وأقوال أهل العلم في جواز الأخذ مما زاد على القبضة كثيرة جداً، ولم يأت عن أحد من الصحابة ولا من التابعين فيما أعلم تحريم ذلك.
واستحسن بعض العلماء قص ما زاد على القبضة وقالوا بالاستحباب والسنية وهذا بعيد، فقد جاء في (البحر الرائق) (3/ 12): ((قال أصحابنا: الإعفاء تركها حتى تكث وتكثر , والقص سنة فيها، وهو أن يقبض الرجل لحيته, فما زاد منها على قبضة قطعها، كذلك ذكر محمد في كتاب (الآثار) عن أبي حنيفة قال: وبه نأخذ)) أ. هـ
وقال القرطبي في (المفهم) (1/ 512): ((ولا يجوز حلق اللحية ولا نتفها ولا قص الكثير منها , فأما أخذ ما تطاير منها وما يشوه ويدعو إلى الشهرة طولا وعرضا فحسن عند مالك وغيره من السلف)) أ. هـ
وقال القاضي عياض في (إكمال المعلم) (2/ 36): ((وأما الأخذ من طولها وعرضها فحسن)) ا. هـ
ومن العلماء من ذهب إلى المنع من الأخذ مطلقا:
قال الحافظ ابن حجر في (الفتح) (10/ 350): ((قال الطبري: ذهب قوم إلى ظاهر الحديث فكرهوا تناول شيء من اللحية من طولها ومن عرضها))
وقال النووي في (المجموع) (1/ 290): ((والصحيح كراهة الأخذ منها مطلقاً، بل يتركها على حالها كيف كانت، للحديث الصحيح (وأعفوا اللحى)) أ. هـ
وقال في شرحه لصحيح مسلم (3/ 151): ((والمختار ترك اللحية على حالها , وألا يتعرض لها بتقصير شيء أصلاً))
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز في (مجموع الفتاوى) (4/ 443): ((الواجب إعفاء اللحية وتوفيرها وإرخاؤها وعدم التعرض لها بشيء))
وقال الشيخ ابن عثيمين في (فتاوى على الدرب) (10/ 173) ((الواجب إبقاء اللحية كما هي ولا يتعرض لها بقص ولا بحلق))
وقال في (مجموع الفتاوى) (11/ 85): ((أما ما سمعتم من بعض الناس أنه يجوز تقصير اللحية خصوصاً ما زاد على القبضة، فقد ذهب إليه بعض أهل العلم فيما زاد على القبضة، وقالوا: إنه يجوز أخذ ما زاد على القبضة استناداً إلى ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنه كان إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما زاد أخذه. ولكن الأولى الأخذ بما دل عليه العموم في الأحاديث السابقة فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن حالاً من حال)) أ. هـ
وقال بعض العلماء بوجوب أخذ ما زاد على القبضة وليس معهم دليل.
وخلاصة ما سبق:
1.أن حلق اللحية حرام بالإجماع.
2. أن الأخذ منها وقصها بما يخل بتوفيرها وكثرتها حرامٌ أيضاً لمخالفته الأمر بالإعفاء والإرخاء والتوفير الوارد في الأحاديث وضابط ذلك ما زاد على القبضة.
3.أن المعاصي تتفاوت، فالحلق أعظم من أخذ شيء منها.
4.أن الأخذ من اللحية بما لا يخرجها عن كونها كثة وكثيفة وهو ما زاد على القبضة مما اختلف فيه العلماء قديماً وحديثاً.
5.أن حاصل كلام القائلين بجواز الأخذ منها هو الأخذ مما زاد على القبضة ولا أعلم أحداً يقول بجواز الأخذ دون ذلك.
6. أن سبب اختلافهم كما سبق بيانه هو معنى الإعفاء واختلافهم في تقديم إحدى القاعدتين على الأخرى، قاعدة: (العبرة برواية الراوي لا برأيه) وقاعدة: (الراوي أدرى بما روى).
7.أن الأولى والأحوط خروجاً من الخلاف تركها دون أخذِ شيء منها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أمَّا مسألة الإنكار، فمن حلقها أو أخذ منها وقصَّرها وخففها فانكر عليه لأنه فعل منكراً لكنه منكرٌ دون منكر والمعاصي تتفاوت كما تقدم، أما من وفَّرها وكثَّرها وأرخاها ولو أخذ مما زاد على القبضة فلا تنكر عليه لأنها من مسائل الاجتهاد ولا إنكار في مسائل الاجتهاد ولم ينكر الصحابة رضي الله عنهم على من فعل ذلك كابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما.
والله أعلم
أجاب عن هذا الشيخ علوى بن عبد القادر السقاف جزاه الله خيرا وأجزل له المثوبة
وأعذرونى يا إخوة أننى لم أكتب اسم الشيخ حفظه الله فى المشاركة الأولى لأننى لم أكن أعرف من قال هذا الكلام ولكننى ألفيته كلاما جيدا جامعا لكل ما تريد أن تعرفه عن مسألة اللحية وتخفيفها وخلاف العلماء فيها وجزى الله الشيخ السقاف عنا خير الجزاء
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 05 - 10, 05:58 م]ـ
فاختلف أهل العلم في حد القدر الواجب، وجمهورهم قالوا: هو ما إذا رؤي الرجل عُرف أنه ملتح، هذا القدر الذي يحصل به الامتثال، وما زاد على ذلك يكون مندوباً، إلى أن يكون القبض، وما زاد على القبضة يجوز تركه، فإذا وصل إلى القبضتين فما زاد على القبضتين يكره توفيره.
اختلافهم وتفصيلهم هذا مع عدم ورود ما يدل عليه = دليل بين على فساده.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[22 - 05 - 10, 04:43 ص]ـ
اختلافهم وتفصيلهم هذا مع عدم ورود ما يدل عليه = دليل بين على فساده.
يا شيخ عبدالرحمن أول أمر دعهم يثبتون أن الجمهور قالوا أن القدر المجزئ هو إذا رؤي الرجل عُرف أنه ملتح، ثم الرد عليهم لكن هذا دون خرط القتاد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 05 - 10, 05:48 م]ـ
يا شيخ عبدالرحمن أول أمر دعهم يثبتون أن الجمهور قالوا أن القدر المجزئ هو إذا رؤي الرجل عُرف أنه ملتح، ثم الرد عليهم لكن هذا دون خرط القتاد
بارك الله فيك وشكر لك
رأيتك نبهت على هذا، فانتقلت إلى موضع آخر فيه خلل أيضا.
ولا يعني أني أقر له بصوابه.
وجزاك الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/236)
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[22 - 05 - 10, 08:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
إشكال: هل النصوص الشرعية في مسألة إعفاء اللحية وتوفيرها منوطة بالهيئة الشرعية - في تحقيقها -؟ إن كان الجواب بنعم فما ضابطها؟
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[22 - 05 - 10, 08:54 م]ـ
أمَّا الذي لا يخفى على من قرأ كتبَ الفقهِ وكتبَ الأثرِ، أنَّ المرويَّ عن الصحابةِ لم يُرْوَ عنهُم غيرهُ و الجماهيرَ من أهلِ العِلمِ والكثرةَ الكاثرةَ من الفقهاءِ والمُحَدِّثينَ على جوازِ أخذِ ما تحتَ القبضةِ، على تفاصيلَ عِندَهُم من كارهٍ ومُبيحٍ ومُستَحِب ومُوجِبٍ، أو مقيِّدٍ بنسُكٍ من عدمِهِ.
وأنَّه لم يُؤثَرْ عن أحدٍ قطُّ من أئمَّة السلفِ ولا أئمَّةِ المذاهبِ الأربعةِ الإنكارُ على من فعلَ ذلكَ أو أباحَهُ،
وإنْ أخذَ الإنسانُ بما أخذَ بهِ بعضُ أهلِ العِلمِ ومنهم أئمَّتُنا ابن بازٍ وابنِ عثيمينَ القائلونَ بالمنعِ من ذلِكَ، فليسَ لهُ الإزراءُ على مشهورِ المذاهبِ الأربعَةِ.
وأمَّا إطلاقُ وصفِ الفسادِ على مذهبِهِم لاختِلافِهِم في القدر المجزئِ، فغايةٌ في الفسادِ، ألا ترى أنّ كثيراً من مسائلِ الفقهِ يتّفقُ على أصلِها ويُختَلفُ في القدرِ المُجزئِ منها!
وقولُ الصَّحابيِّ حجَّةُ في مشهورِ المذاهبِ الأربعةِ إلا الشافعيّ في الجديدِ اختُلِفَ فيهِ عنهُ، وقول الصحابيّ هو: إذا قالَ الصحابي قولاً ولم يشتَهِر بينَ الصحابة ولم يُعرَف له مخالفٌ.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[22 - 05 - 10, 09:53 م]ـ
ـ جواب على الإشكال الأول:
قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في " فتح الباري " (10/ 362. طبعة دار الريان للتراث المصرية): [حكى الطبري اختلافاً فيما يؤخذ من اللحية: هل له حد أم لا؟ .. ].اهـ
ونقل الحافظ النووي عن القاضي عياض رحمه الله اختلاف السلف في الأخذ من اللحية وحدّه كما في كتابه "شرح صحيح مسلم" (3/ 116.طبعة مكتبة الصفا المصرية) حيث قال: [وقد اختلف السلف هل لذلك حدّ].اهـ
ـ قال شيخنا العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله- كما في شرح العقيدة الواسطية شريط برقم/ 28:
" ما كان الخلاف فيه قوياً فهذا لا يُنكَرْ، مثل قراءة الفاتحة في الصلاة، فمن تركها مثلاً هذا الخلاف فيه قوي، هل تجب في الصلاة على المأموم أم لا تجب، يتحملها الإمام، هذا الخلاف فيها قوي معروف، مثل زكاة الحلي ومثل إعفاء اللحية بعدم أخذ شيء منها أو بما زاد عن القبضة ونحو ذلك من المسائل.
هذه المسائل فيها خلاف، واختلف فيها العلماء ومذاهب الأئمة فيها معروفة ونحو ذلك.
هذه المسائل الخلاف فيها قوي، الباب فيها باب دعوة ومجادلة لا باب إنكار".اهـ
الخلاف ثابت في مسألة الأخذ من اللحية وكذا في حدّ ذلك، لكن بقي إشكال وهو: ما محل الفقه المقصود في المسألة؟! أليس هو الهيئة الشرعية المطلوبة في النصوص؟ ا فما ضابطها إذن؟
ولعلّ الجواب عن هذا يزيل الإشكال الذي طرح الأخ الكريم بارك الله فيه. والله أعلم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - 05 - 10, 02:17 م]ـ
ضابط الهيئة المرادة في الشرع لا يخرج من اثنين
الاعفاء المطلق أخذ بظاهر النصوص
أو
أخذ القبضة على من قال بجوازه لأن الذين قالوا بجواز أخذ القبضة رأوا أن آثار الصحابة الواردة في القبض مخصصة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (اعفوا الله اللحى) وبما أن الصحابة الذين أخذوا اتفقوا على هيئة واحدة دل على أن ما عداه من الأخذ ليس بمشروع
أما القول الذي نسبه الأخ أسامة للشيخ الددوو بأن الجمهور يقولون إذا رأي الإنسان قيل أنه قد أعفى لحية فهذا لا أدري كيف أصرفه إذ لم أجد على بحثي القاصر هؤلاء الجمهور ورحم الله من أفادني
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[23 - 05 - 10, 04:49 م]ـ
وقد رأيت الشيخ د. خالد المصلح في قناة المجد في الجواب الكافي، وفي قناة دليل أيضا، سئل عن ذلك، وهذا نص جوابه:
فأجاب الشيخ:
من أهل العلم من قال:
من امتثال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن لا تتعرض للحية بالكلية؛ لأنه يتحقق به الاعفاء التام وهو التكثير والاطلاق.
ومن أهل العلم من قال: الاعفاء ليس المقصود به الاطلاق التام، وهذا قول جمهور علماء الأمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/237)
فقالوا: يجوز الأخذ من اللحية، لكنهم اختلفوا في الحد الذي ينتهي إليه الأخذ، وقد جاء عن الصحابة رضي الله عنهم الأخذ من اللحية، كما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه، وعن أبي هريرة، وابن عمر هو رواي هذا الحديث وهو ممن يفقه كلام النبي صلى الله عليه وسلم ويدرك دلالات (أوفوا - أرخوا - أعفوا) اللغوية، فهو صاحب لسان.
وبالتالي لم يفهم ابن عمر رضي الله عنه أن معنى الاعفاء هو الاطلاق الكلي الذي معناه أن لا يتعرض لها بالكلية، هذا [يقصد: القول بالاعفاء التام] قول الأقلين من أهل العلم وإن كان قولا يستند إلى دلالات لغوية.
لكن الكلام على القول العام الواسع الذي في المذاهب كلها، وقول الجمهور: أنه يجوز الأخذ من اللحية وأن الأخذ منها لا يعارض الاعفاء والاطلاق المأمور به، لكن ما الحد؟
هذا موطن خلاف: فمن أهل العلم من اقتصر على ما ورد عن الصحابة، فقد جاء عن ابن عمر وأبو هريرة أنهم أخذوا ما جاوز القبضة، وهذا بقدر متوسط الكف العادية، لا الكف الكبيرة ولا الصغيرة.
وبهذا يكون هذا هو الحد، وهذا قول جمهور العلماء في الحد.
ذهبت طائفة من أهل العلم إلى أنه ليس هناك حد يصار إليه، فهذا فعل من الصحابة، والفعل لا يدل على التقييد، إنما هو فعل يدل على أنه هكذا كان أخذهم.
فالمسألة اجتهادية، وليس هذا ببيان للحد الذي أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا القول أقرب للصواب، أنها لا تحد بالقبضة.
وإن كان ابن عابدين حكى في حاشيته إجماع أهل العلم على انه لا يجوز ان تأخذ ما دون القبضة، والصواب: أنه ليس بإجماع، فقد جاء عن الحسن البصري، وهو من التابعين، وجاء عن الطبري أبو جعفر وهو المفسر والفقيه العلم المشهور، أنه يجوز اخذ ما دون ذلك.
ما الحد؟
الحد: هو أن يكون مُطْلِقاً عرفا، وهذا معناه تحديدا (أن لا يصل باللحية إلى الشارب).
الشارب المأمور به: الانهاك والجز والاحفاء، فإذا وصل حد الأخذ من اللحية إلى الجز والإحفاء أو الإنهاك، هنا يكون قد وقع في خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ولهذا: المرجع في الاعفاء إلى ما جرى في العرف أنه اعفاء، كلن انتكست الأعراف نرجع للحد الذي ذكرتُه وهو ان لا يصل بها إلى حد الشارب المأمور فيه بالإحفاء والجز والانهاك.
هذا أقرب ما يقال وهو ظاهر كلام الطبري، وما أفاده كلام الحسن البصري.
والمسألة كيفما كانت مسالة خلافية لا تستوجب إشكالا كبيرا.
وأما قياس اللحية بالسنتيمترات، والقياس الدقيق فهذا ليس بصحيح.
- المقدم: أحسن الله إليكم، كان يسأل عن حدودها، ما نزل على الرقبة؟
- الشيخ: اللحية: ما نبت على اللحيين والذقن - هكذا في كلام غالب أهل اللغة -.
ذهب طائفة من أهل العلم إلى أن اللحية ما نبت على الذقن فقط، فعلى هذا الذي يطلق هذا [وأمسك ذقنه] فهو قد التحى على قول جماعة من أهل العلم، وهو قول عند بعض أهل العلم، فاللحية عندهم ملتقى اللحيين.
الصواب: أن اللحية ما على اللحيين والذقن، أما ما على الخد وأسفل الرقبة، فهذا خارج عن حدود اللحية فلا يجب إطلاقه.
[والمقطع موجود في اليوتيوب]
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[23 - 05 - 10, 05:51 م]ـ
بارك الله في الذين شاركوا وأثروا الموضوع ...... وكلام الشيخ خالد المصلح ترتاح له النفس لأنه ضبط حدود الخلاف في مسألة الحد الأدنى الذي يحصل به الإمتثال وعزاه الى الحسن والطبري
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[23 - 05 - 10, 06:41 م]ـ
ولهذا: المرجع في الاعفاء إلى ما جرى في العرف أنه اعفاء، كلن انتكست الأعراف نرجع للحد الذي ذكرتُه وهو ان لا يصل بها إلى حد الشارب المأمور فيه بالإحفاء والجز والانهاك.
أعتذر عن الخطأ، والصواب: لكن إن انتكست الأعراف ...
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[24 - 05 - 10, 12:22 ص]ـ
عليك بهذا الرابط وهذا المقال وقد كتبته قديما
وفقك الله
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 05 - 10, 01:08 ص]ـ
: فمن أهل العلم من اقتصر على ما ورد عن الصحابة، فقد جاء عن ابن عمر وأبو هريرة أنهم أخذوا ما جاوز القبضة، وهذا بقدر متوسط الكف العادية، لا الكف الكبيرة ولا الصغيرة.
وبهذا يكون هذا هو الحد، وهذا قول جمهور العلماء في الحد.
الأخ أبوعدي السؤال لك وللأخ أسامة أين الجمهور الذين عناهم الشيخ الددو إذا كان الجمهور قالوا أن القبضة هي الحد الذي لا يتجاوز في الأخذ على حد كلام الشيخ المصلح فماذا ينفع هذا النقل نقل الشيخ الددو السابق .. أتمنى أن أرى الجمهور الذين عناهم الشيخ الددو
- - هنا مسألة وهو مناقشة ما يراه الشيخ المصلح صواباً وهو أن القبضة ليست بحد
لماذا توارد الصحابة على الأخذ منها دون زيادة؟؟!!! إلا لمعنى خاص عندهم أن هذا يجوز وخلافه لا يجوز وهو الزيادة عن هذا المقدار وإلا ما فائدة التحديد وتقيدهم بهذه الصفة دون زيادة؟؟!!
- - أنبه لأمر هذا تنزلاً على جواز أخذ القبضة وإلا مخالفوكم يقولون أن الشرع من صاحب الشريعة عام فمن ذا الذي قيده؟ فإن قلتم فعل ابن عمر قيل لكم كيف يقيد فعل الصاحب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أمر النبي صلى الله عليه وسلم علماً أن الخلاف في مسألة تقييد الصاحب العام من قول النبي صلى الله عليه وسلم إنما ورد في القول (قول الصاحب) لا فعله؟!!
إضافة أخيرة
المشاركة الأصلية بواسطة أبو عدي القحطاني
ولهذا: المرجع في الاعفاء إلى ما جرى في العرف أنه اعفاء، لكن انتكست الأعراف نرجع للحد الذي ذكرتُه وهو ان لا يصل بها إلى حد الشارب المأمور فيه بالإحفاء والجز والانهاك.
تساؤل عندما تتنتكس أعراف القوم يرجع إلى ما يقرره الشيخ المصلح؟!!
أسئلة نريد أجوبة علمية عليها حتى يستفيد الجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/238)
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[24 - 05 - 10, 02:46 ص]ـ
أبا الحسنِ - أحسنَ اللهُ إليكَ -، قلتَ:
فإن قلتم فعل ابن عمر قيل لكم كيف يقيد فعل الصاحب أمر النبي صلى الله عليه وسلم علماً أن الخلاف في مسألة تقييد الصاحب العام من قول النبي صلى الله عليه وسلم إنما ورد في القول (قول الصاحب) لا فعله؟!!
قالَ ابنُ النجَّارِ في الكوكبِ المنيرِ: (فَائِدَةٌ: فِعْلُ الصَّحَابِيِّ) وَسَيَأْتِي تَعْرِيفُ الصَّحَابِيِّ (مَذْهَبٌ لَهُ) أَيْ لِلصَّحَابِيِّ الَّذِي فَعَلَهُ فِي الأَصَحِّ مِنْ الْوَجْهَيْنِ.
قالَ ابنُ الهمامِ: (وَيُتَصَوَّرُ كَوْنُ فِعْلِ الصَّحَابِيِّ) الْمُخَالِفِ لِلْعُمُومِ (عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ مُخَصِّصًا إذَا عُرِفَ عِلْمُهُ) أَيْ الصَّحَابِيِّ (بِالْعَامِّ إذْ قَالُوا) أَيْ الْحَنَفِيَّةُ وَوَافَقَهُمْ الْحَنَابِلَةُ (بِحُجِّيَّتِهِ) أَيْ فِعْلِ الصَّحَابِيِّ (حَمْلًا عَلَى عَمَلِهِ) الصَّحَابِيِّ (بِالْمُقَارِنِ) أَيْ بِالْمُخَصَّصِ الْمُقَارِنِ لِلْعَامِّ (وَهُوَ) أَيْ حَمْلُ فِعْلِهِ فِي هَذِهِ الصُّورَةِ عَلَى الْعِلْمِ بِالْمُخَصَّصِ (أَسْهَلُ مِنْ حَمْلِهِمْ) أَيْ الْحَنَفِيَّةِ (مَرْوِيَّهُ) أَيْ الصَّحَابِيِّ إذَا فَعَلَ بِخِلَافِهِ (عَلَى عِلْمِهِ بِالنَّاسِخِ) لِأَنَّ التَّخْصِيصَ أَخَفُّ مِنْ النَّسْخِ فَيَتَعَيَّنُ حَيْثُ أَمْكَنَ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 05 - 10, 05:31 ص]ـ
قالَ ابنُ النجَّارِ في الكوكبِ المنيرِ: (فَائِدَةٌ: فِعْلُ الصَّحَابِيِّ) وَسَيَأْتِي تَعْرِيفُ الصَّحَابِيِّ (مَذْهَبٌ لَهُ) أَيْ لِلصَّحَابِيِّ الَّذِي فَعَلَهُ فِي الأَصَحِّ مِنْ الْوَجْهَيْنِ.
.
وإليك أحسن يا شيخ عبدالرحمن .. على كل حال أنا قد أخطأت
لكن هذه ليست مسألتي (لأن الحلاف بين أخذ القبضة وترك اللحية من غير أن تمس خلاف قوي)
المسألة الآن في قول الشيخ المصلح والشيخ الددو
- منهم جمهور الشيخ الددو؟
- ما الذي يجعل المسلم يتقيد بقول الشيخ المصلح إذا كان عرف الناس أنهم يقصون اللحية على المكينة صفر؟ ويقولون فلان عنده لحية؟ وهو الذي جعل حد المسألة إلى العرف فبما أنه لم يصل الأمر إلى الموس فما المانع من الصفر؟
وأتمنى كما أفدتنا بهذه الفائدة الأصولية يفيدنا الأخوة بالإجابة على هذه الأسئلة؟ علمياً
ـ[أبو الوليد القاسمي]ــــــــ[24 - 05 - 10, 07:18 ص]ـ
لدي إشكال وهو؟
إذا نص حديث الإعفاء فهم منه وجوب الإعفاء ... فقد عطف عليه بالواو حف الشوارب وجزها وإنهاكها
فكيف نشدد على إرخاء اللحى ونترك الكلام على الشوارب!!!!
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[24 - 05 - 10, 09:34 ص]ـ
معليش ما ذكرت الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1250849#post1250849
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 05 - 10, 03:46 م]ـ
لدي إشكال وهو؟
إذا نص حديث الإعفاء فهم منه وجوب الإعفاء ... فقد عطف عليه بالواو حف الشوارب وجزها وإنهاكها
فكيف نشدد على إرخاء اللحى ونترك الكلام على الشوارب!!!!
هنا الرد على إشكالك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79332
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[24 - 05 - 10, 03:48 م]ـ
الأخ أبوعدي السؤال لك وللأخ أسامة أين الجمهور الذين عناهم الشيخ الددو إذا كان الجمهور قالوا أن القبضة هي الحد الذي لا يتجاوز في الأخذ على حد كلام الشيخ المصلح فماذا ينفع هذا النقل نقل الشيخ الددو السابق .. أتمنى أن أرى الجمهور الذين عناهم الشيخ الددو
الأخ الكريم أبو الحسن .. حفظه الله
انا لم أنقل كلام الشيخ الددو استدلالاً وانتصاراً، كلا ..
ولكني نقلته لأبحث عن توجيه لكلامه وقدقلتُ في آخر النقل: ما التوجيه الصحيح لكلام الشيخ؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 05 - 10, 03:54 م]ـ
الأخ الكريم أبو الحسن .. حفظه الله
انا لم أنقل كلام الشيخ الددو استدلالاً وانتصاراً، كلا ..
ولكني نقلته لأبحث عن توجيه لكلامه وقدقلتُ في آخر النقل: ما التوجيه الصحيح لكلام الشيخ؟
الأخ الكريم والشيخ الفاضل أسامة الشامخ ... جعله الله شامخا في التوحيد والسنة
كلام الشيخ الددو خطأ ... فلا حاجة لتوجيهه .. ولعل سبب الخطأ والله أعلم أن ما نقلت غير محرر وإنما هو مفرغ من شريط فدخل الوهم على الشيخ من هذا الباب والله أعلم ..
ـ[اسامة الشامخ]ــــــــ[24 - 05 - 10, 04:03 م]ـ
أحسن الله إليك أبا الحسن ..
ولكن النقل لا يمنع من إثراء المسألة علمياً لأنها مشكلة على الكثير، وانا منهم ..
وهذا يعود لقصر الباع وقلة البضاعة ..
فحسبنا بالسؤال والمناقشة توصلاً الى الحق ..
ولكني أعتب على البعض منا أن يجد من نفسه مشاحنة في إثارة مثل تلك المسائل كمسألتنا هذه ..
فيضيق صدره ولا يتسع، وينتصر لرأيه ولا يستمع ... وهذه أعدها من النقائص والعيوب في صفات طالب العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/239)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 05 - 10, 04:15 م]ـ
جزاك الله خيرا على نصحك وبارك لك وفيك وإن كُنتَ أو أحداً من الإخوة وجد حدةً في الرد فأسأل الله أن يغفر لي خطيئتي وأن يصفح عني فهو بكل جميل كفيل سبحانه ..
وأعلم بارك الله فيك أن مما يحزن له المرء أن يتعاطى مع المسائل العلمية الشرعية بهذه الطريقة وهو العزو للجمهور قولا من غير تثبت أو تقييد الشرع بقيود ليس عليها دليل ...
وهذه المسألة ليست معقد ولاء وبراء لكن الإشكال يبقى كم لحيةً قد ذهبت تباعاً لهذه الأقوال وكم لحية ستذهب فالواقع إشفاق على المفتي والمستفتي ...
وأسأل الله سبحانه أن يغفر لي ولإخواني ولمشايخنا
والله أعلم
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[29 - 05 - 10, 01:34 م]ـ
السلام عليكم.
شيخنا الأثري أنا مجرد ناقل، وقد حمَّرتُ ما استغربتُه في كلام الشيخ.
ودعوى الجمهور عريضة جد عريضة، أتمنى أن أجد من يثبتها؟
من أوجه الاستدلال الدقيقة استدلال العلامة ابن باز رحمه الله بالقرآن على إثبات وجوب إعفاء اللحية وذلك من قوله تعالى مخاطبا نبيه: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ َ} الأنعام90 مع قول هارون لموسى عليهما السلام: {يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي} طه94
ووجهه: أن إعفاء اللحية كان من هداهم، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم في الجملة ومن ذلك بلا شك إعفاء اللحية.(112/240)
دعاء ركوب المركوب (أضحك من ضحك رب العزة)
ـ[أبو عمار المسلم]ــــــــ[22 - 06 - 09, 08:05 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ..
دعاء ركوب الدابة، أو السيارة ..
1/
كان النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا ركب دابةً قال:
{سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}
2/
قل:
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيءٍ قدير،
رب اغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
أتعلمون الفائدة من وراء هذا الذكر؟
ورد في الحديث الصحيح:
أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ركب دابته وقال هذا الدعاء، ثم ضحك،
فقال لأصحابه: (ألا تسألوني لِمَ ضحكت؟ قالوا: ومم ضحكتَ يا أمير المؤمنين، قال:
ركب النبي صلى الله عليه وسلم دابته وقال هذا الدعاء وضحك، فقال لنا: ألا تسألوني ممَّ أضحك، قالوا: ممَّ تضحك يا رسول الله؟ قال:
(أضحك من ضَحِك رب العزة: يقول: علم عبدي أن له رباً يغفر فغفرت له).
-*-*-*-*-*-*-
كيف تغفل عن هذا الذكر، وأنت تركب الدابة ذاهباً وآيباً طيلة النهار؟! لماذا تخسر هذا الأجر، وهو لا يكلفك شيئاً ..
-*-*-*-*
من دروس الشيخ أبي اسحاق الحويني حفظه الله ورعاه وسدد الله خطاه في دروب الخير ..(112/241)
الرد على مقال: هل النامصة ملعونة؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 06 - 09, 09:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله «الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ» والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وسلم أما بعد:
فإن الله أوجب على كل مؤمن أن يطيعه ويطيع رسوله، وأمر بذلك في نصوص كثيرة جدا، وعلق الهداية بطاعته: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}، وبين أن دعوى محبته تعالى لا تصح إلا باتباع رسوله: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، ووعد من أطاعه وأطاع رسوله بالفوز العظيم: {وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}، وأن {مَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}.
فالواجب على كل مكلف تعظيم أوامره عليه الصلاة والسلام واتباعها، واجتناب نواهيه، والتسليم لسنته، فالحلال ما أحله، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، ومن سواه من العلماء والأمراء إنما يطاعون تبعا لطاعته، ولا يقدم قول أحد من الخلق على قوله، ولا يرد قوله لقول أحد من البشر كائنا من كان.
ولذا كان الأئمة يأمرون بترك أقوالهم إذا عارضت سنته صلى الله عليه وسلم.
وبعد:
فقد رأيت في جريدة الرياض في 20/ 6/1430هـ مقالا للأخ محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل إسماعيل، عنوانه: هل النامصة ملعونة؟ (1)
ابتدأ الأخ مقاله بذكر بعض الحكايات، والظاهر أنه ذكرها ليستميل بها القراء، ويجعلها مقدمة ومبررا للحكم الذي يريد التوصل إليه، وكان يمكنه الحديث عن المسألة بتقرير الحجة فيها من غير سلوك لهذه الطريقة.
ثم ذَكَر اللعن الوارد في صحيح مسلم في شأن النامصة ثم قال: «إنَّ اللعن ورد في شأن من تعمل ذلك من أجل الفجور، وأنه كان شعار الفاجرات».
وهذا التقييد لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وحصره في هذا النوع، لم يذكر له حجة، وإنما هو تحكم محض في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل أن فلانا وفلانا من العلماء قال ذلك القول!
مع إعراضه عن أقوال غيرهم ممن هو أجل منهم، وأعلى قدرا، وأكثر عددا.
مع أنه لو أعطى الأدلة حقها من النظر = لعلم بعد هذا التأويل الذي ذكره.
فظاهر الحديث برواياته الكثيرة يرد تأويله، فقد ثبت في الصحيحين والسنن والمسانيد من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: «لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله.
قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب، وكانت تقرأ القرآن، فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟
فقال عبدالله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهو في كتاب الله؟!
فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته!
فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قال الله عز و جل: {وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
فقالت المرأة: فإني أرى شيئا من هذا على امرأتك الآن!
قال: اذهبي فانظري.
قال: فدخلت على امرأة عبدالله = فلم تر شيئا، فجاءت إليه، فقالت: ما رأيت شيئا.
فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها». لفظ مسلم (2125).
وعند عبد الرزاق 3/ 145، وابن ماجه (1989): «قالت: إني لأظن أهلك يفعلون بعض ذلك».
وعند أحمد (3945): «قالت: المرأة فلعله في بعض نسائك! قال لها: ادخلي، فدخلت، ثم خرجت، فقالت: ما رأيت بأسا. قال: ما حفظت إذًا وصية العبد الصالح: {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}».
وعند أبي داود (4171): فقال: «لو كان ذلك ما كانت معنا».
وعند الترمذي (2782): «لعن الواشمات، والمستوشمات، والمتنمصات مبتغيات للحسن مغيرات خلق الله».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/242)
وعند النسائي (5107): «سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يلعن المتنمصات والمتفلجات والموتشمات اللاتي يغيرن خلق الله عز و جل».
وقد جاء معنى هذا الحديث من حديث ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم.
فأنت ترى بوضوح علة لعن النبي صلى الله عليه وسلم وهي: تغيير خلق الله.
وترى بوضوح فهم الصحابي لذلك، وأن امرأته لو فعلت ذلك لطلقها ولم تبق معه.
ومما يبين فساد التأويل الذي ذكره أن الأمور المذكورة في النص ـ وبابها واحد ـ قد عللت بتعليل واحد، وهي لا تخص الفاجرات، وهي: النمص ووصل الشعر، والوشم، وبرد الأسنان.
ولا يمكن أن يدعى أن كل هذه الأفعال من أجل الفجور!
وبعضها معروف عندهم قبل النهي يفعلها النساء، وهي مذكورة في أشعار العرب وأخبارهم.
وقد قال البخاري في صحيحه: «باب: لا تطيع المرأة زوجها في معصية» وذكر تحته حديث (5205) عائشة رضي الله عنها: «أن امرأة من الأنصار زوَّجت ابنتها، فتمعط شعر رأسها، فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقالت: إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها. فقال: لا، إنه قد لُعن الموصلات» وفي لفظ: (5934) «فقال: لعن الله الواصلة والمستوصلة». ورواه مسلم أيضا (2123).
وفي صحيح مسلم (2122) عن أسماء بنت أبي بكر قالت: «جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم، فقالت: يا رسول الله إن لي ابنة عريسا أصابتها حصبة فتمرق شعرها أفأصله؟
فقال: لعن الله الواصلة والمستوصلة».
فأنت ترى أنه صلى الله عليه وسلم منع هذه المرأة من وصل الشعر مع:
1 - حاجتها لذلك لتساقط شعرها من المرض.
2 - هي حديثة عهد بعرس. 3
- وزوجها يريد ذلك.
ومع هذا كله = لم يأذن لها، وبين أن هذا الفعل محرم ولو كان من أجل الزوج.
ولذا فإن قول الأخ محمد: «لأنَّ اللعن طرد من رحمة الله وهذه المتزوجة عملته لزوجها لتعفه من النظر إلى غيرها واللعن لا يكون إلاَّ في شيء كبير وهو فعل ذلك من أجل الفاحشة لا لأجل الزوج.»
اعتراض على النص بتعليل عليل، ليس في النص أي دلالة عليه، والكبيرة قد بين العلماء ضابطها من خلال النصوص، وهو منطبق هنا.
وكون الفعل المحرم فعل لأجل الزوج = لا يغير من الحكم شيئا، كما لو طلب مواقعتها في الحيض أو الدبر = فلا يجوز لها تمكينه من ذلك ولو كانت تريد إعفافه؛ لأن هذه أفعال محرمة، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وقوله: «ثم إنَّ المرأة مأمورة بالتجمل والتزين والتطيب والظهور في الصورة التي تحبب زوجها فيها ولا يصرف نظره إلى غيرها». وقوله في تعليل ذلك: «لئلا ينفر منها زوجها ولتدوم الألفة والمحبة».
هذا صحيح، لكن فيما أحله الله، ولا تعارض النصوص الصحيحة بهذا الكلام المجمل، وترد من أجله أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم منع النبي صلى الله عليه وسلم وصل المرأة لشعرها المتساقط لأجل زوجها.
وكما أنه لا يجوز للرجل أن يحلق لحيته ليتجمل بذلك لزوجه، ولو ترتب على ذلك أنها تنفر منه.
وقل مثل ذلك في أي فعل يريده أحد الزوجين ـ وهو محرم ـ وإن لم يفعله نفر منه الآخر.
وقوله: «جاء في معونة أولي النهى شرح المنتهى وعليه الفتوى لدى الحنابلة».
لما رد النص الصحيح الصريح أراد أن يساند قوله بما وجده في كتب العلماء، فنقل هذا النقل فيه القول المرجوح، وترك المعتمد في المذهب حتى عند صاحب الكتاب!
وقوله: «إن عليه الفتوى .. ».
غلط؛ لأن هذا الوصف لـ: «منتهى الإرادات» لا لشرحه. كما هو مقرر في كتب الحنابلة (2).
والذي في «منتهى الإرادات» ـ المعتمد في الفتوى ـ 1/ 42: «ويحرم نمص، ووشر، ووشم، ووصل ولو بشعر بهيمة، أو بإذن زوج». ولم يعرج على قول من قال بالجواز.
لأن المعتمد والمصحح في المذهب هو القوم بالتحريم مطلقا،
قال صاحب الإنصاف 1/ 125:
«ويحرم نمص، ووشر، ووشم، على الصحيح من المذهب».
وقال في الفروع 1/ 158:
«ويحرم نمص، ووشر، ووشم، في الأصح».
مع أن عبارة المعتمد في الفتوى عند الحنابلة قد ذهبتَ من قديم، والحنابلة من قيام الدعوة المباركة ـ دعوة الشيح محمد بن عبد الوهاب ـ لا يعولون على كتاب بعينه؛ بل عمدتهم الكتاب والسنة.
وقوله ـ ناقلا عن المعونة ـ: «وأباح ابن الجوزي النمص وحده وحمل النهي على التدليس أو أنه كان شعار الفاجرات وفي الغنية وجه يجوز بطلب زوج». اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/243)
هذا النقل عن ابن الجوزي ربما فيه تجوز؛ لأن في كتاب ابن الجوزي «كشف المشكل» 1/ 184: «وظاهر هذا الحديث أن الكلام مطلق في حق كل من فعل هذا، وقول ابن مسعود يدل على ذلك، ويحتمل أن يراد به المتصنعات من النساء للفجور؛ لأن مثل هذا التحسن دأبهن، ويحتمل أن يراد بهن المموهات على الرجال بمثل هذه الأفعال لتغر المتزوج».
ونحوه في كتابه الآخر «أدب النساء» كما نقله عنه السفاريني في «غذاء الألباب» 1/ 332.
فهو مقر بأن ظاهر الحديث الإطلاق، وإنما ذكر ما ذكره احتمالا.
فهل نترك نص الذي لا ينطق عن الهوى لاحتمالات رجل من أمته يصيب ويخطئ؟!
وكذا ما ذكره في الغنية من قوله: «كما جوَّز لها التزيين بألوان الثياب» قياس في معارضة النص، وهو قياس فاسد؛ لأنه قياس للمباح بالمحرم، وباقي كلامه من جنس كلام ابن الجوزي.
فهذا علل مستنبطةلم يذكروا لها دليلا، وتركوا العلة المنصوص عليها في الحديث، ولو كان ما ذكروه صحيحا لبينه النبي صلى الله عليه وسلم أتم بيان ولفهمه عنه أصحابه.
فهو أفصح الخلق، وأنصحهم، ويمتنع مع نصحه وفصاحته = أن يتكلم بكلام في مثل هذا الزجر، ويكون ظاهره باطلا غير مراد، حاشاه عليه الصلاة والسلام.
وقوله: «قال في الغنية وهو من أمهات كتب الحنابلة المعتمدة للشيخ الإمام عبدالقادر الجيلاني الذي أجمع العلماء على صلاحه وورعه وتقواه».
هذه الطريقة في التعريف بالكتاب والمؤلف = لتعطي نوعا من الثقة بهذا القول.
ونسي ـ هداه الله ـ أن من هو أكبر منه من أئمة العلماء قالوا أقوالا مرجوحة؛ بل باطلة، ولم يكن صلاحهم مروجا لما خالفوا فيه الحق، وإن كانوا مجتهدين.
وإنما تروج هذه على المقلدة الذي يتركون كلام الله ورسوله لكلام من يعظمون من العلماء.
وقوله: «ثم إنَّ عندنا أحاديث كثيرة فيها لعن مثل أحاديث لعن الذي يقطع شجر السدر ... ولكن الناس مازالوا يقطعون السدر لماذا؟ لأنَّ العلماء حملوا اللعن على قطع سدر الحرم».
لعله أراد بإيراد هذا تسهيل مخالفته، وأنها لها مثيلات من فعل العلماء!
وكلامه غير سديد، لأن من العلماء من ضعف أحاديث قطع السدر، فضعفها ابن الجوزي في «العلل المتناهية» 2/ 656: ونقل أيضا عن العقيلي أنه قال: والرواية في هذا الباب فيها اضطراب وضعف، ولا يصح في قطع السدر شيء، وقال أحمد بن حنبل: ليس فيه حديث صحيح. اهـ
وضعفه ابن القيم في «المنار المنيف» ص127 وغيرهم.
وهو مع ضعفه معارض بنصوص أخرى، كما في الصحيحين في الأمر بغسل الميت بماء وسدر، ومن العلماء من حمل الحديث على محامل أخر.
وهذا كله بخلاف هذا الحديث الصحيح الصريح الذي لم يعارضه شيء، والذي كان راويه يلعن من وصل ونمص و .. إلخ
وقوله ـ في خاتمة مقاله ـ: «فهذا هو الإسلام إذاً، المرأة أحق بالتزين والتجمل والتحبب لزوجها».
لا ليس هذا هو الإسلام؛ بل الإسلام هو غاية الانقياد والطاعة، وعدم معارضة الشرع بقول فلان وفلان.
والتجمل يكون بما أباحه الله لا بما لعن عليه، ومنعه.
قال الإمام أحمد عن السنة: «ولا تضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول ولا الأهواء، إنما هي الإتباع، وترك الهوى .. ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله = فقد كفي ذلك وأُحكم له، فعليه الإيمان به والتسليم له». شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/ 176.
ومما يحزن أن الأخ أرسل هذا المقال للصحف الذي دأبت على تشكيك الناس في أمر دينهم، وأن ما كان حراما بالأمس فهو حلال اليوم، فأصبح جموع من العامة لا يثقون بفتاوى أهل العلم، وجموع منهم أصحاب أهواء يريدون أي رخصة، ولا ينظرون في دليل ولا تعليل، وواقع هذا المقال كذلك فقد طار به جملة منهم ونشروه في منتدياتهم، مع أنهم لا يعرفون قائله، ولا مكانته من العلم، ولا أقوال العلماء في المسألة، وإنما يتبعون كل قول يوافق أهواءهم.
فأين سياسة الفتوى، وضبط الناس على قول كبرائهم، ومن المستفيد من زوال ثقة الناس بفتاوى علمائهم؟
وما المصلحة المرجوة من نشر هذا الأقوال الشاذة؟
ألم يكفي هذا الأخ أن يفتي من سأله ووثق به، ويترك الكلام العام لمن هو أولى منه وأعلم، ويحمد ربه أنه عافاه من الفتيا، فلم ذهب وأقحم نفسه فيها؟!
ولم يكفه نشره في جريدةٍ، بل عاد ونشره بعدها بأسبوع في جريدة المدينة!
وربما لم يعلم أنه موضوعه نال حتى إعجاب بعض كتاب الشبكة الليبرالية، فنقله هناك!
ـــــــــــــــــــ
(1) http://www.alismaeil.com/wp/?p=184
مع الإشارة إلى أنه نشر في الجريدتين!
(2) «المدخل» لابن بدران ص442، و «المدخل المفصل» ص 778، و «المذهب الحنبلي» ص472، و «المنهج الفقهي العام لعلماء الحنابلة» ص343.
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن, وحبذا لو ترسل لتلك الصحف ردك هذا لعلهم ينشرونه أو تكتب مقالا, بالموضوع لا على صيغة رد , فلعلهم ينشرونه, من باب معذرة إلى ربكم ,فهذا أكبر في الفائدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/244)
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[23 - 06 - 09, 02:17 ص]ـ
صدقت يا أبا البراء لو أرسلت المقال لجريدة الرياض فلعلهم يقبلونه
وأسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[23 - 06 - 09, 02:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
وبارك في علمك.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 03:05 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبد الرحمن
وأحثك على نشره في نفس الجريدة وسيُنشر بإذن الله تعالى
وفقك الله أبا عبد الله.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[23 - 06 - 09, 11:41 ص]ـ
بارك الله فيكم
هذا البلاء منتشر في بلادنا ـ مصر ـ للأسف
والنساء لا يصدقن الحديث
وكم من "مفتي" أجازه لهن وقال " بل النمص هو إزالة الحاجبين بالكامل ورسمهما"!
ـ[العنود المطيري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:45 م]ـ
شكر الله لك حرصك، وسعيك
و اتمنى أن تحاول نشره في جريدة الرياض أو المدينة أو أي جريدة آخرى
ولا تقل: لن ينشر، حاول يا أخي الفاضل .. !
وكل من يقرأه فليحاول نشره بإرساله بريدياً ...
والنساءء طرن بالفتوى و العياذ بالله ..
بارك الاله فيك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:50 م]ـ
الإخوة الفضلاء جزاكم الله خيرا ونفع بكم
الحقيقة لم أرسله ولم يخطر ببالي؛ لشبه يقيني أنه لن ينشر؛ لأنه مخالف لأهوائهم، وفي أخرهم لمز لهم، وقد نشر في عدة مواقع أيضا، ولعل المقصود يحصل أو بعضه ـ إن شاء الله ـ بنشره في الشبكة.
وأشكر للجميع حرصهم وتوجيههم، وأرجو نشره في المواقع التي يكثر فيها النساء لمن لها اشتراك ليعم النفع.
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:23 ص]ـ
بارك الله فيك أخينا
والله المستعان
عندما كنت في الجامعة كان الدكتور يدرسنا مادة الفقه وأخبرنا ان المرأة لها الحق في النمص المتزوجه فقط
وعندما طلبنا منه الدليل قال: أنتم سلفيون متعصبون وأما أنا فثلثي سلفي!!! ثم أعرض عنا وغير الموضوع!!!!!
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا يا شيخ عبد الرحمن
أمّا النمص فهو مما عمّ وطمّ في المسلمات، وعسى الله أن يهدي قلوبهن إلى الحق.
أؤيد الإخوة في إرساله إلى الجريدة، ولو معذرة.
وفقكم الله.
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 01:42 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ونفع الله بك
وليتك ترسل هذا الموضوع لكاتب الموضوع على موقعه الشخصي
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:09 م]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم
قلبت موقعه حينها ولم أجد بريدا وإنما وجدت التواصل عن طريق الفاكس وليس عندي فاكس.
فإن كان عندك فاكس فأرسله له.
مع اني أظنه سيصله لأن ابنه ـ فيما أظن ـ يكتب مقالاته في منتدى المقالات هنا.
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[27 - 06 - 09, 06:13 م]ـ
أقترح أن تحذف أي شيء يتعلق بنفس الجريدة وتوجهاتهم وترسل المقال عن نفس الموضوع الذي هو النمص
والكلام عن الجريدة يكون على الشبكة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 07 - 09, 04:18 م]ـ
بعد هذا الرد على الأخ الذي لم أقف على رد آخر إلا رد الأخت الذي أشار إليه
عاد ونشر مقالا آخر في جريدة الرياض هذا نصه"
------------------------
النمص للمرأة جائز بهذا الشرط!
عندما نشرت موضوعي «هل النامصة ملعونة» في هذه الجريدة الموقرة كتبت ما كتبت عن حسن نية ولكني فوجئت بأن الشبكة العنكبوتية وقد أعدت عدتها بأقلام كلها حقد وحدة وغضب بل وتبديع وتفسيق وتحقير تتكرر وتتشابه الأقلام، وأقلام أخرى فهمت ما قصدته فجزاهم الله خيراً وكذلك جزى الله خيراً الشاتمين ولم أشأ أن أدخل في حوار لن ينتهي وقد نهينا عن الجدال والمراء والمجاراة في العلم، ولكني فوجئت بمقال في جريدة الرياض الموقرة يوم الثلاثاء 14 رجب 1430ه العدد 14988 بقلم من سمت نفسها نورة وحتى مقالها لا يخلو من استعلاء ودعوة بالهداية للفقير.
وسوف يكون ردي توضيحاً للشبكة العنكبوتية ومن دار في فلكها باسم حقيقي أو مستعار فأٍقول أولاًِ وقبل الدخول في الموضوع أنا لست مجتهداً ولا مفتياً ولن أعرف نفسي فأهل الصناعة وأصحاب البضاعة يعرفوني وأعرفهم ولست مندفعاً ولا مغروراً ولا تكفيرياً فإن لي موقعاً على الشبكة وشعاري هكذا «خادم أهل العلم» والكل يعرفه ولكن عين الرضا الخ ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/245)
فأنا حنبلي المذهب ولست ممن يحرم تقليد المتقدمين ثم أتعصب للمتأخرين لا وكذلك أنتمي إلى المذاهب الثلاثة السنية المشهورة المالكية والشافعية والحنفية أحترمهم وأجلهم ولا أدعي فيهم العصمة ولا أنتقصهم.
والآن حان الدخول في الموضوع وباختصار شديد لأنني لن أكتب مرة ثانية.
قال الله تعالى: «فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم» يعني المصطفى صلى الله عليه وسلم وقال تعالى: «إن هو إلا وحي يوحى» وقال صلى الله عليه وسلم: «إلا أني أوتيت القرآن ومثله معه».
والاجتهاد فيما لا نص فيه ولا إجماع.
ومن قال لهؤلاء الكاتبين أو من أين أخذوا أو كيف فهموا أن مسلماً يرد حديثاً صحيحاً مثل هذا الحديث الصحيح فإن كان هناك تضليل أو تبديع أو تفسيق فليكيلوه إلى فقهاء حنابلة أصحاب سنة وأثر فأنا لا أفتي قلت لكم أنا مقلد فهؤلاء العلماء الأجلاء ما ردوا الحديث وهم أجل من ذلك الفهم المتعجل ولكنهم فهموه بطريقتهم وهم المحدثون وهم الفقهاء، ومنهج علمائنا ولله الحمد «إذا صح الحديث فهو مذهبي» وحتى الردود بين أهل السنة سيماها حسن الظن والأدب في النقاش بخلاف أهل البدعة ولو رجعنا إلى كتب الفقهاء لرأينا العجب العجاب.
وإليكم مرة ثانية مانقلته بنصه أما ما جاء في كتاب الغنية للإمام عبدالقادر الجيلاني الحنبلي فهو هكذا: «وعن الوليد بن مسلم أنه قال: وأما أخذ الشعر من الوجه بالمنقاش فمكروه للرجال والنساء لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتنمصات وهو أخذ الشعر من الوجه بالمنقاش ذكره أبو عبيدة وأما المرأة فيكره لها خف جبينها بالزجاج والموسى والشعر الخارج عن وجهها لما تقدم من النهي عن ذلك وقيل: يجوز لها ذلك لزوجها خاصة إذا طلب إليها ذلك وخافت إن لم تفعله أعرض عنها وتزوج بغيرها فأدى إلى الفساد والمضرة بها فيجوز لها ذلك لما فيه من المصلحة كما جوز لها التزيين بألوان الثياب والتطيب بأنواع الطيب والتشوق له والملاعبة والممازحة معه فعلى هذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتنمصات على اللواتي أردن بذلك غير أزواجهن للفجور بهن والميل إليهن وتروج أنفسهن للزنا، والله أعلم، انتهى ص27 الناشر المكتبة التوفيقية. أما الكتاب الثاني فهو الكتاب الذي عليه الفتوى لدى الحنابلة واسمه منتهى الإرادات وشرحه اسمه معونة أولي النهى شرح المنتهى والشارح هو المؤلف ويعرف ذلك المختصون قال: وأباح ابن الجوزي النمص وحده وحمل النهي على التدليس أو أنه كان شعار الفاجرات وفي الغنية وجه يجوز بطلب الزوج ولها حلقه وحفه نص عليهما وتحسينه بتحمير ونحوه وكره ابن عقيل حفه كالرجل كرهه أحمد له والنتف أو بمنقاش لها. انتهى ج1 ص257.
هذا ما نقلته بنصه من كتب معتمدة في المذهب وأنا لست مفتياً ولا أحب الفتوى لأني مقلد وقد ورد: «لا يفتي إلا آمر أو مأمور أو متكلف» وأبرأ إلى الله من أن أكون متكلفاًَ.
اللهم ارزقنا الفقه في دينك وارزقنا الأدب مع سلفنا اللهم ولا تجعلني ممارياً ولا مجارياً إنك سميع مجيب وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
محمد بن عبدالرحمن بن حسين آل اسماعيل
http://www.alriyadh.com/2009/07/11/article443838.html#comments
----------------------
أقول:
لا جديد إلا رمي من رد عليه، مع أنه لا يريد الجدل ولا المراء!
إلا أنه زاد تملصه حتى عن غلطه الظاهر في دعوى أن المعونة عليه الفتوى، فجاء بترقيع غير مقبول (يرجع إلى مقاله ثم الرد).
وأعرض عن كل ما تقدم من الحجج وجاء يعلن أنه مقلد وليس مفتيا ولا يحب الفتيا!
حسنا ألست كنت تقول في أول مقالك السابق: إنه يتصل بك كثير من الأخوات وتفتيهن بهذا؟!
ثم من الذي دعاك للتنقيب وسط هذه الكتب وتنقل هذا القول الذي يخالف الصحيح من مذهبك أيها المقلد؟ ثم جئت بهذا القول الغريب المخالف لما عليه الفتوى الآن وتنشرها بين الناس في جريدتين سيارتين؟!
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[13 - 07 - 09, 07:15 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبدالرحمن
الحق أبلج والباطل لجلج
والباطل يهدم بعضه بعضاً وينقض بعضه بعضاً
لم يرد على الحجة بالحجة فقط رسم صورة للقارئ أنه مسكين حسن النية ومن رد عليه مفترون متعصبون ,,, إلخ
وهذا ليس بجديد وعندنا في مصر منه أصناف وألوان
ـ[فهد الخالدي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 02:02 م]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عبدالرحمن وغفرالله لكـ ولوالديك والمسلمين أجمعين
...
يقول " الضعيف المسكين "
ولم أشأ أن أدخل في حوار لن ينتهي وقد نهينا عن الجدال والمراء والمجاراة في العلم
السؤال الذي شغلني:
من هو الذي نهاكـ عن الجدال والمراء والمجاراة، في حين لم ينهاكـ عن الخوض في دين الله بغير علم .. !؟
يا للرويبضة ما أشد حمقهم
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[14 - 07 - 09, 04:16 م]ـ
وفقك الله يا شيخ عبدالرحمن السديس ..
رحم الله الائمه الأربعه فقد أمرونا أن نرمي بقولهم عرض الحائط عندما يصح لنا قوله صلى الله عليه و سلم
رحم الله ابن باز أتته مخطوطه في الفقه نادره فلم يسأل عن مؤلفها بل قال هل يعتني بالدليل؟!
و الاعراض عن سنة محمد زيغ و ضلال كما قال الامام احمد رحمه الله
و أصلاً من الخطأ أن ينشر الخلاف الفقهي للعامّه خصوصاً لو كان الخلاف ضعيف
هذا كمن ينشر مقال و يقول (أقنتو في صلاة الفجر) العامّي سيقول امام مسجدنا (ما عنده سالفه ما يقنت في الفجر)
أسأل الله الهدايه لنا و للجميع و حسبنا بالرجل أن يتراجع عن قوله هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/246)
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[15 - 07 - 09, 10:36 ص]ـ
الشيخ عبدالرحمن السديس إذا تسمح سؤال يتعلق بالنمص
هل النمص المحرم هو إزالة الشعر من كل جسم المرأة عدا الإبطين و العانة أم أنه محدد بمنطقة الوجه أو الحاجبين؟ و إن كان محددا بمنطقة الوجه أو الحاجبين فما الدليل على ذلك؟
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[15 - 07 - 09, 11:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا، والأخ كاتب المقال أنزل موضوعا هنا في الملتقى يقول إنه لبيان وجهة نظره، وقد رددت عليه ردا سريعا في نقاط ولكنني لم أجد المقال بعد ذلك ولا الرد فأرجو أن يكون في الملتقى رسائل لمن حذفت مشاركته أو موضوعه حتى نعلم ذلك، والله الموفق.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:18 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبدالرحمن
الحق أبلج والباطل لجلج
والباطل يهدم بعضه بعضاً وينقض بعضه بعضاً
لم يرد على الحجة بالحجة فقط رسم صورة للقارئ أنه مسكين حسن النية ومن رد عليه مفترون متعصبون ,,, إلخ
وهذا ليس بجديد وعندنا في مصر منه أصناف وألوان
جزاك الله خيرا
ونسأل الله لنا وله الهداية.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:20 م]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عبدالرحمن وغفرالله لكـ ولوالديك والمسلمين أجمعين
...
يقول " الضعيف المسكين "
السؤال الذي شغلني:
من هو الذي نهاكـ عن الجدال والمراء والمجاراة، في حين لم ينهاكـ عن الخوض في دين الله بغير علم .. !؟
يا للرويبضة ما أشد حمقهم
آمين وجزاك الله خيرا
الأخ طالب علم وأخطأ في نشر هذه القول المرجوح للعامة في صحيفة سيئة ثم أخطأ في رده أيضا لكن لا أرى أنه يستحق منك هذا الوصف.
فنسأل الله الهداية والتوفيق لنا جميعا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:21 م]ـ
وفقك الله يا شيخ عبدالرحمن السديس ..
رحم الله الائمه الأربعه فقد أمرونا أن نرمي بقولهم عرض الحائط عندما يصح لنا قوله صلى الله عليه و سلم
رحم الله ابن باز أتته مخطوطه في الفقه نادره فلم يسأل عن مؤلفها بل قال هل يعتني بالدليل؟!
و الاعراض عن سنة محمد زيغ و ضلال كما قال الامام احمد رحمه الله
و أصلاً من الخطأ أن ينشر الخلاف الفقهي للعامّه خصوصاً لو كان الخلاف ضعيف
هذا كمن ينشر مقال و يقول (أقنتو في صلاة الفجر) العامّي سيقول امام مسجدنا (ما عنده سالفه ما يقنت في الفجر)
أسأل الله الهدايه لنا و للجميع و حسبنا بالرجل أن يتراجع عن قوله هذا
آمين وجزاك الله خيرا وشكر لك هذا الإضافة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:26 م]ـ
الشيخ عبدالرحمن السديس إذا تسمح سؤال يتعلق بالنمص
هل النمص المحرم هو إزالة الشعر من كل جسم المرأة عدا الإبطين و العانة أم أنه محدد بمنطقة الوجه أو الحاجبين؟ و إن كان محددا بمنطقة الوجه أو الحاجبين فما الدليل على ذلك؟
أخي الكريم جاء في الحديث" لعن النامصة " وحتى نعرف النمص نرجع إلى لغة المتحدث - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وما اعتمده علماء الشرع من المعاني المذكورة في فهم كلامه.
وإذا فعلت ذلك وجدتهم ذكروا أنه إزالة شعر الوجه أو الحاجب، والمعنى فيما يظهر واحد لأن المراة في العادة لا ينبت له شعر في الوجه إلا في الحاجب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:27 م]ـ
جزاك الله خيرا، والأخ كاتب المقال أنزل موضوعا هنا في الملتقى يقول إنه لبيان وجهة نظره، وقد رددت عليه ردا سريعا في نقاط ولكنني لم أجد المقال بعد ذلك ولا الرد فأرجو أن يكون في الملتقى رسائل لمن حذفت مشاركته أو موضوعه حتى نعلم ذلك، والله الموفق.
جزاك الله خيرا
مقاله موجود وتعليقك أيضا ولم يحذف وهو في مكانه السابق: منتدى المقالات والبيانات.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179679
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[15 - 07 - 09, 06:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وقد بحثت ولم يخرج في نتيجة البحث ولم أدر ما السبب فلهذا ظننت ما ظننت لأن هذا حدث معي في بعض الموضوعات السابقة- على ندرتها-.
ـ[فهد الخالدي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 06:52 م]ـ
آمين وجزاك الله خيرا
الأخ طالب علم وأخطأ في نشر هذه القول المرجوح للعامة في صحيفة سيئة ثم أخطأ في رده أيضا لكن لا أرى أنه يستحق منك هذا الوصف.
فنسأل الله الهداية والتوفيق لنا جميعا.
طالب علم ويشطح مثل هذه الشطحات!!!؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/247)
عموماً لم أكن أعلم أنه طالب علم وأنه كما قلتَ لا يستحق هذا الوصف فأستغفر الله و أتوب إليه
اللهم آآآمين وإياكـ ووالدينا والمسلمين أجمعين
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 07 - 09, 03:17 م]ـ
بارك الله فيكم
وهذه فتيا وتعليق للشيح البراك في موضوعنا هذا:
فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كتب أحدهم في جريدة الرياض أن حديث (لعن الله النامصة) خاص بمن تريد الفجور، ولا يشمل من تريد التزين لزوجها، وعزا هذا الرأي لبعض الفقهاء، فهل هذا القول صحيح؟
الإجابة
الحمد لله؛ إن هذا القول مبني على رأي شاذ لبعض الفقهاء، مخالف لما عليه جمهور العلماء، ومخالف قبل ذلك لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة؛ فإن أحاديث لعن النامصة ومن ذُكر معها مطلقةٌ لا يجوز تقييدها إلا بدليل يجب المصير إليه، ولو كان المراد بالنامصة الملعونة هي التي تفعل ذلك للزنا لشمل اللعن كل من تكتحل أو تمتشط أو تحمر وجهها للزنا، وليُقرأ في الموضوع الرد الذي كتبه الشيخ عبد الرحمن السديس، فإنه قد وفى المقام حقه بذكر روايات في الصحيحين وغيرهما، وبين أن سياق الأحاديث وماذكر فيها من تعليل اللعن بتغيير خلق الله يأبى هذا التقييد والتأويل، الذي لا مستند له إلا محض الرأي، ومن المعلوم أنه لا يجوز رد النصوص بآراء الرجال، فإذا تعارض الرأي والنص وجب اطراح الرأي، قال عمر رضي الله عنه: (اتهموا الرأي في الدين) فالرأي هو المتهم والنص هو المحكم (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) فجزى الله الشيخ عبد الرحمن خيرا. وأيضا فإن الذي نشر الفتوى الشاذة قد أقر على نفسه في مقال آخر بأنه ليس من أهل الفتوى، فرد على نفسه بنفسه، فلا يفرحن بالشاذ من الآراء أتباعُ الأهواء من الرجال والنساء، والله أعلم. قاله عبد الرحمن بن ناصر البراك وكتبه عبد المحسن العسكر في 20رجب 1430
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=33069&catid=&Itemid=35
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[16 - 07 - 09, 03:43 م]ـ
بارك الله فيكم
وهذه فتيا وتعليق للشيح البراك في موضوعنا هذا:
فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كتب أحدهم في جريدة الرياض أن حديث (لعن الله النامصة) خاص بمن تريد الفجور، ولا يشمل من تريد التزين لزوجها، وعزا هذا الرأي لبعض الفقهاء، فهل هذا القول صحيح؟
الإجابة
الحمد لله؛ إن هذا القول مبني على رأي شاذ لبعض الفقهاء، مخالف لما عليه جمهور العلماء، ومخالف قبل ذلك لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة؛ فإن أحاديث لعن النامصة ومن ذُكر معها مطلقةٌ لا يجوز تقييدها إلا بدليل يجب المصير إليه، ولو كان المراد بالنامصة الملعونة هي التي تفعل ذلك للزنا لشمل اللعن كل من تكتحل أو تمتشط أو تحمر وجهها للزنا، وليُقرأ في الموضوع الرد الذي كتبه الشيخ عبد الرحمن السديس، فإنه قد وفى المقام حقه بذكر روايات في الصحيحين وغيرهما، وبين أن سياق الأحاديث وماذكر فيها من تعليل اللعن بتغيير خلق الله يأبى هذا التقييد والتأويل، الذي لا مستند له إلا محض الرأي، ومن المعلوم أنه لا يجوز رد النصوص بآراء الرجال، فإذا تعارض الرأي والنص وجب اطراح الرأي، قال عمر رضي الله عنه: (اتهموا الرأي في الدين) فالرأي هو المتهم والنص هو المحكم (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) فجزى الله الشيخ عبد الرحمن خيرا. وأيضا فإن الذي نشر الفتوى الشاذة قد أقر على نفسه في مقال آخر بأنه ليس من أهل الفتوى، فرد على نفسه بنفسه، فلا يفرحن بالشاذ من الآراء أتباعُ الأهواء من الرجال والنساء، والله أعلم. قاله عبد الرحمن بن ناصر البراك وكتبه عبد المحسن العسكر في 20رجب 1430
http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=33069&catid=&Itemid=35
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل على بيانك وردك وإيرادك لفتوى هذا العالم الأشم المتواضع الذي أحال إلى مقال لأحد طلابه، وما تواضع أحد لله إلا رفعه.
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 03:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[16 - 07 - 09, 09:10 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الشيخ عبد الرَّحمن
لم أر في مقالك تبديعا أو تفسيقا أو غيره مما قال آل إسماعيل هداه الله
ولا أدري ما دخل مثل هذه الكلمات في الردود والنقاشات العلميَّة، فالحُجَّة هي الفيصل
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[16 - 07 - 09, 09:39 م]ـ
والله ياخوان الواحد لا يتوقع من مثل جرائد بالسعوديه ان الكتاب بها صارو مفتين
سبحان الله كيف جراءة الواحد منهم على الفيتا والكلام على الله من غير علم
هذه الجريده صارت مشبوهة لانه قد نشر فيها في الشهرين الماضيين ما هو اسوأ من ذلك
سبحان الله كنا قد ابتلينا بالشرق الاوسط ثم الان هذه جريدة الرياض
وكذلك في امريكا عندنا صارت الكتابة في الدين مثل اكل الساندويتش
كل من هب ودب صار يكتب
حسبنا الله ونعم الوكيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/248)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:47 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل على بيانك وردك وإيرادك لفتوى هذا العالم الأشم المتواضع الذي أحال إلى مقال لأحد طلابه، وما تواضع أحد لله إلا رفعه.
جزاك الله خيرا وشكر لك، وتواضع الشيخ العلمي سمة بارزة من سماته يلمسها كل من جلس إليه حفظه الله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:48 م]ـ
جزاك الله خيرا
شكر الله لك وبارك فيك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:53 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك أخي الشيخ عبد الرَّحمن لم أر في مقالك تبديعا أو تفسيقا أو غيره مما قال آل إسماعيل هداه الله ولا أدري ما دخل مثل هذه الكلمات في الردود والنقاشات العلميَّة، فالحُجَّة هي الفيصل
شكر الله لك وبارك فيك
والحقيقة أني استغربت كثيرا من كلامه وحاولت أن أتصور أنه يقصد غيري لكن الشواهد كلها تدل على أنه أراد ردي.
لكن لما رأيت تناقضه البين في دعوى أنه لا يفتي وأنه لم يكن سوى ناقل لكلام العلماء مع أن في مقاله الأول ذكر أنه يفتي وكتب في المسألة مقررا ومنظرا، وأيضا لما رأيت ركاكة رده الثاني وضعفه = هان علي الأمر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:58 م]ـ
والله ياخوان الواحد لا يتوقع من مثل جرائد بالسعوديه ان الكتاب بها صارو مفتين
الصحف عندنا بلا حسيب ولا رقيب
وكل كتابة فيها لمز في الدين وطعن = فهي محل ترحيب وتصدير
وكل كاتب سفيه وخبيث يجد مكانا رحبا عندهم
بل لا تعجب أن أخبثهم إن أبعد اليوم من جريدة جاءته العروض من الغد في الجريدة الأخرى!
ـ[رغيد الأثري]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:51 ص]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عبدالرحمن وغفرالله لكـ ونفع بك ونفعك(112/249)
"حتى تكون فقيهًا" تجربةٌ رائدة للدرس الفقهي.
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[23 - 06 - 09, 12:16 ص]ـ
http://www.islamfeqh.com/News/NewsItem.aspx?NewsItemID=1632
" حتى تكون فقيهًا" تجربةٌ رائدة للدرس الفقهي. عامر بن بهجت ـ المدينة النبوية
معاناة المبتدئين مع الدروس الفقهية في عصرنا ومصرنا غير خافية على متابع.
ومن أسباب تلك المعاناة:
أ. قلة الدروس الفقهية متمثلة في:
1) قلة من يدرّس الفقه في دروس منتظمة.
2) من لهم دروس فقهية فقلّ أن تتجاوز درسًا واحدًا في الأسبوع.
ب. توسع غالب المدرّسين للفقه بما لا يناسب المبتدئ؛ حتى تجدَ من يشرحُ عمدة الفقه فيصبُّ فيه مادة المغني: فيذكر الخلاف والمذهب برواياته مطعّمًا باختيارات المحققين وفتاوى المعاصرين، مع بيان دليل كلٍّ وتعليله، مخرّجًا ما يمرُّ به من الأحاديث ببيان من صححه ومن ضعّفه، مناقشًا مرجحًا في كلّ ما ذُكِر فمستقل من ذلك ومستكثر.
ج. ويتفرع من (أ) و (ب): طول السنوات التي يقضيها المبتدئ في "ابتدائيته"، حتى أدركتُ وأدرك غيري من مكث أكثر من عشر سنوات في شرح عمدة الفقه ـ كتاب المبتدئين ـ وتلك المدة كانت كفيلة بتخريج فقيه مجتهد لكنها انتهت بنقل الطالب ـ إن استمر وواصل وقليل ما هم ـ من مبتدئ إلى متوسط.
وباتت تلك المعاناة همًّا يؤرق المتفقّه المبتدئ، ومن أسبابها قلة الفقهاء وقليل من هذا القليل من يجد وقتًا للتعليم والتدريس، فضلًا عن أن يتفرغ لذلك.
وبينما ذلك الهم يشغل المتفقهين إذ بي أقرأ إعلانًا عن: دورة "حتى تكون فقيهًا" لفضيلة الشيخ د. عبد الله بن إبراهيم الزاحم ـ عضو هيئة التدريس بقسم الفقه بالجامعة الإسلامية.
ومع هذا العنوان الجذّاب وعدٌ بالانتهاء من شرح الأبواب الفقهية خلال شهرين! وبسبب ما كرّسهُ واقع الدروس الفقهية استبعدتُ تحقق ذلك الوعد.
تابعتُ أنباء تلك الدورة بالحضور تارة وبالسؤال تارات ... بدأ ذلك التشاؤم يزول شيئًا فشيئًا، ثمّ تحوّل إلى إعجابٍ بتلك الدورة شيخًا وأسلوبًا وتنظيمًا وحضورًا.
أما الشيخ فيشرح عن فهمٍ ورسوخٍ، فهو جامع المتن المشروح، عارفٌ بالفقه خلافًا ومذهبًا.
وأما الأسلوب فقد كان منهجيًا يناسب المبتدئ، وليس استعراضيًا، فقد حرص الشيخ ـ مع درايته بالفقه المقارن فهو صاحب الحاشية النفيسة على بداية المجتهد المتداولة بين طلاب الجامعة الإسلامية ـ.
وأما الترتيب فقد كانت على نمط غير معهود في حلقات المساجد؛ فقد عقد الشيخ لطلاب الدورة (4) اختبارات كان آخرها في جميع أبواب الفقه.
وأما الحضور فقد كان كثيفًا غير مسبوق في الدروس الفقهية.
وبعد شهرين يصدقُ الإعلان ويخيب التشاؤم.
لم يكن الانتهاء من الدرس مجرد مرور وسرد للمسائل بل كان شرحًا متوسطًا متضمنًا تصوير المسائل وتوضيح المشكل وشرح العبارة.
مع اختبارات لقياس مستوى التحصيل والتحفيز على ضبط المقرر.
وآتت الاختبارات أكلها فلقد رأيت طلاب الدورة شعلا في النشاط والجد والاجتهاد.
ورأيت مسجد الجامعة مركزًا للعلم والتفقه مدة الدورة.
وبعد هذا العرض حُقّ لي أن أقول: "حتى تكون فقيهًا" تجربة رائدة في الميدان الفقهي.
فجزى الله الشيخ الزاحم عن المتفقهين والمبتدئين خيرا.
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[23 - 06 - 09, 12:18 ص]ـ
تعليقات على المقال بموقع الفقه:
تعليقات حول الموضوع 1 - تقرير موجز عن الدورة
سامح الحداد
-
28/ 06/30 10:13:00 م بسم الله الرحمن الرحيم/// تقرير عن دورة الشيخ الزاحم -حفظه الله-
أعده: سامح الحداد - الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية [أحد طلاب الدورة]
اسم الدورة: حتى تكون فقيها.
الشيخ: أ. د. عبد الله بن إبراهيم الزاحم، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
الكتاب المقرر: هو كتاب كافي المبتدي، وهو من تأليف الشيخ -حفظه الله-، وهو كتاب مختصر في الفقه الحنبلي، وقد تكلم عنه الشيخ في مقدمة الكتاب.
مكان الدورة: مسجد الجامعة الإسلامية.
مدة الدورة: شهران تقريبا.
عدد الأيام في الأسبوع: أربعة أيام: السبت والاثنين والأربعاء من العصر إلى قبل المغرب، والخميس بعد صلاة الفجر.
بدأت الدورة بتاريخ: 19 - 3 - 1430هـ يوم الاثنين عصرًا. وكانت ولمدة ثلاثة دروس تقريبًا مقدمة تعريفية عن الدورة وعن تنظيمها وكيفية سيرها ومقدمة عن الفقه بشكل عام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/250)
والهدف من الدورة هو التأصيل في الطلب بدراسة مختصر في الفقه.
وكان نهج الشيخ في الدورة هو توضيح العبارات وفك الألفاظ من غير خروج عن المذهب ومن غير ذكر الدليل والتعليل، وهذا هو المستوى الأول عند شيخنا.
وذكر الشيخ خمس تاءات عند العلماء يسمونها التاءات الخمس: التدرج، التركيز، التكرار، التتابع، التكامل، وأضاف الشيخ تاء سادسة وهي تقوى الله تعالى.
والمستوى الثاني كما ذكر الشيخ: إضافة الدليل والتعليل، والمستوى الثالث: التوسع في الفروع على المذهب، ثم المستوى الرابع: ذكر الخلاف العالي والراجح المختار.
للدورة شهادتان: 1/ شهادة حضور لمن حضر الدورة ولو لم يحضر الامتحانات. 2/شهادة على الاختبار والمذاكرة، على النحو التالي: تم تقسيم الكتاب إلى أربعة أرباع يختبر الطالب بعد نهاية الربع، والدرجة النهائية من 100 منها 30 على الاختبارات الثلاثة الأولى، و70 على الاختبار النهائي في جميع الكتاب.
كان الدرس متواصلا، فلم يغب الشيخ ولم يعتذر، غير أنه أعطى الطلاب إجازة أسبوع في منتصف الكتاب بناء على طلب الطلاب.
كان الاختبار النهائي في 4 جمادى الآخرة 1430هـ بعد العصر بالمسجد.
أقام معالي مدير الجامعة حفلا وزعت فيه الشهادات في يوم الاثنين 8 جمادى الآخرة 1430هـ.
كانت هناك لجنة تنظيمية من الطلاب تشرف على الدورة وتسجّل الحضور والغياب كل درس، ولجنة للإشراف على الاختبار، وكان هذا تميزا للدورة.
كان عدد الطلاب يكاد يصل إلى 1000 طالب.
كانت هناك لوحة إعلانات عند باب المسجد يعلق عليها أخبار الدورة ونتائج الامتحانات.
بلغ عدد الدروس 30 درسا تقريبا، مدة الدرس الواحد من ساعة ونصف إلى ساعتين، وفي يوم الخميس من ساعتين إلى ثلاثة.
2 - لله درك يا شيخنا الزاحم
حمد
-
29/ 06/30 04:36:00 م الله أكبر، لله در الشيخ الزاحم، فقد سهل الصعب، وقرب البعيد، وهذ الدورة تعد انجازا حضاريا بحق، فمجرد مرور الطالب على الفقه، ولو متصورا للأبواب بلا إتقان يذكر لكان خيرا، فما بالك، وقد قدر الله علي أني كنت أسير في الجامعة وإذا بي أسمع الشيخ وهو يقرأ اسماء المجتازين للاختبار - الأوائل منهم -، وأذكر أن ستة عشر نفسا منهم، أتو بدرجات فوق التسعين، وكثير منهم من هو دونها بقليل، ومعلوم دقة أسئة الشيخ الزاحم، ولم يقصر الشيخ في تحفيزهم، فقد حصل العشرة الأوائل منهم على فتاوى ابن تيمية طبعة مجمع الملك فهد. وقد قرت عين الشيخ بطلابه، فقد حدثني يوسف خليفة أن الشيخ كان يعقد دروسه بمسجد الجامعة قبل قرابة عشر سنوات وكان الطلاب لا يتجاوزون عدد أصابع الإنسان، والآن قارب عددهم الألف، فلله الحمد على نعمته السابغة. هنيئا للشيخ الزاحم هذا الجهد المبارك الذي أسأل الله أن ينفع به، وهنيئا للطلاب الحضوور، وهنيئا للجامعة قيامها بهذه الأنشطة، وهنيئا لنا هذا المشروع (مشروع فقيه المستقبل).
( http://**********:__doPostBack%28%27ctl00$*******PlaceHol der1$ApprovedComments1$gvApprovedComments$ctl03$bt nBadComment%27,%27%27%29)
ـ[صخر]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:45 ص]ـ
هل التسجيل متوفر؟
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 12:27 م]ـ
الدورة لها إكمال في السنة القادمة
واشترط الشيخ الزاحم المشاركة في تلك الدورة أن يجتاز الدورة الأولى
فقد فاتني المشاركة في الدورة الأولى كي يتم قبولي في الدورة الثانية
وقد سألت الشيخ حفظه الله قبل يومين
هل يمكنني المشاركة بالدورة القادمة إذا سمعت الدورة السابقة واجتزت الإختبار المؤجل الذي سيعقد في بداية الفصل القادم؟
فقال: نعم
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:17 م]ـ
http://www.islamfeqh.com/news/newsitem.aspx?newsitemid=1632
" حتى تكون فقيهًا" تجربةٌ رائدة للدرس الفقهي. عامر بن بهجت ـ المدينة النبوية
معاناة المبتدئين مع الدروس الفقهية في عصرنا ومصرنا غير خافية على متابع.
ومن أسباب تلك المعاناة:
أ. قلة الدروس الفقهية متمثلة في:
1) قلة من يدرّس الفقه في دروس منتظمة.
2) من لهم دروس فقهية فقلّ أن تتجاوز درسًا واحدًا في الأسبوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/251)
ب. توسع غالب المدرّسين للفقه بما لا يناسب المبتدئ؛ حتى تجدَ من يشرحُ عمدة الفقه فيصبُّ فيه مادة المغني: فيذكر الخلاف والمذهب برواياته مطعّمًا باختيارات المحققين وفتاوى المعاصرين، مع بيان دليل كلٍّ وتعليله، مخرّجًا ما يمرُّ به من الأحاديث ببيان من صححه ومن ضعّفه، مناقشًا مرجحًا في كلّ ما ذُكِر فمستقل من ذلك ومستكثر.
ج. ويتفرع من (أ) و (ب): طول السنوات التي يقضيها المبتدئ في "ابتدائيته"، حتى أدركتُ وأدرك غيري من مكث أكثر من عشر سنوات في شرح عمدة الفقه ـ كتاب المبتدئين ـ وتلك المدة كانت كفيلة بتخريج فقيه مجتهد لكنها انتهت بنقل الطالب ـ إن استمر وواصل وقليل ما هم ـ من مبتدئ إلى متوسط.
وباتت تلك المعاناة همًّا يؤرق المتفقّه المبتدئ، ومن أسبابها قلة الفقهاء وقليل من هذا القليل من يجد وقتًا للتعليم والتدريس، فضلًا عن أن يتفرغ لذلك.
وبينما ذلك الهم يشغل المتفقهين إذ بي أقرأ إعلانًا عن: دورة "حتى تكون فقيهًا" لفضيلة الشيخ د. عبد الله بن إبراهيم الزاحم ـ عضو هيئة التدريس بقسم الفقه بالجامعة الإسلامية.
ومع هذا العنوان الجذّاب وعدٌ بالانتهاء من شرح الأبواب الفقهية خلال شهرين! وبسبب ما كرّسهُ واقع الدروس الفقهية استبعدتُ تحقق ذلك الوعد.
تابعتُ أنباء تلك الدورة بالحضور تارة وبالسؤال تارات ... بدأ ذلك التشاؤم يزول شيئًا فشيئًا، ثمّ تحوّل إلى إعجابٍ بتلك الدورة شيخًا وأسلوبًا وتنظيمًا وحضورًا.
أما الشيخ فيشرح عن فهمٍ ورسوخٍ، فهو جامع المتن المشروح، عارفٌ بالفقه خلافًا ومذهبًا.
وأما الأسلوب فقد كان منهجيًا يناسب المبتدئ، وليس استعراضيًا، فقد حرص الشيخ ـ مع درايته بالفقه المقارن فهو صاحب الحاشية النفيسة على بداية المجتهد المتداولة بين طلاب الجامعة الإسلامية ـ.
وأما الترتيب فقد كانت على نمط غير معهود في حلقات المساجد؛ فقد عقد الشيخ لطلاب الدورة (4) اختبارات كان آخرها في جميع أبواب الفقه.
وأما الحضور فقد كان كثيفًا غير مسبوق في الدروس الفقهية.
وبعد شهرين يصدقُ الإعلان ويخيب التشاؤم.
لم يكن الانتهاء من الدرس مجرد مرور وسرد للمسائل بل كان شرحًا متوسطًا متضمنًا تصوير المسائل وتوضيح المشكل وشرح العبارة.
مع اختبارات لقياس مستوى التحصيل والتحفيز على ضبط المقرر.
وآتت الاختبارات أكلها فلقد رأيت طلاب الدورة شعلا في النشاط والجد والاجتهاد.
ورأيت مسجد الجامعة مركزًا للعلم والتفقه مدة الدورة.
وبعد هذا العرض حُقّ لي أن أقول: "حتى تكون فقيهًا" تجربة رائدة في الميدان الفقهي.
فجزى الله الشيخ الزاحم عن المتفقهين والمبتدئين خيرا.
أجل والله لا يعدو طلب العلم ما ذكرت لكل مبتدئ
وهذا التوسع بحجة الاعتمادج على الكتاب والسنة خرج طلابا يتجرؤون على الدين والعلماء ولربما ما درس أحدهم كتابا في الأصول وما ذاك إلا لأنه يأخذ من الكتاب والسنة رأسا وفي هذه المرحلة المبكرة
ـ[عبدالرحمن الواعد]ــــــــ[23 - 06 - 09, 10:43 م]ـ
وفقك الله ورزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح
ـ[أم عمر المسلمة]ــــــــ[23 - 06 - 09, 10:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو عبدالعزيز الحنبلي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:04 ص]ـ
رائع رائع ..
ليتني في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتفع ..
أين أنتم يا أصحاب القول الراجح وأين طلابكم!
لقد أصبح طلاب في دروس الفقه عندنا لا يعرف (كوعه من كرسوعه) من كثرة الأقوال والمناقشات وهو لم يضبط شروط الصلاة ..
بل قد رأيت بأم عيني من سئل عن معنى (رواية عن الإمام) فلم يعرف، وهو طالب في الدراسات العليا الفقهية!
الله المستعان
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:37 ص]ـ
أخ عامر: هل يمكن الإستفاده من الدروس وسماعها لمن فاته الحضور؟
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:30 م]ـ
الدروس موجودة مسجلة في أقراص في مركز الحرمين بالجامعة الإسلامية، وهذا رقم المشرف على التسجيلات ونشرها: 0546634510، واسمه عبدالله بن هلال.
ـ[إبراهيم المسعود]ــــــــ[28 - 06 - 09, 09:58 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عامر.
خطوة مباركة من الشيخ الزاحم حفظه الله ونفع به، وليتنا نجد من أهل العلم من يقتفي أثره فيها؛ فإننا -طلبة العلم- نبحث عمن يسلك هذه الطريق الموصلة -بإذن الله- إلى الفقه ولا نكاد نجد أحدا.
وانظروا مثلا: زاد المستقنع، أهم متن تدريسي عند الحنابلة، لا تجد من يشرحه بهذه الطريقة مع كثرة شروحه، وفيما أعلم: لم يشرحه بهذه الطريقة إلا الشيخ با جابر، وكان في شرحه مختصرا جدا.
لي سؤالان: أين يباع المتن الذي ألفه الشيخ مطبوعا؟ ولماذا عدل الشيخ عن شرح أحد المتون المعروفة كالزاد أو أخصر المختصرات مع الحاجة إلى ذلك؟ هل للشيخ رأي في ذلك؟
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 12:36 م]ـ
جاري تنزيل دروس الدورة والمتن في هذا الملتقى الخيّر على الرابط التالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=178481
ونرجوا من الإخوة الدعاء لكل من ساهم في تسجيله ونشره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/252)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[02 - 07 - 09, 03:33 ص]ـ
الدورة لها إكمال في السنة القادمة
واشترط الشيخ الزاحم المشاركة في تلك الدورة أن يجتاز الدورة الأولى
فقد فاتني المشاركة في الدورة الأولى كي يتم قبولي في الدورة الثانية
وقد سألت الشيخ حفظه الله قبل يومين
هل يمكنني المشاركة بالدورة القادمة إذا سمعت الدورة السابقة واجتزت الإختبار المؤجل الذي سيعقد في بداية الفصل القادم؟
فقال: نعم
بارك الله فيك وفي الأخ الكريم عامر
إكمال لبقية الكتاب أم ماذا
وهل الشيخ في هذه الدورة شرح الكتاب كاملا .. ؟
أثابكم الله ..
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 05:02 م]ـ
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 05:23 م]ـ
هل من الممكن تحميل الدروس بأكملها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وتحميل الكتاب بأكمله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بارك الله فيكم .............................................. .....................................
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 05:26 م]ـ
هل من الممكن تحميل الدروس بأكملها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وتحميل الكتاب بأكمله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بارك الله فيكم .............................................. .....................................
ـ[محب العلم وأهله]ــــــــ[31 - 07 - 09, 04:51 م]ـ
تجد الدروس والكتاب هنا ياأبا أدهم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=178481
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[02 - 08 - 09, 03:11 م]ـ
و كذلك قال الشيخ خالد السبت نحو هذا الكلام ..
أنا لم أكن أفهم معنى المنهجيه و كنت أحضر درس لأحد المشائخ الفضلاء في (منهج السالكين) و كان شرحه موسع جدا و علمت أنه بدأ بشرح الكتاب منذ أكثر من سنتين!! فأصابني عسر هضم في المرئ!!
أما الآن سأحاول أن أدرس في الاكاديميه الاسلاميه المفتوحه فمنهجيتها واضحه و جميله جداً و هي منهجية علمائنا الاوّلين ابن باز و ابن عثيمين و ابن جبرين رحمهم الله جميعاً
ففي هذه الاكاديميه يتخرج الشخص بعد ثلاث سنوات و قد أتم أهم المتون في شتى العلوم
1) قسم التوحيد:
المستوى الأول: متن ثلاثة الأصول ومتن القواعد الأربع.
المستوى الثاني: متن التوحيد.
المستوى الثالث: متن كشف الشبهات ومتن مسائل الجاهلية.
2) قسم العقيدة:
المستوى الأول: مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة ومتن لمعة الاعتقاد.
المستوى الثاني: شرح العقيدة الواسطية.
المستوى الثالث: شرح العقيدة الطحاوية.
3) قسم الفقه:
المستوى الأول: عمدة الفقه.
المستوى الثاني: زاد المستقنع.
المستوى الثالث: زاد المستقنع.
4) قسم أصول الفقه:
المستوى الأول: مقدمات في أصول الفقه.
المستوى الثاني: متن الورقات.
المستوى الثالث: روضة الناظر.
5) قسم الحديث:
المستوى الأول: الأربعين النووية.
المستوى الثاني: عمدة الأحكام.
المستوى الثالث: بلوغ المرام.
6) قسم علوم الحديث:
المستوى الأول: نخبة الفكر.
المستوى الثاني: الباعث الحثيث.
المستوى الثالث: ألفية العراقي.
7) قسم التفسير:
المستوى الأول: تفسير بن كثير.
المستوى الثاني: تفسير ابن كثير.
المستوى الثالث: تفسير ابن كثير.
8) قسم علوم القرآن:
المستوى الأول:
المستوى الثاني:
المستوى الثالث:
9) قسم اللغة العربية:
المستوى الأول: الآجرومية.
المستوى الثاني: ألفية بن مالك شرح ابن هشام.
المستوى الثالث: البلاغة الواضحة.
10) قسم الفرائض:
المستوى الأول: منظومة القلائد البرهانية.
المستوى الثاني: نظم الرحبية.
المستوى الثالث: نظم الرحبية.
11) مقاصد الشريعة:
12) القواعد الفقهية:
المستوى الأول: منظومة القواعد الفقهية (السعدي).
المستوى الثاني: القواعد الفقهية د / يعقوب أبو حسين. المستوى الثالث: القواعد الفقهية د / يعقوب أبو حسين.
http://www.islamacademy.net/Arabic/StaticPage.asp?ID=6(112/253)
هل نأثم على هذا الفعل؟
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[23 - 06 - 09, 12:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت لدينا هرة وصغارها-نحن لم نجلبها لكن هي أتت من نفسها-واتخذت من مدخل المنزل لها مسكنا ,المهم آذتنا بفضلاتها فكانت توسخ المكان بفضلاتها وفضلات اكلها فطلبت من أخي أن يخرجها بعيدا عن المنزل واشترطت عليه أن يضعها في مكان تستطيع أن تجد فيه غذاء لها-وقلت له ضعها عند النفايات-المهم أخي أخذ الصغار بدون الأم لأنها هربت منه, ووضعها في مكان بعيد ,عند أحد المساجد ولم أعلم بالأمر إلا بعد أن أخذها
ورجعت الأم لبيتنا وأخذت تصيح تبحث عن صغارها فطلبت من أخي أن يرجع لها الصغار فلما ذهب لم يجد سوى اثنين وهم كانوا خمسة
السؤال هل يأثم أخي بفعله هذا, أنا كل ما أعاتبه على فعله يقول لي ذنبهم في رقبتك لأنك أنت من طلب إخراجها وأنا لم يخطر ببالي أبدا أنه سيأخذ الصغار بدون الأم فهل علينا إثم في ذلك؟
أفيدونا بارك الله فيكم(112/254)
القصيدةُ السَّنَيِّة في مَدحِ الهيئةِ السُنِّيَّة
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:30 م]ـ
طلب مني أحد الأصدقاء وضع هذه القصيدة في هذا الملتقى المبارك؛ لعدم استطاعته التسجيل فيه.
وإنني لأشكر من هذا المنبر غيرته على هذا القطاع المهم في الدولة ... فجزاه الله خيراً.
القصيدةُ السَّنَيِّة في مدحِ (الهيئةِ) السُنِّيَّة
" هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "
1 - يا هيئةَ الأمرِ إنَّ اللهَ أوْلاكِ = منائحاً فَضْلُها في فَرْعِها الزاكي
2 - قدْ حُزْتِ فَضْلاً عَظِيماً ليسَ يُدْرِكهُ = خَبيثُ طَبْعٍ عنِ الخَيراتِ أقْصاكِ
3 - يا ناقِداً ساقِطاً في نَقْدهِ حوَلٌ = زَرَعْتَ يافَدْمُ عَمْداً حَقْلَ أشْواكِ
4 - يا أرْذلَ الخَلْقِ إنَّ الدَّينَ مُنتَصَرٌ = فأقصِرِ اللَّوْمَ أنتَ الأحْمَقُ الباكي
5 - أثرْتَ مَهْزَلةً في هَيئةٍ رَفَعَتْ = لواءَ عِزٍّ بِشَرْعِ اللهِ يا شاكي
6 - يا ناقِمينَ على الهَيئاتِ مَهلكُمُ = لِمَ التَّبَرُّمُ في ظُلمٍ وإرْباكِ
7 - أصْحابُ جَعْجعةٍ أنتمْ وهَرْطقةٍ = نَظَمْتُمُ الخِزْيَ فِيها نَظْمَ أسْلاكِ
8 - أطْوادُ حِقدٍ لَها فِي الشَّرِّ بَلْبلةٌ = يا ثُلةَ الشرّ إنَّ الشرَّ مَرْعاكِ
9 - - لا خَيرَ فِيكمْ ولا مِنْكمْ ولا مَعَكمْ = ولا عَنِ الهَذْرِ مِنكمْ حالُ إمْساكِ
10 - يا هيئةً أقبَلَتْ في خَيرِ حُلَّتِهاْ = تُصافِحُ الفَضْلَ دَوماً مِنكِ يُمْناكِ
11 - إنَّ الأمُورَ إذا ما ضاقَتِ اتّّسَعَتْ = فلا أرَى الحُزْنَ يَبْدُ في مُحَيّاكِ
12 - فَتِيهيْ فَخْراً فَكَمْ للهِ مِن نِعَمٍٍ = عَليكِ شاكرةً للهِ مَولاكِ
13 - ابْقَي لنا شَرَفاً نَسْعَى لخِدْمَتِهِ = وَيَمِّمِي النَّجْمَ إنَّ النَّجْمَ مَسْراكِ
14 - صَدَعْتِ بالحَقّ عَمَّ كُلَّ ناحِيةٍ = فَقلْتِ قَولاً مُخِيفاً كلَّ أفّاكِ
15 - يَكْفيكِ فَخْراً بأنَّ اللهَ فَضَّلكِ = في آيهِ عِبرٌ فالمَجْدُ مَرْقاك
16 - أمَرْتِ بالعُرْفِ وَالحُسْنَى لكِ ارْتَفَعَتْ = والنَّهْي عنْ بِدَعٍ أيضاً وإشْراكِ
17 - إنَّ الفضِيلةَ في زَهْوٍ وفي طَرَبٍ = لما تُلاقيهِ مِن أوْصافِ حُسناكِ
18 - أمّا الرَّذِيلةُ فَهْيَ اليَوْمَ في قَلَقٍ = أرْبابُها يا لواءَ الحقِّ أعْداكِ
19 - يا هيئةَ الحقِّ إنَّ اللهَ مُوعِدُكِ = وأكْرَمُ الخَلْقِ أوْصَانا وأوْصاكِ
20 - بِكُلِّ عاقِبةٍ في طَيِّها مِنَحٌ = في طَيّها الأجْرُ إنَّ الأجْرَ مَثْواكِ
21 - يا دُرَّةً لَمَعَتْ في صَدْرِ دَوْلَتِنا = بِكِ الفَخَارُ وَعَينُ اللهِ تَرْعاكِ
22 - دُومِيْ بِعِزّتِكِ العُلْيا لَكِ شَرَفٌ = فَدَارُكِ السَّعْدُ فيهِ الحَقُّ يَلْقاكِ
23 - سَعادةٌ أسْعَدَتْ مَن كانَ أسْعَدَها = آل السُّعُودِ فََهُمْ مَن كانَ أنْشاكِ
24 - سارَتْ فَضائلُهمْ واللهُ يَحْفظُهمْ = أمامَ كلِّ كَرِيمٍ شاهدٍ زاكِي
26 - يا هيئةَ الأمْرِ دوماً أنْتِ سامِقةٌ = فَمِثلُكِ دَوحةٌ والغَيثُ أسْقاكِ
27 – الناقِمُونَ لِفضْلِ اللهِ في حزنٍ = والشاكِرونَ بِفضْلِ اللهِ يُمْناكِ
28 – الحَمْدُ للهِ ما دامَتْ لنا وَزَراً (1) = والحَمدُ للهِ أنَّ اللهَ أبْقاكِ
29 - ثمَّ الصَّلاةُ على المُخْتارِِ مِن مُضَرٍٍ = ما سَبَّحَ الخَلقُ مِن إنْسٍ وأمْلاكِ (2)
القصيدة بقلم:
ملفي بن محمد الرويس
Mmbr1395@hotmail.com
26/6/ 1430 هـ
ـــــــــــــــ
(1) وزر: ملجأ.
(2) أملاك: ملائكة جمع ملك.
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[23 - 06 - 09, 04:31 م]ـ
لا فض فوك
ورفع الله قدرك في الدارين
ـ[سعدسعود]ــــــــ[25 - 06 - 09, 08:42 م]ـ
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
فيما قمت به من الدفاع عن هذه الشعيرة العظيمه
التي قل من يناضل عنها
التي ما فتئت أقلام الباطل تنال منها
وتتهجم عليها، ولاحول ولا قوة الا بالله
أين هم شعراء الساحة الإسلامية عن مثل هذه الأمور التي هي من أساسيات الإسلام وقواعده ... !!
رفع الله قدرك وكثر من أمثالك
والشكر موصول لناقل الموضوع
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 01:17 ص]ـ
جزاك الله خير على هذه القصيدة.
وأستأذنكم في نشرها لأهمية ذلك ذاكرا مصدرها.
ـ[أبو راشد*]ــــــــ[30 - 06 - 09, 04:19 ص]ـ
حرسه الله من كل شر وبارك له فيما وهبه
وذب الله عن عرضه يوم يعرض الناس على ربهم حفاة عراة
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[01 - 07 - 09, 12:48 ص]ـ
جزى الله من ساهم في نشرها خير الجزاء ... فالدال على الخير كفاعله.
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[11 - 07 - 09, 04:42 ص]ـ
ما أجملها
لله دركم
ـ[أبو رفيف]ــــــــ[12 - 07 - 09, 12:46 ص]ـ
للرفع ...(112/255)
فتوى اللجنة الدائمة في السفر والاحتفال والإجتماع من أجل افتتاح المساجد
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[23 - 06 - 09, 03:08 م]ـ
إذا بُني عندنا مسجد جديد وأريد ابتداء الصلاة فيه دُعي الناس من البلدان المجاورة فيجتمعون لهذا الذي يسمونه افتتاح المسجد، فما حكم إتيانهم لهذا الغرض؟ وهل حديث: (لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ... ) يدل على تحريم ذلك؟ وإذا كان جائزاً فما الدليل على ذلك؟ وهل حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه بعض الصحابة ليصلي ناحية من بيته ليتخذها مصلّى ... يدل على جوازه؟ وكذلك هل يدل عليه مفهوم ما جاء في قصة مسجد الضّرار بحيث لم يوجه ربنا نهيه إلى مجرد عزمه على الذهاب، وإنما نهاه لأن المسجد لم يُبن إلا ضراراً وكفراً؟.
الحمد لله
افتتاح المساجد يكون بالصلاة فيها وعمارتها بذكر الله، من تلاوة قرآن والتسبيح والتحميد والتهليل وتعليم العلوم الشرعية ووسائلها ونحو ذلك مما فيه رفع شأنها، قال الله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والآصال، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإتياء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيها القلوب والأبصار، ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب) بهذا ونحوه من النصائح والمواعظ والمشورة كان يعمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبعه في هذا الخلفاء الراشدون وسائر صحابته وأئمة الهدى من بعده رضي الله عنهم ورحمهم، والخير كل الخير في الاهتداء بهديهم في الوقوف عندما قاموا به في افتتاح المساجد، وعمارتها بما عمروها به من العبادات وما في معناها من شعائر الإسلام ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم، ولا عمن اتبعه من أئمة الهدى أنهم افتتحوا مسجداً بالاحتفال وبالدعوة إلى مثل ما يدعوا إليه الناس اليوم، من الاجتماع من البلاد عند تمام بنائه للإشادة به، ولو كان ذلك مما يُحمد لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسبق الناس إليه ولسنّه لأمته ولتبعه عليه خلفاؤه الراشدون وأئمة الهدى من بعده، ولو حصل ذلك لنُقل.
وعلى هذا فلا ينبغي مثل هذه الاحتفالات، ولا يُستجاب للدعوة إليها ولا يُتعاون على إقامتها بدفع مال أو غيره، فإنّ الخير في اتباع من سلف، والشر في ابتداع من خلف، وليس في دعوة بعض الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته ليصلي في مكان منه ركعتين كي يتخذه صاحبه مصلى يصلي فيه ما قدر له من النوافل دليل على ما عُرف اليوم من الاحتفال لافتتاح المسجد، فإنه لم يدعه إلى احتفال بل لصلاة ولم يسافر لأجل تلك الصلاة، ثم السفر إلى ذلك الاحتفال أو للصلاة في ذلك المسجد داخل في عموم النهي عن شد الرحال إلى غير تلك المساجد الثلاثة المعروفة، فينبغي العدول عن تلك العادة المُحدثة، والاكتفاء في شؤون المساجد وغيرها بما كان عليه العمل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتباعه أئمة الهدى رحمهم الله.
اللجنة الدائمة من كتاب فتاوى إسلامية 1/ 18.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[23 - 06 - 09, 03:34 م]ـ
الله المستعان ....
ـ[عبدالرحمن ناصر]ــــــــ[23 - 06 - 09, 06:00 م]ـ
والخير كل الخير في الاهتداء بهديهم في الوقوف عندما قاموا به في افتتاح المساجد، وعمارتها بما
عمروها به من العبادات وما في معناها من شعائر الإسلام ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم، ولا
عمن اتبعه من أئمة الهدى أنهم افتتحوا مسجداً بالاحتفال وبالدعوة إلى مثل ما يدعوا إليه الناس
اليوم، من الاجتماع من البلاد عند تمام بنائه للإشادة به، ولو كان ذلك مما يُحمد لكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم، أسبق الناس إليه ولسنّه لأمته ولتبعه عليه خلفاؤه الراشدون وأئمة الهدى من
بعده، ولو حصل ذلك لنُقل.
اللجنة الدائمة من كتاب فتاوى إسلامية 1/ 18.
بدأت هذ البدع تغزو بلاد التوحيد ولاحول ولاقوة إلا بالله ..
وجنس البدع أعظم من جنس المعاصي الشهوانية كم نص العلماء ..
ـ[عبدالرحمن الواعد]ــــــــ[23 - 06 - 09, 10:41 م]ـ
وفقك الله ورزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 11:18 م]ـ
لم يكن السائل موفقا في سؤاله فعند افتتاح المسجد يدعى العلماء و المبرزون في الإرشاد فيه لنشر العلم و الوعظ و تعليم الناس كيف يعمرون هذا المسجد فإذا سمع الناس بحضور هؤلاء العلماء للنصح و الإرشاد يسارعون من كل بلدة و ليس في نيتهم إلا الشوق لسماع العلم منهم أو استفتائهم في دينهم أو يرحلون لأنهم يحبونهم في الله هذا هو الذي يحدث و لعل السائل إن كان سئل هكذا لكان أقرب للواقع الذي نعيشه والله أعلم
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[29 - 06 - 09, 06:23 م]ـ
الله المستعان(112/256)
البدعة بين النصيحة والخدعة
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[23 - 06 - 09, 05:17 م]ـ
(البدعة بين النصيحة والخدعة)
إن الحمد لله نحمَده ونستعينه ونستغفِره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضل له ومن يُضلِل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد: فإنَّ خيرَ الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بِدعة وكلّ بِدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فهذا رد على ما أذاعته قناة اقرأ في برنامج الجمعة ضمن حلقة بعنوان " خدعوك فقالوا دي بدعة " أي خدعوك بقولهم هذه بدعة
من تقديم شاب مصري يدعى مصطفى حسني
نازع فيها من يخالفونه في موضوع البدعة، وبدأ منازعته لهم للأسف باتهامهم بالخداع عَبْر هذا العنوان العريض، وأكّد مراده منه منذ مطلع الحلقة
وإن الدارس لهذا الباب (باب البدعة في العبادات) يعلم أن أصول هذا الباب، من حدّ البدعة وضابطها، وشمولها لكل حَدَث ولو كان إضافيا أو نسبيا هو من المسائل التي لا يسوغ فيها الاجتهاد، لاتفاق السلف عليها
كيف لا وهو جانب مهم من معنى شهادة أن محمدا رسول الله، إذ قد عدّ النبي صلى الله عليه وسلم المخالف في هذا الباب راغبا عن سنته كما سيأتي في الحديث، فلا متبوع بحق إلا رسول الله
كيف لا وهو مرتبط بأحد شرطي قبول العبادة اللذَين لا تقبل العبادة إلا بهما وهو المتابعة والموافقة لما كان عليه النبي وصحابته، والآخر هو الإخلاص كما هو معروف
كيف لا وهو مرتبط بأصل هام وضروري من أصول الشرع ألا وهو
(الأصل في العبادات التوقيف والمنع) فلا يعبد الله إلا بترخيص وتشريع من المشرع
أخي الكريم أود أن أنبهك أننا أمام حقائق جلية تتعلق بحلقتي الأستاذ مصطفى (خدعوك فقالوا) لا أظن والله من سمعهما متتبعا يخالفني في هذه الحقائق، وهي والله مما لا يكاد يصدق عاقل صدورها عن شخص، لما اشتملت عليه من تناقضات صريحة يعجب منها الإنسان، والله بصورة تدهش وتذهل ولذلك سأذكر هنا بعضها مجملا ثم أبسط الكلام فيها موثِّقا كلامه بحروفه ما استطعت.
وأرجو أخي الكريم أن تركز في قراءتك وتصبر على ما سأذكره إن كان فيه شيء من الطول فالمراد مهم للغاية.
1ـ تكلم الأستاذ في الحلقة الأولى بصورة واضحة على أن مفهوم البدعة الذي ذكره من تعريفٍ للبدعة وذكرِ ضابطها وما يدل عليه من تطبيق هو مذهب العلماء والسلف وكل الأئمة باتفاق منذ أكثر من ألف ومائتي سنة وحتى قبل أربعمائة سنة.
فقد قال بالحرف الواحد عن مفهومه هو للبدعة وضابطها والذي طرحه في الحلقة فقال وكلامه بالعامية في الغالب:
(حنتكلم عن المفهوم اللي السلف والصحابة فهموه عن البدعة واللي تكلموا عنه في كتبهم وفي كتب أهل العلم من لدن الصحابة لغاية واسمحوا لي إنا نحنا بعد إذنكم مش حنستخدم كلام الناس اللي عايشين ... ) كذا
ثم عاد بعد أن صور أن مخالفه ليس له من سلف إلا كلام المشايخ في الأشرطة فقال عن مذهبه الذي طرحه في مقام الدعاية له:
(لكن الأقوى أن يكون ابن حجر متفق مع الشافعي متفقين مع الصحابة وكل الأئمة من السلف)
ثم قال متابعا دون فصل للكلام:
(على أنا نحنا بقى دي الوقت كبرنا أو صغرنا عندنا مشكلة في البدعة [يعني كما يزعم المخالف] وهم [يعني مخالفيه] عرفوها بطريقة مختلفة، خاصة وحانشوف دي الوقت في الكتب اللي أنا حاطط إيدي عليها وعايز أحط جواها في قلبي)
ثم كرر نحوا من هذا قائلا عن التطبيقات التي نقلها:
(وهل التطبيقات اللي حانشوفها ونحن ماشيين مع بعض في السلف الصالح في الألف سنة الأولانية [ولوح بيده] من أيام النبي صلى الله عليه وسلم لغاية أربعمائة سنة ... هل علماء السلف الصالح [ووضع يده على الكتب] كانوا بيفتوا بأي تعالوا ... )
وتعدد منه الادعاء بأن ما طرحه هو مذهب الأئمة ويخص منهم الأربعة بالذكر وتعددت أساليبه غير أن أسلوبه الكلامي أحيانا يجعل من العسر نقله حرفيا، للعامية في الكلام ولقطعه الكلام فجائيا وانتقاله إلى معنى آخر، بحيث نقلُه يحتاج إلى ربط وهذا يسبب في إطالة فاحشة لو نُقل وسأحرص في الأيام القادمة على نقل لقطات منه على ملف فيديو وسأنزله على اليوتيوب ففيه ما يجلي حقيقته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/257)
ثم جاء في آخر الحلقة في آخر كلمات له وأكد ما سبق، قائلا عما قرره من مذهبه وأنه عين مذهب السلف فقال:
(وهذي السلف أهم)
وفي المقابل صور مذهب مخالفه الذي نقله على سبيل الرد بأنه لا يوجد في أقوال السابقين ولا في الكتب ولم يرِد عن العلماء وذلك بأساليب متنوعة أكثرها تعريضية (يا ترى العلماء قالوا كده) ثم ينفي (هل العلماء عرفوا البدعة كده) ثم ينفي وتارة (أوعى أقول لك قال ابن تيمية .. الشافعي .. مالك بتقول بس أنا سمعت في الشريط الشيخ قال كده) وكررها مرارا مرسخا في أذهان المشاهدين أن مخالفيه لا يملكون إلا كلاما في أشرطة يعني معاصرين فقط، وتارة ينادي بالتلقي عن العلماء ويصور أن انعدام هذا عند مخالفه هو مشكلة المخالف ويستدل بأنه (حتى النبي أخذ عن جبريل) مستنكرا هذا المذهب المجرّد من التلقي عن العلماء، بل صرح أكثر من مرة بظهوره مؤخرا ووصفه بالاختراع من قبل بعض الشباب وأن قائليه (هم الصحفيون) وسبب ظهوره (الجهل من هؤلاء وقلة العلم) (وهو غلط في نفسه) (وغلط على السلف) (وينافي تعريفات العلماء وتطبيقاتهم) (ومش علمي أصلا) (وكلام من لم يطلب العلم على المشايخ) (وسببه عدم العلم) (وهم لا يرجعون إلى السلف) (وما يعرفوش السلف بيعملوا أي) (وما يعرفوش معنى البدعة) وبالتالي هو الذي يصدق عليه أنه بدعة، (ولو أصر عليه صاحبه سيضيع دين النبي) وسبَّ أصحابه سبا عجيبا كما سيأتي.
وكل ما بين الأقواس هنا من كلامه بقريب من حروفه
وإضافة إلى هذا أكد مرارا ومرارا أن مخالفه لا يتبع العلماء السابقين بأساليب تعريضية كثيرة جدا
حتى أنه قال مصورا حجم المخالفة عند مخالفيه:
(يعني مش مسألة أنه قرر عن حاجة بدعة في حاجة السلف ما تكلموش فيها؟
دا هو الأئمة تكلموا أن دي مش بدعة وهو قال بدعة)
فانظر إلى تصويره مذهب مخالفه
وقال متكلما على لسان مخالفه محاولا أن يصور قدر جهله:
(دا، اللي خلاني ما اعرفش يبقى عندي الآلة أو المفتاح اللي يخليني أعرف أن دي بدعة ولا مش بدعة)
هل تصدق أخي الكريم أنه جاء في الحلقة الثانية بعد أسبوع وبعد أن رد عليه بعض الأفاضل فقال كلاما مناقضا لما سبق تماما، وكأنه لم يتكلم في قناة شاهدها ألوف مألفة وهذا موطن العجب فقال:
(ما حبيتش تأخذ برأيي وعندك إمام ثاني أنت حلو وأنا مش غلط، أنت ماشي صح وأنا ماشي صح.
أنا أصلا ما نقلتش الأقوال الأخرى لأنها مشهورة مش محتاجة تنقل) ا. هـ كلامه
وقال: (أنت صح معاك قول إمام وأنا صح معاي قول إمام)
وقال في هذه الحلقة مقررا الخلاف: (نحن كذا مختلفين مع بعض وذا اسمه رحمة)
وقال بأنه أراد فقط أن يعرف المشاهد أن هناك قولا آخر في المسألة غير الذي يقوله مخالفه، فقط هذا المراد من الحلقة
فهل يكون بيان أن هناك قول آخر وهو قولك يا أستاذ بمجانبة الصدق والقول بما يخالف الحقيقة وبتحريف الواقع؟
هذا يذكرني بقصة مشهورة في أحد البلاد العربية:
يحكى أن رجلين يقود كل منهما سيارته التقيا في الطريق فتخاصما فوقف كل منهما بجانب الطريق إثر المناوشة، فنزل أحدهما مسرعا وهو غاضب ففتح الصندوق الخلفي وأخرج منه المرفاع اليدوي (الكريك) ليضرب به الآخر وكان الآخر قد تباطأ في النزول قليلا فما أن نزل حتى كان صاحب المرفاع قد قاربه وإذا بهذا الذي كان قد تباطأ ضخم الجثة فلما رآه صاحب المرفاع تفاجأ وارتعب فلم يملك إلا أن قال مغيرا موقفه: (هذا المرفاع لك؟)
الأستاذ فعل ما فعله صاحب المرفاع
كيف سنتعامل مع من تصدر منه مثل هذه المناقضات؟
بالله اسألوا الدكاترة النفسيين عن مثل هذا المثال العلني هل يصدر مثله من شخص بشكل عارض أم عادة لايصدر إلا ممن به خلل متأصل؟
وسأختصر عليك الطريق بعشرات الأمثلة للأستاذ نفسه في هذه الحلقة والتي جمع فيها بين الانكار للمشهور والمناقضة المكشوفة والمغالطات العلمية الصريحة والتي سيأتي نقضها تفصيلا
2ـ قال عن السلف ومن جاء بعدهم: (هم زمان ما كانوش يقولوا دي سنة ودي بدعة) ينفي اشتغالهم ببيان السنة من البدعة؟!!
وهذا كلام والله سوقه يغني عن الرد عليه.
فيكفي أن العلماء ألفوا كتبا خاصة في بيان البدع من غيرها حتى أنه يصعب حصر ما كتب فيها خصوصا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/258)
وأنا أدعوا كل أخ أن يأتي إلى أي مكتبة إلكترونية كالمكتبة الشاملة أو غيرها والتي تحوي أهم الكتب الاسلامية ويكتب في خانة البحث كلمة بدعة، ثم يضغط على البحث فسيجد نتائج هائلة تتجاوز الآلاف من النتائج وعند متابعتها سيجد الباحث أنها تتكلم عن البدعة وتحذر من الأعمال البدعية في الآلاف منها.
والله كثير ممن يرضاهم الأستاذ من أهل العلم لا يمكن أن يقولوا بهذا بل يعارضونه.
بل قال الأستاذ عن مخالفيه في موضوع البدعة مشبها:
(صخرة ضخمة اسمها: الغلط والصح، والبدعة والسنة، اسمع لهذا وما تسمعش لهذا، وأحاديث ضعيفة، وذا على المنهج السليم وذا على المنهج الغلط، صخرة عظيمة اسمها دي بدعة احنى بنحاول نقتلعها بعد ما ثبتت في قلوب كثير منا)
فالرجل بلغ مستوى من التفكير خطير يدل على أنه يعيش خللا بالغا، هو وأمثاله يريدون أن يتكلموا بما شاؤوا ويكيفوا الدين على أمزجتهم دون أن يعترضهم أحد، وتأمل نفرته من كل أساليب النقد بما فيها تضعيف الأحاديث ولذلك سيأتي غمزه في علم الحديث
وهذا الكلام منه يضاد دين الإسلام، ويضاد مذاهب المسلمين كافة لا أقول السلف فحسب، بل هذا الكلام يضاد حلقة الأستاذ نفسها لأنه كما اعترف في الحلقة يحارب الغلط الذي وقع من مخالفيه
فهل من يصدر منه هذا يكون خطؤه عارضا؟
3ـ نفى في أكثر من مرة استدلال العلماء بمبدإ أن مالم يفعله رسول الله ولم يثبت عن السلف فهو بدعة ولو كان خيرا لسبقونا إليه، ومن ذلك قوله:
(يا ترى النبي ما عملهاش ولو كان خيرا لسبقنا إليه! ذا كلام العلماء؟! ولا ذا كلام أصلا مش علمي)
وقال: (التبديعيين ... اللي في وسطنا اللي كل شوية يقولك دي بدعة والسلف ما عملوهاش ولو كان خيرا لسبقك إليه النبي
سبب وجود هؤلاء هو قلة العلم عموما وقلة السعي لطلب العلم) ا. هـ
وقال: (ولا واحد من الأئمة قال: اللي النبي ما عملهاش ولم يكن عليها هدي السلف تكون بدعة)
بينما هذا الذي أنكره مشهور مستفيض لا خلاف فيه كما سيأتي بيانه
فمثل هذا الكلام هل يصدر من شخص طبيعي في غلطه؟
4ـ قال بأن علم الحديث هو سبب وجود التبديعيين؟!
وبرره بعدم الدراسة على الأصوليين الفقهاء، فما علاقة علم الحديث بالبدعة لولا سوء النظرة لهذا العلم الشريف والبعد عن السوية في التصور؟!!
وأنا أنقل له هنا كلاما للإمام إبراهيم الحربي الذي كان يشبهه الدارقطني بأحمد بن حنبل وهو معاصر لأحمد يبين فيه بعد أصحاب الحديث من البدع وأنهم أبعد الناس عن ذلك
يقول الإمام إبراهيم الحربي رحمه الله:
" لا أعلم عصابة خيرا من أصحاب الحديث، إنما يغدو أحدهم ومعه محبرة، فيقول: كيف فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف صلى، إياكم أن تجلسوا إلى أهل البدع، فإن الرجل إذا أقبل ببدعة ليس يفلح ".
فشتان بين كلام الأئمة وكلام غيرهم، واستفد أخي القارئ من فلتات ألسنة القوم لينكشف لك ما يخفونه وإلا كيف يجعل علم الحديث الذي هو نصف الدين سببا للانحراف وهل الدين إلا حديث وتفسير
5ـ ادعى أن ابن تيمية الذي هو سلفي من دماغه إلى أخمص قدميه بأنه في صفّه وضد مخالفيه السلفيين وحاجج به مرارا ومنه قوله:
(أوعى أقول لك قال ابن تيمية ... تقول بس سمعت الشيخ في الشريط)
وكرر نحو هذا واستدل به في التعريف وفي تطبيقين وصوّره ممن يقول بالبدعة الحسنة وبالمفهوم الذي ذكره
فبالله هل يقبل بهذا حتى من يقول بقوله من العقلاء؟
وسيأتي نقل كلام ابن تيمية نفسه الذي يبطل ما نسبه له الأستاذ.
فهل يصدر هذا من أمين في نقله؟
6ـ أيضا مالك بن أنس إمام دار الهجرة ذكره أكثر من مرة محتجا به على أنه معه في الموضوع في مفهوم البدعة وفي التطبيقات مع أنه لم ينقل عنه حرفا واحدا في أية جزئية
بينما مالك بن أنس لا يوافقه في شيء مما ذكر، بل يقول ببدعية الدعاء بعد كل صلاة وبدعية التعريف بعرفة وينكر مسح الوجه بعد الدعاء وأيضا قراءة القرآن على القبور والموتى كما نقل عنه شيخ الاسلام والقرافي وهو في منح الجليل شرح مختصر خليل ولم يصح عن مالك سواه
وكل هذه أمثلة مثّل بها الأستاد لما ليس ببدعة عنده، ودعا إلى فعلها ونسب لمالك أنه يوافقه في جوازها، كما دل عليه احتجاجه بمالك عموما ومرارا، بينما مالك يمنع من هذه الأفعال ويكرهها ويراها محدثة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/259)
بل يمنع مالك أيضا من أمثلة أخرى سوغها الأستاذ على قاعدته وألمح إلى أنها سائغة:
كقراءة القرآن قراءة جماعية من باب الذكر.
وكالدعاء بصورة جماعية عقب الفراغ من القراءة.
وكالاجتماع للختم في ليلة من رمضان تُخصَّص للختم.
وكتخصيص سورة كالاخلاص بالتكرار في الصلاة.
وكتخصيص القول عند ذبح الأضحية بقول اللهم منك وإليك. وتخصيص أحد قوائم الثابوت بابتداء الحمل.
بل والقول ببدعية غسل اليدين قبل الطعام لغير علة.
وكل هذه أنكرها مالك والأستاذ يسوغها بقاعدته بل يشنع على من يقول ببدعيتها.
بل مالك كان يبالغ في إنكار المحدثات وأبرز ما يبين هذا ما سيأتي من إنكاره على المؤذن تذكيره الناس بالصلاة فيما يعرف بالتثويب الغير الوارد.
وسيأتي عزو هذه الأقوال لمالك مفصلة.
فمن أين جعل الأستاذُ مالكا موافقا لمذهبه؟
سلوا الباحثين والدارسين هل يكون صادقا من يقول إن مالكا يجوّز الإحداث في العبادات ما دام أن النصوص العامة قد جاءت بها ومادام أنها لاتخالف أصول الشرع؟ وأن التخصيص دون دليل هو من البدع الحسنة وأنه ليس كل بدعة مستقبحة؟
كيف وأشهب ينقل عنه منعه من البدعة ولو كانت في خير كما هو تعبيره وسيأتي
كيف وهو القائل: من ابتدع بدعة وزعم أنها حسنة فقد زعم أن محمدا خان الرسالة
والله لا خلاف بين المتخصصين جميعا المنصفين أن مالكا بريء من مذهب كهذا.
إنه والله لخرق لأمانة العلم ومجانبة صارخة أن ينسب الأستاذ مذهبه لمالك
وأنا أطالبه إن كان واثقا من نفسه أن يذكر لنا لاحقا مستنده فيما نسبه لمالك بعيدا عن الانتقائية، مع أني أكاد أجزم أنه ولو انتقى ما انتقى فلن يظفر بما ينجيه من تهمة مجانبة الأمانة وليغلطني إن استطاع.
7ـ وصف أحد الذين ألفوا في جواز المولد في القرن السابع بأنه أحد الصالحين مروجا مقالته، بينما تكاد كتب التاريخ تتفق على كذبه وفساده وخبثه وسيأتي كلام ابن كثير فيه هو وبعض المؤرخين
فهل يفعل هذا أمين؟
8ـ استدل بحديث صلاة ركعتين بعد الوضوء من بلال فأتى بلفظ ملفق من روايتين وعزاه للبخاري! بينما شطره الأول ليس في الصحيح أبدا، فحذف شطر البخاري الأول لأنه يبطل استدلاله وأتى بشطر من رواية أخرى حتى يتم له استدلاله وأبقى على شطر رواية البخاري الثانية وعزاه كاملا للبخاري
بينما الشطر الذي حذفه يبطل استدلاله أو على الأقل يشوش عليه
وهذا تفنن في خرق أمانة العلم وسيأتي إيضاحه جليا
فهذه فقرات مجملة سيأتي إيضاحها وتفصيلها ضمن هذا الرد وهي بعض ما وقع فيه الأستاذ من انتهاكات
وسيأتي أن الأستاذ ارتكب مخالفات أخرى كثيرة وكبيرة تجلي مقدار الأمانة عنده بصورة واضحة، من حذف لبعض الكلام ومن خلط في نقل مواقف الأئمة، وانتقائية فاحشة في اختيار بعض أقوالهم دون بعض، ومن إلصاق كلام ببعض الأئمة يخالف عين كلامهم الذي لم ينقله وسيأتي كل هذا وغيره
ولقد حرصت أخي الكريم على أن يكون هذا الرد تأصيليا فجمعت لك من تطبيقات السلف صحابة وتابعين فمن بعدهم من خلال آثارهم ومن خلال تطبيقات الأئمة من كلامهم في هذا الموضوع الخطير ما يشفي صدر كل صادق
واقتصرت على الواضح منها والإيجابي الذي يحدد البدعة عندهم ويصف الفعل بالبدعة والذي هو تطبيق صريح لمعنى البدعة وهو الأصل في استعمال العلماء وهو الأكثر في التطبيق
فالعلماء ألفوا في البدع وبيانها وجمعوا ما وقفوا عليه مما يسمى بدعة،
ألف ابن وضاح في القرن الثالث وألف الطرطوشي وأبوشامة والشاطبي والسيوطي فلم يكن أصل كلامهم التمثيل لما ليس بدعة كما فعل الأستاذ هداه الله فمثل هذا لا يوضح المراد
فذكرت لك جملة من التطبيقات الواضحة
وأشرع الآن مع الأستاذ مصطفى في هذه الجولة مع ما ذكره عن البدعة
أولا الطرح المشتت والغير هادف:
ـ الأستاذ هداه الله لم يوضح طول حلقته حتى قوله الذي يقول به.
لم يوضح ما هي البدعة عنده، وذلك عندما ساق تعاريف مجملة دون بيان واضح لمعانيها ودون أن يمثل لها بأمثلة ولو بمثال واحد وفق مذهبه وهل تتضح مسألة كهذه دون تمثيل؟
فهو لم يقل العمل الفلاني بدعة أو المثال الفلاني نموذج للبدعة التي أُعرّفها وإنما اكتفى بالتمثيل لما ليس ببدعة فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/260)
وما قام به الأستاذ من طرح يوحي بأنه مهتم فقط بإخراج المشاهد من الحلقة مشوشا، شاكا في هذا الباب من أصله وهذا أقرب إلى الأسلوب الهدمي أو التشويشي، وذلك عندما حرص في طرحه على نقل تعريفات مجملة دون ربطها بالأمثلة ولا بتطبيقات العلماء لها، لا الأمثلة المتفق عليها أو الصحيحة التي تنسجم مع التعريفات كما هو المنهج السوي ولا الأمثلة حتى المختلف فيها!!
و لاخلاف أنه بالمثال يتضح المقال، فأين التوضيح؟
وخاصة في موضوع دقيق وعلمي كهذا ولدقته فانظر ما جاء في فتاوى الأزهر عن مفهوم البدعة:
" إن تحديد المفاهيم عنصر هام من عناصر البحث فى أي موضوع، وبدونه تختلف الأحكام وتتضارب الأقوال، ويحدث التفرق.
وتحديد مفهوم البدعة التى هى ضلالة فى النار فيه صعوبة.
.... فإن موضوع البدعة دقيق، وفيه كلام طويل " ا. هـ
وضرب الأمثلة من أهم ما يبين المفاهيم، والأستاذ من أحوج الدعاة لذلك بسبب مستوى المشاهدين لحلقته التي هي مخصصة في الأصل لعامة الشباب ولا تختص بالمثقفين منهم
فأين الأمثلة على البدعة المذمومة عندك يا أستاذ؟ أين الصور المعنية في التعريفات التي نقلتها؟
لماذا لم تذكر مثالا واحدا طول حلقتك يصح وصفه بأنه بدعة مما تنطبق عليه النصوص الشرعية في وصف البدعة ولو بالمعنى الذي تنادي به؟
لماذا؟
وإنما اكتفى الأستاذ بعرض بعض الأمثلة لما ليس ببدعة عنده وبطرف من الأقوال التي لا تمثل التطبيق المذكور، فهي تنفي البدعية ولا تفيد في تصوير البدعة المعنية، وتتعلق بموقف بعضهم في جزئيات حصل في بعضها خلاف، وتُمثّل عند قائليها الجانب الخارج عن التعريف لا المعنِيّ والمراد بالتعريف، وهو من باب ما لا ينقض الوضوء، كما يُشبّه شيخُ الاسلام أمثالَ هذا الأسلوب، فمن أراد بيان نواقض الوضوء لا يقول في بيانها مثلا: شرب اللبن لا ينقضه وشرب العصير كذلك والسعال لا ينقضه والعطاس لا ينقضه والقفز لا ينقضه ... إلى ما لا يحصى من الأمور التي هي من قبيل السلب وإنما الإيضاح يكون بذكر الإيجاب، النوم ناقض والبول ناقض ...
هكذا تُشرح المسائل، فحضرة الاستاد شغل المشاهدين بما ليس بدعة في نظره هو، بناء على ضوء اطلاعه الانتقائي.
أما ما كان بدعة فلم يهتم به ولو من النافذة التي تناسب مذهبه بحيث أشغل وقت البرنامج وهو ساعة كاملة تقريبا بما يظن أنه ليس بدعة
فمما لا يليق بالأستاذ الخوض في الموضوع دون هدف نزيه يجلب للمستمع الطمأنينة بضبط المسألة وإحكامها
فهو هداه الله لا ضبط التعريف، ولا مثّل ولا بيّن نوع الأمثلة التي يسوغ فيها الخلاف والتي لا يسوغ والذي من شأنه أن يزيل اللبس والإشكال على المشاهد
ثم أضاف لهذا أنه بما خلص إليه من الحلقتين جعل المشاهد الكريم في حيرة عندما أوهمه أن هذا خلاف بين العلماء معروف حتى أنه صوّر من يقول الشيء الفلاني بدعة فهو من الفريق التبديعي ومن كان يقول ليس ببدعة فهو من الفريق الذي يتوسع في تجويز البدع ثم ترك المشاهد عند هذه النقطة
لم يبين حقيقة الخلاف ولا الصورة الواضحة لهذا الخلاف فضلا عن بيان وضبط مسائل الاجتهاد السائغة من غيرها
ولا يدري أن هؤلاء الذين يشاهدونه عندما يسمعون من الفريق الآخر احتجاجهم بنفس العلماء الذين احتج بهم الأستاذ سيتوهون إن كان كلام الأستاذ علق بأذهانهم.
فهو هداه الله لم يبال في طريقته ما الذي سيؤول إليه تفكيرهم؟ و أيضا عندما يسمعون من العالم الواحد عن أمر يقول عنه بدعة ثم يقول عن أمر آخر ليس ببدعة كيف سيكيفون قوله؟
طبعا الأستاذ بسياسته في الحلقتين تركهم في موطن ليس لهم معه إلا التيه وهذا من أبرز المآخذ على أستاذنا أصلحه الله
طبعا أنا أُرْجِع هذا الطرح المشتت من الأستاذ إلى عدة أسباب منها أن تجنب هذا التشتيت لا يخدم هدف الأستاذ من الحلقتين بل يصب في مصلحة القول الآخر الذي انبرى الأستاذ لنقده وتتفيهه
وحتى يكون طرحي مفيدا وصادقا وعلميا أكثر من كونه ناقدا أوضح الجانب العلمي للطرح الواضح بما يدل على ما وراء ذلك التشتيت من إخفاء لحقيقة المسألة وذلك بما يلي:
عند النظر في المسائل التي حكم عليها علماؤنا بموجب هذا الباب من بدعية أو عدمها نلحظ أنها تكاد تنحصر في الآتي:
1ـ أفعال اتفق السلف والخلف من العلماء على بدعيتها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/261)
كالأذان يوم العيد فمع فعل بعض الأمراء له في عهد بني أمية لكن العلماء من السلف فمن بعدهم نصوا على بدعيته حتى نقل الإمام مالك عدم الخلاف في ذلك وسيأتي.
وكالمداومة على الجماعة في صلاة النفل المطلق وسيأتي النقل في ذلك.
وكذكر الله تسبيحا وتكبيرا ونحوه بأصوات ملحنة مطربة فإذا أضيف إليه معازف فهو أوضح.
وكقراءة سورة الأنعام في آخر صلاة التراويح.
وغيرها كثير وكلها ستأتي منقولة عن العلماء من مصادرهم.
2ـ أفعال اتفق السلف وجل الخلف على بدعيتها:
كالجهر بالذكر أثناء تشييع الجنازة، وكذكر الله تسبيحا وتكبيرا ونحوه بأصوات ملحنة مطربة فإذا أضيف إليه معازف فهو المعروف بالتغبير الذي أغلظ فيه السلف النكير.
وكدعاء الرجل قائما بعد الصلوات، وكرفع اليدين من الخطيب على المنبر في الجمعة في غير استسقاء وكمسح الوجه من دعاء القنوت أثناء الصلاة. وغيرها كثير وسيأتي عند الكلام على تطبيقات العلماء توثيق هذه الأقوال
3ـ أفعال حصل فيها شبه اتفاق والخلاف فيها لايكاد يذكر قليل وشاذ.
كالدعاء الجماعي دبر كل صلاة وكرفع المؤذن صوته بالصلاة والسلام على النبي عقب أذانه، وكالرجوع القهقري تعظيما لبيت الله الحرام وكالمصافحة بعد كل صلاة وكالتلفظ بالنية للصلوات وغيرها.
وهذا حال أكثر الأفعال المبتدعة
والفرق بين هذه الفقرة والتي قبلها أن التي قبلها ظهر إنكارها عند السلف لحدوثها أيضا في وقتهم خلافا للفقرة الثالثة التي يبدو أن ما ذكر فيها قد حدث بعدهم
4ـ أفعال اختلف فيها السلف والعلماء لاختلافهم في صحة الحديث أو الأثر أو ضعفه.
كمسح الوجه بعد الدعاء، وكقراءة القرآن على القبر ومنها الفاتحة، وكصلاة الضحى
من صحح ما ورد رأى أنه سنة ومن ضعف رأى أنه بدعة
5ـ أفعال اختلف فيها السلف نتيجة بلوغ النص لطرف وغيابه عن الآخر.
كصلاة الجنازة في المسجد، وكسجود الشكر، والسجود على الحجر الأسود
من بلغه الحديث قال بمشروعية الفعل ومن غاب عنه قال ببدعية الفعل وستأتي في التطبيقات موثقة
6ـ أفعال اختلف السلف فيها تبعا لاختلافهم في ثبوت ذلك عن النبي من عدمه ولكن من جهة فهم النص
كالجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية
فمن فهم من حديث أنس أن النبي وأبابكر وعمر لم يكونوا يجهرون بها رأى أن الجهر بدعة ومن رأى أن الحديث لا يدل على نفي الجهر لم يبدع الجهر
7ـ أفعال اختلف فيها السلف نتيجة حدوث سبب لم يكن في زمن النبي مما أدى إلى عدم وجود سنة خاصة معمول بها في تلك الصورة
كانتشار البنيان والتوسع فيه بصورة تؤثر على إعلام الناس بصلاة الجمعة التي لم يكن لأول وقتها ـ وهو الذي تقام فيه الخطبة ـ علامة كونية ظاهرة كالزوال، فليس أول وقت النداء يوم الجمعة هو أول وقت النداء للظهر فقد ثبت عن بعض الصحابة صلاتها وقت الضحى وهو مذهب الإمام أحمد، فلم تكن هناك سنة خاصة معمول بها في مثل هذا الظرف حتى يرجع إليها.
فهذا السبب الحادث بعد النبي وهو انتشار البنيان هو الذي سبب في اختلافهم في إقامة أذان آخر كما فعل عثمان لقناعته بحاجة الناس إليه بعد حدوث ذلك التوسع في البنيان إذ إقامة الخطبة مباشرة بعد الأذان الغير محدد للناس بعلامة كونية ثابتة مع انتشار المساكن وبُعدها يجعل فوات الخطبة وربما الصلاة على الكثير أمرا حتميا
واعتبر بعض الصحابة هذا العمل بدعة حتى مع هذه المعطيات
كما سيأتي النقل عنهم
فانظر إلى حرص بعض الصحابة ولزومهم ما كان عليه عمله ص حتى في مثل هذه الحال
فهذه سبعة أنواع لمواقف السلف والعلماء من الأفعال التي توارد كلامهم فيها عن بدعيتها من عدمها بما يجلي مذهبهم وضابطهم في البدعة.
فقد تبين أن الفيصل عندهم والقاطع للنزاع ومربط الحكم عندهم والذي لم يختلفوا فيه هو التركيز على معرفة ورود الفعل عن النبي أو عن صحابته من عدم وروده
ولذلك نجدهم يحكمون بمشروعية ما ورد ولا يختلفون في هذا عند علمهم بثبوته
كما نجدهم يحكمون ببدعية ما لم يرد ولا يختلفون في هذا عند علمهم بعدم ثبوته
وعادة يرفقون أحكامهم بعبارات تدل على هذا كما سيأتي باستفاضة
وإليك الآن أمثلة على ما ذكرته من تشخيص أكتفي بها هنا والبقية ستأتي ضمن الأمثلة التطبيقية التي جاءت عن السلف والعلماء في هذا الباب
ففي رواية صحيحة ثابتة عند البيهقي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/262)
أن عائشة وبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهن أمرن بجنازة سعد بن مالك رضي الله عنه أن يمر بها عليهن فمر به في المسجد فجعل يوقف على الحجر فيصلين عليه
ثم بلغ عائشة رضي الله عنها أن بعض الناس عاب ذلك وقال هذه بدعة ما كانت الجنازة تدخل المسجد!
فقالت ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا مالاعلم لهم به عابوا علينا أن دعونا بجنازة سعد تدخل المسجد وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل ابن بيضاء الا في جوف المسجد
والحديث في صحيح مسلم بنفس المعنى وبنفس الدلالة ويحمل نفس الحجة التي أريدها غير أن هذا اللفظ أوضح ولا تستغرب إذا قلت لك إنه أصح
فعائشة بينت أنهم لعدم علمهم بهذا الدليل صاروا إلى الإنكار والتبديع
وأما المثال الثاني فعن قنوت الصبح
فقد روى الطبري عن أبي مجلز، قال: قلت لابن عمر: الكبر (1) يمنعك من القنوت (2)؟ قال: «لا أحفظه عن أحد من أصحابي»
ومن طريق آخر عن أبي مجلز، قال: قلت لابن عمر وابن عباس: الكبر (1) يمنعكما من القنوت (2)؟ قالا: «لم نأخذه عن أصحابنا»
والأثر ثابت صحيح
بينما ذهب من قال بالقنوت إلى تصحيح روايات وردت في المسألة.
وأيضا المثال الثالث كما في المغني لابن قدامة:
" وَإِذَا فَرَغَ مِنْ الْقُنُوتِ فَهَلْ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ؟ فِيهِ رِوَايَتَانِ [يعني في المذهب]: إحْدَاهُمَا، لَا يُفْعَلُ؛ لِأَنَّهُ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ بِشَيْءٍ.
وَلِأَنَّهُ دُعَاءٌ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمْ يُسْتَحَبَّ مَسْحُ وَجْهِهِ فِيهِ، كَسَائِرِ دُعَائِهَا
الثَّانِيَةُ: يُسْتَحَبُّ؛ لِلْخَبَرِ الَّذِي رَوَيْنَاهُ.
وَرَوَى السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا دَعَا رَفَعَ يَدَيْهِ، وَمَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ}.
وَلِأَنَّهُ دُعَاءٌ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِيهِ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، كَمَا لَوْ كَانَ خَارِجًا عَنْ الصَّلَاةِ، وَفَارَقَ سَائِرَ الدُّعَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِيهِ ا. هـ
وتأمل قوله:
" لَا يُفْعَلُ؛ لِأَنَّهُ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ بِشَيْءٍ "
وقوله: " الثَّانِيَةُ: يُسْتَحَبُّ؛ لِلْخَبَرِ الَّذِي رَوَيْنَاهُ "
فالمنع لعدم وجود دليل، والإستحباب عند وجود الدليل
وقال الحافظ في الفتح
" وَوَقَعَ فِي حَدِيث اِبْن مَسْعُود الْمُشَار إِلَيْهِ زِيَادَة أُخْرَى وَهِيَ " وَارْحَمْ مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْت عَلَى إِبْرَاهِيم " الْحَدِيث ...
وَبَالَغَ اِبْن الْعَرَبِيّ فِي إِنْكَار ذَلِكَ فَقَالَ: حَذَارِ مِمَّا ذَكَرَهُ اِبْن أَبِي زَيْد مِنْ زِيَادَة " وَتَرَحَّمْ " فَإِنَّهُ قَرِيب مِنْ الْبِدْعَة لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُمْ كَيْفِيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ فَفِي الزِّيَادَة عَلَى ذَلِكَ اِسْتِدْرَاك عَلَيْهِ اِنْتَهَى ... فَإِنْ كَانَ إِنْكَاره لِكَوْنِهِ لَمْ يَصِحّ فَمُسَلَّمٌ، وَإِلَّا فَدَعْوَى مَنْ اِدَّعَى أَنَّهُ لَا يُقَال اِرْحَمْ مُحَمَّدًا مَرْدُودَة لِثُبُوتِ ذَلِكَ فِي عِدَّة أَحَادِيث ... " ا. هـ
فتأمل قوله
" فَإِنْ كَانَ إِنْكَاره لِكَوْنِهِ لَمْ يَصِحّ فَمُسَلَّمٌ " ثم قال: " وَإِلَّا فَدَعْوَى مَنْ اِدَّعَى أَنَّهُ لَا يُقَال اِرْحَمْ مُحَمَّدًا مَرْدُودَة لِثُبُوتِ ذَلِكَ فِي عِدَّة أَحَادِيث ... " ا. هـ
فالإنكار لأنه لم يصح مسلّم، وهو مردود لثبوته في أحاديث
وهكذا كل مسألة اختلف فيها السلف لا تجدها تخرج عما ذكرت أو تعود إليه
وهذه كتب أهل العلم فانظروا فيها وقارنوا
ومن هذا نعلم أنهم لا يختلفون في القاعدة التي ينطلقون منها في أحكامهم بالبدعة
وبعد هذا كونهم يختلفون في المسألة الفلانية تبعا لخلافهم هل ثبت الحديث أم لا أو تبعا لبلوغه لأحدهم وغيابه عن الآخر أو ... أو ... كما هو مذكور في النقاط السابقة فهذا لا يعني أنهم مختلفون في مفهوم البدعة كما يقرر الأستاذ سامحه الله
بل مفهوم البدعة وضابطها محل اتفاق من السلف ومن سار على خطاهم لم يختلفوا في ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/263)
وهذا الذي دلت عليه تطبيقات السلف في عشرات المسائل وقد تتبعتها بفضل الله، وسيأتي ذكر جملة منها ليست بالقليلة، وسبحان الله لم يمر بي مثال واحد يناقض المفهوم الذي أشرت إليه وسيأتي تفصيله، بينما جل التطبيقات ويكاد كلها تتنافى مع مفهوم الأستاذ وتدل على بطلانه وبعده عن مذهب السلف وأهل العلم
والمعلوم الذي لا خلاف فيه أنه كلما كان الأصل سليما كانت التطبيقات تابعة له وشاهدة بسلامته وكلما كان الأصل باطلا كانت التطبيقات الصحيحة كاشفة لبطلانه منافرة له
ومن شدة ظهور المعنى المذكور من خلال تطبيقات السلف وحدها والعلماء من بعدهم كدت أن أكتفي بسردها فقط دون تعليق لتتجلى الحقيقة للقارئ.
ولكن لاختلاف مستويات الناس وحاجة بعضهم بل كثير منهم لمثل هذا التبسيط ضممت لها هذه التوضيحات وما سيأتي من تعريفات ونحوها.
وإني أجد نفسي موقنة مطمئنة والله للمفهوم الذي أشرت إليه هنا وسأوضحه بالتعريفات والضوابط التي سأذكرها، مصحوبة بالأمثلة الجلية والتي استقيتها من كتب الأئمة، معتمدا على عبارات السلف أنفسهم في توضيحها كمالك وأحمد وغيرهما، وعبارات الأئمة المعروفين بالتحقيق والتخصص في هذا الباب، من أمثال الطرطوشي وأبي شامة وابن تيمية والشاطبي (رائد علم المقاصد) وابن الحاج صاحب المدخل وابن رجب وابن كثير وغيرهم
فلا خلاف بين السلف جميعا في مفهوم البدعة وإن اختلفوا في بعض الأمثلة.
وعلى كل ألخص لإخواني الكرام شيئا مما يضبط التعامل مع المخالف في هذا الباب وأيضا شيئا مما يتعلق بتمييز وتوضيح ما يسوغ فيه الخلاف مما لا يسوغ في هذه المسألة.
ـ فأولا لابد من التسليم بأن مذهب السلف في البدعة واحد وأصلهم وضابطهم واحد.
ـ أن المعنى المتفق عليه بين السلف دون خلاف وبإجماع منهم يتمثل في التالي:
أـ أن كل محدثة في الدين (البدعة الشرعية وليست اللغوية) بدعة ضلالة ولا شيء منها حسن ولا ممدوح.
ب ـ أن تخصيص العبادات بأحد المخصَّصات التالية دون دليل من سنة أو أثر تكون به العبادة بدعة مردودة
من (زمن أو كيفية أو مكان أو عدد أو حال يعني سبب أو جنس)
ج ـ أن البدعة مراتب يختلف الموقف من صاحبها بحسب رتبتها، وتمييزُ مراتبها إنما هو للمتخصصين من أهل العلم
وسيأتي توضيح هذا مفصلا بأدلته وأمثلته
طبعا من قال بهذا الأصل الذي اتفق عليه السلف فلا ينكَر عليه وإن خالف في تطبيق بعض الجزئيات.
كمن يرى بمسح الوجه بعد الدعاء يظن صحة الحديث، أو من باب تحسين الظن بالحسن البصري وأنه يغلب على الظن أنه أخذه عن الصحابة
فهذا الفعل وأمثاله لو صدر من أحد فإنه يبين له دون إنكار إلا إذا صاحب جوابه ما يوجب الإنكار فذلك بحسبه
ويعامل هذه المعاملة من الاكتفاء ببيان ما يخالف فيه من جزئيات ولو تعددت منه دون الإنكار إلا عند قيام موجبه من أمور أخرى.
فإن كثرت الجزئيات التي يخالف بها قاعدة السلف بحيث تشير هذه الكثرة في مخالفة الجزئيات إلى مخالفة حقيقية للقاعدة أو استناد إلى هوى سبّب في عدم التقيد بالقاعدة فإنه يكون عندئذ في حكم من خالف القاعدة فيتعين الإنكار
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله:
" ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات فإن المبتدع إذا أكثر من إنشاء الفروع المخترعة عاد ذلك على كثير من الشريعة بالمعارضة كما تصير القاعدة الكلية معارضة أيضا وأما الجزئي فبخلاف ذلك بل بعد وقوع ذلك من المبتدع له كالزلة والفلتة وإن كانت زلة العالم مما يهدم الدين حيث قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ثلاث يهدمن الدين: زلة العالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون ولكن إذا قرب موقع الزلة لم يحصل بسببها تفرق في الغالب ولا هدم للدين بخلاف الكليات
فأنت ترى موقع اتباع المتشابهات كيف هو في الدين إذا كان اتباعا مخلا بالواضحات وهي أم الكتاب وكذلك عدم تفهم القرآن موقع في الإخلال بكلياته وجزئياته " ا. هـ
فأهل العلم يفرقون بين مَن يوافق على القاعدة التي قررها السلف في مفهوم البدعة الشرعية، ثم يخطئ في بعض الجزئيات
كأن يقول بجواز القراءة أحيانا على القبر أو يقول بالسبحة أو التعريف يوم عرفة أو بمسح الوجه بعد الدعاء مع اعتقاده بأن كل بدعة في الدين ضلالة لكنه أخطأ في جزئية من هذه الجزئيات أو أكثر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/264)
فهذا لا يجوز الانكار عليه مادام موافقا للسلف في أصلهم وقاعدتهم ومادام لا ينطلق في هذه الجزئيات وتجويزها من منطلق بدعي وما دام أن تلك الجزئيات لم تكثر منه بصورة تستلزم إعراضه عن تلك القاعدة التي دلت عليها تطبيقات السلف المتواترة، وهذا منهج أهل العلم من السلف ومن جاء بعدهم من المحققين الذين ساروا على منوالهم.
هذه هي القاعدة الأصل في التعامل مع من يخالف في هذا الباب وهي التي يرجع إليها عند الاشتباه في معاملة المخالف
وهناك صور أخرى في التعامل مع المخالف تلحق بهذه القاعدة وتعتبر كالاستثناء
ومن ذلك ما وجدناه من منهج الأئمة بأن الانكار قد يسوغ حتى في حق من خالف في جزئية واحدة إن كان وجه الاحداث ظاهرا في تلك الجزئية أو كان فعله لها قائما على منهجية تدل على خلل في أصل اتباع السلف وإليك المثال التالي الذي يشهد للتفصيل في حال من يفعل البدعة بنحو ما ذكرت وهو من إمام رفيع وبتوضيح إمام محقق:
يقول الإمام ابن رجب في مسألة الجهر بالبسملة في الصلاة:
" وأما الآثار الموقوفة فِي المسألة فكثيرة جداً.
وإلى ذَلِكَ [عدم الجهر] ذهب أكثر أهل العلم من أصْحَاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، منهم: أبو بَكْر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، ومن بعدهم من التابعين، وبه يَقُول سُفْيَان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق ...
وحكاه ابن شاهين عَن عامة أهل السنة، قَالَ: وهم السواد الأعظم.
وروى شعبة، عَن حصين، عَن أَبِي وائل، قَالَ: كانوا لا يجهرون بـ ((بسم الله الرحمن الرحيم)).
وروى الأثرم بإسناده، عَن عُرْوَةَ بْن الزُّبَيْر، قَالَ: أدركت الأئمة وما يستفتحون القراءة إلاّ بـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وعن الأعرج - مثله.
وعن النخعي، قَالَ: مَا أدركت أحداً يجهر بـ ((بسم الله الرحمن الرحيم)) وعنه، قَالَ: الجهر بِهَا بدعة.
وعن عَكْرِمَة، قَالَ: أنا أعرابي إن جهرت بـ ((بسم الله الرحمن الرحيم)).
وروى وكيع فِي ((كتابه)) عَن همام، عَن قتادة، قَالَ: الجهر بـ ((بسم الله الرحمن الرحيم)) أعرابية.
وعن سُفْيَان، عَن عَبْد الملك بْن أَبِي بشير، عَن عَكْرِمَة، عَن ابن عَبَّاس، قَالَ: الجهر بـ ((بسم الله الرحمن الرحيم)) قراءة الأعراب ...
وأكثر هؤلاء يكرهون الجهر، كما أنكره عَبْد الله بْن مغفل، وكما أنكره من قَالَ: ذَلِكَ قراءة الأعراب، ومن قَالَ: هُوَ بدعة، ونص أحمد عَلَى كراهته. "
فذكر ابن رجب بعض من خالف في المسألة من السلف ثم قال:
" وكان سُفْيَان الثوري وغيره من أئمة الأمصار يعدّون الإسرار بالبسملة من جملة مسائل أصول الدين الَّتِيْ يتميز بِهَا أهل السنة عَن غيرهم، كالمسح عَلَى الخفين ونحوه، حَتَّى قَالَ سُفْيَان لشعيب بْن حرب: لا ينفعك مَا كتبت حَتَّى ترى أن إخفاء: ((بسم الله الرحمن الرحيم)) أفضل من الجهر بِهَا.
وَقَالَ وكيع: لا يصلَّى خلف من يجهر بِهَا.
وَقَالَ أحمد فِي الصلاة خلف من يجهر بِهَا: إن كَانَ يتأول فلا بأس بِهِ، وإن كَانَ غير ذَلِكَ فلا يصلى خلفه.
يشير إلى أَنَّهُ يصلي خلف من جهر بِهَا من أهل العلم والحديث، دون من يجهر بِهَا من أهل الأهواء، فإنهم المعروفون بالجهر بِهَا ... "
إلى أن قال:
" وَهُوَ أَنَّهُ إنما يسوغ الخلاف فِي هذه المسألة من مثل هؤلاء العلماءالمجتهدين، دون أهل الأهواء الذين كَانَتْ هذه المسألة مشهورة عنهم ...
ونقل صالح بْن أحمد، عَن أَبِيه، قَالَ: نحن لا نرى الجهر ولا نقنت؛ فإن جهر رَجُل - وليس بصاحب بدعة، يتبع مَا روي عَن ابن عَبَّاس وابن عُمَر - فلا بأس بالصلاة خلفه والقنوت هكذا " ا. هـ
فانظر إلى الإمام أحمد كيف فصّل في حال من يخالف ما كان عليه النبي وكبار أصحابه في هذه الجزئية وجعل هذه المسألة وهي جزئية فيصلا يترك لأجلها الصلاة خلف من يخالف السنة فيها وإنما يستثني من تأول ويريد بذلك من خالف في هذه المسألة مع إعماله لمنهج السلف في الاستدلال وقاعدتهم، خلافا لمن خالف فيها بسبب منهج بدعي يسير عليه
ولهذا المسلك أشباه ونظائر من المسائل يقف منها أهل العلم نفس الموقف.
فمن خالف ولو في جزئيات قليلة من هذا القبيل فلا أقل من باب أولى أن يعامل بمثل ما ذكر أحمد من التفصيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/265)
ويشهد للإنكار على من خالف ولو في جزئيات ما ذكره ابن مفلح في الفروع عندما قال ناقلا:
" وقال الفضل بن مهران: سألت يحيى بن معين وأحمد بن حنبل قلت: إن عندنا قوماً يجتمعون، فيدعون، ويقرأون القرآن، ويذكرون الله تعالى، فما ترى فيهم؟
قال: فأما يحيى بن معين فقال: يقرأ في مصحف، ويدعو بعد الصلاة ويذكر الله في نفسه، قلت: فأخ لي يفعل ذلك؟ [يعني بهيئة جماعية]. قال ابن معين: انهه، قلت: لا يقبل، قال: عظه. قلت: لا يقبل. أهجره؟ قال ابن معين: نعم.
ثم أتيت أحمد فحكيت له نحو هذا الكلام فقال لي أحمد أيضاً: يقرأ في المصحف ويذكر الله في نفسه ويطلب حديث رسول الله.
قلت: فأنهاه؟ قال: نعم. قلت: فإن لم يقبل؟ قال: بلى إن شاء الله، فإن هذا محدث، الاجتماع والذي تصف قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَهْجُرُهُ؟ فَتَبَسَّمَ وَسَكَتَ ا. هـ
فها هو الإمام ابن معين يفتي بهجر من يذكرون الله بصورة جماعية محدثة وكذا أحمد لم يعترض على الهجر وأفتى بالإنكار على من يفعل هذا وهذا إنكار على من خالف في جزئية.
وبه نعلم أن الجزئية التي يتضح فيها جانب الاحداث والابتداع يتعين فيها الانكار فمن باب أولى من خالف في جزئيات تدل على لا مبالاة من البدع والمحدثات.
وربما المسألة الواحدة يتنوع فيها حال المخالف بها بناء على اعتبارات عدة
قال شيخ الإسلام في الفتاوى (1/ 281):
" وتعريف ابن عباس بالبصرة وعمرو بن حريث بالكوفة، فإن هذا لما لم يكن مما يفعله سائر الصحابة، ولم يكن النبى شرعه لأمته لم يمكن أن يقال هذا سنة مستحبة، بل غايته أن يقال هذا مما ساغ فيه اجتهاد الصحابة، أو مما لا ينكر على فاعله لأنه مما يسوغ فيه الإجتهاد، لا لأنه سنة مستحبة سنها النبى لأمته.
أو يقال فى التعريف إنه لا بأس به أحيانا لعارض إذا لم يجعل سنة راتبة وهكذا يقول أئمة العلم فى هذا وأمثاله، تارة يكرهونه وتارة يسوغون فيه الإجتهاد وتارة يرخصون فيه إذا لم يتخذ سنة، ولا يقول عالم بالسنة إن هذه سنة مشروعة للمسلمين، فإن ذلك إنما يقال فيما شرعه رسول الله، إذ ليس لغيره أن يسن ولا أن يشرع.
وما سنه خلفاؤه الراشدون فإنما سنوه بأمره فهو من سنته، ولا يكون فى الدين واجبا إلا ما أوجبه ولا حراما إلا ما حرمه ولا مستحبا إلا ما استحبه ولا مكروها إلاما كرهه ولا مباحا إلا ما أباحه ".ا. هـ
لكن من أنكر (بمعنى عنف) على أحد ممن يوافق السلف في أصل وقاعدة البدعة ويخالفهم في بعض الجزئيات تأولا ولأسباب لا تدل على تسويغ لجنس المحدثات، من أنكر عليه تعنيفا لوقوعه في بعض البدع التي لا تزيد عن كونها جزئيات فهذا المنكِر هو الذي ينبغي أن ينكَر عليه.
إذ بعض من يمسح وجهه بعد الدعاء يظن أن الحديث فيه صحيح وكذا من يسبح بالمسبحة يظن صحة ماورد، أو يظن أن طريقة العد ليست من جنس العبادة فلا بأس أن تكون بأي صورة، وجملة من البدع وإن كانت قليلة قد تُفعل من قبل بعض من يعظم السلف لعدم ظهور جانب الاحداث فيها، فمن ينكر على أمثال هؤلاء فهو مخطئ وهو الذي ينكر عليه ولكن وإن أنكرنا عليه لا نعتقد أنه بإنكاره الخاطئ صار بدعيا ولكن يلحقه من الذم بحسب خطئه
أما من كان مخالفا للسلف في أصلهم وقاعدتهم، ويزعم أن البدعة شرعا فيها ما هو حسن كما يقول الأستاذ، وأن البدعة الإضافية ليست من قبيل المذموم، وبالتالي لزاما يخالف في جل الجزئيات فهذا يتعين الإنكار عليه بعد البيان والنصح، فإن أصر فيوصف بالبدعة
وهذا الذي يدل عليه أثر أحمد السابق، بل آثار السلف في هذا متواترة منها ما سبق وسيأتي الكثير
ولو اتفق الناس على لزوم قاعدة السلف ومذهبهم في البدعة لزال كثير من الخلاف ولن يبقى خلاف كبير في التطبيق.
وما يحصل من التردد في بعض الصور الدقيقة فالواجب فيه الاحتياط وعدم القول بالمشروعية
قال الإمام الكاساني في بدائع الصنائع:
" وَالْفِعْلُ إذَا تَرَدَّدَ بَيْنَ السُّنَّةِ وَالْبِدْعَةِ تُغَلَّبُ جِهَةُ الْبِدْعَةِ لِأَنَّ الِامْتِنَاعَ عَنْ الْبِدْعَةِ فَرْضٌ وَلَا فَرْضِيَّةَ فِي تَحْصِيلِ السُّنَّةِ "
قالها عند الخلاف في البسملة.
فانظر إلى حرص العلماء ليظهر لك خطر الانفلات في البدع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/266)
وإذا علمت ما ذكرته لك هنا من تلخيص لموقف السلف وتوضيح لما يظهر في بعض أحكامهم من خلاف، تبين لك أنه لم يكن عن خلاف في مفهوم البدعة، وستتجلى الصورة واضحة لكل من يقارن تطبيقاتهم وسيأتي منها قدر غير قليل
وإذا علمت كل هذا تبين لك ما حمله طرح الأستاذ من تشتيت وتشويش.
وتبين لك أن إعراض الأستاذ عن ذِكْرِ ولو مثال واحد للبدعة المنهي عنها لم يكن مصادفة ولا سهوا.
كيف وهو قد قام بحذف أمثلة العلماء من التعريفات التي نقلها وجردها جميعها من الأمثلة التي ذُكرت مع النعريفات لتوضحها
بل حذف حتى الأمثلة التي تخص البدعة اللغوية في مواطن حتى لا يشعر المشاهد بأن التعريف عام لا يخص البدعة الشرعية!!
ومن أوضحها ما قام به في تعريف ابن حزم.
وسأنقل كلام ابن حزم كاملا ثم أبين المحذوف منه ليتبين لك ما ذكرته لك
قال الإمام ابن حزم عن معنى البدعة:
"وهو في الدين كل ما لم يأت في القرآن، ولا عن رسول الله (ص) إلا أن منها ما يؤجر عليه صاحبه، ويعذر بما قصد إليه من الخير، ومنها ما يؤجر عليه صاحبه ويكون حسنا، وهو ما كان أصله الاباحة كما روي عن عمر رضي الله عنه، نعمت البدعة هذه وهو ما كان فعل خير جاء النص بعموم استحبابه وإن لم يقرر عمله في النص " ا. هـ
فحذف الأستاذ قوله: " كما روي عن عمر رضي الله عنه، نعمت البدعة هذه "
لماذا؟
فهي جملة قصيرة، وتوسطت الكلام، وذكرها صاحب التعريف يبين بها مراده، فلماذا الحرص على الحذف؟
مع أن الأستاذ كان يقرأ التعريف ويشرحه على مراده فلماذا استكثر قراءة هذه الكليمات؟
واحتاج إلى أن يقول: " ثم قال " ليتفادى ركاكة القطع؟
لماذا هذا العناء؟
ولماذا صادف هذا إعراض الأستاذ في حلقتيه عن ذكر الأمثلة لما هو بدعة عند العلماء ولو الموافِقة له؟ لماذا؟
وهذا العمل منه يؤكد أن الأستاذ كان يفضّل أن يكسو التعريفات كسوة الإجمال وترك التوضيح، حتى لا ينتبه المشاهد لأنه تعريف شامل للبدعة اللغوية، لأنه يعكر على الأستاذ بغيته في إقناع الناس أن هؤلاء العلماء يريدون بتعريفاتهم البدع شرعا فقط.
وقد فعل مع تعريف أبي شامة ما هو أشد من هذا، حيث حذف الأمثلة بنوعيها ومنها ما ينقض مذهب الأستاذ وسيأتي مفصلا وكذا فعل في تعريف ابن رجب حيث أعرض عنها.
فالأستاذ لو نقل الأمثلة لتبين للمشاهد أن التعريف لا يختص بالبدعة الشرعية وإنما هو تعريف عام شامل للبدعة اللغوية
وهذه والله وحدها تكشف حقيقة الأستاذ من حيث الأمانة العلمية
ـ الأسلوب التشويهي.
أهل العلم لهم أصول في نقد قول المخالف، وآداب للنقد لايخرجون عنها ومن أهمها عرض قول الطائفة المخالفة من خلال كلام المعتبرين فيها ممن يمثلونها، ولا يُعرض مذهب الطائفة بما يصدر عن شواذها وصغارها، فمن يفعل هذا وينسب للطائفة ما يصدر من شواذها وصغارها يعتبره أهل العلم مخالفا للأمانة في النقد، بحيث يصور للناس أن ما يعرضه، هو قول عامة تلك الطائفة
والخروج عن هذا الأدب في النقد لا يصدر إلا ممن يحرص على تشويه قول مخالفه، بحيث إنه يحتاج في إسقاط قول مخالفه بأن يعرضه في أسوء صورة وهذا عين ما فعله الأستاذ
فهو قد ذكر ضمن الأمثلة التي نسبها لمخالفيه قول مَنْ جعَل الوِرد القرآني الذي يحافظ عليه القارئ بدعة، وهذا لا يقوله مخالفه البتة، بل مخالفوه أكثرهم لهم أوراد يحافظون عليها، فنحن إن أحسنا الظن به وقلنا إنه لم يلصقه بنا ظلما ليشوهنا وينفر المشاهد من مذهبنا وهذا غير مستبعد منه لما صدر منه من خروقات في الأمانة العلمية، فإن أحسنا به الظن فهو قد بلغه من قول من لا يعتد به فكيف لو كان أمينا ينسبه لمخالفيه؟! وأكثر مخالفيه لهم أوراد قرآنية يحافظون عليها؟!
فحسبنا الله ونعم الوكيل
وأيضا ما نسبه لمخالفيه من تبديع من سبح مائة مرة أو صلى على النبي مائة مرة أو قال لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة مع أنه لم يوضح المراد من هذه الصورة وكرر الكلام وصار يضرب أمثلة بأرقام بصورة تَندّرية
وكذلك ما ألصقه بمخالفيه ظلما من قوله بأننا نرى أنه إذا التقى زميلان يتذاكران فدعيا الله قبل المذاكرة فنسب لنا أننا نقول هذا بدعة وهذا والله ظلم عظيم بل مركب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/267)
بل لو تكرر هذا منهما ورأيا الحاجة للدعاء في كل مذاكراتهما لشدة امتحان أو نحوه فدعاؤهما عبادة مشروعة، بل من أعظم العبادات وهو من فعل العبادة في محلها ولا إشكال
فإلى الله المشتكى من هذا التشويه وهذا بعض من محاولات كثيرة يطول بيانها حرص فيها على التشويه
وفي مقابل ما يقوم به من تشويهات قرر تزيينا لقوله أنه اعتمد على كلام الأئمة الأربعة.
فقال في مقام الدعاية لما سيعرضه (سأستخدم كلام الأئمة الأربعة) وقال: (حانجيب كلام الإمام البخاري) وكرر أكثر من مرة الاعتماد على الإمام مالك
ولم يذكر حرفا واحدا! لا عن مالك ولا عن أبي حنيفة ولا عن البخاري! بل ولا عن الشافعي غير ما ساقه له من تعريف شرحه
وفق مراده
ولا يقول قائل إنه أتى بأقوالهم ونسي نقلها عنهم!
لأن الأستاذ كان يقرأ من أوراق، حتى أنه استكمل عرض المسائل التي قرر من أول الحلقة الكلام فيها عندما عرضها في صورة فهرسة لما أعده، فعرض تلك المسائل وهو يقلب الأوراق في كل مسألة وكلما أنهى ورقة وضعها، وعندما جاء في آخر مسألة إلى الدبلة أظهر أن الوقت ضاق عن هذه المسألة، ومع هذا أخذ بعد هذا من الوقت أكثر من خمس دقائق وكانت كافية لعرض أهم ما عنده، لكنه اشتغل بذكر استدلالات من كيسه، وبكلام يقطع المشاهد معه أنه قد أتى بما عنده وجاء في الحلقة الثانية يكرر بعض الكلام وأمضى أكثر الحلقة في أمور أكثر من جانبية.
ثانيا: أسلوب السب والشتم والازدراء للمخالف من قبل الأستاذ.
ـ الأستاذ خص نقده بمن يرى الأمور التالية بدعة:
(الفاتحة على الميت ـ الدعاء بعد الصلاة ـ إهداء القرآن للمقبور ـ المصافحة بعد الصلاة ـ قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن ـ السبحة ـ مسح الوجه بعد الدعاء ـ الاحتفال بالمولد النبوي)
كل من يرى هذه الأمور بدعة رشقه الأستاذ بسهام السب والشتم وكَذّبه وجَهّله وسخِر منه وتَفّهَه، ومن لم يصدّق فليشاهد حلقته الأولى
وإليك بعض ما قاله عن مخالفيه
(التبديعيين) كررها نابزا وشاتما لهم مرارا ومرارا، ومن سمعه علم مدى صدق ما أقول، بل لهجته بها على أشد من مجرد النبز
وقال بعبارة ـ عن مخالفه ـ شديدةٍ وغير متناسقة (أنت اللي بدعة) وقال (البدعة هو اللي بيقول هي بدعة)
ونقَل قول مخالفه بأن مسح الوجه بعد الدعاء لم يرِد فقال مخاطبا له (بِتكْذب؟، بِتكْذب؟)، وقال مكذبا لمخالفه: (تزوّد من عندك؟)
وقال مجهّلا له في أخرى مخاطبا (ما فتحْتشْ كتب السلف) وأيضا (ما يعرفش السلف) (ما يعرفش يرد) (مش عارف تعريف البدعة)
وقال (يعْرفوها الزّايْ هم ما تعلّموش) وقال مخاطبا محقّرا لمخالفه (تَعَلّم معنى البدعة وبعْدَين تعال) وقال مستخفا (أنت عالم؟) ويصفهم بـ (قلة علم) ونحوها من المعاني مرارا ومرارا
وقال (قرأوا شوية كتب) (ما تعلموش على المشايخ)
وقال محقرا لمخالفه مخاطبا المشاهد (قل له ما لكش دعوى)
واستخف بمخالفيه واصفا لهم بالصحفيين الذين يقرؤون ولا يفرقون بين الصواب من الخطأ
وجل هذه العبارات كررها مرارا بالمعنى وأحيانا باللفظ حتى ملأ الحلقة بها والكارثة أنه بنفسه لا يحسن القراءة
أما استخفافه وسخريته وتهكمه من مخالفه بطرق أخرى فلم يغفلها الأستاذ
تارة عن طريق الأسلوب المصحوب بإشارات السياق واللهجة، وتارة عن طريق المحاكاة لمخالفه ليصور للمشاهد بشاعة تصرف المخالف مقبحا له بتمثيل طريقة التكلم متقمصا دوره.
وأوضحها عندما شرع في الكلام عن السبحة، فوالله لقطة منافية لأدب الإسلام بشدة
وأما حركات رأسه وعينيه وأكتافه هزا وتغميضا بأسلوب تمثيلي واستخفافي بالغير فهذا لون آخر سلكه الأستاذ
ناهيك عن التأفف والتأحح بصورة غير لائقة وتخبيط الفخذين
بل بلغ به الأمر أنه سعى لإغاظة مخالفه وإثارته زيادة على ما في ما سبق من الإغاظة وإثارة المخالف وهذا نذير بشرّ لا تحمد عقباه وسعي في الفتنة
فمن أراد أن يعرف هل أنا خرجت عن الأدب في الرد أم لا فلينصف وليتق الله ولا تحمله العاطفة على البغي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/268)
والغريب أن بعض من شاهد الحلقة كما في تعليقاتهم في عدة مواقع من الإنترنت لا يقبل الاعتراض على الأستاذ فيما صدر منه في حلقته وإذا وجد أحدا يعلق على كلام الأستاذ وما صدر منه من سب لمخالفيه وشتمهم كما وضحنا، بادر بوصف من يعترض بأنه طعّان! وعابه على اعتراضه! ودعاه للإشتغال بنفسه.
سبحان الله هذه ديمقراطية إسرائيل وأمريكا!!
هذه سياسة من يقول:
نحن الذين نقول أما أنتموا فالساكتون الصامتون النُّوَّم
فالأخلاق والأدب نطالَب به وحدنا بينما غيرنا فالضوء أمامه أخضر يسب ويشتم ويستخف ويُحسب له أدبا وخلقا
وإذا اعترضْنا حضرتْ القيم والمبادئ!!
ووحدة الصف نُسأل عنها ونُحاسب عليها وحدنا ومتى انتقدنا من يخالف السنة الصحيحة الصريحة صرنا مفرقين للأمة ومشتتين للصف!!
بينما غيرنا له حق النقد والرد حتى على من يخالف آراء البشر ومحدثاتهم وهو مع هذا يحارب الخلاف
لماذا هذه السياسة
إن العقلاء لا تنطلي عليهم هذه الأساليب الجائرة، والمحاولات المنافية للصدق إلباسا للحق لباس الباطل والباطل لباس الحق فهي سُنة من يعجز عن الكلام في السليم وسُنة من لم يجد ورقة يقدمها إلا الشعارات
والمهم أن الأستاذ هداه الله فيما نقلنا عنه آنفا من سب وشتم لم يستثن في سبه وشتمه واستخفافه وتهكمه أحدا ممن يقول ببدعية تلك الأفعال لا طائفة مسماة ولا غير مسماة ولا مؤسسة علمية ولا شيخا ولا عالما ولا داعية و لا كبيرا ولا صغيرا
فعمم في كلامه وشمل كل من يقول بهذا ولم يستثن أحدا!!
وليكذبني هو أو غيره إن كانوا قادرين على تكذيبي
واللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية تقول ببدعية كل هذا على خلاف بينها في السبحة ومع هذا بعضهم قال ببدعيتها أيضا وفي هذه اللجنة كبار العلماء فضلا وعلما من أمثال فيما نحسب الولي الصالح والعامل العالم إمام هذا العصر عبد العزيز بن باز رحمه الله وباقي إخوانه العلماء الفضلاء وهم جمع رحم الله الميت وحفظ الله الحي
وهذه مواطن كلامهم من فتاواهم في فتاوى اللجنة
الفاتحة على الميت رقم 8946، الدعاء بعد الصلاة رقم 3552ـ 3901 ـ 5124، إهدا القرآن 2232 ـ 4835ـ 8601 المصافحة بعد الصلاة 3866 قول صدق الله العظيم 3303 4310 7306، مسح الوجه بعد الدعاء 2396،الا حتفال بالمولد 2139 ـ 7136 وعدة فتاوى أخرى تجاوز العشرة فتاوى
ففي كل هذه المواطن حكموا ببدعية هذه الأفعال ونهوا عنها
بل غيرهم من العلماء كثير في كل البلاد الإسلامية، في موريتانيا والمغرب والجزائر ومصر والسودان وبلاد الشام واليمن والكويت والإمارات وقطر ففيهم كثير ممن يقول بهذا الذي سبّه وتفّهه
فالعجب مِن هذا التهجم الشامل لأعلى مؤسسة علمية دينية في المملكة وفي عقر دارها وهي من أبرز المؤسسات العلمية في العالم!!
والشامل أيضا لهيئات وعلماء في شتى بقاع ديار الإسلام ومن قبل شاب صغير لا يعرف بمكانة علمية بل يعتمد باعترافه على غيره في التحضير
وإذا قال الأستاذ بأنه لم يشمل في كلامه من ذكرناهم وليس أمامه بعد هذا الكشف إلا أن يزعم هذا، فنقول له إئتنا بحرف واحد يستثني من ذكرنا في حلقتك التي خصصتها بالسب؟
فلسنا نعقل أحدا يسب قولا ويسب القائل به دون تخصيص ثم يقول أنا لا أعني القائل الفلاني ولا الفلاني ولا الجهة الفلانية القائلة به ولا الصنف الفلاني وكل هؤلاء لا أعنيهم
فهذا مع بعده ففيه لو سلمنا به عدم احترام لكل هؤلاء القائلين بما سبه وشتمه
ثم ليحدد لنا ولو بالوصف من الذين عناهم بذلك السب؟
وما هو السبب والمعنى الذي قام في هؤلاء وسوغ سبهم ولم يوجد في أولئك؟
وإذا كان هذا السبب أو المعنى لهذه الدرجة من تعلق كل ذلك الشتم به فلماذا لم يذكره مطلقا فضلا عن أن يوضحه
وهل سب التلميذ لأجل قول إلا سب لمن علّمه ذلك القول؟
وما هو جواب الأستاذ عن سب الأقوال؟
إن ما حصل من الأستاذ ليعد في أدنى أحواله تهميشا واستخفافا وتنقصا وعدم اعتبار لكل من ذكرنا من مخالفيه بهيئاتهم ومؤسساتهم وعلمائهم ودكاترتهم وفضلائهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/269)
ومن المفارقات الغريبة أن نفس القناة الذي أذاعت هذه الحلقات المتهجمة والعدائية بصورة صارخة، أذاعت قبلها بمدة حلقة في التوحيد قدمها الدكتور محمد العريفي حفظه الله وكان تكلم فيها عن التوحيد الذي جاءت به الرسل وعرض خلال البرنامج صورا لبعض القبور المشيدة والتي تعبد من دون الله في إحدى المقابر لأحد البلاد العربية ولا أذكر الآن أنه سمى البلاد أم لا.
وتكلم الشيخ الدكتور بكل حكمة بل وبالغ في استعمال الحكمة وحذّر من هذه المظاهر بعيدا عن أي عبارة سب أو شتم.
وبعد تلك الحلقة تغيّب الأستاذ عن القناة مدة وقامت القناة بعد أيام قليلة لا أذكر كم؟ بكتابة اعتذار لأهل البلدة التي فيها تلك المقبرة، يصف هذا الاعتذار ما قام به الدكتور بالإساءة إلى أولئك القوم الذين لم يتعرض لهم الشيخ إطلاقا
فمسحوها في وجه الشيخ وصوّروه معتديا، مسيئا إلى غيره، مع عدم صدور أي لفظ منه حفظه الله فيه سب أو شتم وكنت قد شاهدت الحلقة مباشرة
فانظر إلى الحرص على وحدة الصف حتى في قضايا الشرك بالله ويعتذرون على حساب الشيخ الموحد
ولكنْ مَن سبّهم الأستاذ الآخر في حلقته عن البدعة أشد السب فلسان حال القناة ـ والأسبوع الثامن تقريبا يمر ـ يقول فليذهبوا إلى الجحيم
وسلوا هؤلاء المتحاملين على أهل السنة أتباعِ السلف
من هو الذي حقق لهم كتب التراث وكتب السنة وكتب السلف؟
اجردوا المطبوعات من كتب أئمة الدين السابقين، وانظروا من نشرها وحققها وحرص على إفادة الناس بها في كل التخصصات؟
أكثر من ستين في المائة منها هو جهد خالص من أتباع السلف والباقي مشترك، وهذا على أدنى احتمال.
مَن الذي قدّم للأمة موسوعة المكتبة الشاملة الالكترونية بمرافقها العلمية التي هي الأكثر إفادة في هذا الزمان من أي عمل علمي آخر على الاطلاق على يد أخينا نافع وإخوانه؟
من الذي أحيى علم الحديث في هذا الزمان؟
من الذي علم الناس ضرورة التمييز بين الصحيح والضعيف
الإمام المعلمي والعلامة أحمد شاكر والعلامة الألباني والعلامة مقبل بن هادي والعلامة حماد الأنصاري وتلاميذهم والمستفيدون منهم الذين يغطون أكثر من ثمانين بالمائة من المشتغلين بعلم الحديث في هذا العصر يمثلون حراكا علميا زاهرا يجهله من يجهل هذا العلم؟
من الذي أثرى المكتبة الاسلامية بالدراسات العلمية الموسعة المتمثلة في رسائل الماجستير والدكتوراة التي فاقوا بها عشرات المرات ما يقدمه غيرهم في شتى التخصصات وأعني المنشور منها أما المخبأ فعلمه عند الله
والله الذي لا إله إلا هو إن أتباع السلف في أقل نسبة يمكن أن تقدر ولو من قبل خصومهم لا تقل عن خمسين بالمائة بل أكثر والله من كل خير يصيب هذه الأمة في شتى الجوانب الشرعية
آلاف الدكاترة وحملة الماجستير من المتخصصين يحاضرون في الجامعات ويثرون المكتبات بالبحوث الهامة.
