!
...
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[28 - 11 - 09, 03:41 ص]ـ
للرفع
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[28 - 11 - 09, 11:10 ص]ـ
والله لقد جرحتني ..
أخي العزيز
لقد أخبرتك أن الفاصل بين الأذانين في الحرم نحو خمس دقائق
وكان واضحاً عندي أن الذي يجعل الفاصل خمس دقائق لم يقصد أن يكون أحدهما قبل دخول الوقت والثاني بعده، وإلا لجعل الفاصل نصف ساعة مثلاً
بل كلاهما بعد دخول وقت الظهر
ولم يخطر ببالي ضرورة التصريح بذلك
وكونك لم تفهم كلامي قد يكون سبه أن كلامي غير مفهوم!
والتجاوب مع سؤالك هو من باب التقدير والاهتمام لشحصك الكريم، وليس العكس
ولا داعي للحساسية الزائدة!
ولك العتبى حتى ترضى
وللأخ همام أيضاً (مع أنني لا أعرف اين أخطأت عليه!)
بارك الله فيكم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/65)
ـ[عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[02 - 12 - 09, 05:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لدي سؤال خارج الموضوع لكن متعلق بالفتيا
هل يوجد أحد من أهل العلم يجيب على الاسئلة عبر موقع وجوال سماحة الشيخ ابن جبرين رحمه الله بعد وفاته
وجزاكم الله خيرا
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[05 - 12 - 09, 09:45 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جوال الشيخ رحمه الله لا توجد فيه هذه الخدمة حاليًا وإنما نقوم ببث بعض الفتاوى المختارة.
ويوجد لجنة علمية مكونة من بعض كبار تلاميذ الشيخ يردون على الفتاوى التي ترد إلى الموقع
بارك الله فيكم ونفع بكم(118/66)
تفنيد مزاعم [حصة آل الشيخ] حول أحاديث الإمام البخاري
ـ[ابن بجاد العتيبي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين الرحمن الرحيم أنزل من السماء آيات بينات فبين حال المنافقين الضالين , والصلاة والسلام على النبي الأمين مذل الكافرين ومعز المؤمنين وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين,,,,,أما بعد
مما ابتليت به الأمة دسائسها الخونة الذين لا تأمن على نفسك وأهلك من خبثهم ومكرهم , فترقب يوم من الأيام أن تُطعن من خلفك ويُغدر بك والسبب هم أذناب المجوس , بالله عليكم كيف أقف على ثغر أدفع شبه الرافضة والصوفية والملاحدة والليبراليين, وبيننا من يتكلم بلساننا, ومن بني جلدتنا ويلمز حول أقوال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويضرب بها عرض الحائط.
قرأت كما قرأ غيري في 5/ 11/1431هـ مقالاً لحصة آل الشيخ عاملها الله بما تستحق في جريدة الوطن تضرب بكلام الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عرض الحائط فرأيت وجوب الرد عليها, فأرجو من الله العزيز الحكيم أن يلهمني الصواب ويغفر لي زلتي ويعينني على الخير ويقيني الشر ويرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.عرضت هذا المقال على الشيخ بدر بن طامي فأضاف تعليقات قيمة فجزاه الله خيراً
تقول
يعتمد الكثيرون في تقنين قهر النساء وإدانة تفكيرهن على حديث ناقصات عقل ودين، استغله أتباع حزب احتقار المرأة للانتقاص من أهليتها وعزلها عن العمل وتعطيل ملكاتها وطاقاتها ونزع حقوقها الإنسانية.
قلت: لم يقول بهذا الكلام إلا من كان لا يفقه حديثا ,لماذا بتْرُ النصوص , لماذا يحاول من يريد تدنيس كلام خير البشر بكلامه القاصر, فتفسير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تمام الحديث كان شافياً ووافياً, فقال في نقصان العقل: (أما نقصان عقلها فلأن شهادة المرأتين كشهادة الرجل} كما قال تعالى: أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى [البقرة:282] وأما نقصان الدين بسبب حيضها فقال: (فإنها إذا حاضت لم تصم ولم تصل} هذا هو تفسير المصطفى عليه الصلاة والسلام فلا يأتي من على بصره غشاوة فيفسر بكلام غير هذا الكلام ويدعي الفهم وهو أجهل خلق الله.
والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل أن نقصان عقلها جنون ولا قصور عن العمل وتربية الأولاد وخدمة الإسلام بما هو مشروع لا بمخالطة الرجال والتبرج والسفور
تقول
ورغم أن وجود الإسناد الصحيح لا يعني صحة الحديث كما هو معلوم في علم الحديث بل لا بد من صحة المتن وخلوه من الشذوذ أو النكارة، إلا أن بعض الأحاديث تخالف منطق الأمور ومفاهيم الإسلام الكلية وآيات القرآن الواضحة، كالأحاديث التي تتعارض مع أحكام قرآنية تكرم المرأة وتبجلها وتهبها المساواة- كمقصد إسلامي- في أصل الخلقة وفي التكاليف ومترتباتها من ثواب وعقاب، أو التي تتناقض مع مواقف الرسول عليه الصلاة والسلام الذي أكرمها ومنحها من رعايته واهتمامه،
قلت: لا ريب فقد سبقك المستشرق جولد سيهر لنقد الأحاديث وأعني النقد لمجرد التشكيك
أولا: يجب أن نفرق بين نقد المشككين ونقد المحدثين فأما الأول فلا ينظر في ولا يهتم به لأنه ليس من شأنهم وأما الثاني فهم أهل التخصص ولهم باع طويل في جمع الطرق والبحث في علل الإسناد إن ثبت في المتن نكرة لأنه كما هو معروف عند أهل العلل لا يوجد حديث في متنه نكارة إلا في الإسناد علة
فأما علة هذا الحديث كما تدعي الكاتبة فإنه مردود لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسر الحديث كما ذكرت آنفاً
ثانيا: الكلام على المتن ليس بالأمر الهين فلم يتضلع فيه إلا صفوة الصفوة من علماء أهل الحديث كالإمام أحمد والبخاري والدارقطني وغيرهم فلا تستطيع أن تحكم على حديث صحيح عند العلماء بالضعف بسبب فهمك القاصر وتفسيرك المعْوج
ورحم الله ابن القيم إذ يقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/67)
(وسئلت هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن ينظر في سنده. فقلت: هذا سؤالعظيم القدر وإنما يعرف ذلك من تضلع في معرفة السنن الصحيحة واختلطت بدمه ولحمه وصارله فيها ملكة واختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار ومعرفة سيرة رسول الله صلى اللهعليه وسلم وهديه فيما يأمر به وينهى عنه ويخبر عنه ويدعو إليه ويحبه ويكرهه ويشرعهللأمة بحيث كأنه مخالط للرسول صلى الله عليه وسلم كواحد من أصحابه الكرام فمثل هذايعرف من أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه وكلامه وأقواله وأفعاله وما يجوز أنيخبر عنه وما لا يجوز ما لا يعرف غيره وهذا شأن) ا. هـ
فيقال للكاتبة: أثبتي العرش أولاً ثم أنقشي
فأثبتي أولاً أن الحديث يعارض أصول الشرع والكتاب والسنة ثم بعد ذلك ينظر في شذوذ المتن من عدمه
تقول
التاريخ يؤكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من كتابة أحاديثه حتى لا تتحول إلى تلمود،
سياسة التلمود عند من ارتضى أن يؤجر كتفيه لتسهيل ركوب الشيطان وتوجيه إلى أي مكان وفي أي زمان.
ونهي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الكتابة مر بمرحلتين
المرحلة الأولى: نهي عن الكتابة
والدليل من حديث أبي سعيد الخدري قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ""لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه"" والسبب حتى لا يختلط القران على الحديث
المرحلة الثانية: نسخ النهي
والدليل حديث أبو شاه (استمع إلى خطبة للرسول صلى الله عليه و سلم بعد فتح مكة فقام فطلب منالرسول صلى الله عليه و سلم كتابة الخطبة له فقال الرسول صلى الله عليه و سلملأصحابه: ""اكتبوا لأبي شاه""
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال ""ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب""
وعلى ذلك استقر أجماع الصحابة والتابعين في مشروعية كتابة الحديث [1]
تقول
روى مسلم في مقدمة صحيحه خبراً دالاً عن سعيد القطان: "لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث" غير أن مسلما يبرر الصراحة هذه تبريرا لا منطقيا بقوله "يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمدون الكذب"!