فهل يقابَل أمثال هؤلاء بالإهانات والاستخفافات؟
لا نقول إلا الله المستعان وهو حسبنا
ثالثا: مجانبة الأستاذ التوفيق
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله:
" وكذلك كل من اتبع المتشابهات أو حرف المناطات أو حمل الآيات ما لا تحمله عند السلف الصالح أو تمسك بالأحاديث الواهية أو اخذ الأدلة ببادي الرأي ... لا يفوز بذلك أصلا.
والدليل عليه استدلال كل فرقة شهرت بالبدعة على بدعتها يآية أو حديث من غير توقف ـ حسبما تقدم ذكره ـ وسيأتي له نظائر أيضا إن شاء الله
فمن طلب خلاص نفسه تثبّت حتى يتضح له الطريق ومن تساهل رمته أيدي الهوى في معاطب لا مخلص له منها إلا ما شاء الله ا. هـ
ومن اتباع المتشابه جمع زلات العلماء وهفواتهم في جزئيات، وتتبّعُها لمعارضة أصل شرعي ثابت تضافرت عليه النصوص، وتوافر فيه النقل ليوهم هذا المتتبع للجزئيات أن العلماء معه فيما ذهب إليه، وأنهم مختلفون في ذلك الأصل، ولهذا كان الأئمة يحذرون من سياسة تتبع الزلات.
فليس العلم أن تجمع فقط أقوالا لمسائل شتى ولعدة علماء وتغلق عينيك عن غيرها، ثم في كل مسألة تطلب قائلا بها دون مراعات أن مجموع ما عندك من أقوال لا يوجد من قال به مجتمعا بل يكون الذين نقلتَ عنهم يستنكرون جل أقوالك
ولهذا نبه العلماء على هذا الأسلوب التنقيبي الانتقائي المشين وها هو الإمام الأوزاعي يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/270)
"من أخذ بقول أهل الكوفة في النبيذ وبقول أهل مكة في المتعة والصرف وبقول أهل المدينة في الغناء أو قال الحشوش والغناء فقد جمع الشر كله "
ولو نظرنا في واقع ما حصل من بعض العلماء من زلات، لتجلى لنا المعنى، ففيهم من كان يجوّز السحر حتى ألف فيه الرازي، وفيهم من كان قد قال بأن علم الله لا يشمل الجزئيات كما فعل الغزالي أبو حامد ومنهم من كان يقول بأن نور النبي أزلي وهذا قول عظيم كابن حجر الهيتمي، ومنهم .. ومنهم ..
وهذه الطريقة في تتبع الغير معتبر من الأقوال وفي حكمه الضعيف من الأقوال أشبه بما وقع فيه الأستاذ.
وسيأتي بيانه مفصلا
وأنا أعلم أن شريحة من الناس لا يهمها الدليل وستعرض عني وعن غيري ولو قال الحق الذي لايرده عاقل، فهؤلاء لست أعنيهم بهذا الرد ابتداء، وإن كنت أعنيهم تبعا لأنهم لابد أن يموتوا عن بينة، قبِلوا أو ردوا، فهذا وإن كنت قد لا أرجوه منهم لعنادهم ولكن لابد أن يبيّن لهم.
لكني أعني بهذا الرد إفادة لهم تلك القلوب التي لا يربطها بالأشخاص الصورة الشخصية، ولا مجرد الأساليب الشبابية التي قد تكون جذابة للبعض رائقة لهم من هز الرأس والأكتاف وتلويح الأيدي والأطراف، وتغميض العينين والأجفان بالطرق المبالغ فيها الأشبه بالتمثيلية قصدت أم لم تقصد
وإنما يربطها بالأشخاص نور الدليل والصدق في تحري الحق بأسبابه الظاهرة والعمل بها باطنا وظاهرا
فهؤلاء الذين أعنيهم ابتداء
ولذلك أقول مبينا:
إن الأستاذ حقيقة ليست له أهلية لخوض مواضيع علمية وقد اعترف بأنه لا يحضّر للمادة بنفسه وهذا ليس عيبا لكن من كان قادرا على التحضير بنفسه أكمل منه وأوثق في المعلومة منه لأن الأستاذ ـ بعد اعترافه وبَعْد لمسِنا لما هزّ عِلميته من أخطاء مرت وستأتي ـ قد فتح بابا للتخوف من المجهول الذي يقف وراءه وهل هو خريجة أوخريج كلية إعلام فعلا؟
وما علاقة هذا المجهول بالعلوم الشرعية ما دام أن تخصصه إعلام؟
وهل من ورائهما أحد؟
ومن هو الشيخ الذي يراجع لهم؟
ما مذهبه؟ ما هي علميته؟ لماذا اكتفى الأستاذ بوصفه مطنبا ومجلًّا ثم امتنع من ذكر اسمه؟ ما السبب؟
ما سر هذه السرية؟
أمور تحيّر وفي قناة كهذه!
ثم الأستاذ صراحة مع ما اعترف به من اعتماده على غيره ممن ذكرهم فقد وقع في أخطاء لا تقع من مؤهل أو متمرس، هذا ومعه الفريق الذي يعد له ويراجع!!
فمع ما سبق نجده وقع في الآتي:
ـ قرأ عن ذلك الملك الذي كان يقيم المولد ويحتفل به بأنه عَمّر الجامع المظفري، أي قام بتعميره وعمارته، فظن أن اسمه هكذا " عُمر بن الجامع المظفري " فلم يدرك معنى الجملة وهي ظاهرة، ثم الجامع المظفري من أشهر الجوامع في دمشق، وأيضا اسم الملك بعيد كل البعد من حروف تلك الجملة.
ـ عندما ذكر السيوطي عدّه في تلاميذ ابن حجر وهو لم يدركه
وعندما أراد إصلاح هذا الخطأ في الحلقة الثانية اعتذر بخطإ أشد من الأول، فقال: (لأن تلميذه جلال الدين السخاوي فقلت جلال الدين السيوطي باعتبار السخاوي فعلا تلميذ ابن حجر وكلاهما جلال الدين) هكذا بهذا المعنى
والسخاوي مشهور ليس في اسمه ولا لقبه جلال الدين أصلا!! فما أدري من أين أتى بهذا؟
ـ عندما ذكر كتاب الطبقات لأبي الحسين بن أبي يعلى نسب الكتاب لأبي يعلى وهو لابنه أبي الحسين
ـ عندما تكلم عن أدلة الشرع مثّل عند كلامه عن القياس بتحريم الحشيش وأنه تحريم بالقياس بينما هو محرم بالنص " كل مسكر حرام "
وهذا الخطأ تترتب عليه إشكاليات قد لا يعيها الأستاذ نحن في غنى عنها
ـ عدم تفريقه في حقيقة الأمر بين البدعة اللغوية والشرعية وإن أظهر التفريق وذلك بِعَدّه لتعريف الشافعي والعز ابن عبد السلام بأنها تعريفات للبدعة الشرعية بينما هي تعريفات عامة شاملة للغوية
ـ دعواه أن الاحتفال بالمولد تلقته الأمة بالقبول؟!
وعلاقة هذا بعلميته يدركها المتخصصون.
ـ استدل على مشروعية الدبلة في الخطوبة بتختمه صلى الله عليه وسلم بخاتم الفضة؟!
(بدون تعليق)
ـ استدل على مشروعية الدعاء الجماعي بعد كل صلاة بالاستغفار الوارد ثلاثا!!!
ـ ناهيك عن ضعفه في القراءة بصورة مزرية حتى أنه في أكثر من مرة لا يقيم الاسم المجرور بحرف الجر مقامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/271)
إذًا لماذا يا أستاذ ما دام أن هذه هي حالك تتهجم وتتنقص من خصومك وتصفهم بالصحفيين وأنهم (قرؤا شوية كتب) و (يعرفوها الزاي هم ما تعلموش) و (تعلّمْ معنى البدعة وبعدين تعال) وغيرها من عبارات الإزدراء والتجهيل التي ملأت بها الحلقة ناهيك عن السب والشتم
ثم مع هذا نجد الأستاذ يظهر انزعاجه ممن انتقده على الأخطاء الصريحة التي وقعت منه ويستخف بهم!
فهل هذا من الإنصاف في شيء؟ بل هل يعقل هذا؟
هلّا احترمهم حتى يطلب منهم التغاضي عنه؟
قال الإمام الطرطوشي رحمه الله تعالى:
" فتدبروا هذا الحديث فإنه يدل على أنه لا يؤتى الناس قط من قبل علمائهم وإنما يؤتون من قبل إذا مات علماؤهم أفتى من ليس بعالم فيؤتى الناس من قبلهم
قال: وقد صرف عمر رضى الله عنه هذا المعنى تصريفا فقال: ما خان أمين قط ولكان ائتمن غير أمين فخان
قال: ونحن نقول ما ابتدع عالم قط ولكنه استفتى من ليس بعالم فضل وأضل وكذلك فعل ربيعة قال مالك رحمه الله تعالى بكى ربيعة يوما بكاء شديدا فقيل له أمصيبة نزلت بك قال لا ولكن أستفتى من لا علم عنده وظهر في الإسلام أمر عظيم "
رابعا: حرص الأستاذ على انتقاء واستخلاص ما ينصر به قوله وإخفاء وحذْف و تجنّب ما ينقضه.
تارة يفعل هذا في نفس العبارة التي ينقلها يبقي منها ما يظن أنه يقرر مذهبه ويحذف ما ينقض مراده وإن كان هذا قليلا لانكشافه.
وتارة في نفس الكتاب فيستخلص ما يروق له ويترك ما يبطل مراده.
وتارة في نفس أقوال الإمام الذي يحتج به، فينقل عنه قولا ويترك عنه أقوالا تخالف ما يقرره الأستاذ
ونحن الآن في سنة 1430 هـ الموافق 2009 م وفي وقت الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ومحركات البحث الالكتروني وفي وقت العالم أصبح فيه قرية صغيرة، فلا مجال لأن نتبلى على بعض ولا للخداع وسنذكر بينتنا في كل ما سنذكره.
وليت الأستاذ استحضر ما ذكرناه من سهولة المتابعة وإلا لما وقع فيما وقع فيه ولا ورط نفسه هذه الورطة التي أغلب الظن أنها بسبب ذلك المجهول الذي أحال عليه، ولو كان الأستاذ يقظا لما وقع في الشباك ولكن لقلة خبرته بالناس وقع فيما وقع فيه، هذا إن أحسنا به الظن
وسأبدأ بالأمثلة التي طرحها الأستاذ نفسه ومثّل بها لما ليس بدعة عنده وأبيّن ما ارتكبه من تجاوزات تقدح في أمانته وأبين موقف أهل العلم منها
ثم أثني بالأئمة الذين حاول أن يستكثر بهم ناقلا عنهم قولا، ومُعْرضا عن أقوالهم الأخرى التي لا تنقض مذهبه فقط بل وتبطل ترجيحاته في نفس الأمثلة التي اختارها
المثال الأول: قراءة القرآن على القبور:
نقل عن أحمد القول بجواز قراءة القرآن على القبور ناقلا رواية الخلال التي في إسنادها كلام وسيأتي الكلام عنها وقرأها من طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى
وصاح بها يتهلل وجهه (فتوى الإمام أحمد) (إمام أهل السنة)
هذا وهذا فقط الذي نقله الأستاذ، وصور للمشاهد أن هذا هو مذهب أحمد لا غير
بل أضاف إلى هذا أن ألصق إلى أحمد بالباطل استدلالا مناقضا لمذهب أحمد كما سيأتي
بينما أخفى الأستاذ عن المشاهدين الروايات الأكثر والأصح بلا خلاف عن أحمد، والتي تنقل تبديعه للقراءة ونهيه عنها، وهي معتبرة في مذهب أحمد، حتى أن بعض كبار الحنابلة يرجحها على رواية الجواز فهل هذا البتر من الدين بالله عليكم؟ هل هذا من الصدق؟ أين الأمانة؟
وإليك هذه الروايات:
ـ ما رواه الدوري في تاريخه (5414) سألت أحمد بن حنبل ما يقرأ عند القبر؟ فقال: " ما أحفظ فيه شيئًا "
ـ وقول أبي داود في مسائله (158): ((سمعت أحمد سُئل عن القراءة عند القبر؟ فقال: لا)).
وفي مسائل عبد الله:
" قال سألت ابي عن الرجل يحمل معه المصحف الى القبر يقرأ عليه؟ قال هذه بدعة
قلت لأبي وان كان يحفظ القرآن يقرأ؟
قال لا، يجيء ويسلم ويدعو وينصرف، الزيارة بعد حين رخص النبي صلى الله عليه وسلم فيها يقولون ذاك " ا. هـ
وفي مسائل ابن هانئ (946) عن أحمد قال:
" القراءة على القبر بدعة ".
نقلا من فتح الغفور في حكم قراءة القرآن على القبور لأن مسائل ابن هانئ ليس عندي
ـ ونقل في فتح الغفور روايات أخرى عن أحمد من طريق المروذي ومهنا وحنبل وأبي طالب وابن بدينا وإسحاق بن إبراهيم وغيرهم عن أحمد عدم جواز القراءة عند القبر، وبعضهم يروي عنه بِدْعيتها. كذا عن فتح الغفور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/272)
وكتاب فتح الغفور لم أقف عليه كاملا وإنما على جزء منه في ملتقى أهل الحديث ومنه نقلت النقلين الأخيرين
وقد نص شيخ الإسلام على أن هذا القول وهو المنع من القراءة على القبور هو الذي رواه عن أحمد أكثر أصحابه، وإن كان كثير من المتأخرين من الحنابلة أخذوا بالرواية الأخرى لكن أكثر الروايات عن أحمد بالمنع
والذي يهمنا قول أحمد نفسه لا ما اختاره من جاء بعده فلا خلاف من حيث واقع الرواية أن أكثر الروايات عن أحمد بالنهي أو المنع أو كراهة القراءة على القبور لا الجواز، وإن كان الجواز هو رواية عنه لم تصح إلا من طريق ابنه عبد الله كما سأبين
وأيضا أهل العلم اختلفوا في المترجح نقله عن أحمد من بين هذه الروايات، فمنهم من ذهب إلى المنع أو الكراهة وهم قدماء أصحابه كأبي بكر المروذي وعبد الوهاب الوراق وغيرهما، وهذا رأي معتبر في نقل قول أحمد كيف لا وهو الأصح عن أحمد رواية.
حتى أنه نُقل عن أحمد القول بأنه إن صليت الجنازة في المقبرة فلا تقرأ فيها الفاتحة
ومنهم من ذهب إلى الجواز، ومنهم من فصّل بين وقت الدفن فنقلوا الجواز ووقت ما بعد الدفن فقالوا بالمنع
قال شيخ الإسلام في الفتاوى:
" ولهذا لم يقل أحد من العلماء بأنه يستحب قصد القبر دائما للقراءة عنده إذ قد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن ذلك ليس مما شرعه النبي صلى الله عليه و سلم لأمته لكن اختلفوا في القراءة عند القبور هل هي مكروهة أم لا تكره والمسألة مشهورة وفيها ثلاث روايات عن أحمد:
إحداها: أن ذلك لا بأس به وهي اختيار الخلال وصاحبه وأكثر المتأخرين من أصحابه وقالوا هي الرواية المتأخرة عن أحمد ...
والثانية: أن ذلك مكروه حتى اختلف هؤلاء هل تقرأ الفاتحة في صلاة الجنازة إذا صلى عليها في المقبرة وفيه عن أحمد روايتان.
وهذه الرواية هي التي رواها أكثر أصحابه عنه وعليها قدماء أصحابه الذين صحبوه كعبد الوهاب الوراق وأبي بكر المروزي ونحوهما وهي مذهب جمهور السلف كأبي حنيفة ومالك وهشيم بن بشير وغيرهم ولا يحفظ عن الشافعي نفسه في هذه المسألة كلام لأن ذلك كان عنده بدعة وقال مالك ما علمت أحدا يفعل ذلك
فعلم أن الصحابة والتابعين ما كانوا يفعلونه
والثالثة: أن القراءة عنده وقت الدفن لا بأس بها كما نقل ابن عمر رضي الله عنهما وعن بعض المهاجرين وأما القراءة بعد ذلك مثل الذين ينتابون القبر للقراءة عنده فهذا مكروه فإنه لم ينقل عن أحد من السلف مثل ذلك أصلا
وهذه الرواية لعلها أقوى من غيرها لما فيها من التوفيق بين الدلائل والذين كرهو القراءة عند القبر كرهها بعضهم وإن لم يقصد القراءة هناك كما تكره الصلاة فان أحمد نهى عن القراءة في صلاة الجنازة هناك ا. هـ هذا الكلام بطوله لشيخ الإسلام.
فلا أدري لماذا أخفى الأستاذ كل هذه الروايات ولم يلمح إليها البتة ولو إشارة، بل أوهم بعرضه للكلام أن أحمد لم يقل إلا بالجواز، بينما أكثر الروايات عنه خلاف ذلك وهي أصح رواية بلا خلاف مع الرواية الثالثة التفصيلية، وهذا تصرف لا يمت إلى الأمانة العلمية بصلة فإلى الله المشتكى من هذه الانتهاكات العلمية الصارخة.
هذا بالنسبة إلى ما فعله الأستاذ مع قول أحمد من بتر.
أما غير أحمد في هذه المسألة فقد أخفى الأستاذ أقوالهم بل حرص على تصوير أنه لا أحد يقول بما يقول به مخالفه، وهذه والله كاشفة فقد سبق قول شيخ الإسلام عن رواية المنع:
" وهي مذهب جمهور السلف كأبي حنيفة ومالك وهشيم بن بشير وغيرهم ولا يحفظ عن الشافعي نفسه في هذه المسألة كلام لأن ذلك كان عنده بدعة وقال مالك ما علمت أحدا يفعل ذلك
فعلم أن الصحابة والتابعين ما كانوا يفعلونه " ا. هـ
سبحان الله أبو حنيفة ومالك وأكثر الروايات عن أحمد والمشهور عن الشافعي وجمهور السلف على المنع من القراءة على القبور ثم يأتي الأستاذ ويلتقط إحدى الروايات عن أحمد ثم يشيد بها ويهمل كل هذه الأقوال بل ويصور للقارئ أنه لا يوجد ما يخالف ما نقله
إن لم يكن هذا عبث في العلم وقلة أمانة واستخفاف بالغير فماذا سيكون؟
قال في منح الجليل شرح مختصر خليل من كتب المالكية، وسأنقل ما نقله عن مالك فقط:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/273)
" (وَ) كُرِهَ قِرَاءَةٌ عَلَى الْمَيِّتِ (بَعْدَهُ) أَيْ الْمَوْتِ (وَعَلَى قَبْرِهِ) أَيْ الْمَيِّتِ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ عَمَلِ السَّلَفِ الصَّالِحِ، وَلِمُنَافَاتِهَا لِلْمَقْصُودِ مِنْ التَّدَبُّرِ فِي حَالِ الْمَيِّتِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي التَّوْضِيحِ.
مَذْهَبُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ كَرَاهَةُ الْقِرَاءَةِ عَلَى الْقَبْرِ وَنَقَلَهَا سَيِّدِي ابْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَائِلًا؛ لِأَنَّا مُكَلَّفُونَ بِالتَّفَكُّرِ فِيمَا قِيلَ لَهُمْ وَمَاذَا لَقُوا وَنَحْنُ مُكَلَّفُونَ بِالتَّدَبُّرِ فِي الْقُرْآنِ فَآلَ الْأَمْرُ إلَى إسْقَاطِ أَحَدِ الْعَمَلَيْنِ.ا هـ
فَهَذَا صَرِيحٌ فِي الْكَرَاهَةِ مُطْلَقًا ا هـ.
وأكده بنقل القرافي عن مالك المنع منها،
وفي كتاب (الدين الخالص) للعلامة محمود خطاب السبكي رحمه الله:
" يكره تحريمًا عند النعمان ومالك قراءة القرآن عند القبر؛ لأنه لم يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من عمل السلف، بل كان عملهم التصدُّق والدعاء لا القراءة "ا. هـ نقلا
وأيضا قول كمال الدين بن حمزة الحسني الشافعي كما في مواهب الجليل:
" وَالْمَشْهُورُ مِنْ مَذْهَبِ إمَامِنَا الشَّافِعِيِّ وَشَيْخِهِ مَالِكٍ وَالْأَكْثَرِينَ كَمَا قَالَهُ النَّوَوِيُّ فِي فَتَاوِيهِ وَفِي شَرْحِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ لَا يَصِلُ ثَوَابُ الْقِرَاءَةِ لِلْمَيِّتِ قَالَ بَعْضُ الْمُفْتِينَ: فَإِهْدَاءُ مَنْ لَا يَعْتَقِدُ الْوُصُولَ عَبَثٌ مَكْرُوهٌ " ا. هـ
قال شيخ الإسلام
" ولهذا لم يقل أحد من العلماء بأنه يستحب قصد القبر دائما للقراءة عنده إذ قد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن ذلك ليس مما شرعه النبي صلى الله عليه و سلم لأمته "
فأين الأستاذ من هذه الأقوال؟ لماذا لم يشر إليها على الأقل؟ بل لماذا أوهم خلافها؟
المهم هنا أنه تبين صنيع الأستاذ من استخلاصه للأقوال بانتقائية مجانبة للأمانة.
وما سيقول إذا سأله أحد مشاهدي حلقته:
لماذا نقلت مذهب أحمد مبتورا وحذفت الروايات الأخرى وفيها ما هو أصح وهي تبين أنه قال بالبدعية فترة من عمره على أقل الأحوال؟
لماذا لم تبين أن المنع من القراءة مذهب جمهور السلف ومذهب مالك وأبي حنيفة وغيرهما من أئمة السلف؟
وهذا التبديع من أحمد ولو سلمنا أنه رجع عنه أحمد، فهو يبين أن القول ببدعيته محل اعتبار ويبين أن أحمد لا يكتفي بالنصوص العامة
المثال الثاني: التسبيح بالمسبحة أو بالحصى ونحوه.
استدل الأستاذ بأثر عن أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة (2000) عقدة يسبح بها
والأثر إسناده ضعيف فيه عبد الواحد بن موسى الفلسطيني لا يعرف بتوثيق
وشيخه أبو نعيم المحرر بن أبي هريرة لم يوثقه أحد وقال عنه الحافظ في التقريب مقبول يعني إذا توبع ولم يتابع وهو هنا قد تمشى روايته باعتباره يروي عن أبيه شيئا مشاهدا
وأيضا تلميذه زيد بن الحباب قال عنه الحافظ "صدوق يخطئ" وهو في الحقيقة إلى الصدوق أقرب
ولكن العلة في عبد الواحد لا يحتج به
فالأثر ضعيف ومتنه منكر
ويستلزم عند النظر أن يكون طول الخيط ما يقارب عشرة أمتار بل أكثر، هذا إذا كانت العقدة الواحدة بقدر نصف سنتمتر وعندما تضرب في العدد ألفين وهو عدد العقد ينتج عشرة أمتار، مع أننا لم نحسب مسافة ما بين العقدة والأخرى، وإن قلنا إن العقدة بقدر ربع سنتمتر، وهو يكاد يستحيل باعتباره حجما غير مناسب لا لصنعها ولا لاستخدامها، فتكون السبحة على هذا الاحتمال الأقل طولها خمسة أمتار من غير ما بين العقد من مسافات
المهم هذا طول منكر لا يعرف إلا في بؤر السحرة والمشعوذين ولو كان واقعا لاشتهر فكيف وهو قد روي من طريق ضعيف؟
وانتقى الأستاذ مع هذا الأثر المنكر كلاما لشيخ الإسلام يرخص فيه التسبيح بالمسبحة ثم كلاما للسخاوي
وصور في نفس الوقت أن مخالفه ليس له سلف في القول بالبدعية وذلك عندما قال على لسان مخالفه وبلهجة تهكمية ووالله في منتهى الخروج عن الأدب ومن لم يصدق فليسمع الحلقة، قال متقمصا دور مخالفه وبصوت ساخر:
" ـ السبحة، بدعة.
ـ ليه؟
ـ فيه شيخ سمعته في الشريط مؤلف مجموعة عن بدعية السبحة ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/274)
واكتفى بهذا المقطع الذي مثّله بنفسه مبينا للمشاهد أنه قول مخترع من أصحاب الأشرطة، ليؤكد للمشاهد ما حرص عليه طول الحلقة مِنْ سَلْب مخالفه تبعية العلماء السابقين.
فانظر إلى هذا العرض التشويهي لقول مخالفه، ولو كان الأستاذ واثقا من قوله لما لجأ إلى هذه الأساليب الجائرة
وإليك الآن ما يبطل زعمه مما حرص الأستاذ على كتمه بذلك الأسلوب السيء من آثار وأقوال
روى ابن وضاح وهو من علماء القرن الثالث
عن عبد الله بن مسعود أنه رأى أناسا يسبحون بالحصا، فقال: «على الله تحصون، لقد سبقتم أصحاب محمد علما، أو لقد أحدثتم بدعة ظلما»
وعنده بسند صحيح عن الصلت بن بهرام قال: «مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به، فقطعه وألقاه، ثم مر برجل يسبح بحصا، فضربه برجله ثم قال:» لقد سبقتم، ركبتم بدعة ظلما، أو لقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما "
وقد جاء من طرق وبألفاظ مقاربة وبمجموعها يثبت وهو صريح في إنكار عد التسبيح بالحصى وما في حكمها.
ولا خلاف بين أهل العلم السابقين فيما أعلم أن ابن مسعود كان يمنع من التسبيح عدًّا بالحصى وما شابهها من المسابح
وفي قصة أخرى
قَالَ أَبُو مُوسَى الأشعري مخاطبا ابن مسعود رضي الله عنه: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّى رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ آنِفاً أَمْراً أَنْكَرْتُهُ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلاَّ خَيْراً. قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ - قَالَ –
رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً ...
قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِى نَفْسِى فِى يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِىَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، أَوْ مُفْتَتِحِى بَابِ ضَلاَلَةٍ.
وبينتُ في التطبيقات دلالته على المراد
وروي بسند ضعيف عن أبان بن أبي عياش قال: «سألت الحسن عن النظام من الخرز والنوى ونحو ذلك، يسبح به؟ فقال:» لم يفعل ذلك أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولا المهاجرات "
وروي بسند ضعيف عن إبراهيم النخعي أنه كان ينهى ابنته أن تعين النساء على فتل خيوط التسابيح التي يسبح بها.
بل كان ابن مسعود وابن عمر يكرهان العد حتى دون مسبحة
قال ابن أبي شيبة:
حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن إبراهيم قال كان عبد الله يكره العدد ويقول أيمن على الله حسناته.
حدثنا أزهر السمان عن ابن عون عن عقبة قال قال سألت ابن عمر عن الرجل يذكر الله ويعقد فقال تحاسبون الله؟.
وكلاهما ثابت
فالعجب من الأستاذ كيف يحرص على تسفيه قول من يرى أن السبحة بدعة؟
فماذا سيقول عمن ينكر العد من أصله من أمثال هذين الصحابيين؟
وعندما ينضم له عد بوسيلة محدثة كان ابن مسعود يراه أشد نكارة كما هو موقفه ممن يفعل ذلك
وقد كان جماعة من أهل العلم يرون كراهة التسبيح بالمسبحة ونحوها قال شيخ الإسلام:
" والتسبيح بالمسابح من الناس من كرهه ومنهم من رخّص فيه لكن لم يقل أحد: أن التسبيح به أفضل من التسبيح بالأصابع وغيرها.ا. هـ.
وقال:
" وأما التسبيح بما يجعل فى نظام من الخرز ونحوه فمن الناس من كرهه ومنهم من لم يكرهه، وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه وأما إتخاذه من غير حاجة أو إظهاره للناس مثل تعليقه فى العنق أو جعله كالسوار فى اليد او نحو ذلك، فهذا إما رياء للناس أو مظنة المراءاة ومشابهة المرائين من غير حاجة، الأول محرم، والثاني أقل أحواله الكراهة " ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/275)
مع أن الأستاذ قرأ هذا النقل لكن لم يبين ما فيه من دلالة على ذهاب بعض أهل العلم للبدعية التي يشنع على من يقول بها
و سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله فقال:
" تركها أولى، و قد كرهها بعض أهل العلم، و الأفضل التسبيح و التهليل بالأنامل، كما كان يفعل ذلك النبي صلى الله عليه و سلم و روي عنه أنه أمر بعقد التسبيح بالأنامل و قال: " إنهن مسؤولات مستنطقات "
والمراد نقل الكراهة عن بعض أهل العلم
وقد جاء في فتاوى الأزهر ما يدعوا لإعادة النظر في السبحة لدى من يقول بجوازها حيث جاء فيها:
" وإحصاء الذكر بالسبحة من اختراع الهند، كما يقول الأستاذ السيد أبو النصر أحمد الحسينى "مجلة ثقافة الهند -سبتمبر1955 " اخترعه الدين البرهمى فيها، ثم تسرب إلى البلاد والأديان الأخرى، وتسمى السبحة فى اللغة السنسكريتية القديمة فى الهند "جب ما لا " أى عقد الذكر.
ثم يقول: وتختلف الفرق البرهمية فى عدد حباتها وفى ترتيبها، فالفرقة الشيوائية سبحتها أربع وثمانون حبة، والفرقة الوشنوية سبحتها مائة وثمان حبات. والخلاف راجع إلى حاصل ضرب 12 "عدد الأبراج السماوية" فى 7 "عدد النجوم الظاهرة بما فيها الشمس والقمر عند الفرقة الأولى" أو فى 9 "عدد النجوم الظاهرة عند الفرقة الثانية بإضافة أحوال القمر الثلاثة" وكل سبع حبات فى مجموعة متميزة.
وعند ظهور البوذية فى الهند بعد البرهمية اختار رهبانها السبحة الوشنوية "108 " من الحبات. وعند تفرق طوائفها فى البلاد قلد رهبان النصرانية هؤلاء فيها، وكل ذلك قبل ظهور الإسلام.
... وبناء على هذه الأخبار لم تكن "السبحة" المعهودة لنا معروفة عند المسلمين حتى أوائل القرن الثانى الهجرى، ويؤيد ذلك ما نقله الزبيدى فى "تاج العروس " عن شيخه أن السبحة ليست من اللغة فى شيء ولا تعرفها العرب، إنما حدثت فى الصدر الأول إعانة على الذكر وتذكيرا وتنشيطا.
يقول الأستاذ الحسينى فى المجلة المذكورة: ويظهر أن استعمالها تسرب بين المسلمين فى النصف الثانى من القرن الثانى الهجرى، فإن أبا نواس ذكرها وهو فى السجن، فى قصيدة خاطب بها الوزير ابن الربيع فى عهد الأمين "193 - 198".
أنت با ابن الربيع ألزمتنى النسك وعودتنيه والخير عادة
فارعوى باطلى وأقصر حبلى وتبدلت عفة وزهادة
المسابيح فى ذراعى والمصحف فى لبتى مكان القلادة
وهو أقدم ذكر للسبحة بالشعر العربى فيما يعلم ... وبقى استعمالها بين المسلمين بين راض،عنها وكاره لها، ... هذا، وقد تفنن الناس اليوم فى صنع السبحة من حيث المادة والحجم والشكل واللون والزخرفة وعدد الحبات، وعنى باقتنائها كبار الناس سواء أكان ذلك للتسبيح أم للهواية أم لغرض آخر ... " ا. هـ
ومع أن الفتوى آلت إلى تجويز المسبحة لكن ما نقلوه والله يوجب إعادة النظر في لك
وختاما أُبيّن للقارئ أنه لاخلاف بين أهل العلم المعتبرين أن الأصل والسنة هو التسبيح باليد دون استعمال مسبحة ونحوها وهذا لم يبينه الأستاذ
وأن المسبحة لا تستحب ولا هي من السنة وإنما غايتها في قول كثير من أهل العلم أنها رخصة فقط وأيضا هذا لم يوضحه
ولا أظن أن عالما معتبرا ينص على أنها تستحب إذ هي محدثة باتفاق فغايتها أنها رخصة
وأيضا أبين للقارئ أمرا يوضح له أن هجوم الأستاذ على أتباع السلف في هذه المسائل لم يكن أمينا وذلك أن أكثر أتباع السلف في هذا العصر يرخصون في المسبحة وفيهم جلة من كبار علمائنا ممن توفي وممن هو على قيد الحياة وفي المقابل كثير منهم يرى بدعيتها وأنا أميل إلى هذا.
فلماذا هذا الهجوم الشامل؟
بل لو كانوا كلهم يقولون ببدعية المسبحة لما ساغ منه هذا الهجوم التسفيهي لهم، لكون ما يقولون به هو قول معتبر قال به صحابة فكيف وجلهم يرخصون في المسبحة؟
هذا يبين لكل عاقل قدر التحامل الشديد والكراهية الدفينة التي تجر إلى الظلم دون شعور
ـ المثال الثالث: المصافحة بعد كل صلاة.
لم يذكر الأستاذ عن أحد من أهل العلم تجويزه المصافحة بعد كل صلاة وهذا يخالف قانون الحلقة الذي رسمه لنفسه
ومع هذا قال عن المسائل التي طرحها مخالفا الواقع بصورة صارخة:
(ما جبناش قول إمام واحد في أي مسألة، جبنا قول أئمة)
وهذه المسألة التي سفّه فيها موقف مخالفه فإليك ما قيل فيها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/276)
نص الإمام العز بن عبد السلام نفسه الذي أشاد به الأستاذ على بدعية المصافحة في فتاويه وهو مطبوع خلافا لقوله الآخر، ونقله عنه البرزلي
ففي مواهب الجليل من كتب المالكية:
" َقَالَ الْبُرْزُلِيُّ فِي مَسَائِلِ الْجَامِعِ وَسُئِلَ عِزُّ الدِّين عَنْ الْمُصَافَحَةِ عَقِبَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ أَمُسْتَحَبَّةٌ أَمْ لَا؟ وَالدُّعَاءُ عَقِيبَ السَّلَامِ مُسْتَحَبٌّ لِلْإِمَامِ فِي كُلِّ صَلَاةٍ أَمْ لَا؟ ...
(فَأَجَابَ) الْمُصَافَحَةُ عَقِيبَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ مِنْ الْبِدَعِ إلَّا لِقَادِمٍ يَجْتَمِعُ بِمَنْ يُصَافِحُهُ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّ الْمُصَافَحَةَ مَشْرُوعَةٌ عِنْدَ الْقُدُومِ، وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَأْتِي بَعْدَ السَّلَامِ بِالْأَذْكَارِ الْمَشْرُوعَةِ وَيَسْتَغْفِرُ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَرُوِيَ أَنَّهُ قَالَ: {رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ}.
وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقَدْ اسْتَحَبَّ الشَّافِعِيُّ لِلْإِمَامِ أَنْ يَنْصَرِفَ عَقِبَ السَّلَامِ انْتَهَى
وسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - أَغْدَقَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ عَلَى رُوحِهِ الزَّكِيَّةِ - عَنْ الْمُصَافَحَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَالْفَجْرِ هَلْ هِيَ سُنَّةٌ مُسْتَحَبَّةٌ أَمْ لَا؟ أَجَابَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقَوْلِهِ: أَمَّا الْمُصَافَحَةُ عَقِبَ الصَّلَاةِ فَبِدْعَةٌ لَمْ يَفْعَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَسْتَحِبَّهَا أَحَدٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ انْتَهَى
وَسُئِلَ عَنْ الْمُصَافَحَةِ عَقِيبَ الصَّلَاةِ: هَلْ هِيَ سُنَّةٌ أَمْ لَا؟.
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. الْمُصَافَحَةُ عَقِيبَ الصَّلَاةِ لَيْسَتْ مَسْنُونَةً بَلْ هِيَ بِدْعَةٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
قال ابن الحاج في المدخل:
"وينبغي له - أي للإمام - أي يمنع محدثوه من المصافحة بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر وبعد صلاة الجمعة بل زاد بعضهم في هذا الوقت فعل ذلك بعد الصلوات الخمس وذلك كله من البدع وموضع المصافحة في الشرع إنما هي عند لقاء المسلم لأخيه لا في أدبار الصلوات الخمس وذلك كله من البدع فحيث وضعها للشرع نضعها فينهى عن ذلك ويزجر فاعله لما أتى من خلاف السنة اهـ.
قال الحافظ في فتح الباري في تعقب على النووي:
قَالَ النَّوَوِيّ: وَأَصْل الْمُصَافَحَة سُنَّة، وَكَوْنهمْ حَافَظُوا عَلَيْهَا فِي بَعْض الْأَحْوَال لَا يخْرج ذَلِكَ عَنْ أَصْل السُّنَّة.
قُلْت [الكلام للحافظ]: لِلنَّظَرِ فِيهِ مَجَال، فَإِنَّ أَصْل صَلَاة النَّافِلَة سُنَّة مُرَغَّب فِيهَا، وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدَ كَرِهَ الْمُحَقِّقُونَ تَخْصِيص وَقْت بِهَا دُون وَقْت، وَمِنْهُمْ مَنْ أَطْلَقَ تَحْرِيم مِثْل ذَلِكَ كَصَلَاةِ الرَّغَائِب الَّتِي لَا أَصْل لَهَا " ا. هـ كلام الحافظ
وقال العلامة علي القاري في شرح المشكاة عند نقده لكلام العز في تقسيم البدعة:
" وَلَا يَخْفَى أَنَّ فِي كَلَام الْإِمَام نَوْعُ تَنَاقُضٍ لِأَنَّ إِتْيَان السُّنَّة فِي بَعْض الْأَوْقَات لَا يُسَمَّى بِدْعَةً مَعَ أَنَّ عَمَلَ النَّاسِ فِي الْوَقْتَيْنِ الْمَذْكُورَيْنَ لَيْسَ عَلَى وَجْه الِاسْتِحْبَاب الْمَشْرُوع، فَإِنَّ مَحَلّ الْمُصَافَحَة الْمَشْرُوعَة أَوَّل الْمُلَاقَاة وَقَدْ يَكُون جَمَاعَة يَتَلَاقَوْنَ مِنْ غَيْر مُصَافَحَة وَيَتَصَاحَبُونَ بِالْكَلَامِ وَمُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ وَغَيْرِهِ مُدَّةً مَدِيدَةً ثُمَّ إِذَا صَلَّوْا يَتَصَافَحُونَ فَأَيْنَ هَذَا مِنْ السُّنَّة الْمَشْرُوعَةِ، وَلِهَذَا صَرَّحَ بَعْض عُلَمَائِنَا بِأَنَّهَا مَكْرُوهَةٌ مِنْ الْبِدَع الْمَذْمُومَة نعم لو دخل أحد في المسجد والناس في الصلاة أو على إرادة الشروع فيها فبعد الفراغ لو صافحهم لكن بشرط سبق السلام على المصافحة فهذا من جملة المصافحة المسنونة بلا شبهة ومع هذا إذا مد مسلم يده للمصافحة فلا ينبغي الإعراض عنه بجذب اليد لما يترتب عليه من أذى يزيد على مراعاة الأدب فحاصله أن الابتداء بالمصافحة حينئذ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/277)
على الوجه المشروح مكروه لا المجابرة وإن كان قد يقال فيه نوع معاونة على البدعة والله أعلم اِنْتَهَى كَلَامه.
قال العلامة الشمس آبادي في عون المعبود شرح أبي داود:
" وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَام أَبُو مُحَمَّد بْن عَبْد السَّلَام أَنَّ الْبِدَع عَلَى خَمْسَة أَقْسَام: وَاجِبَة وَمُحَرَّمَةٌ وَمَكْرُوهَةٌ وَمُسْتَحَبَّةٌ وَمُبَاحَةٌ، قَالَ وَمِنْ أَمْثِلَةِ الْبِدَعِ الْمُبَاحَةِ الْمُصَافَحَةُ عَقِبَ الصُّبْح وَالْعَصْر اِنْتَهَى.
وَرَدَّ عَلَيْهِ الْعَلَّامَةُ عَلِيٌّ الْقَارِي فِي شَرْح الْمِشْكَاةِ [فذكره ثم قال]
قُلْت: وَاَلَّذِي قَالَهُ عَلِيٌّ الْقَارِي هُوَ الْحَقّ وَالصَّوَاب، وَقَوْل النَّوَوِيّ خَطَأ. وَتَقْسِيم الْبِدَع إِلَى خَمْسَة أَقْسَام كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْإِمَام اِبْن عَبْد السَّلَام وَتَبِعَهُ عَلَيْهِ الْإِمَام النَّوَوِيّ أَنْكَرَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءُ الْمُحَقِّقِينَ وَمِنْ آخِرِهِمْ شَيْخُنَا الْقَاضِي الْعَلَّامَة بَشِير الدِّين الْقِنَّوْجِيُّ رَحِمَهُ اللَّه فَإِنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِ رَدًّا بَالِغًا.
قُلْت: وَكَذَا الْمُصَافَحَة وَالْمُعَانَقَة بَعْد صَلَاة الْعِيدَيْنِ مِنْ الْبِدَعِ الْمَذْمُومَةِ الْمُخَالِفَةِ لِلشَّرْعِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وكذلك العلامة المباركفوري قال بنفس كلام الشمس آبادي
وقال الإمام المناوي في فيض القدير:
" ... ومباحة كالمصافحة عقب صبح وعصر (قوله ومباحة: كالمصافحة إلخ: المصافحة المذكورة بدعة مكروهة لأنها مخالفة للسنة الصحيحة وهي ترك المصافحة عقب الصلوات "
وقال العلامة ابن عابدين الحنفي:
" لكن قد يقال إن المواظبة عليها بعد الصلوات الخمس خاصة قد تؤدي بالجهلة إلى اعتقاد سنيتها في خصوص هذا المواضع، وأن لها خصوصية زائدة على غيرها، مع أن ظاهر كلامه أنه لم يفعلها أحد من السلف في هذه المواضع وَكَذَا قَالُوا بِسُنِّيَّةِ قِرَاءَةِ السُّوَرِ الثَّلَاثَةِ فِي الْوَتْرِ مَعَ التَّرْكِ أَحْيَانَا لِئَلَّا يُعْتَقَدَ وُجُوبُهَا
وَنَقَلَ فِي تَبْيِينِ الْمَحَارِمِ: وفي الملتقط: تكره المصافحة بعد أداء الصلاة بكل حال، لأن الصحابة -رضي الله عنهم- لم يفعلوا ذلك، ولأنها من سنن الروافض ا. هـ
ثم نقل عن ابن حجر عن الشافعية أنها بدعة: لا أصل لها في الشرع، وأنه ينهى فاعلها أولاً ويعزر ثانياً. وفي المدخل: أنها من البدع، وموضع المصافحة في الشرع هو إنما عند لقاء المسلم لأخيه، لا في أدبار الصلوات، فحيث يضعها الشرع يضعها. فينهى عن ذلك ويزجر فاعله لما أتى به من خلاف السنة ا. هـ
في حين لم ينقل الأستاذ ما قال به عن أحد من أهل العلم
ـ المثال الرابع: الدعاء بعد كل صلاة.
ذكره الأستاذ وأراد الدعاء المعروف بعد الصلوات من الإمام والمأمومين.
ولم يذكر الأستاذ مَن سلفُه في القول باستحبابه أو مشروعيته ولا قائل به من السلف
ومع هذا فقد قال بالحرف الواحد عمن يقول ببدعية هذا الدعاء بالخصوص:
(أنت مش عارف تعريف البدعة)
فسبحان الله، هل مالك بن أنس إمام دار الهجرة مش عارف تعريف البدعة؟
جاء في كتاب (الدر الثمين) للشيخ محمد بن أحمد ميارة المالكي
" كره مالك وجماعة من العلماء لأئمة المساجد والجماعات الدعاء عقيب الصلوات المكتوبة جهراً للحاضرين ". نقلا
ونقله القرافي أيضا عن مالك على ما أذكر
وإلى بدعية هذا الدعاء ذهب العز بن عبد السلام
ففي مواهب الجليل من كتب المالكية:
" َقَالَ الْبُرْزُلِيُّ فِي مَسَائِلِ الْجَامِعِ وَسُئِلَ عِزُّ الدِّين عَنْ ... الدُّعَاءُ عَقِيبَ السَّلَامِ مُسْتَحَبٌّ لِلْإِمَامِ فِي كُلِّ صَلَاةٍ أَمْ لَا؟ ...
(فَأَجَابَ) ... وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَأْتِي بَعْدَ السَّلَامِ بِالْأَذْكَارِ الْمَشْرُوعَةِ وَيَسْتَغْفِرُ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَرُوِيَ أَنَّهُ قَالَ: {رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ}.
وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقَدْ اسْتَحَبَّ الشَّافِعِيُّ لِلْإِمَامِ أَنْ يَنْصَرِفَ عَقِبَ السَّلَامِ انْتَهَى
وقال شيخ الإسلام في الفتاوى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/278)
" وأما دعاء الإمام والمأمومين جميعا عقيب الصلاة فهو بدعة لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم بل إنما كان دعاؤه في صلب الصلاة فإن المصلي يناجي ربه فإذا دعا حال مناجاته له كان مناسبا وأما الدعاء بعد انصرافه من مناجاته وخطابه فغير مناسب وإنما المسنون عقب الصلاة هو الذكر المأثور " ا. هـ
وهل الإمام الشاطبي مش عارف تعريف البدعة؟!
قال في مواهب الجليل:
" وَقَدْ أَلَّفَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّاطِبِيُّ فِيهِ [في بدعيته] وَرَامَ ابْنُ عَرَفَةَ وَأَصْحَابُهُ الرَّدَّ عَلَيْهِ وَحُجَّتُهُمْ فِي ذَلِكَ ضَعِيفَةٌ ا. هـ
وسيأتي أن خمسة عشر من فقهاء المالكية ذهبوا إلى بدعية هذا الدعاء فقول ابن عرفة شاذ مردود في مذهب مالك وهو أشذ عند مقارنته بأقوال المذاهب الأخرى
قال الشاطبي في الاعتصام عن هذا الدعاء ناقلا بدعيته عن العلامة ابن بطال وعن أحد شيوخه فقال:
" قال بعض شيوخنا الذين استفدنا منهم:
... ولو كان هذا حسنا لفعله النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه رضي الله عنهم ولم ينقل ذلك أحد من العلماء مع تواطئهم على نقل جميع أموره حتى: هل كان ينصرف من الصلاة عن اليمين أو عن الشمال؟
وقد نقل ابن بطال عن علماء السلف إنكار ذلك والتشديد فيه على من فعله بما فيه كفاية
هذا ما نقله الشيخ بعد أن جعل الدعاء بإثر الصلاة بهيئة الاجتماع دائما بدعة قبيحة واستدل على عدم ذلك في الزمان الأول بسرعة القيام والانصراف لأنه مناف للدعاء لهم وتأمينهم على دعائه بخلاف الذكر ودعاء الإنسان لنفسه فإن الانصراف وذهاب الإنسان لحاجته غير مناف لهما " ا. هـ
وقال الشاطبي أيضا:
" فتارة نسبتُ إلى القول بأن الدعاء لا ينفع ولا فائدة فيه كما يعزى إلى بعض الناس بسبب أني لم ألتزم الدعاء بهيئة الاجتماع في أدبار الصلاة حالة الإمامة وسيأتي ما في ذلك من المخالفة للسنة وللسلف الصالح والعلماء " ا. هـ
قال الشاطبي رحمه الله ردا على من زعم أن الدعاء بعد الصلوات لم ينكره العلماء فقال:
" بل ما زال الإنكار عليهم من الأئمة فقد نقل الطرطوشي عن مالك في ذلك أشياء تخدم المسألة فحصل إنكار مالك لها في زمانه وإنكار الإمام الطرطوشي في زمانه واتبع هذا أصحابه، ثم القرافي قد عد ذلك من البدع المكروهة على مذهب مالك وسلمه ولم ينكره عليه أهل زمانه ـ فيما نعلمه ـ مع [قوله] أن من البدع ما هو حسن
ثم الشيوخ الذين كانوا بالأندلس حين دخلتها هذه البدعة ـ حسبما يذكر بحول الله ـ قد أنكروها وكان من معتقدهم في ذلك أنه مذهب مالك وكان الزاهد أبو عبد الله بن مجاهد وتلميذه أبوعمران الميرتلي رحمهما الله ملتزمين لتركها حتى اتفق للشيخ أبي عبد الله في ذلك ما سنذكره إن شاء الله " ا. هـ
وقد اجتمع عندي خمسة عشر إماما من أئمة المالكية قالوا ببدعية الدعاء بعد كل صلاة بالهيئة المعروفة بما فيهم الشاطبي وهم:
ـ الإمام الطرطوشي
ـ ابن بطال
ـ الإمام القرافي
ـ ابن رشد محمد بن أحمد
ـ أبو عبد الله بن مجاهد
ـ أبو عمران الميرقلي
ـ خليل صاحب المختصر
ـ أحمد بن قاسم أبو العباس
ـ محمد بن محمد الحطاب
ـ محمد بن يوسف العبدري أبو عبد الله
ـ أحمد بن أحمد زروق
ـ أحمد بن محمد الدردير
ـ أحمد بن غنيم بن مهنا النفراوي
ـ العلامة الزرقاني في الشرح على المختصر
هؤلاء كنت قد استفدت جلهم من أحد إخواني من طلبة العلم له رسالة خاصة في الدعاء المذكور وقيدتهم منها وهذا قبل سنوات فأسأل الله أن يوفقه لكل خير وأن ينفع به
يضاف إليهم علماء الأندلس الذين نقل عنهم الشاطبي آنفا
وهؤلاء الخمسة عشر وغيرهم لا يوجد في المالكية من يخالفهم ممن يعتمد قوله فيما أعلم إلا على سبيل الشذوذ كما هو قول ابن عرفة
وأنا لا أعلم إلى لحظتي هذه أحد ممن يعتد بقوله ويقتدى به من العلماء المعروفين من قال بهذا الدعاء المحدث على الوجه المعمول به في المساجد غير ابن عرفة
وببدعية هذا الدعاء أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء كما في الفتوى رقم 3901/ 5124 / 3552
فهل هؤلاء كلهم مش عارفين تعريف البدعة؟!!
بل مجرد الجلوس من الإمام بعد الصلاة قد جاء عن بعض السلف إنكاره
جاء في المدونة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/279)
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَنَّهُ كَانَ إذَا سَلَّمَ لِمَكَانِهِ عَلَى الرَّضْفِ حَتَّى يَقُومَ، وَأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: جُلُوسُهُ بَعْدَ السَّلَامِ بِدْعَةٌ.
وفي المدونة
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ أَبَا الزِّنَادِ أَخْبَرَهُ قَالَ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ يَعِيبُ عَلَى الْأَئِمَّةِ قُعُودَهُمْ بَعْدَ التَّسْلِيمِ وَقَالَ: إنَّمَا كَانَتْ الْأَئِمَّةُ سَاعَةَ تُسَلِّمُ تَنْقَطِعُ مَكَانَهَا.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَبَلَغَنِي عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهَا السُّنَّةُ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: يَجْلِسُ عَلَى الرَّضْفِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ذَلِكَ.
قال ابن أبي شيبة
حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي الاحوص قال: كان عبد الله إذا قضى الصلاة انفتل سريعا فإما أن يقوم وإما أن ينحرف.
حدثنا هشيم عن منصور وخالد عن أنس بن سيرين عن ابن عمر قال: كان الامام إذا سلم قام وقال خالد: انحرف.
حدثنا أبو أسامة عن الاعمش عن أبي زرين قال: صليت خلف علي فسلم عن يمينه وعن يساره ثم وثب كما هو.
حدثنا علي بن مسهر عن ليث عن مجاهد قال: قال عمر: جلوس الامام بعد التسليم بدعة.
حدثنا وكيع عن محمد بن قيس عن أبي حصين قال: كان أبو عبيدة بن الجراح إذا سلم كأنه على الرضف حتى يقوم.
حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام.
حدثنا علي بن مسهر عن ليث عن مجاهد قال: قال عمر: جلوس الامام بعد التسليم بدعة.
وعند عبد الرزاق عن معمر والثوري عن حماد، وجابر، وأبي الضحى عن مسروق: أن أبا بكر كان إذا سلم عن يمينه وعن شماله قال: السلام عليكم ورحمة اله [ثم] انفتل ساعة إذ كأنما كان جالسا على الرضف.
وقال عن معمر عن قتادة قال: كان أبو بكر إذا سلم كأنه على الرضف حتى ينهض.
وقال عن أيوب عن ابن سيرين قال: قلت لابن عمر: إذا سلم الامام انصرف؟ قال: كان الامام إذا سلم انكفت وانكفتنا معه
فانظر رحمك الله فالجلوس من الإمام في مكانه محدث وعابه عمر فيما روي عنه كما عابه خارجة بن زيد فيما صح عنه فكيف بما يفعله أئمة اليوم من الدعاء علاوة على الجلوس
وسبق قول الشاطبي عن أحد شيوخه:
" هذا ما نقله الشيخ بعد أن جعل الدعاء بإثر الصلاة بهيئة الاجتماع دائما بدعة قبيحة واستدل على عدم ذلك في الزمان الأول بسرعة القيام والانصراف لأنه مناف للدعاء لهم وتأمينهم على دعائه بخلاف الذكر ودعاء الإنسان لنفسه فإن الانصراف وذهاب الإنسان لحاجته غير مناف لهما " ا. هـ
ومع كل هذا ومع عدم نقل الأستاذ عن أحد ممن يقول بأنه ليس بدعة فهو يعتبر من يقول بالبدعية مش عارف تعريف البدعة، و يسبنا ويشتمنا ويستخف بنا لأننا وافقنا هؤلاء العلماء وخالفناه
فهل مثل هذا يكون صدقا؟
بينما لو بقي هو وكل من يقول بقوله إلى آخر عمرهم يبحثون فلن يجدوا من يقول بذلك الدعاء المعروف ممن يداني مالكا والطرطوشي وابن تيمية والشاطبي.
فما أرخص الدعاوى.
المثال الخامس: الاحتفال بالمولد النبوي:
أيضا بطريقة تبجحية استنكارية استخفافية بالمخالف عرض الأستاذ ما وقف عليه من أقوال وهو لا يقف إلا على ما يخدم قوله.
ولم يكتف بهذا حتى ادعى تلقي الأمة بالقبول للمولد وهذا محض تقول، وهو والله من أظهر الأدلة على أن الأستاذ يلقي الكلام دون مبالاة ولا مراعاة لصحة الكلام من عدمه
وإليك الأقوال التي أعرض عنها الأستاذ في المولد وادعى خلافها بتلقي الأمة بالقبول.
فممن أنكر الاحتفال بهذه المناسبة (الذي هو محدث باتفاق):
الإمام الشاطبي في " الاعتصام "، وابن الحاج في " المدخل "، والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي وألّف في إنكاره كتاباً مستقلاً، والعلامة أبو عبد الله الحفار المالكي شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم "، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه " صيانة الإنسان "، والسيد محمد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/280)
قال العلامة ابن الحاج في " المدخل ":
(فإن خلا ـ أي المولد ـ منه ـ أي من السماع وتوابعه ـ وعمل طعاما فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الإخوان، وسلم من كل ما تقدم ذكره فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ إن ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، وإتباع السلف أولى، بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشد الناس اتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيما له ولسنته صلى الله عليه وسلم، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم، وقد علم ان إتباعهم في المصادر والموارد، كما قال الشيخ أبو طالب المكي ـ رحمه الله ـ في كتابه.
وقد جاء في الخبر: (لا تقوم الساعة حتى يصير المعروف منكراً والمنكر معروفاً)، وقد وقع ما قاله عليه الصلاة والسلام بسبب ما تقدم ذكره وما يأتي بعد؛ لأنهم يعتقدون أنهم في طاعة، ومن لا يعمل عملهم يرون أنه مقصر، فإنا لله وإنا إليه راجعون) ا. هـ
ويرى ابن الحاج في " المدخل ": أن نية المولد بدعة، ولو كان الاشتغال في ذلك اليوم بصحيح البخاري، وعبارته:
" وبعضهم ـ أي المشتغلين بعمل المولد ـ يتورع عن هذا ـ أي سماع الغناء وتوابعه ـ بقراءة البخاري وغيره عوضاً عن ذلك، هذا وإن كانت قراءة الحديث في نفسها من أكبر القرب والعبادات وفيها البركة العظيمة والخير الكثير، لكن إذا فعل ذلك بشرطه اللائق به على الوجه الشرعي لا بنية المولد، ألا ترى أن الصلاة من أعظم القرب إلى الله تعالى، ومع ذلك فلو فعلها إنسان في غير الوقت المشروع لها لكان مذموماً مخالفاً، فإذا كانت الصلاة بهذه المثابة فما بالك بغيرها ".
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله ممثلا لبعض البدع:
" وجعل الثاني عشر من ربيع الأول ملحقا بأيام الأعياد لأنه عليه السلام ولد فيه وكمن عد السماع والغناء مما يتقرب به إلى الله بناء على أنه يجلب الأحوال السنية أو رغب في الدعاء بهئية الاجتماع في أدبار الصلوات دائما بناء على ما جاء في ذلك حالة الواحدة أو زاد في الشريعة أحاديث مكذوبة لينصر في زعمه سنة محمد صلى الله عليه و سلم "
وقد أنكره في غير موطن من كتابه
وقال العلامة تاج الدين عمر بن علي اللخمي الإسكندراني المشهور بـ: (الفاكهاني) في رسالته في المولد المسماة بـ " المورد في عمل المولد ":
(لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بها الأكالون، بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، أو محرماً.
وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛ لأن حقيقة الندب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون ولا العلماء المتدينون ـ فيما علمت ـ وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت. ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين.
فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً).
ومن علماء المالكيَّة الإمام العلامة الأستاذ أبو عبد الله الحفَّار المالكي، وله في ذلك جواب حافل نقله الونشريسي في المعيار المعرب، نختصر منه ما يلي، قال رحمه الله:
"ليلة المولد لم يكن السلف الصالح يجتمعون فيها للعبادة، ولا يفعلون فيها زيادةً على سائر ليالي السنة، والخير كلُّه في اتِّباع من سلف، فالاجتماع في تلك الليلة ليس بمطلوب شرعًا، بل يؤمر بتركه ... "
كما في المعيار المعرب و الجامع المغرب لفتاوى علماء إفريقية و الأندلس و المغرب (7/ 99).
وقال شيخ الإسلام في الفتاوى:
"وأما إتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الاول التى يقال انها ليلة المولد او بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة او اول جمعة من رجب او ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الابرار فإنها من البدع التى لم يستحبها السلف ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم " ا. هـ
وقال في الفتاوى أيضا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/281)
" وهكذا القول فى ليلة المولد وغيرها والبدع المكروهة ما لم تكن مستحبة فى الشريعة وهى أن يشرع ما لم يأذن به الله فمن جعل شيئا دينا وقربة بلا شرع من الله فهو مبتدع ضال وهو الذى عناه النبى بقوله كل بدعة ضلالة فالبدعة ضد الشرعة والشرعة ما أمر الله به ورسوله أمر ايجاب أو أمر استحباب "
وقال شيخ الإسلام في الاقتضاء
" إذ الأعياد شريعة من الشرائع، فيجب فيها الاتباع، لا الابتداع.
وللنبي صلى الله عليه وسلم خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة: مثل يوم بدر، وحنين، والخندق، وفتح مكة، ووقت هجرته، ودخوله المدينة، وخطب له متعددة يذكر فيها قواعد الدين. ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ أمثال تلك الأيام أعيادًا. وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعيادًا، أو اليهود، وإنما العيد شريعة، فما شرعه الله اتبع. وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه. وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيمًا. والله قد يثيبهم (1) على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع- من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدًا. مع اختلاف الناس في مولده. فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيرًا. ولو كان هذا خيرًا محضا، أو راجحًا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا له منا، وهم على الخير أحرص. وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطنًا وظاهرًا، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان. فإن هذه طريقة السابقين الأولين، من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان " ا. هـ
وقال العلامة محمد عبد السلام خضر الشقيري في كتابه السنن والمبتدعات:
" في شهر ربيع الأول وبدعة المولد فيه: لا يختص هذا الشهر بصلاة ولا ذكر ولا عبادة ولا نفقة ولا صدقة، ولا هو موسم من مواسم الإسلام كالجمع والأعياد التي رسمها لنا الشارع - صلوات الله وتسليماته عليه، وعلى سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين -، ففي هذا الشهر ولِد صلى الله عليه وسلم، وفيه تُوفي، فلماذا يفرحون بميلاده ولا يحزنون لوفاته؟! فاتخاذ مولده موسماً، والاحتفال به بدعة منكرة، وضلالة لم يرد بها شرع ولا عقل، ولو كان في هذا خير فكيف يغفل عنه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي - رضوان الله عليهم -، وسائر الصحابة والتابعين وتابعيهم، والأئمة وأتباعهم؟ " ا. هـ
ومن علماء المالكية المتأخِّرين بمصر الشيخ المفتي محمَّد عليش المالكي، من علماء الأزهر ومن فقهاء المالكية في زمانه من نحو قرن، قال في كتابه فتح العلي المالك:
"عمل المولد ليس مندوبًا، خصوصًا إن اشتمل على مكروه، كقراءة بتلحين أو غناء، ولا يسلم في هذه الأزمان من ذلك وما هو أشدّ." ا. هـ
وقال السيد رشيد رضا في كتابه " ذكرى المولد النبوي ":
" إن من طباع البشر أن يبالغوا في مظاهر تعظيم أئمة الدين أو الدنيا في طور ضعفهم ـ أي البشر ـ في أمر الدين أو الدنيا؛ لأن هذا التعظيم لا مشقة فيه على النفس، فيجعلونه بدلاً مما يجب عليهم من الأعمال الشاقة التي يقوم بها أمر الدين أو الدنيا، و إنما التعظيم الحقيقي بطاعة المعظم، والنصح له، والقيام بالأعمال التي يقوم بها أمره ويعتز دينه إن كان رسولا، وملكه إن كان ملكا، وقد كان السلف الصالح أشد ممن بعدهم تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم ثم للخلفاء، وناهيك ببذل أموالهم وأنفسهم في هذا السبيل، ولكنهم دون أهل هذه القرون التي ضاع فيها الدين في مظاهر التعظيم اللساني، ولاشك أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أحق الخلق بكل تعظيم، وليس من التعظيم الحق له أن نبتدع في دينه بزيادة أو نقص أو تبديل أو تغيير لأجل تعظيمه به، وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين فقد كان جل ما أحدث أهل الملل قبلنا من التغيير في دينهم عن حسن نية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/282)
ومازالوا يبتدعون بقصد التعظيم وحسن النية حتى صارت أديانهم غير ما جاءت به رسلهم، ولو تساهل سلفنا الصالح كما تساهلوا، وكما تساهل الخلف الذين اتبعوا سننهم شبراً بشبر وذراعاً بذراع لضاع أصل ديننا أيضا، ولكن السلف الصالح حفظوا لنا الأصل، فالواجب علينا أن نرجع إليه ونعض عليه بالنواجذ " اهـ.
وقد أفتت اللجنة الدائمة بالمملكة ببدعية هذا الاحتفال كما في الفتوى رقم (2139 ـ 7136) وعدة فتاوى تجاوز العشرة فتاوى.
فهل يقال في مسألة محدثة كهذه باعتراف الأستاذ وأنها حدثت بعد قرون ومع إنكار كل من نقلنا عنهم هذه البدعة.
هل يقال إنها قد تلقتها الأمة بالقبول؟
الجواب يعرفه القارئ
أما عن أول من أحدث المولد وابتدعه إذ لا خلاف أن القرون المفضلة قرون السلف لم يحتفل فيها أحد بالمولد فأول من ابتدعه هم الفاطميون الشيعة الباطنية فقد جاء في فتاوى الأزهر:
" لا يعرف المؤرخون أن أحدا قبل الفاطميين احتفل بذكرى المولد النبوى -كما قال الأستاذ حسن السندوبى - فكانوا يحتفلون بالذكرى فى مصر احتفالا عظيما ويكثرون من عمل الحلوى وتوزيعها كما قال القلقشندى فى كتابه " صبح الأعشى". ...
ولانتشار البدع فى الموالد أنكرها العلماء، حتى أنكروا أصل إقامة المولد، ومنهم الفقيه المالكى تاج الدين عمر بن على اللخمى الإِسكندرى المعروف بالفاكهانى، المتوفى سنة 731 هـ، فكتب فى ذلك رسالته " المورد فى الكلام على المولد" أوردها السيوطى بنصها فى كتابه " حسن المقصد".
ثم قال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: وقد أتى القرن التاسع والناس بين مجيز ومانع .... " ا. هـ
مع أن بقية الفتوى أجازت أصل المولد لكن مرادنا من النقل تحديد تاريخ هذه البدعة
والفاطميون كانوا معروفين بالبدع والموالد
فالخلاصة أن أول من احتفل بالمولد النبوي هم بنو عبيد القداح (الفاطميون)، ويدلُّ على ذلك: ما ذكره المقريزي في خططه وما ذكره القلقشندي في صبح الأعشى.
وقد رجح نسبة هذا المولد للفاطميين جماعة من العلماء المتأخرين وصرَّحُوا به.
منهم: محمد بخيت المطيعي في كتابه أحسن الكلام ص (44)، وعلي محفوظ في كتابه الإبداع ص (251)، وحسن السندوبي في كتابه تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي ص (62)، وعلي الجندي في كتابه نفح الأزهار ص (185، 186)، وإسماعيل الأنصاري في كتابه القول الفصل ص (64)، وغيرهم من المؤلفين في هذا المجال.
انظر بحث الشيخ حمد الجاسر بتعليق الباحث الناصح سليمان الخراشي
ودولة الفاطميين كانت حريصة على بث البدع بين المسلمين لتشويه الدين وقد حكم العلماء بزندقة أمرائها
قال ابن كثير:
" وقد كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالا، وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم، وأنجس الملوك سيرة، وأخبثهم سريرة، ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وكثر أهل الفساد وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد، وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشية، وتغلب الفرنج على سواحل الشام بكماله، حتى أخذوا القدس ونابلس وعجلون والغور وبلاد غزة وعسقلان وكرك الشوبك وطبرية وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيروت وصفد طرابلس وإنطاكية وجميع ما والى ذلك، إلى بلاد إياس وسيس، واستحوذوا على بلاد آمد والرها ورأس العين وبلاد شتى غير ذلك، وقتلوا من المسلمين خلقا وأمما لا يحصيهم إلا الله، وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان مما لا يحد ولا يوصف، وكل هذه البلاد كانت الصحابة قد فتحوها وصارت دار إسلام، وأخذوا من أموال المسلمين ما لا يحد ولا يوصف، وكادوا أن يتغلبوا على دمشق ولكن الله سلم، وحين زالت أيامهم وانتقض إبرامهم أعاد الله عزوجل هذه البلاد كلها إلى المسلمين بحوله وقوته وجوده ورحمته " ا. هـ كلام ابن كثير.
وهؤلاء هم سلف مروجي البدع.
فانتبه أخي الكريم للمخطط الذي قد لا تدرك أبعاده، فالإسلام الصافي دين كاسح، يجتاح الباطل بقوة لا توصف، ولذلك هم يريدون بث البدع والمحدثات ليزيلوا صفاء الاسلام وبالتالي لتضعف فيه خاصية الاكتساح.
بأقل كلمات هذه هي الحقيقة
والبدعة ثغرة عظيمة لا يمكن أن يغفل عنها أعداء الاسلام
وبالتالي متى ما أردنا أن نقطع الطريق على هذه الاختراق الخطير من العدو فلا ملجأ ولا عصمة إلا بلزوم ما كان عليه المسلمون أول الإسلام زمن الصحابة والتابعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/283)
فالذي كانوا عليه هو الذي قادهم إلى المجد.
هو الذي لاخلاف بأنه الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
هو الأقرب إلى المنبع والذي من شأنه الصفاء
هو الطريق الوحيد والأقرب لجمع كلمة المسلمين
هو أضمن طريق على الإطلاق إلى الجنة
هو أبعد طريق عن التغيير والتبديل
فلماذا لا يرضى مدعوا الحرص على الإسلام والمنادون بنبذ الخلاف والساعون بالشعارات فقط لتوحيد كلمة المسلمين، لماذا إن كانوا صادقين لا يرضون بهذا الطريق الواضح وفقط.
لماذا؟
الجواب واضح، هم أحرص الناس على الفرقة، وعلى رسم طرق شتى، وعلى تكدير المنبع، وعلى تشتيت الكلمة، وعلى تغيير معالم الإسلام!!
وإلا فهل يتصور عاقل يملك ذرة من الفهم أن رسول الله النبي الأمين يفتتح حلقات العلم بالتطبيل والتزمير؟ وبعروض الأزياء النسائية والفواصل الطربية كما يفعل حضرة الداعية!!
بل هل يتصور أن يرضى بهذا؟
أي عقلية هذه يمكن أن نتصور أنها منصفة وتحمل خيرا للمسلمين
فأقوال السلف من صحابة وتابعين وتابعيهم متوفرة بأسانيدها وقد حوتها كتب مسندة معروفة موثقة من تأليف أئمة متفق عليهم كتبت قبل أكثر من ألف سنة، وسبل تمييز الصحيح منها بفضل الله هي محل اتفاق بين أهل السنة كافة
فيا ترى نسأل أنفسنا أسئلة واقعية
الذين عاشوا مع النبي وعاشروه وهم أعرف بيوم ميلاده الذي هو محل خلاف عندنا، ومنهم من كانت تربطه به بنوة كبناته ومنهم العم وابن العم ومنهم الصهر ومنهم الصاحب المقرب و ... و ... الخ وأصحابه بلغوا في حياته قرابة المائة ألف
وفي نفس الوقت هم أتبع الناس للسنة وأقرب الناس له حالا وأقرب الناس إلى ربهم ولا خلاف أن محبتهم له لا تعدلها محبة بل لا يجرؤ عاقل أن يزعم محبته للنبي أكثر منهم ومن زعم هذا فلا شك في كذبه
إذًا أيتصور ممن هم أبعد الناس عن تحري سنته ممن جاء بعد قرون أن يكونوا أكثر أدبا معه صلى الله عليه وسلم وأكثر حبا وأكثر وفاءا؟
أيعقل أن يكون نابليون الصليبي أبرّ بمحمد صلى الله عليه وسلم من أبي بكر الصديق؟!
فقد ذكر الجبرتي أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد وأعطاه ثلاثمائة ريال [لعله قصد فرنك] فرنسي، وأمره بتعليق الزينات، بل وحضر الحفل بنفسه من أوله إلى أخره ا. هـ
وإن تعجب فاعجب من كافر كنابليون وتمييزه لما هو دخيل على الدين وما يبعد عن روح الإسلام ليدعمه بينما مسلمون يصرون على فعل كل شيء دون تمييز فسبحان الله
ثم بدعة المولد قائمة على التشبه بالنصارى باعتراف مروجيها
قال السخاوي:
" إذا كان أهل الصليب اتخذوا ليلة مولد نبيهم عيدا أكبر فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر " ا. هـ (التبر المسبوك /14)
صدق رسول الله لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه
وأثر التبعية في زرع الهزيمة النفسية أمر لا يخفى
المثال السادس مسح الوجه بعد الدعاء:
انظر كيف بدأ هذا الرجل الكلام عن هذه المسألة
قال هداه الله على هيئة حوار متكلما على لسان مخالفه كالتالي:
ـ (الأستاذ): مسح الوجه بعد الدعاء.
ـ (مخالفه): بدعة
ـ (الأستاذ): ليه؟
ـ (مخالفه): لم يؤثر عن النبي و عن السلف.
ـ (الأستاذ بلهجة توبيخية شديدة): بتكذب، بتكذب، جمعت العلم كله علشان قلت لم يؤثر عن السلف؟ أيش عرفك أنه لم يؤثر عن السلف؟ قرأت أيه؟ " ا. هـ
والكلام كله للأستاذ ساغه على هيئة حوار
وهذه هي منزلة المخالف عند الأستاذ، وهو طول الحلقة يعامل مخالفه معاملة الذليل، ويصوّر خصمه دائما بصورة التافه الحقير، وهذا هو الإسلام الذي ينادي به أمثال هؤلاء تحت أكذوبة ما يسمونه بالرأي والرأي الآخر.
وأنت لا تعرف أدب الخلاف إذا اقتديت بالسلف فأنكرت عين ما ينكره السلف.
أما الأدب الرفيع فهو حلية هؤلاء الذين يسلقون أتباع السلف بألسنة حداد والله المستعان
انظر أيها القارئ المنصف ماذا قال الإمام أحمد في رواية عنه أخفاها الأستاذ
وكذا ماذا قال الإمام مالك؟ وماذا قال عبد الله ابن المبارك عن نفس المسألة (مسح الوجه بعد الدعاء)
قال الإمام محمد بن نصر المروزي في كتابه الوتر:
" وأما أحمد بن حنبل فحدثني أبو داود قال: سمعت أحمد، وسئل عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ من الوتر. فقال: لم أسمع فيه بشيء، ورأيت أحمد لا يفعله "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/284)
هذه رواية عن أحمد كتمها الأستاذ
وأما مالك فقال الإمام ابن نصر في نفس الكتاب:
" وسئل مالك عن الرجل يمسح بكفيه وجهه عند الدعاء، فأنكر ذلك، وقال: ما علمت " ا. هـ (كذا)
أي ما علمت شيئا في المسألة يجوزها، بدليل إنكاره
أما ابن المبارك فروى البيهقى في السنن الكبرى عن علي الباشانى قال سألت عبد الله - يعنى ابن المبارك - عن الذي إذا دعا مسح وجهه؟
قال [ابن المبارك]: لم أجد له ثبتا، قال علي ولم أره يفعل ذلك ا. هـ
أي لم أجد فيه شيئا ثابتا.
وكان الإمام سفيان الثوري يكرهه قال ابن نصر المروزي:
" وسئل عبد الله [بن المبارك] عن الرجل، يبسط يديه فيدعو ثم يمسح بهما وجهه، فقال: كره ذلك سفيان "
فمسألة كهذه يقول فيها أئمة رفعاء كهؤلاء مثل هذا الكلام الذي صرحوا فيه بعدم ورد شيء بلغهم ثم يأتي الأستاذ ويصرّ على تكذيب مخالفه لأنه نفى ورود شيء عن السلف في المسألة وربما يكون هذا الذي كذبه الأستاذ اعتمد في نفيه على كلام هؤلاء الأئمة وفهم منهم نفي وجود أي رواية في الباب
فلماذا كتم الأستاذ هذه الروايات وأحدها في السنن الكبرى؟
لماذا حرص على أن يصور مخالفه بأنه يكذب في هذه المسائل ليشكك في كل ما ينكرونه من بدع؟
إذًا لا تلم مخالفك إذا اتهمك بما اتهمته به! عندما قلت في مقام عام مصورا أن السلف لم يكونوا يهتمون بتصنيف العبادات المحدثة من غيرها فقلت:
" هم زمان ما كانوش يقولوا دي سنة ودي بدعة "
مع أن أقل الناس علما لا يشك في أن السلف كانوا يكثرون من قول هذه سنة وهذه بدعة فضلا عن أن هذا كان يصدر منهم
لا تلم مخالفك إذا اتهمك بما اتهمته به! عندما ذكرت أن الكلام التالي لا يقوله العلماء
(النبي ما عملهاش ولو كان خيرا لسبقونا إليه)
هذا الذي ذكرتَ أنه لا يقوله العلماء وأنه ليس كلاما علميا وأنه كلام محدث وبدعة
لا تلم مخالفك إذا اتهمك بما اتهمته به! لأن هذه العبارة عبارة أهل السنة كافة في ضبط البدع، ولا يخفى هذا على الكثير وستأتي النقول فيه.
وأمور أخرى أنت أقرب فيها إلى التهمة من مخالفك فدع عنك العبارات المنافية للأدب والأساليب المنافية للإحترام
بل أنت قد خرقت الأمانة بإعراضك عن رواية أحمد الأخرى وقول مالك والثوري وابن المبارك
ومع ما حصل فالرواية التي نقلها الأستاذ هي كالآتي
سئل أبي وأنا أسمع عن رفع الأيدي في القنوت يمسح بها وجهه قال الحسن يروى عنه انه كان يمسح بها وجهه في دعائه اذا دعا " ا. هـ
فأين تجويز أحمد لمسح الوجه؟
غاية ما في جوابه أنه نقل ما يعرفه من فعل الحسن، أما أن أحمد يجوزه فليس بصريح، وهذا الجواب قد يصدر عند حصول تردد من الإمام في المسألة أو لغير ذلك كما هو معلوم
وأحمد وإن اعتمدت كتب المذهب نقل الجواز عنه كإحدى الروايات لكن مفهوم هذه الرواية مفيد لمن يريد معرفة أقوال أحمد كلها، ومعرفة أيها قد يكون سبق، ومفيد في الترجيح أيضا لأن عزو المسألة لأحمد في كتب مذهبه فيه أقوال
وما نقله أيضا الأستاذ عن إسحاق بن راهويه فقد أوهم السامع أنه مشترك بينه وبين أحمد وأنه قول لكليهما وليس كذلك
وقد نقل ابن نصر عن إسحاق استحسان مسح الوجه فقال
"ورأيت إسحاق يستحسن العمل بهذه الأحاديث "
وقد أوهم الأستاذ مشاهديه أن إسحاق استحب هذا العمل مع علمه بأنه محدث واحتج بهذا المثال على تجويز السلف للمحدثات وأنهم لا يلتفتون لكون الفعل محدثا ما دام أنه لا يخالف أصول الشرع، وهذا عمل غير لائق بأمانة العلم، فإسحاق من الظاهر أنه قال بالمسح للأحاديث الواردة وهو صريح ما نقله عنه تلميذه محمد بن نصر:
" يستحسن العمل بهذه الأحاديث " فلماذا ينسب الأستاذ إلى إسحاق خلاف كلامه؟!
أهكذا تكون الأمانة؟ أين في كلام إسحاق أنه فعله مع اعترافه بأنه محدث؟
وكذا عبارة أحمد عند ابن نصر دالة على تعويل أحمد في المسألة على الوارد، سلبا أم إيجابا
قال محمد بن نصر المروزي في كتاب الوتر له:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/285)
" وأما أحمد بن حنبل فحدثني أبو داود قال: سمعت أحمد، وسئل عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ في الوتر. فقال: لم أسمع فيه بشيء، ورأيت أحمد لا يفعله. قال: وعيسى بن ميمون هذا الذي روى حديث ابن عباس ليس هو ممن يحتج بحديثه، وكذلك صالح بن حسان، وسئل مالك عن الرجل يمسح بكفيه وجهه عند الدعاء، فأنكر ذلك، وقال: ما علمت، وسئل عبد الله عن الرجل، يبسط يديه فيدعو ثم يمسح بهما وجهه، فقال: كره ذلك سفيان " ا. هـ
فتأمل تعليل أحمد عدم المسح بضعف الرواية يتبين لك المراد
وتأمل أيضا ما نقله ابن قدامة عن أحمد وإن كان في المسح داخل الصلاة
ففي المغني:
" وَإِذَا فَرَغَ مِنْ الْقُنُوتِ فَهَلْ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ؟ فِيهِ رِوَايَتَانِ [يعني في المذهب]: إحْدَاهُمَا، لَا يُفْعَلُ؛ لِأَنَّهُ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ بِشَيْءٍ.
وَلِأَنَّهُ دُعَاءٌ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمْ يُسْتَحَبَّ مَسْحُ وَجْهِهِ فِيهِ، كَسَائِرِ دُعَائِهَا الثَّانِيَةُ: يُسْتَحَبُّ؛ لِلْخَبَرِ الَّذِي رَوَيْنَاهُ.
وَرَوَى السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا دَعَا رَفَعَ يَدَيْهِ، وَمَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ}.
وَلِأَنَّهُ دُعَاءٌ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِيهِ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، كَمَا لَوْ كَانَ خَارِجًا عَنْ الصَّلَاةِ، وَفَارَقَ سَائِرَ الدُّعَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِيهِ ا. هـ
تأمل قوله:
" لَا يُفْعَلُ؛ لِأَنَّهُ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ بِشَيْءٍ "
وقوله: " الثَّانِيَةُ: يُسْتَحَبُّ؛ لِلْخَبَرِ الَّذِي رَوَيْنَاهُ "
فالمنع لعدم وجود دليل، والإستحباب عند وجود الدليل
فلا يوجد ما ينادي به الأستاذ من أنه لا يلزم وجود دليل خاص وإنما تكفي الأدلة العامة وإن لم توجد فيكفي أن لا تصادم أصول الشرع
فهذا التأصيل البدعي لا يوجد عند السلف قاطبة ولا عند من جاء بعدهم ممن سار على منهجهم وإنما هو تأصيل بدعي حادث لا يشهد له إلا بعض التطبيقات الخاطئة الشاذة لدي بعض متأخري أهل العلم التي تصادم عامة تطبيقات أهل العلم سلفا وخلفا
فإلصاق هذا الأصل المبتدع الحادث بأحمد بن حنبل وإسحاق خطأ فادح
أما الأقوال الأخرى عن أهل العلم فهو لون آخر من الأمانة العلمية ضرب به الأستاذ المثل، وأبرز ذلك قول العز بن عبد السلام في المسألة فلقد ملأ الأستاذ حلقته إشادة بالعز ومذهبه في البدعة وعندما وصل إلى هذه المسألة سكت عن العز مع أن تطبيقه هنا مهم جدا
فأين الأمانة؟ أين أمانة العلم يا أستاذ؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
قال في مغني المحتاج من كتب الشافعية
" وَأَمَّا مَسْحُ الْوَجْهِ عَقِبَ الدُّعَاءِ خَارِجَ الصَّلَاةِ، فَقَالَ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ بَعْدَ نَهْيِهِ عَنْهُ لَا يَفْعَلُهُ إلَّا جَاهِلٌ ا هـ.
وهو في فتاوى العز نفسها ص 392
وقال شيخ الإسلام:
" وأما رفع النبي صلى الله عليه و سلم يديه في الدعاء: فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان لا يقوم بهما حجة والله أعلم "
فتاوى ابن تيمية
أما التعريف يوم عرفة في غير عرفة فأقوال السلف في إنكاره وبدعيته كثيرة نقلها أبوشامة وابن تيمية وهي بأسانيدها في مصنف ابن أبي شيبة وغيره وستأتي في التطبيقات وهي تبطل ما صوره الأستاذ للمشاهد
الانتقائية منه في عرض مواقف أهل العلم:
طبعا الأستاذ نقل في الحلقة عدة أقوال عن جماعة من العلماء وسبق بيان ما قام به من انتقاء في الأمثلة التي ساقها بما أظنه كاف في بيان حاله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/286)
أما انتقائية الأستاذ في مواقف الأئمة فالأمر فيه أظهر، حيث كان بصورة ظاهرة يحتج بأحدهم في مثال ويشنع عليه بطريقة غير مباشرة في مثال آخر، حتى أن جل مَن ذَكَرهم لا يوافقونه في أكثر الأمثلة التي ساقها ولا يوجد واحد منهم يوافقه في كل ما مثّل به، ناهيك عن تطبيقاتهم أعني هؤلاء الذين احتج بهم، فجل تطبيقاتهم تناقض مذهب الأستاذ نقضا واضحا وهذا يكشف لك حقيقة إخلال الأستاذ بأمانة العلم كأقوال أحمد والشافعي والعز بن عبد السلام وأبي شامة وابن تيمية وابن رجب والسيوطي وأبين هذا بما يلي
أما أقوال أحمد وتطبيقاته في البدعة التي تبين حقيقة مذهبه والأمثلة الصريحة التي تَنقُض وتبطل ما نسبه إليه الأستاذ وألصقه به فهي كثيرة جدا، فإليك أخي الكريم بعض ما انتشلناه من تلك الموؤودات
ـ قال الإمام أحمد:
" أُصُولُ السُّنَّةِ عِنْدَنَا: التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالِاقْتِدَاءُ بِهِمْ، وَتَرْكُ الْبِدَعِ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ فَهِيَ ضَلَالَةٌ " ا. هـ
فأحمد يرى كل بدعة (شرعا) ضلالة خلافا لما قرره الأستاذ وألصقه بأحمد
ـ قَالَ: مُهَنَّا: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ الرَّجُلِ يَجْلِسُ إلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُو هَذَا وَيَدْعُو هَذَا، وَيَقُولُونَ لَهُ: اُدْعُ أَنْتَ.
فَقَالَ [أحمد]: لَا أَدْرِي مَا هَذَا؟ " ا. هـ
لماذا لم يجوز ذلك أحمد؟ أليس الدعاء قد أمرت به النصوص العامة؟
فإذا كان أحمد كما يصور الأستاذ فلماذا لم يسوغ هذا؟
ويوضحه بقية ماجاء في المسألة
" قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ لِأَبِي عَبْدِ اللَّه (أحمد):
يُكْرَهُ أَنْ يَجْتَمِعَ الْقَوْمُ يَدْعُونَ وَيَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ؟
فَقَالَ: مَا أَكْرَهُهُ لِلْإِخْوَانِ إذَا لَمْ يَجْتَمِعُوا عَلَى عَمْدٍ إلَّا أَنْ يَكْثُرُوا.
قَالَ ابْنُ مَنْصُورٍ: قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ كَمَا قَالَ وَإِنَّمَا مَعْنَى إلَّا أَنْ يَكْثُرُوا إلَّا أَنْ يَتَّخِذُوهَا عَادَةً حَتَّى يَكْثُرُوا ا. هـ
فأجاز أحمد الاجتماع العارض للدعاء أما المداومة الدالة على التخصيص فهو لا يراه ويكرهه بنص كلامه
قال ابن مفلح:
" قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ: فَقَيَّدَ أَحْمَدُ الِاجْتِمَاعَ عَلَى الدُّعَاءِ إذَا لَمْ يُتَّخَذْ عَادَةً " ا. هـ
فتأمل
وفي الشرح الكبير لابن قدامة
" قال أحمد ولا يقول خلف الجنازة سلم رحمك الله فإنه بدعة " ا. هـ
لماذا؟ أليس دعاء مشروعا في أصله؟ لماذا بدعه؟ فتأمل أخي الكريم لتعلم البدعة عند أحمد وأنه لا يرى العمل بالنص العام كافيا في مثل هذه المواطن
ـ وفي مسائل الإمام أحمد بن حنبل وابن راهويه:
قلت التطريب في الأذان؟
قال: " كل شيء محدث " كأنه لم يعجبه.
قال إسحاق كما قال لأنه بدعة
ـ وفي مسائل أحمد بن حنبل رواية ابنه عبد الله
قال سألت ابي عن القراءة بالألحان
فقال محدث إلا أن يكون طباع ذلك يعني الرجل طبعه كما كان ابو موسى الاشعري
قال الخلال:
أخبرني محمد بن جعفر، أن أبا الحارث، حدثهم أن أبا عبد الله قيل له: القراءة بالألحان والترنم عليه؟ قال: «بدعة، قيل له: إنهم يجتمعون عليه ويسمعونه، قال: الله المستعان»
وقال الخلال:
وأخبرني محمد بن أبي هارون، أن إسحاق، حدثهم قال: قال لي أبو عبد الله يوما وكنت سألته عنه: هل تدري ما معنى: «من لم يتغن بالقرآن فليس منا»؟ قال: يرفع صوته، فهذا معناه: إذا رفع صوته فقد تغنى به. سألت أحمد بن يحيى النحوي ثعلب عن قوله: ليس منا من لم يتغن بالقرآن؟ فقال ذهب بعضهم: إلى أنه الغناء، يترنم به. وبعضهم يذهب إلى الاستغناء، وهو الذي عليه العمل. . «
وذكر عن أنس، وعن التابعين، فيه كراهية،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/287)
قلت: أليس يروى عن معاوية بن قرة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رجع عام الفتح، وقال: «لو شئت أن أحكي لكم اللحن». فأنكر أبو عبد الله أن يكون هذا على معنى الألحان، وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أذن لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن». وقال: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن». وقال: كان ابن عيينة يقول: فيستغني بالقرآن، يعني: الصوت، وقال وكيع: يستغني به، قال: وقال الشافعي: يرفع صوته، وأنكر أبو عبد الله الأحاديث التي يحتج بها في الرخصة في الألحان " ا. هـ
وعند ابن قدامة عن أحمد:
" وفي رواية عبدوس: في دعاء القنوت في الصلاة عند من قال به جاء فيها: إن زاد حرفا على الوارد فاقطع صلاتك "ا. هـ
وانظر ما قاله أحمد في حشر نوع القصائد التي هي من شأن أهل الغفلة والطرب في الذكر والوعظ
قال الخلال في الأمر بالمعروف:
" أخبرني محمد بن موسى، قال: سمعت عبدان الحذاء، قال: سمعت عبد الرحمن المتطبب، قال: سألت أحمد بن حنبل، قلت: ما تقول في أهل القصائد قال: «بدعة لا يجالسون»
أخبرني محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث، حدثهم قال: سألت أبا عبد الله: ما ترى في التغبير أنه يرقق القلب؟ فقال: «بدعة»
أنا الحسين بن صالح العطار، حدثنا هارون بن يعقوب الهاشمي، قال: سمعت أبي أنه، سأل أبا عبد الله عن التغبير، فقال: «هو بدعة ومحدث»
والتغبير هو ذكر الله عن طريق الغناء والتطريب
وهناك آثار كثيرة عن السلف في هذا
فهذا هو أحمد بن حنبل الذي أشاد به الأستاذ إشادة كبيرة وهو لها أهل رحمه الله حتى قال الأستاذ بالحرف الواحد:
(أحمد يقول قل حاضر)
وذلك خلال رده على من يقول إن قول أحمد لا يقبل إلا بدليل
والأستاذ لم يكن واقعيا في هذا الكلام ولو كان واقعيا أولاً لما بتر أقواله في القراءة على القبر ولا ترك أصح الروايات عنه في مسألة القراءة ومسألة المسح على الوجه الذي اتفق كل الحنابلة بأن أحمد لم يفعله بينما اختلف هل رخص فيه أم لا
لماذا لو كنت واقعيا لم تقل حاضر يا أحمد في كل الأمثلة التي نقلناها وأخفيتها على القراء
كإنكاره الاجتماع مداومة على الدعاء والذكر
وإنكار الآذان الملحن بالألحان
وكالإنكار على من يزيد في دعاء القنوت على المأثور لدرجة أمره بقطع الصلاة
وكإنكاره القصائد الرقائقية الملحنة (بالمقامات ونحوها)
لماذا لم تقل عن كل أقوال أحمد هذه حاضر لو كنت واقعيا في قولك سابقا (أحمد يقول، قل حاضر)
أحمد كان ينكر بشدة الموسيقى ويأمر بكسر آلاتها لم تختلف الروايات عنه في هذا فذكر بالصريح العود والطبل والطنبور و كان يأمر بكسرها حتى لو كانت مع الصبيان
بل كان يفتي بضرب من يفعل ذلك انظر الرسائل والمسائل المروية عن أحمد ولم تختلف المذاهب الأربعة في حرمة الموسيقى
فلماذا لم تقل لأحمد حاضر وأنت تصك آذان مشاهديك في مقدمة البرنامج وخاتمته وفي الفواصل المتعددة؟
وهذه مسائل لم تختلف فيها الروايات عن أحمد
هل يكون واقعيا من يقول حاضر فيما هو مختلف فيه عن أحمد ثم يولي ظهره لما هو متفق عليه عن أحمد وكان أحمد يشدد فيه أكثر؟
لم تختلف الروايات عن أحمد بأن الله يوصف بأنه يتكلم بصوت وأنه كلم موسى حين كلمه بصوت
فهل يقول الأستاذ حاضر؟
بينما مذهب شيخه الذي أشاد به أن هذا تشبيه
هل يقول لأحمد حاضر في وصف الله بأنه فوق سماواته مستو على عرشه؟
هو يعرف متى يقول حاضر
أما أبو شامة فهو من أوضح الأمثلة على إخلال الأستاذ بالأمانة.
وكل ما سيأتي من كلام أبي شامة فهو مما كتمه الأستاذ عن مشاهديه وحجبه عنهم ولم يكتف بهذا حتى نسب لأبي شامة خلاف ما قرره أبو شامة في كتابه.
وسيأتي امتناع الأستاذ من نقل تفصيل أبي شامة للفرق بين البدعة اللغوية والشرعية باعتبار الأستاذ جعل من مَحاوِره الأصلية في الحلقة دمج البدعة لغة في البدعة شرعا تحت مسمى البدعة الشرعية وسيأتي إيضاحه.
وبدأ الأستاذ النقل عنه بحذف كلمات لم أفهم مراد الأستاذ من حذفها وسأحسن الظن به حقيقة وأنه غفل عنها
قال أبو شامة:
" والبدعة الحدث في الدين بعد الإكمال
قلت وهو ما لم يكن في عصر النبي مما فعله أو أقر عليه أو علم مع قواعد شريعته الإذن فيه وعدم النكير عليه نحو ما سنشرحه في الفصل الآتي " ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/288)
فنقله الأستاذ ولم ينقل قوله: " في الدين بعد الإكمال " وقد أحسنت الظن بالأستاذ
لكن الذي أُنكره عليه هو تجنب الأمثلة التي ساقها أبو شامة يبين بها البدعة والتي أشار إليها أبو شامة في تعريفه مبينا أهميتها في توضيح التعريف بقوله: " نحو ما سنشرحه في الفصل الآتي " فأهملها الأستاذ حتى لا يدرك المشاهد مراد أبي شامة الذي هو ضد ما ألصقه به الأستاذ، وها أنا أنقلها لأبين حقيقة ما قام به الأستاذ في حق مشاهديه
ـ قال أبو شامة
" فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها وهي كل مبتدَع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشيء منها ولا يلزم من فعله محذور شرعي وذلك نحو بناء المنابر والربط والمدارس وخانات السبيل وغير ذلك من أنواع البر التي لم تعد في الصدر الأول فإنه موافق لما جاءت به الشريعة من اصطناع المعروف والمعاونة على البر والتقوى " ا. هـ
وهذه أمثلة البدعة اللغوية المتفق عليها كما ذكر أبو شامة، فلولا هذه الأمثلة لظن القارئ أن البدع الحسنة عنده هي جانب من معنى البدعة الشرعية ولظن الحسنة عنده هي الذكر الجماعي الموحد أوتخصيص رجب بالصيام الذي أنكره بنفسه كما سيأتي، وهذا التمثيل من أبي شامة يكشف لك مقصد الأستاذ من حذف الأمثلة.
أما أمثلة البدعة شرعا فستأتي ضمن كلامه الآتي:
قال أبو شامة عند كلامه عن القسم الثاني من البدعة بالمعنى الشرعي
وتكلم بكلام طويل إلى أن قال:
" ولا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصصها بها الشرع بل يكون جميع أفعال البر مرسلة في جميع الأزمان، ليس لبعضها على بعض فضل إلا ما فضله الشرع وخصه بنوع من العبادة، فإن كان ذلك اختص بتلك الفضيلة تلك العبادة دون غيرها كصوم يوم عرفة وعاشوراء ... ومن الأزمان ما جعله الشرع مفضلا فيه جميع أعمال البر كعشر ذي الحجة وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر أي العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، فمثل ذلك يكون أي عمل من اعمال البر حصل فيها كان له الفضل على نظيره في زمن آخر
فالحاصل أن الملكف ليس له منصب التخصيص بل ذلك الى الشارع وهذه كانت صفة عبادة رسول الله
قال الحافظ البيهقي في السنن الكبير:
باب من كره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله من بين الشهور أو صوم يوم من الأيام
وساق فيه من الصحيحين حديث أبي سلمة عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وحديث علقمة قال قلت لعائشة رضى الله عنها هل كان رسول الله صلع يخص من الأيام شيئا قالت لا كان عمله ديمة
قال الأمام الشافعي: وأكره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان وكذلك يوم من بين الأيام قال وإنما كرهته ليتأسى رجل جاهل فيظن ان ذلك واجب أو فعل حسن
وذكر الشيخ أبو الخطاب في كتاب أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب عن المؤتمن بن أحمد الساجي الحافظ قال:
كان الإمام عبد الله الأنصاري شيخ خراسان لا يصوم رجب وينهي عن ذلك ويقول:
ما صح في فضل رجب ولا في صيامة عن رسول الله شيء وقد رويت كراهة صومه عن جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وكان عمر يضرب بالدرة صوامه
قال: وسئل سفيان الثوري رحمه الله تعالى عمن يقرأ قل هو الله أحد لا يقرأ غيرها يكررها فكرهه وقال إنما أنزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء وإنما انتم متبعون ولم يبلغنا عنهم مثل هذا
قال محمد بن مسلمة:
ولا يؤتى شيء من المساجد يعتتقد فيه الفضل بعد المساجد الثلاثة إلا مسجد قباء قال وكره أن يعد له يوما بعينه فيؤتى فيه خوفا من البدعة وأن يطول بالناس زمان فيجعل ذلك عيدا يعتمد أو فريضه تؤخذ ولا بأس أن يؤتى كل حين ما لم تجيء فيه بدعة " ا. هـ
وقال أبوشامة ولا زال الكلام من كتابه:
" وقرأت في كتاب شرح الجامع للزعفراني الحنفي فصلا حسنا أعجبني إثباته ههنا قال وكان يكره ان يتخذ شيئا من القرآن حتما يوقت لشيء من الصلاة وكره أن تتخذ السجدة وهل أتى على الإنسان لصلاة الفجر يقرآن كل جمعة "
ثم قال أبو شامة:
" وإنما كره الملازمة في قراءة السورة، فأما أحيانا فمستحب لأن الحديث قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأهما في صلاة الفجر ولكن فعل ذلك لا يدل على اللزوم ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/289)
هذا الكلام الواضح الصريح من أبي شامة أخفاه الأستاذ عن المشاهدين وقرر خلافه ونسبه لأبي شامة
فهل من منكر؟ هل من مدافع عن العلم وهو ينتهك؟
والإمام أبو شامة - رحمه الله - أنكر في كتابه هذا "الباعث على إنكار البدع والحوادث" كثيراً من بدع الجنائز مثل قول القائل أثناء حمل الجنازة: استغفروا له غفر الله لكم، كما أنكر أن يكون للجمعة سنة قبلية وأنكر كذلك صلاة الرغائب وأنكر كذلك صلاة ليلة النصف من شعبان.
وهذا هو مذهب أبي شامة من خلال كلامه نفسه.
بالله عليكم ألم يقرر الأستاذ طول حلقته خلاف هذه التطبيقات وخلاف هذه الأحكام على أمثال هذه الأمثلة؟
ألم ينسب لأبي شامة وغيره أنهم لا يحكمون بالبدعة على ما جاءت به النصوص العامة ولم يخالف أصول الشرع؟
أين هذا الادعاء من كلام أبي شامة نفسه؟
أليس هذا مخالفة للحقائق؟
فلماذا نقل الأستاذ بعض كلام أبي شامة المجمل وترك باقي كلامه الموضح بالأمثلة الصريحة الذي هو ضد كلام الأستاذ تماما والذي نص أبو شامة نفسه أنه ألف كتابه من أجله؟ لماذا؟
أنا أريد القارئ الكريم أن يحكم على الأستاذ في صنيعه هذا.
كيف يكون أمينا من يفعل هذا؟
هل هذه أمانة أن تنقل تعريفا وتبتر الأمثلة المذكورة عقبه ثم تمثل من عندك بأمثلة تناقض أمثلة صاحب التعريف ثم تختم هذه الأفاعيل بأن تنسب ما ذكرته لصاحب التعريف في صورة عزو مجملة على أن هذه الأمثلة والتطبيقات هي مراده من التعريف وهي حقيقة مذهبه في هذه القضية؟
والأنكى أن تستخف بتطبيقاته هو مستدلا به في ذلك!!
وإضافة إلى شرحه لكلام أبي شامة بما يخالف مذهبه ونسبة هذه المخالفة لأبي شامة، وإضافة إلى تقرير أحكام تطبيقية خاطئة وإلصاقها بمذهب أبي شامة في البدعة
فإن الأستاذ استنكر كلاما واستدل على إنكاره بتعريف أبي شامة بينما عَيْن هذا الكلام قاله أبو شامة وأقر به!!
فقد استنكر الأستاذ على مخالفه حكمه بالبدعة على تخصيص العبادات بوقت أو كيفية دون دليل وجعله مخالفا لأقوال العلماء
فمثّل لقول مخالفه بـ (الدعاء المعين في وقت معين) كذا مثّل الأستاذ واستنكر تبديع مخالفه لهذا وذلك قبل شروعه في التعريفات
ثم استدل بتعريف أبي شامة ضمن بقية التعريفات على بطلان تبديع مخالفه الدعاء المعين في وقت معين وأشباهه من الأمثلة، ثم عاد ونقل نفس الصورة مستنكرا تبديعها وقال في بيانها:
(واحد يشوف واحد يخصص دعاء معين في وقت معين أو رقما معينا في ذكر معين يقولك ما تخصصش في وقت معين أو ما تعملهاش بكيفية لم ترد)
ثم كر عليها بالرد في كلام طويل ولم يخل من استخفاف به
وبالله عليك انظر ماذا قال أبو شامة:
" ولا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصصها بها الشرع بل يكون جميع أفعال البر مرسلة في جميع الأزمان ليس لبعضها على بعض فضل إلا ما فضله الشرع وخصه بنوع من العبادة فان كان ذلك اختص بتلك الفضيلة تلك العبادة دون غيرها كصوم يوم عرفة وعاشوراء ..
فالحاصل أن الملكف ليس له منصب التخصيص بل ذلك الى الشارع وهذه كانت صفة عبادة رسول الله قال الحافظ البيهقي في السنن الكبير باب من كره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله من بين الشهور أو صوم يوم من الأيام ... " ا. هـ
ثم مثّل أبو شامة للتخصيص البدعي بصوم رجب وتخصيص يوم معين بالصيام واستدل بالشافعي وسبق قبل قليل ومثّل بتخصيص قراءة سورة الإخلاص وتكرارها وبتخصيص مسجد معين وتفضيله للعبادة وسبق كلامه كاملا قبل قليل
ماذا نسمي هذا الصنيع منك يا أستاذ؟
لماذا تصر على إبطال كلام يقول به أبو شامة وتنسب له أنه ممن يبطله بينما هو يقول به؟!!
هذا والله هو العجب
إنه والله استخفاف صارخ بالعلم.
أما العز بن عبد السلام فأيضا حذف الأستاذ من تعريفه كل الأمثلة المصاحبة والتي توضح مراده من التعريف بما يدل على أن العز أدمج البدعة لغة في تعريفه وهذا مناف لما قرره عنه الأستاذ عندما ذكر تعريف العز على أنه للبدعة الشرعية وهو خطأ على العز
فقد ذكر العز في البدعة الواجبة علم النحو وحفظ معاني القرآن الغريبة لغة
وذكر في البدعة المندوبة بناء المدارس وصلاة التراويح
وذكر في البدع المباحة التوسع في المآكل والمشارب والملابس والمساكن
وكل هذه الأمثلة دالة على شمول تعريفه للبدعة اللغوية خلافا لصنيع الأستاذ الذي جعله خاصا بالبدعة الشرعية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/290)
ولم يخطئ العز في التمثيل إلا عندما جعل المصافحة بعد الصبح والعصر من البدع المباحة مع أنه قرر بأنها من البدع المذمومة في فتاواه كما نقلت آنفا عندما جعلها بدعة مخالفة للسنة وحث على تركها
وإليك أقواله وتطبيقاته التي ولى لها الأستاذ ظهره مع إشادته العظيمة بشخص العز، ومن بينها مسألة مسح الوجه بعد الدعاء والمصافحة بعد الصلوات والدعاء بعدها من الإمام والتي كاد الأستاذ أن يكفر مخالفيه بها فكذب وشتم كعادته في الحلقة
يقول العز في كتاب "الفتاوى" له (ص392):
" ولا يستحب رفع اليد في القنوت كما لا ترفع في دعاء الفاتحة، ولا في الدعاء بين السجدتين، ولم يصح في ذلك حديث، وكذلك لا ترفع اليدان في دعاء التشهد؛ ولا يستحب رفع اليدين في الدعاء إلا في المواطن التي رفع فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يديه، ولا يمسح وجهه بيديه عقيب الدعاء إلا جاهل، ولم تصح الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -في القنوت، ولا ينبغي أن يزاد على صلاة رسول الله في القنوت بشيء ولا ينقص " اهـ.
وسبق نقل كلامه عن المصافحة والدعاء أدبار الصلوات
قارن هذه التطبيقات بما يلصقه الأستاذ للعز من تسويغ للعمل بالنصوص العامة مطلقا ما لم تخالف أصول الشرع.
فالعز وإن كان قد أخطأ في هذا الباب كما نبه العلماء على هذا لكنه لا يقول بهذا الاطلاق الذي يلصقه الأستاذ به ظلما، وكلامه هذا وما سيأتي ناطق بنفسه على هذا
وفي "فتاواه" أعني العز بن عبد السلام (ص289) قال:
" ومن فعل طاعة لله تعالى، ثم أهدى ثوابها إلى حي؛ أو ميت لم ينتقل ثوابها إليه إذ ((وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)) [النجم: 39] فإن شرع في الطاعة ناوياً أن يقع عن ميت لم يقع عنه إلا فيما استثناه الشرع كالصدقة: والصوم، والحج " انتهى
وقال العز ابن عبد السلام في الفتاوى الموصلية:
" ذِكر الصحابة والخلفاء والسلاطين بدعة غير محبوبة "
يعني في الخطب على المنابر مداومة
وفي كتاب أسنى المطالب للشافعية:
" قَالَ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ إنَّ التَّرَضِّي عَنْ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَلَى الْوَجْهِ الْمَعْهُودِ فِي زَمَانِنَا بِدْعَةٌ غَيْرُ مَحْبُوبَةٍ "
وفي أسنى المطالب:
" قَالَ [العز] ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْقِيَامُ لِلْمُصْحَفِ بِدْعَةٌ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْهَدْ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ "
وتأمل قوله: " بِدْعَةٌ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْهَدْ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ "
فهذا المعنى قد أنكره الأستاذ بشدة وسفه القائل به مرارا في تلك الحلقة والله المستعان
وفيه أيضا:
(وَيُكْرَهُ الْقِيَامُ بِالْأَنْعَامِ فِي رَكْعَةٍ مِنْهَا) لِاعْتِقَادِ أَنَّهَا نَزَلَتْ جُمْلَةً وَقَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ وَالنَّوَوِيُّ إنَّهُ بِدْعَةٌ تَشْتَمِلُ عَلَى مَفَاسِدَ وَصَوَّرَهَا فِي التِّبْيَانِ "
وفي حاشية البجيرمي وهو من كتب الشافعية قال عن تلقين الميت في قبره:
" وَفِي كَلَامِ الْحَافِظِ السُّيُوطِيّ:
لَمْ يَثْبُتْ فِي التَّلْقِينِ حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَلَا حَسَنٌ بَلْ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقِ الْمُحَدِّثِينَ، وَلِهَذَا ذَهَبَ جُمْهُورُ الْأُمَّةِ إلَى أَنَّ التَّلْقِينَ بِدْعَةٌ وَآخِرُ مَنْ أَفْتَى بِذَلِكَ الْعِزُّ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ " ا. هـ
أيضا تأمل قوله: " ولهذا ذهب جمهور ... " لأجل عدم ثبوت حديث وهذا المعنى هو ما أنكره الأستاذ مرارا
وقال العز أيضا:
" وَقَدْ يُخْتَلَفُ فِي بَعْضِ ذَلِكَ، فَيَجْعَلُهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مِنْ الْبِدَعِ الْمَكْرُوهَةِ، وَيَجْعَلُهُ آخَرُونَ مِنْ السُّنَنِ الْمَفْعُولَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا بَعْدَهُ، وَذَلِكَ كَالِاسْتِعَاذَةِ فِي الصَّلَاةِ وَالْبَسْمَلَةِ " ا. هـ
يعني حال الجهر بها
وحكمه على هذا المثال بالخلافي يبين لك البون الشاسع بينه وبين ما ينادي به الأستاذ من إغلاق باب الحكم بالبدعة على ما أصله من العبادات ويصف الاشتغال به بالصخرة التي ينبغي أن تزال
وتأمل المسائل التي ذكرها العز والتي يروج لها الأستاذ وينكر على من يرى ببدعيتها كما صريح قاعدته وصريح ما نادى به من تطبيق مماثل ثم يستدل بالعز في إنكارها
وهذا غاية في انعدام الأمانة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/291)
أما الإمام الشافعي فانظر إلى تطبيقاته التي تبين بُعد المفهوم الذي ألصقه الأستاذ به
قال أبوشامة في كتابه الحوادث:
" قال الإمام الشافعي:
وأكره أن يتخذ الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان وكذلك يوم من بين الأيام قال وإنما كرهته ليتأسى رجل جاهل فيظن أن ذلك واجب أو فعل حسن " ا. هـ
فانظر إلى منع الشافعي من التخصيص لتعلم أن الأستاذ كان يهرول في ناحية بينما الشافعي في ناحية أخرى
قَالَ الشَّافِعِيُّ في الأم:
" وَأُحِبُّ أَنْ يُخْلِصَ الْإِمَامُ ابْتِدَاءَ الْخُطْبَةِ بِحَمْدِ اللَّهِ وَالصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعِظَةِ وَالْقِرَاءَةِ وَلَا يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ , (قَالَ الشَّافِعِيُّ): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْت لِعَطَاءٍ مَا الَّذِي أَرَى النَّاسَ يَدْعُونَ بِهِ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمئِذٍ أَبَلَغَك عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ عَمَّنْ بَعْدَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ قَالَ لَا إنَّمَا أُحْدِثَ إنَّمَا كَانَتْ الْخُطْبَةُ تَذْكِيرًا (قَالَ الشَّافِعِيُّ): فَإِنْ دَعَا لِأَحَدٍ بِعَيْنِهِ , أَوْ عَلَى أَحَدٍ كَرِهْته وَلَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ إعَادَةٌ " انتهى من الأم
فتأمل حكمه على تخصيص الخطبة بدعاء معين بأنه محدث وكراهته له كراهة تحريم كما هو أصل الكراهة عند الشافعي وهو معروف، وبدليل أنه نص على أنها لا تصل حد إبطال الصلاة وهو حجم للكراهة يتنافى مع التنزيه، ويكفي تعليله كراهتها لأنها محدثة فماذا يريد الأستاذ أيضا
وقال الإمام الشافعي رحمه الله في كلمته المشهورة التي نقلها عنه أئمة مذهبه وعلماؤه كالغزالي في "المنخول" والمحلي في "جمع الجوامع-2/ 395 بحاشيته": "من استحسن فقد شرع "
ويقول كمال الدين بن حمزة الحسني الشافعي كما في مواهب الجليل
" وَالْمَشْهُورُ مِنْ مَذْهَبِ إمَامِنَا الشَّافِعِيِّ وَشَيْخِهِ مَالِكٍ وَالْأَكْثَرِينَ كَمَا قَالَهُ النَّوَوِيُّ فِي فَتَاوِيهِ وَفِي شَرْحِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ لَا يَصِلُ ثَوَابُ الْقِرَاءَةِ لِلْمَيِّتِ قَالَ بَعْضُ الْمُفْتِينَ: فَإِهْدَاءُ مَنْ لَا يَعْتَقِدُ الْوُصُولَ عَبَثٌ مَكْرُوهٌ "
فهل هذه الأقوال تصدر ممن يرى أن العمل يثبت بمجرد النص العام وأنه متى لم يصادم أصول الشرع فلا بأس به كما ينسب له الأستاذ؟
إذا لماذا أنكر الشافعي هذه الأعمال في هذه الأمثلة؟
ولماذا لم ينقل عنه الأستاذ ولو تطبيقا واحدا؟ لا فيما طرحه من أمثلة ولا في غيرها؟
فهل هذه هي الأمانة العلمية؟ أن تنسب للإمام ما لم يقل وتتجنب ما قال؟
وأما السيوطي- رحمه الله – فهو نموذج مكشوف لإخلال الأستاذ بالأمانة
وأتركك مع هذه الباقة من أقواله التي أقسم بالله الجليل أنها تصادم ما قرره الأستاذ مصادمة واضحة وأن الأستاذ قد ألصق بالسيوطي ما يخالفها والله المستعان
قال السيوطي رحمه الله:
" وكل اجتماع يتكرر بتكرر الأسابيع والشهور والأعوام غير الاجتماعات المشروعة هو المبتدع، ففرق بين ما يفعل من غير ميعاد وبين ما يتخذ سنة وعادة؛ فإن ذلك يضاهي المشروع وقد كره ابن مسعود وغيره من الصحابة اعتياد الاجتماع في مكان مخصوص، وهو المنصوص عن أحمد أنه، قيل له:
تكره أن يجتمع القوم يدعون الله تعالى ويرفعون أيديهم؟ فقال: ما أكره للإخوان إذا لم يجتمعوا على عهد إلا أن يكثروا.
وأصل هذا أن العبادات المشروعة التي تتكرر بتكرر الأوقات حتى تصير سنناً ومواسم، قد شرع الله منها ما فيه كفاية المتعبد، فإذا أُحدث اجتماع زائد كان مضاهاة لما شرعه الله تعالى وسنة رسوله " ا. هـ
تأمل بالله هذا الكلام لتعلم أي جناية جناها ذلك الأستاذ على السيوطي وغير السيوطي
بماذا سيحكم القارئ عندما يجد الأستاذ ينسب للسيوطي كلاما آخر ومذهبا آخر غير مذهبه لمجرد أنه وافقه في مسألة؟
وقال السيوطي أيضا:
" ومن البدع ما يفعل في الجنائز من ترك .. الإنصات فيها، وقراءة القرآن معها بالألحان "
وقال السيوطي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/292)
" ومن ذلك [من البدع] التلحين في القراءة والآذان. وقد روي أن رجلاً من المؤذنين قال لابن عمر: " إني أحبك في الله، فقال له: لكني أبغضك في الله، قال: لم؟ قال: لأنك تتغنى في الآذان وتأخذ عليه " ا. هـ.
بالله هل هذا كلام من يكتفي بالنصوص العامة ولا يرى بدعة إلا ما خالف أصول الشريعة؟ اتقوا الله ياقوم
وانظر هنا إلى كلام السيوطي عن أحد المسائل التي شغب فيها الأستاذ على مخالفه وهي التعريف يوم عرفة في غير مكان عرفة
قال السيوطي رحمه الله:
" ومن ذلك التعريف المحدث:
قال ابن وهب: سمعت مالكاً يسأل عن جلوس الناس في المسجد عشية عرفة بعد العصر واجتماعهم للدعاء، فقال: ليس هذا من أمر الناس، وإنما مفاتيح هذه الأشياء من البدع.
وقال مالك في العتبية: وأكره أن يجلس أهل الآفاق يوم عرفة في المساجد للدعاء، ومن اجتمع إليه الناس فلينصرف في مقامه، ومقامه في منزله أحب إليه، فإذا حضرت الصلاة رجع فصلى في المسجد
وروى محمد بن وضاح: أن الناس اجتمعوا بعد العصر من يوم عرفة في مسجد النبي (يدعون، فخرج نافع مولى ابن عمر فقال: يا أيها الناس، إن الذي أنتم فيه بدعة، وليست بسنة، أدركت الناس ولا يصنعون هذا.
وقال إبراهيم النخعي: الاجتماع يوم عرفة أمر محدث.
... " ا. هـ
وهذه هي نفس المسألة التي شنع فيها الأستاذ على مخالفيه
وقال السيوطي أيضا:
" ومن البدع قراءة سورة الأنعام في ركعة صلاة التراويح، ويروون في ذلك حديثاً لا أصل له عن ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنهما عن النبي (، قال: " أنزلت سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك بالتسبيح والتحميد ". وهذا الحديث إسناده ضعيف مظلم، فاغتر بذلك من سمعه من عوام المصلين. ثم لو صح هذا الحديث لم يكن فيه دلالة على استحباب قراءتها في ركعة.
فقراءتها في ركعة واحدة بدعة من وجوه.
أحدها: تخصيص ذلك بسورة الأنعام دون غيرها، فيوهم أن ذلك سنة فيها دون غيرها، والأمر بخلاف ذلك.
والثاني: تخصيص ذلك بصلاة التراويح دون غيرها.
والثالث: ما فيه من التطويل على المؤمنين، لا سيما على من يجهل ذلك من عادتهم، فيقلق ويضجر ويسخط ويكره العبادة.
والرابع: ما فيه من مخالفة السنة من تقليل القراءة في الركعة الثانية عن الأولى. وقد عكس صاحب هذه البدعة قضية ذلك، وخالف الشريعة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وابتدع بعضهم بدعة أخرى وهي: جمع آيات سجدات القرآن عقيب ختم القرآن في صلاة التراوح في الركعة الأخيرة فيسجد بالمأمومين جميعاًا. هـ
بالله عليك قارن بين هذا الكلام من السيوطي نفسه وبين ما ألصقه به الأستاذ من كلام منافي للعلم فنحن أمام خروقات علمية جسيمة تحتاج إلى محكمة شرعية
وقال السيوطي:
" ومن البدع في الخطبة أشياء، فمن ذلك دق الخطيب المنبر عند صعوده ثلاث مرات بأسفل سيفه دقاً مزعجاً.
ومنها: تباطؤه في الصعود واشتغاله بالدعاء قبل الإقبال على الناس، والسلام عليهم، ورفع يديه عند الدعاء، فبدعة قديمة.
ومنها الالتفات يميناً وشمالاً عند قوله آمركم وأنهاكم، وعند الصلاة على النبي (، ولا أصل لشيء من ذلك، بل السنة الإقبال على الناس من أول الخطبة إلى آخرها، قال الشافعي رضي الله عنه: ويقبل الخطيب بوجهه على الناس، ولا يلتفت يميناً وشمالاً " ا. هـ
وقال السيوطي:
" ومن البدع ... اجتماع الرجال على القبر اليوم الثاني والثالث. ومن ذلك السجع في الدعاء"
وقال أيضا:
" ومن ذلك زخرفة المساجد، وتحلية المصاحف، وكثرة المساجد في المحلة الواحدة "
وقال السيوطي عن الصلاة على رسول الله عقب العطاس زيادةً على الحمد الذي في الذكر الوارد:
" فالعدول إلى غيره أو الزيادة فيه عدول عن المشروع وزيادة عليه وذلك بدعة ومذموم " ا. هـ
وقد أنكر في كتابه "الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع" الصلاة في المساجد المبنية على القبور! وكذلك إيقاد السرج على القبور والمزارات وأنكر صلاة الرغائب وأنكر الاجتماع للعزاء وأنكر التلفظ بالنية قبل الصلاة
وقال أيضا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/293)
(وأما السؤال الرابع والثلاثون): فجوابه أن أحداث الألحان في الذكر بدعة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر و لا عمر ولا عثمان ولا علي ولا فعلها أحد من الصحابة ولا التابعين ولا السلف الصالحين فإن انضم إلى ذلك تمطيط الأحرف والإشباع في غير موضعه والاختلاس في غير موضعه والترقيص والتطريب وتعويج الحنك والرأس فهذا مغن لا ذاكر وأخشى عليه أن يجاب من قبل الله باللعنة " ا. هـ
فتأمل فإنه بدّع الذكر بهذه الصفة بمجرد إحداث الألحان، ويخشى اللعنة على صاحبها إذا انضاف إلى ذلك تمطيط وتطريب ... الخ
وكلامه في كتابه كثير أكتفي بما ذكرته هنا
والسيوطي وإن قسم البدعة إلى مستحسنة ومستقبحة وقال بجواز المولد وكلاهما خطأ لكنه موافق للسلف في القاعدة وفي ضابط البدعة في الجملة، وكل هذه التطبيقات الصحيحة التي نقلناها عنه من كتابه شاهدة بهذا فهو أقرب إلى مذهبنا في البدعة من مذهب الأستاذ بل لا يوجد قرب بين مفهوم البدعة عند الأستاذ وعند السيوطي، لكن الأستاذ لا يريد أن يخوض الموضوع بأمانة فألصق بالسيوطي ما هو منه براء وإلى الله الالتجاء
أما الحافظ ابن رجب رحمه الله فأكتفي في بيان وكشف ما ألصقه به الأستاذ بجملة واحدة، قال في "فضل علم السلف" (ص31):
" ... فأما ما اتفق السلف على تركه؛ فلا يجوز العمل به؛ لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به".
وسيأتي عنه تقرير أن كل بدعة ضلالة وأن البدعة شرعا لا يوجد فيها مستحسن
وأما شيخ الإسلام ابن تيمية فاحتجاج الأستاذ به على ما طرحه من مفاهيم باطلة وإلصاقها به فهو من أظهر ما قام به الأستاذ من مجانبة لأمانة العلم وخروج عن أدب الدعوة إلى الله، يشهد بفحش صنيعه والله وبالله وتالله كل من له صلة ولو ضعيفة بالعلم ولو من طائفته التي ينصرها.
أنا لا أتكلم عن مجرد ذكره له في مسألة السبحة أو مسألة إهداء القرآن للميت، فهو لم يقتصر على هذا وإنما أتكلم عن حرصه على إيهام السامع بأن شيخ الاسلام معه في تعريفه للبدعة عندما نقل تعريفا لابن تيمية وشرحه بما يوافق مذهبه، وحرص على بيان أنه معه في مفهوم البدعة الذي قرره الأستاذ، وأنه في مسألة السبحة وإهداء القرآن قد برهن على موافقته له في أصل الموضوع بناء على أنه نموذج لغيرها، وكلامه واضح جدا.
ومن ذلك عندما كان يتكلم عن الموضوع ككل وعن المفهوم الذي طرحه ودافع عنه قال مخاطبا مخالفه:
(سيبك مني أنا، رد على الشافعي رد على ابن تيمية .. )
ولم يكن يتكلم عن تطبيق معين أو مثال معين وإنما على مجموع ما طرحه
وأكده أيضا عندما قال في كلام عام عن الموضوع لا عن مسألة منه:
(أوعى أقول لك قال ابن تيمية أو الشافعي أو مالك بتقول أنا بس سمعت في الشريط الشيخ قال كده)
فالرجل ينادي بأن ما عرضه من معنى للبدعة موافق لابن تيمية
وحرص على أن يبين للمشاهد أن شيخ الإسلام ضد مخالفيه في هذا الباب
وهذا والله عمل منافي للأمانة ويعلمه الأستاذ يقينا لكنها سياسة أهل الباطل المنافية لتعاليم الإسلام ويظنونها شطارة وذكاء وكياسة
وفاتهم أن هذه هي الغفلة الحقيقية والله، وصدق الصديق أبوبكر رضي الله عنه عندما قال:
" إن أكيس الكيس التقى وإن أحمق الحمق الفجور "
لكن (من يهن الله فما له من مكرم) (ومن يضلل الله فماله من هاد)
(وما الله بغافل عما تعملون)
وإليك طرفا من كلام شيخ الإسلام الذي أغمض عنه الأستاذ عينيه
وسيأتي له مزيد أمثلة عند ذكر التطبيقات، وأيضا سيأتي إبطال شيخ الإسلام لتقسيم البدعة إلى مستحسنة ومستقبحة بل وتشديده على من يقسمها.
وسأبدأ ببعض المسائل التي طرحها الأستاذ كأمثلة عنده لما ليس بدعة وسفه فيها الأستاذ من يقول بالبدعية
سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - أَغْدَقَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ عَلَى رُوحِهِ الزَّكِيَّةِ - عَنْ الْمُصَافَحَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَالْفَجْرِ هَلْ هِيَ سُنَّةٌ مُسْتَحَبَّةٌ أَمْ لَا؟
أَجَابَ رَحمه الله بِقَوْلِهِ:
"أَمَّا الْمُصَافَحَةُ عَقِبَ الصَّلَاةِ فَبِدْعَةٌ لَمْ يَفْعَلْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَسْتَحِبَّهَا أَحَدٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ " انْتَهَى
وَسُئِلَ عَنْ الْمُصَافَحَةِ عَقِيبَ الصَّلَاةِ: هَلْ هِيَ سُنَّةٌ أَمْ لَا؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/294)
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. الْمُصَافَحَةُ عَقِيبَ الصَّلَاةِ لَيْسَتْ مَسْنُونَةً بَلْ هِيَ بِدْعَةٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ " ا. هـ
وقال في الفتاوى عن الدعاء بعد كل صلاة:
" وأما دعاء الإمام والمأمومين جميعا عقيب الصلاة فهو بدعة لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم بل إنما كان دعاؤه في صلب الصلاة فإن المصلي يناجي ربه فإذا دعا حال مناجاته له كان مناسبا وأما الدعاء بعد انصرافه من مناجاته وخطابه فغير مناسب وإنما المسنون عقب الصلاة هو الذكر المأثور " ا. هـ
وقال عن المولد كما في الفتاوى:
" وهكذا القول فى ليلة المولد وغيرها والبدع المكروهة ما لم تكن مستحبة فى الشريعة وهى أن يشرع ما لم يأذن به الله فمن جعل شيئا دينا وقربة بلا شرع من الله فهو مبتدع ضال وهو الذى عناه النبى بقوله كل بدعة ضلالة فالبدعة ضد الشرعة والشرعة ما أمر الله به ورسوله أمر ايجاب أو أمر استحباب "
وقال عن مسألة: فيمن يعمل كل سنة ختمة في ليلة مولد النبي صلى الله عليه و سلم هل ذلك مستحب أم لا؟
الجواب: الحمد لله جمع الناس للطعام في العيدين وأيام التشريق سنة وهو من شعائر الإسلام التي سنها رسول الله صلى الله عليه و سلم للمسلمين وإعانة الفقراء بالإطعام في شهر رمضان هو من سنن الإسلام فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم: [من فطر صائما فله مثل أجره وإعطاء فقراء القراء ما يستيعنون به على القرآن عمل صالح في كل وقت ومن أعانهم على ذلك كان شريكهم في الأجر]
وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال أنها ليلة المولد أو بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال (عيد الأبرار) فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم
وقال عن مسح الوجه
" وأما رفع النبي صلى الله عليه و سلم يديه في الدعاء: فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان لا يقوم بهما حجة والله أعلم "
وكل هذه الأمثلة السابقة تخص الأمثلة التي نقلها الأستاذ لكنه لم يلتفت إليها مجانبة للأمانة واستغفالا للمشاهدين هداه الله
وقال شيخ الإسلام عن دعاء الخطيب بعد صعوده المنبر على نحو مخصوص:
" وأما دعاء الإمام بعد صعوده ورفع المؤذنين أصواتهم بالصلاة فهذا لم يذكره العلماء وإنما يفعله من يفعله بلا أصل شرعي
وأما رفع المؤذنين أصواتهم وقت الخطبة بالصلاة وغيرها فهذا مكروه باتفاق الأئمة "
وقال:
" الجهر بالنية في الصلاة من البدع السيئة ليس من البدع الحسنة وهذا متفق عليه بين المسلمين لم يقل أحد منهم أن الجهر بالنية مستحب ولا هو بدعة حسنة فمن قال ذلك فقد خالف سنة الرسول صلى الله عليه و سلم وإجماع الأئمة الأربعة وغيرهم وقائل هذا يستتاب فإن تاب وإلا عوقب بما يستحقه
وإنما تنازع الناس في نفس التلفظ بها سرا هل يستحب أم لا؟ على قولين والصواب أنه لا يستحب التلفظ بها فإن النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه لم يكونوا يتلفظون بها لا سرا ولا جهرا والعبادات التي شرعها النبي صلى الله عليه و سلم لأمته ليس لأحد تغييرها ولا إحداث بدعة فيها
وليس لأحد أن يقول: إن مثل هذا من البدع الحسنة مثل ما أحدث بعض الناس الأذان في العيدين والذي أحدثه مروان بن الحكم فأنكر الصحابة والتابعون لهم بإحسان ذلك هذا وإن كان الأذان ذكر الله لأنه ليس من السنة وكذلك لما أحدث الناس اجتماعا راتبا غير الشرعي: مثل الاجتماع على صلاة معينة أول رجب أو أول ليلة جمعة فيه وليلة النصف من شعبان فأنكر ذلك علماء المسلمين ا. هـ
وقال في مسألة: في رجل مؤذن يقول عند دخول الخطيب إلى الجامع: إن الله وملائكته يصلون على النبي فقال رجل: هذا بدعة فما يجب عليه؟
الجواب: جهر المؤذن بذلك كجهره بالصلاة والترضي عند رقي الخطيب المنبر أو جهره بالدعاء للخطيب والإمام ونحو ذلك: لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وخلفائه الراشدين ولا استحبه أحد من الأئمة
وأشد من ذلك الجهر بنحو ذلك في الخطبة وكل ذلك بدعة والله أعلم
قال شيخ الإسلام
مسألة: فيما يصنعه أئمة هذا الزمان من قراءة سورة الأنعام في رمضان في ركعة واحدة ليلة الجمعة هل هي بدعة أم لا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/295)
الجواب: نعم بدعة فإنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا عن أحد من الصحابة والتابعين ولا غيرهم من الأئمة أنهم تحروا ذلك
وأيضا فلو كان الصحابة كلهم يقرأون الفاتحة خلفه إما في السكتة الأولى وإما في الثانية لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله فكيف ولم ينقل هذا أحد عن أحد من الصحابة أنهم كانوا في السكتة الثانية خلفه يقرأون الفاتحة مع أن ذلك لو كان مشروعا لكان الصحابة أحق الناس بعلمه وعمله فعلم أنه بدعة ا. هـ
وغير هذه الأقوال كثير من كلام شيخ الاسلام سيأتي ذكر جملة منها في تعريف البدعة وعند بيان أن البدعة ليس فيها حسن وفي تقرير البدعة الإضافية بل كل ما ذكره الأستاذ قد تكلم شيخ الإسلام بضده بصورة يقطع معها الناظر بأن الأستاذ كان تائها تماما عن مذهب شيخ الإسلام وسواء ذلك عن قصد لتتويه الغير أم لا فالله حسيبه لكن الذي يمكننا القطع به أنه تائه
ومن تصرفات الأستاذ الغير اللائقة نقله قول ابن تيمية الذي قال فيه:
" وما خالف النصوص فهو بدعة باتفاق المسلمين وما لم يعلم أنه خالفها فقد لا يسمى بدعة " ا. هـ
فعلق الأستاذ قائلا ها هو ابن تيمية قال لا يسمى بدعة ا. هـ
وهذا تصرف لا ينبغي فكل دارس ولو كان ضعيفا في العلم يعلم أن قوله " فقد لا يسمى بدعة " لا يساوي قوله "لا يسمى بدعة" وإنما معناه " وقد يسمى بدعة "
فلماذا فسرها الأستاذ بأنها لاتسمى بدعة مطلقا؟!
هذا لا يليق بعلم الأستاذ ولا أمانته، فمرادك الانتصار لمذهبك ينبغي ألا يؤثّر على ضوابط النقل والأمانة فيه
ولقد اعتمد الأستاذ على تلك الانتقائية المنافية للأمانة حتي في غير صلب الموضوع استكثارا للاستدلال بمن ليس بمعتبر
فقد احتج برجل وصفه بأنه (أحد الصالحين) وهو أبو الخطاب بن دحية من أوائل من ألّف في جواز المولد ومن أوائل من قال به
هذا الذي وصفه الأستاذ بالصلاح انظر ما حقيقة حاله
قال ابن كثير في البداية
" قال السبط: وقد كان [يعني ابن دحية] كابن عنين (كذا) في ثلب المسلمين والوقيعة فيهم، ويتزيّد في كلامه فترك الناس الرواية عنه وكذبوه، وقد كان الكامل مقبلا عليه، فلما انكشف له حاله أخذ منه دار الحديث وأهانه، توفي في ربيع الاول بالقاهرة ودفن بقرافة مصر.
قال ابن كثير
قلت: وقد تكلم الناس فيه بأنواع من الكلام، ونسبه بعضهم إلى وضع حديث في قصر صلاة المغرب، وكنت أود أن أقف على إسناده لنعلم كيف رجاله، وقد أجمع العلماء كما ذكره ابن المنذر وغيره على أن المغرب لا يقصر، والله سبحانه وتعالى يتجاوز عنا وعنه بمنه وكرمه ا. هـ
وقال الزركلي في الأعلام
وكان كثير الوقيعة في العلماء والائمة فأعرض بعض معاصريه عن كلامه، وكذبوه في انتسابه إلى " دحية " وقالوا: إن دحية الكلبي لم يعقب ".
حتى أن له كتابا في أسماء الخمر كما ذكر الزركلي
وقال الإمام صلاح الدين الصفدي في كتابه الوافي وهو من أشهر كتب التواريخ:
" وكان [يعني أبا الخطاب بن دحية] يقول إنه حفظ صحيح مسلم. وكان ظاهريَّ المذهب، كثير الوقيعة في أئمَّة الجمهور وفي العلماء من السلف.
قال محبّ الدين بن النجَّار: وكان خبيث اللسان، أحمق، شديد الكِبَر، قليل النظر في الأمور الدينية، متهافتاً في دينه، وقال قبل ذلك: وذكر أنه سمع كتاب الصلة لتاريخ الأندلس من ابن بَشْكُوال، وأنه سمع من أهل الأندلس، غير أنِّي رأيت الناس مُجمعين على كذبه، وضعفه، وادّعائه لقاء من لم يلقه، وسماع ما لم يسمعه. وكانت أمارات ذلك لائحةً عليه، وكان القلبُ يأبى سماع كلامه، ويشهد ببطلان قوله. وكان يُحكى من أحواله، ويحرِّف في كلامه، وصادف قبولاً من السلطان الملك الكامل، وأقبل عليه إقبالاً عظيماً، وكان يُعظِّمه ويحترمه، ويعتقد فيه، ويتبرَّك به، وسمعتُ من يذكر أنه كان يُسَوِّي له المداس حين يقوم. وكان صديقنا إبراهيم السَّنْهوري المحدّث، صاحب الرحلة إلى البلاد، قد دخل إلى بلاد الأندلس، وذكر لعلمائها ومشايخها أن ابن دحية يدَّعي أنه قرأ على جماعة من شيوخ الأندلس القدماء، فأنكروا ذلك وأبطلوه، وقالوا: لم يلقَ هؤلاء ولا أدركهم، وإنَّما اشتغل بالطلب أخيراً، وليس نسبه بصحيح في ما يقوله، ودحية لم يُعْقِبْ. فكتب السَّنهوري مَحْضَراً، وأخذ خطوطهم فيه بذلك، وقدم به ديار مصر، فاشتكى إلى السلطان منه، فقال: هذا يأخذ من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/296)
عرضي ويؤذيني؛ فأمر السلطان بالقبض عليه، وأُشهر على حمار، وأُخرج من ديار مصر، وأخذ ابن دحية المحضر وخرَّقهُ.
قال الشيخ شمس الدين: وبسببه بنى السلطان دار الحديث بالقاهرة، وجعله شيخها. وكان يُرمى بشيءٍ من المجازفة، وقيل عنه ذلك للكامل، فأمره بتعليق شيءٍ على الشهاب، فعلَّق كتاباً، تكلَّم فيه على الأحاديث والأسانيد، فلمَّا وقف عليه الكامل قال له بعد أيام: قد ضاع منِّي ذلك الكتاب، فعلِّق لي مثله؛ ففعل، فجاء في الثاني مناقضةُ الأول، فعلم الكامل صحَّة ما قيل عنه. ا. هـ
أهذا أحد الصالحين يا أستاذ؟
وسواء قصر الأستاذ أو تعمد إخفاء حاله أيا كان فإنه يقدح في أمانته، ومن يكون بهذه الدرجة من التقصير كيف يكون أمينا؟
لو أنك أيها القارئ أودعت مالا ذا قيمة لدى رجل لا يكذب ولا يسرق ولا يُشك فيه من هذه الناحية ثم جاءك بعد فترة وقال لك ضاع مني المال، وعندما سألتَه تبين أنه ترك المال في البيت ونسي أن يغلق الباب وذهب إلى نزهة لمدة أيام وفي طريقه إلى النزهة لحقه شك في إغلاق الباب لكنه لم يرجع كسلا
بماذا ستصفه؟ أيكون مثله أمينا؟
فكيف من يكون مهملا في العلم نحو هذا الاهمال؟
ولماذا لا يهمل الأستاذ إلا عندما يكون الإهمال يخدم قوله ورأيه هل هذه مصادفة؟
كمن يحفظ ماله ومال غيره كلما فُقد شيء من المال تبين أن المفقود هو مال الغير!!
فهل في ائتمان هذا النوع من خير؟
والله لو فعل الأستاذ مثل هذه الانتهاكات في خصومة على أرض أو في حق قبيلة وأنسابها لنكل به لكن في العلم والدين إنما يجد من يصفق له ويمكّنه من العبث أمام الملايين
أما ذلك الوالي الذي استأنست به وأثنيت عليه وصورته في صورة القدوة باعتباره من أوائل من أحيا المولد فانظر إلى ما كان يعمله في المولد.
قال ابن خلكان في وفيات الأعيان عن ذلك الملك أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين وما كان يفعله في المولد النبوي:
فإذا كان أول صفر زينوا تلك القباب بأنواع الزينة الفاخرة المتجملة، وقعد في كل قبة جوق [فرقة] من الأغاني، وجوق من أرباب الخيال ومن أصحاب الملاهي، ولم يتركوا طبقة من تلك الطبقات (طبقات القباب) حتى رتبوا فيها جوقاً.
وتبطل معايش الناس في تلك المدة، وما يبقى لهم شغل إلا التفرج والدوران عليهم ...
إلى أن قال: فإذا كان قبل يوم المولد بيومين أخرج من الإبل والبقر والغنم شيئاً كثيراً زائداً عن الوصف وزفها بجميع ما عنده من الطبول والأغاني والملاهي، حتى يأتي بها إلى الميدان ...
إلى أن قال: فإذا كانت ليلة المولد عمل السماعات بعد أن يصلي المغرب في القلعة. ا. هـ.
قال الحافظ ابن كثير في البداية (2) في ترجمة أبي سعيد كوكبري: وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً ... إلى أن قال: قال السبط: حكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى ... إلى أن قال: ويعمل للصوفية سماعاً من الظهر إلى الفجر ويرقص بنفسه معهم ا. هـ.
بالله عليكم هل هذا دين النبي الكريم رقص وهيص؟
هذه أول ثمار المولد وهو في مهده، فرق موسيقية ورقص من هذا الملك الذي استأنس به الأستاذ واستكثر به، وكل هذا أخفاه الأستاذ عن الناس مع رجوعه لابن خلكان، وقد ذكر السيوطي رقص الملك في كتابه الذي قرأ منه الأستاذ واكتفى الأستاذ بمدح هذا الملك والثناء عليه؟!
ولتعلم حجم ما وقع فيه الأستاذ انظر ما قاله العلامة ابن تيمية الذي أجلّه الأستاذ إجلالا عظيما قال رحمه الله:
(فأما الاجتماع في عمل المولد على غناء ورقص ونحو ذلك واتخاذه عبادة، فلا يرتاب أحد من أهل العلم والإيمان في أن هذا من المنكرات التي ينهى عنها، ولا يستحب ذلك إلا جاهل أو زنديق).
والأستاذ بكل جرأة يؤيد مذهبه بكليهما
بابن تيمية الذي يعد استحباب هذا جهلا أو زندقة
وبذلك الملك الذي يستحب هذا الفعل ويقارفه!!
خامسا: إنكار الأستاذ وجود أقوال يحتج بها مخالفه ونفيه لها مع أن منها ما هو مجمع عليه ومنها ما هو مشهور محتج به عند أكثر أهل العلم.
ـ فالأستاذ أكثر من الإنكار في حلقته لمقالة عبر عنها بقوله:
(النبي ما عملهاش ولو كان خيرا لسبقونا إليه)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/297)
كررها منكرا مرارا ومرارا بصورة ظاهرة بنفس هذا اللفظ وبقريب منه، تارة يسوقها حاكيا لها عن مخالفه متهكما به مجهلا وتارة يصرح بأنه لم يقلها أحد من العلماء، وأخرى راميا مخالفه بأنه اخترعها من عنده وغير هذا من صور النكير المصحوبة بالتنقص من مخالفه والتي شملت إنكار العبارة ذاتها وشملت إنكار استعمالها في مقام الحكم بالبدعة على الأعمال المحدثة.
ومن ذلك قوله: (دي الوقت الشباب أصحابنا يقولك النبي ما عملهاش! يا ترى النبي ما عملهاش ولو كان خيرا لسبقنا إليه! ذا كلام العلماء؟! ولا ذا كلام أصلا مش علمي)
وذكر من سماهم بالتبديعيين وعرفهم قائلا:
(اللي في وسطنا اللي كل شوية يقولك دي بدعة والسلف ما عملوهاش ولو كان خيرا لسبقك إليه النبي
سبب وجود هؤلاء هو قلة العلم عموما وقلة السعي لطلب العلم) ا. هـ
وقال: (ولا واحد من الأئمة قال: اللي النبي ما عملهاش ولم يكن عليها هدي السلف تكون بدعة)
وهذا من أعجب الأمور، إذ العبارة عبارة أهل السنة قاطبة وهم عليها وبها وعنها يذودون كافة وهذه من الأستاذ والله كاشفة
إذ الجلي من الخلل يبين الخفي، ومَنْ غيّر في حدود الأرض تزيُّدا وهي داخل التخطيط ولم يبال بالعلامات المنصوبة الثابتة فلا غرو أن يغير في الأرض الأخرى التي قد تخفى علاماتها، ومن أنكر الحق المتفق عليه وليس معه فيه أحد فلن يألوا جهدا في إنكار الحق الذي وَجَد معه فيه معارضا والله الموعد وعند الله تجتمع الخصوم
وأقول له ـ هداه الله ـ:
قال الإمام العدل الثقة الحافظ ابن كثير في كتابه العظيم المشهور المتوفر الذي لا تخلو منه مكتبة، قال رحمه الله:
" وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة: هو بدعة؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها " ا. هـ
يكاد يكون عين ما نفاه الأستاذ بحروفه ينسبه هنا الإمام العلم ابن كثير إلى أهل السنة كافة فتبصر يا طالب الحق.
ونقل الإمام الشاطبي في فتاويه عن الإمام مالك إمام دار الهجرة وقدوة الصادقين أهل السنة وأكثر من تكلم في باب البدعة من الأئمة
أنه قال عن مسألة الاجتماع لقراءة القرآن (طبعا بصوت جماعي) قال مالك رحمه الله:
" إنه شيء أُحدث، وإن السلف كانوا أرغب للخير، فلو كان خيراً لسبقونا إليه " ا. هـ
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره أيضا
" ومن وهذه الآية الكريمة استنبط الشافعي، رحمه الله، ومن اتبعه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى؛ لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم؛ ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثهم عليه، ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة، رضي الله عنهم، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، وباب القربات يقتصر فيه على النصوص، ولا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء " ا. هـ
نفس الإمام الذي احتج به الأستاذ، يثبت نفس ما نفاه الأستاذ، في نفس المثال والتطبيق الذي أنكره الأستاذ!!!
فإلى أين سيهرب الأستاذ؟
وذلك في كتاب لايكاد يخلو منه بيت فضلا عن مكتبة طالب علم فماذا يريد بعد هذا؟
هذا والله هو العبث بعينه.
وقال شيخ الإسلام في كتابه الاقتضاء:
" مع اختلاف الناس في مولده. فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه لو كان خيرًا.
ولو كان هذا خيرًا محضا، أو راجحًا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا " ا. هـ
أيضا نفس الإمام الذي احتج به الأستاذ، يثبت نفس ما نفاه الأستاذ، في نفس المثال والتطبيق الذي أنكره الأستاذ!!!
عجب والله!!
وقال في شرح العمدة:
" وفي كل ذلك يُحرم هو والمسلمون من الميقات ولم يندب أحدا إلى الإحرام قبل ذلك ولا رغب فيه ولا فعله أحد على عهده فلو كان ذلك أفضل لكان أولى الخلق بالفضائل أفضل الخلائق وخير القرون ولو كان خير لسبقونا إليه وكانوا به أولى وبفضل لو كان فيه أحرى ولندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك كما ندب إلى جميع الفضائل "
قال العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله وليس معاصرا كما في الدرر السنية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/298)
" وأما البدعة المنهي عنها، فكل ما حدث بعد النبي وأصحابه، ولا دل عليه قول من النبي صلى الله عليه وسلم ولا فعل، وكذلك أصحابه، الذين هم أحرص الأمة على فعل الخير، فكل ما حدث بعدهم في العبادات، وغيرها من أمور الدين، فهو بدعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في خطبته: "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة"
وبسط القول في هذا يستدعي كتابا ضخما، لكن في أصول الأدلة، ما يكفي المسافر إلى الله على صراطه المستقيم; وكل ما لم يفعله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مما حدث بعدهم، فالجواب أن يقال: لو كان خيرا لسبقونا إليه " ا. هـ
قاعدة عامة وثابتة يا أستاذ بنص كلام العلماء
فمن عدم توفيق الله للأستاذ وجود المقالة التي نفاها في عين المسائل التي طرحها كما سبق عن ابن كثير وابن تيمية والآن عن ابن إبراهيم فما أبعده عن التوفيق وهذا حال كل من يخالف السنة، والبركة لاتنال دونها
ـ وقال الأستاذ مستنكرا على من يتقيدون بالسنة حتى فيما تركه صلى الله عليه وسلم الذين يعتقدون أن التعبد بأمرٍ ترَك النبي التعبد به يعتبر بدعة كتركه التلفظ بالنية مثلا ولم يمثل به الأستاذ لكنه تكلم عن هؤلاء الذين يقولون مثل هذا الكلام عن حد البدعة
فقال مستنكرا:
(في حياتي ما شفتش إمام قال: الترك يفيد النهي) يريد النهي بالبدعية وصرح بأنه عنى هذا وأنه لا يوجد من يقول الترك يفيد البدعية عندما قال مستنكرا:
(يعني تعريف البدعة: ما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم بس كذا؟ ويسكت ويقول: بدعة ضلالة، يجيبوا)
يعني يأتوا من يقول بهذا
حاضر يا أستاذ خذ الذين قالوا بذلك:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية الذي احتج به الإستاذ أيما احتجاج
" وكل ما يحدث في العبادات المشروعة من الزيادات التي لم يشرعها رسول الله صلى الله عليه و سلم فهي بدعة بل [ما] كان صلى الله عليه و سلم يداوم في العبادات على تركها ففعلها والمداومة عليها بدعة وضلالة " ا. هـ
وقال:
" المداومة على خلاف ما داوم عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم في العبادات فإن هذا بدعة باتفاق الأئمة وإن ظن الظان أن في زيادته خيرا " ا. هـ
فهذا نفس الإمام الذي احتج به يثبت نفس ما نفاه الأستاذ
وقال الحافظ ابن رجب في "فضل علم السلف" (ص31): " ... فأما ما اتفق السلف على تركه؛ فلا يجوز العمل به؛ لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به".
فنفس الإمام الذي احتج به يثبت نفس ما نفاه الأستاذ.
وقال أحمد بن علي بن منجور المالكي كما في شرح المنهج المنتخب:
" كل ما تركه النبي ص مع قيام المقتضي لفعله كان تركه سنة وفعله بدعة مذمومة " نقلا
وقال العلامة ابن القيم في إعلام الموقعين:
" ... والثاني: عدم نقلهم لما لو فعله لتوفرت هممهم ودواعيهم أو أكثرهم أو واحد منهم على نقله.
فحيث لم ينقله واحد منهم ألبتة ولا حدّث به في مَجْمع أبدا علم أنه لم يكن , وهذا كتركه التلفظ بالنية عند دخوله في الصلاة , وتركه الدعاء بعد الصلاة مستقبل المأمومين وهم يؤمنون على دعائه دائما بعد الصبح والعصر أو في جميع الصلوات , وتركه رفع يديه كل يوم في صلاة الصبح بعد رفع رأسه من ركوع الثانية , وقوله: {اللهم اهدنا فيمن هديت} يجهر بها ويقول المأمومون كلهم " آمين ...
وتركه الاغتسال للمبيت بمزدلفة ولرمي الجمار ولطواف الزيارة ولصلاة الاستسقاء والكسوف , ومن ها هنا يعلم أن القول باستحباب ذلك خلاف السنة ; فإن تركه صلى الله عليه وسلم سنة كما أن فعله سنة , فإذا استحببنا فعل ما تركه كان نظير استحبابنا ترك ما فعله , ولا فرق. "
وقال الحافظ في فتح الباري:
" وَأَجَابَ الشَّافِعِيّ عَنْ قَوْل مَنْ قَالَ لَيْسَ شَيْء مِنْ الْبَيْت مَهْجُورًا: إأَنَّا لَمْ نَدَّعِ اِسْتِلَامهمَا هَجْرًا لِلْبَيْتِ، وَكَيْفَ يَهْجُرهُ وَهُوَ يَطُوف بِهِ، وَلَكِنَّا نَتَّبِع السُّنَّة فِعْلًا أَوْ تَرْكًا " ا. هـ
وفي الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/299)
"وقول عمر رضي الله عنه في التراويح (نعمت البدعة هي) أراد البدعة اللغوية وهو ما فعل على غير مثال كما قال تعالى {قل ما كنت بدعا من الرسل} وليست بدعة شرعا فإن البدعة الشرعية ضلالة كما قال صلى الله عليه وسلم ... ألا ترى الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان ... كرهوا استلام الركنين الشاميين والصلاة عقب السعي بين الصفا والمروة قياسا على الطواف وكذا ما تركه صلى الله عليه وسلم مع قيام المقتضى فيكون فيكون تركه سنة وفعله بدعة مذمومة " ا. هـ
وقال الشوكاني في نيل الأوطار عن حديث من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد:
" وَمِنْ مَوَاطِنِ الِاسْتِدْلَالِ لِهَذَا الْحَدِيثِ كُلُّ فِعْلٍ أَوْ تَرْكٍ وَقَعَ الِاتِّفَاقُ بَيْنَك وَبَيْنَ خَصْمِك عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَالَفَك فِي اقْتِضَائِهِ الْبُطْلَانَ أَوْ الْفَسَادَ "
قال الغماري ـ وهو على شرط الأستاذ ـ في حكم إرسال اليدين في الصلاة،:
"لم يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا الصحابة؛ فهو بدعة لا شك".ا. هـ
فكل ما تركه النبي ص في عبادة من عباداته وثبت بالاستقراء أنه لم يفعله فيها مطلقا يكون فعله في تلك العبادة بدعة ولو كان هذا الفعل في الأصل هو عبادة أيضا
بل حتى بلغ الأمر بمالك في غسل اليدين قبل الأكل مع كونه مقبولا عقلا ونفسا وعرفا أنه يراه بدعة لترك النبي له
قال البيهقي في الشعب:
فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت عبد الله بن موسى يقول: سمعت الفضل بن محمد يقول: سمعت، أبا مصعب يقول: «دعا أمير من الأمراء مالكا إلى غدائه قال: فلما قربت الإبريق، والطشت قال: لا أعود إلى غدائك، قال: لم؟ قال: لأن غسل اليدين بدعة عند الطعام»
وكان الشافعي يستحب لزوم ترك الغسل قبل الطعام
وهذا القول من مالك والشافعي قد نتوقف في قبوله حتى يتبين أن النبي كان يحافظ على ترك غسل اليدين قبل الأكل وهو مستبعد لا مجرد تركه مرة، وهذا طبعا عند عدم وجود داعي خاص لغسلهما من اتساخ أو نحوه وإلا فالغسل عند ذلك هو الأوفق للسنة بلا خلاف وقد يجب
ولكن انظر إلى تشدد مالك في ذلك، فهو تطبيق له دلالته الظاهرة لتعلم أين يراوح الأستاذ
وأما إثبات الأستاذ لما ينافي الواقع ولما هو غير منقول فقوله عن المولد النبوي والاحتفال به محتجا:
" وهذا قد تلقته الأمة بالقبول "
بصراحة أنا لا أدري ما الذي جرى للأستاذ؟
ينفي ما هو ثابت لينصر مذهبه، ويثبت ما هو منفي ليصل إلى نفس الغرض؟
فأين الأمانة في النقل؟!
أو أن الأستاذ يكتب في غير حالة وعي!
عندما يكون هناك قول مثبت ومشتهر ومستفيض ينفيه نفيا مطلقا ويصرف النظر عن التثبت في ذلك، مع أن التريث في نفي ما يثبته الغير آكد من التريث في إثبات ما ينفيه الغير.
ولكن يبدو أن الأستاذ لايفرق ولذلك ترك التريث في الأمرين
وأقول للأستاذ مبينا له أن كلامه بتلقي الأمة للمولد قبولا لا يقوله من عنده واقعية ولا من يحتكم في تقريراته إلى الأمور الثابتة المستندة للأدلة وإنما يقول أمثاله من يلقي الكلام دون ميزان ومن يسترخص الدعاوى ولا يميز الرخيص من النفيس
ذكر السيوطي في الحاوي ناقلا عن:
" الشيخ تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني من متأخري المالكية أن عمل المولد بدعة مذمومة وألف في ذلك كتابا سماه المورد في الكلام على عمل المولد،
قال السيوطي:
وفيه: لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة و لا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسكون بآثار المتقدمين بل هو بدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفس اعتني بها الأكالون ...
وهذا لم يأذن فيه الشرع ولا فعله الصحابة ولا التابعون المتدينون فيما علمت ...
وهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة الذين هم فقهاء الإسلام وعلماء الأنام سرج الأزمنة وزين الأمكنة ... ا. هـ
وهذا كله كلام الإمام عمر بن علي اللخمي وكتاب السيوطي نقل عنه الأستاذ في حلقته
وجاء في فتاوى الأزهر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/300)
" ولانتشار البدع فى الموالد أنكرها العلماء، حتى أنكروا أصل إقامة المولد، ومنهم الفقيه المالكى تاج الدين عمر بن على اللخمى الإِسكندرى المعروف بالفاكهانى، المتوفى سنة 731 هـ، فكتب فى ذلك رسالته " المورد فى الكلام على المولد" أوردها السيوطى بنصها فى كتابه " حسن المقصد".
وقال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور: " وقد أتى القرن التاسع والناس بين مجيز ومانع .... " ا. هـ
وسبق إنكار شيخ الإسلام ابن تيمية له والإمام الشاطبي والعلامة ابن الحاج أيضا والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه " صيانة الإنسان " والعلامة الحفار المالكي والعلامة القشيري وغيرهم
ولا زال أنصار شيخ الإسلام من بعده ينكرونه بما في ذلك مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتتابع على ذلك تلاميذ هذه المدرسة حتى وقت الشيخ محمد بن إبراهيم وإلى وقتنا هذا والتي مقرها أرض الوحي والحرمين وهي قلب بلاد الإسلام وهذا جزء مهم من الأمة
فهل يقال فيما كان هذا حاله أنه تلقته الأمة بالقبول؟
لا أدري لماذا الأستاذ يستكثر من هذا الكلام الذي ليس له صلة بالواقع؟
سادسا: أما ما اقترفه الأستاذ من أمور رئيسية حول أصل الموضوع فيتمثل في التالي:
ـ الخلط بين مفهوم البدعة اللغوية والبدعة الشرعية وعدم التمييز بينهما تجاهلا للفروق التي ذكرها من احتج بهم الأستاذ ونقل عنهم
ـ تقسيم البدعة الشرعية إلى بدعة محمودة وبدعة مذمومة
كثمرة لذلك الخلط.
ـ هجر الأستاذ للتعريف الصريح الخاص بالبدعة الشرعية وترك الإشارة إليه مطلقا هجرا كاملا بل وإيهامه بعدمه
ـ إنكار الأستاذ البدعة الإضافية والكلام سيأتي عليها مستوفى إذ هو
لب الموضوع.
ـ هجر أصل شرعي هام في الموضوع وهو قولهم: (الأصل في العبادات المنع والتوقيف) إضافة إلى إغفال شرطي قبول العبادة مع شديد صلة ذلك بالموضوع وهما الاخلاص والمتابعة
ـ هجر أهم مصادر كتبت في الموضوع، ككتاب البدع والنهي عنها لابن وضاح، وكتاب الحوادث للطرطوشي، والكتاب العجيب الذي هو زبدة مذهب السلف كتاب الاعتصام للإمام الجهبذ أبي إسحاق الشاطبي، وكتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام وكتاب الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي
ـ ترك أشهر وأهم ما ورد عن الصحابة من أمثلة لما حكموا عليه بالبدعة كأثر ابن مسعود مع المجتمعين للذكر في مسجد الكوفة، وكأثر ابن عمر مع الذي عطس وقال السلام على النبي وكأثر ابن عمر مع من يبغي في أذانه ومراده تغنيا كما جاء في بعض الروايات وترك أثارا كثيرة ستأتي لا تقل أهمية على هذه وإنما ذكرت هذه لشهرتها ولعلم الأستاذ ومن أعد له بها لكنها قلة الأمانة
بل ترك الجواب على أشهر الأدلة في المسألة وهو حديث النبي مع أولئك الثلاثة نفر الذين عزم أحدهم على عدم الزواج والآخر على عدم الفطر والثالث على عدم النوم بالليل.
فلم يذكره الأستاذ مطلقا فيما يخص معنى البدعة ولا ذكر علاقته بالبدعة مطلقا وإنما ذكره بطريقة خاطفة مستدلا به على معنى آخر جانبي وهو أن النبي لا يسكت عند صدور خطإ من صحابي فإذا أخطأ الصحابي بين النبي خطأه
أما هذه الأفعال من أي ناحية أنكرها النبي فقد أعرض عنه الأستاذ مكتفيا بقوله هذا الفعل أصله غلط ثم لم يزد حرفا، وأنى له وهو يعارض مذهبه كما سيأتي إيضاحه.
وإليك تفصيل ما سبق مما يحتاج إلى بسط
1ـ الخلط بين مفهوم البدعة اللغوية والبدعة الشرعية وعدم تمييز الأستاذ بينهما وتجاهله للفروق التي ذكرها من نقل عنهم واحتج بهم
فقد عرف الأستاذ البدعة لغة بأنها ما اخترع وليس له مثال سابق
ثم جاء يعرفها في الدين فقال:
" طيب في الدين يعني اصطلاحا في الدين، المعنى الشرعي للبدعة ... "
فذكر مقدمة خفيفة ثم شرع فذكر تعريف الشافعي ضمن هذا ثم تعريفات أخرى لأبي شامة والعز بن عبد السلام وغيرهما
وتجتمع أغلب التعريفات التي ذكرها في اتفاقها على تقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة، محمودة ومذمومة
واعتبار هذه التعريفات تعريفات للبدعة الشرعية فقط هو خلط واضح لا يختلف فيه اثنان من المتخصصين في العلم
إذ التعريفات هي تعريفات عامة شاملة للبدعة اللغوية فاللغوية هي التي قد تكون حسنة أما البدعة شرعا فليس فيها حسن بلا خلاف بين السلف
قال الإمام ابن رجب في جامع العلوم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/301)
" وأما ما وقع في كلام السَّلف مِنِ استحسان بعض البدع، فإنَّما ذلك في البدع اللُّغوية، لا الشرعية، فمِنْ ذلك قولُ عمر - رضي الله عنه - لمَّا جمعَ الناسَ في قيامِ رمضان على إمامٍ واحدٍ في المسجد، وخرج ورآهم يصلُّون كذلك فقال: نعمت البدعةُ هذه وروي عنه أنَّه قال: إنْ كانت هذه بدعة، فنعمت البدعة "
ثم قال:
" ومراد الشافعي - رحمه الله - ما ذكرناه مِنْ قبلُ: أنَّ البدعة المذمومة ما ليس لها أصل منَ الشريعة يُرجع إليه، وهي البدعةُ في إطلاق الشرع، وأما البدعة المحمودة فما وافق السنة، يعني: ما كان لها أصلٌ مِنَ السنة يُرجع إليه، وإنَّما هي بدعةٌ لغةً لا شرعاً؛ لموافقتها السنة " ا. هـ كلام ابن رجب
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله:
" والبدعة على قسمين تارة تكون بدعة شرعية كقوله فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وتارة تكون بدعة لغوية كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن كم إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم نعمت البدعة. اهـ.
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله:
" فعلى هذا لا ينبغي أن يسمى علم النحو أو غيره من علوم اللسان أو علم الأصول أو ما أشبه ذلك من العلوم الخادمة للشريعة بدعة أصلا
ومن سماه بدعة فإما على المجاز كما سمى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيام الناس في ليالي رمضان بدعة وإما جهلا بمواقع السنة والبدعة فلا يكون قول من قال ذلك معتدا به ولا معتمدا عليه "
وقال الإمام أبو شامة:
" فأما صلاة التراويح فليست بدعة في الشريعة بل هي سنة بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم وفعله ...
ثم نقول أكثر ما في هذا تسمية عمر تلك بدعة مع حسنها وهذه تسمية لغوية لا تسمية شرعية وذلك أن البدعة في اللغة تعم كل ما فعل ابتداء من غير مثال سابق " ا. هـ
وكان قال في مطلع كتابه:
" قلت وقد غلب لفظ البدعة على الحدث المكروه في الدين مهما أطلق هذا اللفظ ومثله لفظ المبتدع لا يكاد يستعمل إلا في الذم وأما من حيث أصل الاشتقاق فإنه يقال ذلك في المدح والذم " ا. هـ
وهذا تفريق واضح بين البدعة لغة وشرعا.
قال الإمام الزركشي في كتابه المنثور في القواعد:
" الْبِدْعَةُ قَالَ (ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ): هِيَ فِي اللُّغَةِ إحْدَاثُ سُنَّةٍ لَمْ تَكُنْ، وَتَكُونُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: فُلَانٌ بِدْعَةٌ، إذَا كَانَ مُجَاوِزًا فِي حِذْقِهِ، وَجَعَلَ مِنْهُ (ابْنُ فَارِسٍ) فِي (الْمَقَايِيسِ) قَوْله تَعَالَى {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنْ الرُّسُلِ} أَيْ أَوَّلَ فَأَمَّا فِي الشَّرْعِ فَمَوْضُوعَةٌ لِلْحَادِثِ الْمَذْمُومِ، وَإِذَا أُرِيدَ الْمَمْدُوحُ قُيِّدَتْ، وَيَكُونُ ذَلِكَ مَجَازًا شَرْعِيًّا حَقِيقَةً لُغَوِيَّةً، وَفِي الْحَدِيثِ {كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ}، وَقَالَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) الْمُحْدَثَاتُ ضَرْبَانِ: أَحَدُهُمَا: مَا أُحْدِثَ مِمَّا يُخَالِفُ كِتَابًا أَوْ سُنَّةً أَوْ أَثَرًا أَوْ إجْمَاعًا، فَهَذِهِ الْبِدْعَةُ الضَّلَالَةُ.
وَالثَّانِي: مَا أُحْدِثَ مِنْ الْخَيْرِ لَا خِلَافَ فِيهِ، وَقَدْ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قِيَامِ (رَمَضَانَ): نِعْمَتْ الْبِدْعَةُ هِيَ يَعْنِي أَنَّهَا مُحْدَثَةٌ لَمْ تَكُنْ، وَإِذَا كَانَتْ لَيْسَ فِيهَا رَدٌّ لِمَا مَضَى انْتَهَى.
وَانْظُرْ كَيْفَ تَحَرَّزَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي كَلَامِهِ عَنْ لَفْظِ الْبِدْعَةِ، وَلَمْ يَزِدْ عَلَى لَفْظِ الْمُحْدَثَةِ، وَتَأَوَّلَ قَوْلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى ذَلِكَ " ا. هـ
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح:
" وَأَمَّا " الْبِدَع " فَهُوَ جَمْع بِدْعَة وَهِيَ كُلّ شَيْء لَيْسَ لَهُ مِثَال تَقَدَّمَ فَيَشْمَل لُغَة مَا يُحْمَد وَيُذَمّ، وَيَخْتَصّ فِي عُرْف أَهْل الشَّرْع بِمَا يُذَمّ وَإِنْ وَرَدَتْ فِي الْمَحْمُود فَعَلَى مَعْنَاهَا اللُّغَويِ " ا. هـ.
وقال السخاوي في فتح المغيث:
((هي ما أحدث على غير مثال متقدم فيشمل المحمود و المذموم، و لكنها خصت شرعا بالمذموم مما هو خلاف المعروف)) ا. هـ
وفي الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/302)
" وقول عمر رضي الله عنه في التراويح نعمت البدعة هي، أراد البدعة اللغوية وهو ما فعل على غير مثال كما قال تعالى {قل ما كنت بدعا من الرسل} وليست بدعة شرعا فإن البدعة الشرعية ضلالة كما قال صلى الله عليه وسلم. قال: ومن العلماء من قسمها إلى حسن وغير حسن فإنما قسم البدعة اللغوية ومن قال " كل بدعة ضلالة " فمعناه البدعة الشرعية " ا. هـ
وقال المباركفوري صاحب تحفة الأحوذي شرح الترمذي:
" فقوله صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء وهو أصل عظيم من أصول الدين وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه في التراويح نعمت البدعة. اهـ.
ماذا نسمي الإعراض عن كل هذا الكلام الذي يصيح بالحق صياحا؟ وماذا نسمي هذا الصمم عن هذا الصوت المدوي بالحق؟
إن العين التي لاتبصر والأذن التي لا تسمع، على صاحبها أن يفتش في نفسه ويبحث عن أسباب ذلك فهذا حال من ليس على هدى
ولو نظر الأستاذ فقط في الأمثلة المصاحبة لتلك التعريفات التي نقلها لاتضحت له الصورة جلية وأن المستحسن من البدع هو من البدع اللغوية لا الشرعية حتى ولو لم يقف على كلام الأئمة، لكن الأستاذ انتهج سياسة من لا يريد إلا ما يريد.
ومن هذه الناحية وهي ترك النظر في الأمثلة دخل على الأستاذ ما دخل من الخلل
2 ـ تقسيم البدعة الشرعية إلى بدعة محمودة وبدعة مذمومة كثمرة لذلك الخلط.
الأستاذ وفقه الله للهداية قسم البدعة الشرعية الوارد ذكرها في الشرع إلى بدعة مستحسنة وبدعة مستقبحة كما سبق تبعا لعدم تفريقه بين اللغوية والشرعية تفريقا حقيقيا، وهذا هو الخطأ التوأم لخطئه السابق.
فسبحان الله لم يأت في نص من كتاب ولا سنة ولا أثر مدح لفظ البدعة ولا معناها ولا مدح نوع يندرج تحتها مع كثرة النصوص والآثار ووفرتها، لا بإطلاق ولا تقييد.
بل العكس فقد جاءت النصوص والآثار تذم بإطلاق البدعة وما يتصل بها ذما كليا شاملا بعدة أساليب مما يقطع معها الجامع لها أن هذا الجذر (ب. د. ع) فيما يتعلق بالأفعال الدينية غير مبارك جملة وتفصيلا.
ولو لم يكن هكذا فماذا سيكون؟ وهل الحق إلا نص وأثر؟
وإليك جملة من هذه النصوص لا على سبيل الحصر
قال تعالى ذاما غلو أهل الكتاب:
(ورهبانية ابتدعوها)
وفي الحديث عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وهو في الصحيح قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلاَ صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ «صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ». وَيَقُولُ «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ». وَيَقْرِنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ثُمَّ يَقُولُ «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الأُمُورِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْىِ هَدْىُ مُحَمَّدٍ وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ».
هذا في جل خطبه صلى الله عليه وسلم وما أكثرها، فهل يعقل بعد هذا أن تلغى الكلية؟
وفي حديث العرباض أنه صلى الله عليه وسلم قال:
فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، فتمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ (4)، وإياكم ومحدثات (5) الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»
وهو صحيح غاية في الصحة وليس هذا محل بيانه
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
وهو في الصحيح أيضا.
ولم يرد حديث يمدح البدعة قط مع أن ذمّ النبي السابق للبدعة بتلك الصيغة الشمولية كان يكرره في كل خطبة وهذا وحده كاف
والسلف أخذوا هذا الذي دلت عليه النصوص متفقة فكانوا يعتقدون أن كل بدعة في الدين ضلالة وليس فيها حسنة ولم يكن استخدامهم لهذا المعنى إلا ذما له وتحذيرا منه
عن عمر، أنه كان يقول: «أصدق القيل قيل الله، وأن أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، ألا وإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/303)
وعن ابن مسعود، إنه كان يقول كل عشية خميس في درسه الأسبوعي: «إنما هو القول والعمل، فأصدق القول قول الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وإن كل محدثة بدعة (4)، وكل بدعة ضلالة»
وعن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود:
«الاقتصاد في السنة، خير من الاجتهاد في البدعة (1)، وكل بدعة ضلالة»
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:"اتَّبِعُوا، وَلا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ، كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ".
عن الشعبي عن عمه قيس بن عبد (3) قال: اختلفت إلى عبد الله بن مسعود سنة فما رأيته مصليا صلاة الضحى، ولا صائما يوما من غير رمضان، قال: فبينا نحن عنده ذات ليلة أتى، فقيل له: هذا رسول الوليد، فقال عبد الله: أطفئوا المصباح، فدخل فقال له: إن الامير يقول لك أترك هؤلا الكلمات التي تقول، قال: وما هن؟ قال: هذه الكلمات، قال: فلم يزل يرددهن، قال قولك: كل محدثة بدعة، قال: إني لن أتركهن، قال: فإنه يقول لك: فاخرج، قال: فإني خارج، قال فخرج إلى المدينةا. هـ
فانظر إلى محاربة المفهوم الصحيح للبدعة منذ عهد الصحابة
وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "أيها الناس! إنكم ستحدثون ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة؛ فعليكم بالأمرِ الأول
عن يزيد بن عميرة، عن معاذ بن جبل قال:
" إياكم وما ابتدع؛ فإن كل ما ابتدع ضلالة»
عن نافع، عن ابن عمر، قال: «كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة»
عن عثمان بن حاضر الأزدي، قال: سألت ابن عباس، فقال: «عليك بالاستقامة، واتباع الأثر، وإياك والتبدع»
وعن ابن عباس، قال: إن أبغض الأمور إلى الله البدع
وقال حذيفة رضي الله عنه: كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا تعبدوها فإن الأول لم يدع للآخر مقالا فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا بطريق من كان قبلكم
وعن معن قال: قال عبد الملك: «كل محدثة بدعة»
وقال ابن وضاح قال أشهب:
" وقد كان مالك يكره كل بدعة، وإن كانت في خير " ا. هـ
وقال ابن الماجشون:
سمعت مالكاً يقول: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة، لأن اللّه يقول: {اليوم أكملتُ لكم دينكم} فما لم يكن يومئذٍ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً.
وقال الإمام أحمد بن حنبل:
" أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة "
وقال ابن وضاح
باب «كل محدثة بدعة»
ثم ساق جملة من الروايات السابقة
" وقد ثبت في الأصول العلمية أن كل قاعدة كلية أو دليل شرعي كلي؛ إذا تكررت في مواضع كثيرة وأوقات متفرقة وأحوال مختلفة، ولم يقترن بها تقييد ولا تخصيص فذلك دليل على بقائها على مقتضى لفظها العام المطلق.
وأحاديث ذم البدع والتحذير منها من هذا القبيل.
فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يردد من فوق المنبر على ملأ من المسلمين في أوقات كثيرة وأحوال مختلفة أن (كل بدعةٍ ضلالة) ولم يأت في آية ولا حديث تقييد ولا تخصيص ولا ما يفهم منه خلاف ظاهر الكلية من العموم فيها [بل جاء في التطبيق النبوي وما في حكمه تأكيد الكلية]، فدل ذلك دلالة واضحة على أنها على عمومها وإطلاقها.
وقد أجمع السلف الصالح على ذمها وتقبيحها والهروب عنها وعمن اتسم بشيء منها، ولم يقع منهم في ذلك توقف ولا استثناء، فهو - بحسب الاستقراء - إجماع ثابت يدل دلالة واضحة على أن البدع كلها سيئة ليس فيها شيء حسن " ا. هـ
عن كتاب اللمع في الرد على محسني البدع للسحيباني وفقه الله وما بين الأقواس فمن العبد الفقير
فلم ترد البدعة في الكتاب ولا في السنة ولا في آثار الصحابة بمعناها الشرعي (بعيدا عن المعنى اللغوي المجرد) إلا مذمومة، ولم تمدح بدعة شرعية قط.
ولأنه لا انفصامية بين النصوص وواقعها، ولا بين الأدلة وأصحابها وأهلها من العلماء، فلا يمكن البتة أن يكون في ذلك الجذر بركة و لا حُسن ولا مدح فيما يتعلق بالأفعال الدينية، ولن تجد من يقول به من سلف الأمة والمبرزين من علمائها، ومن ظن هذا فقد أبعد أيما بعد وجعل بينه وبين العلم في هذا الباب مفاوز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/304)
وكل ما سبق في الفقرة السابقة من أقوال الأئمة إضافة لما أشرنا إليه من الأدلة يبين لك أن البدعة الشرعية لا تكون إلا مذمومة ولا تكون إلا ضلالة وليس فيها محمود
وإليك طرفا من أقوال العلماء الأخرى.
نقل غير واحد من أئمة المالكية أن متقدمي المالكية متفقون على أن البدع الشرعية كلها ليس فيها حسن أو محمود
وقال الحافظ ابن رجب:
" فقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ بدعة ضلالة)) من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيءٌ، وهو أصلٌ عظيمٌ من أصول الدِّين، وهو شبيهٌ بقوله: ((مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنا ما لَيسَ مِنهُ فَهو رَدٌّ)) ((2))، فكلُّ من أحدث شيئاً، ونسبه إلى الدِّين، ولم يكن له أصلٌ من الدِّين يرجع إليه، فهو ضلالةٌ، والدِّينُ بريءٌ منه، وسواءٌ في ذلك مسائلُ الاعتقادات، أو الأعمال، أو الأقوال الظاهرة والباطنة ...
وأما ما وقع في كلام السَّلف مِنِ استحسان بعض البدع، فإنَّما ذلك في البدع اللُّغوية، لا الشرعية " ا. هـ
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله:
" والجواب:
أن هذا التقسيم أمر مخترع، لا يدل عليه دليل شرعي، بل هو نفسه متدافع، لأن من حقيقة البدعة أن لا يدل عليها دليل شرعي لا من نصوص الشرع ولا من قواعده.
إذ لو كان هنالك ما يدل من الشرع على وجوب أو ندب أو إباحة لما كان ثم بدعة، ولكان العمل داخلا في عموم الأعمال المأمورة بها أو المخير فيها، فالجمع بين عد تلك الأشياء بدعا وبين كون الأدلة تدل على وجوبها أو ندبها أو إباحتها جمع بين متنافيين " ا. هـ
وقال الإمام الشاطبي:
" الباب الثالث:
في أن ذم البدع والمحدثات عام لا يخص محدثة دون غيرها ويدخل تحت هذه الترجمة جملة من شبه المبتدعة التي احتجوا بها
فاعلموا ـ رحمكم الله ـ أن ما تقدم من الأدلة حجة في عموم الذم من أوجه:
أحدها: أنها جاءت مطلقة عامة على كثرتها لم يقع فيها استثناء البتة، ولم يأت فيها ما يقتضي أن منها ما هو هدى، ولا جاء فيها: (كل بدعة ضلالة إلا كذا وكذا) ولا شيء من هذه المعاني فلو كان هنالك محدثة يقتضي النظر الشرعي فيها الاستحسان أو أنها لاحقة بالمشروعات لذكر ذلك في آية أو حديث، لكنه لا يوجد فدل على أن تلك الأدلة بأسرها على حقيقة ظاهرها من الكلية التي لا يتخلف عن مقتضاها فرد من الأفراد
والثاني: أنه قد ثبت في الأصول العلمية أن كل قاعدة كلية أو دليل شرعي كلي إذا تكررت في مواضيع كثيرة وأتى بها شواهد على معان أصولية أو فروعية ولم يقترن بها تقييد ولا تخصيص مع تكررها وإعادة تقررها فذلك دليل على بقائها على مقتضى لفظها من العموم، كقوله تعالى: (ألا تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) وما أشبه ذلك.
وبسط الاستدلال على ذلك هناك فيما نحن بصدده من هذا القبيل إذ جاء في الأحاديث المتعددة والمتكررة في أوقات شتى وبحسب الأحوال المختلفة:
أن كل بدعة ضلالة وأن كل محدثة بدعة وما كان نحو ذلك من العبارات الدالة على أن البدع مذمومة، ولم يأت في آية ولا حديث تقييد ولا تخصيص ولا ما يفهم منه خلاف ظاهر الكلية فيها فدل ذلك دلالة واضحة على أنها على عمومها وإطلاقها
والثالث: إجماع السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم على ذمها كذلك وتقبيحها والهروب عنها وعمن اتسم بشيء منها، ولم يقع منهم في ذلك توقف ولا مثنوية فهو ـ بحسب الاستقراء ـ إجماع ثابت فدل على أن كل بدعة ليست بحق بل هي من الباطل"
وقال شيخ الإسلام في الاقتضاء:
" واعلم أن هذه القاعدة وهي الاستدلال بكون الشيء بدعة على كراهته قاعدة عامة عظيمة وتمامها بالجواب عما يعارضها "
إلى أن قال:
" وهؤلاء المعارضون يقولون ليست كل بدعة ضلالة
والجواب:
أما أن القول أن شر الأمور محدثاتها وأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار والتحذير من الأمور المحدثات فهذا نص رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا يحل لأحد أن يدفع دلالته على ذم البدع ومن نازع في دلالته فهو مراغم "
إلى أن قال:
" وأيضا لا يجوز حمل قوله صلى الله عليه و سلم كل بدعة ضلالة على البدعة التي نهى عنها بخصوصها!
لأن هذا تعطيل لفائدة هذا الحديث، فإن ما نُهي عنه من الكفر والفسوق وأنواع المعاصي قد علم بذلك النهي أنه قد حُرّم سواء كان بدعة أو لم يكن بدعة!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/305)
فإذا كان لا منكر في الدين إلا ما نهى عنه بخصوصه!
سواء كان مفعولا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو لم يكن!
وما نهى عنه فهو منكر سواء كان بدعة أو لم يكن!
صار وصف البدعة عديم التأثير لا يدل وجوده على القبح ولا عدمه على الحسن!
بل يكون قوله كل بدعة ضلالة بمنزلة قوله كل عادة ضلالة!
أو كل ما عليه العرب والعجم فهو ضلالة!
ويراد بذلك أن ما نهى عنه من ذلك فهو الضلالة
وهذا تعطيل للنصوص من نوع التحريف والإلحاد ليس من نوع التأويل السائغ وفيه من المفاسد أشياء:
أحدها: سقوط الاعتماد على هذا الحديث!
فإن ما علم أنه منهي عنه بخصوصه فقد علم حكمه بذلك النهي، وما لم يعلم فلا يندرج في هذا الحديث!
فلا يبقى في هذا الحديث فائدة مع كون النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخطب به في الجمع ويعده من جوامع الكلم
الثاني: أن لفظ البدعة ومعناها يكون اسما عديم التأثير فتعليق الحكم بهذا اللفظ أو المعنى تعليق له بما لا تأثير له كسائر الصفات العديمة التأثير
الثالث: أن الخطاب بمثل هذا إذا لم يقصد إلا الوصف الآخر وهو كونه منهيا عنه [فهو] كتمان لما يجب بيانه وبيان لما لم يقصد ظاهره فإن البدعة والنهي الخاص بينهما عموم وخصوص، إذ ليس كل بدعة جاء عنها نهي خاص وليس كل ما جاء فيه نهي خاص بدعة
فالتكلم بأحد الاسمين وإرادة الآخر تلبيس محض لا يسوغ للمتكلم إلا أن يكون مدلسا كما لو قال الأسود وعنى به الفرس أو الفرس وعنى به الأسود
الرابع: أن قوله كل بدعة ضلالة وإياكم ومحدثات الأمور إذا أراد بهذا ما فيه نهي خاص كان قد أحالهم في معرفة المراد بهذا الحديث على مالا يكاد يحيط به أحد ولا يحيط بأكثره إلا خواص الأمة ومثل هذا لا يجوز بحال
الخامس: أنه إذا أريد به ما فيه النهي الخاص كان ذلك أقل مما ليس فيه نهي خاص من البدع فإنك لو تأملت البدع التي نهى عنها بأعيانها وما لم ينه عنها بأعيانها وجدت هذا الضرب هو الأكثر واللفظ العام لا يجوز أن يراد به الصور القليلة أو النادرة
فهذه الوجوه وغيرها توجب القطع بأن هذا التأويل فاسد لا يجوز حمل الحديث عليه سواء أراد المتأول أن يعضد التأويل بدليل صارف أو لم يعضده فإن على المتأول بيان جواز إرادة المعنى الذي حمل الحديث عليه من ذلك الحديث ثم بيان الدليل الصارف له إلى ذلك
وهذه الوجوه تمنع جواز إرادة هذا المعنى بالحديث " ا. هـ
وقال:
" ولا يحل لأحد أن يقابل هذه الكلمة الجامعة من رسول الله صلى الله عليه و سلم الكلية وهي قوله كل بدعة ضلالة بسلب عمومها وهو أن يقال ليست كل بدعة ضلالة فإن هذا إلى مشاقة الرسول أقرب منه إلى التأويل ...
فإنَّ قَصْد التعميم المحيط ظاهر من نص رسول الله صلى الله عليه و سلم بهذه الكلمة الجامعة فلا يعدل عن مقصوده بأبي هو وأمي صلى الله عليه و سلم " ا. هـ
وقال الحافظ في الفتح:
" فَالْبِدْعَة فِي عُرْف الشَّرْع مَذْمُومَة "
و قال الحافظ ابن حجر:
" تطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة "
وقال كما سبق:
" وَأَمَّا " الْبِدَع " فَهُوَ جَمْع بِدْعَة وَهِيَ كُلّ شَيْء لَيْسَ لَهُ مِثَال تَقَدَّمَ فَيَشْمَل لُغَة مَا يُحْمَد وَيُذَمّ، وَيَخْتَصّ فِي عُرْف أَهْل الشَّرْع بِمَا يُذَمّ وَإِنْ وَرَدَتْ فِي الْمَحْمُود فَعَلَى مَعْنَاهَا اللُّغَويِ " ا. هـ
وممن تعقب تقسيم العز بن عبد السلام للبدعة إلى أحكام الشريعة الخمسة العلامة زروق في " شرح رسالة القيرواني "، قال بعد ذكر هذا التقسيم متعقبا:
(قال المحققون: إنما تدور ـ أي البدعة ـ بين محرم ومكروه؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: " كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة " ا. هـ
وأنبه إلى أن الانكار على تقسيم العز إنما هو باعتبار ما يجره من إيهام بأن التقسيم يخص البدعة الشرعية وإنكاره بهذا المعنى حق لا غبار عليه أما بالنظر إلى أنه تقسيم عام شامل للبدعية اللغوية ونظن أنه مراد العز فهذا لا إشكال فيه في ذاته ولكن ننفر عنه لما يحدثه من إيهام اختصاصه بالبدعة الشرعية.
وقال العلامة أبو الطيب آبادي في عون المعبود شرح سنن أبي داود:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/306)
" وَقَدْ ذَكَرَ الْإِمَام أَبُو مُحَمَّد بْن عَبْد السَّلَام أَنَّ الْبِدَع عَلَى خَمْسَة أَقْسَام: وَاجِبَة وَمُحَرَّمَةٌ وَمَكْرُوهَةٌ وَمُسْتَحَبَّةٌ وَمُبَاحَةٌ، قَالَ وَمِنْ أَمْثِلَةِ الْبِدَعِ الْمُبَاحَةِ الْمُصَافَحَةُ عَقِبَ الصُّبْح وَالْعَصْر اِنْتَهَى.
وَرَدَّ عَلَيْهِ الْعَلَّامَةُ عَلِيٌّ الْقَارِي فِي شَرْح الْمِشْكَاةِ فَقَالَ: وَلَا يَخْفَى أَنَّ فِي كَلَام الْإِمَام نَوْعُ تَنَاقُضٍ ...
فَإِنَّ مَحَلّ الْمُصَافَحَة الْمَشْرُوعَة أَوَّل الْمُلَاقَاة وَقَدْ يَكُون جَمَاعَة يَتَلَاقَوْنَ مِنْ غَيْر مُصَافَحَة وَيَتَصَاحَبُونَ بِالْكَلَامِ وَمُذَاكَرَةِ ُثمَّ إِذَا صَلَّوْا يَتَصَافَحُونَ فَأَيْنَ هَذَا مِنْ السُّنَّة الْمَشْرُوعَةِ، وَلِهَذَا صَرَّحَ بَعْض عُلَمَائِنَا بِأَنَّهَا مَكْرُوهَةٌ مِنْ الْبِدَع الْمَذْمُومَة اِنْتَهَى كَلَامه.
قُلْت: وَاَلَّذِي قَالَهُ عَلِيٌّ الْقَارِي هُوَ الْحَقّ وَالصَّوَاب، وَقَوْل النَّوَوِيّ خَطَأ. وَتَقْسِيم الْبِدَع إِلَى خَمْسَة أَقْسَام كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْإِمَام اِبْن عَبْد السَّلَام وَتَبِعَهُ عَلَيْهِ الْإِمَام النَّوَوِيّ أَنْكَرَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءُ الْمُحَقِّقِينَ وَمِنْ آخِرِهِمْ شَيْخُنَا الْقَاضِي الْعَلَّامَة بَشِير الدِّين الْقِنَّوْجِيُّ رَحِمَهُ اللَّه فَإِنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِ رَدًّا بَالِغًا.
قُلْت: وَكَذَا الْمُصَافَحَة وَالْمُعَانَقَة بَعْد صَلَاة الْعِيدَيْنِ مِنْ الْبِدَعِ الْمَذْمُومَةِ الْمُخَالِفَةِ لِلشَّرْعِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار
" وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ قَوَاعِدِ الدِّينِ؛ لِأَنَّهُ يَنْدَرِجُ تَحْتَهُ مِنْ الْأَحْكَامِ مَا لَا يَأْتِي عَلَيْهِ الْحَصْرُ.
وَمَا أَصْرَحَهُ وَأَدَلَّهُ عَلَى إبْطَالِ مَا فَعَلَهُ الْفُقَهَاءُ مِنْ تَقْسِيمِ الْبِدَعِ إلَى أَقْسَامٍ وَتَخْصِيصِ الرَّدِّ بِبَعْضِهَا بِلَا مُخَصِّصٍ مِنْ عَقْلٍ وَلَا نَقْلٍ فَعَلَيْك إذَا سَمِعْت مَنْ يَقُولُ هَذِهِ بِدْعَةٌ حَسَنَةٌ بِالْقِيَامِ فِي مَقَامِ الْمَنْعِ مُسْنِدًا لَهُ بِهَذِهِ الْكُلِّيَّةِ وَمَا يُشَابِهُهَا مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ} طَالِبًا لِدَلِيلِ تَخْصِيصِ تِلْكَ الْبِدْعَةِ الَّتِي وَقَعَ النِّزَاعُ فِي شَأْنِهَا بَعْدَ الِاتِّفَاقِ عَلَى أَنَّهَا بِدْعَةٌ، فَإِنْ جَاءَك بِهِ قَبِلْته، وَإِنْ كَاعَ كُنْت قَدْ أَلْقَمْته حَجَرًا وَاسْتَرَحْت مِنْ الْمُجَادَلَةِ.
وَمِنْ مَوَاطِنِ الِاسْتِدْلَالِ لِهَذَا الْحَدِيثِ كُلُّ فِعْلٍ أَوْ تَرْكٍ وَقَعَ الِاتِّفَاقُ بَيْنَك وَبَيْنَ خَصْمِك عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَالَفَك فِي اقْتِضَائِهِ الْبُطْلَانَ أَوْ الْفَسَادَ ا. هـ
وقال الإمام الصنعاني رحمه الله: ليس في البدعة ما يمدح بل كل بدعة ضلالة. اهـ.
كما في كتاب سبل السلام له
وقال العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ عن التقسيم:
" هذا التقسيم في غاية المناقضة لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة "، وفي رواية النسائي: " وكل ضلالة في النار " وروى أصحاب السنن عن العرباض بن سارية، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عَضُّو عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة ".
وكلام العلماء في رد هذا التقسيم كثير حتى قال الغماري وهو على شرط الأستاذ:
"زلةٌ قبيحةٌ، حيث جعلوا البدعة مندوبة ... "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/307)
فالاستاذ مع تجاهله لكل هذه اللآلئ والدرر من معين الوحي الصافي ومن واحة السلف الصالح الزاهية ومن ينابيع أهل العلم المحققين العذبة ومع مخالفته لهذا الهدي الرباني تجاهلا ومخالفة، مع كل هذا نجده يحرص على تصوير مخالفه بالتفرد في رد التقسيم الذي حكاه عن العز ومن معه؟
فقد تكلم الأستاذ عن العز مثنيا عليه وعلى تقسيمه للبدعة ثم قال:
(اللي بعدوا [بعد العز] قبلوا التقسيم، وأنت ترد)
فانظر إلى إصراره على رمي مخالفه بالتفرد والشذوذ ظلما وعدوانا وجحدا ومكرا وكيدا وحقدا!!
فأسأل الله العلي العظيم أن يقتص لنا من هذا الظلم
بل ودعواه أن من بعد العز قبلوه هو من التزوير الذي جعله الأستاذ مهمة لا تغيب.
وهؤلاء كل من ذكرنا من العلماء ينكرونه حتى قال العلامة أبو الطيب آبادي شارح أبي داود:
" وَتَقْسِيم الْبِدَع إِلَى خَمْسَة أَقْسَام كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْإِمَام اِبْن عَبْد السَّلَام وَتَبِعَهُ عَلَيْهِ الْإِمَام النَّوَوِيّ أَنْكَرَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءُ الْمُحَقِّقِينَ وَمِنْ آخِرِهِمْ شَيْخُنَا الْقَاضِي الْعَلَّامَة بَشِير الدِّين الْقِنَّوْجِيُّ رَحِمَهُ اللَّه فَإِنَّهُ رَدَّ عَلَيْهِ رَدًّا بَالِغًا "
فإلى الله المشتكى من هذا الظلم المركب.
فأين تلك الأقوال المتتابعة على إنكار كلام العز لا نقلها الأستاذ أمانة للعلم ولا سكت عنها بل تجرأ على نفيها وزعم أن من بعده قبلوا التقسيم وعاب مخالفه ظلما
3ـ هجْر الأستاذ للتعريف الصريح الخاص بالبدعة الشرعية وترْك الإشارة إليه مطلقا هجرا كاملا
فقد سبق ما جاء في تعريفات الأستاذ مِن خَرق للعلم وللأمانة، ومن مجانبته للأمانة جحدُه التعريف الخاص بالبدعة الشرعية.
وبيان البدعة الشرعية هو كما يلي:
قال شيخ الإسلام:
" وأما البدعة الشرعية فكل مالم يدل عليه دليل شرعي "
وقال ابن كثير في تفسيره:
" وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة: هو بدعة؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها " ا. هـ
و عرفها الحافظ بقوله كما في نزهة النظر:
" هي اعتقاد ما أحدث على خلاف المعروف عن النبي صلى الله عليه و سلم لا بمعاندة بل بنوع شبهة " ا. هـ
وقال السخاوي عن البدعة شرعا:
" ولكنها خصت شرعا بالمذموم مما هو خلاف المعروف عن النبي صلى الله عليه و سلم فالمبتدع من اعتقد ذلك لا بمعاندة بل بنوع شبهة " ا. هـ
وقد سبق كلامه كاملا
وقال السيوطي في الأمر بالاتباع:
" البدعة عبارة عن فعلة تصادم الشريعة بالمخالفة أو توجب التعاطي عليها بزيادة أو نقصان ".
وجاء في مواهب الجليل
" قَالَ فِي شَرْحِهِ الشَّيْخُ زَرُّوق وَالْبِدْعَةُ لُغَةً الْمُحْدَثُ، وَفِي الشَّرْعِ إحْدَاثُ أَمْرٍ فِي الدِّينِ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مِنْهُ وَلَيْسَ مِنْهُ، وَمَرْجِعُهُ لِاعْتِقَادِ مَا لَيْسَ بِقُرْبَةٍ عَلَى وَجْهِ الْحُكْمِ بِذَلِكَ ا. هـ
وأما اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة أجزل الله لأعضائها المثوبة فعرفوها بقولهم:
" أما البدعة الدينية فهي: كل ما أحدث في الدين مضاهاة لتشريع الله " ا. هـ
وفي فتاوى الأزهر وفق الله أصحابه لكل خير وأجزل لهم المثوبة جاء فيها:
" وأفيد سعادتكم أن كل عبادة لم يرِد بها نص عن النبى صلى اللّه عليه وسلم.
ولم يأت فى عمله - صلى اللّه عليه وسلم - ولا فى عمل أصحابه اقتداء به وإن لم نعرف وجهة الاقتداء فهى بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار فهى ممقوتة للشارع يجب منعها ا. هـ
ثم جاء في عقب هذا الكلام أحكام على عدة أعمال بالبدعية منها:
ـ قراءة بقية سورة الكهف جهرا يوم الجمعة لأجل عدم غوغاء الفلاحين بالكلام الدنيوى.
ـ الترقية قبل الخطبة مع مراعاة الآداب فى الإلقاء وحديث إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب إلى أخره.
ـ الأذان قبل الوقت يوم الجمعة بما يشتمل على استغاثات وصلوات على النبى - صلى اللّه عليه وسلم - لتنبيه الفلاحين الموجودين بالغيطان الغافلين عن مكان الجمعة.
ـ الصلاة والسلام على النبى - صلى اللّه عليه وسلم - عقب الأذان فى الأوقات الخمس إلا المغرب.
ـ الذكر جهرا أمام الجنازة بكيفية معتدلة خالية عن التلحين ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/308)
فكل هذه عدوها بدعا كأمثلة للتعريف وهي مسؤول عنها بعينها في السؤال.
واستثنوا الأذان بين يدي الخطيب فجوزوه من دون الأمثلة السابقة
مع أن في بعض الفتاوى لهم ما يخالف هذا التطبيق وكأنه لاختلاف المجيب لأن الجواب ليس جماعيا
وسيأتي ملخص يوضح ما اشتملت عليه هذه التعريفات.
وقال الإمام الهمام جبل هذا العلم الشاطبي رحمه الله وقد أخرت تعريفه لما احتواه من بسط حيث قال:
" ومن هذا المعنى [يعني اللغوي] سميت البدعة [يعني الشرعية] بدعة فاستخراجها للسلوك عليها هو الابتداع وهيئتها هي البدعة وقد يسمى العلم المعمول على ذلك الوجه بدعة فمن هذا المعنى سمي العمل الذي لا دليل عليه في الشرع بدعة وهو إطلاق أخص منه في اللغة حسبما يذكر بحول الله ...
ثم قال:
فأفعال العباد وأقوالهم لا تعدو هذه الأقسام الثلاثة:
ـ مطلوب فعله
ـ ومطلوب تركه
ـ ومأذون في فعله وتركه
والمطلوب تركه لم يطلب تركه إلا لكونه مخالفا للقسمين الأخيرين لكنه على ضربين:
أحدهما: أن يطلب تركه وينهى عنه لكونه مخالفة خاصة مع مجرد النظر عن غير ذلك، وهو إن كان محرما سمي فعلا معصية وإثما وسمي فاعله عاصيا وآثما، وإلا لم يسم بذلك ودخل في حكم العفو حسبما هو مبين في غير هذا الموضع ولا يسمى بحسب الفعل جائزا ولا مباحا لأن الجمع بين الجواز والنهي جمع بين متنافيين
والثاني: أن يطلب تركه وينهى عنه لكونه مخالفة لظاهر التشريع من جهة ضرب الحدود وتعيين الكيفيات والتزام الهيئات المعينة أو الأزمنة المعينة مع الدوام ونحو ذلك، وهذا هو الابتداع والبدعة ويسمى فاعله مبتدعا.
فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة وإنما يخصها بالعبادات
وأما على رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة فيقول: البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية " ا. هـ
والأول هو تعريف البدعة الشرعية، أما هذا الثاني الذي يشمل العادات فهو تعريف شامل للبدعة اللغوية المتصل فعلها بالشرع
ثم قال شارحا:
" وقوله في الحد تضاهي الشرعية يعني أنها تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون في الحقيقة كذلك بل هي مضادة لها من أوجه متعددة
منها: وضع الحدود كالناذر للصيام قائما لا يقعد ضاحيا لا يستظل والاختصاص في الانقطاع للعبادة والاقتصار من المأكل والملبس على صنف دون صنف من غير علة ..
ومنها: التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه و سلم عيدا وما أشبه ذلك
ومنها: التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة كالتزام صيام يرم النصف من شعبان وقيام ليلته
وثم أوجه تضاهي بها البدعة الأمور المشروعة فلو كانت لا تضاهي الأمور المشروعة لم تكن بدعة ـ لأنها تصير من باب الأفعال العادية
وأيضا فإن صاحب البدعة إنما يخترعها ليضاهي بها السنة " ا. هـ
إلى أن قال:
" وفي الحد أيضا معنى آخر مما ينظر فيه وهو أن البدعة من حيث قيل فيها: أنها طريقة في الدين مخترعة ـ إلى آخره ـ يدخل في عموم لفظها البدعة التركية كما يدخل فيه البدعة غير التركية " ا. هـ
حتى قال القرافي وهو ممن تأثر بتقسيم العز:
" فَالْبِدْعَةُ إذَا عَرَضَتْ تُعْرَضُ عَلَى قَوَاعِدِ الشَّرِيعَةِ وَأَدِلَّتِهَا فَأَيُّ شَيْءٍ تَنَاوَلَهَا مِنْ الْأَدِلَّةِ وَالْقَوَاعِدِ أُلْحِقَتْ بِهِ مِنْ إيجَابٍ أَوْ تَحْرِيمٍ أَوْ غَيْرِهِمَا، وَإِنْ نَظَرَ إلَيْهَا مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ بِالنَّظَرِ إلَى كَوْنِهَا بِدْعَةً مَعَ قَطْعِ النَّظَرِ عَمَّا يَتَقَاضَاهَا كُرِهَتْ فَإِنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي الِاتِّبَاعِ، وَالشَّرَّ كُلَّهُ فِي الِابْتِدَاعِ " ا. هـ
قال الحافظ في الفتح عن حديث الذي ذبح أضحيته قبل صلاة العيد:
" قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة: وفيه أنَّ العملَ وإن وافق نية حسنة لَم يصح إلاَّ إذا وقع على وفق الشرع " ا. هـ
نجد مما تقدم أنه قد اجتمع في تعريف البدعة الآتي:
1ـ كل فعل أو قول لم يدل عليه مستند من حديث أو آية أو أثر صحابي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/309)
2ـ ولو كان أصله مشروعا كأن يكون المحدَث مجرد زيادة أو نقصان على ما هو مشروع
3ـ فتحصل المشابهة والمضاهاة للتشريع باعتبار أن تلك الزيادة من شأن الشارع في أشباهها من العبادات
4ـ كتحديدات مكانية أو زمانية أو وصفية يداوَم عليها ونحوها من التحديدات فكل العبادات لم تأت مجردة من تحديد إما صفة وهو أعمها وإما بأكثر من ذلك فإحداث تحديدات محدثة هي مشابهة لتحديدات الشارع
5ـ وبدافع الإكثار من التعبد غالبا وربما من باب النشاط الطارئ أحيانا ولو مع إقلال
6ـ ولو لم يظهر منها معارضة للشرع سوى أنها محدثة
7ـ ولو كان الدافع شبهة لا عنادا.
8ـ وكلها مذموم ليس فيها ما يمدح
وهذه النقاط توضح ما دل عليه مجموع تلك التعريفات وكل ما سيأتي إنما هو إيضاح لها.
ولا أعرف عالما معتبرا خالف في حد البدعة هذا سوى على سبيل الشذوذ، وإنما قد تجد من بعض المتأخرين المخالفة في بعض التطبيقات
وستأتي جملة وافرة من التطبيقات عن السلف والأئمة من بعدهم تُجلي لك تماما أن البدعة بالمعنى الذي اجتمعت عليه تلك التعريفات هو المتفق عليه عندهم، وهو الذي لا يصح سواه عن السلف.
والعلماء الذين نقلنا تعريفاتهم، فمنهم من تأثر ببعض ذلك كالسخاوي وهو متأخر جدا وأما السيوطي فأقلهم خطأ ولكن تجد لهم تطبيقات صحيحة كثيرة لا تجدها لدى مروجي البدع في زماننا
مما يدل على أن معنى البدعة بذلك الانفتاح والانفلات لا يتصل بطرائق حتى المتأخرين من أهل العلم إلا شذوذا
كالقول بأنه يسوغ إقامة المحدثات ما لم تصادم أصول الشرع فهذا والله ضلال مبين
ولذلك لا تجد من الأئمة المحققين ولو من المتأخرين من يقول بهذا سوى على سبيل الشذوذ لو وجد.
وستأتي جملة وافرة من التطبيقات عن السلف والأئمة من بعدهم تُجلي لك تماما أن البدعة بالمعنى الذي اجتمعت عليه تلك التعريفات هو المتفق عليه عندهم، وهو الذي لا يصح سواه عن السلف، لكن اخترت لك الآن بعضا منها مما يبرز جانبا مهما من معناها لطالما أنكره الأستاذ وهو اعتبارهم سبب الحكم بالبدعة وتعليلهم بأنه لأجل عدم وروده عن النبي وصحابته أو السلف وحدوثه بعدهم وهو معنى لا يحتاج إلى الاستدلال ولكن الأستاذ اضطرنا إليه
ـ فمما جاء عنهم في هذا:
عن مالك: سئل عن القراءة بالمسجد [يعني مخصصة بعقب الصلوات] فقال:
لم يكن بالأمر القديم وإنما هو شيء أحدث ولم يأت آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها والقرآن حسن
قال ابن رشد: يريد التزام القراءة في المسجد بإثر صلاة من الصلوات على وجه ما مخصوص حتى يصير ذلك كله كما بجامع قرطبة إثر صلاة الصبح (قال): فرأى ذلك بدعة.
قال ابن وضاح في البدع والنهي عنها:
نا محمد بن عمرو، عن مصعب قال: سئل سفيان عن رجل يكثر قراءة قل هو الله أحد، لا يقرأ غيرها كما يقرأها، فكرهه، وقال: «إنما أنتم متبعون، فاتبعوا الأولين، ولم يبلغنا عنهم نحو هذا، وإنما نزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء»
وعن إحداث كيفية في الركوع مخالفة للسنة
قال عبد الرزاق عن ابن جريج قال قال إنسان لعطاء: إني أرى أناسا إذا ركعوا خفضوا رؤوسهم، حتى كانوا يجعلون أذقانهم بين رجلهم، فقال: لا، هذه بدعة، لم يكن من مضى يصنعون ذلك
وفي الفروع عَنْ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: سَأَلْت أَحْمَدَ [بن حنبل] عَنْ الرَّجُلِ يَقُولُ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ: الصَّلَاةَ قَالَ لَا يَقُولُ الصَّلَاةَ، كَرِهَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، إنَّمَا كَرِهَهُ لِأَنَّهُ مُحْدِثٌ
وفي أسنى المطالب:
" قَالَ [العز] ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْقِيَامُ لِلْمُصْحَفِ بِدْعَةٌ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْهَدْ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ "
وفي المجموع للنووي:
" وقال القاضي أبو الطيب في تعليقه وآخرون يلتفت إليه في حال انصرافه كالمتحزن عليه * وقال جماعة من أصحابنا يخرج ماشيا تلقاء وجهه ويولي الكعبة ظهره ولا يمشي قهقرة أي كما يفعله كثير من الناس قالوا بل المشي قهقري مكروه لانه بدعة ليس فيه سنة مروية ولا أثر لبعض الصحابة فهو محدث لا أصل له فلا يفعل ا. هـ
قال الإمام ابن رجب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/310)
" وفي هذه الأزمان التي بَعُدَ العهد فيها بعُلوم السلف يتعيَّن ضبطُ ما نُقِلَ عنهم مِنْ ذلك كلِّه، ليتميَّزَ به ما كان من العلم موجوداً في زمانهم، وما حدث من ذلك بعدَهم، فيُعْلَم بذلك السنةُ من البدعة ا. هـ
وقال في البحر الرائق:
" وَظَاهِرُ مَا فِي فَتْحِ الْقَدِيرِ اخْتِيَارُ أَنَّهُ بِدْعَةٌ فَإِنَّهُ قَالَ:
قَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ: لَمْ يَثْبُتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَرِيقٍ صَحِيحٍ وَلَا ضَعِيفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الِافْتِتَاحِ أُصَلِّي كَذَا وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بَلْ الْمَنْقُولُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَهَذِهِ بِدْعَةٌ.
وَسُئِلَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ عَنْ الرَّجُل يَذْكُرُ فَيَقُولُ: اللَّهُ اللَّهُ وَيَقْتَصِرُ عَلَى ذَلِكَ هَلْ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ أَمْ لَا؟ وَإِذَا لَمْ يَكُنْ بِمَثَابَتِهِ فَهَلْ هُوَ بِدْعَةٌ لَمْ تُنْقَلْ عَنْ السَّلَفِ أَمْ لَا؟ فَأَجَابَ هَذِهِ بِدْعَةٌ لَمْ تُنْقَلْ عَنْ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ وَإِنَّمَا يَفْعَلُهُ الْجَهَلَةُ، وَالذِّكْرُ الْمَشْرُوعُ كُلُّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ جُمْلَةً فِعْلِيَّةً أَوْ اسْمِيَّةً وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَذْكَارِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِ الرَّسُولِ وَاتِّبَاعِ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ دُونَ الْأَغْبِيَاءِ مِنْ الْجَاهِلِينَ انْتَهَى.
والأمثلة على هذا يعسر حصرها والله كلها تدل على أن السلف يعللون تبديعهم للأعمال ويُرجعون سبب حكمهم بالبدعة لكونها محدثة لم تكن على عهد رسول الله ولا صحابته
ولكون هذه الأمثلة لا تحصر فإني أعتبر تشنيع الأستاذ في هذا على مخالفه ودعواه أن هذا لا يوجد هو استخفاف بالقناة التي جعلها منبرا للخلط بل واستخاف بالشرع قبل ذلك واستخفاف بالمسلمين كافة
ـ ومما يجلّي مفهوم البدعة عند السلف أيضا أنهم حتى فيما ثبت عن النبي من عمله أو اختلفوا في ثبوته عن النبي نجدهم يحكمون ببدعيته بمجرد عدم علمهم بأنه ثابت، أو ترجيحهم عدم ثبوته.
وهذا يدل بجلاء على أنه حتى ما كان لا ينافي أصول الشرع فإنهم يعتبرونه بدعة ما دام أنه حسب علمهم محدث.
ولو كانوا يراعون ما جاءت به النصوص العامة وما لا يصادم أصول الشرع كما زعم المخالف لما حكموا بالبدعة على تلك الأعمال لمجرد عدم علمهم بالنصوص الخاصة مع أنها جاءت بها النصوص العامة وهذا يبطل مزاعم المخالفين.
وأكتفي بمثال واحد من بين أمثلة كثيرة تركتها خشية الإطالة.
فعن عائشة وبعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهن أمرن بجنازة سعد بن مالك رضي الله عنه أن يُمَر بها عليهن، فمُر به في المسجد فجعل يوقف على الحجر فيصلين عليه
ثم بلغ عائشة رضي الله عنها أن بعض الناس عاب ذلك وقال هذه بدعة ما كانت الجنازة تدخل المسجد
فقالت: ما أسرع الناس إلى أن يعيبوا ما لاعلم لهم به عابوا علينا أن دعونا بجنازة سعد تدخل المسجد وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل ابن بيضاء إلا في جوف المسجد
فهل كانت صلاة الجنازة في المسجد تصادم أصول الشرع حتى حكم أولئك ببدعيتها أو إنكارها؟
4ـ إنكاره للبدعة الإضافية
أنكر الأستاذ وجود ما يسمى بالبدعة الإضافية والتي تصدق على أكثر الأمثلة في هذا الباب، بل هي المقصودة بكل ما سبق وسيأتي، وهذه نتيجة حتمية لما طرحه من مفهوم للبدعة مخالف لما كان عليه السلف بل لما كان عليه عامة أهل العلم المحققين، وبيانه كالتالي
البدعة الاضافية هي ما كان أصله مشروعا كالاعتكاف بصورته الشرعية، ولكن على وجه محدث كأن يكون في غير المسجد
فسيأتي عن ابن عباس حكمه عليه بالبدعة لأن المكان محدث لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في غير المسجد يعني الاعتكاف المخصوص في السنة
فمع أن الاعتكاف عبادة لكن فعله على وجه محدث صيره بدعة وهذه هي البدعة الاضافية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/311)
والإضافة في كونها: من جانب هي عبادة، ومن جانب هي محدثة
فهي بدعة نسبية أو إضافية
وهكذا كل عبادة تُحدَّد وتُخصَّص بغير دليل شرعي سواء بوقت أو عدد أو سبب أوكيفية (صفة) أو مكان
فالصيام عبادة عظيمة لكن من كان يخص شهر ربيع الأول بالصيام فيكون قد أحدث وابتدع لأن النبي لم يكن يخص ربيعا الأول بالصيام
فمِن جانبِ أصلِ العمل هو عبادة ومن جانب تخصيص ربيع الأول هو محدث وبدعة فيكون الحكم على مجموع العمل بأنه محدث
وهكذا
قال الشاطبي رحمه الله:
" ومن البدع الإضافية التي تقرب من الحقيقية أن يكون أصل العبادة مشروعا إلا أنها تخرج عن أصل شرعيتها بغير دليل توهما أنها باقية على أصلها تحت مقتضى الدليل وذلك بأن يقيد إطلاقها بالرأي أو يطلق تقييدها وبالجملة فتخرج عن حدها الذي حد لها ..
فإذا خص منه يوما من الجمعة بعينه أو أياما من الشهر بأعيانها ـ لا من جهة ما عينه الشارع ـ فإن ذلك ظاهر بأنه من جهة اختيار المكلف كيوم الأربعاء مثلا أو الجمعة والسابع والثامن في الشهر وما أشبه ذلك بحيث لا يقصد بذلك وجها بعينه مما لا ينثني عنه فإذا قيل له: لم خصصت تلك الأيام دون غيرها؟ لم يكن له بذلك حجة غير التصميم أو يقول: إن الشيخ الفلاني مات فيه أو ما أشبه ذلك فلا شك أنه رأي محض بغير دليل ضاهى به تخصيص الشارع أياما بأعيانها دون غيرها فصار التخصيص من المكلف بدعة إذ هي تشريع بغير مستند
ومن ذلك تخصيص الأيام الفاضلة بأنواع من العبادات التي لم تشرع لها تخصيصا كتخصيص اليوم بكذا وكذا من الركعات أو بصدقة كذا وكذا أو الليلة الفلانية بقيام كذا وكذا ركعة أو بختم القرآن فيها أو ما أشبه ذلك فإن ذلك التخصيص والعمل به إذا لم يكن بحكم الوفاق أو بقصد يقصد مثله أهل العقل والفراغ والنشاط كان تشريعا زائدا " ا. هـ
فالتخصيص الغير مقصود كمن لا يجد وقتا لعبادة ما إلا في وقت خاص لظروف شغل أو نحوه فلا يدخل في البدعة، لأنه لم يقصد وكذا من خطر له في وقت من الأوقات أن يتقرب إلى الله بعبادة من العبادات ثم كررها في نفس الوقت، ولو مرارا دون تقصّد ولا تحري فلا يدخل في البدعة خلافا لما ألصقه الأستاذ بمخالفيه تشويها وتشنيعا.
ثم قال الشاطبي:
" ومن ذلك أيضا جميع ما تقدم في فضل السنة التي يكون العمل بها ذريعة إلى البدعة من حيث إنها عمل بها ولم يعمل بها سلف هذه الأمة
ومنه تكرار السورة الواحدة في التلاوة أو في الركعة الواحدة فإن التلاوة لم تشرع على ذلك الوجه ولا أن يخص من القرآن شيئا دون شيء لا في صلاة ولا في غيرها ـ فصار المخصص لها عاملا برأيه في التعبد لله
وخرج ابن وضاح عن مصعب قال: سئل سفيان عن رجل يكثر قراءة: {قل هو الله أحد} لا يقرا غيرها كما يقرؤها فكرهه وقال: إنما أنتم متبعون فاتبعوا الأولين ولم يبلغنا عنهم نحو هذا وإنما أنزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء
وخرج أيضا ـ وه في العتبية من سماع ابن القاسم ـ عن مالك رحمه الله أنه سئل على قراءة {قل هو الله أحد} مرارا في الركعة الواحدة فكره ذلك وقال: هذا من محدثات الأمور التي أحدثوا" ا. هـ
ومما أجاب به عما يروجه بعضهم من تسويغ للبدع التي من هذا النوع بحجة أنها مشروعة في أصلها مبينا أن الحكم إنما يبنى على مجموع العمل بما فيه من قيد محدث فيكون العمل محدثا بالمآل
قال الصيرفي الماهر الإمام الشاطبي رحمه الله:
" فإذا كانت الصفة الزائدة على المشروع على هذه النسبة صار المجموع منهما غير مشروع فارتفع اعتبار المشروع الأصلي
ومن أمثلة ذلك أيضا قراءة القرآن بالإدارة على صوت واحد فإن تلك الهيئة زائدة على مشروعية القراءة وكذلك الجهر الذي اعتاده أرباب الزوايا ..
واعلموا أنه حيث قلنا: إن العمل الزائد على المشروع يصير وصفا لها أو كالوصف فإنما يعتبر بأحد أمور ثلاثة: إما القصد وإما بالعادة وإما بالشرع أو النقصان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/312)
أما بالعادة فكالجهر والاجتماع في الذكر المشهور بين متصوفة الزمان فإن بينه وبين الذكر المشروع بونا بعيدا إذ هما كالمتضادين عادة وكالذي حكى ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال: مر عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه وهو يقول: سبحوا عشرا وهللوا عشرا: فقال عبد الله: إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم أو أضل بل هذه (يعني أضل) وفي رواية عنه أن رجلا كان يجمع الناس فيقول: رحم الله من قال كذا وكذا مرة سبحان الله ـ قال ـ فيقول القوم ويقول: رحم الله من قال كذا وكذا مرة الحمد لله ـ قال ـ فيقول القوم ـ قال ـ فمر بهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال لهم: هديتم لما لم يهد نبيكم! وإنكم لتمسكون بذنب ضلالة
وذكر له أن ناسا بالكوفة يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم بين يديه كوما من حصى ـ قال ـ فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد ويقول: لقد أحدثتم بدعة وظلما وقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم علما؟ فهذه أمور أخرجت الذكر المشروع كالذي تقدم من النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة أوالصلوات المفروضة إذا صليت قبل أوقاتها فإنا قد فهمنا من الشرع القصد إلى النهي عنها والمنهي عنه لا يكون متعبدا به وكذلك صيام يوم العيد ...
وعن يونس بن عبيد أن رجلا قال للـ حسن: يا أبا سعيد! ما ترى في مجلسنا هذا؟ قوم من أهل السنة والجماعة لا يطعنون على أحد نجتمع في بيت هذا يوما وفي بيت هذا يوما فنقرأ كتاب الله وندعو لأنفسنا ولعامة المسلمين؟ قال: فنهى الحسن عن ذلك أشد النهي والنقل في هذا المعنى كثير
حكى ابن وضاح عن عبد الرحمن أبي بكرة قال: كنت جالسا عند الأسود بن سريع وكان مجلسه في مؤخر المسجد الجامع فافتتح سورة بني إسرائيل حتى بلغ: (وكبره تكبيرا) فرفع أصواتهم الذين كانوا حوله جلوسا فجاء مجالد بن مسعود متوكئا على عصاه فلما رآه القوم قالوا: مرحبا اجلس قال: ما كنت لأجلس إليكم وإن كان مجلسكم حسنا ولكنكم صنعتم قبلي شيئا أنكره المسلمون فإياكم وما أنكر المسلمون فتحسينه المجلس كان لقراءة القرآن وأما رفع الصوت فكان خارجا عن ذلك فلم ينضم إلى العمل الحسن حتى إذا انضم إليه صار المجموع غير مشروع
ويشبه هذا ما في سماع ابن القاسم عن مالك في القوم يجتمعون جميعا فيقرؤون في السورة الواحدة مثل ما يفعل أهل الإسكندرية فكره ذلك وأنكر أن يكون من عمل الناس
وسئل ابن القاسم أيضا عن نحو ذلك فحكى الكراهية عن مالك ونهى عنها ورآها بدعة " ا. هـ
قال العلامة أبو شامة:
" ولا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصصها بها الشرع بل يكون جميع أفعال البر مرسلة في جميع الأزمان ليس لبعضها على بعض فضل إلا ما فضله الشرع وخصه بنوع من العبادة فان كان ذلك اختص بتلك الفضيلة تلك العبادة دون غيرها كصوم يوم عرفة وعاشوراء ... ومن الأزمان ما جعله الشرع مفضلا فيه جميع أعمال البر كعشر ذي الحجة وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر أي العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر فمثل ذلك يكون أي عمل من اعمال البر حصل فيها كان له الفضل على نظيره في زمن آخر
فالحاصل أن الملكف ليس له منصب التخصيص بل ذلك الى الشارع وهذه كانت صفة عبادة رسول الله قال الحافظ البيهقي في السنن الكبير باب من كره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله من بين الشهور أو صوم يوم من الأيام وساق فيه من الصحيحين حديث أبي سلمة عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وحديث علقمة قال قلت لعائشة رضى الله عنها هل كان رسول الله صلع يخص من الأيام شيئا قالت لا كان عمله ديمة
قال الأمام الشافعي وأكره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان وكذلك يوم من بين الأيام قال وإنما كرهته ليتأسى رجل جاهل فيظن ان ذلك واجب أو فعل حسن
وذكر الشيخ أبو الخطاب في كتاب أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب عن المؤتمن بن أحمد الساجي الحافظ قال كان الإمام عبد الله الأنصاري شيخ خراسان لا يصوم رجب وينهي عن ذلك ويقول ما صح في فضل رجب ولا في صيامة عن رسول الله شيء وقد رويت كراهة صومه عن جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وكان عمر يضرب بالدرة صوامه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/313)
قال وسئل سفيان الثوري رحمه الله تعالى عمن يقرأ قل هو الله أحد لا يقرأ غيرها يكررها فكرهه وقال إنما أنزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء وإنما انتم متبعون ولم يبلغنا عنهم مثل هذا قال محمد بن مسلمة ولا يؤتى شيء من المساجد يعتتقد فيه الفضل بعد المساجد الثلاثة إلا مسجد قباء قال وكره أن يعد له يوما بعينه فيؤتى فيه خوفا من البدعة وأن يطول بالناس زمان فيجعل ذلك عيدا يعتمد أو فريضه تؤخذ ولا بأس أن يؤتى كل حين ما لم تجيء فيه بدعة
وقال
وقرأت في كتاب شرح الجامع للزعفراني الحنفي فصلا حسنا أعجبني إثباته ههنا قال وكان يكره ان يتخذ شيئا من القرآن حتما يوقت لشيء من الصلاة وكره أن تتخذ السجدة وهل أتى على الإنسان لصلاة الفجر يقرآن كل جمعة "
ثم قال:
" وإنما كره الملازمة في قراءة السورة فأما أحيانا فمستحب لأن الحديث قد صح أن النبي صلع قرأهما في صلاة الفجر ولكن فعل ذلك لا يدل على اللزوم ا. هـ
وَقَالَ ابن الحاج فِي الْمَدْخَلِ مشيرا للبدعة الإضافية:
"وَيَنْهَى الْإِمَامُ الْمُؤَذِّنِينَ عَمَّا أَحْدَثُوهُ مِنْ التَّسْبِيحِ بِاللَّيْلِ، وَإِنْ كَانَ ذِكْرَ اللَّهِ حَسَنًا سِرًّا وَعَلَنًا لَكِنْ فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي ذَكَرَهَا الشَّارِعُ وَلَمْ يُعَيِّنْ فِيهَا شَيْئًا مَعْلُومًا "
وقال الإمام القرافي في هذا الشأن أيضا:
" ... بِدَعٌ مَكْرُوهَةٌ، وَهِيَ مَا تَنَاوَلَتْهُ أَدِلَّةُ الْكَرَاهَةِ مِنْ الشَّرِيعَةِ وَقَوَاعِدُهَا كَتَخْصِيصِ الْأَيَّامِ الْفَاضِلَةِ أَوْ غَيْرِهَا بِنَوْعٍ مِنْ الْعِبَادَاتِ وَمِنْ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحِ مَا خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {نَهَى عَنْ تَخْصِيصِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ أَوْ لَيْلَتِهِ} بِقِيَامٍ، وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الزِّيَادَةُ فِي الْمَنْدُوبَاتِ الْمَحْدُودَاتِ كَمَا وَرَدَ فِي التَّسْبِيحِ عَقِيبَ الصَّلَوَاتِ ثَلَاثَةً وَثَلَاثِينَ فَيُفْعَلُ مِائَةٌ وَوَرَدَ صَاعٌ فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ فَيُجْعَلُ عَشَرَةُ آصُعٍ بِسَبَبِ أَنَّ الزِّيَادَةَ فِيهَا إظْهَارُ الِاسْتِظْهَارِ عَلَى الشَّارِعِ، وَقِلَّةُ أَدَبٍ مَعَهُ بَلْ شَأْنُ الْعُظَمَاءِ إذَا حَدَّدُوا شَيْئًا وُقِفَ عِنْدَهُ، وَالْخُرُوجُ عَنْهُ قِلَّةُ أَدَبٍ وَالزِّيَادَةُ فِي الْوَاجِبِ أَوْ عَلَيْهِ أَشَدُّ فِي الْمَنْعِ؛ لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إلَى أَنْ يُعْتَقَدَ أَنَّ الْوَاجِبَ هُوَ الْأَصْلُ، وَالْمَزِيدُ عَلَيْهِ " ا. هـ
واشتهر نقله في كثير من كتب الأئمة المالكية
وقال الحافظ ابن حجر مستدركا على النووي وعلى العز بن عبد السلام:
" قَالَ النَّوَوِيّ: وَأَمَّا تَخْصِيص الْمُصَافَحَة بِمَا بَعْد صَلَاتَيْ الصُّبْح وَالْعَصْر فَقَدْ مَثَّلَ اِبْن عَبْد السَّلَام فِي " الْقَوَاعِد " الْبِدْعَة الْمُبَاحَة مِنْهَا. قَالَ النَّوَوِيّ: وَأَصْل الْمُصَافَحَة سُنَّة، وَكَوْنهمْ حَافَظُوا عَلَيْهَا فِي بَعْض الْأَحْوَال لَا يُخْرِج ذَلِكَ عَنْ أَصْل السُّنَّة.
قُلْت: لِلنَّظَرِ فِيهِ مَجَال، فَإِنَّ أَصْل صَلَاة النَّافِلَة سُنَّة مُرَغَّب فِيهَا وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدَ كَرِهَ الْمُحَقِّقُونَ تَخْصِيص وَقْت بِهَا دُون وَقْت، وَمِنْهُمْ مَنْ أَطْلَقَ تَحْرِيم مِثْل ذَلِكَ كَصَلَاةِ الرَّغَائِب الَّتِي لَا أَصْل لَهَا " ا. هـ
مع أن العز قرر كما سبق في الفتاوى بدعية المصافحة
وقال صاحب كشف الأسرار شرح أصول البزدوي في توضيح البدعة
" وَكَذَا الْجَهْرُ بِالتَّكْبِيرِ دُبُرَ الصَّلَوَاتِ غَيْرُ مَشْرُوعٍ لِلْعَبْدِ فِي غَيْرِ أَيَّامِ التَّكْبِيرِ بَلْ هُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ لِكَوْنِهِ بِدْعَةً ..
وَمَا كَانَ سُنَّةً فِي وَقْتِهِ كَانَ بِدْعَةً فِي غَيْرِ وَقْتِهِ فَلَا يقضى.
الأدلة على منع البدع ولو كانت إضافية:
جل ما سبق بل كله وما سيأتي في التطبيقات دال على المنع من البدع الإضافية بجلاء بل هذا الرد بكامله في هذه الناحية
ومن الأدلة ما رواه أنس رضي الله عنه في الثلاثة رهط الذين استقلّوا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/314)
" أما أنا أصلي الليل أبدا، وقال الآخر: وأنا اصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثالث: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: " أنتم قلتم كذا وكذا أما والله وإني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفكر ,اصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "
فالإكثار من الصلاة والصوم جاءت النصوص العامة تحث عليه وكذا التفرغ من ملاذ الدنيا والإقبال على الطاعة للتكثر من العبادات ولكن كل هذا لما كان مخالفا لما كان عليه عمله صلى الله عليه وسلم كان العمل بتلك النصوص العامة بدعة ضلالة
وترك الزواج مباح في قول جماهير أهل العلم لاستحبابه في الأصل عندهم، والسعي للتفرغ للعبادة والطاعة أمر مطلوب شرعا دلت عليه كثير من النصوص العامة، ولكن لما كان في مجموع هذا مخالفة للسنة، وكان ترك الأول إنما كان سببا لتحقيق الثاني وهذا من المبالغة كان العمل بتلك النصوص العامة بدعة فأين ما يشترطه المخالف من مخالفة النصوص؟
وتأمل كيف كان هذا النوع من العبادة المأمور بها يحمل في حقيقته رغبة عن السنة ومخالفة للسنة وإعراضا عن السنة بينما ظاهره إقبال ومنه تعلم أن العبادة إن لم تكن على السنة فهي ضلال
ويدل على أن فعل العبادة (المشروعة من حيث أصلها) يكون بدعة إذا أضيف إليه قيد محدث من تخصيص لمكان أو نحوه وأن هذا كان ممنوعا وأن المنع أصل ثابت، الذي يدل على هذا ما جاء عَنْ أَنَسٍ قَالَ
قَالَ عُمَرُ:
وَافَقْتُ رَبِّى فِى ثَلاَثٍ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى فَنَزَلَتْ (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ...
رواه البخاري
و عن جعفر بن محمد، عن أبيه، سمع جابرا، يحدث عن حجة النبي، صلى الله عليه وسلم قال: لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم قال له عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم؟ قال: «نعم» قال: أفلا تتخذه مصلى؟، فأنزل الله تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى
فعمر رضي الله عنه لم يجرؤ على اتخاذ المكان خلف المقام مصلى يخصه بالصلاة حتى جاء واستأذن النبي ص في ذلك ولم يجبه النبي ص حتى نزل الوحي.
فكيف يقال إن هذا التخصيص الذي خطر في بال عمر هو مستحب من الأصل ولا يحتاج إلى دليل خاص لعموم الأدلة التي تحث على الإكثار من السجود؟
إذًا لماذا جاء يستأذن النبي ولماذا انتظر النبي الوحي؟
ما ذاك إلا لأنه ممنوع في الأصل والحديث ظاهر في ذلك
وقد تنوعت النصوص للدلالة على أن مجرد كون العمل عبادة لا يعني أنه يكون عبادة دائما، بل متى ما أضيف إليه قيد مخالف للسنة فإنه يفقد شرعيته، لأن الحكم إنما على مجموع العمل بما اتصل به من قيد،
فقراءة القرآن من أعظم القربات إلى الله، ولكن في حال الركوع تكون القراءة منهيا عنها بسبب هذا القيد، ولا يقال القرآن في نفسه منهي عنه وإنما النهي بما دخله من قيد الركوع أو السجود كما جاء النص بذلك، ولا يقال أيضا كيف تكون قراءة القرآن حراما، فهذا اعتراض خاطئ لأن الذي نقل لنا القرآن هو الذي قال بحرمته أو كراهته في هذه الحال
وأيضا الصلاة أعظم أعمال الإسلام لكن إن أديت قبل الغروب أو حال الشروق كانت منهيا عنها لقيد الوقت ليس إلا وهذا منصوص عليه
أيضا إذا خصت ليلة الجمعة بالصلاة أصبحت منهيا عنها لهذا القيد لا بالنظر إلا أصلها
أيضا غسل أعضاء الوضوء بالماء رفعا للحدث هو من أطهر الطاعات لكن إن تجاوز العدد المسنون أصبح منهيا عنه لا باعتبار أصله وإنما لهذا القيد وهو الزيادة على العدد المشروع وفي هذا جاء النهي
أيضا الصوم من أفضل القربات وجنة للعباد، لكن فعله يوم العيد أو يوم الشك على وجه الاحتياط هو منهي عنه، لا باعتبار أصله ولكن لقيد الزمان وفيه جاءت النصوص
وهكذا كل العبادات التي نهى الشارع عنها باعتبار ما يطرأ عليها من قيود لا باعتبار أصلها.
فلا يقال كيف تكون الصلاة التي أمر الله بها حراما أو كيف يكون الصيام أو قراءة القرآن ونحوها من الطاعات كيف تكون هذه العبادات محرمة؟
فهذا كلام من لم يَعِ هذا الباب، وكلام من يردّ الدليل الظاهر بغير دليل.
ومن ذلك ما يطرأ من قيود نهى الشارع عنها بالعموم بحيث كلما اتصلت بعبادة أخرجتها عن أصلها من كونها مشروعة إلى كونها إما محرمة أو مكروهة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/315)
كفعلها رياء، أو فعلها في ظرف يصرف صاحبها عن استشعار شيء من معانيها من شدة انهماك بغرض يحول بين العبد وبين استحضار قلبه كلية حتى يكون أشبه بالذي يدافع الأخبثين ونحو هذا من أحوال
أو فعلها على وجه يجر إلى منكر أشد من مجرد ترك العبادة في ذلك الظرف
إلى غير هذه القيود التي نهى الشارع عنها بالعموم ومع هذا فقيام قيد منها بالعبادة يصيرها ممنوعة خلافا للأصل
وهنا نقول وكذلك كل قيد محدث من تخصيص مكان لم يخصه الشارع، أو زمان أو عدد أو هيئة لأي عبادة، فإن هذا القيد المحدث يُصيّر تلك العبادة ممنوعة، للنصوص التي حرمت الإحداث والابتداع بالعموم.
وبعد هذا فلا ينبغي أن نستشكل تحريم العلماء للدعاء جماعة دبر كل صلاة ولا نقول كيف يكون الدعاء الذي أمر الله به محرما؟
وإنما نفهم أن العلماء لم يحرموه لأنه دعاء، ولكن للقيد المحدث الذي هو مخالف للسنة، فالاجتماع في وقت لم يخصه الشارع هو من المحدثات التي نهى عنها الشارع
وعليه فتحريم العبادة لأجل وقت محدث أو مكان محدث أو عدد محدث هو أمر تشهد له عشرات النصوص ولا ينكره إلا من لم يعرف تلك النصوص ومقصد الشارع منها
فلماذا لم يستشكل هذا المعترض تحريم النبي ص للصيام في اليوم الذي يلي يوم التاسع والعشرين من شوال ولم يستشكل النهي عن قيام ليلة الجمعة تخصيصا مع أن الصوم والصلاة مأمور بهما في النصوص العامة
فلا شك للأدلة الواردة في النهي
ونحن نقول أيضا الدعاء بعد كل صلاة جماعة والأذان يوم العيد وغيرها من المحدثات ينبغي ألا نستشكل النهي عنها فقد نهت الأدلة عنها عندما نهت عن كل محدث ويكفي أن السلف والعلماء أجمعوا على إنكار كثير من العبادات الثابتة بالنصوص العامة لأجل ما أضيف إليها من محدثات، كإنكارهم الأذان يوم العيد والاجتماع على الذكر بصورة جماعية مرتبة مداومة وكالمداومة على صلاة النافلة جماعة، وكذكر الله بالألحان المطربة وغيرها كثير جدا
وحتى تتيقن أخي الكريم فإني أرفقت هذا الرد بأكثر من مائة وخمسة عشر نقلا أكثرها عن السلف وبعضها عن الأئمة من بعدهم، كلها تقرر المنع من البدعة الاضافية لعشرات المسائل بلغت أكثر من خمس وخمسين مسألة ورتبتها حسب الحدث المضاف وجلها صحيح من حيث الرواية، ولم أعتمد في مسألة على أثر ضعيف فإنه إذا كان ضعيفا أذكره استئناسا وهو مع هذا قليل.
ولكن قبل إيراد هذه التطبيقات السنية والتي سأرجئ نقلها إلى آخر الرد أذكر بعض الآثار والأقوال عن السلف التي تظهر حجم البدع في العبادات عندهم وتبين شدة نكارتها لديهم، وتجلّي أن التهوين من البدع الإضافية ذات الإحداث في العبادات التي أصلها مشروع هو تهوين مناف لمذهب الصحابة والسلف الذين يصنفون الابتداع من هذا النوع من أخطر الأعمال ويشددون على من يقع فيه.
فبالله عليك أخي القارئ تأمل هذه الآثار التي سأنقلها هنا عن السلف الصالح وبالله عليك انظر ما اشتملت عليه من تغليظ وتشديد في الانكار وزجر، بل وتعزير وفي نفس الموضوع الذي نتكلم عليه (بدع العبادات) كرفع اليدين على المنبر والجهر بالبسملة وكالتعريف يوم عرفة وكالتثويب للصلاة في غير الوارد وكأذان الجمعة الأول وكالاعتكاف في غير المسجد وكرفع الصوت مبالغة بالذكر.
روى وكيع في ((كتابه)) عن هشام بن الغاز، قال: سألت نافعاً عن الأذان يوم الجمعة؟ فقالَ: قالَ ابن عمر: بدعةٌ، وكل بدعة ضلالة، وإن رآه الناس حسَناً.
يعني الأذان الأول
وهذا إسناد صحيح
وقال الحافظ ابن رجب في الفتح:
" وقد روي عن ابن عباس، أنه سئل عن اعتكاف المرأة في مسجد بيتها؟ فقال: بدعة، وأبغض الأعمال إلى الله البدع، لا اعتكاف إلا في مسجد تقام فيه الصلاة "
وفي الفروع لابن مفلح
" لِمَا رَوَاهُ حَرْبٌ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ امْرَأَةٍ جَعَلَتْ عَلَيْهَا أَنْ تَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ نَفْسِهَا فِي بَيْتِهَا، فَقَالَ: بِدْعَةٌ، وَأَبْغَضُ الْأَعْمَالِ إلَى اللَّهِ الْبِدَعُ، فَلَا اعْتِكَافَ إلَّا فِي مَسْجِدٍ "
وعَن ابن عَبْد الله بْن مغفل، قَالَ:
سمعني أَبِي وأنا فِي الصلاة أقول: " بسم الله الرحمن الرحيم ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/316)
فَقَالَ: أي بني، محدث، إياك والحدث. قَالَ: ولم أرأحداً من أصْحَاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ أبغض إليه الحدث فِي الإسلام - يعني: مِنْهُ - قَالَ: وقد صليت مَعَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، ومع أَبِي بَكْر ومع عُمَر ومع عُثْمَان، فَلَمْ أسمع أحداً منهم يقولها، إذا أنت صليت فقل: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
وقرر حسنه ابن رجب في الفتح له كما يدل عليه سياق كلامه بشكل واضح
عن عبد الله بن أبي الهذيل العنزي قال:
كنا جلوسا مع عبد الله بن خباب بن الأرت وهو يقول: سبحوا كذا وكذا، واحمدوا كذا وكذا، وكبروا كذا وكذا. قال: فمر خباب فنظر إليه ثم أرسل إليه فدعاه، فأخذ السوط فجعل يضرب رأسه به وهو يقول: يا أبتاه، فيم تضربني؟ فقال: مع العمالقة، هذا قرن الشيطان قد طلع، أو قد بزغ
عن سعيد بن السيب أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع والسجود فنهاه فقال يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة قال لا ولكن يعذبك على خلاف السنة
وذكر أشهب عن مالك أنه قال في حلق الشارب هذه بدع وأرى أن يوجع ضربا من فعله
وروى البيهقي عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال ذكر مالك بن أنس إحفاء بعض الناس شواربهم فقال مالك ينبغى أن يضرب من صنع ذلك ثم ذكر أنها بدعة ظهرت
وروى ابن أبي شيبة في رفع اليدين على المنبر فقال
حدثنا ابن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال رفع الإمام يوم الجمعة يديه على المنبر فرفع الناس أيديهم فقال مسروق: قطع الله أيديهم
حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمارة بن رويبة قال رأى بشر بن مروان رافعا يديه على المنبر فقال قبّح اللهُ هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيديه هكذا وأشار بأصبعه المسبحة.
وفي أسنى المطالب من كتب الشافعية
قال عن المبالغة في رفع الصوت بالصلاة على النبي في الخطبة
قَالَ الْأَذْرَعِيُّ .. الرَّفْعُ الْبَلِيغُ كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْعَوَامّ فَإِنَّهُ لَا أَصْلَ لَهُ بَلْ بِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ
قال الشاطبي عن التثويب في غير ما ورد فيه:
" فتأمل كيف منع مالك من إحداث أمر يخفى شأنه عند الناظر فيه ببادىء الرأي وجعله أمراً محدثاً، وقد قال في التثويب: إنه ضلال، وهو بين، لأن:
" كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ولم يسامح للمؤذن في التنحنح ولا في ضرب الأبواب، لأن ذلك جدير بأن يتخذ سنة ا. هـ
قال الشاطبي
" وأيضا فمن شنع على المبتدع بلفظ الابتداع فاطلق العبارة بالنسبة إلى المجتمعين يوم عرفة بعد العصر للدعاء في غير عرفة ـ إلى نظائرها ـ فتشنيعه حق " ا. هـ
قال أبو شامة
وروى المالكي في كتاب رياضة النفوس أن يحيى بن عمر الفقيه الأندلسي كان يعبر في القيروان على موضع ناس حاكه فإذا كانت أيام العشرين يرفعون أصواتهم بالتكبير والتهليل فنهاهم فلم ينتهوا وكان شديدا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال فدعا الله عليهم ثم انقرضوا وخربت ديارهم برهة من الزمان
وقال ابن وضاح حدثني عن موسى، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن همام بن الحارث التيمي، قال: «لما قص إبراهيم التيمي أخرجه أبوه من داره وقال: ما هذا الذي أحدثت؟»
وَقَالَ رَجُلٌ لِإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيِّ: خَاصَمَنِي رَجُلٌ، فَقَالَ لِي يَا سِفْلَةُ، فَقُلْت وَاَللَّهِ مَا أَنَا بِسِفْلَةٍ، فَقَالَ إبْرَاهِيمُ هَلْ تَمْشِي خَلْفَ النَّاقَةِ وَتَصِيحُ يَا مَعْلُوفُ غَدًا إنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ: لَا، فَقَالَ هَلْ تَصِيحُ " الصَّلَاةَ الْإِقَامَةَ " قَالَ لَا، قَالَ: لَسْتَ بِسِفْلَةٍ إنْ شَاءَ اللَّهُ ا. هـ
يريد لو كنت تفعل هذه البدعة لكنت من السفلة
وأنا أبين مراده الظاهر ولا أحكم من عندي
وفي شرح العمدة لشيخ الإسلام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/317)
" وعن أبي العالية قال كنا مع ابن عمر في سفر ونزلنا بذي المجاز على ماء لبعض العرب فحضرت الصلاة فأذن مؤذن ابن عمر ثم أقام الصلاة فقام رجل فعلا على رحل من رحالات القوم ثم نادى بأعلى صوته الصلاة يا أهل الماء الصلاة فجعل ابن عمر يسبح في صلاته حتى إذا قضت الصلاة قال ابن عمر من الصائح بالصلاة قالوا أبو عامر يا أبا عبد الرحمن فقال له ابن عمر لا صليت ولا تليت أي شيطانك أمرك بهذا أما كان في الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم والصالحين ما أغنى عن بدعتك هذه إن الناس لا يحدثون بدعة وان رأوها حسنة إلا أماتوا سنة فقال رجل من القوم إنه ما أراد إلا خيرا يا أبا عبد الرحمن فقال ابن عمر لو أراد خيرا ما رغب بنفسه عن سنة نبيه والصالحين من عباده رواه ابن بطة " ا. هـ
وأختم النقول بكلام لابن رجب عن الذين يضبطون أبواب الشرع بضوابط محدثة، كما يفعل مروجوا البدع بمفهوم البدعة، الذين يحرصون على تشويه هذا الباب بآرائهم المحدثة
قال العلامة ابن رجب:
" ومن ذلك أعني محدثات العلوم ما أحدثه فقهاء أهل الرأي من ضوابط وقواعد عقلية وردِّ فروع الفقه إليها. وسواء أخالفت السنن أم وافقتها طرداً لتلك القواعد المقررة وإن كان أصلها مما تأولوه على نصوص الكتاب والسنة لكن بتأويلات يخالفهم غيرهم فيها وهذا هو الذي أنكره أئمة الإسلام على من أنكروه من فقهاء أهل الرأي بالحجاز والعراق: وبالغوا في ذمه وإنكاره.
فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح حيث كان إذا كان معمولا به عند الصحابة " ا. هـ
فهاهم السلف والأئمة من بعدهم وهذا والله غيض من فيض
هاهم يعلنون ألوان النكير على من يفعل هذه البدع التي لا تخرج عن كونها من البدع الإضافية والتي روج لها الأستاذ وعنف على من ينكرها
فمنهم من يرى ضرب الفاعل ومنهم من يطرده ولو كان ابنه ومنهم من يباشر الضرب ومنهم من يدعوا على الفاعل دعاء شديدا ومنهم من يحرض على التبديع والتشنيع في حق من يفعلها ومنهم من يشبّه ظهورها بقرن الشيطان ناهيك عن التقبيح والزجر والأوصاف المنفرة
وهذا كما ذكرت لك غيض من فيض
سابعا: استدل الأستاذ على جواز التخصيص لأي عبادة بأي وقت بحديث بلال بن رباح
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ لِبِلاَلٍ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ «يَا بِلاَلُ حَدِّثْنِى بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِى الإِسْلاَمِ، فَإِنِّى سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَىَّ فِى الْجَنَّةِ». قَالَ مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى عِنْدِى أَنِّى لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا فِى سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلاَّ صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِى أَنْ أُصَلِّىَ.
فقال الأستاذ ها هو بلال خصص الصلاة بحال الوضوء ولم ينكر عليه النبي ص وعليه فلا حرج على أي أحد أن يخصص أي عبادة بأي وقت أو مكان
والجواب عليه بسؤاله:
أين في الحديث أن ما فعله بلال كان من عنده ومن تلقاء نفسه وليس عن دليل شرعي سابق؟
أين ما يدل على أنه محدث من عند بلال؟
وسؤال النبي ص له لا يوحي بأنه سأله عن شيء جديد غير معمول به عند غير بلال؟
بل قوله: " أرجى عمل عملته في الإسلام " ظاهر منه السؤال عن جنس العمل الشرعي المعهود المنصوص عليه في الكتاب والسنة مما يعمله بلال والذي يريد النبي أن يعرفه تحديدا من بلال نفسه وما الذي يظنه بلال منها في أنه كان من الأسباب الرئيسية لتقدمه في الجنة من بين جملة الطاعات التي يقدمها بلال والجواب إنما كان عن هذا
فلو قال الأستاذ معترضا بأن بلالا أجابه بما أحدثه من عنده مما لم يسبق أن جاء به النص لكان جوابه هذا مجرد دعوى تخالف أصل الرواية حملا للجواب عن جنس المسؤول عنه
ولجاز لنا أيضا أن ندعي أنه أجابه بما كان يعمله من السنن المنصوص عليها بنصوص خاصة
وأنبه إلى أن الأستاذ حذف شطر الحديث الذي يدل على ما ذكرت وهو قوله:
" يَا بِلاَلُ حَدِّثْنِى بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِى الإِسْلاَمِ " حذفه الأستاذ الداعية إلى الله حتى لا يشوش على استدلاله وأتى بلفظ آخر ونسبه للبخاري وهو قوله:
" بم سبقتني إلى الجنة يا بلال؟ فقال: يا رسول الله لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا ... " مثل بقيته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/318)
وهذا سياق ملفق بين لفظ أبي هريرة كما هو الشطر الثاني وبين لفظ بريدة كما هو شطره الأول وليس في البخاري كما نقل الأستاذ والدليل على أن هذا التلفيق لم يكن منقولا وإنما معمولا أنه لا يوجد هكذا في المصادر المسندة فليذكر لنا الأستاذ من أين أتى به هكذا ملفقا ولماذا نسبه للبخاري وهو لا يوجد فيه؟
وإذا علمنا أن ما فعله بلال من صلاة بعد كل وضوء هو من السنن الثابتة بالنصوص الخاصة وقد وردت فيه روايات مرفوعة تستحبه بطل احتجاج الأستاذ من أصله، وتأكد ما ذكرته من أن النبي إنما سأله عن العمل الذي يظن بلال أنه سبب ما من الله به عليه من تقدمه في الجنة لا أن النبي إنما سأله عن عمل مجهول من أصله
فروى البخاري ومسلم من حديث عثمان قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِى هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»
وروى أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة
من طريقين عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ ثم صلى ركعتين لا سهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه»
ومن طريق محمد بن أبان، عن زيد بن أسلم نحوه
وهو جيد بطريقيه
وروى أبو يعلى كما في المطالب العالية والطبراني في الدعاء وغيرهما بإسناد حسن
عن أبي الدرداء رضي الله عنه: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:» من توضأ ثم قام فصلى ركعتين، أو أربع ركعات مكتوبة أو غير مكتوبة، أتم فيها الركوع والسجود، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له «
وروي من حديث معاوية مرفوعا
فما قام به بلال لم يكن من عنده وليس بمحدث بل عنده فيه دليل إلا أن يقول الأستاذ إن بلالا فعله قبل ورود الأحاديث وأنه هو الذي أحدث هذا التخصيص
فعندها سنقول له: لم يعد الكلام علميا! فبِوحي عرفتَ هذا أم بإلهام أم برؤيا منام؟
وسبحان الله حرصُ مخالفنا على الاستدلالات الواهية يجسد لك قدر المعاناة التي يعيشها بسبب ضعف الحجة
مع أنه ولو لم يصح شيء من الأحاديث التي دلت على استحباب السنة الخاصة للصلاة بعد كل وضوء فليس في الحديث دليل للأستاذ لأن عدم علمنا بمستند بلال الخاص لا يعني أنه لا دليل وأنه أحدث ذلك من عنده
وسياق الحديث لا يدل على أن ما فعله بلال كان من عنده دون نص فلا حجة في الحديث ولو لم تصح تلك الروايات فكيف وهي صحيحة مع أن إقرار النبي وحده كاف لمنع القياس لو ثبت فعلا أن ما فعله بلال كان من محض اجتهاده.
ـ أما استدلال الأستاذ بحديث خبيب وصلاته ركعتين قبل أن يُقتل فهو لا يقوم على ساق
أين التخصيص؟
صراحة هذا كلام من لا يعرف التخصيص، فالقتل يحصل مرة و لا يتكرر، وخبيب لم يبين أنه قصد معنى التخصيص، فمن أين اعتبرناه قد خصص؟
رجل سيترك الدنيا ماذا سيطلب؟
جاءت النصوص تحض كل مسلم على أن تكون خاتمته حسنة فنظر خبيب فوجد من أنسب الأعمال التي تناسب وضعه هو صلاة ركعتين فما أظن من المناسب أن يقول لهم اتركوني إلى موسم الحج حتى أحج ثم اقتلوني!!
وعلى فهمك يا أستاذ لو لم يُصلّ خبيب وقرأ قرآنا مثلا لقلت ها قد خصص! أو تصدق على أحد المستضعفين من مسلمي مكة لقلت قد خصص
وعليه فاتك أن تستدل أيضا بدعائه على الكفار فتقول خصص الدعاء بالقتل!
وأيضا فاتك أن تستدل بعثمان فقد قتل وهو يقرأ القرآن ويعلم أن القوم قاتلوه من خلال ما كان يشاهده من تدهور أمر الحصار وما آل إليه ومن خلال الرؤيا التي رآها يومها فهو أيضا قد خصص
ثم يا أستاذ! الحجة أين؟ فيما فعله خبيب؟ أم فيما قرره النبي؟
فإقراره صلى الله عليه وسلم هو الذي سن به لكل من حصل له ما حصل لخبيب أن يفعل مثله
قال العلامة القسطلاني في "إرشاد الساري":
"وإنما صار فعل خبيب سنةً، لأنه فعل ذلك في حياة الشارع - صلى الله عليه وسلم - واستحسنه".
وقال أيضاً:
"وإنما صار ذلك سنةً، لأنه فعل في حياته - صلى الله عليه وسلم - فاستحسنه و أقره".
وقال أيضاً:
"واستُشكل قوله: "أول من سن"، إذ السنة إنما هي أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وأحواله، وأجيب بأنه فعلهما في حياته - صلى الله عليه وسلم - واستحسنهما"انتهى كلام القسطلاني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/319)
قال أبو غدة (وهو على شرط الأستاذ):
" وواضح من حديث أبي هريرة وقصة قتل خبيب فيه: أن لفظ (السنة) ولفظَ (سن) معناه: الفعل المشروع المتبوع في الدين، وعلى هذا فلا يصح لمتفقهٍ أن يستدل على سنية صلاة الركعتين عند القتل، بأن الحديث جاء فيه لفظ "سن"، فتكون صلاتهما سنةً مستحبةً، لأن حكم السنية لصلاة ركعتين هنا استفيد من دليلٍ آخر خارج لفظ "سن" بلا ريب وهو إقرار الرسول - صلى الله عليه وسلم - لفعله)
ـ أما استدلاله بحديث رفاعة بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِىِّ
قَالَ: كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّى وَرَاءَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ». قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ «مَنِ الْمُتَكَلِّمُ». قَالَ أَنَا. قَالَ «رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ»
قال الأستاذ:
" رفاعة بيصلي وراءه قال ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
أي الكلام ده ... ولا سيدنا محمد قال له بتعمل حاجة من عندك جُوّا الصلاة "
وانطلق الاستاذ يستدل به على جواز إحداث ذكر عند الرفع من الركوع وبالتالي على جواز الإحداث في الدين مادام أصل العمل مشروعا ونقل كلاما لابن حجر أوهم أنه يتبناه بينما هو ينقله عن غيره بصورة الابهام " واستُدِلّ "
طبعا صاحب المهنة لا يترك مهنته في العادة، ولقد أثبت الأستاذ أنه حفظ الدرس جيدا فلم يسه عما اعتاده من مخالفة للأمانة العلمية فساق رواية من روايات حديث رفاعة وتصرف فيها وضرب صفحا بالروايات الأخرى التي تبطل استدلاله
والرواية التي ساقها الأستاذ أقرب إلى طريق علي بن يحيى عن أبيه يحيى بن خلاد الزرقي عن عمه رفاعة بن رافع به
وليس فيها أن القائل هو رفاعة مما يدل على أن الأستاذ كان يعلم بالروايات الأخرى!
ولا فيها أن القائل قال ذلك وهو يصلي فهذا قد اختلفت فيه الروايات كما سيأتي
فمما أخفاه الأستاذ عن المشاهد من الروايات المهمة لنفس الحديث
ما رواه قتيبة بن سعيد وتابعه سعيد بن عبد الجبار كلاهما قال نا رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع عن عم أبيه معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه رفاعة قال:
صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَيْنَ الْمُتَكَلِّمُ فِي الصَّلاةِ؟ ... الحديث وهذا هو المحفوظ من رواية معاذ بن رفاعة
وهذه الرواية إسنادها جيد
وليس فيه أنه قال ذلك حين الرفع من الركوع، وفي هذه الرواية أنه قالها حين عطس ولم يقلها من باب الذكر للرفع من الركوع
ويؤيد هذه الرواية ما رواه شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
عَطَسَ شَابٌّ مِنَ الأَنْصَارِ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ فِى الصَّلاَةِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ حَتَّى يَرْضَى رَبُّنَا وَبَعْدَ مَا يَرْضَى مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا ... الحديث
غير أن شريكا ضعيف واضطرب فيه فقد رواه بغير هذا الوجه
وقال الترمذي بعد أن ساق حديث رفاعة بلفظ العطاس:
" وَكَأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ فِى التَّطَوُّعِ لأَنَّ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ قَالُوا إِذَا عَطَسَ الرَّجُلُ فِى الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ إِنَّمَا يَحْمَدُ اللَّهَ فِى نَفْسِهِ وَلَمْ يُوَسِّعُوا فِى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ "
فتأمل منع هؤلاء العلماء من السلف للتوسع ولو بالحمد في أثناء الفرض وهذا يصادم استدلال الأستاذ.
وحديث رفاعة فيه اختلاف من جهتين:
من جهة القائل للحمد، ففي الأولى أنه رجل غير رفاعة كما هو ظاهرها
وفي الثانية أنه رفاعة نفسه
ومن جهة سبب الحمد، ففي الرواية الأولى لم تذكر سببا سوى أنه تزامن مع التسميع، وفي الثانية أنه حمد بسبب العطاس دون مناسبة التسميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/320)
وجاءت رواية غير محفوظة عند البزار من طريق رفاعة بن يحيى عن معاذ بن رفاعة
وفيها ذكر وجه ثالث: بأن الرجل كان داخلا للمسجد والجماعة يصلون فقال الذي قاله بعد الرفع من الركوع ولفظه غير واضح هل هو حمد لإدراكه الصلاة قبل أن يدخلها كما في بعض روايات أنس الآتية؟ أم بعد دخوله الصلاة كذكر للرفع؟
وعلى كل هذه الرواية الثالثة التي رواها البزار شاذة غير محفوظة من طريق رفاعة بن يحيى وهي خليط من مجموعة روايات وتفرد بها راو دون من هو أوثق منه
وبينما اختلفت الروايات عن رفاعة نجد أن أنسا رواه بعيدا عن هذه الصورة من الاختلاف ومن طرق أقوى وأكثر وهو عند مسلم، ولا يتردد الناظر في جميع الطرق بأنها الأصح في الباب وهي تمثل الوجه الثالث لأصل الخبر بالنسبة للروايات المحفوظة نسبيا
ففي صحيح مسلم وغيره عن جمع منهم قَتَادَةُ وَثَابِتٌ وَحُمَيْدٌ كلهم وغيرهم عَنْ أَنَسٍ أنه قال:
إنَّ رَجُلاً جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلاَتَهُ قَالَ «أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ». فَأَرَمَّ الْقَوْمُ فَقَالَ «أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا». فَقَالَ رَجُلٌ جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِى النَّفَسُ فَقُلْتُهَا. فَقَالَ «لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَىْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا».
كذا رواه مسلم في صحيحه
وبالنظر في الروايات عن أنس نجد التالي:
ـ أن قتادة وثابتا وحميدا قد اتفقوا في الرواية عن أنس بأن الرجل قد جاء إلى المسجد والناس يصلون ولم يشهد تكبيرة الإحرام معهم
ـ وأنه قال تلك الصيغة من الحمد من أول انضمامه في الصف
ـ واتفقوا على عدم ذكر الرفع من الركوع ولا التسميع
ـ ووجدنا أن رواية حميد المحفوظة عنه ولا يصح عنه سواها ذكرت أن ذلك الحمد كان قبل دخوله الصلاة وقبل تكبيره كما هو ظاهر اللفظ المحفوظ عنه فهو على هذا من باب الحمد على إدراك الصلاة ولفظه:
" حميد عن أنس وفيه: فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ ".
ـ ووجدنا أن لفظ قتادة الذي جاء في كل الروايات المفردة والتي لم تسق روايته مقرونة لا مع ثابت ولا مع حميد وهو المحفوظ عنه هو أقرب لرواية حميد وأن الرجل قال الذي قاله عند انضمامه إلى الصف على إجمال في هذا ولفظه:
" قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فِى الصَّلاَةِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ ".
فظاهره أنه قال ذلك بمجرد دنوه من الصف ومشاهدته للقوم يصلون
ـ ووجدنا أن لفظ ثابت الذي لم يرد في أي رواية مفردة لا عن حميد ولا عن قتادة وإنما جاء في جل الروايات المقرونة التي تواجد فيها ثابت سواء التي قرن فيها ثابت مع قتادة فقط أم التي قرن فيها مع حميد وقتادة، كلما وجد ثابت وجد هذا اللفظ
وهذا يدل كما يعرف هذا المتخصصون المشتغلون عمليا بتحقيق الروايات على أنه لفظ ثابت وحده وهو كالتالي:
عن أنس أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا إذ جاءه رجل فدخل المسجد وقد حفزه النفس فقال الله أكبر الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
وهذا اللفظ يدل على أن تلك المقالة في الحمد إنما قالها الرجل بعد تكبيرته للإحرام ولهذا استدل به أبوداود في سننه والنسائي في السنن وابن خزيمة في صحيحه ثلاثتهم في باب دعاء الاستفتاح على أنه يقال بعد تكبيرة الإحرام
ولهذا صح عن ابن طاووس عن أبيه أنه كان إذا استفتح الصلاة قال: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه
وبهذه الصورة من مقابلة الروايات نجد أن القول بأن الأقرب إلى الصحة في حديث أنس هو قولها قبل التكبير قول له حظ من النظر باعتباره ظاهر روايتي حميد وقتادة
وعلى أي ترجيح فحديث أنس أصح من حديث رفاعة لأنه لا اختلاف حقيقي بين الروايات في حديث أنس وإنما هو اختلاف دقيق في مفهوم سياق على آخر
بينما حديث رفاعة فالاختلاف فيه بيّن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/321)
وكل الروايات من حديث أنس ومن حديث رفاعة من طريقيه عن رفاعة بن يحيى عن معاذ بن رفاعة عن أبيه كلها أخفاها الأستاذ
بل وهناك رواية صحيحة من حديث الصحابي وائل بن حجر وفيها أن الرجل كان قد دخل والناس يصلون مؤكدا رواية أنس غير أن لفظه مجمل لم يبين أنه قالها بعد دخوله الصلاة أم قبل دخولها
وقد جاء في لفظ من ألفاظه أنه قال عبارة الحمد عندما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم آخر آيات الفاتحة
وجاءت رواية عن ابن عمر وهي ضعيفة غير محفوظة وكذا رواية عن عبد الله بن عمرو وكلاهما روايات واهية
وهذه الروايات المحفوظة السابقة كلها أخفاها الأستاذ على القارئ لأسباب متنوعة ترجع جميعها إلى غياب الأمانة العلمية وضعف الوازع الديني والإيماني
وأنا لا أطالب الأستاذ ببحث علمي يفصل به ألفاظ الروايات ولكن يبين بصورة مجملة أن هناك اختلافا ولا ينتقي ما يتماشى مع رأيه ويدفن ما يخالفه
ـ فهو أخفاها جميعها لأنَّ نقلها للمشاهد يفسد عليه مهمته ويبين أن الوجه الذي استدل به لا يوجد ما يرجحه على غيره بل غيره أقوى منه فيعود استدلاله غير مسلم به وقد يكون مرجوحا
ـ هو أخفاها جميعها لأنها تبين بشكل واضح أنه لا يوجد ما يدل على أن القائل لتلك الصيغة من الحمد كان يخصصها بفعل من أفعال الصلاة ويداوم عليها بل بعض الروايات التي أخفاها تدل على أنه دعاء عارض بسبب إدراكه للصلاة بعد سعيه لإدراكها وتمكنه من ذلك مما دفعه للحمد بتلك الصيغة وهذا أمر لا أحد يمنع منه
وعلى كل فبالنظر إلى مجموع الروايات لا يستطيع كائنا من كان أن يدعي أن الرجل كان يقول تلك الصيغة على سبيل التخصيص
بل ابتدار الملائكة لها أيهم يُبلّغها هو دليل قاطع على أنه يقولها لأول مرة وإلا فأي معنى حصل يومها ولم يكن فيما سبق؟!!
وبعد عرض الروايات التي دفنها الأستاذ مجانبة للأمانة نسأله أسئلة واضحة ووجيهة
هذا الصحابي الذي حمد الله بصيغة جعلت الملائكة تبتدر رفعها
هل كان مداوما على ذلك قبل أن يمدح النبي عبارته ويخبر عن ابتدار الملائكة لها؟
وما هو الدليل على أنه كان مداوما على ذلك إن كنت تقول به ولا نريد تكهنات ولا دعاوى ولا رمي للكلام بالمزاج؟
وكيف نفعل بالروايات التي دلت على ضد ما تقول وسبقت؟
وأين كانت الملائكة قبل ذلك اليوم؟!
فهل يعقل أن تغيب الملائكة على رسول الله وصحابته في صلاتهم طول الفترة التي تزعم أنه كان مداوما فيها وهي لا تغيب مطلقا عن أي اجتماع فيه طاعة لله؟!
وكيف رجح الأستاذ أن ذلك الحمد بتلك الصيغة الخاصة كان من الرجل وهو في الصلاة رافعا من ركوعه وعلى سبيل الذكر الخاص بالرفع من الركوع؟ مع عدم ورود هذا بشكل صريح أعني قولها وهو داخل الصلاة؟ ومع مجيء أكثر الروايات بخلافه إن سلمنا ومنها ما هو أصح قطعا؟!
فماذا نفعل بالرواية التي تقول بأنه قالها بسبب عطاسه وهي لا تقل صحة عن رواية الأستاذ باعتبارها رواية ابن رفاعة؟!
وماذا نفعل بالرواية التي ذكرت أنه قالها في محل دعاء الاستفتاح
أو الرواية التي ظاهرها في أنه قالها عند قيامه في الصف قبل تكبيره
أو الرواية التي ذكرت أنه قالها عند ختم فاتحة الكتاب؟!
بأي شيء تركت كل هذه الروايات؟
وأخيرا هب أيها الأستاذ أنه لا توجد كل هذه الروايات التي دفنتها
أين في الرواية التي استنْدتَ إليها أن ذلك الرجل كان مداوما عل ذلك اللفظ من قبل حتى يصح قولك أنه خصص من عنده فالثناء العارض غير ما يفعل مداومة ودون إثباتك لهذه المداومة مفاوز
ثم أخيرا ليس من شأن الصادق ومريد الحق والأمين أن ينطلق في تقرير ما يرجحه من منطلق التشغيب، ومن منطلق إغماض العينين عن مجموع النصوص والنظر إلى نص مبتور
فأين نضع حديث النبي عندما كان يعلم البراء أذكار النوم فأخطأ البراء في ذكر الوِرد فقال: " وبرسولك الذي أرسلت "
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِى أَرْسَلْتَ».
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/322)
" وأولى ما قيل في الحكمة في ردّه صلّى الله عليه وسلّم على من قال " الرّسول " بدل " النّبيّ " أنّ ألفاظ الأذكار توقيفيّة، ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس، فتجب المحافظة على اللّفظ الّذي وردت به، وهذا اختيار المازري، قال: فيقتصر فيه على اللّفظ الوارد بحروفه، وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف، ولعلّه أوحى إليه بهذه الكلمات، فيتعيّن أداؤها بحروفها " اهـ
وأما ما استدل به الأستاذ من كلام الحافظ عن زيادة ذكر محدث فهو من منقول الحافظ وليس من قوله لكن الأستاذ اعتاد الغلط وكأني به حلف ألا يستدل استدلالا سليما
وأيضا حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
كان يعلمهم التشهد كما يعلمهم السورة من القرآن
وهو في الصحيحين بهذا المعنى.
فلماذا الحرص منه صلى الله عليه وسلم على أداء الأوراد بألفاظها؟ ولماذا لم يقبل من البراء حتى اللفظ المقارب في المعنى وحرص على تأدية الورد بلفظه النصي؟
لماذا هذا التدقيق؟
لماذا يعامل التشهد معاملة النص القرآني؟
وأيضا إنكار ابن عمر على من أضاف السلام على النبي مع الحمد في العطاس
لماذا أنكر ابن عمر على ذلك الذي سلم على النبي عندما عطس؟
لماذا؟
قال العلامة ملا عليّ القاري في " مرقاة المفاتيح " معلقا عليه:
" وأمّا زيادة ذكرٍ آخر بطريق الضّمّ إليه فغير مستحسنٍ، لأنّ من سمع ربّما يتوهّم أنّه من جملة المأمورات " ا. هـ
وبنحوه قال السيوطي
ولماذا أنكر سعد بن أبي وقاص على من لبى تلك التلبية التي رآها محدثة كما صح عن عبد الله بن أبي سلمة أنه قال:
سمع سعد بن أبي وقاص رجلا يقول: لبيك ذا المعارج
فقال سعد: لبيك ذا المعارج؟ إنه ذو المعارج، ولم يكن يقال هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعندما كان مبلغ علم سعد رضي الله عنه أنها تلبية محدثة أنكرها وهذا محل الشاهد.
لكن صح من حديث جابر مرفوعا أن النبي أقرها
وقال الحافظ ابن حجر عن زيادة الترحم في الصلاة الإبراهيمية:
" وَوَقَعَ فِي حَدِيث اِبْن مَسْعُود الْمُشَار إِلَيْهِ زِيَادَة أُخْرَى وَهِيَ " وَارْحَمْ مُحَمَّدًا وَآلَ مُحَمَّد كَمَا صَلَّيْت وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْت عَلَى إِبْرَاهِيم " الْحَدِيث ...
وَبَالَغَ اِبْن الْعَرَبِيّ فِي إِنْكَار ذَلِكَ فَقَالَ: حَذَارِ مِمَّا ذَكَرَهُ اِبْن أَبِي زَيْد مِنْ زِيَادَة " وَتَرَحَّمْ " فَإِنَّهُ قَرِيب مِنْ الْبِدْعَة لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُمْ كَيْفِيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ فَفِي الزِّيَادَة عَلَى ذَلِكَ اِسْتِدْرَاك عَلَيْهِ اِنْتَهَى. وَابْن أَبِي زَيْد ذَكَرَ ذَلِكَ فِي صِفَة التَّشَهُّد فِي " الرِّسَالَة " لَمَّا ذَكَرَ مَا يُسْتَحَبّ فِي التَّشَهُّد وَمِنْهُ " اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد " فَزَادَ " وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد إِلَخْ " فَإِنْ كَانَ إِنْكَاره لِكَوْنِهِ لَمْ يَصِحّ فَمُسَلَّمٌ، وَإِلَّا فَدَعْوَى مَنْ اِدَّعَى أَنَّهُ لَا يُقَال اِرْحَمْ مُحَمَّدًا مَرْدُودَة لِثُبُوتِ ذَلِكَ فِي عِدَّة أَحَادِيث ...
هَذَا كُلّه فِيمَا يُقَال مَضْمُومًا إِلَى السَّلَام أَوْ الصَّلَاة، وَقَدْ وَافَقَ اِبْن الْعَرَبِيّ الصَّيْدَلَانِيّ مِنْ الشَّافِعِيَّة عَلَى الْمَنْع " ا. هـ
ثم نقول للأستاذ بناء على استدلاله، ها هو الأذان إنما أخذه النبي من رؤيا منامية لعمر بن الخطاب وعبد الله بن زيد فهل نقول بأنه يجوز التصرف في عبارات الأذان لأن النبي إنما أخذ أصله من رؤيا؟
والذي أستغربه من الأستاذ هو إطلاقه القول بجواز إحداث الأذكار والأوراد والتصرف في الأوراد التي جاءت بها السنة دون الجمع بين النصوص، وهو تخريب للسنة ما بعده تخريب فإنه لو سلمنا له باستدلاله من حديث رفاعة لما سلمنا بهذا الإطلاق المصادم لجملة من النصوص ولكان عليه أن يعيش الفرعية في المسألة لا أن يجعلها أصلا يرد من أجله جملة النصوص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/323)
ولذلك بعض أهل العلم ممن ترجح لديه أن ذلك الحمد من الرجل كان ضمن ذكر الرفع من الركوع إنما جوز في هذا الموطن فقط (الرفع من الركوع) الزيادة على ما ورد وليست أي زيادة وإنما زيادة بالثناء قياسا على الحديث كما نقل معناه ابن رجب في الفتح عن الشافعي ورواية عن أحمد
لكن الأستاذ لا يلتفت إلا إلى ما يريد والله المستعان.
ـ أما تسبيح أبي هريرة اثنتي عشرة ألف تسبيحة في اليوم، فالذي صح مما وقفت عليه هو قوله:
" إني لأسبح كل يوم اثنتي عشرة مرة ألف تسبيحة قدر ديتي - أو قدر ديته "
وهو محتمل لأن يكون ألف تسبيحة فقط مجزءة على اثنتي عشرة مرة ومحتمل لما ذكره الأستاذ
والجواب كالتالي:
أولا المحكم من آثار الصحابة ومن نصوص الكتاب والسنة والذي ثبت عن طريق عشرات النصوص وعشرات الآثار لعشرات الصحابة من خلفائهم وعلمائهم وهو الذي عليه عامة السلف كما سبق وسيأتي هو المنع من التخصيص دون دليل
هذا أصل ثابت محكم ولا يرده تطبيق واحد متشابه غير واضح بل ولا تطبيقين أو ثلاثة
هذا لو كان فعلا يتعارض معها فما بالك وهو غير صريح في معارضة ما جاء في المحكم فلا أحد يقطع بأن هذا الرقم تحديدي قطعا، بمعني أنه لا يسبح (11960) تسبيحة ولا (12040) أو أكثر من هذا أو أقل هذا لايقوله من شم العدل، فوارد ودون تكلف أن يكون تقريبيا وخاصة أن العرب دائما تحكي الأرقام بمبدإ جبر الكسر وأبو هريرة عربي دوسي
وعليه مثل هذا الرقم لا يلزم أن يكون أبو هريرة يفضله على غيره ويطلبه تحديدا هذا لايلزم بل مستبعد جدا ولا أنه يحدده لمعنى بدا له وعن غير توقيف بل مثل هذا يبعد جدا لأنه يتيم في فقه الصحابة وهديهم ولا نظير له يجعله واردا بصورة معتبرة
بل بما أن الرقم تقريبي في الغالب وإنما ذكر جبرا للكسر وهذا على الغالب فيكون من الوارد أن أبا هريرة قد اعتاد الاشتغال بالتسبيح لفترة من الزمن فكان متوسط ما يسع له وقته وظرفه وطاقته قرابة اثنتي عشرة ألف تسبيحة كل يوم وهو ما يقارب من حيث الزمن ثلاث ساعات ونصف تقريبا فبعد زمن من الاجتهاد في الإكثار من التسبيح استقر عدد تسبيحاته التي يسع لها جهده ووقته استقر فيما يقارب هذا العدد فهل في هذا من حجة على جواز الإحداث؟
يا أخي أنا لو كنت مجتهدا في الصدقة ولا يفوت يوم إلا وأتصدق فيه تارة أعطي عشرة جنيهات وتارة أعطي أحد عشر وتارة أعطي تسعة وبحسب دخلي كان بمقدوري التصدق بنحو هذا الرقم يوميا ولو كان بوسعي أن أتصدق بأكثر لفعلت
وبعد فترة علمت فعلا ما يناسب دخلي فكان ما أدفعه يوميا بمتوسط عشرة جنيهات فحافظت على هذا المتوسط حتى آخر عمري فجاء أحد تلاميذي وقال كان فلان يتصدق يوميا بعشرة جنيه فهل في عملي هذا حرص على تحديد الرقم وتخصيص أم أنه وافق طاقتي فقط
هذا المعنى تماما يرِد على فعل أبي هريرة
وهذا المثال يختلف فيه الحكم، فإذا كان تحديد عدد ما للتسبيحات مرادا ومقصودا كرقم ويعتقد صاحبه استحباب التقيد بهذا العدد فعند ذلك لا شك أنه يصبح بدعة
كمن يسبح بعدد آيات القرآن يعتقد أنه تحديد مفضل
أو يسبح بعدد من شهدوا فتح مكة وهم عشرة آلاف ويعتبره من أهم الأحداث فرأى استحباب التقيد بعددهم ونحوه من التحديدات
فهذا الذي نراه بدعة ضلالة
وأيضا نحذر من كل تحديد عموما ولو كان صاحبه لا يظهر اعتقادا خاصا بالعدد لأنه إن لم يكن موافقا لصريح البدعة فلا أقل من أن يكون ذريعة لها
وإنما نستثني من يقارب عددا معينا ويحافظ عليه مقاربة لا عن اعتقاد ولا عن تحديد مجرد، وإنما لكونه قدر الطاقة أو الجهد أو قدر الوقت المتيسر
و لا يفوتني أن أنبه إلى أن مذهب ابن مسعود وابن عمر هو منع التحديد مطلقا كما سبق نقله بأسانيد صحيحة
فعلى من يُصرّ على الاستدلال بأثر أبي هريرة بالمعنى الذي استبعدناه أن لا يكتم الناس أنه مخالف بذلك المعنى لمذهب صحابة آخرين
وعليه أن يتق الله فلا يجعل من هذا الأثر بذلك المعنى المستبعد مع مخالفته لآثار أخرى أصرح وأكثر وأصح
لا يجعله أصلا مع كل هذا ومع مخالفته لعامة تطبيقات السلف وعامة النصوص المحرمة لإدخال التحديدات على العبادات
فهذا منه اتباع للمحتمل وترك للصريح والواضح؟
اتباع للمتشابه وترك للمحكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/324)
فليس هذا والله سبيل أهل الإيمان، بل حكاه تعالى عن أصحاب الزيغ عندما قال: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله)
ثم لا يوجد باطل في الدنيا إلا وأهله يؤيدونه بما يظنونه دليلا، فمجرد إيراد ما ظاهره أنه دليل لا يعني شيئا حتى تثبت دلالته الصحيحة بل حتى الكفر الصراح هناك من يستدل له بآيات وأحاديث يظنها صاحبها تدل على مراده
فأن يترك الواحد منا النصوص الأكثر والمتوافرة والمجتمعة على معنى واحد والواضحة ثم يأتي لنص محتمل أو اثنين ويأخذ به دون التفات لتلك النصوص فهذا هو قطعا اتباع المتشابه الذي وصف الله به أهل الزيغ، وقد أخبر الله في كتابه وعلى لسان رسوله أنه تعالى لحكمة لم يجعل كل النصوص محكمة واضحة جلية ليتبين من يتبع هواه ويستند في تغطيته بالمتشابه ومن يسلم لمراد الله ولا يستغل المتشابهات والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ ذكر الأستاذ عن علي بن الحسين أنه كان يصلي في اليوم ألف ركعة يركع ركعتين عند كل نخلة حتى ينتهي من بستانه الذي فيه خمسمائة نخلة
طبعا لم يعز القصة إلى كتاب وهي قصة موضوعة لا يصدقها مع تأملها عاقل.
إذ يلزم من صلاة ألف ركعة في اليوم أنه يصرف يوميا من الوقت في أقل تقدير، وعلى ضوء أخف ركعتين، بأقصر سور، وبالاقتصار على تسبيحة واحدة في الركوع والسجود، يلزم أنه يصرف في هذا ما لا يقل عن قرابة واحد وعشرين ساعة تقل قليلا.
وهذه بالمساعدة إذ لا يمكن صلاة ركعتين شرعيتين في أقل من دقيقتين ونصف
ولم نحسب وقت التنقل بين كل نخلة وأخرى إذ في كل نقلة يكون فيها في حالة جلوس فيقف ويتجه إلى النخلة الأخرى ويأخذ مكانه عندها ويصلي وهكذا.
وهذا لو قدرناه في أقل تقدير بخمس ثوان في كل نقلة لكان المجموع أكثر من واحد وأربعين دقيقة، فقط تنقّل
ولم نحسب مشوار الذهاب والمجيء إلى البستان وسأساعد الأستاذ بالقول إنه يسكن في بستانه
فياترى رجل يمضي في اليوم واحدا وعشرين ساعة وهو يصلي!!
كم بقي لنومه؟ كم بقي لأكله؟ كم بقي للصلوات الخمس جماعة؟ كم بقي لحاجته البشرية؟ كم بقي لعلمه فقد كان مشتغلا بالعلم ورواية الأحاديث؟ كم بقي لمهنته واشتغاله برزقه؟ كم بقي لولده وأهله؟
والعجيب أن الأستاذ احتج بالقصة وبالغ في الاحتجاج بها مع عدم معرفته بصحة القصة وهذا يبين لك أن السياسة المتبعة لديه وأمثاله ممن لا يلتفتون للتحقيق والتثبت هي استفادته في تلك اللحظة فقط بالظهور أمام العامة بمظهر صاحب الدليل والحجة
وسبحان الله علق على الأثر بطريقة استخف فيها بمخالفيه فعليه أن يتعلم حتى لا يستخف بالناس ولو فيما كان فيه محقّا فكيف بما هو أحق بالإعابة به
تطبيقات السلف والأئمة التي تبين حقيقة البدعة عندهم:
وإليك أخي الكريم هذه التطبيقات للسلف الكرام من صحابة وتابعين وتابعيهم مضمومة إليها أقوال العلماء على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم، وبالله قارن بين مفهوم البدعة عندهم أعني السلف على ضوء هذه التطبيقات وبين ما يحرص على طرحه مروجوا البدع ودعاة الانفلات البدعي ومدعوا أن البدعة لا تكون إلا فيما يخالف النصوص العامة
وتأمل في هذا الكم من الأمثلة وتساءل؟
هل يستطيع مخالفنا توجيه هذه التطبيقات على ضوء ما طرحه من مفهوم؟
عشرات العبادات والطاعات التي جاء الحث عليها في النصوص العامة قد حكم السلف ومن بعدهم ببدعيتها عندما خصصت بأوقات أو أمكنة أو أعداد أو كيفيات محدثة دون دليل خاص، فبماذا سيجيب مخالفنا وهو ينادي بخلاف هذه الأحكام ويلصقها بالسلف؟
هل يمكن أن يجيب ذلك الأستاذ عن هذه الأمثلة بأي جواب علمي فضلا عن أن يجيب بما يجعل هذه التطبيقات تدل على مفهومه الانفلاتي للبدعة؟
نترك الخيار للأستاذ و لمن وراءه ممن يُعِدّ له ويراجع أن يقفوا من هذه التساؤلات وهذه التطبيقات ما شاؤوا فنحن قد قمنا بما علينا وهم يعلمون ما عليهم أمام ربهم وكل مسؤول عند الله ومحاسب ولكن بحسب الموقف يكون الجزاء، وما الله بغافل عما نعمل، وعند الصباح يحمد القوم السراة
1ـ تخصيص العبادة بسبب أو حال دون دليل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/325)
مَن خصّص عبادة من العبادات بأي سبب أو حال، بعطاس أو تثاؤب أو دخول أو خروج أو بدإ في طاعة أو انتهاء منها أو أي حال أو سبب دون دليل يدل على التخصيص فذلك التخصيص بذكر أو دعاء أو أي عبادة يكون بدعة.
ـ عن نافع قال: رأيت ابن عمر، وقد عطس رجل إلى جنبه، فقال: الحمد لله وسلام على رسول الله، فقال ابن عمر: وأنا أقول: السلام على رسول الله، ولكن ليس هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن نقول إذا عطسنا: الحمد لله على كل حال» ا. هـ
فلماذا أنكر ابن عمر السلام على النبي بعد العطاس؟ أليس السلام على النبي من أفضل الطاعات؟
وأليس السلام على النبي قد جاءت به النصوص العامة فلماذا أنكره هذا الصحابي الجليل؟
ما ذاك إلا لأنه احتف به تخصيص محدث
والأثر جاء من طريق زياد بن الربيع اليحمدي نا الحضرمي عن نافع به
ومن طريق سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى عن نافع به
وهو صحيح قطعا ولا يصح بغير هذا اللفظ
ـ وفي الفروع لابن مفلح قال:
عَنْ إبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ عَنْ قَوْلِ الرَّجُلِ إذَا أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ:
" الصَّلَاةَ الْإِقَامَةَ، بِدْعَةٌ يُنْهَوْنَ عَنْهُ " ا. هـ
فاعتبر من ينبه الناس إلى الصلاة بعد الإقامة بعبارة محدثة يداوم عليها اعتبره بدعة.
وإبراهيم الحربي من علماء القرن الثالث من أقران البخاري
وتأمل قوله: " يُنهَون " فهو يحث على الإنكار عليهم لا مجرد تركها
وفي الفروع أيضا عَنْ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:
" سَأَلْت أَحْمَدَ عَنْ الرَّجُلِ يَقُولُ بَيْنَ التَّرَاوِيحِ: الصَّلَاةَ؟
قَالَ: لَا يَقُولُ الصَّلَاةَ، كَرِهَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، إنَّمَا كَرِهَهُ لِأَنَّهُ مُحْدِثٌ" ا. هـ
فانظر بماذا حكم ابن جبير وأحمد بن حنبل وقبلهما الحربي على تنبيه الناس بالصلاة؟
مع أنه داخل في عموم النصوص التي تحث على التعاون على البر وعلى الأمر بالمعروف وعلى التذكير بالخير والتنبيه إليه
وانظر كيف بين أحمد أن سبب المنع هو الإحداث فماذا يريد المخالف بعد هذا؟
بل جاء نحو هذا عن ابن عمر
عن أبي العالية قال كنا مع ابن عمر في سفر ونزلنا بذي المجاز على ماء لبعض العرب فحضرت الصلاة فأذن مؤذن ابن عمر ثم أقام الصلاة فقام رجل فَعَلا على رَحل من رحالات القوم ثم نادى بأعلى صوته:
" الصلاة يا أهل الماء الصلاة "
فجعل ابن عمر يسبح في صلاته حتى إذا قضت الصلاة قال ابن عمر: من الصائح بالصلاة؟
قالوا: أبو عامر يا أبا عبد الرحمن، فقال له ابن عمر:
لا صليت ولا تليت، أي شيطانك أمرك بهذا؟ أما كان في الله وسنة نبيه صلى الله عليه و سلم والصالحين ما أغنى عن بدعتك هذه؟ إن الناس لا يحدثون بدعة وإن رأوها حسنة إلا أماتوا سنة.
فقال رجل من القوم إنه ما أراد إلا خيرا يا أبا عبد الرحمن فقال ابن عمر لو أراد خيرا ما رغب بنفسه عن سنة نبيه والصالحين من عباده" ا. هـ رواه ابن بطة.
كذا نقله شيخ الإسلام في شرح العمدة عن كتاب لابن بطة خاص بهذه المسائل
ـ وأيضا عن تخصيص الدعاء ورفع اليدين بسجود التلاوة
قال ابن وضاح وحدثني عن موسى، عن ابن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن حميد: أن قوما قرءوا السجدة، فلما سجدوا رفعوا أيديهم واستقبلوا القبلة، فأنكر ذلك عليهم مورق العجلي وكرهه ا. هـ
ومورق من كبار التابعين
وقال ابن وضاح: وحدثني عن موسى، عن ابن مهدي، عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، ومورق، قالا: «يكره اختصار السجود، ورفع الأيدي والصوت في الدعاء»
والأثران ثابتان
فها هو رفعُ اليدين قد كرهه هذان الإمامان التابعيان بل من كبار التابعين وذلك لتخصيصه بحال سجود التلاوة مع أن رفع اليدين قد جاءت به النصوص العامة
ـ وعن تخصيص الجنائز بذكر أو تذكير
قال ابن المنذر في الأوسط:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/326)
حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الحسن، قال: «أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يستحبون خفض الصوت عند الجنائز، وعند قراءة القرآن، وعند القتال» وكره سعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير والحسن البصري والنخعي وأحمد وإسحاق قول القائل خلف الجنازة: استغفروا له قال عطاء: محدثة، وقال الأوزاعي: بدعة، وقال النخعي: كانوا إذا شهدوا جنازة عرف ذلك فيهم ثلاثا قال أبو بكر: ونحن نكره من ذلك ما كرهوا إلا أن ذلك الشيء أحدث ا. هـ
ثم ذكر عن أبي هريرة استغفاره في جنازة لرجل كان شاربا للخمر وفيه قول أبي هريرة: فإنما يُستغفر لمسيء مثله"
فاتخاذها مع كل جنازة بدعة محدثة بلا خلاف.
وفي الشرح الكبير لابن قدامة:
(فصل) ويكره رفع الصوت عند الجنائز لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن تتبع الجنائز بصوت، قال ابن المنذر: روينا عن قيس بن عباد انه قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند ثلاث: عند الجنائز، وعند الذكر، وعند القتال.
وكره سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والحسن والنخعي وإمامنا وإسحق قول القائل خلف الجنازة استغفروا له.
قال الاوزاعي بدعة.
وقال سعيد بن المسيب في مرضه إياي وحاديهم هذا الذي يحدو لهم يقول استغفروا له غفر الله لكم.
وقال فضيل بن عمرو بينا ابن عمر في جنازة إذ سمع قائلا يقول: استغفروا له غفر الله لكم.
فقال ابن عمر لا غفر الله لك.
رواهما سعيد.
قال أحمد ولا يقول خلف الجنازة سلم رحمك الله فانه بدعة ا. هـ
فلماذا لم يكتف هؤلاء بالنصوص العامة ويجوزوا ما استنكروه؟
لماذا حكموا بالبدعية مع مجيء النصوص العامة تحث على ما حكموا ببدعيته؟
لا جواب إلا لأنه محدث مخالف لما كان عليه السلف وتأمل عدم تهوينهم من الأمر
ـ وعند عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: دعاء أهل مكة بعدما يفزعون من الوتر في شهر رمضان؟ قال: بدعة، قال: أدركت الناس وما يصنع ذلك بمكة، حتى أحدث حديثا.
وإسناده صحيح
فها هو الدعاء وهو مأمور به في النصوص العامة ومع هذا حكموا ببدعيته لأجل تخصيصه بعقب الوتر دون دليل
ـ وعن محمد بن عبيد عن الاعمش قال: سئل إبراهيم عن الامام إذا سلم فيقول: صلى الله على محمد لا إله إلا الله فقال: ما كان من قبلهم يصنع هكذا.
وعن محمد بن عبيد عن الاعمش عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال: هذه بدعة.
وكلاهما صحيح والأعمش ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه
فانظر أخي الكريم إلى هذين التابعيين وكيف أنكرا هذا التخصيص وعده كلاهما محدثا وهو بدعة كما هي عبارة التابعي الكبير أبي البختري
ـ قال ابن أبي شيبة:
حدثنا وكيع عن مسعر عن ابن الاصبهاني عن أبي عبد الرحمن أنه رأى رجلا يدعو قائما بعد ما انصرف فسبه أو شتمه.
حدثنا وكيع عن مسعر عن الحكم عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الرحمن بن يزيد أنه كرهه.
حدثنا غندر عن شعبة قال قلت للمغيرة أكان إبراهيم يكره إذا انصرف أن يقوم مستقبل القبلة يرفع يديه قال نعم.
وهذا عن تخصيص دبر الصلاة بالدعاء قياما على انفراد، والآثار المذكورة كلها صحيحة
ـ وقال في البحر الرائق من كتب الأحناف:
قَالَ الْحَلَبِيُّ وَمِنْ الْمَكْرُوهِ مَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْجُهَّالِ مِنْ صَلَاةِ رَكْعَتَيْنِ مُنْفَرِدًا بَعْدَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ لِأَنَّهَا بِدْعَةٌ مَعَ مُخَالَفَةِ الْإِمَامِ وَالصَّفِّ ا هـ
يريد بين الترويحات
ـ وعن تخصيص حالة الصعود على المنبر بأفعال محدثة
قال أبو شامة
" فمن البدع دق الخطيب المنير عند صعوده في ثلاث مرات بأسفل سيفه دقا مزعجا فاصل بين كل ضربتين بقليل من الزمان ومنها تباطؤه في الطلوع ... "
وبنحوه قال السيوطي في كتابه الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع
وقال الصنعاني في سبل السلام
" وَيُكْرَهُ دَقُّ الْمِنْبَرِ بِالسَّيْفِ إذْ لَمْ يُؤْثَرْ فَهُوَ بِدْعَةٌ "
ـ وعن تخصيص درجات المنبر بالدعاء حال الصعود ورفع الناس أيديهم كذلك حال دعائه
قال أبو شامة عن بدع بعض الخطباء
" واشتغاله بالدعاء قبل الإقبال على الناس والسلام عليهم وأما رفع أيديهم عند الدعاء فبدعة قديمة "
ـ وكذا الاستغفار الجماعي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/327)
وقال القشيري: ((والاستغفار جماعة على صوت واحد بعد التسليم من الصلاة بدعة. والسنة استغفار كل واحد في نفسه ثلاثاً، وقولهم بعد الاستغفار: يا أرحم الراحمين - جماعةً - بدعة، وليس هذا محل هذا الذكر))
فهذه بعض الأمثلة التطبيقية في التخصيص بالأسباب وإن يسر الله سأحرص على جمع المزيد منها إن دعت الحاجة
2ـ تخصيص العبادة بكيفية محدثة دون دليل
ـ قَالَ أَبُو مُوسَى الأشعري مخاطبا ابن مسعود رضي الله عنه:
يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّى رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ آنِفاً أَمْراً أَنْكَرْتُهُ، وَلَمْ أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلاَّ خَيْراً. قَالَ: فَمَا هُوَ؟
فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ – قَالَ: – رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً.
قَالَ ابن مسعود: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ؟
قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئاً انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتِظَارَ أَمْرِكَ.
قَالَ ابن مسعود: أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ.
ثُمَّ مَضَى ابن مسعود وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ:
مَا هَذَا الَّذِى أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟
قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَصًى نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ. قَالَ: فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَىْءٌ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ، هَؤُلاَءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- مُتَوَافِرُونَ وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِى نَفْسِى فِى يَدِهِ إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِىَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ، أَوْ مُفْتَتِحِى بَابِ ضَلاَلَةٍ.
قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلاَّ الْخَيْرَ.
قَالَ: وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْماً يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِى لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ. ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ.
وهذا أثر صحيح
فانظر رحمك الله فإن محل الإنكار على هؤلاء من قبل هذين الصحابيين هو ما لخصه أبو موسى من حالهم قبل أن يصحبه ابن مسعود إليهم في قوله:
" رَأَيْتُ فِى الْمَسْجِدِ قَوْماً حِلَقاً جُلُوساً يَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، فِى كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِى أَيْدِيهِمْ حَصًى فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً "
فهذا هو الذي دفع أبا موسى لأن يتوجه إلى ابن مسعود يطلب تدخله وهذا صريح الأثر
وأكد أن هذا هو محل الإنكار تعليق ابن مسعود على صنيعهم قبل مسيره إليهم بقوله:
" أَفَلاَ أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ "
وأيضا يؤكده سؤال ابن مسعود لهم وجوابهم إذ لم يتجاوز كل ذلك المذكور
إذًا أنكر الصحابة عليهم الآتي:
ـ الاجتماع على هيئة عدة حلق لأجل الذكر وبصورة مترابطة توافقية ولكل حلقة من يقودها متوسطا فيها
ـ يذكرون بهيئة تراتبية تبادلية
ـ وبأعداد معينة محددة تخدم ذلك الترتيب
ـ وبوسيلة الحصى
فأنكر عليهم ابن مسعود إنكارا بليغا وخص بالذكر في إنكاره عدّهم وإحصاءهم بتلك الحصى إضافة لإنكاره لمجمل الموقف وإلا فما معنى تركيزه على العد والإحصاء من قَبل مشاهدتهم وبعدها؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/328)
فإذًا عندما كانت الكيفية للذكر محدثة كانت مستنكرة خارجة عن الذكر المشروع
وسبق عند الكلام عن السبحة آثار أخرى عن ابن مسعود
وثبت نحو هذا الإنكار من الصحابي الجليل خباب بن الأرت
قال ابن وضاح
وحدثني عن موسى، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بن الخباب، قال:
«بينما نحن في المسجد ونحن جلوس مع قوم نقرأ السجدة ونبكي، فأرسل إلي أبي، فوجدته قد أحضر معه هراوة له (عصا غليظة) فأقبل علي، فقلت:
يا أبة، ما لي ما لي؟
قال: ألم أرك جالسا مع العمالقة؟ ثم قال: هذا قرن خارج الآن"
وحدثني محمد بن وضاح، نا محمد بن سعيد قال: نا أسد بن موسى قال: نا قيس بن الربيع، عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن عبد الله بن أبي الهذيل العنزي قال: كنا جلوسا مع عبد الله بن خباب بن الأرت وهو يقول: سبحوا كذا وكذا، واحمدوا كذا وكذا، وكبروا كذا وكذا. قال: فمر خباب فنظر إليه ثم أرسل إليه فدعاه، فأخذ السوط فجعل يضرب رأسه به وهو يقول: يا أبتاه، فيم تضربني؟ فقال: مع العمالقة؟ هذا قرن الشيطان قد طلع، أو قد بزغ
وخبر خباب ثابت صحيح
وروي بغير هذا اللفظ بإسناد ضعيف فيه علتان
ـ وعن قراءة القرآن بشكل جماعي قال الطرطوشي:
" هذه الآثار تقتضي جواز الاجتماع لقراءة القرآن الكريم على معنى الدرس له والتعلم والمذاكرة وذلك يكون بأن يقرأ المتعلم على المعلم، أو يقرأ المعلم على المتعلم، أو يتساويا في العلم، فيقرأ أحدهما على الآخر على وجه المذاكرة والمدارسة هكذا يكون التعليم والتعلم، دون القراءة معاً " ا. هـ
وفي التاج والإكليل عن القراءة الجماعية
" كَرِهَ مَالِكٌ اجْتِمَاعَ الْقُرَّاءِ يَقْرَءُونَ فِي سُورَةٍ وَاحِدَةٍ وَقَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ عَمَلِ النَّاسِ، وَرَآهَا بِدْعَةً " ا. هـ
وهذا إحداث في كيفية القراءة فانظر إلى قدر التقيد بالمأثور حتى اعتبر الإمام مالك ومِن بعده الطرطوشي قراءة القرآن بصوت جماعي بدعة إلا عند التعليم فقط
ـ وقال محمد بن وضاح، عن عبد الله بن محمد قال: نا معاوية بن هشام قال: نا سفيان، عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، قال: كتب عامل لعمر بن الخطاب إليه أن ههنا قوما يجتمعون فيدعون للمسلمين وللأمير.
فكتب إليه عمر: " أقبل بهم معك "
فأقبل، وقال عمر للبواب: أعد سوطا.
فلما دخلوا على عمر علا أميرَهم ضربا بالسوط
فقلت: يا أمير المؤمنين، لسنا أولئك الذين يعني، أولئك قوم يأتون من قبل المشرق»
أثر جيد ثابت
فتأمل هذه الآثار المتوافرة على معنى متقارب وهو الذكر أو الدعاء بكيفيات محدثة وانظر موقف هؤلاء الصحابة وكيف أنكروا ذلك أشد الإنكار
ـ وَسُئِلَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ بن عبد السلام عَنْ الرَّجُل يَذْكُرُ فَيَقُولُ: اللَّهُ اللَّهُ، وَيَقْتَصِرُ عَلَى ذَلِكَ هَلْ هُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ أَمْ لَا؟
وَإِذَا لَمْ يَكُنْ بِمَثَابَتِهِ فَهَلْ هُوَ بِدْعَةٌ لَمْ تُنْقَلْ عَنْ السَّلَفِ أَمْ لَا؟
فَأَجَابَ:
هَذِهِ بِدْعَةٌ لَمْ تُنْقَلْ عَنْ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ وَإِنَّمَا يَفْعَلُهُ الْجَهَلَةُ، وَالذِّكْرُ الْمَشْرُوعُ كُلُّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ جُمْلَةً فِعْلِيَّةً أَوْ اسْمِيَّةً وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَأَذْكَارِ الْأَنْبِيَاءِ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِ الرَّسُولِ وَاتِّبَاعِ السَّلَفِ الصَّالِحِينَ دُونَ الْأَغْبِيَاءِ مِنْ الْجَاهِلِينَ انْتَهَى.
ـ وقال علاء الدين الكاساني الحنفي في كتابه (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع):
عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى: أن رفع الصوت بالتكبير بدعة في الأصل، لأنه ذكر. والسنة في الأذكار المخافتة؛ لقوله تعالى: {ادعوا ربكم تضرعاً وخفية} [الأعراف: 55]. ولقوله r : (( خير الدعاء الخفي)). ولذا فإنه أقرب إلى التضرع والأدب، وابعد عن الرياء فلا يترك هذا الأصل إلا عند قيام الدليل المخصص. انتهى
ـ وعن كيفية الدعاء جاء في المسند
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/329)
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ إِنَّ رَفْعَكُمْ أَيْدِيَكُمْ بِدْعَةٌ مَا زَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى هَذَا. يَعْنِى إِلَى الصَّدْرِ.
وإسناده لا بأس به إن شاء الله
ـ وعن نظم الأذكار بترتيب معين محدث والمحافظة على ذلك الترتيب
روى الدارمي
أَخْبَرَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَشْعَثِ عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ - قَالَ:
رَأَيْتُ مَعَ رَجُلٍ صَحِيفَةً فِيهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
فَقُلْتُ: أَنْسِخْنِيهَا، فَكَأَنَّهُ بَخِلَ بِهَا ثُمَّ وَعَدَنِى أَنْ يُعْطِيَنِيهَا، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ فَإِذَا هِىَ بَيْنَ يَدَيْهِ
فَقَالَ: إِنَّ مَا فِى هَذَا الْكِتَابِ بِدْعَةٌ وَفِتْنَةٌ وَضَلاَلَةٌ، وَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ هَذَا وَأَشْبَاهُ هَذَا، إِنَّهُمْ كَتَبُوهَا فَاسْتَلَذَّتْهَا أَلْسِنَتُهُمْ وَأُشْرِبَتْهَا قُلُوبُهُمْ، فَأَعْزِمُ عَلَى كُلِّ امْرِئٍ يَعْلَمُ بِمَكَانِ كِتَابٍ إِلاَّ دَلَّ عَلَيْهِ وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ - قَالَ شُعْبَةُ فَأَقْسَمَ بِاللَّهِ قَالَ أَحْسَبُهُ أَقْسَمَ - لَوْ أَنَّهَا ذُكِرَتْ لَهُ بِدَارِ الْهِنْدِ - أُرَاهُ يَعْنِى مَكَاناً بِالْكُوفَةِ بَعِيداً - إِلاَّ أَتَيْتُهُ وَلَوْ مَشْياً.
وإسناده جيد لا غبار عليه
فتأمل يرعاك الله هذه الصلابة وهذا التقيد بالمأثور وهذا الحكم بالفتنة والضلال في هذه البدعة الإضافية وقارن بما عليه أصحاب المد البدعي ومروجو المحدثات
وأنبه إلى أن المذكور في الرواية إنما هو إشارة لأصل ما كان مكتوبا
ـ وفي أسنى المطالب من كتب الشافعية عن المبالغة في رفع الصوت بالصلاة على النبي في الخطبة:
قَالَ الْأَذْرَعِيُّ .. الرَّفْعُ الْبَلِيغُ كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْعَوَامّ فَإِنَّهُ لَا أَصْلَ لَهُ بَلْ بِدْعَةٌ مُنْكَرَةٌ ا. هـ
وقال في الشرح الكبير للدردير
" وأما الجهر بالكثير فيحرم قطعا ومنه ما يفعل بدكة المبلغين فإنه بدعة مذمومة "
يريد الذكر كما صريح أول كلامه
ـ وفي فتح القدير أن الجماعة في النفل بدعة
وقال في البحر الرائق
وَسَيَأْتِي فِي بَابِ الْإِمَامَةِ أَنَّهُ سُئِلَ [يعني الحلواني] عَمَّنْ يَجْمَعُ بِأَهْلِهِ أَحْيَانًا هَلْ يَنَالُ ثَوَابَ الْجَمَاعَةِ قَالَ لَا وَيَكُونُ بِدْعَةً وَمَكْرُوهًا بِلَا عُذْرٍ " ا. هـ
ـ وعن حشر نوع القصائد التي هي من شأن أهل الغفلة والطرب وإقحامها في الذكر والوعظ ككيفية محدثة قال الخلال في الأمر بالمعروف:
أخبرني محمد بن موسى، قال: سمعت عبدان الحذاء، قال: سمعت عبد الرحمن المتطبب، قال: سألت أحمد بن حنبل، قلت: ما تقول في أهل القصائد قال: «بدعة لا يجالسون»
أخبرني محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث، حدثهم قال: سألت أبا عبد الله: ما ترى في التغبير أنه يرقق القلب؟ فقال: «بدعة»
مع أنه مشتمل على الذكر ولكن بكيفية محدثة
أنا الحسين بن صالح العطار، حدثنا هارون بن يعقوب الهاشمي، قال: سمعت أبي أنه، سأل أبا عبد الله عن التغبير، فقال: «هو بدعة ومحدث»
وهناك آثار كثيرة عن السلف في هذا
ـ وعن إحداث كيفية في العبادة كقراءة القرآن بكيفية لم تؤثر عن السلف من تكلف الألحان بالتقليد والمبالغة في ذلك
روى الخلال في الأمر بالمعروف
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي وقد، سئل عن القراءة، بالألحان؟ فقال: «محدث إلا أن يكون من طباع ذلك الرجل - يعني طبع الرجل - كما كان أبو موسى»
وأخبرني محمد بن علي السمسار، أن يعقوب بن بختان حدثهم، أنه قال لأبي عبد الله: فالقرآن بالألحان؟ فقال: لا، إلا أن يكون جرمه - أو قال: صوته - مثل صوت أبي موسى، أما أن يتعلمه، فلا
.. أخبرني محمد بن جعفر، أن أبا الحارث، حدثهم أن أبا عبد الله قيل له: القراءة بالألحان والترنم عليه؟ قال: «بدعة، قيل له: إنهم يجتمعون عليه ويسمعونه، قال: الله المستعان»
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/330)
أخبرني الحسن بن صالح العطار، قال: حدثنا يعقوب الهاشمي، قال: سمعت أبي أنه سأل أبا عبد الله عن القراءة بالألحان، فقال: «هو بدعة ومحدث، قلت: تكرهه يا أبا عبد الله؟ قال: نعم، أكرهه، إلا ما كان من طبع، كما كان أبو موسى، فأما من يتعلمه بالألحان فمكروه
وقال ابن وضاح
حدثني إبراهيم بن محمد، عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن ابن عون قال: «كان محمد بن سيرين يقول في أصوات القرآن: محدث»
ـ وعن إحداث كيفية في الذكر ولو لم تشتمل على تغيير الذكر نفسه كالتغني فيه
يقول: رأيت ابن عمر يسعي بين الصفا والمروة (4) ومعه ناس، فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن! إني لاحبك في الله، فقال ابن عمر: لكني أبغضك في الله، فكأن أصحاب ابن عمر لاموه وكلموه، فقال: إنه يبغي في أذانه، ويأخذ عنه أجرا
وقد نقله ابن الاثير فقال: أراد التطريب فيه والتمديد من تجاوز الحد
وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الضحاك بن قيس أن رجلا قال: إني لاحبك في الله قال له: ولكني أبغضك في الله، قال:
لم؟ قال: إنك تبغي في أذانك، وتأخذ الاجر على كتاب الله
قال المحقق وصوابه " تبغي أو تتغنى ".
وفي المجمع عن يحيى البكاء قال: قال رجل لابن عمر: إني لأحبك في الله فقال ابن عمر: لكني أبغضك في الله قال: ولم؟ قال: إنك تتغنى في أذانك وتأخذ عليه أجراً.
وفي المواهب
قَالَ الْإِمَامُ أَبُو طَالِبٍ الْمَكِّيُّ: وَمِمَّا أَحْدَثُوهُ: التَّلْحِينُ فِي الْأَذَانِ، وَهُوَ مِنْ الْبَغْيِ وَالِاعْتِدَاءِ، قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْمُؤَذِّنِينَ لِابْنِ عُمَرَ: إنِّي لَأُحِبّكَ فِي اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: إنِّي لَأَبْغَضُكَ فِي اللَّهِ؛ لِأَنَّكَ تُغَنِّي فِي أَذَانِكَ، وَتَأْخُذُ عَلَيْهِ أَجْرًا انْتَهَى.
ـ وعن إحداث كيفية في الركوع مخالفة للسنة
قال عبد الرزاق عن ابن جريج قال قال إنسان لعطاء: إني أرى أناسا إذا ركعوا خفضوا رؤوسهم، حتى كانوا يجعلون أذقانهم بين رجلهم، فقال: لا، هذه بدعة، لم يكن من مضى يصنعون ذلك
والأثر صحيح
ـ وعن كيفية الدعاء أثناء الخطبة
بوب الترمذي باب كراهية رفع الأيدي على المنبر وبوب النسائي بقوله باب الإشارة في الخطبة وبوب أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف باب الرجل يخطب يشير بيده
وجاء في مصنف ابن أبي شيبة في رفع الأيدي في الدعاء يوم الجمعة
حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري قال رفع الأيدي يوم الجمعة محدث
حدثنا سهل بن يوسف عن ابن عون عن محمد قال أول من رفع يديه في الجمعة عبيد الله بن عبد الله بن معمر
[وكلاهما صحيح]
حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث عن طاوس قال كان يكره دعاءهم الذي يدعونه يوم الجمعة وكان لا يرفع يديه
وفيه ليث فيه كلام
حدثنا ابن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال رفع الإمام يوم الجمعة يديه على المنبر فرفع الناس أيديهم فقال مسروق قطع الله أيديهم
وهذا أثر صحيح
حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمارة بن رويبة قال رأى بشر بن مروان رافعا يديه على المنبر فقال قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيديه هكذا وأشار بأصبعه المسبحة.
وهو صحيح
مع أن النصوص العامة جاءت برفع اليدين في الدعاء فأين ما زعمه المخالف من أن البدعة لا تكون فيما جاءت به النصوص العامة
ـ ومخالفة السنة في الصفة بدعة
قال في البحر الرائق من كتب الأحناف:
فالحاصل أن التلفظ باللسان بالنية بدعة مطلقا في جميع العبادات ا. هـ
وقال:
وَظَاهِرُ مَا فِي فَتْحِ الْقَدِيرِ اخْتِيَارُ أَنَّهُ بِدْعَةٌ فَإِنَّهُ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ: لَمْ يَثْبُتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَرِيقٍ صَحِيحٍ وَلَا ضَعِيفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الِافْتِتَاحِ أُصَلِّي كَذَا وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بَلْ الْمَنْقُولُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {كَانَ إذَا قَامَ إلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ} وَهَذِهِ بِدْعَةٌ.
وسبق في أول الرد نقل عدة أقوال للعلماء أخرى وهي أقوى
3ـ تخصيص العبادة بمكان دون دليل من سنة أو أثر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/331)
فمن فعل عبادة في مكان ما لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفعله فيه وكان يداوم على خلافه فإقامتها في ذلك المكان بدعة
ـ قال الحافظ ابن رجب في الفتح له:
وقد روي عن ابن عباس، أنه سئل عن اعتكاف المرأة في مسجد بيتها؟ فقال: بدعة، وأبغض الأعمال إلى الله البدع، لا اعتكاف إلا في مسجد تقام فيه الصلاة ا. هـ
وقال ابن مفلح في الفروع
" لِمَا رَوَاهُ حَرْبٌ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ امْرَأَةٍ جَعَلَتْ عَلَيْهَا أَنْ تَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ نَفْسِهَا فِي بَيْتِهَا، فَقَالَ: بِدْعَةٌ، وَأَبْغَضُ الْأَعْمَالِ إلَى اللَّهِ الْبِدَعُ، فَلَا اعْتِكَافَ إلَّا فِي مَسْجِدٍ
فتأمل هذا المثال ولتعلم أن مدار الأمر ومناط الحكم هو الإحداث فانظر كيف حكم على تعميم المكان خلافا للسنة التي خصت المساجد بأنه بدعة فكما أن التخصيص بدعة وهو الأكثر فكذلك التعميم والقاسم هو الإحداث
ـ وقال ابن عابدين الحنفي عن تخصيص القبر بالتعزية
" أخرج ابن شاهين عن إبراهيم [النخعي] " التعزية عند القبر بدعة " ا. هـ
ـ وقال أبو شامة عن تخصيص مسجد عن غيره استحبابا
" قال محمد بن مسلمة ولا يؤتى شيء من المساجد يعتتقد فيه الفضل بعد المساجد الثلاثة إلا مسجد قباء.
قال: وكره أن يعد له يوما بعينه فيؤتى فيه خوفا من البدعة وأن يطول بالناس زمان فيجعل ذلك عيدا يعتمد أو فريضه تؤخذ ولا بأس أن يؤتى كل حين ما لم تجيء فيه بدعة ا. هـ
هذا وفي مكان خاص بالعبادة فما بالك بغيره كمن يستحب الصلاة في مكان مجلس شيخه أو في غرفته ونحو ذلك
ـ وفي كتاب (الدين الخالص) بحث العلامة محمود خطاب السبكي رحمه الله وعفا عنه مسألة قراءة القرآن عند القبور فقال في بداية بحثه لها:
(يكره تحريمًا عند النعمان [أبي حنيفة] ومالك قراءة القرآن عند القبر؛ لأنه لم يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من عمل السلف، بل كان عملهم التصدُّق والدعاء لا القراءة) ا. هـ
قال شيخ الإسلام عن تخصيص القبور بقراءة القرآن وفي صدد ذكر الروايات فيها
" ... والثانية: أن ذلك مكروه حتى اختلف هؤلاء هل تقرأ الفاتحة في صلاة الجنازة إذا صلى عليها في المقبرة وفيه عن أحمد روايتان وهذه الرواية هي التي رواها أكثر أصحابه عنه وعليها قدماء أصحابه الذين صحبوه كعبد الوهاب الوراق وأبي بكر المروزي ونحوهما وهي مذهب جمهور السلف كأبي حنيفة ومالك وهشيم بن بشير وغيرهم ولا يحفظ عن الشافعي نفسه في هذه المسألة كلام لأن ذلك كان عنده بدعة وقال مالك ما علمت أحدا يفعل ذلك
فعلم أن الصحابة والتابعين ما كانوا يفعلونه ا. هـ
وذكرت كلامه كاملا كما سبق
فهذا تخصيص القبور بالقراءة، ومن جوزه لم يجوزه إلا بناء على ظنه صحة ما روي في القراءة من الأثار وهذا لايعارض استدلالنا إذ لا يجوزه عالم مع ترجيحه أنه محدث لم يفعله السلف
ـ وقال الدردير في الشرح الكبير عن العيد وأدائه في غير المكان المسنون
" (و) ندب (إيقاعها) أي صلاة العيد (به) أي بالمصلى أي الصحراء وصلاتها بالمسجد من غير ضرورة داعية بدعة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه (إلا بمكة) فبالمسجد لما فيه من مشاهدة البيت" ا. هـ
أليست عبادة مأمورا بها أديت في مكان عبادة؟ ومع هذا أنكرها للإحداث المخالف للسنة
ـ وعن إيقاع الإحرام في غير مكانه قال أبو شامة:
" ومثاله ما رواه مالك بن أنس في الموطأ عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن ربيعة بن عبد الله بن الهذيل أنه رأى رجلا مجردا بالعراق فسأل عنه الناس فقيل أنه أمر بهديه أن يقلد فلذلك تجرد قال ربيعة فلقيت عبد الله بن الزبير فذكرت ذلك له فقال بدعة ورب الكعبة
قلت [الكلام لأبي شامة] فوصف ذلك عبد الله بأنه بدعة لما كان موهما أنه من الدين لأنه قد ثبت أن التجرد مشروع في الإحرام بنسك الحج والعمرة فإذا فعل في غير ذلك أوهم من لا يعلم من العوام أنه مشروع في هذه الحالة الأخرى لأنه قد ثبت شرعته في صورة فربما يقتدى به فيتفاقم الأمر في أنتشار ذلك ويعسر الفطام عنه كما قد وقع في غيره من البدع على ما يأتي في كتاب الجامع لأبي بكر الخلال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/332)
حدثنا موسى بن محمد الزبيري ثنا الزبير ثنا محمد بن الضحاك وغيره أن رجلا جاء الى مالك بن أنس فقال من أين احرم فقال من الميقات الذي وقت رسول الله وأحرم منه فقال الرجل فإن أحرمت من أبعد منه فقال مالك لا أرى ذلك فقال ما تكره من ذلك قال أكره عليك الفتنة قال وأي فتنة في ازدياد الخير فقال مالك فإن الله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم سورة النور أية 63 وأي فتنة أ كبر من من أنك خصصت بفضل لم يختص به رسول الله " ا. هـ
4ـ تخصيص العبادة بوقت دون دليل
فتخصيص ذكر من الأذكار أو أي عبادة بوقت معين ولو وقت فاضل دون دليل خاص هو بدعة إلا إذا فعل دون اعتقاد التخصيص ودون مداومة.
ـ مثاله القنوت يوم الجمعة
قال ابن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث عن ليث عن طاوس قال القنوت يوم الجمعة بدعة.
وفيه ليث فيه كلام
(2) حدثنا عبد الاعلى عن برد عن مكحول أنه كان يكره القنوت يوم الجمعة.
وهذا أثر صحيح
(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا شريك عن عبيد الله بن يزيد عن إبراهيم قال القنوت في الجمعة بدعة.
وشريك معروف فيه كلام
ـ ومن أمثلته ما قال أبو شامة ففي الباعث:
" وروى المالكي في كتاب رياضة النفوس أن يحيى بن عمر الفقيه الأندلسي كان يعبر في القيروان على موضع ناس حاكه فإذا كانت أيام العشرين يرفعون أصواتهم بالتكبير والتهليل فنهاهم فلم ينتهوا وكان شديدا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال فدعا الله عليهم ثم انقرضوا وخربت ديارهم برهة من الزمان " ا. هـ
ـ وقال أبو شامة أيضا في أمثلة أخرى:
" فالحاصل أن الملكف ليس له منصب التخصيص بل ذلك الى الشارع وهذه كانت صفة عبادة رسول الله قال الحافظ البيهقي في السنن الكبير باب من كره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله من بين الشهور أو صوم يوم من الأيام وساق فيه من الصحيحين حديث أبي سلمة عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وحديث علقمة قال قلت لعائشة رضى الله عنها هل كان رسول الله صلع يخص من الأيام شيئا قالت لا كان عمله ديمة
قال الأمام الشافعي وأكره ان يتخذ الرجل صوم شهر يكمله كما يكمل رمضان وكذلك يوم من بين الأيام قال وإنما كرهته ليتأسى رجل جاهل فيظن ان ذلك واجب أو فعل حسن
وذكر الشيخ أبو الخطاب في كتاب أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب عن المؤتمن بن أحمد الساجي الحافظ قال كان الإمام عبد الله الأنصاري شيخ خراسان لا يصوم رجب وينهي عن ذلك ويقول ما صح في فضل رجب ولا في صيامة عن رسول الله شيء وقد رويت كراهة صومه عن جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وكان عمر يضرب بالدرة صوامه ا. هـ
وقد نقل الطرطوشي كراهة الإمام مالك الاجتماع لختم القرآن في ليلة من ليالي رمضان. وكراهيته الدعاء عقب الفراغ من قراءة القرآن بصورة جماعية
عن كتاب الحوادث والبدع للطرطوشي
وقال أبو شامة
وقد أنكر الإمام الطرطوشي على أهل القيروان اجتماعهم ليلة الختم في صلاة التراويح في شهر رمضان ونصب المنابر وبين أنه بدعة ومنكر وان مالكا رحمة الله تعالى كرهه
وأكثر ما سبق عن أبي شامة إنما اعتمده من كتاب الطرطوشي فيعتبر كله مذهبا لكليهما
ـ ومن الأمثلة ما رواه ابن أبي شيبة قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة قال: سألت الحكم وحمادا عن التكبير أيام العشر فقالا: محدث.
والأثر صحيح غاية
مع أن التكبير في العشر ثبت من فعل ابن عمر وأبي هريرة ولكن لما لم يبلغهما رأيا أن تخصيص التكبير بدعة لكن إن فعل مع غيره من الأذكار دون تخصيص له عنها فهو ليس ببدعة حتى عند الحكم وحماد
ومنها تخصيص وقت صلاة العيد بذكر كالأذان دون دليل
قال ابن أبي شيبة حدثنا الثقفي عن أيوب عن محمد بن [سيرين] قال: " الأذان في العيد محدث "
حدثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن ابن المسيب قال:
" أول من أحدث الاذان في العيدين معاوية "
والأثران صحيحان
حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر والحكم قالا الاذان يوم الاضحى والفطر بدعة.
وإسناده ضعيف
قال ابن رجب:
" واتفق العلماء على أن الأذان والإقامة للعيدين بدعة ومحدث.
وممن قالَ: إنه بدعة: عبد الرحمن بن أبزى والشعبي والحكم.
وقال ابن سيرين: وهو محدث ". ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/333)
[مع أنه فعله معاوية وروي عن ابن الزبير]
وفي الموطأ عن مَالِكٍ أَنَّهُ سَمِعَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَائِهِمْ يَقُولُ لَمْ يَكُنْ فِى عِيدِ الْفِطْرِ وَلاَ فِى الأَضْحَى نِدَاءٌ وَلاَ إِقَامَةٌ مُنْذُ زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْيَوْمِ. قَالَ مَالِكٌ وَتِلْكَ السُّنَّةُ الَّتِى لاَ اخْتِلاَفَ فِيهَا عِنْدَنَا.
أليس الأذان ذكرا لله؟ أليس قد أمر به النبي عند حضور الصلاة؟ أليست هذه صلاة؟ فلماذا كانت بدعة؟
إذا لا يكفي في مشروعية العمل أن تأتي به النصوص العامة بل لابد من مراعاة عمل النبي وصحابته ولا بد من دليل على التخصيص
ـ ومن الأمثلة تخصيص يوم بالاكتحال تسننا
قال ابن عابدين:
"قال الحاكم أيضا: الاكتحال يوم عاشوراء لم يرد عن النبي (ص) فيه أثر، وهو بدعة "ا. هـ
ـ ومنها الاشتغال والتفرغ لعبادة مشروعة في وقت كان النبي ص يحافظ على تركها
فمن طريق بن أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعْدِ بن إِسْحَاقَ بن كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ كَعْبِ بن عُجْرَةَ يَوْمَ الْعِيدِ إِلَى الْمُصَلَّى،"فَجَلَسَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ الإِمَامُ، وَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى انْصَرَفَ الإِمَامُ، وَالنَّاسُ ذَاهِبوُنَ كَأَنَّهُمْ عُنُقٌ نَحْوَ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: أَلا تَرَى؟، فَقَالَ:"هَذِهِ بِدْعَةٌ وَتَرْكُ السُّنَّةِ".
ومن طريق أَنَس بن عِيَاضٍ، عَنْ سَعْدِ بن إِسْحَاقَ بن كَعْبِ بن عُجْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن كَعْبِ بن عُجْرَةَ، قَالَ:"شَهِدْتُ مَعَ كَعْبٍ إِحْدَى الْعِيدَيْنِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ ذَهَبَ أَكْثَرُهُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَرَأَيْتُهُ يَعْمِدُ إِلَى الْبَيْتِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ، أَلا تَعْمِدُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِنِّي أَرَى النَّاسَ يَعْمِدُونَ إِلَيْهِ؟، فَقَالَ:"إِنَّ كَثِيرًا مِمَّا تَرَى جَفَاءٌ، وَقِلَّةُ عِلْمٍ، إِنَّ هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ [يعني ركعتي العيد] سُبْحَةُ هَذَا الْيَوْمِ حَتَّى تَكُونَ الصَّلاةُ تَدْعُوكَ".
فلما لم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العيد الاشتغال بالمسجد للصلاة و الانهماك بالتنفل بل كان يحافظ على ترك ذلك في هذا الوقت كان فعل ذلك قصدا أو مداومة بدعة محدثة كما قد حكم في الأثر
5ـ تخصيص العبادة بعدد مجاوز أو مخالف للسنة يعد بدعة
وكذا بعدد غير وارد في السنة إن داوم عليه تقصدا
ومنه الزيادة على العدد الذي حافظ عليه النبي ص
ـ قال أبو شامة ناقلا الخبر مسندا
عن سعيد بن السيب أنه رأى رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع والسجود فنهاه فقال يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة قال لا ولكن يعذبك على خلاف السنة
وهو أثر ثابت
ـ وجاء في الشرح الكبير للدردير:
" (و) ندب (عدم زيادة) على الصاع، بل تكره الزيادة عليه لانه تحديد من الشارع، فالزيادة عليه بدعة مكروهة كالزيادة في التسبيح على ثلاث وثلاثين وهذا إن تحققت الزيادة وأما مع الشك فلا.
ـ وكذا تخصيص شيء من القرآن بأعداد ولو غير محددة وبتكرار محدث
قال أبو شامة:
" قال وسئل سفيان الثوري رحمه الله تعالى عمن يقرأ قل هو الله أحد لا يقرأ غيرها يكررها؟
فكرهه وقال: إنما أنزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء وإنما أنتم متبعون ولم يبلغنا عنهم مثل هذا ا. هـ
قال ابن وضاح في البدع والنهي عنها:
نا محمد بن عمرو، عن مصعب قال: سئل سفيان عن رجل يكثر قراءة قل هو الله أحد، لا يقرأ غيرها كما يقرأها، فكرهه، وقال: «إنما أنتم متبعون، فاتبعوا الأولين، ولم يبلغنا عنهم نحو هذا، وإنما نزل القرآن ليقرأ ولا يخص شيء دون شيء»
وقال محمد بن وضاح: حدثني سحنون، وحارث، عن ابن القاسم، عن مالك أنه سئل عن قراءة قل هو الله أحد مرارا في ركعة، فكره ذلك، وقال: «هذا من محدثات (1) الأمور التي أحدثوها ا. هـ
وهذه آثار صحيحة
ـ وكذا الزيادة على الوارد
قال ابن أبي شيبة حدثنا هشيم قال أخبرنا شيخ من قريش عن نافع قال سمعته يحدث عن ابن عمر أنه قال الأذان يوم الجمعة الذي يكون عند خروج الامام والذي قبل ذلك محدث.
حدثنا شبابة قال حدثنا هشيم بن الغاز عن نافع عن ابن عمر قال الاذان الاول يوم الجمعة بدعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/334)
حدثنا وكيع قال حدثنا ابن الغاز قال سألت نافعا مولى ابن عمر الاذان الأول يوم الجمعة بدعة فقال ابن عمر بدعة.
قال حدثنا هشيم بن بشير عن منصور عن الحسن أنه قال النداء الاول يوم الجمعة الذي يكون عند خروج الامام والذي قبل ذلك محدث.
وعند الطبراني في الشاميين
حدثنا طالب بن قرة الأذني، ثنا محمد بن عيسى الطباع، ثنا مصعب بن سلام، عن هشام بن الغاز، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر أذن بلال، فإذا فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خطبته أقام الصلاة، والأذان الأول بدعة
والآثار صحيحة عن عمر
وقال ابن رجب في الفتح:
" وقد أنكر عطاء الأذان الأول، وقال: إنما زاده الحجاج، قال: وإنما كان عثمان يدعو الناس دعاء "
خرّجه عبد الرزاق وهو ثابت عنه.
وقال عمرو بن دينار: إنما زاد عثمان الأذان بالمدينة، وأما مكة فأول من زاده الحجاج، قال: ورأيت ابن الزبير لا يؤذن له حتى يجلس على المنبر، ولا يؤذن له إلا أذان واحد يوم الجمعة.
خرّجه عبد الرزاق –أيضاً ...
وروى وكيع في ((كتابه)) عن هشام بن الغاز، قال: سألت نافعاً عن الأذان يوم الجمعة؟ فقالَ: قالَ ابن عمر: بدعةٌ، وكل بدعة ظلالة، وإن رآه الناس حسناً.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لم يكن في زمان النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلا أذانان: أذان حين يجلس على المنبر، وأذان حين تقام الصَّلاة [يعني الإقامة] قال: وهذا الأخير [يعني المحدث] شيء أحدثه الناس بعد.
خرّجه ابن أبي حاتمٍ.
وقال سفيان الثوري: لا يؤذن للجمعة حتى تزول الشمس، وإذا أذن المؤذن قام الإمام على المنبر فخطب، وإذا نزل أقام الصلاة، قال: والأذان الذي كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر أذان وأقامة، وهذا الأذان الذي زادوه محدثٌ.
وقال الشافعي -فيما حكاه ابن عبد البر -:
أحب إلي أن يكون الأذان يوم الجمعة حين يجلس الإمام على المنبر بين يديه، فإذا قعد أخذ المؤذن في الأذان، فإذا فرغ قام فخطب، قال: وكان عطاءٍ ينكر أن يكون عثمان أحدث الأذان الثاني، وقال: إنما أحدثه معاوية.
قال الشافعي: وأيهما كان، فالأذان الذي كان على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -،وهو الذي ينهى الناس عنده عن البيع ا. هـ
فإذا كان الله قد أمر بذكره ذكرا كثيرا فلماذ هذا الاعتراض على الأذان وهو من أعظم الذكر وأبلغه ولماذا كان عثمان قد أمر به في المدينة ولم يأمر به في مكة ولا في غيرها؟
وليس الاشكال أن نختلف في مثال كأذان عثمان أو في بعض الأمثلة فهذا الأمر فيه واسع إن اتفقنا على الأصل الذي كان عليه السلف ولكن الاشكال كل الاشكال هو مخالفة السلف في أصلهم.
الاشكال كل الاشكال هو الانفلات البدعي الذي يصادم صفاء الإسلام.
هؤلاء الذين يروجون للبدع والمحدثات والله إنما يسعون لتكدير الاسلام وتشويهه شعروا بهذا أم لم يشعروا والله المستعان
ـ بل مجرد إحداث عبادات أو عادات في مواطن وتخصيصها بها لم ترد بها السنة والآثار يعد بدعة
جاء في المدونة
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ قَالَ مَالِكٌ: أَكْرَهُ أَنْ يُتْبَعَ الْمَيِّتُ بِمِجْمَرَةٍ أَوْ تُقَلَّمَ أَظْفَارُهُ أَوْ تُحْلَقَ عَانَتُهُ، وَلَكِنْ يُتْرَكُ عَلَى حَالِهِ، قَالَ: وَأَرَى ذَلِكَ بِدْعَةً مِمَّنْ فَعَلَهُ.
وقال الدردير عن حلق الميت
" أي ما ذكر من الحلق والقلم (بدعة) قبيحة لم تعهد في زمن السلف "
ـ وعن تخصيص أي شيء بعمل فيما سكت عنه الشارع مداومة عليه أو اعتقاد لأفضليته
قال في التاج والإكليل
(وَالْمُعَيِّنُ مُبْتَدِعٌ) مِنْ الْمُدَوَّنَةِ قَالَ مَالِكٌ: قَوْلُ مَنْ قَالَ يُبْدَأُ بِالْيَمِينِ بِدْعَةٌ.
وفي المدونة نفسها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/335)
قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ قُلْتُ لِمَالِكٍ: مِنْ أَيِّ جَوَانِبِ السَّرِيرِ أَحْمِلُ الْمَيِّتَ، وَبِأَيِّ ذَلِكَ أَبْدَأُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ مُؤَقَّتٌ، احْمِلْ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ إنْ شِئْتَ مِنْ قُدَّامٍ وَإِنْ شِئْتَ مِنْ وَرَاءٍ، وَإِنْ شِئْتَ احْمِلْ بَعْضَ الْجَوَانِبِ وَدَعْ بَعْضَهَا، وَإِنْ شِئْتَ فَاحْمِلْ وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ، وَرَأَيْتُهُ يَرَى أَنَّ الَّذِي يَذْكُرُ النَّاسُ فِيهِ أَنْ يَبْدَأَ بِالْيَمِينِ بِدْعَةٌ.
ـ وعن تخصيص صيغة في الدعاء بموطن دون دليل
جاء في المدونة
قَالَ: فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: فَهَذَا الَّذِي يَقُولُ النَّاسُ [يعني في الأضحية] اللَّهُمَّ مِنْكَ وَإِلَيْكَ؟ فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: هَذَا بِدْعَةٌ.
فبناء على أنه لم يثبت عنده روايةً حكم ببدعيته
ـ وكذا ما تركه النبي ص في عبادة من عباداته وثبت بالاستقراء أنه لم يفعله فيها مطلقا يكون فعله في تلك العبادة بدعة ولو كان هذا الفعل عبادة أيضا
كما في قراءة القرآن أثناء الطواف
قال ابن أبي شيبة: نا عباد عن يحيى البكاء قال: سمع: ابن عمر رجلا يقرأ وهو يطوف بالبيت فنهاه.
وقال نا جرير عن ليث عن مجاهد قال: كان يكره القراءة في المشي في الطواف، ولكن يذكر الله ويحمده ويكبره.
وقال نا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن وعطاء قال:
القراءة في الطواف محدث.
وقال نا ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يكره القرآن في الطواف.
وعند عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن عطاء (1) قال: كانوا يطوفون ويتحدثون، قال: وسئل عطاء عن القراءة في الطواف، فقال: هو محدث (2).
وقال عن معمر عن ابن أبي نجيح سئل عن القراءة في الطواف، فقال: أحدثه الناس.
وقال عن الاسلمي بن أبي بكرة (4) عن يحيى البكاء أنه سمع ابن عمر يكره القراءة في الطواف، يقول (5): محدث
وقال الأزرقي في أخبار مكة
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي، عن فضيل بن عياض، قال: حدثنا منصور، عن إبراهيم، قال: «القراءة في الطواف بدعة (1)»
وجل هذه الآثار صحيح
وجوزه عطاء في رواية أخرى وسبق عنه أيضا المنع
ـ وعن تخصيص العبادة بنوايا محدثة
قال الصنعاني في سبل السلام:
وَأَمَّا قِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ بِنِيَّةِ كَذَا، وَبِنِيَّةِ كَذَا، كَمَا يُفْعَلُ الآنَ، فَلَمْ يَرِدْ بِهَا دَلِيلٌ، بَلْ هِيَ بِدْعَةٌ ا. هـ
ـ وعن تخصيص شيء من القرآن معين بصلاة معينة ولو كان مما ورد تخصيصه أحيانا
قال أبو شامة:
" وقرأت في كتاب شرح الجامع للزعفراني الحنفي فصلا حسنا أعجبني إثباته ههنا قال وكان يكره ان يتخذ شيئا من القرآن حتما يوقت لشيء من الصلاة وكره أن تتخذ السجدة وهل أتى على الإنسان لصلاة الفجر يقرآن كل جمعة ...
ثم قال: وإنما كره الملازمة في قراءة السورة فأما أحيانا فمستحب لأن الحديث قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأهما في صلاة الفجر ولكن فعل ذلك لا يدل على اللزوم " ا. هـ
وعن تخصيص الآيات المشتملة على السجدات أو ذات الأدعية في التراويح
قال أبو شامة
"وابتدع بعضهم أيضا جمع آيات السجدات يقرأ بها في ليلة ختم القرآن وصلاة التراويح ويسبح بالمأمومين في جميعها ..
وابتدع آخرون سرد جميع ما في القرآن من آيات الدعاء في آخر ركعة من التراويح بعد قراءة سورة الناس فيطول الركعة الثانية على الأولى نحو من تطويله بقراءة الأنعام مع اختراعه لهذه البدعة وكذلك الذين يجمعون آيات يخصونها بالقراءة ويسمونها آيات الحرس ولا أصل لشيء من ذلك فليعلم أن جميع ذلك بدعة وليس شيء منها من الشريعة بل هو مما يوهم أنه من الشرع وليس منه وبالله التوفيق " ا. هـ
ـ وشدّدَ السلف حتى في أدنى المحدثات كانتشار الوعظ بالقصص مفردا عن غيره بعد أن كان نادرا تابعا لصور أخرى من الوعظ
قال ابن وضاح
نا أسد قال: نا أبو هلال قال: نا معاوية بن قرة قال: «كنا إذا رأينا الرجل يقص قلنا: هذا صاحب بدعة»
وحدثني عن موسى، عن ابن مهدي، عن سفيان، عن همام بن الحارث التيمي، قال: «لما قص إبراهيم التيمي أخرجه أبوه من داره وقال: ما هذا الذي أحدثت؟»
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/336)
وحدثني عن موسى، عن ابن مهدي، عن أبي سليمان، عن يزيد الرشك، عن خالد الأشج ابن أخي صفوان بن محرز قال: «كنا في مسجد المدينة، وقاص لنا يقص علينا، فجعل يختصر سجود القرآن فيسجد ونسجد معه، إذ جاء شيخ فقام علينا فقال:» لئن كنتم على شيء، إنكم لأفضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألنا عنه فقلنا: من هذا الشيخ؟ فقالوا: هذا عبد الله بن عمر «
حدثني ابن وضاح، عن أبي أيوب الدمشقي سليمان بن شرحبيل قال: نا ضمرة بن ربيعة، قال سمعت سفيان الثوري، وسأله عمر بن العلاء اليماني فقال: «يا أبا عبد الله أستقبل القاص؟ فقال:» ولوا البدع ظهوركم «
وقال ابن وضاح: عن عبد الله بن محمد قال: نا شبابة قال: نا شعبة قال: نا عقبة بن جرير قال سمعت ابن عمر وجاء رجل قاص فجلس في مجلسه، فقال له ابن عمر: «قم من مجلسنا، فأبى (1) أن يقوم، فأرسل ابن عمر إلى صاحب الشرطة: أقم القاص، قال: فبعث إليه فأقامه»
حدثني محمد بن وضاح، عن عبد الله بن محمد قال: ثنا شريك، عن إبراهيم، عن مجاهد قال: «دخل قاص فجلس قريبا من ابن عمر، فقال له:» قم، فأبى (1) أن يقوم، فأرسل إليه شرطيا فأقامه «. وسمعت ابن وضاح يقول في القصاص:» لا ينبغي لهم أن يبيتوا في المساجد، ولا يتركوا أن يبيتوا فيها «ا. هـ
مع أن القََصَص المنضبط بالروايات المظنون ثبوتها، البعيدة عن استرخاص كل خيال، قد جوزه بعض أتباع التابعين لنفعه للعامة ولثبوت أصله، ومنهم الإمام أحمد فلم تخل الأحاديث المرفوعة من قصص بل والقرآن فمتى ما كان منضبطا جاز وليس هذا من الإستدلال بالعام بل بالنصوص الخاصة ولكن الذي أنكره السلف هو التوسع وإفراده كطريقة للوعظ بما جعله هيئة محدثة.
فمن جرّد وعظه إلا من القصص المستمد من الواقع كان فِعْله أشبه بما أنكره السلف
وعلى كل فإنكار هؤلاء السلف من صحابة وتابعين دال على مفهوم البدعة عندهم
ـ وعن القيام بالعمل في غير ما شرع له
قال في البحر الرائق من كتب الحنفية:
" الِاسْتِنْجَاءَ لَا يُسَنُّ إلَّا مِنْ حَدَثٍ خَارِجٍ مِنْ أَحَدِ السَّبِيلَيْنِ غَيْرِ الرِّيحِ؛ لِأَنَّ بِخُرُوجِ الرِّيحِ لَا يَكُونُ عَلَى السَّبِيلِ شَيْءٌ فَلَا يُسَنُّ مِنْهُ بَلْ هُوَ بِدْعَةٌ " ا. هـ
ـ وعن تذكير المؤذن للناس بالصلاة على سبيل المداومة في غير ما ورد به التذكير
روى البيهقي وغيره عن مجاهد قال كنت مع ابن عمر فثوب رجل في الظهر أو العصر فقال اخرج بنا فان هذه بدعة.
قال الشاطبي في الاعتصام:
" وحكى ابن وضاح قال: ثوب المؤذن بالمدينة في زمان مالك، فأرسل إليه مالك فجاءه، فقال له مالك: ما هذا الذي تفعل؟ فقال: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر فيقومون. فقال له مالك: لا تفعل، لا تحدث في بلدنا شيئا لم يكن فيه، قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا البلد عشر سنين وأبو بكر وعمر وعثمان فلم يفعلوا هذا، فلا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه.
فكف المؤذن عن ذلك وأقام زماناً، ثم إنه تنحنح في المنارة عند طلوع الفجر، فأرسل إليه مالك فقال له: ما الذي تفعل؟ قال: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر. فقال له: ألم أنهك أن لا تحدث عندنا ما لم يكن؟ فقال: إنما نهيتني عن التثويب. فقال له: لا تفعل.
فكف زماناً. ثم جعل يضرب الأبواب، فأرسل إليه مالك فقال: ما هذا الذي تفعل: أردت أن يعرف الناس طلوع الفجر. فقال له مالك: لا تفعل، لا تحدث في بلدنا ما لم يكن فيه.
قال ابن وضاح: وكان مالك يكره التثويب ـ قال ـ وإنما أحدث هذا بالعراق. قيل لابن وضاح: فهل كان يعمل به بمكة أو المدينة أو مصر أو غيرها من الأمصار؟ فقال: ما سمعته إلا عند بعض الكوفيين والإباضيين.
فتأمل كيف منع مالك من إحداث أمر يخفى شأنه عند الناظر فيه ببادىء الرأي وجعله أمراً محدثاً، وقد قال في التثويب: إنه ضلال، وهو بين، لأن:
" كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" ولم يسامح للمؤذن في التنحنح ولا في ضرب الأبواب، لأن ذلك جدير بأن يتخذ سنة ا. هـ
مع أن تذكير الناس بالطاعة ومعاونتهم عليها من أشهر ما جاءت به النصوص العامة فلماذا بدعه ابن عمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/337)
وهذه أخي الكريم جملة من التطبيقات للسلف الصالح أظنها كافية لمريد الحق وغيرها كثير تركتها خشية الإطالة وإن كنت قد أطلت فأعتذر على ذلك
وأعتذر أيضا على هذا الترتيب الذي لم يكن دقيقا فعسى في فرصة لاحقة أفعل ذلك لعسره الآن بالنسبة لظرفي والله الموفق للهدى والصواب.
وفي الختام أنبه إلى ما نبه إليه العلماء من أن فتح باب الإحداث بالتسويغ لكل أحد أن يخصص من عنده أوقاتا أو أمكنة أو كيفيات بالعبادات المشروعة في أصلها يؤدي مستقبلا إلى تبديل الشريعة ومحوها وهذا يهدد أعظم مقصد من مقاصد الشرع ألا وهو حفظ الدين.
وهذا مما أغفله الأستاذ وما أكثر ما أغفله، مع ما في هذا من إبراز لحقيقة خطر هذا الأمر
ـ وأيضا لابد من التنبيه إلى أن الحالة النفسية كما تقود المرأة المتبرجة للتشكيك في أخواتها المتحجبات لما تعكسه المتحجبات من ظاهرة حية محسوسة تؤرق تلك المقصرة وتجدد في نفسها ـ باستمرار ـ الشعورَ بالتقصير.
وكما تقود تلك الحالة النفسية المتهاونَ والمقصّرَ للتشكيك فيمن ظاهرهم الإستقامة وهو كثير وملحوظ لنفس السبب وذاته.
فكذلك نفس السبب يحضر ليبين تلك الحالة التي تخيم على مروجي البدع والمتلطخين بها فتدفعهم لمحاربة النزهاء من البدع والأبرياء من كبيرها وصغيرها، والمعتصمين بالسنة والسنة فقط
فهذا هو سبب النفرة والتنفير الذي جعله الأستاذ مهمة يحملها على عاتقه، وممن؟
ممن لا يقبل بديلا عن السنة، ولا يحيد عنها قيد أنملة، ويعضّ عليها بالنواجذ كما أوصاه نبيه الحبيب
فسبحان الله بدل أن يُكَرّم هؤلاء على ما هم عليه من حرص يُنفّر منهم ويُهانوا ويُسَبوا ويُشتموا من قبل الأستاذ، والأعجب أنه باسم الدين!! وباسم محاربة الخلاف!! وباسم التقريب!!
هذا وهو يريد التقريب ورفْع الخلاف ولا أدري ماذا سيفعل إذا أراد أن يحاربهم ويمحوهم؟!
ـ وأخيرا أنبه إلى أن هؤلاء ينادون بتسويغ مخالفة ما كان عليه النبي ص وصحابته بينما لا يقبلون بهذا فيما سنوه هم للناس!!
وهذا أمر بيّن لا يخفى تجدهم ينكرون على الناس تركهم هذه المحدثات إنكارا شديدا مبالغا فيه وأمثلته كثيرة في القديم والحديث ومنه ما نقله الشاطبي رحمه الله وهذا في السبعمائة هجري أو قبلها حيث قال:
" فحكى القاضي أبو الخطاب بن خليل حكاية عن أبي عبد الله بن مجاهد العابد:
أن رجلا من عظماء الدولة وأهل الوجاهة فيها ـ وكان موصوفا بشدة السطو وبسط اليد ـ نزل في جوار ابن مجاهد وصلى في مسجده الذي كان يؤم فيه وكان [ابن مجاهد] لا يدعو في أخريات الصلوات تصميما في ذلك على المذهب (يعني مذهب مالك) لأنه مكروه في مذهبه وكان ابن مجاهد محافظا عليه
فكره ذلك الرجل منه ترك الدعاء وأمره أن يدعو فأبى وبقي على عادته في تركه في أعقاب الصلوات فلما كان في بعض الليالي صلى ذلك الرجل العتمة في المسجد فلما انقضت وخرج ذلك الرجل إلى داره قال لمن حضره من أهل المسجد: قد قلنا لهذا الرجل يدعو إثر الصلوات فأبى فإذا كان في غدوة غد أضرب رقبته بهذا السيف وأشار في يده فخافوا على ابن مجاهد من قوله لما علموا منه فرجعت الجماعة بجملتها إلى دار ابن مجاهد فخرج إليهم وقال: ما شأنكم؟ فقال لهم: والله لقد خفنا من هذا الرجل وقد اشتد الآن غضبه عليك في تركك الدعاء فقال لهم: لا أخرج عن عادتي ... " ا. هـ
فانظر إلى هذا العداء من أجل الدعاء الجماعي بعد الصلوات وهو محدث مخترع لم يفعله لا رسول الله ولا صحابته بل أنكره جملة من الأئمة كما سبق
ومما هو واقع الآن أن الذكر الجماعي والدعاء بعد كل صلاة وبعض الأوراد التي يمارسها الناس في المساجد مع أنها محدثة فإن من كان له نوع سلطة من هؤلاء في مسجده لا يقبل ترك هذه الأمور حتى أن كثيرا منهم يفرض من منطلق مكانته في المسجد منع التقدم للإمامة إلا من يحافظ على هذه المحدثات!!
حتى أن وزارة الأوقاف بقيادة علماء الصوفية في بعض البلاد العربية قننت في شروط الإمامة الدعاء بعد كل صلاة!
فهؤلاء لا يرضون بمخالفة سنتهم التي سنوها من عند أنفسهم أو من عند شيوخهم!
ثم هم لايقبلون من يقف نفس الموقف ممن يترك سنة النبي فالعجب من الإجحاف والبغي وإلى الله وحده المشتكى من هذه القسمة الجائرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/338)
وأنا لا أنسى ما كان يفعله أحد المشايخ الذين درست عليهم القرآن فإنه بلغ به الأمر وكنت وقتها أبلغ من العمر ستة عشر سنة أنه طردني وكل من يقرأ عنده ممن لا يوافقه على حضور جلسات المديح أيام المولد وكنت أنا ومن معي من الشباب من أبرز تلاميذه ولم يبال مع قلة مراكز التحفيظ يومها
فهؤلاء أيها الإخوة يستنكرون شدتنا على من يخالف السنة ويتهموننا في ديننا لأجل ذلك بينما يرحبون بمن يدافع عن البدع ولو بتلك الصورة العدائية!!
ومما يشبه هذا ما جاء من الأستاذ في إنكاره على من لا يرى صيام يوم المولد النبوي فبالله عليكم هل هذا حال من يحارب الخلاف؟
أم هي الشعارات!!
أيها الإخوة الكرام لماذا لا نكتفي بما كان عليه النبي ص من سنن وعبادات فالسنة كافية ووافية
سبحان الله يقول تعالى:
(وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)
سبحان الله
ماذا عليهم لو أنهم دعوا الناس إلى لزوم سنة النبي الكريم التي عاش عليها ومات عليها؟!!
ماذا عليهم لو أنهم نصحوا من أراد أن يصلي أو يصوم أو يحج أو يدعوا ربه أو يذكره أن يجتهد في فعل ما كان يفعله النبي ص وصحابته؟
إن أجندة السنة النبوية مليئة بالعبادات، مليئة بالأذكار، مليئة بالعمل، مليئة بالخير، مليئة بالبركة
صاحبها تفطرت قدماه من كثرة العبادة
يصلي إذ ينامون، ويصوم إذ يفطرون ويذكر إذ يفترون ويثبت إذ يفرون ويتقدم في القتال إذ يتأخرون
فلماذا تحرصون على أجندة أخرى دخيلة؟؟
حتى إن الله عندما خلق الناس متفاوتين في القدرات وفي الظروف والأحوال فتح لهم مجال العبادة بما قد يوسع على صاحب الظرف ويناسب ويلائم صاحب القدرة والطاقة وذلك عن طريق الأجندة العامة للسنة التي لم يكن النبي يقيدها بزمن ولا مكان ولا هيئة وكيفية ولا عدد
فسبح ما شئت واذكر ما شئت وصل ما شئت واقرأ القرآن ما شئت
فقد كان النبي ص يذكر الله على كل أحواله
فقط احذر أمرين:
أ ـ لا يكون ذلك على وجه منهي عنه كأن تصلي قبل غروب الشمس أو قبل طلوعها أو كأن تقرأ القرآن وأنت راكع أو وأنت ساجد أو تصوم في يوم عيد أو في أيام التشريق
ب ـ ولا تقرب في عبادتك جانب التشريع فعندما تنشط نفسك للتعبد فلا تستحسن وتُشرّع:
1ـ لاكيفيات 2ـ ولا أعدادا 3ـ ولا أزمنة 4ـ ولا أمكنة
لم يرد استحسانها في السنة.
ما أهنأ أن يعيش المسلم على السنة لا يخطو خطوة في عبادته إلا بها في صلاة أو صيام أو ذكر أو دعاء بعيدا عن كل رأي محدث
قال محمد بن مخلد العطار: سمعت إبراهيم الحربي يقول:
" لا أعلم عصابة خيرا من أصحاب الحديث، إنما يغدو أحدهم ومعه محبرة، فيقول: كيف فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - وكيف صلى، إياكم أن تجلسوا إلى أهل البدع، فإن الرجل إذا أقبل ببدعة ليس يفلح ".
يقول العلامة ابن رجب:
" فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني القرآن والحديث. وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام. والزهد. والرقائق. والمعارف. وغير ذلك والاجتهاد على تمييز صحيحه من سقيمه أولا. ثم الاجتهاد على الوقوف في معانيه وتفهمه ثانياً. وفي ذلك كفاية لمن عقل. وشغل لمن بالعلم النافع عني واشتغل "
هذا وأسأل الله أن يجمع أهل الإسلام على الكتاب والسنة، وعلى ما كان عليه المسلمون في الزمن الأول، يوم أن كانوا أقرب للمنبع، ويوم أن كانوا أبعد عن الانحراف، وأنجح في نصر الاسلام، وأقوى من أي وقت مر على المسلمين، وأصدق في التزام تعاليم الإسلام
آمين يا رب العالمين
وكتبه الفقير إلى ربه محمد بن خليفة الرباح
ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 07:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
اللهم نسألك الثبات على السنة واجتناب البدع
ـ[الفضيل]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:26 ص]ـ
شاهدت حلقة هذا المخادع عفى الله عنه
تلبيس على الناس
وجرأة على دين الله ...
فجزاك الله خيرا أخي محمد للرد عليه
رفع الله قدرك في الدارين
ـ[صالح علي سالم]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:07 م]ـ
وهذا رد جميل للشيخ أبي إسحاق الحويني وفقه الله, وفى وكفى جزاه الله خيرا
ـ[خالد الحارثي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 08:32 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:34 ص]ـ
جزاك الله خيراً على النقل و جزا من كتبه خيراً
قرأت المقاله كامله الا قليل منها تجاوزته.
فعلاً رد يصعق أهل البدع
والله لو أني بمكان الأخ مصطفى حسني لاستحييت و لقدمت اعتذاري عن تلك الحلقه على الهواء مباشره
و أنا أستغرب والله من بعض أهل البدع عندما يستدلون بكلام لشيخ الاسلام ابن تيميه و يوهمون أنه ينصر بدعتهم .. و هذه طريقتهم بل حتى قرأت مقاله لبعض الصوفيه فيها ادلة جواز التوسل بالمصطفى عليه الصلاة و السلام و نقلو قطعه من كلام ابن تيميه و أوهمو القارئ أن هذا مذهبه .. و هذه الطريقه طريقة سخيفة فعلاً إذ أنها سرعان ما تنهال عليهم الردود من هذا و ذاك ..
وفقك الله و أعانك على نصر الحق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/339)
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[27 - 06 - 09, 11:48 م]ـ
السلام عليكم:
أشكر إخوتي في الله الأفاضل المشرفين على الملتقى أن ثبتوا الموضوع وأشكر إخواني في الله الذين شاركوا بتعليقاتهم المزني والفضيل وصالح والحارثي وأخي القرون جعله الله قرونا ضد البدع وأهلها
وأفيد إخواني بأن الرجل المردود عليه مصطفى حسني كان قد أعلن في حلقته الثانية أن صدره رحب وأن أي أحد عنده ملاحظات فقط يتصل به وهو بدوره يركض له ليستفيد من الملاحظات
لكني راسلته عن طريق موقعه وتم استلام الرسالة وطلبت منه فقط إيميله حتى أرسل له ملاحظاتي فلم يلتفت إلي فتركت له رسالة أخرى بمكان وجود الملاحظات وطلبت إن كان لديه تعليق فلم يلتفت وهذا حال من يجانب الأمانة فإلى الله المشتكى
ـ[د. سعيد بن فاضل الولغاني]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:40 ص]ـ
ورضي اللهُ عَن شَيخ الإسلامِ، حَيثُ قالَ: " الرّادُ على أهلِ البِدَعِ مُجاهدٌ. حَتى كَان يَحيى بن يَحيى يَقولُ: الذّبُ عَن السّنةِ أفضَلُ مِنَ الجِهادِ". 4/ 13.
بَارَكَ اللهُ فِيكَ أخي الفاضل، وَجَعل مَا قَدّمتهُ خالِصاً لِوجههِ الكَريم .. آمين.