قلت: هذا تهويل منها بأن العلماء يكذبون ثم المراد هم الزهاد العبّاد لا يعرفون صنعة الحديث من ضعيف وصحيح فيقعون في الخطأ وهم لا يعلمون
قال النووي:" ومعناه ما قاله مسلم أنه يجري الكذب على ألسنتهم، ولا يتعمدون ذلكلكونهم لا يعانون صناعة أهل الحديث فيقع الخطأ في رواياتهم ولا يعرفونه، ويرون الكذب ولا يعلمون أنه كذب، وقد قدمنا أن مذهب أهل الحق أن الكذب هو الإخبار عن الشيء، بخلاف ما هو عمداً كان أو سهواً أو غلطاً " اهـ.
تقول:
والشيخ الألباني ضعف أحاديث صححها البخاري ومسلم، ولا نعلم كيف صحح البخاري ومسلم تلك الأحاديث؟
قلت:
الأمة تلقت الكتابين بالقبول فقد أتفق أهل العلم على أن أصح كتابين بعد كتاب الله هما البخاري ومسلمبالجملة أما بالتفصيل
فعلى نوعان
الأول: ما كان متفق عليه فلا سبيل إلى تضعيفه قال شيخ الإسلام ابن تيمية
" لا يتفقان على حديث إلا ويكون صحيحا لا ريب فيه، قد اتفق أهل العلم على صحته " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (18/ 20)
الثاني: وما عدا ذالك تلقته الأمة بالقبول إلا ألفاظ يسيره تتبعها من له باع طويل وجهد وفير في خدمة السنة كالدارقطني النيسابوري وأبو الفضل وغيرهم
قال أبو عمرو ابن الصلاح في مقدمته
" ما انفرد به البخاري أو مسلم مندرج في قبيل ما يقطع بصحته، لتلقي الأمة كل واحد من كتابيهما بالقبول، على الوجه الذي فصلناه من حالهما فيما سبق، سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ كالدارقطني وغيره، وهي معروفة عند أهل هذا الشأن
والألباني حاله حال غيره من العلماء يصيب ويخطي وسبقه غيره لكن الصحيح أن كل مافي الصحيح مقبول
ثم حشت الكاتبة في مقالها بعض الأحاديث الضعيفة للتدليس وتبين أنه الأحاديث (الصحيحة) على سياق الأحاديث الضعيفة المذكورة
ثم ختمت كلامها ختام الله حياتنا بطاعته بتشنيع حديث ابن عباس رضي الله عنه كما في البخاري فقالت:
تتجلى مخالفة العقل والحس كعلامة لضعف المتن في حديث "النساء يكفرن العشير لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط" البخاري ج 1ر/28،
قلت: مازال التدليس وبتر النصوص سمة من سمات المشككين وعلامة فارقه على جبينهم فالحديث كما رواه ابن عباس-رضي الله عنه- في صلاة الكسوف عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ( ... وأريت النار فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن. قيل: أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خير قط.
أين مخالفة العقل والحس في هذا الحديث؟!!
فالكفر هنا كفر دون كفر لم قيل أيكفرن بالله؟ قال يكفرن العشير ,ويكفرن الإحسان وهذا في صالح المرأة حتى يتسنى لبعلها الرفق والحلم والصبر لِمَ يترتب على أمر ما إن أنكرته زوجته فيأخذه بالتي هي أحسن ويغض الطرف عن جحدها للمعروف ثم يذكرها بالله عز وجل ويحثها على الصدقة كمال قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيهدى البال ويستريح المحال وتبقى حياتهم الزوجية على أفضل الأحوال
هذا والله أعلم , والحمد الله
كتبه
أبو صهيب العصيمي
6/ 11/1430هـ
----------------------------------------------------
[1] والنهي عن الكتابه لا يعني النهي عن التحديث ونقله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "" بلغوا عني ولو آية"" وقال"" نضر الله امرأ سمع مقالتي فبلغها""
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(118/68)