ـ[أبو مريم الظهوري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 11:55 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[جمال بن محمد]ــــــــ[09 - 07 - 09, 10:42 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[14 - 07 - 09, 07:25 ص]ـ
رد متين بارك الله فيكم، لكن يفتقر إلى ذكر المراجع في بعض مباحثه
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[17 - 07 - 09, 05:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أشكر كل إخواني الذين مروا على هذا المبحث من علق منهم ومن لم يعلق وفق الله الجميع
أما عن ذكر المراجع في بعض المباحث فلا أذكر معلومة إلا وعزوتها لمصدرها اللهم قد تكون فقرات قليلة لشهرتها لم أعزها فهذا وإن كنت لا أذكره قد يكون حصل
لكني لم أهتم بالعزو إلى الجزء والصفحة في الغالب لأمرين:
أولا لشدة انشغالي بمباحث أخرى مهمة كانت هي الأصل وكان هذا هو الطارئ فلما لم أستطع إهماله رأيت أن أقوم بما يحصل به الواجب ولإرجاء الأكمل إلى فرصة لاحقة
وثانيا لأنني نشرته في هذه الشبكة والتي من يستخدمها عادة يكون متعودا على الكتب الالكترونية ومحركات البحث الالكتروني وهؤلاء يكفيهم إدخال كلمة أوكلمتين من أي نقل للوقوف على محله
ولذلك فأنا عازم على طبعه إن شاء الله بعد إعادة النظر فيه وإضافة العزو الدقيق
وإني والله أيها الإخوة لقد اشتغلت بهذا المبحث في ظروف يعلمها ربي لكن توفيقه الذي يمن به علي دائما كان حاضرا بفضل منه ومنّّ وجزى الله كل الإخوة في هذا الملتقى خيرا
ـ[عبد الرحمن الخوجة]ــــــــ[19 - 07 - 09, 12:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا .. لكن لو أوجزت يا أخي الفاضل .. أو صنفت الموجز حتى ينشر لدى العوام وتكون اللغة سهلة مبسوطة .. بسط الله لك العلم والفهم.
أخوك
ـ[هانىء المنصورى]ــــــــ[21 - 07 - 09, 08:57 م]ـ
جزاك الله خيراً
وأتمنى أن ترفع البحث كاملاً فى المرفقات
وفى انتظار الطبع إن شاء الله
ـ[عبدالعزيز أبو عبدالله]ــــــــ[01 - 08 - 09, 05:01 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء لدفاعك عن سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام
حبذا لو خرج مرتبا منسقا في مؤلف مستقل.
كما كنت أتمنى أن تختصره لنا في نقاط مختصره مرتبه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
في أحد الحلقات تكلم عن حديث (من تحلم كاذبا كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين و لن يعقد بينهما)
وقال معلقا:
تصور كيف يستطيع أن يعقد بين شعرتين!!!!!
فيا لله العجب؟
ـ[اسماعيل الراوي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 05:20 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[طلال الكويتي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 05:53 م]ـ
جزاك الله خير ورفع قدرك بالدنيا والأخرة
ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[15 - 08 - 09, 07:53 م]ـ
أشكر كل الإخوة
وأفيد إخواني بمبحث يخص أثر ابن مسعود في التسبيح الجماعي وبيان صحته وأنه يصح لذاته وأن له متابعات تقطع الطريق أمام كل مراوغ هو على هذا الملتقى المبارك بعنوان أثر ابن مسعود في التيبسح الحماعي ...
وأنبه على أن أثر خباب باللفظ المذكور في مبحث البدعة هنا في صحته نظر والأقرب أن يصح بذكر القاص كما جاء عند ابن أبي شيبة والله أعلم(112/340)
التحذير من المهرجانات والحفلات الغنائية في الصيف
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[23 - 06 - 09, 05:47 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد ... فإنه ينبغي على الجميع أن يتقوا الله وأن يراقبوه في سرهم وعلانيتهم ويعلموا أنه مطلع عليهم ولا يخفى عليه منهم شيء في الأرض ولا في السماء، قال الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} أي: يا أصحاب العقول الواعية والقلوب الحية اتقوا الله واعملوا على إرضائه بالذي يعود عليكم نفعه في الدنيا والآخرة، أما ما سوى أولوا الألباب فهم الذين صرفوا هممهم وعقولهم إلى ما يغضب الله تعالى، وقد كثرت الأسئلة عن إقامة حفلات غنائية وسهرات يدعى لها مطربون ومغنون وممثلون من كل مكان، والدخول لها مجانًا أو بثمن، وحضور هذه الحفلات ومشاهدتها أو المشاركة فيها أو دعمها أو تأييدها، كل ذلك حرام لا يجوز لأن الله تعالى يقول: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}، وكان ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقسم بأن المراد به الغناء، وهو بلا شك ولا ريب إضلال عن سبيل الله وبعد عنه بقتل الأوقات وضياعها، وعن أبي عامر وابن مالك الأشعري ـ رضي الله عنهم ـ أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " رواه البخاري، ومعنى: " يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ": أن الأصل فيها التحريم وكلمة " ليكونن " تفيد ما سيكون في المستقبل والمعنى: أنه سيأتي أناس يستحلون ويبيحون لأنفسهم ما كان محرمًا من حر وحرير وخمر ومعازف، وعن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعًا: "ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف" رواه الترمذي، ولا شك أن ما يجلب هذه العقوبات محرم بل كبيرة من كبائر الذنوب ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد نصّ العلماء المتقدمون كالإمام أحمد ـ رحمه الله ـ على تحريم آلات اللهو والعزف كالعود والطنبور والشبابة والربابة فمن باب أولى آلات اللهو في هذا الزمان والتي هي أشدّ فتنة مما كان عندهم ـ رحمهم الله ـ وعليه يحرم إقامة مثل هذه الحفلات الغنائية وليتق الله القائمون على ذلك وليتق الله أولياء الأمور في أخذ أولادهم وأسرهم إلى هذه الأماكن وليعلموا أنهم آثمون بذلك وسيسألون غدًا عما فعلوه وليعلموا أن الترفيه والترويح عن النفس يكون في طاعة الله من حفظ لكتابه وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والصيام وزيارة الحرمين، والجهاد في سبيل الله، ونشر دين الله والدعوة إليه، وغير ذلك من أعمال الخير والبر كما يحصل ذلك بالترفيه عن النفس بالأمور المباحة كتعلم السباحة والرمي وركوب الخيل بالإضافة إلى ركوب البحر مع مراعاة الآداب الإسلامية وتمثل الأخلاق الفاضلة، وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد وجنبنا أسباب سخطه وأليم عقابه والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
2/ 4/1423هـ
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[23 - 06 - 09, 08:57 م]ـ
نسأ الله أن يرد لنا الشيخ وهو في أتم الصحة والعافية
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[23 - 06 - 09, 09:05 م]ـ
نسأ الله أن يرد لنا الشيخ وهو في أتم الصحة والعافية(112/341)
فصل: فيما جاء في (عجب الناقد)
ـ[أبو جمانة السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 12:52 م]ـ
فصل: من العجب الخفي (عجب الناقِد)، وهو: أنك ترى الرجل إذا فعل فعلاً أحسن من فعلك أو ظهر بصورة احسن منك حسبته يتكبر عليك وليس كذلك.
وإذا رجعت إلى حقيقة نفسك ودوافعها الخفية ستجد أن هذا الشعور إنما كان نتيجة لإعجابك بنفسك وحسن ظنك بها وتزكيتك إياها، حتى ترى غيرك ممن فاقك علما أو قدراً أو هيئة ليس أهلا لها، فإذا سألت نفسك هل هي أهل لهذا الشأن أم لا؟
أجابتك بـ (نعم) وهذا هو موضع العجب الخفي في النفس. وهو أخطر من سابقه)
وهذا مرض يجد راحته عند العلماء والدعاة وطلبة العلم ممن شغلوا أنفسهم بالردود والمواجهات مع أقرانهم حتى أفنوا أعمارهم وأهدروا طاقاتهم في ذلك، فهم مرتع خصب له، وأظن أن لأئمتنا الأوائل كلاما بديعا في هذا الباب، ولم يسعفني الوقت لأتتبعه.
ولعل الإخوة ممن اطلعوا على كلام الأولين في هذ ا البابأن يفيدونا. مع ذكر بعض المصطلحات التي يستخدمها النقاد.
الباب مفتوح لإثراء الموضوع.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:08 م]ـ
بارك الله فيك أبا جمانة ... أصلح الله أحوالنا ...(112/342)
فوائد عزيزة من كتاب فضائل الذكر والدعاء لابن القيم
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[24 - 06 - 09, 02:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
فضائل الذكر والدعاء
للإمام ابن قيم الجوزية
*هذا الكتاب
"فضائل الذكر والدعاء" عبارة عن كتاب رائع بكل ما في الكلمة من معنى، فقد احتوى على مباحث وتحقيقات مهمة، فقد بدأ العلامة كتابه بذكر الأمور التي تعيق استجابة الدعاء وحصول الأجر على الأعمال وقبولها، قبل أن يشرع في بيان فضائل الذكر والدعاء، وعمل مفاضلة بين بعض الأعمال فالمسلم لابد أن يكون فقيها في هذه المسألة لأهميتها كما لا يخفى، ومثال ذلك قوله:
" فتفاضل الأعمال عند الله تعالى بتفاضل ما في القلوب من الإيمان "، وقال:
" فأفضل الذاكرين المجاهدون، وأفضل المجاهدين الذاكرون ".
وقد قدم المؤلف خدمة جليلة لأهل العلم حيث جمع بين بعض الأحاديث في هذا الكتاب بشكل رائع، ووضح لنا الحالة التي يكون فيها بعض البشر، فالبخيل كما قال: " ضيق الصدر، ممنوع من الانشراح، ضيق العطن، صغير النفس، قليل الفرح، كثير الهم والغم والحزن، لا يكاد تقضى له حاجة، ولا يعان على مطلوب " فالجزاء من جنس العمل، كما أشار إلى أن للذكر أكثر من (100) فائدة، وذكر في هذا الكتاب (78)، هذا طبعا عدى الرقائق والمواعظ الطيبة، وذكر أمورا مهمة عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه تصلح لأن تكون معينا مهما لكتاب سيرة شيخ الإسلام وسيرة ابن القيم، حيث كان الذكر ديدن شيخ الإسلام مما ألبسه ثوب المهابة والجمال والقوة التي تجلت في أرض الجهاد، وقد أثر ذلك في ابن القيم وزاد من حب شيخه في قلبه كما يظهر من خلال هذا السفر الصغير في حجمه الكبير في فائدته. والله أعلى وأعلم وأحكم." أهـ
وقد كتبت الكلام السابق سابقا (1) وما أردت إضافته:
كيف يكون الدعاء مستجابا بإذن الله من خلال هذا الكتاب القيم لابن القيم:
استقامة القلب:
قال ابن القيم:
" فاستقامة القلب بشيئين:
أحدهما: أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع المحاب، فإذا تعارض حب الله تعالى وحب غيره، سبق حب الله تعالى حب ما سواه، فترتب على هذا مقتضاه، وما أسهل هذا بالدعوى، وما أصعبه بالفعل، فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان ...
وقد قضى الله تعالى قضاء لا يرد ولا يدفع، أن من أحب شيئا سواه عذب به ولابد، وأن من خاف غيره سلطه عليه، وأن من اشتغل بشيء غيره كان شؤما عليه، ومن آثر غيره عليه لم يبارك فيه، ومن أرضى غيره بسخطه أسخطه عليه ولابد.
الأمر الثاني:
الذي يستقيم عليه القلب: تعظيم الأمر والنهي، وهو ناشىء عن تعظيم الآمر الناهي، فإن الله تعالى ذم من لا يعظم أمره ونهيه، وقال عز وجل:
{مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} [نوح:13]
قالوا في تفسيرها: ما لكم لا تخافون الله تعالى عظمة ً ...
فعلامة التعظيم للأوامر:
1 - رعاية أوقاتها وحدودها.
2 - والتفتيش على أركانها وواجباتها وكمالها.
3 - والحرص على تحينها في أوقاتها.
4 - والمسارعة إليها عند وجوبها.
5 - والحزن والكآبة والأسف عند فوت حق من حقوقها.
ومثل ابن القيم للأمر بمثال وهو الصلاة، وقال:
فكثير من العلماء يقول:
لا صلاة له وهو بارد القلب.
فصلاة بلا خشوع ولا حضور كبدن ميت لا روح فيه، أفلا يستحي العبد أن يهدي إلى مخلوق مثله عبدا ميتا! .. فما ظن العبد أن تقع تلك الهدية ممن قصده بها ...
ولهذا لا يقبلها الله تعالى منه .. ، ولا يثيبه عليها، فإنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها.
وينبغي أن يعلم أن سائر الأعمال تجري هذا المجرى، فتفاضل الأعمال عند الله تعالى بتفاضل ما في القلوب من الإيمان ....
وقال ابن القيم:
وقد يقوى العمل ويتزايد، حتى يستلزم ظهور بعض أثره على العبد في الدنيا في الخير والشر كما هو مشاهد بالبصر والبصيرة.
قال ابن عباس:
" إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورا في القلب، وقوة في البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادا في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنا فب البدن، ونقصا في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق "
ومن ثم تكلم ابن القيم عن بركة الصدقة فقال:
" فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه ....
ولما كان البخيل محبوسا عن الإحسان، ممنوعا من البر والخير، كان جزاؤه من جنس عمله، فهو ضيق الصدر، ممنوع من الإنشراح ... لا يكاد تقضى له حاجة ولا يعان على مطلوب ...
والسخي قريب من الله تعالى، ومن خلقه، ومن أهله وقريب من الجنة، فجود الرجل يحببه إلى أضداده، وبخله يبغضه إلى أولاده.
وحد السخاء بذل ما يحتاج إليه عند الحاجة، وأن يوصل ذلك إلى مستحقه بقدر الطاقة "أهـ
هذا ما تيسر والحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 -
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=785655#post785655 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=785655#post785655)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/343)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:44 م]ـ
أنت العزيز يا أخي
جزاك الله خيرًا وجزا الله شيخك أبى إسحاق الحويني خير الجزاء
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:49 م]ـ
هذا الكتاب المشهور الوابل الصيب فجراك الله خيراً
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:51 م]ـ
هذا الكتاب المشهور الوابل الصيب فجراك الله خيراً
نعم ليس لإبن القيم كتاب بإسم الذكر والدعاء ولعله مستل من كتاب الوابل الصيب كما تفضلت
بالكلية أي كتاب لابن القيم تقع عينك عليه خذه ولو كلفك سعره سعر أربعة كتب
واستعين بمعرفة كتبه ومؤلفاته بكتابين للشيخ بكر أبو زيد تكلم فيهما عن مؤلفات ابن القيم وموارده ونسبه وغير ذلك
مؤلفات ابن القيم المطبوعة, التي قامت دلائل التوثيق على صحة نسبتها وهيا 31 كتاب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112660)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:10 م]ـ
تصحيح
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:11 م]ـ
أنت العزيز يا أخي
جزاك الله خيرًا وجزا الله شيخك أبى إسحاق الحويني خير الجزاء
أعلى الله مقدارك أخي الفاضل وجزاك الله خيرا.
ولم يسبق لي أن التقيت الشيخ الكريم أبا إسحاق لكني أستفيد من علمه والحمدلله تعالى.
هذا الكتاب المشهور الوابل الصيب فجراك الله خيراً
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل على المعلومة المفيدة.(112/344)
يعاني من كثرة التثاؤب داخل الصلاة فماذا يصنع؟
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 06:24 م]ـ
الحمد لله
أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين، وذكر تعالى أن من أعظم صفاتهم أنهم (فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ)، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يسعى لإلهاء المصلي في صلاته، وقد ابتلى الله المؤمنين بذلك، ومن طرق إلهاء الشيطان للمصلي إشغاله لفكره، ووسوسته له في صلاته، ومنها: تسلطه عليه بالتثاؤب حتى يشغله بها عن صلاته، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن التثاؤب من الشيطان، وأَمرنا أن نرد التثاؤب ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، فإذا غلبنا التثاؤب فقد أَمرنا أن نضع أيدينا على أفواهنا، وهذه هي نصوص الأحاديث مع بيان شرحها:
1. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ – [وفي رواية: فِي الصَّلاةِ] فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ) رواه مسلم (2995).
2. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: " ها " ضحك الشيطان) رواه البخاري (3115) ومسلم (2994).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" قال ابن بطال: إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة , أي: أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائباً، لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه، لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب.
وقال ابن العربي: قد بينَّا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته , وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى المَلَك لأنه واسطته , قال: والتثاؤب من الامتلاء، وينشأ عنه التكاسل، وذلك بواسطة الشيطان , والعطاس من تقليل الغذاء، وينشأ عنه النشاط، وذلك بواسطة المَلَك.
وقال النووي: أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه , والمراد: التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك، وهو التوسع في المأكل.
قوله: " فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع " أي: يأخذ في أسباب رده , وليس المراد به أنه يملك دفعه، لأن الذي وقع لا يرد حقيقة , وقيل: معنى (إذا تثاءب) أي: إذا أراد أن يتثاءب ... .
قال شيخنا – أي: الحافظ العراقي - في " شرح الترمذي ": أكثر روايات الصحيحين فيها إطلاق التثاؤب , ووقع في الرواية الأخرى تقييده بحالة الصلاة، فيحتمل أن يحمل المطلق على المقيد , وللشيطان غرض قوي في التشويش على المصلي في صلاته , ويحتمل أن تكون كراهته في الصلاة أشد , ولا يلزم من ذلك أن لا يكره في غير حالة الصلاة.
ويؤيد كراهته مطلقا كونه من الشيطان , وبذلك صرح النووي , قال ابن العربي: ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة , وإنما خص الصلاة لأنها أولى الأحوال بدفعه، لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة واعوجاج الخلقة ... .
وأما قوله في رواية مسلم: (فإن الشيطان يدخل) فيحتمل أن يراد به الدخول حقيقة , وهو وإن كان يجري من الإنسان مجرى الدم لكنه لا يتمكن منه ما دام ذاكراً لله تعالى , والمتثائب في تلك الحالة غير ذاكر فيتمكن الشيطان من الدخول فيه حقيقة.
ويحتمل أن يكون أطلق الدخول وأراد التمكن منه؛ لأن من شأن من دخل في شيء أن يكون متمكنا منه.
وأما الأمر بوضع اليد على الفم فيتناول ما إذا انفتح بالتثاؤب فيغطى بالكف ونحوه، وما إذا كان منطبقا حفظا له عن الانفتاح بسبب ذلك.
وفي معنى وضع اليد على الفم وضع الثوب ونحوه مما يحصل ذلك المقصود , وإنما تتعين اليد إذا لم يرتد التثاؤب بدونها , ولا فرق في هذا الأمر بين المصلي وغيره , بل يتأكد في حال الصلاة كما تقدم، ويستثنى ذلك من النهي عن وضع المصلي يده على فمه.
ومما يؤمر به المتثائب إذا كان في الصلاة أن يمسك عن القراءة حتى يذهب عنه لئلا يتغير نظم قراءته " انتهى.
" فتح الباري " (10/ 612).
وقال النووي رحمه الله:
" وسواء كان التثاؤب في الصلاة أو خارجها: يستحب وضع اليد على الفم , وإنما يكره للمصلي وضع يده على فمه في الصلاة إذا لم يكن حاجة كالتثاؤب وشبهه " انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/345)
" الأذكار " (ص 346).
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
التثاؤب هو من الشيطان، صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وينبغي للإنسان إذا تثاءب سواء في الصلاة أم خارج الصلاة ينبغي له أن يكظم تثاؤبه ما استطاع، فإن عجز: فليضع يده على فمه، سواء في الصلاة أو في خارج الصلاة.
" فتاوى نور على الدرب ".
ومن أراد التخلص من التثاؤب في الصلاة فعليه بالدخول فيها بجد ونشاط وعزيمة قوية، وليعلم أن الشيطان له عدو فليتخذه عدوا، وليحاول رده ما استطاع، فإن غلبه فليضع يده على فيه.
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
أنا شاب متدين أبلغ من العمر 22 عاما أعاني من مشكلة أرجو من الله ثم منكم أن تساعدوني على التخلص منها وهي أنني حين أبدأ في الصلاة أبدأ في التثاؤب بغير قصد وهذه الحالة دائما تلازمني حتى عند قراءة آية الكرسي بالذات ولا أعرف سببا لذلك حيث إنني أتثاءب عشر مرات في الصلاة الواحدة أرجو إفادة؟
فأجاب:
" التثاؤب من الشيطان كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وكما يتسلط الشيطان على المصلي بإلقاء الوساوس في قلبه والهواجيس التي لا زمام لها ولا فائدة منها.
كذلك ربما يتسلط عليه في التثاؤب، ويتثاءب كثيرا حتى يشغله عن صلاته، فإذا وجد ذلك فليفعل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، يكظم ما استطاع، فإن لم يستطع فليضع يده على فمه حتى لا يجعل للشيطان سبيلا عليه.
وليحرص على أن يقبل على الصلاة بنشاط وهمة وعزيمة صادقة، وليسأل الله سبحانه وتعالى العافية مما يحدث له في صلاته، وإذا سأل الله تعالى بصدق وفعل ما يستطيع من محاولة إزالة هذه المظاهر فإن الله سبحانه وتعالى يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) البقرة/186 " انتهى.
" فتاوى نور على الدرب ".
والله أعلم.(112/346)
شُبهة: يقول كثير من الناس أن أهل الغرب أحسن أخلاقاً منا في تعاملهم ..
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 06:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
أخلاق غير المسلمين
يورد كثير من الناس أن أهل الغرب أحسن أخلاقاً منا في تعاملهم و وبيعهم وشرائهم بينما تجد الغش والكذب وإنفاق السلة بالحلف الكاذب منتشراً بين صفوفنا نحن المسلمين.
وللرد على هذه الفرية نقول: قال النبي عليه الصلاة والسلام:
"البينة على المدعي"
وما كان مشهوراً بين الناس من أن الغرب عندهم حسن الخلق في المعاملة فهذا ليس بصحيح, فإن عندهم من سوء المعاملة مايعرفه من ذهب إليهم ونظر إليهم بعين العدل والإنصاف دون النظر إليهم بعين الإجلال, والإكبار فقد قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ ... كما أن عين السخط تبدي المساويا
ولقد حدثني كثير من الشباب الثقات الذين ذهبوا إلى الغرب عن أفعال من أسوأ الأخلاق, لكنهم هم إذا نصحوا فيما ينصحون فيه من البيع والشراء, فليس لأنهم ذوو أخلاق, وإنما لأنهم عباد مادة, والإنسان كلما كان أنصح في معاملة من هذه المعاملات الدنيوية كا ن الناس إليه أقبل وإلى شراء سلعته وترويجها أسرع
فهم لا يفعلون ذلك لأنهم كاملوا الأخلاق
لكن لأنهم أصحاب مادة, ويرون من أكبر الدعايات لتنمية أموالهم أن يحسنوا المعاملة, من أجل أن يجذبوا إليهم الأعداد الكبيرة. وإلا فهم كما وصفهم الله عز وجل:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} 1,
ولا أظن أحداً أصدق وصفاً من الله عز وجل للكافرين, فإنهم شر البرية, وكيف يرجى خيرٌ مقصود لذاته من قوم وصفهم الله بأنهم شر البرية, لا أعتقد أن ذلك يكون أبداً, لكن ما يوجد فيهم من الصدق والبيان, والنصح في بعض المعاملات, إنما هو مقصود لغيره عندهم, وهو الحصول على المادة والكسب, وإلا فمن رأى ظلمهم وغُشمهم واستطالتهم على الخلق في مواطن كثيرة, عرف مصداق قوله تعالى
: {أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}.
وأما بالنسبة لما وقع من كثير من المسلمين, من الغش والكذب والخيانة في المعاملات فإن هؤلاء المسلمين نقصوا من إسلامهم وإيمانهم بقدر ما خالفوا الشريعة فيه من هذه المعاملات
فلا يعني أن مخالفة بعض المسلمين وخروجهم عن إطار الشريعة في مثل هذه الأمور, لا يعني ذلك النقص في الشريعة نفسها, فالشريعة كاملة, وهؤلاء الذين أساءوا إلى شريعة الإسلام, ثم إلى إخوانهم المسلمين, هؤلاء أساءوا إلى
أنفسهم فقط, والعاقل لا يجعل إساءة العامل سوءاً في الشريعة التي ينتمي إليها هذا العامل.
ولذلك فإنني أرجو من جميع المسلمين أن تكون لهم حملة قوية في محاربة هذه الأمور التي لا يقرها الإسلام من الكذب والخيانة والغش والخداع وما أشبه ذلك.
فلا بد أن نبين للناس أن من كمال الدين كمال الخلق كما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً"
ــــــــــــــــــــ
كتاب مكارم الأخلاق (صـ) 50
للشيخ ابن العثيمين
رحمه الله تعالى
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[24 - 06 - 09, 08:41 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
دائما أسمع هذه الجملة حيث أصبحت مشهورة على الألسنة
فيكون جوابي لقائلها:
-وإن سلّمنا ان جميعهم أفضل منا اخلاقا فإنهم من خوفهم من طائلة القانون عندهم الذي هو صارم ولا يفرق بين كبير أو صغير, أما نحن فمنطلق أخلاقنا يكون من خوفنا من الله عز وجل فالنية هنا هي الفيصل.
-هم وإن نراهم أفضل منا فذلك لضعفنا وليس لقوتهم, فماذا لو أتى تابعي بينهم او حتى تابعيُ التابعين فماذا سيقول قياسا بما كانوا عليه هم والكفار حينها ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:19 م]ـ
المقولة صحيحة للأسف
والرد عليها هو مثل ما قال الشيخ أبو عمر وفقه الله
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:21 ص]ـ
أليس في شوارعهم يمشي أحدهم وهو حذر لكثرة العصابات والإجرام والنهب والتهديد بالسلاح وواقعهم تجسده أفلامهم والمرأة تخون زوجها والرجل يخون زوجته كما نقرأ ونسمع أين الأخلاق؟ , بينما نحن في بلادنا بفضل من الله يمشي أحدنا ولو بعد منتصف الليل وهو آمن ومطمئن ولله الحمد والشكر.
ـ[أبو عبد الرحمن الفلسطيني]ــــــــ[26 - 06 - 09, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعيش بين ظهرانيهم ووالله يا أخوة لو علمتم ما أعلم لكان ردكم على من يدعيى زورا أنهم أفضل منا أخلاقا أشد إنكارا. فوالله الذي لا إله إلا هو إننا مع ما فينا من إبتعاد عن الدين لأفضل منهم أخلاقا ومعاملة. نعم تجد في بعض الأماكن أن البيع يكون بأن يضع صاحب البضاعة في مكان ما ويضع بجانبها السعر , من يريد أن يشتري يضع الثمن ويأخذ ما يريد دون أن يكون صاحب البضاعة حاضرا لكني لم ارى هذه الطريقة في البيع إلا في الخظار في القرى أما في المدينة فلم ارى من ذلك شيء. بل أن ما يرى هو كثرة كمرات المراقبة في المحال التجارية و في الأماكن العامة للحفاظ على الأشخاص والممتلكات. إن ما يكثر في هذه الأيام الحديث عن أعمال النصب والإحتيال حتى إنك تظن أن كل الناس هنا محتالين. لو أردت أن أسرد عليكم قصص الإحتيال اللتي سمعت عنها لإحتجت لصفحات عدا عن الغش والخداع من قبل المصنعين والمشترين على حد سواء
فالحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله على نعمة التوحيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/347)
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 01:39 ص]ـ
جزاك الله أخي أبا عبد الرحمن على التوضيح
ـ[أبو آثار]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:39 ص]ـ
الجاهلية دائما تحترم الشيء مادام هذا الشيء لايتعارض مع مصالحها الشخصية
فإذا تعارض معها رمت به عرض الحائط وزورت الحقائق ولوت اعناقها حتى تتماشى مع مصالحه وإليكم الأمثلة قديما وحديثا ...
كان من المعلوم في العصر الجاهلي أن من دخل الحرم كان آمنا حتى لو رأى إبن المقتول قاتل أبيه فإن وجوده في الحرم يحميه
ولما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالإسلام الذي يعيب دينهم ويسب آلهتهم ماذا فعلوا بالمسلمين
عذبوهم ونكلوا بهم وصدوهم عن المسجد الحرام
وكان من المعلوم عندهم العصبية القبلية والكرم وإكساب المعدوم لكنهم مع ذلك قاطعوا محمدا وأتباعه ثلاث سنين في شعب الخيف ومنعوا عنهم الطعام والشراب بيعا او هبة
وكانوا يشترون البضاعة قبل دخولها مكة حتى لايشتريها من في الشعب وكانوا يسمعون صوت بكاء اطفالهم ونساءعم ولم تتحرك قلوبهم او تهتز مشاعرهم لأولي القربى منهم
هذا في الماضي ...
أما في الحاضر فكلنا نسمع حديثهم عن حقوق الانسان والعدل والمساواة والسلام كل هذا يكون في أولى اهتماماتهم شرط أن لايكون من له حق أو المظلوم مسلما أو مخالفا لمنهجهم أو ليس من بني جلدتهم
أما إن كان مسلما فحدث ولا حرج عن سلسة الانتهاكات والجرائم التي سترتكب في حقه .... ليس علينا في الأميين سبيل.
وتاريخ هتلر وموسوليني ونابليون وحاضر امريكيا وفرنسا وبريطانيا بجميع رؤساءها يشهد على ذلك ويراه الأعمى والبصير
ولا أظن أن حيلهم ستظل تنطلي علينا كما انطلت على آباءنا من قبل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:09 م]ـ
أليس في شوارعهم يمشي أحدهم وهو حذر لكثرة العصابات والإجرام والنهب والتهديد بالسلاح.
نعم بعض المناطق، وبشكل عام رأينا من الجرائم في الرياض ما لم نر في أميركا، أما مسألة العلاقات الزوجية فليس الكلام عنها إنما هو عن تعامل الناس مع بعضهم البعض، أي خارج نطاق الأسرة.
ـ[العوضي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:04 م]ـ
نعم بعض المناطق، وبشكل عام رأينا من الجرائم في الرياض ما لم نر في أميركا، أما مسألة العلاقات الزوجية فليس الكلام عنها إنما هو عن تعامل الناس مع بعضهم البعض، أي خارج نطاق الأسرة.
هذه مبالغة - بارك الله فيك -
لا اعتقد أن في الرياض
العصابات المسلحة لبيع المخدرات والاتجار بالبشر
ولا السطو المسلح على المحلات والبنوك
ولا الاغتصاب في الشارع أمام الناس ... الخ
وأمريكا بإجرامها وعصاباتها لا تقارن بالرياض
والشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - تكلم عن هذه النقطة في كتيب هذه أخلاقنا وإن وجدت الكتيب وضعت النص
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:47 م]ـ
نعم بعض المناطق، وبشكل عام رأينا من الجرائم في الرياض ما لم نر في أميركا، أما مسألة العلاقات الزوجية فليس الكلام عنها إنما هو عن تعامل الناس مع بعضهم البعض، أي خارج نطاق الأسرة.
أحسن الله إليكم؛
هذا غير صحيح، فمعدل عدد القتلى في الولايات المتحدة حوالي 8 قتلى في اليوم!!
ولا مجال للمقارنة بيننا وبينهم، فهم على تقدمهم وحضارتهم أسوأ حالا منا على تخلفنا!!
هذا في الماضي ...
أما في الحاضر فكلنا نسمع حديثهم عن حقوق الانسان والعدل والمساواة والسلام كل هذا يكون في أولى اهتماماتهم شرط أن لايكون من له حق أو المظلوم مسلما أو مخالفا لمنهجهم أو ليس من بني جلدتهم
أما إن كان مسلما فحدث ولا حرج عن سلسة الانتهاكات والجرائم التي سترتكب في حقه .... ليس علينا في الأميين سبيل.
كما قال بعضهم؛
ما بقي من حريتهم المزعومة إلا صنم!!
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:05 م]ـ
هؤولاء قوم يعبدون المادة فأمزجتهم تتحكم فيها شهواتهم فقط
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:15 م]ـ
لا اعتقد أن في الرياض
العصابات المسلحة لبيع المخدرات والاتجار بالبشر
نظام الكفيل في دول الخليج هو إتجار واضح بالبشر و لا ينكر هذا إلا من لا يعرف هذا النظام معرفة تامة، بعض دول الخليج كالبحرين و الإمارات تدرسان إلغاء هذا النظام الذي ما أنزل الله به من سلطان
إن الظلم الواقع على الشعوب العربية و الإسلامية في بلدانها أكثر بكثير مما يقع في تلك البلدان، ما حدى بعدد لا يستهان به من المسلمين للهجرة إلى هناك و منهم كثير من أهل الدين و الصلاح ..
و بالجملة فإن العبارة السابقة للأسف صحيحة .. و هذا مصداق ما أخبر به عمرو بن العاص عنهم: إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة. وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة. وأوشكهم كرة بعد فرة. وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف. وخامسة حسنة وجميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:00 م]ـ
نعم: وأمنعهم من ظلم الملوك.
مرة استدعتني الاستخبارات الأميركية (أبعدكم الله عنها) بتهمة الدعوة للتبرع للمجاهدين ... كانت لهجة المحقق حازمة وهادئة، لكنه بقي ملتزماً بالاحترام وبالحدود القانونية، وإنما عرض الأدلة وأوضح خطورة هذه التهمة وأن القانون يعاقب عليها بالسجن، وفي نهاية المقابلة قال لي: سأسمح لك بالعودة إلى بيتك، لكن لو كنت في الشرق الأوسط فلن يسمح لك بالخروج من عندنا. وقد صدق وهو كذوب.
لا أقول ليس عندهم ظلم، بل يوجد، لكنه أقل كثير مما يجري في بلاد المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/348)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:34 م]ـ
نظام الكفيل في دول الخليج هو إتجار واضح بالبشر و لا ينكر هذا إلا من لا يعرف هذا النظام معرفة تامة، بعض دول الخليج كالبحرين و الإمارات تدرسان إلغاء هذا النظام الذي ما أنزل الله به من سلطان
صدقت. فالكفيل هو السيد والآخرون هم عبيد عليهم الطاعة والولاء والا الترحيل مكبلين بالاصفاد، ودون الحصول على حقوقهم الشرعية في معظم الاحيان، هذا اذا لم تلفق لهم تهم سرقة او احتيال او حتى تهم اخلاقية. والأخطر من ذلك ان هذا النظام الاستعبادي يتيح للكفيل الحجز على جواز سفر العامل طيلة فترة عمله، بحيث لا يحق له السفر الا بتصريح رسمي منه، ومختوم من هيئة العمل الحكومية، مما يعني ان العامل يعيش معاملة السجين ودون ان يرتكب أي جريمة.
والعجيب أن يُشترط موافقة الكفيل لحصول العامل على تصريح لأداء فريضة الحج، وهذا لم يحصل في الجاهلية فضلاً عن الإسلام!
ـ[أبو راشد*]ــــــــ[27 - 06 - 09, 11:49 م]ـ
على الخبير وقعت في هذا الموضوع
أولاً: دينهم دين النصرانية ورأس ماله الأخلاق التي هي بمثابة السنة عندنا من إطالة اللحية وتقصير الثوب
ولا يعني التزام الكثير بهما حسن اخلاقهم إذا خالطتهم.
ثانياً: في كل مجتمع غني لا يحكمه الشرع الإسلامي لا ينقص الناس فيه سوى " الذوق العام " " الأتكيه "
والمظاهر.
رابعاً: الشعب الأمريكي شعب داجن مروض من قبل اليهود ومخدر منذ عشرات السنين ينام بتوجيه اليهودي
ولا ياكل إلا ما يقدمه اليهودي ولا يلبس إلا ما يفصله اليهودي طبعاً بالدعاية وسحر هوليوود.
خامساً: من يطالب الناس في أمريكا وفي كل بلاد العالم بالصدق في المعاملة ويبث ذلك ويجعله معياراً
للناس هو اليهودي الرأسمالي صاحب البنك والمتجر والمؤسسة والشركة السيد الذي لا يريد من العبيد
الذين يعملون تحت يده غير الكف عن ماله وعدم التعدي عليه وأن هذا معيار الحق والباطل.
وبالله عليكم إذا كان كما يقولون فما حاجة أربع مليون كاميرا تصوير في بريطانيا.
ومن أين جاء السراق الذين تعلن نيويورك في مطارها عن وقوع عشرات السرقات في الثانية.
وسبحان الله من أين خرج الذين يسرقون ثروات العالم وينهبون خيرات أفريقيا وأهلها في جوع ..
ومن سرق أموال نمور أسيا ومن سرق أموالنا في بورصة السعودية ومن سرق أموال وكنوز بلاد الدنيا .. ؟
ووالله إن الزبال المسلم خير من ألف دكتور جامعي في أمريكا ...
ومن يشيد بالغرب فهو أبله والمصيبة أن أحد اقربائي وهو من الذين ذهبوا للعراق وقبض عليهم
وتولتهم قناة دليل يقول " الشعب السعودي " شعب فوضوي " ثم يكررها نحن فوضويين يقولها
في مجلسه والروايات الغربية متناثرة حوله ومختلطة بكتب السنة .. ؟
ولتعرف صدق مقولاتي فانظرهم كلامهم واحد ببغاوات تردد نفس الكلام
الذي لقن لهم في " غسالة العقول " الصحافة ...
فإذا رأيت من يقول ذلك فاغسل يدك منه واحذر أن تحاوره باحترام بل هز كرامته وفطرته التي أنساه
إياها شياطين اليهود.
وكن حازماً معه ولا تتلطف معه فإنه لا يريد منك إلا قبوله ولو مخالفاً ...
لا حوار اليوم ولا رأي آخر .... إما السنة أو البدعة كفانا التغرير الذي عشنا فيه ردحاً من الزمن حتى كدنا ننسى السنة وأهلها وزهدنا في صحاح السنة وتطاول العامة على طلاب العلم والعلماء والنساء على الرجال
واهل المكر على أهل الفضل والمرؤة.
ـ[ابو عبدالله العازمي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:05 ص]ـ
جزاكم الله خير ........
ـ[أبو راشد*]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:15 ص]ـ
اخي محمد الأمين حفظك الله وأنت السلفي إنشاء الله كما عرفتك
لا تقع فيما يقع فيه عوام الناس
ولا تنسى أن الكفيل هي مسالة ظاهرة في بلاد السلفيين فقط وهم من ابتدعها لما فتحت
عليهم بلاد العالم ووفدت الناس من كل حدب وصوب فأرادوا تحصين أنفسهم ..
ولا تطالب بما يطالب به اليهود ويسعون وراءه وانظر كيف هي حال البلاد العربية الأخرى ...
وطالب فقط اخي الكريم بنصر السلفية وتقريع أهل هذه البلاد على المعاصي واحرص كسلفي
على حفظ دين اهل هذه البلاد ومن جاء لهذه البلاد بنية حسنة سخر الله قبائل بحالها تخدمه
ولا تسمع إلا لملتزم سلفي هل واجه أي ضرر أو مشكلة أبداً
ثم اخي الكريم هذه وقاية فطرية معروفة من قديم الزمن بل اكبر من ذلك قضية الولاء في الإسلام وتسمي
بعض الغرباء بالنخعي ولاء أو الجعفي ولاء ونحوه فالولاء او الكفالة جواز مرور
وكرامة من هو على كفالتك
من كرامتك وأي فضل يتمناه الغريب أكثر من كونه في ذمة قبيلة أو جوار رجل.
ولا تحصل المشاكل إلا حين يقع المتعوس في دينه ومروؤته من الوافدين على خايب الرجا من المقيمين
وإذا ألغيت الكفالة الفردية فاعلم أن الكفالة الرسمية أشد وأنكى والفساد فيه أظهر وأقوى على الأقل الفرد
المتسلط نهايته الشرطة أو المحكمة أما رجل مثل حميدان التركي على كفالة امريكا انظر ماذا يحصل له
بل ما يحصل للأمريكي نفسه على يدي اليهودي سيد العالم ..
وأكثر الناس بغضاً لوضع الحواجز أمام الغرباء هم اليهود مع أنهم وضعوا الجدار العازل
فأي عنصرية يعيشونها وتعامى عنها أدعياء حقوق الإنسان وكأن اليهودي سبحان الله فوق النقد.
وإني أربأ بك اخي محمد الأمين عن هذه الترهات مع أني أسمعها كثيراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/349)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:23 ص]ـ
(إنشاء الله) خطأ أخي
إن شاء الله هي إن شاء الله:)
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:37 ص]ـ
أرى القوم قد خاضوا في ما لا ينفع
أين انتم من كتاب الله و سنة نبيه
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:43 ص]ـ
ومن سرق أموال نمور أسيا
اليهود
ومن سرق أموالنا في بورصة السعودية
الذي سرقها هم من ينتسبون إلى الإسلام .. الهوامير اللي أسمائهم أسماء إسلامية و أفعالهم أفعال اليهود ..
الذي سرق أموالك في البورصة هي هيئة سوق المال التي كانت و لا تزال مصرة على محاربة رب العالمين بتعاملها بالربا و آخره الصكوك و السندات التي ابتدأتها قبل أقل من شهر، أما سألت نفسك على أي فتوى تمشي هذه السوق أو القائمين عليها و هم ينتسبون للإسلام، ألم تخرج فتوى هيئة كبار علماء السعودية و فتوى اللجنة الدائمة و فتوى المجمع الفقهي التابع للرابطة و فتوى المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، كلها لا تجير هذا النوع من الصكوك و مع ذلك كله، رمت هذه السوق بهذه الفتاوي عرض الحائط و أصبحت تأكل و تؤكل الناس الربا جهارا نهارا ..
الذي يسرق أموال المسلمين ليس الغرب و لا امريكا بل المتسلطون على رقاب العباد الذين جعلوا أهالي أغنى دول العالم ثروة جعلوهم فقراء أذلة ..
ووالله إن الزبال المسلم خير من ألف دكتور جامعي في أمريكا ...
صدقت و (لعبد مؤمن خير من مشرك و لو اعجبكم) نحن لا نتحدث عن الخيرية هنا نتحدث عن التعامل العام
ومن يشيد بالغرب فهو أبله
إذا كانت الإشادة في أمور أحسنوا فيها، فالإسلام أمرنا بالإنصاف لا بالظلم و من تلك الامور التقدم العلمي و التقني و الطبي و غيره فهذه امور احسنوا فيها فنشيد بهم في هذه المجالات و لا يلزم الإشادة بهم في مجال أن نحبهم او نعظمهم أو نحو هذا
.. يقول .. " شعب فوضوي " ثم يكررها نحن فوضويين يقولها
هذا كلام صحيح و هذا ليس خاص بشعب دون آخر، هذا عام في جنس العرب، ذكره ابن خلدون في مقدمته أن العرب أصعب الناس انقيادا، و لذلك جاء الإسلام فهذّب فيهم الكثير من السلوكيات فامر القرشي أن يسمع و يطيع و لو تأمّر عليه عبد حبشي، و لكن -تاريخيا- كلما ابتعد العهد من زمن النبوة كلما ضعف تهذيب الإسلام لجنس العرب و عادت الكثير من سلوكياتهم القديمة إليهم إلا من رحم ربك (أربع من أمر الجاهلية .. )
لا حوار اليوم ولا رأي آخر .... إما السنة أو البدعة كفانا التغرير الذي عشنا فيه ردحاً من الزمن حتى كدنا ننسى السنة وأهلها وزهدنا في صحاح السنة وتطاول العامة على طلاب العلم والعلماء والنساء على الرجال
واهل المكر على أهل الفضل والمرؤة.
أنا لم أفهم ما الذي أدخل موضوع السنة و البدعة هنا
ـ[أبو راشد*]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:45 ص]ـ
ابو فرحان مساك الله بالخير
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:48 ص]ـ
الموحد الفاسق الماجن المؤذي لغيره خير من كافر يعيل ملايين من البشر
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:56 ص]ـ
الموحد الفاسق الماجن المؤذي لغيره خير من كافر يعيل ملايين من البشر
صدقت (و لعبد مؤمن خير من مشرك و لو أعجبكم)
ليس الحديث هنا عن الخيرية بل عن التعامل العام في المجتمع
ـ[عبد العزيز بن غيث]ــــــــ[28 - 06 - 09, 01:24 م]ـ
الحمد لله
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
يجب أن يُفرق بين تزكية بعض معاملاتهم وتزكية أنفسهم، فما قال مسلم ولن يقول أن هذا الغربي (الكافر) الملتزم ببعض الأمور المحمودة هو خير من المسلم حتى يرد عليه الأخوة بهذه النصوص، الذي يجب أن يُعرف أن الدين والمعاملة أو الخلق لا ينبغي أن ينفصلا وإن انفصلا فذلك خلل عظيم لهذا قال صلى الله عليه وسلم " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" الحديث، لهذا فإننا إذا نظرنا مثلا إلى التقيد بالنظم المرورية والنظام في الأماكن العامة بحيث لا يعتدي أحد على حق أحد ولا يأخذ أحد دور أحد وإلى الدقة في الوعود والمواعيد واشتغال كل مرء بخاصة نفسه دون أن يتدخل في الآخرين (وإن كان هذا مبالغ فيه عندهم) وإلى شيء من الأمانة والدقة في التعاملات المالية إلى غير ذلك لوجدنا أنها موجودة بوضوح في ديار الغرب، وأنا أقول هذا عن تجربة متواضعة عندما أقمت في ألمانيا مدة سبعة أشهر للعلاج فلم أتعرض إلى سوء تعامل متعمد لا في مطار ولا في مستشفى ولا في فندق ولم أتعرض لسرقة أو بخس حق لا في محل ولا سوق ولا تاكسي رغم أن الجميع يعرفون أنني غريب عن البلد وعن لسانها ولا أعرف تفاصل معاملاتها، بينما إذا ذهبت إلى بعض الدول العربية مثلا فإن الابتزاز يبدأ معك من المطار وتفتيش المتاع، والسرقة تبدأ معك من سائق التاكسي وبائع اللحم إلا من رحم الله، يبقى بعد ذلك أمران، الأول أن هذه الأمور لا تعطيهم أفضلية عند الله لأنها لم تقم على نية وخشية لله، ولكن الذي يهمني كمسافر إلى أي بلد أن أجد هذا التعامل متوفرا ولا يهمني بعد ذلك مبعثه هل هو خوف القانون أم هو عادة أم غير ذلك فهذا يعود لصاحبه أما الذي يلحقني أنا تعامله، الأمر الثاني أن فيهم من يخل بهذه الأمور ولكن الطابع العام ما ذكرت، كما أن بلاد الإسلام لم تعدم هذه الأخلاق ولكنها بالمقارنة برسالتنا السامية وقيادتنا للأمم تعتبر ضعيفة رغم أننا مطالبون بها حتى ولو لم تسنها القوانين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/350)
ـ[أبو راشد*]ــــــــ[28 - 06 - 09, 02:18 م]ـ
جلسنا نقول " اعدلوا " مع الغرب افهموا الغرب تحاوروا مع الغرب " الحكمة ضالة المؤمن وابحثوا عنها في الغرب
ولا أدري ما هذه البلاهة والبلادة التي تجعل آكلي لحوم الخنزير عبيد اليهود اهل الدياثة محط أنظار أبناء المسلمين
إلا إن كان فيهم شهوانيين خلبت عقولهم وأنظارهم تلك الحياة والبهرجة فاستحوا ولم يجرأو كما تجرأ
طه حسين فقال خذوا حلوها ومرها ..
وأي أخلاق لآكلي الربا أهل الجاهلية وسبحان الله أخلاق الشيعة أفضل من أخلاق الخنازير الأمريكية
فلماذا اخترتم أخلاقهم
وأخلاق الحضارم التجار المسلمين أفضل ألف مليون مرة من أخلاق بهائم أمريكا ...
الأمريكان الذين يتسافدون في الشوارع ويفشوا فيه اللواط
هل تقولون كما قال اليهود عن المشركين {هؤلاء أهدى من الذين أمنوا سبيلا}
وهل إثارة هذه المواضيع يهدف منها إصلاح أخلاق المسلمين
أو عرض الخنازير قدوات للمسلمين حتى نقتدي بهم
بالله عليكم قولوا ماذا تريدون
وإني أرى والله أعلم أن من يتحدث عن أخلاق الأمريكان هو أفسد الناس اخلاقاً
وأفسلهم منها ولم يقنع باخلاق الكتاب والسنة وذهب يبحث عنها
كلامي هذا ليس لمريدي قناة دليل وأنا حقاً أرى أنه إهانة لي أن أتحاور مع سلماني
كلامي هذا موجه لذوي الفطر السليمة وطلاب الحق والمضللين فقط ...
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[28 - 06 - 09, 03:08 م]ـ
جلسنا نقول " اعدلوا " مع الغرب افهموا الغرب تحاوروا مع الغرب " الحكمة ضالة المؤمن وابحثوا عنها في الغرب
نحن لم نقل "اعدلوا" .. الذي قال "اعدلوا" هو رب العالمين الذي تصلّي له و تسجد .. هو الذي أمرك بالعدل .. لكن تقييدك بالعدل مع الغرب .. هذا من كيسك أنت .. بل العدل يكون مع الكل الغرب و الشرق و الجنوب و الشمال و الأبيض و الأسود و البدو و الحضر .. إلخ
بهذا العدل قامت السموات و الأرض لا بالجور و البغي .. العدل -كما يقول العلماء- واجب على كل أحد مع كل أحد في كل حال
"الحكمة ضالة المؤمن" .. ليس قولنا أيضا بل هو قول نبيك صلى الله عليه وسلم .. و تقييدك بالبحث عنها في الغرب .. هذا من كيسك أيضا .. بل يبحث عنها المسلم في أي مكان شرقا و غربا ..
ولا أدري ما هذه البلاهة والبلادة التي تجعل آكلي لحوم الخنزير عبيد اليهود اهل الدياثة محط أنظار أبناء المسلمين
لا تصف محاوريك بهذه الألفاظ من البلاهة و البلادة فهي لا تليق بمسلم ..
الكفار أكلة لحم الخنزير .. إلخ .. نحن مأمورون بالعدل معهم .. و إن كانوا كما وصفتَ .. و هذا لا يلزم منه أن يكونوا محط انظار أحد من المسلمين .. لكن المسلم مامور بالعدل مع الكل .. و العدل مع امثال هؤلاء من الصعوبة بمكان على النفس البشرية لكن هذه تربية القرآن لاتباعه من المؤمنين .. فقد ُأمر المسلمون الاوائل بالعدل مع مَن؟ مع الذين صدّوهم عن دخول الكعبة المسجد الحرام لأداء العمرة (سورة المائدة)
كلامي هذا ليس لمريدي قناة دليل وأنا حقاً أرى أنه إهانة لي أن أتحاور مع سلماني
كلامي هذا موجه لذوي الفطر السليمة وطلاب الحق والمضللين فقط ...
بالنسبة لي أنا .. فلا اعرف قناة دليل و لم أرها في حياتي و لكن من كلامك يتبين أنها لها علاقة بالشيخ سلمان العودة .. قد نتفق مع الشيخ أو نختلف معه .. هذا لا يجيز لنا ان نتنابز بالألقاب .. هذا التنابز بالألقاب قد نهينا عنه كما في سورة الحجرات .. و هذا يرجع إلى العدل، فمن لم يعدل مع إخوانه المسلمين الصالحين فأنى له أن يعدل مع الكافرين أكلة لحم الخنزير .. الكلمة التي باللون الأحمر غير مناسب وضعها و إلا أصبح أول الجملة ينقض آخرها!
و صلى الله و سلم على نبينا محمد
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[28 - 06 - 09, 03:57 م]ـ
أقرأ في بعض المشاركات ما يدل على مخالفة لسنن الله في الكون من علو أمة وانحطاط أمم.
نعم لم يحقق الغرب ما حققه من تقدم مادي نتيجة عمله وعلمه بل ساعد على هذا أن الغرب ظل أكثر من مائتي عام من السلب لثروات الدول المحتلة من أندونسيا شرق حتى الأمريكتنت غربا.
لكنهم يتصفون بالأخلاق لا أقول مكارم الأخلاق وهذه فاتتكم جميعا في التعليق على الموضوع
فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
فهناك أخلاق وهناك مكارم الأخلاق.
فمن هنا جاءت أخطاء البعص من الأعضاء في التعليق على الموضوع.
فالغرب لديهم أخلاق ولكنها أخلاق نفعية تحقق لهم الحياة يرغبونها فتراهم يقدرون الوقت والعمل أيما تقدير فهما رأس المال الحقيقي عندهم.
يسعون إلى تحقيق اللذة , ومن أجل ذلك يحاربون المرض ويهتمون بالصحة والرياضة.
يضعون من القوانين التي توجب على كل مسئول أن يحترم المال العام حتى أن بريطانيا الآن تثار فيها قضايا كبرى
للوزراء وهيئة الإذاعة البريطانية من أجل انفاق البعض أو استغلاله لمنصبه في التربح من وظيفته حتى ولو وصل الأمر إلى سنت أو جنيه واحد، هم لايفعلون ذلك خلقا كريما بل خلقا نفعيا فلولم يفعلوا ذلك لانتهوا وعادوا همجا.
أما ما تتحدثون عنه في بلادنا الإسلامية من أمثلة فهي أخلاق إسلامية قائمة على مراقبة الله وحسن الإيمان وإن قل ذلك في هذا الزمن بفعل تأثرنا بالموجة المادية التي تسود العالم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/351)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 06 - 09, 07:22 م]ـ
ثم اخي الكريم هذه وقاية فطرية معروفة من قديم الزمن بل اكبر من ذلك قضية الولاء في الإسلام وتسمي
بعض الغرباء بالنخعي ولاء أو الجعفي ولاء ونحوه فالولاء او الكفالة جواز مرور
وكرامة من هو على كفالتك
من كرامتك وأي فضل يتمناه الغريب أكثر من كونه في ذمة قبيلة أو جوار رجل.
يا أخي أين تعيش؟ فرق بين الأرض والسماء بين الأمرين. نحن نتحدث عن نظام عبودية لم يوجد حتى عند كفار الأعراب أيام الجاهلية فضلا عن الإسلام. الكفيل هو السيد والآخرون هم عبيد عليهم الطاعة والولاء والا الترحيل مكبلين بالاصفاد، ودون الحصول على حقوقهم الشرعية في معظم الاحيان، هذا اذا لم تلفق لهم تهم سرقة او احتيال او حتى تهم اخلاقية. ويعيش العامل معاملة السجين لا يقدر أن يسافر ولا أن يحول أمواله دون ان يرتكب أي جريمة. والعجيب أن يُشترط موافقة الكفيل لحصول العامل على تصريح لأداء فريضة الحج، وهذا لم يحصل في الجاهلية فضلاً عن الإسلام!
هذا مع العلم أن القوانين التي تفرق بين مسلم ومسلم على أساس الانتماء الوطني الجغرافي، وتعقد الحقوق والواجبات على أساس الانتماء للوطن والتراب بغض النظر عن الدين والعقيدة، فهي قوانين كافرة جائرة، العمل بها وبمقتضاها كفر أكبر مخرج عن الملة، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة لا خفاء فيه! جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، في جوابهم على السؤال الثالث من الفتوى رقم [6310: جـ1/ 145]: (أن من لم يُفرق بين اليهود والنصارى وسائر الكفرة وبين المسلمين إلا بالوطن، وجعل أحكامهم واحدة فهو كافر) اهـ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 06 - 09, 07:33 م]ـ
أقرأ في بعض المشاركات ما يدل على مخالفة لسنن الله في الكون من علو أمة وانحطاط أمم.
نعم لم يحقق الغرب ما حققه من تقدم مادي نتيجة عمله وعلمه بل ساعد على هذا أن الغرب ظل أكثر من مائتي عام من السلب لثروات الدول المحتلة من أندونسيا شرق حتى الأمريكتنت غربا ..
طيب السويد ماذا نهبت؟ طوال تاريخها وهي دولة حيادية لا تحارب، ومع ذلك حققت من التقدم ما تعلم. نهب الثروات يؤدي فقط إلى الغنى لفترة مؤقتة. لكن الغنى لا يؤدي أبداً للتقدم. وأقرب مثال هو الدول الإسلامية ذات الثروات الباطنية الكبيرة (النفط وغيره) ما تزال في عداد الدول المتخلفة. ذلك أنه لا مجال لمخالفة سنن الله في الكون. فالحضارة لا تنبى بغير عدل، والظلم مؤذن بخراب الدولة كما ذكر ابن خلدون في مقدمته.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى:
-------المجلد: 28 الصفحة: 146 - ----------
وَأُمُورُ النَّاسِ تَسْتَقِيمُ فِي الدُّنْيَا مَعَ الْعَدْلِ الَّذِي فِيهِ الِاشْتِرَاكُ فِي أَنْوَاعِ الْإِثْمِ أَكْثَرُ مِمَّا تَسْتَقِيمُ مَعَ الظُّلْمِ فِي الْحُقُوقِ وَإِنْ لَمْ تَشْتَرِكْ فِي إثْمٍ؛ وَلِهَذَا قِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُقِيمُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً؛ وَلَا يُقِيمُ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُسْلِمَةً. وَيُقَالُ: الدُّنْيَا تَدُومُ مَعَ الْعَدْلِ وَالْكُفْرِ وَلَا تَدُومُ مَعَ الظُّلْمِ وَالْإِسْلَامِ. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَيْسَ ذَنْبٌ أَسْرَعَ عُقُوبَةً مِنْ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ} فَالْبَاغِي يُصْرَعُ فِي الدُّنْيَا وَإِنْ كَانَ مَغْفُورًا لَهُ مَرْحُومًا فِي الْآخِرَةِ وَذَلِكَ أَنَّ الْعَدْلَ نِظَامُ كُلِّ شَيْءٍ؛ فَإِذَا أُقِيمَ أَمْرُ الدُّنْيَا بِعَدْلِ قَامَتْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِصَاحِبِهَا فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَمَتَى لَمْ تَقُمْ بِعَدْلِ لَمْ تَقُمْ وَإِنْ كَانَ لِصَاحِبِهَا مِنْ الْإِيمَانِ مَا يُجْزَى بِهِ فِي الْآخِرَةِ؛ فَالنَّفْسُ فِيهَا دَاعِي الظُّلْمِ لِغَيْرِهَا بِالْعُلُوِّ عَلَيْهِ وَالْحَسَدِ لَهُ؛ وَالتَّعَدِّي عَلَيْهِ فِي حَقِّهِ
--------------- المجلد: 28 الصفحة::63 - --------------------
فصل: لا دوام مع الظلم المجلد: 28 الصفحة: بدء بـ ص:63
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/352)
فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يَتَنَازَعُوا فِي أَنَّ عَاقِبَةَ الظُّلْمِ وَخِيمَةٌ وَعَاقِبَةُ الْعَدْلِ كَرِيمَةٌ وَلِهَذَا يُرْوَى: " اللَّهُ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً وَلَا يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُؤْمِنَةً"
تأمل ما ذكره شيخ الإسلام فإنه سنن من سنن الله الكونية، ولن تجد لسنة الله تبديلا.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:53 م]ـ
التقدم العلمي في الغرب هو أصلاً بسبب التقدم العلمي الذي كان عند المسلمين , خصوصاً في الأندلس , أعادها الله , وهذا هم يعترفون به ويقرونه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 06 - 09, 10:10 م]ـ
لا شك أن التقدم العلمي عام مهم جداً، وهو شيء قصر المسلمون فيه كثيرا. بل عامة البلاد الإسلامية للأسف هي من أبعد البلاد عن العلم إلا ما رحم ربك. ومع ذلك فالعلم ليس الأساس، ولكن الأساس هو العدل والنظام.
والمسلمون لم تبدأ حركة الترجمة العلمية إلا في بداية العهد العباسي، مع أنه كان لهم ملك مستقر راسخ، قد عم فيه الرخاء. ثم لما الإسبان استولوا على الأندلس، بقوا على تخلفهم القديم، فهم أمة وحشية بطبيعتها. وكان عملهم هو نقل الحضارة الإسلامية للغرب دون أن يضيفوا عليها شيئاً. ولعل الترجمة التي حدثت في إيطاليا أكبر من التي حدثت في إسبانيا.
مرة أخرى أقول: الذي يجعل دولة متقدمة أو متخلفة هو النظام العادل. يعني لا بد أن تكون الأنظمة التي بنيت عليها الدولة منفتحة مشجعة على العلم والابتكار، وبنفس الوقت عادلة. وهذان العاملان هو أكثر ما يفتقره المسلمون اليوم، طبعاً بالإضافة للعلم. لكن بدون هذين لا يمكن للعلم أن يقوم فضلاً عن أي حضارة أو اقتصاد حقيقي: العدل وحسن الإدارة. والذي يحصل حاليا أن كل الكفاءات العلمية في العالم الإسلامي على قلتها الشديدة تذهب للخارج، لأن البلاد الإسلامية غير مؤهلة أصلاً لاستقبالها!!! فلا بد من العدل أولا قبل أي شيء.
وأنا لا أحب أن ألقي اللوم على الحكومات وحدها، بل اللوم على الشعوب الإسلامية أنفسها. وحكام المسلمين ليسوا من المريخ، بل هم منا، ويمثلونا! وكما تكونوا يُولّى عليكم. والناس تظلم بعضها بعضاًَ فيولي الله عليهم من يظلمهم. وهذه سنة الله في خلقه. {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.
هم لايفعلون ذلك خلقا كريما بل خلقا نفعيا فلولم يفعلوا ذلك لانتهوا وعادوا همجا ..
هذه الأمور لا تعطيهم أفضلية عند الله لأنها لم تقم على نية وخشية لله، ولكن الذي يهمني كمسافر إلى أي بلد أن أجد هذا التعامل متوفرا ولا يهمني بعد ذلك مبعثه هل هو خوف القانون أم هو عادة أم غير ذلك فهذا يعود لصاحبه أما الذي يلحقني أنا تعامله
وفي قصة عرض الإسلام على بني شيبان: "يا أبا بكر، أية أخلاق في الجاهلية؟ ما أشرفها! بها يدفع الله عز وجل بأس بعضهم عن بعض، وبها يتحاجزون فيما بينهم".
فقال خذوا حلوها ومرها ..
أرى أن المسلمين اليوم أخذوا مرها وتركوا حلوها! ما تراهم يأخذون من الغرب إلى أسوء ما لديه، وما يقلدونه إلا في انحلاله وأمراضه الاجتماعية، أما العلم والنظام والعدل، فنادراً ما نجد من يأخذه من الغرب. فتجد شاباً إذا أعجب بالغرب نتيجة الهزيمة النفسية، يقلده في تفاهاته فيحتفل مثلا بعيد الحب، ويشاهد الأفلام التافهة، وغير ذلك من الأمور التي يتفق سائر العقلاء أنها ليست سبباً لتقدم الغرب، ولا يقلده في النظام وطلب العلم!
وأساس بناء الملك أي العدل والأخلاق قد أتى بها ديننا، وأما العلم فقد حض على أخذه. وبعد هذا من تفاصيل النظام هو راجع إلينا ولا إشكال إن استفدنا من أنظمة الشرق والغرب في بناء نظام قانوني لنا.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[28 - 06 - 09, 11:58 م]ـ
[طيب السويد ماذا نهبت؟ طوال تاريخها وهي دولة حيادية لا تحارب، ومع ذلك حققت من التقدم ما تعلم. نهب الثروات يؤدي فقط إلى الغنى لفترة مؤقتة. لكن الغنى لا يؤدي أبداً للتقدم. وأقرب مثال هو الدول الإسلامية ذات الثروات الباطنية الكبيرة (النفط وغيره) ما تزال في عداد الدول المتخلفة. ذلك أنه لا مجال لمخالفة سنن الله في الكون. فالحضارة لا تنبى بغير عدل، والظلم مؤذن بخراب الدولة كما ذكر ابن خلدون في مقدمته.)
ردا على الأخ محمد الأمين:
أقصد العلم والعمل لم يكونا وحدهما سببا للتقدم الحاصل عند الغرب بل هناك جرائم ارتكبت في حق أمم وشعوب الأرض وأبيدت أمم ونهضت أوربا وأمريكا على أثرما ما خلفناه في الأندلس وماأخذوه من المسلمين أيام الحروب الصلييبة.
ثم رأوا لأنفسهم طريقا وهو طريق العلم المادي الذي يقوم على اتقان العمل وتحقيق العدل لكنه ليس عدلا مطلقا كما في الإسلام بل عدل حسب الحاجة لذا نشكو دائما من ازدواجية التعامل معنا في كثير من القضايا.
قال شوقي:
بالعلم والمال يبني الناس ملكهمو ******لم يبن ملك على جهل وإقلال
أما السويد وغيرها فهي أمم هامشية
ليست متقدمة إنما الحاصل هو ارنفاع مستوى المعيشة فيها نظرا لقلة السكان بالإضافة لكونها مع الدول الاسكندنافية وقعت على معاهدات فهي لاتشارك في حروب ولا تنفق على شراء أسلحة
وهذه الدول مستودع أموال العرب خاصة الخليجيين أرباب النفط بأرقام مذهلة لأنها توفر سرية الحسابات وهذا لا يتوفر في كثير من الدول الأخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/353)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:01 ص]ـ
هناك جرائم ارتكبت في حق أمم وشعوب الأرض وأبيدت أمم ونهضت أوربا وأمريكا على أثرما ما خلفناه في الأندلس وماأخذوه من المسلمين أيام الحروب الصلييبة.
هذه الجرائم هي من طبائع النصارى ولا علاقة لها بالتقدم. مرة أخرى: سرقة الغير قد تجعل منك غنياً، لكنها لا تجعل منك متقدماً. الأمم الأوربية ظلت متخلفة قروناً طويلة بعد الحروب الصليبية. وإسبانيا والبرتغال رغم نهبهما لثروات الأندلس ثم لثروات شعوب أميركا وإفريقيا، لم تصبح دولة متقدمة ولم تقدم شيئا يذكر للحضارة الإنسانية. بل وقبل هؤلاء التتار نهبت الأرض كلها ولم تصبح متقدمة.
هناك دول إسلامية غنية لكنها ما تزال متخلفة. فالمال لا يعني التقدم!
أما السويد وغيرها فهي أمم هامشية ليست متقدمة إنما الحاصل هو ارنفاع مستوى المعيشة فيها نظرا ....
مرة أخرى، أنت يا أخي تظن أن المال هو التقدم، وقد بينا الخطأ في هذا. وهي أمم متقدمة بكل المقاييس: سواء بالأنظمة المتبعة بها أو بالتقدم العلمي أو حتى بالمقياس المادي الذي تؤمن به (وهو خطأ طبعاً).
لنأخذ أحد الأمثلة:
سنغافورا، جزيرة صغيرة في جنوب شرق آسيا استقلت عام 1965. واليوم: سكانها أقل من خمسة ملايين، ومستوى دخل الفرد فيها أكثر من ضعف دخل الفرد بالسعودية (مع أن هذا ليس مقياساً للتقدم). نسبة الصادرات ذات التقنية العالية بالنسبة لمجموع الصادرات هي 68% بينما في السعودية 0.2%. فيها جامعتين من أعلى 500 جامعة في العالم ( http://ed.sjtu.edu.cn/rank/2007/ARWU2007.xls)، بينما كل العالم الإسلامي ليس فيه إلا جامعتين دخلتا بالكاد بالتقرير (واحدة في تركيا وواحدة في مصر).
مرة أخرى: التقدم ليس بسبب المال، ربما عادة يؤدي للمال، لكن المال ليس شرطاً له.
ـ[عبد العزيز بن غيث]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:52 ص]ـ
الحمد لله
العدل أساس الملك وأساس النصر (النصر بمعناه العام لا النصر العسكري فقط) هذه سنة كونية وسنة شرعية ولولا هذا العدل - على الأقل فيما بينهم- لسقطت دول الغرب واندثرت حضارتهم وتقدمهم في أكثر المجالات في عقد أو عقدين من الزمان لأن مجرد العلم أو مجرد المال لا يقيم دولا وقديما قامت للمسلمين دولة وحضارة وتمكين رغم فقرهم وماضيهم الخالي من أي رسالة أو حضارة، على أن العدل يجب ألا يفهم على أنه فقط عدل الحاكم، بل هو عدل عام بين كافة أفراد المجتمع وطبقاته يجعل كل واحد منهم يعلم ما له وما عليه ولا يتجاوز ذلك فيكون منسجما مع الكون المبني على العدل
ـ[أبو آثار]ــــــــ[29 - 06 - 09, 04:46 ص]ـ
عندما يطرح موضوع للنقاش وتختلف الاراء فيه فإن هذه الاراء تعكس شخصية صاحبها وطريقة تعامله في الحياة أكثر من إظهارها للحق المرجو إظهاره من هذا النقاش
يجب على كل محاور ان يحرص على إظهار الحق سواء كان هذا على لسانه او لسان غيره
ـ[ابو بكر عطون]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:18 م]ـ
[
السؤال
UOTE= عبد الله الأثري الجزائري;1065212] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
أخلاق غير المسلمين
يورد كثير من الناس أن أهل الغرب أحسن أخلاقاً منا في تعاملهم و وبيعهم وشرائهم بينما تجد الغش والكذب وإنفاق السلة بالحلف الكاذب منتشراً بين صفوفنا نحن المسلمين.
وللرد على هذه الفرية نقول: قال النبي عليه الصلاة والسلام:
"البينة على المدعي"
وما كان مشهوراً بين الناس من أن الغرب عندهم حسن الخلق في المعاملة فهذا ليس بصحيح, فإن عندهم من سوء المعاملة مايعرفه من ذهب إليهم ونظر إليهم بعين العدل والإنصاف دون النظر إليهم بعين الإجلال, والإكبار فقد قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ ... كما أن عين السخط تبدي المساويا
ولقد حدثني كثير من الشباب الثقات الذين ذهبوا إلى الغرب عن أفعال من أسوأ الأخلاق, لكنهم هم إذا نصحوا فيما ينصحون فيه من البيع والشراء, فليس لأنهم ذوو أخلاق, وإنما لأنهم عباد مادة, والإنسان كلما كان أنصح في معاملة من هذه المعاملات الدنيوية كا ن الناس إليه أقبل وإلى شراء سلعته وترويجها أسرع
فهم لا يفعلون ذلك لأنهم كاملوا الأخلاق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/354)
لكن لأنهم أصحاب مادة, ويرون من أكبر الدعايات لتنمية أموالهم أن يحسنوا المعاملة, من أجل أن يجذبوا إليهم الأعداد الكبيرة. وإلا فهم كما وصفهم الله عز وجل:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} 1,
ولا أظن أحداً أصدق وصفاً من الله عز وجل للكافرين, فإنهم شر البرية, وكيف يرجى خيرٌ مقصود لذاته من قوم وصفهم الله بأنهم شر البرية, لا أعتقد أن ذلك يكون أبداً, لكن ما يوجد فيهم من الصدق والبيان, والنصح في بعض المعاملات, إنما هو مقصود لغيره عندهم, وهو الحصول على المادة والكسب, وإلا فمن رأى ظلمهم وغُشمهم واستطالتهم على الخلق في مواطن كثيرة, عرف مصداق قوله تعالى
: {أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}.
.....................................
اخي الكريم تمهل وانظر وتفكر وتدبر ثم تدبر ثم تدبر ثم قرر
اولا القول بان اهل الغرب هم اراذل الناس فهذا يسمى تعميم خاطئ فانت لم تجربهم فردا فردا لتحكم عليهم.
ثانيا: كما لا يعني و لا يلزم بان يكون المسلمون هم ارفع الناس خُلقا لذات السبب.
ثالثا: كثير من الكفار قد يتحلون باخلاق حسنة تربوا عليها او تعلموها كالصدق والامانة والشجاعة اذكر اني قرات مقولة ليهودي (في صحيح البخاري) لا اتذكر الرواية ولكن فيها ان احد المسلمين تقدم لقتل احد كبار اليهود بعد ان اكثر الاساءة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال كلمة اي اليهودي لامراته التى حاولت منعه من الخروج من حصنه ليلا دلت على شجاعته (قال ان الكريم اذا دعي الى ضربة ليل لاجاب) ... فهذا وان كان كافرا لكن شجاعته واضحة بل اعمق من هذا وهو في النقطة الاتية
رابعا: المح في بعض النصوص الحديثية ومن خلال الواقع ان هناك صفات خُلقية مرتبطة بالسلالات الجينية البشرية الخلقية فمثلا حديث عمرو بن العاص في صحيح مسلم (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقوم الساعة والروم أكثر الناس فقال له عمرو أبصر ما تقول قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك
انظر الى صفات الروم اي الغرب من لدن عمرو بن العاص الى اليوم هل تراها تبدلت هم احلم الناس و خير الناس لمسكين و فقير لا يعجزون و لا يسود عندهم حاكم ظالم وهذا وصف ممن؟؟ من عمرو بن العاص السياسي المحنك المؤمن احد دهاة العرب واعتراف منه بخصالهم الحميدة
خلاصة الامر التعميم خاطئ ليس كل الكفار اهل شر و سوء كما انه ليس كل المسلمين اهل خير و اخلاق و حتى المقارنه في هذه الامر خاطئ، لا بئس بل يجب الاعتراف بخصالهم الحميدة و عدم انكارها لكونهم كفار كما فعل الصحابة و غيرهم
لو سلمنا بان الغرب اراذل الناس و منبع الشر و السوء لاقفلنا باب الدعوة الى الله لانك ان لم تعرف حقيقتهم كيف ستنجح في دعوتك
هناك اخلاق جُبل عليها البشر سواء كانوا مسلمين او كافرين كما في حديث ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة
ما اردت التفصيل و اكتفيت بالتأشير فقط
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:59 م]ـ
أنا طرحت هذا الموضوع على الزملاء وكان هذا رد أحدهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا إخوان والله نحن العرب فينا صفات حميده
لا توجد في غيرنا على الإطلاق
كالكرم والإعتزاز بالذات والنسب
وأنا أعيش في الغرب منذ فتره ليست كبيره
والغربين عامة يحبون المال حبا غريبا
نادرا ما تجد مسلم له هذا الإرتباط بالمال
فقد كان مالك البيت الذي أعيش فيه ينافقني
يقول لي ربكم يا مسلمين خير من ربنا فقط حتى أستمر معه
وفيهم من النذاله وقلة المروءه ما الله به عليم
أما ما ترونه من حسن المعامله فهي القوانين الصارمه
وهم ربوا في مدارسهم وفي عائلاتهم على إحترام القانون
ولو ذهبت لمناطق معينه (كالحواري عندنا في مصر)
إن ظفروا بك لقتلوك
وهم كالحيوانات في معيشتهم
فهناك 5 ايام يعمل فيهم من الصباح حتى المساء ثم ينام
وفي اليوم الخامس بالليل يذهب للبوب (الخماره)
وتجد الخمارات في يوم الجمعه بالليل الناس طوابير
يبحث له عن شريك رجل أو إمرأه يقضي معه شهوته
يوم السبت والأحد ثم ينام الأحد ويصحوا للعمل وهكذا
ويقولون كنائس وينشرون المسيحيه في العالم
ووالله ما رأيت أحد يدخل كنيسه ولي أصدقاء كثيرين
80% من الشباب لا دينين والبقيه يؤمنون ولكن لم يدخلوا الكنيسه
وأنا موجود في منطقه هي ريف في بلادهم يعني التدين فيها أعلى من المناطق الأخرى
وللحديث بقيه إن شاء الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالحمد لله على نعمة الإسلام وصدق الله جل وعلا
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (179) سورة الأعراف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/355)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 07 - 09, 08:00 م]ـ
ثم رأوا لأنفسهم طريقا وهو طريق العلم المادي الذي يقوم على اتقان العمل وتحقيق العدل لكنه ليس عدلا مطلقا كما في الإسلام
هذا لا شك فيه. فالعدل المطلق هو الحكم بما أنزل الله عز وجل. والله تعالى يقول: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. وهذه الأية القرآنية صارت غائبة عن جماهير المسلمين، مع أنها من المعلوم بالدين بالضرورة. فكل من لم يحكم بما أنزل الله فهو ظالم. لكن الظلم أنواع. فأشد الظلم ما يقع في بلاد المسلمين وأخفه ما يقع في في بلاد الروم وبعض البلاد الأخرى (كاليابان).
وتأمل مقولة عمرو بن العاص عن الروم "وأمنعهم من ظلم الملوك". فلم يزعم أن شرائعهم عادلة، لكنهم أقل تعرضاً للظلم من باقي الأمم. وعنوان المقال: "أهل الغرب أحسن أخلاقاً منا في تعاملهم". فهو شيء نسبي وليس مطلقاً. فهم يعاملون بعضهم أحسن إجمالاً مما يعامل المسلمون المعاصرون بعضهم. وهذا حكم أغلبي وليس تفضيلاً مطلقاً. فلا يعني هذا تبريئهم من كل إثم. فالكذب موجود عندهم، لكنه عار على صاحبه، بينما في كثير من بلاد المسلمين يعتبر ذكاءاً، ويعتبر الصدق غبائاً. نسأل الله أن يهدي المسلمين ويردهم إلى دينهم رداً جميلاً.
ـ[هشام التميمي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 03:18 م]ـ
نحن نتحدث عن نظام عبودية لم يوجد حتى عند كفار الأعراب أيام الجاهلية فضلا عن الإسلام. الكفيل هو السيد والآخرون هم عبيد عليهم الطاعة والولاء والا الترحيل مكبلين بالاصفاد، ودون الحصول على حقوقهم الشرعية في معظم الاحيان، هذا اذا لم تلفق لهم تهم سرقة او احتيال او حتى تهم اخلاقية. ويعيش العامل معاملة السجين لا يقدر أن يسافر ولا أن يحول أمواله دون ان يرتكب أي جريمة. والعجيب أن يُشترط موافقة الكفيل لحصول العامل على تصريح لأداء فريضة الحج، وهذا لم يحصل في الجاهلية فضلاً عن الإسلام!
هذا مع العلم أن القوانين التي تفرق بين مسلم ومسلم على أساس الانتماء الوطني الجغرافي، وتعقد الحقوق والواجبات على أساس الانتماء للوطن والتراب بغض النظر عن الدين والعقيدة، فهي قوانين كافرة جائرة، العمل بها وبمقتضاها كفر أكبر مخرج عن الملة، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة لا خفاء فيه! جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، في جوابهم على السؤال الثالث من الفتوى رقم [6310: جـ1/ 145]: (أن من لم يُفرق بين اليهود والنصارى وسائر الكفرة وبين المسلمين إلا بالوطن، وجعل أحكامهم واحدة فهو كافر) اهـ.
أراك تبالغ جدا في الكلام بطريقة غير موضوعية تخالف الواقع في سياقها.
فعقد الكفيل عقد جائز دخل فيه المكفول برضاه.
وقد بنيت كثير من بنوده على حفظ حقوق الكفيل لأن هذا المكفول سيتولى العمل أو المال ولا بد من ضمانات.
أما مسألة موافقة الكفيل ودعواك الكبيرة فيها فلعلك تراجع كلام الفقهاء في الأجير الخاص والمشترك فالظاهر أنك لا تعرفها.
وحقوق العمال مكفولة وهناك أنظمة توفر لهم حقوقهم وتكفلها لهم من الرواتب والسكن والعلاج وتعليم الأبناء وغيرها.
صحيح يوجد ظلم من الكفلاء كثير منه بسبب موافقة المكفولين وتضييعهم لحقوقهم كما أنه يوجد نصب واحتيال من المكفولين ونهب لأموال الكفلاء ونشر للفساد على مصراعيه في البلد فأكثر البلاء جاء من طريقهم.
واتخذت السلطة هذه القوانين لمحاولة الحد من ذلك وحفظ حقوق الكفلاء وعدم تضييع حقوق المكفولين.
والموضوع له شجون كثيرة فاجلس مع أحد أصحاب الأعمال يبين لك المعانات التي لا تنتهي وذهاب حقوقهم ونهب العمال لهم مع أن العمال يتمتعون بخصائص ليس لأهل البلد من الموظفين الحكوميين منها: التذاكر المجانية وبدل السكن وغيرها.
والمحاكم موجود والأنظمة قائمة ومن له حق سيأخذه بقوة النظام إن كان عنده ما يثبت ومن فرط فهو الجاني على نفسه ومن لم يعجبه النظام الحالي فما الذي ألزمه بالدخوله فيه؟!!!!!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 07 - 09, 03:09 م]ـ
فعقد الكفيل عقد جائز دخل فيه المكفول برضاه.
ومن لم يعجبه النظام الحالي فما الذي ألزمه بالدخوله فيه؟!!!!!
وكذلك العقد الربوي قد دخل به المقترض برضاه، وإذا ادعى أنه قد يتضرر بدفع الربا، فيقال ما الذي ألزمه بالدخوله فيه؟!!!!!
فإن قلت أن استحلال الربا كفر، فكذلك نظام المواطنة كما تقدم في الفتوى.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 03:59 م]ـ
كالكرم والإعتزاز بالذات والنسب
لعله قصد بالاعتزاز بالنسب
التواصل بين الأرحام بالتكافل والتناصر والتراحم والاجتماعات فيما
بينهم
وهذا تكاد أن تكون مفقودةً عند الغرب خلا المسلمين منهم
ولم يقصد الفخر والاعتزاز بالانساب المقيت الذي نهى عن الاسلام
ـ[فهد السند]ــــــــ[03 - 07 - 09, 04:00 م]ـ
المقولة صحيحة للأسف
اوافقك
ويشهد لهذا بلا شك الواقع ..
اما لماذا هم بهذه الأخلاق؟ والكلام على النيات والعقائد ووو فهذا مبحث آخر
لكن للاسف البعض -وفقهم الله- لحماسته لا يميز بين ذا وذاك!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/356)
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 04:30 م]ـ
لا يعلم حقيقة أخلاقهم إلا من عاش بينهم السنين الطوال, فهم أهل الغيبة و الحقد بامتياز (و هذا بينهم) , و هم أهل الفواحش ما ظهر منها و ما بطن, فإذا أمن أحدهم العقوبة و كان بمفرده, فعل كل محظور, و لقد رأيت كل هذا بأمي عيني , أكثر, و لا أريد الإطالة, فما جعلني أكتب الآن هو ما حصل منذ يومين في المانيا في مدينة دريسدن, حيث قتلت الأخت مروة المصرية وسط المحكمة و أمام أعين أبنائها الصغار بثمان و عشرين طعنة, و لما أراد زوجها أن ينقض على المجرم قيل أن يطعنها المرة الأولى أطلقت الشرطة النار عليه, و هو الآن في حالة حرجة في المستشفى, سبحان الله كيف يدخل هذا الرجل إلى المحكمة بسكين؟ و كيف تتركه الشرطة يطعن الأخت هذا العدد من الطعنات دون تدخل, و في المقابل تحميه بإطلاق الرصاص على زوج الأخت؟ من المعضلات توضيح الواضحات.
أي أخلاق؟ و أي حضارة؟ يجب إعادة تعريف الأخلاقو و إعادة تعريف الحضارة, و أما ما يفهم اليوم على أنها أخلاق و حضارة, فأضغاث أحلام, و زور و بهتان.
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 04:35 م]ـ
نعم ليس الكل على هذه السجايا, فمنهم غير ذلك, لكن الحكم للغالب.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[03 - 07 - 09, 10:48 م]ـ
خبر مقتل محجبة مصرية في ألمانيا:
أدان المركز الإسلامى فى ألمانيا مقتل سيدة مسلمة محجبة فى ساحة محكمة (دريسدن) من قبل عاطل روسى، على خلفية رفضها اتهامه لها بالإرهاب.
وقام الألمانى، وهو من أصل روسى، (28 عاما) يوم الأربعاء الماضي بطعن سيدة من أصل مصرى (32 عاما) بسبب خلاف منذ أغسطس الماضى، فقام بسبها فى الطريق العام واتهمها بأنها إرهابية نظرا لارتدائها الحجاب، مما اضطرها لرفع قضية سب وقذف ضده.
وأقرت المحكمة فى آخر الجلسة حكما بالغرامة على المواطن الألمانى قدرها 2800 يورو، مما أثار ضغينة المتهم فقام بطعنها بسلاح أبيض فارقت على أثره الحياة. وقد سدد المتهم عدة طعنات لعدد من الشهود المتواجدين بالقاعة مما استدعى نقلهم على الفور إلى المستشفيات الألمانية، ولم يتم التغلب عليه سوى بإطلاق الشرطة للرصاص وتم التحفظ عليه ويتم استجوابه حاليا.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[03 - 07 - 09, 11:47 م]ـ
السلام عليكم
الحقيقة هي أن الأمريكان عموما أصدق تعاملا فيما يتعلق بالبيع والشراء من كثير من البائعين في بلاد المسلمين
فقد عشت في أمريكا حوالي 10 سنين وجربت ذلك
أما فيما يتعلق بسبب صدق معاملة الكفار في البيع والشراء فبعضهم بسبب المادة، وحرصه على جمع المال
وبعضهم بسبب أخلاقه، أي أن لأخلاقه دور في ذلك إضافة إلى المال/ فليس كل الكافر سيء الخلق
ولا أقصد بهذا أنهم أفضل من المسلم لأجل ذلك
فالمسلم الذي لديه أخلاق سيئة أفضل من الكافر حسن الخلق
ولكن المقصود هو أن هذا الأمر حاصل حقيقة
كثر الكذب والغش في بلاد المسلمين
أليس في شوارعهم يمشي أحدهم وهو حذر لكثرة العصابات والإجرام والنهب والتهديد بالسلاح وواقعهم تجسده أفلامهم والمرأة تخون زوجها والرجل يخون زوجته كما نقرأ ونسمع أين الأخلاق؟ , بينما نحن في بلادنا بفضل من الله يمشي أحدنا ولو بعد منتصف الليل وهو آمن ومطمئن ولله الحمد والشكر
لا أعلم أين تقيم أخي الفاضل
ولكن هذا الكلام ليس صحيح كليًّا، فالجرائم تحصل غالبا في المناطق التي ينتشر فيها الفقر وفي الليل، تقريب بعد التاسعة أو العاشرة مساءً
أما في الشوارع العامة بعيدا عن المناطق الفقيرة وأثناء النهار فيمشي الناس آمنين
وفي هذا الأمر أنا أوافق الأخ محمد الأمين فيما قال:
نعم بعض المناطق، وبشكل عام رأينا من الجرائم في الرياض ما لم نر في أميركا،
أوافقه على قوله: (رأينا ... ) وأقصد نفسي شخصيا، أما غيري فلا أعلم عنهم
ففي العشر السنين التي عشتها في أمريكا لم أشعر أبدًا بالخوف أو عدم الأمان مثلما شعرت في ثاني سنة أقمت فيها في الرياض
حيث حصل أن حاول شخص اقتحام بيتي للسرقة أثناء غياب زوجي والحمد لله أني تنبهت لذلك فأغلقت النافذة فشعر الرجل بوجود شخص في البيت ففر هاربًا وأنا كنت مفزوعة فزعا شديدًا فلم أتوقع أن شيئا كهذا يمكن أن يحصل هنا ولم يحصل في بلاد الكفر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/357)
وبعد تلك الحادثة التي لم اتوقع أبدًا أن تحصل لي في بلاد المسلمين أصبحت أتوسوس كثيرًا عند غياب زوجي ليلا وأتخيل أن أحدا ربما دخل البيت، وأصبحت أغلق على نفسي الغرفة حتى يعود زوجي، واستمرت هذه الجالة سنة أو أكثر ثم خفت ولكن ما زلت حذرة في هذا الأمر وأغلق النوافذ وأشغل الأنوار في عدة غرف حتى لا يفكر أحد بأن البيت خالي فيحاول سرقته، هذا ما أخبرني به زوجي بعد تلك الحادثة فقد كانت الأنوار مطفية سوى غرفة واحدة ربما لم ينتبه لها السارق.
وكذلك في الشوارع والتفحيط ومخالفة قوانين المرور، صُدمت به عند مجيئي هنا، فقد رأيت النظام في أمريكا، وشدة تطبيق الناس لقوانين المرور إلا القليل (يعني مقارنة بالغالبية)
وقد هالنني نسبة الحوادث المرورية هنا وموت الكثير من الناس في حوادث السير ولا أشك بأن لمخالفة قوانين المرور الدور الكبير في ذلك
وبسبب ذلك، فإنني في بعض الأحيان لا أشعر بالأمان وأنا في الطريق هنا، ولم أشعر بذلك وأنا في بلاد الغرب
وحصل مرة أن قاربت سيارة كان صاحبها يفحط أن تصطدم بسيارة زوجي وأنا فيها وكنت حاملا وقتها، وكان زوجي داخل محل، فلما رأيت السيارة تقترب بسرعة من سيارتنا شعرت وكأني أرى الموت أمامي، ثم تمكن أصحاب السيارة من إيقافها قبل أن تصدم سيارتنا
الحمد لله
الحقيقة هذه الحوادث التي حصلت لي في هذه السنين القليلة منذ انتقالي إلى هذه البلاد جعلتني أشعر بالإحباط وعدم الآمان هنا ولكن لا يعني هذا أني أرغب في العودة إلى بلاد الكفار ولكن أتمنى أن يكون لي دور في المستقبل في تغيير حالة هذه البلد إلى الأفضل.
أسامة بن الزهراء = هذه مبالغة - بارك الله فيك -
لا اعتقد أن في الرياض
العصابات المسلحة لبيع المخدرات والاتجار بالبشر
ولا السطو المسلح على المحلات والبنوك
ولا الاغتصاب في الشارع أمام الناس ... الخ
وأمريكا بإجرامها وعصاباتها لا تقارن بالرياض
مثل هذه الجرائم تحصل في بعض المناطق وليس في غالب البلد فلا يراها إلا القليل من الناس، يعني لا تحصل في الشوارع العامة وأمام الناس
حتى الإغتصاب، يحصل غالبا في الليل عندما يذهب الناس للنوم ويطوف المجرمون والسكارى في الشوارع.
فالناس العاديين أغلبهم ينام قبل منتصف الليل لأنهم يعملون مبكرًا.
لا أعلم عن معدل الجرائم والقتل، فأكيد أن الجرائم والقتل في أمريكا كثيرة، ولكن المقصود هو أنها تحصل في مناطق معينة وفي أوقات معينة، هذا في الغالب
فيبتعد الناس عن تلك المناطق ويجتنبون الخروج في تلك الأوقات
قد يعتقد البعض بأني أكتب هذا لأني اعتقد بأن الغرب أفضل من بلاد المسلمين أو لأني أعظم الغرب
ولكن هذا الكلام غير صحيح
ولكن كتبت ما كتبت لأنه الحقيقة ولأني أرجو أن يقرأه أحدٌ ما ممن لديه القدرة على إصلاح هذه البلد وتغييرها للأفضل
ـ[هشام التميمي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 02:50 ص]ـ
وكذلك العقد الربوي قد دخل به المقترض برضاه، وإذا ادعى أنه قد يتضرر بدفع الربا، فيقال ما الذي ألزمه بالدخوله فيه؟!!!!!
فإن قلت أن استحلال الربا كفر، فكذلك نظام المواطنة كما تقدم في الفتوى.
رأيتك أعرضت عن كل كلامي إلا هذا الجزء.
حسنا أظنك لم تنتبه أني قلت: إنه عقد جائز، دخله برضاه، وجيئتني تقول عقد الربا دخله برضاه؟!!!!
أما ما في الفتوى فهو بناء على توجيهك لا على أن الفتوى تتكلم عن موضوعنا.
وكل ما ذكرته كلام وانطباعات ليس نظاما فات بالنظام واشرح لنا بوضوح وجه كونه حراما وعبودية لم تحدث من وقت الجاهلية .......
أما العبارات العاطفية من هناك وهناك ف لاتنفع.
ـ[هشام التميمي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 02:58 ص]ـ
أوافقه على قوله: (رأينا ... ) وأقصد نفسي شخصيا، أما غيري فلا أعلم عنهم
نعم صدقناك لكن هناك من عاش 40 سنة في الرياض لم يتعرض لما تعرضت له وهناك من زار أمريكا لعدة أيام وسلب ونهب وتعرض للبلايا
المحصل: أن الكلام على قضايا الأفراد لا قيمة له بتاتا لأن مثل هذا القضايا تحتاج إلى احصائيات ومعرفة النسب بالنسبة لمساحة المدينة وعدد السكان.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 - 07 - 09, 10:08 ص]ـ
الحديث ليس عن نسبة الجرائم
فأكيد أن نسبة الجرائم في أمريكا أكثر
لكن المقصود هو أن الحالة التي فيها بلاد المسلمين سيئة جدًا ويجب وضع حدٍّ للجرائم التي تحصل فيها بالتشديد على المخالفين للقوانين خاصة فيما يتعلق بالمرور
ووضع حد للغش والكذب الذي يحصل
فالناس لا يشعرون بالأمان حتى في بلاد المسلمين وقد حصل أن تركت احدى العوائل المسلمة هذه البلاد بعد إقامتهم فيها سنين طويلة لأنهم لم يستطيعوا تحمل الأذية التي تحصل لهم هنا
وكذلك يجب الإنصاف مع جميع الناس حتى الكفار
فالكفار شر الناس لأجل شركهم وكفرهم وليس لأنهم كلهم سيئي الأخلاق أو لأنهم كلهم فقط يتبعون الشهوات
بل منهم من هو صاحب أخلاق ويحب فعل الخير ومساعدة الناس، وأسأل الله أن يهديهم للإسلام.
ومن عاش في أمريكا يعرف ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/358)
ـ[مُصْعَب]ــــــــ[04 - 07 - 09, 06:03 م]ـ
أعتقد أن السؤال غير واضح ..
مالمقصود بالتعامل؟
هل يدخل فيه ما يُلزم به النظام؟
أم أن المقصود هو التعامل خارج إلزام النظام؟
هل هو التعامل مع الأقرباء، أم مع الغرباء؟
ومن المقصود هنا بأهل الغرب؟
هل هم أصحاب الأصول الغربية؟ أم المقيمون في الغرب بشكل عام؟
وهل يدخل في ذلك أهل الغرب ممن يقيم بين المسلمين؟
ومن هم "نحن"؟
هل هم المسلمون بشكل عام؟
أم دول معينة بشكل خاص؟
..
هذه متغيرات كثيرة، ومعظمها يحمل إجابات متباينة
..
بعض المظاهر قد تحمل تفسيرات مختلفة
مثلا، تدخل على موظف في دائرة حكومية في الغرب، وتتم خدمتك على أكمل وجه
البعض يُرجع هذا لحسن خلق الموظف، وآخرون يرون أن السبب هو وجود نظام صارم يلزمه بذلك
..
في رأيي أن وجود نظام واضح وصارم في الغرب من أهم أسباب ارتياح كثير من المسلمين لطريقة معيشتهم
النظام في معظم البلاد الإسلامية لا يكون بالوضوح نفسه، وقد لا يتعدى الورق في كثير من الأحيان، والوساطات والرشاوى لها دورها الكبير في الاخلال بالنظام
وهذا له تأثيره الكبير على الناس
بل إن من الغربيين بعد قدومه إلى بلادنا من اعتاد على مخالفة نظام المرور، سواء بتعدي حدود السرعة أو بقطع الإشارات أو غيرها من الأنظمة
..
أعتقد أن تغيير سلبية النظام وحدها قد تكفي لقلب هذا التصور السائد
وكما أن له دوره في ردع النفس، فله دوره في تهذيبها
..
في الغرب رأيت تعامل الناس معي من أفضل ما يكون
لكن التجارب قد تختلف، كما أن البلاد الغربية ليست سواء
ونعلم أيضًا أن التعامل مع الأجانب والسياح يختلف عن التعامل مع المواطنين، حتى في بلادنا
..
التعامل الجيد لا يعود إلا بالفائدة، بينما العكس لا يعود إلا بالضرر. وهذا قد يُطبق غالبا في المحلات التجارية وأماكن الخدمات
..
أمر آخر، التعامل مع الغريب يختلف عن التعامل مع القريب
الغرب الذي يشتهر بحسن التعامل والنظام، لا يُخفي ضعف العلاقات الأسرية فيه ومظاهر العقوق التي قد تغلب على مظاهر البر
..
الغرب ليس واحدًا
بعض الدول الغربية قد تشتهر بمثل ما اشتهرت به بلداننا (كإيطاليا ورومانيا)
أيضًا الحال في الدولة الواحدة يختلف
بعض المدن الأمريكية خاصة الكبرى والمزدحمة منها (كنيويورك) قد تُعرف بالتعامل السيء، وبعضها بكثرة الجرائم، بينما تجد العكس في مدن أخرى خصوصًا الصغيرة منها
والأمر مشابه في بلادنا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[05 - 07 - 09, 11:27 ص]ـ
كلامك صحيح أخي الكريم مصعب
فالمدينة التي أقمت فيها في أمريكا هي عاصمة احدى ولاياتها ولكنها ليست أكبر مدن تلك الولاية، وهي ليست مدينة صغيرة ولكن نسبة الجرائم فيها قليلة مقارنة بأكبر مدن تلك الولاية.
فالحالة قد تختلف من مدينة لأخرى، ومن بلد لآخر
وكذلك مسألة النظام والقوانين الصارمة، لها دور كبير أيضا في تربية النفس وتهذيبها وردعها
وتمنيت لو أن النظام هنا صارم مثل ما هو هناك.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[06 - 07 - 09, 10:56 م]ـ
معلوم أن الرياض الآن خف الأمن فيها. وقد أوقفت سيارتنا في أحد المناطق قرب العليا ودخلت الفندق عند الفجر لارتاح كم ساعة فيها وقد خرجنا واذا بالسيارة قد كسرت نافذتها ونهب ما في داخلها.
والذي يظهر أن الغنى له دور في حسن الأخلاق فالفقر إن لم يصحبه تقوى دين يأتي بسوء الأخلاق. كما أن الطبيعة والبئية لها أثر، فأهل الساحل ألين أخلاقا كما في الشرقية وأحسن وأهل الصحراء والبادية أشد وأقسى أخلاقا. والروم قد جاء مدحهم على لسان عبدالله بن عمرو بن العاص في صحيح مسلم. والأعراب الأصل فيهم الذم كما قرره بعض المفسرين. وابن خلدون معلوم نظرته للعرب بصفة عامة وأنهم يخربون البلاد ولا يصلحون إلا بالدين. فالعربي إذا التزم بالإسلام كان من أحسن الناس واذا ترك الإسلام كان من أشرهم وأسوأهم
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 12:46 ص]ـ
الله أكبر!
أصبح المسلمون يبحثون من أحسن أخلاقا .. نحن أم الغرب؟
والله لو ثبت أننا أحسن أخلاقا .. فإن هذا لا يسمن ولا يغني من جوع!
إذا وصل الحال (لجواز) أن تُعقد مقارنة بين أخلاقنا و أخلاق الغرب!
للأسف ابتعد الكثير من شباب المسلمين عن الأخلاق الحسنة، و نسأل الله أن يهدينا و يهديهم لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت يا ربنا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 07 - 09, 03:30 م]ـ
رأيتك أعرضت عن كل كلامي إلا هذا الجزء.
نعم أعرضت عن باقي الكلام لأن ما بني على باطل فهو باطل. فما بني على حرام، فهو حرام بغض النظر عن فوائده وأضراره. وذكرت الربا كمثال على ذلك. فحتى لو كان الذي يقترض بالربا يستفيد من هذه المعاملة، فهذه الفائدة لا تغير أن المعاملة من أصلها حرام.
هذا مع أن الذي أعرضت عنه باطل كذلك ...
أما ما في الفتوى فهو بناء على توجيهك لا على أن الفتوى تتكلم عن موضوعنا.
بل الفتوى تتحدث بالذات عن موضوعنا. المواطنة مناقضة للإسلام واستحلالها كفر وما بني عليها باطل.
واشرح لنا بوضوح وجه كونه حراما وعبودية لم تحدث من وقت الجاهلية.
هذا سبق بيانه هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1067777&postcount=28
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/359)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 07 - 09, 03:44 م]ـ
والذي يظهر أن الغنى له دور في حسن الأخلاق فالفقر إن لم يصحبه تقوى دين يأتي بسوء الأخلاق.
هذه صحيح في بعض الأحوال خاصة عندما يطغى الفكر المادي على المجتمع. وكذلك حين تفقد العدالة بين الناس، فالفقير المغلوب على أمره ينظر بحقد إلى الغني الفاحش الثراء. ولذلك تزداد نسبة الجرائم في الأحياء الفقيرة في الغرب وفي بعض الدول الإسلامية، بينما لا نجد هذا في كل بلدان العالم مثل اليابان ... والله أعلم.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:45 ص]ـ
المسلم كالثوب الأبيض يظهر عليه أدنى وسخ
الكافر كالثوب الأسود لا يظهر عليه الوسخ مهما كثر
المقارنة ينبغي أن تكون عادلة بأن يقارن أفضل مؤمن بأفضل كافر فيظهر الفرق أو أسوأ مؤمن بأسوأ كافر
أما أن تكون المقارنة بين أسوأ مسلم وأحسن كافر خلقا فهذه مقارنة غير عادلة
هناك فرق بين الخلق الحقيقي والتظاهر بحسن الخلق
ثم أولئك الذين يثنون على الكفار ينظرون إلى جانب صغير جدا ويهملون جوانب كبيرة للغاية من العقيدة وقلة الغيرة وقطيعة الأرحام وعقوق الوالدين وعدم النفقة على الزوجة وانتشار اللواط والسحاق وإتيان البهائم والمخدرات والجرائم وغير ذلك مما هو معلوم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 07 - 09, 09:16 ص]ـ
أي والله ما في ذلك شك، لكننا لا نقبل أن يسبقونا في أي فضيلة سواء كانت صغيرة أو كبيرة.
ـ[عبد العزيز بن غيث]ــــــــ[11 - 07 - 09, 01:28 م]ـ
الحمد لله ..
بعض الأخوة لم يدركوا بعد أننا لا نفضل الكافر المتخلق بهذه الأخلاق أو (العادات) المرضية على المسلم الموحد مهما بلغ هذا الكافر من المثالية في أفعاله بل نحن نتكلم عن بعض الأخلاق والمعاملات المهمة وُجدت عندهم وفُقدت عندنا أياً كان سبب وجودها عندهم، وأنا من خلال تجربتي التي ذكرتها سابقا أعلم الخلل العظيم الذي يعيشه الغربيون على مستوى العقيدة وأعلم بعض أهم معاصيهم كالإباحية وشرب الخمور وقطيعة الأرحام، ولكني وغيري من الأخوة الذين شاركوا في هذه المناقشة نثني على نظم وأخلاقيات وتعاملات مهمة في حياتنا اليومية ومهمة في ترابط أفراد المجتمع ومهمة في أن يتقدم أي مجتمع، جوهر هذه الأخلاقيات العدل في تعامل أفراد المجتمع مع بعضهم وعدم تعدي أحد على حق الآخر، هذه الأخلاق لا تخطئها العين وهي تؤثر أيما تأثير ويحتاج إليها كل أفراد المجتمع دون استثناء كما يحتاج إليها بشكل كبير أي غريب تطأ قدمه بلدا ما، وهي بالأساس سبب تقدمهم الدنيوي علينا ولن يفيدنا شيئا أن نظل نكرر أننا بإسلامنا أفضل منهم دون أن ننافسهم ونتفوق عليهم في هذه النظم والضوابط والأخلاقيات فنحن أهلها والأحق بها فهي من أساسيات شريعتنا، كما أنها من الأمور المهمة التي تنقصنا حتى نتبوأ مكانتنا اللائقة بنا، وأكرر ما قاله الأخ محمد الأمين: " لكننا لا نقبل أن يسبقونا في أي فضيلة سواء كانت صغيرة أو كبيرة. "
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 07 - 09, 11:36 م]ـ
من الأمور الهامة التي يتفوق الغرب فيها على سائر الشعوب: هو الإيمان بالحرية.
نعم، ديننا يشجع على الشورى وعلى حرية الفكر (ضمن حدود) بحيث يدعم الإبداع والعمل الجماعي. لكننا بعيدون جداً عن تطبيق هذا. العدل والشورى ليسا خاصتين بالحكام، بل هما فرض على كل مسلم. على الأب في أسرته، وعلى المعلم في صفه، وعلى المدير في عمله. لكن المسلمين اليوم يطبقون مقولة فرعون: {مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ}. فلا ترى أحداً يقبل برأي غير رأيه.
وكمثال على ما أقول: كنت مشاركاً في موقع إسلامي ثم انقطعت عنه ولم أعد أكتب فيه. وإذا بشخص يأتي للمنتدى الذي أديره ويكتب انتقاداً لذلك الموقع. ومع أني لم أكن موافقاً له بل منتقداً له على عدد من آراءه، فقد أبقيت على مشاركاته طالما أنها لم تخالف ضوابط الكتابة. فقام ذلك الموقع بتوقيف عضويتي (التي لم أكن أستعملها) ورفض الحوار أو التبرير، لأن الفكر الفرعوني المسيطر على أصحاب الموقع يأبى أي نقد وأي حوار. بل إن نسبتهم إلى فرعون ظلم له، فقد قبل فرعون أن يناظر موسى عليه السلام، وهم يرفضون حتى هذا. وهذا ذكرته كمثال على غياب العدل والشورى عن الإسلاميين أنفسهم فضلاً عن غيرهم.
والحركات الإسلامية هي نموذج صارخ على الفردية والطغيان والاستبداد الفكري، مع أنها تطالب غيرها بالـ"ديمقراطية". ولا بأس عند بعضهم بالحوار مع الظلمة وأعداء الإسلام ومع الأحزاب الشيوعية واليسارية وربما مع الرافضة وأهل البدع، لكن لا مجال قط لتقبل النقد حتى من داخل الجماعة نفسها! ولله في خلقه شؤون.
ـ[أبو راشد*]ــــــــ[17 - 07 - 09, 01:28 ص]ـ
الأخ محمد الأمين إني اخشى عليك
ثم إني أطلب منك أن تعرف لنا الحرية أولاً بشرط أن توضح لنا هل تريد نقاشها والحديث حولها بضوابط الشرع الإسلامي أما بالميزان الشهوي "ولم أجد عبارة أدل من هذه "
ولا يهولنك أخي الكريم ما يسمى بحرية القوم فإنها ليست إلا حرية العوام التي يتخذها أولياء السلطة سلاحاً يسلطونه
على نخبة المجتمع الذين كلما نهضوا للإصلاح أطلقوا عليهم قطيع العوام بدافع الخوف على حرياتهم المزعومة وبنو آدم في هذا العصر يعيشون أسوء أنواع العبودية وأحطها ...
وعلى كل حال لن نطيل الحديث وندع الأمور تسير كما هي
وادعوك للموضوع الذي سوف أفتحه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/360)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 08 - 09, 12:20 ص]ـ
أما السويد وغيرها فهي أمم هامشية
هذا مقال عن فنلندا، وهي بلد "هامشي" آخر مجاور للسويد:
يوم الاربعاء الماضي اسعدني الحظ بأن دعيت في الغرفة التجارية للقاء الوفد التجاري الفنلندي برئاسة فخامة رئيسة جمهورية فنلندا، وهذه بعض الخواطر (بقليل من التصرف) عن تلك الليلة الممتعة:
- قدّم لنا رئيس منتدى جدة الاقتصادي معلومات عن فنلندا، بيّن أن هذه الدولة تعدّ من أكثر دول العالم تطوّراً في الخدمات الاجتماعية ومن أعلاها دخلًا للفرد. وقدّم معلومة طريفة من إحصائيات الأمم المتحدة بأن شعبها من أكثر شعوب الأرض سعادة.
- أجاب معالي وزير التجارة والصناعة الفنلندي عن سؤال أحد الحضور لماذا شعب فنلندا من أسعد شعوب الأرض؟ فأرجع معاليه ذلك لستة عوامل: عامل من الله وعامل من أنفسهم وأربعة عوامل من حكومتهم. العامل الأول من الله هو الطبيعة الجميلة جداً، ثم عامل من أنفسهم وهو استمتاعهم بالإخلاص في العمل. اما الأربعة عوامل من حكومتهم فهي أولا الشفافية وانعدام الفساد الإداري، كأني به قال (الفساد نسبته صفر في المائة ولا نعرف أصلاً عمولات أو رشاوى أو استقطاعات أو منح أو استثناءات اما الشرهات فهو علم لا نعلمه).
وثانيا العدالة الاجتماعية وقال إن الفوارق الطبقية هي كأدنى ما يكون. أما ثالثا فهو الاستقلال التام للقضاء. ورابعا التعليم الجيد مع الضمان الصحي الممتاز.
- ارتفعت بشدة مستويات التنمية في فنلندا وقال: إنهم بدلا من تصدير الأخشاب كما كان الأمر سابقا فهم الآن يصنعون منه الورق ليصبحوا بذلك أهم منتج للورق في العالم، فارتفع الدخل بشكل هائل. فتخيّلت كما لو أنهم دولة بترولية لا يصدّرون أي برميل خام بل يصدرون منتجات البترول بالفارق الهائل في السعر بين البترول الخام ومنتجات البترول.
- فنلندا دولة من خمسة ملايين نسمة فقط ودخلها القومي هو 650 مليار ريال سنوياً.
- رغم ارتفاع مستويات الأجور إلا أنهم لم يستقدموا أيدي عاملة رخيصة من الهند وبنغلاديش وباكستان فأسقطوا بذلك حجة رجال الأعمال لدينا.
- كدت أن اسأل معالي الوزير الفنلندي هل حرية إبداء الرأي مكفولة للشعب الفنلندي الصديق، لكن خفت عليه من الصدمة.
- في فنلندا لا دخل بدون عمل (إلا للعاجز أو المعتوه).
- فنلندا ذات الخمسة ملايين نسمة هي منتجة تليفونات نوكيا، أي هم الشعب الأكثر إنتاجا للتليفونات للشخص الواحد ونحن الشعب الأكثر استبدالا واستهلاكا للتليفونات للشخص الواحد.
- في فنلندا لا يقولون " حكومتنا الرشيدة " وهم لا يعرفون التلاحم.
- فنلندا لا تنتج أي برميل بترول.
- جو فنلندا شديد البرودة مما قلص أنواع الحيوانات فلا يوجد لديهم الجمل وهذا حرمهم نعمة التمتع بمسابقات مزايين الابل.
- في فنلندا لا يتبعون سياسة الباب المفتوح بل أبوابهم مغلقة وبالتنظيم والقانون يأخذ كل ذي حق حقه، حقّه كاملا وحقّه فقط.
- قالت فخامة رئيسة جمهورية فنلندا في كلمتها القصيرة: (إن وراء تطوّر وتقدّم فنلندا ثلاثة أسباب هي: أولا التعليم الجيد وثانيا التعليم الجيد وثالثا التعليم الجيد). إحدى الحاضرات بعد أن عرّفت نفسها بأنها عميدة كلية سألت فخامة رئيسة جمهورية فنلندا واقترحت عليها أن يتم تعاون تعليمي بين البلدين ثم اقترحت عليها أن تخصص فنلندا مبالغ مالية لإرسال بعض طلابها للدراسة لدينا!!! والله لقد خفتُ على فخامتها من ذلك السؤال.
ـ[الغواص]ــــــــ[06 - 08 - 09, 07:54 م]ـ
مقتطفات قيمة فجزاكم الله خيرا
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[06 - 03 - 10, 03:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مهندس بريطاني حقير كتب مقال شوّه فيه الخليج بكل ما يستطيع وهذا رد عليه نجد فيه ما يفيد الموضوع
مع الشكر للأخ الفاضل مهندس خالد الأزهري
المقال الأصلي
http://www.arab-eng.org/vb/t179186.html
الرد
الأخ عمر اللعبون المبتعث في بريطانيا يعقب على مقال المهندس البريطاني الذي تكلم عن مشاهداته في الخليج خلال 33 عام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/361)
رداً على مقال المهندس المعماري البريطاني فيليب جي بعنوان "هذا هو الخليج" الذي صور فيه الخليج وأهله بأبشع الصور الهمجية وجعلهم في قاع التخلف الإنساني بناء على خبرته السابقة في الخليج لمدة 33 عام، وإن كنت أتفق معه في بعض النقاط إلا أنني لا أجد تبريرا لعدم ذكر ولو ميزة أو حسنة واحدة في الخليج إلا أن هذا الكاتب تجرد من المصداقية وانحاز لهواه حتى فاحت رائحة العفن والحقد ونكران الجميل من أحرف مقالته، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ الخليج الذي فتح لك باب الرزق والكرامة طوال 33 عاماً لم تجد حسنة واحدة لتنقلها عنه لعالمك الغربي!
في هذه العجالة أود أن أقيس بمقياسه وأزن بميزانه لكن بمزيد من الشفافية والواقعية من خلال تجربتي في بريطانيا لأكثر من عامين توغلت خلالها داخل عدة أسرة بريطانية وتنقلت إلى عدة مدن مختلفة فهي حقاً مناسبة لأن أتحدث عن واقع ودراية.
v الشعب هناك لا يمتلك الوقت والمال لإنجاب الأبناء وتربيتهم لكن يستطيع تربية ثلاثة كلاب وقطتين بمهارة فائقة.
v يحارب المجتمع البريطاني وحكومته مسألة الزواج المبكر بشتى الطرق لكن لا يمانع أبدا العلاقات الجنسية دون حد ولا قيد فهي حرية محضة.
v يعارضون التعدد ويشمئزون منه ويرونه مصدر الظلم على المرأة المسلمة بينما ترى الزوج يمتلك زوجة واحدة وعشرة صديقات يقمن مقام الزوجة متى ما دعت الحاجة، والعكس صحيح بالنسبة للزوجة.
v لا تستغرب أبداً عندما ترى دخل الأسرة الواحدة ملامح الأبناء مختلفة تماماً فهذا الابن أسمر البشرة متجعد الشعر وأخاه ناصع البياض أصفر الشعر بينما أختهما الصغيرة التي تعشق الديدان قصيرة القامة صينية الملامح.
v يعتبر الأبناء البارون عملة نادرة فهم الذين يتواصلون مع أمهاتهم وآبائهم في الأعياد إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
v عندما يكبر الأبناء لا يجد الآباء راعياً لهم سوى الكلاب والقطط فلذلك هم يفضلون شراء تلك الحيوانات على إنجاب الأبناء.
v مصيبة أن ينسى الشخص تأريخ ميلاده لكن طبيعي جدا أن ينسى تأريخ وفاة أمه أو أباه.
v عطلة نهاية الأسبوع هي حالة هستيرية للشعب البريطاني تتحول في الشوارع والبارات إلى حظيرة لا حدود لها لترى بأم عينك كيف تسرح قطعان البشر دون عقل ولا تفكير، لترى جميع الزوايا والحوائط مشغولة بتفريغ ما يشربونه، ليتدنى مستوى النظافة لما تحت الصفر بمراحل.
v الحمامات البريطانية لا يوجد بها ماء للاستنجاء فهم يعتبرون الماء مصدر قذارة في تلك الحالات فيستبدلونها بالمناديل ليبقى شيء للذكرى عند غسل الملابس.
v كل دورة مياه تجد بداخلها جهاز لبيع الواقيات الجنسية بدلا من المناديل المعطرة!
v إذا أردت أن تتحدى رجلا هناك وتكسب التحدي بقوة اسأله أن يثني ذراعيه إلى جسده، فكثافة شعر الإبط وما معه من شوائب ستحول بينه وبين ذلك.
v ينتقد علينا هؤلاء القوم تمسكنا ببعض العادات والتقاليد لكن نجد أن صنابير المياه لديهم عبارة عن صنبورين منفصلين الأول للماء شديد البرودة والآخر للماء شديد الحرارة فليس ذلك لشيء إلا أن هذا النظام العقيم هو موروث لديهم منذ القدم.
v تُحترم العاملة في البارات والملاهي الليلة أكثر بكثير من ربات المنازل.
v يتلذذون بأكل الخنازير مع علمهم بقذارة طباعها وأجسادها ثم يتعجبون ويشمئزون من أكل لحم الإبل.
v لا غرابة في أن يخرج الأب مع ابنه إلى المطعم فيدفع كل منهما فاتورة أكله الخاص.
v البريطاني يتقن وبجدارة فن الحديث واللباقة مع الآخرين كلامياً لكن عندما يكون الموضوع متعلق بالمال يتضح الوجه الآخر وترى أبشع صور الدناءة والبخل ولو مع أقرب قريب.
v لا تمانع عائلة بريطانية من أن يعيش بينهم شخص يكرهونه أو لا يعرفون عنه أي شيء طالما أنه سيدفع مبلغا من المال.
v يُمنع التدخين في الأماكن العامة والمطاعم لكن الخمور تُشرب قبل الأكل وبعده.
v الخمور أرخص أحيانا من المشروبات الغازية.
v المياه الصحية أغلى من حليب البقر المبستر.
v قيمة تأمين السيارة السنوي يفوق أحيانا كثيرة سعر السيارة نفسها.
v قد يكلفك سعر وقود السيارة خلال ثلاثة أشهر أكثر من قيمة السيارة بكثير.
v بالرغم من أن بريطانيا تعتبر رائدة العالم الأول إلا أن كثير من دكاترة الجامعات والأطباء هم حقيقاً من دول العالم الثالث.
* عمر بن عبد العزيز اللعبون.
بورتسموث - بريطانيا(112/362)
هل السكن المستقل عن آهل الزوج حق للمرأة؟
ـ[بنت السنة]ــــــــ[24 - 06 - 09, 09:40 م]ـ
هل السكن المستقل عن أهل الزوج حق للمرأة؟
و اذا كان الزوج قادر على توفير سكن مستقل و مع ذلك يجبر زوجته على السكن مع أهله و هي لا تريد ذلك فهل يعد ظالما لها؟
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:31 م]ـ
أختي الكريمة تفضلي هذا الرابط:
http://islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=113430(112/363)
((تنبيه حول موضوع معرفة الشخصية من خلال الخط الذي نشرته قناة دليل))
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:31 ص]ـ
الحمد لله
سمعنا عن النشيد الإسلامي
والتمثيل الإسلامي
والرقص الإسلامي
ورأينا " البنك الإسلامي "
والمستشفى الإسلامي
وها نحن نعيش الآن ونرى " الكهانة الإسلامية "!!!
فقد سوقت قناة " دليل " لهذه الكهانة قبل قليل لهذا العلم المزعوم المسمى " جرافولوجي "!
ويعرف من خلاله " الكاهن الإسلامي "! صفاتك! وما تحب، وما تكره، وهل أصابك مرض أو لا ... من خلال توقيعك!!!
وللأسف أن تسوَّق الخرافات من توقيع ليس فيه أي دلالة على ما يهرفون به!!
ومن شروطهم المضحكة:
رسم التوقيع على ورقة A4 !!!
وأن تكون غير مسطرة!!!
ووالله الذي لا إله إلا هو إنه لضلال مبين، ونأسف أن يكون هذا الضلال يسوَّق على أيدي دعاة وفي قنواتهم!
وقد استضافت قناة فضائية أحد المشاهير من الإسلاميين! وخرج له كاهن ليخبره عن صفاته وأحواله من خلال توقيعه! حتى أخبره أنه يحب اللون البنفسجي!!!
وقد سبق الكلام على هذا من قبل في موضوع سابق
وقد اتصلت على البرنامج عدة مرات لأنكر عليهم فلم يتيسر لي ذلك
وفي آخر الوقت رد عليَّ أحدهم واعتذر عن السماح لي مع أني حمسته أنني أحمل رأيا مخالفاً!
(طيب لماذا تفتح علي الخط الدولي!؟)
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
" علم النجوم وما يسمى بالمطالع وقراءة الكفّ وقراءة الفنجان ومعرفة الخط، وما أشبه ذلك مما يدّعيه الكهنة والعرافون والسحرة كلها من علوم الجاهلية التي حرّمها الله ورسوله، ومن أعمالهم التي جاء الإسلام بإبطالها والتحذير من فعلها أو إتيان من يتعاطاها وسؤاله عن شيء منها أو تصديقه فيما يخبر به من ذلك، لأنه من علم الغيب الذي استأثر الله به.
ونصيحتي لكل من يتعلق بهذه الأمور أن يتوب إلى الله ويستغفره، وأن يعتمد على الله وحده ويتوكل عليه في كل الأمور مع أخذه بالأسباب الشرعية والحسية المباحة وأن يدع هذه الأمور ويبتعد عنها ويحذر سؤال أهلها أو تصديقهم، طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وحفاظاً على دينه وعقيدته، وحذراً من غضب الله عليه، وابتعاداً عن أسباب الشرك والكفر التي من مات عليها خسر الدنيا والآخرة " اهـ.
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (2/ 120 - 122).
وقالت الدكتورة فوز كردي - حفظها الله - وهي من أوائل من تنبه لطاغوت البرمجة العصبية وأخواتها، ولها ردود منتشرة عليهم، بل حازت على رسالتي الماجستير والدكتوراة في العقيدة وضمنتهما الرد على تلك البرامج والادعات والعلاجات -:
من أنواع الوافدات الفكرية الباطنية أنواع من ما يسمى كذباً " تحليل الشخصية "، ففي استخدام مصطلح " تحليل الشخصية " تلبيس، يلبس به المبطلون على الناس إذ يظن طلاب هذه التحليلات أنها أداة علمية صحيحة، لذا أود التنويه بأن ما ينشر تحت هذا المصطلح، ويتداول بين الناس أنواع: منه ماهو شرك، ومنه ماهو علم، ومنه ماهو جهل:
أولاً: تحليل الشخصية الباطل:
وهو التحليل المدَّعى بحسب خصائص سرية، كشخصيتك من خلال لونك المفضل، أو حيوانك المفضل، أو حروف اسمك، وهذه في حقيقتها: كهانة، وعرافة، بثوب جديد لا تختلف عن القول بأن من ولد في نجم كذا فهو كذا، وحظه كذا.
فهذه النماذج للتحليل تقوم على روابط فلسفية، وأسرار مدعاة، مأخوذة من الكتب الدينية للوثنيات الشرقية، وتنبؤات الكهان، ودعاواهم كخصائص الحروف، ومن ثم يكون مَن يبدأ اسمه بحرف كذا: شخصيته كذا، أو من يحب اللون كذا: فهو كذا، ومن يحب الحيوان كذا: فهو ميال إلى كذا، وغير ذلك مما قد يظن من يسمعه لأول وهلة بوجود أسس منطقية يبنى عليها مثل هذه الأنواع من التحليل، وحقيقة الأمر عقائد فلسفية يؤمن معتقديها بما وراء هذه الأشياء (الألوان، الحيوانات، الحروف، النجوم .... ) من رموز! وأقلها ضرراً ما تبنى على مجرد القول بالظن الذي نهينا عنه لأنه يصرف عن الحق الذي تدل عليه العقول السليمة والمتوافق مع هدى النقل الصحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/364)
وكذا " تحليل الشخصية " من خلال الخط، أو التوقيع، يلحق بهذا النوع الباطل من وجه الكهانة والعرافة إذا تضمن ادعاء معرفة أمور يتعلق بأحداث الماضي، أو المستقبل، أو مكنونات الصدر دون قرينة صحيحة صريحة، إذ لا اعتبار للخصائص السرية المدعاة للانحناءات، أو الاستقامة، أوالميل، أو التشابك للحروف، والخطوط، ولا تعتبر بحال قرائن صحيحة في ميزان العقل السليم، فهذه النماذج ما هي إلا كهانة، وإن اتخذت من " تحليل الشخصية " ستاراً لها، قال الدكتور ابراهيم الحمد - معلقًا على الاعتقاد بتأثير تاريخ الميلاد، أو الاسم، أو الحرف -: " كل ذلك شرك في الربوبية؛ لأنه ادعاء لعلم الغيب ".
ثانياً: " تحليل الشخصية " أو بعض سماتها العلمي الصحيح:
وهو الذي يقوم به المختصون النفسانيون، ويعتمد على المقاييس العلمية، وطرق الاختبار الاستقرائية الرامية للكشف عن سمات أو ميول إيجابية في الشخصية خلال مقابلة الشخص، أو ملاحظة بعض فعاله، أو تصريحاته، أو سلوكه ومشاعره في المواقف المختلفة، بحيث تشكل نتائج هذه الملاحظة دلالات تدل على خفايا شخصية الإنسان يمكن إخباره بها، ودلالته على طريق تعديلها، وتنميتها.
فهذه النماذج تختلف عن ذلك الهراء، والظن المحض، أو الرجم، والكذب، وتعتمد على معطيات حقيقية، وأسس سلوكية، يستشف من خلالها بعض الأمور، وتتضمن الدلالة على طريقة تعديل السيء منها، وتعزيز الجيد، ومن ثم تغيير الشخصية للأفضل، أو تزكية النفس، ولا تقف عند حد وصف الشخصية بوصف.
ثالثاً: نماذج التحليل التي هي من قبيل الجهل والتعميم غير الصحيح:
مثل شخصيتك من طريقة نومك، أو من طريقة مشيتك، أو طريقة استخدامك للمعجون! أو ... أو ....
ومثلها شخصيتك من طريقة من حركات عينك، ونظراتك، إذا كانت للأعلى: فأنت كذا، وإذا كانت ....
ومثلها شخصيتك من خلال جسدك، فإذا كنت واسع العينين: فأنت كذا، .... وإذا كنت حاد الأنف: فأنت كذا، وإذا كنت بارز الجبين ... ونحو ذلك ..
فهذه النماذج اعتمادها جهل محض، وإذا تبعها حديث عن الماضي، والحاضر، ومكنونات النفس: دخلت في الكهانة، والرجم بالغيب ....
وخلاصة الأمر:
أن في العلم الصحيح ما يغنينا عن الباطل، والجهل ففي الثابت المنقول مايدلنا على سمات مهمة نكتشف بها أنفسنا، ومن نتعامل معهم، كقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) - ضعيف، ويغني ما بعده عن الاستدلال به -، وقوله: (آية المنافق ثلاث ..... )، وفي الثابت المعقول كثير من الدلالات الصحيحة مثل القول بأن خوف الشخص من دخول مكان واسع مزدحم يدل على خجل، وبوادر انطواء في شخصيته، ويحتاج صاحبه لتذكير بمعاني، وتدريب على سلوكيات ليتخطى هذا الحاجز، ويزكي شخصيته.
انتهى
مقال بعنوان " أنواع تحليل الشخصية [شرك، علم، جهل] " من موقعها:
http://www.alfowz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=143&Itemid=2
وسئلت - حفظها الله -:
ما قولكم بخصوص دورات تحليل الشخصية بناء على الخط؟.
فأجابت:
قد غزت دورات " تحليل الشخصية " ساحة التدريب في الآونة الأخيرة، وكثر إقبال الناس عليها، أحياناً بدعوى هدف دعوة الأشخاص، وأحيانا بدعوى معرفة مناسبة هذا الشخص أو ذاك لصداقة، أو شراكة، أو زواج، أو أي أعمال مشتركة، أو غير ذلك من الأسباب.
والحقيقة: أن الرغبة في اكتشاف المغيبات، ومعرفة دخائل النفوس: قد تكون في أصلها فطرية، تغذيها رغبة حب الاستطلاع، والاستكشاف لدى الإنسان، إلا أنها رغبة ينبغي أن تضبط بضوابط الشرع، وينظر إلى ما يفيد منها.
والشرع قد وجهنا بالنسبة للأشخاص والرغبة في معرفة حقيقتهم بتوجيهات عامة، منها: الحكم على الظواهر بالقرائن الظاهرة، وترك السرائر إلى الله عزوجل، وأعطانا قرائن للصلاح، والفساد نحو: (إذا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)، (المؤمن لا يكذب) - كلاهما لا يصح، ويغني عن الاستدلال بهما نحو (آية المنافق ثلاث) -.
وجهنا للجوء إلى العليم بالسرائر عبر صلاة الاستخارة الذي يعلم ولا نعلم، ويقدر، ولا نقدر متضرعين متذللين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/365)
ولم يثبت في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته الكرام، ولا أحد من السلف المعتد بأقوالهم أنه حاول تحليل شخصية مَن أمامه، أو معرفة ماضيه، أو التكهن بمستقبله، إلا ما كان من ملاحظة قرائن ظاهر الحال.
وبملاحظة مواد " تحليل الشخصية " المطروحة: يمكننا القول أن منها ما يتبع القرائن الظاهرة، كنماذج تحليل الشخصية العلمية التي عادة تشمل ملاحظة الإنسان لنفسه، أو لآخرين في مواقف متنوعة، وفق معايير متعارف عليها، فمثلا الانطوائي الطبع يشعر بالخجل في التجمعات الكبيرة، يتشاغل إذا قابل الناس هرباً من المواجهة، ونحو ذلك، وهذه الطرق وما شابهها نتاج علمي تعلّمه جيد؛ لتطوير الذات، وتربية الغير، مع ملاحظة أن مصمميها أنفسهم يعطون نسبة صدق معينة لنتائجها، ولا يجزمون بإطلاق النتيجة، ثم إنها تعطى كخطوة لتعديل السلوك، وتنمية الشخصية، فيتبعها عادة تدريبات تحدُّ - مثلاً - من الخجل، وتدفع لانطلاق أكبر.
ومِن طرق تحليل الشخصية المتبع ما يتعلق بأمور باطنة، ويُزعم أنها حقائق قطعية، بل وتعدُّ حكماً على الشخصيات، لا خطوة لإصلاحها، وحقيقة هذه الأنواع: كهانة وعرافة بثوب جديد، لا تختلف عن القول بأن مَن ولد في نجم كذا، أو طالع كذا: فهو كذا، وحظه كذا!.
وقد يزيِّن مروجوا هذا الباطل باطلهم فيزعمون أنه " فراسة "!، أويلبسوه لبوس العلم والدراسات الاستقرائية، حتى يظن من يسمعه لأول وهلة بوجود أسس منطقية يبنى عليها، وحقيقة الأمر: أنها مجرد قول بالظن الذي نهينا عنه من وجه، كما أنها متعلقة بالتنجيم، والاعتقاد بالكواكب، وغيرها من وجه آخر، ثم هي تصرف عن الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وعن ما تدل عليه العقول السليمة، والمتوافق مع هدي النقل الصحيح، لذلك قال ابن تيمية عن أمثالها في عصره: " فإنها بديل لهم عن الاستخارة الشرعية ".
وتقوم أكثر نماذج التحليل من هذا النوع على روابط فلسفية، وأسرار مدعاة، مأخوذة من الكتب الدينية للوثنيات الشرقية، وتنبؤات الكهان، ودعاواهم، كخصائص الحروف، ومن ثم يكون مَن يبدأ اسمه بحرف كذا: شخصيته كذا، أوخصائص الألوان، فمن يحب اللون كذا: فهو كذا، أو أسماء الأبراج الصينية، فمن يحب الحيوان كذا: فهو ميال إلى كذا، وغير ذلك، وأكثر هذه الأمور عند التدقيق فيها: تشمل أمور صحيحة، وأخرى خاطئة، ممزوجان معاً لذا تشتبه على كثير ممن يلاحظون الصواب فيها فقط.
ومن هذا النوع الفاسد: ما انتشر مؤخراً بثوب علمي متخذا اسم " علم الجرافلوجي " ومضمونه " تحليل الشخصية " عبر الخط، أو التوقيع، فالحقيقة: أن ما يتضمنه هذا العلم - إن سلمنا بهذا الوصف له - هو الظن، والرجم بالغيب، مع العرافة، والكهانة، وكلما كان صاحبه أحذق: كلما كان أقرب إلى إعانة الشياطين، بإخبارهم ببعض المغيبات الماضية، أو المستقبلية، مزينين له الباطل على أنه علم إنما تلقاه من معرفته بخصائص دلالة هذا الانحناء في التوقيع، وتلك الزواية في طريقة كتابة حرف كذا، ونحو ذلك، وقد عجبت من تلك المدربة المسلمة - عفوا " العرَّافة " - التي مضت تخبر المعلمات في إحدى المدارس بطفولتهن، وما تحب كل واحدة، وماذا تكره، وماذا تتوقع لها مستقبلاً، زاعمة أن ذلك من فراستها في خطهن وتوقيعاتهن!!.
ولو فكرنا بعقولنا فقط بعيداً عن تأثير الدعاية لفوائد هذه الدورات وإيحاءات نفعها لنتساءل: ما الفائدة المرجوة من ورائها وهي تعطي حكماً على الشخصيات، لا تعطي دلائل على السمات، وتدل على طرق تقويمها؟.
ثم أي خط ذلك الذي تستشف منه شخصية شخص بارع في محاكاة الخطوط جميعها، وتزوير التوقيعات؟ ما هو مصدر هذا العلم؟ من هم أهله؟ رواده؟ ماهي مصادره المكتوبة؟ ماهي قيمته في الساحات العلمية؟ وما هي فوائده للحياة والعبادة، في الدنيا والآخرة؟ لمَ لَم يعلمنا إياه رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك من خير إلا ودلَّنا عليه، ولا شر إلا وحذرنا منه، فجزاه الله عنَّا بخير ما جزى نبيّاً عن أمته، ألف تساؤل، وتساؤل، قد يجد المفتونون بهذه الضلالات جواباً لبعضها، ويجيدون التهرب من بعضها، ويبقى أكثرها دون إجابة شافية.
وختاماً: أؤكد أن كل ما نحتاجه لنعرف أنفسنا، ونعرف الآخرين: قد دل عليه النقل الصحيح، أوالعقل الصريح، وما دون ذلك: فهو تزيين الشياطين، وإغواؤهم، وصرفهم لبني آدم عما ينفعهم، وتحليل الشخصية أو بعض سماتها بالمنهج العلمي الذي يقوم به المختصون يختلف عن هذا الهراء الباطل، فالتحليل الصحيح يعتمد على معطيات حقيقية، وأسس سلوكية، يستشف من خلالها بعض السمات العامة للشخصية، ويتضمن الدلالة على طريقة تعديل السيء منها، وتعزيز الجيد، ومن ثَمَّ تغيير الشخصية للأفضل، أو ما نسميه " التربية "، و " تزكية النفس ".
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصرفَ عنَّا ضلالات الباطنية.
http://www.alfowz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=87&Itemid=2
والله الهادي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/366)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:35 ص]ـ
وفي موقع الشيخ المنجد:
وها نحن نرى ما جاءت الشريعة الإسلامية المطهرة بمحاربته، والحكم عليه بالشرك والوثنية: أصبح الآن " علماً "! تُعقد له الدورات، وتُعطى فيه الألقاب والشهادات، وتُدفع له أعلى الأثمان لحضوره، وتعلمه! وتجد هذا المسلم يحكم على من ينظر في " فنجان القهوة " ليخبرك بمستقبلك وحقيقة شخصيتك بأنه كاهن، دجال – وهو كذلك -، لكنه في الوقت نفسه يعطيك من المعلومات الغيبية عنك أضعافاً مضاعفة من ذلك الكاهن الدجال بالنظر في " توقيعك "!! حتى صار هذا الأمر " علماً " وله اختصاصيون من المسلمين!! فبمجرد النظر في " توقيعك " يخبره بصفاتك، فيخبرك بأنك – مثلاً - انطوائي، كريم، متسامح، متعاون، يحب السلام، له نظرة مستقبلية، كتوم بعض الشيء! – انظر للدقة " بعض الشيء "! – ويخبرك بما تحب من الألوان! وغير ذلك من الترهات والكهانة العصرية، وما ذكرناه ليس نسجاً من الخيال، بل نقلنا بعضه من مقابلة مع شخصية إسلامية مشهورة، وعلى الجانب الآخر كان " الكاهن "! يخبره بما نقلنا جزء منه، بمجرد رؤية توقيعه، والله المستعان.
انتهى
http://www.islam-qa.com/ar/ref/118292/ توقيعك
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:45 ص]ـ
شيخنا الفاضل جزاكم الله خيرا على هذا التنبيه و نفع بكم
و لكني أستغرب كيف تقع قناة دليل في هذا الخطأ العقدي الكبير
إذ كنت أحسبها من القنوات الهادفة الملتزمة بمنهج السلف
فمن هم القائمون عليها؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:53 ص]ـ
جزاك الله خيراً
هي للشيخ سلمان العودة
ومقدم البرنامج أنور العسيري
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:43 ص]ـ
إحسان .. هل بحثت الموضوع بإنصاف؟
أي أنك بحثت و قرأت و سألت أهل الاختصاص بهذا العلم؟ أم أنك لم ترتح له و توجست منه ثم بناء عليه بحثت عمّا يدعم موقفك و رأيك من أناس و مشايخ لهم نفوذ نفسي في المجتمع؟
.. الإنسان عدو ما يجهل.
قد أوافقك في أن جزءًا ممّا ذكرت خرافة .. كالأبراج و تاريخ الميلاد و ليخبرك عن الماضي و الحاضر و ما شابه من هذه الأمور .. و لكن يبقى جزءًا مما نقلت من شكل الخط و طريقة المشية و الأسلوب يحتمل الصحّة .. و الفتاوى المنشورة مُحقة في جزء منها .. كقراءة الكف و التنجيم و هذه الخرافات التي لا يؤمن بها سوى ناقص عقل و دين. أما من ناحية بعض الامور الأخرى كمثلا شكل الخط أو طريقة المشية أو بعض الأساليب و الأمور الأخرى التي تفيد تحليل الشخصية، فأنا أرى أنها قد تحمل شيئًا من الصحّة مع مراعاة بعض الأمور الأخرى .. بل أن حتّى علماء النفس أقرّوا بأن ما يظهر على الإنسان و أي أمور تخرج و تبدر منه ما هي إلا نتاج أمور نفسية بالداخل، فما هو داخلك ينعكس على الخارج. و كل فعل، و ردة فعل، تبدر مني و منك هي نتاج أمور نفسية في عمق النفس .. As within so Without ..
و لي سؤال لو تكرمت .. هل البرنامج الذي ظهر فيه الأخ عسيري .. كان يعطيك عن ماضيك؟ و عن مستقبلك؟ أم أنه يتحدث عن الشخصية؟ أتمنى أن تجيب على هذا السؤال.
شخصيًا .. سئمت من كثرة الاعتراضات على بعض الأمور الجديدة و الثورية كمثل البرمجة اللغوية العصبية .. فلا أرى أي بأسٍ فيها ..
و كما يُطلب من الغير احترام التخصصات و عدم إقحام أنفسهم في الأمور الشرعية .. فإنه كذلك يجب على من لهم اهتمام شرعي بأن يحترموا التخصصات الأخرى .. ليس بعدم الدخول فيها .. بل بالبحث الدقيق و القراءة و الإنصاف ..
الحمد لله دخلت دورات كثيرة فيما يسمى بالبرمجة اللغوية العصبية .. و لا أرى أنها ضرتني بل نفعتني في حياتي.
مشكلتنا متوجسون مما هو غريب و جديد و نفضل الانسحاب منه عن استكشافه!!
بارك الله لي و لك ..
رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب ومن جاء بأفضل منه قبلناه
ـ[مصلح]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:28 ص]ـ
إحسان .. هل بحثت الموضوع بإنصاف؟
أي أنك بحثت و قرأت و سألت أهل الاختصاص بهذا العلم؟ أم أنك لم ترتح له و توجست منه ثم بناء عليه بحثت عمّا يدعم موقفك و رأيك من أناس و مشايخ لهم نفوذ نفسي في المجتمع؟
.. الإنسان عدو ما يجهل.
حفظك الله ووفقك يا أخي عبدالله
الشيخ إحسان من كبار مشايخ الملتقى المحققين
فاعرف له قدره وتقدمه في العلم والسن
جزاك الله خيراً
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:37 ص]ـ
مصلح .. غفر الله لي و لك و له .. ولم أقصد بهذا القول أن أسيئ لشخصه .. أو أن أقلل من شأنه و لا يوجد شخص ملم بكل العلوم .. بل حتى هذه المقولة لا تنطبق على الشيخ فقط لوحده بل حتى أنا الناطق بها تنطبق علي قبل الجميع .. فكثيرًا بسبب جهلي ما أحارب أمرًا ما ..
و له كل المحبة و التقدير و الاحترام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/367)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي مصلح
ووفقنا لما فيه رضاه
ـ[محمد عبد المنعم السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:46 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ احسان
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:36 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
مثل هذه الحلقة بهذه الصورة غير لا ئقة أبداً ..
وهذا العلم المذكور ظن وحدس وتخمينات لا تخلو من محاذير شرعية ..
أما إلحاقه بالكهانة فمحل بحث ...
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:10 ص]ـ
شخصيًا .. سئمت من كثرة الاعتراضات على بعض الأمور الجديدة و الثورية كمثل البرمجة اللغوية العصبية .. فلا أرى أي بأسٍ فيها ..
للفائدة موضوع منقول
حضرت كمن حضر بعض الدورات عن البرمجة اللغوية العصبية التي أصبحت منتشرة في مجتمعنا اليوم بموضوعات مختلفة وتحت عناويين متنوعة وإني بمقالي هذا لا أهاجم هذا العلم المسمى البرمجة اللغوية العصبية ولا أقف ضد أصحابه فلكل منا يوم القيامة بين يدي ربه شأن يغنيه، ولكني وكل مسلم ينبغي أن نقف في وجه كل علم كائنا ماكان إن تطاول بعنقه على كتاب الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم برأي يخالف قولهما.
في إحدى الدورات قال لنا المدرب: من أراد الخشوع في صلاته فلينظر ببصره إلى الجهة ... (وحددها) وسيزداد خشوعا. وبدأ يبرر ويشرح عمل فصي الدماغ وكيف أن هذا التدريب يوصلك إلى درجات عالية من الخشوع!!
فاعترضت وقلت: ولكن الثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يتجه ببصره موضع سجوده وهو القائل عن نفسه فداه أبي وأمي:" أما والله إني لأخشاكم لله و أتقاكم له " وقال أيضا:" صلوا كما رأيتموني أصلي" وقال:" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ".
فأراد المحاضر المبرمج أن يوضح لي الأمر ويثبت صحة ما يقول وليته لم يوضح فقال: جربي بنفسك وسترين النتائج!
واستمر النقاش بيننا ومدربنا يؤكد صحة ما يقول مستدلا بما جاء في علم البرمجة اللغوية العصبية وفلسفات الطاقة الكونية.
تمنيت لو قلت له: غفر الله لك يا أخي، إن رجلا أكل بشماله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كل بيمينك. فقال: لا أستطيع فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا استطعت. فما رفع الرجل يده، وأنا أقول لك كان نظر النبي صلى الله عليه وسلم موضع سجوده فتستدل بالتجربة.
أخشى والله إن رددت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولك ألا يرتد إلي بصري.
أجزم أنه قال ما قال بجهل وربما حسن نية، ولكن كم من كلمة أوردت صاحبها المهالك وضلت وأضلت.
أن تصل قناعات مسلم بهذا الأمر إلى هذا الحد فنسأل الله له الهداية وأمره إلى الله، ولكن أن يتصدر لتعليم الناس هذه القناعات فلا والله ما يرضى مسلم واحد أن يرد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الهراء.
وفي دورة أخرى حضر معي ابني، تحدث المدرب عن العقل الواعي والعقل اللاواعي وكيف أن العقل اللاواعي يحذف النهي وينفذ ما بعده ... وشرح وأفاض، واقتنع ولدي وكثير من الحاضرين بهذا الكلام؛ فحاورت المحاضر ولكنه أصر على قوله واستدل بأنه استقصى كل آيات النهي في القرآن ولكنه لم يتمكن بعد من إجراء هذا الاستقصاء على أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم. ودخلت معه في حوار طويل مفاده:
إن أول ما يتعلمه المسلم من الدين بالضرورة معنى الإسلام وهو الاستسلام والانقياد لله فيما أمر واجتناب مانهى، ولن تهدم هذه القناعات الواهية هذا الأساس الجليل، فلن يكون هناك استسلام ولا انقياد مادام لكل منا عقل لاواعي يقرر ويحذف دون أن نعرف!
من يقبل أن تربى أجيالنا على هذا الخواء!
ليقبل عقلك اللاواعي أو لا يقبل .. أنت كلك من أنت حتى ترفض؟! أو يسع المسلم أن يقول غير سمعنا وأطعنا بلا استقصاء ولا تفكير ولا تردد ولعل الله أن يقبل منه قوله وعمله!
ضدان يا أمتي لا يجتمعان:
منهج جيل رباه النبي صلى الله عليه وسلم على قوله تعالى ? ويؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ?، وتربى على أن إذا سمعت قول الله تعالى: ? يا أيها المؤمنون? فارعه سمعك فإنما هو خير يأمرك به أو شر ينهاك عنه.
جيل رباهم النبي صلى الله عليه وسلم على الانقياد الحق فكانوا كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لم أكن أدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحد من الناس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/368)
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًاِ
وسار سلفنا الصالح على سيرهم فكان الأوزاعي يقول: اصبر نفسك على السنة وقف حيث وقف القوم وقل بما قالوا وكف عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم.
ومنهج يراد أن تربي عليه أجيالنا اليوم معتمده عقول لا واعية تحذف النهي أو تستقصي لتبحث عن سبب وإيضاح بعده!! أخشى أن تجيب الملائكة على عقولنا اللاواعية بقولها: لا وعيت ولا دريت.
لم نقرأ يوماً أن أحدا من الصحابة استقصى آية أو حديثا ليعرف سبب النهي فيها حتى يقبلها عقله اللاواعي فينتهي حيث نهي! لقد كان عبقري هذه الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقّافا إذا قرأ الآية لم يتجاوزها.
ويدرب اليوم دعاة الإصلاح بمهارات البرمجة اللغوية عقولنا اللاواعية لتبحث عن سبب النهي في كل أمر وإلا فإن النهي سيحذف!!.
ألا فليفهم إخواننا من أصحاب البرمجة اللغوية أنني لا أهاجم أحدا ولا أرفض علم مستحدثا ولا أظن إلا الخير في كل مسلم وما مقولتي هذه إلا لتوحيد الصف على كلمة سواء، لكن فلنحذر من أن نفسد على الناس أمر دينهم من حيث نريد أن نصلح قال تعالى: ? فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ?
وهذه متدربة اخرى تقول عن تجربتها
.بل وجميع المتدربات الراغبات في السؤال أو التعقيب يسألن ويعقبن إلا واحدة هي أنا، لماذا؟ لأني كما سبق أخالف أهوائهم، أقف أمام إعجاب واندهاش الحاضرين باختراعهم وعلمهم؟! لأنهم لا يملكون الرد على ما أضعه أمامهم من نقد يُظهر ضحالة برمجتهم وسخفها ومخالفتها لمراد الله ورسوله، ولما تعلمناه من أمور دينا من قواعد وقوانين في التعامل مع النفس والآخرين!! وسنن الله في خلقه؟!! وخذ مثلاً أنهم لا يجعلون للمعاصي أدنى تأثير في حياة المرء!! فلو أن أحدنا أمر الله بعقوبة تحل عليه لذنب ارتكبه، فإن البرمجيين يجزمون لك بقدرتك على تخطي هذه العقوبة إما بـ (خط الزمن – أو نموذج ميلتون – أو ... ) غيرها من الشعوذات وصكوك الغفران!! وينسون {أو لمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم: أنّى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم} وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه}، ويزعمون قدرتهم على التسوية بين الناس في قدرتهم على استجلاب السعادة والنجاح، وأن الأمر يخضع لسعي المرء فقط – أي لتطبيقه نظريات البرمجة – وينسون قوله تعالى: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم؟ ساء ما يحكمون}، ومن أين يستمدون طاقاتهم وقوتهم في مواجهة الصعاب؟! من العقل والنفس فيعليان من شأنهما فبدلاً من ترديد (يا حي يا قيوم) يرددون (أنا قوي .. أنا ناجح)!!، ويوجبون عليك إحسان الظن حتى بالشيطان في قاعدتهم التي يطلق عليها البعض استتاراً (فرضية) وهي كالدستور لديهم (وراء كل سلوك نية إيجابية)!! ويقضون على الولاء والبراء وكأنه لا تصنيف أنزله الله للناس (مؤمن وكافر ومنافق) حين يدرسونك قاعدتهم (احترام وتقبل الآخرين كما هم)!! وينفون تفضيل الله لبعض الناس على بعض وحكمته وقضاءه وقدره وتصريفه في عباده بقاعدتهم (إذا كان أي إنسان قادراً على فعل أي شيء فمن الممكن لأي إنسان آخر أن يتعلمه ويفعله) ولا يعقبونها بـ (إذا شاء الله) ولا يجرؤون على تغيير هذه المنكرات ولو في دوراتهم، باختصار، هم لا يجعلون لله أي تأثير في عباده تماماً مثل كهنتهم الكفرة الذين أخذوا عنهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله .. فأي استسلام وانهزامية وتبعية هذه!! وغير هذا كثير مما لا يطول تفنيده
وقد وضحته الدكتورة فوز كردي ونجاح الظهار
والأستاذ / أحمد بن ناصر الزهراني وفقهم الله
.قلت ومن خرافات بعض المبرمجين
قولهم اتخذ القرار لتسير على النار لمن يتدرب عنده وكانه امانبي كالخليل عليه السلام
اوولي صالح اكرمه الله بذلك
واين الاعتمادعلى القوة الذاتية
من اية ((ويوم حنين اذاعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا))
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 07:03 ص]ـ
بارك الله فيك أبو محمد الغامدي على النقل الذي نجهل رُواته
على الرغم من أني دخلت أكثر من دورة و قرأت أكثر من كتاب، إلا أني لم أسمع بشخص يقول بما نقلته!! من كيف تخشع، و كيف تصلي و غيره من هذه الأشياء التي تدخل في صلب العقيدة أحيانا ..
و الأخت الناقلة للموضوع ليست سوى ناقلة!! و في تقديري أنه بتفريطها دخلت مع هذا الشخص، إذ أن أغلب المدربون المسلمون العارفين لهذا العلم يتجنبون إقحام الدين فيما يسمى nlp .
و من دخل و قرأ و اطلع و فهم و لو جزءًا يسيرًا في هذا المجال فسيعلم إمّا أن القصة التي نقلتها مُختلقة!! أو أن الشخص الذي قال أنه مدرب، قد خدعهم بدعواه أنه مدرب!! ففهمهم للعقل الباطن و ما أدراك من هذه الأمور قاصر في تقديري.
و لا أقول هذا الكلام دفاعًا عمّا يسمى بالبرمجة اللغوية العصبية و مناصرة له، بل حتى أنا لي عليه بعض الملاحظات التي لم أقتنع بها .. قد يكون إما لجهلي أو أن الأمور فعلا خاطئة .. و الزمن كفيل بأن يبين ما هو الصحيح و الخاطئ.
تمنياتي لك بالتوفيق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/369)
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالله القحطاني
ووفقنا لما فيه رضاه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:18 ص]ـ
من لطائف كلم الدكتور عبد الكريم بكار لما تكلم عن البرمجة وغلبة التجارة والممارسات الخاطئة عليها: [في كل ساعة يولد مغفل ويولد معه اثنان للمتاجرة به]
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:40 ص]ـ
أما إلحاقه بالكهانة فمحل بحث ...
والأغرب من هذا أن يدرج الكاتب النشيد الإسلامي والمستشفى الإسلامي مع الرقص والتمثيل.
وهنا في الأردن ليس هناك مستشفى إسلامي يسمى بهذا الاسم إلا مستشفى واحد، وهو تابع لجمعية المركز الإسلامي الخيرية، فهذا الطعن غير لائق ولا مُفسَّر فلا بد من الاعتذار عنه.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:43 م]ـ
بارك الله فيك اخي القجطاني دعك من المجاهيل و لناخذ باقوال وفتاوى اهل العلم في هذاالموضوع
فتاوى العلماء في التحذير من البرمجة اللغوية العصبية
سفر بن عبد الرحمن الحوالي
نقلا عن: موقع الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه
بإشراف د. فوز كردي]
قال فضيلة الشيخ د. سفر الحوالي، أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى -سابقاً- والداعية المعروف:
"يجب علينا جميعا أن نعلم أن الأمر إذا تعلق بجناب التوحيد وبقضية لا إله إلا الله وبتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى فإننا لابد أن نجتنب الشبهات ولا نكتفي فقط بدائرة الحرام وهذه البرمجة العصبية وما يسمى بعلوم الطاقة تقوم على اعتقادات وعلى قضايا غيبية باطنية مثل الطاقة الكونية والشَكَرات والطاقة الأنثوية والذكرية، والإيمان بالأثير وقضايا كثيرة جداً، وقد روّج لها مع الأسف كثير من الناس مع أنه لا ينبغي بحال عمل دعاية لها ". وقال: " أعجب كيف بعد كل هذه الحجج يتشبث المدربون بتدريبات أقل ما يقال عنها أنها تافهة، فكيف وهي ذات جذور فلسفية عقدية ثيوصوفية خطيرة؟! أنتم على ثغرة وأرجو أن أجد وقتاً للمساهمة ببيان خطرها للناس فليس وراء عدم كتابتي في هذا الموضوع إلا الانشغال الشديد".
* فضيلة الشيخ عبدالرحمن المحمود
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود
"أمرها بدأ يتكشّف .... نعم انقلوا عني يجب إيقاف هذه الدورات، وأنا أحيي القائمين على تحذير الناس منها وفقهم الله ".
* فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
يقول: "أي راحة هذه التي يريد بعض أتباع الـ NLP وغيرها أن يدخلوا المسلمين في متاهاتها؟؟؟!!! استرخي .. احلم .. وتخيل .. ! ثم إذا أوقظت للعمل ثاني يوم، وإذا واجهت الواقع راحت الأحلام والخيالات!! أتضحك على نفسك؟!! ما هذا الهراء الذي يقولونه .... فعلاً إنها مأساة عقل .. ".
* د. يوسف القرضاوي
"البرمجة اللغوية العصبية تغسل دماغ المسلم وتلقنه أفكارًا في اللاواعي ثم في عقله الواعي من بعد ذلك، مفاد هذه الأفكار أن هذا الوجود وجود واحد، ليس هناك رب ومربوب، وخالق ومخلوق، هناك وحدة وجود. إنها الأفكار القديمة التي قال بها دعاة وحدة الوجود، يقول بها هؤلاء عن طريق هذه البرمجة التي تقوم علي الإيحاء والتكرار، وغرس الأفكار في النفوس. إن برامجهم التي يعلمون بها الناس تقف وراءها أهداف خبيثة، ومقاصد بعيدة، وكل هذه ألوان من الغزو ويقصدون بها غزو العقل المسلم، وهو ما ينبغي أن نحرص على أن يظل بعيدا عن هذا الغزو ".
* د. وهبة الزحيلي
هل علوم الميتافيزيقيا حرام؟ هل علوم ما وراء الطبيعة والخوارق حلال أو حرام؟ وهل التلبثة (التواصل عن بعد)، قراءة الأفكار telepathic، الخروج الأثيري عن الجسد out of body experience، تحريك الأشياء بالنظر، النظر المغناطيسي، اليوجا، والتنويم الإيحائي، التاي شي، الريكي، التشي كونغ، المايكروبيوتك، الشكرات، الطاقة الكونية، مسارات الطاقة، الين واليانغ .. لأني وجدت موقع يحرمها: موقع (الأستاذة فوز كردي-السعودية)؟
فأجاب د. وهبة " هذه وسائل وهمية وإن ترتب عليها أحياناً بعض النتائج الصحيحة، ويحرم الاعتماد عليها وممارستها سواء بالخيال أو الفعل، فإن مصدر العلم الغيبي هو الله وحده، ومن اعتمد على هذه الشعوذات كفر بالله وبالوحي، كما ثبت في صحاح الأحاديث النبوية الواردة في العَّراف والكاهن ونحوهما".
* فضيلة الشيخ عبد العزيز مصطفى
أستاذ التفسير وعلومه والكاتب المعروف:
"أمر هذه الوافدات العقدية جميعها واضح الخطر، ولابد من تحذير الناس منها وطباعة هذا التحذير ليسهل تناوله ونشره".
* سعادة الدكتور عبد العزيز النغيمشي
الأستاذ المشارك بقسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود:
"أكثر المتخصصين في علم النفس والطب النفسي وعلماء الشرع لم يدخلوا فيها ولم ينساقوا إليها برغم كثرة ما قيل عن منافعها، فانسياق النخبة أمر مهم جدًا، ونلاحظ أن معظم من انساق وراء البرمجة هم العوام".
* فضيلة الشيخ خالد الشايع
يقول: "هذا الذي يسمى (علم البرمجة اللغوية العصبية) مما يجب تحذير أهل الإسلام من الاغترار بما فيه من الإيجابيات المغمورة بكثير من السلبيات".
د. طارق السويدان
انما أستغرب له أن يتطرف بعض المدربين في الإعلاء من شأن البرمجة اللغوية العصبية وجعلها حلا لكل مشاكلنا المستعصية حتى أن بعض المدربين ذهبوا إلى أنها علاج لكثير من الأمراض ومن بينها السرطان، وهؤلاء يجب الحجر عليهم شرعا لما يقومون به من جدل على الناس.
وأنا هنا أطالب المريض أن يذهب إلى طبيب مختص لا أن يذهب ليحضر دورة في الاسترخاء وأطالب صاحب المشكلة الإدارية أن يستشير خبيراً إداريا لا أن يجعل بعض هؤلاء يمارسون معه دجلهم وشعوذاتهم باسم البرمجة اللغوية العصبية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/370)
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:13 م]ـ
شيخنا أبا طارق " حفظه الله "
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع الحساس
فطرحكم مهم جدا، وقد نبهتنا لشيء مهم خصوصا وأنه يصدر من مثل هذه القناة التي كنا نظنها كاملة!!! لكن الله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ....
فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف ما يشاء .... ، نسأل الله الثبات على الحق
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:48 م]ـ
الشكر موصول لجميع الإخوة الأفاضل
فجزاهم الله خيرا
ومن حوَّل الموضوع عن وجهته، أو جعله شخصيا: فلا ينتظر مني حرفاً إلى الممات
ـ[محمد عبد المنعم السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:08 م]ـ
ولنعم الأدب يا شيخنا
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:23 م]ـ
بارك الله فيك اخي القحطاني دعك من المجاهيل و لناخذ باقوال وفتاوى اهل العلم في هذاالموضوع
بارك الله فيك يا أبا محمد و جزاك الله خيرا
اللهم ارزقنا حسن الأدب مع أهل العلم ...
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخ إحسان و بارك فيكم
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:03 م]ـ
الشكر موصول لجميع الإخوة الأفاضل
فجزاهم الله خيرا
ومن حوَّل الموضوع عن وجهته، أو جعله شخصيا: فلا ينتظر مني حرفاً إلى الممات
بارك الله فيكم ابا طارق ..
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:35 م]ـ
الشيخ الفاضل / أبا طارق
جزاك الله خيرا وشكَرَ لك نصحَك وغيرتَك ..
ولعل القائمين على القناة يعيدون النظر في البرنامج ويعرضونه على كبار العلماء ليقرروا رأيهم فيه ..
لفتة قبل التعقيب (حول ما تضمّنته مقدّمة الشيخ الفاضل إحسان):
ليست المشكلة في إطلاق (البنك الإسلامي) ولا في المطالبة به والدعوة إلى إنشائه: فذلك كلّه مما جرى على ألسنة الفقهاء المعاصرين وفي قرارات المجامع وغيرها .. وإنما الكلام في مدى التزام ذلك البنك بأحكام الإسلام ..
وإلا فالمعروف أن الشيخ العلاّمة ابن باز رحمه الله تعالى وجماعة من كبار العلماء كانوا يدعون إلى إنشاء بنوك إسلامية كما في هذه الفتوى للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:
(الواجب على الحكومات الإسلامية وعلى تجار المسلمين، أن ينشئوا بنوكاً إسلامية؛ حتى يسلم المسلمون من الربا).
http://www.binbaz.org.sa/mat/3965
حول ما تفضّل بسردِهش الشيخ الفاضل أبو طارق .. ها هُنا تعليقان:
1ـ حول علم (تحليل الشخصية من خلال التوقيع):
ينظَر هل يصح إلحاقه بـ (علم الخط) المعروف (الرمل)، والذي هو ضرب من الكهانة أم لا؟؟
ذلك أن (علم الخط) هو ـ كما في " مفتاح السعادة "لِطاش كبري زاده ـ (طريقة هذه الصناعة أنهم جعلوا من النقط والخطوط ستة عشر شكلاً، ميزوا كلاً منها باسم وشكل يختلف عن غيرها، وقسموها إلى سعود ونحوس وشأنهم في ذلك شأنهم في الكواكب، ومسائل هذه الصناعة تخمينية يزعمون أنها مبنية على تجارب، ويربطونها بالنجوم، ويقولن: إن البروج الاثنى عشر يقتضي كل منها شكلاً معيناً من الأشكال التي اصطلحوا عليها، وقالوا: إنه حين السؤال عن المطلوب تقتضي أوضاع البروج قوى الشكل المعين الذي يرسمه الرمّال على الرمل، وتلك الأشكال تدل على أحكام مخصوصة تناسب أوضاع البروج).
وهو ما أشار إليه ابن عباس رضي الله عنهما بقوله: (خط كان يخطه العرب في الأرض).
2 ـ بخصوص هذه المسألة أيضا: فها هُنا مقالة ضمن كتاب (كشف الأخلاق بتوقيع الأوراق) لماجد المقرن، وأنا أنقلها هنا لمعرفة رأي الإخوة وإفاداتهم حولها ..
(تحليل الشخصية من خلال التوقيع فراسة أم قيافة؟
جاء في لسان العرب لابن منظور: "الفراسة, بكسر الفاء: النظر والتثبت والتأمل للشيء والبصر به, يقال إنه لفارس بهذا الأمر إذا كان عالماً به .. وتفرس في الشيء: توسمه والاسم الفراسة ب****ر, وفي الحديث: اتقوا فراسة المؤمن, قال ابن الأثير: يقال بمعنيين: أحدهما ما دل ظاهر الحديث عليه وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس, والثاني نوع يتعلم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق فتعرف به أحوال الناس".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/371)
قال ابن القيم عليه رحمة الله في مدارج السالكين: "فراسة المتفرس تتعلق بثلاثة أشياء: بعينه وأذنه وقلبه, فعينه للسيماء والعلامات, وأذنه: للكلام وتصريحه وتعريضه ومنطوقه ومفهومه وفحواه وإشارته .. ولحنه وإيمائه ونحو ذلك .. وقلبه للعبور والاستدلال من المنظور والمسموع إلى باطنه وخفيه, فيعبر إلى ما وراء ظاهرة, كعبور النقاد من ظاهر النقش والسكة إلى باطن النقد والإطلاع عليه: هل هو صحيح أو زغل؟ وكذلك عبور المتفرس من ظاهر الهيئة والدل, إلى باطن الروح والقلب, فنسبة نقده للأرواح من الأشباح كنسبة نقد الصيرفي ينظر للجوهر من ظاهر السكة والنقد .. وللفراسة سببان أحدهما: جودة ذهن المتفرس, وحدة قلبه, وحسن فطنته. الثاني: ظهور العلامات والأدلة على المتفرس فيه. فإذا اجتمع السببان لم تكد تخطئ للعبد فراسة, وإذا انتفيا لم تكد تصح له فراسة, وإذا قوي أحدهما وضعف الآخر, كانت فراسته بين بين .. "
وقال صاحب المنازل رحمة الله: "الفراسة: استئناس حكم الغيب" والاستئناس: استفعال من آنست كذا, إذا رأيته, فإذا أدركت بهذا الاستئناس حكم غيب: كان فراسه وإن كان بالعين كان رؤيه, وإن كان بغيرها من المدارك فبحسبها.
قوله: "من غير الاستدلال بشاهده" هذا الاستدلال بالشاهد على الغائب, أمر مشترك بين البر والفاجر, والمؤمن والكافر, كالاستدلال بالبروق والرعود على الأمطار, وكاستدلال رؤساء البحر بالكدر الذي يبدو لهم في جانب الأفق على ريح عاصف, ونحو ذلك, وكاستدلال الطبيب بالسحنة والتفسرة على حال المريض"
وجاء أيضاً في مفتاح السعادة ومصباح السيادة لـ (بطاش كبري زاده) تعريف علم الفراسة: هو علم يتعرف فيه أخلاق الإنسان من أحواله الظاهرة من الألوان والأشكال والأعضاء وبالجملة: الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن.
اعتبر فخر الدين الرازي: أن أصول علم الفراسة مستندة إلى العلم الطبيعي وأن تفاريعة مقررة بالتجارب وأن العلم يجري فيه بالتعليم والتعلم.
تحليل الشخصية من خلال التوقيع قريب من القيافة:
رجعت مرة أخرى إلى كتاب مفتاح السعادة ومصباح السيادة والذي عرف مؤلفه القيافة بقوله: (علم يبحث عن تتبع آثار الأقدام والأخفاف والحوافز في الطرق القابلة للأثر, وهي التي تكون تربة تتشكل بشكل القدم, ونفع هذا العلم بين, إذ القائف يجد بهذا العلم الهارب من الناس, والضوال من الحيوان بتتبع آثارها وقوامها بقوة الباصرة وقوة الخيال والحافظة, حتى سمعت بعض من اعتنى بهذا العلم أنهم يفرقون بين أثر قدم الرجل وأثر قدم المرأة وبين أثر قدم الشيخ والشاب والله أعلم بالصواب).
وتتبعت أقوال العرب وغيرهم: في القلم والخط:
قالوا في الخط: الخط حليٌّ تصوغه اليد من تبر العقل وبنور الخط تبصر الحكمة, صورة ضئيلة لكن له فوائد جليلة.
- وقيل: الخط وجه أبهره العقل بواسطة الحسن.
- وقيل: بالخط يدرك مراد النفس ومن منهله تروى العقول الظامئة إلى الحكمة.
- وقيل: القلم أحد اللسانين.
- وقيل: القلم لسان الغائب.
- قال ابن المقفع: القلم بريد القلب, يخبر بالخبر وينظر بلا نظر.
- وقال جالينوس: القلم طبيب المنطق.
- وقيل: القلم أصم يسمع النجوى, وأخرس يفصح الدعوى, وجاهل يعلم الفحوى.
- وقال العتابي: الأقلام مطايا الأذهان.
- وقال ابن أبي داؤود: القلم سفير العقل, ورسوله الأنبل, ولسانه الأطول, وترجمانه الأفضل.
- وقال أقليدس: الخط هندسة روحانية, وإن ظهرت بآله جسمانية.
- وقيل: القلم لسان اليد.
- وقيل في القلم شعرا:
فيصيح إذا استنطقته وهو راكب ... وأعجم إن خاطبته وهو راجل
إذا امتطى الخمس اللطاف وافرغت ... عليه شعاب الفكر وهي حوافل
وقال الفضفاض:
شبر إذا قيس ولكنه ... ي فعله مثل الأقاليم
وقال ابن الرومي:
لعمرك ما السيف سيف الكمى ... بأخوف من قلم الكاتب
له شاهد إن تأملته ... ظهرت على سره الغائب
- ووصفه آخرون: القلم شجاع يمج السم والعسل.
- وقال بعضهم: القلم يزف بنات القلوب إلى خدور الكتب.
- وقال ابن المعتز: القلم يخدم الإرادة, ولا يمل الاستزادة يسكت واقفاً وينطق سائراً.
- وقال سهل ابن هارون: القلم أنف الضمير, إذا أرعف أعلن وأبان آثاره.
- وقال عمرو بن مسعدة: الأقلام مطايا الفطن.
- وقيل: عقول الرجال تحت أقلامها.
- وقال يحيى البرمكي: الخط صورة روحها البيان, ويدها السرعة, وقدمها التسوية, وجوارحها معرفة الفصول.
- وقال أفلاطون: الخط عقال العقل.
- وقيل: ببكاء الأقلام تتبسم الكتب.
- وقيل: القلم لسان العقل.
- وقيل: صرير الأقلام, أشد من صليل الحسام.
ولو أعدنا النظر والتأمل في الحكم والأقوال السابقة حول القلم والخط لتجمعت لدينا الكلمات التالية: حليٌّ, ولسان الغائب, ويخبر بالخبر, وسفير العقل, وهندسة روحانية, ولسان اليد, ويمج السم والعسل, ويخدم الإرادة وأنف الضمير, ولسان العقل.
يقول ابن خلدون في مقدمته: الخط رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس.
ومن تلك الكلمات يتضح أن القلم والخط عبارة عن أثر للكاتب (والنقش يدل على النقاش).
وبما أن علم القيافة يبحث في آثار الأقدام والخفاف والحوافز, فتحليل الشخصيات من خلال التوقيع يبحث في آثار الخطوط والأقلام, فإذا تقرر ما سبق فإن تحليل الشخصيات من خلال التوقيع أقرب للقيافة منه للفراسة.
قيافة الأثر: تتبع آثار الأقدام.
قيافة التوقيع: تتبع آثار الأقلام)
انتهى منقولا بتصرّف.
هدى الله الجميع لسلوك سبيل الحق ولزوم الصراط المستقيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/372)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:37 م]ـ
بارك الله فيك يا أباعبيدة التونسي و جزاك الله خيرا
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 10:29 م]ـ
شُكرًا للأخ إحسان أولا على أن فتح هذا الموضوع و كان سببًا لنقاش مثل هذه المواضيع ..
و شكرًا لك الغامدي على ما تفضلت بنقله .. رغم عدم اقتناعي ..
و غالبًا ما نفضل الانسحاب و الإنطواء عن المجاهيل، إما لخوف أو لأن من لهم نفوذ نفسي أمرونا بذلك .. و أصبحنا ننظر الأمور بأعينهم لا بأعيننا ..
و عمومًا شَرفت بهذه النقولات .. بارك الله لي و لك و للأخ إحسان
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:45 ص]ـ
رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب ومن جاء بأفضل منه قبلناه
تنبيه مهم:
هذه العبارة التي في الاقتباس تصح في خلاف التنوع لا في خلاف التضاد.
ولذلك قد استنكرها الإمام مالك على من قال له: تعال أناظرك.
فَقَالَ له مالك: أرأيت إن غلبتني؟
قَالَ: اتبعتني، قال: فإن اتبعتك، فجاء رجل ثالث فغلبني وإياك.
قَالَ: نتبعه، قَالَ: سبحان لله! إن دين الله واحد أنزله عَلَى مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمرنا باتباعه قصداً.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 01:11 ص]ـ
الذي ذكره الأخ أبو طارق وفقه الله حريٌ أن يتوقف عنده كثيراً وذلك أن بعض التجار الجهال وبعض من له معرفة متواضعة ببعض الأحكام الشريعة ينشأ منظومة تجارية معينة ثم يصبغها بصبغة الإسلام علماً أن هذا الأمر الذي نسبه للإسلام قد يكون من قبيل الإجتهاد وقد يكون من الاجتهاد الخاطئ!! فهذا أمر حقيق أن يفرد له موضوع خاص ...
وقد ذكر أبوطارق وفقه الله نوعاً من هذا
سمعنا عن النشيد الإسلامي
والتمثيل الإسلامي
والرقص الإسلامي
ورأينا " البنك الإسلامي "
والمستشفى الإسلامي
علماً أني لا أظن أن أحداً يجادل أن بعض هذه الأمور ذهبت إلى أفق بعيدة ليست من الإسلام في شيء و أعرض عن ذكر الأمثلة لاشتهارها
إلا أن ما غاض الأخ الكريم أبوطارق هو موضوع الكهانة الإسلامية كما سماها وإن كنت قد لا أوافقه على تسميتها بالكهانة إلا أني أرى من العيب أن ينسب مثل هذا إلى الإسلام فمتى كانت هذه الأنماط في تحليل الشخصية ذات بعد إسلامي وإن قيل بأنها ترجع إلى نوع من الفراسة المكتسبة فالفراسة ليست من الأمور التي قد ذكر لها الشارع طريقة في التعلم وغاية ما في الأمر أن هذا مما قد يهبه الله من يشاء من عبادة وقد يتعلمها من يتعلمها ببعض الأمور التي قد لا يوافقون عليها وقد ورد عن الشافعي أنه كان يقرأ في كتب الفراسة وقصته معروفة لكن الجزم بهذا وبناء الأحكام عليه!! فضلا عن تسميته إسلامي!! هي محل النقاش؟!
فهل وصل بنا الضعف إلى هذا الحد أن نتلقف البرمجة العصبية ونلوي لها أعناق النصوص أو البردايم أو قانون الجذب في سلسلة طويلة قد رأيت بعض نتاجها كما رأى غيري والله الموفق
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 01:43 ص]ـ
حكم البرمجة اللغوية العصبية
وجه للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله – هذان السؤالان عن حكم تعلم هذه البرمجة الغريبة المريبة فأجاب جزاه الله كل خير أجوبة قصيرة لكنها جداً مفيدة:
السؤال الأول:
أحسن الله إليكم يسأل: ما حكم تعلم علم البرمجة اللغوية العصبية علما بأنه علم غربي المنشأ ولكن فيه جوانبإيجابية مثل الدعوة للتفائل وغيرها من الجوانب الإيجابية في الحياة؟ وهل يعاملمعاملة العلوم الأخرى بأن يؤخذ منه ما يوافق الشرع ويترك ما يخالف الشرع؟
الجواب:
أنا في الحقيقة لا أعرف حقيقة هذه البرمجة، ولكن حسب ما قرأت؛ أنها لا خير فيها، و أن فيها ما يخل بالعقيدة، وما دام الأمر كذلك فلا يجوز التعامل بها حتى و لو كان بها مصلحة جزئية، فإنه ينظر إلى المضار ولا ينظر إلى ما بها من المصلحة الجزئية، بل ينظر إلى المضار التي فيها وتقارن بالمصالح، فإذا كانت المضره أكثر مضره راجحة فإنه لا عبرة بالمصلحة المرجوحة.
ومن هنا للإستماع إلى المادة
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds/00187-03.ra)
السؤال الثاني:
يقول: فضيلة الشيخ وفقكم الله، هل ما انتشر في الوقت المعاصر من دورات في التفكير والبرمجة العصبية ومعرفة قوىالنفس، هل هذا من علم الفلسفة المنهي عنه؟
الجواب:
نعم، [كلمة غير مفهومة] ومنين جاء هذا، هذا قد يكون منحدر من هذه الأمور من الفلسفة و الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان، منها مثلا تحضير الأرواح وهو كفر بالله عز وجل، يزعم أنه يحضر أرواح الأموات وأنه يخاطبها و تخاطبه، هذا كله من هذا النوع!.
من هنا للإستماع للمادة
( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/sounds/00552-10.ra)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من اقتبس علماً من النجوم، اقتبس شعبة من السحر، زاد مازاد)
صحي الجامع 6074
(قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن .............
قال البخاري فى صحيحة قال قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة في السماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يهتدى بها. فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف مالاعلم له به
فإن قيل المنجّم يصدق قيل صدقه كصدق الكاهن، يصدق فى كلمة ويكذب في مائة، بل قد يوافق قدراً فيكون فتنة في حق من صدّقه .......... ) فتح المجيد
قال ابن تيمية العّراف: اسم للكاهن والمنجّم والرمّال ونحوهم، ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/373)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:35 ص]ـ
استدراك على عنوان المقالة (الكهانة الإسلامية) بان فيه نظر ا
واتمنى من الشيخ إحسان وفقه لله، تغييره
لئلا يلتبس الامر على العوام
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:36 ص]ـ
هذا ما أتحدث عنه تحديدًا .. النفوذ النفسي لدى اشخاص لهم مكانة في المجتمع ..
المتمعن في الفتوى يجد أن فضيلة الشيخ حفظه الله لا يعلم ماهية ما يسمى بالبرمجة اللغوية العصبية .. و لا ألومه بل ألوم طلبة العلم الذين حوله الذين هم المسوؤلون بعده .. الذين لم يتقصوا و يبحثوا!! و يبينوا لفضيلته ..
ردي ليس دفاعًا عمّا يسمى برمجة .. و إنما تعليقًا على طريقة التفكير التي يتبناها بعض الإخوة .. فهل يجد أي شخص في أيٍ مما اقتبسته ما يدل على أن الشيخ حفظه الله كان يعلم حقيقته أم أنه مجرد أنه سمع لا أكثر!!
حفظ الله علماؤنا ..
أحسن الله إليكم يسأل: ما حكم تعلم علم البرمجة اللغوية العصبية علما بأنه علم غربي المنشأ ولكن فيه جوانبإيجابية مثل الدعوة للتفائل وغيرها من الجوانب الإيجابية في الحياة؟ وهل يعاملمعاملة العلوم الأخرى بأن يؤخذ منه ما يوافق الشرع ويترك ما يخالف الشرع؟
الجواب:
أنا في الحقيقة لا أعرف حقيقة هذه البرمجة، ولكن حسب ما قرأت؛ أنها لا خير فيها، و أن فيها ما يخل بالعقيدة، وما دام الأمر كذلك فلا يجوز التعامل بها حتى و لو كان بها مصلحة جزئية، فإنه ينظر إلى المضار ولا ينظر إلى ما بها من المصلحة الجزئية، بل ينظر إلى المضار التي فيها وتقارن بالمصالح، فإذا كانت المضره أكثر مضره راجحة فإنه لا عبرة بالمصلحة المرجوحة.
السؤال الثاني:
يقول: فضيلة الشيخ وفقكم الله، هل ما انتشر في الوقت المعاصر من دورات في التفكير والبرمجة العصبية ومعرفة قوىالنفس، هل هذا من علم الفلسفة المنهي عنه؟
الجواب:
نعم، [كلمة غير مفهومة] ومنين جاء هذا، هذا قد يكون منحدر من هذه الأمور من الفلسفة و الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان، منها مثلا تحضير الأرواح وهو كفر بالله عز وجل، يزعم أنه يحضر أرواح الأموات وأنه يخاطبها و تخاطبه، هذا كله من هذا النوع!.
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:53 ص]ـ
أخي عبد الله القحطاني بارك الله فيك
إذا لم تقتنع بأقوال العلماء فبقول من تقتنع؟!!
و إذا لم يكن لعلمائنا نفوذ نفسي فمن يكون لهم هذا النفوذ؟!!
أما يكفيك ماذكره الأخ ابو محمد الغامدي و أخيرا الأخ عبد الله الأثري الجزائري من فتاوى لأهل العلم؟!!
ثم متى كان علماؤنا يتسرعون بالافتاء دون البحث و التدقيق؟!!
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:06 ص]ـ
الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، و التصورُ ناقص يقيناً، و من تكلم في غيرِ فنه و فيما لا يُتقن أتى بالعجائب و المصائب، و عزيز على النفس أن ألا تكون مزاحمة في شيءٍ.
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:07 ص]ـ
أبو عبيدة التونسي ..
غفر الله لي و لك ..
أعيد و أكرر أن مقصدي ليس البرمجة، و لا تهمني بقدر ما تهمني طرق تفكير بعض الإخوة تجاه بعض الأمور. أقرأ الفتاوى الأخيرة للأخ عبد الله الجزائري ..
و اعتراضي ليس على النفوذ النفسي بل لا بأس به بل هو المطوب و الأفضل .. أما متى ما كان العلماء يتسرعون بالافتاء دون البحث و التدقيق، فهذا فيه نوع من إعطاء بشريتهم صبغه الملائكة .. لا يوجد شخص لا يخطئ، بل أن كل عمل جاد لا بد أن يصحبه بعض الأخطاء .. و افتراض أن المشايخ لا يخطئون من المعضلات .. فقط اقرأ آخر الفتاوى المنقولة للأخ الجزائري و ستعلم أن فضيلة الشيخ حفظه الله أفتى فيها دون أن يطّلع عليها، فقط لأنه سمع من أناس!!
أعلم أن الحميّة قد تأخذ البعض على المشايخ، و أخبر الجميع بأني لست أقل حميّة منكم .. و لكن نريد أن نعطي أنفسنا و عقولنا حقها من الاحترام ..
بارك الله في الجميع
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 05:54 ص]ـ
اخواني الكرام لنفترض ان بعض المشايخ افتى بدون تصور نام للمسالة
و الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، قما رايكم بكلام هؤلاء المشايخ الذي نقلناه
هل كلهم لم يتصوروا المسالة او يقراو ماكتب عنها
الشيخ د. سفر الحوالي، أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى *
فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
* د. يوسف القرضاوي
"* د. وهبة الزحيلي
*د-فوز كردي
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:01 ص]ـ
جزى الله خيراً الشيخ إحسان ,و الشيخ القحطاني , و كل مَنْ أتحفنا بمشاركته.
ولكن , بما يُنكر على مَنْ قال: أن هذا العلم ضرب من الفِرَاسة؟
ثُّمَ ألا يُوجبُ عرض هذا البرنامج على تلك القناة تحديداً , شيئاً مِن الإطمئنان؟
أعني أليس إحسان الظن بالقائمين عليها؛ يستلزم التروي في الحكم على ماهية المعروض؟.
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/374)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 06 - 09, 08:51 ص]ـ
أبو عبيدة التونسي ..
غفر الله لي و لك ..
أعيد و أكرر أن مقصدي ليس البرمجة، و لا تهمني بقدر ما تهمني طرق تفكير بعض الإخوة تجاه بعض الأمور. أقرأ الفتاوى الأخيرة للأخ عبد الله الجزائري ..
و اعتراضي ليس على النفوذ النفسي بل لا بأس به بل هو المطوب و الأفضل .. أما متى ما كان العلماء يتسرعون بالافتاء دون البحث و التدقيق، فهذا فيه نوع من إعطاء بشريتهم صبغه الملائكة .. لا يوجد شخص لا يخطئ، بل أن كل عمل جاد لا بد أن يصحبه بعض الأخطاء .. و افتراض أن المشايخ لا يخطئون من المعضلات .. فقط اقرأ آخر الفتاوى المنقولة للأخ الجزائري و ستعلم أن فضيلة الشيخ حفظه الله أفتى فيها دون أن يطّلع عليها، فقط لأنه سمع من أناس!!
أعلم أن الحميّة قد تأخذ البعض على المشايخ، و أخبر الجميع بأني لست أقل حميّة منكم .. و لكن نريد أن نعطي أنفسنا و عقولنا حقها من الاحترام ..
بارك الله في الجميع
الأخ المفضال .. أرجو أن لا نرجم بالغيب، وأن لا نتبع الظن .. فقولك أخي الكريم: "أما متى ما كان العلماء يتسرعون بالافتاء دون البحث و التدقيق، فهذا فيه نوع من إعطاء بشريتهم صبغه الملائكة .. " مخالف للمنهج الذي شرعه الله تعالى لعباده المؤمنين .. فأنى لك أن كل تلك الفتاوى المنقولة آنفاً لم يطلع أصحابها المُفتُون ولم يبحثوا ويدققوا؟!
فحميتك لرأيك هنا أقبح كثيراً .. وقولك: "نريد أن نعطي أنفسنا و عقولنا حقها من الاحترام " فيه إساءة لا تقبَل، وتعريض فيه تعميم وغمز بخصوص محل البحث.
نعم .. ما من عالِمٍ إلا وله أخطاء، ومن يأخذ أقوال عالم على أنها حق لا يلتفت عنه هو جاهل بالشرع أو ذو خَبَل في العقل .. ولكن لا يمكنك الجزم بأنك هنا على صواب وأن مخالفك مخطئ .. ويبقى لكلامك احترامه وإن خالفناك لشيء بدا لنا واعتمدنا عليه بعد دراسة.
أسأل الله لي ولإخواني التوفيق والسداد، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[26 - 06 - 09, 08:58 ص]ـ
وعليه تكون قناة المجد قد وقعت في نفس الخطأ، فقد شاهدتُ قبل سنة تقريبا لقاء ببرنامج كامل يقدمه على ما أذكر الاستاذ اسماعيل العمري مدير برامج المجد والضيف المدرب ياسر الحزيمي:
*مدير وحدة (قياس وتحليل الشخصية) بمركز التدريب والاستشارات
*مدرب معتمد من الأكاديمية البريطانية HRD Academy
* مدرب معتمد في ( HBDI ) مقياس هيرمان للهيمنة الدماغية
*مستشار في تحليل الشخصية
*مستشار في تطوير الذات بمراكز اجتماعية.
وقد تحدث فيه (البرنامج) عن االأشكال التي تشملها الشخصيات: (مثلث، مربع، دائرة، متعرِّج).
وصفات كل نوع، وكيفية التعامل معها ..
** وفي نهاية البرنامج طلب منه المقدِّم على استحياء أن يحدد لهُ نمط شخصيته فذكر له صفاته بكلِّ وضوحٍ ووثوق ...
........
وأيضا حضرت برنامج آخر " أجواء" كان مع مدرب ايضا يحلل شخصيتك من خلال خطِّك ...
" هذا ونسألُ الله التوفيق والسداد دوما " ..
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:31 م]ـ
الذين يقولون إن التصور ناقص يلزمهم بيان التصور الصحيح الكامل، وإلا بقي قولهم دعوى
وما أسهله من رد: أن نقول لكل من خالفنا تصورك ناقص دون بيان وجه النقص.
بوركتم
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 01:37 م]ـ
كما يلزم المفتي ألا يُفتي إلا عن اطلاعٍ ووقوفٍ لا على ما يُوحيه إليه الأقربون، و الفتوى بالوجاهة لا تسري على عاقل، و الأصل في العلوم و المعارف الحلُّ، و إقحامها في المحرم جُرم، لا يخفى.
شُكرتم
:)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:10 م]ـ
اخي ذُوْ المَعَالِي غفر الله لي و لك
تقول و الأصل في العلوم و المعارف الحلُّ، و إقحامها في المحرم جُرم، لا يخفى.
اقول ما رايك في علم التنجيم والسحر والكهانه وعلم الموسيقى ما الاصل فيها
قال تعالى في تعلم السحر ((ومايعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر))
وقال سبحانه ((ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم))
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:10 م]ـ
اخي ذُوْ المَعَالِي غفر الله لي و لك
تقول و الأصل في العلوم و المعارف الحلُّ، و إقحامها في المحرم جُرم، لا يخفى.
اقول ما رايك في علم التنجيم والسحر والكهانه وعلم الموسيقى ما الاصل فيها
قال تعالى في تعلم السحر ((ومايعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر))
وقال سبحانه ((ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم))
ابا محمد الغامدي بارك الله فيكم.
- بالنسبة لابي سليمان يعي مايقول , ولاداعي لان تدلل بأمور لادخل لها بكلامه.
والله الموفق
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:10 م]ـ
كما يلزم المفتي ألا يُفتي إلا عن اطلاعٍ ووقوفٍ لا على ما يُوحيه إليه الأقربون، و الفتوى بالوجاهة لا تسري على عاقل، و الأصل في العلوم و المعارف الحلُّ، و إقحامها في المحرم جُرم، لا يخفى.
شُكرتم
:)
التعريض بأهل الفضل لا يليق بأهله
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48271
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/375)
ـ[أم هالة]ــــــــ[26 - 06 - 09, 04:33 م]ـ
حقيقة البرمجة اللغوية العصبية ( n.l.p)
د. خالد الغيث
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
إن الغزو العسكري الصليبي الذي تتعرض له الأمة المسلمة هذه الأيام، قد سبقه غزو آخر أشد فتكاً منه، ألا وهو الغزو الفكري، الذي يستهدف عقيدة هذه الأمة، ودينها، وهويتها، ومكمن خطورة هذا النوع من الغزو أنه يتسلل إلينا بشتى ألوان الطيف، وبشتى الأقنعة، مما يوجب على أبناء هذه الأمة المسلمة الاشتراك في رصده، والتحذير منه.
إن الغزو الفكري الغربي المادي الذي تتعرض له الأمة المسلمة في هذا العصر عبر الكتب المترجمة أو عبر بعض الدورات التي تعقد لتسويق الفكر المادي بحسن نية، يعيد إلى الأذهان ما تعرضت له الأمة من غزو فكري في نهاية العهد الأموي وبداية العهد العباسي من جراء الاحتكاك بأهل الكتاب وما نتج عن ذلك من ترجمة كتب الفلسفة اليونانية بما فيها من فكر جاهلي مادي يقدس العقل ويعطيه قدرات بلا حدود.
ولعل أشهر قذيفة من قذائف الغزو الفكري التي توجه إلى الأمة المسلمة في هذه الأيام، هي ما يسمى (بالبرمجة اللغوية العصبية).
إن الهندسة النفسية (أو البرمجة اللغوية العصبية) عند تفكيكها والدخول في جوهرها ليست علماً محايداً بل فكر فلسفي مادي يدور حول تضخيم قدرات العقل، وإعطاء الإنسان قدرة حتمية على التغيير بعيداً عن قدر الله سبحانه وتعالى.
وفيما يلي بعض النصوص الدالة على ذلك:
* (إنها – أي الهندسة النفسية – تزيح الستار عن أسرار النجاح والتفوق لدى بعض الناس، وتتيح لنا الوصول إلى وصفة ملائمة لذلك النجاح والتفوق. ثم إنها تتيح لنا استخدام تلك الوصفة لتحقيق ما نريد تحقيقه من أهداف ومقاصد). [د. محمد التكريتي: آفاق بلا حدود، ص 21].
* (إذا كان أمر ما ممكناً لبعض الناس فهو ممكن للآخرين كذلك). [المرجع السابق، ص 22].
* (إذا كان أي إنسان قادراً على فعل أي شيء فمن الممكن لأي إنسان آخر أن يتعلمه ويفعله). [د. إبراهيم الفقي: البرمجة اللغوية العصبية، ص16].
* (نحن جميعاً كبشر لنا عقل وجسد وروح، فإذا كان في استطاعة أي إنسان أن يفعل أي شيء في أي مجال، فأنا وأنت وكل إنسان آخر يستطيع أن يتعلمه ويتقنه، ويعمله بنفس الطريقة، وربما يتفوق عليه) [المرجع السابق، ص 32].
وهذه النصوص تحمل في طياتها فكر المدرسة العقلانية، الذي يعد امتداداً لمذهب القدرية القائلين بأن الإنسان يستطيع أن يخلق فعله، وأن كل أمر يمكن أن يكتسب بالجد والاجتهاد، بعيداً عن مشيئة الله، أو ما يسمى بحتمية تحقيق النجاح،متى ما عرف الإنسان وصفة النجاح.
وحتى تتضح حقيقة هذه الفلسفة عملياً،إليكم هذه القصة التي يرويها أحد المبهورين بالنظريات الغربية المادية:
(يحكى أن فقيراً أصبح غنياً فجأةً، وحين سئل عن سر ذلك أجاب أن هناك شرطين لهذا الأمر، يستطيع كل من يطبقها أن يصبح غنياً، الأول: أني قررت أن أصبح غنياً،الثاني: شرعت في تنفيذ هذا القرار)، بعد ذلك تأتي الطامة الكبرى عندما علق ذلك المحاضر على هذه القصة فقال: (مو ودّي، مو ياريت، مو إن شاء الله أنا قررت .. ).
نسأل الله السلامة والعافية، وإنا لله وإنا إليه راجعون. لقد عاتب الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، حينما قال لكفار قريش وهو يحاورهم: إني فاعل ذلك غداً، ولم يستثن، فكانت النتيجة انقطاع الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من الزمن، ثم نزل الوحي بعد ذلك معاتباً رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً، إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/376)
قال العلامة ابن سعدي – رحمه الله – في تفسيره: (هذا النهي كغيره، وإن كان لسبب خاص وموجه اًللرسول صلى الله عليه وسلم، فإن الخطاب عام للمكلفين، فنهى الله أن يقول العبد في الأمور المستقبلة: إني فاعل ذلك، من دون أن يقرنه بمشيئة الله، وذلك لما فيه من المحذور، وهو: الكلام على الغيوب المستقبلة، التي لا يدري، هل يفعلها أم لا؟ وهل تكون أم لا؟ وفيه رد الفعل إلى مشيئة العبد استقلالاً، وذلك محذور محظور،لأن المشيئة كلها لله (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) ولما في ذكر مشيئة الله من تيسير الأمر وتسهيله، وحصول البركة فيه، والاستعانة من العبد بربه ... ). [تفسير سورة الكهف الآية 24،23].
إن الهندسة النفسية تتجاهل الركن السادس من أركان الإيمان وهو: الإيمان بالقدر خيره وشره، لأنها قد أعدت لنا وصفة النجاح، أو حتمية النجاح، وبذلك تكون قد كفتنا كل الشرور، وكل الإخفاقات، وكل أنواع الفشل.
إن الفكر المادي المهيمن على الهندسة النفسية تكمن خطورته في أنه يسوق المسلم مع الوقت إلى التعلق بالأسباب المادية وتعطيل التوكل على الله، وهذاباب خطير من أبواب الشرك ينبغي الحذر منه.
ولما كان الحديث لا يزال موصولاًعن البرمجة اللغوية العصبية فأقول: إن ما يسمى بالعقل الباطن يعد من ركائز هذه الفلسفة، ولنقرأ عن ذلك ما كتبه أحد سدنة البرمجة اللغوية وهو: انتوني روبنز، في كتابه قدرات غير محدودة: (كنت أعيش في منزل أنيق ... ولكني كنت أريد مكاناً أفضل ... قررت أن أضع تصميماً ليومي، ثم أعطي إشارة لعقلي الباطن لأخلق لنفسي هذه الحياة المثالية عن طريق ممارستها في خيالي ... لم يكن لدي أي أموال، ولكني قررت أنني أريد أن أكون مستقلاً من الناحية المادية.
وبالفعل حصلت على كل شيء كما رسمته في مخيلتي ... لقد هيأت لنفسي الجو الذي يغذي عقلي وقدرتي على الخلق والابتكار ... لماذا حدث كل هذا؟ لقد حددت هدفاً لنفسي، وكل يوم كنت أعطي عقلي رسائل واضحة ودقيقة ومباشرة تقول: إن هذا هو واقعي الذي أعيش فيه، ولأنني لدي الهدف الواضح المحدد، فإن عقلي الباطن قاد أفعالي وأفكاري إلى تحقيق الأهداف التي كنت أبغيها).
إن انتوني روبنز يقول لنا ببساطة: إذا أردنا الثروة والنجاح فعلينا الانطراح بين يدي العقل الباطن والتضرع إليه كما فعل هو، نسأل الله السلامة والعافية.
أما د. جوزيف ميرفي، فيذكر في مقدمة كتابه قوة عقلك الباطن: (تستطيع هذه القوة المعجزة الفاعلة للعقل الباطن أن تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد).
كذلك عقد الدكتور ميرفي فصلاً في كتابه عن كيفية استخدام قوة العقل الباطن في تحقيق الثروة، ومن ذلك قوله: (عندما تذهب للنوم ليلاً: كرركلمة (غني) بهدوء وسهولة وإحساس بها ... وسوف تدهشك النتائج، حيث ستجد الثروة تتدفق إليك. وهذا مثال آخر يدل على القوة العجيبة لعقلك الباطن) [ص117].
لقد أصبح ما يسمى بالعقل الباطن عند أولئك الماديين أصحاب الفلسفة المادية، صنماً يعبد من دون الله، فهو الرزاق، وهو الشافي، نسأل الله السلامة والعافية وأن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه.
أحبتي في الله، إن الحديث عن الهندسة النفسية يحتاج إلى مزيد من البسط، وإطالة النفس، لكن المقام مقام إيجاز، وأما التفصيل فله مجال آخر بإذن الله، هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 04:59 م]ـ
اخي ذُوْ المَعَالِي غفر الله لي و لك
تقول و الأصل في العلوم و المعارف الحلُّ، و إقحامها في المحرم جُرم، لا يخفى.
اقول ما رايك في علم التنجيم والسحر والكهانه وعلم الموسيقى ما الاصل فيها
قال تعالى في تعلم السحر ((ومايعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر))
وقال سبحانه ((ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم))
و لك أبا محمد.
كلامي هو كما لا يخفاك، و ما حُرِّم من العلوم إلا ما فيه ضررٌ في استعماله و توظيفه لا في ذاته، و ربما هناك ما هو محرمٌ في ذاته و ليس منها ما هنا.
ابا محمد الغامدي بارك الله فيكم.
- بالنسبة لابي سليمان يعي مايقول , ولاداعي لان تدلل بأمور لادخل لها بكلامه.
والله الموفق
أبا حاتم المهاجر، شاكرٌ لك، و لأبي محمد حق الإبداءِ و لي حقُّ الإنباء.
التعريض بأهل الفضل لا يليق بأهله
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=48271 (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48271)
أبا الحسن الأثري.
و التعريض بالعلوم دون وعي و لا علم و لا عدل لا يجوز، فليس لأحد أن يخوض فيما لا يُحسنه، ألستَ ممن قرأ: و لكنَّ الحقَّ أحبَّ إلينا منه؟، و لا تخفاك: المرءُ عدو ما جهلَ، و القصد لا الشخص و إنما التفكيرُ الباعث على الحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/377)
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:09 م]ـ
الذين يقولون إن التصور ناقص يلزمهم بيان التصور الصحيح الكامل، وإلا بقي قولهم دعوى
وما أسهله من رد: أن نقول لكل من خالفنا تصورك ناقص دون بيان وجه النقص.
بوركتم
دائما هذه أولى تصورات المجيزين انتقاص تصور المسألة في ذهن المخالف
ولعل هذا التصور من رواسب (طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم)
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:18 م]ـ
و المخالف يعتقد أن الآخر تصوَّراً ناقصاً، و لا أحد أحق بأمنِ كمال التصوُّر إلا بعد مباحثة الطرفِ المخالف، و أما دون المباحثة فليست إلا عبثَ نفسٍ، و العاقلُ من يعرف حدَّه فيقفَ عنده.
ـ[خالد الحارثي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:38 م]ـ
سمعنا عن النشيد الإسلامي
والتمثيل الإسلامي
والرقص الإسلامي
ورأينا " البنك الإسلامي "
والمستشفى الإسلامي
ولما العجب حقيقة وهل نعجز من إيجاد مثل هذه البدائل الإسلامية لإغناء الناس عن الحرام
وهنا أتحدث عن ما لونته بالأحمر، لأن الحديث بهذه الطريقة يوهمنا جميعا بأنه لا أساس
ولا وجود لهذه الأمور، فالتحول إلى النموذج الإسلامي أصبح واضحا اليوم في مجال البنوك
والمستشفيات وغيرها.
النشيد الإسلامي له ضوابطه المعروفة وليس التوسع الملاحظ اليوم.
إن كان الشيخ سلمان العودة هو من يرأس هذه القناة فلنحسن الظن وإن كان الشيخ مخطأ
من هو الذي لا يسلم من الخطأ، فهو شيخ فاضل وليس بعصوم، وهناك العديد من الأمور التي
يمكن من خلالها مناصحة القناة ومراسلة المسئولين عنها والتنبيه عليها مع الحلم والرفق
واجتناب التضليل والتبديع قبل قيام الحجة عليهم.
ما دفعني لهذا القول إلا محبة صاحب الموضوع والنصح لما يكون سببا لقبول النصح والتوجيه.
بارك الله فيكم ..
ـ[ابو عبد الله الشريف]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:46 م]ـ
و المخالف يعتقد أن الآخر تصوَّراً ناقصاً، و لا أحد أحق بأمنِ كمال التصوُّر إلا بعد مباحثة الطرفِ المخالف، و أما دون المباحثة فليست إلا عبثَ نفسٍ، و العاقلُ من يعرف حدَّه فيقفَ عنده.
أخي الكريم
الحكم على الشيء فرع عن تصوره، ولو تأملت قليلاً كلام العلامة صالح الفوزان لبان لك شيء غير ما حكمت به فقد قال سدده الله:
"ولكن حسب ما قرأت؛ أنها لا خير فيها، و أن فيها ما يخل بالعقيدة، وما دام الأمر كذلك فلا يجوز التعامل بها حتى و لو كان بها مصلحة جزئية"
فعلق الحكم على وجود ما يخل بالعقيدة.
أرجو أن يكون هذا واضحاً
وجزاكم الله خيراً
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:53 م]ـ
السؤال الباقي: ما الذي صنع التصوُّرَ لدى المفتي، فما كلُّ مُصوِّرٍ مُحْسنٌ و ماهرٌ؟
ـ[ابو البراء الثبيتي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 08:08 م]ـ
وها نحن نعيش الآن ونرى " الكهانة الإسلامية "!!!
فقد سوقت قناة " دليل " لهذه الكهانة قبل قليل لهذا العلم المزعوم المسمى " جرافولوجي "!
و
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ:احسان
وزادنا الله وإياك علما وعملا وذبا عن حياض الملة
أنا لن أتكلم عما دونتم فأنتم أعلم وأفهم ونستفيد منكم -حفظكم الله -
ولكن سأتحدث عن هذه المقطوعة بالتحديد
أجزم ياشيخ احسان أنك تبتغي الحق والإنصاف فيما ذكرتم -وأنا معكم في ذلك-
بيدأني أظنك أسرعت في حكمك على القناة ووصفك لها بهذاالوصف بمجرد برنامج أوحلقة من ضمن هذاالبرنامج أوأخطاء أشخاص فرديين
وتعميم هذاالوصف على القناة بجملتها بقولك: (فقد سوقت قناة دليل لهذه الكهانة .... )
والله عزوجل يقول (ولايجرمنكم شنآن قوم على أن لاتعدلو اعدلوا هو أقرب للتقوى)
فالقناة منذتأسيسها بنيت على أهداف واضحة هذارابطها http://www.idaleel.tv/idaleel/files.asp?Filenum=11
اضافة إلى أن القائمين عليها علماء ودعاة صالحين - نحسبهم كذلك والله حسيبهم-
ولاأحد معصوم
أضف إلى ذلك احتوائها على برامج مفيدة فيها خير كثير وأنا أشهد بذلك من خلال متابعتي لها
ولاريب أن النصيحة بقدر الاستطاعة واجبة فإن أغلق باب فهناك أبواب نستطيع أن ندلف من خلاله
والقناة بنيت لأجل الخير وغالبها الخير فيما أعلم وليست معصومة من الخطأكغيرها من القنوات الاسلامية -ذات المنهجية الواضحة والمعتمدة على الوحيين -
فهل إذارأينا برنامجا من خلال حلقاته الطويلة أخطأ في حلقة نقول القناة فعلت كذا وكذا
وهل إذاأخطأعلم من أهل السنة في مسألة ننفر الناس منه ونبعدهم عنه
بالطبع لا
أجزم ياشيخ أن تعلم ماكتبت مسبقا و أنت من أهل الفضل والعلم
ولكن قد غفلت عنه فأحببت التذكير
حفظكم الله
وآسف على الاستعجال في ترتيب الكلمات لقرب موعد الصلاة
وفقكم الله
ـ[ابو البراء الثبيتي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 08:58 م]ـ
إذ كنت أحسبها من القنوات الهادفة الملتزمة بمنهج السلف
وهي كذلك ياأباعبيدة بإذن الله
وماهي بمعصومة
ـ[خالد الحارثي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:04 م]ـ
أبو البراء الثبيتي
بارك الله فيك وأحسن الله إليك
وهي بحق قناة هادفة وملتزمة بمشيئة الله بالمنهج الشرعي
وليس هناك معصوم والخطأ وارد على بني آدم.
بارك الله فيكم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/378)
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:05 م]ـ
وهي كذلك ياأباعبيدة بإذن الله
وماهي بمعصومة
الحمد لله و بارك الله فيك
و جزى الله القائمين عليها كل خير
ـ[د/ألفا]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:01 ص]ـ
السينما الاسلامية هي آخر ما تدعو اليه احدي برامج قناة دليل
والى انشاء السينيمات داخل المملكة من أجل سينما اسلامية هادفة تخاطب وجدان المسلمين وتوجههم فكريا وثقافيا.
معدرة على عدم التعليق على الموضوع
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:08 ص]ـ
السينما الاسلامية هي آخر ما تدعو اليه احدي برامج قناة دليل
والى انشاء السينيمات داخل المملكة من أجل سينما اسلامية هادفة تخاطب وجدان المسلمين وتوجههم فكريا وثقافيا.
معدرة على عدم التعليق على الموضوع
إن كان حقًا ما نقلته لنا بإنهم فعلا عازمون على ذلك .. فلنعم البُشرى .. و إن دل على شيء دل على نضج العقول التي تدير هذه القناة .. إذ أنهم يعملون بالقاعدة (أوقد شمعة خيرًا من أن تلعن الظلام) .. و يعرفون كيف يستثمرون المصائب لصالحهم .. و يدركون أن لكل حدث وجهان سلبي و إيجابي، و عرفوا كيف يروا الإيجابي .. رغم رفضي الشديد للسينما .. ليس بسبب السينما نفسها، بل بسبب أن الذي تبنى صناعتها في السعودية هو مسؤولوا قناة روتانا وفقهم الله للخير.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:21 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=48271
هذه مادة صوتية للدكتور محمد الصغير وهو دكتور مختص في علم النفس فاسمعوا منه راعاكم الله حتى يأخذ الأمر ويتصور من قبل أهله
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:06 م]ـ
[ B][RIGHT] لفضح هذا العلم الشيطاني
((صدور أول كتاب في حكم البرمجة اللغوية العصبية))
ثم صدر بحمد الله تعالى أول عمل متكامل في هذا المجال للأستاذ الفاضل: أحمد بن صالح الزهراني بعنوان ( NLP البرمجة اللغوية العصبية: حوار ونقد من منظور شرعي)
___________
حقيقة البرمجة اللغوية العصبية ( N.L.P)
إن الغزو العسكري الصليبي الذي تتعرض له الأمة المسلمة هذه الأيام، قد سبقه غزو آخر أشد فتكاً منه، ألا وهو الغزو الفكري، الذي يستهدف عقيدة هذه الأمة، ودينها، وهويتها، ومكمن خطورة هذا النوع من الغزو أنه يتسلل إلينا بشتى ألوان الطيف، وبشتى الأقنعة، مما يوجب على أبناء هذه الأمة المسلمة الاشتراك في رصده، والتحذير منه.
إن الغزو الفكري الغربي المادي الذي تتعرض له الأمة المسلمة في هذا العصر عبر الكتب المترجمة أو عبر بعض الدورات التي تعقد لتسويق الفكر المادي بحسن نية، يعيد إلى الأذهان ما تعرضت له الأمة من غزو فكري في نهاية العهد الأموي وبداية العهد العباسي من جراء الاحتكاك بأهل الكتاب وما نتج عن ذلك من ترجمة كتب الفلسفة اليونانية بما فيها من فكر جاهلي مادي يقدس العقل ويعطيه قدرات بلا حدود.
ولعل أشهر قذيفة من قذائف الغزو الفكري التي توجه إلى الأمة المسلمة في هذه الأيام، هي ما يسمى (بالبرمجة اللغوية العصبية).
إن الهندسة النفسية (أو البرمجة اللغوية العصبية) عند تفكيكها والدخول في جوهرها ليست علماً محايداً بل فكر فلسفي مادي يدور حول تضخيم قدرات العقل، وإعطاء الإنسان قدرة حتمية على التغيير بعيداً عن قدر الله سبحانه وتعالى.
وفيما يلي بعض النصوص الدالة على ذلك:
* (إنها – أي الهندسة النفسية – تزيح الستار عن أسرار النجاح والتفوق لدى بعض الناس، وتتيح لنا الوصول إلى وصفة ملائمة لذلك النجاح والتفوق. ثم إنها تتيح لنا استخدام تلك الوصفة لتحقيق ما نريد تحقيقه من أهداف ومقاصد). [د. محمد التكريتي: آفاق بلا حدود، ص 21].
* (إذا كان أمر ما ممكناً لبعض الناس فهو ممكن للآخرين كذلك). [المرجع السابق، ص 22].
* (إذا كان أي إنسان قادراً على فعل أي شيء فمن الممكن لأي إنسان آخر أن يتعلمه ويفعله). [د. إبراهيم الفقي: البرمجة اللغوية العصبية، ص16].
* (نحن جميعاً كبشر لنا عقل وجسد وروح، فإذا كان في استطاعة أي إنسان أن يفعل أي شيء في أي مجال، فأنا وأنت وكل إنسان آخر يستطيع أن يتعلمه ويتقنه، ويعمله بنفس الطريقة، وربما يتفوق عليه) [المرجع السابق، ص 32].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/379)
وهذه النصوص تحمل في طياتها فكر المدرسة العقلانية، الذي يعد امتداداً لمذهب القدرية القائلين بأن الإنسان يستطيع أن يخلق فعله، وأن كل أمر يمكن أن يكتسب بالجد والاجتهاد، بعيداً عن مشيئة الله، أو ما يسمى بحتمية تحقيق النجاح، متى ما عرف الإنسان وصفة النجاح.
وحتى تتضح حقيقة هذه الفلسفة عملياً، إليكم هذه القصة التي يرويها أحد المبهورين بالنظريات الغربية المادية:
(يحكى أن فقيراً أصبح غنياً فجأةً، وحين سئل عن سر ذلك أجاب أن هناك شرطين لهذا الأمر، يستطيع كل من يطبقها أن يصبح غنياً، الأول: أني قررت أن أصبح غنياً، الثاني: شرعت في تنفيذ هذا القرار)، بعد ذلك تأتي الطامة الكبرى عندما علق ذلك المحاضر على هذه القصة فقال: (مو ودّي، مو ياريت، مو إن شاء الله أنا قررت .. ).
نسأل الله السلامة والعافية، وإنا لله وإنا إليه راجعون. لقد عاتب الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم، حينما قال لكفار قريش وهو يحاورهم: إني فاعل ذلك غداً، ولم يستثن، فكانت النتيجة انقطاع الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من الزمن، ثم نزل الوحي بعد ذلك معاتباً رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً، إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشداً).
قال العلامة ابن سعدي – رحمه الله – في تفسيره: (هذا النهي كغيره، وإن كان لسبب خاص وموجهاً للرسول صلى الله عليه وسلم، فإن الخطاب عام للمكلفين، فنهى الله أن يقول العبد في الأمور المستقبلة: إني فاعل ذلك، من دون أن يقرنه بمشيئة الله، وذلك لما فيه من المحذور، وهو: الكلام على الغيوب المستقبلة، التي لا يدري، هل يفعلها أم لا؟ وهل تكون أم لا؟ وفيه رد الفعل إلى مشيئة العبد استقلالاً، وذلك محذور محظور، لأن المشيئة كلها لله (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) ولما في ذكر مشيئة الله من تيسير الأمر وتسهيله، وحصول البركة فيه، والاستعانة من العبد بربه ... ). [تفسير سورة الكهف الآية 24،23].
إن الهندسة النفسية تتجاهل الركن السادس من أركان الإيمان وهو: الإيمان بالقدر خيره وشره، لأنها قد أعدت لنا وصفة النجاح، أو حتمية النجاح، وبذلك تكون قد كفتنا كل الشرور، وكل الإخفاقات، وكل أنواع الفشل.
إن الفكر المادي المهيمن على الهندسة النفسية تكمن خطورته في أنه يسوق المسلم مع الوقت إلى التعلق بالأسباب المادية وتعطيل التوكل على الله، وهذا باب خطير من أبواب الشرك ينبغي الحذر منه.
ولما كان الحديث لا يزال موصولاً عن البرمجة اللغوية العصبية فأقول: إن ما يسمى بالعقل الباطن يعد من ركائز هذه الفلسفة، ولنقرأ عن ذلك ما كتبه أحد سدنة البرمجة اللغوية وهو: انتوني روبنز، في كتابه قدرات غير محدودة: (كنت أعيش في منزل أنيق ... ولكني كنت أريد مكاناً أفضل ... قررت أن أضع تصميماً ليومي، ثم أعطي إشارة لعقلي الباطن لأخلق لنفسي هذه الحياة المثالية عن طريق ممارستها في خيالي ... لم يكن لدي أي أموال، ولكني قررت أنني أريد أن أكون مستقلاً من الناحية المادية.
وبالفعل حصلت على كل شيء كما رسمته في مخيلتي ... لقد هيأت لنفسي الجو الذي يغذي عقلي وقدرتي على الخلق والابتكار ... لماذا حدث كل هذا؟ لقد حددت هدفاً لنفسي، وكل يوم كنت أعطي عقلي رسائل واضحة ودقيقة ومباشرة تقول: إن هذا هو واقعي الذي أعيش فيه، ولأنني لدي الهدف الواضح المحدد، فإن عقلي الباطن قاد أفعالي وأفكاري إلى تحقيق الأهداف التي كنت أبغيها).
إن انتوني روبنز يقول لنا ببساطة: إذا أردنا الثروة والنجاح فعلينا الانطراح بين يدي العقل الباطن والتضرع إليه كما فعل هو، نسأل الله السلامة والعافية.
أما د. جوزيف ميرفي، فيذكر في مقدمة كتابه قوة عقلك الباطن: (تستطيع هذه القوة المعجزة الفاعلة للعقل الباطن أن تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/380)
كذلك عقد الدكتور ميرفي فصلاً في كتابه عن كيفية استخدام قوة العقل الباطن في تحقيق الثروة، ومن ذلك قوله: (عندما تذهب للنوم ليلاً: كرر كلمة (غني) بهدوء وسهولة وإحساس بها ... وسوف تدهشك النتائج، حيث ستجد الثروة تتدفق إليك. وهذا مثال آخر يدل على القوة العجيبة لعقلك الباطن) [ص117].
لقد أصبح ما يسمى بالعقل الباطن عند أولئك الماديين أصحاب الفلسفة المادية، صنماً يعبد من دون الله، فهو الرزاق، وهو الشافي، نسأل الله السلامة والعافية وأن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه.
أحبتي في الله، إن الحديث عن الهندسة النفسية يحتاج إلى مزيد من البسط، وإطالة النفس، لكن المقام مقام إيجاز، وأما التفصيل فله مجال آخر بإذن الله، هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا.
د. خالد الغيث
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
_______
البرمجة اللغوية العصبية وثنية جديدة غزت الخليج على يد ملتزمين!!
أحمد العمودي - جدة
انتقد الدكتور عبدالرحمن الجيران أستاذ قسم العقيدة والدعوة بكلية الشريعة بجامعة الكويت بعض الدعاة الذين يمارسون علم البرمجة اللغوية العصبية واصفاً إياهم بأنهم جلبوا هذه الوثنية إلى الخليج. وقال الجيران: إن ''الشريعة المطهرة'' جاءت ''بباب سد الذرائع وهذه من القواعد المرعية ومفادها سد الباب حتى لو كان مباحاً ولا شيء فيه إذا كان يترتب على هذا المباح ما يعد أمراً محرماً، والقاعدة المعتبرة ''درء المفاسد أولى من جلب المصالح'' لكن بعض الدعاة اليوم عكس القاعدة وقال: جلب المصالح أولى من درء المفاسد والله المستعان''. وأوضح الجيران أن البرمجة اللغوية العصبية هي ''عقيدة هندوسية قديمة جعلوا لكل منفذ من منافذ الطاقة في الجسم لوناً خاصاً ورائحة خاصة ورمزاً خاصاً وإلهاً خاصاً يعبدونه ليمنحهم هذه الطاقة''. وتعتمد عليها عدة برامج مثل: التشي كونغ التي تهدف إلى أن تصل بالإنسان لمرحلة الخلاء، والطاوية التي تهدف إلى أن تصل لمرحلة الاتحاد بالإله الطاو، والريكي والتي تهدف للاتحاد بالعقل الكلي، والتنويم والذي يهدف إلى الوصول لمرحلة النرفانا ''وهذه جميعها أحوال شيطانية تهدف بزعمهم إلى تحقيق السمو الروحي للإنسان''. واستغرب الجيران عدم وجود ''جهة علمية معتمدة ومعتبرة تقف وتدعم مثل هذه البرامج'' والسبب -بحسبه- ''أن هذه البرامج لسيت قائمة على نظريات علمية راسخة بل هي مجرد خليط من طلاسم ورموز وافتراضات جدلية لا ترقى لمستوى النظرية حتى يمكن اتباعها'' ووصف ''المركز العالمي للمبرمجين'' بأنه عبارة عن ''سحرة مشهورين في الغرب ولا ينكر هذا أي إنسان''. وأشار الجيران - متعجباً - من ''تلقف بعض المسلمين'' لهذه التقنية ''فأضفوا عليها شيئاً من الآيات والأحاديث لتقويتها وإقناع الناس بها وكل هذه العلوم والأفكار والاعتقادات والممارسات عبارة عن ثمرات الفراغ الروحي والبعد عن الله عز وجل والهروب من مواجهة الواقع''. وذكر أنه ''لا يوجد دليل علمي واضح على أن برامج ( NLP) لها فاعلية استراتيجية في التأثير بالآخرين!! فقرر الجيش الأمريكي ما يلي: إيقاف بعض البرامج ومنع انتشار البعض الآخر وتهميش الباقي'' وأضاف ''إن أخطر ما يقوم به هؤلاء المحسوبون على الصحوة أنه جرّوا الدين ليوافق أهواءهم لأنهم تلقوا البرمجة العصبية وحملوها ثم نظروا ما يوافقها من الدين ليلبسوا على الناس''. ووجه الجيران تساؤلاً موجهاً إلى ''كل مبرمج معتمد'': ''هل خرّجت لنا دورات البرمجة العصبية جيلاً قادراً على قيادة التغيير في مجتمعاتنا الخليجية؟ '' موصياً ''كل مسلم'' الحذر من هذه الوثنية الجديدة وإن غلّفوها بغلاف العلم أو زيّنوها بعبارات تجذب إليها الطامحين للتغير مثل تطوير القدرات والاسترخاء والتخلص من العادات السيئة والقراءة السريعة وغيرها'' مؤكداً أنها في الحقيقة ''لا تقدم شيئاً سوى أنها تجعل الإنسان يعيش في وهم وخيال لذيذ أمد الدورة ثم لا يلبث أن يفاجأ بالواقع بعد الانتهاء منها''.
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=792&pubid=1&CatID=3&sCatID=21&articleid=93475
______
حكم تعلم البرمجة اللغوية العصبية
فتوى الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى
رقم الفتوى 6348
عنوان الفتوى تعلم البرمجة اللغوية العصبية
نص السؤال أحسن الله إليكم يسأل يقول: ما حكم تعلم علم البرمجة اللغوية العصبية علما بأنه علم غربي المنشأ ولكن فيه جوانب إيجابية مثل الدعوة للتكافل وغيرها من الجوانب الإيجابية في الحياة؟ وهل يعامل معاملة العلوم الأخرى بأن يؤخذ منه ما يوافق الشرع ويترك ما يخالف الشرع؟
نص الإجابة انقر هنا لسماع الإجابة
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=6348
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/381)
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:09 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
بعض الناس يظن أنه صاحب فكر وإدراك ويغمز ويلمز بمن حوله وأن عليهم أن لا يستعجلوا في الفتوى ويلومهم على ذلك
ثم هو أليس الأولى به أن يغمز ويلمز ويتهم كبار السن والعلم بأنهم ........
والله المستعان وعليه التكلان
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:11 م]ـ
* ثم هو أليس الأولى به أن لا .....
تعديل
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:27 م]ـ
احذروا الوثنية الجديدة والبدعة الغليظة
احذروها بكل صورها تظهر في صورة تدريبات ودورات على حسن المهارات ونحوها
احذروها على أنفسكم ومن حولكم وحذروا من شرها وخطرها الكبير جدا قبل ان يستفحل وقد بدأ
وقبل أن أبدأ سأذكر تنبيها مهما
وهو:
تنبيه مهم
على كل أحد يقرأ ماوضعته هنا أن يتقي الله فيعجب بعلمهم ومافيه من فلسفات ودجل وكذب
وأنا لاأجيز لأحد يقرأ هنا أن يفعل ماأشاروا إليه من الباطل
وإن كان فيه حق
فشيء أكثره باطل وجمعت مادته من باطل كثير من الديانات الصينية والهندية ثم تعامل به الغرب
ونشروه عن طريق النفسانيين المرضى عقولهم كيف يعود خيرا؟!!
واستبدلوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بماسموه علما وهو الباطل بعينه
وأنا إنما وضعته مفصلا لأحذر من شره الذي قد استفحل
وأنا على علم بماأقول وبنتائج له سيئة جدا والعياذ بالله
والله حسبنا وهو نعم الوكيل
والآن ماهو هذا الشر المستفحل والداء الخطير؟
هي البرمجة اللغوية العصبية
ماهي البرمجة اللغوية العصبية؟
من كلام بعض المدربين فيها
البرمجة اللغوية العصبية هي ترجمة للعبارة الإنجليزية Neuro Linguistic Programming أو NLP ، التي تطلق على علم جديد، بدأ في منتصف السبعينات الميلادية، على يد العالمين الأمريكيين: الدكتور جون غرندر (عالم لغويات)، و ريتشارد باندلر (عالم رياضيات ومن دارسي علم النفس السلوكي وكان مبرمج كمبيوتر أيضا). وهو علم يقوم على اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات و المحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات و استجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية. ويمكن القول إنه علم يكشف لنا عالم الإنسان الداخلي و طاقاته الكامنة ويمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان، وطريقة تفكيره وسلوكه و أدائه وقيمه، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه وتفوقه، كما يمدنا بأدوات وطرائق يمكن بها إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في تفكير الإنسان وسلوكه وشعوره، وقدرته على تحقيق أهدافه، كل ذلك وفق قوانين تجريبية يمكن أن تختبر وتقاس. وقد امتدت تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية في العالم إلى كل شأن يتعلق بالنشاط الإنساني كالتربية والتعليم والصحة النفسية والجسدية والتجارة والأعمال والدعاية والإعلان والتسويق والمهارات والتدريب والجوانب الشخصية والأسرية والعاطفية وحتى الرياضة والألعاب والفنون والتمثيل وغيرها. وبتفصيل للبرمجة اللغوية العصبية نقول:
البرمجة:
هي القدرة على اكتشاف واستخدام البرامج العقلية المخزنة في عقولنا والتي نستخدمها في اتصالنا بأنفسنا أو بالآخرين بدون وعيٍ منا، فنستطيع الآن أن نستخدم لغة العقل للوصول إلى نتائج أفضل وأقوى، إن معظم البرامج التي تم التوصل اليها عبر البرمجة اللغوية العصبية كانت نتيجة لبرامج النمذجة التي قام بها المؤسسان لهذا العلم.
اللغوية:
تشير إلى قدراتنا على استخدام اللغة الملفوظة وغير الملفوظة للكشف عن أسلوب تفكيرنا واعتقادنا، وأنظمة الاتصالات اللغوية من خلال تقديراتنا العصبية التي تم تنظيمها وإعطائها معاني، وتشتمل على: الصور ( Pictures) ، الأصوات ( Sounds) ، المشاعر ( Feelings) ، التذّوق ( Tastes) ، الشم ( Smells) ، الملمس ( Touch) ، الكلمات (حديث النفس والذات) ( Words “Self Talk”).
العصبية:
تشير الى جهازنا العصبي (العقل) والذي من خلاله تتم ترجمة تجاربنا حول المراكز الحسية (الحواس الخمس) وهي: النظر ( Visual) ، السمع ( Auditory) ، الإحساس ( Kinesthetic) ، الشم ( Olfactory) ، التذوّق ( Gustatory) . بمعنى آخر البرمجة اللغوية العصبية ( NLP) هي كيفية استخدام لغة العقل لتحقيق الحصيلة المرغوبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/382)
وهناك علوم أخرى ترتبط بعلم البرمجة اللغوية العصبية مثل التنويم الإيحائي الذي يدور حول ايصال الرسائل الإيجابية للعقل الباطن والتمتع بقدرة أفضل في حل المشاكل والإبداع.
ومن العلوم الأخرى خط الزمن وهو عبارة عن خط وهمي يصل بين أماكن ترتيب المعلومات المخزنة في الزمن الماضي و في اللحظة الحالية و يمتد إلى المستقبل.
وتفرع منه العلاج بخط الزمن وهي تقنية علاجية خاصة تقوم أساساً على خط الزمن الخاص بالشخص والتي تساعد المستفيد على التخلص من المشاعر السلبية والقرارات المقيدة ولأن يبني مستقبل مشرق لنفسه.
تايخه:
قال أحدهم:
كانت بداية هذا العلم فى عام 1975على يد العالمين ريتشارد باندلر وجون جرايندر، اللذان بدءا تطوير نماذج اعتمدت على كبار رواد فن الاتصال فى ذلك الحين. وكان الهدف الذي جمعهما على ذلك محاولة اكتشاف السبب وراء تحقيق بعض الناس التميز دون غيرهم ثم الوصول بعد ذلك إلى نماذج إقتداء تسمح لأشخاص آخرين أن يحذو حذوهم. ومن هذا المنطلق بدء باندلر وجرايندر فى دراسة نماذج بعض العلماء من أمثال ملتون اريكسون وفريتز برلز وفرجينيا ساتير. ومع مرور السنين برزت أسماء أخرى ممن أسهموا في تطوير مجال البرمجة.
ولكن الأمر المحتوم هنا هو أن هذه النماذج قد شكلت بالفعل مجموعة من الأساليب الفعالة والسريعة التي تعمل على تغيير الأفكار والسلوك والاعتقادات التي كانت في السابق تحد من تطورها، وهى التي تعرف اليوم باسم البرمجة اللغوية العصبية.
ماذا تفعل تلك البرمجة؟ وهل هي علم؟
ولنا أن نعرف أن البرمجة تتضمن مجموعة من المبادئ الإرشادية والتوجهات والتقنيات التي تعبر عن السلوك الواقعي في الحياة، وما هي بنظرية علمية، لكنها تمنح الأفراد حرية اختيار سلوكهم وانفعالاتهم وحالاتهم البدنية الإيجابية وذلك عندما يستطيعوا فهم كيف يعمل العقل. وهى تساعد أيضاً على إزالة القيود التي يفرضها المرء على نفسه.
تكشف البرمجة كذلك العلاقة بين طريقة تفكيرنا (العصبية) وطريقة تواصلنا سواء على المستوى اللفظي أو غير اللفظي (اللغوية) ثم أنماط سلوكنا وانفعالاتنا (البرمجة)
والبرمجة في الأساس هي كيف نستخدم لغة العقل من أجل الوصول دائماً إلى نتائج محددة ومطلوبة.
لدى ممارسي علم البرمجة اعتقادات أو افتراضات مسبقة معينة تفيدهم في إحداث التغييرات المطلوبة في أنفسهم وفى الآخرين. والآن إليكم بعض من هذه الافتراضات:
• وجود المقاومة لدى المستفيد دلالة على غياب الألفة – ونقول أنه لا وجود لأشخاص مقاومين ولكن فقط رجال اتصال لا يتمتعوا بالمرونة المطلوبة.
• الشخص ليس هو السلوك – علينا أن نتقبل الشخص الآخر ونحدث التغيير المناسب به.
• الخارطة ليست هي المنطقة – إن الكلمات التي نستخدمها لا تعبر عن الحدث أو الحقيقة.
• الأكثر مرونة هو الأكثر تحكماً – الشخص الأكثر مرونة في سلوكه هو الشخص الذي يسيطر على الموقف.
• لا يوجد هناك فشل إنما تجارب و خبرات.
• أنت مسئول عن عقلك ومن ثم فأنت مسئول عن النتائج التي تتوصل إليها.
• يكمن معنى الاتصال في الاستجابة التي تحصل عليها.
• إذا استطاع شخص القيام بعملٍ ما فمن الممكن لأي إنسان آخر الإقتداء به عن طريق النمذجة.
• الناس بداخلها لديها كافة الموارد التي تحتاجها لبلوغ النجاح والوصول إلى النتائج - ولا يبقى أمامهم سوى معرفة كيفية الوصول إلى تلك الموارد.
• كل إنسان يبذل كل ما لديه من جهد في حدود موارده المتاحة
وإنها لطبيعة السلوك أن يتكيف مع الظروف والسلوك الحاضر هو أفضل الخيارات المتاحة للفرد. وراء كل تصرف نية إيجابية
ردود مبينة لخطورتها:
في البداية يتحدث الدكتور عبد الغني محمد مليباري الأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ويقول: البرمجة اللغوية العصبية على ما بدا حتى الآن - بعد دراسة وتقص - ليست من الفكر الذي أصله عقدي كما في االميكروبيوتك والريكي والتشي كونغ وسائر تطبيقات الطاقة إلا أنها البوابة لكل هذه الأفكار من وجه، ومن وجه آخر فقد داخلتها - في بعض تطبيقاتها - لوثات مختلفة من أديان الشرق، ثم أنها تقود في مستوياتها المتقدمة - ما بعد مستوى المدرب - إلى مزيج من الشعوذة والسحر فيما يسمى بالهونا والشامانيه التي هي أديان الوثنية الجديدة في الغرب، وسنقف وقفة موضوعية مع البرمجة العصبية اللغوية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/383)
تحددها ثلاثة محاور، الأول يتضمن وقفة مع المنهج العلمي، والثاني مع وقفة مع الآثار الاجتماعية، أما الأخير فيشكل وقفة من منظور العقيدة الإسلامية.
وقال
أأشاع انتشار الدورات في البلاد فوضى عارمة كما صرح بذلك كثير من التربويين والمسئولين الذين يبذلون جهوداً حثيثة لإيقاف هذه الفوضى فقد سرّبت الـ NLP إلى أيدي عامة الناس ومنهم طلبة دون سن النضج بعض تقنيات التنويم والعلاج بالإيحاء وغيره من الأدوات الخاصة بالأطباء والمرشدين النفسانيين الذين يؤهلون تأهيلا علميا وافيا قبل أن يعتمدوا كمرشدين أو أطباء نفسانيين من الجهات الرقابية المسئولة، وقد تحول نتيجة لانتشارها السريع عدد من المرضى النفسانيين بعد عدد من الدورات إلى مرشدين نفسانيين واجتماعيين!!!! وهم الذين كانوا ومازالوا فاشلين في دراستهم، ومنهم فاشلون في حياتهم الأسرية والوظيفية إلا أنهم حققوا نجاحاً منقطع النظير في التدريب والمعالجة بتقنيات الـ NLP! كما أن كثيراً منهم في الطريق إلى تحقيق ثروة هائلة حيث تنتشر دوراتهم دون أن يتكلفوا هم مسؤوليات إنشاء المؤسسة أو المركز، ويكثر الإقبال على معالجتهم بعيداً عن العيادات المرخصة؟!
وتبقى نقطة أخيرة في هذه الوقفة الاجتماعية فثمة أمر خطير نتج عن هذا الوافد الغريب "البرمجة اللغوية العصبية" وهو أثر أخلاقي نتج عن كثرة اختلاط الرجال بالنساء وإن كان بفاصل مكاني حيث طبيعة التدريب ومادته تتطلب التواصل ودوام التفقد، وطبيعة المعالجة النفسية والاجتماعية تتطلب ألفة واندماجا ومصارحات أدت في حالات كثيرة إلى مفاسد لا ينكرها إلا مكابر.
وقد ظهر في المجتمع المسلم من جراء البرمجة وأخواتها من ينادي بالسفر خارج الجسد OBE ومن يزعم أنه اعتمر وهو في فراشه، مما جعل أحد الأطباء النفسانيين يقول: إننا ربما نسمع في القريب أن "مرض انفصام الشخصية" حالة مثالية، ويتصدى للتدريب عليها أهلها الذين هم المرضى وهم الأطباء؟! ولا نعلم ماذا تخبئ الأيام إن لم يتدارك المسئولون هذا الأمر الخطير، ويتفطن لأبعاده المفتونون.
ثالثاً: وقفة مع البرمجة اللغوية العصبية من منظور شرعي عقائدي، فمن المعلوم الثابت عقلا ونقلا أنه كما قال ابن تيمية من شأن الجسد إذا كان جائعا فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر، حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم، وربما ضره أكله، أو لم ينتفع به، ولم يكن هو المغذي له الذي يقيم بدنه، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به، بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع، فإنه تعظم محبته له ومنفعته به، ويتم دينه، ويكمل إسلامه). .......
فالبرمجة اللغوية هي الخطوة الأولى في طريق دورات الطاقة وما يتبعها من استشفاءات شركية بخصائص مزعومة للأحجار والأشكال الهندسية والأهرام ورياضات استمداد الطاقة الكونية "الإلهية" المزعومة، ومن ثم فإن سلم بعض الداخلين في البرمجة من آثارها السلبية على الفكر والمعتقد إلا أنهم فتحوا الطريق لغيرهم ممن سيتبع خطاهم إلى طريق لا يعلم منتاه إلا الله، وصدق ابن عباس رضي الله عنهما "من أخذ رأيا ليس في كتاب الله ولن تمض به سنة رسول الله لم يدر على هو منته إذا لقي الله"، وحيثما تغيب المنهجية العلمية ويضعف التقدير لكنوز النقل تتفشى السطحية وتظهر التبعية ويكثر الدجل.
ومن هنا فإنني أذكر العقلاء من هذه الأمة أننا نعيش فتنا كقطع الليل المظلم تجعل الحليم حيران، مما يتطلب تحريا دقيقا بعيدا عن تدليس المفتونين بهذه الوافدات ولو كانوا أهل الصلاح ودعوة أو صمتا منجيا بين يدي الله عز وجل. فالطريق وعرة خطرة أولها مستويات أربعة للبرمجة اللغوية العصبية قد لا يظهر فيها ذلك الأمر الخطير (خصوصا إذا كان المدرب حريصا على أسلمتها) ولكن بعد تألفها النفوس وتأخذ منها نهمتها تكن النهاية مروّعة فقد تكون خروجاً من كل عقل ودين كما حدث للفلاسفة القدامى أو بعضهم عبر مستويات دورات الهونا والشامانية التدريبية. ومما ينبغي التنبه له أن هذه الأفكار الوافدة لا يظهر خطرها منذ البداية كسائر البدع قال أحد السلف: "لو كان صاحب البدعة إذا جلست إليه يحدثك ببدعته حزرته وفررت منه ولكن يحدث بأحاديث السنة في بدء مجلسه، ثم يدخل عليك ببدعته فلعلها تلزم قلبك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/384)
"فمتى تخرج من قبلك". ثم أن تقنية هذه الأفكار مدروسة بعناية كسائر تقنيات " New Age" العصر الحديث الذين يشكلون طائفة ذات أثر ودين جديد في الغرب لا يهتم أصحابة بما يوجد أو يتبقى في أذهان أتباعهم من أفكار الديانات السماوية وغيرها، وإنما يهتمون بما يضاف إليه من أفكار حيث يثقون أن منهجهم الجديد والزمن كفيلان بترسيخ المفاهيم الجديدة وتلاشي المفاهيم القديمة .....
قال (أبو عاصم):
لاحظوا بارك الله فيكم:
1 - مصاردهم العلمية هي الغرب وكتبهم وآرائهم
2 - مصدر تلك الآراء في أصلها عن الديانات الصينية والهندية تأثر بها الغربيون ثم انتقلت لبلاد المسلمين
3 - ظاهرها خير في بعض الأماكن ونهاياتها شر مستطير
4 - تقوم في الأصل على تعظيم العقل ونفخه كثيرا وبالذات العقل الباطن
5 - استمدت علومها من الفلسفة والبحوث النفسية وجمعت من كل علم خطأ أو صوابا.
6 - وهي ليست علما على الصحيح بل أشبه ب:
1 - الحوارات الفلسفية
2 - الحكايات
3 - الإيحاءات
4 - التخيلات
7 - أماكنهم في بلادنا في الدورات البرمجية العصبية ولها عدة مسميات وهي البرمجة نفسها
منها:
ابني ثقتك بنفسك
أنا أقدر وقد يكررها عدة مرات
أنا أستطيع أعمل
إلخ الترهات
وكما ترون تعظيم عمل العقل والتدخل في قضاء الله وقدره بل ومصادمته
وهي أمور تتدخل في العقيدة
وقد انتهى بأحدهم في بلادنا ان نقول: انا أمشي على الجمر!!
8 - أصل القائمين عليها وبها من مدربين وغيرهم هم في الغالب
أناس فشلوا في دراساتهم
ولهم أحوال فكرية معينة وتعب نفسي
وكثير منهم كانوا مرضى نفسانيين -كما يقال - وصاروا بعد ذلك مدربين في هذا البرمجة.
وقد دخلها أيضا من يتسمون زورا وكذبا طلاب علم شرعيين غفلوا عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وانطلقوا لكتب بدأوا بها مثل كتاب دع القلق وابدأ الحياة
فقالوا: تلك كتب سهلة على الناس نبدأ بها ثم نتألفهم لكتب الشريعة
وهاهم دخلوا فيها وماخرجوا
بل دخلوا بعلوم غريبة على أهل الإسلام
حكال اليونانيين والإغريق أدخلوا علوم المنطق والفلسفة إلى بلاد المسلمين
وذلك حين قاموا بالترجمة عرب في عهد المأمون
9 - مما يستخدموه مايسمونه استمداد الطاقة عن طريق الأهرامات وغيرها
وهناك أناس يقومون بمحاضرات في هذا الباب
وعلاج الأمراض ونحوها عن طريق الأهرامات وغيرها
وبعض المواقع أيضا وضعت كلمة أٌقدر وذكروا بموقعهم
أن هناك حلقة أو سوار للأسف يباع في بعض الأماكن
مكتوب عليه أٌقدر وهذا السوار عبارة عن شماغ وعليه عقال
وكتبوا عليه أقدر
وكان ممن يستخدمه طالبات في تحفيظ القرآن
وقلن أن دعوتهن نجحت حين استخدموا هذا السوار
مثل استحداثهم سوار ابن سينا فهو من هذا الباب
وهو عبارة عن ولوج للشرك الأصغر ثم هو طريق للأكبر
وينتهي بهم إلى السحر والشعوذة
وقد أدخلوا هذا الهراء كل علم شرعي وغير شرعي
مثل تحافيظ القرآن فأحد المقرئين الكبار
أدخله في تعليمه القرآن وقد سمع مرة وهو
يقول أقدر أقدر يرددها عشر مرات
والله المستعان.
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
وأضيف على هذا من تعظيمهم للعقل والذي يبدو لأول وهلة أنها أمور صحيحة مبدأئيا وحينما يلج فيها الإنسان يجد أنه أمام تعظيم كبير للعقل وتفخيم له وأنه يستطيع عمل كل شي المحدود واللامحدود فانظر مدى تعظيمهم ومن كلامهم واللبيب بالإشارة يفهم ولاتنخدع يامغرور بهذا الكذب والدجل:
ومن ذلك أن عندهم أمر في البرمجة الفلسفية اسمه الخرائط الذهنية فما هي عندهم؟
هذا شرح من توني بوزان مخترع الطريقة (من كتاب استعمل ذاكرتك):
ينسى الكثيرون ما سبق وان دونوه من ملاحظات، وذلك لأنهم يستغلون جزءا صغيراً
فقط من عقلهم أثناء عملية تدوين الملحوظات. إن تقنية خرائط الذهن ستساعدك على تذكر الكتاب بالجملة.
تستخدم أنظمة تدوين الملاحظات القياسية العبارات والجمل والقوائم و والأسطر
والأرقام ولذا فان هذه الأنظمة لا تستخدم إلا مبادئ ذاكرة اللحاء الأيسر فيما يخص
الكلمات و القوائم والمنطق و الترتيب والتسلسل والأرقام
تاركة بذلك الخيال و الربط والمبالغة والاختصار والحماقة و الفكاهة واللون والإيقاع والحواس.
ولكي تنجح في تدوين الملحوظات جيداً عليك أن تعارض التقاليد وتستخدم جزئي مخك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/385)
الأيسر والأيمن وبالإضافة إلى كل مبادئ الذاكرة الأساسية وانك لتستخدم في
هذا النظام المتبع لتدوين الملحوظات صفحات بيضاء غير مسطرة وبالإضافة إلى
صور دلالية هامة (الجزء الأيمن) تلخيص الفكرة الرئيسية للملحوظة التي تدونها.
ويتفرع من هذه الصورة الرئيسية سلسلة من الخطوط المتصلة المكتوب عليها (الجزء الأيسر)
أو المرسم عليها (الجزء الأيمن) للمفردات الدلالية الهامة أو صور حقيقية للمواقع والأفكار
الفرعية التي تود تذكرها في المقام الأول. ويتفرع من هذه الأسطر مزيد من الأسطر التي
تضمنها ميزة أخرى مفردات وصوراً دلالية هامة، وبهذه الطريقة تتمكن من إنشاء خريطة
ذهنية مليئة بالألوان والخيال و والترابط والأبعاد المتعددة لكل ما تريد تذكرة من ملاحظات.
وعن طريقة تدوين الملاحظات بهذه الطريقة ستتمكن من تذكر كل ما تكتبه فوراً وبشكل كامل
لتطبيقات كل مبادئ الذاكرة كما ستجد أسلوب تدوين الملاحظات متعددة الأبعاد
بما يقوي الذاكرة. كما ستجد أن هذا الأسلوب يجعلك تفهم و تحلل وتفكر بطريقة نقدية
في كل ما تدونه من ملاحظات وهذا الأسلوب يتيح أمامك الفرصة لتوجيه كامل انتباهك للمحاضر
أو الكتاب الذي تتعلم منه.
لقد تناولت هذه التقنية وتطبيقاتها بشكل منفصل في كتابين هما الخريطة الذهنية واستخدم عقلك.
وقام احد المحررين الذين تولوا مراجعة هذا الكتاب باستخدام خرائط الذهن الموجودة بشريحة
الألوان رقم 3 وذلك لكي يستعين بها في إعادة تنظيم وتلخيص كل المعلومات الموجودة
في هذه الفصول. حينما تكتشف مجموعة طبيعية من معلومات عامة وأنظمة محددة
ونظام الذاكرة الأعظم وتطبيقاته وخرائط الذهن واستخدامتة
وباستخدام المفردات والصور الدلالية فان تقنية إعداد خرائط الذهن تمكنك من تذكر كتاب
بأكمله في هيئة تمثيل توضيحي ذي جانب واحد وبتطبيق مبادئ الذاكرة والتفكير الإبداعي
هكذا في ملاحظات خرائط الذهن الخاصة بك فانه يمكنك التعامل مع أي موضوع جديد بسهولة وتنجح في اختبارات "بتفوق".
تعريف من توني بوزان Tony Buzan
الخريطة الذهنية: هي تقنية رسومية قوية تزودك بمفاتيح تساعدك على استخدام طاقة عقلك بتسخير اغلب مهارات العقل بـ كلمة، صورة، عدد، منطق، ألوان، إيقاع، في كل مرة
و أسلوب قوي يعطيك الحرية المطلقة في استخدام طاقات عقلك.
الخريطة الذهنية يمكن ان تستخدم في مختلف مجالات الحياة وفي تحسين تعلمك وتفكيرك وبأوضح طريقة وبأحسن أداء بشري.
الخريطة الذهنية بتعريف عبدالله العثمان هي:
هي طريقة رائعة تعتمد على رسم كل ما تريده في ورقه واحدة بشكل منظم تحاول فيها قدر الاستطاعة استبدال الكلمات برسمه تدل عليها بحيث تستطيع وضع كل ما تريد في ورقة واحدة بطريقة مركز ومختصرة وسهلة التذكر بالنسبة لك.
الخريطة الذهنية بتعريف د. نجيب الرفاعي (موجهه للطلاب) هي:
وسيلة ناجحة من وسائل الدراسة تقوم بربط المعلومات المقروءة في الكتب والمذكرات بواسطة رسومات وكلمات على شكل خريطة فأنت أولاً تقرا الفكرة في المادة المكتوبة ومن ثم تحولها إلى كلمات مختصرة ممزوجة بالإشكال والألوان فبمكانك اختصار فصل كامل في ورقة واحدة حجم ( A4 )
وبتعودك بالنظر إلى هذه الورقة ستجد من "السهولة جدا" استخراج المعلومات منها أثناء الدراسة وأثناء الاختبارات والامتحانات
فوائد الخرائط الذهنية
فوائد الخرائط الذهنية حسب (توني بوزان):-
- إعطائك نظرة شاملة للمواضيع الكبيرة
- تمكنك من تخطط طرق / عمل اختيارات من أين أتيت و إلى أين تذهب
- جمع اكبر قدر من المعلومات والبيانات
- تشجعك على حل المشكلة بعرض طرق مختلفة وحلول متنوعة
- تمكنك لتكون أكثر فعالية
- يكون الشكل ممتع للنظر والقراءة و التأمل والمذاكرة
- شكل جذاب ومريح للعين وللعقل
- تسمح لك بمشاهدة الصورة الكاملة والتفاصيل في نفس الوقت
ماذا تحقق باستخدام الخريطة الذهنية (دراسياً حسب د. نجيب الرفاعي):
1 - اختصار المهمات
2 - السهولة في التنظيم
3 - التسلية (لأنها تعتمد على أشكال و رسومات وبالألوان)
4 - استمرارية المعلومة
5 - التنظيم (بعد التعود عليها سوف تكون منظم في كل شي)
6 - سرعة التذكر
7 - التركيز
فوائد الخريطة الذهنية كما يراها الأخ عبدالله العثمان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/386)
1 - تعطيك صورة شاملة عن الموضوع الذي تريد دراسته أو التحدث عنها بحيث أنك سترى الموضوع بصورة أكثر شمولية يعني كل شيء في ورقة واحدة.
2 - تعطيك صورة واضحة عن موقعك الآن .. أين وصلت .. ماذا تريد (هدفك)؟ .. من أين ستبدأ .. ما هي العوائق؟؟
3 - تجعلك تضع أكبر قدر ممكن من المعلومات في ورقة واحدة بشكل مركز ومختصر يغنيك عن رزم من الورق.
4 - تمكنك من وضع كل ما يدور في ذهنك وكل أفكارك عن الموضوع في ورقة واحدة.
5 - تجعل قراراتك أكثر صواباً .. فعندما تضع المشكلة في ورقة واحدة .. فإنك تنظر إليها نظرة شاملة لكافة جوانبها .. كل الإمكانيات .. كل العوائق .. كل الحلول المقترحة .. أفضل حل ..
6 - عندما تبدأ في الرسم وتضع كافة جوانبه في الخريطة فستفاجأ بكمية الأفكار التي تنهمر عليك لأنك تتعامل مع عقلك بطريقة مشابهه لطريقة عمله.
الفوائد التربوية للخريطة الذهنية حسب (د. فوزي حرب أبو عودة):
تساعد الخريطة الذهنية المتعلم والمعلم في تحقيق التالي:
1 - تنظيم البناء المعرفي و المهاري لدى كل منهما.
2 - المراجعة للمعلومات السابقة: فالفضاء الفسيح الذي ترسمه الخريطة الذهنية للمتعلم تمنحه فرصة مراجعة معلوماته السابقة عن الموضوع. فترسخ البيانات والمعلومات الجديدة في مناطق تعرفاتها الذهنية.
3 - المراجعة المتكررة للموضوع: إذ أنها توسع الفهم وإضافة بيانات ومعلومات جديدة لما هو موجود. فبعض المتعلمين قد يجدون صعوبة في رسم خريطة ذهنية للدرس أثناء عرضه، ولكن يسهل عليهم ذلك عند مراجعته.
4 - مراعاة الفروق الفردية عند الطلبة: إذ أن كل منهم يرسم صورة خاصة للموضوع بعد مشاهدة خريطة الشكل الذي توضحه حسب قدراته ومهاراته.
5 - تطوير المتعلمين لأسئلة جديدة عن بيانات ومعلومات قد حصلوا عليها من خلال الخريطة، والتي تطور أيضاً العمق المعرفي والمهاري للمتعلم في موضوع ما.
6 - إعداد الاختبار المدرسي، وذلك من خلال وضوح الجزئيات التفصيلية للموضوعات.
7 - تلخيص الموضوع عند عرضه-الملخص السبوري.
8 - توثيق البيانات والمعلومات من مصادر بحثية مختلفة.
9 - المراجعة السريعة للموضوعات من قبل المتعلمين؛ عندما لا يجدون متسعاً من الوقت لمراجعة تفصيلية.
10 - سهولة تذكر البيانات والمعلومات الواردة في الموضوع من خلال تذكر الأشكال المرتسمة في أذهانهم.
11 - رسم صورة كلية لجزئيات الموضوع التفصيلي.
12 - تنمي مهارات المتعلمين في الإبداع الفني لتوضيح البيانات والمعلومات المكونة للموضوع.
13 - توظيف التقنيات الحديثة في التعليم والتعلم كالحاسوب، وجهاز العرض فوق الرأس، والشرائح، والتسجيلات الأخرى وغيرها.
14 - تقلل من الكلمات المستخدمة في عرض الدرس؛ فتساعد في شدة التركيز، وتسهل فهمه بوضوح من قبل المتعلمين.
أقوال عن الخريطة الذهنية
يقول د. نجيب الرفاعي:
" إن التعود على هذا النمط الجديد في المذاكرة و الدراسة سوف يحسن بلا شد من أداء الطالب في الامتحانات و يضمن له الدرجات بصورة سهلة و ميسرة "
و يقول د. طارق السويدان:
" الخريطة الذهنية بسيطة جدا جدا , و أنا شخصيا دائما أستخدمها من كتابة الكتب إلى إعداد ألبوماتي , لا يوجد ألبومي عندي إلا و له خريطة ذهنية , حتى يمكنك أن تصمم بها مدخل بوابة شركتك على سبيل المثال "
و يقول د. صلاح الراشد:
" الآن أصبح من البدائية أنك تكتب أو تلخص موضوع بواسطة المفكرة و القلم , الآن هو وقت الخريطة الذهنية "
-=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=--=-=-=-=-=-=-=-=--=-=-=-=-
معلومات بسيطة عن المخ
مخ الإنسان مقسوم إلى قسمين متساويين (مخ أيمن و مخ أيسر)
كلا المخين يتحكم في الحركات وغيرها التي يقوم بها الإنسان بصورة عكسية
بمعنى ان المخ الأيمن مسئول عن الأعضاء من يد ورجل الموجودة
في الجهة اليسرى من الإنسان والعكس صحيح المخ الأيسر مسؤل
عن الأعضاء الموجودة في جهة اليمين
ستكتشف ان الخريطة الذهنية يرتاح لها العقل كثيرا وهي تشغل العقل الأيمن والأيسر معا، وشكل خلايا المخ مثل شكل الخريطة الذهنية فهذا العلم موافق للخلايا العصبية وموافق للطبيعة فهو كالأشجار وككثير من الأشياء حولنا فهو اصل ومنه فروع ومتناغم مع الطبيعة والان لنأخذ
وظائف العقل:
الجزء الأيمن من المخ:
* الخيال
* الألوان
* التناسق
* الأبعاد
* الرسم
* أحلام اليقظة
* الأصوات والألحان
* الموسيقى
* المشاعر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/387)
* الحب
الجزء الأيسر من المخ:
* القوائم
* الكلمات
* الحسابات
* المنطق
* الأرقام
* التفكير
* الترتيب
* التحليل
ملاحظة: الأعسر أو الأعسم (الذي يستخدم يده اليسار دائما) يقبل كل المعلومات فالجزء الأيمن لديه هو الأيسر و العكس
تطبيقات عملية لهم على ماأسموه زورا الخريطة الذهنية
استخدامات الخريطة الذهنية
يمكن للكبار والصغار والرجال والنساء والطلبة والمعلمين على حد سواء استخدامها فالكل يحتاج إليها واليكم بعض استخداماتها:
1 - في الدراسة
2 - لتحسين الذاكرة
3 - في الخطابة
4 - لأرقام الهواتف
5 - للتخطيط
6 - كتابة المقالات او البحوث
7 - طلبات المنزل
8 - للترتيب
9 - للمخازن
10 - للألعاب
11 - للدورات
12 - للخطابة
13 - لوضع القوانين لأبنائك قوانين البيت
14 - لاتخاذ القرارات
15 - للتعبير عن المشاعر
16 - لتلخيص الكتب
17 - لوحة الشرف للمدارس
18 - للمدرسين للشرح
19 - لبناء المشاريع
والمزيد ..
قوانين الخريطة الذهنية بشكل مختصر
- احضر ورقة مقاس A4 ـ (11.7"×8.3") أو النوع المفضل A3 ـ (16.7"×11.7") أو استعمال أي ورقة بيضاء واجعلها بالعرض.
2 - احضر ألوان من اجل الكتابة وعلى الأقل 3 ألوان من اجل عمل خطوط عريضة ثم متوسطة ثم رفيعة
3 - حدد الموضوع أو المشكلة أو ما تخطط له أو موضوع تريد أن تلخصه.
4 - اجمع أي مواد أو بحوث أو معلومات إضافية عن الذي تريد أن تعمل الخريطة من اجله.
5 - البداية تكون في المركز بصورة بدون إطار - تقريبا بارتفاع 6 سم وبعرض 4 سم أو بارتفاع 10 سم في حالة استخدام ورقة A3 .
6- استخدم الكلمات المفتاحية لكل من المكونات الرئيسة والفرعية للموضوع.
7 - استخدم صورة بالإبعاد وبثلاث ألوان على الأقل من اجل جذب الانتباه ومساعدة الذاكرة
8 - فكر بطريقة ثلاثية الأبعاد، وليس باتجاه البعد الواحد لشمول وتكامل الشبكة العلائقية للموضوع. -اعمل على جانبي الخريطة وليس في جهة واحدة.
9 - اجعل الفروع اقرب إلى الوسط وبشكل اعرض وبشكل متموج. ضع عناوين فوق الخطوط التي تمثل الفروع.
10 - تتفرع خطوط اضعف من النهاية لتوزيع المعلومات عليها (والأقرب هو الأكثر أهمية).
11 - استعمل الصور بشكل أفضل .. بدل أن تكتب اذهب لتناول الشاي ارسم و ضع صورة كوب شاي.
12 - الصورة أو الكلمة يجب أن تكون دائما فوق الخط.
13 - استعمل الألوان بشكل خاص وذلك للـ الناس، المواضيع، التواريخ وذلك لجعل الخريطة بشكل أجمل. حاول قدر الاستطاعة أن تظهرها بأسلوب (فني , مرح , و شخصي).
14 - اسرد كل الأفكار (أفكارك أو أفكار الآخرين) ثم عدل وأعيد الترتيب بشكل أجمل وبتوسع وتوضيح أكثر كـ مرحلة ثانية من التفكير.
15 - ابدأ برسم تفرعات الخريطة من اليمين إلى اليسار .. حتى توافق طريقة تعامل العقل معها.
16 - أجعل لك أسلوبك الخاص في عمل الخريطة.
اجعل منها لوحة فنية خلابة مشوقة.
مثال:
خطوات و قوانين إعداد الخريطة الذهنية توني بوزان (كتاب استخدم عقلك) +د. نجيب الرفاعي (مهارات دراسية):-
هي خطوات تحتاج إلى تركيز في البداية واسترجاع وبعد أن تتكون لديك عادة رسم الخريطة الذهنية و لن ترجع إلى هذه الخطوات مرة أخرى
- أبدا بصورة ملونة في المركز:- فعادة ما تعادل صورة ما (الألف الكلمات) وكذلك تنمي الفكر الإبداعي وتزيد من كفاءة الذاكرة. اجعل من الصفحة منظر طبيعياً
مثلا (وقت ثابت = ساعة) (مكان ثابت = خيمة أو بيت) (الفجر = شروق الشمس) (مقاليه = ورقة مخططة) (معادلات = علامة معادلة)
- قم بتوزيع الصور في كل جزء من الخريطة الذهنية:- ففضلاً عما تحدثه الصورة كما رأينا في القانون السابق. نراها تقوم أيضا بتحفيز الوظائف التي يقوم بها الجزء الأيمن من المخ على الأداء بصورة أفضل. بالإضافة إلى جذب النظر وتنشيط الذاكرة.
- اقرأ وركز على المفاتيح:- حينما تفتح أي كتاب وتقرأ في احد فصول هذا الكتاب فسوف يتحدث للقارئ من خلال مفاتيح لكلمات ومن ثم يقوم بشرحها.
- ارسم الأقواس:- من مركز الخريطة الذهنية اخرج عدة أقواس أو خطوط وعلى هذه الأقواس اكتب عليها وبنفس قياسها مفاتيح الكلمات وبجوارها ارسم رسمة معبرة عن هذا المفتاح. حاول رسم أي شي وليس مهم أن تكون فنان والرسم لا يراه احد غيرك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/388)
- لابد من كتابة الألفاظ:- حيث يضفي اللفظ المكتوب بعضاً من السمات وذلك عند إعادة قرأتها. فتصبح أكثر دقة ووضوحاً ويسهل قراءتها، وكذلك نتمكن من استرجاع المعلومات بشكل أفضل أشمل. أن الوقت الإضافي المستغرق لكتابة لفظة ما، سيتم توفيره بعد ذلك عند معاودة قراءتها.
- ينبغي وضع الألفاظ المكتوبة في سطور:- ويجب اتصال كل سطر بالاخر وذلك لضمان وجود بنية أساسية للخريطة الذهنية.
- يجب وضع الألفاظ على هيئة وحدات أو بالاحرى وضع لفظة في كل سطر، مما يوفر لكل لفظ مجموعة اكبر من الدلالات وكذلك يضفي على تدوين الملاحظات حرية ومرونة اكبر.
- استخدم الألوان في الخريطة الذهنية، حيث انها تزيد من كفاءة الذاكرة وتسر النظر، وتحفز وظائف الجزء الأيمن للمخ.
وانظروا هنا:
1 - الفلسفة الخاطئة
2 - والدخول لصميم الذهن فيخلطون الأمر المادي المحسوس بأمر باطن
3 - ويكتنفهم الغموض لما يريدون الوصول إليه أيضا
وللأسف قد يظن البعض أن هذا الأمر طيب جدا وكما قلت لو دخلوه لما خرجوا منه
إلا إلى فلسفات ودجل وكذب.
قالوا متابعين فلسلفتهم الكاذة ودجلهم على البسطاء والدهماء
ينبغي إراحة الذهن بقدر الإمكان، وذلك في مجال المجهودات الإبداعية الخاصة بهذا الصدد، حيث أن أي تأمل فيما يجب أن تؤول إليه الأمور أو إمكانية استيعابها سيؤدي إلى إبطاء قيام الذهن بوظيفته في سهولة ويسر.
كلما كانت الرسوم بطريقة ملفته للنظر كلما كان أسهل تذكرها واستحضارها مثلا
- رسم الأشكال بطريقة مضحكة
- رسم الأشكال بطريقة مجسمة (ثلاثية)
- رسم الأشكال بطريقة زخرفيه
ابدأ بالقلم الرصاص:- الألوان لها سحرها وجاذبيتها للإنسان
فالصور الملونة ادعى للاستحضار وأسهل في التذكر وانصح في البداية التعود على القلم الرصاص ثم بعد ذلك استخدام الألوان
في مرحلة التلوين يجب أن تلاحظ التالي:
- استخدم لون للعنوان في المركز
- استخدم لون ثاني للعناوين الفرعية الأولى
- استخدم لون ثالث للعناوين الفرعية الثانية
أو أن تضع لكل مجموعة لون موحد أن هذه الطريقة تساعدك وبسهولة في استرجاع المعلومات حيث كل عنوان مرتبط بلون ثابت وبالتالي يكون الاسترجاع سريعاً
تكمن الفكرة في تذكر كل ما يخطر على الذهن ويتعلق بالموضوع الرئيسي وبما أن ذهنك ستتوارد إليه أفكار أسرع من أن تكتبها فينبغي إلا تكون هناك فترات توقف، حيث انك إذا ما توقفت فستلاحظ تأرجح قلمك بأعلى الصفحة عندئذ أعده مكانة مجدداً ووصل الكتابة ولا تقلق بشان الترتيب أو التنظيم حيث سيراعى ذاتياً في كثير من الحالات فإذا لم يحدث ذلك فسيتم التنسيق في النهاية.
الخريطة الذهنية تستخدم الكلام وكذلك الصور والألوان فتستخدم المخين مع بعض، ولهذه المعلومة تم بناء علوم بأكملها أتمنى أن تكونوا استفدتم من عمل العقل وكيف نستفيد منه في الخريطة الذهنية.
* كون الخطوط مائلة , لأن الجزء الأيمن يحب الشيء المائل و ليس المستقيم .. و الألوان للجزء الأيمن كذلك ..
الأرقام بالخريطة و الكلمات للفص الأيسر ..
أما لماذا هي خطوط؟ لأنه خلايا العقل تشابه جدا الخريطة الذهنية في الرسم , و المعلومات في خلايا العقل تخزن على الخطوط أو الروابط و ليس بالخلية نفسها ..
لما مات اينشتاين أوصى أن يأخذ عقله و يدرس ..
فاكتشفوا أن الروابط هذه كبيرة لديه غير عن بقية الناس ..
كلما زادت معرفتك في موضوع كبر حجم الرابط الخاصة بالخلية المتعلقة بالموضوع ..
و يستحب قراءتها من اليمين إلى اليسار , لأن دوران الذبذبات في عقولنا يتم في هذه الطريقة
وبعد تكوين الخريطة الذهنية ضعها في الامكان التالية:-
ملف خاص بالخرائط الذهنية
او على مكتبك
او في السيارة
المهم أن تكون أمامك باستمرار وتكرر النظر إليها بين وقت و اخر
تقام لهم دورات ماهي أهدافها في العموم؟
أهداف الدورة:
الافتراضات الأساسية تغيير نظرتنا للحياة بصورة أفضل.
ما هي البرمجة تقوية التفاعل والثقة بالنفس.
التحكم في المشاعر تحسين مهارات التعامل والتخاطب مع الآخرين.
النظام التمثيلي فهم الآخرين وإقناعهم.
إشارات العين ومدلولاتها.
معايرة الآخرين والتوافق معهم للوصول إلى علاقات أفضل.
ومن دوراتهم:
دبلوم التنويم الإيحائي (الاسترخاء)
قبعات التفكير الست
وهناك دورات في التنويم المغناطيسي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/389)
هل هذا الدورات من الإسلام في شيء ياأهل العقول؟
نقلا عن أبو عاصم
المعارضون: يا أهل الـ nlp اعترفوا بالفشل كما فعل غريندر
أكد عدد من منتقدي البرمجة اللغوية العصبية ان عودة جون غريندر احد مؤسسي البرمجة عن هذه التطبيق عودة إلى الحق مطالبين المدربين بأن يحذوا حذو أستاذهم، مشيرين إلى ان أمرهم افتضح وأكاذيبهم فندت ملمحين إلى تحذيراتهم السابقة التي أطلقوها تجاه البرمجة بأنها مجرد تطبيقات من عدة علوم ونظريات لم تثبت بعد وان العلم منها بريء بدليل عدم اعتراف الجامعات والكليات الرسمية المعتمدة في أوروبا وأمريكا وحتى في العالم العربي بهذه البرمجة والتي حولها أصحابها إلى وسيلة رخيصة لجمع الأموال وتكوين الثروات على حساب السذاج من الناس، وطالبوا المدربين بالبحث عن العلوم الصحيحة وتدريسها بدلا من استيراد أكاذيب واضاليل غريبة حديثة للنصب والاحتيال على الناس مؤكدين ان شفرة غريندر الجديدة ما هي الا اكذوبة جديدة عليهم البعد عنها والتحقق من صحتها قبل نشرها في المجتمع جاء ذلك في التحقيق التالي والذي يأتي استكمالا لملف القضية الذي فتحه ملحق (الرسالة) حول تصريحات غريندر الأخيرة حول البرمجة اللغوية وتبشيره بشفرته الحديثة ..
رجوع للحق
بداية تحدث لنا الدكتور محمد أيمن عرقسوسي استشاري الصحة النفسية بمستشفى الامل بجدة قائلا: بالنسبة لرجوع جون غريندر عن علم البرمجة فأنا اعتبره رجوعا للحق والرجوع للحق فضيلة وعلى مدربي البرمجة ان يحذوا حذوه وقد سبق واكدنا ان البرمجة اللغوية العصبية ليست علما بالمعنى الصحيح وان العلم منها براء، وانها مجرد تجميع لبعض التطبيقات من بعض العلوم بالاضافة إلى اشياء وامور لم تثبت علميا بعد وهذه الاشياء تحتوي على مواضيع شيقة تشد الانتباه وخصوصا انها متعلقة بالجانب النفسي، مشير إلى ان غريندر واتباعه ركزوا على هذه الامور واستغلوها في دوراتهم حتى تدر عليهم ربحا وفيرا، واضاف قائلا: نحن كمثقفين ومختصين بعلم النفس سبق وان حاولنا ان نبين للناس ان يكونوا واعين للمعلومة التي يأخذونها ويحاولوا التأكد من مصدرها الصحيح ومصدرها هو الجامعات والمدارس التي تعلم العلوم الصحيحة، واضاف: أيعقل ان يدرس العلم في الفنادق والمنتجعات والأماكن السياحية حيث كان يلجأ مدربو البرمجة لهذه الاماكن لاستغلال السذاج وضعاف النفوس بعد ان رفضتهم الاماكن الرسمية المعتمدة؟
وقال: إننا نحترم خبرة بعض المدربين الذي لهم باع في هذه التطبيقات العصبية ولكن احترام الخبرة ليس دليلا على ان ما يدرسونه هو علم صحيح مبينا ان سبب تراجع غريندر عن البرمجة هو ان كندا وهي البلد التي نشأت فيها هذه التطبيقات لم تثبته حتى الآن علميا وتوصف البرمجة هناك بأنها ممارسات شعبية أو كالطب الشعبي، لافتا إلى ان كثيرين من العقلاء رفضوا ان تدرس هذه البرمجة في الجامعة لانها من العلم براء مؤكدا ان معظم مدربي هذه التطبيقات يقومون بعمل اغراء للناس من خلال شهادات يمنحونها لهم مضيفا ان هذه الشهادات لا تستند إلى علم تعترف به الجامعات والجهات العليا في معظم دول العالم، مشددا على ان البرمجة هي اجتهاد بشري خاص بأصحابه ولكن على أصحابه ألا يعمموه ويفرضوه على الناس لانه منافٍ للعلوم، واختتم حديثه قائلا: سبق وقلت سابقا انه مع الأيام ستنكشف اقوال أصحاب البرمجة لانهم يقولون ما لا يعملون وكلامهم مرة يصيب وألف مرة يخيب.
اعتذاره دجلي
ورأى الدكتور خلدون الحكيم المختص في التربية وعلم النفس من جامعة السوربون في باريس ان اعتذار غريندر عن البرمجة ليس امرا مستغربا وجديدا وانه امر متوقع خصوصا في ظل عدم اعتراف أي جهة علمية رسمية بالبرمجة اللغوية العصبية وانه قد افتضح امرها وانها لا تعد سوى وسيلة سهلة لجمع الاموال بأسلوب النصب والاحتيال وان غريندر واتباعه من المدربين قد ملأوا جيبوهم مالا من وراء دورات البرمجة فأحَب ان يفتح بابا جديدا للنصب والاحتيال فألغى البرمجة القديمة وسن شفرته الجديد متوقعا ان تلقى الشفرة الجديد رواجا كبيرا في العالم العربي مشيرا إلى ان البرمجة اللغوية العصبية تطبيق اثبت فشله الذريع في اوروبا وامريكا فتلقفه العرب للاسف وبدأوا بنشره بين الاوساط الاجتماعية الثرية وإيهام المجتمع بأن البرمجة الحل السحري لجميع المشاكل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/390)
التي يعاني من الإنسان بأسلوب دجلي تجاري منظم بعيد عن العلم وسط انكار لهذه البرمجة من قبل الجهات العملية المتخصصة كالجامعات والكليات والأكاديميات دون رقابة حقيقية على هذه الدورات التي اصبحت تبيع الوهم للناس مبينا ان بعض المدربين وعلى حداثة سنهم استغلوا امورا غريبة في هذا التطبيق وبدأوا يتاجروا بها وحولوها إلى مهنة وضيعة لجمع المال وتجميع الثروات بعيدا عن اعين الرقيب حتى أصبحت أسعار دورات البرمجة تفوق اقساط الجامعات والكليات وأوهموا الناس انها اكثر أهمية من دورات اللغة الانجليزية، والحاسب الآلي لافتا إلى ان البرمجة اليوم تدرس في اماكن مشبوهة في العالم العربية داعيا المدربين إلى الاتجاه للعلوم الصحيحة الأصيلة والبعد عن هذه الترهات والأكاذيب والأباطيل البعيدة تماما عن العلم الصحيح سواء البرمجة القديمة أم شفرة غريندر الحديثة خصوصا بعد افتضاح أمرهم مشيرا إلى ان البرمجة وان احتوت على بعض النظريات العلمية الصحيحة الا انها عبارة عن بيع كلام واستنزاف لجيوب البشر دون رادع أو خوف من الله.
مؤشر خطير
أما الاعلامي الدكتور عبدالله هضبان الحارثي فقال: نحن نعلم بأن البرمجة اللغوية العصبية ما هي الا خزعبلات وليست من العلم بشيء، واضاف قائلا: كل من يراها صحيحة فعليه ان يراجع نفسه ويتثبت من ذلك خصوصا بعد تراجع احد مؤسسيها وهو غريندر وهذا يعطي مؤشر خطير على اننا غربيون اكثر من الغرب واننا نثق فيهم ثقة عمياء بدون تحقق مما يبثونه في مجتمعنا من سموم واننا في بعض أمورنا نتبع للغرب مجرد اتباع لانهم غرب، مشيرا إلى ان هذا التراجع مجرد عظة للمدربين ليتراجعوا عن أقوالهم ويبتعدوا عن هذه الأكاذيب التي لم تفد المجتمع بأي شيء، ولفت إلى أن مثل هذه التطبيقات يجب التأكد منها ومن صحتها قبل نشرها في المجتمع وفي الدوائر الحكومية والخاصة وغيرها، مشددا على اننا امة تملك مبادئ وقيما واخلاقا وليست بحاجة لأن تستورد من الغرب القيم الهابطة والرذيلة والبرمجة، مبينا ان لا بأس من استيراد الامور الايجابية بعد التحقق من فائدتها للمجتمع، مطالبا بمحاسبة كل من ينشر هذه البرمجة والأكاذيب المضللة في المجتمع، ودعا المدربين والمبرمجين في العالم العربي عامة وفي السعودية خصوصا لأن يعود لرشدهم وعدم اتباع مثل هذه التطبيقات البرمجية العقيمة لان تراجع المؤسس لهذه التطبيقات يدل دلالة واضحة على ان هذه مجرد أكاذيب وان هناك أكذوبات كثيرة تأتينا من الغرب لتضليل الناس ولاستنزاف أموالهم ونحن نصدقها بسذاجة كبيرة، ورأى أنه في حالة تصديقنا شفرة غريندر الجديدة فإننا قد وقعنا في فخ جديد نصب لنا من قبل الغرب.
ملحق الرسالة/الجمعة 24 ذو القعده 1427 - الموافق - 15 نوفمبر 2006 - (العدد 15941)
أحب أن أشارك بهذه الكلمات:
لقد التحقت سابقا في دورة البرمجة العصبية ( nlp ) ، عند المدعو / نجيب الرفاعي.
في الحقيقة هو علم لا خير فيه (فيما ظهر لي)، وعبارة عن دس السم في العسل، ويجب أن يمنع هؤلاء المبرمجون العصبيون الذين لعبوا بأعصاب الناس من قبل الحكومات لأنّه فيه احتيال على الناس وأكل أموالهم وإظهار أنّه علم، وهو ليس بعلم ولا فائدة فيه بدليل انّه من الناحية العلمية لا يدرّس في الجامعات الغربية المعروفة في بلادهم وغير معتمد ولا يعطى عليه شهادت معتمدة. ومن الناحية الشرعية فيه مخالفات كثيرة، ومن تلكم المخالفات التي شاهدتها بعيني:
إطفاء الأنوار وتشغيل الموسيقى من قبل المحاضر ويطلب من المتدربين أن يغلقوا أعينهم ويسترجعون شريط الذكريات في أذهانهم (ولا ادري ما فائدة ذلك)، وإختلاط النساء المتبرجات بزينتهن وروائحهن بالرجال مع انغام الموسيقى فينتج عن ذلك تحريك للشهوة لدى الرجال والنساء (نستغفر الله من ذلك ونتوب إليه). وأيضا من المخالفات إرتفاع أصوات النساء وقهقهتهن،وأيضا ما يفعله المحاضر من حيل يدوية بما يسمى بخفية اليد (ولا أدري ما فائدة ذلك).
ومن المخالفات، ذكر بعض العبارات الفلسفية لبعض الفلاسفة والإستشهاد بها وهي ليست بشيء وإلى الآن لم أفهم ما هي تلكم الفلسفات (عبارة عن أوهام وشكوك).
هذا فيما شاهدته خلال ثلاثة أيام فقط من حضوري لتلك الدورة، بعد ذلك هربت بعد ما شعرت بحيرة وقلق.
فأنا أقول، لم أجد إيجابية واحدة في تلك الدورة.
والله المستعان
نقلا عن مشارك سابق في الفن الشيطاني NLP
وعلم البرمجة العصبية علم وثني فهو جهل بدين الإسلام، ومخالف لشريعة الرحمن ..
فهذا العلم ليس بدعة فقط بل هو بوابة إلى الشرك والإلحاد ..
ومن يدرس هذا العلم فغايته أن يرتد عن دين الإسلام حتى ولو لم يشعر بردته والله المستعان ..
وأهل الإشراك والإلحاد لا ينشرون شركهم وإلحادهم خالصاً بل يخلطون به شيئاً من الحق، والمسلمات العقلية وبها يدخلون على كثير من البسطاء والدهماء ..
من يدرس الفلسفة يبدأ بدراسة أمور بدهية لا يشك في صحتها، ويستفيد ابتداء في فهم كثير من قواعد الأصوليين والفقهاء، فإذا تعمق فيها دخل بوابة الإلحاد وقد يصل الأمر به إلى الارتداد عن الإسلام ..
لذلك حذر أهل السنة من تعلم الفلسفة وعلم الكلام ..
وعلم البرمجة خليط من الفلسفة، والإلحاد الذي لا يعترف برب لهذا الكون ولا بمعبود يعبد، وخليط من الكهانة والسحر، وخليط من بعض الرياضة البدنية، وخليط من طب الأعشاب ..
فهي خليط شركي كفري، ولا يعرف حقيقة هذا العلم إلا من قرأ بعض كتب دعاة هذا الجهل، أو قرأ كتب من درس عن هذا الجهل الشركي ...
فمن درس ذلك العلم عليه أن يتوب إلى الله من تلك الدراسة، وأن يعلم أن الشفاء إنما هو في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ..
فكل خير يظن أنه موجود في علم البرمجة فهو موجود في الكتاب والسنة، فلا حاجة لنا في خير يؤخذ من منبع سوء وشرك ..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..
الشيخ الفاضل أبو عمر أسامة العتيبي
الخلاصة البرمجة اللغوية دعوة للإلحاد و عبادة الذات و هو هادم للتوحيد لب الإسلام
فهل من مدَكر ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/391)
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:41 م]ـ
الأخ عبد الله الأثري الجزائري .. احتسب الأجر و لخص لنا الموضوع لأنه باختصار شبه مستحيل ان أركز على قراءة كل هذا المنقول!!
بارك الله فيك
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 11:32 م]ـ
ليس الناسُ اليوم إلا مهاروا ثقافة النقل، فالكل يُحسنها، و المطالبَةُ بغيرِها من الإتعاب بلا عائدة.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:25 ص]ـ
ليس الناسُ اليوم إلا مهاروا ثقافة النقل، فالكل يُحسنها، و المطالبَةُ بغيرِها من الإتعاب بلا عائدة.
تصحيح: ماهروا.
و شكراً لمن نبَّه.
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:29 ص]ـ
ليس الناسُ اليوم إلا مهاروا ثقافة النقل، فالكل يُحسنها، و المطالبَةُ بغيرِها من الإتعاب بلا عائدة.
ما قولك فيمن نقل عن أهل العلم؟
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 02:52 ص]ـ
يبدو أن الموضوع صار بثاً لبعض مخزون النفس و الشيطان. و لا حماية لمن لم يعرفْ كيف يصون نفسه، و كلٌّ يحتملُ مسؤولية القرار الذي يتخذه، و رحم الله القائل: " كم من عائبٍ ".
لو أمعنا النظر في أحوال من ينتقد لوجدناه لم يُغادر محِلَّة صار فيها من حين بدأ، و من لم يرحَلْ بهمته لا يرحل بهامته.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 03:02 ص]ـ
ما قولك فيمن نقل عن أهل العلم؟
بعيداً عن الأشخاص فليس كلامنا إلا عن أفكارٍ و ليس عنهم، و لا تحوِّل الفكرَة إلى أشخاص، فهذا الذي أفسد العلوم أنها حُوِّلت من التحاكُم إلى قواعدها إلى أشخاصٍ و رموز اعتنوا بها و نقلوها، و القادرُ يُناقشُ الرأي لا الرائي، و من يدور حول القائل و يدع القول فهو يدور إلى حيث لا ينتهي، كن بخيرٍ إن أردتَ.
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 03:24 ص]ـ
بعيداً عن الأشخاص فليس كلامنا إلا عن أفكارٍ و ليس عنهم، و لا تحوِّل الفكرَة إلى أشخاص، فهذا الذي أفسد العلوم أنها حُوِّلت من التحاكُم إلى قواعدها إلى أشخاصٍ و رموز اعتنوا بها و نقلوها، و القادرُ يُناقشُ الرأي لا الرائي، و من يدور حول القائل و يدع القول فهو يدور إلى حيث لا ينتهي، كن بخيرٍ إن أردتَ.
أصلح الله أحوالنا، و حفظ علمائنا فالأمة اليوم في أمس الحاجة لهم
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[28 - 06 - 09, 03:49 م]ـ
يشتد عجبي لمن يصف الشيخ الفوزان بهذه الأوصاف وهو أحق بها فيقول عنه
أن التصور لديه ناقص في هذه الفتوى!! بل يقينا أنه ناقص (وسنرى بعد قليل هل تصور الشيخ فعلا ناقص ويقينا)
وأن الشيخ حفظه الله تكلم في غير فنه
وأنه تكلم أيضا فيما لا يتقن!!
وأنه أتى بالعجائب والمصائب!!
وأن فتواه ليست عن اطلاع ووقوف
بل فتواه عن ما يوحيه له الأقربون
والاتهام الأخير أنه أقحم في فتواه هذه أمراً حلالا في الحرام
سبحان الله كل هذه الاتهامات للشيخ حفظه الله بسبب فتواه عن البرمجة العصبية والتي قال فيها:
(أنا في الحقيقة لا أعرف حقيقة هذه البرمجة، ولكن حسب ما قرأت؛ أنها لا خير فيها، و أن فيها ما يخل بالعقيدة، وما دام الأمر كذلك فلا يجوز التعامل بها حتى و لو كان بها مصلحة جزئية، فإنه ينظر إلى المضار ولا ينظر إلى ما بها من المصلحة الجزئية، بل ينظر إلى المضار التي فيها وتقارن بالمصالح، فإذا كانت المضره أكثر مضره راجحة فإنه لا عبرة بالمصلحة المرجوحة)
ولذا سأوضح كلام الشيخ صالح الفوزان حفظه الله وأعرض ما قاله على ما ذُكر في المصادر الأجنبية والتي تعد مصدر المعلومة الصحيحة حول هذا الموضوع.
فقول الشيخ حفظه الله أنه لا يعرف حقيقة هذه البرمجة لا يقلل من فتواه أبدا فلا يلزم المفتي أن لا يفتي في أمر حتى يعرف كنه وحقيقة ذلك الأمر. فلا يلزم من يفتي بتحريم السحر والشعوذة أن يمارس السحر أو الشعوذة أو يعرف حقائقها على التفصيل فيقرأ في مصادرها فهذا لا يقول به عاقل فيكفي معرفة ما تؤول إليه وما ينتج منها من ضرر وما تندرج تحته من نوع ذلك الفساد فيبني فتواه على ما تبين له منها.
وهذا يصدق على البرمجة العصبية فبما أن المختصين من المسلمين وغيرهم ذكروا أنها تحوي خزعبلات وشعوذة وسحر وغيره من المفسدات فيكفي الشيخ أن يفتي بما وصل إليه من هؤلاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/392)
وقال الشيخ عن نفسه (أنه حسب ما قرأ) فالشيخ حفظه الله اطلع وقرأ من عدة مصادر فحصل له تصور كامل عن البرمجة العصبية فاستنتج أنها:
1 - لا خير فيها.
2 - فيها ما يخل بالعقيدة.
فحتى نرى صدق كلام الشيخ حفظه الله سنرجع لبعض المصادر الأجنبية
فقد ذكر موقع الوكيبيديا عند تعريف البرمجة العصبية بعض المآخذ عليها منها على سبيل المثال
http://en.wikipedia.org/wiki/Neurolinguistic_programming
( أن البرمجة العصبية لم يحفل بها الوسط العلمي لغياب الأدلة التجريبية والتي تدعم الافتراضات المبالغ فيها)
بمعنى أن الوسط العلمي في أمريكا والدول الغربية التي نشأت فيها البرمجة العصبية لا تعتبرها علم وإذا لم تكن علم فماذا تكون إذا؟
ألا تكون خزعبلات وهو ما ذكره الشيخ حفظه الله بقوله أن لا خير فيها
وأيضا ذكر الموقع أن من الملاحظات على البرمجة العصبية (أن كثيرأ من التجارب العلمية خرجت بنتيجة أن الإدعاء الرئيسي أو الأساسي للبرمجة العصبية غير صحيح أو غير مثبت)
كما أن الفريق العلمي في المركز الوطني الأمريكي خلص إلى أنه لا يوجد دليل أو إثبات على صحة الأسس التي قامت عليها البرمجة العصبية.
ولو تتبعنا المصادر الأجنبية التي تكلمت عن البرمجة العصبية لوجدناها كثيرة جدا فيكفي ما نقلناه من هذا المصدر الموثق وهذا يدل على أن الوسط العلمي في الدول الغربية يلفظ البرمجة العصبية كونها لا تعتمد على الأدلة العلمية إنما هي نوع من الخزعبلات.
أما من ناحية مخالفتها للعقيدة الإسلامية ألا يكفي قول علماء العقيدة بأن البرمجة العصبية تحوي عقائد فاسدة تناقض العقيدة الإسلامية؟
ويضاف إلى هذا أن ابراهيم الفقي وهو من أوائل من أدخل البرمجة العصبية للوطن العربي يؤمن بما يسمى (التخاطر) وهو ( Telepathy) ويعني التخاطب بين شخصين ليسا في مكان واحد من غير طريق الحواس الخمس وهذا حسب ما هو معلوم أنه يندرج تحت البارسيكولوجي ( Parapsychology) وهو حسب تعريف الويكيبيدا أنه علم الخوارق ويقصد به الجن والشياطين والسحر وهو يدخل ضمن البرمجة العصبية
وهل يمكن أن يتخاطب شخصان في مكانين مختلفين بغير طريق الحواس الخمس يعني عن طريق الايحاء العقلي إلا باستخدام الجن والشياطين؟؟
فهذا النقل يثبت صحة كلام الشيخ حفظه الله وأن فتواه في موقعها الصحيح فجزاه الله خيراً
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 04:54 م]ـ
للتنبيه فقط لمن يُدرك:
لم أُقحم اسم أحدٍ في كلامي، و إنما ذكرت كلاماً عاماً الكل سيقف عنده، لأن العبرة بالحقِّ لا بالرجال أنفسهم، و كون أحداً فسَّر كلامي ووجهه إلى أنني أقصد شخصاً بعينه فهذا فهمه، و يُحال الكلام عليه توجيهاً، و لا أحد معصوم، و الاعتبار بصواب الرأي القائم على أسس الصواب.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:03 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فبعض ما قد يذكره أصحاب هذا الأسلوب من تحليلات لمعرفة شخصية المرء عن طريق توقيعه أو طريقة كتابته أو خطه قد يكون صحيحاً، كمن يكتشف أن فلاناً عجول أو نحو ذلك، وإن كان هذا لا يصدق دوماً، ولا فائدة كبيرة ترجى من ورائه، بل قد يكون ما في هذه التحليلات مفسدة محضة كما في الحكم على بواطن الغير بالظن، والظن أكذب الحديث.
وإن كان بعض الناس يمتنع عن المخاللة لآخرين أو مشاركتهم أو الزواج منهم اعتماداً على هذه التحليلات فلا شك أنه خاطئ؛ لأن ما يستنبط منها مجرداً مخالف لما ينبغي أن يظن أنه الأصل في المسلم، كما أنها قد تتخذ بديلاً لدى بعضهم عما علمناه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الاستخارة .. ويكون الشأن أقبح إذا استخدِم ذلك في استشراف المستقبل وبناء الأحكام عليه من إمضاء شأن أو الامتناع عن غيره كما تقدم، والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ووفقكم لما فيه رضاه
ولا أستطيع التعليق على كل ما سبق
وما نقلته عن المتخصصين كاف عندي وفي نظري
ومما ضحكت منه أخيرا من أولئك " الكهنة " أنهم لا يستطيعون معرفة صاحب التوقيع هل هو ذكر أم أنثى؟:)
عرفوا اللون المفضل
وعرفوا النفسية
وعرفوا أن أنفه أصيب في حادثة!:)
وعرفوا الحالة المزاجية
والعاطفية
والقدرات الفكرية
والميول والاتجاهات
..
..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/393)
ولا يعرفون صاحب التوقيع ذكر أو أنثى!!!!
إلا في حال الحمل!!! فيعرفون أنها أنثى!!!
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 07:01 ص]ـ
الأخ إحسان ..
أَمُتأكدٌ أنك كنت تتابع قناة دليل!! قد يكون اشتبه عليك الشعار بارك الله فيك .. !! إن كان ما قلته في المشاركة الأخيرة هو ما يحدث في قناة دليل فهي طامة!!
بارك الله فيك على حرصك، و الحق أحق أن يتبع
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 06 - 09, 12:13 ص]ـ
الحمد لله وصلى الله على عبده ورسوله محمد وآله وسلم.
أما بعد:
فقد كنت أتمنى أن يقتصر في هذا الموضوع مناقشة قضية الخط ولا يتوسع الكلام في علم البرمجة كله لأنه قد نوقش هنا مرارا.
وكنت أرجو أن يركز الكلام في الموضوع من غير تشعب في فرعيات تقلل من الإفاد من الموضوع.
ولم أر في الموضوع على طول ما فيه من المشاركات من علق على أصله سوى مشاركات يسيرة منها مشاركة الشيخ الفاضل:
فبعض ما قد يذكره أصحاب هذا الأسلوب من تحليلات لمعرفة شخصية المرء عن طريق توقيعه أو طريقة كتابته أو خطه قد يكون صحيحاً، كمن يكتشف أن فلاناً عجول أو نحو ذلك، وإن كان هذا لا يصدق دوماً، ولا فائدة كبيرة ترجى من ورائه،.
وأثني على قوله، أنه قد زارني مرة أحد طلبة العلم الفضلاء ممن أعتنوا بهذا العلم ودرسه على مشاهير المتخصصين فيه، وحدث بيننا مدراسة لهذا الفن والأسس التي يعتمد عليها فيه.
وذكر أن مدربهم يزعم أن قادر على معرفة 40 صفة من صفات الإنسان من خلال خطة!
المهم: شرح لي أشياء كثيرة في معرفة أخلاق الكاتب من خلال خطه، وكان بعضها واضح المأخذ؛ كالكسل والإنجاز، والاقتصاد والإسراف، وربما البخل والكرم، والحدة والحياء، ونحوها.
لكن كثير منها غير واضح، ولم يذكر له تعليلا مستقيما، وربما كان ذلك عند غيره، وانتهى المجلس ولم ننته من الكلام ولم تحصل فرصة لقاء أخرى لكونه من بلد آخر.
على أن عامة ما ذكر محتمل وليس بيقين، والتجربة كفيلة ببيان ذلك.
وأنا أدعو الإخوة الفضلاء وعلى رأسهم الشيخ إحسان أن يناقش أحد هؤلاء ويطالبه بكيفية توصلهم لمعرفة هذه الصفات، والأسس العلمية التي يعتمدون عليها، وعلى أي أساس بنيت.
وهل هي مطردة؟ وما دليل الإطراد؟ و ... إلخ
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 08 - 09, 03:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أنا لم أقل إن قناة " دليل " قناة كهانة! فهي عندي إسلامية على خلاف " اقرأ " و " الرسالة " و " العفاسي "
وإنما قلت إنها " سوَّقت " لتلك الكهانة، وهذا ليس فيه أي انحراف عن الجادة، ولا فيه ميل عن العدل
بل ما دعاني لتلك الكتابة إلا لأنها محسوبة على القنوات الإسلامية
وإلا لو كان ذلك البرنامج في إحدى القنوات الثلاث السابقة لما كان له أهمية عندي
وأمس جاءت قناة " المجد " - للأسف - بالتخريف نفسه في برنامج " أسرة ناجحة "!
وقد فعل " السنيدي " مع " قارئ الخط " - مثل قارئ الفنجان - مثل ما فعله الجمهور في قناة دليل!!
والله المستعان(112/394)
الرد على مَن زعم مِن الرافضة أن أبا بكر وعمر وابنتيهما حاولا قتل النبي!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:49 ص]ـ
مقال نافع أسأل الله أن يلجم به الرافضة
الرد على مَن زعم مِن الرافضة أن أبا بكر وعمر وابنتيهما حاولا قتل النبي!
يا إخوان، أنا مسلم، سنَّي، ذات يوم جعلت أقلب في موقع " اليوتيوب "، ورأيت مقاطع فيديو لأحد علماء الشيعة، وكان حديثه عن أن عائشة هي مَن قتلت النبيَّ صلى الله عليه وسلم - والعياذ بالله!! -: وأن هناك ثلاث محاولات لقتل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم! من أبي بكر، وعمر بن الخطاب، رضوان الله عليهم عن طريق ابنتيهما حفصة، وعائشة، زوجات النبي صلى الله عليه وسلم المحاولات الثلاثة مذكورة في أحد المنتديات الخاصة بهم على الرابط التالي: (تم حذف الرابط). وأكثر ما جعلني خائفاً هو حديث عائشة: لددنا رسولَ الله، في معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن لدِّه، ولكنهم لدوه، وحينما استفاق سألهم، أو وبخهم، وغضب من عائشة، وبعدها مرض النبي، وتوفي، فيقول الشيعة: إن عائشة سممته!! لا حول ولا قوة إلا بالله.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
قبل الإجابة على سؤالك أخي الفاضل لا بد من التنبه لأمرين:
1. اعلم أن الرافضة أكذب الفرق المنتسبة للإسلام، وأن دينهم بُني على ذلك الكذب، وأنه ليس لهم أعداء يحقدون عليهم، ويسبونهم الليل والنهار أكثر من الصحابة رضي الله عنهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
وقد اتفق أهل العلم بالنقل، والرواية، والإسناد، على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب.
قال الشافعي: لم أر أحداً أشهد بالزور من الرافضة.
وقال محمد بن سعيد الأصبهاني: سمعت شريكاً يقول: احمل العلم عن كل من لقيتَ إلا الرافضة؛ فإنهم يضعون الحديث، ويتخذونه ديناً.
" منهاج السنّة " (1/ 59).
2. واعلم أنه لا يجوز للمسلم أن ينظر في مواقع أهل البدع عموماً، وأهل الرفض خصوصاً، ولا أن يقرأ كتبهم، إلا أن يكون متمكناً من دينه، وعلى علم بمداخل، ومخارج أهل الضلال.
وانظر في ذلك جواب السؤال رقم: (126041 ( http://islamqa.com/ar/ref/126041) ) .
ثانياً:
ما في الرابط المحال عليه في السؤال يؤكد ما قلناه من كون هذه الطائفة أكذب الفرق المنتسبة إلى الإسلام، وقد جمعوا مع كذبهم على دين الله: حقدهم العظيم على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وسبهم، وشتمهم، وتكفيرهم، وقذفهم لعائشة الطاهرة رضي الله عنها، فلا يعجب من يعلم ذلك عنهم عندما يقرأ مثل ذلك المقال المبني على الجهل، والكذب، والافتراء، فقد زعم كاتبه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حاول اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، وقتله! وأنه فشل في محاولتين، ونجح في الثالثة! بالاشتراك مع أبي بكر الصدِّيق، وحفصة بنت عمر، وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم جميعاً، والرد على هذا الزعم الضال يكون من وجوه إجمالية، وأخرى تفصيلية.
أما الرد من الوجوه الإجمالية:
1. ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه قد توفرت فرص كثيرة للصحابيين الجليلين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في الخلوة بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهما وزيراه، وصاحباه، وقد زوجاه من ابنتيهما، وصاحبه الصدِّيق في الهجرة من مكة إلى المدينة في رحلة استغرقت عشرة أيام، وقد كان هذا معروفاً عند المسلمين والكفار، ولذا فقد اختارهما الصحابة الأجلاء أمراء عليهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فأنَّى لعاقل أن يزعم أنه لم تتوفر لمثل هؤلاء الصحابة إلا فرصة أو فرصتان لقتل النبي صلى الله عليه وسلم! بل هي فرص كثيرة؛ فالزعم بأن أبا بكر وعمر أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم زعم باطل، يعلم قائله أنه سيصير أضحوكة بين العالَمين بسبب قوله الخبيث هذا، لكن لأنهم فقدوا الدين، والعقل، والحياء: فلم يعد يهمهم ما يقال عنهم، وكل همهم تفريغ حقدهم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والسعي في تشويه صورتهم، وأنَّى لعاقل يرى هؤلاء الرافضة وما فعلوه في المسلمين قتلاً وتشريداً، وما فعله سلفهم من الكيد والمكر في أهل السنَّة، أنَّى لعاقل أن يصدِّق ترهاتهم، وتنطلي عليه أكاذيبهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/395)
؟!.
2. وقد كانت الفرص لقتله صلى الله عليه وسلم من قبَل نسائه أكثر، وخاصة عائشة رضي الله عنها، والتي كان لها ليلتان مع النبي صلى الله عليه وسلم كل تسع ليالٍ؛ فقد وهبتها سودة رضي الله عنها ليلتها، والنبي صلى الله عليه وسلم كان زوجاً لهن، يختلي بهن، وينام على فراشهن، وكل تلك السنين لم تتوفر فرصة لهن لقتله صلى الله عليه وسلم؟! هكذا يفكر الرافضة، وهذه هي عقولهم التي رضوا بتأجيرها لأشياخهم الفرس، فراحوا يعبثون بها ذات اليمين، وذات الشمال، وراحوا يزينون لهم الباطل لتصديقه، والخرافة لجعلها حقيقة، والشرك لجعله توحيداً، والحمد لله الذي نزَّه عقول المسلمين من أن تتلوث بمثل هذه الأفكار، وقد أكرم الله عبيده بدين مطهَّر، وخصَّ نبيه صلى الله عليه وسلم بأشرف الناس بعد الأنبياء عليهم السلام لصحبته، وخصَّ أطهر النساء ليكنَّ زوجاتٍ له، وأمهات للمؤمنين، وإن مجرد التفكير بمثل تلك الترهات التي يزعمها الرافضة يبعث على الغثيان، فكيف أن تكون اعتقاداً ينام معها الواحد منهم ويقوم؟!.
وأما وجوه الرد التفصيلية:
1. فقد ذكر الكاتب الرافضي، والذي رضي لنفسه بكنية أخيه وشبيهه: " أبو لؤلؤة "! أن أول محاولة اغتيال للنبي صلى الله عليه وسلم من قبَل عمر كانت قبل أن يُسلم! فهل هذا الكاتب المجوسي يعي ما يقول ويكتب؟! إذ كيف يعد نية عمر – حال شركه - قتل النبي صلى الله عليه وسلم من " محاولات اغتياله "؟! لقد كان على دين مضاد للإسلام، وهو لمَّا يسلم بعد، فماذا تنتظر ممن هذا حاله؟ لقد اجتمع المشركون على قتاله صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة، وفي أكثر من غزوة، وهذا من الطبيعي أن يفعله من كان متلبساً بالشرك، وله أرباب كثيرون، مع من يدعو إلى التوحيد، ويسفِّه تلك الأرباب والآلهة.
وهذا كله على فرض صحة القصة الواردة في مقاله! والتي فيها خروج عمر متهددا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب المقطوع به: أنها قصة منكرة، ليس لها إسناد صحيح سالم من علَّة، وأنَّى للرافضة أن يكون لهم نصيب من علم التحقيق والأسانيد؟!.
فالقصة المذكورة المشهورة في إسلام عمر بعد أن كان يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم: رواها ابن سعد في " الطبقات " (3/ 267 – 269)، والدارقطني في " السنن " (1/ 123) مختصرة، والحاكم في " المستدرك " (4/ 59 - 60) من طريق إسحاق بن الأزرق، عن القاسم بن عثمان البصري، عن أنس به.
والقاسم بن عثمان البصري هذا هو علَّة الحديث.
قال الذهبي – رحمه الله - في ترجمته -:
القاسم بن عثمان البصري، عن أنس، قال البخاري: له أحاديث لا يتابع عليها.
قلت: حدَّث عنه إسحاق الأزرق بمتن محفوظ، وبقصة إسلام عمر؛ وهي منكرة جدّاً.
" ميزان الاعتدال " (3/ 375).
2. والمحاولة الثانية لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم كما يزعم الرافضي: حدثت بعد عودة النبي صلى الله عليه وسلم من " تبوك "، حيث تعرَّض له مجموعة من المنافقين، وأرادوا قتله صلى الله عليه وسلم بإلقائه من مكانٍ عالٍ، وقد نجَّاه الله تعالى من هذا، وكان المكان الذي تم فيه تلك المحاولة يقال له " العقَبة ".
قال ابن الجوزي – رحمه الله -:
هذا الحديث يشكل على المبتدئين؛ لأن أهل العقبة إذا أطلقوا: فإنما يشار بهم إلى الأنصار المبايعين له، وليس هذا من ذاك، وإنما هذه عقبة في طريق تبوك، وقف فيها قوم من المنافقين ليفتكوا به.
" كشف المشكل من حديث الصحيحين " (1/ 257).
والقصة صحيحة، لا إشكال فيها، لكن الرافضة الكذَبة زعموا أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا من أولئك المنافقين الذين حاولوا قتله صلى الله عليه وسلم، وهو زعم تافه، والوقت أنفس من أن يضيع في الرد عليه، لولا أننا نطمع بإسلام بعض من اغتر بالدين الرافضي، ونطمع بأن نثبت قلوب عامة أهل السنَّة على الحق الذي وفقهم الله لاتباعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/396)
روى مسلم (2779) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ ثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ: كَانَ بَيْنَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ وَبَيْنَ حُذَيْفَةَ بَعْضُ مَا يَكُونُ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ؛ كَمْ كَانَ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ؟، قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: أَخْبِرْهُ إِذْ سَأَلَكَ، قَالَ - يعني حذيفة -: كُنَّا نُخْبَرُ أَنَّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ، فَإِنْ كُنْتَ مِنْهُمْ فَقَدْ كَانَ الْقَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ، وَأَشْهَدُ بِاللهِ أَنَّ اثْنَيْ عَشَرَ مِنْهُمْ حَرْبٌ للهِ وَلِرَسُولِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ، وَعَذَرَ ثَلاثَةً، قَالُوا: مَا سَمِعْنَا مُنَادِيَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا عَلِمْنَا بِمَا أَرَادَ الْقَوْمُ، وَقَدْ كَانَ فِي حَرَّةٍ، فَمَشَى، فَقَالَ: إِنَّ الْمَاءَ قَلِيلٌ فَلا يَسْبِقْنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَوَجَدَ قَوْمَاً قَدْ سَبَقُوهُ، فَلَعَنَهُمْ يَوْمَئِذٍ.
انتهى
هذه خلاصة القصة، كما رواها مسلم رحمه الله، فهل يمكن لعاقل أن يصدِّق أن يترك أبو بكر وعمر رضي الله عنهما رفقة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يتلثمان، ويحاولان قتله؟! ولماذا لم يفعلا هذا قبل ذهابهما معه لـ " تبوك "؟ ولماذا لم يفعلا هذا أثناء خلوتهما بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهو عليهما يسير؟! وقد أوحى الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأسماء أولئك، وقد عذر منهم ثلاثة، فكيف يكون أولئك الأجلاء منهم ولا ينبه النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين منهم؟! وكيف يثني عليهما، ويأمر بتقديمهما، ويرضى صحبتهما ونسبهما؟! وكيف يبايع حذيفة رضي الله عنه ذينك الإمامين أبي بكر وعمر وهو يعلم أنهما من المنافقين؛ بل جزم لعمر رضي الله عنه أنه ليس من المنافقين، وقد كان عنده خبر المنافقين من النبي صلى الله عليه وسلم؟!
أسئلة كثيرة ترد إلى القلب الطاهر، والعقل الصريح، ولا جواب عليها إلا أن ما زُعم من الرافضة هو محض كذب، وافتراء، وإن عقلية المؤامرة التي يعيشون معها، ونفسية المريض التي يحيون بها، والعقيدة الخربة التي يعتقدونها، كل ذلك يدفعهم إلى إنشاء مثل تلك الخرافة غير المحبوكة، والتي يضحك منها العقلاء.
إن ناقل هذه القصة هو حذيفة رضي الله عنه، وهو يخبر بأن من قام بتلك الفعلة الشنيعة هم " أهل العقبة "، وأين أبو بكر وعمر منهم؟! وكيف يفعل الرافضة في الروايات التي صرَّحت بأسماء أولئك المنافقين وليس بينهم من ذكروا من الصحابة الأجلاء؟!.
قال ابن كثير – رحمه الله -:
وقد ترجم الطبراني في " مسند حذيفة " تسمية أصحاب " العقبة "، ثم روى عن علي بن عبد العزيز عن الزبير بن بكار أنه قال: هم مُعَتِّب بن قشير، ووديعة بن ثابت، وجد بن عبد الله بن نَبْتَل بن الحارث من بني عمرو بن عوف، والحارث بن يزيد الطائي، وأوس بن قَيْظِي، والحارث بن سُوَيْد، وسعد بن زرارة، وقيس بن فهد، وسويد وداعس من بني الحبلي، وقيس بن عمرو بن سهل، وزيد بن اللصيت، وسلالة بن الحمام، وهما من بني قينقاع أظهرا الإسلام.
" تفسير ابن كثير " (4/ 182، 183).
وقد لبَّس صاحب المقال على الناس بالنقل عن " ابن حزم " رحمه الله مرتين:
الأولى: زعمه أن " الوليد بن جُميع " له رواية يذكر فيها أسماء الصحابة الذين شاركوا في مؤامرة الاغتيال تلك، وبما أن ابن حزم يضعف هذا الرواي: فإنه يلزم قبول الرواية عند من يوثقه، ويحسن حديثه!.
والثانية: ذِكر كتاب ابن حزم المسمى بـ " المحلى " كأحد مصادر وجود تلك الرواية التي احتوت على أسماء أولئك الصحابة.
وهذا نص كلامه:
ابن حزم في " المحلى بالآثار " ج12 ح 2203 كتاب الحدود يقول:
" وأما حديث حذيفة: فساقط؛ لأنه من طريق الوليد بن جميع، وهو هالك! ولا نراه يعلم من وضع الحديث؛ فإنه قد روى أخباراً فيها أن أبا بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم: أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وآله، وإلقاءه من " العقبة " في " التبوك "!! ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/397)
نرى أن ابن حزم يُسقط الحديث لوليد بن جميع، والحال: أن وليد من رجال البخاري، ومسلم، وسنن أبي داود، وصحيح ترمذي، وسنن نسائي، والحال: أن كثيراً من كتب الرجال صرحوا بوثاقة! وليد بن جميع.
انتهى
والرد على ذلك من وجوه:
1. " الوليد بن جُميع " ليس من رجال البخاري؛ إذ لم يرو له في الصحيح حديثاً واحداً، بل روى له خارجه، ومثله لا يقال عنه " من رجال البخاري ".
2. أخطأ ابن حزم رحمه الله في وصف الوليد بالهلاك، وأعدل الأقوال فيه أنه " صدوق يهم " كما وصفه به الحافظ ابن حجر في التقريب.
وفي " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم (9/ 8):
عن الإمام أحمد وأبي زرعة أنهما قال فيه: " ليس به بأس "، وأن يحيى بن معين وثقه، وقال أبو حاتم الرازي: " صالح الحديث ".
3. لا يُعرف في الدنيا إسناد فيه ذِكر أولئك الصحابة الأجلاء أنهم اشتركوا في محاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم، وابن حزم يضعف ذلك الراوي أصلاً، قبل هذا الحديث، والمفهوم من كلامه رحمه الله أن وضع أسماء أولئك الصحابة كان مقحماً في إسناد الوليد الأصلي للحديث، وأنه لا دخل له به، ومما قاله ابن حزم رحمه الله في هذا الصدد: " ولا نراه يَعلم مَن وضع الحديث "، فالحديث بذكر أولئك الصحابة مكذوب قطعاً على الوليد بن جُمَيع رحمه الله، ومن هنا كان لا بدَّ من تبيه المسلمين على ما حذفه ذلك الرافضي من كلام ابن حزم رحمه الله، فإنه قال بعدها مباشرة:
" وهذا هو الكذب الموضوع، الذي يَلعن الله تعالى واضعَه، فسقط التعلق به، والحمد لله رب العالمين ".
" المحلى " (11/ 224).
فانظر كيف دلَّس، ولبَّس، في نقله عن ابن حزم رحمه الله، وهذا الدعاء الذي دعا به ابن حزم رحمه الله لا يمكن إلا أن يصيب رافضيّاً؛ لأنهم هم الذين يكذبون مثل هذه الأكاذيب، ويركبونها على أسانيد صحيحة، مشهورة.
4. ولو أننا جعلنا ذِكر أسماء المنافقين الذين ذكرهم الزبير بن بكار، والواردة أسماؤهم في رواية البيهقي في " دلائل النبوة " من الضعيف غير المقبول: فإننا نقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم استأمن حذيفة رضي الله عنه على أسمائهم، وهو أمين سر النبي صلى الله عليه وسلم، وكاتمه، فمِن أين عرفوا أسماء أولئك الملثمين من المنافقين الذين هموا بقتله صلى الله عليه وسلم؟! وللإجابة على هذا السؤال كذب الرافضة فزعموا أن حذيفة رضي الله عنه أخبر بأسمائهم! فانظر إليهم كيف جعلوا حذيفة خائناً للسر، وليس المهم عندهم إلا تحقيق مأربهم من الطعن في أجلاء الصحابة رضي الله عنهم، ولا يهمهم الثمن الذي يبذلونه من أجل ذلك.
قال ذلك الرافضي المجوسي في مقاله:
" وفي زمن حكم عثمان بن عفان صرَّح حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه بأسماء الذين حاولوا قتل النبي في العقبة، وكان منها أسماء أبو بكر، وعمر، وعثمان، وسعد بن أبي وقاص، وأبا موسى الاشعري، وأبو سفيان بن حرب، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف.
المصدر: " المحلى " لابن حزم الأندلسي ج 11 ص 225، و" منتخب التواريخ " ص 63 ".
انتهى كلامه بما فيه من أخطاء نحوية وركاكة.
والرد على هذا من وجوه مختصرة:
أ. أنتم بذلك جعلتم حذيفة رضي الله خائناً لسر النبي صلى الله عليه وسلم، ومن كان كذلك فهو حري أن لا يُقبل كلامه! وقد ائتمنه النبي صلى الله عليه وسلم عموماً بكتم أسماء المنافقين، وتحديداً أسماء هؤلاء، فكيف تترضون عنه مع خيانته للأمانة؟! وأما نحن فننزه حذيفة رضي الله عنه عن خيانة الأمانة، ونجزم بأنه لم يفعل ما تفترونه عليه.
ب. أين الرواية التي فيها إخبار حذيفة بأسماء من نوى قتل النبي صلى الله عليه وسلم؟! وما هو إسنادها؟.
ج. ما ذكروه هنا يؤكد ما قلناه من براءة " الوليد بن جمَيع " من الكذب، وذِكر أسماء أولئك الأجلاء من الصحابة، فروايته للحديث كانت خالية من الأسماء، والرافضة قد نسبوا الإخبار بتلك الأسماء لحذيفة رضي الله عنه! فليس توثيق الوليد يعني قبول الرواية التي فيها أسماء أولئك الصحابة – كما سبق ذِكره – فهو ليس موجوداً في إسنادها، بل الرواية نفسها ليست موجودة أصلاً!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/398)
د. إحالتهم على " المحلى " من التدليس، والتلبيس، فابن حزم رحمه الله كذَّب الرواية التي فيها ذِكر تلك الأسماء، وغير خافٍ على أحد عظيم كذب الرافضة.
هـ. إحالتهم على " منتخب التواريخ " ليس بنافعهم؛ لسبيين:
الأول: الكتاب مؤلفه محمد هاشم الخراساني، وهو رافضي خبيث، متأخر الوفاة (ت: 1352هـ)، فهو قريب العهد جدا من ذلك الكذاب الذي نناقشه.
الثاني: لا يقبل كلام أحد غير مسنَد، ولو كان ثمة إسناد لنقلوه فرحين.
5. لا يلزم من مخالفة الأئمة لابن حزم في الحكم على " الوليد بن جُميع " أن تكون الرواية التي فيها أسماء: أبي بكر، وعمر، وعثمان، ومن معهم: صحيحة؛ إذ لا وجود لها أصلاً، وإنما يلزم الأئمة قبول رواية مسلم التي فيها ذِكر الحادثة من طريق " الوليد "، ولا نعلم أحداً من المشتغلين بالحديث يقدِّم ابن حزم على مَن ذكرنا مِن أئمة الشأن مِن أهل الحديث.
6. وعليه: فثمة أمران:
الأول: الرواية الأصلية التي في صحيح مسلم من غير ذِكر أسماء أحد من المنافقين الذين هموا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم: ضعيفة عند ابن حزم؛ لضعف الوليد بن جُميع عنده، وقد سبق أن ضعفه في حديث حذيفة وأبيه عندما عاهدوا المشركين على عدم قتالهم في " بدر "، والحديث رواه مسلم أيضاً.
والثاني: الرواية التي فيها ذِكر أسماء من قام بتلك المحاولة، والتي فيها ذِكر أبي بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، وغيرهم: موضوعة، مكذوبة موضوعة، كما قال ابن حزم رحمه الله! وقد دعا رحمه الله على من افتراها، وجزم بكذبها، وليست علة الرواية هذه وجود الوليد بن جميع، وإنما افتراها كذاب مجهول، وألصقها برواية الوليد، وقد جزم ابن حزم رحمه الله بأن الوليد لا يعلم من وَضعها، وهو الذي نجزم به.
7. والعجيب عندنا هو أنه لا توجد رواية عند الرافضة في إثبات أن أبا بكر، وعمر، وعثمان، رضي الله عنهم حاولوا اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم في " عقبة تبوك "، ولم يجدوا ما يتعلقوا به غير كلام ابن حزم رحمه الله، ولنسمل عيونهم، ونرغم أنوفهم بهذا النقل عنه، لعلهم يكفوا عن الاستدلال بكلامه.
قال – رحمه الله -:
وأما قولهم – أي: النصارى - في دعوى الروافض تبديل القرآن: فإن الروافض ليسوا من المسلمين! إنما هي فرَقة حدثَ أولُّها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة، وكان مبدؤها: إجابة ممن خذله الله تعالى لدعوة مَن كاد الإسلام، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب، والكفر!!
وهي طوائف، أشدهم غلوّاً: يقولون بإلهية علي بن أبي طالب، وإلهية جماعة معه، وأقلهم غلوّاً: يقولون إن الشمس رُدَّت على علي بن أبي طالب مرتين، فقومٌ هذا أقل مراتبهم في الكذب: أيُستشنع منهم كذب يأتون به؟!.
وكل مَن لم يزجره عن الكذب ديانة، أو نزاهة نفس: أمكنه أن يكذب ما شاء، وكل دعوى بلا برهان: فليس يَستدل بها عاقل، سواء كانت له، أو عليه، ونحن إن شاء الله تعالى نأتي بالبرهان الواضح الفاضح لكذب الروافض فيما افتعلوه من ذلك.
" الفِصَل في الملل والأهواء والنِّحَل " (2/ 65) ط الخانجي، و (2/ 213) ط الجيل.
فسقط – بفضل الله – تعلق الرافضة المجوس بتلك الرواية غير الموجودة أصلاً، وتبين للناس أن ابن حزم رحمه الله يجزم بكذبها، فما نراه في مواقع الرافضة من تعلقهم بكلام ابن حزم رحمه الله قد تبين لهم وجهه، وأنه لا يفيدهم في إثبات دعواهم، والحمد لله رب العالمين.
ثالثاً:
أما المحاولة الثالثة لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، والتي نجحت بزعم الرافضة: فهي زعمهم أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما قد وضعتا السم في فم النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه مات نتيجة لذلك! وأن ذلك الفعل منهما كان بتحريض أبويهما: أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما.
وكان مما قاله ذلك الأفاك الأثيم:
" وهذه الروايات الموثقة في كتب الحديث عند أهل السنة تكشف أن هناك مؤامرة كبرى دبرها المخططون لقلب النظام الإسلامي، والسيطرة على دفة الحكم، وذلك لاغتيال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وتجريعه سمّاً على أنه دواء للشرب! ".
انتهى
وقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/399)
" والأرجح! أنَّ من نفذ هذه العملية هي عائشة وحفصة! زوجتا النبي صلى الله عليه وآله، وبتخطيط من عمر بن الخطاب، وأبي بكر، وأمرٍ منهما؛ حيث إن المستفيد الأكبر: هما، وهما اللذان تحققت أهدافهما، ومصالحهما بقتل النبي صلى الله عليه وآله ".
انتهى
وهذا نص الرواية، وكلام العلماء فيها، وأوجه الرد على الرافضة في زعمهم الكاذب:
عن عَائِشَة قالت: لَدَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ، وَجَعَلَ يُشِيرُ إِلَيْنَا (لَا تَلُدُّونِي)، فَقُلْنَا: كَرَاهِيَةُ الْمَرِيضِ بِالدَّوَاءِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: (أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَلُدُّونِي)، قُلْنَا: كَرَاهِيَةٌ لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ وَأَنَا أَنْظُرُ، إِلَّا الْعَبَّاسَ فَإِنَّهُ لَمْ يَشْهَدْكُمْ).
رواه البخاري (6501) ومسلم (2213).
وعن أَبي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: أَوَّلُ مَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ حَتَّى أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَتَشَاوَرَ نِسَاؤُهُ فِي لَدِّهِ، فَلَدُّوهُ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: (مَا هَذَا؟)، فَقُلْنَا: هَذَا فِعْلُ نِسَاءٍ جِئْنَ مِنْ هَاهُنَا - وَأَشَارَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ - وَكَانَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ فِيهِنَّ قَالُوا: كُنَّا نَتَّهِمُ فِيكَ ذَاتَ الْجَنْبِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (إِنَّ ذَلِكَ لَدَاءٌ مَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيَقْرَفُنِي بِهِ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا الْتَدَّ، إِلَّا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَعْنِي: الْعَبَّاسَ -).
قَالَ: فَلَقَدْ الْتَدَّتْ مَيْمُونَةُ يَوْمَئِذٍ، وَإِنَّهَا لَصَائِمَةٌ، لِعَزْمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رواه أحمد (45/ 460) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (3339).
اللّدود: هو الدواء الذي يُصب في أحد جانبي فم المريض، أو يُدخل فيه بأصبع وغيرها ويحنك به، وأما الوُجور: فهو إدخال الدواء في وسط الفم، والسُّعوط: إدخاله عن طريق الأنف.
وذات الجنب: ورمٌ حار يَعْرِضُ فى نواحى الجَنب فى الغشاء المستبطن للأضلاع.
ويلزم ذاتَ الجنب الحقيقى خمسةُ أعراض، وهى: الحُمَّى، والسعال، والوجع الناخس، وضيق النَّفَس، والنبضُ المنشاري.
ينظر: " زاد المعاد في هدي خير العباد " (4/ 81 – 83).
ولنا مع هاتين الروايتين وقفات:
1. إن مَن نقل هذه الحادثة للعالَم هو عائشة رضي الله عنها! فكيف تنقل للناس قتلها لنبيها، وزوجها، وحبيبها، صلى اله عليه وسلم؟! وكذلك روت الحادثةَ أم سلمة، وأسماء بنت عُمَيس، رضي الله عنهما، وكل أولئك متهمات في دينهن عند الرافضة، ومشاركات في قتله صلى الله عليه وسلم! ومع ذلك قبلوا روايتهن لهذا الحديث؛ فاعجبوا أيها العقلاء!
2. كيف عرف الرافضة المجوس مكونات الدواء الذي وضعته عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم؟!.
3. النبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن يوضع الدواء نفسه في فم كل من كان في الغرفة، إلا العباس رضي الله عنه، فلماذا مات هو صلى الله عليه وسلم منه، ولم يموتوا هم؟!.
4. لماذا لم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عمَّه العباس رضي الله عنه بما فعلوه من وضع السم في فمه صلى الله عليه وسلم حتى يقتص ممن قتله؟! إذا قلتم أخبره: فأين الدليل على إخباره، وإن قلتم: لم يخبره: فكيف علمتم أنه سمٌّ وليس دواء، والعباس نفسه لم يعلم؟!.
5. السم الذي وضعته اليهودية في الطعام الذي قُدِّم للنبي صلى الله عليه وسلم كُشف أمره من الله تعالى، وأخبرت الشاةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنها مسمومة، فلماذا لم يحصل معه صلى الله عليه وسلم الأمر نفسه في السمّ! الذي وضعته عائشة في فمه؟!.
6. لم يُعط الدواء للنبي صلى الله عليه وسلم من غير علَّة، بل أعطيه من مرضٍ ألمَّ به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/400)
7. لم يُعط النبي صلى الله عليه وسلم الدواء إلا بعد أن تشاور نساؤه رضي الله عنهن في ذلك الإعطاء.
8. لا ننكر أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم مات بأثر السم! لكن أي سم هذا؟ إنه السم الذي وضعته اليهودية للنبي صلى الله عليه وسلم في طعام دعته لأكله عندها، وقد لفظ صلى الله عليه وسلم اللقمة؛ لإخبار الله تعالى بوجود السم في الطعام، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أيامه أنه يجد أثر تلك اللقمة على بدنه، ومن هنا قال من قال من سلف هذه الأمة إن الله تعالى جمع له بين النبوة والشهادة.
والعجيب أن بعض الرافضة يُنكرون هذه الرواية، ويبرؤون اليهود من تلك الفعلة الدنيئة، مع تواتر الرواية، وصحة أسانيدها، ومع إخبار الله تعالى أن اليهود يقتلون النبيين، ومع ذلك برأتهم الرافضة! وغير خاف على مطلع سبب ذلك الدفاع عن اليهود من قبَل الرافضة، وما ذاك إلا لأن مؤسس هذا المذهب هو " عبد الله بن سبأ " اليهودي! فصار من الطبيعي أن يُبرَّأ اليهود مع صحة الرواية، وتلصق التهمة بأجلاء الصحابة مع عدم وجود مستند صحيح، ولا ضعيف!.
9. من الواضح في الرواية أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم لم يفهمن من نهي النبي صلى الله عليه وسلم بعدم لدِّه أنه نهي شرعي، بل فهموا أنه من كراهية المريض للدواء، وفهمهم هذا ليس بمستنكر في الظاهر، وقد صرَّحوا بهذا، وإن لم يكن لهم عذر عند النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الأصل هو الاستجابة لأمره صلى الله عليه وسلم، قد أخطؤوا في تشخيص دائه صلى الله عليه وسلم، لذا فقد ناولوه دواء لا يناسب علته.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
وإنما أنكر التداوى لأنه كان غير ملائم لدائه؛ لأنهم ظنوا أن به " ذات الجنب "، فداووه بما يلائمها، ولم يكن به ذلك، كما هو ظاهر في سياق الخبر، كما ترى.
" فتح الباري " (8/ 147، 148).
10. وهل اقتص منهم صلى الله عليه وسلم، أم أراد تأديبهم؟ الظاهر أن ما فعله صلى الله عليه وسلم من إلزامهم بتناول ذلك اللدود أنه من باب التأديب، ومما يدل على أنه ليس من باب القصاص: أنه لم يلزمهم بالكمية نفسها التي وضعوها له.
قال أبو جعفر الطحاوي – رحمه الله -
فإن قال قائل: فهل كان ما أمر أن يُفعل قصاصاً ممن أمر أن يفعل ذلك به مما فعلوه به؟ قيل له: قد يحتمل أن يكون ذلك كان منه على العقوبة، والتأديب , حتى لا يَعُدن إلى مثله , ومما يدل على أن ذلك ليس على القصاص: أنه لم يَأمر أن يُلدُّوا بمقدار ما لَدُّوه به من الدواء؛ لأنه لو كان قصاصاً: لأمر أن يُلدوا بمقدار ما لَدوه به، لا بأكثر منه.
" شرح مشكل الآثار " (5/ 198).
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:
والذي يظهر أنه أراد بذلك تأديبهم؛ لئلا يعودوا، فكان ذلك تأديباً، لا قصاصاً، ولا انتقاماً.
" فتح الباري " (8/ 147).
11. الاشتباه بنوع مرضه صلى الله عليه وسلم: محتمل؛ لأن كلاًّ منهما – أي: ما كان فيه صلى الله عليه وسلم من مرض، وما ظنوه – له الاسم نفسه، فكلاهما يُطلق عليه " ذات الجنب "، وكلاهما له مكان الألم نفسه، وهو " الجنب ".
قال ابن القيم – رحمه الله -:
وذاتُ الجنب عند الأطباء نوعان: حقيقي، وغيرُ حقيقي، فالحقيقي: ورمٌ حار يَعْرِضُ في نواحي الجَنب، في الغشاء المستبطن للأضلاع، وغير الحقيقي: ألم يُشبهه يَعْرِضُ في نواحي الجنبِ، عن رياح غليظة، مؤذيةٍ، تحتقِن بين الصِّفاقات – وهي الأغشية التي تغلف أعضاء البطن -، فتُحْدِث وجعاً قريباً من وجع ذات الجنب الحقيقي، إلا أن الوجعَ فى هذا القسم ممدودٌ، وفي الحقيقي ناخسٌ.
وقال:
والعلاج الموجود في الحديث: ليس هو لهذا القسم، لكن للقسم الثاني الكائن عن الريح الغليظة، فإنَّ القُسْطَ البحري - وهو العود الهندى على ما جاء مفسَّراً فى أحاديث أُخَر - صِنفٌ من القُسْط، إذا دُقَّ دقاً ناعماً، وخُلِط بالزيت المسخن، ودُلِكَ به مكانُ الريح المذكور، أو لُعِق: كان دواءً موافقاً لذلك، نافعاً له، محلِّلاً لمادته، مُذْهِباً لها، مقويّاً للأعضاء الباطنة، مفتِّحاً للسُّدد، والعودُ المذكور فى منافعه كذلك.
" زاد المعاد في هدي خير العباد " (4/ 81، 82).
فهنَّ رضي الله عنهن اعتقدن أن مرضه صلى الله عليه وسلم هو الأول الحقيقي، وهو الذي استبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبتليه الله به، وقد ناولوه دواء المرض الآخر، وكان الدواء هو " القُسط الهندي " وقد دقوه وخلطوه بزيت – كما في رواية الطبراني -، وهو مفيد لمن تناوله حتى لو لم يكن به مرض، لذا فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم كل من شارك في إعطائه له، ومن رضي به: أمر أن يلد به! ولو كان فيه ضرر لم يكن ليأمر بذلك صلى الله عليه وسلم.
12. ليس في الروايتين – ولا في غيرها – ذِكرٌ لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وإنما الذي تشاور في الأمر هم نساؤه رضي الله عنهن، ولا فيهما أن عائشة وحفصة استشارتا أبويهما في ذلك التصرف.
وبما سبق يتبين – بفضل الله وتوفيقه – عدم ثبوت أيٍّ من مزاعم ذلك الرافضي، ومثله ما زعمه من سمِّي " نجاح الطائي " في كتابه الهالك " هل اغتيل النبي محمَّد ".
ولقد تبين لنا، كلما رددنا على الرافضة شبهة من شبهاتهم، ضحالة تفكيرهم، وسوء معتقدهم، كما تبين لنا قوة أهل السنَّة في حجتهم، وصحة أدلتهم، واستدلالاتهم، وهي نعمة عظيمة منَّ الله بها أن أخرجنا من الظلمات إلى النور، وأن رزقنا منهجاً سليماً، وطريقاً مستقيماً، وأبان لنا المحجة، وأنار لنا الدرب، فلا يزيغ عن الطريق بعد ذلك إلا هالك.
والله أعلم
http://www.islam-qa.com/ar/ref/131386
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/401)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:57 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[محمود المصري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 08:41 ص]ـ
نفع الله بكم شيخ إحسان وبما تنقلون
قال ذلك الرافضي المجوسي في مقاله:
" وفي زمن حكم عثمان بن عفان صرَّح حذيفة بن اليمان رضوان الله عليه بأسماء الذين حاولوا قتل النبي في العقبة، وكان منها أسماء أبو بكر، وعمر، وعثمان، وسعد بن أبي وقاص، وأبا موسى الاشعري، وأبو سفيان بن حرب، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف.
وفي هذا -كما في غالب شبهاتهم التي يطرحون- طعن في علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فإن علم في خلافة عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن أبا موسى من المنافقين الذين حاولوا قتل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلماذا قبله علي حكما في قضية التحكيم التي ينقلون, ولماذا لم يرده ويبين للناس الذين أرادوا حكم أبا موسى ما فعل
أعلي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عندهم ممن يقبل بحكم المنافقين؟! بل هل علي عندهم ممن يقبل بتحكيم من حاول إغتيال نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:04 م]ـ
جزاكما الله خيراً
وأحسنت أخي محمود(112/402)
رجل أصم أبكم أعمى (داعية)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:19 ص]ـ
فايز الثبيتي شاب سعودي
هو حالة نادرة .. فهو أصم .. وأبكم .. وأعمى ..
لكنه مع هذا مليئ بالثقة في الله
والقدرة على تحمل المشاق والصعاب وتجاوزها ..
حمل هم الدعوة إلى الله .. وأصبح داعية يدعو إلى الله بأسلوب دعوي وخطابي رائع جداً ..
ويحفظ الأذكار ويتقن حفظ القرآن وذلك عن طريق كتابتها على يده ومن ثم بورقة وإعادة كتابتها عدة مرات حتى أتقن الحفظ!!
لا يتخلف عن الصلاة في المسجد على الرغم من المصاعب والمخاطر التي يواجهها من هم بمثل حالته ..
شاهد هذا التقرير من قناة المجد عن فايز
( http://www.nayefbinmamdooh.com/files/fayezalthbeety.rv)
المصدر: موقع الأمير نايف بن ممدوح بن عبد العزيز آل سعود ( http://www.nayefbinmamdooh.com/news/3144.html)
ـ[فيصل الهمداني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:10 م]ـ
الله أكبر
همة عالية من الشيخ فايز الثبيتي.
وجزاك الله خير أخ أبو زارع على طرح هذا الموضوع المهم.
لي قريب أصم وأبكم رجل صالح ,, ولكن المشكلة أني لا أقدر أن أفسر لة آية أو أشرح لة حديث (عن طريق التواصل بالأشارة) ,,
فنتمنى أّذا وجد دروس خاصة أو مقاطع أن يفيدنا أحد الأخوة.
لأني ألاحظ فيهم الجد والأجتهاد في معرفة أمور الدين ..
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:15 م]ـ
و لكن، كيف أصمّ و أبكم و يمكنه التعلم؟؟؟
فالتعلم عادةً - من أسبابه - السمع أو البصر أو كلاهما معًا.
فإذا كان فاقدًا للاثنين معًا فمن أين (تدخل) المعلومة عقله؟؟؟
أفيدونا أفادكم الله.
ـ[أبو السها]ــــــــ[25 - 06 - 09, 10:02 م]ـ
و لكن، كيف أصمّ و أبكم و يمكنه التعلم؟؟؟
فالتعلم عادةً - من أسبابه - السمع أو البصر أو كلاهما معًا.
فإذا كان فاقدًا للاثنين معًا فمن أين (تدخل) المعلومة عقله؟؟؟
أفيدونا أفادكم الله.
بلغة الإشارة عن طريق أطراف الأصابع
ـ[أبو السها]ــــــــ[25 - 06 - 09, 10:22 م]ـ
يقول صاحب القصة، وهو من أهل المدينة النبوية: أنا شاب في السابعة والثلاثين من عمري، متزوج، ولي أولاد. ارتكبتُ كل ما حرم الله من الموبقات. أما الصلاة فكنت لا أؤديها مع الجماعة إلا في المناسبات فقط مجاملة للآخرين، والسبب أني كنت أصاحب الأشرار والمشعوذين، فكان الشيطان ملازماً لي في أكثر الأوقات.
كان لي ولد في السابعة من عمره، اسمه مروان، أصم أبكم، لكنه كان قد رضع الإيمان من ثدي أمه المؤمنة. كنت ذات ليلة أنا وابني مروان في البيت، كنت أخطط ماذا سأفعل أنا والأصحاب، وأين سنذهب. كان الوقت بعد صلاة المغرب، فإذا ابني مروان يكلمني (بالإشارات المفهومة بيني وبينه) ويشير لي: لماذا يا أبتي لا تصلي؟! ثم أخذ يرفع يده إلى السماء، ويهددني بأن الله يراك .. وكان ابني في بعض الأحيان يراني وأنا أفعل بعض المنكرات، فتعجبتُ من قوله. وأخذ ابني يبكي أمامي، فأخذته إلى جانبي لكنه هرب مني، وبعد فترة قصيرة ذهب إلى صنبور الماء وتوضأ، وكان لا يحسن الوضوء لكنه تعلم ذلك من أمه التي كانت تنصحني كثيراً ولكن دون فائدة، وكانت من حفظة كتاب الله. ثم دخل عليّ ابني الأصم الأبكم، وأشار إليّ أن انتظر قليلاً .. فإذا به يصلي أمامي، ثم قام بعد ذلك وأحضر المصحف الشريف ووضعه أمامه وفتحه مباشرة دون أن يقلب الأوراق، ووضع إصبعه على هذه الآية من سورة مريم: ((يا أبتِ إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا)) ثم أجهش بالبكاء، وبكيت معه طويلاً، فقام ومسح الدمع من عيني، ثم قبل رأسي ويدي، وقال لي بالإشارة المتبادلة بيني وبينه ما معناه: صل يا والدي قبل أن توضع في التراب، وتكون رهين العذاب .. وكنت – والله العظيم – في دهشة وخوف لا يعلمه إلا الله، فقمت على الفور بإضاءة أنوار البيت جميعها، وكان ابني مروان يلاحقني من غرفة إلى غرفة، وينظر إليّ باستغراب، وقال لي: دع الأنوار، وهيا إلى المسجد الكبير – ويقصد الحرم النبوي الشريف – فقلت له: بل نذهب إلى المسجد المجاور لمنزلنا. فأبى إلا الحرم النبوي الشريف، فأخذته إلى هناك، وأنا في خوف شديد، وكانت نظراته لا تفارقني ألبتّه ...
ودخلنا الروضة الشريفة، وكانت مليئة بالناس، وأقيم لصلاة العشاء، وإذا بإمام الحرم يقرأ من قول الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحدِ أبداً ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم)) {النور: 21} فلم أتمالك نفسي من البكاء، ومروان بجانبي يبكي لبكائي، وفي أثناء الصلاة أخرج مروان من جيبي منديلاً ومسح به دموعي، وبعد انتهاء الصلاة ظللتُ أبكي وهو يمسح دموعي، حتى أنني جلست في الحرم مدة ساعة كاملة، حتى قال لي ابني مروان: خلاص يا أبي، لا تخف .... فقد خاف علي من شدة البكاء.
وعدنا إلى المنزل، فكانت هذه الليلة من أعظم الليالي عندي، إذ ولدتُ فيها من جديد. وحضرتْ زوجتي، وحضر أولادي، فأخذوا يبكون جميعاً وهم لا يعلمون شيئاً مما حدث، فقال لهم مروان: أبي صلى في الحرم. ففرحتْ زوجتي بهذا الخبر إذ هو ثمرة تربيتها الحسنة، وقصصتُ عليها ما جرى بيني وبين مروان، وقلتُ لها: أسألك بالله، هل أنت أوعزتِ له أن يفتح المصحف على تلك الآية؟ فأقسمتْ بالله ثلاثاً أنها ما فعلتْ. ثم قالت لي: احمد الله على هذه الهداية. وكانت تلك الليلة من أروع الليالي. وأنا الآن – ولله الحمد – لا تفوتني صلاة الجماعة في المسجد، وقد هجرت رفقاء السوء جميعاً، وذقت طعم الإيمان .. فلو رأيتَني لعرفتَ ذلك من وجهي. كما أصبحتُ أعيش في سعادة غامرة وحب وتفاهم مع زوجتي وأولادي وخاصة ابني مروان الأصم الأبكم الذي أحببته كثيراً، كيف لا وقد كانت هدايتي على يديه.
,,,,,,,,,,,,,,,, أخوكم / أبو مروان المدينة المنورة
من كتاب العائدون إلى الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/403)
ـ[فيصل الهمداني]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:34 ص]ـ
قصة رائعة , بارك الله فيك.
لديهم هم عالية ولكن نحن مقصرين معهم.
ألا يوجد موقع أسلامي خاصة لأخواننا.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[26 - 06 - 09, 10:07 ص]ـ
ربما يصلح هذا الموقع لتعلم لغة الإشارات و التفاهم مع إخوانك:
http://www.menasy.com/
" القاموس الإشاري العربي للصمّ"
ـ[وليد عبدالله]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(112/404)
الآن// [تفسير سورة الفاتحة] للشيخ أبي أويس محمد بوخبزة الحسني
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:38 ص]ـ
تفسير سورة الفاتحة
للشيخ العلامة
أبي أويس محمد بوخبزة الحسني
http://img44.imageshack.us/img44/7062/aaanvx.gif
الحمد لله ...
(سورة الفاتحة) مكية وآياتها سبع. (بين يدي السورة)
القراءات:
المرضي المتلقى عن السلف والخلف والموافق للذكر الحكيم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم جهراً عند ابتداء التلاوة، ومعنى الاستعاذة: الطلب أن يعيذنا الله من وساوس الشيطان وتخليطه وإلهائه عن التدبر وإخلاص النيّة، والشيطان: إبليس، ووزنه فعلان أو فيعان، الأول من تشيط النار، أي: إلتهابها، لأنه خلق منها، والثاني: من شطن إذا بَعُدَ، وهو بعيد من رحمة الله باللعنة، والرجيم أي المرجوم المطرود من الرحمة، لأنه رُجم باللعنة أو لأنه مرجوم بالشهب أي مرمي بها (جَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَيَاطِين) وهناك روايات بصيغ أخرى لا نطيل بها ..... (التتمة في الملف المرفق)
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[08 - 07 - 09, 04:44 م]ـ
روابط إضافية من رفع أحد الإخوة جزاهم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
:: تفسير نفيس::
http://img44.imageshack.us/img44/7062/aaanvx.gif
http://img44.imageshack.us/img44/7062/aaanvx.gif
[[ تفسير سورة الفاتحة]]
للشيخ العلامة
أبي أويس محمد بوخبزة الحسني
حفظه الله تعالى
للتحميل:
pdf
روابط مباشرة
http://www.picdo.net/Fichiers/2e3d32.../al-fatiha.pdf (http://www.picdo.net/Fichiers/2e3d32e482662785006943de4b09de/al-fatiha.pdf)
http://www.picdo.net/Fichiers/37a6b3.../al-fatiha.pdf (http://www.picdo.net/Fichiers/37a6b3fd1346270c777794adfc177fd5/al-fatiha.pdf)
http://www.picdo.net/Fichiers/048398.../al-fatiha.pdf (http://www.picdo.net/Fichiers/0483983af825046b5555e98239f646b3/al-fatiha.pdf)
http://www.picdo.net/Fichiers/4df546.../al-fatiha.pdf (http://www.picdo.net/Fichiers/4df546a47f31972128a55e5c21ae/al-fatiha.pdf)
http://www.picdo.net/Fichiers/263eb3.../al-fatiha.pdf (http://www.picdo.net/Fichiers/263eb3ec83cf268d777f933eeb1768dd/al-fatiha.pdf)
روابط غير مباشرة
http://www.zshare.net/download/61848178e6f31e3b/
http://www.zshare.net/download/61848332c08f9b48/
http://www.zshare.net/download/618485486b980aa7/
http://www.badongo.com/file/15665589
http://www.badongo.com/file/15665454
http://www.badongo.com/file/15665514
http://www.megaupload.com/?d=HHBOFFYX
http://www.megaupload.com/?d=HHBOFFYX
http://www.megaupload.com/?d=HHBOFFYX
http://depositfiles.com/en/files/uldc5juit
http://depositfiles.com/en/files/xizv7id5c
http://depositfiles.com/en/files/m8klz73r2
http://rapidshare.com/files/24854047...atiha.pdf.html (http://rapidshare.com/files/248540478/al-fatiha.pdf.html)
http://rapidshare.com/files/24854185...atiha.pdf.html (http://rapidshare.com/files/248541851/al-fatiha.pdf.html)
http://rapidshare.com/files/24854351...atiha.pdf.html (http://rapidshare.com/files/248543514/al-fatiha.pdf.html)
لا تنسونا من صالح الدعاء ...
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[20 - 08 - 09, 05:52 م]ـ
يُرفع .....(112/405)
هل مس المرأة ينقض الوضوء؟
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:23 ص]ـ
السلام عليكم
استغربت بعض الأحاديث و الأفكار المتناقلة بين الإخوة المسلمون في جامعتي .. و هو مثلا عند مصافحة مرأة أجنبيه فإنه عليه أن يتوضأ! أو عند لمس لمجرد اللمس لأي مرأة فإنه يتوضأ ..
هل هناك ما يدل على وجوب الوضوء و أن مس المرأة يوجب إعادة الوضوء؟
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:05 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
http://www.google.com.sa/search?hl=ar&q=%22%D9%85%D8%B3+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D 8%A9+%D9%8A%D9%86%D9%82%D8%B6%22&meta=&aq=f&oq=
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:50 ص]ـ
مذهب أبي حنيفة لا ينقض الوضوء إلا إذا تجردا من ثيابهما متعانقين
قال ابن نجيم (بحر الرائق)
أَيْ مَسُّ بَشَرَةِ الْمَرْأَةِ لَا يَنْقُضُ الْوُضُوءَ مُطْلَقًا سَوَاءٌ كَانَ بِشَهْوَةٍ أَوْ لَا ... وَلَهُ فِي الْمَلْمُوسِ قَوْلَانِ أَصَحُّهُمَا النَّقْضُ إلَّا إذَا لَمَسَ ذَاتَ رَحِمٍ مَحْرَمٍ أَوْ صَغِيرَةً لَا تُشْتَهَى فَإِنَّهُ لَا يَنْقُضُ عَلَى الْأَصَحِّ بِخِلَافِ الْعَجُوزِ فَالصَّحِيحُ النَّقْضُ
قال ابن الهمام (فتح القدير)
يَجِبُ الْوُضُوءُ مِنْ الْمُبَاشَرَةِ الْفَاحِشَةِ.
وَهِيَ أَنْ يَتَجَرَّدَا مَعًا مُتَعَانِقَيْنِ مُتَمَاسِّي الْفَرْجَيْنِ، وَعَنْ مُحَمَّدٍ لَا إلَّا أَنْ يَتَيَقَّنَ خُرُوجَ شَيْءٍ.
و مذهب الشافعي هو النقض مطلقا, راجع في ذلك المجموع.
و ذهب المالكية و الحنابلة إلى التفريق بين المس بشهوة و بغير شهوة.
-قال الشيخ عبد الرحمان السحيم (فتوى للشيخ)
هذه المسألة اخْتَلَف فيها السَّلف اختلافا كبيرا
فالمذاهب فيها ثلاثة:
المذهب الأول: أن مُجرّد مسّ المرأة ناقض للوضوء، وهذا القول مَحجُوج بما ثبت في الصحيحين من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - وَرِجْلايَ فِي قِبْلَتِهِ - فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي , فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، وإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا، وَالْبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيحُ.
المذهب الثاني: أن المسّ بِشَهوة ناقض للوضوء، وهذا القول مَحجُوج بما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَبَّلَ بعض نسائه ثم خَرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه.
وأصحاب هذا القول ضعّفوا هذا الحديث.
وقد أطال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تخريج هذا لحديث في تحقيقه وشَرْحِه لِجامِع الترمذي، وقد صَحّح الحديث، وقال عَقب تخريجه: وهذا هو التحقيق الصحيح في تَعليل الأحاديث مِن غير عَصبيّة لِمَذْهَب، ولا تَقليد لأحَد. اهـ.
المذهب الثالث: أن الذي ينقض الوضوء هو الْجِماع، وهو المقصود بالملامَسَة في الآية.
وبهذا قال عُمر وقال ابن مسعود، وهو قول ابن عباس رضي الله عنهم.
وهو قول مسروق بن الأجدع والحسن البصري وعطاء بن أبي رباح وطاوس اليماني.
روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عبيد بن عمير وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح اخْتَلَفُوا في الْمُلامَسَة، فقال سعيد وعطاء: هو اللمس والغمز، وقال عبيد بن عمير: هو النِّكَاح، فَخَرَجَ عليهم عبد الله بن عباس - وهم كذلك - فسألوه، وأخبروه بما قالوا، فقال: أخطأ الْمَولَيان وأصاب العربي، هو الجماع، ولكن الله يُعِفّ ويَكْني.
وقال ابن عباس: ما أبالي أقَبّلْتُ امْرَأتي أو شَمَمْتُ رَيحانا
وبهذا قال أبو حنيفة وأصحابه والثوري وسائر الكوفيين إلا ابن حَيّ
ورووا عن علي بن أبي طالب مثل ذلك. أفاده ابن عبد البر في الاستذكار.
وهذا القول هو الراجح – إن شاء الله – لما جاء عنه عليه الصلاة والسلام أنه يُقبِّل ثم يُصلي ولا يتوضأ.
وهذا الذي رجّحه ابن جرير في تفسير قوله تعالى: (أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ)، حيث قال: وأوْلى القولين في ذلك بالصواب، قَول مَن قال: عَنى الله بقوله: (أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ): الْجِمَاع دون غيره مِن مَعاني اللمْس، لِصِحَّةِ الْخَبَر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قَبَّل بَعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ.
قال الشيخ أحمد شاكر: وأما أصل الباب ومَرْجِع الخلاف فهو: هل يَجب الوضوء مِن مَسّ المرأة؟
ذَهَب بعض الصحابة والتابعين ومن تبِعهم من الفقهاء والْمُحدِّثين إلى الوجوب، وذَهَب بعض الصحابة ومن بعدهم إلى عدم الوجوب، وهو الصحيح الراجِح.
وإيجاب الوضوء على مَن مسّ امرأته بشهوة أو قَبَّلَها يَحتاج إلى دليل، ولا دليل عليه إلا ما جاء في الآية، والآية فسّرها تُرجمان القرآن – ابن عباس – بـ " الْجِمَاع ".
فتحصّل من هذا أن مَسّ المرأة لا يَنقُض الوضوء.
وكذلك تَقبيل الرَّجُل امْرأته، والمرأة زوجها؛ كل ذلك لا ينقض الوضوء.
والله تعالى أعلم.(112/406)
من حكم الاستعاذة من الشيطان عند التلاوة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:56 ص]ـ
قال الامام ابن القيم رحمه الله
فأمر سبحانه بالاستعاذة به من الشيطان عند قراءة القرآن وفي ذلك وجوه:
منها: أن القرآن شفاء لما في الصدور يذهب لما يلقيه الشيطان فيها من الوساوس والشهوات والإرادات الفاسدة فهو دواء لما أمره فيها الشيطان فأمر أن يطرد مادة الداء ويخلى منه القلب ليصادف الدواء محلا خاليا فيتمكن منه ويؤثر فيه كما قيل:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى % فصادف قلبا خاليا فتمكنا
فيجيء هذا الدواء الشافي إلى القلب قد خلا من مزاحم ومضاد له فينجع فيه
ومنها: أن القرآن مادة الهدى والعلم والخير في القلب كما أن الماء مادة النبات والشيطان نار يحرق النبات أولا فأولا فكلما أحس بنبات الخير من القلب سعى في إفساده وإحراقه فأمر أن يستعيذ بالله عز وجل منه لئلا يفسد عليه ما يحصل له بالقرآن
والفرق بين هذا الوجه والوجه الذي قبله أن الاستعاذة في الوجه الأول لأجل حصول فائدة القرآن وفي الوجه الثاني لأجل بقائها وحفظها وثباتها
وكأن من قال: إن الاستعاذة بعد القراءة لاحظ هذا المعنى وهو لعمر الله ملحظ جيد إلا أن السنة وآثار الصحابة إنما جاءت بالاستعاذة قبل الشروع في القراءة وهو قول جمهور الأمة من السلف والخلف وهو محصل للأمرين
ومنها: أن الملائكة تدنو من قارىء القرآن وتستمع لقراءته كما في حديث أسيد بن حضير لما كان يقرأ ورأى مثل الظلة فيها مثل المصابيح فقال عليه الصلاة والسلام: تلك الملائكة والشيطان ضد الملك وعدوه فأمر القارىء أن يطلب من الله تعالى مباعدة عدوه عنه حتى يحضره خاص ملائكته فهذه منزلة لا يجتمع فيها الملائكة والشياطين ومنها: أن الشيطان يجلب على القارىء بخيله ورجله حتى يشغله عن المقصود بالقرآن وهو تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد به المتكلم به سبحانه فيحرص بجهده على أن يحول بين قلبه وبين مقصود القرآن فلا يكمل انتفاع القارىء به فأمر عند الشروع أن يستعيذ بالله عز وجل منه
ومنها: أن القارىء يناجي الله تعالى بكلامه والله تعالى أشد أذنا للقارىء الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته والشيطان إنما قراءته الشعر والغناء فأمر القارىء أن يطرده بالاستعاذة عند مناجأة الله تعالى واستماع الرب قراءته
ومنها: أن الله سبحانه أخبر أنه ما أرسل من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته)
والسلف كلهم على أن المعنى: إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته قال الشاعر في عثمان:
تمنى كتاب الله أول ليله % وآخره لاقى حمام المقادر
فإذا كان هذا فعله مع الرسل عليهم السلام فكيف بغيرهم ولهذا يغلط القارىء تارة ويخلط عليه القراءة ويشوشها عليه فيخبط عليه لسانه أو يشوش عليه ذهنه وقلبه فإذا حضر عند القراءة لم يعدم منه القارىء هذا أو هذا وربما جمعهما له فكان من أهم الأمور: الاستعاذة بالله تعالى منه
ومنها: أن الشيطان أحرص ما يكون على الإنسان عندما يهم بالخير أو يدخل فيه فهو يشتد عليه حينئذ ليقطعه عنه
وفي الصحيح عن النبي إن شيطانا تفلت على البارحة فأراد أن يقطع على صلاتي الحديث وكلما كان الفعل أنفع للعبد وأحب إلى الله تعالى كان اعتراض الشيطان له أكثر
وفي مسند الإمام أحمد من حديث سبرة بن أبي الفاكه أنه سمعه يقول: إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرافه فقعد له بطريق الإسلام فقال: أتسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك فعصاه(112/407)
ما الفتوى في هذه المسألة؟
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الفتوى في إتمام العمرة للصبي، ولو ترك الولي إتمامها له ما ذا عليه؟ لو كان في الإجابة إحالة على مصدر فبها ونعمت
جزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:31 م]ـ
يسأل عن إحرام الصبيان
إذا أحرمت بابني الصغير، ثم واجهتنا صعوبات الزحام، ونحو ذلك مما هو مشاهد في الحج، في هذه الأيام، فهل لنا أن نفسخ إحرامه، بعد ما تلبس به؟ وما الذي يلزمنا حينما نفسخه؟.
الحمد لله
قد سبق بيان مشروعية حج الصغير، وبيان أن هذه الحجة لا تجزئه عن حجة الإسلام، وسبق بيان ما يفعله الولي بصبيه، [انظر الأسئلة 13636 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=13636)، 36862 (http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=36862)، 14621 (http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=14621)] .
ومع ذلك فينبغي أن يراعي الولي ظروف الوقت الذي يريد أن يحرم فيه بالصبي؛ فإن كان في وقت لا يشق فيه الإحرام بالصبي، لقلة الزحام، ونحو ذلك، فإنه يحرم به، وإن كان في وقت يشق فيه الإحرام بالصبي، لشدة الزحام في الحج، أو العمرة في رمضان، أو ضعف وليه، ونحو ذلك، فالأولى في حقه ألا يحرم به؛ لأنه ربما يشغله عن أداء نسكه الذي هو مطالب به على الوجه الأكمل. انظر الشرح الممتع 7/ 24.
لكن كثيرا من الأولياء لا يحسنون تقدير هذه الصعوبات، أو يغلب على ظنهم أنهم يستطيعون تحملها، ثم يكون الأمر على خلاف ما قدروه، وربما لم يتحمل الصبي نفسه البقاء في الإحرام، ويشق على الولي أن يلزمه بالاستمرار فيه، فما الحكم في هذه الحالة؟
قال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله:
المشهور من المذهب [يعني مذهب الحنابلة] أنه يلزمه الإتمام؛ لأن الحج والعمرة يجب إتمام فعلهما.
والقول الثاني، وهو مذهب أبي حنيفة، رحمه الله تعالى، أنه لا يلزمه الإتمام؛ لأنه غير مكلف، ولا ملزم بالواجبات.
وهذا القول هو الأقرب للصواب، وهو ظاهر ما يميل إليه صاحب الفروع [يعني ابن مفلح، تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية].
وعلى هذا له أن يتحلل، ولا شيء عليه، وهو في الحقيقة أرفق بالناس؛ لأنه ربما يظن الولي أن الإحرام بالصبي سهل، ثم يكون على خلاف ما يتوقع، فتبقى المسألة مشكلة، وهذا يقع كثيرا من الناس اليوم، فإذا أخذنا بهذا القول، الذي هو أقرب للصواب لعلته الصحيحة، زالت عنا هذه المشكلة.) الشرح الممتع 7/ 25، وانظر الفتاوى 22/ 148.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/49028/ الصبي
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:29 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الإفادة وبارك الله فيك(112/408)
ـ الإشكالات التي وقعت للحافظ ابن حجر في فتح الباري جمعا وإجابة.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:50 م]ـ
ـ الإشكالات التي وقعت للحافظ ابن حجر في فتح الباري جمعا وإجابة.
ـ خاطرة أبحتُ بها ليُفيد الأخوة الباحثون بارك الله فيهم.
ـ وقد مَرَّ علي شيء من ذلك لكن الهمة في جمعها قصرت والله المستعان.
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:32 م]ـ
فكرة جيدة
ولي اهتمام خاص بابن حجر، لا سيما الفتح وهدي الساري
فلعلي أعود لأعد العدة
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 04:58 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل وأعانك فيما تريد من نفع.
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[28 - 06 - 09, 06:18 م]ـ
إشكال: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء ليلة الإسراء هل هي منام أو يقظة؟
قال ابن حجر في فتح الباري - دار المعرفة - (6/ 487)
إن كان مناما فلا إشكال فيه وإن كان في اليقظة ففيه إشكال وقد تقدم في الحج ويأتي في اللباس من رواية بن عون عن مجاهد عن بن عباس في حديث الباب من الزيادة وأما موسى فرجل آدم جعد على جمل أحمر مخطوم بخلبة كأني أنظر إليه إذا انحدر في الوادي وهذا مما يزيد الإشكال وقد قيل عن ذلك أجوبة أحدها أن الأنبياء أفضل من الشهداء والشهداء أحياء عند ربهم فكذلك الأنبياء فلا يبعد أن يصلوا ويحجوا ويتقربوا إلى الله بما استطاعوا ما دامت الدنيا وهي دار تكليف باقية ثانيها أنه صلى الله عليه و سلم أرى حالهم التي كانوا في حياتهم عليها فمثلوا له كيف كانوا وكيف كان حجهم وتلبيتهم ولهذا قال أيضا في رواية أبي العالية عن بن عباس عند مسلم كأني أنظر إلى موسى وكأني أنظر إلى يونس ثالثها أن يكون أخبر عما أوحي إليه صلى الله عليه و سلم من أمرهم وما كان منهم فلهذا أدخل حرف التشبيه في الرواية وحيث أطلقها فهي محمولة على ذلك والله أعلم
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[29 - 06 - 09, 04:19 م]ـ
من القائل في قوله: (قلت: وما اليمين .. )
في رواية شيبان قلت وما اليمين الغموس قال التي تقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب
... وقفت على تعيين القائل قلت وما اليمين الغموس وعلى تعيين المسئول فوجدت الحديث في النوع الثالث من القسم الثاني من صحيح بن حبان وهو قسم النواهي وأخرجه عن النضر بن محمد عن محمد بن عثمان العجلي عن عبيد الله بن موسى بالسند الذي أخرجه به البخاري فقال في آخره بعد قوله ثم اليمين الغموس قلت لعامر ما اليمين الغموس الخ فظهر ان السائل عن ذلك فراس والمسئول الشعبي وهو عامر فلله الحمد على ما أنعم ثم لله الحمد ثم لله الحمد فاني لم أر من تحرر له ذلك من الشراح حتى ان الإسماعيلي وأبا نعيم لم يخرجاه في هذا الباب من رواية شيبان بل اقتصرا على رواية شعبة
فتح الباري - ابن حجر - دار المعرفة - (11/ 556)
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[29 - 06 - 09, 04:22 م]ـ
تعجب ابن حجر
وإني ليكثر تعجبى من كثرة إقدام الدمياطي على تغليط ما في الصحيح بمجرد التوهم مع إمكان التصويب بمزيد التامل والتنقيب عن الطرق وجمع ما ورد في الباب من اختلاف الألفاظ فلله الحمد على ما علم وأنعم
فتح الباري - ابن حجر - دار المعرفة - (2/ 512)
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم هل من مزيد.
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[30 - 06 - 09, 11:17 ص]ـ
إشكال لم يجد له ابن حجر جوابًا بيِّنًا:
فتح الباري - ابن حجر - دار المعرفة - (3/ 215)
(قوله باب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة)
في حديث موت عبد الله بن أبي المنافق، وقول سفيان فيرون أن النبي صلى الله عليه و سلم ألبس عبد الله قميصه مكافاة لما صنع بالعباس
ثم لما ذكر ابن حجر إسناد البخاري، وهو قوله: حدثنا حسين المعلم عن عطاء بن أبي رباح عن جابر
قال ابن حجر: هكذا أخرج البخاري هذا الحديث عن مسدد عن بشر بن المفضل عن حسين ولم أره بعد التتبع الكثير في شيء من كتب الحديث بهذا الإسناد إلى جابر الا في البخاري ... واحتمل عندي أن يكون لبشر بن المفضل فيه شيخان إلى أن رأيته في المستدرك للحاكم .. فغلب على الظن حينئذ أن في هذه الطريق وهما لكن لم يتبين لي ممن هو ولم أر من نبه على ذلك وكأن البخاري استشعر بشيء من ذلك فعقب هذه الطريق بما أخرجه من طريق بن أبي نجيح عن عطاء عن جابر مختصرا ليوضح أن له أصلا من طريق عطاء عن جابر والله أعلم
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 05:20 م]ـ
واصل أخي الكريم بارك الله فيك.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 05:15 م]ـ
للمتابعة بارك الله فيك.
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 01:50 ص]ـ
إشكال عند الحافظ ابن حجر لم يزل:
وهو أن آثار الامم السابقة تدل على ان أطوالهم مثل أطوالنا كديار ثمود فإن مساكنهم تدل على أن قاماتهم لم تكن مفرطة الطول على حسب ما يقتضيه الترتيب السابق ولا شك أن عهدهم قديم. 6/ 443.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/409)
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 01:54 ص]ـ
قال أبو موسى: لما قدم النبي r المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء " فيه إشكال لأن قدومه كان في ربيع الأول؟
ثم أجاب عن هذا بقوله - رحمه الله -:
احتمال أن يكون علمه بذلك تأخر إلى أن دخلت السنة الثانية. ص345.
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 01:57 ص]ـ
مسالة في غاية الإشكال عند الحافظ ابن حجر:
قال ابن عمر: وكان رجلاً اعمى لاينادي حتى يقال له: أصبحت أصبحت. وقد جعل أذانه غاية للأكل؟ وأجيب عنه: المراد: قاربت الصباح. وهذا فيه نظر. ص132.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 06:13 م]ـ
واصل أخي الكريم بارك الله فيك.(112/410)
ـ الحوادث التي وقعت في عصر الحافظ ابن حجر رحمه الله من خلال كتابه فتح الباري جمعا ودراسة.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:01 م]ـ
ـ الحوادث التي وقعت في عصر الحافظ ابن حجر رحمه الله من خلال كتابه فتح الباري جمعا ودراسة.
ـ خاطرة أردت بها فتح باب خير فمن من إخواننا النجباء ينشط لجمع ما تفرق من ذلك. بارك الله فيكم.(112/411)
سؤال لأهل العلم: هل شعر الحرة المسلمة عورة أمام عبيدها
ـ[أحمد سمير سالم]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
استوقفني قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ... ) إلى قوله تعالى (أو ما ملكت أيمانهن) ..
يعني إذا كانت الحرة المسلمة تملك عبيدا فهل يجوز لها أن تكشف شعرها أمامهم؟؟
بالله عليكم أزيلوا عني هذا الإشكال فقد أرقني كثيرا
جزاكم الله عني خيرا
ـ[أحمد سمير سالم]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:56 م]ـ
يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره:
" وقوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانهن} قال ابن جرير: يعني من نساء المشركين فيجوز لها أن تظهر زينتها لها وإن كانت مشركة لأنها أمتها وإليه ذهب سعيد بن المسيب وقال الأكثرون: بل يجوز أن تظهر على رقيقها من الرجال والنساء " اهـ.
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:37 ص]ـ
هذه نقول عن بعض المفسرين في المسألة
قال الإمام المفسير ابن الجزي (التسهيل لعلوم التنزيل)
أو ما ملكت أيمانهن يدخل في ذلك الإماء المسلمات والكتابيات وأما العبيد ففيهم ثلاثة أقوال منع رؤيتهم لسيدتهم وهو قول الشافعي والجواز وهو قول ابن عباس وعائشة والجواز بشرط أن يكون العبد وغدا وهو مذهب مالك وإنما أخذ جوازه من قوله أو التابعين غير أولي الإربة.هـ
قال الألوسي (روح المعاني)
أي من الإماء ولو كوافر وأما العبيد فهم كالأجانب، وهذا مذهب أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه، وأحد قولين في مذهب الشافعي عليه الرحمة وصححه كثير من الشافعية والقول الآخر أنهم كالمحارم وصحح أيضاً.هـ
قال البغوي (تفسير البغوي)
قوله تعالى: {أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} اختلفوا فيها، فقال قوم: عبد المرأة محرم لها، فيجوز له الدخول عليها إذا كان عفيفا، وأن ينظر إلى بدن مولاته إلا ما بين السرة والركبة، كالمحارم وهو ظاهر القرآن. وروي ذلك عن عائشة وأم سلمة، وروى ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى فاطمة بعبد قد وهبه لها، وعلى فاطمة ثوب إذا قنعت به رأسها لم يبلغ رجليها، وإذا غطت رجليها لم يبلغ رأسها، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تلقى قال: "إنه ليس عليك بأس إنما هو أبوك وغلامك" (2). وقال قوم: هو كالأجنبي معها، وهو قول سعيد بن المسيب، وقال: المراد من الآية الإماء دون العبيد. هـ
قال السعدي في تفسير:
فيجوز للمملوك إذا كان كله للأنثى، أن ينظر لسيدته، ما دامت مالكة له كله، فإن زال الملك أو بعضه، لم يجز النظر.
ـ[أحمد سمير سالم]ــــــــ[26 - 06 - 09, 04:28 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبا معاذ على نقلك الطيب ..
إذن يتضح لي من تلك النقول أن المسألة خلافية ..
وأن الجمهور أو أكثر العلماء على جواز نظر العبد إلى شعر سيدته
ومعاملته معاملة المحرم لها ..
نسأل الله أن يعلمنا من علمه ..(112/412)
ماحكم تأجيل بعض البلدان الحج والعمرة بسبب الأوبة
ـ[بن عباس]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سمعنا بارك الله فيكم عن اتجاه بعض الدول لتأجيل العمرة هذه الأيام وتأجيل الحج للعام القادم ومنع السفر للحج بسبب المخاوف من انتشار الأوبئة
وقرأنا عن اتخاذ تونس وتركيا ودبي هذا القرار ومازال يبحث فى مصر بإنتظار رد الإفتاء المصرية.
فما الحكم الفقهى وهل لولى الأمر منع الحج والعمرة بسبب انتشار او الخوف من انتشار الوباء
بارك الله فيكم(112/413)
من اختيارات العلامة عبدالرزاق عفيفي
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 05:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
أثناء مطالعتي لفتاوى ورسائل الشيخ - رحمه الله - التي جمعها وليد بن منسي والسعيد عبده، لفت نظري بعض الأقوال التي لم أكن أعرف بوجودها، وبعضها أعرفه ولكن يقل قائلوه في هذا الزمن، وفي هذا الموضوع إشارة إلى بعض الأقوال التي اختارها - رحمه الله - مع ما يلحق بذلك من فوائد بسبب النظر في فتاواه أجزل الله مثوبته، وهو من العلماء الكبار الذين يؤخذ بقولهم، ويسترشد به ..
علماً بأن طريقتي أني لا ألتزم بالنص، فقد أذكر الخلاصة بصياغتي مع الإحالة إلى رقم الفتوى.
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:01 م]ـ
فتاوى العقيدة [ج 1 ص 153 - 175]
1 - ابن قدامة رحمه الله غلط في لمعة الاعتقاد وقال بالتفويض، وبعض الحنابلة يدافع عنه تعصباً [4].
2 - كل الناس حتى - المنافقين والكفار - يرون الله في المحشر، ولكن ليس في ذلك تنعم، بل رؤية التنعم في الجنة فقط [12 - 16].
3 - حديث (خلق الله آدم على صورته) أي صورة الرحمن، والصورة ثابتة لله تعالى، في الصحيحين أنه يأتي على صورته وعلى غير صورته [26].
4 - الصواب أن نتوقف فلا نقول في نزول الرب: إنه يخلو منه العرش أو لا يخلو لأنه خوض في الكيفية [36].
5 - كل وسيلة تؤدي إلى الشرك فهي من الشرك الأصغر بالإضافة إلى تحريمها، كعبادة الله عند قبر الرجل الصالح [39]. مع ملاحظة جواب رقم (45) عن التوسل البدعي حيث قال إنه وسيلة للشرك و خطّأ من عده شركاً! و ربما أراد الأكبر، وذكر أن الخلاف فيه عقدي لا فقهي.
6 - (لعمري) قسم لغوي يقصد به التوكيد، وهو مباح، والقسم الشرعي يكون بالواو والتاء والباء، ولا يدخل فيه اللام [42].
7 - المحاكم الوضعية لا يُتحاكم إليها بقدر الإمكان، أما إذا لم يستخلص حقه إلا عن طريقها فلا حرج [48].
8 - المحسن يغلب جانب الرجاء، والمسيء يغلب جانب الخوف [50].
9 - الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة لا على العموم [68].
10 - الطعن جملة في الصحابة كفر، ولكن سب صحابي بعينه كبيرة من الكبائر [73].
11 - القول بفناء النار متصل بابن تيمية خلافاً لمن نفى نسبته إليه [81].
ـ[أبو يعرب التيمي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:24 م]ـ
فتاوى الفقه (رقم الجزء والصفحة ملحقة بكل فقرة)
12 - التسوك باليمنى أو اليسرى لا مزية لأحدهما، وزيادة مسلم بن إبراهيم (وسواكه) لو ثبتت فتحتمل أن المراد الجهة اليمنى أو اليد اليمنى، وإلحاق التسوك بباب التنظف في الوضوء حيث يشرع التيمن، أولى من إلحاقه بباب الاستنجاء حيث يشرع التياسر [1/ 179 - 182].
13 - لا يجوز تقصير المرأة لشعرها لأنه تشبه بالافرنج [1/ 180].
14 - غلاف المصحف منه ولا يجوز مسه بدون وضوء [1/ 181].
15 - من فاتته الفاتحة خلف الإمام بطلت الركعة، أو الصلاة إذا فاتته في كل الركعات، ومن أدرك الركوع لم يدرك الركعة حيث لا تسقط بحقه الفاتحة، و عدم إدراك الركعة بالركوع قول ابن حزم والبخاري [1/ 192 - 193]
16 - السترة في الصلاة واجبة، وإذا صحت رواية الهيثمي في مجمع الزوائد (صلى إلى غير شيء) فهي قرينة تصرف الحكم إلى الندب. [1/ 193]
17 - إذا أقيمت الصلاة فريضة وهو يصلي النافلة انقطعت صلاته بذاتها ولا يحتاج إلى تسليم سواء بقي منها كثير أم قليل [1/ 194].(112/414)
أربع محكات في امتحان محبة رب البريات
ـ[العويشز]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:49 م]ـ
أركان العبادة هي:
(الحب، الخوف، الرجاء)
وركن الحب في العبادة
كمنزلة الرأس للطائر
والخوف والرجاء كالجناحين
فالمحبة لا شك أنها أعظم هذه الأركان
ومن هنا كان لمعرفة قدر محبة العبد لربه سبحانه وتعالى
أهمية عظيمة في دين العبد وسيره إلى الله تعالى
وقد تكلم العلماء كثيراً عن هذه المسائل
ومن أجمل ما وقفت عليه
كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب
(طريق الهجرتين وباب السعادتين)
وهو يذكر المحكات الأربع التي تظهر فيها محبة العبد لربه ..
قال ابن القيم رحمه الله (طريق الهجرتين 292):
ومحك هذا الحال يظهر في مواطن أربعة:
ـ[العويشز]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:51 م]ـ
الأول:
عند أخذ مضجعه
وتفرغ حواسه وجوارحه من الشواغل
واجتماع قلبه على ما يحبه
فإنه لا ينام إلا على ذكر من يحبه وشغل قلبه به
ـ[العويشز]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:56 م]ـ
الموطن الثاني:عند انتباهه من النوم
فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه، فإنه إذا استيقظ وُردت إليه روحه رد معها إليه ذكر محبوبه الذي كان قد غاب عنه في النوم
ولكن كان قد خالط روحه وقلبه فلما ردت إليه الروح أسرع من الطرف رد إليه ذكر محبوبه متصلاً بها مصاحباً لها فورد عليه قبل كل وارد وهجم عليه قبل كل طارق
فإذا وردت عليه الشواغل والقواطع وردت على محل ممتلىء بمحبة ما يحبه فوردت على ساحته من ظاهرها فإذا قضى وطره منها قضاه بمصاحبته لما في قلبه من الحب
فإنه قد لزمه ملازمة الغريم لغريمه ولذلك يسمى غراما وهو الحب اللازم الذي لا يفارق فسمع بمحبوبه وأبصر به وبطش به ومشى به فصار محل سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها هذا مثل محبوبه في وجوده وهو غير متحد به بل هو قائم بذاته مباين له
وهذا المعنى مفهوم بين الناس لا ينكره منهم إلا غليظ الحجاب أو قليل العلم ضعيف العقل
ـ[العويشز]ــــــــ[25 - 06 - 09, 07:01 م]ـ
الموطن الثالث: عند دخوله في الصلاة
فإنها محك الأحوال وميزان الإيمان بها يوزن إيمان الرجل ويتحقق حاله ومقامه ومقدار قربه من الله ونصيبه منه
فإنها محل المناجاة والقربة ولا واسطة فيها بين العبد وبين ربه فلا شيء أقر لعين المحب ولا ألذ لقلبه ولا أنعم لعيشه منها إذا كان محبا فإنه لا شيء آثر عند المحب ولا أطيب له من خلوته بمحبوبه ومناجاته له ومثوله بين يديه وقد أقبل محبوبه عليه وكان قبل ذلك معذبا بمقاساة الأغيار ومواصلة الخلق والاشتغال بهم فإذا قام إلى الصلاة هرب من سوى الله إليه وآوى عنده واطمأن بذكره وقرت عينه بالمثول بين يديه ومناجاته فلا شيء أهم إليه من الصلاة كأنه في سجن وضيق وغم حتى تحضر الصلاة فيجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح كما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لبلال:
(يا بلال أرحنا بالصلاة)
ولم يقل أرحنا منها كما يقول المبطلون الغافلون
وقال بعض السلف: "ليس بمستكمل الإيمان من لم يزل في هم وغم حتى تحضر الصلاة فيزول همه وغمه"
فالصلاة قرة عيون المحبين وسرور أرواحهم ولذة قلوبهم وبهجة نفوسهم يحملون هم الفراغ منها إذا دخلوا فيها كما يحمل الفارغ البطال همها حتى يقضيها بسرعة فلهم فيها شأن وللنقارين شأن يشكون إلى الله سوء صنيعهم بها إذا ائتموا بهم كما يشكو الغافل المعرض تطويل إمامه
فسبحان من فاضل بين النفوس وفاوت بينها هذا التفاوت العظيم
وبالجملة فمن كان قرة عينه في الصلاة فلا شيء أحب إليه ولا أنعم عنده منها ويود أن لو قطع عمره بها غير مشتغل بغيرها
وإنما يسلي نفسه إذا فارقها بأنه سيعود إليها عن قرب فهو دائما يثوب إليها ولا يقضي منها وطرا فلا يزن العبد إيمانه ومحبته لله بمثل ميزان الصلاة فإنها الميزان العادل الذي وزنه غير عائل
ـ[العويشز]ــــــــ[25 - 06 - 09, 07:18 م]ـ
الموطن الرابع:عند الشدائد والأهوال
فإن القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا أحب الأشياء إليه
ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده
ولهذا كانوا يفتخرون بذكرهم من يحبونهم
عند الحرب واللقاء وهو كثير في أشعارهم ..
ـ[محمود حجي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 08:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[العويشز]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:47 ص]ـ
وإياك(112/415)
هل يعتني بالدليل؟؟!!
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:50 م]ـ
أخبرَني أحد الشيوخ الفضلاء قال:
كنّا يوماً جلوساً في مكتب شيخِنا العلاّمة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في (دار الإفتاء) إذ دخل علينا شيخ فاضل من كبار العلماء وهو يحمل مخطوطةً في الفقه، فسلّم على الشيخ ودفعَ إليه الكتاب وهو يقول: (يا شيخ! هذه مخطوطة عُثِرَ عليها مؤخّراً لكتاب ... ) ـ قال محدّثي ـ: وقد نسيت الآن اسم الكتاب إلا أنّني لم أنسَ أنه من كتب الفقه المتأخّرة.
قال محدّثي: فما كان من الشيخ ابن باز رحمه الله إلا أن قال: (هل يعتني بالدليل)؟؟
لم يكن الشيخ حريصا على أن يعرف ما نوع الخطّ؟؟ ولا ثبوت نسبة الكتاب للمؤلّف .. ولا هل يوجد نسَخٌ أخرى للكتاب؟؟ (وذلك كلّه وإن كان مهمّا لدى المعتنين بالكتب وتحقيقها إلا أن الشيخ رحمه الله بادر بالسؤال عن الأهمّ في هذا الباب) ..
ولم تكن تلك الحادثة بِدْعاً من منهج الشيخ وطريقته ونظرته إلى مكوّنات التحصيل وأصول النظر وقواعد التفقّه .. كلاّ .. بل كان ذلك منهجا للشيخ استقاه من منبعٍ صافٍ يتدفّق من معين (تعظيم النصوص) و (الردّ إلى الوحيين) .. وتلك طريقة ينبغي سلوكها ومنهج يجب اتّباعه ..
(تعظيم النص) و (العناية بالدليل) عِنوانانِ بارزان في منهجية الشيخ كما هي طريقة السلَف الصالح وأهل القرون المفضّلة ومن سار على نهجهم .. مع حِفظ مقامات الأئمة وتقدير أقوال الفقهاء المعتبَرين والمصنّفين في سائر العلوم الشرعية ممن لم يعرَف بتعمّد مخالفة الحق والجنوح إلى الهوى ..
رحِم الله الشيخ ابنَ باز فقد كان واحداً من المجدّدين لما اندرس من معالم الدين ..
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 03:29 م]ـ
ومما رأيته للشيخ رحمه الله وقد سُئِلَ هذا السؤال:
ما هي أفضل كتب الفقه التي يمكن الاعتماد عليها؟
فأجاب الشيخ رحمه الله تعالى في جوابٍ صوتي (من فتاوى "نور على الدرب "):
(كتب الفقه كثيرة، ولكن من أحسنها المغني لابن قدامة، الموفق ابن قدامة عبد الله بن أحمد بن قدامة كتاب جيد مفيد يذكر فيه الخلاف والأدلة، وشرح المهذب للنووي وتتمته، الفروع لابن مفلح في المذهب الحنبلي، والإقناع والمنتهى في المذهب الحنبلي، والروض المربع في المذهب الحنبلي وحاشيته، له حاشية جيدة للشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله، وفي كتب أخرى لمذاهب أخرى مدونة للإمام مالك رحمه الله، وفتح القدير في المذهب الحنفي، كل هذه كتب مفيدة، لكن ينبغي للمؤمن أن يعتني بالدليل ويحرص على الكتب التي فيها الدليل، ... الراجح من الخلاف وإذا كان طالب علم لا يستطيع أن يفهم هذه الأمور يسأل أهل العلم عما أشكل عليه، ويحفظ الكتب المختصرة مثل عمدة الحديث، بلوغ المرام، حتى يستعين بذلك على معرفة الدليل، ومتن الدليل للحنابلة، أو متن الدليل، أو العمدة أو العمدة للموفق في الفقه، أو ما أشبهها من الكتب المختصرة من المذاهب الأخرى حتى يستعين بها على معرفة المسائل الفقهية ومراجعة أدلتها).
http://www.binbaz.org.sa/mat/10713
تنبيه:وقع في تفريغ الجواب ـ في موقع الشيخ ـأخطاء وتصحيفات ـ بسبب عدم وضوح الصوت ـ وقد عدّلتها أعلاه ..
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 06:23 م]ـ
ومن لطائف هذا الباب أنني سمعت الشيخ رحمه الله تعالى يُسأل في أحد دروس الفجر ـ يا سَقى الله تلك الأيّام ـ عن المفاضلة بين أهل الرأي وأهل الظاهر فكان جوابه أن قدّم مذهب الظاهرية وكان معيار التفضيل: الدليل .. فلم أجسُر على نقل ذلك عن الشيخ لقِدَم العهد وعدم التقييد .. ثم وجدت مضمون ذلك مع زيادة فوائد في جوابٍ محرّرٍ عن الشيخ رحمه الله تعالى .. ودونكم السؤالَ والجواب:
نسمع بالطريقة الظاهرية لم تدعو؟ وهل هي مصادقة للسنة؟
الطريقة الظاهرية معروفة، وهي التي يسير عليها داود بن علي الظاهري، وأبو محمد ابن حزم، ومن يقول بقولهما، ومعناها: الأخذ بظاهر النصوص وعدم النظر في التعليل والقياس، فلا قياس عندهم ولا تعليل، بل يقولون بظاهر الأوامر والنواهي، ولا ينظرون إلى العلل والمعاني، فسموا ظاهرية لهذا المعنى؛ لأنهم أخذوا بالظاهر ولم ينظروا في العلل والحكم والأقيسة الشرعية التي دل عليها الكتاب والسنة، ولكن قولهم في الجملة أحسن من قول أهل الرأي المجرد الذين يحكمون الآراء والأقيسة، ويعرضون عن العناية بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة، لكن عليهم نقص ومؤاخذات في جمودهم على الظاهر، وعدم رعايتهم للعلل والحكم والأسرار التي نبه عليها الشارع وقصدها، ولهذا غلطوا في مسائل كثيرة دل عليها الكتاب والسنة.
والله ولي التوفيق.
http://www.binbaz.org.sa/mat/276
تنبيه: لا يُفهَم من هذا الجواب: ذمّ أهل الرأي مطلقا، وإنما ينتبَه إلى تقييدات الشيخ رحمه الله مع جوابه المنقول قبل والذي أوصى فيه الشيخ بكتابٍ مثل (فتح القدير) لابن الهُمام رحمه الله تعالى وذلك أنه ذو عناية بالدليل على أنه مصنّف ضمن كتب أهل الرأي ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/416)
ـ[سعدسعود]ــــــــ[13 - 07 - 09, 02:12 م]ـ
جزاك الله خيرا
ورحم الله الشيخ ابن باز واسكنه فسيح جناته
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 06:35 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم: سعد سعود ..
وغفر الله للشيخ ورحمه وأسكنه الفردوس الأعلى ...(112/417)
من له حق في بيت المال وظفر بشيء من بيت المال
ـ[ابومعاذ غ]ــــــــ[25 - 06 - 09, 09:13 م]ـ
جاء في حاشية ابن عابدين (16/ 42) الشاملة:
مطلب: فيمن له حق في بيت المال وظفر بشيء من بيت المال ونقل في القنية عن الإمام الوبري أن من له حظ في بيت المال ظفر بمال وجه لبيت المال فله أن
يأخذه ديانة ا هـ ونظمه في الوهبانية وفي البزازية قال الإمام الحلواني: إذا كان عنده وديعة فمات المودع بلا وارث له أن يصرف الوديعة إلى نفسه في زماننا؛ لأنه لو أعطاها لبيت المال لضاعت؛ لأنهم لا يصرفونه مصارفه، فإذا كان من أهله صرفه إلى نفسه وإلا صرفه إلى المصرف.
ا هـ.
وقدم الشارح هذا في باب العشر من كتاب الزكاة وظاهره أن من له حظ في بيت المال بكونه فقيرا أو عالما أو نحو ذلك، ووجد ما مرجعه إلى بيت المال من أي بيت من البيوت الأربعة الآتية في آخر الجزية له أخذه ديانة بطريق الظفر في زماننا، ولا يتقيد أخذه بأن يكون مرجع المأخوذ إلى البيت الذي يستحق منه، وإلا فمصرف تركه بلا وارث ولقطة هو لقيط فقير وفقير لا ولي له، وقوله: فإذا كان من أهله أي من أهل بيت المال غير مقيد بكونه من أهل ذلك البيت.
كما هو ظاهر كلام الوبري أيضا؛ لأنه لو تقيد بذلك، لزم أن لا يأخذ مستحق شيئا؛ لأن بيت المال في زماننا غير منتظم، وليس فيه بيوت مرتبة، ولو رد ما وجده إلى بيت المال لزم ضياعه لعدم صرفه الآن في مصارفه كما حررناه في باب العشر من الزكاة فعلى هذا إذا اشترى جارية من الغنيمة فإن كان ممن يستحق من الخمس، جاز له صرفها إلى نفسه بطريق استحقاقه من الخمس، وإن لم يكن مستحقا منه، وله استحقاق من غيره كالعالم الغني ينبغي له أن يملكها لفقير مستحق من الخمس، ثم يشتريها منه أو يملكه خمسها فقط، ثم يشتريها منه؛ لأنه
لو صرفها إلى نفسه يبقى فيها الخمس فلا يحل له وطؤها لكن قد يقال إن الغنيمة بعد الإحراز صارت مشتركة بين الغانمين، وأصحاب الخمس وقد مر أن من مات بعد الإحراز يورث نصيبه، ولكن لما جهلت أصحاب الحقوق وانقطع الرجاء من معرفتهم صار مرجعها إلى بيت المال، وانقطعت الشركة الخاصة، وصارت من حقوق بيت المال كسائر أموال بيت المال المستحقة لعامة المسلمين استحقاقا لا بطريق الملك؛ لأن من مات، وله حق في بيت المال لا يورث حقه منه، بخلاف الغنيمة المحرزة قبل جهالة مستحقيها، وتفرقهم فإنها شركة خاصة، وحيث صار مرجعها بيت المال لم يبق فيها حق الخمس أيضا فلمن يستحق من بيت المال أن يتملكها لنفسه هذا ما ظهر لي.
وقد رأيت رسالة لمحقق الشافعية السيد السمهودي قال فيها وقد كان شيخنا الوالد قد شرى لي أمة للتسري فذاكر شيخنا العلامة محقق العصر الجلال المحلي في أمر الغنائم والشراء من وكيل بيت المال فقال له شيخنا الوالد: نحن نتملكها بطريق الظفر لما لنا من الحق الذي لا نصل إليه في بيت المال؛ لأن تلك الجارية على تقدير كونها من غنيمة لم تقسم قسمة شرعية قد آل الأمر فيها إلى بيت المال لتعذر العلم بمستحقيها، فقال شيخنا المحلي: نعم لكم فيه حقوق من وجوه ا هـ وهذا موافق لما نقلناه عن القنية وعن البزازية والله سبحانه وتعالى أعلم.(112/418)
سؤال قد يرد الحق إلى أهله
ـ[البلنصوري]ــــــــ[25 - 06 - 09, 09:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعطاني -صديق لي- ورقة بها سؤال له فكتبته في هذا المنتدى المبارك وينتظر الإجابة إن يسر الله ذلك:
"تغيب والدي يوم 8/ 6/1995م وترك والدتي وست أخوات ولم يظهر حتى الآن وترك لنا أرضا زراعية مساحتها فدانين الثلاث بنات الأولى زوجهم أبي قبل تغيبه والثلاث بنات الأخر زوجتهم أنا بعد تغيبه ثم توفيت أمي عام 2002 م وفي عام 2005 طالب أخواتي البنات بحقهن في الميراث ومنذ عام 2005 وحتى الآن تأخذ كل واحدة الإيجار
ثانيا اشتريت منزل صغير عام 1996م بـ 3500جنيها مصريا من مال تركه أبي وبعته عام 2003 م تزوجت به
والسؤال هل لأخواتي البنات الحق في ريع هذه الأرض قبل هذه الفترة أي من 1995: 2005 م والمنزل الذي اشتريته ثم بعته مع العلم بأني كنت أقوم بمصاريفهن وكل مستلزماتهن حتى تزوجن وإن كان لهم حق علي كيف أوفي هذا الحق؟ " اهـ
وجزاك الله خيرا(112/419)
الدروس العلمية الصيفية الثالثة في جامع البواردي
ـ[جامع البواردي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 09:27 م]ـ
اضغط على الرابط أدناه لمشاهدة الإعلان
http://up3.m5zn.com/9bjndthcm6y53q1w0kvpz47xgs82rf/2009/6/25/10/mb4xlhxrk.jpg(112/420)
في حكم إطلاق لفظ الناموس على البعوض (فتوى للشيخ فركوس)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في حكم إطلاق لفظ «الناموس» على البعوض
فضيلة الشيخ د. محمد علي فركوس - حفظه الله -
السؤال:
جاء في الحديث الصحيح وصفُ جبريل - عليه السلام - بالناموس (1)، بينما يُطلق لفظ الناموس في منطقتنا على البعوض، فهل في مثل هذا الإطلاق محذور شرعي؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فالمرادُ بالناموس لغةً هو صاحب سِرُّ الإنسان، ويطلق على الجاسوس؛ لأنه صاحب سرِّ الشرِّ، وإنما أراد في الحديث بالناموس الأكبر جبريل - عليه السلام -؛ لأنه صاحب سرِّ المَلِكِ - سبحانه -، فخصَّه اللهُ - تعالى - بالوحي والغيب اللَّذَين لا يطَّلع عليهما غيرُه. قال ابن دريد: «كُلُّ شيء سترتَ به شيئًا فهو ناموس له» (2)، ويُستعمل الناموس أيضًا في المكر والخداع والتلبيس؛ لأنَّه يسترها ويخفيها.
قلت: ولعلَّ إطلاق تسمية الناموس على مكمن البعوض وأماكن استتاره فيه أوَّلاً، ثمَّ استعيرت فيه.
والعلمُ عند الله - تعالى -، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 8 ربيع الثاني 1427ه
الموافق ل: 5 ماي 2006م
1 - أخرجه البخاري في «بدء الوحي»: (3)، ومسلم في «الإيمان»: (422)، وأحمد: (26616)، من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
2 - «مقاييس اللغة» لابن فارس: (5/ 481).
المصدر: http://ferkous.com/rep/Ba30.php (http://ferkous.com/rep/Ba30.php)
ـ[أبو السها]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:14 ص]ـ
في لسان العرب مادة "نمس":والنامِسُ والنامُوس: دوَيْبَّة أَغْبَرُ كهيئة الذَّرَّة تلكع الناس.
ـ[ابو عبدالله العازمي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:17 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:57 م]ـ
بارك الله في شيخنا أبا عبد المعز و جزاه كل خير آمين
ـ[أبو السها]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:35 ص]ـ
في لسان العرب مادة "نمس":والنامِسُ والنامُوس: دوَيْبَّة أَغْبَرُ كهيئة الذَّرَّة تلكع الناس.
قصدي من إيراد هذا أن أصل الكلمة معروف في اللغة فلعل الشخ غفل عنه فأردت إثباتها لعل بعض طلبته يبلغها إياه أو هو يطلع عليها بنفسه، ولم أرد غمز الشيخ ولا استنقاصه حاشا وكلا ولا كان ذلك بمنة المنان، وإلا فأنا أجل الشيخ فركوس حفظه الله ونفعنا بعلمه أيما إجلال وأشهد أني أحبه في الله،
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 09:47 م]ـ
الإخوة الأفاضل /
أبا السها،
أبا عبد الله العازمي،
عبد الله الأثري الجزائري،
بارك الله فيكم وجزاكم خير الجزاء وأجزله وأوفاه،،،
===
الأخ الكريم أبا السها: جزاك الله خيرا على فائدتك النفيسة، ولا أشك في قصدك الحسن وحبك للشيخ ...(112/421)
مسالة [دخول الشفع في راتبة العشاء] للمدارسة.
ـ[احمد العنزي السلفي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
هل تدخل ركعتا الشفع في راتبة العشاء ام انها مقصودة لذاتها وما الدليل على انها لاتدخل ان كانت لاتدخل؟ موفقين(112/422)
أتمنّى [إحياء بعض السنن التي فُقِدت في مساجدنا]
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:29 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لا يخفى عليكم إخوتي الأفاضل الواقع الأليم الذي نعيشه في بلادنا بسبب سيطرة المتعصبين المقلدين على المساجد و المنابر ... مما انجر عنه اندثار مجموعة من السنن التي ربما تعد في بلدان أخرى من البديهيات ... و في المقابل انتشار البدع مصداقا لقول بعض السلف: (ما أحدثت بدعة إلا و أزيلت سنة)
فأنا أسطر هذه الكلمات أو بالأحرى أمنيات و هي نبذة عن تلك السنن التي فُقِدت في مساجدنا
سائلا المولى عز و جل أن أراها منتشرة مرة أخرى
أتمنى أن أرى أئمة مساجدنا يطبقون سنة القراءة في الصلوات الخمس كالإطالة في الفجر و التقصير في العصر
أتمنى أن أرى أئمة مساجدنا يطبقون سنة الاطمئنان في الصلاة
أتمنى أن أجد إماما يصلي بالقبض و ليس بالإسدال
أتمنى أن أجد إماما يصلي بالرفع
أتمنى أن أجد إماما يجلس جلسة الاستراحة
أتمنى أن أسلّم يوما فأجد جميع المصلين يذكرون المعقبات على انفراد و ليس جماعة
أتمنى أن أسلّم يوما فأجد جميع المصلين يذكرون المعقبات الصحيحة و ليس ماابتدعوه من دعاء جماعي أو قراءة الفاتحة أو الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم
أتمنى أن أدخل يوما في صلاة الفجر يوم الجمعة فأجد الأمام يقرأ بألم تنزيل السجدة و بهل أتى على الإنسان
أتمنى أن يكون الأذان في مساجدنا أذانا حيا و ليس مسجلا
أتمنى أن يطيلوا في الوقت بين الأذان و الإقامة في صلاة الفجر حتى نسلم من إمكانية الصلاة في غير الوقت
أتمنى أن يكف المصلون على رفع أيديهم حينما يدعو الخطيب يوم الجمعة
أتمنى أن نصلي العيدين في مصلّى و ليس في المسجد
أتمنى ...
أتمنى ...
القائمة تطول
و لكني لا أعمّم، فالحمد لله الذي رزقنا ببعض الأئمة الحريصين على تطبيق السنة فجزاهم الله خيرا
اللهم أعز أهل السنة في تونس
و في كل بلاد المسلمين
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:50 ص]ـ
أسأل الله أن يعين المسلمين في تونس وفي كل مكان على تطبيق السنن والقيام بالوجبات، وترك البدع والمحدثات.
مع الإشارة إلى أن بعض أهل العلم لا يرى جلسة الاستراحة مطلقًا، وبعضهم يفرِّق بين العاجز والقادر، وعليه فتستحب عند الحاجة إليها.
ولله الحمد في بلاد التوحيد السعودية، كثير من المساجد يقرأون في فجر الجمعة السجدة والإنسان،
وجلهم إن لم يكن كلهم يطمئنون في صلواتهم - أعني الأئمة -،
والذكر الجماعي بعد الصلوات لا يفعله أحد على حد علمي القاصر، وإن وُجد فهو قليل لا يُذكَر،
والأذان حي لا مسجل،
وفي بعض المناطق يُصلى العيد في مصليات،
أما رفع اليدين مع الخطيب يوم الجمعة في الدعاء غير الاستسقاء فلا يزال من يفعله،
أسال الله أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان.
وأشكر لك البكاء على معالم الدين التي بدأت تفقد، والله المستعان.
ـ[محمود إبراهيم الأثري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 05:07 ص]ـ
أتمنى أن يكون الأذان في مساجدنا أذانا حيا و ليس مسجلا
أما هذه فغريب فعلاً على الأقل يجعلونها مهنة يقتات منها بعض الرجال!
نسأل الله أن يتوب على إخواننا من أهل تونس ويهديهم سواء السبيل
رفع الله قدرك أخي الكريم واستعن بالله لعل الله يفتح بك
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:57 ص]ـ
جزاكما الله خيرا و بارك فيكما
أتمنى أن يستفتح أئمتنا خطبة الجمعة و العيدين بخطبة الحاجة
أتمنى أن يلتزم خطباؤنا بالدعاء الثابت عن النبي صلى الله عليه و سلم
أتمنى أن يكتفوا في صلاة الجمعة بأذان واحد
أتمنى أن يُقَصِرّوا في الخطبتين و يُطيلوا في الركعتين
أتمنى أن يسكت الإمام بعد تكبيرة الإحرام لقراءة دعاء الاستفتاح و الاستعاذة و البسملة
أتمنى ....................
اللّهمّ أعز أهل السنة في تونس
و في كل مكان
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 02:30 ص]ـ
أتمنى أن يترك الإمام المداومة على دعاء القنوت في صلاة الفجر
أتمنى أن أسمع مؤذنا في بلدنا يقول في يوم ماطر صلّوا في رحالكم
أتمنى أن تكون منابرنا كمنبر النبي صلى الله عليه و سلم ثلاث درجات
أتمنى أن نُصلّي صلاة الكسوف
أتمنى أن يُسمح لنا بأداء صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان
أتمنى أن نُصلّي صلاة الاستسقاء
أتمنى .............
اللّهمّ أعز أهل السنة في تونس
و في كل مكان
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 03:40 ص]ـ
أولا لابد من أن يصلح أهل تونس حتى يمن الله عليهم بالسنة
قال الله عز وجل: ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون))
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 10:26 م]ـ
أولا لابد من أن يصلح أهل تونس حتى يمن الله عليهم بالسنة
قال الله عز وجل: ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون))
جزاك الله خيرا
اللّهمّ أعِنّا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/423)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:01 م]ـ
من يوم ما قرأت مقالات الدكتور محمد بن موسى الشريف حفظه الله المتعلقة بالوضع في تونس
وركبني والله الهم
رغم إني مصري ولم أزر تونس يوماً
اللهم ردنا إلى دينك
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 04:56 م]ـ
من يوم ما قرأت مقالات الدكتور محمد بن موسى الشريف حفظه الله المتعلقة بالوضع في تونس
وركبني والله الهم
رغم إني مصري ولم أزر تونس يوماً
اللهم ردنا إلى دينك
بارك الله فيك
و جزى الله الدكتور الشريف كل الخير على تلك المقالات.
و نسأل الله أن يفرّج همّنا فليس الخبر كالمعاينة.
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 09:29 م]ـ
أتمنى أن نجتنب كثرة الزّينة و الزّخرفة في مساجدنا
أتمنى أن يكفّوا عن تحديد وقت معين بين الأذان و الإقامة
أتمنى أن يكفّ المؤذن (أو من يقوم مقامه) عن ذكره لحديث اللغو يوم الجمعة _إثر صعود الخطيب على المنبر_
أتمنى أن يكفّ البعض (خاصة كبار السن) عن رفضهم لدخول الأطفال إلى المسجد
أتمنى ................
اللّهمّ أعز أهل السّنة في تونس
و في كل مكان
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:25 م]ـ
والذكر الجماعي بعد الصلوات لا يفعله أحد على حد علمي القاصر.
من الناس من يفعله وقد فعله السلف من قبل
ـ[هشام التميمي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 02:59 م]ـ
من الناس من يفعله وقد فعله السلف من قبل
وثق كلامك أعني فعل السلف.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 09:27 م]ـ
من الناس من يفعله وقد فعله السلف من قبل
نعم هات الدليل على ذلك بارك الله فيك
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[02 - 07 - 09, 10:55 م]ـ
أتمنى أن يُفتح المسجد ولا يُغلق بعد ربع ساعة من إتمام الصلاة
أتمنى أن يكون هنالك دروس فقهٍ في المسجد من علماء ثقات (لا يوجد دروس في المساجد على مدار السنة إلا في ليلة بدعة الإحتفال بالمولد)
أتمنى أن لا تُضاء صومعة المسجد ليلا بالمصابيح الخضراء فتلك من أعمال المبتدعة
والله المستعان
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:36 ص]ـ
أخي الفاضل محمد أبا عمر جزاك الله خيرا و بارك الله لك في علمك و عمرك و جعلك ذخرا للإسلام و المسلمين.
و أسأل الله لي ولك الثبات فحقا نحن نسكن أرضا لا أراكم الله مكروها، و كما قال صلى الله عليه و سلم " ليس الخبر كالمعاينة ".
و الحمد لله على كل حال.
فتلك من أعمال المبتدعة
أخي الفاضل لقد لاحظت ذلك في بعض المساجد و لكن لم أدري ما السبب.
فهلاّ بينت لنا الأمر.
و جزاك الله خيرا.
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[03 - 07 - 09, 09:17 ص]ـ
لاحول ولاقوة إلا بالله: (
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 01:30 ص]ـ
أتمنى من بعض الأئمة أن يهتمّوا أكثر بتسوية الصفوف و لا يتساهلوا في ذلك
أتمنى أن يَكُفّ المُصلّون عن قولهم سمعا و طاعة إثر قول المؤذن في الإقامة قد قامت الصلاة
أتمنى أن يكفّوا عن تخطّي الصّفوف يوم الجمعة
أتمنى ..............
اللّهمّ أعِزّ أهل السّنّة في تونس
و في كل مكان
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[05 - 07 - 09, 10:44 م]ـ
أخي الفاضل لقد لاحظت ذلك في بعض المساجد و لكن لم أدري ما السبب.
فهلاّ بينت لنا الأمر.
و جزاك الله خيرا.
هم يفعلون ذلك تبركا باللون الألأخضر!!!
ولقد قرأت كلاما لشيخ الإسلام -رحمه الله- عن هذا الصنيع وأنه من البدع ولكن ضُيّع علي ولم أستحضر أين ومن هنا أطلب مساعدة الإخوة في البحث
ولكن لمزيد البسط يمكنك فضلا زيارة هذا الرابط للأخ المفضال "سامي المسيطير"
فإليك الرابط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=65499)
اللهم أنصر دينك وسنّة نبيك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في بلاد المغرب الإسلامي, وأخذل من خذل الإسلام فإنك نعم المولى ونعم النصير.
أتمنى أن يكفّ المؤذن (أو من يقوم مقامه) عن ذكره لحديث اللغو يوم الجمعة _إثر صعود الخطيب على المنبر_
لمزيد من التفصيل لكم هذا:
الرابط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150802)
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[06 - 07 - 09, 12:15 ص]ـ
شيخ الإسلام قال تحديدا أنه من فعل "الشيعة" = -أي المآذن الخضراء-
سآت به بإذن الله
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 12:52 ص]ـ
أخي أبو عبيدة
أسأل الله أن يثلج صدرك وصدور إخوانك بإعزاز الدين ونصر السنة
اللهم أعلي بفضلك كلمتي الحق والدين في تونس وجميع بلاد المسلمين
اللهم اكتب لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويهدي فيه أهل المعصية في تونس وجميع بلاد المسلمين
اللهم رد الناس إلى دينك ردا جميلا
اللهم ولي أمورنا خيارنا ولا تولي أمورنا شرارنا
اللهم نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار
اللهم ارزق شباب الأمة الهدى والتقى والعفاف والغني
اللهم بعليك بكفرة أهل الكتاب الذين يحاربون دينك ويعادون أولياءك
اللهم أمتنا على التوحيد وتقبله منا يارب العالمين
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم أصلح فساد قلوبنا واغفر لنا عظيم ما تجرأنا به عليك في خلواتنا
اللهم اجعل غنانا بك وفقرنا إليك
اللهم بدد همومنا وفرج كروبنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/424)
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 02:50 ص]ـ
أخي الفاضل محمد أبا عمر جزاك الله خيرا و بارك فيك
و شكرا على الروابط المفيدة
و أسأل الله عزّ و جلّ أن يعينك في بحثك.
أخي الفاضل الشوربجي السلفي جزاك الله خيرا و بارك فيك
فنحن بأمس الحاجة إلى دعائكم
أسأل الله أن يثبتنا و إياكم على طاعته.
أخي أبو عبيدة
أسأل الله أن يثلج صدرك وصدور إخوانك بإعزاز الدين ونصر السنة
اللهم أعلي بفضلك كلمتي الحق والدين في تونس وجميع بلاد المسلمين
اللهم اكتب لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويهدي فيه أهل المعصية في تونس وجميع بلاد المسلمين
اللهم رد الناس إلى دينك ردا جميلا
اللهم ولي أمورنا خيارنا ولا تولي أمورنا شرارنا
اللهم نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار
اللهم ارزق شباب الأمة الهدى والتقى والعفاف والغني
اللهم بعليك بكفرة أهل الكتاب الذين يحاربون دينك ويعادون أولياءك
اللهم أمتنا على التوحيد وتقبله منا يارب العالمين
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم أصلح فساد قلوبنا واغفر لنا عظيم ما تجرأنا به عليك في خلواتنا
اللهم اجعل غنانا بك وفقرنا إليك
اللهم بدد همومنا وفرج كروبنا
اللّهمّ آمين آمين آمين.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 07 - 09, 09:19 ص]ـ
نعم هات الدليل على ذلك بارك الله فيك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=31055&postcount=3
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 07:00 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=31055&postcount=3
مسألتنا في التكبير الجماعي دبر الصلوات.
الرابط في التكبير في عشر ذي الحجة وأيام التشريق.
وحتى هذه لا نسلم لك فيها. أين الدليل؟!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 07 - 09, 02:02 م]ـ
فأنا أسطر هذه الكلمات أو بالأحرى أمنيات و هي نبذة عن تلك السنن التي فُقِدت في مساجدنا
سائلا المولى عز و جل أن أراها منتشرة مرة أخرى
أتمنى أن أرى أئمة مساجدنا يطبقون سنة القراءة في الصلوات الخمس كالإطالة في الفجر و التقصير في العصر
وأتمنى أن تكون ركعتي صلاة الجمعة أطول من الخطبتين
وأتمنى أن أرى من يصلي خارج المسجد أن يصلي بنعليه
بل أتمنى أن أرى مسجداً ليس فيه سجاد!
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 08:19 م]ـ
وأتمنى أن أرى من يصلي خارج المسجد أن يصلي بنعليه
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
هذه السّنّة لا تُطَبَّقُ عندنا إلاّ في صلاة الجنازة
و لا حول و لا قوة إلاّ بالله.
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[10 - 07 - 09, 09:15 م]ـ
يا أخي الحبيبُ أبو عبيدة صبرا يا أخي الكريم، فالأمر عندنا هنا في المغرب لا يقلّ بدعا وخرافات عنكم، فجميع المحدثات والمنكرات التي ذكرتها يفعلها المغاربة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[10 - 07 - 09, 09:48 م]ـ
أتمنى أن لا يقال "تقبل الله" عند إتمام الصلاة
.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - 07 - 09, 11:27 م]ـ
صدق اخي ضيدان بن عبد الرحمن
مسألتنا في التكبير الجماعي دبر الصلوات.
الرابط في التكبير في عشر ذي الحجة وأيام التشريق.
وحتى هذه لا نسلم لك فيها. أين الدليل؟!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 07 - 09, 09:14 ص]ـ
أما أنك لا تسلم بها فهذه مكابرة، وإلا فالنقول صريحة في تكبيرات العيد، وكلام شيخنا السلمي واضح. أما في التكبير في دبر الصلوات فينظر هنا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=949025&postcount=1 ولا يعرف عن السلف أحد أنكر هذا، بل هناك من صرح به كما ذكرنا في الرابط السابق.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:33 م]ـ
ليس فيه انهم يرفعون صوتهم خلف النبي صلى الله عليه وسلم اي انه كا يقول الذكر ثم يقولونه بعده بصوت مرتفع
اين ذلك الدليل المزعوم؟؟
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:57 م]ـ
أخي محمد الأمين ليست المسألة مكابرة، أعوذ بالله، ولكن ليس لك الحق أن تلرمنا برأي تراه أنت أو يراه غيرك. الأدلة صحيحة فيه ولكنها ليست بصريحة، وإذا كانت المسائل تقاس بآراء الشيوخ ولا تقاس بصحيح وصريح الأدلة، فقول شيحنا عبد العزيز بن باز، وشيخنا ابن عثيمين أولى وأرحى بالصواب.
وأعوذ بالله أن نضرب أقوال شيوخنا بعضها في بعض. لا ولكن العبرة بصحة الدليل وفهمه الصحيح.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 07 - 09, 09:12 م]ـ
ليس فيه انهم يرفعون صوتهم خلف النبي صلى الله عليه وسلم اي انه كا يقول الذكر ثم يقولونه بعده بصوت مرتفع
اين ذلك الدليل المزعوم؟؟
طالما أنهم يكبرون جهراً بصوت مرتفع، فهذا يؤدي إلى أن نسبة كبيرة ستتوافق أصواتهم وتصبح ذكراً جماعياً، ولا يعرف عن أحد من السلف أنه أنكر ذلك!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/425)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 07 - 09, 09:19 م]ـ
أخي محمد الأمين ليست المسألة مكابرة، أعوذ بالله، ولكن ليس لك الحق أن تلرمنا برأي تراه أنت أو يراه غيرك. الأدلة صحيحة فيه ولكنها ليست بصريحة.
قال الشيخ:
وحجته في جوازه جلية، وسبحان الله الآثار ونصوص السلف واضحة (يكبرون تكبيرا واحدا) (يكبرون معا) (يكبرون جماعة وفرادى) ما معنى (واحدا) و (معا) و (جماعة) إذن؟ (يكبرون خلف فلان)، إذ معناه أنه لو سكت فلان هذا لسكتوا ولو كبر كبروا، ولو كان كل واحد يكبر وحده لما شعروا بفلان هذا الذي يكبرون خلفه، ولم يصدق عليهم أنهم يكبرون خلفه، ثم إن تحري الإنسان أن يخالف من حوله حتى لا يبدأ معهم أو ينتهي معهم فيه حرج وهو أيضا يحتاج إلى دليل، ثم إن احتجاجه بأن ارتجاج المكان بالتكبير لا يكون إلا من الاجتماع عليه في صوت واحد احتجاج قوي، وإلا فمهما علت الأصوات وكل واحد يكبر وحده لم يرتج المكان، وهذا معلوم مشاهد
ـ[فتحى حسين طه محمد]ــــــــ[11 - 07 - 09, 11:06 م]ـ
جزيت الخير أخى أبو عبيده التونسى
انما ألادهى وألامر الان
أن تسمع موسيقى وانت فى الصلاة
من التليفونات المحمولة.
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 02:04 ص]ـ
جزيت الخير أخى أبو عبيده التونسى
انما ألادهى وألامر الان
أن تسمع موسيقى وانت فى الصلاة
من التليفونات المحمولة.
جزاك الله خيرا و بارك فيك.
بل الأدهى و الأمر أن تسمع موسيقى من مئذنة المسجد بدلا من الأذان!!!
نعم، لقد وقع ذلك للأسف و أكثر من مرة.
لقد ذكرتُ سابقا أن الأذان في أغلب مساجدنا يكون أذانا مُسجّلا و ليس حيّا، فإذا دخل الوقت يُشغّلُ المؤذن (أو بالأحرى مقيمُ الصلاة فقط) الشريط الذي يحتوي على الأذان، و لكن صاحبنا ربما يسهو فيضغط على زرّ تشغيل الرّاديو بدل الشريط، و عندها تبدأُ المأساة، تصوّر نفسك في المسجد تنتظر الأذان و إذا بك تسمع مرة برنامجا حواريّا و مرة أخرى معازف و لهو ... و قد لا ينتبه صاحبنا إلى غلطته الفاحشة فلا يصلح الأمر إلا بعد أن يُنَبِّهَهُ أحد المُصلّين، و لا حول و لا قوّة إلا بالله العليّ العظيم.(112/426)
بشرى لكل الجزائريين " موقع صوت الجزائر " صوت الدعاة في الجزائر الحبيبة
ـ[سمير زمال]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
افتتاحية موقع: صوت الجزائر
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله ..
أما بعد فمما لا ريب فيه أن العمل الإعلامي المنضبط بضوابط الشرع الحنيف، أضحى ضرورة لا مناص منها ووسيلة دعوية لا شك في جدواها ونفعها ...
وفي الوقت الذي كاد اليأس يتسلل إلى كثير منا يقدّر المولى سبحانه لمولود إعلامي وسيم المنظر طيب المخبر أن يخرج إلى النور، من صلب موقع جزائري سني مبارك يعرف بـ"منار الجزائر" .. ليسير الموقع الرضيع على خطى والده في إنارة دروب الغافلين وإضاءة السبل أمام الحائرين، ملتزما بما التزم به أصله من السير على المنهج الصحيح وسلوك الصراط المستقيم وتحري الطريق القويم، مظهرا للأصوات الجزائرية المغمورة، التي تعدّ زادا عظيما تزخر به بلدتنا، ومن شأنه الإسهام في اليقظة الدينية والصحوة العلمية السنيّة التي تفخر بها أمتنا ..
ولو قدّر لهذا النور أن يسطع بعيدا لينير الدرب للحائرين ويضيء السبيل للتائهين في أرجاء أرض الله الواسعة، فتلك غاية لا تشرئب إليها أعناقنا ولا تعلو إليها هممنا، ولكن كم يبارك رب الأنام في القليل ويزكي الجهد الضئيل! ..
فهنيئا لكم موقعكم الموسوم بـ "صوت الجزائر"، والذي سيقوم على إدارته وتسيير شؤونه مجموعة من أئمة مساجد الجزائر الحبيبة ودعاتها وطلاب العلم بها، وبعض الغيورين من أصحاب الكفاءات في مختلف التخصصات، وهم -بفضل الله تعالى- من القرآن والسنّة ينهلون، وعن فهوم الصحابة وأهل القرون المفضلة يصدرون، وإلى بثّ العلم الصحيح والدين الصافي يرمون ..
فالله تعالى نسأل أن يسمو موقعنا هذا إلى أن يكون لبنة صغيرة في صرح الإعلام الإسلامي الكبير، وأن يكتب للقائمين عليه الأجر الوفير ..
وفي الختام لا يفوتنا إسداء الشكر-بعد الله تعالى- إلى كلّ من كانت له يد بيضاء في بعث هذا المنبر وإخراجه إلى الواقع الدعوي .. و"من لا يشكر الناس لا يشكر الله".
كما نلتمس من كل قارئ غيور وجد في الموقع ثلمة أو وقف منه على زلّة، أن يعامل إخوانه بالستر والنصيحة، فذاك شأن الخلّص من أهل الإيمان، وجلّ من تنزّه عن السهو والنسيان.
إن تجد عيبا فسدّ الخللا ... جلّ من لا عيب فيه وعلا
ولعل من نافلة القول أن نبين أن هذا الموقع هو منار للجزائريين كافة، في داخل القطر وخارجه، فحيهلا بأعمالكم وجهودكم بارك الله فيكم وسدد خطاكم
"ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير"
صوت الجزائر ( http://tebessa.forume.biz/montada-f9/topic-t3582.htm#12759)
المصدر ( http://tebessa.forume.biz/montada-f9/topic-t3582.htm#12760)(112/427)
بشرى لكل الجزائريين " موقع صوت الجزائر " صوت الدعاة في الجزائر الحبيبة
ـ[سمير زمال]ــــــــ[26 - 06 - 09, 02:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
افتتاحية موقع: صوت الجزائر
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله ..
أما بعد فمما لا ريب فيه أن العمل الإعلامي المنضبط بضوابط الشرع الحنيف، أضحى ضرورة لا مناص منها ووسيلة دعوية لا شك في جدواها ونفعها ...
وفي الوقت الذي كاد اليأس يتسلل إلى كثير منا يقدّر المولى سبحانه لمولود إعلامي وسيم المنظر طيب المخبر أن يخرج إلى النور، من صلب موقع جزائري سني مبارك يعرف بـ"منار الجزائر" .. ليسير الموقع الرضيع على خطى والده في إنارة دروب الغافلين وإضاءة السبل أمام الحائرين، ملتزما بما التزم به أصله من السير على المنهج الصحيح وسلوك الصراط المستقيم وتحري الطريق القويم، مظهرا للأصوات الجزائرية المغمورة، التي تعدّ زادا عظيما تزخر به بلدتنا، ومن شأنه الإسهام في اليقظة الدينية والصحوة العلمية السنيّة التي تفخر بها أمتنا ..
ولو قدّر لهذا النور أن يسطع بعيدا لينير الدرب للحائرين ويضيء السبيل للتائهين في أرجاء أرض الله الواسعة، فتلك غاية لا تشرئب إليها أعناقنا ولا تعلو إليها هممنا، ولكن كم يبارك رب الأنام في القليل ويزكي الجهد الضئيل! ..
فهنيئا لكم موقعكم الموسوم بـ "صوت الجزائر"، والذي سيقوم على إدارته وتسيير شؤونه مجموعة من أئمة مساجد الجزائر الحبيبة ودعاتها وطلاب العلم بها، وبعض الغيورين من أصحاب الكفاءات في مختلف التخصصات، وهم -بفضل الله تعالى- من القرآن والسنّة ينهلون، وعن فهوم الصحابة وأهل القرون المفضلة يصدرون، وإلى بثّ العلم الصحيح والدين الصافي يرمون ..
فالله تعالى نسأل أن يسمو موقعنا هذا إلى أن يكون لبنة صغيرة في صرح الإعلام الإسلامي الكبير، وأن يكتب للقائمين عليه الأجر الوفير ..
وفي الختام لا يفوتنا إسداء الشكر-بعد الله تعالى- إلى كلّ من كانت له يد بيضاء في بعث هذا المنبر وإخراجه إلى الواقع الدعوي .. و"من لا يشكر الناس لا يشكر الله".
كما نلتمس من كل قارئ غيور وجد في الموقع ثلمة أو وقف منه على زلّة، أن يعامل إخوانه بالستر والنصيحة، فذاك شأن الخلّص من أهل الإيمان، وجلّ من تنزّه عن السهو والنسيان.
إن تجد عيبا فسدّ الخللا ... جلّ من لا عيب فيه وعلا
ولعل من نافلة القول أن نبين أن هذا الموقع هو منار للجزائريين كافة، في داخل القطر وخارجه، فحيهلا بأعمالكم وجهودكم بارك الله فيكم وسدد خطاكم
"ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير"
http://www.sawteldjazair.com/Centrax/
المصدر ( http://tebessa.forume.biz/montada-f9/topic-t3582.htm#12760)
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 10:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:34 ص]ـ
بشرى طيبة
جزاك الله خيرا
ـ[سمير زمال]ــــــــ[13 - 07 - 09, 08:33 م]ـ
أحسن الله غليكم
ـ[سمير زمال]ــــــــ[13 - 07 - 09, 08:40 م]ـ
أحسن الله غليكم(112/428)
::: طلب فتوى:: في مصارف مال الفوائد الرِّبويَّة:::
ـ[أبو سهيل بن مهدي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 04:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته؛
هذه حالةٌ نطلبُ الفتوى فيها يرحمكم الله ..
امرأةٌ عندها مال فوائد ربويَّة تريد أن تتخلَّص منه.
فأولاً: ما هي المصارفُ الشرعيَّةُ لهذا المال - مال الفوائد الرِّبوية -؟
و ثانيًا: هل يجوز أن يُدفع هذا المال إلى زوج ابنتها ليُقيم به شئونه أو يستثمره أو يتَّجِر فيه. و هو شابٌ جلدٌ لا يعمل و إن كان يبحث عن عمل يكفي نفقات أسرته؛ و لكنه يجتهد و لا يجد إلا عملاً فيه حرامٌ محظور فيتعفَّف.
و لا يمتلك مالاً إلا حصةً غالبةً في مسكنِه و عليه ديون؛ فيأتي ليبيع المسكن ليجني ماله ليشتري مسكنًا غيره و يتَّجر بباقي الثمن - مع موافقة سائر مالكيه - فلا يجد من يشتريه!! ..
علمًا بأن هذا الشاب ليس يجد قوت يومه و لا غده إلا من نفقة يُنفقها عليه والده أو بعض أقربائه أحيانًا فتكفيه أيامًا ثم تنفذ؛ أو يُطعمه أبوه و أقرباؤه.انتهى
و عُذرًا للإطالة في الوصف؛ و لكني رأيت ذلك تحرِّيًا للدقة في بيان الحال فالحكم على الشيء فرعٌ على تصوُّرِه.
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:36 ص]ـ
-موقع الإسلام سؤال و جواب
نقوم بإيداع أموالنا في البنوك ... فكيف نتعامل مع الفوائد التي تقدمها لنا البنوك؟.
الحمد لله
أولاً:
وضع المال في البنك مقابل فوائد رباً، وهو من كبائر الذنوب، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ () فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) البقرة/278 - 279
وإذا اضطر للمسلم إلى وضع المال في البنك، لأنه لم يجد وسيلة يحفظ بها ماله إلا بوضعه في البنك، فلا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى بشرطين:
1 - أن لا يأخذ مقابل ذلك فائدة.
2 - أن لا يكون تعامل البنك ربوياً مائة بالمائة، بل يكون له بعض الأنشطة المباحة التي يستثمر فيها الأموال.
راجع السؤال رقم (22392)، (49677)
ولا يحل الاستفادة من الفوائد الربوية التي تدفعها البنوك لأصحاب الأموال، ويجب عليهم التخلص منها في وجوه الخير المختلفة.
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
الأرباح التي يدفعها البنك للمودعين على المبالغ التي أودعوها فيه تعتبر ربا، ولا يحل له أن ينتفع بهذه الأرباح، وعليه أن يتوب إلى الله من الإيداع في البنوك الربويَّة، وأن يسحب المبلغ الذي أودعه وربحه، فيحتفظ بأصل المبلغ وينفق ما زاد عليه في وجوه البر من فقراء ومساكين وإصلاح مرافق ونحو ذلك.
" فتاوى إسلاميَّة " (2/ 404).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
أما ما أعطاك البنك من الربح: فلا ترده على البنك ولا تأكله، بل اصرفه في وجوه البر كالصدقة على الفقراء، وإصلاح دورات المياه، ومساعدة الغرماء العاجزين عن قضاء ديونهم، …
" فتاوى إسلامية " (2/ 407).
والله أعلم.
-الشيخ عبد الله بن جبرين
السؤال س: شخص كان يستخدم بطاقة الفيزا بنك، وتاب ورجع إلى الله، لكن البنك يُلزمه بأخذ المبلغ والفوائد الربوية، فماذا يفعل؟
الاجابة
هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ
س: شخص يملك بعض المال فأودعه أحد البنوك الربوية ثم من الله عليه بالهداية فأخرج ماله من البنك، فماذا يفعل في الأرباح، هل يتصدق بها، أو يدعها للبنك، أو يضعها في المصارف العامة كالمستشفيات، وهل يجوز له أن يضعها في المساجد وعمارتها؟ أفيدونا مأجورين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/429)
لا يجوز له أخذها للتملك فيكون آكلا للربا ولا يتركها للبنوك فيكون موكلا له فإن في الحديث: لعن الله آكل الربا وموكله ويجوز له أن يحيل عليها من ينتفع بها إما من الفقراء والمساكين والغارمين وإما من الجمعيات والمبرات الخيرية وإما من مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات ولهم صرفها في طبع الكتب وتسجيل الأشرطة وبناء المساجد ورواتب المدرسين في المدارس الخيرية وجوائز الطلاب وسائر وجوه الخير وبذلك يتخلص من هذا المال فلا يكون آكلا ولا يكون موكلا له باسم (ربا) فإنه متى أخرج من غير المتعاملين كان بمنزله المال الذي ليس له مالك وحل لمن أعطى له وجاز له أكله كما أحل الله أموال الكفار بالغنيمة ولو كانت من كسب حرام كربًا وقيمة خمر وما أشبه ذلك والله أعلم.
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:38 ص]ـ
لعل هذه الفتاوى تفيدك
-موقع الإسلام سؤال و حواب
نقوم بإيداع أموالنا في البنوك ... فكيف نتعامل مع الفوائد التي تقدمها لنا البنوك؟.
الحمد لله
أولاً:
وضع المال في البنك مقابل فوائد رباً، وهو من كبائر الذنوب، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ () فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) البقرة/278 - 279
وإذا اضطر للمسلم إلى وضع المال في البنك، لأنه لم يجد وسيلة يحفظ بها ماله إلا بوضعه في البنك، فلا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى بشرطين:
1 - أن لا يأخذ مقابل ذلك فائدة.
2 - أن لا يكون تعامل البنك ربوياً مائة بالمائة، بل يكون له بعض الأنشطة المباحة التي يستثمر فيها الأموال.
راجع السؤال رقم (22392)، (49677)
ولا يحل الاستفادة من الفوائد الربوية التي تدفعها البنوك لأصحاب الأموال، ويجب عليهم التخلص منها في وجوه الخير المختلفة.
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
الأرباح التي يدفعها البنك للمودعين على المبالغ التي أودعوها فيه تعتبر ربا، ولا يحل له أن ينتفع بهذه الأرباح، وعليه أن يتوب إلى الله من الإيداع في البنوك الربويَّة، وأن يسحب المبلغ الذي أودعه وربحه، فيحتفظ بأصل المبلغ وينفق ما زاد عليه في وجوه البر من فقراء ومساكين وإصلاح مرافق ونحو ذلك.
" فتاوى إسلاميَّة " (2/ 404).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
أما ما أعطاك البنك من الربح: فلا ترده على البنك ولا تأكله، بل اصرفه في وجوه البر كالصدقة على الفقراء، وإصلاح دورات المياه، ومساعدة الغرماء العاجزين عن قضاء ديونهم، …
" فتاوى إسلامية " (2/ 407).
والله أعلم.
-الشيخ عبد الله بن جبرين
السؤال س: شخص كان يستخدم بطاقة الفيزا بنك، وتاب ورجع إلى الله، لكن البنك يُلزمه بأخذ المبلغ والفوائد الربوية، فماذا يفعل؟
الاجابة
هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ
س: شخص يملك بعض المال فأودعه أحد البنوك الربوية ثم من الله عليه بالهداية فأخرج ماله من البنك، فماذا يفعل في الأرباح، هل يتصدق بها، أو يدعها للبنك، أو يضعها في المصارف العامة كالمستشفيات، وهل يجوز له أن يضعها في المساجد وعمارتها؟ أفيدونا مأجورين.
لا يجوز له أخذها للتملك فيكون آكلا للربا ولا يتركها للبنوك فيكون موكلا له فإن في الحديث: لعن الله آكل الربا وموكله ويجوز له أن يحيل عليها من ينتفع بها إما من الفقراء والمساكين والغارمين وإما من الجمعيات والمبرات الخيرية وإما من مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات ولهم صرفها في طبع الكتب وتسجيل الأشرطة وبناء المساجد ورواتب المدرسين في المدارس الخيرية وجوائز الطلاب وسائر وجوه الخير وبذلك يتخلص من هذا المال فلا يكون آكلا ولا يكون موكلا له باسم (ربا) فإنه متى أخرج من غير المتعاملين كان بمنزله المال الذي ليس له مالك وحل لمن أعطى له وجاز له أكله كما أحل الله أموال الكفار بالغنيمة ولو كانت من كسب حرام كربًا وقيمة خمر وما أشبه ذلك والله أعلم.
ـ[أبو سهيل بن مهدي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:55 م]ـ
الأخ الكريم أبو معاذ السلفي؛
قد علمت المرأة ذلك الي أوردتَ فيه الفتاوى!! ..
بل إن المال قد وضع في البنك قسرًا وفق أحد الأنظمة المتبَّعة في بلدي ثمَّ خلَّصتْهُ منه بالحيلة و أرادت ان تخرج منه ما داخله من حرام و هو (مال الفائدة)!! ..
و ليس المقصد من سؤالي بيان حكم الربا فهذا بينٌ واضح؛
و لكن المقصد من السؤال: أن هل يجوز لها دفع (مال التخلص) إلى زوج ابنتها و هل هو - مع الوصف الذي ذكرته عنه - يُعتبر من فقراء المسلمين الذين ترد فيهم أموال التخلص ..
بل هل يحل أن يدفع مال التخلص إليه مع العلم بأن هذه الأموال ستجر نفعًا على ابنة المرأة - التي هي زوجته - .. هل بان مقصدي بارك الله فيك؟
و جزاك الله تعالى خيرًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/430)
ـ[أبو سهيل بن مهدي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 06:21 م]ـ
هل من مُجيبٍ أجابَ اللهُ سؤلَكُم!! ..(112/431)
الى الاخوة بالمغرب ... اخ يريد الدراسات العليا بالمغرب
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام اهل المنتدى المبارك ..
أخ يسأل عن كيفية الالتحاق باحدى جامعات المملكة المغربية من اجل القيام بدراسات عليا في تخصص فقه واصول في مذهب المالكية
غير ان الاخ يريد الدراسة في احدى الجامعات بالانتساب لعدم امكانية الحضور طيلة السنة
وهو حاصل على ليسا نس في الشريعة تخصص فقه واصول من جامعة الامير عبد القادر بقسنطينة -الجزائر-
فالرجاء من الاخوة المغربيين تقديم المساعدة وبخاصة في النقاط التالية
* امكانية الانتساب
* شروط الالتحاق
*تاريخ التسجيل
*ذكر احسن الجامعات في المملكة المغربية من جهة مستوى المشرفين العلمي
وربما هناك امور نتعرض لها فيما بعد
وفقكم الله
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:14 م]ـ
تذكير و رجاء
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:04 ص]ـ
تذكير .......
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:19 ص]ـ
كدلك أضم صوتي إلى الأخ و أسأل عن تخصص الشريعة و القانون
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 11:14 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لأفضل الجامعات جامعة القرويين: كلية الشريعة بأكادير وكلية الشريعة بفاس
وكلية أصول الدين بتطوان هذه الثلاث لها وحدات في مسلك الدراسات العليا في الفقه ووحدة هذه السنة المفتوحة فيها هي وحدة الفقه المالكي وأصوله أما بخصوص المعلومات فأخبركم بها لاحقا إن شاء الله
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:26 م]ـ
بارك الله فيكم اخي البيضاوي واحسن لك الثواب
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 09:59 م]ـ
تذكير .......(112/432)
قطع صلاتهما لأنها جماعة ثانية!!!
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بالأمس القريب فاجئنا أحد الائمة بفعل لم أسمع به قط في حد علمي
إذ أن اثنين من أصحابي دخلا المسجد بعد انقضاء صلاة الظهر فشرعا في الصلاة جماعة ثانية في آخر المسجد و لكن تفطن لهما الإمام فقطع ذكر المعقبات و أسرع إليهما و أخذ بيد أحدهما و أخرجه من الصف و قطع صلاتهما و صاحبيّ قد ألجمتهما الدهشة
و حتى يبرر فعله أخذ يقول الجماعة الثانية ممنوعة في المسجد، حرام ...
ثم علل قطعه لصلاتهما بأنه أراد أن يجعلهما عبرة لمن يعتبر (أي حتى يكف بقية الإخوة عن صلاة الجماعة الثانية)
أما قوله الجماعة الثانية في المسجد ممنوعة و حرام فقد قال الشيخ الحويني في فتاويه:
(إن كان قصد بعدم الجواز أن الصلاة باطلة، فهذا قول ظاهر الخطأ لم يقل به أحد من أهل العلم فيما أعلم)
و سؤالي ليس عن مشروعية الجماعة الثانية أو كراهة ذلك
لكني أستفسر فأقول بأي حق يقطع الصلاة؟
هل ثبت ذلك عن أحد من أهل العلم؟!!
أفيدونا جزاكم الله خيرا.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:49 م]ـ
(7692)
سؤال: هل يجوز إقامة جماعة ثانية في مسجد له إمام راتب بصفة مُستمرة؟
الجواب: يجوز ذلك، وعلى الإمام أن يحث المُصلين على الإسراع وعدم التخلف المستمر حتى يحظوا بالأجر التام وهو الصلاة مع الإمام الراتب وفي أول الوقت، لكن إذا حصل أن بعضهم فاتتهم الصلاة وجاؤوا إلى المسجد فإنهم يصلون جماعة ثانية ولهم أجر على مجيئهم وعلى اجتماعهم، فقد جاء رجل بعدما صلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأصحابه فقال: "من يتصدق على هذا فيُصلي معه؟ " فقام أبو بكر فصلى معه، أي ليحصل له فضل الجماعة، ولقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "اثنان فما فوقهما جماعة"، ولقوله: "صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة"، ولقوله: "صلاة الرجل مع الرجل أفضل من صلاته وحده".
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
(1435)
سؤال: قرأت عن صلاة الجماعة بعد الجماعة الأولى مع الإمام أن ذلك يجوز مع نفي كثير من العلماء ذلك لأنه سيؤدي إلى التفريط في صلاة الجماعة الأولى، واستدلوا بأقوال وأفعال من عند السلف الصالح، فما القول الراجح في ذلك؟
الجواب: يترجح أنه يجوز، بل يتأكد إقامة جماعة ثانية لمن جاؤوا بعد صلاة الجماعة الأولى، فقد ثبت أن رجلاً جاء بعدما صلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: "من يتصدق على هذا؟ " يعني يُصلي معه، فقام أبو بكر أو غيره فصلى معه فأقام جماعة ثانية، وورد في الحديث قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته من الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله" وثبت في الصحيح قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة" فالجماعة اثنان فأكثر، والفذ هو المنفرد، فإذا جاء جماعة بعد الجماعة الأولى وصلوا بإمام منهم حصل لهم أجر الجماعة، وإن كانوا أقل أجرًا من الجماعة الأولى، ولا يلزم من تعدد الجماعة في المسجد تباطؤ الناس وتأخرهم عن الجماعة الأولى، فإن العادة حرصهم على الجماعة الأولى، واستحياء من عادته المواظبة على الجماعة الأولى أن يظهر أمام الناس مع المُتخلفين، فالذين منعوا تعدد الجماعة كالحنفية والشافعية كرهوا ذلك مخافة أن الناس يتكاسلون عن الجماعة الأولى، ولكن لا يلزم أن كل المتخلفين من المُتكاسلين.
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
20/ 11/1421 هـ
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:54 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حقا شيء غريب.
لم يثبت هذا العمل عن أحد من أهل العلم
هذا سؤال ورد، شبيه بما حصل من حادثة أما أعينكم:
أثيرت فتنة داخل المسجد وانتشرت بين الإخوة وهي إقامة الجماعة الثانية بعد الجماعة الأولى في المسجد الذي له إمام راتب، لدرجة قيام الإخوة بالمنع منه، أرجو الإفادة للضرورة
http://islamqa.com/ar/ref/87847
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 08:38 م]ـ
مكتب الشيخ عبدالله الجبرين جزاكم الله خيرا و بارك فيكم و أسأل الله أن يحفظ لنا الشيخ الجبرين و أن يشفيه شفاءا لا يغادر سقما.
ثم إني أذكركم بأن سؤالي كان حول قطع الصلاة.
الأخ صقر بن حسن جزاك الله خيرا و بارك فيك.
الأغرب من ذلك أنها ليست أول مرة يقوم فيها هذا الإمام بقطع صلاة من يؤدي الجماعة الثانية حسب ما أخبرني به أحد الإخوة الثقات.
فما العمل إن كررها مرة أخرى؟
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:30 ص]ـ
لكني أستفسر فأقول بأي حق يقطع الصلاة؟
بباطل الوليّ الظالم الذي أعطاه ذلك الحق, لا حُق لهما حق.
" أَرَيْتَ الذي ينهى عبداً إذا صلَّى ... "
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/433)
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:43 ص]ـ
فما العمل إن كررها مرة أخرى؟
بلّغ امره لإمام الجمعة (هذا إن كان افضل حالا من الأول وكان من الأتقياء) علّه يعظه فيُتّعظ
والله المستعان ...
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:19 ص]ـ
أخي الفاضل محمد أبا عُمر جزاك الله خيرا و بارك فيك و نفع بك
و الأكثر غرابة من ذلك أنه حين سأله بعض الإخوة عن دليل جواز قطع الصلاة أخذ يقول:
يوجد دليل، يوجد دليل ... (دون أن يبينه)
و الله حار فكري، كيف سولّت له نفسه _فاجتهد_ و رأى جواز ذلك!!!!!!!
اللّهمّ إنا نسألك علما نافعا.
ـ[السدوسي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:44 ص]ـ
في أي بلد حصل هذا أخي الفاضل؟.
ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:14 ص]ـ
في أي بلد حصل هذا أخي الفاضل؟.
الأمر واضح أخي
راجع معرّف الأخ صاحب الموضوع
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:21 ص]ـ
أرى يا أخي
أن تتصل بأحد المشايخ أو طلاب العلم حتى يناقشوه مناقشة علمية هادئة
بذكر الأدلة من السنة وآثار السلف التي وردت في هذه المسألة فهذا خير من رمي
الرجل بما لا يليق!!
فهذا الامام عفى الله عنا وعنه يبدو أنه طالب علم متأوِّل ويرى أن المسألة لا دليل فيها
فعلى هذا يجوز قطع صلاةِ من فعل هذا!! هكذا رأيُّه
فالرفقَ الرفقَ في التعليم
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:29 م]ـ
أرى يا أخي
أن تتصل بأحد المشايخ أو طلاب العلم حتى يناقشوه مناقشة علمية هادئة
بذكر الأدلة من السنة وآثار السلف التي وردت في هذه المسألة فهذا خير من رمي
الرجل بما لا يليق!!
فهذا الامام عفى الله عنا وعنه يبدو أنه طالب علم متأوِّل ويرى أن المسألة لا دليل فيها
فعلى هذا يجوز قطع صلاةِ من فعل هذا!! هكذا رأيُّه
فالرفقَ الرفقَ في التعليم
أخي أبا العز النجدي جزاك الله خيرا و بارك فيك
فحقا الرفقَ الرفقَ في التعليم
لكن
ما دعاني إلى قول ما قلت حول هذا الإمام و رميه بما لا يليق _حسب رأيكم_ هو أنه قد عُرِفَ عنه معاداته لأهل السنة أو الوهّابية كما يسمّيها، فالرجل صوفيّ من أهل البدع حتى أن بعض الإخوة هنا من طلبة العلم يرون عدم جواز الصلاة وراءه ...
و كثيرا ما يتهمنا بالجهل و الكبر و أخذ العلم من غير أهله
و ما إمام الجمعة عنه ببعيد _رغم مكانته العلمية_ الذي وصل به الأمر بأن يدعوا علينا في خطبة الجمعة و هو يصفنا بالمبتدعة بل بالشياطين ...
عفا الله عنا و عنهما
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:52 م]ـ
الله المستعان لا غرابة في وقوع مثل هذا الأمر في تونس
فهي بلد العجائب.
ـ[ابو عبدالله العازمي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:16 ص]ـ
انا اقول كما قال الاخ النجدي ....
لعله تأول في ذلك فنرجوا عدم العجله في الحكم عليه بالخطأ وإن أخطأ
وجزاكم الله خير
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 02:11 ص]ـ
انا اقول كما قال الاخ النجدي ....
لعله تأول في ذلك فنرجوا عدم العجله في الحكم عليه بالخطأ وإن أخطأ
وجزاكم الله خير
أخي أبا عبد الله العازمي جزاك الله خيرا و بارك فيك
ثمّ
لنفرض جدلا أنه متأول، ألا يعلم خطورة القول في دين الله بغير علم؟
وبما أنه لم يُسْبق إلى مثل هذا الصنيع، ألا يكون بذلك مجتهدا؟
فكيف يُسمح له بتسوّر منبر الاجتهاد مع عرائه عن مؤهلاته؟!!
ـ[أبو حسين]ــــــــ[28 - 06 - 09, 01:04 م]ـ
والله عجبي منكم كيف تصلون خلف رجل صوفي وانتم تعلمون انه صوفي والله هذا الغريب في الموضوع
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 02:53 م]ـ
والله عجبي منكم كيف تصلون خلف رجل صوفي وانتم تعلمون انه صوفي والله هذا الغريب في الموضوع
جزاك الله خيرا
بعض الإخوة حذروا من ذلك
و البعض يرى جواز الصلاة وراءه باعتبار المصالح و المفاسد في مسألة هجر المبتدع.
ثم ظهر فريق آخر هجر الصلاة خلف هذا الرجل بسبب ما تجرأ عليه من قطعه للصلاة.(112/434)
النفور من تطبيق السنن لماذا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 09:08 م]ـ
بعض العامة واشباههم نجد منهم النفور من تطبيق بعض السنن كما حصل معي بالامس حيث اردت الزاق قدمي بقدم من كان بجواري اثناء الصلاة وكانت ملامحه تدل بانه طالب علم فوجدت منه نفورا فقلت في نفسي سبحان الله لماذا هذا النفور من هذا الامرالثابت في صحيح السنة و الذي كان يفعله الصحابة رضي الله عنهم
قد نعذر العامة بالجهل احيانا ولكن بم نعذر طالب العلم اومن يظن نفسه عالما
عن عبد الله بن عمرو ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13)، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: " من وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=772&idto=773&bk_no=74&ID=314#docu)" .
قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه
وقال أنس ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000366&spid=35) رضي الله عنه: (وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه، ولو ذهبت تفعل ذلك اليوم لترى أحدهم كأنه بغل شموس) رواه البخاري ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000038&spid=35)
" .
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:45 ص]ـ
الحمد لله ...
أظن " أخي الفاضل أبا محمد الغامدي " أن في كلام الصحابي الجليل " أنس بن مالك " رضي الله عنه غنية عن الإجابة ..... فها هو يكلمنا عن زمن التابعين وهو من أفضل الأزمان بعد زمن الوحي فكيف بأهل زماننا هذا؟! ....
الله المستعانـ ....
لذا أنصحك أخي بالدعوة إلى الله بالحكمة!!! بالحكمة!!! انتبه فهي كثيرا ما يغفل عنها بعض الإخوة في دعوتهم غيرهم .... ،
والموعظة الحسنة ....
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:28 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9912&highlight=%C7%E1%E3%CD%C7%D0%C7%C9
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما هو الأصح في تسوية الصف هل هومساواة الأقدام برؤوس الأصابع فقط؟ أم بمحاذاة الكعبين؟ و هل السنة إلصاق القدم بقدم المجاور في الصف؟
فأجاب - رحمه الله -: الصحيح أنّ المعتمد في تسوية الصف، محاذاة الكعبين بعضهما بعضا، لا رؤوس الأصابع، و ذلك لأنّ البدن مركب على الكعب. و الأصابع تختلف الأقدام فيها، فقدم طويل و آخر صغير فلا يمكن ضبط التساوي إلا بالكعبين. وأما إلصاق الكعبين بعضهما ببعض فلا شك أنه وارد عن الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم كانوا يسوون الصفوف بإلصاق الكعبين بعضهما ببعض، أي: أنّ كل واحد منهم يلصق كعبه بكعب جاره لتحقيق المساواة. و اهذا إذا تمت الصفوف و قام الناس،ينبغي لكل واحد أن يلصق كعبه بكعب صاحبه لتحقيق المساواة فقط و ليس معنى ذلك أنه يلازم هذا الإلصاق و يبقى ملاصقا له في جميع الصلاة.
و من الغلو في هذه المسألة ما يفعله بعض الناس: تجده يلصق كعبه بكعب صاحبه و يفتح قدميه فيما بينهما حتى يكون بينه و بين جاره في المناكب فرجة، فيخالف السنة في ذلك. و المقصود أنّ المناكب و الأكعب تتساوى.
(فتاوى الشيخ محمد الصالح) -جمع أشرف عبد الرحيم - (1/ 436 - 437
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 01:58 م]ـ
بارك الله فيكم(112/435)
انظر الافتراء والكذب على مذهب الامام في حلق اللحية
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[26 - 06 - 09, 10:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخواني المالكية واهل المنتدى المبارك
انظروا لهذا الافتراء على مذهب الامام مالك رحمه الله من بين كثير يروج له في منتدى الاصلين /موقع مذهب اهل الاهواء من المتكلمة
25/ 06/09, 09:52 09:52:25 PM
سليم حمودة الحداد ( http://www.aslein.net/member.php?u=2021) http://www.aslein.net/images/statusicon/user_offline.gif
طالب علم
تاريخ الانضمام: 02/ 02/07
محل السكن: تونس
المشاركات: 439
http://www.aslein.net/images/icons/icon5.gif سؤال عن حكم تقصير اللحية أو حلقها لحاجة و لغير حاجة
سؤال عن حكم تقصير اللحية أو حلقها لحاجة و لغير حاجة
السلام عليكم و رحمة الله
سئلت من قبل أخ في الله عن حكم حلق اللحية أو تقصيرها جدا في حق من يريد العمل في شركة عمومية يطرد منها كل ملتح .. مع العلم أن طالب العمل شاب أعزب يدرس، و أحب أن يعمل في هذه الشركة هذه الصائفة، و ليس هو مضطرا للعمل و لا ذا حاجة شديدة له .. و لكن أوقات الدوام مناسبة لأوقات الصلاة خلافا للشركات الخاصة ..
و الأخ كسائر أهل البلد مالكي و يريد معرفة مذهب السادة المالكية في اللحية عامة, و هل يجوز تقصيرها؟ و إلى أيّ حدّ إن جاز؟ و هل يجوز الخروج من المذهب الى غيره من المذاهب المتبوعة إن كان يخاف العنت و الحرج من التزامه بمذهبه المالكي في المسألة؟
و جزاكم الله عنا جميعا خير الجزاء و لا حُرمناكم ..
__________________
************************
#2 ( http://www.aslein.net/showpost.php?p=66159&postcount=2)
http://www.aslein.net/images/statusicon/post_old.gif 25/06/09, 10 :22 10:22:23 PM
جلال علي الجهاني ( http://www.aslein.net/member.php?u=1) http://www.aslein.net/images/statusicon/user_offline.gif
خادم أهل العلم
تاريخ الانضمام: 27/ 06/03
المشاركات: 2,109
http://www.aslein.net/images/misc/im_yahoo.gif (http://www.aslein.net/showthread.php?t=10617#)
يجوز الأخذ منها بدون ذكر قيد، سوى وجود اللحية على الوجه ..
واللحية هي الشعر النابت على اللحي، وهو ظاهر العظم الموجود في الفك الأسفل إلى منتهى الذقن.
يسر الله أمر صاحبك ..
__________________
جلال علي الجهاني ( http://www.aslein.net/member.php?u=1) http://www.aslein.net/images/statusicon/user_offline.gif
خادم أهل العلم
تاريخ الانضمام: 27/ 06/03
المشاركات: 2,109
http://www.aslein.net/images/misc/im_yahoo.gif (http://www.aslein.net/showthread.php?t=10617#)
يمكنك الرجوع أخي الكريم إلى شروح الرسالة، في كتاب الجامع.
من ذلك ما قاله العلامة ابن غنيم النفراوي في الفواكه الدواني، ونصه ممزوجاً مع رسالة الإمام ابن أبي زيد القيرواني رحم الله الجميع:
((وَأَمَرَ النَّبِيُّ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا فِي الْمُوَطَّإِ لِلْإِمَامِ بِ (أَنْ تُعْفَى اللِّحْيَةُ) أَيْ يُوَفَّرَ شَعْرُهَا وَيَبْقَى مِنْ غَيْرِ إزَالَةٍ لِشَيْءٍ مِنْهَا فَقَوْلُهُ: (وَتُوَفَّرُ وَلَا تُقَصُّ) تَفْسِيرٌ لِمَا قَبْلَهُ وَذَكَرَهُ لِزِيَادَةِ الْبَيَانِ، وَالْمُتَبَادِرُ مِنْ قَوْلِهِ " وَأَمَرَ " الْوُجُوبُ وَهُوَ كَذَلِكَ إذْ يَحْرُمُ حَلْقُهَا إذَا كَانَتْ لِرَجُلٍ، وَأَمَّا قَصُّهَا فَإِنْ لَمْ تَكُنْ طَالَتْ فَكَذَلِكَ، وَأَمَّا لَوْ طَالَتْ كَثِيرًا فَأَشَارَ إلَى حُكْمِهِ بِقَوْلِهِ: (قَالَ مَالِكٌ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (وَلَا بَأْسَ بِالْأَخْذِ مِنْ طُولِهَا إذَا طَالَتْ) طُولًا (كَثِيرًا) بِحَيْثُ خَرَجَتْ عَنْ الْمُعْتَادِ لِغَالِبِ النَّاسِ فَيُقَصُّ الزَّائِدُ لِأَنَّ بَقَاءَهُ يَقْبُحُ بِهِ الْمَنْظَرُ، وَحُكْمُ الْأَخْذِ النَّدْبُ فَلَا بَأْسَ هُنَا لِمَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِ وَالْمَعْرُوفُ لَا حَدَّ لِلْمَأْخُوذِ، وَيَنْبَغِي الِاقْتِصَارُ عَلَى مَا تَحْسُنُ بِهِ الْهَيْئَةُ، وَقَالَ الْبَاجِيُّ: يُقَصُّ مَا زَادَ عَلَى الْقَبْضَةِ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ فِعْلُ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ فَإِنَّهُمَا كَانَا يَأْخُذَانِ مِنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/436)
لِحْيَتِهِمَا مَا زَادَ عَلَى الْقَبْضَةِ، وَالْمُرَادُ بِطُولِهَا طُولُ شَعْرِهَا فَيَشْمَلُ جَوَانِبَهَا فَلَا بَأْسَ بِالْأَخْذِ مِنْهَا أَيْضًا، وَلَمَّا كَانَ قَوْلُهُ: قَالَ مَالِكٌ وَلَا بَأْسَ يُوهِمُ انْفِرَادَ مَالِكٍ بِقَوْلِهِ قَالَ: (وَقَالَهُ) أَيْ نَدْبُ الْأَخْذِ مِنْ الطَّوِيلَةِ قَبْلَ مَالِكٍ (غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ وَ) غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ (التَّابِعِينَ) رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْجَمِيعِ، وَالْمُرَادُ قَالَهُ كَثِيرٌ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ فَيَكُونُ هَذَا هُوَ الرَّاجِحُ، وَلَا يُعَارِضُهُ مَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ: مِنْ تَرْكِ طُولِهَا حَتَّى تَبْلُغَ حَدَّ التَّشْوِيهِ لِأَنَّهُ بَيَانٌ لِلطُّولِ كَثِيرًا لِأَنَّ الْمُطْلَقَ يُحْمَلُ عَلَى الْمُقَيَّدِ، وَكَمَا يُسْتَحَبُّ قَصُّ الزَّائِدِ يُسْتَحَبُّ تَسْرِيحُهَا وَلِمَا وَرَدَ: {أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ ثَائِرُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ فَأَمَرَهُ بِالْخُرُوجِ لِيُسَرِّحَ لِحْيَتَهُ وَرَأْسَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ بَعْدَ تَسْرِيحِهِمَا قَالَ لَهُ: أَلَيْسَ هَذَا خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدُكُمْ ثَائِرَ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ شَيْطَانٌ؟}.
(تَنْبِيهَانِ) الْأَوَّلُ: ظَاهِرُ كَلَامِ الْمُصَنِّفِ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ إلَّا أَخْذُ الزَّائِدِ عَلَى الْمُعْتَادِ، فَيُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ حَلْقُ مَا تَحْتَ الْحَنَكِ وَهُوَ كَذَلِكَ، فَقَدْ نُقِلَ عَنْ مَالِكٍ كَرَاهَتُهُ حَتَّى قَالَ: إنَّهُ مِنْ فِعْلِ الْمَجُوسِ، وَنُقِلَ عَنْ بَعْضِ الشُّيُوخِ أَنَّ حَلْقَهُ مِنْ الزِّينَةِ فَتَكُونُ إزَالَتُهُ مِنْ الْفِطْرَةِ، وَأَقُولُ: يُمْكِنُ الْجَمْعُ، يُحْمَلُ كَلَامُ الْإِمَامِ عَلَى مَا يَلْزَمُ عَلَى بَقَائِهِ تَضَرُّرُ الشَّخْصِ وَلَا تَشْوِيهِ خِلْقَتِهِ، وَكَلَامُ غَيْرِهِ عَلَى مَا يَلْزَمُ عَلَى بَقَائِهِ قُبْحُ مَنْظَرِ صَاحِبِهِ أَوْ تَضَرُّرُهُ بِهِ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَأْخُذُ مِنْ عَرْضِ لِحْيَتِهِ وَطُولِهَا، وَكَانَ يَأْمُرُ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ بَاطِنِ اللِّحْيَةِ، وَأَمَّا شَعْرُ الْخَدِّ فَاَلَّذِي اخْتَارَهُ ابْنُ عَرَفَةَ جَوَازُ إزَالَتِهِ، وَأَمَّا شَعْرُ الْأَنْفِ فَقَدْ اسْتَحَبَّ بَعْضُ الْفُضَلَاءِ قَصَّهُ لَا نَتْفَهُ لِأَنَّ بَقَاءَهُ أَمَانٌ مِنْ الْجُذَامِ وَنَتْفَهُ يُورِثُ الْأَكَلَةَ، وَأَمَّا شَعْرُ الْعَنْفَقَةِ فَيَحْرُمُ إزَالَتُهُ كَحُرْمَةِ إزَالَةِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ، وَقَيَّدْنَا ذَلِكَ بِالرَّجُلِ لِمَا مَرَّ مِنْ أَنَّ الْمَرْأَةَ يَجِبُ عَلَيْهَا إزَالَةُ مَا عَدَا شَعْرَ رَأْسِهَا.
الثَّانِي: لَمْ يَتَكَلَّمْ الْمُصَنِّفُ عَلَى نَتْفِ الشَّيْبِ مِنْ اللِّحْيَةِ، وَقَالَ مَالِكٌ حِينَ سُئِلَ عَنْهُ: لَا أَعْلَمُهُ حَرَامًا وَتَرْكُهُ أَحَبُّ إلَيَّ، أَيْ إزَالَتُهُ مَكْرُوهَةٌ عَلَى الصَّوَابِ، كَمَا يُكْرَهُ تَخْفِيفُ اللِّحْيَةِ وَالشَّارِبِ بِالْمُوسَى تَحْسِينًا وَتَزْيِينًا، وَإِنْ قَصَدَ بِذَلِكَ التَّلْبِيسَ عَلَى النِّسَاءِ كَانَ أَشَدَّ فِي النَّهْيِ).
وتوجد نصوص أخرى، ليست مراجعها بين يدي الآن، والله ولي التوفيق(112/437)
عمالة عباس العقاد للفكر الغربي
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
عمالة عباس العقاد للفكر الغربي
بدأت كتابات العقاد (الإسلامية) في منتصف الأربعينات من القرن الماضي، بعد أن قارب عباس العقاد الستين من عمره، وقبل ذلك لم يكتب عباس العقاد شيئاً عن الإسلام، كان العقاد يشاكس أحمد شوقي، هو والفتيان الصغيران عبد القادر المازني وعبد الرحمن شكري، وحمل العقاد ورفاقه بضاعة الغرب الأدبية إلى بلاد الشرق؛ ثم غرق ربع قرنٍ من الزمن في ظلمات السياسة، بدأها بالسير خلف سعد زغلول ثم البرلمان فالسجن لتسعةِ أشهر بعد أن أخذته الحماسة وسبقه لسانه بجملة (شجاعة) يشير فيها إلى الملك، فتحرش به جند الملك حتى أوقعوه وحبسوه تسعة أشهر (1)، ثم خرج من السجن واشتبك مع رفقاء الدرب ممن بدلوا وغيروا في تعاليم سعد زغلول، وانتهى الأمر بالخروج عليهم والاشتراك مع من أسس حزب السعديين (نسبة لسعد زغلول)، وانقضى أكثر من خمسين عاماً من حياة العقاد في هذا الهراء، انتهت بهزيمة ساحقة للعقاد جعلته يفكر في الانتحار (2). ثم تحول عباس العقاد بعد هذه الهزيمة السياسية، وبعد رحلة التخبط الطويلة هذه إلى الكتابة في الإسلاميات!!
كانت الكتابة في الإسلاميات بالنسبة للعقاد نوع من الترويح، وخروج من ساحة لم يعد يجد فيها إلا الموت بيده أو بيد غيره.!!
سوقي مدفوع
كانت الصحوة الإسلامية قد انتشرت، وكان الصدام مع المجرمين المتطاولين على حمى الدين أوجد رموزاً ورفع أسماءً. وكانت القضايا الإسلامية هي الرائجة يومها، فكتبت أقلامٌ للسوق، لينتشر اسمها ويرتفع قدرها، ولا أستبعد أن العقاد كان يكتب للسوق، أو توجه لما هو رائج، فكاً للخناق السياسي الذي طوق عنقه حتى كاد يقتله، وركوباً للموجة الهادرة.
قد جاءت كتابته عن الإسلام في إطار موجة من الكتابة عن الإسلام بعد انتشار الحركة الإسلامية (الصحوة وهي الإخوان يومها) في مصر، وتعاطف الجماهير معها إبان الجهاد مع اليهود وضيق الصدر بالاحتلال، ومع وجود الغزو الفكري من قبل المستشرقين وأذنابهم من المبتعثين لبلادهم.ومع دخول الإسلاميين في السياسة. فقد كانت الحياة كلها (إسلامية) توافق او تعارض. أو قل كان الحديث عن الإسلام في كل مكان .. ومن كل التوجهات.
فرضية أن العقاد كتب للسوق يدعمها أن الرجل قبل أن يبدأ في سلسلة العبقريات كان مهزوماً في مواجهاته مع المنشقين على سعد زغلول، حتى أنه حاول الانتحار. وطبعي أن يخرج من هذه الساحة إلى غيرها. ونلاحظ أن العقاد لم يترك السياسة دفعة واحدة.
وفرضية أن العقاد كان يكتب للسوق يدعمها كتابه عن (بنيامين فرنكلين)، مؤسس أمريكا، فما جاء بجديد، بل حين تقرأ الكتاب تشعر وكأن العقاد لا يجد ما يقول، ينقل صفحات من مذكرات الرجل التي كتبها بخط يده، ويكرر كلمات قيلت هنا وكلمات قيلت هناك، تشعر وكأن العقاد في مخاض .. بصعوبة يجد ما يكتب، كالتي تلد ميتاً .. يؤلمها وبالكاد يخرج منها .. يقول فيه ما يقوله في غيره: سياسي منفرد، وعالم قد علم، وفيلسوف متكلم، وأديب قد كتب، ومفاوض قد أخذ من خصمه بحنكته، ورحيم بالعبيد، ومؤدب للأغنياء.
ما هو إلا أن الأمريكان أرادوا تسويق بضاعتهم فبحثوا عن قلم مشهور، فكان العقاد، استكتبوه، وقدموا للكتاب وقاموا بطباعته، ومن ثم نشره.
وفرضية أن العقاد كان يكتب للسوق يدعمها أنه كان يكتب في المناسبات، كتب عن غاندي، وعن بنيامين فرانكلين، وزعيم الصين صن يات سن. وأستبعد أن يكون الهنود قد استكتبوه، ولكنه ركب الحدث واستطعم الكتابة عن المشهورين، أو كتب عنهم بدافع الإعجاب بالعباقرة.
ولم تكن هذه الموجة التي ركبها العقاد مدفوعة بالجماهير فقط .. بمعنى أن من يكتب يكتبُ لينتشر اسمه وتربح كتبه، وإنما كانت مدفوعة حقيقة بالمستشرقين!!
علاقة عباس العقاد بالاستشراق
عكف المستشرقون على قراءة أحكام الشريعة، والسيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي وما كُتِبَ في القرون الأولى. وخرجوا بقراءة جديدة للشريعة الإسلامية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/438)
أعادوا قراءة الشريعة لتقبل الآخر ولتقول بما ينادي به الغرب والمستغربين من (المساواة) و (التبرج والسفور) و (تنحية الشريعة)، وأعادوا قراءة التاريخ الإسلامي وخاصة في القرون الأولى لتقدَّم الأحداث للناشئة في إطارٍ آخر غير إطار الصراع من أجل تعبيد الناس لله، وأعادوا قراءة كتب الأولين ممن كتبوا في القرون الأولى لإبراز الشاذ كالأصفهاني والجاحظ والجهم والجعد وتشويه المستقيم.
أعدُّوا هذه القراءة في صورة كتب جاهزة للنشر تم تسليمها إلى عملاء الفكر الغربي من أمثال (طه حسين وعلي عبد الرازق) ليكتبوا عليها أسمائهم ثم يخرجوها لنا، فقد برهن العارفون على أن الذي كتب (في الشعر الجاهلي) و (الإسلام وأصول الحكم) هو مارجليوث، وأعطاهم مترجمين إلى كل منهما (3)!!، وقاسم أمين كل ما ورد في كتابه من النصارى، (مرقص فهمي) و (الدوق الفرنسي)،.
أو تم تسريب المفاهيم من خلال الصالونات، والصحف، والتواجد في المجتمعات الغربية حال الدراسة.
ويمكننا أن نقول أن حركة الفكر الشائعة في هذا الوقت كانت استشراقية أو متأثرة بالاستشراق، كان المستشرقون هم الموجهون للساحة الفكرية في العالم الإسلامي.
المواضيع التي تناولها عباس العقاد تناولها كل ذي قلم ممن عاصروه، ولم يكن هو أولهم كي نقول بدأ ولحقوه، وإنما جاء بينهم؛ وكلٌ كَتَبَ بخلفية مدرسته التي تأثر بها و انتصر لها. وكل من كتبوا كانوا من إفرازات البعثات الغربية أو من المتأثرين بالغرب من أهل الشرق، مثل (طه حسين)، و (أبكار السقاف)، و (محمد حسين هيكل)، و (ليلة بنت الشاطئ)، وغيرهم.
والكتابات كانت تسير في مضمار واحد، وهو إعادة قراءة الشريعة الإسلامية من جديد على خلفيات غربية، أو متأثرة بفكر الغرب. .كانوا متأثرين بالواقع الذي أوجده الغرب، حين احتل البلاد.
وعباس العقاد كانت له علاقة خاصة جداً بالغرب، فهو مَن حمل بضاعتهم في الأدب إلينا، أعني (مدرسة الديوان)، وقد (كان يرى الإنجليز الحلفاء الطبيعيون لمصر) (4)!!، وكان يؤمن بالديمقراطية إيماناً مطلقاً، ويدعي أنها أفضل الأنظمة على الإطلاق، وهو مخطئ فلا أفضل من شرع الله، ولا ينكر محبوه أنه أحد أفراد المدرسة العقلانية الإنجليزية، حتى كتاباته (الإسلامية) كانت تطبيقاً لنظريات غربية.
كانت رأس العقاد رأساً غربية. لا أجد صعوبة في تقرير ذلك.
ثلاثة وواحد
من كتبوا في الإسلام في الفترة التي كتب فيها العقاد ثلاثةُ نفرٍ ونفرٌ!!
أما الثلاثة نفر، وهم العملاء من وجهة نظري فـ:
أولهم: عميل مفضوح، كطه حسين، وعلي عبد الرازق، وقاسم أمين.
وثانيهم: نفرٌ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، كحسين هيكل ـ فيما كتب عن النبي ـ، وليلة بنت الشاطئ.
وثالثهم: نفر متأثرون بمفاهيم الغرب إلا أنهم مستقلون ظاهراً. كعباس العقاد.
وهذا ميزان ثلاثي كاذب خادع، ينخدع به بعض الطيبين، ويستعمله المكارون في تمرير بضاعتهم، إذ يُعرض هؤلاء الثلاثة على الناس كطرفين ووسط، فعميل، وغير متخصص يكتب مندفعاً، ومثقف مشهور بثقافته الواسعة وعدم اتصاله البدني بالغرب، (عملاق) ـ بزعمهم ـ فيجنح الناس إلى هذا النوع، وهو ما حدث، وانخدع بهذا بعض المنتسبين للعلم والثقافة الشرعية كالشيخ الدكتور صالح بن سعد اللحيدان، فكلما مر بعورةٍ للعقاد قال: ولكنه خير من طه حسين.!!، وكأن ليس في الساحة إلا عباس وطه.!!
الحقيقة أن كل هؤلاء جبهة واحدة، وهناك نفرٌ آخر .. جبهة أخرى، هي جبهة أهل العلم في هذا الزمان كفضيلة الشيخ العلامة أحمد شاكر، والشيخ محمد حامد الفقي، والأستاذ سيد قطب، وأخيه الأستاذ محمد قطب ـ رحمهم الله جميعاً ـ. وكان على اللحيدان وهو لا يفتأ في كل صفحة ـ تقريباً ـ يشير إلى عقله وسعة علمه، ويجعل من نفسه حكماً على الأحاديث والروايات، كان عليه أن لا يقارن بينه وبين طه حسين، بل بينه وبين الأخوين محمد ومحمود شاكر أو تلميذه سيد قطب.
قاسم مشترك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/439)
القاسم المشترك بين كل العملاء، المفضوح منهم عند الجميع، والمستتر إلا على القليل، أو الأمارة التي تجدها في الجميع وبها يقال انه عميل أو غير عميل، هي عدم وجود عداوة، أو بالأحرى عدم وجود مواجهة مع الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين.
وهذا حال النفر الثلاث (العميل المفضوح) و (مَن لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) و (المستقلين ظاهراً).
وقد كان هذا حال عباس العقاد، فلم يكن الرجل ممن يهاجمون النصرانية، ولا ممن يقفون موقفاً معادياً من الآخر، وكان يفتخر بأن كتاباته محل رضا عند غير المسلمين. (5) وقد أطال رجاء النقاش في إثبات ذلك مفتخراً به، دالاً عليه (6)، وقد ذكرتُ في مقدمة هذا البحث أن (صالون العقاد) كان يأوي إليه اليهودي والنصراني والبهائي.
نعم لم يكن العقاد يقف موقفاً معادياً من النصارى أو النصرانية، وهذا قول محبيه، وفقط أذكر هنا بشيء عقدي في تناول عباس العقاد للنصرانية واليهودية، وهو أن العقَّاد كان ينقل عنهم ما يتكلمون به عن دينهم، ينقله ويعتمده حال الحديث عن دينهم، وكأن الإسلام لم يكذب قولهم في مريم وابنها ـ عليهما السلام ـ، وكأن القرآن لم يكذب قولهم في أنبياء الله، (أنبياء العهد القديم).
ودعني أعرض عليك قولَ عباس العقاد في قصة صلب المسيح ـ المزعومة ـ لتعلم أن العقاد ما كان يقف موقفاً معادياً من تلك الديانات، يقول ـ عن صلب المسيح المزعوم ـ: (ففي حادثة الاعتقال لا يدري متتبع الحوادث من اعتقله ومن دل عليه وهل كان معروفاً من زياراته للهيكل أو كان مجهولاً لا يهتدى إليه بغير دليل).!!
ويتكلم عن محاكمة المسيح ـ عليه السلام (7)، والمسيح لم يحاكم ـ، ولم يقبض عليه، وإنما الذي قبض عليه وحوكم هو الشبيه {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} النساء157
ويقف عباس محمود العقاد حائراً لا يدري كيف كانت نهاية السيد المسيح ـ عليه السلام ـ يقول: (ولا نستطيع كما أسلفنا أن نقرر على وجه التحيقيق من الناحية التاريخية كيف كانت نهاية السيرة المسيحية) (8)
هذا هو العقاد حين يتكلم عن النصرانية (9)، يبحث في كتبهم بحث المصدق لها، لا بحث الناقد المعترض.
بل كانت هذه قاعدة عامة عند عباس العقاد، يأخذ كل قوم بما يتكلمون، إن تكلم عن غاندي الهندي عابد البقرة، فهو (نبي مرسل) (10) لشعب الهند وغير الهند حتى آمن به قوم من أوروبا، وإن تكلم عن (صن) أبي الصين فهو نبيهم.!!
والعقاد كاذب. فما كان هؤلاء أنبياء.
والعقاد خاطئ فما كان له أن يقفز على النص الشرعي، وما كان له أن يتكلم بغير ما تكلم به القرآن في حق هؤلاء.
أأقول لم يكن العقاد يؤمن بما أنزل الله على محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهذا واضح جداً من كلامه؟!!
الحقيقة أن العقاد لم يكن يعنيه الأمر. العقاد كان معنياً بالعبقرية (أو العباقرة) (11)، وإثبات سعة الاطلاع، والتحدث في كل القضايا المثارة، وتوسيع قاعدة القراء، ودخول التاريخ، أو الوقوف في صفوف العباقرة.
وما يعنيني أن العقاد جملةً لم يكن في وجه هؤلاء يصدهم عن حمى الدين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. وإنما كان العقاد قلم أستعمل في إعادة كتابة الشريعة الإسلامية من جديد، وفي إضفاء شيء من الشرعية على (الآخر) من الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين.
أشياء دون أشياء!
الغربيون ترجموا أشياء لعباس العقاد وتركوا أشياءً. ترجموا ما يخدم هدفهم العام، وهو صد الناس في الغرب عن دين الله (12)، ترجموا ما يعطي صورة غير حقيقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، وتركوا لنا الباقي، فصدوا قومهم وشغلونا بقومنا. فلا يصل من الفكر الإسلامي إلى الغرب إلا ما يريده القوم. وكأن (الفكر الإسلامي) والأدب الحديث لنا نحن فقط. ولهم منه ما يريدون فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/440)
كتب العقاد مرةً عن يهود، ولم يُنشر كتابه، فجلس بين مريديه يشكو من تلك اليد الخاطئة التي تسمح لأشياء ولا تسمح لأشياء، يقول فيما يرويه رجاء النقاش (ليس بسر مجهول عن كثير من إخواننا أن لي كتبا فرغ المترجمون من نقلها إلى اللغات الأجنبية، وإن فصولاً منها نشرت في الصحف، ثم وقفت الأيدي الخفية دون طبعها ونشرها فلم تزل مخطوطة غير مطبوعة إلى الآن، حيل بينها وبين الظهور بدسيسة ممن يعملون عمل الصهيونية وإن لم يكونوا من بني إسرائيل) (13)، ويقول النقَّاش معلقاً: (ولا شك أن الحرب التي تشنها الصهيونية ضدنا ليست حرباً سياسية فقط، وإنما هي فكرية أيضاً)
قد كان عباس العقاد في الجملة في مضمار الغرب، كان في الجملة في مضمار المستشرقين، وكان في الجملة ضمن حملة إعادة قراءة الشريعة الإسلامية من جديد.
وأما ردود عباس العقاد في بعض كتاباته فقد كانت ردود باردة، لم تنصر حقاً ولم تدفع باطلاً.
عباس العقاد ـ حالَ دفاعه عن الإ سلام ـ لم يخرج من منطلقٍ مقبول، ولم يظهر في سياق مقبول، حالاً وإن قبل مقالاً أحياناً، فكان سعيه في سلة المفسدين لا المصلحين!!
وهي حالة تتكرر، وهي حالة خطرها أشد من خطر المجاهرين بالعداء للدين. وقد اتضح ذلك من عرضي لأهم القضايا الإسلامية التي تناولها عباس العقاد مثل (التوحيد) و (الأنبياء) و (الصحابة رضوان الله عليه م) (التفكير) وغير ذلك.
أبو جلال / محمد بن جلال القصاص
عصر الجمعة
04/ 0رجب /1430
الموافق: 26/ 06 /2009
مقالات ذات صلة بالموضوع
من هو عباس العقاد؟
http://saaid.net/Doat/alkassas/123.htm
هل كان عباس العقاد نصرانيا؟
http://saaid.net/Doat/alkassas/125.htm
التوحيد والأنبياء عند عباس العقاد
http://saaid.net/Doat/alkassas/126.htm
عبقريات عباس العقاد ليست انتصاراً للدين؟
http://saaid.net/Doat/alkassas/131.htm
عبقريات عباس العقاد إنكار للوحي 1
http://saaid.net/Doat/alkassas/128.htm
عبقريات عباس العقاد إنكار للوحي 2
http://saaid.net/Doat/alkassas/133.htm
عبقريات عباس العقاد: ركوب للكذب واستخفاف بالعقول
http://saaid.net/Doat/alkassas/129.htm
تطاول عباس العقاد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم
http://saaid.net/Doat/alkassas/134.htm
التفكير فريضة شرعية: مناقشة لـ عباس محمود العقاد الحلقة الأولى
http://saaid.net/Doat/alkassas/135.htm
التفكير فريضة شرعية: مناقشة لـ عباس محمود العقاد الحلقة الثانية
http://saaid.net/Doat/alkassas/136.htm
التفكير فريضة شرعية: مناقشة لـ عباس محمود العقاد الحلقة الثالثة
http://saaid.net/Doat/alkassas/139.htm
====== الهوامش ==================
(1) هذا ما يتردد على لسان محبيه، والحقيقة أن العقاد لم يتكلم في حق الملك بكلمة مباشرة، وأن سجن العقاد جاء بعد كلامه بنصف عقد من الزمن أو يزيد. ويبدوا أن محبيه يحاولون نسج بطولة له.
(2) ذكر ذلك غازي التوبة في كتابه (الفكر الإسلامي المعاصر). وذكره (رجاء النقاش) في كتاباته عن العقاد، وذكره غيرهما، وهو مشهور معروف.
(3) ذكر ذلك الأستاذ أنور الجندي في أكثر من مكان. وقد أثبت ذلك في بحث المنافقين.
(4) الفكر الإسلامي المعاصر / غازي التوبة / 134
(5) عبقرية عثمان. المكتبة العصرية /17، وكرر الكلام في مقدمة للطبعة الثانية من عبقرية المسيح.
(6) انظر أدباء ومواقف لرجاء النقاش ص /14، وما بعدها.
(7) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 735.ط. دار الكتب لبنان.
(8) موسوعة عباس العقاد الإسلامية ج1/ 737.ط. دار الكتب لبنان.
(9) وقد شرحت ذلك وفصلت فيه في دراسة بعنوان (هل كان عباس العقاد نصرانياً)، أو (موقف عباس العقاد من النصرانية)
(10) بينت هذا وشرحته عدت مرات.
(11) انظر (عبقريات عباس العقاد ليست انتصاراً للإسلام).
(12) انظر للكاتب (جدال وقتال) بالصفحة الخاصة في صيد الفوائد وطريق الإسلام.
http://saaid.net/Doat/alkassas/108.htm
(13) رجاء النقاش. أدباء ومواقف ص/16
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:51 م]ـ
العمالة
وصف صادم
نحتاج منك إلى تحرير هذا المصطلح قديما وحديثا حتى نقف على المقصود به عندك.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:12 ص]ـ
العمالة
وصف صادم
نحتاج منك إلى تحرير هذا المصطلح قديما وحديثا حتى نقف على المقصود به عندك.
المقال أكثر من عشر صفحات (دراسة) كله في بيان المراد بالعمالة عندي. فيما يتعلق بالعقاد.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:54 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد جلال القصاص
أنت تسوق الشواهد والأدلة التى تراها مؤكدة لما تذهب إليه في شخص العقاد، لكن نريد أن توضح المقصود بالعمالة في بحثك هذا
هل كان العقاد مأجورا أم كان مفتونا لأن هناك من التغريبين في عالمنا من ثبتت عمالته المأجورة، والمفتونيين كثر.فهل كان العقاد مفتونا بالغرب كما فتن غيره أم كان مأجورا ينال العطاء بقدر العمل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/441)
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:04 ص]ـ
وضحت هذا أيضا في مقالي أخي الفاضل.
وقد أنقضى وقتي الآن. وأعود غدا وأشير إن شاء الله.
أهلا وسهلا بحضرتك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:16 ص]ـ
يعلق كاتب الموضوع على واقعة سجن العقاد الشهيرة فيقول:
هذا ما يتردد على لسان محبيه، والحقيقة أن العقاد لم يتكلم في حق الملك بكلمة مباشرة، وأن سجن العقاد جاء بعد كلامه بنصف عقد من الزمن أو يزيد. ويبدوا أن محبيه يحاولون نسج بطولة له
ولو استعملنا السبر والتقسيم لاستيعاب سائر احتمالات كلام الكاتب لقلنا:
إن قصد صاحب الموضوع أن العقاد لم يعب الملك بصورة مباشرة = فهذا صحيح
وإن قصد أنه لم يعبه = فهذا كذب
إن قصد الكاتب أن العقاد لم يُسجن = فهذا كذب
وإن قصد أنه لم يسجن بتهمة العيب في الذات الملكية = فهذا كذب
وإن قصد أنه سجن بهذه التهمة لهذا السبب ولكن بعد خمس سنوات فهذا كذب ويدل على ضعف الاستقراء،فالعقاد قال عبارته المشهورة وحفظها له الملك ولكنه لم يؤجل ليسجن بها هي نفسها بعد خمس سنوات (كما يقول هو ولا أذكر أن المدة كانت هكذا أبداً) كما يوهم كلام الكاتب ضعيف الاستقراء وإنما أجلت للحصانة البرلمانية للعقاد، ولعدم صلاحيتها للتقديم للمحاكمة وإلا ظهر أن الملك يقدم نفسه على الدستور وكمان على راسه بطحة، وبُيت للعقاد حتى وجهت له التهمة بعد خمس سنوات على إثر مقالات أخرى كتبها فالسجن كان بتهمة واحدة لها دافع قديم ولها سبب جديد ...
وليس هذا كلام دراويش العقاد كما ادعى الكاتب ضعيف الاستقراء ولكنه تاريخ محفوظ يكفي أن واحداً ممن أثبتوه هو الأستاذ فتحي رضوان واحد من أنزه وأصدق الكتاب وواحد ممن يأخذون على العقاد موادته للإنجليز ....
ومن كتب في النقد بقلة علم وقلة إنصاف وضعف استقراء = فإنه لا للحق نصر ولا للباطل كسر ..
تنبيه: رأيي في كاتب الموضوع شديد .. ولكني أحترم رغبات إدارة الموقع ..
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:28 ص]ـ
ذكر العقاد فى كتابه " عمرو بن العاص " صـ 16 طبعة دار الكتاب –بيروت – لبنان قصة للصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه والصحابية الجليلة أَروْىَ بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية فقال العقاد: شتم عمرو بن العاص أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بمجلس معاوية فانتهرته قائلة: وأنت يا ابن النابغة تتكلم (انظر يرحمك الله إلى هذا)، وأمك كانت أشهر مغنية تغنى بمكة وأخذهن لأجرة؟ اربع على ظلَعْك، واعن بشأن نفسك، فوالله ما أنت من قريش فى اللباب من حسبها ولا كريم منصبها، ولقد ادَََعاك خمسة نفر من قريش كلهم يزعم أنه أبوك، فسئلت أمك عنهم، فقالت: كلهم أتانى فانظروا أشبههم به فألحقوه به!!
إنا لله وإنا إليه راجعون، يُطعن فى نسب صحابى ويُنسب إلى الزنا فمنهج العقاد يجعل الصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه شتاماً ابن زانية، والتى تسبه هى الصحابية الجليلة أَروْىَ بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية بنت عم النبى – صلىالله عليه وسلم انظر ترجمتها فى " الإصابة فى حياة الصحابة " (7/ 479) لابن حجر ترجمة (10282) قال الحافظ: ذكرها ابن سعد فى " الصحابيات فى باب بنات عم النبى – صلى الله عليه وسلم " وذلك لتعرف مدى نكارة هذه القصة وانظر " الطبقات " لابن سعد (8/ 40) ترجمة (4120)
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:45 ص]ـ
العقاد فاسد المنهج.
ولكن وصفه بالعمالة يحتاج إلى تحرير وتأني.
الرجل لاشك أنه منحرف، ولكن "ولا يجرمنكم شنآن قوم ... ".
بارك الله فيك أخانا محمد، وبانتظار إشاراتك وتوضيحاتك.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[29 - 06 - 09, 10:53 ص]ـ
أقول:
ثم غرق ربع قرنٍ من الزمن في ظلمات السياسة، بدأها بالسير خلف سعد زغلول ثم البرلمان [ COLOR="Red"] فالسجن لتسعةِ أشهر بعد أن أخذته الحماسة وسبقه لسانه بجملة (شجاعة) يشير فيها إلى الملك، فتحرش به جند الملك حتى أوقعوه وحبسوه تسعة أشهر (1)،
العبارة صريحة في إثبات أن العقاد أشار للملك، وفي إثبات أن العقاد سجن، والذي في الهامش رأي شخصي، أثبت فيه أن هذا ما يشاع، ثم أبدي رأي.
!!
وهذا لا يدري أقلتُ بسجن العقاد وتطاوله على الملك أم لا؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/442)
أجدُ خِفةً ولذا لا ألتفت إليها.
.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[29 - 06 - 09, 10:56 ص]ـ
العقاد فاسد المنهج.
ولكن وصفه بالعمالة يحتاج إلى تحرير وتأني.
الرجل لاشك أنه منحرف، ولكن "ولا يجرمنكم شنآن قوم ... ".
بارك الله فيك أخانا محمد، وبانتظار إشاراتك وتوضيحاتك.
وبارك الله فيك أخي الكريم
وضحت المراد بالعمالة، ووضحت السياق الذي ظهر فيه العقاد. فإن ثم إشكال في نقطة معينة رددت عليها.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[29 - 06 - 09, 10:58 ص]ـ
ذكر العقاد فى كتابه " عمرو بن العاص " صـ 16 طبعة دار الكتاب –بيروت – لبنان قصة للصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه والصحابية الجليلة أَروْىَ بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية فقال العقاد: شتم عمرو بن العاص أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بمجلس معاوية فانتهرته قائلة: وأنت يا ابن النابغة تتكلم (انظر يرحمك الله إلى هذا)، وأمك كانت أشهر مغنية تغنى بمكة وأخذهن لأجرة؟ اربع على ظلَعْك، واعن بشأن نفسك، فوالله ما أنت من قريش فى اللباب من حسبها ولا كريم منصبها، ولقد ادَََعاك خمسة نفر من قريش كلهم يزعم أنه أبوك، فسئلت أمك عنهم، فقالت: كلهم أتانى فانظروا أشبههم به فألحقوه به!!
إنا لله وإنا إليه راجعون، يُطعن فى نسب صحابى ويُنسب إلى الزنا فمنهج العقاد يجعل الصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه شتاماً ابن زانية، والتى تسبه هى الصحابية الجليلة أَروْىَ بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية بنت عم النبى – صلىالله عليه وسلم انظر ترجمتها فى " الإصابة فى حياة الصحابة " (7/ 479) لابن حجر ترجمة (10282) قال الحافظ: ذكرها ابن سعد فى " الصحابيات فى باب بنات عم النبى – صلى الله عليه وسلم " وذلك لتعرف مدى نكارة هذه القصة وانظر " الطبقات " لابن سعد (8/ 40) ترجمة (4120)
جزاكم الله خيرا
هنا مزيد
http://saaid.net/Doat/alkassas/134.htm
>
ـ[أبو جمانة السلفي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 11:41 ص]ـ
يا إخوان الرجل قد مات ولا يجوز سب الأموات فإن للأموات حرمة.
ومن كان له نقد فلينقد الفكر ولا يجرح ولا ينابز بالألقاب، وإلا وقع في الفخ الذي ينهى عنه.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
إلى كاتب المقال: يجب أن تسيء الظن بنفسك أولا حتى تتجرد لله تعالى.
ثم إنك تستطيع أن تنقد منهج الرجل بدون أن تلمزه بالألقاب الشنيعة مباشرة.
ـ[أبو جمانة السلفي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 11:54 ص]ـ
ذكر العقاد فى كتابه " عمرو بن العاص " صـ 16 طبعة دار الكتاب –بيروت – لبنان قصة للصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه والصحابية الجليلة أَروْىَ بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية فقال العقاد: شتم عمرو بن العاص أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بمجلس معاوية فانتهرته قائلة: وأنت يا ابن النابغة تتكلم (انظر يرحمك الله إلى هذا)، وأمك كانت أشهر مغنية تغنى بمكة وأخذهن لأجرة؟ اربع على ظلَعْك، واعن بشأن نفسك، فوالله ما أنت من قريش فى اللباب من حسبها ولا كريم منصبها، ولقد ادَََعاك خمسة نفر من قريش كلهم يزعم أنه أبوك، فسئلت أمك عنهم، فقالت: كلهم أتانى فانظروا أشبههم به فألحقوه به!!
إنا لله وإنا إليه راجعون، يُطعن فى نسب صحابى ويُنسب إلى الزنا فمنهج العقاد يجعل الصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه شتاماً ابن زانية، والتى تسبه هى الصحابية الجليلة أَروْىَ بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية بنت عم النبى – صلىالله عليه وسلم انظر ترجمتها فى " الإصابة فى حياة الصحابة " (7/ 479) لابن حجر ترجمة (10282) قال الحافظ: ذكرها ابن سعد فى " الصحابيات فى باب بنات عم النبى – صلى الله عليه وسلم " وذلك لتعرف مدى نكارة هذه القصة وانظر " الطبقات " لابن سعد (8/ 40) ترجمة (4120)
لا أدري أخي الجزائري كيف تقرأ النصوص، هل في هذا ما يدل على سب الرجل للصحابة أم أنه نقل ما نقله أهل التأريخ كتاريخ أبي الفداء مثلا.
وأيم الله ما هذا بمنهج المنصفين.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:48 م]ـ
ابا جمانة على رسلك.
بل سب الصحابة. وهنا بيان
http://saaid.net/Doat/alkassas/134.htm
ونقل الكلام نقل الموافق لا المعترض عليه. بل وزاد فيه. وإن قرأت ما بي الرابط عرفت ذلك.
ثم المقال في يتناول فكر العقاد، وليس سباً لشخصه.
أهلا وسهلا
ـ[أبو جمانة السلفي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 02:05 م]ـ
ابا جمانة على رسلك.
ثم المقال في يتناول فكر العقاد، وليس سباً لشخصه.
أهلا وسهلا
أحسنت أخي يجب أن يكون المقال يتناول الفكر وليس الشخص، ولا داعي للتنابز بالألقاب كالعميل والسوقي وغيرها المذكورة في المقال، فإن هذا شتم واضح للأموات ولا تفيد القارئ لا علماً ولا تقوى.
بل تكسب إثمأً لقائلها من حيث أراد الأجر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/443)
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[29 - 06 - 09, 02:10 م]ـ
قصة سجن العقاد ولماذا تأخرت محاكمته؟
ذكر الأستاذ أنور الجندي في كتابه الصحافة السياسية:
" وجاءت معركته الكبرى-العقاد- التي قدمته للمحاكمة، وكان البرلمان قد عقد اجتماعا للنظر فيما يدبر للحياة النيابية ووقف العقاد خطيبا فقال:"إن الأمة على استعداد أن تسحق أكبر رأس يخون البرلمان أو يعتدي عليه".
ولما كان هذا الكلام موجها للقصر ولم يكن في المستطاع محاسبته وهو متمتع بالحصانة البرلمانية؛ فقد لجأت إلى إحصاء ما كتبه من مقالات في جريدة "المؤيدالجديد" وقدم للمحاكمة بتهمة العيب في الذات الملكية وفي مقالاته المتتالية التي كان يكتبها عن الرجعية وأعمالها وقدم للمحاكمة في 23/ 12/1930 وحكم عليه بالحبس تسعة أشهر.
فلما خرج من السجن توجه إلى ضريح سعد وكتب قصيدته:
عداتي وصحبي لا اختلاف عليهمو*************سيعهدني كل كما كان يعهد.
ـ[المعلمي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك أناس لا شغل لهم إلا تتبع عثرات الآخرين!!!
من يكون العقاد حتى تحرر لأجله المقالات والكتب والردود؟!
أهو من علماء الإسلام، أم من أرباب المذاهب، أم أحد الأئمة.
هو رجل من عامة الناس وخاصة في علوم الشريعة، كما أنه لا يميز بين النقل السليم والنقل الضعيف، فتخرج بعض الكلمات من بين فكيه مع أضدادها، وهذا واضح لمن تأمل وتدبر حاله وحال أمثاله،،،
فائدة: أئمة السلف كانوا يتحرزون في الجرح فإذا وجد في الراوي أكثر من قادح بحيث تتعدد القوادح لم يجز جرحه بأكثر مما ترد روايته لذلك تجد عباراتهم مختصرة نافعة نافذة.(112/444)
اختيارات من شرح كتاب الفتن للشيخ عبدالرحمن البراك
ـ[أم حنان]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه اختيارات من شرح كتاب الفتن للشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله، أسأل الله أن ينفع بها:
- العلم الشرعي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- هو العلم على الحقيقة، هو العلم الذي يوجب الشرف، ويوجب السعاة والسيادة الحقيقية، وأهل هذا العلم هم الذين أثنى الله عليهم، واستشهدهم على وحدانيته، وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، وهم الذين ضمن الله لهم الرفعة، قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)
هذا العلم المستمد من كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- هو للعقل بمثابة النور، يعني هو نور للعقل، كما أن الله هو النور الحسي، نور للعين الحسية، كما يقول ابن القيم معبرا عن هذا المعنى، يقول: نور النبوة مثل نور الشمس للعين البصيرة فاتخذه دليلا.
فينبغي لكل مسلم أن يُعنَى بهذا العلم، ويجتهد فيه بتحصيل، ويجتهد في تحصيله ولا سيما من منحهم الله أسبابه، الأسباب الذاتية الخلقية منها الإدراك والفهم والمواهب الذهنية، وكذلك من هيأ الله له الأسباب المعينة منها الفراغ، وكذلك الصحة في بدنه، والكفاية المالية وأنه لا يشغله طلب المعاش والقوت، بل هو قد يسر الله له الكفاية بأي سبب من الأسباب التي قدرها الله -سبحانه وتعالى- وأباحها وأنعم بها.
- الفتن جمع فتنة، وأصل الفتن قال أهل اللغة: أصله الاختبار وإدخال الذهب في النار لتمييز جيده من رديئه وإزالة خبثه، هذا أصله، وصار هذا اللفظ يطلق على أشياء، وأكثر ما يطلق عليه معنى الاختبار والابتلاء.
يطلق الفتنة تطلق بمعنى التعذيب، وعلى ما يفضي إلى العذاب، وهي الكفر والمعاصي والشرك
وأيضا تُطلق الفتنة على أنواع ما يُبتلَى به الخلق، ومنها الحروب، وتطلق على الشرك والكفر وكذلك الفتن المعنوية، فتن الشهوات وفتن الشبهات هي فتن من جهة أنها فيها ابتلاء، تعرض الإنسان لها ابتلاء، ومن جهة أنها تفتن من لا بصيرة له أو لا صبر له، تفتنه وتصرفه عن دينه، وتصده عن هدى الله.
- أحسن الله إليك، وهذا سائل يقول: لماذا خص النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ويل للعرب دون غيرهم من المسلمين؟
لا إله إلا الله، ذكر أهل الشرح راجع الفتح في هذا قالوا: لأن معظم المسلمين في ذلك اليوم كانوا العرب، فجاء التخويف يعني أضيف الخوف إليهم، الخوف عليهم، لأن معظم المسلمين في حياة الرسول وبعد حياة الرسول إلى أن فتحت الفتوح في سائر الأقطار كان معظم المسلمين من العرب، نعم هذا هو ما قاله بعض الشراح، والله أعلم.
- أحسن الله إليكم، يقول: هل العزلة مشروعة في وقتنا الحاضر لكثرة الفتن؟ وهل هناك فرق بين العالم وغير العالم، وبماذا نفسر عزلة الصحابي أبي ذر رضي الله تعالى عنه؟
أقول: إن الأمور تختلف باختلاف الناس، وباختلاف المواقع، والعزلة درجات، هناك فيه عزلة تامة تقتضي التفرد والانفراد مثلما ذُكر في الحديث، إذا إنسان أصبح ما له دور كما يقال، ما له أثر في وجوده في المجتمع، ويخشى على نفسه أن يُجر إلى شر، إلى أن يتورط، فيفر بدينه وينعزل.
وفيه اعتزال نسبي، أنتم الآن عند كل واحد منكم قدر من العزلة، لأنكم لا تختلطون بكل أحد، أنتم يعني تهجرون كثيرا من المجامع والاجتماعات والمجالس والمواقع تجنبا للشر وأهله.
فالعزلة على مراتب، وتختلف باختلاف أحوال الناس، من الناس من يكون عنده قدرة علمية وقدرة شخصية وبيانية، ويستطيع أن يصارع الباطل، ويقاوم الباطل ويؤثر، وآخر دون ذلك.
أما ما ذُكر في السؤال عن عزلة أبي ذر فأبو ذر نصحه عثمان -رضي الله عنه- أن يكون في الربذة ويبعد، لأنه عنده بعض الآراء التي هي اجتهادية له تخصه، ويريد أن يحمل عليها الناس، يريد للناس إنك لا تتمول، لا تبق شيئا من المال، أنفق ما عندك، يذكر للناس أحاديث الأمر بالإنفاق، وأن التجار هم الفجار إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا، فصار يعني بقاؤه في المدينة لا يستطيع هو بالتزامه بهذا الرأي الاجتهادي، وعدم صبره على السكوت، لو سكت وجاء في المدينة سكت، يعني رأيه اختص به وسكت، لكن كونه يأتي ويتكلم مع الناس ويجهر بهذا، فهذا اجتهاد، وهذا رأي الخليفة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/445)
الراشد عثمان -رضي الله عنه- نعم.
- أحسن الله إليكم، يقول: هل يجوز الخوض فيما شجر بين الصحابة والقراءة فيه؟
لا، ما ينبغي القراءة فيه إلا لغرض شرعي، أما قراءتها قراءة عامة على الناس كما صنع أحد المعنيين بالتأريخ، ووضعه في أشرطة وتروج، يستمع إليها أصناف الناس من مختلف الطبقات من الرجال والنساء، والعوام والجهال، والصغار والكبار، هذا غلط منكر، نعم.
- لكن إنما يأتي الضرر للرجال من النساء من أحد طريقين، أعظمهما طلب المتعة بهن على غير الوجه المشروع، طلب المتعة بالنساء يعني بما حرم الله من الزنا بدرجاته، الزنا الفاحشة الكبرى، وكذلك دواعيها من النظر واللمس والمشي كما في الحديث، العين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها البطش، والرجل تزني وزناها المشي، والقلب يهوى ويتمنى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه، فيأتي الضرر منها.
وهذا هو أعظم الطريقين لحصول الضرر للرجال من النساء كما يشهد به الواقع، وهذا الطريق هو الذي يستغله الكفار والمنافقون والشهوانيون، يستغلون المرأة بترويج فتنتها، وتنويع التمتع بها، وتنويع طرق التمتع بها بارتكاب الفاحشة الكبرى، الزنا، وبالوسائل المقربة إليه.
وقد يقع الرجل في فتنة المرأة من جهة حبها وإن كانت زوجة، فإنه قد يحمله حبه لها على أن يطيعها في معصية الله، وينقاد لمراداتها، فيحصل له الضرر بسبب ذلك بسبب هواه وشهوته.
والأمر الآخر الذي ينال الرجال الضرر من هذه الفتنة -فتنة النساء- هو ظلم الرجال للنساء، لأن المرأة هي ضعيفة، يعني مع عظم فتنتها فهي ضعيفة، مع عظم فتنتها وعظم كيدها كما قال الله (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) فمع ذلك هي ضعيفة، كثيرا ما تتعرض المرأة من ظلم الرجال لها، من الأزواج أو الأولياء، فالرجال إذًا مبتلون بالنساء من جهة ضعفهن، ومن جهة محبتهن والرغبة في المتعة بهن كما تقدم. فيه تحذير للرجال ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء يعني فاحذروا من فتنة النساء، قوا أنفسكم هذا الضرر بتجنب أسباب الضرر، فالضرر ليس من ذات المرأة، إنما هو من جهة عمل الرجل، وتعامله مع المرأة، مع النساء، إنما ينال الرجال الضرر بتعاملهم، بفعلهم، والعصمة المنجية من كل ذلك هي تقوى الله -سبحانه وتعالى-، فمن اتقى الله وقاه من شرور هذه الفتن، نعم.
المصدر: http://www.taimiah.org/Tree.asp?ID=1&t=book74&pid=1
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:49 ص]ـ
جزاكِ الله خيراً يا أم حنان على هذه الفوائد
ـ[أم حنان]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:33 م]ـ
جزاكِ الله خيراً يا أم حنان على هذه الفوائد
وإياك أختي طويلبة علم، وما أنا إلا ناقلة لكلام الشيخ الجليل حفظه الله وبارك في علمه وعمله
- سؤال:أحسن الله إليكم، يقول: يطالب بعض طلاب العلم بأن تكون زوجته صحابية، ويؤدي بها إلى أن ينتقدها في تصرفاتها، بل البعض منهم يؤدي بها إلى أن يخرج من بيته كثيرا، ويهمل في تربية أولاده، فهل هذا من ظلمهن؟
نعم، من ظلمهن، يعني مطالبة الرجل لامرأته بالكمال، هذا غلط، لأن هذا لا يكاد، لا الرجل ولا المرأة، لا يمكن يعني أن يبلغ الإنسان الكمال بحيث أنه لا يخطئ، بحيث لا يحصل منه نقص ولا تقصير أبدا، هذا طلب مستحيل، ولا سيما من المرأة بالذات، لأن المرأة ناقصة كما في الحديث، ناقصة عقل ودين، والرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عوان عندكم، يعني أسيرات وقال: إن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، يقول: فإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها
فلا يمكن أن تستقيم الحياة الزوجية إلا بالتسامح من الطرفين، والرجل أولى وأحق بأن يغض الطرف، ويتسامح عن الهنات، وعن التقصير في المطالب المتعلقة بتدبير المنزل، أو المطالب المتعلقة بحال المرأة وعشرتها لزوجها، لا تستقيم الحياة إلا بأن يسود التسامح بين الزوجين (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) هذه وصية جامعة.
وقول السائل: إنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/446)
يريد أن تكون صحابية، هل الصحابية أيضا تصل إلى درجة الخروج عن الطبيعة البشرية؟ لا، الصحابة والصحابيات كلهم بشر، يقع من بعضهم الخطأ على بعض، بشر، يحصل بينهم بعض ما يكون، أشرف وأفضل البيوت بيوت الرسول -عليه الصلاة والسلام- ومع ذلك يكون هناك بعض الغيرة بين نساء النبي -عليه الصلاة والسلام-، تكون منهن غيرة، ويحصل منهن شيء يعني مما لا ينبغي في مخاطبة الرسول، أو يعني في الأمور العادية الزوجية، كما في الحديث الصحيح، اقرءوه في البخاري، يعني يذكر عمر -رضي الله عنه- أن حفصة تقول إنها ربما هجرت الواحدة منهن الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الليل، تهجره في طوال ذلك اليوم، بمعنى أنها لا تبتدئ الكلام، ليس معناه أنها تهجره، لا تكلمه، ولا ترد عليه السلام، لا، الرسول لما أغضبه النساء بمطالبته بمزيد شيء من النفقة، هذه الأمور طبيعية بشرية، لما كان بينه منهن شيء من ذلك آلى من نسائه شهرا -صلى الله عليه وسلم-.
فالمقصود أن هذا خيال، من يطلب من امرأته الكمال فهو سارح في ميدان الخيال، ثم إن الواجب على الرجل أن يؤدي الحقوق، ليس للرجل أن يأتي لأهله ولبيته متى شاء وكيف شاء، لا بد أن يرعى زوجته، ليس له أن يسهر كيف شاء، يعني كأنه أعزب، كثير من النساء يشتكين من هذا التعامل، ومن هذه العشرة، وقد يحصل شيء مثل هذا من طلاب علم، ومن ناس يُعرفون أو يشار إليهم بالخير والصلاح، وهذا من الخلل الذي يقع فيه كثير من الشباب، ومن الرجال الصالحين، تجده يعني مصليا وصائما متطوعا، لكنه يكون مقصرا في الحقوق، يكون مقصرا في حق والديه، مقصرا في حق أهله، في حق زوجته وأولاده، فالحذر الحذر، نعم.
- قال -رحمه الله تعالى-: وله عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جُعلت عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تُنْكَر، فتجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يُزحزَح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإذا جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر)
- الناس بعضهم البعض تدور بين الفضل والعدل والظلم، فمن أدى الحقوق التي عليه للآخرين واستوفى حقوقهم كان عادلا، ومن أدى ما عليه وتسامح في حقوقه كان ذلك منه فضلا، ومن استقصى في حقوقه ومنع ما عليه من حقوق كان ظالما، مثل الذين قال الله فيهم: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) في حقه يستوفيه كاملا، أما حقوق الناس فإنه يبخسها ويجحدها،
- (فليطعه ما استطاع) فإن جاء آخر بعدما تم الأمر لهذا الإمام، واجتمعت عليه الكلمة، إذا جاء آخر ينازعه ويريد أن يكون له الأمر، فاقتلوا الآخر، أو فاضربوا عنقه، فاضربوا عنقه، لأنه يجر بهذه الدعوة وهذه المطالبة، يجر بهذه المنازعة يجر الأمة إلى الفساد العريض، لأن الأول لن يطرقه، ولن يتنازل له، ولم يستسلم له مجانا، فلا بد أن تكون الفتنة، هذه المنازعة تجر إلى الفتنة، سفك الدماء وحدوث الفوضى في الأمة، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر.
وفي الحديث الآخر الصحيح إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخِر الآخر: الثاني لأن هو الذي دخل، بويع للأول انتهى، ثم جاءت جماعة أخرى فبايعت لآخر، لا، فاقتلوا الآخر منهما، الآخر هو الطالب، الآخر هو الذي تنشأ عنه الفتنة، وهو منشأ النزاع، فاقتلوا الآخر منهما، هذا يتطابق مع قوله: فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنقه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/447)
وهذا الحديث كما يظهر أنه حديث واحد متصل، فذِكْر البيعة والطاعة والتزام ببيعة الأول، هذا يشعر بأن الفتن المذكورة في الحديث هي فتن النزاعات على السلطة، والنزاعات على السلطة تجر إلى فتن كثيرة، تجر أيضا إلى فتن فكرية وعقدية وخلقية، لأنه إذا حدثت الفوضى أمكن كل واحد يفعل ما يشاء، من المجرمين، من قطاع الطريق من اللصوص، وكذلك أصحاب الأفكار والدعوات، كلٌ يتمكن من مراده، لأنه ليس هناك قيادة ولا إمرة توقف هذه العناصر الشريرة عند حدها، ولهذا جاءت الشريعة الحكيمة لوجوب السمع والطاعة ولو كان الوالي ظالما أو عاصيا أو فاسقا، لأن قيام الولاية واستقرار الأمور، وإن كان لا يخلو من شر، وقد يكون شرا كبيرا، فهذا الشر محتمل في جانب الشر الذي ينشأ عن الفوضى، والله أعلم.
(ليصبر عليه ولا ينزعن يدا من طاعة)
هذا مطلوب، الصبر، يصبر حتى ولو ناله في ذاته بأذى من ضرب أو أخذ مال، فهذا ظلم منه، ظلم، ولكن هذا لا يوجب الخروج، لا يوجب المنازعة، لا يبيح الخروج ولا المنازعة ولا رفض الطاعة بالمعروف، فإنه من فارق الجماعة، فارق الجماعة، جماعة المسلمين، الجماعة المجتمعة على ذلك الوالي، الأمة جماعة، من فارق الجماعة شبرا فمات فميتة جاهلية، يموت على حال جاهلية، لأن أهل الجاهلية لا يخضعون، ولا ينقادون، ولا يسمعون، ولا يطيعون، أهل الجاهلية يعني لا يعترفون بقيادة، ولا يجتمعون على إمام وقيادة واحدة تنظم شئونهم، ولهذا كانت حياة العرب في الجاهلية حياة قبلية، يأكل قويهم ضعيفهم، فإنه يقول في الحديث: (فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية) يعني ميتة جاهلية، يعني على حال أهل الجاهلية.
والأحاديث في هذا المعنى مستفيضة، ولهذا كان من أصول أهل السنة، من أصولهم وجوب السمع والطاعة للأئمة، أبرارا كانوا أم فجارا، والنصيحة لهم بمحبة الخير لهم وصلاح حالهم، والدعاء لهم بصلاح الحال، وليس هذا إقرارا بفسقهم أو ظلمهم، ولا غضا للنظر عن ذلك، لكن هذا هو الواقع، هذا هو موجب النصيحة، النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، حتى فساق المسلمين ألا تحب لهم صلاح الحال والهداية؟
فهذا أصل من أصول أهل السنة، من أصول منهج أهل السنة والجماعة، السمع والطاعة للأئمة أبرارا كانوا أم فجارا، وترك منازعتهم، وترك الخروج عليهم، والخروج على الأئمة هو من مذهب أهل البدع، كالخوارج والمعتزلة الذين من أصولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا أصل من أصول الدين، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنهم يطوون تحته الخروج على الولاة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فلا يجوز الخروج على الأئمة، يعني الخروج على الأئمة إن كان منافسة على السلطان فهذا شر محض، يعني شر ليس فيه جانب خير، لأنه لم يقصد به الخير، إنما قصد به الوصول إلى الأغراض إلى السلطان، إلى منافع الولاية، ولكن الكلام فيمن يخرج على الإمام بسبب إنكار المنكر، يريد رفع الظلم، يريد تولية من يكون أصلح وما أشبه ذلك، هذا هو الكلام.
فهذا الذي نقول إنه مع ما يدعى من القصد إلى إنكار المنكر ورفع الظلم، فإنه أيضا لا يجوز، لأنه يناقض قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول الدين، وهو حق، ولكن من قواعده ألا يؤدي هذا الإنكار إلى منكر أعظم، فإذا كان المقصود من الإنكار والتغيير هو إزالة المنكر أو تقليل المنكر، فمتى أدى الإنكار إلى منكر أعظم كان الإنكار منكرا، كان الإنكار منكرا، لأنه لا يوصل إلى المقصود، ولا يحقق المصلحة، ولا يدفع المفسدة، بل يزيد الفساد، يزيد المفسدة، وقد بُليت هذه الأمة بهذا النوع من الشر بالخروج على الولاة.
- سؤال: أحسن الله إليكم، يقول: هل من يخرج على الإمام العادل أو الظالم يعد من الخوارج الذين جاء الوعيد لهم في الحديث، أم يكونون من البغاة ولا يخرج عن كونه من أهل السنة؟
لا، بل يكون من البغاة، إذا كان لا يعتنق أصول الخوارج كالتكفير بالذنوب، فإنه يكون باغيا.
- سؤال:يقول -أحسن الله إليكم-: نأمل من شيخنا توضيح الأمر فيما حدث في هذه الأيام من التفجيرات، وهل هي من الجهاد المشروع؟ ثم إذا كان الجواب بلا فكيف نستطيع إقناع من يرى أنها من الجهاد؟
الله المستعان، قضية قد عركها الناس بالقيل والقال والكلام والبحث، وتنوعت أقاويل الناس، وأنا أقول: إنها ليست من الجهاد، بل هي أمر منكر، وأما الذين على ما يقال إن الذين فعلوا أو يفعلون مثل هذا أنهم يعني من الشباب المتدينين الغيورين، إذا كان الأمر كما هو مشهور وكما هو يذكر، فهم متأولون، وحكمهم إلى الله، لكن المهم ليس هو الحكم عليهم، فمن مات منهم فقد أفضى إلى ربه وإلى ما قدم، ومن بقي فعليه أن يراجع نفسه، وأن يتوب إلى ربه، ويحذر من التورط في مثل هذا، وتعريض الأمة للشر والفساد العريض.
الجهاد، جهاد الكفار، يعني تجهيز دولة الإسلام لجهاد الكفار هذا يتوقف على النظر وعلى السياسة الحكيمة، والموازنة بين المصالح والمفاسد، وهذه الأعمال يعني من يمارسها من الناس بشتى التأويلات هم أصناف، لكن العمل في ذاته هو منكر، لا يجوز التهوين من شأنه، وحسبكم ماذا حصل بعد ما حدث، ماذا حصل على الناس من القلق والخوف والتشرد لبعض الناس، وربما يؤخذ من لا صلة له بهذا الأمر، إنما يؤخذ لمجرد الاشتباه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/448)
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:36 ص]ـ
جزيتي الجنة
ـ[أم حنان]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:47 م]ـ
جزيتي الجنة
وجزاك الله الجنة، أخي الفاضل
ـ[أم حنان]ــــــــ[02 - 07 - 09, 12:32 ص]ـ
- وقوله: على أبواب جهنم، أبواب جهنم هي السبل والمداخل إلى جهنم وهي المعاصي والذنوب من أنواع الكفر والكبائر، ولا شك أن الدخول والمشاركة،الحروب الجاهلية، الحروب العمياء من أسباب العذاب إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فدعاة هذه الفتنة من أجابهم وانخدع بدعوتهم قذفوه في أتون الفتنة، وعرضوه لعذاب النار، من أجابهم إليها قذفوه فيها لا يبالون.
- سؤال:أحسن الله إليكم يقول: بعض الأخوة يقولون لماذا خرج بعض الناس على عثمان وهل كفروا بذلك؟
خرجوا بشبهات الذين خرجوا على عثمان أنواع: أصحاب أهواء ومنافقون وموقدو الفتنة كما هو مشهور في التاريخ وهو عبد الله بن سبأ اليهودي هو الذي يسعى بين الناس لإغارة صدورهم على عثمان-رضي الله عنه- من شبهاتهم أنه ولى أقرباءه وأنه كان منهم من ولاته شيء من الاستبداد والأثرة شبهات، أما عثمان عند أهل السنة خليفة راشد مجتهد في تدبيره وإدارته وتصرفاته-رضي الله عنه- مجتهد فتصرفه دائر بين الأجر والأجرين، أما كونهم كفروا بذلك لا نقول: إنهم كفروا بذلك يعني مجرد الخروج على الإمام ليس هذا وحده موجبا للكفر لكنه جريمة كبرى وذنب عظيم تتولد عنها شرور كثيرة فمن يكون سببا فيه فعليه وزره وعليه مثل أوزار الذين اتبعوه في ذلك وقلدوه في ذلك وكان سببا في إضلالهم نعم.
- سؤال:أحسن الله إليكم يقول: لماذا لم يقاتل الصحابة دفاعا عن عثمان؟
هذا مشهور في التاريخ وفي السيرة، وأنا أشرت إليه بأن عثمان لم يسمح لأحد بأن يقاتل في سبيل حمايته، أن يقتل أحد بسببه ومن أجله، نعم.
- وفي رواية: (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين، في جثمان إنس، قال قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع)
قال حذيفة-رضي الله عنه-: فما تأمرني يا رسول الله عند ذلك عند وجودي ذلك العهد وعند ظهور ذلك الصنف من الولاة، قال: تسمع وتطيع -سبحان الله لا إله إلا الله الدين ما بالرأي الدين هو شرع الله والإيمان هو التسليم لشرع الله يعني فما تأمرني قال تسمع وتطيع يعني الرأي السطحي حاربهم ولا تسمع ولا تطيع ونابذهم هذا هو الرأي السطحي القاصر الذي لا يقوم على هدى، الشريعة تنزيل من حكيم، لا بد من التسليم.
الملائكة لما علموا أن الله سيخلق آدم ويخلق بشرا في هذه الأرض وعلموا بإعلام من الله أنه سيكون من البشرية أمور وفساد في الأرض وسفك للدماء: (قالوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ) كأنهم يقولون نحن قائمون بالعبودية وبالتسبيح وما تحبه يا ربنا فلماذا تجعل في الأرض من يفسد ويسفك الدماء قال (قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
هكذا نقول إذا قال قائل لماذا أسمع وأطيع لماذا يؤمر الناس ويؤمر الإنسان بالسمع والطاعة لهؤلاء الأئمة الذين هذه صفتهم لا يستنون ولا يهتدون بهدي الرسول-صلى الله عليه وسلم- وفيهم من هذه صفته قلوبهم قلوب الشياطين الواجب هنا التسليم والتفويض قال: تسمع وتطيع - لا إله إلا الله-، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك الصبر الآن ما وقف الأمر عند حد ما يخصهم ما يخص أولئك الولاة من فجور من معاص من أثرة لا، وصل الأمر إلى ظلم بضرب بأخذ مال هذا كله لا يسوغ ولا يبيح الخروج ونزع اليد من الطاعة ورفض البيعة.
اصبر وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك وهذا بخلاف من اعتدى عليه من هو من سائر الناس يدافعه، كما جاء في الحديث الصحيح: أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: فلا تعطه مالك. قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: قاتله. قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد. قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: هو في النار. أو كما جاء في الحديث، أما إذا كان مثل هذا من الوالي فلا يعني ظلم الإمام يبيح الخروج عليه بل يجب الصبر ما يبيح الخروج، هو ظالم وحقك مأخوذ منه ليس هذا لكرامة هذا المعين لا، هذا ظلم وهذا الصبر من أجل تحقيق المصلحة الكبرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/449)
وهذا الحكم وكما تقدم أن هذا أصل من أصول أهل السنة والجماعة، أعني السمع والطاعة للأئمة أبرارا كانوا أو فجارا وإن كان منهم ما كان من فسق في أنفسهم أو ظلم، وكل هذا لا يوجب المنازعة ولا يوجب رفض البيعة ولا يوجب نزع اليد من الطاعة، بل يجب السمع والطاعة بالمعروف، وإن كان منهم أيضا تجاوز بالظلم بأخذ مال أو ضرب، فذلك على أنفسهم ويحاسبون عليه يوم القيامة، كما في الحديث الآخر: أدوا الحق الذي لهم وسلوا الله الذي لكم وَسَلُوا اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ فالله- سبحانه وتعالى- لا بد أن ينصف المظلوم من الظالم، من والٍ وإمام أو غيره، لكن الشأن أن هذا الظلم لا يبيح الخروج والمنازعة.
ومثل هذه الأحاديث في السمع والطاعة، والصبر على جور الأئمة، هذه لا يؤمن بها الخوارج ولا المعتزلة الذين يرون أن الخروج على الأئمة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه لا يؤمنون بها، لأنها تخالف أصولهم كما هي حالهم في النصوص التي تخالف أصولهم، فكل من له مذهب وتبناه وتأصل عنده فإنه يقف من النصوص المتعارضة لهذا المذهب، إما الرد إن أمكن، وإما التأويل، وإما التفويض هذا شأن أهل البدع وأهل الأهواء، وما لا يستطيعون دفعه ورده يضيقون به ويلتمسون له ضروب التحريف الذي يسمونه تأويلا.
وهكذا مثلا في هذا العصر الذين يتبنون أو يهوون الخروج على الولاة، يجدون في صدورهم من هذه الأحاديث حرجا، فإما أن يكذبوا بها، وإما أن يتأولوها كما هو شأن أشباههم فيجب على المسلم أن يحكم شرع الله، وإن خالف هواه ويجب أن يكون راضيا بحكم الله (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) وإنما يؤتى الإنسان من ضعف إيمانه بالله ورسوله وبحكمة الله في تشريعه وهذا كله لا يمنع -وجوب السمع والطاعة وتحريم الخروج ووجوب النصيحة- كل هذا ما يمنع من المناصحة وإنكار المنكر بالطرق التي توصل إلى المطلوب ويرجى نفعها ويؤمن ضررها.
- سؤال: أحسن الله إليكم، يقول: علمنا أن الساعة تقوم إذا طلعت الشمس من مغربها، يقول: وهذا الوقت يكون بعد الفجر، وفي الغالب هذا الوقت لا يكون وقت تجارة ولا وقت أكل، وضحوا لنا المراد؟
من قال لك: إن الساعة تقوم إذا طلعت الشمس من مغربها، قلنا: هذا يا إخوان؟ عندكم؟ لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، ولا تقوم الساعة حتى كذا وكذا، يعني: ما تقوم الساعة، لكن ليس فيه إذا طلعت الشمس قامت الساعة، هل عندك يا سائل ما فيه من الغالب أنه تطلع الشمس من مغربها وتبقى الحياة ما شاء الله بعد ذلك. نعم.
- قال رحمه الله تعالى: وللترمذي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ستخرج نار من حضرموت قبل القيامة، قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام) وقال: حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر.
الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه وبعد، هذا الحديث تضمن الخبر عن نار تخرج من حضرموت قبل يوم القيامة، ذكر المحقق لهذا الكتاب قال: في للترمذي تحشر الناس، والحديث الذي في الصحيح في ذكر أشراط الساعة الكبرى، ومنها نار تخرج من قعر عدن، عدن هذه هي في ناحية حضرموت كما في الروايات الأخرى: تحشر الناس تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا.
يظهر من هذا الحديث أن النار المذكورة في هذا الحديث هي النار المذكورة في الحديث الآخر، وهنا قال: قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام.
هذا فيه دلالة على فضل الشام، وأنه يكون موئلا للإسلام والمسلمين، وهذا لا يلزم أن يكون على الدوام كما جاء في أحاديث فضل اليمن، وأن الإيمان يماني والحكمة يمانية.
هذا ليس المقصود منه أن الشام أو اليمن أو بلد كذا أنه يكون كذلك دائما وأبدا، بل سنة الله في العباد والبلاد هي التغير والتحول كما يشهد التاريخ.
وقد كان الشام مركزا للعلماء والصلحاء كما كان في عهد معاوية رضي الله عنه، وفي عهد عمر بن عبد العزيز كان هو الخليفة وكان في الشام وتجيء العهود فيها يكثر الخير في الشام، فهذا الحديث وأحاديث تدل على فضل الشام، لكن يجب أن تفهم على هذا الوجه، وما دام الأمر على العلم والإيمان فأين كان فليؤم وليقصد، فأي أرض يظهر فيها الإسلام وتظهر فيها السنة فينبغي للمسلمين أن يقصدوها للهجرة تارة، وللعلم تحصيل العلم تارة أخرى، كما حصل ولله الحمد في هذه البلاد بعد دعوة الإمام المجدد رحمه الله حصل فيها خير كثير أكرمها الله وأكرم أهلها بذلك، فكانت مقصدا للصالحين وأهل العلم والإيمان والتوحيد. نعم.
ـ[سعد الحقباني]ــــــــ[06 - 07 - 10, 06:54 م]ـ
السلام عليكم
هذا وقت رفع الموضوع(112/450)
لا إله إلا الله "النعمة المسداة" أو "تذكير الأنام بنعمة الإسلام" (الحلقة الثانية)
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:48 ص]ـ
لا إله إلا الله "النعمة المسداة" أو "تذكير الأنام بنعمة الإسلام" (الحلقة الثانية)
ثانيا: مفهوم «لا إله إلا الله» حقيقة التوحيد
إذا علمنا شيئا من قدر هذه النعمة العظيمة، التي أسداها الله لنا، وأكرمنا بها، وحَرمَها أقربَ الناس إلى أنبيائه ورسله، دفعنا ذلك إلى البحث عن حقيقتها، والسؤال عن مدلولها.
إذًا يا تُرى!! ما هي حقيقة الإسلام؟ وما هي حقيقة «لا إله إلا الله»؟.
الإسلام في اللغة: مِن أَسْلَم الرباعي، يُسْلِم، إِسْلاَماً، بمعنى: استسلم وأذعن وانقاد، قال تعالى عن إبراهيم وابنه إسماعيل عليه السلام: ((فلمّا أسلما وتلّه للجبين)) {الصافات آية103}، وقال سبحانه: ((فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشّر المخبتين)) {الحج آية34}، وقال تعالى عن بلقيس: ((قالت ربّ إنّي ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله ربّ العالمين)) {النمل آية44}.
وأما الإسلام في لسان الشرع، فقد عرّفه أهل العلم بالتوحيد، فقالوا: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، قال صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حَرُمَ دمه وماله، وحسابه على الله» (11) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftn11).
فحقيقة الإسلام، وحقيقة التوحيد، وحقيقة لا إله إلا الله: أن يكون الإنسان عبدًا لله جل وعلا، لا لغيره أيّاً كان ذلك الغير، بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، والارتقاء في مقامات العبودية، بفعل المستحبات، وترك المكروهات، وبعض المباحات، حتى يصل الإنسان إلى مرتبة الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه، فإنه جلّ وعلا يرى عبده.
فحقيقة التوحيد، أن نفرد الله جلّ وعلا فيما يجب أن يُفرد به (12) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftn12)، في ربوبيته، وأُلوهيته، وفي أسمائه وصفاته، ونفرده بالطاعة والتحاكم إلى شريعته، ومعنى ذلك: أن نكون مسيَّرين على الوجه الذي يرضيه عنّا سبحانه في اعتقاداتنا، وفي أقوالنا، وأعمالنا، و في تُرُوكنا، وفي إقدامنا وإحجامنا، وفي تحاكمنا عند تنازعنا، ونكون كتلك الآلة التي تسيّر ويتحكّم فيها عن بُعد، إن أُمرت بالتقدّم تقدّمت، وإن أُمرت بالتراجع تراجعت، وإن أُمرت بالتوقف توقفت، وهكذا ... وللّه المثل الأعلى.
- فأما الاعتقادات: فنفرده باعتقاد أنه لا نافع، ولا ضار، ولا مدبّر، ولا واهب، ولا مانع، ولا شافي، ولا محيي، ولا مميت، ولا رافع، ولا خافض، إلاّ هو سبحانه.
- وأماّ الأقوال: بأن نحفظ ألسنتنا عن كل ما يخدش عقيدتنا وتوحيدنا، فلا نحلف إلا به، ولا نلهج إلا بذكره، ولا نشرك به شيئا في ألفاظنا وعباراتنا، كقول بعضهم: ما شاء الله وشئت، أو لولا الله وفلان، وأنا بالله وبك، وأنا متوكل على الله وعليك (13) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftn13)... الخ.
- وأما الأعمال: فنفرده جل وعلا بالخوف، والمحبّة، والرجاء، والدعاء، والاستغاثة، والذبح، والركوع، والسجود، والخوف بالغيب، وغيرها من أعمال القلوب والجوارح.
- وأما الإقدام والإحجام ويدخل في ذلك التروك، فالمقصود به: الوقوف عند حدوده، ولنضرب لذلك أمثلة تقرّب المفهوم وتوضّح المقصود:
فمثلا: نصلي الصلوات المفروضة عند دخول الوقت المحدّد لها شرعاً، وننتهي عن تأخيرها لأدائها بعد خروج وقتها، فإنّ الذي حدّد أوّل الوقت هو الذي حدّد آخره، وهكذا الأمر في صلاة النافلة، يتحرّ المسلم الإتيان بها في الأوقات المباحة، والفاضلة، ويمسك عنها في أوقات النهي المعروفة.
- وفي الصيام نمسك عن الأكل، والشرب، والجماع، من طلوع الفجر الصادق، ونأتي ذلك كله عند غروب الشمس.
وهكذا في الحج نأتي منى، ونقف بعرفة، ونبيت بمزدلفة، ونطوف بالبيت، ونرمي الجمار سبعا، ونحلق شعور رؤوسنا، كلّ ذلك تحقيقاً لعبودية الربّ جلّ في علاه، وهي الحكمة الظاهرة من هذه المناسك.
- وكذا في المعاشرة الزوجية، يأتي الرجل زوجته وهي طاهر، ويقلع ويحجم وهي حائض، هذا معنى العبودية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/451)
- وأمّا التحاكم إلى شريعته دون ما سواها، فذلك أن الله هو ربّ العالمين، هو إله الأوّلين والآخرين، فكما أنه سبحانه تفرد بالخلق، والرزق، والتدبير، تفرد بالتشريع، والتقنين فقال تعالى: ((ألا له الخلق والأمر)) {الأعراف آية54} (14 ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftn14))، فمن نازع الله في التشريع، فقد نازع الله في ربوبيته (15) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftn15)، وشارك الرّب في خصوصيته، ومن نازع الله في خصوصيته قَصَمَه ولو بعد حين.
فيا ويح من شرع لعباده ما لم يأذن به، قال تعالى: ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)) {الشورى آية21}، وقال تعالى: ((أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون)) {المائدة آية50}.
هذا من جهة التشريع، أمّا من جهة التحاكم، فكما أنّ المسلم لا يعبد إلاّ الله، ولا يسجد إلاّ له، ولا يدعو إلاّ إيّاه، فكذلك لا يتحاكم إلاّ إلى شريعته؛ فالتحاكم إلى شريعة ربّ العالمين، من تحقيق العبودية لله عز وجل، قال تعالى: ((إن الحكم إلاّ لله أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إياه)) {يوسف آية40} (16) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftn16)، و إلاّ لأصبح تشريع الرب جلّ وعلا عبثا ليس من وراءه فائدة, قال الله تعالى: ((فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممَّا قضيت ويسلموا تسليماً)) {النساء آية65}.
ولتقريب الفهم في هذه القضية، نضرب مثالا لذلك:
فلنتصور أنّ شخصاً أقام مصنعاً ضخما، و جهّزه بكامل المعدّات، والآلات والأدوات، وكوّن إدارةً من مدير، وكاتب، ومحاسب، ومراقبين، وجاء بالعمال والموظفين، ووضع نظاما ًللعمل، فنظّم وقت الدخول والخروج، ووقت الراحة والغذاء، وعطلة الأسبوع، وقدّر رواتب العمال، ثم جاء شخص من خارج، فنحّى ذلك النظام وهمّشه، وغيّر وبدّل، وأتى بلائحة مغايرة كي يسير عليها المصنع.
كيف يكون حال هذا المتطفّل أمام صاحب المصنع، الذي هو صاحب الدار، وهو أدرى بما فيها، وبما يصلحها، ولله المثل الأعلى، فهو سبحانه خالق الكون، وهو أدرى بما يصلحه، قال جلّ في علاه: ((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)) {الملك آية14}.
تنبيه:
ويجدر بنا أن نشير إلى قضية خطيرة قد تقدح في توحيد أصحابها إماّ في كماله الواجب، وإمّا في أصله نسأل الله العافية.
والذي حملهم على ذلك هو جهلهم بحقيقة التوحيد وخصائص الربّ سبحانه جلّ في علاه، وإما لخوفهم من الوقوع في الغلو في هذا الباب، فأوقعهم ذلك في الطرف النقيض الآخر، وإمّا لسلوكهم غير مذهب السلف عن علم وعمد، أو عن جهل نسأل الله الثبات عليه حتى الممات وألا يحملنا غلو غال ولا تفريط مفرط على الحيد عن سلوك سبيل الوسطية والاعتدال.
ولقد انتشرت عدواها في أوساط كثير من طلبة العلم، وهي أنّه صارت هناك حساسية مفرطة تصيب البعض عند ذكر مسألة التشريع، والحكم بغير ما أنزل الله، لِما عَلِق في أذهانهم ما يترتب على ذلك من تكفير، وخروج على الحاكم، حتى وقعوا في الطرف النقيض، حيث أصبح لا يستسيغ الكلام عليها، بل قد (17 ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftn17)) يتحرّج من سماع الآيات الواردة فيها.
و والله إنّهم لعلى خطرٍ عظيم، مع أن النبيّ صلى الله عليه وسلم حسم هذه القضية بقوله: «إلاّ أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان» (18) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftn18)، بل لا يقف الأمر عند ظهور الكفر البواح، حتى يترجّح جانب المصلحة على المفسدة، فلا تلازم بين الكفر والخروج
ـ وإن كان الأوّل شرطا في الثّاني ـ فقد يكون الحاكم نصرانيا، صليبيا، حاقدا، ولا يجوز الخروج عليه لِما يترتب على ذلك من مفاسد ومضار لا يعلم قدرها إلاّ الله.
فالخروج لا يأتي بخير كما قال الإمام أحمد رحمه الله، ولم يأت بخير كما أخبرنا بذلك التاريخ، والواقع خير شاهد
لكن لا يحملنا هذا الأخير على التهوين من شأن تحكيم شريعة ربّ العالمين إله الأولين والآخرين، ربّ السماوات والأرضين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/452)
فالمقصود من هذا التأكيد، وهذا الإصرار، هو إحياء هذه العقيدة، والتي هي إحدى خصائص الرّبوبية: وهو أنّه لا مشرّع إلاّ الله، ولا حاكم إلاّ هو، والتي تكاد تكون قد انطمست في قلوب كثير من المسلمين، خاصة عوامّهم في تلك البلاد الإسلامية التي غزاها الاستعمار الصليبي الحاقد، والذي لم يأْلُ جهدا من أجل طمس الهوية، وتغيير الفطرة، وحمى الله بلاد الحرمين الشريفين لتكون هي العِرق النابض، والشريان المتدفق الذي يغذي الأمة بين الفينة والأخرى، ويذكرّها بمجدها وتاريخها وأصالتها، فلم تصل إليه أيدي العابثين ـ شُلّت الأيدي و شاهت الوجوه ـ إن رامُوا ذلك، أو حدثتهم به أنفسهم.
وكتب:
أبو وائل حسّان بن حسين بن محمد آل شعبان
ــــــــــــــــــــ
(11) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftnref11) أخرجه مسلم كتاب الإيمان، باب: (الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمّد رسول الله ... ) برقم: (37).
(12) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftnref12) هذا التعريف جامعٌ لأنواع التوحيد الثلاثة.
(13) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftnref13) وممّا يجدر التنبيه عليه في هذا المقام، أنّ التوكل عبادة قلبية لا يصح أن تُصرف إلاّ لله، فلا يصح قولنا: توكلت على الله وعليك، ولا قولنا: توكّلت على الله ثمّ عليك، لأنه عبادة، قال تعالى: ((وعلى الله فتوكّلوا إن كنتم مؤمنين (({المائدة آية23}، وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والاختصاص، كما هو معلوم.
(14) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftnref14) ( قلتُ): فتقديم ما حقّه التأخير في الآية أيضا، فيه إشارة إلى أن ذلك من خصائصه سبحانه وتعالى، وفي قرن الأمر بالخلق لفتة إلى معنى دقيق: وهو أنه كما لا ينازع أحد في أنّ الخلق محض فعل الله عزّ وجلّ، لا يشاركه فيه غيره، فكذلك الأمرُ محض فعله أيضا سبحانه، فلا ينبغي أن يَشركه فيه غيره، ولم يكَرّر الجار والمجرور مع الأمر، لبيان أن خبرهما واحد، فاللاّم للملك، والأمر التشريع، وصدّر ذلك كلّه بأداة التحضيض والتنبيه، إشارة منه سبحانه، إلى ثِقَل ما يُلقى.
(15) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftnref15) والتشريع الذي تحصل به المنازعة، ما كان فيه مضاهاة للشريعة، إما بالإقصاء، أو بالتغيير والتبديل، وأماّ ما سكت عنه الشارع، ولم يرد في الشريعة حكمه على جهة التعيين والتفصيل، فذاك أمره موكول إلى أهل الحل والعقد، وإلى المتخصّصين في مجاله، وقد يكون أمرا مطلوبا، كما هو الحال في أنظمة المرور (السير)، وتنظيم معاش الناس، وما شابه ذلك، فلا يتعجّلنّ أحد في الحكم على الشيء، أهو من الشريعة أم لا؟ وليكلِ الأمر إلى أهله، وإنّما الكلام فيما كان عليه من الله برهان.
(16) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftnref16) تأمل كيف أضاف جلّ شأنه الحكم إليه وحده، ثمّ عقب بإضافة العبادة له دون ما سواه، حاصرًا الجميع بأقوى أدوات الحصر: النفي والإثبات، لتعلم على الحقيقة أن التحاكم إليه وحده من تحقيق العبودية له سبحانه.
(17) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftnref17) قد هنا للتحقيق وليست للتقريب.
(18) ( http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=559&Itemid=1#_ftnref18) « صحيح مسلم» كتاب: الإمارة، باب: (باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية الله)، حديث رقم: (1709).
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 10:56 م]ـ
مقال في غاية الأهمية
بارك الله فيكم يا شيخ
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[29 - 06 - 09, 06:03 م]ـ
وفيك بارك الله أخي عبد الله وشكر الله لك مرورك وتعليقك وجعل كلماتك في موازين حسناتك
أسأل الله جلّ وعلا أن يوفقني وإيّاك للعلم النافع والعمل الصالح، وجميع إخواننا المسلمين، وأن يتفضّل علينا سبحانه بجوده وكرمه فيجعلنا من خدّام ((لا إله إلا الله)) إنه جواد كريم(112/453)
هل يجوز دفن من يُشك بأنه مسلم؟
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 07:24 ص]ـ
السلام عليكم ..
مناسبة السؤال غريبة بعض الشيء .. و هو وفاة نجم البوب مايكل جاكسون .. حيث يشك كثيرون بأنه أَسلم فعلا خصوصًا بعد تصريح أخيه جيرمين جاكسون بأنه أسلم .. لا أسأل هذا السؤال إعجابًا به، ولا أعرف عن هذا الرجل سوى اسمه، و إنما سؤالي يتعلق بشرعية الصلاة و الدفن في مقابر المسلمين لمن يُشك بأنه فعلا مسلم .. و هل يجوز أن نترحم عليه؟ أم لا يصح أن ترحم عليه إلا بعد التأكد؟
الخبر نزل على البعض في أمريكا كالصاعقة .. و موضفوا بعض الشركات ارتدوا الملابس السوداء تفاعلا مع خبر وفاته!! و هذا إن دل على شيء دل على مكانة هذا المغني في قلوبهم، و أعتقد لو صح فعلا أنه مسلم فهذا قد يقود الكثير منهم لأن يتساءل عن الإسلام .. لما لهذه الشخصية الغنائية من نفوذ نفسي لديهم.
رعاكم الرحمن
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:09 ص]ـ
كيف تشكون في أنه مسلم؟
هل تشكون في الخبر أصلا, ام تشكون في أنه أسلم حقيقة أم ادعى الإسلام؟
إن كان الأول فعليكم التثبت بذلك لأن الأصل أنه كافر فلا يثبت له إسلام و خروج من الكفر إلا بيقين, أما الثاني فهذا من التكلف الذي نزهت عنه شريعة الإسلام فالرجل إذا قال عن نفسه مسلما نحكم عليه بما قال و بما أقر به حتى إن وقع في بعض المكفرات المخرجة من الملة فقد يعذر بجهله لحداثة عهده بكفر أو نشأته ببلاد الكفار (هذا على سبيل المثال).
مع العلم أن جميع الناس منذ سنوات تتناقل خبر إسلام الرجل, فإن كان كذلك نسأل الله العظيم أن يرحمه و يغفر له ذنوبه.
ـ[عبد الله القحطاني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:15 ص]ـ
كيف تشكون في أنه مسلم؟
لست أنا .. بل هم .. (ابتسامة) ..
فقط سؤال طرأ على ذهني .. و هل مرت حادثة على السلف بشخص شُك بإسلامه فعلا و أخفاه لأمر ما؟ و كيف كانت ردود الأفعال تجاه مثل هذه الحوادث
و هل هناك أقوال للعلماء بمثل هذه الحادثة؟
بارك الله في الجميع
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:25 م]ـ
إذا كان الناس قد تناقلوا (خبر) إسلامه منذ سنوات، فما (حقيقة) هذا الإسلام؟
أقصد (توثيق) هذا الخبر.
ـ[أبو العباس الجنوبى]ــــــــ[27 - 06 - 09, 09:19 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السؤال هو: هل يجوز الترحم على من يُشك فى إسلامه؟
و جزاكم الله خير
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[27 - 06 - 09, 09:56 م]ـ
الرجل أسلم, وأُعلن ذلك (رسميا) ,
وقد تناقلت ذلك صحيفتين بريطانيتين
وأذيع الخبر على التلفاز على قناة أمريكية وعلى غيرها
وقد نطق الشهادتين وغير اسمه الى ميكائيل
وكان معه المغني الذي أسلم قبله (يوسف اسلام)(112/454)
ما معنى (إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا)؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[27 - 06 - 09, 11:58 ص]ـ
ما معنى (إن شاء الله تحقيقا لا تعليقا)؟
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذ القول نسب لشيخ الاسلام بن تيمية كان يحرض الناس على جهاد التتار ويقول نحن منصورون قالوا له قل إن شاء الله كان يقول تحقيقا لا تعليقا أى أن الله تعالى محقق ذلك مبشيئته وقدرته فشاء الله النصر بعكس التعليق على المشيئة وهذا يدل على ثقة شيخ الاسلام بنصر الله تعالى وعلى قوة إيمانه والله أعلم
ـ[أبو راشد*]ــــــــ[27 - 06 - 09, 09:28 م]ـ
ومن الناس من يدعو الله ولا يفرغ من دعاءه إلا وهو يعلم أن دعاءه مستجاب أو غير مستجاب
وهذه تحصل لأي مؤمن ولو مرة في العمر وهي الحالة التي يستجمع فيها المؤمن شروط الدعاء
استجماعاً يستلهم معه ويشعر معه برضى الله وانشراح الصدر
فإذا تحققت الشروط وقع المشروط لأنه وعد من الله ووعده الحق وأليس الله قال من تقرب إلى شبرا تقربت
إليه ذراعاً والله تحقيقاً لا تعليقاً أن من تقرب إلى الله شبرا تقرب الله إليه ذراعاً ومن لم يتقرب إليه الله فليعلم
انه لم يتقرب إلى الله ولو رأى نفسه قد أتى إلى الله هروله.
ولذا نسمع كثيراً " اللهم إنك قلت وقولك الحق ادعوني استجب لكم اللهم إنا دعوناك فاستجب لنا "
ولم يقل وقولك الحق ادعوني استجب لكم فاستجب لنا " مباشرة ..
بل يدعو الله أن يكون قد حقق الدعاء لذا قالوا " اللهم علينا الدعاء وعليك الاستجابة "
فهم يتوجهون إلى الله لا على أنهم يستحقون الاستجابة بل على أنهم يظنون أنهم حققوا شروط الاستجابة وهي الدعاء الشرعي بلا بدعة ولا تعدي و بنية صادقة وغير ذلك وهذا فيه مزيد العبودية لله والإيمان بالله والتوكل عليه وأننا ما طلبنا منك الاستجابة يا الله جرأت وتعدي بل إيماناً بصدق قولك وأننا بالنسبة للشرط نظن أن حققناه فلا نجزم بصدقنا ولكن الذي نجزم به هو صدق وعدك وهذا من إحسان الظن بالله وهذا هو توحيد الأنبياء والصالحين والمخلصين وأهل العلم ... وهذا تحقيق " الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان"
حتى إذا حصل خلاف ما أمل المؤمن اطمأن قلبه بما اختاره الله له وهذا يورث مزيداً من الإيمان من حيث أن
المسلم دائماً يتهم نفسه بإنه لم يستجب له لأحد أمرين:
1ـ إما أنه لم يحقق شروط الدعاء. (فيراجع نفسه ويتهم نفسه)
2ـ أو أنه لا يعلم ما هو الخير له وأن الله اختار له ما هو أعلم بفضله. (فيطمأن قلبه)
وهذا من قوله صلى الله عليه وسلم إن امر المؤمن كله خير وبموجب هذا النص أن المؤمن إذا دعى الله فإن
أمره كله خير إن استجيب له حمد الله وإن لم يستجب له راجع نفسه وصبر وعرف أن مع الصبر الفرج ..
مهما ادلهمت الخطوب وأظلمت ومهما زل الناس وانحرفوا ورتعوا
وإن من الناس من يدعو الله بالمال مطلقاً أو بالغنى مهما كان فيعطيه الله سؤله ولو كان في ذلك شر له
أليس هو الذي طلب المال خذ المال. خذ المنصب خذ التصدر للفتيا ...
وعكسه المؤمن العاقل الذي يطلب من الله " الخيرة " وأن يفوض أمره إلى الله " وأن الخير فيما اختاره الله "
وأن لا يطلب شيء بعينه إلا ماكان خيراً مطلقاً كالجنة والقناعة والإيمان ونحو ذلك
ولا يتوجه بطلب الأسباب من الله التي هي سلاح ذو حدين فما بالك لو طلب الحرام من نجاح صفقة في أسهم
ربوية أو وضع لافتة على وكر للحرام تقول " ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله ".
وهذا الاستطراد لأن هناك مناسبة بين الحالين.
من حيث الحقوق التي بين الله وعباده المؤمنين وشروط تحققها.
وعليه فإن دعاء شيخ الإسلام ابن تيمية لما وجد من الناس وقتها أنهم خرجوا حين هرب الناس
وعبدوا الله حين ابتدع غيرهم وصبروا حين جبن غيرهم وعملوا بالكتاب والسنة حين أعرض عنها حتى بعض القضاة ومن يسمون بالصوفية والأولياء فشيخ الإسلام يحلف على صدق الله ولم يحلف
على الله بل يقول إن كنتم صادقين فيما يظهر منكم فإن الله ناصركم وأبداً لن تهزموا إلا إن كنتم
كاذبين فهل أنتم كاذبين فقالوا بلسان حالهم " بل صادقين إنشاء الله " قال فإن الله هو الحق وهو الصدق
ونصر الله أت لا محالة وإتيانه وعدمه هو الذي سوف يبين حقيقة مقالكم ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/455)
بل هناك ما هو أعظم من ذلك وهو الأشعث الأغبر ذي طمرين لا يأبه به الناس لو أقسم على الله
لأبره ...
وهؤلاء هم ألزم الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم في العلماء الربانيين
وأكثر طلاب الحديث وحفاظه والمشتغلين به فلذا لا يفوتنا أحدكم صحبة المحدث وحافظ الحديث
والمشتغل به وأنا أعرف أن اكثرهم لا يستطيع قول ذلك تورعاً أن يعتبر نفسه منهم مع أنه يريد النصح
بذلك ويمنع أكثرهم من ذلك الورع الذي عندهم.
والمقصود بهم أقلهم جدالاً وأكثرهم سكوتاً وألينهم لطالب الفتيا الصادق جانباً الذين يدخلون و يخرجون ولا يكاد
أحد أن يعلم بهم ... إلا حين يشتهرون بين الناس ...
وأكاد أجزم بمشيئة الله أن منهم الإمام ابن باز عليه رحمة الله وابن رجب الحنبلي والإمام أحمد بن حنبل
والحمد لله كثيراً ما يعرف الحنابلة بوجود أمثالهم من حيث تمسكهم بالحديث لا من حيث مذهبهم وإلا فمنهم
ابن عقيل والطوفي وابن الجوزي غفر الله لنا ولهم ..
وهذا من بركة العلم الشرعي وطلب علم الحديث والاشتغال به وهو ظاهر فيهم
وسبحان الله قال بعض السلف " طلبنا الحديث لغير الله فأبى الله إلا أن يكون له " فانظر كيف بركة هذا العلم
كيف يحول النية الفاسدة إلى صالحه.
وعكسه علوم الفلسفة أو الاجتماع أو علم النفس أو علم الإنساب فإنه لو طلب لله فإن التوسع فيه أبداً يحول
النية إلى الله.
ولسان حال الغزالي والرازي كأنهم يقولون طلبنا علم ما نهينا عنه لله فأبى الله إلا إن لا يكون له.
وانظر حال من انحرفوا عن العلم الشرعي في زماننا وقد كنت منهم وعافني الله ولله الحمد فقد
زين لنا الشيطان طلب علوم العلمانيين التي لا بارك الله في من شوقنا إليها وحببنا إليها وخيل إلينا
أنها علوم العقلاء حتى لقد أدخلتنا في تيه أشد من تيه بني إسرائيل وكنا نناقش وننافح أهل البدعة والباطل
ونظن أنفسنا على خير ولم يتستجب لنا من جادلانهم فيأسنا وصرنا نزداد بحثاً حتى لقد أوصلنا تلميذ بريدة
إلى الروايات وحببنا في مؤلفات عملاء اليهود الذين يؤلفون الكتاب ونقيضه والفكرة ونقيضها بكثرة ما يعرضها
علينا وينقل لنا منها على سبيل الرد وهو لا يدري ما يفعل فعلها فيه هو نفسه وفينا نحن أيضاً ...
واليوم والله إني لأن أشتغل في تصليح الشاي وغسل أدواته لطلاب العلم الشرعي خير والله من ملكية قناة فيها من ليس من أهل الحديث.
وليعذرني إخواني طلاب العلم أن تجرأت على هذا المقام وتحدثت أمامهم
ولكن من الناس أحيانا من يعرض عقله على الناس وأنا عرضته على خير الناس أهل الحديث فلعلني أن أسمع نصيحة أو تصحيح أو توجيه ولو على الخاص يفيدني في نفسي وفي تربية أولادي فأنا شيخ كبير تجاوزت الخامسة والثلاثين ولن أناقش ولن أرد لمن أراد نصحي سوف أسمع النصيحة والتوجيه
فلا تبخلوا علي وأشرط على نفسي أن لا يعني ذلك التعارف بيني وبين من قد ينصحني ولو على الخاص.
أو نحوه ...
فقد والله لوث أفكارنا أهل القنوات التي تسمى قنوات التربية وصنع القرار ودورات التطوير والتغيير
وصلاح الراشد والفقي وأشباهه هؤلاء الذين كنت أستهين بأمرهم ويا حسرتى على أن لم أسمع
والله نصحكم من قبل بل خضت كما خاض ابن الجويني في الذي نهيت عنه وها أنا أبحث والله عن
إيمان العجائز والآن والحمد لله بدأت أشم بين الفينة والأخرى نسائم الطفولة والله.
وهذا هو سبب هذا التحمس والاندفاع لأن في القلب كلاماً وحرقة وكمداً على تلك السنين التي ضيعها
الذي أسأل الله أن يعامله بعدله. (الذي يدعونا إلى الإسلام اليوم)
قلت ذلك حتى لا يغتر مغتر بنفسه و يتمرد على أهل العلم الشرعي ويخالفهم لما نهوه عنه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد(112/456)
إذا اختلفت الفتاوى وكنت أميل لأحد الأقوال
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[27 - 06 - 09, 12:15 م]ـ
إذا قرأت أدلة الفقهاء في مسألة من المسائل فيها خلاف مثل مدة القصر للمسافر وقراءة الفاتحة للمأموم وكنت أميل لأحد الأقوال لأنه أوضح وأظهر لي من غيره , هل يجب عليّ العمل بهذا القول الذي أميل إليه أو يجوز لي أن أختار من باب الإحتياط قول آخر؟
جزى الله خير الجزاء من يفيدني في هذه المسألة(112/457)
اللحيدان يؤكد صحة مناسك المحرمين تغيير مكان ميقات الحج المحاذي لميقات الجحفة لمخالفته
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:29 م]ـ
اللحيدان يؤكد صحة مناسك المحرمين
تغيير مكان ميقات الحج المحاذي لميقات الجحفة لمخالفته جدة: عمر المطيري http://www.anaween.com/siteimages/SectionNewsimages/2962222.JPG
أكتشفت لجان خاصة مؤخرا أن الموقع المعتقد أنه موازيا لميقات الجحفة على طريق الهجرة السريع ويلزم من يرغب الحج أو العمرة الإحرام قبل تجاوزه إنه غير موازي لميقات الحجفة الواقع بالقرب من رابغ.
وبخصوص ذلك قال المستشار القضائي الخاص وأمين عام البحوث العلمية وعضو اتحاد العرب المؤرخين ورئيس الجمعية النفسية الخليجية الشيخ الدكتور صالح اللحيدان " الخطأ في الموقع يكمن في إنه غير موازي لميقات الجحفة وقد اكتشف ذلك خلال السنتين الماضيتين بعد أن تطورت وسائل قياس المسافات.
وأكد اللحيدان أن المكان حدد منذ ما يقارب 75 عاما من قبل متطوعين اعتقدوا أنه موازيا للميقات إلا أنه أكتشف في الآونة الأخيرة الفرق الشاسع بين المكان المعتقد إنه موازيا لميقات الجحفة.
وأكد أن تغيير الموقع أو إزالة اللوحات الإرشادية لا تفي باخبار الناس ويجب وضع لوحات ارشادية لتنبيههم.
وحول من أحرم سابقا من ذلك المكان للعمرة او الحج بدون علم قال اللحيدان: حجه وعمرته صحيحه لمعنى قوله تعالى (وماكان الله ليضيع إيمانكم).(112/458)
مشكلة أرجو إيجاد الحل لها يوجد لدى أحد الأصدقاء موقع يعتني بأفلام السيارات لكن واجهته مشكلة
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين:
هذه مشكلة لا أعرف هل هي من حكم الحلال أو الحرام وهي:
يوجد لدى أحد الأصدقاء موقع يعتني بأفلام السيارات لكن واجهته مشكلة
وهي مقاطع موقع اليوتوب يأتي مقطع السيارة مع أغنية أو موسيقى
تشاور مع الأدارة فقال بعضهم: تكتفي بوضع عبارة (يوجد في المقطع موسيقى)
وبهذا تبرأ الذمة وحتى لو رأى أي عضو مقطع فيه أغنية وأنت وضعت هذه
العبارة فلا ذنب عليك ابداً وتبرأ الذمة بهذه العبارة
علماً أن المقطع (الفيديو) قد يكون فيه أصوات من صوت محركات السيارات
مما يجعل بعض الأعضاء يتعمد رؤية هذا المقطع (الفيديو) مع وجود الموسيقى
والأدارة تعلم بذلك فهل بهذه العبارة (يوجد موسيقى في المقطع) تبرأ الذمة
أرجو بيان الأمر بالتفصيل مع الأدلة؟
والله أعلم
ـ[سامي العنزي السلفي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 03:03 ص]ـ
يرفع ....(112/459)
سؤال حول حديث: وأحيا أباك فكلمه كفاحا
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:10 م]ـ
الترمذي 3281 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِىٍّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ الأَنْصَارِىُّ قَالَ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ لَقِيَنِى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لِى «يَا جَابِرُ مَا لِى أَرَاكَ مُنْكَسِرًا». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِى قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْنًا. قَالَ «أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِىَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ». قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ «مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا فَقَالَ يَا عَبْدِى تَمَنَّ عَلَىَّ أُعْطِكَ. قَالَ يَا رَبِّ تُحْيِينِى فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيةً. قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّى أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لاَ يُرْجَعُونَ». قَالَ وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا) الآيَةَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ حَدِيثِ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَرَوَاهُ عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَدِينِىِّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ كِبَارِ أَهْلِ الْحَدِيثِ هَكَذَا عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ شَيْئًا مِنْ هَذَا.
هل معنى هذا أن سيدنا عبد الله والد سيدنا جابر رضي الله عنهما رأى الله بعد موته كما سيراه المؤمنون يوم القيامة؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:13 م]ـ
هل فهمي هذا صحيح؟!
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:43 م]ـ
لا يلزم من التكليم الرؤية ..
...
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:06 م]ـ
لا يلزم من التكليم الرؤية ..
...
صدقت لكن التكليم كفاحا
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[01 - 07 - 09, 07:45 ص]ـ
جزاكما الله خيرا ........
ولكن لي سؤال: ما الفرق حينئذ بين التكليم كفاحا والتكليم من وراء حجاب؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[03 - 07 - 09, 11:42 م]ـ
هل من مفيد؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 12:23 ص]ـ
الظاهر أن هذا مما خص الله به أبا جابر رضي الله عنهما
وفي مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (18/ 121)
قال أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك قلت بلى يا رسول الله قال ما كلم الله أحدا قط أي قبل أبيك ففيه إيماء إلى أنه بخصوصه أفضل من سائر الشهداء الماضية حيث ما كلم الله أحدا منهم إلا من وراء حجاب فيه إشارة إلى أن قوله تعالى وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب الشورى الآية مقيد بالدنيا لقوله وأحيا أباك فكلمه كفاحا بكسر الكاف أي مواجها عيانا ففي النهاية أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول وقال شارح أي كلم أباك من غير واسطة بينه وبين الله تعالى
وأيضا جاء في شرح سنن ابن ماجه - (1/ 17)
وكلم أباك كفاحا أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول كذا في الدر النثير وفي الحديث اشكال وهو ان الله تعالى قال ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بأذنه ما يشاء فالجواب ان الآية مخصوصة بدار الدنيا فلا يتصور في الدنيا كلام الله تعالى مع عبده مواجهة لان اجساد الدنيا كثيفة لا يليق بها التجلي الذاتي لأن الله تعالى لما تجلى للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا وأما في الآخرة فالتجليات تحصل للأرواح أو للأجساد المثالية لاجساد الجنة أ. هـ
والله أعلم
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[04 - 07 - 09, 12:53 ص]ـ
سؤالي: إذا كان التكليم كفاحا لا يلزم منه الرؤية فما الفرق بين التكليم كفاحا والتكليم من وراء حجاب؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 01:01 ص]ـ
سؤالي: إذا كان التكليم كفاحا لا يلزم منه الرؤية فما الفرق بين التكليم كفاحا والتكليم من وراء حجاب؟
من قال أن التكليم كفاحا لا يلزم منه الرؤية
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[05 - 07 - 09, 10:24 م]ـ
من قال أن التكليم كفاحا لا يلزم منه الرؤية
لا أفهم هل تريد أن تقول أن التكليم كفاحا يلزم الرؤية؟
الأخ أبو مهند القصيمي قال ذلك في المشاركة الثالثة، قال: لا يلزم من التكليم الرؤية!
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[05 - 07 - 09, 11:57 م]ـ
أخي الكريم صلاح بارك الله
فيك أنا قصدت من قال من أهل العلم أن التكليم كفاحا لا يلزم منه الرؤية
أو من قال أن الرؤية في مثل هذه الحالة ممنوعة شرعا
الممنوع شرعا الرؤية في الدنيا
ونقلت لك قول من قال أن هذا مما خص الله به جابرا رضي الله عنه
ولم أر من أهل العلم من استشكل ذلك في باب الرؤية
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/460)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 12:13 ص]ـ
اهل اللغة مجمعون على ان المكافحة هي المواجهة من دون ستر،وامتناع رؤية العباد ربهم إنما هي في الحياة الدنيا، ومتى حصلت النقلة الى الآخرة جازت الرؤية وأمكنت، ومن مات فقد قامت قيامته، ولظهور هذا المعنى لم يستشكله العلماء والله اعلم.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[06 - 07 - 09, 12:57 ص]ـ
اهل اللغة مجمعون على ان المكافحة هي المواجهة من دون ستر،وامتناع رؤية العباد ربهم إنما هي في الحياة الدنيا، ومتى حصلت النقلة الى الآخرة جازت الرؤية وأمكنت، ومن مات فقد قامت قيامته، ولظهور هذا المعنى لم يستشكله العلماء والله اعلم.
جزاك الله خيرا
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[06 - 07 - 09, 07:13 ص]ـ
أخي الكريم صلاح بارك الله
فيك أنا قصدت من قال من أهل العلم أن التكليم كفاحا لا يلزم منه الرؤية
أو من قال أن الرؤية في مثل هذه الحالة ممنوعة شرعا
الممنوع شرعا الرؤية في الدنيا
ونقلت لك قول من قال أن هذا مما خص الله به جابرا رضي الله عنه
ولم أر من أهل العلم من استشكل ذلك في باب الرؤية
والله أعلم
هذا كان أصل سؤالي: صحة فهمي لهذا الحديث؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[06 - 07 - 09, 01:17 م]ـ
هذا كان أصل سؤالي: صحة فهمي لهذا الحديث؟
نعم أخي إن شاء الله فهمك صحيح صحح الله فهمي وفهمك دائما(112/461)
حكم البسملة عند الوضوء في الحمام
ـ[ابو عبدالله العازمي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 12:33 ص]ـ
حكم البسملة عند الوضوء في الحمام
قال الشيخ صالح الفوزان: (يُسمّي عند الوضوء ولو كان في دورة المياه).
--------------------------------------------------------------------------------
فضيلة الشيخ، يقول السائل: (ما حكم أو القول الراجح في البسملة عند الوضوء، وكيف يُبسمِل إذا كان داخل الحمام)؟
ج: التسمية عند الوضوء ورد فيها حديث تعددت رواياته وإن كان ضعيفا؛ لكن كثرة رواياته ومخارجه يعضد بعضها بعضا وهو قوله – صلى الله عليه وسلم -: (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) وبناء على ذلك الإمام أحمد يرى أن التسمية واجبة من واجبات الوضوء، إن تركها متعمدا لم يصح وضوؤه، وإن تركها ناسيا أو جاهلا صحّ وضوؤه، والجمهور على أنها سنة، جمهور أهل العلم على أن التسمية للوضوء سنة، وليست واجبة.
وأن معنى النفي: " لا وضوء " يعني نفي الكمال عندهم لا نفي الأصل، هذا يُؤوِّلون الحديث بهذا، والتسمية بالحمّام الذي ليس فيه نجاسة، إنما هو مجرد مكان لقضاء الحاجة، ثم يُرسل عليها الماء وتذهب، ولا يبقى لها أثر، فهذا لا، يأخذ حكم (الكُنُف والحُشوش)؛ لأن الحشوش والكنف هي التي تكون النجاسة موجودة فيها ولا تذهب.
أما مسألة دورات المياه اليوم فهذه اختلفت، صارت تَنظُف ويذهب البول والغائط، يذهب مع الماء ولا يبقى لهما أثر، فالأمر في هذا أخذ، يُسمّي عند الوضوء ولو كان في دورة المياه، نعم).
راجع: (شرح عمدة الأحكام) للشيخ (صالح الفوزان) الشريط الأول، الوجه الثاني.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32101 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32101)
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[28 - 06 - 09, 07:34 ص]ـ
موضوع مكرر انظره بنصه وفصه. وقضه هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=176636(112/462)
مشروع جمع فإن صح الحديث فهو مذهبي
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[28 - 06 - 09, 01:09 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد:
فإن مما يفرح أثناء مطالعة سير العلماء الفحول هو تواضعهم عند معرفة الحق وإذعانهم له وقبولهم له ...
حتى وإن خالف ما كانوا يقولون به قبل معرفته ....
فمن هذا المنطلق أحببت أن أبدأ مشروعا مع إخوتي الفضلاء رواد هذا الملتقى من مشايخنا وإخواننا طلاب العلم وقد أسميته:
. " مشروع جمع فإن صح الحديث فهو مذهبي ".
والله أسأل أن ييسر لنا العلم النافع والعمل الصالح ....
هذا وسأضع أول موقف يروى عن الأكابر الأفاضل منتظرا ما يخرجه لنا الإخوة مأجورين مشكورين غير مأزورين .....
أولا: روى الحاكم في المستدرك سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب يقول سمعت الحسن بن سفيان يقول سمعت حرملة بن يحيى قال سمعت الشافعي رحمه الله تعالى يقول:" إن صح حديث بروع بنت واشق قلت به ".
قال الحاكم: فقال شيخنا أبو عبد الله لو حضرت الشافعي لقمت على رءوس الناس وقلت قد صح الحديث فقل به. انظر المستدرك 2/ 180.
هذا وسأنتظر تعليكم بارك الله فيكم ...
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[28 - 06 - 09, 01:19 ص]ـ
هذا ومن باب الفائدة فإن حديث بروع بنت واشق هو:
2737 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا إبراهيم بن الخليل ثنا علي بن مسهر ثنا داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة بن قيس: أن قوما أتوا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقالوا له: إن رجلا منا تزوج امرأة و لم يفرض لها صداقا و لم يجمعها إليه حتى مات فقال لهم عبد الله: ما سئلت عن شيء منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد علي من هذه فأتوا غيري قالوا: فاختلفوا إليه فيها شهرا ثم قالوا له في آخر ذلك من نسأل إذا لم نسألك و أنت آخيت أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم في هذا البلد و لا نجد غيرك فقال: سأقول فيها بجهد رأيي فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له و إن كان خطأ فمني و الله و رسوله منه بريء أرى أن أجعل لها صداقا كصداق نسائها لا وكس و لا شطط و لها الميراث و عليها العدة أربعة أشهر و عشرا قال: و ذلك يسمع أناس من أشجع فقاموا: نشهد أنك قضيت بمثل الذي قضى به رسول الله صلى الله عليه و سلم في امرأة منا يقال لها بروع بنت واشق قال: فما رؤي عبد الله فرح بشيء ما فرح يومئذ إلا بإسلامه ثم قال: اللهم إن كان صوابا فمنك وحدك لا شريك لك و إن كان خطأ فمني و من الشيطان و الله و رسوله منه بريء.
قال الحاكم بعده:
هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه.
تعليق الذهبي قي التلخيص: على شرط مسلم.
ـ[جعفر محمد]ــــــــ[15 - 07 - 09, 10:59 ص]ـ
النهاية في غريب الحديث والأثر
مادة (غسل)
قال الشافعي: وأحب الغسل من غسل الميت، ولو صح الحديث قلت به.
ـ[جعفر محمد]ــــــــ[15 - 07 - 09, 11:03 ص]ـ
نقل الحافظ ابن حجر عن البيهقي أنه قال: حكى بعض أصحابنا عن الشافعي قال: إن صح الحديث في لحوم الإبل قلتُ به. قال البيهقي: قد صحّ فيه حديثان؛ حديث جابر بن سمرة وحديث البراء. قاله أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه.
وهذا من إنصاف البيهقي – رحمه الله – فهو شافعي المذهب، ومع ذلك قال بخلافه فيما صحّ فيه الحديث وتبيّن له فيه الدليل.
ـ[جعفر محمد]ــــــــ[15 - 07 - 09, 01:11 م]ـ
بداية المجتهد
قال الشافعي إن ثبت حديث معبد بن نباتة في القبلة لم أر فيها ولا في اللمس وضوءا
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[19 - 07 - 09, 06:44 ص]ـ
موضوع طيب موفق.
وقد سبق أبو حنيفة رحمه الله الامام الشافعي رحمه الله بهذه المقولة -إذا صح الحديث فهو مذهبي- كما ذكره بن عابدين.
ولا عجب, فهذا هو ديدن علماء أهل السنة , فقد قال الامام مالك رحمه الله: (ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم)
وقال الشافعي أيضا: (كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني)
أما إمام أهل السنة والجماعة ,
الامام أحمد رحمه الله قال: (من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة) وقال (الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير)
والآثار عن الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة أهل السنة في المعنى كثيرة.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[19 - 07 - 09, 06:49 ص]ـ
- حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن عبد الرحمن ابن اخي ابن وهب قال سمعت عمي يقول سمعت مالكا سئل عن تخليل اصابع الرجلين في الوضوء فقال: ليس ذلك على الناس، قال فتركته حتى خف الناس فقلت له: عندنا في ذلك سنة، فقال: وماهي؟ قلت حدثنا الليث ابن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن ابي عبد الرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين اصابع رجليه فقال: ان هذا الحديث حسن، وما سمعت به قط الا الساعة. ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الاصابع.
{الجرح والتعديل \لابن أبى حاتم الرازي}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/463)
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[19 - 07 - 09, 06:52 ص]ـ
قول بن حزم رحمه الله: إذا صح حديث البخاري في المعازف فأنا آخذ به.
وأنا في الحقيقة أبحث عن مصدره, فإذا وجدته رفعته بإذن الله.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[19 - 07 - 09, 07:09 ص]ـ
- قَالَ البخاري رحمه الله: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِي يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ الشَّافِعِي رحمه الله، فَأَتَاه رَجُلٌ فَسَأَلَه عَنْ مسألة، فَقَالَ: قَضَى فِيهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رجُلُ لِلشَّافِعِي: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟! فَقَالَ: سُبْحَانَ الله! تَرَانِي في كَنِيسَة! تَرَانِي في بِيعَة! تَرَى على وَسَطِي زُنَّار؟! أَقُولُ لَكَ: قَضَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ تَقُولُ: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟!
{شرح الطحاوية في العقيدة السلفية}
ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[19 - 07 - 09, 07:20 ص]ـ
هناك كتاب اسمه: النظر فيما علق الشافعي القول به على صحة الخبر
تأليف: سعيد بن عبد القادر بن سالم باشنفر، والكتاب طباعة دار ابن حزم.
وهناك كتاب آخر: المنحة فى المسائل التى علق فيها الشافعى الحكم بالصحة يقال أنه للحافظ ابن حجر لكنه لم يطبع. فالله أعلم.
وجزيتم خيرا على الموضوع
ـ[أبو عمار المسلم]ــــــــ[19 - 07 - 09, 07:34 ص]ـ
ذكر الشيخ أبي اسحاق الحويني:
وقول اعلم الهدى لا يعمل
بقولنا بدون نص يقبل
به دليل الاخذ بالحديث
وذاك في القديم والحديث
قال ابو حنيفة الامام
لا ينبغي لمن له اسلام
أخذا بأقوالي حتى تعرض
على الحديث والكتاب المرتضى
ومالك امام دار الهجرة
قال وقد اشار نحو الحجرة
كل كلام منه ذو قبول
ومنه مردود سوى الرسول
والشافعي قال ان رأيتم
قولي مخالف لما رويتم
من الحديث فاضربوا الجدار
بقولي المخالف الاخبار
واحمد قال لهم لا تكتبوا
ما قلته بل اصل ذاك فاطلبوا
فانظر ما قالته الهداة الاربعة
واعمل بها فان فيها منفعة
لقمع ها كل ذي تعصب
والمنصفون يكتفون بالنبي
صلى الله عليه وسلم ..
-*-*-*-*-*-*-*-*
بصوت الشيخ:
http://www.alheweny.org/new/play.php?catsmktba=1023
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[19 - 07 - 09, 08:03 ص]ـ
- 1128 - (6) -حَدِيثُ: {أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ دِينَارًا إلَى عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ لِيَشْتَرِيَ بِهِ شَاةً، فَاشْتَرَى بِهِ شَاتَيْنِ، وَبَاعَ أَحَدَهُمَا بِدِينَارٍ، وَجَاءَ بِشَاةٍ وَدِينَارٍ، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَك فِي صَفْقَةِ يَمِينِك}.
أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَالدَّارَقُطْنِيّ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ، وَفِي إسْنَادِهِ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ أَخُو حَمَّادٍ مُخْتَلَفٌ فِيهِ، عَنْ أَبِي لَبِيَدٍ لِمَازَةَ بْنِ زَبَّارٍ وَقَدْ قِيلَ: إنَّهُ مَجْهُولٌ، لَكِنْ وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَقَالَ حَرْبٌ: سَمِعْت أَحْمَدَ أَثْنَى عَلَيْهِ: وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ، وَالنَّوَوِيُّ: إسْنَادُهُ حَسَنٌ صَحِيحٌ لِمَجِيئِهِ مِنْ وَجْهَيْنِ، وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ سَمِعْت الْحَيَّ يُحَدِّثُونَ عَنْ عُرْوَةَ بِهِ، وَرَوَاهُ الشَّافِعِيُّ عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَقَالَ: إنْ صَحَّ قُلْت بِهِ.
وَقَالَ فِي الْبُوَيْطِيِّ: إنَّ صَحَّ حَدِيثُ عُرْوَةَ فَكُلُّ مَنْ بَاعَ أَوْ أَعْتَقَ ثُمَّ رَضِيَ فَالْبَيْعُ وَالْعِتْقُ جَائِزٌ، وَنَقَلَ الْمُزَنِيّ عَنْهُ: أَنَّهُ لَيْسَ بِثَابِتٍ عِنْدَهُ.
{التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير}
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[19 - 07 - 09, 08:12 ص]ـ
هناك كتاب اسمه: النظر فيما علق الشافعي القول به على صحة الخبر
تأليف: سعيد بن عبد القادر بن سالم باشنفر، والكتاب طباعة دار ابن حزم.
وهناك كتاب آخر: المنحة فى المسائل التى علق فيها الشافعى الحكم بالصحة يقال أنه للحافظ ابن حجر لكنه لم يطبع. فالله أعلم.
وجزيتم خيرا على الموضوع
هو لابن حجر رحمه الله,
بارك الله فيك على المراجع التي ذكرتها,
مشاركة موفقة, لا حرمك الله الأجر.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[19 - 07 - 09, 08:24 ص]ـ
- (2015) فَصْلٌ: وَإِنْ نَوَى الْمُسَافِرُ الصَّوْمَ فِي سَفَرِهِ، ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يُفْطِرَ، فَلَهُ ذَلِكَ.
وَاخْتَلَفَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ فِيهِ، فَقَالَ مَرَّةً: لَا يَجُوزُ لَهُ الْفِطْرُ، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: إنَّ صَحَّ حَدِيثُ الْكَدِيدِ لَمْ أَرَ بِهِ بَأْسًا أَنْ يُفْطِرَ.
{المغني}
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[19 - 07 - 09, 08:53 ص]ـ
- قول الشافعي رحمه الله: (لو ثبت حديث ضباعة لم أعده وكان محله حيث حبسه الله بلا هدي)
{تفسير القرطبي \ التمهيد \وأصل المسألة في الأم}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/464)
ـ[محمد دعبس]ــــــــ[20 - 07 - 09, 04:00 ص]ـ
قال ابن حجر في "بلوغ المرام" كالزكاة الحديث السادس:وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "في كل سائمة إبل:في أربعين بنت لبون ,لا تفرق إبل عن حسابها, من أعطاها مؤتجرا بها فله أجرها ,ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله ,عزمة من عزمات ربنا, لا يحل لآل محمد منها شئ" رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الحاكم وعلق الشافعي القول به علي ثبوته.
ـ[محمد دعبس]ــــــــ[20 - 07 - 09, 04:07 ص]ـ
ذكر الشيخ أبي اسحاق الحويني:
وقول اعلم الهدى لا يعمل
بقولنا بدون نص يقبل
به دليل الاخذ بالحديث
وذاك في القديم والحديث
قال ابو حنيفة الامام
لا ينبغي لمن له اسلام
أخذا بأقوالي حتى تعرض
على الحديث والكتاب المرتضى
ومالك امام دار الهجرة
قال وقد اشار نحو الحجرة
كل كلام منه ذو قبول
ومنه مردود سوى الرسول
والشافعي قال ان رأيتم
قولي مخالف لما رويتم
من الحديث فاضربوا الجدار
بقولي المخالف الاخبار
واحمد قال لهم لا تكتبوا
ما قلته بل اصل ذاك فاطلبوا
فانظر ما قالته الهداة الاربعة
واعمل بها فان فيها منفعة
لقمع ها كل ذي تعصب
والمنصفون يكتفون بالنبي
صلى الله عليه وسلم ..
-*-*-*-*-*-*-*-*
بصوت الشيخ:
http://www.alheweny.org/new/play.php?catsmktba=1023
أحب أن أنوه إلي أن المنظومة ليست من نظم الشيخ وقد رأيتها في موضعين من كتبه حفظه الله:.
1 - "غوث المكدود" (1/ 280)
2 - "إقامة الدلائل علي عموم المسائل"صـ 14
وقد عزاها الشيخ إلي بعض متأخري الحنفية وهو "محمد بن سعيد المدني" في منظومته "رسالة المهدي"
ـ[أبو البشير]ــــــــ[20 - 07 - 09, 03:53 م]ـ
الأخوة الكرام، موضوع جيد، بارك الله فيكم، ومن فوائده ربط طلبة العلم بالدليل لا بالرجال، لكن:
لا يجوز بحال اتخاذ هذا الأمر تكأة لمخالفة أهل العلم أو لتضعيف أقوالهم، أو للجرأة عليهم ورد اجتهاداتهم بدعوى
الاطلاع على حديث ثم يقال: لعله لم يصح عندهم، وهاهو ذا قد ثبتت صحته، أو بدعوى عدم اطلاعهم على الحديث أصلا
فيقال: لعل الحديث لم يبلغهم؛ لأن للحديث فقها لعله يغيب عنك، وعدم قول العالم به ليس بالضرورة لكونه لم ير صحته،
بل ربما يصح عنده لكنه يراه مخصوصا بصورة ما أو منسوخا أو أن مجاله محدد أو ... الخ، وكم من حديث أراه نصا صريحا
في مسألة وبعد الاطلاع على مخالفة الذاهب إلى خلاف ما أراه فيه أرى نفسي لم أنعم فيه النظر، أو على الأقل أرى رأيه قويا
وليس بتلك السذاجة التي كنت أظنها
ولذلك ينبغي التريث وعدم التهجم بهذه الدعاوى ما لم ينص الإمام على ذلك نصا، نحو ما ورد عن الشافعي، رحمه الله، أو يكون
الأمر مما لا يتصور فيه خلاف، وأوصي الإخوة بعدم الأخذ بظواهر الأحاديث ما لم يعرضوا المسألة على كلام أهل العلم.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[20 - 07 - 09, 08:20 م]ـ
قول بن حزم رحمه الله: إذا صح حديث البخاري في المعازف فأنا آخذ به.
وأنا في الحقيقة أبحث عن مصدره, فإذا وجدته رفعته بإذن الله.
في المحلى:
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ أَوْ أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ وَوَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ، وَالْخَمْرَ، وَالْمَعَازِفَ وَهَذَا مُنْقَطِعٌ لَمْ يَتَّصِلْ مَا بَيْنَ الْبُخَارِيِّ وَصَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، وَلاَ يَصِحُّ فِي هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ أَبَدًا، وَكُلُّ مَا فِيهِ فَمَوْضُوعٌ، وَوَاللَّهِ لَوْ أُسْنِدَ جَمِيعُهُ أَوْ وَاحِدٌ مِنْهُ فَأَكْثَرَ مِنْ طَرِيقِ الثِّقَاتِ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَا تَرَدَّدْنَا فِي الأَخْذِ بِهِ. وَلَوْ كَانَ مَا فِي هَذِهِ الأَخْبَارِ حَقًّا مِنْ أَنَّهُ لاَ يَحِلُّ بَيْعُهُنَّ لَوَجَبَ أَنْ يُحَدَّ مَنْ وَطِئَهُنَّ بِالشِّرَاءِ، وَأَنْ لاَ يَلْحَقَ بِهِ وَلَدُهُ مِنْهَا.
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[16 - 08 - 09, 07:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
انظر هذا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144370
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[19 - 08 - 09, 08:12 م]ـ
الإخوة جميعا .....
أحمد شبيب وفقه الله،
و جعفر محمد،
و أبو مالك العقرباوي،
و أبو عمار المسلم،
ومحمد دعبس،
وأبو البشير،
وأبو عبد الرحمن
محمد العمري ...
جزاكم الله خيرا على ما أفدتم وعذرا ثم عذرا على التاخر في عدم الرد فقد كنت مسافرا واليوم بفضل الله رجعت للأهل بعد فضل الله ومنته ....
ثم أخانا .. أبا البشير وفقه الله والمسلمين،
قولكم:" ..... ولذلك ينبغي التريث وعدم التهجم بهذه الدعاوى ما لم ينص الإمام على ذلك نصا، نحو ما ورد عن الشافعي، رحمه الله، أو يكون
الأمر مما لا يتصور فيه خلاف، وأوصي الإخوة بعدم الأخذ بظواهر الأحاديث ما لم يعرضوا المسألة على كلام أهل العلم. " ا. هـ
هو قريب ما ننادي به ونقول به، لكن ... اعلم أن من أسباب وضعي لهذا المقال هو: أن ينظر طالب العلم إلى أولئك العظماء الفحول كيف كان تعاملهم مع المسائل إذا حصل عنده احتمال بورود ما يخالف كلامه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ....
وكيف كان أدبهم _ الذي نحتاجه كثيرا في هذه الأيام في تعاملنا بع بعضنا نسأل الله العافية _ في تعاملهم مع بعضهم في خلافهم بل وحتى كيفية التعامل مع الحديث الذي ثبت عنده ضعفه .. ،انظر!! كيف أنه لاحتمال وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرده مطلقا بل ترك العمل عليه والتعويل عليه معلقا بثبوت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .....
أسأل الله أن يفهمنا والجميع ...
اللهم آمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/465)
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[01 - 10 - 09, 11:13 م]ـ
.........................
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 11:15 م]ـ
........................
ـ[أبو سعيد الجزائري]ــــــــ[10 - 11 - 09, 01:15 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل/ أبو الهمام
جزاك الله خيرا
احلتني أخي الفاضل إلى موضوعكم هذا
واعذرني أخي على التأخير
وأبشركم أني قرأت ما جاء فيه
وسررت بما كتب فيه
أعود أخي الفاضل لاحقا فهو موضوع يحتاج أن نلتف حوله.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[15 - 11 - 09, 11:23 م]ـ
مما جاء في مقدمة {صفة الصلاة} للشيخ الألباني رحمه الله:
أقوال الأئمة في اتباع السنة وترك أقوالهم المخالفة لها
ومن المفيد أن نسوق هنا ما وقفنا عليه منها أو بعضها لعل فيها عظة وذكرى لمن يقلدهم - بل يقلد من دونهم بدرجات تقليدا أعمى - ويتمسك بمذاهبهم وأقوالهم كما لو كانت نزلت من السماء والله عز وجل يقول:
{اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون}.
- 1 - أبو حنيفة رحمه الله -
فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله وقد روي عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة لها:
1 - (إذا صح الحديث فهو مذهبي). (ابن عابدين في " الحاشية " 1/ 63)
2 - (لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه). (ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق " 6/ 293)
وفي رواية: (حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي)
زاد في رواية: (فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا)
وفي أخرى: (ويحك يا يعقوب (هو أبو يوسف) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد).
3 - (إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي). (الفلاني في الإيقاظ ص 50).
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[15 - 11 - 09, 11:24 م]ـ
- 2 - مالك بن أنس رحمه الله -
وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال:
1 - (إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 32)
2 - (ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 91)
3 - قال ابن وهب: سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال: ليس ذلك على الناس. قال: فتركته حتى خف الناس فقلت له: عندنا في ذلك سنة فقال: وما هي قلت: حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه. فقال: إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع. (مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32)
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[15 - 11 - 09, 11:26 م]ـ
- 4 - أحمد بن حنبل رحمه الله -
وأما الإمام أحمد فهو أكثر الأئمة جمعا للسنة وتمسكا بها حتى (كان يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي) ولذلك قال:
1 - (لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا). (ابن القيم في إعلام الموقعين 2/ 302)
وفي رواية: (لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير)
وقال مرة: (الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير). (أبو داود في مسائل الإمام أحمد ص 276 - 277)
2 - (رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي وهو عندي سواء وإنما الحجة في الآثار). (ابن عبد البر في الجامع 2/ 149)
3 - (من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة). (ابن الجوزي في المناقب (ص 182)
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[15 - 11 - 09, 11:32 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/466)
تلك هي أقوال الأئمة رضي الله تعالى عنهم في الأمر بالتمسك بالحديث والنهي عن تقليدهم دون بصيرة وهي من الوضوح والبيان بحيث لا تقبل جدلا ولا تأويلا وعليه فإن من تمسك بكل ما ثبت في السنة ولو خالف بعض أقوال الأئمة لا يكون مباينا لمذهبهم ولا خارجا عن طريقتهم بل هو متبع لهم جميعا ومتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وليس كذلك من ترك السنة الثابتة لمجرد مخالتفها لقولهم بل هو بذلك عاص لهم ومخالف لأقوالهم المتقدمة والله تعالى يقول: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}
وقال: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى:
(فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك رأي عظيم من الأمة فإن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به من رأى أي معظم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم على كل مخالف سنة صحيحة وربما أغلظوا في الرد لا بغضا له بل هو محبوب عندهم معظم في نفوسهم لكن رسول الله أحب إليهم وأمره فوق أمر كل مخلوق فإذا تعارض أمر الرسول وأمر غيره فأمر الرسول أولى أن يقدم ويتبع
ولا يمنع من ذلك تعظيم من خالف أمره وإن كان مغفورا له بل ذلك المخالف المغفور له لا يكره أن يخالف أمره إذا ظهر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بخلافه)
قلت: كيف يكرهون ذلك وقد أمروا به أتباعهم كما مر وأوجبوا عليهم أن يتركوا أقوالهم المخالفة للسنة بل إن الشافعي رحمه الله أمر أصحابه أن ينسبوا السنة الصحيحة إليه ولو لم يأخذ بها أو أخذ بخلافها ولذلك لما جمع المحقق ابن دقيق العيد رحمه الله المسائل التي خالف مذهب كل واحد من الأئمة الأربعة الحديث فيها انفرادا واجتماعا في مجلد ضخم قال في أوله:
(إن نسبة هذه المسائل إلى الأئمة المجتهدين حرام وإنه يجب على الفقهاء المقلدين لهم معرفتها لئلا يعزوها إليهم فيكذبوا عليهم)
ترك الأتباع بعض أقوال أئمتهم اتباعا للسنة ولذلك كله كان أتباع الأئمة ثلة من الأولين. وقليل من الآخرين لا يأخذون بأقوال أئمتهم كلها بل قد تركوا كثيرا منها لما ظهر لهم مخالفتها للسنة حتى أن الإمامين: محمد بن الحسن و أبا يوسف رحمهما الله قد خالفا شيخهما أبا حنيفة (في نحو ثلث المذهب) وكتب الفروع كفيلة ببيان ذلك ونحو هذا يقال في الإمام المزني وغيره من أتباع الشافعي وغيره ولو ذهبنا نضرب على ذلك الأمثلة لطال بنا الكلام ولخرجنا به عما قصدنا إليه في هذا البحث من الإيجاز فلنقتصر على مثالين اثنين:
- 1 - قال الإمام محمد في " موطئه " (ص 158): (قال محمد: أما أبو حنيفة رحمه الله فكان لا يرى في الاستسقاء صلاة وأما في قولنا فإن الإمام يصلي بالناس ركعتين ثم يدعو ويحول رداءه) إلخ
- 2 - وهذا عصام بن يوسف البلخي من أصحاب الإمام محمد ومن الملازمين للإمام أبي يوسف (كان يفتي بخلاف قول الإمام أبي حنيفة كثيرا لأنه لم يعلم الدليل وكان يظهر له دليل غيره فيفتي به " ولذلك (كان يرفع يديه عند الركوع والرفع منه) كما هو في السنة المتواترة عنه صلى الله عليه وسلم فلم يمنعه من العمل بها أن أئمته الثلاثة قالوا بخلافها وذلك ما يجب أن يكون عليه كل مسلم بشهادة الأئمة الأربعة وغيرهم كما تقدم
وخلاصة القول إنني أرجو أن لا يبادر أحد من المقلدين إلى الطعن في مشرب هذا الكتاب وترك الاستفادة مما فيه من السنن النبوية بدعوى مخالفتها للمذهب بل أرجو أن يتذكر ما أسلفناه من أقوال الأئمة في وجوب العمل بالسنة وترك أقوالهم المخالفة لها وليعلم أن الطعن في هذا المشرب إنما هو طعن في الإمام الذي يقلده أيا كان من الأئمة فإنما أخذنا هذا المنهج منهم كما سبق بيانه فمن أعرض عن الاهتداء بهم في هذا السبيل فهو على خطر عظيم لأنه يستلزم الإعراض عن السنة وقد أمرنا عند الاختلاف بالرجوع إليها والاعتماد عليها كما قال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} [النساء: 65]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/467)
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن قال فيهم: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون. ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون}.
دمشق 13 جمادى الآخرة سنة 1370 ه
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[27 - 11 - 09, 11:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أحمد بن شبيب الفاضل ... ولا تحرمنا من فوائدك الرائعة ...
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[02 - 12 - 09, 09:56 م]ـ
أكرمك الله أبا أنس,
ولا أعلم لماذا سقط الجزء المتعلق بالإمام الشافعي!
لعلها كانت مشكلة بالشبك والرفع,
فأرفعها مرة أخرى:
- 3 - الشافعي رحمه الله -
وأما الإمام الشافعي رحمه الله فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد فمنها:
1 - (ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصّلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي). (تاريخ دمشق لابن عساكر 15/ 1 / 3)
2 - (أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد). (الفلاني ص 68)
3 - (إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت). (وفي رواية (فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد). (النووي في المجموع 1/ 63)
4 - (إذا صح الحديث فهو مذهبي). (النووي 1/ 63)
5 - (أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به أي شيء يكون: كوفيا أو بصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا). (الخطيب في الاحتجاج بالشافعي 8/ 1)
6 - (كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل
بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي). (أبو نعيم في الحلية 9/ 107)
7 - (إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب). (ابن عساكر بسند صحيح 15/ 10 / 1)
8 - (كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي أولى فلا تقلدوني). (ابن عساكر بسند صحيح 15/ 9 / 2)
9 - (كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني). (ابن أبي حاتم 93 - 94)
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[20 - 09 - 10, 07:38 م]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد ....
ولا تحرمنا من مشاركاتك وننتظر الإخوة ...
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 09 - 10, 08:38 م]ـ
موضوع جيد بارك الله في صاحبه ومن شارك فيه ..
ولعل من نافلة القول في هذا الشأن أن قول الإمام: إن صح الحديث في (كذا) قلت به. أنه تضعيف للحديث المذكور.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[21 - 09 - 10, 07:49 ص]ـ
موضوع جيد بارك الله في صاحبه ومن شارك فيه ..
ولعل من نافلة القول في هذا الشأن أن قول الإمام: إن صح الحديث في (كذا) قلت به. أنه تضعيف للحديث المذكور.
وفيك بارك الله أخي عبد المحسن
وهو كما قلت: تضعيف من ذلك الإمام للحديث، وذلك لأنه لو ثبت عنده لأخذ به.
والله أعلم
جزاك الله خيرا على مرورك وتعليقك ..(112/468)
أسباب ضعف المسلمين أمام عدوهم ووسائل العلاج لذلك
ـ[عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 03:36 ص]ـ
أسباب ضعف المسلمين أمام عدوهم ووسائل العلاج لذلك
محاضرة ألقاها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- في ندوة المسجد الجامع الكبير بالرياض في 29\ 5\1399 هـ. .
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين , والصلاة والسلام على عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد:
فلقد اهتم أرباب الفكر الإسلامي وأصحاب الغرة الإسلامية وأصحاب التفكير الكثير بحال المسلمين وما آل إليه أمرهم.
لقد شغلهم هذا الأمر كثيرا وفكروا كثيرا في أسباب ضعف المسلمين وفي أسباب تأخرهم أمام عدوهم وفي أسباب تفرقهم واختلافهم , وفي أسباب تسليط العدو عليهم حتى أخذ بعض بلادهم.
ثم بعد أن عرفوا الأسباب - وهي واضحة - اهتموا أيضا بأن يعرفوا العلاج لهذه الأسباب التي أوجبت التأخر والضعف وهي معلومة أيضا , ولكن يجب أن تنشر وأن تبين , فإن وصف الداء ثم الدواء من أعظم أسباب الشفاء والعافية.
فإن المريض متى عرف داءه وعرف دواءه فهو جدير بأن يبادر إلى أخذ الدواء ثم يضعه على الداء.
هذه طبيعة الإنسان العاقل الذي يحب الحياة ويحب الخلاص من الأمراض , يهمه أن يعرف الداء وأن يعرف الدواء.
ولكن بعض الناس قد يغلب عليه الداء ويستولي عليه حتى يرضى به ويستلذ وحتى يموت شعوره , فلا يبالي بمن يصف له الدواء لأن الداء صار سجية وطبيعة له يرتاح له ويقنع بالبقاء معه لانحراف مزاجه وضعف بصيرته وغلبة الهوى عليه وعلى عقله وقلبه وتصرفاته كما هو الواقع في أكثر الناس بالنسبة للأدواء الدينية وعلاجها.
فقد استلذ الأكثر وطاب له البقاء على أمراضه وسيئاته التي أضعفته وعطلت حركاته وجعلته لا يحس بالداء في الحقيقة ولا يحس بنتائجه ولا بما يترتب عليه في العاجل والآجل ولا ينشد الدواء ولا يحرص عليه ولو وصف له وبين له ولو كان قريبا منه ; لأنه لا يهم ذلك , وما ذاك إلا لاستحكام الداء وارتياح النفس له وخفاء ضرره عليه وعدم الهمة العالية لتحصيل المطالب العالية.
وقد بين العلماء وأصحاب الفكر النير وأرباب البصيرة النافذة والخبرة بأحوال الأمم في هذا العصر وقبله بعصور أسباب ضعف المسلمين وتأخرهم , كما بينوا وسائل العلاج الناجع ونتائجه وعاقبته إذا أحسن استعمال الدواء.
وترجع أسباب الضعف والتأخر وتسليط الأعداء إلى سبب نشأت عنه أسباب كثيرة وعامل واحد نشأت عنه عوامل كثيرة , وهذا السبب الواحد والعامل الواحد هو: الجهل; الجهل بالله وبدينه وبالعواقب التي استولت على الأكثرية , فصار العلم قليلا والجهل غالبا.
وعن هذا الجهل نشأت أسباب وعوامل منها حب الدنيا وكراهية الموت
ومنها إضاعة الصلوات واتباع الشهوات , ومنها عدم الإعداد للعدو والرضى بأخذ حاجاتهم من عدوهم وعدم الهمة العالية في إنتاج حاجاتهم من بلادهم وثرواتهم , ونشأ عن ذلك أيضا التفرق والاختلاف وعدم جمع الكلمة وعدم الاتحاد وعدم التعاون.
فعن هذه الأسباب الخطيرة وثمراتها وموجباتها حصل ما حصل من الضعف أمام العدو والتأخر في كل شيء إلا ما شاء الله والإقبال على الشهوات المحرمة والشغل بما يصد عن سبيل الله وعن الهدى وعدم الإعداد للعدو لا من جهة الصناعة ولا من جهة السلاح الكافي الذي يخيف العدو ويعين على قتاله وجهاده وأخذ الحق منه وعدم إعداد الأبدان للجهاد وعدم صرف الأموال فيما ينبغي لإعداد العدة للعدو والتحرز من شره والدفاع عن الدين والوطن.
ونشأ عن ذلك المرض الحرص على تحصيل الدنيا بكل وسيلة وعلى جمعها بكل سبب وأصبح كل إنسان لا يهمه إلا نفسه وما يتعلق ببلاده وإن ذهب في ذلك دينه أو أكثره.
هذا هو حال الأكثرية وهذا هو الغالب على الدول المنتسبة للإسلام اليوم، بل يصح أن نقول: إن هذا هو الواقع، إلا ما شاء الله جل وعلا، من بعض الإعداد وبعض التحرز على وجه ليس بالأكمل وليس بالمطلوب من كل الوجوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/469)
ويدل على أن أعظم الأسباب هو الجهل بالله وبدينه وبالحقائق التي يجب التمسك والأخذ بها - هو قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: صحيح البخاري العلم (71) ,صحيح مسلم الإمارة (1037) ,سنن ابن ماجه المقدمة (221) ,مسند أحمد بن حنبل (4/ 93) ,موطأ مالك الجامع (1667) ,سنن الدارمي المقدمة (226). من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين , مع آيات في المعنى وأحاديث كلها تدل على خبث الجهل وخبث عواقبه ونهايته وما يترتب عليه، بل القرآن الكريم مملوء بالتنديد بالجهل وأهله والتحذير منه
كما قال الله تعالى: سورة الأنعام الآية 111 وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ وقال سبحانه: سورة المائدة الآية 103 وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على ذم الجهل بالله والجهل بدينه والجهل بالعدو وبما يجب إعداده من الأهبة والاتحاد والتعاون، وعن الجهل نشأت هذه الأشياء التي سبقت من فرقة واختلاف وإقبال على الشهوات وإضاعة لما أوجب الله وعدم إيثار الآخرة وعدم الانتساب إليها بصدق بل لا يهم الأكثرية إلا هذه العاجلة كما جاء في الآية الكريمة من كتاب الله سورة القيامة الآية 20 كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ سورة القيامة الآية 21 وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ وكما في قوله جل وعلا سورة النازعات الآية 37 فَأَمَّا مَنْ طَغَى سورة النازعات الآية 38 وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا سورة النازعات الآية 39 فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى إلخ.
وعن الجهل أيضا نشأت هذه الكوارث وهذه العواقب الرديئة التي هي حب الدنيا وكراهية الموت والإقبال على الشهوات وإضاعة الواجبات والصلوات وإضاعة الإعداد للعدو من كل الوجوه إلا ما شاء الله من ذلك. ومن ذلك التفرق والاختلاف وعدم الاتحاد والتعاون إلى غير ذلك.
فقوله صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري العلم (71) ,صحيح مسلم الإمارة (1037) ,سنن ابن ماجه المقدمة (221) ,مسند أحمد بن حنبل (4/ 93) ,موطأ مالك الجامع (1667) ,سنن الدارمي المقدمة (226). من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين يدل على أن من علامات الخير والسعادة للفرد والشعب والدولة أن يتفقهوا في الدين , فإن الإقبال على التفقه في الدين والتعلم والتبصر بما يجب عليهم في العاجل والآجل من أوجب الواجبات , وفي ذلك علامة على أن الله أراد بهم خيرا.
ومن ذلك - مع إعداد للعدو - تأدية فرائض الله والانتهاء عن محارم
الله والوقوف عند حدود الله.
ومن ذلك أيضا أن يوجد في بلاد المسلمين من الصناعة والإعداد والقوة ما يستطيع كل فرد بكل وسيلة , حتى لا تكون حاجاته عند عدوه , وحتى يعلم عدوه ما لديه من الإعداد والاستعداد فيرهبه وينصفه ويعطيه حقوقه ويقف عند حده، وحتى يحصل إعداد الأبدان وعدم الرفاهية التي تضعف القوى والقلوب عن مفاتلة العدو وحتى تقوى على الجهاد.
والتفقه في الدين أيضا يعطي المعلومات الكافية عن الآخرة وعن الجنة ونعيمها وقصورها وما فيها من خير عظيم، وعن النار وعذابها وأنكالها وأنواع ما فيها من العذاب فيكسب القلوب نشاطا في طلب الآخرة وزهدا في الدنيا وإعدادا للأعداء وحرصا على الجهاد في سبيل الله والاستشهاد في سبيله سبحانه وتعالى.
كما أن التفقه في الدين يعطي الشعب والوالي النشاط الكامل في كل ما يحبه الله ويرضاه وفي البعد عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى، ويعطي القلوب الرغبة الكاملة في الاتحاد مع بقية المسلمين والتعاون معهم ضد العدو وفي إقامة أمر الله وتحكيم شريعته والوقوف عند حدوده , ويحصل بذلك أيضا التعاون على كل ما يجب لله ولعباده , فإن العلم النافع يدعو إلى العمل والتكاتف والتناصح والتعاون على الخير , ويعطيهم أيضا الحرص الكامل على أداء الفرائض والبعد عن المحارم والشوق إلى الآخرة وعدم كراهية الموت في سبيل الحق وفي الجهاد في سبيل الله وفي قتال العدو وأخذ الحقوق منه.
وبالعلم تكون النفوس والأموال رخيصة في جلب رضا الله وفي سبيل إعلاء كلمة الله وفي سبيل إنقاذ المسلمين من سيطرة عدوهم وتخليصهم مما أصابهم من أنواع البلاء وفي سبيل استنقاذ المستضعفين من أيدي أعدائهم وفي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/470)
سبيل حفظ كيان المسلمين وحوزتهم وأن لا تنتقص بلادهم وحقوقهم. فإذا كان الجهل فقدت هذه الأشياء وهذه الحقوق وهذه الخيرات وهذه المعلومات وهذا الإيثار وهذا الإرخاص للنفوس والأموال في سبيل الحق , وقد قال الشاعر:
ما يبلغ الأعداء من جاهل ... ما يبلغ الجاهل من نفسه
فالجهل داء عضال يميت القلوب والشعور ويضعف الأبدان والقوى ويجعل أهله أشبه بالأنعام لا يهمهم إلا شهوات الفروج والبطون، وما زاد على ذلك فهو تابع لذلك من شهوات المساكن والملابس. فالجاهل قد ضعف قلبه وضعف شعوره وقلت بصيرته , فليس وراء شهوته الحاضرة وحاجته العاجلة شيء يطمح إليه ويريد أن ينظر إليه. وقد جاء في الحديث الذي رواه أحمد وغيره بإسناد حسن عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سنن أبو داود الملاحم (4297) ,مسند أحمد بن حنبل (5/ 278). يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قيل: يا رسول الله أمن قلة بنا؟ قال: لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنزع المهابة من قلوب عدوكم منكم ويوضع في قلوبكم الوهن، قالوا: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت.
وهذا الوهن الذي ورد في الحديث إنما نشأ عن الجهل الذي صاروا به غثاء كغثاء السيل , ما عندهم بصيرة بما يجب عليهم بسبب هذا الجهل الذي صاروا به بهذه المثابة.
فقد سيطر الوهن عليهم واستقر في قلوبهم ولا يستطيعون الحراك إلى المقامات العالية والجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته ; لأن حبهم للدنيا وشهواتها من مآكل ومشارب وملابس ومساكن وغير ذلك أقعدهم عن طلب المعالي وعن الجهاد في سبيل الله فيخشون أن تفوتهم هذه الأشياء.
وكذلك أوجب لهم البخل حتى لا تصرف الأموال إلا في هذه الشهوات , وأفقدهم هذا الجهل القيادة الصالحة المؤثرة العظيمة التي لا يهمها إلا إعلاء كلمة الله والجهاد في سبيل الله وسيادة المسلمين وحفظ كيانهم من عدوهم وإعداد العدة بكل طريق وبكل وسيلة لحفظ دين المسلمين وصيانته وإعلائه وحفظ بلاد المسلمين ونفوسهم وذرياتهم عن عدوهم.
فالجهل أضراره عظيمة وعواقبه وخيمة ومن ذلك ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم من ذل المسلمين أمام عدوهم ووصفهم بأنهم غثاء كغثاء السيل، وأن أسباب ذلك نزع المهابة من قلوب أعدائهم منهم ; أي: أن أعداءهم لا يهابونهم ولا يقدرونهم لما عرفوا من جهلهم وتكالبهم على الدنيا والركون إليها.
فالعدو إنما يعظم القوة والنشاط والهمة العالية والتضحية العظيمة في سبيل مبدئه. فإذا رأى العدو أن هذا الخصم المقابل له ليس له هذه الهمة، وإنما هو يهتم لشهواته وحظه العاجل أعطاه من ذلك حتى يوهن قوته أمامه ويصرفه عن التفكير في قتاله لانشغاله بحب الدنيا والانكباب على الشهوات.
فالوهن أصاب القلوب إلا ما شاء الله، واستحكم عليها إلا من رحم ربك، وما أقلهم , فهم في الغالب قد ضعفوا أمام عدوهم ونزعت المهابة من قلوب أعدائهم منهم وصار أعداؤهم لا يهتمون بهم ولا يبالون بهم ولا ينصفونهم؛ لأنهم عرفوا حالهم وعرفوا أنهم لا قوة ولا غيرة عندهم ولا صبر لهم على القتال ولا قوة أيضا تعينهم على القتال ولم يعدوا لهذا المقام عدته , فلذلك احتقرهم العدو ولم يبال بشأنهم وعاملهم معاملة السيد للمسود والرئيس للمرءوس وهم سادرون في حب الدنيا والبعد عن أسباب الموت إلا من رحم ربك حريصون على تحصيل الشهوات المطلوبة بكل وسيلة , حذرون من الموت حريصون على العلاج والدواء عن كل صغيرة وكبيرة من الأدواء خوف الموت
وحريصون أيضا ألا يتعاطوا أمرا يسبب الموت والانقطاع عن هذه الشهوات.
ومن أراد الآخرة وأراد إعلاء كلمة الله والجهاد في سبيل الله لا تكون حاله هكذا , وفيما جرى لسلفنا الصالح في عهد نبينا عليه الصلاة والسلام وعهد صحابته المرضيين ومن سار على طريقهم بعد ذلك فيما فعلوا من الجهاد وفيما أعدوا من العدة وفيما صبروا عليه من التعب والأذى قدوة لنا وذكرى لنا لإعلاء كلمة الله والجهاد في سبيله وإنقاذ بلادنا وقومنا من أيدي أعدائنا صبرا وتحملا وجهادا وإيثارا للآخرة وبذلا للمال والنفس للجهاد في سبيل الله عز وجل، وتدربا على الجهاد والقتال وحرصا على الخشونة والصبر والتحمل، وذكرا للآخرة دائما وعناية بكل ما يعين على جهاد الأعداء وصبرا على ذلك وتعاونا وجمعا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/471)
للكلمة واتحادا للصف حتى يحصل المراد من إعلاء كلمة الله وإنقاذ المسلمن من كيد عدوهم.
وإذا علمنا الداء وهو بين وواضح، وهو كما علمنا غلبة الجهل وعدم التعلم والتفقه في الدين والإعراض عن العلم الشرعي ورضا بالعلوم الدنيوية التي تؤهل للوظائف فقط غير العلوم التي توجب الاستغناء عن الأعداء والقيام بأمر الله والبعد عن مساخطه سبحانه , وإنما هي علوم قاصرة ضعيفة قصاراها أن تؤهل لعمل عاجل دنيوي في بلاد الفرد ودولته - إذا علم ذلك فإن الواجب علاجه بالعلم الشرعي , إذ قل من يعنى بالعلم النافع الذي جاء به المصطفى عليه الصلاة والسلام وقل من يعنى بالإعداد للأعداء حتى يتمكن ذلك الشعب وتلك الدولة من إيجاد ما يغني عن الأعداء.
فالداء واضح وبين وهو مكون من عدة أدواء نشأت عن الجهل والإعراض والغفلة حتى صار الموت مرهوبا والدنيا مؤثرة ومرغوب فيها وحتى صار الجهاد شبحا مخيفا لا يقبله إلا القليل من الناس وصار الهدف ليس لإعلاء كلمة الله بل إما لقومية وإما لوطنية وإما لأشياء أخرى غير إعلاء كلمة الله
وإظهار دينه والقضاء على ما خالف ذلك. فالإعداد ضعيف أو معدوم والأهداف منحرفة إلا ما شاء الله. فطريق النجاح وطريق التقدم ضد الأعداء وعدم الضعف أمامهم وطريق الفلاح والنجاح والحصول على المقامات العالية والمطالب الرفيعة والنصر على الأعداء - طريق كل ذلك هو في الاقبال على العلم النافع والتفقه في الدين وإيثار مرضاة الله على مساخطه والعناية بما أوجب الله وترك ما حرم الله والتوبة إلى الله مما وقع من سالف الذنوب ومن التقصير توبة صادقة والتعاون الكامل بين الدولة والشعب على ما يجب من طاعة الله ورسوله والكف عن محارم الله عز وجل وعلى ما يجب أيضا من إعداد العدة كما قال الله سبحانه وتعالى سورة الأنفال الآية {60} {{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}} إلخ.
فلا بد من إعداد العدة البدنية والمادية وسائر أنواع العدة من جميع الوجوه حتى نستغني بما أعطانا الله سبحانه عما عند أعدائنا فإن قتال أعدائنا بما في أيديهم من الصعب جدا الحصول عليه , فإذا منع العدو عنك السلاح فبأي شيء تقاتل؟ مع ضعف البصيرة وقلة العلم.(112/472)
ـ جامع المصنفات التي رجع عنها أصحابها.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:10 م]ـ
ـ جامع المصنفات التي رجع عنها أصحابها.
هل من بحوث في هذا الباب بارك الله فيكم.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:39 م]ـ
اذكر ان الامام عبد الحق الصقلي ندم على تاليف كتابه النكت على المدونة
ربما هذا ما تقصد
وايضا يمكن ادراج ابن رشد الحفيد في بعض مصنفاته الفلسفية
والله اعلم(112/473)
ما الحكم في الجلوس عى الكرسي في المسجد؟
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 05:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأفاضل
استفتى والدي أحد المشايخ الأفاضل الكبار
عن حكم جلوس الرجل الصحيح في المسجد على الكرسي ينتظر إقامة الصلاة
أو يستمع لمحاضرة أو خطبة الجمعة
فأجاب فضيلته بالجواز
وهذه نص الفتوى:
"نعم يجوز، فقد جلس النبي صلى الله عليه وسلم على كرسي ليشرح للرجل الذي دخل وهو يخطب عن الإسلام. والله أعلم."
وقد سُرَّ والدي بالفتوى لما فيها من الراحة ..
ولكن في صدره شيء حول هذه الفتوى لعدة أمور:
الأول: ألا ينقص هذا الفعل من الأجر؟ لقول النبي صلى الله عليه وسلم بما معناه أن الذي ينتظر الصلاة فهو في صلاة,
فالجالس ينتظر الصلاة وهو صحيح .. وأجر المصلي الصحيح جالساً بنصف الأجر ..
الثاني: أرأيت لو كل مصلي دخل المسجد و أخذ كرسي وجلس ,, ألا يكون شكل المسجد ككنيسة أو قاعة اجتماعات؟
الثالث: جلوس النبي صلى الله عليه وسلم على الكرسي .. كان عادة له أم صدفة .. أم مرة وانتهت؟
الرابع: النبي صلى الله عليه وسلم معلم وليس مستمع.
الخامس: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الإحتباء يوم الجمعة لأنه دلالة على الكسل فكيف بالجلوس على الكرسي؟
السادس: تخيل معي تفاخر الناس بنوعية ورفاهية الكرسي .. مما يؤدي لحجز الأماكن في المسجد والتشويش بحركة الكرسي للإفساح للغير.
أرجو منكم مناقشة الأمر وإعطائنا وجهة نظركم لنكون من المهتدين وعلى سنة سيد المرسلن
مشكورين مأجورين.(112/474)
باب ما جاء في: (الدوريات).
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:36 ص]ـ
المشايخ الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
كنت أتأمل في ... أحوالنا ... في مجالسنا ... في حواراتنا ... في اجتماعاتنا ...
فوجدت أن أوقاتا كثيرة تهدر ... وساعات طويلة تضيع ... وأياما عديدة تهمل ...
والسبب - فيما أحسب - أن بعضنا يظن أنه على الجادة ... وأن ما يقوم به من أعمال ... أو فقل - إن شئت - أقوال ...
هو من أهم مصالح المسلمين ... ومن السعي في حاجاتهم.
إن كان ذاك ... فالحمد لله ... وإن لم يكن ... فليراجع كل منا نفسه.
أعود فأقول:
تأملت في أوقاتنا ... فوجدت كثيرة منها ضائع فيما يسمى بالدوريات ... وتائه فيما يسمى اجتماعات.
مثل*:
دورية الحارة.
دورية جماعة المسجد.
دورية زملاء العمل.
دورية زملاء الجامعة.
دورية زملاء الثانوية.
دورية أولاد العم (الأعمام).
دورية أولاد الخال (الأخوال).
دورية العائلة.
دورية شباب الحلقة.
دورية شباب الأسرة.
دورية يومية ... ودورية سبوعية ... ودورية شهرية ... ودورية كل ثلاثة أشهر ... ودورية نصف سنوية ...
دورية أول أحد من كل شهر ... ودورية ثاني اثنين من كل شهر ... ودورية ثالث ثلاثاء من كل شهر ... ودورية رابع أربعاء من كل شهر.
دورية أول أربعاء بعد الراتب:).
ومن أغرب الدوريات الأسبوعية ... دورية صباح كل جمعة!! ... :).
لن أطيل - وإن كنت أطلت - أقول:
ليراجع كل منا نفسه ...
- ما الفائدة من هذه الدوريات؟!.
- هل يمكن تركيز الجهود ... بدلا من تشتتها ... أو تشتيتها؟.
- هل يمكن تقليلها؟!.
- هل يمكن الاكتفاء بأهم لقائين أو ثلاثة؟!.
- لماذا لا يتم بحث آلية هذه الدوريات وكيفية الاستفادة منها؟.
- هل يمكن تقليل وقت هذه الدوريات ... بحيث يكون لها وقت ابتداء، ووقت انتهاء؟.
- هل يمكن أن يكون لهذه الدوريات ورقة عمل ... يتم السير وفق بنودها؟.
- هل يجب عليك أن تحضر في كل جلسة ... أو يجوز لك حضور بعضها والاعتذار عن بعض؟.
- هل ما يدور في هذه الدوريات حوارات جادة ... يستفاد منها ... أم أنها جلسات فارغة لايفاد منها؟.
أخيرا /
- هل التزامنا في حضور الدروس العلمية ... مثل التزامنا في حضور هذه الدوريات؟.
- هل التزامنا في برامجنا اليومية الخاصة الجادة (قراءة، اطلاع، بحث ... إلخ) ... مثل التزامنا في حضور مثل هذه الدوريات؟!.
أرجو ذلك.
---
(*) جميع الأمثلة التي ذُكرت هي أمثلة واقعية وقفت عليها.
.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 06 - 09, 03:42 م]ـ
من أعجب الدوريات:
دورية أحد الإخوة ... مع خمسة من زملائه ..
وهي دورية يومية في استراحة ...
تبدأ من منتصف العصر أو قبيل المغرب ... إلى الساعة الـ (11) مساءً ... عدا ليلة الخميس وليلة الجمعة ... فتمتد إلى ما قبل الفجر.
يوميا!!.
ولديه زوجة وطفلين!!.
برنامجه إلى الساعة الثانية ظهرا في العمل ... ثم الغداء، ثم النوم، ثم مجالسة الأسرة، ثم الذهاب إلى الاستراحة حسب الوقت المحدد.
البرنامج ليس إلزاميا ... لكنه رجل محافظ ... يحترم الجدول اليومي؟!!.
وقد يعتذر في أحد أيام الأسبوع ... لكنه يحرص على أن لا يعتذر!!.
أسأل الله أن يعين أسرته.
لفتة /
البرنامج هواء في خواء ... فليس فيه ولا منه ولا عنه ... أي فائدة تذكر.
لكنها ... سعة الصدر.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 03:47 م]ـ
لماذا لا ينظر في جهة الاستفادة من هذه الدوريات لأنها حادثة لا محالة سواء ذهبنا إليها أم لا؟!
ويكون النظر في كيفية توجيه هذه الدوريات أثناء الأحاديث فيما ينفع؟!
نسأل الله عز وجل لنا ولكم العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة
محبكم
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 04:08 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 07 - 09, 10:54 م]ـ
لماذا لا ينظر في جهة الاستفادة من هذه الدوريات لأنها حادثة لا محالة سواء ذهبنا إليها أم لا؟!
ويكون النظر في كيفية توجيه هذه الدوريات أثناء الأحاديث فيما ينفع؟!
أهلا وسهلا بالأخ المبارك / أبي الحسن.
أختصرُ المطلوب ... فأقول:
- لا بد ... من مراجعة النفس ... ومدى الإفادة والاستفادة ... من هذه الدوريات.
- هل لكثرة الدوريات ... وتعددها ... فائدة ... تفوق أو تساوي استغلال المسلم لوقته في غيرها؟.
- هل الوقت الذي يقُضى في هذه الدوريات لابد من إتمامه ... أم يجوز أن ينصرف المرء بعد أن يفيد أو يستفيد ... ثم ينصرف؟ ...
أي أن يكون الوقت الذي يقضيه في هذه الدورية وقتا محددا ... ساعة أو ساعتين ... ونحو ذلك ... ثم ينصرف؟.
---
وعلى كلٍ ... هي: وجهة نظر.
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 11:46 م]ـ
أخي الحبيب (المسيطير) بارك الله فيك ...
ومن العجايب أن بعضهم يشدد على نفسه ويحضر مثلا بعد صلاة العشاء أكثر من دورية!!!
ولكن أقول ينبغي علينا أن نقلل من هذه الدوريات.
والرجل المستقيم يحرص على وقته ...
وعندي وجهة نظر (أن الموفق هو الذي ترك الدوريات وهمها)
وتنبيه جيد من أخي الحبيب (المسيطير)
(- هل التزامنا في برامجنا اليومية الخاصة الجادة (قراءة، اطلاع، بحث ... إلخ) ... مثل التزامنا في حضور مثل هذه الدوريات؟!.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/475)
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 07 - 09, 10:44 م]ـ
بارك الله فيك يا أباعبدالمجيد ... وزادك من واسع فضله.
بعضنا أو كثير منا ... مشغول ... لكن من غير شغل!!.
.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[12 - 07 - 09, 02:22 ص]ـ
بارك الله فيك يا أباعبدالمجيد ... وزادك من واسع فضله.
بعضنا أو كثير منا ... مشغول ... لكن من غير شغل!!.
.
كأنك تقصدني .. ((ابتسامة)) ..
لاتنسى القَطّة شيخنا سامي والشاي والقهوة .. ((ابتسامة)) ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 08 - 09, 10:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب / الوضاح.
---
بعد أن يصل الرجل إلى مرحلة معينة من العمر ... ويبدأ بمراجعة حساباته، وأوراقه، وتنظيمها!! ...
يتحسر كثيرا كثيرا على ما مضى من أوقات دون أن يستغلها ... أو يستفيد منها.
ويردد كثيرا: سبحان الله!! ... كيف كنت أفرط في تلك الأوقات دون أن أشعر؟!.
وقد يردد دون أن يشعر:
ستعلمُ إذا انجلى الغبارُ ... أفرسٌ تحتك أم حمارُ؟!
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[13 - 08 - 09, 12:40 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا المسيطير
أشكل علىّ فى البداية كلمة دوريات حتى قرأت كلمة اجتماعات
أعتقد أن أكثر الأوقات التى تضيع من طالب العلم (فلا نعتبر وقت العمل هو وقت ضائع لان هذاالعمل يعينه على طلب العلم) هى هذه الاجتماعات واللقاءات-وهذا حالى- وأعتقد أنه لا يعذر طالب العلم فيه لأنه يجب أن يعلم أن طلب العلم أهم من هذه اللقاءات خاصة أن كثيرا منها لا طائل من ورائها إلا ما كان صلة رحم ونحوه ويكون فى أضيق الحدود.
ولنا فى السلف قدوة فى حرصهم على الأوقات.
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[13 - 08 - 09, 06:47 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سامي ...
همسة / وحشتنا ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 09 - 09, 08:32 م]ـ
همسة / وحشتنا ...
الشيخ الكريم ابن الكرام / أنس الرشيد
بارك الله فيك، وأسعدك ومن تحب ... في الدارين.
وأنتم كذلك ... زادكم الله من فضله.
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[24 - 09 - 09, 10:35 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[مصطفى سمير]ــــــــ[24 - 09 - 09, 01:10 م]ـ
جزاكَ الله خيراً.
وأذكر أن الشيخ أحمد النقيب -حفظه الله- كثيراً ما يوصي الحريص على وقته بأن يجعل المواعيد قليلة الفائدة أو المعدومة ولكن لابد منها بأن تكون متعلقة بصلاة
بمعنى: أن يجعل المعاد قبيل موعد الصلاة بنصف ساعة مثلاً, بحيث أن يؤذن المؤذن ; وحينها تكن فرصة لفض المجلس.
ـ[الأبهيشي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 02:41 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ سامي
ذكر لي بعض الأقارب , أن له 8 "دواير" في الأسبوع!!
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 04 - 10, 09:05 م]ـ
جزاكَ الله خيراً.
وأذكر أن الشيخ أحمد النقيب -حفظه الله- كثيراً ما يوصي الحريص على وقته بأن يجعل المواعيد قليلة الفائدة أو المعدومة ولكن لابد منها بأن تكون متعلقة بصلاة
بمعنى: أن يجعل المعاد قبيل موعد الصلاة بنصف ساعة مثلاً, بحيث أن يؤذن المؤذن ; وحينها تكن فرصة لفض المجلس.
بارك الله فيك وفي الشيخ .. فكرة طيبة مناسبة .. للضيف والمضيف.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 07 - 10, 05:38 م]ـ
ذكر الشيخ الدكتور / عبدالعزيز السدحان وفقه الله تعالى في كتابه: (معالم في طريق طلب العلم) ص37 .. الأوقات المهدرة عند بعض طلبة العلم .. وذكر أولها (الزيارات) فقال:
الأمر الأول: الزيارات:
الناس فيها بين إفراط وتفريط، فالزيارات والاجتماعات بيننا رابطة طيبة، وتقوي أواصر المحبة والأخوة، وتزيد العبد إيمانًا بربه كلما اقترب من إخوانه؛ لكن إن كانت تلك المجالس عارية من الفائدة العلمية ومن التناصح، فإنَّ تركها في غالب الأحيان قد يكون هو الواجب علينا.
فمن الناس من لاتراه إن شئا صباحا ومساءً إلا عند فلان وفلان، بل ربما لو حُلف أنه ما يمر عليه يوم إلا وينتقل بين اثنين أو ثلاثة من الإخوة لما حنث الحالف في يمينه تلك، وأحسب أن بعضنا يسمع عن أناس يجتمعون في كل يوم مرة أو مرتين، يتزاورون صباح مساء، وهذه الزيارات جزء من حياتهم.
يقال لهؤلاء:
لو أننا أخذنا بأقل القليل وقلنا: هذه الزيارة ربما تكون مدتها ساعة واحدة، فإذا كنتم تجتمعون كل يوم مرة أو مرتين، فقل: في كل أسبوع سبع ساعات على الأقل، فلو أنكم أخذتم نصفها وجعلتموه في قراءة لحصلتم شيئا كثيرا، ولشكرتم الله على ذلك كثيرا.
إنَّ بعض الأحبة يناقض نفسه بنفسه، فتراه مدمنًا على كثرة الخروج من منزله، فإذا سمعت أسئلته عجبت منه، فعنده من الكتب الشيء الكثير، فإذا سمعت سؤاله، علمت أنَّه لم يُزكِّ تلك الكتب؛ بل ربما لا يعرف أسماء مؤلفيها، ولا شك أنَّ تلك الزيارات التي ذهبت أدراج الرياح هي سبب مهم في هذا الجهل، إلاَّ من رحم الله.
ولابن القيم رحمه الله كلام قيّم عن مجالس الإخوان في كتابه القيم (الفوائد)، قال رحمه الله تعالى:
" الاجتماع بالإخوان قسمان:
أحدهما: اجتماع مؤانسة الطبع وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنَّه يفسد القلب ويضيع الوقت.
الثاني: الاجتماع بهم للتعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر، فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها.
ولكن فيه ثلاث آفات:
1 - تزيّن بعضهم لبعض.
2 - والكلام والخلطة أكثر من الحاجة.
3 - وأن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود ". أ. هـ. (الفوائد ص51).
وأنت ترى مصداق هذا الكلام إذا لاحظت كثرة المجالس التي يجلسها بعض الأحبة مع إخوانهم، ووالله إن بعضنا إذا دخل في مجلس وخرج ثم قَدّر الوقت الذي جلس؛ لوجده ما يقرب من ساعة إلى ساعتين وقد تزيد، بل إن بعض المجالس قد يطول فيجلسون إلى ساعة متأخرة من الليل، فلو أنك في هذه الساعات الأربع تقرأ قراءة متأنية، لخرجت منها بفائدة عظيمة، وتعض أصابع الندم على أنك ضيعت ساعات وأيام مضت من عمرك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/476)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 10 - 10, 01:17 ص]ـ
يقول أحد إخواننا في الكويت بأنه قابل رجلا .. فأخبره أنه ملتزم بحضور (21) ديوانية في الأسبوع!!.
والديوانية - فيما يبدو - اجتماعات دورية في مجالس معينة معروفة.
ـ[أَبو أُسَامَةَ النَّجْدِي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 02:52 ص]ـ
أخي المسيطير ..
واقع الكثير منا وخاصة من يعد من أهل الاستقامة واقع مرير .. دوريات .. مشاريع تجارية .. رحلات برية .. سفريات .. .. والقائمة تطول، والنتيجة: جهل مطبق، والتزام أجوف، وترك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
ماذا لو استغلت هذه الدوريات في طلب العلم والاجتماع على ترقيق القلوب واصلاحها بدلا من إفسادها وتضييع الأوقات فيما لا ينفع؟!
أحد الإخوة حضر دورية وقال: ليتني لم أحضر!
أحضر معه كتابا ليفيد ويستفيد .. ولما شرع في القراءة رأى القوم يتبادلون الابتسامات!! فأنهى صاحبنا قراءته وهجر ذلك المجلس!
والبعض عند مجالس الذكر يظهر التململ ويجول ببصره هنا وهناك، ويعبث بهاتفه! نعوذ بالله من قسوة القلب ..
شكر الله لك أخي الحبيب وبارك فيك وفي كتاباتك ..(112/477)
طلب مساعدة في إعداد بحث
ـ[أبو محمد سيلاني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 04:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد،
فأنا اليوم آتيكم بطلب لمساعدة طالب علم على إعداد بحثه العلمي، حيث إنه اختار عنوان" الرد على شبهات المستشرقين حول السنة النبوية "، و خلال إعدداده لفهرس موضوع البحث يواجه بعض الصعوبات في جمع معلومات كافية عن نقطتين من العناوين الرئيسية وهما " إيجابيات فكرة الاستشراق لصالح الإسلام وأهله " و " سلبيات هذه الفكرة و آثارها السيئة على العالم الإسلامي ".
فالرجاء من الإخوة الأفاضل مساعدة هذا الطالب بتزويده بمعلومات حول هذه النقاط تعينه على إعداده بحثه، و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. و إليكم مني أوفر شكر و أطيب تحية.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:50 م]ـ
لعلك تنتفع بهذه الكتب
ـ[أبو محمد سيلاني]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:38 م]ـ
جزاك الله خيرا وأجزل الأجر(112/478)
هل يلزم من كون راس المال حراما ان تكون كل المرابح التي تجنى حراما؟؟؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:03 م]ـ
هل يلزم من كون راس المال حراما ان تكون كل المرابح التي تجنى حراما؟؟؟
شخص حصل على جائزة من البنك بطريقة التوفير الحرام واخذ يتاجر في هذا المال الحرام بتجارة مقبولة ليس فيها حرام فهل تعتبر ارباحه من الحلال او الحرام
وما موقف اولاده من هذا المال بناء على الحكم على الاموال التي جناها بطريقة حلال من رأس مال حرا م؟؟؟
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[30 - 06 - 09, 11:05 ص]ـ
لقاءات الباب المفتوح - للشيخ ابن عثيمين (رقم 151)
السؤال: هناك رجل يريد أن يتدين من بنك ربوي بشرط دون زيادة؟
________________________________________
الجواب: يعني يستقرض منه.
السائل: نعم، فما حكمه؟
الشيخ: لا بأس، يجوز للإنسان أن يستقرض من البنك الربوي بدون ربا، ويجوز أن يشتري منه سلعة إذا كان عنده سلع يبيعها، ويجوز أن يبيع عليه أيضاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم عامل اليهود واشترى منهم، وقبل هديتهم، وأجاب دعوتهم وأكل، مع أن المعروف أن اليهود كانوا يتعاملون بالربا ويأكلون السحت.
والقاعدة عندي: أن ما حرم لكسبه فهو حرام على الكاسب فقط أما على غيره فإنه حلال إذا أخذ بطريق حلال، ما حرم لكسبه فهو حرام على من؟
السائل: على الكاسب.
الشيخ: فإذا أخذ من هذا الكاسب بطريق حلال فليس بحرام، أما ما حرم لعينه كشيء مغصوب تعرف أن هذا الشيء مغصوب أو مسروق فإنه لا يحل لك أن تقبله ولا تشتريه، وكذلك ما حرم لعينه على سبيل العموم كالخمر والدخان وما أشبه ذلك فلا يجوز أن تقبله ولا تشتريه.
إذاً: الجواب على سؤالك ماذا كان؟
السائل: يجوز. الشيخ: يجوز أن يستقرض من البنك بدون ربا.
فتاوى إسلامية - (3/ 244)
حكم الزواج من مال الأب المرابي
س - الحمد لله، فقد رزقني الهداية ومقبل على الزواج إن شاء الله في الوقت الحالي، والمشكلة أن والدي - هداه الله - يتعامل بالربا، وسوف يساعدني مادياً في أمر هذا الزواج. وإنني الآن في حيرة فأنا لا أمتلك قيمة المهر، وفي ذاته فإنني أخشى قبول مساعدة والدي من ماله الحرام، وهذا معناه أني سوف أظل دون شريكة حياة لسنوات قادمة، فماذا أفعل؟
ج- أحب أن أعطي الأخ السائل والقراء قاعدة مفيدة، وهي ما حُرمِّ لكسبه فهو حرام على الكاسب فقط، وأما ما حرم لعينه فهو حرام على الكاسب وغيره.
مثال على ذلك لو أن أحداً أخذ مال شخص بعينه وأراد أن يعطيه آخر لبيع أو هبة قلنا هذا حرام لأن هذا المال محرم بعينه.
أما الكسب الذي يكون محرما كالكسب عن طريق الربا أو عن طريق الغش - أو ما أثبته ذلك - فهذا حرام على الكاسب وليس حرام على من أخذه بحق ودليل هذا أن النبي، عليه الصلاة والسلام، كان يقبل من اليهود ويجيب دعوتهم ويأكل من طعامهم ويشتري منهم، ومعلوم أن اليهود يتعاملون بالربا كما ذكر الله عنهم في القرآن.
وبناء على هذه القاعدة أقول لهذا السائل خذ جميع ما تحتاجه للزواج من مال أبيك فهو حلال لك وليس حرام، وإنما الإثم على أبيك واسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يمنِّ عليه بالهداية والتوبة والإقلاع عن الربا، وليعلم والدك أن الله - قال في كتابه الكريم " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ".
فماذا يتصورون معنى تلك الآية؟ يقول المفسرون عن معناها إن هؤلاء الذين يأكلون الربا إذا بعثوا يوم القيامة يقومون كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس أي من الجنون، وهذا أبلغ في العقوبة التي تخزيهم يوم القيامة أمام الناس.
وقال بعض العلماء المتأخرين إن معنى الآية أن الذين يأكلون الربا يمارسون هذه المعاملة كممارسة المجنون بحيث تذهب بعقولهم وأفكارهم وأبدانهم وينشغلون بها عن كل شيء، والآية إذا كانت تحتمل هذا المعنى فإن هذا المعنى لدينا هو المعنى الأول، الذي اتفق عليه جمهور العلماء والمفسرون، وأنهم معاقبون في الدنيا بهذا الجشع والشح ويعاملون في الآخرة بتلك العقوبة.
الشيخ ابن عثيمين
* * *(112/479)
هل العتيرة من السنن المهجورة؟
ـ[أم سفيان]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جائتنى هذه الرسالة من موقع بلغوا وهو موقع
يرسل احاديث عبر البريد الالكترون
عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةٌ وَعَتِيرَةٌ هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ، هِيَ الَّتِي تُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ". أخرجه البيهقي (9/ 260، رقم 18789). وأخرجه أيضًا: أحمد (4/ 215، رقم 17920)، وأبو داود (3/ 93، رقم 2788) والترمذي (4/ 99، رقم 1518) والنسائي (7/ 167، رقم 4224) وابن ماجه (2/ 1045، رقم 3125). وصححه الألباني (صحيح سنن الترمذي، رقم 1518). قال فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله معلقاً على هذا الحديث: .. و العتيرة: الذبيحة في رجب, و هذه الذبيحة قال أهل العلم منسوخة و الرّاجح أنّ نسخ الوجوب فقط و ليس نسخ الأصل, فمن السّنة أنّ كلّ أهل بيت يذبحون ذبيحة في رجب, و هذه سُنّة مهجورة. من السّنة ذبْح ذبيحة في رجب ...
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 06 - 09, 12:40 م]ـ
العتيرة وحكمها
ما هي العتيرة؟ وما حكمها؟.
الحمد لله
العتيرة هي ذبيحة كان يذبحها أهل الجاهلية في شهر رجب , وجعلوا ذلك سنة فيما بينهم كذبح الأضحية في عيد الأضحى.
وأما حكمها , فقد اختلف العلماء في حكمها , وسبب اختلافهم: اختلاف الأحاديث الواردة فيها , فمنها ما أمر بها ورخص فيها , ومنها ما نهى عنها.
والصحيح من أقوالهم - كما سيأتي – أن أحاديث الأمر بها والترخيص في فعلها كانت في أول الأمر , ثم نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد اختلف العلماء في حكمها على عدة أقوال:
القول الأول: أنها سنة مستحبة , وهذا قول الإمام الشافعي رحمه الله , واستدل على ذلك بعدة أدلة , منها:
1 - ما رواه الإمام أحمد (6674) والنسائي (4225) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن َالْعَتِيرَةُ فقَالَ: (الْعَتِيرَةُ حَقٌّ) حسنه الألباني في صحيح الجامع (4122).
2 - ما رواه الإمام أحمد وأبو داود (2788) والترمذي (1518) عن مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَى كُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ فِي كُلِّ عَامٍ أُضْحِيَّةٌ وَعَتِيرَةٌ. هَلْ تَدْرُونَ مَا الْعَتِيرَةُ؟ هِيَ الَّتِي تُسَمُّونَهَا الرَّجَبِيَّةَ) حسنه الألباني في صحيح أبي داود.
3 - ما رواه النسائي (4226) عن الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلاً مِنْ النَّاسِ قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْعَتَائِرُ؟ قَالَ: (مَنْ شَاءَ عَتَرَ، وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَعْتِرْ) ضعفه الألباني في ضعيف النسائي.
انظر: "المجموع" (8/ 446,445).
القول الثاني:
أنها لا تستحب ولا تكره , وقال بهذا القول بعض الشافعية , كما حكاه النووى عنهم في "المجموع" (8/ 445).
القول الثالث:
أنها مكروهة، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها , وقال بعضهم: هي حرام باطلة.
وقالوا: أحاديث الترخيص فيها والأمر بها كانت في أول الأمر , ثم نسخت بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها.
نقل النووي في "شرح مسلم" (13/ 137) عن القاضي عياض قوله: " إن الأمر بالعتيرة منسوخ عند جماهير العلماء ".
واستدلوا على تحرمها بـ:
1 - ما واه البخاري (5474) ومسلم (1976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لا فَرَعَ وَلا عَتِيرَةَ).
والفرع هو أول ولدٍ للناقة كانوا يذبحونه لأصنامهم.
2 - أن العتيرة من شأن أهل الجاهلية , ولا يجوز التشبه بهم في عباداتهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أبو داود (4031) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1269).
وقال ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر بعض الأحاديث الدالة على مشروعية العتيرة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/480)
" وَقَالَ اِبْن الْمُنْذِر – بعد أن ذكر بعض الأحاديث في العتيرة – قال: وَقَدْ كَانَتْ الْعَرَب تَفْعَل ذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّة، وَفَعَلَهُ بَعْض أَهْل الإِسْلام , فَأَمَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمَا ثُمَّ نَهَى عَنْهُمَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (لا فَرَع وَلا عَتِيرَة) فَانْتَهَى النَّاس عَنْهُمَا لِنَهْيِهِ إِيَّاهُمْ عَنْهُمَا , وَمَعْلُوم أَنَّ النَّهْي لا يَكُون إِلا عَنْ شَيْء قَدْ كَانَ يُفْعَل , وَلا نَعْلَم أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَهْل الْعِلْم يَقُول: إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ نَهَاهُمْ عَنْهُمَا ثُمَّ أَذِنَ فِيهِمَا , وَالدَّلِيل عَلَى أَنَّ الْفِعْل كَانَ قَبْل النَّهْي قَوْله فِي حَدِيث نُبَيْشَة: (إِنَّا كُنَّا نَعْتِر عَتِيرَة فِي الْجَاهِلِيَّة , وَإِنَّا كُنَّا نُفْرِع فَرَعًا فِي الْجَاهِلِيَّة) وَفِي إِجْمَاع عَوَامّ عُلَمَاء الأَمْصَار عَلَى عَدَم اِسْتِعْمَالهمْ ذَلِكَ وُقُوف عَنْ الأَمْر بِهِمَا , مَعَ ثُبُوت النَّهْي عَنْ ذَلِكَ بَيَان لِمَا قُلْنَا " انتهى.
وجزم الشيخ محمد ابن إبراهيم رحمه الله في "فتاويه" (6/ 165) بتحريم العتيرة، وقال:
" قوله صلى الله عليه وسلم: (لا فرع ولا عتيرة) فيما أفهم الآن أنه أقرب إلى التحريم.
والنفي يفيد البطلان كقوله صلى الله عليه وسلم: (لا عدوى ولا طيرة)، أفلا يكون: (لا فرع ولا عتيرة) إبطال لذلك؟!
هذا مع دلالة: (من تشبه بقوم فهو منهم) فمنع من مشابهة الجاهلية.
ثم هذا من باب العبادات، والعبادات توقيفية، فلو لم ينفها صلى الله عليه وسلم كانت منتفية، فإن أمور الجاهلية كلها منتفية لا يحتاج إلى أن ينصص على كل واحد منها.
وقد صرح بعض العلماء بالكراهة. والذي نفهم أنه حرام. وهذا بالنسبة إلى تخصيصهم ذبح أول ولد تلده الناقة، والذبح في العشر الأول من رجب. أما إن كان ما يفعله الجاهلية لآلهتهم فهو شرك " انتهى بتصرف.
وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (7/ 325):
" قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لا فَرَعَ ولا عتيرة)، وفي رواية: (لا فَرَعَ ولا عتيرة في الإسلام)، تخصيص ذلك في الإسلام يوحي بأنها من خصال الجاهلية، ولهذا كره بعض العلماء العتيرة، بخلاف الفرعة لورود السنة بها، وأما العتيرة فجديرة بأن تكون مكروهة - يعني الذبيحة في أول رجب - لاسيما وأنه إذا ذبحت في أول رجب، وقيل للناس إن هذا لا بأس به، فإن النفوس ميالة إلى مثل هذه الأفعال، فربما يكون شهر رجب كشهر الأضحية، ذي الحجة، ويتكاثر الناس على ذلك، ويبقى مظهراً ومشعراً من مشاعر المناسك، وهذا لا شك أنه محظور.
فالذي يترجح عندي: أن الفرعة لا بأس بها، لورود السنة بها، وأما العتيرة فإن أقل أحوالها الكراهية " انتهى.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/60013/ العتيرة
ـ[أم سفيان]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:18 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[30 - 06 - 09, 09:00 ص]ـ
نقل ابن حجر في الفتح عن خمسة من الأئمة قولهم باستحبابها، وهم:
ابن سيرين
ابن عون
أبو عبيد
ابن المنذر
الشافعي
ـ[أبو يحيى]ــــــــ[30 - 06 - 09, 05:29 م]ـ
وأنقل عن محمد بن عبدالله، النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛
فعندما تشتد ظلمة الليل، ويختلط الأعمي بالبصير، وتكثر الآراء، والقيل والقال، هنا نسأله، نستفتيه، نذهب إليه، نطرق الباب:
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
تنازعوا، واختلفوا، وقال فلان، وعاد فلان.
ما هو حكم العتيرة؟
عَنِ سَعيِد ابْنِ المُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"لاَ فَرَعَ وَلاَ عَتِيرَةَ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
قضي الأمر، لأن المؤمن يسمع ويطيع.
اما حديث مخنف المذكور:
ـ قال الخطابي: هذا الحديث ضعيفُ المخرج، وأبو رملة مجهول. "معالم السنن" 2/ 226.
ـ وقال ابن القطان: وذكر، يعني عبد الحق، من طريق أبي داود، عن عامر، أبي رملة، عن مِخنَف بن سليم، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ يا أيها الناس، إن على أهل كل بيت في كل عام أضحية وعتيرة ... الحديث.
ثم قال: إسناده ضعيف.
وصَدَق، ولكنه لم يبين علته، وهي الجهل بحال عامر هذا، فإنه لا يُعرف إلاَّ بهذا، يرويه عنه ابن عون، وقد رواه أيضًا عنه ابنه حبيب بن مِخنَف، وهو مجهول أيضا كأبيه. "بيان الوهم والإيهام" 3/ 577.
ـ وقال الذهبي: عامر أبو رملة، شيخ لابن عون، فيه جهالة.
له عن مِخنَف بن سليم، عن النبي صلي الله عليه وسلم؛ يأيها الناس علي كل بيت في الإسلام في كل عام أضحية وعتيرة.
قال عبد الحق: إسناده ضعيفٌ، وصَدَّقَة ابنُ القطان، لجهالة عامر، رواه عنه ابن عون. "ميزان الاعتدال" 4/ 22.
- وقال ابن كثير: وقد تُكِلِّم في إسناده. "تفسيره" 5/ 432.
والله تعالى يقول:
(فبشر عبادِ * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}
اللهم لك الحمد، ولك الشكر على نعمتك، بأن دللتنا على هدي نبيك، وجعلته لنا النور والهدى، وكرهت إلينا القيل والقال، واختلف واتفق، ورأى فلان!!!
لك الحمد.(112/481)
مسألة في الوضوء / من يشرح لي؟
ـ[أبو عمار المسلم]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:57 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ..
هل الوضوء:
1/
لوصول الماء الى الجلد
أمـ، أنه:
2/
لإزالة النجاسة والوساخة على الجلد ..
بمعنى:
إن قلنا بالثاني:
فلا يلزم منه غسل المكان قبل الوضوء
الذي يمنع وصول الماء الى الجلد ..
بل الوضوء هو الذي يزيل النجاسة والغسلة الثانية او الثالثة يصل الماء الى الجلد ..
وان قلنا بالاول: فيلزم ..
ـ[أحمد سالم السلفي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:02 م]ـ
أخي الحبيب المراد غسل الأعضاء وبالتالي فإنه يحصل به إزالة الوسخ أو النجاسات
ولابد من إيصال الماء إلى الجلد(112/482)
ما حكم حفلات النجاح
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهلاً بالأحباب في الملتقى الطيب المبارك ..
ثمت تساؤل:
هل ما تقيمه بعض الأسر من حفلة بعد انتهاء الاختبارات ويسمونها بـ (حفلة النجاح) تدخل ضمن الأعياد المحرمة؟
علماً أن هذه الحفلة لم تقام إلا من قبل سنين قريبة إذ لم تكن معروفة , وأيضاً ليس لها يوم محدد فأحيانا تكون بعد الاختبارات بأسبوع أو أقل أو أكثر؟ فهل هذا يخرجها عن كونها عيداً ..
موضوع للنقاش ..
محبكم.(112/483)
لا تزال الملائكة تصلي على إلانسان ما دام أثر السجود في وجهه
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 12:02 ص]ـ
السنن الكبرى للبيهقي. ط المعارف بالهند - (2/ 286)
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: لاَ تَزَالُ الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّى عَلَى الإِنْسَانِ مَا دَامَ أَثَرُ السُّجُودِ فِى وَجْهِهِ. قَالَ الْعَبَّاسُ: لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ غَيْرُهُ. {ت} قَالَ الشَّيْخُ وَرُوِّينَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ عَدَّهُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَعَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ لَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا.
فتح الباري ـ لابن رجب موافقا للمطبوع - (5/ 203)
وكرهه طائفة؛ لما فيه من إزالة أثر العبادة، كما كرهوا التنشيف من الوضوء والسواك للصائم.
وقال عبيد بن عميرٍ: لا تزال الملائكة تصلي على إلانسان ما دام أثر السجود في وجهه.
خَّرجه البيهقي بإسنادٍ صحيحٍ.
وحكى القاضي أبو يعلي روايةً عن أحمد، أنه كان في وجهه شيء من أثر السجود فمسحه رجل، فغضب، وقال: قطعت استغفار الملائكة عني.
وذكر إسنادها عنه، وفيه رجل غير مسمىً.(112/484)
ما حكم النمص عند الشافعية
ـ[الرميصاء]ــــــــ[30 - 06 - 09, 03:02 ص]ـ
السلام عليكم
فضلا لا أمرا أريد أقوال النووي في النمص، وخاصة ما نقل عنه في روضة الطالبين.
شاكرين ومقدرين حسن تعاونكم.
ـ[الرميصاء]ــــــــ[02 - 07 - 09, 12:26 ص]ـ
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[الحبيب1]ــــــــ[02 - 07 - 09, 12:50 ص]ـ
اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ نَتْفَ شَعْرِ الْحَاجِبَيْنِ دَاخِلٌ فِي نَمْصِ الْوَجْهِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللَّهُ النَّامِصَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ ". "
وَاخْتَلَفُوا فِي الْحَفِّ وَالْحَلْقِ، فَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إلَى أَنَّ الْحَفَّ فِي مَعْنَى النَّتْفِ.
وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إلَى جَوَازِ الْحَفِّ وَالْحَلْقِ، وَأَنَّ الْمَنْهِيَّ عَنْهُ هُوَ النَّتْفُ فَقَطْ.
وَذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إلَى أَنَّ نَتْفَ مَا عَدَا الْحَاجِبَيْنِ مِنْ شَعْرِ الْوَجْهِ دَاخِلٌ أَيْضًا فِي النَّمْصِ، وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ فِي الْمُعْتَمَدِ وَأَبُو دَاوُد السِّجِسْتَانِيُّ، وَبَعْضُ عُلَمَاءِ الْمَذَاهِبِ الثَّلاثَةِ الأُخْرَى إِلَى أَنَّهُ غَيْرُ دَاخِلٍ.
وَاتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ النَّهْيَ عَنِ التَّنَمُّصِ فِي الْحَدِيثِ مَحْمُولٌ عَلَى الْحُرْمَةِ، وَنُقِلَ عَنْ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ أَنَّ النَّهْيَ مَحْمُولٌ عَلَى الْكَرَاهَةِ.
وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ النَّهْيَ فِي الْحَدِيثِ لَيْسَ عَامًّا، وَذَهَبَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ إلَى عُمُومِ النَّهْيِ، وَأَنَّ التَّنَمُّصَ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ.
وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إلَى أَنَّهُ لا يَجُوزُ التَّنَمُّصُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجَةِ، وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجَةِ فِعْلَ ذَلِكَ إِذَا اُحْتِيجَ إِلَيْهِ لِعِلاجٍ أَوْ عَيْبٍ، بِشَرْطِ أَنْ لا يَكُونَ فِيهِ تَدْلِيسٌ عَلَى الآخَرِينَ.
قَالَ الْعَدَوِيُّ: وَالنَّهْيُ مَحْمُولٌ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمَنْهِيَّةِ عَنِ اسْتِعْمَالِ مَا هُوَ زِينَةٌ لَهَا، كَالْمُتَوَفَّى عَنْهَا وَالْمَفْقُودِ زَوْجُهَا.
أَمَّا الْمَرْأَةُ الْمُتَزَوِّجَةُ فَيَرَى جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ يَجُوزُ لَهَا التَّنَمُّصُ، إِذَا كَانَ بِإِذْنِ الزَّوْجِ، أَوْ دَلَّتْ قَرِينَةٌ عَلَى ذَلِكَ؛ لأَنَّهُ مِنَ الزِّينَةِ، وَالزِّينَةُ مَطْلُوبَةٌ لِلتَّحْصِينِ، وَالْمَرْأَةُ مَأْمُورَةٌ بِهَا شَرْعًا لِزَوْجِهَا.
وَدَلِيلُهُمْ مَا رَوَتْهُ بَكْرَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ الْحِفَافِ، فَقَالَتْ: إِنْ كَانَ لَك زَوْجٌ فَاسْتَطَعْتِ أَنْ تَنْتَزِعِي مُقْلَتَيْك فَتَصْنَعِيهِمَا أَحْسَن مِمَّا هُمَا فَافْعَلِي وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إلَى عَدَمِ جَوَازِ التَّنَمُّصِ - وَهُوَ النَّتْفُ - وَلَوْ كَانَ بِإِذْنِ الزَّوْجِ، وَإِلَى جَوَازِ الْحَفِّ وَالْحَلْقِ.
وَخَالَفَهُمُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فَأَبَاحَهُ، وَحَمَلَ النَّهْيَ عَلَى التَّدْلِيسِ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ كَانَ شِعَارَ الْفَاجِرَاتِ.
وَذَهَبَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ إِلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْمَرْأَةِ إِذَا نَبَتَتْ لَهَا لِحْيَةٌ أَوْ شَوَارِبُ أَوْ عَنْفَقَةٌ أَنْ تُزِيلَهَا، وَقَيَّدَ بَعْضُهُمْ ذَلِكَ بِإِذْنِ الزَّوْجِ.
وَأَوْجَبَ الْمَالِكِيَّةُ عَلَيْهَا - فِي الْمُعْتَمَدِ - أَنْ تُزِيلَهَا؛ لأَنَّ فِيهَا مُثْلَةٌ.
أَمَّا ابْنُ جَرِيرٍ فَذَهَبَ إلَى تَحْرِيمِ ذَلِكَ.
ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إلَى أَنَّهُ يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُزِيلَ شَعْرَ يَدَيْهَا وَرِجْلَيْهَا وَظَهْرِهَا وَبَطْنهَا.
وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إلَى وُجُوبِ ذَلِكَ عَلَيْهَا؛ لأَنَّ فِي تَرْكِ هَذَا الشَّعْرِ مُثْلَةً.
يَحْرُمُ عَلَى الرَّجُلِ التَّنَمُّصُ، وَيُكْرَهُ لَهُ حَفُّ حَاجِبِهِ أَوْ حَلْقُهُ، وَيَجُوزُ لَهُ الأَخْذُ مِنْهُ مَا لَمْ يُشْبِهِ الْمُخَنَّثِينَ
نقلا عن الموسوعة الفقهية الكويتية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/485)
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[02 - 07 - 09, 02:56 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك بكم
أَمَّا الْمَرْأَةُ الْمُتَزَوِّجَةُ فَيَرَى جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ يَجُوزُ لَهَا التَّنَمُّصُ، إِذَا كَانَ بِإِذْنِ الزَّوْجِ، أَوْ دَلَّتْ قَرِينَةٌ عَلَى ذَلِكَ؛ لأَنَّهُ مِنَ الزِّينَةِ، وَالزِّينَةُ مَطْلُوبَةٌ لِلتَّحْصِينِ، وَالْمَرْأَةُ مَأْمُورَةٌ بِهَا شَرْعًا لِزَوْجِهَا.
لكن شيخي أنا قرأت هذه الفتوى وهي تخالف ما اقتبست من نقلكم
نتف جزء من الحاجب تجمّلاً للزوج
هل يجوز للمرأة أن تنتف بعضاً من شعر حاجبها لتتجمل لزوجها؟.
الحمد لله
جاء في فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين ما يلي:
نتف حواجب المرأة لا يجوز، وهو من النمص الذي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعله، فالنامصة هي التي تفعله بغيرها، والمتنمّصة هي التي تطلبه من غيرها، وكذلك إذا فعلته بنفسها، وهذا حرام ولا يجوز.
والله له الحكمة فيما يقدره لعباده فمن الناس من يكون جميل الشكل، ومنهم من هو سوى ذلك، والأمر كلّه بيد الله عز وجل والواجب على المرء أن يصبر ويحتسب الأجر من الله عز وجل ولا ينتهك محارمه من أجل شهواته.
والذي أرى أنها لا تأخذ منه شيئاً مطلقاً، اللهم إلا إذا كان هناك شيء من الشعر خارجاً عن نطاق الحواجب، مثل أن يكون فيها شامة يكون عليها شعر، فيمكنها أن تزيله لأنه في هذه الحال إزالة عيب مشوه، وليس تحصيل جمال. والله أعلم.
انظر فتاوى منار الإسلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ج/3 ص/832
وقال الشيخ ابن جبرين: " لا يجوز القص من شعر الحواجب ولا حلقها ولا التخفيف منه ولا نتفه ولو رضى الزوج. فليس فيه جمال بل فيه تغيير لخلق الله وهو أحسن الخالقين وقد ورد الوعيد في ذلك ولعن من فعله وذلك يقتضي التحريم "
الشيخ محمد صالح المنجد
فما تقول؟؟
ـ[الرميصاء]ــــــــ[02 - 07 - 09, 08:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وكنت أتمنى من يحرر قول النووي بالنمص لأنه مضطرب
وفقكم الله
ـ[الرميصاء]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:26 م]ـ
أين الشافعية الكرام(112/486)
من القائل: ملاذ العبد مولاه إذا ضامته دنياه
ـ[حارث]ــــــــ[30 - 06 - 09, 03:31 م]ـ
من القائل:
ملاذ العبد مولاه إذا ضامته دنياه
إذانزلت به البلوى وأرخى ليل بلواه
إذا استعرت بنار الهم والتسهيد شكواه
إذا سالت مدامعه وصاح المرء أواه
ينادي في ظلام الليل بالأسحار رباه
إله العرش يا أملي سنا قلبي وسلواه
إلى آخر هذه القصيدة المؤثرة ....
ـ[حارث]ــــــــ[01 - 07 - 09, 07:51 م]ـ
أين الأدباء!
ـ[حارث]ــــــــ[15 - 07 - 09, 11:57 م]ـ
ملاذ العبد مولاه
إذا ضامته دنياه(112/487)
أسئلة تحتاج إجابة
ـ[سامر المصري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أساتذتنا الكرام أتمنى سماع رأيكم في الأمور التالية:
1 - أصلي مع ابن زوجتي في مصلى البناية وهو عبارة عن غرفة مفروشة بسجاجيد الصلاة واتجاه القبلة لا غير، لا يقوم فيها إمام أو جماعة إلا نادرا أن نلتقي بأحد فيصلي معنا، ولا يوجد حولنا مساجد نمشي إليها وأقربها يجب الركوب لها لفترة ويصعب الذهاب. قيل لي أن على الرغم من ذلك فإن الصلاة في المصلى ليست جماعة صالحة وأني آثم لترك الجماعة في المسجد حتى وإن شق علي السبيل كل صلاة، وأن صلاتي مع ابن زوجتي البالغ هي صلاة بأهلي وليست جماعة. ما رأيكم؟
2 - ما ثواب طلب العلم وهل هناك اختلاف بين طلب العلم من الكتب وطلب العلم من المساجد والرحيل لها أم أن الثواب واحد؟
3 - ما هي أوجه الجهاد الشرعية في السلم لمن يطلب ثوابها؟
ولكم الثواب والدعاء انشاءالله
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[01 - 07 - 09, 01:24 ص]ـ
س: أسكن في بيت بعيد عن المسجد وأضطر لاستخدام السيارة للذهاب إلى الصلاة، وإذا مشيت على قدمي أحيانا تفوتني الصلاة، مع العلم أنني أسمع الأذان عبر مكبرات الصوت، فهل علي حرج إذا صليت في البيت أو صليت مع ثلاثة أو أربعة من الجيران في منزل أحدنا؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الجواب:
الواجب عليك أن تصلي مع إخوانك المسلمين في المسجد إذا كنت تسمع النداء في محلك بالصوت المعتاد بدون مكبر عند هدوء الأصوات وعدم وجود ما يمنع السمع. فإن كنت بعيدا لا تسمع صوت النداء بغير مكبر جاز لك أن تصلي في بيتك أو مع بعض جيرانك؛ لما «ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للأعمى لما استأذنه أن يصلي في بيته: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم قال فأجب» (1) رواه الإمام مسلم في صحيحه.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر» (2) خرجه ابن ماجه والدارقطني وابن حبان والحاكم بإسناد صحيح، ومتى أجبت المؤذن ولو كنت بعيدا وتجشمت المشقة على قدميك أو في السيارة فهو خير لك وأفضل والله يكتب لك آثارك ذاهبا إلى المسجد وراجعا منه مع الإخلاص والنية، لما «ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل كان بعيدا عن المسجد النبوي وكانت لا تفوته صلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: لو اشتريت حمارا تركبه في الرمضاء وفي الليلة الظلماء؟ فقال رضي الله عنه: ما أحب أن يكون بيتي بقرب المسجد إني أحب أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إلى أهلي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن الله قد جمع لك ذلك كله» (1). خرجه الإمام مسلم في صحيحه.
http://www.binbaz.org.sa/mat/1117
ـ[سامر المصري]ــــــــ[01 - 07 - 09, 11:18 ص]ـ
فإن كنت بعيدا لا تسمع صوت النداء بغير مكبر جاز لك أن تصلي في بيتك أو مع بعض جيرانك
لا أسمعه حتى من المكبرات، ولا يعلمنا إلا برنامج الأذان على الهاتف النقال والحاسب الآلي، فبارك الله فيك لنقل الرأي. ولكن هل يوجد أي شيء عن أن صلاتي مع ابن زوجتي البالغ ليست جماعة؟
ولكم الثواب انشاء الله
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:16 م]ـ
هي جماعة. فصلّ معه، وليست كجماعة المسجد التي تفضل 25 درجة عن صلاة الفرد.
ـ[سامر المصري]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:46 م]ـ
بارك الله فيكم، وفي انتظار الإجابة لبقية الأسئلة وفقكم الله(112/488)
أين أجد كلام ابن رجب في قصيدة البوصيري
ـ[سعيد يوسف الأثري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 10:28 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
اخواني الأفاضل
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرحه لكتاب التوحيد: باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب (1/ 69 ط ابن الجوزي):
ومن الغلو قول البوصيري في "البردة" المشهورة:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن آخذا يوم المعاد يدي ... فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
قال ابن رجب وغيره: إنه لم يترك لله شيئا ما دامت الدنيا والآخرة من جود الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ونشهد أن من يقول هذا؛ ما شهد أن محمدا عبد الله، بل شهد أن محمدا فوق الله! كيف يصل بهم الغلو إلى هذا الحد؟! "اهـ
فأين قال ذلك الحافظ ابن رجب رحمه الله؟
ودمتم بخير(112/489)
جواز لبس القصير والشفاف والضيق من اللباس للأزواج بعضهم لبعض
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 12:34 ص]ـ
جواز لبس القصير والشفاف والضيق من اللباس للأزواج بعضهم لبعض
ما حكم الملابس الشفافة والمجسمة بين الزوجين؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
الأصل: أن تتزين المرأة لزوجها، ويتزين لها، كلٌّ بما يباح لهما من اللباس، والطيب، وغير ذلك.
قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) البقرة/ من الآية 228.
قال القرطبي – رحمه الله -:
قوله تعالى: (وَلَهُنَّ) أي: لهنَّ من حقوق الزوجية على الرجال مثل ما للرجال عليهن، ولهذا قال ابن عباس: " إني لأتزينُ لامرأتي كما تتزين لي، وما أحب أن أستنظف كل حقي الذي لي عليها، فتستوجب حقَّها الذي لها عليَّ؛ لأن الله تعالى قال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) " أي: زينة من غير مأثم.
" تفسير القرطبي " (3/ 123).
ثانياً:
والأصل – كذلك -: أنه يجوز أن تلبس المرأة أمام زوجها ما تبين به عورتها، والزوج كذلك؛ لأن الأمر بحفظ العورة لا يدخل فيه ما بين الأزواج بعضهم مع بعض، ولا ما بين الأزواج وملك يمينهم.
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: عَوْرَاتُنَا مَا نَأتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قَالَ: (احْفَظْ عَوْرَتَكَ إلاَّ مِنْ زَوْجَتِكَ، أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، قَالَ: (إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَيَنَّهَا أَحَدٌ فَلَا يَرَيَنَّهَا)، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِياً، قَالَ: (اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنْ النَّاسِ).
رواه الترمذي (2794) وأبو داود (4017) وابن ماجه (1920)، وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي ".
ثالثاً:
وعليه: فهل يجوز للزوجة أن تلبس لزوجها القصير من الثياب، والشفاف الذي يشف، والضيق الذي يصف؟ والجواب: نعم، يجوز ذلك، ومثله لبس الزوج لها مثل ذلك، وحيث جاز لكلا الطرفين أن يرى الآخر عارياً: فإنه لا وجه لمنع تلك الأحوال من الثياب – القصيرة، والشفافة، والضيقة -.
وهذه فتاوى أهل العلم في هذا:
1. سئل علماء اللجنة الدائمة:
هل لبس المرأة الثوب الشوال الضيِّق حرام أم لا، علماً أنها تقصد بذلك التجمل لزوجها فقط؟.
فأجابوا:
إذا كانت المرأة تستعمل ذلك عند زوجها فقط: فلا بأس، وإلا فلا يجوز؛ لما فيه من تحديد الجسم في الغالب، وإبراز مفاتن المرأة.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (24/ 34).
2. وفي " الموسوعة الفقهية " (6/ 136):
لا يجوز لبس الرقيق من الثياب إذا كان يشفُّ عن العورة، فيُعلم لون الجلد من بياض، أو حمرة، سواء في ذلك الرجل، والمرأة ولو في بيتها، هذا إن رآها غير زوجها؛ لما يأتي من الأدلة، وهو بالإضافة إلى ذلك: مخل بالمروءة، ولمخالفته لزي السلف، ولا تصح الصلاة في مثل تلك الثياب، ويجوز للمرأة لبسه إذا كان لا يراها إلا زوجها.
انتهى
3. وقال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -:
لا يجوز للمرأة أن تلبس القصير من الثياب أمام أولادها، ومحارمها، ولا تكشف عندهم إلا ما جرت به العادة بكشفه مما ليس فيه فتنة، وإنما تلبس القصير عند زوجها فقط.
" المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان " (3/ 170).
4. وقال الشيخ صالح الفوزان أيضاً:
لا شك أن لبس المرأة للشيء الضيِّق الذي يبيِّن مفاتن جسمها: لا يجوز، إلا عند زوجها فقط، أما عند غير زوجها: فلا يجوز، حتى لو كان بحضرة النساء؛ لأنَّها تكون قدوة سيئة لغيرها، إذا رأينها تلبس هذا: يقتدين بها.
وأيضاً: هي مأمورة بستر عورتها بالضافي والساتر عن كل أحد، إلا عن زوجها، تستر عورتها عن النساء كما تسترها عن الرجال، إلا ما جرت العادة بكشفه عن النساء، كالوجه واليدين والقدمين، مما تدعو الحاجة إلى كشفه.
" المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان " (3/ 176، 177).
رابعاً:
وينبغي مراعاة الأحكام الشرعية الأخرى المتعلقة بذلك اللباس القصير، والشفاف، والضيق، لكلا الزوجين.
1. فلا يجوز للرجل لبس الثياب الطويلة التي تمس الكعبين؛ للنهي عن الإسبال.
وانظر جوابي السؤالين: (762 ( http://islamqa.com/ar/ref/762) ) و (97786 ( http://islamqa.com/ar/ref/97786) ) .
2. ولا يجوز له لبس الثوب الأحمر، المزعفر، والمعصفر، ويجوز ذلك للزوجة.
وانظر تفصيل هذا في جواب السؤال رقم: (72878 ( http://islamqa.com/ar/ref/72878) ) .
3. ولا يحل له لبس اللباس المصنوع من الحرير الطبيعي، دون الحرير الصناعي.
وانظر جواب السؤال رقم: (30812 ( http://islamqa.com/ar/ref/30812) ) .
4. ولا المصنوع من جلود الحيوانات غير مأكولة اللحم ولو كانت مدبوغة.
انظر جواب السؤال رقم: (9022 ( http://islamqa.com/ar/ref/9022) ) .
4. ولا يحل لهما لبس ثياب الكفار الخاصة بهم.
وانظر جواب السؤال رقم: (108996 ( http://islamqa.com/ar/ref/108996) ) .
5. ولا يجوز لبس الزوجة لما يختص به الرجال من لباس، كلبس الثوب والشماغ، ولا يجوز للزوج لبس اللباس الخاص بالنساء كالفستان، والتنورة.
(6991 ( http://islamqa.com/ar/ref/6991) ) و (36891 ( http://islamqa.com/ar/ref/36891) ) .
والله أعلم
http://www.islamqa.com/ar/ref/126454
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/490)
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[01 - 07 - 09, 01:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا" شيخ احسان. رفع الله قدرك وتقبل منك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 02:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
ـ[الصابرة]ــــــــ[02 - 07 - 09, 07:30 م]ـ
وماذا عن لبس البنطال أمام الزوج فقط؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 08:36 م]ـ
الجواب في الإجابة
الجواز من الطرفين
جزاكم الله خيرا
ـ[الصابرة]ــــــــ[02 - 07 - 09, 09:08 م]ـ
طيب بم نرد على من يحرمه لأن فيه تشبه بلباس الرجال؟
بارك الله فيكم
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[02 - 07 - 09, 10:22 م]ـ
طيب بم نرد على من يحرمه لأن فيه تشبه بلباس الرجال؟
بارك الله فيكم
من أفتى بالتحريم هو الشيخ ابن عثيمين رحمه الله والفتوى على موقعه
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8965.shtml
السؤال: جزاكم الله خيرا تقول يا فضيلة الشيخ يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ما معناه من تشبه بقوم فهو منهم السؤال يا فضيلة الشيخ بأن الأمر قد بلغ حدا كبيرا فألبستنا من الكفار غالبا ومتاع البيت أيضا فما العمل في هذا مأجورين؟
الجواب
الشيخ: المراد بالتشبه أن يفعل الإنسان شيئا خاصا بالكفار بمعنى أن من رآه ظن أنه كافر لأن حليته ولباسه حلية الكافر ولباسه وليس كلما فعل الكفار يكون تشبها إذا فعلناه وليس كل الأطعمة التي يصنعها الكفار يكون تشبها إذا أكلناها المراد بالتشبه أن يفعل ما يختص به الكافر فمن تشبه بقوم فهو منهم ولهذا لما كان لبس الرجل للبنطلون تشبها بالكفار لأن المسلمين ما كانوا يلبسونه ثم شاع وأنتشر وصار غير خاص بالكفار صار لبسه جائزا للرجال وأما النساء فمعلوم أنه لا يجوز لهن لبس البنطلون ولو عند الزوج لأن ذلك من باب التشبه بالرجال نعم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 11:04 م]ـ
ثمة ألبسة عامة لا يمكن جعلها خاصة بالرجال دون النساء
كاللباس الصوف الداخلي
وكلباس الرياضة
وكما أنه بناطيل رجلية يعد اللابس لها من النساء متشبها بالرجال: فيوجد بناطيل نسائية، يعد اللابس لها من الرجال متشبها بالنساء
فالبنطال بنطالان
ومع ذلك: فثمة نوع لا يمكنك إذا رأيت من يلبسه من النساء قلت إنهن متشبهات بالرجال، فهو في الأصل مشترك وإنما صنع للجنسين
فإما أن نعد اللابس للبنطال من المسلمين متشبها بالكفار، أو لا نعد اللابس له من النساء متشبهة بالرجال
أما أنه تشبه بالكفار، وإذا لبسته المرأة صار تشبها بالرجال: فمحل نظر كبير
والله أعلم
ـ[الصابرة]ــــــــ[02 - 07 - 09, 11:19 م]ـ
طيب بم نرد على من يحرمه لأن فيه تشبه بلباس الرجال؟
بارك الله فيكم
عفوا لم أعلم أن الشيخ ابن عثيمين أفتى بتحريمه, وإنما ظننته اجتهادا من عامة الناس لأني سمعت التحريم من قريب لي
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - 07 - 09, 01:05 ص]ـ
الصواب إن شاء الله: جواز لبسه ما دام لباساً غير مختص به الرجال، وبالله التوفيق.
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[03 - 07 - 09, 03:03 ص]ـ
هل من شريط أو محاضرة تبين ما تلبسه المرأة أمام النساء لأنني أرغب في توزيع مثلها في مناسبة قريبة
وهل من الفضلاء من يزودنا بكلام أهل العلم عن هكذا موضوع
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 04:02 ص]ـ
جزاكما الله خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 04:06 ص]ـ
بيان في لباس المرأة عند محارمها ونسائها صادر من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برقم (21302)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد كانت نساء المؤمنين في صدر الإسلام قد بلغن الغاية في الطهر والعفة، والحياء والحشمة، ببركة الإيمان بالله ورسوله، واتباع القرآن والسنة، وكانت النساء في ذلك العهد يلبسن الثياب الساترة، ولا يعرف عنهن التكشف والتبذل عند اجتماعهن ببعضهن أو بمحارمهن، وعلى هذه السنة القويمة جرى عمل نساء الأمة- ولله الحمد- قرنا بعد قرن إلى عهد قريب، فدخل في كثير من النساء ما دخل من فساد في اللباس والأخلاق لأسباب عديدة، ليس هذا موضع بسطها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/491)
ونظرا لكثرة الاستفتاءات الواردة إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حدود نظر المرأة إلى المرأة، لمرأة، وما يلزمها من اللباس، فإن اللجنة تبين لعموم نساء المسلمين أنه يجب على المرأة أن تتخلق بخلق الحياء، الذي جعله النبي -صلى الله عليه وسلم- من الإيمان وشعبة من شعبه، ومن الحياء المأمور به شرعا وعرفا: تستر المرأة واحتشامها وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتنة ومواضع الريبة. وقد دل ظاهر القرآن على أن المرأة لا تبدي للمرأة إلا ما تبديه لمحارمها، مما جرت العادة بكشفه في البيت، وحال المهنة كما قال تعالى:
{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ} الآية، وإذا كان هذا هو نص القرآن وهو ما دلت عليه السنة، فإنه هو الذي جرى عليه عمل نساء الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ونساء الصحابة، ومن اتبعهن بإحسان من نساء الأمة إلى عصرنا هذا. وما جرت العادة بكشفه للمذكورين في الآية الكريمة هو ما يظهر من المرأة غالبا في البيت، وحال المهنة، ويشق عليها التحرز منه؛ كانكشاف الرأس واليدين والعنق والقدمين، وأما التوسع في التكشف فعلاوة على أنه لم يدل على جوازه دليل من كتاب أو سنة- هو أيضا طريق لفتنة المرأة والافتتان بها من بنات جنسها، وهذا موجود لبينهن، وفيه أيضا قدوة سيئة لغيرهن من النساء، كما أن في ذلك تشبها بالكافرات والبغايا الماجنات في لباسهن، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم» أخرجه الإمام أحمد وأبو داود. وفي (صحيح مسلم) عن عبد الله بن عمرو «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى عليه ثوبين معصفرين، فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها» وفي (صحيح مسلم) أيضا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» ومعنى: "كاسيات عاريات" هو: أن تكتسي المرأة ما لا يسترها فهي كاسية، وهي في الحقيقة عارية، مثل من تلبس الثوب الرقيق الذي يشف بشرتها، أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع جسمها، أو الثوب القصير الذي لا يستر بعض أعضائها. فالمتعين على نساء المسلمين: التزام الهدي الذي كان عليه أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله عنهن ومن اتبعهن بإحسان من نساء هذه الأمة، والحرص على التستر والاحتشام، فذلك أبعد عن أسباب الفتنة، وصيانة للنفس عما تثيره دواعي الهوى الموقع في الفواحش. كما يجب على نساء المسلمين الحذر من الوقوع فيما حرمه الله ورسوله من الألبسة التي فيها تشبه بالكافرات والعاهرات؛ طاعة لله ورسوله، ورجاء لثواب الله، وخوفا من عقابه. كما يجب على كل مسلم أن يتقي الله فيمن تحت ولايته من النساء، فلا يتركهن يلبسن ما حرمه الله ورسوله من الألبسة الخالعة، والكاشفة والفاتنة، وليعلم أنه راع ومسئول عن رعيته يوم القيامة. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يهدينا جميعا سواء السبيل، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد.
" فتاوى اللجنة الدائمة -" (17/ 290 - 294).
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 12:05 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا (إحسان) ورفع الله قدركم في الدنيا والآخرة
ـ[السدوسي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 02:59 م]ـ
جزاك الله خيرا ياأباطارق وماطرحته يكثر السؤال عنه من النساء ويمكن تلخيص ماقلت بأن يقال: يجوز للمرأة عند زوجها لبس ماشاءت بشرط ألا تتشبه بالرجال ولا الكفار.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[28 - 07 - 09, 03:43 م]ـ
للشيخ الألباني رحمه الله رأي مهم في هذا: في سلسلة الهدى والنور شريط 814 وليس عندي الآن.
ملخصه أن التشبه هنا غير وارد لأن التشبه مسألة اجتماعية أي تكون في حضور الناس أما في بيت الزوجية فهذا منتف. نقلت بالمعنى والله أعلم
ـ[نبيل العمري]ــــــــ[30 - 07 - 09, 06:18 ص]ـ
للشيخ الألباني رحمه الله رأي مهم في هذا: في سلسلة الهدى والنور شريط 814 وليس عندي الآن.
ملخصه أن التشبه هنا غير وارد لأن التشبه مسألة اجتماعية أي تكون في حضور الناس أما في بيت الزوجية فهذا منتف. نقلت بالمعنى والله أعلم
وقفت عليه منذ زمن.
احسنت نقلا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 06:24 ص]ـ
للشيخ الألباني رحمه الله رأي مهم في هذا: في سلسلة الهدى والنور شريط 814 وليس عندي الآن.
ملخصه أن التشبه هنا غير وارد لأن التشبه مسألة اجتماعية أي تكون في حضور الناس أما في بيت الزوجية فهذا منتف. نقلت بالمعنى والله أعلم
جزاك الله خيرا
وأرى أن تنقل كلام الشيخ رحمه الله بالنص
فإن كان ما قاله هو ما نقلتَه عنه ها هنا: فهو خطأ بيِّن؛ وذلك أنه لا يجوز للرجل أن يلبس لامرأته فستاناً بحجة أنه في بيته، وأنه يلبسه لزوجته، لا أظن المسألة تحتمل الخلاف.
ومثله ينبغي أن يقال: ولا يجوز للمرأة أن تلبس شماغاً وعقالاً وثوب زوجها بحجة أنها تلبس ذلك له؛ لظهور التشبه من غير شك.
والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/492)
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[30 - 07 - 09, 11:49 ص]ـ
آسف حقك علي شيخنا أبا طارق
فلم أبين أن الشيخ كان يتكلم عن التشبه بالكفار أو الفاسقات وليس تشبه النساء بالرجال
وليتكم تراجعون الشريط وتنقلون كلام الشيخ رحمه الله فملفه على الحاسب تالف عندي
وأعتذر مرة أخرى لأني لم أذكر سياق كلام الشيخ وما قبله
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[30 - 07 - 09, 11:51 ص]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زرعة حازم
للشيخ الألباني رحمه الله رأي مهم في هذا: في سلسلة الهدى والنور شريط 814 وليس عندي الآن.
ملخصه أن التشبه هنا غير وارد لأن التشبه مسألة اجتماعية أي تكون في حضور الناس أما في بيت الزوجية فهذا منتف. نقلت بالمعنى والله أعلم
جزاك الله خيرا
وأرى أن تنقل كلام الشيخ رحمه الله بالنص
فإن كان ما قاله هو ما نقلتَه عنه ها هنا: فهو خطأ بيِّن؛ وذلك أنه لا يجوز للرجل أن يلبس لامرأته فستاناً بحجة أنه في بيته، وأنه يلبسه لزوجته، لا أظن المسألة تحتمل الخلاف.
ومثله ينبغي أن يقال: ولا يجوز للمرأة أن تلبس شماغاً وعقالاً وثوب زوجها بحجة أنها تلبس ذلك له؛ لظهور التشبه من غير شك.
والله الموفق
آسف حقك علي شيخنا أبا طارق
فلم أبين أن الشيخ كان يتكلم عن التشبه بالكفار أو الفاسقات وليس تشبه النساء بالرجال
وليتكم تراجعون الشريط وتنقلون كلام الشيخ رحمه الله فملفه على الحاسب تالف عندي
وأعتذر مرة أخرى لأني لم أذكر سياق كلام الشيخ وما قبله
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[30 - 07 - 09, 12:25 م]ـ
وهذا الكلام غريب أيضاً، ولا يجوز أن يقال .. وما أدري ما وجه أهميته عند الأخ الذي نقله وفقه الله.(112/493)
أسرع طريقة في العالم لتحصيل العلم!!
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[01 - 07 - 09, 12:54 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ....
أيها الكرام لقد تيسرت في هذه الأزمنة سبل تحصيل العلم و قرب البعيد عن طريق هذه التقنية ..
فإن الذي كنت يا طالب العلم تبحث عنه في أيام أصبحت تجده في ثواني ... وهذا من قيام الحجة على الناس وبلوغ القرآن والسنة مشارق الأرض ومغاربها ... فبعدما عد أبوزرعة 5000 ميل على قدميه وترك العد!!
فأي شيخٍ تريده وفي أي وقت يناسبك!! وتسكته متى شئت وتجعله متحدثاً متى شئت!! متيسراً لمن شاء الله من عباده ...
ولم يبقى على أن نأخذ العلم إلا أن يوضع الكتاب في مغذي ويأخذ الطالب عن طريق الوريد ما شاء من العلوم ومن الكتب فهذا مغذي فيه فتح الباري وذاك مغذي فيه تفسير الطبري وإلى آخر السلسلة كما لا يخفاكم ...
إلا أني لاحظت قلة العلم في صدر من يدعي طلبه ... جمع إليها قلة الفهم على سنن أهله .. ناهيك عن العمل به والله المستعان .. وحق للقائل أن يقول ليس هذا عشك فأدرجي!!
وواكب هذا وذاك أننا أخذنا نسمع عن
أحفظ القرآن في ثلاثة أيام!! وليست هذه بمزحة!! بل حقيقة مرة!
فأشغلنا عن فهم كتاب الله وسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الاستعجال بقطف الثمر قبل بدو صلاحه وهذا والله مما لا يجوز فيه ما قد علمتم والله المستعان ..
فأحفظ القرآن في ثلاثة أيام
والبخاري ومسلم في أسبوعين
والترمذي في 4 أيام .................................... وهلم جرا ...
فإلى أين؟!! وعلى ما العجلة رحمكم الله!
فهل يخفاكم حال صحابة النبي صلى الله عليه وسلم؟!
قال أبو عبد الرحمن السلمي: "حدَّثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكانوا إذا تعلّموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا"
و الآثار عن السلف في طول صحبة أهل العلم كثيرة ...
وفي طول الفترة أمر قد غفل عنه البعض!
وهو تعلم الصبر على العلم وعلى الدعوة فيما بعد فكم من شاب حفظ وحفظ وحفظ ثم كان ماذا!
ولو شا ء الله عز وجل لأنزل القرآن على محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في ليله وحفظه من ساعته ولكن
{كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا}
أسأل الله لي ولإخواني الثبات والعافية
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 07 - 09, 02:00 ص]ـ
صدقت أبى الحسن أحسن الله إليك ومدك وعلمك وآتاك من فضله.
كنت في مرة من المرات أتحدث مع أحد القراء في مكة المجيدين لكتاب الله
وكان ينتقد - وبشدة - هذه الدورات السريعة أمُ شهر , وستين , وعشرة أيام لحفظ كتاب الله
وقال لي أنه استمع لبعض من ختم منهم فوجد المؤاخذات عليه في قراءته كثير.
وحقيقة ما وجدت ولا رأيت - وليعترض علي من يعترض - أفضل ولا أقوى من طرق التعلم واكتسابه والطلب وتحصيله من طرق الشناقطة , خاصة الذين يعيشون ويقطنون في صحراء موريتانيا: الواحد منهم يجلس في فهم وحفظ قطعة قصيرة من كتاب الله أو من أي باب من أبواب الفنون الشرعية الوقت الطويل , ولا يزال يستفيد ويحصل ببركة صبره أيام صباه حتى يصل للتسعين عمره.
فمن فوائد طرقهم:
1 - أن أدمغتهم أصبحت لا تبقي ولا تذر تحفظ كل شيء بإذن ربها وقد قرأت عنهم في هذا الباب العجب العجاب فمنهم من يحفظ الكتب والمعاجم اللغوية كالقاموس وغيره ومنهم - كما أخبرني أحد زملائي - من يحفظ كتب ابن القيم رحمه الله ومنهم من يحفظ كتب المذاهب الأربعة!
ومنهم ومنهم.
وكثير منهم أصبح يصح أن يقال عليه فلان الدراكة الذي أدرك بالحفظ والفهم كثيرا من العلوم والفنون وهذا بسبب تعوده على الحفظ الصحيح بشكل مستمر حتى تمرنت عقولهم على ذلك وتمددت.
2 - الحفظ المثالي هو الحفظ المستمر وكان يقول لي إحدى المشايخ الكرام في دار الحديث بمكة أنه يحفظ القطعة المراد حفظها من نظرة واحدة فسألته مندهشًا كيف ذلك شيخنا الكريم .. ؟
فأجابني أنه وصل لهذه المستوى باستمراره اليومي للحفظ , حتى أنه قال لنا ذات مرة أنه يكرر حتى في الحمام - أجلكم الله - نسأل الله أن يبارك له.
3 - الصبر على اكتساب العلوم شيئا فشيئا يمنهج الطالب المنهجية المثلى التي يرتفع بها بإذن الله للعلم الشرعي الناجح المطلوب حتى إذا تصدر للناس تصدر على بينة وفقه ودراية ولم يتقول على الله ما لا يعلم ... إلى غير ذلك من الفوائد.
وتأمل هنا همة القوم وصبرهم على تحصيل العلم الشرعي /
منهجية طلب العلم في موريتانيا للشيخ خالد السبت ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=142877)
--
عذرا أبى الحسن ابتعدنا عن لب الموضوع (ابتسامة)
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:48 ص]ـ
جزاك الله خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/494)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 01:04 م]ـ
أحسنت أخي ..
يبدو أن عصر السرعة على أنه يأتي بالمعلومة بسرعة عجيبة بفضل الله إلا أنه في المقابل من خلال تجربة يذهب بالمعلومة بسرعة عجيبة أيضا .. فإلى الله المشتكى ..
هذا رابط كتبته من خلال رؤية ونظرة متواضعة لعلها تفيد .. نفع الله بكم إخوتي ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1037395
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - 07 - 09, 12:27 ص]ـ
أبا زارع
أبا أدهم
أبا البراء
حياكم الله وبياكم ... أسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[05 - 07 - 09, 01:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ما شاء الله فائدة مهمة وجليلة.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[05 - 07 - 09, 02:38 ص]ـ
رحم الله سلفنا الصالح ...
إنهم تعبوا ورحلوا وصبروا وأوذوا والبعض منهم سجنوا وطردوا ...
من أجل طلب العلم ونشره وحفظه من شبهات المنحرفين وإرجاف المرجفين وتأويل الجاهلين ...
فنفع الله بعلمهم لأنهم صدقوا وعملوا وصبروا ... لأنهم علموا أنهم سيجدون ماعملوا ... والله المستعان ...
والأن أصبح العلم سهل المرام وهذا من رحمة الكريم المنان على أنه ليس نعمة على بعض الأنام حيث لم يجدوا لذة التعب والإقدام ... فلاتجد لذة العلم إلا عند من صبر وجاهد وراجع وحقق الإخلاص للرحمن ...
نعوذ بالله من علم لاينفع ...
ومع أنها نعمة عظيمة تجد عزوفاً كثيراً من الشباب عن طلب العلم ...
لذلك تعلم أن علم السلف أكثر بركة من علم الخلف ...
والله المستعان ...
بارك الله فيك أباالحسن على وجعلك من أهل العلم العاملين ...
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[08 - 07 - 09, 11:16 ص]ـ
أذكر أني كنت جالس في مسجدنا بعد صلاة العصر فسمعت طفل (آسيوي) يردد آية صغيرة من جزء عم ترديدا طويلا فقلت في نفسي كان يكفي ثلاثين وعلى الأكثر مع المبالغة (خمسين) مرة!!!! ثم سافرت من بلدي إلى الجامعة التي كنت أدرس فيها ومرت الأيام فإذا بي أفاجأ بعد سنتين بالطفل يصلي بالناس التراويح ولا خطأ واحد لا في القرآن ولا في التجويد علما أنه يتكلم العربية بصعوبة شديدة وهذه هي فائدة التكرار
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[08 - 07 - 09, 11:34 ص]ـ
إلا أني لاحظت قلة العلم في صدر من يدعي طلبه ... جمع إليها قلة الفهم على سنن أهله .. ناهيك عن العمل به والله المستعان .. وحق للقائل أن يقول ليس هذا عشك فأدرجي!!
أسأل الله لي ولإخواني الثبات والعافية
والله ما أخطأت موطن الضعف والوهن، فهذه هي العلة.
اللهم اهدنا صراطك المستقيم ولا تزغ قلوبنا وثبتنا بالقول الثابت
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعله اللهم حجة لنا لا حجة علينا
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 03:19 م]ـ
والله يا احبتي المسالة مسالة توفيق من الله وقبول من الله تعالى
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 12 - 09, 10:55 م]ـ
للنفع نفع الله بكم.(112/495)
ما حكم الأكل من (تورتة) عيد الميلاد؟ مع العلم أنني لم أحتفل معهم ...
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[01 - 07 - 09, 10:12 ص]ـ
ما حكم الأكل من (تورتة) عيد الميلاد؟ مع العلم أنني لم أحتفل معهم ...
ـ[أبوالبراء الحنبلى]ــــــــ[01 - 07 - 09, 05:01 م]ـ
هذا يرجع الى ما اذا كانت بالكريمه او بالشيكولاته
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[02 - 07 - 09, 07:46 ص]ـ
وقد تكون أو هنا بمعنى الواو ............
لا بأس بالمزاح ولكني أسال جادا .......
ـ[أبو ضمام الجزائري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 08:15 ص]ـ
هذا يرجع الى ما اذا كانت بالكريمه او بالشيكولاته
يا سلام على الكريمةِ و الشكولاتَةِ ... مع الشايِ و القهوةِ
وقد تكون أو هنا بمعنى الواو ............
لا بأس بالمزاح ولكني أسال جادا .......
وجدت هذه أخي و بوركت على سماحتك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=138378
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[02 - 07 - 09, 10:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا .......
ـ[أبو ضمام الجزائري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 01:02 م]ـ
جزاك الله خيرا .......
و انت اهل الجزاء اخي المبارك
اتذكر اني في السنة الماضية كنت في زيارة لاحد الاقارب و فوجئت بعيد ميلاد صغير لهم, الموقف كان محرجا, فاعتزلتهم في احدى الغرف اعبث بالحاسوب .. ينادى علي و لا اجيب, الا انهم اتوا لي بنصيبي من الحلوى و كنت في صراع مع نفسي .. آكل ام لا .. و خوفا من سوء ظنهم بي و شدة احراجهم لي, التقمت منها شيئا و لااخفي عليك اخي ... كأني بالشوك ينزل بجوفي ... نسأل الله الثبات ... الواحد منا (أنا) يسقط عند ادنى ابتلاء و لله درّ الانبياء و الصالحين ... زادك الله حرصا و علما و عملا و أادبا اخي الكريم.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 07 - 09, 10:34 ص]ـ
و انت اهل الجزاء اخي المبارك
اتذكر اني في السنة الماضية كنت في زيارة لاحد الاقارب و فوجئت بعيد ميلاد صغير لهم, الموقف كان محرجا, فاعتزلتهم في احدى الغرف اعبث بالحاسوب .. ينادى علي و لا اجيب, الا انهم اتوا لي بنصيبي من الحلوى و كنت في صراع مع نفسي .. آكل ام لا .. و خوفا من سوء ظنهم بي و شدة احراجهم لي, التقمت منها شيئا و لااخفي عليك اخي ... كأني بالشوك ينزل بجوفي ... نسأل الله الثبات ... الواحد منا (أنا) يسقط عند ادنى ابتلاء و لله درّ الانبياء و الصالحين ... زادك الله حرصا و علما و عملا و أادبا اخي الكريم.
بارك الله فيكم ونفع بكم
المقصود من عدم الأكل هو الانكار عليهم ومعرفتهم أن هذا الفعل المنكر و إلا فإن الأكل هنا ليس محرما لذاته
ـ[أبو ضمام الجزائري]ــــــــ[03 - 07 - 09, 10:55 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
المقصود من عدم الأكل هو الانكار عليهم ومعرفتهم أن هذا الفعل المنكر و إلا فإن الأكل هنا ليس محرما لذاته
بارك الله فيكم على هذا الملحظ, فمشاركتهم الاكل تكون حجة علي ان اردت انكار ذلك مستقبلا, .... عندنا مثل شعبي يمكن ان يقولوه لي ان اكلت و انكرت
’ يأكل الغلة و يسب الملة
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[03 - 07 - 09, 11:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...(112/496)
سؤاااال / هل يجوز الحلف على المصحف!!
ـ[أبو عبد الله المهاجر]ــــــــ[01 - 07 - 09, 10:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه اله وبركاته
لقد سمعت الشيخ / محمد حسان يقول بأن جمهور العلماء يجيز الحلف على المصحف " وضع اليد على المصحف والحلف "
فهل هذا الكلام صحيح .............. ارجو الاجابة وجزاكم الله خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[01 - 07 - 09, 11:28 ص]ـ
الحلف بالمصحف كالحلف بالله
تاريخ الفتوى: 18 جمادي الأولى 1422/ 08 - 08 - 2001
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سبق وأن أرسلت لكم مشكلتى ولكن لم يصلنى الرد عليها وهى:
فى لحظة الغضب أحلف دائماً بالله أو المصحف الشريف سامحني الله بمعنى أنني أقول والله أو والمصحف الشريف لن أفعل كذا، ولكن بعد مرور فترة من الزمن أندم على ذلك وأقول ياليتني لم أحلف على هذا الشيء.
أرجو منكم الرد السريع لأنني في حيرة من أمري فإذا كان علي الصوم فيجب أن أسرع فيه لأن الأعمار بيد الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن حلف بالله انعقدت يمينه، يستوي في ذلك من حلف وهوغضبان، ومن حلف وهو غير غضبان، ومن حلف بالمصحف كمن حلف بالله، لأن القرآن كلام الله الذي هو صفة من صفاته. قال ابن قدامة في المغني: (وكان قتادة يحلف بالمصحف، ولم يكره ذلك إمامنا، أي أحمد بن حنبل- وإسحاق، لأن الحالف بالمصحف إنما قصد الحلف بالمكتوب فيه وهو القرآن، فإنه بين دفتي المصحف بإجماع المسلمين).
وأما حكم من حنث في يمينه وما يلزمه فينظر في ذلك الفتوى رقم. 6869
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=9573&Option=FatwaId&x=58&y=5
حكم الحلف بالمصحف، وكفارة الحنث فيه
حلفت في المصحف، مع وضع يدي عليه، ولم أستطع الوفاء بالقسم هل من كفارة؟
الحمد لله
أولاً:
لا تنعقد اليمين إلا إذا كانت باسم من أسماء الله تعالى أو صفة من صفاته.
والحلف بالقرآن، حلفٌ بكلام الله تعالى الذي هو صفة من صفاته، وأما الحلف بالمصحف، فإن أراد ما فيه من كلام الله، فهي يمين مشروعة، وإن أراد الورق والمداد، فهذا حلف بغير الله تعالى، وهو شرك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ) رواه الترمذي (1535) وأبو داود (3251) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
ولهذا كان الأولى ألا يحلف الإنسان بالمصحف، لأن المصحف فيه كلام الله، وفيه المداد والورق.
وأما وضع اليد على المصحف أو داخله، فهذا أمر محدث، ويفعله بعض الناس للتغليظ والتشديد ليتهيب الحالف من الكذب.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " عن حكم الحلف على المصحف؟.
فأجاب رحمه الله تعالى: الحلف والقسم لا يجوز إلا بالله تعالى أو صفة من صفاته، فإذا حلف الإنسان بالله سبحانه وتعالى فإنه لا حاجة إلى أن يأتي بالمصحف ليحلف عليه، فالحلف على المصحف لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة، حتى بعد تدوين المصحف؛ لم يكونوا يحلفون على المصحف، بل يحلف الإنسان بالله سبحانه وتعالى بدون أن يكون ذلك على المصحف " انتهى بتصرف من "فتاوى نور على الدرب".
وجاء في قرار "مجمع الفقه الإسلامي": " 2 - وضع الحالف يده عند القسم على المصحف أو التوراة أو الإنجيل أو غيرهما ليس بلازم لصحة القسم، لكن يجوز إذا رآه الحاكم لتغليظ اليمين ليتهيب الحالف من الكذب. 3 - لا يجوز لمسلم أن يضع يده عند الحلف على التوراة أو الإنجيل، لأن النسخ المتداولة منهما الآن محرفة، وليست الأصل المنزل على موسى وعيسى عليهما السلام، ولأن الشريعة التي بعث الله - تعالى - بها نبيه محمداً، - صلى الله عليه وسلم -، قد نسخت ما قبلها من الشرائع " انتهى نقلا عن "فتاوى إسلامية" (3/ 463).
ثانياً:
إذا حلف الإنسان على يمين ثم لم يستطع الوفاء بتلك اليمين فإنها تلزمه الكفارة، وقد سبق بيان كفارة اليمين في سؤال رقم (45676).
والله أعلم.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/98194
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[01 - 07 - 09, 11:38 ص]ـ
وأما وضع اليد على المصحف عند القسم، فهو من عادات النصارى في الشهادات في القضايا والمحاكم، يضعون أيديهم فوق الإنجيل، ثم يقسمون أن يقولوا الحق، ونحن مأمورون بمخالفتهم، منهيون عن مشابهتهم كما تقدم بيانه.
أسئلة وأجوبة
( http://www.saaid.net/Doat/Zugail/63.htm)
ـ[أبو عبد الله المهاجر]ــــــــ[01 - 07 - 09, 02:29 م]ـ
يا اخوان جزاكم الله خيرا على مروركم لكن انا واضح في سؤالي ليس الحلف بالمصحف انما وضع اليد على المصحف وهل هذا رأي الجمهور اجيبونا مأجورين(112/497)
ابن حجر يلقم يهودي بحجر
ـ[العوضي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 12:22 م]ـ
ابن حجر يلقم يهودي بحجر , مقطع للشيخ الحويني , اضغط هنا ( http://www.way2jana.com/s/playmaq-1482-0.html)
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:13 م]ـ
بارك الله فيك أخي العوضي
واللهم ارحم ابن حجر
واللهم بارك لنا في الحويني شيخنا
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:22 م]ـ
جزاك الله خيراً ,,,(112/498)
فضل تكبيرة الإحرام، وبم تُدرك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:45 م]ـ
فضل تكبيرة الإحرام، وبم تُدرك؟
هل من أدرك الإمام قبل أن يركع الركعة الأولى مدركاً لتكبيرة الإحرام وفضلها؟
الجواب:
الحمد لله:
أولا:
من الأمور المستحبة والمندوبة: إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام في صلاة الجماعة، وقد ورد في فضل ذلك جملة من النصوص والآثار.
ومن ذلك: ما رواه الترمذي (241) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ).
وهذا الحديث يروى موقوفا على أنس بن مالك رضي الله عنه، ومرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رجح الترمذي والدارقطني وقفه، واختار الشيخ الألباني تحسينه مرفوعا. وللكلام حول الحديث ينظر جواب السؤال رقم (34605 ( http://islamqa.com/ar/ref/34605)) .
وسواء صح مرفوعا أو موقوفا فله حكم الرفع؛ لأن مثل هذا الحكم لا يقوله أنس رضي الله عنه اجتهاداً من عند نفسه، فالظاهر أنه علم ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد ورد في فضل إدراك تكبيرة الإحرام أحاديث أخرى مرفوعة ولكنها لا تخلو من ضعف.
ينظر: "مجمع الزوائد" (2/ 123)، "التلخيص الحبير" (2/ 27).
وأما الآثار عن السلف في الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام فكثيرة جداً، ومنها:
1 - ما جاء عن مجاهد قال: سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - لا أعلمه إلا ممن شهد بدرا- قال لابنه: أدركت الصلاة معنا؟
قال: نعم
قال: أدركت التكبيرة الأولى؟.
قال: لا.
قال: لَمَا فاتك منها خير من مئة ناقة كلها سود العين. "مصنف عبد الرزاق" (2021).
2 - قال سعيد بن المسيب: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة. "حلية الأولياء" (2/ 163).
3 - قال وكيع: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة، لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه قريبا من سنتين، فما رأيته يقضي ركعة. "مسند ابن الجعد" (755).
4 - وعن إبراهيم قال: إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه [يعني: لا خير فيه]. "حلية الأولياء" (4/ 215).
5 - قال يحيى بن معين: سمعت وكيعاً، يقول: (من لم يدرك التكبيرة الأولى فلا ترج خيره). "شعب الإيمان" للبيهقي (2652).
قال ابن حجر: " وَالْمَنْقُولُ عَنْ السَّلَفِ فِي فَضْلِ التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى آثَارٌ كَثِيرَةٌ ". "التلخيص الحبير" (2/ 131).
فينبغي الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام.
ثانياً:
بماذا يدرك المأموم فضل تكبيرة الإحرام؟
للعلماء في ذلك عدة أقوال:
الأول: أن المأموم يدرك فضلها بحضوره تكبيرة إحرام إمامه، وتكبيره بعده دون تأخير.
الثاني: أنه يدركها ما لم يشرع الإمام في الفاتحة.
الثالث: يدركها إذا أدرك الإمام قبل أن ينتهي من قراءة الفاتحة، وهو قول وكيع حيث سئل عن حد التكبيرة الأولى، فقال: " ما لم يختم الإمام بفاتحة الكتاب ". "طبقات المحدثين" للأصبهاني (3/ 219).
الرابع: أنها تُدرك بإدرك القيام مع الإمام لأنه محل تكبيرة الإحرام.
الخامس: أنها تحصل بإدراك الركوع الأول مع الإمام، وهو مذهب الحنفية.
ينظر: "رد المحتار" (4/ 131)، " الفتاوى الهندية " (3/ 11)، " المجموع " (4/ 206).
والقول الأول هو الأقرب، وهو مذهب جمهور العلماء من الشافعية والحنابلة وغيرهم.
قال النووي: " يستحب المحافظة على إدراك التكبيرة الأولى مع الإمام، وفيما يدركها به أوجه: أصحها بأن يشهد تكبيرة الإمام ويشتغل عقبها بعقد صلاته، فإن أخر لم يدركها ... ". "روضة الطالبين وعمدة المفتين" (1/ 446).
وقال ابن رجب: " ونص [الإمام] أحمد فِي رِوَايَة إِبْرَاهِيْم بْن الحارث عَلَى أَنَّهُ إذا لَمْ يدرك التكبيرة مَعَ الإمام لَمْ يدرك التكبيرة الأولى ".
وقال أيضاً: " وقد قال وكيع: من أدرك آمين مع إمامه فقد أدرك معه فضلية تكبيرة الإحرام.
وأنكر الإمام أحمد ذلك، وقال: لا تُدرك فضلية تكبيرة الإحرام إلا بإدراكها مع الإمام ".
وقال ابن مفلح رحمه الله: " قَالَ جَمَاعَةٌ: وَفَضِيلَةُ التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى لَا تَحْصُلُ إلَّا بِشُهُودِ تَحْرِيمِ الْإِمَامِ ". "الفروع" لابن مفلح (1/ 521 (.
وقال الحجاوي: " وإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام فضيلة، وإنما تحصل بالاشتغال بالتحرم عقب تحرم إمامه مع حضوره تكبيرة إحرامه". " الإقناع " (1/ 151).
وقال الشيخ ابن عثيمين: " السنة: إذا كبر الإمام أن تبادر وتكبر حتى تدرك فضل تكبيرة الإحرام، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا كبر فكبروا) والفاء تدل على الترتيب والتعقيب، يعني: من حين أن يكبر وينقطع صوته من الراء بقوله: (الله أكبر) فكبر أنت ولا تشتغل لا بدعاء ولا بتسوك ولا بمخاطبة من بجانبك، فإن هذا يفوت عليك إدراك فضل تكبيرة الإحرام ". "لقاء الباب المفتوح" (2/ 192).
وفي "الملخص الفقهي" (1/ 140) للشيخ صالح الفوزان: " ولا تحصل فضيلتها المنصوصة إلا بشهود تحريم الإمام ".
والله أعلم.
http://www.islamqa.com/ar/ref/126388
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(112/499)
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[01 - 07 - 09, 06:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا .... ونفع بكم وبعلمكم , وكم والله فاتتنا هذه الفضيلة التي نسأل الله أن يجعل هذا المقال سببا في محافظتنا عليها
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 07:46 م]ـ
جزاكم الله خيراً
آمين
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 07 - 09, 08:40 م]ـ
جزاكم الله خيراً
قال الناظم موافقاً لما جاء في القول الأول:
والفضلُ في تكبيرةِ الإحرامِ ... بالاشتغالِ عَقِبَ الإمامِ
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 07 - 09, 08:53 م]ـ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ).
وهذا الحديث يروى موقوفا على أنس بن مالك رضي الله عنه، ومرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رجح الترمذي والدارقطني وقفه، واختار الشيخ الألباني تحسينه مرفوعا. وللكلام حول الحديث ينظر جواب السؤال رقم (34605 ( http://islamqa.com/ar/ref/34605)) .
في هذا الرابط الذي تحدث عن الحديث ذُكر في الإجابة مايلي:
ولاشك أن الحرص على إدراك تكبيرة الإحرام كل هذه المدة دليل على قوة في دين الشخص.
وما دام الحديث محتمل الصحة فيرجى لمن حرص على فعل ما فيه أن يكتب له هذا الفضل العظيم، وأقل ما يحصِّله الإنسان من هذا الحرص تربية نفسه على المحافظة على هذه الشعيرة العظيمة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 05:53 ص]ـ
أحسنتما
جزاكما الله خيراً
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 07 - 09, 06:13 ص]ـ
الله المستعان.
نعلم ... ولا نعمل ... فمتى نتوب؟!.
بارك الله فيكم شيخنا / إحسان ... وزادكم من واسع فضله.
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[02 - 07 - 09, 03:09 م]ـ
نسأل الله أن يرحمنا برحمته
وبارك الله في الشيخ إحسان وحفظه من كل شر وأدام فضله وإحسانه لإخوانه ونفع به.(112/500)
شخص يعاني من القولون العصبي والانتفاخ والغازات
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 07 - 09, 08:00 م]ـ
آتاني على البريد ما يلي:
شخص يعاني من القولون العصبي والانتفاخ والغازات
سؤال: أنا شخص أعاني من القولون العصبي ومن أعراضه الانتفاخ وغازات وعدم إخراج كامل للفضلات، لذلك فإني أدخل إلى الحمام قبل الأذان بربع ساعة تقريبا أو أقل، وذلك للتخلص من الفضلات ثم من الغازات وعندما أخرج من الحمام أنتظر من عشر إلى ربع ساعة لوقوف البول لأني مصاب بسلس البول علماً أني قد أدخل الحمام وأستغرق أكثر من ساعة، وذلك لاضطراب في عمل القولون والفضلات تخرج بشكل غير طبيعي، وأحيانا أستيقظ من النوم ولم يبق من الوقت ما يكفي، فإن دخلت الحمام ثم خرجت وانتظرت لانقطاع البول خرج الوقت، وإن صليت على حالي صليت مع وجود انتفاخ وغازات، وأحيانا أدخل الحمام قبل الأذان ولا أخرج إلا ولم يبق من الوقت ما يكفي، فلو انتظرت انقطاع البول خرج الوقت، وإن صليت على حالي، صليت والقطرات تنزل مني علماً أن كثيراً من صلاة الجماعة تفوتني لعلمي بأن الطهارة مقدمة على الجماعة، ولكن الذي يشكل علي هو: هل يجب علي أن أبقى هذا الوقت الطويل لإخراج الفضلات والغازات من ثم أحصل على الطهارة، وفي ذلك مشقة علي أو أصلي على حالي؟ علماً أني قد تحصل لي طهارة، لكن لا أعلم متى، وهل المقدم الطهارة أو الوقت علماً أني قد أدخل الحمام في أول الوقت، وأحيانا بسبب الاستيقاظ أدخل ولم يبق من الوقت إلا أربعين أو ثلاثين دقيقة أرجو التكرم بتوضيح الحكم في حالتي، وماذا يجب علي؟
الجواب:
الحمد لله
الحكم بالنسبة لمن ابتلي بسلس البول ونحوه ممن كان حدثه مستمرا، أنه يتوضأ لوقت كل صلاة وضوءا مستقلا عند دخول وقتها، ولو كان قد توضأ للصلاة التي قبلها قريبا؛ وذلك لما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا، إنما ذلك عرق وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي، ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت) رواه البخاري (226) – واللفظ له – ومسلم (333).
وصاحب السلس ملحق عند أهل العلم بالمستحاضة، قال العيني رحمه الله في "عمدة القاري" (3/ 280): "ويلحق بالمستحاضة ما في معناها كمن به سلس البول والمذي والودي ومن به جرح يسيل" انتهى.
لكن إن علم أن البول ينقطع عنه في وقت يتسع لطهارته وصلاته، لزمه تأخير الصلاة لذلك الوقت.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "المريض المصاب بسلس البول ولم يبرأ بمعالجته عليه أن يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ويغسل ما يصيب بدنه، ويجعل للصلاة ثوبا طاهرا إن لم يشق عليه ذلك، وإلا عفي عنه، لقول الله تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) وقوله: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ) وقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)، ويحتاط لنفسه احتياطا يمنع انتشار البول في ثوبه أو جسمه أو مكان صلاته" انتهى من "فتاوى إسلامية" (1/ 192).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "المصاب بسلس البول له حالان:
الأولى: إذا كان مستمرّاً عنده بحيث لا يتوقف، فكلما تجمَّع شيء بالمثانة نزل: فهذا يتوضأ إذا دخل الوقت ويتحفظ بشيء على فرجه، ويصلِّي ولا يضرُّه ما خرج.
الثانية: إذا كان يتوقف بعد بوله ولو بعد عشر دقائق أو ربع ساعة: فهذا ينتظر حتى يتوقف ثم يتوضأ ويصلِّي، ولو فاتته صلاة الجماعة" انتهى.
"أسئلة لقاء الباب المفتوح" (س 17، لقاء 67).
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن رجل تخرج منه غازات باستمرار، فكيف يتوضأ ويصلي؟
فأجابت: "إذا كان حالك ما ذكر وأن الغازات مستمرة معك فعليك الوضوء لكل صلاة بعد دخول الوقت ولا يضرك ما يخرجك منك بعد ذلك.
وأما الجمعة فتوضأ لها قبل دخول الخطيب في الوقت الذي يمكنك من سماع الخطبة وأداء الصلاة" انتهى.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (5/ 412).
والذي يظهر لنا أنه لا يلزمك البقاء في قضاء الحاجة كل هذا الوقت الطويل الذي تذكره، بل تقضي حاجتك ثم تخرج وتتوضأ وتصلي، ولا يضرك ما نزل بعد الوضوء أو في الصلاة لأنك معذور.
ولمعرفة المزيد عن أحكام صاحب سلس البول، راجع جواب السؤال رقم (22843 ( http://islamqa.com/ar/ref/22843)) (2723 (http://islamqa.com/ar/ref/2723)) (39431 (http://islamqa.com/ar/ref/39431)) (39494 (http://islamqa.com/ar/ref/39494)) .
ونسأل الله تعالى أن يرفع عنك ما أصابك ويعافيك.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islamqa.com/ar/ref/126243)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/1)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 07 - 09, 08:05 م]ـ
وجائني أيضًا على البريد:
تقييد دوام العمل عند حضور الموظف إلى مقر عمله
السؤال: هل أكتب وقت الحضور في سجل الدوام في المدرسة من لحظة خروجي من البيت إلى المدرسة أو من لحظة دخولي المدرسة؟
الجواب:
الحمد لله
المحافظة على الدوام من الأمور المهمة؛ لأن الموظف يتلقى أجره عمله (الراتب) فيجب عليه أن يوفي عمله مقابل ما أخذه، وإلا كان ما أخذه أو بعضه حراماً عليه، والواجب على المسلم أن يتحرى المال الحلال حتى يطيب عيشه وتقبل دعواه.
ووقت الدوام يحسب من أول دخول الموظف مكان العمل إلى خروجه منه، ولم نجد أحداً من أهل العلم قال: إنه يُحسب من أول خروج الموظف من بيته.
وقد سئل الشيخ عبد العزيز رحمه الله:
موظف في إحدى الدوائر يحافظ على دوامه باستمرار، فإذا دخل سجل في دفتر الحضور وقت حضوره الذي جاء فيه، ولكن هناك مجموعة من زملائه يسجلون أوقاتاً خاطئة، فيحضر أحدهم الساعة السابعة مثلاً ويكتب السادسة والنصف، أو ما شابه ذلك، وبالتالي فإن هؤلاء الموظفين المخادعين يحصلون على مميزات وأمور؛ بسبب تزويرهم في التوقيع، ويحرم منها هذا؛ بسبب أنه حتى إذا تأخر سجل تأخره، فهل يصح أن يفعل مثلهم؟ وما موقفه منهم؟ وما حكم فعل المدير الذي يتساهل في هذه الأمور؟ وهل تعارفهم على ذلك واعتيادهم على ذلك يبيح هذا الفعل؟
فأجاب:
"الواجب على كل مسلم أداء الأمانة والحذر من الخيانة في العمل، وفي الحضور والغياب، وفي كل شيء، والواجب عليه أن يسجل الوقت الذي دخل فيه، والوقت الذي خرج فيه؛ حتى يبرئ ذمته، والواجب على المسؤول عنهم أن ينصحهم، ويوجههم إلى الخير، ويحذرهم من الخيانة.
والله ولي التوفيق" انتهى.
"مجموع فتاوى ابن باز" (19/ 355).
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: في بعض الأحيان أخرج من عملي لأداء بعض الأعمال الخاصة وقت الدوام بدون علم المدير، كما أن زملائي ينصرفون قبل نهاية الدوام بنصف ساعة، وأقوم أنا بوضع كروتهم في المكينة الخاصة بذلك عند نهاية الدوام، فما هو حكم هذا العمل، وما هو توجيهكم لنا؟
فأجابوا:
"الموظف يجب عليه الحضور في مكان العمل كل وقت الدوام، ولو لم يكن عنده عمل، ولا يجوز له الانصراف إلا لأمر ضروري يسمح به النظام، ولا يجوز التزوير بإثبات الحضور والانصراف الرسمي وهو غير صحيح، فالواجب على السائل وعلى زملائه التوبة إلى الله والتقيد بأداء الواجب.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان ... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ... الشيخ بكر أبو زيد
"فتاوى اللجنة الدائمة": (15/ 152).
وبهذا تعلم أخي السائل أنه لا يجوز لك تسجيل وقت الحضور إلا من وقت دخولك مبنى عملك لا قبله.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islamqa.com/ar/ref/129881)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 07 - 09, 08:06 م]ـ
كذلك:
هل يجوز الذكر بما ورد في أحاديث ضعيفة؟
السؤال: أرجو إفادتي في حكم قول بعض أذكار الصباح والمساء التي حكم بعض العلماء ومنهم الشيخ الألباني بضعفها؟
الجواب:
الحمد لله
هذه المسألة مشهورة بين أهل العلم باسم: " حكم العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال "، وقد اختلفت فيها أقوال المحدثين والفقهاء قديماً وحديثاً.
والذي نراه أقرب للصواب إن شاء الله هو أن الحديث الضعيف لا يعمل به في فضائل الأعمال ولا في غيرها، وقد سبق اختيار هذا القول في جواب السؤال رقم: (44877) ( http://www.islamqa.com/ar/ref/44877) ، (49675) (http://islamqa.com/ar/ref/49675)، (98780) (http://islamqa.com/ar/ref/98780) ، (85609 (http://www.islamqa.com/ar/ref/85609)) .
وقد اختار هذا القول جماعة من أهل العلم، منهم الإمام مسلم في مقدمة صحيحه حيث قال:
"الأخبار في أمر الدين إنما تأتي بتحليل أو تحريم، أو أمر أو نهي، أو ترغيب أو ترهيب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/2)
فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن للصدق والأمانة، ثم أقدم على الرواية عنه مَن قد عرفه ولم يبين ما فيه لغيره ممن جهل معرفته؛ كان آثماً بفعله ذلك، غاشاً لعوام المسلمين؛ إذ لا يؤمن على بعض من سمع تلك الأخبار أن يستعملها أو يستعمل بعضها، ولعلها أو أكثرها أكاذيب لا أصل لها" انتهى.
قال ابن رجب رحمه الله:
"ظاهر ما ذكره مسلم في مقدمة كتابه يقتضي أنه لا تُروى أحاديث الترغيب إلا عمن تروى عنه الأحكام" انتهى.
"شرح علل الترمذي" (1/ 373).
وهذا ظاهر قول ابن حبان رحمه الله في مقدمة كتابه "المجروحين"، واختاره أكثر علمائنا المعاصرين.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
"الأحاديث الضعيفة لا يُستدل بها، ولا يجوز أن تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على وجه يُبيَّن فيه أنها ضعيفة، ومَن حدَّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)، فلا يجوز العمل بالحديث الضعيف.
لكن بعض أهل العلم رخص في ذكر الحديث الضعيف بشروط ثلاثة:
الشرط الأول: ألا يكون ضعفه شديداً.
والشرط الثاني: أن يكون له أصل.
والشرط الثالث: أن لا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله.
فإن كان الضعف شديداً فإنه لا يجوز ذكر الضعيف أبداً إلا إذا كان الإنسان يريد أن يبين ضعفه، وإذا كان ليس له أصل فإنه لا يجوز ذكره أيضاً.
مثال الذي له أصل: أن يأتي حديث في فضل صلاة الجماعة مثلاً وهو ضعيف، فلا حرج من ذكره هنا للترغيب في صلاة الجماعة؛ لأنه يرغب في صلاة الجماعة ولا يضر؛ لأنه إن كان صحيحاً فقد نال الثواب المرتب عليه، وإن لم يكن صحيحاً فقد استعان به على طاعة الله.
لكن مع ذلك يأتي الشرط الثالث: أن لا تعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله، ولكن ترجو أن يكون قاله من أجل ما ذكر فيه من الثواب.
على أن بعض أهل العلم قال: إن الحديث الضعيف لا يجوز ذكره مطلقاً إلا مقروناً ببيان ضعفه.
وهذا القول لا شك أنه أحوط، وأسلم للذمة، ومسألة الترغيب والترهيب يكفي فيها الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" انتهى.
"فتاوى نور على الدرب" (مصطلح الحديث).
وقال الشيخ الألباني رحمه الله:
"ومن المؤسف أن نرى كثيراً من العلماء - فضلاً عن العامة - متساهلين بهذه الشروط، فهم يعملون بالحديث دون أن يعرفوا صحته من ضعفه، وإذا عرفوا ضعفه لم يعرفوا مقداره، وهل هو يسير أو شديد يمنع العمل به، ثم هم يشهرون العمل به كما لو كان حديثاً صحيحاً، ولذلك كثرت العبادات التي لا تصح بين المسلمين، وصرفتهم عن العبادات الصحيحة التي وردت بالأسانيد" انتهى.
"تمام المنة" (ص/36).
وقد بَيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الذين أجازوا العمل بالحديث الضعيف من الحفاظ والمحدثين المتقدمين لم يقصدوا إثبات استحباب الإتيان بأذكار معينة بأعداد مخصوصة وأوقات مخصوصة إذا وردت في أحاديث ضعيفة، وإنما أرادوا أنه إذا ورد حديث ضعيف يبين مقدار ثواب ذكر معين مثلاً، وكان قد ورد فضل هذا الذكر نفسه في حديث صحيح، أنه يجوز العمل بهذا الذكر مع احتساب الفضل الوارد في الحديث الضعيف، رجاء تحقيقه وتحصيله، أما أن نقول باستحباب عمل – كصلاة التسابيح مثلاً – بدعوى أنها من فضائل الأعمال، والأحاديث الضعيفة يؤخذ بها في فضائل الأعمال: فهذا لم يقل به المحدثون والحفاظ المتقدمون.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" ولم يقل أحد من الأئمة: إنه يجوز أن يجعل الشيء واجباً أو مستحباً بحديث ضعيف، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع، وهذا كما أنه لا يجوز أن يحرم شيء إلا بدليل شرعي، ولكن إذا عُلم تحريمه، وروي حديث في وعيد الفاعل له، ولم يعلم أنه كذب؛ جاز أن يرويه، فيجوز أن يروي في الترغيب والترهيب ما لم يعلم أنه كذب، لكن فيما علم أن الله رغب فيه أو رهَّب منه بدليل آخر غير هذا الحديث المجهول حاله " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (1/ 250).
ويقول أيضا رحمه الله:
"إذا ثبت أن العمل مستحب بدليل شرعي، وروي له فضائل بأسانيد ضعيفة: جاز أن تروى إذا لم يعلم أنها كذب.
وذلك أن مقادير الثواب غير معلومة، فإذا روي في مقدار الثواب حديث لا يعرف أنه كذب؛ لم يجز أن يُكذِّب به، وهذا هو الذي كان الإمام أحمد بن حنبل وغيره يرخصون فيه وفي روايات أحاديث الفضائل، وأما أن يثبتوا أن هذا عمل مستحب مشروع بحديث ضعيف، فحاشا لله" انتهى.
"مجموع الفتاوى" (10/ 408).
وقال أيضا:
"إذا تضمنت أحاديث الفضائل الضعيفة تقديراً وتحديداً؛ مثل صلاة في وقت معين، بقراءة معينة، أو على صفة معينة؛ لم يجز ذلك – أي العمل بها – لأن استحباب هذا الوصف المعين لم يثبت بدليل شرعي، بخلاف ما لو روي فيه: (مَن دخل السوق فقال: لا إله إلا الله كان له كذا وكذا) فإن ذكر الله في السوق مستحب، لما فيه من ذكر الله بين الغافلين، فأما تقدير الثواب المروي فيه فلا يضر ثبوته ولا عدم ثبوته، وفي مثله جاء الحديث الذي رواه الترمذي: (من بَلَغه عن الله شيء فيه فضل فعمل به رجاء ذلك الفضل أعطاه الله ذلك وإن لم يكن ذلك كذلك) " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (18/ 67).
وعلى هذا، فأذكار الصباح والمساء أو غيرها من الأذكار المقيدة بوقت أو سبب لا يعمل بها إذا رويت بأحاديث ضعيفة، وفيما ثبت في الأحاديث الصحيحة كفاية.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islamqa.com/ar/ref/131106)(113/3)
ما حكم اجتماع الناس بالدعاء جماعة بعد انتهاء دفن الميت
ـ[ابو اسراء]ــــــــ[01 - 07 - 09, 08:26 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله سؤالي كالتالي ما حكم اجتماع الناس بالدعاء جماعة بعد انتهاء دفن الميت ,و السلام عليكم
ـ[أبوالبراء الحنبلى]ــــــــ[02 - 07 - 09, 11:19 ص]ـ
وانا أكرر السؤال فالامر يحدث الكثير من النزاعات بين الشباب على المقابر(113/4)
قصة في أن لباس نصف الساق ليس من الشهرة
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 12:38 ص]ـ
المدخل ج1/ص131
حكى الإمام أبو بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي رحمه الله في كتاب سراج الملوك والخلفاء له قال ولما دخل محمد بن واسع سيد العباد في زمانه رحمه الله على بلال بن أبي بردة أمير البصرة وكان ثوبه إلى نصف ساقيه قال له بلال ما هذه الشهرة يا ابن واسع فقال له ابن واسع أنتم شهرتمونا هكذا كان لباس من مضى وإنما أنتم طولتم ذيولكم فصارت السنة بينكم بدعة وشهرة انتهى
ـ[سعد مطر الحسيني]ــــــــ[02 - 07 - 09, 03:19 ص]ـ
الله أكبر , قصة رائعة ...
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[02 - 07 - 09, 03:54 ص]ـ
ماشاء الله، أنظروا إلى الجواب المسكت يا أحبتي، بارك الله في السنة وأهلها
ـ[عبدالله بن عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 09:14 ص]ـ
175670 - مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي إزاري استرخاء. فقال (يا عبدالله! ارفع إزارك) فرفعته. ثم قال (زد) فزدت. فما زلت أتحراها بعد. فقال بعض القوم: إلى أين؟ فقال: أنصاف الساقين.
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2086
خلاصة الدرجة: صحيح
http://www.dorar.net/enc/hadith/%D8%A3%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%81+%D8%B3%D8%A7%D9%82% D9%8A%D9%87/+d1+yj
53097 - إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل ذلك في النار، لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم: 4/ 75
خلاصة الدرجة: احتج به، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)
http://www.dorar.net/enc/hadith/ أنصاف+ساقيه/+ d1+yj&page=1
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 10:26 ص]ـ
طولتم ذيولكم فصارت السنة بينكم بدعة وشهرة
فعلا جواب مسكت.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 10:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم
وقد قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي في أحد الدروس في معرض حديثه عن تعظيم السنن فتحدث عن تقصير الثوب إلى نصف الساق والعمامة وقال بأن البعض يقول أنها لباس شهره فقال: وكيف تكون سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لباس شهره؟؟ وقد شدد في ذلك -حفظه الله-
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[02 - 07 - 09, 12:06 م]ـ
"فصارت السنة بينكم بدعة وشهرة "
صار الثوب غير المسبل" شهرة" ..................
وصارت اللحية المعفاة الموفرة "شهرة" ....................
وفي بعض البلاد صار غير حاسر الرأس صاحب "شهرة" ...................
ثم جاءنا من يقول عن لباس المسلمة الذي تستر به وجهها ولا يظهر منه حجم عظمها وتكون لعائشة وحفصة شبهاً، خلي عنك هذا فثوبك هذا ثوب" شهرة"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كل ما هو لله عبادة وللسنة شعيرة صار" شهرة"
ولكنها من حيث تضيق بك الدنيا يأتيك الفرج في الأخرى ... فأبشر أخي صاحب السنة فإنما أجرك "بأجر خمسين رجلا"
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[03 - 07 - 09, 01:32 ص]ـ
أحسنتي
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:25 ص]ـ
سبحان الله .. وهل يجترئ أحد أصلاً على القول بأن تطبيق السنة والتزامها شهرة؟
وأي مخذول يقول بذلك؟
ـ[تركي النجدي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 03:53 ص]ـ
جزاكم الله خير ونفع الله بكم ..
الذي يظهر أن هناك فرق بين الإزار والثوب أو القميص.
واللهُ تعالى أعلم.
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 02:12 ص]ـ
ممن فرق في ذلك الشيخ بكر رحمه الله
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[04 - 07 - 09, 03:02 ص]ـ
هلا وافيتمونا بكلام الشيخ رحمه الله
أو أحلتمونا إلى مصدره
لتعم الفائدة ويظهر وجه التفريق ...
جزيتم خيرا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 02:16 ص]ـ
سبحان الله .. وهل يجترئ أحد أصلاً على القول بأن تطبيق السنة والتزامها شهرة؟
وأي مخذول يقول بذلك؟
قالها المخذول " علي جمعة "!
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[05 - 07 - 09, 07:15 ص]ـ
جزاكم الله خير ونفع الله بكم
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 10:00 ص]ـ
حد الثوب والأزرة, وتحريم الإسبال ولباس الشهرة للشيخ بكر ابو زيد
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=8&book=3416
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 10:53 م]ـ
عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول (أزرة المؤمن الى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين .... )
وإذا كان في الأمر سعةفالأخذ به أوفق و أرشد، ولئن قال ابن واسع ما قال فقد قال أيوب السختياني: (كانت
الشهرة فيما مضى في تذييلها، و الشهرة اليوم في تقصيرها)
ومسألة الثياب بالعادات ألصق منها بالعبادات، ومن لم يجاوز ثوبه كعبيه فلا تثريب عليه، والمخذول من خذله الله لا
من خذلتموه، وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن " و"قولوا للناس حسنا" والله الموفق لا رب غيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/5)
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 01:36 ص]ـ
أحسنت أباالعلياء
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 02:11 ص]ـ
اليوم النساء يرفعن الثياب إلى نصف الساق في الغالب، وقد يزدن في الرفع. والرجال يرخون الثياب أو الإزار إلى أسفل من الكعبين وقد يزيدون في الإرخاء. زمن المغالطات.
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[12 - 07 - 09, 02:46 ص]ـ
محرمات لا مغالطات
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 07:48 م]ـ
حديث أبي سعيد الخدري: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال:
إِزْرَةُ الْمُؤمن إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَلاَ حَرَجَ أَوْ لاَ جُنَاحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ، فَمَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِى النَّارِ، مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَراً لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ.
الكلام عليه من وجهين: الرواية والدراية
أما الرواية: فقد أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي سعيد مرفوعا.
وهذا الإسناد على شرط مسلم.
أم الدراية: فالحديث دلّ على أن الإزار يتعلق به ثلاثة أحكام تكليفية:
1. الاستحباب: وهو مستفاد من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "إِزْرَةُ الْمُؤمن". وهو أن يكون الإزار إلى نصف الساق.
2. الإباحة: وهي المستفادة من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "لاَ حَرَجَ أَوْ لاَ جُنَاحَ". وذلك فيما نزل عن نصف الساق إلى أن يبلغ الكعبين.
3. التحريم: وذلك ما كان أسفل من الكعبين. ثم التحريم له درجتان. إن كان من غير خيلاء فالقدر الذي يكون أسفل من الكعبين، يكون في النار. وأما إن اقترن بالخيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة.
وبناء على ما سبق، أقيّم بعض ما كُتب في هذا الموضوع:
وإذا كان في الأمر سعة، فالأخذ به أوفق و أرشد،.
الأخذ بماذا؟ لم يتبين لي مرجع الضمير. لكن الظاهر - والله أعلم - أن الأخ يقصد، الأخذ بما هو مباح من إرخاء الإزار اسفل من نصف الساق.
أقول: بل الأرشد والأوفق، العمل بالمستحب، لا تركه، وإيثار المباح عليه!
ولئن قال ابن واسع ما قال فقد قال أيوب السختياني: (كانت
الشهرة فيما مضى في تذييلها، و الشهرة اليوم في تقصيرها).
قلت: الرجال يستدل لهم لا بهم. وإنما ذُكر قول ابن واسع لأنه كام موافقا لِما استحبه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للمؤمنين من أن يجعلوا أزرهم على أنصاف ساقيهم. وأما قول ايوب، فلا يُعارض به ما نص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على استحبابه.
ومسألة الثياب بالعادات ألصق منها بالعبادات.
قلت: فكان ماذا؟ أليس الأحكام التكليفية الخمسة تجري في العادات؟ أليس إعفاء اللحية من العادات، أليس لبس الحرير من العادات، أليس الأكل باليمين من العادات، ... ، .... ؟؟؟
إنما يقال هذا الكلام - إن سلّمنا بهذا التفريق تنزّلا - إذا فَعَل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِعلا، دون أن يُرشد أمته إليه، كلبسه للجبة الرومية، وكفتحه أزارير قميصه أحيانا، وكحبه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للحِبَرة من الثياب، والدباء أو كتف الشاة من الأطعمة، ونحو ذلك.
أمّا وقد أرشد أمته إلى أن يجعلوا ثيابهم إلى أنصاف سيقانهم، ومدحه بقوله: "إزرة المؤمن"، فلا ينبغي أن يعارض ذلك بمثل هذا الكلام.
والله تعالى أعلم.
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 09:44 م]ـ
رحم الله العلامة بكر أبو زيد فقد أجمل ونفع و أفاد وجمع في رسالته حد الثوب والإزرة, وتحريم الإسبال ولباس الشهرة فليراجعها كل من يريد إتباع النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[أبوالحسين الدوسري]ــــــــ[13 - 07 - 09, 10:08 ص]ـ
ومن يرى بقول الشيخ بكر رحمه الله الشيخ صالح الفوزان وسماحة المفتي حفظهم الله تعالى وللشيخ عمر المقبل كلام قيم في المسألة في موقع الاسلام اليوم أو المسلم لعلي اذا وجدته اتيت به.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[13 - 07 - 09, 07:36 م]ـ
أقول: بل الأرشد والأوفق، العمل بالمستحب، لا تركه، وإيثار المباح عليه!
شر السير الحقحقة، وحمل الناس على أمر واحد مضر بهم، مضيق عليهم ما فسح من دينهم،و إني سائلك يا أخي عمن انتهى ثوبه الى كعبيه، هل بحل لك أن تعنفه وتنكر عليه؟
ـ[أبو إسحاق السندي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 02:58 ص]ـ
شر السير الحقحقة، وحمل الناس على أمر واحد مضر بهم، مضيق عليهم ما فسح من دينهم،و إني سائلك يا أخي عمن انتهى ثوبه الى كعبيه، هل بحل لك أن تعنفه وتنكر عليه؟
سبحان الله! ما ينبغي لي أن أنكر على أمرٍ أباحه الشارع ورخّص فيه. (وأنا: كثير من ثيابي أسفل من نصف الساق وفوق الكعبين بقليل!).
وإنما إنكاري على من يحبّذ للناس ترك المستحب، ويزهّدهم فيه، ويفضّل لهم أن يجعلوا أزارهم أسفل من نصف الساق، ويقول: إن الأخذ به "أوفق و أرشد".
إذا كان شخص لا يتشجّع على الأخذ بالمستحب، أو كان يرى أن الأفضل في حقّه نظرا إلى واقعه الخاص به، أن يعمل بالمباح دون المستحب؛ فلا يزهّد غيرَه فيه!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/6)
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[15 - 07 - 09, 02:15 م]ـ
رحم الله تلك العظام(113/7)
هل موسى فقأ عين (ملك الموت)؟ وماالفوائد من القصة؟
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[02 - 07 - 09, 06:39 ص]ـ
حديث موسى عليه السلام وملك الموت أن ملك الموت لما جاء إلى موسى عليه السلام ليقبض روحه، لطمه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فرد عليه عينه).
ماصحة هذه القصة .. ؟؟
وهل لها شرح او منها فوائد؟؟
بارك الله فيكم
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[02 - 07 - 09, 06:44 ص]ـ
الحديث أخرجه البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: (أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكَّه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه، فقل له: يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي ربِّ ثم مه؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق، تحت الكثيب الأحمر).
قال ابن حجر أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ،وإنما بعثه إليه اختيارا وإنما لطم موسى ملك الموت لأنه رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت، .... وقد جاءت الملائكة إلى ابراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء، ولو عرفهم ابراهيم لما قدم لهم المأكول ولوعرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه.
و قال بعض أهل العلم: ثبت بالكتاب والسنة أن الملائكة يتمثلون في صور الرجال، وقد يراهم كذلك بعض الأنبياء فيظنهم من بني آدم كما في قصتهم مع إبراهيم ومع لوط عليه السلام، اقرأ من سورة هود الآيات 69 - 80، وقال عزوجل في مريم عليها السلام {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا} [مريم /17].
شبهات حول الحديث
لقد أنكر هذا الحديث بعض الملاحدة والمبتدعة قديماً وحديثاً زاعمين أنه من الأحاديث المشكلة، وأن رائحة الإسرائيليات تفوح منه، منتقدين أشياء كثيرة في متنه تثير الريبة، ويستحيل معها - بزعمهم - ثبوته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم –.
من ذلك أن فيه ما لا يجوز على الله، ولا على أنبيائه ولا على ملائكته، إذ كيف يليق بالله تبارك وتعالى أن يصطفي من عباده من يبطش هذا البطش بملك من ملائكته المقربين، من غير ذنب ارتكبه سوى أنه كُلِّف بتبليغ أمرٍ من أوامره حين قال لموسى: أجب ربك؟!.
وكيف يليق بنبي الله وكليمه موسى عليه السلام، الذي اختاره الله لرسالته، وائتمنه على وحيه، وآثره بمناجاته، وجعله من سادة رسله، أن يكره الموت هذا الكره، ولا يحب لقاء ربه، مع شرف مقامه، وعلو منزلته، وهو ما لا يليق بالصالحين من عباد الله، فكيف بواحد من أولي العزم من الرسل، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (من أحب لقاء الله أحب الله لقائه، ومن كره لقاء الله كره الله لقائه)؟!.
وكيف تمكن موسى عليه السلام من الوقيعة بملك الموت، ولماذا لم يدافع الملك عن نفسه مع قدرته على إزهاق روح موسى وأمر الله له بذلك؟!، وهل للملك حقيقة مادية جسمانية حتى يقال إنه له عيناً يمكن أن تفقأ من لطمة واحدة؟!.
وأين ضياع حق الملك وذهاب عينه ولطمته هدراً، حيث لم يعاتب الله نبيه موسى على فعلته تلك، فضلاً عن أن يقتص منه، بل كافأه وأكرمه بأن خيره بين الموت والحياة سنين كثيرة بقدر ما تواريه يده من شعر الثور؟!.
هذه مجمل الشبه التي أثيرت حول الحديث، وكلها - كما ترى - تجعل النص الصحيح الثابت في قفص الاتهام، وتجعل عقولهم وآراءهم هي الحاكمة عليه، من غير أي مراعاة أو اعتبار لقواعد هذا الفن، ولا لكلام أئمة الحديث وشراحه.
وقبل مناقشة هذه الشكوك نود أن نبين أن الموقف الذي اتخذه معظم هؤلاء من هذا الحديث وأمثاله إنما هو فرع عن الموقف من الصحابة وعدالتهم، ومن أبي هريرة رضي الله عنه ورواياته، ومن الصحيحين وأحاديثهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/8)
فهؤلاء الذين شغبوا وأثاروا كل هذه الضجة حول الحديث، قد شككوا أصلاً في عدالة الصحابة، وأسقطوا الاحتجاج بـ أبي هريرة ورواياته، ولم يجعلوا أي قيمة علمية لأحاديث الصحيحين ورواتهما، مما فسح المجال أمامهم ليعبثوا كيف شاؤوا، ولينتقدوا ما أرادوا من الأحاديث التي لا تروق لأهوائهم وأمزجتهم، حتى ولو لم يتكلم فيها أحدٌ ممن يعتد به من أهل هذا الفن.
فالموقف من هذا الحديث إذاً لا يخرج عما قيل سابقاً، وقد سبق الكلام في مواضيع مستقله في هذا المحور عمَّا يتعلق بعدالة الصحابة رضي الله عنهم، و أبي هريرة، وأحاديث الصحيحين، وسنخصص الحديث في هذا الموضوع للرد على الشبهات المثارة حول هذا الحديث على وجه الخصوص.
وقد تصدى جمع من أئمة الإسلام للرد على كل من طعن في هذا الحديث بالتكذيب، ودحضوا شبهاتهم، وكشفوا عوارهم، وأجابوا عن الاعتراضات والإشكالات بأجوبة وتوجيهات فيها مقنع وكفاية لكل طالب للحق والهدى، ومن هؤلاء الإمام ابن خزيمة، و ابن حبان، و الخطابي و ابن قتيبة، ونقلها عنهم شرَّاح الحديث كالحافظ ابن حجر والإمام النووي وغيرهم، بما يرد عن الحديث كل شبهة، وينفي عنه أي تهمة.
قال الإمام ابن حبان رحمه الله في معرض جوابه عن الحديث: " إن الله جل وعلا بعث رسوله الله - صلى الله عليه وسلم- معلماً لخلقه، فأنزله موضع الإبانة عن مراده، فبلغ - صلى الله عليه وسلم- رسالته وبين عن آياته بألفاظ مجملة ومفسرة، عقلها عنه أصحابه أو بعضهم، وهذا الخبر من الأخبار التي يدرك معناها من لم يحرم التوفيق لإصابة الحق. . . ثم أخذ في دفع ما قيل في الحديث.
خاتماً كلامه بالتشنيع على من يزعمون أن أصحاب الحديث حمالة الحطب، ورعاة الليل يجمعون ما لا ينتفعون به، ويروون ما لا يؤجرون عليه، ويقولون بما يبطله الإسلام، جهلاً منه لمعاني الأخبار، وترك التفقه في الآثار، معتمداً منه على رأيه المنكوس، وقياسه المعكوس " أهـ.
وقال ابن خزيمة: " وهذا اعتراض من أعمى الله بصيرته، ومعنى الحديث صحيح. . . . . " إلخ.
هل الحديث من الإسرائيليات
أما كون رائحة الإسرائيليات تفوح منه لأنه موقوف على أبي هريرة، فهي فرية جاء بها "أبو رية " ورددها غيره، والحديث وإن كان قد أورده البخاري و مسلم موقوفاً على أبي هريرة من طريق طاوس، إلا أنه روي أيضاً مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- في الصحيح من طريق همام بن منبه، قال الحافظ في الفتح (6/ 441): " وهذا هو المشهور عن عبد الرزاق، وقد رفع محمد بن يحي رواية طاوس أيضاً أخرجه الإسماعيلي " أهـ.
فالحديث مرفوع لا محالة، أما في رواية همام بن منبه فالأمر ظاهر، وأما رواية طاوس فلها حكم الرفع لأنها مما لا مجال فيه للرأي، وينفي احتمال كونها من الإسرائيليات، ورودها مرفوعة صراحة من الطريق الأخرى التي ذكرها الحافظ.
ولو جاز الحكم بالرائحة - كما يقول الشيخ المعلمي رحمه الله- لما ساغ أدنى تشكك في حكم البخاري لأنه أعرف الناس برائحة الحديث النبوي، وبالنسبة إليه يكون الطاعن فيه أخشم فاقد الشم أو فاسده.
إشكالات حول المتن
وأما الزعم بأن في متنه إشكالات تثير الريبة، فإنما جاء من الفهم السيء، والصورة الخاطئة التي رسمها أصحابها في أذهانهم، فأوردوا بموجبها كل هذه الإشكالات ضاربين عرض الحائط بكلام أهل العلم وتوجيهات أئمة هذا الشأن، وذلك لأن استشكالاتهم كلها مبنية على أساس أن موسى عليه السلام قد عرف ملك الموت، وأنه جاء لقبض روحه، ومع ذلك دافعه ونازعه واعتدى عليه رافضاً الاستجابة لأمر الله.
وهذا الكلام مردود جملة وتفصيلاً لأمور:
أولاً: أن الله عز وجل إنما أرسل ملك الموت إلى موسى في المرة الأولى ابتلاء واختباراً، ولم يرسله إليه وهو يريد قبض روحه حينئذ، وأمره أن يقول له: " أجب ربك "، أمر ابتلاء لا أمراً يريد إمضاءه، كما أمر سبحانه خليله إبراهيم بذبح ولده أمر اختبار وابتلاء، ولم يرد إمضاء ذلك، فلما عزم على ذبحه وتله للجبين فداه بالذبح العظيم.
ولو أراد سبحانه أن يقبض روح موسى عليه الصلاة والسلام حين لطم الملك، لكان ما أراد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/9)
ثانياً: أن موسى عليه السلام لم يكن يعرف في المرة الأولى أن الذي جاء إليه هو ملك الموت، بل ظنه شخصاً جاء ليعتدي عليه فدافع عن نفسه بما يستطيع، فأدت المدافعة إلى فقء عينه، لا أنه قصدها بالفقء، والدفاع عن النفس مشروع في جميع الشرائع السماوية والقوانين الأرضية، فلما رجع ملك الموت إلى ربه، وأخبره بما كان من أمره، أمره ثانياً أن يرجع إليه وأن يقول له: " إن شئت فضع يدك على متن ثور فلك بكل ما غطت يدك بكل شعرة سنة "، فلما خيره الملك هذا التخيير، ورآه موسى قد عاد سليماً مع قرب الوقت، علم وتيقن أنه ملك الموت وأنه جاءه بالرسالة من عند الله، عند ذلك طابت نفسه بالموت، ولم يستمهل، وقال: فالآن، فلو كان قد عرفه في المرة الأولى لتصرف كما تصرف في المرة الثانية عندما تيقن أنه هو.
ومسألة تمثل الملائكة في صور البشر، ومجيئهم إلى الأنبياء على هيئة لا يعرفونها مسألة ثابتة بالكتاب والسنة، كما في قصتهم مع إبراهيم و لوط عليهما السلام، وكما تمثل الملك لمريم عليها السلام في صورة رجل لم تعرفه حتى استعاذت منه وذلك في قوله تعالى: {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا} (مريم 17 - 18)، وكمجيء جبريل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسؤاله إياه عن الإيمان والإسلام والإحسان فلم يعرفه - صلى الله عليه وسلم - حتى ولَّى.
فمن كان جاحداً لهذا كله أو مرتاباً فيه فليس كلامنا معه، ومن كان مصدقاً علم أنه لا مانع من أن يتمثل ملك الموت رجلاً ويأتي إلى موسى فلا يعرفه.
كما أنه ليس هناك مانع أيضاً أن تتفق بعض شرائعنا مع شرائع من قبلنا من الأمم، ومعلوم في شريعتنا أن فقء عين الداخل إلى دارك بغير إذنك، أو الناظر فيه بغير أمرك مباح ولا حرج فيه، فربما كان فعل موسى من هذا الباب، حين رأى في داره رجلا لم يعرفه، لأنه دخل داره بغير إذنه فأخذ يده فلطمه، فأتت لطمته على فقء عينه، فكان استعمال موسى لهذا الفعل مباحاً له، ولا حرج عليه فيه.
فالخلاصة أن الحديث ليس فيه أبداً أي تصريح بأن موسى عليه السلام عرف أنه ملك الموت في المرة الأولى، أو أنه تعمد فقء عينه، حتى يقال: كيف يليق بالله تبارك وتعالى أن يصطفي من عباده من يبطش هذا البطش بملك من ملائكته المقربين؟! غاية ما فيه أنه جاءه من لم يعرفه، واقتحم عليه بيته، وخصوصاً مع ما عرف عن موسى عليه السلام من الغضب والحدة، فتعامل معه بمقتضى بشريته.
ثم ما قول هؤلاء الذين يرون في هذا الحديث خرافة لا تليق بالأنبياء، ما قولهم في ما أثبته الله عن موسى عليه السلام في القرآن من إلقاء الألواح، وأ خذه برأس أخيه يجره إليه، ووكزه للقبطي حتى قضى عليه، هل كان القرآن يحكي خرافة لا تليق بالأنبياء، أم أن ذلك كله من الإسرائيليات؟!.
ثالثاً: إن كراهية الموت أمر فطري في البشر، وقد شرع الله الدفاع عن النفس، ونهى عن إلقائها في التهلكة، والأنبياء أنفسهم أعظم الناس شجاعة، إلا أنهم مع ذلك اتخذوا من الأسباب الواقية المشروعة ما يدفعون به عن أنفسهم الأخطار وغوائل الأعداء.
فالنبي - صلى الله عليه وسلم – هاجر خفية، واختبأ في ا لغار، وأعمى أخباره عن الأعداء، واتخذ حرساً يحرسونه حتى نزل قوله تعالى: {والله يعصمك من الناس} (المائدة67)، فصرفهم عن حراسته، وقاتل يوم أحد بين درعين.
و موسى عليه السلام وقع له من ذلك أمور كما قال تعالى: {وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين} (القصص 31)، وقال سبحانه: {وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين * فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين} (القصص:21)، وهذا كله من الأسباب المشروعة التي لا تخدش في مقام الأنبياء ولا في مكانتهم.
فما المانع أن تكون حكمة الله عز وجل اقتضت أن يتمثل ملك الموت بصورة رجل، ويأمره الله أن يدخل على موسى بغته، قائلاً له: سأقبض روحك لينظر ماذا يصنع؟ ولتظهر هذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها حتى الأنبياء، فيكون في قص ذلك عبرة لمن بعده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/10)
ولا يقال حينئذ إن هذا يتنافى مع محبة لقاء الله، وما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام من قوله: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)، لأن هذا الحديث يحكي حالة معينه في زمن معين، وهي حالة النزع وخروج الروح حين لا تقبل التوبة، ولا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، وحين يبشر كل إنسان بما هو صائر إليه فيفرح المؤمن بلقاء الله، ويكره الكافر والمنافق ذلك.
وقد جاء هذا مبيناً في رواية مسلم أن شريح بن هانئ جاء إلى عائشة رضي الله عنها فقال: " يا أم المؤمنين سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً إن كان كذلك فقد هلكنا، فقالت: " إن الهالك من هلك بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وما ذاك؟ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)، وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت، فقالت: قد قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وليس بالذي تذهب إليه، ولكن إذا شخص البصر، وحشرج الصدر، واقشعر الجلد، وتشنجت الأصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ".
وكيف يزعم أن في الحديث ما يفيد أن موسى عليه السلام لا يحب لقاء ربه، وقد خير - بعد أن تيقن أن الذي جاءه هو ملك الموت – بين الإمهال والعيش سنين عديدة بقدر ما تواريه يده من شعر الثور، وبين الموت، فاختار الموت حباً للقاء الله، وشوقاً إلى ما عنده.
رابعاً: أن الصورة التي تصور بها ملك الموت غير الصورة الحقيقة التي خلقه الله عليها، فلا يقال كيف تمكن موسى من الوقيعة بملك الموت؟ ومن ثم فإن اللطمة إنما وقع تأثيرها على تلك الصورة العارضة، ولم ينل الملك منها أي بأس، وذلك لحكمة أرادها الله سبحانه، حتى إذا رد الله عليه عينه، ورجع إلى موسى سليماً في صورة كاملة مع قرب الوقت، كان ذلك أقوى في اعتباره.
وأما لماذا لم يدافع الملك عن نفسه مع قدرته على إزهاق روح موسى وأمر الله له بذلك؟! فقد سبق أن الأمر كان للابتلاء و الاختبار، وأن الله جل وعلا لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ، ولم يأمره أمراً يريد إمضاءه، ولو أراد سبحانه أن يقبض روح موسى عليه الصلاة والسلام حين لطم الملك، لكان ما أراد، وهو الذي يقول للشيء كن فيكون، فمن كان له اعتراض فليعترض على حكمة الله.
وأما ضياع حق الملك وعدم الاقتصاص له، فمن أين لهذا المبتدع مشروعية القصاص بين الملائكة والبشر؟!، ومن أخبره أن ملك الموت طلب القصاص من موسى فلم يقتص له؟!، وما الدليل على أن ذلك كان عمداً حتى يطالب بالقصاص؟!، هذه كلها أسئلة تحتاج إلى إجابة، وتوقيف عن الشارع، وإلا فهو التخرص والافتئات على الشريعة.
إن هذا الحديث وأمثاله موطن من مواطن امتحان إيمان المرء بالغيب، وتسليمه لله ولرسوله، وانقياده لشريعته، وعدم تقديم شيء بين يديها من العقول والآراء، ومن أجل هذا ذكره أهل العلم في جملة الأمور التي يجب على العبد اعتقادها والإيمان بها وتصديقها، شأنه في ذلك شأن أحاديث الإسراء والمعراج، وأحاديث أشراط الساعة، وأشباه ذلك مما صح به النقل من قضايا الغيب، وأمور الاعتقاد.
قال الإمام ابن قدامة رحمه الله في رسالته المسماة بـ" لمعة الاعتقاد ": " ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وصح به النقل عنه، فيما شاهدناه أو غاب عنا، نعلم أنه حق وصدق، وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه، ولم نطلع على حقيقة معناه، مثل حديث الإسراء والمعراج ........ ومن ذلك أن ملك الموت لما جاء إلى موسى عليه السلام ليقبض روحه لطمه ففقأ عينه فرجع إلى ربه، فرد عليه .... إلخ.
فالواجب على المسلم كمال التسليم لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم –، وتلقي خبرهما بالقبول والتصديق، وعدم معارضته بالعقول الفاسدة والآراء السقيمة، شعاره في ذلك: " سمعنا وأطعنا وسلَّمنا "، {آمنا به كل من عند ربنا}.
ـ[أم الخطاب]ــــــــ[02 - 07 - 09, 01:10 م]ـ
بارك الله بكم ,,
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 03:34 م]ـ
راجع كتاب فتاوى أبي إسحاق الحويني المسمّى إقامة الدّلائل على عموم المسائل، الجزء الأوّل، السّؤال الرّابع، ص 50
و يمكنك تحميل الكتاب من موقع الشيخ حفظه الله
http://www.alheweny.org/new/play.php?catsmktba=720
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 08:49 م]ـ
جزاكم الله خير ..
أخي مختار الديرة ... زادك الله علما وفقها .. فقد أفدتنا .. أفادك الله بعلم يرفعك في الدنيا والآخرة
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[02 - 07 - 09, 10:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا, ولا حرمكم الأجر,
للفائدة أيضاً:
ملك الموت عليه السلام / الشيخ المنجد ( http://www.alminbar.net/alkhutab/madda.asp?mediaURL=2513)
كتابات ضد الاسلام/ الشيخ أبو اسحاق الحويني (صوتي) ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=361)
كتاب أحاديث الأنبياء / فتح الباري ( http://www.al-eman.net/hadeeth/viewchp.asp?BID=12&CID=328)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/11)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 10:33 م]ـ
قال الشيخ الإمام الزاهد أبوبكر الكلاباذي رحمه الله تعالى: روت الأئمة هذا الحديث من وجوه كثيرة، ووضعوه في كتبهم وصححوه، وعدلوا روايته، واستفظعه قوم فجحدوه، وأنكروه فردوه لضيق صدورهم، وقصور علمهم، وقلة معرفتهم بالحديث، وهذا الحديث ما أدخلوه في الصحاح حتى رضوا إسناده،وهم أهل العلم بالحديث، وأهل المعرفة بالرجال، والحديث إذا صح من جهة النقل فإنه يجب قبوله ...... فإن في رده تكذيب الأئمة وجرح عدول الأئمة. ..... وهذا الحديث له في كتاب الله نصا نظيره قال تعالى في خبر موسى وهارون عليهما السلام ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا (3) إلى قوله وأخذ برأس أخيه يجره إليه وقال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي (4). وليس الجر إليك بالخشونة والغلظة بأقل من الدفع عنك بالخشونة والغلظة، وهو الصك واللطم، دفع عنك بغلظة وخشونة فما سواه، وليس هارون بأدون منزلة من ملك الموت صلوات الله عليهما، بل هو أجل قدرا منه، وأعلى مرتبة، وأبين فضلا عند أكثر علماء الأمة من أهل النظر والأثر؛ لأنه صلى الله عليه وسلم نبي مرسل قال الله تعالى ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه (5)، وهو مع جليل قدره في نبوته، وعلو درجته في رسالته أخو موسى لأبيه وأمه، وأكبر سنا منه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حق كبير الإخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده». فإذا أخبر الله تعالى عن موسى عليه السلام أنه أخذ برأسه ولحيته وجره إليه بعنف وغلظة حتى استعطفه عليه، واعتذر إليه، فقال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي، وقوله إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء، ولولا ذلك عسى كان يكون منه ما هو أعظم مما صنع به، ثم لم نجد في الكتاب ما يدل على عتاب الله إياه، ولا على توبته منه، ولو كان ذلك منه صغيرة أو زلة لظهر ذلك نصا في الكتاب أو دلالة، كما ذكر الله تعالى زلات الأنبياء صلوات الله عليهم ومعاتبته إياهم عليها، وتوبتهم منها إلى الله، ورجوعهم إليه، واستغفارهم إياه واعترافهم على أنفسهم بالظلم لها كما قال جل جلاله في قصة آدم صلوات الله عليه ألم أنهكما عن تلكما الشجرة (6)، هذا عتابه لهما من إملالها في الآيات، وقال تعالى في اعترافهما وتوبتهما ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين (7)، وقال تعالى في قصة نوح عليه السلام فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين (8)، وقال عز وجل في اعترافه وتوبته رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين (9)، وفي قصة داود صلوات الله عليه وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب (10) فغفر له ذلك، وقال عز وجل في موسى عليه السلام وقتله القبطي هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين (11)، وقال تعالى رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي (12)، فغفر له. فلو كان جره أخاه إليه وأخذه برأسه ولحيته زلة منه لظهر اعترافه على نفسه وتوبته إلى ربه، أو معاتبة الله إياه، فلما لم يكن دل أنه لم يكن منه معصية ولا زلة، كذلك صكه ملك الموت ولطمه إياه لأنهما عنفان، أحدهما بالدفع عنك، والآخر بالجر إليك كريمين إلى الله تعالى أحدهما رسول نبي، والآخر ملك زكي، وكما لم يرد في الكتاب عتاب ولا توبة، واعتراف في قصة الملك فما جاز في الكتاب من التأويل ساغ ذلك في الخبر إن شاء الله، وإنما لم يكن فعله صلى الله عليه وسلم بهارون مع عظيم حرمته لنبوته ورسالته وأخوته وقرابته وحق سنه زلة؛ لأنه عليه السلام غضب لله لا لنفسه، وكانت فيه حمية وغضب وعجلة وحدة كلها في الله ولله. ألا يرى إلى قوله تعالى وما أعجلك عن قومك يا موسى قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى (13)، وخبر أن عجلته كان طلبا لرضاه، كذلك حدته وغضبه على أخيه وصنيعه به، ألا تراه يقول ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري (14)، فكانت تلك الحدة منه والغضب فيه صفة مدح له لأنها كانت لله، وفي الله كما كانت رأفة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته في الله ولله، ثم كان يغضب حتى يحمر وجهه وتذر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/12)
عروقه لله وفي الله، وبذلك وصف الله تعالى المؤمنين بقوله أشداء على الكفار رحماء بينهم (15)، وقال تعالى أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين (16)، وقال جل جلاله ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله (17)، فلو كانت الغلظة والشدة في الله ولله كذلك الغضب والحدة من موسى لله وفي الله، والجميع صفة مدح ونعت ثناء. ألا ترى إلى قوله عليه الصلاة والسلام في مدحه أبا بكر رضي الله عنه في رقته ورحمته وتشبيهه إياه بإبراهيم إذ يقول يجادلنا في قوم لوط (18) وقوله فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم (19) وعيسى عليه السلام حين قال إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم (20) وقوله صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه ومدحه له في غلظته وشدته في الله ولله، وتشبيهه إياه بنوح عليه السلام حين قال لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا (21) فأوصاف الأنبياء صلوات الله عليهم والرسل عليهم الصلاة والسلام أوصاف مدح، ونعوتهم نعوت ثناء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين. فيجوز أن يكون صكه لملك الموت، ولطمه إياه لم يكن زلة؛ لأنها لم تكن بغضب نفسه، وإنما كان غضبا لله، وشدة في أمر الله، وحمية لدين الله، وذلك أن الملك أتاه في صورة إنسان. فيجوز أن يكون موسى لم يعرف أنه ملك رسول الله، كما لم يعرف النبي صلى الله عليه وسلم جبريل صلوات الله عليه حين جاءه يسأله عن الإيمان والإسلام حتى قال صلى الله عليه وسلم: «هذا جبريل أتاكم ليعلمكم معالم دينكم، والله ما أتاني في صورة قط إلا وقد عرفته فيها إلا في هذه الصورة»، فكذلك موسى يجوز أن يكون أتاه في صورة لم يأته فيها قبلها، فلم يعرفه ثم أراد قبض روحه أنكر أن يكون إنسان يريد قبض روح كليم الله ورسوله، وصكه ولطمه إنكارا له وردا عليه أنه ملك، وأنه لله رسول أنكر عليه إدعاءه ما ليس للبشر من قبض أرواح الأنبياء، ومن ادعى ذلك من البشر فهو كاذب على الله فغضب لله فصكه ولطمه، ألا ترى منه لما عاد إليه فخيره بين أن يضع يده على خبب ثور وأن يموت، اختار الموت استسلاما لله ورضاء لحكمه، وتصديقا لرسوله. وأما فقؤ عينه فإنه لم يكن فعلا لموسى صلوات الله عليه، وإن كان على أثر لطمه إياه وصكه له، وإنما كان ذلك فعل الله تعالى أحدثه في الصورة التي أتى الملك فيها، وذلك أن الإنسان عندنا لا يفعل في غيره، وإنما يفعل في نفسه ومحل قدرته، وما يحدث بعد ذلك من ألم عند الضرب، وموت عند قطع الأوداج، وذهاب السهم بعد الرمي، والإحراق عند اشتعال النار في الحطب والجمع بينهما، والبرد في الثلج وغير ذلك مما يظهر بعد حركات المحدث في نفسه، فإنها كلها أفعال الله تعالى أحدثها واخترعها، وكذلك الإحراق عند اشتعال النار في الحطب والجمع بينهما، والبرد في الثلج وغير ذلك كلها أفعال الله تعالى يحدثها ويخترعها الله إذا شاء وحين يريد، وإن كان ذلك أثر حركات المحدث في نفسه، والفقاء إنما حل في الصورة لا في الملك؛ لأن بنية الملائكة وخلقه ليست من الأمشاج والطبائع المختلفة التي تقبل الكون والفساد وتحلها الآفات، ويؤثر فيها أفعال المحدث؛ لأنهم لا يمنون، ولا يتوالدون، ولا ينامون، ولا يأكلون، ولا يسأمون، ولا يستجرون، ولا يفقرون، وكل هذه آفات، والفقؤ آفة، وهم لا يحلهم الآفات. فالآفة التي هي الفقؤ إنما حل في الصورة التي جاء الملك فيها لا في عين الملك، وليس الملائكة كالناس، فإن الناس إنسان بصورته وخواصه، ولا يكون الإنسان إنسانا بخواصه دون صورته التي هي صورة الناس، فإنه وإن وجدت خواصه في نوع من أنواع الحيوان، ولم توجد صورة الإنسان فليس ذلك النوع إنسانا حتى يوجد ثلاثة الإنسان وصورته وخواصه، والملك ملك بخواصه دون صورته؛ لأن صورهم مختلفة وخواصهم واحدة، فمنهم من هو فيهم على صورة الإنسان، ومنهم على صورة الطير، ومنهم على صورة السباع، ومنهم على صورة الأنعام، وكلهم ملائكة ولهم أجنحة على أعداد متفاوتة قال الله تعالى الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع (22) ثم قال يزيد في الخلق ما يشاء ....... فكذلك الصورة التي أتى ملك الموت فيها موسى، هي صورة أدخل الله الملك فيها، والفقاء إنما حل في الصورة دون الملك، وهو أن يكون الله تعالى أذهب عين الصورة عند لطم موسى عليه السلام، فكأنه في ذلك الوقت في صورة رجل أعور، كما كان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل ليست له أجنحة، ولا على ذلك العظم الذي أتى له مرة على صورة دحية فهو يعرفه فيها، ومرة على صورة غيره فلم يعرفه فيها، كذلك ملك الموت أتى موسى صلوات الله عليهما حين أتاه على صورة إنسان صحيح العينين، ثم نقله الله عند لطم موسى على صورة إنسان فقئت عينه، وهو ملك كما هو قبل انتقاله إلى إحدى الصورتين لم ينتقل من الملكية إلى الإنسانية والبشرية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/13)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 11:05 م]ـ
وقدكنت قرات قديما أن موسى عليه السلام إنما لطم الملك لأنه لم يخيره فظنه رجلا عابثا،لأن الانبياء لا تقبض ارواحهم حتى يخيروا، فلم سمع موسى الرجل (الملك) يخاطبه بهذه الغلظة والجفوة ظنه رجلا لا ملكا،وقد كان موسى يرجو ان يدخل الارض المقدسة قبل ان تقيض روحه، فأخذته الحدة فلطم هذا "المتجاسر"فلما تبين له أنه مرسل من ربه اسلم له روحه قرير العين رضي النفس,
ـ[معاوية بن عبدالمحسن]ــــــــ[02 - 07 - 09, 11:19 م]ـ
مشكورين على التوضيح
وبارك الله فيكم
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 11:41 م]ـ
سبحان الله.عير موسى أباه آدم وعاتبه على ذنب كان قد أتاه بما ركب فيه من العجلة والنسيان، فابتلي بأنواع من المخالفات كان فيهاموسى ناسيا مستعجلا!! استعجل في قتل القبطي ولم يستفسر، ووعد ربه ألا يظاهر مجرما ولم يستثن، فلم يمر عليه يوم حتى ظاهر ذلك اليهودي نفسه مرة أخرى، وجاءه الملك يدعوه الى لقاء ربه فلطمه قبل أن يتبين له حاله، فكأن الحق يقول له:إني فعال لما أشاء متى أشاء وكيفما أشاءو بمن أشاء.
فاحذر يا أخي أن تعير أحدا بذنب.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 07 - 09, 10:45 ص]ـ
سبحان الله.عير موسى أباه آدم وعاتبه على ذنب كان قد أتاه بما ركب فيه من العجلة والنسيان، فابتلي بأنواع من المخالفات كان فيهاموسى ناسيا مستعجلا!! استعجل في قتل القبطي ولم يستفسر، ووعد ربه ألا يظاهر مجرما ولم يستثن، فلم يمر عليه يوم حتى ظاهر ذلك اليهودي نفسه مرة أخرى، وجاءه الملك يدعوه الى لقاء ربه فلطمه قبل أن يتبين له حاله، فكأن الحق يقول له:إني فعال لما أشاء متى أشاء وكيفما أشاءو بمن أشاء.
فاحذر يا أخي أن تعير أحدا بذنب.
لا يظهر أن هذا التعبير يجوز مع كليم الله. وكل ما ذكرته هو قبل أن يكون موسى عليه السلام نبيا وقبل أن يلتقى بآدم إلا حادثة ملك الموت وكان مع موسى عليه السلام الحق فيها
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[03 - 07 - 09, 11:27 م]ـ
الأخ الفاضل: مختار الديرة/ أبو العلياء الواحدي.
رفع الله قدركم على إفاداتكم القيمة .. بيانٌ جامعٌ مانع .. ما قصَّرتُم ..
ـ[أم الخطاب]ــــــــ[05 - 07 - 09, 10:30 ص]ـ
هنا تكلم الشيخ العلامة المحدث ابو اسحاق الحويني عن هذه المسألة وفند كل الشبة المثارة حولها
في قصة ملك الموت وموسى عليه السلام
http://www.way2allah.com/modules.php?name=Khotab&op=Detailes&khid=1827(113/14)
كراهة نتف الشيب من الرأس واللحية
ـ[عبدالله بن عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 08:42 ص]ـ
ما حكم نتف الشيب من الشعر؟ وهل هناك فرق بين شعر الرأس واللحية؟
الحمد لله
يكون الشيب نوراً لصاحبه المسلم في يوم القيامة , كما صحت بذلك الأحاديث , ففي سنن الترمذي (1634) عن كَعْبُ بْنَ مُرَّةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ). صححه الألباني في صحيح الترمذي.
وفي مسند أحمد وسنن الترمذي (1635) عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ). صححه الألباني في صحيح الترمذي.
وروي البيهقي في "شعب الإيمان" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيب نور المؤمن , لا يشيب رجل شيبة في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة، ورفع بها درجة) سلسلة الأحاديث الصحيحة (1243).
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تنتفوا الشيب , فإنه نور يوم القيامة , من شاب شيبة في الإسلام كانت له بكل شيبة حسنة , ورفع بها درجة) رواه ابن حبان , قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/ 247): إسناده حسن.
وروى ابن عدي والبيهقي في "شعب الإيمان" عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشيب نور في وجه المسلم , فمن شاء فلينتف نوره). سلسلة الأحاديث الصحيحة (1244).
فهذه الأحاديث تدل على أنه يكره نتف الشيب، من شعر الرأس أو اللحية، ولا فرق بينهما في الحكم، لعموم هذه الأحاديث، فإنها لم تخص شعر الرأس أو اللحية، فعُلم أن الحكم شامل لهما.
قال النووي في "المجموع" (1/ 344):
" يُكْرَهُ نَتْفُ الشَّيْبِ، لِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لَا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ، فَإِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُمْ بِأَسَانِيدَ حَسَنَةٍ. هَكَذَا قَالَ أَصْحَابُنَا يُكْرَهُ , صَرَّحَ بِهِ الْغَزَالِيُّ وَالْبَغَوِيُّ وَآخَرُونَ , وَلَوْ قِيلَ: يَحْرُمُ لِلنَّهْيِ الصَّرِيحِ الصَّحِيحِ لَمْ يَبْعُدْ , وَلَا فَرْقَ بَيْنَ نَتْفِهِ مِنْ اللِّحْيَةِ وَالرَّأْسِ " انتهى.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/search2/ الشيب/ AllWords/t,q,a (http://www.islam-qa.com/ar/search2/ الشيب/ AllWords/t,q,a)
ـ[أبو أسماء]ــــــــ[03 - 07 - 09, 09:24 م]ـ
سبحان الله العظيم
جزاك الله خيرا وبارك فيك(113/15)
هل يجوز لطالب العلم أن يأخذ أجرة على مؤلفاته وأشرطته ودروسه في الفضائيات؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 03:27 م]ـ
هل يجوز لطالب العلم أن يأخذ أجرة على مؤلفاته وأشرطته، ودروسه في الفضائيات؟
السؤال: ما حكم أخذ الداعية أجراً مقابل مصنفاته، وأشرطته، وإلقائه الدروس عبر القنوات الفضائية؟ وهل الحكم يختلف باختلاف النية بحيث تكون الأولى من أجل الكسب فقط، والثانية نفع الأمة لكن يحصل الكسب؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
تأليف الكتب، وإنتاج الأشرطة يعتبران من الحقوق الخاصة بأصحابها، وهي حقوق مصونة في الشرع، فلا يجوز الاعتداء عليها بالنسخ، أو الطباعة، أو الإنتاج، من غير إذن أصحابها، ولا حرج على أصحابها في طلب مبالغ مقابلها.
وقد ذكرنا في جواب السؤال رقم: (21899 ( http://islamqa.com/ar/ref/21899) ) قرار " مجلس الفقه الإسلامي ": أن حقوق التأليف، والاختراع، أو الابتكار: مصونة شرعاً، ولأصحابها حق التصرف فيها، ولا يجوز الاعتداء عليها.
ثانياً:
أما أخذ الداعية، أو العالِم مالاً مقابل تعليمه الناس الأحكام الشرعية، أو كيفية قراءة القرآن، في المساجد، أو المدارس، أو الفضائيات: فإن كان ما يُعطاه من بيت مال المسلمين [أموال الدولة]: فلا خلاف في جوازه، وإن كان يُعطاه من غيره: فللعلماء فيه أقوال ثلاثة:
1. الجواز، وهو قول جمهور العلماء، من المالكية، والشافعية، وبه قال متأخرو الحنفية، وهو الذي يرجحه الشيخان ابن باز، والعثيمين، رحمهما الله، وعلماء اللجنة الدائمة للإفتاء.
2. المنع، وهو قول المتقدمين من الحنفية، ورواية عن الإمام أحمد.
3. الجواز للحاجة [كما لو كان العالم فقيراً محتاجاً إلى المال]، وهو رواية عن الإمام أحمد، وقد مال إلى القول به: شيخ الإسلام ابن تيمية.
جاء في " الموسوعة الفقهية " (13/ 14 – 16):
"لا خلاف بين الفقهاء في جواز أخذ الرِّزق من بيت المال على تعليم القرآن، وتدريس علم نافع، من حديث، وفقه، ونحوهما؛ لأن هذا الرزق ليس أجرة من كل وجه، بل هو كالأجرة.
وإنما اختلفوا في الاستئجار لتعليم القرآن، والحديث، والفقه، ونحوهما من العلوم الشرعية: فيرى متقدمو الحنفية - وهو المذهب عند الحنابلة - عدم صحة الاستئجار لتعليم القرآن، والعلم الشرعي، كالفقه، والحديث؛ لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: علمتُ ناسا من أهل الصفَّة القرآن، والكتابة، فأهدى إليَّ رجل منهم قوساً، قال: قلت: قوس، وليس بمال، قال: قلت: أتقلدها في سبيل الله، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وقصصت عليه القصة، فقلت: يا رسول الله، رجل أهدى إليَّ قوساً ممن كنت أعلمه الكتاب والقرآن، وليست بمال، وأرمي عنها في سبيل الله، قال: (إن كنتَ تحبُّ أن تُطوَّق طوقاً من نارٍ فَاقْبَلْها)؛ وحديث أبي بن كعب رضي الله عنه، أنه عَلَّم رجلا سورة من القرآن، فأهدى له خميصة، أو ثوبا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إنَّكَ لَوْ لَبِسْتَها لأَلْبَسَك الله مَكَانَها ثَوْباً مِن نارٍ)؛ ولأنه استئجار لعمل مفروض، فلا يجوز، كالاستئجار للصوم والصلاة ... ؛ ولأن الاستئجار على تعليم القرآن والعلم سبب لتنفير الناس على تعليم القرآن والعلم؛ لأن ثقل الأجر يمنعهم من ذلك، وإلى هذا أشار الله جل شأنه في قوله عز وجل: (أََمْ تَسْأَلهُم أَجْراً فَهُم من مغْرَمٍ مُثْقَلُون) فيؤدي إلى الرغبة عن هذه الطاعة، وهذا لا يجوز.
وذهب متأخرو الحنفية - وهو المختار للفتوى عندهم - والمالكية في قول، وهو القول الآخر عند الحنابلة - يؤخذ مما نقله أبو طالب عن أحمد - إلى جواز الاستئجار على تعليم القرآن والفقه، لخبر: (إنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتم عَلَيْهِ أَجْراَ كِتَاب الله)؛ ولما روي عن عبد الجبار بن عمر أنه قال: (كل من سألت من أهل المدينة لا يرى بتعليم الغلمان بالأجر بأساً)؛ ولأن الحفاظ، والمعلمين - نظراً لعدم وجود عطيات لهم في بيت المال - ربما اشتغلوا بمعاشهم، فلا يتفرغون للتعليم حسبة، إذ حاجتهم تمنعهم من ذلك، فلو لم يفتح لهم باب التعليم بالأجر: لذهب العلم، وقلَّ حفاظ القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/16)
والمذهب عند المالكية: جواز الاستئجار على تعليم القرآن، أما الإجارة على تعليم الفقه وغيره من العلوم، كالنحو والأصول والفرائض فإنها مكروهة عندهم.
وفرَّق المالكية بين جواز الإجارة على تعليم القرآن، وكراهتها على تعليم غيره: بأن القرآن كله حق لا شك فيه، بخلاف ما عداه مما هو ثابت بالاجتهاد، فإن فيه الحق والباطل، وأيضا فإن تعليم الفقه بأجرة ليس عليه العمل، بخلاف القرآن، كما أن أخذ الأجرة على تعليمه يؤدي إلى تقليل طالبه.
وذهب الشافعية - على الأصح - إلى جواز الاستئجار لتعليم القرآن، بشرط تعيين السورة والآيات التي يعلمها، فإن أخل بأحدهما لم يصح، وقيل: لا يشترط تعيين واحد منهما، أما الاستئجار لتدريس العلم: فقالوا: بعدم جوازه إلا أن يكون الاستئجار لتعليم مسألة، أو مسائل مضبوطة، فيجوز" انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
ولهذا لما تنازع العلماء في أخذ الأجرة على تعليم القرآن، ونحوه: كان فيه ثلاثة أقوال في مذهب الإمام أحمد، وغيره، أعدلها: أنه يباح للمحتاج.
قال أحمد: أجرة التعليم خير من جوائز السلطان، وجوائز السلطان خير من صلة الإخوان.
" مجموع فتاوى ابن تيمية " (30/ 192، 193).
وأدلة الجواز قوية، لا يمكن دفعها، كحديث الصحيحين: (إنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتم عَلَيْهِ أَجْراَ كِتَاب الله)، وكذا حديث تزويج النبي صلى الله عليه وسلم صحابيّاً على تعليم امرأته القرآن.
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
"يجوز لك أن تأخذ أجراً على تعليم القرآن؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم زوَّج رجلا امرأة بتعليمه إياها ما معه من القرآن، وكان ذلك صداقها، وأخذ الصحابي أجرة على شفاء مريض كافر بسبب رقيته إياه بفاتحة الكتاب، وقال في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله) أخرجه البخاري ومسلم، وإنما المحظور: أخذ الأجرة على نفس تلاوة القرآن، وسؤال الناس بقراءته" انتهى.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (15/ 96).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
"لا حرج في أخذ الأجرة على تعليم القرآن، وتعليم العلم؛ لأن الناس في حاجة إلى التعليم؛ ولأن المعلم قد يشق عليه ذلك، ويعطله التعليم عن الكسب , فإذا أخذ أجرة على تعليم القرآن، وتحفيظه، وتعليم العلم: فالصحيح أنه لا حرج في ذلك ... ثم استدل بحديث أخذ الأجرة على الرقية ... ثم قال: وقال صلى الله عليه وسلم: (إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله) رواه البخاري في الصحيح أيضاً , فهذا يدل على أنه لا بأس بأخذ الأجرة على التعليم، كما جاز أخذها على الرقية.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (5/ 364، 365).
ثالثاً:
أما ما استدل به المانعون: فحديث عبادة بن الصامت وحديث أبي بن كعب رضي الله عنهما قد ضعفهما بعض أهل العلم:
قال ابن عبد البر رحمه الله:
وأما حديث القوس فمعروف عند أهل العلم؛ لأنه روي عن عبادة من وجهين، وروي عن أبي بن كعب من حديث موسى بن علي عن أبيه عن أبي بن كعب، وهو منقطع.
وليس في هذا الباب حديث يجب به حجة من جهة النقل، والله أعلم.
" التمهيد " (21/ 114).
وقال ابن بطَّال رحمه الله:
"واحتجوا بأحاديث ضعاف، منها: حديث عبادة بن الصامت ...
وأما قول الطحاوى: إن تعليم الناس القرآن بعضهم بعضاً فرض: فغلط؛ لأن تعلم القرآن ليس بفرض، فكيف تعليمه؟! وإنما الفرض المتعين منه على كل أحد: ما تقوم به الصلاة، وغير ذلك: فضيلة، ونافلة، وكذلك تعليم الناس بعضهم بعضاً الصلاة ليس بفرض متعين عليهم، وإنما هو على الكفاية، ولا فرق بين الأجرة على الرقَى، وعلى تعليم القرآن؛ لأن ذلك كله منفعة.
وقوله عليه السلام: (إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله) هو عام يدخل فيه إباحة التعليم وغيره، فسقط قولهم" انتهى باختصار.
" شرح صحيح البخاري " (6/ 405، 406).
رابعاً:
أما ضابط النية في تحصيل الأجر الأخروي مع الدنيوي: فهو ما قاله بعض الأئمة، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من التفريق بين من يقوم بالعمل الصالح ليأخذ الأجر، وبين من يأخذ ليقوم به، فالأول فعله حسن، والثاني: ليس له في الآخرة أجر، وإنما أخذ أجره في الدنيا، والأول يقصد الدين، والمال وسيلة له، والثاني يقصد المال، والدين وسيلة له، وشتان ما بينهما.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وجماع هذا: أن المستحب: أن يأخذ ليحج، لا أن يحج ليأخذ، وهذا في جميع الأرزاق المأخوذة على عمل صالح، فمن ارتزق ليتعلم، أو ليعلِّم، أو ليجاهد: فحسن، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون أجورهم مثل أم موسى ترضع ابنها، وتأخذ أجرها)، شبههم بمن يفعل الفعل لرغبة فيه كرغبة أم موسى في الإرضاع، بخلاف الظئر (المرضعة) المستأجر على الرضاع إذا كانت أجنبية.
وأما من اشتغل بصورة العمل الصالح لأن يرتزق: فهذا من أعمال الدنيا، ففرق بين من يكون الدين مقصوده والدنيا وسيلة، ومن تكون الدنيا مقصوده، والدين وسيلة، والأشبه: أن هذا ليس له في الآخرة من خلاق، كما دلت عليه نصوص، ليس هذا موضعها.
" مجموع الفتاوى " (26/ 19، 20).
فالوصية لأهل العلم وطلاَّبه أن يقصدوا في خروجهم على الفضائيات: تعليم الناس، ورفع الجهل عنهم، ونشر الاعتقاد الصحيح، ومن أغناه الله من فضله فليستعفف عن المال، ومن احتاج فليأخذ ما يتيسر له دون اشتراط مبالغ باهظة، وليجعل المال وسيلة له، لا غاية، حتى لا يُحرم الأجر الأخروي.
والوصية للمؤلفين، والخطباء، والمدرسين، أن يراعوا أحوال الناس، وأن لا يبالغوا في حقوق الطبع، والتأليف، والتوزيع، وليكن على بالهم الأجور الأخروية، والثواب الجزيل من الله لمن نشر علماً، أو رفع جهلاً، والفوز برضا الله وثوابه لا يعدله شيء.
والله أعلم
http://www.islam-qa.com/ar/ref/120296
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/17)
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[02 - 07 - 09, 11:34 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب إحسان,
والثاني يقصد المال والشهرة، والدين وسيلة له، وشتان ما بينهماوما اكثرهم على الفضائيات ,أدعياء الوسطية وغيرهم.
//////////
هناك رسالة أيضاً للشيخ عادل شاهين بعنوان
"أخذ المال على أعمال القرب"
فيها أبواب ذات صلة, لمن أحب أن يراجعها.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[03 - 07 - 09, 01:21 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ,,, فوائد نافعة
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[04 - 07 - 09, 05:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا" شيخ احسان على النقل كتب الله اجرك
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[04 - 07 - 09, 11:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا" شيخنا احسان على الفتوى , كتب الله اجركم.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[24 - 05 - 10, 01:19 ص]ـ
للرفع والنفع.
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[24 - 05 - 10, 12:27 م]ـ
أنا اليوم في قمة سعادتي
كل ما أحب أن أسأل عنه وجدت إجابته من غير سؤال
وكنت من مدة بعثت بسؤال هو في ملخصة نفس السؤال المطروح إلى مجلس الألوكة
ولكن جزاك الله خيرا
قد أو قفتني على لب الأمر
فالدعاء لكي نبدأ من جديد بتجديد نوايانا
والله الموفق لا رب سواه
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[24 - 05 - 10, 01:36 م]ـ
جزاك الله خير يا شيخ احسان
ـ[أبو عبد الملك عبد الله الأثري]ــــــــ[24 - 05 - 10, 01:53 م]ـ
بارك الله فيك موضوع مهم جدا
رزقنا الله الإخلاص
والعلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[24 - 05 - 10, 03:10 م]ـ
شيخنا الحبيب إحسان العتيبي
جزاك الله خيرا على النقل الرائع
بارك الله فيك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 05 - 10, 03:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم(113/18)
تجارب بديعة ... في التعامل مع: (النوم).
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 07 - 09, 10:36 م]ـ
المشايخ الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
أحسب أن أكثر ما يضيع أوقاتنا، ويهدرها ... هو الإفراط في النوم وكثرته ... وعدم وجود ضابط صارم في كثرته ... أو حدٍ واضح لامتداده ...
النوم في حياة بعضنا ليس له وقت محدد ... متى ما أتى ... تمَّ ... وبادرنا إليه.
في الإجازة الصيفية ... أو في الإجازات الأسبوعية ... يتجاوز النوم - عند البعض - أكثر من ثلث اليوم ... تزيد قليلا أو تنقص.
أخبرني أحد الأفاضل قبل توبته ... فقال: " كنت أنام في اليوم قرابة الـ (16) ساعة!! ... لا أستيقظ إلا للدوام فقط ".
وأخبرني آخر؛ فقال: " أنام من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة السابعة مساءً ... ثم أتناول وجبة يسيرة ... ثم يبدأ برنامجي الخاص إلى الساعة السابعة صباحا ... حيث وقت النوم ... وهكذا ".
وأخبرني أحد الأفاضل عن أخيه فقال: بأنه يفطر الفطور الصباحي ... بعد المغرب:) ... أي أنه لا يستيقظ إلا بعد المغرب ... فيقوم بعمل بيض مقلي مع الخبز والشاي ... وهذا فطوره.
وكنت في أحد الأماكن العامة ... فسمعت شابا يحادث صاحبه؛ فيقول: أخذت إجازة اضطرارية لمدة عشرة أيام ... وقد قضيتها كلها ... في النوم .... أي أنه أخذ إجازة اضطرارية لكي ... ينام.
وغير ذلك من القصص التي يعرفها الأفاضل ... أكثر من الكاتب.
الشاهد:
أني تأملت في أحوالنا ... فوجدتنا - أيضا - نفرط في النوم ... ونكثر منه ... بل تضيع ساعات كثيرة كثيرة بين الوسائد والفرش!! ... دون تقدير للأوقات ... أو معرفة قدر للزمان.
فرأيت أن أذكر بعض تجارب الأفاضل ممن أعرفهم أو قد سمعت قصصهم من غيري ... وقد تكون مناسبة لبعضنا ... وغير مناسبة لآخرين.
الأهم ... أن نضع ضابطا صارما مع النوم ... وأن تكون علاقتنا مع الفراش علاقة محددة ... تبدأ في وقت ... وتنهي في وقت ... ولامزايدة في اختراق الاتفاقية مع النفس:) ...
خاطرة:
النفس كالطفل الصغير ... إن أعطيته كل مايريد ... فقد يؤذيك فيما لا تريد.
---
وأستأذنكم في الإكمال.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 10:53 م]ـ
لفتات جميلة يا أبا محمد،
ولكن ما الحل عندما تنطرح على فراشك لمدة ساعة ونصف أو ساعتين ثم لا يأتيك النوم؟
: (
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[02 - 07 - 09, 11:41 م]ـ
واصل وصلك الله برحمته فضبط هذا الأمر ينبني عليه أمور كثيرة مهمة في يومك .. خاصة لطالب العلم!
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[02 - 07 - 09, 11:53 م]ـ
[
السؤال
UOTE= المسيطير;1070412]
خاطرة:
النفس كالطفل الصغير ... إن أعطيته كل مايريد ... فقد يؤذيك فيما لا تريد.
---
[/
السؤال
UOT
صدقت. وقديما قيل:
إذا المرء أعطى نفسه كل ما اشتهت ,,,,, ولم ينهها تاقت الى كل باطل
وقادت اليه الاثم والعار بالذي ,,,,,, دعته اليه من حلاوة عاجل
واصل وصلتك المحامد
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[03 - 07 - 09, 01:51 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً وأخص الشيخ / سامي (المسيطير)
أنا في هذه المسألة شأني عجيب وغريب
فتارة أنام 10 - 12 ساعة!!
وتارة 6 - 7 ساعات فقط ,,, بل وقد أرمي نفسي على السرير ولكن لا يأتي النوم
وتارة أنام في آخر الليل وأقوم للفجر بصعوبة ثم أكمل حتى الظهر
وتارة أنام بعد العشاء وأقوم للفجر ولا أنام مرة أخرى
فأرجو ذكر أفضل أحوال النوم وأفضل الساعات والمكروه منها ,,, وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:07 ص]ـ
بارك الله فيك على الموضوع المهم, فالنوم يفوت أوقات البركات, و كثرته داء عضال, لكن كيف يمكن التحكم في هذه الغريزة؟ فلا يعني ذهاب المرء إلى الفراش, أنه سينام, فالبعض منا لا يأتيه النوم إلا بعد انتظار طويل, و إذا قام إلى الكتب ليستغل وقته, أبت مقدمات النوم إلا مشاركته قراءة السطور, فإذا ترك القراءة ذهب عنه كأن لم يكن خالطه من قبل, و إن عاد إلى القراءة عاد مرة أخرى.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:29 ص]ـ
و إذا قام إلى الكتب ليستغل وقته, أبت مقدمات النوم إلا مشاركته قراءة السطور, فإذا ترك القراءة ذهب عنه كأن لم يكن خالطه من قبل, و إن عاد إلى القراءة عاد مرة أخرى.
هذه والله كفيلة بأن تجعلك تصيح بمفردك في الغرفة!
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[03 - 07 - 09, 02:58 ص]ـ
أخوكم في حرب مع النوم وقد بدأت عليه وتسلحت بالدعاء
والله المستعان اللهم إني أسألك الكفاية في النوم القليل
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 03:01 ص]ـ
لم أفهم كلامك أخي أبا زارع, ماذا تقصد بالصياح؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 07 - 09, 03:14 ص]ـ
لم أفهم كلامك أخي أبا زارع, ماذا تقصد بالصياح؟
أقصد أن هذا الأمر يضايق القارئ جدًا
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 03:34 ص]ـ
اكمل حفظك الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/19)
ـ[محمدالصغير]ــــــــ[03 - 07 - 09, 05:54 ص]ـ
هكذا اخي الغالي انت داااائما مبدع،،
واصل بارك الله فيك
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 06:13 ص]ـ
بارك الله في الجميع.
أظن أنه لا يخلُ طالب علم من أرَق يصيبه.
لكن توقّد الهمة هو الذي يتحكم بالنوم.
أأبيت سهران الدجى وتبيته نومًا وتبغي بعد ذاك لحاقي
ويقول ابن الوردي:
واهجرِ النومَ وحصلْه فمن يعرف المطلوب يحقرْ ما بذلْ
ودائمًا إذا أحسست أنك أنجزت شيئًا إما مراجعة مسألة أو بحثها أو قطعت مشوارًا من كتاب، يفرغ هذا ذهنك كي تنام وأنت راضٍ عمّا أنجزته، حتى وإن كان أمرًا يسيرًا فلا تحقره.
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[03 - 07 - 09, 06:16 ص]ـ
شيخنا المسيطير/
الأخوة الأكارم:
لقد نكأتم الجراح ...
اللهم إنا نعوذ بك من البخل والكسل
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 07:04 ص]ـ
طُرحت المشكلة
وحتى الآن لم تُطرح الحلول
ـ[أبو ضمام الجزائري]ــــــــ[03 - 07 - 09, 10:29 ص]ـ
احد اقاربي نام يومين متتابعين لا يستيقظ فيهما الا لضرورة ثم يعود , و اعرف من حدث له فيضان في منزله و كان نائما على الارض و لم يوقظه البلل!!! اما عنّي فحدث و لا حرج ... لازم استوفي 7 الى 8 ساعات يوميا سواءا متواصلة او متقطعة, حاولت التقليل من النوم فكانت النتيجة حادث سيارة ... و لا انكر ان السهر وراء هذه المصائب, .. و العجيب اني في البادية انام القليل و استيقظ مبكرا مع احساس كبير بالنشاط , ذهب العمر على الفراش و لا حول و لا قوة لا بالله
اسق القوم يا شيخنا سامي, و الله لقد وضعت يدك على الجرح!
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 07 - 09, 10:36 ص]ـ
أكثر ما يخفف النوم هو الإكثار من قراءة القرآن، فمن كان ورده في اليوم خمسة أجزاء فما فوق سيرى ان شاء الله تغير كبيرا في نومه. فالذكر يدفع عنه الأرواح الخبيثة التي تحضه على كثرة النوم والكسل والقعود عن الطاعات
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 12:40 م]ـ
نعم أخي أبا زارع, الأمر مدعاة للصياح, و إن كنت ممن يحسن النظم, فأصلح هذين البيتين حفظك الله:
الفؤاد يصيح و اللسان يعصيه#### قلت, ويلك صح لم تعصيه؟
رد علي متعجبا بملئ في #### شرفك في البيت من يبقيه؟
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[03 - 07 - 09, 01:07 م]ـ
سمعت من إحدى وكالات الأخبار العالمية أن أبحاث حديثة أثبتت أن الاضطرابات في النوم تسبب مرض السكري
و لاشك أن طالب العلم في ظل خوضه غمار التقليل من النوم يحتار في التوفيق بين أدائه للعبادات و طلبه للعلم و ماأصعبه ... أن يحدث هدا التوزان في حياته و للدكتور الفاضل عبد الكريم بكار مقال يتكلم عن هدا الصراع الأبدي بين نفس الإنسان وبين واجباته في الحياة و حبه لللتميز و تحقيق الإيجابية في الحياة ... و ابن الجوزي دكر دلك في سياق حديثة عن قيام الليل و طلب العلم
و المتأمل في أحوال الناس و الحياة ليجد أن الباب لتحقيق دلك هو لزوم باب الدعاء و التضرع و استشعار نعم الله عز وجل من صحة و عافية و إحساس بها حق الإحساس لمن دلك من حلوة العيش في رحاب العبودية و تحقيقها
ـ[أبو ضمام الجزائري]ــــــــ[03 - 07 - 09, 10:13 م]ـ
سمعت من إحدى وكالات الأخبار العالمية أن أبحاث حديثة أثبتت أن الاضطرابات في النوم تسبب مرض السكري
و لاشك أن طالب العلم في ظل خوضه غمار التقليل من النوم يحتار في التوفيق بين أدائه للعبادات و طلبه للعلم و ماأصعبه ... أن يحدث هدا التوزان في حياته و للدكتور الفاضل عبد الكريم بكار مقال يتكلم عن هدا الصراع الأبدي بين نفس الإنسان وبين واجباته في الحياة و حبه لللتميز و تحقيق الإيجابية في الحياة ... و ابن الجوزي دكر دلك في سياق حديثة عن قيام الليل و طلب العلم
و المتأمل في أحوال الناس و الحياة ليجد أن الباب لتحقيق دلك هو لزوم باب الدعاء و التضرع و استشعار نعم الله عز وجل من صحة و عافية و إحساس بها حق الإحساس لمن دلك من حلوة العيش في رحاب العبودية و تحقيقها
لا بد ان الدواء في سنة حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم فخير الهدي هديه و نحن بانتظار شيخنا سامي حفظه الله
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[03 - 07 - 09, 10:30 م]ـ
أعتقد بالتجربة أن النوم ليلاً 7 ساعات كفيل بطرد النوم نهائياً خلال الصباح إلى الليل
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[03 - 07 - 09, 11:53 م]ـ
أعرف بعضَ طلبةِ العلم إن حثَّتْهُ نفسُهُ وألحَّت عليه (لينام) يهرَعُ إلى كتابه، فيطيرُ النُّعاسُ من عَيْنيه!!!
فلله درهم من جهابذةٍ أفذاذ!!
ـ[بن نصار]ــــــــ[04 - 07 - 09, 03:12 ص]ـ
أعرف أحد الإخوة لا ينام في اليوم إلا نصف ساعة في أحسن أحواله. .!!
ويشتكي من الملل في الليل و الوحدة غالبا. . وللعلم هذه حالة مرضية و هو يتنقل من مكان إلى مكان ليتعالج منها.
ولله في خلقه شئون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/20)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[04 - 07 - 09, 03:16 ص]ـ
أعرف أحد الإخوة لا ينام في اليوم إلا نصف ساعة في أحسن أحواله. .!!
ويشتكي من الملل في الليل و الوحدة غالبا. . وللعلم هذه حالة مرضية و هو يتنقل من مكان إلى مكان ليتعالج منها.
ولله في خلقه شئون.
هذه والله يريدها كثير من طلبة العلم.
ـ[ابو عبد الله نبيل بن سعد]ــــــــ[04 - 07 - 09, 05:27 ص]ـ
هل الذي ينام سبع ام ثمان ساعات يرجى له ان يكون ممن قال الله تعالى فيهم (كانو ا قليلا من الليل ما يهجعون)
ام لا بد ان يقلل من النوم باكثر من ذلك حتى يتميز عن الاخرين.
ـ[عبدالله القرني السلفي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 06:06 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
مشكلتي مع النوم تؤرقني جداً، نعوذ بالله من الكسل.
وقد جربت عدة طرق أفضلها ضبط وقت النوم، ولكن المشكلة أن أي طارىء يعيدك إلى نقطة الصفر.
وأظن أن السمنة و الفراغ وأوقات النوم غير المنضبطة، وغيرها تؤثر في النوم.
وعلى كل حال لم أنجح إلى الآن في حل هذه المشكلة، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
بارك الله فيكم ..
ـ[أبو ضمام الجزائري]ــــــــ[04 - 07 - 09, 10:02 ص]ـ
هل الذي ينام سبع ام ثمان ساعات يرجى له ان يكون ممن قال الله تعالى فيهم (كانو ا قليلا من الليل ما يهجعون)
ام لا بد ان يقلل من النوم باكثر من ذلك حتى يتميز عن الاخرين.
اللّهم سلّم
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 07 - 09, 10:34 م]ـ
يبدو أني وقعت في باب: (من كتب موضوعا ... فتورط:).
الإخوة الأكارم /
أبا الوليد التويجري
أبازارع المدني
أبا العلياء الواحدي
اسلام سلامة علي جابر
محمد العياشي
مصلح بن سالم
أبا الأشبال الدرعمي
محمد الصغير
أبا إبراهيم الحائلي
الباحثة عن الأصول
ابن البجلي
أباضمام الجزائري
أباعبدالرحمن بن أحمد
أبا عبد الرحمان القسنطيني الجزائري
م ع بايعقوب باعشن
طويلبة علم حنبلية
بن نصار
ابو عبد الله نبيل بن سعد
عبدالله القرني السلفي
أشكركم شكرا جزيلا على تفضلكم بالمرور والتعليق والإفادة ... فجزاكم الله خيرا.
ومشاركاتكم - وفقكم الله - ... جعلتني أتردد ... فلا أكتب إلا وأنا في كامل النشاط ... بعيدا عن مسببات النوم ومقدماته:).
وسأذكر - بإذن الله - التجارب فقط ... وقد لا تكون حلولا مناسبة للجميع.
فليعذرني الكرام.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 11:38 م]ـ
[
السؤال
UOTE]
يبدو أني وقعت في باب: (من كتب موضوعا ... فتورط:).
معاذ الله.فما انت ممن شأنه ان يحذر ب:
وإياك والامر الذي إن توسعت ’’’’’’’’’’’’’’’’’ موارده،ضاقت عليك المصادر
ولكنك رجل نفسك الذي تورد الامور مواردها، وتصدرها مصادرها.
وسأذكر - بإذن الله - التجارب فقط ... وقد لا تكون حلولا مناسبة للجميع.
فليعذرني الكرام.
هات ــ بارك الله فيك ــ ولا تستأن،فإنهم يقولون: اسأل مجربا ولا تسأل طبيبا.
ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[04 - 07 - 09, 11:50 م]ـ
وهل هذا لزيادة التشويق؟!!!!! ...
.
.
.
.
.تشوقنا والله!
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[05 - 07 - 09, 01:21 ص]ـ
نعم والله نحن فى شوق كبير لمواصلة الموضوع.
فوالله من أكبر العوائق التى تواجهنى فى طلب العلم: النوووووووووووووم.
أنام بطريقة غريبة، حتى أنى قمت بعمل تحاليل طبية، وأخذت بعض المنشطات، ولكن ...... الله المستعان.
والله النوم يؤثر علىّ حتى فى العمل، فأجازتى الأسبوعية يومىّ الجمعة والسبت، وفى الغالب أغيب يومًا ثالثًا فى الأسبوع، بسبب النوم.
فمشكلتى مع النوم فى إدمانه وفى الإستيقاظ منه، فزوجتى توقظنى بما يُبلغ بشق الأنفس.
فاللهم إليك نشكو حالنا وهو لا يخفى عليك وإليك نرفع الشكوى وأرواحنا بين يديك.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[05 - 07 - 09, 01:38 ص]ـ
تسجيل متابعه ...
نحن بانتظارك شيخنا المسيطير ...
نسأل الله ان يوفقك فى مواضيعك
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[05 - 07 - 09, 09:34 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[05 - 07 - 09, 09:52 ص]ـ
أحسن الله إليكم
ونحن بانتظار الحل لتلك المشكلة التى تواجه الجميع وبطبيعة الحال أنا منهم
نسأل الله العافية
اللهم اشفنا باليسير من النوم
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[05 - 07 - 09, 03:10 م]ـ
المبدع المسطير , جزاكم الله خيرا على هذه الاطروحة.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - 07 - 09, 03:30 م]ـ
ما صارت موضوع يا بو محمد .... :)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 06:58 م]ـ
ما صارت موضوع يا بو محمد .... :)
هو يخبأ لنا جميعًا دواءً يشفي الغليل:).
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[05 - 07 - 09, 07:51 م]ـ
نحن في الانتظار
اين انت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[05 - 07 - 09, 07:53 م]ـ
نحن في الانتظار
اين انت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بارك الله فيك ونفع بك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/21)
ـ[أبو ياسر الجنوبي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 09:04 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا أبا محمد ..
أول ما وقعت عيني على الموضوع دخلت مباشره .. علِّي أجد حلاً لنومي ..
لا زلت أعاني من التخبط في النوم ..
بإنتظاركم يا أبا محمد .. وجزاكم الله خير الجزاء على فكرة الموضوع وعلى طرحكم الرائع ..
نسأل الله من فضله ..
ـ[أبو ضمام الجزائري]ــــــــ[05 - 07 - 09, 09:58 م]ـ
يا جماعة ورطتوه!! الظاهر انو ندم:)
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[05 - 07 - 09, 10:15 م]ـ
"يأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر"
أما أنا فلست من المنتظرين للتجارب البديعة في التعامل مع النوم ليس لأني بطل اليقظة وقاهر الكسل إنما لأن العلم بالحلول سهل وكثير لكن العمل بها هو الصعب إلا على من يسره الله تعالى له. فنسأل الله تعالى لنا ولكم السلامة من العجز والكسل والأهواء والأدواء ... آمين.
وألفت نظركم إلى الذكر العظيم قبل النوم والذي أرشد نبينا صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها وزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما سألت أباها خادمًا ... وتعلمون الحديث (وفيه من الفوائد حياء السيدة فاطمة رضي الله عنها لأنها غطت وجهها باللحاف بعدما طرحت مسألتها فليتعلم أخواتنا من هذا الحياء ... ) والذكر النبوي الوارد في قصة هذا الحديث هو التسبيح 33 والتحميد 33 والتكبير 34.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: بلغني أن من حافظ على هذه الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل وغيره.
وسمعت شيخنا أبا ذر القلموني يؤكد أن من حافظ على هذا الذكر فسوف يستيقظ في الموعد الذي يحتاج بالدقيقة دون تعب ... وربما أقسم على هذا لا أذكر.
السلام عليكم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 10:30 م]ـ
والحل في ذلك ..
هو اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ...
كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعده ...
فلو رجعنا إلى أزمان سابقة قبل وجود الكهرباء لوجدت أن الناس لايشتكون النوم لأنهم على الفطرة ..
ينام بعد العشاء ويستيقظ عند طلوع الفجر .... وجعلنا نومكم سباتا .. أي قطعا لأعمالكم وراحة لأبدانكم ..
فإذا البدن لم يأخذ راحته لا شك أنه سيكثر نومه ليل نهار حتى يجدها ...
ولا شك أن الراحة كل الراحة هو البقاء على ما أرشدنا نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
وأيضا من ذلك بل وأعتبره من الأسباب الرئيسية جهاز التكييف .. فهو يجعلك تنام وتنام وتنام .. والحل أن تعود نفسك على النوم بدونه فإن قلت لا أستطيع .. فالتدرج مطلوب ...
اليوم الأول قم بقصر برودته .. الثاني قم بفتح النافذة حتى يخف .. الثالث أفتحه عند بداية النوم وأوصي زوجتك أو أي شخص بإطفائه بعد أن تستغرق في نومك .. (مجربة) الرابع قم بتشغيله قبل نومك ثم اطفئه قبل أن تنام .. وهكذا حتى ترى أنك استغنيت عنه ولو قليلا ... (لا تقولون هذه فلسفة .. ) ابتسامة.
الحجامة ... فالدم الفاسد له تأثير .. وقد سمعت بعض الإخوة يقول أنه بعد الحجامة خف نومه ...
تبرع بالدم ...
قلل الأكل فكثرة الأكل تعتبر عامل رئيسي في النوم ...
أيضا الرياضة ... اجعل لك جري يوميا على الأقل ربع ساعة ..
وهكذا ... العزيمة والإصرار .. فالنفس لا تشبع .. والله أعلم ..
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 10:31 م]ـ
وسأذكر - بإذن الله - التجارب فقط ... وقد لا تكون حلولا مناسبة للجميع.
فليعذرني الكرام.
أبا محمد. لا تجعلني أقول (تطويل المقدمات دليل على سقم النتائج) فما تعودناها منك.
وإن يكن قد بدا لك ان تلك " التجارب " لاتروي "غلة الصادين " و لاتفك أسر أسارى النوم،فلا
عليك. أعلن ذلك واسترح وأرح، والعذر عند كرام القوم مقبول. والسلام.
أما عن نفسي، فحسبي دواء ما ذكره أخونا الفاضل ابو عبدين.وما سواه فمستأنس به.
والسلام.
ـ[أبو ضمام الجزائري]ــــــــ[05 - 07 - 09, 10:31 م]ـ
"يأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر"
أما أنا فلست من المنتظرين للتجارب البديعة في التعامل مع النوم ليس لأني بطل اليقظة وقاهر الكسل إنما لأن العلم بالحلول سهل وكثير لكن العمل بها هو الصعب إلا على من يسره الله تعالى له. فنسأل الله تعالى لنا ولكم السلامة من العجز والكسل والأهواء والأدواء ... آمين.
وألفت نظركم إلى الذكر العظيم قبل النوم والذي أرشد نبينا صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها وزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما سألت أباها خادمًا ... وتعلمون الحديث (وفيه من الفوائد حياء السيدة فاطمة رضي الله عنها لأنها غطت وجهها باللحاف بعدما طرحت مسألتها فليتعلم أخواتنا من هذا الحياء ... ) والذكر النبوي الوارد في قصة هذا الحديث هو التسبيح 33 والتحميد 33 والتكبير 34.
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: بلغني أن من حافظ على هذه الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل وغيره.
وسمعت شيخنا أبا ذر القلموني يؤكد أن من حافظ على هذا الذكر فسوف يستيقظ في الموعد الذي يحتاج بالدقيقة دون تعب ... وربما أقسم على هذا لا أذكر.
السلام عليكم
نسأل الله لك الثبات يا بطل!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/22)
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[05 - 07 - 09, 10:43 م]ـ
آه أبا ضمام لو عرفتَ.:. أقل حالي عني ما ذكرتَ
وأحيلك إلى قصيدة "التوبة" لأبي إسحاق الإلبيري فهل سمعتها؟
فيها حلول جمة وناجعة بإذن الله تعالى لداء النوم العضال ...
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[06 - 07 - 09, 12:40 ص]ـ
النظام اليومي لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -
http://www.binbaz.org.sa/mat/21220
وكان رحمه الله لا يمل الجلوس بين الكتب، والتنقل في رياضها؛ ففي بعض الأحيان نأتي بالمعاملات من طلاق ونحوه؛ فإذا بدأنا عرضها عليه بعد العشاء ربما ظهر عليه بعض الإعياء والتعب، والنعاس، فيقول: ما عندي نشاط.
ثم يطلب بعض الكتب فإذا بَدَأَتِ القراءةُ عليه في الكتب نشط، وتأهب، وذهب عنه النعاس، وتفاعل مع الكتاب أو الكتب.
وفي يوم من الأيام بَدَأْتُ أعرض عليه بعض المعاملات في الطلاق وغيره، فلمست منه الإعياء، فقال: ما عندي نشاط، أشعر بالإعياء، وأرى عرضها في وقت آخر.
فخرجت من عنده في الساعة التاسعة من الليل تقريباً، وذهبت إلى شمال الرياض، لقضاء بعض الأعمال الخاصة بي.
ولما انتهى عملي عدت إلى منزلي، وفي الطريق مررت بمنزل سماحته، ولما حاذيته رأيت سيارة الأخ صلاح الدين عثمان - أمين مكتبة منزل سماحة الشيخ -، وكانت الساعة قد بلغت العاشرة والنصف.
فلما رأيت السيارة قلت في نفسي: ما الذي أبقى الأخ صلاحاً إلى ذلك الوقت، خصوصاً وأن عهدي بسماحة الشيخ أنه مُجْهَد، ولم يستطع إكمال قراءة المعاملات؛ فوقفت عند منزل سماحته، ودخلت المنزل وإذا بسماحته يخرج من المكتبة متجهاً إلى داخل بيته؛ فسألت الأخ صلاحاً، وقلت له: أنتم جالسون من حين ذهبت من عندكم حتى هذه الساعة؟
قال: نعم؛ لما بدأت أقرأ على سماحته في الكتب نشط، واشتد عزمه، ولم يذهب داخل بيته إلا الآن - كما ترى -!
انتهى
http://www.binbaz.org.sa/mat/21260
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 07 - 09, 01:19 ص]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خيرا.
وأعتذر أشد الأعتذار عن التأخر في كتابة ما كنت أنوي كتابته ... وذلك لأمر لا أملكه.
فقد كنت في إجازة عندما كتبته ... ثم عدت إلى العمل يوم أمس السبت.
والدوام من الساعة (6) صباحا إلى الساعة (4.30) عصرا ...
ولأحدكم أن يتصور حالة النفس بعد ساعات العمل الطويلة ... (يعني تقفيلة:).
ولم يتيسر لي الجلوس على الجهاز يوم أمس واليوم ... إلا دقائق معدودة.
فالسبب الرئيس في عدم الإكمال هو الانشغال.
ولا أخفيكم بأن هذا الموضوع قد سبب لي حرجا كبيرا ... وندمت على الاستعجال في كتابته.
وأسأل الله الإعانة والتيسير على إكماله.
ـ[الفصيح]ــــــــ[06 - 07 - 09, 02:14 ص]ـ
منذ عشرين سنة شكوت ذلك الأمر لفضيلة الشيخ العلامة أبو اسحاق الحويني
فنصحنى بهذا الدعاء ونفعني الله به
اللهم اشفنا من النوم باليسير
ونفعنى الله به فأنا الأن أنام اربع ساعات ولله الحمد تكفينى
ـ[همام النجدي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 03:11 ص]ـ
النوم عملية طبيعية نقوم بها كل ليلة. وحيث أن البشر ليسوا سواءً؛ فإن بعض الناس يخلد إلى النوم وقتما وأينما يشاء، في حين أن البعض الآخر يجد صعوبة في النوم، وعندما ينام فهو لا ينعم بالراحة ولا يستعيد نشاطه. وهناك أسلوب حياة معين وعادات غذائية معينة، إضافة إلى السلوك الفردي تساعد على النوم السليم، حيث أن هذه العوامل بإمكانها التأثير إيجاباً على النوم السليم كماً ونوعاً. وحديثنا هنا سيقتصر على النواحي السلوكية في العلاج، ولن نتطرق للاضطرابات العضوية.
هناك اعتقادات خاطئة حول النوم يجب توضيحها. يحتاج الشخص العادي من أربع إلى تسع ساعات للنوم كل 24 ساعة للشعور بالنشاط في اليوم التالي. وعلى كل الأحوال فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثيرون يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً، وأنه كلما زادوا من عدد ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل في النوم. البعض الآخر يعزي قصور أداءه وفشله في بعض الأمور الحياتية إلى النقص في النوم، مما يؤدي إلى الإفراط في التركيز على النوم، وهذا التركيز يمنع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/23)
صاحبه من الحصول على نوم مريح بالليل ويدخله في دائرة مغلقة. لذلك يجب التمييز بين قصور الأداء الناتج عن نقص النوم وقصور الأداء الناتج عن أمور أخرى، كزيادة الضغوط في العمل وعدم القدرة على التعامل مع زيادة التوتر وغيرها.
ـ[همام النجدي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 03:13 ص]ـ
النوم عملية طبيعية نقوم بها كل ليلة. وحيث أن البشر ليسوا سواءً؛ فإن بعض الناس يخلد إلى النوم وقتما وأينما يشاء، في حين أن البعض الآخر يجد صعوبة في النوم، وعندما ينام فهو لا ينعم بالراحة ولا يستعيد نشاطه. وهناك أسلوب حياة معين وعادات غذائية معينة، إضافة إلى السلوك الفردي تساعد على النوم السليم، حيث أن هذه العوامل بإمكانها التأثير إيجاباً على النوم السليم كماً ونوعاً. وحديثنا هنا سيقتصر على النواحي السلوكية في العلاج، ولن نتطرق للاضطرابات العضوية.
هناك اعتقادات خاطئة حول النوم يجب توضيحها. يحتاج الشخص العادي من أربع إلى تسع ساعات للنوم كل 24 ساعة للشعور بالنشاط في اليوم التالي. وعلى كل الأحوال فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثيرون يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثمان ساعات نوم يومياً، وأنه كلما زادوا من عدد ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل في النوم. البعض الآخر يعزي قصور أداءه وفشله في بعض الأمور الحياتية إلى النقص في النوم، مما يؤدي إلى الإفراط في التركيز على النوم، وهذا التركيز يمنع صاحبه من الحصول على نوم مريح بالليل ويدخله في دائرة مغلقة. لذلك يجب التمييز بين قصور الأداء الناتج عن نقص النوم وقصور الأداء الناتج عن أمور أخرى، كزيادة الضغوط في العمل وعدم القدرة على التعامل مع زيادة التوتر وغيرها
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[06 - 07 - 09, 03:57 ص]ـ
منذ عشرين سنة شكوت ذلك الأمر لفضيلة الشيخ العلامة أبو اسحاق الحويني
فنصحنى بهذا الدعاء ونفعني الله به
اللهم اشفنا من النوم باليسير
ونفعنى الله به فأنا الأن أنام اربع ساعات ولله الحمد تكفينى
ونعم الدعاء اللهم إشفنا من النوم باليسير
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[06 - 07 - 09, 04:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
أعتقد هي "اللهم اكفنا من النوم بالقليل" وليس اشفنا
وهو دعاء لأحد السلف
ـ[محمود حجي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 05:23 ص]ـ
أخانا المسيطر
تعجبني كثيرا موضوعاتك
فجزاك الله خيرا
نحن بانتظار تتمة الموضوع ....... فعجل عجل الله لك الخير
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 06:06 ص]ـ
ما شاء الله
اظن موضوعك هذا حقق رقما قياسيا في عدد المشاهدات و المشاركات في مثل هذا الوقت القصير
يسر الله لك
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[06 - 07 - 09, 09:05 ص]ـ
كان الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - إذا صلى العشاء ثم عاد لمكتبه يعود لإكمال ما شرع فيه من عمل قبل العشاء، أو يكمل الجلوس مع ضيوفه، أو يجلس لقراءة بعض الكتب، أو إنهاء بعض المعاملات حتى ساعة متأخرة؛ إما الحادية عشرة أو الثانية عشرة، ثم ينصرف بعد ذلك إلى داخل منزله، ويمشي على قدميه مدة نصف ساعة تقريباً، ثم يأوي إلى فراشه.
كما هو مكتوب في موقعه الرسمي في برنامجه اليومي:
http://www.binbaz.org.sa/mat/21220
أقول /
وهذه تنشط البدن وتجعل النوم في الليل يكون خفيفًا وهي مجربه, يقول بعضهم:
كنت أمشي ساعة قبل النوم مشيًا سريعا , فكنت أقوم نشيطًا لقيام الليل ولا أحس بأي نوع من التعب أو الرغبة في النوم ونفعني هذا في يومي كله.
ـ[أبو ضمام الجزائري]ــــــــ[06 - 07 - 09, 09:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
أعتقد هي "اللهم اكفنا من النوم بالقليل" وليس اشفنا
وهو دعاء لأحد السلف
إرشاد النبي لعبد الله بن عمرو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/24)
قال: فجاءني الرسول عليه الصلاة والسلام في منزلي وقال: (يا عبد الله ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=452&ftp=alam&id=1000020&spid=452)! بلغني أنك تصوم النهار؟ قال: نعم، وتقوم الليل؟ قال: نعم) فإذا كان كذلك فمتى ينام، ومتى يذهب للعمل، ومتى يأكل؟ الله عز وجل هو الذي يزيل التعب عن البدن وليس كثرة النوم، فبعض الناس ينام الساعات الطويلة ثم يستيقظ من النوم وهو مرهق جداً، وقد كان بعض السلف يدعو فيقول: اللهم اكفنا من النوم باليسير. وكان بعضهم ينام قليلاً لكنه يستيقظ وهو نشيط،
فما هو الدواء الذي يجعلك إذا نمت أن تقوم نشيطاً؟
الدواء هذا رواه الشيخان وهو: أن فاطمة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=452&ftp=alam&id=1000152&spid=452) رضي الله عنها كانت تدق النوى حتى تورمت يداها .. فجاء أعبد من البحرين، فبلغ ذلك علي بن أبي طالب ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=452&ftp=alam&id=1000006&spid=452) ، فقال لفاطمة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=452&ftp=alam&id=1000152&spid=452) : اذهبي إلى أبيك فاستخدميه، فجاءت إلى أبيها تطلب خادماً، والبنت الوحيدة تكون عزيزة كثيراً على الأب، وإذا كان هناك أب يحب ابنته أقصى الحب فإنه لن يبلغ حب النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=452&ftp=alam&id=1000152&spid=452) ، ورضا فاطمة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=452&ftp=alam&id=1000152&spid=452) من رضا الله عز وجل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فاطمة ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=452&ftp=alam&id=1000152&spid=452) بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها)، ومعروف أن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم إيذاء لله عز وجل، وكان شديد الحب لها، فجاءته تستخدمه، وأرته يديها، فقال لها: (بنيتي! أفلا أدلك على خير من خادم؟) فما هو هذا الشيء الذي هو خير من خادم؟ قال: (إذا أويت إلى فراشك، فسبحي الله ثلاثاً وثلاثين، واحمديه ثلاثاً وثلاثين، وكبريه أربعاً وثلاثين، فذلك خير لك من خادم). كيف ذلك؟ لأنها عندما تقول هذه الأذكار فإن الله عز وجل يزيل عنها التعب، فتقوم نشيطة، فيكفيها هذا عن الخادم، قوله: (خير من خادم) قيل: لأن الحاجة إلى الناس ذل حتى ولو كان عبدك، كونك تقول له: اعمل كذا. هذا ذل، فالعز في الاستغناء عن الناس.
عليكم هديا قاصدا .... للشيخ: (أبو إسحاق الحويني ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=452) )
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=103310
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[06 - 07 - 09, 09:57 م]ـ
أكثرتم على المسيطر رفع الله قدره وجزاه الله خيرا
فقد استفدت شخصيا من بعض مشاركات الأخوة فارجعوا واقرؤوها مرة أخرى
والحل الدعاء بإلحاح
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 10:16 م]ـ
ما شاء الله.
شيخنا المسيطير لا أراك متورطا!
إنما فتحت بابا من الخير كان مغلقا، فجزاك الله خيرا.
و لا تستعجل في طرح التجارب، فإن الإخوة قد شاركوا و أثروا الموضوع بما يجعله مفيدا لمن اطَّلع عليه.
فتأنَّ، و لا تستعجل، ولا تضغط على نفسك، فإننا إن شاء الله صابرون.
النوم نعمة، لكن يجب ترك العشوائية فيه، فلابد من تحديد وقت معيَّن للنوم، فمثلا من الساعة العاشرة حتى الساعة الثالثة فجرا، ثم قيام الليل (لمن شاء) .. و عدم النوم بعد الفجر ..
و النوم بعد الغداء ساعة أو أكثر قليلا .............
هذه فيها الكفاية إن شاء الله، لكن الأمر يأتي بالتدريج ..
لكن نحن نسهر على الإنترنت .. ثم نشتكي من نومنا الطويل غير المنظم!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 07 - 09, 01:08 ص]ـ
ما شاء الله
اظن موضوعك هذا حقق رقما قياسيا في عدد المشاهدات و المشاركات في مثل هذا الوقت القصير
يسر الله لك
وهذا من دلالات ضعف الهمم ..
واستيلاء أمراض النوم ومشاكله على قوم = ينزع عنهم شرف إرادة الإصلاح والرغبة في الرقي ..
ولو لم يكن حالنا هاتفاً بنا: ولى ومضى زمن النوم = فأي شيء تنفعنا تجارب المسيطير؟؟!!!
ـ[أبو أيوب الجهني]ــــــــ[07 - 07 - 09, 01:32 ص]ـ
لعل من الحلول لهذه المشكلة ما يلي:
1 - اتباع السنة: وهي النوم بعد صلاة العشاء ما لم يكن هناك أمر مهم.
2 - التقليل من الأكل فإن كثرة الأكل تجلب الثقل والخمول والكسل.
3 - تغيير العادة: فمن تعود النوم متأخرا فإنه -بالطبع- سيقوم متأخراً الظهر أو ربما العصر!! وإن
استيقظ للفجر لم يستطع أن يبقى مستيقظاً إلى ما بعد الفجر فلا حفظ ولا مراجعة ولا
مطالعة!.
4 - الاستفادة مما يمكن أن يُستفاد منه: كالزوجة -لمن كان ذا زوجة-، والساعة المنبهة،
والاتفاق مع من يقوم بالاتصال عليك ليقطع الزائد من النوم!.
والله ولي التوفيق ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/25)
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 07 - 09, 01:48 ص]ـ
بارك الله في المشايخ الفضلاء.
----
حدثني أحد الأفاضل - في سيارتي - ذاكرا تجربته مع النوم ... في أيام الإجازات فقط ... فقال:
قد كان برنامجي اليومي كالتالي:
- نوم بعد صلاة الفجر إلى الساعة الـ (11) قبل الظهر.
- تصفح للانترنت مع قراءات متفرقة إلى الظهر.
- بعد الظهر أجالس أهلي إلى الساعة الثانية ... ثم أغفو إلى قريب من صلاة العصر.
- بعد العصر قد جعلته لأولادي.
- بعد المغرب لوالديّ.
- بعد العشاء قراءات متفرقة ... ثم النوم الساعة الحادية عشر أو الثانية عشر إلى الفجر ... وهكذا.
فوقفت مع نفسي ... فوجدت التفريط الواضح والتقصير الظاهر ... فأعدتُ جدولةَ البرنامج ليكون كالتالي:
- يبدأ برنامجي اليومي الساعة الـ (12) بعد منتصف الليل ... بحيث أكون في كامل نشاطي، وقد أخذت راحتي من النوم.
- أقرأ إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل قراءة مركزة في كتاب محدد ... قد وضعت تاريخ الانتهاء منه ... قبل بداية القراءة فيه.
- إن تعبت ... تصفحت المنتديات العلمية وراجعت بعض المسائل العلمية، والطرائف الأدبية، والتاريخية ... لتنشيط النفس.
- قبل الفجر أتوضأ ... وأصلي ماتيسر من الليل ... حتى يؤذن الفجر.
- بعد الفجر أجلس في المسجد للقراءة والمراجعة والحفظ.
- بعد ذلك ... أقوم بالمشي على قدميّ ... في الحي مسافات قد حددتها من قبل ... رياضة وتنشيطا للجسم.
- أعود بعدها لإكمال القراءة وتصفح الشبكة إلى الساعة الـ (7) أو (8) حسب الوضع.
- أنام بعد إلى صلاة الظهر.
- بعد الظهر أعود لمؤانسة الأهل والجلوس معهم.
- قبل العصر أذهب إلى فراشي للاسترخاء أو الغفوة اليسيرة.
- بعد العصر أقضي ساعة - تقل أو تزيد - مع الكتاب أو الشبكة ... ثم أقضي ما يحتاجه الأهل.
- بعد المغرب مع الوالدين.
- بعد العشاء ما بين قراءة أو قضاء حوائج الأهل ... وإدخال السرور عليهم.
- بعد الحادية عشر ... الدخول إلى المكتبة لإكمال البرنامج إلى الساعة الـ (7) أو (8) ... وهكذا.
مما يستفاد من التجربة:
- التمكن من أداء صلاة الفجر مع الجماعة.
- قراءة الورد اليومي من القرآن.
- التمكن من قيام الليل ومناجاة الله تعالى.
- أن وقت الاستفادة قد حدده صاحبنا بثلث اليوم ... (8) ساعات تقريبا.
- ساعات النوم ما بين (5) إلى (6) ساعات يوميا.
- تحديد وقت الانتهاء من قراءاة الكتاب يساعد كثيرا في المحافظة على الوقت.
- قد وضع صاحبنا عددا من الكتب ... لا بد أن يقرأها في الإجازة.
- وقت القراءة هو وقت هدوء الأولاد والاتصالات والارتباطات.
- عندما يحس صاحبنا بالإرهاق ... يتحرك في غرفته، يخرج، يحرك جسمه، يقوم بتمارين رياضية، ترتيب البيت، أو المكتبة، مؤانسة الثلاجة:)، شم الهواء العليل بالخروج ... أو عن طريق النافذة.
- تجنب الاسترخاء على الظهر أثناء البرنامج.
- شرب القهوة والشاي (تلقيمة:).
- ونحو ذلك.
ولعل أجمل ما في البرنامج:
- التمكن من قيام الليل ... ولعل بعضنا لم يسبق له قيام الليل إلى في رمضان! ... وهذه فرصة.
- التفرغ للقراءة دون التعرض للمشغلات ومضيعات الأوقات.
- الهدوءءء:).
ملحوظة:
قد يناسب هذا البرنامج البعض ... ولايناسب آخرين.
وقد يناسب في أيام ... ولا يناسب في غيرها.
والبس لكل حالة لبوسها.
يتبع بإذن الله.
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[08 - 07 - 09, 12:10 م]ـ
اللهم اشفنا من النوم باليسير، وارزقنا "مضى عهد النوم".
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 01:18 م]ـ
بارك الله في المشايخ الفضلاء.
----
حدثني أحد الأفاضل - في سيارتي - ذاكرا تجربته مع النوم ... في أيام الإجازات فقط ... فقال:
قد كان برنامجي اليومي كالتالي:
- نوم بعد صلاة الفجر إلى الساعة الـ (11) قبل الظهر.
- تصفح للانترنت مع قراءات متفرقة إلى الظهر.
- بعد الظهر أجالس أهلي إلى الساعة الثانية ... ثم أغفو إلى قريب من صلاة العصر.
- بعد العصر قد جعلته لأولادي.
- بعد المغرب لوالديّ.
- بعد العشاء قراءات متفرقة ... ثم النوم الساعة الحادية عشر أو الثانية عشر إلى الفجر ... وهكذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/26)
فوقفت مع نفسي ... فوجدت التفريط الواضح والتقصير الظاهر ... فأعدتُ جدولةَ البرنامج ليكون كالتالي:
- يبدأ برنامجي اليومي الساعة الـ (12) بعد منتصف الليل ... بحيث أكون في كامل نشاطي، وقد أخذت راحتي من النوم.
- أقرأ إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل قراءة مركزة في كتاب محدد ... قد وضعت تاريخ الانتهاء منه ... قبل بداية القراءة فيه.
- إن تعبت ... تصفحت المنتديات العلمية وراجعت بعض المسائل العلمية، والطرائف الأدبية، والتاريخية ... لتنشيط النفس.
- قبل الفجر أتوضأ ... وأصلي ماتيسر من الليل ... حتى يؤذن الفجر.
- بعد الفجر أجلس في المسجد للقراءة والمراجعة والحفظ.
- بعد ذلك ... أقوم بالمشي على قدميّ ... في الحي مسافات قد حددتها من قبل ... رياضة وتنشيطا للجسم.
- أعود بعدها لإكمال القراءة وتصفح الشبكة إلى الساعة الـ (7) أو (8) حسب الوضع.
- أنام بعد إلى صلاة الظهر.
- بعد الظهر أعود لمؤانسة الأهل والجلوس معهم.
- قبل العصر أذهب إلى فراشي للاسترخاء أو الغفوة اليسيرة.
- بعد العصر أقضي ساعة - تقل أو تزيد - مع الكتاب أو الشبكة ... ثم أقضي ما يحتاجه الأهل.
- بعد المغرب مع الوالدين.
- بعد العشاء ما بين قراءة أو قضاء حوائج الأهل ... وإدخال السرور عليهم.
- بعد الحادية عشر ... الدخول إلى المكتبة لإكمال البرنامج إلى الساعة الـ (7) أو (8) ... وهكذا.
مما يستفاد من التجربة:
- التمكن من أداء صلاة الفجر مع الجماعة.
- قراءة الورد اليومي من القرآن.
- التمكن من قيام الليل ومناجاة الله تعالى.
- أن وقت الاستفادة قد حدده صاحبنا بثلث اليوم ... (8) ساعات تقريبا.
- ساعات النوم ما بين (5) إلى (6) ساعات يوميا.
- تحديد وقت الانتهاء من قراءاة الكتاب يساعد كثيرا في المحافظة على الوقت.
- قد وضع صاحبنا عددا من الكتب ... لا بد أن يقرأها في الإجازة.
- وقت القراءة هو وقت هدوء الأولاد والاتصالات والارتباطات.
- عندما يحس صاحبنا بالإرهاق ... يتحرك في غرفته، يخرج، يحرك جسمه، يقوم بتمارين رياضية، ترتيب البيت، أو المكتبة، مؤانسة الثلاجة:)، شم الهواء العليل بالخروج ... أو عن طريق النافذة.
- تجنب الاسترخاء على الظهر أثناء البرنامج.
- شرب القهوة والشاي (تلقيمة:).
- ونحو ذلك.
ولعل أجمل ما في البرنامج:
- التمكن من قيام الليل ... ولعل بعضنا لم يسبق له قيام الليل إلى في رمضان! ... وهذه فرصة.
- التفرغ للقراءة دون التعرض للمشغلات ومضيعات الأوقات.
- الهدوءءء:).
ملحوظة:
قد يناسب هذا البرنامج البعض ... ولايناسب آخرين.
وقد يناسب في أيام ... ولا يناسب في غيرها.
والبس لكل حالة لبوسها.
يتبع بإذن الله.
يعاب على هذه " التجربة" امران:
الأول: انها جعلت النوم كله بالنهار،والله تعالى مقدر الليل والنهار،جعل الليل لباسا سباتا، والنهار سبحا معاشا، ولساعة نوم من الليل هي عدل ساعات من نوم النهار.
الثاني: أنها خاصة بأهل "العطل" ومثل ذلك نادر يطل، والمطلوب دواء في حال العمل.
تنبيه: (يصبح على كل سلامى من ابن آدم صدقة ..... ويجزيء من ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى)
أرى صاحبك لم يجعل لهذا الفضل وقتا.
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[08 - 07 - 09, 02:00 م]ـ
لثاني: أنها خاصة بأهل "العطل" ومثل ذلك نادر يطل، والمطلوب دواء في حال العمل.
هذا والله ما اريده
ـ[عبد الله السلفي الجزائري]ــــــــ[08 - 07 - 09, 03:41 م]ـ
للفائدة:
كتاب
كيف تنام
( http://www.mediafire.com/?wyngj2imtne)
ولفرد نوثفيلد (دار العلم للملايين - 1946)
يتحدث الكتاب عن النوم والأرق ومشاكله واثاره وأهمية النوم السليم وعدد ساعات النوم الضرورية لجسم الانسان
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[08 - 07 - 09, 05:02 م]ـ
نرجو رفع الكتاب مرة اخري
لانه لايعمل
ـ[ابوتميم]ــــــــ[08 - 07 - 09, 06:39 م]ـ
السلام عليكم
كيف تنام
ولفرد نوثفيلد (دار العلم للملايين - 1946)
http://www.mediafire.com/?wyngj2imtne
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[08 - 07 - 09, 10:41 م]ـ
أرى والله أعلم السير على هذه الخطوات فقد تكون نافعة بإذن الله رب العالمين، والذى ينتظر عصى موسى فسوف ينتظر كثيرااااااااااااااا وبلا جدوى:
طبعًا أول المهمات وآخرها ومرورًا بها: الإستعانة بالله، وصدق اللجىء إليه.
ثم الآتى:
1 - عمل تحاليل طبية (وظائف كبد، صورة دم كاملة، وظائف كلى).
2 - قد يكون ذلك من الشيطان, و العين حق كما قال صلى الله عليه و سلم فارق نفسك بالرقية الشرعية مرارا.
3 - الحجامة على الرأس و الظهر.
4 - المواظبة على المنشطات الطبيعية يوميا كالعسل 3 ملاعق يوميا، والجنسنج المغلى، أو حبوب يوميا و طعام ملكات النحل قرص يوميا كـ (رويال جيلى) كبسولات طعام ملكات النحل.
5 - استعمال زيت الزيتون بديلا عن الشحوم.
6 - الالتزام بالآداب الشرعية: آداب النوم، والإستيقاظ، وأذكار الصباح والمساء، والمحافظة على الوضوء.
7 - ضبط أوقات النوم والإستيقاظ، والبعد عن الضوضاء.
8 - استغلال الوقت، فإنى أعرف عالم من العلماء العاملين ينام يوميًا 8 ساعات، ومع ذلك له ثمرات كبيرة جدا، منها المقروء والمسموع، والناس عيال على كتبه.
** قد يكون الموضوع نفسى، فقم بعرض نفسك على طبيب نفسى، أو واجه نفسك وحدد المشكلة واستعن بالله وضع الحلول وخطواته.
** استعن بالدعاء، ومنه:"اللهم اشفنى من النوم باليسير، وارزقنى سهرًا فى طاعتك" فقد كان همام بن الحارث يدعو به، وقد قال عنه ابن الجوزى: كان الناس يتعلمون من هديه وسمته، وكان طويل السهر رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/27)
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[08 - 07 - 09, 11:55 م]ـ
الإنسان إذا نام في الهواء الطلق ربما يستيقظ نشيطا ..
ولكن المكيف يخدّر
وكثرة النوم تجيب النوم
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[09 - 07 - 09, 01:26 ص]ـ
وكثرة النوم تجيب النوم
أو كما تقول أمّي غفر الله لها "تقاوي النوم >>> نوم":)
التقاوي = بذور الزراعة
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 07 - 09, 02:47 ص]ـ
أقترح على المسيطير أن يغير عنوان الموضوع إلى: " تجارب بديعة في التعامل مع (اليوم) وليس (النوم) ".
فكثرة النوم من أكثر مضيعات الأوقات ... لذلك رأيت طرح تجربة صاحبي للإستفادة من برنامجه اليومي ... وكيفية تغيير الجدول اليومي ... حتى يحصل طالب العلم أكبر فائدة من يومه.
والنوم يأتي تبع.
----
ولو تأملنا في البرنامج المقترح لوجدنا أن صاحبنا ينام من الساعة (8 - 11.30) تقريبا ... أي أنه استفاد من ما يقارب الـ (4) ساعات بعد الفجر ... ونام ما يقارب الـ (4) ساعات ... قبل الظهر.
والبركة في البكور ... وقد أدركها.
وصلاة الضحى ... كذلك.
أما السهر وعدم النوم ... فقد روي عن بعض السلف مذاكرة العلم ومدارسته حتى يسمع النداء لصلاة الفجر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى 22/ 308 مانصه:
" فالسهر الشرعي كما تقدم من صلاة، أو ذكر، أو قراءة، أو كتابة علم، أو نظر فيه، أو درسه، أو غير ذلك من العبادات.
والأفضل يتنوع بتنوع الناس، فبعض العلماء يقول: كتابة الحديث أفضل من صلاة النافلة، وبعض الشيوخ يقول: ركعتان أصليهما بالليل حيث لا يراني أحد أفضل من كتابة مائة حديث، وآخر من الأئمة يقول: بل الأفضل فعل هذا وهذا، والأفضل يتنوع بتنوع أحوال الناس "أ. هـ
--
والأمر يسير ... وكما قلت قد يناسب البعض ... ولايناسب آخرين.
ويمكن ... أن لا نتفق.
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 07 - 09, 03:03 ص]ـ
من التجارب النافعة:
1 - مسابقة الزمن في قراءة بعض الكتب أو إنجاز بعض العمال الهامة ... فتقول للكتاب - مثلا -: يا أنا يا أنت:) ... مما يحفزك على إستغلال الثواني قبل الدقائق.
2 - النوم على اليد ... بدون وسادة أو مخدة.
3 - إغلاق التكييف والاكتفاء بالمروحة أو المهفة:).
4 - النوم على الأرض.
5 - النوم جالسا (إغفاءة) ... وهي تصلح لمن سهر وغلبه النوم ... وخشي أن تفوته الصلاة.
6 - النوم مع فتح النوافذ ليدخل الهواء ... وتسمع الأذان.
7 - إن كان التكييف يعمل على التحكم ... فيمكن ضبط وقت إغلاقه حسب ما تريد.
8 - تغيير مكان النوم المعتاد.
9 - النوم في مكان لقاء الأهل وتجمعهم - كالصالة أو المقلط مثلا -:) ... وليس في غرفة النوم.
10 - الاستحمام ... (دش على السريع) ... وهذه فائدة على الطريق: إجابة لطيفة في حكم الدش! (للشيخ السدحان)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=337201#post337201)
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[09 - 07 - 09, 03:19 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع ...
من فضل الله على أخيكم الضعيف ...
أنه إذا نام 3ساعات أو ساعتين أو4ساعات ... تشبعه طوال اليوم ... فأقوم نشيطاً ولله الحمد والفضل له وحده ...
على أن النوم عندي ليس له وقت معيّن ...
أحياناً أنام قبل الفجربساعة ونصف تقريباً وأُقوم للصلاة وبعدها لا أنام إلا في الليل الساعة1أو2 ..
وأحياناً أنام بعد العشاء وأقوم الساعة1ليلاً ... نشيطاً والحمدلله .. وأحياناً لا أنام يوماً كاملاً ...
وهكذا ...
ووجدت والله وأنا على ذلك من الشاهدين أن الذكر (تسبيح33وتحميد33وتكبير34) له أثر عظيم في النشاط والقوة وحتى لو كانت ساعات النوم قليلة (ساعة أوساعتين) فإذا قلت هذا الذكر قبل النوم فأبشر بالقوة والنشاط وقبل ذلك هو تطبيق لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ... وأنصح خاصة لمن لديه أعمال في الصباح أن يطبق هذا الذكر ....
بارك الله في أوقاتكم ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 07 - 09, 03:21 ص]ـ
أما ماورد في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى، وبلغه أنه جاءه رقيقٌ، فلم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته عائشةُ.
قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال (على مكانكما).
فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدتُ بردَ قدميه على بطني.
فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتما؟: إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبِّرا أربعاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم) رواه البخاري.
فقد بينه الأخ الكريم / مهند المعتبي وفقه الله والإخوة الفضلاء ... على هذا الرابط:
* سُبحان الله (33) * الحمد لله (33) * اللهُ أكبر (34) عند النوم، يقوِّي البدن (!) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116800)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/28)
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[09 - 07 - 09, 08:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ,ونفع بكم على هذا الطرح الجيد المفيد في هذا الموضوع الهام, ولقد استفدت منه كثيراً.
وأظن والله أعلم أن الإنسان إذا زاد ورعه وإيمانه استطاع أن يتحكم في نفسه ومواعيد نومه وقيامه, وتكون النفس خفيفة نشيطة, نسأل الله أن يجعلنا من المتقين.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[09 - 07 - 09, 09:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده
ينبغي الإنتباه إلى أن تقصّد الإقلال من النوم دائما فيه ضرر، قد يوقعه في دوامة
إضطرابات النوم المرَضية
ويؤدي إلى إختلال الساعة البيلوجية عنده ويصعب بعدها العلاج
بل يتوسط ولا يكون الغالب عليه ذلك لما فيه من الضرر الواضح
وقد قال عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ألم أُخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ قلت: إني أفعل ذلك.قال: فإنك إذا فعلت ذلك هجَمت عينك ونفهت نفسك وإن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فصم وأفطر وقم ونم)
قال الشيخ ابن باز رحمه الله معلقا على هذا الحديث (كأن هذا بعد أن قال له" لاتكن مثل فلان .. "ثم قال له هذا، يعني توسط.)
الحلل الإبريزية ج1ص349
والحديث الذي أشار له الشيخ رحمه الله هو قوله صلى الله عليه وسلم (يا عبدالله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل)
وفي شرح الشيخ لصحيح البخاري عامي 1398 - 1399هـ وقد خرج في عدة أجزاء بعنوان الفوائد العلمية من الدروس البازية
ذكر الشيخ عدة فوائد في باب من نام عند السحر أسوقها بطولها عسى الله أن ينفعني ومن يقرأ بها
قال رحمه الله: كانت لداود عليه الصلاة والسلام سمات عظيمة وكان كما في رواية أخرى "لايفر إذا لاقى" مع هذه العبادة كان من أشجع الناس ومن أقوى الناس في الجهاد عليه الصلاة والسلام
وفي هذا الحديث شاهد لما ترجم به المؤلف وهو النوم في آخر الليل حيث كان ينام نصف الليل الأول ويقوم ثلثه وينام سدسه الليل الأخير فهذه النومة الأخيرة يستعان بها على أعمال النهار بعد تعب العبادة والصلاة والقراءة.
وهذا يدل على أن كون الإنسان ينام سدس الليل الأخير لا حرج فيه ولا كراهة لأن هذا فعل داود وأقره النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام، وأخبر أنه أفضل الصلاة فينام هذا السدس الأخير لكي يتقوى به على ما أمامه
من أعمال النهار وأعمال الدولة والله أعلم
س: أكان ينام إلى الصبح؟
ج: ظاهر السياق سدس الليل ويحتمل النهار ويحتمل أنه يستيقظ قبل ذلك،ففي شريعتنا: الأفضل أن يقوم فيصلي قبل طلوع الفجر لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم لمّا بلغه أن رجلا نام عن الصبح فقال "إن الشيطان بال في أذنه" أو قال في "أذنيه" وقد يكون خاصا بشريعة داود أن ينام إلى الصبح أو المراد على ما جاء في الحديث الصحيح فلا تنافي بينهما.
فالإستحباب أن تكون يقظته قبل الصبح، فيحتمل أن داود كان ينام إلى الصبح ويكون ذلك في شريعة التوراة فداود له شريعة خاصة تابعة لشريعة التوراة، وتكون شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كراهة أن ينام إلى الصبح، ويحتمل أن يكون داود أيضا لاينام إلى الصبح وأن استيقاظه كان قبله بقليل والله تعالى أعلم
س: ما نعرفه من الكتب الدراسية أن النوم الصحي – كما يدعون – ثماني ساعات، ولكن نلحظ أن نومه صلى الله عليه وسلم كان أقل من ذلك فما رأيكم؟
ج: الناس يختلفون في نومهم، وإنما قالوا: ثمان ساعات، لأنه نوم معتدل بالنسبة لأوساط الناس، فكبار السن
قد يكفيهم أقل من هذا بكثير، وأما الصبيان الصغار فلا يكفيهم، فهو يختلف على حسب تقسيم الناس وأعمالهم
وليس فيه حدّ محدود. والإنسان يأخذ من النوم حاجته فقط، من غير أن يخل بواجب ولا يأتي بمحرم، فإذا
احتاج إلى النوم نام، وإذا رزقه الله النشاط قام، ولا يتحدد ذلك بحد محدود
الفوائد العلمية من الدروس البازية ج5 فوائد من شرح صحيح البخاري ص36 - 38
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[09 - 07 - 09, 02:49 م]ـ
ننتظر المزيد
بارك الله فيكم
فالموضوع شيق للغايه
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[09 - 07 - 09, 04:15 م]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع ...
من فضل الله على أخيكم الضعيف ...
أنه إذا نام 3ساعات أو ساعتين أو4ساعات ... تشبعه طوال اليوم ... فأقوم نشيطاً ولله الحمد والفضل له وحده ...
على أن النوم عندي ليس له وقت معيّن ...
أحياناً أنام قبل الفجربساعة ونصف تقريباً وأُقوم للصلاة وبعدها لا أنام إلا في الليل الساعة1أو2 ..
وأحياناً أنام بعد العشاء وأقوم الساعة1ليلاً ... نشيطاً والحمدلله .. وأحياناً لا أنام يوماً كاملاً ...
وهكذا ...
ووجدت والله وأنا على ذلك من الشاهدين أن الذكر (تسبيح33وتحميد33وتكبير34) له أثر عظيم في النشاط والقوة وحتى لو كانت ساعات النوم قليلة (ساعة أوساعتين) فإذا قلت هذا الذكر قبل النوم فأبشر بالقوة والنشاط وقبل ذلك هو تطبيق لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ... وأنصح خاصة لمن لديه أعمال في الصباح أن يطبق هذا الذكر ....
بارك الله في أوقاتكم ...
ما شاء الله اللهم بارك
اسأل الله أن يبارك لك فى وقتك وأن ينفعك به، وأن يرزقك علمًا نافعًا وعملاً صالحًا ودعوة طيبة نافعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/29)
ـ[أبو بكر بن عايد]ــــــــ[10 - 07 - 09, 11:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام
أحد مشايخي و هو الشيخ جلال مرة
كنتُ اعتكفتُ معه غير ما مرة
فو الله لقد كنتُ أراقبه
طيلة اليوم و الليل
و كنتُ أتناوبُ أنا و أخٍ عليه
لنرى ساعات نومه
فقد كان لا ينام إلاّ دقائق معدودة
على الرغم من أنه قد جاوز الخامسة و الأربعين تقريبا في أغلب ظني
****************
و قد حدّثني أحد الإخوة أنه ذهب للشيخ يسأله
عن علاج، لأنّ الأخ يعاني من النوم الكثير
فقال له الشيخ: لا تنم إلا قليلا
فقال له: يا شيخ أسألك علاجا
فتقل لي لا تنم إلا قليلا
فقال له: ليس ثم إلا أن تعزم و تنفذ
**************
ووالله لقد رأيته ينام جالسًا لكي لا يكثرُ في النوم
و قد رأيته نام واقفًا مرة
و كنّا في أحد الدروس عقب الفجر
فسأله أحد الإخوة عن النوم
فقال له: لا تنم إلاّ إذا شعرتَ بأنّ النومَ يغلبك
فإن غلبك
فاستند على جدار
ثم نم عشر دقائق
ربع ساعة
و قم
و عد للمذاكرة
و هكذا
*****************
أيّها الإخوة الكرام
النوم هو أعدى عدوٍّ لطالب العلم
فمن نام ثمان ساعات في كل يوم
فقد أذهب ثمن عمره
و من نام ست ساعات في كل يوم
فقد أذهب ربع عمره
انظروا بارك الله فيكم
إنها لمصيبة
كان أحد الإخوة الكرام إذا جاء الصيف
يتدثّرُ بلحف الشتاء
فما هي إلا ساعة أو أكثر بقليل
حتى يقوم من النوم من شدة الحر
و في الشتاء
ينام بدون غطاء
فيقوم سريعا من شدة البرد!!!!!!!!
إن من أراد أن يقلل نومه
لن يعدم حيلة بإذن الله
****************
لعلي خففتُ على الأخ / المسيطر
(ابتسامة)
و جزاك اللهُ خيرا على طرح هذا الموضوع
محبكم في الله:
أبو بكر بن عايد
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[11 - 07 - 09, 12:13 ص]ـ
ما شاء الله اللهم بارك
اسأل الله أن يبارك لك فى وقتك وأن ينفعك به، وأن يرزقك علمًا نافعًا وعملاً صالحًا ودعوة طيبة نافعة.
آمين وإياك أخوي محمد ...
وفقك ربي ...
ـ[أبو نزار بن حسن]ــــــــ[11 - 07 - 09, 01:00 ص]ـ
"وسمعت شيخنا أبا ذر القلموني يؤكد أن من حافظ على هذا الذكر فسوف يستيقظ في الموعد الذي يحتاج بالدقيقة دون تعب ... وربما أقسم على هذا لا أذكر.
بارك الله فيك، وأحيا الله قلبك، وجزى الله عنا الشيخ المبارك خيرا.
ـ[أبو نزار بن حسن]ــــــــ[11 - 07 - 09, 01:02 ص]ـ
منذ عشرين سنة شكوت ذلك الأمر لفضيلة الشيخ العلامة أبو اسحاق الحويني
فنصحنى بهذا الدعاء ونفعني الله به
اللهم اشفنا من النوم باليسير
ونفعنى الله به فأنا الأن أنام اربع ساعات ولله الحمد تكفينى
بارك الله فيك، وأحيا الله قلبك، وجزى الله عنا الشيخ المبارك خيرا.
ـ[أبو السها]ــــــــ[11 - 07 - 09, 11:08 ص]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خيرا.
وأعتذر أشد الأعتذار عن التأخر في كتابة ما كنت أنوي كتابته ... وذلك لأمر لا أملكه.
فقد كنت في إجازة عندما كتبته ... ثم عدت إلى العمل يوم أمس السبت.
والدوام من الساعة (6) صباحا إلى الساعة (4.30) عصرا ...
ولأحدكم أن يتصور حالة النفس بعد ساعات العمل الطويلة ... (يعني تقفيلة:).
ولم يتيسر لي الجلوس على الجهاز يوم أمس واليوم ... إلا دقائق معدودة.
فالسبب الرئيس في عدم الإكمال هو الانشغال.
ولا أخفيكم بأن هذا الموضوع قد سبب لي حرجا كبيرا ... وندمت على الاستعجال في كتابته.
وأسأل الله الإعانة والتيسير على إكماله.
جزاك الله خيرا شيخنا سامي ولا حرج عليك أخي إن شاء الله، وما أراد الإخوة منك إلا الخير، ولتمكن هذا الداء العضال من غالب الناس- وأنا منهم- تشوفوا لكلام ربما وجدوا فيه البلسم الشافي لدائهم، فلا تندم أخي فلا يأتي منك إلا الخير -إن شاء الله-
ولعلي أثري هذا الموضوع من كلام بعض الأعلام ربما نجد فيما سطروه لنا شفاء لسقمنا
يقول ابن القيم رحمه الله ونفعنا بعلمه في كتابه الماتع (زاد المعاد ج الرابع):
فصل
في تدبيره لأمر النوم واليقظة
من تدبر نومه ويقظته صلى الله عليه و سلم وجده أعدل نوم وأنفعه للبدن والأعضاء والقوى فإنه كان ينام أول الليل ويستيقظ في أول النصف الثاني فيقوم ويستاك ويتوضأ ويصلي ما كتب الله له فيأخذ البدن والأعضاء والقوى حظها من النوم والراحة وحظها من الرياضة مع وفور الأجر وهذا غاية صلاح القلب والبدن والدنيا والآخرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/30)
ولم يكن يأخذ من النوم فوق القدر المحتاج إليه ولا يمنع نفسه من القدر المحتاج إليه منه وكان يفعله على أكمل الوجوه فينام إذا دعته الحاجة إلى النوم على شقه الأيمن ذاكرا الله حتى تغلبه عيناه غير ممتلئ البدن من الطعام والشراب ولا مباشر بجنبه الأرض ولا متخذ للفرش المرتفعة بل له ضجاع من أدم حشوه ليف وكان يضطجع على الوسادة ويضع يده تحت خده أحيانا ونحن نذكر فصلا في النوم والنافع منه والضار فنقول:
النوم حالة للبدن يتبعها غور الحرارة الغريزية والقوى إلى باطن البدن لطلب الراحة وهو نوعان: طبيعي وغير طبيعي فالطبيعي: إمساك القوى النفسانية عن أفعالها وهي قوى الحس والحركة الإرادية ومتى أمسكت هذه القوى عن تحريك البدن استرخى واجتمعت الرطوبات والأبخرة التي كانت تتحلل وتتفرق بالحركات واليقظة في الدماغ الذي هو مبدأ هذه القوى فيتخدر ويسترخي وذلك النوم الطبيعي
وأما النوم غير الطبيعي فيكون لعرض أو مرض وذلك بأن تستولي الرطوبات على الدماغ استيلاء لا تقدر اليقظة على تفريقها أو تصعد أبخرة رطبة كثيرة كما يكون عقيب الإمتلاء من الطعام والشراب فتثقل الدماغ وترخيه فيتخدر ويقع إمساك القوى النفسانية عن أفعالها فيكون النوم
وللنوم فائدتان جليلتان إحداهما: سكون الجوارح وراحتها مما يعرض لها من التعب فيريح الحواس من نصب اليقظة ويزيل الإعياء والكلال
والثانية: هضم الغذاء ونضج الأخلاط لأن الحرارة الغريزية في وقت النوم تغور إلى باطن البدن فتعين على ذلك ولهذا يبرد ظاهره ويحتاج النائم إلى فضل دثار
وأنفع النوم: أن ينام على الشق الأيمن ليستقر الطعام بهذه الهيئة في المعدة استقرارا حسنا فإن المعدة أميل إلى الجانب الايسر قليلا ثم يتحول إلى الشق الأيسر قليلا ليسرع الهضم بذلك لاستمالة المعدة على الكبد ثم يستقر نومه على الجانب الأيمن ليكون الغذاء أسرع انحدارا عن المعدة فيكون النوم على الجانب الأيمن بداءة نومه ونهايته وكثرة النوم على الجانب الأيسر مضار بالقلب بسبب ميل الأعضاء إليه فتنصب إليه المواد
وأردأ النوم النوم على الظهر ولا يضر الاستلقاء عليه للراحة من غير نوم واردأ منه أن ينام منبطحا على وجهه وفي المسند و سنن ابن ماجه عن أبي أمامة قال: مر النبي صلى الله عليه و سلم على رجل نائم في المسجد منبطح على وجهه فضربه برجله وقال: [قم أو اقعد فإنها نومة جهنمية]
قال أبقراط في كتاب التقدمة: وأما نوم المريض على بطنه من غير أن يكون عادته في صحته جرت بذلك يدل على اختلاط عقل وعلى ألم في نواحي البطن قال الشراح لكتابه: لأنه خالف العادة الجيدة إلى هيئة رديئة من غير سبب ظاهر ولا باطن
والنوم المعتدل ممكن للقوى الطبيعية من أفعالها مريح للقوة النفسانية مكثر من جوهر حاملها حتى إنه ربما عاد بإرخائه مانعا من تحلل الأرواح
ونوم النهار رديء يورث الأمراض الرطوبية والنوازل ويفسد اللون ويورث الطحال ويرخي العصب ويكسل ويضعف الشهوة إلا في الصيف وقت الهاجرة وأردؤه نوم أول النهار وأردأ منه النوم آخره بعد العصر ورأى عبد الله بن عباس ابنا له نائما نومة الصبحة فقال له: قم أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟
وقيل: نوم النهار ثلاثة: خلق وحرق وحمق فالخلق: نومة الهاجرة وهي خلق رسول الله صلى الله عليه و سلم والخرق: نومة الضحى تشغل عن أمر الدنيا والآخرة والحمق: نومة العصر قال بعض السلف: من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه وقال الشاعر:
(ألا إن نومات الضحى تورث الفتى ... خبالا ونومات العصير جنون)
ونوم الصبحة يمنع الرزق لأن ذلك وقت تطلب فيه الخليقة أرزاقها وهو وقت قسمة الأرزاق فنومه حرمان إلا لعارض أو ضرورة وهو مضر جدا بالبدن لإرخائه البدن وإفساده للفضلات التي ينبغي تحليلها بالرياضة فيحدث تكسرا وعيا وضعفا وإن كان قبل التبرز والحركة والرياضة وإشغال المعدة بشئ فذلك الداء العضال المولد لأنواع من الأدواء
والنوم في الشمس يثير الداء الدفين ونوم الانسان بعضه في الشمس وبعضه في الظل رديء وقد روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: [إذا كان أحدكم في الشمس فقلص عنه الظل فصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/31)
وفي سنن ابن ماجه وغيره من حديث بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى أن يقعد الرجل بين الظل والشمس وهذا تنبيه على منع النوم بينهما
وفي الصحيحين عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: [إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضجع على شقك الأسمن ثم قل: اللهم أني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري اليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت واجعلهن آخر كلامك فإن مت من ليلتك مت على الفطرة]
وفي صحيح البخاري عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا صلى ركعتي الفجر - يعني سنتها - اضطجع على شقه الأيمن
وقد قيل: إن الحكمة في النوم على الجانب الأيمن أن لا يستغرق النائم في نومه لأن القلب فيه ميل إلى جهة اليسار فإذا نام على جنبه الأيمن طلب القلب مستقره من الجانب الأيسر وذلك يمنع من استقرار النائم واستثقاله في نومه بخلاف قراره في النوم على اليسار فإنه مستقره فيحصل بذلك الدعة التامة فيستغرق الإنسان في نومه ويستثقل فيفوته مصالح دينه ودنياه
ولما كان النائم بمنزلة الميت والنوم أخو الموت - ولهذا يستحيل على الحي الذي لا يموت وأهل الجنة لا ينامون فيها - كان النائم محتاجا إلى من يحرس نفسه ويحفظها مما يعرض لها من الآفات ويحرس بدنه أيضا من طوارق الآفات وكان ربه وفاطره تعالى هو المتولي لذلك وحده علم النبي صلى الله عليه و سلم النائم أن يقول كلمات التفويض والإلتجاء والرغبة والرهبة ليستدعي بها كمال حفظ الله له وحراسته لنفسه وبدنه وأرشده مع ذلك إلى أن يستذكر الإيمان وينام عليه ويجعل التكلم به آخر كلامه فإنه ربما توفاه الله في منامه فإذا كان الإيمان آخر كلامه دخل الجنة فتضمن هذا الهدي في المنام مصالح القلب والبدن والروح في النوم واليقظة والدنيا والآخرة فصلوات الله وسلامه على من نالت به أمته كل خير
وقوله: أسلمت نفسي إليك أي: جعلتها مسلمة لك تسليم العبد المملوك نفسه إلى سيده ومالكه وتوجيه وجهه إليه يتضمن إقباله بالكلية على ربه وإخلاص القصد والإرادة له وإقراره بالخضوع والذل والإنقياد قال تعالى: {فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن} [سورة آل عمران الآية: 20] وذكر الوجه إذ هو أشرف ما في الإنسان ومجمع الحواس وأيضا ففيه معنى التوجه والقصد من قوله:
(استغفر الله ذنبا لست محصيه ... رب العباد إليه الوجه والعمل)
وتفويض الأمر إليه رده إلى الله سبحانه وذلك يوجب سكون القلب وطمأنيته والرضى بما يقضيه ويختاره له مما يحبه ويرضاه والتفويض من أشرف مقامات العبودية ولا علة فيه وهو من مقامات الخاصة خلافا لزاعمي خلاف ذلك
وإلجاء الظهر إليه سبحانه يتضمن قوة الإعتماد عليه والثقة به والسكون إليه والتوكل عليه فإن من أسند ظهره إلى ركن وثيق لم يخف السقوط
ولما كان للقلب قوتان: قوة الطلب وهي الرغبة وقوة الهرب وهي الرهبة وكان العبد طالبا لمصالحه هاربا من مضاره جمع الأمرين في هذا التفويض والتوجه فقال: رغبة ورهبة إليك ثم أثنى على ربه بأنه لا ملجأ للعبد سواه ولا منجا له منه غيره فهو الذي يلجأ إليه العبد لينجيه من نفسه كما في الحديث الآخر: [أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك] فهو سبحانه الذي يعيذ عبده وينجيه من بأسه الذي هو بمشيئته وقدرته فمنه البلاء ومنه الإعانة ومنه ما يطلب النجاة منه وإليه الإلتجاء في النجاة فهو الذي يلجأ إليه في أن ينجي مما منه ويستعاذ به مما منه فهو رب كل شئ ولا يكون شئ إلا بمشيئته: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو} [سورة الأنعام الآية: 17] {قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة} [سورة الأحزاب الآية: 17] ثم ختم الدعاء بالإقرار بالايمان بكتابه ورسوله الذي هو ملاك النجاة والفوز في الدنيا والآخرة فهذا هديه في نومه
(لو لم يقل إني رسول لكا ... ن شاهد في هديه ينطق)
فصل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/32)
وأما هديه في يقظته فكان يستيقظ إذا صاح الصارخ وهو الديك فيحمد الله تعالى ويكبره ويهلله ويدعوه ثم يستاك ثم يقوم إلى وضوئه ثم يقف للصلاة بين يدي ربه مناجيا له بكلامه مثنيا عليه راجيا له راغبا راهبا فأي حفظ لصحة القلب والبدن والروح والقوى ولنعيم الدنيا والآخرة فوق هذا
وقال في مدارج السالكين:
فصل وأما مفسدات القلب الخمسة: فهي التي أشار إليها: من كثرة
الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنام فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب فنذكر آثارها التي اشتركت فيها وما تميز به كل واحد منها ...
فصل المفسد الخامس كثرة النوم فإنه يميت القلب ويثقل البدن ويضيع الوقت
ويورث كثرة الغفلة والكسل ومنه المكروه جدا ومنه الضار غير النافع للبدن وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة إليه ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره ولا سيما نوم العصر والنوم أول النهار إلا لسهران ومن المكروه عندهم: النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس فإنه وقت غنيمة وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس فإنه أول النهار ومفتاحه ووقت نزول الأرزاق وحصول القسم وحلول البركة ومنه ينشأ النهار وينسحب حكم جميعه على حكم تلك الحصة فينبغى أن يكون نومها كنوم المضطر وبالجملة فأعدل النوم وأنفعه: نوم نصف الليل الأول وسدسه الأخير وهو مقدار ثمان ساعات وهذا أعدل النوم عند الأطباء وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه ومن النوم الذي لا ينفع أيضا: النوم أول الليل عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء وكان رسول الله يكرهه فهو مكروه شرعا وطبعا وكما أن كثرة النوم مورثة لهذه الآفات فمدافعته وهجره مورث لآفات أخرى عظام: من سوء المزاج ويبسه وانحراف النفس وجفاف الرطوبات المعينة على الفهم والعمل ويورث أمراضا متلفة لا ينتفع صاحبها بقلبه ولا بدنه معها وما قام الوجود إلا بالعدل فمن اعتصم به فقد أخذ بحظه من مجامع الخير وبالله المستعان انتهى كلام ابن القيم
فمما يساعد على الاعتدال في النوم بناء على ما كتبه ابن القيم رحمه الله:
1 - الاستعانة بالدعاء
2 - ملازمة هدي النبي صلى الله عليه وسلم في النوم:
*الدعاء عند النوم والاستيقاظ منه
*الاعتدال فيه (لا يزيد على ثلث اليوم:8 ساعات)
*التقليل من الطعام والشراب في الليل خاصة ويستحسن أن يكون غذاء خفيفا
*النوم على الجانب الأيمن فإنه أنفع للبدن وأنشط
*تجنب الفراش الوثير (وما أصعب هذا في عصرنا)
*تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ
*تجنب كثرة السهر
*أنفع النوم ما كان عند شدة الحاجة إليه ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره
والمسألة تحتاج لأوسع من هذا وربما يجد الإنسان وسيلة ينتفع بها لاعتدال نومه لا ينتفع بها آخر، فإني قرأت لأحد العلماء أنه كان يضع مصباحا مغطى بعازل من فخار حتى إذا غلبه النوم وتوسدت جبهته طرف الفخار أحس بحرارة النار فانتبه
،وحدثني آخر أنه كان يضع بجانبه إناء فيه ماء وإسفنجة فإذا ضربه النعاس أخذ الإسفنجة ومسح بها وجهه.
وهذه بعض النصائح من أحد المختصين:
فإن كثرة النوم قد تكون راجعة لعدة أسباب، منها:
(1) في مرحلة البلوغ نجد أن ساعات النوم تطول لدى الذكور والإناث، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث.
(2) عجز الغدة الدرقية حين يكون هنالك بطء في إفرازها هذا قد يؤدي أيضًا إلى كثرة النوم.
(3) التكاسل وعدم استشعار المسئولية قد يجعل البعض يُكثر من النوم.
(4) اضطراب الصحة النومية، بمعنى أن بعض الناس قد يسهر كثيرًا أو يغير كثيرًا في أوقات نوميه ولا يلتزم بنظام معين، هؤلاء أيضًا تطول لديهم ساعات النوم حين يجدون الفرصة لذلك، وهذا بالطبع ليس من أنواع النوم الصحي.
(5) هناك سبب نفسي أيضًا قد يؤدي إلى كثرة النوم وهو: أن الاكتئاب النفسي خاصة ما يسمى بـ (الاكتئاب النفسي الفصلي) والذي نشاهده كثيرًا في فترة الشتاء، خاصة في الدول الأسكندنافية، هذا النوع من الاكتئاب ينتج عنه ساعات طويلة من النوم، فهذه هي الأسباب المعروفة التي تؤدي إلى زيادة النوم، والذي أنصح به هو:
(1) أن تمارس الرياضة.
(2) أن تتناول شيئا من القهوة أو الشاي المركز.
(3) أن تنظم ساعات النوم.
(4) أن تحاول تجنب النوم النهاري بقدر المستطاع واعتمد فقط على النوم الليلي، ويكون في ساعات مقبولة ومعروفة.
(5) إجراء فحص للغدة الدرقية،
http://www.islamweb.net/ramadan/index.php?page=ShowIsti&lang=A&Id=293377&Option=FatwaId
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 01:54 م]ـ
رحم الله ابن القيم على هذا الكلام القيم. وزادك الله علما وهدى و نهى يا أبا السها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/33)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 07 - 09, 05:41 م]ـ
الأخ الكريم / أبا السها
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأعلاه، وأوفاه.
نقل نافع مبارك ... لاحرمك الله أجره.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[17 - 07 - 09, 09:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
هذا موضوع فيه فوائد: طالب العلم والنوم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=925366#post925366).
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[17 - 07 - 09, 04:11 م]ـ
عليك بتقليل الطعام قبل النوم وكما يقولون في المثل الصيني كل فطورك بمفردك واقسم غداك بينك وبين صديقك واعط عشاك لعدوك.
ولا تنسى الأذكار قبل النوم
يوجد كتاب جيد في موضوع النوم واسمه ((أسرار النوم)) لرجل أعجمي نسيت اسمه
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 07 - 09, 01:35 ص]ـ
حدثني - في سيارتي - أحد المشايخ الفضلاء ... ممن اعتاد على السهر بين بطون الكتب والبحث والقراءة والاطلاع، فقال:
جاء إليّ أحد الإخوان ... ينصحني عن كثرة السهر ... وأضراره ...
فقلت له: هل تأذن لي بسؤال؟.
فقال: نعم، تفضل.
فقلت له: كيف هو برنامجك اليومي؟.
فقال: أنا مدرس ابتدائي ... أخرج قبيل صلاة الظهر ...
فأذهب إلى البيت وآكل شيئا خفيفا ...
ثم أذهب إلى صلاة الظهر ...
ثم أعود ... للغداء بعد صلاة الظهر مباشرة ...
ثم أنام إلى صلاة العصر ...
ثم أعود للمنزل ... وأجد الشاي مع شيئ من القريض:) ... والفصفص ... وأجلس مع الأهل ... لمؤانستهم.
ثم إذا انتصف العصر ... أخرج ... أبحث عن عمل أو زميل أو مشوار ... أقضي فيه الوقت.
ثم بعد المغرب ... أعود للمنزل ... فأجد القهوة والشاي والقدوع ... إلى صلاة العشاء ...
ثم بعد العشاء ... إن كان الأهل عندهم مشوار ... قضيناه ... أو الجلوس في المنزل إلى وقت طعام العشاء.
ثم بعد وجبة العشاء ... النوم!!.
فقال الشيخ وفقه الله: تسمح لي أنصحك نصيحة؟! ..
فقال الشاب: نعم تفضل.
فقال الشيخ: أنصحك بأن لا تخبر أحدا عن برنامجك اليومي:)!! ...
ثم قال له: أما تستحي ... برنامج شابٍ سيماه الصلاح ... يقضيه بين أكل، وراحة، وقريض، وأكل، وشاي، ونوم؟!.
أين رسالتك؟!.
أين دعوتك؟!.
ماذا قدمت؟!.
إلى آخره من النصائح المباركات عن برنامج ذلك الشاب الفارغ. (انتهى من الذاكرة).
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 07 - 09, 02:49 م]ـ
إذا تأخرت في النوم ... وخشيت ألا تستيقظ للفجر ... فحاول ألا تنام على حالة يثقل بها عليك النوم ... كأن تنام جالسا أو بدون فراش أو تكييف أو من غير وسادة أو في غير غرفتك.
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: " كان صلى الله عليه وسلم إذا عرس (أي نزل للنوم والراحة) وعليه ليل توسد يمينه، وإذا عرس قبل الصبح وضع رأسه على كفه اليمنى، وأقام ساعدة " صحيح الجامع*.
---
(*) جوال زاد.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[30 - 07 - 09, 06:45 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
موقع النوم [أول موقع باللغة العربية متخصص في اضطرابات النوم]
http://www.sleep-sa.net/poll/index.php
وهنا: نصائح لنوم سليم
http://www.sleepsa.com/tips.html
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 08 - 09, 05:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أبا زارع ... وأسأل الله أن يسعدك في الدارين.
---
مما يناسب ذكره في هذا المقام:
استخدام قاعدة: الـ (خمس دقائق) عند القيلولة أو الغفوة.
وهي طريقة مجربة ومريحة ورائعة ...
وفيها ترويض للنفس على استغلال الوقت بما ينفع ... بدلا من تضييعه بالنوم الطويل الذي لا ينفع.
استرخِ في مكان هادئ ... ثم اطلب من أهلك أن يوقظوك ... وقل لهم (خمس دقائق فقط) ...
وستجد النشاط والراحة بعد قيامك من هذه الغفوة - بإذن الله -.
ومن لم يجرب ليس يعرف قدره ... فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 08 - 09, 07:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أبا زارع ... وأسأل الله أن يسعدك في الدارين.
---
مما يناسب ذكره في هذا المقام:
استخدام قاعدة: الـ (خمس دقائق) عند القيلولة أو الغفوة.
وهي طريقة مجربة ومريحة ورائعة ...
وفيها ترويض للنفس على استغلال الوقت بما ينفع ... بدلا من تضييعه بالنوم الطويل الذي لا ينفع.
استرخِ في مكان هادئ ... ثم اطلب من أهلك أن يوقظوك ... وقل لهم (خمس دقائق فقط) ...
وستجد النشاط والراحة بعد قيامك من هذه الغفوة - بإذن الله -.
ومن لم يجرب ليس يعرف قدره ... فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه.
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: " كان صلى الله عليه وسلم إذا عرس (أي نزل للنوم والراحة) وعليه ليل توسد يمينه، وإذا عرس قبل الصبح وضع رأسه على كفه اليمنى، وأقام ساعدة " صحيح الجامع*.
بارك الله فيك جربت مادونته بالأحمر في قيلولة فوجدت ذلك مناسب
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[03 - 08 - 09, 07:16 م]ـ
وجدت وقرأت منكم ـ أثابكم الله جميعًا ـ جديدًا خلاف ما توقعت.
أسحب كلامي وأعتذر عن تسرعي.
دعواتكم لي إخواني.
السلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/34)
ـ[ابو عبد الله الشريف]ــــــــ[03 - 08 - 09, 07:40 م]ـ
ياله من موضوع شيق ...
يختلف ترتيب النوم بحسب مشاغل طالب العلم والتزاماته
ومن الصور المشرقة أحد علمائنا النجباء في مدينة الرياض (لن أذكر اسمه لغلبة ظني أنه يكره ذلك)، له ترتيب يومي غريب جداً لا يظن أنه يكون من مثله،وقد علمت هذا التنظيم البديع من أحد أولاده، فهو يستيقظ من بعد صلاة الفجر ويمكث في مصلاه للتعبد وقراءة القرآن ثلاث ساعات على الأقل؛ ثم ينصرف إلى بيته وينام إلى أذان الظهر، ثم يقوم ويعكف على البحث والاطلاع والدراسة إلى صلاة المغرب، ثم يبدأ بعد الصلاة بدرسه اليومي إلى العشاء، ثم يعود بعد العشاء ويمكث مع أهله حوالي نصف ساعة تقريباً وبعدها يتناول معهم طعام العشاء، ثم ينصرف إلى مكتبته ويبدأ بالقراءة والمراجعة والبحث بكل همة إلى ما قبل صلاة الفجر بساعة واحدة فقط، ثم ينام إلى الفجر.
فحاصل نومه أربع ساعات فقط.
أترانا نطيق ذلك؟؟
ليس ذلك ببعيد لمن عظمت همته وصدقت نيته.
والله سبحانه خير معين.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 08 - 09, 11:20 م]ـ
لعلنا نتذاكر تجارب الأفاضل مع النوم ... أثناء شهر رمضان المبارك.
فما ضيّع من ضيّع ... و فرّط من فرّط ... إلا بتفريطه في النوم ... في هذا الشهر الكريم!.
أنتظر تجارب أهل الفضل ... ومن يعرفونهم.
أصلح الله أحوالنا.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[14 - 08 - 09, 07:54 ص]ـ
لعلنا نتذاكر تجارب الأفاضل مع النوم ... أثناء شهر رمضان المبارك.
فما ضيّع من ضيّع ... و فرّط من فرّط ... إلا بتفريطه في النوم ... في هذا الشهر الكريم!.
أنتظر تجارب أهل الفضل ... ومن يعرفونهم.
أصلح الله أحوالنا.
تفضل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/icon3.gif مَشرُوعُ التَزكيَة في رمَضَان ** لمِنْ حَرصَ عَلى اغْتنَامِ وقْتِه بإرضَاءِ الرحمنْ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=183010
برنامج مناسب ومرتب للنوم في رمضان يمكنك من خلاله استغلال الشهر في الطاعة والعبادة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 09 - 09, 01:05 ص]ـ
قال أحد الإخوة عندما سُئل عن أطول مدة ... نام فيها:
أطول مدة نمتها 48 ساعة أيام الثانوية العامة، كنت أقوم آكل وأدخل الحمام وأروح أكمل نوم ...
أما النوم الطويل العادى 18 ساعة 16 كدة يعنى.
وقال آخر:
أطول مدة نمتها هي 24 ساعة فقط لا غير ... كنت بوقتها تميت صاحي لمدة 48 ساعة، وكانت هذه الفترة قبل العيد، وكنت مشتري جهاز كمبيوتر جديد، يعني الـ 48 ساعة ما حسيت بيهم طبعاً مش يعني قاعد 48 ساعة على الكمبيوتر طبعاً لأ.
أطول فترة قضيتها على الكمبيوتر هي 19.30 ووقتها وقفت نظرت إلى الساعة فرأيتها تدور من تلقاء نفسها وبالفعل نمت أول يوم وفقت ثالث يوم العيد وهيك راح علينا العيد هذا الكلام منذ فترة الست سنوات.
وقال آخر:
أنا أطول فترة نمتها كانت 24 ساعة، وكنت راجع من البلد اللي فيها كليتى، وكان بقالى يومين منمتش، وأول مادخلت رحت نمت صحيت فى نفس الوقت اللى نمت فيه بالضبط والكلام ده كان من أربع سنين.
أصلح الله أحوالنا.
ـ[محمد العياشي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 01:11 ص]ـ
أعرف طالبا نام يوم الأحد و استيقظ يوم الثلاثاء, أي أنه لم يحي يوم الأثنين, و هذا بلا شك مرض, عافانا الله و إياكم.
ـ[أنس رحال]ــــــــ[30 - 09 - 09, 08:32 ص]ـ
الحرص على الطهارة وقراءة الاذكار التى قبل النوم، ولقد سمعت أن الحجامة قد تساعد في التخلص من كثرة النوم.
ـ[وحيد بن عبد الغفور الشيراني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 11:22 ص]ـ
من خلال التجرية من كان له ورد يومي خمسة أجزاء ومحافظ عليه فلن يستطيع كثرة النوم (طبعاً مع العمل اليومي) بهناء المترفين المنعمين الهمل!!!
وأدرر الغيث يا شيخنا المسيطير!!!
ـ[أبو عاصم المحمدي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 12:42 م]ـ
لعل الكلام في هذا الموضوع طال وسيطول وذلك:
1/ لأن الكثير منا يعاني من ذلك (الكاتب منهم) شفى الله الجميع.
2/ ضعف الهمم في تطبيق ما يعين على تقليل النوم، فهي أسباب كثيرة جل الإخوة يعرفها لكن أين من يعلق الجرس ويقول أنا لها:
أ/ التقليل من الأكل من الخلطة من الشرب من الكلام من فضول النظر والسماع.
ب/ النوم أول الليل بعد العشاء مباشرة.
ج/ المحافظة على الأوراد وقراءة القرآن.
والنوم نعمة يستحق الشكر، فنشكره على ذلك، ومن الشكر عدم الإسراف فيه.
اللهم تب علينا ويسرنا لخدمة دينك العزيز.
ـ[قلم]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:49 ص]ـ
فعلاً تجارب بديعة
وفقكم الله
ـ[عبدالرحمن الواعد]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:28 م]ـ
ذكر ابن القيم في كتاب الفوائد أن من أهم الأمور المعينة على قلة النوم قلة الأكل فكلما كثر الأكل زاد النوم والعكس بالعكس
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:40 م]ـ
-أظن أن من ينام كثيراً يحتاج لشىء أكبر من جدول ... يحتاج إلى هدف،
فما الفائدة من شخص ينام ساعتين فى اليوم فقط ثم يصحو يقرأ ساعة ثم يمل ثم يفعل شيئاً آخر فيمل وهكذا؟
-تخيل أنك إذا نمت 8 ساعات فى اليوم فإن ثلث عمرك تقضيه نائماً ..... فما بالكم بمن ضيع باقى ال24 ساعة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/35)
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:53 م]ـ
كان معنا أيام الطلب رجل شاب لا ينام يومين ثم ينام يومين ودواليك! .. فإن أحياه الله جمع الصلوات والتهم الثلاجة فيعيش يومين ليموت يومين .. وكان يسكن معنا أخ ليبي اسمه أنس .. لله در هذا الليبي! كان عدو النوم .. يتكئ بظهره وهو جالس على الجدار ويغفو لعشر دقائق ثم ينتبه ويكمل الحفظ والمراجعة والإستذكار .. وقيل له في ذلك فكان يقول: الجسم ملحوق عليه .. وإنما أريح عقلي فقط .. ما رايت أجلد منه ولا أخالني سارى .. كان نومه في اليوم والليلة لا يبلغ ساعتين .. ولو كان يقضيه مستلقيا على ظهره وساق فوق الأخرى يشاهد المباريات لقلنا هو مرتخ ولا حاجة له للراحة .. ولكن كان يضني عقله بالحفظ والإستذكار المستمر ثم يمحو أثر ذلك بغفوة عشر دقائق؟! ولولا أني رايته بعيني ما صدقت وجود أمثال هؤلاء في هذا الزمان .. فانظر اجتماع النقيضين في شقة واحدة ينتسبان إلى طلب العلم؟ حي صادق وميت كاذب!
.
.
.
.
نكمل بعدين.
ـ[عبيد الله المقبلي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 02:50 م]ـ
كنت أقلب بعض كتب السلف أبحث فيها عن مسألة ما .. , فوقع نظري على قول لبعض السلف يرشد فيه إلى آية من كتاب الله من قرأها ناويا القيام في ساعة ما فإنه ينتبه في تلك الساعة .. , فجربت ذلك , فقرأت الأية وحددت ساعة للقيام , فوالله الذي لا إله إلا هو لقد انتبهت في تلك الساعة , دون منبه ولا غيره , ثم إن الشيطان أنساني تلك الآية .. فلا أذكرها ولا أذكر أين قرأتها .. والله المستعان.
ـ[نورالدين الساعي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:33 م]ـ
نحن نحتاج بعد الاستعانة بالله أولا وآخرا ودعاءه-الى العزيمة والصدق والاخلاص-
قال الامام ابن القيم-رحمه الله- (عزيمة القصدتمنع من ضعف الارادة والهمة ,وصدق الفعل يمنع من الكسل والفتور) الفوائد-
ـ[عبدالله ناصر الكثيري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 11:31 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 11 - 09, 08:07 م]ـ
لعلنا نتذاكر تجارب الأفاضل مع النوم ... في هذه الأيام .. أيام عشر ذي الحجة.
فما ضيّع من ضيّع ... و فرّط من فرّط ... إلا بتفريطه في النوم ... في مثل هذه الأيام الفاضلة!.
أنتظر تجارب أهل الفضل ... ومن يعرفونهم.
أصلح الله أحوالنا.
---
الإخوة الأكارم /
محمد العياشي
أنس رحال
وحيد بن عبد الغفور الشيراني
أباعاصم المحمدي
قلم
عبدالرحمن الواعد
أحمد الدهشوري
أيوب بن عبدالله العماني
عبيدالله المقبلي
نورالدين الساعي
عبدالله ناصر الكثيري
جزاكم الله خير الجزاء، أجزله، وأتمه، وأعلاه، وأوفاه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 01 - 10, 09:59 م]ـ
قيل: " أمران لايحدد لهما وقت بدقة وهما:
- النوم فى حياة الفرد.
- والإنحطاط فى حياة الأمة.
ولايشعر بهما إلا إذا غلبا واستوليا ".
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 01 - 10, 08:57 ص]ـ
ذكر الشيخ عبد العزيز بن محمد السدحان في سلسلة: الإمام الألباني دروس ومواقف وعبر
http://www.islamway.com/?iw_s=Schola...series_id=4191 (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=4191)
أن العلامة الألباني كان يقضي 15 ساعة ما بين تأليف وبحث وقراءة!!
فاحسب كم بقي لنومه وأهله ونفسه؟
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[12 - 01 - 10, 10:00 ص]ـ
مقولة عامي
(يارجاااااااااال نوم الظالم عبادة - وسع بالك - نم بس نم - وربك كريم - ما سمعنا أحد مات من النوم)
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[23 - 02 - 10, 09:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على ما أتحفتونا به من فوائد
لكن هناك شيء أعاني منه وبشدة
وهو أني طالبة في معهد شرعي ,لكن دائماً في الحصص يطاردني النوم , وأبقى طول الحصة في مجاهدة وصراع وقد تغلبني عيني لثواني ثم أستيقظ على صوت المعلمة ,وليس ذلك من قلة نوم , ففي بعض الأحيان قد أنام 7 ساعات ثم أستيقظ صباحاً بنشاط , وحين أكون خارج الحصة أكون نشيطة , لكن في بعض الحصص يأتيني نعاس شديد
وأحياناً أكون قد نمت 3 أو 4 ساعات , وأعاني نفس المعاناة
كيف أتخلص من النعاس في طلب العلم؟؟
أرجو منكم الإجابة ,, عاجلاً
وجزاكم الله كل خير
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[23 - 02 - 10, 09:35 م]ـ
سؤال لأهل الإختصاص:
هل هناك علاقة بين الغدة الدرقية , وكثرة النوم؟
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[24 - 02 - 10, 12:12 ص]ـ
سؤال لأهل الإختصاص:
هل هناك علاقة بين الغدة الدرقية , وكثرة النوم؟
كنت أشتكيت لأحد الأطباء من كثرة النوم والخمول، فأرشدني إلي عمل تحليل غدة درقية.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[24 - 02 - 10, 12:26 ص]ـ
كنت أشتكيت لأحد الأطباء من كثرة النوم والخمول، فأرشدني إلي عمل تحليل غدة درقية.
بارك الله فيك
طيب لماذا , وماذا بعد ذلك.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[24 - 02 - 10, 12:27 ص]ـ
هذه أفضل نصيحة وأقوى علاج
و قد حدّثني أحد الإخوة أنه ذهب للشيخ يسأله
عن علاج، لأنّ الأخ يعاني من النوم الكثير
فقال له الشيخ: لا تنم إلا قليلا
فقال له: يا شيخ أسألك علاجا
فتقل لي لا تنم إلا قليلا
فقال له: ليس ثم إلا أن تعزم و تنفذ
**************
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/36)
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[24 - 02 - 10, 02:13 ص]ـ
وجدت هذه المقالة علي الشبكة:
ضعف الغدة الدرقية المكتسب مرض واسع الانتشار يصل في بعض الدراسات إلى 5 % من السكان ويحدث بسبب نقص في إفراز هرمون الثيروكسين من الغدة الدرقية.
وحول أسباب ضعف الغدة الدرقية يقول الدكتور أحمد الزهراني استشاري الغدد الصماء إن أحد أكثر الأسباب شيوعاً هو وجود أجسام مضادة تتكون ضد أنسجة الغدة الدرقية فتعمل على تدمير خلايا الدرقية مما يؤدي إلى التهاب مزمن بالدرقية وهبوط في وظيفتها ويكثر هذا النوع في النساء ما بين 30 – 50 سنة.
إضافة إلى وجود التهابات جرثومية أو فيروسية بالغدة الدرقية تؤدي إلى إصابتها بصورة مؤقتة أو دائمة وكذلك من الأسباب النقص في الهرمون المحفز للدرقية والذي يفرز من الغدة النخامية ووجود مواد كيماوية أو سّمية كبعض الأدوية أو وجود نقص أو زيادة في كمية اليود في الدرقية.
ومن الأسباب أيضاً استئصال الغدة الدرقية بعد عملية جراحية.
الأعراض والمضاعفات
تتراوح أعراض ضعف الغدة الدرقية المكتسب من خفيفة أو غير ملموسة إلى شديدة حسب المدة الزمنية للمرض وحسب شدة ضعف الدرقية ومن الأعراض الخمول والكسل والإرهاق السريع وكثرة النوم والإحباط وبطء التفكير والشعور بالبرد والإمساك وتغير الصوت وكذلك توقف النمو إذا كانت الإصابة في الأطفال وزيادة الوزن بالإضافة إلى تساقط الشعر ورقته وسماكة الجلد وكثرة دهونه وخشونة ملامح الوجه وبطء دقات القلب في الحالات المتأخرة وقد يكون هناك تضخم في حجم الدرقية أحياناً وقد يظهر بعض هذه الأعراض فقط في اغلب الحالات. جدير بالذكر أن أعراض التخلف العقلي التي تحصل في ضعف الدرقية الخلقي لا تحصل في هذا النوع من الضعف المكتسب وحتى مستوى التحصيل الدراسي لا يتأثر.
العلاج
جميع الأعراض السابقة قابلة للعلاج بهرمون الثيروكسين بحدود 50 – 100 مكجم يومياً ومتابعة بحدود كل ثلاثة أشهر حتى نحدد الجرعة المناسبة من العلاج وتحديد إن كان الالتهاب مؤقتاً أو دائماً.
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[24 - 02 - 10, 09:40 ص]ـ
هذه أفضل نصيحة وأقوى علاج
جزاكم الله خيرا
فلا نعتب على الغدة الدرقية
ـ[أبو عبدالرحمن الحر]ــــــــ[24 - 02 - 10, 10:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل ....
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[24 - 02 - 10, 10:51 ص]ـ
لم يعتب أحد على الغدة الدرقية ^_^ وسع صدرك.
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[24 - 02 - 10, 11:52 م]ـ
الحجامة الحجامة الحجامة لكثير النوم مجربة وقد جربتها
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 05 - 10, 01:23 ص]ـ
خبر:
لم يذق تونسي (54 عاما) طعم النوم منذ أكثر من عقدين ولم يسعفه الطب في التخلص من حالة الأرق الدائم التي يعاني منها.
وذكرت تقارير صحفية امس إن خليفة الرياحي القاطن بأحد أرياف محافظة سوسة (120 كلم جنوب العاصمة تونس) لم ينم من 21 عاما حتى أصبح " يرى الأشياء مقلوبة ولا يستوعبها إلا بعد مرور مدة زمنية ".
وأضافت التقارير أن الرياحي أصيب - نتيجة الأرق الدائم - باعوجاج في الفكين وبأوجاع في الظهر والقدمين استوجبت إجراء أربع عمليات جراحية وانه لم يعد قادرا على أداء أي عمل.
وقال الرياحي إنه لم ينم منذ نهاية سنة 1987، وأن العقاقير المنومة التي وصفها له الأطباء في أكثر من مناسبة لم تنفع معه بل " كادت تودي بحياته " ما دفعه إلى قطع علاقته بالطب.
وقالت ابنة الرياحي إنها لم تر والدها نائما منذ أن بدت تعي الوجود وأنه يمضي كامل الوقت في حالة استيقاظ دائمة وشارد الذهن.
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[02 - 05 - 10, 03:05 م]ـ
كشفت دراسة علمية أجراها خبراء في جمعية "أطباء القلب" في الأردن، عن أن أداء صلاة الفجر في موعدها المحدد يوميًا، خير وسيلة للوقاية والعلاج من أمراض القلب وتصلب الشرايين، بما في ذلك احتشاء عضلة القلب المسببة للجلطة القلبية وتصلب الشرايين المسببة للسكتة الدماغية.
وقالت وكالة واس إن الأبحاث العلمية والطبية أكدت أن مرض احتشاء القلب، وهو من أخطر الأمراض، ومرض تصلب الشرايين وانسداد الشريان التاجي، سببها الرئيسي هو النوم الطويل لعدة ساعات سواء في النهار أو الليل.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الإنسان إذا نام طويلاً، قلت نبضات قلبه إلى درجة قليلة جدًا، لا تتجاوز 50 نبضة في الدقيقة، وحينما تقل نبضات القلب، ويجري الدم في الأوعية والشرايين والأوردة ببطء شديد، الأمر الذي يؤدي إلى ترسب الأملاح والدهنيات على جدران الأوردة والشرايين وبخاصة الشريان التاجي وانسداده.
وأشارت الدراسة إلى أنه نتيجة لذلك يُصاب الإنسان بتصلب الشرايين أو انسدادها، حيث يؤدي ذلك إلى ضعف عضلة القلب وانسداد الشرايين والأوردة الناقلة للدم من القلب وإليه، حيث تحدث الجلطة القلبية، أو انسداد الشرايين الناقلة للدم من الدماغ وإليه، مما يسبب السكتة الدماغية المميتة في أغلب الأحيان.
وشددت نتائج الدراسة على ضرورة الامتناع عن النوم لفترات طويلة، بحيث لا تزيد فترة النوم على أربع ساعات، حيث يجب النهوض من النوم وأداء جهد حركي لمدة 15 دقيقة على الأقل، وهو الأمر الذي يوفره أداء صلاة الفجر بصورة يومية في الساعات الأولى من فجر كل يوم، والأفضل أن تكون الصلاة في المسجد وفي جماعة.
وجاء في الدراسة أن المسلم الذي يقطع نومه ويصلى صلاة الفجر في جماعة، يحقق صيانة متقدمة وراقية لقلبه وشرايينه، ولاسيما أن معدل النوم لدى غالبية الناس يزيد على ثماني ساعات يوميًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/37)
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 06 - 10, 02:28 م]ـ
في الإجازات الأسبوعية والصيفية والاعتيادية .. لابد من وقفة جادة حازمة مع تساهل النفس مع النوم .. وأن يكون هناك نهاية معلومة له ..
أصلح الله الأحوال.
ـ[أبو عبدين]ــــــــ[27 - 06 - 10, 03:43 م]ـ
أصلح الله حالك شيخنا المسيطير
في هذا الصيف والحر كيف تطلب منا ألا ننام كثيرًا!
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[27 - 06 - 10, 04:47 م]ـ
وقلة النوم ومغالبته وطرده يؤذي النفس على المدى البعيد وله ضرر لا يخفى من التوتر والإجهاد وأمور كثيرة
ولهذا أقول كل واحد أعرف بنفسه فلا افراط ولا تفريط ولا تقيس نفسك على الآخرين
ومعلوم أنه كلما تقدم بك العمر انخفضت ساعات النوم بعكس الشباب
ولهذا لا يقيس الشاب نفسه بمن شاب ..
ولا يتصادم أحدنا أو يتحرج من طبيعة خلقها الله فيه فإذا عرفت ذلك ارتاحت نفسك
نعم ترتيب النوم وتنظيمه بشكل عام مطلوب لكن أن يجلد ذاته ويلوم نفسه إن زاد ساعة في نومه في الأسبوع ويغرق في المثالية فهذا مما يتعب المرء من حيث أراد راحتها
والله أعلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 07 - 10, 06:12 م]ـ
قال الكاتب وفقه الله:
قال تعالى: (وجعلنا نومكم سباتًا .. وجعلنا الليل لباسًا).
النوم: آية من آيات الله في خلقه، وصفة أساسية من صفات الإنسان، وضرورة من ضرورات حياته.
فوائد النوم على الشق الأيمن:
- أن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملاً.
- وتكون الكبد مستقرة لا معلقة.
- و المعدة جاثمة فوقها بكل راحتها.
- أسهل لإفراغ ما بداخلها من طعام بعد هضمه.
- النوم على الشق الأيمن من أروع الإجراءات الطبية التي تسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية.
كما أثبتت بعض الدراسات أن توسد اليد اليمنى مع الجانب الأيمن للدماغ يؤدي إلى أحداث سلسلة من الذبذبات يتم من خلالها تفريغ الدماغ من الشحنات الزائدة والضارة مما يؤدي إلى الاسترخاء المناسب لنوم مثالي.
مضار النوم على الظهر:
- تسبب التنفس الفموي لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك السفلي.
والتنفس من الفم يعرض صاحبه لكثرة الإصابة بنزلات البرد و الزكام في الشتاء، كما يسبب جفاف اللثة و من ثم إلى التهابها الجفافي، كما أنه يثير حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة اللثوية.
- في هذه الوضعية أيضاً فإن شراع الحنك و اللهاة يعارضان فرجان الخيشوم، ويعيقان مجرى التنفس فيكثر الغطيط و الشخير.
- يستيقظ المتنفس من فمه و لسانه مغطى بطبقة بيضاء غير اعتيادية إلى جانب رائحة فم كريهة.
- هذه الوضعية غير مناسبة للعمود الفقري لأنه ليس مستقيماً.
وإما يحوي على انثناءتين رقبي و قطني.
- تؤدي عند الأطفال إلى تفلطح الرأس إذا اعتادها لفترة طويلة.
مضار النوم على الشق الأيسر:
- القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى، والتي هي أكبر من اليسرى مما يؤثر في وظيفته، ويقلل نشاطه وخاصة عند المسنين.
- تضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب و الكبد.
- يبقى الكبد الذي هو أثقل الأحشاء غير ثابت بل معلقاً بأربطة، وهو موجود على الجانب الأيمن فيضغط على القلب و على المعدة مما يؤخر إفراغها.
- وقد أثبتت التجارب التي أجراها غالتيه و بوتسيهأن مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء يتم في فترة تتراوح بين 2,5 ـ4,5 ساعة إذا كان النائم على الجانب الأيمن، ولا يتم ذلك إلا في 5 ـ 8 ساعات إذا كان على جنبه الأيسر.
من هنا عُلم سماحة هذا الدين في آدابه وحرصه على تحقيق كل منفعة للعباد ودفع كل مفسدة كانت حسية أو معنوية.
هنا ( http://forum.ma3ali.net/t679800.html)
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 10 - 10, 07:14 م]ـ
- الإنسان لابد أن ينام إذا كان بحاجة إلى النوم .. وإذا لم يحتج إلى النوم فلا يخلد إلى النوم ..
- أهم ما في ذلك أن يحدد وقت الاستيقاظ .. فيستيقظ .. أي: أن يثبّت وقت الاستيقاظ .. ولا يثبّت وقت النوم.
- أما الـ (8) ساعات اليومية الضرورية للنوم .. وكونها دراسات علمية .. فقد يُحتاج إلى إعادة النظر فيها .. إذ إن الواقع يخالفها.
ـ[أبو ضمام الجزائري]ــــــــ[29 - 10 - 10, 07:52 م]ـ
وقلة النوم ومغالبته وطرده يؤذي النفس على المدى البعيد وله ضرر لا يخفى من التوتر والإجهاد وأمور كثيرة
ولهذا أقول كل واحد أعرف بنفسه فلا افراط ولا تفريط ولا تقيس نفسك على الآخرين
ومعلوم أنه كلما تقدم بك العمر انخفضت ساعات النوم بعكس الشباب
ولهذا لا يقيس الشاب نفسه بمن شاب ..
ولا يتصادم أحدنا أو يتحرج من طبيعة خلقها الله فيه فإذا عرفت ذلك ارتاحت نفسك
نعم ترتيب النوم وتنظيمه بشكل عام مطلوب لكن أن يجلد ذاته ويلوم نفسه إن زاد ساعة في نومه في الأسبوع ويغرق في المثالية فهذا مما يتعب المرء من حيث أراد راحتها
والله أعلم
كلام جميل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(113/38)